آخَرين، وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن أبي عذيبة وَقَالَ أَنه مَاتَ فَجْأَة فِي مستهل الْمحرم سنة خمسين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله.
543 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن أبي بكر بن أبي السعادات ابْن زَكَرِيَّا بن يحيى بن أَحْمد الربيعي نِسْبَة لِرَبِيعَة الْفرس بِالْفَاءِ وَالرَّاء الفارقي الأَصْل نِسْبَة لميافارقين بديار بكر الْمصْرِيّ /. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وسافر بِهِ أَبوهُ وَله نَحْو عشر سِنِين إِلَى الْيمن فاستوطنها إِلَى سنة ثَلَاث وَعشْرين غير أَنه قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة لبَعض الأشغال وحظى فِي الْيمن عِنْد الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل الْعَبَّاس بِحَيْثُ كَانَ ينْتَقل مَعَه حَيْثُ مَا سكن لتعز وَغَيرهَا وَكَذَا كَانَ أَبوهُ فِي خدمته بل كَانَ عَمه وزيره وَلما قدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَانَت إِقَامَته إِمَّا بهَا أَو باسكندرية أَو بِغَيْرِهِمَا من نَوَاحِيهَا حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وَذكر البقاعي أَنه لقِيه بِالْقَاهِرَةِ وَحكى لَهُ أَن عَادَة أهل عدن أَن من كَانَ حمله من التُّجَّار أَكثر بدىء بوزنه فاتفق اجْتِمَاع جمَاعَة وَفِيهِمْ خصى يُقَال لَهُ يمن عَتيق الشجاعي وَكَانَ حمله أَكثر وَنور الدّين الفوي أحد التُّجَّار المقيمين بعدن مِمَّن لَهُ وجاهة عِنْدهم وَتقدم فِي السن فأرادوا تقدميه فَلم يُمكنهُم الخصى من ذَلِك وسألهم الجري على الْعَادة أَو يُكَاتب السُّلْطَان ويمتثل مَا يرسم بِهِ فكاتبوه)
فَكتب إِلَيْهِم:
(يمن يمن بِمن ... يمن يمن يمن يمن)
وَلم ينقط حرفا مِنْهَا فَلم يفهم أحد من المباشرين مُرَاده وفهمه الخصى فَكتب إِلَى السُّلْطَان كتابا وضع فِيهِ هَذِه الْكَلِمَات بِعَينهَا وَلم ينقط أَيْضا شَيْئا ففهم السُّلْطَان أَن مُرَاده
(يمن يمن بِمن ... تمن يمن ثمن ثمن)
فَأرْسل إِلَيْهِم أَن قدموه وَأَرَادَ شِرَاءَهُ فَوَجَدَهُ عتيقا، وَكَذَا كتب عَنهُ البقاعي مَا أنْشدهُ إِيَّاه من نظم الْأَشْرَف.
544 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عَامر بن جَابر الْعِزّ بن الشهَاب بن الْعِمَاد الْمذْحِجِي القصوري بِضَم الْقَاف والمهملة نِسْبَة لبلدة بِالْيمن ثمَّ الطَّائِفِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَأبي الْحسن وَالْخَيْر / الْآتِي ذكرهم وَيعرف كسلفه بِابْن مكينة بِفَتْح أَوله.
ولد بعد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فِي قَرْيَة المليسا بلام مُشَدّدَة ومهملة مُصَغرًا ممدودا من وَادي الطَّائِف وَحفظ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لنافع على أَبِيه والعمدة والمنهاج الفرعي، وَأَجَازَ لَهُ من سَيذكرُ فِي اخوته وَأم بعد أَبِيه بِجَامِع المليسا، وداوم الْحَج وَتردد إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة(4/212)
للزيارة مَاشِيا ونظم الشّعْر لقِيه البقاعي فِي بِلَاده سنة تسع وَأَرْبَعين فَكتب عَنهُ أبياتا قَالَ أَنه أصلحها لَهُ من اللّحن وَغَيره هَذَا بعد أَن وَصفه بالأديب الْفَاضِل وَقَالَ فِي كل من أَبِيه وجده القَاضِي. مَاتَ فِي.
545 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الشّرف أَبُو الْقسم بن الْمُحب أبي المفاخر بن قَاضِي الْقُضَاة الْعِزّ أبي المفاخر بن قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْمُحب أبي بكر بن قَاضِي الْقُضَاة الْكَمَال أبي الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الْعِزّ مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي لَيْلَة الرَّابِع عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه شبيبة ابْنة مُحَمَّد بن بِلَال بن قلاوون الْمَكِّيّ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والألفية والمنهاج وَغَيرهَا وَعرض وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمسين فَمَا بعْدهَا شَيخنَا والعيني وَابْن الديري ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ والصالحي والرشيدي وَابْن الْفُرَات والصفدي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وجدته لِأَبِيهِ كمالية ابْنة عَليّ النويري وَأُخْتهَا أم الْوَفَاء وَالْقَاضِي أَبُو الْيمن وَأَبُو الْفضل وَخَدِيجَة ابْنة عبد الرَّحْمَن النويري وَأَبُو الْفَتْح المراغي)
وَالسَّيِّد عفيف الدّين والمحب المطري وَابْن فَرِحُونَ والشهاب الْمحلي وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي أَبُو بكر القلقشندي وست الْقُضَاة ابْنة ابْن زُرَيْق وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان وَأحمد بن عمر بن عبد الْهَادِي والشهاب بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني وَابْن جوارش وَغَيرهم، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَسمع بهَا على الشواوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَآخَرين ولازمني بِمَكَّة والقاهرة فِي ألفية الحَدِيث وَشَرحهَا وَكَذَا فِي غير ذَلِك، وَكَذَا دخل الشَّام مرّة بعد أُخْرَى واشتغل بِبَلَدِهِ على غير وَاحِد من الغرباء وَفِي رحلته على جمَاعَة فِي فنون وتميز وَمن شُيُوخه فِي الشَّام الزين خطاب وَفِي الْقَاهِرَة الْجَوْجَرِيّ وَفِي مَكَّة ابْن عطيف والعلمي وَعبد المحسن فِي آخَرين، وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَمَعَهُ وَلَده فدام بهَا أشهرا، وَكَانَ على خير كَانَ الله لَهُ.
546 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعِزّ بن الشهَاب القاهري ثمَّ الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المراحلي. ولد سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه فِي بعض مجاوراته بِالْمَدِينَةِ على الشهَاب الأبشيطي وَكَذَا تلاه على غَيره وترقي للتِّجَارَة وتميز فِيهَا، وقطن مَكَّة زَمنا وزاحم الْكِبَار بِحَيْثُ تزوج ابْنة الخواجا بير مُحَمَّد واستولدها وَغَيرهَا عدَّة أَوْلَاد مَا سعد فيهم، وتكرر قدومه الْقَاهِرَة واختص بِالْعَلَاءِ بن خَاص بك(4/213)
وَاعْتَمدهُ ابْنا عليبة والرئيس يحيى وَغَيرهم فِي الْغَيْبَة والحضور وَملك دورا بِمَكَّة وَغَيرهَا بل وجدد بالسروجيين من الْقَاهِرَة مكتبا للايتام وسبيلا، وَعرف بالحزم والضبط لشأنه وَعدم التبسط فِي معيشته مَعَ الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة وَالْجَمَاعَات وَالطّواف ومشاهد الْخَيْر وبذل الزَّكَاة للمستحقين وَنَحْوهم والميل للصالحين كالكمال إِمَام الكاملية والاكثار من ذكر كرامتهم وأحوالهم والتودد لَهُم، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ بعد زَوجته بِيَسِير فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ قد كتب بِحمْلِهِ مَعَ نَائِب جدة إِلَى الْقَاهِرَة بِسَبَب تَركه زَوجته فِيمَا قيل وَغَيرهَا فَمَا أمكن لكَونه كَانَ فِي ضعف مَوته، وَتَفَرَّقَتْ تركته لاخْتِلَاف بنيه وَغَيره رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
547 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن يحيى أَبُو فَارس بن أبي الْعَبَّاس الهنتاتي الحفصي / ملك الْمغرب وَصَاحب تونس وَهُوَ بكنيته أشهر. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه قَرَأت بِخَط صاحبنا أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد)
الْحق التّونسِيّ فِيمَا كتب من سيرته أَنه بلغه أَنه كَانَ لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا بل حزر بِقدر أَربع سَاعَات لَا تزيد قطّ وَرُبمَا نقصت وَأَنه لَيْسَ لَهُ شغل سوى النّظر فِي مصَالح ملكه وَأَنه كَانَ يُؤذن بِنَفسِهِ ويؤم بِالنَّاسِ فِي الْجَمَاعَة وَيكثر من الذّكر وَيقرب أهل الْخَيْر وَأَنه أبطل كثيرا من التركات والمفاسد بتونس كالعيالة وَهُوَ مَكَان يُبَاع فِيهِ الْخمر للفرنج يتَحَصَّل مِنْهُ شَيْء كثير فِي السّنة ولأكثر الْجَيْش عَلَيْهِ رواتب وعوضهم عَنهُ وَكَذَا المكوس بِحَيْثُ لم يكن ببلاده كلهَا شَيْء مِنْهَا وَأَنه شكى إِلَيْهِ قلَّة الْقَمْح بِالسوقِ فَدَعَا تجاره فَعرض عَلَيْهِم قمحا من عِنْده وَقَالَ أُرِيد بَيْعه بِدِينَار وَنصف فاسترخصوه فَأمر بِبيعِهِ بذلك السّعر وَأَن لَا يَشْتَرِي من غَيره بأزيد فاحتاجوا لبيع مَا عِنْدهم كَذَلِك فَترك هُوَ حِينَئِذٍ البيع فَبَلغهُ أَنهم زادوا قَلِيلا فَأمر بِبيع مَا عِنْده بِدِينَار فَقَط وَتقدم إِلَى خازنه انه إِن وجد الْقَمْح فِي السُّوق لَا يَبِيع شَيْئا وَإِلَّا بَاعَ بِدِينَار فاضطربوا إِلَى أَن مَشى الْحَال فَكَانَت من أحسن الْحِيَل فِي تمشية حَال النَّاس، وَإنَّهُ كَانَ محافظا على عمَارَة الطرقات بِحَيْثُ أمنت القوافل فِي أَيَّامه بِجَمِيعِ بِلَاده وَإنَّهُ حضر محاكمة مَعَ مُنَازع لَهُ فِي بُسْتَان إِلَى القَاضِي فَحكم عَلَيْهِ فَقبل الحكم وأنصف الْغَرِيم وَإنَّهُ كَانَ يُبَالغ فِي أَخذ الزَّكَاة وَالْعشر وَإِذا مر فِي السُّوق يسلم وَلَا يلبس الْحَرِير وَلَا يجلس عَلَيْهِ وَلَا يتختم بِالذَّهَب إِلَى غير ذَلِك من المحاسن، وَكَانَت صدقاته إِلَى الْحَرَمَيْنِ بل وَإِلَى جمَاعَة من الْعلمَاء والصلحاء بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا مستمرة فَأرْسل يَسْتَدْعِي نُسْخَة من فتح الْبَارِي(4/214)
لشَيْخِنَا بتحريك الزين عبد الرَّحْمَن البرعكي فَجهز لَهُ مَا كمل وَهُوَ قدر الثُّلثَيْنِ مِنْهُ وبهذه الْوَاسِطَة كَانَ تجهز لكتبه الشَّرْح بل ولجماعة مجْلِس الاملاء ذَهَبا يفرق عَلَيْهِم على قدر مَرَاتِبهمْ وَالْكثير مِنْهُ معِين من هُنَاكَ، وَمَا سَافر قطّ مَعَ كَثْرَة أَسْفَاره إِلَّا قدم بَين يَدَيْهِ صدقَات وَقرب للزوايا وَغَيرهَا امتثالا لقَوْله أَأَشْفَقْتُم أَن تقدمُوا بَين يَدي نَجوَاكُمْ صدقَات وَكَذَلِكَ إِذا عَاد ولهذه الْأَوْصَاف الشَّرِيفَة كتب إِلَيْهِ ابْن عَرَفَة مرّة وَالله مَا أعلم يَوْمًا يمر عَليّ وَلَا لَيْلَة إِلَّا وَأَنا دَاع لكم بخيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِنَّكُم عماد الدّين ونصرة الْمِسْكِين انْتهى. وَقد استجاز لَهُ ولأولاده شَيخنَا الزين رضوَان وَغَيره جمعا من الْأَعْيَان وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَنْهُم بالاجازة مُكَافَأَة لَهُ على أفضاله وترغيبا لَهُ فِي مزِيد إقباله. مَاتَ فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن سِتّ وَسبعين سنة بعد أَن خطب لَهُ بفاس وتلمسان وَمَا والاهما من المدن والقرى إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَثلث سنة فأزيد قَالَ المقريزي وَكَانَ خير مُلُوك زَمَانه صِيَانة وديانة وجودا وافضالا وعزما وحزما وَحسن سياسة وَجَمِيل طَريقَة، وَأطَال تَرْجَمته جدا فِي عقوده وختمها بقوله ومناقبه كَثِيرَة وفضائله شهيرة وَلَقَد فجع الاسلام وَأَهله بِمَوْتِهِ وَالله يرحمه ويتجاوز عَنهُ وَقَامَ من بعده حفيده الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْأمين أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أبي فَارس فدام أَيْضا دهرا كَمَا سَيَأْتِي.
548 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَسد الْعِزّ بن الْعِمَاد الفيومي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَبُو عمر الْوَكِيل وَمُحَمّد النَّائِب وأخو الشّرف مُحَمَّد / الْآتِي ذكرهم وَيعرف بالفيومي. كَانَ أَبوهُ بزازا بالفيوم مَذْكُورا بِالْخَيرِ واللين والصدق فولد لَهُ بهَا الْعِزّ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وَكَانَ ابْتِدَاء عرضه لَهُ فِي سنة أَربع وَعشْرين فِيمَا قَالَ وَأَنه تحول من الفيوم بعد موت وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ فِي خلْوَة بالمؤيدية وانتفع بالزين السندبيسي فِي محافيظه وَكَانَ الزين يكثر الشكوى مِنْهُ ويصفه بالشيطنة، وَأخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي وَغَيرهمَا ولازم السماع عِنْد شَيخنَا وَغَيره وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَنسخ بِهِ أَشْيَاء وانتمى لكل من الجوهرين الخازندار واللالا ثمَّ اخْتصَّ بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وأقرأ أَوْلَاده وَصَارَت لَهُ المرتبات والجهات ونفائس الْكتب بل وَأَنْشَأَ دَارا خسنة بِالْقربِ من بَيت مخدومه فِيهَا صهريج وسبيل وَكَذَا مَال مَعَ الْمُحب بن الشّحْنَة وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وخطب عَنْهُم بِجَامِع الْحَاكِم بل وَأم فِيهِ ثمَّ صرف عَن الخطابة وَمَعَ خطيب مَكَّة وَغَيرهمَا مِمَّن يرى رُجْحَان(4/215)
كفته مَعَ كَونه مخمول الحركات مَعْلُول البركات، وجاور غير مرّة وَهُوَ مِمَّن أُشير إِلَيْهِ بالذكاء وَالْفضل وَكَونه من دهاة الْعَالم يتطور كثيرا وَيتَصَوَّر حَقِيرًا فَتَارَة يتصوف وَتارَة يتمكس حَتَّى كَانَ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ يرجح أَخَاهُ شريفا المشتهر أمره عَلَيْهِ وَيَقُول هما اثْنَان فَاسق وَكَذَا وَقد عزره الْعلم البُلْقِينِيّ لكَونه قَالَ أَنا أحب عبد الرَّحْمَن بن الكويز أَكثر من كل فَقيل لَهُ ففلان وَفُلَان فَمَا توقف ثمَّ حكم باسلامه بِوَاسِطَة مخدومه بعد توقفه فِي ذَلِك، وتنازع مرّة مَعَ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الملقب كتكوت فِي صرة بِسَمَاع الحَدِيث بالقلعة فَشهد لَهُ الْمُحب قَاضِي الْحَنَابِلَة بِأَن الْبَدْر أولى مِنْهُ لالمامه بِعلم الحَدِيث وَقِرَاءَة الْكثير من كتبه وَلما شرعوا فِي عمَارَة السُّلْطَان عِنْد بَاب النَّصْر توسل حَتَّى كتب فِيهَا مَعَ شيخوخته وَعدم حَاجته وَوَافَقَ على أَخذ قِطْعَة من قاعة الخطابة حَتَّى عملت ميضأة ورام بذلك انتفاعه بهَا لكَونه يَنُوب فِي الخطابة فعوجل بانتزاعهما مِنْهُ وَكَاد بعدو الْأَمر وَرَاء هَذَا. مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ
549 -. عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن يُوسُف عز الدّين الوفائي الْوَكِيل ويلقب بالفار. مِمَّن عمل الرسلية فِي بَاب شَيخنَا وَغَيره ثمَّ ترقى للوكالة وبرع فِيهَا وَفِي الْخُصُومَات سِيمَا حِين فشو النَّقْص فِي الْقُضَاة وتحول من ذَلِك وَملك الدّور وَغَيرهَا، وَحج غير مرّة وجاور وَتكلم هُنَاكَ فِي الْحِسْبَة وَغَيرهَا، وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى اسْتَقر فِي نظر الْأَوْقَاف عوضا عَن ابْن العظمة بتقرير شَهْري، وَركب البغلة وَتوسع فِي الظُّلم، وَمَعَ ذَلِك فتجمد عَلَيْهِ مِمَّا الْتَزمهُ الْكثير بِحَيْثُ تكلّف فِي سَده لبيع بعض أملاكه ورسم عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى الْوكَالَة وَلَكِن فِي حَالَة دون الأولى بِكَثِير، وَلم يزل فِي تناقص حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يخلف بعده مثله عَفا الله عَنهُ.
550 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْعِزّ الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سليم. / ولي قَضَاء الْمحلة سِنِين عَن الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء وَغَيره ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة فجاور بهَا أَزِيد من سنتَيْن على طَريقَة حَسَنَة وإحسان للنَّاس بالقرض مَعَ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة بالوراقة فِيمَا بَلغنِي، وَمَات بهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر صفر وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين فِيمَا أَحسب. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَجزم بِأَنَّهُ كَانَ عَالما بالوثائق وَنسبه لجده فَقَالَ ابْن سليم.
551 - عبد الْعَزِيز بن إِسْحَاق بن الْفراش بِمَكَّة /. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
عبد الْعَزِيز بن أبي البركات بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز. /(4/216)
552 - عبد الْعَزِيز بن برقوق بن أنس الْملك الْمَنْصُور عز الدّين أَبُو الْعِزّ بن الظَّاهِر الجاركسي الأَصْل أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي والناصر فرج / الْآتِي. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بسنيات بقلعة الْجَبَل وَنَشَأ بهَا وَأمه أم ولد تركية تسمى قنقباي. جعله أَبوهُ ولي الْعَهْد من بعد أَخِيه فملكوه فِي حَيَاته وَذَلِكَ فِي عشَاء لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة ولقب بالمنصور وَمَا كَانَ لَهُ سوى الِاسْم بل لم يلبث غير شَهْرَيْن وَثلث شهر وَظهر أَخُوهُ فَخلع وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة فَلم يهيجه بل سكن روعه وَأحسن إِلَيْهِ ورسم لَهُ بِالسُّكْنَى بالقلعة على مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا وأجرى عَلَيْهِ معتاده بأزيد، ثمَّ بعد ثَمَانِيَة أشهر وَنصف جهزه هُوَ وَأَخُوهُ الْأَصْغَر إِبْرَاهِيم إِلَى اسكندرية مَعَ مقدمين وهما قطلوبغا)
الكركي واينال حطب فأقاما نَحْو شهر وَنصف، وَمَات هَذَا ثمَّ إِبْرَاهِيم كِلَاهُمَا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الثَّانِي سنة تسع ودفنا من الْغَد باسكندرية وتحدث النَّاس بكونهما مسمومين وَصدق ذَلِك موت قطلوبغا بعد قدومه وَهُوَ مَرِيض من اسكندرية بِيَسِير وَمَا تمّ الشَّهْر حَتَّى نقلا إِلَى الْقَاهِرَة ودفنا بتربة أَبِيهِمَا بعد أَن صلى عَلَيْهِمَا تَحت القلعة ومعهما من النِّسَاء والجواري المسبيات مَا الله بِهِ عليم بِحَيْثُ عد من الْأَيَّام المهولة جدا عوضهما الله الْجنَّة وَذكره المقريزي فِي عقوده.
عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن رسْلَان. هُوَ عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن مظفر. / وَسَيَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير.
553 - عبد الْعَزِيز بن الْفَخر أبي بكر بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد الْقرشِي الْمَكِّيّ ابْن أخي القَاضِي الْبُرْهَان وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة ويلقب فائزا / وَهُوَ بلقبه أشهر. ولد فِي لَيْلَة السبت ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وَأمه حبشية اسْمهَا غزال فتاة لِأَبِيهِ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَنور الْعُيُون لِابْنِ سيد النَّاس والارشاد لِابْنِ الْمقري من الْمِنْهَاج إِلَى الْحَج والحاجبية وتدرب بالشهاب الزبيرِي فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَحضر بعض دروس وَالِده وَعَمه ثمَّ ابْن عَمه فِي الْفِقْه والاصول وَالتَّفْسِير وَغَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ بل قَرَأَ على الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد فِي الارشاد وَغَيره وَعلي فِي مجاورتي الرَّابِعَة صَحِيح البخارية وَقطعَة من شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَغير ذَلِك وَسمع عَليّ فِيهَا وَفِي الَّتِي قبلهَا أَشْيَاء وَحضر دروس السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة الدِّمَشْقِي فِي الارشاد وَتزَوج ابْنة عَمه البرهاني وَكَانَ المهم فِي شعْبَان وَأَنا بِطيبَة واستولدها وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَقرر فِي(4/217)
جِهَات أَبِيه شَرِيكا لاخوته بعد مَوته، وزار الْمَدِينَة غير مرّة، وَهُوَ عَاقل متميز بالفهم وَالْعقل وَالْأَدب وترقى فِي ذَلِك كُله.
عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن مظفر /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير.
554 - عبد الْعَزِيز بن دانيال بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عُثْمَان الاصبهاني الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالعجمي. / كَانَ شَابًّا خيرا لَهُ أَمْلَاك بوادي الهدة وَغَيرهَا وغالب ذَلِك وراثة من قرائبه. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى عشرَة. ذكره الفاسي.
عبد الْعَزِيز بن سليم عز الدّين الْمحلي. / مضى فِي ابْن أَحْمد قَرِيبا. (سقط) ولد فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمُخْتَار والمنظومة والاخسيكتي فِي الاصول وَعرض على جمَاعَة، وَأَجَازَ لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين مِنْهُم من أَئِمَّة الْأَدَب الْبَدْر البشتكي والزين بن الْخَرَّاط بل سمع على الشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي والشهب شَيخنَا والمتبولي والواسطي وَغَيرهم، وببيت الْمُقَدّس على الشَّمْس بن الْمصْرِيّ وبحلب الْكثير على الْبُرْهَان الْحلَبِي، واشتغل فِي الْفِقْه على قارىء الْهِدَايَة والسعد بن الديري والزين قَاسم وَجَمَاعَة وَفِي الْعَرَبيَّة على الشمني وَالشَّمْس الرُّومِي والراعي وَغَيرهم وَفِي فن البديع وَالْعرُوض على النواجي واستوطن حلب من سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ الاقامة بهَا، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وباشر تدريس الحلاوية وَيُقَال إِنَّهَا هُنَاكَ كالشيخونية بِالْقَاهِرَةِ مَعَ نصف نظرها وَنظر الشاذبختية والخانقاه المقدمية الصُّوفِيَّة مَعَ مشيختها، وناب فِي قَضَاء سرمين ثمَّ أقلع عَن ذَلِك، وَقد لَقيته بحلب وَسمع معي على جمَاعَة وَحدث باليسير، وَكَانَ إنْسَانا حسنا متواضعا لطيف الْعشْرَة كريم النَّفس مَعَ رياسة وحشمة وأصالة وفضيلة فِي الْجُمْلَة وَلكنه لفن الْأَدَب أقرب، وَمِمَّا سمعته ينشده قَوْله:(4/218)
(يَا كَاتب السريا يَا ابْن الأكرمين وَمن ... شاعت مناقبه فِي الْعَرَب والعجم)
وَمِمَّنْ كتب عَنهُ من نظمه البقاعي وأثكل وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ فَصَبر، وَولي قَضَاء بَلَده فِي سنة وَفَاته حِين كَانَ السُّلْطَان هُنَاكَ لشغوره ببذل مَال هَذَا بعد عرضه عَلَيْهِ قَدِيما فابى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.
557 - عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر عز الدّين القاهري الْحَنَفِيّ الحياك تجاه الجملون وَيعرف بحرفته /. مِمَّن اشْتغل وَأخذ عَن الزين قَاسم بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وانْتهى لأبي)
السعادات البُلْقِينِيّ وَالصَّلَاح المكيني فمقته الْمَنَاوِيّ. مَاتَ فِي أَوَائِل الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بعد أَن تعلل مُدَّة وَأَظنهُ زَاد على الْخمسين عَفا الله عَنهُ.
558 - عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن أبي الْفرج الزرندي الْمدنِي وَالِد عمر / الْآتِي. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
559 - عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن روزبة بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد بن الْعِزّ الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي /. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه، وَعرض على جلال الخجندي الْحَنَفِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي وَغَيرهمَا، وَسمع على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الششتري وَيحيى بن مُوسَى القسنطيني والعراقي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه للالفية فِي آخَرين وَلَقي بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة الشَّمْس الْهَرَوِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ بعض شَرحه لمُسلم والمشارق وَوَصفه الْجمال الكازروني بالفقيه الْعَالم وَأَبُو الْفرج المراغي بالامام الْعَالم الْعَلامَة الأوحد.
560 - عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الْعِزّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُوسَى وَيعرف بالزمزمي نِسْبَة لبئر زَمْزَم لكَون وَالِده سبط على وَالِد إِسْمَاعِيل أخي إِبْرَاهِيم الزمزمي أمه عَائِشَة. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة فِيمَا قيل وَهُوَ شيخ قديم سمع مني بِمَكَّة وَالْمَدينَة ونظم فِي المديح وَكَانَ صيتًا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله وَهُوَ وَالِد عمر وَأبي بكر وَمُحَمّد وَعلي وَعُثْمَان الْمَذْكُورين فِي محالهم.
561 - عبد الْعَزِيز بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي(4/219)
الْمَكِّيّ / الْمَاضِي جده شَقِيق أَحْمد الْمَاضِي وَأم الْحُسَيْن الْآتِيَة. ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وسافر مَعَ أَبِيه للتِّجَارَة إِلَى الْهِنْد كنباية وكاليكوت وَكَذَا الْيمن وسواكن وَغَيرهَا، وزار الْمَدِينَة وترافقنا مَعَه إِلَى الطَّائِف وَبِيَدِهِ التحدث على رِبَاط جدته من قبل أمه أم الْحُسَيْن ابْنة الطَّبَرِيّ وسبيلهما الَّذِي حصل التَّعَدِّي بهدمه.
562 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ المارديني الأَصْل القاهري وَيعرف بالتقوى بمثناة ثمَّ قَاف مفتوحتين / نِسْبَة للْقَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي. ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة)
وَثَمَانمِائَة فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وتكسب ماورديا وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَابْن الْمصْرِيّ والفاقوسي والشرابيشي وَغَيرهم بل أَخْبرنِي أَنه سمع بِقِرَاءَة الكلوتاتي على رقية التغلبية الَّتِي قرر شَيخنَا بَيَان الْغَلَط فِيهَا، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد واختص ببني ابْن الْأَمَانَة سِيمَا القَاضِي جلال الدّين وتكسب عِنْده بِالشَّهَادَةِ وقتا بل نَاب فِي الْقَضَاء وَلكنه لم ينتدب لَهُ بل أَقَامَ غَالب أوقاته فِي خلوته عِنْد مطلع الْحَنَفِيَّة من الصالحية وَكَذَا اخْتصَّ بالشرف بن البقري وَكَانَ عشيرا حسن الشيبة تنزل فِي بعض الْجِهَات وَهُوَ فِي آخر عَمه أحسن مِنْهُ حَالا قبله. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين فَجْأَة سقط ببئر فِي بَيته رَحمَه الله.
563 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَاضِي / قَرِيبه عبد الْعَزِيز بن دانيال والآتي شقيقتاه كمالية وَعَائِشَة وأبوهم الشهير بِابْن العجمي. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَأمه أم الْحسن نسيم ابْنة الإِمَام أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى الطَّبَرِيّ وَتزَوج هُوَ زَيْنَب ابْنة الْبزورِي وأولدها عليا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَغَيره، وَمَات صَاحب التَّرْجَمَة فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بِقَبْر وَالِده بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض من المعلاة. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ خَال أَوْلَاده.
564 - عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن مُحَمَّد عز الدّين الْحُسَيْنِي سكنا. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
565 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعِزّ بن التَّاج التكروري الأَصْل الْمَنَاوِيّ السمنودي الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا وَيعرف بالمناوي. / ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة بمنية سمنود من الشرقية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الْمَنَاوِيّ وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة فَكَانَ مِمَّن أجَاز مِنْهُم(4/220)
الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَذَلِكَ فِي يَوْم النَّحْر سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانمِائَة، وتفقه بالفقيه عمر بن عِيسَى السمنودي وَعنهُ أَخذ الْمِيقَات والفرائض وَبِه انْتفع وَكَذَا بالشمس الغراقي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْفَرَائِض وبالنور الادمي، وَحضر دروس البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشطنوفي، وبرع صَار يستحضر مسَائِل الْهَيْئَة والألفية ويجيد الْفَرَائِض والميقات بِحَيْثُ يعْمل محاريب تِلْكَ النَّاحِيَة، كل ذَلِك مَعَ الدّيانَة وسلامة الْبَاطِن والتقشف والتصدي للاقراء والافتاء حَتَّى انْتفع بِهِ كَثِيرُونَ وَلأَهل تِلْكَ النواحي فِيهِ اعْتِقَاد كثير، وَقد حج فِي سنة ثَمَان عشرَة وزار الْمَدِينَة وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا وَرُبمَا دخل الْقَاهِرَة للسعي فِي ضروراته وضرورات غَيره، وَكَانَ قد كف ثمَّ أبْصر وَلما تقدم فِي السن تغير استحضاره وَقد لقِيه ابْن فَهد والبقاعي وَكَذَا لَقيته بمنية نابت فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا.
وَمَات فِي أَوَائِل شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بمنية سمنود وَدفن بزاوية سلفه بهَا رَحمَه الله ونفعنا ببركاته.
566 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْعِزّ بن تَاج الخليلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الموقت / لكَون التَّوْقِيت بهَا مَعَهم وَهُوَ قريب الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن إِبْرَاهِيم يلتقي مَعَه فِي إِبْرَاهِيم. حفظ الْقُرْآن وجوده على الْعَلَاء بن قَاسم الاردبيلي مَعَ عدَّة رِوَايَات وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْعَبَّادِيّ والبكري والجوجري وزَكَرِيا وَابْن أبي الشّرف واشتغل على الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ وَغَيره من شُيُوخ بَلَده وَقَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ على ابْن قَاسم فِي شَرحه لألفية النَّحْو وعَلى الْبَدْر المارداني الْمَجْمُوعَة مَعَ رسالتين لَهُ فِي الْمِيقَات ومقدمة لَهُ فِي الْحساب سَمَّاهَا التُّحْفَة والنزهة لِابْنِ الهائم فِي آخَرين وَقَرَأَ على يَسِيرا وَكَذَا على الديمي والنعماني وَآخَرين وَلبس منا الْخِرْقَة وَرجع إِلَى بِلَاده قبيل رَجَب سنة تسعين
567 -. عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي فَارس أَبُو الفوارس ابْن صَاحب تونس وأخو المسعود مُحَمَّد / الآتيين وَهَذَا أصغرهما. ولي بجاية وَهُوَ حَيّ قبل الثَّمَانِينَ.
568 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن الشَّهِيد النَّاطِق بن الْقَاسِم بن عبد الله الْعِزّ أَبُو الْمَعَالِي بن النُّور الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي هُوَ والمالكي أَبوهُ /. ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتنبيه وَغَيره وَسمع بِمَكَّة فِي صغره على الْعَفِيف النشاوري وبعنايته على أَبِيه وَابْن صديق وَآخَرين وتفقه بالجمال بن ظهيرة وَأخذ النَّحْو عَن النَّجْم الْمرْجَانِي، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا فِي سنة(4/221)
ثَمَانمِائَة الْفِقْه أَيْضا عَن الابناسي وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس بسفارة بعض أَصْحَابه وَالْفِقْه وَغَيره عَن البُلْقِينِيّ وَولده الْجلَال والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ ولازمه كثيرا والبدر الطنبذي وأجازوه ظنا بالافتاء والتدريس وَمِمَّا قَرَأَهُ على البُلْقِينِيّ السّنَن لأبي دَاوُد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وتصدى للفتيا فِي حَيَاة شَيْخه ابْن ظهيرة وَبعده ودرس الحَدِيث بعد وَالِده بالمنصورية، وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا سنة تسع وَتِسْعين وفيهَا مَاتَ أَبوهُ)
وَفِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَمَا فَاتَهُ الْحَج فِي كلتيهما ثمَّ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَأقَام بهَا عشر سِنِين وَولي قَضَاء تعز مرَارًا وتدريس المظفرية والسيفية وَغَيرهمَا وخيلوا مِنْهُ صَاحب الْيمن مَعَ أَن كَبِير أمرائه الْبَدْر بن زِيَاد الكاملي المتوفي سنة تسع وَعشْرين كَانَ كثير الاقبال عَلَيْهِ والاحسان إِلَيْهِ، وَرجع إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا متعللا بالباسور نَحْو نصف سنة حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشْرين ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَدفن فِي بكرتها بالمعلى. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ كَانَ عَارِفًا بالفقه مشاركا فِي غَيره حسن المذاكرة انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة وَأخذ عَن شُيُوخه وَأذن لَهُ الابناسي والطنبذي، وَلم يذكر البُلْقِينِيّ فِيمَن أذن لَهُ بل صرح الفاسي بِعَدَمِ اذنه لَهُ، وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَقَالَ انه قَامَت لَهُ فِي مُدَّة ولَايَته تعز رياسة تَامَّة قَالَ وَكنت أرَاهُ يتَكَرَّر مَجِيئه لِعَمِّي الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر فِي أَوَائِل طلوعه تعز.
569 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الخواجا عز الدّين الدقوقي الْمَكِّيّ أَخُو الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وَهَذَا أسن. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمن ثمَّ أَخذ أَخُوهُ فِي الشُّهْرَة وَالْقَبُول.
570 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أبي الْعِزّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود الْعِزّ الْبكْرِيّ التَّيْمِيّ الْقرشِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْقُدسِي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي وَيعرف بالعز الْقُدسِي الْبَغْدَادِيّ /. ولد قبيل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلاه بالروايات وتفقه على شيوخها وَسمع فِي سنة تسعين من الْعِمَاد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمَحْمُود السهروردي شيخ الْعرَاق ثمَّ بعد سِنِين من وَلَده أَحْمد وَكِلَاهُمَا من يرْوى عَن السراج الْقزْوِينِي وتعانى عمل المواعيد، وَقدم دمشق فِي سنة خمس وَتِسْعين وسكنها وَكَذَا سكن بَيت الْمُقَدّس زَمنا وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِهِ وَقَامَ إِذْ ذَاك على الشهَاب الباعوني وَهُوَ حِينَئِذٍ خطيب الْأَقْصَى فَلَمَّا ولي الباعوني قَضَاء الشَّام فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة فر الْعِزّ إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة الركب الْعِرَاقِيّ بعد مَا حج وَولي قضاءها(4/222)
فِيمَا كَانَ يزْعم ودام فِيهِ دون ثَلَاث سِنِين ثمَّ صرف فَعَاد إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس أَيْضا فَلَمَّا دخله الْهَرَوِيّ وَقع بَينهمَا شَيْء فتحول الْعِزّ بأَهْله إِلَى الْقَاهِرَة وَقَررهُ الْمُؤَيد فِي تدريس الْحَنَابِلَة بجامعه حِين كمل وَكَانَ مِمَّن قَامَ على الْهَرَوِيّ حَتَّى عزل بل هُوَ والزين القمني من أكبر المولبين عَلَيْهِ عِنْد الْعَامَّة وبلغتنا عَنْهُمَا فِي ذَلِك حكايات لَا تستنكر من دهاء صَاحب التَّرْجَمَة،)
ثمَّ نقل إِلَى الْعِزّ إِلَى قَضَاء الشَّام فباشره مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بعد موت الْمُؤَيد فاستقر فِي قَضَائهَا بعد صرف الْمُحب ابْن نصر الله الْبَغْدَادِيّ لكَون السُّلْطَان وَغَيره من أَعْيَان دولته كَانُوا يعرفونه من دمشق ويرون مِنْهُ مَا يظهره من التقشف الزَّائِد كحمل طبق الْخبز إِلَى الفرن وَنَحْوه ثمَّ صرف فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بالمحب حَيْثُ انعكس على الْعِزّ الْأَمر الَّذِي دبره لاستمراره وَسقط فِي يَده وسعى فِي عوده فَمَا تمّ بل أُعِيد لقَضَاء الشَّام ثمَّ صرف عَنهُ بالنظام بن مُفْلِح وَقدم الْقَاهِرَة فَمَا تمكن من الاقامة بهَا فَخرج إِلَى الْقُدس ثمَّ إِلَى الشَّام ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وسعى فِي الْعود لدمشق فَأُجِيب وَاسْتمرّ فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي رفع الاصر وَلكنه قَالَ فِي إنبائه مَاتَ بهَا مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء وَبِه جزم غَيره وَكَانَ فَقِيها متقشفا طارحا للتكلف فِي ملبسه ومركبه بِحَيْثُ يردف عَبده مَعَه على بغلته وَيتَعَاطَى شِرَاء حَوَائِجه بِنَفسِهِ مَاشِيا وتنقل عَنهُ أَشْيَاء مضحكة توسع فِي حِكَايَة كثير مِنْهَا كحمله السّمك فِي كمه وَهُوَ فِي قرطاس وحضوره كَذَلِك للتدريس وغفلته عَن ذَلِك بِحَيْثُ ضرب القطة بكمه فانتثر مَا فِيهِ كل ذَلِك لِكَثْرَة دهائه ومكره وحيله وَكَونه عجبا فِي بني آدم وَلكنه لما أَكثر من ذَلِك علم صَنِيعه فِيهِ وَهَان على الْأَعْين بِسَبَبِهِ، وَقد اختصر الْمُغنِي لِابْنِ قدامَة فِي أَربع مجلدات وَضم إِلَيْهِ مسَائِل من المنتقي لِابْنِ تَيْمِية وَغَيره سَمَّاهُ الْخُلَاصَة وَشرح الْخرقِيّ فِي مجلدين وَكَذَا اختصر الطوفي فِي الاصول وَعمل عُمْدَة الناسك فِي معرفَة الْمَنَاسِك ومسلك البررة فِي معرفَة الْقرَاءَات الْعشْرَة وبديع المغاني فِي علم الْبَيَان والمعاني وجنة السائرين الابرار وجنة المتوكلين الأخيار تشْتَمل على تَفْسِير آيَات الصَّبْر والتوكل فِي مُجَلد وَالْقَمَر الْمُنِير فِي أَحَادِيث البشير النذير وَشرح الجرجانية وَغير ذَلِك قَالَ الْعَيْنِيّ وَلم يكن طَوِيل الباع فِي الْعلم بل كَانَ شَدِيد الخفة والتقشف بِحَيْثُ يضْحك النَّاس مِنْهُ وَرُبمَا لم يسلم النَّاس من لِسَانه، وَقَالَ غَيره إِنَّه لم يكن بالمحمود ويحكى عَنهُ فِي أكل الرِّشْوَة الْعَجَائِب وَكَانَ رَقِيقا معتدل الْقَامَة ذَا لحية بَيْضَاء كَبِيرَة خَفِي الصَّوْت كثير التأني والتأمل فِي كَلَامه،(4/223)
وَفِي تَرْجَمته مَا لَا يلتئم لكَون الِاعْتِمَاد فِيهَا عَلَيْهِ، وَقد نسبه شَيخنَا فِي إنبائه لجده الْأَعْلَى فَقَالَ: عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْمَحْمُود، وَفِي الْقُضَاة سمى جده الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود وَكَذَا نسبه المقريزي وَلكنه فِي عقوده قَالَ ابْن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْمَحْمُود. وَمِنْهُم من جعل جده أَبَا الْعِزّ، وَحكى المقريزي فِي تَرْجَمته أَنه اجْتمع أَعْيَان مَكَّة بالابطح سنة عشر وَفِيهِمْ هَذَا والسراج عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح)
الفاسي وهما حنبليان فَأَنْشد السراج مُخَاطبا الْعِزّ:
(إِن كنت خنتك فِي الْهوى ... فحشرت محشر حنبلي)
(ألحي حليق الذقن منتوف من ... توف السبال مكحل)
وَكَانَ الْعِزّ يَوْمئِذٍ كَذَلِك فَأَجَابَهُ ارتجالا:
(أَتَانَا طَالب من أَرض فاس ... يُطَالب بِالدَّلِيلِ وبالقياس)
(وَمَا يعزى إِلَى فاس وَلَكِن ... فسى يفسو فسَاء فَهُوَ فاس)
571 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْعَلامَة نور الدّين عَليّ بن فَرِحُونَ الْعِزّ الْيَعْمرِي الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بالمجلد / وَهِي حرفته وحرفة أَبِيه. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
572 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ /.
مَاتَ بهَا وَله نَحْو ثَلَاث سِنِين فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين. ذكره ابْن فَهد.
573 - عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أبي البركات مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْعِزّ الْقرشِي الْمَكِّيّ شَقِيق الْبُرْهَان عَالم الْحجاز وأخوته وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / مَاتَ سنة سبع وَعشْرين ومولده فِي الَّتِي قبلهَا.
574 - عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو فَارس وَأَبُو الْخَيْر ابْن صاحبنا النَّجْم أبي الْقسم الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد، / وَأمه عَائِشَة ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ العجمي الأَصْل. ولد فِي الثُّلُث الْأَخير من لَيْلَة السبت سادس عشري شَوَّال سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة فِي غيبَة وَالِده بِالْقَاهِرَةِ وسمى عليا أَبَا الْخَيْر ثمَّ غير لكَون أَبِيه رأى فِي مَنَامه قَائِلا يَقُول لَهُ جَاءَك ذكر فسمه عبد الْعَزِيز أَبَا فَارس وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والارشاد مُخْتَصر الْحَاوِي لِابْنِ المقرىء والنخبة لشَيْخِنَا وألفية النَّحْو والوردية والجزومية كِلَاهُمَا فِي النَّحْو أَيْضا وعرضها بِتَمَامِهَا على أَبِيه وجده وَكَذَا عرض على الْعَادة مَا عدا النخبة والأخيرين على جمَاعَة من أهل بَلَده وَمن القادمين إِلَيْهَا كالبامي وَابْن القصبي الْمَالِكِي وَكتب إِجَازَته نظما ثمَّ حفظ أَيْضا غَالب ألفية الحَدِيث وجانبا من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ واعتنى بِهِ وَالِده فاستجاز لَهُ خلقا مِنْهُم(4/224)
شَيخنَا وأحضره وأسمعه على كثيرين من المكيين كَأبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والزمزمي وَغَيرهم بهَا وبأماكن مِنْهَا كمنى وَجل ذَلِك معي وَلما ترعرع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَتوجه غير مرّة للزيارة النَّبَوِيَّة وَسمع فِيهَا بِطيبَة من)
جمَاعَة، وارتحل فِي سنة سبعين من الْبَحْر فَأكْثر بالديار المصرية من الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَمِمَّا أَخذه عَن الشمني فِي الْبَحْث بعض شَرحه لنظم أَبِيه للنخبة وَعَن البقاعي فِي متنها مَعَ شَيْء حَاذَى بِهِ متن إيساغوجي، وَسمع بِمصْر والجيزة وعلو الأهرام وَغَيرهَا من أماكنها وَكَذَا بجدة فِي مَجِيئه وَلما انْتهى أربه سَافر فِي أول السّنة الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فَسمع فِي توجهه بالخانقاه السرياقوسية وزار الْقُدس والخليل وَسمع بالقدس وبغزة ونابلس ودمشق وصالحيتها وبعلبك وحماة وحلب وَغَيرهَا من جمَاعَة، واجتهد فِي كل ذَلِك وتميز فِي الطّلب واستمد مني ثمَّ عَاد فِيهَا إِلَى بَلَده مَعَ الركب ثمَّ رَجَعَ من الْبَحْر أَيْضا فِي سنة خمس وَسبعين وَقَرَأَ عَليّ فِي بحث ألفية الحَدِيث مَعَ غَيرهَا من تصانيفي وَحضر عِنْدِي فِي الاملاء وَغَيره بل وَقَرَأَ على الشّرف عبد الْحق السنباطي كِتَابه الارشاد ثمَّ سَمعه عَلَيْهِ إِلَّا الْيَسِير فِي مجاورته، وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِي تَقْسِيم الْمِنْهَاج على السراج الْعَبَّادِيّ وَلَكِن لم يتهيأ اكماله وَقَرَأَ على الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ قِطْعَة من أول شَرحه على الارشاد وَكتبه بِخَطِّهِ وعَلى الزيني زَكَرِيَّا فِي الْمَتْن وَكَانَ جلّ قَصده من هَذِه القدمة الدِّرَايَة وَرجع إِلَى بَلَده ثمَّ سَافر مِنْهَا للدراية أَيْضا إِلَى الشَّام فِي موسم السّنة الَّتِي تَلِيهَا وزار الْمَدِينَة فِي توجهه وَقَرَأَ فِي دمشق على الزين خطاب قِطْعَة من أول الارشاد وَكَذَا على الْمُحب البصروي وَكَانَ قد أَخذ عَنهُ بِمَكَّة أَيْضا وَحضر دروس أَولهمَا مَعَ قَلِيل من دروس التقي بن قَاضِي عجلون هُنَاكَ وَوصل مِنْهَا إِلَى حلب وَرجع لمصر أَيْضا ثمَّ لبلده مَعَ الركب ثمَّ دخل الْقَاهِرَة أَيْضا مَعَ الركب فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ فلازمني فِي السماع وَالْقِرَاءَة وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على قِطْعَة كَبِيرَة من أول شرحي لألفية الحَدِيث وَجَمِيع شرح النخبة وَحضر كثيرا من مجَالِس الاملاء بل واستملى بَعْضهَا وأكمل الرّبع الأول من شرح الْجَوْجَرِيّ للارشاد عَلَيْهِ وَحضر عِنْده تَقْسِيم التَّنْبِيه إِلَّا يَسِيرا وتقسيم جَمِيع ألفية ابْن مَالك سوى مجلسين أَو ثَلَاثَة بل هُوَ مِمَّن لَازمه حِين مجاورته بِمَكَّة حَتَّى سمع عَلَيْهِ شرح الشذور لَهُ وغالب متن الْبَهْجَة وَكَذَا لَازم إِمَام الكاملية فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ غَالب الوردية فِي النَّحْو وَمِمَّا أَخذه عَن الْعَبَّادِيّ فِي القدمة الرَّابِعَة فِي الرَّوْضَة أَو الْخَادِم، وَرجع مَعَ الْحَاج فِيهَا إِلَى بَلَده فَأَقَامَ ملازما للاشتغال والاقبال على شَأْنه، وَلما جَاوَرت سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالَّتِي تَلِيهَا(4/225)
أَكثر من ملازمتي بِحَيْثُ قَرَأَ على مَا كَانَ فِي كتب وَالِده من تصانيفي وَهُوَ شَيْء كثير وَحصل هُوَ أَيْضا أَشْيَاء قَرَأَهَا وأكمل سَماع شرحي للألفية مَعَ تكَرر كثير مِنْهُ لَهُ وَكَذَا)
سمع عَليّ ومني غير ذَلِك وَمِمَّنْ لَازم بِبَلَدِهِ فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير عَالم الْحجاز الْبُرْهَان بن ظهيرة وَفِي الْفِقْه فَقَط مَعَ أُصُوله وَالْفَخْر أَخُوهُ والنور الفاكهي أَخذ عَنهُ الْمِنْهَاج وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِي تقسيمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الرّبع الأول من الارشاد بل حضر عِنْده فِي النَّحْو وَغَيره وَقَرَأَ على يحيى العلمي الْمَالِكِي الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ مرَّتَيْنِ وألفية ابْن مَالك وتوضيحها لِابْنِ هِشَام وَحضر عِنْده فِي الْجمل للخونجي وَسمع جَمِيع التَّوْضِيح والألفية مرَّتَيْنِ إِلَّا الْيَسِير على المحيوي الْمَالِكِي وَقبل ذَلِك أَخذ فِي النَّحْو عَن أبي الْوَقْت المرشدي ثمَّ بِأخرَة عَن الشريف السمهودي الايضاح فِي الْمَنَاسِك للنووي وَقطعَة من أول ألفية النَّحْو، وبرع فِي الحَدِيث طلبا وضبطا وَكتب الطباق بل كتب بِخَطِّهِ جملَة من الْكتب والاجزاء وتولع بالتخريج والكشف والتاريخ، وأذنت لَهُ فِي التدريس والافادة والتحديث وَكَذَا أذن لَهُ الْجَوْجَرِيّ فِي تدريس الْفِقْه والنحو والافادة والمحيوي ضمن جمَاعَة فِي إقراء الألفية وَلَيْسَ بعد أَبِيه بِبِلَاد الْحجاز من يدانيه فِي الحَدِيث مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْفَضَائِل وجودة الْخط والفهم وَجَمِيل الْهَيْئَة وعَلى الهمة وَالْحيَاء والمروءة والتخلق بالاوصاف الجميلة والتقنع باليسير واظهار التجمل وَعدم التشكي وَهُوَ حَسَنَة من حَسَنَات بَلَده.
عبد الْعَزِيز بن أبي الْقسم /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب.
575 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد الْعِزّ السنبسي الْمَكِّيّ. / حفظ الْعُمْدَة فعرضها على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الحسني الفاسي فِي سنة عشر وَأَجَازَهُ بل أجَاز لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَخلق. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ، أرخه ابْن فَهد.
عبد الْعَزِيز بن عَيَّاش الطَّبَرِيّ /.
576 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْعِزّ أَبُو البقا بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الابياري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد / الْمَذْكُورين فِي أماكنهم وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه انه اشْتغل كثيرا ودرس وَعمل المواعيد بالجامع الازهر وَكَانَ شَابًّا صَالحا عفيفا فَاضلا أجَاز لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد. مَاتَ فِي تسع عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ.(4/226)
577 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مقدم الْعِزّ بن الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي أَخُو عبد الْغَنِيّ ووالد خير الدّين أبي الْخَيْر مُحَمَّد وَزَوْجَة الزين عبد الرَّحِيم الابناسي / وَغَيرهم مِمَّن سَيَأْتِي، وَيعرف بِابْن الْبِسَاطِيّ. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والمختصر الفرعي والفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن أَبِيه وَالْجمال الاقفاصي وناب عَنهُ ثمَّ عَن من بعده إِلَى أَن مَاتَ وَلكنه قد تقلل مِنْهُ جدا بِأخرَة وَكَذَا قَرَأَ على الشهَاب الصنهاجي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا ودرس بالقمحية وَولي الاعادة بالصالحية والناصرية والصالح وَغَيرهَا وَكَانَ مستحضرا لكثير من فروع مذْهبه مشاركا فِي طرف من الْعَرَبيَّة ذَاكِرًا لجملة من الوقائع والنوادر مَعَ مزِيد حرصه وَطَرحه التَّكَلُّف والاحتشام واعراضه عَن التأنق فِي ملبسه ومأكله وشئونه كلهَا وتعاطى جباية دوره وأماكنه وَتَوَلَّى اصلاحها بِنَفسِهِ والتمتع بحواسه بِحَيْثُ يمشي كثيرا. مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد متوسط ثمَّ دفن بِجَانِب الرَّوْضَة بتربة هُنَاكَ وَخلف الْمشَار إِلَيْهِم رَحمَه الله وإيانا.
578 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن صَالح الْعِزّ بن الْجمال الهيثمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الله وَابْن أخي الْحَافِظ نور الدّين / على الآتيين. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الثَّانِيَة فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ على أبي عبد الله الْبَيَانِي الأول من فَوَائِد الصّقليّ أخبرنَا بِهِ الْفَخر حضورا أَيْضا وَسمع على عَمه والعراقي وَابْن حَاتِم وَابْن الشيخة والابناسي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والغياث العاقولي والصدر الْمَنَاوِيّ وَغَيرهم بل أجَاز لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة فهرست مروياته الْمعينَة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى الْحَافِظ وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وانه أجَاز لوَلَده، وَكَانَ أحد صوفية البيبرسية. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله.
579 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن دَاوُد الكيلاني الْمَكِّيّ /. تردد للقاهرة وَمَات بهَا مطعونا فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
580 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن صَالح النمراوي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن صَالح. شَاب يمِيل لظرف وَسُكُون وانجماع مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وباسمه بعض جِهَات منتقلة لَهُ عَن أَبِيه وَغَيره. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالأزهر.)(4/227)
:::
581 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْعِزّ بن الشَّمْس بن الكويك / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه قَاسم. ولد قريب الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره ورافقني يَسِيرا فِي مكتب ابْن أَسد ثمَّ تعانى الحيك ظنا وقتا ثمَّ التوقيع وَصَارَ من جُمْلَتهمْ وَرُبمَا يَقُول الشّعْر.
582 - عبد الْعَزِيز بن الْجمال مُحَمَّد بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد الْعِزّ الْأنْصَارِيّ الْمدنِي ابْن عَم حسن بن عمر بن عبد الْوَاحِد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زين الدّين. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير عز الدّين ابْن الْبَهَاء بن الْعِزّ البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كأبيه بِابْن عز الدّين وبابن شفطر. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة بل قيل إِنَّه لم يعرض، واشتغل يَسِيرا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرف السُّبْكِيّ وَابْن المجدي وَفِي غَيره عَن ابْن حسان وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَسمع على شَيخنَا والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَأم هانىء وَآخَرين وَفضل واستنابه شَيخنَا فِي آخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَجلسَ بحانوت بِخَط جَامع طولون ثمَّ صرفه لشَيْء نسب إِلَيْهِ بل درس بعد وَالِده بمدرسة سودون من زادة وَولي الاعادة بِجَامِع طولون بل استنزل عشيره الْمُحب بن هِشَام عَن تدريس المنصورية وَمَا أَمْضَاهُ النَّاظر إِلَّا بتكلف وَعمل فِيهِ درسا وَاحِدًا ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ قريب الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن عِنْد جده بمقبرة سعيد السُّعَدَاء، وَكَانَ ذكيا فَاضلا حسن التَّصَوُّر وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة مَعَ صفاء وَسُرْعَة حَرَكَة وحرص حَرِيصًا على لعب الشطرنج وَرُبمَا جر ذَلِك للمزحة سِيمَا حِين تحدثه بالميل للْقَضَاء الْأَكْبَر وَقد كتب بِخَطِّهِ الْخَادِم أوجله وَرُبمَا وسع على بعض الطّلبَة بالقرض رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
584 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الدَّمِيرِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
585 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الرشيد أبي مُحَمَّد بن الْعِزّ أبي مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ القاهري الْمَالِكِي الْمُبَاشر / الْمَاضِي ابْنه أَحْمد وَيعرف كسلفه بِابْن عبد الْعَزِيز. ولد قبل سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها فِي مستهل صفر سنة تسعين والرسالة وعرضها فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ مِمَّن عرض عَلَيْهِ الابناسي(4/228)
والبلقيني وَابْن الملقن وَولد كل مِنْهُمَا وأجازوا لَهُ وأثنوا على أسلافه فِي آخَرين مِمَّن لم يجز وَفِي ظَنِّي أَن عبد الْعَزِيز الْأَعْلَى هُوَ جد القَاضِي كريم الدّين عبد الْكَرِيم ابْن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عبد الله بن سيدهم ابْن عَليّ اللَّخْمِيّ ويتأيد بِأَن كريم الدّين لما اسْتَقر فِي نظر الْجَيْش رغب عَمَّا كَانَ باسمه قبل من وظائف الْجَيْش باسم وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَوَصفه بِأَنَّهُ قَرِيبه لَكِن حكى لي الْجمال سبط شيختنا أنس ابْنة عبد الْكَرِيم الْمَذْكُور أَن الْقَرَابَة إِنَّمَا هِيَ من جِهَة النِّسَاء وَحِينَئِذٍ فعبد الْعَزِيز الْأَعْلَى غير جد كريم الدّين لَا سِيمَا وَوجدت وَصفه بالعالم الْمُحدث فِي خطّ غير وَاحِد وَكَذَا نسبته أَنْصَارِيًّا وَأما جد كريم الدّين فَهُوَ وَإِن وَقع فِي مُعْجم ابْن ظهيرة نِسْبَة وَلَده الْحسن أَنْصَارِيًّا فَهُوَ غلط وَلذَا كتب شَيخنَا بِهَامِش تَرْجَمته هُنَاكَ صَوَابه اللَّخْمِيّ وَالله أعلم، وَقد سمع صَاحب التَّرْجَمَة على الشّرف بن الكويك جُزْء البطاقة وباشر أوقاف جَامع طولون والاشرفية العتيقة والناصرية دهرا، وَكَانَ بارعا فِي الْمُبَاشرَة جلدا ثَابت الجأش صبورا تَعب القاياتي ثمَّ السفطي فِي مباشرتهما الْقَضَاء بتسببه كثيرا وَلم يحدث لكنه أجَاز لي وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
586 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْعِزّ بن أبي الْقسم بن التَّاج العثماني كَمَا بِخَط شَيْخه أبي الْفَتْح المراغي الطهطاوي ثمَّ الْمَكِّيّ /. سمع على أبي الْفَتْح المراغي فِي سنة خمس وَخمسين وَبعدهَا، وَكَانَ بزازا بدار الامارة مُبَارَكًا مِمَّن دخل الْعَجم وَحصل بهَا. مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة بِالْمَسْجِدِ بعد صلَاته الْمغرب فِي صفر سنة سبع وَسِتِّينَ سامحه الله. أرخه ابْن فَهد.
587 - عبد الْعَزِيز بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ. / ولد بهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأمه أم الْخَيْر ابْنة عَليّ ابْنة عبد اللَّطِيف بن سَالم، وَنَشَأ وَسمع من زَيْنَب ابْنة الشَّافِعِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَبعدهَا جمَاعَة
588 -. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قطلبك تَاج الدّين بن نَاصِر الدّين بن عَلَاء الدّين / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالصغير بِالتَّصْغِيرِ. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا مَقْبُول الصُّورَة لجماله فحفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري والمنار فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة وَكتب الْخط الْحسن وتولع بالأدب حَتَّى صَار حسن المحاضرة، وتنقل فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة فَأول مَا عمل خاصكيا ثمَّ أميرآخور ثَالِث ثمَّ حَاجِب ثَالِث ثمَّ وكَالَة الاسطبلات(4/229)
السُّلْطَانِيَّة أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ الْحِسْبَة ونقابة الْجَيْش كل ذَلِك بالبذل الَّذِي يستدين أَكْثَره ثمَّ يقاسي من أربابه بالشكوى وَنَحْوهَا مَا الله بِهِ عليم، بل حَبسه الظَّاهِر بالبرج من القلعة فِي أَوَائِل دولته ثمَّ أَمر بنفيه هُوَ وَأَبوهُ وتكرر لَهُ ذَلِك وَيُقَال إِنَّه مَال لمنادمته بعد وَكَذَا أهانه الْأَشْرَف اينال بِالضَّرْبِ المؤلم بِحَيْثُ أشرف على الْهَلَاك ثمَّ نَفَاهُ لدمياط بِسَبَب دكر فِي حوادث سنة تسع وَخمسين، وَرَأَيْت بعض الطّلبَة كتب عَنهُ:
(خانني الرَّقِيب فخانته ضمائره ... وغيض الدمع فانهلت بوادره)
(وكاتم السِّرّ يَوْم الْبَين منهتك ... وَصَاحب الدمع لَا تخفى سرائره)
مَاتَ فِي.
589 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عي بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد عز الدّين الْمحلي السمنودي الشَّافِعِي ابْن عَم الْجلَال مُحَمَّد بن أَحْمد / الْآتِي وَيعرف بعزيز بِفَتْح الْمُهْملَة وزايين منقوطتين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة. حفظ الْقُرْآن والمنهاج أَو غالبه واشتغل على ابْن عَمه وَولي كأبيه قَضَاء سمنود وعملها.
590 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عمر نجيب الدّين بن شمس الدّين بن نَاصِر الدّين الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / رجل خير من أَتبَاع السَّيِّد عبيد الله بن الْعَلَاء بن عفيف الدّين بل هُوَ مؤدب بعض بنيه حسن الْخط كثير التَّوَاضُع، مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عَليّ وَأَنا بِمَكَّة أربعي النَّوَوِيّ ولازمني فِي أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة أوردت بَعْضهَا فِي التَّارِيخ الْكَبِير وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مَعَ أهل الْمشَار إِلَيْهِ ثمَّ عَاد لمَكَّة ثمَّ رَجَعَ وَتُوفِّي بكرمان فِي سنة تسعين تَقْرِيبًا.
591 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْمُحب بن الْبَدْر بن الْأَمَانَة / الْآتِي أَبوهُ وجده والماضي سميه وَغَيره من أَعْمَامه. أحضر فِي البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وَلما كبر حج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَلم يتصون وَلَا تثبت وَرُبمَا حضر دروس الْوَظَائِف حَتَّى إِنَّه حضر عِنْدِي بالبرقوقية.
592 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج ابْن / الْجمال الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو عَليّ وَمُحَمّد / الآتيين. مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ
593 -. عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو البقا بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ / وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن الكويك وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْمجد الشِّيرَازِيّ.(4/230)
594 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ بن القَاضِي الشّرف الْمصْرِيّ وَيعرف بالطيبي بِالتَّشْدِيدِ /. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على يحيى بن فضل الله وَصَالح بن مُخْتَار وَأحمد بن أبي بكر بن طي وَأحمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي أخبرنَا بِهِ الْمعِين الدِّمَشْقِي وَزَيْنَب ابْنة إِسْمَاعِيل بن الخباز سمع عَلَيْهِمَا غَالب القطيعيات وَمُحَمّد بن غالي والبدر الفارقي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو حَيَّان وزهرة ابْنة الختني وَابْن الصناج والمشتولي وَابْن السديد وَجَمَاعَة، وَخرج لَهُ شَيخنَا جُزْءا لطيفا قَرَأَهُ مَعَ غَيره عَلَيْهِ وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَوَقع على الْقُضَاة زَمَانا وَكَانَ أول من رتبه فِيهِ الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ ثمَّ ولي نظر الْأَوْقَاف وامتحن. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة، وَذكره فِي الأنباء أَيْضا وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَإنَّهُ سجن على يَد ابْن خلدون فَحمل وَمَات فِي خموله عَن نَحْو الثَّمَانِينَ.
595 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن حَيَاة بن قيس الْعِزّ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي نزيل ويدعى مُحَمَّدًا أَيْضا. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ كثير الْعِبَادَة ملازما للصَّلَاة فِي اللَّيْلَة وَله اشْتِغَال وتصانيف ونظم ونثر، وتذكر عَنهُ كرامات وَكَلَام فِي الرَّقَائِق. مَاتَ فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله وإيانا، وَينظر فِي اتِّصَال نَصبه بِأبي بكر بن حَيَاة بن أبي بكر بن قيس الْحَرَّانِي أحد من سمع عَلَيْهِ ابْن تَيْمِية.
596 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْغَيْث بن الرضى أبي حَامِد الْقرشِي الْمَكِّيّ / وَأمه أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد فِي ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ الزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَجَمَاعَة، وَمَات وَهُوَ صَغِير فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين عوضه الله الْجنَّة.) :::
597 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ بن الْعَبْسِي / نِسْبَة لمنية الْعَبْسِي بالغربية ثمَّ القاهري مَالك ديوَان الاحباس. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَانَ أَبوهُ يتَصَرَّف فِي بيُوت الامراء فَنَشَأَ ابْنه شَاهدا عِنْد مُسلم السُّيُوطِيّ فتدرب بِهِ فِيهَا ثمَّ اسْتَقر فِي ديوَان الاحباس رَفِيقًا لِعَمِّهِ نَاصِر الدّين مُحَمَّد وَالشَّمْس الْأَزْهَرِي والنجم القلقشندي والبدر البيدفي حِين كَانَ الْعَلَاء بن اقبرص نَاظر الدِّيوَان،(4/231)
وراج أمره فِيهِ لتيقظه لَهُ سِيمَا عِنْد تقلقل أَهله وَاحِدًا وَاحِدًا بِحَيْثُ انْفَرد بِشَأْنِهِ وترقى وَتوسع فِي معيشته مَعَ مزِيد التنعم والتظاهر بالاحتشام والانعام، وَلما اسْتَقر يشبك الْفَقِيه فِي الدوادارية ناكده وَلَده يحيى ثمَّ وثب عَلَيْهِ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي بعد أَن تنَازع مَعَ الْجَوْجَرِيّ وعزر بِسَبَبِهِ وَزيد فِي إهانته وَنقص وجاهته وَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ من الْجِهَتَيْنِ سِيمَا بعد الْعشْرَة والصحبة، وَمن جملَة مَا انتقده عَلَيْهِ أَنه اشْترى بَيْتا بجوار جَامع الصَّالح ورام الِاخْتِصَاص بعلو مَسْجِد وَأدّى النزاع لحقن دَمه وَمَشى أبي الطّيب السُّيُوطِيّ فِي ذَلِك مَعَ مزِيد اخْتِصَاصه بالجوجري وَمَعَ ذَلِك فَخرج بعد على أبي الطّيب وَاسْتمرّ فِي نقص وخمول مَعَ كَونه المستبد بالديوان وَلَيْسَ للنَّاظِر الْمُنعم مَعَه كلمة بل هُوَ كالتبع لَهُ ينعم عَلَيْهِ بِمَا يَشَاء حَتَّى السراج الْعَبَّادِيّ والفقراء فِي كرب من جِهَته لَا يرحمهم وَلَا يقبل تكلفهم وَرُبمَا تعدد أَخذه من جمَاعَة فِي جِهَة وَاحِدَة مَعَ تصنع وتمنع وإيهام وإبهام، وَقد حج وَآل أمره إِلَى أَن تعطل بالفالج وَصَارَ عطلا وَابْنه الْقَائِم بالديوان إِلَى أَن مَاتَ سنة ثَمَان وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.
598 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْفَوَائِد القاهري الشَّافِعِي الوفائي الميقاتي نزيل المؤيدية وَيعرف قَدِيما بِابْن الاقباعي. / ولد فِي ثَانِي صفر سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَعرض على البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزين القمني وَالْجمال يُوسُف الْبِسَاطِيّ شَارِح الْبردَة وَبَانَتْ سعاد وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَأخذ فنون الْمِيقَات عَن ابْن المجدي وَنور الدّين النقاش وَبِه تدرب وبرع فِيهِ وتصدى لافادته فَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَعمل رسائل فِي المقنطرات مِنْهَا قطف الزهرات فِي الْعَمَل بِربع المقنطرات وَكَذَا فِي الجيب وَجل الْكَوَاكِب وَغَيرهَا وَله مبتكرات فِي الوضعيات لكنه كَانَ ضنينا بِكَثِير من فَوَائده وباشر الرياسة بِجَامِع المارداني والمؤيدية والأزهر وَغَيرهَا وَكَانَ دينا سَاكِنا كثير التخيل لَهُ إِلْمَام بِالْعَرَبِيَّةِ رَأَيْته مرَارًا وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
599 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين ابْن القصبي بعد الْخمسين وَثَمَانمِائَة.
600 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مظفر بن نصير بن صَالح الْعِزّ البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد أبي الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَابْن حفيد السراج عمر بن رسْلَان ابْن نصير / الْمَذْكُورين فِي محالهم وسها شَيخنَا فِي إِيرَاد نسبه فِي الأنباء حَيْثُ قَالَ:(4/232)
عبد الْعَزِيز بن مظفر بن أبي بكر مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن رسْلَان، وَقَالَ غَيره عبد الْعَزِيز ابْن أبي بكر بن مظفر فَلَعَلَّ أَبَا بكر كنية مُحَمَّد قَالَ فِي الأنباء اشْتغل على السراج ورافقنا فِي سَماع الحَدِيث كثيرا ودرس بمدرسة سودون من زَاده وناب فِي الحكم يَعْنِي من سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ حسن المذاكرة بالفقه يُشَارك فِي بعض الْفُنُون لكنه كَانَ سيء السِّيرَة فِي الْقَضَاء جمَاعَة لِلْمَالِ من غير حلّه فِي الْغَالِب مزري الملبس مقترا على نَفسه إِلَى الْغَايَة وَبَلغنِي أَن الْعَلَاء بن المغلي قَالَ فِي يَوْم وَفَاته انه قَرَأَ عَلَيْهِ. مَاتَ فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخلف مَالا كثيرا جدا فحازه وَلَده، وترجمه المقريزي بالبراعة فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مَعَ دربة بِالْأَحْكَامِ وَسَماهُ عبد الْعَزِيز بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
601 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْعِزّ بن الْبَدْر بن الشّرف ابْن الْبُرْهَان وَيعرف كسلفه بِابْن الْبُرْهَان. / شَاهد بوقف البيمارستان.
602 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشريف القادري الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن سمع عَليّ وَمَات بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين وَهُوَ أَخُو زوج تغري بردى الاستادار.
603 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي القادري / شيخ الزاوية الَّتِي اشتهرت بِهِ فِي بَاب الزهومة ووالد عبد الْقَادِر وَمُحَمّد الآتيين وربيبه الْمُحب القادري، كَانَ شَيخا مبجلا مُعْتَقدًا قَائِما بوظائف الْعِبَادَات والأوراد تسلك بِهِ جمَاعَة يُقَال إِن الشّرف الْمَنَاوِيّ مِنْهُم، وَصَارَت لَهُ وجاهة، لَقِي خلقا فيهم غير وَاحِد من ذُرِّيَّة الشَّيْخ عبد الْقَادِر فَأخذ عَنْهُم. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَدفن بالزاوية الْمشَار اليها وَكَانَ أَقَامَ بهَا دهرا، وَحج وجاور غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس وَيُقَال إِنَّه كَانَ من أخصاء الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله.)
604 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد اللبابي من ولد أبي لبَابَة المغربي الْوَزير /. نَشأ بمراكش ثمَّ قدم فاس بعد الثَّمَانمِائَة وعانى الْكِتَابَة فَلَمَّا انهزم السُّلْطَان أَبُو سعيد عُثْمَان بن أبي الْعَبَّاس المريني من السعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِي عشرَة وانتصر السعيد استدعى بِهَذَا فَكتب لَهُ وَآل أمره إِلَى أَن استوزره وَصَارَت إِلَيْهِ الْأُمُور بمقاليدها ودبر وحذر وَقدم وَأخر، وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ كَرِيمًا مفضالا أديبا شَاعِرًا حسن النّظم كَاتبا مترسلا متوسطا فِي البلاغة مقداما شجاعا جريئا على سفك(4/233)
الدِّمَاء جيد التَّدْبِير كثير الدهاء من بَيت كِتَابَة وَهُوَ أحد أَسبَاب تلف دولة بني مرين بفاس طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته وَأنْشد لَهُ حِين قدم للْقَتْل:
(خَان الْقَرِيب فَكيف من هُوَ نائي ... لم يبْق إِلَّا فِي الآله رجائي)
(وَإِذا تعلّقت النُّفُوس بربها ... بلغت مقاصدها بِغَيْر عناء)
605 - عبد الْعَزِيز بن الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة أرخه أَبوهُ.
606 - عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن فَخر الدّين الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بطوس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد صالحها عبد الله بن مُحَمَّد ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه لهراة وَأخذ عَنهُ مختصرات الْعُلُوم على التَّرْتِيب المرعى بَينهم ولازم القطب أَحْمد بن مُحَمَّد الامامي أقضى الْقُضَاة بهَا وَهُوَ حَنَفِيّ يَسْتَنِيب الشَّافِعِي فِي الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَة التَّفْتَازَانِيّ وَحضر دروسه فِي الْهِدَايَة فقه الْحَنَفِيَّة ومولانا زَاده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سيف الدّين الْأَبْهَرِيّ الأَصْل الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي المتوجه لاقراء مذْهبه والحنفي فِي شرح الْحَاوِي للقونوي وَالْهِدَايَة بل أَخذ عَنهُ المصابيح وَأفَاد أَنه مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا حِين قدومه عَليّ الظَّاهِر جقمق مَعَ قُضَاة شاه رخ ومولانا مُحَمَّد بن أَحْمد الجاجرمي الشَّافِعِي نزيل هراة وَأحد المعمرين حَتَّى أَخذ عَنهُ التَّلْوِيح فِي أصُول الْحَنَفِيَّة مَعَ التَّوْضِيح ومولانا عَليّ بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ نزيلها أَيْضا وَأحد تلامذة السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ المستوفين عَلَيْهِ جلّ تصانيفه فِي شرح الْمِفْتَاح وحاشية شرح الْمطَالع كِلَاهُمَا لشيخه السَّيِّد وَكَذَا الْمشكاة وَالسَّيِّد أصيل الدّين بن جلال الدّين الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي مُحدث تِلْكَ النواحي مِمَّن صنف وَوعظ فِي البُخَارِيّ وَجَمِيع المصابيح وَالشَّمَائِل والشهاب البرجندي بَلْدَة من خُرَاسَان الْحَنَفِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ من سُورَة هود من الْبَيْضَاوِيّ إِلَى آخرهَا بعد قِرَاءَته لما لم يقرأه على غَيره ومولانا مُحَمَّد بن)
سياوش الطوسي ثمَّ الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي فِي المطول والتلويح وحاشية الْمطَالع وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر فِي الْفِقْه إِلَى غَيرهم، وتميز وَقدم مَكَّة فِي سنة سبع وَسبعين فقطنها على طَريقَة حَسَنَة من اقراء الطّلبَة لفنون والسكون وسافر مِنْهَا إِلَى مصر وَالشَّام وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل بل وطيبه وَكَذَا دخل الْهِنْد واختص بصهر قاوان وأقرأه حَتَّى فِي الْمُحَرر وَقصر نَفسه عَلَيْهِ وَبِيَدِهِ دنيا مَعَ كَونه أعزب، وَلم يذكر عَنهُ الا الْخَيْر ولحيته بَيْضَاء نقية وَقد تكَرر اجتماعه بِي ثمَّ سمع مني المسلسل ورام الْقِرَاءَة فَمَا تيَسّر.(4/234)
607 - عبد الْعَزِيز بن مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو الْفضل الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي /. ولد بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ المنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ على أبي الْفرج المراغي والشهاب الأبشيطي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَآخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه عَن آخِرهم بل قَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ والشفا بالروضة وَفِي الْأُصُول عَن سَلام الله الْكرْمَانِي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب أَحْمد بن يُونُس المغربي وَسمع الحَدِيث أَيْضا على أَبَوي الْفرج الكازروني والمراغي، وَكَانَ دربا فِي الدُّنْيَا مُقبلا على تَحْصِيلهَا اشْترى نخلا بِنَحْوِ ألف دِينَار، وَمَات بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
608 - عبد الْعَزِيز بن مُسلم كمحمد بن دَال بن خضر بن غراز بن سَلامَة الْعِزّ أَبُو الْفضل المستناني نِسْبَة لقبيلة من قبائل الْمغرب المغربي ثمَّ السكندري الْمَالِكِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي رجل صَالح مَذْكُور بِالْولَايَةِ مِمَّن أَخذ عَن الشَّيْخ سَالم. لَقيته باسكندرية فَأول مَا وَقع بَصَره على شرع يذكر بعزم وجد سَاعَة طَوِيلَة ثمَّ دخل منزله من شدَّة الوجد فِيمَا أَظن وَأرْسل بِشَيْء من الْخبز والسعتر وَالْمَاء ثمَّ جَاءَ بعد يسير فَأكل مَعنا وَلم يتَكَلَّم بِكَلِمَة فَقلت لَهُ لَا بَأْس بانشاد شَيْء من نظمكم فَقَالَ مَا فِي الْوُجُود سواكم وَذكر تَمام بَيْتَيْنِ لم أحفظهما ثمَّ قَامَ وَدخل إِلَى منزله بعد أَن دَعَا، وقصدت الِاجْتِمَاع بِهِ ثَانِيًا فَمَا أمكن لكنه كتب بِخَطِّهِ أبياتا وَأرْسل إِلَيّ بهَا وأظنها من نظمه وَهِي:
(خطيب الْحَيّ قد غنى ... على عيدَان آصالي)
(تفنن إِن كنت تسمع ... وتلقي فهمك الْبَالِي)
(يظْهر لَك حواشيها ... برقم الرؤف فِي الْحَال)
(وتعقد لَك قوافيها ... فكم فِي معقدي حَال)
)
(فَهَل تقْرَأ معاجمها ... بصدح بَين أطلال)
(وَتعلم حَال معلمها ... تكن فِي منزل عَال)
(منارى فِي الدجى لمعت ... بِكُل الْجَانِب الذَّال)
(ونار النُّور قد ظَهرت ... فَهَل تصفي لأمثالي)
وَهُوَ انسان عَلَيْهِ خفر وَسُكُون وهيبة وَلأَهل الثغر فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وَإِذا رَأَيْته علمت إِنَّه يخْشَى الله. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين بالثغر وَدفن بتربته فِي الْجَانِب الشَّرْقِي من الشَّارِع رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
عبد الْعَزِيز بن مظفر بن أبي بكر /. صَوَابه ابْن مُحَمَّد بن نصير مُضِيّ.(4/235)
609 - عبد الْعَزِيز بن مُوسَى بن مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم العبدوسي المغربي. / لقِيه عمر ابْن يُوسُف البسلقوني فِي سنة احدى وَعشْرين وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس كَمَا سيجئ فِي تَرْجَمته. وَينظر الكنى.
610 - عبد الْعَزِيز بن مُوسَى الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد الوريا عَليّ الفاسي / خطيب جَامع الْقرَوِيين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ ومولده سنة ثَلَاث عشرَة. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.
611 - عبد الْعَزِيز بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المتَوَكل على الله الْعِزّ أَبُو الْعِزّ بن الشرفي بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي أَخُو مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وبيرم ووالد يَعْقُوب / الْمَذْكُورين. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب أَحْمد والزين أبي بكر أخوي الامام الشهير الشَّمْس مُحَمَّد الونائي، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني إخْوَة المعتضد دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر باستدعاء مؤرخ بتاسع عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وزوجه عَمه المستكفي بابنته فأولدها الْمشَار إِلَيْهِ فَهُوَ هاشمي من هاشميين وسلك طَريقَة حَسَنَة فِي محبَّة الْفُقَرَاء وَالْعُلَمَاء وزيارتهم والتأدب مَعَهم والموافاة لمن يَقْصِدهُ حَتَّى أحبه الْخَاص وَالْعَام لمزيد تواضعه وَحسن سمته وبشاشته لكل أحد، وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة كالشاوي وَأم هاني الهورينية وَقَرَأَ على وَلَدهَا سيف الدّين فِي الْعَرَبيَّة ولازمه وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ يعِيش الْمَالِكِي والمحيوي الكافياجي وَفِي الْفِقْه عَن الْكَمَال السُّيُوطِيّ وجود الْخط على الْبُرْهَان الفرنوي، وَمَا تهَيَّأ لَهُ الْحَج كجل أسلافه نعم يحيى بن الْعَبَّاس الْآتِي حج وبويع بالخلافة بعد موت عَمه المستنجد بِاللَّه أبي المظفر يُوسُف بن المتَوَكل فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشري الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ ركب من القلعة إِلَى بَيته بجوار المشهد النفيسي وَمَعَهُ)
الْقُضَاة والمباشرون والأعيان ثمَّ عَاد آخر الْيَوْم الْمَذْكُور إِلَى القلعة فسكن بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ بِهِ عَمه مِنْهَا، وَكَانَ كلمة اتِّفَاق لم يخْتَلف فِي جلالته وارتفاع مكانته وَلزِمَ طَرِيقَته فِي تقريب أهل الصّلاح وَالْفضل وَقُرِئَ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره فَكَانَ يجْتَمع عِنْده من شَاءَ الله من أَصْحَابه وَغَيرهم وَرُبمَا واسى بَعضهم بل تردد إِلَيْهِ بَعضهم للاقراء فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وَغير ذَلِك وَسمع عَليّ فِي مَجْلِسه مصنفي الْمُسَمّى عُمْدَة النَّاس فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَبَالغ فِي التأدب معي جَريا على عوائده حَيْثُ لقبني بشيخنا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَمَعَ جلالته عورض فِي رزقة جَارِيَة تَحت نظره حمية لسيباي المبشر بل اختلق عَلَيْهِ الْعلم سُلَيْمَان الخليفتي مَا كَانَ سَببا لِلْقَوْلِ لَهُ حِين اظهار(4/236)
التخلي عَن المملكة ول الْآن من شِئْت وَنَحْو ذَلِك وَبَالغ فِي التنصل مِمَّا لَا شكّ فِي صدقه فِيهِ وَمَعَ ذَلِك فحجر عَلَيْهِ وأضيفت جهاته حَتَّى المشهد النفيسي لمن رتب لَهُ فِي كل يَوْم مَا زَاد التَّضْيِيق عَلَيْهِ بالاقتصار عَلَيْهِ وَصَارَ بمنزله وحيدا فريدا هَذَا بعد أَن عورض فِيمَا جهز إِلَيْهِ من مُلُوك الْهِنْد وَنَحْوه حَسْبَمَا أوردته فِي الْحَوَادِث وَلم يكن بأسرع من قَصم الْمشَار إِلَيْهِ وعددت ذَلِك من كراماته.
612 - عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز الخواجا السلطاني نزيل مَكَّة /. كَانَ مُبَارَكًا لَهُ سَبِيل بحارة الشيبيين من السويقة حبس عَلَيْهِ الدَّار الَّتِي تعلوه ودارا بجانبها. وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
613 - عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن عبد الْغفار بن وجيه بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الْعِزّ بن الْجمال التّونسِيّ الأَصْل السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي ابْنه أَحْمد / والآتي أَبوهُ وَيعرف أَولا بالمنهاجي ثمَّ بالسنباطي. ولد فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض على الْجمال الأقفهسي وَابْن عَمه الشّرف عِيسَى والبهاء الْمَنَاوِيّ وَالشَّمْس البوصيري وَرَأَيْت عرضه للمنهاج عَلَيْهِ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع عشرَة وَوصف وَالِده بالشيخ الامام الْعَلامَة فِي آخَرين. وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة خمس عشرَة واستيطانه لَهَا من سنة سبع عشرَة واشتغل بهَا فِي الْعُلُوم فَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس الشطنوفي والبرهان بن حجاج الابناسي وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَغَيرهم وَعَن البوصيري والابناسي مَعَ الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام أَخذ فِي النَّحْو وَفِي جمع)
الْجَوَامِع عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ وَفِي أصُول الدّين عَن الْبِسَاطِيّ وَابْن الْهمام فِي آخَرين فِي هَذِه الْفُنُون وَفِي غَيرهَا كالقاياتي والْعَلَاء البُخَارِيّ وتلقن الذّكر من الخوافي والاتكاوي وبعدهما من الشَّيْخ مَدين وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري بل وَاجْتمعَ بِأَحْمَد أبي طاقية خَاتِمَة أَصْحَاب الْجمال يُوسُف العجمي، وَعظم اخْتِصَاصه بجل شُيُوخه وَكَذَا بالعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَمن لَا أحصيه كَثْرَة وَمِنْهُم التَّاج ابْن الغرابيلي وَسمع على التَّاج اسحاق التَّمِيمِي بسنباط والبوصيري وَالْجمال البدراني وَابْن الْجَزرِي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي والنجم بن حجي والشموس الحبتي وَابْن الْمصْرِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ والبرماوي والشطنوفي والصفدي الْحَنَفِيّ والجلال البُلْقِينِيّ فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه عَليّ البوصيري البُخَارِيّ بِقِرَاءَة الكلوتاتي وعَلى الفوي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين صَحِيح مُسلم وعَلى كل من ابْن الْجَزرِي وَابْن حجي(4/237)
أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وعَلى ابْن الْمصْرِيّ ابْن مَاجَه وعَلى الْجلَال البُلْقِينِيّ مُسْند الشَّافِعِي، وتنزل بالباسطية أول مَا فتحت وَكتب الْكثير وَمن ذَلِك أَربع نسخ من فتح الْبَارِي أجلهَا النُّسْخَة الكاملية البارزية ولسان الْعَرَب حَتَّى إِنَّه كتب بخفة من القَوْل البديع تصنيفي نسختين واغتبط بِهِ كثيرا سِيمَا وَقد بَكت النواجي فِي كتباه الَّذِي سَمَّاهُ أَولا الحبور وَالسُّرُور فِي وصف الْخُمُور ثمَّ حلبة الْكُمَيْت، واستفتى عَلَيْهِ فتيا بديعة التَّرْتِيب بِحَيْثُ قَالَ الغز الْقُدسِي وناهيك بِهِ من مثله انها تكَاد تكون مصنفا وخاصمه فِي ذَلِك وَقَالَ لَهُ النواجي مَا الَّذِي وَقعت فِيهِ هَل أحللت الْخمر فَقَالَ لَهُ لَا أعلم لَكِن أَلَيْسَ هُوَ حث للنَّاس على شربهَا لِأَنَّك قد حسنتها وَذكرت فِي أوصافها مَا يَدْعُو إِلَى شربهَا وأثرت مآثرها ونقبت عَن مناقبها ثمَّ نقُول بعد أَن نغفر لَك كل ذَنْب ونسلم لَك كل اعتذار لم لم تجْعَل المُصَنّف الْمَذْكُور فِي فضل الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل يُقَال إِنَّه كتب بعد الْبَسْمَلَة عوضا عَن الصَّلَاة أَو الحمدلة أَو نَحْوهمَا مِمَّا جرت الْعَادة بِهِ غَالِبا وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا وتكرر قَوْله لي ولغيري قد تَأَمَّلت النواجي وتصنيفه مَعَ سنه كِتَابه الْمشَار إِلَيْهِ وَأَنت وتصنيفك مَعَ صغر سنك القَوْل البديع الَّذِي هُوَ حث على الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقلت ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَدخل دمياط للزيارة واسكندرية وَسمع بهَا على قاضيها الْجمال الدماميني، وَتقدم وأشير إِلَيْهِ بالوجاهة وَالْجَلالَة وَهُوَ أحد القدماء من أَصْحَاب شَيخنَا مِمَّن لَازمه فِي الأمالي وَغَيرهَا وَرَأَيْت شَيخنَا وَصفه بِخَطِّهِ بالعلامة، وَوَصفه البقاعي فِي بعض الطباق بالشيخ الامام الْعَالم بل أَكثر من النَّقْل عَنهُ فِي التراجم وَوَصفه كثيرا بالثقة)
وَمرَّة بالثقة والثبت وَمرَّة بصاحبنا الشَّيْخ البليغ المفوه إِلَى غير ذَلِك مِمَّا نقضه حِين سخط عَلَيْهِ كعادته، وَقد كثر اجتماعي بِهِ وكتبت من فَوَائده كثيرا وَكَذَا من نظمه وحَدثني عَن البوصيري بِمَا أسلفته فِي تَرْجَمَة الابناسي وَعَن الْمجد الْبرمَاوِيّ بقوله أَنا الَّذِي سَأَلت البُلْقِينِيّ فِي الاذن للبدر الزَّرْكَشِيّ بالافتاء والتدريس وَرَأَيْت من قَالَ إِنَّه شرع فِي كتاب سَمَّاهُ القاء الْجَمْر على شربة الْخمر وَكَانَ عِنْده من الْمحبَّة لي مَا لَا أنهض أَن صفه وَقَالَ لي غير مرّة قد ذكر لي الشَّيْخ نسيم الدّين المرشدي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَنه يترجى طول عمر شَيخنَا لِأَن عَادَة الله فِي خلقه أَن تكون هَذِه السّنة النَّبَوِيَّة مَحْفُوظَة بِمن يذب عَنْهَا وَنحن لم نشاهد إِلَى الْآن من برع فِي هَذَا الشَّأْن بِحَيْثُ يخلفه فِيهِ قَالَ وَأَنا أَقُول أَنه مَا مَاتَ حَتَّى خَلفك وَكنت حِين هَذِه الْمقَالة فِي المهد فِي تتمات لهَذَا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا كتبته فِي مَوضِع آخر، وبرز معي فِي كائنة الكاملية(4/238)
وشاقق كثيرا مِمَّن عَارض وَصَارَ يعرض عَن بَعضهم بِأَنَّهُ يبغضه فِي الله من حينها وَكَانَ خيرا ثِقَة شهما عالي الهمة ضَابِط الْكثير من الوفيات والوقائع الَّتِي أدْركهَا متين المذاكرة بذلك بل وَكثير من مَنَاقِب الصَّالِحين وَنَحْوهم لهجا بِالذكر والأوراد والتوجه لَا سِيمَا فِي وَقت السحر متأسفا على مَا يفوتهُ من الْجَمَاعَات لمزيد رغبته فِي شهودها كثير الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير غافل عَن الترحم لمشايخه وقدماء أَصْحَابه ومعارفه والاهداء فِي صحيفتهم سريع الدمعة والبادرة وَالرُّجُوع قل أَن يداهن فِي الْحق أَو يُدَارِي فِيهِ بل رُبمَا يشافه بِمَا لَا يرتضيه منجمعا عَن بني الدُّنْيَا وَعَن أَكثر النَّاس متوددا لمن يعرف مِنْهُ الْخَيْر من الْعلمَاء والصلحاء محبا فِيهِ ذَا فتوة ورغبة فِي التَّصَدُّق مَعَ التقلل بِحَيْثُ أَنه قل أَن يسْأَله فَقير فِيمَا يكون مَوْجُودا عِنْده إِلَّا ويجيبه وَرُبمَا قصد الْأَيْتَام وَنَحْوهم بالاطعام وَأعْطى مرّة شخصا مِمَّن علم اقباله على الْعِبَادَة سجادة بهنسية وَكَانَ كلما ختم نُسْخَة من فتح الْبَارِي يتَصَدَّق عَن مُؤَلفه بِشَيْء وَيَنْوِي عِنْد شُرُوعه فِيهَا أَن يحجّ مِنْهَا وَمَعَ ذَلِك فَلم يتهيأ لَهُ، ومحاسنه جمة وَهُوَ فِي أَوَاخِر عمره أحسن مِنْهُ فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ، توعك نَحْو عشرَة أَيَّام بالاسهال المفرط بِحَيْثُ تفتت كبده وَمَات وَهُوَ ممتع بحواسه بِحَيْثُ يمشي للأماكن الْبَعِيدَة وَيكْتب الْخط الدَّقِيق شَهِيدا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد قبل صَلَاة الْجُمُعَة تجاه مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء بجوار التَّاج الغرابيلي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ والبدر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ رَحِمهم الله وإيانا.)
614 - عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْعِزّ الأنبابي الشَّافِعِي / نَائِب الْحِسْبَة. نَاب فِي الْقَضَاء أَيْضا وخطب بِجَامِع الخطيري ببولاق وباشر فِي أوقافه وابتنى دورا ببولاق وَغَيرهَا وَلم يكن بالمرضي فِي مباشراته ونياباته. مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سادس شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَدفن من الْغَد عَفا الله عَنهُ وإيانا.
عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الخواجا السلطاني. / مضى فِيمَن جده عبد الْعَزِيز.
615 - عبد الْعَزِيز بن عز الدّين نزيل الكاملية وَيعرف بالأصيلي / لقرابة بَينه وَبَين بَيت ابْن أصيل من جِهَة النِّسَاء. اشْتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد ابْن الْهمام وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَبَالغ فِي إتقانه غير نُسْخَة من الْأَحْيَاء للغزالي وَكَانَ يراجعني فِي كثير من الْأَلْفَاظ وَكَذَا كتب الْقَامُوس وَغَيره، وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَكَانَ كثير الانجماع طورا بِذَاتِهِ لَهُ توجه إِلَى التَّحْصِيل والامساك جلس معي كثيرا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين.(4/239)
عبد الْعَزِيز أَبُو فَارس. هُوَ ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى. /
عبد الْعَزِيز الحباك. / فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر.
616 - عبد الْعَزِيز بن عز الدّين النفياني الْمصْرِيّ / صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِالْقربِ من بَاب القرافة الْمُجْتَمع فِيهَا الْقُرَّاء فِي لَيْلَة السَّابِع عشر من كل شهر وَأحد المنتمين لخشقدم الزِّمَام. جاور غير مرّة وَيذكر بِمَال كثير وَرُبمَا سَمِعت من يثني عَلَيْهِ مَعَ تودد ظَاهر وقراءته فِي الجوق لحسن صَوته لَكِن مَعَ نقص قوته وَقد تزوج ابْنة أَحْمد بن الحتاتي. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.
617 - عبد الْعَزِيز الْمصْرِيّ سكنا السلاخوري /. وجد لَهُ شَيْء كثير بِحَيْثُ تبلغ تركته نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار بِالنّظرِ لمساطير وجدت غير مَخْصُوصَة يُقَال انه استأدى غالبها.
عبد الْعَزِيز اللبابي المغربي الْوَزير. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد.
618 - عبد الْعَزِيز الشريف المغربي الْمَالِكِي /. سمع على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين الْخِصَال المكفرة وجزء الْجُمُعَة وَوَصفه الفتحي وَالسَّمَاع مَعَه بالعالم.
619 - عبد الْعَظِيم بن أَحْمد البُلْقِينِيّ / الْخَطِيب أَبوهُ. كَانَ بهَا مِمَّن سمع مني وَكَانَ يتكسب فِي الْقَاهِرَة بالحرير وَيُؤذن بِجَامِع الغمري احتسابا، وَرُبمَا قَرَأَ يَوْم الْجُمُعَة سُورَة الْكَهْف.
620 - عبد الْعَظِيم بن صَدَقَة التَّاج القبطي الْأَسْلَمِيّ. / مِمَّن يعد فِي الكتبية بِحَيْثُ ولي نظر ديوَان الْمُفْرد وَكَانَ هُوَ والزين يحيى الَّذِي صَار إِلَى مَا صَار يترافعان ويتخاصمان وَهَذَا غَالِبا يغلب إِلَى أَن انْتَمَى الآخر لقيزطوغان لما ولي الاستادارية وَاسْتقر فِي نظر الْمُفْرد ثمن يَوْمئِذٍ تَأَخّر هَذَا وتزايدت ودناسته وظلمته لبعده عَن نور الايمان وَسلم لقيز ثمَّ لِأَبْنِ كَاتب المناخات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين على مَال ودام مخمولا حَتَّى مَاتَ.
621 - عبد الْعَظِيم بن يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَظِيم الكرستي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عبد الْعَظِيم. / ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالخانكاه وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج والألفية وَقَرَأَ على الشَّمْس الونائي الْفِقْه والعربية وَكَذَا على أبي الْخَيْر بن التَّاجِر ولازمهما فِي ذَلِك وعَلى غَيرهمَا بِبَلَدِهِ وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن البامي وزَكَرِيا والديمي وَغَيرهم كالشرف عبد الْحق السنباطي وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام ودمياط وَغَيرهَا وَقَرَأَ بِدِمَشْق على الزين خطاب وَغَيره وَقَرَأَ على بعض الشفا ثمَّ ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع الثلاثيات خَاصَّة مَعَه وَلَده مُحَمَّد وَاسْتقر فِي صوفية الناصرية كأبيه وجده وَفِي تدريس الدوادارية(4/240)
بالخانكاه بعد حَافظ بن عَليّ اليعقوبي سنة سِتّ وَتِسْعين
622 -. عبد الْعَظِيم بن دِرْهَم وَنصف. / من الأقباط المتمولين من الدواليب. وَنَحْوهَا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَسبعين بعد إهانته مرّة بعد أُخْرَى. واحتيط على حواصله وأماكنه مَعَ وجود العاصب.
623 - عبد الْعَلِيم بن الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن أقبل على الِاشْتِغَال وقتا مَعَ فهم وذكاء وتميز فِي الْقرَاءَات السَّبع ثمَّ ترك. وَمَات عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ فِي أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بتعز.
624 - عبد الْعَلِيم بن عبد الله بن عَليّ بن الْحسن بن أبي بكر بن الْحسن الْفَقِيه المقرىء الْمُحَقق المجود جمال الدّين الخزرجي الْأنْصَارِيّ الْيَمَانِيّ /. حفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والشاطبيتين ولازم الْكَمَال مُوسَى الضجاعي فِي صغره وتلا للسبع إفرادا وجمعا على الْمُوفق عَليّ بن مُحَمَّد والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد الشرعيين وللعشر عَليّ ابْن الْجَزرِي ونبهه على إغفال لَفْظَة درى فِي سُورَة النُّور حَيْثُ قَالَ فِي النشر إِن خلفا لم يخرج عَن قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَأبي بكر إِلَّا فِي موضِعين وهما وَحرَام على قَرْيَة أهلكناها وَالثَّانِي السكت بَين السورتين على مَا ذكر أَبُو الْعِزّ القلانسي فاستدرك صَاحب التَّرْجَمَة لَفْظَة درى فَإِن خلفا خَالف فِي الثَّلَاثَة الْمَذْكُورين ووقف عَلَيْهِ الْمُؤلف فَأمر بِهِ وَاسْتَحْسنهُ. ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخ وَفَاته.
625 - عبد الْغفار بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني أَخُو الشَّيْخَيْنِ مُحَمَّد وحسين وَإِبْرَاهِيم بني ابْن قاوان /. مِمَّن اشْتغل وَفضل وَقدم مَكَّة بعيد التسعين مَعَ الركب الْحلَبِي فَأَقَامَ سنة ثمَّ عَاد إِلَى بِلَاده.
626 - عبد الْغفار بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين النطوبسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف فِي بَلَده بِابْن بَيته / بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ فوقانية مَفْتُوحَة بعْدهَا هَاء سكت. ولد بنطوبس سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول أَولا إِلَى البرلس فَأخذ فِيهَا عَن الشهَاب بن الاقيطع يَسِيرا ثمَّ قدم القاهر فقطن الْأَزْهَر وَحفظ كتبا فِي فنون وَهِي الشاطبية والرائية وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص والخزرجية وَالْمقنع فِي الْجَبْر والمقابلة وَأخذ عَن السراج الْعَبَّادِيّ آخر سنيه وَالشَّمْس البامي ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي عدَّة تقاسيم وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف غَالب شرح ابْن المُصَنّف وَقطعَة مِمَّا كتبه على شرح الْمحلى لجمع الْجَوَامِع مَعَ الأَصْل وشيئا من تَفْسِير(4/241)
الْبَيْضَاوِيّ ودروسا من شَرحه للارشاد وَغير ذَلِك كالكثير من متن ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع عَلَيْهِ السّنَن لِابْنِ مَاجَه وَكَذَا أَخذ عَن زَكَرِيَّا جملَة من متن جمع الْجَوَامِع وَمن أَوَائِل شرح ابْن المُصَنّف والشرف عبد الْحق السنباطي حضر عِنْده عدَّة تقاسيم وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَمن شرح جمع الْجَوَامِع للمحلى ولازمه حَتَّى تَلا عَليّ للسبع جمعا وَحضر دروسا عِنْد الْعَلَاء الحصني والبدر بن خطيب الفخرية والبدر المارداني ولازمه فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَمِمَّا جعله عِنْد ترتيبه للمجموع وَشَرحه للفصول وللمقنع وَمن غير تصانيفه اللمع والوسيلة كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم وَأخذ الْوَسِيلَة بكمالها عَن الزين عبد الْقَادِر بن شعْبَان وشيئا مِنْهَا عَن الشهَاب السجيني الْأَزْهَرِي وَعَن الْبَدْر بن الْغَرْس دروسا من الْمُخْتَصر وَمن شرح العقائد وَكَانَ يُقرر فِي أثْنَاء ذَلِك حَاشِيَته عَلَيْهِ وَتردد إِلَيّ فِي ألفية الحَدِيث وَغَيرهَا كالبخاري وَسمع معظمه وَالْكثير من الْمُوَطَّأ وَأبي دَاوُد وَالتَّرْغِيب والاذكار وَكَذَا سمع على الديمي فِي مُسلم وَغَيره وعَلى السنباطي صَحِيح مُسلم وَقطعَة من أول التِّرْمِذِيّ وَأبي السُّعُود الغراقي فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير وَمُسلم والشاوي فِي الصَّحِيحَيْنِ بِحَضْرَة الخيضري وَرُبمَا حضر المشهدي. وَسمع على سبط شَيخنَا فِي الْبردَة وَغَيرهَا وتميز بل برع وشارك ثمَّ لما قدم التقي بن قَاضِي عجلون لَازمه واغتبط)
بفقهه وسافر مَعَه إِلَى دمشق فقطنها مديما للاشتغال وَسمع هُنَاكَ على الشهَاب بن الصلف والنور الخليلي وَابْن عراق والبرهان النَّاجِي فِي البُخَارِيّ وعَلى الْفَخر عُثْمَان التليلي فِي النَّسَائِيّ الصَّغِير، وَحج مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين صُحْبَة السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة فلازمه فِي المقروء عَلَيْهِ من الارشاد وَكَذَا لَازم مجْلِس القَاضِي فِي الْفِقْه وَفِي النَّسَائِيّ وَغير ذَلِك وَحمل عني الألفية بكمالها وَأَشْيَاء من جُمْلَتهَا غَالب مَنَاقِب الشَّافِعِي وبلوغ المرام كِلَاهُمَا لشَيْخِنَا وسيرتي ابْن هِشَام وَابْن سيد النَّاس وَمن لَفْظِي جملَة لأماكن من تصانيفي وَلِحَدِيث زُهَيْر العشاري وَكَانَ يطالع لَهُ شرحي للالفية ويراجعني فِيمَا لَعَلَّه يقف عَلَيْهِ مِنْهُ وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة فِي كراسة وأقرأ الطّلبَة من الغرباء وَغَيرهم وعدى على خلوته فِي دريهمات كَانَت مَعَه وَكَاد أَن يصل إِلَيْهَا وَرجع مفارقا للسَّيِّد الْمشَار إِلَيْهِ فِي موسم سنة سبع إِلَى الْقَاهِرَة وَبَلغنِي أَنه تزوج هُنَاكَ وَجَاءَنِي سَلامَة أَعَانَهُ الله تَعَالَى.
627 - عبد الْغفار بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْوَاحِد ابْن الشَّيْخ معالي التلواني القاهري الْأَزْهَرِي أَخُو عَليّ / الآني مِمَّن سمع على شَيخنَا وَفِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَغير ذَلِك وَحضر الدُّرُوس قَلِيلا وتنزل فِي الْجِهَات(4/242)
وَعمل نقيب الْفُقَهَاء بالقلعة وَحج غير مرّة.
628 - عبد الْغفار بن عبد الرَّحِيم بن الزكي أبي بكر بن عمر بن يُوسُف التَّاج أَبُو الْخَيْر الْمَيْدُومِيُّ الأَصْل الْمصْرِيّ ابْن أخي الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي. نَاب فِي الْقَضَاء بِمصْر وَعمل فِيهَا أَمِين الحكم للاسيوطي ثمَّ لزكريا
629 -. عبد الْغفار بن عبد الْمُؤمن الطنتدائي ثمَّ القاهري ويدعى غفيرا /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: صَاحب النَّوَادِر وَله نظم فِي الْهزْل سَمِعت من نوادره كثيرا بل سَمِعت من لَفظه زجلا أجَاب بِهِ شخصا كَانَ هجاه بزجل آخر وأوله:
(مَا رَأَيْت أسمج من ... فجيز من نسى بِخَير)
يَقُول فِيهِ:
(لَو كَانَ عشرَة أشبار ... تَقول زيد وفتير)
(وَيَقُول فِيهِ سنى ... وَلَكِن مذْهبه حب الزبير)
مَاتَ فِي سنة وترجمه فِي مكن آخر ردا على من أنكر عَلَيْهِ ذكره فَقَالَ كَانَ لَهُ اشْتِغَال وتنزل بَين الْفُقَهَاء فِي مدارس وَكَانَ يفهم ويستحضر أَشْيَاء. وَذكره المقريزي فِي عقوده بالمضحك صَاحب النَّوَادِر اخْتصَّ بالصاحب شمس الدّين المقسي فاشتهر ونادم الْأَعْيَان وَكَانَ ينظم فِي الْهزْل سِيمَا فِي الأزجال مفحشا فِي هزله وَله اقتدار على سرعَة النادرة وَلكنه مَا مَاتَ حَتَّى كسدت سوقه بعد نفاقها، وبيض لوفاته.
630 - عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد الْحِمصِي أَخُو عبد الْملك / الْآتِي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَسمع مني المسلسل.
631 - عبد الْغفار بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْعِمَاد البلبيسي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما. أحضرهُ أَبوهُ البُخَارِيّ على الشاوي وَكَذَا أحضرهُ عَليّ وَمَات وَهُوَ طِفْل وتأسف كل من أَبَوَيْهِ عَلَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة.
632 - عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَسْعُود الزين السمديسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي /. ولد بسمدسية من الْبحيرَة بِالْقربِ من دمنهور وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ فِي الْقَاهِرَة للسبع على الشهَاب السكندري والزينين رضوَان وطاهر الْمَالِكِي وَلكنه لم يكمل عَلَيْهِ خَاصَّة وبمكة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين على الزين بن عَيَّاش وَأخذ عَن الزينين عبَادَة وطاهر، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي وَابْن التنسي ظنا فَمن بعده وَصَارَت لَهُ وجاهة وأقرأ عِنْد فَيْرُوز الزِّمَام وناب عَنهُ فِي نظر الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت نظره وبسفارته عينه الظَّاهِر جقمق لاقراء وَلَده من ابْنة ابْن عُثْمَان سَيِّدي أَحْمد سِيمَا حِين ترقى الشرفي الْأنْصَارِيّ فَإِنَّهُ نَاب عَنهُ فِي(4/243)
كثير من جهاته كالبيمارستان وَغَيره، وترقى واتسعت دائرته وَحج وجاور فِي السّنة الْمشَار إِلَيْهَا وَركب الْخُيُول كل ذَلِك مَعَ وفور عقله وسكيته وحشمته وتواضعه وبشره وتودده، مَاتَ وَهُوَ فِي أَوَاخِر الكهولة بِحَيْثُ جَازَ الْخمسين فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة أَو فِي لَيْلَتهَا ثَالِث عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين بعد مرض طَوِيل رَحمَه الله وإيانا وأنجب أَوْلَاد أسنهم الشّرف مُوسَى كَمَا سَيَأْتِي كل مِنْهُم فِي مَحَله.
633 - عبد الْغفار بن التَّاج مُحَمَّد الكلبشاوي أَخُو إِبْرَاهِيم / الْمَاضِي وَذَاكَ أسن حفظ الْحَاوِي واشتغل قَلِيلا وَخلف أَخَاهُ فِي قَضَاء بَلَده وخطابتها كأبيهما وجدهما. 634 عبد الْغَنِيّ بن مُوسَى بن أَحْمد الْعِمَاد الْجَزرِي الْعمريّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بعماد الْكرْدِي /. مِمَّن لَازم الشرواني وتميز فِي فنون من العقليات وَصَحب عبد الله الكوراني وتنزل فِي الشيخونية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَحضر عِنْد البامي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَجل الْحَاوِي ولازم إِمَام الكاملية فِي الْفِقْه وَغَيره وجاور فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وأقرأ هُنَاكَ الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا وَلَا زَالَ يُعَاتب ويضارب ويصيح وينوح ويهجر وَيفجر بِسَبَب الرزق خُصُوصا وَقد زوج وَلَده وزادت عِيَاله وَمَعَ ذَلِك فَلَا يصل بل رُبمَا يتمقته السُّلْطَان ويخرجه غَيره فِي غَالب السخرية وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء، ثمَّ أَنه حج فِي موسم سنة خمس وَتِسْعين أَجِيرا عَن امْرَأَة وعَلى السحابة المزهرية وَرجع مَعَ الركب فَأعْطَاهُ السُّلْطَان فِي أول يَوْم من صفر مشيخة سعيد السُّعَدَاء ولقيني بعد بأيام فَذكر لي أَن مولده فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَأَن قدومه الْقَاهِرَة من حلب بعد أَن أَخذ بهَا عَن يُوسُف الْكرْدِي وَأبي ذَر فِي الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين فَأخذ عَن شَيخنَا بالبيبرسية وبالكاملية وَحضر عِنْد القاياتي فِي الْكَشَّاف بِقِرَاءَة الزين طَاهِر وَعند الْعلم البُلْقِينِيّ وَآخَرين وَلم يتهيأ لَهُ لقى الونائي لَا بِدِمَشْق لكَونه كَانَ قدم الْقَاهِرَة وَلَا بهَا.
635 - عبد الْغفار بن نَفِيس شيخ معمر من نقباء الْمقَام الابراهيمي الدسوقي. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَدفن بتربة من القرافة الصُّغْرَى. أرخه ابْن الْمُنِير.
636 - عبد الغفور بن عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الشّحْنَة حفيد الْمُحب القَاضِي / والماضي أَبوهُ. مَاتَ فِي طفولته مطعونا فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بتربتهم عوضه الله الْجنَّة.
637 - عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن الشَّيْخ نجم الدّين نجم بن عبد الْمُعْطِي تَقِيّ الدّين وَرُبمَا لقب رضى الدّين أَبُو البركات وَرُبمَا كنى(4/244)
أَبَا الْفتُوح الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْفَخر عُثْمَان / الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على السراج الكومي وَابْن الشيخة أَشْيَاء وأسمعه على الْعِرَاقِيّ والتنوخي والهيثمي والسويداوي وَمَرْيَم الاذرعية فِي آخَرين وَكَذَا سمع مَعَ أَخِيه على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَخلق واشتغل فِي صغره على أَخِيه وَغَيره، وَحدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ فَاضلا خيرا منجمعا عَن النَّاس رَاغِبًا فِي الِانْفِرَاد مُقبلا على التِّلَاوَة يستحضر أَشْيَاء من الحَدِيث والمسائل.
مَاتَ فِي أول صفر سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وإيانا.) :::
638 - عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم الْمجد بن الهيصم القبطي الْمصْرِيّ أَخُو عبد الرَّزَّاق ووالد الْأمين إِبْرَاهِيم / الماضيين. برع فِي الْكِتَابَة بِحَيْثُ كتب فِي عدَّة جِهَات إِلَى أَن ولي اسْتِيفَاء الْمُفْرد ثمَّ اسْتَقر بِهِ النَّاصِر فرج فِي نظر الْخَاص بعد الْقَبْض على الْجمال البيري الاستادار فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْ عشرَة فباشرها أَزِيد من سنة، وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عشري شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا وَدفن كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ بخندق المطرية وكفن فِي حَرِير سابوري قَالَ وَكَانَ قدم مَعَ الشَّام من عِنْد النَّاصِر لتجهز الْخلْع والاطرز وَجمع الْأَمْوَال من النَّاس فَمَاتَ بعد قدومه بأَرْبعَة أَيَّام أَو خَمْسَة وَقد فتح من أَبْوَاب الظُّلم والمصادرات فِي هَذِه الْمدَّة الْيَسِيرَة مَا عوجل بِسَبَبِهِ وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ من ظلمَة الاقباط انْتهى. وَله ذكر فِي وَلَده أَيْضا.
639 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن الْجمال بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكِنَانِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / الرئيس بِطيبَة شَرِيكا لمنى الْخَطِيب. تلقاها عَن أَبِيه وَهُوَ مِمَّن يشْتَغل مَعَ ديانَة وَخير وَسُكُون واعتماد فِي الْوَقْت على المنكاب لَيْلًا وَنَهَارًا غَالِبا ورام بَعضهم تَقْدِيم غَيره عَلَيْهِ لكَونه كأبيه غير صيت فَاقْتضى رأى الأتابك ازبك بِحَضْرَة الأميني الأقصرائي حِين حجا أَن يرفع صَوته بِأَلْفَاظ الْأَذَان فِي وسط الْمَسْجِد فَلم يسمع أحسن مِنْهُ يَوْمئِذٍ بِحَيْثُ اقْتضى تَرْجِيحه وعد ذَلِك فِي كَرَامَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لخدامه سِيمَا القائمين بشعار الْأَذَان
640 -. عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عبد الله بن الإِمَام النحريري /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
641 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن عمر الْمحلي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الشرفي / نِسْبَة للشرف بن قَاسم وَيعرف بِابْن شَدَّاد وبصحبة مُحَمَّد بن الطياري وَقد يختصر فَيُقَال عبد صبي بن الطياري. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالمحلة وتحول مِنْهَا(4/245)
وَهُوَ صَغِير مَعَ أمه فَقَرَأَ الْقُرْآن بِمَسْجِد بِالْقربِ من بَيت قَرِيبه بالكعكيين وَكَذَا قَرَأَ عِنْد ابْن سعد الدّين الْأَزْهَرِي فِي الْقُرْآن والكنز وتحول إِلَى الزين قَاسم فَحَضَرَ دروسه وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَحضر عِنْد النَّجْم بن حجي بن قَرَأَ عَلَيْهِ رَفِيقًا للشمس المرحي وَغَيره فِي ابْن عقيل، وخالط الأكابر وَدخل دمشق وَغَيرهَا وَعرف بالتدنيب والمجون والظرف وَالنّظم فِي وقائع وَتزَوج الشّرف الْأنْصَارِيّ امْرَأَة كَانَت زوجا لَهُ، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ يكثر الطّواف ومخالطة بعض الأكابر، وقصدني بالزيارة غير مرّة وسمعته ينشد قَوْله فِي جَارِيَة لَهُ:)
(سَوْدَاء أضحى ثغرها كَالْبردِ المفلج ... أَو برق فِي جنح الدجى أَو لُؤْلُؤ فِي سبج)
وامتدحني حِين زرت مَرِيضا فقدرت عافيته سَرِيعا فَقَالَ:
(يَا عُمْدَة للطالبين وبهجة ... للسامعين وبحر علم قد صفا)
(مَا زرت يَوْمًا مُسلما متمرضا ... ورقيته الأونال بك الشفا)
(هَذَا هُوَ السِّرّ الالهي الَّذِي ... عرفت بِهِ أهل الْولَايَة والوفا)
وَمِمَّا سمعته ينشد أَيْضا وَأَسْتَغْفِر الله:
(شكا إِلَى سفله وَأَن فِيهِ دملا ... وَفِيه مَا يَأْكُلهُ قلت بلَى قَالَ بلَى)
وَقَوله عقب موت ابْن الظَّاهِر:
(دَامَت عَلَيْهِ رَحْمَة من الْكَرِيم الغافر ... يَا حسنا من حسن وطاهرا من طَاهِر)
642 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ التقي أَبُو الْفضل بن الشهَاب الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو المحيوي عبد الْقَادِر / الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن تَقِيّ. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والرسالة والألفية وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله والزين عبَادَة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والأمين الاقصرائي والشهاب السيرجي وأجازوا لَهُ فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالبدر بن الْعَيْنِيّ وَابْن التنس والقاياتي وَابْن الديري وباكير وطاهر والقرافي والزين الزَّرْكَشِيّ كل ذَلِك فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بل قَرَأَ على شَيخنَا فِي الشفا وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ فِيهِ وَكَذَا قَرَأَ الشاطبية بِتَمَامِهَا على الشهَاب السكندري القلقيلي المقرىء فِي سنة أَربع وَخمسين وَالْبُخَارِيّ بِتَمَامِهِ على الشَّمْس الْجلَال شيخ الالجيهية وخازن المحمودية مَعَ مُرَاعَاة شَرحه للكرماني وَقَالَ إِنَّه أَفَادَ أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ وَسمع فِي النَّسَائِيّ الْكَبِير على السَّيِّد النسابة وَأبي نَافِع الْأَزْهَرِي وَالشَّمْس التنكزي وَغَيرهم وَقَرَأَ ايضا على التقي الشمني وَحضر دروسه ودروس الشرواني وَأخذ فِي الْفِقْه والعربية عَن السنهوري وَمن قبله عَن أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره(4/246)
وَعَن التقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والعربية والمنطق وَغَيرهَا فِي آخَرين وناب فِي الحكم عَن الولوي السنباطي فِي آخر عمره فَمن بعده، ودرس بالحجازية وَكَذَا قَرَأَ الميعاد بالالجيهية بل وَقَرَأَ عِنْد ابْن حريز فِي رَمَضَان عدَّة كتب وَأفْتى، وَحج وسافر لبَعض الْقرى، وَهُوَ عَاقل متودد تكلّف هُوَ وَجَمَاعَة شُهُود مَجْلِسه بِجَامِع الفكاهين فِي حكم نسب إِلَيْهِ ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بعد أَخِيه فِي أَوَاخِر صفر وَلبس التشريف فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَذَا اسْتَقر بعده بالشيخونية وَيُقَال إِن الْخَطِيب الوزيري اشْترك مَعَه فِيهِ.
643 - عبد الْغَنِيّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين السكندري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الامشاطي / عَامي نزل المنكوتمرية وقتا وَسمع على شَيخنَا وَأخذ عَن غَيره حَتَّى ألم بمسائل صَار يرافع بهَا مَعَ إِظْهَار تدين واستغناء عَن النَّاس بِعَمَل الامشاط وتكرر مرافعته فِي أنَاس من ذَوي الوجاهات كالسيد الْكرْدِي والعلمي بن الجيعان بل رام اغراء السُّلْطَان بالمباشرين للوظائف مِمَّن لم يَتَّصِف بِشُرُوط الواقفين واسترجاها لبيت المَال وَأَفْتَاهُ بعض الْفُسَّاق بذلك فكففته عَنهُ بل كَفه الله بِحَيْثُ ضربه السُّلْطَان وَإِن كَانَ لغير هَذَا الْمَقْصد وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ صَبِيحَة توفّي السَّيِّد الْكرْدِي عَفا الله عَنْهُمَا.
644 - عبد الْغَنِيّ بن إِسْمَاعِيل التروجي ثمَّ القاهري / أحد الْعُدُول بِمَجْلِس الْمَالِكِيَّة دَاخل بَاب الشعرية ورفيق جدي لأمي. مِمَّن حج وجاور وتكسب هُنَاكَ أَيْضا بِالشَّهَادَةِ وصاهره ابْن زبالة قَاضِي الينبوع وَرُبمَا اتّجر فِي البطائن وَنَحْوهَا بِحَيْثُ أثرى، وَأَنْشَأَ دَارا بِالْقربِ من قنطرة الخروبي وَقفهَا، وَمَا علمت بِهِ بَأْسا وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى قريب السّبْعين رَحمَه الله وإيانا.
645 - عبد الْغَنِيّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد نسيم الدّين أَبُو اللطف بن الْفَخر بن النسيم بن الْجلَال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَأَخُوهُ عَليّ. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا هِيَ الاربعون للنووي وألفية الحَدِيث وَالْمجْمَع والتنقيح فِي أصولهم والطوالع للبيضاوي وعقيدة الطَّحَاوِيّ والعمدة للنسفي وَالتَّلْخِيص وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعُزَّى، وَعرض فِي سنة سِتّ وَسبعين وَبعدهَا على قَاضِي مَكَّة البرهاني وأخيه أبي بكر وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر وَيحيى العلمي وَالْقَاضِي الْحَنْبَلِيّ وقريبهم أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي الشَّافِعِي وأجازوه وَكتب لَهُ الْحَنْبَلِيّ نظما ونثرا، وَحضر بعض الدُّرُوس، وَكَانَ مِمَّن سمع عَليّ فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة رِوَايَة ودراية وَقَرَأَ فِي النَّحْو على أبي الْعَزْم الْقُدسِي شَرحه للجرومية حِين(4/247)
اقامته عِنْدهم مَعَ قِطْعَة من المكودي وَفِي الْفِقْه على قَاضِي مَكَّة الْجمال بن أبي الْبَقَاء ثمَّ على بعض المصريين، وَتوجه مَعَ حنبلي مَكَّة للزيارة النَّبَوِيَّة ثمَّ الْقَاهِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن طرقها الطَّاعُون فبادر للرُّجُوع إِلَى بَلَده فِي الْبَحْر فوصلها فِي رجبها بعد أَن قيل أَنه اشْتغل على الَّذين صَارُوا شُيُوخًا.) :::
646 - عبد الْغَنِيّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن الْحَافِظ الشّرف أبي الْحُسَيْن عَليّ بن الْفَقِيه التقي أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْحسن أَحْمد بن عبد الله الزين بن التقي بن الشّرف الْهَاشِمِي الْحُسَيْنِي اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ / وَبَاقِي نسبه فِي معجمي. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه طَلْحَة وَالْمقنع والملحة وَغَيرهمَا عِنْد القطب اليونيني وَبِه تفقه وَسمع الصَّحِيح بِكَمَالِهِ خلا من النِّكَاح إِلَى قَوْله ولزوجك عَلَيْك حق فِي سنة تسعين على مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد اليونيني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مظفر الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي وبكماله بعد ذَلِك فِي سنة خمس وَتِسْعين على الزين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، ولقيته ببعلبك ذَهَابًا وإيابا فَقَرَأت عَلَيْهِ فضل الرمى للقراب وشيئا من الصَّحِيح وَكَانَ خيرا سَاكِنا وقورا بهيا من بَيت علم ورياسة بَاشر فِي بَلَده تدريس بعض مدارسها وإمامتها وَمَات قَرِيبا من السِّتين.
647 - عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب ابْن يَعْقُوب الْفَخر بن الْعلم بن الْفَخر بن الْعلم الدمياطي الأَصْل القاهري شَقِيق يحيى وَعبد الباسط وَهُوَ الْأَصْغَر ووالد التَّاج عبد اللَّطِيف وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. / ولد فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَتخرج فِي الْكِتَابَة بِأَبِيهِ وأقربائه وباشر فِي جِهَات كالخزانة والباسطية وَذكر بمزيد الْكَرم وسعة الْعَطاء بِحَيْثُ انْفَرد على غَالب أهل بَيته بذبك مَعَ الانهماك فِي لذاته وَلذَا كثرت مُخَالطَة عبد الْوَهَّاب بن شرف لَهُ، وَقد حج مرَارًا وَفِيه مُرُوءَة ونخوة وتناقص حَاله فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ خُصُوصا بعد أَن أثكل وَلَده التاجي عبد اللَّطِيف وَغَيره وَلم يبْق لَهُ وَلَا لأولاده ذكر
648 -. عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْفَخر بن الْعلم بن الجيعان / جد الَّذِي قبله ووالد شَاكر واخوته. تميز فِي الْكِتَابَة وباشر فِي جِهَات ككتابة الْجَيْش. وَمَات فِي خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان.
649 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج بن نقولا فَخر الدّين بن الْوَزير تَاج الدّين الارمني الأَصْل وَالِد الزين عبد الْقَادِر وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد(4/248)
نقيب الْجَيْش وَقَرِيب الزين يحيى الاستادار الْمَذْكُورين فِي محالهم وَيعرف بِابْن أبي الْفرج /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ جده من نَصَارَى الأرمن يصحب ابْن نقولا الْكَاتِب فنسب إِلَيْهِ فَلهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ أَبُو الْفرج بن نقولا وَهُوَ اسْم جده حَقِيقَة وَفِي، الْجُمْلَة فَأَبُو الْفرج أول من أسلم من آبَائِهِ وَنَشَأ وَلَده عبد الرَّزَّاق مُسلما ثمَّ دخل بِلَاد الفرنج وَيُقَال أَنه رَجَعَ إِلَى النَّصْرَانِيَّة ثمَّ قدم وَاسْتقر صيرفيا بقطيا وَولي نظرها ثمَّ إمرتها ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال بِحَيْثُ ولي الوزارة والاستادارية وَولد ابْنه هَذَا فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فتعلم الْكِتَابَة والحساب وَولي قطيا فِي رَأس الْقرن أول يَوْم من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى حِين كَانَ أَبوهُ وزيرا ثمَّ صرف بصرفه وأعيد إِلَيْهَا بعد ذَلِك فِي الْأَيَّام الناصرية فرج مرَارًا ثمَّ ولاه جمال الاستادار كشف الشرقية سنة إِحْدَى عشرَة فَوضع السَّيْف فِي الْعَرَب وأسرف فِي سفك الدِّمَاء وَأخذ الْأَمْوَال فَلَمَّا قبض على مخدومه وَاسْتقر ابْن الهيصم فِي الاستادارية عوضه بذل الْفَخر أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَاسْتقر فِي ربيع الآخر سنة أرع عشرَة مَكَانَهُ وَلم يلبث أَن صرف فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن سَار سيرة عَجِيبَة من كَثْرَة الظُّلم وَأخذ الْأَمْوَال بِغَيْر شُبْهَة أصلا والاستيلاء على حواصل النَّاس بِغَيْر تَأْوِيل ففرح النَّاس بعزله وعوقب فتجلد حَتَّى رق لَهُ أعداؤه ثمَّ أطلق وأعيد إِلَى ولَايَة قطيا ثمَّ لما ولي الْمُؤَيد اسْتَقر بِهِ فِي كشف الْوَجْه البحري ثمَّ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ عشرَة فِي الاستادارية فجادت أَحْوَاله وصلحت سيرته وَأظْهر أَن الْحَامِل لَهُ على تِلْكَ السِّيرَة إِنَّمَا هُوَ النَّاصِر وَمَعَ ذَلِك أسرف فِي أَخذ الْأَمْوَال من أهل الْقرى وَولي كشف الصَّعِيد فَعَاد وَمَعَهُ من الْخُيُول والابل وَالْبَقر وَالْغنم وَالْأَمْوَال مَا يدهش كَثْرَة ثمَّ توجه إِلَى الْوَجْه البحري فَفرض على كل بلد وقرية مَالا سَمَّاهُ ضِيَافَة بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ من ذَلِك فِي مُدَّة يسيرَة مَالا جزيلا ثمَّ توجه لملاقاة الْمُؤَيد لما رَجَعَ من وقْعَة نيروز فَبَلغهُ أَن الْمُؤَيد سمع بِسوء سيرته وَأَنه عزم على الْقَبْض عَلَيْهِ ففر إِلَى بَغْدَاد وَأقَام عِنْد قرا يُوسُف قَلِيلا فَلم تطب لَهُ الْبِلَاد فَعَاد وترامى على خَواص الْمُؤَيد فَأَمنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى كشف الْوَجْه البحري ثمَّ فِي سنة تسع عشرَة إِلَى الاستادارية فَحمل فِي تِلْكَ السّنة مائَة ألف دِينَار وَسلم لَهُ الاستادار قبله بدر الدّين بن محب الدّين وَأمر بعقوبته فَكف عَنهُ فَأخذ من يَده وَتوجه فِي شوالها لِحَرْب أهل الْبحيرَة وَمَعَهُ عدَّة أُمَرَاء كَانُوا من تَحت أمره فوصل إِلَى حد برقة وَرجع بِنَهْب كثير جدا، ثمَّ لما مَاتَ تَقِيّ الدّين ابْن أبي شَاكر أضيفت إِلَيْهِ الوزارة فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين فباشرها بعنف(4/249)
وَقطع رواتب النَّاس وَصَارَ فِي كل قَلِيل يصادر الْكتاب والعمال وَبَالغ فِي تَحْصِيل المَال واحرازه فَكَانَ كل قَلِيل يحمل من ذَلِك للمؤيد مَالا فيجل فِي عينه ويشكره فِي غيبته مَعَ لين جَانِبه للنَّاس وتودده لَهُم ثمَّ توجه للْوَجْه البحري لأخذ)
مَا سَمَّاهُ الضِّيَافَة على الْعَادة ولاقى السُّلْطَان لما رَجَعَ من الشَّام بأموال عَظِيمَة ثمَّ توجه للصعيد وأوقع بِأَهْل الاشمونين وَرجع بأموال كَثِيرَة جدا، ثمَّ استعفى عَن الوزارة فِي شَوَّال سنة عشْرين فاستقر فِيهَا أرغون شاه ثمَّ مرض فعاده السُّلْطَان فَقدم لَهُ خَمْسَة آلَاف دِينَار فأضاف إِلَيْهِ نظر الْأَشْرَاف ثمَّ توجه للْوَجْه القبلي فأوقع بالعرب وَجمع مَالا كثيرا جدا ثمَّ أَصَابَهُ الوعك فِي رَمَضَان وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي نصف شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن سبع وَثَلَاثِينَ سنة وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بَين السورين ظَاهر الْقَاهِرَة وَاشْتَدَّ أَسف السُّلْطَان عَلَيْهِ وصولح عَن تركته بِمِائَتي ألف مِثْقَال، وَكَانَ عَارِفًا بِجمع الْأَمْوَال شهما شجاعا ثَابت الجأش قوي الْجنان سَاد فِي آخر عمره وجاد سوى مَا اعتاده من نهب الْأَمْوَال بِحَيْثُ جمع مِنْهَا فِي ثَلَاث سِنِين مَالا يجمعه غَيره فِي ثَلَاثِينَ سنة. قَالَ المقريزي كَانَ جبارا قاسيا شَدِيدا جلدا عبوسا بَعيدا عَن الاسلام قتل من عباد الله من لَا يُحْصى وَخرب اقليم مصر بِكَمَالِهِ وأفقر أَهله ظلما وعتوا وَفَسَادًا فِي الأَرْض ليرضى سُلْطَانه فَأَخذه الله أخذا وبيلا، وَطول تَرْجَمته فِي عقوده زَاد غَيره أَنه لَا يستكثر عَلَيْهِ مَا كَانَ يَفْعَله لِأَنَّهُ من بَيت ظلم وعسف وَعِنْده جبروت الارمن ودهاء النَّصَارَى وشيطنة الأقباط وظلم المكسة لِأَن أَصله من الأرمن وربى مَعَ الْيَهُود وتدرب بالاقباط وَنَشَأ مَعَ المكسة بقطيا وَلذَا اجْتمع فِيهِ مَا تفرق فِي غَيره واستفيض أَنه لما دفن سَمعه جمَاعَة من صوفية البيبرسية وَغَيرهم يَصِيح فِي قبرهن وَذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة لكَونه أَمر بتكملة عمَارَة الرِّبَاط الَّذِي أَمر بإنشائه الْوَزير قبله تَقِيّ الدّين عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر يَعْنِي الْآتِي وَهُوَ بِرَأْس زقاق جِيَاد الصَّغِير مُقَابل الْمَسْجِد الْحَرَام بَينهمَا مسيل الْوَادي وَلم يسم أَبَاهُ بل قَالَ عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج القبطي وترجمه بِاخْتِصَار. قلت إِنَّمَا أكمله الْفَخر بعد انْتِقَال ملكه إِلَيْهِ بِمُقْتَضى الابتياع من ولد التقي عبد الْوَهَّاب المنحصر إِرْث أَبِيه فِيهِ وَفِي أُخْته شقيقته الخماسية وَهِي محجورته وَبَاعَ عَنْهَا وَذَلِكَ فِي صفر سنة عشْرين الثَّابِت عَن الشهَاب بن المحمرة الشَّافِعِي والمنفذ لَهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن الصّلاح مُحَمَّد بن الْبَدْر مُحَمَّد ابْن الْحسن بن البرقي الْحَنَفِيّ وَقبل كَونهَا رِبَاطًا كَانَت خربة اشْتَرَاهَا ابْن أبي شَاكر فَمن ابْن السَّعْدِيّ بن غراب لربعها وَمن الْأمين عبد الله بن أبي الْفرج بن مُوسَى(4/250)
الشهير بجده لباقيها فِي سنة خمس عشرَة حَسْبَمَا وقفت على الشواهد بذلك كُله مَعَ البدري مُحَمَّد بن الشهابي أَحْمد بن الْفَخر فِي صفر سنة ثَمَان وَتِسْعين.) :::
950 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن التقي الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الرشيد بِضَم الرَّاء وَفتح الْمُعْجَمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة مَكْسُورَة وَآخره مُهْملَة /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
651 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الزبيدِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بزبيد وَأمه من أَهلهَا وَتردد مِنْهَا لمَكَّة ثمَّ قطنها من بعد الْخمسين وَكَانَ قد حفظ الْقُرْآن ويسيرا من التَّنْبِيه، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ شَيخنَا والبدر الْحلَبِي والعيني والمقريزي والواسطي والزين الزَّرْكَشِيّ والقبابي والتدمري وَآخَرُونَ، وَكَانَ سَاكِنا لكنه تولع بشجر الافيون وَظهر عَلَيْهِ كثيرا، وفجع بِولد لَهُ كَانَ ذكيا وَتردد لمصر وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وجاور بهَا قبيل مَوته فقدرت وَفَاته بهَا شَهِيدا فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بوسط الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَصلى عَلَيْهِ بِهِ ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا.
652 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن مُحَمَّد التَّاج الاميوطي القاهري قريب النَّجْم بن النبيه الْموقع وَيعرف بِابْن الاعمى. / مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الْمِائَة وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْفتُوح دهرا حَتَّى مَاتَ وَلم يذكر عَنهُ فِيهَا إِلَّا الْخَيْر رَحمَه الله.
653 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الله فَخر الدّين بن سعد الدّين القبطي وَيعرف بِابْن بنت الملكي / صَاحب ديوَان الْجَيْش وَكَانَ قد تكلم فِيهِ بعد موت أَخِيه الشّرف يحيى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مشاركا لوَلَدي أَخِيه يُوسُف وَإِبْرَاهِيم وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فاستقرت الْوَظِيفَة باسم الْمَذْكُورين وكل من هَذَا وأخيه مَنْسُوب لناظر الْخَاص الشّرف عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الملقب بالنشور والمتوفي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فالنشو جدهما.
654 - عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب نسيم الدّين وتقي الدّين أَبُو مُحَمَّد وَابْن الْجلَال الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ سبط الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وشقيق إِبْرَاهِيم أمهما أم سَلمَة وَيعرف بِابْن المرشدي. / ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وتبصر فِي النَّحْو وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَأَقْبل على الحَدِيث وَطلب بِنَفسِهِ فَسمع على شُيُوخ بَلَده الْكثير(4/251)
وتدرب فِيهِ بالتقي الفاسي وَالْجمال بن مُوسَى وَغَيرهمَا ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة والقدس والخليل ودمشق وَدخل قبل ذَلِك بِلَاد الْيمن صُحْبَة ابْن الْجَزرِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ)
مُعْجم الطَّبَرَانِيّ الصَّغِير على ظهر الْبَحْر فِي حَال الْمسير من جدة إِلَى زبيد فِي تِسْعَة مجَالِس آخرهَا فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكتب لَهُ الْوَصْف بالشيخ الْعَلامَة الْمُحدث الْمُفِيد ولقبه تَقِيّ الدّين وَرَوَاهُ لَهُ بالاجازة عَن خَمْسَة عشر نفسا من أَصْحَاب الْفَخر وَكَانَ قَرَأَهُ قبل ذَلِك بِمَكَّة على الْخَطِيب الْمسند الكمالي أبي الْفضل مُحَمَّد بن قاضيها ابْن ظهيرة فِي ثَلَاثَة مجَالِس آخرهَا سادس عشر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين بإجازته من أبي الْحرم القلانسي وناصر الدّين الفارقي وروى عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَغَيره وَجمع وَخرج لبَعض مشايخه وَعمل أَطْرَاف صَحِيح ابْن حبَان فِي مُجَلد ضخم وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة جُزْءا من تَخْرِيجه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل البارع جمال الدّين والمحدثين ثمَّ أَكثر عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه وَغَيرهَا جملَة وتزايد تميزه بِأَخْذِهِ عَنهُ بِحَيْثُ وَصفه بالفاضل البارع الْأَصِيل الباهر الماهر الْمُحدث الْمُفِيد جمال الطّلبَة رَأس المهرة مفخر الْحفاظ وَأَنه لَازمه تِلْكَ السّنة فِي مجَالِس الحَدِيث ودروسه ومجالس الاملاء وتحرير شرح البُخَارِيّ مَا هُوَ فِي كل ذَلِك يُفِيد فيجيد ويستشكل مَا يشكل بِحَيْثُ بهرت الْجَمَاعَة فضائله وَشهِدت بِحَق الاجادة فِي الْفَنّ دلائله وَقَالَ عَن قِرَاءَته أَنَّهَا قِرَاءَة حَسَنَة فصيحة متينة يظْهر فِي غضونها مَا يشْهد لَهُ بِحسن الاستحضار ويتبين فِي أَثْنَائِهَا مَا يثبت لَهُ فِي هَذَا الْفَنّ مزِيد الاكبار وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة عُلُوم الحَدِيث كلهَا واقرائها، وَقَالَ فِي إنبائه: نسيم الدّين اشْتغل كثيرا وَمهر وَهُوَ صَغِير وَأحب الحَدِيث فَسمع الْكثير وَحفظ وذاكر وَدخل الْيمن فَسمع من الشَّيْخ مجد الدّين وَكتب عني الْكثير، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ مطعونا فِي أول جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ يَعْنِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَدفن عِنْد جده لأمه الْكَمَال الدَّمِيرِيّ بتربة سعيد السُّعَدَاء وَبَلغنِي أَن شَيخنَا قَالَ بعد مَوته كنت أَرْجُو أَن يكون خلفا بِبِلَاد الْحجاز عَن التقي الفاسي، وَلما دخل الْقُدس قَرَأَ على القبابي وَاجْتمعَ بِهِ التَّاج بن الغرابيلي حَافظ الْقُدس فَزَاد فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا عظمه صاحبنا الْعِزّ السنباطي وَغَيره وَامْتنع مُدَّة إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ من الِاجْتِمَاع بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ مَعَ مَالهم تَحت نظره فِي أوقاف الْحَرَمَيْنِ وَقَالَ أَنا لم أُهَاجِر من مَكَّة لمصر إِلَّا للأخذ عَن ابْن حجر فَلَا أجتمع بِمن يعاديه أَو كَمَا قَالَ، وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ كَانَ قد برع فِي علم الْأَدَب واعتنى بِحِفْظ الرِّجَال وَظهر حفظه(4/252)
مَعَ صغر سنه فِي مجَالِس التحديث وَفِيه حِدة مفرطة وَقدر واطأ اسْمه اسْم الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْمصْرِيّ. وَصفته صفته وَكَذَا عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي قَالَ وَأَظنهُ اختصر كتاب ابْن نقطة وَقل إِنَّه انْتفع بالتقي الفاسي ثمَّ جحد تَعْلِيمه لَهُ وَحصل بَينهمَا ضغائن بِسَبَب قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة فَإِن ابْن عمته يَعْنِي الْكَمَال بن الزين سعى على التقي وَاسْتقر فِيهِ عوض وَأنْشد:
(وَلم تزل قلَّة الانصاف قَاطِعَة ... بَين الرِّجَال وَلَو كَانُوا ذَوي رحم)
انْتهى. وَكَذَا كَانَ التقي بن فَهد يعرف جَحده وَعدم اعترافه فِيمَا يستفيده وَرُبمَا لقبه وَلَده بالعفيف، وَقد دخل الْقَاهِرَة غير الْمرة الَّتِي توفّي فِيهَا وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَالثَّانيَِة بعْدهَا بِسنتَيْنِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ ذَا حفظ وافر وحذق زَائِد وذكاء مفرط مَعَ طلاقة اللِّسَان وَجرى الْجنان وعظمت فجيعة أهل هَذَا الْفَنّ بِهِ وَحصل التضعضع فِي أَرْكَانه بِسَبَبِهِ رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.
655 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن حسن النبراوي ثمَّ القاهري الصحراوي / امام تربة الْأَشْرَف برسباي وَأحد أَصْحَاب نَاصِر الدّين الطبناوي. سمع على شَيخنَا البُخَارِيّ إِلَّا الْيَسِير بِقِرَاءَة نور الدّين الطبناوي وَكتبه بِخَطِّهِ واشتغل عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ، وعزم على الْحَج فوصل إِلَى الطّور ثمَّ رَجَعَ وَمَا تيَسّر لَهُ وقصدني مرّة للسؤال عَن شَيْء فتآنست بِهِ، وَكَانَ خيرا نيرا تاليا لِلْقُرْآنِ مُحْتملا حَرِيصًا على مُبَاشرَة إِمَامَته كثير الْميل للْفُقَرَاء ذَاكِرًا لكثير من كراماتهم سِيمَا الطبناوي بل كَانَ لَهُ مزِيد اخْتِصَاص بِمُحَمد الكويس. مَاتَ وَقد بلغ الثَّمَانِينَ بعد الثَّمَانِينَ وَاسْتقر ابْنه يحيى بعده فِي الامامة رَحمَه الله وإيانا.
656 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ بن عبد الحميد بن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر بن ظهيرة بِالْمُعْجَمَةِ وَالتَّكْبِير التقي أَبُو مُحَمَّد المغربي الأَصْل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيُقَال لَهُ البهائي لسكناه حارة بهاء الدّين /. ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين أَو بعْدهَا بِقَلِيل بمنوف وَحفظ بهَا الْقُرْآن والتنبيه ثمَّ تحول مَعَ أمه إِلَى الْقَاهِرَة للاشتغال بِالْعلمِ فحفظ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث والنحو والعمدة وَعرض على شُيُوخ الْعَصْر وَأخذ الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والابناسي وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التدريس والاصول عَن نور الدّين بن قَبيلَة الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي الْبكْرِيّ وَالشَّمْس القيلوبي والنحو عَن الْبُرْهَان الدجوي والمحب بن هِشَام وَغَيرهمَا ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي العقليات وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن قنبر بل أَخذ عَن شَيخنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ(4/253)
وَلزِمَ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا واختص بِهِ وَعرف بالانتساب لَهُ قَدِيما وَسمع عَلَيْهِ الْكثير من تصانيفه وَغَيرهَا ولازم مجَالِس املائه وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ أَكثر فتح الْبَارِي وَغَيره من تصانيفه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الأوحد مُفِيد الطالبين حفظه الله، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَسمع الحَدِيث على التَّاج بن الصيح والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتقي الدجوي وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والبرشنسي والشرف بن الكويك فِي آخَرين من طبقتهم وَبعدهَا كالنور الابياري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وبرع الكازروني والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وبرع فِي معرفَة الشُّرُوط وَنَحْوهَا وَلكنه لم يكن طلق اللِّسَان بل كَانَ جَامِدا مَعَ فَضِيلَة ومشاركة فِي الْجُمْلَة وَقد تصدر بِجَامِع الْحَاكِم وبالأشرفية الْقَدِيمَة وَغَيرهمَا وانتفع بِهِ ابْن أَخِيه لأمه الْفَاضِل نور الدّين وَغَيره فِي الشُّرُوط وَغَيرهَا، وناب فِي الْقَضَاء دهرا عَن شَيخنَا وَقصر نَفسه عَلَيْهِ فَلم ينب عَن غَيره من الْقُضَاة، وأوذي من الْعلم البُلْقِينِيّ لانتقاده عَلَيْهِ فِي فتيا ثمَّ ألبسهُ جندة بَيْضَاء ولامه شَيخنَا على لبسهَا، وَقد حدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ، وتعلل مُدَّة وأقعد حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشري ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة مجاورة للست زَيْنَب رَحمَه الله وإيانا.
657 - عبد الْغَنِيّ بن عَليّ الفارقي المدابغي المقرىء الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن التَّاج بن تمرية ثمَّ الشَّمْس العفصي وتكسب بالمدابغ ثمَّ بسوق الْحَاجِب ثمَّ بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بسويقة عُصْفُور وأقرأ. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد رَأَيْته كثيرا بل رَأَيْته شهد على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي فِي إجَازَة وَوَصفه بشيخنا فَكَأَنَّهُ أدبا مَعَ احْتِمَال قِرَاءَته عَلَيْهِ
658 -. عبد الْغَنِيّ بن عمار بن عمر. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين.
عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج. مضى فِي ابْن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج. /
659 - عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشري الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْمُخْتَار وَعرض وَسمع على ابْن عَيَّاش وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين حَيّ.
660 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الزين القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي ثَانِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على الابناسي وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ)
والزين القمني وأجازوه، وَكتب لَهُ(4/254)
الدَّمِيرِيّ سَنَده بالعمدة والألفية، واشتغل يَسِيرا وَأخذ عَن الزين القمني والبرماوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين ولازم شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فتح الْبَارِي، وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا وصاهر شَيخنَا الرَّشِيدِيّ على ابْنَته آمِنَة وَكَانَ خيرا سمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَأَجَازَ لي. مَاتَ سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.
661 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مقدم بن مُحَمَّد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي أَخُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز / الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والرسالة وَنصف ابْن الْحَاجِب الفرعي وَنَحْو نصف الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل وَجَمِيع ألفية النَّحْو وَعرض على أَبِيه وَأخذ عَنهُ بحثا جَمِيع الرسَالَة وَحضر كثيرا من دروسه فِي العقليات وَغَيرهَا بِقِرَاءَة جمع من الاساطين كالابناسي وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَأخذ الْفِقْه فَقَط عَن الشّرف عِيسَى ابْن مُحَمَّد التجاني وَأبي عبد الله المغربيين وَغَيرهمَا كَأبي الْقسم النويري قَرَأَ عَلَيْهِ فِي ابْن الْحَاجِب الفرعي وَكَذَا فِي ألفية النَّحْو والبدر بن التنسي والولوي السنباطي وَغَيرهم من الْمُتَأَخِّرين وَسمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ والشرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر دروسه فِي القانبيهية وأماليه بهَا لكَونه كَانَ أحد الطّلبَة بهَا فَلَمَّا مَاتَ أمره بِهِ بالرغبة عَنهُ وَكَانَ يحضر مَعَ أَبِيه فِي مجَالِس القلعة حِين كَانَ الْجلَال البُلْقِينِيّ قَاضِيا وَكَذَا الْوَلِيّ وَشَيخنَا والعلمي ثمَّ القاياتي والسفطي والمناوي والاسيوطي يَعْنِي دون من عداهم، وَمِمَّا سَمعه على شَيخنَا بِالْقَاهِرَةِ بعض الْحِلْية وَالنّصف من توالي التأنيس بمقام الشَّافِعِي وبدمشق وحلب مَا أملاه فيهمَا وعَلى أَبِيه فِي البُخَارِيّ بِقِرَاءَة ابْن اللبان والشرف الديسطي وعَلى الْجمال الْحَنْبَلِيّ ثمانيات النجيب وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَمن أجَاز مَعهَا فِي استدعاء ابْن مُوسَى كَمَا أثْبته الزين رضوَان بِخَطِّهِ بل سمع من رضوَان نَفسه بعض شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وسافر مَعَ وَالِده فِي الركاب السلطاني إِلَى حلب مرتي الأولى مَعَ المظفر بن الْمُؤَيد حِين كَانَ ططر نظاما وَالثَّانيَِة مَعَ الْأَشْرَف برسباي وَسمع فِيهَا على الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي ابْن مَاجَه وَغَيره، وَحج فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ أَبوهُ مجاورا فِيهَا فَرجع مَعَه وَاسْتقر بعده فِي مشيخة الصُّوفِيَّة بالتربة الناصرية فرج بن الظَّاهِر والاسماع بهَا وَفِي غَيرهَا من جهاته كالربع من تدريس القمحية، وناب فِي الْقَضَاء عَن أَبِيه سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَمن بعده وَلكنه لم يكثر عَن السراج بن حريز مَعَ الانجماع بمنزله فَلَمَّا)
اسْتَقر اللَّقَّانِيّ بَاشر وابتكر مَجْلِسا تجاه زَاوِيَة الركراكي(4/255)
بالقسم وحظه فِي ذَلِك مُتَأَخّر عَن من هُوَ دونه فضلا وأصلا وتواضعا لشدَّة تخيله وقبح وَلَده وَعدم دربته وَقد أنشأ بعض الدّور للاجرة وَغَيرهَا، وَحدث أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وقرأت عَلَيْهِ قَدِيما بعض الثمانيات وَسمعت كَلَامه فِي عدَّة مسَائِل وأيدته فِي بَعْضهَا وَأكْثر من التَّرَدُّد إِلَيّ بل استجازني لولد صَغِير لَهُ بعد موت ذَاك ثمَّ أثكله فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَصَارَ لَا ولد لَهُ فالمراقبون يرقبونه.
662 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الخانكي قريب الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ الشهير / وَزوج ابْنَته وَصَاحب الْمدرسَة الَّتِي أَنْشَأَهَا بالخانكاه. جاور مرَارًا مِنْهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين بعد حجه فِي الَّتِي قبلهَا وَكَانَ مَعَه أَخُوهُ فَمَاتَ قبل دُخُول سنة أَربع، وَكَانَ يجلس معي فَيسمع وَمِمَّا سَمعه عُمْدَة الْأَحْكَام بِقِرَاءَة وَلَده يحيى وتخلف سنة خمس وَمَاتَتْ زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ ابْنة لَهُ مِنْهَا، وَهُوَ فِي الامساك بمَكَان مَعَ ثروته الناشئة عَن إدارته الدواليب وتجارته وَغير ذَلِك ثمَّ مَاتَ الْوَلَد بعد عوده مَعَ أَبِيه إِلَى الخانقاه وَلم يمت حرصه.
663 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مَحْمُود بن سُلَيْمَان الزين الْأنْصَارِيّ القاهري المقرىء الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْقصاص. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بحدرة المرادنيين من بَاب الْخرق وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين واعتنى بالقراءات فَتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَكَذَا لخلف وَيَعْقُوب وَأبي جَعْفَر ثمَّ رَفِيقًا لِلشِّهَابِ الزاوي على الشهَاب السكندري سُورَة الْفِيل إِلَى آخر الْقُرْآن بالعشر وَكَذَا تَلا جانبا مِنْهُ على الزين رضوَان بل قَرَأَ إِلَى آخر آل عمرَان بِمَكَّة على الزين بن عَيَّاش وبالوقف والابتداء لسورة لُقْمَان فَقَط على الزين طَاهِر وَقَالَ لَهُ أَحْيَا الله قَلْبك كَمَا أَحييت السّنة وَالله لَا يَزُول تمطيط قراء الجوق وَنَحْوه إِلَّا عِنْد نزُول عِيسَى، واليسير على الْبُرْهَان الكركي وَقَرَأَ الْمِنْهَاج حلا على الْبَدْر حسن الاعرج وَفِي الْفِقْه والعربية على قَاسم الزبيرِي والجوجري وَغَيرهم وَحضر عِنْدِي مجَالِس وَطَاف لقِرَاءَة الاسباع عِنْد غير وَاحِد بل قَرَأَ رياسة فِي الختوم وَنَحْوهَا، وَحج غير مرّة وَاسْتقر بِهِ الْعلم بن الجيعان فِي تَعْلِيم الايتام بجامعه بِالْبركَةِ والامامة بِهِ وتمول لَكِن نَشأ لَهُ ولد فأتلف لَهُ شَيْئا كثيرا.
664 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القاهري الحريري العقاد الْمَاضِي ابْنه عبد الرَّحْمَن. / شيخ مبارك حفظ الْقُرْآن والعمدة وَكَانَ حنبليا يتكسب فِي صناعَة الْحَرِير، وَسمع على الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره، سَمِعت مِنْهُ وَهُوَ بمنزلي أَشْيَاء من نظمه على طَريقَة الْعَوام وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة عَن دون الثَّمَانِينَ.(4/256)
665 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله الزين الاشليمي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي /. ولد تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة باشليم من الغربية وَقَرَأَ بهَا بعض الْقُرْآن واشتغل وانتقل مَعَ أَخِيه إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله بهَا عِنْد الْفَقِيه حَمْزَة إِمَام مقَام الشَّافِعِي وَصلى بِهِ تَاما بالمنصورية ثمَّ حفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَالْأَصْل وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه على الشّرف السُّبْكِيّ والقاياتي والونائي وَجَمَاعَة وَفِي النَّحْو على الشمني وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي الْعرُوض على الشهَاب الابشيطي ولازمهما حَتَّى أذن لَهُ كل مِنْهُمَا، وَعمل أرجوزة فِي الْفَرَائِض فِي حياتهما لم تكمل وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَطَائِفَة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا وَهُوَ فَاضل خير فَقير قَانِع متعفف كتبت عَنهُ قَدِيما مِمَّا خَاطب بِهِ شَيخنَا أَيَّام محنته ولصقا بِمحل جُلُوسه بالمنكوتمرية قَوْله:
(لن يبلغ الاعداء فِيك مُرَادهم ... كلا وَلنْ يصلوا إِلَيْك بمكرهم)
(فلك الْبشَارَة بِالْوَلَاءِ عَلَيْهِم ... فَالله يَجْعَل كيدهم فِي نحرهم)
وَفِي مُعْجَمه وَغَيره من نظمه الْكثير وَبَعض ذَلِك مِمَّا امتدحني بِهِ.
666 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين أَبُو مُحَمَّد القليوبي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر نزيل مَكَّة وَيعرف بالقباني خَال الشهَاب بن خبطة / الْمَاضِي، أمه فَاطِمَة. ولد سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن، وَكَانَ وَالِده وَيعرف بِابْن الطَّوِيل من الْفُضَلَاء فاشتغل ابْنه يَسِيرا، وَحج فِي سنة عشْرين وسافر إِلَى بِلَاد هُرْمُز فَدخل بِلَاد الْعَجم وَغَابَ هُنَاكَ خمس سِنِين ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي سنة خمس وَعشْرين وفيهَا دخل الْقَاهِرَة ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة سبع وَعشْرين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاثِينَ فقطنها وَلم يخرج مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وبورك لَهُ فِي تِجَارَته وابتنى بِمَكَّة دورا بل أنشأ بمنى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين سَبِيلا شركَة بَينه وَبَين ابْن كرسون. ثمَّ صَار لوَرثَته بِدُونِ شريك، وَكَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا محبا فِي الْخَيْر وَأَهله متوددا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ كثير الْبر لَهُم حَافِظًا لكتاب الله كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فَجْأَة فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَخلف تَرِكَة عريضة وأولادا وَقد كثرت مخالطتي لَهُ فِي الْمُجَاورَة الأولى وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
667 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين والتقي أَبُو عبد الْقَادِر وَأَبُو مُحَمَّد الخزرجي السمنودي الأَصْل القاهري الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي عَم شيخ الْقُرَّاء /(4/257)
التَّاج مُحَمَّد بن أبي بكر الْآتِي وَيعرف بِابْن تمرية وَرُبمَا شهر فِي القرافة بِابْن الاقباعي باسم صَاحب التربة مَحل اقامته. ولد فِي أَوَاخِر سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ الْقرَاءَات رَفِيقًا لِابْنِ أَخِيه التَّاج عمر الْفَخر البلبيسي الامام وَالْغَرْس خَلِيل بن المشيب والنور بن الناصح وَآخَرين واشتغل فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَحج صُحْبَة أَخِيه مجاورا وسمعا بِمَكَّة على الْعَفِيف النشاوري صَحِيح البُخَارِيّ وَحضر الْخَتْم الْجمال أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم الأميوطي وَأَجَازَ وَسمع بعد الْقَاهِرَة على التنوخي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ بل أَخذ عَنهُ بعض الْقُرَّاء الْقرَاءَات مَعَ كَونه تَارِكًا للفن وَكَانَ خيرا منعزلا عَن النَّاس. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَخمسين رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبِسَاطِيّ. / كَذَا بِخَط ابْن عزم وَكَأَنَّهُ عبد الْغَنِيّ ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان.
عبد الْغَنِيّ بن الهيصم. / مضى فِي ابْن إِبْرَاهِيم.
668 - عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب الْفَخر بن الشّرف. / أحد كتاب المماليك ووالد عبد الْكَرِيم وَيحيى وَنصر الله وَحَمْزَة الْمَذْكُورين فِي محالهم والمعروفين بِابْن فخيرة تَصْغِير لقب أَبِيهِم.
669 - عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن أَحْمد بن مرتضى الزين الهيثمي القاهري الشَّافِعِي المقرىء.
ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ على ابْن الزراتيتي للسبع مَا عدا نَافِع فَإِنَّهُ لم يقْرَأ مِنْهَا إِلَّا إِلَى قَوْله لَيْسَ عَلَيْك هدَاهُم مَعَ سرده عَلَيْهِ للشاطبيتين من حفظه وسماعه عَلَيْهِ للاربع عشرَة بِقِرَاءَة الشَّمْس العفصي والْعَلَاء القلقشندي مَعَ سَمَاعه للتيسير والعنوان لأبي الطاهري النَّحْوِيّ والارشاد لأبي الْعِزّ القلانسي والبستان لأبي بكر بن أيدغدي بن الجندي والمصطلح لِابْنِ القاصح وَغَيرهَا بِقِرَاءَة التَّاج ابْن تمرية، وَكَانَ أعنى ابْن الزراتيتي أول شيخ تَلا عَلَيْهِ للسبع وعَلى ابْن الْجَزرِي للعشر على آخر الْبَقَرَة وَسمع عَلَيْهِ بعض المسلسلات وَغَيرهَا وعَلى ابْن آدم البوصيري الحريري والبرهان الكركي للسبع بِتَمَامِهَا وَكَذَا على الزين ابْن عَيَّاش حِين حج لَكِن إِلَى المفلحون فَقَط، وَحفظ أَيْضا)
الشاطبية والتنبيه والملحة واشتغل فِي الْفِقْه والعربية يَسِيرا وَسمع فِيمَا بَلغنِي عَن الشَّمْس الشَّامي وَكَذَا سمع على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصَّحَابَة والْعَلَاء بن بردس بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وتصدى للاقراء قَدِيما فَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْبَدْر حسن إِمَام المؤيدية والشهاب الْقُسْطَلَانِيّ وَالشَّمْس الحجاري الْمصْرِيّ وناصر الدّين الاخميمي وَكنت(4/258)
مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء بعض الرِّوَايَات واشتهر بِهَذَا الْفَنّ لَكِن مَعَ اكثاره من تنقيص غَيره خُصُوصا من أَبنَاء فنه بِحَيْثُ أَنه لَا يقرىء من يُعلمهُ أَنه يقْرَأ على غَيره هَذَا مَعَ أَن الِانْتِفَاع بِبَعْض من ينتقصه أَكثر وَكَونه بَين الْفُضَلَاء أشهر وَله بهجة المقرئين فِي معرفَة أَحْكَام النُّون الساكنة والتنوين وَكَانَ مُتَقَدما فِي التجويد. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي جمع متوسط رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
670 - عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن عبد اللَّطِيف الْحُسَيْنِي سكنا الْخياط مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
671 - عبد الْغَنِيّ بن يُوسُف بن يس زين الدّين المنزلي وَيعرف بجده. / مِمَّن سمع مني أَيْضا
عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج /. فِي ابْن عبد الرَّزَّاق.
عبد الْغَنِيّ تَاج الدّين ابْن الجيعان وَالِد عبد الْملك. هُوَ عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد. /
عبد الْغَنِيّ بن الهيصم. / فِيمَن اسْم أَبِيه إِبْرَاهِيم.
672 - عبد الْغَنِيّ الحريري الْمصْرِيّ نزيل مَكَّة / وَمِمَّنْ كَانَ فِيهِ خير ورغبة فِي الزِّيَارَة. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
673 - عبد الْغَنِيّ اللجمي بِفَتْح اللَّام وَالْجِيم ثمَّ مِيم بَلْدَة بالسَّاحل قرب سفاقس التّونسِيّ / مِمَّن أَخذ عَن عِيسَى الغبريني وَيَعْقُوب الزعبي وَعبد الله الْبَاجِيّ وَأحمد الشماع فِي آخَرين وَتقدم فِي الْمَذْهَب مَعَ الْخِبْرَة التَّامَّة بتصانيف الْقَرَافِيّ الْأُصُولِيَّة ومزيد تقلله وتأخره فِي الدُّنْيَا عَن نظرائه. أفادنيه صاحبنا قَاضِي الركب وَقَالَ انه مَاتَ تَقْرِيبًا بعد السِّتين. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ.
674 - عبد الفتاح بن عبد الله بن أبي الْقسم اللامي / نِسْبَة للامية بِالْقربِ من زبيد النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي مِمَّن اشْتغل عِنْد القَاضِي مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَقدم مَكَّة فحج فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل وكتبت لَهُ وَأثْنى عَلَيْهِ حَمْزَة بِأَنَّهُ فَقِيه من أفضل الطّلبَة رجل صَالح نبيه فَاضل عَارِف.
675 - عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ الْقدْوَة إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ الْقدْوَة الْكَبِير الشهير أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الصَّحِيح وثلاثيات الدَّارمِيّ على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَلَقي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة أَبَا عبد الله مُحَمَّد المغربي فَسمع عَلَيْهِ وَحدث وَخلف وَالِده وَكَانَ من خِيَار النَّاس أجَاز لي وَمَات فِي منتصف الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.
676 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن إِبْرَاهِيم المحيوي بن الْبُرْهَان الْمَنَاوِيّ(4/259)
الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر / الْمَاضِي شقيقه الْبَدْر حسن ووالدهما وَيعرف كهما بِابْن عليبة تَصْغِير علبة. نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن الغمري وَغَيره وَسمع على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء آخَرُونَ وتعانى التِّجَارَة فسعد فِيهَا، وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا وأسره الفرنج فاكرموه وافتك نَفسه فأطلقوه وَعَاد وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان تَاجر اسكندرية وَتوسع فِي الافتراض وثق بِهِ الْكِبَار فَمن دونهم لطول يَده وجلبه لَهُم الْهَدَايَا والتجف مَعَ الاحسان لغَيرهم من الْفُقَرَاء وتوسعه فِي ذَلِك جدا وَمَاتَتْ تَحْتَهُ عدَّة نسَاء ناله مِنْهُنَّ دنيا طائلة وَمَات فِي سَابِع عشري شَوَّال سنة تسعين باسكندرية وَدفن بجوار قبر أمه رحمهمَا الله وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين أَو قاربها.
677 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان محيي الدّين أَبُو الْفتُوح الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن السَّفِيه. / ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والبهجة وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغير ذَلِك وَقَالَ لي مرّة أَنه حفظ الْمِنْهَاج الفرعي فَالله أعلم، ولازم الشَّمْس بن كتيلة فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأصوله، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الشفا وَعَن قَرِيبه الْبَدْر أبي السعدات البُلْقِينِيّ والزين زَكَرِيَّا والجوجري، وتميز فِي الْعَرَبيَّة ونظم الشذور ودرة الغواص للحريري وشرحهما وَكَذَا شرح بَانَتْ سعاد وقرضه لَهُ أَبُو السعادات وزَكَرِيا والولوي الاسيوطي وكاتبه وشارك فِي الْأُصُول وَغَيره وَتردد للبقاعي يَسِيرا ولازمني فِي قِرَاءَة السِّيرَة وَغَيرهَا وَحضر كثيرا من الدُّرُوس وكتبت لَهُ سوى التقريض الْمشَار إِلَيْهِ اجازة حَسَنَة، وخطب فِي بَلَده بالجامع الطريني وَقَرَأَ البُخَارِيّ على الْعَامَّة، وناب فِي الْقَضَاء عَن الصّلاح بن كميل فَمن بعده وَكَذَا استنابه الصّلاح المكيني. وَحج مرَارًا وَدخل اسكندرية ودمياط، كل ذَلِك مَعَ خفَّة روح ولطافة عشرَة وانطراح ومزيد فاقة وَكَثْرَة عِيَال وفضائل ووسائل نظم حسن كتبت عَنهُ مِنْهُ قَوْله وَقد مرض بشقيقة طَال انْقِطَاعه بهَا:
(يَا رَاحِم الضُّعَفَاء يَا من فَضله ... عَم الْخَلَائق بالمواهب وَالْكَرم)
)
(إِنِّي سَأَلتك بِالنَّبِيِّ مُحَمَّد ... وَمن استجار بِهِ لديك قد اعْتصمَ)
(فبحقه وبجاهه وبقربه ... أَدْعُوك تكشف مَا اعْتَرَانِي من ألم)
(وَاجعَل صَلَاتك مَعَ سلامك دَائِما ... لجناب حَضرته الشَّرِيفَة فِي النعم)
بل امتدحني بقوله:
(كرم النَّفس فِيهِ معنى لطيف ... هُوَ ميدان مِدْحَة الشُّعَرَاء)
(إِن تكن مادحا فدونك هَذَا ... أَو تكن هاجيا فَغير السخاء)(4/260)
وَكَذَا أنشأ بعض الْخطب وَأَخْبرنِي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا.
678 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب الْمصْرِيّ الصّباغ نزيل دمشق. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
679 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ محيي الدّين بن الْبُرْهَان القاهري الْمَالِكِي المقرىء / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الفوال. مِمَّن اشْتغل بالفقه والعربية قَلِيلا وَفهم وَنسخ وَقَرَأَ مَعَ أَبِيه فِي الجوق بل شَاركهُ فِي إقراء الْأَبْنَاء، وتنزل فِي بعض التصوفات وَرُبمَا قَرَأَ على بعض المسندين بل أَخذ عني يَسِيرا وَلَا بَأْس بِهِ.
680 - عبد الْقَادِر الْبَانِي بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يُوسُف الصّلاح بن الزكي الارموي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي سبط الشهَاب أَحْمد بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عمر /. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على جده لأمه وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والمزي والبرزالي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن تَمام وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضى وَمُحَمّد بن يُوسُف بن دوالة وَمُحَمّد بن أبي الزهر الغسولي وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأحمد بن مُحَمَّد بن حَازِم الْمَقْدِسِي فِي آخَرين مِنْهُم زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وست الْعَرَب ابْنة أَحْمد بن الْبَدْر على المقدسية وحبيبة ابْنة المز إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر وأسمع على أُخْتهَا فَاطِمَة ابْنة الْعِزّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا نُسْخَة أبي مسْهر وجزء أَيُّوب والمبعث لهشام بن عمار وَمِمَّا حَضَره على أَبِيه الْكَمَال موافقاتها وعَلى جَمِيع من ذكر إِلَّا ابْن الرضى وَابْن حَازِم وست الْعَرَب مَعَ تَتِمَّة أَرْبَعَة وَعشْرين شَيخا وجزء ابْن عَرَفَة، وَحدث بالكثير قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَابْن مُوسَى المراكشي وَسمع رَفِيقه الْمُوفق الأبي والشهاب بن زيد وَعمر وَتفرد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ من بَيت خير وَصَلَاح، وَذكره المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وإيانا.) :::
681 - عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم وَيعرف بِابْن الامام. / من فضلاء الشَّافِعِيَّة مِمَّن أَخذ عَن ابْن البُلْقِينِيّ وَنَحْوه ثمَّ عَن البامي ولازمه بل قَرَأَ على السعد بن الديري فِي الحَدِيث، وَكَانَ فَاضلا يسكن بالسبع قاعات ويستحضر المقامات. مَاتَ بالبيمارستان فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
682 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الدِّمَشْقِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة
683 -. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الباسطية من الْقَاهِرَة / وإمامها وَيعرف فِي بَلَده بالمؤذن لكَون جده لأمه كَانَ مُؤذنًا بِجَامِع بني أُميَّة ثمَّ صَارَت بعد إِلَيْهِ. ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ فِي الْقرَاءَات على(4/261)
ابْن الخدر وَإِبْرَاهِيم بن الْقُدسِي وغالب الْمِنْهَاج وَحضر فِيهِ عِنْد النَّجْم بن قَاضِي عجلون وأخيه التقي وشيخهما الزين خطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ جلّ انتفاعه فِي الْفِقْه بِعَبْد الْقَادِر الصَّفَدِي نزيل السميساطية، وَقَرَأَ فَرَائض الْمِنْهَاج والارشاد على الْمُحب البصروي واشتغل فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الصّرْف ملا حاجي بل من شُيُوخه ابْن الْمُعْتَمد وَأَبُو الْفضل بن الإِمَام وَابْن عبد الْحَنَفِيّ، وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة بعد تَركه مَا كَانَ مَعَه من التصوف بالشامية البرانية ونزوله عَن وظيفه بِالْأَذَانِ فلازم البامي فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا قِرَاءَة وسماعا وَكَذَا أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الزين بن شعْبَان والحساب والميقات وَنَحْوهمَا عَن الْبَدْر المارداني والفرائض مَعَ الْفِقْه عَن حسن الْأَعْرَج وَتردد لفضلاء الْوَقْت كالابناسي والبكري والكمال بن أبي شرِيف وَابْن قَاسم والكوراني وَأبي الْخَيْر بن الفرا وخلد الْوَقَّاد وَابْن الاسيوطي وَفِي الْفِقْه والاصلين والعربية والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والتصوف وَقَرَأَ على الديمي ألفية الْعِرَاقِيّ وَالصَّحِيح ثمَّ لازمني فِي شرح الألفية وَالْبُخَارِيّ وَغَيرهمَا، وتنزل فِي المزهرية تصوفا وَقِرَاءَة سبع وناب فِي إِمَامَة الباسطية وأقرأ بني ابْن الشّحْنَة ثمَّ ابْن عبد الباسط.
684 - عبد الْقَادِر بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ الزين الْحَمَوِيّ الْحلَبِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه أَحْمد وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد وَيعرف كَهُوَ بِابْن الرسام. مِمَّن ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب وَنظر جيشها وجواليها، وصاهر الْعلم البُلْقِينِيّ على ابْنَته، وَكَانَ مخمولا فِي حركاته يتَحَمَّل الدُّيُون الْكَثِيرَة وَلَا يحصل فِي ولاياته على طائل. مَاتَ بحماة سنة بضع وَسِتِّينَ بعد أَخِيه.) :::
685 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن رسْلَان الرَّمْلِيّ الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن رسْلَان. ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي باستدعاء أَبِيه، وَكَانَ خيرا رَأَيْته بعد موت وَالِده بسنين بِمَجْلِس شَيخنَا وَأَعْطَاهُ كراسة كَانَ وَالِده أرسل يسْأَل فِيهَا عَن أَشْيَاء تتَعَلَّق بشرح أبي دَاوُد وتصنيفه ليلحق ذَلِك بأماكنه وَمَا أَظُنهُ فعل إِن اهْتَدَى لأماكنها. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَخمسين ظنا رَحمَه الله وإيانا.
686 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعلوِي الذروي الصعيدي نزيل رواق الجبرت / من جَامع الْأَزْهَر وَيعرف فِي بَلَده بِابْن نشوان. مِمَّن قَرَأَ البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهمَا على الديمي واشتغل قَلِيلا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ صغَار المبتدئين فِي الْفِقْه والفرائض والعربية مَعَ كَونه فِيمَا يُقَال لَا شيخ لَهُ وَمِمَّنْ قَالَ لي أَنه قَابل مَعَه مَكَارِم(4/262)
الْأَخْلَاق وَكَانَ يُرَاجع فِيمَا يلتبس الصِّحَاح للجوهري فتح الله، وَهُوَ فَقير جدا لم يتأهل ولجماعة فِيهِ اعْتِقَاد وَقد رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين وَفَارَقت مصرفي الَّتِي بعْدهَا وَهُوَ حَيّ.
687 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ المحيوي بن الشهَاب الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد الْغَنِيّ / الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن تَقِيّ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي بل وَكتابه فِي الْعَرَبيَّة. واشتغل فِي الْفِقْه على الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْقسم النويري وَأذن لَهُ ولازم الكافياجي فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَغَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وتميز فِيهَا وَكَذَا انْتفع فِي ذَلِك بِالسَّيْفِ بن الخوندار الْحَنَفِيّ، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي السنباطي فَمن بعده، وَحج مرَّتَيْنِ جاور فِي ثانيتهما أشهرا وزار بَيت الْمُقَدّس وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة والبراعة وَكتب على الْفتيا بل اسْتَقر فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بالشيخونية بعد موت الحسام بن حريز وتقلل من ثمَّ من تعاطى الْأَحْكَام مَعَ مُبَاشرَة مَا تَلقاهُ شركَة لِأَخِيهِ عَن أَبِيهِمَا من تدريس وَغَيره إِلَى أَن ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد صرف الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ بِتَعْيِين الزيني زَكَرِيَّا وَكَانَ حَاله فِيهِ أحسن م حَاله فِي النِّيَابَة وَزَاد فِي الانخفاض مَعَ أَرْبَاب الدولة وَنَحْوهم وَطرح الشهامة مَعَهم وَفِي أَيَّامه مَاتَ أَبُو سهل بن عمار والسنهوري فناب عَن ولد أَولهمَا فِي تدريس الصَّالح وَعَن ولد ثَانِيهمَا فِي تدريس البرقوقية بل كَانَ رام استقلاله بهَا وشاحح فِي مَعْلُوم النِّيَابَة وتحدث النَّاس فِي كَون اللَّقَّانِيّ نَاب عَن ابْن المخلطة فِي المؤيدية مجَّانا وَلَكِن الْفرق بَينهمَا خُصُوصا فِي الْفِقْه ظَاهر وَكَذَا عرض لَهُ عَارض صَار بِسَبَبِهِ يهذي ويبرز ويصدر مِنْهُ مَا ينقص مثله بِحَيْثُ كَاد أَن يتزحزع عَن الْولَايَة وَعين الشَّافِعِي بعض نواب الْمَالِكِيَّة للْقَضَاء فَلم يلْتَفت السُّلْطَان لذَلِك مَعَ تكَرر الْعَارِض مِنْهُ مرّة بعد أُخْرَى بل ترادف احسانه إِلَيْهِ لظَنّه أَن سَبَب ذَلِك الْأَعْرَاض مِمَّن تعاطى مَا يلائمه. . مَاتَ بعد تعلل بضعَة عشر يَوْمًا بالاسهال فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه بِمحل سكنها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
688 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الْمدنِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالحجار. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
689 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الله محيي الدّين الْحرَازِي الأَصْل الْمَكِّيّ / الْآتِي أَخُوهُ الْجمال مُحَمَّد. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي(4/263)
الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن عِنْد أَهله بالمعلاة. وَكَانَ مُبَارَكًا متقشفا فَقِيرا رُبمَا عَامل الْفُقَرَاء مَعَ يبس وَإِن كَانَ يتفقد بعض أهل الْبيُوت مِنْهُم.
عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نشوان. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم
690 -. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجرمكي البرددار وَالِده لنقيب الْأَشْرَاف /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ
691 -. عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد الصندلي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر شعْبَان سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة فَإِنَّهُ توجه مَعَ تُرَاب لاحضار رمل من الصَّحرَاء فانهار عَلَيْهِمَا، وَصلى عَلَيْهِمَا من الْغَد بالأزهر وتألم أَبوهُ كثيرا مَعَ أَنه كَانَ فِي تَعب بِسَبَب كَثْرَة مَا كَانَ يتحمله من الدُّيُون عوضهما الله الْجنَّة.
692 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد المدابغي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
693 - عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن عز الدّين الْوَلَد محيي الدّين أَبُو البركات بن الشهابي الْمَنَاوِيّ الْخياط وَالِده. / عرض على الْمِنْهَاج فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين
694 -. عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الزين ابْن الشهَاب الاطفيحي الأَصْل القاهري سبط الزين الْعِرَاقِيّ وشقيق الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم وَيعرف كأبيه بِابْن يَعْقُوب /. مِمَّن نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ، وَحج وَسمع الحَدِيث عَن شَيخنَا وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتنزل فِي الْجِهَات وَتَأَخر عَن أَخَوَيْهِ فِي الْوُجُود والمرتبة لكَونه طورا وَحده وَرُبمَا ينْسب لتعاطيه مَا اقْتضى ذَلِك.
695 - عبد الْقَادِر بن أبي البقا الغزولي /. مِمَّن يزاحم الطّلبَة ويلم بِبَعْض الْمسَائِل بل وتنزل فِي الصرغتمشية وَغَيرهَا وَأكْثر من الِاجْتِمَاع بِي سِيمَا فِي الْمُجَاورَة والدروس وَلم يقْتَصر على ذَلِك بل يخالط كثيرا من الأتراك كبرسباي قرا وتنبك الجمالي وَلم يحصل على طائل من الْفَرِيقَيْنِ، وسافر فِي الْبَحْر سنة سبع وَتِسْعين متكلما على حمل ثَانِيهمَا أَمِير الْمحمل فِيهَا.
696 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن أَحْمد الطنبداوي الْمَكِّيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
697 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن خضر المحيوي الدماصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / بواب المؤيدية كَانَ وَيعرف بالدماصي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة وتعانى النّظم وَتخرج فِيهِ بالشهاب بن(4/264)
مباركشاه ثمَّ أذن لَهُ الحجاري وسمعته فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسِتِّينَ ينشد من نظمه:
(ناديت فِي مكتب الْأَطْفَال ذَا هيف ... أضنى فُؤَادِي بالاسقام والبين)
(جرد حَبِيبِي لي الْمَاضِي فَقَالَ وَقد ... أبدى التبسم باسم الله من عَيْني)
وتطارح مَعَ جمَاعَة كالشهاب المنصوري وقرض مَجْمُوع البدري فَأطَال وَقد أقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان حِين أعجبه علمه الملحن لَهُ ابْن العفريت وَعمل مخا اقترحه فلائق بخاطره وَأحسن إِلَيْهِ بِدَرَاهِم وَكِسْوَة ونزله فِي تربته وَمن ذَلِك:
(يَا خَفِي الألطاف ... أمنا مِمَّا نَخَاف)
698 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك بن أبي بكر ابْن عبد الْحق الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو خَدِيجَة وَابْن عَم عَليّ بن غَازِي / الآتيين وَيعرف بالكوري بِضَم الْكَاف وَرَاء مُهْملَة. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من الْمُحب الصَّامِت صَحِيح البُخَارِيّ فَكتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَمَات قبل الْخمسين ظنا.
699 - عبد الْقَادِر بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر / وَبَاقِي نسبه فِي أَخِيه مُحَمَّد الزين الْبكْرِيّ البلبيسي الأَصْل الْمحلي القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد سعد الدّين مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ فِي الثَّانِيَة على الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي، وَسمع بِنَفسِهِ على الشّرف بن الكويك وَمُحَمّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ وَغَيرهمَا كشيخنا، واشتغل بِالْمُبَاشرَةِ فَلَمَّا مَاتَ صهره زوج أُخْته ولي كِتَابَة العليق عوضه فَأَقَامَ فِيهَا حَتَّى مَاتَ عقب أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ بيومين فِي حادي عشر شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد أَن جدد الْمَسْجِد الَّذِي بِرَأْس حارة بهاء الدّين وابتنى لَهُ دَارا حَسَنَة بجواره ورتب سبعا أول النَّهَار وَآخره بِجَامِع الْحَاكِم رَأَيْته غير مرّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الْقَادِر بن جِبْرِيل. / فِي ابْن مُحَمَّد بن جِبْرِيل.
700 - عبد الْقَادِر بن حسن بن أَحْمد القليوبي القاهري التَّاجِر / فِي الشّرْب مِمَّن يكثر المخالطة للفقهاء والمجاورة بِمَكَّة وَسمع على الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره بل سمع مني بِمَكَّة وَهُوَ من خِيَار الْجَمَاعَة وَكَانَ يذكر أَنه سمع من شَيخنَا وَلَيْسَ بِبَعِيد. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَلَا يقصر عَن السّبْعين.
701 - عبد الْقَادِر بن حسن بن عبيد بن مُحَمَّد الْجمال الصاني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ويدعى عبيدا وَيعرف فِي بَلَده كسلفه بِابْن عقيل / وَكَانَت أمه تذكر لَهُ أَنَّهَا نِسْبَة لعقيل بن أبي طَالب، وبالقاهرة بعبيد الصاني. حفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم(4/265)
الشَّيْخ مُحَمَّد الطنبداوي الضَّرِير والزيني زَكَرِيَّا وتميز بهما وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وَكَذَا حضر عِنْد الولوي الاسيوطي بل مر مَعَ الشهَاب الابشيهي على كتب كَثِيرَة وَقبل ذَلِك أَخذ عَن الْبَدْر حسن الْأَعْرَج، وَحج غير مرّة وأقرأ ولد قَاسم بن بيبرس بن بقر سبط ابْن البرقي لكَون أَبِيه أَقرَأ أَبَاهُ وسافر مَعَ الْجمال الظَّاهِرِيّ لمَكَّة فِي الصر وَغَيره وَكَانَ يستصحب مَعَه مَا يتجر فِيهِ ذَهَابًا وإيابا فَلَمَّا التسقر الزيني فِي الْقَضَاء عمله أَمِين الحكم بل صَار إِلَيْهِ الْحل والربط وَعَلِيهِ الْمعول والضبط وامتحن بالترسيم مُدَّة طَوِيلَة وَلَكِن افتك نَفسه بِمَا وزعه على جِهَات الطّلبَة وَالْفُقَهَاء والأوقاف حَسْبَمَا بسطته فِي مَحل آخر وَلما مَاتَ أَبُو الْيمن بن البرقي اسْتَقر بِهِ يشبك فِي التَّكَلُّم فِي جهاته وَهُوَ فِي الْفَضِيلَة وَالْقُدْرَة على التَّخَلُّص الظَّاهِر بمَكَان وَوصل لما لم يصل إِلَيْهِ من قبله لمَوْت كل من ابْن يَعْقُوب وَابْن عبد الْعَزِيز وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ فِي أَيَّام عزه فحاز الْعلم بأَشْيَاء كَانَت مَكْتُوبَة وتزايد كتمها.
702 - عبد الْقَادِر بن حسن بن عَليّ الغمري ثمَّ القاهري البخانقي وَيعرف بِابْن فقوسة. / لَهُ بنُون جلال الدّين مُحَمَّد وزين العابدين مُحَمَّد وهما من أم وشهاب الدّين أَحْمد وَأَبُو الْفَتْح مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن عَليّ وَالثَّلَاثَة من أم الأول شَافِعِيّ الْمَذْهَب وَكَذَا الثَّالِث وَالثَّانِي عزمه يكون حنبليا وَالرَّابِع حَنَفِيّ يقْرَأ فِي الْقَدُورِيّ وَالْآخر عزم على كَونه مالكيا.
703 - عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ بن عمر المحيوي القاهري الشَّافِعِي الشاذلي وَيعرف بِابْن مغيزل. / ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بسويقة السباغين وَنَشَأ فاشتغل وَقَرَأَ على السنهوري فِي ابْن المُصَنّف وعَلى البرهاني الكركي الامام التَّوْضِيح لِابْنِ هشم ولازمه وعَلى الزين الابناسي بداية الْهِدَايَة للغزالي ولقنه الذّكر وعَلى ابْن قَاسم والخيضري والديمي وخطيب جَامع طولون على ابْن أبي دَاوُد الْجَوْجَرِيّ بل حضر دروس الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَغَيره واختص بِجلَال الدّين ابْن السُّيُوطِيّ وَبَالغ فِي المناضلة عَنهُ والتنويه بِهِ وَقصر نَفسه عَلَيْهِ زَمنا وأذهب كتبه الَّتِي كَانَ ينْتَفع بهَا فِي تَحْصِيل جملَة من تصانيفه الَّتِي يخفى شَأْنهَا على غير أولي البصائر وَصَارَ يطمعه أَنه إِذا عمل قَاضِيا يفرر لَهُ كَذَا وَكَذَا بل يكون هُوَ الْمرجع ثمَّ تنافرا وتشاققا لسوء عشرَة ذك وَظُهُور مُقَدمَات كذبه ولازمني فِي قِرَاءَة شرحي للتقريب بعد سَمَاعه مني للمسلسل بِشَرْطِهِ وجزء عَاشُورَاء لِلْمُنْذِرِيِّ وعَلى لتجفة عيد الْفطر لزاهر وَغير ذَلِك وَسمع على الْمُحب بن الشّحْنَة وَأبي السُّعُود الغراقي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ بعض السّنَن الْكُبْرَى للنسائي والزين عبد الْغَنِيّ بن(4/266)
الْبِسَاطِيّ والبهاء المشهدي والشمسين السنباطي وَتردد إِلَيْهِ كثيرا والعقبي والولوي السُّيُوطِيّ والشهاب البيجوري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد القمصي سمع عَلَيْهِ من فضل الْمَدِينَة فِي جَامع التِّرْمِذِيّ إِلَى آخِره والزين بن مزهر سمع عَلَيْهِ بشرى اللبيب، وَأخذ التصوف وَشرح التائية عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر المغربي نزيل القاهرية واغتبط بِهِ فِي ذَلِك وتولع بِالْكِتَابَةِ فِي شرح الملحة وَغَيره وَكَذَا اغتبط بِأبي النجا بن الشَّيْخ خلف الفوي ولازمه ونوه بِهِ وَكَانَ مَعَه عَليّ ابْن الاسيوطي وَعظم اخْتِصَاصه بالبرهان الكركي الامام وَمَعَ ذَلِك كُله فَهُوَ فَقير صابر لطف الله بِهِ.
704 - عبد الْقَادِر بن حُسَيْن بن عَليّ الْعِرَاقِيّ الطَّائِفِي أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
705 - عبد الْقَادِر بن حَمْزَة الطرابلسي الدِّمَشْقِي /. مِمَّن أَخذ عَن ابْن زهرَة وَابْن قَاضِي شُهْبَة، أم لقانصوه حِين كَونه نَائِب حلب ثمَّ أعرض عَن الامامة وقطن الشَّام وَهُوَ تَامّ الْفَضِيلَة بشعار بني التّرْك ولفقره يحضر عِنْد المهملين.
706 - عبد الْقَادِر بن خَلِيل الزين الحريري / أحد قراء الجوق والخباز وَالِده. كَانَ كيسا من أهل بَاب الشعرية. مَاتَ غريقا ببولاق فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ وَمن الْغَرِيب أَنه تجهز للسَّفر إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فَلَمَّا وصل إِلَى الطّور هالته رُؤْيَته فَرجع خوفًا من الْغَرق فَلم يلبث أَن غرق ببحر النّيل عَفا الله عَنهُ ورحمه.
عبد الْقَادِر بن الدهانة. / فِي ابْن مُحَمَّد بن رَاشد
707 -. عبد الْقَادِر بن سكيكر الْعَطَّار بِبَاب السَّلَام من مَكَّة /.
708 - عبد الْقَادِر بن شاهين الجمالي الذَّهَبِيّ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد البيري / الْآتِي وانتسب جمالِيًّا لِأَخِيهِ. كَانَ خيرا رَاغِبًا فِي زِيَارَة الصَّالِحين وشهود مجَالِس الْخَيْر مَعَ التكسب والتقنع وَالْقِرَاءَة تَبَرعا مَعَ الْقِرَاءَة فِي الْمشَاهد وَهُوَ مِمَّن أَكثر الْحُضُور عِنْدِي فِي الأمالي وَغَيرهَا مَاتَ سنة بضع وَثَمَانِينَ بعد مَنَام رَآهُ دلّ لذَلِك رَحمَه الله.
709 - عبد الْقَادِر بن شعْبَان بن عَليّ بن شعْبَان الْغَزِّي الشَّافِعِي شَقِيق أَحْمد وَمُحَمّد وأصغر الثَّلَاثَة وَيعرف بِابْن شعْبَان. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْحَاوِي وَجمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على جمَاعَة من أهل بَلَده ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس والقاهرة كالبرهان الْأنْصَارِيّ والبقاعي وكاتبه وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ والجوجري والبكري والحصنيين والكافياجي وَغَيرهم فِي الْفِقْه وَغَيره وانتفع بأَخيه فِي الْعَرَبيَّة والاصلين وَأخذ بِالشَّام عَن الْمُحب البصروي فِي الْعرُوض وَغَيره وَولي قَضَاء الرملة بعد صرف الشهَاب(4/267)
ابْن يُونُس النابلسي فدام قَلِيلا وَأم بفيروز الشَّام مُدَّة وَاسْتقر فِي قِرَاءَة مصحف بمدرسة الْأَشْرَف قايتباي بغزة وَحج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا واختص بالعفيف عبد الله بن أبي الْفضل بن ظهيرة والزيني عبد الباسط وَكثر اجتماعه بِي وحضوره مَعَ الْجَمَاعَة بل كَانَ قَرَأَ عَليّ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ دروسا فِي التَّقْرِيب وتعانى نظم الشّعْر ومدح بِهِ غير وَاحِد وَمِنْه فِي الْحَرِيق الْكَائِن بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة:
(لم يَحْتَرِق حرم النَّبِي لفاحش ... يخْشَى عَلَيْهِ وَلَا دهاه الْعَار)
(لكنما أَيدي الروافض صافحت ... ذَاك الْجِدَار فطهرته النَّار)
عبد الْقَادِر بن شعْبَان الفرضي. / فِي ابْن عَليّ بن شعْبَان.
710 - عبد الْقَادِر بن صَدَقَة بن الشّرف مُحَمَّد المحرقي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي أَخُو عبد الرَّحِيم وخادم عَبَّاس / الماضيين وَزوج أم الْفضل ابْنة الْحَاجة مهجا قريبَة الوالدة. ولد فِي سنة)
خمس وَثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وسلك بعد شَيْخه طَرِيق الزوار وَصَارَ يدروز ويطبخ فِي كل سبت أما عدسا أَو نَحوه لزائري الشَّيْخ عبد الله المنوفي فاشتهر بذلك مَعَ الايثار على نَفسه والتقنع بِأَدْنَى جُزْء وَالْحَال فِي تناقص من هَذَا وَشبهه، وَهُوَ مِمَّن سمع قَدِيما ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة، وتعلل مُدَّة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وذكروه بِخَير وَخلف ذكرا وَأُنْثَى ثمَّ مَاتَا فِي الطَّاعُون رَحمَه الله وإيانا.
711 - عبد الْقَادِر بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة محيي الدّين أَبُو المفاخر الْقرشِي الزبيدِيّ وَالِد أبي بكر / الْآتِي وَأمه من أَهلهَا. ولد بهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَكتب إِلَى ابْنه أَنه فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين فَالله أعلم وَأَنه حفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية الحَدِيث وَسمع على ابْن الْجَزرِي بِالْيمن عدَّة الْحصن الْحصين من تأليفه وَتردد لمَكَّة كثيرا مِنْهَا قبيل مَوته وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَقَرَأَ فِي بعض قدماته مَكَّة على الشوائطي الشفا وعَلى أبي السعادات بن ظهيرة التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ بل حضر عِنْده فِي الرَّوْض مُخْتَصر الرَّوْضَة بِقِرَاءَة وَلَده وبزبيد على الطّيب النَّاشِرِيّ كِتَابه الايضاح أَو بعضه وَولي التَّكَلُّم على أوقاف بني رَسُول بِالْيمن مِمَّا هُوَ على مدارسهم بِمَكَّة عَن البرهاني وَابْن عَمه الْمُحب قاضيها فتوسع فابتنى بزبيد دَارا عَظِيمَة، وَمَات بهَا فِي تَاسِع عشري ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن على جده أبي بكر بتربة إِسْمَاعِيل الجبرتي من تربة طب سِهَام رَحمَه الله وإيانا.
712 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد(4/268)
ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ / ابْن عَم الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه علما ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. مَاتَ صَغِيرا بعد أَن أحضر عِنْد أبي الْفَتْح المراغي عوضه الله الْجنَّة.
713 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الزين بن الْمجد القاهري الشَّافِعِي أكبر اخوته وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان /. ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ ونش بهَا فِي حجر السَّعَادَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره، وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ عَن المحيوي الدماطي وَجَمَاعَة، وَحج غير مرّة وَاسْتقر فِي نظر الخزانة بعد عَمه سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَلَكِن لم يُمكنهُ عَمه شَاكر من الِاسْتِقْلَال بمباشرتها لكَونه)
لم يحمد مَشْيه ثمَّ اسْتَقل بهَا وَكَذَا بَاشر فِي البيبرسية وَغَيرهَا، وَكَانَ ذكيا شهما حسن الْعشْرَة مَعَ من يلائمه. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل جدا ثمَّ دفن بتربتهم تجاه الاشرفية برسباي عَفا الله عَنهُ.
714 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن عبد الْمُنعم بن يحيى المحيوي أَبُو البركات بن النَّجْم الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي / قاضيها الْمَالِكِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد والماضي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عبد الْوَارِث، ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ومختصر ابْن بشير فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَابْن الْحَاجِب الفرعي أَيْضا والمنهاج الْأَصْلِيّ والملحة وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا على الْبِسَاطِيّ وَابْن عمار وَأبي الْفَتْح بن وَفَاء وَغَيرهم من أَئِمَّة مذْهبه وَشَيخنَا والشرف السُّبْكِيّ والونائي والسفطي وناصر الدّين الفاقوسي من الشَّافِعِيَّة، والعيني وَابْن الديري وَابْن الْهمام وَابْني الاقصرائي من الْحَنَفِيَّة فِي آخَرين وأجازوا لَهُ، وَأخذ الْفِقْه عَن الزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْجُود وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والعربية وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة مَعَ الْأُصُول عَن الشمني وَالْأُصُول أَيْضا وَغَيره من الْفُنُون عَن ابْن الْهمام ولازم شَيخنَا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ والموطأ وبلوغ المرام من تأليفه وَالْكثير من شرح الالفية وَغَيرهَا وَكتب عني فِي الأمالي وَكَذَا لَازم ابْن الديري فِي التَّفْسِير وَغَيره وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا، وَأذن لَهُ غير وَاحِد مِنْهُم الولوي السنباطي فِي الافتاء والتدريس واقراء الطّلبَة وَقصد بالفتاوي وَكَانَ فخم الْعبارَة قوي الحافظة زَائِد الشهامة، نَاب فِي الحكم عَن الْبَدْر بن التنسي فَمن بعده وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح وقتا وتزايدت وجاهته، وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بالجامع الْجَدِيد(4/269)
الناصري بِمصْر ثمَّ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وحمدت سيرته، وَاسْتمرّ هُنَاكَ على ولَايَته مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين بقاعة الْمدرسَة الصمصامية مَحل سكنه وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير جوَار ضريح السَّيِّد بِلَال رَحمَه الله وإيانا.
715 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان شَقِيق محيي الدّين السخاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الغزولي الْمقري وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنزلنا بِالْقربِ من المنكوتمرية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن أَسد ووالده والشاطبية وَبَعض التَّنْبِيه وَغير ذَلِك وجود على أبي الْقُرْآن بِتَمَامِهِ غير)
مرّة ثمَّ على النُّور الديروطي بِمَكَّة بعضه بل تلاه بالسبع افرادا وجمعا على الزين جَعْفَر السنهوري وَبَعضه على الْجمال حُسَيْن الفتحي، وَكَذَا على الْجلَال القمصي فِي آخَرين، وَحضر فِي الْفِقْه والعربية دروس غير وَاحِد ومواعيده كَالْعلمِ البُلْقِينِيّ، وَأكْثر من المطالعة لتفسير ابْن كثير وَغَيره بِحَيْثُ صَار يستحضر جملَة ولازمني بِمَكَّة وَغَيرهَا حَتَّى حمل عني من تصانيفي وَغَيرهَا جملَة بل أسمعته الْكثير على شَيخنَا وَغَيره من المسندين، وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاآتي وَحج غير مرّة وجاور وتكسب على طَريقَة جميلَة من صدق اللهجة واللطف والمسامحة بِحَيْثُ راج وَأَقْبل عَلَيْهِ من يعرفهُ بالمحبة والتبجيل، كل ذَلِك مَعَ مزِيد الْعقل وجودة الْفَهم والمداومة على التِّلَاوَة وطراوة قِرَاءَته وَالْقِيَام بِالْمَدْرَسَةِ المنكوتمرية فِي رَمَضَان كل سنة وتوالى عَلَيْهِ بِأخرَة أكدار لطمع غير وَاحِد من الْحُكَّام فِي أَرْبَاب حرفته بِحَيْثُ زهد فِيهَا سِيمَا مَعَ خسة كثير من أَرْبَابهَا مَعَ انتفاعهم بوجاهته ومراعاة الْحُكَّام لَهُ حَتَّى مل بل وَمَات بعض من كَانَ يعامله مِمَّن جلّ مَا كَانَ بِيَدِهِ لَهُ بِالْيمن فَضَاعَ أَكثر ذَلِك وَآل أمره إِلَى أَن أعرض بكليته عَنْهَا وَلم أَطْرَافه ثمَّ سَافر معي هُوَ وَولده وعيالهما فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين لمَكَّة فحججنا ثمَّ جاورنا فَلم يلبث أَن مَاتَت زَوجته أم وَلَده ثمَّ عدَّة من عِيَاله وَلزِمَ هُوَ فِيمَا بَين ذَلِك الْفراش وتوالت عله آلام وَهُوَ صابر محتسب مديم للتلاوة وَرُبمَا نزل الْمَسْجِد وَفِي غُضُون هَذَا سَافر لجدة فدام بهَا متعللا ثمَّ عَاد فاستمر حَتَّى حج ثمَّ سَافر رَاجعا لبلده صُحْبَة ركب سنة ثَلَاث وَتِسْعين فتجدد لَهُ اسهال بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَاسْتمرّ بِهِ إِلَى الْعقبَة فَسمع بوفاة أخينا الثَّالِث فتزايد انحطاطه وَدخل الْقَاهِرَة فدام بهَا بَقِيَّة الْمحرم وصفر وَهُوَ لذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي مستهل ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين شَهِيدا مغفورا(4/270)
لَهُ بل وَلمن اسْتغْفر لَهُ إِن شَاءَ الله بعد أَن أوصى بِقرب وَنَحْوهَا، وَدفن من يَوْمه. بمشهد حافل بِالْقربِ من قبر الْوَالِد وَغَيره من أهلنا بتربة البيبرسية وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة صَلَاة الْغَائِب وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ بالبلدين رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
716 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد اليافعي الْهِنْدِيّ المولد الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.
717 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَيعرف بِابْن زبرق. ولد فِيمَا قَالَ بعيد الثَّلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ فقر الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَلم ينجب وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة ورسم عَلَيْهِ فِي آخرهَا بِسَبَب وقف قليشان الَّذِي حَبسه)
السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب على القَاضِي الْعِزّ أبي الْمَعَالِي يحيى أحد أجداده لما وَفد عَلَيْهِ وعَلى ذُريَّته وَلَوْلَا الأميني الاقصرائي لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ وَتزَوج فِيهَا بأخت ابْن البحلاق وقاسى من مُطلقهَا ذلا وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الغياثي أبي اللَّيْث بن الضياء أم وَلَده عَليّ واخوته، وَلم يكن بالمرضى وقاحة وجرأة مَعَ جهل وشكل. مَاتَ فَجْأَة فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين بعد أَن أوصى بِمَا لم يحمد فِيهِ عَفا الله عَنهُ.
718 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن الناصري مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الزين بن النجمي بن الْبَارِزِيّ / أَخُو مُحَمَّد ويوسف وشقيق فَاطِمَة أمهما تركية لِأَبِيهِ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَحضر عِنْد التقي بن قَاضِي عجلون التَّقْسِيم وَلم يتصون.
719 - عبد الْقَادِر بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحَلِيم بن عبد الرَّزَّاق الشّرف الْأنْصَارِيّ السكندري الْمَالِكِي / قاضيها وَشَيخ الشُّيُوخ بهَا. ولد بهَا فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَنهُ البقاعي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين.
720 - عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد محيي الدّين بن الشَّيْخ عز الشَّيْخ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري القباني أَخُو الْجلَال مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُمَا ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض على الشَّمْس بن الديري والتفهني وقارىء الْهِدَايَة والبساطي والمحب بن نصر الله وَشَيخنَا وَسمع عَلَيْهِ بل وعَلى الولوي الْعِرَاقِيّ وَأقَام عِنْده حِين غيبَة وَالِده فِي بعض حجاته والزين الزَّرْكَشِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وتولع بالقبان فَكَانَ يزن بدار الضَّرْب وبالمخبز فِي سعيد السُّعَدَاء ثمَّ اقْتصر عَلَيْهِ، وَحج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس.(4/271)
721 - عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الرَّزَّاق بن أبي الْفرج الارمني الأَصْل الملكي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أبي الْفرج. ولد فِي أَوَائِل الْقرن تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتدرب بِأَبِيهِ وَغَيره وباشر بعد أَبِيه عدَّة جِهَات حَتَّى ولي شدَّة الْخَاص واستادارية الْمقَام الناصري مُحَمَّد بن الْأَشْرَف برسباي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ الاستادارية الْكُبْرَى عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي شعْبَان مِنْهَا فباشرها سِنِين وقاسى من الذل والهوان وَالْعجز مَا لَا يُوصف وتكرر استعفاؤه مِنْهَا وَهُوَ لَا يُجَاب إِلَى أَن افْتقر وتكامل عَجزه فصرف حِينَئِذٍ وَذَلِكَ)
فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بأقبغا الجمالي الكاشف بعد أَن خرب بلادا كَثِيرَة ورسم عَلَيْهِ وطولب بِالْحِسَابِ فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا، وَكَانَ شَابًّا جميلا خَفِيف اللِّحْيَة جسيما متواضعا مضى عمره فِي النكد والقهر وَالْخَوْف وَهُوَ أصلح من أَبِيه وجده بِكَثِير مَعَ مزِيد مَعْرفَته بطرق الظُّلم والعسف غير أَنه لم يسْعد فِي مُبَاشَرَته بل خسر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَكِن قَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يزل يَتْلُو الْقُرْآن وَأَنه لَا بَأْس بِهِ وَكَأَنَّهُ بِالنِّسْبَةِ لِأَبِيهِ سامحه الله وإيانا.
722 - عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القليوبي الأَصْل الْمَكِّيّ بن القباني / الْمَاضِي أَبوهُ. شَاب غير متأن سمع عَليّ بِمَكَّة الْكثير وَكَذَا سمع على النَّجْم ابْن فَهد وَغَيره وزوجوه ابْنة لأبي الْقسم الْغلَّة وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين ليثبت رشده وجاءه وَهُوَ بهَا خبر موت زَوجته وَأمه ثمَّ رَجَعَ وَقد ثَبت بشاهده من لم يراقب الله لعدم التَّوَقُّف فِي سفهه، ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَصَارَ إِلَى هَيْئَة مزرية حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين مطعونا وَترك ابْنَتَيْن عَفا الله عَنهُ وعوضهما خيرا.
723 - عبد الْقَادِر بن عبد اللَّطِيف الْأَصْغَر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن محيي الدّين أَبُو صَالح بن السراج الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَولده وَأمه أم ولد لِأَبِيهِ حبشية قَاضِي الْحَرَمَيْنِ الْحَنْبَلِيّ. ولد فِي مغرب لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة وَلم يخلف لَهُ شَيْئا بِحَيْثُ لم يَجدوا شَيْئا لِلْحَجِّ بِهِ فِي تِلْكَ السّنة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح وجانبا من الْمُحَرر لِابْنِ عبد الْهَادِي بل ذكر أَنه حفظ الشاطبية والكافية لِابْنِ الْحَاجِب ومختصره الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره وعَلى الشهَاب الزفتاوي المسلسل وجزء أبي الجهم بفوت فِي آخِره وجزء أَيُّوب(4/272)
وَغَيرهَا وعَلى التقي بن فَهد ختم مُسْند عبد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا خلق مِنْهُم أَبوهُ وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَشَيخنَا ومستمليه الزين رضوَان والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والمحب مُحَمَّد بن يحيى الْحَنْبَلِيّ والْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَأَبُو جَعْفَر بن العجمي والمحب المطري والبدر بن العليف والعيني وَابْن الديري وَالسَّيِّد صفي الدّين وَأَخُوهُ عفيف الدّين وَأَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ)
الصَّالِحِي وَابْن أبي التائب، واشتغل بالقراءات وَالْفِقْه والاصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا فَتلا لأبي عَمْرو وَنَافِع وَابْن كثير على الشَّمْس مُحَمَّد بن شرف الدّين الششتري الْمدنِي وجمعا للسبعة على المقرىء عمر الْحَمَوِيّ النجار نزيل مَكَّة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعِزّ الْكِنَانِي بِالْقَاهِرَةِ والْعَلَاء المرداوي واشتدت ملازمته لَهُ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ غير تصنيف والتقي الجراعي فِي مجاورتهما بِمَكَّة سنة خمس وَسبعين والعربية عَن الشمني وَجَمَاعَة والاصول عَن الْأمين الاقصرائي والتقي الحصني وَغَيرهمَا وأصول الدّين عَن الْعَلَاء الحصني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي شرح العقائد للتفتازاني وَغَيره ولازم مظفرا الشِّيرَازِيّ فِي فنون من العقليات وَأذن لَهُ الاقصرائي والتقي الحصني وَغَيرهمَا وَأول مَا دخل الْقَاهِرَة صُحْبَة الْحَاج فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَخمسين فولي بهَا إِمَامَة مقَام الْحَنْبَلِيّ بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام عوضا عَن وَالِده وباشرها فِي يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى مِنْهَا ثمَّ دَخلهَا أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأقَام بهَا إِلَى أَن ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِمَكَّة فِي منتصف شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا بعناية الْأمين الاقصرائي وَدخل مَكَّة صُحْبَة أَمِير الْحَج الْمصْرِيّ وَهُوَ لابس الخلعة فِي صَبِيحَة يَوْم الْخَمِيس تَاسِع عشري ذِي الْقعدَة مِنْهَا وقرىء توقيعه ثمَّ أضيف إِلَيْهِ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَمَشى حَاله بعد مصاهرة البرهاني بن ظهيرة وتزوجه بأخته بِحَيْثُ قيل من أَبْيَات:
(وَلَا تخش القلى مِنْهُم بِوَجْه ... فقد وافتك سيدة الْجَمِيع)
ودرس بالبنجالية وَغَيرهَا كتدريس خيربك، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء فِي الْفِقْه والعربية والمعاني وَالْبَيَان لمزيد ذكائه وتودده وَحسن عشرته وفتوته وتواضعه وجودة خطه وتوسط نظمه ونثره الَّذِي مِنْهُ فِي إجَازَة: راش الله جنَاحه وأطاش بالمحو حباحه وَمن نظمه مَا سَيَأْتِي فِي الجمالي أبي السُّعُود، وَكثر استرواحه فِي الاقراء والتواضع بِحَيْثُ لم يحمده كَثِيرُونَ فِيهِ وَرُبمَا استشعر ذَلِك فَبَالغ عَنهُ الغرباء فِي الِاعْتِذَار وَامْتنع من عمل الْخلْع متمسكا بِأَنَّهُ غَالِبا حِيلَة وَهِي لَا تجوز وَلم يحمد فضلاء مذْهبه مِنْهُ ذَلِك، وَأَقْبل بِأخرَة على الِاشْتِغَال بِالذكر والاوراد والتلاوة الجيدة(4/273)
بِصَوْتِهِ الشجي المنعش حَتَّى ارْتقى إِلَى غَايَة شريفة فِي الْخَيْر سِيمَا وَهُوَ يتَوَجَّه فِي كل سنة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَيُقِيم غَالِبا بهَا نصف سنة وَرُبمَا أَقَامَ بهَا سنة كَامِلَة بل جمع بَين الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة فِي عَام وَاحِد فَإِنَّهُ توجه فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى الينبع ثمَّ فِي الْبر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة مختفيا ثمَّ توجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس فزار ثمَّ رَجَعَ)
إِلَى بَلَده، وَكثر اخْتِصَاص أولى الْأَصْوَات اللينة وَنَحْوهم وَهُوَ يزِيد فِي الاحسان إِلَيْهِم مَعَ حسن توجه فِي التِّلَاوَة والانشاد وَجلد على السهر فِي الاذكار والاوراد وخشوع عِنْد الزِّيَارَة وخضوع فِي الْعبارَة وميل إِلَى الوفائية وَنَحْوهم وَإِلَى التنزة والبروز إِلَى الفضاء والحدائق بالحرمين سِيمَا مَسْجِد قبَاء ومشهد حَمْزَة وَإِذا خرج يذهب مَعَه بِمَا يُنَاسب الْوَقْت من المآكل والطرف وَنَحْوهَا وَلذَا غَيره كثرت دُيُونه بِحَيْثُ أَخْبرنِي انها تقَارب ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَأَنْشَأَ بِكُل من الْحَرَمَيْنِ بَيْتا وَأسْندَ الخواجا حُسَيْن بن قاوان إِلَيْهِ وَصيته فِي آخَرين وَلم يسلم فِي كل من منتقد خُصُوصا وَهُوَ يتعالى غَالِبا عَن الِاجْتِمَاع مَعَ جلّ رفاقه الْقُضَاة حَتَّى لَا يجلس فِي مَحل لَا يرضاه وَقد رافقته فِي التَّوَجُّه من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فحمدت مرافقته وافضاله وَكثر اجتماعنا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وزرنا جَمِيعًا كثيرا من مشَاهد الْمَدِينَة كقبا وَالسَّيِّد حَمْزَة والعوالي وَسمع مني بل كتبت عَنهُ من نظمه وَعِنْده من تصانيفي عدَّة وَكتبه ترد عَليّ بالثناء الْبَالِغ وَالْوَصْف بشيخ الاسلام بل قَالَ بحضرتي فِي مجاورتي الرَّابِعَة للْقَاضِي الشَّافِعِي لم يخلف شَيخنَا الْأمين الاقصرائي فِي طَرِيقَته مَعَ أهل الْحَرَمَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا إِلَّا فلَان وَمرَّة هُوَ غيث بِكُل زمَان حل بِهِ نفع أَهله إِلَى غَيرهَا ثمَّ تزايد من الافضال وَالثنَاء حَتَّى بأمير الْحَرَمَيْنِ فِي التمَاس اقتفائي فِي الزِّيَارَة حِين تَوَجُّهِي فِي قافلته سنة وَفَاته إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين بعد تعلل نَحْو نصف شهر شَهِيدا بالاسهال وَصلى عَلَيْهِ بعد عصره بالروضة، وَدفن بِالبَقِيعِ بعد الْعَصْر من لَيْلَة الْجُمُعَة الْمُوَافقَة لَيْلَة نصف شعْبَان عِنْد قبر أمه وأخيه وتأسفنا على فَقده عوضه الله الْجنَّة ورحمه. وَمِمَّا كتبه إِلَى:
(سَلام عَلَيْكُم من مشوق متيم ... يود لقاكم كل حِين بِمَكَّة)
(وَيسْأل رب الْعَرْش فِي كل لَحْظَة ... قريب اجْتِمَاع عِنْد بَيت وكعبة)
(ولطفا بِنَا فِيمَا قَضَاهُ الهنا ... ويكشف عَنَّا كل سوء وكربة)
(ويجعلنا من أهل صدق وداده ... ويحجبنا عَن كل ضيق وفتنة)(4/274)
(وَبعد فشوقي زَائِد وتعطشي ... إِلَى خير أَصْحَاب وَأكْرم جيرة)
وَمِنْهَا:
(فحياهم الْمولى وَقرب وصلهم ... وأتحفهم بِالروحِ فِي كل لَحْظَة)
)
(وَأما دعائي فَهُوَ وَالله وافر ... مزِيد باخلاص وَصدق وهمة)
(وَلم أنسكم بِالذكر فِي كل موقف ... وقفت بِهِ بل فِي ركوعي وسجدتي)
(وَعند وُقُوفِي بالصخار مُعَرفا ... وَبَين يَدي قبر الرَّسُول بحجرة)
(فيا رَبنَا فاقبل دَعَانَا وَعَافنَا ... وَخذ بنواصينا وَأصْلح وَثَبت)
وَمِنْهَا:
(وَلما أَتَتْنِي من لديكم رِسَالَة ... فهاج بهَا شوقي وحرك لوعتي)
(وذكرني عهدا وَمَا كنت نَاسِيا ... وَمن ذَا الَّذِي يسلي فِرَاق الْأَحِبَّة)
(وَعند مروري للسطور تناثرت ... على صحن خدي من دموعي عبرتي)
(وأثبتها عِنْدِي وصرت مشاهدا ... لذاتكم حَتَّى كَأَنِّي بخلوتي)
(وَقلت الهي بِالنَّبِيِّ وَآله ... أنلنا منانا يَا إِلَه الْبَريَّة)
(فيا سادتي بِاللَّه لَا تهملونني ... وَلَا تتركوني غارقا فِي بليتي)
وَمِنْهَا:
(وأسألكم أَن تذكروني بدعوة ... لَعَلَّ بهَا أَن يقْضِي الله حَاجَتي)
(خُذُوا بيَدي يَا إخْوَة الصدْق واسعفوا ... فكم من هموم قد علتني بقتلتي)
(وهموا بعزم فِي التَّوَجُّه لي عَسى ... يُخَفف مَا بِي أَو تفرج كربتي)
(فَلَا أوحش الرَّحْمَن مِنْكُم وخصكم ... بعافية يَا سادتي وبصحة)
وَمِنْهَا:
(وَصلى اله الْعَرْش ربى دَائِما ... على الْمُصْطَفى الْمُخْتَار خير الخليقة)
(وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ وحزبهم ... وأشياعه مَعَ آله ثمَّ عترة)
724 - عبد الْقَادِر بن عبد الله بن عمر العرابي الْمَكِّيّ / أحد الْخِيَار. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد.
725 - عبد الْقَادِر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله محيي الدّين أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ القَاضِي /. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وتفقه بجده أبي عبد الله وَابْن عَمه الطّيب وروى عَن الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَكَانَ عَارِفًا بالفقه والفرائض والحساب والنحو وَغَيرهَا آيَة فِي الْفَهم والذكاء رَأْسا فِي الفصاحة والبلاغة وَحسن الْخط مِمَّن قَرَأَ على الْبَدْر بن الدماميني وَقَامَ بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة فِي قَرْيَة الحديدة سَاحل سِهَام قَرْيَة كَبِيرَة من سواحل الْيمن ينزلها المسافرون مُدَّة طَوِيلَة وَكَذَا وَليهَا بالمهجم عوضا عَن ابْن عَمه الرضى أبي بكر بن عُثْمَان النَّاشِرِيّ بِدُونِ سعي ثمَّ أُعِيد الرضى وَولي الْأَعْمَال السرددية، وَلم يؤرخ الْعَفِيف وَفَاته،(4/275)
وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ ذَا نهمة فِي تَحْصِيل الْكتب وَجَمعهَا ولديه أدب وفضائل. مَاتَ فِي سنة خمس وَخمسين. أَفَادَ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين.
726 - عبد الْقَادِر بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد المحيوي الْأَزْهَرِي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ / أحد الْفُضَلَاء والآتي أَبوهُ: قَرَأَ بِمَكَّة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على المحيوي عبد الْقَادِر قاضيها الْمَالِكِي البُخَارِيّ ولازمه فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وبرع وبالمدينة النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي. وَمَات بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين.
727 - عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم المحيوي الْقرشِي المارداني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالقرشي.
ولد فِي لَيْلَة حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من جَامع المارداني، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك، وَعرض على شَيخنَا والقاياتي والمحلي والعيني وَغَيرهم وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الشهَاب الْخَواص والسراج الوروري وَسمع على غير وَاحِد من الشُّيُوخ، وَأَجَازَ لَهُ جُمُعَة وَطلب بِنَفسِهِ يَسِيرا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وتولع بالأدب واختص بالشهاب الْحِجَازِي بِحَيْثُ عرف بِهِ، وَجمع من نظمه ونثره مَا فَاتَهُ تدوينه وَكَذَا لازمني زَمنا وَكتب من تصانيفي جملَة وَقَرَأَ على أَشْيَاء مِنْهَا دراية وَرِوَايَة واغتبط بهَا بل كتب بِخَطِّهِ الْكثير من غَيرهَا وَحج وَأقَام بِمَكَّة خمس سِنِين وَقَرَأَ فِيهَا على الْكَمَال الْمرْجَانِي الصَّحِيح وَكَذَا قَرَأَ على النَّجْم بن فَهد، وَسمع من لَفظه جُزْءا من رِوَايَة ابْن حبيب دَاخل الْبَيْت الْعَظِيم، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَقَرَأَ على الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي ابْن مَاجَه، وَدخل اسكندرية غير مرّة رَفِيقًا لشيخه الْحِجَازِي وتطارح مَعَه وَمَعَ الشهَاب المنصوري والزين الْأَسدي وَغَيرهم وَاسْتقر فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أحد موقعي الدرج بعد ثُبُوت عَدَالَته فِي أَيَّام العلمي البُلْقِينِيّ وَلكنه لم يتصد لكليهما بل هُوَ منجمع قَانِع شرِيف النَّفس حسن الْعشْرَة مَعَ من يألفه والفضيلة طارح التَّكَلُّف سريع النّظم والخط مَعَ صِحَّته عَارِف بِالنَّاسِ وَمَا علمت لَهُ)
سوى نصف تصوف بالاشرفية نعم باسمه رزيقات لَا يصل مِنْهَا إِلَّا الْيَسِير وَقد امتدحني بقصيدة كتبتها فِي مَوضِع آخر وكتبت عَنهُ أَيْضا قَوْله فِي الْعشْرَة فِي بَيت وَاحِد:
(بجنة الْخلد خير الْخلق بشر من ... بِذكر أسمائهم نظمي حوى شرفا)
(سعد سعيد زبير وَابْن عَوْف أَبُو ... عُبَيْدَة طَلْحَة والأربع الخلفا)
وَكَذَا قَالَ:
(قد بشر الْمُصْطَفى من صَحبه بِرِضا ... رب الْعباد أُنَاسًا فَضلهمْ غابر)(4/276)
(عَتيق فاروق عُثْمَان بن عَوْف عَليّ ... سعد سعيد زبير طَلْحَة عَامر)
وَقَوله وَقد بلغه أَن الْبَيْت الشريف لم يفتح فِي بعض السنين سوى مرّة:
(الهي فِي فناك حططت رحلي ... فهيىء فتح بابك لي ودارك)
(وزد رِزْقِي فها أَنا ذَا منيخ ... بِبَاب عطائك النامي وَبَارك)
وَقَوله:
(إِن المليحة صدت عِنْدَمَا لحظت ... شيبي فَقلت انظري كافورة الْحسن)
(فَأَعْرَضت عَن وصالي وَهِي قائلة ... الْمسك للعرس والكافور للكفن)
وَقَوله مِمَّا عمله وَهُوَ بَين النَّائِم وَالْيَقظَان:
(من مصرنا دست ملك ... حوى أمورا خبيثه)
(من عَظمَة وجلود ... وَبعد ذَاك شغيثه)
وَقَوله مُخَاطبا لي يطْلب مصنفي التمَاس السعد فِي الْوَفَاء بالوعد:
(مولَايَ شمس الدّين يَا حبر الورى ... وبحر جود طَابَ مِنْهُ وردي)
(لقد ترددت إِلَى أبوابكم ... أتيت أسعي فِي التمَاس السعد)
728 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد بن أَيُّوب بن كَمَال بن عبد الْوَهَّاب بن الشَّيْخ مُجَاهِد / هَكَذَا أمْلى على نسبه المحيوي النبراوي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ أحد النواب. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ ظنا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتسهيل لِأَبْنِ اسباسلار البعلي وَأَخذه تَصْحِيحا وتفهما عَن الْعِزّ الْكِنَانِي وَكَذَا أَخذ عَن الرزاز وَابْن هِشَام ولازم التقي الحصني فِي الصّرْف والنحو وَأخذ فِي النَّحْو فَقَط عَن الأبدي وَأبي الْقسم النويري، وَحج وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ استنابه شَيْخه الْعِزّ وَاسْتمرّ وتميز.)
729 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد اليمني الصايغ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
730 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن أَحْمد الطَّيِّبِيّ المنصوري. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
731 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن جَار الله بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ / ويشهر بعبيد. مِمَّن سَافر لعدن فِي التِّجَارَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد عبد اللَّطِيف وَأبي سعد الآتيين.
732 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن حسن المهندس وَيعرف بِابْن الصياد /. مِمَّن ضربه الدوادار الْكَبِير فِي وَقت. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة احدى وَتِسْعين.
733 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن رَمَضَان بن عَليّ محيي الدّين الطوخي القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أُخْت مهني. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ واشتغل يَسِيرا وَصَحب ابْن قَاضِي عجلون وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ عِنْد الشهَاب الفليحي.
734 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن شعْبَان الزين القاهري الشَّافِعِي الزيات أَبوهُ(4/277)
وَيعرف بِابْن شعْبَان. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بسوق الْغنم وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن المجدي وَأحمد الْخَواص، وجاور بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فَأخذ عَن أبي الْفَتْح المراغي شَرحه للمنهاج وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه أَيْضا عَن الْجمال الأمشاطي فِي آخَرين مِنْهُم القاياتي فِي الْفِقْه وأصوله يَسِيرا وَأَبُو الْفضل المغربي فِي الْأَصْلَيْنِ والمعاني وَالْبَيَان عَن ابْن حسان وَفِي المطول عَن الشمني وَفِي التَّحْرِير عَن مُؤَلفه ابْن الْهمام وَغير ذَلِك رَفِيقًا فِي أَكْثَره للبرهاني بن ظهيرة وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ واشتهر بِهِ عِنْد الْملك فَمن دونه وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وَأم بِجَامِع أصلم وتكسب بِالشَّهَادَةِ هُنَاكَ وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب، وشارك فِي الْفَضَائِل وَكتب عَليّ الْحَاوِي لِأَبْنِ الهائم فِي الْحساب شرحا وَكَذَا على الياسمينية وَهُوَ مُخْتَصر فِي دون كراستين وَاخْتصرَ شرح ابْن المجدي للجعبرية وأقرأ الطّلبَة وَتردد إِلَيّ كثيرا وَأَظنهُ مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَعرف بالهمة والمروءة سِيمَا مَعَ صَاحبه وَلم يلبث بعده الا يَسِيرا. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس عَاشر ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.
735 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن صَدَقَة. / أحد قراء الجوق وامام الأتابك كَانَ، وَيعرف بِابْن الحيلوك.
736 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن المنوفي / معلم الْأَبْنَاء بهَا والخياط أَبوهُ. لَقِيَنِي بمنوف فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَقَرَأَ على الْبَاب الأول من عُمْدَة الْأَحْكَام قِرَاءَة حَسَنَة وكتبت لَهُ اجازة، رَأَيْت من يثني على خَيره.
737 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن عمر الدنجيهي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الحريري / على بَاب الْجَامِع. مِمَّن تميز فِي الْمِيقَات والفرائض والحساب، وَأخذ عَن الْبَدْر المارداني وَغَيره وَأفَاد الطّلبَة.
738 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد الأكحل بن شرشيق بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر بن أبي صَالح الضياء أَبُو صَالح الجيلي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ القادري /. ولد سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فكفلته أمه وتدرب بالزين قَاسم الْحَنَفِيّ لكَونه كَانَ زَوجهَا ثمَّ لازمني قَلِيلا فِي الِاصْطِلَاح وَسمع مَعَ وَلَدي كثيرا مِمَّا قرأته لَهُ بِأخرَة واشتغل يَسِيرا وَنسخ مُسْند الفردوس للديلمي على تَرْتِيب اختصاره لشَيْخِنَا وتنزل فِي الْجِهَات وزاحم فِي الْوُثُوب على الْوَظَائِف والتحصيل وراج أمره عِنْد كثير من الأتراك والمباشرين وَنَحْوهم سِيمَا تغري بردي القادري وَحصل كتبا(4/278)
وأعانه الزين الْمَذْكُور حَتَّى عمل كراسة فِيهَا تَخْرِيج فتوح الْغَيْث لجده الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَفِي غير ذَلِك وَلم يكن متأهلا لشَيْء وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة قبيل مَوته وَرجع مَعَ الركب فَلم يلبث أَن تعلل وَاسْتمرّ إِلَى أَن انتحل وَسَقَطت قوته مَعَ الاسهال المفرط، وَمَات فِي حَيَاة أمه وَكَانَ بارا بهَا فِي ضحى يَوْم السبت سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَأخر إِلَى الْغَد فصلى عَلَيْهِ بسبيل الْمُؤمنِينَ فِي مشْهد حافل جدا وَدفن بزاوية عدي بن مُسَافر مَحل سكن بني عَمه من القرافة عوضه الله وَأمه الْجنَّة.
739 - عبد الْقَادِر بن الشَّمْس عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْخَولَانِيّ الرضائي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي /. من بَيت صَلَاح. لَقِيَنِي فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة فَقَرَأَ على بعض الصَّحِيحَيْنِ والشفا بعد أَن سمع مني المسلسل وأجزت لَهُ ولأخيه.
740 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد أبي الْيمن بن مُحَمَّد النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / هُوَ وَأَبوهُ وَالشَّافِعِيّ جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد الْحق الْمَاضِي وَهَذَا أكبر وَيعرف كأبيه بِابْن أبي الْيمن. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي وَعرضه عَليّ وعَلى البرهاني ابْن ظهيرة وَيحيى العلمي الْمَالِكِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا لازمني فِي سَماع لَهُ أَشْيَاء وكتبت لَهُ اجازة حكيت فِي التَّارِيخ الْكَبِير بَعْضهَا وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة والرسالة وَعرض أَيْضا على الْمُحب الطَّبَرِيّ والعميري والمحب بن أبي السعادات وَأبي الْعَزْم الْقُدسِي وَعبد الْمُعْطِي وَعبد الْحق السنباطي وسافر فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين للشكوى على خَاله وَدخل الشَّام وَسمع من النَّاجِي وَغَيره، وَاسْتمرّ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى موسم سنة خمس فَرجع وَلم يلبث أَن تزوج قريبته ابْنة الْخَطِيب أبي بكر بن أبي الْفضل النويري واستولدها.
741 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه، / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
742 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد السنباطي ثمَّ القاهري الحمامي ثمَّ الجابي وَيعرف بالسنباطي. / كَانَ أَبوهُ فِيمَا بَلغنِي من خِيَار أهل الْقُرْآن فَنَشَأَ ابْنه فحفظ الْقُرْآن وتكسب بِالْخدمَةِ فِي الحمامات وقتا ثمَّ انْتَمَى لعبد الرَّحْمَن بن الكويز فوجهه لجباية شَيْء من جهاته وتدرب فِي ذَلِك بِبَعْض أَتْبَاعه فَرَأى مِنْهُ حذقا ونهضة وقدرت وَفَاة بعض جباة أوقاف الزِّمَام فَتكلم لَهُ مَعَه فِي استقراره عوضه فَأكْرمه بذلك مجَّانا بعد أَن أعْطى من غَيره نَحْو مِائَتي دِينَار فِيمَا قيل وَلَا زَالَ كَذَلِك إِلَى أَن قدمه العلمي بن الجيعان بعد السخط على ابْن جبينة لصرف البيبرسية ثمَّ لم يزل يترقى بخدمته حَتَّى تكلم فِي سَائِر جِهَات الزِّمَام وَفِي الصرغتمشية والشيخونية والمؤيدية وَمَسْجِد(4/279)
خَان الخليلي والجمالية اليوسفية والفخرية الْقَدِيمَة وَيُقَال لَهَا الْآن الظَّاهِرِيَّة وَمَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر مَعَ المداراة والمراعاة وسلوك الْأَدَب وبذل الهمة حَتَّى تمول جدا واتسعت دائرته وَبَلغت السُّلْطَان لخدمته فَلم ير بعد ذَلِك ضعفاء الْمُسْتَحقّين وَنَحْوهم مِمَّن لَا يخَاف غائلتهم مَا كَانَ يعاملهم بِهِ بل رُبمَا أسمعهم الْمَكْرُوه وَيظْهر مزِيد الْحَاجة وَضعف الْجِهَات من كَثْرَة مَا يُؤْخَذ مِنْهُ بالرغبة والرهبة إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الأول سنة تسعين بعد تعلله بالفالج أَيَّامًا وَدفن من الْغَد بتربة بِالْقربِ من سوق الدريس وتأسف كَثِيرُونَ على فَقده وَمَا أَظن يسمح الْوَقْت بِمثلِهِ فقد كَانَ عَارِفًا بمراتب النَّاس وينزلهم فِي الْجُمْلَة مَنَازِلهمْ مَعَ تجمل واحتشام وَكَونه من أهل الْقُرْآن والوجاهة وَأَظنهُ جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.
743 - عبد الْقَادِر الْمَدْعُو مُحَمَّدًا بن الْعَلَاء عَليّ بن مَحْمُود السَّلمَانِي ثمَّ الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كأبيه بِابْن المغلي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه نبغ وَحفظ الْمُحَرر وَغَيره وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة وَمَات فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَقد راهق وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ جدا وَلم يكن لَهُ ولد غَيره وَرَأَيْت بعض المخبطين جعل مُحَمَّدًا اسْم أَبِيه فَصَارَ عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود، وَهُوَ غلط مَحْض.
744 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مصلح محيي الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بِابْن مصلح ثمَّ بِابْن النَّقِيب / لكَون وَالِده كَانَ نَقِيبًا. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين أَو بعْدهَا تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة كالجلال بن الملقن وامام الكاملية والسعد بن الديري والعز الْحَنْبَلِيّ وَنَشَأ فَقِيرا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ والمحلي والعبادي وَقَرَأَ فِي بعض تقاسيمه والبكري والمقسي والزين زَكَرِيَّا وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض بل حضر عِنْد البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي ابْتِدَائه على الشَّمْس الشنشي ولازم التقي والْعَلَاء الحصنيين والشمني وزَكَرِيا فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ قَلِيلا عَن الكافياجي والاقصرائي والشرواني فِي آخَرين كَابْن الْهمام وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَدخل الشَّام وَسمع من الْبُرْهَان الباعوني من نظمه وَأخذ يَسِيرا عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ وَكَذَا الْبكْرِيّ فِي الافتاء والتدريس وَعرف بالذكاء والسرعة وأهين بالانتقال من حبس إِلَى آخر مَعَ التَّعْزِير وَنَحْوهمَا لكَونه تعرض لبَعض الشرفاء وَلَوْلَا تلطف الْبَدْر بن الْقطَّان بأمورآخور الشهابي ابْن الْعَيْنِيّ حَتَّى أرسل للحسام بن حريز قَاضِي الْمَالِكِيَّة فِي رد أمره إِلَيْهِ لزاد على(4/280)
مَا أنْفق، وَكَذَا أهانه مَعَ غَيره الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فِي كائنة الْكَنِيسَة ظلما، وَحج بِأخرَة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ يَسِيرا بل حضر عِنْدِي فِي الاملاء وَغَيره وعد فِي الْفُضَلَاء وَورث مَالا جما وَصَارَ يفاتح غَالِبا من باسمه تدريس وَنَحْوه ويرغبه فِي النُّزُول لَهُ نه بِحَيْثُ اسْتَقر تدريس الحَدِيث بالجمالية برغبة ابْن قَاسم لَهُ وبالمنصورية برغبة سبط شَيخنَا وَفِي دَار الحَدِيث الكاملية برغبة ابْن الْكَمَال مَعَ كَونهَا وظيفتي وَفِي الاسماع بالمحمودية برغبة الصّلاح المكيني وَفِي الْفِقْه بالالجيهية مَعَ الشَّهَادَة فِيهَا برغبة ابْن الشَّمْس ابْن المرخم وَفِي جَامع طولون برغبة الْمُحب الأسيوطي الْمُنْتَقل لَهُ عَن أَخِيه الولوي وَفِي الصَّالح برغبة ابْن المكيني وَفِي البرقوقية برغبة ابْن الْعَبَّادِيّ وَفِي مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية برغبة إِبْرَاهِيم التلواني إِلَى غَيرهَا من الْوَظَائِف والاملاك، وَلم يتَحَوَّل عَن طَرِيقَته فِي التهافت والتقتير بِحَيْثُ أَن يَهُودِيّا شكاه إِلَى شاد الشون لكَونه لطمه عِنْد مُطَالبَته لَهُ بِأُجْرَة نَقده وَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ واشتكاه آخر إِلَى حَاجِب الْحجاب تنبك قرا لشَيْء فَأنْكر وَحلف فأقيمت الْبَيِّنَة وألزمه الْحَاجِب بل كَاد أَن يُوقع بِهِ وَلكنه حُلْو اللِّسَان ذَا دهاء حَتَّى أَنه لما مَاتَ ابْن عبد الرَّحْمَن الصَّيْرَفِي رسم عَلَيْهِ عِنْد ابْن الصَّابُونِي بِسَبَب القاعة الْمَعْرُوفَة بِابْن كدون فِي حارة برجوان الَّتِي صَارَت إِلَيْهِ بِالْمِيرَاثِ وَغَيره لتؤخذ مِنْهُ للسُّلْطَان وشافهه بذلك فتخلص مِنْهُ بِمَا حَكَاهُ لي وعد فِي الغرائب، وَقَالَ لي إِنَّه كتب شرحا مُخْتَصرا لقواعد ابْن هِشَام وحاشية على التَّوْضِيح وَشرح العقائد وتصريف الْعُزَّى وَاخْتصرَ سيرة العمرين ابْن الْخطاب وَابْن عبد الْعَزِيز لِابْنِ الْجَوْزِيّ وَمَا رَأَيْت أحدا يَحْكِي عَن دروسه شَيْئا يُؤثر وَالْأَمر فِيهِ أظهر
745 -. عبد الْقَادِر بن عَليّ بن يُوسُف الزفتاوي البوتيجي نزيل عدن وَيعرف فِيهَا بالصعيدي / وَعم إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْمَاضِي. ولد بعيد الثَّلَاثِينَ بزفتا وَقَرَأَ الْقُرْآن وقطن رواق اليمنة من الْأَزْهَر وقتا واشتغل مالكيا ثمَّ تعانى التِّجَارَة وسافر إِلَى عدن فقطنها من نَحْو أَرْبَعِينَ سنة يتَرَدَّد مِنْهَا لِلْحَجِّ وَغَيره كثيرا ورزق الْأَوْلَاد وبورك لَهُ مَعَ خير وتودد وبر للْفُقَرَاء وَحسن معامة وحرص على الدّين سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد وَقد اجْتمع بِي فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا.
746 - عبد الْقَادِر بن عَليّ الحباك نزيل مَكَّة / وَأحد مؤذني الْمَسْجِد الْحَرَام وقراء الصّفة بِالْمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِيَّة بل اسْتَقر فِي مشيخة الْقُرَّاء بالمجامع والمحافل سِيمَا عِنْد الْقُبُور عقب مُحَمَّد بن الْمُحْتَسب وَأول شَيْء بَاشرهُ فِي ذَلِك على قبرزوجة أخي
747 -. عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن شرف بن سعيد بن خطاب محيي الدّين الزفتاوي الأَصْل القاهري المقسي الشَّافِعِي الأحدب أَخُو عَليّ(4/281)
وَأحمد / الْمَذْكُورين وأبوهما وَيعرف بِأَبِيهِ. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها على شَيخنَا وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا وبرع فِي الْمِيقَات والحساب والفرائض وألم بفضائل وَرُبمَا نظم حَسْبَمَا كتبته عَنهُ فِي مَوضِع آخر وَطلب الحَدِيث وقتا واجتهد فِي السماع على بقايا الشُّيُوخ بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَكَذَا سمع بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل وَغَيرهَا، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة ولازم حُضُور مجَالِس الاملاء عِنْدِي وَسمع مني وَعلي من تصانيفي وَغَيرهَا أَشْيَاء بل قَرَأَ بِنَفسِهِ رِوَايَة ودراية وَكَذَا قَرَأَ شرح النخبة على الديمي والبقاعي وتنزل فِي صوفية المؤيدية وَغَيرهَا ثمَّ تضعضع حَاله جدا. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانِينَ بعد تعلله مُدَّة وَدفن بالروضة بِالْقربِ من بَاب النَّصْر وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
748 - عبد الْقَادِر بن عمر بن عِيسَى بن أبي بكر بن عِيسَى المحيوي بن السراج الوروري الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وَيعرف بِابْن الوروري. ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي الْأَزْهَر وتلاه بروايتين على الشهَاب السكندري وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج وألفيتي الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن الْهمام فِي آخَرين بل قَرَأَ الْمِنْهَاج على الثَّانِي بِتَمَامِهِ ولازم وَالِده فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب والمناوي فِي الْفِقْه والشرواني فِي الْأَصْلَيْنِ والشمني فِي التَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي ألفية الحَدِيث وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَذَا سمع مَعَ وَالِده على الزين الزَّرْكَشِيّ وَفِي البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَتردد للجلال الْمحلي وتميز وبرع وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الاقراء، وَحج مَعَ وَالِده ثمَّ بعده وَاسْتقر فِي مشيخة بكتمر بدرب النيدي وَغَيرهَا من جِهَات وَالِده وتصدى للاقراء وانجمع عَن النَّاس سِيمَا بعد استقراره فِي تربة السُّلْطَان، وَكَانَ فَاضلا مفننا عَاقِلا دينا متقللا صَابِرًا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
749 - عبد الْقَادِر بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الجعبري الخليلي / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالخليل وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأحضر فِي الأولى مَعَ وَالِده على ابْن الْجَزرِي والتدمري وعظيمات وَكَذَا على الزين البرشكي ختم الشفا ثمَّ سمع على التدمري المنتقي من مشيخة ابْن كُلَيْب ومنية السول لِابْنِ عبد السَّلَام، وَأَجَازَ لَهُ(4/282)
القبابي وَشَيخنَا، وَحج وَدخل الشَّام والقاهرة وَحدث فِيهَا سنة تسع وَثَمَانِينَ باليسير
750 -. عبد الْقَادِر بن عمر المارديني الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْجَوْهَرِي نزيل البرقوقية / وَأحد صوفيتها وغريم البقاعي. مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ ظنا.
عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح الْحِجَازِي /. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
751 - عبد الْقَادِر بن أبي الْفضل بن مُوسَى بن أبي الهول محيي الدّين بن الْمجد / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد اسْتَقر فِي عمالة ديوَان الاشراف كأبيه بل ولي نظر الاسطبل عوض سعد الدّين كَاتب العليق ثمَّ انْفَصل بِيَحْيَى بن البقري وَمَعَهُ اسْتِيفَاء الذَّخِيرَة وَغير ذَلِك.
752 - عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد المحيوي بن الشّرف بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف باسمه. ولد فِي ثَانِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه على الْخياط وأربعي النَّوَوِيّ وَابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص، وَعرض على جمَاعَة وتلا الْقُرْآن لأبي عَمْرو وَنصفه لِابْنِ كثير على مُحَمَّد بن أبي يزِيد الكيلاني تلميذ ابْن الْجَزرِي وَأخذ الْفِقْه عَن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عَائِد الوانوعي نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الْمُوفق بهَا وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد اللجائي الفاسي وَإِبْرَاهِيم التركي التّونسِيّ والشهاب أَحْمد المغربي قَاضِي طرابلس وَجَمَاعَة مِنْهُم الْبِسَاطِيّ وانتفع بِهِ وبالأولين وأذنوا لَهُ فِي التدريس فِي الْفِقْه، زَاد الْبِسَاطِيّ والافتاء وَحضر دروس التقي الفاسي الْفِقْهِيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يطالع لَهُ كثيرا وينتخب لَهُ وانتفع بمجالسته وتهذيب بعبارته وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن اللجائي وَالَّذين بعده وأذنوا لَهُ فِيهَا وَعَن أبي البقا وَأبي حَامِد ابْني الضياء والبساطي وَعنهُ وَعَن التريكي أَخذ أصُول الْفِقْه وأذنا لَهُ وَكَذَا أَخذه عَن الْأمين الاقصرائي وَغَيره وَأخذ قِطْعَة من التَّلْخِيص عَن الْبِسَاطِيّ وَمن تَلْخِيص ابْن الْبناء فِي الْحساب عَن اللجائي وَمن القصيد الْمُسَمّى بذخيرة الرائض فِي الْعلم وَالْعَمَل بالفرائض عَن ناظمها عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود الْمصْرِيّ مَعَ قِطْعَة من ألفية النَّحْو والمنطق عَن السَّيِّد الْعَلَاء شيخ الباسطية المدنية وَغَيره وَعلم الحَدِيث عَن أبي شعر الْحَنْبَلِيّ حِين جاور بِمَكَّة بحث عَلَيْهِ ألفية الْعِرَاقِيّ وَشَرحهَا وعادت بركته عَلَيْهِ وانتفع بخصائله وشمائله وأفرد بارشاده زَوَائِد تَهْذِيب التَّهْذِيب عَن أَصله لشَيْخِنَا وحضه على التَّوَجُّه إِلَيْهِ وَالْأَخْذ عَنهُ والاقبال على فن الحَدِيث الَّذِي قل أَهله فارتحل قصدا لذَلِك لمصر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين(4/283)
فَاجْتمع بِهِ وَأخذ عَنهُ المسلسل وَغَيره وَلم يفهم شَيخنَا مقْصده فَمَا ظفر مِنْهُ بمراده فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ بعض سنة وَرجع إِلَى بَلَده وزار الْمَدِينَة غير مرّة جاور فِي بَعْضهَا وَكَانَ قد سمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة والفاسي وَمُحَمّد بن عَليّ النويري وَالِد أبي الْيمن وَقَرَأَ على التقي المقريزي بِمَكَّة الأول من الامتاع لَهُ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي الْكتب السِّتَّة والموطأ والشفا وألفية الحَدِيث والسيرة كِلَاهُمَا للعراقي وَجُمْلَة وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الرَّحْمَن بن)
طولوبغا وَعبد الْقَادِر الأرموي والشهاب بن حجي والحسباني وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشرف ابْن الكويك وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش والكمال بن خير والبدر بن الدماميني والتاج بن التنسي ورقية ابْنة ابْن مزروع، خرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد مشيخة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وعانى الوثائق فِي أول أمره وَوَقع قَلِيلا على قُضَاة مَكَّة ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، ودرس بالبنجالية نِيَابَة عَن أَبِيه فِي حَيَاة شَيْخه الفاسي وَكَذَا درس بدرس ابْن سَلام وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة عقب موت أبي عبد الله النويري بعناية سودون المحمدي نَاظر الْحرم لاختصاصه بِهِ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فباشره بعفة ونزاهة وَصرف عَنهُ غير مرّة بِغَيْر وَاحِد ولشدة اخْتِصَاصه بناظر الْحرم الْمشَار إِلَيْهِ ابتنى دَارا عَظِيمَة بِمَكَّة فَكَانَ بَعضهم يَقُول أَنه يَصح الِاعْتِكَاف فِيهَا لكَونهَا فِيمَا زعم بآلات الْمَسْجِد وَهُوَ كَلَام سَاقِط وَأُصِيب فِي عَيْنَيْهِ ثمَّ قدح لَهُ فأبصر وَكَذَا أثكل وَلَده الْمَاضِي فَصَبر، كل ذَلِك وَهُوَ منتصب للافادة والتدريس حَتَّى انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء من أهل بَلَده والقادمين إِلَيْهَا لحسن إرشاده وتعليمه وَتَقْرِيره وتفهيمه وَصَارَ شيخ بَلَده فِي مذْهبه والعربية غير مَدْفُوع فيهمَا وَكتب حَاشِيَة على كل من التَّوْضِيح وَابْن المُصَنّف وشرحا على التسهيل لم يكمل واشتهر بِهَذَا الْفَنّ اشتهارا كليا وَكَذَا كَانَ جده أَبُو الْعَبَّاس أستاذ أهل بَلَده فِيهِ، إِلَى غير ذَلِك من نظم ونثر أوردت شَيْئا مِنْهُ فِي معجمي وَقد لَقيته بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الأولى ثمَّ الثَّانِيَة وَأخذت عَنهُ وَأَكْثَرت من الِاجْتِمَاع بِهِ فِي الثَّانِيَة وَبَالغ فِي تعظيمي بِمَا أثْبته فِي مَحل آخر وَهُوَ من نَوَادِر الْوَقْت علما وفصاحة ووقارا وبهاء وتواضعا وحشمة وأدبا وديانة وتعبدا وصياما وقياما وتلاوة ممتع المجالسة متين الْفَوَائِد حَافظ لجملة من الْمُتُون والتاريخ والفضائل ضَابِط لكثير من النَّوَادِر والوقائع مَعَ الْمحبَّة فِي الْفُضَلَاء وَأهل الْعلم وَالرَّغْبَة فِي مجالستهم والانجماع عَن بني الدُّنْيَا والمروءة الغزيرة والافضال لأَصْحَابه والدراية بأحوال الْقَضَاء وَتَمام الْخِبْرَة بِالْأَحْكَامِ، قَالَ البقاغي وَلم يزل يرْكض خيل الشَّبَاب وَيفتح(4/284)
إِلَى طَرِيق كل فن بِحَسب الطَّاقَة أجل بَاب إِلَى أَن ظفر باللباب وأتى من القَوْل الصَّوَاب بالعجب العجاب وَكتب الْخط الْجيد الْفَائِق فِي الرشاقة الباهر فِي ملاحة الْوَصْف والرياقة وَله ذهن رائق وتصور بديع مَعَ السمت الْحسن وَالْعقل الوافر وَحسن المجالسة وكريم المحاضرة، ولي الْقَضَاء ودرس بِالْحرم وَأفْتى وانتفع بِهِ النَّاس وَأهل بَلَده يثنون عَلَيْهِ خيرا، وَقد سَمِعت دروسه وَبحث معي فِي بعض الْمسَائِل وذهنه جيد وقريحته وقادة وَكَلَامه متين إِلَّا أَنه يحْتَاج إِلَى زِيَادَة التحنيك بمجالسة)
الْعلمَاء وَشدَّة الْمُزَاحمَة للطلبة فِي الدُّرُوس وَقد أجَاب عَن أسئلتي الجهادية بأجوبة غالبها متوسط الْحَال كَذَا قَالَ لكَونه لم يسلم لَهُ مقاله وَلَا تكلم مَعَه بِمَا اسْتدلَّ بِهِ على أَنه عِنْده من أهل الْأَمَانَة والأصالة والأعمال بِالنِّيَّاتِ. مَاتَ وَهُوَ على الْقَضَاء فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس مستهل شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله نَحْو عشْرين يَوْمًا وَيُقَال أَنه طلع لَهُ طُلُوع بِالْقربِ من الدَّيْر وَأَنه انفجر قبل مَوته بيومين أَو ثَلَاثَة واعتراه الْعصير حَتَّى مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بِقَبْر والدته بِالْقربِ من قبر الفضيل بن عِيَاض من المعلاة رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ يكنى أَبَا الْخَيْر /. يَأْتِي فِي الكنى.
753 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن حسن محيي الدّين ابْن الشَّمْس النحريري الأَصْل ثمَّ القاهري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة / والآتي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النحريري. قَرَأَ الْقُرْآن وجود الْخط وَنسخ غَالب البُخَارِيّ وتعانى التِّجَارَة فِي الشّرْب وَغَيره وخالق النَّاس بعقل وَسُكُون وَأكْثر من السّفر فِيهَا سِيمَا لمَكَّة وَكَانَ يحمل مَعَه كثيرا من صرر الْحَرَمَيْنِ فيحمدونه. مَاتَ وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ فِي رُجُوعه بالقسطل فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ عوضهم الله الْجنَّة.
754 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مكي المحيوي بن الْبَدْر ابْن الشهَاب الدماصي الأَصْل البولاقي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي جده وَيعرف كأبيه ابْن قرقماس. مِمَّن لَازم ابْن الديري وَسيف الدّين بن الخوندار وَسمع مَعنا على أمه وَغَيرهَا بل تكَرر عِنْدِي فِي دروس الصرغتمشية وتميز وَعرف بالفضيلة وناب فِي الْقَضَاء كأبيه وجده وَلكنه لم يتصون وعزل غير مرّة وَأُصِيبَتْ عَيناهُ.
755 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ محيي الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مظفر وَهُوَ لقب عَليّ /. ولد فِي عَاشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالحسينية وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن والعهدة والشاطبية والتبريزي وَغَيرهَا وَصَحب(4/285)
إِبْرَاهِيم المتبولي وقتا واشتغل فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث والتصوف وَغَيرهَا عِنْد الشريف النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتدرب فِيهَا بالكمال بن سِيرِين وَكتب جيدا)
وبرع وناب عَن العلمي البُلْقِينِيّ فَمن بعد واختص بالاسيوطي وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ وتمول جدا وتزايدت براعته فِي الصِّنَاعَة ثمَّ صرفه الزيني زَكَرِيَّا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَبَالغ فِي كَلِمَات غير لائقات، وتولع بالنظم فنظم النخبة ومختصر أبي شُجَاع وَغَيرهمَا وأحضر لي عدَّة من تصانيفه مِنْهَا التَّوْضِيح فِي نظم التَّنْقِيح وَكِلَاهُمَا لَهُ والمنظوم على روى الشاطبية وقرظته لَهُ وَكَذَا كتب عَلَيْهِ الْجَوْجَرِيّ ثَلَاثَة أَبْيَات من نظمه كتبتها مَعَ تقريظي وقرض لَهُ آخَرُونَ ذَلِك وَغَيره وَمِمَّنْ قرض لَهُ تَصْحِيحه للتبريزي الْعلم البُلْقِينِيّ والعبادي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وعظماه وَمِمَّا كتب لَهُ الْعِزّ فِي سنة سبع وَخمسين:
(لَك الْحَمد يَا رَبِّي على الْقسم فِي الْأَزَل ... من الْفضل والتوفيق وَالْقَوْل وَالْعَمَل)
(وصل على الْمُخْتَار من آل هَاشم ... وَآل وَأَصْحَاب وأتباعهم جمل)
(لقد نظرت عَيْنَايَ حِكْمَة آصف ... وَحِكْمَة لُقْمَان بمختصر فضل)
(على مثله فِي علم بَحر علومنا ... هُوَ الشَّافِعِي المرتضى يَا أَخا الْعجل)
وَمِنْهَا:
(تَأمل تدبر وانظرن فِيهِ منصفا ... بِعدْل بِلَا حيف ودع جَانب الكسل)
(تصفحته حرفا وَكلما وَجُمْلَة ... فَللَّه در الْجَامِع الْفَاضِل البطل)
وَمِنْهَا:
(هُوَ الْحبّ محيي الدّين درا أَتَى بِهِ ... سمى لقطب الْوَقْت سل عَنهُ من وصل)
(أعَاد علينا الله من بركاتكم ... وجنبنا الْفَحْشَاء والزور والزلل)
(وناظمها عبد السَّلَام محبكم ... وداعي لكم فِي كل وَقت بِلَا ملل)
(فمولده دَار السَّلَام نشا بهَا ... ومذهبه النُّعْمَان ذُو القَوْل وَالْعَمَل)
وَذَلِكَ بعد وَصفه لَهُ بالامام الْفَاضِل الْعَلامَة النحرير الفهامة بل كتب لَهُ أَيْضا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا بِمَا نَصه: وَلَقَد اسْتحق مصنفها أَن يجاز بتدريس الْكتب الْمَشْهُورَة فِي الْفَنّ من غير توقف وَلَا اشفاق لعمري لقد جاد وأجاد وَأفَاد أَضْعَاف مَا اسْتَفَادَ فَلم يبْق وَرَاءه لحاق، هَذَا مَعَ صفاء ذهنه ورسوخ قريحته فِي فنه إِلَى آخر كَلَامه، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ قَاضِيا على الْمحمل فِيهَا بل دخل الشَّام سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأخذ عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة وسافر لعدة جِهَات.)(4/286)
(سقط) مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْعَصْر خلف مقَام الْحَنَابِلَة بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن عِنْد أَهله بالمعلاة سامحه الله. تَرْجمهُ التقي الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة قَالَ وَهُوَ ابْن عَمَّتي وَابْن عَم أبي رَحِمهم الله وَزَاد النَّجْم عمر بن فَهد حِين أوردهُ فِي مُعْجَمه أَنه سمع على ابْن صديق صَحِيح البُخَارِيّ وجزء البانياسي وَغير ذَلِك وَعلي الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والصردي والمليجي والعاقولي وَابْن عَرَفَة والتنوخي وَمَرْيَم الأذرعية وَغَيرهم.
758 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النويري الأَصْل الْغَزِّي / حفيد قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا الْمَاضِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
759 - عبد الْقَادِر بن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الْوراق الْمُؤَذّن /. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَحضر عِنْدِي. وَله مزِيد ذكاء وَفهم غير أَنه سيء الطَّرِيقَة.
760 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النابتي نزيل جَامع الغمري بِالْقَاهِرَةِ. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وأدب بِهِ بعض الْأَبْنَاء وَسمع على أَشْيَاء.) (سقط)(4/287)
عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن تَمِيم المقريزي /. مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن تَمِيم.
762 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل المحيوي العجلوني الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن جِبْرِيل. / حفظ الْحَاوِي وَغَيره ولازم بلديه الشَّمْس بن الْحِمصِي وَهُوَ الَّذِي شفعه بعد أَن كَانَ حنفيا وانتفع بِهِ ثمَّ دخل الشَّام وَأخذ عَن الزين خطاب وَغَيره، وتميز فِي الْفَضِيلَة وناب فِي قَضَاء بَلَده عَن شَيْخه ثمَّ وثب عَلَيْهِ واستقل بِالْقضَاءِ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَتزَوج بِزَوْجَتِهِ وَلم يحمد فِي كليهمَا بل لم يرج لَهُ أَمر، وَلم يلبث أَن امتحن بِبَعْض الْأَسْبَاب وأودع المقشرة مُدَّة ثمَّ خلص وَولي قَضَاء الْقُدس ثمَّ انْفَصل وَقدم الْقَاهِرَة فناب عَن الزين زَكَرِيَّا وَجلسَ فِي حَانُوت الجمالية وَلكنه لم يظفر بطائل فَرجع إِلَى بَلَده بطالا.
763 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ القاهري وَيعرف بِابْن الكماخي. / ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقِيرا فتردد إِلَيّ فِي بعض الْأَحَادِيث وخطب.
764 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن حسن الزين النَّوَوِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بالنووي /.
ولد فِي أول الْقرن تَقْرِيبًا بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد سَالم الحوراني وناصر الدّين مُحَمَّد السخاوي أخي الْغَرْس خَلِيل، وَحفظ الالمام فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد والشاطبية والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَعرض مَا عدا الأول على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن الزُّهْرِيّ وَابْن حجي والبرهان خطيب عذراء والغزي والبرشكي وَجَمَاعَة وتفقه بالشهاب بن حَامِد وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْعِمَاد بن شرف وَصَحب خَليفَة المغربي وَغَيره وَاجْتمعَ بالشيخ مُحَمَّد القادري وَابْن رسْلَان وابجد أحد المجاذيب وَهُوَ أول من صَحبه فِي آخَرين وَسمع عَليّ القبابي والتدمري وَابْن الْجَزرِي وَكَذَا سمع بعض التِّرْمِذِيّ على مُحَمَّد بن أبي بكر بن كريم الْعَطَّار وتنزل فِي منفقهة للصلاحية وتصدى لاقراء الطّلبَة فانتفعوا بتعليمه وتأدبوا بهديه وتفهيمه وَمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أحد إِلَّا وانتفع فَكَانَ ذَلِك من عنوان صَلَاحه، وَقد)
لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وانتفعت بدعواته ومجالسته وأضافني وقرأت عَلَيْهِ شَيْئا من الْحِلْية، وَكَانَ فَاضلا صَالحا متقشفا زاهدا ورعا قانعا كثير المراقبة وَالْخَوْف منجمعا عَن النَّاس مُقبلا على الْعِبَادَة وأفعال الْخَيْر متوددا قَائِما على محفوظاته بِحَيْثُ لَا يشذ عَنهُ مِنْهَا شَيْء وَإِذا اخْتلف أهل بَلَده فِي شَيْء من ألفاظها خُصُوصا الْمِنْهَاج راجعوه ومحاسنه جمة قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَعْنَاهُ مثله. مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين بِبَيْت الْمُقَدّس رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.(4/288)
عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن رَاشد /. فِيمَن لم يسم جده.
765 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن سعيد محيي الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الفاخوري / وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحسينية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَالتَّلْخِيص وَعرض على جمَاعَة واشتغل على السَّيِّد النسابة والزين البوتيجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقيين الشمني والحصني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْعَضُد وإعراب أبي الْبَقَاء ولازم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وبرع فِي فنون وأتقن كتبه حفظا وَمعنى وَكتب الْخط الْحسن والشروط وأجاد فِي قِرَاءَة الجوق وتنزل فِي بعض الْجِهَات كالصلاحية والبيبرسية بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن البُلْقِينِيّ وازدحمت عِنْده الأشغال وتمول وَاشْترى بَيت الْبَدْر حسن الأميوطي، وأقرأ بعض الطّلبَة وَجمع محَاسِن وَلكنه لم يكن متصونا وناكد الْعِزّ بن عبد السَّلَام جَاره وشافهه بالمكروه فَيُقَال أَنه دَعَا عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن ابتلى بالجذام وَلَا زَالَ يتزايد إِلَى أَن استحكم مِنْهُ سِيمَا بعد موت الشهَاب بن بطيخ أحد الْأَطِبَّاء مَعَ كَثْرَة مَا كَانَ يلازمه من التهكم والازدراء والتهتك وَبَلغنِي أَنه بَالغ فِي التخضع للعز وَالْتمس مِنْهُ الْعَفو رَجَاء الْعَافِيَة فَمَا قدرت، وَلم يتْرك بعد ابتلائه الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَلَا التَّرَدُّد إِلَى الْمَشَايِخ وَكنت أتألم لَهُ سِيمَا حِين قَالَ لي عِنْد موادعته وَأَنا مُتَوَجّه لمَكَّة تمنيت أَن يذهب مني كل شَيْء وأكون جَالِسا أستعطي تَحت دكان وَيذْهب عني هَذَا الْعَارِض بِحَيْثُ لما وصلت لمَكَّة شربت مَاء زَمْزَم بِقصد شفائه وعافيته فَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْتِهِ وَأَنه فِي حادي عشري رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ وعوضه خيرا.
766 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن طريف بِالْمُهْمَلَةِ كرغيف المحيوي بن الشَّمْس الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الْوَهَّاب ووالد أَحْمد /. مِمَّن أَخذ الْفَرَائِض والحساب عَن الكلائي وَأذن لَهُ وَقَالَ شَيخنَا فِي المشتبه سمع مَعنا وَكَانَ خيارا وَوَصفه بصاحبنا. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمس وَبَلغنِي أَن لطريف ضريح بشاوة لكَونه كَانَ مُعْتَقدًا.
767 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد سمنطح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ابْن ظهيرة الْقرشِي الزبيدِيّ / وَأمه من أَهلهَا، أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. عبد الْقَادِر بن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْجمال عبد الله بن الشهَاب أَحْمد الْفِرْيَانِيُّ(4/289)
الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط ابْن الخص. مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية وَتردد إِلَيّ يَسِيرا وَكَذَا للبقاعي بل نسخ لَهُ، وخطب وَجلسَ بِمَجْلِس التوتة من المقس شَاهدا وتنزل فِي الصُّوفِيَّة.
769 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الله الضميري الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. لقِيه الْعِزّ ابْن فَهد فَكتب عَن قصيدة نبوية من نظمه أَولهَا:
(يَا سعد لَك السعد ... إِن سعى بك مرقال)
وَأَجَازَ وَقَالَ إِنَّه شرح كلا من أربعي النَّوَوِيّ وَسَماهُ الدُّرَر المضية والقرطبية وعارض الْبردَة بقصيدة سَمَّاهَا الزهر فِي الاكام فِي مدح النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام، وَبَانَتْ سعاد وَغير ذَلِك.
770 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الشَّيْخ بدر القويسني الأَصْل المقسي القاهري الشَّافِعِي / أحد قراء الجوق وَيعرف بِابْن سعيدة بِالتَّصْغِيرِ أَو سعدة لكَون جدته كَانَ يُقَال لَهَا سعيدة. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الزين جَعْفَر السنهوري بعد أَن جوده على فقيهه حسن الفيومي امام الزَّاهِد وَكَانَ مِمَّن سمع مني واشتغل يَسِيرا عِنْد الزين الابناسي وَالشَّمْس بن قَاسم وَحج وَقَرَأَ مَعَ الشهَاب بن الزيات وتنزل فِي قراء الْقصر والدهيشة والمولد وتكسب فِي بعض الحوانيت تَاجر آثم شَاهدا وَلم يرج فِي وَاحِد مِنْهُمَا وَلَا بَأْس بِهِ.
771 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْملك محيي الدّين بن الشَّمْس الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَولده الْبَدْر مُحَمَّد. مِمَّن حفظ الْمُخْتَصر واشتغل قَلِيلا، وَحج وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن عشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين.
772 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الْفَخر عُثْمَان بن عَليّ المحيوي بن الشَّمْس المارديني الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْأَبَّار وَهِي حرفته كأبيه. ولد فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والكافية والملحة وغالب)
الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص وَأخذ عَن أَبِيه الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَعَن يُوسُف الاسعردي الحيسوبي وَأبي اللطف الحصكفي الْفَرَائِض والحساب وَعَن عَليّ قل درويش الْعَرَبيَّة وَعَن الشّرف العجمي فِي الْهَيْئَة وَعَن مُحَمَّد الاردبيلي فِي الْمنطق إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وشارك فِي الْفَضَائِل وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة وأقرأ الطّلبَة وَأفْتى وتصدر فِي الْجَامِع الْكَبِير لقِرَاءَة الحَدِيث، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَدخل الشَّام غير مرّة وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ فَأخذ بقرَاءَته عَن الْجَوْجَرِيّ فِي شَرحه للارشاد(4/290)
وَحضر عِنْده بعض التقاسيم وَلم يُعجبهُ أمره وَلَا حمد عجلته وَكَذَا قَرَأَ على غَالب شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَحصل بِهِ نُسْخَة وَسمع عَليّ من تصانيفي وَغَيرهَا غير ذَلِك دراية وَرِوَايَة واغتبط بذلك كُله وَسمع على أبي السُّعُود الغراقي فِي الشفا وَغَيره وَدخل بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ على ابْن أبي شرِيف دروسا من شَرحه للارشاد وَكتب غالبه، وَهُوَ انسان فَقِيه مشارك متواضع لطيف الْعشْرَة متين الدّيانَة زَائِد التَّحَرِّي طارح التَّكَلُّف محب فِي الْفَائِدَة والمذاكرة وافر الذكاء كثير المحاسن، وَقد جاور بِمَكَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وأقرأ بهَا الطّلبَة وَعقد الميعاد وَلم يتَرَدَّد لأحد من أعيانها وَرجع إِلَى بَلَده دَامَ النَّفْع بِهِ.
773 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز محيي الدّين بن الْكَمَال أبي البركات الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد أبي البركات مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي السّنَن الْأَرْبَعَة بأفوات وعَلى التقي بن فَهد أَشْيَاء، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَمَا بعْدهَا جمَاعَة وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ولقيني بهَا وبمكة فَسمع عَليّ وتحرك للسعي فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة عقب ابْن أبي الْيمن مَعَ كَونه فِيمَا أَظن حنفيا وَلم يستنكر ذَلِك فِي جنب خفته مَعَ انه صَار بِهِ ضحكة وَهُوَ مَسْبُوق بِهَذَا جَاءَ رجل يسْعَى فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة ظنا بِبَعْض الْأَمَاكِن فَقَالَ لَهُ الجمالي نَاظر الْخَاص قد كتب بِهِ لفُلَان وَلَكِن قَضَاء الْحَنَفِيَّة شاغر فَإِن اخْتَرْت أَعْطيته فَقَالَ اني فِي تصرفكم لَا أخالفكم فِي كل مَا وجهتموني إِلَيْهِ أَو كَمَا قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الْآن أسن النويريين وَفِيهِمْ من شَاركهُ فِي الْحمق وَالْجهل وَغَيرهمَا.
774 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد محيي الدّين بن الشَّمْس الشارمساحي الدمياطي الشَّافِعِي العطائي الْآتِي أَبوهُ. شَاب فهم قَرَأَ عَليّ فِي شرح النخبة دراية وَسمع مني أَشْيَاء واشتغل على غير وَاحِد مَعَ خير واستقامة وَقد أجزت لَهُ.
775 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن نصر الله بن عبد الله الدِّمَشْقِي الْفراء سبط الْحَافِظ الذَّهَبِيّ وَيعرف بِابْن الْقَمَر / وَهُوَ لقب جد أَبِيه عمر. ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير على جده لأمه الْحَافِظ وَابْن أبي التائب وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن عنتر وَأحمد بن عَليّ الْجَزرِي وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن كاميار وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا مشيخة ابْن شَاذان الصُّغْرَى وعواليها تَخْرِيج الذَّهَبِيّ ولقيه شَيخنَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ بحانوته أَشْيَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الفاسي وَسمع عبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَطَائِفَة، قَالَ شَيخنَا(4/291)
كَانَ خيرا محبا فِي الحَدِيث وَمَا أَشك إِن الحجار أجَاز لَهُ لَكِن لم أَقف على ذَلِك، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي كائنة دمشق فِي رَجَب سنة ثَلَاث رَحمَه الله.
عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن المغلي /. مضى فِي ابْن عَليّ وَأَن مُحَمَّدًا زِيَادَة.
776 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الدقدوسي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ وبالمنهاجي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة احدى وَتِسْعين.
777 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الخواجا زين الدّين بن نَاصِر الدّين ابْن الجندي الْمصْرِيّ. / مِمَّن سمع على شَيخنَا فِي الاملاء وَغَيره وَأخذ عَن البوتيجي وَتردد لمَكَّة وَله بجدة دَار وصهريج وقفهما على معتقيه والجبرت. مَاتَ بهَا فِي حَيَاة أَبِيه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد.
عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ النبتيتي / الْآتِي جده.
778 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الْعَظِيم بن خلد بن نعيم محيي الدّين وزين الدّين أَبُو البركات وَأَبُو صَالح الدِّمَشْقِي الأسعردي الشَّافِعِي النعيمي بِالضَّمِّ / نِسْبَة لجده الْأَعْلَى بل وَله جدة عليا اسْمهَا نعيمة أَيْضا. ولد فِي أَذَان صَلَاة الْجُمُعَة حادي عشر شَوَّال سنة خمس أَو سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحكر التربة الذهبية قبلي الْجَامِع الْقَدِيم جوَار الزاوية الرفاعية بسويقة ميدان الْحَصَى جوَار الْجَامِع المنجكي خَارج بَاب الْجَابِيَة قرب القبيبات من دمشق وَأمه ربيبة نَاصِر الدّين التنكزي وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب الْمَقْدِسِي وَابْنه إِبْرَاهِيم اماما الْجَامِع المنجكي والمنهاج وألفية الْبرمَاوِيّ وَغَيرهمَا وَقد أفى الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول عَليّ الزين الشاوي.)
779 - عبد الْقَادِر بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عوض الرهاوي الْمَكِّيّ /. مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد فِي التِّجَارَة لبجيلة وَغَيرهَا ويأتمنه النَّاس فِي ذَلِك. مَاتَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ بِبِلَاد بجيلة وَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد.
780 - عبد الْقَادِر بن التقي مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن المنمنم. مِمَّن سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية.
781 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز أَبُو الْفرج النويري /، وَأمه زَيْنَب ابْنة الخواجا دَاوُد بن عَليّ الكيلاني. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. بيض لَهُ ابْن فَهد.
782 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف بن سَالم المحيوي أَبُو الْبَقَاء الطوخي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَبوهُ بِابْن رضى وَهُوَ بالطوخي. / ولد فِي يَوْم(4/292)
الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الطلياوي وَحفظ الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالشَّمْس البوصيري وَابْن الديري وقارئ الْهِدَايَة وتلا بِالْقُرْآنِ تجويدا بل وَلأبي عَمْرو وَابْن كثير على إِبْرَاهِيم الْقَزاز وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس وَالْمجد البرماويين والنور على بن لولو وَحكي لنا عَنهُ مِمَّا شَاهده من كراماته والشرف السُّبْكِيّ فِي آخَرين كالقاياتي والونائي وَهُوَ أحد القارئين عَلَيْهِ فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة والنحو عَن نَاصِر الدّين البارنباري والشهاب بن هِشَام والبرهان بن حجاج الابناسي وَالشَّمْس الشطنوفي ولازمه وَالْأُصُول عَن الْبِسَاطِيّ والجلال الْحلْوانِي وَالشَّمْس الكريمي أحد أَصْحَاب السَّيِّد بل وَمِمَّنْ حضر عِنْد التَّفْتَازَانِيّ وَحضر عِنْد النظام الصيرامي فِي شرح المواقف بِقِرَاءَة شَيْخه الشهَاب بن هِشَام والمنطق عَن الشَّمْس الْهَرَوِيّ عرف بِابْن الحلاج والحلواني والفرائض والميقات وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والبارنباري وَشرح النخبة وغالب شرح ألفية الحَدِيث كِلَاهُمَا عَن شَيخنَا وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ جملَة بل وَمن الْأَدَب من فتح الْبَارِي إِلَى آخِره وَوَصفه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بالامام الْعَلامَة المفنن، وَكَذَا كتب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الشهابين الكلوتاتي والواسطي والشموس ابْن الْجَزرِي والبرماوي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن الديري والشامي الْحَنْبَلِيّ والنور الفوي وَالْفَخْر الدنديلي والزين القمني ورقية التغلبية بل قَرَأَ فِي سنة)
سِتّ وَعشْرين صَحِيح البُخَارِيّ عَليّ الشهَاب المتبولي وَبعد ذَلِك الْكثير على السعد بن الديري واليسير على نَاصِر الدّين الفاقوسي وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير وَجَمَاعَة وَكتب الْمَنْسُوب على الزين عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ وباشر التوقيع بِبَاب القَاضِي سعد الدّين فبرع فِيهِ واستصحبه الونائي مَعَه إِلَى الشَّام حِين ولي قَضَاءَهُ فَكَانَ هُوَ الْقَائِم بغالب الْمُهِمَّات وَحضر حِينَئِذٍ دروس فقيهها التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس وناب عَن الونائي هُنَاكَ بل نَاب قبل فِي شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالديار المصرية عَن شَيخنَا والنواب إِذْ ذَاك عشرَة عوض الْبَدْر بن الامانة بعد وَفَاته وَصَارَ يَنُوب عَن من بعده لكنه حَسْبَمَا حَكَاهُ لي لم يُبَاشر عَن الصّلاح المكيني فَمن بعده شَيْئا وخالط أَبَا الْخَيْر بن النّحاس فِي أَيَّام ضخامته لسابق معرفَة بَينهمَا من زِيَارَة اللَّيْث وَنَحْوهَا وَتكلم عَنهُ فِي كثير من الْأُمُور فامتحن مَعَه بعد زَوَال عزه على يَدي الْمَنَاوِيّ بِمَا يستبشع ذكره فضلا عَن صنعه وَلم يعامله الْمَنَاوِيّ بِمَا(4/293)
يَلِيق بأمثاله مَعَ مَا بَينهمَا من الرَّضَاع بل فقد عَلَيْهِ مَا شافهه بِهِ فِي مجْلِس الْجمال نَاظر الْخَاص وأظن أَن ذَلِك عُقُوبَة عَن جِنَايَته فِي حق شَيخنَا وَغير ذَلِك وَأخذ بعد ذَلِك فِي التقلل من مُخَالطَة النَّاس شَيْئا فَشَيْئًا بِحَيْثُ كَانَ الانعزال أغلب أَحْوَاله والأسقام تعتريه كثيرا، هَذَا كُله مَعَ تقدمه فِي الْفَضَائِل وجودة فهمه ومحاسنه الجمة الَّتِي قل أَن تَجْتَمِع فِي غَيره والكمال لله وَقد درس وَأفْتى لَكِن قَلِيلا وَلَو تصدى قبيل مَوته لذَلِك لأنتفع النَّاس بِهِ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَدْر المارداني والشرف عبد الْحق السنباطي والبهاء المحرقي وَغَيرهم من الْفُضَلَاء وَكنت ألومه على عدم التصدي لذَلِك فيعتذر بأَشْيَاء غير طائلة مَعَ كَونه قَرَأَ الشفا وَغَيره بِمَجْلِس ابْن مزهر، وَقد صحبته قَدِيما واستفدت مِنْهُ أَشْيَاء وَسمعت خطابته بل وقراءته على الونائي فِي تَقْسِيم الرَّوْضَة، وَحج سبع مرار جاور فِي اثْنَتَيْنِ مِنْهَا وَولي قَضَاء الركب فِي اثْنَتَيْنِ أَيْضا وَكَذَا ولي تدريس الحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم عقب وَفَاة السندبيسي وافتاء دَار الْعدْل عوضا عَن شَيخنَا بل كَانَ عين لتدريس التَّفْسِير بالمنصورية فَوَثَبَ عَلَيْهِ فِيهِ أَبُو الْفضل المغربي ومشيخة التصوف بِجَامِع الرَّحْمَة عوض الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَالْفِقْه بالحسنية عوض ابْن الفالاتي بل كَانَ قد اسْتَقر فِيهَا قبله وَأعْرض عَنْهَا اخْتِيَارا وبالمنكوتمرية عوضا عَن التقي القلقشندي مَعَ كَونه كَانَ غَائِبا فِي الْحَج وَربع الخطابة بِجَامِع الْأَزْهَر عوض التَّاج امام الصَّالح مَعَ امامة جَامع الصَّالح أَيْضا وَتكلم فِي أوقاف جَامع طولون وَكَذَا كَانَ مَعَه الشَّهَادَة بوقف السفطي وبطشتمر حمص أَخْضَر وفراشه بِالْحرم الْمدنِي وجنده مَعَ الْمَشَايِخ قَدِيما بالقلعة إِلَى غير ذَلِك وَكتب بِخَطِّهِ فِي انجماعه جلّ الْخَادِم. مَاتَ بعد توعكه مُدَّة بِذَات الْجنب وَغَيره فِي يَوْم الْأَحَد الْعشْرين من رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ تجاه الحاجبية بِبَاب النَّصْر فِي جمع حافل فِي كليهمَا، وَدفن بِالْقربِ من تربة السِّت زَيْنَب فِي أول الصَّحرَاء رَحمَه الله وإيانا.
783 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد محيي الدّين بن أبي الْفَتْح ابْن الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْحِجَازِي الأَصْل القاهري نزيل درب القطبية ثمَّ الشَّام والمكتب / أَبوهُ الْآتِي هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن الْحِجَازِي. ولد بعد صَلَاة الْجُمُعَة فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا وَغَيره وَأخذ فِي النَّحْو عَن الأبدي وَفِي الْفِقْه عَن آخَرين، وتعاني الْأَدَب ونظم ونثر وطارح وَعمل مجموعا بديعا سَمَّاهُ الْمُنْتَهى فِي الْأَدَب المشتهي مَعَ مُشَاركَة(4/294)
فِي الْفَضَائِل والتخلق بالأخلاق الْحَسَنَة عشرَة ولطفا وأدبا وتواضعا مِمَّن كتب الْخط الْحسن وباشر التوقيع بل بَلغنِي أَنه أم بالمؤيد أَحْمد كأبيه لَكِن هَذَا من سلطنته وَذَاكَ فِي إمرته. وَكَذَا اسْتَقر بعده فِي تكتيب البرقوقية، وَحج غير مرّة وسافر الشَّام فقطنها ووقفت لَهُ على تقريظ لمجموع التقي البدري أَجَاد فِيهِ وَكَانَ من نظمه فِيهِ:
(لَئِن ذكرُوا من قد مضى بفضائل ... فَأَنت تَقِيّ الدّين آخر من بَقِي)
(وقيت ذَوي الْآدَاب جمعا عيوبهم ... وَمَا زلت أهل الْفضل يَا سَيِّدي تَقِيّ)
وَكتب عَنهُ الْبَدْر من نظمه:
(حبي على مَلِيء الْحسن قلت لَهُ ... إِنِّي فَقير أرجي الْوَصْل يَا أملي)
(تالله مَا نالني حجر وَلَا ألم ... الا اسْتَغَاثَ رجائي فِيك يَا لعَلي)
مَاتَ بِدِمَشْق بخلوته من زَاوِيَة الشَّيْخ خَلِيل القلعي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَلم يعلم بِمَوْتِهِ الا بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَلم يحصل لَهُ من أهل دمشق أَنْصَاف وَلذَا قَالَ فِيمَا كتب بِهِ من هُنَاكَ لِأَخِيهِ لأمه:
(دمشق غَدا بهَا حَالي عسيرا ... وفيهَا ضَاعَ مَالِي مَعَ قماشي)
(واسهال ببطني مُسْتَمر ... فحالي وَاقِف والبطن ماش)
وَقَالَ أَيْضا:)
(قَالُوا دمشق نزهة لِأَنَّهَا ... أعينها تَسْقِي بهَا الْجنان)
(قلت نعم عيونها كَثِيرَة ... لَكِنَّهَا لَيْسَ بهَا إِنْسَان)
وَقَالَ أَيْضا:
(قَالُوا دمشق لم يزل خريرها ... يسمع من أنهارها الجراره)
(فَقلت مصر بعد خلجانها ... تحكي لكم أنهارها الخراره)
وَمن نظمه:
(إِذا قيل فِي الْأَسْفَار خمس فَوَائِد ... أَقُول وَخمْس لَا تقاس بهَا بلوى)
(فتضييع أَمْوَال وَحمل مشقة ... وهم وأنكاد وَفرْقَة من أَهْوى)
784 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الصَّدْر بن الشّرف ابْن الْمعِين اليونيني البعلي الْحَنْبَلِيّ قريب عبد الْغَنِيّ بن الْحسن / الْمَاضِي. ولد فِي نصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الشحرور وَحفظ الْمقنع وَعرضه على الْبُرْهَان بن البحلاق وَعَلِيهِ اشْتغل فِي الْفِقْه، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن أَبِيه وبدمشق عَن الْعَلَاء بن مُفْلِح ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء بَلَده فِي سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ قد سمع على وَالِده والتاج بن بردس والقطب اليونيني القَاضِي فِي آخَرين، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل مصر وَغَيرهَا، لَقيته ببعلبك، وَكَانَ مَذْكُورا بِحسن السِّيرَة لكنه مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بصالحية دمشق وَدفن(4/295)
بحوش زَاوِيَة ابْن دَاوُد رَحمَه الله.
785 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود الْوَلَد محيي الدّين ابْن النَّجْم بن ظهيرة / الْآتِي أَبوهُ. ولد بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر رَمَضَان سنة احدى وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنحن بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَسمع عَليّ فِي مجاورتي الثَّالِثَة أَشْيَاء مَعَ أَبِيه وَغَيره، وَهُوَ ذكي فطن ثمَّ انحل، وزوجه الْجمال أَبُو السُّعُود ابْنَته مراغما فِي ذَلِك لكثيرين واستولدها إِلَى أَن مقتته أمهَا وطردته وَصَارَ بعد ذَلِك الْعِزّ فِي هوان وَعدم التَّوْفِيق مزيل للنعم.
786 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الملقب صحصاح بمهملات بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عمر بن عُثْمَان محيي الدّين الأبشيهي نِسْبَة لأبشيه الرُّمَّان من الفيوم الفيومي الأَصْل الخانكي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْكَاتِب ابْن أخي الْمَاضِي، وَيعرف بالأزهري وبالفيومي وبابن حرقوش. / ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالخانقاه وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع وجود الْكِتَابَة على الشَّمْس بن سعد الدّين وَيس وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على أَحْمد بن يُونُس حِين قدم الْقَاهِرَة بل أَخذ عَن التقيين الشمني والحصني وبرع فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَالْكِتَابَة بل انْفَرد فِي وقته بالخط الرفيع وَكتب الْكثير وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين رَفِيقًا لِأَبْنِ أبي الْفَتْح نَاظر جدة ثمَّ تفاتنا، كل ذَلِك مَعَ كسله ومزيد فقره وَقد اجْتمع عَليّ وَأخذ عني وَهُوَ من النَّوَادِر ذكاء وانحرافا وتخيلا وَبَلغنِي إِنَّه تعاطى حب البلادر.
787 - عبد الْقَادِر بن أبي ذَاكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاياتي القاهري الْوَاعِظ وَيعرف بالوفائي / نِسْبَة لبني وفا الْبَيْت الشهير. كَانَ أَبوهُ رجلا صَالحا فَنَشَأَ ابْنه مُؤذنًا ثمَّ تقدم فِي الْوَعْظ وَرَأى فِيهِ عزا وصيتا وَسُمْعَة وسافر إِلَى الشَّام فاغتبط بِهِ أَهلهَا وَحصل دنيا طائلة وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء بل كَانَ مادحا وَانْفَرَدَ بِالْبَيْتِ بِحَيْثُ لم يكن بِأخرَة من يزاحمه فِيهِ، وَحج مرَّتَيْنِ أولاهما مَعَ الكريمي بن كَاتب المناخات وَقَالَ هُنَاكَ أَيْضا وتحامق مرّة فتصدر لعمل الميعاد تَشْبِيها بالولوي البُلْقِينِيّ زعم ثمَّ رَجَعَ إِلَى عَادَته لكنه صَار ينشد أشعارا ركيكة وَيَزْعُم إِنَّهَا من نظمه فيتكلف الْفُضَلَاء وَمن لَهُ ذوق لسماعها وَرُبمَا مَنعه بَعضهم من ذَلِك، سَمِعت مِنْهُ أَشْيَاء وَكَانَ قد انحرف عَن بَيت بني وفا وهجرهم بعد انتمائه اليهم ورام معارضتهم بالولوي الْمشَار إِلَيْهِ فَحسن لَهُ الميعاد وَلم يلبث أَن جفاه أَيْضا وَلذَا كَانَ الشَّيْخ مَدين يُسَمِّيه الجفائي يُبدل الْوَاو من نسبته جيما وَمَا مَاتَ حَتَّى خمد ذكره وخف أمره وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين، قَالَ ابْن تغري بردى كَانَ فِي شبيبته(4/296)
من عجائب الله فِي حسن الصَّوْت وَطيب النغمة بِحَيْثُ يضْرب بِحسن صَوته الْمثل، وشاع ذكره شرقا وغربا فَلَمَّا انْقَطع بِالْكُلِّيَّةِ ثمَّ بعد حِين فتح عَلَيْهِ بِأَن صَار قطيعا دَاخِلا مَعَ وجود الطَّرب فِيهِ هَذَا مَعَ حسن الاصول فِي عصبه والطباع الدَّاخِلَة السريعة لحركة على أَنه كَانَ قد بَقِي فِي صَوته بعض لجاجة غير أَن دُخُوله وَقُوَّة طباعه وَحسن أَدَائِهِ كَانَ فِي الْغَايَة وَكَانَ إِذا طَابَ فِي الْعلم وطرب فِي نَفسه يصير كل عُضْو فِيهِ يَتَحَرَّك مَعَ القَوْل وَله نظم لَيْسَ بِذَاكَ وتنسك يخالطه بعيض تهتك مَعَ ثقل فِي مُجَالَسَته سِيمَا إِذا تصوف، وعَلى كل حَال فَكَانَ نادرة عصره وَلم يخلف بعده مثله عَفا الله عَنهُ وإيانا.
788 - عبد الْقَادِر بن الشّرف مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطناحي الأَصْل بمهملتين الأولى مَفْتُوحَة بعْدهَا نون القاهري التَّاجِر هُوَ وَأَبوهُ بسوق الشّرْب /. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ. وَحج وجاور وَهُوَ أشبه من أَبِيه.
789 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد محيي الدّين بن الشَّمْس بن الْجلَال المرصفي الأَصْل / لكَون جد أَبِيه لأمه وَهُوَ علم الدّين الطَّبِيب كَانَ فِي خدمَة القطبية صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِرَأْس حارة زويلة وَيعرف جده بالقبابي كَانَ فِي خدمَة الجمالي الاستادار فدرب الْعلم ابْن ابْنَته الْبَدْر فِي الطِّبّ وَنَشَأ صَاحب التَّرْجَمَة كَذَلِك حَتَّى تميز وَمضى للنَّاس بعقل ودربة.
عبد الْقَادِر بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي النجا مُحَمَّد الطحطوطي الأَصْل الاسطائي / نِسْبَة لبلد من الفيوم ويرف أَبوهُ بالحجازي. مُعْتَقد شهير يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ.
790 - عبد الْقَادِر بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم المحيوي الصَّالِحِي القاهري الشَّافِعِي الْعَنْبَري / أحد جمَاعَة الْجَوْجَرِيّ. زعم أَنه أَنْصَارِي وينتمي أَيْضا للزبير بن الْعَوام وَأَنه سبط الْعِزّ بن عبد السَّلَام مِمَّن انتصر لشيخه الْجَوْجَرِيّ ورد على ابْن السُّيُوطِيّ بِمَا كَانَ الرجل فِي غنية عَنهُ وأحضره إِلَيّ لأكتب عَلَيْهِ فامتنعت وَكَذَا سَمِعت أَن شَيْخه لم يُعجبهُ ذَلِك، بَلغنِي أَنه حفظ الْبَهْجَة وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَأَنه أَخذ الْبَهْجَة تقسيما عَن ابْن الفالاتي وَكَذَا أَخذ عَن ابْن قَاسم وَعرف بالجوجري وَقَالَ إِنَّه يروي عَن القمصي فَكَأَنَّهُ عرض عَلَيْهِ وَلزِمَ طَريقَة وَالِده فِي التكسب بالعنبريين مَعَ التدريس وإقراء الطّلبَة وعده فِي الْفُضَلَاء.
791 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن همام بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد محيي الدّين الْمصْرِيّ الشاذلي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي وَيعرف بِابْن همام. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَأخذ عَن صَاحبه أبي الْعَبَّاس السرسي(4/297)
وَنبهَ قَلِيلا وَكتب بِخَطِّهِ البُخَارِيّ وَقَرَأَ فِيهِ على شَيخنَا بل قَرَأَ أَكْثَره عَليّ وَسمع على غير وَاحِد من المسندين واختص بالكمال إِمَام الكاملية، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَسمع هُنَاكَ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ بِمَكَّة التقي بن فَهد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر والميل للتصوف وَرُبمَا أَقرَأ بعض الخدام والاتراك وَبَلغنِي أَنه كف وَانْقطع بِالْمَسْجِدِ الَّذِي جدده تغري بردى القادري قَرِيبا من حبس رحبة الْعِيد.
792 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْمدنِي أَخُو عبد الْوَهَّاب / الْآتِي وَعم قَاضِي الماليكة بِمَكَّة النَّجْم مُحَمَّد. صاهر مُحَمَّد بن عمر بن الْمُحب الزرندي على أُخْته وَرَأس بِالْكَرمِ والاحتشام. وسافر بعد أَن دخل مصر وَالشَّام بِسَبَب التَّوَكُّل فِي أوقاف الْمَدِينَة إِلَى الرّوم وَلم سلم أوقاف الْحَرَمَيْنِ إِلَى الْعَجم فَمَاتَ بهَا يُقَال مسموما سنة بضع وَسبعين.
793 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد المحيوي القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الدهانة / وَيُقَال اسْم جده رَاشد حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ غير وَاحِد وَأَنه كَانَ من الموَالِي وَأَن الدهانة جدته واشتهرت بذلك لكَونهَا كَانَت تستخرج الدّهن من الْعِظَام بالنَّار بِحَيْثُ لقبها بَعضهم بالعظامية وَهُوَ خلاف مَا قيل من كَونهَا كَانَت تدهن الطارات وَالله أعلم بذلك كُله نعم كَانَ أَبوهُ ماطيا طارتيا فَنَشَأَ ابْنه وَكَانَ مولده سنة أَربع وَأَرْبَعين فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنار ولازم الْأمين الاقصرائي وَالْقَاضِي سعد الدّين بن الديري والتقي الشمني وَسيف الدّين قِرَاءَة وسماعا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَقَرَأَ أَيْضا على الْعَلَاء الحصني بل يُقَال أَنه قَرَأَ فِي ابْتِدَاء أمره على أبي الْفضل الْمحلي، وتميز فِي الْفَضِيلَة، وَحج فِي سنة سبعين وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمُحب بن الشّحْنَة ثمَّ ترفع بِأخرَة عَن ذَلِك وَصَارَ أحد الْمُفْتِينَ بل اسْتَقر فِي مشيخة المؤيدية عقب التَّاج بن الديري بِمَال لملاءته الزَّائِدَة من قبل أَبِيه وَغَيره وَكُنَّا نترجاها لشيخي البدري بن الديري سِيمَا وَقد بَاشَرَهَا. وناكد الصُّوفِيَّة بل الشاد بهَا مرّة بعد أُخْرَى وَنَصره السُّلْطَان بِحَيْثُ أوقع ببعضهم وَكَاد الايقاع بِبَعْض أعيانهم وَقبل ذَلِك استنزل الْكَمَال بن أبي الصَّفَا عَن تدريس الناصرية وتصدر بِجَامِع الْأَزْهَر وَرُبمَا ذكر للْقَضَاء وَله نظم فِيمَا قيل وَلَيْسَ مَا يذكر مِمَّا تقدم إِن صَحَّ بقادح فِي فضيلته فَمن أبطأه عمله لم يسْرع بِهِ نسبه
794 -. عبد الْقَادِر ابْن الشَّيْخ مَدين الأشموني / الْآتِي أَبوهُ وَولده مُحَمَّد. مَاتَ فِي حياتهما نَحْو سنة خمسين
795 -. عبد الْقَادِر بن مصطفى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الزين(4/298)
القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مصطفى. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل عِنْد الْعَبَّادِيّ والمناوي وَغَيرهمَا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَحصل نقائس من الْكتب. وصاهر الشّرف الْأنْصَارِيّ ثمَّ أملق وَنسب لما لَا يَلِيق بعد استنابة الْمَنَاوِيّ لَهُ فِي الْقَضَاء. وَمَات قريب السِّتين ظنا.
عبد الْقَادِر بن مظفر /. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ
796 -. عبد الْقَادِر بن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الصّلاح المتبولي ثمَّ القاهري الْحُسَيْنِي أَخُو الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن يكْتَسب بإدارة الطاحون وبالتجارة فِي الْبر وَلَا بَأْس بِهِ ميلًا فِي الصَّالِحين والطلبة وحضورا لمشاهد الْخَيْر، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لَهُ الْبُرْهَان الباعوني والنظام بن مُفْلِح وَابْن زيد وَآخَرُونَ.
797 - عبد الْقَادِر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد محيي الدّين الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ قريب التقي بن فَهد وَذَوِيهِ / والآتي أَبوهُ وَأمه مَكِّيَّة ابْنة عَليّ بن عبد الْكَافِي الدقوقي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد فِي سحر يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر صفر سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج وَعرض فِي سنة خمس وَأَرْبَعين على جمَاعَة وَسمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الْمُحب المطري، وَأَجَازَ لَهُ النَّجْم بن حجي والتاج وَابْن الْمصْرِيّ والتدمري وَابْنَة الشرائحي وَابْنَة الْعَلَاء الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ والبدر حُسَيْن البوصيري وَعبد الرَّحِيم بن الْمُحب وَابْن نَاظر الصاحبة وَالْجمال الكازروني وَشَيخنَا وَخلق وَكَانَ سَاكِنا كثير التِّلَاوَة حضر دروس البرهاني بن ظهيرة قَدِيما وسافر لليمن وسواكن وَلم يحصل على طائل، وَتزَوج زَيْنَب ابْنة ابْن الزين وَمَعَ ذَلِك فَمَا بورك لَهُ بل أذهب أَمْوَالًا جمة كأبيه رَأَيْته كثيرا. وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِمَكَّة بعد أَن تعلل مُدَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة عِنْد سلفه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
798 - عبد الْقَادِر بن الشَّيْخ يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ المغربي الْمَكِّيّ الشاذلي الْمَالِكِي / ولد فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وَحصل على طَريقَة حَسَنَة مَاتَ شَابًّا بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
799 - عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن شرف بن حسام بن مُحَمَّد بن حجي بن مُحَمَّد بن عمر الْكرْدِي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن(4/299)
الشَّيْخ يُوسُف الْكرْدِي وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يتعانى بعض الْحَرْف ثمَّ أقبل وَهُوَ كَبِير على الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه على عُثْمَان الْكرْدِي والنحو على حسن بن السيوفي، وَفضل وَصَارَ يدرس ويفتي بل انتزع من شَيْخه عُثْمَان الْكرْدِي القرناصية المتلقي لَهَا عَن أَبِيه، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وَسمع على الخيضري وَغَيره. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة وَدفن بقبور الصَّالِحين من مقَام الْخَلِيل إِبْرَاهِيم عَن بضع الْأَرْبَعين.
800 - عبد الْقَادِر بن صَلَاح الدّين الرَّحبِي سبط قلمطاي / أمه فَاطِمَة زَوْجَة قَاسم البُلْقِينِيّ، نَشأ فِي كَفَالَة أمه غير متصون وتراجع بعْدهَا قَلِيلا مَعَ التقلل حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا.)
عبد الْقَادِر بن الجندي /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر
. 801 عبد الْقَادِر بن المروبص الشَّامي الْعَطَّار نزيل مَكَّة، / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة سبعين، أرخه ابْن فَهد
802 -. عبد الْقَادِر الزين الديمي ثمَّ الْأَزْهَرِي / أَخذ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَشرح جمع الْجَوَامِع للمحلي عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف قِرَاءَة وسماعا بالتلفيق فِي سِنِين وَأذن لَهُ فِي إقرائهما.
803 - عبد الْقَادِر الْحَنْبَلِيّ / شنق نَفسه فِي سنة إِحْدَى بِسَبَب قَضِيَّة اتّفقت لَهُ مَعَ السالمي فَأخْرج الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وظيفته بالزاوية، ذكره شَيخنَا فِي آخر وفياتها من أبنائه وَقَالَ قَرَأت ذَلِك بِخَط الزبيرِي. قلت وَقد قَرَأت بِخَط الشَّمْس مُحَمَّد بن سلمَان الدِّمَشْقِي مَا ملخصه: شيخ زَاوِيَة الْحِمصِي الْمُجَاورَة للدكة من الْمقسم نسب إِلَيْهِ أَنه خرب كثيرا من أوقافها وَرفع أمره إِلَى الْحُكَّام فطبوا مِنْهُ كتاب وقفتها ورسم عَلَيْهِ فطلع خلوته من الشيخونية ليجيء بِهِ فشنق نَفسه بهَا وَاسْتقر بعده ابْنه فِي وظيفته بالشيخونية وَفِي مشيخة الزاوية وَلم يلبث أَن احْتَرَقَ فَإِنَّهُ كَانَ ل ملك بِبَاب الْبَحْر بجوار للقسم أَيْضا فَوَقع فِيهِ حريق فَقَامَ ليطفئه فَوَقع فِي النَّار فَاحْتَرَقَ فِيمَا قيل فاستقر فِي مشيخة الزاوية عوضه الشَّمْس الْمشَار إِلَيْهِ.
عبد الْقَادِر الصاني ويدعى عبيد وَهُوَ بِهِ أشهر /، فِي ابْن حسن بن عبيد بن مُحَمَّد.
804 - عبد الْقَادِر الطباخ وَيعرف بِابْن إِبْرَاهِيم / كَانَ طباخا بالقلعة فصاهره البباوي على أُخْته وَاسْتقر بِهِ فِي نظر الدولة واستولد البباوي أُخْته وَلَده صَلَاح الدّين مُحَمَّد الَّذِي زوجه سُلَيْمَان الخازن ابْنَته بعد أَبِيه بِمدَّة فَلَمَّا مَاتَ سليمات اسْتَقر صهره مَكَانَهُ.
805 - عبد الْقَادِر الطشطوطي بطاءات مهملات وشين مُعْجمَة كَمَا على الْأَلْسِنَة / وَرُبمَا جعلت الشين جيما وَلَكِن صَوَابه الدشطوخي بدال مُهْملَة مَكْسُورَة(4/300)
وَبعد الشين الْمُعْجَمَة طاء مُهْملَة وَبعد الْوَاو خاء مُعْجمَة وَهِي قَرْيَة من كورة البهنساوية بالصعيد رجل متقشف يحب سَماع الْقُرْآن وَكَلَام الصُّوفِيَّة، انْتَشَر اعْتِقَاده بَين المصريين فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا وَذكروا لَهُ من الكرامات وَالْأَحْوَال مَا الله بِهِ عليم وَلَيْسَت لَهُ مقرة بل أَكثر أوقاته مَاشِيا وَلَا يقبل شَيْئا وَرُبمَا أكل عِنْد الْبَدْر بن الونائي وَسمعت أَن لَهُ زَوْجَة فِي بَلَده وَولدا بل وَأَبوهُ فِي قيد الْحَيَاة خير يعلم الْأَبْنَاء، وَقد حج صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَسَار فِي الْبَحْر إِلَى الينبع ثمَّ توجه من ثمَّ مَعَ ركب البدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان ذَاهِبًا وراجعا وَأكْثر ذَلِك على قَدَمَيْهِ وللسلطان فِيهِ زَائِد الِاعْتِقَاد بِحَيْثُ أَنه دلّس عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ فِي أَخذ ألف دِينَار فِيمَا قيل وَافْتَضَحَ ثَلَاثَة قَامُوا بالتلبيس الْمشَار إِلَيْهِ فأتلفهم وشفع عِنْده الشَّيْخ فِي اطلاق ابْن الْوَزير قَاسم شغيتة الَّذِي وصل علمهمْ إِلَيْهِ من قبله وعد افتضاحهم من كراماته كَمَا بسطت شَأْن الْوَاقِعَة فِي الْحَوَادِث وحرصت كل الْحِرْص على الِاجْتِمَاع بِهِ وَالْجُلُوس مَعَه فَمَا تيَسّر وَلَكِن أَخْبرنِي أخي عبد الْقَادِر أَنه دخل عَلَيْهِ فِي بعض الاقامات من السّفر الْمشَار إِلَيْهِ خيمته حِين كَانَ شَدِيد الكرب فَمَا انْفَصل عَنهُ إِلَّا وَقد زَالَ عَنهُ وَقَالَ لي بَعضهم أَنه ابْن الشَّيْخ بدر الدّين مُحَمَّد بن أبي النجا مُحَمَّد الطحطوطي الأَصْل الاصطائي نِسْبَة إِلَى اصطاي من عمل الفيوم وَيعرف أَبوهُ بالحجازي.
عبد الْقَادِر الْعَنْبَري: / اثْنَان ابْن شادي شَاعِر وَابْن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم.
806 - عبد الْقَادِر القصروي وانتمى للبدري أبي الْبَقَاء بن الجيعان وخدم جانم بلاط وسافر مَعَه حِين إمرته على الْحَج ولجهة الشَّام وَإِلَى غير ذَلِك وصودر وقتا وَعِنْده تودد وحشمة
807 - عبد الْقَادِر المراحلي الجابي، / مَاتَ فِي أَوَائِل ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ فِي خدمَة أبي السعادات البُلْقِينِيّ ثمَّ تكلم فِي وقف الْحلِيّ وَالظَّاهِر بعض الْأَيَّام الزينية وَكَانَ متحركا.
808 - عبد الْقَادِر المرخم المجذوب. / ابتلى بأكلة فِي رجله حَتَّى صَار الدُّود يَتَنَاثَر مِنْهَا وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ مُنْقَطِعًا بِهِ عِنْد جَامع البكحري جوَار قبر عنتر البرهاني فِي وسط الخراب رَحمَه الله. أرخه الْمُنِير.
809 - عبد الْقَادِر الْمُؤَذّن نزيل الصرغتمشية / وَأحد جمَاعَة الإِمَام الكركي وَنَحْوه.
عبد الْقَادِر النبراوي الْحَنْبَلِيّ، هُوَ ابْن عَليّ بن أَحْمد /.
810 - عبد القاهر بن عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الطَّاهِر الدَّاودِيّ ثمَّ التفهني(4/301)
ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وَسمع مني وَقَرَأَ فِي الجوق وَغَيره
811 -. عبد القدوس بن عبد الله بن الجيعان / هُوَ الَّذِي حكى شَيخنَا فِي حوادث سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من إنبائه أَنه قطعت أُصْبُعه لما تكَرر مِنْهُ من التزوير. قلت وأودع المقشرة وَمَعَ لَك فَلم ينكف حَتَّى مَاتَ.
812 - عبد الْقوي بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معمر ابْن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن أَيُّوب بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد البجائي المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ووالد الشهَاب أَحْمد والقطب أبي الْخَيْر مُحَمَّد وَيعرف بِابْن عبد الْقوي /. قدم إِلَى ديار مصر فِي شبيبته فَأخذ بِهِ عَن يحيى الرهوني وَغَيره من علمائها وَسكن الْجَامِع الْأَزْهَر ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فقطنها أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة سوى مَا تخللها من إِقَامَته قَلِيلا بِالطَّائِف وَأخذ بهَا عَن مُوسَى المراكشي وَغَيره، وَسمع بهَا من النشاوري وَسعد الدّين الاسفرايني وَغَيرهمَا، ودرس وَأفْتى لَكِن بِاللَّفْظِ قَلِيلا تورعا وَكَانَ عَارِفًا بالفقه مستحضرا لكثير من الْأَحَادِيث والحكايات والأشعار المستحسنة ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَالْخَيْر، مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَحمل نعشه الْأَعْيَان من أهل مَكَّة تبركا. ذكره الفاسي فِي تَارِيخه وَتَبعهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار فَقَالَ تفقه وَأفَاد ودرس وَأعَاد وَأفْتى وَكَانَ خيرا دينا جَازَ السِّتين، وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ يتبرك بِهِ. قلت وَرَأَيْت بِخَطِّهِ الفردوس للديلمي وعظمه ابْن الْجَزرِي فِيهِ.
813 - عبد الْكَافِي بن أَحْمد بن الجوبان بن عبد الله مجير الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الْأمين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الظَّاهِر وأبوهما وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ / لاعتناء أَبِيه فِي أوليته بصناعة الذَّهَب وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن الجوبان بِضَم الْجِيم وَبعد الْوَاو مُوَحدَة ولد بعيد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَتِسْعين فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ مُسْند وقته أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ فَأكْثر عَنهُ جدا وَكَذَا سمع على جمَاعَة كثيرين فِيهَا وَفِيمَا بعْدهَا مَعَ التقي وَمَعَ شَيخنَا أَيْضا وَأثبت لَهُ التقي ذَلِك بِخَطِّهِ فِي مجلدة انْتفع بهَا الطّلبَة بإفادة صاحبنا النَّجْم بن فَهد وَنبهَ التقي على ذَلِك فِي تَرْجَمَة وَالِده من تَارِيخ مَكَّة لَهُ فَإِنَّهُ قَالَ وَهُوَ مِمَّن عَرفْنَاهُ بِدِمَشْق فِي الرحلة الأولى وَسمع مَعنا فِيهَا من بعض شُيُوخنَا وَأمر ابْنه بِالسَّمَاعِ مَعنا فَسمع كثيرا وَالله ينفعنا أَجْمَعِينَ بذلك انْتهى وَحدث بالكثير من مروياته بِدِمَشْق وبالقاهرة حَيْثُ قدمهَا علينا فِي سنة أَربع(4/302)
وَخمسين فِي بعضه ضروراته وَكَذَا بِغَيْرِهِمَا. حملت عَنهُ الْكثير جدا وَكَانَ كأبيه رَئِيسا جَلِيلًا حفظ الْقُرْآن وَغَيره وتأدب وَرُبمَا نظم فِيمَا بَلغنِي وَكتب الْخط الْحسن البديع حَتَّى أَنه لم يكن فِي موقعي المملكتين الشامية والمصرية من يكْتب للرقاع مثله، وخدم فِي ديوَان الانشاء إِلَى أَن صَار عين كتاب الانشاء بِدِمَشْق بل نَاب فِي كِتَابَة السِّرّ بهَا، وَمَات فِي خَامِس شعْبَان سنة سبع وَخمسين وَدفن بسفح قاسيون بِالْقربِ من مغارة الدَّم ورثاه الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد البلاطنسي بقصيدة كتبت عَنهُ وَلم يخلف بعده بِدِمَشْق بل وبغيرها فِي السماع مثله رَحمَه الله.
814 - عبد الْكَافِي بن عبد الْقَادِر بن الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ التقي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْعلم البُلْقِينِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بِابْن الرسام. نَشأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد الزين زَكَرِيَّا والجوجري والبكري وَغَيرهم كَزَوج أمه أبي السعادات بل حضر عِنْده جده وَالْفَخْر المقسي ولازمه فِي التقاسيم والسنهوري فِي أُصُوله، وتميز بِحَيْثُ نَاب فِي الْقَضَاء قانعا باسمه وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع أصلم بعد ابْن النقاش وتنزل فِي غَيره مِنْهُ الْجِهَات وأثرى ونمت جهاته الَّتِي بَعْضهَا من قبل آبَائِهِ وَبَعضهَا بتحصيله. وَحج وجاور مَعَ أمه وسافر إِلَى حماة لتعلقاته بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس فِي توجهه فَلم ينْفَصل عَنهُ إِلَّا وَهُوَ مَحْمُوم وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ بحماة فِي أثْنَاء رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بمقبرتهم هُنَاكَ وَلم يكمل الْأَرْبَعين وتزايد توجع أمه لفقده وَترك ولدا من ابْنة لعبد الرَّحِيم بن الزين عبد الرَّحْمَن بن الجيعان وَآخر من غَيرهَا عوضه الله الْجنَّة فقد كَانَ متوددا مَعَ مُشَاركَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ بنوه فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
815 - عبد الْكَافِي بن عبد الله بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ البنمساوي / نِسْبَة لقرية تعرف قَدِيما بنمسويه بِكَسْر الْمُوَحدَة وَالنُّون وَسُكُون الْمِيم وَضم الْمُهْملَة وَفتح الْوَاو وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَآخِرهَا هَاء واشتهرت ببني سويف بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاء مصغر حَتَّى صَار يُقَال لَهَا فِي النِّسْبَة إِلَيْهَا السويفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالسويفي. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وتميز فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع على العرضي مشيخة الْفَخر وَجل فَوَائِد تَمام بِقِرَاءَة الْعِرَاقِيّ وعَلى الْمُحب الخلاطي فِي الدَّارَقُطْنِيّ بِقِرَاءَة الغماري وَسمع بعد على غَيرهَا بل اعتنى باسماع وَلَده وَلم يتَّفق لَهُ هُوَ كَمَا قَالَ شَيخنَا السماع على قدر سنه قَالَ وَكَانَ قد صحب الْبَهَاء السُّبْكِيّ وأدب وَلَده(4/303)
وَأَخذه عَن أَخِيه تَاج الدّين التوشيح وَنسخ بِخَطِّهِ، أجَاز فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد قلت وروى لنا عَنهُ الزين رضوَان والزين طَاهِر الْمَالِكِي، وَكَانَ أحد الْعلمَاء مِمَّن درس وَأفَاد الطّلبَة وتنزل فِي الشيخونية وَغَيرهَا.
816 - عبد الْكَافِي بن عَليّ بن نصر النابلسي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن نصر مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
817 - عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن فضل الله جمال الدّين الشَّافِعِي / كَاتب سر طرابلس قَالَ شَيخنَا فِي انبائه كَانَ رَئِيسا فَاضلا أديبا لَهُ نظم ونثر واستحضار كثير للتاريخ وَالْأَدب، وَذكر أَنه ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَآخر الْعَهْد بِهِ سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بطرابلس ذكره الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه وَقَالَ أَنه أجَازه بحلب مروياته وَكَانَ قدمهَا لم رَجَعَ فَمَاتَ بطرابلس فلتحرر سنة وَفَاته وَقَالَ ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة ورأيته فِي تَارِيخ الْعَلَاء وَقَالَ أَنه كتب إِلَيْهِ:
(أسيدنا شيخ الْعُلُوم وَمن غَدَتْ ... فواضله أندى من الْغَيْث وَالْبَحْر)
(أجب وأجز عبدا ببابك لم يزل ... بأمداحكم رطب اللِّسَان مدى الدَّهْر)
فَأجَاب:
(أيا سيدا مَا زَالَ فِي الْفضل وَاحِدًا ... جبرت كسيرا بالسؤال بِلَا نكر)
(نعم إِذْ بدأت العَبْد أَنْت مقدما ... وفضلك أضحى بالتقدم لي جبري)
قَالَ ثمَّ لَقيته فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وأنشدني كثيرا من نظمه وَمَات بهَا.
818 - عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل النفطي الْمدنِي أَخُو عبد السَّلَام / الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ
819 -. عبد الْكَافِي بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْمدنِي السقاء الشهير بِابْن قطب. / سمع من ابْن صديق فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ بعض الصَّحِيح وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
820 - عبد الْكَبِير بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / أَخُو عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَأحمد وَهُوَ أَصْغَر الْأَرْبَعَة حفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل بالفقه وَأَصله والعربية وَالْعرُوض وجود الْخط وَنسخ بِهِ وَذكر بالذكاء.
821 - عبد الْكَبِير بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو حميد الْأنْصَارِيّ من ذُرِّيَّة أبي حميد الصَّحَابِيّ الْحَضْرَمِيّ الْيَمَانِيّ نزيل مَكَّة ووالد يس / الْآتِي ولد تَقْرِيبًا سنّ أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحضرموت وَنَشَأ بهَا وَلَقي جمَاعَة كآباء علوي عبد الرَّحْمَن الشريف وَأبي بكر وَعمر وَأبي حسن وكل مِنْهُم يُقَال لَهُ أَبَا علوي وكعبد الرَّحِيم)
وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال لكل(4/304)
مِنْهُمَا أَبَا وَزِير، وساح فِي البراري والقفار نَحوا من عشْرين سنة وَاجْتمعَ بحرض بالشريف الْمَيْدُومِيُّ وباللحية بِأبي بكر بن مُوسَى الزَّيْلَعِيّ وبزبيد بصديق بن إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَحج فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلَقي عمر العرابي وأبجد وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة سبع وَعشْرين وَعَاد لبلده على طَرِيق بجيلة وَاجْتمعَ فِي الْخلف والخليف بمُوسَى بن عِيسَى، وَقدم مَكَّة فِي أثْنَاء سنة تسع وَأَرْبَعين فحج وَرجع إِلَى بِلَاده فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَانْقطع بهَا حَتَّى مَاتَ. قَالَه ابْن فَهد، وَصدر تَرْجَمته بالشيخ الصَّالح العابد المسلك الْعَارِف بِاللَّه صَاحب الْأَحْوَال والكرامات والمشاهدات، وَرَأَيْت بخطي أَنه صحب جمَاعَة من شُيُوخ بَلَده فَكَانَ انتفاعه كَمَا ذكر بِثَلَاثَة مِنْهُم هم مُوسَى صَاحب الْخلف والخليف والشريق أَحْمد الْمسَاوِي وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد الزَّيْلَعِيّ صَاحب الْخَال بِالْمُعْجَمَةِ، وَقدم زبيد غير مرّة وَأَقْبل عَلَيْهِ النَّاس ثمَّ استوطن مَكَّة وابتنى بهَا زَاوِيَة وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد صَاحبهَا وقاضيها فَمن دونهمَا واشتهر أمره وانتشر ذكره وَعظم جاهه وَلم يكن النَّاس فِيهِ سَوَاء وَبَلغنِي عَنهُ أَنه قَالَ طالعت الفصوص من أول إِلَى آخِره فَمَا أعجبني وَمَا أترك ذكر هَذَا للنَّاس إِلَّا مَخَافَة أَن يقبحوه أَي يشتموه. مَاتَ وَقد زَاد على السّبْعين بِمَكَّة فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَدفن بِبَاب الشبيكة فِي الْمَكَان الْمَعْرُوف بِهِ وشيعه خلق وَلم يلْحق نعشه إِلَّا بِمَشَقَّة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا. وَمِمَّنْ كَانَ زَائِد الِاعْتِقَاد فِيهِ عبد الأول المرشدي وَعمر الشيبني وَالشَّيْخ أَبُو سعد الْهَاشِمِي بِحَيْثُ أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَأَنه يَأْخُذ من كتبه مَا أحب فَاخْتَارَ أَشْيَاء مِنْهَا بل أقرّ أَبُو سعد بديون لَهُ تكون مستغرقة للزائد على إِرْث أُخْته فَرد الشَّيْخ ذَلِك عَلَيْهَا وَلم يكن الشَّيْخ يجل أحدا كاجلاله لَهُ حَتَّى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّنْبِيه رحمهمَا الله وإيانا. ويحكى أَن أَبَا الْخَيْر بن عبد الْقوي قَالَ لَهُ حِين قدومه من سَفَره لبلده يَا عبد الْكَبِير مَا الَّذِي جئتني بِهِ من بلدك هَدِيَّة فَقَالَ نصف اسْمهَا فَلم يلبث أَن مَاتَ.
822 - عبد الْكَبِير بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَلَاء أَبُو الْقسم بن الْجمال الْحرَازِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / أَخُو أَحْمد وَعبد الله وَهُوَ الْأَصْغَر. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والكنز وَعرضه عَليّ بِمَكَّة.
823 - عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد كريم الدّين الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الكتبي وَالِد عَليّ / الْآتِي.
قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ من خِيَار النَّاس فِي فنه للطلبة بِهِ نفع فَإِنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي الْكتب الْكَثِيرَة وخصوصا العتيقة وَيبِيع لمن رام مِنْهُ الشِّرَاء من الطّلبَة بِرَأْس مَاله مَعَ فَائِدَة يعينها وَيشْتَرط لَهُ)
أَنه مَتى رام بيع ذَلِك الْكتاب يدْفع(4/305)
لَهُ رَأس مَاله خَاصَّة فَكَانَ الطَّالِب ينْتَفع بذلك الْكتاب دهرا ثمَّ يَأْتِي بِهِ إِلَى السُّوق فينادي عَلَيْهِ فَإِن تجَاوز الثّمن الَّذِي اشْتَرَاهُ بِهِ بَاعه وَإِن قصر عَنهُ أحضرهُ إِلَيْهِ فَدفع لَهُ رَأس مَاله وَلَا يخرم مَعَهم فِي ذَلِك. وَكَانَ النَّاصِر فرج ولاه الْحِسْبَة على الصَّلَاة فَكَانَ يلْزم النَّاس بِالصَّلَاةِ وبتعليم الْفَاتِحَة وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب يطول ذكرهَا. وَكَانَ مَأْذُونا لَهُ فِي الحكم وَلَكِن لَا يتَصَدَّى لَهُ بل لَا يحكم إِلَّا فِي النَّادِر. وَله ورد وَقيام فِي اللَّيْل. وَأثْنى عَلَيْهِ أَيْضا فِي تَرْجَمَة وَالِده فَقَالَ: وَمَا رَأَيْت مثله فِي الاحسان إِلَى الطّلبَة وَهُوَ آخر من بَقِي بسوق الكتبيين. قلت وَبَلغنِي أَن الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ كَانَ يكثر الْجُلُوس بحانوت من حوانيته الَّتِي بهَا مَا لَا يحْتَاج لبيعه غَالِبا طوال النَّهَار غَالِبا للمطالعة وَالْكِتَابَة وَنَحْو ذَلِك. مَاتَ فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة رَحمَه الله وإيانا
824 -. عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الجبرتي / الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع على شَيخنَا أَيْضا.
825 - عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن بركَة كريم الدّين بن سعد الدّين بن كريم الدّين القبطي الْمصْرِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده قَرِيبا وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين
826 -. عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصحراوي نزيل الزمامية / بهَا القباني زوج سعادات ابْنة الشّرف مُوسَى الديسطي وأخو عَليّ الآتيين. أجَاز لَهُ الشّرف ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشموس ابْن الديري والشامي وَابْن البيطار وَابْن يُوسُف الكتبي وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والزراتيتي وَابْن حسن البيجوري والحبتي والتقبان ابْن حجَّة وَيحيى الْكرْمَانِي وَالْجمال بن فضل الله وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَيَعْقُوب التباني وحسين البوصيري وصالحة ابْنة الْبَهَاء السُّبْكِيّ والفوي والْعَلَاء بن المغلي وَعبد الله وَعبد الْعَزِيز الهيثميان والبرهان البيجوري وَعبد الله البهنسي وَعُثْمَان الدنديلي والبدر البشتكي. وتنزل فِي الْجِهَات. وَحج كثيرا بل كَانَ مُسْفِرًا على زَيْت الْحَرَمَيْنِ من جِهَة الزِّمَام واستجازه الطّلبَة. مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَمَا قَارب التسعين. رَحمَه الله.
827 - عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم كريم الدّين بن سعد الدّين المقسمي. / كَانَ أَبوهُ يُبَاشر بالشرقية وبالحمامات وَتخرج بِهِ وَلَده فِي ذَلِك وَكَانَ يتَرَدَّد مَعَه للشَّيْخ عمر النبتيتي بِحَيْثُ كَانَ يقبل الشَّيْخ عَلَيْهِ وللشيخ مَدين وَحفظ من كراماته، وَمَات سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وباشر هُوَ فِي حَيَاة أَبِيه)
الْبحيرَة للتاج المقسي ثمَّ نظر(4/306)
الطّور ثمَّ اسْتَقر فِي صرف جدة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَالَّتِي تَلِيهَا حِين تحدث أبي الْفَتْح المنوفي فِيهَا كلهَا والأخيرة خَاصَّة من قبل الْملك ثمَّ كَذَلِك فِي سنة أَربع وَتِسْعين مَعَ الْأَمِير شاهين الجمالي وَاسْتمرّ السنين الَّتِي بعْدهَا، وَلم يرجع من مَكَّة مَعَ النَّائِب فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين بل أَقَامَ بهَا الَّتِي بعْدهَا حَتَّى قدم عَلَيْهِ وَفِي الْحَقِيقَة المرجوع فِي الْأُمُور إِلَيْهِ دون غَيره وحمده التُّجَّار وَمن شَاءَ الله لرفقه وسياسته وتواضعه وأدبه واكرامه لغير وَاحِد من الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وخضوعه لديهم ورغبته فِي المطالعة وخوفه من الْعَاقِبَة بِحَيْثُ سَمِعت غير وَاحِد يتوسل فِي استمراره فِي البندر وَكنت مِمَّن يشْكر صَنِيعه مَعَه لِكَثْرَة تردده وتودده وَرُبمَا حصل شَيْئا من تصانيفي وَالله تَعَالَى يلطف بِهِ وَيحسن عاقبته ويرضى عَنهُ أخصامه فَهُوَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه.
828 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن كريم الدّين ابْن الإِمَام الشهَاب الاذرعي الأَصْل القاهري / وَأمه حبشية فتاة أَبِيه.
829 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أبي طَالب بن عَليّ بن سيدهم كريم الدّين النستراوي الأَصْل الْمصْرِيّ. / وَالِد أنس جِهَة شَيخنَا واخوتها وَيعرف بِابْن عبد الْعَزِيز ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بنستورة من المزاحميتين من أَعمال الْقَاهِرَة وقدمها على عَمه الْبَدْر حسن بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ يُبَاشر بديوان الْجَيْش فَنَشَأَ تَحت كنفه وَحفظ الْقُرْآن واشتغل وتعانى الْكِتَابَة وتميز فِيهَا وباشر فِي دواوين الْأُمَرَاء ثمَّ ترقى لنظر الْجَيْش فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشر مُدَّة وَدخل مَعَ الظَّاهِر برقوق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين الْبِلَاد الشامية ثمَّ عَاد مَه وعزل عَنهُ، وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة سبع قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَكَانَ رَئِيسا محبا فِي الْفُقَرَاء كثيرا رَأَيْت مَعَه ثبتا فِيهِ سَمَاعه لِلتِّرْمِذِي على ابْن البوري بِقِرَاءَة الغماري باسكندرية أنابه ابْن طرخان أنابه ابْن الْبَنَّا وَكَذَا سمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة على الْجمال بن نباتة وَالْكثير مِنْهَا على الْبَهَاء بن خَلِيل الحافظي وعَلى الخلاطي فِي آخَرين كل ذَلِك بعناية عَمه الْبَدْر حسن بن عبد الْعَزِيز حَتَّى أسمعهُ على نَفسه وَلَو اعتنى بِهِ من الصغر لادرك إِسْنَادًا عَالِيا، وَقد قَرَأت عَلَيْهِ من حفظي حَدِيث عمر بن شَاكر الثلاثي من التِّرْمِذِيّ بِسَنَدِهِ الْمَذْكُور، وَقَالَ فِي الأنباء أَنه اخْتَلَّ حَاله فِي آخر أمره بِحَيْثُ أَنه لما مَاتَ لم)
يتْرك(4/307)
إِلَّا نزرا يَسِيرا وَلكنه لم يخلف عَلَيْهِ دينا قَالَ فشابه عَمه من جِهَة وفارقه من جِهَة فَإِن عَمه مَاتَ وَخلف دينا كثيرا وتركة زَوجته فجَاء مَا تحصل من حِصَّته فِي تَرِكَة زَوجته بِقدر وَفَاء دينه وَأما هَذَا فَلم يخلف سوى سِتّمائَة دِرْهَم فَأخْرج بهَا وَلم يخلف فرسا وَلَا حمارا وَلَا دَارا إِلَّا قَلِيلا من الثِّيَاب الملبوسة وأثاثا يَسِيرا وَخلف خمس بَنَات وَزَوْجَة وابنى أخيب فَلم تبلغ تركته إِلَّا شَيْئا يَسِيرا وَهُوَ جد أَوْلَادِي لأمهم، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا: كَانَ رَئِيسا محبا فِي أهل الْخَيْر وَكَانَ جارنا مُدَّة ثمَّ صَارَت بَيْننَا وَبَينه صهارة فرحمه الله فَمَا كَانَ أَكثر رياضة أخلاقه وملاحة وَجهه وعذوبة كَلَامه.
830 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الجزيري الرابطي. / مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ.
831 - عبد الْكَرِيم بن أَحْمد الشقيري الْمَكِّيّ / أحد خدام الدرجَة بعد أَن كَانَ عطارا مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَسبعين بهدة بني جَابر وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها.
832 - عبد الْكَرِيم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْقُدسِي الْمصْرِيّ المجلد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخهما ابْن فَهد.
833 - عبد الْكَرِيم بن بركَة كريم الدّين بن سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ وَالِد إِبْرَاهِيم ويوسف وَيعرف بِابْن كَاتب جكم. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَبهَا نَشأ فتعانى كأبيه الْكِتَابَة وخدم فِي جِهَات وباشر لغير وَاحِد من الْأُمَرَاء ثمَّ اتَّصل بالاشرف برسباي حِين كَانَ دوادارا وباشر ديوانه فَلَمَّا تملك اسْتَقر بِهِ فِي نظر الدولة ثمَّ فِي الْخَاص عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين فباشرها سِنِين وَعظم عِنْد السُّلْطَان ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة بِحَيْثُ قيل أَنه مُنْذُ ولي وَإِلَى أَن مَاتَ لم يبطل الْوَاصِل عَنهُ يَوْمًا وَاحِدًا فأثرى وشكرت سيرته مَعَ تواضعه وَكَرمه ومعرفته وعقله مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشري ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِدُونِ طاعون بل بِمَرَض تَمَادى بِهِ أشهرا وَاسْتقر بعده فِي الْخَاص وَلَده سعد الدّين إِبْرَاهِيم وَهُوَ أَمْرَد عَفا الله عَنهُ وإيانا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ أَبوهُ يخْدم الْوَزير علم الدّين بن كَاتب سَيِّدي ثمَّ تعلق بِخِدْمَة الْأُمَرَاء فَكتب عِنْد الْأَمِير جكم فَعرف بِهِ، وصاهر تَاج الدّين بن الهيصم قيل أَن يَلِي الاستادارية قَالَ وباشر الْخَاص بِسُكُون وحشمة ونزاهة، وَأكْثر من زِيَارَة الصَّالِحين وَمن الْفُقَرَاء وألزم وَالِديهِ بالاشتغال بِالْعلمِ وأحضر إِلَيْهِمَا من يعملهما الْكِتَابَة والعربية، وَنَحْوه قَول الْعَيْنِيّ لم يكن بِهِ بَأْس، وَكَانَ كثير الصَّدَقَة حسن التلقي، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
834 - عبد الْكَرِيم بن أبي بكر بن عَليّ الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة(4/308)
835 - عبد الْكَرِيم بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم ابْن أبي الْمَعَالِي الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ /. قَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة: كَانَ من طلبة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة وَدخل الديار المصرية غير مرّة للاسترزاق وناب فِي اصلاح بعض أُمُور النَّاس بجدة بل خطب بهَا نِيَابَة عَن قاضيها أَخِيه عَليّ. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّلَاثِينَ ظنا رَحمَه الله.
836 - عبد الْكَرِيم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن التَّاج أبي الْوَفَاء مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أَحْمد زين الدّين وكريم الدّين الْحُسَيْنِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمقري البدري الوفائي إِمَام الْأَقْصَى ووالد الْمُحب أبي الْجُود مُحَمَّد وَابْن أخي أبي بكر بن التَّاج مُحَمَّد وأخو إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور وكل مِنْهُم فِي مَحَله وَيعرف بِابْن أبي الْوَفَاء. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس، وتفقه بالعماد بن شرف وماهر وتلا للسبع على الشَّمْس بن عمرَان وَابْن أَسد وللعشر بِسُورَة آل عمرَان وللسبع بالبقرة على الشريف الطباطبي وللسبع بِالْفَاتِحَةِ وَالْبَقَرَة على الْبَدْر حسن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْمقري وَسمع على الْجمال بن جمَاعَة فَأكْثر. وبقراءته سَمِعت عَلَيْهِ الشاطبية وَكَذَا سمع على التقي القلقشندي والعز الْحَنْبَلِيّ وَابْن خَاله الشهَاب والزين بن خَلِيل القابوني والنظام بن ملفح والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن الشجام والشهاب بن حَامِد وَالشَّمْس مُحَمَّد البرموني والسراج الْحِمصِي والزين عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي الخليلي والْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين بل سمع على الزين القبابي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ولأخيه فِي سنة أَربع وَخمسين باستدعاء الْكَمَال بن أبي شرِيف جمَاعَة حَسْبَمَا يَأْتِي تعيينهم أَو من شَاءَ الله مِنْهُم فِيهِ وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَخرج لَهُ الصّلاح الجعبري مشيخة عَن مائَة شيخ حدث بهَا أَيْضا وَوَصفه بالشيخ الامام الْعَالم الْمسند شيخ الْقُرَّاء وَتقدم فِي الْقرَاءَات وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا بِبَلَدِهِ مَعَ فَضَائِل وأوصاف حَسَنَة، وَقد لَقِيَنِي فِي مجاورتي الثَّالِثَة بِمَكَّة فَسمع مني وأحضر وَلَده للعرض عَليّ. مَاتَ عِنْد الْمغرب لَيْلَة الْأَحَد سادس جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة على مَا يحرر سنة خمس وَتِسْعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالأقصى بعد الظّهْر وَدفن بِمَا ملاه وَكثر الأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا.
837 - عبد الْكَرِيم بن ريحَان الشيبي. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين. بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد
838 -. عبد الْكَرِيم بن أبي سعد الْحجر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ ويشهر بِالْحجرِ. / مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين.(4/309)
839 - عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن مُحَمَّد بن عَامر الحسني من ذَوي عَليّ الشهير بالمجاش. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخها ابْن فَهد.
840 - عبد الْكَرِيم بن سعدون الْمَكِّيّ. / سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر عُثْمَان بن أبي بكر النويري بعض النَّسَائِيّ، قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث وَلكنه كَانَ يتعانى التِّجَارَة. مَاتَ سنة خمس عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
841 - عبد الْكَرِيم بن سيف الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
عبد الْكَرِيم بن أبي شَاكر بن عبد الله بن غَنَّام كريم الدّين القبطي /. هَكَذَا سَمَّاهُ بَعضهم وَصَوَابه عبد الله وَسَيَأْتِي.
842 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْجَبَّار بن إِبْرَاهِيم بن كرشان التبريزي /، قَالَ ابْن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه أَنه ذكر فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة أَنه ابْن أَربع وَسبعين سنة قَالَ وَله تَفْسِير قَرَأت عَلَيْهِ مِنْهُ
843 -. عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة كريم الدّين أَبُو المكارم بن الْوَجِيه أبي الْفرج الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده يحيى وَأمه زبيدية. ولد بزبيد فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والخرقي فِي غير ابْتِدَائه، وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا سنة تسع وَأَرْبَعين وَرَأى شَيخنَا والقاياتي وَلَكِن لم يسمع مِنْهُمَا وَأخذ فِي بعض قدماته عَن الْعِزّ الْكِنَانِي وَابْن الرزاز والبدر الْبَغْدَادِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وتكرر لقِيه فِي عدَّة نوب لغالب من ذكر وَسمع على السَّيِّد النسابة والبوتيجي والجلال بن الملقن وَالصَّلَاح الحكري وَهَاجَر القدسية وكاتبه، وَكَانَ قد سمع فِي بَلَده على أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَأبي السعادات بن)
ظهيرة والتقي بن فَهد، وتفقه فِيهَا بالشمس بن سعيد القَاضِي والشهاب بن زيد حِين جاور عِنْدهم وانتفع بِهِ كثيرا وَعرض عَلَيْهِ من كِتَابه إِلَى الْعَدو وَكَذَا أَخذ عَن التقي بن قندس بِمَكَّة ثمَّ على الْعَلَاء المرداوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ تصنيفه التَّنْقِيح والتقي الجراعي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُحَرر للمجد بن تَيْمِية وأذنا لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَثُرت مخالطتي لَهُ بِمَكَّة والقاهرة، وَنعم الرجل خيرا وفضلا وتوددا وَكَثْرَة انجماع وعيال وَذكر للنَّاس بالجميل وَمِمَّا أنشدنيه فِي سنة خمس وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ من نظمه:
(أنزه نَفسِي عَن أَذَى القَوْل والخنا ... وَإِنِّي إِلَى الاسلام وَالسّلم أنجح)
(وأغضى احتسابا إِن تجاهل عَاقل ... وَإِنِّي كريم قد أضرّ وأنجح)(4/310)
(وعقلي وديني وَالْحيَاء يردني ... عَن الْجَهْل لكني عَن الذَّنب أصفح)
(فشتان مَا بيني وَبَيْنك فِي الْهوى ... وكل إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضح)
وأنشدني من نظمه غير ذَلِك كقصيدة خَاطب بهَا البدري أَبَا البقا بن الجيعان وَلما توفّي قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين السَّيِّد المحيوي عين لذَلِك وَذكر لَهُ بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فَمَا كَانَ بأسرع من تعلله، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري صفر سنة تسع وَتِسْعين، وَصلى عَلَيْهِ عقب الصُّبْح ثمَّ دفن بالمعلاة عِنْد أقربائه رَحمَه الله وإيانا.
844 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب كريم الدّين بن الْمجد القبطي القاهري الشَّافِعِي / أحد الاخوة وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وَحج غير مرّة وَحصل لَهُ انحلال عصب أقعد مِنْهُ، وَحج وَهُوَ كَذَلِك مَعَ الرجبية ثمَّ رَجَعَ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَانَ ذكيا رَحمَه الله وعوضه خيرا
845 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن صَالح بن سعيد كريم الدّين بن الزين أبي هُرَيْرَة بن الشَّمْس القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ابْن أخي التقي أبي بكر والماضي أَبوهُ وَيعرف بكريم الدّين القلقشندي /. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وكتبا وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وَقد جَازَ الْبلُوغ بِيَسِير وَسمع بهَا فِي سنة سِتّ وَعشْرين على الْمَوْجُودين إِذْ ذَاك كالفوي ورقية القارئة قبل تبين الْوَهم فِيهَا وَكَذَا اعتلى بِهِ وأسمعه على غير وَاحِد من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي ثمَّ اعتنى هُوَ بِنَفسِهِ حَتَّى برع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَخرج لنَفسِهِ وَغَيره وَمن ذَلِك مشيخة خرجها لِعَمِّهِ التقي مَعَ التَّقَدُّم فِي فنون فَإِنَّهُ كَانَ أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن رسْلَان والعز الْقُدسِي والعماد بن شرف وَغَيرهم كأبيه وعميه عبد الرَّحِيم وَأبي بكر بِحَيْثُ وَصفه شَيخنَا بالمحدث الْفَاضِل البارع مُفِيد الطالبين أوحد المدرسين وَكتب لَهُ على أسئلة التمس مِنْهُ الْجَواب عَنْهَا أَنَّهَا ناطقة بِلِسَان حَالهَا بتقدم منتقيها فِي الْعُلُوم وتحققه بالتدقيق وَالتَّحْقِيق فِي فني الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم إِلَى أَن قَالَ وَقد استدللت بِهَذِهِ الخبايا الَّتِي أثيرت من الزوايا على مزِيد التَّقَدُّم لكاتبها وَثُبُوت المزايا فَحق لَهُ أَن يقدم على(4/311)
التدريس ويهجم على الْفَتْوَى لوُجُود تأهله لذَلِك وتمسكه من كل مِنْهُمَا بِالسَّبَبِ الْأَقْوَى وَقد أَذِنت لَهُ أَن يُفْتِي مِمَّا علمه من مَذْهَب الشَّافِعِي بالراجح عِنْد الاصحاب وَأَن يُقرر شُرُوح مختصرات الْمَذْهَب لكل من ينتاب من الطلاب فقد تأهل للتعقب على أَصْحَاب المطولات والتنقيب على مَا أغفله من التقييدات ذَوُو المختصرات وَكَيف لَا وَهُوَ من الْبَيْت الَّذِي اشتهرت بالعلوم الشَّرْعِيَّة جهاته وَظَهَرت للصادر والوارد سموهُ فِي درج الْفضل وكمالاته، فَلَا بدع أَن يشابه أبه وجده أسعد الله جده وجدد سعده وأمده بمديد الْعُمر وَالْبركَة فِي الرزق حَتَّى يخلد فِي الطروس مَا يحيى بِهِ مَا درس سنّ فَوَائِد الدُّرُوس بعده وأرخ لذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمَعَ تفننه وإقباله على التصنيف وَالْجمع كَانَ متين الدّيانَة وافر الْعقل حسن السياسة جم المحاسن وَقد كتب إِلَيّ فِي سنة خمسين بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام ملتمسا مني أَخذ خطوط شُيُوخ الْقَاهِرَة على استدعاء بِخَطِّهِ باسمه وَاسم أَوْلَاده وأحفاده وَمن يلوذ بِهِ وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن بالقرندلية وَلم يخلف فِي بَيته مثله وَأَخُوهُ أَبُو الْخَيْر بالضد مِنْهُ فِي جلّ أَوْصَافه فسبحان الفعال لما يُرِيد.
846 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم كريم الدّين أَبُو الْفَضَائِل القبطي الْمصْرِيّ أَخُو الْفَخر عبد الرَّحْمَن والزين نصر الله وَيعرف بِابْن مكانس. / ولد بِمصْر وتنقل فِي الخدم الديوانية إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة يلبغا الناصري فَفِي الدولة الاشرفية شعْبَان ابْن حُسَيْن فَلَمَّا قتل الاشرف وَصَارَ التَّدْبِير لبركة وبرقوق قَامَ الاخوة الثَّلَاثَة بَنو مكانس بمرافعة الشَّمْس عبد الله المقسي وَتَوَلَّى هَذَا من بَينهم الحوطة على حواصله فاستقر عوضه فِي الْخَاص مُضَافا لما مَعَه من الْوزر فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ فَلم يلبث أَن غضب عَلَيْهِ برقوق وَأمر بِهِ وبأخيه الْفَخر فِي تَاسِع شعْبَان مِنْهَا فألقيا فِي الأَرْض وَضَربا لكَونه شرع فِي تَحْدِيد مظالم كَانَ أبطلها أستاذ برقوق يلبغا الْعمريّ الخاصكي ثمَّ أفرج عَنْهُم فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَاسْتمرّ بطالا إِلَى أَن طلبه بركَة فِي جملَة الوزراء البطالين فِي ذِي الْقعدَة من الَّتِي بعْدهَا فَضَربهُ بالمقارع نَحْو عشْرين شبا ثمَّ قَامَ مَعَه يلبغا الناصري حَتَّى أطلق وَلزِمَ دَاره فَلَمَّا قتل بركَة أُعِيد إِلَى الْخَاص فِي منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْوزر أَيْضا ففتك فِي النَّاس وَسَاءَتْ سيرته على عَادَته وَأخذ أَمْوَال تجار الكارم فأفحش فعزل عَن الْخَاص فِي رَمَضَان مِنْهَا بل اسْتَقر جاركس الخليلي مشير الدولة فَلَا يتَصَرَّف هُوَ وَلَا غَيره من الوزراء إِلَّا بأَمْره فدام على ذَلِك إِلَى أَوَاخِر ذِي الْقعدَة مِنْهَا فَقبض على الثَّلَاثَة إِلَى أَن هرب هَذَا من ميضأة جَامع الصَّالح خَارج بَاب زويلة(4/312)
واختفى مُدَّة ثمَّ ظهر ودام معزولا إِلَى أَن صَار يلبغا الناصري مدير المملكة بعد خلع برقوق وحبسه بالكرك فَصَارَ كريم الدّين عِنْده كمشير المملكة وَلم يَنْفَكّ عَن عَادَته فِي التهور وَسُرْعَة الْحَرَكَة إِلَى أَن زَالَت أَيَّام الناصري فتخومل إِلَى أَن مَاتَ بعد خطوب قاساها فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث، وَكَانَ من أَعَاجِيب الزَّمَان فِي خفَّة الْعقل والطيش وَسُرْعَة الْحَرَكَة وَكَثْرَة التقلب وَيُقَال إِنَّه قَالَ لبَعض حَوَاشِيه حِين نُزُوله بخلعة عوده للوزر والفأس بَين يَدَيْهِ يَا فلَان مَا هَذِه الرّكْبَة غَالِيَة بعلقة مقارع، وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ وَكَانَ مهابا مقداما متهورا وَلم يكن فِيهِ مَا فِي أَخِيه من الانسانية وَالْأَدب إِلَّا أَنه كَانَ مفضالا كثير الْجُود بِأَصْحَابِهِ، وَذكره المقريزي فِي عقوده.
847 - عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب كريم الدّين بن تَاج الدّين بن كريم الدّين بن فَخر الدّين بن فخيرة تَصْغِير جدهم أَخُو فتح الدّين مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وهما سبطا كريم الدّين بن الحباس خَال علم الدّين ابْن الجيعان مِمَّن بَاشر فِي ديوَان المماليك وخدم بِبَاب أبي الْبَقَاء بن الجيعان وَلَا بَأْس بِهِ. اشْتغل فِي النَّحْو عِنْد الزين خَالِد الْوَقَّاد وَقَرَأَ على البُخَارِيّ وَأكْثر من شُهُود الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات بِجَامِع الغمري
848 -. عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب كريم الدّين ابْن تَاج الدّين بن شمس الدّين بن علم الدّين القبطي الْمصْرِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن كَاتب المناخات / وَأمه كأبيه أم ولد رُومِية. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا تَحت كنف أَبِيه وتدرب بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الْكِتَابَة وخدم بهَا فِي جِهَات بل بَاشر عِنْد غير وَاحِد من الْأُمَرَاء ثمَّ ولي نظر الْمُفْرد ثمَّ الْوزر بعد أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر فِي حَيَاة أَبِيه بعد استعفاء أَبِيه بأشهر فِي ثامن عشري شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَدخل على أَبِيه حِينَئِذٍ ليسلم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَا عبد الْكَرِيم أَنا وليت الْوزر وَمَعِي خَمْسُونَ ألف دِينَار وَخرجت عَنْهَا وَلَا أملك شَيْئا فَكيف تسد أَنْت فَقَالَ لَهُ على سَبِيل المداعبة من أضلاع الْمُسلمين فصاح أَبوهُ من كَلَامه واستغاث، وَلما ولي نالته السَّعَادَة فِي مُبَاشَرَته وَقَامَ بالكلف أتم قيام وطالت أَيَّامه ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْمُفْرد ثمَّ انْفَصل عَنهُ خَاصَّة وَاسْتمرّ وزيرا فَقَط إِلَى بعد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فأضيفت إِلَيْهِ الاستادارية على كره فباشرهما إِلَى أَن استعفى من الاستادارية فأعفي وَاسْتمرّ وزيرا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي فِي كِتَابَة السِّرّ بعد موت الشهَاب بن السفاح مُضَافا للوزر ثمَّ انْفَصل عَن السِّرّ بالكمال بن الْبَارِزِيّ ثمَّ قبض عَلَيْهِ وصودر(4/313)
وعوقب بالمقارع وعزل بالأمين إِبْرَاهِيم بن الهيصم نَاظر الدولة ثمَّ أفرج عَنهُ بعد قِيَامه بِنَحْوِ عشْرين ألف دِينَار ودام بطالا مُدَّة ثمَّ اسْتَقر ملك الْأُمَرَاء بِالْوَجْهِ القبلي وَتوجه إِلَى الصَّعِيد فباشر وَهُوَ بزِي المباشرين ثمَّ خلع عَلَيْهِ بِنَظَر بندر جدة وَاسْتقر يلخجا الساقي مَعَه شادا بهَا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة بعد موسم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وأعيد إِلَى الْوزر فِي الَّتِي بعْدهَا والأمين بن الهيصم نَاظر الدولة مَعَه إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين بِحكم تعلله، وَلزِمَ الْفراش ثمَّ عوفي وانتكس غير مرّة إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشري ربيع الآخر من الَّتِي بعْدهَا وَدفن بتربة بجاس وَكثر الأسف عَلَيْهِ لقلَّة ظلمه وَصِحَّة اسلامه بِحَيْثُ كَانَ يتَجَنَّب التَّزَوُّج من النَّصَارَى، وَكَانَ طوَالًا رَقِيقا عَاقِلا سَاكِنا ذَا رَأْي وتدبير وَمَعْرِفَة تَامَّة بتنفيذ الدولة وَمَا يتَعَلَّق بهَا وسياسة وفطنة ونهضة واستجلاب لخواطر النَّاس وَقَضَاء حوائجهم عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا.
849 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مزِيد بن يزِيد ابْن زعازع بن كَامِل بن عنان الْمُحب الْكِنْدِيّ الورفلي الاطرابلسي المغربي الْمَالِكِي وورفلة برَاء سَاكِنة ثمَّ فَاء مَفْتُوحَة وَلَام مُشَدّدَة من نواحي تونس /. ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل فَأخذ عَن أبي الْقسم الْبُرْزُليّ وقاضي الْجَمَاعَة أبي الْقسم القسنطيني وَغَيرهمَا وَقدم علينا حَاجا فَكتبت عَنهُ فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين مَا أنشدنيه لفظا عَن صَاحبه الأديب مؤرخ الْمغرب مَنْصُور)
الْجريرِي فِيمَا أنْشدهُ لنَفسِهِ فِي وَاقعَة قَالَ وَهُوَ الْآن فِي قيد الْحَيَاة:
(لَئِن طَال خفضي عِنْد خدام بَابَكُمْ ... وَلم تؤثروا بِالرَّفْع إِلَّا مخازني)
(سأنفق عمري فِي حِسَاب زمانكم ... وأغلق عَن كسب الْعُلُوم مخازني)
وَكَانَ فَاضلا فصيحا. مَاتَ بعد ذَلِك.
850 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الْبِسَاطِيّ الأَصْل القاهري المقسي حفيد الْعَالم الشهير الْبِسَاطِيّ وأخو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي طِفْل مرجو أمه أمة لِأَبِيهِ. ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسمع على أَبِيه وَكَذَا على المسلسل وَبَعض أجوبتي ثمَّ مَاتَ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين.
851 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب كريم الدّين بن فَخر الدّين بن شرف الدّين القاهري /. أحد من نَاب عَن نَاظر الْخَاص وَيعرف بِابْن فخيرة تَصْغِير للقب أَبِيه. مَاتَ فِي سادس رَجَب سنة خمسين وَهُوَ وَالِد عبد الرَّزَّاق الْمَاضِي.
852 - عبد الْكَرِيم بن عبد اللَّطِيف بن صَدَقَة بن عوض كريم الدّين بن(4/314)
الزين الْمَنَاوِيّ العقبي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي وَيعرف بكريم الدّين العقبي / الْآتِي أَبوهُ وَأمه فَاطِمَة ابْنة عَليّ وَأُخْته أمة الْخَالِق فِي محالهم وَهُوَ قريب شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفنون ودأب فِي التَّحْصِيل وبرع واشتهر بالفضيلة التَّامَّة وَمن شُيُوخه الشموس الْبِسَاطِيّ والونائي والقاياتي وَأذن لَهُ بالافتاء والتدريس وَكَذَا أَخذ عَن الْبُرْهَان بن حجاج الابناسي ثمَّ عَن الكافياجي وَلزِمَ الْعلم البُلْقِينِيّ بِأخرَة حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة للاسنوي وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء مِمَّن كَانَ يرافقه فِيهَا وَكَذَا من غَيرهم وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر حسن الدماطي الضَّرِير فِي ابْن المُصَنّف وَكَذَا الْبَدْر المارداني وَغَيرهمَا بل يُقَال إِن الولوي البُلْقِينِيّ أَخذ عَنهُ وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس حسن الْبشر والملتقى كثير التودد والتواضع قَلِيل التكثر بفضائله اعتنى بِهِ قَرِيبه فأسمعه المسلسل من لفظ الشّرف بن الكويك وَعَلِيهِ من لفظ الزراتيتي الرائية وعَلى الْجمال الْحَنْبَلِيّ أَشْيَاء، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي، وَحدث باليسير ودرس وَقيد كتبه بالحواشي المتقنة وَرُبمَا أفتى أجَاز لي. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن عِنْد وَالِده بِالْقربِ من قبر قَرِيبه بالقحماسية من الصَّحرَاء وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله.
853 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عبيد الله بن مَسْعُود بن عبيد الله الْمَكِّيّ الشهير بِابْن عبيد الله. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
854 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ توفّي بِمَكَّة فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ فِي عشر الْأَرْبَعين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
855 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن خلدون والتنوخي وَابْن صديق وَجَمَاعَة، وَدخل بِلَاد الْهِنْد وَغَابَ مُدَّة ثمَّ قدم مَكَّة وَمَا كَأَنَّهُ حدث وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ. قَالَه ابْن فَهد فِي الظهيريين.
856 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن فرج الْمَكِّيّ الْقَائِد بهَا وَيعرف بنعمان /. مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين بالحسبة من بِلَاد الْيمن. أرخه ابْن فَهد.
857 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم كريم الدّين بن الخواجا شيخ عَليّ الْكرْمَانِي الْمَكِّيّ. / ولد بهَا سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَسمع من الزين أبي بكر ابْن الْحُسَيْن المراغي الْخَتْم من مُسلم وَمن أبي دَاوُد وَمن ابْن حبَان وَمَات فِي جُمَادَى(4/315)
الْآخِرَة سنة سِتِّينَ بعدن. أرخه ابْن فَهد.
858 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْمجِيد / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بطنتدا وَقَالَ إِن جده عبد الْمُجيب أحد خدام سَيِّدي أَحْمد. قتل فِي صَبِيحَة يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ فَغسل ثمَّ صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن بتربة الشَّيْخ مبارك بِبَاب النَّصْر جوَار عَمه الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة بِحَيْثُ حكى أَن بَعضهم رأى فِي الْمَنَام قبيل قَتله بأيام الشَّيْخ وَهُوَ يَقُول من دَاخل قَبره لَا تدعوا هَذَا الصَّبِي يَجِيء إِلَى عِنْده اقْتُلُوهُ فَالله أعلم.
859 - عبد الْكَرِيم بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر نجم الدّين الدِّمَشْقِي أَخُو الخواجا شمس الدّين مُحَمَّد / الْآتِي ووالد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الزَّمن. كَانَ تَاجِرًا مشارا إِلَيْهِ. وَمَات فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة عَن سبع وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق بعد أَن ترك أَوْلَادًا.
860 - عبد الْكَرِيم بن أبي الْفضل بن جُلُود كريم الدّين بن الْعلم القبطي الْمصْرِيّ / كَاتب المماليك وَابْن كاتبها وَيعرف بِابْن جُلُود. مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة تخللها طلوعه للْخدمَة مرّة لظَنّه حُصُول الشِّفَاء فانتكس واستدعى السُّلْطَان بجنازته فصلى عَلَيْهِ بسبيل الْمُؤمنِينَ ثمَّ دفن فِي تربة أَبِيه تجاه تربة ابْن تغري بردى بِالْقربِ من تربة كوكاي، وَكَانَ مَعَ صغر سنه اسْتَقر فِي الْوَظِيفَة بعد أَبِيه وَصَارَ ذَا وجاهة وبراعة فِي الْمُبَاشرَة وحذق وشهامة وانعام وعلو همة وللملك إِلَيْهِ ميل وَعَلِيهِ إقبال بِحَيْثُ كَانَ مِمَّن يُرْجَى وَيخَاف وخضع لَهُ الأكابر، وَقد قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْيَسِير من الْمِنْهَاج وَرُبمَا تردد إِلَيْهِ الْبكْرِيّ وَغَيره للْقِرَاءَة وَكَانَ الْخَطِيب الوزيري من عشرائه وأخصائه ومخالطيه القائمين بمآربه سامحه الله وَعَفا عَنهُ.
871 - عبد الْكَرِيم بن قَاسم بن عبد الْمُعْطِي كريم الدّين الْأنْصَارِيّ أَخُو عبد الْمُعْطِي. / جرده ابْن فَهد فِي ذيله وكتبته تخمينا.
862 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي الشهير بالصواف /. مِمَّن تردد لمَكَّة وسكنها وَعمر بهَا بعض الدّور وَكَانَ يُسَافر مِنْهَا إِلَى الْهِنْد فِي التِّجَارَة. مَاتَ سنة سبع وَخمسين بِبِلَاد كالكوط من الْهِنْد. أرخه ابْن فَهد.
863 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد كريم الدّين الاسنائي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي شَقِيق أَحْمد / الْمَاضِي وَذَاكَ أكبر وَابْن أُخْت الشّرف الْأنْصَارِيّ واخوته وَيعرف بالاسنوي. مِمَّن حفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا، وَكَانَ ينْقل من الرسَالَة فَلَعَلَّهُ حفظهَا(4/316)
وَسمع الأول والأخير من البُخَارِيّ على أم هاني الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا، وَتزَوج ابْنة الشَّمْس الْأنْصَارِيّ أحد أَخْوَاله واستولدها أَوْلَادًا وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وتكسب بِالتِّجَارَة وتمول وَأخذ دَار الشطنوفي كَانَت بزقاق الساقية المجاور للأزهر فعملها حواصل وَغَيرهَا، وتكسب بِالتِّجَارَة وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا وَتوجه لعدن فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين للخوف مِمَّا يتوقعه هُوَ وَأَمْثَاله سِيمَا وَفِي ظنهم أَنه اختلس من تَرِكَة خَاله مَا خف حمله فَكَانَ يتَرَدَّد بَين عدن وزبيد حَتَّى مَاتَ بزبيد فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَقد ناهز الْخمسين وَخلف أَوْلَادًا، وَيذكر بِمَعْرُوف وَخير وتودد وَقَضَاء حَاجَة وَكَثْرَة تِلَاوَة رَحمَه الله وإيانا.
864 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن خضر بن أبي بكر النَّيْسَابُورِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النَّيْسَابُورِي. شَاب سمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ لَقِيَنِي بهَا أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على نَحْو النّصْف الأول من الشفا وَسمع بَاقِيه مَعَ أَشْيَاء بل سمع دروسا فِي شرح النخبة وَغَيرهَا وَهُوَ مِمَّن يشْتَغل على السَّيِّد عبد الله وَغَيره وَله فهم فِي الْفِقْه والعربية مَعَ سُكُون وَخير وَعدم طلاقة لِسَان، وَقد سَافر مَعَ السَّيِّد ركن الدّين الْهِنْدِيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين مَعَ الردادة إِلَى الْهِنْد رَجَاء الْخَيْر فدام بهَا إِلَى الْآن.
865 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير القطب ابْن الْمُحدث التقي بن الْحَافِظ القطب الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الْحلَبِي. / ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وأسمع على مَشَايِخ عصره بِمصْر بإفادة أَبِيه كَابْن غالي والأحمدين ابْن كشتغدي وَابْن عَليّ المستولي والميدومي وَالْحُسَيْن بن مُحَمَّد الاربلي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الايوبي والعز بن جمَاعَة وأحضر على الْبَدْر الفارقي ثَانِي الافراد للدارقطني وَغَيره وَخرج لَهُ حَمَّاد التركماني جُزْءا وَلَكِن ظن شَيخنَا أَنه لم يحدث بِهِ وَأَجَازَ لَهُ ابْن القماح وَابْن الصناج وَأَبُو حَيَّان والمزي والذهبي والشهاب الْجَزرِي وَغَيرهم من المصريين والشاميين وَحدث روى لنا عَنهُ شَيخنَا وَقَالَ نه كَانَ يتَصَرَّف عِنْد الْقُضَاة والزين الفاقوسي، وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن رَجَب سنة تسع رَحمَه الله.
866 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار / أحد الْخِيَار مِمَّن فِيهِ رقة وَخير. مَاتَ بِمَكَّة فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد وَأَعَادَهُ فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله وَالصَّوَاب أَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن مُوسَى بن عِيسَى.(4/317)
867 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن عمرَان الزين الْمَكِّيّ التمار وَيعرف بِابْن دردبة بمهملات ثمَّ مُوَحدَة مفتوحات وَثَانِيها سَاكن. / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ النشاوري والابناسي والعراقي وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي والصدر الْمَنَاوِيّ والدميري وَالْمجد اللّغَوِيّ وَتَمام أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ نفسا، أجَاز لي وَكَانَ أُمِّيا خيارا سَاكِنا مجيدا لنقل الشطرنج تمارا. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها.
868 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله ابْن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْقسم النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /. بيض لَهُ الْعَفِيف.
869 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ التَّاجِر / المتردد فِيهَا لليمن. مَاتَ بِمَكَّة وَقد خلف دورا ونخيلا. جرده ابْن فَهد فِي ذيله.
870 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن صَالح بن شهَاب بن مُحَمَّد كريم الدّين بن الشَّمْس الهيثمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ ووالد الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بكريم الدّين الهيثمي. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَعرض على جمَاعَة وَأخذ يَسِيرا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال الزيتوني وَزوج الْجمال وَلَده بابنته، واستفاد من وَالِده نظما ونثرا وَقَرَأَ بِأخرَة فِي الْأَنْوَار للأردبيلي على أبي السعادات البُلْقِينِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِيهَا وتدرب بِهِ فِيهَا غير وَاحِد. وناب فِي الْقَضَاء عَن جمَاعَة مِمَّن تَأَخّر بل اسْتَقل بِقَضَاء منوف وقتا وباشر النقابة عِنْد القاياتي والسفطي ثمَّ الْمَنَاوِيّ والخدمة بالخانقاه الجمالية برغبة ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين لَهُ عَنْهَا، وَقَرَأَ فِي التَّرْغِيب والترهيب والتذكرة وَشبههَا على الْعَامَّة بِجَامِع المغاربة، وَرُبمَا خطب بِهِ، وَحج مرَارًا وجاور وباشر حسبَة السُّوق هُنَاكَ وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ قد عين لقضائه فَلم يتم وَدخل دمياط وَغَيرهَا واشتهر بالمالية واستدان مِنْهُ غير وَاحِد مِمَّن ولي الْقَضَاء، وَضاع لَهُ بِسَبَب ذَلِك جملَة، وَقد كتبت عَنهُ عَن أَبِيه أَشْيَاء وَكَانَ سليم الْبَاطِن محبا فِي التَّحْصِيل رَاغِبًا فِي أقراض من يفهم عَنهُ جر نفع وَرُبمَا أقْرض لغير ذَلِك، مَعَ علو الهمة فِي الْمَشْي وَالْحَرَكَة إِلَى أَن عجز وتواتر عَلَيْهِ الاسهال، فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى نحل وانقطعت همته. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين بمدرسة ابْن الْحَاجِب تجاه مصلى بَاب النَّصْر وَصلى عَلَيْهِ بِالْقربِ من الأهناسية فِي محفل متوسط ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.(4/318)
871 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عوض الجدي / أحد التُّجَّار المتمولين مِمَّن لَهُ عقار وَوَصفه ابْن عزم بكريم الدّين زعيم جدة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ أَنه أنشأ بمنى فِي سنة سبع وَأَرْبَعين سَبِيلا.
872 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ النَّجْم بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي، وَيعرف بِابْن عبَادَة ولد فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْعَلَاء بن الشحام وَحفظ الْمُخْتَار وعقيدة الطَّحَاوِيّ والاخسيكتي وعرضها على الشَّمْس بن الديري بل حضر دروسه فِي الْفِقْه وَغَيرهَا وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج لَقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ، وَكَانَ شَيخا حسنا متواضعا رَئِيسا نَاب فِي الْقَضَاء. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وَدفن بتربتهم بسفح قاسيون شَرْقي الرَّوْضَة رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله. /
873 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف الخواجا جلال الدّين أَو كريم الدّين الزبيرِي نِسْبَة للزبير بن الْعَوام الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بدليم بدال مُهْملَة ثمَّ لَام مُصَغرًا وَكَذَا بِجلَال. / مِمَّن سكن مَكَّة وجدد بهَا دَارا بل عمر أَمَاكِن كَثِيرَة من عين حنين سنة سِتّ وَأَرْبَعين. وَتردد إِلَى هرموز فِي التِّجَارَة، وَدخل الْيمن، وَكَانَ خيرا محسنا للْفُقَرَاء والأرامل. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد
874 -. عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ ابْن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة امام الدّين أَبُو الْقَاسِم بن الْجلَال أبي السعادات بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْمُحب أَحْمد ووالد أبي المكارم مُحَمَّد، وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة، / ولقبه أَبوهُ بالرافعي تبركا وَهُوَ الَّذِي اشْتهر وَأمه أم الْخَيْر سَعَادَة ابْنة الشريف أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن أبي عبد الله الحسني الفاسي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وألفية النَّحْو وَثَلَاثَة أَربَاع الْمِنْهَاج، وَعرض الْأَوَّلين على جمَاعَة كالتقي بن فَهد والبرهان والزمزمي والزين عبد الرَّحِيم الاميوطي والمحب الطَّبَرِيّ الامام والمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي المكيين والشوايطي وَأبي البركات الهيثمي وَابْن الْهمام والشرف يَعْقُوب بن عَليّ الصنهاجي المغربي وَمُحَمّد(4/319)
ابْن سُلَيْمَان الْجُزُولِيّ وَأحمد بن يُونُس وَيحيى القبابي وَغَيرهم من الغرباء القاطنين والواردين وأجازوه وَأَجَازَ لَهُ أَيْضا شَيخنَا والعيني وَابْن الديري والمقريزي والزين الزَّرْكَشِيّ والمحب بن يحيى الْحَنْبَلِيّ والْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر الصاحبة وَأَبُو جَعْفَر بن الضياء وَالشَّمْس الصَّفَدِي والصفي والعفيف الأنجيين والزين رضوَان وَجَمِيع من فِي النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد ابْن عَمه، وَسمع على أَبِيه وَأبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والشوايطي وَآخَرين بِبَلَدِهِ والأمين الاقصرائي وَأم هاني الهورينية وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهَا البلدانيات للسلفي فِي الْقَاهِرَة، وَحضر فِي النَّحْو عِنْد ابْن قديد وَكَانَ نازلا بِمَكَّة عِنْدهم وَابْن يُونُس وَالْقَاضِي عبد الْقَادِر، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَحضر دروسا عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعبادي وَقَرَأَ عَلَيْهِ والكافياجي والاقصرائي والبقاعي، وَكَذَا دخل بَيت الْمُقَدّس وزار الْخَلِيل أَيْضا وناب عَن أَخِيه بجدة بل وبمكة أَيْضا وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم والشفا وَقطعَة من شرح الْمِنْهَاج للمحلي وَشهد مِنْهُ زَائِد الود زَاده الله من فَضله وَحفظ عَلَيْهِ وَلَده وَجَمِيع أَهله.
عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى بن عبد الله الدَّمِيرِيّ الْعَطَّار /. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى.
875 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر بن صديق بن عَليّ بن غَازِي بن ثَابت بن ثَابت بن بَرَكَات النَّجْم أَبُو الْجُود بن الشَّمْس بن الصَّدْر الربيعي المشرقي الأَصْل ثمَّ التدمري ثمَّ الْقَارِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن صفي الدّين / خطيب جَامع قارا كأبيه وجده، ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بقارا، ولقيه ابْن فَهد فَذكر لَهُ أَنه قَرَأَ على الْبَدْر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن العصياتي نصف صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة عشْرين بِسَمَاعِهِ لَهُ من ابْن فِرْعَوْن وَغَيره عَن الحجار وَأَنه قَرَأَ جَمِيعه على النُّور بن خطيب الدهشة وَأَنه أجَاز لَهُ الشهب ابْن حجي والحسباني وَابْن نشوان والشرف بن الزفتاوي، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق ثلاثيات البُخَارِيّ بقارا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَمَات.
876 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين النَّوَوِيّ الشَّافِعِي /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَدِيما ثمَّ ترك وَأَقْبل على السَّعْي فِي الْقَضَاء بالبلاد فولي نوا ثمَّ بَاشر قَضَاء أَذْرُعَات مُدَّة وَلم يكن مرضيا وَكَانَ جوادا بالقرى. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس.
877 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن فرو / شيخ الأميرية ومستأجر منية خلفا وقف الصرغتمشية. مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه فِي رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ أَلين من أَبِيه وأشبه عَفا الله عَنهُ.(4/320)
878 - عبد الْكَرِيم الملقب جاني بك بن ميلب الْمَكِّيّ / الصَّانِع بجدة. مَاتَ شبه الْفجأَة من نزلة نزلت فِي عُنُقه منعته الْأكل وَالشرب فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر رَمَضَان سنة وَتِسْعين بجدة وَحمل لمَكَّة فصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن على والدته بتربة بني فَهد من المعلاة، وَكَانَ بارا بِوَالِديهِ واخوته.
879 - عبد الْكَرِيم كريم الدّين بن فخيرة بفاء ثمَّ مُعْجمَة وَرَاء ثمَّ هَاء مصغر. وَالِد عبد الرَّزَّاق الْمَاضِي / وَأحد الكتبة من الأقباط بل مُسْتَوْفِي الْخَاص. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَخمسين.
عبد الْكَرِيم بن مكانس الْوَزير. / فِي ابْن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم.)
880 - عبد الْكَرِيم السُّلَيْمَانِي الشريف /، مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
881 - عبد الْكَرِيم الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الْخَطِيب ابْن الْخَطِيب / من بَيت كَبِير: مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين. أرخه الْمُنِير.
عبد اللَّطِيف الكتبي /. فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد.
882 - عبد اللَّطِيف بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الزين الجبرتي الجواتري الطواشي / أحد خدام الْحرم النَّبَوِيّ، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ. وَمَات بهَا سنة احدى وَتِسْعين.
883 - عبد اللَّطِيف بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن حلفا الْكَمَال الْمصْرِيّ /. مَاتَ فِي صفر سنة خمسين بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد.
884 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن اقبال الحريري الْحَنَفِيّ. وَيعرف بِابْن اقبال. / أحد صوفية الأشرفية وقراء الصّفة بهَا. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي. وَكَذَا سمع على غَيره، وتكسب فِي حَانُوت بالوراقين، وَحج غير مرّة وجاور، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مَعَ اقبال على التَّحْصِيل وحرص، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين رَحمَه الله.
885 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ. / وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. قَرَأَ على الزين بن أبي بكر المراغي المسلسل والختم من الصَّحِيحَيْنِ. مِمَّن سَافر فِي التِّجَارَة لبلاد كالهند واليمن. وَمَات فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ بفوقة من أَعمال كنباية من الْهِنْد.
886 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن شهريار الكازروني / الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ويشتهر بالدب بِمَ الدَّال الْمُهْملَة بَاشر الْأَذَان بمنارة بَاب الْعمرَة كأبيه وجده، بل نَاب فِي رياسة المؤذنين(4/321)
بقبة زَمْزَم عَن قَرِيبه مُحَمَّد بن حُسَيْن وَلَده عبد اللَّطِيف، وَمَات بِمَكَّة سنة سبع وَعشْرين وَأمه هِيَ رقية ابْنة مُحَمَّد بن عَليّ العجمي. وَمَاتَتْ وَهُوَ طِفْل فَبَاعَ أَبوهُ مَا وَرثهُ مِنْهَا لجده لأمه فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة. أرخهما ابْن فَهد.
887 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أبي بكر الشرجي الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين أَو قَرِيبا مِنْهَا.
888 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النَّجْم أَبُو الثَّنَاء وَأَبُو بكر بن أبي السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. شَقِيق التقي مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي وَقت صَلَاة)
الْجُمُعَة رَابِع عشري شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَكَانَت مُدَّة حمله سَبْعَة أشهر وانقلبت أمه بِهِ وبأخيه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة لكَون خالهما الْمُحب النويري كَانَ إِذْ ذَاك قاضيها فَلَمَّا انْتقل لقَضَاء مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ انْتَقَلت بهما مَعَه إِلَيْهِ، وجود هَذَا بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة احدى وَتِسْعين بالْمقَام الْحَنْبَلِيّ وخطب بِهِ لَيْلَة الْخَتْم خطْبَة حَسَنَة بل خطب بِهِ قبل ذَلِك لَيْلَة ختم من سنة تسع وَثَمَانِينَ وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وَغَيرهمَا، وارتحل مَعَ أَخِيه إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا مَعَ التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة وَمَرْيَم الأذرعية فِي آخَرين وَأخذ عُلُوم الحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ وَالْفِقْه عَن ابْن الملقن وَسمع مِنْهُ كثيرا، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ واستفاد مِنْهُ وَمن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أَشْيَاء حَسَنَة، وَعَاد لمَكَّة وَقد تبصر كثيرا فِي فنون من الْعلم وَقَرَأَ فِي الرَّوْضَة وَغَيرهَا على الْجمال بن ظهيرة ولازمه كثيرا وانتفع بِهِ وَكَذَا قَرَأَ الْفِقْه على الْبُرْهَان الابناسي بِمَكَّة وَدخل الْيمن مرَارًا وَأخذ بزبيد عَن مفتيها الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة ثَانِيًا فلازم الْوَلِيّ أَيْضا وَكَذَا الْجلَال البُلْقِينِيّ والنورين فَتِيلَة الْبكْرِيّ وَمِمَّا أَخذه عَنهُ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَأذن لَهُ الْأَرْبَعَة فِي الافتاء والتدريس والابناسي فِي التدريس خَاصَّة، وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة وَقَرَأَ بهَا عَليّ الْعِزّ بن جمَاعَة فِي مُدَّة سِنِين وَأذن لَهُ أَيْضا فِي الافتاء والتدريس فِي فنون، وَدخل تونس فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَأخذ بهَا رِوَايَة عَن قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا عِيسَى الغبريني وَغَيره، ولازم بِمَكَّة فِي سنة خمس عشرَة الحسام الأبيوردي وَأَبا عبد الله الوانوغي فَكَانَ مِمَّا أَخذه عَن أَولهمَا تأليفه فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْأُصُول فِي الْعَضُد والمنطق فِي الشمسية وَكَانَ يثني على حسن فهمه وبحثه وَعَن ثَانِيهمَا التَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية وَكَانَ يثني عَلَيْهِ كثيرا ثمَّ غض مِنْهُ لكَونه انتصر لِأَخِيهِ فِي فتيا خَالفه فِيهَا، وَدخل اسكندرية(4/322)
سنة عشْرين ثمَّ بعْدهَا، وقطن الْقَاهِرَة مُدَّة سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس سادس جُمَادَى الثَّانِيَة أَو الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بالطاعون شَهِيدا. وَدفن قبيل الْعَصْر بتربة شَيْخه الزين الْعِرَاقِيّ خَارج بَاب البرقية وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا، وَكَانَ فِيمَا قَالَه أَخُوهُ مليح الشكالة والخصال كثير الاحسان لمن ينتمي إِلَيْهِ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة والعلوم الَّتِي أَكثر الاعتناء بهَا كالأصلين وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمنطق كثير النباهة فِيهَا مجيدا فِي الافتاء والتدريس والفهم وَالْكِتَابَة سريعها، كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَلغيره مجَّانا، ودرس بِالْحرم وَأفْتى وَولي الاعادة بالمجاهدية بِمَكَّة وَلم يُبَاشِرهَا لغيبته بِالْقَاهِرَةِ والاعادة بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ فِي القرافة. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ سمع مَعنا كثيرا من شُيُوخنَا، ولازم الِاشْتِغَال فِي عدَّة فنون، وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة بِسَبَب الذب عَن منصب أَخِيه إِلَى أَن مَاتَ مطعونا انْتهى. وَهُوَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ النخبة تأليفه فِي سنة خمس عشرَة، بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطعَة الَّتِي بيضها من مكتبة عَليّ ابْن الصّلاح وكتبها بِخَطِّهِ.
889 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ اليافعي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْعَدنِي الْيَمَانِيّ وَالِد عبد الله / الْآتِي. مَاتَ بعدن سنة أَربع.
عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ /. صَوَاب جده عمر كَمَا بعده.
890 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عمر التقي أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس أبي الْعَبَّاس ابْن التقي أبي جَعْفَر الْأنْصَارِيّ الأسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أُخْت الْجمال الأسنائي /. اشْتغل عَلَيْهِ قَلِيلا وناب عَنهُ فِي الْحِسْبَة وَعَن غَيره فِيهَا وَفِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وأعمال الأطفيحية، وَقد سمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ والمحب الخلاطي وَغَيرهمَا، وَحدث باليسير أَخذ عَنهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره مِمَّن لقيناه كالصدر مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي السويفي فَإِنَّهُ سمع عَلَيْهِ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَأَجَازَ لكل من الْجلَال القمصي وَالشَّمْس ابْن الحفار فِي عرضه عَلَيْهِ وَكَانَ مشكورا فِي الْأَحْكَام. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَقد جَازَ السِّتين، ذكره شَيخنَا فِي الأنباء قَالَ وَلم آخذ عَنهُ شَيْئا وَسمي جده عليا وَهُوَ سَهْو، وأرخه غَيره كالمقريزي فِي عقوده فِي يَوْم السبت ثَالِث رَجَب بِالْقَاهِرَةِ وَكَأَنَّهُ أضبط.
891 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي السعودي أَخُو عَليّ / الْآتِي. كَانَ خيرا يتَكَلَّم فِي جباية وَنَحْوهَا.
891 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن(4/323)
الْبَهَاء أَبُو الْبَقَاء بن قَاضِي الْقُضَاة الشهَاب أبي الْعَبَّاس السّلمِيّ الْمحلي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد الْمُحب عبد الله وَأبي بكر وَيعرف بِابْن الامام. / مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة سبع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة، أرخه التقي الفاسي، وَقَالَ شهِدت جنَازَته. قلت وَقد نَاب فِي الْقَضَاء بالمحلة وَوصف بالامام.
893 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد النَّجْم بن الشهَاب بن الضياء الْهِنْدِيّ الْمَكِّيّ أَخُو الْمجد بن أبي البقا وَأبي حَامِد /. سمع من ابْن صديق وَغَيره بِمَكَّة وَالشَّمْس بن السلعوس بِدِمَشْق، وَحفظ كتبا واشتغل فِي بَعْضهَا وَسكن مصر سِنِين وَبهَا مَاتَ فِي سنة ثَمَان عشرَة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الْأَرْبَعين، ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
894 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد السراج الفوي القاهري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي /. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا واشتغل بالفقه عَليّ الأسنوي وَغير وَاحِد كالبلقيني، وَأخذ الْفَرَائِض عَن صَلَاح الدّين العلائي فمهر فِيهَا وَقَرَأَ عَليّ البُلْقِينِيّ بحلب فِي فروع ابْن الْحداد وَكَانَ قد قدمهَا وَولي بهَا قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ صرف وَولي تدريس الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة خَارج بَاب الْمقَام ثمَّ اسْتَقر لَهُ نصفهَا، وَكَانَ فَاضلا فِي الْفَرَائِض مشاركا فِي غَيره مواظبا على الِاشْتِغَال وَقِرَاءَة الميعاد على النَّاس صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة بالجامع الْكَبِير بحلب ذَا نظم كثير فَمِنْهُ فِي مدح النَّحْو والمنطق:
(إِن رمت ادراك الْعُلُوم بِسُرْعَة ... فَعَلَيْك بالنحو القويم ومنطق)
(هَذَا لِمِيزَانٍ الْعُقُول مُرَجّح ... والنحو اصلاح اللِّسَان بمنطق)
وَمِنْه فِي ذمّ الْمنطق:
(دع منطقا فِيهِ الفلاسفة الأولى ... ضلت عُقُولهمْ ببحر مغرق)
(وأجنح إِلَى نَحْو البلاغة وَاعْتبر ... إِن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق)
وَمِنْه:
(أخفيت عشق حَبِيبِي مظْهرا جلدا ... فَقَالَ قولا يحاكي الدّرّ من فِيهِ)
(إِنِّي سكنت شغَاف الْقلب مُبْتَدأ ... وَصَاحب الْبَيْت أَدْرِي بِالَّذِي فِيهِ)
وَله فِي فَاقِد الطهُورَيْنِ:
(وَمن لم يجد مَاء وَلَا متيمما ... فَأَرْبَعَة الْأَقْوَال يحكين مذهبا)
(يُصَلِّي وَيَقْضِي عكس مَا قَالَ مَالك ... وَأصبغ يقْضِي وَالْأَدَاء لأشهبا)
وَله فِيمَن يحيض:
(الْمَرْأَة الخفاش ثمَّ الأرنب ... والضبع الرَّابِع ثمَّ الراب)
(وَفِي كتاب الْحَيَوَان يذكر ... للجاحظ انقل عَنهُ مَا لَا يُنكر)
وَله فِي نظم عدَّة مسَائِل للحاوي وتخميس الْبردَة وَغير ذَلِك كأسئلة سَأَلَ عَنْهَا زَاده لما قدم حلب فَأَجَابَهُ عَنْهَا. قَالَ ابْن خطيب الناصرية قَرَأت عَلَيْهِ طرفا من(4/324)
الْفَرَائِض وتخميسه للبردة وكتبت عَنهُ مَا تقدم من نظمه. مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه من حلب إِلَى الْقَاهِرَة اغتيل خَارج دمشق سنة / إِحْدَى وَذهب دَمه هدرا فَلم يعرف قَاتله رَحمَه الله. وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.
895 - عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر السراج أَبُو عبد الله الشرجي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء ثمَّ جِيم الزبيدِيّ بِفَتْح الزَّاي الْيَمَانِيّ الْمَالِكِي نسبا الْحَنَفِيّ مذهبا وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي. ولد فِي مستهل شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالشرجة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ ارتحل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ إِلَى زبيد فَأخذ عَن الشهَاب أَحْمد بن عُثْمَان بن بصيص فِي النَّحْو وَالْأَدب وَغَيرهمَا، وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ، ثمَّ أَخذ عَن مُحَمَّد بن أبي بكر الروكي فِي الْعَرَبيَّة أَيْضا وَخلف شَيْخه ابْن بصيص فِي حلقته فعكف عَلَيْهِ الطّلبَة وَاسْتقر فِي تدريس النَّحْو بالصلاحية بزبيد فَأفَاد واستفاد وانتشر ذكره فِي الْبِلَاد وارتحل إِلَيْهِ النَّاس من سَائِر أنحاء الْيمن وَغَيرهَا ثمَّ أَخذ الْفِقْه على عَليّ بن عُثْمَان المتطبب وَعُثْمَان بن أبي الْقَاسِم القريني وَأبي يزِيد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج، والْحَدِيث وَالتَّفْسِير عَن عَليّ ابْن أبي بكر بن شَدَّاد، وَجمع كتبا نفيسة بِخَطِّهِ وَغَيره، واعتنى بضبطها واتقانها ودرس الْفِقْه بالرحمانية بزبيد أَيْضا ثمَّ استدعاه الْأَشْرَف فِي جملَة فُقَهَاء زبيد إِلَى مَجْلِسه فِي رَمَضَان وَالْتمس مِنْهُ شرح ملحة الْأَعْرَاب فشرحها ثمَّ أمره بنظم مُقَدّمَة ابْن بابشاد فنظمها أرجوزة فِي ألف بَيت ثمَّ نظم مُخْتَصر الْحسن بن أبي عباد وَاخْتصرَ الْمُحَرر فِي النَّحْو بل عمل مصنفا فِيهِ جيدا جعله على قسمَيْنِ فقسم فِي مُفْرَدَات الْكَلم وَالْآخر فِي المركبات وصنف الْأَعْلَام بمواضع اللَّام فِي الْكَلَام وَصَارَ شيخ النُّحَاة فِي عصره بقطره وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَشْرَف بعض تصانيفه وَغَيرهَا وَبَالغ فِي الاحسان إِلَيْهِ وَارْتَفَعت مكانته عِنْده وَكَذَا أَخذ عَنهُ ابْنه النَّاصِر تَرْجَمَة الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن، وَأما شَيخنَا فَقَالَ فِي مُعْجَمه أَبُو أَحْمد الشرجي الزبيدِيّ كَانَ أحد أَئِمَّة الْعَرَبيَّة اجْتمعت بِهِ بزبيد وَسَمعنَا من فَوَائده وَسمع عَليّ شَيْئا من الحَدِيث وَله نظم مُقَدّمَة ابْن بابشاد وَشرح ملحة الْأَعْرَاب ومقدمة فِي عُلُوم النَّحْو كَانَ الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ زَاد فِي أنبائه: وَله تصنيف فِي النَّحْو. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ رَحمَه الله.
896 - عبد اللَّطِيف بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عُثْمَان ابْن عماد الْمعِين أَبُو اللطائف بن الشّرف بن الْعلم الْحلَبِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط بني العجمي / أحد الْبيُوت الْمَشْهُورين بحلب ووالد الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي هُوَ(4/325)
وجده. وَيعرف بِابْن الْأَشْقَر، ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة أَربع وَعشْرين وَحفظ عدَّة مختصرات واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الشّرف السُّبْكِيّ وَغَيره، وَقَرَأَ فِي كثير من الْفُنُون عَليّ الشمني وَالشَّمْس الرُّومِي وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وشارك فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا من الْفَضَائِل، وَسمع الْكثير على ابْن الْجَزرِي ولازم حَافظ بَلَده الْبُرْهَان الْحلَبِي وَوَصفه بِالْقَاضِي الْفَاضِل النَّبِيل وبرع فِي صناعَة الانشاء وتدرب فِيهَا بِأَبِيهِ وَغَيره وباشر التوقيع بِالْقَاهِرَةِ وخدم عِنْد تمراز القرمشي ثمَّ ولي كِتَابَة سر حلب فَأحْسن فِي مباشرتها وحظي عِنْد نائبنا تغري برمش ثمَّ صرف عَنْهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة على التوقيع فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين اسْتَقر مَكَانَهُ فِي نِيَابَة كِتَابَة السِّرّ وَغَيرهَا من وظائفه فَأحْسن التَّصَرُّف وَصَارَ هُوَ الْقَائِم بأعباء الدِّيوَان مَعَ مزِيد حشمته ورياسته إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
897 - عبد اللَّطِيف بن الْحسن بن عبد الْملك بن يُوسُف بن أبي بكر بن يُوسُف السراج الحسني القليصي / من بَيت صَلَاح وَكَانَ هُوَ أَيْضا على قدم مبارك وحظ كَامِل من لُزُوم طَريقَة الْقَوْم وَالْمَشْي على منهجهم، وَله فِي السماع حَرَكَة مزعجة تشهد بصدقه مَعَ سَلامَة صَدره وارتفاع قدره وشأنه. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَسبعين. ذكره صَاحب صلحاء الْيمن فِي تَرْجَمَة جده يُوسُف الثَّانِي رَحمَه الله.
898 - عبد اللَّطِيف بن حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد علم الدّين وسراج الدّين أَبُو الْخَيْر ابْن الْعَلامَة تَقِيّ الدّين الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ النَّاشِرِيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة سنة احدى وَسبعين بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل فِي قطر الندى ومقدمة ابْن عباد واللمع لِأَبْنِ جني ثلاثتها فِي الْعَرَبيَّة على جمَاعَة مِنْهُم الشهَاب العوسمي التعزي وَفِي الْهِنْدِيّ الْفَرَائِض عَليّ الطّيب الْمَدْعُو بالمنار وَفِي الْفِقْه قَلِيلا على أَبِيه ولقيني فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين فَسمع على أَشْيَاء وَمن لَفْظِي المسلسل بل قَرَأَ على الابتهاج فِي اذكار الْمُسَافِر الْحَاج من نسخته بِخَطِّهِ وكتبت لَهُ كراسة وَعَاد بعد الْحَج فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة لبلده وَمثله الله سالما.
عبد اللَّطِيف بن أبي سرُور /، فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
899 - عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب التَّاج ابْن الْعلم القبطي الْمصْرِيّ أَخُو عبد الْملك ووالد الْمجد عبد الْملك، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان / مِمَّن ولي اسْتِيفَاء الْخَاص وَكَانَ متمولا عَارِفًا بِأُمُور الدِّيوَان وبالمتجر كثير السّكُون وَفِي لِسَانه لثغة، عمر دَارا هائلة)
بِالْقربِ من الْجَامِع أَخذ فِيهَا أَمْلَاك النَّاس(4/326)
فَقدر أَن آل نظرها إِلَى بنت زَوجته الَّتِي كَانَت زوجا لأزبك الدوادار فباعتها فِي سنة احدى وَأَرْبَعين بأبخس ثمن وَهُوَ ألف دِينَار على العر مِمَّا أخبر بِهِ الْكَمَال كَاتب السِّرّ إِنَّه مصروفها، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة، وَمَات فِي رَجَب سنة احدى وَثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي تَارِيخه لكنه سَمَّاهُ عبد الْغَنِيّ وأرخه فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَالصَّوَاب مَا ذكرته.
900 - عبد اللَّطِيف بن شمس، / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد.
901 - عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم الْبَدْر السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الخزرجي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الرّحال، وَيعرف بِابْن بنانة بِالْمُوَحَّدَةِ وَبَين النونين ألف وبابن غَانِم وَهُوَ أَكثر /، وَرُبمَا نسب نَفسه الغانمي، ولد فِي الْعشْرين من رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقدس وَقَرَأَ بِهِ الْقُرْآن وَبحث النَّحْو وَالصرْف على أَبِيه وَكَذَا بحث عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَفِي المعقولات على عبد الْعَزِيز الفرنوي وتسلك فِي طَرِيق الْقَوْم ولازمه نَحْو عشر سِنِين وعَلى نصر التّونسِيّ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ، وارتحل إِلَى الْمغرب فِي حُدُود سنة خمس عشرَة وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن حج من تونس سنة سبع عشرَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى تِلْكَ الْبِلَاد وطوف بهَا وَلَقي مَشَايِخ من أَجلهم إِبْرَاهِيم المسراتي فِي مسراتا بِضَم الْمِيم بعْدهَا مُهْملَة وَآخره تَاء مثناة قَرْيَة بِبِلَاد طرابلس وَمُحَمّد المغربي الأسمر فِي تونس وَعبد الرَّحْمَن بن الْبناء والشريف أَبُو يحيى كِلَاهُمَا فِي تلمسان وَكَذَا الشَّيْخ الْحسن الْمَعْرُوف بِأبي الركاب بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيف وَأحمد ابْن زاغو والفقيه يَعْقُوب العقباني قَاضِي الْأَحْكَام بتلمسان وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَرْزُوق، وَأَطْنَبَ فِي وصف عُلَمَاء الْمغرب الجميلة من الدّين وَالْكَرم والأوصاف الْحَسَنَة وَكذب الشَّائِع بَين النَّاس، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس بعد سنة عشْرين فَاجْتمع بِنور الدّين الخافي وَصَحبه وساك على يَده ورحل مَعَه إِلَى بِلَاد الشرق ولازمه ثَلَاث سِنِين وطوف مَا بَين هراة وَهَذِه الْبِلَاد وَاجْتمعَ فِي تِلْكَ الْبِلَاد بأكابر الْعلمَاء مِنْهُم بهراة الْجمال الْوَاعِظ والجلال القابني وَولد سعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ، ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة، ثمَّ رَحل إِلَى الرّوم فَأَقَامَ بِهِ ثَلَاث سِنِين يسْلك طَرِيق التصوف غير مُتَرَدّد إِلَى أحد بل الأكابر فَمن دونهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ بِحَيْثُ طلبه السُّلْطَان مُرَاد باك بن عُثْمَان فَامْتنعَ فَجَاءَهُ خُفْيَة وَمَعَ ذَلِك لم يجْتَمع بِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بِهِ إِلَى بعد سنة أَرْبَعِينَ فَقدم الْقَاهِرَة فقطنها)
وَكَانَ بَينه وَبَين الظَّاهِر(4/327)
جقمق صُحْبَة أكيدة فِي حَال إمرته وبشره حِينَئِذٍ بِالْملكِ فوعده إِن ولي بِبِنَاء زَاوِيَة لَهُ بالقدس فَلم يوف لَهُ فَانْقَطع عَن النَّاس جملَة بِجَامِع ميدان الْقَمْح ظَاهر بَاب القنطرة وَكَانَ شَيخا حسنا منورا عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَالصَّلَاح سليم الْفطْرَة تقع لَهُ مكاشفات ومرائي عَجِيبَة، وَله نظم كثير وقفت لَهُ على منظومة فِي الْعَرَبيَّة قَالَ إِنَّه عَملهَا لوَلَده وسماها بِالْعقدِ وَشَرحهَا فِي كراريس سَمَّاهُ الدّرّ الْيَتِيم فِي حل العقد النظيم فرغه فِي بَيت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَمِنْه:
(إِنَّمَا النَّحْو كملح فِي الطَّعَام ... إِذْ بِهِ كل تَسَاوِي فِي القوام)
(من درى النَّحْو ترَاهُ قَارِئًا ... يعرف اللَّفْظ على أصل الْكَلَام)
(يتقيه كل من جالسه ... من فَقِيه حاذق حبر همام)
(هاب أَن ينْطق من لم يدره ... خوف لحن ولخزي فِي الملام)
(يرفع النصب كجزم دَائِما ... ينصب الرّفْع إِذا جافى السَّلَام)
(يقْرَأ الْقُرْآن لَا يعرف مَا ... صرف النَّحْو باعراب الْمقَام)
(وَالَّذِي يعرفهُ يرجع مَا ... شكّ فِي لفظ رَوَاهُ بالسقام)
(يعرف اللَّفْظ فيبري سقمه ... يعرف اللّحن بتغيير النظام)
(مَا هما فِيهِ سَوَاء عندنَا ... لَيْسَ أعمى كبصير فِي الْقيام)
(كم وضيع رفع النَّحْو وَكم ... وضع اللّحن رؤسا فِي الْعَوام)
(عبد اللَّطِيف الغانمي ناظمها ... شهد الْأَمر عيَانًا وَالسَّلَام)
وَمِنْه مِمَّا امتدح بِهِ الزين الخافي:
(فَقُمْ واغتنم حبرًا يعز بعصرنا ... وَسلم لَهُ الْأَحْوَال فِي السِّرّ والجهر)
(فقد جلت فِي الأقطار ثمَّ بِسِتَّة ... كَمثل لزين الدّين لم ألق فِي الغر)
يَعْنِي إِنَّه مَا سمع بِمثلِهِ فِي الزَّمن الْمَاضِي قبل نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِيمَا يُقَال سِتَّة آلَاف سنة وَلَا فِيمَا بعد ذَلِك فِي أقطار الأَرْض الْأَرْبَعَة، وَمِمَّنْ ضبط أَشْيَاء من مآثره القطب الشيشيني ثمَّ حفيده نور الدّين القَاضِي ولقيه البقاعي فَكتب عَنهُ وَمَات فِيمَا أَظن مزاحما للأربعين رَحمَه الله.
902 - عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة السراج أَبُو السعادات الْقرشِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الْكَرِيم. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْيمن وَأمه زبيدية، وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم مَعَ أَبِيه لمَكَّة وَسمع من المقريزي وَأبي شعر وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمَات فِي سنة خمسين بِمَكَّة. ذكره ابْن فَهد فِي الظهيريين.(4/328)
903 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن أَمِين الدّين بن فرشتا الْحَنَفِيّ /، وفرشتا هُوَ الْملك وَكَذَا كَانَ يكْتب بِخَطِّهِ الْمَعْرُوف بِابْن الْملك. مُتَأَخّر لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة وَله تصانيف مِنْهَا شرح الْمَشَارِق للصغاني وَشرح الْمجمع والمنار والوقاية، وكتبته هُنَا بالحدس فَالله أعلم.
904 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر التَّاج ابْن الزين بن الْعلم بن الجيعان / الْمَاضِي أَبوهُ وجده، وَهُوَ بلقبه أشهر. شَاب تدرب بِأَبِيهِ وَغَيره فِي الْمُبَاشرَة وَتصرف بأماكن وَفِي جِهَات نِيَابَة عَن أَبِيه وَغَيره مَعَ ميله لما يمِيل أَبوهُ إِلَيْهِ وَإِن كَانَ قد قَرَأَ عِنْد الشهَاب المنهلي وَغَيره، وَحج وتزايد ارتقاؤه وتموله، وَصَارَ هُوَ المستبد بِمَا كَانَ أَبوهُ يقوم بِهِ بل أَبوهُ كالمحجور مَعَه وَلم يحمد من كثيرين وَقد تزوج ابْنة عبد الرَّحِيم ابْن عَم أَبِيه الزيني عبد الرَّحْمَن وَابْنَة البدري أبي الْبَقَاء بن يحيى بن الجيعان سوى سراري حججن بخصوصهن فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين فِي أبهة زَائِدَة، وَكَانَ تحرّك ليَكُون مَعَهُنَّ فَمَا مكن، وَلما رجعن دَامَ قَلِيلا ثمَّ ابْتَدَأَ بِهِ التوعك فَمَكثَ أسبوعا ثمَّ استعجل بالحمام وطلع الْخدمَة فَلم يلبث بعد ذَلِك سوى أُسْبُوع ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الأثنين ثَانِي عشري ربيع الأول سنة سبع وَتِسْعين فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ، وَدفن بتربة بني عَمه تجاه التربة الأشرفية برسباي، وَلم يلبث إِن مَاتَ بنوه فِي الطَّاعُون مِنْهَا وصولح الْملك أَولا وَثَانِيا بِمَال يبلغ مائَة ألف وَخمسين ألف دِينَار عوضهم الله الْجنَّة وَعَفا عَنْهُم.
905 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الْوَلَد السراج بن قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده، وَأمه أم ولد. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَمَات وَهُوَ ابْن تسع فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين وتأسف عَلَيْهِ أَبَوَاهُ جدا عوضهم الله الْجنَّة.
906 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن زايد الْمَكِّيّ أَخُو أبي سعد / الْآتِي مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا وزار الْمَدِينَة وَهُوَ مبارك.)
907 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْقَادِر بن الْمُوفق بن المحيوي الشارعي القاهري الْحَنَفِيّ الصُّوفِي / أحد مَشَايِخ الزوايا بالقرافتين، وَيعرف بِابْن عُثْمَان، ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، أرخه ابْن الْمُنِير.
908 - عبد اللَّطِيف بن الْعَفِيف عبد الله بن إِسْمَاعِيل الْمدنِي /، مَاتَ شَابًّا بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين، أرخه ابْن فَهد.
909 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْمجِيد الجناني الأَصْل الصحراوي القاهري الْحَنَفِيّ /(4/329)
سبط الشَّيْخ سليم، ولد بِجَامِع طشتمر حمص أَخْضَر من الصَّحرَاء، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والكنز، واشتغل عِنْد القَاضِي سعد الدّين بن الديري، والكافياجي، وناب فِي الْقَضَاء مَعَ كَونه لم يتَمَيَّز، كَانَ إِمَام تربة الْأَشْرَف قايتباي وَأحد قراء الْمُصحف بهَا، مِمَّن يزاحم عِنْد الْأُمَرَاء وَنَحْوهم. مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الْخمسين بعد أَن صَارَت لَهُ حِصَّة فِي نظر تربة طشتمر الْمَذْكُور وَيُقَال إِنَّه كَانَ لين الْجَانِب متواضعا فَالله أعلم.
910 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف التَّاج بن الجيعان أَخُو الْمُحب أبي الْبَقَاء مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما، ولد فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بدرب ابْن ميالة من بركَة الرطلي وَحفظ بعض الْقُرْآن، وَاسْتقر فِي الْمُبَاشرَة بأوقاف الظَّاهِر برقوق والناصر، وَفِي الِاسْتِيفَاء بأوقاف الزِّمَام فِيمَا تَلقاهُ شَرِيكا لِأَخِيهِ عَن أَبِيه، وبرع فِي الْمُبَاشرَة خطا وحذقا، وَحج صُحْبَة أبي الْبَقَاء بن الشرفي حِين توجه لأصلاح الْمَدِينَة وَله المام بكتب الْأَدَب وَهُوَ مِمَّن رسم عَلَيْهِ لأوقاف الزِّمَام ثمَّ خلص هُوَ وَأَخُوهُ، فسافر أَخُوهُ لمَكَّة فحج ثمَّ سَافر إِلَى الْيمن، فَلم يلبث أَن مَاتَ وَأما هَذَا فَمَاتَ بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين فَكَانَا فِي سنة وَاحِدَة عَفا الله عَنْهُمَا وسافر فِي أثْنَاء ذَلِك بحرا مَعَ نَائِب جدة فجاور بَقِيَّة سنته وَرجع بعد الِانْفِصَال عَن الْمَوْسِم سنة سِتّ وَتِسْعين لبلاد الْيمن فَمَاتَ بهَا فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا رَحمَه الله.
911 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْوَهَّاب بن عفيف بن وهيبة بن يوحنا تَقِيّ الدّين الملكي الْأَسْلَمِيّ الْحَكِيم ابْن أخي الشَّمْس أبي البركات بن عفيف / الَّذِي وَسطه الْأَشْرَف برسباي قبيل مَوته وَأحد رُؤَسَاء الطِّبّ والكحل ويلقب قوالح، مَاتَ.
912 - عبد اللَّطِيف بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي الشرواتي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد وَإِخْوَته، وَيعرف بِابْن عبيد الله. / حفظ الْكَنْز والمنار وعمدة النَّسَفِيّ والحاجبية ودرس. مَاتَ سنة أَربع وَخمسين.
913 - عبد اللَّطِيف بن عبيد بن أَحْمد العقبي الطلخاوي ثمَّ الصحراوي القاهري الشَّافِعِي، / كَانَ أَبوهُ بواب التربة الناصرية فرج بن الظَّاهِر بالصحراء فأحضر مَعَه فِي الرَّابِعَة على الْجمال الْحَنْبَلِيّ الْبَعْض من ثمانيات النجيب، وَمن فَوَائِد تَمام واستمع عَليّ الفوي ختم الدَّارَقُطْنِيّ، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَمن فِي الاستدعاء، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بِرَأْس حارة زويلة وَغَيرهَا، وَحدث باليسير لقِيه الطّلبَة وَأَجَازَ، مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين.(4/330)
914 - عبد اللَّطِيف بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان الزين الدنجيهي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي البولاقي الشَّافِعِي / اشْتغل بالفرائض والحساب عِنْد بلديه عبد الْقَادِر بن عَليّ الْمَاضِي والشهاب السجيني، وبرع فيهمَا وَفِي المخاصمات وَصَارَ يقوم بمهمات مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الأتابك من ذَلِك لأختصاصه بالزيني سَالم وخدمته لَهُ بأقراء أَوْلَاده أَولا ثمَّ بِغَيْر ذَلِك وترقى وتمقته الْملك لِكَثْرَة الْمُلَازمَة فَلم يَنْفَكّ، بل استرسل حَتَّى استنزل مُحَمَّد بن الشَّمْس بن المرخم عَن مشيخة الفخرية تصوفا وتدريسا وباشرهما والبدر بن الْغَرْس عَن مشيخة الزينية ببولاق، وَكَاد أَن يَأْخُذ وظائف جَامع ابْن البازري بعد ولد النَّجْم بن حجي، وَقرر فِي التصدير بالفرائض بالأزبكية إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات، وَلم يحْتَملهُ نَاظر الفخرية فتوسل حَتَّى أرضوه وَنزل عَنْهَا وَهُوَ مِمَّن سَافر ابْن مخدومه فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين، وَبَلغنِي أَنه الْتفت لمرافعة بني الزيني سَالم عِنْده.
عبد اللَّطِيف بن عُثْمَان شيخ الزوار /. مضى فِي أَبِيه عبد الْقَادِر قَرِيبا.
915 - عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْكَمَال بن الْعَلَاء بن نَاصِر الدّين الحسني المنفلوطي ثمَّ القاهري الْموقع، وَيعرف بِابْن أخي المحروق / ولد فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنفلوط، وَسمع عَليّ ابْن الْجَزرِي والشرف الواحي والمقريزي وَشَيخنَا فِي آخَرين، وخالط ابْن الْبَارِزِيّ فَمن دونه، وَكتب التوقيع وَاقْتصر عَلَيْهِ بِأخرَة عَن المتَوَكل عَن الله الْعِزّ عبد الْعَزِيز. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين رَحمَه الله وإيانا.
916 - عبد اللَّطِيف بن عَليّ الزين الشارمساحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، / كَانَ أَبوهُ من مدركي بَلَده ففارقه وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْأَرْبَعين فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْحَاوِي ثمَّ لَازم فِيهِ الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَابْن حسان والعبادي وَغَيرهم كالبدر أبي السعادات وَفِي الْفَرَائِض الزين)
البوتيجي وبرع فيهمَا وَأذن لَهُ فِي التدريس والافتاء، وتصدى لذَلِك قبل حفظه الْقُرْآن ثمَّ أقبل عَلَيْهِ حَتَّى حفظه وانتفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر الطلخاوي والأمين بن النجار، وتنزل فِي الخانقاة الصلاحية وَكَانَ ذَا إقدام وَكَلَام، وناب فِي الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَجمع فِي آدابه شَيْئا، وتحول إِلَى بولاق فسكنه وانتفع بِهِ أهل تِلْكَ الخطة تدريسا وافتاء حَتَّى مَاتَ، وَقد زَاد على السّبْعين فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد مرض طَوِيل، وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الخطيري وَدفن بالقرافة رَحمَه الله وإيانا.
917 - عبد اللَّطِيف بن عَليّ الْمحلي البلتاجي الأحمدي الشَّافِعِي / أَخذ عَن(4/331)
أَبِيه وَحج وجاور سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وَسمع من إِبْرَاهِيم الزهْرَانِي شَيْئا من مَنَاقِب سَيِّدي أَحْمد، وَكَانَ يحفظ كثيرا من مناقبه وأحواله أَخذ عَنهُ ابْن الْمُنِير، وَقَالَ انه مَاتَ بعد سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
918 - عبد اللَّطِيف بن عِيسَى بن الحصباي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي، / أَكثر من الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه عِنْد الشّرف عبد الْحق السنباطي والجوجري فِي تقسيمهما، وَكَذَا اشْتغل فِي النَّحْو وتميز فِي الألمام بالفقه، وَقد قَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ كثيرا وَحمل عني غَالب بحث الألفية وتنزل فِي الباسطية وَغَيرهَا، وَحج فِي سنة تسعين فِي ركب نَائِب جدة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا، ثمَّ عمله زَكَرِيَّا قَاضِيا وَلَا بَأْس بِهِ.
عبد اللَّطِيف بن غَانِم الْمَقْدِسِي /، فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن غَانِم.
عبد اللَّطِيف بن أبي الْفَتْح، / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
919 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْبَدْر بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري أَخُو عبد الله الْآتِي وَيعرف بِابْن الرُّومِي، / مِمَّن بَاشر النقابة عِنْد الْبَدْر بن التنسي قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَكَانَ متميزا فِي الصِّنَاعَة ضَعِيف الْخط حَسْبَمَا رَأَيْته فِي أسجال عَدَالَته خَالِي.
920 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عَليّ بن سُلَيْمَان ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ النجار أَخُو عَليّ / الْآتِي وَيعرف بالغنومي بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون نِسْبَة بعض السّنَن لأبي دَاوُد، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ وعَلى أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي الْمَالِكِي وَالْفَخْر القاياتي الشفا بِفَوَات لم يعين، وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الأبارهيم ابْن عبد الله بن عمر الصنهاجي وَبَان عَليّ فَرِحُونَ والابناسي وَابْن صديق وَكَذَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والصردي وَابْن عَرَفَة وَابْن حَاتِم والمليجي، أجَاز لي، وَكَانَ أُمِّيا يتكسب بِالتِّجَارَة ماهرا فِيهَا. مَاتَ فِي)
الْمحرم سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.
921 - عبد اللَّطِيف بن الْبَدْر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز التقي أَبُو الْفَتْح الْأَنْبَارِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / أحد الاخوة وَيعرف بِابْن الْأَمَانَة، درس بعد موت وَالِده بعناية الْعَلَاء القلقشندي فِي الحَدِيث بالمنصورية وَفِي الْفِقْه بالهكارية فَكَانَ الْعَلَاء يكْتب لَهُ عَلَيْهِمَا فيحفظه ثمَّ يلقيه، وَكَانَ كثير الْحيَاء سَاكن الْحَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَإنَّهُ كَانَ مشكور السِّيرَة على صغر سنه. مَاتَ وَهُوَ شَاب يَعْنِي عَن ثَلَاث وَعشْرين تَقْرِيبًا فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشري ذِي(4/332)
الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد أَن أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد خلق.
922 - عبد اللَّطِيف بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الزين الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي الْعَطَّار أَبوهُمَا / وَرَأَيْت من نسبه الشريفي وَيعرف بالحجازي، ولد كَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلَده ياسين فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة وَثَمَانمِائَة وَرَأَيْت من يَقُول بل قبلهَا بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده على جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وَسمع الحَدِيث على أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا قريب الْخمسين وَآخِرهَا فِي سنة ثَمَانِينَ، وَسمع بهَا على شَيخنَا وَغَيره، بل دخل الشَّام والصعيد وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل بر سواكن، وَتزَوج هُنَاكَ وَهُوَ مِمَّن أعرفهُ قَدِيما، وَحضر مجالسي بِالْقَاهِرَةِ بل قَرَأَ عَليّ بِأخرَة فِي لطائف المنن وتكسب فِي بَلَده بِالشَّهَادَةِ وَلَا بَأْس بِهِ فِيهَا، وَآل أمره إِلَى أَن كف وَانْقطع بمنزله مديما للتلاوة لما يحفظه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد. ثمَّ دفن رَحمَه الله وإيانا.
923 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن السراج أَبُو المكارم بن الولوي أبي الْفَتْح بن أبي المكارم بن أبي عبد الله الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ / وَالِد المحيوي عبد الْقَادِر الْمَاضِي، وحفيد عَم وَالِد التقي الفاسي، ولد فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتفقه وَسمع من النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي والشهاب بن ظهيرة وَأحمد بن حسن ابْن الزين وَالْفَخْر القاياتي وَابْن صديق والابناسي وَابْن الناصح فِي آخَرين، وَمِمَّا سَمعه على الأول البلدانيات للسلفي وجزء ابْن بجيد، وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ والتنوخي وَابْن الملقن وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيتمي وَأحمد بن)
أقبرص والسويداوي والحلاوي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَمَرْيَم الأذرعية وَخلق، وَخرج لَهُ التقي بن فَهد مشيخة وَكَانَ أَبوهُ مالكيا فتحول هُوَ حنبليا وَولي امامة مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة بعد موت ابْن عَمه النُّور عَليّ ابْن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد الْآتِي، ثمَّ قضاءها فِي سنة تسع فَكَانَ أول حنبلي ولي قَضَاء مَكَّة، وَاسْتمرّ فِيهِ حَتَّى مَاتَ مَعَ كَثْرَة أَسْفَاره وغيبته عَن مَكَّة، بل كَانَ يسْتَخْلف هُوَ من يختاره من أقربائه، غير أَنه عزل سنة وَلَكِن لم يل فِيهَا عوضه ثمَّ أُعِيد وأضيف إِلَيْهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين مَعَ قَضَائهَا الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَصَارَ قَاضِي الْحَرَمَيْنِ، وسافر إِلَى بِلَاد الشرق غير مرّة وَاجْتمعَ بالقان معِين الدّين(4/333)
شاه رخ بن تيمورلنك فِيهَا وَكَانَ يُكرمهُ غَايَة الاكرام ويسعفه بالعطايا والانعام، لحسن اعْتِقَاده فِيهِ ومزيد محبته لَهُ، واقتفى وَلَده الوغ بك وَغَيره من قُضَاة تِلْكَ بِحَيْثُ سَمِعت وَصفه بمزيد الْكَرم والاطعام من غير وَاحِد من ثِقَات شُيُوخنَا فَمن دونهم، وَيُقَال إِنَّه رَجَعَ من بعض سفراته بِنَحْوِ عشْرين ألف دِينَار فَمَا استوفى سنته حَتَّى أنفدها، وَكَانَ شَيخا خيرا دينا مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ، بَعيدا عَن الرِّشْوَة بل رُبمَا كَانَ لفرط كرمه يهب لمن يَأْتِي إِلَيْهِ فِي محاكمة أَو حَاجَة، سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس، متواضعا متوددا ذَا شيبَة نيرة ووقار، ضخما محببا للخاصة والعامة مُفِيدا من أَحْوَال مُلُوك الشرق وَنَحْوهم مَا امتاز على غَيره فِيهِ بمشاهدته مَعَ نقص بضاعته حدث باليسر، أجَاز لي، وَتزَوج بِأخرَة بابنة للعلاء حفيد الْجلَال البُلْقِينِيّ واستولدها، لَكِن انْقَطع نَسْله مِنْهَا وَله حِكَايَة فِي عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز، وَذكره المقريزي فِي عقوده، وَقَالَ: لم يزل سلفه فُقَهَاء مالكية، فَلَمَّا أَحْدَثُوا بِمَكَّة قَاض للحنفية وقاض للمالكية وَصَارَ بهَا ثَلَاثَة قُضَاة أحب أَن يكون رَابِع الثَّلَاثَة، فَقَالَ أَنا حنبلي، وسعى فِي أَن يكون بِمَكَّة، مَاتَ بعد تعلله مُدَّة بالاسهال وَرمى الدَّم فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا.
924 - عبد اللَّطِيف أَخ للَّذي قبله أكبر مِنْهُ، / مَاتَ فِي.
عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أَحْمد /. يَأْتِي فِيمَن جده عبد الله.
925 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الزين ابْن أبي الْفضل بن الزين بن نَاصِر الدّين أبي الْفتُوح بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.)
926 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن ذَاكر بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر السراج الكازروني الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمُؤَذّن بهَا. ذكره الفاسي فِي تاريخها وَقَالَ إِنَّه كَانَ بعد موت بعد الله بن عَليّ رَئِيس المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام قرر مُؤذنًا عوضا بمنارة بَاب بني شيبَة بِبَعْض معلومه فباشر الْأَذَان بهَا فِي وَظِيفَة الرياسة حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يعاني السّفر إِلَى سواكن للسبب فِي الْمَعيشَة معتنيا بِحِفْظ الْوَقْت مَنْسُوبا لخير وعفاف، مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَلم يبلغ الْأَرْبَعين فِيمَا أَحسب وَتُوفِّي قبله وَبعده جمَاعَة من أَوْلَاده وَزَوجته فِي الطَّاعُون الَّذِي كَانَ بِمَكَّة فِيهَا قَالَ ابْن فَهد وَكَانَ(4/334)
خيرا سَاكِنا مُبَارَكًا وَخلف ولدا بَالغا يُسمى أَبَا بكر ولي بعده الْأَذَان ثمَّ دخل الْمغرب والتكرور بعد الثَّلَاثِينَ صُحْبَة امام الْمَالِكِيَّة عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ النويري فَمَاتَ هُنَاكَ.
927 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن شاه رخ بن تيمورلنك /. قتل وَالِده وَاسْتقر عوضه فعاجله عَمه قبل تَمام شهر وَقَتله وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَخمسين كَمَا أَشرت لَهُ فِي أَبِيه.
928 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج بن أبي السرُور الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد الرَّحْمَن وَأبي الْخَيْر / الْمَذْكُورين وأبوهما وَقَرِيب عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَاضِي، ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وأحضر عَليّ ابْن صديق سَجدَات الْقُرْآن للحزي وَغَيرهَا واسمع عَليّ الزينين المراغي والطبري وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك والفرسيسي وَأَبُو الطّيب السحولي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَعبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وَولي امامة الْمقَام الْمَالِكِي بِمَكَّة فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ صرف وَكَانَ قد حضر فِي الْفِقْه دروس وَالِده وَعَمه أبي حَامِد وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة، مِنْهَا فِي سنة سبع وَعشْرين مَعَ أَبِيه وأخيه وسمعوا عَليّ الفوي من لفظ الكلوتاتي فِي الدَّارَقُطْنِيّ وَآخِرهَا فِي أول سنة سبع وَخمسين وَمِنْهَا توجه إِلَى دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل ثمَّ توجه لبلاد الْمغرب فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَرجع وَكَانَ يكثر الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة بِحَيْثُ تَتَكَرَّر لَهُ فِي السّنة الْوَاحِدَة، وَرُبمَا كَانَ يتَوَجَّه فِي درب الْمَاشِي مَاشِيا إِلَى أَن كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَتوجه اليها مَعَ الْحَاج ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا دون شهر ثمَّ عَاد اليها فاستمر بهَا أشهرا وَمَات فِي / لَيْلَة السبت تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة الشَّرِيفَة وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا وَهُوَ مِمَّن أجَاز لنا.
929 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير الزين بن التقي بن الْحَافِظ القطب الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي وَهَذَا أَصْغَر وَيعرف بالحلبي، / ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عبد الْهَادِي وأسمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ المسلسل ومشيخة النجيب الْكُبْرَى وَحدث قرأهما عَلَيْهِ شَيخنَا، قَالَ وَكَانَ وقورا خيرا حسن السمت، مَاتَ فِي وسط صفر سنة أَربع وبخط الكلوتاتي إِنَّه فِي ربيع الآخر وعَلى الأول اقْتصر المقريزي فِي عقوده تبعا لشَيْخِنَا.(4/335)
930 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْوَلَد سراج الدّين بن القطب أبي الْخَيْر الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه، عرض على الْأَرْبَعين النووية والجرومية فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ثمَّ الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل فِي سنة سبع وَتِسْعين وكتبت لَهُ.
931 - عبد اللَّطِيف بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية والمنهاج وألفية النَّحْو واشتغل يَسِيرا وَسمع عَليّ الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح وَأبي الْفرج ابْني المراغي وتلا بالسبع على السَّيِّد الطباطبي، وَمَات مقتولا فِي اللجون بدرب الشَّام بعد الْخمسين تَقْرِيبًا.
932 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْيَمَانِيّ المحالبي، / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
933 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد التقي أَبُو الطّيب الزفناوي القاهري الشَّافِعِي، أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد / الْآتِي، نَشأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض على ابْن الملقن والعراقي وَولده والهيتمي والبرماوي والزين الفارسكوري والشهاب الْحُسَيْنِي، وأجازوه وتكب بِالشَّهَادَةِ، بل بَاشَرَهَا فِي ديوَان تمرباي رَأس نوبَة النوب وَتقدم عِنْده. وَكَذَا بَاشر بِأخرَة عمَارَة الْجَامِع الزيني ببولاق. وَكَانَ سَاكِنا لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ رَحمَه الله.
934 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عبد الْملك الزين بن الشَّمْس بن الْجمال المغربي الدَّمِيرِيّ الأَصْل الْجَوْجَرِيّ الشَّافِعِي ابْن عَم جد عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن عُثْمَان بن عبد الله / الْآتِي، فعثمان ووالد هَذَا اخوان وسلفه كلهم فُقَهَاء، وجده الْأَعْلَى عبد الله كَانَ مغربيا من أنَاس يعْرفُونَ ببني البخشور، فَقدم إِلَى دميرة فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ يعرف فِيهَا بالشيخ عبد الله ابْن البحشور المغربي وَله هُنَاكَ مَسْجِد مَشْهُور بِهِ، وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء لَهُ كرامات شهيرة فِي تِلْكَ الْبِلَاد مِنْهَا إِنَّه كَانَ كثير الْكِتَابَة للمصاحف وَلَا يُوجد فِي شَيْء مِنْهَا شَيْء من الْغَلَط وَذكر إِنَّه كَانَ إِذا وضع الْقَلَم ليكتب الْغَلَط جف حبره وَلم يُؤثر فِي الْوَرق فَيرجع إِلَى نَفسه فيتذكر وَيكْتب الصَّحِيح، وأنجب وَلَده عبد الله وَاسْتمرّ هُوَ وَذريته بدميرة إِلَى أَن انْتقل جده الْجمال مُحَمَّد إِلَى جوجر فأنجب بهَا وَلَده الْجمال عبد الله فاشتغل بالفقه والقراءات فَتلا بِالسَّمْعِ على الشَّيْخ الْوَلِيّ مُحَمَّد(4/336)
المرشدي واستمروا بجوجر إِلَى أَن ولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِيمَا رَآهُ بِخَط أَبِيه وتلا بهَا الْقُرْآن لأبي عَمْرو عَليّ الْفَقِيه شُعَيْب وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج أَظُنهُ الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والمفصل للزمخشري والملحة والجمل للزجاجي والمقامات الحريرية والبردة وَشَرحهَا لِأَبْنِ الخشاب والشقراطسية وَشَرحهَا لبَعض الأندلسيين وَعرض بَعْضهَا على السراج البُلْقِينِيّ وَغَيره وَأخذ الْفِقْه والنحو فِي جوجر عَن الْبَدْر النابتي، وَكَانَ مُتَمَكنًا فِي الْعلم مُعظما جدا عِنْد السراج البُلْقِينِيّ وَعَن الزين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد الكرميني قَاضِي الْمحلة وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَأخذ الْفِقْه فَقَط عَن الْبُرْهَان البيجوري والنحو عَن غير الْمَذْكُورين وَبحث المقامات عَليّ الشَّمْس الحبتي الْحَنْبَلِيّ شيخ الخروبية وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين فقطنها إِلَى بعد الثَّلَاثِينَ ومدح شَيخنَا بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر، وَكتب عَنهُ البقاعي مَا زعم أَنه مدحه بِهِ:
(وَلما إِن بدا برهَان شَيْخي ... وَقد وضح الدَّلِيل بِلَا نزاع)
(تمثل كعبة تجلي لفكري ... وَكم شرفت بقاع بالبقاعي)
مَاتَ قريب الْأَرْبَعين تَقْرِيبًا.
935 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله وَيُقَال أَحْمد الْحِمصِي الأَصْل الْمَقْدِسِي البلان. / ولد بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَسمع على أمه غزال عتيقة القلقشندي منتقى فِيهِ خَمْسَة عشر حَدِيثا من نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بسماعها لجَمِيع النُّسْخَة عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَحدث بِهِ قرأته عَلَيْهِ بِبَاب الصلاحية من بَيت الْمُقَدّس، وَكَانَ خيرا متكسبا بِالْخدمَةِ فِي الْحمام وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا.)
936 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن يفتح الله سراج الدّين أَو زين الدّين بن الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي عَم عَليّ بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن يفتح الله. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة باسكندرية، وَمَات بِمَنْزِلَة خليص رَاجعا من الْحَج سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله، لقِيه البقاعي.
937 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود السنباطي ثمَّ القاهري الْعَطَّار أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي أول سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْيَسِير وَقدم مَعَ أَبِيه وأخيه الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَكَانَ مَعَ أَبِيه فِي التَّسَبُّب بحانوت من بَاب الزهومة فِي الْعطر وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ خلق، وَحج مرَارًا وجاور غير مرّة وارتفق بِهِ الطّلبَة وَنَحْوهم(4/337)
فِي الاستجرار مِنْهُ مَعَ صدق اللهجة والسكون والمداومة على معيشته والتوجه لسَعِيد السُّعَدَاء ثمَّ بعد موت أَبِيه صاهر الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي على ابْنَته وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد وأثرى وَلزِمَ بعد موت أَخِيه أَيْضا طَرِيقَته فِي الانهماك وَلكنه مَا كَانَ بأسرع من انْقِطَاعه بالفالج وَخَلفه وَلَده الْكَبِير فِي الْحَانُوت.
938 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود أوحد الدّين بن أبي الْفضل ابْن الشّحْنَة أَخُو الْمُحب مُحَمَّد والوليد / الآتيين، ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ والبدر بن سَلامَة، وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن قَارِئ الْهِدَايَة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَأذن لَهُ وَولي قَضَاء صفد مرَارًا وناب فِي الْقَاهِرَة عَن التفهني وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، أَفَادَهُ أَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد.
939 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب القاهري الكتبي وَيعرف بالسكري / شيخ مسن لَهُ طلب وَفِيه فَضِيلَة يَحْكِي عَن البُلْقِينِيّ وطبقته وَكَانَ من أَكثر الكتبيين كتبا وفيهَا الْكثير من الكراريس الملفقة والأجزاء المخرومة الَّتِي كَانَ يَأْخُذهَا من التّرْك ثمَّ يسهر اللَّيَالِي المتوالية على الشمع وَنَحْوه ليكمل بَعْضهَا من بعض وَقل أَن يتَحَصَّل مِنْهُ كَبِير أَمر وأذهب فِي ذَلِك مَالا كثيرا كل هَذَا مَعَ يبسه فِي البيع. مَاتَ ظنا بعد الْخمسين عَفا الله عَنهُ.
940 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الزين الصَّفَدِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. / ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بصفد وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والكافية فِي النَّحْو لِأَبْنِ مَالك وألفيه الحَدِيث وتفقه بِبَلَدِهِ على الشَّمْس بن حَامِد وَأخذ عَنهُ فِي الْأُصُول والعربية وَغَيرهَا وصاهره على ابْنَته وَأخذ بِدِمَشْق عَن الزين خطاب والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والبلاطنسي فِي آخَرين وَلَكِن جلّ انتفاعه انما هُوَ بصهره وَحج مَعَه فِي سنة ثَمَانِينَ، وزار بَيت الْمُقَدّس وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي الْجَامِع الظَّاهِرِيّ الْمَعْرُوف بالأحمر نِيَابَة عَن صهره ثمَّ اسْتَقر فِيهِ بعده وَكَذَا خَلفه فِي الافتاء والتدريس، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسعين وَقَرَأَ عَليّ فِي أول الَّتِي بعْدهَا فِي البُخَارِيّ وَسمع مني المسلسل وأجزت لَهُ ولأولاده وَهُوَ إِنْسَان فَاضل متواضع أَرْجُو تنزهه عَن مُعْتَقد صهره.
941 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد زين الدّين بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين الفارسكوري الشَّافِعِي / أحد شهودها وَيعرف بِابْن قويمة بِضَم الْقَاف ثمَّ وَاو وَمِيم ثمَّ هَاء، ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بفارسكور وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والميقات وتميز وتكسب(4/338)
بِالشَّهَادَةِ وَمن شُيُوخه الشهَاب البيجوري وَهُوَ مِمَّن سمع مني بالفاهرة.
942 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأسيوطي القاهري الْبَزَّاز أَخُو عَليّ وَالِد أَهلِي / الْآتِي. مَاتَ بعد أَن افْتقر جدا عدي عَلَيْهِ بِالْقربِ من انبابة فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بالوراق رَحمَه الله.
943 - عبد اللَّطِيف بن منقورة أحد الكتبة من الأقباط وَعم عبد الباسط ابْن يَعْقُوب / الْمَاضِي.
944 - عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْيَمَانِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بالمشرع / أَيْضا.
945 - عبد اللَّطِيف بن مُوسَى بن عميرَة بِفَتْح أَوله ابْن مُوسَى بن صَالح السراج الْقرشِي المَخْزُومِي / فِيمَا كتبه الْمزي لِأَبِيهِ حِين أثبت لَهُ بعض الأسمعة الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف باليبناوي، ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وكتبا واشتغل قَلِيلا فِي الْعَرَبيَّة وجود الْكِتَابَة وَسمع من ابْن صديق والشهاب بن ظهيرة وَبِه تفقه ولازم دروسه كثيرا وَكَانَ بِأخرَة أَكثر النَّاس تسجيلا عَلَيْهِ لمزيد اخْتِصَاصه بِهِ بل كَانَ يسجل على غَيره من حكام مَكَّة وناله اهانة زَائِدَة من بَعضهم لعدم تلطفه فِي مخاطبتهم، وناب عَن الْجمال بن ظهيرة فِي الْعُقُود بوادي نَخْلَة وَفِي الاصلاح بَين النَّاس هُنَاكَ وَأم بقرية بشرا من وَادي نَخْلَة أَيْضا وأصابه بهَا مرض تعلل بِهِ أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي النّصْف الثَّانِي من رَجَب سنة ثَمَان عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ دينا عَارِفًا بالوثائق وَالْفِقْه ذكيا كيس الْعشْرَة لطيفا، تَرْجمهُ الفاسي.
946 - عبد اللَّطِيف بن مُوسَى الكجراتي /، لَهُ ذكر فِي عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد البطايني.
947 - عبد اللَّطِيف بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد النُّور المغربي الأَصْل الطويلي الْمَالِكِي الشَّاعِر /، ولد سنة احدى وَثَمَانمِائَة بالطويلة من الغربية بشاطئ النّيل من عمل الدمار وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل فِي سنة خمس وَعشْرين إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي ابْن الْجلاب على الزين عبَادَة واشتغل يَسِيرا وتدرب بالسراج عمر الأسواني ثمَّ بالبدر البشتكي فِي النّظم وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا بل نَاب فِي الْمحبَّة عَن قضاتها وتعاني نظم الشّعْر وَخمْس الْبردَة فِي ثَلَاثَة تخاميس واستحذى بِشعرِهِ الأكابر وَغَيرهم وَكتب إِلَيّ بِأَبْيَات سَمعتهَا مَعَ غَيرهَا مِنْهُ وَأكْثر نظمه لَيْسَ بالطائل وَلَا كَانَ بالثبت. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان(4/339)
وَسبعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.
948 - عبد اللَّطِيف بن هبة الله بن مُحَمَّد ظهير الدّين بن أرشد الدّين بن نور الدّين الْبكْرِيّ الكتكي الشِّيرَازِيّ نزيل مَكَّة /، قَالَ الطاووسي قَرَأت عَلَيْهِ قبل الثَّمَانمِائَة الْقُرْآن ومقدمات الْعُلُوم وَأَجَازَ لي وانتقل من شيراز إِلَى مَكَّة فجاور بهَا حَتَّى مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وعظمه.
949 - عبد اللَّطِيف افتخار الدّين الْكرْمَانِي الْحَنَفِيّ، / قدم الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَأنزل بقاعة الشَّافِعِيَّة من الصالحية وتصدى للاقراء وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين قَاسم وَالشَّمْس الأمشاطي وَحكى لي عَنهُ أَنه سَمعه يَقُول طالعت الْمُحِيط للبرهاني مائَة مرّة، وَكَانَ فصيحا مستحضرا لفروع الْمَذْهَب مَعَ الْخِبْرَة التَّامَّة بالمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ يَقُول فِي تلامذتي من هُوَ أفضل من الشرواني، وَبحث مَعَ الْعَلَاء البُخَارِيّ فِي دلَالَة التمانع وألزمه أمرا شَدِيدا وأفرد فِي ذَلِك تصنيفا وَوَافَقَهُ على بَحثه النظام الصيرامي وتعصب جمَاعَة كالقاياتي حمية لشيخهم وَقَالَ للبدر بن الْأَمَانَة أحفظ ألوفا من الأسئلة التفسيرية وَله على كتبه الْعَقْلِيَّة والنقلية حواش متقنة كَثِيرَة الْفَوَائِد وسافر مِنْهَا فحج ثمَّ عَاد وَنزل بزاوية تَقِيّ الدّين عِنْد المصنع تَحت القلعة وَاسْتمرّ إِلَى أول ولَايَة الظَّاهِر جقمق فَرجع إِلَى بِلَاده، وَيُقَال إِنَّه توفّي يَوْم وُصُوله وَحصل لَهُ بِعَيْنِه خلل، وَالثنَاء عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَالصَّلَاح كثير، وَكَانَ لَهُ خَال يَقُول عَنهُ إِنَّه شرح الْبَيَان للطيبي وَيَقُول عَن الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ إِنَّه عَالم رَحمَه الله.
950 - عبد اللَّطِيف زين الدّين الطواشي الرُّومِي المنجكي العثماني الطنبغا / مِمَّن خدم بعد موت سَيّده فَاطِمَة ابْنة منجك فَعرف بِهِ ثمَّ انْتقل لخدمة جقمق الأرغون شاوي نَائِب الشَّام فَلَمَّا قَتله الظَّاهِر ططر استخدمه وَجعله من خَاص جمداريته فدام سِنِين مَعَ ملازمته خدمَة الطَّائِفَة القادرية إِلَى أَن وَقع بَينهَا وَبَين الرفاعية تنَازع فِي أَوَاخِر الْأَيَّام الأشرفية برسباي فَشَكَاهُ حسن نديمه إِلَيْهِ فَطَلَبه وَقَالَ لَهُ أَنْت جمدار أم نقيب وضربه وَأخرجه من الجمدارية فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر ولاه مقدم المماليك بعد الْقَبْض على خشقدم اليشبكي فدام مقدما سِنِين وَحج أَمِير الركب الأول مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ انْفَصل بجوهر النوروزي نَائِبه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأقَام بطالا يتَرَدَّد لثغر دمياط لعمارة لَهُ هُنَاكَ فِيهَا مآثر إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشري صفر سنة احدى وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد وَقد ناهز الثَّمَانِينَ وَكَانَ دينا خيرا صَالحا متواضعا كَرِيمًا محبا فِي الْفُقَرَاء رَحمَه الله وإيانا.(4/340)
عبد اللَّطِيف الدنجيهي. / فِي ابْن عُثْمَان بن سُلَيْمَان.
951 - عبد اللَّطِيف الرُّومِي الاينالي الطواشي. / مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَخمسين عَن نَحْو الْمِائَة وَورثه حفيدا مُعْتقه أَحْمد وَمُحَمّد ابْنا أَمِير عَليّ بن إينال.
952 - عبد اللَّطِيف الشَّامي الْعَطَّار بِمَكَّة /. مَاتَ بهَا فِي صفر وَتِسْعين وَكَانَ يُوجد عِنْده من الأعشاب والعطر مَا ينْفَرد بِهِ وَلذَا يجْتَهد فِي التغالي فِي بيعهَا بغلظة ويبس عَفا الله عَنهُ.
953 - عبد اللَّطِيف القجاجقي الْأَشْرَف برسباي / أحد الْخَواص من السقاة دَامَ كَذَلِك إِلَى أَن أبْطلهُ الظَّاهِر جقمق فِي أَوَائِل أَيَّامه وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ مَذْكُورا بِالْكَرمِ ومحبة أهل الْعلم وَالْفضل وَهُوَ صَاحب الْجَامِع المشرف على بركَة الفهادة بِالْقربِ من حدرة الكماجيين رَحمَه الله.
954 - عبد اللَّطِيف الناصري الساقي /، مَاتَ سنة سبع.
955 - عبد اللَّطِيف النشيلي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي صهر الزين زَكَرِيَّا، / مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.
انْتهى الْجُزْء الرَّابِع، ويليه الْجُزْء الْخَامِس وأوله: عبد الله(4/341)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(من اسْمه عبد الله)
عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَفِيف بن الْبُرْهَان المغربي الأَصْل الْمَكِّيّ)
الدهان الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالزعبلي. سمع من أبي بكر المراغي أَشْيَاء وَكَانَ كأبيه مُبَارَكًا منجمعا عَن النَّاس ملازما للْجَمَاعَة مَعَ بعد منزله ويتكسب بدهن السقوف وَنَحْوهَا وبالعمر أَيَّام الْمَوْسِم. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ.
ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا واشتغل على أَبِيه وشارك فِي الْفَضِيلَة وجود الْخط عِنْد أَبِيه وَالسَّيِّد على شيخ باسطية الْمَدِينَة وَكتب بِهِ أَشْيَاء وَدخل الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وباسكندرية مُدَّة وقدرت وَفَاته بهَا مطعونا سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْجمال الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة الشّرف بن أبي عصرون وَأَنه شَافِعِيّ الأَصْل وَولى قَضَاء الشغر قبل الْفِتْنَة شافعيا وَكَذَا كَانَت لَهُ وظائف فِي الشَّافِعِيَّة بحلب تحول بعد مُدَّة حنبليا وَولى قَضَاء الْحَنَابِلَة بحلب مرّة بعد أُخْرَى كأنظاره. قَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية وَكَانَ حسن السِّيرَة دينا عَاقِلا. ولى الْقَضَاء ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد مرَارًا ثمَّ صرف قبل مَوته بِعشْرَة أشهر. وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين. ذكره شَيخنَا عَن نَحْو سِتّ وَسِتِّينَ سنة وَدفن بتربة الْأَذْرَعِيّ والباريني خَارج بَاب الْمقَام من حلب ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الْعَفِيف الْحِمْيَرِي الْمدنِي نزيل مَكَّة وَابْن عَم أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن فَقِيه الزيدية وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الشقيف بِمُعْجَمَة مَضْمُومَة ثمَّ قَاف ثمَّ يَاء التصريف سَاكِنة ثمَّ فَاء. قَالَ التقي الفاسي: بَلغنِي أَنه ولد بزبيد وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا مُدَّة ورزق دنيا وَصَارَ إِلَى بِلَاد الْحَبَشَة فَأَقَامَ بهَا سبع سِنِين ثمَّ دخل مصر وَأقَام بهَا مُدَّة وَولد لَهُ بِمَكَّة أَوْلَاد وَصَارَ لَهُ بهَا عقار وَكَانَ ذَا ملاءة. مَاتَ بعد أَن أوصى بمبرات وَحبس أوقافا لكثير من القربات فِي سنة سبع بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن عبد الله بن مَحْمُود بن يُوسُف بن تَمام الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن أبي إِسْحَاق الزبيدِيّ من بني السموءل السنجاري الأَصْل البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو عَائِشَة وَيعرف بِابْن الشرايحي الْحَافِظ الشهير. ولد يَوْم الثُّلَاثَاء(5/2)
تَاسِع رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا وَأخذ عَن الْعِمَاد بن بردس وَغَيره ثمَّ دخل دمشق فَأدْرك بهَا جمَاعَة)
من أَصْحَاب الْفَخر وَأحمد بن شَيبَان ثمَّ من أَصْحَاب ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر ثمَّ من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان والمطعم ثمَّ من أَصْحَاب الحجار وَنَحْوه ثمَّ من أَصْحَاب ابْن الْجَزرِي وَابْنَة الْكَمَال الْمزي فَأكْثر جدا من حُدُود السِّتين وَإِلَى قرب مَوته حَتَّى سمع من أقرانه فَمن دونه، وَهُوَ مَعَ ذَلِك أُمِّي بل لَا ينظر إِلَّا نظرا ضَعِيفا وَمن شُيُوخه إِسْمَاعِيل بن السَّيْف أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْحَرَّانِي سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين لأبي الأسعد الْقشيرِي وَابْن أميلة سمع عَلَيْهِ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن أبي دَاوُد وَالصَّلَاح بن أبي عمر سمع عَلَيْهِ الْمسند ويوسف بن عبد الله بن الحبال سمع عَلَيْهِ سيرة ابْن هِشَام وَصَارَ أعجوبة دهره فِي معرفَة الْأَجْزَاء والمرويات ورواتها والعالي والنازل ولديه مَعَ ذَلِك فَضَائِل ومحفوظات ومذاكرة حَسَنَة ومشاركة فِي فنون الحَدِيث كل ذَلِك مَعَ الشهامة والشجاعة والمهابة وَكَونه جدا كُله لَا يعرف الْهزْل بل يتدين مَعَ خير وَشرف، وَخرج لجَماعَة من أقرانه فَمن دونهم وَحدث بِمصْر وَالشَّام قَالَ شَيخنَا سَمِعت مِنْهُ وَسمع معي الْكثير فِي رحلتي وأفادني أَشْيَاء وانتفعت بأجزائه كثيرا، وَقدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى فقطنها مُدَّة طَوِيلَة وَحدث فِيهَا بالكثير من مسموعاته وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ حِينَئِذٍ مِمَّن أَخذنَا عَنهُ الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن أَخِيه الزين قَاسم والركن عمر بن أصلم والزين رضوَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَأقَام بهَا زَمنا مُنْفَردا وَأخذ عَنهُ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي والشهاب بن زيد وَمن لَا يُحْصى كَثْرَة وامتحن بِسَبَب قِرَاءَته خلق أَفعَال الْعباد للْبُخَارِيّ، وَولى تدريس دَار الحَدِيث الأشرفية إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة عشْرين، وَأوردهُ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد بِاخْتِصَار وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده، وروى عَنهُ ابْن نَاصِر الدّين الثَّالِث وَالْعِشْرين من متبايناته فَقَالَ أخبرنَا الشَّيْخ الْعَالم الْحَافِظ الْمُفِيد الْمُقْرِئ.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْجمال أَبُو حَامِد وَأَبُو غَانِم بن الْحَافِظ البرهاني أبي الوفا الْحلَبِي أَخُو أنس وَأبي ذَر الماضيين. سمع على أَبِيه وَشَيخنَا وَآخَرين وَمِمَّا سَمعه على أَبِيه جُزْء الْجعْفِيّ ثمَّ سمع مَعنا بحلب فِي سنة تسع وَخمسين على ابْن مقبل وَعبد الْوَاحِد بن صَدَقَة وحليمة ابْنة الشهَاب الْحُسَيْنِي وَشَيخ الشُّيُوخ السَّيِّد الْعَلَاء الْهَاشِمِي وَمُحَمّد بن أبي بكر شيخ قَرْيَة جبرين فِي آخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة بعد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَسمع على الْعلم البُلْقِينِيّ جُزْء الْجُمُعَة وعَلى الْمحلى وَالسَّيِّد النسابة فِي آخَرين وَكَذَا سمع بِالشَّام وَغَيرهَا وَحدث وَسمع مِنْهُ بعض الطّلبَة وَجلسَ(5/3)
شَاهدا ومسه بعض مَكْرُوه افتئاتا من بعض طلبة أَبِيه وَكَانَ متميزا)
فِي الرَّمْي وصنف فِيهِ وَله اعتناء بطرِيق الْفُقَرَاء بِحَيْثُ اسْتَقر فِي مشيخة الشُّيُوخ بعد مُحَمَّد بيرق الرِّفَاعِي مَعَ دين وَعدم غيبَة. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخلف أَوْلَادًا.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم موفق الدّين بن القَاضِي سعد الدّين القبطي القاهري وَيعرف بلقبه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة عَن سنّ عالية بمنزله بدرب الطباخ من بركَة الرطيلي الْمَعْرُوف ببني تَمِيم أَقَامَ بِهِ أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة صيفا وشتاء ولوجاهته صَار الدَّرْب يعرف بدرب موفق الدّين كَانَ أَبوهُ كَاتب جَيش الشَّام وَكَذَا كتب هُوَ فِيهِ أَيْضا مَعَ الْكِتَابَة فِي ديوَان المماليك بل كَانَ صَاحب ديوَان الْأَشْرَاف وقتا وانتمى للزين عبد الباسط فِي كِتَابَة الْجَيْش للمنادمة بِدُونِ مَكْرُوه وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ رسم عَلَيْهِ فِي أَيَّام مصادرته سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَبعدهَا وَأطلق وَبعده انجمع عَن النَّاس وَصَارَ بَيته مَقْصُودا بالتوجه إِلَيْهِ والاجتماع عِنْده من الْفُضَلَاء وَغَيرهم لِكَثْرَة تودده وَحسن ائتلافه وإسلامه وعشرته ومحبته فِي إطْعَام الطَّعَام مَعَ مُرُوءَة وأدب وَخير وَستر، وَكَانَت لَهُ أُخْت لم تتحول عَن النَّصْرَانِيَّة فَكَانَ يتألم لذَلِك من غير قطع بره عَنْهَا وَمِمَّنْ كَانَ يَجِيئهُ الشمنى وَأَحْيَانا الشَّيْخ مَدين وَإِمَام الكاملية وَكَثِيرًا الْقَرَافِيّ والشهاب الْحِجَازِي والسراج الوروري وَأم عِنْده الشَّمْس الأبشيطي الشَّافِعِي وَمَا مَاتَ حَتَّى تضعضع حَاله جدا، وَخلف ولدا كَبِيرا وَهُوَ الشهَاب أَبُو الْخَيْر أَحْمد الْمَاضِي رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم البسكري المغربي الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس وَشَيخ دَار الْقُرْآن الْمدرسَة السلامية بِهِ كَانَ يقرئ النَّاس فِيهَا على قَاعِدَة إِبْرَاهِيم الْأمَوِي الصُّوفِي فَانْتَفع بِهِ خلق وَكَانَ يعرف الْقرَاءَات وَغَيرهَا ويستحضر كثيرا من الْمُدَوَّنَة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير بِحَيْثُ نقل عَن التقي الحصني أَنه ذكر لَهُ فِي جمَاعَة صالحين فَقَالَ مَا فيهم مثله تحكى عَنهُ مكاشفات وكرامات قَالَ وَجَلَست فِي قبَّة الصَّخْرَة خَالِيا فَسمِعت ملكَيْنِ يَقُولَانِ الشَّيْخ عبد الله البسكري من الْأَوْلِيَاء وَرَأى رجل من مشاهير الصَّالِحين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول لَهُ من قَرَأَ الْفَاتِحَة عَلَيْهِ دخل الْجنَّة فاشتهر ذَلِك بِحَيْثُ قصد من الْبِلَاد لَهُ بل صَار من لم يُدْرِكهُ يقْرؤهَا على قَبره وَاسْتمرّ. مَاتَ بعد أَن قَارب التسعين أَو جاوزها حَتَّى صَار يحمل فِي بِسَاط فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن إِبْرَاهِيم الغماري. سمع الْمَيْدُومِيُّ وَحدث عَنهُ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ خَدِيجَة ابْنة أَحْمد بن)
سُلَيْمَان بن الْبُرْهَان.(5/4)
عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. كَانَ فَقِيها صَالحا سليم الصَّدْر درس وَأفْتى وأشير إِلَيْهِ بعد أَبِيه من بَين أخوته وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس عشرَة عَن نَحْو خمس وَأَرْبَعين. قَالَه الأهدل عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد الْبكْرِيّ. كتب على استدعاء بعد الْخمسين وَقَالَ أَن مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة.
عبد الله بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يحيى بن عمر بن عَليّ بن رَسُول الضياء الْمَنْصُور بن النَّاصِر بن الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل مُلُوك الْيمن الزبيدِيّ. وَليهَا بعد موت أَبِيه ودام حَتَّى مَاتَ بزبيد وَقت الزَّوَال من يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاثِينَ كَمَا حَقَّقَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المتقنين وَحمل إِلَى تعز فَدفن بمدرسة جده الْأَشْرَف. وأرخه النَّاشِرِيّ فِي ربيع الأول وَالْأول أضبط قَالَ وَمن أحسن مَا صنع فِي دولته أَنه أَمر بِمَنْع أَرْبَاب الطّرق من النِّسَاء من الْحُضُور لباب دَار مَمْلَكَته وأقيم بعده أَخُوهُ الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل فَلم يلبث أَن خلع وأقيم عَمه الظَّاهِر هزبر الدّين يحيى بن الْأَشْرَف فِي رَجَب مِنْهَا، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ عادلا ترك كثيرا من الْمُنْكَرَات الَّتِي قررها أجداده وَعظم أَحْكَام الشَّرْع وَاجْتمعَ فِي دولته العساكر الْكَثِيرَة وَأظْهر أبهة المملكة وَلكنه لم تطل مدَّته رَحمَه الله. وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة ذكر فِي مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن كبن الْفَقِيه.
عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ الْعَفِيف الْقَيْسِي الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزين. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِقَلِيل بِمَكَّة وَنَشَأ فَسمع على الْكَمَال بن حبيب والنشاوروي وَالْجمال الأميوطي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَغَيرهمَا. وَحدث روى عَنهُ ابْن فَهد وَحفظ الحاوى أَو أَكْثَره ولازم درس الْجمال بن ظهيرة سِنِين ثمَّ ترك. وتعاني الشَّهَادَة والوثائق والسجلات وناب فِي الْقَضَاء بمرسوم الدولة المظفرية أَحْمد بن الْمُؤَيد وَلَكِن لم يظْهر ذَلِك إِلَّا قبل مَوته بجمعة، وَكَانَ يذاكر بمسائل من الْفِقْه مَعَ معرفَة بالوثائق والسجلات والدعاوى بِحَيْثُ صَار مَقْصُودا فِيهَا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بمقبرة أَصْحَابه القسطلانيين من المعلاة رَحمَه الله.)
عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْجمال الحسني السمهودي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي وَلَده النُّور(5/5)
عَليّ. ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وألفية ابْن مَالك وعرضها على جمَاعَة وارتحل إِلَى مصر قبل استكمال الْعشْرين فَأخذ بهَا الْفِقْه عَن الْمَيْدُومِيُّ وَالِد زكي الدّين وَحضر مجْلِس أبي هُرَيْرَة بن النقاش والبهاء بن الْقطَّان ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فلازم دروس القاياتي بل قَرَأَ عَلَيْهِ النكت لِأَبْنِ النَّقِيب بِتَمَامِهَا وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمحلى قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن عقيل ثمَّ لَازمه بِأخرَة فِيهَا وَفِي الْفِقْه وأصوله وَغير ذَلِك وَكَانَ ينزل تَحت بالمؤيدية وَكَذَا أَخذ عَن الونائي وَغَيره وَلَقي بِمَكَّة إِذْ جاور بهَا بعض سنة أَبَا الْقسم النويري فَأخذ عَنهُ وَاجْتمعَ هُنَاكَ بالشهاب بن رسْلَان واستفتاه عَن شَيْء يتَعَلَّق بِالْحَجِّ فِي أَيَّامه فَقَالَ أخْشَى من انتشار الْكَلَام وَطول المباحثة فَيكون جدالا، وناب فِي قَضَاء بَلَده عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَلم يَتَعَدَّ لغَيْرهَا من الْأَعْمَال الَّتِي كَانَت مَعَ وَالِده مَعَ استنجاز شَيْخه الميدمي المرسوم لَهُ بذلك وَقدم على القَاضِي فَأعلمهُ بِهَذَا فَصَارَ يقْضِي الْعجب من شَاب يزهد فِي المنصب وَكَون غَيره من الشُّيُوخ يبْذل الْأَمْوَال فِيهِ وَاتفقَ لَهُ مَعَ القاياتي والمناوي نَحْو ذَلِك وَاعْتذر بِأَنَّهُ لَو سُئِلَ فِي الْقِيَامَة عَن نَفسه لم يجد خلاصا فَكيف بِأَهْل إقليم وَاقْتصر على بَلَده لتعينه عَلَيْهِ فِيهَا فَكَانَ يقْضِي ويدرس ويفتي فَلَمَّا كَانَت سنة ثَمَان وَخمسين عزل نَفسه محتجا بِأَنَّهُ لَا يعلم بِبَلَدِهِ مستكملا شُرُوط الْعَدَالَة مَعَ أَنه لَا يَسعهُ إِلَّا قبُوله، هَذَا مَعَ أَن غَالب قضاياه لم تكن إِلَّا توقيفا وصلحا بِحَيْثُ كَانَ يقْصد من أقاصي الصَّعِيد فَمَا دونهَا لذَلِك احتسابا بل يضيفهم وَيقوم بكلفهم وَحين أعرض عَن ذَلِك اسْتَقر وَلَده الْكَبِير عبد الرَّحْمَن عوضه، وَلزِمَ صَاحب التَّرْجَمَة الْإِفْتَاء والتدريس وَالْعِبَادَة مَعَ طَرِيقَته فِي الانجماع بمنزله وَعدم البروز إِلَّا للْجَمَاعَة حَتَّى لَا يعرف سوق بَلَده مَعَ صغرها بل اتّفق أَنه كَانَ بِجَامِع الصَّالح حِين اجتياز الْأَشْرَف بعساكره مُتَوَجها لآمد فَقَامَ الْجَمَاعَة كلهم لرُؤْيَته وَهُوَ لم يَتَحَرَّك من مَكَانَهُ وَهَكَذَا كَانَ دأبه لم يكن يصرف شَيْئا من أوقاته فِي غير عبَادَة مَعَ الْوَرع التَّام بِحَيْثُ أَن بعض بني عمر أُمَرَاء الصَّعِيد تزوج بأخته بعد مُرَاجعَة ومحاورة ومراغمة فَمَا تنَاول لَهُم شَيْئا وَلَا اخْتَلَط مَعَهم فِي شَيْء حَتَّى أَنه أفرد مَا جرت الْعَادة بإرساله عِنْد الْخطْبَة إِلَى وَقت الدُّخُول فَأرْسل بِهِ إِلَيْهِم وَلم يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن مَاتَ بهَا شَهِيدا تَحت هدم عقب صَلَاة)
الْمغرب وقراءته سُورَة الْوَاقِعَة فِي سادس عشري صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحِمهم الله. أَفَادَهُ وَلَده بأطول من هَذَا.(5/6)
عبد الله بن أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد الْجلَال بن الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الْحلَبِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَقدم دمشق قبل الْفِتْنَة فقطنها وَكَانَ فَقِيها جيد الْبَحْث خيرا منجمعا عَن النَّاس وَعِنْده غَالب مصنفات أَبِيه فَلَا يبخل بإعارتها. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ. وَله ذكر فِي الْبُرْهَان البيجوري.
عبد الله بن أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن خطاب الْجمال بن الشهَاب البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة الثَّامِنَة والآتي أَخُوهُ عبد الْوَهَّاب وَيعرف كَهُوَ بالزهري. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّمْيِيز وتفقه بِأَبِيهِ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس سنة إِحْدَى وَتِسْعين ودرس بالقليجية وَغَيرهَا وناب فِي الحكم، وَكَانَ عالي الهمة لم تطل مدَّته بعد أَبِيه. مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُوسَى بن أبي بكر الْجمال العذري البشبيشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي عَاشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن الملقن والعربية عَن الغماري واختص بِهِ ولازمه، وبرع فِي الْفِقْه والعربية واللغة وَكَذَا الوراقة وتكسب بهَا وَكتب الْخط الْجيد وَنسخ بِهِ كثيرا، وناب فِي الْحِسْبَة عَن التقي المقريزي وصنف كتابا فِي المعرب وَآخر فِي قُضَاة مصر وَآخر فِي شَوَاهِد الْعَرَبيَّة بسط فِيهِ الْكَلَام، قَالَ شَيخنَا سَمِعت من فَوَائده كثيرا وَكَانَ رُبمَا جازف فِي نَقله، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَحكى عَنهُ. مَاتَ باسكندرية فِي ذِي الْقعدَة سنة عشْرين. قلت وبشبيش قَرْيَة من أَعمال الْمحلة بالغربية تشتبه بشيشين من تِلْكَ النواحي أَيْضا.
عبد الله بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَنْصَارِي الزرندي الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. سمع على الزين المراغي.
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن اللَّخْمِيّ التّونسِيّ الْفِرْيَانِيُّ الْمَالِكِي قريب مُحَمَّد بن حمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي مشتبه النِّسْبَة وَقَالَ أَخذ عَن بعض)
أَصْحَابنَا، وَمَات سنة اثْنَي عشرَة رَاجعا من الْحَج.
عبد الله بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الله بن يحيى التّونسِيّ الْمرْجَانِي. سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري والكمال بن حبيب وَأخذ عَنهُ التقي بن(5/7)
فَهد وَقَالَ أَنه كَانَ رجلا صَالحا خيرا دينا، وَلم يزدْ.
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْجمال النحريري الْمَالِكِي قَاضِي حلب وَابْن قاضيها. يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ فأظن أَنه ابْن أَحْمد بن عبد الله.
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْجمال الهريبطي ثمَّ القاهري الصحراوي. سمع مني فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة كثيرا وَحج معي فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَانَ خيرا يَتْلُو الْقُرْآن، وَمَات قريب الثَّمَانِينَ أَو بعْدهَا.
عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله الْغَزِّي الْخَطِيب بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عبد الله بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد الْجمال بن الشهَاب السجيني الأَصْل الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ هُوَ والماضي أَبوهُ. قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه والعربية وَقَرَأَ عَليّ فِي البخارى لأجل قِرَاءَته فِيهِ عَن أَبِيه بتربة الْأَشْرَف فايتباه ثمَّ اسْتِقْلَالا بعده، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.
مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عقب وَالِده بِيَسِير رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة. عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى. مضى فِي ابْن أَحْمد بن أبي الْحسن قَرِيبا.
عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم بن صَاح الْبَدْر ثمَّ الْجمال أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم وَزَيْنَب وَيعرف كأبيه بالعرياني. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضره أَبوهُ على الْمَيْدُومِيُّ جُزْء البطاقة ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وَغير ذَلِك بل لبس مِنْهُ خرقَة الصُّوفِيَّة وأسمعه على العرضي وناصر الدّين التّونسِيّ ومظفر الدّين الْعَطَّار وَأبي الْحرم القلانسي وَمُحَمّد بن يَعْقُوب بن الرصاص وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء كَامِل بن طَلْحَة والحافظ مغلطاي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الْبَيَانِي وَابْن الخباز وَخلق وَطلب بِنَفسِهِ فَسمع الْكثير وَحصل الْأَجْزَاء والنسخ وَدَار على الشُّيُوخ وَقَرَأَ الصَّحِيح غير مرّة سِيمَا بالقلعة وناب فِي الحكم وفتر عَن الِاشْتِغَال، وَكَانَ كثير الدعابة والمزاح حاد الْخلق وَلَو تصون لساد. قَالَه شَيخنَا وَهُوَ مِمَّن سمع مِنْهُ الْكثير من شُيُوخه بل أَخذ شَيخنَا عَنهُ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه لم يكن عِنْده طائل علم، وَذكره المقريزي فِي عقوده. وَمَات فِي عَاشر رَمَضَان سنة عشر وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ)
الزين الفاقوسي وَأنْشد ابْنه إِبْرَاهِيم عَنهُ عَن الْعَلامَة الشَّمْس بن الصايغ من قَوْله:
(عشقت تركي منور بدر السما غير أَن ... مواصل الشّرْب والشوى على النيرَان)
(اسْمَع صِفَات طباعو وَاصل هجران ... من اللَّبن شهوتو فِي كل يَوْم)
عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو مخرمَة الْحِمْيَرِي الشَّيْبَانِيّ(5/8)
الحضري الهجراني الْمدنِي الدَّار الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي مخرمَة. مِمَّن تقدم فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ من شُيُوخه فِي الْفِقْه أَبُو حشيش وَفِي غَيره أَبُو شكيل مُحَمَّد بن مَسْعُود قَاضِي عدن وَغَيرهمَا، ودرس وَأفْتى وكلفه على بن طَاهِر قَضَاء عدن فدام قريب أَرْبَعَة أشهر ثمَّ فر وَهُوَ الْآن مُتَوَجّه لنفع الطّلبَة خَاصَّة مَعَ علو همة وَشرف نفس، وَعمل على جَامع المختصرات نكتا فِي مجلدة وَكَذَا على ألفية النَّحْو فِي كراريس مفيدة ولخص شرح ابْن الهائم على الياسمينية إِلَى غير ذَلِك من رسائل فِي علم الْهَيْئَة وَغَيرهَا وفتاويه جَيِّدَة وَعبارَته محكمَة وَهُوَ الْآن فِي سنة سبع وَتِسْعين جَازَ السِّتين وَقد أرسل لي وَأَنا بِمَكَّة يَسْتَدْعِي الْإِجَازَة مني فأجبته.
عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن عُثْمَان بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عبد الْملك بن عبد الله الْجمال الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي حفيد ابْن عَم عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بِابْن البحشور وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يغْضب مِنْهَا. ولد فِي ثامن رَمَضَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بأسيوط وانتقل مَعَ أَبِيه إِلَى الْقرَان فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال الصفي وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه وعرضهما على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه يَسِيرا على الْجمال الْقَرَافِيّ والمحب الْمَنَاوِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَسمع على رَفِيقه فِي حَانُوت السروجين الشَّمْس مُحَمَّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ جُزْءا فِيهِ تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ الطّلبَة أَخَذته عَنهُ وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مُصحفا، وَدخل اسكندرية وَغَيرهَا وتنزل فِي صوفية البيبرسية ولقربه من سكن النَّجْم بن النبيه عين الموقعين صَار يرتفق بِهِ فاشتهر بذلك مَعَ أَنه لم يكن فِي صناعته بالماهر لكنه كَانَ خيرا حَرِيصًا على الْجَمَاعَة مديما للتلاوة عفيفا مرضى الشَّهَادَة، وَلما مَاتَ النَّجْم جلس موقعا بِبَاب قَاضِي الْمَالِكِيَّة ابْن حريز حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول عَام سِتّ وَسبعين بعد أَن مرض بالفالج مُدَّة، وَدفن بالصوفية رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن أَحْمد بن عمر بن عَرَفَات بن أَحْمد بن عوض الْجمال الْأنْصَارِيّ القمني ثمَّ)
القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي الزين أبي بكر وأخو عبد الرَّحْمَن. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بقمن وانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن على الشَّمْس البوصري فِيمَا زعم وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه يَسِيرا على عَمه بل وعَلى الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ ومواعيده وَفِي النَّحْو عَن الْمُحب بن هِشَام وَفِي(5/9)
الْأُصُول عِنْد قنبر وَلكنه لم يمهر فِي شَيْء من ذَلِك واعتنى بِهِ عَمه فأسمعه الْكثير على الصّلاح الزفتاوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد ابْن الشيخة وَابْن الداية والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والغماري والحلاوي والسويداوي والتقي الدجوي والفرسيسي وَابْن الفصيح وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وناصر الدّين الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ وستيتة ابْنة غالي وَخلق وَمِمَّا سَمعه على ستيتة أَخْبَار الطفيليين وعَلى ابْن الشيخة مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وَالْأَرْبَعِينَ للْحَاكِم وعَلى التنوخي جُزْء الْأنْصَارِيّ وجزء أبي الجهم وَكتب عَن الْعرَاق كثيرا من أَمَالِيهِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَطَائِفَة، وَحج غير مرّة وجاور وَكَانَ يَقُول أَنه سمع هُنَاكَ على الْجمال بن ظهيرة وَكَذَا سَافر لدمشق وزار بَيت الْمُقَدّس حِين كَانَ عَمه شيخ صلاحيته وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بالصالحية وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِي الأسماع محبا فِي الْأَقْرَاء وَفِي كَلَامه تزيد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الله بن أَحْمد بن قَاسم بن مُنَاد النفزاوي الْقَرَوِي بَلَدا نِسْبَة للقيروان المغربي الْمَالِكِي. ولد سنة فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقيروان وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع على مُحَمَّد بن أبي زيد صَاحب قصر المنستير وَفِي الْفِقْه على مُحَمَّد بن مَسْعُود وَعنهُ أَخذ التصوف وصحيح مُسلم والشفا على أبي عبد الله مُحَمَّد الرماح وَأبي الْقسم بن نَاجِي وَكتاب البردعي والمورد العذب وَكِلَاهُمَا فِي الْوَعْظ على حسن الحلقاوي والأذكار على مُحَمَّد بن عبد الله الشيبي فِي مَزَار الشَّيْخ عبد الله بن أبي زيد، وشغف بالتصوف وَأَهله فَأخذ عَن أبي زيد عبد الرَّحْمَن الْبَنَّا وَسَالم المرو وَغَيرهمَا، وَحج مرَارًا من سنة تسع وَعشْرين إِلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين ولقيه البقاعي فِيهَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ شَيخا جسنا يلوح عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْفطْرَة غير أَنه متوغل فِي أُمُور الصُّوفِيَّة منهمك فِي عشرتهم قد اخْتلطت كلماتهم وأفعالهم بِلَحْمِهِ وَدَمه سريع النّظم مَعَ لحنه وَرُبمَا يَقع لَهُ الْوسط وَعِنْده فَضِيلَة، وَدخل تونس وَأخذ عَنهُ أَصْحَابه قصيدته الصفوة)
شرح القهوة وأولها:
(أيا ساقي لنا صفوا ... أدرها لي بِغَيْر مزاج)
وَكَذَا دخل قسطنينة وبسكرة وصنف انجاد الأنجاد فِي فضل الْجِهَاد ونظم قصيدة وعظية فِي الْأَهْوَال الأخروية أَولهَا:
(بِحَمْد الله أبتدئ الْمسَائِل ... وَحمد الله عون لكل قَائِل)
وَأُخْرَى تسمى أنوار الْفِكر فِي أسرار الذّكر أَولهَا:
(إِذا أردْت بعون الله تتزر ... دوَام نَصَحْتُك ذكر الله تنتصر)(5/10)
مَاتَ قريب الْخمسين.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الحوراني الأَصْل الكالكوتي المولد نزيل مَكَّة والآتي أَخَوَاهُ أَبُو بكر وقاسم. ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بكالكوت وَنَشَأ بِمَكَّة فَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وَغَيره عِنْد الْفَقِيه حسن الطلخاوي وَسمع عَليّ بِقِرَاءَة ابْن عَمه الْكثير من البُخَارِيّ وَمن لَفْظِي المسلسل بالأولية وَسورَة الصَّفّ وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وأربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا لفظا وَغَيره وكتبت لَهُ فِي إجَازَة أَخِيه وَابْن عَمه ثمَّ سَافر إِلَى الْهِنْد وَحضر بعد موت أَبِيه وَيُقَال أَنه أَنْجَب أخوته.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن حسن الْجمال السمنودي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن صعلوك. لَقيته بسمنود فَكتبت عَنهُ قَوْله:
(تعرض الْبَدْر يحْكى بعض صورته ... فراح منخسفا من شدَّة الْغَضَب)
(وبانة الْجزع ماست مثل قامته ... تبت وَقد أَصبَحت حمالَة الْحَطب)
ثمَّ تكَرر قدومه الْقَاهِرَة وَكَانَ يحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره. مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين رَحمَه الله.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن عشائر التَّاج الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد بحلب سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع بهَا على التقي إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن العجمي وَغَيره، وأجازت لَهُ زَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَجَمَاعَة من دمشق وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكَانَ عَاقِلا دينا سَاكِنا ذَا وظائف وأملاك بِحَيْثُ يعد فِي الْأَعْيَان. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ بحلب وَدفن بمقبرتهم خَارج بَاب الْمقَام. ذكره ابْن)
خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر عفيف الدّين بن الشهَاب الْحَضْرَمِيّ الشَّامي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بِأبي كثير. فَاضل مفنن يُشَارك فِي أَشْيَاء حضر عِنْدِي بِمَكَّة بحثا وَرِوَايَة وَكتب بِخَطِّهِ عدَّة نسخ من القَوْل البديع وامتدحني بِأَبْيَات هِيَ عِنْدِي بِخَطِّهِ وَلَا زَالَ ينظم حَتَّى انصقل وَصَارَ يَأْتِي بالقصائد الْحَسَنَة فِي مدح قاضيها وَهُوَ الْآن من نبهاء فضلائها نسخ بِخَطِّهِ الْكثير.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى جمال الدّين بن الشهَاب السنباطي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عِيسَى. كَانَ سمتا حسنا منجمعا عَن النَّاس، بَاشر فِي تربة يلبغا وَغَيرهَا وَعرض عَلَيْهِ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ النِّيَابَة(5/11)
غير مرّة فَامْتنعَ وَاعْتذر بِعَدَمِ الأهمية وَلذَا كَانَ يرجحه فِي الْعقل على أَبِيه. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله الْجمال بن التنسي الْمَالِكِي قاضيهم وَابْن قاضيهم. تقدم فِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الوفا أَنه غرق فِي بَحر النّيل مَعَ جمَاعَة هُوَ مِنْهُم فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَظنهُ أَخُو شَيخنَا الْبَدْر مُحَمَّد بن التنسي لَكِن الْمُتَوَلِي لقَضَاء الْمَالِكِيَّة اسْمه مُحَمَّد لَا عبد الله فيحرر.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السَّيِّد أصيل الدّين بن أَمَام الدّين بن شمس الدّين بن قطب الدّين بن جلال الدّين الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَمن بَيت الصفى والعفيف الأيجيين وَيعرف بالسيد أصيل الدّين. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس أَو سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَن قَرِيبه الْمعِين وَابْن الصفى فِي النَّحْو والأصلين وَالتَّفْسِير بل سمع عَلَيْهِ جَمِيع تَفْسِيره وَغير ذَلِك بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الشرواني حِين مجاورته بِمَكَّة الرسَالَة والوضيعة للعضد وحاشيتها للسَّيِّد وَعَن سَلام الله الإصبهاني بعض شرح التَّذْكِرَة فِي الْهَيْئَة للسَّيِّد وَقَرَأَ على عبد المحسن الشرواني نزيل مَكَّة الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وَشَرحه للإصبهاني وعَلى يحيى العلمي شرح النخبة وَغَيرهَا ولازم دروس الْبُرْهَان بن ظهيرة فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير بل سمع عَلَيْهِ الْكثير وَكَذَا سمع على زَيْنَب الشوبكية ولازمني وَأَنا بِمَكَّة فِي مجاورتي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة حَتَّى قَرَأَ عَليّ فِي الأولى شرحي لألفية الْعرَاق بحثا من نُسْخَة حصلها جلها بِخَطِّهِ وَالسّنَن لأبي دَاوُد وَالْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وتصانيفي فِي ختم الْكتب)
الثَّلَاثَة إِلَى غَيرهَا من تصانيفي ومروياتي وَفِي الثَّانِيَة غَالب جَامع الْأُصُول لِأَبْنِ الْأَثِير وكتبت لَهُ إجَازَة اختصرتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير، وَهُوَ من الأفاضل الَّذين أخذُوا عني بِمَكَّة مَعَ الدّين والتواضع والتقنع وَالْأَدب وجودة الْخط والضبط والمحاسن الجمة وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة بل انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء ولكثرة مَا يَقع لِابْنِ نَاصِر من الغلظ والخبط الَّذِي لَا ينْهض لترجيعه عَنهُ انكف عَن حُضُور الْكَشَّاف زَاده الله فضلا.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم لأبيهما وَهُوَ الْأَصْغَر وَيعرف كأبيه بِابْن الريس لكَون رياسة الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مَعَهم وبابن الْخَطِيب. ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو واشتغل وشارك فِي الْفَرَائِض والحساب وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَغَيرهمَا وباشر الرياسة مَعَ أَخَوَيْهِ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى(5/12)
الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن أَرْبَعِينَ سنة رَحمَه الله.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد السروي ثمَّ السفطي الشَّافِعِي أحد جمَاعَة الغمري.
إِنْسَان خير اشْتغل وشارك وَقَرَأَ على الْكثير من البُخَارِيّ وَنعم الرجل وَهُوَ فِي الْأَحْيَاء.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشبروملسي. مِمَّن سمع مني قريب التسعين.
عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد المراكشي الأَصْل الخليلي شيخ زَاوِيَة عمر المجود بهَا. مِمَّن اشْتغل شافعيا فِي التَّنْبِيه وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الْأنْصَارِيّ وَلكنه أقبل على طَرِيق المتصوفة مَعَ خَيره وَخير أَبِيه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَد الْخَلِيل وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله.
عبد الله بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو الْفضل بن الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي وشريكه فِي شُيُوخه هُنَاكَ وَيعرف بالحلبي. أجَاز لي وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَخمسين عَن نَحْو السِّتين وَكَانَ يتَصَرَّف بالرسلية فِي الصالحية.
عبد الله بن أَحْمد الْجمال بن الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ الْمصْرِيّ خطيب جَامعهَا العمروي هُوَ وَأَبوهُ نَحْو خمسين سنة. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة خمس وَقد زَاد على السّبْعين بعد مَا اخْتَلَط وَاسْتقر بعده فِي الخطابة التقى المقريزي وَهُوَ الَّذِي أرخه.
عبد الله بن أَحْمد عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ. مضى فِيمَن جده على.
عبد الله بن أَحْمد الإِمَام أَبُو مُحَمَّد اللَّخْمِيّ التّونسِيّ الْفِرْيَانِيُّ بِضَم الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء بعْدهَا)
تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة وَبعد الْألف نون وصحفها بَعضهم الغرياني المغربي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فَاضلا مشاركا فِي الْفِقْه والعربية والفرائض مَعَ الدّين وَالْخَيْر. مَاتَ رَاجعا من مَكَّة إِلَى مصر وَدفن بعد عقبَة أَيْلَة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَكَذَا قَالَ التقي الفاسي وَقد حكى صاحبنا الإِمَام أَبُو مُحَمَّد كَانَ ذَا معرفَة جَيِّدَة بِالْحِسَابِ وَله مُشَاركَة فِي الْفِقْه وَغَيره وملاءة وافرة. مَاتَ بتيه بني إِسْرَائِيل وَهُوَ قافل من الْحجاز إِلَى مصر لقصد بِلَاده تغمده الله برحمته.
عبد الله بن أَحْمد الفرنوبي الأَصْل الْمَكِّيّ الشهير بالأقصرائي لخدمته لأمين الدّين. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يكثر التَّرَدُّد إِلَيْهَا وَإِلَى غَيرهَا شَدِيد السَّعْي والتحصيل والمداخلة للنَّاس سِيمَا بني الدُّنْيَا وَكَانَ يقصدني كثيرا رَحمَه الله.
عبد الله بن إِسْمَاعِيل. لَعَلَّه إِبْرَاهِيم الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمدنِي نزيل مَكَّة وَيعرف(5/13)
بالعفيف الْمدنِي. ولد بهَا وَنَشَأ فَسمع بهَا من ابْن صديق فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بعض البخارى وَدخل هرموز بل الْعَجم وَكَانَ مثريا ذَا دور. وَمَات بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عمر بن أبي بكر الْعَفِيف أَبُو الْخَيْر بن الشّرف الْعلوِي الزبيدِيّ الْمَاضِي جد أَبِيه الْوَجِيه صَاحب البديعية. كَانَ رجلا كَامِلا متواضعا مشاركا فِي عُلُوم كثير الذّكر دَائِم الْفِكر اشْتغل بالأسماء والأوفاق وشارك فِي علم النُّجُوم وفَاق فِي حِسَاب الدِّيوَان وَلذَا أَقَامَ فِي خدمَة المسعود آخر مُلُوك بني رَسُول حَتَّى مَاتَ بثغر عدن سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَلم يكن يُشَارك أَبنَاء جنسه من المباشرين إِلَّا بِقدر الْحَاجة وَله طَريقَة فِي تقريب الْحساب مَعْرُوفَة عِنْد رفقائه وَأَمْثَاله. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين.
عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. حفظ التَّنْبِيه وَأخذ عَن عميه القاضيين مُحَمَّد بن عبد الله والشهاب أَحْمد بن أبي بكر وَغَيرهمَا، وَكَانَ فَقِيها عَالما غَايَة فِي الْحِفْظ يحفظ من مرّة وَولي الْقَضَاء بأماكن مَعَ كَثْرَة الْعِبَادَة والتلاوة وَاسْتِعْمَال الأوراد والأذكار وَكَونه حُلْو النادرة مليح المحاورة حَدِيد السّمع جدا عطر الرَّائِحَة وَلَو لم يتطيب كثير الْخُشُوع. مَاتَ بعد أَن كف بِمَدِينَة زبيد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.)
عبد الله وَيُقَال اسْمه يحيى بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر ابْن عَليّ بن رَسُول الظَّاهِر هزبر الدّين بن الْأَشْرَف. سَيَأْتِي فِي يحيى.
عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس البعلي.
عبد الله بن إِسْمَاعِيل الْعَفِيف الْمدنِي. مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم قَرِيبا.
عبد الله بن الطنبغا الأحمدي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عبد الله بن أَيُّوب. هُوَ ابْن عَليّ بن أَيُّوب يَأْتِي.
عبد الله بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم النمراوي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عبد الله بن أبي بكر بن حسن أَو حُسَيْن الْجمال السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ. ولد فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية والرائية وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة خمس وَسبعين على ابْن الملقن وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الصايغ والكمال الدَّمِيرِيّ وَغَيرهم وأجازوا لَهُ، ولازم(5/14)
البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ بل كَانَ هُوَ قَارِئ الميعاد عِنْده من كَلَامه وَكَلَام غَيره ثمَّ عِنْد ولديه من بعده، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال فَمن بعده وَتقدم فِي الْفِقْه والوعظ وَتكلم على النَّاس بالجامع من نَحْو سبعين سنة إِلَى أَن اشْتهر ذكره وحظي فِيهِ إِلَى الْغَايَة وَكَذَا وعظ بِمَكَّة حِين جاور بهَا وراج أمره هُنَاكَ أَيْضا حَتَّى أَن الشَّاب التائب الْوَاعِظ فَارق مَكَّة وبرز إِلَى جِهَة الْيمن، وَقد حدث باليسير وَكَانَ على وعظه أنس ولكلامه وَقع فِي النُّفُوس. أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي تَارِيخه وَذكره الْعَيْنِيّ بِاخْتِصَار، تمرض مُدَّة قيل أَنَّهَا أَكثر من سنة وَمَات بعد أَن أعرض عَن الْقَضَاء من مديدة فِي آخر رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن أبي بكر بن خلد بن مُوسَى بن زهرَة بِالْفَتْح الْحِمصِي الْحَنْبَلِيّ ابْن عَم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمَاضِي. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحمص وَسمع بهَا من إِبْرَاهِيم بن فِرْعَوْن قِطْعَة من آخر الصَّحِيح وَحدث بهَا قَرَأَهَا عَلَيْهِ النَّجْم بن فَهد. مَاتَ قبل دخولي حمص إِمَّا بِقَلِيل أَو كثير.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْعَفِيف الْقرشِي المَخْزُومِي الزبيدِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد ظنا سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بزبيد وَأمه من أَهلهَا وَنَشَأ بهَا، وَحج مرَارًا فَسمع من عَمه الْجمال بن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق)
وَآخَرُونَ روى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ صاحبنا النَّجْم بن فَهد. وَمَات فِي أحد الربيعين سنة ثَمَان وَخمسين بزبيد.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد جمال الدّين الْبونِي ثمَّ الْهَوِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط ابْن تَقِيّ القبابي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ يَتِيما فتكسب حريريا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وشارك بِقُوَّة ذكائه، ولازمني فِي شرح الألفية وَغَيرهَا رِوَايَة ودراية وَكَذَا أَخذ عَن أخي وَجل تدبره بِهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ وضاق عَلَيْهِ الْحَال فَرجع إِلَى بِلَاده فِي الصَّعِيد فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَلم يحصل فِي الْمَوْضِعَيْنِ على طائل فَعَاد شَاهدا وتزايد ضيقه.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن القَاضِي التقى أبي الْفضل سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْجمال بن الْعِمَاد الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد وست الْفُقَهَاء وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي مصغر. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بصالحية(5/15)
دمشق واعتنى بِهِ عَمه الْحَافِظ نَاصِر الدّين فَأحْضرهُ على خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الحافظي والْعَلَاء عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَقْدِسِي وَإِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن السلار وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض وَغَيرهم وأسمعه على أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الْعَدوي وَعبد الرَّحْمَن بن عمر بن مجلي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن المقدسيين ورسلان الذَّهَبِيّ والشهاب بن الْعِزّ وَفرج الشرفي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَخلق وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وناب فِي الْحِسْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا، وَفِي الحلبيين الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق وَسَيَأْتِي.
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أَبَا علوي الشريف الحسني عفيف الدّين شيخ حَضرمَوْت وركنها توفّي أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي حجر عَمه الشريف عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبَا علوي على قدم نَفِيس ثمَّ اسْتمرّ يترقى بِصُحْبَة سَادَات الشُّيُوخ والتأدب بآدابهم والتخرج بهم حَتَّى بلغ مرتبَة الأكابر وأكب على مطالعة الْأَحْيَاء حَتَّى كَاد أَن يحفظه وَكَذَا أَكثر من مطالعة الرسَالَة وَغَيرهَا من تصانيف الْغَزالِيّ وَغَيره، كل ذَلِك مَعَ لطفه ومعرفته وَحسن محاضرته ولطف محاورته ومخالطته للفقهاء والفقراء بِمَا يناسبهم وَكَانَ أَولا يُنكر السماع ثمَّ صَار السماع غَالب)
أوقاته واشتهرت عَنهُ كرامات جمة بِحَيْثُ أفردها بعض أَصْحَابه فِي جُزْء وَصَحبه جمَاعَة كَثِيرُونَ فانتفعوا بِهِ وقصدوه من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة وَصَارَ فِي وقته فَردا حَتَّى فِي ضحوة الْأَحَد ثَالِث عشر رَمَضَان خمس وَسِتِّينَ أَفَادَهُ لي بعض الآخذين عني فِي صلحاء الْيمن مطولا وَقَالَ لي فِي مَوضِع أَنه أحد الْأَوْلِيَاء الْكِبَار مِمَّن أَخذ عَنهُ السَّيِّد السراج عمر بن عبد الرَّحْمَن أَبُو علوي الْحَضْرَمِيّ الْآتِي وَأَنه جمع من مناقبه جُزْءا لطيفا فِيهِ جملَة من كراماته.
عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سَلامَة المضري بِالْمُعْجَمَةِ نِسْبَة لمضر الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة الموزعي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو ثمَّ زَاي مَفْتُوحَة وَآخره عين مُهْملَة وموزع قَرْيَة حَسَنَة بَينهَا وَبَين السَّاحِل لَيْلَة الْيَمَانِيّ. خلف وَالِده المتوفي فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة على طَريقَة مرضية وأخلاق زكية متمسكا بِالسنةِ وَطَالَ عمر فِي الطَّاعَة والملازمة على الْجَمَاعَة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وَله ذُرِّيَّة بقريته أخيار صَالِحُونَ. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين.
عبد الله بن أبي بكر بن نصر بن عمر بن هِلَال جمال الدّين بن الشّرف الطَّائِي الحبشي الأَصْل المعري ثمَّ الْحلَبِي البسطامي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ(5/16)
مُحَمَّد. ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمعرة النُّعْمَان وَنَشَأ بهَا وتحول مَعَ وَالِده لحلب فقطنها وَخَلفه فِي الزاوية البسطامية الدورية المركبة على نهر قويق على طَريقَة جميلَة من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَالذكر وَالْكَرم. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بتربة الشاذلي رَحمَه الله.
عبد الله بن أبي بكر بن يحيى الزوقري الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء من أهل تعز. أفتى ودرس بالمظفرية وَكَانَ مشكور السِّيرَة. مَاتَ سنة عشر. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
عبد الله بن جَار الله بن زايد بن يحيى بن محيا بن سَالم بن معقب السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زايد. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان أَو أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والمليجي والعاقولي وَابْن عَرَفَة والعراقي والهيثمي وَأحمد بن ظهيرة وَعلي النويري وَآخَرُونَ وَأخذ عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَقَالَ مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح وَدفن بالمعلاة.
عبد الله بن حجاج بن أَحْمد بن مُوسَى الْبرمَاوِيّ القاهري الْمكتب وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن حجاج وَكتب فِيمَا قيل على الوسيمي وَغَيره وبرع وتصدى لتعليمها وَكتب درجا)
قرضه لَهُ شَيخنَا وَغَيره، وتنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي فَقِيرا. مَاتَ قريب الْخمسين وَرَأَيْت شَهَادَة أَبِيه على الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَوَصفه بشيخنا.
عبد الله بن الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْجمال الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الْأَذْرَعِيّ أَخُو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. قَرَأَ الْقُرْآن وبرع فِي الموسيقى ونادم عبد الباسط بل كَانَ أحد موقعي الدست، وَلما سَافر يحيى بن الْعَطَّار على مشيخة الباسطية القدسية رغب لَهُ عَن أَشْيَاء من وظائفه رَغْبَة أَمَانَة لوثوقه بِهِ فَلَمَّا عَاد أعطَاهُ مَا اجْتمع لَهُ مِنْهَا مَعَ عود الْجِهَات. مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه الْعَيْنِيّ وَوَصفه الخيضري بِالْقَاضِي.
عبد الله بن خلف بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْجمال النابتي بنُون ثمَّ موحده بعْدهَا مثناة فوقانية ثمَّ القاهري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ الْقُرْآن وَنَشَأ مخالطا للنَّاس سِيمَا الأتراك حَرِيصًا على السَّعْي والتحصيل بِحَيْثُ أثرى من العقارات وَغَيرهَا مَعَ كَونه ضيق الْعَيْش لَا يظنّ من رَآهُ بِهِ غير الْفقر وَهُوَ مِمَّن أَكثر من مُلَازمَة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا سمع على(5/17)
شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بقوله فِي المشتبه فِي النابتي بعد ذكر الذَّهَبِيّ من من ينتسب كصاحب التَّرْجَمَة مَا نَصه: وَنسب مثل هَذِه النِّسْبَة بعض أَصْحَابنَا من طلبة الحَدِيث انْتهى. وَلَا يبعد سَمَاعه من أقدم مِنْهُمَا أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَحكى لي عَنهُ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ مضحكات. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء الْعشْرين من رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الله بن خَلِيل بن أبي الْحسن بن ظَاهر بِالْمُعْجَمَةِ بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن التقى أَبُو عبد الرَّحْمَن الحرستاني ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب. ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وأسمع الْكثير من الشّرف بن الْحَافِظ وَأبي بكر بن الرضي والمزي وَمُحَمّد بن كَامِل بن تَمام وَابْن طرخان وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وَآخَرين وَمِمَّا سَمعه على الأول الأول وَالثَّانِي من فَوَائِد ابْن سخنام وجزء ابْن فيل وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَأَبُو بكر بن عنتر وَعبد الله بن أبي التائب والبندنيجي وَفَارِس بن أبي فراس والبرازالي والذهبي وَعمر بن عبد الْعَزِيز بن هِلَال والبرهان إِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري)
وَأحمد ابْن مُحَمَّد بن جبارَة وَعبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة وابنا ابْن القريشة وَأحمد بن شَيبَان بن حَمْزَة وَزَيْنَب ابْنة يحيى بن الْعِزّ بن عبد السَّلَام وَأَسْمَاء ابْنة صصرى وَعَائِشَة ابْنة الْمُسلم وَشرف خاتون ابْنة الفاضلي وَفَاطِمَة ابْنة عبد الرَّحْمَن الدبهي وَطَائِفَة وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا أَشْيَاء وروى لنا عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم سبطته فَاطِمَة ابْنة خَلِيل رَوَت لنا عَنهُ الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة سَمَاعا بِسَمَاعِهِ لَهَا على ثَلَاثِينَ شَيخا. مَاتَ سنة خمس وتأخرت سبطته إِلَى بعد السّبْعين، وَذكره المقريزي فِي عقوده.
عبد الله بن خَلِيل بن فرج بن سعيد الإِمَام الْجمال بن الزَّاهِد الْمُحب أبي الصَّفَا الْمَقْدِسِي الرمثاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي القلعي الشَّافِعِي. ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بقلعة دمشق وَنَشَأ فِي كَفَالَة أَبِيه وَكَانَ مجمعا على علمه وولايته مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فحفظ الْقُرْآن وشغله بالعلوم حَتَّى شَارك فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والْحَدِيث مُشَاركَة جَيِّدَة ورسخ فِي على الْكَلَام مَعَ حافظة قَوِيَّة من الحَدِيث وَغَيره واقتدار على الْعبارَة الجيدة بِحَيْثُ كَانَ يعْمل الميعاد بالعقيبة الْكَبِيرَة من دمشق فِي يَوْمَيْنِ من الْأُسْبُوع فيجتمع عِنْده خلق كَثِيرُونَ، وصنف الْكثير كمنار سبل الْهدى وعقيدة أهل التقى فِي أصُول الْفِقْه وتحفة المتهجد وغنية المتعبد صنفه بِمَكَّة وَقُرِئَ عَلَيْهِ فِيهَا بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام أول ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَرَأَيْت فِي مشيخة التقى بن فَهد أَنه حدث فِي مَكَّة بِكِتَاب الذّكر الْمُطلق من(5/18)
تصانيفه وَأَنه سَمعه مِنْهُ وَمَا أَدْرِي أهوَ المُصَنّف قبله أم غَيره، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ إِنَّه ولد فِي حُدُود السِّتين وَقَرَأَ على ابْن الشريشي وَابْن الجابي وَغَيرهمَا، وَدخل مصر فَحمل عَن جمَاعَة وجاور بِمَكَّة مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ قدم الشَّام فَأَقَامَ على طَريقَة حَسَنَة وَعمل المواعيد واشتهر وَكَانَ شَدِيد الْحَط على الْحَنَابِلَة وَجَرت لَهُ مَعَهم وقائع. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، زَاد غَيره بكرَة يَوْم الْجُمُعَة عاشره وَدفن بِبَاب الصَّغِير وحضره خلق رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ البقاعي وَوَصفه بالعالم الصُّوفِي الْعَارِف الْقدْوَة العابد.
عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف بن عبد الله الْجمال المارداني نِسْبَة لجامع المارداني القاهري الحاسب. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ عَارِفًا بالمقيات والهيئة اجْتمعت بِهِ وَأخذت من فَوَائده وَكَانَ خيرا دينا، وَقَالَ فِي إنبائه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة علم الْمِيقَات فِي زَمَانه وَكَانَ عَارِفًا بالهيئة مَعَ الدّين المتين وَله أوضاع وتواليف وانتفع بِهِ أهل زَمَانه قَالَ وَكَانَ أَبوهُ من الطبالين وَنَشَأ)
هُوَ مَعَ قِرَاءَة الجوق، وَكَانَ لَهُ صَوت مطرب ثمَّ مهر فِي الْحساب وَكَانَ شيخ الخاصكي قد قدمه ونوه بِهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع. قلت وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفَنّ ابْن المجدي وَغَيره مِمَّن لقيناه، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ من محَاسِن أهل زَمَانه ذكاء وإتقانا لعلمه ورياضة خلق مَعَ تواضع وإطراح للتكلف فرحمه الله مَا كَانَ أجمل عشرته وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يدق الطبلخاناه وَنَشَأ هُوَ مَعَ قراء الأجواق وَقد حفظ الْقُرْآن وَكَانَ لَهُ صَوت شجي مطرب ثمَّ أقبل على المقيات فمهر فِي الْحساب وَحل الزيج وترجمه. عبد الله بن خَلِيل القلعي. مضى قَرِيبا فِيمَن جده فرج بن سعيد.
عبد الله بن زيد البعلي. فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد.
عبد الله بن سَالم بن سُلَيْمَان بن عمر الْجمال بن البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي.
ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وسلك طَرِيق الْفُقَرَاء وأحضر على بعض الشُّيُوخ ثمَّ سمع بِنَفسِهِ وتجرد ثمَّ تزوج وتنزل فِي الْمدَارِس. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه عبد الله بن أبي السرُور. فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد.
عبد الله بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل بن مَسْعُود بن يَعْقُوب ابْن اسحق الملقب رسْلَان الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن وَأحمد وَعبد الْكَبِير وَصَاحب التَّرْجَمَة أكبرهم وَأَبُو السعادات اسْمه مُحَمَّد. ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل سنة ثَلَاث وَخمسين بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عمر وعَلى أَبِيه وَعمر النجار الْحَمَوِيّ وَغَيرهمَا وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ والكنز والمنار وتنقيح صدر(5/19)
الشَّرِيعَة والجرومية، وَعرض على الشهَاب الأبشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فدام بهَا سِنِين ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى الشَّام وَحضر عِنْد الزين ابْن الْعَيْنِيّ وَغَيره وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فدام بهَا وَسمع على الطَّحَاوِيّ وَكَذَا سمع الخضيري والديمي وَحضر دروس النظام وَالصَّلَاح الطرابلسي والبدر بن الديري وَمن غير مذْهبه الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق السنباطي، ثمَّ عَاد فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وَسمع بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَولده النَّجْم عمر ولازم ابْن أبي الْبَقَاء ابْن الضيافي الْفَقِيه وَغَيره ودام بِمَكَّة فِي نوبتين سبع سِنِين ولازمني فِي مجاورتي الثَّانِيَة بِالْمَدِينَةِ فِي سَماع أَشْيَاء كَثِيرَة من مروياتي ومؤلفاتي وَفِي بحث شرحي على الألفية والتقريب وَهُوَ مِمَّن يفهم ويرغب فِي الْخَيْر مَعَ تقنع وتعفف.)
عبد الله بن سعد الله بن عبد الْكَافِي أَبُو عَليّ الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالشيخ عبيد الحرفوش.
جاور بِمَكَّة أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة فِيمَا قيل وَكَانَ مِمَّن يشار إِلَيْهِ بالصلاح فِيهَا وَيُقَال إِنَّه أخبر بوقعة اسكندرية فِي وَقتهَا وَكَانَت فِي أَوَائِل الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكَذَا قيل أَن بَعضهم قدم مَكَّة بنية الْمُجَاورَة فَذكر لصَاحب التَّرْجَمَة ذَلِك فَقَالَ لَهُ يَا أخي مَا فِيهَا إِقَامَة ثمَّ أرْدف هَذَا بقوله مَا عَلَيْهَا مُقيم فَكَانَ كَذَلِك وَلكنه كَانَت تبدو مِنْهُ كَلِمَات فَاحِشَة على طَريقَة الحرافيش بِمصْر تُؤدِّي إِلَى زندقة فنسأل الله لنا وَله الْمَغْفِرَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَدفن بِقرب السُّور من المعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد واشتهر أَنه أخبر بوقعة اسكندرية قبل وُقُوعهَا رَأَيْته بِمَكَّة يَعْنِي سنة خمس وَثَمَانِينَ كَمَا قَالَه فِي مُعْجَمه وثيابه كثياب الحرافيش وَكَلَامه كَذَلِك، وَجزم بِأَنَّهُ جَازَ السِّتين، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه مَاتَ عَن سِتِّينَ فَمَا فَوْقهَا قَالَ وَبَلغنِي أَنه تزوج وجاءه ابْن سَمَّاهُ عليا وَابْنَة أُخْرَى وأنشدت لَهُ:
(نَحن الحرافيش لَا نهوى على الدّور ... وَلَا بدروز وَلَا نشْهد شَهَادَة زور)
(نقنع بكسرة وخرقة فِي سبد مهجور ... من ذَا الفعال فعاله ذَنبه مغْفُور)
عبد الله بن سعد الدّين بن التَّاج مُوسَى القبطي. فِي ابْن أبي الْفرج بن مُوسَى.
عبد الله بن سعد الدّين بن البقري. يَأْتِي فِي تَاج الدّين.
عبد الله بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن حرز الله الْجمال الأجاري ثمَّ الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن سحارة. قَالَ شَيخنَا لَقيته بالرملة فَسمِعت عَلَيْهِ فَوَائِد ابْن ماسي من آخر جُزْء الْأنْصَارِيّ بِحُضُورِهِ لَهُ على الْمَيْدُومِيُّ وإجازته مِنْهُ وَمِمَّنْ سَمعهَا(5/20)
مَعَه ابْن عَمه شعْبَان وَمَات سنة بضع وَثَمَانمِائَة.
عبد الله بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال الْكِنَانِي الحوراني الأَصْل الْغَزِّي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة وشقيق أَحْمد الْمَاضِي. جاور بِمَكَّة نَحْو عشر سِنِين وَكَانَ مِمَّن سمع مني فِيهَا وَله نظم وَفهم يُشَارك بِهِ يَسِيرا. مَاتَ غَرِيبا بنواحي كالكوت فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ رَحمَه وعوضه الْجنَّة.
عبد الله بن سُلَيْمَان جمال الدّين السُّبْكِيّ القاهري. اشْتغل وَحضر الدُّرُوس وَمَات فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق بعد الْخمسين وَقد قَارب السّبْعين. كتبت عَنهُ فِي تَرْجَمَة القاياتي مناما حَدثنِي بِهِ)
الْعِزّ السنباطي عَنهُ.
عبد الله بن سُلَيْمَان الْجمال الْمحلي أحد موقعي الحكم بل نَاب فِي بعض الْجِهَات والنواحي من الْقَاهِرَة قَلِيلا. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا.
عبد الله بن شَاكر بن عبد الله كريم الدّين القبطي الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الغنام. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه ولي الوزارة فِي حَيَاة الْأَشْرَف شعْبَان ثمَّ بَاشَرَهَا مرَارًا وَحج كثيرا وجاور وَجعل دَاره وَهِي بِالْقربِ من الْجَامِع الْأَزْهَر مدرسة وَكَانَ مَوْصُوفا بالعنف فِي مُبَاشَرَته وَاسْتمرّ خاملا أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة. مَاتَ فِي سادس عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن بمدرسته وَقد عمر أَزِيد من تسعين سنة بل قَالَ غَيره أَنه كَانَ يَقُول أَنه جَازَ الْمِائَة مَعَ كَون حواسه سليمَة وَكَانَ صَاحب حُرْمَة وهيبة فِي وزارته مَعَ عسف وَقلة رفق، وَسَماهُ بَعضهم عبد الْكَرِيم بن أبي شَاكر.
عبد الله بن شكر مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان. كَانَ مَعَ أَخِيه بديد فِي مباينة السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات فَلَمَّا حلف الْأَخ امْتنع السَّيِّد من تأمينه وَأَعَادَهُ إِلَى أَخِيه وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ.
جرده ابْن فَهد وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين فِي الْأَحْيَاء.
عبد الله بن شيرين الْجمال الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة سمع من ابْن عبد الْهَادِي وَحدث وخطب بالبرقوقية إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ يحدث عَن الْهِنْد بعجائب الله أعلم بِصِحَّتِهَا. مَاتَ سنة تسع. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَلَيْسَ هُوَ بأب لمحمود بن شيرين فَذَاك مَحْمُود بن مَسْعُود بن يُوسُف كَمَا سَيَأْتِي.
عبد الله بن صَالح بن أَحْمد بن أبي الْمَنْصُور بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْعَفِيف الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الجدي أَخُو جَار الله الْمَاضِي. سمع بِمَكَّة من الْفَخر التوزري والسراج الدمنهوري وَعُثْمَان بن الصفي الطَّبَرِيّ والشهاب الهكاري والنور الهمذاني والتاج ابْن بنت أبي سعد والعز بن جمَاعَة وَحدث(5/21)
سمع مِنْهُ التقي الفاسي بجدة حَدِيثا من التِّرْمِذِيّ وبواسط الهدة هدة بني جَابر ثلاثي التِّرْمِذِيّ وَكَذَا أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَكَانَ يُقيم بجدة كثيرا ويخطب بهَا ويباشر عُقُود الْأَنْكِحَة بهَا وَفِيه خير. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع عشرَة عَن سبع وَسبعين سنة تزيد قَلِيلا أَو تنقص قَلِيلا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَتَبعهُ شَيخنَا بِاخْتِصَار وَاقْتصر من شُيُوخه على الثَّلَاثَة الْأَوَّلين ثمَّ قَالَ وَآخَرين وَتفرد بالرواية عَنْهُم قَالَ وَقد قَارب)
الثَّمَانِينَ.
عبد الله بن عَامر المحيسني بن مُحَمَّد الحسني البدري نِسْبَة لبدر من الْحجاز الكيلاني وَيعرف بالمساوي بِفَتْح الْوَاو وَضم الْمِيم لصحبته الشريف أَحْمد بن يحيى الذروي الْمَاضِي، مِمَّن تردد للبلاد كبغداد وهرموز وجال بِلَاد الْيمن وَغَيرهَا ثمَّ قطن مَكَّة من سنة أَربع وَثَمَانِينَ وتكررت زيارته للمدينة فأولها صُحْبَة عَليّ بن طَاهِر شيخ الْيمن ثمَّ صُحْبَة مُحي الدّين مُحَمَّد بن شَيْخه أَحْمد من درب الْمَاشِي ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين فِي قافلة هُوَ قائدها وقدمها فِي رَابِع عشر رَجَب وَكنت بهَا فلقيني وَأَخْبرنِي أَن سنه يزِيد على مائَة وَأَرْبع وَثَلَاثِينَ سنة وَأنْكرت أَنا وغيري ذَلِك وَالظَّاهِر أَنه لَا يزِيد على السِّتين وَبِالْجُمْلَةِ فلكثيرين سِيمَا عرب تِلْكَ النواحي فِيهِ اعْتِقَاد بِحَيْثُ كَانُوا مكرمين لَهُ فِي طول الدَّرْب.
عبد الله بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْعَفِيف أَبُو السِّيَادَة بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الْجمال أبي المكارم بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد وحفيد عَم البرهاني وَابْن أُخْته أم هَانِئ ابْنة عَليّ بن أبي البركات وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَهُوَ بِخُصُوصِهِ بِابْن أبي الْفضل.
ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ أطرافا من كتب وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي والشوايطي وَعم وَالِده أبي السعادات وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الفراتي وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَمن ذكر فِي النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن عَمه وَطَائِفَة ولازم خَاله كثيرا وَدخل مَعَه الْقَاهِرَة آخر قدماته ثمَّ استوحش مِنْهُ وتكررت زيارته النَّبَوِيَّة وخالط شهَاب بن أبي السُّعُود وَهُوَ صَغِير حِين كَانَ مجاورا عِنْدهم وَرُبمَا نقل عَنهُ وَهُوَ زَائِد الانجماع مُنْفَرد الطباع مَعَ كَلِمَات مَحْفُوظَة وعبارات مَشْهُورَة وتحشم مَعَ من يُرِيد وتعظيم لمن إِلَيْهِ يتَرَدَّد وَمِنْه يَسْتَفِيد.
عبد الله بن عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم وَأَظنهُ بن مُحَمَّد بن عبد الْحق رَئِيس الجرائحية جمال الدّين بن رَئِيس الْأَطِبَّاء شمس الدّين القاهري وَيعرف بِابْن(5/22)
عبد الْحق. ولد قبيل الْقرن وَدخل فِي صغره مَعَ أَبِيه الشَّام فِي خدمَة النَّاصِر فرج وتميز فِي صناعته وباشر رياسة الجرائحية وقتا وَتقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَف اينال وتدرب بِهِ جمَاعَة أَجلهم الشّرف يحيى، وَحج غير مرّة وجاور وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس واختص بِابْن إِمَام الكاملية وَعمر وتخومل مَعَ محافظته على الْجَمَاعَة)
وَلَكِن عِنْده طيش وجرأة فِي صناعته وَلم يَنْفَكّ مَعَ سنه عَن مُلَازمَة البيمارستان كل يَوْم وَلَا عَن تعَاطِي قَلِيل من شرابه لحفظ قوته زعم وَكَانَ يحْكى فِي عدوله عَن صناعَة أَبِيه إِلَى غَيرهَا أَن وَالِده استكثر مَا نقط بِهِ المزين الَّذِي ختن ولد النَّاصِر فِي حَيَاته بِالنِّسْبَةِ لما يحصل للأطباء فَأحب أَن يكون ابْنه جرائحيا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد انْقِطَاعه أَيَّامًا وَدفن بتربة ابْن جمَاعَة بِالْقربِ من الصُّوفِيَّة عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْجمال أَبُو أَحْمد الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة وَقيل فِي سنة سبع وَسبعين فَالله أعلم وَحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم البُلْقِينِيّ وَحضر ميعاده وتعانى الْوَعْظ والتذكير وَحلق بالأزهر بِظَاهِر الطيبرسية مَوضِع الشهَاب الزَّاهِد بعد مَوته لكَونه كَانَ من أَصْحَابه ومريديه وَكَذَا بِغَيْرِهِ من الْأَمَاكِن وَذكر بالإجادة فِي وعظه، وَحج غير مرّة وجاور مرَارًا وَوعظ هُنَاكَ وَكَذَا جاور بِطيبَة وَأكْثر من زِيَارَة مشَاهد الصَّالِحين حَتَّى صَار أحد مَشَايِخ الزوار فِي القرافتين، وَكَانَ خيرا فَاضلا مُعْتَقدًا اشْتهر ذكره وَحضر عِنْده غير وَاحِد من الْأَعْيَان وَكنت مِمَّن سمع ميعاده، وَقد صاهره أَبُو عبد الله الغمري على ابْنَته وكف بَصَره بِأخرَة. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بِالْقربِ من ضريح شَيْخه الزَّاهِد الملاصق لجامعه من الْمقسم رَحمهَا الله وإيانا.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عَليّ بن مَنْصُور بن عَليّ التقي الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي شَقِيق الْعَلَاء على الْآتِي وَيعرف بِابْن المشرقي.
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَمَات سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَظنهُ مِمَّن سمع مني.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثنا الإِمَام أَمِين الدّين الْبَصْرِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد الله الْمَذْكُورين.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صلح بن إِسْمَاعِيل عفيف الدّين وجمال الدّين بن الزين أَو نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن التقي الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو أبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن صَالح. ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة(5/23)
تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ جلّ الْقُرْآن وَسمع على أَبِيه والزين المراغي وَولده أبي الْفَتْح والشمسين الشَّامي وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي والعراقي والهيثمي وَالْمجد اللّغَوِيّ والشهاب الْجَوْهَرِي والفرسيسي وَالْجمال بن ظهيرة وَخلق، وَعمر وَحدث باليسير أجَاز لنا وَقَرَأَ عَلَيْهِ السَّيِّد نور)
الدّين السمهودي أَشْيَاء وَنقل عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ أَنه اشْتغل بِخِدْمَة وَالِده وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه عَن الِاشْتِغَال وَالسَّمَاع وَنَحْو ذَلِك بِحَيْثُ أَنه لم يخْتم الْقُرْآن وَلَا عرف الْخط قَالَ السَّيِّد بل هُوَ عَامي وَكَانَ وَالِده يَقُول لَهُ أَنْت وَلَدي وَأَبُو الْفَتْح يَعْنِي أَخَاهُ ولد نَفسه وَأَبُو عبد الله يَعْنِي أخاهما ولد الشَّيْطَان. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ، وَهُوَ خَاتِمَة مسندي الْمَدِينَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَن ابْني عَمه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم وَأحمد ابْني أبي الْقسم الْفِقْه بل قَرَأَ على أَولهمَا الشفا والوسيط وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْمقري وَسمع من عَمه الْمُوفق النَّاشِرِيّ وَغَيره وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على الْفَقِيه عبد الله بن أبي الْقسم الأكسع والموفق عَليّ بن عمرَان فِي آخَرين وناب فِي مشيخة الْفَرَائِض بالظاهرية عَن ابْن عَمه حَافظ الدّين عبد الْمجِيد بن عَليّ النَّاشِرِيّ وَفِي مشيخة الْقُرَّاء بالأشرفية عَن بعض أَهله بل ولي الْقَضَاء بِالْأَعْمَالِ اللحجية وَنظر مَسْجِد الْحَنَفِيَّة بعدن ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَلم يؤرخ وَفَاته.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق بن مُحَمَّد بن عبد الله الولوي أَبُو مُحَمَّد الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم وَعلي ووالد النَّجْم مُحَمَّد وأخويه وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانمِائَة بعجلون وَهِي من أَعمال دمشق وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى دمشق فَنَشَأَ بصالحيتها وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وتصحيحه لِابْنِ الملقن والمنهاج الْأَصْلِيّ والكافية لِابْنِ الْحَاجِب وَعرض على جمَاعَة وَأخذ الْفِقْه عَن التَّاج ابْن بهادر والتقي بن قَاضِي شُهْبَة ولازمهما وَمن قبلهمَا عَن الشَّمْس الكفيري واشتغل فِي الْعَرَبيَّة على الشَّمْس البصروي والبرهان البنزرتي المغربي ثمَّ عَن الشرواني وعنهما أَخذ الْأُصُول وَبَعض العقليات وَعَن الْعَلَاء الْكرْمَانِي وَغَيره ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ وعلوم الحَدِيث عَن ابْن نَاصِر الدّين وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعَلَاء بن بردس وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وَيُقَال أَن ذَلِك بِإِشَارَة(5/24)
شيخهما الْعَلَاء البُخَارِيّ حَيْثُ قَالَ استوزره وَحكم بِحُضُورِهِ وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده حَتَّى صَار أحد أَعْيَان النواب، ودرس بالدولعية والبادرائية والفلكية وناب فِي التدريس بالشامية الجوانية والأتابكية)
وَغَيرهمَا وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي حَيَاة الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَدخل حلب وَغَيرهَا وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ خيرا سَاكِنا تَامّ الْعقل كثير المداراة مَذْكُورا بِالْعلمِ لَقيته بِالْقَاهِرَةِ بِمَجْلِس شَيخنَا ثمَّ بِدِمَشْق وَسمعت من فَوَائده وَمَات فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ الْعَفِيف بن الْوَجِيه الْعلوِي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. كَانَ أكمل بني أَبِيه وأشبههم بِهِ فعالا ومقالا. ذكره الخزرجي فِي أَبِيه وَفِي حوادث سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة من أنباء شَيخنَا أَن عدن حوصرت حَتَّى عز المَاء بهَا فَخرج لمحاصرتها يَعْنِي هَذَا وأخاه فِي عَسْكَر فَقتل الْعَفِيف فِي المعركة فِي رَابِع صفر وَله ثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ شَابًّا حسنا كثير الْفضل للغرباء.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن عبد الله الْقرشِي الْمَالِكِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بالمصري. عرض عَلَيْهِ أَبُو السعادات بن أبي الْفرج الكازروني فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَعمل قصيدة فِي الْمَوَارِيث وسمها ذخيرة الرائض فِي الْعلم وَالْعَمَل بالفرائض وَقَالَ أَنَّهَا من ألطف مَا ألف فِي الْفَنّ قَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى آخر فصل قسم التَّرِكَة على الْفَرِيضَة مِنْهَا مَعَ قِطْعَة من ألفية النَّحْو القَاضِي عبد الْقَادِر بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ وَقَالَ أَنه قيد عَنهُ من نظمه أَشْيَاء وَرَأَيْت ابْن عزم قَالَ أَنه ولي قَضَاء طرابلس.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن خير الدّين الْآمِدِيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن برع فِي المعقولات وشارك فِي عُلُوم أخر وَمَات بِبِلَاد آمد سنة خمس وَثَلَاثِينَ. ذكره المقريزي فِي عقوده وَنقل عَن الشهَاب الكوراني أَنه قَالَ لَهُ حليت على مشايخي مائَة وَثَلَاثِينَ تصنيفا.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ التريمي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِأَفْضَل. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن أَبُو مُحَمَّد الشنيني الْيَمَانِيّ صَاحب الْأَخْلَاق الرضية وَالشَّمَائِل المرضية مِمَّن لَازم مجَالِس الْعلمَاء مُدَّة وَحصل كتبا مفيدة مَعَ النّسك والتلاوة وَالْعِبَادَة. مَاتَ بالطاعون فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبَلَدِهِ شنين وَكَانَ لِأَبِيهِ رياسة وجاه عِنْد النَّاصِر بِالْيمن.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْعلوِي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن يُوسُف قَرِيبا.(5/25)
عبد الله بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بكتمر بن الْحَاجِب أَخُو عبد الرَّحْمَن وَألف)
وَأمه تركية رُومِية لِأَبِيهِ. مَاتَ صَغِيرا فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَذَا مَاتَ مَعَه فِي يَوْمه ابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم وَمَات عبد الرَّحْمَن بعد أَبِيه عبد الرَّحِيم بِدُونِ سنتَيْن.
عبد الله بن عبد الرَّحِيم الْحَضْرَمِيّ ابْن أُخْت عبد الْكَبِير. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة عبد الله بن عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله الْجمال بن الزين الدمياطي الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه عبد الرَّحْمَن والآتي أَخُوهُ النُّور عَليّ والولوي مُحَمَّد وَيعرف بِابْن عبد السَّلَام. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَحفظ الْقُرْآن وعمدة السالك لِابْنِ النَّقِيب وقطعا من ألفية ابْن مَالك وَجمع الْجَوَامِع وَقَرَأَ على الشهَاب البيجوري وتلميذه النُّور الأشموني وَفهم، وَيذكر بِخَير وَفضل.
عبد الله بن عبد الْقَادِر بن عبد الْحق بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْجلَال أَبُو الْكَرم بن أبي الْفتُوح بن أبي الْخَيْر الطاووسي الأبرقوهي الشَّافِعِي ويلقب جد أَبِيه بالحكيم وَالِد الشهَاب أَحْمد وأخو عبد الرَّحْمَن الماضيين ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بأبرقوه وتلا لنافع وَابْن كثير وَعَاصِم على الشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن الصَّدْر مُحَمَّد بن الزين عَليّ الإصبهاني وَأَجَازَ لَهُ بهابل وبباقي السَّبْعَة وَأخذ الْعُلُوم عَن جمَاعَة مِنْهُم وَأَبوهُ وَعَلِيهِ وعَلى عَمه الصَّدْر أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم سمع الحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والزفتاوي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَابْن رَافع وَابْن كثير وَابْن الْمُحب وَآخَرُونَ، وَتقدم روى عَنهُ ابْنه وَوَصفه بقاضي الْقُضَاة المتقنين شيخ الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين وأرخ وَفَاته فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.
عبد الله بن عبد الْقَادِر بن عبد الْقَادِر الطرابلسي وَيعرف بِابْن الحبال. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بطرابلس وَسمع الصَّحِيح على مُحَمَّد بن عَليّ اليونيني والشريف مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحُسَيْنِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجردي كلهم عَن الحجار سَمَاعا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات قَرِيبا من سنة خمسين.
عبد الله بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ويلقب مشقرة بِفَتْح الْمِيم ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا قَاف مَضْمُومَة وأخره رَاء بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَفِيف السبائي اللحجي نِسْبَة لوادي لحج من أَعمال عدن بَينهمَا مَسَافَة الْعَدوي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن عجيل لكَون)
تَمام تفقه مشقر فِي نسبه بِأَحْمَد بن مُوسَى بن عجيل بل لما ودعه ليرْجع لمحله أوصاه بِأَنَّهُ إِذا ولد لَهُ(5/26)
يُسَمِّيه باسمه وَكَانَ كَذَلِك. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بلحج وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد حسن بن أويس البركاني الْمُتَوفَّى سنة سبع وَسبعين وَالْحَاوِي وألفيات الحَدِيث والنحو وَالْأُصُول وَعرض أَولهَا على الْفَقِيه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله أَبَا فضل الْمَاضِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيحَيْنِ وتفقه بقاضي الْأَقْضِيَة عبد الرَّحْمَن بن الطّيب النَّاشِرِيّ وبقاضي زبيد مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن القَاضِي عبد الرَّحْمَن بن صديق المطيب الْحَنَفِيّ والفقيه عبد اللَّطِيف بن مُوسَى المشرع والجبر والمقابلة والحساب عَن صديق العريب والفرائض عَن الطّيب بن إِسْمَاعِيل بن مبارز، وَحج فِي سنة ثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين ولقيني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ على التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَمن أول شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم إِلَى أَقسَام الحَدِيث وَسمع على أَشْيَاء وَمن ذَلِك فِي الْبَحْث الْكثير من شرح الألفية والتقريب وَكتبه بِخَطِّهِ وَله فضل وحرص على التَّحْصِيل ومشاركة مَعَ عقل وتودد وَحسن عشرَة وَرجع إِلَى مَكَّة فلقيني بهَا أَيْضا لما انْتهى الْمَوْسِم رَجَعَ إِلَى بِلَاده أسعده الله ببلوغ صَالح مُرَاده.
عبد الله بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن عَليّ اليامشي الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْعَدنِي الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي حفيده قَاسم بن مُحَمَّد مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ ومولده بهَا تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. كَانَ متصوفا مَذْكُورا بكرامات يرْعَى الْغنم متواضعا وَمِمَّا يحْكى عَنهُ أَنه آوى إِلَى غَار خوفًا من الْمَطَر فانطبق عَلَيْهِم ثمَّ انجلى الْمَطَر فكرب وَتوجه فَمَا كَانَ بأسرع من عود الْمَطَر وَسَقَطت صَخْرَة على الصَّخْرَة الأولى الَّتِي انطبق بهَا الْغَار وَكَانَ الْفرج.
عبد الله بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد المحسن الْمُحب أَبُو الطّيب بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس السّلمِيّ الْمحلي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ أَبُو بكر وَيعرف بِابْن الإِمَام. ولد فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة الْكُبْرَى وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو فِيهَا على الشهَاب النشرتي الحيسوب وَحفظ بهَا الْعُمْدَة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفيه النَّحْو، ثمَّ حج بِهِ وبأخيه أَبُو هما فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاور وَحفظ بِمَكَّة أَيْضا ألفية الْعِرَاقِيّ وبحثها على الْجمال بن ظهيرة والشاطبيتين وعرضهما على الشَّمْس الْخَوَارِزْمِيّ المعيد وَبحث بعضهما عَلَيْهِ وَأنْشد)
لنَفسِهِ:
(توطن فِي خير الْبِلَاد وَجَاء من ... خوارزم مشتاقا يُسمى مُحَمَّدًا)
(إِذا هُوَ لم يأنس بِشَيْء من الورى ... يؤانسه فضلا وَحب مُحَمَّدًا)(5/27)
وتلا فِيهَا لِأَبْنِ كثير وَنَافِع على الشهَاب الْقَزاز وجود بعض الْقُرْآن على الشهَاب بن عَيَّاش وَسمع بهَا البُخَارِيّ وَغَيره عَليّ ابْن صديق والشفا على أبي الطّيب المحولي وَسمع على أبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ باستدعاء التقي بن فَهد، وَرجع إِلَى الْمحلة فبحث فِي الْفِقْه على الْبَهَاء أبي البقا الششيني القَاضِي والشهاب الباريني وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو على الْبَدْر حُسَيْن المغربي وَغَيره وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة وَمن شُيُوخه فِيهَا شَيخنَا والشهاب الوَاسِطِيّ وَآخَرُونَ ثمَّ قطنها بعد سنة ثَلَاثِينَ، وزار الْقُدس والخليل وَسمع بالخليل على الشهَاب المارديني بعض البُخَارِيّ، وَدخل دمياط وإسكندرية وَغَيرهمَا وَكَانَ يتَرَدَّد لَهما قبل ذَلِك، وَكَانَ ثِقَة مَأْمُونا خيرا متواضعا نَاب فِي الْقَضَاء بِبَعْض بِلَاد الْمحلة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده، وَحدث وَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن فَهد والبقاعي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الصَّالح وَغَيرهمَا وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن عبد اللَّطِيف أَبُو مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ نزيل مَكَّة الشهير بالعراقي كَانَ مُعْتَقدًا وَصفه ابْن فَهد بِالْولَايَةِ وَالصَّلَاح والزهد وأرخه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالشبيكة.
عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن الْجمال الثَّنَاء الْعَفِيف بن الْأمين الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد ووالد عبد الرَّحْمَن وَابْن أخي إِبْرَاهِيم الماضيين. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة بل وَسمع من لفظ التقى بن فَهد سيرته النَّبَوِيَّة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَعَلِيهِ بعْدهَا أَشْيَاء وسافر لمصر وَالشَّام وَغَيرهمَا وتقررت لَهُ مرتبات واشتغل وَيُقَال أَنه حفظ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وتميز فِي الْفِقْه وأقرأ بعض الطّلبَة ثمَّ سَافر لبر سواكن باستدعاء أَخِيه لَهُ فَقتل قبل وُصُوله لَهَا بِقَلِيل قَرِيبا من سنة تسع وَثَمَانِينَ وَلم يكمل الْخمسين.
عبد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن معبد الدماصي الأَصْل الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الْآتِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَجلسَ كأبيه لإقراء الْأَبْنَاء وخطب بعدة أَمَاكِن)
بل وَقَرَأَ البُخَارِيّ فِي رَمَضَان بِبَعْضِهَا وتنزل فِي الْجِهَات، وَحج وَرُبمَا حضر عِنْدِي.
عبد الله بن عبد الله الْجمال الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل الصرغتمشية. قَرَأَ على الْأمين الأقصرائي بالجانبكية الْمجمع لِابْنِ الساعاتي وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَوَصفه بالفاضل الْعَلامَة الحبر الفهامة المدقق المتقن، وأرخها فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.
عبد الله بن عبد الله الْعَفِيف الْمَعْرُوف بالأشرفي ذكره شَيخنَا فِي أنبائه(5/28)
فَقَالَ كَانَ مَمْلُوكا روميا اشْتَرَاهُ أرغون الفاخوري ورباه فتعلم الْخط وحذق اللِّسَان الْعَرَبِيّ وتعانى الخدم فَرَآهُ الْبُرْهَان الْمحلي التَّاجِر فأعجبه فَاشْتَرَاهُ من أرغون ثمَّ أعْتقهُ وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى اتَّصل بالأشراف إِسْمَاعِيل صَاحب الْيمن فَعظم عِنْده جدا وفوض إِلَيْهِ أَمر المتاجر بعدن وَصَارَ يكْتب بِخَطِّهِ الأشرفي بِحَيْثُ اشْتهر بهَا فشرق بِهِ الْمحلى وتولدت بَيْنَمَا الْعَدَاوَة وَكَانَ يُبَاشر بصرامة وشهامة وَبَعض عسف مَعَ معرفَة تَامَّة ودام من سنة ثَمَانمِائَة يتنقل الْحَال فِي ذَلِك بَينه وَبَين نور الدّين بن جَمِيع إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف وَتَوَلَّى وَلَده النَّاصِر وَمَات ابْن جَمِيع فتحول الأشرفي إِلَى مَكَّة فسكنها نَحْو عشر سِنِين ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها واستقام أمره إِلَى أَن قدر أَنه خرج فِي تِجَارَة لجِهَة طرابلس فَوَقع الفرنج بالمركب الَّذِي هُوَ فِيهِ فانتهبوا مَا مَعَه وَأسر نَحْو أَربع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
عبد الله بن عبد الله الدكاري المغربي ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي. أَقرَأ بهَا ودرس وَأفَاد وناب فِي الحكم فِي بعض القضايا وَكَانَ يتجرأ على الْعلمَاء. مَاتَ فِي سنة سِتّ سامحه الله. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الله بن عبد الله شيخ أبشية الملق من الغربية. مَاتَ مقتولا فِي سنة إِحْدَى وَسبعين واتهم بِهِ عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر وَابْنه إِسْمَاعِيل فسلخا.
عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدّين السكسوني الْمَالِكِي أحد مدرسي مذْهبه. درس بالأشرفية بعد بهادر المنجكي حَتَّى مَاتَ وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى، وَكَانَ بارعا فِي الْعلم مَعَ الدّين وَالْخَيْر أخبر ابْنه أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تجهز الْأَشْرَف لِلْحَجِّ فِي الْمَنَام وَعمر رَضِي الله عَنهُ يَقُول لَهُ: يَا رَسُول الله شعْبَان بن حُسَيْن يُرِيد أَن يَجِيء إِلَيْنَا فَقَالَ: لَا مَا يأتينا أبدا قَالَ فَلم يلبث الْأَشْرَف أَن رَجَعَ من الْعقبَة، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.)
عبد الله بن أبي عبد الله جمال الدّين الفرخاوي الدِّمَشْقِي، وفرخا بِالْفَاءِ وَالْخَاء الْمُعْجَمَة المفتوحتين بَينهمَا رَاء سَاكِنة قَرْيَة من عمل نابلس. عني بالفقه والعربية والْحَدِيث وَمهر فِي الْعَرَبيَّة ودرس وَأفَاد وَمن شُيُوخه العنابي بل سمع من جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكتب نسخا من صَحِيح مُسلم وَكَانَ يعتنى بِهِ. مَاتَ فِي عمل الرملة سنة ثَمَان عشرَة. قَالَه شَيخنَا أَيْضا.
عبد الله بن أبي عبد الله العرجاني بِضَم الْمُهْملَة وَبعد الرَّاء جِيم الدِّمَشْقِي. كَانَ سريع الدمعة من أَتبَاع الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي مِمَّن نَشأ فِي صَلَاح(5/29)
وَعبادَة مَعَ نوع من الْغَفْلَة وخشوع وَسُرْعَة بكاء وَلكنه بَاشر أوقاف الْجَامِع الْأمَوِي مُدَّة وَلم يكن يعرف شَيْئا من حَاله. مَاتَ رَاجعا من الْحَج بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان عشرَة وَيُقَال أَنه كَانَ يتَمَنَّى ذَلِك فغبطه النَّاس ببلوغ أمْنِيته فِي موطن منيته رَحمَه الله وإيانا. قَالَه شَيخنَا أَيْضا.
عبد الله بن أبي عبد الله المغربي السُّوسِي. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَظنهُ الْمَاضِي قَرِيبا فالذاكر لَهُ شكّ فِي ثَلَاث أَو إِحْدَى وَحِينَئِذٍ فإحدى النسبتين تحرفت من الْأُخْرَى.
عبد الله بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم الْجمال الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الشُّرُوطِي. سمع على شَيخنَا أَشْيَاء مَعَ الرَّاعِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن فَهد المؤرخ بتاسع عشر رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق وَهُوَ أحد شُهُود الصالحية بل صَار من قدماء موقعيها وَلَيْسَ بالمتقن.
عبد الله بن عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجمال بن التَّاج المحرقي نِسْبَة للمحرقية قَرْيَة بالجيزة القاهري. ولد تَقْرِيبًا قبل التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد والختم مِنْهُ على التنوخي والعراقي والهيثمي وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وباشر نقابة الحكم أَيَّام الْهَرَوِيّ وَكَذَا بَاشر الجوالي أَيْضا. وَمَات ظنا سنة سبع وَخمسين.
عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن زيد جمال الدّين بن زكي الدّين الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف فِيهَا بالشيخ عبد الله الْبَصْرِيّ. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْبَصْرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن لعاصم على إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زقزق وَحفظ الْحَاوِي ومختصر الملحة الْمُسَمّى الْجَوَاهِر للشَّيْخ يُوسُف الوَاسِطِيّ وَنَحْو ثُلثي الكافية والفن الأول من تَلْخِيص الْمِفْتَاح واشتغل بهَا فَقَرَأَ على أَحْمد بن الْحَاج على بن حُذَيْفَة الْبَصْرِيّ من أول الْمُعْتَمد فِي الْفِقْه إِلَى الْإِقْرَار وعَلى مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن زقزق الْبَصْرِيّ جانبا من الْحَاوِي ومختصر الملحة وارتحل إِلَى بِلَاد الجزائر فَقَرَأَ بهَا على ملا عَليّ التسترِي جانبا من)
البُخَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ وعَلى مُحَمَّد بن صَالح بن شرِيف كرغيف الْحَاوِي وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والحساب، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأقَام بِمَكَّة السّنة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عَاد لبلاده فِي الَّتِي بعْدهَا فدام بهَا إِلَى أَن امتحن مَعَ الشعشاع الْخَارِجِي فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ ففر مِنْهُ إِلَى مَكَّة فَقَدمهَا فِي خَامِس رَجَب من الَّتِي تَلِيهَا وَعَكَفَ على البرهاني قاضيها فبحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي بقرَاءَته مرَّتَيْنِ بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الصَّحِيح والشفا فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة عدَّة سِنِين وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مفننا عَاقِلا سَاكِنا تَامّ الْمعرفَة بالفرائض(5/30)
والحساب وَالْعرُوض ذَا نظم كثير حسن مشاركا فِي الْفِقْه والعربية مستمرا لحفظ الْحَاوِي صنف فتح الرَّحْمَن فِي مَسْأَلَة دور الضَّمَان فِي كراريس وأقرأ الطّلبَة وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى، وَاسْتقر فِي مشيخة رباطي الشريفين حسن وبركات، وتنزل فِي الزمامية والجمالية مَعَ مباشرتها والسلطانية وَغير ذَلِك سالكا فِي أمره كُله طَرِيق الاسْتقَامَة بِحَيْثُ بَلغنِي عَن البرهاني أَنه قَالَ من حِين صحبني مَا نقمت عَلَيْهِ فِي دينه شَيْئا، وَقد كثر اجتماعي بِهِ فِي عدَّة مجاورات وعدته غير مرّة وحمدت خمالطته ومبادرته لإكرام من يكون من جهتي بتنزيله فِي الرِّبَاط وَلَو لم يكن فِيهِ فضل بِحَيْثُ يَقُول نَحن كلنا فِي بركَة فلَان وَالْوَاجِب علينا امْتِثَال إِشَارَته، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ بعد تعلله مُدَّة انْقَطع مِنْهَا زِيَادَة على ثَلَاث سِنِين لَا يَسْتَطِيع الْقيام وَهُوَ صابر محتسب مديم للتلاوة فِي لَيْلَة السبت ثامن عشر صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بالمعلاة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا، وَمن نظمه قصيدة رثى فِيهَا الْخَطِيب فَخر الدّين أَبَا بكر بن ظهيرة أَولهَا:
(يَا عين جودي بدمع مِنْك منسجم ... لفقد عين الْكِرَام الْعَالم الْعلم)
وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ قصيدة يتشوق فِيهَا إِلَى أَهله وبلاده وَيُشِير فِيهَا لسَبَب مفارقتها فَكَانَ من أبياتها:
(هِيَ الْبَصْرَة الفيحاء لَا زَالَ ذكرهَا ... جَدِيدا لأهليها لَدَى الْخلق إجلال)
(فقد كَانَت الفيحاء للعين نزهة ... وللقلب جنَّات بهَا ينعم البال)
وَمِنْهَا:
(فأهلا لأوقات مَضَت فِي سرورها ... لنا من رغيد الْعَيْش فِيهِنَّ أوصال)
(وترتيب أوراد وأفعال طَاعَة ... وخدمة أَعْلَام من الْعلم قد نالوا)
(وَعين الردى والحادثات عمية ... ودهري غفول والمبرات أنفال)
)
وَمِنْهَا:
(ففارقتها بالرغم مني مَخَافَة ... على الدّين من قوم بضد الْهدى قَالُوا)
(بغوا وعتوا فِي الأَرْض وَاشْتَدَّ وطؤهم ... على أَهلهَا وَالله مَا شَاءَ فعال)
(رماني لديهم ثمَّ أنقذ منعما ... عَليّ لَهُ بِالْعَبدِ من وأفضال)
إِلَى آخرهَا.
عبد الله بن عبد الْوَاحِد الْبُحَيْرِي. مَاتَ سنة تسع وَخمسين.
عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات بن أبي الْهدى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ بن مُحَمَّد بن روزبة عفيف الدّين وجمال الدّين أَبُو مُحَمَّد بن التَّاج الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي سبط أبي الْفَتْح بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن علبك الْآتِي. ولد فِي رَجَب سنة(5/31)
اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج وارتحل إِلَى الْيمن فعرضه وَأخذ عَن فقيهه عمر الْفَتى فِي الْمِنْهَاج والإرشاد وَغَيرهمَا وَسمع على إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مبارز أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا وَقَرَأَ على وَلَده الطّيب فِي منسك المراغي وعَلى الْعَفِيف عبد الله الهبي الْإِيضَاح للنووي وَغَيره ولازمني بِالْمَدِينَةِ فَسمع الْكثير بل قَرَأَ أَشْيَاء وَكتب من القَوْل البديع غير نُسْخَة وَهُوَ مِمَّن لَهُ همة فِي التَّحْصِيل مَعَ لطف عشرَة وعقل. عبد الله ابْن عُثْمَان بن حمية يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده مُحَمَّد.
عبد الله بن عُثْمَان بن عَفَّان بن عِيسَى بن عمرَان الْحُسَيْنِي بَلَدا ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي وَالِد الْفَخر عُثْمَان وَمُحَمّد. كَانَ خيرا ورعيا مديم التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة متكسبا بتعليم الْأَبْنَاء وَتَنْفَع بِهِ ذَلِك جمَاعَة وَبَلغنِي عَنهُ إِنَّه لَام وَلَده على تعَاطِي مَعْلُوم الجمالية كَمَا لامه عَمه على الْقَضَاء، وَقد قَرَأَ فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان ابْن حجاج الأبناسي، وَحج وزار وَمَات فِي صفر سنة أَربع وَسِتِّينَ عَن نَحْو السّبْعين وَنعم الرجل رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن عُثْمَان بن عَليّ الأبشاقي بِالْمُعْجَمَةِ الشَّافِعِي مؤدب الْأَبْنَاء وَيعرف بالصعيدي.
مِمَّن سمع مني قريب التسعين.
عبد الله بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الصَّالِحِي الْعَطَّار لقبه عبيد وَيعرف بِابْن حمية بِفَتْح المهلة وَكسر الْمِيم ثمَّ تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة. لقِيه شَيخنَا بالصالحية دمشق فَسمع عَلَيْهِ جزءأ من رِوَايَة البرزالي عَن شُيُوخه الَّذين حدثوه عَن ابْن طبرزد والكندي وحنبل يشْتَمل على سبعين حَدِيثا وَثَلَاثَة آثَار بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَكَذَا سمع من محيي الدّين خطيب بعلبك. وَمَات سنة سِتّ ببعلبك ذكره فِي مُعْجَمه)
وأنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده فَجعل جده حمية وَوهم من سمى جده مَحْمُودًا.
عبد الله بن عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله وَيُقَال لَهُ عبيد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ اللَّيْثِيّ القرتاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالسروجي حِرْفَة لَهُ بِدِمَشْق. ولد قبيل سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بقرتيا من أَعمال غَزَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ النّصْف من الْقُرْآن ثمَّ تحول لدمشق فَنزل بزواية أَحْمد الفقاعي ثمَّ انْتقل لجامع منجك فأكمل بِهِ الْقُرْآن عِنْد الْبُرْهَان بن الْقُدسِي وأخيه عبد الرَّزَّاق وَكَذَا قَرَأَ الْغَايَة وجود عَلَيْهِمَا وعَلى غَيرهمَا الْقُرْآن بل تلاه لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو على مُحَمَّد الحصني البصروي الضَّرِير نزيل دمشق وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الشَّمْس الصَّفَدِي وَفِي(5/32)
النَّحْو على الشَّمْس الْحَنَفِيّ شيخ القجماسية بِدِمَشْق وخطيب جَامع تنكز وَغَيره، وَقدم مَكَّة فِي سنة خمس وَتِسْعين وأقرأ فِي بَيت جَوَاهِر الشمسي بن الزَّمن ولازمني حَتَّى قَرَأَ البُخَارِيّ وَسمع غَيره بل قَرَأَ فِي الْبَحْث من أول الألفية إِلَى الشاذ وَسمع فِي الْبَحْث كثيرا فِي شرحي على تقريب النَّوَوِيّ وَفِي الرِّوَايَة جَمِيع سيرة ابْن هِشَام ومجالس من أول التَّذْكِرَة للقرطبي وَمن لَفْظِي فِي مَحل المولد النَّبَوِيّ مصنفي الْفَخر الْعلوِي والمسلسل بالأولية وبسورة الصَّفّ وَجُمْلَة وَهُوَ فَقير لَهُ إحساس محب فِي الْمسَائِل وَالْعلم وَرُبمَا قَرَأَ على الدلجي فِي الأَصْل وَغَيره وَله اهتمام بالقراءات والشاطبية وسافر من مَكَّة لشدَّة غلائها فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين كتب الله سَلَامَته.
عبد الله بن عَليّ بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز أَبُو بكر النويري الْمَكِّيّ. أجَاز لَهُ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَبعدهَا جمَاعَة وَكَانَ حَيا فِي سنة ثَلَاث عشرَة بِمُقْتَضى خطه فِي شَهَادَة.
قَالَه ابْن فَهد.
عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزبداني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بالإقباعي. ولد بعد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بِدِمَشْق فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم ابْن النجار وخليل اللوبياني وَسعد الله أَمَام الصَّخْرَة وتلا عَلَيْهِم للسبع جمعا وعَلى غَيرهم للعشر أفرادا وَأخذ الْفِقْه عَن البلاطنسي وخطاب والنجم ابْن قَاضِي عجلون والنحو عَن الشهَاب الزرعي والْعَلَاء القابوني وَالْأُصُول عَن الزين الشاوي واشتغل كثيرا وَحج غير مرّة وجاور ولقيني بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع على جملَة بل قَرَأَ عَليّ بحثا من أول ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى الْمَرْفُوع)
وباقيها سردا وحدثته بالمسلسل بالأولية وبقراءة الصَّفّ وبالمحمدين وَبِحَدِيث زُهَيْر العشارى وَبِحَدِيث فِيهِ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَبِحَدِيث عَن أبي حنيفَة وَسمع على قطعا من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وبتصانيفي فِي ختم البُخَارِيّ وَمُسلم وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة وَمن محافيظه الْمِنْهَاج وألفية الحَدِيث والنحو وَكَذَا الْأُصُول للبرماوي والحاجبية والشاطبية والجرومية والرحبية وايساغوجي وَغَيرهَا وأقرأ النَّحْو وَغَيره بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وتكسب فِي بَلَده وَنعم الرجل فضلا وصلاحا وتقشفا وانفرادا ومحاسن.
عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد الْجمال المنوفي الْخَطِيب. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب. يَأْتِي فِيمَن جده يُوسُف بن عَليّ قَرِيبا.
عبد الله بن عَليّ بن شُعَيْب الضَّرِير العَبْد الصَّالح. ولد قَرِيبا من سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبيتين وألفية النَّحْو، وَعرض على شَيخنَا فِي آخَرين مِنْهُم الْبرمَاوِيّ فِي ظَنّه وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد النُّور عَليّ بن لولو(5/33)
والشرف السُّبْكِيّ والتلواني وَغَيرهم وعَلى التلواني وَغَيره سمع الحَدِيث وَكَذَا سمع بِقِرَاءَتِي على جمَاعَة وَصَحب إِبْرَاهِيم الأدكاوي ثمَّ الغمري ثمَّ مَدين وطالت صحبته لثانيهم وانتفع بِهِ وَلزِمَ الْعُزْلَة والانفراد وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن الشَّمْس المسيري وَعبد الْقَادِر الزفتاوي فِي آخَرين وَأكْثر من الْحَج والمجاورة وَانْقطع بِأخرَة إِلَى بَيت الله الْحَرَام وتلا بِهِ على بعض الْقُرَّاء بِبَعْض الرِّوَايَات وَرُبمَا جاور بِطيبَة وَكَانَ يُعجبنِي سمته وبهاؤه وتفرده وانجماعه وإقباله على شَأْنه وَعدم تعرفه عَن الْأَخْبَار وَقد جَلَست مَعَه كثيرا وَكنت أسر بإقباله عَليّ بالمحبة وإكثاره من الدُّعَاء لي. مَاتَ فِي أَيَّام منى بهَا أَو بِمَكَّة من سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي الْبَهَاء الكازروني الأَصْل الملكي رَئِيس المؤذنين بهَا بل نَاب بالحسبة فِيهَا عَن أبي الْفضل النويري وقتا يَسِيرا وَكَذَا عَن الْجمال بن ظهيرة فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة حَتَّى مَاتَ وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشري شعْبَان سنة ثَمَان وَصَحَّ عَن من حَضَره وَقت الاحتضار أَنه سَمعه وَهُوَ فِي النزع يَقُول أَنه مَا أعرفك يَا شَيْطَان أَو أَنْت الشَّيْطَان أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ثمَّ فاضت روحه وَلَعَلَّ ذَلِك ثَمَرَة ذكره لله فِي الأسحار وَكَانَ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِمَكَّة وَدخل مصر واليمن غير مرّة للاسترزاق وَذَهَبت مِنْهُ فِي الْيمن دنيا)
حصلها من التِّجَارَة تَرْجمهُ الفاسي.
عبد الله بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد جمال الدّين الهيتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْكَاتِب. نَشأ فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ ثمَّ لَازم الْعَبَّادِيّ واعتنى بِالْكِتَابَةِ فَأَخذهَا عَن الزين بن الصَّائِغ والبرهان الفرنوي وَغَيرهمَا وتميز فِيهَا وَكَانَ مرجعا فِي رسمها مُنْفَردا بطرائقها وَإِن كَانَ فيهم من هُوَ أحسن كِتَابَة مِنْهُ وصنف فِي رسومها شَيْئا، وَكَانَ شَيخا صَالحا نصُوحًا فِي إرشاده خيرا محتسبا بتعليمه مُؤذنًا فِي جِهَات. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو خمس وَسبعين وَدفن فِي الصَّحرَاء بِالْقربِ من تربة الْأنْصَارِيّ.
عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشيبي. صوابة مُحَمَّد وَسَيَأْتِي.
عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الحميد الفندقي القباقبي الصَّالِحِي.
سمع من أبي الْعَبَّاس المرداوي مجَالِس المخلدي الثَّلَاثَة وَحدث بهَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الأول مِنْهُ بالصالحية وَمَات فِي.
عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المغربي الْعَطَّار، مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن هَاشم(5/34)
بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم بن نصر الله الْجمال بن الْعَلَاء الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط أبي الْحرم القلانسي وأخو عَائِشَة الْآتِيَة ووالد أَحْمد ونشوان وَألف وَيعرف بالجندي لكَونه كَانَ بزِي الْجند مَعَ ولَايَة أَبِيه لقَضَاء دمشق. ولد فِي مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فَحَضَرَ دروس الْمُوفق عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي النقاضي بل قَرَأَ عَلَيْهِ المسلسل وَغَيره وَكَذَا حضر دروس صهره القَاضِي نصر الله بن أَحْمد ووالده القَاضِي عَلَاء الدّين وَسمع على جده لأمه كثيرا كصحيح مُسلم والمعجم الصَّغِير للطبراني والغيلابيات وعَلى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي والميدومي والعرضي وَالْجمال بن نباتة وناصر الدّين الفارقي والموفق الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين مِنْهُم الْبُرْهَان بن عبد الرَّحْمَن بن جمَاعَة والشرف الْحسن بن عبد الله بن أبي عمر وَمن لفظ التَّاج السُّبْكِيّ تصنيفه جمع الْجَوَامِع والعز بن جمَاعَة وناصر الدّين الحراوي وَحَمْزَة السُّبْكِيّ وَخَدِيجَة ابْنة الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمِمَّا حَضَره فِي الثَّانِيَة على الْمَيْدُومِيُّ ثمانيات النجيب بل ألبسهُ خرقه التصوف أخبرنَا القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَكَذَا لبسهَا الْجمال من شَيْخه حَمْزَة وَحدث بالكثير فِي أَوَاخِر عمره وَأحب الرِّوَايَة وَأَكْثرُوا عَنهُ)
خُصُوصا لما نزل مسمعا بالتربة الظَّاهِرِيَّة برقوق فِي الصَّحرَاء وَحدث بالمسند لإمامه غير مرّة روى لن عَنهُ خلق مِنْهُم شَيخنَا والموفق الأبي سمع مِنْهُ رَفِيقًا لِلْحَافِظِ ابْن مُوسَى وَابْنه وَابْن أُخْته وَفِي الْإِحْيَاء سنة خمس وَتِسْعين من يرْوى عَنهُ وَكَانَ ذَا سمت حسن وديانة وَعبادَة وعَلى ذهنه مسَائِل فقهية ونوادر حَسَنَة وَوَصفه ابْن مُوسَى بالشيخ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم الأوحد الْمُحدث الْمسند الرحلة. مَاتَ فِي سحر يَوْم السبت منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع عشرَة وَقيل فِي رَجَب وَالْأول أثبت وَبِه جزم المقريزي فِي عقوده.
عبد الله بن عَليّ بن مُوسَى بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشيبي الْيَمَانِيّ الْآتِي أَبوهُ. انتصب بعده فِي زاويته بالحسامية وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة. ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه فِي سنة إِحْدَى عشرَة من أنبائه.
عبد اله بن عَليّ بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش بن دَاوُد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن عَليّ بن مُوسَى الْعَفِيف بن النُّور الْمَكِّيّ وَيعرف بالمزرق كَانَ يخْدم كثيرا السَّيِّد حسن بن عجلَان صَاحب مَكَّة وَيقبض لَهُ الْأَمْوَال من التُّجَّار فَكَانَ وَاسِطَة حَسَنَة سِيمَا ومخدومه يأتمنه ويحترمه كل ذَلِك لعقله وَحسن(5/35)
عشرته حَتَّى أَنه يصحب المتباعدين وَيَرَاهُ كل مِنْهُمَا صديقا وَمَعَ ذَلِك لما حصل التنافر بَين الْأَخَوَيْنِ بَرَكَات وَإِبْرَاهِيم ابْني مخدومه ظهر مِنْهُ ميل لثانيهما حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا لقتل جمَاعَة الآخر لَهُ فِي لَيْلَة عَاشر رَجَب سنة سِتّ وَعشْرين فِي حوش صَاحب مَكَّة بالمسعى وَدفن من الْغَد بالمعلاة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وسنه أَرْبَعُونَ أَو نَحْوهَا وَكَانَ وجيها صَاحب عقار وَدُنْيا سامحه الله وإيانا.
عبد الله بن عَليّ بن يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن أبي الْفضل نصر بن مَنْصُور بن عبيد الله بن عدي جمال الدّين بن الْعَلَاء الْقرشِي الْعمريّ الْعَدوي وَيعرف بِابْن فضل الله. ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على العرضي جُزْء الْأنْصَارِيّ والغطريف وثلاثيات الْمسند ورباعيات التِّرْمِذِيّ وَغير ذَلِك وأسمع عَليّ الْبَيَانِي وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ الْأَذْرَعِيّ والأسنوي وَأَبُو البقا السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ. وَكَانَ يتزيا بزِي الْجند وَله أقطاع ملازما للخلاعة من حِين مَاتَ أَبوهُ وَإِلَى أَن مَاتَ لكنه كَانَ مَسْتُورا ثمَّ فسد حَاله حَتَّى عمل نَقِيبًا فِي بيُوت الْحجاب واشتدت فاقته وخمل وَمَعَ ذَلِك فقد سمع عَلَيْهِ الكلوتاتي والزين)
رضوَان وَغَيرهمَا من القدماء والمحلي والمناوي والعز الْكِنَانِي والقرافي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وَهُوَ آخر إخْوَته موتا عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْبَدْر بن عَليّ بن عُثْمَان الْجمال بن الإِمَام الرباني الْمجمع على ولَايَته النُّور أبي الْحسن الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي القادري الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن أَيُّوب وَهُوَ لقب لجده لِكَثْرَة بلاياه وَرُبمَا ينْسب لَهُ فَيُقَال عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب. ولد بعد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل وبرع وَقدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وخالط الزين عبد الباسط وَغَيره من الرؤساء وَاسْتقر فِي خدمَة سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ إنْسَانا حسنا فَاضلا ثِقَة رَئِيسا متواضعا كَرِيمًا بارا بِأَصْحَابِهِ عفيفا قانعا متجملا فِي ملبسه بهيا وقورا نير الشيبة طلقا بليغا فِي عِبَارَته مقتدرا على إبراز الحكم فِي الْكَلَام البديع العجيب دَقِيق الْإِشَارَة فكه المحاضرة مليح النادرة ظريفا حسن الْعشْرَة مشاركا فِي الْفَضَائِل تَارِكًا الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه شَدِيد التخيل والانجماع رَاغِبًا فِي لِقَاء الله منشرح الصَّدْر للْمَوْت كثير التَّقْرِير لذَلِك وَالنَّاس فِي رَاحَة مِنْهُ يدا وَلِسَانًا قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَجْمُوعه مثله، وَقد كتب على خطْبَة الْحَاوِي كِتَابَة حَسَنَة وَلَكِن بَلغنِي أَنه أوقف الْعَلَاء البُخَارِيّ بِدِمَشْق عَلَيْهَا واستأذنه أيكمل(5/36)
أم يتْرك فَنظر فِيهَا ثمَّ أَشَارَ بِالتّرْكِ وَرَأَيْت لَهُ رِسَالَة سَمَّاهَا دَوَاء النَّفس من النكس فِي الطِّبّ فرغ مِنْهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَكتب لَهُ عَلَيْهَا طَاهِر بن يُونُس الْموصِلِي مَا نَصه:
(طالع فِيهِ فاستفاد وَكتب ... دَاع لمولى انتقاه وانتخب)
(محبه طَاهِر بن يُونُس ال ... موصلي مولدا ومنتسب)
(فوائدا جليلة من حَقّهَا ... لَو كتبت على الْحَرِير بِالذَّهَب)
وَكَذَا صنف غير ذَلِك مِمَّا قرض لَهُ ابْن الْهمام بعضه، وَكَانَ يحْكى لنا كثيرا من كرامات وَالِده وشريف أَحْوَاله سِيمَا تنفيره عَن النّظر فِي كَلَام ابْن الفارض وَابْن عَرَبِيّ وخطه عَلَيْهِمَا، وَكَذَا أخبرنَا غير مرّة أَنه سمع صَحِيح البُخَارِيّ على ابْن صديق فَسمع مِنْهُ أَصْحَابنَا وَحدث بِهِ غير مرّة وَسمعت مِنْهُ بعضه وسألني عَن بعض الْأَحَادِيث فَكتبت لَهُ جَوَابا وَوَقع عِنْده موقعا وَبَالغ فِي الإتحاف والألطاف وَهَكَذَا كَانَ دأبه بِدُونِ تكلّف. مَاتَ فَجْأَة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان)
وَسِتِّينَ عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة على مَا أَخْبرنِي بِهِ قبل مَوته بيومين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ خيرا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن عَليّ الْبَهَاء الكازروني. فِيمَن جده عبد الْقَادِر بن عَليّ قَرِيبا.
عبد الله بن عَليّ التعزي الْمدنِي الشَّافِعِي خَادِم البيمارستان. مِمَّن يحفظ الْقُرْآن وَكَذَا حفظ الْمِنْهَاج. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
عبد الله بن عمر بن الْفَقِيه إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الكفربطناوي الدِّمَشْقِي سبط أبي هُرَيْرَة بن الْحَافِظ الذَّهَبِيّ أمه صَالِحَة وَيعرف بِابْن الْفَقِيه إِسْمَاعِيل ويلقب بالفيل لعمله صُورَة فيل من ثلج. ولد فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِكفْر بَطنا من غوطة دمشق وَأخْبرنَا أَنه سمع على جده لأمه وَلَكِن لم يعرف المسموع نعم أَنه أخبر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَمن الرَّحْمَن إِلَى آخر الْقُرْآن أجَاز لنا وَكَانَ مَذْكُورا فِي بَلَده بِالْخَيرِ والثقة. مَاتَ قريب السِّتين.
عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ أَخُو الْعَفِيف عُثْمَان مُصَنف الناشريين. اشْتغل فِي صغره بِالْعلمِ وَحج وَهُوَ شَاب ثمَّ انْقَطع للتلاوة وَكَانَ شجي الصَّوْت جدا وَمَات فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن عِنْد أَبِيه من زبيد.
عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو عبد الله الفيومي الأَصْل(5/37)
الْمَكِّيّ وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا وَهُوَ بكنيته أشهر يَأْتِي.
عبد الله مطيري بن عمر بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد الْمدنِي أَخُو حسن وَعبد الباسط وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن زين الدّين. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد بهَا وَأمه غزال الحبشية فتاة أَبِيه وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَسمع من ابْن الْجَزرِي والبرماوي وَغَيرهمَا وَدخل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة ثمَّ الْمغرب ثمَّ التكرور، فماتا بهَا قبل سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
عبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر الْجمال بن السراج بن الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو سارة وَيعرف كسلفه بِابْن جمَاعَة. ولد بعد السِّتين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا)
وَسمع على البرهانين ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن جمَاعَة والتنوخي وَمُحَمّد بن حَامِد الْقُدسِي وَأبي طَلْحَة الحراري وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء الصفار أخبرنَا بِهِ الْحسن الْكرْدِي وَأَجَازَ لَهُ جده الْعِزّ وَأَبوهُ السراج وَعَمَّته زَيْنَب الْأَذْرَعِيّ والأسنائي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن أميلة وَالصَّلَاح ابْن أبي عمر والسوقي وَابْن قَاضِي الزبداني وَابْن الْقَارِي والمحب الصَّامِت وَآخَرُونَ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ رَحمَه الله.
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ. كَانَ من أَعْيَان القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ. مَاتَ سنة ثَلَاثًا ظنا. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
عبد الله بن عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن جعمان الْفَقِيه الْوَلِيّ الْعَالم عفيف الدّين توفّي ببلاده قَرْيَة الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل فِي آخر ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ مولده فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِتَقْدِيم التَّاء فِي المولد والوفاة وتفقه ببلاده وَأخذ عَن ابْن الْجَزرِي وَصَارَ بِأخرَة بركَة الْوُجُود يزوره الْمُلُوك والأمراء إِلَى منزله رَحمَه الله كتب إِلَيّ بذلك الْجمال مُوسَى الدوالي من الْيمن.
عبد الله بن عمر بن عُثْمَان أَبُو مُحَمَّد الشمري الملحاني تفقه بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وَولي الْقَضَاء بتعز ثمَّ أَقَامَ مُدَّة بعدن، وَتُوفِّي قبل الْعشْرين وقبره عِنْد مَقَابِر الناشريين بِيَزِيد.
عبد الله بن عمر بن عَليّ بن مبارك الْجمال أَبُو الْمَعَالِي بن السراج أبي حَفْص بن أبي الْحسن الْهِنْدِيّ الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الصُّوفِي السعودي(5/38)
وَيعرف بالحلاوي بِمُهْملَة وَلَام خَفِيفَة.
ولد فِي تَاسِع الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ جد أَبِيه صَالحا مُعْتَقدًا بنيت لَهُ زَاوِيَة فِي الأبارين بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر فسكن بهَا أَوْلَاده فَكَانَت مجمعا لطلبة الحَدِيث بِحَيْثُ سمع صَاحب التَّرْجَمَة مَعَهم فِيهَا مَا لَا يُحْصى وَلَكِن لم يكن لَهُ من يعتني بِكِتَابَة أثبات لَهُ وَلذَا أَكثر مَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ من أصُول سماعاته وأقدم شيخ لَهُ بِالسَّمَاعِ أَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن يُوسُف بن الْمصْرِيّ خَاتِمَة من يروي عَن ابْن الجميزي وَابْن رواح وَغَيرهمَا بِالْإِجَازَةِ وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ النّصْف الثَّانِي من سنَن الشَّافِعِي رِوَايَة الْمُزنِيّ وَسمع عبى الْبَدْر الفارقي وَابْن غالي والشهب ابْن كشتغدي والمستولي وَأحمد بن مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي وَأحمد بن أبي بكر الزبيرِي وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ الخيمي وناصر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي والقطب البهنسي)
والميدومي وَعلي بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن لولو وَأبي الْفتُوح الدلاصي والكمال إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد التزمنتي والبهاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حموية وَأحمد بن الشّرف الدمياطي والزين أَحْمد بن التَّاج مُحَمَّد بن عبد المحسن الصرفيني وَأبي الْحرم القلانسي وَعبد الْوَهَّاب بن عُثْمَان بن أبي الحوافر وَأحمد بن هبة الله بن الرشيد الْعَطَّار والتاج عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الصَّيْرَفِي وأخيه التقي مُحَمَّد وَعبد الله بن مقبل البعلي والزين أبي بكر بن قَاسم الرَّحبِي وَعَائِشَة ابْنة عَليّ الصهناجي وَهُوَ مُسْند الْقَاهِرَة مكثر سَمَاعا وشيوخا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن الرضي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي وَحدث بالكثير جدا وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه شَيخا صينا خيرا سَاكِنا صبورا على الإسماع لَا يمل وَلَا يَنْعس وَلَا يضجر حَتَّى أَنه مرض يَوْمًا فصعدنا إِلَى غرفته لعيادته فَأذن لنا فِي الْقِرَاءَة فَقَرَأت عَلَيْهِ من الْمسند فَمر فِي الْحَال حَدِيث أبي سعيد فِي رقية جِبْرِيل فَوضعت يَدي عَلَيْهِ فِي حَال الْقِرَاءَة ونويت رقيته فاتفق أَنه شفي حَتَّى نزل إِلَيْنَا فِي الميعاد الثَّانِي قَالَ فِي أنبائه وَفِي الْجُمْلَة لم يكن فِي شُيُوخ الرِّوَايَة من شُيُوخنَا أحسن أداءا وَلَا أصغى للْحَدِيث مِنْهُ وَهُوَ أحد من أَكثر عَنهُ شَيخنَا وروى عَنهُ من الْحفاظ ابْن ظهيرة والفاسي والأقفهسي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَحدثنَا عَنهُ خلق كَانَ من آخِرهم أَو هُوَ خاتمهم بِالسَّمَاعِ الشهَاب الشاوي وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة سبع وَدفن عِنْد جده فِي زاويته رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْعَفِيف بن السراج الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد وَهَذَا أَصْغَر.(5/39)
عبد الله بن السراج عمر بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي.
مِمَّن سمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي.
عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْعَفِيف أَبُو السِّيَادَة ابْن صاحبنا النَّجْم الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ سبط النُّور بن سَلامَة وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَمَات بهَا فِي رجبها.
عبد الله أَخُوهُ. ولد بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَمَات بهَا فِي صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
ذكرهمَا أَبوهُمَا.)
عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم الْأَعرَابِي. خرج من مَكَّة إِلَى بِلَاد الْيمن فِي ربيع الآخر سنة خمس وَخمسين.
عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد الدملوي اليمني. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين بجدة وَدفن بهَا.
أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن عمر الأهدل الْيَمَانِيّ ذُو الْأَخْلَاق الْحَسَنَة والآداب المستحسنة صحب عبد الله الْعِرَاقِيّ وانتفع بِهِ فِي الطَّرِيق ونصبه شَيخا وَكَانَ على قدم حسن من ترك مَالا يُعينهُ مَعَ الاقتصاد فِي ملبسه وَغَيره والتأدب بآداب الصُّوفِيَّة وَالْمَشْي على طريقتهم المرضية. مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمَه الله. ذكره صَاحب صلحاء الْيمن.
عبد الله بن عمر التواتي بمثناتين بَينهمَا وَاو ثَقيلَة الْمدنِي كَانَ صَالحا خيرا عَلَيْهِ آثَار الزّهْد وَالْخَيْر. مَاتَ فِي الْقَاهِرَة سنة سبع، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ مجاورا بهَا وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى مصر وَالشَّام فَكَانَت منيته بِالْقَاهِرَةِ.
عبد الله بن عِيسَى بن عبد الله الْجمال الْكرْدِي نزيل الْقَاهِرَة الشَّافِعِي قدم الْقَاهِرَة فلازم ابْن أَسد وجعفرا وتلميذهما الْجلَال المرجوشي فِي الْقرَاءَات وبرع فِيهَا، وَحج وتلا بالعشر أفرادا ثمَّ جمعا على عمر النجار وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب القباقبي وأقرأ وَكَانَ حاد الْخلق. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين.
عبد الله بن فَارس بن أَحْمد الْجمال الطاغي البرنوسي نِسْبَة لقبيلة يُقَال لَهَا البرانسة التازي بالزاي المنقوطة والمثناة الفوقانية وتلزة من أَعمال فاس مِمَّن قدم مصر واشتغل وَأخذ عَن الْبَدْر بن الغرز وَغَيره بل أَكثر عَن النُّور بن التنسي فِي الْفِقْه وَغَيره وَوَصفه البقاعي بالفاضل المفنن وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي المناسبات فِي سنة سِتّ وَسبعين انْتهى. وتميز وتحول لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَتوجه مَعَ أَجود بن زامل عَظِيم بني جبر فاستقر بِهِ قَاضِيا بِتِلْكَ النواحي وَأقَام عِنْدهم نَحْو(5/40)
خمس عشرَة سنة كَانَ رُبمَا قدم فِي غضونها مَعَه لِلْحَجِّ فَلَمَّا كَانَ فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين قدم مَعَه وتخلف عَنهُ فَأَدْرَكته منيته بِمَكَّة بعد انْفِصَال الْحَج بِيَسِير فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وَترك ولدا، وَكَانَ فَاضلا خيرا بل قيل أَنه شرح الْمُخْتَصر، وَأَبوهُ فَارس مِمَّن كَانَ يذكر بِخَير وَصَلَاح كَبِير بل جود الْقرَاءَات وَمَات بِمصْر سنة تسع وَسِتِّينَ رحمهمَا الله.)
عبد الله بن أبي الْفَتْح بن مُحَمَّد بن حمام الْمَكِّيّ. مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة.
عبد الله بن فتح الدّين مجد الدّين أحد الكتبة وَيعرف بِابْن البقري لكَون أمه تزَوجهَا تَاج الدّين ابْن البقري. يَأْتِي فِي وَلَده أبي النجا فِي الكنى.
عبد الله بن فرج الزنْجِي الفهدي. مِمَّن سمع مني.
عبد الله بن أبي الْفرج بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الْأمين بن السَّيِّد بن التَّاج ابْن السعد القبطي الْمصْرِيّ نَاظر الْخَاص وَالِده وجده بل ولي أَبوهُ الإسطبلات أَيْضا وَيعرف بجده تَاج الدّين فَيُقَال لَهُ ابْن تَاج الدّين مُوسَى. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على ابْن أبي الْمجد فِي البُخَارِيّ وتلا الْقُرْآن للسبع على ابْن الْحَاجِب وَبحث إِلَى الْبيُوع من التدريب على مُؤَلفه البُلْقِينِيّ وَبَعض التَّلْخِيص على النظام التَّفْتَازَانِيّ وَكَذَا بحث عَلَيْهِ فِي النَّحْو أَيْضا وَدخل فِي الْفُنُون فلعب الرمْح وَرمى النشاب وصارع وَحمل المقايرات وَلَكِن كَانَ يمل بِحَيْثُ إِذا قَارب أَن يتمهر فِي ذَلِك الشَّيْء تَركه ثمَّ أقبل على غَيره، وَولي اسْتِيفَاء الْخَاص وَنظر الإسطبلات السُّلْطَانِيَّة والخزانة الْكُبْرَى وَحج مرَارًا أَولهَا قبل الْقرن وسافر إِلَى حلب فَمَا دونهَا وَتردد إِلَى إسكندرية ودمياط وَكَانَ صَحِيح الْإِسْلَام مُبْعدًا لأبناء جنسه حاد المرارة سريع الْجَواب حُلْو النادرة حسن المحاضرة لطيف المنادمة جيد الْخط والمذاكرة بالشعر وَأَيَّام النَّاس يتوقد ذكاء وَيظْهر مَا فِي نَفسه من الْمعَانِي بِعِبَارَة رشقة مُعظما عِنْد الأكابر حَتَّى بعد إقعاده وَاسِطَة حَسَنَة عِنْدهم لَا يدْخل نَفسه فِي مساءة أحد أَن وجد مساغا للخير تكلم وَإِلَّا كف وَأما فِي حُضُور الْإِنْشَاء فَهُوَ سريع النادرة قل أَن يسلم أحد من كَلَامه وَشَتمه ومزحه وَمن محاسنه انه مَا مر عَلَيْهِ يَوْم النَّحْر قطّ إِلَّا وَيعتق فِيهِ جَمِيع مَا يملكهُ من الرَّقِيق وَلكنه يذكر مَعَ هَذِه الْأَوْصَاف الجميلة وَكَونه متزوجا بامرأتين شريفة الْأُم ونصرانية ذَا مُرُوءَة وَمَكَارِم أَخْلَاق بالابنة بِحَيْثُ شاع وذاع فَالله أعلم وَقد تكسح وأقعد فِي حُدُود سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَكَانَ يحمل إِلَى بَيت نَاظر الْجَيْش الزيني عبد الباسط وَغَيره من الْأَعْيَان وَإِلَى النزهة وَنَحْوهَا بطلبهم لَهُ(5/41)
لخفة روحه ودعابته حَتَّى تسمع نوارده ولاختصاصه بالزيني الْمشَار إِلَيْهِ لما مَاتَ سعى فِي مرتباته فَلَمَّا علم الظَّاهِر بِمَوْتِهِ تأسف على فَوته لَهُ وَلَام الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فِي كَونه لم يذكرهُ بِهِ وَقَالَ لَو ذَكرتني بِهِ ضَربته ونفيته كَيفَ تكون هَذِه المرتبات لمسخرة عبد الباسط أَو كَمَا قَالَ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد أَو يَوْمه سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن خَارج)
بَاب النَّصْر وَقد كتب عَنهُ البقاعي فِي سنة أَرْبَعِينَ قَوْله مواليا:
(نبال لحظ الرشا فِي وسط قلبِي مرق ... مَا الْبيض مَا السمر مَا سود الزرد والزرق)
(عاشقك أَصْغَر مململ لهجته فِي الطّرق ... عذار أَخْضَر وخد أَحْمَر وعينين زرق)
وَذكره المقريزي فَقَالَ وبلوت مِنْهُ مُرُوءَة وخفة روح عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن أبي الْفَضَائِل بن سناء الْملك. هُوَ ماجد يَأْتِي.
عبد الله بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جزي الأندلسي. مَاتَ سنة عشر.
عبد الله بن كزل الْجمال الدشتي الأَصْل القاهري. يروي تائية ابْن الفارض عَن الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن قرطاي الْمَعْرُوف بِابْن بكتمر الساقي سَمَاعا ولقيه الْعِزّ بن فَهد بعيد السّبْعين فَكتب عَنهُ.
عبد الله بن كنيفش. قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
عبد الله بن مبارك بن حسن بن شكوان أَخُو أَحْمد الْبونِي لأمه. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب عفيف الدّين بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الأول الْمَاضِي أمهما حبشية لأبيهما. ولد فِي لَيْلَة عَرَفَة بعد الْعشَاء سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والقدوري واشتغل وَسمع على ابْن الْجَزرِي فِي سنة ثَمَان وَعشْرين تصنيفه المصعد الأحمد فِي ختم مُسْند الإِمَام أَحْمد، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ حِين حج وَكَذَا مُحَمَّد بن حَمْزَة بن الْعَبَّادِيّ وَغَيرهمَا وَورث كثيرا من أقربائه وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين فَقير منجمع.
عبد الله آخر أَخ للَّذي قبله أَظُنهُ توفّي قبله فَسُمي باسمه وَهُوَ أحد من أَخذ باستدعاء الزيني رضوَان وَابْن مُوسَى المراكشي المؤرخ بِسنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن نصر الْجمال أَبُو مُحَمَّد النحريري الْمَالِكِي قَاضِي حلب ونزيلها. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي واشتغل بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَفضل وَقدم حلب فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَسمع بهَا من الظهير بن العجمي سنَن ابْن مَاجَه وَغَيرهَا وَكَذَا(5/42)
سمع من الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن الأنفي وَغَيره بل كَانَ قد سمع الْكثير من أَصْحَاب الْفَخر وناب فِي الحكم بحلب ثمَّ اسْتَقل بِهِ سنة سبع وَثَمَانِينَ عوضا)
عَن الزين عبد الرَّحْمَن بن رشيد فحمدت سيرته ثمَّ ورد المرسوم فِي أَوَائِل سنة أَربع وَتِسْعين من الظَّاهِر برقوق بإمساكه بِسَبَب كائنة الناصري فأحس بذلك فاختفى وَدخل بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى تبريز ثمَّ إِلَى الْحصن فَأكْرمه صَاحبه وَأقَام مديما للاشتغال والأشغال بِالْعلمِ والْحَدِيث إِلَى سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة فوصل إِلَى حلب فِي صفرها فَحدث بهَا وَسمع عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَأقَام بهَا أَيَّامًا ثمَّ توجه إِلَى دمشق إِلَى سنة سِتّ فحج ثمَّ رَجَعَ قَاصِدا الْحصن فَلَمَّا كَانَ بسرمين مَاتَ فِي بكرَة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبع، قَالَ ابْن خطيب الناصرية وَكَانَ من أَعْيَان الحلبيين إِمَامًا فَاضلا فَقِيها يستحضر كثيرا من الْفِقْه والتاريخ والتصوف مَعَ ظرف ومحبة فِي الْعلم وَأَهله. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَت على ذهنه فَوَائِد حَدِيثِيَّةٌ وفقهية وَكَانَ يحب الْفُقَهَاء وَالشَّافِعِيَّة وتعجبه مذاكرتهم قَالَ وقرأت بِخَط الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب أَنه سَأَلَ نور الدّين بن الْجلَال عَن فرعين منسوبين للمالكية فَلم يستحضرهما وَأنكر أَن يَكُونَا فِي مَذْهَب مَالك قَالَ فَسَأَلت الْجمال فاستحضرهما وَذكر أَنَّهُمَا يخرجَا من ابْن الْحَاجِب الفرعي.
عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن لاجين الْجمال الرَّشِيدِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الرَّحْمَن ووالد مُحَمَّد وَأحمد الْمَذْكُورين. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي وأسمع على الأيوبي والميدومي والعز بن جمَاعَة وَأبي الْفتُوح الدلاصي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ القلانسي والقطرواني ومظفر الْعَسْقَلَانِي وَسَائِر من ذكر فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن وَغَيرهم وَكَانَ خيرا محبا فِي الطّلب وَقِرَاءَة الحَدِيث بِحَيْثُ لَازم قِرَاءَة البُخَارِيّ واعتنى بولديه فأسمعهما الْكثير وَأثبت مسموعهما بِخَطِّهِ وَخط من شَاءَ الله من الْمُحدثين بل كتب بِخَطِّهِ جملَة من الْأَجْزَاء الَّتِي أسمعها لَهما فِي عدَّة مجاميع وَسمع شَيخنَا بقرَاءَته على بعض الشُّيُوخ بل سمع شَيخنَا مِنْهُ وَحدثنَا هُوَ وَولده وَغَيرهمَا مِمَّن لقيناه عَنهُ وَكَانَ خطيب جَامع أَمِير حُسَيْن. مَاتَ فِي رَابِع عشري رَجَب سنة سبع وَذكره المقريزي فِي عقوده.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد الْعَفِيف نقيب الإشراف بن الْبَدْر بن الْعِزّ أبي جَعْفَر بن الشهَاب بن أبي الْمجد بن أبي الْعَبَّاس بن أبي الْحسن بن أبي الْمجد(5/43)
الْحُسَيْنِي الإسحاقي الْجَعْفَرِي الْحلَبِي الشَّافِعِي. ولد)
فِي ربيع الآخر سنة عشر وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشهَاب السَّاعِي وَغَيره وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَحضر دروس الْبَدْر بن سَلامَة فِي الْعَرَبيَّة بل قَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي والشهاب بن حجي، وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه كأسلافه وَكَانَ من بَيت علم وَفضل وَدين لَهُ شرف من جِهَة أَبَوَيْهِ، لَقيته بمنزله بحلب وَهُوَ مفلوج فأنشدني قَوْله:
(يَا رَسُول الله إِنِّي لأرجو ... أَن تكفل يَوْم عرضي)
(بإدخالي الْجنان بِلَا حِسَاب ... إِذا كنت النَّوَافِل لي وفرضي)
(وَهَا أَنْت المؤمل للبرايا ... فحقا بَعْضنَا أولى بِبَعْض)
قيل وَلَو قَالَ:
(عبيدك يَا رَسُول الله يَرْجُو ... شفاعتك العميمة يَوْم عرض)
لَكَانَ أحسن فَإِن مَا قَالَه من بَحر الوافر مَعَ اختلاله فِي الْوَزْن وَقد سبق النَّاظِم جده كَمَا فِي تَرْجَمته لنحوه. مَاتَ بعد ساعتين.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس بن الشهَاب بن الْمجد أَب الفدا القاهري الْحُسَيْنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَعبد اللَّطِيف والتقي مُحَمَّد والصدر مُحَمَّد الْمَذْكُورين فِي محالهم وَهُوَ كَبِيرهمْ وَيعرف كأبيه بِابْن الرُّومِي. ولد قبيل التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه والعربية والفرائض وَغَيرهَا على جمَاعَة كَالشَّمْسِ مُحَمَّد بن أَحْمد السعودي أَخذ عَنهُ الْفِقْه والشهاب أَحْمد بن شاور العاملي أَخذ عَنهُ الْفَرَائِض والحساب والوصايا والصدر سُلَيْمَان الأبشيطي قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَشَرحهَا لِابْنِ عقيل وبرع وأذنوا لَهُ كلهم وعظموه جدا وَثبتت عَدَالَته فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ على قَاضِي الْحَنَفِيَّة حِينَئِذٍ الشَّمْس الطرابلسي وَشهد عَلَيْهِ بذلك غير وَاحِد من الْأَعْيَان، وَسمع على الْآمِدِيّ وَابْن الشيخة والمطرز وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَالْجمال الرَّشِيدِيّ فِي آخَرين، وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما على رَأس الْقرن عَن الْجمال يُوسُف بن مُوسَى الْمَلْطِي فَمن بعده ثمَّ أعرض عَنهُ فأشير عَلَيْهِ بِالْعودِ لتضعضع حَاله بِالتّرْكِ فَفعل وَلم يحصل على طائل وَكَذَا درس قَدِيما فِي عدَّة أَمَاكِن ثمَّ رغب عَنْهَا إِلَّا التدريس بِجَامِع الظَّاهِر وَحدث بِأخرَة سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ(5/44)
أَشْيَاء وَكَانَ أصيلا قديم الْفَضِيلَة من أَعْيَان مذْهبه ومتقدمي)
نوابهم لَكِن لم نلقه إِلَّا بعد كبره وخموده وفاقته وَضعف نهوضه. مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَقد قَارب الْمِائَة رَحمَه الله.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الطّيب بن الشهَاب النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو وَالْحَاوِي وتلا للسبع على قَرِيبه عُثْمَان النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ.
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو وَالْحَاوِي وتلا للسبع على قَرِيبه عُثْمَان وَبِه انْتفع فِيهَا فِي آخَرين وَفِي النَّحْو على جمَاعَة ثمَّ لَازم وَالِده فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي وَسمع عَلَيْهِ التَّنْبِيه والمنهاج وَالرَّوْضَة وتصنيفه إِيضَاح الْفَتَاوَى وناب عَنهُ بل كَانَ قَائِما بالأمور عَنهُ حِين أسن ثمَّ اسْتَقل بعد مَوته لَكِن أخرج عَنهُ على ابْن طَاهِر بعد سِنِين الْوَقْف للتقي عمر الْفَتى وَغَيره وَاسْتمرّ على الْقَضَاء خَاصَّة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
عبد الله بن الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بيض لَهُ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَهُوَ الَّذِي قبله ظنا قَوِيا.
عبد الله بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من ابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَابْن سَلامَة والشامي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَابْن الكويك وَآخَرُونَ. وَمَات فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاثِينَ أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة رَحمَه الله.
عبد الله بن الشَّيْخ الشهير بَيت الْمُقَدّس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال عُثْمَان بن عمر التركستاني وَيعرف بالقرمي. اشْتغل قَلِيلا وَقدم حلب ثمَّ دخل بَغْدَاد وَأسر مَعَ اللنكية ثمَّ خلص وَيُقَال أَنه جرت لَهُ محنة فخنق نَفسه بِسَبَبِهَا على مَا استفيض بَين النَّاس وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة سِتّ قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطى الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ أَخُو القطب مُحَمَّد وَيعرف أَبُو هما بِابْن الصفى نِسْبَة لجده لأمه الصفي الطَّبَرِيّ.
سمع وَسكن الْيمن سِنِين ثمَّ عَاد لمَكَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا وَبهَا توفّي فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وَقد بلغ)
الْخمسين أَو جازها ظنا. قَالَه القاسي فِي مَكَّة. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة التقى أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن عبيد الله. مِمَّن أسمع على الحجار وَأَيوب بن نعْمَة الكحال وَأبي بكر بن الرضي وشهاب الْجَزرِي وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وحبيبة ابْنة عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي فِي آخَرين وَحدث(5/45)
سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأكْثر عَنهُ شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ شَيخا حسن الْهَيْئَة طَوِيل الْقَامَة، وَذكره المقريزي فِي عقوده. مَاتَ بعد الكائنة الْعُظْمَى سنة ثَلَاث رَحمَه الله. عبد الله بن مُحَمَّد بن احْمَد بن عُثْمَان الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس بن أبي الْعَبَّاس الششتري وَرُبمَا قيل لَهُ التسترِي الْمدنِي الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة ظنا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَقيل بعْدهَا وَسمع عَليّ ابْن صديق بعض الصَّحِيح وَحدث أجَاز لي، وَكَانَ خيرا فَاضلا جيد الْخط ملازم الْإِقَامَة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ ولوفور ثقته كَانَ أَمِين الحكم بِالْمَدِينَةِ. مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ، وَدفن بمقبرتهم بِالْقربِ من سيدنَا إِبْرَاهِيم من البقيع رَحمَه الله.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل بن عبد الله الْعَفِيف بن الْجمال بن الشهَاب بن الْكَمَال الحراري الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي والآتي أَبوهُمَا. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن التقي أبي الْيمن بن الشهَاب الْعمريّ الْحرَازِي الْمَكِّيّ. سمع على وَالِده والعز بن جمَاعَة وَابْن الزين الْقُسْطَلَانِيّ وخليل الْمَالِكِي والموفق الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على عمته أم الْحسن فَاطِمَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن الجوخي وزغلش والبياني والماكسيني وَابْن بِشَارَة وَابْن أميلة وَالصَّلَاح وست الْعَرَب وَخلق واشتغل وَأكْثر من المطالعة، وَحدث سمع مِنْهُ الفاسي وَأَخُوهُ عبد اللَّطِيف وَغَيرهمَا بلية من بِلَاد الْحجاز. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر السّبْعين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه عَنى بِالْعلمِ وتنبه فِي الْفِقْه وَمَات وَله بضع وَسِتُّونَ سنة.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْعَفِيف بن أبي عبد الله بن أبي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ. ولديها فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع من الزين المراغي)
وَأبي الْيمن والزين الطبريين وعَلى بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده وَمَا بعْدهَا التنوخي وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد وَطَائِفَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن بالمعلاة. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه.
عبد اله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد تَقِيّ الدّين الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الْحَاج. ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الذَّهَبِيّ وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الحميد(5/46)
ابْن غشم وَأبي حَفْص البالسي موافقات أَبِيه الْكَمَال كلهم عَنْهَا سَمَاعا للْأولِ وحضورا للآخرين وَأَجَازَهُ وَكَذَا سمع على الْجمال بن الشرايحي وَحدث وَكتب التوقيع عِنْد ابْن مُفْلِح. مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد التقي أَبُو بكر الصَّالِحِي النَّاسِخ نزيل مَكَّة وَيعرف بِابْن الرفا. يَأْتِي فِي الكنى.
عبد الله بن الخواجا الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد الْحَضْرَمِيّ الْكِنْدِيّ الْيَمَانِيّ الْآتِي أَبوهُ. كَانَ صَاحب همة وجور على أَصْحَابه ومعارفه. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد البخانقي.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الششتري الْمدنِي. مضى قَرِيبا فِيمَن جده أَحْمد بن عُثْمَان.
عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن التقي القلقشندي الْمَقْدِسِي. فِي أبي بكر من الكنى.
عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الدواخلي ثمَّ القاهري الغمري الشَّافِعِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَرُبمَا اشْتغل وخطب بِجَامِع الغمري أَيَّامًا وَيذكر بمحبة النميمة والتفاتن عبد الله بن مُحَمَّد بن بركوت الشبيكي الْمَكِّيّ الْقَائِد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن عمر بن صلح الْجمال الهيثمي القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْعَزِيز وَابْن أخي الْحَافِظ أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر الْآتِي. ولد سنة سِتِّينَ أَو بعْدهَا وأحضر فِي الْخَامِسَة عِنْد الْبَيَانِي الأول من فَوَائِد الصّقليّ. وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة والنشاوري والشهاب بن ظهيرة وَغَيرهم. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا كَابْن فَهد والسنباطي بل مِمَّن قبلهم ابْن مُوسَى المراكشي الْحَافِظ وَمَعَهُ شَيخنَا الْمُوفق الأبي وَفِي الْأَحْيَاء)
جمَاعَة، وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بالتربة الظَّاهِرِيَّة بالصحراء خيرا دينا سَاكِنا حسن السمت نير الشكل والشيبة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي فِي استدعاء ابْني مُحَمَّد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْجمال الظَّاهِرِيّ ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالظاهري. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالظاهرية من الشرقية بِالْقربِ من العباسية وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد الْخمسين فلازم خدمَة إِمَام الْأَزْهَر وَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج ولازم الزيني زَكَرِيَّا والطنتدائي الضَّرِير وزاحم الطّلبَة وتوصل لبيت ابْن البرقي بتعليم وَلَدي وَلَده وَصَارَ كَبِيرهمْ(5/47)
يصرفهُ فِي التَّوَجُّه مَعَ شقادف المنقطعين بدرب الْحجاز الَّتِي من جِهَة نَاظر الْخَاص للعقبة فَمَا دونهَا، وَأَقْبل على التَّحْصِيل فَكَانَ يُسَافر مَعَ الصر ويأتمنه النَّاس فِي اسْتِصْحَاب ودائعهم ومتاجرهم وَنَحْوهَا مَعَه ويخدم قَاضِي مَكَّة بشرَاء مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْقَاهِرَة وَحمل مَا يُرْسِلهُ لأَهْلهَا وتزايد اخْتِصَاصه بِهِ فاتسعت دائرته سِيمَا حِين تولى زَكَرِيَّا بِالْقضَاءِ وَلكنه لما رأى الِاخْتِلَاف والاختلال فِي جماعته واختصاص من شَاءَ الله مِنْهُم عَنهُ قطن مَكَّة من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصَارَ يتجر بجاه القَاضِي ويعامل ويعارض وَنَحْو ذَلِك من طرق الاستكثار وتزايد خَوفه حِين الترسيم على جمَاعَة القَاضِي وَصَارَ خَائفًا يترقب سِيمَا وَكَانَ يكثر من قَوْله أَن مَعَه أَمْوَال الْيَتَامَى أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا يبعد بِهِ عَن نَفسه الْكَثْرَة أَو هُوَ على حَقِيقَته، ثمَّ أَنه تحول إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَاشْترى بهَا حديقة وَصَارَ يُعَامل ويضارب كعادته وَكَانَ ابْتِدَاء تردده لمَكَّة من سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَهُوَ فِي اليبس بمَكَان إِلَّا مَعَ من يتَوَصَّل مِنْهُ أَو بِهِ للدنيا الخسيسة الشَّأْن.
عبد الله بن مُحَمَّد بن بَيَان الْمدنِي المادح. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن جسار بن مُحَمَّد الْعمريّ الْمَكِّيّ الْقَائِد. مَاتَ بِمَكَّة فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن رَاجِح بن مُوسَى بن رَاجِح بن إِبْرَاهِيم الْجمال البصروي الشاغوري الدِّمَشْقِي. ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه هَكَذَا وَوَصفه بِالْفَضْلِ عبد الله بن مُحَمَّد بن حسن الْجمال الأخصاصي أَو الخصوصي القاهري الشَّافِعِي. أَخذ الْقرَاءَات عَن النُّور الإِمَام وَالشَّمْس بن الحصري وجعفر وَبَعض الْجمع عَن الشهَاب)
السكندري.
عبد الله بن مُحَمَّد بن خضر بن إِبْرَاهِيم الْجمال الكوراني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالكوراني. ولد سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقَالَ أَن أول اشْتِغَاله كَانَ بالجزيرة على نَاصِر الدّين عمر المارينوسي تلميذ الْحَلَال وَأَنه سَافر مَعَه إِلَى الرّوم فورد على الشَّيْخ مَا اقْتضى رُجُوعه وتخلف هُوَ ببر صافلازم غياث الدّين حميد حَتَّى أَخذ عَنهُ كلا من الْمطَالع وحاشية الشريف وشرحي الْمِفْتَاح، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ عَن باكير وَغَيره كالعلاء القلقشندي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْحَاوِي ثمَّ لَازم الشَّمْس الشرواني فِي الْكَشَّاف والمواقف وَغَيرهمَا من العقليات والنقليات، وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ ونوره الشَّيْخ بفضيلته بِحَيْثُ كَانَ يَقُول أَيْن مثله وَأَنه لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي مَدِينَة سَمَرْقَنْد لَا فِي غزارة علمه وَلَا فِي سيلان ذهنه أَو نَحْو هَذَا فَأخذ عَنهُ(5/48)
الطّلبَة فنونا كالتفسير وأصول الدّين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والعربية واختص بالولوي السفطي وَكَانَ يحضر دروسه بِحَيْثُ نزله فِي الجمالية وَكَذَا سمع على ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان والْعَلَاء بن بردس فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وعَلى شَيخنَا والبدر الْبَغْدَادِيّ وَتردد إِلَيْهِ كثيرا وَصَحب إِمَام الكاملية وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ ولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الْعَبَّادِيّ وَلم يسْلك مسالك الشُّيُوخ بل كَانَ يمشي من منزله بِالْقربِ من سوق أَمِير الجيوش إِلَى بَيت الْبَدْر الْعَيْنِيّ بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر لأجل لعب الشطرنج مَعَ جمَاعَة صهر قاوان ويبدو مِنْهُ وَمن غَيره فِي حَقه مَا يقبح وَرُبمَا فَاتَتْهُ بعض الصَّلَوَات إِلَى غير ذَلِك مِمَّا لَا يَلِيق، وَكَذَا درس التَّفْسِير بالمنصورية بعد موت النَّجْم بن حجي نِيَابَة عَن وَلَده وَكَانَ النَّجْم مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الزين بن مزهر ولازم السَّعْي إِلَيْهِ حَتَّى عرف بِهِ وَحج مَعَه فِي ركب الرجبية وَوَقع بَينه وَبَين ابْن قَاسم هُنَاكَ مَا لَا خير فِي شَرحه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متميز فِي الْفُنُون وَلَا عهد لَهُ بالفقه وَنَحْوه وَالْغَالِب عَلَيْهِ الكسل وَالرَّغْبَة فِي المزاح. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن فِي تربة السعيدية رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن خلف بن وَحشِي الْجمال الشيشيني الْمحلي ثمَّ الْمصْرِيّ نزيل المزة. ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ بهَا ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق فقطنها وأدب أَوْلَاد الشهَاب بن الجوبان عبد الْكَافِي وَغَيره وَسمع بهَا من الْمُحب الصَّامِت وَأبي بكر بن يُوسُف الخليلي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مشيخة بن بنت الجميزي، وَأحمد بن مُحَمَّد بن)
المهندس وَأبي حَفْص البالسي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ، وَحدث وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد السطوحي وَينزل بتربة الْقطَّان من المزة. مَاتَ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن بكتوت بن بيرم بن بكتوت الْكرْدِي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي وَالِد الشَّمْس بن بيرم الْحَنْبَلِيّ، قَالَ لي أَنه ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَأَنه حفظ الْقُرْآن وَبَعض الْقَدُورِيّ وَأَنه ألم بالفرائض وَأَنه تزوج ابْنة أُخْت ابْن الظريف أَمِين الحكم واستولدها ابْنَته الْمَوْجُودَة الْآن وَأَنه مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحَاج خَلِيل بن سعيد الْجمال الطرابلسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْحَاج خَلِيل. ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانمِائَة بطرابلس، ولقيه البقاعي وَلم يذكر شَيْئا من أمره. عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل. يَأْتِي(5/49)
فِيمَن جده عبد الله بن أبي عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن زُرَيْق الْجمال المعري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بجده. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بالمعرة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتمييز فِي الْفِقْه لِابْنِ الْبَارِزِيّ واشتغل بِالْعلمِ ثمَّ قدم حلب فاشتغل بهَا أَيْضا وَولى بهَا توقيع الدست مُدَّة ثمَّ قَضَاء معرمصين مُدَّة ثمَّ جلس موقعا بِبَاب قَاضِي الشَّافِعِيَّة بهَا الْعَلَاء بن خطيب الناصرية وترجمه فِي تَارِيخه مطولا وَأَنه مدح رؤساءها، وَكَانَ فَاضلا أديبا ناظما ناثرا مجيدهما ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فقطنها وَولي قضاءها مُدَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي منتصف شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وَمن نظمه كَمَا أنْشدهُ الْمُحب بن الشّحْنَة:
(كل من جِئْت أشتكي ... أَبْتَغِي عِنْده دوا)
(يتشكى شكيتي ... كلنا فِي الْهوى سوا)
وَقد رأيتهما عِنْدِي فِي عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زُرَيْق الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَهُوَ غلط وَقَوله:
(كنت وليل العذار داج ... يروق من راقه سوَاده)
(فَاحْتَرَقَ الْقلب بالتنائي ... وذر فِي عارضي رماده)
عبد الله بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْجمال الدمياطي ثمَّ الصحراوي وَالِد عمر الْآتِي. صحب نَاصِر الطبناوي وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأخذ عَن الشَّمْس الْحِجَازِي فِي الْفَرَائِض والحساب وتميز وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشّرف يحيى الدميسي وَأثْنى عَلَيْهِ. مَاتَ.)
عبد الله بن مُحَمَّد بن طيمان بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة الْجمال الطيماني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. ولد قبيل السّبْعين وَسَبْعمائة بِيَسِير وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير واشتغل بِدِمَشْق وبالقاهرة وَتردد إِلَى دمشق بِسَبَب وقف لَهُ فَحَضَرَ أول مرّة قدمهَا عِنْد نجم بن الجابي وَفِي الْأَخِيرَة عِنْد الشّرف الْغَزِّي فَكَانَ يكثر النَّقْل من الْمُهِمَّات بِحَيْثُ قَالَ لَهُ: أَنْت درستها فَإنَّك تحفظها أَكثر مني مَعَ أنني بت أطالع هَذِه الْأَمَاكِن، وَكَذَا أفتى ودرس، وَمَات مقتولا فِي حِصَار النَّاصِر دمشق بِغَيْر قصد من قَاتله فِي صفر سنة خمس عشرَة قبل إِكْمَال الْخمسين وَكَانَ يلبس زِيّ الْعَجم قَرِيبا من زِيّ التّرْك. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ ابْن حجي قدم علينا فَاضلا فلازم التَّحْصِيل وصغار الطّلبَة وَأفْتى وصنف وَقَالَ التقى بن قَاضِي شُبْهَة فِي طبقاته أَنه شرع فِي جمع أَشْيَاء لم تكمل وَاخْتصرَ شرح الْعُزَّى على الْمِنْهَاج وَضم إِلَيْهِ أَشْيَاء من شرح الْأَذْرَعِيّ ودرس بالركنية والعذراوية والظاهرية والشامية.(5/50)
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد الْحَرَّانِي. مضى فِي عبد الْأَحَد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْحق. مضى فِي ابْن عبد الْحق عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر بن عبد الله الْجمال بن النَّجْم بن الزين بن الْبُرْهَان الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْخَطِيب وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَابْن النَّجْم الْمَذْكُور فِي سنة خمس وَتِسْعين من أنباء شَيخنَا وَلكنه سَاق نسبه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم وَكَأن إِبْرَاهِيم الأول زِيَادَة وَيعرف كأسلافه بِابْن جمَاعَة. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْبَدْر حسن الخليلي وَالْجمال عبد الله بن عقبَة وَغَيرهمَا وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَعرض على وَالِده وَالشَّمْس القلقشندي وَابْن الْجَزرِي وتفقه بالأولين، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَانمِائَة فتفقه أَيْضا بالسراج البُلْقِينِيّ وَأخذ العجالة قِرَاءَة وسماعا عَن مؤلفها ابْن الملقن وَكَذَا تفقه بالشمس الْبرمَاوِيّ وَغَيره وَأخذ الْأُصُول وَغَيره من الْمَعْقُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة والنحو عَن الْجمال عبد الله القيرواني الضَّرِير وَلزِمَ الِاشْتِغَال حَتَّى أذن لَهُ ابْن الملقن وَكَذَا أذن لَهُ غَيره وَسمع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فَأكْثر وَمن شُيُوخه بِبَلَدِهِ الْجلَال عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ والخطيب إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد بن جمَاعَة والشهاب أَحْمد بن الْخضر الْحَنَفِيّ حضر عَلَيْهِم)
ووالده وَأَبُو الْخَيْر العلائي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب سمع عَلَيْهِمَا وبالقاهرة التنوخي والعراقي والهيثمي والبلقيني والصدر الْمَنَاوِيّ والغياث العاقولي وَنصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ وَيحيى بن يُوسُف الرَّحبِي والشرف الْقُدسِي والشرف أَبُو بكر بن جمَاعَة والشرف بن الكويك وَأَخُوهُ أَبُو الطّيب مُحَمَّد والبدر النسابة وَالشَّمْس المنصفي والسويداوي والحلاوي والفرسيسي والجوهري وَسَارة ابْنة السُّبْكِيّ وَآخَرُونَ، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق الْمَالِكِي وَفِي جملَة ذُرِّيَّة جده إِبْرَاهِيم الْأَعْلَى الشهَاب بن ظهيرة ومحمود بن الشريشي وَعِشْرُونَ غَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر معيدا باللاحية بعد موت أَخِيه فِي سنة تسع وناب فِيهَا فِي الخطابة بالأقصى ثمَّ اسْتَقل بهَا مَعَ الْإِمَامَة فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو بعْدهَا وَصرف عَنْهَا مرَارًا وَآل أمره فِي سنة خمس عشرَة إِلَى إشراك الشّرف عبد الرَّحِيم القلقشندي مَعَه فِيهَا بعد منازعات ثمَّ ولي مشيخة الصلاحية ونظرها فِي رَمَضَان سنة خمسين عقب موت الْعِزّ عبد السَّلَام(5/51)
بن دَاوُد الْمَاضِي ثمَّ صرف عَنْهَا بالسراج الْحِمصِي فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين ثمَّ أُعِيد فِي رَمَضَان سنة سِتّ، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بالرملة وَقد توجه إِلَيْهَا لضَرُورَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَحمل إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَدفن فِيهِ بمقبرة ماملا عِنْد أَقَاربه بجوار الشَّيْخ عبد الله الْقرشِي، وَكَانَ خيرا ثِقَة متواضعا سَاكِنا بهيا وقورا محبا فِي الأسماع كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة والتهجد مَذْكُورا بإجابة الدعْوَة وَهُوَ فِي أول أمره فِي الْفَضِيلَة أحسن حَالا مِنْهُ حِين لقيناه لكَونه كَانَ تَارِكًا وَقد درس وَأفْتى وَحدث أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء ولقيته بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ الْكثير وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن مُحَمَّد بن بريك الحضري من بني سيف ثمَّ الشنوي. ولد بوادي حَضرمَوْت فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ من بَيت دين وَصَلَاح وَعبادَة لأهل حَضرمَوْت فيهم اعْتِقَاد يُقَال لَهُم بَنو بريك وَله فِي نَفسه سلوك. ذكره المقريزي فِي عقوده هَكَذَا وَأَنه قدم فِي مجاورته بِمَكَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَسمع عَلَيْهِ قِطْعَة من صَحِيح مُسلم وَأَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ أَشْيَاء من كتب التصوف وكتبت لَهُ شَيْئا فِي كَيْفيَّة السلوك وَأَخْبرنِي أَنه وجد فِي شنوة من وَادي حَضرمَوْت قبر فِيهِ إِنْسَان ذرعوا مَا بَين كَعبه إِلَى رُكْبَتَيْهِ فَكَانَ طول عظم سَاقه ثَلَاثَة عشر ذِرَاعا إِلَى غير ذَلِك من أَخْبَار أودعتها فِي جُزْء فِي غرائب أَخْبَار وَادي حَضرمَوْت.)
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف المطري بن عَم الْمُحب المطري الْمدنِي. سمع مَعَه عَليّ الْجمال الْحَنْبَلِيّ.
عبد الله بن أبي سرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الْمَكِّيّ أَخُو عبد اللَّطِيف الْمَالِكِي الْمَاضِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِي عشرَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة تسع عشرَة فَمَا بعْدهَا جمَاعَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الله الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال بن المحيوي النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة الْأَرْبَعين فِي قَضَاء الْحَوَائِج لِلْمُنْذِرِيِّ وَسمع عَليّ أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْهِلَالِي الْمَكِّيّ الفاخراني. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.(5/52)
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر بن يحيى ابْن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الشّرف أَو الْمعِين أبي عبد الله بن الْبَهَاء أبي مُحَمَّد بن التَّاج بن الْمعِين الْقرشِي المَخْزُومِي الدماميني الأَصْل السكندري الْمَالِكِي حفيد عَم أبي الْبَدْر مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر الْآتِي وَيعرف بِابْن الدماميني من بَيت قَضَاء ورياسة. اشْتغل قَلِيلا وَسمع على جده الْبَهَاء أحد أَئِمَّة الْأَدَب والمسندين من الْمِائَة الثَّامِنَة وَولي قَضَاء بَلَده فطالت مدَّته فِي ذَلِك بِحَيْثُ زَادَت على ثَلَاثِينَ سنة وَصَارَ وجيها ضخم الرياسة مَعَ نقص بضاعته فِي الْعلم وَالدّين لَكِن لِكَثْرَة بذله ومزيد سخائه وَقد أفنى مَالا كثيرا فِي قيام صورته فِي المنصب وَدفع من يُعَارضهُ حَتَّى أَنه كَانَ يركبه بِسَبَب ذَلِك الدّين ثمَّ يحصل لَهُ إِرْث أَو أَمر من الْأُمُور الَّتِي يحصل تَحت يَده بهَا مَال من أَي جِهَة كَانَت ساغت أَو لم تسغ فَلَا يلبث أَن يستدين أَيْضا وَآخر مَا اتّفق قيام سرُور المغربي عَلَيْهِ حَتَّى عَزله الشَّمْس بن عَامر فَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ متوعك فتوسل بِكُل وَسِيلَة حَتَّى أُعِيد ووسع الْحِيلَة فِي إِفْسَاد صُورَة سرُور حَتَّى تمت بل كَانَ ذَلِك سَببا لإعدامه وَلم ينْتَفع القَاضِي بعده بِنَفسِهِ بل اسْتمرّ متعلعلا حَتَّى مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين. قَالَ شَيخنَا وَأَظنهُ جَازَ السِّتين وَقد أَخذ عَنهُ البقاعي وهجاه ليتوسل بذلك لدنياه، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ الْمُحب بن الإِمَام والعز السنباطي)
وَابْن قمر وَآخَرُونَ، قَالَ الْعَيْنِيّ وَلم يكن مِمَّن لَهُ اشْتِغَال بِالْعلمِ بل كَانَ يخْدم النَّاس كثيرا خُصُوصا الظلمَة الَّذين لَا يسْتَحقُّونَ شَيْئا من ذَلِك عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْمَكِّيّ الْوَقَّاد بِالْحرم أجَاز لَهُ فِي سنة خمس الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن صديق، وَمَات بهَا فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن يُوسُف بن عبد الحميد بن أبي الْغَيْث رَحْمَة القطب أَو الْجمال أَبُو عبد الرَّحْمَن وَأَبُو مُحَمَّد الْبَدْر بن القطب البهنسي القاهري أَخُو الولوي أَحْمد الْمَاضِي وحفيد أَمِين الزَّيْت بِجَامِع طولون. ولد فِي تَاسِع رَجَب سنة خمس وَسَبْعمائة فِيمَا بَين الْقَاهِرَة ومصر وَسمع من الْمُحب الخلاطي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت وَأخْبر أَنه سمع السِّيرَة لِابْنِ هِشَام على الْجمال بن نباتة واشتغل ونظم الشّعْر كَمَا سلف شَيْء مِنْهُ فِي أَخِيه وَكَانَ مُوسِرًا لكنه كَانَ كثير التقتير على نَفسه جدا وَحصل لَهُ فِي آخر عمره عته فحجزه أَخُوهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه(5/53)
وَقَالَ أجَاز لِابْني مُحَمَّد وَقَالَ فِي أنبائه قَرَأت بِخَط التقي المقريزي أَنْشدني الْجمال البهنسي لنَفسِهِ
(إِذا الْخلّ قد ناجاك بالهجر فاصطبر ... وسامح لَهُ واغفر بنصح وداره)
(فَإِن عَاد فاقليه وَلَا تذكر اسْمه ... وحول طَرِيق الْقَصْد عَن بَاب دَاره)
وَذكره ابْن المقريزي بِهَذَا وَبِغَيْرِهِ من نظمه وَأَنه صَحبه سِنِين وَنعم الصاحب كَانَ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عبد الله. يَأْتِي فِيمَن جده عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد قَرِيبا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القَاضِي أَبُو الْفتُوح النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بقرية السلامية من الْيمن وَأخذ الْعلم عَن أَبِيه وَعَن شيخ وَالِده الشّرف أبي الْقسم بن مُوسَى بن مُحَمَّد الزوالي فِي آخَرين وَسمع عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أبي الْخَيْر، وَتقدم فِي الْعلم وَالْعَمَل والجاه مَعَ كَثْرَة المحاسن وجودة الْخط والضبط، وانتفع بِهِ جمَاعَة وشاع أَن من قَرَأَ عَلَيْهِ انْتفع وَيُقَال أَن سَبَب ذَلِك أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبشره بِالْفَتْح عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَله شرح لقطعة من جَامع المختصرات وَولى تدريس الْجَامِع المنشأ بقرية الملاح خَارج زبيد مَعَ قَضَائِهِ لشغفه بِالْإِقَامَةِ فِيهَا وَإِلَّا فقد قَالَ الْمجد الفيروزابادي:)
وَهُوَ حقيق بِولَايَة الْقَضَاء الْأَكْبَر فِي الْيمن بل كَانَ يَقُول أكْرم من لقِيت بِالْيمن الْملك الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل ثمَّ صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ لما جَفا الْأَشْرَف قَرْيَة الملاح نَقله لقَضَاء تعز ودرس بمدرسة الأتابك سنقر بن هزيم غربي حصن تعز مَعَ خطابة جَامع عدينة وَبَالغ أهل تعز فِي تَعْظِيمه، كل ذَلِك مَعَ شهرته بالبراعة والفصاحة وَالْكَرم والهمة والمروءة وَكتب إِلَى النَّاصِر بن الْأَشْرَف يشكو الْأَمِير الْبَدْر مُحَمَّد بن بهادر السنبلي لِكَثْرَة معارضته لَهُ:
(إِن الْعُلُوم بقضها وقضيضها ... تَشْكُو أَمَانَة ندبها وفروضها)
(وأوامر الشَّرْع الشريف تعطلت ... حَتَّى استكانت دلة لنقيضها)
وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي حَيَاة وَالِده مبطونا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة من صفر سنة أَربع عشرَة عَن سِتّ وَخمسين بِمَدِينَة المهجم وَدفن عِنْد عَمه القَاضِي إِسْمَاعِيل بن عبد الله وَقَالَ أَبوهُ وَالله لقد أظلمت الدُّنْيَا بعده وَتغَير حَال أَهله وَعِيَاله ووالده وَمن كَانَ يعْتَاد بره ومعروفه حَتَّى أَنه لينكرهم من كَانَ يعرفهُمْ فِي حَيَاته، طول الْعَفِيف النَّاشِرِيّ تَرْجَمته.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ الزكي(5/54)
الشَّافِعِي الْحَنْبَلِيّ وَالِده الْحَنَفِيّ هُوَ جمال الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْعزي وَيعرف سلفه بِابْن الزكي وَهُوَ قَدِيما بِابْن الْوَاعِظ وحديثا بِابْن القَاضِي. لقِيه الْعِزّ بن فَهد فَقَرَأَ عَلَيْهِ تخميسه للبردة وَبَعض الثغر البسام عَن محَاسِن اصْطِلَاح الموثقين والحكام فِي بَيَان مناهج الْأَقْضِيَة وأصول الْأَحْكَام من تأليفه وَقَوله:
(نَبِي إِلَى ذِي الْعَرْش بالجسم قد سما ... حباه وحياه وشق لَهُ سمى)
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي بن مُحَمَّد الْجلَال بن القطب ابْن الْجلَال بن القطب الْحُسَيْنِي الإيجي النيريزي الشَّافِعِي ابْن أخي السَّيِّد نور الدّين مُحَمَّد بن الْجلَال عبد الله قَالَ الطاووسي كَانَ يتزيا بزِي الأحمدية وَله معارف لَطِيفَة، أجَاز لي فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين. قلت وَهُوَ جد السَّيِّد عَلَاء الدّين بن عفيف الدّين وَالِد أمه مَرْيَم أَخذ عَنهُ سبطه الْمَذْكُور وَأخذ هُوَ عَن وَالِده وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فِي استدعاء عين فِيهِ هُوَ وأخواه أَحْمد وَمُحَمّد مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة عينتهم فِي أنس بن مَحْمُود.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْجمال بن الشَّمْس المرداوي الْحَنْبَلِيّ)
القَاضِي ابْن القَاضِي وَيعرف بِابْن التقي. أحضر فِي الأولى سنة سبع وَخمسين على الْجمال يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله المرداوي وأسمع من الصّلاح بن أبي عمر وَعلي بن عمر الصُّورِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى الْحَافِظ وَمَعَهُ شَيخنَا الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة. وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم فَرِحُونَ بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن الْمُحب أبي عبد الله بن الْبَدْر الْيَعْمرِي الأندلسي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو نَاصِر الدّين أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كأسلافه بِابْن فَرِحُونَ من بَيت رياسة وَقَضَاء وَعلم.
ولد فِي ربيع الأول من سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل على الْبُرْهَان أبي الوفا إِبْرَاهِيم بن عَليّ صَاحب الطَّبَقَات وَغَيره من أَقَاربه وَغَيرهم وَكَذَا أَخذ عَن الزين المراغي وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعلم أبي الرّبيع سُلَيْمَان ابْن أَحْمد بن السقا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَآخَرُونَ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء الْمَدِينَة بعد أَخِيه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ثمَّ عزل فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَخمسين ثمَّ أُعِيد فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ وَدفن بمقبرتهم من البقيع، وَقد لَقيته بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وقرأت عَلَيْهِ نُسْخَة أبي مسْهر تجاه الْقَبْر الشريف وَكَانَ فَاضلا خيرا سَاكِنا بهيا انْقَطع(5/55)
بِأخرَة عَن الْحَج بل كَانَ لَا يخرج من بَيته إِلَّا إِلَى الْجُمُعَة رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر عبد الله بن خَلِيل عفيف الدّين أَبُو الطّيب الْقرشِي العثماني الْمَكِّيّ أحد الْعُدُول بِبَاب السَّلَام. ولد بِمَكَّة فِي صفر سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن معبد الْخَطِيب جمال الدّين الدماصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف فِي بَلَده بِابْن معبد. ولد سنة خمس عشر وَثَمَانمِائَة بدماص وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَجلسَ مُدَّة يُؤَدب الْأَطْفَال فَانْتَفع بِهِ أَخُوهُ وَجَمَاعَة ثمَّ تحول لمنية سمنود فَأَقَامَ بهَا سِنِين يُؤَدب الْأَبْنَاء أَيْضا وَفِي غُضُون ذَلِك يقْرَأ على الْعِزّ الْمَنَاوِيّ السمنودي فِي ربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج ثمَّ صحب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ فِي وَقت الْمحلة وَغَيره ثمَّ تحول إِلَى نبتيت ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها دهرا وأدب بهَا الْأَبْنَاء أَيْضا مَعَ التكسب بالنساخة)
بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَأم وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وَرُبمَا خطب بِجَامِع الْأَزْهَر وتنزل فِي الْجِهَات، وَحج وجاور وَقَرَأَ على أَكثر البُخَارِيّ أَو الْكثير مِنْهُ ولازمني كل ذَلِك مَعَ الصفاء وَالْخَيْر والوضاءة تعلل قَلِيلا ثمَّ مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيسَى الْعَفِيف الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ عَم عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْمَاضِي. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام الْجمال أَبُو مُحَمَّد بن الْمُحب بن الْجمال أبي مُحَمَّد القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن هِشَام. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والخرقي والطوخي وألفية النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الْمُحب بن نصر الله قَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع أَو معظمه ولازمه مُلَازمَة تَامَّة فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا وَأخذ النَّحْو عَن الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الرضى وَغَيره بل كَانَ انتفاعه فِيهِ أَولا بالشمس البوصيري وَحضر دروس القاياتي فِي الْعَضُد وَغَيره وَكَذَا لَازم الونائي وَابْن الديري وَشَيخنَا وَقَرَأَ صَحِيح مُسلم على الزين الزَّرْكَشِيّ وتنزل فِي صوفية الْحَنَابِلَة بالمؤيدية أول مَا فتحت بِتَعْيِين شيخهم الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ وَسُئِلَ حِين عرض الْجَمَاعَة بَين يَدي وافقها عَن كِتَابه فَقَالَ الْخرقِيّ وَيُقَال أَنه لما امتحن بِحَضْرَة الْوَاقِف بِقِرَاءَة بَاب الْخِيَار وقف فَقَالَ الْوَاقِف أَنه(5/56)
لَا يعرف الْخِيَار وَلَا الفقوس وَلما تنبه استنابه شَيْخه الْمُحب فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة الفخرية بَين المورين عوضا عَن الْعِزّ الْمَذْكُور وَفِي إِفْتَاء دَار الْعدْل بعد الشّرف بن الْبَدْر قَاضِي الْحَنَابِلَة بِتَعْيِين وَالِده وَفِي الخطابة بالزينية أول مَا فتحت وَصَارَ أحد أَعْيَان مذْهبه وتصدى بعد شَيْخه للتدريس والإفتاء وَالْأَحْكَام فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء خُصُوصا فِي الْعَرَبيَّة وَكنت مِمَّن حضر عِنْده فِيهَا دروسا وسمعته يَقُول إِنَّمَا تمهرت فِي الْعَرَبيَّة بِقِرَاءَة البُخَارِيّ وتنزيلي مَا أقرؤه على الِاصْطِلَاح وَفِي الْفِقْه بمطالعة الرَّافِعِيّ وَسمعت من فَوَائده ومباحثه وَسمع هُوَ بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَغَيره وَكَذَا سمع وَمَعَهُ أكبر ابنيه عَليّ ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس، وَكَانَ خيرا حَرِيصًا على الْجَمَاعَات مديما للمطالعة بارعا فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه مشاركا فِي غَيرهمَا مفوها فصيحا مقداما مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ وديانته مَعَ علو الهمة وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ وسلامة الصَّدْر، وَقد حج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وَغَيرهَا. مَاتَ فِي صفر وَأَخْطَأ من قَالَ الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَدفن)
عِنْد أَبِيه وجده بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحِمهم الله وإيانا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن قوام الدّين عبد الله الرُّكْن الخنجي. روى عَن عَمه الزين على الرَّاوِي عَن إِمَام الدّين على الْمَعْرُوف بخواجة شيخ عَن عَلَاء الدولة السمناني روى عَنهُ الطاووسي وَأَجَازَ لَهُ وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة تسع عشرَة وَوَصفه بالعالم الْفَاضِل البارع الزَّاهِد ذِي التراكيب البديعة والصنائع العجيبة.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن الْجمال المغربي السُّوسِي ثمَّ الْمصْرِيّ ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: الأديب الْفَاضِل الماهر كَانَ أعجوبة الدَّهْر فِي صناعَة الْأَشْيَاء الدقيقة حَتَّى كَانَ يصنع بِيَدِهِ وَرقا يكْتب فِيهِ بِخَطِّهِ الدَّقِيق سُورَة الْإِخْلَاص وَآيَة الْكُرْسِيّ وقصيدة مديح من نظمه ويجعلها فِي فلقَة كزبرة يابسة ويغطيها بِالْأُخْرَى إِلَى غير ذَلِك سَمِعت من نظمه وَمَات بِمصْر فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ وَلم يتفطن لكتابة شَيْء من نظمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد بن الْعَفِيف بن الْجمال بن التَّاج بن الْعَفِيف بن اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي. ولد بهَا فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أمه فَلَمَّا كبر وترعرع قدمت بِهِ إِلَى مَكَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْهِنْد وَأقَام بكلبرجه وَرَاح أمره هُنَاكَ لاعتقادهم جده وَحصل لَهُ قبُول وإقبال وَدُنْيا طائلة وذرية إِلَى أَن مَاتَ بهَا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْجمال بن القَاضِي فتح الدّين أبي(5/57)
الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أحد الْأُخوة الْخَمْسَة ووالد المحمدين الثَّلَاثَة. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْغَزِّي الشَّافِعِي الْخَطِيب بجامعها الْكَبِير كأبيه وَيعرف بِابْن سيف. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد السَّيِّد الْجلَال بن القطب بن الْمُحب بن النُّور الْحُسَيْنِي الأيجي. اشْتغل وَفضل وَتزَوج حليمة ابْنة عَم أَبِيه الصفي عبد الرَّحْمَن واستولدها عَائِدَة وَمَات عَنْهَا شَابًّا قَرِيبا من سنة سِتِّينَ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ الْفراش والمؤذن بِالْمَسْجِدِ)
الْحَرَام وَالِده والقبابي ومؤدب الْأَطْفَال هُوَ. سمع فِي سنة ثَمَان وَعشْرين بوادي الْجِعِرَّانَة من أَعمال مَكَّة على الْجمال المرشدي بعض مشيخته تَخْرِيج ابْن فَهد وَعلي ابْن سَلامَة ختم البُخَارِيّ وَأبي دَاوُد والشفا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي جمال الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية ابْن مَالك والمنهاج وَأخذ بقرَاءَته بعض الْقرَاءَات عَن ابْن عَمه إِبْرَاهِيم والقراءات السَّبع عَن عَليّ بن مُحَمَّد الشرعبي وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَشْعَرِيّ وَالْعشر عَن ابْن الْجَزرِي وَالْفِقْه عَن جده الْمُوفق عَليّ وخاله الطّيب فِي آخَرين والعربية عَن الْعَفِيف عُثْمَان بن عَليّ البرازي وَغَيره والفرائض عَن وَالِده وَسمع الحَدِيث من ابْن الْجَزرِي والفاسي وَغَيرهمَا وَولي تدريس الْقرَاءَات بالمؤيدية بتعز وَالْفِقْه بالبدرية اللطيفية بزبيد بل نَاب فِي تدريس الصلاحية بزبيد عَن خَاله وَحج غير مرّة وزار وَأخذ بِمَكَّة الْقرَاءَات عَن الزين بن عَيَّاش والنجم بن السكاكيني وتصدر فِيهَا وَفِي الْفُرُوع وَفرغ نَفسه لذَلِك فَانْتَفع بِهِ الْفُضَلَاء مَعَ مواظبته على الصّيام والقيلم والتلاوة وَالْجَمَاعَات وأنواع الْعِبَادَات وَلذَا كَانَ ظَاهر الْخُشُوع غزير الدمعة مهابا أَقَامَ مُدَّة يعلم أخوته وصبيان أَهله الْقُرْآن وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين مبطونا وَالثنَاء عَلَيْهِ كثير.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الرازبي الجبرتي ثمَّ الْمَكِّيّ نزيل رِبَاط ابْن الزَّمن مِنْهَا.
مَاتَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَدفن بالمعلاة وَكَانَ صَالحا خيرا مِمَّن حضر عِنْدِي فِي شرح الألفية وَغَيره وَحصل القَوْل البديع بل كَانَ فِيمَا بَلغنِي يقْرَأ على الشّرف عبد الْحق السنباطي حِين مجاورته(5/58)
فِي تَقْسِيم الأرشاد رَحمَه الله.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان الْعَفِيف أَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الإصبهاني الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بالعجمي. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْجمال بن عبد الْمُعْطِي بعض ابْن حَيَّان وَصَحب بِمَكَّة وباليمن جمعا من الصَّالِحين كأحمد الحرضي بِأَبْيَات حُسَيْن وَأَصْحَابه وَكَانَ يذاكر بِكَثِير من حكايات الصَّالِحين وبمسائل من الْفِقْه وعانى التِّجَارَة وَلم يرْزق حظا فِيهَا مَعَ مُرُوءَة وأكرام لوافد هدة بني جَابر من أَعمال مَكَّة لكَونه كَانَ لَهُ ملك بالجميزة مِنْهَا فَكَانَ يُقيم بِهِ فِي زمن الصَّيف كثيرا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين)
بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ الفاسي فِي نسيم ابْنة أبي الْيمن الطَّبَرِيّ أَنه تزَوجهَا وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد، وَمَات بعْدهَا بأيام فِي سنة مَوتهَا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن علوي بن مُحَمَّد بن علوي بن عبيد الله بن أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد الباقر بن زيد العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الْحُسَيْنِي الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ نزيل الشبيكة مِنْهَا وَيعرف بالشريف باعلوى قَالَ أَنه رَحل فِي الطّلب فَقَرَأَ التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي كَانَ يحفظه بِخُصُوصِهِ وَغَيرهَا، واشتغل فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف والْحَدِيث بِبَلَدِهِ وبالشحر وَكتب بأسئلة إِلَى ابْن كبن قَاضِي عدن فَأَجَابَهُ عَنْهَا ثمَّ اجْتمع بِهِ فِي بَلَده وَهُوَ مُتَوَجّه لِلْحَجِّ وَبعد انْقِضَاء غَرَضه من الرحلة عَاد إِلَى وَطنه وَقد مَاتَ من بِهِ الْعلمَاء فتصدى للأشغال، وَكَانَ يمِيل إِلَى الِانْقِطَاع وَالْخلْوَة وَالنَّظَر فِي كَلَام الصُّوفِيَّة، ثمَّ توجه لِلْحَجِّ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين بعد رُؤْيَته النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَحج وجاور ثمَّ زار فِي الَّتِي تَلِيهَا وَرجع إِلَى مَكَّة ثمَّ زار فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيْضا وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وسكنها حَتَّى مَاتَ لم يخرج مِنْهَا إِلَّا للزيارة، وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن جيدا وَيقوم بِهِ فِي اللَّيْل مَعَ تدبر وتخشع وَأكْثر الطّواف والسكون بِحَيْثُ تزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ ثمَّ تعلل بوجع فِي رجلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بالشبيكة فِي تربة صهره الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نزار الْعَفِيف الطفاري. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ جده الْأَعْلَى عبد الْوَهَّاب انتزع ظفار(5/59)
من يَد الْجواد أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن الْمَنْصُور عمر بن عَليّ بن رَسُول وَاسْتمرّ فِي ملكهَا وتناوبها أَوْلَاده إِلَى أَن حاربهم عَليّ بن عمر بن كثير فَانْهَزَمَ عبد الله وَأَخُوهُ أَحْمد فَأَما أَحْمد فَانْقَطع خَبره وَأما عبد الله فاستمر يتنقل فِي الْبِلَاد إِلَى أَن دخل مَكَّة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وحيدا فَقِيرا فَحَضَرَ عِنْدِي وشكا إِلَيّ حَاله فبررته وَسكن الْجَامِع الْأَزْهَر مَعَ الْفُقَرَاء حَتَّى مَاتَ فِي سنة أَربع وَعشْرين.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر الْعَفِيف الجبني الْيَمَانِيّ. ولد قبل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَحفظ الْمِنْهَاج وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ، وتفقه بِالْقَاضِي عبد الله بن مُحَمَّد الجيشي وَغَيره، وَكَانَ صَالحا شَدِيد التَّحَرِّي فِي أَقْوَاله وأفعاله قَانِتًا أوابا مُقبلا على أَنْوَاع الْبر لَا يخرج من مَسْجده)
إِلَّا لبيته أَو مُبَاشرَة زرعه عِنْد الْحَاجة لذَلِك. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ بقرية من أَعمال جبن بِضَم الْجِيم وَفتح الْبَاء وَآخره نون. رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر الطوخي الشَّافِعِي وَيعرف بأخي الرطيل. تفقه بِعِيسَى بن مُحَمَّد المغربي البتنوبي وَالْقَاضِي موفق الدّين الْمحلي ورافق الشهَاب الزَّاهِد فِي التنسك بشيخه وتلا لأبي عَمْرو من طريقيه على الْفَخر الضَّرِير الإِمَام وتصدى لنفع النَّاس مَعَ التَّحَرِّي التَّام وملازمته لِلْعِبَادَةِ حَتَّى صَارَت لَهُ جلالة وابتنى لَهُ مدرسة بطوخ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن رَجَب الطوخي وسبطه مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صديق الْآتِي ذكرهمَا وَثَانِيهمَا هُوَ الْمُفِيد لترجمته وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ عَن أَزِيد من سبعين سنة.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله الطَّائِفِي قَاضِي الطَّائِف. أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا التنوخي والبرهان بن عَليّ بن فَرِحُونَ وَابْن صديق وَسليمَان السقا وَعبد الْقَادِر الحجار وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد البالسي وَمَرْيَم الأذرعية وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَرْبَعِينَ بالسلامة من قرى الطَّائِف. أرخه ابْن فَهد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن جلال الدّين الْجمال أَبُو مُحَمَّد الْعَوْفِيّ نِسْبَة فِيمَا بَلغنِي لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف أحد الْعشْرَة القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْجلَال بِالْجِيم وَالتَّخْفِيف نِسْبَة لجده وبابن الزيتوني أَيْضا لكَون عَم جدته كَانَ من منية الزَّيْتُون. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي يَوْم السبت مستهل الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وَغَيرهمَا وتفقه فِي الِابْتِدَاء بالبدر القويسني.(5/60)
ثمَّ لَازم الأبناسي وَابْن الملقن وَكَذَا أَخذه عَن البُلْقِينِيّ والصدر الأبشيطي وَالشَّمْس بن الْقطَّان الْمصْرِيّ فِي آخَرين وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمُحب بن هِشَام والشهاب الأشموني الْحَنَفِيّ وَكَثِيرًا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة عَن قنبر والْحَدِيث عَن الْعِرَاقِيّ دراية وَرِوَايَة وَكتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَكَذَا لَازم مجَالِس البُلْقِينِيّ فِي الحَدِيث وَغَيره وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْفَخر عُثْمَان المنوفي وَبحث عَلَيْهِ فِي الشاطبية وَسمع الحَدِيث على التنوخي وَابْن أبي الْمجد والهيثمي والفرسيسي وناصر الدّين بن الْفُرَات وَآخَرين حَتَّى سمع على الشّرف بن الكويك وَنَحْوه، وَتقدم فِي الْعُلُوم وَأذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه بالإفتاء والتدريس كالأبناسي والأبشيطي والبلقيني وَوَصفه بالشيخ الْفَقِيه الْفَاضِل الْأمين وَأَنه علم أَهْلِيَّته واستحقاقه وَكَذَا أذن لَهُ ابْن هِشَام فِي الْعَرَبيَّة)
وَالْفَخْر فِي الْقرَاءَات وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما وحديثا وحمدت سيرته فِي قَضَائِهِ وتصدر للإقراء والإفادة وَرُبمَا أفتى وخطب بِبَعْض الْجَوَامِع ثمَّ أعرض عَن ذَلِك كُله فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بل وتجرد عَمَّا بِيَدِهِ من الْوَظَائِف وَانْقطع بِجَامِع نَائِب الكرك ولأجله عمره جَوْهَر الخازندار عمَارَة حَسَنَة، وَكَانَ عَالما فَقِيها ثِقَة عدلا فِي قَضَائِهِ متواضعا سَاكِنا وقورا منجمعا عَن النَّاس قانعا باليسير على قانون السّلف سريع الْإِنْشَاء نظما ونثرا كالمدائح والخطب والمراسلات مَذْكُورا بِالْولَايَةِ والسلوك والتقدم فِي طَرِيق الْقَوْم وصحبة غير وَاحِد من السادات كالشيخ عبد الله الجندي نزيل الحسينية وَعمر البسطامي، مجاب الدعْوَة مَا قَصده أحد بِسوء فأفلح إِلَى غير ذَلِك من الكرامات حَتَّى أَنِّي سَمِعت الشهَاب أَحْمد بن مظفر الْمَاضِي يَحْكِي غير مرّة وَكَانَ مِمَّن كثرت مخالطته لَهُ أَنه شَاهد الْبَحْر قد اجْتمع لَهُ حَتَّى جازه وتخطاه، وَبِالْجُمْلَةِ فصلاحه مستفيض، وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: نَائِب الحكم جمال الدّين أَخذ عَن شَيخنَا الأبناسي وَغَيره واشتغل كثيرا وَتقدم وَمهر ونظم الشّعْر المقبول الْجيد وَأفَاد وناب فِي الحكم وتصدر وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ كثير السّكُون وَالصَّلَاح فَاضلا انْتهى. وَهُوَ من خَواص أَصْحَاب الْجد للام وَلذَا اجْتمعت بِهِ مَعَه ودعا لي بل عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي، وَمَات فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ أحد صوفيتها وَلم يسمح بالرغبة عَنْهَا فِي جملَة وظائفه لأولاده ليَكُون مندرجا فِي الدُّعَاء من أَهلهَا وَيكون دَفنه فِي تربَتهَا، قَالَ شَيخنَا وَأَظنهُ قَارب السّبْعين بِتَقْدِيم السِّين. رَحمَه الله وإيانا.
وَمن نظمه
(ووعدتني وَعدا حسبتك صَادِقا ... وَمن انتظاري كَاد لبي يذهب)
(فَلِمَنْ رآنا أَن يَقُول مناديا ... هَذَا مسلمة وَهَذَا أشعب)(5/61)
وَفِي معجمي من نظمه غير ذَلِك رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن عَليّ بن فضل الله بن تامر بِالْمُثَلثَةِ بن إِبْرَاهِيم العكي الْفَزارِيّ الْعَبْسِي الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بالنجري بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم ثمَّ مُهْملَة نِسْبَة لقرية قديمَة لَا تعرف الْآن يُقَال أَنَّهَا كَانَت لأحد أجداده. ولد فِي أحد الربيعين سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِي قَرْيَة حوث بِضَم الْمُهْملَة وَآخره مُثَلّثَة من بِلَاد عبس بِالْمُوَحَّدَةِ قَبيلَة من نزار طرأت على الْيمن وَهَذِه الْقرْيَة من مُعَاملَة تعز، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَبحث)
على وَالِده فِي النَّحْو وَالْفِقْه والأصلين وعَلى أَخِيه عَليّ بن مُحَمَّد ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي الْبَحْر ثمَّ رَحل فِيهِ إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا فبحث بهَا فِي النَّحْو وَالصرْف على بن قديد وَأبي الْقسم النويري وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان على الشمني وَفِي الْمنطق على التقي الحصني وَفِي علم الْوَقْت على الْعِزّ عبد الْعَزِيز الميقاتي وَحضر فِي الهندسة قَلِيلا عِنْد أبي الْفضل المغربي بل كَانَ يطالع وَمهما أشكل عَلَيْهِ يُرَاجِعهُ فِيهِ فطالع شرح الشريف الْجِرْجَانِيّ على الجغميني والتبصرة لجَابِر بن أَفْلح وَفِي الْفِقْه على الْأمين الأقصرائي والعضد الصيرامي وَتقدم حَسْبَمَا قَالَه البقاعي فِي غَالب هَذِه الْعُلُوم، واشتهر فَضله وامتد صيته لَا سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة وَكتب عَنهُ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين قَوْله:
(بشاطئ حوث من ديار بني حَرْب ... لقلبي أشجان معذبة قلبِي)
(فَهَل لي إِلَى تِلْكَ الْمنَازل عودة ... فيفرج من غمي ويكشف من كربي)
عبد الله بن مُحَمَّد بن لاجين بن عبد الْجمال بن نَاصِر الدّين الناصري مُحَمَّد بن قلاوون لكَون جده من مماليكه القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن خَاص بك وَهُوَ اسْم عَمه اشْتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ لجلالته وَكَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي كَانَ زوجا لبَعض ذُرِّيَّة الظَّاهِر بيبرس. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة أَو فِي الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْإِلْمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَجَمِيع الْقَدُورِيّ فِي الْفِقْه والمنار فِي أُصُوله وألفية ابْن مَالك واشتغل فِي الْفِقْه على جمَاعَة مِنْهُم ابْن عَمه الْبَدْر بن خَاص بك والسراج قاري الْهِدَايَة وعنهما وَعَن الشهَاب الْعَبَّادِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة وَسمع الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد وختمه على التنوخي والعراقي والهيثمي وَحج رجبيا سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل دمشق وَكَذَا إسكندرية ودمياط مرَارًا وَانْقطع بِأخرَة وكف وَحدث حِينَئِذٍ بِبَعْض الصَّحِيح حِين قرئَ بالظاهرية الْقَدِيمَة مَحل سكنه سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَكَانَ(5/62)
إنْسَانا حسنا نيرا صَابِرًا لَهُ رزق وَاسع يعِيش فِيهِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
عبد الله بن الْكَمَال أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد ابْن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. بيض لَهُ ابْن فَهد.
عبد الله بن الْخَطِيب أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين جمَاعَة وَمَات قبل أَن يتأهل.)
عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الْعَسْقَلَانِي الْمَكِّيّ. سمع التقي الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ عِيسَى الحجي والزين الطَّبَرِيّ والأقشهري وَالْجمال المطري وخالص البهائي وَجَمَاعَة وَكَانَ صَالحا مديما للْجَمَاعَة وَالطّواف حَرِيصًا على الأوراد وَمَا عَلمته حدث. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن السراج. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَطاء بن جميل بن فضل بن خير بن النُّعْمَان الْكَمَال بن النَّجْم بن الزين الْأنْصَارِيّ الشقوري السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن خير بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة. ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على الشّرف ابْن المصفي والجلال عَليّ بن الْفُرَات سداسيات الرَّازِيّ وعَلى أَولهمَا مشيخة الرَّازِيّ وَعَلِيهِ وعَلى الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود التجِيبِي الأول من أمالي أبي المظفر بن السَّمْعَانِيّ وعَلى غَيرهم ثمَّ أسمع فِي آخر الْخَامِسَة وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على وَالِده والتقي بن عرام الدُّعَاء للمحاملي وَبعد ذَلِك على مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عمر بن كَامِل البلبيسي الأول من الخلعيات وعَلى مُحَمَّد بن جَابر الوادياشي بعض الشفا، وَحدث بِبَلَدِهِ قَدِيما قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا فِي أول سنة ثَمَان وَتِسْعين سداسيات الرَّازِيّ وَوَصفه بأقضى الْقُضَاة ابْن القَاضِي وَكَذَا لقِيه ابْن مُوسَى المراكشي بالثغر فِي سنة خمس عشرَة وَوَصفه بِالْقَاضِي الْعَالم الْمسند الرحلة وَسمع مَعَه عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الْمُوفق الأبي الْمُوَطَّأ والتقصي وَغَيرهمَا وروى لنا عَنهُ خلق كالزين رضوَان وَأبي حَامِد بن الضيا والبدر بن التنسي، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع عشرَة وَحدث فِي جَامع الْأَزْهَر بالشفا وَغَيره وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ حِينَئِذٍ صاحبنا الْبَهَاء المشهدي وَفِي الْأَحْيَاء الْآن من سمع مِنْهُ وَعمر حَتَّى مَاتَ سنة بضع وَعشْرين وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا.(5/63)
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن أبي البقا السُّبْكِيّ. مَاتَ سنة ثَلَاث عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم بن هِلَال الْجمال بن الشَّمْس الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعِرَاقِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحلب وَكَانَ أَبوهُ من صُدُور علمائها وترقى هُوَ بعد)
مَوته عِنْد الشهَاب الْأَذْرَعِيّ حَتَّى أَخذ وظائف أَبِيه ثمَّ تعلق بعد كبره بِولَايَة الحكم فناب فِي عدَّة بِلَاد وَتوسع حَتَّى اسْتَقل بِقَضَاء بعض الْبِلَاد على غير مذْهبه، وَلم يكن متحريا وَلَا علمت لَهُ سَمَاعا فِي الحَدِيث نعم كَانَ يعرف الشُّرُوط ويستكثر من شِرَاء الْكتب مَعَ عدم فَرَاغه للاشتغال وَقدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين فقطنها إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بعد أَن قيل للسُّلْطَان فِيهَا أَنه لم يحجّ وأرسله بالسؤال عَن ذَلِك فاعترف فألزم بِهِ فبادر إِلَى الْإِجَابَة مظْهرا السرُور بذلك وَتوجه صُحْبَة الركب الأول فقدرت وَفَاته بمغارة نبط على مَا بلغنَا. قلت وَهُوَ مِمَّن نَاب عَن شَيخنَا وَآخَرين. قَالَ: وَكَانَ مبغضا للنَّاس بِغَيْر سَبَب غَالِبا عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حسن بن مُوسَى بن غَانِم الْجمال بن نَاصِر الدّين الغانمي نِسْبَة لغانم الْمَقْدِسِي الشهير الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي خير الْحرم ووالد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَسمع كَمَا كَانَ يخبر من الشمسين القلقشندي والهروي وَغَيرهمَا، وَولي مشيخة الْحرم والخانقاه الصلاحية بِهِ وَكَانَ دينا كَرِيمًا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَقد قَارب التسعين.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد الْجمال بن الشَّمْس بن القَاضِي الشَّمْس بن الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَولي قَضَاء الْقُدس عوضا عَن حفيد عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْمَدْعُو هبة الله بن التَّاج عبد الْوَهَّاب ابْن القَاضِي سعد الدّين ثمَّ انْفَصل عَنهُ وتكررت ولَايَته لَهُ وللخليل وللرملة غير مرّة وَآخر مَا وَليهَا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين على مَال وسافر فوعك فِي توجهه بِحَيْثُ لم يدْخل إِلَّا فِي محفة وَمَا نَهَضَ للبس الخلعة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر ربيع الثَّانِي مِنْهَا.
عبد الله بن الْمُحب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الْمَدْعُو مكرما وَهُوَ بِهِ أشهر. يَأْتِي فِي الْمِيم.(5/64)
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بيرم بن عبد الْعَزِيز بن خَليفَة بن مظفر ابْن صعلوك التَّاج أَبُو مُحَمَّد بن التقي الْقرشِي الْمَيْمُونِيّ ثمَّ الْقَرَافِيّ القاهري الشَّافِعِي سبط التَّاج الدندري وَيعرف بالميموني. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بالقرافة وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ)
ابْن سبع وَصلى بِهِ والإلمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد والشفا وألفية الحَدِيث والشاطبيتين والمنهاج وَإِلَى الطَّلَاق من الْحَاوِي وَبَعض الْمَنْظُومَة الْحَنَفِيَّة وَجَمِيع رِسَالَة الشَّافِعِي ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ ومنهج الْأَصْلَيْنِ للبلقيني والتسهيل لِابْنِ مَالك وتلخيص الْمِفْتَاح وفصيح ثَعْلَب والمقامات الحريرية وغالب التسع المعلقات، وَعرض على أَئِمَّة الْعَصْر كالعسقلاني الْمقري والعرافي والمحب بن هِشَام والبلقيني وَابْن الملقن والأبناسي والغماري وَغَيرهم وأجازوه وبالغوا فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ، وتلا للسبع وَتَمام ثَلَاث عشرَة قَارِئًا على الْعَسْقَلَانِي وَسمع الرسَالَة للشَّافِعِيّ على السراج الكومي والموطأ رِوَايَة يحيى بن بكير على أبي عبد الله مُحَمَّد بن ياسين الْجُزُولِيّ وَسمع على التقي بن حَاتِم والزين الْعِرَاقِيّ بل قَرَأَ عَلَيْهِ ألفيته حفظا فِي آخَرين، واشتغل بالفقه والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَتقدم قَدِيما وَأذن لَهُ غير وَاحِد من الْأَعْيَان بالإقراء بل وَالْفَتْوَى وراج أمره بِقُوَّة حافظته ونوه بِهِ الْأَئِمَّة حَتَّى أَنه نَاب فِي الْقَضَاء عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ قبل الْقرن وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده حَتَّى مَاتَ وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشريفية البهائية وَفِي مدرسة ابْن اقبغا آص وَكَذَا فِي مشيخة خانقاه قوصون وَرَافِع فِيهِ صوفيتها بِحَيْثُ عزل عَنْهَا بل وَعَن نِيَابَة الحكم، وَلم يرْزق مَعَ قُوَّة حافظته فاهمة بل كَانَ بعيد التَّصَوُّر والفهم جدا لَا يَهْتَدِي لاستحضار مَا يلْتَمس مِنْهُ من مسَائِل كتبه بل يسْرد الْبَاب بِتَمَامِهِ ليصل سامعه للغرض مِنْهُ مَعَ اسْتِمْرَار ذكره لأكْثر كتبه حَتَّى مَاتَ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يقْرَأ بَين يَدي شَيخنَا بدرس جَامع طولون فِي الشفا من حفظَة لَكِن كَانَ يرجع حفظ الشَّمْس الشبراوي للشفا عَلَيْهِ وَيَقُول إِنَّه لَو قَرَأَهُ من الْكتاب كَانَ أولى، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ جملَة بل رَأَيْت من عرض عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مِمَّن أَخذنَا عَنهُ، وَكَانَ متساهلا فِي قَضَائِهِ وَحَدِيثه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الْجمال بن النُّور بن الصَّدْر البعلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن زيد. سمع صَحِيح مُسلم على أَحْمد بن عبد الْكَرِيم وَكَذَا سمع على من فِي طبقته أَشْيَاء ثمَّ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على وَالِده وَمُحَمّد بن عَليّ بن اليونانية وَعبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَمُحَمّد بن عَليّ بن حمود وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن الجردي(5/65)
الْمِائَة انتقاء ابْن تَيْمِية من الصَّحِيح قَالُوا أَنا الحجار، وتفقه بِابْن الشريشي والقرشي وَغَيرهمَا بِدِمَشْق ودرس وَأفْتى وَولي قَضَاء بَلَده قبل اللنك ثمَّ طرابلس ثمَّ دمشق فِي سنة تسع عشرَة ثمَّ فِي سنة سِتّ)
وَعشْرين وَلم يلبث فِي كلهَا إِلَّا قَلِيلا وَلما صرف أخيرا حصل لَهُ ذل كثير وقهر زَائِد وَذهب غَالب مَا كَانَ حصله فِي عمره ولحقه فالج فاستمر بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين ومولده تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز فِي استدعاء ابْنَتي رَابِعَة. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى الْحَافِظ ورفيقه شَيخنَا الأبي وترجمه مطولا فِي أنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ وَلم يكن مشكورا بِالْعلمِ وَلَا بالثبت الْكَبِير، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه بَاشر مُبَاشرَة لَا بَأْس بهَا ودارى النَّاس ثمَّ عزل وَاسْتمرّ على الخطابة وَغَيرهَا من الْمدَارِس ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَضَاء وَلم يلبث أَن انْفَصل بعد سَبْعَة وَأَرْبَعين يَوْمًا وَرجع إِلَى بَلَده فَكَانَت وَفَاته بهَا، وترجمه المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَفِيف بن إِمَام الْحَنَفِيَّة وَشَيخ الباسطية والخلجية الشَّمْس بن القطب بن السراج الحسني الرميثي البُخَارِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة وَأمه أم ولد نَشأ بِمَكَّة فِي كنف أَبِيه فَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ على سنة سِتّ وَثَمَانِينَ الْمَشَارِق للصغاني وَبَعض المشتبه لشَيْخِنَا ولازمني فِي سَماع أَشْيَاء وَصلى فِي تِلْكَ الْأَيَّام بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح بالْمقَام الْحَنَفِيّ وَرُبمَا أم فِي غَيرهَا ثمَّ أم بعد ذَلِك بل درس فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه القَاضِي أَبُو السُّعُود وَكَذَا أَخذ عَن الْمولى عبد الْعَزِيز فِي شرح العقائد والمختصر وَغير ذَلِك كشرح الشمسية وجود الْقُرْآن فَأحْسن، وصاهر نجم الدّين الْمَالِكِي على ابْنَته وَاتفقَ موت أَبِيه لَيْلَة السماط فَعَاد النَّاس من الْمُعَلَّى إِلَى حُضُور السماط ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي سنة سبع وَتِسْعين التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك بل سمع مني تأليفي فِي المولد النَّبَوِيّ بمحله وَفِي السّنة قبلهَا تأليف الْعِرَاقِيّ فِيهِ أَيْضا ولازمني فِي سَماع التَّذْكِرَة للقرطبي وَغَيرهَا وتزايدت فضيلته وبراعته لذكائه وفهمه مَعَ عقل وأدب وَاحْتِمَال كَانَ الله لَهُ.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجمال الْعِرَاقِيّ القَاضِي. فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم.
عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن أبي بكر بن الدماميني. مضى فِيمَن جده عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج بن عبد الله الشّرف أَبُو مُحَمَّد ابْن شيخ الْمَذْهَب الشَّمْس أبي عبد الله الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو التقي إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وسبط الْجمال الْمرَادِي وَيعرف كأبيه بِابْن مُفْلِح. ولد فِي ربيع الأول(5/66)
سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَقيل فِي)
الَّتِي قبلهَا أَو بعْدهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ يَتِيما وَحفظ المفنع ومختصر ابْن الْحَاجِب وَأخذ عَن بعض مَشَايِخ أَخِيه وَسمع من جده لأمه والشرف بن قَاضِي الْجَبَل وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْجمال بن هِشَام والموفق الْحَنْبَلِيّ والقلانسي ومحمود المنبجي وَابْن كثير وَابْن أميلة والصفدي بل أجَاز لَهُ قَدِيما أَبُو الْعَبَّاس المرداوي خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم بالحضور وَسمع على أبي مُحَمَّد بن الْقيم وست الْعَرَب وحفيدة الْفَخر وَغَيرهمَا، وَأفْتى ودرس واشتغل وناظر وناب فِي الْقَضَاء دهرا طَويلا وَصَارَ كثير الْمَحْفُوظ جدا وَأما استحضار فروع الْفِقْه فَكَانَ فِيهِ عجبا مَعَ استحضار كثير من الْعُلُوم بِحَيْثُ انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْحَنَابِلَة فِي زَمَانه لكنه كَانَ ينْسب إِلَى المجازفة فِي النَّقْل وَأَحْيَانا وَعَلِيهِ مآخذ دينية، وَعين للْقَضَاء غير مرّة فَلم يتَّفق بل ولي النظام عمر ابْن أَخِيه فِي حَيَاته وَقدم عَلَيْهِ. مَاتَ فِي صبح يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري بالسفح وَدفن عِنْد وَالِده بالروضة، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لنا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى المغربي العَبْد الْوَادي وَيعرف بالعبدوسي ابْن أخي الشَّيْخ أبي الْقسم. كَانَ وَاسع الباع فِي الْحِفْظ ولي الْفتيا بالمغرب الْأَقْصَى والإمامة بِجَامِع الْقرَوِيين من فاس، وَرَأَيْت من قَالَ فِيهِ الفاسي. وَمَات فَجْأَة وَهُوَ فِي صَلَاة الْمغرب سنة تسع وَأَرْبَعين.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى الْجمال بن الشَّمْس بن الشّرف المنوفي ثمَّ المازاتي أَخذ الْقرَاءَات عَن جَعْفَر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَشهد شَيخنَا فِي إِجَازَته وَوَصفه بالفاضل الْعَالم البارع وَشَيخ وَالِده وجده.
عبد الله بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الدوالي الْيَمَانِيّ الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. كَانَ فَقِيها مرضِي السِّيرَة فِي قَضَائِهِ حسن الْخلق. ذكره الخزرجي فِي أَبِيه وَأَظنهُ توفّي فِي أَوَائِل هَذَا الْقرن.
عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر الْغَالِب بِاللَّه متملك غرناطة من الأندلس وحفيد الْأَمِير أبي الجيوش نصر بن أَمِير الْمُسلمين أبي الْحجَّاج بن أبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن نصر. ذكر المقريزي فِي حوادث سنة أَربع وَأَرْبَعين أَنه فِي رَجَب مِنْهَا ورد كِتَابه يتَضَمَّن مَا فِيهِ الْمُسلمُونَ بغرناطة من الشدَّة مَعَ النَّصَارَى(5/67)
أهل قرطبة وإشبيلية وتطلب النجدة.)
عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن عُثْمَان بن عِيسَى بن عمر بن عَليّ بن سَلامَة البيتليدي الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي نزيل الضيائية. ولد فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت التَّاسِع من مُسْند المقلين من الصَّحَابَة من حَدِيث أبي الطَّاهِر الذهلي وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمَات فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ ظنا.
عبد الله بن مُحَمَّد بن التقي تَقِيّ الدّين بن قَاضِي الشَّام الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. درس بعد أَبِيه فَلم ينجب ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد الْفِتْنَة بطرابلس. وَمَات فِي رَمَضَان سنة خمس عشرَة.
عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. اشْتغل قَلِيلا وَكَانَ يتعانى زِيّ الصُّوفِيَّة ويصحب الْفُقَرَاء ثمَّ دخل مَعَ الْفُقَهَاء وناب فِي الحكم قَلِيلا وَكَذَا فِي بعض الْبِلَاد ثمَّ منع لكائنة جرت لَهُ لِأَن الشَّافِعِي لما مَنعه نَاب عَن الْحَنَفِيّ فعين عَلَيْهِ قَضِيَّة تتَعَلَّق بكنيسة الْيَهُود فَحكم فِيهَا بِحكم يتَضَمَّن حكم سَابق لقَاضِي الْحَنَابِلَة الْعَلَاء بن المغلى فَأنْكر عَلَيْهِ وقوبل على ذَلِك وَصرف عَن النِّيَابَة حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَهُوَ ظنا فِي عشر التسعين بِتَقْدِيم الْمُثَنَّاة.
عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال السمنودي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. أَخذ عَن الْجمال الأسنائي وَالصَّلَاح العلائي وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنشدني عَنهُ شعرًا ولازم السراج البلفيني وَكَذَا أَخذ عَن الكلائي الفرضي وَسمع البُخَارِيّ على البُلْقِينِيّ وناصر الدّين خَلِيل الطرنطائي وعزيز الدّين المليجي وَحدث بِهِ عَنْهُم قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشهَاب الكلوتاتي بالقشتمرية بالتبانة فِي رَمَضَان سنة تسع عشرَة، ودرس بأماكن ونفع النَّاس مَعَ كَثْرَة الْمُرُوءَة والعصبية وَالْقِيَام بمصالح أَصْحَابه. مَاتَ فِي سلخ رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن فِي مستهل شعْبَان، تَرْجمهُ شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه، وَمن الْأَمَاكِن الَّتِي درس بهَا القطبية بِالْقربِ من سويقة الصاحب وَقد أَخذ عَنهُ الْعلم غير وَاحِد من أَصْحَابنَا فَمن فَوْقهم، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ فَاضلا خيرا صحبته سِنِين حَتَّى مَاتَ.
عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال الْقَرَافِيّ. أَخذ عَن أبي الْحسن الأندلسي الْعَرَبيَّة وَمهر فِيهَا وَعمل مُقَدّمَة لَطِيفَة يتَوَصَّل بهَا إِلَى معرفَة الْإِعْرَاب بأسل(5/68)
طَرِيق وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا ابْن خضر وَولي مشيخة الطنبدية بالصحراء مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَعشْرين وأظن المتلقى للطنبذية عَنهُ شَيخنَا الحناوي، وترجمه شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.)
عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال المارديني وَيعرف بتمنع. قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء كَانَ من أَوْلَاد الْأَغْنِيَاء فورث مَالا جزيلا فأنفقه فِي الْخيرَات ثمَّ افْتقر فَصَارَ يكدى بالأوراق وينظم الْبَيْتَيْنِ فِي ذَلِك أَحْيَانًا وَكَانَ يعاشر الرؤساء وللعز الْموصِلِي فِيهِ نظم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ بِدِمَشْق.
عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال القاهري ثمَّ الخانكي قاضيها وَيعرف بالوفائي. ولد نَحْو سنة أَرْبَعِينَ بِالْقَاهِرَةِ وتحول مَعَ أَبِيه إِلَى الخانقاه فقطنها وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بهَا وَقَرَأَ على مَحْمُود الْهِنْدِيّ وَأخذ عَن قاضيها الونائي بل سَافر إِلَى الشَّام فزار الْقُدس والخليل وَتردد الْخطاب وَكَذَا دخل حلب، وَحج غير مرّة وَصَحب المتبولي وَنَحْوه من المعتقدين وَولى حسبَة الخانقاه وشكرت سيرته بِالنِّسْبَةِ لما حدث ثمَّ قضاءها بعد الونائي شركَة لأبي الْغَيْث ثمَّ اسْتِقْلَالا بعد موت الشَّرِيك بل أشرك مَعَهُمَا الزين زَكَرِيَّا بن سَالم الْحَنَفِيّ مُضَافا للشريف مُحَمَّد بن كَمَال الْحَنَفِيّ الَّذِي كَانَ شَرِيكا للونائي وَلكنه فِي الْحَقِيقَة هُوَ المنظور إِلَيْهِ والمعول عَلَيْهِ سِيمَا مَعَ تودده ولين جَانِبه وتواضعه وإطعامه للطعام وإكرامه للوافدين وَنَظره فِي الْمصَالح فِي الْجُمْلَة وَكَون البدري أبي البقا بن الجيعان لَهُ بِهِ مزِيد اعتناء وَبِهَذَا كُله راج أمره وَصَارَ نَائِب المشيخة فِي الخانقاه بعد الْجَوْجَرِيّ.
عبد الله بن مُحَمَّد الْعَفِيف الهبي الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ دكانيا ثمَّ صيرفيا وَصَحب فِي غُضُون ذَلِك الْكَمَال مُوسَى بن مُحَمَّد الضجاعي مُحدث زبيد وخطيبها على كبر ولازم مَجْلِسه مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من كتب الْفِقْه وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وخدمه حَتَّى مَاتَ فصحب الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نَاصِر أحد فُقَهَاء زبيد من تلامذة ابْن الْمقري وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا وَحضر دروسه ثمَّ بعد مَوته انْتقل إِلَى مجْلِس الْجمال الطّيب النَّاشِرِيّ فَسمع عَلَيْهِ بعض الْكتب الْفِقْهِيَّة وَمَعَ هَذَا كُله فَلم يكن يفهم الواضحات فضلا عَن غَيرهَا وَلكنه ولي التدريس بِبَعْض الْمدَارِس بعناية بعض المشتهرين بِالْعلمِ وتقرب فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة وَتمكن من عَليّ بن طَاهِر وَكَانَ لَا يسمع إِلَّا قَوْله وَقدمه فِي صدقاته ثمَّ ولاه فِي سنة ثَمَانِينَ نظر الْأَوْقَاف مشاركا فباشره حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِمَّنْ لقِيه عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْإِيضَاح للنووي وَغَيره وَقَالَ(5/69)
لي أَنه وَزِير صَاحب الْيمن عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر وَإِلَيْهِ الْمرجع فِي أُمُوره ذُو وجاهة وثروة.)
عبد الله بن مُحَمَّد الْعَفِيف الْيَمَانِيّ الجلاد. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
عبد الله بن مُحَمَّد البطيني ثمَّ القاهري مؤدب الْأَبْنَاء بالمنكوتمرية. مِمَّن سمع مني وَحج وجاور سنة سِتّ وَتِسْعين.
عبد الله بن مُحَمَّد البهنسي. فِيمَن جده عبد الله بن حسن بن يُوسُف.
عبد الله بن مُحَمَّد الساعاتي الْمُؤَذّن بالجامع الْأمَوِي انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي فنه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الله بن مُحَمَّد الطيماني. فِيمَن جده طيمان.
عبد الله بن مُحَمَّد الظفاري الْمَكِّيّ دلال الرَّقِيق. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عبد الله بن مُحَمَّد الْقَارِي الشَّافِعِي خطيب القارة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه مُجَردا.
عبد الله بن مُحَمَّد القليجي. شهد على بعض الْحَنَفِيَّة فِي إجَازَة سنة إِحْدَى.
عبد الله بن مُحَمَّد الْكَاهِلِي الْفَقِيه الصَّالح. مَاتَ بِمَدِينَة أَب سنة عشر.
عبد الله بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ مدرس الجوهرية بِدِمَشْق كَانَ خيرا عَارِفًا بمذهبه وبالقراءات ويقرئ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر وَقد بلغ السّبْعين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الله بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه مُجَردا.
عبد الله بن مَسْعُود بن عَليّ الشَّيْخ الْجَلِيل أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التّونسِيّ العلبي وَيعرف بِابْن القرشية خَال سرُور الْمَاضِي. أَخذ عَن وَالِده عَن الوادياشي بِالْإِجَازَةِ فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وَعَن أبي عبد الله بن عَرَفَة وَعَن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن حفدة أحد من أَخذ عَن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام شَارِح ابْن الْحَاجِب وَعَن أبي الْقسم أَحْمد ابْن أبي الْعَبَّاس الغبريني مِمَّن أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَابْن هرون وَابْن عربون وَعَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن إِدْرِيس الزواوي شيخ بجاية بل أَخذ عَنهُ المسلسل بالأولية ومصافحة المعمر وَعَن أبي عبد الله بن مَرْزُوق وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ البطرني بل ذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من الحَدِيث وَألبسهُ خرقَة التصوف وَعَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مَسْعُود بن غَالب البلنسي مِمَّن أَخذ عَن الوادياشي وَأبي عبد الله بن هزال وَعَن أبي عَليّ عمر بن قداح الهواري أحد أَصْحَاب ابْن عبد السَّلَام فِي آخَرين يتضمنهم فهرسته قَالَ شَيخنَا رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ وَقد أجَاز فِيهَا لِابْنِ أُخْته سرُور فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمَات بتونس فِي سنة)(5/70)
سبع وَعشْرين على مَا ذكر لي ابْن أُخْته انْتهى. وَرَأَيْت فِي نُسْخَتي أَيْضا من الأنباء سنة سبع وَثَلَاثِينَ فيحرر أَي التاريخين أصوب وَكَأَنَّهُ الأول.
عبد الله بن مقداد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْجمال الأقفهسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالأقفاصي. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه بالشيخ خَلِيل وَغَيره وَتقدم فِي الْمَذْهَب ودرس وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم سُلَيْمَان الْبِسَاطِيّ فَمن بعده ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ غير مرّة أَولهَا فِي ولَايَة النَّاصِر فرج بعد موت ابْن الْجلَال وَآخِرهَا بعد صرف الشهَاب الْأمَوِي فِي رَمَضَان سنة سبع عشرَة فحمدت سيرته عفة وَحسن مُبَاشرَة وتودد مَعَ قلَّة الْأَذَى وَالْكَلَام فِي الْمجَالِس ومزيد تقشفه وتواضعه وَطَرحه للتكلف وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْمَذْهَب ودارت عَلَيْهِ الْفَتْوَى فِيهِ وَشرح الرسَالَة شرحا انْتفع بِهِ من بعده وَكَانَ مزجى البضاعة فِي غير الْفِقْه وَكَذَا عمل تَفْسِيرا فِي ثَلَاث مجلدات لم يشْتَهر أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من الْأَئِمَّة الَّذين لَقِينَاهُمْ وَمَات وَهُوَ على الْقَضَاء فِي آخر الدولة المؤيدية فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ كَمَا اقْتَضَاهُ قَوْله لشَيْخِنَا وَذكره فِي أنبائه وَرفع الأصر وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه بَاشر بعفة وتصميم حَتَّى صَار النَّاس يَقُولُونَ جقمق الدوادار وطباخ عِنْده سَوَاء وَقَالَ المقريزي كَانَ فَقِيها بارعا عرف بالصيانة وَالدّين والصرامة نَاب فِي الحكم عَن الْعلم سُلَيْمَان الْبِسَاطِيّ سنة ثَمَان وَسبعين وَصَارَ الْمعول على فتواه من سِنِين، وَقَالَ فِي عقوده انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْمَالِكِيَّة ودارت على رَأسه الْفتيا سِنِين عديدة وَقَالَ الْبرمَاوِيّ هُوَ من أهل الْعلم لَهُ معرفَة جَيِّدَة بالفقه والنحو.
عبد الله بن مَنْصُور الوجدي التلمساني المغربي السقا بِالْحرم. مَاتَ بِمَكَّة ببيمارستانها بالستسقاء فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَدفن بالشبيكة.
عبد الله بن نجيب بن عبد الله الشّرف الْحلَبِي نَاظر الْجَيْش بهَا وَيعرف بِابْن النجيب كَانَ إنْسَانا حسنا دينا عَاقِلا سَاكِنا رَئِيسا جسيما محبا للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ. مَاتَ فِي قلعة الرّوم سنة ثَلَاث.
ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الله بن نصر الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله التَّاج بن الشَّمْس بن الزين ابْن الصاحب الشَّمْس القاهري سبط الشَّيْخ مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُدسِي الشَّافِعِي أحد من عرض عَلَيْهِ النُّور البلبيسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِجَامِع المقسي وَيعرف كسلفه بِابْن المقسي)
نِسْبَة للمقسم ظَاهر الْقَاهِرَة لسكنى جده لأمه وَكَذَا جد وَالِده الصاحب الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ وَهُوَ نَصْرَانِيّ قبل أَن يسلم شمس والمجدد لجامع بَاب الْبَحْر بِحَيْثُ اشْتهر الْجَامِع بِهِ وهجرت شهرته الأولى والمترجم فِي سنة خمس(5/71)
وَتِسْعين وَسَبْعمائة من أنباء شَيخنَا وَغَيره نَشأ فِي حجر أَبِيه الْآتِي وتدرب بِهِ وَبِغَيْرِهِ فِي الْمُبَاشرَة فبرع فِيهَا وَقَرَأَ من الْقُرْآن جملَة وَكَانَ يتشفع وانتفع بِخِدْمَة ابْن الْهمام لكَونه كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ مَعَ إِبْرَاهِيم الطنساوي وناب عَن أَبِيه فِي اسْتِيفَاء الدولة أَيَّام كريم الدّين بن كَاتب المناخات وَكَانَ الزين الاستادار متزوجا بعمته وَتزَوج هُوَ بابنتها مِنْهُ ولازم خدمته بِالْكِتَابَةِ فِي ديوانه وَغَيرهَا ورقاه الاستادارية الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر ثمَّ صَار أحد كتاب المماليك عوضا عَن أبي الْحسن بن تَاج الدّين الخطير ثمَّ اسْتَقل بالوظيفة بعد سعد الدّين مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر كَاتب العليق وَولى نظر الدولة فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال وانفصل عَنْهَا وَكَذَا انْفَصل عَن الأولى بِأبي الْفضل بن جُلُود وَاسْتقر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن الزين بن مزهر ثمَّ فِي نظر الْخَاص عوضا عَن الْعَلَاء بن الأهناسي وباشرهما مَعًا إِلَى أَن انْفَصل عَن الْجَيْش بالكمال بن الْجمال بن كَاتب جكم ثمَّ عَن بالزين ابْن الكويز ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بعد إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ الْأَشْرَف فايتباي وأهانه بِالضَّرْبِ بالمقارع لتكرر شكوى بعض أهل البرلس مِنْهُ وَاسْتقر عوضه بالبدر بن مزهر على كره من وَالِده ثمَّ اسْتَقر فِي الاستادارية بعد أَعْرَاض الدوادار الْكَبِير وتكررت إهانة الْأَشْرَف لَهُ بالسجن والترسيم والمصادرة إِلَى أَن تصفى وَالسُّلْطَان يتهمه مَعَ ذَلِك بالادخار لما حصله بل وَلما خلف عَن صهره فَهُوَ لذَلِك لَا يرحمه وَلَا يغيث شكواه ورثى لَهُ الْقَرِيب والبعيد خُصُوصا حِين الْأَمر بشنقه وَتوجه بِهِ الْوَالِي لذَلِك وَمَا بَقِي إِلَّا إِتْلَافه لَكِن حصلت الشَّفَاعَة فِيهِ وتسلمه الْوَالِي على مبلغ معِين فَمَا نَهَضَ للْقِيَام بِهِ وحول إِلَى سجن القلعة فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت سَابِع جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ أَمر بشنقه على حِين غَفلَة إِن لم يُعْط المَال فشنق وَهُوَ صَائِم لتصريحه بِالْعَجزِ عَن المَال ثمَّ حمل إِلَى أَهله فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة الْمُجَاورَة لتربة الزين عبد الباسط وتأسف على فَقده سِيمَا على هَذِه الْكَيْفِيَّة كل وَاحِد وَأَرْجُو لَهُ الْخَيْر بذلك والتكفير عَنهُ خُصُوصا وَقد بَلغنِي أَنه كَانَ مُدَّة الترسيم عَلَيْهِ صَائِما مديم التِّلَاوَة وَقد زَاد على الْخمسين.
وَمَاتَتْ أمه قبله بِقَلِيل وَكَانَت من الصَّالِحَات القانتات كأبيها. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت فِيهِ حشمة ورياسة وتواضع وتودد وَلكنه فِيهِ بالْكلَام والملق أَكثر مَعَ ذوق وَفهم للنكتة واستحضار لكثير من)
محَاسِن الشّعْر وَغَيره ولطف عشرَة وَنظر فِي كتب الْأَدَب والتواريخ واقتناء لجملة من ذَلِك وميل لحسان الْوُجُوه ومصاحبة لِذَوي(5/72)
الذَّوْق من الْفُضَلَاء وَغَيرهم واعتقاد فِي المنسوبين للصلاح وإحسان كثير إِلَيْهِم وَقبُول شفاعاتهم ومزيد احْتِمَاله وَعدم تكثره ومنته كل ذَلِك على حسب الْوَقْت حَتَّى أَنه لم يخلف فِي أَبنَاء طَرِيقَته مثله وَأما فِي معرفَة الْمُبَاشرَة فجبل لَا يجارى وَقد ولي نظر مقَام الشَّافِعِي وَاللَّيْث غير مرّة فِي ضمن نظر القرافتين وَله هُنَاكَ مآثر كالسبيل الْمُقَابل لضريح الإِمَام وَكَذَا بَاشر وقف الشيخونية والصرغتمشية ومدرسة بشير الجمدار وَغَيرهَا وَمَا تركت من ضد محاسنه أَكثر عَفا الله عَنهُ.
عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة بن بدر بن مُحَمَّد بن يُوسُف التقي أَبُو الْفَتْح الْجمال بن الشّرف الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَالْمَذْكُور أَبوهُمَا فِي الْمِائَة قبلهَا وَيعرف بِابْن الكفري. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واشتغل وتمهر وتنبه وَحضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد العنابي وَفِي الْأُصُول عِنْد الْبَهَاء الْمصْرِيّ وَفِي الْمَعْقُول عِنْد القطب التحتاني، وأحضر فِي الثَّالِثَة على السلاوي وَفِي الْخَامِسَة على ابْن الخباز وَسمع من أُخْته زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وَالشَّمْس بن نباتة وَآخَرين، وَخرج لَهُ أنس بن عَليّ الْمُحدث أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بهَا وبغيرها سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، ودرس فِي حَيَاة أَبِيه وخطب وَولي قَضَاء الْعَسْكَر مُدَّة نَاب فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَلم يكن يحمد فِي حكمه مَعَ سياسة ومداراة وَحفظ لأيام النَّاس وَجمع بَين الْخِبْرَة بِالْأَحْكَامِ والحشمة ومذاكرته بأَشْيَاء قَالَ شَيخنَا سَمِعت عَلَيْهِ يَسِيرا فِيمَا أَحسب وَأَجَازَ لي وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَله بضع وَخَمْسُونَ سنة يعد أَن أوذي فِي المحنة وَهُوَ وَأَخُوهُ وأبوهما وجدهما ولي الْقَضَاء، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه، وأرخ الْعَيْنِيّ وَفَاته فِي الْمحرم سنة أَربع وَاقْتصر على قَوْله تَقِيّ الدّين ابْن الكفري الْحَنَفِيّ قَاضِي دمشق كَانَت عِنْده فَضِيلَة تَامَّة وَيَد طولى فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع أدْرك نَاسا من الْعلمَاء الْكِبَار وَسمع مِنْهُم وَأخذ عَنْهُم، وَذكره المقريزي فِي عقوده، وأرخه كشيخنا.
عبد الله بن يُوسُف بن عَليّ بن خلد الحسناوي البجائي المغربي الْمَالِكِي لَقِيَنِي بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَأخذ عني الألفية الحديثية بحثا وَغَيرهَا ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ فَقَرَأَ عَليّ الْمُوَطَّأ بِتَمَامِهِ وَحمل عني فيهمَا وَفِي مَكَّة أَيْضا جملَة وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة، وَرجع إِلَى بِلَاده وَهُوَ من الْفُضَلَاء الْخِيَار المتقنين.)
عبد الله بن يُوسُف الْبَغْدَادِيّ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عبد الله بن الْجمال الْحرَازِي. فِيمَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن أبي الْفضل بن عبد الله.(5/73)
عبد الله بن الْفَخر. يَأْتِي قَرِيبا فِي عبد الله الْبَصْرِيّ.
عبد الله التَّاج المقسي. فِي ابْن نصر الله بن عبد اله الْغَنِيّ قَرِيبا.
عبد الله الْجمال الأردبيلي الْحَنَفِيّ أحد الْفُضَلَاء. كَانَ أحد المقررين بالجانبكية والمعيدين بالصرغتمشية بل وَرغب لَهُ شيخها عَن تدريس الْمَسْجِد الَّذِي جدده الظَّاهِر بخان الخليلي ودرس مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَاسْتقر بعده فِي التدريس والطلب والأمشاطي وَفِي الْإِعَادَة خير الدّين الشنشي وَهُوَ أحد من أَخذ عَنهُ الْعلم فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ شرح المغنى للقاني فِي أصولهم والمصابيح لِلْبَغوِيِّ وَغَيرهمَا، وَكَانَ فَاضلا خيرا رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله بن جمال الْبُرُلُّسِيّ. فِي ابْن مُحَمَّد.
عبد الله الْجمال التركماني الْحَنَفِيّ إِمَام قجماس نَائِب الشَّام. كَانَ ولي كِتَابَة سر حلب وَنظر جيشها وقلعتها ومرستانها بعد رَضِي الدّين بن مَنْصُور.
عبد الله الْجمال الخانكي تربية السالمي. مِمَّن اعتنى بِهِ ابْن مُفْلِح الْيَمَانِيّ لكَونه كَانَ مولدا عِنْده بِحَيْثُ وقف عَلَيْهِ وعَلى ابْنَيْنِ لَهُ فِي جِهَات بر عقارات بالخانقاه وَكَانَ عِنْده كثير من إِثْبَات ابْن مُفْلِح وأجزائه وَمِمَّنْ أجَاز لهَذَا عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَلَا أستبعد إسماعه على غَيرهَا.
مَاتَ عَن سنّ تزيد على التسعين أَو دونهَا فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ متجملا فِي لِبَاسه محاكيا فِي ذَلِك رُؤَسَاء بَلَده بل إِذا رأى على ابْن الْأَشْقَر ثيابًا لَا يقر وَلَا يهدأ حَتَّى يجدد مثلهَا مِمَّن يركب البغلة وَلم ير لمزيد شهامته وَاقِفًا على سوقي وَلَا تولى غَالِبا شِرَاء شَيْء بِنَفسِهِ وَكَانَ بِأخرَة يكْتب على الاستدعاءات، وَمِمَّنْ لقِيه ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَغَيره رَحمَه الله وإيانا.
عبد الله الْجمال السكسون المغربي الْمَالِكِي. مِمَّن قدم الْقَاهِرَة، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده أَنه صحب وَالِده وَكَانَ حسن الِاعْتِقَاد فِيهِ والاختصاص بِهِ ثمَّ صحب بهادر المنجكي استادار الظَّاهِر برقوق وَأخذ لَهُ تدريس الْمَالِكِيَّة بالأشرفية الْمُجَاورَة للمشهد النفيسي وناله من بره فَركب البغلة وَحسنت دُنْيَاهُ حَتَّى مَاتَ فِي آخر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأورد عَنهُ غير مَنَام ظهر أَثَره.)
عبد الله الْجمال السمنودي. فِي ابْن مُحَمَّد.
عبد الله الْجمال بن النحريري الْحلَبِي قاضيها الْمَالِكِي. مِمَّن كَانَ يتناوب للسعي فِيهِ هُوَ وَابْن جبنغل الْمَاضِي إِلَى أَن وَافقه ذَلِك على تَقْرِير قدر يومي يَدْفَعهُ لَهُ بِشَرْط إعراضه عَن السَّعْي وَترك المنصب لَهُ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ مقلا فِي آواخر سنة سِتّ وَتِسْعين مصروفا وَكَانَ يكثر الْقدوم إِلَى الْقَاهِرَة ويتردد إِلَيّ أَحْيَانًا(5/74)
وَله طلب ومشاركة فِي الْجُمْلَة لكنه مزري الْهَيْئَة عَفا الله عَنهُ وَهُوَ من بَيت، وَأَظنهُ ولي قَضَاء حماة أَيْضا بل أَظُنهُ ولد أَحْمد بن عبد الله الْمَاضِي وَأَنه مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ قد ولي أَيْضا قَضَاء مِنْهُمَا.
عبد الله وَيعرف بحاجي بهادر الأزبكي الجلالي عَتيق جلال الدّين مَسْعُود بن أصيل الدّين جَعْفَر البنجيري. لقِيه الطاووسي فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة فاستجازه وَأخْبرهُ أَنه حِينَئِذٍ ناف عَن التسعين وَقَالَ أَنه كَانَ من الملازمين لجدي وَعمي وَسمع مَعَهُمَا أَكثر مَا سمعاه.
عبد الله الأرغوني الرُّومِي وَيعرف بالأشرفي. مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
عبد الله الأشخر بمعجمتين الْيَمَانِيّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله الأقصرائي، فِي الفرنوي قَرِيبا.
عبد الله باعلوي. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
عبد الله البجيري بجيم معقودة مفتي تونس وقاضي الْأَنْكِحَة بهَا مَاتَ فِي سنة تسع وَخمسين ونسبته بالحرف المولد بَين الْجِيم والشين الْمُشَدّدَة. قَالَه ابْن عزم، قلت وترجمه غَيره فَقَالَ عبد الله البشيري التّونسِيّ المغربي أَخذ عَن عِيسَى الغبريني وَتقدم فق الْفِقْه والعربية وَأم بِجَامِع الزيتونة وَولي قَضَاء الْأَنْكِحَة ودرس وَأفْتى وَأخذ عَنهُ بعض من لَقِيَنِي، وَهُوَ بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ مُعْجمَة مشدودة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ رَاء قَالَ وَمَا أعلم لماذا.
عبد الله البشيري هُوَ الَّذِي قبله.
عبد الله الْبَصْرِيّ الشهير بِابْن الْفَخر. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ خيرا.
عبد الله البهنسي التركماني كاشف الشرقية وَأحد الظلمَة أَصله من فُقَرَاء تركمان البهنسة وَقدم الْقَاهِرَة فَقِيرا مملقا وخدم فِي جِهَات عديدة بقرى الْقَاهِرَة مشدا على الْبِلَاد إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته فَلَمَّا تسلطن قربه ثمَّ ولاه كشف الشرقية الْوَجْه البحري من أَعمال)
الْقَاهِرَة فَمَا عف وَلَا كف بل ساءت سيرته جدا وصادره غير مرّة وَأخذ من أَمْوَاله الخبيثة جملَة وَلما مَاتَ صودر أَيْضا مَعَ اسْتِقْرَار الْأَشْرَاف بِهِ أَيْضا فِي الشرقية لكنه بَاشر بذل وهوان وَآل أمره إِلَى أَن صرف. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد شاخ غير مأسوف عَلَيْهِ، وَكَانَ أكولا جدا. عبد الله الحامي المغربي.
عبد الله الحبشي الْمَكِّيّ فَتى العذول. أحسن سَيّده تَرْبِيَته وأقرأه(5/75)
الْقُرْآن وكتبا جملَة أَجَاد حفظهَا وعرضها عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة بل وَسمع عَليّ أَشْيَاء وَكَانَ ذكيا. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين عِنْد بُلُوغه عوضه الله وسيده الْجنَّة.
عبد الله الذاكر. قدم من الرّوم فقطن دمشق واعتقده النَّاس وتسلك بِهِ المريدون كَأبي بكر بن عبد الله العداس. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة.
عبد الله الرُّومِي نزيل البيبرسية. مِمَّن أثبت شَيخنَا اسْمه فِيمَن سَمعه مِنْهُ فِي الأمالي الْقَدِيمَة وَوَصفه بالشيخ.
عبد الله الزرعي الشَّيْخ الصَّالح الْقدْوَة. مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
عبد الله السحلولي الْمَكِّيّ أحد المباركين الْمُنْقَطع برباط ربيع مِنْهَا. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. عبد الله الشَّامي. هُوَ ابْن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد. عبد الله الضَّرِير. فِي ابْن عَليّ بن شُعَيْب.
عبد الله الطَّائِفِي العلائي. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد. عبد الله العجلوني. عبد الله الْعِرَاقِيّ الْحَضْرَمِيّ. مضى فِي ابْن عبد اللَّطِيف. عبد الله الفرنوي الْمَكِّيّ الأقصرائي. مضى فِي ابْن أَحْمد.
عبد الله الْقَرَافِيّ السعودي وَيعرف بالأصيفر. أحد من لكثير من النَّاس حَتَّى السُّلْطَان فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع مَحْمُود من القرافة وَدفن رَحمَه الله.
عبد الله القليني المغربي الْمَالِكِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين بمفرش النعام فِي رُجُوعه من الْحَج وَكَانَ يذكر بِالْفَضْلِ رَحمَه الله.
عبد الله المغربي الْمَعْرُوف بالباجائي كَانَ مُبَارَكًا كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ يجْهر فِي ذَلِك فِي الْمَسْجِد وعَلى قِرَاءَته أنس. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث بِمَكَّة بعد مجاورته بهَا سِنِين على طَريقَة)
حَسَنَة. ذكره الفاسي.
عبد الله محتسب الخانكاه. وقاضيها. فِي ابْن مُحَمَّد.
عبد الله المكناسي المغربي وَيعرف بِابْن أَحْمد أحد أجداده. كَانَ عَالما مِمَّن غلب عَلَيْهِ الصّلاح والتصوف أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله الفوري. مَاتَ بعد الْأَرْبَعين.
عبد الله النَّاشِرِيّ اليمني نزيل مَكَّة. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.(5/76)
وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. عبد الله الهبي. هُوَ ابْن مُحَمَّد مضى.
عبد الله الْيَمَانِيّ الْأَعْرَج بواب بَاب السَّلَام من حرم مَكَّة. مَاتَ فِي صفر.
عبد الْمُجيب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سبط عبد الْمُجيب أحد خدام سَيِّدي أَحْمد البدوي وَيعرف بالكريدي، ولي مشيخة الْمقَام فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَلم يلبث أَن مَاتَ شَابًّا فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ.
عبد الْمجِيد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله حَافظ الدّين أَبُو السعادات ابْن القَاضِي موفق الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ وَالِد عبد الْجَبَّار الْمَاضِي. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ فِي رَمَضَان بِمَسْجِد وَالِده بزبيد غير مرّة وَكَذَا حفظ الْبردَة ثمَّ الملحة والشاطبية ومعظم الْمِنْهَاج وَأخذ عَن وَالِده الْفِقْه والْحَدِيث وانتفع بِهِ فِي الْحَيَاة وَالْعَمَل وتفقه بِابْن عَمه الطّيب وَكَانَ جلّ معوله فِي الْفِقْه عَلَيْهِ فِي آخَرين وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على الشّرف إِسْمَاعِيل البومة والحساب على أَخِيه الْجمال مُحَمَّد وَسمع الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَهُ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَولى خطابة مَسْجِد معَاذ بالجند وَكَانَ شجي الصَّوْت جدا مَعَ المداومة على التِّلَاوَة وَالصِّيَام وَضبط اللِّسَان وَله نظم على طَريقَة الْفُقَهَاء، وناب عَن أَخِيه الشهَاب فِي الْأَحْكَام وَترك خطابة مَسْجِد معَاذ ونيابته وَمَا كَانَ اسْتَحَقَّه من الْمَعْلُوم فِيهِ زهدا وَكَذَا ولي تدريس الأَسدِية بتعز. ذكره الْعَفِيف عُثْمَان وَأورد لَهُ أشعارا وَقَالَ غَيره أَنه ولي قَضَاء زبيد بعد وَفَاة أَخِيه أبي الْفضل أَحْمد الْمَاضِي فَسَار فِيهِ سيرة حَسَنَة وَكَانَ تقيا نقيا ناكسا كثير التِّلَاوَة متواضعا. مَاتَ هُوَ وَابْنه عبد الْجَبَّار فِي يَوْم وَاحِد من سنة سبع وَخمسين وَصلي عَلَيْهِمَا مَعًا دفْعَة فِي مشْهد عَظِيم رحمهمَا الله.
عبد الْمجِيد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد ابْن القطب)
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ. أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة. ذكره ابْن فَهد وبيض لَهُ.
عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن أبي شاذي الْمحلي سبط الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري. مِمَّن جاور مَعنا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ يحضر مَعَ الْجَمَاعَة فِي السماع وَرجع فِي الْمَوْسِم مَعَ خَاله أبي الْعَبَّاس وتكسب بحانوت فِي سوق أَمِير الجيوش وَأَخُوهُ مُحَمَّد كَانَ أشبه مِنْهُ وَأما هَذَا فَلَيْسَ بِذَاكَ وَقد زوجه أَبُو الْفَتْح بن الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس ابْن عمته ابْنَته بعد امْتِنَاعه أَولا كَمَا أَن وَالِد هَذَا زوج ابْنَته لِابْنِ خروب المراكبي وَالله يحسن عاقبتهما.
عبد الْمجِيد الشَّاعِر الأديب صَاحب قصَّة يُوسُف الْمُسَمَّاة مؤنس العشاق(5/77)
بالتركي وَهِي من أطرف مَا صنف قَالَه ابْن عرب شاه وَهُوَ مِمَّن لقِيه.
عبد المحسن بن أَحْمد بن أبي بكر عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ ابْن عَم الكريمي عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْمَاضِي وَأَبُو زوجه الْجمال مُحَمَّد بن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل وَأمه زَيْنَب ابْنة الْمُحب بن ظهيرة. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَحضر الدُّرُوس وَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَآخَرين. مَاتَ بعد تعلله مُدَّة فِي سَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ عقب الصُّبْح من الْغَد ثمَّ دفن بالمعلاة.
عبد المحسن بن أَحْمد بن الْبَدْر حُسَيْن السَّيِّد بن الأهدل يَأْتِي فِي مُحَمَّد فَهُوَ مُسَمّى بهما وَسَماهُ أَبوهُ عبد المحسن محبَّة لشخص كَانَ بِمَكَّة شاذلي يُسمى كَذَلِك.
عبد المحسن بن حسان الْبَغْدَادِيّ القطفني البطايني الأديب. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أنشدنا من شعره وَكَانَ يجيد المواليا وَذكر أَن مولده فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأَنه كَانَ فِي سنة غرق بَغْدَاد رجلا وَدخل الْقَاهِرَة فقطنها وأسن وَضعف بَصَره وَهُوَ مُسْتَمر على صناعَة نسج الثِّيَاب وَالشعر إِلَى أَن ضعف بَصَره وعهدي بِهِ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
عبد المحسن بن عبد الصَّمد بن لطف الله بن مُحَمَّد بن حسن بن حميد الدّين الشرواني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. أَخذ الْفِقْه والنحو والمنطق عَن خَاله الصفي عبد الْمُؤمن بن عبد الرَّحِيم الشرواني وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْأَنْوَار وَالْحَاوِي وَشَرحه للقونوي وَالْمُحَرر والمنطق أَيْضا وَغَيره عَن)
الصّلاح مُوسَى الأردبيلي ثمَّ الشرواني والمنطق أَيْضا مَعَ الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان عَن القوام مُحَمَّد الكربالي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْكَشَّاف بل سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وأصول الدّين كشرح المواقف والمعاني وَالْبَيَان كشرح الْمِفْتَاح للسَّيِّد والمطول مَعَ الْخُلَاصَة فِي عُلُوم الحَدِيث للطيبي وَغَيرهَا عَن المحيوي مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ وَكَذَا أَخذ الْبَعْض من المطول والمختصر وَمن شرح الجغميني للسَّيِّد وَجَمِيع شمسية الْحساب عَن سَلام الله الْمَاضِي فِي آخَرين، وبرع فِي فنون وَقدم مَكَّة فقطنها على طَريقَة جميلَة وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كالنور عبيد الله بن الْعَلَاء بن عفيف الدّين الأيجي وقريبه أصيل الدّين وَمعمر وَالشَّمْس الزعيفريني وأثنوا على فضائله وديانته وسكونه وَقد رَأَيْته فِي مجاورتي الثَّالِثَة وَكَانَ كثير الانجماع والتوعك. مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ زاحم السّبْعين إِن لم يكن جازها رَحمَه الله.
عبد المحسن بن عَليّ بن عمر الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَخُوهُ عبد الرؤوف والآتي أَبوهُمَا وَابْن أخيهما عبد الْمُغنِي بن أبي الْفَتْح من بَيت صَلَاح وشهرة. مَاتَ بجدة وَلَهُم(5/78)
قبَّة بهَا فِيهَا قَبره وقبر ابْن أَخِيه وَغَيرهمَا.
عبد المحسن بن مُحَمَّد بن عبد المحسن قوام الدّين أَبُو مُسلم بن إِمَام الدّين ابْن قوام الدّين الفالي الشَّافِعِي كَانَ أفقه فُقَهَاء عصره وَأتقى عُلَمَاء دهره وَرَئِيس الْمُفْتِينَ فِي الشَّافِعِيَّة حَسْبَمَا وَصفه بذلك وبأزيد مِنْهُ الطاووسي وَهُوَ من شُيُوخه الَّذين سمع مِنْهُم، وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي ظهر يَوْم السبت ثامن رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين عَن ثَمَان أَو تسع وَخمسين سنة.
عبد المحسن الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ شيخ صَالح مُعْتَقد. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن الْمُحب أبي الْحُسَيْن الشِّيرَازِيّ الأَصْل الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الْمُحب. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
عبد الْمُعْطِي بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي البركات أَبُو الْفضل بن الْفَخر بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ ابْن أخي الْبُرْهَان عالمها وقاضيها شَقِيق عبد الْعَزِيز فايز الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وأمهما حبشية فتاة أَبِيهِمَا. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَجعل الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمقري واشتغل عِنْد إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد وَغَيره وَكَذَا أَخذ من مجلى وَعَن السَّيِّد الْكَمَال بن حَمْزَة الدِّمَشْقِي حِين مجاورتهما وَعَن عبد النَّبِي الْغَزِّي فِي أصُول الدّين وَأخذ عَن عيان فِي الْمنطق وَغَيره وَحضر عِنْد الْخَطِيب الوزيري فِي)
أصُول الْفِقْه والمعاني وَأخذ فِي ابْتِدَائه فِي تفهيم التَّنْبِيه عَن فقيهه الْجمال الْحَرَّانِي بل حضر دروس ابْن عَمه الجمالي وزوجه ابْنَته وَسمع مني بِمَكَّة وزار الْمَدِينَة وَفهم وتميز مَعَ سُكُون وعقل.
عبد الْمُعْطِي بن خصيب بِمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة كطبيب ابْن زَائِد بن جَامع أَبُو الْمَوَاهِب بن أبي الرخا بِمُعْجَمَة المحمدي نِسْبَة لعرب بالمغرب يُقَال لَهُم بَنو مُحَمَّد التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة، وَنسبَة ابْن عزم باليزليتني الدخلي، ولد سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة أَو فِي الَّتِي بعْدهَا ببادية تونس وَنَشَأ بتونس فَأخذ الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا عَن عِيسَى الحصيبي وعَلى الْعَرَبِيّ الحساني التّونسِيّ وأبوي الْقسم المصمودي والفهمي الفاسي تلميذ ابْن عَرَفَة ولازم الثَّالِث فِيهَا وَفِي الْقرَاءَات وتهذب بهم فِي السلوك والعرفان وأتقن أصُول الدّين بِالدُّخُولِ فِي كتبه تدريجا مَعَ الرَّابِع، وَكلهمْ مِمَّن صحب فتح الله العجمي نزيل الْمغرب بل هُوَ مِمَّن انْتَمَى صَاحب التَّرْجَمَة أَيْضا إِلَيْهِ ولازمه وتسلك بِهِ وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْأَخْذِ عَن الْأَوَّلين وَكَانَ الثَّلَاثَة حَسْبَمَا قَالَه(5/79)
لي فِي علو الشَّأْن بمَكَان مِمَّن لَهُم الكرامات الظَّاهِرَة والمكرمات الباهرة وَكَذَا أَخذ عَن عبد الْغَنِيّ اللجمي أحد من حضر عِنْد ابْن عَرَفَة بل حضر أَيْضا دروس أَحْمد القلشاني وأخيه عمر وَمُحَمّد بن عِقَاب فِي آخَرين، وتميز فِي فنون الْعلم وَطَرِيق الْقَوْم وَهَاجَر من بِلَاده فَدخل الْقَاهِرَة ليلقى من بهَا من المسلكين وَالْعُلَمَاء فَرَأى بعض العارفين بِجَامِع الْأَزْهَر فلوح لَهُ بالتوجه لمَكَّة فسافر فِي الْبَحْر فوصلها فِي أثْنَاء سنة سِتِّينَ فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة وَسمع بهَا على أَبَوي الْفرج المراغي والكازروني ودام بهَا ثَلَاث سِنِين يحجّ فِي كلهَا ثمَّ قطن مَكَّة وَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا لبيت الْمُقَدّس ودمشق وَاجْتمعَ فِي كل مِنْهُمَا بِجَمَاعَة كالتقي القلقشندي وَابْن جمَاعَة وماهر وَعبد الْقَادِر النَّوَوِيّ والبرهان الباعوني والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين خطاب وزار الْخَلِيل وَكَانَ يتحرج من الدُّخُول لعلو السرداب أدبا وَيقف بمَكَان فاتفق أَنه رأى الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام بِهِ وَأمره بزيارة بنيه بعد أَن كَانَ عزم على التّرْك حِين رأى كَثْرَة الْجمع الَّذِي لَا يحصل لَهُ مَعَه توجه فامتثل وَلم يعْدم خلقا قَاصِدين لذَلِك، وَكَانَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَالَّتِي تَلِيهَا بِتِلْكَ النواحي وَلم يحجّ فِي أول السنتين وَعَاد لمَكَّة وَقد تمكن من الْعرْفَان وتفنن فِي طرق الْإِرْشَاد وَالْبَيَان فَانْقَطع بهَا كل ذَلِك وَهُوَ متقلل من الدُّنْيَا وَلم يخرج مِنْهَا لغير الزِّيَارَة النَّبَوِيَّة وَرُبمَا خالط بعض الْأَئِمَّة كأحمد بن يُونُس وَغَيره وَأكْثر بِمَكَّة من)
الانجماع وَالسُّكُوت مَعَ مزِيد الْعِبَادَة وَالْعقل وَحسن الْعشْرَة والخبرة التَّامَّة والفهم الْجيد فَصَارَ بِهَذِهِ الْأَوْصَاف إِلَى شهرة وجلالة وَذكر بالصلاح وانتشر أمره وَظهر ذكره واختص بِهِ عَليّ بن الظَّاهِر وَثقل ذَلِك على أَخِيه الْجمال سِيمَا وَقد علم أَن الشَّيْخ يعلم حَقِيقَة إجحافه لِأَخِيهِ واختصاصه دونه بِمَا شَاءَ من مِيرَاث أَبِيه حَتَّى صَار كالفقير وارتقى أَعنِي الشَّيْخ فِي الْحَال وَصَارَت لَهُ دور بِمَكَّة إنْشَاء وَشِرَاء بل أنشأ بالمعلاة تربة إِلَى غير ذَلِك بمنى وَجدّة وَكَانَت لَهُ زَوْجَة تلقب ببنى راحات تذكر بِمَال جزيل فاستمر يتجرع الِابْتِلَاء بهَا مَعَ كبرها حَتَّى مَاتَت وَلم يتَمَكَّن أحد لكبير شَيْء من تعلقهَا وَرغب فِي لِقَائِه من شَاءَ الله من القادمين بل أَخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء مِمَّن سَافر مَعَ الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين التصوف وأثنوا على فضائله وفصاحته كل ذَلِك بتدبير البرهاني وتنويه وَكَانَ مِمَّن حضر عِنْده الزين بن مزهر وَابْن قَاسم وَابْن الْأَمَانَة وَابْن الْأَمَانَة وَابْن الصَّيْرَفِي والزين بن قَاضِي عجلون فَزَاد ارتقاؤه بل كَانَ أَقرَأ قبل ذَلِك فِي الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة، وَكَذَا أَقرَأ بعد ذَلِك النُّور الفاكهي وَالسَّيِّد لقسي الوفائي وَغَيرهمَا من الْفُضَلَاء العوارف السهروردية والبرهان الْأنْصَارِيّ(5/80)
الخليلي بن قبقب فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَحضر مَعَه الفاكهي الْمَذْكُور والسراج معمر وَغَيرهمَا ثمَّ بِأخرَة أَقرَأ العوارف أَيْضا والرسالة القشيرية بل حدث بِصَحِيح مُسلم وَغَيره واغتبط بِهِ جمع من الْفُضَلَاء وَرُبمَا أَقرَأ التائية وَنَحْوهَا مَعَ إِنْكَاره على المطالعين لكَلَام ابْن عَرَبِيّ وإظهاره التبري من ذَلِك بِحَيْثُ حلف عَلَيْهِ وتمقت من نسبه إِلَيْهِ فِي حَيَاته ثمَّ بعد مماته، وَكنت مِمَّن جلس مَعَه فِي السّنة الْمشَار إِلَيْهَا مرّة وَسمعت كَلَامه ثمَّ تودد إِلَيّ فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بالعيادة والإهداء والزيارة غير مرّة بل وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي القَوْل البديع واغتبط بِهِ وَأفَاد بهامشه مَا أوضحت الْأَمر فِيهِ وَأظْهر فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا حِين مجاورتي فيهمَا بِمَكَّة مزِيد الإقبال واستكتب من تصانيفي المختصرة جملَة وَمن ذَلِك كراسة مفيدة بديعة فِي التفكير من تصانيف ابْن عَرَبِيّ وَكَلَامه وَحضر عِنْدِي فِي كثير من الخنوم وَزَاد تأدبه وتردده بِحَيْثُ سمع مني أَشْيَاء واستجازني وكتبت لَهُ كراسة وتزايد إقباله على سِيمَا فِي سنتي ثَمَان وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا بِحَيْثُ كَانَ من أَوْصَافه لي الْكثير مِمَّا أستحي من الله أَن أثْبته والأعمال بِالنِّيَّاتِ وَقد ترادف عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين موت الْجمال بن الطَّاهِر وأخيه وَكَانَ ألمه بفقد ثَانِيهمَا أَكثر وتوجهه للدُّعَاء لَهُ أغزر وَانْقطع هُوَ بعد مَوته مُدَّة أَرْجُو أَن يكون عَاقبَتهَا الصِّحَّة والعافية فَهُوَ)
الْآن فريد فِي مَعْنَاهُ بِلَا دفاع وَهُوَ فِي وفور الْعقل كلمة إِجْمَاع.
عبد الْمُعْطِي الْمَدْعُو عبيد بن نور الدّين عَليّ بن الزين الْعمريّ القاهري المرخم. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
عبد الْمُعْطِي بن عمر بن أبي بكر الْيَمَانِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن حسان. حفظ الْقُرْآن وَهُوَ شَاب ذُو فَضِيلَة وَفهم جيد وذوق ولطف سمع مني فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة ثمَّ رَأَيْته فِي الَّتِي تَلِيهَا يُؤَدب الْأَبْنَاء مَعَ مداومته الْحُضُور عِنْد الْجمال أبي السُّعُود القَاضِي والشريف الْحَنْبَلِيّ والاستمداد مِنْهُمَا وسافر مَعَ ثَانِيهمَا للزيارة النَّبَوِيَّة وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات كل ذَلِك مَعَ اخْتِصَاصه بِعشْرَة أبي المكارم بن ظهيرة وَقد حضر عِنْدِي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وأنست مِنْهُ فهما وعقلا.
عبد الْمُعْطِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الفوي الأَصْل القاهري الْآتِي أَبوهُ. مِمَّن تنزل فِي الْجِهَات وَحضر عِنْدِي قَلِيلا.
عبد الْمُعْطِي بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
عبد الْمُعْطِي بن مُحَمَّد الزين الريشي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. كَانَ يتَرَدَّد لأقباي(5/81)
الْحَاجِب بِحَيْثُ أَقَامَهُ فِي عمَارَة لَهُ بِرَأْس البندقانيين وَهُوَ حِينَئِذٍ نَائِب الْغَيْبَة وَصَاحب التَّرْجَمَة يَنُوب فِي الْقَضَاء عَن الْحَنَفِيَّة فَصَارَ يَأْمر بصفع من يُرِيد مِمَّن يتحاكم إِلَيْهِ بل يُرْسل لمن يُرِيد إهانته من بَيَاض النَّاس فيصفع فتحاماه النَّاس وشاع عَنهُ أَنه رفع لَهُ شَاب ابْن نَحْو عشْرين سنة فَادّعى عَلَيْهِ إِكْرَاه صَغِير مراهق حَتَّى فسق بِهِ فَأمر فِي الْحَال من بِحَضْرَتِهِ من الفعلة الَّذين فِي الْعِمَارَة بِالْفِسْقِ بِهِ قصاصا زعم فعظمت الشناعة عَلَيْهِ بذلك فَأرْسل الْأَمِير أَحْمد ابْن أُخْت الْجمال الأستادار وَهُوَ يَوْمئِذٍ يَنُوب عَن خَاله إِلَيْهِ فهرب واحتمى بإقباي فَلَمَّا علم إقباي بِصُورَة الْحَال أرْسلهُ إِلَيْهِ فَضَربهُ وَاجْتمعَ عَلَيْهِ من تقدم لَهُ مِنْهُ أَذَى من الْعَوام فكادوا يقتلونه وبالغوا فِي إهانته وصفعه ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة فِي غيبَة الْعَسْكَر فَلَمَّا قدم الْعَسْكَر ذكر ولد الْحَنَفِيّ لِأَبِيهِ مَا جرى لَهُ لكَونه كَانَ يُبَالغ فِي الْإِسَاءَة لَهُ بل ويزدري جَمِيع النواب فتمالئوا عَلَيْهِ وأنهوا إِلَى الاستادار قصَّته فَضَربهُ بِحَضْرَة الْقُضَاة الْأَرْبَعَة سَبْعمِائة عصاة وسجنه وَحصل لَهُ من النَّاس أَيْضا حَالَة مَجِيئه وتوجهه إِلَى السجْن)
صفع عَظِيم بل بلغ خَبره السُّلْطَان فَأمر بإحضاره فَضَربهُ بالمقارع وَأقَام فِي الْحَبْس مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ خلص بعد مُدَّة وتناسى النَّاس الْخَبَر وَأظْهر هُوَ الرُّجُوع عَن تِلْكَ الطَّرِيقَة فَعَاد إِلَى نِيَابَة الحكم عَن قُضَاة الْحَنَفِيَّة، وَبلغ من أمره فِي سلطنة الْأَشْرَف أَن التفهني امْتنع من استنابته فَأرْسل إِلَيْهِ نَاظر الْجَيْش وَكَاتب السِّرّ برهَان الدّين الشريف برسالة عَن السُّلْطَان يَأْمُرهُ باستنابته وَصَارَ يحضر مجْلِس السُّلْطَان أَحْيَانًا فيسخر مِنْهُ وَحضر المولد النَّبَوِيّ، وَاسْتمرّ على طَرِيقَته ومجونه إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مقهورا بِسَبَب أَنه كَانَت لَهُ صرة ذهب خشِي عَلَيْهَا من السراق فأودعها عِنْد بعض الْقُضَاة ثمَّ احْتَاجَ لشَيْء مِنْهَا فَادّعى الْمُودع أَنَّهَا سرقت من منزله وَحلف لَهُ على ذَلِك فَمَا اسْتَطَاعَ أَن ينازعه لشدَّة سطوة القَاضِي وبادرته فكمد فَمَاتَ. أرخه شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقَالَ فِي الْحَوَادِث أَن وَفَاته فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَحَدهمَا سَهْو.
عبد الْمُغنِي بن أبي الْفَتْح بن الشَّيْخ الْوَالِي عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر ابْن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْجمال الْقرشِي نِسْبَة للقرشية بِالْقربِ من زبيد الْجمال الْقرشِي الْيَمَانِيّ الشاذلي صَاحب المخا سَاحل بِالْيمن قريب من بَاب المندب ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة كَانَ عَاقِلا كَامِلا مكرما للواردين ذَا وجاهة عِنْد مُلُوك الْيمن وَلَهُم عَلَيْهِ اعْتِمَاد بِحَيْثُ كَانَ يصل بِصَدَقَاتِهِمْ إِلَى مَكَّة ولديه دنيا وَاسِعَة وَله فِي جدة جاه وحشمة بِسَبَب صحبته السَّيِّد بَرَكَات ووالده. مَاتَ فِي(5/82)
آخر الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد عَمه عبد المحسن بجدة فِي قبَّة لَهُم هُنَاكَ، كتب إِلَيّ بذلك الْكَمَال مُوسَى الذوالي الْيَمَانِيّ، وَكَانَ لَهُ من الْأُخوة عدَّة كصديق وَعبد الرَّحْمَن وَعلي وَمن الْأَعْمَام سَبْعَة مِنْهُم عبد الرؤوف الْمَاضِي وَكلهمْ صَالِحُونَ وَهُوَ مِمَّن تحول من القرشية مَعَ أَبِيه وجده إِلَى المخا وَأخذ عَن جده أحد أَصْحَاب القَاضِي نَاصِر الدّين بن الميلق وَدخل مصر وإسكندرية مرَارًا. أَفَادَهُ بعض الآخذين عَنهُ.
عبد المغيث بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُحب أَبُو الْغَيْث أَو أَبُو الْغَوْث بن الزين أبي محسن القاهري السنقري الشَّافِعِي سبط الْبُرْهَان الشنويهي الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْفُرَات.
ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالقراسنقرية وَنَشَأ بهَا فحفظ عِنْد أَبِيه الْقُرْآن والعمدة وألفية الحَدِيث والنخبة والشاطبية والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وتوضيحها والجرومية وَإِلَى الصّرْف من التسهيل وَالتَّلْخِيص والشمسية)
والحاجبية حَتَّى الْعرُوض وَعرض على شَيخنَا وباكير وَأبي الْفَتْح بن وفا وَآخَرين وَأخذ فِي الْفِقْه على الْعلم البُلْقِينِيّ والجلال الْمحلي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ شروحه للورقات وللبردة ولجمع الْجَوَامِع ولغالب شرح المناهج وَأَجَازَهُ بهَا وَالْفَخْر المقسي فِي آخَرين وَعَن السنهوري أَخذ الْأُصُول أَيْضا وَعنهُ والأبدي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن السَّيْف الْحَنَفِيّ بل ولأجله شرع فِي حَاشِيَة التَّوْضِيح وَعَن الأبدي والعز أَخذ الْمنطق وَأخذ الصّرْف عَن التقي الحصني بل لَازمه فِي غير ذَلِك والفرائض عَن البوتيجي وَأبي الْجُود والحساب عَن أبي البركات الغراقي فِي آخَرين فِيهَا وَفِي غَيرهَا وَسمع يَسِيرا على بعض الشُّيُوخ ثمَّ انجمع مَعَ التقلل وَاسْتقر فِي إِمَامَة البيبرسية برغبة ابْن قمر وتعانى النّظم وامتدح غير وَاحِد من شُيُوخه بل أَنْشدني فِي أَبْيَات وَكثر تردده إِلَيّ وكتبت عَنهُ قَوْله:
(إِلَه الْعَرْش يَا ثقتي وذخري ... أَغِثْنِي سَيِّدي رَبِّي ودود)
(إِذا مَا الْخلّ أسكنني بلحد ... وفارقني وخلاني ودود)
وَقَوله:
(صبرت دهري أروم خلا ... بمقصدي لَا يرى مخلا)
(فَلم أجد غير من تخلا ... فعاقل الدَّهْر من تخلى)
وَقَوله:
(إِذا الْمَرْء لم يعدد لنعمة ربه ... قيودا من الطَّاعَات وَالْحَمْد وَالشُّكْر)
(تطير وَلم ترجع كلمحة مبصر ... ويسلبها الْمَغْرُور من حَيْثُ لَا يدْرِي)
وَهُوَ مِمَّن كتب على مَجْمُوع البدرى أبياتا وهجا الْكَمَال الأسيوطي وقطن جَامع(5/83)
المقسى وَرُبمَا أم وخطب بِهِ وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْقطر بِهِ مَعَ سرعَة حَرَكَة.
عبد المغيث بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الطواب. بَاشر فِي كثير من الْمَظَالِم وَكَانَ قد سمع على شَيخنَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَقبلهَا فِي الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره. مَاتَ.
عبد الْملك بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الله الْموصِلِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الدُّرَر وَغَيرهَا والماضي وَلَده فِي الأحمدين. ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَأخذ عَن أَبِيه وتحول بعده إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأخذ عَن ابْن الناصح وَغَيره وَعمل مُقَدّمَة فِي الْفِقْه ورسالة فِي التصوف وَغير ذَلِك وَمن نظمه فِي مطلع قصيدة:)
(أنثر بِطيبَة وأنظم أطيب الْكَلم ... وَأنزل بهَا ثمَّ يمم سيد الْأُم)
وَهُوَ مِمَّن قرض السِّيرَة المؤيدة لِابْنِ ناهض وَأخذ عَنهُ الأكابر وهرعوا لزيارته وَالْأَخْذ عَنهُ والاستشفاع بِهِ وَكَانَ الشهَاب بن رسْلَان يجله وَيدل عَلَيْهِ من يروم أَخذ الطَّرِيق وَله ذكر فِي تَرْجَمته، وَحج مرَارًا وَمَات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن عِنْد أَبِيه بماملا وَقد نقل شَيخنَا فِي سنة سبع وَتِسْعين من أنبائه فِي تَرْجَمَة أَبِيه عَنهُ شَيْئا رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْملك بن حُسَيْن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الزين والتاج أَبُو المكارم بن الْبَدْر ابْن النُّور الطوخي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين واعتنى بالقراءات فَتلا على وَالِده للسبع إفرادا ثمَّ جمعا وَكَذَا على الْغَرْس خَلِيل المشبب والشرف يَعْقُوب الجوشني والنشوي والزراتيتي وَالْفَخْر الضَّرِير الإِمَام وَأذن لَهُ الْفَخر فِي الإقراء فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتلا على التنوخي أَيْضا للسبع لَكِن إِلَى المفلحون ورفيقا للزراتيتي أحد شُيُوخه من أول الْأَحْقَاف إِلَى آخر الْقُرْآن وَعرض عَلَيْهِ الشاطبيتين حفظا وَسمع اللامية مِنْهُمَا قبل ذَلِك على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأخذ فِي الْفِقْه يَسِيرا عَن السراج البُلْقِينِيّ ثمَّ عَن الشَّمْس الغراقي وَقَرَأَ الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض على الشهَاب العاملي وَسمع على عَزِيز الدّين المليجي صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى الصّلاح البلبيسي صَحِيح مُسلم وأدب الْأَطْفَال وقتا وقصده الطّلبَة بِأخرَة فِي الْقرَاءَات وَالسَّمَاع وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الزين جَعْفَر السنهوري وَكَذَا أخذت عَنهُ فِي آخَرين من الْفُضَلَاء، وَكَانَ سَاكِنا صَالحا محبا فِي الإسماع كثير التِّلَاوَة فَقِيرا قانعا. مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْملك بن سعيد بن الْحسن نظام الدّين الدربندي الْكرْدِي الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي من أَصْحَاب النُّور عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ. ولد فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَأَنه أجَاز لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَهُوَ الَّذِي نسبه دربنديا وَقَالَ نزيل رِبَاط السِّدْرَة سمع بِبَغْدَاد على أَصْحَاب الحجار وبالمدينة النَّبَوِيَّة على الْعِرَاقِيّ وبالقدس على أبي الْخَيْر بن العلائي وَحدث عَنهُ بالعدة عَن الكرب والشدة لِأَبِيهِ وَصَحب النُّور عبد الرَّحْمَن الاسفرايني الْبَغْدَادِيّ وَتخرج بِهِ وتسلك ولازم الْخلْوَة كثيرا وَدخل دمشق وَتردد لمَكَّة مرَارًا وجاور فِيهَا غير مرّة وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فِي أول سنة سِتّ عشرَة وَعَاد مِنْهَا إِلَى مَكَّة فِي منتصف الَّتِي تَلِيهَا وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ غير أَنه توجه لزيارة الْمَدِينَة)
فِي بعض السنين وَعَاد فِيهَا وباشر فِي مَكَّة وقف رِبَاط السِّدْرَة بعفة وصيانة ووقف كتبه بهَا وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَكَانَ عَالما صَالحا خَاشِعًا ناسكا عَارِفًا بِاللَّه معتنيا بِالْعبَادَة وَالْخَيْر لَهُ إِلْمَام بالفقه وَطَرِيق الصُّوفِيَّة ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة من أَخْبَار الْمغل وُلَاة الْعرَاق الْمُتَأَخِّرين.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين بِمَكَّة بعد قِرَاءَة الْفَاتِحَة ثَلَاثًا مُتَّصِلَة بِخُرُوج روحه حِين قَول مُؤذن الْعَصْر الله أكبر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْملك بن عبد الْحق بن هَاشم الْحَرْبِيّ المغربي كَانَ صَالحا مُعْتَقدًا يذكر أَن أَصله من الينبوع وَأَنه شرِيف حسني وَقد ولي بِمَكَّة مشيخة رِبَاط السَّيِّد حسن بن عجلَان وَمَات بهَا فِي لَيْلَة السبت ثامن شعْبَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَبنى على رَأس قَبره نصب بل حوط نعشه وَهُوَ مِمَّا يزار ويتبرك بِهِ ويحكى عَنهُ أَن أَبَاهُ كَانَ زيديا وَأَن الشَّيْخ عودة بن مَسْعُود فِي بعض الْأَيَّام بِمَسْجِد الْفَتْح قرب الجموم الْمُقِيم بِهِ فَقَالَ لَهُ: مر عَليّ فِي هَذَا الْيَوْم أَو اللَّيْلَة الْمَلَائِكَة النقالة وَمَعَهُمْ خبر وَفَاة حسن بن عجلَان صَاحب مَكَّة وَأخْبرهُ بِالْكِتْمَانِ فَأخْبر بذلك القَاضِي أَبَا عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد النويري فأرخه فَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر كَذَلِك وَأَنه استمال بعض أهل الأودية الَّتِي حوالي الْمَسْجِد الْمَذْكُور حَتَّى رجعُوا عَن مَذْهَب الزيدية فتأذى بعض أهل الْخيف وَأَن يستميل النَّاس كلهم فقصده فِي الْمَسْجِد على وَقت غَفلَة ليَقْتُلهُ فَوَجَدَهُ بسطحه فتسلق فِي الْجِدَار فطاح فَانْكَسَرت إِحْدَى يَدَيْهِ أَو رجلَيْهِ فدودت وَمَات من ذَلِك وَكَانَ يحلق لحيته وشواربه وَلَا يزَال ملثما وغالب أوقاته بِمَسْجِد الْفَتْح مَعَ كَونه على مشيخة الرِّبَاط واتهم مُحَمَّد الشراعي وَالِد عمر وَإِخْوَته بِوَضْع يَده لَهُ على شَيْء.
عبد الْملك بن عبد اللَّطِيف بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْمجد بن التَّاج بن الْعلم القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ النووية وعرضها على البُلْقِينِيّ وَولده والدميري والشمسين والعراقي والبكري الْمَالِكِي،(5/84)
وَحج مَعَ وَالِده فِي موسم سنة خمس وَثَمَانمِائَة وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا، سمع بهَا على ابْن صديق الصَّحِيح وأربعي النَّوَوِيّ وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْمجد اللّغَوِيّ ولازم الْبِسَاطِيّ فِي المطول بِقِرَاءَة أبي البركات الغراقي بل أَخذ عَنهُ المقامات وَكَذَا أَخذهَا عَن شَيخنَا وَلما مر قَوْله:)
(عَلَيْك بِالصّدقِ وَلَو أَنه ... أحرقك الصدْق بِنَار الْوَعيد)
(وابغ رضى الْمولى فأغبى الورى ... من أَسخط الْمولى وأرضى العبيد)
قَالَ شَيخنَا: لَو كَانَت القافية بِنَار السعير كَيفَ كَانَ الْبَيْت الثَّانِي فَقَالَ الْمجد بديهة:
(وابغ رضى الْمولى فأذكى الورى ... من أَسخط العَبْد وأرضى الْأَمِير)
ولازم الْبَدْر البشتكي فِي فن الْأَدَب أَيْضا حَتَّى برع فِيهِ وَهُوَ الْمعِين بعد مَوته فِي جمع نظمه وَكَذَا صحب غَيره من أهل الْفَنّ وَذكر بِالْكَرمِ وَحسن الْعشْرَة وَكَثْرَة التودد والفضيلة خُصُوصا فِي الْأَدَب، أجَاز لنا غير مرّة وَكَانَ أحد كتاب الإسطبلات ومباشر أوقاف الْحَرَمَيْنِ عِنْد الزِّمَام والناصريتين بالصحراء وَبَاب زويلة وَحصل لَهُ فالج دَامَ بِهِ تسع سِنِين وعالجه فَلم ينجع حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين عَفا الله عَنهُ وإيانا وَاسْتقر فِي جهاته بعده ابناه عبد اللَّطِيف وَأَبُو الْبَقَاء.
عبد الْملك بن عَليّ بن عَليّ بن مبارك شاه بن أبي بكر بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مسنونة حفيد إِمَام الدّين أبي مُحَمَّد وَأبي المكارم بن شهَاب بن الْملك الشّرف الصّديق الْبكْرِيّ الساوجي النيريزي ثمَّ الْقزْوِينِي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي من بَيت كَبِير. ولد فِي صفر سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بقزوين وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وَقدم علينا حَاجا فِي سنة سبع وَسِتِّينَ فَأخذ رِوَايَة عَن الْأمين الأقصرائي والتقي القلقشندي وَكَذَا أَخذ عني واغتبط بِي كثيرا وأفادني تَرْجَمَة وَالِده وَغَيرهَا وَحج، وَرجع فَأَقَامَ يَسِيرا وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام وحلب وسافر إِلَى بِلَاده بعد إِحْسَان الْأَمِير قايتباي إِلَيْهِ كثيرا لاعْتِقَاده فِيهِ وَنعم الرجل فضلا وتواضعا وتوددا وبشاشة وبهاء وَبَلغنِي أَنه تصدى للإقراء بِبَلَدِهِ فِي كثير من مُقَدمَات الْعُلُوم وَأَنه صنف بعض التصانيف وَأَنه مُقيم بجهرم مَدِينَة من أَعمال شيراز بَينهمَا قدر خَمْسَة أَيَّام وَله هُنَاكَ جلالة، ثمَّ سَمِعت فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَنا بِمَكَّة مزِيد قربه بملوكهم بل عِيسَى بن شكر الله ابْن أُخْته هُوَ صَاحب الْحل وَالْعقد عِنْد السُّلْطَان يَعْقُوب بِحَيْثُ زَادَت ضخامة صَاحب التَّرْجَمَة وجلالته وَصَارَ ذَا عز كَبِير وَدُنْيا متسعة وَمِمَّا كتبت عَنهُ قَوْله:
(وشيراز دَاري ثمَّ سارة محتدي ... ومسقط رَأْسِي أَرض قزوين تاليا)
(وصديق مَنْسُوب إِلَيْهِ لوالدي ... وشعري حَالي فاعلمن مِنْهُ حاليا)(5/86)
)
وَاسْتمرّ على طَرِيقَته إِلَى أَن امتحن بعد موت يَعْقُوب وَابْن أُخْته القَاضِي عِيسَى بالتعذيب حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله.
عبد الْملك بن عَليّ بن أبي المنى بِضَم الْمِيم ثمَّ نون بن عبد الْملك بن عبد الله بن عبد الْبَاقِي بن عبد الله بن أبي المنى الْجمال أَو الزين البابي بموحدتين الْحلَبِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بعبيد بِالتَّصْغِيرِ وَرُبمَا يُقَال لَهُ المكفوف. ولد فِي حُدُود سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْبَابِ وَقدم مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن مَالك وتلا بالسبع على الشَّيْخ بيرو وَتخرج بالعز الحاضري وَعنهُ أَخذ فِي فن الْعَرَبيَّة المغنى وَغَيره وَكَذَا قيل أَنه أَخذ عَن الْمُحب أبي الْوَلِيد ابْن الشّحْنَة شَيْئا وتفقه بالشرف الْأنْصَارِيّ وبالشمس النابلسي وَسمع على الشّرف أبي بكر الْحَرَّانِي وَابْن صديق، وناب فِي الخطابة والإمامة بالجامع الْكَبِير بحلب وَجلسَ فِيهِ للإقراء قَاصِدا وَجه الله بذلك فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَصَارَ شيخ الإقراء بهَا وَكَذَا حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وصنف فِي الْفِقْه مُخْتَصرا الْتزم جمعه مِمَّا لَيْسَ فِي الرَّوْضَة وَأَصلهَا والمنهاج، وَكَانَ إِمَامًا عَالما بالقراءات والعربية مُتَقَدما فيهمَا فَاضلا بارعا خيرا دينا صَالحا منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الرَّغْبَة فِي مخالطتهم عفيفا عَمَّا بِأَيْدِيهِم لَا يقبل من أحد شَيْئا، وَمن لطائفه أَنه لم يكن يفرق بَين الحلو والمر وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه لم يكن صينا، وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ أَنه رَفِيقه فِي الطّلب على الْمَشَايِخ وَصَارَ إِمَامًا فِي النَّحْو والقراءات وَغَيرهَا مَعَ الدّين والمداومة على الِاشْتِغَال والأشغال بِحَيْثُ انْتفع بِهِ جمَاعَة من الْأَوْلَاد وَغَيرهم. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ عَن سبعين سنة وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا تقدم النَّاس الْبُرْهَان الْحلَبِي بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع الْكَبِير وَدفن بمقبرة الصَّالِحين خَارج بَاب الْمقَام رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْملك بن الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد بن السراج عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي. مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي أول صفر سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
عبد الْملك بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الزنكلوني الْمصْرِيّ الرجل الصَّالح. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ يسكن بدار جوَار جَامع عَمْرو ويؤدب الْأَطْفَال مكثرا من التِّلَاوَة وَالصِّيَام وتذكر عَنهُ مكاشفات كَثِيرَة وَصَلَاح وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بجوار مشْهد السِّت زَيْنَب خَارج بَاب النَّصْر وَلم يُجَاوز السِّتين فِيمَا قيل وَهُوَ)
ابْن خَال الْبُرْهَان الزنكلوني أحد النواب.
عبد الْملك بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن مُحَمَّد محب الدّين أَبُو الْجُود(5/87)
بن الْفَاضِل الشَّمْس بن الْحَاج أبي عبد الله الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْحِمصِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ والماضي أَخُوهُ عبد الْغفار وَيعرف كهما بِابْن السقا. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة بحمص وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا جمة هِيَ الطوالع للبيضاوي وقصيدتان فِي العقائد أَيْضا إِحْدَاهمَا الابْن مكي نظمها سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَالْأُخْرَى أَولهَا يَقُول العَبْد وَهِي فِيمَا قيل للْقَاضِي سراج الدّين عَليّ بن عُثْمَان الأوشي وَجمع الْجَوَامِع وَالْحكم لِابْنِ عَطاء الله ومقدمة فِي التجويد نظم ابْن الْجَزرِي والشاطبيتين وقصيدة ابْن فَرح الَّتِي تغزل فِيهَا بِكَثِير من أَنْوَاع عُلُوم الحَدِيث وألفية الْعِرَاقِيّ الحديثية وَالَّتِي فِي السِّيرَة وَبَانَتْ سعاد والمنهاج الفرعي وَالْمقنع فِي الْجَبْر والمقابلة لِابْنِ الهائم وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعُزَّى وتلخيص الْمِفْتَاح ورسالة فِي الْمنطق لأثير الدّين الْأَبْهَرِيّ والرامزة السامية فِي علمي الْعرُوض والقافية للخزرجي، وَقدم الْقَاهِرَة فعرضها مَعَ الْقُرْآن فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكنت مِمَّن عرض عَليّ بل سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ، وَهُوَ نادرة فِي وقته وَعَاد لبلده وَعرض على الشاميين وَغَيرهم ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَجَاءَنِي بعد رجوعي من الْحَج فِي سنة خمس وَتِسْعين وَقد صَارَت فِيهِ فَضِيلَة من جودة خطّ ونظم وبراعة وكتبت من نظمه أبياتا قَالَهَا حِين قدم قانصوه اليحياوي نَائِب الشَّام كتبتها فِي وجيز الْكَلَام.
عبد الْمُنعم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الشّرف أَبُو المكارم الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ الْآتِي وَلَده وحفيده وَولده. ولد بِبَغْدَاد واشتغل بهَا فِي الْفِقْه وَغَيره وتفقه وَمهر وَقدم دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَصَحب التَّاج السُّبْكِيّ وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وَصَحب الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَكَانَ يحْكى عَنهُ كثيرا فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ، ودرس وَأفْتى وَولى إِفْتَاء دَار الْعدْل والتدريس بالمنصورية وبأم السُّلْطَان وبالحسينية وبالصالح بل تعين للْقَضَاء غير مرّة فَلم يتَّفق ذَلِك، وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مشتغلا بأحوال نَفسه صَاحب نَوَادِر وحكايات مَعَ كياسة وحشمة ومروءة وَحسن شكل وزي وتواضع وَسُكُون ووقار، أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِمَّن لَقِينَاهُمْ كالبرهان الصَّالِحِي والنور بن الرزاز وَأذن لَهما. وَمَات فِي يَوْم السبت ثامن عشر شَوَّال سنة سبع رَحمَه الله، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَوَقع عِنْده سُلَيْمَان قبل دَاوُد)
وَأَظنهُ انْقَلب بل رَأَيْت من سمي أَبَاهُ مُحَمَّدًا وَهُوَ غلط وَكَأَنَّهُ أَرَادَ الْفِرَار مِمَّا قيل مِمَّا لم يثبت عِنْدِي.
عبد الْمُنعم بن عبد الله الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدم حلب(5/88)
فقطنها وَعمل المواعيد وَكَانَ آيَة فِي الْحِفْظ يحفظ مَا يلقيه فِي الميعاد دَائِما من مرّة أَو مرَّتَيْنِ شهد لَهُ بذلك الْبُرْهَان الْمُحدث قَالَ وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود ثمَّ دخل بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فَمَاتَ بهَا فِي ثَالِث صفر سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
عبد الْمُنعم بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصَّدْر بن الْعَلَاء بن مُفْلِح الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ مِمَّن قدم الْقَاهِرَة فَسمع مني دروسا فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره بل قَرَأَ عَليّ القَوْل البديع أَو جله من نُسْخَة حصلها ثمَّ رَجَعَ وَبَلغنِي أَنه أَخذ بِدِمَشْق عَن البقاعي وَنعم الرجل فضلا وعقلا وتفننا وَهُوَ فِي ازدياد من الْفَضَائِل زَائِد النفرة عَن أَحْوَال الْقُضَاة وَسمعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد من الوافدين ثمَّ ورد على كِتَابه فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَفِيه بلاغة زَائِدَة وتعظيم جليل، وَرَأَيْت فِي ثَبت الْوَلَد الصَّدْر أَحْمد بن الْعَلَاء على مِمَّن سمع على جوَيْرِية ابْنة الْعِرَاقِيّ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسِتِّينَ وَكَأَنَّهُ هَذَا حصل الْغَلَط فِي اسْمه فَيسْأَل.
عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن عبد الْمولى بن عبد الْقَادِر بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمحلي الْمقري وَيعرف بالأديب. ولد فِي ثَالِث عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحج إِحْدَى عشرَة مرّة أَولهَا سنة سبع وَثَمَانمِائَة وزار الْقُدس مرَارًا وطوف الْبِلَاد سَمَرْقَنْد فَمَا دونهَا إِلَى الْقَاهِرَة وقطن المخا وارتزق من الحياكة واشتغل بنظم الْفُنُون ففاق فِيهَا وامتدح سُلْطَان الْحصن خَلِيل وَغَيره من الأكابر ولقيه ابْن فَهد والبقاعي بِجَامِع الْمحلة فِي شعْبَان سنة ثَمَان فكتبا عَنهُ من نظمه:
(أضحت سلاطين الْهوى جائرة ... من جَوْرهمْ هَا أدمعي جَارِيَة)
(فِي حب خود تيمتني تخال ... فِي خدها الوردي يَا عَم خَال)
(نظرتها تهتز من فَوق خَال ... هَمت وَقلت مثلهَا مَا تخال)
إِلَى آخرهَا مَعَ أَشْيَاء أخر وَمَات بعد ذَلِك فِي.
عبد الْمُنعم بن مَحْمُود بن عَليّ المليجي ثمَّ القاهري. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا فِي الأمالي وَغَيرهَا.
عبد الْمُنعم الشريف المغربي.)
عبد الْمهْدي بن أَحْمد بن عبد الْمهْدي بن عَليّ بن جَعْفَر المشعري الْمَكِّيّ مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
عبد الْمُؤمن بن عبد الدَّائِم بن عَليّ السمنودي وَيعرف بِمُؤْمِن واسْمه فِيمَا قَالَ مُحَمَّد. مِمَّن جاور بِمَكَّة سِنِين على طَريقَة حَسَنَة يُؤَدب الْأَطْفَال. مَاتَ بهَا بعد الْحَج سنة سبع وَترك ذُرِّيَّة من ابْنة يُوسُف الْقَرَوِي. ذكره الفاسي.
عبد الْمُؤمن بن عبد الرَّحِيم صفي الدّين الشرواني الشَّافِعِي خَال عبد المحسن(5/89)
ابْن عبد الصَّمد الْآتِي. أَخذ عَنهُ ابْن أُخْته الْفِقْه والنحو والمنطق وَغَيرهَا.
عبد الْمُؤمن بن عَليّ بن عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن الزرار الدومي الشَّامي الشَّافِعِي. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن قواليح صَحِيح مُسلم وَمن الصّلاح بن أبي عمر من الْمسند وَمن الْمُحب الصَّامِت فِي آخَرين كتب بِخَطِّهِ أَن مِنْهُم الْعِمَاد بن كثير والسرمري والبلقيني وَابْن الملقن. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لنا غير مرّة وَكَذَا التقي بن فَهد بل سمع مِنْهُ الْحَافِظ بن مُوسَى وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة وَحكى لي التَّاج بن عربشاه أَنه كَانَ يتكسب فِي دمشق بِالشَّهَادَةِ وَأَنه مَاتَ فِي يَوْم السبت سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ قَالَ وَكَانَ فَاضلا ظريفا طارحا للتكلف صَحِيح العقيدة جيد الطَّرِيقَة رَحمَه الله.
عبد الْمُؤمن العنتابي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِمُؤْمِن قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم مِنْهَا الْفِقْه مَعَ حسن الْوَجْه وملاحة الشكل، درس بعنتاب ثمَّ تحول إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع، وَعَزاهُ لتاريخ الْعَيْنِيّ وَالَّذِي رَأَيْته فِيهِ أَنه مَاتَ فِي توجهه إِلَى حلب بَينهَا وَبَين عنتاب بمَكَان يُقَال لَهُ كسك كبرى وَدفن بهَا وَقَالَ أَيْضا أَنه كَانَ لطيفا ظريفا أدْرك الْكِبَار فَأخذ عَنْهُم.
عبد النَّاصِر بن عمر بن أَحْمد بن عَليّ الْمحلي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الْآتِي أَبوهُ رَئِيس المؤذنين بالأزهر وَالْمَذْكُور من بَينهم بجهورية الصَّوْت. كَانَ خيرا مُعْتَقدًا مفرط السّمن يُقَال أَنه أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَأَنه اشْتغل بالفرائض والحساب ثمَّ أقبل على التكسب فِي الْبَز بتربيعة الجمالون على طَريقَة حَسَنَة إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَيُقَال أَنه خلف شَيْئا كثيرا رَحمَه الله.
عبد النَّاصِر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد أَبُو الطّيب الْمحلي الْآتِي أَبوهُ)
وَيعرف بِابْن الشَّيْخ. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ مُخْتَصر أبي شُجَاع والرحبية وَبَعض الْقُرْآن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا مَعَ ديانَة وَخير وَهُوَ الْآن فِي الْأَحْيَاء.
عبد النَّاصِر بن جلال الدّين مُحَمَّد الْمحلي الْخَطِيب أَبوهُ بِجَامِع الطريني بهَا. كَانَ مِمَّن قَرَأَ عَليّ وعارضه ابْن الطريني بعد أَبِيه فِي الخطابة وَسمعت أَنه عمل جَامعا.
عبد النَّبِي بن مُحَمَّد بن عبد النَّبِي المغربي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي. فَاضل دخل الرّوم فاشتغل بهَا ثمَّ قطن دمشق وَاجْتمعَ على البقاعي حِين كَانَ بهَا فَأخذ عَنهُ وَصَارَ إِلَيْهِ بعده معلومه فِي الجوالي وَلما دخل خير بك من حَدِيد الشَّام بطالا انْتَمَى إِلَيْهِ ثمَّ سَافر مَعَه لمَكَّة. وأقرأ بهَا فِي أصُول الدّين وَغَيره قَلِيلا لمبتدئ(5/90)
الطّلبَة وانتمى لعبد الْمُعْطِي وَحضر موت أميره وَأوصى لَهُ بِشَيْء فَكَانَ باعثا لدُخُوله الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بِجَامِع الْأَزْهَر قَلِيلا الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بِجَامِع الْأَزْهَر قَلِيلا متقللا ولاطفه المظفر الأمشاطي ثمَّ عَاد لدمشق وَصَارَ أحد شيوخها القائمين بإقراء العقليات وَغَيرهَا ودرس بِبَعْض مدارسها نِيَابَة وَرُبمَا تكلم فِي إِزَالَة بعض مَا يرى إِنْكَاره، وَقد عدته بِالْقَاهِرَةِ بل تكَرر اجتماعنا بِمَكَّة وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وَالْعقل ثمَّ قدم مَكَّة فِي بَحر سنة سبع وَتِسْعين فحج وجاور الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ الطّلبَة وتكرر اجتماعه بِي وَكَانَ كثير التوعك وَيُقَال أَنه امْتنع من قَضَاء دمشق بالبذل مَعَ تلفت لَهُ فِيمَا يُقَال مجَّانا دَامَ النَّفْع بِهِ.
عبد الْهَادِي بن عبد الرَّحْمَن السكندري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الضَّرِير نزيل البرقوقية ثمَّ الشيخونية ونواحيها. اشْتغل بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق وَغَيرهمَا وَحضر دروس الْعَلَاء القلقشندي فِي الْحَاوِي وَغَيره بل حضر عِنْد شَيخنَا ولازمهما كثيرا وَأخذ عَن غَيرهمَا وَسمع على التَّاج الشرابيشي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ ورافقني فِي دُخُول الثغر السكندري فَسمع على بعض الشُّيُوخ بهَا وبقوة وَغَيرهمَا بل كَانَ مِمَّن سمع فِي الْقَاهِرَة بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَغَيره ثمَّ اخْتصَّ بالبقاعي وتنافرا بعد ذَلِك وَأكْثر من التشعيث عَلَيْهِ وَلزِمَ حِينَئِذٍ الأبناسي وَصَارَ يَقُول أَنه أَدخل عَلَيْهِ فِي مناسباته كثيرا من مَذْهَب ابْن عَرَبِيّ لعدم شعوره بفهم مَعْنَاهُ وَجَاءَنِي حِينَئِذٍ وَطلب مني المحاللة كَأَنَّهُ كَانَ يُشَارك البقاعي فِيمَا هُوَ دأبه وديدنه مَعَ النَّاس وَلَيْسَ قَصده بِهَذَا إِلَّا إِيهَام تدينه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مِمَّن فهم وتميز فِي العقليات وَنظر فِي التصوف الْمُخْتَلط وخلط خَبِيث الطوية والسريرة مِمَّن دَعَا لِابْنِ عَرَبِيّ وَنَحْوه وَذَلِكَ أعظم فِي دناءة أَصله وأدعى)
لتصديق كَونه دخيلا فِي الْإِسْلَام وَأَنه كَانَ صياغا مَعَ مزِيد غلاسته وعجرفة أَلْفَاظه وَأَن كَانَ ذَا فهم وَقد أضرّ وَانْقطع وَصَارَ لحالة امتهان وتسافل بعض المهملين فَقَرَأَ عَلَيْهِ بمشاركة سبط شَيخنَا بعض الْأَجْزَاء بل رُبمَا أَقرَأ بعض المبتدئين بعض المبتدئين بعض الْعُلُوم وَلَيْسَ فِي هَذِه الزمرة إِذْ هُوَ غير ثِقَة وَلَا مَأْمُون وَإِن كَانَ عَظِيم الدَّعْوَى وَمَا أحسن مَا كَانَ يصدر من الْعَلَاء القلقشندي حِين كَانَ يبْحَث مَعَه حَيْثُ يضْرب على جبهة نَفسه قَائِلا يَا داهية الشؤم فِي مباحثتك أَو نَحْو هَذَا.
عبد الْهَادِي بن عبد الله بن خَلِيل بن عَليّ بن عمر بن مَسْعُود الزين أَو التقي بن العينائي الأسدابادي الأَصْل الْمَقْدِسِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف كأبيه الْمَذْكُور فِي الْمِائَة قبلهَا بالبسطامي.
نَشأ بِبَيْت الْمُقَدّس وَأحب سَماع الحَدِيث وَقَالَ الشّعْر اللَّطِيف قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته فِي الرحلة ورافقني فِي السماع ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَاجْتمع عَلَيْهِ أَتبَاع أَبِيه وراج أمره لَكِن بغته الْقدر فَمَاتَ فِي سنة تسع(5/91)
وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ سَمِعت من نظمه وَكَانَ حسن التودد والخط يرحمه الله وَذكره فِي الأنباء فَقَالَ: كَانَ شَابًّا فَاضلا ماهرا سمع الحَدِيث ونظم الشّعْر وَكتب الطباق وَدَار على الشُّيُوخ ثمَّ اجْتمع عَلَيْهِ اتِّبَاع أَبِيه فتمشيخ فيهم وَدخل الْقَاهِرَة فاستوطنها وراج أمره بهَا حَتَّى مَاتَ وَله نَحْو الثَّلَاثِينَ سَمِعت من نظمه بِبَيْت الْمُقَدّس ورافقني فِي بعض السماع على بعض الْمَشَايِخ أول سنة ثَلَاث، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وقبره بحوش سعيد السُّعَدَاء.
عبد الْهَادِي بن عُثْمَان بن الْفَقِيه الصَّالح الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن المغربي الأَصْل المنوفي الفيشي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل البردبكية ثمَّ طنتدا وَيعرف بِابْن عبد الْمُؤمن. ولد بفيشا الْحَمْرَاء وَحفظ الْقُرْآن وَصَحب التَّاج عبيد الْوَهَّاب اليمامي وتدرب بِهِ فِي الْعَرَبيَّة واشتغل على غَيره وَفهم ولازمني فِي أَشْيَاء كالبخاري وَغَيره ثمَّ غلبت عَلَيْهِ الْعِبَادَة والتقنع باليسير جدا وَنظر فِي الرَّقَائِق وجاهد نَفسه وَتوجه إِلَى طنتدا فقطنها وراسلني من هُنَاكَ مراسلة خَائِف وَجل أَمن الله خَوفه ونفعني بمحبته.
عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام. ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من أَبِيه وَعَمه أبي البركات وَابْن صديق وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والتنوخي وَابْن حَاتِم)
والصردي والمليجي والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة وَمَا كَأَنَّهُ حدث بل أجَاز فِي الاستدعاءات لِابْنِ فَهد وَغَيره وَولي نصف إِمَامَة الْمقَام بِمَكَّة بعد أَخِيه أبي الْخَيْر مُحَمَّد شَرِيكا لِابْنِ عَمه الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرضي ثمَّ ابْنه الْمُحب فاستمر حَتَّى مَاتَ بل نَاب فِي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا. مَاتَ فِي خَامِس عشري صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِمَكَّة رَحمَه الله.
عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَزْهَرِي الْمدنِي ثمَّ الْمَكِّيّ ولد بِطيبَة المشرفة وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق الْأَرْبَعين المخرجة للحجار بِسَمَاعِهِ لَهَا مِنْهُ وَقدم مَكَّة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة فقطنها حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ خيرا سَاكِنا فَقِيرا منجمعا عَن النَّاس يتكسب بالنساخة أجَاز لي. وَمَات فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بِالْقربِ من سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَإِمَام الْحَرَمَيْنِ من المعلاة رَحمَه الله.
عبد الْهَادِي بن مُحَمَّد بن عمر البسطامي. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين.
عبد الْهَادِي بن أبي الْيمن. مضى قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم.
عبد الْهَادِي السكندري، فِي ابْن عبد الرَّحْمَن.(5/92)
عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب جلال الدّين وضياء الدّين أَبُو المحامد بن الْبُرْهَان الْوَجِيه الفوي الأَصْل ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الْغَنِيّ وأخو الْجمال مُحَمَّد وَيعرف بالمرشدي. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الشاطبية والعقيدة للنسفي وَالْمجْمَع والمنار وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة خمس وَتِسْعين على الْجمال بن ظهيرة وَغَيره وَوصف الْجمال وَالِده بالشيخ الْعَالم الْعَامِل الصَّالح العابد المرحوم واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والمعاني وَغَيرهَا على غير وَاحِد فَأخذ الْفِقْه بِمَكَّة عَن الشَّمْس المعيد ولازمه كثيرا وبالقاهرة عَن السراج قاري الْهِدَايَة والنحو بِمَكَّة عَن النسيم الكازروني ولازمه كثيرا وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان بِالْقَاهِرَةِ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر للتفتازاني وَأذن لَهُ بالتدريس وَالْفَتْوَى فِي الْعُلُوم الثَّلَاثَة، وَمن شُيُوخه أَيْضا الرُّكْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَحْمُود الخوافي قَرَأَ عَلَيْهِ طرفا صَالحا من مفصل النَّحْو بحثا وَسمع من الْمُخْتَصر شرح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَمن بديع ابْن الساعاتي فِي الْأُصُول وَغير ذَلِك وسافر مَعَه لزبيد وَأَجَازَ لَهُ وعظمه جدا وأرخ ذَلِك فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة، وَسمع من)
النشاوري الْكثير وَمن الأميوطي والشهاب ابْن ظهيرة وَأبي الْيمن والطبري وَالشَّمْس بن سكر فِي آخَرين من مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا من الحلاوي والفرسيسي وَجَمَاعَة ونميز، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة نحويا انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الْعَرَبيَّة بِمَكَّة ودرس فِيهَا وَفِي غَيرهَا وَأفْتى وانتفع بِهِ خلق لِحِرْصِهِ على الْإِرْشَاد وَصَارَ حَسَنَة من حَسَنَات الدَّهْر وزينة لأهل مَكَّة وَولي التدريس بالكلبرجية ومشيختها وَتَقْرِير الطّلبَة فقررهم وأقرأ فِيهَا الدَّرْس ثمَّ مشيخة درس يلبغا الْعمريّ عَن القَاضِي أبي البقا بن الضيا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ودرس بِهِ ثمَّ عزل فِي سنته بِأبي الْبَقَاء بل جِيءَ إِلَيْهِ بِولَايَة قَضَاء الْحَنَفِيَّة فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانمِائَة عوضا عَن ابْن الضيا فَلم يقبل ورعا فأعيد الشهَاب فِي سنة عشر وصاهر الْكَمَال الدَّمِيرِيّ على ابْنَته أم سَلمَة واستولدها كل أَوْلَاده وأجلهم عبد الْغَنِيّ الْمَاضِي وأثكلاه مَعًا كل هَذَا مَعَ ثروته ومعرفته بِأُمُور دُنْيَاهُ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ المحيوي عبد الْقَادِر وَابْن أبي الْيمن المالكيان والبرهان بن ظهيرة وَوَصفه بسيدنا وَشَيخنَا قدوة الْعلمَاء والأعلام المرجوع لقَوْله وقلمه عِنْد اضْطِرَاب الأقلام نحوي عصره والمحمود فِي أمره وَكَانَ مَشْهُورا مَعَ تفرده بِالْعَرَبِيَّةِ بجودة النّظر وَصِحَّة الْفَهم وَفقه النَّفس وَحسن المناظرة والبحث. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشري شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة(5/93)
الْغَد وَدفن بِقرب الفضيل بن عِيَاض من المعلاة وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه كثر الأسف عَلَيْهِ وَنعم الرجل مُرُوءَة وصيانة والمقريزي فِي عقوده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد المرشدي الْمَكِّيّ حفيد الَّذِي قبله. حفظ الْقُرْآن وجوده.
وَمَات شَابًّا فِي حَيَاة أَبِيه.
عبد الْوَاحِد أَخ لَهُ. ولد بعد مَوته وَمَوْت أَبِيه بِحَيْثُ سمي باسمه. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عِيسَى الْقرشِي الْمَكِّيّ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَكَانَ قد دخل مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة ثمَّ بعد ذَلِك أَيْضا وسافر مِنْهَا إِلَى الشَّام فَمَاتَ بهَا فِي الطَّاعُون فِي سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة.
عبد الْوَاحِد بن حسن بن مُحَمَّد الطَّيِّبِيّ ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي شَقِيق مُحَمَّد الْآتِي واشتغل ولازم زَكَرِيَّا وَهُوَ من قدماء جماعته وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَيجْلس شَاهدا بِبَاب السَّلَام وَهِي حرفته بِالْقَاهِرَةِ.)
عبد الْوَاحِد بن صَدَقَة بن الشّرف أبي بكر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْعَزِيز الزين الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي حفيد مُسْند حلب. ولد بهَا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فَسمع على جده الْمَذْكُور والشهاب بن المرحل، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ إِلَّا الْيَسِير جدا وعَلى جده مسلسلات التَّيْمِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة قَرَأت عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره بحلب وَكَانَ خيرا حَرِيصًا على الْجَمَاعَات محبا فِي الحَدِيث وَأَهله صبورا على الإسماع يرتزق من وقف جده، أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا بقوله كَمَا قرأته بِخَطِّهِ رجل جيد دين مُنْقَطع بمنزله مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
عبد الْوَاحِد بن عبد الله بن أبي بكر الزبيدِيّ الْحكمِي الْيَمَانِيّ الْفَقِيه وَيعرف بالقلقل. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين.
عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن مَسْعُود. فِي همام لكَونه بهَا أشهر.
عبد الْوَاحِد بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو عبد السَّلَام الْمَاضِي. ولد سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وَسمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي وأخيه أبي الْفرج وَغَيرهم وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وسافر لحلب وَغَيرهَا وَتردد إِلَيّ كثيرا.
عبد الْوَاحِد بن عُثْمَان بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن صلح بن مُوسَى بن مُحَمَّد التَّاج بن الْفَخر المغربي الأَصْل المعزي السرياقوسي الشَّافِعِي الْخَطِيب ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة كَمَا كتبه بِخَطِّهِ وسمعته مِنْهُ بسرياقوس وَنَشَأ بهَا فحفظ(5/94)
الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَبَعض التَّنْبِيه عَلَيْهِ وعَلى التَّاج الصردي وَغَيرهمَا وَسمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِبَلَدِهِ على قاضيها الصَّدْر سُلَيْمَان الأبشيطي جُزْء البطاقة وَغَيره واشتغل يَسِيرا، وَحج مرَارًا وخطب كأسلافه بمنية جَعْفَر بلد الخانقاه، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ بِبَلَدِهِ، وَكَانَ خيرا دينا نير الشيبة مرضِي الطَّرِيقَة كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة مقدما فِي ناحيته أجل عَدو لَهَا بل هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهَا كأبيه. مَاتَ قَرِيبا من سنة سِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْوَاحِد بن الزين مُحَمَّد بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الْمُحب أَحْمد بن عبد الله أوحد الدّين أَبُو مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ، وَأمه حبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فحفظه الْقُرْآن واحتفل لصلاته بِهِ عِنْد خَتمه بوقيد الْمَسْجِد والشموع)
وَسمع من أَبِيه أَشْيَاء، وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم وَإِبْرَاهِيم بن عَليّ بن فَرِحُونَ والمحب الصَّامِت وَأَبُو الهول الْجَزرِي والتنوخي والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ وناب فِي الْإِمَامَة بالْمقَام وَكَانَ ماهرا فِي قِرَاءَته كأبيه مَعَ التَّعَبُّد بِالطّوافِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة رَحمَه الله.
عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدَّمِيرِيّ الْمَكِّيّ ابْن أخي عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْمَاضِي. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ، أرخه ابْن فَهد.
عبد الْوَاحِد بن مُوسَى بن يُوسُف بن عبد الواد. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.
عبد الْوَاحِد المجافضي. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.
عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو النُّور عَليّ الْآتِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة بينبع فِي رُجُوعه من الْحَج.
عبد الْوَدُود بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو المحاسن النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ شَقِيق الْعَفِيف عُثْمَان مؤلف الناشريين. ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن نَحْو عشرَة وَقَامَ بِهِ فِي جملَة من مدارس بني رَسُول بزبيد واشتغل فِي بدايته بِالْعلمِ وَأم بِمَسْجِد الذُّبَاب من زبيد وانقبض عَن النَّاس ثمَّ تعلم الْخياطَة فبرع فِيهَا وَلم يعين أَخُوهُ وَفَاته.
عبد الْوَلِيّ بن عبد الله بن أَحْمد بن مُوسَى الْجمال بن الْعَفِيف الدوالي من أَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل الأَصْل الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي ابْن شَقِيق صاحبنا الْكَمَال مُوسَى وَيعرف بِابْن المكشكش. ولد سنة سبعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بزبيد وَحفظ(5/95)
الألفيه وَبَعض الْإِرْشَاد واشتغل عِنْد عَمه والفقيه مُحَمَّد الصايغ، وَحج غير مرّة ولقيني فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل وكتبت لَهُ.
عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن صلح ولي الدّين الْخَولَانِيّ الوحصي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد بقرين من الوحص ولازم بتعز الرضي بن الْخياط وَالْجمال مُحَمَّد بن عمر العوادي وَأحمد بن عبد الله الْحرَازِي ووجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الزوقري وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْفِقْه وَكَذَا لَازم الْمجد الشِّيرَازِيّ فِي النَّحْو وجاور مَعَه بِمَكَّة وبالطائف وَمهر حَتَّى صَار مفتي تعز مَعَ ابْن الْخياط. وَمَات بالطاعون سنة تسع وَثَلَاثِينَ ذكره شَيخنَا فِي أبنائه وبيض لَهُ)
التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ الْعَفِيف أحد الْمُفْتِينَ فِي تعز وأبرك المدرسين فِيهَا تفقه بِهِ جمَاعَة وتفرغ للتدريس بالمؤيدية نِيَابَة عَن الْمُوفق النَّاشِرِيّ وَظَهَرت بركته على تلامذته.
عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد بن جمال الدّين ولي الدّين وَيُسمى مُحَمَّدًا وَهُوَ بِعَبْد الْوَلِيّ أشهر الوَاسِطِيّ الْعِرَاقِيّ نزيل جَامع الغمري بِالْقَاهِرَةِ وَيعرف فِي بِلَاده بِابْن الزيتوني رجل خير فَقير يَتْلُو الْقُرْآن، كَانَ يذكر أَنه لَقِي شَيخنَا وَغَيره وَأكْثر من حُضُور الأمالي وَغَيرهَا عِنْدِي. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ زَاد على السّبْعين. رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن صَالح بن مُحَمَّد بن خطاب بن ترْجم التَّاج أَبُو نصر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الزُّهْرِيّ البقاعي الفاري بِالْفَاءِ وَالرَّاء الْخَفِيفَة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الله الْمَاضِي ووالد الْجلَال مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَحفظ التَّمْيِيز وَغَيره وَنَشَأ على خير وتصون واشتغل على وَالِده والنجم بن الجابي والشريشي وَغَيرهم وتميز ودرس فِي حَيَاة أَبِيه بالعادلية الصُّغْرَى وَبعده فِيهَا أَيْضا وبالشامية البرانية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وناب فِي الحكم مُدَّة طَوِيلَة بل ولاه نوروز الْقَضَاء بِاتِّفَاق الْفُقَهَاء عَلَيْهِ بعد موت الأخنائي فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة فَلَمَّا غلب الْمُؤَيد على نوروز صرفه وَلم يعرض لَهُ بِسوء فَلَزِمَ الشباك الكمالي بِجَامِع دمشق يُفْتِي والشامية يدرس، وَكَانَ حسن الرَّأْي وَالتَّدْبِير دينا ذَا حَظّ من الْعِبَادَة وَلكنه لم يكن مشكورا فِي مُبَاشرَة الْوَظَائِف قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَقَالَ كَانَ عَاقِلا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة وَالْأَدب والحشمة طَاهِر اللِّسَان قَائِم اللَّيْل يستحضر التَّمْيِيز إِلَى آخر الْوَقْت. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشْرين، وأرخه شَيخنَا فِي ربيع الآخر وَالْأول أشبه رَحمَه الله وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني الْمدنِي الْآتِي عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن التَّاج أَبُو الْوَفَاء بن(5/96)
الْوَلِيّ أبي زرْعَة الْعِرَاقِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن الْعِرَاقِيّ. ولد قبل الْقرن بِكَثِير وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وجده فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وأسمعه أَبوهُ على أَبِيه وَغَيره واشتغل وتميز بِحَيْثُ استملى على وَالِده أَكثر مجالسه وناب فِي الْقَضَاء وَأَجَازَ لَهُ خلق من أَمَاكِن شَتَّى فِي عدَّة استدعاءات وَمَات فِي حَيَاة وَالِده ضحى يَوْم الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة ثَمَانِي عشرَة وَصلى عَلَيْهِ قبيل عصره وَدفن عِنْد جده بِجَانِب عمته خَدِيجَة تجاه تربة الطَّوِيل بالصحراء)
وَترك أَوْلَادًا وَمَا رَأَيْت شَيخنَا وَلَا غَيره مِمَّن وقفت عَلَيْهِ تَرْجمهُ فَينْظر رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم التَّاج بن الشهَاب الطرخاني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف كأبيه بِابْن عربشاه. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بحاج طرخان من دشت قبجاق، ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى توقات ثمَّ إِلَى حلب ثمَّ إِلَى الشَّام وَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره، وتدرب بِأَبِيهِ فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَسمع بِقِرَاءَة أَبِيه على القَاضِي الشهَاب بن الحبال صَحِيح مُسلم وَكَذَا سمع على عَائِشَة ابْنة الشرائحي وعَلى شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَبعدهَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَلَاء الصَّيْرَفِي والمحيوي الْمصْرِيّ التبابي، وَحج فِي حَيَاة أَبِيه سنة خمسين وَأخذ الْفَرَائِض بِدِمَشْق عَن الشهَاب أَحْمد الْحِمصِي وتميز فِيهَا بِحَيْثُ نظم فِيهَا أرجوزة سَمَّاهَا رَوْضَة الرائض فِي علم الْفَرَائِض وَشَرحهَا وقرضهما لَهُ الْأمين الأقصرائي والكافياجي وعضد الدّين الصيرامي فِي آخَرين، وَكتب الْخط الْحسن عَليّ شرف بن أَمِيرا وناب فِي قَضَاء دمشق والقاهرة مُدَّة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي دمشق ثامن عشر رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ عوضا عَن ابْن عبد بالبذل ثمَّ صرف بالمحب ابْن القصيف فِي شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا فَقدم الْقَاهِرَة مكثرا التشكي من الدُّيُون الَّتِي تحملهَا بِسَبَبِهِ فَلم يلبث أَن شغر تدريس الْفِقْه بالصرغتمشية بِإِعْطَاء مدرسها الصّلاح الطرابلسي الأشرفية بربساي فقرر فِيهِ وَكَانَ يُبَالغ فِي التلطف بجماعتها ثمَّ كَاد أَن يسْتَقرّ فِي قَضَاء مصر لما قبحت سيرة ابْن المغربي الْغَزِّي سِيمَا وَقد عَارضه فِي مسئلة وصنف فِيهَا جُزْءا سَمَّاهُ الْبُرْهَان الفارض لقَوْل الْمعَارض وَافقه على مقَالَة فِيهِ غَيره وتخاشنا بِحَضْرَة السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى فَمَا تمّ وَكَانَت الْخيرَة، وَقد قصدني غير مرّة وَذكر لي أَنه عمل دَلَائِل الْإِنْصَاف نظم مسَائِل طَريقَة الْخلاف فَزَاد على خمس وَعشْرين ألف بَيت وَكَذَا لَهُ الْإِرْشَاد الْمُفِيد لخالص التَّوْحِيد نظم أَيْضا وشفاء الكليم مدح النَّبِي الْكَرِيم كتبه لي بِخَطِّهِ وسمعته من لَفظه مَعَ غَيره من نظمه ونثره(5/97)
والجوهر المنضد فِي علم الْخَلِيل بن أَحْمد وَفتح العبير من فتح الْخَبِير فِي علم التَّعْبِير نَحْو أَرْبَعَة آلَاف بَيت عملهما بِالْقَاهِرَةِ وَمن ذَلِك قَوْله:
(وَلَقَد شَكَوْت إِلَى طبيبي علتي ... مِمَّا اقترفت من الذُّنُوب الجانيه)
(وصف الطَّبِيب شراب مدح الْمُصْطَفى ... فَهُوَ الشفا فَاشْرَبْ هَنِيئًا عافيه)
وَقَوله مِمَّا قَالَ أَنه أنشدهفي النّوم مِنْهَا:)
(ثوب الْعُلُوم مُحرز وطرازه ... مدح الحبيب وَذَا رَقِيق الحاشيه)
وَخمْس أَبْيَات السهلي يَا من يرى مَا فِي الضَّمِير وَيسمع وَمن نظمه معتذرا:
(أنظار نظمي فالعيوب غزيرة ... فكلي عُيُوب بالتفضل فاجبروا)
(وَستر فَأنى عَاجز ومقصر ... وَأَنْتُم فَأهل بالفضائل تستروا)
عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمحلي الحصري وَيعرف بحب الله من الْمحبَّة ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمحلة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وارتزق بصنعة الْحصْر وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وزار بَيت الْمُقَدّس وَتعلق على النّظم وزجله أحسن من نظمه وَكَذَا المواليا ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالمحلة وكتبا عَنهُ قَوْله:
(تَأَمَّلت فِي وَجه الحبيب وجدته ... يحاكي رياضا أنبتت دون غارس)
(شَقِيق وآس حوله بَان نرجس ... على غُصْن قد يَانِع رطب مايس)
عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الدِّمَشْقِي خطيب حجراء. كتب على استدعاء فِيهِ بعض الْأَوْلَاد سنة ثَلَاث وَسبعين وَمَا علمت شَيْئا من حَاله.
عبد الْوَهَّاب بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن درع التَّاج بن الْحَافِظ الْعِمَاد الْقرشِي البصروي الدِّمَشْقِي الْمزي وَيعرف كأبيه بِابْن كثير. ولد فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع من أَبِيه والمحب الصَّامِت وَأحمد بن عبد الْغَالِب الماكسيني بل رَأَيْت فِي تَارِيخ أَبِيه سَمَاعه على ابْن أميلة بمشاركة أَبِيه للجزء الْعَاشِر من التِّرْمِذِيّ بِكَمَالِهِ بِقِرَاءَة الشهَاب أَحْمد بن الْعِمَاد الحسباني فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين بدار قتح الدّين بن الشَّهِيد وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يذكر أَنه سمع عَلَيْهِ غير ذَلِك وَلَيْسَ بِبَعِيد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ بِدِمَشْق أرخه شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ غَيره فِي ثامن عشري شَوَّال.
عبد الْوَهَّاب بن إِسْمَاعِيل الْمجد التدمري الخليلي خطيب حرم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر ربيع الأول سنة تسعين وَدفن صبيحتها بتربة وَالِده فِي منزله رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن أفتكين تَاج الدّين كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق. مَاتَ فِي(5/98)
ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن بمقبرة بَاب توما. أرخه ابْن اللبودي.
عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد التَّاج الْحُسَيْنِي الصلتي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي. وَيعرف فِي بَلَده بِابْن الْوَاعِظ وَهُوَ أَخُو مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عمر بن أَحْمد)
الْآتِي لأمه بل يَجْتَمِعَانِ فِي أَحْمد فهما ابْنا عَم. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقدم الْقَاهِرَة فاختص بالبقاعي وَحضر مَعَه عِنْد شَيخنَا والختم من البُخَارِيّ بالظاهرية على نَحْو أَرْبَعِينَ شَيخا إِلَى غير ذَلِك وَتخرج بِهِ فِي المخاصمات وَولي قَضَاء الصَّلْت وَنَحْوهَا ثمَّ تنافرا وتأكدت حِين فر البقاعي لدمشق ونصحه هَذَا فِي أُمُور مِنْهَا عدم معارضته للتقي بن قَاضِي عجلون بِحَيْثُ رَجَعَ البقاعي سرا عَمَّا كَانَ أوصى بِهِ لصَاحب التَّرْجَمَة وَمَعَ ذَلِك فَقَامَ بعد مَوته بخصوماته حَتَّى أَخذ نصف الْمبلغ من الْوَارِث وكما تدين تدان. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة ابْن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر بن قدامَة التَّاج أَبُو بكر بن العمادين الزين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمُحدث نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق. ولد فِي رَابِع رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والخرقي وَسمع كثيرا بِدِمَشْق وبعلبك وحلب والقاهرة وَمن شُيُوخه ابْن نَاصِر الدّين وَابْن الطَّحَّان وَابْنَة ابْن الشرايحي وَابْن بردس والبرهان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَمَا أَظُنهُ حدث. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الْمُعْتَمد بالصالحية.
عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن عمر تَاج الدّين الطوي القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالهمامي لملازمته خدمَة الْكَمَال بن الْهمام وَالْأَخْذ عَنهُ بِحَيْثُ شَارك فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا وَأخذ أَيْضا عَن غَيره وأقرأ قَلِيلا وَحج وجاور فِي الْحَرَمَيْنِ، وَكَانَ خيرا متقللا قانعا متواضعا. مَاتَ بعد توعكه أَيَّامًا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْأَزْهَر فِي جمع حافل وَدفن بِالْقربِ من التَّاج بن عَطاء الله من القرافة رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر التَّاج الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ بن الْحمال بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالتَّشْدِيد أحد نواب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي سلخ شَوَّال سنة سبع وَخمسين وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الفراديس رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن حَمْزَة بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب التَّاج بن الشّرف بن(5/99)
الْفَخر أحد كتاب المماليك كأبيه وَيعرف كَهُوَ بِابْن فخيرة تَصْغِير جده.
عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر بن تَاج الدّين الشَّيْخ أَبُو وَيعرف بِابْن طَاهِر ملك الْيمن بعد عَمه عَليّ بن طَاهِر الْآتِي فدام أَزِيد من عشر سِنِين وَفَشَا الْأَمْن أَيَّامه فِي الْيمن كُله ودانت لَهُ)
الرّقاب وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين وَقد جَازَ السِّتين وَاسْتقر بعده ابْنه صَلَاح الدّين عَامر ولقب بالظافر.
عبد الْوَهَّاب بن سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي سعد الدّين ابْن القَاضِي الشَّمْس بن الديري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمشارق للصاغاني وَالْمجْمَع وَغَيرهَا وَسمع كَمَا أخبر على جده فِي سنة وَفَاته سنة سبع وَعشْرين بِبَيْت الْمُقَدّس صَحِيح مُسلم قَالَ: أخبرنَا بِهِ الشهَاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم أخبرتنا بِهِ زَيْنَب ابْنة عمر بن كندي وَكَذَا حضر مجالسه بل اشْتغل يَسِيرا على أَبِيه وَغَيره وَاسْتقر فِي قَضَاء بَلَده وَفِي التدريس بأماكن فِيهِ وَكَذَا فِي مشيخة المؤيدية بِالْقَاهِرَةِ بعد وَالِده ثمَّ تَركهَا لِعَمِّهِ الْبُرْهَان وسافر إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا وَلزِمَ من ذَلِك إِخْرَاج المؤيدية بعد وَفَاة عَمه وَتَقْرِير السَّيْف بن الحوندار فِيهَا وَبعد ذَلِك قدم التَّاج فَلم يظْهر اليفاتا لذَلِك فَمَا كَانَ إِلَّا يَسِيرا وَأعْطى ذَاك الشيخونية وَرجعت المؤيدية للتاج ثمَّ اسْتخْلف فِيهَا حِين شاخ وضعفت حركته الْبَدْر ابْن أَخِيه وتكرر مَعَ ذَلِك عوده من بَلَده إِلَى الْقَاهِرَة، وَقد سَمِعت كَلَامه وَجَلَست مَعَه فِي حَيَاة وَالِده وَبعده، وَالْغَالِب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة مَعَ نور شيبته وَحفظه لِأَشْيَاء من فقه وَحَدِيث وَتَفْسِير وَلكنه لطريق الْوَعْظ أقرب ونوه بِهِ فِي الْقَضَاء مرَارًا ثمَّ توجه لبيت الْقُدس وَلم يستنب أحدا فَأَقَامَ بِهِ قَلِيلا ثمَّ تحرّك للعود إِلَى الْقَاهِرَة فَمَاتَ بغزة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن هُنَاكَ وَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بالأقصى رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن أبي شَاكر. يَأْتِي قَرِيبا فِي ابْن عبد الله.
عبد الْوَهَّاب بن صَدَقَة القوصوني القاهري الطَّبِيب وَالِد الرئيس الشَّمْس مُحَمَّد. مِمَّن برع فِي الطِّبّ وَتخرج بِهِ جمَاعَة مِنْهُم قَرِيبه الْعَلَاء عَليّ بن فتح الدّين بن قجاجق. وَمَات سنة خمس وَثَلَاثِينَ.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَاج الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سويدان. ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ التَّنْبِيه والشاطبية واشتغل وَكتب الصَّحِيح ومعالم التَّنْزِيل وَسمع)
الصَّحِيحَيْنِ على التقي الحريري بل وَقَرَأَ قِطْعَة(5/100)
من آخر أَحدهمَا على الْعلم البُلْقِينِيّ وأثني على قِرَاءَته، وَكَانَ فَاضلا متواضعا متزييا بزِي الأجناد مَعَ كَثْرَة الْكَلَام.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحْمَن بن الخواجه شمس العقعق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ. ولد بهَا وَنَشَأ وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره، وَجلسَ فِي دَار الْإِمَارَة للتكسب، وسافر فِي التِّجَارَة وَدخل الشَّام وحلب وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي الْمحرم ظنا سنة خمس وَثَمَانِينَ بَين البندر الْجَدِيد وبندر زيلع. أرخه ابْن فَهد.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب التقي بن الْفَخر بن الجيعان أَخُو الْعلم شَاكر. مَاتَ فِي عَاشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه مُقْتَصرا على لقبه فَقَالَ تَقِيّ الدّين أَخُو كَاتب ديوَان الْجَيْش كَانَ سَاكِنا وقورا يُبَاشر فِي عدَّة جِهَات قَالَ: وَكَانَت جنَازَته حافلة وَكثر التأسف عَلَيْهِ. وَمن الْوَظَائِف الَّتِي بَاشَرَهَا المؤيدية بتقرير من واقفها وصاهره عبد الْغَنِيّ بن أَخِيه شَاكر على ابْنَته عنقة فَهُوَ جد ابْنه تَاج الدّين لامه، وفيمن أثبت الْفَخر بن درباس اسْمه مِمَّن سمع بعض أمالي شَيخنَا الْقَدِيمَة عبيد ويدعى عبد الْغَنِيّ ابْن كَاتب الْجَيْش فَخر الدّين بن الجيعان وَيُشبه أَن يكون هَذَا وهم الْكَاتِب فِي اسْمه وَالله أعلم.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم التَّاج بن الْأمين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن غزيل بمعجمتين مَضْمُومَة ثمَّ مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة وَآخره لَام وَفِي الْقَاهِرَة بتاج الدّين الشَّامي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشر وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه على الزين عمر بن اللبان وَالْفَخْر عُثْمَان بن الصلف والشهاب أَحْمد الكنجي وَالشَّمْس بن النجار وَسمع عَليّ بن نَاصِر الدّين والتقى الحريري والنور بن يفتح الله فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على التَّاج بن بهادر والتقى بن قَاضِي شُبْهَة وَفِي الْعَرَبيَّة على عَليّ الْعَلَاء القابوني وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة بعد وَالِده وباشر فِي الذَّخِيرَة للظَّاهِر ثمَّ الْأَشْرَف ثمَّ الظَّاهِر خشقدم وَاسْتقر بِهِ نَاظرا على الإسطبلات السُّلْطَانِيَّة فِي أول سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي سلخ صفر من الَّتِي تَلِيهَا وَتوجه حِينَئِذٍ لمَكَّة فجاور بهَا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَنزل بجوار جَامع الزَّاهِد مديما للجماعات مَعَ صفاء الخاطر والوضاءة والخط الْحسن الَّذِي ضيعه فِي أَشْيَاء كَانَ يختصرها من الْكتب المشكلة وَغَيرهَا مَعَ قصوره وَمَعَ ذَلِك فقد قرض لَهُ الْجَوْجَرِيّ بَعْضهَا)
وامتنعت أَنا من ذَلِك مَعَ إكثاره التَّرَدُّد إِلَيّ والاستفادة بل مدحني بِأَبْيَات ركيكة وَهُوَ من بَيت مُبَاشرَة وَكَانَت مَعَه إِمَامَة(5/101)
الْقصر. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن فلاح التَّاج أَبُو مُحَمَّد بن الْوَلِيّ الشهير الْعَفِيف أبي مُحَمَّد اليافعي اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو زَيْنَب الْآتِيَة وَعبد الرَّحْمَن الْمَاضِي ووالد مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة خمسين بِمَكَّة وَسمع بهَا من أَبِيه وخالتيه أم الْحسن وَأم الْحُسَيْن ابْنَتي أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ وَالْجمال الأميوطي وَأبي الْفضل النويري القَاضِي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عمر بن النُّعْمَان فِي آخَرين وبدمشق من ابْن أميلة الْبَعْض من التِّرْمِذِيّ وَمن مشيخة الْفِقْه وتفقه بالأميوطي والأبناسي وَغَيرهمَا وتميز وَأذن لَهُ الأبناسي بالإفتاء والتدريس سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتصدى للأشغال بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مُدَّة سِنِين، وَأفْتى قَلِيلا لَكِن بِاللِّسَانِ غَالِبا وَكَانَ ذَا فَضِيلَة فِي الْفِقْه وَعبادَة وديانة وآداب حَسَنَة من مزِيد ورع وسيرة جميلَة وارتفاق بالتكسب فِي أَمر عِيَاله، نَاب فِي الْإِمَامَة بالْمقَام فِي بعض الْأَوْقَات عَن خاليه واستفاد من التكسب دنيا وتبرك النَّاس بدعائه. مَاتَ فِي رَابِع رَجَب سنة خمس بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تقدم النَّاس خَاله الإِمَام أَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ وَدفن على أَبِيه تَحت رجْلي الفضيل بن عِيَاض من المعلاة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: كَانَ خيرا عابدا ورعا قَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه أم بمقام إِبْرَاهِيم نِيَابَة اجْتمعت بِهِ وَسمعت كَلَامه، والمقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ بِمَكَّة فِي موسم سنة تسعين وَنعم الرجل يتورع فِي كَلَامه عَمَّا لَا جنَاح فِيهِ وَقَوله أَنه مَاتَ عَن خمس وَأَرْبَعين غلط من خمس وَخمسين رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن جمال بن غنايم بن سليم البطناوي الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الْجمال.
ولد بعد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخْبر أَنه صلى وَرَاء أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَلَكِن لَا يستحضر سَمَاعا عَلَيْهِ وَلَا إجَازَة، وَكَانَ حَيا فِي سنة تسع وَخمسين واستجازه البقاعي لظَنّه سَمَاعه وَمَا أَحْبَبْت ذَلِك.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الله الْمَدْعُو ماجدا بن مُوسَى بن أبي شَاكر أَحْمد بن أبي الْفرج إِبْرَاهِيم بن سعيد الدولة تَقِيّ الدّين بن الْفَخر بن التَّاج بن الْعلم بن التَّاج القبطي الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن أبي شَاكر. ولد سنة سبعين أَو فِي الَّتِي بعْدهَا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي حجر السَّعَادَة)
واشتغل بالفقه وَغَيره وتميز فِي الْكِتَابَة وتنقل فِي المباشرات إِلَى أَن بَاشر نظر ديوَان الْمُفْرد فِي آخر الدولة الظَّاهِرِيَّة حَتَّى مَاتَ وَكَذَا بَاشر استادارية الْأَمْلَاك والذخائر والمستأجرات والأوقاف وَعظم عِنْد النَّاصِر بِحسن مُبَاشَرَته ثمَّ ولي نظر الْخَاص بعد موت الْمجد بن الهيصم(5/102)
ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ عشرَة وصودر على أَرْبَعِينَ ألف دِينَار بَاعَ فِيهَا موجوده وَبَقِي فِي الترسيم بشباك البرقوقية يستحذى من كل من يمر بِهِ من الْأَعْيَان حَتَّى حصل مَالا لَهُ صُورَة وَأَفْرج عَنهُ وأعيد إِلَى مُبَاشرَة الذَّخِيرَة والأملاك ثمَّ قرر فِي الوزارة بعد صرف التَّاج بن الهيصم فباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة وشكره النَّاس كلهم وَحدث فِي وزارته الوباء فَلم يشاحح أحدا فِي وَارثه بِحَيْثُ كثر الدُّعَاء لَهُ وَلَكِن لم تطل مدَّته بل مَاتَ بعد تِسْعَة أشهر وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَكَانَ بَعيدا من النَّصَارَى متزوجا من غَيرهم وَهِي عَلامَة حسن إِسْلَام القبطي سِيمَا مَعَ كَثْرَة فعله الْخَيْر وَالصَّدَََقَة ومحبته فِي أهل الْعلم وَأَن كَانَ منهمكا فِي اللَّذَّات شَدِيد الْوَطْأَة على الْعَامَّة مَوْصُوفا بالدهاء وَبِالْجُمْلَةِ فقد بَاشر الوزارة بِرِفْق لم يعْهَد مثله وَكَانَ عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ جيد الْكِتَابَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بَين السورين ظَاهر الْقَاهِرَة وقف عَلَيْهَا عدَّة أوقاف والرباط الْمُقَابل لباب جِيَاد من الْمَسْجِد الْحَرَام وَلكنه لم يكمل فكمله الْفَخر بن أبي الْفرج عَفا الله عَنْهُمَا، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الله تَاج الدّين بن كَاتب المناخ. فِي عبد الرَّزَّاق.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد بن قَاضِي الْقُضَاة أبي الْحسن عَليّ بن أبي بكر التَّاج النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والألفية والتسهيل وَغَيرهَا وَأَخذهَا تفهما عَن الشُّيُوخ حَتَّى مهر فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مَعَ الْعِفَّة وَالْأَدب وَالْعقل والوضاءة وَصدق اللهجة والحرص على ضبط أوقاته وقصرها على أَنْوَاع الْعِبَادَات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين شَهِيدا بالبطن رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز الْقرشِي القاهري الْبَزَّاز وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي.
كَانَ مِمَّن يكْتب فِي الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا بل كتب عَن ابْن زقاعة كثيرا من نظمه مَعَ فضل وَخير. مَاتَ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين.)
عبد الْوَهَّاب بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد التَّاج السجيني القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَهُوَ أصغرهما ووالد عَليّ المرافع.
ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بسجين من الغربية وتحول مِنْهَا قريب الْبلُوغ فقطن الْجَامِع الْأَزْهَر وجود الْقُرْآن وَتعلم اللِّسَان التركي وأقرأ فِي الطَّبَقَة عِنْد لاشين اللالا واختص بِهِ ثمَّ أعرض عَنهُ لأجل بعض الْفُقَرَاء وَسمع على الزين الزَّرْكَشِيّ(5/103)
وَابْن الْفُرَات وَشَيخنَا بل قَرَأَ على الشريف التماية وَغَيره وَكَذَا قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على نظام الْحَنَفِيّ وَسمع فِيهَا على السنهوري واشتغل وَلم يتَمَيَّز بل كَانَ على الهمة. مَاتَ يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَدفن خَارج بَاب البرقية بتربة قريبَة من تربة الشَّيْخ سليم وَكنت مِمَّن شهد دَفنه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن أَحْمد بن خضر بن عبد الْوَهَّاب التَّاج النشرتي ثمَّ الطَّائِفِي المسيري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْخَطِيب. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاج والألفيتين وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل وتميز، وَقدم الْقَاهِرَة فَكتب عدَّة من تصانيفي وَقَرَأَ عَليّ القَوْل البديع مِنْهَا والعمدة وَغَيرهمَا بل قَرَأَ عَليّ فِي الألفية وَشَرحهَا بحثا وَأكْثر من حُضُور الْإِمْلَاء وَكَانَ خيرا حسن الْفَهم خطب بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وَمَات فِي أَوَائِل شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين بِبَلَدِهِ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين أَو قاربها رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن حسن التَّاج بن الْخَطِيب نور الدّين النطوبسي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي الْمقري نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَيعرف فِي بَلَده بِابْن المكين وَفِي الْقَاهِرَة بالتاج السكندري لمكثه فِيهَا مُدَّة. ولد فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بنطوبس الرُّمَّان بالمزاحمتين وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد خطيبها وشيخها الشَّمْس بن عرارة الْمقري تلميذ ابْن يفتح الله وجود عَلَيْهِ، ثمَّ تحول مَعَ وَالِده إِلَى إسكندرية فَأَقَامَ بهَا عِنْد خطيب جَامعهَا الغربي النُّور بن يفتح الله الْمَالِكِي الْمقري الْمشَار إِلَيْهِ وَحفظ الشاطبيتين وألفية النَّحْو وغالب الْمُخْتَصر فِي فروعهم وَعرض بعض محافيظه على قاضيها الْجمال الدماميني وَغَيره وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على ابْن يفتح الله الْمَذْكُور ثمَّ انْتقل مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْعشْرين فَنزل فِي قاعة الخطابة من الزمامية بحارة الديلم وَأخذ الْقرَاءَات السَّبع أَيْضا عَن التَّاج بن تمرية والشهاب السكندري وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير والعنوان وناصر الدّين بن كزلبغا بل تَلا عَلَيْهِ ختمة أُخْرَى للثلاث تَكْمِلَة)
الْعشْر وَكَذَا أَخذ السَّبع عَن الزين طَاهِر وَالشَّمْس بن الْعَطَّار وَلَكِن لم يكمل عَلَيْهِمَا وتفقه بالزينين عبَادَة وطاهر وَأبي الْقسم النويري والبدر بن التنسي وَآخَرين كَأبي الْجُود وَعنهُ أَخذ الْفَرَائِض والآبدي وَعنهُ أَخذ الْعرُوض والعربية وَغَيرهمَا بل أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا عَن الشمني وَقَرَأَ عَلَيْهِ الألفية ولازمه فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا وَكَذَا أَخذ كثيرا مِنْهَا وَمن غَيرهَا عَن التقي الحصني والشرواني وَابْن حسان وانتفع بِهِ كثيرا والأمين الأقصرائي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ إِلَى قَوْله: وندخلهم ظلا ظليلا وابتدأ بالتاج التوعك وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي شرح النخبة وَجَمِيع(5/104)
الشاطبية من حفظه فِي مجْلِس وَاحِد قِرَاءَة لم أسمع فِيهَا أفْصح مِنْهُ وَلَا أتقن وَسكت ليتنفس فبادر بعض الْحَاضِرين وَفتح عَلَيْهِ لظَنّه التَّوَقُّف وتألم شَيخنَا لمبادرته للرَّدّ وَصرح بذلك وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا غير ذَلِك وَقَرَأَ فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ على الْمَنَاوِيّ وَكَانَ يراجعني فِي أَشْيَاء مِنْهُ وَسمع جَمِيع البُخَارِيّ على الشُّيُوخ المجتمعين بالظاهرية مَحل سكنه وَكَذَا سمع على غَيرهم كالعز الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِي ذَلِك بل لَا زَالَ يدأب فِي التَّحْصِيل على طَريقَة جميلَة حَتَّى برع وشارك فِي الْفَضَائِل وتميز فِي الْقرَاءَات بِحَيْثُ أَخذهَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم نَاصِر الدّين الأخميمي فَإِنَّهُ تَلا عَلَيْهِ للسبع إفرادا ثمَّ جمعا لكنه لم يكمل ختمتها والمحب بن المسدي والسراج عمر النجار وَمن الأتراك قانم الْأَشْقَر وبردبك نَاظر القرافتين وأخو طوخ الزردكاش وجانم الخازنداري جَانِبك بن وَالظَّاهِر خشقدم حِين كَانَ أَمِير سلَاح مسئولا فِي ذَلِك وَعرض عَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَن يكون أَمَامه فَمَا وَافق فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة لزمَه بذلك فَاشْترط عَلَيْهِ عدم الطوق وركوب الْخَيل فَمَا خَالف وَزَاد معلومه عَن رفقائه وَخَالف الْعَادة فِي كَون الإِمَام حنفيا وَأَقْبل عَلَيْهِ جدا وراسل الْعلم البُلْقِينِيّ فِي رَجَب مِنْهَا حِين مرض مَوته أَن يكون هُوَ النَّائِب عَنهُ فِي الخطابة مُدَّة توعكه لمزيد رغبته فِي الصَّلَاة خَلفه فَمَا أمكنه الْمُخَالفَة وقدرت وَفَاة القَاضِي عَن قرب فَخَطب بعده أَيْضا حَتَّى اسْتَقر بالمناوي وَكَأَنَّهُ أَيْضا كَانَ سمع خطابته فَإِنَّهُ كَانَ اسْتَقر بِهِ الزين الاستادار فِي جَامعه ببولاق أول مَا فتح بتوسل الزين عِنْده بقاضي مذْهبه الْبَدْر التنسي حَتَّى أذعن وَصلى القَاضِي يَوْمئِذٍ وَرَاءه وَكَذَا اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر فِي مشيخة الْمُحدثين بالظاهرية مَحل سكنه عقب نَاصِر الدّين السفاح وَكَانَ باسمه قبل ذَلِك فِيهَا نصف مشيخة الْقُرَّاء تَلقاهُ عَن الْبُرْهَان الكركي وَحج مَعَ الرحبية صُحْبَة جانم الْمَذْكُور بإلحاحه عَلَيْهِ وحلفه بِأَن مصروفه من حل وَقَرَأَ هُنَاكَ فِي الْفِقْه وَغَيره)
على قَاضِي الْمَالِكِيَّة بهَا المحيوي عبد الْقَادِر وَأذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَكَانَ خيرا بهجا نيرا متحريا صَادِق اللهجة سليم الصَّدْر لونا وَاحِدًا مديما لِلْعِبَادَةِ والتلاوة والتهجد والاشتغال والمذاكرة فَاضلا مقرئا حسن الْأَدَاء عريض الصَّوْت محبا فِي الْفَائِدَة غير مستنكف بحملها عَن أحد وَأقَام فِي ابْتِدَائه أعزب نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَاسْتعْمل مَا يَنْفَعهُ فِي كسر الشَّهْوَة إِلَى أَن ألزم بِالتَّزْوِيجِ واضطر لاستعمال نقيضه وَلم يزل فِي ازدياد من الْخَيْر حَتَّى مَاتَ فِي صَبِيحَة يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ عَن ثَلَاث وَخمسين سنة وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من أبي الْجُود والأبدي وَغَيرهمَا من شُيُوخه وتأسف أهل الْخَيْر على فَقده(5/105)
وَنعم الرجل كَانَ فقد كنت أحبه فِي الله رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْوَهَّاب بن عمر بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن حَمْزَة بن مُحَمَّد ابْن نَاصِر بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن التَّاج الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ابْن أُخْت قوام الدّين قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِالشَّام وَابْن عَم الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن الْحَافِظ الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي.
ولد بعد سنة ثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وتفقه بِالْعَلَاءِ بن سَلام وَكَذَا بالتقي بن قَاضِي شُهْبَة لَكِن يَسِيرا وَأخذ الْفَرَائِض عَن الْحوَاري ومنهاج العابدين بقرَاءَته عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ، وَقدم الْقَاهِرَة صُحْبَة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ فَقَرَأَ المطول وَغَيره على الفاياتي وَفِي الحَدِيث وَغَيره على شَيخنَا وناب عَن الْكَمَال بِدِمَشْق فِي الْقَضَاء وَفِي تدريس الأتابكية وَغَيرهَا ثمَّ بعد مَوته اسْتَقل بِقَضَاء حلب وحمدت سيرته فِيهَا وَبَلغنِي أَنه فوض أَمر الْأَوْقَاف بهَا لغيره ثمَّ لم يزل يتلطف فِي الإستعفاء مِنْهُ حَتَّى أعفى وَرجع إِلَى بَلَده وَبنى لَهُ بَيْتا فِي بَاب الْبَرِيد من دمشق وَلزِمَ الإنقطاع للاشتغال وَالْعِبَادَة والتلاوة فِي بَيته بصالحية دمشق ثمَّ فِي الْبَيْت الآخر وَكَانَ خيرا بارعا فِي الْفِقْه والفرائض مَعَ مُشَاركَة فِي غَيرهمَا وحمق أَدَّاهُ إِلَى الإنفراد أَو أدّى الإنفراد إِلَيْهِ وصنف شرحا لفرائض الْمِنْهَاج ومنسكا كَبِيرا اختصر فِيهِ منسك ابْن جمَاعَة مَعَ زيادات وَسَماهُ أوضح المسالك إِلَى معلم الْمَنَاسِك قرضه لَهُ الْعلم البقليني وَأكْثر الْحَج والمجاورة حَتَّى كَانَت وَفَاته بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسبعين وَدفن بالمعلاة بعد أَن وقف كتبه وَمِنْهَا الْقَامُوس بِخَطِّهِ على مدرسة أبي عمر وخطه حسن رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْوَهَّاب بن عمر بن مُحَمَّد التَّاج الزرعي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نقيب شَيخنَا وأخو إِبْرَاهِيم)
الْمَاضِي. اخْتصَّ بِابْن الْأَشْقَر وأظن بسفارته اسْتَقر بِهِ شَيخنَا فِي نقابته بل كَانَ الظَّاهِر جقمق يمِيل إِلَيْهِ وَكَانَ عفيفا يرجع إِلَى ديانَة ورغبة فِي الصَّدَقَة واعتقاد فِي الصَّالِحين مَعَ جموده.
مَاتَ فِيمَا أَظن قريب الْخمسين أَو بعْدهَا بِقَلِيل.
عبد الْوَهَّاب بن ماجد فِي ابْن عبد الله بن مُوسَى بن أبي شَاكر.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر تَاج الدّين الخليلي الموقت وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي. مَاتَ سنة أَربع وَسبعين فِيمَا قَالَه لي وَلَده.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن صديق الْأمين أَبُو الْيمن بن الشَّمْس أبي عبد الله بن الظهير أبي المناقب الطرابلسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الطرابلسي. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسبعين وَقيل كَمَا فِي الأنباء سنة أَربع وَنَشَأ فِي صِيَانة(5/106)
ونزاهة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْأَرْبَعُونَ للنووي وَقرأَهَا على أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد الْعقيلِيّ النويري فِي مجْلِس من شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره كثيرا فِي حَيَاة أَبِيه عَلَيْهِ وعَلى غَيره وَسمع على الصَّدْر بن مَنْصُور والعز بن الكويك والبرهان الْآمِدِيّ والتنوخي وَنصر الله بن أَحْمد الْحَنْبَلِيّ والشرف أَبُو بكر بن جمَاعَة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الحكار فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَابْن صديق وَالْمجد الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَتعلم الْخط وجوده وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ الْقَضَاء الْأَكْبَر فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة عقب موت جمال الْمَلْطِي فباشره بعفة ومهابة وَكَثْرَة صِيَانة وشكرت سيرته مَعَ حسن شكالته بهاء منظره وَكَثْرَة ودده ووقاره بِحَيْثُ كَانَ لذَلِك ينْسب لزهو ثمَّ صرف بعد أَزِيد من سنتَيْن بالكمال بن العديم ثمَّ أُعِيد فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة فَلَمَّا أَرَادَ النَّاصِر الْخُرُوج إِلَى حلب لطلب شيخ ونوروز وَمن مَعَهُمَا صرف بناصر الدّين بن العديم واعتنى بِهِ الْجمال الاستادار فَانْتزع لَهُ مشيخة الشيخونية مِنْهُ فباشرها إِلَى رَجَب سنة خمس عشرَة فاسترجعها ابْن العديم بِمَال وَاسْتمرّ الْأمين بطالا حَتَّى مَاتَ بالطاعون فِي ربيع الأول سنة تسع عشرَة قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ كثير التعصب لمذهبه مَعَ إِظْهَار محبَّة للآثار وَكَونه عَارِيا من أَكثر الْفُنُون إِلَّا استحضار شَيْء يسير من الْفِقْه قَالَ: وَمن العجاب أَن نَاصِر الدّين بن العديم أوصى فِي مرض مَوته بمبلغ كَبِير يصرف لتقي الدّين)
بن الجبتي ليسعى بِهِ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة لِئَلَّا يَلِيهِ الْأمين فَقدر الله موت كل مِنْهُمَا قبل موت ابْن العديم، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب التَّاج بن الْأمين العباسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْأمين مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ أكبرهما ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالعباسية وَمَات أَبوهُ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وتحول إِلَى الْقَاهِرَة بعد حفظ الْقُرْآن وَكَذَا قَالَ أَنه حفظ الْمِنْهَاج وَحضر دروس الْعلم البُلْقِينِيّ وَابْن أَخِيه أبي الْعدْل وَغَيرهمَا وَكَانَ يعلم الزين بن مزهر وَإِخْوَته لأمه بل نَاب عَن الْعلم فِي أَمَاكِن من الشرقية ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا قَضَاء بلبيس وَغَيرهَا وَحج وجاور وَدخل الشَّام وَغَيرهَا.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن أبي الوفا التَّاج الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَقْدِسِي ثمَّ الخليلي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وأحضر عَليّ التدمري المسلسل بشرطة ثمَّ حفظ كتبا، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمسين فسكن الجمالية وقتا ثمَّ الصاحبية عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ ولازمه وَكَذَا أَحْمد الْخَواص(5/107)
والشهاب الأبشيطي وَابْن حسان وَغَيرهم وتميز وَكتب مجموعا فِيهِ فَوَائِد كل ذَلِك. مَعَ مزِيد الْجَمَاعَة وترفعه. مَاتَ قريب السِّتين ظنا.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن طريف بن مُهْملَة وَالْفَاء كرغيف التَّاج بن الشَّمْس الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ القاهري الْحَنَفِيّ عَم أَحْمد بن عبد الْقَادِر الْمَاضِي هُوَ وَأَبوهُ ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ بدرب الفاقوسي فِي السيوفيين من الْقَاهِرَة وَسمع على الْجمال الْبَاجِيّ والصدر بن الْمَنْصُور الْحَنَفِيّ وَالشَّمْس بن الخشاب وَالصَّلَاح البلبيسي وَابْن حَاتِم وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي وَطَائِفَة مِمَّا سَمعه على النَّاجِي الْمُحدث الْفَاضِل وجزء أبي الجهم وَكَانَ شافعيا كأبيه وأصوله، وَحفظ مَعَ الْقُرْآن بعض التَّنْبِيه ثمَّ تحول بِوَاسِطَة أكمل الدّين حنفيا ونزله فِي الشيخونية وَحفظ الْمُخْتَار وَسمع دروسه ودروس الْعِزّ يُوسُف الرَّازِيّ وَغَيرهمَا وَبحث فِي النَّحْو مُقَدّمَة عَليّ الْعِزّ بن جمَاعَة وَفِي علم الْمِيقَات عَليّ الشَّمْس الغزولي وَالْجمال المارداني وَابْن المجدي فِي آخَرين، واشتغل بِعلم الْكحل على السراج البلادري والشهاب الحريري وَغَيرهمَا وشارك فِي بعض فنون الرّبع والاصطرلاب وأقت بالمنصورية وجامع الْحَاكِم وَكَذَا كحل بالميراستان، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا ثِقَة ظريفا فكه المحاضرة نير الْهَيْئَة لطيف الحجم محبا للطلبة متوددا إِلَى النَّاس ذَا ثروة من وظائفه وَغَيرهَا رَاغِبًا فِي وُجُوه الْخَيْر)
يجْتَمع عِنْده فِي الْمَسْجِد الْمُعَلق بدرب السلسلة الْقُرَّاء فِي كل يَوْم ثلاثاء يقرءُون عِنْده الْقُرْآن ويختمونه لَيْلًا وَيحسن إِلَيْهِم وَإِلَى من يجْتَمع مَعَهم بِالْإِطْعَامِ وَغَيره وَيقف بالشارع حِين الْقِرَاءَة الْخلق الْكثير لسَمَاع التِّلَاوَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْقسم بن صلح بن هَاشم التَّاج القاهري الشَّافِعِي نزيل خانقاه سرياقوس وَابْن عَم الْجمال عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ وَالِد إِبْرَاهِيم الماضيين وَيعرف كسلفه بالعرياني. ولد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَسمع الصَّحِيح على النَّجْم بن رزين وختمه على ابْن حَاتِم وَكَذَا سمع على الْبَاجِيّ وَعبد الله بن مغلطاي وعزيز الدّين المليجي وَطَائِفَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَمَات فِي أَوَائِل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالخانقاه رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن النُّور عَليّ بن يُوسُف التَّاج الزرندي الْمدنِي الشَّافِعِي كأبيه أَخُو عمر وَمُحَمّد الآتيين. سمع على الزين أبي بكر المراغي.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ التَّاج السميساطي الأَصْل القائي ثمَّ(5/108)
القاهري الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف بالفيومي اشْتغل يَسِيرا بالفقه والعربية وجود الْقُرْآن وَعلم فِي بَيت ابْن مزهر وَتردد لشَيْخِنَا مَعَ ابْن أَسد وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير بل قَرَأَ عَليّ من تصانيفي وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الديمي وتكسب بِقِرَاءَة الحَدِيث وَنَحْوهَا من الرَّقَائِق وَالتَّفْسِير فِي كثير من الْمشَاهد وَنَحْوهَا وَصَحب الْجلَال الْبكْرِيّ وَغَيره كالمخيوي الطوخي ثمَّ كبر وَانْقطع.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صلح بن إِسْمَاعِيل التَّاج أَبُو الْيمن بن الشَّمْس بن التقي الْكِنَانِي الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي سبط الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْيَعْمرِي الْمَالِكِي وَيعرف كسلفه بِابْن صلح. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع وَهُوَ فِي السَّادِسَة على ابْن صديق بعض الصَّحِيح وَحضر دروس الْجلَال الخجندي فِي فنون وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَسمع وَالِده وَعَمه نَاصِر الدّين أَبَا الْفرج عبد الرَّحْمَن والزين المراغي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي سنة خمس عشرَة وَالْجمال بن ظهيرة وَأَبا الْحسن بن سَلامَة ثمَّ الشّرف أَبَا الْفَتْح المراغي وَزَيْنَب اليافعية وَكَانَ سَمَاعه عَلَيْهَا المسلسل فِي سنة خمس وَأَرْبَعين بِقِرَاءَة الفتحي بِالْمَدِينَةِ وَصحح التَّاج عَنْهَا)
بِإِذْنِهَا فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشهب الْجَوْهَرِي وَابْن مُثبت وَابْن الظريف والشموس الغراقي والحسبتي والفرسيسي وَأَبُو الطّيب السحلولي وَأَبُو الْيمن الطَّبَرِيّ والقطب عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد الْحلَبِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَحدث وأقرأ وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الششتري والشهاب أَحْمد بن أبي الْفَتْح الْأمَوِي الْمَالِكِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَوْفِيّ وَهُوَ ابْن أُخْته وَسليمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن وهبان قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة ولقيته بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَاخِر سنة سبع وَخمسين فَأجَاز وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ خيرا صَالحا ساذجا سليم الْفطْرَة دخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَرجع مرّة مِنْهَا فِي الْبَحْر وَمَعَهُ كل من لَدَيْهِ أبي الْفرج وَمُحَمّد فَغَرقُوا فِي رجوعهم فَأَما أَبُو الْفرج فَلم يسلم وَأما الْآخرَانِ فطلعا إِلَى مَكَّة متوعكين فاستمر الْأَب حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ صَبِيحَة الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله التَّاج بن الشَّمْس الْعَوْفِيّ البعداني الْمدنِي الشَّافِعِي أحد الفراشين وشقيق مُحَمَّد الْآتِي وَذَلِكَ أسن وَيعرف كسلفه بِابْن الْعَوْفِيّ وَيُقَال لَهُ أَيْضا ابْن الْمِسْكِين وَهُوَ بهَا أشهر قريب الَّذِي قبله. حفظ(5/109)
مُخْتَصر أبي شُجَاع وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل وَدخل الْبِلَاد الشامية وَكَذَا الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ ثانيتهما فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَتِسْعين مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَالْمَدينَة.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الشّرف بن التَّاج البارنباري ثمَّ القاهري. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: كَانَ أَبوهُ كَاتب السِّرّ بطرابلس وناب هُوَ فِي توقيع الدرج بِالْقَاهِرَةِ عِنْد الْعَلَاء بن فضل الله إِلَى أَن مَاتَ فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة أَربع عَن نَحْو الثَّمَانِينَ سنة، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه هُوَ وَأَبوهُ مِمَّن ترافقا مَعَه فِي الْإِنْشَاء قَالَ: ولي عِنْده فَوَائِد.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاج أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشّرف الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شرف. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر شعْبَان سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فاشتغل كثيرا وَأخذ عَن القاياتي والشرف السُّبْكِيّ والحناوي)
والجلال الْمحلي والنور بن الطباخ والكريمي والشروانيين الشَّمْس والبرهان والكافياجي فِي آخَرين فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَالصرْف وأصول الدّين والمنطق والطب وَغَيرهَا من العقليات وَقَالَ أَنه أَخذ عَن التنسي المغربي الْمَالِكِي بل ولازم الْبُرْهَان العجلوني الْقُدسِي والبدر بن الْقطَّان والطبقة، وَمَعَ كَثْرَة تردده لهَؤُلَاء سِيمَا الغرباء مَا علمت أَنه استوفى كتابا إِلَى آخِره إِلَّا أَن يكون حل الْحَاوِي على الْمحلي وَوَصفه كَمَا قرأته بِخَطِّهِ عَلَيْهِ بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل ذُو الْفَهم الثاقب ابْن صديقنا الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح شمس الدّين بن الشَّيْخ الإِمَام شرف الدّين وَأَن قِرَاءَته لَهُ بحثا وافيا بهمة فِي مُدَّة قَصِيرَة ثمَّ أذن لَهُ أَن يفِيدهُ لمن شَاءَ وأرخ خَتمه فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَلكنه مِمَّن عرف بالذكاء والجرأة وَلزِمَ التهتك والانهماك فِي الشّرْب بِحَيْثُ أهين بِهَذِهِ الْوَاسِطَة وَغَيرهَا غير مرّة أسوؤها على يَد قَاضِي الْمَالِكِيَّة اللَّقَّانِيّ ثمَّ بِوَاسِطَة إِبْرَاهِيم الدَّمِيرِيّ وَهُوَ لَا يَنْفَكّ بل لم يزل فِي ازدياد وَصَحب بِسَبَبِهِ الأقباط كَابْن عُوَيْد السراج والتالي عبد الْغَنِيّ بن الجيعان فَكَانُوا يسخرون بِهِ ويبالغون فِي صفعه ويتلذذون أَو من شَاءَ الله مِنْهُم بانتقاصه وإساءته وهجائه للنَّاس خُصُوصا الْعلمَاء إِذْ لم يسلم من لِسَانه كَبِير أحد حَتَّى من ينتحل حرفته مِنْهُم وَقد ثَبت فسقه وَأخرج عَنهُ الْعلم البُلْقِينِيّ مشيخة مدرسة بشتاك وَقرر فِيهَا الشَّمْس بن قَاسم بعد عرضه لَهَا على غير وَاحِد من الطّلبَة فَلم يُوَافق على قبُولهَا غَيره فَأخذ فِي الوقيعة فِيهِ حَتَّى أعرض عَنْهَا وَكَذَا شهد عَلَيْهِ بِلبْس(5/110)
الْعِمَامَة الزَّرْقَاء ثمَّ لم يزل يثير العجاج وينشر عَنهُ العلاج بل هُوَ قَائِم فِي مسئلة ابْن الفارض ونظم فِيهَا قبائح ثمَّ تعدى إِلَى تأييد ابْن عَرَبِيّ وَصَارَ يطوف بِكَلَامِهِ على الْمجَالِس وَفِي الْأَسْوَاق وَيُصَرح باعتقاده واعتقاد كَلَامه بل قيل أَنه صنف فِي إِيمَان فِرْعَوْن وَكَذَا رد على البقاعي فِي مسئلة لَيْسَ فِي الْإِمْكَان وَسيرَته مَشْهُورَة فَلَا فَائِدَة فِي الإطالة بهَا هَذَا مَعَ استفاضة الثَّنَاء على أَبِيه وَكَونه فِي الدّيانَة والورع الْفَائِق الْوَجِيه حَتَّى أَنه بَلغنِي أَنه كَانَ إِذا اشْترى شَيْئا من القماش الَّذِي جرت الْعَادة فِيهِ بذرع معِين وَزَاد عَلَيْهِ دفع ثمن الزَّائِد وَلذَا لما جلس ابْنه بحانوته فِي البربسوق الفسقية وَلم يقتف أَثَره بل زَاد فِي الْفسق وَالْفساد كَاد الْعَامَّة قَتله وَحِينَئِذٍ تحول لحانوت بالكتبيين وَصَارَت لَهُ خبْرَة بِكَثِير من الْكتب وَالله يهلكه ويقصمه أَو يَتُوب عَلَيْهِ ولرشده يلهمه وَقد كتبت عَنهُ قَدِيما مَا كتب بِهِ لشَيْخِنَا وَهُوَ:
(يَا من قطفتم من الْآدَاب أزهارا ... وَمن عُلُوم النهى وَالنَّقْل أثمارا)
)
الأبيات الَّتِي أودعتها مَعَ جَوَاب شَيخنَا الْجَوَاهِر والدرر وَكَذَا قَوْله فِي بعض حجاته سنة سِتّ وَسبعين:
(وعاص لأمر الله تَابَ من الذَّنب ... وأقلع إقلاع الْمُنِيب إِلَى الرب)
(وَأحرم من مِيقَاته وَقت سيره ... إِلَى مَكَّة إِحْرَام مُعْتَمر صب)
(ولبى بِأَلْفَاظ النَّبِي مُحَمَّد ... وَصلى عَلَيْهِ بِاللِّسَانِ وبالقلب)
(وَطَاف بِبَيْت الله أعظم بنية ... وَصلى لَهُ خلف الْمقَام مَعَ الركب)
(وَبعد سعى سبعا كَمَا طَاف سَبْعَة ... على قدم مكشوفة الْمشْط والكعب)
(وَأحرم بعد الْحلق لَكِن بِحجَّة ... تلت عمْرَة فِي أشهر الفض وَالنَّدْب)
(وزار مَعَ الْحجَّاج قبر مُحَمَّد ... عَلَيْهِ صَلَاة الله فِي الشرق والغرب)
وَمن ماجرياته أَن ابْن قَاسم قَالَ فِي حل الْحَاوِي كَمَا قرأته بِخَطِّهِ مؤرخا لَهُ فِي ثامن عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين:
(لَئِن ظلت الطلاب فِي الحكم وَالْفَتْوَى ... فللحل وَالْحَاوِي هما الْغَايَة القصوى)
(لقد كَانَ قبل الْحل يخفي بَيَانه ... إِلَى أَن أَتَى سبط براهينه تقوى)
(بِحل شراب طَابَ عرفا يخاله ... وَكَانَ مداد الْكل من وَالِد روى)
وَقَالَ أَيْضا:
(سلافة حاوينا زلال مبرد ... وَحل شراب عرفه لَك يشْهد)
(كسبط لَهُ خَال من الْفضل عَمه ... فَوَائِد من جد فَنعم المآخذ)
(فبادر لَهُم تسمو فمسعاهم حمد ... وتقليدهم حق وفتواهم قصد)
فَكتب التَّاج تَحت خطه مِمَّا سمعته من لَفظه مؤرخا لَهُ بتاسع عشري الشَّهْر الْمَذْكُور:(5/111)
(شَهِدنَا على من حط فِي الْخط عقله ... وفاخرنا بالزيف والنقد يشْهد)
(فإكفاء مَا فِيهَا سناد كِفَايَة ... وكاملة كالضرب قبح مُؤَكد)
(غلبت خليلي حجَّة بِكَلَامِهِ ... وَلَو أَنه فِيمَا ادَّعَاهُ الْمبرد)
وَكَانَ التَّاج كتب قبل ذَلِك على الْحل بِمَا نَصه:
(خَطَبنَا من بَنَات الْفِكر بكرا ... وجهزنا لأرض الْفرس مهْرا)
(فزفوا الْحل للحاوي عروسا ... تجلت فِي سَمَاء الْفِقْه بَدْرًا)
)
(أحب لطرسه الوجنات تحكي ... شقائق روضنا طيا ونشرا)
(سقى الله الَّذِي أَعْطَاك حلا ... شربت بكاسه الممزوج قطرا)
(وَأنْبت من مَعَانِيه بَيَانا ... بديعا يعجب البلغاء سحرًا)
(وينظم فِي بحور الْحور عقدا ... فينثر فِيهِ ياقوتا ودرا)
(مَلَأت بحبها قلبِي وطرفي ... فَلم أسمع من الْعَذْرَاء عذرا)
بل قَالَ أَيْضا مِمَّا كتبه عَنهُ شَيْخه النواحي حَسْبَمَا قرأته بِخَطِّهِ فَقَالَ أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ مخدومنا الشَّيْخ أَبُو الْفضل بن شرف أعذب الله تَعَالَى موارد آدابه:
(هما الْحل وَالْحَاوِي فقلدهما الْفَتْوَى ... تكن من ذرى العلياء فِي الْغَايَة القصوى)
(فَفِي كل مغنى مِنْهُ معنى بَيَانه ... على كل كشاف عَن السِّرّ والنجوى)
ثمَّ كتب النواجي أَيْضا ثمَّ أَنْشدني حرس الله تَعَالَى بديهته وسجم قريحته هَذَا الْبَيْت المتضمن البديع هَذَا التَّشْبِيه اللَّطِيف ليدل بِهِ على بَيَان مَقَاصِد الْحَاوِي للتوقيف:
(كسبط حباه الْخَال سمطا لجده ... فرائد فقه كالذراري فِي المأوى)
قَالَ: وَكتب مُحَمَّد النواجي ولعفو ذِي الْجلَال راجي فِي خَامِس عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين وَكتب الشهَاب بن صَالح مقرضا للتاج:
(نعم مدح تَاج الدّين حلا وحاويا ... تبوأ منهاجا تَبرأ من هاجي)
(وزان مقَال السبط بالسمط فانثنى ... بقول الثنا قد حلي الْحل بالتاج)
فَكتب التَّاج تحتهما:
(فِي كل درس من الْكَافِي مطالعة ... على طَريقَة عرف الْفِقْه واللغة)
(فانه مفرغ فِي قالب حسن ... عَار على من الْعَار فِي الإيجاز والنكت)
وَسمع من التَّاج الأبيات الْمشَار إِلَيْهَا الْقُضَاة الْأَرْبَعَة فَكتب الْعلم البُلْقِينِيّ الشَّافِعِي مَا نَصه: الْحَمد لله سَمِعت هَذِه الأبيات من لفظ ناظمها نفع الله بِهِ وَوصل أَسبَاب الْخَيْر بِسَبَبِهِ. والسعد بن الديري الْحَنَفِيّ بقوله: سَمِعت هَذِه الأبيات البليغة من ناظمها نفع الله بهَا وَبِمَا نظمت فِيهِ. والولوي السنباطي الْمَالِكِي بقوله: سَمِعت(5/112)
هَذِه الأبيات البديعة من لفظ ناظمها نَفعه الله تَعَالَى بِالْعلمِ وزانه بالتقوى والحلم)
والعز الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ بقوله: وَكَذَلِكَ أنشدنيها ناظمها بلغه الله من الْخَيْر الْغَايَة القصوى وَختم لنا وَله بِالْحُسْنَى وَكتب التَّاج بعد ذَلِك:
(نعم أنشدت نقاد الْمعَانِي ... فَقَالَ بيانهم أبديع سحر)
(وَأنْشد من نفى مَا اثبتوه ... وَلَوْلَا الشّعْر بالعلماء يزري)
عبد الْوَهَّاب تَاج الدّين بن الْجمال أبي المكارم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الباسط وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة إخْوَته جمَاعَة وَقرر فِي طلب تدريس الغياث الخلجي بِمَكَّة وحضره وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدخل الْقَاهِرَة وكنباية ومندوة من بِلَاد الْهِنْد وتوسط لَهُ عِنْد صاحبيهما فَحصل لَهُ من الجزراتي ثلثمِائة دِينَار وَمن الخلجي خَمْسمِائَة ووكله وَهُوَ بِالْهِنْدِ خَاله البرهاني فِي قبض مَا تجدّد من الْأَوْقَاف وَكتب لَهُ محْضر بذلك وبالثناء عَلَيْهِ وعَلى أَهله وَكتب النَّاس عَلَيْهِ وجهزه إِلَيْهِ وَهُوَ هُنَاكَ وَرجع فَعرض لَهُ وجع تعلل بِهِ مُدَّة ثمَّ برأَ مِنْهُ إِلَّا بقايا مَعَ نوع من المالخولية يَعْتَرِيه أَحْيَانًا إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة خَاله من المعلاة وَكَانَ عِنْده حشمة مَعَ إقدام وبطش فِي النَّاس عَفا الله عَنهُ.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن دغرة بن زهرَة التَّاج أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشّرف الحبراضي الأَصْل الطرابلسي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن زهرَة بِضَم الزَّاي. ولد فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ مُحَمَّد الأعزاري وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على أَبِيه واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الْعَلَاء المقسي وَفِي أصُول الدّين على الشَّمْس بن الشماع ولازمه وانتفع بِهِ وَصَحب الزين الخافي وَسمع أَبَاهُ والشهاب بن الحبال وَابْن نَاصِر الدّين وَحكى عَن وَالِده انحرافا عَنهُ كَغَيْرِهِ من شافعية الشَّام لأجل ابْن تَيْمِية وَحج وَدخل الشَّام صُحْبَة وَالِده فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَأقَام بِبَلَدِهِ متصديا للتدريس والإفتاء وَجمع كل من المنهاجين والتنبيه والزبد شرحا سَمَّاهَا بهجة الْوُصُول وَتَذْكِرَة الْمُحْتَاج وَتَذْكِرَة النبيه وكل مِنْهَا فِي خمس مجلدات وَالْمُعْتَمد بل عمل مُخْتَصرا سَمَّاهُ الْمُخْتَار فِي فقه الْأَبْرَار)
إِلَى غَيرهَا مِمَّا وقفت على حجمه، ولسرعة الِانْفِصَال عَنهُ لم أتدبر فِي علمه وَالْأَقْرَب أَنَّهَا إِن كَانَت مُعْتَمدَة فَهِيَ لوالده نعم هُوَ إِنْسَان حسن الصُّورَة كثير التَّوَاضُع لَهُ(5/113)
فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة وَالْجَمَاعَة من أهل بَلَده فِيهِ كَلَام وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ وكتبت عَنهُ قَوْله:
(عُيُون حَبِيبِي النرجسيات أتلفت ... فؤاد الْمَعْنى بالفتور وبالسحر)
(وأرمت سهامها صائبات نصولها ... لقلب الَّذِي قد مَاتَ بالصب والهجر)
فِي أَشْيَاء سواهُ. مَاتَ فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ وَقد شاخ.
عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يحيى بن عبد الله التَّاج بن الْجمال ابْن الشّرف المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَالِد النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي. وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. ولد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ والمحب المطري وَآخَرين وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا وبالمدينة الْفِقْه والعربية عَن أبي الْقسم النويري وبالمدينة الْفِقْه فَقَط عَن أَحْمد الْجريرِي وَمُحَمّد بن نَافِع المسوفي وناب فِي قَضَاء الْمَدِينَة لَاعن قضاتها بل اسْتِقْلَالا بمراسيم أَولهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين ثمَّ اسْتَقل بِهِ وَذَلِكَ فِي صفر سنة سِتِّينَ ووروده فِي الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ عقب الْبَدْر بن فَرِحُونَ فَمَكثَ قَلِيلا ثمَّ توعك إِلَى أَن مَاتَ فِي عشري شعْبَان مِنْهَا وَقد قَارب السِّتين.
عبد الْوَهَّاب بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن الْكرْمَانِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة والمصاهر لإمامها الْمُحب وقتا وَيعرف فِيهَا بملأ عَلَاء الدّين الْكرْمَانِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بكرمان ثمَّ تحول مِنْهَا لهراة فَأخذ عَن علمائها كمحتسبها الْعَلامَة الْمُحَقق المُصَنّف حُسَيْن الخوافي الْحَنَفِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب الْعَضُد وحاشية الْمطَالع وَسمع غَيرهمَا وعَلى وَعلي التوشجي وَمَعْنَاهُ حَافظ الطير الْمُسَمّى عندنَا بالبازدار الْحَنَفِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الرياضيات وَمن جملَته الْحساب وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه على التَّجْرِيد لتصير الدّين الطوسي فِي علم الْكَلَام والزين على الْكرْمَانِي الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة والمنطق وَغَيرهمَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وتميز فِي الْفُنُون والرياضيات بل بَلغنِي أَنه إِذا طالع محلا من فنونه لَا يلْحق فِيهِ، وَدخل الشَّام ومصر والهند وَأَقْبل عَلَيْهِ خواجا جهان وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ قطن مَكَّة قبيل الثَّمَانِينَ لم يبرز مِنْهَا إِلَّا للزيارة النَّبَوِيَّة مَعَ الشَّيْخ مُحَمَّد بن قاوان وَلم يتَوَجَّه بهَا للإقراء غَالِبا مَعَ السُّؤَال لَهُ فِي ذَلِك، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السَّيِّد أصيل الدّين عبد الله والكرماني خَادِم ابْني قاوان وبالغا عِنْدِي فِي الثَّنَاء)
عَلَيْهِ وَرُبمَا يتفهم مِنْهُ بعض الْفُضَلَاء مَا يعسر عَلَيْهِ وَأكْثر من قصدي للسلام وَالْمُبَالغَة فِي التَّوَاضُع وَنعم الرجل تفردا وتوحدا وَلَكِنِّي سَمِعت من ينْسبهُ لِابْنِ عَرَبِيّ، ثمَّ أَنه سَافر فِي الْبَحْر إِلَى هرموز ثمَّ إِلَى هراة وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين بهَا.
عبد الْوَهَّاب بن نصر الله بن توما الْوَزير تَاج الدّين بن الشَّمْس بن(5/114)
الزين القبطي الْأَسْلَمِيّ وَيعرف بالشيخ الخطير وَهُوَ لقب لِأَبِيهِ. ولد بِالْقَاهِرَةِ على دين النَّصْرَانِيَّة وَنَشَأ بهَا كَذَلِك وخدم فِي عدَّة جِهَات ثمَّ أكرهه بعض الرؤساء على الْإِسْلَام فأظهره وخدم الْأَشْرَف برسباي قبل تملكه فَلَمَّا تملك اسْتَقر بِهِ فِي نظر الإسطبل ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي ديوَان ولديه وَاحِدًا بعد آخر وَكَانَ يمِيل لمباشرته فَلَمَّا استعفى الْجمال يُوسُف بن كَاتب جكم فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عَن الوزارة اسْتَقر بِهِ فِيهَا وبولده أبي الْحسن فِي نظر الإسطبل عوض أَبِيه فَلم يفلح الْأَب بل بَاشر أقبح مُبَاشرَة وَسَاءَتْ سيرته فَعَزله وَلزِمَ دَاره وَقد انحط عِنْده فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر صادره وَأخذ مِنْهُ جملَة ثمَّ أطلقهُ وَاسْتمرّ مخمولا منكوسا حَتَّى مَاتَ بعد مَا شاخ فِي خَامِس ذِي الْقعدَة سنة خمس وَلم يكن عَلَيْهِ نور الْإِسْلَام وَالله أعلم بباطن أمره وَله ذكر فِي آخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ من تَارِيخ المقريزي.
عبد الْوَهَّاب بن نصر الله بن حسن وَيُقَال لَهُ حسون بن مُحَمَّد بن أَحْمد التَّاج الفوي ثمَّ القاهري أَخُو الْبَدْر حسن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن نصر الله وَذَاكَ الْأَصْغَر. ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بفوة وَقدم الْقَاهِرَة فاشتغل بِفقه الْحَنَفِيَّة عِنْد جمَاعَة وَكَذَا بِغَيْرِهِ وباشر بجاه أَخِيه كثيرا من الْوَظَائِف كنظر الْأَوْقَاف والأحباس وَالْكِسْوَة وتوقيع الدست ووكالة بَيت المَال ونيابة كَاتب السِّرّ فِي الْغَيْبَة وَخَلِيفَة الحكم الْحَنَفِيّ، وخدم عِنْد عدَّة من أكَابِر أُمَرَاء الديار المصرية، وَكَانَت لَهُ وجاهة ووقار فِي الدولة مِمَّن يحب الْعلم وَالْعُلَمَاء ويجمعهم عِنْده ويتودد إِلَيْهِم وينتمي للحنفية. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشْرين بِالْقَاهِرَةِ فِي حَيَاة أَبِيه فورثه مَعَ بنيه عَفا الله عَنهُ.
عبد الْوَهَّاب التَّاج بن الرَّمْلِيّ. ولد سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا بِسنة وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي نظر الدولة بِالْقَاهِرَةِ فاستمر مُدَّة شَاركهُ صهره سعد الدّين البشيري مُدَّة أُخْرَى إِلَى أَن اسْتَقل البشيري بالوزارة فَانْفَرد هَذَا إِلَى قبيل مَوته بِدُونِ السّنة وَقد أحضرهُ الْمُؤَيد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ليحاسب الْهَرَوِيّ على مَا اجتاحه من أَمْوَال الْقُدس والخليل فَسَأَلَهُ عَن مولده فَقَالَ لي الْآن اثْنَان أَو ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة، وَكَانَ يحب أهل الْخَيْر وَيكثر الصَّدَقَة ويتبرأ من تنَاول)
المكس وَالْأكل من ثمن مَا يكون مِنْهُ بل كَانَ يَقُول أَنا أستدين جَمِيع مَا آكله وَألبسهُ حَتَّى لَا أتعاطى الْحَرَام بعينة وَالله أعلم بغيبه. مَاتَ وَقد أسن وارتعش مَفْصُولًا فِي سنة سِتّ وَعشْرين.
ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
عبد الْوَهَّاب تَاج الدّين الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري خَليفَة الْمقَام الأحمدي بطنتدا(5/115)
ووالد سَالم الْمَاضِي.
مَاتَ بهَا فَجْأَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن هُنَاكَ.
عبد الْوَهَّاب التَّاج بن كَاتب المناخات. مَاتَ سنة سبع وَعشْرين. فِي عبد الرَّزَّاق.
عبد الْوَهَّاب اليمني الزبيدِيّ وَيعرف بالحربي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة ثمَّ رَاء سَاكِنة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَخمسين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
عبد الْوَهَّاب فَخر الدّين رَأس الرافضة. مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ.
عبدون بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الزين الطهويهي الْأَزْهَرِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ. عبيد الله بن بايزيد. يَأْتِي فِي التَّحْتَانِيَّة من الْآبَاء فبايزيد أَصْلهَا أَبُو يزِيد إِلَّا أَنهم ينطقون بهَا هَكَذَا.
عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله الأبيوردي الْمَدْعُو بحافظ. خدم الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وتلمذ لَهُ وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة على طَريقَة حَسَنَة فهما وخطا وأدبا وظرفا ثمَّ ترقى لخدمة ملك التُّجَّار، وَقدم غير مرّة الْقَاهِرَة بهديته وتزايدت وجاهته وَفِي ظَنّه أَنه ينظم الشّعْر وَقد أَخذ عني أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وَكَذَا سمع على الشاوي وَغَيره فَلَمَّا قتل الْمشَار إِلَيْهِ قطن الْقَاهِرَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف فايتباي فِي نظر الْكسْوَة وتزايد الثَّنَاء على عقله وأدبه وابتنى بِمَكَّة فِيمَا بَلغنِي بعض الدّور، وَذكر بالثروة الزَّائِدَة مَعَ تبرمه من ذَلِك ثمَّ اخْتصَّ بِصَاحِب كنباية ورأيته بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأخذ مني عدَّة من تصانيفي ثمَّ لم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة من الَّتِي تَلِيهَا بجدة وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها رَحمَه الله وإيانا، ونظمه وَقد اجْتمع هُوَ والشهاب الصوة وَأَبُو عبد الله الفيومي على مُعَارضَة قصيد الصفي الْحلِيّ الَّذِي أَوله عَبث النسيم بقده فتأودا فَقَالَ:
(مَا لَاحَ لَاحَ فِيكُم أَو فندا ... إِلَّا هدى من ذكركُمْ أوفى الندا)
(إِن الَّذين تنسكوا لما رَأَوْا ... محراب حَاجِبه أَصَابُوا مَسْجِدا)
(وبدا أمامهم الْجمال فأعلنوا ... الله أكبر ثمَّ خروا سجدا)
(ياعاذلي خل الملام وَلَا تكن ... مِمَّن قد اشْتَروا الضَّلَالَة بِالْهدى)
)
(فَكَمَا شهِدت بِأَن رَبِّي وَاحِد ... لَا شكّ فِيهِ شهِدت أَن مُحَمَّدًا)
وَقَالَ الشهَاب:
(سهت الْوُجُوه لوجهه لما بدا ... متلألئا فلذاك خرت سجدا)
(والغصن عد مَعَ الَّذين قضوا أسى ... وَكَذَا الْحمام عَلَيْهِ ناح وعددا)
(والبدر بَات اللَّيْل ذَا كلف بِهِ ... متحيرا يرْعَى النُّجُوم مسهدا)
(وَلكم تشبهت الغصون بِهِ وَقد ... عَبث النسيم بقده فتأودا)
وَقَالَ الثَّالِث:(5/116)
(هَل بدرتم فِي غياهبه بدا ... أم وَجه خلي من ذوائبه ارتدى)
(رشأ أدَار سلاف خمرة رِيقه ... وَسَقَى بِهِ سيف اللحاظ فعربدا)
(لما تجلى يوسفي جماله ... خرت لطلعته الْكَوَاكِب سجدا)
وَمِنْهَا:
(أعذول لَو أَن التسلي فِي يَدي ... مَا ذاب قلبِي من محبته سدى)
(دع مهجتي ولظى هَوَاهُ فَإِنَّهَا ... وجدت على نيران وجنته هدى)
(عذر العذول على هَوَاهُ قَالَ لي ... لما رَآهُ فِي المحاسن مُفردا)
(إِن كَانَ نصف الْحسن أعطي يُوسُف ... فَلَقَد حوى كل الْجمال مُحَمَّدًا)
فِي أَبْيَات لَهُ وللذي قبله وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة كثيرا مَا يتَمَثَّل:
(لَئِن جاد نظمي فِي القريض وَلم تكن ... جدودي فيهم يعرب وإياد)
(فقد تسجع الورقاء وَهِي حمامة ... وَقد ينْطق الخلخال وَهُوَ جماد)
وَحصل لَهُ ضيق مرّة فَكَانَ يتَمَثَّل أَيْضا:
(سأحجب عني أسرتي عِنْد عسرتي ... وَأظْهر فيهم أَن أصبت ثراء)
(ولي أُسْوَة بالبدر ينْفق فوره ... وَيخْفى إِلَى أَن يستجد ضِيَاء)
عبيد الله بن عبد الله الأردبيلي. فِي ابْن عوض بن مُحَمَّد.
عبيد الله بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم القرتاوي الشَّامي. مضى فِي عبد الله.
عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الْجلَال بن التَّاج الشرواني الأَصْل والمنشأ الأردبيلي المولد ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله وَعبد اللَّطِيف وَمُحَمّد والبدر مَحْمُود)
الْمَذْكُورين فِي محالهم. كَانَ وَالِده بارعا فِي الطِّبّ فاستدعاه الْفَقِيه الْجمال يُوسُف الأردبيلي لطب ابْنَته فَقدم عَلَيْهِ فَوجدَ مَرضهَا خطرا يحْتَاج لمشارفتها فِي كل لَحْظَة فالتمس من أَبِيهَا التَّزَوُّج بهَا ليتَمَكَّن من مخالطتها فتوقف فرغبته أمهَا فِيهِ فَأجَاب فَتَزَوجهَا وعالجها حَتَّى عوفيت وَدخل عَلَيْهَا فَحملت بِصَاحِب التَّرْجَمَة وَكَانَ مولده هُنَاكَ باردبيل فَهُوَ سبط الْجمال الْمَذْكُور وَقدم بَلْدَة شرْوَان ثمَّ الْقَاهِرَة وَمن شُيُوخه السَّيِّد عبد الله النَّحْوِيّ شَارِح اللب واللباب وَيعرف بنقركار الْمَاضِي وأرشد الدّين المقولي شيخ الشيخونية بعد القوام الاتقاني وركن الدّين القرمي أحد شرَّاح الْهِدَايَة والقطب التحتاني وَآخَرُونَ وتفنن فِي الْعُلُوم ودرس فِي المذهبين الشَّافِعِي والحنفي وَكتب على الْهِدَايَة وَالْمجْمَع والكشاف وَغَيرهَا من كتبه حَوَاشِي مفيدة متقنة رَأَيْت كثيرا مِنْهَا ووقفها بالصرغتمشية وَكَانَ معيدا بهَا وَولي تدريس الْفِقْه بالإيتمشية والأبو بكرية ظَاهر سوق الْجوَار وَأم السُّلْطَان بالتبانة وَكَانَ مَسْكَنه بهَا وَقَضَاء الْعَسْكَر، وسافر مَعَ منطاش فِي الْفِتْنَة وامتحن بِسَبَب ذَلِك وَتردد لنوروز بِسَبَب إسماع الحَدِيث(5/117)
هُوَ الْعِرَاقِيّ فاستدعى بِهِ فَلَمَّا حضر قَالَ عبيد الله: مرسومكم قد حصل الِاسْتِغْنَاء فَقَالَ: بل كونا مَعًا حَكَاهُ وَلَده وَأَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ التفهني. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَابِع عشري رَمَضَان سنة سبع قَالَ الْعَيْنِيّ: وَكَانَ فَاضلا أدْرك كثيرا من مَشَايِخ الْعَرَب والعجم وَكَانَ فِي أول مرّة شافعيا ثمَّ تحول حنفيا وَأكْثر الِاشْتِغَال فِيهِ حَتَّى درس وَأفَاد وَكتب كثيرا وَولي تدريس الْمدرسَة البكرية والخاتونية الَّتِي بالتبانة وَأعَاد بالصرغتمشية وَغير ذَلِك وَولي قَضَاء الْعَسْكَر فِي أَيَّام منطاش وَتَأَخر بذلك عِنْد الظَّاهِر وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ ابْن عبد الله الأردبيلي جلال الدّين الْحَنَفِيّ لَقِي جمَاعَة من الْكِبَار بالبلاد العرابه وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة فولي قَضَاء الْعَسْكَر ودرس بمدرسة أم السُّلْطَان بالتبانة وَغير ذَلِك وَكَانَت لَهُ فَضِيلَة فِي الْجُمْلَة. وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان انْتهى. وتسميته وَالِده بِعَبْد الله سَهْو فقد قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ بل ذكره شَيخنَا على الصَّوَاب فِي تَرْجَمَة يُوسُف الأردبيلي من الدُّرَر حَيْثُ قَالَ وَهُوَ جد الشَّيْخ جلال الدّين عبيد الله بن الشَّيْخ تَاج الدّين عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي مولدا الشرواني منشأ لأمه كَانَ يقرئ فِي الْمَذْهَب وَحكى لنا الْبَدْر بن التنسي الْمَالِكِي أَنه كَانَ)
مُعظما عِنْد الأتراك مَنْسُوبا إِلَى الْعلم وَكَانَ الْأُمَرَاء فِي أَوَاخِر الْقرن الَّذِي قبله يتنافسون فِي سَماع الحَدِيث فَكَانَ كل أَمِير مِنْهُم يَجْعَل عِنْده شَيخا يسمع النَّاس وَيَدْعُو للسماع وَكَانَ جلال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن أبي الْبَقَاء محبا فِي التَّقَدُّم والرفعة والتصدر فِي الْمجَالِس وَكَانَ ذَا هَيْئَة عَظِيمَة وَكَانَت هَيْئَة عبيد الله رثَّة فَأَرَادَ أَن يجلس فَوْقه فَلم يُمكنهُ وَكَانَ من الدهاة يغِيظ وَلَا يغتاظ فَلَمَّا رأى رَغْبَة الْجلَال فِي ذَلِك قَالَ: إِن كنت تريده فَأعْطِنِي خَمْسمِائَة دِرْهَم فَأعْطَاهُ فَكَانَ يجلس فَوْقه وَذَلِكَ فِي بَيت ايتمش فاتفق أَنهم حَضَرُوا يَوْمًا فِي بَيت نوروز فَأَرَادَ الْجُلُوس فَوْقه فَلم يُمكنهُ عبيد الله وَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا أخذت مِنْك الْعِوَض على الْجُلُوس هُنَاكَ وَأما غَيره فَإِن كنت تُرِيدُ ذَلِك فجدد عوضا أَو كَمَا قَالَ وَحكى القاياتي أَن عبيد الله هَذَا كَانَ شافعيا وَكَذَا أسلافه وَأَن بعض آبَائِهِ صنف فِي الْمَذْهَب بل أهل أردبيل بَلَده كلهم شافعية وَأَنه إِنَّمَا تحنف على يَد يلبغا فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول: من ترك مَذْهَب الشَّافِعِي وتحنف أَعْطيته خَمْسمِائَة وَجعلت لَهُ وَظِيفَة فَفعل ذَلِك جمَاعَة مِنْهُم صَاحب التَّرْجَمَة والسراج قاري الْهِدَايَة وَحكى أَنه رأى الشَّافِعِي فِي الْمَنَام وَمَعَهُ مسحاة فَقيل لَهُ مَا تفعل بِهَذِهِ فَقَالَ: أخرب بهَا الْكَبْش وَهُوَ بَيت يلبغا فَلم يلبث أَن نكب يلبغا وَخرب بَيته إِلَى الْآن.
عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب بن النُّور(5/118)
الْحُسَيْنِي الإيجي الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ أَخُو الصفي عبد الرَّحْمَن والعفيف مُحَمَّد وَالِد الْعَلَاء مُحَمَّد وأسنهما. أجَاز لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْعِمَاد بن كثير وَمن أثْبته فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير أجَاز لأخويه الْمَذْكُورين وَولد ثَانِيهمَا الْعَلَاء وَجَمَاعَة فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ زَائِد الْحِفْظ لمتون الْأَحَادِيث صحيحها وسقيمها مِمَّن أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وتحول حنبليا وَيُقَال أَن وَالِده هجر لذَلِك مُدَّة ثمَّ رَضِي عَنهُ وَبَلغنِي أَن ابْن الْجَزرِي لما رَآهُ بلار قَالَ أَنه لم ير مثله. وَمَات بهَا سنة بضع وَعشْرين رَحمَه الله.
عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد نور الدّين أَبُو حَامِد بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف أبي بكر الْحُسَيْنِي الأيجي الشَّافِعِي سبط السَّيِّد صفي الدّين عَم وَالِده الْآتِي وَأَبوهُ وجده وَقَرِيب الَّذِي قبله وَيعرف كأبيه بِابْن السَّيِّد عفيف الدّين. ولد فِي يَوْم السبت خَامِس عشري ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بشيراز وتحول مِنْهَا بِصُحْبَة أَبِيه وجده)
لأمه إِلَى مَكَّة فأحضر بهَا على أبي الْفَتْح المراغي المسلسل وَبَعض الصَّحِيح وَتَنَاول سائره وبالمدينة على الْمُحب المطري، وَأقَام بإيج فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْحَاوِي وَفِي الصّرْف النخبة لجده وَفِي النَّحْو الكافية وشيئا من الطوالع وَغير ذَلِك وَأَخْبرنِي أَنه حفظ سُورَة الْأَنْعَام فِي يَوْم وَأخذ عَن الصفي جده لأمه فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والأصلين وَغَيرهَا كالفقه قَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر الْمُحَرر للرافعي وَسمع عَلَيْهِ كثيرا وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن إِلَى سُورَة هود بل قَرَأَ على أحد تلامذة ابْن الْجَزرِي الْكَمَال عَليّ بن الشَّمْس مُحَمَّد النائبي بنونين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة مَهْمُوزَة من أَعمال يزدْ الْفَاتِحَة وَسورَة الْحَدِيد والحشر وَسمع مِنْهُ سُورَة الْإِخْلَاص وثلاثيات الصَّحِيح وَالْأَرْبَعِينَ وَكَذَا سمع على جده لِأَبِيهِ جملَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ الثلاثيات ولازم وَالِده كثيرا فِي الْفِقْه والْحَدِيث حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَقَرَأَ على عَمه القطب عِيسَى الْخُلَاصَة للطيبي فِي عُلُوم الحَدِيث وَبَعض شرح السَّيِّد على الكافية لِابْنِ الْحَاجِب وَكَذَا قَرَأَ على النُّور أبي الْفتُوح أَحْمد الطاووسي الْمَاضِي عدَّة مسلسلات مَعَ الثلاثينات وَفِي الْمنطق وَغَيره على خَاله السَّيِّد معِين الدّين مُحَمَّد وَفِي فنون بِمَكَّة عَن نزيلها عبد المحسن الشرواني واستجاز لَهُ أَبوهُ خلقا مِنْهُم شَيخنَا والعز بن الْفُرَات وَكَذَا أجَاز لَهُ وَهُوَ فِي السّنة الأولى باستدعاء الفتحي زَيْنَب ابْنة اليافعي وَقدم الْقَاهِرَة من بِلَاده فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بعد أَن دخل حلب وَالشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأخذ بهَا عَن جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين كابي ذَر بحلب وَإِبْرَاهِيم النَّاجِي وَحسن بن نهان والبقاعي بِدِمَشْق وكاتبه بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا سمع بِالْقَاهِرَةِ على الشهَاب الشاوي ثلاثيات البُخَارِيّ(5/119)
واشتغل بالإقراء والإفتاء ببلاده وَغَيرهَا وتصدر بمدرستهم فِي إيج للإقراء والتحديث والإفتاء قَالَ: وَلم أسْتَكْثر من شُيُوخ بلادي لما كَانَ عِنْدِي من قُوَّة النَّفس فِي الْتِزَام المباحثة والمنازعة لِأَنِّي خشيت من الْأَخْذ عَنْهُم والتقيد فِي ترك ذَلِك مَعَهم لكَون سلوكه مَعَهم حِينَئِذٍ يُنَافِي حَقهم فِي الْأَدَب قَالَ: وَلذَا كنت أترك الْإِفْتَاء وَنَحْوه مَعَ وجود خَالِي وَأما قِرَاءَة الْأَوْلَاد عَليّ فِي لترغيب بِمَكَّة مَعَ وجودكم بهَا فَلَيْسَ على وَجه الرِّوَايَة وَلَا على وَجه الإفادة بل بِقصد الْمُرُور عَلَيْهِ لتوقع التباس شَيْء من الْمُتُون والرواة وَنَحْو ذَلِك فأسألكم عَنهُ وَالله يعلم مقصدي فِي هَذَا ومعاذ الله أَن أتصدر مَعَ وجودكم، واجتهد فِي الْحلف فِي ذَلِك مَعَ قَوْله وَهَا أَنا مُسْتَقْبل الْكَعْبَة وَفِي رَمَضَان)
حِين قولي ذَلِك وحلفي عَلَيْهِ وَنَحْو هَذَا وَوصف بِخَطِّهِ بشيخ الْإِسْلَام حَافظ الْعَصْر فِي سُؤال سَأَلَني عَنهُ ولازمني بِمَكَّة كثيرا فِي قِرَاءَة أَشْيَاء وَكَانَ يود الْإِكْثَار فَضَاقَ الْوَقْت وَقد كتب شَيْئا على الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وعَلى التَّيْسِير للبارزي والأنوار للأردبيلي وَعلي القونوي لم يكمل أَكْثَره أَو كُله وَكَذَا جمع كتابا طَويلا سَمَّاهُ مجمع الْبحار جعله أَولا مُخْتَصرا للروضة ثمَّ بسط الْكَلَام بِحَيْثُ يَسْتَوْفِي كَلَام الْأَصْحَاب بِالتَّعْلِيلِ والبحث وَرُبمَا يذكر الدَّلِيل عِنْد الِاحْتِيَاج إِلَيْهِ كتب مِنْهُ من الْعِبَادَات كثيرا المتوالي مِنْهُ إِلَى بَاب الِاجْتِهَاد فِي المَاء فِي عشْرين كراسا إِلَى غير ذَلِك من رسائل فِي مسَائِل يَقع فِيهَا الِاخْتِلَاف عِنْدهم، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ فَاضل بحاث نظار غَايَة فِي الذكاء حسن الْخط وَالْعشرَة كثير الْعِبَادَة والاعتناء بِفُرُوع الْفِقْه، وَكَانَ وَالِده يُبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ خُصُوصا فِي الْفِقْه وَلما كَانَ بِالْقَاهِرَةِ تكلم مَعَ جمَاعَة من المصريين فِي فروع استشكالها وَكتب كثير مِنْهُم عَلَيْهَا، وَقد تزوج السيدة بديعة ابْنة خَاله وحفيدة عَم أَبِيه السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن صفي الدّين واستولدها أَوْلَادًا ثمَّ سَافر بِمَا عدا أَصْغَر الثَّلَاثَة إِلَى بِلَاده ففرقت كتبه كلهَا ودام هُنَاكَ إِلَى أَن رَجَعَ لمَكَّة بعد سِنِين وَمَعَهُ أكبر الْوَلَدَيْنِ فِي موسم سنة أَربع وَتِسْعين وفارقته بِمَكَّة ثمَّ سَافر إِلَى جِهَة بِلَاده وَكتبه ترد كل وَقت.
عبد الله بن مَحْمُود الشَّاشِي. مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول أَو مستهل الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين وترجمته عِنْدِي بِخَط بعض الآخذين عَنهُ مِمَّن أَخذ عني كَمَا فِي حوادثها أَو فِي حوادث الَّتِي بعْدهَا مَعَ موت يَعْقُوب.
عبيد الله بن بايزيد بن مَحْمُود الْجلَال السَّمرقَنْدِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين.
أرخه ابْن فَهد فِي ذيله.
عبيد الله بن يُوسُف التبريزي نزيل الْقَاهِرَة مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا رَفِيقًا(5/120)
للعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَوَصفه شَيخنَا بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الأوحد الْمُحَقق المفنن برهَان الدّين بن الإِمَام عز الدّين. عبيد الله الأردبيلي. فِي ابْن عوض.
عبيد الله المنزلي الْمَالِكِي الْمولى الْأسود سمي وَالِده عبد الرَّحْمَن. ولد سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا لَقيته بِمَجْلِس شَيخنَا فَأَنْشد من لَفظه وَأَنا أسمع قَوْله:
(يقبل الأَرْض إجلالا لقدركم ... عبد لنحوكم قد جَرّه الشغف)
(أَسبَاب عدلك عَنهُ الصّرْف قد منعت ... فَهَل لَهُ من إضافات فَيَنْصَرِف)
)
عبيد بن إِبْرَاهِيم الزَّعْفَرَانِي الْمُقدم وَالِد بَرَكَات الحريري ونزيل الكداشين. مَاتَ فِي لَيْلَة سَابِع عشري صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَجْأَة كَأُمِّهِ.
عبيد الله بن أَحْمد بن عَليّ الهيثمي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي بواب تربة برقوق وَيعرف بخادم الشَّيْخ طَلْحَة. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة فِي محلّة أبي الْهَيْثَم ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى مصر فخدم الشَّيْخ طَلْحَة فَعرف بِهِ، وَحج مرَّتَيْنِ وَقَامَ بتربة برقوق بالصحراء بوابا مَعَ مُحَمَّد بن عَليّ بن مِقْدَام الْآتِي وَسمع الْجمال بعد الله الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين أَو بعْدهَا.
عبيد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يُونُس بن حَامِد السلموني نِسْبَة لسلمون الْغُبَار بالغربية ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الشَّاعِر. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسلمون وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا ولازم مُحَمَّدًا الطنتدائي الضَّرِير ثمَّ عبد السنباطي وَغَيرهمَا كالجوجري وَتردد للقرافة قَلِيلا وَفهم وَحفظ من كَلِمَات الصُّوفِيَّة وأحوال الْكثير حَتَّى كَانَ يَقُول لَو كَانَ ثمَّ اقبل على الشّعْر وَأكْثر من مطالعة دواوينه وَنَحْوهَا وَلَا زَالَ يتدرب بالشهاب المنزلي صاحبنا حَتَّى صقل نظمه بِحَيْثُ عمل فِي التقي بن قَاضِي عجلون ثمَّ الْبَدْر بن نَاظر الْجَيْش ثمَّ الزيني بن مزهر وَهِي أبدعها فِي ختم الحَدِيث عِنْده ثمَّ القطب الخيضري يَفِ آخَرين وأهانه الْبَدْر فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ استرضاه بعد الْإِنْكَار من الْعُقَلَاء عَلَيْهِ وأثابه كل مِنْهُم والزيني قدرا زَائِدا بِالنِّسْبَةِ لهَذَا الْوَقْت وسمعته ينشد وَهُوَ بمنزلي من نظمه:
(وملزمي بالعروض اتقنه ... وَذَاكَ مَالا أرَاهُ لي أربا)
(فَقلت دَعْنِي مِمَّا تكلفني ... فالطبع لَا شكّ يغلب الأدبا)
وَقَوله:
(بَدَت بشعرية قد اتحسرت ... عَن بعض ذَاك الجبين للعاني)
(فَكَانَ أدنى الَّذِي أشبه مَا ... بِهِ بَدَت بالهلال يَفِ الثَّانِي)
وَقَوله: وَقد ولد لمُحَمد بن الشهابي حفيد الْعَيْنِيّ من ابْنة لاجين ابْن سَمَّاهُ مَحْمُودًا(5/121)
(حمدا لدهر جَاءَنَا بمملك ... للمجد من آبَائِهِ تشييد)
(ويدوم حَيْثُ بدا بِهِ النجل الَّذِي ... زَان الزَّمَان وَأَصله مَحْمُود)
وَقَوله:)
(قيل لي بعد امتداحك من ... تلقه فِي سَائِر السكَك)
(أم عبد الْبر ممتدحا ... أَنه فِي هَيْئَة الْملك)
(قلت هَذَا لَيْسَ من خلقي ... أَن أبيع الشّعْر بالشكك)
وَله فِي الْمَدْح والهجو شَيْء كثير مَعَ ذكره بالفحولة والهمة وَعدم الْجُبْن.
عبيد بن سعد الله بن عبد الْكَافِي. مضى فِي عبد الله. عبيد بن كَاتب الْجَيْش الْفَخر عبد الْغَنِيّ بن الْحر. مضى فِي عبد الْوَهَّاب بن عبد الْغَنِيّ. عبيد بن عبد الله البشكالسي. فِي مُحَمَّد بن عبيد. عبيد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الصَّالِحِي الْعَطَّار بن حميه.
فِي عبد الله. عبيد بن عَليّ بن أبي بكر الريمي. فِي عبد الرَّحْمَن.
عبيد بن عَليّ بن عبيد الزين التَّمِيمِي الْحَنْبَلِيّ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عبيد بن عَليّ بن عمر المرخم. فِي عبد الْمُعْطِي.
عبيد بن عَليّ الْمَنِيّ الطبي. هُوَ عبد الْملك.
عبيد بن عمر بن مُحَمَّد القريشي نِسْبَة للقرشية من الغربية وَالِد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي كَانَ فِيمَا بَلغنِي أَخذ عَن الزَّاهِد وَابْن النقاش وَكَانَ أُمِّيا لكنه كَانَ يعظ فَيَأْتِي بِمَا يدل على فرط ذكاء.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الْمِائَة بمقتضي مَا كَانَ يَقُوله رَحمَه الله.
عبيد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَكْنُون بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن الزين الْيَمَانِيّ الأَصْل الهيتي الشَّافِعِي ابْن عَم الشهَاب الهيتي ولد فِي سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بهيت، وَسمع على نَاصِر الدّين الفاقوسي وَعَائِشَة الكنانية وَغَيرهمَا ولازم الْمَنَاوِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره قِرَاءَة وسماعا وتميز فِي الْفَرَائِض وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بمدرسة أم السُّلْطَان مَعَ خزن كتبهَا وَحج غير مرّة وجاور بِمَكَّة وَكَذَا بِالْمَدِينَةِ قَلِيلا وَكَانَ خيرا فَاضلا. مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله.
عبيد بن يُوسُف بن حليمة وَيعرف بِابْن حليمة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين.
عبيد بن نجم الدّين بن شهَاب الدّين السَّمرقَنْدِي القَاضِي. مَاتَ سنة خمسين.
عبيد حَافظ. هُوَ عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله.
عبيد الدمياطي زوج البرلسية أحد المدولبين جاورنا وقتا. وَمَات فِي رُجُوعه من الْحَج بقبور الشُّهَدَاء سنة خمس وَثَمَانِينَ.)(5/122)
عبيد الريمي. فِي عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر. عبيد الصاني. فِي عبد الْقَادِر بن حسن.
عبيد الظَّاهِرِيّ. فِي عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن.
عبيد الفيخراني. مَاتَ بِمَكَّة فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد.
عبيد التفلي. كَانَ مَذْكُورا بِالْخَيرِ مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين.
عبيد ويدعى عبد الْغَنِيّ بن كَاتب الْجَيْش الْفَخر بن الجعيان. كَذَا رَأَيْته بِخَط الْفَخر بن فِيمَن سمع من شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ الْقَدِيمَة وَأَظنهُ وهم فِي قَوْله ويدعى بل هُوَ عبد الْوَهَّاب بن الْفَخر بن عبد الْغَنِيّ.
عَتيق بن عَتيق بن قَاسم أَبُو بكر الكلَاعِي خطيب غرناطة ونحويها. مَاتَ فِي ثَانِي عشري ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين. أرخه ابْن عزم.
عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن نجم بن عبد الْمُعْطِي الْفَخر أَبُو مُحَمَّد الْبرمَاوِيّ نِسْبَة إِلَى برمة بَلْدَة بالغربية من أَعمال الْقَاهِرَة بِالْوَجْهِ البحري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْغَنِيّ ووالد الشهَاب أَحْمد. ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والعربية والقراءات وَمن شُيُوخه فِيهَا الْفَخر البلبيسي الإِمَام وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي تَلا عَلَيْهِ للعشر وأثبتها لَهُ ابْن الْجَزرِي مَعَ قِرَاءَته على الْفَخر وَكَانَت فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَولي تدريسها بالظاهرية الْقَدِيمَة بعد الْفَخر شَيْخه وَكَانَ نبيها فِيهَا وَفِي الْعَرَبيَّة، مِمَّن سمع الحَدِيث كثيرا ورافق شَيخنَا فِي بعض ذَلِك. بل استملى بعض الْمجَالِس على الزين الْعِرَاقِيّ وَكتب الطباق وَبَعض الْأَجْزَاء، وناب فِي الحكم عَن البُلْقِينِيّ وَجلسَ فِي حَانُوت الجورة وَكَانَ من جمَاعَة الشُّهُود فِيهِ حِينَئِذٍ جدي لأمي وتلا عَلَيْهِ شَيخنَا الزين رضوَان بعض الْقُرْآن بالسبع وَبحث عَلَيْهِ فِي شرحي الشاطبية للفاسي والجعبري وَأَجَازَ لَهُ، وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه سمع بقرَاءَته بل سمع صَاحب التَّرْجَمَة مِنْهُ. وَمَات فَجْأَة بعد خُرُوجه من الْحمام فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَلم يكمل الْخمسين فِيمَا قَالَه شَيخنَا مَعَ قَوْله أَنه ولد بعد السِّتين، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا.
عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف الْكفْر حيوي نِسْبَة لضيعة من طرابلس كَانَ أَبوهُ من نَوَاحِيهَا الطرابلسي ثمَّ الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالطرابلسي. ولد تَقْرِيبًا سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والقدورى وَأخذ بِدِمَشْق فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية عَن يُوسُف الرُّومِي وَعِيسَى)
الْبَغْدَادِيّ والقوام الْأَتْقَانِيّ وَالشَّمْس الصَّدَفِي وَفِي الْعَرَبيَّة فَقَط عَن الْعَلَاء القابوني، وَدخل الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَخمسين فَأخذ عَن الْبَدْر الْعَيْنِيّ والأمين الأقصرائي وَابْن الْهمام بل سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَتِي الْأَرْبَعين(5/123)
الَّتِي خرجتها لَهُ وَكَذَا أَخذ عَنهُ هَذِه الْعُلُوم بِمَكَّة فأنهما سافرا إِلَيْهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين فَصَاحب التَّرْجَمَة فِي الْبَحْر والكمال فِي الركب، وقطن الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأخذ عَنهُ أَهلهَا وَصَارَ شيخ الْحَنَفِيَّة بهَا حَيْثُ اسْتَقر بِهِ الْأَمِير خير بك فِي تدريس الْحَنَفِيَّة لما قرر الدُّرُوس بِكُل من الجرمين وأضيف إِلَيْهِ غير ذَلِك، وَلما كنت بِالْمَدِينَةِ سمع مني بالروضة النَّبَوِيَّة أَشْيَاء كأماكن من الْكتب السِّتَّة وَمن شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَغير ذَلِك من تصانيفي كالقول البديع وَعِنْده بِهِ نُسْخَة قديمَة كنت أرْسلت بهَا أول مَا صنفته مَعَ مناولتها مني وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء وسلامة الْفطْرَة وَلما اسْتَقر الْأَمِير شاهين الجمالي فِي مشيخة الخدام لم يعامله كَالَّذي قبله بل قرب الشَّمْس بن الْجلَال مَعَ كَونه من جماعته. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.
عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن حسان بن عبد الْبَاقِي الْفَخر المغربي الأَصْل الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية الْجمل ثمَّ النبتيتي القاهري الشَّافِعِي. قَرَأَ على قِطْعَة من أول التِّرْمِذِيّ وَشرح على مجَالِس من البُخَارِيّ وَكَذَا قَرَأَ على الديمي.
عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ بن عمر الْعلوِي اليمني الزبيدِيّ أَخُو الْحَافِظ النفيس سُلَيْمَان الْمَاضِي وَالْجمال مُحَمَّد الْآتِي. قَالَ الخزرجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه من تَارِيخ الْيمن كَانَ مفرط الذكاء جيد الْفَهم حسن الْحِفْظ لِلْقُرْآنِ وَرُبمَا قَرَأَ شَيْئا من الْعلم وشارك مُشَاركَة ضَعِيفَة، وَتَبعهُ فِي ذَلِك التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه فَإِنَّهُ أجَاز لَهُ فِي استدعاء مؤرخ سنة ثَلَاث عشرَة.
عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم الْعَفِيف الزبيدِيّ الزني بالزاي وَالنُّون الثقيلين الكتبي لكَون جده كَانَ دلال الْكتب بزبيد. ولد سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة واشتغل بزبيد وَأخذ عَن شُيُوخ عصره وَقَرَأَ الحَدِيث بِصَوْت جَهورِي قِرَاءَة جَيِّدَة وَكَانَ ذَا فهم فِي الْجُمْلَة مُقَيّدا لما يسمعهُ من الْفَوَائِد حَرِيصًا على ذَلِك جدا وَلكنه غير متصون. مَاتَ أَوَاخِر رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بثغر عدن وَدفن بِالْقربِ من الشَّيْخ مُحَمَّد أبي شُعْبَة الْحَضْرَمِيّ بمقبرة القطيع وتأسف على فِرَاقه فَإِنَّهُ كَانَ مَبْسُوط النَّفس مهذب الْأَخْلَاق مَعَ انتقاده بِمَا تقدم سامحه الله.
عُثْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق أَبُو سعيد ملك الغرب)
وَصَاحب فاس بن أبي الْعَبَّاس بن أبي سَالم بن أبي الْحسن المريني وَالِد أبي عبد الله مُحَمَّد أَقَامَ على سلطنة فاس وَمَا والاها نَحْو ثَلَاث وَعشْرين سنة وَثَلَاثَة أشهر ثمَّ قَتله وزيره عبد الْعَزِيز اللبابي الْمَاضِي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأقَام عوضه وَلَده، وَيُقَال أَن سَبَب تَسْمِيَة الْمَدِينَة بفاس أَنهم لما حفروا أسها حِين(5/124)
الشُّرُوع فِي بنائها وجدوا بهَا فأسا فسميت بِهِ، وترجمته مُطَوَّلَة فِي عُقُود المقريزي.
عُثْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أغلبك فَخر الدّين أحد أَعْيَان أُمَرَاء حلب المتفقهة. نَشأ بهَا وَولي حج بَيتهَا الثَّانِيَة ثمَّ ترقى لنيابة قلعة الْمُسلمين الْمَعْرُوفَة بقلعة الرّوم مرّة بعد أُخْرَى ولى بَينهمَا داودارية السُّلْطَان بحلب وَقبلهَا بعد وَفَاة النُّور المعري كِتَابَة سرها وَنظر جيشها وَقدم الْقَاهِرَة فاستعفى عَنْهُمَا وأثكل وَهُوَ بهَا ولدا نجيبا اسْمه أَحْمد فِي طاعون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ ابْن عشْرين سنة وَترك لَهُ طفْلا ولد فِي غيبته فِي حلب هُوَ الْآن حَيّ وَاسْتقر فِي الداوردية الْمشَار إِلَيْهَا ثمَّ عَاد إِلَى نِيَابَة القلعة الْمَذْكُورَة. وَمَات بهَا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين وَنقل مِنْهَا إِلَى تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا خَارج بَاب الْمقَام من حلب فَدفن بهَا وَأسْندَ وَصيته للأتابك وَكَانَ يذكر بنظم ونثر وَكِتَابَة فائقة ومذاكرة بوقائع وتاريخ وَنَحْو ذَلِك مَعَ أَوْصَاف ذميمة سَيِّئَة عَفا الله عَنهُ.
عُثْمَان بن أَحْمد بن عَبَّاس الطلخاوي الْجَوْجَرِيّ مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عُثْمَان بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ. ولد بِالْهِنْدِ ثمَّ قطن مَكَّة وصاهر يُونُس الزبيرِي على ابْنَته. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أَحْمد الْفَخر الكشطوخي ثمَّ القاهري الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي آخَرين وَحضر بعض الدُّرُوس ثمَّ لزم كأبيه خدمَة تغري بردى الاستادار.
عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن فضل بن ربيعَة الْفَخر بن الشهَاب بن الإِمَام الْفَخر النقاش الْأمَوِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن ثقالة ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة واشتغل فِي فنون الْعلم وَالْأَدب كثيرا وتجرع فاقة كَبِيرَة بِحَيْثُ كَانَ يَأْكُل قشور الليمون وَكَانَت لَهُ حافظة قَوِيَّة ثمَّ أَنه خالط الصُّوفِيَّة واختلى واشتغل بعلومهم حَتَّى شاركهم فِيهَا واعتنى بالروحانيات فبرع فِي كثير مِنْهَا وَكَذَا اشْتغل فِي الْهَيْئَة وعلوم النُّجُوم حَتَّى يُقَال)
أَنه كَانَ يحل الزايرجة، ونظم الشّعْر الْكثير الْجيد كل ذَلِك مَعَ الشكالة الْحَسَنَة وَالْكَلَام العذب وَالصَّوْت الشجي وَعدم التَّرَدُّد إِلَى النَّاس واتصاف بخفة وَعدم ثبات فِي الشدائد بِحَيْثُ شاع عَنهُ أَنه ادّعى أَنه السفياني وَخرج على الْمُؤَيد بِأَرْض عجلون فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة حسب مَا أرخه المقريزي، ولقيه البقاعي سنة سِتّ وَعشْرين بِدِمَشْق ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَأخْبرهُ أَنه سمع على ابْن أَبَا الْمجد وَأَنه نظم غزلا فِي علم التصريف وعارض ابْن الفارض(5/125)
جَمِيع مَا بديوانه والصفي الْحلِيّ وَغَيرهمَا وَكتب مِمَّا عَارض بِهِ ابْن الفارض:
(أَبيت ولي قلي لذكراكم يَتْلُو ... وَفِي مهجتي من حر هجركم نصل)
إِلَى آخرهَا، وَمن نظمه أَيْضا:
(صفاتك لَا تخفى على مبصريها ... وَمن قلبه أعمى فللحق يجْحَد)
(ظَهرت فَلَا تخفي بطنت فَلم ترى ... وكل لَهُ سرب إِلَيْك فيصعد)
مَاتَ.
عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان الْفَخر أَبُو عَمْرو الدنديلي القاهري الشَّافِعِي الشَّاهِد، وسمى شَيخنَا فِي تَارِيخه أَبَاهُ مُحَمَّدًا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه على الصَّوَاب. ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَسمع من الْعرض غَالب مُسْند أَحْمد وَبَعض المنامات لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَبَعض فَوَائِد تَمام وجزء ابْن حذلم واليسير من أول أبي دَاوُد وَمن أَبَا الْحرم القلانسي جزأين من فَوَائِد تَمام وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وأسمع شَيخنَا عَلَيْهِ وَلَده بِحَضْرَتِهِ جُزْء ابْن حذلم وَذكره المقريزي فِي عقوده وَينظر قَوْله أَنه سمع من الْكَمَال عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي وَأما قَوْله وَقد تجَاوز سِتِّينَ سنة فَهُوَ غلط مِنْهُ أَو من غَيره، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ.
عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان الْفَخر الصهرجتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي مِمَّن لَازم الْمَنَاوِيّ ثمَّ الْجَوْجَرِيّ وَقَرَأَ عِنْده البُخَارِيّ بل هُوَ مِمَّن سمع فِيهِ بالظاهرية وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي جَامع الصَّالح وصاهر الديمي على ابْنَته وَله مِنْهَا أَوْلَاد مَاتَ.
عُثْمَان بن أَحْمد بن أبي الْغَيْث الْعَفِيف أَبُو الْغَيْث اليمني التَّاجِر سكن مَكَّة وَملك بهَا دورا.
وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاثِينَ وَخلف أَوْلَادًا.
عُثْمَان بن أَحْمد بن مَنْصُور الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ)
عُثْمَان بن إِدْرِيس بن إِبْرَاهِيم بن عمر التكروري صَاحب بزنو وزعاي ملك بعد أَخِيه إِدْرِيس المتملك بعد أَخِيه دَاوُد المتملك بهَا بعد والدهم إِبْرَاهِيم أول من ملك من آل بَيتهمْ وجدهم الْأَعْلَى كَانَ ينتمي إِلَى الملثمين وهم الْآن على تِلْكَ الطَّرِيقَة فِي مُلَازمَة اللثام وَيُقَال أَنه جمع من الْعَسْكَر ألف فَارس ورحل يُقَاتل من يَلِيهِ من الْكفَّار وَالْإِسْلَام غَالب فِي بِلَادهمْ. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته.
عُثْمَان بن أَيُّوب بن أَحْمد بن عبد الله بن عَفَّان بن رَمَضَان الفيومي الأَصْل الْمَكِّيّ السَّقطِي أَبوهُ. مَاتَ بهَا فِي صفر سنة سبع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.(5/126)
عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي. الْمَكِّيّ وَالِد عَفَّان الْآتِي ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بزبيد وأحضر فِي الْخَامِسَة بِمَكَّة على عَمه الْجمال بن ظهيرة مُعْجَمه وَأَجَازَ لَهُ ابْن صديق جمَاعَة. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
عُثْمَان بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو التَّوْفِيق النَّاشِرِيّ أَخُو الْمُوفق عَليّ وَإِخْوَته. ذكره ابْن أَخِيه الْعَفِيف فِي الناشريين وَقَالَ أَن مولده سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة قَالَ وَكَانَ أديبا بارعا لَهُ شعر فائق ونظم رائق مدح الْأَعْيَان فأجازوه مَعَ حَظّ جيد وإقبال على التِّلَاوَة وَمن نظمه أول قصيدة جَيِّدَة:
(مغاني الغواني لَا عدتك البواجس ... وجادتك أنواء الغيوم الرواجس)
وامتدح تلميذ أَبِيه الرضى أَبَا بكر بن مُحَمَّد الْخياط بقصيدة حَسَنَة، وَكثر تنقله فِي الْجبَال حَتَّى دخل الصنعاء وَغَيرهَا وَلم يؤرخ وَفَاته بل قَالَ: وَأَظنهُ فِي مَقْبرَة الغرباء قبلي الفرحانية بتعز وَلَا عقب لَهُ. قلت: وكتبته تخمينا إِلَى أَن يحرر.
عُثْمَان بن أبي الْفَخر السندبيسي القاهري الشَّافِعِي. حفظ الْقُرْآن وجوده على الزين بن الْقصاص ثمَّ تلاه للسبع على الهيثمي ورفيقا لِلشِّهَابِ الزواوي على الشهَاب السكندري بل تَلا عَلَيْهِ بعضه للعشر وتكسب وسافر لمَكَّة وَغَيرهَا فَكَانَت وَفَاته بِالْيمن قريب السّبْعين.
عُثْمَان بن جقمق الْمَنْصُور الْفَخر أَبُو السعادات بن الظَّاهِر أبي سعيد. ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. وَأمه أم ولد اسْمهَا زهراء. نَشأ فِي حجر السَّعَادَة معتنيا بالفروسية بل اشْتغل على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَغَيره وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن)
بردس وَابْن الطَّحَّان وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء الزين رضوَان وَغَيره وقفت مِنْهُم على طَائِفَة مكيين فَمنهمْ من الرِّجَال الزين بن عَيَّاش والموفق الأبي والقطب أَبُو الْخَيْر ابْن عبد الْقوي وَمن النِّسَاء خَدِيجَة ابْنة عبد الرَّحْمَن ابْن صَفِيَّة وَصفِيَّة ابْنة مُحَمَّد بن عمر السكرِي وَلَا شكّ عِنْدِي أَن فِيمَن أجَازه من هُوَ أقدم من هَؤُلَاءِ، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي السلطنة ولقب بالمنصور فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا ووثب عَلَيْهِ الأتابك أينال فَكَانَ الظفر لَهُ ولقب بالأشرف وَأرْسل بِهَذَا إِلَى إسكندرية على الْعَادة وَقَرَأَ بهَا على مُحَمَّد بن عُثْمَان البجائي شرح الخزرجية وعَلى مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم المغربي التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الصّرْف وعَلى الشَّمْس النوبي قصيدة فِي التجويد نظمها لأَجله ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا حِين حول إِلَى دمياط شرح التَّصَرُّف للتفتازاني ونظم قَوَاعِد الْإِعْرَاب لِأَبْنِ الهائم الْمُسَمّى بالتحفة مَعَ أرجوزة للنوبي سَمَّاهَا الرشفة المتممة للتحفة وغالب الرائية للشاطبي وَنَحْو ثلث ألفيه ابْن مَالك وعَلى إِبْرَاهِيم العجلوني التُّحْفَة القدسية لِأَبْنِ الهائم فِي(5/127)
الْفَرَائِض وايساغوجي فِي الْمنطق، وَاسْتمرّ مُقبلا على الْعلم متطلعا لكتبه الَّتِي حصل مِنْهَا فِي كل فن نفائس مذاكرا مَعَ كل من يرد عَلَيْهِ من الْفُضَلَاء والمشايخ كشيخه الشَّيْخ قَاسم حَيْثُ سَافر لَهُ إِلَى هُنَاكَ حَتَّى تميز وبرع فِي الْفِقْه وَكثر استحضاره للمجمع أحد محافيظه بل درس قِطْعَة من الْمِنْهَاج للنووي فِي فروع الشَّافِعِيَّة ولكثير من التَّارِيخ سِيمَا الْبِدَايَة لِأَبْنِ كثير مَعَ تطلع لمعاني الحَدِيث وإقبال على سَمَاعه ومشاركة فِي فنون كَثِيرَة كالأصلين بِحَيْثُ يستحضر ابْن الساعاتي فِي أصولهم والطب والعربية وَالْعرُوض والموسيقى وَحسن عشرته وَكَثْرَة أدبه ورقة طبعه وحرصه على الانعزال والمطالعة والتلاوة وَالصِّيَام وَصرف أوقاته فِي الطَّاعَات وتحريه فِي نقل الْعلم وإعراضه عَن التشاغل بأنواع الفروسية ومتعلقاتها مَعَ تقدمه فِيهَا وَله تذكرة فِيهَا أُمُور مهمة ونظم رَشِيق رَقِيق، وَقد حج فِي غُضُون إِقَامَته بدمياط فِي أبهة تَامَّة وختن أَوْلَاده وَكَانَ السُّلْطَان فَمن دونه هُنَاكَ، وحرص على الِاجْتِمَاع بِي حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فَمَا قدر، نعم حصل بعض تصانيفي وَبَلغنِي مزِيد اغتباطه بذلك. مَاتَ بدمياط بالانحدار فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَورد الْخَبَر بذلك بعد يَوْمَيْنِ فَتوجه الأتابك والزمام لإحضاره وَدفن عِنْد أَبِيه بتربة قانباي وَخلف بضعَة عشر ولدا من أُمَّهَات شَتَّى مِنْهُم إناث ثَلَاث أكبرهن خَدِيجَة مَاتَ مِنْهُنَّ فِي الطَّاعُون وَاحِدَة وَمن الذُّكُور سِتَّة وأكبر الذُّكُور عمر وكتبا كَثِيرَة وَقرر لَهُ تصوف بالأزبكية رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.)
عُثْمَان بن حسن بن على بن مَنْصُور الْفَخر العقبي ثمَّ القاهري الصحراوي ولد تَقْرِيبًا بعد الثَّمَانِينَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها وأسمعه خَال أَبِيه الزين رضوَان على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الزراتيتي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَحج جاور وَكَانَ خَادِم السجادة بالتربة البرقوقية أجَاز لي. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
عُثْمَان بن حُسَيْن الجزيري بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ زَاي مَكْسُورَة نِسْبَة للجزيرة ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن بالبيبرسية والخياط على بَابهَا وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. كَانَ خيرا محبا فِي الْعلم وَأَهله متوددا مُقبلا على شَأْنه سمع على فِي مُسلم مجَالِس. مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ بعد أَن أقعد بالفالج مُدَّة وَأَظنهُ جَازَ السِّتين.
عُثْمَان بن سعيد بن يحيى بن خَليفَة الضرسوني نِسْبَة لقبيلة من أَعمال قسنطينة المغربي الْمَالِكِي نزيل طيبَة. مَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن خَلِيل الْجَزرِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي(5/128)
وَيُقَال لَهُ عُثْمَان الْكرْدِي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة باورمة من أَعمال تبريز وتحول مِنْهَا قبل بُلُوغه لجزيرة ابْن عُثْمَان فحفظ بهَا الْقُرْآن وجوده على عمر ابْن يُوسُف المارونسي وَعنهُ أَخذ فِي الْفِقْه والعربية والمنطق وَكَذَا حفظ الإيجاز مُخْتَصر الْمُحَرر بل وَنصف الْمُحَرر وَمن الْحَاوِي إِلَى الْوَصِيَّة وَجَمِيع الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ والحاجبية والمراح وَالْمُغني للفخر الجاربردي وَغَيرهَا وَأقَام بهَا سبع سِنِين وسافر مِنْهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فَأخذ بحلب عَن عبد الرَّزَّاق الشرواني الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَقَرَأَ على الشهَاب المرعشي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم والمصابيح وعَلى غَيرهمَا فِي الفلسفة وَالْحكمَة وَغَيرهمَا وبالشام عَن البلاطنسي فِي الْفِقْه وَجَمِيع منهاج العابدين للغزالي بل وَالرّبع الأول من الْأَحْيَاء والمنجيات مِنْهُ وَعَن يُوسُف الرُّومِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والجاربردي وَلَقي بهَا حُسَيْن الوسطاني فَقَرَأَ عَلَيْهِ شرح العقائد والمطول وَغَيرهمَا فِي آخَرين بهَا وبغيرها بل لَقِي فِي صغره بَيت الْمُقَدّس الشهَاب بن رسْلَان فلازمه دون أَرْبَعَة أشهر بالختنية وَقَرَأَ عَلَيْهِ أربعي الطَّائِي وقليلا من الصّرْف ورام قِرَاءَة شَيْء كَانَ مَعَه فَأعلمهُ بِأَنَّهُ مَوْضُوع وَحضر دروسه وعادت عَلَيْهِ بركته، وَحج غير مرّة وجاور فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ولقيته حِينَئِذٍ وَكَانَ يكثر الطّواف والاعتمار وَالْعِبَادَة وَبِمَا أَقرَأ فِي الأولى الْأُصُول وَغَيره وَقَالَ لي بعض الطّلبَة أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْكَشَّاف وَهُوَ إِنْسَان)
خير سليم الْفطْرَة نير الشيبة تَكَرَّرت مساءلته لي عَن أَشْيَاء من الحَدِيث وَغَيره بل استجازني لنَفسِهِ ولولده وَعَاد لبلده. مَاتَ فَجْأَة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخلف أَوْلَادًا لَيْسَ فيهم من خَلفه.
عُثْمَان بن سُلَيْمَان الصنهاجي المغربي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: من أهل الجراير الَّذين بَين تلمسان وتونس رَأَيْته كهلا وَقد شَاب أَكثر لحيته وَطوله إِلَى رَأسه ذِرَاع وَاحِد بِذِرَاع الْآدَمِيّين لَا يزِيد عَلَيْهِ شَيْئا مَعَ كَونه كَامِل الْأَعْضَاء وَإِذا كَانَ قَائِما يظنّ من رَآهُ أَنه صَغِير قَاعد وَهُوَ أقصر آدَمِيّ رَأَيْته وَذكر لي أَنه صحب أَبَا عبد الله بن الفخار وَأَبا عبد الله بن عَرَفَة وَغَيرهمَا، ولديه فَضِيلَة ومحاضرته حَسَنَة. مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين وَقد جَازَ الْخمسين.
عُثْمَان بن صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مخلص الدّين عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الدمياطي الشارمساحي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ التَّنْبِيه وألفية ابْن ملك ونظم الْبَيْضَاوِيّ واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْمَنَاوِيّ والأحمدين الْخَواص والأبشيطي بل أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والبرهان الأبناسي فِي آخَرين وَكَذَا أَخذ عني رَفِيقًا لوَلَده، وَكَانَ خيرا فَاضلا كثير التِّلَاوَة مستمرا لذكر محافيظه مَقْصُودا بالسؤال.(5/129)
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.
عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الْفَخر البلبيسي ثمَّ القاهري الْمُقْرِئ وَيعرف بالفخر إِمَام الْأَزْهَر. ولد سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة ببلبيس وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأدب الْأَوْلَاد هُنَاكَ دهرا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه إِمَام الْجَامِع الْأَزْهَر رَأس الْقرَاءَات فَصَارَ غَالب طلبة الْبَلَد مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ بل ذكر لي أَن الْجِنّ كَانُوا يقرءُون عَلَيْهِ من حَيْثُ من حَيْثُ لَا يراهم، سَمِعت ذَلِك مِنْهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين بعد أَن حدث بِهِ شَيخنَا ابْن سكر عَنهُ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَحدث عَنهُ ابْن سكر أَيْضا أَنه أخبرهُ أَن الجان أَخْبرُوهُ أَن الفناء يَقع بِمصْر بعد سنة وَأَنه يكون عَظِيما جدا قَالَ: وَكنت قد عزمت على الْحَج فجاورت وَوَقع الطَّاعُون الْعَام الشهير كَمَا قيل وَقد أضرّ. مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَقد أكمل ثَمَانِينَ سنة وَلم يكن إِسْنَاده بالعالي فَأَنَّهُ قَرَأَ على الْمجد إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الكفتي بقرَاءَته على التقي الصَّائِغ وعَلى ابْن نمير السراج وَكتب لَهُ إجَازَة)
وَصفه فِيهَا بالشيخ الإِمَام الْمُقْرِئ الْفَاضِل الْمُحَقق وَشهد عَلَيْهِ فِيهَا سنة إِحْدَى وَخمسين الْجمال بن هِشَام وَوصف صَاحب التَّرْجَمَة بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل المتقن الْمُحَرر جمال المدرسين بَقِيَّة السّلف الصَّالِحين وَكَذَا شهد فِيهَا الْجمال الأسنوي وَأَبُو بكر بن الجندي، وَقَالَ فِي إنبائه: تصدى للاشتغال بِالْقِرَاءَةِ فأتقن السَّبع وَصَارَ أمة وَحده وَأَخْبرنِي أَنه لما كَانَ ببلبيس كَانَ الْجِنّ يقرءُون عَلَيْهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق كثير وَحدث عَنهُ خلق كثير فِي حَيَاته وانتفع بِهِ من لَا يُحْصى عَددهمْ فِي الْقِرَاءَة وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي هَذَا الْفَنّ، وَكَانَ صَالحا خيرا أَقَامَ بالجامع الْأَزْهَر يؤم فِيهِ مُدَّة طَوِيلَة وَقَالَ المقريزي: قَرَأَ بالسبع وَالْعشر والشواذ وَأم بالأزهر زَمَانا وَأخذ النَّاس عَنهُ الْقرَاءَات ورحلوا إِلَيْهِ من الأقطار وَتخرج بِهِ خلائق وَكَانَ خَبِيرا بالقراءات عَارِفًا بتعليلها صبورا على الإقراء خيرا دينا هينا مُعْتَقدًا تشجع الْقُلُوب لقرَاءَته ولنداوة صَوته، وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ، وَذكره ابْن الملقن فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ أَنه قَرَأَ على ابْن السراج بِحرف أبي عَمْرو وعَلى الشّرف الدلاصي بِحرف بن كثير وعَلى شَيْخه الكتفي بِثَلَاثَة عشر بالمبهج والمستنير والإرشاد والتذكرة وَغَيرهَا وعَلى ابْن الصايغ والبرهان الحكري وَابْن سهل الْوَزير المغربي وَالْمجد حرمي بن الْمَكِّيّ البلبيسي نزيل الْخَلِيل قَالَ وَهُوَ الْآن شيخ مصر تصدر بالمالكية والفاضلية والمنصورية وجامعي الْحَاكِم والطولوني وَغَيرهَا يَعْنِي كالأزهر والشريفية والسابقية ومدرسة أبي غَالب وَكَذَا ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء أَيْضا وَقَالَ إِمَام الْجَامِع الْأَزْهَر شيخ(5/130)
الديار المصرية إِمَام كَامِل ناقل قَرَأَ الْقرَاءَات على أبي بكر بن الجندي وَإِسْمَاعِيل الكفتي وحرمي وَبَعضهَا على إِبْرَاهِيم الحكري وَمُحَمّد بن السراج الْكَاتِب وعَلى ابْن يغمور الْحلَبِي والمحب مُحَمَّد بن يُوسُف نَاظر الْجَيْش ومُوسَى بن أَيُّوب الضَّرِير قَرَأَ عَلَيْهِ الأوحدي وَعُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْبرمَاوِيّ وَأَنه دفن بِالْبَابِ الْجَدِيد بِالْقربِ من بَاب المحروق وَبَاب الْوَزير، وَرَأَيْت فِي بعض إجازات من أَخذ عَنهُ أَنه أكمل على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير السراج والكفتي وَابْن الجندي وحرمي وَلم يكمل على الْبُرْهَان الحكري المتصدر بالملكية وَعلي بن يغمر الْحلَبِي والمحب نَاظر الْجَيْش وعَلى ابْن سعيد الْكِنَانِي. قلت: وَقد أَخذ عَنهُ خلق مِمَّن أَخذنَا عَنهُ مِنْهُم الزين رضوَان تَلا عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن بالسبع وَذكره المقريزي فِي عقوده.)
عُثْمَان بن عبد الله بِالتَّكْبِيرِ بن عُثْمَان بن عَفَّان بن مُوسَى بن عمرَان بن مُوسَى الْفَخر أَبُو عَمْرو بن الْجمال الْحُسَيْنِي بلد أنسبة لمنية أبي الْحُسَيْن من الشرقية ثمَّ القاهري المقسي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالمقسي. ولد فِي رَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِي عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية فضَالة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير صُحْبَة وَالِده فاستوطن مَعَه الْقَاهِرَة وَحفظه الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض على الْبِسَاطِيّ والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَأخذ الْفِقْه أَولا عَن الشهَاب الْمحلي خطيب جَامع ابْن ميالة والبدر النسابة ثمَّ عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي وَاتفقَ لَهُ أَنه انْتهى فِي قِرَاءَته على كل مِنْهُمَا إِلَى أدب السُّلْطَان وَحضر أَيْضا فِي الْفِقْه الْيَسِير عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ وَأكْثر من مُلَازمَة الشّرف الْمَنَاوِيّ فِي التقاسيم وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه فِي الْفِقْه بِهِ وَكَانَ يقْرَأ عِنْده الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ ولازم شَيخنَا أَيْضا فِي سَماع الحَدِيث فِي رَمَضَان وَغَيره عدَّة سِنِين وَحضر دروسه فِي عُلُوم الحَدِيث وَغَيرهَا وَسمع على الشمني بل أَخذ عَنهُ فِي الْعَضُد وَالْمُغني وحاشيته والمطول والبيضاوي وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على القاياتي وألفية النَّحْو وتوضيحها على الحناوي وَشرح العقائد على الكافياجي وَحضر فِي التَّفْسِير وَغَيره عِنْد السعد بن الديري وجوده بعض الْقُرْآن على الشهَاب بن أَسد وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَأكْثر من مُلَازمَة الْمُرُور على الْكتب الْأَرْبَعَة التَّنْبِيه والمنهاج والبهجة وَأَصلهَا قِرَاءَة وإقراء حَتَّى صَارَت لَهُ بهَا ملكة قَوِيَّة مَعَ مُشَاركَة فِي الْأُصُول والعربية، وَأول مَا نَشأ أَقرَأ الْأَطْفَال فِي زَاوِيَة الشَّيْخ عَليّ المغربي ثمَّ فِي زَاوِيَة ابْن بطالة بقنطرة الموسكي وَأم بهَا زَمنا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا رَفِيقًا للزين قَاسم الزفتاوي فِي الْحَانُوت المجاور لحبس رحبة الْعِيد فَلَمَّا نَاب(5/131)
الزين فِي الْقَضَاء وَجلسَ بالجورة وتحول مَعَه وَرُبمَا حضر مَعَه عِنْد الولوي السفطي، كل ذَلِك مَعَ المداومة على الِاشْتِغَال وَالْكِتَابَة لنَفسِهِ بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الرَّوْضَة ومختصر الْكِفَايَة وَجُمْلَة وتكررت كِتَابَته لشرح الشواهد وَكَانَ يرتفق بِثمنِهِ فِي معيشته وَرُبمَا قَرَأَ فِي الجوق مَعَ الشَّمْس المتبولي الضَّرِير وَابْن طرطور لكنه لم ينتدب لذَلِك ونوه شَيْخه الْمَنَاوِيّ بِهِ جدا حَتَّى كَانَ يَقُول: هُوَ معي كالمزني مَعَ الشَّافِعِي واستنابه فِي الْقَضَاء وَجلسَ بأيوان الصالحية وقتا وَصَارَ يسند القضايا والوقائع المهمة من الْوَصَايَا وَنَحْوهَا وَتكلم عَنهُ فِي أوقاف كالحلي والطاهر وطيلان وَأَقْبل على الْأَحْكَام وَشبههَا وَحسنت معيشته بعد خشونتها جدا حَتَّى سَمِعت أَن عَمه عَتبه على)
قبُوله الْقَضَاء وَقَالَ لَهُ: أدخلت الْقَضَاء فِي بيتنا أَو كَمَا قَالَ وَكَذَا بَلغنِي أَن وَالِده عتب عَلَيْهِ قبُوله لوظيفة الجمالية وتعاطيه خبزها وَكَانَا مذكورين بالصلاح وَمن العجيب سُؤَاله الْعلم البُلْقِينِيّ فِي النِّيَابَة عَنهُ مَعَ شدَّة اخْتِصَاصه بالشرف بل وناب عَن المكيني فِيمَا قيل وَكَذَا عَن الأسيوطي ثمَّ عزل نَفسه لما زاحمه ابْن مظفر فِي تكَلمه فِي وَصِيَّة عبد الْقَادِر الفاخوري، وَتكلم بِفُجُورِهِ فِيمَا لَا يَلِيق وَأعْرض عَن ذَلِك كُله وَكَذَا بَاشر قَضَاء الركب الموسمي غير مرّة واستصحب الْحمل مَعَه وَكَانَ حج قبل ذَلِك مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير ثمَّ جاور مَعَ الرجبية، وَلما مَاتَ الشهَاب الشطنوفي استنيب عَن وَلَده أخي زوجه ابْن شَيْخه الْمَنَاوِيّ فِي تدريس الحَدِيث بالشيخونية بِإِشَارَة شَيْخه فِي ذَلِك ثمَّ انْتقل بِهِ بعد وَفَاة زين العابدين ببذل يسير للْوَلَد لعدم أهلته وَكَذَا استنيب فِي وَظِيفَة الإسماع بهَا عَن ابْن الزين رضوَان وَفِي تدريس الْفِقْه بِجَامِع الخطيري عَن ابْني زين العابدين المناوى وَفِي الخطابة بِجَامِع عَمْرو عَن شَيْخه ثمَّ عَن وَلَده وابنيه وَفِي زَاوِيَة الابناسي بالمقسم مَعَ مُبَاشرَة النّظر إِلَى غَيرهَا مِمَّا كَانَ باسمه من الْجِهَات كالتصوف بالصلاحية والبيريبية والجمالية وخزن كتب الزِّينَة الاستادارية وإمامة الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ وَقِرَاءَة الحَدِيث بِجَامِع الْأَزْهَر يُوقف ابْنه الطبندي وتصدى للتدريس والإقراء فِي حَيَاة شَيْخه وَحلق بِجَامِع الْأَزْهَر وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ خُصُوصا بعد وَفَاته فَإِنَّهُ تزاحم عَلَيْهِ الطّلبَة وَاسْتمرّ أَمرهم يتزايد إِلَى أَن كَانَت السّنة الْأَخِيرَة فَحصل تنافس فِي تعْيين أحد الْقُرَّاء وَقصد بالرسائل فِي ذَلِك وَنَحْوه مِمَّا لم يَقع مثله الْآن لغيره وَصَارَ غَالب الْفُضَلَاء من تلامذته وَلم يَكُونُوا يتجرءون عَلَيْهِ كَغَيْرِهِ وَكَذَا قصد بالفتاوي وانتفع بِهِ فِيهَا أَيْضا كل ذَلِك مَعَ الدّين والتواضع والفصاحة وجودة التَّقْرِير والتمييز فِي الْفِقْه وَحسن الملكة فِيهِ والمشاركة فِي غَيره(5/132)
وَالْعقل وَعدم الْمُرَاهنَة والانجماع على نَفسه وَالْقِيَام بوظائفه والارتفاق مَعَ ذَلِك بِبَعْض معاملات وَرُبمَا قَرَأَ الحَدِيث بِجَامِع التركماني المجاور لَهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يقصدني بالأسئلة الحديثية وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يَفِي بغرضه وأزيد سواي إِلَى غير ذَلِك من الثَّنَاء مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَلم يخلف بعده فِي حسن تَقْرِير الْفِقْه مثله رَحمَه الله وإيانا.
عُثْمَان بن عبد الله بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي الْقَارِي أَخُو مَحْمُود وَعبد الْكَرِيم يَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ عُثْمَان بن عبد الله ويلقب بالفيل أحد من كَانَ يعْتَقد بِمصْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة)
خمس. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
عُثْمَان بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْفَخر التليلي نِسْبَة لتليل قَرْيَة من الْبِقَاع من ضواحي دمشق من جملَة أوقاف مدرسة أبي عمر الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالتليلي. ولد على رَأس الْقرن وَسمع على عبد الْقَادِر الأرموي النَّسَائِيّ بفوت الْمجْلس الأول بروايته عَن ابْنه الْكَمَال عَن السبط، وَحدث سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة وَأم بِجَامِع الْحَنَابِلَة بالسفح وَعلم وخطب بِهِ وَهُوَ مِمَّن لَازم أَبَا شعر واختص بِهِ ثمَّ بِابْن قندس وَغَيرهمَا، وَحج وجاور وَكَانَ فَقِيها غَايَة فِي الْوَرع والزهد درس وَأفَاد مَعَ التجرد لِلْعِبَادَةِ من تِلَاوَة وَقيام حَتَّى فاق فِي ذَلِك وتجلد لَهُ مَعَ كبر سنه حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين إِمَّا فِي رجبها أَو غَيره وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْجَدِيد ثمَّ بالجامع المظفري وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
عُثْمَان بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله المنشاوي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي القادري وَيعرف بِابْن زلقا بزاي مَفْتُوحَة ثمَّ لَام سَاكِنة بعْدهَا قَاف المزين هُوَ ووالده. قَرَأَ على الْبَهَاء بن الْقطَّان كثيرا من كتب الحَدِيث وَغَيرهَا وعَلى شَيخنَا الْخَتْم من كل مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهَا بِجَامِع عَمْرو وَكنت مِمَّن سمع بقرَاءَته بَعْضهَا مَعَ الْكِتَابَة عَنهُ فِي مجْلِس الْإِمْلَاء وتميز قَلِيلا وَأَظنهُ تكسب بِالشَّهَادَةِ.
عُثْمَان بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن غَانِم الْفَخر بن القطب الْمَقْدِسِي. ولد سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على الْبَيَانِي المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد وَغير ذَلِك، وَحدث لقِيه ابْن مُوسَى وَمَعَهُ الأبي فِي سنة خمس عشرَة فسمعا عَلَيْهِ وَأَجَازَ لجَماعَة كالتقي بن فَهد وَولده.
قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لبنتي رَابِعَة.
عُثْمَان بن عَليّ الْعَلامَة الْفَقِيه الْعَفِيف أَبُو عمر الْأنْصَارِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الْأَحْمَر أحد أَعْيَان فُقَهَاء زبيد مِمَّن اشْتغل فِي ابْتِدَائه على الْمُوفق عَليّ بن عبد الله الشاوري ثمَّ انْتقل لِلشِّهَابِ أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ رَفِيقًا لوَلَده الطّيب وَلذَا كَانَ صديقا لَهُ حَتَّى مَاتَ. وَمهر فِي الْفِقْه بِحَيْثُ درس وَأفْتى واقتنى الْكتب النفيسة وَكَانَ ذكيا(5/133)
فهامة حَتَّى أَنه عرض لَهُ طرش فَكَانَ يكْتب لَهُ على السجادة مَا يقْصد إخفاؤه فيفهم المُرَاد مِنْهُ. وَمَات بعد سعال تمكن مِنْهُ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَبَنُو الْأَحْمَر جمَاعَة فُقَهَاء أخيار دخل جدهم)
وَكَانَ فَقِيها صَالحا باستدعاء بعض مُلُوك الدولة الرسولية للتدريس بِبَعْض مدارسهم وَاسْتمرّ عَلَيْهِ بنوه من بعده وَقد ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء تَرْجَمَة بل أثْبته فِي تَرْجَمَة مُسْتَقلَّة فَقَالَ أحد الْمُفْتِينَ بزبيد والمدرسين بهَا ولي تدريس السابقية بزبيد والمحالبية بهَا وَكَانَ لَا يدرس إِلَّا بعد المطالعة وَإِذا انْتهى لما طالعه قطع الدَّرْس وَلذَا انْتفع بِهِ جمَاعَة وَكنت مِمَّن اسْتَفَادَ مِنْهُ وَحصل لَهُ صمم فَكَانَ لَا يسمع شَيْئا مَعَ سرعَة الْفَهم وَحُضُور الذِّهْن بِحَيْثُ لَا تفوته الْإِشَارَة وَهُوَ رَفِيق الْجمال الطّيب فِي الطّلب.
عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْعَفِيف النَّاشِرِيّ الْمقري الشَّافِعِي ابْن أخي القَاضِي موفق الدّين عَليّ وَابْن عَم القَاضِي الطّيب بن أَحْمد بن أبي بكر وتلميذه. لَهُ تصنيف فِي الناشريين سَمَّاهُ الْبُسْتَان الزَّاهِر فِي طَبَقَات عُلَمَاء بني ناشر طالعته وَهُوَ مُفِيد واستطرد فِيهِ لغَيرهم مَعَ فَوَائِد ومسائل بل وَعمل شرحا على الْحَاوِي والإرشاد فِي مجلدين مَاتَ عَنهُ مسودة وَأخذ الْقرَاءَات عَن ابْن الْجَزرِي تَلا عَلَيْهِ ختمة للعشر والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَشْعَرِيّ وَعلي بن مُحَمَّد الشرعبي وصنف فِيهَا الْهِدَايَة إِلَى تَحْقِيق الرِّوَايَة فِي رِوَايَة قالون والدوري والدر النَّاظِم فِي رِوَايَة حَفْص عَن عَاصِم وَغير ذَلِك، وَحج وجاور وَكَانَ فَقِيها مقرئا مولده سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَمَات بعد الْأَرْبَعين. أفادنيه حَمْزَة النَّاشِرِيّ وَفِي أثْنَاء كِتَابه فِي الناشريين مِمَّا يدْخل فِي تَرْجَمته أَشْيَاء ومولده إِنَّمَا هُوَ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع، وَكَانَ فَقِيها عَالما محققا لعلوم جمة مِنْهَا الْفِقْه والقراءات والفرائض وَغَيرهَا مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب وَالشعر. وَيُقَال أَنه بلغ فِي شرح الْإِرْشَاد إِلَى إثناء الصَدَاق ودرس بمدارس فِي زبيد ثمَّ رتبه الظَّاهِر فِي تدريس مدرسته وَكَانَ مبارك التدريس انْتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَولي أَيْضا إِمَامَة الظَّاهِرِيَّة فَلَمَّا اخْتَلَّ الْأَمر انْتقل إِلَى أَب فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين باستدعاء مَالِكهَا أَسد الدّين أَحْمد بن اللَّيْث السيري الهمذاني صَاحب حصن جب فرتبه مدرسا بمدرسة الأَسدِية الَّتِي نشأها هُنَاكَ وأضاف إِلَيْهِ إمامتها وتدريس الْقرَاءَات بهَا وَكَذَا أعطَاهُ تدريس غَيرهَا كالجلالية وتصدر للْفَتْوَى والإقراء فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة مِنْهَا بالطاعون وَكَانَ آخر كَلَامه الْإِقْرَار بِالشَّهَادَتَيْنِ وتأسف الْخلق على فَقده وَشهد جنَازَته من لَا يُحْصى(5/134)
ورثاه بعض الشُّعَرَاء رَحمَه الله وإيانا.)
عُثْمَان بن عمر بن مُحَمَّد القمني ثمَّ القاهري خطيب جَامع صاروجا الشَّافِعِي. تَلا للسبع رَفِيقًا للجمال الزيتوني على عُثْمَان المنوفي وَأذن لَهُ فِي الإقراء واشتغل فِي غَيره يَسِيرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَجلسَ لتأديب الْأَبْنَاء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة. وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الْجد أَبُو الْأُم وَالْخَال وَآخَرُونَ بَعضهم فِي الْأَحْيَاء وخطب بِجَامِع نَاصِر الدّين أخي صاروجا، وَكَانَ خيرا ثِقَة صَارِمًا حج وجاور غير مرّة وصاهره الشَّمْس ابْن الخص على ابْنَته بركَة فأولدها إِبْرَاهِيم وَإِخْوَته وَكَذَا وزج ابْنه الشهَاب الْمَاضِي أَحْمد بالوالدة وَلم يلبث أَن مَاتَ الابْن فَصَبر وَمَات بعد ذَلِك بعد الثَّلَاثِينَ أَو قبلهَا رَحمَه الله وإيانا.
عُثْمَان بن عِيسَى بن مُوسَى بن عَليّ بن قُرَيْش الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مِمَّن انْتَمَى للمجد بن أبي السعادات وَكَانَ يعْمل الْعُمر ويزرع. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين بِبِلَاد كالبرقة من الْهِنْد. أرخه ابْن فَهد.
عُثْمَان بن فضل الله بن نصر الله الْفَخر بن الزين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْحَنْبَلِيّ شيح الخروبية بالجيزة. ولد فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة. وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة اسْتَقر فِي المشيخة بعد أَبِيه وَسمع بهَا على ابْن نَاظر الصاحبة والْعَلَاء بن بردس وَابْن الطَّحَّان بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ القَاضِي شَيْئا من مرويهم وَلم تزل المشيخة مَعَه حَتَّى رغب عَنْهَا بِأخرَة شركَة بَين ابْن طه وَغَيره واستناباه فِيهَا وَجلسَ شَاهدا بحانوت الحلوانيين وَسيرَته غير مرضية وأصوله سَادَات أَئِمَّة مَاتَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين.
عُثْمَان بن قطلوبك بن طور غلى الْفَخر التركي الأَصْل التركماني أَمِير التركمان بديار بكر وَصَاحب آمد وماردين وَغَيرهمَا وَيعرف بقرايلوك. كَانَ أَبوهُ من جملَة الْأُمَرَاء فِي الدولة الأرتقية أَصْحَاب ماردين ثمَّ انْتَمَى ابْنه لتيمورلنك وَصَارَ من أعوانه وَدخل مَعَه الْبِلَاد الشامية لما طرقها ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتولى على آمد وولاه النَّاصِر فرج نِيَابَة الرها لما قتل جكم وَأرْسل إِلَيْهِ بِرَأْسِهِ فقوى بذلك وضخم أمره وَلَا زَالَ فِي نمو إِلَى أَن تجرد الْمُؤَيد شيخ إِلَى الْبِلَاد المشرقية وَتوجه إِلَى إبلستين وَعَاد على كختا وكركر رَحل قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد صَاحب تبريز وبغداد إِلَى جِهَة قرا يلوك هَذَا فبادر وَأرْسل قصاده إِلَى السُّلْطَان يعْتَذر عَن نَفسه فِي ذَنْب مِنْهُ سَابق وَيَقُول: إِن لم يعف عني السُّلْطَان لَا أجد لي بدا من مُوَافقَة قرا يُوسُف فَأَجَابَهُ وجهز إِلَى قرا يُوسُف)
يستعطفه عَلَيْهِ ويأمره بِالرُّجُوعِ عَنهُ وَلم تنحسم مَادَّة الْعَدَاوَة بذلك بل توجه صَاحب التَّرْجَمَة بعد إِلَى أرزنكان وَبهَا بير عمر نَائِب قرا يُوسُف فَخرج إِلَيْهِ وتقاتلا فانكسر بير عمر وَقتل وجهز قرا يلك بِرَأْسِهِ إِلَى الْمُؤَيد ثمَّ(5/135)
لما مَاتَ قرا يُوسُف استمرت الْعَدَاوَة بَين بنيه وَهَذَا فَتوجه إِلَى أرزنكان وحاصرها وَوَقَائعه مَعَ اسكندر بن قرا يُوسُف مَشْهُورَة وَكَانَ من الرِّجَال قُوَّة وشجعة وإقداما قتل ملوكا كجم من عوض نَائِب حلب الملقب بالعادل بِسَهْم أَصَابَهُ مِنْهُ فِي المعركة والبرهان أَحْمد صَاحب سيواس وبير عمر وَلما تسلطن الْأَشْرَف برسباي وطالت أَيَّامه تغير مَا بَينهمَا وجهز لقتاله عسكرا غير مرّة وَأخذت الرها مِنْهُ وَقبض على ابْنه هابيل وَحبس بقلعة الْجَبَل حَتَّى مَاتَ ثمَّ تجرد هُوَ بِنَفسِهِ إِلَيْهِ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَوصل إِلَى آمد وَنزل عَلَيْهَا وحاصرها زِيَادَة على شهر ثمَّ رَحل عَنْهَا بعد وُقُوع الصُّلْح بَينهمَا وَأرْسل لَهُ بخلعة وَفرس بسرج ذهب وكنبوش زركش مَعَ نَائِب كَاتب السِّرّ الشّرف أبي بكر بن الْأَشْقَر وَاسْتمرّ قرا يلوك على حَاله بديار بكر إِلَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَسَار إسكندر من تبريز إِلَى قِتَاله هَارِبا من أَمِير زه شاه بن تيمور حَتَّى نزل بِالْقربِ من أرز الرّوم وَبلغ قرايلك فَجهز عَليّ بك ابْنه فِي فرقة من الْعَسْكَر وَهُوَ بأثرهم فَالتقى الْفَرِيقَانِ فاستظهر عَسْكَر هَذَا أَولا فَثَبت إسكندر بِمن مَعَه ثمَّ حملُوا حَملَة رجل وَاحِد على عَسْكَر هَذَا فكسروه وَذَلِكَ خَارج أرز الرّوم وسَاق إسكندر خَلفهم فقصد عَسْكَر قرايلك أرز الرّوم ليتحصنوا بهَا فحيل بَينهم وَبَينهَا فَرمى قرايلك بِنَفسِهِ إِلَى خَنْدَق القلعة ليفوز بمهجته وَعَلِيهِ بدلة الْحَرْب فَوَقع على حجر فشدخ دماغه ثمَّ حمل وعلق إِلَى القلعة بحبال فدام بهَا أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ مَاتَ وَذَلِكَ فِي الْعشْر الأول من صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقد بلغ التسعين أَو زَاد عَلَيْهَا وَدفن خَارج أرز الرّوم فاجتهد اسكندر حَتَّى عرف قَبره فَأخْرجهُ وَقطع رَأسه وَرَأس ولديه وَثَلَاثَة رُؤُوس من أمرائه وَأرْسل بِالْجَمِيعِ مَعَ قاصده إِلَى الْأَشْرَف فطيف بهَا ثمَّ علقت على بَاب زويلة ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ دفنت كل ذَلِك وَقد زينت الْقَاهِرَة ودام فِي الإمرة زِيَادَة على خمسين سنة ومستراح مِنْهُ، وَقد لخصت تَرْجَمته فِي التَّارِيخ الْكَبِير فَقلت أَمِير التركمان بديار بكر وَافق تمرلنك على أَفعاله القبيحة وَكَانَ فِي مقدمته ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَاسْتولى على آمد وولاه سُلْطَان مصر نِيَابَة الرها وَمن أَجله خرج الْأَشْرَف برسباي فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وصحبته من العساكر مَا يفوق الْوَصْف وَآل الْأَمر إِلَى الصُّلْح وَاسْتمرّ بعد يُخَادع وَيظْهر الخضوع والإذعان إِلَى أَن كَانَ بَينه وَبَين إسكندر بن قرا يُوسُف مَقْتَله انهزم قرايلك)
مِنْهَا وَرمى بِنَفسِهِ إِلَى الخَنْدَق فَوَقع على حجر فشدخ رَأسه وَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته وَذَلِكَ فِي الْعشْر الأول من صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسيرَته طَوِيلَة كَمَا عِنْد ابْن خطيب الناصرية وَمن تبعه وَكَذَا طولهَا شَيخنَا فِي أنبائه، وَنقل عَن الْبَدْر بن سَلامَة أَنه لما استولى على ماردين استصحبه فَوَجَدَهُ(5/136)
فِي عيشة شطة إِلَى الْغَايَة وَفِي غَالب زَمَانه مشتغل بِالشَّرِّ وتفرق أَوْلَاده بعده الْبِلَاد وانكسرت شوكته جدا فَجهز وَلَده عَليّ بك ينتمي إِلَى سُلْطَان مصر ويلتزم أَن يكون فِي جِهَته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مُخْتَصر.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة السراجي نِسْبَة لمنية سراج بالمحلة ثمَّ الْمحلي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بالحطاب بمهملتين. ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وجوده واختص بالشيخ سليم فَأَقَامَ مَعَه ورافق مهنا والصندلي وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا وعَلى أَحْمد الْخَواص وَنور الدّين البكتوشي وَصَحب كلا من الفرغل والغمري وَأبي بكر الدقدوسي ومدين فِي آخَرين كَعبد الْكَبِير بِمَكَّة وَقَالَ أَنه أَخذ عَن شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَجلسَ لإقراء الْأَبْنَاء سِيمَا الْأَيْتَام احتسابا بِالْمَدْرَسَةِ السيفية الْمُجَاورَة لبين العواميد وتزايد رفقه بهم إطعاما وَكِسْوَة وطرفة مِمَّا يقْصد بِهِ وعمرت الْمدرسَة بذلك خُصُوصا وَقد وقف للأشرف قايتباي فِي شَأْنهَا بِحَيْثُ نزل إِلَيْهَا فِي أثْنَاء بعض الْأَيَّام واستحضر الْقُضَاة والموقعين كَمَا بَينته فِي الْحَوَادِث وَآل أمرهَا إِلَى أَن وسعت وانتفع بهَا وبمطهرتها وَصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا بهَا وَصَارَ الْفُقَرَاء يردون عَلَيْهِ فِيهَا لما يحصل من الْبر لَهُم وبالإطعام وَنَحْوه على يَدَيْهِ بل أعطَاهُ السُّلْطَان مبلغا وقمحا وَنَحْو ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى أَن تزايد شَأْنهمْ وضاق الْحَال سِيمَا عِنْد ارْتِفَاع سعر الغلال وَمَا وَسعه إِلَّا أَن توجه لزيارة بَيت الْمُقَدّس ثمَّ سَافر مِنْهُ إِلَى الْخَلِيل فصَام بِهِ رَمَضَان وَعَاد إِلَى الْقُدس فَكَانَت منيته بِهِ فِي ثَالِث شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ فِيهِ رَائِحَة الشُّيُوخ وَالْخَيْر رَحمَه الله وإيانا.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْفَخر بن قَاضِي الْقُضَاة التَّاج الْمَنَاوِيّ وَالِد الْبَهَاء أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ودرس وَأعَاد وناب فِي الْقَاهِرَة ومصر وَفِي بعض أَعمالهَا. وَمَات فِي رَجَب سنة سبع.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ القباني الْعَطَّار بن أخي إِبْرَاهِيم وَأحمد وَعلي وَعمر بني أبي بكر. مِمَّن يُسَافر فِي التِّجَارَة وَسمع عَليّ بِمَكَّة)
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن أَحْمد بن يُوسُف الْفَخر أَبُو عَمْرو الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ رَئِيس المؤذنين بالجامع الْأمَوِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الصلف بِالْمُهْمَلَةِ وَالْفَاء كالكتف. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن جمَاعَة قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا فالقراءات عَن ابْن ربيعَة وَابْن الْجَزرِي والشهاب بن عَيَّاش وَغَيرهم وَالْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والنحو عَن الشَّمْس ابْن الْعيار الْحَمَوِيّ نزيل دمشق وَسمع على ابْن الشرائحي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد(5/137)
الْهَادِي وببعلبك على التَّاج بن بردس وَقبل ذَلِك بِدِمَشْق على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والكمال بن النّحاس ورسلان بن الذَّهَبِيّ وَابْن أبي الْمجد وَابْن صديق وَأبي الْيُسْر بن الصَّائِغ فِي آخَرين مِنْهُم يحيى الرَّحبِي والشهاب أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ بن تَمِيم والعز مُحَمَّد بن مُحَمَّد الإياسي والمعين أَبُو مُحَمَّد بن عُثْمَان بن خَلِيل الْمصْرِيّ وَمن مسموعه عَلَيْهِ مُعْجم أبي يعلى الْموصِلِي حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ من ذَوي الْأَصْوَات الْحَسَنَة جَهورِي الصَّوْت عاليه حسن الْإِنْشَاء والوعظ وَله إخْوَة يُقَال أَنهم عشرَة مسمين بأسماء الْعشْرَة، وَلم يزل يدأب ويعاني معالي الْأَخْلَاق إِلَى أَن كَانَ أحد أَعْيَان دمشق علما وصوتا ورياسة ونظما ونثرا، وَلما قدم ابْن الْجَوْزِيّ دمشق فِي سنة سبع وَعشْرين كَانَ أجل من لَازمه وَكَانَ الْقَارئ لغالب مَا قرئَ عَلَيْهِ من تصانيفه بل قَرَأَ البُخَارِيّ غير مرّة وأقرأ وانتفع بِهِ جمَاعَة كالزين خطاب الْمَاضِي وَله جلد زَائِد على مُلَازمَة الأشغال والاشتغال وَالْأَذَان ومباشرة وظائفه وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وَكَانَ خطيب الْمصلى بل خطب بالجامع الْأمَوِي عَن النَّجْم بن حجي مُدَّة وَلما وَقع الطَّاعُون فِي دمشق سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين جمع النَّاس غير مرّة فِي الْجَامِع ودعاهم لرفعه وَقَرَأَ البُخَارِيّ وجمعهم عَلَيْهِ وَكَانَ وقتا مشهودا، ثمَّ مَاتَ فِي آخر لَيْلَة الْأَحَد منتصف شَوَّال مِنْهَا فِي مَسْجده بِمَسْجِد النارنج جوَار الْمصلى وَدفن بتربتهم هُنَاكَ وشهده جمع وافر وَوَصفه البقاعي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وجازف الرضي الْغَزِّي فَذكره فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة رَحمَه الله وإيانا.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم ابْن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص عمر المتَوَكل على الله أَبُو عَمْرو وَقيل أَبُو سعيد بن أبي عبد الله بن أبي فَارس بن أبي الْعَبَّاس الهنتاتي بِفَتْح الْهَاء ثمَّ نون بعْدهَا مثناة ثمَّ مثلهَا بعد ألف قَبيلَة من البربر الحفصي نِسْبَة لجده الْأَعْلَى أبي حَفْص الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ التاب أحد الْعشْرَة من أَصْحَاب مُحَمَّد بن تومرت الْمَعْرُوف بالمهدي لَا لعمر بن الْخطاب إِذْ هم من برابر المصامدة)
صَاحب الْمغرب. ولد تَقْرِيبًا بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بتونس وَبهَا نَشأ فِي كنف أَبِيه وجده وَقَرَأَ الْقُرْآن وشيئا من الْعلم وَيُقَال أَن جده أَبَا فَارس كَانَ يتَوَهَّم فِيهِ النجابة وَأَنه صرح مرّة بمصير الْأَمر إِلَيْهِ فَكَانَ كَذَلِك فَأَنَّهُ لما مَاتَ تسلطن حفيده الآخر شَقِيق هَذَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد ولقب الْمُنْتَصر وَكَانَ متمرضا فَلم يتهن بِالْملكِ بل وَلم تطل أَيَّامه حَتَّى مَاتَ وَقَول من قَالَ إِن أَخَاهُ عُثْمَان قَتله بَاطِل بل هُوَ الْمُتَوَلِي لتمريضه حَيْثُ أرسل إِلَيْهِ فَأحْضرهُ عِنْده لذَلِك وَرُبمَا قيل أَنه عهد إِلَيْهِ بِالْملكِ مَعَ كَونه ابْن أَربع عشرَة سنة أَو فَوْقهَا(5/138)
بِيَسِير وَبعد مَوته قتل الْقَائِد الْهِلَالِي وفتك بِجَمَاعَة من أَقَاربه الحفاصة فَخذ السلطنة وثار بِهِ عَمه أَبُو الْحسن صَاحب بجاية وظفر بِهِ وتمهدت لَهُ الْأُمُور وطالت فِي أَيَّامه فَإِنَّهُ ولي ملك تونس وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ ودام فِي الْملك أَرْبعا وَخمسين سنة ودانت لَهُ الْبِلَاد والرعية وضخم ملكه جدا وَاجْتمعَ لَهُ من الْأَمْوَال وَغَيرهَا مَا يفوق الْوَصْف وَأَنْشَأَ الْأَبْنِيَة الهائلة والخزانة الشرفية بِجَامِع الزيتونة وَجعل بهَا كتبا نفيسة للطلبة وَبعد وَصيته وطارت شهرته وهادته مُلُوك تِلْكَ الأقطار وَكَذَا مُلُوك الفرنج وخطب لَهُ بالجزائر وتلمسان وَجرى لَهُ مَعَ صَاحب تلمسان مُحَمَّد بن أبي ثَابت العَبْد الْوَادي أُمُور وَمَشى عَلَيْهِ غير مرّة وتملك تلمسان وَصَالح صَاحبهَا، أثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن لقِيه وَآخر من حَدثنِي مِمَّن قدم من عِنْده أَبُو الْخَيْر بن الفاسي الْمَكِّيّ وَلم يزل على مكانته بِحَيْثُ عهد لوَلَده مَسْعُود فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَحزن عَلَيْهِ جدا وعهد ليحيى بن مَسْعُود الْمَذْكُور، وَلم يلبث أَن مَاتَ صَاحب التَّرْجَمَة فِي لَيْلَة عيد الْفطر مِنْهَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عمر النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي بكر الْآتِي. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ فِي آخَرين كأخيه الْعَفِيف عبد الله وسافر لَهُ إِلَى تعز حِين قَضَائِهِ لَهَا فَاجْتمع بِهِ أَيْضا وبمن بهَا من الْعلمَاء وَلكنه عجز عَن شدَّة بردهَا فتحول لموزع فَأخذ عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن نور الدّين وَله إجازات من جمَاعَة وَكَانَ جيد الْفِقْه وقواعده وَالْأُصُول والنحو مُتَقَدما فِي المناظرة بليغ المحاورة فَقِيه النَّفس كَرِيمًا لطيف الْإِشَارَة حسن الْعبارَة مقتدرا على استنباط الْمعَانِي البديعة مَمْلُوء كمالا وعقلا وعلما وفضلا مَعَ خبْرَة بِالشُّرُوطِ وَصَلَاح رهيبة بِحَيْثُ خلصت امْرَأَة من الْجُنُون بِرُؤْيَتِهِ وعد ذَلِك فِي بركته ولي قَضَاء القمحة مُدَّة وَعمر بهَا مَسْجِدا)
ثمَّ المهجم بعد موت أَخِيه الْعَفِيف مَعَ تدريس جَامعهَا المظفري. مَاتَ بِجَزِيرَة كمران فِي توجهه لِلْحَجِّ ثَانِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَدفن جوَار ابْن المبرك وحكوا عَنهُ قرب مَوته أمورا تدل على ولَايَته. تَرْجمهُ الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ بِمَا هَذَا ملخصه.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن جَعْفَر بن خلف الْفَخر الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ بِالضَّمِّ وَالْمُوَحَّدَة الْخَفِيفَة الكركي ثمَّ الدِّمَشْقِي(5/139)
الشَّافِعِي الْكَاتِب. ولد فِي جُمَادَى الآخر سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة بالكرك وَنَشَأ بهَا وَقدم دمشق فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَأَسْمع بهَا على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي والسلاوي وَأبي عبد الله مُحَمَّد وَزَيْنَب ابْني ابْن الخباز وعمتهما نفيسة ابْنة إِبْرَاهِيم بن الخباز وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ فِي آخَرين ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فِي سنة خمس وَأَرْبَعين فاستوطنها واشتغل بالفقه وجود الْكِتَابَة إِلَى أَن اشْتهر بذلك ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَتزَوج ابْنة الْجمال بن هِشَام ورزق مِنْهَا ولدا وجاور بِمَكَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي الكائنة الْعُظْمَى فِي شعْبَان سنة ثَلَاث، وَحدث قَدِيما سمع مِنْهُ الياسوفي وَغَيره ثمَّ شَيخنَا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه وإنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نَاصِر الْفَخر أَبُو عَمْرو الديمي الأَصْل بِالْمُهْمَلَةِ الْمَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة مَفْتُوحَة بعْدهَا مِيم الطبناوي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بالبهوتي لكَون أمه مِنْهَا ثمَّ بالديمي وديمة بلد وَالِده مَعَ كَونه من فلاحي بهوت انْتَقَلت أمه إِلَى طبنا بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة وَتَخْفِيف النُّون ثمَّ وَاو من عمل سخا من الغربية وَكَانَ انتقالها وَهِي حَامِل بِهِ فَوَضَعته ثمَّ وَذَلِكَ فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ وسمعته من لَفظه فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْتقل مَعهَا إِلَى دِيمَة وَصَارَ يتَرَدَّد بَين الثَّلَاثَة لتجاورها جدا وَحفظ فِيهَا الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه أَبُو بكر بن البواب البانوبي نزيل دِيمَة وَالْجمال عبد الله بن السمريقي البهوتي وَأحمد بن عَبَّاس وَعبد الله بن عبد الْوَاحِد الطبناويان الضريران وَكَانَا مَعَ ضررهما يخيطان ويظفر ثَانِيهمَا الخوص فتدرب بِهِ فِي الظفر ثمَّ تشاغل عَن الْقُرْآن بالحرث وَالزَّرْع ومتعلقاتهما حَتَّى نَسيَه إِلَى أَن كَانَت سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقد جَاوز الْعشْرين فانتقل حِينَئِذٍ فِرَارًا من الفلاحة إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وجاور بالأزهر وجود حِينَئِذٍ الْقُرْآن حَتَّى حفظه فِي مُدَّة لَطِيفَة وَحفظ أَيْضا الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو ومنهاج الْفِقْه وَالْأَصْل وجود الْقرَاءَات على الشهَاب السكندري وَأخذ الْفِقْه فِي التَّقْسِيم عَن الْعَبَّادِيّ وَكَانَ أحد قرائه واليسير عَن الْجمال بن المجير)
وَابْن المجدي وَكَذَا عَن القاياتي والونائي وَقَرَأَ على النُّور الْوراق الْمَالِكِي فِي ابْن عقيل وَكَذَا حضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد الزين طَاهِر ولازم الشهَاب الهيتي وَأكْثر مَعَه من مطالعة شرح مُسلم للنووي فعلق بذهنه الْكثير مِنْهُ وَصَارَ يستعير مِنْهُ مَا كَانَ عِنْده من الْأكل لِابْنِ مَاكُولَا فيدرس فِيهِ بِحَيْثُ يَأْتِي على الورقة مِنْهُ سردا، وَقَرَأَ نَحْو نصف البُخَارِيّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن عمر الدنجيهي الْأَزْهَرِي خَازِن المؤيدية وَقَالَ أَنه انْتفع بصحبتهما وَتوجه صَحبه(5/140)
أَولهمَا إِلَى النُّور التلواني نزيل الْأَقْمَر فَجَلَسَ مَعَه يَسِيرا وَسمع مِنْهُ أبياتا وَأول مَا سمع الْعشْرَة الأولى من عشاريات الزين الْعِرَاقِيّ على الْعِزّ بن أبي التائب بإرشاد التلواني إِمَام الْمَالِكِيَّة ثمَّ أَكثر من الْقِرَاءَة فِي حُدُود سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَا بعْدهَا على عدَّة من المسندين ولازمه الرَّشِيدِيّ والصالحي حَتَّى كَاد اسْتِيفَاء مسموعهما وَزَاد حَتَّى قَرَأَ على ثَانِيهمَا الْمسند لِأَحْمَد بِتَمَامِهِ اعْتِمَادًا على أخباره وَقَرَأَ أَيْضا على ابْن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة والزين رضوَان وَالصَّلَاح الحكري ومجير الدّين بن الذَّهَبِيّ الدِّمَشْقِي والزين بن السفاح فِي آخَرين بإرشادي إِيَّاه فِي كثير مِنْهُ وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا مُسْند الشهَاب وغالب النَّسَائِيّ وَمَا عَلمته قَرَأَ عَلَيْهِ غير ذَلِك إِلَّا أَن يكون جُزْءا حَدِيثا أَو شبهه لكنه سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي أَشْيَاء وَلم يَتَيَسَّر لَهُ أَخذ الْإِصْلَاح عَنهُ نعم سمع دروسا فِيهِ مِمَّا كَانَ يقْرَأ عَنهُ بل وَلم يَأْخُذهُ عَن غَيره فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ وَنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات، وَحج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين صُحْبَة الركب الرجبي فزار فِي جملَته أَولا بِالْمَدِينَةِ وَأخذ بهَا يَسِيرا عَن الْمُحب المطري وَأبي الْفرج الكازروني وَالْجمال التسترِي وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن صلح وَقَرَأَ وَهُوَ هُنَاكَ الصَّحِيح بِتَمَامِهِ فِي الرَّوْضَة الشَّرِيفَة فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَمَا حمدت مِنْهُ هَذَا وَسمع الشفا من لفظ الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وَكَانَ يكثر من الرَّد عَلَيْهِ ويعارضه فِي رده غَالِبا أَبُو حَامِد الْقُدسِي وَالْجمال حُسَيْن الفتحي وَاشْتَدَّ تأثر الْقَارئ من هَذَا كُله ثمَّ أَخذ بِمَكَّة الْيَسِير أَيْضا عَن أبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَكَانَ أَخذ عَنهُ أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ والتقى بن فَهد والبرهان الزمزمي رَفِيقًا لأبي حَامِد الْمَذْكُور وَبَعضه مَعَ الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا على عَادَته وَكَانَ قد اشْتهر بَين المجاورين بِحِفْظ الرِّجَال لكَونه يرى الْوَاحِد مِنْهُم فينتدبه غَالِبا بقوله بَاب جرير وَجَرِير وحرير وحرير وحريز وحزير وحريز ويسرد تفصيلها من الأكمال وَتارَة يَقُول مُسَدّد بن مسرهد بن ممربل بن مغربل بن عرندل بن أرندل وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لَا يعلم سامع كل مِنْهَا)
أهوَ خطأ أم صَوَاب، وعينه شَيْخه الْعَبَّادِيّ لإسماع الحَدِيث بالْمقَام الأحمدي بطنتدا فَتوجه إِلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى فاشتهر صيته بِمَعْرِِفَة الرِّجَال وَصَارَ يطن على سمع شَيخنَا حفظه للرِّجَال وَهُوَ يعلم حَقِيقَة الْأَمر فَأَرَادَ إِعْلَام بعض من يخفي الْأَمر فِيهِ عِنْده فَمر فِي صَحِيح ابْن حبَان قَوْله ثَنَا أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي فَقَالَ: من هَذَا فجمد فَقلت: هُوَ ابْن حوصا الْحَافِظ الشهير فَلم يُعجبهُ مبادرتي لتفويتها غَرَضه ثمَّ أعرض عَن التَّوَجُّه لطنتدا وَصَارَ يجْتَمع عِنْده جمَاعَة مِمَّن لَا يدْرِي للْقِرَاءَة عَلَيْهِ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ كسباي الْمَجْنُون وَأكْثر التنويه(5/141)
بِذكرِهِ فَعرف بَين جمَاعَة من الْأُمَرَاء وَتردد هُوَ لجَماعَة مِنْهُم فَحسن حَاله وأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر خشقدم بعباية قانم التَّاجِر والعلمي بن الجيعان بتحبيس مَا كَانَ يتَعَرَّض لَهُ كل قَلِيل بِسَبَبِهِ من الفلاحة عَلَيْهِ وعد ذَلِك من الغرائب وَكَانَت لثانيهما الْيَد الْبَيْضَاء فِي ذَلِك لكَون وَلَده استنابه فِي مشيخة التصوف بمدرسة عَمه الزيني عقب موت الشَّمْس الفيومي بل قَرَأَ عَلَيْهِ دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي فِيهَا وترددها ولجماعة من النسْوَة وَالْكتاب والأتراك وَبَعض الزوايا وَنَحْوهَا للْقِرَاءَة وَغَيرهَا على هَيْئَة المواعيد سِيمَا فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة وَكَانَ كالمسترزق من ذَلِك بل قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الْفُضَلَاء فِي شرح الألفية وَنَحْوهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مستحضر لجملة من مشاهير الرِّجَال وَكَذَا الْمُتُون مَعَ كثير من الْغَرِيب والمبهم وَلكنه مَعَ كَونه لم يُوَجه لجمع وَلَا تأليف بعيد عَن الْوَصْف بالمحدث فضلا عَن الْحِفْظ الاصطلاحي بِحَيْثُ أنني وَصفته بِهِ فِي بعض الطباق فَأصْلح شَيخنَا الْحَافِظ بالفاضل هَذَا مَعَ أَنه أحد التِّسْعَة الَّذين أوصى إِلَيْهِم ووصفهم بكونهم أهل الحَدِيث وَلَا تنافى بَينهمَا وَهُوَ إِلَى الصَّالِحين أقرب مِنْهُ إِلَى الْمُحدثين وَإِن كَانَ يتحَرَّى إِيرَاد حكايات وكلمات ووقائع تَتَضَمَّن إطراءه لنَفسِهِ وَلكنه غَالِبا إِنَّمَا يبديها للقاصرين وَالْأَمر فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ ظَاهر لمن تدبره وَلَا يُخَالِفهُ إِلَّا من لَا تَمْيِيز لَهُ وهم أَكثر من يعْتَقد فِيهِ الْمعرفَة وَلَا أطيل بتفصيل الْأَمر خُصُوصا وبيننا مَوَدَّة قديمَة وإخاء بل لم يزل يراسلني بالأسئلة وَيرجع لما أبديه لَهُ ويتضح لَهُ مَا كَانَ خافيا عَنهُ وَقُرِئَ عَلَيْهِ مصنفي القَوْل البديع وَغَيره من تآليفي وَأرْسل لي وَلَده فَقَرَأَ عَليّ فِي شرحي للألفية وَغير ذَلِك وَصَارَ لذَلِك أمس مِنْهُ فِي الِاصْطِلَاح وَلذَا كتبت لَهُ عدَّة أجاين وتقاريض وفيهَا الثَّنَاء على أَبِيه بِمَا هُوَ عِنْد العلمة وأوراقه عِنْدِي شاهدة لأزيد مِمَّا قلته، وَمِمَّا كتبه لي مَا أوردهُ ابْن مَاكُولَا فِي)
البشري لأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن يزِيد الْآمِدِيّ الشَّاعِر من نظمه:
(ليمض بك الصنع الْجَمِيل مصاحبا ... فَأن دخيل الْهم منصرف معي)
(وَمن أعظم الْأَشْيَاء أَن قُلُوبنَا ... صِحَاح سخت بالبين لم تتقطع)
(وَلَو أَن مجْرى الدمع كَانَ مشاكلا ... لغرز الأسى لَا رفض من كل مدمع)
وسمعته ينشد من قصيدة لَهُ مَا أثْبته فِي مَوضِع آخر وَلما توفّي الْجمال الكوراني رام الِاسْتِقْرَار عوضه فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء فَمَا تيَسّر وَصَارَت للزين عبد الرَّحْمَن السنتاوي المستقر قبل فِي النِّيَابَة عَن ابْن الْمُحب السُّيُوطِيّ فِي مشيخة الجمالية فَأَعْطَاهَا للفخر وَالله تَعَالَى يديم النَّفْع بِهِ وينفعنا بمحبته.
عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْفَخر أَبُو هُرَيْرَة بن التقي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أَخُو النَّجْم عمر وَإِخْوَته وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. مَاتَ قبل استكمال أَربع(5/142)
سِنِين فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاثِينَ.
عُثْمَان بن مُحَمَّد الْفَخر بن نَاصِر الدّين الْحَاجِب بحلب كَانَ الْأَمِير بن الْأَمِير وَيعرف بِابْن الطَّحَّان مَاتَ فِي منتصف الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خَارج حلب وأحضر إِلَيْهَا بعد يَوْمَيْنِ وَدفن بهَا. أرخه شَيخنَا.
عُثْمَان بن مُحَمَّد الْفَخر بن نَاصِر الدّين الأيوبي القاهري وَيعرف كآبائه بِابْن الْمُلُوك وَلذَا كَانَ نَاظر الكاميلية مَعَ كَونه كَانَ يحمل الطير على يَده على هَيْئَة البزادرة مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ عَن سبعين فأزيد عَفا الله عَنهُ.
عُثْمَان بن مُحَمَّد الأقفهسي ثمَّ الْقَاهِرَة رَأَيْت خطه فِي شَهَادَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
عُثْمَان بن مُحَمَّد الدنديلي. فِي مُحَمَّد بن عُثْمَان.
عُثْمَان بن مُحَمَّد الشغري الْحَنْبَلِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: فَاضل فِي فنون يَقُول الشّعْر الْحسن سَمِعت من نظمه وَهُوَ بالشيخونية مرثيته فِي السراج البُلْقِينِيّ أَولهَا:
(آلَيْت لَا يُبْدِي التبسم مبسمي ... وَالْعين لَا تنفك بعْدك تنهمي)
يَقُول فِيهَا فِي وصف الْحمام حَال طيرانها:
(واستعصمت بسطوها فَكَأَنَّهَا ... نون أجادتها يَد المستعصم)
)
يَعْنِي ياقوت الْكَاتِب الشهير وهجا الْكَمَال بن العديم ثمَّ نزح إِلَى بِلَاد الرّوم وَمَات قبل الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده.
عُثْمَان بن مَحْمُود الْبَهَاء الذيراوي العجمي نزيل مَكَّة. أم بمقام الْحَنَفِيَّة بهَا نِيَابَة عَن الشهَاب المعيد وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
عُثْمَان بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الصنهاجي المغربي نزيل مَكَّة فِي رِبَاط الْمُوفق مِنْهَا وَأحد المعتقدين. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقدم مَكَّة حَاجا وَتردد بَينهَا وَبَين الْمَدِينَة زَمَانا وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ مَعَ انجماعه عَنْهُم وَجمعه بَين الْعلم وَالدّين وَالصَّلَاح. مَاتَ بِمَكَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
عُثْمَان فَخر الدّين الْبكْرِيّ التلاوي ثمَّ القاهري وَيعرف بالطاغي خَازِن الْكتب بِالْمَدْرَسَةِ المحمودية بالموازيين من الشَّارِع ظَاهر الْقَاهِرَة فاستقر فِيهَا بعد عزل السراج عمر أَمَام واقفها بتفريطه ثمَّ عزل هُوَ أَيْضا عَنْهَا بتفريطه بعد أَن عزّر بِالضَّرْبِ بَين يَد السُّلْطَان وَاسْتقر عوضه شَيخنَا وَحكى قصَّته فِي حوادث سنة سِتّ وَعشْرين من أنبائه وَأفَاد أَن الْكتب الَّتِي بهَا من أنفس الْكتب الْمَوْجُودَة الْآن بِالْقَاهِرَةِ وَهِي من جمع الْبُرْهَان بن جمَاعَة فِي طول عمره فاشتراها مَحْمُود الاستادار من تَرِكَة وَلَدهَا ووقفها وَشرط أَن لَا يخرج مِنْهَا شَيْء من مدرسته واستحفظ لَهَا أَمَامه سراج الدّين ثمَّ انْتقل ذَلِك لصَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن(5/143)
رفع على السراج أَنه ضيع كثيرا مِنْهَا واختبرت فنقصت نَحْو مائَة وَثَلَاثِينَ مجلدة وَاسْتمرّ الْفَخر يُبَاشِرهَا بِقُوَّة وصرامة وجلادة وَعدم الْتِفَات إِلَى رِسَالَة لكبير أَو صَغِير حَتَّى أَن أكَابِر الدولة وأركان المملكة كَانَ الْوَاحِد مِنْهُم يحاوله على عَارِية كتاب وَاحِد وَرُبمَا بذلوا المَال الجزيل فيصمم على الِامْتِنَاع بِحَيْثُ اشْتهر ذَلِك إِلَى أَن رَافع فِيهِ شخص أَنه يرتشي فِي السِّرّ فاختبرت الْكتب وفهرست فنقصت الْعشْر سَوَاء لِأَنَّهَا كَانَت أَرْبَعَة آلَاف مجلدة فنقصت أَرْبَعمِائَة فألزم بِقِيمَتِهَا فقومت بأربعمائة دِينَار فَبَاعَ فِيهَا مَوْجُودَة وداره وتألم أَكثر النَّاس لَهُ قَالَ شَيخنَا: وَلم يكن عَتبه سوى كَثْرَة الجنف على فُقَرَاء الطّلبَة وإكرام ذَوي الجاه وَقَالَ حِين أرخ وَفَاته من الأنباء أَيْضا أَنه كَانَ شَدِيد الضَّبْط لَهَا ثمَّ حصل لَهُ من تسلط عَلَيْهِ بالخديعة إِلَى أَن وَقع التَّفْرِيط فَذهب أَكثر نفائس الْكتب قَالَ: وَكَانَ فِي أول أمره أَقرَأ الْجلَال البُلْقِينِيّ الْقُرْآن وتمشيخ بالمشهد النفيسي وَلَقي جمَاعَة من)
الأكابر. وَمَات فِي رَابِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين.
عُثْمَان الْحداد مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن صَدَقَة الضَّرِير تَلا عَلَيْهِ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الفولازي. عُثْمَان الْحطاب. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة.
عُثْمَان الدخيسي المغربي. كَانَ صَالحا عَالما جاور بِمَكَّة سِنِين وَمَات بهَا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
أرخه لي بعض المغاربة مِمَّن أَخذ عني.
عُثْمَان الدِّمَشْقِي التَّاجِر نزيل مَكَّة وأخو مَحْمُود الْآتِي وَعبد الْكَرِيم الْمَاضِي يعرف بالقاري نِسْبَة لقارا الْمَعْرُوف أَهلهَا. وَهُوَ ابْن عبد الله بن يَعْقُوب قطن مَكَّة وَتزَوج بهَا ابْنة الشهَاب بن خبطة بعده واستولدها وَمَات بجدة وَقد قَارب الْخمسين فِي حَيَاة أمه فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَى مَكَّة وَدفن بهَا، وَكَانَ متمولا غير متبسط كعادة نظرائه غَالِبا رَحمَه.
عُثْمَان الديمي. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نَاصِر.
عُثْمَان المغربي نزيل الْقَاهِرَة صحب الظَّاهِر جقمق وقربه متعقدا فِيهِ الصّلاح وَالْخَيْر بِحَيْثُ صَار ذَا وجاهة وَقصد فِي الشفاعات والحوائج ثمَّ أبعده وأهين من نَاصِر الدّين ابْن المخلطة بِمَا نسب إِلَيْهِ فِي القاياتي وَنَحْوه وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ وَقد أسن فِي أول جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين أَو فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي وَكَانَ قد عمل شيخ المغاربة بَيت الْمُقَدّس وقتا وَلم يكن بالمرضي عَفا الله عَنهُ. عُثْمَان المغربي الشَّيْخ الصَّالح هُوَ ابْن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَاضِي. عُثْمَان المقسي الْفَقِيه هُوَ ابْن عبد الله بن عُثْمَان تقدم.
عُثْمَان الموله. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سقط فِي بير زَمْزَم.(5/144)
عُثْمَان النَّاسِخ أحد الشُّهُود بالكعكيين مِمَّن قدم مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بحرا صُحْبَة نَائِب جدة على إِمَامَته وَغَيرهَا ثمَّ رَجَعَ مَعَه مَعَ الرَّاكِب وَمَات فِي الطَّرِيق فِي الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا وَفد كتب أَشْيَاء من تصانيفي وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَيُقَال أَنه كَانَ عِنْد أزدمر تمساح أَيْضا.
عجلَان بن نعير بن مَنْصُور جماز بن مَنْصُور بن شيحة بن هَاشم ابْن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا الْعلوِي الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. قبض عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسجن ببرج فِي القلعة ثمَّ أفرج عَنهُ لمنام رَآهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْحَنْبَلِيّ القَاضِي الْمَاضِي وقصه على الْمُؤَيد ثمَّ قتل فِي حَرْب فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ المقريزي أَنه ولي الْمَدِينَة مرَارًا إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد فِي موسم سنة إِحْدَى وَعشْرين)
وَحمل فِي الْحَدِيد إِلَى الْقَاهِرَة وَحبس بالبرج ثمَّ أفرج عَنهُ برؤيا الْعِزّ الْمَذْكُور فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَإِذا بالقبر قد انْفَتح وَخرج مِنْهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجلسَ على شفيره وَعَلِيهِ أَكْفَانه وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الرَّائِي فَقَامَ إِلَيْهِ حَتَّى دنا مِنْهُ فَقَالَ لَهُ: قل للمؤيد شيخ يفرج عَن عجلَان فَلَمَّا انتبه صعد إِلَى القلعة وَكَانَ من جملَة جلساء الْمُؤَيد فَجَلَسَ على عَادَته وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا وَحلف لَهُ بالأيمان الْعَظِيمَة أَنه لم ير عجلَان قطّ وَلَا بَينهمَا معرفَة فبادر الْمُؤَيد وَخرج بِنَفسِهِ بعد انْقِضَاء الْمجْلس إِلَى مرمى النشاب الَّذِي استجده بِطرف الدركاه بِالْقربِ من بَاب المدرج تَحت الأبراج واستدعى بعجلان من محبسه ثمَّ أفرج عَنهُ وَأحسن إِلَيْهِ وَرجع إِلَى بِلَاده وَوَقعت لَهُ حوادث إِلَى أَن قتل فِي ذِي الْحجَّة عَفا الله عَنهُ.
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عجل بن رُمَيْح الحسني من بني أبي نمي وَأمه شمسية ابْنة حسن بن عجلَان أُخْت السَّيِّد بَرَكَات. توفّي خَارج مَكَّة وَجِيء بِهِ إِلَيْهَا فِي جمع مِنْهُم ابْنا السَّيِّد مُحَمَّد دون أَبِيهِمَا فجر يَوْم السبت سادس ربيع الآخر سنة سبع وَثَمَانِينَ فَغسل وكفن وَوضع عِنْد بَاب الْكَعْبَة حَتَّى صلى عَلَيْهِ الشَّافِعِي ضحى الْيَوْم وشهده خلق ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى المعلاة وَدفن بمقبرة جده أبي نمى مِنْهَا، وَكَانَ قد تزوج ابْنة خَاله بَرَكَات وَمَاتَتْ مَعَه بعد أَن أولدها شهوان وَغَيره ثمَّ تزوج ابْنة السَّيِّد مُحَمَّد ابْن خَاله فَمَاتَ وَهُوَ وَالِد عَزِيز وَمِمَّنْ أرْسلهُ ابْن خَاله فِي كثير من السنين قَاصِدا لصَاحب مصر عَفا الله عَنهُ.
الْعجل بن عجلَان بن نعير بن مَنْصُور بن جماز بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة بن هَاشم الْعلوِي الْحُسَيْنِي الْمَاضِي أَبوهُ قَرِيبا. تنَازع بعد قتل مَانع بن(5/145)
عَليّ فِي إمرة الْمَدِينَة هُوَ وَعلي بن مَانع فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَلم تحصل لوَاحِد مِنْهُمَا بل اسْتَقر بعده ابْنه الآخر أميان.
الْعجل بن نعير بن حيار بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة بن عصية ابْن فضل بن بدر بن ربيعَة أَمِير آل فضل بِالشَّام وَالْعراق. نَشأ فِي حجر أَبِيه فَلَمَّا جَازَ الْعشْرين خرج عَن طَاعَته ثمَّ لما كَانَ جكم بحلب وَخرج لقِتَال ابْن صَاحب الباز إِلَى جِهَة إنطاكية توجه إِلَيْهِ الْعجل نجدة لَهُ وَآل الْأَمر إِلَى أَن انْكَسَرَ نعير وَجِيء بِهِ إِلَى جكم فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لِابْنِهِ: انْزِلْ فَقبل يَد أَبِيك فجَاء ليفعل فَأَعْرض عَنهُ أَبوهُ ثمَّ إِن جكم رسم على نعير وجهزه إِلَى حلب وَاسْتمرّ الْعجل فِي خدمَة جكم إِلَى أَن توحش مِنْهُ فهرب وَلم يزل يحارب وَيُقَاتل إِلَى أَن قتل)
على يَد طوخ فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَحمل رَأسه فعلق على بَاب قلعة حلب وسنه نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وبقتله انْكَسَرت شَوْكَة آل مهنا وَيُقَال أَنه كَانَ عفيفا عَن الْفروج. تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا فِي إنبائه مطولا وَقيل اسْمه يُوسُف بن مُحَمَّد فَالله أعلم.
عجل بن نعير آخر من أقربائه أَمِير عرب آل فضل بالبلاد الشامية. مَاتَ وَهُوَ مَعْزُول عَن الإمرة قَرِيبا من أَعمال حلب فِي سنة تسع وَسِتِّينَ.
عذراء بن عَليّ بن نعير أَمِير آل فضل. قتل فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي الإمرة أَخُوهُ مدحج.
عرار بمهملات مخففا بن جخيدب بن أَحْمد بن حَمْزَة بن جَار الله بن رَاجِح بن أبي نمي السَّيِّد الحسني. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
عربشاه بن عَليّ بن يحيى بن إِسْحَاق ركن الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْجمال ابْن الْعَلَاء بن الْعِزّ الْحُسَيْنِي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الْمجد الفيروزابادي والشرف الجرهي وَآخَرين من الطَّبَقَة فَمَا دونهَا أَخذ عَنهُ الطاوسي وَأثْنى عَلَيْهِ وَمَات فِي ضحى الِاثْنَيْنِ خَامِس الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين.
عَرَفَات بن مُحَمَّد بن خَلِيل الزين خطيب منية حمل من الشرقية. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَرَفَات. فِي مُحَمَّد بن خضر.
عَرَفَة بن حسن الغمري ثمَّ البلبيسي الْفَقِيه للأبناء ابْن الْفَقِيه. مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم البلبيسي كَمَا فِي تَرْجَمته.
عصفورة التَّاجِر الشَّامي وَكَانَ لقبه. مَاتَ سنة سِتِّينَ.
عطا الله بن أَحْمد بن عَليّ الْمَحْمُود أبادي ثمَّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ سمع مني المسلسل وَغَيره بِمَكَّة(5/146)
عطا الله بن أَمِير يُوسُف جليل بن أَمِير عَليّ السَّيِّد السَّمرقَنْدِي. سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
عَطاء بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن عبد اله بن الْكَمَال مُحَمَّد بن سعد الدّين مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن أبي الْعَبَّاس بن زماخة بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة. الأديب شُجَاع الدّين أَبُو حُسَيْن بن الْعِزّ الْجلَال القحطاني الْبَصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن اللوكة بِضَم اللَّام الْمُشَدّدَة ثمَّ بعد الْوَاو كَاف أَي الْقطن الْكثير وشهروا بِهِ لما كَانَ لَهُم من المَال الْعَظِيم. ولد فِي ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْبَصْرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعني بالأدب وطالع دواوين أربابه)
وأضاف ذَلِك لما اشْتَمَل عَلَيْهِ أهل بِلَاده من الفصاحة فنظم الشّعْر الْجيد وَرُبمَا أَتَى مِنْهُ بالبديع الَّذِي استكثر عَلَيْهِ وَلَكِن الظَّن الْغَالِب أَنه لَهُ فَرُبمَا تكلم على بعض غَرِيبه كَلَام عَارِف واهتز فِي الْمَوَاضِع الجيدة لدفع الْمُخَالف وَدخل بِلَاد فَارس ششتر وأعمالها وَكَذَا الْحلَّة وبغداد وَتلك الْأَعْمَال وبلاد الْهِنْد واليمن والحجاز غير مرّة ثمَّ قطن مَكَّة من سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ تردد مِنْهَا إِلَى الْيمن غير مرّة للاسترزاق وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثَلَاث مَرَّات وَكتب عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره من أَصْحَابنَا أجَاز لي وَمَات بكالكوط فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ، وَمن نظمه:
(لما تبدى وَقد أكبرت صورته ... بدر يحير الْمَعْنى فِي مَعَانِيه)
(فَقلت يَا لائمي فِي محبته ... فذلكن الَّذِي لمتنني فِيهِ)
وَعِنْدِي من نظمه غير هَذَا.
عَطِيَّة بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حسن بن نصر بن شمخ بن كُلَيْب الأبناسي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة خمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بأبناس وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها عِنْد بلدية الزين عبد الرَّحِيم وَحفظ الشاطبية والبهجة والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص وَعرض على البُلْقِينِيّ والمناوي والعز الْحَنْبَلِيّ والأمين الأقصرائي والمحب بن الشّحْنَة وَكنت مِمَّن عرض عَليّ قطّ ولازم بلديه فِي فنون وَكَذَا أَخذ عَن الْبَدْر ابْن خطيب الفخرية بل أَخذ عَن شيخهما التقي الحصني وَصَحب ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين تبعا لبلديه وَصَارَ دَاعِيَة لِابْنِ عَرَبِيّ مَعَ نَقصه فِي الْفِقْه وَغَيره من الْعُلُوم النافعة فِي صرف كثير من التلبيسات وَرُبمَا أَقرَأ بعض الطّلبَة فِي الْمنطق وَنَحْوه بل كَانَ يطلع للمتوكل على الله الْعِزّ بن عبد الْعَزِيز يَوْمَيْنِ فِي الْأُسْبُوع لذَلِك، وَحج مَعَ شَيْخه وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَلَيْسَ بمحمود عِنْدِي وَقد سَمِعت من شَيْخه تقبيحه وتوهين أمره غير مرّة وَفقه الله.(5/147)
عَطِيَّة بن أَحْمد بن جَار الله بن زايد بن يحيى بن محيا بن سَالم الزين بن الشهَاب السنبسي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن زَائِد. ولد بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين وَنَشَأ بهَا وَسمع من ابْن صديق والزين المراغي وتنزل بالباسطية بل كَانَ يركن للسَّيِّد بركان صَاحب الْحجاز ولقاضيه أبي الْيمن النويري لمصاهرته لَهُ على أُخْته ويتولى الصّرْف عَلَيْهِ فِي أُمُور كَثِيرَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ فِي مستهل صفر بِمصْر.)
عَطِيَّة بن خَليفَة بن عَطِيَّة الزين الْمَكِّيّ كَبِير تجارها وَيعرف بالمطيبيز. ولد قبيل سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة واعتنى بِالتِّجَارَة فتمول جدا من النَّقْد وأصناف المتاجر البهار وَغَيره مَعَ كَثْرَة الْعقار وَكَانَ يذكر أَنه يكْسب فِي الدِّرْهَم سِتَّة أَمْثَاله وَنَحْوهَا وَلم يكن حَاله فِي لِبَاسه ومأكله وَسَائِر شئونه على قدر غناهُ بل لم يكن معتنيا بِالزَّكَاةِ وَيرى أَن إحسانه لأقاربه وَمَا يَأْخُذهُ مِنْهُ أَرْبَاب الدولة من المَال يقوم مقَامهَا إِلَى غير ذَلِك مَعَ التَّشْدِيد فِي مُطَالبَته هَذَا مَعَ تَقْرِير صَدَقَة للْفُقَرَاء الوافدين من الْيمن وعَلى زوار الْمَدِينَة فِي درب الْمَاشِي وعَلى مواراة الطرحى وَأَشْيَاء كوقف على رِبَاط الْمُوفق وسبيل بِقرب الْمَرْوَة وبمنى ورباط للنِّسَاء بسوق اللَّيْل وَغير ذَلِك من القربات المرجو لَهُ الْخَيْر بِسَبَبِهَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة تَرْجمهُ الفاسي مطولا. وبلغتني عَنهُ حِكَايَة فِي سَبَب بنائِهِ للمكان الَّذِي وَقفه على الطرحى استبعدتها وَهِي أَن شخصا جَاءَهُ وَهُوَ فِي الترسيم فَقَالَ لَهُ: ادْفَعْ الْكيس الَّذِي أودعته عنْدك فَقَالَ: كم فِيهِ فَذكر قدرا مَنَعَنِي من تَعْيِينه استكباره فَدخل وَوَضعه لَهُ فِي كيس ثمَّ دَفعه إِلَيْهِ فَلَمَّا خلص وَذَلِكَ بعد مُدَّة جَاءَ إِلَيْهِ بالمبلغ وَقَالَ: خُذْهُ فَقَالَ: إِنَّنِي لم أدفعه ونيتي استرجاعه فألح عَلَيْهِ فَاقْتضى الْحَال بِنَاء الْمحل الْمشَار إِلَيْهِ فَالله أعلم.
عَطِيَّة بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمُحب أَحْمد الْمَاضِي وَأمه من زبيد. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مِمَّن سمع ختم البُخَارِيّ بِالْقَاهِرَةِ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ على أم هَانِئ الهورينية وَمن أحضر مَعهَا.
عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد ولي الدّين أَبُو الْفَتْح بن النَّجْم أبي النَّصْر الْهَاشِمِي الْعلوِي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو التقي مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد. ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس منتصف شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه ثمَّ أَخِيه وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وترتيب(5/148)
المسانيد للعراقي والمختصر للشَّيْخ خَلِيل وألفية ابْن مَالك، وَعرض على جمَاعَة وأحضره أَخُوهُ على الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي ثمَّ على ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ ثمَّ أسمعهُ على الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَخلق من مَكَّة)
والقادمين إِلَيْهَا وَالْجمال الكازروني والنور الْمحلي والشريف أبي عبد الله الفاسي وَآخَرين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَخلق وَحضر دروس الشريف أبي حَامِد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الفاسي وسافر بِلَاد الْيمن والقاهرة ودمشق للاسترزاق ولقيته بِمَكَّة فِي المجاورتين الأوليتين وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ فَقِيرا متعففا قانعا منجمعا على نَفسه كثير الْعِيَال. مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين بِمَكَّة وَدفن عِنْد قُبُور أسلافه من المعلاة رَحمَه الله وإيانا.
عَفَّان بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأمه من زبيد. مِمَّن حضر فِي درس البرهاني فَمن دونه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا.
عفيف بن أَحْمد بن الصّديق الموزعي الْيَمَانِيّ الْمدنِي الْفراش بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ عقيل بن سريجا بن مُحَمَّد الْخَطِيب الإِمَام القطب أَبُو عبد الْقَادِر بن الْعَلامَة الزين الْمَلْطِي الأَصْل المارديني الشَّافِعِي الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. قدم حلب فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَنزل بالشرقية وَحدث بِشَيْء من نظم أَبِيه سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي، وَكَانَ فَاضلا دينا شكلا حسنا سَاكِنا شَابًّا إِلَى الكهولة أقرب يعْمل الميعاد بالجامع ويستحضر كثيرا وسافر إِلَى بِلَاده فَمَاتَ بالحصن فِي سنة أَربع عشرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه اشْتغل على أَبِيه وَحدث عَنهُ بِشَيْء من تصانيفه وَمن إنشاده عَن أَبِيه:
(حفظ الحَدِيث رِوَايَة ودراية ... وعلومه تسند إِلَى الْإِيمَان)
(لَا يجاحدني من حداه على الْفَتى الن ... حَرِير بعد تِلَاوَة الْقُرْآن)
وَهِي طَوِيلَة عقيل بن مبارك بن رميثة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ كَانَ من أَعْيَان الْأَشْرَاف بل جعله ابْن عَمه عنان بن مغامس بن رميثة شَرِيكا لَهُ فِي إمرة مَكَّة وَبَقِي على ذَلِك أشهرا يدعى لَهُ فِي الْخطْبَة وعَلى زَمْزَم بعد الْمغرب. مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين بعد أَن أضرّ وَرُبمَا تغير عقله. ذكره الفاسي.
عقيل بن وبير بن نخبار بن مقبل بن مُحَمَّد بن رَاجِح بن إِدْرِيس بن حسن(5/149)
بن أبي عَزِيز قَتَادَة الحسني أَمِير ينبوغ وَصرف عَنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بصخرة الْمَاضِي. وَمَات سنة أَربع)
وَأَرْبَعين.
عَلان من ططخ الأشرفي برسباي أحد أُمَرَاء العشرات وأمير ركب الرجبية فِي سنة إِحْدَى وَسبعين أنشأ سَبِيلا حسنا فِي أثْنَاء طَرِيق بركَة الْحَاج. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقد شاخ وَسمعت من يذكرهُ بِخَير.
عَلان المؤيدي وَيُقَال لَهُ عَلان شلق. كَانَ من عُتَقَاء الْمُؤَيد وَصَارَ فِي أَيَّامه من آخورية الأجناد ثمَّ بعده أخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية وتنقل حَتَّى نَاب للأشرف برسباي فِي البيرة مُدَّة ثمَّ نَقله الظَّاهِر جقمق إِلَى حجوبية حلب الْكُبْرَى ثمَّ صرفه عَنْهَا وَجعله بعد أحد المقدمين بِدِمَشْق ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف أتابكها ببذل مَال فَلم تطل مدَّته، وَمَات بهَا فِي آخر يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع صفر سنة أَربع وَتِسْعين وَقد زَاد على السّبْعين وَدفن من الْغَد بمقابر بَاب الصَّغِير فِي زَاوِيَة القلندرية، وَكَانَ مُعظما فِي الدول مَشْهُورا بالشجاعة والإقدام رَحمَه الله.
عَلان اليحياوي الظَّاهِرِيّ برقوق. مِمَّن صَار فِي أَيَّام ابْن أستاذه النَّاصِر فرج من أَعْيَان الْأُمَرَاء ثمَّ ترقى لنيابة حماه ثمَّ حلب. وَوَقعت لَهُ بهما حوادث إِلَى أَن انْكَسَرَ من جكم وانضم إِلَى شيخ حِين كَانَ نَائِب الشَّام ثمَّ قتل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بعد أَن تولى نِيَابَة طرابلس وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة والإقدام إِلَّا أَنه كَانَ كثير الْفِتَن والشرور عَفا الله عَنهُ.
عَلان. فِي حوادث سنة عشر، وَأَظنهُ الَّذِي قبله.
عليباي بن برقوق الظَّاهِرِيّ نَائِب الشَّام أَبوهُ. شَاب عَاقل مقبل فِيمَا قبل على الْخَيْر ويشتمل على محَاسِن من كِتَابَة وَقِرَاءَة جوق وَفهم وَرُبمَا يجْتَمع بِابْن الأسيوطي بل أَرَانِي الشريف الوفائي شيخ القجماسية قصيدة لَهُ امتدحه بهَا كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ أَولهَا:
(من قَصده كنز الْعُلُوم ليهتدي ... بالوفق والتوفيق والتعويف)
وَله اعتناء بالخيول النفيسة والأقمشة الهائلة وَأَنْشَأَ بِبَيْت أَبِيه فِي الرملة مقْعدا هائلا وَرُبمَا تردد إِلَيْهِ الْفُضَلَاء بل اجْتمع هُوَ بِي مرّة. وَهُوَ الْقَائِل فِيمَا بَلغنِي لِابْنِ الأسيوطي لما ادّعى الِاجْتِهَاد مَا أسلفته فِي تَرْجَمته مِمَّا يستكثر على مثله، وَلما وَقع الطَّاعُون أَخذ فِي ضَبطه وَندب نَاسا لذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثامن رَجَب سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن مَاتَ أَخُوهُ وحيز موجودهما من كتب وَغَيره وَكَذَا منزل عَفا الله عَنهُ وعوضه الْجنَّة.(5/150)
عليباي بن خَلِيل بن دلغادر قتل على يَد نَائِب حلب جَار قطلو فِي سنة تسع وَعشْرين.)
عليباي بن طرباي العجمي نِسْبَة لخاله بردبك العجمي الجكمي نَائِب حماة الجركسي المؤيدي شيخ. أَصله من مماليكه فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَجعله رَأس نوبَة وحظي عِنْده ثمَّ نَفَاهُ بعد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ قدمه بحلب ثمَّ جعله أتابكها وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَقد زَاد على الْخمسين وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا متجملا فِي مركبه وملبسه عَارِفًا بأنواع الفروسية مَعَ كَثْرَة كذبه ودهائه وإسرافه على نَفسه وَمَاله فِيمَا قيل عَفا الله عَنهُ.
عليباي الدوادار. مَاتَ مقتولا فِي سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ عِنْده طيش وَكَثْرَة كَلَام لكنه كَانَ قَلِيل الطمع فِي أَحْكَامه متعصبا لمن يلوذ بِهِ. قَالَه الْعَيْنِيّ.
عليباي العزيزي. مِمَّن سمع مني.
عليباي العلائي الأشرفي برسباي الساقي. اخْتصَّ بأستاذه ورقاه إِلَى الخازندارية وأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة وضخم أمره فِي أَيَّامه ثمَّ صَار بعده من جملَة الطبلخاناه وشاد الشربخاناه وحبسه السُّلْطَان سِنِين ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ إمرة هينة بالبلاد الشامية فدام بهَا مُدَّة ثمَّ صيره أَمِير عشرَة بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني، وَقد حج فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، وَكَانَ شَابًّا طوَالًا حسن الشكالة كثير الْوَقار والسكون شجاعا مقداما محببا إِلَى النَّاس حسن السِّيرَة رَحمَه الله.
عليباي المحمدي الأشرفي قايتباي. رقاه أستاذه لنيابة سيس ثمَّ لنيابة إسكندرية بعد شغورها بِمَوْت جكم قرا فدام وتكرر طلبه للحضور فَلم يجب إِلَى أَن توعك فَأُجِيب وَوصل فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ عَاد إِلَيْهَا إِلَى أَن كثر التشكي مِنْهُ وَركب عَلَيْهِ أهل الْبَلَد كَافَّة وَجِيء بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين فتوصل إِلَى الرضى عَنهُ ثمَّ عَاد وَبَلغنِي فِي سنة تسع وَتِسْعين أَنه.
عليباي بَابي. فِي عَليّ بن خَلِيل بن قراجا.
(من اسْمه عَليّ)
عَليّ بن آدم بن حبيب نور الدّين الْكِنَانِي الحبيني البوصيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بالحبيني وبالبوصيري. مِمَّن أَخذ من الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي الْقرَاءَات وتصدر لَهَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ الزين طَاهِر وَابْن أَسد والهيثمي وَغَيرهم وَكَانَ مُقيما بالهلالية وَأحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سعد بن سعيد أَبُو مَدين الرَّمْلِيّ(5/151)
ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي القادري الْمَاضِي حفيده خَلِيل بن مُحَمَّد وَرَأَيْت شَيخنَا سَمَّاهُ إِبْرَاهِيم سَهوا وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المتباينة وَبَعض الصَّحِيح وَغَيرهمَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الشّحْنَة الدَّارِيّ. يَأْتِي فِي ابْن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر نور الدّين الْأنْصَارِيّ المقسي الشَّافِعِي وَيعرف بالكلبشي وبالكلبشاوي وَرُبمَا قيل لَهُ الصَّالِحِي. ولد فِي لَيْلَة حادي عشر شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ فِي الْمقسم فَنَشَأَ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو واشتغل فِي فنون وتميز وَمن شُيُوخه الْمَنَاوِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ والشرواني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَضُد وحاشيتيه وَكَذَا التقى الحصني قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَضُد وحاشية سعد الدّين فَقَط والشمني فِي الْأَصْلَيْنِ وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا واليسير جدا عَن الكافياجي ولازم البقاعي فِي مناسباته وَغَيرهَا وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ ثمَّ تنافر والتقى القلقشندي والولوي البُلْقِينِيّ وَابْن قَاسم وزَكَرِيا وَطَائِفَة وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَتردد إِلَى النَّاس وأقرأ الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَمَا حصل مِنْهُ على طائل وَلذَا أعرض عَنهُ وانجمع عَن النَّاس وقطن جَامع الزَّاهِد قَائِما بوظائف الْعِبَادَة مَعَ التقنع باليسير وَرُبمَا خطب بِهِ وَأم، وسافر الصَّعِيد ودمياط وَغَيرهمَا بل حج غير مرّة وجاور وَكَذَا دخل دمشق قَدِيما مَعَ شَيْخه الولوي حِين ولي قضاءها وناب عَنهُ هُنَاكَ ثمَّ دخله بِأخرَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مشيخة الْفُقَرَاء بِالْمَكَانِ الَّذِي أنشأه بدمياط وَتوجه لتربية المريدين والتصدر لِلذَّاكِرِينَ بعد أَن أَقَامَ بالمنزلة مُدَّة وراج أمره فِي تِلْكَ النَّاحِيَة جدا واعتمدوا فتواه لإقبال قاضيها أَمَام الدّين عَلَيْهِ وحضوره عِنْده بل وَبنى لَهُ بَيْتا وَكَانَ وَلَده يقْرَأ عَلَيْهِ وَبعد مَوته فوض الزيني زَكَرِيَّا أمرهَا إِلَيْهِ وَعز ذَلِك على كثيرين مِنْهُم لرعاية جَانب الْمُتَوفَّى فِي وَلَده فكفهم الْوَلَد عَنهُ وَكَانَ ذَلِك سَببا لإعراضه عَنْهَا وانحطاط مرتبته فِيهَا ثمَّ استعفى من مَكَان السُّلْطَان لعدم)
سياسته وَرجع إِلَى الْمنزلَة ثمَّ أعرض عَنْهُمَا وَنزل جَامع الزَّاهِد بعد أَن ورث من أَخ لَهُ شَيْئا رام إدارته فِيمَا يتكسب مِنْهُ فَمَا أنجح بِهِ وَتردد لِابْنِ الزَّمن وطمع أَن يكون شيخ الْمَكَان الَّذِي شرع فِي بنائِهِ ببولاق فَمَاتَ قبل إكماله وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ تفتنه وفضله وسكونه قوي النَّفس جدا وَمَا أَظن صِحَة مَا ينْسب إِلَيْهِ وَقد أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وأوقفني على تصنيف لَهُ سَمَّاهُ الْفَيْض الْقُدسِي على آيَة الْكُرْسِيّ فِي كراريس أَجَاد فِيهِ عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم نور الدّين القليوبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بِابْن غنيمَة بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة وبالقباني ثمَّ بالقليوبي ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بقليوب وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ بهَا(5/152)
الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَعرضه على السراج البُلْقِينِيّ وَالشَّمْس القليوبي والصدر الأبشيطي وَأذن لَهُ فِي التدريس وَسمع على الْجمال الْبَاجِيّ أَمَاكِن من دَلَائِل النُّبُوَّة فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وعَلى التقي الدجوي وَأبي عَليّ الْمُطَرز وعزيز الدّين المليجي والشرف بن الكويك وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن رزين وَالصَّلَاح البلبيسي وَأَنه دخل الثغر السكندري وَسمع بِهِ على الشَّمْس ابْن يفتح الله وَالْجمال الدماميني جد الشَّمْس نَاظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ وَلَيْسَ فِي كُله بِبَعِيد وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن خلدون الْمَالِكِي ثمَّ عَن الْعِمَاد الكركي الشَّافِعِي فَمن بعده وَاسْتقر فِي أَمَانَة الحكم وَنظر الْأَوْقَاف، وَحج فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس غير مرّة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي، وَكَانَ ربعَة نير الشيبة مَنْسُوبا للتساهل فِي الْقَضَاء وَهُوَ الَّذِي كَانَ يتحدث فِي نظر الْمدرسَة الفخرية بسويقة الصاحب وَقصر فِي شَأْنهَا حَتَّى سَقَطت منارتها على الرّبع المجاور لَهَا بعد تحذير سكانه من ذَلِك وتهاونهم فِي النقلَة وَبلغ ذَلِك الظَّاهِر جقمق فتغيظ عَلَيْهِ وتعدى لشَيْخِنَا كَمَا بسطته فِي مَحل آخر مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة التَّاجِر السكندري. فِي ابْن صَدَقَة.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد السَّلَام نور الدّين بن الْبُرْهَان الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَهُوَ سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن مَعْرُوف التَّاجِر. نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع الحَدِيث وَجلسَ بعده للتِّجَارَة فِي حانوته وَمَا قنع بل تعانى السكر وَغَيره وَلم يحصل على طائل. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد وَفَاة أُخْت لَهُ بأيام وَأَظنهُ جَازَ)
الثَّلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عدنان. يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عَليّ بن عدنان.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ أبي البركات بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو الْجمال أبي السُّعُود مُحَمَّد الْآتِي وَولد عَالم الْحجاز الْبُرْهَان، أمه غزلان الحبشية فتاة أَبِيه. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَحضر عِنْد أَبِيه وَعَمه وأخيه وزوجه ابْنة عَمه أبي البركات وَدخل بهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وورثها وَسكن فِي قاعة أَبِيهَا الَّتِي ملكهَا قبل مَوته للصلاحي ابْن أَخِيه وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ فِي هَذِه الْمُجَاورَة وَالَّتِي قبلهَا وَكَانَ مجلي يتَرَدَّد إِلَيْهِ ليقرئه وَكَذَا حضر عِنْد الوزيري وزار الْمَدِينَة وَلَا توجه لَهُ لشَيْء من ذَلِك وَالله يصلحه.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن رَاشد الْمُوفق أَبُو الْحسن الإبي بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة مُشَدّدَة الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالإبي. ولد قبيل(5/153)
التسعين وَسَبْعمائة بتعز من بِلَاد الْيمن وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَانْفَرَدَ فِي تِلْكَ النواحي بِصَلَاتِهِ بِهِ فِي هَذَا السن وَكَذَا حفظ الملحة والتنبيه إِلَّا الْيَسِير من آخِره وَنَحْو أَرْبَعِينَ مقامة من مقامات الحريري ولازم الْفَقِيه عبد الْمولى بن مُحَمَّد بن حسن الْخَولَانِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ التَّنْبِيه ومختصر السن والجمل للزجاجي، وَقدم مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ أَولهَا فِي سنة خمس وجاور بهَا فِي كثير مِنْهَا وَكَذَا زار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَلَقي بهما جمعا من الْأَعْيَان فَكَانَ مِمَّن لقِيه بِمَكَّة الزين أَبُو بكر المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وقريبه الْخَطِيب أَبُو الْفضل بن ظهيرة والشهاب أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي والزين الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة فِي آخَرين وبالمدينة المراغي أَيْضا والزين عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي ورقية ابْنة يحيى بن مزروع فَأخذ عَنْهُم وَعَن غَيرهم بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَحضر دروس الْعلمَاء مِنْهُم وَلَقي بزبيد الْمجد الشِّيرَازِيّ والشرف بن الْمقري فَانْتَفع بهما وارتحل فِي موسم سنة أَربع عشرَة رَفِيقًا للجمال بن مُوسَى المراكشي الْحَافِظ صُحْبَة الركب الشَّامي فسمعا بِالْمَدِينَةِ ثمَّ بِدِمَشْق وحلب وحمص وحماه وبعلبك والرملة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل والقاهرة ومصر وإسكندرية فَكَانَ مِمَّن سمع عَلَيْهِ بِدِمَشْق عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الرَّحْمَن بن طلوبغا والحفاظ الثَّلَاثَة ابْن حجي والحسباني وَابْن الشرائحي وَالشَّمْس بن الْمُحب وَخلق بحلب حافظها)
الْبُرْهَان والعز الحاضري والشهاب بن العديم وَطَائِفَة وبحمص خطيبها الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السُّبْكِيّ والبدر العصياتي وَغَيرهمَا وبحماة الْعَلَاء ابْن المغلي والشهاب بن الرسام والشرف بن خطيب الدهشة وَنَحْوهم وببعلبك محدثها التَّاج بن بردس وَغَيره وبالرملة الزَّاهِد الشهَاب بن رسْلَان وببيت الْمُقَدّس الْبُرْهَان بن الْحَافِظ أبي مَحْمُود وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أبي بكر بن كريم والبدر حسن بن مُوسَى وَجَمَاعَة وببلد الْخَلِيل أَحْمد بن مُوسَى الحبراوي والعماد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وَغَيرهمَا وبالقاهرة الشّرف بن الكويك والعز بن جمَاعَة والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ النخبة وَالشَّمْس بن الزراتيتي وَابْن زقاعة وَغَيرهم وبإسكندرية التَّاج مُحَمَّد بن التنسي والكمال بن خير والبدر بن الدماميني وَرجع من هَذِه لرحلة بمسموع كثير وشيوخ جلة وفوائد جملَة واستوطن مَكَّة من أثْنَاء سنة أَرْبَعِينَ وبرع فِي فنون خُصُوصا الْأَدَب وطارح شَيخنَا وَغَيره وَجمع مجاميع حَسَنَة وفوائد مهمة وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا لنَفسِهِ وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأخذت عَنهُ الْكثير بجدة ثمَّ بِمَكَّة وَمنى وَكَانَ إِمَامًا مفننا أديبا بارعا(5/154)
متواضعا حسن الْهَيْئَة والمحاضرة جميل الصُّورَة وَالْعشرَة كثير الفكاهة والنوادر والاستحضار صبورا على الإسماع حسن الود والمذاكرة سريع النادرة وعَلى ذهنه فَضَائِل وفوائد مَعَ الِاجْتِهَاد فِي الطّواف ومداومة التِّلَاوَة وَغَيرهمَا من أَسبَاب الطَّاعَة لكنه كَانَ كثير النعاس وَأَظنهُ من السهر. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:
(إِذا الْعشْرُونَ من رَمَضَان ولت ... فواصل ذكر رَبك كل حِين)
(وَلَا تغفل عَن التطواف وقتا ... فَأَنت من الْفِرَاق على يَقِين)
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الْبُرْهَان بن الشّرف الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد وَأبي بكر وَيعرف بِابْن عدنان وبابن أبي الْجِنّ. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق غير مرّة. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَلم يكن ماهرا لكنه كَانَ متواضعا بساما رَئِيسا وَأُصِيب قبل مَوته بقرحة فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَانْقَطع لَهَا مُدَّة بداره إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.)
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ بن القضامي ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا وَأخذ النَّحْو عَن السّري أبي الْوَلِيد الْمَالِكِي وَالْفِقْه عَن الصَّدْر بن مَنْصُور الدِّمَشْقِي وبرع فيهمَا وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَالْأَدب والإنشاء وَله نظم لَيْسَ بذلك وَلكنه كَانَ غَايَة فِي الْمعرفَة بالشعر وَإِدْرَاك الْمعَانِي الدقيقة فِيهِ وَكتب الحكم للناصري بن الْبَارِزِيّ الشَّافِعِي بحماة وَكَذَا نَاب عَنهُ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء الْحَنَفِيَّة بهَا وَانْفَرَدَ برياستها فِيهِ وَكَانَ إِمَامًا رَئِيسا محتشما صَدرا كَبِيرا دينا عادلا فِي حكمه عَالما فَاضلا، وَمن نظمه:
(عين على المحبوب قد قَالَ لي ... رَاح إِلَى غَيْرك يَبْغِي اللجين)
(فَجِئْته بالتبر مستدركا ... فَقلت مَا جئْتُك إِلَّا بِعَين)
وَمِنْه وَقد جردت حمام تَقِيّ الدّين وسيق لَهَا المَاء من الناعورة الحاجبية:
(يَا أَيهَا الْحمام بِشِرَاك قد ... عدت إِلَى عصر الصِّبَا الذَّاهِب)
(كنت قَلِيل الما بغيضا لنا ... فصرت كَالْعَيْنِ من الْحَاجِب)
ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه قدم الْقَاهِرَة فاجتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده وَسمع من نظمي وأنشدني شمس الدّين بن الْمصْرِيّ فِي سنة إِحْدَى عشرَة قَالَ:(5/155)
أَنْشدني القَاضِي عَلَاء الدّين بن القضامي قَالَ: أَنْشدني ابْن حجر لنَفسِهِ مضمنا فَذكر بَيْتَيْنِ كَانَ سمعهما مني سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَحدث عني بهما بحماة مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَقَالَ فِيهَا من أنبائه أَنه أَخذ الْفِقْه عَن أثير الدّين بن وهبان وتمهر وبهرت فضائله وَولي قَضَاء بَلَده وَقدم الْقَاهِرَة سنة الكائنة الْعُظْمَى فاشتهرت فضائله وَعرفت فنونه وَحدث وَأفَاد وَسمعت مِنْهُ وَسمع من نظمي وَأكْثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَمن نظمه:
(خُذ بيَدي يَا كريم خُذ بيَدي ... قد عيل صبري وَقد وهى جلدي)
(إِن لم تَجِد لي فَمن يجود عَليّ ... ضعْفي بِلَا أمره وَلَا بلدي)
بل ذكره أَيْضا فِي سنة سبع مِنْهُ وَقَالَ أَنه كَانَ من أهل الْعلم وَالْفضل والذكاء مَعَ الدّين وَالْخَيْر والرياسة قلت: وتسع بِتَقْدِيم التَّاء هُوَ الصَّوَاب وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَابْن خطيب الناصرية، وَقد حج فِي بعض السنين فِي محفة فَقَالَ الأديب شمس الدّين مُحَمَّد بن بركَة المزين:)
(محفة الْمجْلس العلائي ... تبث علياه فِي الْمشَاهد)
(تَقول هَذَا أعْطى وأفنى ... وَحج فِي النَّاس وَهُوَ قَاعد)
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صقر الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْكَلْبِيّ الْحلَبِي من بَيت الرياسة. ولد فِي صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع الْأَرْبَعين المجيرية تَخْرِيج ابْن بلبان من سَماع أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي ابْن المجير على أبي عبد الله مُحَمَّد وصافي ابْني نَبهَان الجبريين فِي سنة أَرْبَعِينَ بسماعهما مِنْهُ وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه كَانَ إنْسَانا حسنا رَئِيسا عَاقِلا وَكَذَا سمع بِقِرَاءَة الزين الْعِرَاقِيّ من سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سلمَان بن سَالم بن المطوع ثَانِي الغيلانيات بِسَمَاعِهِ من أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب ابْنة مكي وَزَيْنَب ابْنة أَحْمد بن كَامِل، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَكَانَ مُوسِرًا من رُؤَسَاء الحلبيين وباشر وظائف بهَا، أثنى عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْمُحدث. وَمَات فِي كائنة حلب الْعُظْمَى بأيدي التتار فِي حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث رَحمَه الله، وَذكره شَيخنَا أَيْضا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه حدث عَنهُ يَعْنِي فِي قَرْيَة جبرين بالأربعين الْمَذْكُورَة رَفِيقًا للعلاء فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَنه خرج عَلَيْهَا بأسانيده إِلَى من فِي أثْنَاء كل حَدِيث مِنْهَا بعلو، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ المغربي الأَصْل ثمَّ الدَّمِيرِيّ وَيعرف بالأديب. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِي دميرة الْقبلية وأسلمه وَالِده إِلَى الشَّيْخ عَليّ بن الْوَحْش يؤدبه فَعلمه الْخط وأقرأه إِلَى سُورَة الصافات ثمَّ سَافر بِهِ أَبوهُ إِلَى الْحجاز(5/156)
وَهُوَ صَغِير فَلَمَّا عَاد علمه صَنْعَة الْأدم فارتزق مِنْهَا إِلَى آخر وَقت وَحج سبع مَرَّات وزار الْقُدس وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَسكن بهَا عِنْد أَخِيه القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن الإسكافي ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وثلاين بدميرة فكتبا عَنهُ قَوْله:
(بَكَى الْغَيْم ضحك الرَّوْض ... وَرَأَيْت فِي ذَا دَلَائِل)
(وَالْعجب أسقاه دموعو ... فَضَحِك من دمع سَائل)
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الأقفاصي ثمَّ الْمَنَاوِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَبرد دَار الأتابك أزبك. ولد بأقفاص ثمَّ تحول مِنْهَا لمنية ابْن سلسيل فتكسب بخياطة الْعِرَاقِيّ ثمَّ انْتقل لمصر فَعمل الرسلية بِبَاب قانم تَحت نظر إِسْمَاعِيل البرددار وَتزَوج ابْنَته نانعة وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وناب عَنهُ فِي)
البرددارية فَلَمَّا مَاتَ قانم اسْتَقر فِي برددارية الأتابك حِين كَانَ حاجبا إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن المؤرخ الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْعَزِيز الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْقرشِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْجَزرِي ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وبالأول جزم شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ: وَمَات أَبوهُ وَله سنة فرباه عَمه نصير الدّين مُحَمَّد وأسمعه عَلَيْهِ التَّاسِع عشر من أمالي الْحسن بن رَشِيق وَحضر على المرداوي خَاتِمَة أَصْحَاب عمر الْكرْمَانِي بالحضور مجَالِس المخلدي وأربعي عبد الْخَالِق الشحامي وَسمع على الْكَمَال بن حبيب وَابْن قواليح وَابْن أميلة وَمُحَمّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار الْحَارِثِيّ واشتغل بالفقه وبرع فِيهِ وَأعَاد بالتقوية وَعمل الميعاد وَقَرَأَ الحَدِيث بِجَامِع بني أُميَّة وباشر نظر الْأَيْتَام فحمدت سيرته وَحج مرَارًا وجاور وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا شَيخنَا وَقَالَ: أجَاز لي غير مرّة زَاد فِي أنبائه مَعَ خفض الْجنَاح وطهارة اللِّسَان ولين العريكة قَالَ: وعلق فِي الوفيات واجتيح فِي شَيْء كثير من مَاله فِي فتْنَة اللنك وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ إِلَّا مُبَاشَرَته مَعَ قُضَاة السوء. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبيد الله السَّيِّد غلاء الدّين الْحُسَيْنِي البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ إِمَام الريحانية بِدِمَشْق ووالد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي مِمَّن كَانَ يحضر مجَالِس الْعلمَاء مَاتَ فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين قبل إِكْمَال الثَّمَانِينَ.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن عبيد بن مُسلم بن سَلامَة الْعَلَاء أَبُو الْحسن الرباوي الأَصْل نِسْبَة للربة بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة قَرْيَة بكرك الشوبك ثمَّ الْمَقْدِسِي قاضيه الشَّافِعِي. ولد سنة(5/157)
اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعَفِيف النابلسي بهَا المسلسل وَجَزَاء ابْن الطلاية وجزءا من غرائب ابْن مَاجَه انتقاء الذَّهَبِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَولى قَضَاء بَيت الْمُقَدّس فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَن الفوعى بعناية الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي فاستمر إِلَى أَوَائِل سنة خمس وَثَلَاثِينَ ثمَّ صرف بِالْقَاضِي نَاصِر الدّين البصروي وَدخل الْقَاهِرَة ساعيا فِي الْعود)
فَمَا أُجِيب فناب فِيهَا عَن شَيخنَا فِي بَاب الشعرية بسفارة الولوى ابْن قَاسم ثمَّ عَاد إِلَى الْقُدس فَكَانَت منيته بِهِ فِي أحد الجمادين ظنا سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين رَحمَه الله.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن أَحْمد بن الْمُؤَيد ركن الدّين بن عماد الدّين الأيجي الشَّافِعِي. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بأيج وَنَشَأ بهَا فاشتغل بالفقه والنحو وَالصرْف عِنْد أبي يزِيد مُحَمَّد بن رَضِي الدّين الداواني ثمَّ الشِّيرَازِيّ ارتحل إِلَيْهِ من بَلَده وَبَينهمَا نَحْو أَربع مراحل وَكَذَا أَخذ بهَا عَن الرُّكْن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ القره خيري ثمَّ الشِّيرَازِيّ أصُول الْفِقْه والمنطق والنحو وببلده عَن تَاج الدّين حسن بن الشَّمْس مُحَمَّد بن التَّاج حسن الأيجي الصّرْف والنحو والمنطق والمعاني وَجل الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والشرعية وَأَجَازَ لَهُ وَكلهمْ شافعية والأولان مَاتَا والْحَدِيث عَن السَّيِّد معِين الدّين بن صفي الدّين وحفيد عَمه السَّيِّد عبيد الله بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف بل أَخذ عَن هَذَا الْفِقْه أَيْضا وارتحل لِلْحَجِّ فَكَانَ وُصُوله مَكَّة فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة ولقيني فِي شَوَّال فَأخذ عني بقرَاءَته أَشْيَاء من الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا وَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة واغتبط بذلك جدا.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السَّيِّد الزين الْحُسَيْنِي العجمي الجويمي نِسْبَة لجويم بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر التَّحْتَانِيَّة وَسُكُون الْمِيم قَصَبَة من قصبات شيراز الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمكتب شيخ الباسطية بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ويدعى بضياء. ولد فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بجويم وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلا بِهِ لعاصم على الشَّيْخ حسن بن دَاوُد وَأخذ النَّحْو وَالصرْف عَن وَالِده ثمَّ انْتقل إِلَى شيراز فَأخذ عَن مَحْمُود السروستاني فِي الْفِقْه والنحو وَعَن الْعَفِيف الكازروني الحَدِيث ثمَّ إِلَى خُرَاسَان فَأخذ عَن يُوسُف الحلاج الْفِقْه والأصلين وَمِمَّا أَخذه عَنهُ فِي أصل الدّين شرح الْمَقَاصِد للتفتازاني وَفِي أصل الْفِقْه الْعَضُد وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الْمِفْتَاح للتفتازاني وَعَلِيهِ سمع جَمِيع شرح السّير لَهُ وصحيح البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْكرْمَانِي الشَّارِح وَسمع فِي هراة على السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ غَالب الزهراويين من الْكَشَّاف وَشَرحه للمواقف فِي أصُول الدّين(5/158)
وَكَانَ يَقُول عَن الشَّيْخ يُوسُف الحلاج: لسنا من طبقته إِنَّمَا هُوَ من طبقَة الْفَخر وَأَمْثَاله وَالشَّيْخ يُوسُف يَقُول عَنهُ السَّيِّد بَحر كل مِنْهُمَا يَقُول ذَلِك فِي غيبَة الآخر وَأخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن الصَّدْر الفراحي فِي آخَرين غير هَؤُلَاءِ وَكتب على السَّيِّد مجد الدّين الشِّيرَازِيّ ففاق فِي الْكِتَابَة وَحج قبل سنة ثَلَاثِينَ على طَرِيق)
الشَّام وجاور بهَا وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ حج أَيْضا وجاور بِالْمَدِينَةِ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وقطنها وَمَات لَهُ أَخ فِيهَا وَكَانَا ملتزمين أَن من مَاتَ مِنْهُمَا قبل الآخر يُقيم الآخر فِيهَا حَتَّى مَاتَ، وَقَررهُ الزين عبد الباسط فِي مشيخة مدرسته بهَا بل لم يبنها فِيمَا قيل إِلَّا لَهُ وَكَانَ ابْتِدَاء عمارتها حِين حج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَأقَام السَّيِّد بهَا على قدم عَظِيم فِي سلوك الصّلاح والتصدي لإقراء الْعُلُوم والتكتيب والتكرم على أَهلهَا والواردين إِلَيْهَا مَعَ لِسَان فصيح وقدرة على التَّعْبِير حَتَّى كَانَ الشَّيْخ أَحْمد بن يُونُس المغربي الْمَاضِي يَقُول هُوَ جَوْهَرَة بَين البصل، وَلم يخْتَلف فِي تقدمه فِي الْعلم وَالصَّلَاح من أهل الْمَدِينَة اثْنَان وَقد لقِيه البقاعي بِالْمَدِينَةِ فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَقَالَ أَنه شرح إيساغوجي فِي نَحْو أَرْبَعَة كراريس قَالَ: وَهُوَ رجل خير دين متواضع شَدِيد الازدراء لنَفسِهِ، وَوَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْكَاتِب الزَّاهِد، وَالْجمال حُسَيْن فتحي وَوَصفه بالسيد الإِمَام الْعَلامَة وَكتب عَنهُ بالباسطية أبياتا وَهِي:
(إِذا شِئْت أَن تستقرض المَال منفقا ... على شهوات النَّفس فِي زمن الْعسر)
(فسل نَفسك الأنفاق من كنز صبرها ... عَلَيْك وإرفاقا إِلَى زمن الْيُسْر)
(فَإِن فعلت كنت الْغَنِيّ وَإِن أَبَت ... فَكل منوع بعْدهَا وَاسع الْعذر)
مَاتَ وَقد أسن فِي سنة سِتِّينَ وَرَأَيْت من أرخه فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصحراوي الضَّرِير أَخُو عبد الْكَرِيم الْمَاضِي، مِمَّن أجَاز لَهُ الشّرف بن الكويك وَجَمَاعَة واستجازه الطّلبَة.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الفاقوسي الأَصْل البلبيسي الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ. إِنْسَان خير سليم الْفطْرَة جدا زَائِد الْفَاقَة قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَقَرَأَ على جلّ الصَّحِيح فِي سِنِين وَكَذَا قَرَأَ على الديمي والبهاء المشهدي بل قَرَأَهُ على الْعَامَّة فِي بَلَده وَلَهُم فِيهِ اعْتِقَاد وَنعم الرجل.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْغَزِّي وَيعرف بِابْن البغيل. ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع الْكثير على الْجمال بن جمَاعَة وَكَانَ فِي خدمته وَكَذَا سمع على التقي القلقشندي والسراج عمر الْحِمصِي والزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ(5/159)
خَلِيل والزين عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَغَيرهم وبالقاهرة مَعَ الْعِمَاد بن جمَاعَة وأخيه على شَيخنَا وَابْن الْفُرَات وَغَيرهمَا،)
وَأَجَازَ لَهُ الْعَيْنِيّ والْعَلَاء القلقشندي وَعمر القمني والشهاب الْحِجَازِي وَسعد الدّين بن الديري وَأَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والأمير الأقصرائي وَابْن الْهمام والشهاب القلقيلي الْمقري والشهاب بن زيد والبرهان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن القَاضِي عجلون ويوسف ابْن نَاظر الصاحبة وَأحمد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد بن حَامِد وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم نور الدّين الماملي الأَصْل الزَّيْلَعِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي ومامل من بِلَاد الْحَبَشَة قدم أَبوهُ مِنْهَا فَتزَوج بزبيد وَولد لَهُ بهَا صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة بضع وَتِسْعين وَسَبْعمائة فتفقه قَلِيلا بالشهاب أَحْمد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ ثمَّ لَازم الْجمال مُحَمَّد للطيب النَّاشِرِيّ قِرَاءَة وسماعا إِلَى أَن أذن لَهُ بالإفتاء والتدريس وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على الْفَقِيه الشهَاب الْكرْدِي وبرع فِي ذَلِك وانتفع بِهِ فِيهِ جمَاعَة وَصَارَ مدَار الْفتيا فِيهِ عَلَيْهِ مَعَ صَلَاحه وخيره مَاتَ منتصف شعْبَان سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم نور الدّين البدرشي الأَصْل القاهري البحري نِسْبَة لباب الْبَحْر وَرُبمَا يُقَال لَهُ المقسي الْمَالِكِي. حفظ الرسَالَة وَنصف الْمُخْتَصر وَغَيرهمَا من كتب الْفُنُون وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي الْجُود وَأبي الْفضل المغربي ولازم العلمي والسنهوري وَأَجَازَهُ وَكَذَا لَازم الْفَخر المقسي فِي الْعَرَبيَّة وفرائض الرَّوْضَة وبرع وَفضل مَعَ ديانَة وفاقة وَعمل المواعيد وقتا وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن السراج بن حريز وَولي قَضَاء بَيت الْمُقَدّس وَاتفقَ أَنه عزّر نَصْرَانِيّا متجوها فعزل بِسَبَبِهِ وَلم يلبث سوى نَحْو خَمْسَة عشر يَوْمًا وَهُوَ متمرض ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت مستهل جُمَادَى سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بِبَاب حطة وَقد جَازَ الْأَرْبَعين وَكَانَ قد اختلى وقتا عِنْد الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي فَحصل لَهُ نوع اختلال وَيُقَال أَن سَببه أكله حب الْبِلَاد وَأدْخل البيمارستان لكَونه كلم العلمي البُلْقِينِيّ وَهُوَ فِي هَذِه الْحَالة بِكَلِمَات فِيهَا خشونة بِمَا خرج بعد أُسْبُوع، وَحج مَعَ الرجبية وَقَرَأَ هُنَاكَ الميعاد بل دَار على بعض الشُّيُوخ كالمحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي والنجم ابْن فَهد وَغَيرهمَا وَأخذ عني هُنَاكَ أَشْيَاء بل قد سمع بِقِرَاءَتِي بِالْقَاهِرَةِ على بعض مسنديها وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْغَزِّي نزيل بَيت الْمُقَدّس والمتوفي بِهِ فِي.
عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ(5/160)
أَصْغَر من أَخِيه أبي)
الْقسم وَغَيره من إخْوَته مِمَّن لم يحكم الْفِقْه وَتُوفِّي شَابًّا. قَالَه الأهدل.
عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن السدار أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وخال شمس الدّين الشهير. تدرب بِهِ ابْن أُخْته فِي فنونه وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير خُصُوصا حِين مجاوراته بِمَكَّة، وَكَانَ خيرا أثنى عَنهُ مظفر الأمشاطي وَحكى لنا عَنهُ القَاضِي بدر الدّين السَّعْدِيّ شَيْئا.
مَاتَ بعد الْخمسين تَقْرِيبًا.
عَليّ بن الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف ابْن سَالم بن دليم الْقرشِي الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَهُوَ ثمل عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْفتُوح ابْن القطب الْقرشِي القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي عبد الرَّحْمَن وَغَيره من إخْوَته وأبوهم وابناه إِبْرَاهِيم وَأحمد. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه شريفة فِيمَا بَلغنِي. وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن ابْن الملقن والبلقيني ثمَّ عَن وَلَده الْجلَال والبيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وقريبه الْمجد وَجَمَاعَة أَقْدَام من هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة بل ودونهم كالزين القمني والتلواني والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ أَكثر شرح ألفيته ولازمه حَتَّى كتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَقد رَأَيْت المملى أثبت اسْمه فِي عدَّة مجَالِس مِنْهَا ثمَّ عَن وَلَده الْوَلِيّ بل وَعَن شَيخنَا والقراءات عَن الْفَخر البلبييسي إِمَام الْأَزْهَر والتنوخي ثمَّ عَن الزراتيتي وَكَثِيرًا من الْفُنُون كالأصلين والمعاني وَالْبَيَان والمنطق عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازمه كثيرا حَتَّى كَانَ يتَوَجَّه إِلَيْهِ إِلَى الْجَامِع الْجَدِيد بِمصْر مَاشِيا وَرُبمَا يرتفق بِجَمَال السقايين وَكَذَا لَازم فِي الْفُنُون الْبِسَاطِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمُخْتَصر أَو جمعيه وَمن قبلهمَا حضر الدُّرُوس الشَّيْخ قنبر والعربية عَن الشَّمْس الشطنوفي وَغَيره والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي بل أَخذ فِيهَا أَيْضا وَفِي الْحساب والجبر والمقابلة عَن الشهَاب بن الهائم وَكَذَا عَن الْجمال المارداني مَعَ الْيَسِير من الْمِيقَات بل قَرَأَ عَلَيْهِ إقليدس وَعَن ابْن المغلي الْحَنْبَلِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَسمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث، كَذَا سمع على الهيثمي وَابْن حَاتِم والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والدجوي والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْعَسْقَلَانِي والشموس الشَّامي والحبتي وَمُحَمّد بن قَاسم السُّيُوطِيّ والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس المبتولي وَعَائِشَة الكنانية، وَحج فِي سنة إِحْدَى)
عشرَة وجاور بِمَكَّة وَأخذ فِيهَا الْعرُوض عَن الْمجد إِسْمَاعِيل الزمزمي(5/161)
ولازم الْجمال بن ظهيرة حَتَّى أَخذ عَنهُ مُعْجَمه وفضائل مَكَّة للجندي وَغَيرهمَا وَسمع أَيْضا على الزينين المراغي والطبري وَابْن سَلامَة وَأبي الْحسن بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن ظهيرة فِي طَائِفَة وبالمدينة النَّبَوِيَّة على النُّور الْمحلي سبط ازبير وَالْجمال الكازروني وَغَيرهمَا، وارتحل إِلَى الشَّام فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَأخذ بهَا عَن حافظها ابْن نَاصِر الدّين ولازم الْعَلَاء البُخَارِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ رسَالَته فِي الْمَوْضُوع وَكتابه نزهة النّظر فِي كشف حَقِيقَة الْإِنْشَاء وَالْخَبَر ورسالته المدعوة فاضحة الْمُلْحِدِينَ وَغير ذَلِك وَبَالغ الْعَلَاء فِي تَعْظِيم صَاحب التَّرْجَمَة وَأذن لَهُ فِي إقرائها مَعَ غَيرهَا مِمَّا سَمعه مِنْهُ وَغَيره وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَأخذ بِكُل مِنْهُمَا عَن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ خلق مِنْهُم الْمجد اللّغَوِيّ، وجد فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وتنزل فِي الْجِهَات وَسكن الصيرمية بِرَأْس سوق أَمِير الجيوش مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ تلقاها عَن رَفِيقه النُّور القمني بِحكم وَفَاته، وَنَشَأ متقللا من الدُّنْيَا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الدوادار الْكَبِير تغرى بردى الْمُؤَدِّي فِي مشيخة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِخَط صليبة جَامع ابْن طولون وتدريسها وبعنايته اسْتَقر فِي تدريس الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ ونظرها بعد وَفَاة التلواني وَفِي وَظِيفَة خزانَة الْكتب بالأشرفية برسباعي عقب الشَّمْس بن الجندي وَكَانَ يَحْكِي لنا فِي شَأْنهَا أَنه حضر مَبِيع كتب مخلفة عَن بَعضهم وَمن جُمْلَتهَا لِسَان الْعَرَب فِي اللُّغَة بِخَط مُؤَلفه فَلم يتَنَبَّه لَهُ كَبِير أحد فرام أَخذه لحسن موقعه عِنْده وَزَاد فِيهِ فَانْتدبَ عِنْد ذَلِك للزِّيَادَة فِيهِ بعض الْأَعْيَان بِحَيْثُ بلغ ثمنا كثيرا لَا ينْهض الشَّيْخ بِالْوَفَاءِ بِهِ وخشي من الزِّيَادَة فِيهِ أَن يلْزم فِي الْحَال بِثمنِهِ فَلَا يقدر فَرُبمَا يكون ذَلِك سَببا لشَيْء فَأَعْرض عَنهُ مَعَ تعلق خاطره بِهِ فَلَمَّا صَارَت إِلَيْهِ هَذِه الْوَظِيفَة كَانَت النُّسْخَة بِعَينهَا أول شَيْء أخرج لَهُ حِين التَّسْلِيم وَالْعرض والأعمال بِالنِّيَّاتِ، ثمَّ اسْتَقر بعده فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية بعد وَفَاة القاياتي والْحَدِيث بِجَامِع طولون بعد وَفَاة شَيخنَا وَكَذَا فِي تصدير الْقرَاءَات بِالْمَدْرَسَةِ الحسنية وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق فَامْتنعَ وترشح لَهُ بالديار المصرية فَمَا قدر وَمَا كَانَ يكره ذَلِك وَقرر فِي الخشاية فِي حَيَاة الْعلم البُلْقِينِيّ فاستعفى مِنْهُ وتصدى للتدريس قَدِيما وسنه دون الْعشْرين فَانْتَفع بِهِ خلق من الْأَعْيَان وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة فَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر والشهاب الكوراني والبدر أَبُو السعادات البُلْقِينِيّ ونعمة الله الجرهي والبرهان بن)
ظهيرة وَابْن أبي السُّعُود والجلال بن الْأَمَانَة والشرف بن الجيعان والنجم بن قَاضِي عجلون وَفِي غير الشَّافِعِيَّة السنهوري وقريبه الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَلم يزل متصديا للإقراء والإفتاء إِلَى أَن أَخذ مِنْهُ تدريس الصلاحية لشَيْخِنَا فَكثر تألمه بِسَبَبِهِ لَا سِيمَا وَقد(5/162)
بَاشرهُ أحسن مُبَاشرَة وتحرى فِيهِ إِلَى الْغَايَة وَزَاد فِي الأحكار وَفِي معاليم كثير من الطّلبَة وَشرع فِي عمَارَة أوقافه وَالنَّظَر فِي مَصَالِحه وَكَانَ السَّبَب فِي انْفِصَاله عَنهُ أَنه التمس مِنْهُ قِطْعَة من الرحاب الْمُجَاورَة لَهُ فَامْتنعَ فَسلط عَلَيْهِ نَاظر القرافة أَبُو بكر الشاطر فأفحش فِي حَقه ثمَّ تسببوا فِي انْفِصَاله فتقلل من الإقراء من ثمَّ بل يُقَال أَنه مَا سلك القرافة بعد هَذَا وَكَذَا أوذي من قبل أَخِيه فَصَبر، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان والقراءات مشاركا فِي غير ذَلِك ذَا أنسة بالفن سريع الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة حسنهما متضلعا من عُلُوم شَتَّى نظارا بحاثا بِحَيْثُ كَانَ الْعِزّ الْكِنَانِي يَقُول مَا رَأَيْت أبحث مِنْهُ وَكَانَ يرجحه على أبي الْفضل المغربي وَرُبمَا يَقُول قصارى أمره أَن يصل لمرتبته يَعْنِي فِي أَشْيَاء وَقَالَ لَهُ الْعَلَاء بن المغلي أَنْت كثير التفف صَحِيح التَّأَمُّل قوي الْفِكر مَعَ التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة ولطيف المماجنة والمداومة على التَّهَجُّد وَالْقِيَام وَالِاعْتِكَاف فِي شهر رَمَضَان بِتَمَامِهِ فِي خلوته علو الْأَزْهَر وَصِحَّة العقيدة والمحاسن الجمة وَلم يكن يَأْكُل فِي رَمَضَان اللَّحْم إِنَّمَا كَانَ قوته فِيهِ الْخلّ وَالْعَسَل والبقل والجبن الأقفاصي وَنَحْو ذَلِك بل كَانَ يَقُول أَنه مكث نَحْو عشْرين سنة لَا يَأْكُل من أَطْعِمَة الثوم شَيْئا وَلم يشغل نَفسه مَعَ تقدمه بالتأليف بل كَانَ يكْتب على كثير من دروسه الْكِتَابَة المحكمة المتقنة الَّتِي يُبَالغ فِيهَا فِي اسْتِيفَاء النّظر وَالتَّحْقِيق وَعمل منسكا لطيفا متقنا، وَقد شهد لَهُ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من تَارِيخه أَنه أمثل بني أَبِيه طَريقَة وَوَصفه فِي بعض مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بالشيخ الْفَاضِل الأوحد مُفِيد الطالبين صدر المدرسين جمال الطَّائِفَة عُمْدَة المفيدين انْتهى. وَكَانَ يَحْكِي لنا أَنه رام أَن يدربه ليَكُون مَعَه كالهيثم مَعَ الْعِرَاقِيّ فَمَا تيَسّر، وَقد لازمته مُدَّة وقرأت عَلَيْهِ جملَة بل كتب لي تقريظا على بعض تصانيفي وَكَانَ يقدمني على أَخِيه. مَاتَ بعد تعلله بالإسهال أشهرا فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بالأزهر تقدم النَّاس الْمَنَاوِيّ وَدفن بتربة يُقَال لَهَا تربة الْمَوْلُود خَارج الْبَاب الْجَدِيد وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَحمل على أَعْنَاق الْأُمَرَاء والفضلاء فَمن دونهم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَعظم الأسف لفقده رَحمَه الله وإيانا.)
عَليّ بن أَحْمد بن إينال نور الدّين بن الْمُؤَيد بن الْأَشْرَف. ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بإسكندرية كَانَ أملك على ابْنة مُحَمَّد بن بردبك ابْن عمته فَمَاتَتْ وَطعن هُوَ ثمَّ تخلص وتحرك للمجيء لِلْحَجِّ فِي موسم سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ بَطل.
عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد وَقيل عبد الله وَالْأول أصح النُّور(5/163)
أَبُو الْحسن الْآدَمِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. تفقه بالولي الملوي وتأدب بآدابه واشتغل كثيرا عَلَيْهِ وعَلى غَيره كالتاج السُّبْكِيّ أَخذ عَنهُ مُصَنفه جمع الْجَوَامِع تَحْقِيقا وَكَذَا الْكثير من منع الْمَوَانِع وَمن التَّنْبِيه والمنهاج والتسهيل وَأذن لَهُ فِي إقراء جمع الْجَوَامِع وَإنَّهُ لم يَأْذَن لأحد فِي ذَلِك قبله وَكَذَا أَخذ الْقرَاءَات السَّبع عَن الْمجد إِسْمَاعِيل الكفتي وَأذن لَهُ فِيهَا وَسمع على العرضي فِي جَامع التِّرْمِذِيّ وعَلى المظفر بن الْعَطَّار والقلانسي فِي آخَرين كالصلاح الزفتاوي، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَأقَام مُدَّة بريف مصر يشغل النَّاس فانتفعوا بِهِ كثيرا ثمَّ قدم مصر فقطنها وَسَمعنَا مِنْهُ على الصّلاح الزفتاوي بل قَرَأت عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والعربية، وَكَانَ عَالما بالفقه وَالتَّفْسِير وآداب الصُّوفِيَّة حسن العقيدة على طَريقَة مثلى من الدّين وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر والانجماع والتقشف وَرُبمَا تكلم على النَّاس من شدَّة الْخَوْف والمراقبة سَمِعت عَلَيْهِ من صَحِيح البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ من القلانسي، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه تنبه وشغل وَأفَاد ودرس وَأفْتى وَأعَاد وشارك فِي الْفُنُون وانتفع بِهِ أهل مصر كثيرا مَعَ الدّين المتين والسكون والتقشف والانجماع وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس بِجَامِع عَمْرو ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة وَسكن جوَار الْأَزْهَر، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو سبعين سنة وَصلي عَلَيْهِ بالأزهر ثمَّ بمصلى المؤمني ثمَّ بالقرافة وَدفن بهَا بِالْقربِ من تربة التَّاج بن عَطاء الله وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وَيُقَال أَن الدُّعَاء عِنْد قَبره مستجاب ويحكى أَن النَّاصِر فرج دخل يَوْمًا جَامع عَمْرو وَهُوَ فِي حلقته فجَاء إِلَيْهِ فَلم يعبأ بِهِ بِقِيَام وَلَا غَيره بل منع جماعته من الْقيام لَهُ، وَكَانَ زاهدا فِي الْوَظَائِف بِحَيْثُ لم يكن باسمه تدريس سوى تدريس شخص يُقَال لَهُ التلواني بِجَامِع الْأَزْهَر وَأقَام بِهِ وَكَذَا بِجَامِع عَمْرو نِيَابَة فِي كل مِنْهُمَا احتسابا. ذكره المقريزي فِي عقوده وكرره وَقَالَ فِي أَولهمَا أَنه لما ولي خطابة جَامع عَمْرو وَذَلِكَ فِي سنة خمس كَانَ يَقُول فِي الْخطْبَة: وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة: مثلك لَا يَقُول هَكَذَا وَإِنَّمَا يَقُول:)
اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد قَالَ: فجزاه الله خيرا فَلَقَد نبهني على اتِّبَاع مَا أمرنَا بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كَيْفيَّة الصَّلَاة عَلَيْهِ، قَالَ: وَكَانَ يَنُوب عني فِي إِمَامَة الْخمس بِهِ، وَلم يخلف بعده من الْفُقَهَاء مثله فِي سمته وهديه وَحسن طَرِيقَته انْتهى. وَقد ذكرت فِي تَرْجَمته من ذيل الْقُرَّاء جملَة من ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن حُسَيْن الْعَلَاء الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ(5/164)
وَيعرف بالوشاقي. ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بالسراج قَارِئ الْهِدَايَة وتلا بالسبع أَو بَعْضهَا على الشَّمْس النشوي وَأخذ فنونا عَن الْعِزّ بن جمَاعَة، وَقدم مَكَّة فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا قَرِيبا من أَربع سِنِين، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة غَالب سنة سِتّ وَعشْرين، وَكَانَ ذَا معرفَة بالقراءات والعربية وَالْفِقْه وأصوله وَغَيرهَا طارحا للتكلف متقشفا مكثرا من الْعِبَادَة مَعَ حِدة خلق. مَاتَ برباط ربيع فِي سادس عشري رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين، وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة.
عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الشهَاب القاهري المرجوشي التَّاجِر صهر الْبَدْر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ وَابْن عَمه وَيعرف بِابْن الإِمَام. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه واشتغل يَسِيرا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالتِّجَارَة فِي سوق أَمِير الجيوش وتأثل وَأَنْشَأَ عدَّة دور وجهز كلا من بنتيه، وَكَانَ لين الْجَانِب عديم الشَّرّ فِيهِ مَعْرُوف وَخير، حج غير مرّة وَأُصِيب فِي بعض سفراته. وَمَات غريقا فِي بعض النّيل فِي الْمحرم ظنا سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زاحم السّبْعين فَأكْثر رَحمَه الله.
عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر النُّور أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الشَّافِعِي نزيل البندقدارية ووالد مُحَمَّد الْآتِي أَخذ عَن الملوي رَفِيقًا للآدمي الْمَاضِي قَرِيبا وَكَانَ أحد الْأَعْيَان فِي الْمَذْهَب مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر. قَالَه لي وَلَده.
عَليّ بن أَحْمد بن الْأَمِير بيبرس الْحَاجِب عَلَاء الدّين بن الْأَمِير شهَاب الدّين بن الْأَمِير ركن الدّين الْمَعْرُوف بأمير عَليّ بن الْحَاجِب الْمُقْرِئ تَلا بالسبع وَكَانَ حسن الْأَدَاء طري النغمة مَشْهُورا بالمهارة فِي العلاج يُقَال أَنه عالج بِمِائَة وَعشرَة أَرْطَال على وَالِده وَفِي كَلَام)
المقريزي فِي عقوده بمائتين وَثَمَانِية عشر رطلا وَأَنه أم هُوَ وَأَبوهُ بِسَعِيد السُّعَدَاء فِي قيام رَمَضَان زَمَانا. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَقد شاخ.
عَليّ بن أَحْمد بن ثقبة بن رميثة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بِبَعْض نَوَاحِيهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا.
عَليّ بن أَحْمد بن حسن الخواجا نور الدّين الْبَصْرِيّ المشهدي نزيل مَكَّة وَيعرف بالمغيربي.
ترقى حَتَّى صَار يتجر وسافر للهند ثمَّ نَدبه البرهاني ين ظهيرة لقبض مَا لبنى الْحَمَوِيّ بهرمز وَهُوَ شَيْء كثير فَأحْضرهُ. وَمَات عَن نقد كثير فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة بعد أَن أسْند وَصيته للبرهاني بن ظهيرة مَعَ كَونه بالديار المصرية. أرخه ابْن فَهد وَهُوَ وَالِد يحيى الْآتِي.(5/165)
عَليّ بن أَحْمد بن حَمْزَة بن رَاجِح. مَاتَ سنة تسع وَعشْرين.
عَليّ بن أَحْمد بن خلد النجار بِبَاب الْخرق والشهير بحب الرُّمَّان مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
عَليّ بن أَحْمد بن خَليفَة نور الدّين الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ الأسمر أحد الْعُدُول بخطته. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن النُّور إِمَام الْأَزْهَر والشهاب السكندري وَقَرَأَ على الْبَهَاء المشهدي شرح النخبة فِي سنة ثَمَانِينَ وَأذن لَهُ فِي إفادتها وَلم يزل يتكسب بِالشَّهَادَةِ وَآخر مرّة جلس لَهَا بحانوت فِي الوراقين. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن أَحْمد بن عَابِد النُّور المغربي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن عَابِد بِالْمُوَحَّدَةِ مِمَّن أَخذ عَن النَّجْم بن قَاضِي عجلون وتكسب بِالتِّجَارَة فِي حَانُوت.
عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل بن نَاصِر بن عَليّ بن طَيء نور الدّين السكندري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف أَولا بِابْن السَّقطِي بمهملتين بَينهمَا قَاف مَفْتُوحَة ثمَّ بِابْن البصال بموحدة ومهملة ثَقيلَة. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بحارة بهاء الدّين من الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن والتبريزي فِي الْفِقْه والملحة وَقَالَ أَنه عرضهما على الْمجد اللّغَوِيّ وَابْن الملقن والأبناسي والبرهان بن جمَاعَة القَاضِي وَأَنه اشْتغل بالفقه على الْبَهَاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ والشهاب الْحُسَيْنِي والبيجوري وَأَنه حضر دروس البُلْقِينِيّ وَفِي النَّحْو عِنْد الشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن الديري وَسمع فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ على النَّجْم بن رزين صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا سَمعه خلا من أَوله إِلَى الصّيام على البُلْقِينِيّ وَبَعض مُسلم على الصّلاح البلبيسي وَسمع أَيْضا على ابْن الشيخة وَابْن الملقن وَكتب كثيرا من تصانيفه وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وتعانى التوقيع وَوَقع)
فِي الْإِنْشَاء وَفِي بيُوت الْأُمَرَاء، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسافر إِلَى دمشق فَمَا دونهَا وزار الْقُدس والخليل وَدخل إسكندرية ودمياط وطوف بِلَاد الصَّعِيد وَرُبمَا نظم وَفِي نظمه مَا يضْحك كَقَوْلِه فِي سُقُوط مَنَارَة المؤيدية:
(بني سلطاننا الْمُؤَيد جَامعا ... حوى حسنا وبهجة رونق)
(سما بهَا على كل جَامع بِمصْر ... لَهُ مَنَارَة قد بنيت على برج عَتيق)
(مَالَتْ من ثقل أَحْجَار بهَا على ... سفل يَقُول بِلِسَان الْحَال ناطقة)
(تمهلوا على ضعْفي فَمَا ضرني ... سوى ذَلِك البرج)
وَلذَا تلاعب بِهِ الشهَاب الْحِجَازِي حَيْثُ قرضه لَهُ بِمَا هُوَ فِي ديوانه وَجَرت لَهُ كائنة مَعَ الظَّاهِر جقمق بعد تقدم صحبته لَهُ وَحدث باليسير أجَاز لي لفظا. وَمَات فِي رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ مِمَّن أوردهُ شَيخنَا فِي إنبائه رَحمَه الله وإيانا.(5/166)
عَليّ بن أَحْمد بن خَلِيل النُّور القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الحسنية وفقيه الْأَيْتَام بهَا وَيعرف لذَلِك بالحسني وَكَذَا يعرف بِابْن عين الغزال مِمَّن اشْتغل عِنْد الزين قَاسم ونظام وشارك فِي الْفَضَائِل وَصَحب ابْن أُخْت مَدين وتسلك بِهِ ولازم الذّكر وانضم إِلَيْهِ جمَاعَة واختص بِعَبْد الرَّحِيم الأبناسي وَتردد إِلَيْهِ الْخَطِيب الوزيري، وَاسْتقر فِي مدرسة مشيخة الخروبية بالجيزة شَرِيكا لغيره وجاور غير مرّة وَقَررهُ السُّلْطَان فِي مشيخة رباطه بِمَكَّة فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَاجْتمعَ على هُنَاكَ فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ فِيهِ بعد استخلافه الشهَاب أَحْمد ابْن شَيْخه وزار بَيت الْمُقَدّس و.
عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد أَبُو الْحسن البلوي الوادياشي الْمَالِكِي نزيل تلمسان مِمَّن أَخذ عَن إِبْرَاهِيم بن فتوح الغرناطي الْمُتَقَدّم فِي العقليات وَنَحْوهَا وَكَذَا أَخذ عَن مُحَمَّد السَّرقسْطِي فِي الْفِقْه وَغَيره وتميز فِي الْفِقْه والعربية وتصدى للإقراء وَولى الْإِمَامَة والخطابة والتدريس وَغَيرهَا بِجَامِع بَلَده وَكَذَا ولي الْإِمَامَة والخطابة والتدريس وَغَيرهَا بِجَامِع بَلَده وَكَذَا ولى الْإِمَامَة بِمَسْجِد غرناطة الْأَعْظَم مَعَ الْقَضَاء بهَا وَغير ذَلِك ثمَّ تورع عَن الْقَضَاء بعد نَحْو شهر وَهُوَ الْآن فِي سنة سِتّ وَتِسْعين لم يكمل السِّتين خير متواضع.
عَليّ بن أَحْمد بن دحْيَة ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي وَيعرف بالصبوة، وَسمع فِي مُسلم بالكاملية وتكسب بالكتب فَلم ينْتج ثمَّ صَار يُسَافر لمَكَّة بالصر، وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى بَقِي يكْرِي النَّاس)
مَعَه إِلَى أَن انهبط جدا وأتلف للنَّاس ولنفسه شَيْئا كثيرا وتسحب من الدُّيُون غير مرّة. وَمَات سنة ثَمَان وَتِسْعين.
عَليّ بن أَحْمد بن سَالم. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ.
عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن هَارُون عَلَاء الدّين المحمدي اليزدي الأَصْل ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الْعَلَاء عَليّ الْآتِي وَيعرف بالتزمنتي ويلقب بشيخ الْمَشَايِخ أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره، وَمَات بالطاعون فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عَن أَزِيد من تسعين سنة وَدفن بمنزله بِالْقربِ من جَامع آل ملك.
عَليّ بن أَحْمد بن سعيد الْمَكِّيّ الحلفاوي أحد خدام دَرَجَة الْكَعْبَة. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن عَمْرو النُّور أَبُو الْحسن الفاسي الأَصْل الديروطي الشَّافِعِي.
عرض على أَمَاكِن من الْمِنْهَاج والرحبية وألفية النَّحْو والملحة بل قَرَأَ على بعض البُخَارِيّ وَسمع عَليّ غير ذَلِك.
عَليّ بن أَحْمد بن سُلَيْمَان السطاسي. سمع هُوَ وَولده أَحْمد العشاري على شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين أَشْيَاء.(5/167)
عَليّ بن أَحْمد بن سِنَان الْقَائِد الْعمريّ الْمَكِّيّ من القواد الْعمرَة. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أَحْمد بن سويدان. فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف.
عَليّ بن أَحْمد بن شقير الْمصْرِيّ الأَصْل البديوي الحمصاني وَالِده وَيعرف بجده. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة سلخ الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَامر الجدي. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بهَا. أرخهما ابْن فَهد.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف النُّور الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعمر الآتيين وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِهِ على الْعَادة غير مرّة وَغَيره، وَتردد للقاهرة وَدخل الشَّام واليمن وزار الْمَدِينَة وَله همة ومروءة وَهُوَ أحد شُهُود الْقيمَة بِمَكَّة)
والمتصدين لرؤية الْهلَال بهَا.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْعَلَاء بن الشهَاب الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن حسام الدّين بن بريطع فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ اسْتَقل بِهِ عوضه فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وعزل مرّة بالشمس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الحلاوي فِي أول سنة سِتّ وَسبعين بشوال نَائِب الشَّام برقوق للسَّيِّد عَليّ الْكرْدِي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا مُحْتملا لَدَيْهِ دهاء ومكر وتدبير مَعَ سوء تصرف فِي الْأَوْقَاف وَنقص بضَاعَة فِي الْعلم عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن السكندري الْحَنَفِيّ. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ المغربي ثمَّ الْمدنِي الْمَاضِي أَبوهُ. حضر فِي سنة عشْرين وَهُوَ فِي الثَّانِيَة مَعَ أَبِيه مَا يذكر فِي عَمه مُحَمَّد.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش بالتحانية والشين الْمُعْجَمَة الْعَلَاء بن الشاهب السوادي الأَصْل الصَّالِحِي الْقطَّان بهَا وَيعرف بِابْن الناصح لقب جد جده. سمع على الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي الْمَقْدِسِي جُزْء الحايري بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْفَخر وَكَذَا سمع من عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْمُحب وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ وَالِده والبياني وَابْن أميلة وَابْن القواس والسيرجي والماكسيني وَجَمَاعَة وَحدث ولقيه الْحَافِظ بن مُوسَى المراكشي فِي سنة خمس عشرَة فَأخذ عَنهُ وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي عدَّة أَجزَاء،(5/168)
وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لنا.
عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الغمري الْمَاضِي جده وَيعرف بِابْن المداح. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَصَحب إِبْرَاهِيم العجلوني وَابْن سبع وَنَحْوهمَا وتعانى التَّسَبُّب وَقَامَ وَقعد إِلَى أَن مَاتَ فِي أثْنَاء سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن بضع وَخمسين بمنية غمر، وَهُوَ مِمَّن حضر كثيرا من مجالسي وانتمى لجَماعَة الغمري بل كَانَ من جمَاعَة وَلَده عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن فَهد الدَّيْر اسطياري سمع فِي سنة سبع وَسِتِّينَ من الصّلاح بن أبي عمر وجوزت إِدْرَاكه لهَذَا الْقرن.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله السكندري الحاسب. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ يتعانى علم الْمِيقَات)
فبرع فِي معرفَة حل الزيج وَكِتَابَة التقاويم وَأَقْبل على الكيمياء فأفنى عمره فِي أَعمالهَا مَا بَين تصعيد وتقطير وَغير ذَلِك وَلم يصعد مَعَه شَيْء. وَمَات فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ عَن نَحْو خمسين سنة، وَذكره المقريزي فِي عقوده أطول مِمَّا هُنَا.
عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد نور الدّين العكام. ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه كَانَ يحفظ شعرًا كثيرا وسَاق عَنهُ مِنْهُ مِمَّا حَدثهُ بِهِ فِي عوده من الْحَج سنة تسع وَثَلَاثِينَ:
(رَأَيْت مَاء وَنَارًا فَوق وجنته ... والنمل مزدحم مَا بَينهَا ساري)
(فَقلت سُبْحَانَ رَبِّي لَا شريك لَهُ ... مسير النَّمْل بَين المَاء وَالنَّار)
عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق النُّور بن الْبَهَاء بن الْفَخر ابْن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ السراج عمر وَيعرف كسلفه بِابْن الْمَنَاوِيّ وَهُوَ سبط النُّور بن السراج بن الملقن أمه خَدِيجَة وجده تَاج الدّين هُوَ أَخُو الشّرف إِبْرَاهِيم وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد الْآتِي. ولد فِي ثَالِث عشري ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والبردة وَبَانَتْ سعاد وَغَيرهَا وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وَعرف بفرط الذكاء بِحَيْثُ أَنه كَانَ يحفظ فِي كل يَوْم مائَة سطر وَأما الْبردَة وَبَانَتْ سعاد فحفظهما فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَأَعْطَاهُ وَالِده لذَلِك بندقتين ذَهَبا وَذكر لي أَنه اسْتعْمل فِي صغره الْيَسِير من حب الْبِلَاد وَأَن بعض أقربائه رام قَتله بِالْمَاءِ الْحَد فرأت أمه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشكت ذَلِك إِلَيْهِ فرقاه فشفي، وَأخذ الْفِقْه عَن الْمجد وَالشَّمْس البرماويين والشرف السُّبْكِيّ وَمِمَّا أَخذه عَن الثَّانِي التَّنْبِيه والحلاوي تقسيما وَكَذَا حضر عِنْد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي(5/169)
تقسيمي الرَّوْضَة والتنبيه وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث فِي آخَرين وانتفع فِي الْأَصْلَيْنِ بِبَعْض الْمَذْكُورين وَفِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا بِابْن المجدي وَعَلِيهِ حضر فِي الْمِيقَات أَيْضا بل أَخذه عَن غَيره من الْأَئِمَّة فِيهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْجُمْلَة النَّجْم ابْن حجي والمقريزي والبرهان بن حجاج الأبناسي والقاياتي والونائي والمحلي ولازم الْحُضُور عِنْد السعد بن الديري فِي الميعاد وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَكَانَ يَقع بَينهمَا مباحثات ومضايقات وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَابْن مغلي وَالشَّمْس بن الديري وَشَيخنَا وَأَخْبرنِي أَنه سمع على الشّرف بن الكويك وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأدكاوي بل قَرَأَ عَلَيْهِ أبوابا من الْأَحْيَاء وَصَحبه مُدَّة وَأخذ فِي طَرِيق لقوم أَيْضا عَن نَاصِر الدّين الطبناوي وَفِيه وَفِي غَيره من)
العقليات عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأذن لَهُ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ والسبكي فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ فِي وظائف والدهما بعد مَوته فِي سنة خمس وَعشْرين وَهِي التدريس بالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية والعتيقة والمجدية والمشهد الْحُسَيْنِي وإفتاء دَار الْعدْل وَغَيرهَا وناب عَنْهُمَا فِيهَا خالهما الْجلَال بن الملقن إِلَى أَن اسْتَقل هُوَ بمباشرتها وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ قبل الثَّلَاثِينَ وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده وَمن الْأَمَاكِن الَّتِي نَاب فِي قَضَائهَا الْأَعْمَال الْخَيْرِيَّة والدجوية والدمنهورية وَكَانَ مَعَه فِيهَا تصدير والقليوبية والمنوفية بل فوض لَهُ الْمَنَاوِيّ الحكم حَيْثُ حل وَجعل لَهُ عزل من شَاءَ وَتَقْرِير من شَاءَ، وَحج سبع مرار وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَلَقي هُنَاكَ الشهَاب بن رسْلَان وبالمدينة النَّبَوِيَّة الْمُحب المطري وَأخذ عَنْهُمَا وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وَقَررهُ الزين الاستادار فِي مشيخة جَامعه ببولاق فقطنه وَكَذَا ولي التصدير بِجَامِع الْبَارِزِيّ هُنَاكَ أَيْضا وتصدى للتدريس فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَرُبمَا أفتى، وَكَانَ وافر الذكاء خَفِيف الْحَرَكَة كثير التَّوَاضُع طارح التَّكَلُّف خامل الذّكر بِحَيْثُ اسْتَقر فِي وظائف خَاله من هُوَ أتم فضلا مِنْهُ غَايَة فِي الْكَرم مَعَ التقلل جدا وَكَثْرَة اشْتِغَاله بالتوعك بِأخرَة وَالرَّغْبَة فِي الانجماع والميل إِلَى المماجنة ذَا نظم ونثر وَرغب عَن جلّ وظائفه بِحَيْثُ لم يبْق مَعَه سوى الاستادارية والبارزية والتصدير بدمنهور وَله تعاليق يسيرَة لم يكمل شَيْء مِنْهَا كعكاز الْمُحْتَاج لتوضيح الْمِنْهَاج وكتعليق على الْحَاوِي وعَلى أبي شُجَاع وَقَالَ أَنه لَو كمل لَكَانَ فِي عشْرين مجلدا اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت من فَوَائده ومباحثه وكتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء مِنْهَا:
(إِن الزَّمَان كميزان بِلَا ريب ... يحط كل ثقيل الْعقل وَالدّين)(5/170)
(لذاك قصرت عَن دنياي يَا أملي ... لِأَن لي ثِقَة بِاللَّه تكفيني)
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد قبر ابْن الميلق قَرِيبا من الْكَمَال الدَّمِيرِيّ رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد بن علوان نور الدّين النحريري شَاهد الطواحين السُّلْطَانِيَّة. مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَكَانَ كثير التودد مِمَّن سمع من الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي وَحدث عَنهُ.
ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَنهُ عَن شَيْخه القرمي أبياتا مِنْهَا:
(لَا تضيق لمضيق الصَّدْر من حرج ... فللحوائج عِنْد الله أَوْقَات)
)
(واغضض بطرفك لَا تنظر إِلَى أحد ... فَالله حَيّ وكل النَّاس أموات)
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين السكندري القاهري بواب الخانقاه البيبرسية وَليهَا دهرا غير مقتصر على البوابة بل مَعَ الوقيد وَغَيره، وَقد سمع على شَيخنَا وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء ابْن فَهد المؤرخ برجب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ خلق، وأسن وَذكره بالثروة مَعَ إِمْسَاكه وتشدده على كثير من القاطنين بالخانقاه وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت منضبطة بِهِ، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ جمَاعَة من المبتدئين وَمَات بعد تعلل طَوِيل فِي يلة الِاثْنَيْنِ سلخ جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش البيبرسية عَن بضع وَسبعين وَيُقَال أَنه خلف تَرِكَة وَأوصى بِقرب وَغَيرهَا للخانقاه وَغَيرهَا بل عمل فِي حَيَاته بالتربة صهريجا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن سعد بن نور الدّين الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الملحاني الخراز بمعجمتين بَينهمَا رَاء مُهْملَة. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا الْحفاظ الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَابْن الشرايحي وَابْن حجي والحسباني وَكَذَا ابْن صديق والمراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ أجَاز ي وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا يتكسب بالخرز فِي الْمَسْعَى. مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل ربيع الأول سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر موفق الدّين الناشزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي أَخُو الْجمال الطّيب.
أَخذ الْفِقْه عَن بني عَمه ولازم الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن بن الطّيب فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي وَبَعض الرَّوْضَة والفرائض عَن الْبَدْر حسن بن عبد الرَّحْمَن الصباحي وَعبد الرَّحْمَن الشويهر الْحَنَفِيّ وَعَن ثَانِيهمَا أَخذ النَّحْو حَتَّى مهر فِيهِ، وَولي الْقَضَاء بعد أَخِيه فِي شعْبَان سنة أَربع وَسبعين فباشر بعفة ونزاهة وَقدمه أَخُوهُ على غَيره مِمَّن هُوَ أَحَق مِنْهُ عِنْده بعناية وَلَده صهر صَاحب التَّرْجَمَة الْعَفِيف عبد الله إِلَى أَن صرفه(5/171)
الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب بن ماهر وألزمه بِالسَّفرِ مَعَه وإزعاجه عَن أوطانه فَلم يجد بدا من ذَلِك واختص بولده عَامر بن عبد الْوَهَّاب واستأذنه فِي الْوُصُول إِلَى بَلَده بزبيد فَأذن لَهُ فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَكَانَ من أذكياء الْعَالم فَقِيها فَاضلا أديبا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن زيد)
الشّرف أَبُو حُسَيْن بن الْفَخر أبي عَليّ بن الشّرف أبي مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الأرموي الأَصْل نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن قَاضِي الْعَسْكَر وَسمي بَعضهم وَالِده مُحَمَّدًا وَأمه خَاص ابْنة الظَّاهِر أنس بن الْعَادِل كتبغا. ولي نقابة الْأَشْرَاف كآبائه وَكَانَ معدودا فِي الرؤساء لثروته وأفضاله ومكارمه وسعة عيشه وبشره وطلاقة وَجهه وَلذَا كَانَ محببا للنَّاس وَلكنه كَانَ عَارِيا من الْعلم والنسك منهمكا فِي اللَّذَّات وَلم يزل فِي النقابة حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين عَن نَحْو السِّتين عَفا الله عَنهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار والمقريزي فِي عقوده وَأَنه جَازَ السِّتين.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بن الْبَدْر مُحَمَّد سيف الدّين بن النَّجْم بن الرِّفَاعِي الصحراوي الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وَعرضه عَليّ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وحدثته بالمسلسل وَمَات فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن خَليفَة نور الدّين الدكماري المولد المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بأخي حُذَيْفَة الْآتِي فِي المحمدين. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بدكما من المنوفية وتحول مِنْهَا إِلَى منوف ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو وغالب تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَبَعض ألفية الحَدِيث واشتغل فِي الْفِقْه على القاياتي ولازمه فِي العقليات وَغَيرهَا والونائي ولازمه وَابْن الْمجد وَعنهُ أَخذ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا والبدرشي وَعنهُ أَخذ فِي النَّحْو أَيْضا والشرف السُّبْكِيّ والمحلي والمناوي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض وَفِي النَّحْو أَيْضا على ابْن قديد والأمين الأقصرائي والزين طَاهِر والكرماني شيخ السعدية وسَمعه يَقُول أَنه وقف على مائَة شرح للحاجبية وَفِي الْفَرَائِض أَيْضا على البوتيجي وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا على التقي الشمني ولازم الْعَيْنِيّ حَتَّى أَخذ عَنهُ مَا كتبه على المقامات وَحمله من شَرحه للْبُخَارِيّ وَغير ذَلِك والسعد بن الديري فِي كثير من مجالسه التفسيرية وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِمَا وَكَذَا على القاياتي والأقصرائي وَشَيخنَا والرشيدي والبدر النسابة الحَدِيث بل وعَلى الزَّرْكَشِيّ مُعظم صَحِيح مُسلم وبمكة على الزين(5/172)
الأميوطي والبرهان الزمزمي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من مَكَّة وهم ابْن عَيَّاش والقاضيان أَبُو الْيمن وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء والتقي بن فَهد وَزَوجته خَدِيجَة وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وجود الْقُرْآن على)
الزين عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي بل سمع الْكثير مِنْهُ جمعا على الشهَاب السكندري وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأذكاوي وعَلى الرِّفَاعِي وَصَحب الشَّيْخ مَدين وَابْن الْهمام وَغَيرهمَا من السادات وَكَذَا اخْتصَّ بِغَيْر وَاحِد من الْأُمَرَاء كالدوادار الْكَبِير يُونُس والطاهر تمر بغا وباشر عِنْدهمَا فِي عدَّة جِهَات وناب عَنْهُمَا فِي التحدث بِكَثِير من الْأَمَاكِن بل بَاشر نظر الْمقَام الْمَنْسُوب لعقبة رَضِي الله عَنهُ بالقرافة وَفِي البيبرسية وجامع الْحَاكِم وَالشَّهَادَة بالبيبرسية وَحمد فِي ذَلِك كُله لمزيد عقله وسياسته وتواضعه وتودده وميله للْفُقَرَاء وإحسانه سِيمَا بِالْإِطْعَامِ وقربه من طَرِيق السّلف وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة حَتَّى أَن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ والقمني الصحراوي وَابْن الزواوي، وَقد حج وَدخل إسكندرية وَغَيرهَا وسافر إِلَى قبرص مَعَ الْغُزَاة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة تسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن سَالم. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود نور الدّين الْعمريّ الْقَائِد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين صوب الْيمن وَدفن بِهِ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن سَنَد نور الدّين الطنتدائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد التَّاجِر وَيعرف بالطنتدائي. ولد قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره وَأخذ الْفَرَائِض عَن الزين البوتيجي وَعنهُ وَكَذَا عَن الشَّمْس الشنشي والبدر النسابة أَخذ فِي الْفِقْه وَأخذ فِي الْأُصُول عَن إِمَام الكاملية وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وأقرأهما الطّلبَة فأجاد مَعَ ظواهر الْفِقْه وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَغَيرهمَا وَحج وجاور بِمَكَّة وَاسْتقر بِهِ ابْن الزَّمن فِي مشيخة رباطه بعد ابْن عطيف وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ أشهرا وَقد سمع على الشاوي بِقِرَاءَة المنهلي صَحِيح البُخَارِيّ وَتردد إِلَيّ بِمَكَّة وَنعم الرجل صلاحا وسلامة فطْرَة وانعزالا عَن النَّاس. مَاتَ بِمَكَّة فِي مجاورة بهَا على المشيخة مرّة أُخْرَى فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة وَيُقَال أَنه قَارب التسعين رَحمَه الله وإيانا وَقد رَأَيْت اسْم جده فِي مَوضِع آخر بخطى مُحَمَّدًا وَالْأول أصح.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس الْقرشِي(5/173)
الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.)
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد المغيث نور الدّين النشرتي القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. قَرَأَ الْقُرْآن وأتقنه وأدب بِهِ الْأَبْنَاء مَعَ فضل وَصَلَاح كثير وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده الْعَلَاء التزمنتي. مَاتَ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن أبي بكر بن سَالم نور الدّين بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الكلَاعِي الْحِمْيَرِي الْيَمَانِيّ الْمَكِّيّ مولدا الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشوائطي بِمُعْجَمَة وتحتانية ثمَّ مُهْملَة الْمُقْرِئ.
ولد سَابِع جُمَادَى الأولى سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وبهجة الْحَاوِي وغالب ألفية النَّحْو وَقطعَة من ألفية ابْن معطى وَسمع عَليّ بن الْجَزرِي والتقي الفاسي وَابْن سَلامَة فِي آخَرين من أهل مَكَّة والقادمين إِلَيْهَا كالولي الْعِرَاقِيّ سمع مِنْهُ مَا أملاه بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأطلق كَاتب الطَّبَقَة سَمَاعه فَأَما أَن يكون سَهَا فِي كَونه حضورا أَو يكون مولده قبل وَمِمَّا سَمعه على ابْن الْجَزرِي نَحْو نصف عدَّة الْحصن الْحصين لَهُ بل حضر عَلَيْهِ فِي الرَّابِعَة أحاسن الْمنزلَة وَهُوَ مِمَّن سمع على شَيخنَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة واشتغل عَليّ أَبِيه فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا بل تَلا عَلَيْهِ للسمع وَأذن لَهُ وَكتب عَنهُ صاحبنا ابْن فَهد من نظمه وَكَذَا لَقيته بِمَكَّة فِي عدَّة مرار فَكتبت عَنهُ قَوْله:
(بَادر إِلَى الْخَيْر يَا ذَا اللب واللسن ... واشكر لِرَبِّك مَا أولى من المنن)
(وَارْحَمْ بقلبك خلق الله كلهم ... ينلك رَحمته فِي الْموقف الخشن)
وَقَوله أَيْضا:
(بَادر إِلَى الْخَيْر يَا ذَا اللب وَاسع بِهِ ... لكل خل ترَاهُ ناله العدما)
(واشكر لِرَبِّك مَا أَعْطَيْت من نعم ... تنَال رَحمته فِي موقف عظما)
وَكتب على بعض الاستدعاءات بل حدث فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَنسخ فِيهَا وَفِي الَّتِي تَلِيهَا أَشْيَاء من تصانيفي وَأخذ عني ومدحني بِأَبْيَات وَلَا يَخْلُو من فَضِيلَة.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى الْعَلَاء أَبُو الْحسن الحصكفي نِسْبَة لحصن كيفا على جَانب دجلة ثمَّ المارداني الْمَقْدِسِي نزيل مَكَّة. ذكر أَنه سمع بِدِمَشْق على الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن السراج البُخَارِيّ أَنا الحجار وعَلى الْبَدْر بن قواليح صَحِيح مُسلم وَحدث بِمَكَّة بِبَعْضِه سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَقَالَ الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة أَنه كَانَ من أَعْيَان بَلَده ماردين ثمَّ)
تزهد وَقصد مَكَّة لِلْحَجِّ والمجاورة وَسكن فِيهَا الْمدرسَة البنجالية مُدَّة سِنِين ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الرِّبَاط خوزي فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَدفن بِالشعبِ الْأَقْصَى من المعلاة عَن سبعين سنة ظنا(5/174)
وَكَانَ شَيخا صَالحا خَاشِعًا ناسكا عابدا زاهدا ورعا متقشفا مديما صَوْم دَاوُد مُقبلا على شَأْنه لَا يقبل من أَكثر النَّاس شَيْئا حَتَّى وَلَا الْأكل أَقَامَ بِمَكَّة نَحْو عشر سِنِين رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد نور الدّين أَبُو الْحسن الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ابْن أخي الْبَدْر حُسَيْن وَيعرف بالزمزمي. ولد بِبِلَاد الْهِنْد وَحمل إِلَى مَكَّة صَغِيرا فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع من ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي وَالْمجد اللّغَوِيّ بِمَكَّة وَكَذَا قَرَأَ بهَا على شَيخنَا تَخْرِيجه للأربعين النووية وَمن الزينين المراغي والزرندي بِالْمَدِينَةِ، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن حَاتِم والتاج الصردي والمليجي وَابْن عَرَفَة وغياث الدّين العاقولي والتنوخي والعراقي والهيثمي وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَعَائِشَة ابْنه عبد الْهَادِي فِي آخَرين، وتفقه وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن عَمه وبرع فيهمَا وَفِي الْفِقْه مَعَ اعتنائه بِالْعبَادَة وَحسن طَرِيقَته، وَقد دخل للاسترزاق إِلَى شيراز ثمَّ إِلَى الْيمن والهند غير مرّة وتأثل دنيا إِلَى أَن أدْركهُ الْأَجَل بِالْغَرَقِ وَهُوَ مُسَافر إِلَى صوب الْهِنْد من عدن وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَعشْرين وَهُوَ فِي آخر عشر الْأَرْبَعين ظنا رَحمَه الله. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن نَاصِر بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن نَاصِر بن يحيى بن بجير نور الدّين الْقرشِي العبدوي الحجي الشايبي الْمَكِّيّ وَيعرف بالعراقي لكَون وَالِده وجده سافرا إِلَى الْعرَاق مَعَ الشريف أَحْمد بن رميثة بن أبي نمي وَأَقَامَا مَعَه هُنَاكَ مُدَّة فعرفا ثمَّ ولدهما بذلك ومولده بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من الزينين المراغي والطبري وَنور الدّين بن سَلامَة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا جَمِيع المجيزين للَّذي قبله، وَدخل الْقَاهِرَة للاسترزاق وَولي مشيخة الْكَعْبَة بعد موت قَرِيبه الْجمال مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن عِنْد أسلافه بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَاسْتقر بعده أَخُوهُ يحيى. ذكره بن فَهد فِي مُعْجَمه)
وَقَالَ كَانَ شهما مقداما جريئا لَهُ كرم وأفضال.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مَحْمُود بن نجم بن هِلَال بن ظاعن بِالْمُعْجَمَةِ بن دغير بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة وَآخره رَاء الْعَلَاء الْهِلَالِي الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ أَخُو عمر وَمُحَمّد الآتيين. وَيعرف بِابْن الخدر بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ مهملتين الأولى مَكْسُورَة أَخذ الْقرَاءَات فِيمَا ذكره لي ثَانِي أخوته عَن جمَاعَة وتميز فِيهَا وَفضل. مَاتَ فِي الْمحرم(5/175)
سنة أَربع وَأَرْبَعين وَدفن بمرج الدحداح عَن ثَمَان وَثَلَاثِينَ سنة قَالَ وَقد رَأَيْته فِي الْمَنَام فَسَأَلته مَا فعل الله بك فَقَالَ عاملني بحلمه وَكَرمه وَغفر لي بِحرف وَاحِد من الْقُرْآن من رِوَايَة ابْن عَامر انْتهى. قَالَ: وَكتبه عني التقي بن قَاضِي شُهْبَة رَحمَه الله.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الخصوصي زوج ابْنة الزين جَعْفَر الْمقري مَذْكُور بالشرف وَأَبوهُ شيخ الْخُصُوص. مِمَّن حج بعد التسعين موسميا وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ فِي مسيرنا ثمَّ تردد إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْحسن الكومي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالكومي. حفظ الْقُرْآن وجوده واشتغل بالفقه عِنْد الْعَبَّادِيّ وَغَيره وَسمع وَمَعَهُ ابْنه على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا بعض الصَّحِيح وتنزل فِي الصلاحية والبيبرسية وَغَيرهمَا وَأم بِجَامِع الفكاهين دهرا وَهُوَ أحد القائمين على البقاعي حِين كَانَ ناظره وَمَسّ ابْن أَخِيه بسعايته بعض الْمَكْرُوه وَنَدم الدوادار يشبك الْفَقِيه على انجراره مَعَه فِي شَأْنه وَلم يلبث أَن انتقم من البقاعي، وَكَانَ الْعَلَاء خيرا متوددا مشاركا كتب بِخَطِّهِ الْكثير. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْعَلَاء الْمَيْمُونِيّ ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. حفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل عِنْد ابْن الديري وَابْن الْهمام والأمين الأقصرائي والزين قَاسم وَآخَرين بل سمع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وَقَرَأَ على الديمي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ مِمَّا لم يحسن قِرَاءَته وَلَا شَيْخه إقراءه وناب فِي الْقَضَاء عَن أول شُيُوخه فَمن بعده وَعرف بالتساهل والخفة وَلذَا توجه إِلَى الْقُدس بِسَبَب الحكم باحترام مَا أحدثه الْيَهُود فَكَانَ ذَلِك من الموبقات وَعَاد فَلم يلبث أَن غضب السُّلْطَان عَلَيْهِ ونفاه إِلَى الميمون ثمَّ عَاد فاستمر خاملا مصروفا.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ النُّور السويقي قُم القاهري الْمَالِكِي. ولد فِي رَجَب سنة أَربع أَو سبع أَو)
فِي سَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة حَسْبَمَا كتب ذَلِك بِخَطِّهِ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وَسمع على الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي وَغَيرهم وَصَحب الْأَشْرَف برسباي فِي حُدُود الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأم بِهِ وَصَارَ فِي سلطنته أحد أئمته وقارئ الحَدِيث فِي مَجْلِسه على الْعَادة ثمَّ ولاه الْعَزِيز فِي أول دولته مَعهَا الْحِسْبَة بالديار المصرية فباشرهما ثمَّ عَزله الظَّاهِر جقمق مِنْهُمَا وصادره وأبعده فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن اسْتَقر الْأَشْرَف إينال فَأَعَادَهُ إِلَى الْإِمَامَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن أَعْفَاهُ الظَّاهِر خشقدم لعَجزه وشيخوخته من الْمُبَاشرَة مَعَ تنَاول(5/176)
معلومها إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين، وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ، وَكَانَ سَاكِنا متواضعا قَلِيل البضاعة جامد الْحَرَكَة رَحمَه الله. وَله ذكر فِي عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ التَّاجِر نور الدّين الشِّيرَازِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف براحات رَأَيْت بِخَطِّهِ مجموعا فِيهِ مُخْتَصر أبي شُجَاع وتصريف الزنجاني ومقدمة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد كتبه فِي سنة خمس وَتِسْعين وخطه مجيد وَأَخْبرنِي مؤدب وَلَده يحيى أَنه يحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ الشاطبية وَغَيرهَا واشتغل وَأهل مَكَّة وَغَيرهم يَقُولُونَ أَنه كَانَ فِي خدمَة بِنْتي راحات الَّتِي كَانَت زوجا لعبد الْمُعْطِي وَأَنه كَانَ روى ثمَّ ترقى فِي التِّجَارَة وسافر فِيهَا وَصَارَ ذَا وجاهة وَسُمْعَة بَين التُّجَّار وَنَحْوهم وَرُبمَا ذكر، وَدخل صُحْبَة حَافظ عبيد بهدية صَاحب دابول إِلَى ملك مصر سنة سبع وَثَمَانِينَ ونسبا لصندوق فِيهِ أَحْجَار أخْفى من المخلف عَن ملك التُّجَّار فرسم عَليّ بالطشتخاناه حَتَّى صَالح وَعَاد لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا متخوفا ثمَّ تسحب مختفيا مَعَ الناخوذة سَعْدَان إِلَى عدن. وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ وَعَاد لمَكَّة.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ نور الدّين الفارقي الشاذلي. سمع فِي ابْن ماجة على الأبناسي والغماري والجوهري ولقيه بعض أَصْحَابنَا.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ السعودي وَيعرف بالترابي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمَكِّيّ الدهان وَيعرف بالشقيري. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمحلي نِسْبَة لمحلة عَليّ من الْمحلة الْكُبْرَى الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن القريط، رَأَيْته أجَاز خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الدمياطي فِي سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه قَرَأَ)
عَلَيْهِ عقيدة الْإِسْلَام من قَوَاعِد العقائد من الْأَحْيَاء.
عَليّ بن أَحْمد الميقاتي وَيعرف بالمقسي. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.
عَليّ بن أَحْمد بن عماد الدمياطي العلاف وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ يجيد نظم المواليا ويحفظ مِنْهَا شَيْئا كثيرا. كتب عَنهُ التقي المقريزي وَقَالَ: لَقيته شَيخا مسنا:
(قلبو لكل المنى عقد الجفا حلي ... وسكر الْوَصْل فِي دست الوفا حلي)
(قَالَت جمالي بأنواع البها حلي ... والغير قد حَاز حَشْو وَأَنت فِي حلي)
وَذكره فِي عقوده وَأَنه لقِيه فِي سنة سبع وَهُوَ عَامي مطبوع يَبِيع علف الدَّوَابّ وسَاق عَنهُ لَهُ وَلغيره أَشْيَاء. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة.(5/177)
عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن حسن المهجمي الْيَمَانِيّ بن حشيبر. كَانَ يسكن بَيت الْفَقِيه ابْن حشيبر من عمل بَيت حُسَيْن بِالْيمن وَهُوَ من بَيت الصّلاح وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وتحكى عَنهُ مكاشفات وكرامات مَعَ وفور حَظّ من الدُّنْيَا. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد النُّور أَبُو الْحسن بن الْخَطِيب الْعِزّ أبي الْعَبَّاس البوشي نِسْبَة لقرية بوش بِالْمُوَحَّدَةِ والمعجمة من الْوَجْه القبلي من أداني الصَّعِيد الْمصْرِيّ ثمَّ الخانكي الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بالخطيب وأخيرا بالبوشي. ولد تَقْرِيبًا بعيد التسعين وَسَبْعمائة بِمصْر الْقَدِيمَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وعرضها على جمَاعَة وتفقه بالزكي أبي بكر الْمَيْدُومِيُّ وَأثْنى عَلَيْهِ جدا وبالتقي بن عبد الْبَارِي والنور الْآدَمِيّ والبدر بن الْخلال ولازم بِالْقَاهِرَةِ الزين القمني وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحضر عِنْده فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن البيجوري فِي آخَرين وَأخذ توضيح ابْن هِشَام تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ عَن الشطنوفي وشذور الذَّهَب عَن الشَّمْس بن العجيمي سبط ابْن هِشَام والنحو أَيْضا عَن الشَّمْس بن عمار وَهُوَ مَعَ الْأُصُول عَن الشَّمْس بن عبد الرَّحِيم بن اللبان والبرهان بن حجاج الأبناسي بل وَعنهُ أَخذ أَيْضا الصّرْف والمنطق ولازمه فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا كثيرا وَكَذَا لَازم الْبِسَاطِيّ فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والقاياتي فِي أصُول الدّين وَغَيره وَالسَّيِّد عَليّ العجمي شيخ الباسطية بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَسمع الحَدِيث على الأدمِيّ وَغَيره مِمَّن ذكر والتفهني وَآخَرين)
وَفضل وتميز وقطن بالخانقاه السرياقوسية فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ مديما للإشغال والإقراء والإفتاء وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ القَاضِي شمس الدّين لونائي وَكتب على الْأَنْوَار للأردبيلي شرحا حافلا كمل مِنْهُ مَا عدا ربع الْعِبَادَات فِي أحد عشر مجلدا ضخمة وَكتب من الرّبع الأول يَسِيرا، وَحج غير مرّة وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء مصر فَأبى، وَكَانَ فَقِيها عَالما خيرا متواضعا قانعا باليسير على طَرِيق السّلف رَضِي الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة لَقيته غير مرّة وَسمعت من فَوَائده وَمَات بالخانكاه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس ربيع الأول أَو بكرَة الثُّلَاثَاء سادسه سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَدفن فِي حوش بِالْقربِ من الشَّيْخ مجد الدّين من الخانقاه وَعظم الأسف عَلَيْهِ إِذْ لم يكن هُنَاكَ من قَاض أَو محتسب أَو نَحْوهمَا إِلَّا وَهُوَ كَاف عَن الْأَذَى لأَجله وَكَفاهُ فخرا كَون قاضيها الشَّمْس الونائي من حَسَنَاته رَحمَه الله وإيانا.(5/178)
عَليّ بن أَحْمد بن فَرح الطَّبَرِيّ مَوْلَاهُم الكي شيخ الفراشين بهَا تلقاها عَن مُحَمَّد الْيَمَانِيّ الكتبي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين كَمَا أرخه ابْن فَهد فتلقاها عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الملقب بيسق. وَكَانَ سَاكِنا مُبَارَكًا نجارا يعْمل بداره الصناديق لِذَوي حسن، وَهُوَ مِمَّن سمع على التقي بن فَهد من آخر الشفا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وجده فرج عَتيق الْخَطِيب تَقِيّ الدّين عبد الله بن الْحَافِظ محب الدّين.
عَليّ بن أَحْمد بن فضل الله بن أبي بكر بن عبد الله النمراوي ثمَّ القاهري أَخُو عبد اللطبف الْمَاضِي ووالد الْآتِي مُحَمَّد وَأحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري. وَيعرف بالسعودي كَانَ خيرا مقدما مَاله صدع وطلاقة وَقد سمعته ينشد مَا أخبر أَنه من نظمه وَلَكِن مَا كتبته مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وَبَلغنِي أَنه قَالَ للمناوي وَقد جَاءَ لزيارة شَيْخه مَالك وللتعرض لأخلاء المريدين أما علمت أَنه إِن حصل لأحد مِنْهُم خلل تضمن وَأَن الْمَنَاوِيّ سَأَلَ الشَّيْخ عَن ذَلِك فوافقه.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْجلَال أَحْمد الخجندي الْمدنِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ اللآتي شقيقه أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد وَأَخُوهُ لِأَبِيهِ أَبُو الْوَفَاء مُحَمَّد وَعلي أَصْغَر الثَّلَاثَة.
ولد فِي سادس عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة واشتغل فِي حفظ الْكَنْز ويحضر دروس الْحَنَفِيّ وَقَرَأَ على أربعي النوري وَسمع على غَيرهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة وأجزت لَهُ.)
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النُّور البكتمري القاهري الشَّافِعِي سبط الشَّمْس الغماري النَّحْوِيّ وَيعرف بالبكتمري. ولد كَمَا بِخَط جده الْمشَار إِلَيْهِ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وعرضها على ابْن الملقن والعراقي وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن الزين الشهابي بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَآخره لَام وَعَن غَيره والنحو عَن جده وَالْجمال يُوسُف الضَّرِير وَعنهُ وَعَن الشهَاب بن المحمرة أَخذ الْأُصُول بحث عَلَيْهِمَا جمع الْجَوَامِع والبيضاوي وَسمع على جده والمطرز والجوهري والتنوخي والأبناسي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي وَابْن الشيخة وَابْن حَاتِم وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والفرسيسي فِي آخَرين وتنزل فِي صوفية الشيخونية وتكسب بِالشَّهَادَتَيْنِ، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس عشرَة، وَدخل إسكندرية وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ فَاضلا خيرا صَالحا متقللا قانعا باليسير حسن السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة عين الْعُدُول بسويقة الْفِيل. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان سنة تسع وَخمسين، وَكَانَ أَبوهُ بارعا فِي الْمِيقَات رَحمَه الله.(5/179)
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الْجَلِيل بن تَمِيم بن مُحَمَّد النُّور بن الشهَاب الدجوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. سمع على الحلاوي وَابْن الشيخة وَغَيرهمَا وَأكْثر من الْحُضُور فِي أمالي الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه النَّجْم ابْن فَهد فِي مُعْجَمه، وَسَيَأْتِي ابْن عَمه عَليّ بن الْمُحب مُحَمَّد بن الْعِزّ أَحْمد.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن ظهير الدّين النُّور بن الشهَاب المنوفي ثمَّ القاهري البهائي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن أخي المنوفي. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنوف وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله والتفهني والسعد بن الديري والقاياتي والعيني وَالْعلم البُلْقِينِيّ، وقطن الْقَاهِرَة من أول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فِي كنف أَبِيه وَعَمه وَبحث الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي بقرَاءَته على الْبُرْهَان بن خضر وَثَانِيهمَا فَقَط على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ ومجموع الكلائي على الزين البوتيجي بل سمع عَلَيْهِ فَرَائض الرَّوْضَة بِقِرَاءَة ابْن أبي السُّعُود وَقَرَأَ ألفية النَّحْو بحثا على الحناوي وَشَرحهَا لِابْنِ)
المُصَنّف على الْجمال بن هِشَام وَشرح النخبة على شَيخنَا مُصَنفه بل سمع عَلَيْهِ شرح ألفية شَيْخه مَعَ أَصْلهَا دراية وَالْكثير رِوَايَة كقطعة من كل من البُخَارِيّ والدلائل والحلية وَالطَّبَرَانِيّ الْأَوْسَط ومسند الشَّافِعِي وَفتح الْبَارِي ومقدمته وتخريجه للأذكار ولازمه فِي كِتَابَته عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَسمع قِطْعَة من تَلْخِيص الْمِفْتَاح وَمن شرح الألفية لِابْنِ أم قَاسم على ابْن حسان وَقطعَة من الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ على القاياتي وَمن الرَّوْضَة على الونائي وَمن الْمِنْهَاج على الْعَلَاء القلقشندي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَكَذَا سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من التدريب وتكملته وَغير ذَلِك ثمَّ أَخذ عَن طبقَة تَلِيهَا فلازم الْبَدْر أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ فِي تَقْسِيم الْكتب الثَّلَاثَة التَّنْبِيه والمنهاج والحلاوي وَالصَّلَاح المكيني فِي تَقْسِيم التَّنْبِيه والمنهاج وَشرح الْبَهْجَة وَكَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهَا عَلَيْهِمَا بل قَرَأَ بِأخرَة على أَولهمَا الْمِنْهَاج الأَصْل والمنهاج، وَحج قبل أَخذه عَن هذَيْن مَعَ الرجبية فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فوصل مَكَّة فِي أول رَمَضَان فَتلا لأبي عَمْرو على الزين بن عَيَّاش ولعاصم على الشَّمْس مُحَمَّد الكيلاني وَسمع على التقي بن فَهد بِقِرَاءَة وَلَده أَشْيَاء ثمَّ رَجَعَ فوصل الْقَاهِرَة فِي أول الَّتِي تَلِيهَا وتدرب قبل ذَلِك وَبعده فِي الشُّرُوط بِعَمِّهِ التقي عبد الْغَنِيّ المنوفي وتصدى لذَلِك بِبَابِهِ بل كتبه أَحْيَانًا فِي بَاب شَيخنَا(5/180)
رَفِيقًا لِابْنِ المهندس وَنَحْوه ثمَّ بِبَاب الْعلم البُلْقِينِيّ وَاسْتقر عِنْده فِي النقابة شَرِيكا لغيره وَلم ينْتج لَهُ فِيهَا أَمر وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَكَذَا عَن الْمَنَاوِيّ والمكيني واختص بِهِ وبأبي السعادات دون من بعدهمْ، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير جدا لنَفسِهِ وَغَيره وَمِمَّا كتبه فتح الْبَارِي غير مرّة والإصابة وَمَا يفوق الْوَصْف وَأَنْشَأَ دَارا متوسطة تلو أُخْرَى لَطِيفَة وَلم يمت الْعلم البُلْقِينِيّ حَتَّى أَخذ فِي الانخفاض ثمَّ لَا زَالَ أمره فِي انخفاض وعيشه فِي ضيق وبدنه فِي تناقص مَعَ اسْتِمْرَار تكدره من جِهَة أم أَوْلَاده وتكليفه لَهُ بل وَمن جِهَة ولديه مِنْهَا أَيْضا وَهُوَ مكابد بِحَيْثُ بَاعَ مَا كَانَ عِنْده من كتب ومعظم دَار سكنه الَّتِي أَنْشَأَهَا وَجل ثِيَاب بدنه، كل هَذَا مَعَ عدم انفكاكه عَن الِاشْتِغَال والمطالعة وَالْكِتَابَة حَتَّى أَنه لَازم الزين زَكَرِيَّا حِين كَانَ قَاضِيا فِي شَرحه على الْبَهْجَة وَكتب مِنْهُ قِطْعَة وَفِي غَيره وَقَرَأَ على الْجلَال الْبكْرِيّ النّصْف الأول من الْمِنْهَاج وأماكن مفرقة من شَرحه للدميري وَجَمِيع حَاشِيَته على الْمِنْهَاج وعَلى الرَّوْضَة وَمَا كتبه على الدَّمِيرِيّ وَالْبُخَارِيّ وكتابته لذَلِك كُله بل وَسمع قِطْعَة من الرَّوْضَة ومختصرها الرَّوْض وَجُمْلَة وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَكَذَا أذن لَهُ قبل ذَلِك فِي التدريس الْعلم البُلْقِينِيّ وَأخذ عني أَشْيَاء وَكتب)
جملَة من تصانيفي وَكَانَ زَائِد الِاغْتِبَاط بهَا بل يَقُول الدُّعَاء بحياتك وحياة الْبكْرِيّ من الْوَاجِبَات وَنَحْو ذَلِك وَمِمَّا كتبه الْقُرْآن وَسَائِر متونه الَّتِي حفظهَا فِي صغره وَكتب بِهَامِش جَمِيعهَا من التفاسير والشروح مَا يحسن أَن يكون شرحا مُسْتقِلّا وَرُبمَا راجعني فِي كثير من شرح الألفية الحديثية وَكَذَا لخص شرح التعرف فِي التصوف للعلاء القونوي وقرأه على الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي ولخص أَيْضا بداية الْهِدَايَة للغزالي وَغير ذَلِك، كل ذَلِك مَعَ سَلامَة الْفطْرَة وَكَونه لونا وَاحِد وفضيلته فِي الْفِقْه والعربية وتقدمه فِي الشُّرُوط وَحسن كِتَابَته ومشاركته فِي الْفَضَائِل وَنقص حَظه عَن أقرانه بل عَن من يَلِيهِ بِكَثِير واستمراره فِيمَا بَلغنِي على الْقيام والتهجد إِلَى أَن تعلل بالإسهال وَنَحْوه حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر شعْبَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربة كوكاي وَظَهَرت بركته فِي إسراع موت ولديه بعد وَفَاة زَوجته رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء نور الدّين بن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الخزرجي الأخميمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أحد أَئِمَّة السُّلْطَان والماضي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ قَاضِي الْحَنَفِيَّة الناصري مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن الأخميمي. ولد واشتغل قَلِيلا عِنْد الْمُحب بن الشّحْنَة(5/181)
والبرهان الكركي الإِمَام وَالصَّلَاح الطرابلسي وَغَيرهم كالسنهوري قَرَأَ عَلَيْهِ فِي النَّحْو ومقته فَانْقَطع وَأخذ عني دروسا فِي شرح الألفية وَكَذَا تردد للبقاعي وَنَحْوه وَأكْثر من الْجُلُوس مَعَ أَخِيه وَالِانْتِفَاع بِهِ مَعَ عدم مزِيد الْأنس بهما وجود الْقُرْآن وَفهم يَسِيرا وَصَارَ أحد أَئِمَّة السُّلْطَان وَحسن حَاله مَعَ الطّلبَة وَنَحْوهَا ورام أَخُوهُ إعطاءه مشيخة القراآت فِي البرقوقية بعد أبي الْفضل بن أَسد فعورض.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الشرملو الأَصْل العثماني جق الرُّومِي الْحَنَفِيّ القادم من ابْن عُثْمَان فِي الرسلية فِي جُمَادَى الثَّانِيَة وَاجْتمعت بِهِ فَذكر مَا يدل على أَنه ولد بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأَنه اشْتغل عِنْد مَوْلَانَا عَبْدَيْنِ الْمُقِيم بأماصية بهَا وخطيب زَاده الأرنيقي وَهُوَ الْآن حَيّ باستنبول وخدم سلطانهم بِالْإِمَامَةِ فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وَشهد مَعَه عدَّة غزوات ثمَّ بِأخرَة اسْتَقر بِهِ فِي قَضَاء برصا بعد صرف مولى كسدلو وَذَلِكَ فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين وَلما قدم بولغ فِي إكرامه بِحَيْثُ لم نعلم فِي هَذِه المدد إكرام قَاصد كَهُوَ، وَلم أر لَهُ فَضِيلَة وَلَا فهمت عَنهُ مُشَاركَة نعم هُوَ متين الْعقل قَلِيل الْكَلَام وَمَا أَظُنهُ مر بِهِ فِي عمره مثل الْأَيَّام الَّتِي مرت)
بِهِ فِي مصر والعز الَّذِي كَانَ فِيهِ.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْأنْصَارِيّ الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عَليّ الْمُوفق الزبيدِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن أخي القَاضِي سراج الدّين عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سَالم وَيعرف بِابْن سَالم. ولد بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بزبيد وَنَشَأ بهَا معتنيا بِالْعلمِ بِحَيْثُ أَخذ فِيهَا عَن غَيره وَاحِد ثمَّ رَحل إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَسمع بهَا من الْكَمَال بن حبيب والجمالين ابْن عبد الْمُعْطِي والأميوطي والعفيف النشاوري فِي آخَرين ثمَّ إِلَى دمشق بعد الثَّمَانِينَ فَسمع بهَا من الْمُحب الصَّامِت وَغَيره وَسمع بِمصْر أَيْضا من غير وَاحِد وَأخذ الْفِقْه بِمَكَّة عَن الْجمال الأميوطي وَغَيره والنحو عَن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَغَيره وَكَانَ بَصيرًا بهما وبالفرائض والحساب وَالْعرُوض وَغير ذَلِك وَولي نظر المطهرة الناصرية بِمَكَّة وناب فِي نظر الْمدَارِس الرسولية بِمَكَّة عَن عَمه فِي أَيَّام غيبته بِالْيمن وَكَذَا درس بهَا أَيْضا فِي بعض أَيَّام نظر عَمه وَكَانَ يتَوَلَّى نفرقة مَا ينقذه عَمه لأَجلهَا ولعياله وَلما بلغه مَوته رَحل إِلَى الْيمن فَلم يبلغ أمله بل لم يحصل لَهُ فِي الْيمن سوى إِعَادَة المجاهدية وَمَعَ ذَلِك فَأَقَامَ بهَا معتنيا بالزراعة مَعَ كَونه لم(5/182)
يحصل مِنْهَا على طائل، وَقد حدث سمع مِنْهُ التقي الفاسي وَذكره فِي تَارِيخه وَكَذَا ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه. وَمَات بزبيد بعد أَن ضعف بَصَره فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَوصل نعيه لمَكَّة فِي ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ خيرا دينا ذَا مُرُوءَة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلى النُّور أَبُو الْحسن السّلمِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد فِي سَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة والعفيف اليافعي وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والكمال بن حبيب وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مُسْند الشَّافِعِي وَالطَّيَالِسِي وَسنَن ابْن مَاجَه وَأَسْبَاب النُّزُول وَغَيرهم، وارتحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع بهَا من عبد الدَّائِم بن عبد المحسن الدواليبي والسراج عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَسْكَر وَطَائِفَة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى دمشق فَسمع بهَا من الْعِمَاد بن كثير والتقي بن رَافع وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَالْجمال الْحَارِثِيّ)
وَابْن قَاضِي الزبداني والبدر بن قواليح وَمُحَمّد بن عبد الله الصفوي وَالشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهم بهَا وَكَذَا بالقدس والخليل ونابلس وإسكندرية وعدة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من الزين بن الْقَارئ والبهاء بن خَلِيل وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَالْجمال الْبَاجِيّ وَجمع وَأقَام بهَا سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من كثير من الْبلدَانِ الَّتِي سمع بهَا وَمن غَيرهَا يجمع شُيُوخه بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة مشيخته المتضمنة لفهرست مروياته أَيْضا تَخْرِيج التقي بن فَهد وَمِمَّا سَمعه على ابْن قواليح صَحِيح مُسلم وعَلى ابْن أميلة مشيخة الْفَخر وعَلى الصّلاح من مُسْند أَحْمد وعَلى ابْن الْقَارئ جُزْء ابْن الطلاية، وتلا بالسبع بِمَكَّة على يحيى بن صَفْوَان الأندلسي وبالقاهرة على التقي الْبَغْدَادِيّ وتوغل فِي الْقرَاءَات وَأذن لَهُ فِي الإقراء وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه أَخذ عَن الْأَذْرَعِيّ وَكَذَا يفقه بِابْن الملقن والأبناسي وأذنا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَفِي الشَّام كَمَا ذكر بالشمس بن قَاضِي شُهْبَة وَأَنه أذن لَهُ أَيْضا، وتصدى لإقراء الْقرَاءَات وَالْفِقْه وَغَيرهمَا بِمَكَّة زَمنا طَويلا وَكَذَا أفتى لَكِن قَلِيلا بِاللَّفْظِ غَالِبا تأدبا مَعَ قُضَاة مَكَّة وَكتب لأمراء مَكَّة كالسيد حسن بن عجلَان وباشر فِي الْمَسْجِد الْحَرَام سِنِين وَأعَاد فِي مَكَّة بالمنصورية، وَكَانَ شَيخا عَارِفًا بالقراءات السَّبع وَالْفِقْه ذَا فَوَائِد حَدِيثِيَّةٌ وأدبية يذاكر بهَا كثير التَّوَاضُع حسن الْعشْرَة ذَا حَظّ من عبَادَة ومداومة على ورد فِي اللَّيْل وَفِيه خير ومروءة وَله نظم وَحدث بالكثير من مسموعاته أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا والزين رضوَان والتقي بن فَهد وَالْجمال بن مُوسَى والأبي وَخلق فيهم من هُوَ بِقَيْد الْحَيَاة بِمَكَّة والقاهرة جمَاعَة(5/183)
وَصَارَ بِأخرَة مُسْند الْحجاز. مَاتَ فِي رَابِع عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ ثمَّ دفن بالمعلاة وَكَانَت جنَازَته حافلة وبلغنا أَنه مازال يَقُول عِنْد احتضاره أحبه الله حَتَّى فَارق الدُّنْيَا وَمِمَّنْ تَرْجمهُ وَأثْنى عَلَيْهِ التقي الفاسي فِي مَكَّة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ شَيخا عَارِفًا اشْتغل كثيرا وعَلى ذهنه فَوَائِد فقهية وأدبية وحديثية قَالَ وباشر الشَّهَادَة فَلم يحمد فِيهَا انْتهى. وَمِمَّا كتب بِهِ إِلَى ابْن الْجَزرِي مَعَ هَدِيَّة مَاء زَمْزَم من نظمه:
(وَلَقَد نظرت فَلم أجد يهدى لكم ... غير الدُّعَاء المستجاب الصَّالح)
(أَو جرعة من مَاء زَمْزَم قد سمت ... فضلا على مد الْفُرَات السائح)
(هَذَا الَّذِي وصلت لَهُ يَد قدرتي ... وَالْحق قلت وَلست فِيهِ بمازح)
فَأَجَابَهُ بقوله:)
(وصل المشرف من إِمَام مرتضى ... نور الشَّرِيعَة ذِي الْكَمَال الْوَاضِح)
(وَذكرت أَنَّك قد نظرت فَلم تَجِد ... غير الدُّعَاء المستجاب الصَّالح)
(أَو جرعة من مَاء زَمْزَم حبذا ... مَا قد وجدت وَلست فِيهِ بمازح)
(أما الدُّعَاء فلست أبغي غَيره ... مَا كنت قطّ إِلَى سواهُ بطامح)
والمقريزي فِي عقوده قَالَ: وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْعِبَادَة ونظم الشّعْر، وصحبني مُدَّة أَعْوَام بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَكَانَ لي بِهِ أنس وفوائد، وَصَارَ مُسْند الْحجاز حَتَّى مَاتَ وَكتب إِلَيّ من مَكَّة مَعَ هَدِيَّة:
(خير الْهَدَايَا من أباطح مَكَّة ... دعوات صدق من أَخ لَك قد صفا)
(وَقت الطّواف وَفِي السُّجُود وعندما ... يمْضِي إِلَى المسعاة من بَاب الصَّفَا)
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي بكر القَاضِي عَلَاء الدّين ويلقب فِي بَلَده بِنور الدّين بن الخواجا شهَاب الدّين الْبكْرِيّ فِيمَا قَالَ الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْن عَمه عمر بن مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الصَّابُونِي نَشأ كأبيه تَاجِرًا فحفظ الْقُرْآن بل بَلغنِي أَنه جاور بِمَكَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَنه تَلا فِيهِ تجويدا على الزين بن عَيَّاش وَأَنه تولع بالنشاب حَتَّى تميز فِيهِ وَقدم الْقَاهِرَة على الظَّاهِر خشقدم لاختصاصه بِهِ وبأبيه فولاه نظر الإسطبل فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ عوضا عَن الشّرف بن البقري ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ نظر الْأَوْقَاف وَلم يلبث أَن رَجَعَ إِلَى بِلَاده فاستقر عوضه فيهمَا سعد الدّين الْبكْرِيّ كَاتب العليق فِي شعبانها ثمَّ عَاد بعد يسير فقرره وَكيل بَيت المَال وناظر الْكسْوَة والجوالي فِي صفر الَّتِي تَلِيهَا عوض الشرفي الْأنْصَارِيّ ثمَّ نَاظر البيمارستان عوض(5/184)
ابْن المرخم ثمَّ نَاظر الأحباس، وَلَا زَالَ يترقى ويتأدب مَعَ النَّاس وَيحسن لمنقطعي الْعلمَاء وَرُبمَا حضر إِلَيْهِ بَعضهم للْقِرَاءَة فَقَط والتحديث كالعبادي والبهاء بن الْمصْرِيّ وَأبي الْعَبَّاس الْقُدسِي وَقَرَأَ عَليّ بِحَضْرَتِهِ شَيْئا من تصانيفي وَالْتمس مني حِين نظره للجوالي جمع العهود فَعمِلت لَهُ كراسة وَوصل إِلَى من صلته شَيْء كثير سِيمَا فِي سنة سبعين وَالَّتِي بعْدهَا وَأَنا بِمَكَّة حَتَّى اسْتَقر فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق عوض الْجمال الباعوني وَفِي نظر جيشها عوض البدري حسن بن المزلق وَكِلَاهُمَا فِي الْمحرم سنة سبعين وَصَارَ نظر الجوالي للكمالي بن نَاظر الْخَاص والأحباس لِابْنِ الشرفي الْأنْصَارِيّ والبيمارستان لِابْنِ البقري، وَلم يسمح بمفارقة الْقَاهِرَة بل استناب وَالِده فِي علق)
وَظِيفَة الْقَضَاء وَابْن عَمه الزين عمر بن الشَّمْس مُحَمَّد فِي نظر الْجَيْش وَلم يعلم بِإِقَامَة متوليهما بِالْقَاهِرَةِ ومباشرة نوابه لَهما لأحد قبله، وَاسْتمرّ كَذَلِك إِلَى أَن أمْسكهُ الْأَشْرَف قايتباي فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِدُونِ سَبَب ظَاهر ورسم عَلَيْهِ بطبقة الزِّمَام وَغَيرهَا وَأعَاد ابْن المزلق لنظر الْجَيْش والخيضري للْقَضَاء بل اعتقل وَالِده هُنَاكَ ثَلَاثَة أشهر مُتَّصِلَة بِمَوْتِهِ الْكَائِن فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا وَكَانَ ذَلِك باعثا على الْحَث فِي استخلاص المَال بِحَيْثُ ضرب صَاحب التَّرْجَمَة فِي ربيع الأول التَّالِي لَهُ بقاعة الدهيشة على رجلَيْهِ إِلَى أَن أذعن للمطلوب مِنْهُ وَهُوَ فِيمَا قيل مائَة ألف دِينَار وَأورد من ذَلِك بالجهد مَا أمكنه ثمَّ فِي منتصف الشَّهْر بعده سَافر لدمشق مَعَ السيفي جَانِبك الخاصكي للسعي فِي بَاقِيه، وَأقَام بالخليل مُدَّة وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص عقب البدري بن مزهر وتزايد تَعبه وتحمله وَهُوَ لَا يرحم وَقَامَ بِبَابِهِ غير وَاحِد مِمَّن عَم الضَّرَر بهم كَعبد الْوَهَّاب والصفدي وزاحم الْعَصَبَات لاتفاقه مَعَ الْوزر فِي إِضَافَة الْمَوَارِيث الحشرية إِلَيْهِ على قدر معِين يحمل إِلَيْهِ وابتنى تربة بِالْقربِ من جَامع آل ملك وَلما مَاتَ الْجلَال الْبكْرِيّ دَفنه بهَا.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سويدان بِالتَّصْغِيرِ ابْن خلف بن ظهير بِالتَّكْبِيرِ نور الدّين المنزلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سويدان وَهُوَ لقب جسده مُحَمَّد وَرُبمَا يَجْعَل أَبَا لمُحَمد وَهُوَ غير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى المنزلي أَيْضا الْمَعْرُوف بِابْن سويدان. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَنْزِلَة بني حسون جوَار منية بدران وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والملحة وَبَعض الْحَاوِي الفرعي وَحضر دروس الشَّمْس الغراقي وَابْن المجدي وَالشَّمْس الْحَنَفِيّ الصُّوفِي ومواعيد السراج البُلْقِينِيّ واشتغل بالعروض على أَحْمد البجائي، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وزار(5/185)
بَيت الْمُقَدّس مرَارًا وَكَذَا سَافر إِلَى دمشق للتِّجَارَة غير مرّة وَإِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ شَيخا وقورا مَقْبُول الشكل بهيا فكها حُلْو النادرة جميل الطَّرِيقَة مَحْمُود السِّيرَة لَهُ مُشَاركَة فِي النَّحْو وَغَيره مَعَ ذكاء وَسُرْعَة جَوَاب وغوص على النكت ونظم جيد منسجم، وَمِمَّنْ لقِيه ابْن فَهد والبقاعي فَكتب عَنهُ الْكثير وَمن ذَلِك مَا نظمه لمن ختم الْقُرْآن وأوله:
(طُوبَى لمن قَرَأَ الْقُرْآن فأحكمه ... وَلمن وعاه بسمعه وتفهمه)
(وَلمن تهجد فِي مُصَلَّاهُ بِهِ ... وَلمن تدبره وَحل مترجمه)
(وَلمن أحل حَلَاله وأتى على ... تَحْرِيم مَا فِيهِ الْحَرَام فحرمه)
)
إِلَى آخرهَا وَمِنْه:
(لاعبتها الشطرنج ثمَّ ضربتها ... بالرخ شاه سترت بالفيل)
(قَالَت فنفسك قلت قد حسنتها ... لَكِن خذي فرسي فدَاك وفا لي)
وَقَوله:
(ومليح أَتَمَنَّى طول عمري مِنْهُ وصلا ... قلت صلني قَالَه مَه لن قلت مهلا)
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بالمنزلة رَحمَه الله.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب الغمري ثمَّ الْمحلي الْمَاضِي أَبوهُ. قَرَأَ الْقُرْآن وَصَحب الْفُقَرَاء وَهُوَ طَوِيل اللِّحْيَة خَفِيف الرّوح من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بن الغمري. ترك لَهُ أَبوهُ مَا لم يكن الظَّن أَنه يملكهُ، وَهُوَ مِمَّن سمع مني.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْحق الْعَلَاء بن الشهَاب الغمري الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ مُحَمَّد وَيعرف كأبيه بِابْن عبد الْحق. مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَسمع مني وتكسب بِالتِّجَارَة وسافر فِيهَا إِلَى الشَّام وَغَيرهَا وَلَا بَأْس بِهِ قيمًا أَرْجُو بِهِ هُوَ أصلح من أَخِيه جزما.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن النُّور بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن الْوَجِيه السكندري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عبد الرَّحْمَن الغزولي. ولد سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالإسكندرية وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَقَرَأَ عَليّ فِي الشفا وَفِي الْإِصْلَاح كشرح النخبة والتقريب وَكَذَا قَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَغَيرهَا وَأخذ أَيْضا عَن ابْن قَاسم والبدر بن الديري فِي آخَرين كالصلاح الطرابلسي وَمن قبل الْإسْكَنْدَريَّة عَن النوبي وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْقرَاءَات السَّبع إفرادا وجمعا وَكَذَا جمع الْيَسِير على الهيثمي وجعفر وَغَيرهمَا وَحفظ الشاطبية وألفية النَّحْو وغالب الْمجمع وَغير ذَلِك، وَدخل دمياط وَغَيرهَا، وَعِنْده عقل وتؤدة ولطف مَعَ فهم وتودد بل أوقفني على تَعْلِيق لَهُ على الجرمية قرضه لي النوبي وَابْن قَاسم وَابْن الديري شُيُوخه والعفيف قَاضِي بَلَده وقرضته لَهُ أَيْضا فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَتِسْعين.(5/186)
عَليّ بن أَحْمد بن حمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعَلَاء المرداوي ثمَّ الصَّالح الْحَنْبَلِيّ سبط أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وأحضر فِي صغره على جده لأمه بل أسمع عَلَيْهِ وعَلى زَيْنَب ابْنة كَمَال وحبيبة ابْنة الزين والعماد أبي بكر بن مُحَمَّد بن الرضي وَأَبا مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب وأخيه مُحَمَّد والبدر أَبَا الْمَعَالِي بن)
أبي التائب وَسليمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن الْمُسلم الحرانية والحافظ الْمزي وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْخَطِيب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المرداوي وَمُحَمّد بن دَاوُد بن حمزه وَعبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن التكريتي وَأحمد بن يُوسُف بن السلار وَخلق وروى عَنهُ شَيخنَا فَأكْثر وَمن مروياته الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة لِلتِّرْمِذِي حضرها فِي الرَّابِعَة على شُيُوخ عبد الله بن خَلِيل الحرستاني الْمَاضِي، قَالَ شَيخنَا: وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث بعد الكائنة وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَفِي الْأَحْيَاء آخر سنة تسع وَثَمَانِينَ من لَهُ مِنْهُ إجَازَة رَحمَه الله.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن نَاصِر نور الدّين بن الشهَاب الدرشابي الأَصْل السكندري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على مجَالِس من البُخَارِيّ.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْخَطِيب أَبُو الْحسن بن درباس أَخُو الْفَخر أَحْمد الْمَاضِي.
مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جِبْرِيل بن عبد الله نور الدّين بن الشهَاب بن القطب أبي البركات الششيني نِسْبَة لششين الكوم من قرى الْمحلة الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ وَالِد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن قطب وبالششيني. ولد فِي مستهل رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَشرع فِي حفظ التَّنْبِيه ليَكُون شافعيا كأسلافه فَأَشَارَ عبد الْكَرِيم الكتبي على أَبِيه أَن يحوله حنبليا فَفعل وَحفظ الْخرقِيّ ثمَّ الْمُحَرر وتفقه بالمحب بن نصر الله والنور بن الرزاز المتبولي وَبِه انْتفع والبدر الْبَغْدَادِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَعَلِيهِ سمع صَحِيح مُسلم والتقي بن قندس لقِيه بِالشَّام وَغَيرهَا وَأذن لَهُ هُوَ وَغَيره بالإفتاء والتدريس وَأخذ عَن أبي الْفضل البجائي المغربي فِي أصُول الْفِقْه والعربية وَسمع على شَيخنَا أَشْيَاء بل كتب عَنهُ فِي الْإِمْلَاء وَكَذَا سمع على الشّرف أبي الْفَتْح(5/187)
المراغي والشهاب الزفتاوي بِمَكَّة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على ابْن نَاظر الصاحبة والطحان وَابْن بردس فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بِحَضْرَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بل كَانَ يخبر أَنه سمع فِي صغره على الْجمال الْحَنْبَلِيّ فَالله أعلم، وَحج مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة فِي سنة خمسين وجاور الَّتِي بعْدهَا وَكَذَا دخل الشَّام وحماه وَغَيرهمَا وناب فِي الْعُقُود والفسوخ عَن الْعِزّ الْقُدسِي ثمَّ فِي الْأَحْكَام عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ بل استنابه شَيخنَا فِي نَاحيَة ششين الكوم وَنَشَأ وعملهما وَجلسَ)
بِبَعْض الحوانيت منتدبا للْأَحْكَام وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي أول مَا فتحت وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالصالح بعد موت شَيْخه ابْن الرزاز ثمَّ انتزع مِنْهُ بعنف بالترسيم والإهانة بِقِيَام القَاضِي مذْهبه الْعِزّ الْكِنَانِي وَالشَّمْس الأمشاطي محتجين بِوُجُود حفيدين للمتوفي لَيست فيهمَا أَهْلِيَّة وَمَا كَانَ بأسرع من مَوْتهمَا وَاسْتقر الدَّرْس باسم الْعِزّ وَقد أدمن صَاحب التَّرْجَمَة من مطالعة الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح بِحَيْثُ كَانَ يَأْتِي على أَكْثَرهَا عَن ظهر قلب وَصَارَ بِأخرَة من أجل النواب مَعَ جفَاء قاضيه لَهُ مِمَّا لم أكن أَحْمَده مِنْهُ وَاتفقَ لَهُ قَدِيما مِمَّا أرخه شَيخنَا أَنه انْفَرد بِرُؤْيَة هِلَال رَمَضَان فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ إِجْمَاع أهل الْمِيقَات على أَنه يغيب مَعَ غيبوبة الشَّمْس فَأرْسل بِهِ شَيخنَا إِلَى السُّلْطَان ليعلمه بذلك فَسَأَلَ عَنهُ فَأَثْنوا عَلَيْهِ لكَون قريب جليسه الولوي بن قَاسم فَأمر بِعَمَل مَا يَقْتَضِيهِ الشَّرْع فَأَقَامَ الشَّهَادَة عِنْد قَاضِي الْحَنَابِلَة وَحكم بِهِ بِمُقْتَضى شَهَادَته ثمَّ أَن النَّاس مَا عدا شَيخنَا وَبَقِيَّة رفقته تراءوا هِلَال شَوَّال بعد استكمال ثَلَاثِينَ استظهارا فَلم يروه وَلَكِن اتّفق أَن غَالب الْجِهَات المتباعدة وَكَثِيرًا من المتقاربة عيدوا كَذَلِك وَكَأَنَّهُم رَأَوْهُ إِمَّا أَولا أَو آخرا، وَبِالْجُمْلَةِ فَنعم صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ. مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر تقدم النَّاس وَلَده مَعَ كَون الشَّافِعِي مِمَّن حضر وتألم لذَلِك ظنا أَن الْحَنْبَلِيّ هُوَ الْمُقدم لَهُ فخففت عَنهُ رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْحسن بن أبي الْعَبَّاس الغمري الْمحلي وَهُوَ بكنيته أشهر.
يَأْتِي فِي الكنى إِن شَاءَ الله. عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْمَقْدِسِي.
هَكَذَا قرأته بِخَط بَعضهم وَقد مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد قَرِيبا.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَإِمَام إينال وَيعرف بالغزي. ولد سنة عشر وَثَمَانمِائَة بغزة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنظومة للنسفي وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على نَاصِر الدّين الإياسي مدرس غَزَّة ومفتيها وَصَحب فِي صغره الْبُرْهَان بن زقاعة وتدرب بِهِ وَيُقَال أَنه كَانَ يدْرِي(5/188)
الْقرَاءَات واتصل بِخِدْمَة الْأَشْرَف إينال لما ولي نِيَابَة غَزَّة وَعلم أَوْلَاده الْقُرْآن ثمَّ ترقى حَتَّى أم بِهِ وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وبجماعته ووثقوا بأمانته وديانته فَلَمَّا تسلطن وَصَارَ من أئمته وولاه نظر الْأَوْقَاف وَعظم أمره وَجمع أَمْوَالًا جمة كَانَ ينفدها إِمَّا فِي عمَارَة أَو فِي هبة فَإِنَّهُ كَانَ غَايَة فِي الْكَرم بل يرتقي إِلَى التبذير مَعَ تحر فِي الطَّهَارَة ووسواس زَائِد وَتَدين وعفة وطيش وخفة وَقد سَمِعت مِنْهُ مَا نقمته جدا عَلَيْهِ)
لما شافهته بإنكاره سرا وَكَذَا حكى عَنهُ غَيْرِي شَيْئا من نمطه. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد واشتغل بِالْعلمِ فِي كبره وَأخذ عَن غير وَاحِد وجال وَصَحب الرِّجَال إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه وأصوله والنحو والمنطق والتصوف وَغَيرهَا وصنف تَفْسِيرا وشرحا على الْحَاوِي وَغير ذَلِك وَتكلم على النَّاس فِي علم التَّوْحِيد بِعِبَارَة بليغة فصيحة دَالَّة على غزارة مدده وتحققه بِكَلَام الْقَوْم وَأما فِي عُلُوم الْأَوَائِل فَكَانَ لَا يجارى فِيهَا وَكَذَا كَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي علم الرمل وَقد قطن مَكَّة بعيد الثَّلَاثِينَ فسكن الزاوية الْمَعْرُوفَة بالجنيد بجبل قعيقعان وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد وَصَارَ لَهُ صيت، لَقيته بينبع سنة سِتّ وَخمسين فَسمِعت من لَفظه خطْبَة شرحة على الْحَاوِي وشيئا من أول تَفْسِيره وَأَشْيَاء من تصانيفه، وَكَانَ نير الشيبة فصيحا مفوها حسن الْمظهر وسريرته فِي تصوفه إِلَى الله. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد نور الدّين القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالصوفي. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والعمدة والكنز والمنار وَيَقُول العَبْد وألفية ابْن مَالك وَعرض بعيد الْأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا على شَيخنَا ومستمليه والقاياتي والزين عبَادَة والمحب بن نصر الله فِي آخَرين وَعمل العرافة فِي مكتب السَّبِيل بالأشرفية عِنْد الشَّمْس الكركي وَتخرج بِهِ قَلِيلا واشتغل فتفقه بِابْن الدويري والعضدي الصيرامي والشمني وَابْن الجندي والزين قَاسم وَالشَّمْس الكريمي والبرهان الْهِنْدِيّ فِي آخَرين وَأكْثر من مُلَازمَة ثانيهم فِي ذَلِك وَفِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهَا وَكَانَ مُقيما عِنْده لتأديب بنيه ولغير ذَلِك، وَحج مَعَه فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي بل جود فِي الْقُرْآن على الزين بن عَيَّاش وَكَذَا جوده على الزين طَاهِر وَابْن كزلبغا وَعبد الرَّزَّاق الطرابلسي وَكتب عَلَيْهِ وعَلى الْبُرْهَان الفرنوي وَكَذَا(5/189)
لَازم ابْن الديري كثيرا جدا فِي الْفِقْه وَفِي الْأُصُول وَفِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ قصيدة من نظمه فِيهَا بَدَائِع وَأخذ عَن الكريمي والهندي أَيْضا فِي الْأُصُول وَعَن ابْن الجندي والأبدي والخواص فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على الْخَواص مقدمته فِي الْعرُوض والقوافي وَأخذ مُخْتَصر شرح الشواهد عَن مُؤَلفه الْعَيْنِيّ)
سَمَاعا وَكَذَا قِرَاءَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لخطبة هَذَا الْمُخْتَصر وَسمع عَلَيْهِ وعَلى شَيخنَا وَابْن الديري والرشيدي وَآخَرين وَأذن لَهُ غير وَاحِد بالإفتاء والتدريس كَابْن الديري وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَجلسَ بِبَابِهِ فَكَانَ أحد أهل الْحل وَالْعقد هُنَاكَ بل نَاب عَنهُ وَعَن من بعده فِي الْقَضَاء وسافر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ صُحْبَة برسباي البجاسي على قَضَاء الْمحمل ثمَّ جاور بعد أَيْضا سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي تدريس الجانبكية برغبة الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَفِي الْإِعَادَة بالأبو بكرية برغبة الشَّمْس الأمشاطي لَهُ عَنهُ حِين أَخذ مشيخة البرقوقية وَفِي تدريس المهمندارية برغبة الشَّمْس الجلالي خَازِن المحمودية وَفِي تدريس الأقبغاوية بعد السَّيْف بن الحوندار وَفِي تدريس الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية بعد الْأمين الأقصرائي وَفِي الْإِعَادَة بالمنصورية بعد أفضل الدّين القرمي وَفِي الصرغتمشية وَغَيرهَا من الْجِهَات وَصَارَ أحد أَعْيَان النواب مَعَ دربة وسياسة وعقل وتودد وخبرة بِالْأَحْكَامِ والمصطلح وَيُقَال أَنه ينتمي للشمس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر السعودي أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة الْآتِي فِي المحمدين وَهُوَ مِمَّن كثر تردده إِلَيّ وعملت لَهُ مَجْلِسا حِين أَخذ الطَّحَاوِيّ وَكَثُرت مُرَاجعَته لي فِي ذَلِك وحمدت أدبه.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد نور الدّين الطنتدائي الفرضي. مضى فِيمَن جده عَليّ بن عبد الله بن سَنَد.
عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ الْقطَّان. رجل فَقير يتكسب ويشتغل يَسِيرا وَسمع الحَدِيث وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني. مَاتَ فِي.
عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح بن فطيس القباني وَالِد أبي بكر وَمُحَمّد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ بساحل جدة وَحمل فَدفن بالمعلاة.
عَليّ بن أَحْمد بن مِفْتَاح النُّور بن الشهَاب القفيلي نِسْبَة إِلَى القفيل من أَعمال حلى بن يَعْقُوب الْمَكِّيّ. كَانَ جده عبد أَمِير مَكَّة ثقبة بن رميثة الْحسنى واحتاط هَذَا على تَرِكَة وَالِده وَكَانَ تَاجِرًا وتسبب وَعرف عِنْد النَّاس وَصَارَ يتَرَدَّد للتِّجَارَة إِلَى الْيمن. وَمَات بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
عَليّ بن أَحْمد بن هِلَال بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الشهير بِابْن القصيف. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. أرخهم ابْن فَهد.(5/190)
عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف السَّيِّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن العلامي الشهابي أبي الْعَبَّاس. الرُّومِي ثمَّ)
الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَخذ عني أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة.
عَليّ بن أَحْمد نور الدّين الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ الأسمر. مضى فِيمَن جده خَليفَة.
عَليّ بن أَحْمد نور الدّين القجطوخي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ أحد الشُّهُود الجالسين تجاه حَانُوت المجهزين بِالْقربِ من الجوانية وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن فليفل. ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بقوج طوخ من الغربية غربي طنتدا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْأَزْهَر فجاور بِهِ وَقَرَأَ الرسَالَة والشاطبيتين وَغَيرهَا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره قَلِيلا وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، واعتنى بالقراءات فَأَخذهَا عَن عبد الْغَنِيّ الهيثمي والزين جَعْفَر وناصر الدّين الأخميمي حَتَّى أتقن السَّبع بل وَأخذ عَن السنهوري وأجيز، وَحج وجاور وسافر عيداب وَغَيرهَا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مِمَّن يتكسب بِالشَّهَادَةِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ رَحمَه الله.
عَليّ بن أَحْمد الْمُوفق بن سَالم. فِيمَن جده مُحَمَّد بن سَالم.
عَليّ بن أَحْمد الْمصْرِيّ ثمَّ الشَّامي الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ وَيعرف بِابْن صَدَقَة. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَحضر دروس الْعَلَاء البُخَارِيّ وبرع وصنف معالم الْأَحْكَام فِي الْفِقْه والكوكب الْوَهَّاج فِي شرح الْمِنْهَاج وأسرار الْعِبَادَات والقربة إِلَى رب البريات وَالْجمع الْمُنْتَخب فِي الْوَعْظ والخطب أثنى عَلَيْهِ الدوماطي بالتواضع والتودد وكرم النَّفس مَاتَ فِي.
عَليّ بن أَحْمد الزيَادي بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة لمحلة زِيَاد بالغربية، وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد وَأحمد وعزيزة وَأحمد صوفية سعيد السُّعَدَاء. مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَكَانَ خيرا.
عَليّ بن أَحْمد الشيبي الْعِرَاقِيّ. فِيمَن جده عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى.
عَليّ بن أَحْمد الصَّنْعَانِيّ الْيَمَانِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالمهجم فأنشدني قصيدة رثى بهَا الْبُرْهَان الْمحلي ومدح فِي آخرهَا ابْنة الشهَاب أَولهَا:
(هِيَ المنايا فَلَا تبقي على أحد ... لَا وَالِد مُشفق بر وَلَا ولد)
قَالَ: وَمن الْعَجَائِب أَن الشهَاب مَاتَ فِي تِلْكَ السّنة أَعنِي سنة سِتّ فَمَاتَ الْوَالِد وَالْولد.
عَليّ بن أَحْمد الطناني ثمَّ القاهري الغزولي. قَرَأَ الْقُرْآن وجوده على الْوَالِد وَأَقْبل على التكسب)
فِي سوق الْغَزل وَغَيره وتمول وَلَا سِيمَا بالمعاملات مَعَ التقلل من المصروف وَقد حج كثيرا.
وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ سَائِر بطرِيق الْحجاز قبل الْوُصُول إِلَى رابغ وَدفن بهَا وَتَفَرَّقَتْ أَمْوَاله حَتَّى أوقافه فَلم تصرف فِيمَا عينهَا لَهُ وَقد كَانَ جعل النّظر فِيهَا(5/191)
إِلَيّ فَمَا الْتفت لذَلِك وَكَانَ كثير التِّلَاوَة محافظا على الْجَمَاعَة وزيارة الصَّالِحين وَحسنت حَاله كثيرا قبيل مَوته سامحه الله ورحمه وإيانا.
عَليّ بن أَحْمد الوزروالي المغربي كَانَ صَالحا. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه لي بعض المغاربة.
عَليّ بن أَحْمد اليمني من أهل أَبْيَات حُسَيْن ويلقب بالأزرق. كَانَ كثير الْعِنَايَة بالفقه وَجمع فِيهِ كتابا كَبِيرا. مَاتَ فِي سنة تسع. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه وَالظَّاهِر أَنه غير الصَّنْعَانِيّ الْمَاضِي قَرِيبا.
عَليّ بن إِدْرِيس الْعَلَاء الرُّومِي العلائي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ جد الْبَدْر مُحَمَّد بن الْبَدْر أَحْمد الْآتِي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَن بضع وَسبعين وَكَانَ مِمَّن قدم من الرّوم شَابًّا فاشتغل عَن ابْن القباني والبدر بن الْعَيْنِيّ والطبقة فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وتنزل فِي المؤيدية أول مَا فتحت ثمَّ لما قدم الكافياجي لزمَه فِي ذَلِك حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ نزله فِي التربة الأشرفية.
وَحج غير مرّة وَكَانَ الظَّاهِر جقمق يسعفه فِي ذَلِك ودرس بِبَعْض الْأَمَاكِن من نواحي النِّيَابَة وَكَانَ طارح التَّكَلُّف خيرا فَاضلا. أفادنيه حفيده. عَليّ بن الأرزق. فِي ابْن أبي بكر بن خَليفَة.
عَليّ بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن مصلح بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن حجي الْعَلَاء التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وَعبد الرَّحْمَن. ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَغَيرهَا وأذنا لَهُ بالإفتاء والتدريس وَسمع على الْعِرَاقِيّ والتنوخي وَطَائِفَة، وَولي قَضَاء الْقُدس وَكَذَا الْخَلِيل وَأعَاد بالصلاحية أَيَّام قَضَائِهِ بالقدس بل نَاب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ عَالما فَاضلا جيدا حسن السِّيرَة والملتقى. مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ بالخليل رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن إسكندر وَيعرف بِابْن الفيسي بِالْفَاءِ الْمَفْتُوحَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة وَبعدهَا سين مُهْملَة لكَون وَالِده كَانَ ابْن أُخْت زَوْجَة كمشبغا الفيسي. بَاشر المعلمية ثمَّ الحبسة ثمَّ الْولَايَة ونقابة الْجَيْش فِي أَوْقَات وَكَانَ ظَالِما وضيعا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين وَمن الْغَرِيب)
سكناهُ بِبَيْت سميه ابْن رَمَضَان بحارة برجوان بعد مَوته فاتفق لَهُ كَمَا اتّفق لَهُ فَإِن هَذَا خرج مَعَ السُّلْطَان إِلَى السرحة فَمَاتَ فَجْأَة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وَذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي خرج مَعَ الشهابي بن الْعَيْنِيّ إِلَى الغريبة فَمَاتَ شَبيه الْفجأَة وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة أَيْضا وَسَائِر أحوالهما المتقاربة.
عَليّ بن إِسْلَام بن يحيى بن مكرم العلائي الْحَنَفِيّ أحد فضلائهم وَيعرف وَالِده ببالجه. مِمَّن سمع على شَيخنَا.(5/192)
عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الشّحْنَة الدَّارِيّ القصراوي الخليلي. ولد كَمَا أخبر فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وأسمع على الْمَيْدُومِيُّ الْمِائَة المنتقاة من جَامع التِّرْمِذِيّ انتقاء العلائي بِسَمَاعِهِ من ابْن خطيب المزة والقسطلاني وَحدث، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: أجَاز لِابْني من الْخَلِيل فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين.
عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله الْحلَبِي الشَّافِعِي الكعكي حِرْفَة نزيل مصر وَيعرف بنقيش لقب لقب بِهِ لطلوع جدري فِي وَجهه بَقِي أَثَره فِيهِ. ولد بحلب سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ قَلِيلا من الْقُرْآن وسافر إِلَى الْقَاهِرَة قبل الْقرن ثمَّ قطنها عِنْد الْفِتْنَة التمرية، وَحج وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس كثيرا والخليل، وخالط الأدباء وطارح الشُّعَرَاء فنظم فِي البحور وَمهر فِي الزجل حَتَّى فاق الأقران وَسبق فِي حلبة الْأَدَب فحول الرِّهَان، وَكَانَ شَيخا هما زري الْهَيْئَة والمنظر يحسبه من رَآهُ لَا يحسن الْكَلَام الْعرفِيّ فَإِذا انْطلق كَانَ كالبحر وأتى بالغرائب بَاعه فِي الْأَدَب طَوِيل ومادته وَاسِعَة وذوقه نِهَايَة مَعَ حسن همة وَشرف نفس، قد لقِيه البقاعي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ فَكتب عَنهُ من نظمه كثيرا وَمن ذَلِك مضمنا:
(وَلما أَنْعَمت ليلِي بلبل ... بِطيب الْوَصْل مذ شط المزار)
(حَدِيث خرافة يَا أم عَمْرو ... كَلَام اللَّيْل يمحوه النَّهَار)
ومقتبسا:
(عُيُون الْحبّ مَا للكحل فِيكُم ... وَمَا للسحر فِي الأجفان سَار)
(تبَارك من توفاكم بلَيْل ... وَيعلم مَا جرحتم بِالنَّهَارِ)
وَمرض بعد ذَلِك مَرضا احْتَاجَ فِي علاجه إِلَى لُزُوم الْمكْث فِي الْحمام. وَأَظنهُ مَاتَ عَن قرب عَفا الله عَنهُ.)
عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْمجِيد الأبياري. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل نور الدّين أَبُو إِسْمَاعِيل النبتيتي الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب الغمري وَيعرف بِابْن الْجمال وَالِد إِسْمَاعِيل الْمَاضِي. أَظن مولده قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة. إِنْسَان خير مديم للتلاوة مكرم للوافدين سَائل عَن مسَائِل دينية لَهُ جلالة وَقدم فِي الْعِبَادَة والانجماع واهتمام بالزرع وحرص على إِخْرَاج حق الله مِنْهُم، وَقد حج غير مرّة برا وبحرا وجاور بِكُل من الْحَرَمَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَحضر عِنْدِي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَكَذَا سمع على جلّ السِّيرَة النَّبَوِيَّة وقصدني بِالسَّلَامِ كثيرا وَأهْدى إِلَيّ أوقاتا وَنعم الرجل نفعنا الله بِهِ.
عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان(5/193)
الْعَلَاء بن الْحَافِظ الْعِمَاد البعلي الْحَنْبَلِيّ أَخُو التَّاج مُحَمَّد وَيعرف كسلفه بِابْن بردس. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَسمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الْفَخر كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر سمع عَلَيْهِمَا مشيخة الْفَخر مَعَ الذيل وعَلى أَولهَا فَقَط سنَن أَبى دَاوُد التِّرْمِذِيّ وعَلى ثَانِيهمَا الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي ومسند ابْن عَبَّاس من مُسْند أَحْمد وكأبي عَليّ بن الهبل سمع عَلَيْهِ ثَانِي الحربيات وكأبي عبد الله مُحَمَّد بن الْمُحب عبد الله الْمَقْدِسِي سمع عَلَيْهِ جُزْء ابْن نحيت وجزء بقرة بني إِسْمَاعِيل فِي آخَرين، وَحدث بِبَلَدِهِ وبدمشق واستقدم الْقَاهِرَة فَحدث بهَا أَيْضا وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان وَفِي الروَاة عَنهُ كَثْرَة وسافر مِنْهَا فَمَاتَ بِدِمَشْق فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الشَّيْخ رسْلَان وَوهم من أرخه فِي سنة خمس، وَكَانَ شَيخا نحيفا دينا خيرا يتعانى الْأَذَان بِبَلَدِهِ مَعَ خفَّة روح وحلاوة لفظ، وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لِابْني فِي سنة خمس وَعشْرين رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الخواجا نور الدّين الرُّومِي الْمَكِّيّ الشهير بِابْن البهلوان. ملك دورا بِمَكَّة وعمرها. وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن اقبرس. فِي ابْن مُحَمَّد بن أقبرس.
عَليّ بن أَمِين الدّين بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عَبَّاس بن فتيَان البعلي الْحَنْبَلِيّ الشهير بِابْن اللحام.
ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بِبَلَدِهِ على الشَّمْس بن اليونانية وَسمع بهَا)
جمَاعَة وَكَذَا اشْتغل بِدِمَشْق فِي الْفِقْه وأصوله وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة عيد الْأَضْحَى سنة ثَلَاث.
عَليّ بن أيبك بن عبد الله عَلَاء الدّين التقصباوي الناصري الدِّمَشْقِي الأديب ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وتعانى الشّعْر ومدح الأكابر وطارح الأدباء، وَكَانَ أديبا ماهرا بارعا بليغا لَهُ النّظم الرَّائِق الْفَائِق كتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي من نظمه موشحا أَوله:
(إِن كنت غَضْبَان يَا حَبِيبِي ... ارْجع إِلَى الله من قريب)
(وَاجعَل نَصِيبي رضاك يَا من ... خدوده وردهَا نَصِيبي)
(واعطف على ضعْفي ... يَا مائس الْعَطف)
وَله:
(كَأَن الراح لما رَاح يسْعَى ... بهَا فِي الراح مياس القوام)
(سنا المريخ فِي كف الثريا ... يحيينا بِهِ بدر التَّمام)
وَقَوله:
(فِي حلب الشَّهْبَاء ظَبْي سَطَا ... بحاجب أفتك من طرفه)
(لقوسه فِي جوشني أسْهم ... وَالْقَصْد عين التل من ردفه)(5/194)
وَله قصيدة لأمية فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على وزن بَانَتْ سعاد انتقد عَلَيْهِ فِيهَا أَشْيَاء الْعَلامَة الصَّدْر بن الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَكَانَ ذَلِك سَببا لمحنة الصَّدْر وَظهر الْحق مَعَ صَاحب التَّرْجَمَة كَمَا بسط فِي مَحل آخر. ذكره ابْن خطيب الناصرية وأرخ مَوته فِي سنة ثَلَاث وَقيل فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ: أجَاز لي بِخَطِّهِ وَهُوَ الْقَائِل:
(مَا أكْرم الْغُصْن فِي الخريف وَقد ... أثرت الرّيح فِيهِ تَأْثِيرا)
(لما أَتَى النَّهر سَائِلًا مَلَأت ... أوراقه كَفه دنانيرا)
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة، وَذكره فِي أنبائه فَقَالَ الشَّاعِر: اشْتهر بالنظم قَدِيما وطبقته متوسطة، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر مِنْهُ وَقَالَ الشّعْر الْفَائِق وَلكنه بِالنِّسْبَةِ إِلَى طبقَة فَوْقه متوسطة وَله مدائح نبوية وَغَيرهَا وَقد يَقع لَهُ الْمَقْطُوع النَّادِر كَقَوْلِه مضمنا:)
(مليح قَامَ يجذب غُصْن بَان ... فَمَال الْغُصْن منعطفا عَلَيْهِ)
(وَمَال الْغُصْن نَحْو أَخِيه طبع ... وَشبه الشَّيْء منجذب إِلَيْهِ)
وعلق تَارِيخا لحوادث زَمَانه. مَاتَ فِي ثَانِي عشر ربيع الأول وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده.
عَليّ بن إينال الْأَمِير عَلَاء الدّين أحد خَواص الظَّاهِر جقمق أرسل بِهِ لملك الرّوم مُرَاد ابْن عُثْمَان بهدية فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. قَالَه المقريزي فِي الْحَوَادِث.
عَليّ بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم بن عمر نور الدّين الْبرمَاوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الشيخة لكَون أمه وَاسْمهَا فَائِدَة كَانَت شيخة رِبَاط الظَّاهِرِيَّة بِمَكَّة. ولد رَابِع ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على نَاصِر الدّين السخاوي المقريزي أخي الْغَرْس خَلِيل وجوده واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه على إِبْرَاهِيم الْحلَبِي الْكرْدِي والْعَلَاء الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا وَفِي الْعَرَبيَّة على السخاوي الْمَذْكُور وَابْن حَامِد الصَّفَدِي وطاهر الخجندي فِي آخَرين وَسمع الحَدِيث على ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة والشهاب المرشدي وَطَائِفَة كالتقي ابْن فَهد ولازم قِرَاءَة الحَدِيث عِنْد أبي الْفَتْح المراغي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى الْقُضَاة أبي الْيمن والبرهان السوبيني وَأبي حَامِد بن الضيا البُخَارِيّ بل قَرَأَ على أبي الْفَتْح أَشْيَاء ثمَّ عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكَذَا قَرَأَ يَسِيرا على غَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا وبالمدينة النَّبَوِيَّة على الْمُحب المطري وأدمن قِرَاءَة الصَّحِيحَيْنِ والشفا بِحَيْثُ(5/195)
صَار ماهرا بِقِرَاءَتِهَا وَلكنه يتعانى فِي قِرَاءَته تتبع الغرائب ليخجل من لَعَلَّه يرد عَلَيْهِ وَهِي طَريقَة قبيحة وَقد لَا تكون الرِّوَايَة بِمَا يجوز لُغَة، وَأَجَازَ لَهُ الْجمال الكازروني وَآخَرُونَ ولقيته بِمَكَّة فِي مجاورتي الأوليتين فَكتبت عَنهُ من نظمه أبياتا أَولهَا:
(أَلا لَيْت شعري هَل أزورن رَوْضَة ... بهَا خيرة الله الْمُهَيْمِن من خلقه)
(وألتمس الْإِحْسَان من بَاب فَضلهمْ ... فهم أهل كل الْفضل لَا شكّ فِي صدقه)
وَسمع بِقِرَاءَتِي يَسِيرا وَكَذَا سَمِعت الْبَعْض بقرَاءَته وَتَنَاول مني القَوْل البديع وَصليت خَلفه وَهُوَ حسن الْهَيْئَة والفهم وَالْقِرَاءَة صحيحها شجي الصَّوْت نير الْهَيْئَة ثمَّ الشيبة لما شَاب كتب الْخط الْحسن وتكسب بِالشَّهَادَةِ وأثرى وَولى مشيخة التصوف بالزمامية لكنه كَمَا قَالَ بعض أَصْحَابنَا كثير المجون يغلب عَلَيْهِ الْهزْل مَعَ التشدق فِي كَلَامه وملازمة التهكم بِالنَّاسِ والوقيعة)
فيهم وَلَو كَانَ شَيْخه الَّذِي يقْرَأ عَلَيْهِ أَو مِمَّن لَهُ وجاهة فِي الْعلم أَو الدّين والزهو والإعجاب وصحبة للأحداث وَكَونه ينَام على قَفاهُ فِي الْمَسْجِد وهم يمرجونه إِلَى غير ذَلِك من طيش وخفة وَدَعوى عريضة وجرأة وإقدام سِيمَا عِنْد الأتراك وَقد كثر اخْتِصَاصه بِغَيْر وَاحِد مِنْهُم وَآخر من اخْتصَّ بِهِ مِنْهُم طوغان شيخ أَمِير الراكز بهَا ثمَّ أبعده وَأخرج عَنهُ مشيخة الزمامية وَقرر فِيهَا غَيره وَحسن حَاله فِي تلقيه لفقراء قوافل الْمَدِينَة وإكرامه لَهُم بِالْإِطْعَامِ وَغَيره ومزيد التِّلَاوَة والتلفت لمحاللة بعض من مَسّه مِنْهُ مَكْرُوه. مَاتَ فِي ظهر ثَالِث عشري رَجَب سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ فِي عصر يَوْمه ثمَّ دفن عِنْد أمه ومؤدبه نَاصِر الدّين السخاوي بمقبرة أهل رِبَاط ربيع الأقدمين رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أَيُّوب الماحوزي الدِّمَشْقِي النساج الزَّاهِد وَالِد الْجمال عبد الله الْمَاضِي وَيعرف بِأَبِيهِ.
قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ يسكن بِقرب قبر عَاتِكَة وينسج بِيَدِهِ وَيبِيع مَا ينسجه بأغلى ثمن فيتقوت مِنْهُ هُوَ وعائلته وَلَا يرزأ أحد شَيْئا مَعَ مُشَاركَة فِي الْعلم وَحسن عشرَة وطلاقة وَجه وَلذَا قَالَ ابْن حجي أَنه عِنْدِي خير من يشار إِلَيْهِ بالصلاح فِي وقتنا. مَاتَ فِي عَاشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وتذكر عَنهُ كرامات ومكاشفات رَحمَه الله.
عَليّ بن برد بك نور الدّين القاهري الفخري الْحَنَفِيّ كَانَ أَبوهُ من مماليك النَّاصِر فرج ابْن برقوق فولد لَهُ هَذَا فِي صفر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والقدوري فِي الْفِقْه والكافية فِي النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الشمني والنحو وَالصرْف عَن ابْن قديد ولازم التقي الحصني حَتَّى سمع عَلَيْهِ غَالب مَا قرئَ(5/196)
عَلَيْهِ فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْحكمَة والجدل والمعاني وَالْبَيَان وَالصرْف وَأخذ حِسَاب الْغُبَار عَن الشمني والمفتوح عَنهُ وَعَن السَّيِّد عَليّ الْأَزْهَرِي تلميذ ابْن المجدي وَالْعرُوض عَن الشهَاب الأبشيطي والشمني وَحضر دروس الْأمين الأقصرائي والشرواني وَكَذَا أَخذ عَن أبي الْفضل المغربي فِي الكافية لِابْنِ ملك وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة ولازم الْمَشَايِخ بذهنه الْفَائِق وفهمه الرَّائِق وقريحته الوقادة وفكرته المنقادة وطبعه السَّلِيم وَنَظره الْمُسْتَقيم إِلَى أَن فاق الأقران فِي زمن يسير وَرُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة مَعَ الاسترواح وَقلة الْكتب وميل إِلَى المجون لمزيد ظرف وتهتك وَعدم تصون لَا سِيمَا فِي نظمه فقداني فِيهِ بقبائح حَتَّى أَنه عمل فِي معشوق لَهُ مقامة اسْتعْمل فِيهَا كثيرا من أَلْفَاظ الْيَهُود)
وعباراتهم الَّتِي لَا يحسنها قسيسهم لظَنّه أَن أُصُوله مِنْهُم وَيُقَال أَن ابْن عُثْمَان ملك الرّوم راسل فِي إِنْكَار أُمُور تبلغه فاستعين بِهِ فِي جَوَابه فَكَانَ نِهَايَة فِي مَعْنَاهُ وَقد أهانه الشّرف الْمَنَاوِيّ مرّة وَلذَا هجاه غير مرّة بِمَا لَا تجوز حكايته فضلا عَن إنشائه إِلَّا مَقْرُونا ببيانه، وَلم يحصل من الدُّنْيَا على طائل وَلَا كَانَ فِي الشكل والهيئة بكامل نعم كَانَ كثير التفنن نادرة من نَوَادِر الدَّهْر وَقد كتبت عَنهُ من نظمه وَرَأَيْت مباحثه وَسمعت من يَحْكِي أَنه مَا مَاتَ حَتَّى حسن حَاله لَا سِيمَا وَقد تعلل مُدَّة مِمَّا أَرْجُو التفكير عَنهُ بِهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر فِي جمع كثير سامحه الله وإيانا وَمِمَّا كتبته من نظمه فِي شَيْخه الحصني:
(أرى الْجَهْل قد عَم الْبِلَاد وَأَهْلهَا ... وَلم أر فِيهَا من يُقرر فِي فن)
(فيا معشر الإخوان بِاللَّه حصنوا ... نفوسكم من عَسْكَر الْجَهْل بالحصنى)
وَمن نظمه غير هَذَا.
عَليّ بن بَرَكَات بن حسن بن عجرن بن صَاحب الْحجاز وشقيق صَاحبه الْجمال مُحَمَّد، قدم الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَسبعين مفارقا لِأَخِيهِ فَلم يلبث أَن أُعِيد فِي موسم الَّتِي بعْدهَا صَحبه الكمالي بن ظهيرة ثمَّ أُعِيد إِلَى المشاققة أَيْضا وَدخل الْقَاهِرَة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ من جازان من بِلَاد الْيمن وَكَانَ أَخُوهُ سيره إِلَيْهَا محتفظا بِهِ فَأكْرمه السُّلْطَان ورتب لَهُ راتبا فِي كل يَوْم لَا نِسْبَة لَهُ مِمَّا يصل إِلَيْهِ من أَخِيه وحاول أَخُوهُ إرْسَاله فَمَا اتّفق، وَهُوَ فطن بهي كثير الْأَدَب محسن لإنشاد الشّعْر متودد للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ وَقد زارني مرّة بمنزلي وَرَأَيْت من لطافته مَا امْتَلَأت بِهِ عَيْني مِنْهُ وَمَا أحسن مَا بَلغنِي من إنشاده إِمَّا لَهُ أَو لغيره:
(لَوْلَا الضرورات لم تنقل لنا قدم ... إِلَى وُجُوه لَهَا بالْكفْر إِلْمَام)(5/197)
مَاتَ فِي منزل سكنه بِالْقربِ من جَامع البشيري بعد أَن أثكل وَلَده أَبَا الْقَاسِم من نَحْو ثَمَانِيَة أَيَّام وَبعد أَن تعلل أيامنا فِي فجر يَوْم السبت ثَالِث عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ فِي يَوْم بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن عِنْد وَلَده بحوش الْأَشْرَف برسباي عوضهما الله الْجنَّة.
عَليّ بن بطيخ القاهري الضَّرِير أحد رُؤَسَاء قراء الجوق. مِمَّن جود على الشَّيْخ حبيب وبرع فِي الموسيقا وَلذَا كَانَ يسْلك فِي قِرَاءَته اقتفاء الْأَنْغَام وَغير ملاحظ أدب التجويد وَمَا كنت أَحْمَده فِي ذَلِك وَلكنه كَانَ أستاذا بِحَيْثُ أَنه رُبمَا يسد بآحاد المهملين. وَلَيْسَ بطيخ اسْم أَبِيه)
وَإِنَّمَا كتبته هُنَا لعدم معرفَة اسْمه فاكتفيت بشهرته. مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين عَن نَحْو السّبْعين وَهُوَ عَم الشهَاب أَحْمد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن بطيخ أحد الْأَطِبَّاء هُوَ وقراء السَّبع وَالِده.
عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الْعَلَاء حفيد التقي أبي عبد الله بن الشَّمْس صَاحب الْفُرُوع الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد الصَّدْر عبد الْمُنعم وَقَرِيب إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الشّرف عبد الله الماضيين وَابْن أخي النظام عمر الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن مُفْلِح. ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عَن الشَّمْس بن كَاتب الْغَيْبَة وَسَالم وَغَيرهمَا وَحفظ الْمقنع والملحة وَغَيرهمَا وَعرض على عَم وَالِده الشّرف عبد الله بن مُفْلِح والعز الْبَغْدَادِيّ الْمَقْدِسِي وَعَن الشّرف الْمَذْكُور وَغَيره أَخذ الْفِقْه بل سمع عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْمُحب الْأَعْرَج والتاج بن بردس وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن عَمه وبالقاهرة عَن الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء حلب وتكرر لَهُ ولايتها وَكَذَا ولي كِتَابَة السِّرّ بِالشَّام فِي أول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عوضا عَن الخيضري ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بعد سنتَيْن بِهِ وَولي قضاءها مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ نظر الْجَيْش بحلب، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا، لَقيته بحلب وَغَيرهَا وحمدت لقِيه واحتشامه. وَكَانَ إنْسَانا حسنا متواضعا كَرِيمًا متوددا خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ ذَا إِلْمَام بطرِيق الْوَعْظ وَكَذَا بِالْعلمِ فِي الْجُمْلَة أَقَامَ بحلب مُنْفَصِلا عَن الْقَضَاء وَغَيره نَحْو ثَلَاث سِنِين حَتَّى مَاتَ شَهِيدا بالبطن بل وبالطاعون بعد إِقَامَته نَحْو خمسين يَوْمًا متعللا فِي عَشِيَّة لَيْلَة السبت عَاشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع الْكَبِير فِي محفل تقدمهم أَبُو ذَر بن الْبُرْهَان بِوَصِيَّة مِنْهُ وَدفن ظَاهر بَاب الْمقَام رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن شاور الْعَلَاء الْبُرُلُّسِيّ البلطيمي الشَّافِعِي الضَّرِير. ولد سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانمِائَة ببلطيم من البرلس وَقَرَأَ بهَا غَالب الْقُرْآن وَحصل(5/198)
لَهُ جدري فِي السَّابِعَة من عمره وكف وَصَارَ يحضر مجَالِس الصَّالِحين فَعَادَت عَلَيْهِ بركتهم وَأَشَارَ عَلَيْهِ واعظ مِمَّن قدم عَلَيْهِ بالارتحال من هُنَاكَ فتحول إِلَى الْقَاهِرَة فأكمل بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى صفد ثمَّ إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى طرابلس فحفظ بعض الْحَاوِي وجود الْقُرْآن على الشهَاب بن الْبَدْر المعري وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس ابْن زهرَة وَفِي الْفَرَائِض على السوبيني وَفِي النَّحْو على التقي بن الجوبان)
النَّحْوِيّ ثمَّ انْتقل إِلَى حمص فأكمل بهَا حفظ الْحَاوِي وَحفظ غَالب الْإِلْمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وفرائض الخبري ولازم الْبَدْر بن العصياتي فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والنحو وانتفع بِهِ كثيرا ثمَّ قدم عَلَيْهِ أَبوهُ فَرده إِلَى البرلس فَلم تطب لَهُ فانتقل بأبويه إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر فِي بحث الْأُصُول وَغَيره على الْبِسَاطِيّ ثمَّ سَافر بِأُمِّهِ وَقد طَلقهَا أَبوهُ وبأخوته إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى بعلبك فبحث فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان بن المرحل وَفِي النَّحْو على الشهَاب بن القعوري وَالشَّمْس بن الْجوف وَفِي الْفَرَائِض على القطب بن الشَّيْخ وَحضر على ابْن البحلاق فِي التَّفْسِير وَسمع الحَدِيث على التَّاج بن بردس ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فتولع بِجَامِع المختصرات فَكَانَ يبْحَث فِيهِ على التَّاج بن بهادر فِي حُدُود سنة تسع وَعشْرين، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سِتِّينَ بعد سَفَره إِلَى الرّوم مرَّتَيْنِ وإقامته بِهِ نَحْو عشْرين سنة بِحَيْثُ تعلم لسانهم وَحضر فتح وَرَنَّة ولوشا وقسطنطينية الْمَشْهُورَة الْآن باسطنبول، وَبحث فِي الْفُنُون على عدَّة من علمائها كالفخر الرَّازِيّ وَكَانَ أعلم من بِتِلْكَ الْبِلَاد، وَلما قدم الْقَاهِرَة امتدح ابْن مزهر حَيْثُ كَانَ نَاظر الإسطبل والجوالي بقصيدة أَولهَا:
(ثوى بَين أحشائي هوى غادة لَهَا ... قوام كغصن البانة الخضل النَّضر)
كتبهَا عَنهُ البقاعي وَتوقف فِي كَونهَا لَهُ وَقَالَ أَنه رافقه فِي بعض الدُّرُوس وَأَنه كَانَ يحفظ شعرًا كثيرا وَله محاضرات حَسَنَة ورقة طبع راج بهَا حَتَّى اتَّصل بجانم أخي الْأَشْرَف حِين كَانَ نَائِب دمشق فِي حُدُود سنة أَربع وَسِتِّينَ وانتقل لأَجله لدمشق وَأقَام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَائِل سنة أَربع وَسبعين.
عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَليّ نور الدّين الدنبي الشَّافِعِي تلميذ صاحبنا ابْن سَلامَة الأدكاوي. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ بدنبي من المزاحميتين وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَجل الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَأخذ عَن ابْن سَلامَة شَرحه لأبي شُجَاع والمنهاج والجرومية وحفظها وَكَذَا قَرَأَ على الْعَلَاء بن الْخلال، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عني فِي التَّقْرِيب والشفا وَغَيرهمَا ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ والزين(5/199)
زَكَرِيَّا فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ على ابْن قَاسم فِي الْعَرَبيَّة وأصول الدّين وشارك غَيره فِي الْفِقْه وَغَيره وَحضر بعض دروس الْجَوْجَرِيّ، وتميز وَأذن لَهُ غير وَاحِد كالبكري وَالَّذين بعده فِي التدريس وَحج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وزار بَيت الْمُقَدّس وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَهُوَ خير سَاكن.)
عَليّ بن أبي بكر الْأَزْرَق بن خَليفَة بن نوب موفق الدّين وَنور الدّين أَبُو الْحسن الهمذاني الأَصْل الْحُسَيْنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْأَزْرَق. تفقه بِبَلَدِهِ أَبْيَات حُسَيْن على الْفَقِيه يحيى العامري وَإِبْرَاهِيم بن مطير وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض على خَاله أبي بكر بن عمرَان ثمَّ ارتحل إِلَى زبيد فَسمع بهَا الْحَاوِي على الْفَقِيه أبي بكر الزبيدِيّ وَقَرَأَ الْجَبْر والمقابلة على ابْن الجلاد أَمَام أهل الْفَنّ فِي وقته، وَحج وَأخذ بِمَكَّة عَن الْعَفِيف اليافعي ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وَمهر فِي الْفِقْه والحساب وَأكْثر من مطالعة كتب الْمَذْهَب وفرغه الله من الشواغل فَمَا كَانَ يبرح مطالعا أَو مدرسا أَو مذاكرا أَو محصلا للفائدة أَو مصنفا، ودرس وَأفْتى نَحْو خمسين سنة وَتعين فِي بَلَده نَحْو خمس عشرَة سنة وَصَارَ المرحول إِلَيْهِ والمعول فِي الْفَتْوَى عَلَيْهِ فِي تِلْكَ الْجِهَات قريبها وبعيدها من الْجبَال والتهائم كزبيد وعدن وَصَنْعَاء وَغَيرهَا وتفقه بِهِ كَثِيرُونَ من أهل بَلَده وَغَيرهَا وَألف كتبا مفيدة كنفائس الْأَحْكَام الْمُشْتَمل على خَمْسَة أَقسَام الأول فِي تَخْرِيج الْمسَائِل الفرعية على النحوية الثَّانِي فِي الفروعية على الْأُصُولِيَّة الثَّالِث فِي تنَاقض تَصْحِيح الشَّيْخَيْنِ الرَّابِع فِي الْمسَائِل اللغويات الْخَامِس فِي مسَائِل منثورة نفيسة. قلت وَالثَّلَاثَة الأول تصانيف للاسنوي وَالرَّابِع فَلَعَلَّهُ من التَّهْذِيب للنووي وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات للاسنوي فِي نَحْو ثَلَاثَة أَرْبَاعه مَعَ مناقشات يسيرَة وَشرح التَّنْبِيه فِي مطول سَمَّاهُ التَّحْقِيق الوافي بالإيضاح الشافي فِي نَحْو أسفار ومتوسط سَمَّاهُ التَّحْقِيق فِي جزءين مُحَقّق كاسمه وَشرح الْكَافِي فِي الْفَرَائِض شرحا حسنا سَمَّاهُ بغية الخائض فِي شرح الْفَرَائِض وَكَذَا لَهُ نكت على الْكَافِي أَيْضا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من شُيُوخنَا الْبَدْر حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأهدل وَأَبُو الْفَتْح المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة قِطْعَة من أول نفائس الْأَحْكَام لَهُ والتقى بن فَهد قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة من أول شَرحه الْكَبِير للتّنْبِيه وَأَجَازَ لَهُم وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع بِأَبْيَات حُسَيْن عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة رَحمَه الله.
عَليّ بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صلح نور الدّين أَبُو الْحسن الهيثمي القاهري الشَّافِعِي الْحَافِظ وَيعرف بالهيثمي كَانَ أَبوهُ صَاحب حَانُوت(5/200)
بالصحراء فولد لَهُ هَذَا فِي رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ صحب الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ بَالغ وَلم يُفَارِقهُ سفرا وحضرا حَتَّى مَاتَ بِحَيْثُ حج مَعَه جَمِيع حجاته ورحل مَعَه سَائِر رحلاته ورافقه فِي جَمِيع مسموعه بِمصْر والقاهرة والحرمين وَبَيت الْمُقَدّس ودمشق وبعلبك وحلب وحماه)
وحمص وطرابلس وَغَيرهَا وَرُبمَا سمع الزين بقرَاءَته وَلم ينْفَرد عَنهُ الزين بِغَيْر ابْن البابار التقي السُّبْكِيّ وَابْن شَاهد الْجَيْش كَمَا أَن صَاحب التَّرْجَمَة لم ينْفَرد عَنهُ بِغَيْر صَحِيح مُسلم على ابْن الْهَادِي وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ سوى ابْن عبد الْهَادِي الْمَيْدُومِيُّ وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن الْمُلُوك وَمُحَمّد بن عبد الله النعماني وَأحمد بن الرصدي وَابْن القطرواني والعرضي ومظفر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الْعَطَّار وَابْن الخباز وَابْن الْحَمَوِيّ وَابْن قيم الضيائية وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي فمما سَمعه على المظفر صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى ابْن الخباز صَحِيح مُسلم وَعَلِيهِ وعَلى العرضي مُسْند أَحْمد وعَلى العرضي والميدومي وَابْن الخباز وجزء ابْن عَرَفَة، وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وَلم يكن الزين يعْتَمد فِي شَيْء من أُمُوره إِلَّا عَلَيْهِ حَتَّى أَنه أرْسلهُ مَعَ وَلَده الْوَلِيّ لما ارتحل بِنَفسِهِ إِلَى دمشق وزوجه ابْنَته خَدِيجَة ورزق مِنْهَا عدَّة أَوْلَاد وَكتب الْكثير من تصانيف الشَّيْخ بل قَرَأَ عَلَيْهِ أَكْثَرهَا وَتخرج بِهِ فِي الحَدِيث بل دربه فِي إِفْرَاد زَوَائِد كتب كالمعاجم الثَّلَاثَة للطبراني وَالْمَسَانِيد لِأَحْمَد وَالْبَزَّار وَأبي يعلى على الْكتب السِّتَّة وابتدأ أَولا بزوائد أَحْمد فجَاء فِي مجلدين وكل وَاحِد من الْخَمْسَة الْبَاقِيَة فِي تصنيف مُسْتَقل إِلَّا الطَّبَرَانِيّ الْأَوْسَط وَالصَّغِير فهما فِي تصنيف ثمَّ جمع الْجَمِيع فِي كتاب وَاحِد مَحْذُوف الْأَسَانِيد سَمَّاهُ مجمع الزَّوَائِد وَكَذَا أفرد زَوَائِد صَحِيح ابْن حبَان على الصَّحِيحَيْنِ ورتب أَحَادِيث الْحِلْية لأبي نعيم على الْأَبْوَاب وَمَات عَنهُ مسودة فبيضه وأكمله شَيخنَا فِي مجلدين وَأَحَادِيث الغيلانيات والخلعيات وفوائد أبي تَمام والإفراد للدَّار قطني أَيْضا على الْأَبْوَاب فِي مجلدين، ورتب كلا من ثِقَات ابْن حبَان وثقات الْعجلِيّ على الْحُرُوف وأعانه بكتبه ثمَّ بالمرور عَلَيْهَا وتحريرها وَعمل خطبهَا وَنَحْو ذَلِك وعادت بركَة الزين عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَفِي غَيره كَمَا أَن الزين استروح بعد بِمَا عمله سِيمَا الْمجمع. وَكَانَ عجبا فِي الدّين وَالتَّقوى والزهد والإقبال على الْعلم وَالْعِبَادَة والأوراد وخدمة الشَّيْخ وَعدم مُخَالطَة النَّاس فِي شَيْء من الْأُمُور والمحبة فِي الحَدِيث وَأَهله، وَحدث بالكثير رَفِيقًا للزين بل قل أَن حدث الزين بِشَيْء إِلَّا وَهُوَ مَعَه وَكَذَلِكَ قل أَن حدث هُوَ بمفرده لكِنهمْ بعد وَفَاة الشَّيْخ أَكْثرُوا عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَلم يُغير حَاله وَلَا تصدر وَلَا تمشيخ وَكَانَ مَعَ كَونه شَرِيكا للشَّيْخ يكْتب عَنهُ الأمالي بِحَيْثُ كتب(5/201)
عَنهُ جَمِيعهَا وَرُبمَا استملى عَلَيْهِ وَيحدث بذلك عَن الشَّيْخ لَا عَن نَفسه إِلَّا لمن يضايقه وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري رَمَضَان سنة سبع بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد خَارج بَاب البرقية مِنْهَا)
رَحمَه اله وإيانا وَقد تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية فِي حلب والتقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه ومشيخة الْبُرْهَان الْحلَبِي وَالْغَرْس خَلِيل الأقفهسي فِي مُعْجم ابْن ظهيرة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وذيل الْحفاظ وَخلق كالمقريزي فِي عقوده. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ خيرا سَاكِنا لينًا سليم الْفطْرَة شَدِيد الْإِنْكَار للْمُنكر كثير الِاحْتِمَال لشَيْخِنَا ولأولاده محبا فِي الحَدِيث وَأَهله ثمَّ أَشَارَ لما سَمعه مِنْهُ وقرأه عَلَيْهِ وَأَنه قَرَأَ عَلَيْهِ إِلَى أثْنَاء الْحَج من مجمع الزَّوَائِد سوى الْمجْلس الأول مِنْهُ ومواضع يسيرَة من أنبائه وَمن أول زَوَائِد مُسْند أَحْمد إِلَى قدر الرّبع مِنْهُ قَالَ: وَكَانَ يودني كثيرا ويعينني عِنْد الشَّيْخ وبلغه أنني تتبعت أَوْهَامه فِي مجمع الزَّوَائِد فعاتبني فَتركت ذَلِك إِلَى الْآن وَاسْتمرّ على الْمحبَّة والمودة قَالَ: وَكَانَ كثير الاستحضار للمتون يسْرع الْجَواب بِحَضْرَة الشَّيْخ فيعجب الشَّيْخ ذَلِك وَقد عاشرتهما مُدَّة فَلم أرهما يتركان قيام اللَّيْل وَرَأَيْت من خدمته لشَيْخِنَا وتأدبه مَعَه من غير تكلّف لذَلِك مَا لم أره لغيره وَلَا أَظن أحدا يقوى عَلَيْهِ وَقَالَ فِي أنبائه أَنه صَار كثير الاستحضار للمتون جدا لِكَثْرَة الممارسة وَكَانَ هينا دينا خيرا محبا فِي أهل الْخَيْر لَا يسأم وَلَا يضجر من خدمَة الشَّيْخ وَكِتَابَة الحَدِيث سليم الْفطْرَة كثير الْخَيْر وَالِاحْتِمَال للأذى خُصُوصا من جمَاعَة الشَّيْخ وَقد شهد لي بالتقدم فِي الْفَنّ جزاه الله عني خيرا قَالَ: وَكنت قد تتبعت أَوْهَامه فِي كِتَابه الْمجمع فبلغني أَن ذَلِك شقّ عَلَيْهِ فتركته رِعَايَة لَهُ. قلت: وَكَأن مشقته لكَونه لم يُعلمهُ هُوَ بل أعلم غَيره وَإِلَّا فصلاحه ينبو عَن مُطلق الْمَشَقَّة أَو لكَونهَا غير ضَرُورِيَّة بِحَيْثُ سَاغَ لشَيْخِنَا الْإِعْرَاض عَنْهَا والأعمال بِالنِّيَّاتِ. وَقَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي أَنه كَانَ من محَاسِن الْقَاهِرَة وَمن أهل الْخَيْر غَالب نَهَاره فِي اشْتِغَال وَكِتَابَة مَعَ مُلَازمَة خدمَة الشَّيْخ فِي أَمر وضوئِهِ وثيابه وَلَا يخاطبه إِلَّا بسيدي حَتَّى كَانَ فِي أَمر خدمته كَالْعَبْدِ مَعَ محبته للطلبة والغرباء وَأهل الْخَيْر وَكَثْرَة الاستحضار جدا، وَقَالَ التقي الفاسي: كَانَ كثير الْحِفْظ للمتون والْآثَار صَالحا خيرا، وَقَالَ الأقفهسي: كَانَ إِمَامًا عَالما حَافِظًا زاهدا متواضعا متوددا إِلَى النَّاس ذَا عبارَة وتقشف وورع انْتهى.
وَالثنَاء على دينه وزهده وورعه وَنَحْو ذَلِك كثير جدا بل هُوَ فِي ذَلِك كلمة اتِّفَاق وَأما فِي)
الحَدِيث فَالْحق مَا قَالَه شَيخنَا أَنه كَانَ يدْرِي مِنْهُ فَنًّا وَاحِدًا يَعْنِي الَّذِي دربه فِيهِ شيخهما الْعِرَاقِيّ قَالَ: وَقد كَانَ من لَا يدْرِي يظنّ لسرعة جَوَابه بِحَضْرَة الشَّيْخ أَنه أحفظ وَلَيْسَ(5/202)
كَذَلِك بل الْحِفْظ الْمعرفَة ورحمه الله وإيانا.
عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي البركات أَحْمد نور الدّين بن الزين بن الْجمال الأشموني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الطباخ. ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قَرِيبا مِنْهُ وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه والحلاوي كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على ابْن الملقن وَغَيره وتفقه بالأبناسي والبلقيني وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وبالبدر الطنبدي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحمل عَنهُ الْكثير وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَسمع الحَدِيث على الزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والبرهان العداس وَابْن الكويك والشهاب البطايحي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي وَجَمَاعَة.
وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَطَائِفَة وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي التدريس والإفتاء فدرس وَأفَاد وانتفع بِهِ الطّلبَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السوهاي والتاج بن شرف وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَولي مشيخة التصوف بمدرسة ابْن غراب وَكَانَ ابْن شرف تلقاها عَنهُ وَحدث باليسير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وكتبت عَنهُ من نظمه، وَكَانَ إِمَامًا عَالما خيرا دينا متواضعا طارحا للتكلف على طَريقَة السّلف مَوْصُوفا بالفضيلة بَين القدماء مستحضرا لنوادر وحكايات لَطِيفَة منجمعا عَن النَّاس.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن الزكي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ القباني الْعَطَّار أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وَعمر. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْفَخر بن نسيم الدّين المرشدي الْمَكِّيّ شَقِيق عبد الْغَنِيّ الْمَاضِي سبطا القَاضِي نور الدّين عَليّ بن الزين الْآتِي. ولد فِي ثامن عشري شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فِي كَفَالَة أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ النووية وألفية الْعِرَاقِيّ والكافية فِي النَّحْو لِابْنِ الْحَاجِب والكنز والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب والعمدة فِي أصولهم وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على الْبُرْهَان بن ظهيرة وَولده وأخيه وَأبي الْقسم بن الضياء وَيحيى العلمي وَعبد الْمُعْطِي فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد إِسْمَاعِيل الأوغاني وَفِي الْعَرَبيَّة عِنْد الْبَدْر حسن الْمرْجَانِي وَأكْثر)
من مجَالِس الجمالي أبي السُّعُود بِحَيْثُ سمع عَلَيْهِ ابْن ماجة والشفا وَغَيرهمَا وَحضر عِنْدِي فِي الْمُجَاورَة الرَّابِعَة بل قَرَأَ عَليّ الْيَسِير من البُخَارِيّ ثمَّ لازمني فِي الَّتِي بعْدهَا حَتَّى أكمله وَيذكر بمعاملات مَعَ ضبط وربط وقرض ورفض وذكاء وحذق.(5/203)
عَليّ بن أبي بكر بن عز الْعَرَب البكاري الْمُفَسّر. مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ.
عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الْملك الْمَقْدِسِي الكوري. هَكَذَا كتبه بَعضهم وَصَوَابه عَليّ بن غَازِي بن عَليّ وَسَيَأْتِي.
عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر مُحَمَّد بن عُثْمَان نور الدّين أَو موفق الدّين بن الزين أبي المناقب الْبكْرِيّ البلبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر وَمُحَمّد وَفَاطِمَة وَقَرِيب السراج البُلْقِينِيّ فجدة أمه لأمها هِيَ أُخْته وَيعرف بالبلبيسي وَيُقَال إِنَّهَا لَيست الَّتِي بالشرقية وَإِنَّمَا هِيَ لبليبسة بِالتَّصْغِيرِ قَرْيَة من قرى حلب وَكَذَلِكَ رَأَيْته مجودا فِي إجَازَة وَالِده. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سَابِع شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة ومختصر الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ للدشنائي والشاطبيتين والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على البُلْقِينِيّ والأبناسي والعراقي وناصر الدّين بن الميلق وَبدر الدّين القويسنس والكمال الدَّمِيرِيّ والقراء الثَّلَاثَة الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر البلبيسي الضَّرِير وَابْن القاصح والشرف عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وأجازوا لَهُ فِي آخَرين مِنْهُم الزين القمني والنور التلواني وَمِمَّنْ لم يجز كالبدر بن أبي الْبَقَاء وَولده والتقي عبد الرَّحْمَن الزبيرِي وجود الْقُرْآن على أَبِيه بل أَظن أنني سَمِعت مِنْهُ أَنه قَرَأَ على الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر الضَّرِير الْقرَاءَات وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَولده وَابْن الملقن والدميري ولازم الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا نَحْو عشر سِنِين وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي بعض مجَالِس إملاءه وَصَحب الْبُرْهَان بن زقاعة فَأخذ عَنهُ، وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد سوى من تقدم كَابْن أبي الْمجد والتنوخي والهيثمي والبلقيني وَالْجمال عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْني الرَّشِيدِيّ والحلاوي والتاج أَحْمد بن عَليّ الظريف والنجم إِسْحَاق الدجوي وتنزل فِي الْجِهَات بل كَانَ نقيب الدُّرُوس فِي غير مَوضِع أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء وتكسب بِالشَّهَادَةِ وداوم عَلَيْهَا بِحَيْثُ برع فِيهَا وَأكْثر من النّظر فِي كتب التواريخ وَأَيَّام النَّاس والحكايات لَا سِيمَا كتاب العقد لِابْنِ عبد ربه فعلق بذهنه من ذَلِك جملَة، سَمِعت مِنْهُ أَشْيَاء وعلقت من فَوَائده وَمن ذَلِك أَنه سمع البُلْقِينِيّ يَقُول لمن)
يصفه بشيخ الظَّاهِرِيَّة قل الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة أَو البرقوقية، وَكَانَ ثِقَة عدلا مرضيا متحرزا فِي شهاداته وَأَلْفَاظه ضابطا متقنا فِيمَا يبديه فكه المجالسة كثير التَّوَاضُع وَلكنه كَانَ ممتهنا لنَفسِهِ لَا يتحامى الدنس من الثِّيَاب وَيذكر بِغَيْر ذَلِك. مَاتَ فِي لَيْلَة افْتِتَاح سنة تسع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.(5/204)
عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يَعْقُوب بن جَابر بن سعد بن جرى بن ناشر موفق الدّين أَبُو الْحسن بن الرضي بن الْمُوفق بن الْجمال الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالناشري وسقت فِي نسبه من التَّارِيخ الْكَبِير زِيَادَة على هَذَا. ولد قبيل فجر يَوْم السبت منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بزبيد وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْحَاوِي وتفقه بِأَبِيهِ وَعَمه القَاضِي أَحْمد وبالفقيه أبي الْمَعَالِي بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي وَكَذَا أَخذ عَن عَمه مُحَمَّد بن عبد الله الْمُهَذّب والمنهاج وَعَن الْجمال الريمي وَغَيره من أهل زبيد وَلَقي الْجمال الأميوطي والأبناسي والزين الْعِرَاقِيّ والمراغي ونسيم الدّين الكازروني فَسمع عَلَيْهِم وَمِمَّا سَمعه على الأميوطي مشيخته تَخْرِيج ابْن الْعِرَاقِيّ بل سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة الْأَرْبَعين المتباينة لَهُ وَلَقي الْمجد الشِّيرَازِيّ بعد استقراره فِي الْيمن، وَأكْثر من الْحَج والزيارة فِي شبيبته ثمَّ ولي قَضَاء حيس فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وَاسْتقر فِي قَضَاء زبيد ثمَّ ولي تدريس الأشرفية بهَا، وحمدت سيرته فِي ذَلِك كُله وعظمه السُّلْطَان بِحَيْثُ ذكر لقَضَاء الْأَقْضِيَة فِي الممالك اليمنية فَقَالَ قد تصدقنا بِهِ على أهل زبيد فَلَا نغير عَلَيْهِم فِيهِ نعم أَقَامَهُ فِيهَا حِين حج الْمجد الشِّيرَازِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة عَنهُ نِيَابَة وَكَذَا أعطَاهُ الْأَشْرَف تدريس مدرسته بتعز بل كَانَ يطلع الْجبَال بطلوعه وَينزل التهائم بنزوله، وَكَانَ حسن الْخلق شرِيف النَّفس عالي الهمة أديبا لبيبا متواضعا حسن السِّيرَة ظَاهر السريرة ماهرا فِي الْأَحْكَام محببا عِنْد الْخَاص وَالْعَام كتب بِخَطِّهِ الْكثير وبرز فِي الْفُنُون الزَّوَائِد لما أدْرك فِي الرَّوْضَة من الشَّرْح وَفِي الشَّرْح من الزَّوَائِد والجواهر المثمنات الْمُسْتَخْرج من الشَّرْح وَالرَّوْضَة والمهمات وَالثَّمَر اليانع وتحفة النافع تشْتَمل على فَوَائِد مِنْهَا ضد الْأَصَح من منهاج النَّوَوِيّ أَنه من الْوَجْهَيْنِ أَو الْأَوْجه وضد الْأَظْهر على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَو الْأَقْوَال وَمِنْهَا مَا يحصل فِي الْمِنْهَاج من الْعبارَة بالأظهر وَالْخلاف أوجه وَعكس ذَلِك وَهُوَ كتاب جليل لَا يَسْتَغْنِي عَنهُ مدرس الْمِنْهَاج وطالبه وروضة النَّاظر فِي أَخْبَار دولة)
الْملك نَاصِر ومختصر فِي زِيَارَة النِّسَاء للقبور. مَاتَ فِي عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين بتعز عَن تسعين سنة، وَهُوَ مِمَّن أجَاز لصاحبنا النَّجْم عمر بن فَهد وترجمه الخزرجي فِي تَارِيخه وَابْن أَخِيه تِلْمِيذه الْعَفِيف عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بل أرخ وَفَاته المقريزي.
عَليّ بن أبي بكر بن عمرَان الْمَكِّيّ الْعَطَّار. كَانَ ذَا ملاءة تسبب فِيهَا(5/205)
واستفاد أملاكا بِمَكَّة وسير اءمن وَادي نَخْلَة وَعمل بَعْضهَا للْفُقَرَاء رِبَاطًا فسكنوها بعد ثُبُوت الوفقية وَمَات فِي سنة إِحْدَى وَالظَّن أَنه جَازَ السِّتين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
عَليّ بن أبي بكر بن عِيسَى الْعَلَاء بن التقي الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الرصاص بمهملات مَكْسُورَة ثمَّ مَفْتُوحَة. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربة ماملا بجوار عبد الله البسكري طَاهِر الْقُدس وَكَانَ فَاضلا منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الْكَلَام جيد الْخط كتب بِخَطِّهِ كتبا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَخلف وَالِده فِي مشيخة الْمدرسَة المحمدية وتدريس النحوية كِلَاهُمَا بِبَيْت الْمُقَدّس وَفِي التصديرية بالخليل رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الشّرف الْمَنَاوِيّ القاهري الشَّافِعِي الْأسود أَخُو عبد الرَّحِيم الْمَاضِي. مِمَّن نَاب فِي الحكم وخطب وَكَانَ أبح عديم الْفَضِيلَة. مَاتَ وَقد استجاره سبط شَيخنَا وَمَا علمت لماذا.
عَليّ بن الرِّضَا أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ الشهير بِالرِّضَا أَخُو السراج عمر. كتب بجدة يَسِيرا ثمَّ ترك وَمَات فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ الأشخر وَصفه النَّاشِرِيّ بالفقيه الصَّالح وَنقل عَنهُ عَن جده الْعَلامَة الأوحد مُحَمَّد شَيْئا وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة قدم عَلَيْهِم زبيد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد نور الدّين التكروري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَأَظنهُ الَّذِي كَانَ يلقب بالماعز لكَونه كَانَ أسمر. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والأبناسي والتقي الدجوي والبدر النسابة والحلاوي والسويداوي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة فِي آخَرين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا وَكتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا. وَمَات فِي أَوَاخِر ربيع الأول أَو أَوَائِل الَّذِي يَلِيهِ سنة ثَلَاث)
وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمنية بني خصيب ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف قَدِيما بِابْن المحوجب والآن بالأزهري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين الْأنْصَارِيّ الأنبائي القاهري الشَّافِعِي نَائِب كَاتب السِّرّ وأخو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالأنبائي. ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وَعرض على جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وخدم بالتوقيع عِنْد الْمُحب بن الْأَشْقَر وَغَيره، وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى صَار رَأس الْجَمَاعَة بل نَائِب كَاتب(5/206)
السِّرّ كل ذَلِك مَعَ تواضع وسياسة وبشاشة وحشمة وميل إِلَى الْمَعْرُوف ومحبة فِي الْفُضَلَاء وَرُبمَا تردد بَعضهم إِلَيْهِ لإقرائه، وَقد حج غير مرّة مِنْهَا فِي صُحْبَة الزيني عبد الباسط بل سَافر فِي سنة آمدرزار مَعَ الْأَشْرَف قايتباي بَيت الْمُقَدّس رَأَيْت السبط اسْتَكْتَبَهُ فِي بعض الاستدعاءات وَمَا علمت لماذا. مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن زرين. كَانَ أَبوهُ سوقيا يلقب زوين فَنَشَأَ ابْنه فِي خدمَة بعض السوقة ثمَّ انْتَمَى لبَعض البريدية وتفقه فِي الْمَظَالِم حَتَّى ولي الْكَشْف بالغربية وَصَارَ إِلَى مظالم ومخازن سِيمَا فِي أَيَّام يشبك الدوادار ثمَّ بعده صرف بِخَير بك السيفي إينال الْأَشْقَر وَقد كَانَ فِي ركب الْمحمل سنة سبع وَتِسْعين وحصلت مِنْهُ بهذلة للخطيب الوزيري.
وَلم يلبث أَن مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة ثَمَان.
عَليّ بن أبي بكر بن يُوسُف بن أَحْمد بن الخصيب الدَّارَانِي الدِّمَشْقِي خَادِم الشَّيْخ أبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: ولد فِي سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَلم يجد من يعتني بِهِ فِي السماع نعم سمع منتقى من الْجُزْء الثَّالِث من مُعْجم أبي يعلى وَجَمِيع تَارِيخ داريا لأبي عَليّ عبد الْجَبَّار بن عبد الله الْخَولَانِيّ على دَاوُد بن مُحَمَّد بن عربشاه وَأَجَازَ لي فِي سنة سبع وَتِسْعين. وَمَات فِي حادي عشر الْمحرم سنة إِحْدَى يَعْنِي بداريا بعد أَن تغير بِأخرَة يَعْنِي قَلِيلا وَقَالَ فِي الأنباء روى عَن شَاكر بن التقي بن أبي الْيُسْر وَغَيره قَالَ وَكَانَ معمرا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الْبُوَيْطِيّ ثمَّ القاهري كَاتب العليق ووالد المحمدين الشَّمْس وكريم)
الدّين وآمنة أم قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر السَّعْدِيّ وحاج ملك أم سعد كَاتب المماليك أم ابْن العجمي.
برع فِي غنون وَكَانَ يجْتَمع مَعَ الزين عبد الرَّحْمَن بن السدار وَالشَّمْس بن عُثْمَان نَاظر جَامع المارداني وَغَيرهمَا من الأستاذين فيتذاكرون مَا يعرفونه من الْفُنُون ويستفيد كل مِنْهُم من الآخر مَا عِنْده وَكَانَ لطيفا. مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي كِتَابَة العليق أَخُو زَوجته وَزوج ابْنَته عبد الْقَادِر بن أبي بكر الْبكْرِيّ البلبيسي الْمَاضِي.
عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الديمي ثمَّ القاهري الصحراوي. حج مَعَ الرجبية وَكَانَ إِمَامًا الْأَمِير الركب عَلان وَمَات بعد زيارته الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ووصوله مَكَّة بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين رَحمَه الله.
عَليّ بن أبي بكر نور الدّين الطوخي ثمَّ القاهري التَّاجِر جارنا قَدِيما(5/207)
ووالد إِبْرَاهِيم المتوفي قبله مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بعد أَن عمي وأقعد وفجع بولده الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ شَدِيد الْحِرْص زَائِد الْإِمْسَاك مَعَ ذكره بمزيد المَال عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن أبي بكر الأبياري ثمَّ القاهري أحد شهورها المزورين. لَهُ ذكر فِي مُحَمَّد بن حسن بن إِسْمَاعِيل.
عَليّ بن بهادر بن عبد الله عَلَاء الدّين الدواداري النَّائِب بصفد. كَانَ جوادا ممدحا عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ دَافع عَن صفد أَيَّام تمرلنك حَتَّى سلمت من النهب وَيُقَال أَنه أحصى مَا أنفقهُ فِي تِلْكَ الْأَيَّام فَبلغ عشرَة آلَاف دِينَار فَأكْثر بل كَانَ ينْفق على الواردين إِلَيْهَا من قبل الكائنة وعَلى الهاربين إِلَيْهِ بعْدهَا وَاسْتقر بعد ذَلِك حاجبا بصفد فَعمل عَلَيْهِ نائبها سودون الحمزاوي وضربه ضربا مبرحا واستأصل أَمْوَاله وَمَات من الْعقُوبَة فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَقتل بِهِ سودون بعد ذَلِك قصاصا كَمَا سبق فِي تَرْجَمته.
عَليّ بن الْبَهَاء بن عبد الحميد بن الْبَهَاء بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعَلَاء الزريراني بالنُّون الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْعِرَاقِيّ المولد ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِالْعَلَاءِ ابْن الْبَهَاء. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقدم الشَّام فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فتفقه بالتقي بن قندس وبالبرهان بن مُفْلِح وعنهما أَخذ الْأُصُول، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا ولقيته بصالحية دمشق فَسمع مَعنا على كثيرين بل قَرَأَ الصَّحِيحَيْنِ على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن معتوق والنظام بن مُفْلِح وَكَذَا سمع بعض الْمسند وَغَيره على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَمن)
مسموعه على ابْن الطَّحَّان مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَسبعين وَتردد لمدرسي الْوَقْت لتمييز مَرَاتِبهمْ وَحضر عِنْدِي فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع مني وعَلى الشهَاب الشاوي بعض الْمسند، وَأقَام إِلَى أثْنَاء ذِي الْقعدَة من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ توجه بعد أَن درس جمَاعَة من الطّلبَة كالتقي البسطي وَالسَّيِّد عبد الْقَادِر القادري وَأذن لَهما ولغيرهما وَنزل فِي صوفية الخانقاه الشيخونية واستوحش من قَاضِي الْمَذْهَب الْبَدْر السَّعْدِيّ وَمن غَيره وَلما رَجَعَ نَاب فِيمَا بَلغنِي عَن النَّجْم ابْن الْبُرْهَان بن مُفْلِح فِي الْقَضَاء وَمَا أحببته لَهُ وَلَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء وَالْخَيْر مَعَ استحضار للفقه ومشاركة وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة تسعين وأقرأ هُنَاكَ الْفِقْه.
عَليّ بن جَار الله بن زَائِد بن يحيى السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زَائِد. ولد تَقْرِيبًا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ بعيد ذَلِك جمَاعَة مِنْهُم. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد.(5/208)
عَليّ بن جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن إياد بن عَمْرو ابْن الْعَلَاء نور الدّين بن جلال الدّين الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وأبوهما. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع على الشَّمْس الْحلَبِي، وَكَذَا حفظ الْعُمْدَة وَالْأَرْبَعِينَ لليافعي والشاطبيتين وعقيدة النَّسَفِيّ والمنار فِي أصُول الْفِقْه وَالْمُخْتَار فِي الْفِقْه وألفية ابْن مَالك، وعرضها بِمَكَّة وبالقاهرة على جمَاعَة، وَسمع على أَبِيه وَابْن صديق الأبناسي والزين المراغي والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَالْجمال بن ظهيرة وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَأَبُو بكر بن عبد الله بن عبد الْهَادِي وَأحمد ابْن أقبرص وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ، وَولي قَضَاء جدة بعد موت أَخِيه مُدَّة عَن قُضَاة مَكَّة ثمَّ ترك وَلزِمَ بَيته لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا للْجُمُعَة وَالصُّبْح وَالْعشَاء. وَكَانَ خيرا سَاكِنا. مَاتَ فِي ظهر الثُّلَاثَاء تَاسِع عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه.
عَليّ بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ كَانَ من أَعْيَان القواد الْعمرَة مَشْهُورا بعقل وَخير ووفاء فِي القَوْل مقدما عِنْد صَاحب مَكَّة أَحْمد بن عجلَان لكَونه أَخَاهُ لأمه)
ثمَّ لَا زَالَ مرعيا حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشْرين بالعد من منَازِل بني حسن وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة وَأَظنهُ بلغ السِّتين أَو جازها وَخلف عدَّة أَوْلَاد نجباء وَدُنْيا. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
عَليّ بن جَعْفَر المشعري الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ أرخة ابْن فَهد.
عَليّ بن أبي جَعْفَر. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الضيا.
عَليّ بن جُمُعَة بن أبي بكر الْبَغْدَادِيّ خَادِم مقَام الإِمَام أَحْمد كآبائه والخريزاتي هُوَ. ولد سنة خمسين وَسَبْعمائة أَو بعْدهَا بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَتعلم صنائع ثمَّ ساح فِي الْبِلَاد وطوف الْعرَاق الْبَحْرين والهند وَأَرْض الْعَجم وَمَا وَرَاء النَّهر ثمَّ حج وطوف الْبِلَاد الشامية ثمَّ قدم الْقُدس وَسكن بِهِ وبالخليل ونابلس ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وسكنها وطوف فِي ريفها وارتزق بهَا من صَنْعَة الشريط وَجلسَ لصنعه بحانوت تجاه الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة وشاع عَنهُ مِمَّا شَاهده الثِّقَات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين أَن السبَاع إِذا مر بهَا عَلَيْهِ تَأتيه وتتلمس بِهِ هَيْئَة الْمُسلمين عَلَيْهِ بِحَيْثُ يعجز قائدوه عَن مُرُور(5/209)
السَّبع بِدُونِ مَجِيئه إِلَيْهِ بل وَعَن أَخذه عَنهُ سَرِيعا إِلَّا إِن أذن هُوَ لَهُ وتكرر ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن مل الشَّيْخ فَصَارَ إِذا سمع بالسبع من بعد يقوم ويفر إِلَى الْمدرسَة أَو غَيرهَا رَجَاء زَوَال اعْتِقَاد من لَعَلَّه يَعْتَقِدهُ بِسَبَب ذَلِك، كل ذَلِك مَعَ سكينته ونوره وَكَثْرَة تواضعه وهضمه لنَفسِهِ وإظهاره لمن يجْتَمع بِهِ أَنه فِي بركَة الْعلمَاء وَنَحْو هَذَا وَلَا يَخْلُو من قَلِيل بله، وَبَلغنِي عَنهُ أَنه أخبر أَن عَم وَالِده واسْمه عبد الْملك كَانَ يركب السبَاع. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكنت مِمَّن تَكَرَّرت رؤيتي لَهُ والتمست أدعيته بل أَظن أنني شاهدت صَنِيع السَّبع مَعَه رَحمَه الله وإيانا. عَليّ بن حبيب البوصيري. فِي ابْن آدم بن حبيب.
عَليّ بن حجاج الحريري الدَّلال. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن حجاج الْوراق أحد فضلاء الْمَالِكِيَّة. يَأْتِي فِي أَوَاخِر العليين.
عَليّ بن حسب الله الجزار. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ.
عَليّ بن الْبَدْر حسن بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن عليبة الْمَاضِي أَبوهُ وجده وشقيقه إِبْرَاهِيم وَهَذَا أكثرهما. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين وَلم يكمل الْعشْرين.
عَليّ بن الْحسن بن أبي بكر بن الْحسن بن عَليّ بن وهاس موفق الدّين أَبُو الْحسن الخزرجي الزبيدِيّ اليمني المؤرخ. اشْتغل بالأدب ولهج بالتاريخ فمهر فِيهِ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ:)
اعتنى بأخبار بَلَده فَجمع لَهَا تَارِيخا على السنين وَآخر على الْأَسْمَاء يَعْنِي الْمُسَمّى طراز أَعْلَام الْيمن فِي طَبَقَات أَعْيَان الْيمن وَسَماهُ أَيْضا العقد الفاخر الْحسن فِي طَبَقَات أكَابِر أهل الْيمن وَآخر على الدول. ولقيته بزبيد فطار حَتَّى برسالة أَولهَا: أمتع الله بطلعتك المضية وشمائلك المرضية وحزت خيرا ووقيت ضيرا. وَهِي طَوِيلَة من هَذَا النمط، وَقَالَ فِي أنبائه: كَانَ ناظما ناثرا مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَقد جَازَ السّبْعين وَيُقَال أَن جده هُوَ الَّذِي عناه الزَّمَخْشَرِيّ بقوله:
(وَلَوْلَا ابْن وهاس وسابق فَضله ... رعيت هشيما واستقيت مصردا)
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عَليّ بن حسن بن أبي بكر نور الدّين النمراوي الْخَطِيب وَالِد الْبَدْر حسن وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
عَليّ بن حسن بن عبد الْحَاكِم بن عَليّ الأَجْهُورِيّ نِسْبَة لأجهور الْكُبْرَى بساحل الْبَحْر من عمل القليوبية، ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بأجهور وتحول إِلَى الْقَاهِرَة حِين ميز فحفظ الْقُرْآن وجوده على الزين طَاهِر بل تَلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو إِلَى آخر النَّحْل، والمنهاج وألفية النَّحْو والجرومية(5/210)
والحاجبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الوروري وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو والمنطق عَن الْمُحب الْحَنَفِيّ القَاضِي شيخ الجوهرية وَكَذَا قَرَأَ لأبي عَمْرو إِلَى آخر النَّحْل، والمنهاج وألفية النَّحْو والجرومية والحاجبية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الوروري وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو والمنطق عَن الْمُحب الْحَنَفِيّ القَاضِي شيخ الجوهرية وَكَذَا قَرَأَ شرح الشذور على السنهوري والمتوسط على عَليّ بن برد بك ومجموع الكلائي على النُّور الطنتدائي والكتب السِّتَّة مَعَ حل ألفية الْعِرَاقِيّ على الديمي ثمَّ لازمني فِي شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَغَيره وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد النسابة والتقي الشمني والقلقشندي وَغَيرهم بالزاوية الحلاوية بِقِرَاءَة يحيى القباني وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والجوهرية وَغَيرهَا وخطب بِبَعْض الْمدَارِس وأقرأ بعض بني بعض الْأُمَرَاء، وَحج وجاور ولازم هُنَاكَ الْبُرْهَان بن ظهيرة، وَهُوَ عبد صَالح لَهُ فهم وإحساس.
عَليّ بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمي مُحَمَّد بن أبي سعيد الْحسن بن عَليّ ابْن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَأحمد وبركات وَأمه حفيدة مغامس بن رميثة. ولد سنة سبع)
وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِمَكَّة وَنَشَأ متعانيا الشجَاعَة حَتَّى بلغ الْغَايَة وَقَرَأَ عِنْده البُخَارِيّ مرَارًا واشتغل بِالصرْفِ وَلم يلم بِالْعَرَبِيَّةِ، وَولى إمرة مَكَّة عَن أَخِيه بَرَكَات فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وسافر إِلَى مَكَّة فِي رجبها وَاسْتمرّ إِلَى أَن نقل عَنهُ أعداؤه أَشْيَاء أوغروا بهَا قلب السُّلْطَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه إِبْرَاهِيم فِي آخَرين من جماعتهما فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَقدم بهم فِي الْبَحْر إِلَى الطّور فوصلوا الْقَاهِرَة فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا فوضعا فِي برج القلعة، وَكتب عَنهُ بعض الْفُضَلَاء فِي ربيع الأول من الَّتِي تَلِيهَا قصيدة طَوِيلَة جدا جزلة الْأَلْفَاظ عذبتها جَيِّدَة الْمعَانِي لَيست بعيدَة عَن تمكن قوافيها وَلكنهَا فَاشِية اللّحن، مِنْهَا:
(وَإِن نَالَ الْعلَا قرم بِقوم ... رقيت علوها فَردا وحيدا)
يَقُول فِيهَا:
(وَقد جافى كتاب الله صدقا ... بقول عز قَائِله الحميدا)
(ترى الْحَسَنَات نجزيها بِخَير ... وبالسيا سيات ستورا)
(وواعد أَن بعد الْعسر يسرا ... فَلَا عز يَدُوم وَلَا سعودا)
ثمَّ أَن السُّلْطَان نَقله مَعَ أَخِيه وَجَمَاعَة إِلَى إسكندرية ثمَّ إِلَى دمياط فَمَاتَ بهَا فِي أَوَائِل صفر سنة ثَلَاث وَخمسين مسجونا مطعونا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وَكَانَ حسن المحاضرة ذَا ذوق وَفهم حَتَّى قيل أَنه أحذق بني حسن وأفضلهم وبلغنا أَنه تعلم بهَا طرفا صَالحا من الْعَرَبيَّة وَعمل هُنَاكَ قصيدة على وزن بَانَتْ سعاد ورويها وقافيتها أَجَاد فِيهَا.
عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْحسن البشبيشي الْأَزْهَرِي وَيعرف بالميسروي لمجاورتهما لبلدة من أَعمال الدقهلية. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا وتكسب(5/211)
بِالشَّهَادَةِ والنساخة وَكتب مناسخات البقاعي وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن يجْتَمع عَلَيْهِ لذَلِك وَرُبمَا أَخذ عني. ومولده فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والرحبية والملحة عِنْد أَحْمد بن الْمُؤَذّن أحد أَصْحَاب الخافي ثمَّ قَرَأَ على الشَّمْس بن الْفَقِيه حسن بدمياط بعض الْمِنْهَاج ولبخاري وَغَيرهمَا وتحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل الْأَزْهَر وَقَرَأَ على الشهَاب السكندري والزين طَاهِر وَسمع الحَدِيث وخطب وشارك قَلِيلا.
عَليّ بن حسن بن عَليّ بن بدر النُّور أَبُو الْبَقَاء وَأَبُو الْحسن الْبَارِي نِسْبَة لمحلة بار بِالْقربِ من النحرارية من الغربية كَانَ جده خَادِم الضريح بهَا الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير)
وَيعرف بِأبي عبد الْقَادِر وَهُوَ بهَا أشهر. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن التَّاج بن تمرية وطاهر الْمَالِكِي والنور الحبيبي وَعبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ وَشهد عَلَيْهِ الأكابر بل وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بِمصْر فِي وسط هَذَا الْقرن وَكَانَ ضيق العطن خيرا. مَاتَ بعد الْخمسين أَو قريبها.
عَليّ بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سليم نور الدّين أَبُو الْحسن البيجوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وأخو مُحَمَّد الآتيين وَابْن عَم إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الْمَاضِي. إِمَام سمع من ابْن الْقَارئ وَابْن أبي الْمجد الصَّحِيح وَمن ابْن حَاتِم الْجُمُعَة للنسائي وَمن أبي الْيمن بن الكويك مشيخة ابْن الجميزي وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَعرض عَلَيْهِ قَرِيبه الشَّمْس مُحَمَّد بن الْبُرْهَان شيخ الشَّافِعِيَّة الْمِنْهَاج وَكَانَ رَفِيقًا لِابْنِ عَمه فِي الِاشْتِغَال. وَمَات قبل أَخِيه بِمدَّة.
عَليّ بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الْعَلَاء السَّلمَانِي القريري من قرى حوران. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقدم من بَلَده فِي سنة سبع وَسبعين واشتغل بِعَمَل السكر ثمَّ قَرَأَ الْقُرْآن بِحَلقَة إِبْرَاهِيم الصُّوفِي وَسمع الحَدِيث ثمَّ اشْتغل بالبادرائية على الشّرف بن الشريشي وَالزهْرِيّ والقرشي وَأخذ عَن الشّرف الْغَزِّي والملكاوي وَأكْثر عَنهُ بِخُصُوصِهِ وَحصل لَهُ وظائف ثمَّ بعد الْفِتْنَة افْتقر وَسَاءَتْ حَالَته وَذهب إِلَى طرابلس وصفد وناب فِي الحكم بأعمالها ثمَّ عَاد إِلَى دمشق، وَحج غير مرّة وَجلسَ فِي دكان يتجر فِي الثِّيَاب ثمَّ مَعَ الشُّهُود بِبَاب الشامية إِلَى أَن مَاتَ وَكَذَا جلس مُدَّة للإقراء وَكتب على الْفَتَاوَى وَأم بالشامية البرانية وَكَانَ يقْرَأ فِي الْمِحْرَاب جيدا وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير، وَلم نجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه نعم سمع على الْكَمَال أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق بعض الِاسْتِيعَاب لِابْنِ عبد الْبر وَقَالَ ابْن اللبودي أَنه سمع من جمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمَات فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب(5/212)
الفراديس. أرخه ابْن اللبودي وَغَيره.
عَليّ بن حسن بن عَليّ بن معِين الْعَلَاء السنباطي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن إِمَام الْمُؤَيد. مِمَّن انْتَمَى الْعَلَاء بن الصَّابُونِي نَاظر الْخَاص وَصَارَ يتَكَلَّم لَهُ فِي أَشْيَاء كالمواريث للْحَاج وتكرر سَفَره لذَلِك وَكَذَا تكَرر دُخُوله الشَّام لَهُ مَعَ عقل وأدب وَقد خالطني فِي السّفر لمَكَّة بل رافقني من بطن مر إِلَيْهَا سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ بَلغنِي أَنه اسْتَقر فِي نظر)
الطّور.
عَليّ بن الْحسن بن عَليّ نور الدّين الدهثوري مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ عَليّ بن حسن بن عَليّ الْمحلي الهيثمي ثمَّ القاهري الْقصير خَادِم الشَّيْخ مُحَمَّد بن صَالح الْآتِي بَين الْفُقَرَاء وَنَحْوهم بكاتم السِّرّ. لازمخدمة الْمشَار إِلَيْهِ وَتردد إِلَى الأكابر وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَسمع على بعض الشُّيُوخ بِقِرَاءَتِي بل سمع مني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره.
عَليّ بن حسن بن عَليّ الغمري المراكبي أَبوهُ وَيعرف بِابْن خروب. مِمَّن حفظ الْمِنْهَاج وَعرض عَليّ فِي جملَة من الْجَمَاعَة، وَحج واشتغل قَلِيلا عِنْد الْأمين ابْن النجار ثمَّ الحليبي وأهدي إِلَيْهِ فولاه الزيني زَكَرِيَّا قَضَاء منية غمر شركَة لفارس ثمَّ لغيره وعد من الْعَجَائِب.
عَليّ بن حسن بن عمر التلواني. هَكَذَا سَاق شَيخنَا نسبه فِي تَارِيخه وَصَوَابه عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن وَسَيَأْتِي.
عَليّ بن حسن بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد بن الخواجا نور الدّين ابْن عَم الخواجا بدر الدّين الملقب بالطاهر الْمَاضِي وَكَذَا يلقب هُوَ بهَا الصعدي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ. ولد فِي أَوَائِل الْقرن بينبع فِي قدوم أَبَوَيْهِ من الْقَاهِرَة إِلَى مَكَّة وَنَشَأ ببلاده وَولي فِي أَيَّام الظَّاهِر يحيى بعض الولايات بزبيد وَغَيرهَا وَقدم مَكَّة وَعمر بهَا دَارا. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَخمسين بِمَكَّة.
أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد نور الدّين بن الخواجا بدر الدّين الطَّاهِر الْمَاضِي وأخو الْجمال مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ أكبر. ولد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو فِي الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب الشوايطي ثمَّ ابْن عطيف وَصلى بِهِ على الْعَادة مرّة بعد أُخْرَى وَلَا أستبعد أَن يكون هُوَ وَأَخُوهُ سمعا على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهما جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد ولكنهما لم يتوجها لشَيْء من هَذَا، وَكَانَ فِي ظلّ أَبِيه وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين مَطْلُوبا فتكلف لعشرة آلَاف دِينَار اسْتَدَانَ أَكْثَرهَا فِيمَا قبل(5/213)
وَرجع فدام منكسرا. وَمَات فِي أَوَائِل صفر سنة تسع وَتِسْعين عقب أَخِيه بِيَسِير جدا، وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالطّواف وَالْجَمَاعَة حَتَّى الظّهْر الَّذِي قل اعتناء كثيرين من أهل مَكَّة لشهوده جمَاعَة فِيمَا بَلغنِي مَعَ ينتمي للشَّيْخ عبد الْمُعْطِي مَعَ تقلل كَبِير وتظلم من أَخِيه. عَليّ بن حسن الحاضري يَأْتِي فِي ابْن حُسَيْن بن عَليّ.)
عَليّ بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الدِّمَشْقِي وَيعرف بالغزاوي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن حُسَيْن بن عُرْوَة الْعَلَاء أَبُو الْحسن المشرقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زكنون بِفَتْح أَوله. ولد قبل السِّتين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي ابْتِدَائه حمالا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَحفظ الْقُرْآن وتفقه وبرع وَسمع من الْكَمَال بن النّحاس والمحيوي يحيى بن الرَّحبِي وَعمر بن أَحْمد الجرهمي والشمسين المحمدين ابْن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن أبي الزهر الطرايفي وَابْن الشَّمْس بن مُحَمَّد بن السكندري وَابْن صديق وَمن مسموعه على الثَّلَاثَة مُسْند عبد أَنا الحجار فِي آخَرين مِنْهُم الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل المنصفي قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند إمامهما أنابه الصّلاح بن أبي عمر والتاج أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْبُوب سمع عَلَيْهِ الزّهْد لإمامه قَالَ أخبرتنا بِهِ سِتّ الْأَهْل ابْنة علوان وَخَدِيجَة ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم سمع عَلَيْهَا ابْن حبَان قَالَت: أَنا ابْن الزراد حضورا فِي الرَّابِعَة وإجازة وَكَذَا سمع على أبي المحاسن يُوسُف بن الصَّيْرَفِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَجَمَاعَة مِنْهُم فِيمَا أخبر ابْن الْمُحب، وَانْقطع إِلَى الله تَعَالَى فِي مَسْجِد الْقدَم بآخر أَرض القبيبات ظَاهر دمشق يُؤَدب الْأَطْفَال احتسابا مَعَ اعتنائه بتحصيل نفائس الْكتب وبالجمع حَتَّى أَنه رتب الْمسند على أَبْوَاب البُخَارِيّ وَسَماهُ الْكَوَاكِب الدراري فِي تَرْتِيب مُسْند الإِمَام أَحْمد على أَبْوَاب البُخَارِيّ وَشَرحه فِي مائَة وَعشْرين مجلدا طَرِيقَته فِيهِ انه إِذا جَاءَ لحَدِيث الْإِفْك مثلا يَأْخُذ نُسْخَة من شَرحه للْقَاضِي عِيَاض فَيَضَعهَا بِتَمَامِهَا وَإِذا مرت بِهِ مسئلة فِيهَا تصنيف مُفْرد لِابْنِ الْقيم أَو شَيْخه ابْن تَمِيمَة أَو غَيرهمَا رضعه بِتَمَامِهِ ويستوفي ذَاك الْبَاب من المغنى لِابْنِ قدامه وَنَحْوه كل ذَلِك مَعَ الزّهْد والورع الَّذِي صَار فيهمَا مُنْقَطع القرين والتبتل لِلْعِبَادَةِ ومزيد الإقبال عَلَيْهَا والتقلل من الدُّنْيَا وسد رمقه بِمَا تكسبه يَدَاهُ فِي نسج العبي والاقتصار على عباءة يلبسهَا والإقبال على مَا يعنيه حَتَّى صَار قدوة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرىء عَلَيْهِ شَرحه الْمشَار إِلَيْهِ أَو أَكْثَره فِي أَيَّام الْجمع بعد الصَّلَاة بِجَامِع بني أُميَّة وَلم يسلم مَعَ هَذَا كُله من طَاعن فِي علاهُ ظاعن عَن حماه بل حصلت لَهُ شَدَائِد ومحن كَثِيرَة كلهَا فِي الله وَهُوَ صابر محتسب حَتَّى مَاتَ، وَقد ذكره فِي أنبائه فَقَالَ انه كَانَ عابدا زاهدا قَانِتًا خيرا(5/214)
لَا يقبل لأحد شَيْئا وَلَا يَأْكُل إِلَّا من كسب يَده وثار بَينه وَبَين الشَّافِعِيَّة شَرّ كَبِير بِسَبَب الِاعْتِقَاد. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بمنزله فِي مَسْجِد الْقدَم وَصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ قبل الظّهْر وَدفن ثمَّ وَكَانَت جنَازَته حافلة حمل نعشه على)
الرؤوس وَكثر الأسف عَلَيْهِ ورؤيت لَهُ منامات صَالِحَة كَثِيرَة قبل مَوته وَبعده، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن حُسَيْن عَلَاء الدّين الدِّمَشْقِي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن مكسب. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
على بن حُسَيْن بن عَليّ بن سَلامَة الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. تفقه بالعماد الحسباني وَغَيره ودرس بِدِمَشْق وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْأَدَب ونظم متوسط. مَاتَ بِدِمَشْق فِي سنة تسع عشرَة.
قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
عَليّ بن حُسَيْن ورأيته فِي غير مَوضِع بِالتَّكْبِيرِ ابْن عَليّ نور الدّين الحاضري الْحَنَفِيّ.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة وباشر عدَّة وظائف سلطانية مِنْهَا شَهَادَة الدِّيوَان الْمُفْرد رَفِيقًا للتاج بن كَاتب المناخات وأهين فِي دولة منطاش وَنفي ثمَّ عظم لما عَاد الظَّاهِر وَتَوَلَّى ابْن أُخْته بيبرس الدوادارية، وَكَانَ كثير التودد طلق الْوَجْه حسن الْعشْرَة. مَاتَ فِي عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقد شاخ ورق حَاله، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَقَالَ أَنه أنْشدهُ قَالَ: أَنْشدني طَاهِر بن حبيب وَذكر من نظمه.
عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ الجراحي ثمَّ الدمياطي بواب المعينية بهَا مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم نور الدّين ابْن الْبَدْر بن العليف الْمَكِّيّ الشَّافِعِي سبط القطب أبي الْخَيْر بن عبد الْقوي والماضي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد.
ولد فِي الْمحرم سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحفظ الْأَرْبَعين والألفية وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا يَسِيرا عِنْد النُّور الفاكهي وَغَيره وَرُبمَا حضر عِنْد القَاضِي عبد الْقَادِر فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا ولازم ابْن يُونُس فِي الْعَرَبيَّة رَفِيقًا لأبي اللَّيْث وَسمع على الزين الأميوطي والتقي بن فَهد وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ عني بهَا وَكَذَا بِمَكَّة وَالْمَدينَة وقطنها مُدَّة وتولع بالنظم وسمعته ينشد مَا كتب بِهِ لصاحبنا النَّجْم بن فَهد بل امتدحني بِأَبْيَات وَأكْثر من القصائد لأعيان الْوَقْت الْبعيد بعيد التسعين حِين إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ سِنِين وَرُبمَا يكون فِيهَا البليغ وَأَخُوهُ أثبت مِنْهُ عقلا وفهما. مَاتَ بهَا بالطاعون فِي سنة سبع وَتِسْعين رَحمَه الله.)(5/215)
عَليّ بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن نَافِع الْخُزَاعِيّ الْمَكِّيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن حُسَيْن بن مَحْمُود نور الدّين الْحُسَيْنِي الْبَلْخِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالطيبي.
مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَقَرَأَ على السوهائي وَكَذَا أَخذ عني فِي مجاورتي الثَّالِثَة أَشْيَاء مِنْهَا القَوْل البديع بعد أَن كتبه لنَفسِهِ وَلغيره وَجلسَ بِبَاب السَّلَام شَاهدا وَفِي أَيَّام الثمان وَنَحْوهَا يكون بجانبه أوراق الْعُمر.
عَليّ بن حُسَيْن بن مكي بن جدي الفارسكوري الحائك بهَا. ولد فِيهَا تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ عاميا فولع بالمواليا ولقيته هُنَاكَ فَكتبت عَنهُ مِنْهَا قَوْله:
(قامة قوامك سما فِيهَا جَمِيع الْفلك ... مركبة وَالْقَمَر وَجهك وشعرك حلك)
(وَالصُّبْح من فرقك الباهي برز فِي ملك ... قَاتل جيوش الدجى يَا غُصْن صَار وَأهْلك)
إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أثْبته فِي مَوضِع آخر.
عَليّ بن حُسَيْن نور الدّين المنهلي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي ابْن عَم الزين بن عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
عَليّ بن حَمْزَة فَقِيه الزيدية. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ بواسط من وَادي مر وَدفن هُنَاكَ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن حيدر شيخ تربة الأعجام بِالْقربِ من تربة تغرى برمش الزردكاش وَإِمَام برقوق نَائِب الشَّام كَانَ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين.
عَليّ بن خضر بن جُمُعَة التَّمِيمِي الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن خَلِيل بن رسْلَان الرملاوي ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار فِيهَا بِبَاب السَّلَام وَشَيخ أحد الأسباع بهَا أَخذ عَن الشهَاب بن رسْلَان وَكَانَ شَيخا مقرئا صَالحا أَخذ عَنهُ أَبُو حَامِد المرشدي فِي الْقرَاءَات وَأَخذهَا هُوَ عَن وَالِده عمر المرشدي. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ.
عَليّ بن خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد نور الدّين أَبُو الْحسن القاهري الحكري الْحَنْبَلِيّ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالحكري. ولد سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة بالحكر خَارج الْقَاهِرَة واشتغل بالفقه وعدة فنون وَتكلم على النَّاس بالأزهر وَكَانَ لَهُ قبُول وزبون وناب فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعد صرف الْمُوفق أَحْمد بن نصر الله بسعي شَدِيد بعد سَعْيه فِيهِ أَيْضا بعد موت أَخِيه بدر الدّين بل بعد موت)
والدهما نَاصِر الدّين نصر الله وَلم يتم لَهُ أَمر إِلَيّ الْآن ثمَّ صرف بعد ذِي الْحجَّة مِنْهَا بموفق الدّين وَعَاد الحكري إِلَى حَالَته الأولى بل حصل لَهُ مزِيد إملاق وركبته دُيُون فَكَانَ أَكثر أَيَّامه إِمَّا فِي(5/216)
الترسيم وَإِمَّا فِي الِاعْتِقَاد وقاسى نوعا من الشدَّة وأرفده من كَانَ يعرفهُ من الرؤساء فَمَا اشتدت خلته وَصَارَ يستمنح بعض النَّاس ليحصل لَهُ مَا يسد بِهِ الرمق إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ كَذَلِك فِي الْمحرم سنة سِتّ. قَالَه شَيخنَا فِي رفع الإصر وَقَالَ فِي الإنباء أَنه أَكثر من النواب وسافر مَعَ الْعَسْكَر فِي وقْعَة تنم يَعْنِي مَعَ النَّاصِر فَرح، زَاد غَيره وَلم يعرف قبله حنبلي زَاد على ثَلَاثَة نواب وَمَعَ هَذَا لم تشكر سيرته، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت خطه بِالشَّهَادَةِ على بعض الْقُرَّاء فِي إجَازَة الْجمال الزيتوني سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن خَلِيل بن قراجا بن دلغادر عَلَاء الدّين الأرتقي التركماني أَمِير التركمان بِبَلَد مرعش وَمَا والاها وَابْن أَمِيرهمْ وأخو الناصري مُحَمَّد بك الْآتِي وَيعرف بعلي باك. حاصر حلب مرّة وَنهب الْقرى الَّتِي حولهَا وأفسد فِي الْبر إفسادا كثيرا ثمَّ انهزم وَكَانَ تَارَة يخضع للنواب ويجتمع بهم وَتارَة يخالفهم وَولي نِيَابَة عنتاب فِي أَيَّام المظفر أَحْمد سنة أَربع وَعشْرين فَلَمَّا اسْتَقر الْأَشْرَف عَزله عَنْهَا ثمَّ استدعى بِهِ إِلَى مصر فَتوجه إِلَيْهِ. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا، وَله ذكر فِي مُحَمَّد بن عَليّ بن قرمان وَمَات فِي.
عَليّ بن خَلِيل بن مُحَمَّد بن حسن الْحلَبِي الْحَنَفِيّ. لَقِيَنِي فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة قَرَأَ على الْبَعْض من الصَّحِيحَيْنِ وَسمع مني المسلسل وَغَيره وكتبت لَهُ وَقَالَ أَن مولده تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بحلب وَأَنه جود الْقُرْآن على أَبِيه واشتغل فِي النَّحْو على نصر الله العجمي نزيل حلب والمتوفى بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَفِي الْفِقْه على أَبِيه المتوفي فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين والمنطق وَالْحكمَة وَالْكَلَام على الشَّمْس مُحَمَّد بن فَخر الدّين بن خير الدّين الْحلَبِي المتوفي سنة تسع وَثَمَانِينَ والحساب والهيئة والنجوم عَليّ يُوسُف بن قرقماس الحمزاوي الْحلَبِي أحد الأحباء كل ذَلِك بحلب وبملطية الْمعَانِي وَالْبَيَان على أحد علمائها التَّاج إِبْرَاهِيم المتوفي سنة سِتّ وَتِسْعين، وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل وَحج قبل ذَلِك ثمَّ الْآن وَصله الله سالما.
عَليّ بن خَلِيل بن مُسلم أَبُو الْحسن المسلمي.
عَليّ بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين القاهري الْجَوْهَرِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن دَاوُد)
وبابن الصَّيْرَفِي. ولد فِي رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وَكَانَ صيرفيا فِي الدولة وَزعم أَنه حفظ الْقُرْآن والعمدة والقدوري وألفية النَّحْو والخزرجية وَأَنه عرض على النظام يحيى الصيرامي والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَنصر الله وَغَيرهم وَأَنه جود فِي الْقرَاءَات(5/217)
على الزراتيتي وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على ابْن الديري والزين قَاسم والشمسي وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للنقاية وَشَرحه لنظم وَالِده النخبة بل قَرَأَ شرحها على مؤلفها شَيخنَا مَعَ ديوَان خطبه وَغَيره ولازم مَجْلِسه فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَصلى شَيخنَا خَلفه بِجَامِع الظَّاهِر وَكَانَ قد اسْتَقر فِي خطابته برغبة الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية لَهُ عَنْهَا وَعظم ذَلِك على كثيرين وَلزِمَ الرّكُوب فِي خدمَة شَيخنَا مَعَ استثقال جماعته لذَلِك سِيمَا وَلَده وَرُبمَا شافهه بِمَا يكون سَببا للانكفاف وَكَذَا قَرَأَ فِي أصُول الدّين على الْأمين الأقصرائي والشرواني وَفِي النَّحْو على الأبدي واشتدت عنايته بملازمة الكافياجي فِي آخَرين كالعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وَابْن قرقماس وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنفه الْغَيْث المريع والنواجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعرُوض وَتردد لغير هَؤُلَاءِ وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس، وَدخل دمياط وتنزل فِي صوفية البيبرسية والبرقوقية بعد أَن نَاب فِي خطابتها وَلما مَاتَ وَالِده بل وَفِي حَيَاته تكسب بسوق الجوهريين وَفِي وَظِيفَة المكس بِهِ وتعاطيه مَعَ تولعه بالدوران على الشُّيُوخ وابتنى بعض الدّور بحكر الشَّامي وَنسخ من بداية ابْن كثير وَنَحْوهَا أَشْيَاء فِي مجلدات يضْحك أَو يبكي عَلَيْهِ فِيهَا وَالْعجب أَنه قرضها لَهُ كَثِيرُونَ، ثمَّ آل أمره إِلَى أَن نفد غَالب مَا مَعَه وَاحْتَاجَ فناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الشّحْنَة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت وَصَارَ يكْتب الدُّرَر أَو الأنباء أَو غَيرهمَا من تصانيف شَيخنَا وَغَيره ويرتفق بذلك مَعَ مُخَالطَة بعض الرؤساء خُصُوصا الزيني بن مزهر وَكتب بِخَطِّهِ مَا كتبه قاضيه فِي شرح الْهِدَايَة وعدة تواريخ ليوسف بن تغرى بردى بل والذيل الَّذِي عملته على رفع الإصر وَتردد لي فِي مجَالِس الرِّوَايَة والدراية وَكتب عَليّ أَشْيَاء وَنصب نَفسه لكتابة التَّارِيخ فَكَانَ تَارِيخا لكَونه لَا تَمْيِيز لَهُ عَن كثير من الْعَوام إِلَّا بالهيئة مَعَ سلوكه لما يستقبح بِحَيْثُ أمْسكهُ جمَاعَة الْوَالِي وَصَارَ الْفُقَهَاء والقضاة بِهِ مثله وَصرف بِأَمْر السُّلْطَان مرّة بعد أُخْرَى وَمَات الأمشاطي وَهُوَ مَصْرُوف فَلَمَّا اسْتَقر ابْن عيد لبس عَلَيْهِ حَتَّى ولاه ثمَّ لما تبين لَهُ أمره صرفه وَلم يوله الَّذِي بعده إِلَّا بعناية القطب الخيضري بل حسن لَهُ عمل سيرة الْأَشْرَف قايتباي وتوسط فِي إيصالها لَهُ فَكَانَ ذَلِك)
من المضحكات وَاسْتدلَّ من لم يعرف الْوَاسِطَة بتقديمه على تَأَخره سِيمَا وَقد أَخذ لَهُ من الْملك مبلغا لزعمه أَنه تكلّف على نساخته وتوابعه مَا اسْتَدَانَ أَكْثَره ورحم الله يشبك الدوادار وَأَنه ليقظته لما علم بِحَقِيقَة شَأْنه بَالغ فِي إبعاده ورام ضربه ومنعته رياسته من استرجاع مَا كَانَ أعطَاهُ لَهُ حَسْبَمَا بَلغنِي وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من سيئات الزَّمَان غَنِي بشهرة سيرته عَن مزِيد الْبَيَان وجهله وَاضح(5/218)
الظُّهُور وانطراحه لبطنه قاصم للظهور. وَكنت قَدِيما سمعته ينشد لغزا زَعمه لنَفسِهِ فِي عَليّ:
(مَا اسْم ثلاثي أرى ... لَو كَانَ حظي مثله)
(ثُلُثَاهُ لي حَقًا يرى ... وَثلثه عين لَهُ)
ثمَّ لما كثر تردده لي توقفت فِي كَونه يحصل شَيْئا وَقيل لي أَنه يَسْتَعِين فِيمَا يبديه من ذَلِك بالقادري والدماصي بواب المؤيدية وَغَيرهمَا مِمَّن يبْذل لَهُ ذَلِك وَأما أَنا فَعمِلت لَهُ مقامة بعد أُخْرَى للزيني بن مزهر وَمَعَ كَونه كرر قرَاءَتهَا عَليّ غير مرّة لم يحسن قرَاءَتهَا عِنْده وَمِمَّا نظمه الشهَاب الْحِجَازِي فِيهِ:
(قَالَ ابْن دَاوُد الأديب ألم أكن ... فَردا أُجِيب لأَنْت تَابعهمْ)
(هلك السموءل وَابْن سهل وَابْن إس ... رائيل قلت وَهُوَ رابعهم)
عَليّ بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن خلد بن عوض بن عبد الله بن مُحَمَّد بن نور الدّين الْجَوْجَرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي خطيب جَامع طولون. مِمَّن حضر عِنْد الْجلَال الْمحلي وَأخذ الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ وَكَانَ للشَّيْخ فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد والفرائض عَن الشهابين الأبشيطي والشارمساحي والعقليات والتصوف عَن الشرواني وَكَانَ يصفه بالصوفي فِي آخَرين وَقَرَأَ على الديمي التِّرْمِذِيّ وتميز فِي فنون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والتصوف وَأخذ عَن الْفُضَلَاء كالنور الأشموني قَاضِي دمياط وَابْن الأسيوطي ثمَّ جَحده وَكَانَ أَخذ عَنهُ عبد الْقَادِر بن مغيزل وَهُوَ الْمُفِيد لترجمته وَكتب على ألفية ابْن مَالك والمطرزية وَغَيرهمَا وَحج وجاور وأقرأ هُنَاكَ أَيْضا وخطب بالجامع الطولوني وقتا ثمَّ اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بسفارة تغرى بردى القادري فِي خطابة مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالكبش وإمامتها وَكَانَ مَعَ فضيلته صَالحا متعبدا متقللا قانعا متوددا ساعيا مَعَ من يَقْصِدهُ ذكر بمحاسن وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف. مَاتَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة بِمُقْتَضى مَا بَلغنِي فِي لَيْلَة جُمُعَة من أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ)
بعد الْجَامِع بالجامع الطولوني ثمَّ دفن بالقرافة عِنْد أبي الْعَبَّاس الْبَصِير رَحمَه الله وَاسْتقر بعده فِي الخطابة مُحَمَّد بن يحيى الطَّيِّبِيّ وَفِي الْإِمَامَة الْفِرْيَانِيُّ.
عَليّ بن دَاوُد بن عَليّ بن بهاء الدّين نور الدّين بن الشّرف الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ القادري أكبر بني أَبِيه. نَشأ بِمَكَّة وَحفظ الْمِنْهَاج وَعرضه وَسمع على ابْن سَلامَة وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهمَا، وتفقه بِابْن سَلامَة وَالشَّمْس الكفيري وأجازاه بالإفتاء والتدريس، وتلا بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَدخل صحبته الْيمن سنة ثَمَان وَعشْرين وناب فِي قَضَاء مَكَّة واستقلالا بجدة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَلم يحمد وَكَانَ يَقُول الشّعْر بِحَيْثُ كتب عَنهُ من نظمه النَّجْم بن فَهد ووالده وَذكره(5/219)
فِي مُعْجَمه. مَاتَ بعد أَبِيه بأيام بإسكندرية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَفِي الظَّن أَنه لم يكمل الثَّلَاثِينَ وَمن نظمه فِي الْجلَال أبي السعادات بن ظهيرة يهنئه بِشَهْر:
(شهر عَزِيز عزه بجلالكم ... جلّ الَّذِي قد عزكم بجلالكم)
(يَا أهل مَكَّة هُنَاكُم بجلالكم ... جلّ الْجلَال جلالكم فجلالكم)
(صَعب الْعُلُوم تبينت فجلالكم ... جلّ الشُّرُوح جَمِيعهَا فجلالكم)
عَليّ بن دَاوُد بن مُحَمَّد الخواجا الْعَلَاء الرُّومِي ثمَّ الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بتربة أعدهَا لنَفسِهِ من المعلاة. ذكره ابْن فَهد.
عَليّ بن دلغادر. هُوَ ابْن خَلِيل بن قراجا. مضى.
عَليّ بن رَاشد بن عَرَفَة نور الدّين الْعجْلَاني الْقَائِد. مِمَّن عظم عِنْد صَاحِبي بِمَكَّة عَليّ وَأبي الْقسم ابْني حسن بن عجلَان. مَاتَ بِمَكَّة فِي ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن رمح بن سِنَان بن قِنَا بن ردين نور الدّين الشنباري بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة القاهري الشَّافِعِي. سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَابْن الْقَارِي وَكَذَا على الخلاطي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت وصفوة التصوف لِابْنِ طَاهِر وعَلى الشّرف بن قَاضِي الْجَبَل الأول من عوالي اللَّيْث بِسَمَاعِهِ من التقي سُلَيْمَان واشتغل بالفقه لَازم ابْن الملقن دهرا وَلكنه لم ينجب وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَصَارَ بِأخرَة يتكسب فِي حوانيت الشُّهُود فَلم يحمد فِي الشَّهَادَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقي الشمني. مَاتَ فِي شهور سنة أَربع وَعشْرين كَمَا أرخه شَيخنَا بمعجمه وَلكنه أرخه فِي أبنائه بِسنة سِتّ وَعشْرين وَتَبعهُ فِيهَا المقريزي فِي عقوده وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.)
عَليّ بن رَمَضَان بن عَليّ نور الدّين الطوخي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْقَادِر الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أُخْت الشَّيْخ مهنا. تكسب بِالشَّهَادَةِ بجوار الْأَزْهَر وَكتب البُخَارِيّ بِخَطِّهِ الْجيد وَغَيره مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين بعقبة أَيْلَة وَهُوَ رَاجع من الْحَج وَدفن بهَا وَكَانَ توجه فِي الْبَحْر رَحمَه الله عَليّ بن رَمَضَان الْأَسْلَمِيّ أَبوهُ القاهري وَيعرف بِابْن رَمَضَان. كَانَ حسن الشكالة فخدم الزين الاستادار وَغَيره كالتقي بن نصر الله فَلَمَّا ولي جَانِبك الظَّاهِر بندر جدة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين اسْتَقر بِهِ بسفارة ابْن نصر الله صيرفيا فظهرت لمخدومه كِفَايَته فحظي عِنْده وتمول جدا وظلم وعسف وَفسق فَمَا عف وَلَا كف لَا سِيمَا حِين اسْتَقر هُوَ فِي البندر بسفارة الشهابي ابْن الْعَيْنِيّ فَإِنَّهُ انْتَمَى(5/220)
إِلَيْهِ بعد قتل مخدومه بل تزايد من كل سوء وَأَنْشَأَ فِي حارة برجوان دَارا كَانَت مجمعا للفسق وَأخذ مَسْجِدا كَانَ بجانبها فعمله مدرسة. وَمَات فِي يَوْم السبت خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين بالمحلة وَكَانَ خرج فِي خدمَة الشهابي الْمَذْكُور إِلَى السرحة فاعتراه من كَثْرَة الشّرْب وَهُوَ بطنتدا قولنج فَتوجه للمحلة ليتداوى وَكَانَت منيته فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فقبر بهَا.
عَليّ بن رَمَضَان بن حسن بن الْعَطَّار. مَاتَ فِي يَوْم الْأَضْحَى سنة سِتّ وَتِسْعين وَعَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَكَانَ شيخ الْقُرَّاء المجودين مِمَّن لَهُ نوبَة بالدهيشة من القلعة، ذكر لي بِخَير وعقل وبراعة فِي فنه مَعَ كَونه كَانَ يتكسب فِي حَانُوت بالوراقين وَكَانَ أَبوهُ عطارا من أهل الْقُرْآن.
عَليّ بن ريحَان الْعَيْنِيّ الْقَائِد. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ بِمَكَّة أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن ريحَان التعكري خَال أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي. مِمَّن أَقَامَ بِالْهِنْدِ مُدَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسبعين. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
عَليّ بن زَكَرِيَّا بن أبي بكر بن يحيى نور الدّين أَبُو مُحَمَّد السُّهيْلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد النَّاسِخ وَيعرف بالسهيلي. ولد فِي أول سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية سُهَيْل من أَعمال مصر وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَعشْرين فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ فَمن دونه كالونائي والقاياتي وَابْن حسان ولازمه كثيرا فِي فنون وَكَذَا لَازم الشمني فِي العقليات نَحْو خمس عشرَة سنة والمحيوي والكافياجي وَأخذ الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَسمع الحَدِيث على الزين الزَّرْكَشِيّ وَشَيخنَا وَآخَرين وَحج وجاور)
مرَّتَيْنِ ولازم التَّحْصِيل وَحصل النفائس من الْكتب وَفضل لكنه كَانَ بطيء الْفَهم مَعَ خير وتودد وثروة وَعدم تبسط، وَقد كثر اجتماعي بِهِ فِي الخانقاه الصلاحية وَغَيرهَا وَسمعت مِنْهُ شَيْئا من نظمه وَلَيْسَ بذلك. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بعد أَن كف وَصلي عَلَيْهِ قبل الظّهْر من الْغَد بالأزهر رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن زكنون. فِي ابْن حُسَيْن بن عُرْوَة.
عَليّ بن زيد بن علوان بن صبرَة بن مهْدي بن حريز أَبُو الْحسن اليمني الردماوي الزبيدِيّ بِالضَّمِّ القحطاني. قَالَ فِيهِ شَيخنَا فِي أنبائه تبعا للمقريزي يكنى أَبَا زيد ويدعى عبد الرَّحْمَن أَيْضا ولد بردما وَهِي مشارف الْيمن دون الْأَحْقَاف فِي جُمَادَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا وجال فِي الْبِلَاد ثمَّ حج وجاور مُدَّة وَسكن الشَّام وَدخل الْعرَاق ومصر وَسمع من اليافعي وَالشَّيْخ خَلِيل وَابْن(5/221)
كثير وَابْن خطيب يبروذ وبرع فِي فنون من حَدِيث وَفقه وَنَحْو وتاريخ وأدب وَكَانَ يستحضر كثيرا من الحَدِيث وَالرِّجَال ويذاكر بِكِتَاب سِيبَوَيْهٍ ويميل إِلَى مَذْهَب ابْن حزم مَعَ كَثْرَة تطوره وتزييه فِي كل قَلِيل بزِي غير الَّذِي قبله وخبرته بأحوال النَّاس ثمَّ تحول إِلَى الْبَادِيَة فَأَقَامَ بهَا يَدْعُو إِلَى الْكتاب وَالسّنة فَاسْتَجَاب لَهُ حيار بن مهنا وَالِد نعير فَلم يزل عِنْده حَتَّى مَاتَ ثمَّ عِنْد وَلَده نعير بِحَيْثُ كَانَ مَجْمُوع إِقَامَته عِنْدهمَا نَحْو عشْرين سنة فَلَمَّا كَانَت رقْعَة ابْن الْبُرْهَان وبيدمر وفرط خشِي على نَفسه فاختفى بالصعيد ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَقد ضعف بَصَره وَمَات فِي أول ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة بالينبوع وَهِي فِي عُقُود المقريزي بأطول وَمن نظمه:
(مَا الْعلم إِلَّا كتاب الله والأثر ... وَمَا سوى ذَاك لَا عين وَلَا أثر)
(إِلَّا هوى وخصومات ملفقة ... فَلَا يغرنك من أَرْبَابهَا هذر)
(فعد عَن هذيان الْقَوْم مكتفيا ... بِمَا تَضَمَّنت الْأَخْبَار والسور)
وَقد ذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ قدم حلب وَأقَام بهَا مُدَّة وَسمع بهَا على الْكَمَال بن العديم وَمُحَمّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان قَالَ: وَكَانَ عَالما بالنحو قَرَأَهُ بحلب مُدَّة ثمَّ رَحل مِنْهَا وَنزل قوص فِيمَا قيل وَكَانَ قد اتّفق مَعَ جمَاعَة وَتَكَلَّمُوا فِي ولَايَة الظَّاهِر برقوق فطلبوا فاختفى وَاسْتمرّ مختفيا فِي الْبِلَاد مُنْكرا نَفسه حَتَّى مَاتَ بالينبوع.)
عَليّ بن زيد الصناني الْمَكِّيّ الْبناء مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين.
عَليّ بن سَالم بن ذَاكر الْمَكِّيّ الصَّائِغ قريب رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة. أرخهما ابْن فَهد.
عَليّ بن سَالم بن معالي نور الدّين المارديني القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن سَالم. ولد فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بنواحي جَامع المارداني من الْقَاهِرَة وَكَانَ أَبوهُ زياتا فَنَشَأَ طَالبا وَحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله والعربية والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْبُرْهَان البيجوري والشموس الْبرمَاوِيّ والشطنوفي والغراقي والبساطي ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَكَذَا لَازم شَيخنَا أتم مُلَازمَة وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي سنة خمس عشرَة ثمَّ المسموع من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة ثمَّ السّنَن الْكُبْرَى للنسائي مَعَ كَونه رَفِيقًا لَهُ فِي أسماعه وَسمع عَلَيْهِ شرح النخبة لَهُ وَغَيرهَا وَكَانَ مِمَّن سَافر مَعَه فِي سنة آمد وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَقدمه للإستملاء عَلَيْهِ بالديار الحلبية وَأخذ عَن كثير من الشُّيُوخ فِي تِلْكَ الرحلة كالبرهان الْحلَبِي بل سمع قبل ذَلِك على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والنور الفوي(5/222)
والزراتيتي وَطَائِفَة وَبَعضه بِقِرَاءَة شَيخنَا وَحج وناب فِي الْقَضَاء عَنهُ وأهانه الْأَشْرَف ظلما فَإِنَّهُ اشْتَكَى لَهُ بِسَبَب حكم فَسَأَلَهُ عَن الشُّهُود لم لم تكْتب أَسْمَاءَهُم فِي الحكم فَقَالَ أَنه لَيْسَ بِشَرْط فعارضه بعض الْحَاضِرين بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لِلْأَمْرِ بضربه خُصُوصا وَقد كَلمه التركي بعد أَن كَلمه السُّلْطَان بالعربي بِقصد التَّقَدُّم بذلك وغفل عَن كَونه عَيْبا عِنْدهم فَضرب بِحَضْرَتِهِ وَأخذ شاشه وأهين إهانة صعبة فَخرج مكسور الخاطر لكَونه مَظْلُوما وَكثر التوجع لَهُ وَلم يكن إِلَّا الْيَسِير وابتدأ بالأشرف توعك مَوته، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عوضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وبالحسنية عوضا عَن شَيخنَا وَفِي الْفِقْه بمدرسة أم السُّلْطَان وَفِي التصدير فِي الْفَرَائِض بالسابقية وَولي قَضَاء صفد اسْتِقْلَالا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ ثمَّ أُعِيد وَتوجه إِلَيْهَا بعد أَن رغب عَن تدريسي لحَدِيث للنواحي وَعَن الْفِقْه والفرائض لأبي البركات والهيثمي فَأَقَامَ بصفد على قَضَائهَا حَتَّى مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وخكسين وَلم يعلم وَاحِد مِنْهُ وَشَيخنَا بِمَوْت الآخر بل كَانَ مِمَّن أوصى إِلَيْهِ شَيخنَا وَغَيره رحمهمَا الله وَكتب فِي وَصيته مَا عَلَيْهِ من منجمات أصدقاء نِسَائِهِ وَأَن يُوفي ذَلِك عَنهُ فَفعل وَلَده ذَلِك وَقد سَمِعت)
بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي بل سَمِعت عَلَيْهِ بمشاركة شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ فَاضلا بارعا مشاركا فِي فنون عَارِفًا بِاللِّسَانِ التركي بِحَيْثُ عمل قَوَاعِد النَّحْو على اللُّغَة التركية حَرِيصًا على الْفَائِدَة مديما للمطالعة خَفِيف الرّوح لطيف الْعشْرَة كثير التَّحَرِّي فِي الطَّهَارَة وَالْأَحْكَام والتردد فِي عقد النِّيَّة بِحَيْثُ يكَاد يخرج من الصَّلَاة وَقد أغْلظ لَهُ شَيخنَا بِسَبَب ذَلِك فَأخْرجهُ فِي قالب مجون، وَاتفقَ لَهُ مَعَ بعض ظرفاء الْعَوام أَنه أحرم مَعَه بِصَلَاة الْمغرب فَأطَال جدا ثمَّ لما سلم قَالَ لَهُ هَل غَلطت فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ الْعَاميّ أَنا الَّذِي غَلطت بصلاتي مَعَك وَقد أوردت فِي الْجَوَاهِر وَغَيرهَا من تصانيفي من نوادره أَشْيَاء، وَجمع فِي الْحلم وَالْغَضَب وَمَكَارِم الْأَخْلَاق جُزْءا قدمه للظَّاهِر. وَبَلغنِي أَنه كَانَ عمل مقامة للبدري بن مزهر يلْتَمس فِيهَا لقراء وَلَده وَكَانَ بديع الْجمال الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا فَلم يجبهُ مَعَ وعده لَهُ بِأَنَّهُ إِذا برع فِي هَذِه الْفُنُون يرغب لَهُ عَمَّا باسمه من الْوَظَائِف لتخيل الْبَدْر مِنْهُ وَمِنْهَا:
(إِذا التَّمْر البدري من فيض فَضلكُمْ ... جنيناه لَا بدعا وَمَا ذَاك مُنكر)
(لِأَنَّك فرع طَابَ أصلاوكيف لَا ... ترجى ثمار الْفضل وَالْأَصْل مزهر)
نقبل الأَرْض بَين يَدي الْمقر العالي مَالك رُتْبَة الْمَعَالِي حائز جَوَاهِر الْأَلْفَاظ الثمينة والنفيس من الدّرّ الغالي مَوْلَانَا فلَان وَوَقع لَهُ من جملَة أَوْصَافه المرشد من فضل(5/223)
تنبيهه الْحسن إِلَى منهاج الْهِدَايَة الْحَاوِي رَوْضَة الْفَضَائِل الَّتِي لَيْسَ لَهَا نِهَايَة وَهُوَ الَّذِي من حفظ منهاجه وراعاه حصل لَهُ من أَنْوَاع الْخَيْر والكفاية مَا كَفاهُ وَهُوَ الرَّاوِي لفعله حسان الْآثَار عَن سلفه الْكِرَام ذَوي الْفضل وَالْقَبُول والراوي لما اتّصف من الْخَيْر المسموع بالموصول قِيَامه مَعَ ذَوي الْحَاجَات مَشْهُور متواتر ولسان الْمُلْحِدِينَ بَين يَدَيْهِ مقكوع بِسيف نطقه الباتر تفرد عَن أقرانه بالأقوال الْمَرِيضَة وشذ عَنْهُم بالأخلاق الطّيبَة الزكية وَلَا بدع فِي ذَلِك لِأَن أُصُوله الطّيبَة كَانُوا كَذَلِك إِلَى أَن قَالَ: والبرهان عَلَيْهِ ظَاهر لأخفاء فِيهِ وَقِيَاس هَذَا الْفَرْع على تِلْكَ الْأُصُول جلي لَا فَارق فِيهِ ثمَّ هُوَ فرع أصل يُقَاس فَرعه الْكَرِيم بِهِ وَلَا يُقَاس لِأَنَّهُ جَازَ الْمعَانِي المفقودة فِي الْخَبَر وَهَذِه مُعَارضَة لذَلِك الْقيَاس وَقد نسخ الله بِهَذَا الْبَيْت السعيد آثَار من عداهُ فَالله يبقيه دَائِما سلما لمن سالمه وعاداه وَقيد مبغضه بِقَيْد الخمول وَأطلق لِسَان من آوى إِلَى هَذَا الْبَيْت السعيد ينشد وَبقول:
(أَصبَحت من بعد خمولي الَّذِي ... قد كَانَ مسموعا ومرويا)
)
(أعمل فِي الْأَيَّام مَا أشتهي ... لأنني أَصبَحت بَدْرِيًّا)
إِلَى أَن قَالَ: وَلما تمثل العَبْد بَين يَدي سَيِّدي فِي الزَّمَان الْمَاضِي قصد الْأَعْرَاب عَمَّا فِي ضَمِيره فَوجدَ الْوَقْت غير مضارع للْحَال الْمُنَاسب فَاخْتَارَ على السّكُون بِنَاء الْأَمر فِيهِ.
عَليّ بن سَالم الرمثاوي البهنسي. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحَج سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.
عَليّ بن سَالم الزبيدِيّ. هُوَ الْمُوفق على بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم مضى.
عَليّ بن أبي سعد الْحجر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد ابْن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِنَاحِيَة الْيمن. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أبي سعد بن مُحَمَّد بن أبي سعد الشريف الْحلِيّ النموي. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
عَليّ بن سعيد بن عقبَة الْمنور مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد عَليّ بن سعيد بن عمر البطيني اليافعي الخراز. جرده ابْن فَهد.
عَليّ بن سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف نور الدّين ابْن الْجمال بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي قاضيها الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه. ولد بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن(5/224)
وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية وألفية الحَدِيث والكنز وأصول الشَّاشِي والمنار ومختصر التَّفْتَازَانِيّ فِي علم الْكَلَام وألفية ابْن مَالك وتوضيحها لِابْنِ هِشَام والشافية فِي الصّرْف وايساغوجي فِي الْمنطق وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ على أَبِيه فِي الْفِقْه وَغَيره وعَلى حميد الدّين العجمي فِي الْفِقْه فَقَط وعَلى الشهَاب الأبشيطي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَكَذَا على السَّيِّد شيخ الباسطية المدنية وَابْن يُونُس وَمُحَمّد بن مبارك فيهمَا وَفِي الصّرْف وعَلى السَّيِّد مقيل الدّين الأيجي فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا على ملا مُحَمَّد سُلْطَان وتلا على الشَّمْس الششتري وَعمر النجار الْقُرْآن بل تلاه لنافع وَأبي عَمْرو على السَّيِّد الطباطبي ثمَّ جمع عَلَيْهِ للسبع إِلَى بَرَاءَة وَسمع على أَبَوي الْفرج المراغي والكازروني بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره بل قَرَأَ بِالْمَدِينَةِ أَيْضا على الْأمين الأقصرائي وَكَذَا سمع عَليّ فِيهَا، وَاسْتقر فِي الْقَضَاء والحسبة بعد أَبِيه ثمَّ انْفَصل عَن الْحِسْبَة يَسِيرا بقريبهم عَليّ بن يُوسُف الْآتِي، وَحلق)
فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَخُوهُ البُخَارِيّ، وَهُوَ سَاكن من بَيت قَضَاء ووجاهة. وَدخل الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن عَاد فِي الْبَحْر بورك فِيهِ.
عَليّ بن سُفْيَان السَّيِّد أَبُو الْحسن الْحُسَيْنِي من ذُرِّيَّة الشَّيْخ سفين الأبيني الشهير بِالْولَايَةِ بل جَمِيع أَهله أخيار وَلَكِن لاخْتِصَاص هَذَا بعلي بن طَاهِر قبل استيلائه على الْيمن غلب عَلَيْهِ بعد تملكه بِحَيْثُ صَار هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ، وحمدت سيرته وابتنى مدرسة عَظِيمَة ورتب فِيهَا دروسا وَغَيرهَا ووقف لَهَا وَقفا جيدا وعوجل فَقتل شَهِيدا فِي معركة بَينه وَبَين الْعَرَب سَابِع الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَدفن بِلَا غسل وتأسف ابْن طَاهِر على فَقده وَظهر لَهُ شدَّة نصحه لَهُ وَحسن تصرفه وَكَمَال اجْتِهَاده فِي الْأُمُور فَأقر أَوْلَاد عَليّ مَا بِأَيْدِيهِم. وَكَانَ شهما عَاقِلا حازما كَامِلا من رجال الدَّهْر مَعَ تواضع وَسُكُون رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن سَلام. فِي ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام.
عَليّ بن سَلامَة. فِيمَن اسْم أَبِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة نسب لجده.
عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْعَلَاء المرداوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالمرداوي شيخ الْمَذْهَب. ولد قَرِيبا من سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بمردا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَأخذ بهَا فِي الْفِقْه عَن فقيهها الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ كَبِير إِلَى دمشق فَنزل مدرسة أبي عمر وَذَلِكَ فِيمَا أَظن سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فجود الْقُرْآن بل يُقَال أَنه قَرَأَهُ بالروايات فَالله أعلم وَقَرَأَ الْمقنع تَصْحِيحا على أبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الطرابلسي الْحَنْبَلِيّ وَحفظ غَيره كالألفية(5/225)
وأدمن الِاشْتِغَال وتجرع فاقة وتقللا ولازم التقي بن قندس فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا وتحقيقا الْمقنع فِي الْفِقْه ومختصر الطوفي فِي الْأُصُول وألفية ابْن مَالك وَكَذَا أَخذ الْفِقْه والنحو عَن الزين عبد الرَّحْمَن أبي شعر بل سمع مِنْهُ التَّفْسِير لِلْبَغوِيِّ مرَارًا وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى الشاذ. وَأخذ عُلُوم الحَدِيث أَيْضا عَن ابْن نَاصِر الدّين سمع عَلَيْهِ منظومته وَشَرحهَا بِقِرَاءَة شَيْخه التقي وَالْأُصُول أَيْضا عَن أبي الْقسم النويري حِين لقِيه بِمَكَّة فِي سنة سبع وَخمسين فَقَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من كتاب ابْن مُفْلِح فِيهِ بل وَسمع فِي الْعَضُد عَلَيْهِ والفرائض والوصايا والحساب عَن الشَّمْس السيلي الْحَنْبَلِيّ خَازِن الضيائية وانتفع بِهِ فِي ذَلِك جدا ولازمه فِيهِ أَكثر من عشر سِنِين بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع فِي الْفِقْه بِتَمَامِهِ بحثا والعربية)
وَالصرْف وَغَيرهمَا من أبي الرّوح عِيسَى الْبَغْدَادِيّ الفلوجي الْحَنَفِيّ نزيل دمشق وَالْحسن بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْخياط وَغَيرهمَا وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره على أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الكركي الْحَنْبَلِيّ وَسمع الزين بن الطَّحَّان والشهاب بن عبد الْهَادِي وَغَيرهمَا، وَحج مرَّتَيْنِ وجاور فيهمَا وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي وَحضر دروس الْبُرْهَان ابْن مُفْلِح وناب عَنهُ وَكَذَا قدم بِأخرَة الْقَاهِرَة وَأذن لَهُ قاضيها الْعِزّ الْكِنَانِي فِي سَماع الدَّعْوَى وأكرمه وَأخذ عَنهُ فضلاء أَصْحَابه بإشارته بل وحضهم على تَحْصِيل الْإِنْصَاف وَغَيره من تصانيفه وَأذن لمن شَاءَ الله مِنْهُم وَقَرَأَ هُوَ حِينَئِذٍ على الشمني والحصني الْمُخْتَصر بِتَمَامِهِ وَفِي الْفَرَائِض والحساب يَسِيرا على الشهَاب السجيني وَحضر دروس القَاضِي وَنقل عَنهُ فِي بعض تصانيفه واصفا لَهُ بشيخنا وتصدى قبل ذَلِك وَبعده للإقراء والإفتاء والتأليف بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَصَارَ فِي جماعته بِالشَّام فضلاء. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي مجاراته الثَّانِيَة بِمَكَّة قَاضِي الْحَرَمَيْنِ المحيوي والحسني الفاسي. وَمن تصانيفه الْإِنْصَاف فِي معرفَة الرَّاجِح من الخلافعمله تَصْحِيحا للمقنع وَتوسع فِيهِ حَتَّى صَار أَربع مجلدات كبار تَعب فِيهِ وَاخْتَصَرَهُ فِي مُجَلد سَمَّاهُ التَّنْقِيح المشبع فِي تَخْرِيج أَحْكَام الْمقنع والدر الْمُنْتَقى والجوهر الْمَجْمُوع فِي معرفَة الرَّاجِح من الْخلاف الْمُطلق فِي الْفُرُوع لِابْنِ مُفْلِح فِي مُجَلد ضخم بل اختصر الْفُرُوع مَعَ زِيَادَة عَلَيْهَا فِي مُجَلد كَبِير وتحرير الْمَنْقُول فِي تَهْذِيب أَو تمهيد علم الْأُصُول أَي أصُول الْفِقْه فِي مُجَلد لطيف وَشَرحه وَسَماهُ التحبير فِي شرح التَّحْرِير فِي مجلدين وَشرح قِطْعَة من مُخْتَصر الطوفي فِيهِ وَكَذَا لَهُ فهرست الْقَوَاعِد الْأُصُولِيَّة(5/226)
فِي كراسة والكنوز أَو الْحُصُون الْمعدة الواقية من كل شدَّة فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة قَالَ أَنه جمع فِيهِ قَرِيبا من سِتّمائَة حَدِيث مِنْهَا الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي اسْم الله الْأَعْظَم والأدعية الْمُطلقَة المأثورة قَالَ أَنه جمع مِنْهَا فَوق مائَة حَدِيث والمنهل العذب الغزير فِي مولد الْهَادِي البشير النذير وأعانه على تصانيفه فِي الْمَذْهَب مَا اجْتمع عِنْده من الْكتب مِمَّا لَعَلَّه انْفَرد بِهِ ملكا ووقفا. وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا لفروع الْمَذْهَب مشاركا فِي الْأُصُول بارعا فِي الْكِتَابَة بِالنِّسْبَةِ لغَيْرهَا مُتَأَخِّرًا فِي المناظرة والمباحثة ووفور الذكاء والتفنن عَن رَفِيقه الجراعي مديما للاشتغال والإشغال مَذْكُورا بتعفف وورع وإيثار فِي الأحيان للطلبة متنزها عَن الدُّخُول فِي كثير من القضايا بل بِمَا يروم التّرْك أصلا فَلَا يُمكنهُ القَاضِي متواضعا مصنفا لَا يأنف مِمَّن يبين لَهُ الصَّوَاب كَمَا بسطته فِي مَحل آخر وَقد تزحزح)
عَن بَلَده قَاصِدا الديار المصرية إِجَابَة لمن حسنه لَهُ إِمَّا ليَكُون قَاضِيا أَو مناكدا للْقَاضِي فِي الْجُمْلَة أَو لنشر الْمَذْهَب وإحيائه فعاق عَنهُ الْمَقْدُور فَإِنَّهُ حصل لَهُ مرض وَهُوَ بجب يُوسُف وعرج من جله إِلَى صفد فتعلل بهَا يَسِيرا وَعَاد إِلَى بَلَده فنصل مِنْهُ وَأعْرض حِينَئِذٍ عَن النِّيَابَة بِالْكُلِّيَّةِ وَذَلِكَ قبل موت الْبُرْهَان بن مُفْلِح بِيَسِير إِمَّا لتَعلق أمله بأرفع مِنْهَا أَو لغير ذَلِك وعَلى كل حَال فقد اسْتعْمل بعد مَوته مِمَّن لَعَلَّه فهم عَنهُ رَغْبَة حَتَّى كتب بالثناء على النَّجْم ولد الْبُرْهَان بِحَيْثُ اسْتَقر بعد أَبِيه وَلَعَلَّ قَصده كَانَ صَالحا. وعَلى كل حَال فقد حَاز رياسة الْمَذْهَب وراج فِيهِ أمره مديدة وَذكر بالانفراد خُصُوصا بعد موت الجراعي ثمَّ القَاضِي وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَمَانِينَ بالصالحية وَدفن بالروضة رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد نور لدين الحوشي الفوي الشَّافِعِي وَيعرف بالحوشي. ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بفوة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشهَاب المتيحي بل وتلاه عَلَيْهِ النافع وَابْن كثير وَأبي عمر ثمَّ بعضه لنافع على الْبُرْهَان الكركي وَحفظ بعض الْحَاوِي والرائية وَنَحْو نصف الشاطبية وَجَمِيع الرحبية وتفقه بالمتيحي الْمَذْكُور وبالبدر بن الْخلال، واشتغل بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا وَولى إِمَامَة جَامع ابْن نصر الله بِبَلَدِهِ مُدَّة وخطب بِبَعْض الْقرى ولقيته بِبَلَدِهِ فَسمع بِقِرَاءَتِي وَأنْشد، مُخَاطبا:
(أنعشت بِالْقربِ يَا مولَايَ أَفْئِدَة ... إِذْ كَانَ مرويك العالي لَهَا سندا)
(ومذ حللت كسينا من مآثر مَا ... آثَرته حللا لم تنتزع أبدا)
(وَأصْبح الْكَوْن مفترا مباسمه ... بِسنة الْمُصْطَفى الْهَادِي لكل هدى)(5/227)
(وَعَاد غيهبها نورا وعسرتنا ... يسرا وفاقتنا أضحت غنى رغدا)
(أكْرم بهَا سنة صحت بِلَا سقم ... عزيزة الْحسن لم تسأم فتبتعدا)
فِي أَبْيَات أوردتها مَعَ غَيرهَا مِمَّا كتبته عَنهُ فِي الرحلة وَغَيرهَا ورأيته بِالْقَاهِرَةِ بعد ذَلِك.
وَكَانَ إنْسَانا حسنا دينا متواضعا عفيفا ذَا فَضِيلَة واستحضار. مَاتَ بعد أَن كف فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على مَا يحرر رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان النُّور الجبرتي الْمدنِي الشَّافِعِي مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عَليّ بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْملك وَاخْتلف قَوْله فِيمَن بعده فَمرَّة قَالَ ابْن عبد)
الْوَاحِد بن عبد الْمُنعم بن الشَّيْخ مَعَاني وَمرَّة قَالَ بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْوَاحِد بن مَعَاني بالنُّون ابْن عبد الْوَاحِد بن مَعَاني نور الدّين الْأنْصَارِيّ الهوريني التلواني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالتلواني. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والتنبيه وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الْأَصْلِيّ واشتغل بِالْعلمِ والطلب يَسِيرا وَدَار على شُيُوخ قبلنَا قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ مَعنا يَسِيرا وترافق مَعَ النفيس أبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعلوِي وَضبط الْأَسْمَاء عِنْد شَيخنَا مرّة وَعند غَيره وَلكنه لم يتَمَيَّز مَعَ أَنه قد قَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة وَغَيرهَا. وَمن شُيُوخه الزين الزَّرْكَشِيّ والفاقوسي والشرابيشي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن أبي التائب، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا وباستدعاء غَيره آخَرُونَ. وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ فِي كل من الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة عَن بعض المسندين فَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِمَكَّة أَبُو الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد وَأم بِالْمَدْرَسَةِ المكية ودهرا وَسكن بهَا ثمَّ بنواحيها وصاهر ابْن المجدي على ابْنَته وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي مشيخة الجانبكي ولازم الْعلم البُلْقِينِيّ وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عَلَيْهِ فِي رَمَضَان بعد العرياني ثمَّ صحب الدوادار بردبك الأشرفي إينال وتقرر للْقِرَاءَة عِنْده فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة وَلزِمَ من ذَلِك تَركه الْقِرَاءَة عِنْد البُلْقِينِيّ وَكَذَا ولي بعد ذَلِك قِرَاءَة الحَدِيث بتربة الظَّاهِر خشقدم، وراج أمره بِكُل هَذَا قَلِيلا وناب فِي الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ منية ابْن سلسيل وَغَيرهَا وَرُبمَا لم يحمد فِي قَضَائِهِ. مَاتَ غريقا فِي الْعشْر الثَّانِي من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين، وَكَانَ إنْسَانا متواضعا متوددا عَاقِلا خَبِيرا بِالْعشرَةِ مداريا ذَا أنسة فِي الْجُمْلَة بالفن وَالْعلم وَرُبمَا أَقرَأ مَعَ مزِيد تبجيله لي وَقد كتبت عَنهُ مناما رَآهُ لي أثْبته فِي مَوضِع آخر رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.(5/228)
عَليّ بن سُلَيْمَان الطَّيِّبِيّ. مِمَّن أَخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يدرس بالمهمندارية ويسكن بالبياطرة. قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الفارسكوري الظريف فِي سنة خمس وَأَرْبَعين.
عَليّ بن سميط. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ.
عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ. كَانَ أحد القواد الْعمرَة وزيرا لِأَحْمَد بن عجلَان. مَاتَ سنة خمس أَو قَرِيبا مِنْهَا ذكره الفاسي.
عَليّ بن سنقر العنتابي نقيب الْجَيْش. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.)
عَليّ بن سودون الْعَلَاء الإبراهيمي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية وَأحد صوفيتها وَيعرف بِأَبِيهِ. سمع على النُّور الفوي ختم السِّيرَة الهشامية فِي رَجَب سنة عشْرين وَكَذَا سمع على الزين الزَّرْكَشِيّ وَغَيره ثمَّ لَازم شَيخنَا فِي شهر رَمَضَان سِنِين وَأخذ عَن ابْن الْهمام وَغَيره وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن أَشْيَاء وَكَانَ متوسط الْفَضِيلَة محبا فِي الْفَائِدَة مِمَّن يراجعني فِي أَشْيَاء وَلَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانِينَ وَقد قَارب السّبْعين وبيعت كتبه فِي شهره. رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن سودون الْعَلَاء اليشبغاوي القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِأَبِيهِ. ولد فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن بالشيخونية عِنْد الشهَاب النعماني وَحفظ الْكَنْز وَقَرَأَ فِيهِ على جمَاعَة مِنْهُم السعد بن الديري مَعَ شرح عقيدة النَّسَفِيّ وَفِي الْمِيقَات على ابْن المجدي وَغَيره وَفِي الْعرُوض على الْجلَال الحصني والشهابين الْخَواص والأبشيطي فِي آخَرين وَسمع على الوَاسِطِيّ المسلسل وَبَقِيَّة مسموعه وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَغَيره كل ذَلِك من لفظ الكلوتاتي بل سمع مِنْهُ أَشْيَاء، وَفضل وشارك مُشَاركَة جَيِّدَة فِي فنون، وَحج مرَارًا وسافر فِي بعض الْغَزَوَات وَأم بِبَعْض الْمَسَاجِد وتعانى الْأَدَب فبرع وكتبت عَنهُ من نظمه فِي سنة ثَلَاث وَخمسين مَا أثْبته فِي مَوضِع آخر وَلكنه سلك فِي أَكْثَره طَريقَة هِيَ غَايَة فِي المجون والهزل والخراع والخلاعة فراج أمره فِيهَا جدا وطار اسْمه بذلك وتنافس الظرفاء وَنَحْوهم فِي تَحْصِيل ديوانه، وَدخل الْبِلَاد الشامية فَلَزِمَ طَرِيقَته وقدرت منيته فِي دمشق يَوْم الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة الفراديس عَفا الله عَنهُ ورحمه، وَمن نظمه:
(أقمار حسن من الأتراك لاذوا بِي ... إِن رمت يَا نفس تخليصا فَلَا ذوبي)
(مَالَتْ قدودهم تغري لواحظهم ... واستأسروا كل مطعوم ومضروب)(5/229)
(شدوا مناطقهم أَرخُوا ذوائبهم ... فَلم نزل بَين مسلوب وملسوب)
فِي أَبْيَات. عَليّ بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمى.
عَليّ بن سيف بن عَليّ بن سُلَيْمَان النُّور أَبُو الْحسن بن الزين بن النُّور بن الْعلم اللواتي الأَصْل الأبياري القاهري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ وَيعرف بالأبياري. ولد سنة بضع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بغزة يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والتنبيه، ثمَّ دخل دمشق فعرضه على التَّاج)
السُّبْكِيّ فقرره فِي بعض الْمدَارِس وقطنها وَأخذ عَن أبي الْعَبَّاس العنابي وَغَيره وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وشغل النَّاس بِدِمَشْق وأدب أَوْلَاد فتح الدّين بن الشَّهِيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي التَّفْسِير ودرس بالظاهرية نِيَابَة عَن أَوْلَاده، وَسمع من ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَمن الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن ماجة ومسند الطَّيَالِسِيّ وفصيح ثَعْلَب وَمن شَيْخه العنابي الصِّحَاح للجوهري وعني بالأصول فَقَرَأَ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب دروسا على الْمَشَايِخ بعد أَن حفظه وَأكْثر من مطالعة كتب الْأَدَب فَصَارَ يستحضر من الْأَنْسَاب والأشعار والشواهد واللغة شَيْئا كثيرا بل فاق فِي حفظ اللُّغَة مَعَ مَعْرفَته بأيام النَّاس وَحسن خطه وَكَثْرَة انجماعه وَولي خزن كتب السميساطية وتصدر بالجامع الْأمَوِي وَحصل كثيرا من الْوَظَائِف والكتب وتمول بعد أَن كَانَ فِي أول أمره فَقِيرا مَعَ كَونه لم يتَزَوَّج قطّ وَلكنه نهب جَمِيع مَا حصله فِي الْفِتْنَة اللنكية وَبعدهَا، وَدخل الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وَحصل كتبا أَيْضا ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَعَظمهُ تمراز وَهُوَ يَوْمئِذٍ نائبها وتعصب لَهُ فِي مشيخة البيبرسية بعد موت الْبَدْر النسابة فعارضه الْجمال الاستادار وانتزعها مِنْهُ لِأَخِيهِ شمس الدّين البيري ثمَّ قَرَّرَهُ فِي مشيخة الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ بعد موت الْجلَال بن أبي الْبَقَاء فعارضه الْجمال وَأَخذهَا أَيْضا لِأَخِيهِ وَلكنه عوض تدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية عوض ابْن أبي الْبَقَاء أَيْضا فدرس بِهِ يَوْمًا فدرس بِهِ يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ رغب عَنهُ بِمَال لشَيْخِنَا، وَاسْتمرّ على انجماعه مَعَ حِدة فِي خلقه وَحدث فِي البيبرسية بمروياته الْمَاضِي تَعْيِينهَا. وَمِمَّا حدث بِهِ فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة صَحِيح مُسلم رَوَاهُ عَن الْبَدْر أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى الْحَنَفِيّ سَمَاعا بِقِرَاءَة الشهَاب أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الزين عمر بن مُسلم الْقرشِي أنابه أَبُو الْفضل أَحْمد بن هبة الله بن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ، روى لنا عَنهُ خلق بل قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: سَمِعت مِنْهُ مَجْلِسا من أبي دَاوُد وَسمعت من فَوَائده كثيرا وعلقت عَنهُ وَفِي إنبائه سَمِعت مِنْهُ يَسِيرا، وَكَانَ فَقير النَّفس شَدِيد(5/230)
الشكوى وَكلما حصل لَهُ شَيْء اشْترى بِهِ كتبا ثمَّ تحول بِمَا جمعه إِلَى دمشق فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة، وأرخه بَعضهم فِي رَابِع عشر شَوَّال وَدفن بسفح قاسيون بِالْقربِ من مغارة الْجُوع. قَالَ شَيخنَا: وَذكر لنا القَاضِي عَلَاء الدّين خطيب الناصرية أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا جمعه شَيْخه العنابي فِي)
الْفِعْل الْمُتَعَدِّي والقاصر وَأَنه لم يستوعبه كَمَا يَنْبَغِي، قَالَ: وَذكر أَن فِي الإصبع إِحْدَى عشرَة لُغَة فَأَنْشَدته الْبَيْت الْمَشْهُور وَفِيه عشرَة وطالبته بالزائدة فَلم يستحضرها مَعَ تصميمه على الْعدة، وَذكر لي أَنه جمع جُزْءا فِي الرَّد على تعقبات أبي حَيَّان لكَلَام ابْن مَالك انْتهى. وَقَالَ أَنه قدم حلب فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة مَعَ فتح الدّين بن الشَّهِيد قَالَ: وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فِي النَّحْو واللغة لسنا يكْتب خطا حسنا ويتعصب لِابْنِ مَالك وَفِي خلقه بعض حِدة، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن شاهين نور الدّين القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا كثير الْعِبَادَة والتلاوة والتهجد مُنْقَطِعًا لذَلِك مَعَ الِاسْتِعَانَة فِي معيشته بالنساخة وَكَذَا بتأديب الْأَبْنَاء وقتا والمحافظة على وَظِيفَة الصلاحية والبيبرسية، وَمِمَّنْ كَانَ يشْتَغل عِنْده فِي الْفِقْه النُّور السنهوري واللقاني بل أَظُنهُ أَخذ عَمَّن قبلهمَا وَكَانَ يكثر التَّرَدُّد لي للاستعارة من فتح الْبَارِي وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله.
عَليّ بن شاهين نَائِب قلعة دمشق. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين. أرخه ابْن اللبودي.
عَليّ بن شرعان بِالْمُعْجَمَةِ بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان السَّيِّد الحسني الْمَكِّيّ. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة.
عَليّ بن شعْبَان بن النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن الْمَنْصُور قلاوون وَالِد الناصري مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بأمير عَليّ وبابن الأسياد. كَانَ مِمَّن أمره الْأَشْرَف بالنزول من القلعة فسكن بولديه فِي الحسنية مدرسة جدهم وانتعش حِين صَار وَلَده من أخصاء الظَّاهِر جقمق ثمَّ إِنَّه فجع بِمَوْتِهِ وعاش إِلَى قريب الْخمسين أَو بعْدهَا عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن شكر الحسني حسن بن عجلَان الْمَكِّيّ أَخُو بديد الْمَاضِي وَأحد كبار القواد المتمولين.
مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن شهَاب بن عَليّ الشغراوي المنوفي وَيعرف بِأَبِيهِ. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن شهَاب الدّين الْكرْمَانِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القرافة(5/231)
وَيعرف بملا عَليّ. قدم الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الْمَنَاوِيّ بقرَاءَته قِطْعَة جَيِّدَة من القونوي شرح الْحَاوِي بل حضر تقاسيمه.)
وزبر ابْن الأسيوطي فِي خلوته فَوْقه ثمَّ لَازم بعده فِي الْفِقْه الشَّمْس البامي وَقَرَأَ على الشرواني شرح الطوالع للأصهابي فِي أصُول الدّين ولازمه فِي غير ذَلِك وَكَذَا قَرَأَ على التقي الحصني، بل قيل أَنه أَخذ عَن الْعَلَاء الحصني والنجم بن حجي، وتميز فِي الْفَضَائِل سِيمَا العقليات وشارك فِي غَيرهَا، وَحج وتنزل فِي الْجِهَات وأقرأ الطّلبَة بزاوية نصر الله وَغَيرهَا على طَريقَة حَسَنَة فِي التَّوَاضُع والسكون والتودد وَاسْتقر بسفارة شَيْخه الْعَلَاء فِي مشيخة التصوف بالتربة الجانبكية بِبَاب القرافة وَسكن بهَا. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْخَطِيب الوزيري بل كَانَ يتَرَدَّد لبني الشرفي بن الجيعان فِي حَيَاة أَبِيهِم للإقراء. وَبَلغنِي تقدمه فِي السن مَعَ كَون لحيته سَوْدَاء وَلَا بَأْس بِهِ.
عَليّ بن الزين صَدَقَة بن يُوسُف المسيري الْمُؤَذّن بِجَامِع الغمري فِي الْمحلة وَيعرف بشبير.
مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن صَالح بن عبد الله الْمَكِّيّ الْجَوْهَرِي نِسْبَة لمولى لَهُم مِمَّن كَانَ يخْدم القَاضِي أَبَا السعادات بن ظهيرة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن صَدَقَة السكندري التَّاجِر. جاور بِمَكَّة سِنِين ثمَّ عَاد من الْبَحْر سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين، وزار فِي الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ فِي قافلتنا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يسلم من التَّعَرُّض لَهُ مرّة بعد أُخْرَى وَلَا بَأْس بِظَاهِرِهِ. وَهُوَ ابْن إِبْرَاهِيم بن صدفة.
عَليّ بن صَلَاح بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الحسني إِمَام الزيدية. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وأقيم وَلَده بعده فَمَاتَ عَن قرب بعد شهر فَقَامَ بقصر صنعاء عبد من عبيد الإِمَام يُقَال لَهُ سنقر وَأَرَادَ أَن يَجْعَلهَا مملكة بالسوكة فَأَنف الزيدية من ذَلِك وثاروا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا مهْدي بن يحيى بن حَمْزَة قريب الإِمَام وجده حَمْزَة هُوَ أَخُو مُحَمَّد جد صَلَاح، وَيُقَال أَن أم الإِمَام راسلت صَاحب زبيد الْملك الظَّاهِر تسأله أَن يُرْسل إِلَيْهِم أَمِيرا على صنعاء وَلم نتحقق ذَلِك الْآن.
عَليّ بن صَلَاح بن مُحَمَّد نور الدّين الحانوتي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مِمَّن حفظ الْقَدُورِيّ واشتغل قَلِيلا وَحضر إملاء شَيخنَا وَغَيره، وتنزل)
فِي الْجِهَات وباشر بأماكن وتكسب بِالشَّهَادَةِ تجاه أم السُّلْطَان. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ من سِنِين أحضر إِلَى(5/232)
وَلَده حَافظ الدّين مُحَمَّد فَعرض عَليّ الْكَنْز وحدود الأبدي وَغَيرهمَا رَحمَه الله.
عَليّ بن صَلَاح الْغَزِّي. مِمَّن قد سمع على قريب التسعين.
عَليّ بن طَاهِر بن معوضة بن تَاج الدّين الشَّيْخ أَبُو الْحسن ملك الْيمن فِي عصرنا وَيعرف بِابْن طَاهِر. ولد فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَاسْتولى على مملكة الْيمن مملكة بني رَسُول بِالسَّيْفِ وَكَانَ تملكه عدن فِي سنة ثَمَان وَخمسين وزبيد فِي الَّتِي تَلِيهَا وتعز فِيمَا بَينهمَا وَملك حصن حب وَهُوَ حصن الْملك ذورعين من مُلُوك حمير المعقل الَّذِي لَيْسَ فِي الْيمن مثله حضَانَة ومنعة بعد محاصرته إِيَّاه سبع سِنِين ودوخ الْعَرَب وَضبط الْيمن وَأمنت الطرقات وَأَحْيَا الْبِلَاد بعد خرابها وأحبه الكافة، وَكَانَ ملكا عادلا شجاعا عَاقِلا وللمعروف باذلا وعَلى الْفُقَرَاء وَنَحْوهم غيثا هاملا، صدقاته ومبراته ومعروفه فَوق الْوَصْف. وَمن مآثره إحْيَاء المجرى الَّذِي بزبيد بعد خرابها وتجديد جَامع بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل مَعَ الْوَقْف عَلَيْهِ وَمَسْجِد الدرسة بعدن بعد تزلزله بل زَاد فِيهِ وَعمل عَلَيْهَا من الْبَسَاتِين والنخيل دَاخل زبيد وخارجها مَا عَم الِانْتِفَاع بِهِ وَأَنْشَأَ مدرسة بتعز وَأُخْرَى بِبَلَدِهِ وَيُقَال أَنه وقف جَمِيع مَا فِي ملكه من عقار على الْمُسلمين وَجعل النّظر فِي ذَلِك للمتولي من أَوْلَاد أَخِيه. وَكَانَ يُرْسل بِأَلف دِينَار لفقراء مَكَّة على يَد ابْن عطيف فَلم يحمد فِي تفرقتها وَظهر أَثَرهَا عَلَيْهِ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وترجمته عِنْدِي أبسط من هَذَا. ولقبه الْعَفِيف عُثْمَان النَّاشِرِيّ فِي تَرْجَمَة الطّيب بالشيخ شمس الدّين وَأَنه كَانَ للطيب عِنْده حُرْمَة عَظِيمَة بِحَيْثُ عَاده فِي مرض مَوته وَمَعَهُ الْفَقِيه يُوسُف الجبائي. عَليّ بن طعيمة. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن طعيمة.
عَليّ بن طوعان دوادار قانصوه خَمْسمِائَة أَمِير آخور وأظن وَالِده هُوَ الْمَاضِي وَأَنه قتل فِي نِيَابَة الكرك سنة سِتّ وَخمسين. تقدم عِنْد مخدومه واستبدل الدَّار الْعَظِيمَة الَّتِي بِالْقربِ من جَامع بشتاك وسكنها.
عَليّ بن طيبغا بن حاجي بك الْعَلَاء التركماني العنتابي الْحَنَفِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فَاضلا وقورا مهر فِي الْفُنُون وَقَررهُ الْأَشْرَف برسباي مدرسا وخطيبا بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء. مَاتَ فِي طَرِيق الْحجاز وَدفن بِالْقربِ من الينبوع سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.)
عَليّ بن عَامر بن عبد الله نور الدّين المسطيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ مسنا خيرا تاليا لِلْقُرْآنِ سَاكِنا مديم الْجُلُوس بحانوت التوتة بالمقسم للتكسب، وَقد سمع ختم الصَّحِيح على التنوخي والعراقي والأبناسي(5/233)
والغماري وَابْن الشيخة وَأَجَازَ لنا. مَاتَ فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة سِتِّينَ رَحمَه الله.
عَليّ بن عبَادَة بن عَليّ بن صَالح بن عبد الْمُنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فَهد بن عَمْرو النُّور بن الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزائي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد وَصَاحب التَّرْجَمَة أكبرهما وأصلحهما. أَخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَاسْتقر مَعَ أَخِيه بعد أَبِيهِمَا فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بالأشرفية برسباي ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعده وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة فِي فروع الْفِقْه مَعَ سُكُون وانجماع وَهُوَ أحد صوفية المؤيدية. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو السّبْعين رَحمَه الله.
عَليّ بن عَبَّاس الْحَنْبَلِيّ. رَأَيْته كتب فِي عرض سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة.
عَليّ بن عبد الْحق بن عَليّ الحسني البلقسي شيخها والمتكلم على منى جَعْفَر بلد خانقاه سرياقوس والماضي أَبوهُ. مِمَّن تعرض لَهُ بالغرامة غير مرّة وَبَلغنِي أَن من جملَة من رَافع فِيهِ أَخُوهُ بَرَكَات وَأخذ لِأَخِيهِ أبي نصر منية حلفا ورسم على صَاحب التَّرْجَمَة لعمل حِسَاب للأماكن الثَّلَاثَة.
عَليّ بن عبد الحميد بن عَليّ المغربي الأَصْل الْغَزِّي المولد والمنشأ. اشْتغل بالنظم من البحور والفنون فأجاده وَحصل لَهُ رمد قديم مَنعه الْكِتَابَة وَهُوَ الْقَائِل:
(سَار الْأَحِبَّة قلت لما ودعوا ... حركت سَاكن لوعتي يَا بَيْننَا)
(قَالُوا تمنى قبل حث رِكَابنَا ... فأجبتهم الله يجمع بَيْننَا)
كتب عَنهُ من نظمه فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. وَمَات بغزة بعد سنة خمسين.
عَليّ بن عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو الْمُحب أَحْمد وعطية وأمهم زبيدية. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع من أبي السعادات بن ظهيرة إحْيَاء الْقلب الْمَيِّت أَظُنهُ بِقِرَاءَتِي وَجلسَ عِنْد أَخِيه بجدة شَاهدا.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَمَضَان بن مُوسَى الْبَزَّار وَيعرف بِابْن صَلَاح. مَاتَ فِي)
ربيع الثَّانِي سنة سبعين بِمَكَّة.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُوسُف الْعَلَاء الموسوي أَو الموساوي الدِّمَشْقِي أحد المنقطعين بهَا وَيعرف بِابْن عراق. ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو قبلهَا وَقد رَأَيْت من قَالَ أَنه حضر على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي الثَّالِثَة سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة الصَّحِيح بفوتين. وَمَات إِمَّا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو قبلهَا بعد أَن أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة ابْن عَم الْمَاضِي قَرِيبا(5/234)
وَأمه أَيْضا زبيدية مَاتَ صَغِيرا.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن عَليّ بن مَنْصُور بن عَليّ الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المشرقي نِسْبَة للمشرق ضد الْمغرب. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ بل أَخذ بِبَلَدِهِ عَن الشَّمْس بن الْحِمصِي وَغَيره وبرع وناب فِي قَضَائهَا ونظم الشّعْر مَعَ عقل وَسُكُون وَكَانَ قد عرض محافيظه عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة قبل السّبْعين ثمَّ لازمني هُوَ وَأَخُوهُ بعد فِي الدُّرُوس وَغَيرهَا وأنشدني من نظمه كثيرا. وَمن ذَلِك مرثية فِي الشرفي بن الجيعان وكتبها لي بِخَطِّهِ بل ومدحني بِأَبْيَات، وَهُوَ مِمَّن امتحن فِي الدولة القايتبائية. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَكثر الأسف عَلَيْهِ، ومولده كَمَا قَالَه لي وَلَده الشَّمْس مُحَمَّد فِي سنة خمسين.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن حسن نور الدّين الغيثاوي الصَّالِحِي الحريري وَيعرف بالصالحي.
كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قصيدة فِي الشّرف بن عبد الْحق القَاضِي أَولهَا: لَو كَانَ حبي عاذلي فِي ظلمه وقصيدة عجاجة تقْرَأ على وُجُوه شَتَّى مُذَكّر ومؤنث جمعية وفردية أَولهَا:
(لَو عَرَفْتُمْ كلامنا ... مَا جهلتم مقامنا)
وَأَشْيَاء غير ذَلِك.
عَليّ بن الزين بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم الزين الْمدنِي الشَّافِعِي الْمُؤَذّن أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والعماد بن كثير والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن قواليح وَمُحَمّد بن عبد الله الصفوي وَغَيرهم وَسمع صَحِيح مُسلم على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب وَبَعضه على الْجمال الأميوطي والزين الْعِرَاقِيّ وَعَلِيهِ سمع صَحِيح البُخَارِيّ وَكَذَا)
عَلَيْهِ وعَلى الزين المراغي سنَن النَّسَائِيّ وَبَعضه على الْجمال يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الْبَنَّا وَالْعلم سُلَيْمَان السقا وَأخذ الْعلم عَن الْعِزّ عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الكازروني أخي الصفي أَحْمد وَالِد الْجمال مُحَمَّد ومجالس من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ عَلَيْهِ فِي سنة تسعين بِالْمَدِينَةِ. ودرس وَمِمَّنْ حضر دروسه فِي الْعُمْدَة أَبُو الْفرج المراغي وَسمع عَلَيْهِ فِي مُسلم والشفا وَعرض عَلَيْهِ بعض محافيظه فِي سنة تسع عشرَة وَكَذَا عرض عَلَيْهِ حفيد شَيْخه الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني وَآخر من عَلمته عرض عَلَيْهِ النَّجْم عمر بن فَهد فِي سنة أَربع وَعشْرين ولوالده التقي مِنْهُ إجَازَة.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن سليم الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الجناني الْأَزْهَرِي أَخُو الشَّيْخ سليم الْمَاضِي.
مَاتَ قبل أَخِيه بِقَلِيل وَكَانَ خيرا. قَالَه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَخِيه سنة أَرْبَعِينَ من أنبائه قَالَ: وَأَظنهُ جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله.(5/235)
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله الْعَلَاء الْبَارِزِيّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة. ولد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بِسنتَيْنِ أَو ثَلَاث بِبِلَاد الرّوم وَنَشَأ بهَا فاشتغل على ابْن قَاضِي خصرشاه والصدر والسراج ويوسف الروميين وَغَيرهم، ثمَّ ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها فِي أثْنَاء سنة أَربع وَأَرْبَعين فَأخذ عَن ابْن الديري والأمين الأقصرائي وَغَيرهمَا ولازم شَيخنَا، ثمَّ سَافر لمَكَّة مَعَ الرجبية فِي أثْنَاء سنة سبع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ برباط ربيع مِنْهَا إِلَى أثْنَاء سنة سبعين فَتوجه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة. وَمَات بهَا فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين تَقْرِيبًا وَكَانَ فَاضلا. ذكره ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن عبد المحسن بن جمال الثنا الخواجا نور الدّين الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ أَخُو الْأمين عبد الله روى عَنهُ قَوْله:
(لما سَمِعت بمكر اللائمات وَقد ... أَعدَدْت مُتكئا ناديت أعنيه)
(أيوسف اخْرُج عَلَيْهِنَّ الْغَدَاة اتل ... فذالكن الَّذِي لمتنني فِيهِ)
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب القَاضِي نور الدّين أَبُو الْحسن الْأنْصَارِيّ الدمياطي الشَّافِعِي أَخُو التقي مُحَمَّد لِأَبِيهِ وَيعرف كأبيه بِابْن وَكيل السُّلْطَان.
ولد فِي الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وتفقه بناصر الدّين الْبَارِزِيّ، وَحج وَولي قَضَاء دمياط بعد أَبِيه. وَمَات فِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.)
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الزين بن الْعَلَاء المعري الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي ويلقب أَبوهُ كَمَا مضى فِيمَا بَلغنِي بِابْن الْبَارِد. كَانَ نقيب الْمُحب بن الشّحْنَة وَفِي خدمته مَعَ عقل وَفهم وحذق فِي الْمُبَاشرَة وَنَحْوهَا ثمَّ تنافرا وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بحلب وَكِتَابَة سرها وَنظر جيشها. وَمَات فِي شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين أَو قاربها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن نور الدّين القمني القاهري الشَّافِعِي صهر الزين القمني. قَالَ شَيخنَا فِيمَا علقته عَنهُ: اشْتغل كثيرا وصاهر الزين القمني ثمَّ فَارقه وَقَرَأَ عَليّ فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي الْعرُوض ودرس للمحدثين بالبرقوقية وَكَذَا درس فِي غَيرهَا وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي عدَّة فنون. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي تدريس الحَدِيث القاياتي رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نور الدّين بن الْوَجِيه بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده. مِمَّن اشْتغل فِي الْفِقْه(5/236)
والعربية وَغَيرهمَا ولازمني بِمَكَّة فِي شرحي للألفية وَغَيره رَفِيقًا لِابْنِ الزعيفريني وَغَيره، وَدخل الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَلزِمَ الجمالي أَبَا السُّعُود والتفت إِلَيْهِ وَقَرَأَ على الْخَطِيب الوزيري وَغَيره وَفِيه فضل مَعَ سُكُون وعقل وَقد حصل لَهُ صدع فِي عصبه انْقَطع لَهُ مُدَّة وَصَارَ مَشْيه بتكليف كَانَ الله لَهُ.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين الربعِي الرَّشِيدِيّ القاهري الشَّافِعِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: إِنَّه اشْتغل ولازم البُلْقِينِيّ ثمَّ الدَّمِيرِيّ، ودرس بعده فِي الحَدِيث بقبة بيبرس، وَكَانَ يقظا نبيها كثير العصبية فاق فِي استحضار الْفِقْه مَعَ كَثْرَة النَّقْل والمماجنة. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَقد جَازَ الْخمسين ودرست بعده بالقبة رَحمَه الله.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن اسمعيل الشلقامي. يَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد بعد جده قَرِيبا.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن تَاج الرياسة الْعَلَاء بن التقي الْمحلي ثمَّ الزبيرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ الشهَاب أَحْمد وَيعرف بِابْن الزبيرِي.
اشْتغل وَحصل وَمهر سِيمَا فِي الْفَرَائِض والحساب وناب فِي الحكم بل درس بعد أَبِيه)
بالصالحية والناصرية وَكَانَ نزها عفيفا فِي الْأَحْكَام شهما لَهُ هَنَات وأثرى بعد فاقته من مِيرَاث أَخِيه فَلم يضبطه بل أسرف فِي إِنْفَاقه كعادته. مَاتَ فِي سنة خمس وَعشْرين وأرخه بَعضهم ظنا فِي أَوَائِل الَّتِي قبلهَا وَالْأول أثبت.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سُلْطَان نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْكَمَال الشلقامي بِضَمَّتَيْنِ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فَإِنَّهُ كتب بِخَطِّهِ أَنه قبل الطَّاعُون بعامين أَو ثَلَاثَة، زكان الطَّاعُون سنة تسع وَأَرْبَعين وتفقه بالبلقيني والأبناسي وبالأسنوي فِيمَا كَانَ يذكرهُ وَبِه جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه وبمقتضى ذَلِك يكون خَاتِمَة من تفقه عِنْده وَأخذ الْفَرَائِض عَن الكلائي والعربية وَغَيرهَا عَن جمَاعَة وَسمع فِي سنة سِتِّينَ على العرضي الْمجْلس الأول من مُسْند أَحْمد وانْتهى إِلَى حَدِيث إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَن عمر كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسمر عِنْد أبي بكر اللَّيْلَة الحَدِيث، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على أبي الْحرم القلانسي والبهاء بن خَلِيل صَحِيح البُخَارِيّ، وَولي وَظِيفَة إسماع الحَدِيث فِي وقف الطنبذي بِجَامِع الْأَزْهَر، وتكسب بِالشَّهَادَةِ دهرا وَلذَا كَانَت بِيَدِهِ الشَّهَادَة بديوان الجوالي وَبَقِي من أَعْيَان الشُّهُود بل نَاب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ سنة أَربع وَعشْرين فِي الحكم بالنحرارية وَلكنه لم يتم لَهُ فِيهَا أَمر ثمَّ اسْتَقر فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فِي مشيخة الفخرية بَين الصورين بعد وَفَاة رَفِيقه فِي الشَّهَادَة كَانَ الْبُرْهَان البيجوري،(5/237)
وَكَانَ شَيخا عَالما فَاضلا بارعا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا مستحضرا طرفا من اللُّغَة وَالْأَدب عَارِفًا بالوثائق بِحَيْثُ وضع فِيهَا كتابا مُفِيدا انْتفع النَّاس بِهِ فِي زَمَنه وهلم جرا كل ذَلِك مَعَ حسن الشكالة والهيئة والكياسة والمداومة لملازمة حَانُوت الشُّهُود، وَقد حج وجاور بِمَكَّة مرَارًا، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وتاريخه مَعًا وَأثْنى عَلَيْهِ وَلَيْسَ تكْرَار مُحَمَّد عِنْده فِي نسبه بل هُوَ عِنْد ابْن فَهد. وَقَالَ شَيخنَا أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ لغزا لكنه لم يُبينهُ وَهُوَ قَوْله:
(سَأَلت عَن أحجية ... تسمو كضوء الْقَمَر)
(وَهِي كَقَوْل الْقَائِل ... إطرح أصُول الْبشر)
وَتَفْسِيره القمني فَإِن أطرح مُقَابل ألق وأصول الْبشر مني. وَرغب فِي آخر عمره عَن الفخرية لِابْنِ المرخم وَتوقف الْوَاقِف فِي إمضائه فألزمه الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ بعناية القاياتي بذلك وَعمل حِينَئِذٍ فِيهَا إجلاسا وَكَذَا نزل عَن شَهَادَة الجوالي للبرهان السفطي وَعَن الإسماع للمحيوي)
الطوخي وَتوجه صُحْبَة الْحَاج فقوي عَلَيْهِ الضعْف بِحَيْثُ عجز عَن ركُوب المحارة فَركب الْبَحْر من السويس إِلَى الينبوع وَعجز عَن التَّوَجُّه صُحْبَة الْحَاج فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى رجعُوا فَعَاد فِي الْبر مَعَهم فَمَاتَ قبل دُخُوله الْقَاهِرَة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَقَالَ: كَانَ فَاضلا فِي فنون مِمَّن درس، وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ الكلوتاتي البُخَارِيّ وثنا الْبَدْر الدَّمِيرِيّ بِكَثِير من أَحْوَاله وكرهت مَا بَلغنِي عَنهُ من مناكدته لرفيقه فِي الْجُلُوس الْبُرْهَان البيجوري رحمهمَا الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المكناسي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْعَلَاء الموساوي. فِيمَن جده أَحْمد بن يُوسُف.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين البدماصي القاهري الشَّاهِد الْكَاتِب المجود جاور بِمَكَّة كثيرا.
ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه كَانَ ماهرا فِي صناعَة الْخط تعلمت مِنْهُ بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وعاش بعد ذَلِك وَكَانَ يجلس للشَّهَادَة فِي بعض الحوانيت ظَاهر الْقَاهِرَة وَيعلم النَّاس الْمَنْسُوب. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَذكره فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَقَالَ: نعم الرجل كَانَ.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الصرنجي بصاد أَو سين مُهْملَة ثمَّ رَاء سَاكِنة وَنون مَفْتُوحَة بعْدهَا جِيم. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: سمع صَحِيح مُسلم على ابْن عبد الْهَادِي وَالسّنَن لأبي دَاوُد على عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن أبي الدّرّ سَمِعت مِنْهُ قَدِيما وحديثا وَحدث قبل مَوته بِيَسِير مَعَ النُّور الأبياري الْمَاضِي(5/238)
بالسنن فِي البيبرسية وَكَانَ أحد صوفييها. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة. وَأما فِي مُعْجَمه فَإِنَّهُ قَالَ: عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن السرنجي بِالسِّين وَأَنه سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين تَخْرِيج ابْن سعد من مُسلم، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِي عَليّ بن عبد الله بن عبد الله السرنجي.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن البيروذي ثمَّ الدِّمَشْقِي ابْن أخي الْعَلامَة الشَّمْس بن خطيب يبرود. سمع من بَقِيَّة أَصْحَاب الْفَخر وَأخذ عَن ابْن رَافع كثيرا وتفقه على عَمه وعَلى ابْن قَاضِي شُهْبَة وَكَانَ يفهم جيدا لَكِن قَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ مقترا على نَفسه جمَاعَة لِلْمَالِ وَلم يتَزَوَّج فِيمَا علمت. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع بخليص وَهُوَ محرم.)
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الجنائي. مضى فِيمَن جده سليم.
عَليّ بن عبد الرَّحْمَن القمني. فِيمَن جده عَليّ.
عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْعَلَاء وَرُبمَا قيل لَهُ التقي أَبُو الْحسن القلقشندي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد ووالد إِبْرَاهِيم الماضيين.
ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين أبي بكر الهيثمي والتنبيه وَعرضه على إِبْرَاهِيم العرابي والحاجبية وعرضها على عمر الْبَلْخِي وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الزين ماهر وَغَيره وَسمع على إِبْرَاهِيم بن الشهَاب أبي مَحْمُود وَالشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد ويوسف الغانمي وَمُحَمّد بن يُوسُف الْبَازِي فِي آخَرين، وتنزل بالصلاحية طَالبا ثمَّ معيدا وتكمل لَهُ نصف خطابة الْمَسْجِد الْأَقْصَى بعد موت أَخِيه ولقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله.
عَليّ بن عبد السَّلَام بن الشَّيْخ أَحْمد بن عَليّ بن سيدهم النحريري الشَّافِعِي الرِّفَاعِي وَيعرف بِابْن حمصيص بِمُهْملَة مَفْتُوحَة وصادين مهملتين أولاهما مَكْسُورَة. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالنحرارية. وَمَات فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَخمسين بهَا ظنا.
عَليّ شاه بن الخواجا عبد السَّلَام بن حسن الْجِرْجَانِيّ الأَصْل البحري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة والآتي شقيقه مُحَمَّد. شَاب سمع على مَكَّة أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا واشتغل قَلِيلا وَهُوَ عَاقل لَا بَأْس بِهِ.
عَليّ بن عبد السَّلَام بن مُوسَى نور الدّين البهوتي الأَصْل الدمياطي الشلفعي الْوَاعِظ الْمَاضِي أَبوهُ وأخو الولوي مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بدمياط وَحفظ الْقُرْآن والنحو النّصْف الأول وَجَمِيع الجرومية واشتغل بالفقه والعربية عِنْد الشهَاب البيجوري وَغَيره وتميز واعتنى بِقِرَاءَة الحَدِيث ولازمني(5/239)
فِي أَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا ولقيني بِمَكَّة فَأخذ عني بهَا أَيْضا وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وَتكلم عَن النَّاس بِبَلَدِهِ وَفِي مَكَّة وَغَيرهمَا وزار الْقُدس والخليل وَأخذ عَن الشهَاب العميري، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْفطْرَة وَأَظنهُ يتولع بالنظم وَأَخُوهُ أفضل مِنْهُ.
عَليّ الْمَدْعُو كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الشريف الأخميمي القاهري نزيل البردبكية مِمَّن أَخذ عَن الْعَلَاء الحصني والزيني زَكَرِيَّا وتميز مَعَ خير وعقل وَسُكُون وَقد تردد إِلَيّ)
قَلِيلا.
عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَبُو الْحسن بن صَاحب الْمغرب أبي فَارس. ولاه ابْن أَخِيه الْمُنْتَصر أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي فَارس بجاية. فَلَمَّا مَاتَ وَخَلفه أَخُوهُ أَبُو عَمْرو عُثْمَان امْتنع هَذَا من مبايعته وَرَأى أحقيته بِهِ وساعده فَقِيه بجاية مَنْصُور بن عَليّ بن عُثْمَان فَكَانَت حروب وخطوب آل الْأَمر فِيهَا إِلَى. مَاتَ سنة خمس وَخمسين.
عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ التقي بن الْعِزّ بن الصّلاح الْمصْرِيّ التَّاجِر الكارمي وَيعرف بالخروبي. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: من أَعْيَان التُّجَّار بِمصْر حج مرَارًا وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وَخير عفيفا عَن الْفَوَاحِش دينا متصونا أوصى بِمِائَة ألف دِرْهَم فضَّة لعمارة الْحرم الشريف الْمَكِّيّ فعمر بهَا بعد الاحتراق، قَالَ: وَكَانَ وَالِدي قد تزوج أُخْته وَمَاتَتْ قبله وَكَانَ عمي زوج عمته وَعَمه زوج عَمَّتي فَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة أكيدة وَكَانَ بِي برا محسنا شفوفا جزاه الله عني خيرا. مَاتَ فِي رَجَب بعيد يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشرِيَّة سنة اثْنَتَيْنِ. وَقَالَ فِي تَرْجَمَة عَمه: إِن هَذَا مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وفيهَا أرخه المقريزي، وَمَا هُنَا أشبه وَقد أكمل السِّتين رَحمَه الله وَقَالَ غَيره: إِنَّه ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين أَنه كَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده من الأكابر تجار مصر قَالَ: وَهُوَ آخر تجار مصر من الخراربة وَخلف مَالا كثيرا ولقبه نور الدّين وَسمي جده مُحَمَّد بن أَحْمد وَالظَّاهِر أَن مُحَمَّدًا وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة وَأَن صَاحب التَّرْجَمَة ابْن عَم الزكي أبي بكر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد.
عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي نور الدّين بن عز الدّين الدقوقي الْمَاضِي أَبوهُ وَابْن أخي الخواجا الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن كَانَ يتجر فِي السّفر لسواكن بل سكنها وَولد لَهُ بهَا وَكَانَ يتَكَرَّر مِنْهَا لمَكَّة. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِجَزِيرَة سواكن.
أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقدوقي جد الَّذِي قبله، كَانَ ذَا ملاءة جاور بِمَكَّة وَخلف بهَا عقارا وأولادا. وَمَات بهَا فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن ذِي الْحجَّة(5/240)
سنة خمس وَدفن بالمعلاة. قَالَه)
الفاسي فِي مَكَّة.
عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْعَلَاء الرُّومِي الْحلَبِي نزيل بانقوسا مِنْهَا وَلذَا يُقَال لَهُ البانقوسي الْحَنَفِيّ وَيعرف باليتيم بِالتَّصْغِيرِ والتثقيل وبابن فاقرة بفاء ثمَّ قَاف مَكْسُورَة كعامرة.
ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على ابْن صديق وَغَيره بل قَرَأَ على الشَّمْس البسقاسي نِسْبَة لمعتق أمه فِي الْفِقْه وَغَيره ولازمه وَبِه انْتفع وَكَذَا أَكثر عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكتب بِخَطِّهِ الصَّحِيحَيْنِ وَولي الْإِمَامَة والخطابة بِجَامِع الْعَلَاء الإستادار ببانقوسا ظَاهر حلب، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة وَالْقِيَام بِربع الْقُرْآن كل لَيْلَة غَالِبا وَالصَّوْم منعزلا عَن النَّاس متعففا عَن وظائف الْفُقَهَاء سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة مَاتَ قبل سنة خمسين رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الْغَنِيّ نور الدّين القاهري المقسي الْحَنَفِيّ السعودي وَيعرف بِابْن عبيد الْوَقَّاد. نَشأ فِي خدمَة الْعَضُد الصيرامي ثمَّ الشَّمْس الأمشاطي وَقَرَأَ عَلَيْهِمَا وَكَذَا على الْبَدْر بن عبيد الله وَغَيره وَأخذ عني فِي مُخْتَصر التركماني فِي الحَدِيث يَسِيرا، وتنزل فِي الْجِهَات وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ بِالْقضَاءِ وَلم يكن بالمتصون بل هُوَ إِلَى أجلاف الْعَوام أقرب مَعَ تقريب الأمشاطي لَهُ واعتماده إِيَّاه. مَاتَ مسموما فِيمَا قيل فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسبعين وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عَفا الله عَنهُ فقد كَانَ كَبِير الهمة نَاصح الْخدمَة عديم الدربة، وَترك ابْنا فاق أَبَاهُ فِي أَوْصَافه وارتقى لأزيد مِنْهُ.
عَليّ بن عبد الْغَنِيّ النُّور المنوفي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ مِمَّن لَهُ انتماء للزين خَالِد الَّذِي كَانَ شيخ سعيد السُّعَدَاء اشْتغل عِنْد الصّلاح الطرابلسي وَغَيره وتميز وناب عَن القَاضِي نَاصِر الدّين الأخميمي وَأَجْلسهُ بِجَامِع الفكاهين وَله أَخ اسْمه أَحْمد يجلس عِنْده شَاهدا بل هُوَ كَاتب فِي الوراقين لوفاء بن الجغينماتي وَكَانَ مِمَّن فر لمَكَّة فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين فحج ثمَّ رَجَعَ وَلَا تميز عِنْده.
عَليّ بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ.
اشْتغل وَكَانَ ذكيا. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الْقَادِر بن أبي البركات بن عَليّ أَبُو البركات بن محيي الدّين الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. مِمَّن اشْتغل بالفقه وأصوله والعربية قَلِيلا وَجل ذَلِك على الغرباء وَسمع مني)
بِمَكَّة وَهُوَ دون أَبِيه فِي الْحمق.
عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن(5/241)
ابْن المحيوي الطوخي الأَصْل القاهري الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ الْكَمَال مُحَمَّد وَذَاكَ الْأَكْبَر. مولده فِي حادي عشر الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو، وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا عِنْد أَبِيه ثمَّ بعده على الزين عبد الرَّحِيم الأبناسي ولازمه والسنتاوى وَهُوَ أحد قراء تقاسيمه وَأخذ عني قَلِيلا فِي حَيَاة أَبِيه بِالْعرضِ وَغَيره، خطب أَحْيَانًا بالأزهر بل درس بالحسنية شركَة لِأَخِيهِ بعد أَن نَاب عَنهُ فِيهَا شَيْخه الأبناسي وَهُوَ الَّذِي حسن لَهُ مباشرتها وَكَذَا اشْترك الأخوان فِي قَضَاء طوخ وَغَيرهَا وَاسْتقر فِي الْعُقُود وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح مَعَ الْحَنَفِيَّة وَهُوَ أشبه من أَخِيه.
عَليّ بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد نور الدّين الْقَرَافِيّ القاهري النقاش الميقاتي. حضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأخذ الْمِيقَات والهندسة عَن ابْن المجدي والنقش عَن زوج أمه وبرع فِي كل مِنْهُمَا وتكسب بالنقش فِي حَانُوت بالصاغة وباشر الرياسة بِجَامِع المقسي وبالجمالية الصاحبية وَغَيرهمَا كالتربة الأشرفية أينال بل درس الْفَنّ بِبَعْض الْأَمَاكِن وَعمل عُمْدَة الحذاقي فِي الْعَمَل فِي سَائِر الْآفَاق اخْتَصَرَهُ من كتاب لَهُ مَبْسُوط فِي ذَلِك مَعَ غَيرهمَا من التآليف والأوضاع وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْنه وَعبد الْعَزِيز الوفائي. مَاتَ وَقد أسن فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَمَانِينَ وَدفن بتربة جوَار تربة سعيد السُّعَدَاء عَفا الله عَنهُ ورحمه.
عَليّ بن عبد الْقَادِر الشريف نور الدّين الحسني الشَّامي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الفرضي الشَّافِعِي وَيعرف بالسيد الفرضي. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَجلسَ بِبَعْض حوانيت الْبَز تَاجِرًا كأخواله فنفد مَا مَعَه، وسافر إِلَى الشَّام ثمَّ عَاد فَحَضَرَ مجَالِس شَيخنَا ولازم ابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَنَحْوهَا مُلَازمَة كَثِيرَة حَتَّى أَنه كَمَا ذكر أَخذ عَنهُ قِرَاءَة أَو سَمَاعا أشكال التأسيس فِي الهندسة وَكَانَ يسْأَله عَن كل مَا يعسر عَلَيْهِ فهمه فيحققه لَهُ وَلِهَذَا برع. وَلما مَاتَ تصدى للإقراء وَتقدم فِي ذَلِك بِحَيْثُ كَاد أَن ينْفَرد بفني الْحساب المفتوح وَالْغُبَار والجبر والمقابلة والفرائض لعلمه بأصول الْفُنُون الْمَذْكُورَة وطرق أَعمالهَا واستحضاره لذَلِك بِدُونِ تكلّف حَتَّى أَنه يقْرَأ مشكلاتها بِدُونِ مطالعة وَلَا مُرَاجعَة مَعَ سرعته فِي التَّقْرِير وَعدم النهضة لمجاراته فِيهِ إِلَّا من إِفْرَاد، وصنف فِي الْفَنّ)
الأول شرحا على الْوَسِيلَة سَمَّاهُ الْفَوَائِد الجليلة فِي حل الْأَلْفَاظ الْوَسِيلَة فِي غَايَة الْحسن وَفِي الْفَنّ الثَّانِي شرحا على المبتكرات لشيخه سَمَّاهُ الْفَوَائِد الربانية فِي شرح المبتكرات الحسابية غَايَة أَيْضا بَابه وَكتب على مَجْمُوع الكلائي شرحا لم يكلمهُ سَمَّاهُ عين المسموع فِي شرح الْمَجْمُوع(5/242)
إِلَى غير ذَلِك من بَيَان أَعمال مشكلة وتنبيه على مناقشات مَعَ أَصْحَابهَا وتقييدات وإيضاحات وَغير ذَلِك مِمَّا يُقَيِّدهُ بهوامش الْكتب لَا سِيمَا القالة الثَّانِيَة من مُخْتَصر شَيْخه فِي الْفَرَائِض والمعرفة لِابْنِ الهائم بل كَانَ عِنْده عَلَيْهَا أوراق كَثِيرَة التمس مِنْهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء إفرادها فِي تأليف فَمَا تيَسّر. واشتهر بِهَذَا الْفَنّ جدا وَقصد بالمناسخات وَنَحْوهَا من الْأَعْمَال المشكلة وَكَانَ يَأْخُذ الْأُجْرَة على ذَلِك وَاحْتَاجَ ابْن الْبَارِزِيّ إِلَى قسْمَة بلد فَلم يجد من يعملها غَيره فأثابه على عمله نَحْو خمسين دِينَارا وَكَانَت لَهُ مَعَ ذَلِك مُشَاركَة مَا فِي الْفِقْه حضر فِيهِ عِنْد القاياتي والونائي وَسمع على أَولهمَا من الْعُلُوم الآلية إِلَّا أَنه لم يتصد لغير مَا قَدمته بل وَلَا برع فِي غَيره وَقد أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كالأبناسي وَابْن خطيب الفخرية والشرف السنباطي والمجيوي الزفتاوي والمحب بن هِشَام والقمني بل كَانَ الزين قَاسم الْحَنَفِيّ يستمد مِنْهُ ويراجعه كثيرا وَلَو ألان كَلمته وخفض جَانِبه وسمح بمعلوماته وَلم يشح بهَا لَكَانَ كلمة إِجْمَاع وَلِهَذَا كَانَ خاملا فَقِيرا أجل مَا مَعَه وَظِيفَة التصوف بالأشرفية برسباي وَلَكِن كَانَ يُبْدِي أعذارا وَالله أعلم بسريرته، وَفِي آخر أمره حصل لَهُ فهر من أمه كَانَ يتسرى بهَا. وسافر لمَكَّة لقَضَاء الْفَرْض فِي الْبَحْر فَدَخلَهَا وَهُوَ متوعك وقاسى شدَّة وَبَاعَ عَامَّة مَا كَانَ صحبته من الْكتب أَو جلها وَاسْتمرّ متضعفا حَتَّى حج وزار وَرجع إِلَى وَطنه فَسلمت عَلَيْهِ وَهُوَ مكروب وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري ربيع الأول سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه ثمَّ دفن وَلم يخلف عاصبا فبيعت تركته بعد يَوْمَيْنِ وَلم يُوجد فِيهَا شَيْء من كتب فنونه، وَقيل أَنه كَانَ يَقُول أَنه بَاعهَا بِمَكَّة وَلست أقبل مِنْهُ ذَلِك بل عِنْدِي أَنَّهَا إِن لم يكن أوصى بهَا لأحد فقد اختلست، وَاسْتقر بعده فِي الأشرفية السنباطي أحد جماعته وَرَأَيْت بِخَطِّهِ نُسْخَة بشرح ألفية الْعِرَاقِيّ انْتهى من نسخهَا فِي سنة أَربع وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد نور الدّين بن كريم الدّين الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ الكتبي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْكَرِيم. سمع على التنوخي والأبناسي وَابْن حَاتِم وَابْن الخشاب وَابْن الشيخة وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والشهاب الْجَوْهَرِي فِي أخرة، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه)
فَقَالَ أَنه كَانَ عَارِفًا بالكتب وأثمانها وَلكنه تشاغل عَن التكسب بهَا غَالِبا بغَيْرهَا بل نَاب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ ترك. وَمَات بعد أَن تعلل عدَّة سِنِين فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقد قَارب السّبْعين أَو جاوزها.
عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر إِمَام الدّين(5/243)
الْكِنَانِي المنزلي الشَّافِعِي قاضيها وَابْن قضاتها وَيعرف بِابْن عفيف الدّين. كَانَ وجيها فِي تِلْكَ النَّاحِيَة ذَا صيت تَامّ بِحَيْثُ لَا يقنع بِغَيْرِهِ بَعيدا عَن الرِّشْوَة مَعَ مزِيد الْكَرم وَالْعقل التَّام والمداراة ودربة فِي الْأَحْكَام وَفِي الآخر ترك الْقَضَاء لوَلَده أصيل الدّين مُحَمَّد وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَكتب الْعلم بل حفظ فِي صغره الْمِنْهَاج وَقَرَأَ على الْفِرْيَانِيُّ وَآخر من نمطه يُسمى عبد الباسط. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَلم يخلف بعده فِي تِلْكَ النواحي مثله رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة نور الدّين أَبُو الْحسن الْقرشِي الْمَكِّيّ أَخُو أبي عبد الله مُحَمَّد وَأمه أم كَمَال ابْنة ابْن عبد الْمُعْطِي سمع من العلائي وَالشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وَالْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَمَا ظَنّه حدث بل وَلَا أجَاز. مَاتَ فِي سنة سِتّ بِمَكَّة وَقد بلغ السّبْعين أَو قاربها سامحه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي حفيد الَّذِي قبله وَأمه زبيدية. بيض لَهُ ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن دليم زين العابدين بن جلال الدّين الْقرشِي الزبيدِيّ الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة والتاجر ابْن التَّاجِر. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين بهرموز. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة ثمَّ سَافر مِنْهَا إِلَى مَكَّة فِي أحد الجمادين سنة سبع وَثَلَاثِينَ واستوطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سلخ شعْبَان سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد. قَالَ: وَرَأَيْت لَهُ تَعْلِيقا بِخَطِّهِ فِيهِ وقائع وحوادث ومواليد ووفيات مُتَعَلقَة بِمَكَّة.
عَليّ بن عبد الْكَرِيم الكتبي. فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن أَحْمد.
عَليّ بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الحسني الفاسي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ إِمَام مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. ولد فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة قبل)
موت أَبِيه بِيَسِير وَاسْتقر عوضه فِي الْإِمَامَة الْمشَار إِلَيْهَا وناب عَنهُ فِيهَا عَمه الشريف أَبُو الْفَتْح الفاسي سِنِين إِلَى أَن تأهل فباشر بِنَفسِهِ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ بزبيد من بِلَاد الْيمن وَدفن بمقابرها وَكَانَ قد سمع على النشاوري وَابْن صديق وَغَيرهمَا واشتغل بِالْعلمِ مَعَ خير. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
عَليّ بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم الزبيدِيّ الأَصْل الْمَالِكِي. ولد بهَا وَنَشَأ فَسمع فِيمَا أَحسب على النشاوري وَغَيره وتعب بعد موت وَالِده لقلَّة مَا بِيَدِهِ. وَمَات بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ. ذكره الفاسي أَيْضا.(5/244)
عَليّ بن عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ السكندري التَّاجِر أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخلف أَوْلَادًا وشيئا كثيرا، وَكَانَ قد ابتنى برشيد بَيْتَيْنِ وصهريجا تعلوه مدرسة لَطِيفَة وبجدة دَارا هائلة لم يكملها وَيُقَال أَنه كَانَ بَعيدا عَن الْخَيْر قَائِما مَعَ نَفسه مَعَ تَقْصِيره فِي أُمُور ديانته سامحه الله.
عَليّ بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى نور الدّين أَبُو الْحسن بن الْجمال الحسني السمهودي القاهري الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ والماضي أَبوهُ وجده وَيعرف بالشريف السمهودي. ولد فِي صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسمهود وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم وَالِده حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا مَعَ شَرحه للمحلي وَشرح الْبَهْجَة لَكِن النّصْف الثَّانِي مِنْهُ سَمَاعا وَجمع الْجَوَامِع وغالب ألفية ابْن مَالك بل سمع عَلَيْهِ جلّ البُخَارِيّ ومختصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَه وبمفرده غير مرّة أَولهَا سنة ثَمَان وَخمسين ولازم أَولا الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية فَكَانَ مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام والخزرجية مَعَ الْحَوَاشِي الأبشيطية وَشَرحه للشذور وَالرّبع الأول من شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَشرح شَيْخه الْمحلي للمنهاج قِرَاءَة لأكثره وسماعا لسائره مَعَ سَماع غَالب شرح شَيْخه أَيْضا لجمع الْجَوَامِع بل قَرَأَ بعضهما على مؤلفهما مَعَ سَماع دروس من الرَّوْضَة عَلَيْهِ بالمؤيدية وَأكْثر من مُلَازمَة الْمَنَاوِيّ وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ تَقْسِيم الْمِنْهَاج مرَّتَيْنِ بفوت مجْلِس أَو مجلسين فِي كل مِنْهُمَا لكنه تلفق لَهُ مِنْهُمَا مَعًا والتنبيه وَالْحَاوِي والبهجة بفوت يسير فِي كل مِنْهُمَا وجانبا من شرح الْبَهْجَة وَمن شرح جمع الْجَوَامِع كِلَاهُمَا لشيخه وَقطعَة من حَاشِيَته على أَولهمَا، وَمِمَّا كتبه على مُخْتَصر الْمُزنِيّ فِي درس الشَّافِعِي وعَلى الْمِنْهَاج فِي)
درس الصالحية وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بحثا قِطْعَة من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَمن بُسْتَان العارفين للنووي وبجامع عمر وَجَمِيع الرسَالَة القشيرية وَسمع عَلَيْهِ المسلسل بِشَرْطِهِ وَالْبُخَارِيّ مرَارًا بأفوات وَقطعَة من مُسلم وَمن مُخْتَصر جَامع الْأُصُول للبارزي وَمن آخر تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَألبسهُ خرقَة التصوف وَقَرَأَ على النَّجْم بن قَاضِي عجلون بعض تَصْحِيحه للمنهاج وعَلى الشَّمْس البامي قِطْعَة من شرح الْبَهْجَة مَعَ حُضُور تقاسيمه فِي الْمِنْهَاج وعَلى الزين زَكَرِيَّا شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للأسنائي وغالب شَرحه على منظومة ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض وعَلى الشَّمْس الشرواني شرح عقائد النَّسَفِيّ للتفتازاني بل سَمعه عَلَيْهِ ثَانِيَة وغالب شرح الطوالع للأصفهاني وَسمع عَلَيْهِ الإلهيات بحثا بِمَكَّة وَقطعَة من الْكَشَّاف وغالب مُخْتَصر سعد الدّين على التَّلْخِيص وشيئا من المطول وَمن الْعَضُد(5/245)
شرح ابْن الْحَاجِب وَمن شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للسَّيِّد العبري وَغير ذَلِك وَحضر عِنْد الْعلم البُلْقِينِيّ من دروسه فِي قِطْعَة الأسنائي وَعند الْكَمَال إِمَام الكاملية دروسا وَألبسهُ الْخِرْقَة ولقنه الذّكر وَقَرَأَ عُمْدَة الْأَحْكَام بحثا على السعد بن الديري وَأذن لَهُ فِي التدريس هُوَ والبامي والجوجري وَفِيه وَفِي الْإِفْتَاء الشهَاب الشارمساحي بعد امتحانه لَهُ فِي مسَائِل ومذاكرته مَعَه وَفِيهِمَا أَيْضا زَكَرِيَّا وَكَذَا الْمحلي والمناوي وعظيم اخْتِصَاصه بهما وتزايد مَعَ ثَانِيهمَا بِحَيْثُ خطبه لتزويج سبطته وَقَررهُ معيدا فِي الحَدِيث بِجَامِع الولوي وَفِي الْفِقْه بالصالحية وَأَسْكَنَهُ قاعة الْقُضَاة بهَا وَعرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فَأبى ثمَّ فوض إِلَيْهِ حِين رُجُوعه مرّة إِلَى بَلَده مَعَ الْقَضَاء حَيْثُ حل النّظر فِي أَمر نواب الصَّعِيد وَصرف غير المتأهل مِنْهُم فَمَا عمل بِجَمِيعِهِ، ثمَّ إِنَّه استوطن الْقَاهِرَة مَعَ توجهه لزيارة أَهله أَحْيَانًا إِلَى أَن حج وَمَعَهُ والدته فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين فِي الْبَحْر وَكَاد أَن يدْرك الْحَج فَلم يُمكن وجاور سنة إِحْدَى بكمالها وَكنت هُنَاكَ فَكثر اجتماعنا وَكتب بِخَطِّهِ مصنفي الابتهاج وسَمعه مني وَكَذَا سمع مني غَيره من تصانيفي وَكَانَ على خير كثير وفارقته بِمَكَّة بعد أَن حجَجنَا ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى طيبَة فقطنها من سنة ثَلَاث وَسبعين ولازم وَهُوَ فِيهَا الشهَاب الأبشيطي وَحضر دروسه فِي الْمِنْهَاج وَغَيره، وَسمع جانبا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَمن شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ وَبحث عَلَيْهِ توضيح ابْن هِشَام بل قَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه شَرحه لخطبة الْمِنْهَاج وحاشيته على الخزرجية وَأذن لَهُ فِي التدريس وَأكْثر من السماع هُنَاكَ على أبي الْفرج المراغي بل قَرَأَ على الْعَفِيف عبد الله بن القَاضِي نَاصِر الدّين صَالح أَشْيَاء بالأجايز وَألبسهُ خرقَة التصوف بلباسه من عمر)
العرابي وَكَذَا كَانَ سمع بِمَكَّة على كمالية ابْنة مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي وشقيقها الْكَمَال أبي الْفضل مُحَمَّد والنجم عمر بن فَهد فِي آخَرين وبالقاهرة على سوى من تقدم ختم البُخَارِيّ مَعَ ثلاثياته بِقِرَاءَة الديمي على من اجْتمع من الشُّيُوخ بالكاملية بل قَرَأَ على النَّجْم بن عبد الْوَارِث فِي منية ابْن خصيب شَيْئا من الْمُوَطَّأ وَمن الشفا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَلم يكثر من ذَلِك وصاهر فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بَيت الزرندي فَتزَوج أُخْت مُحَمَّد بن عمر بن الْمُحب وَلها محرمية بِالنَّجْمِ بن يَعْقُوب ابْن أخي زَوجهَا ثمَّ فَارقهَا وَتزَوج أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد المراغي ابْنة الشَّيْخ أبي الْفرج وفارقها بعد موت أَخِيهَا، وانتفع بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة فِي الْحَرَمَيْنِ وصنف فِي مسئلة فرش الْبسط المنقوشة ردا على من نازعه وقرضه لَهُ أَئِمَّة الْقَاهِرَة وَكَذَا عمل للمدينة النَّبَوِيَّة تَارِيخا تَعب فِيهِ قرضه لَهُ كَاتبه(5/246)
والبرهان بن ظهيرة وَقُرِئَ عَلَيْهِ بعضه بِمَكَّة وَكَذَا ألف غير مَا ذكر وَمن ذَلِك الْكِتَابَة على إِيضَاح النَّوَوِيّ فِي الْمَنَاسِك، وَالْتمس من صاحبنا النَّجْم بن فَهد تَخْرِيج شَيْء مِمَّا تقدم لَهُ فَفعل وعظمه فِي الْخطْبَة وَزَاد وَمَات قبل إكماله فبيضه وَلَده متمما لما أمكنه فِيهِ وَقدم من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَفِيقًا لِابْنِ الْعِمَاد قبل وُقُوع الْحَرِيق بِالْمَدِينَةِ فَسلم من هَذِه الْحَادِثَة وَلَكِن احترقت جَمِيع كتبه وَهِي شَيْء كثير، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة فِي موسمها رَفِيقًا للمذكور أَيْضا فدخلاها وَلَقي السُّلْطَان فَأحْسن إِلَيْهِ بمرتب على الذَّخِيرَة وَغَيره بل ووقف هُوَ وَغَيره على الْمَدِينَة كتبا من أَجله ورسم بسعايته بسد السرداب المواجه للحجرة الشَّرِيفَة والمتوصل مِنْهُ لدور الْعشْرَة لما كَانَ يحصل فِيهِ من الْفساد مَعَ معاكسة ابْن الزَّمن لَهُ فِيهِ وَكَانَت الْمصلحَة فِي سَده، وَشهد موت ابْن الْعِمَاد ثمَّ سَافر لزيارة أمه فَمَا كَانَ بأسرع من مَوته بعد لِقَائِه لَهَا ثمَّ توجه فزار بَيت الْمُقَدّس وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة مستوطنا مُقْتَصرا على إِمَاء وابتنى لَهُ بَيْتا ولقيته فِي كلا الْحَرَمَيْنِ غير مرّة وغبطته على استيطانه الْمَدِينَة وَصَارَ شيخها قل أَن لَا يكون أحد من أَهلهَا لم يقْرَأ عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف بعناية البدري أبي الْبَقَاء فِي النّظر على الْمجمع بمدرسته وَمَا بِهِ من الْكتب الَّتِي أوقفها فِيهِ وَصَارَ الْمُتَكَلّم فِي مصارف الْمدرسَة المزهرية فِيهَا مَعَ الصّرْف لَهُ من الصَّدقَات الرومية كالقضاة وَذَلِكَ مائَة دِينَار وَرُبمَا تنقص وَمَا أضيف إِلَيْهِ من التدريس مِمَّا وَقفه ملك الرّوم وانقياد الْأَمِير دَاوُد بن عمر لَهُ فِي صدقاته لأهل الْحَرَمَيْنِ حِين حج بل وَاشْترى من أَجله كتبا وَقفهَا وَكَذَا انْقَادَ لَهُ ابْن جبر وَغَيره فِي أَشْيَاء هَذَا لما تقرر)
عِنْدهم من علمه وتدينه وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ يتكسب بِالْبيعِ وَالشِّرَاء بِنَفسِهِ وبمندوبه وَرُبمَا عَامل الشريف أَمِير الْمَدِينَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِنْسَان فَاضل متفنن متميز فِي الْفِقْه والأصلين مديم الْعَمَل وَالْجمع والتأليف مُتَوَجّه لِلْعِبَادَةِ وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذَلِك طلق الْعبارَة فِيهِ مغرم بِهِ مَعَ قُوَّة نفس وتكلف خُصُوصا فِي مناقشات لشَيْخِنَا فِي الحَدِيث وَنَحْوه وَرُبمَا أَدَّاهُ الْبَحْث إِلَى مخاشنة مَعَ المبحوث مَعَه وَقد يَنْتَهِي فِي ذَلِك لما لَا يُطيق بجلالته ويتجرأ عَلَيْهِ من لم يرتق لوجاهته وَلَو أعرض عَن هَذَا كُله لَكَانَ مجمعا عَلَيْهِ وعَلى كل حَال فَهُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَلأَهل الْمَدِينَة بِهِ جمال والكمال لله. وَلَا زَالَت كتبه ترد عَليّ بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام.
وَفِي تَرْجَمته من تَارِيخ الْمَدِينَة والتاريخ الْكَبِير والمعجم زِيَادَة على مَا هُنَا من نظم وَغَيره، وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:
(أَلا إِن ديوَان الصبابة قد سبا ... بِمَا صب من حسن الصِّنَاعَة إِن سبا)(5/247)
(نفوسا سكارى من رحيق شرابه ... وألحاظ صب من صبابته صبا)
عَليّ بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْقَادِر الديروطي. يَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ إِسْمَاعِيل.
عَليّ بن عبد الله بن سنقر الْحَاج عَلَاء الدّين الْحلَبِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن. فِي ابْن عبد الرَّحْمَن الصرنجي.
عَليّ بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز النُّور أَبُو الْحسن الدَّمِيرِيّ ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بأخي بهْرَام. اشْتغل بالقراءات وَغَيرهَا. وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات ابْن الجندي والشرف مُوسَى الضَّرِير وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي والعربية الغماري ودرس الْقرَاءَات بالشيخونية وأقرأ أَخذ عَنهُ الزين رضوَان.
عَليّ بن عبد الله بن عبد الْقَادِر نور الدّين الْبُحَيْرِي الديروطي الْمَالِكِي الْمقري نزيل مَكَّة وَيعرف بالديروطي، وَرَأَيْت ابْن فَهد سمى جده إِسْمَاعِيل بن عبد الْقَادِر بل وبخط نَفسه أَنه عَليّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الله فالتزلزل مِنْهُ. ولد بعد الثَّمَانمِائَة بِيَسِير فِي الْبحيرَة وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى ديروط فاستوطنها وَكَذَا استوطن فوة ونطوبس وَلكنه إِنَّمَا اشْتهر بِالْأولَى، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وتلا بالسبع إفرادا وجمعا على الْبُرْهَان التركي وببعضها على ابْن الزين، وَحج مرَارًا ثمَّ استوطن مَكَّة من نَحْو سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وتلا فِيهَا بالعشر إفرادا وجمعا على الزين بن عَيَّاش وَالشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني من طَرِيق الشاطبية والطيبة وَبِالثَّلَاثَةِ عشر على)
أَحْمد الْمَدْعُو حَافظ الْأَعْرَج لكنه لم يكمل عَلَيْهِ الثَّلَاثَة الزَّائِدَة على الْعشْر وَهِي الْأَعْمَش وَابْن مُحَيْصِن وقتيبة وَكَذَا قَرَأَ على نَائِب إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة أَحْمد الأريجي وَغَيره وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا، وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ هُنَاكَ على الْأمين الأقصرائي صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى الْمُحب المطري صَحِيح مُسلم وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَرجع إِلَى مَكَّة وتصدر للإقراء فِي الْقرَاءَات فَانْتَفع بِهِ النَّاس خُصُوصا بعد وَفَاة الشهَاب الشوائطي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أخي المحيوي عبد الْقَادِر فِي مجاورتنا يَسِيرا وَكَانَ إنْسَانا خيرا عفيفا منعزلا عَن النَّاس سِيمَا بعد ضعف حركته فَإِنَّهُ صَار لَا يخرج لِلْمَسْجِدِ إِلَّا للْجُمُعَة وَنَحْوهَا قانعا بِمَا يستفيده من التكسب وَله وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَقد زرته وَبَالغ فِي إكرامي. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْجُمُعَة عشري الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الله بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن غَانِم بن مفرح بن مُحَمَّد ابْن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بَرَكَات بن عبد الْقَادِر الشيبي الحَجبي الْمَكِّيّ.(5/248)
مَاتَ فِي توجهه إِلَى الطَّائِف مقتولا فِي صَبِيحَة يَوْم السبت مستهل الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الله بن عَليّ نور الدّين أَبُو حسن النطوبسي ثمَّ السنهوري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الضَّرِير وَيعرف بالسنهوري. ولد سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بنطوبس وانتقل مِنْهَا الى سنهور فحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول الى الْقَاهِرَة فقطن الْجَامِع الْأَزْهَر مِنْهَا وَحفظ الشاطبتين وألفية النَّحْو وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَشَرحه للعضد والرسالة وَابْن الْحَاجِب الفرعي إِلَّا كراسين من آخِره وَعرض على جمَاعَة وَأَقْبل على الِاشْتِغَال فَتلا بالسبع على الشهَاب السكندري وَعَلِيهِ سمع التَّيْسِير والعنوان والْعَلَاء القلقشندي وَسمع عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ والشفا وَكَانَ الْعَلَاء يثني على جودة آدابه والنور البلبيسي الإِمَام والى أثْنَاء سُورَة هود عَليّ الشَّمْس العفصي وَكَذَا قَرَأَ فِي السَّبع عَليّ التَّاج بن تمرية والزين رضوَان العقبي وَالشَّمْس الطنتدائي نزيل البيرسية وتلا لكل من أبي عَمْرو وَابْن كثير وَالْكسَائِيّ على النُّور أبي عبد الْقَادِر وَلكُل من نَافِع وَحَمْزَة على الزين طَاهِر وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية بحثا بل أَخذ عَنهُ الْفِقْه عَلَيْهِ الْمُخْتَصر وثلثي ابْن الْحَاجِب وَقطعَة من الْمُدَوَّنَة وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزين عبَادَة سمع عَلَيْهِ ابْن)
الْجلاب والمختصر والرسالة وَالْكثير من ابْن الْحَاجِب وتفرس فِيهِ النجابة وَقَالَ مرّة للشَّيْخ مَدين خاطرك مَعَه بَقِي فِيهِ الْخَيْر وَأبي الْقسم النويري ولازمه كثيرا فِيهِ وَفِي غَيره وَأحمد اللجائي المغربي وَإِبْرَاهِيم الزواوي شَارِح الشَّامِل من كتبهمْ والبساطي وَيحيى العجيسي وَأبي عبد الله الرَّاعِي والبدر بن التنسي والولوي السنباطي والزين سَالم قَاضِي دمشق وَأبي الْفضل البجائي وَأبي الْجُود والشهابين الحناوي والأبدي وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض بل كَانَ أَخذه عَن العجيسي يَوْم إجلاسه فِي الشيخونية فَقَط وَعَن الرَّاعِي مذاكرة فِي مجَالِس يسيرَة وَعَن أبي الْجُود أَخذ الْفَرَائِض وَكَذَا أَخذهَا والحساب عَن ابْن المجدى سمع عَلَيْهِ الْفُصُول والألفية كِلَاهُمَا لِابْنِ الهائم وَقطعَة من الْمَجْمُوع وَمن الجعبرية وَعَن الشهابين أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذهَا عَن ابْن الْهمام والشمني وطاهر فَعَن أَوَّلهمْ قِطْعَة من شرح التسهيل لِأَبْنِ أم قَاسم وَعَن ثالثهم الألفية بقرَاءَته وثلثي الشَّافِعِيَّة لِابْنِ الْحَاجِب وَعَن ثانيهم المغنى لِابْنِ هِشَام وَشرح الْمِصْبَاح للعبري وَثَلَاثَة أَربَاع ابْن المُصَنّف وَنصف الجاربردي وَقطعَة من ابْن عقيل وَكَذَا أَخذ قِطْعَة مِنْهُ عَن القاياتي وَعَن السراج الوروري وَالشَّمْس البدرشي قِطْعَة من توضيح ابْن هِشَام وَعَن أَولهمَا شرح الشذور وَعَن ثَانِيهمَا جَمِيع الجاربردي وَعَن الْأمين الأقصرائي(5/249)
من شرح اللّبَاب للسَّيِّد عبد الله وَكَذَا أَخذ بعض الْعَرَبيَّة وَبَانَتْ سعاد عَن الزين مهنى وَالْأُصُول عَن القاياتي وَابْن الْهمام وَابْن الشمني والأقصرائي فَعَن الأول مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب سَمَاعا وَقِرَاءَة واليسير من شَرحه للعضد وَكَذَا عَن الْأمين مِنْهُ وَعَن الثَّانِي نصف تحريره وَعَن الثَّالِث الْعَضُد بقرَاءَته حفظا وعنهما قِطْعَة من الْكَشَّاف انْتَهَت على ثَانِيهمَا خَاصَّة إِلَى واذْكُرُوا الله وَعنهُ عَن الأقصرائي قِطْعَة من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَعَن الشمني وَحده جَمِيع الْمُخْتَصر شرح التَّلْخِيص وَقطعَة من المطول وَعَن الشرواني بعض الْمُخْتَصر وَغَيره وَعَن البدرشي الْمَتْن وَعَن الوروري الصّرْف والقطب فِي الْمنطق وَكَذَا أَخذ فِي الْمنطق عَن الأبدي وَعَن القاياتي جلّ شرح ألفية الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين كالسعد بن الديري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ بل أَخذ عَن هَؤُلَاءِ غير مَا ذكر كمجلسين فِي الحَدِيث ومجلس فِي التَّفْسِير عَن الأقصرائي وَسمع على شَيخنَا الْمُوَطَّأ لكل من يحيى بن يحيى وَأبي مُصعب وَالنَّسَائِيّ الْكَبِير بفوت مجلسين فِيهِ وَكَذَا دَلَائِل النُّبُوَّة وَقطعَة من سيرة ابْن هِشَام بل حضر عِنْده فِي الأمالي وَغَيرهَا وعَلى الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ الْكثير من مُسْند أَحْمد وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ الْخَتْم من)
مُسلم وعَلى الشُّيُوخ الَّذين قَرَأَ عَلَيْهِم الديمي فِي الكاملية البُخَارِيّ وَلَا زَالَ يدأب فِي الِاشْتِغَال حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة، وَحج وجاور وأقرأ هُنَاكَ فِي الْعَضُد وَغَيره بل درس للمالكية بالبرقوقية عقب أبي الْجُود بعد مُنَازعَة من الشّرف أبي سهل بن عمار وَكَذَا فِي الأشرفية برسباي نِيَابَة عَن حفيدي شَيْخه عبَادَة واستنابه الحسام بن حريز فِي بعض التداريس وَيخرج بِهِ جمَاعَة صَارُوا مدرسين وَصَارَ بِأخرَة شيخ الْمَالِكِيَّة بِلَا مدافع وازدحم فِي حلقته الْفُضَلَاء حَتَّى صَارَت بعيد الثَّمَانِينَ من أجل حلق دروس الْعلم واستغرق أوقاته فِي ذَلِك كل هَذَا مَعَ التَّحَرِّي فِي تَقْرِيره ومباحثه بِحَيْثُ تطمئِن النَّفس الزكية لما يبديه وحدة فِي خلقه ثمَّ زَالَت، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشّرف يحيى بن الجيعان وَكَانَ هُوَ يتَوَجَّه لبيتهم بِالْبركَةِ وَغَيرهَا لإقرائه وَمن شَاءَ الله من بنيه مِمَّا تحمله عَلَيْهِ الْحَاجة وَرُبمَا حضر إِلَيْهِ فِي الْجَامِع والشرف عبد الْحق السنباطي وَغَيره من فضلاء الْمَذْهَب فضلا عَن مذْهبه، وَكتب على الْمُخْتَصر من كتبهمْ شرحا لم يكمل، وَكَذَا عمل شرحين للجرومية فِي الْعَرَبيَّة كتبا عَنهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يراسلني فِي السُّؤَال عَن أَشْيَاء تقع لَهُ من الْمُتُون وَالرِّجَال سِيمَا حِين توجهه لتحرير ابْن عبد السَّلَام شرح ابْن الْحَاجِب وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يطمئن لغير مَا أبديه وتكرر قَصده لي بِالسَّلَامِ عقب سَفَرِي وَفِي ضعْفي وَكَذَا عدته فِي مرض مَوته(5/250)
وَأظْهر أتم بشر وَصَارَ مَعَ شدَّة مَا هُوَ فِيهِ يُبَالغ فِي الْأَدَب معي، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ خَاتِمَة الحلبة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد توعكه أَيَّامًا وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بحوش الشَّيْخ عبد الله المنوفي وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يُخَالف فِي الْمَالِكِيَّة مثله، وَوجد لَهُ من النَّقْد مَا ينيف على أَرْبَعمِائَة دِينَار، وَمن الْكتب مَا يوازيها سوى مَا تصدق بِهِ عِنْد مَوته وَهُوَ نَحْو عشْرين دِينَارا لجَماعَة من طلبته وَغَيرهم رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام بن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن سَلام الْعَلَاء أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن سَلام بِالتَّشْدِيدِ. ولد سنة خمس أَو سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه والمختصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب وتفقه بالشمس بن قَاضِي شُهْبَة والْعَلَاء حجي وَغَيرهمَا كالشهابين الزُّهْرِيّ والحسباني، ورحل إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْأُصُول على الضياء القرمي وَكَذَا قَرَأَهُ على الركراكي الْمَكِّيّ ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تميز وأشير إِلَيْهِ بِالْفَضْلِ وَهُوَ صَغِير وَكَانَ يبْحَث فِي الشامية البرانية أَيَّام ابْن خطيب يبرود بل لم)
يكن يتْرك شَيْئا يمر بِهِ فِي الدُّرُوس حَتَّى يَعْتَرِضهُ وينتشر الْبَحْث بَين الْفُقَهَاء بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ إنْسَانا حسنا دينا فَاضلا عَالما فِي الْفِقْه وَغَيره حاد الْخلق يستحضر كثيرا من الرَّافِعِيّ ويحفظ عَلَيْهِ إشكالات كَثِيرَة وأسئلة حَسَنَة وَيعرف الْمُخْتَصر معرفَة جَيِّدَة وَكَذَا الألفية مَعَ حفظ الْكثير من تواريخ الْمُتَأَخِّرين وَيَد طولى فِي النّظم والنثر وتقلل من الْكِتَابَة على الْفَتْوَى وانجماع عَن النَّاس ومداومة على التِّلَاوَة وَحسن الصَّلَاة والاقتصاد فِي ملبسه وَغَيره وَشرف النَّفس وَحسن المحاضرة وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب سوى إِطْلَاق لِسَانه فِي بعض النَّاس وَتَعْبِيره عَن ذَلِك بعبارات غَرِيبَة وبحثه أحسن من تَقْرِيره وَمن نظمه:
(لَو أَن أعضا صب خاطبت بشرا ... لخاطبتك بوجدي كل أعضائي)
(فارثي لحَال فَتى لَا يَبْتَغِي شططا ... إِلَّا السَّلَام على بعد بإيماء)
وَلما أَخذ التتار دمشق أسروه فَتوجه مَعَهم بعد أَن حصل لَهُ نصيب وافر من الْعَذَاب والحريق وَأخذ المَال ثمَّ هرب مِنْهُم من ماردين وَرجع إِلَى دمشق وَأقَام بهَا ودرس بالظاهرية البرانية وَقَررهُ النَّجْم بن حجي عقب موت الْبُرْهَان بن خطيب عذراء فِي نصف تدريس الركنية وَكَذَا درس بالعذراوية. مَاتَ فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين بوادي بني سَالم وَنقل إِلَى الْمَدِينَة فَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله. ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي عَليّ بن سَلام بِاخْتِصَار عَن هَذَا(5/251)
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وسَاق عَنهُ فِيمَا وَرَاءه لَهُ حِكَايَة تدل لكَونه عَرَبيا.
عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل النُّور بن الْعَفِيف العثماني الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن خَلِيل. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي الصَّغِير وألفية النَّحْو واشتغل عِنْد الْبُرْهَان. وَدخل دمشق والقاهرة وَغَيرهمَا غير مرّة، وَكَانَ من شُهُود بَاب السَّلَام. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن سعد الدّين الطبلاوي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَصله من طبلاوة قَرْيَة بِالْوَجْهِ البحري وَكَانَ عَمه الْبَهَاء تَاجِرًا بقيثارية جركس من الْبر فَمَاتَ فورثه الْعَلَاء فِي جملَة من وَرثهُ فسعى فِي شدّ المرستان ووليه ثمَّ فِي شدّ الدَّوَاوِين وَولَايَة الْقَاهِرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَاتفقَ أَن الظَّاهِر برقوق بعد رُجُوعه إِلَى الْملك وَالْحكم بَين النَّاس كَانَ يقف فِي خدمته ويراجعه فِي الْأُمُور فَعظم أمره واشتهر ذكره واستناب أَخَاهُ مُحَمَّدًا فِي الْولَايَة ومحمودا فِي الْحِسْبَة سنة سِتّ وَتِسْعين ثمَّ أَمر فِي الَّتِي تَلِيهَا طبلخاناه وَاسْتقر حاجبا وَفِي)
شعْبَان اسْتَقر فِي النّظر على المتجر السلطاني وَدَار الضَّرْب وَخرج على مَحْمُود ورافعه وساعده ابْن غراب حَتَّى نكب وَاسْتقر ابْن الطبلاوي استادار خَاص للسُّلْطَان والذخيرة والأملاك ثمَّ فِي نظر الْكسْوَة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين ثمَّ فِي نظر المارستان فِي آخرهَا فَعظم أمره وَصَارَ رَئِيس الْبَلَد والمعول عَلَيْهِ فِي الْجَلِيل والحقير، فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة اسْتَقر سعد الدّين بن غراب فِي نظر الْخَاص فَانْتزع من الطبلاوي الْكَلَام على إسكندرية ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي شعْبَان مِنْهَا فِي بَيت ابْن غراب وَكَانَ عمل وَلِيمَة مَوْلُود ولد لَهُ فَلَمَّا مد السماط قبض يَعْقُوب شاه الخزندار عَلَيْهِ وعَلى ابْن عَمه نَاصِر الدّين شاد الدَّوَاوِين وَأرْسل ابْن غراب إِلَى أَخِيه نَاصِر الدّين وَإِلَى الْقَاهِرَة وَإِلَى جَمِيع حواشيهما فأحيط بهم وَسلم ليلبغا الْمَجْنُون فاجتمعت الْعَامَّة بالرميلة وَرفعُوا الْمَصَاحِف والأعلام وسألوا فِي إِعَادَة ابْن الطبلاوي فقوبلوا بِالضَّرْبِ والشتم وَتَفَرَّقُوا وأرسله يلبغا رَاكِبًا على فرس وَفِي عُنُقه باشة حَدِيد وشق بِهِ الْقَاهِرَة فوصل إِلَى منزله فَأخْرج مِنْهُ اثْنَيْنِ وَعشْرين حملا من القماش وَالصُّوف وَالْحَرِير والفرش وَغَيرهَا وَمن الذَّهَب مائَة وَسِتِّينَ ألف دِينَار وَنَحْو سِتّمائَة ألف من الْفُلُوس، ثمَّ فِي سادس عشري شعْبَان طلب الْحُضُور بَين يَدي السُّلْطَان فَأذن لَهُ فَسَأَلَ أَن يسر إِلَيْهِ كلَاما فَامْتنعَ وَأخرج فَرَأى خلْوَة فَضرب نَفسه بسكين مَعَه فجرح فِي موضِعين فنزعت من يَده وَتحقّق السُّلْطَان أَنه كَانَ أَرَادَ ضربه بالسكين إِذا(5/252)
ساره فَنزل يلبغا وعاقبه فأظهر مائَة وَأَرْبَعين ألف دِينَار وَبيع عقاره وأثاثه وَأخذ من مواشيه نَحْو خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم وسجن بالخزانة ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان وَفَرح بِهِ الْعَامَّة وزينوا لَهُ الْبَلَد وَأَكْثرُوا من الخلوق بالزعفران فَأمر السُّلْطَان بنفيه إِلَى الكرك فَأخْرج إِلَيْهَا فِي شَوَّال فَبَلغهُ موت السُّلْطَان وَهُوَ بالخليل فَأَقَامَ بالقدس وَأرْسل يسْأَل الْأَمِير ايتمش فِي الْإِقَامَة بِهِ فَأذن لَهُ ثمَّ أَمر بإحضاره إِلَى مصر فوجدوا الْأَمِير تنم طلبه إِلَى الشَّام فوافاه الْبَرِيد يَطْلُبهُ إِلَى مصر فَاسْتَجَارَ بالجامع وتزيا بزِي الْفُقَرَاء فَلَمَّا خامر تنم عمله استادار الشَّام فباشر على عَادَته فِي العسف وَالظُّلم وَحصل لتنم أَمْوَالًا من التُّجَّار وَغَيرهَا فَلَمَّا كسر تنم قبض عَلَيْهِ وَقيد وَأخذ جَمِيع مَا وجد لَهُ وأهين جدا. ثمَّ قتل فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث بغزة. قلت وأرخه الْعَيْنِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتنظر تَرْجَمته من المقريزي فقد طولهَا فِي عقوده وفهمت مِنْهَا أَن قَتله فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ من جملَة الْعَوام فآل بِهِ الْأَمر إِلَى أَن صَار شاد الْقصر السلطاني ثمَّ المرستاني ثمَّ عمل)
وَالِي الْقَاهِرَة ثمَّ أضيفت إِلَيْهَا الحجوية وتقرب عِنْد الظَّاهِر إِلَى أَن أدخلهُ فِي أشغاله الْمُتَعَلّقَة بالأمور السُّلْطَانِيَّة ثمَّ غضب عَلَيْهِ لأمور صدرت مِنْهُ ونفاه إِلَى الْقُدس فَلَمَّا خامر تنم نَائِب الشَّام ذهب إِلَيْهِ وَجرى عَلَيْهِ مَا جرى. فَقتل بغزة فِي الْحمام فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان.
عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد نور الدّين الزربي بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي ثمَّ مُوَحدَة الْمَكِّيّ الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا ابْن صديق وَابْن قوام وَابْن منيع وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَابْنَة ابْن المنجا وَابْن فَرِحُونَ وَآخَرُونَ أجَاز لي وناب فِي الفراشة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدخل بِلَاد الشَّام وحلب فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. وَذكر مَا يدل على أَنه ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي تَلِيهَا. وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها رَحمَه الله. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْفَقِيه نور الدّين مؤدب الْأَطْفَال. مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ وَيُقَال أَنه بلغ الْقرن. أرخه الْمُنِير.
عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد الْغَزِّي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل بَيت الْمُقَدّس وَيعرف بِابْن قمامو. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا فقد ذكر أَنه سنة آمد كَانَ مراهقا واعتنى بالقراءات فَتلا السَّبع على الْفَخر بن الصلف وَابْن عمرَان وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْجمال وبن جمَاعَة الحَدِيث وَكَذَا تَلا بعض السَّبع على الشَّمْس بن(5/253)
القباقبي فِي آخَرين وتميز فِيهَا وَفِي استحضار مسائلها وَكتب بِخَطِّهِ مُصحفا على الرَّسْم مَعَ بَيَان الْقرَاءَات السَّبع، وَهُوَ مِمَّن أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن ابْن أَسد وَشهد عَلَيْهِ فِي إجَازَة سنة سبع وَسِتِّينَ. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة.
عَليّ بن عبد الله بن يُوسُف الكمبايتي الفيلي خَادِم الشلح. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن عبد الله بن الشقيف سمع من الزين المراغي المسلسل وَختم البُخَارِيّ. وَمَات بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عبد الله أَمِير عَلَاء الدّين بن الخواجا الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري الزردكاش أحد من رقاه السُّلْطَان حَتَّى جعله خاصكيا ثمَّ من جملَة الزردكاشية حَتَّى مَاتَ بعد أَن عظم وأثرى وضخم فِي منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ بِبَاب الْوَزير، وَكَانَ شَابًّا حسنا كَرِيمًا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عَليّ بن عبد الله نور الدّين النحريري الأديب وَيعرف بِابْن عامرية كَانَ شَاعِرًا أديبا مكثرا)
سِيمَا من المديح النَّبَوِيّ وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بالنحرارية من الغربية رَحمَه الله.
عَليّ بن عبد الله نور الدّين الْمصْرِيّ الْقَرَافِيّ الْحَنَفِيّ. نَاب فِي الحكم وَمهر فِيهِ وشارك فِي مذْهبه. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
عَليّ بن عبد الله البهائي الدِّمَشْقِي الغزولي. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ مَمْلُوكا تركيا اشْتَرَاهُ بهاء الدّين فَنَشَأَ ذكيا وَأحب الأدبيات فلازم الْعِزّ الْموصِلِي فَتخرج بِهِ وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَكَانَ جيد الذَّوْق محبا فِي أَصْحَابه أَخذ عَن ابْن خطيب داريا وَابْن مكانس والدماميني وَغَيرهم، وَجمع فِي الْأَدَب كتابا سَمَّاهُ مطالع البدور فِي منَازِل السرُور فِي ثَلَاث مجلدات وتعانى النّظم فَلم يزل يقوم وَيقْعد إِلَى أَن جاد شعره وَلَكِن لم يطلّ عمره. وَمَات بِدِمَشْق سنة خمس عشرَة سَمِعت مِنْهُ قَلِيلا من نظمه وَكتب عني الْكثير ونظمت كثيرا باقتراحه. وَفِيه يَقُول أَبُو بكر المنجم فِي زجل هجاه بِهِ:
(يسمع جيد وَيفهم ... لَكِن مَا يَقُول شي)
وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده.
عَليّ بن عبد الله نور الدّين النفيائي القاهري وَالِد أَحْمد وأخو أَحْمد وَمُحَمّد مِمَّن دخلُوا فِي الْإِسْلَام وقرءوا الْقُرْآن وحجوا، وتكسب هَذَا بالعطر وَنَحْوه وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء على خير وَستر. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْأَرْبَعين ظنا رَحمَه الله.(5/254)
عَليّ بن عبد الله التركي نزيل القرافة بِالْجَبَلِ المقطم وَلَيْسَ عبد الله باسم أَبِيه فقد بيض المقريزي فِي عقوده لَهُ ويستأنس لَهُ بِكَوْنِهِ كَانَ من مماليك السلطنة. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: كَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وتحكى عَنهُ كرامات وَكَانَت شَفَاعَته لَا ترد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ، بل يُقَال إِنَّه بلغ التسعين وَذكر لي أَنه كَانَ يذكر مَا يدل على أَن عمره أَربع وَثَمَانُونَ سنة وَقد زرته وَأَنا صَغِير وَسمعت كَلَامه ودعا لي وَلَكِنِّي لَا أَتَذكر أنني زرته وَأَنا كَبِير فَالله أعلم، كَانَ أَبوهُ من المماليك السُّلْطَانِيَّة فَنَشَأَ هُوَ فِي بَيت الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون الْكَبِير فَلَمَّا كبر خرجت فِي وَجهه قوبا فتألم وعالجها فَلم ينجع فِيهَا دَوَاء فَوجدَ شَيخا يُقَال لَهُ عمر المغربي فَطلب مِنْهُ الدُّعَاء فاستدعاه ولحس القوبا بِلِسَانِهِ فشفاه الله سَرِيعا فاعتقده وَرمى الجندية وَتبع الشَّيْخ الْمشَار إِلَيْهِ وسلك على يَدَيْهِ وَانْقطع إِلَى الله مَعَ كَونه لم يتْرك زِيّ)
الْجند وَلَا أَخذ فِي يَده سبْحَة وَلَا لبس مرقعة بل كَانَ مقتصدا فِي مأكله وملبسه وَكلما يفتح بِهِ عَلَيْهِ يتَصَدَّق بِهِ ويؤثر غَيره، وَكَانَ يَقُول: مَا رَأَيْت أورع من الشَّيْخ عمر وَلَا أخيب من النَّاصِر وَأعرف النَّاس من أَيَّام النَّاصِر وَمَا رَأَيْت لَهُم عناية بِأَمْر الدّين وَلَكِن كَانَ فيهم حَيَاء وحشمة تصدهم عَن أُمُور كَثِيرَة صَارَت بيد رَئِيس الرؤساء الْآن، قَالَ شَيخنَا بعد حِكَايَة هَذَا: فَكيف لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا وَأَقُول فَكيف لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا، وَكَانَ يَقُول أَيْضا: إِنِّي أعرف من عباد الله من أذن لَهُ من أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة أَن يَأْكُل من الْغَيْب أَو ينْفق من الْغَيْب فَلم يفعل، وَمِمَّا حَكَاهُ صَاحب التَّرْجَمَة أَنه مَشى مَعَ شَيْخه عمر لزيارة القرافة فِي وَقت القائلة فَكَانَ لَا يمشي إِلَّا فِي الشَّمْس وَلَا يستظل فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أَن القرافة مَقْبرَة للْمُسلمين لَا تملك وَلَا يحاز مِنْهَا مَوضِع فَهَذِهِ الترب قد وضعت بِغَيْر حق فَكيف يحل الاستظلال بهَا.
عَليّ بن عبد الله الْغَزِّي. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد. عَليّ بن عبد الله الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّاهِد بِبَاب السَّلَام مِنْهَا. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الله بن خَلِيل.
عَليّ بن عبد المحسن بن عبد الدَّائِم بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن أبي المحاسن عبد المحسن بن أبي الْحسن بن عبد الْغفار الْعَفِيف أَبُو الْمَعَالِي بن الْجمال أبي المحاسن ابْن النَّجْم أبي السعادات أَو أبي مُحَمَّد بن محيي الدّين أبي المحاسن بن الْعَفِيف أبي عبد الله بن أبي مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الْقطيعِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الدواليبي وَبَعض سلفه بِابْن الْخَرَّاط وهما صَنْعَة عبد الْغفار جده الْأَعْلَى من بَيت جليل. ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل(5/255)
وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ عَن الْكرْمَانِي الشَّارِح أَشْيَاء مِنْهَا الصَّحِيح فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَنه سَمعه أَيْضا قبل ذَلِك سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ على القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن يُونُس العبد الي الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي أحد من أَخذه عَن الْحجاز وَأَنه سمع على أَبِيه المسلسل أنابه أَبُو حَفْص عمر بن عَليّ بن الْقزْوِينِي وَلم نقف على هَذَا بل ذكر شَيخنَا عَن الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ مَا يدل على اتهامه وَبطلَان مقاله بعد أَن سمع من لَفظه أَحَادِيث من آخر البُخَارِيّ عَن شَيْخه الثَّانِي. وَقَالَ شَيخنَا أَيْضا أَنه سمع من لَفظه قصيدة زعم أَنَّهَا لَهُ ثمَّ ظَهرت لغيره من العصريين وَأَنه سمع من لَفظه قبلهَا وَبعدهَا)
قصائد مَا يدْرِي مَا أمرهَا قَالَ: وَلكنه لَيْسَ عَاجِزا عَن النّظم خُصُوصا وَله استعداد واستحضار لكثير من التَّارِيخ والأدبيات والمجون وَقد أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ سكن دمشق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة إنتهى. وَجزم غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عَنهُ من أَصْحَابنَا وَغَيرهم بكذبه وَأَنه مَعَ ذَلِك وَتَركه للمروءة ومداومته السخرية بِالنَّاسِ كَانَ يُفْتِي بِمَا ينْسب لِابْنِ تميمية فِي مسئلة الطَّلَاق حَتَّى أَنه امتحن بِسَبَبِهَا على يَد الْجمال الباعوني قَاضِي الشَّافِعِيَّة بِدِمَشْق وصفع وأركب على حمَار وطيف بِهِ فِي شوارع دمشق وسجن على أَنه قد ولى فِيمَا بَلغنِي مشيخة مدرس أبي عمر بصالحية دمشق ثمَّ رغب عَنْهَا لعبد الرَّحْمَن ابْن دَاوُد الْمَاضِي وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ والصالحية وكتبت عَنهُ. وَمَات بعد فِي لَيْلَة السبت سادس عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِدِمَشْق سامحه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد المحسن بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الأخطابي ثمَّ الجارحي القاهري الشَّافِعِي صهر الدماصي ونزيل جَامع الغمري وَيعرف بالجارحي ولد فِي سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بإخطاب بِكَسْر الْهمزَة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة بعْدهَا مُهْملَة ثمَّ مُوَحدَة من الشرقية، وتحول مِنْهَا قبل بُلُوغه إِلَى كوم الْجَارِح بَين مصر والقاهرة وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والشاطبيتين والألفيتين وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم ابْن الديري والبلقيني والمناوي، وَأخذ الْقرَاءَات إفرادا وجمعا عَن السراج عمر النشار إِمَام مدرسة قانم بالكبش وَكَذَا تَلا بالسبع أَيْضا على ابْن الحمصاني وَعبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وبالعشر إِلَى الْأَعْرَاف على ابْن أَسد ولازم الْفَخر المقسي فِي الْفِقْه ثمَّ الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْأُصُول والأبناسي فِي الْفِقْه والنحو وَالصرْف والمنطق والفرائض والحساب وَغَيرهَا وَابْن قَاسم حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَكَذَا قَرَأَهَا عَليّ الْجَوْجَرِيّ بل قَرَأَ التَّوْضِيح وَغَيره على خَالِد الْوَقَّاد وَأكْثر مَجْمُوع الكلائي على الشهَاب(5/256)
السجيني وَحضر التَّقْسِيم عِنْد عبد الْحق السنباطي وَكَذَا أَكثر التَّرَدُّد إِلَى حَتَّى قَرَأَ صَحِيح مُسلم وَالسّنَن لأبي دَاوُد وسيرة ابْن هِشَام بحثا ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع أَشْيَاء كالبخاري بل قَرَأَ على الديمي، وَحج عودا على بَدْء وَكَانَت الثَّانِيَة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة أبي الْعَبَّاس بن الغمري وخطب بالجامع الَّذِي أنشأه الشريف الصبان عِنْد معمل الصابون من مصره وَبِغَيْرِهِ وَأم فِي الثَّانِيَة بِجَامِع الغمري، وناب فِي قِرَاءَة الحَدِيث بالشيخونية وتكسب بِالْكِتَابَةِ وَتَعْلِيم بعض الْأَوْلَاد فِي بَيته ووقتا ابْن أبي شرِيف فِي بَيت أَخِيه الْكَمَال وَكتب لنَفسِهِ أَشْيَاء مَعَ تقنع)
وتعفف وديانة وجودة فهم.
عَليّ بن عبد الْملك البجائي الحسناوي. مَاتَ سنة بضع وَعشْرين.
عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن التقي بن إنتاج ابْن الْوَلِيّ أبي زرْعَة الْعِرَاقِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَأَبوهُ ولد بعد سنة عشر وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا عِنْد الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن شرف الْمَقْدِسِي وَغَيره، وَعرض فِي سنة سِتّ وَعشْرين على جمَاعَة ابتدأهم بشيخنا حسب إِشَارَة جده كَمَا أَخْبرنِي بِهِ الزين البوتيجي وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء الكلوتاتي فِيهَا وَقبلهَا جمَاعَة كَثِيرُونَ وأسمع على جده وَغَيره وَمَات جده فأضيفت جهاته كلهَا كمشيخة الجمالية وتدريسها إِلَيْهِ بعد وَصِيَّة الْجد باستنابة شَيخنَا عَنهُ فِي دروس الحَدِيث مِنْهَا وباستنابة من عينه فِي دروس الْفِقْه وَقرر النَّاظر فِي الجمالية نَاصِر الدّين البارنباري نَائِبا عَنهُ فِي وظيفته فِيهَا وباشروا بعد ذَلِك فَوَثَبَ الشَّمْس الْبرمَاوِيّ عَلَيْهِم بعناية من راسلهم النَّجْم بن حجي فِي مساعدته للاستقرار نِيَابَة جَمِيعهَا بِثلث الْمَعْلُوم، وَلبس لذَلِك تَشْرِيفًا وباشر من أثْنَاء السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَلم يرْعَى من سبقه لذَلِك مَعَ تأهلهم وَمَا كَانَ لأسرع من سَفَره لمَكَّة فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وجاور الَّتِي تَلِيهَا فباشر صَاحب التَّرْجَمَة وظائفه بعناية طلبة جده. وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بالطاعون فِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَكَانَ آخر الذُّكُور من بَينهم وتفرق النَّاس الْوَظَائِف وَمِنْهَا تدريس الحَدِيث بالظاهرية الْقَدِيمَة وبالقانبيهية وَالْفِقْه بالفاضلية والحسنية، وَمَا نطول ذكره رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن أبي بكر بن أَحْمد نور الدّين الْعمريّ الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المصلية. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا بمنية غمر وَقدم والقاهرة فاشتغل فِي فنون عِنْد التقي والْعَلَاء الحصنيين والزين الأبناسي وَنَحْوهم كالبدر بن خطيب الفخرية والشرف مُوسَى البرمكيني وَالْفَخْر(5/257)
عُثْمَان المقسي والشهاب الْعَبَّادِيّ، وَكَذَا لازمني رِوَايَة ودراية وَسمع بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا على الشناوي وَغَيره كعلي حفيد يُوسُف العجمي وَأخذ فِي أول أمره عَن أخي أبي بكر وتميز بِحسن الْفَهم والإدراك، وَحج وجاور وَكَذَا دخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وَاجْتمعَ فِيهَا بِغَيْر وَاحِد من علمائها وَأَقْبل على الْوَعْظ وَلم يرتق فِيهِ وَتزَوج ابْنة أُخْت أبي السعادات البُلْقِينِيّ مَعَ فاقته وتقلله لمزيد رغتبها.
عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن عبد القاهر بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن مخلوف)
النُّور بن التَّاج بن مخلص بن الْعِزّ النطوسي. ولد بعد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بنطوبس وَنَشَأ بهَا وَولي خطابتها كأبيه وجده وجد أَبِيه وَكَانَ إنْسَانا جيدا فَاضلا حَافِظًا لجَانب من الْأَشْعَار بل لَهُ نظم وسيما الْخَيْر وَالصَّلَاح عَلَيْهِ ظَاهِرَة وَمِمَّنْ لقِيه صاحبنا ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وكتبا عَنهُ قَوْله:
(وَلما جلسنا فِي الْخَمِيس جمَاعَة ... بجانبقبر الْغَوْث يُوسُف مرشدي)
(ففزنا بِمَا نلناه من هدى نجله ... وعدنا إِلَى الأوطان بِالرشد نهتدي)
عَليّ بن عبيد الله الدروشي البستاني شيخ جَازَ الْمِائَة، استجازها ابْن مُوسَى المراكشي لِأَبْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس عشرَة بل سمع عَلَيْهِ مَعَ ابْن مُوسَى شَيخنَا الأبي وَغَيره.
عَليّ بن عبيد بن دَاوُد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مجلي المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْفَقِيه الشَّمْس مُحَمَّد. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وروى عَنهُ، أَخذ عَنهُ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَذكره وَقَالَ إِنَّه كتب الْخط الْحسن وَكَانَ مُعْتَمدًا فِي الشَّهَادَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عَليّ بن عبيد بن عبد الرَّحْمَن الفارسكوري الحائك بهَا وَيعرف بِابْن المزين. ولد بعد الْقرن بِيَسِير وتعانى النّظم مَعَ عاميته بِحَيْثُ نظم مِمَّا كتبت عَنهُ مِنْهُ فِي فارسكور قَوْله فِي حليمة:
(أَقُول لظبية ملكت فُؤَادِي ... طوال الدَّهْر وَهِي بِهِ مقيمه)
(قتلت الصب بالهجران قَالَت ... أتقتل بالجفا وَأَنا حليمه)
وَأَشْيَاء كتبتها فِي مَوضِع آخر.
عَليّ بن عُثْمَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْقَادِر الربعِي الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالعراق وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وانتقل مِنْهَا إِلَى هراة فَأَقَامَ بهَا دون سنة وَقَرَأَ فِيهَا بعض الْحَاوِي ثمَّ إِلَى تبريز الْعَجم ثمَّ(5/258)
إِلَى حصن كيفا وَقَرَأَ بهَا تصريف الْعزي والكافية فِي النَّحْو ثمَّ إِلَى بِلَاد الرّوم ثمَّ إِلَى دمشق وَاجْتمعَ فِيهَا بالتقي الحصني ثمَّ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا تسع سِنِين وأكمل بهَا حفظ الْمِنْهَاج على عَمه زعم النَّجْم مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عمر السكاكيني الْآتِي بل وَبحث عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ عَلَيْهِ المقامات الحريرية قِرَاءَة تَحْرِير وإتقان ثمَّ فَارقه إِلَى بِلَاد الصَّعِيد فقطنها وَقدم الْقَاهِرَة فَلَقِيته بهَا فِي سنة خمسين بِمَجْلِس شَيخنَا وَسمعت من لَفظه قصيدة امتدحه بهَا أَولهَا:)
(أشكر رب الْعَلَاء أَحْمد ... أَن خلف الشَّافِعِي أَحْمد)
(مُجْتَهد الْعَصْر فِي زمَان ... لم يبْق فِي أَهله مقلد)
وَأُخْرَى نبوية فِي نَحْو سبعين بيتنا أَولهَا:
(أنافس فِي مدح الرَّسُول بأنفاسي ... فَإِنِّي بِهِ أَرْجُو النجَاة من النَّاس)
عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ النُّور القاهري العَبْد الصَّالح وَيعرف بِابْن عكاشة وَبَلغنِي أَنَّهَا نِسْبَة للصحابي الشهير. مِمَّن تنزل فِي الْجِهَات كالبيبرسية وَسَعِيد السُّعَدَاء وَغَيرهمَا وَكَانَ يحضر مجَالِس شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره ثمَّ تغير خاطره مِنْهُ وَلَكِن تلافاه وَكَذَا مِمَّن كَانَ يجله ويعتقده ابْن الْهمام والمناوي وَالظَّاهِر جقمق وَكثر توجهه إِلَى الْخَيْر بِحَيْثُ كَانَ يعْتَكف بخلوة الخطابة من جَامع عَمْرو وَيكثر التَّهَجُّد والتلاوة، وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت الْعشْرين من شَوَّال سنة ثَمَان وَخمسين وَقد أسن رَحمَه الله.
عَليّ بن عُثْمَان بن عمر بن صَالح الْعَلَاء أَبُو الْحسن الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الصَّيْرَفِي. ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة، وَقَالَ بَعضهم سنة ثَلَاث بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا زتفقه بالشهاب الملكاوي والشرف الْغَزِّي وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فلازم البُلْقِينِيّ والعراقي فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَقَرَأَ الْأُصُول على الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع عَلَيْهِم وَكَذَا على الْكَمَال بن النّحاس وَابْن أبي الْمجد وَابْن قوام وَابْنَة ابْن المنجا والبالسي والبدر حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن القريشة، وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ الْمَغَازِي لمُوسَى بن عقبَة فِي آخَرين بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا، وَحدث وَوعظ وَأفَاد ودرس وتصدر بالجامع الْأمَوِي وناب فِي الحكم فِي أَوَاخِر عمره وَاسْتقر فِي تدريس دَار الحَدِيث الأشرفية بِدِمَشْق عقب موت حافظها ابْن نَاصِر الدّين فَلم تطل مدَّته وَكَذَا نَاب فِي تدريس الشامية البرانية بل درس بالغزالية وانتفع بِهِ جمَاعَة من الشاميين كالرضى الْغَزِّي والزين الشاوي وَالشَّمْس ابْني سعد ومفلح وَغَيرهم، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُفِيدا متواضعا متقشفا فِي ملبسه مديما للإشغال(5/259)
والإشتغال متوددا للنَّاس سليم الخاطر واعظا، وَله تواليف مِنْهَا الْوُصُول إِلَى مَا وَقع فِي الرَّافِعِيّ من الْأُصُول فِي مُجَلد ونتائج الْفِكر فِي تَرْتِيب مسَائِل الْمِنْهَاج على الْمُخْتَصر فِي أَربع مجلدات وَزَاد السائرين فِي فقه الصَّالِحين شرح التَّنْبِيه وتهذيب ذهن الْفَقِيه الساري لما وَافق مسَائِل الْمِنْهَاج من تبويب البُخَارِيّ هُوَ كَبِير لم يكمل وَكتاب فِي الْوَعْظ مُفِيد وديوان خطب،)
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَكَانَت جنَازَته حافلة وَصلى عَلَيْهِ فِي مصلى الْعِيد لكَون سكنه كَانَ خَارج الْمَدِينَة بالتعديل وَالْعَادَة جَارِيَة بِعَدَمِ إِدْخَال من يَمُوت خَارِجهَا وَقَالَ بَعضهم بل لضيق الْجَامِع الْأمَوِي عَن الْمُصَلِّين رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد نور الدّين أَبُو الْبَقَاء العذري الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن القاصح بقاف ثمَّ مهملتين وسمى بَعضهم جد أَبِيه حسنا لَا أَحْمد. ولد فِي ثَالِث رَجَب سنة سِتّ عشرَة وَسَبْعمائة وَعرض الشاطبية على الْمجد إِسْمَاعِيل الكفتي بعرضه لَهَا على التقي ابْن الصَّائِغ وَأَجَازَ لَهُ الْمَيْدُومِيُّ وَابْن أبي الحوافر والرحبي والمقدسي وَتقدم فِي الْقرَاءَات وَكَانَ مِمَّن أَخذهَا عَنهُ الزراتيتي وَأكْثر عَنهُ من شُيُوخنَا الْبُرْهَان الصَّالِحِي فَسمع مِنْهُ من تصانيفه مصطلح الإشارات فِي الْقرَاءَات السِّت الزَّائِدَة عَن السَّبع المروية عَن النقات وَالْقَصِيدَة العلوية فِي الْقرَاءَات السَّبع المروية وَتَذْكِرَة لأَصْحَاب فِي تَقْدِير الْإِعْرَاب وَمن غَيرهَا المستنير لِأَبْنِ سوار والإرشاد للقلانسي وَالْكَافِي لِابْنِ شُرَيْح، قَالَ شَيخنَا الزين رضوَان: سَمِعت عَلَيْهِ بعض الْقُرْآن بالروايات وَلم يقدر لي الْقِرَاءَة عَلَيْهِ لَكِن قَرَأت بعض المصطلح لَهُ على ابْن الزراتيتي عَنهُ. قلت: وَمن تصانيفه أَيْضا شرح الشاطبية والرائية وَشرح قصيدته العلوية والإمالة وَغير ذَلِك. وَقد ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ بِاخْتِصَار فَقَالَ: ناقل متصدر قَرَأَ الْعشْر وَغَيرهَا على أبي بكر بن الجندي وَإِسْمَاعِيل الكفتي وَألف وَجمع قَرَأَ عَلَيْهِ وبيض، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ عَليّ بن مُحَمَّد بن القاصح نور الدّين الْمقري قَرَأَ على الْمجد الكفتي ونظم قصيدة فِي الْقرَاءَات وَكَانَ يقرئ بِجَامِع المارداني. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى انْتهى. وَالصَّوَاب فِي نسبه مَا قَدمته رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الشَّمْس لولو الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو زَيْنَب. ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار ثلاثيات البُخَارِيّ وجزء أبي الجهم، وَحدث روى لنا عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم شَيخنَا وَذكر فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لنا وَمَات بِبَيْت لهيا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى رَحمَه الله.(5/260)
عَليّ بن عُثْمَان الْعَلَاء الْحوَاري الخليلي وَالِد عمر الْآتِي ولد بِبَلَد الْخَلِيل سنة أَربع وَخمسين)
وَسَبْعمائة وَسمع على البرهانين ابْن جمَاعَة والتنوخي والبلقيني وَابْن الملقن والبدر الزَّرْكَشِيّ والعراقي فِي آخَرين وقطن بِبَيْت الْمُقَدّس من سنة سبعين وسافر إِلَى مصر وَغَيرهَا وَعَاد فِي الصلاحية بل نَاب فِي تدريسها عَن الْهَرَوِيّ وَفِي الْقَضَاء ودرس بدار الحَدِيث الهكارية وبالبدرية واللؤلؤية وَغَيرهَا وصنف فِي الْفَرَائِض كتابا حسنا سَمَّاهُ كِفَايَة الطلاب فِي علمي الْفَرَائِض والحساب وَكَانَ فَاضلا عَالما خيرا أمة فِي الْفَرَائِض والحساب سَأَلَهُ رجل يَوْمًا كم خمس فِي خمسين فَقَالَ بديهيا بِأَلف وَخَمْسمِائة وأحفظ فِيهَا خمسين قَاعِدَة. مَاتَ فِي أحد الجمادين سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَقد بلغ الثَّمَانِينَ.
عَليّ بن عُثْمَان المنجلاتي البُخَارِيّ. مَاتَ سنة خمس عشرَة.
عَليّ بن عُثْمَان أَبُو الْحسن المطيب. قدوة الْحَنَفِيَّة بِالْيمن فِي عصره ووالد مُحَمَّد الْآتِي. وولاه الْأَشْرَف قَضَاء مذْهبه بزبيد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ. ذكره العفيفي النَّاشِرِيّ. عَليّ بن عراق. ابْن عبد الرَّحْمَن.
عَليّ بن عكاشة أحد الصلحاء. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَهُوَ ابْن عُثْمَان بن عَليّ.
عَليّ بن عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن هرون الْعَلَاء بن الْعَلَاء المحمدي اليزدي الأَصْل ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالتزمنتي. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِخَط الريدانية بِالْقربِ من جَامع آل مَالك والإسماعيلية من الحسينية، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد السراج عمر الحكري ثمَّ نور الدّين النشرتي جد صاحبنا شمس الدّين وَفِي الْقَدُورِيّ عِنْد نَاصِر الدّين بن مهنى وَتردد للتفهني ثمَّ الْعَيْنِيّ وَابْن الديري والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع على شَيخنَا، وَحج مَعَ أَبِيه عِنْد بُلُوغه ثمَّ بعده فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَدخل إسكندرية ودمياط وَغَيرهمَا وَقرر حاجبا فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي فلامه بعض أَصْحَابه فسعى حَتَّى صرف فِي يَوْمه وداخل غير وَاحِد من الْأُمَرَاء والمباشرين بل واختص بخطيب مَكَّة أبي الْفضل وبأمير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله قبل الْخلَافَة وَبعدهَا وَرُبمَا جَاءَ إِلَى منزله مَعَ كَثْرَة مَطْلُوبه هُوَ إِلَيْهِ وَكَثْرَة تردده إِلَيّ وإقباله عَليّ وذاكر بِكَثِير من أَحْوَال الدولة مَعَ تودد وفتوة وَكَانَ يُقَال لَهُ كأبيه شيخ الْمَشَايِخ ثمَّ لَا زَالَ أمره فِي انحطاط وتجرع فاقة وَلزِمَ مَحَله.
عَليّ بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ الصُّوفِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن عَليّ بن حُسَيْن السَّيِّد الزين الْجِرْجَانِيّ. يَأْتِي فِي عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ.)(5/261)
عَليّ بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَيُّوب النُّور بن الْعَلَاء بن الْعلم بن النَّجْم الفخري. كَانَ الْقَائِم بِأُمُور الْحِسْبَة حِين مُبَاشرَة يشبك الجمالي لَهَا مَاتَ فِي. وَله ابْن اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد يقْرَأ على الديمي. وَقَالَ أَنه شَافِعِيّ وَقد حضر إِلَيّ وَسمع مَعَ الْجَمَاعَة قَلِيلا.
عَليّ بن عَليّ بن مباركشاه الصديقي الساوجي الشَّافِعِي وَالِد عبد الْملك الْمَاضِي. ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة السّنة الَّتِي توفّي فِيهَا أَبوهُ وَلذَا سمي باسمه واشتغل وَتقدم فِي الْفُنُون، وَكَانَ جَامعا بَين الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول مدَار الْفتيا فِي تِلْكَ النواحي عَلَيْهِ مَعَ الذّكر وَالصَّلَاح والكرامات، مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن خمس وَسبعين سنة أفادنيه وَلَده. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ.
عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْحميدِي الْحِمصِي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. قدم الْقَاهِرَة فَعرض عَليّ فِي جملَة الْجَمَاعَة الْبَهْجَة وَجمع الخواطر وألفية النَّحْو والشاطبية ومقدمة ابْن جزري فِي التجويد وَكتب عني بعض مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع مني غير ذَلِك وَجمع للسبع إِلَى الْأَعْرَاف عَليّ عبد الْغَنِيّ الْهَيْثَم وَكَانَ قد جمع بِبَلَدِهِ على أبي الْبكر بن أَحْمد بن مقبل وَأَجَازَ لَهُ.
عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحَاج نصر الْعَلَاء أَو النُّور بن النُّور بن الْفَقِيه نَاصِر الدّين وَقد يختصر فَيُقَال نَاصِر الْجَوْجَرِيّ ثمَّ الدمياطي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالحصري وبابن نَاصِر. ولد فِي رَجَب سنة تسع أَو عشر وَثَمَانمِائَة بجوجر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النُّور الشَّامي الضَّرِير وَصلى بِهِ ثمَّ تحول مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي حُدُود سنة سِتّ وَعشْرين فَقَرَأَ فِي الْمِنْهَاج وَغَيره. عَليّ النُّور الْمَنَاوِيّ الْمَاضِي وَفِي الملحة عَليّ الشهَاب الأبشيطي وانتقل لدمياط فِي سنة ثَمَان وَعشْرين فحفظ بهَا شذور الذَّهَب لِابْنِ هِشَام وَربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج والملحة وبحثها مَا عدا الْمِنْهَاج على نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سويدان وَكَذَا بحث عَلَيْهِ عرُوض التبريزي وَأخذ أَيْضا فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن الْفَقِيه بن حسن البدراني وقطنها وَكَذَا بولاق من الْقَاهِرَة مرّة وتكسب فِي كل مِنْهُمَا بِالشَّهَادَةِ وَكَذَا بصنعة الْحصْر فِي دمياط واعتنى بنظم الشّعْر والفنون ففاق ونظمه فِي الْفُنُون أحسن وَكتب عَنهُ مِنْهُ ابْن الفهد والبقاعي فِي دمياط سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِمَّا كتباه قَوْله:
(بروحي أفدي من أحب وَمَالِي ... فَمَا لعذول فِي الغرام وَمَالِي)
)
(أيجهل بِي صَبر وبالي لنَحْو من ... بِهِ ذقت فِي أَمر الغرام وبال)
إِلَى آخرهَا وَكَذَا كتبت عَنهُ بدمياط فِي القدمة الأولى قَوْله:
(ثَلَاثِينَ يَوْمًا بت أرقب وعده ... وَعشر لَيَال والفوائ كليم)(5/262)
(فَقولُوا لرب الْحسن فِي طول وَصله ... يكلمني إِنِّي لَدَيْهِ كليم)
وَغير ذَلِك مِمَّا كتبته فِي الرحلة وَغَيرهَا. مَاتَ.
عَليّ بن عَليّ بن يُوسُف البهلوان، مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عَليّ وَيعرف بِابْن الْقطَّان. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن عمرَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن غَازِي النُّور بن الزين المغربي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي سبط أبي أُمَامَة مُحَمَّد بن أبي هُرَيْرَة عبد الرَّحْمَن بن النقاش أمه فَاطِمَة وَيعرف بِابْن غَازِي.
ولد سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْمُتُون كَابْن الْحَاجِب فِيمَا قيل واشتغل على جمَاعَة ولازم حَمْزَة المغربي نزيل الشيخونية وناب فِي الْقَضَاء عَن اللَّقَّانِيّ وَتوجه على قَضَاء الْمحمل مره وَتوسع فِي إِتْلَاف مَال كثير لِأَبِيهِ حِين كَانَ غَائِبا قيل أَنه كَانَ يزِيد على ثَلَاثِينَ ألف دِينَار عمر مِنْهُ دَارا تجاه المقياس مصروفها خَمْسَة آلَاف فَأكْثر وَالْبَاقِي فِي شهواته وبلياته وتبذيره، فَلَمَّا قدم أَبوهُ كَانَت بَينهمَا قلاقل وأهين هَذَا بِالضَّرْبِ عِنْد الدوادار بل وَالسُّلْطَان ثمَّ خلص وَتوجه إِلَى مَكَّة بعد كِتَابَة أَبِيه عَلَيْهِ وَعَاد ولازم زَكَرِيَّا.
عَليّ بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْقرشِي نِسْبَة للقرشية بِالْقربِ من زبيد. شيخ المين مِمَّن ذكر بِالْولَايَةِ وَالْأَخْذ عَن نَاصِر الدّين بن الميلق وَلذَا نسبوه شاذليا وأنجب عبد الرؤوف وَعبد المحسن وَغَيرهمَا كَأبي الْفَتْح وَالِد عبد الْمُغنِي. مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين.
عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن فتيَان النُّور السكندري التَّاجِر. مِمَّن لازمني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة وَكَذَا تردد إِلَيّ بعد بِالْقَاهِرَةِ وَصَارَ بعد ثروته إِلَى هَيْئَة إملاق مَعَ تصونه وتستره وَرُبمَا نقص عقله وَزَاد هذيانه.
عَليّ بن عمر بن حسن بن أَحْمد السملائي القاهري. كَانَ أَبوهُ خَادِم الشّرف بن الكويك فَأَسْمع وَلَده هَذَا عَلَيْهِ أَشْيَاء وَلكنه عرض لَهُ اختلال لغَلَبَة السَّوْدَاء عَلَيْهِ وتعاطيه مَا لَا يَلِيق بِحَيْثُ كثر هذيانه وَنقص عقله وَبَيَانه وَمَعَ ذَلِك فاستجاره بعض الطّلبَة وَكَانَ يُقيم فِي مَسْجِد شَيْخه بحارة)
برجوان. مَاتَ قريب الْخمسين عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن عمر بن حسن بن حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن صَالح النُّور أَبُو الْحسن المغربي الأَصْل الجرواني التلواني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالتلواني ولد بعد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بجروان لتحول أَبِيه من الْمغرب وسكناه فِيهَا أَو تلوانة وَكِلَاهُمَا من قرى المنوفية ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأقبل على الْعلم ولازم الأبناسي(5/263)
وَابْن الملقن والبلقيني فِي الْفِقْه وَغَيره والغماري فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا الْعِزّ بن جمَاعَة مَعَ غَيرهَا من الْأَصْلَيْنِ والفنون وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ شَرحه لجمع الْجَوَامِع الْمُسَمّى الْغرَر اللوامع بعد أَن كتبه بِخَطِّهِ والعراقي فِي الحَدِيث دراية وَرِوَايَة بل كتب عَنهُ الْكثير من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ وعَلى ابْن أبي الْمجد والتنوخي والحلاوي والسويداوي والفرسيسي وَابْن الفصيح والهيثمي والمنصفي والشهاب الْجَوْهَرِي وَابْن الكويك وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والبدر بن قوام وَأَبُو حَفْص البلسي وَجَمَاعَة وَحج فِي سنة سِتّ وَتِسْعين هُوَ ويلبغا السالمي وسمعا بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الزين أَبُو بكر المراغي أطرافا من كتب وَلَا أستبعد سماعهما بِمَكَّة أَيْضا وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ بالتدريس والإفتاء بل أذن لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة فِي إقراء شَرحه السَّابِق وَغَيره من كتب الْأُصُول مطولها ومختصرها لعلمه بِأَنَّهُ فِي غَايَة الْكَمَال والاستعداد والنفع وَأَنه أَفَادَ فِي قراءاته أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ لمن شَاءَ فِي أَي مَكَان فِي أَي زمَان شَاءَ وَوَصفه فِيهَا بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْبَحْر الفهامة أَو حد الْمُحَقِّقين وكهف المدققين وعمدة الْمُتَكَلِّمين سيف المناظرين ملاذ القاصدين ورحلة الطالبين ذِي الْعُلُوم المحققة والفنون المدققه والكمالات الْعَظِيمَة والأدوات الجسيمة شيخ الْإِسْلَام ومفتي الْأَنَام قدوة السالكين وبغية الناسكين، وتصدى للتدريس والتحديث قَدِيما فِي جَامع الْأَزْهَر وَغَيره وهرع إِلَيْهِ الْأَئِمَّة والفضلاء لِكَثْرَة أفضاله عَلَيْهِم بل وعَلى بعض شُيُوخه حَتَّى كَانَ بَعضهم يُسَمِّيه وَزِير الطّلبَة وَكَانَ البُلْقِينِيّ فِيمَا بلغنَا يشكره فِي الْمَلأ عقب ذَلِك وينكره إِذا بعد عَهده بِعْ، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّمْس الحبتي وناهيك بِهِ. وَكَذَا مِمَّن حضر دروسه الْبُرْهَان بن حجاج الأبناسي والْعَلَاء القلقشندي والعبادي والأكابر وَخرج لَهُ شَيخنَا الزين رضوَان أَرْبَعِينَ حَدِيثا من طَرِيق أَرْبَعِينَ فَقِيها شافعيا حدث بهما غير مرّة، وَاسْتقر فِي مشيخة الرِّبَاط بالبيبرسية وَفِي تدريس الْفِقْه بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ مَعَ النّظر عَلَيْهَا عوضا عَن الشَّمْس أخي الْجمال الاستادار حِين الْقَبْض على أَخِيه انتزعها بعناية)
بعض الْأُمَرَاء حَيْثُ جن الْعلمَاء إِذْ ذَاك عَن أَخذه خشيَة من عوده لمنصبه ففاز باللذة الجسور وَجَرت لَهُ كائنة بِسَبَبِهِ وَكَذَا درس بالحاجبية ظَاهر بَاب النَّصْر وبجامع المقسي بِبَاب الْبَحْر وَعمل الميعاد بِالْمَدْرَسَةِ البقرية دَاخل بَاب النَّصْر وَأَظنهُ تلقاها مَعَ جَامع المقسي عَن شَيْخه الأبناسي فَإِنَّهُمَا كَانَا مَعَه وبجامع الْأَقْمَر مَحل سكنه وأظن النّظر فِيهِ كَانَ لَهُ، إِلَى غَيرهَا، وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا دينا صَحِيح البنية قَوِيا حسن السمت جيد الْخط(5/264)
سليم الْفطْرَة وَلذَلِك تُؤثر عَنهُ ماجريات لَا أطيل بإيرادها لاختلاق الْكثير مِنْهَا حَتَّى قيل أَنَّهَا أفردت فِي مُصَنف لقب الحطام الفاني وَلما كثر تحاكي مَا ينْسب إِلَيْهِ من ذَلِك راسل بإزاحته من الميعاد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَمن الْفتيا الشَّمْس الْبِسَاطِيّ قَالَ بَعضهم: وَكنت عِنْده حِين إرْسَال الأول فتألم وَلكنه مَا تمّ، وَادّعى بِأخرَة أَنه شرِيف بِسَبَب مَنَام رَآهُ لَا دَلِيل فِيهِ على مَا ادَّعَاهُ وَهُوَ كَأَن سَبْعَة عبيد أَرَادوا قَتله فجَاء الإِمَام عَليّ فخلصه مِنْهُم وأوقفهم فِي الشَّمْس، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ أَنه اشْتغل قَلِيلا ومارس الْعَرَبيَّة، وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت مَشْهُور الصيت قَلِيل التَّحْقِيق كثير الدَّعْوَى حسن الْبشر مكرما للطلبة ودرس بعدة أَمَاكِن وأسمع البُخَارِيّ مُدَّة بالجامع الْأَزْهَر وَوَصفه فِي رِسَالَة إِلَيْهِ بشيخ الْإِسْلَام وَصرح بِتَأْوِيل ذَلِك لمن أنكرهُ. وَكَذَا قَالَ المقريزي أَنه كَانَ دينا خيرا لَهُ مُرُوءَة وَقُوَّة وأفضال وكرم نفس وهمة عالية قل أَن يُوجد فِي أَبنَاء جنسه فِي نوع الْكَرم مثله. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَأَرْبَعين بمنزله من جَامع الْأَقْمَر وَدفن من الْغَد بتربة ابْن جمَاعَة بِالْقربِ من الصُّوفِيَّة وَقد ناف على الثَّمَانِينَ وحواسه سليمَة رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا حَكَاهُ الشهَاب الريشي أَنه سَأَلَ فِي درسه سؤالا ثمَّ قَالَ على عَادَته:
(إِذا كنت لَا تَدْرِي وَلم تَكُ بِالَّذِي ... يسائل من يدْرِي فَكيف إِذا تَدْرِي قَالَ الشهَاب وَكنت أنعس)
فَاسْتَيْقَظت وَقلت:
(جهلت وَلم تَدْرِي بأنك جَاهِل ... فَكُن هَكَذَا أَرضًا يطأك الَّذِي يدْرِي)
(وَمن عجب الْأَشْيَاء أَنَّك لَا تَدْرِي ... وَأَنَّك لَا تَدْرِي بأنك لَا تَدْرِي)
قَالَ فبهت وَلم يجب بِكَلِمَة. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه زِيَادَة على خمسين سنة فَمَا علم عَلَيْهِ إِلَّا خيرا وبلي بحساد وضعُوا عَلَيْهِ شناعات من الْجَهْل وَأرَاهُ بَعيدا عَنْهَا.
عَليّ بن عمر بن حُسَيْن بن عَليّ بن شرف الزفتاوي الأَصْل القاهري المقسي الشَّافِعِي أَخُو)
عبد الْقَادِر وَأحمد وَذَا أَصْغَر الثَّلَاثَة. اشْتغل يَسِيرا وَقَرَأَ عَليّ شَيْئا وولع بالميقات وخدم بِهِ عِنْد قجماس وسافر مَعَه إِلَى دمشق ثمَّ فَارقه وَتوجه مَعَ أبي الْبَقَاء بن الجيعان لذَلِك حِين سَافر فِي أَوَائِل شَوَّال سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى طيبَة للنَّظَر فِي أمرهَا ثمَّ يحجّ وَكَذَا حج بعد مَعَ جَان بلاط فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ لِأَبِيهِ إِلَيْهِ أتم ميل ويتألم من أَخَوَيْهِ لاختصاصهما دونه فَلم يكن بأسرع من ذهَاب مَا مَعَهُمَا وَاسْتمرّ هَذَا مَسْتُورا حَتَّى صَار أحد مؤذني السُّلْطَان لسكونه وعقله وتودده وأدبه وَهُوَ أحد الصُّوفِيَّة بالمؤيدية.(5/265)
عَليّ بن رسْلَان بن نصير البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري. هَكَذَا رَأَيْت اسْمه بِخَطِّهِ فِي عرض مُحي الدّين الْأَزْهَرِي مؤرخا كِتَابَته بِسنة ثَمَانمِائَة وَأَنه أجَاز للعارض مَاله من تَعْلِيق وَهُوَ غَرِيب فَلَمَّا علمت فِي بني الشَّيْخ من اسْمه عَليّ فَالله أعلم.
عَليّ بن عمر بن سُلَيْمَان الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن الرُّكْن الْخَوَارِزْمِيّ الْمصْرِيّ الطاهري. ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَكَانَ أَبوهُ من الأجناد فَنَشَأَ وَلَده على أكمل طَريقَة وَأحسن سيرة وأكب على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وطالع فِي كتب ابْن حزم فهوى كَلَامه واشتهر بمحبته وَالْقَوْل بمقالته وتظاهر بِالظَّاهِرِ وَكَانَ حسن الْعِبَادَة كثير الإقبال على التضرع وَالدُّعَاء والابتهال وَنزل عَن إقطاعه فِي سنة بضع وَثَمَانِينَ وَأقَام بِالشَّام مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى مصر وباشر عِنْد بعض الْأُمَرَاء. وَقَالَ المقريزي أَنه بَاشر شدّ الأقصر لبَعض الْأُمَرَاء فَذكر أَن مساحتها أَرْبَعَة وَعشْرين ألف فدان وَأَنه لما بَاشَرَهَا فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين لم يكن يزرع بهَا إِلَّا نَحْو ألف فدان وباقيها بور وخرس. مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة سِتّ. ذكره شَيخنَا فِي الأنباء والمقريزي فِي عقوده.
عَليّ بن عمر بن عَامر نور الدّين القاهري الْحُسَيْنِي الشَّافِعِي الْمقري وَيعرف بِابْن الركاب بِالتَّشْدِيدِ. إِنْسَان فَاضل خير مِمَّن أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور بن سيف الأبياري والبرهان البيجوري والطبقة وَله من الْوَلِيّ سَماع فِي أَمَالِيهِ كَمَا أثْبته بِخَطِّهِ وَغَيرهَا وَكَذَا سمع فِي سنة عشْرين على الْكَمَال بن مخلص وَأحمد بن ايدمر الْأَبَّار تصنيف شيخهما صَدَقَة العادلي الْمُسَمّى منهاج الطَّرِيق، وتعانى قِرَاءَة الجوق وَصَارَ أحد الْأَعْيَان فِيهَا بل كَانَ مِمَّن قَرَأَ الصّفة بالبيبرسية والجمالية ذَا حرص على الِاشْتِغَال ورغبة فِي اقتناء الْكتب مَعَ جمود ويبس، وَهُوَ مِمَّن سمع مَعنا الْكثير على شَيخنَا وَسمعت قِرَاءَته كثيرا وَرُبمَا قدم للْإِمَامَة)
فِي المحافل الجليلة سِيمَا فِي وَقت اجْتمع فِيهِ شَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَنعم الرجل كَانَ. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن معزوز بن إِبْرَاهِيم بن عزاز بن أَحْمد النُّور الشنفاسي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. ولد فِي سَابِع عشري رَجَب سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بشنفاس قَرْيَة من قرى مصر وانتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بالأزهر وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي وألفية النَّحْو والرحبية وَالْمقنع والخزرجية وَغَيرهَا وجود الْقُرْآن على أبي عبد الْقَادِر الضَّرِير وَحميد العجمي وَجَمَاعَة(5/266)
وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الْبَدْر النسابة وَإِمَام الكاملية وَغَيرهمَا وَفِي النَّحْو على التقي الحصني والقرافي وَفِي الْعرُوض على أَحْمد الْخَواص وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي والبوتيجي وَأبي الْجُود والسيرجي فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا وَسمع على شَيخنَا والنسابة وَطَائِفَة وجد فِي الطّلب حَتَّى تميز وشارك ولازم أَبَا الْعدْل البُلْقِينِيّ فِي تقاسيمه وَكَانَ أحد من يلبس الصُّوف من جماعته وتنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية وَغَيرهمَا، وتعانى النّظم وامتدح غير وَاحِد من الْأَعْيَان وتكسب فِي الشَّهَادَة وقتا وَمَا ظفر فِيهَا بطائل وَآل أمره إِلَى أَن تحول إِلَى الرِّيف بنواحي المنصورة فَأَقَامَ بِبَعْض الْجَوَامِع وانتفع بِهِ فِي تِلْكَ النواحي وَلكنه غير موثوق بِكَثِير مِمَّا يبديه وديانته معلولة وشهادته غير مرضية، وَقد كف وَقدم الْقَاهِرَة ليتداوى فَلم ينجع فَرجع ثمَّ عَاد وأقرأ سبط الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ بل رُبمَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَبوهُ وَكَذَا أَقَامَ عِنْد الشّرف بن البقري مُدَّة وَأكْثر التَّرَدُّد إِلَيّ مَعَ مزِيد الْفَاقَة.
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَدِيما قَوْله حِين عزل شَيخنَا عَن البيبرسية:
(عز الشهَاب فجاءتنا الشَّيَاطِين ... وَغَابَتْ الْأسد فاغتر السراحين)
(وَقد تواصوا على مَا لَا بِهِ سدد ... فَفِي وصيتهم ضَاعَ الْمَسَاكِين)
وَقَوله:
(حبيب بخديه من الْحسن جَوْهَر ... لَهُ بَين حبات الْقُلُوب ثُبُوت)
(وَلست برؤيا الْعين وَالله قَانِع ... وَمَا الْقَصْد إِلَّا قبْلَة وأموت)
عَليّ بن عمر بن عبد الله بن مُوسَى بن مَحْمُود بن حاجي العلائين الرُّكْن ابْن الْجمال التركماني المرجي الْحَنَفِيّ ابْن الصُّوفِي. ولد بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بالمرج وَنَشَأ)
بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عَمْرو على الزراتيتي بِالْقَاهِرَةِ وَحضر مجْلِس السراج البُلْقِينِيّ وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ فِي استدعاء شَيخنَا أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي المؤرخ سنة أَربع عشرَة. ولقيته بالمرج بَين الخانقاه والقاهرة فَأخذت عَنهُ وَكَانَ خيرا شهيرا بناحيته من مقطعي بَلَده دخل دمياط وإسكندرية والصعيد وَغَيرهَا. وَمَات بعد أَن خرف بِقَلِيل بعد سنة سِتِّينَ رَحمَه الله.
عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله نور الدّين أَبُو الْحسن بن السراج أبي حَفْص القاهري وَالِد عبد الرَّحْمَن وَأُخْته وَيعرف كأبيه بِابْن الملقن ولد فِي سَابِع شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة بل رَحل مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق وحماة وأسمعه هُنَاكَ على ابْن أميلة وَغَيره من أَصْحَاب الْفَخر وَغَيره وَكَذَا سمع بِالْقَاهِرَةِ على الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك وتفقه قَلِيلا بِأَبِيهِ وَغَيره، ودرس فِي جِهَات أَبِيه بعد مَوته(5/267)
وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ والشرقية وَغَيرهَا، وتمول بِأخرَة وَكَثُرت معاملاته، وَكَانَ سَاكِنا حييا زاحم الْكِبَار فِي عرض غير وَاحِد مِمَّن لقيناه عَلَيْهِ كالجلال القمصي. وَمَات فِيمَا أرخه بِهِ الْعَيْنِيّ فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة سبع بِمَدِينَة بلبيس وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بهَا يَعْنِي فِي تربة سعيد السُّعَدَاء عِنْد أَبِيه، قَالَ: وَلم يكن مثل أَبِيه وَلَا قَرِيبا مِنْهُ، وأرخه غَيره يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ شعْبَان مِنْهَا وَهُوَ أشبه وَلَكِن أرخه المقريزي فِي عقوده بِأول رَمَضَان وَقَالَ أَنه أَكثر مَا لَهُ وتزايد حشمته وَكَانَت بيني وَبَينه صداقة رَحمَه الله وإيانا. وَقد رَأَيْته اختصر المبهمات لِابْنِ بشكوال مَعَ زيادات لَهُ فِيهَا.
عَليّ بن عمر بن عَليّ بن شعْبَان الْمُحب بن السراج القنائي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وَبَعض الْكتب وَدَار بِهِ على الشُّيُوخ فأسمعه وَأخذ عني قَلِيلا وَنَشَأ فِي الصّلاح وَالْخَيْر ثمَّ حصل لَهُ خلل فِي عقله وتعب أَهله سِيمَا وَالِده إِلَى أَن خلص مِنْهُ بعد مُدَّة وتزايد خَيره ثمَّ مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه بعد أَن حج غريقا فِي حَاصِل جَامع الْأَزْهَر ثَالِث رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ عَن إِحْدَى وَعشْرين تَقْرِيبًا وأسف كَثِيرُونَ سِيمَا وَالِده وَخلف وَلدين عوضهم الله الْجنَّة.
عَليّ بن عمر بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْحسن بن السراج أبي حَفْص بن النُّور بن عرب وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وناب عَن الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده.)
عَليّ بن عمر بن عَليّ بن غنيم بن عَليّ أَبُو الْحسن بن الشَّيْخ النبتيتي الشَّافِعِي الضَّرِير الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد. ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ الْقُرْآن عِنْد عبد الله النشوي الضَّرِير وجوده أَو بعضه على الشهَاب بن أَسد وَسمع مِنْهُ المسلسل بِصُورَة الصَّفّ وَإِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر وعَلى عَليّ الجبرتي والسنهوري وزَكَرِيا فِي آخَرين وبمكة حِين حج حجَّة الْإِسْلَام إِلَى أثْنَاء سُورَة هود على عَليّ الديروطي.
عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كَهُوَ بِابْن السيرجي. ولد فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج ومجموع الكلائي والجرومية وَقَرَأَ على الشَّمْس البلبيسي الفرضي حِين مجاورته الْمَجْمُوع الْمشَار إِلَيْهِ وعَلى السَّيِّد عبد الله الإيجي فِي الْفِقْه وَكَذَا حضر دروس السَّيِّد كَمَال الدّين بن حَمْزَة ولازم الجمالي أَبَا السُّعُود فِي دروسه وتحديثه واليسير فِي الْأُصُول عِنْد الْعَلَاء الْمحلي الْحَنَفِيّ(5/268)
لَهُ إجَازَة وزار مَعَ أَبِيه الْمَدِينَة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين.
عَليّ بن خواجه عمر بن عَليّ بن نَاصِر الحصني التَّاجِر وَيعرف بِابْن نَاصِر. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
عَليّ بن عمر بن عَليّ الْعَلَاء الْحُسَيْنِي العجلوني وَيعرف بِابْن قزلمي. مِمَّن سمع مني فِي الْمحرم سنة تسعين.
عَليّ بن عمر بن أبي مُوسَى عمرَان بن مُوسَى بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة بن صَالح بن عميرَة نور الدّين أَبُو الْحسن الذيبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالذيبي. ولد فِي خَامِس عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمنية الذيبة من الغربية بَين سخا وسنهور وَقدم الْقَاهِرَة فصحب الشَّيْخ مَدين وَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ كثيرا وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء فِي سنة سِتّ وَسبعين ثمَّ فِي سنة ثَمَانِينَ وَوَصفه بالعالم الْفَاضِل وَالسَّابِق المناضل مُذَكّر الْأَوَائِل الْمُقدم على الأماثل مقرب الشواسع ومقرر النافع صَاحب الأبحاث الفائقة والعبارات الرائقة فائق الأقران نخبة الزَّمَان فاتح مقفلات المشكلات وموضح مَا أوهم من المعضلات وَذكر غير ذَلِك من الْأَوْصَاف ووالده بالشيخ الإِمَام الْقدْوَة مربي المريدين نخبة الْأَوْلِيَاء وَالصَّالِحِينَ مُحَقّق الْيَقِين أَبَا حَفْص وجده بالمرتضى الْعدْل الرضي الشّرف أَبَا عمرَان، وَكَذَا حضر كثيرا من دروس الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَغَيرهمَا كالفخر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجوجري والنجم بن)
حجي والأبناسي وَآخَرين وَحضر عِنْدِي فِي شرح الْهِدَايَة وَغَيرهَا وتولع بالنظم وَغلب عَلَيْهِ فن الْأَدَب مَعَ مُشَاركَة فِي غَيره وَأَظنهُ مِمَّن يمِيل مَعَ ابْن عَرَبِيّ ويخوض فِي التَّوْحِيد، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء. وَحج غير مرّة وجاور مرَارًا وَجلسَ هُنَاكَ فِي بَاب السَّلَام شَاهدا مَعَ المداومة لحضور دروس البرهاني ثمَّ وَلَده وَرُبمَا حضر عِنْدِي وَلكنه كَانَ فِي غَالب مجاورتنا الرَّابِعَة ضَعِيفا بِحَيْثُ أيس مِنْهُ ثمَّ عَوْف كل ذَلِك وَهُوَ صابر قَانِع مَعَ تجرع فاقة تَامَّة وتودد تَامّ وفصاحة وَعبارَة، وَله فِي الْبُرْهَان وَولده القصائد البديعة سَمِعت كثيرا مِنْهَا بل كتب عَنهُ النَّجْم بن فَهد بَعْضهَا وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(إِن الأولى أذنوا بالمصطفى ذكرُوا ... سبعا فَخذ عدهَا فِي در منظوم)
(حبَان سعد بِلَال ابْن الْأَصَم أَبُو ... مَحْذُورَة والصدائي ابْن أم كُلْثُوم)
وَقَوله مِمَّا جمع فِيهِ الْعشْرَة على ترتيبهم:
(عَتيق عمر عُثْمَان عَليّ طَلْحَة ... زبير سعد سعيد وَابْن عَوْف وعامر)(5/269)
وَهُوَ مِمَّن قرظ مَجْمُوع البدري فَكَانَ مِمَّا كتبه:
(هُوَ السَّيْل إِلَّا أَن ذَاك انسكابه ... يحاكي لذا سكبا حلى حِين صنفا)
(هُوَ الْبَحْر إِلَّا أَنه العذب فِي اللهى ... سوى أَن فِيهِ الدّرّ يُوجد أحرفا)
وَقد نقل عني بحاشية آخر مِفْتَاح الْفَلاح لِابْنِ عطا الله عِنْد مسلسل بِاللَّه الْعَظِيم من كتابي الْجَوَاهِر المكللة الحكم على هَذَا المسلسل فوصف بعلامة الْحفاظ والمحدثين محيي سنة سيد الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ السخاوي من الْبَهْجَة فنون عُلُوم الحَدِيث أَمْسَى الْحَاوِي أيد الله تَعَالَى بِهِ السّنة الشَّرِيفَة وأفاض عَلَيْهِ وَمِنْه وَبِه المنن المنيفة ورأيته فِي مجاورتي الْخَامِسَة زَائِد التَّحَرِّي فِي تجنب الْغَيْبَة. وَحكى لي أول مَا قدم مَكَّة وجد بَين الْفَرِيقَيْنِ الظهيريين والنويريين مزِيد التشاحن والتباغض فَأحب الِانْفِرَاد عَن الْفَرِيقَيْنِ خوفًا من الْخَوْض فِيمَا يُؤَدِّي لَهَا ثمَّ بعد ثُلثي شهر خشِي من كَونه يُؤَدِّي إِلَى جفَاء فخالط وَكَانَ الْبُرْهَان يعد ذَلِك من محاسنه وَمَعَ ذَلِك فَلم يسلم مِمَّن أنكر قَوْله فِي بعض قصائده الَّتِي امتدح بهَا الجمالي فَمَا النَّوَوِيّ فَمَا ابْن الصّلاح.
عَليّ بن عمر بن قنان. هُوَ ابْن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ يَأْتِي.
عَليّ بن عمر بن عمرَان. يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُوسَى.
عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين ابْن الْفَخر البانباري ثمَّ)
الْمصْرِيّ الشَّافِعِي. ولد فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس الطَّيِّبِيّ والأطروش والزكي بكر السوبياني وَفتح الدّين صَدَقَة وَعبد الله الْخَواص وجوده مَعَ كَون كلهم مِمَّن قَرَأَ السَّبع على الزكي أبي بكر الضَّرِير وَحفظ الْمِنْهَاج والملحة وَبَعض الْعُمْدَة وَعرض على بعض إخْوَته وَأخذ عَن الشَّمْس بن عمار طرفا من الْعَرَبيَّة بل وَمن الْفِقْه أَيْضا مَعَ كَونه مالكيا. وَكَذَا تفقه بالزكي الْمَيْدُومِيُّ وَالشَّمْس بن الْقطَّان ثمَّ بولده الْبَهَاء وَسمع الحَدِيث على الصّلاح الزفتاوي وناصر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي والشهاب الْجَوْهَرِي وَالْفَخْر القاياتي فِي آخَرين، وَحج وجاور وَدخل دمياط فِي بعض ضروراته وَصَحب الْكَمَال المجذوب واختص بِهِ بِحَيْثُ كَانَ أَكثر أوقاته فِي مصر عِنْده. بل مَا مَاتَ إِلَّا فِي منزله وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا وَكَانَ خيرا سَاكِنا متعففا كثير التِّلَاوَة والتهجد محبا فِي الحَدِيث وَأَهله رَاغِبًا فِي الإسماع أخذت عَنهُ أَشْيَاء، فِي جسده بعض بَيَاض. مَاتَ فِي سادس رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود النُّور بن السراج بن الْجمال(5/270)
الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد قبل موت أَبِيه بِنصْف سنة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا ولازمني فِي سَماع أَشْيَاء بِالْمَدِينَةِ.
عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قنان نور الدّين الْأَسدي الْقرشِي الزبيرِي الرَّسْعَنِي نِسْبَة لرأس الْعين ثمَّ الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد عمر وَمُحَمّد وَيعرف بِابْن قنان بِكَسْر أَوله. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ذِي الْحجَّة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِرَأْس الْعين، وَقدم مَكَّة سنة سبع وَثَمَانمِائَة ثمَّ انْتقل مِنْهَا بعد مُدَّة إِلَى الْمَدِينَة وَاشْترى بهَا ملكا وَكَانَ يتَرَدَّد بَين الْحَرَمَيْنِ حَتَّى كَانَت وَفَاته بِمَكَّة، وَذكر أَنه سمع من الْبُرْهَان الْآمِدِيّ تلميذ ابْن تَيْمِية وَأَنه تَلا بالسبع على مُحَمَّد بن سالار الدِّمَشْقِي وَأبي الْمَعَالِي بن اللبان وَالشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَأبي سعيد مَحْمُود بن أَيُّوب التبريزي والكمال بن عمر التبريزي، وَرَأَيْت سَمَاعه على الزين المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِقِرَاءَة وَلَده أبي الْفَتْح وَوَصفه بالشيخ الْمُقْرِئ، وَأَشَارَ ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة نَفسه من طَبَقَات الْقُرَّاء إِلَى أَن صَاحب التَّرْجَمَة تَلا عَلَيْهِ بالعشر لكنه لم يكتمل واستجازه صاحبنا ابْن فَهد وَغَيره. وَمَات فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَصلي عَلَيْهِ بعد الْجُمُعَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.)
عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء الجعبري الخليلي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي. ولد فِي ثامن شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل قَلِيلا وأسمع على التدمري المسلسل ومجالس الْخلال الْعشْرَة وجزء البطاقة والمنتقى من مشيخة ابْن كُلَيْب ومنية السول، وَأَجَازَ لَهُ القباقبي وَشَيخنَا، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَحدث باليسير سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة.
على بن عمر بن مُحَمَّد بن الشَّمْس لولو الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَخُو زَيْنَب. ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة وأحضر على الحجار وَحدث. مَاتَ بِبَيْت لهبا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى. ذكره المقريزي فِي عقوده، وَينظر إِن كَانَ فِي كتابي.
عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمَكِّيّ أَخُو حسن الْمَاضِي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الْفَقِيه الْأَجَل الصَّالح شمس الدّين الأهدل أَخُو عبد الْمجِيد كَانَا كأبيهما من الصلحاء أفضل مَوْجُود فِي المراوغة من سهم. ذكره الْعَفِيف.
عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين الْحلَبِي قاضيها الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن جنغل. كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَنَشَأَ هَذَا شافعيا ثمَّ ساعده أَبوهُ وبذل عَنهُ حَتَّى عمل(5/271)
قَضَاء الْمَالِكِيَّة وَصرف بِهِ الْجمال مُوسَى بن النحريري وَصَارَ الْقَضَاء بَينهمَا نوبا فَتَارَة يسْعَى هَذَا وَتارَة ذَاك إِلَى أَن حصل الِاتِّفَاق بَينهمَا على تَركه السَّعْي على صَاحب التَّرْجَمَة ويلتزم لَهُ بِخمْس محلقات أَو نَحْوهَا فِي كل يَوْم ووفى لَهُ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يَعش هَذَا بعده سوى نَحْو أَرْبَعَة أشهر. وَمَات فِي صفر سنة سبع وَاسْتقر ابْنه الشَّمْس مُحَمَّد فِي الْقَضَاء ببذل فِيهِ وَفِي الْمُصَالحَة عَن تَركه أَبِيه.
عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد نور الدّين بن البانياسي الدِّمَشْقِي سبط الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد وَشَيخ زَاوِيَة جده، اسْتَقر فِيهَا بعد صاحبنا الشَّيْخ قَاسم الحبشي بل نازعه فِي حَيَاته وَلَو علم أَهْلِيَّته مَا توجه للمنازعة. ومولده سنة بضع وَأَرْبَعين.
عَليّ بن عمر الْعَلَاء الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الدنيف بِمُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ نون مَفْتُوحَة وَآخره فَاء. ولد فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فِيمَا قيل بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض بَعْضهَا على الْعَلَاء بن)
خطيب الناصرية فِي اجتيازه عَلَيْهِم بحماة وعَلى غَيره، ولازم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن وَهبة الله بن الْبَارِزِيّ فَانْتَفع بتربيته وَأخذ عَنهُ النَّحْو وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الْجمال يُوسُف بن سيف ولازمه وَالْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا عَن الزين بن الخرزي وَالْأُصُول عَن بعض الْعَجم مِمَّن قدم عَلَيْهِم، وَكتب الْخط الْحسن وباشر التوقيع عِنْد الصَّدْر بن الْبَارِزِيّ ولد نَاصِر الدّين الْمَذْكُور فِي تَرْجَمته لما لِأَبِيهِ عَلَيْهِ من حق التربية والمشيخة ثمَّ عِنْد وَلَده السراج عمر ثمَّ عِنْد غَيره مُقْتَصرا على معلومه ثمَّ أعرض عَنهُ وتصدى لإقراء الطّلبَة وَصَارَ شيخ الْبَلَد ومفتيه وخطيب الْجَامِع الْكَبِير الْأَعْلَى بِهِ نِيَابَة، وَحج مَعَ السراج عمر الْمشَار إِلَيْهِ فِي سنة كُنَّا بِمَكَّة الْمُجَاورَة الثَّالِثَة موسمها وَتزَوج ابْنه بابنة لَهُ. وَمَات بعيد التسعين عَن بضع وَسبعين وَخلف كتبا وتركة رَحمَه الله.
عَليّ بن عمر الْحَضْرَمِيّ مفتي عدن. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة.
عَليّ بن عمر الكثيري من آل كثير. انتزع ظفار من الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نزار الظفاري. وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ المقريزي فِي عقوده بأطول.
عَليّ بن عنان بن مغامس بن رميثة بن أبي نمي الْعَلَاء أَبُو الْحسن الحسني الْمَكِّيّ. ولي إمرتها مرّة للإشرف برسباي فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين عوضا عَن الْبَدْر حسن بن عجلَان وَخرجت مَعَه تجريدة من الممالك السُّلْطَانِيَّة مقدمهم قرقماس الشَّعْبَانِي الناصري فَلم يلق حَربًا وَأقَام على إمرته ثمَّ انْفَصل وَدخل الغرب(5/272)
فَأكْرمه أَبُو فَارس ملكهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ حسن المحاضرة يذاكر بالشعر وَنَحْوه، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه كَانَ لين الْجَانِب. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ مسجونا فِي قلعتها يَوْم الْأَحَد ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ مطعونا شَهِيدا غربيا وحيدا عَفا الله عَنهُ.
عَليّ بن عنبر الْعمريّ نِسْبَة لعمل الْعُمر. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن عياد بن أبي بكر بن عَليّ نور الدّين أَبُو الْحسن الْبكْرِيّ البستريني الأَصْل الفاسي المغربي الْمَالِكِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بملوية من أَعمال فاس وَحفظ الرسَالَة وَغَيرهَا كالألفية وَبَعض التسهيل واللامية فِي الصّرْف وتلا لنافع على جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن)
إِبْرَاهِيم المزاني وَعنهُ أَخذ فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَأخذ فِي الْفِقْه عَن أبي بكر الدخيسي وأسئلة كَثِيرَة عَن مُحَمَّد القوري وَسمع الحَدِيث على عبد الرَّحْمَن الثعالبي وَمُحَمّد الواصلي فِي آخَرين وَقدم الْقَاهِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ ثمَّ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. وَحج فِي كل مِنْهُمَا ولقيني بِمَكَّة فِي ثانيتهما فَسمع مني فِي موسمها بِحَضْرَة الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي وعظمه فِي الصّلاح وكتبت لَهُ إجَازَة وأوقفني على لطائف الإشارات فِي مَرَاتِب الْأَنْبِيَاء فِي السَّمَوَات فِي الْمِعْرَاج، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الصَّدْر وَقَالَ إِنَّه لَقِي الْفَخر الديمي وَرجع.
عَليّ بن عِيسَى بن عُثْمَان بن مُحَمَّد النُّور بن الشّرف القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشّرف مُحَمَّد وأخو الْفَخر مُحَمَّد وَأحمد وَيعرف كسلفه بِابْن جوشن. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل وتميز وَأخذ عَن شَيخنَا وَغَيره. مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن فِي زاويتهم الشهيرة من الصَّحرَاء رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن قَاسم الراجبي الْمَاضِي أَبوهُ. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن أبي مهْدي الفِهري البسطي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه اشْتغل ببلاده ثمَّ حج وَدخل الشَّام وَنزل بحلب على قاضيها الْجمال النحريري وأقرأ التسهيل وَعمل المواعيد بالجامع، وَكَانَ فَاضلا ذكيا أديبا يذكر فِي الْمجْلس نَحْو سَبْعمِائة سطر يرتبها أَولا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثمَّ ينظرها يَوْم الْخَمِيس ثمَّ يلقيها يَوْم الْجُمُعَة سردا يطرزها بفوائد ومناسبات. قَالَه البرهاني الْمُحدث وَذكر أَنه أنْشدهُ ابْن الْجبَاب الغرناطي اللغز الشهير فِي الْمسك:
(كتبتم رموزا وَلم تكْتبُوا ... كَهَذا الَّذِي سَبيله وَاضِحَة)(5/273)
قَالَ: وأنشدنا عَنهُ أناشيد، ثمَّ دخل الرّوم فسكنها وَعظم قدره ببرصا وحصلت لَهُ ثروة ثمَّ دخل القرم وَكثر مَاله. وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَغَيره وَهُوَ مِمَّن ذكره شَيخنَا فِي الدّرّ سَهوا فَلَيْسَ من شَرطه.
عَليّ بن عِيسَى نور الدّين بن الخواجا الشّرف الْقَارئ الدِّمَشْقِي شَقِيق مُحَمَّد وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن الْقَارئ ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا وَحج ولقيني بِمَكَّة بعد أَن استجازني أَخُوهُ لَهُ ولبنيه التقي أبي بكر والشرف يحيى وَسَائِر بَنَاته فِي موسم)
سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَانَ قدم مَعَ الركب الشَّامي ليجاور فَوجدَ المرسوم سبقه بِرُجُوعِهِ لمصر ليَكُون مَعَ أَخِيه فِي المصادرة لطف الله بهما، ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة سنة تسع وَتِسْعين وَقد قدمهَا فِي موسم الَّتِي قبلهَا وَأقَام هُوَ وَابْن عَمه الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بجدة.
عَليّ بن غَازِي بن عَليّ بن أبي بكر بن أبي بكر بن عبد الْملك الصَّالِحِي وَيعرف بالكوري بِضَم الْكَاف ثمَّ رَاء مُهْملَة. سمع زَيْنَب ابْنة الْكَمَال مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي والعز مُحَمَّد بن الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن أبي عمر، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره وَقَالَ: مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع رَحمَه الله.
عَليّ بن غَرِيب. لَهُ ذكر فِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل.
عَليّ بن فتح بن أوحد النُّور الخانكي حفيد شيخ الخانقاه السرياقوسية كَانَ ووالد مُحَمَّد الْآتِي.
نَاب فِي الْقَضَاء بهَا عَن صهره عز الدّين المنوفي وَتَأَخر بعده حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين.
عَليّ بن فَخر الدّين وَيُقَال لَهُ فَخير بن مُحَمَّد بن مهنا إسكندري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعَطَّار وَيعرف بِابْن فَخير، مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَهُوَ أكبر أَخَوَيْهِ ويليه أَحْمد ويليهما عبد الْكَرِيم الشَّاهِد.
عَليّ بن أبي الْفرج مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حميدان الْمدنِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كأبيه بِابْن حميدان.
أحد المؤذنين بِالْحرم الشريف الْمدنِي وَمِمَّنْ يحفظ الْقُرْآن. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة.
عَليّ بن الْفَقِيه الطهطاوي وَاسم أَبِيه. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن قَاسم الْعَلَاء الأردبيلي الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف كأبيه وبالبطائحي.
اشْتغل عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَغَيره وتميز سِيمَا فِي الْقرَاءَات بِحَيْثُ صنف فِيهَا وَأَخذهَا عَن جمَاعَة مَعَ تفنن فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والفرائض(5/274)
والحساب والقراءات وَالْفِقْه وَمن محافيظه الْمِنْهَاج والشاطبية وأقرأ الطّلبَة. مَاتَ بالخليل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين، وَوَصفه الصّلاح الجعبري بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْمُقْرِئ وَصدر تَرْجَمته بِأبي الْحسن البطائحي وَقد زَاد على الْخمسين.
عَليّ بن الْقسم بن مُحَمَّد بن حُسَيْن اليمني الزيدي وَيعرف بِابْن شقيف. كَانَ من أَعْيَان الزيدية بِمَكَّة مِمَّن يفتيهم ويعقد لَهُم الْأَنْكِحَة. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة)
وَهُوَ فِي أثْنَاء عشر الثَّمَانِينَ ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
عَليّ بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ. مِمَّن تكسب بِالتِّجَارَة وسافر لأَجلهَا إِلَى الْيمن وَغَيرهَا مَعَ اشْتِغَال يسير بل تَلا للسبع على الشوايطي وَأذن لَهُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعَلَاء بن الْجلَال الأخميمي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي النَّقِيب وَالِده بل وَهُوَ أَيْضا ثمَّ أعرض عَنْهَا وَذَلِكَ أَنه الْتزم عدم تعَاطِي شَيْء على كِتَابَة المراسيم وَنَحْوهَا وَالْتمس من القَاضِي تَقْرِير شَيْء على ذَلِك فقرر لَهُ مَالا يَكْفِيهِ فتحول لما هُوَ مُنْفَرد بِهِ فِي رمي النشاب وَقصر نَفسه عَلَيْهِ وَأقَام عِنْد عمر بن الْملك الْمَنْصُور ليهذبه فِيهِ بل كَانَ لَهُ اخْتِصَاص بقجماس نَائِب الشَّام وخطه لَا بَأْس بِهِ، وَله نظم رثي الْعلم البُلْقِينِيّ حسب مَا سمعته يَقُوله.
عَليّ بن أبي الْقسم بن يحيى المراكشي المغربي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عَليّ بن أبي الْقسم المحجوب.
عَليّ بن القاق شيخ بعض جبال عجلون. قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
عَليّ بن قَاسم الْعَلَاء أَبُو الْحسن بن شيخ الخدام بِالْحرم الْمدنِي المحمدي الْآتِي. مِمَّن اشْتغل يَسِيرا ولازمني بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قَرَأَ عَليّ الشفا وَسمع عَليّ أَشْيَاء.
عَليّ بن قراقجة الْأَمِير عَلَاء الدّين الحسني أحد العشراوات مَاتَ هُوَ وَأَبوهُ فِي يَوْم وَاحِد يَوْم السبت ثامن عشر صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَقد قَارب هَذَا الْعشْرين.
عَليّ بن قردم العلائي الْمَذْكُور وَأَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا.
عَليّ بن قرقماس بن حليمة الْمَكِّيّ واليها مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَلفه بعد أشهر فِي الْولَايَة على الْقطَّان وهما مهملان.
عَليّ بن قرمان، قدم على الْمُؤَيد فأمده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بعسكر باشه وَلَده إِبْرَاهِيم وطرد أَخَاهُ مُحَمَّدًا عَن الْبِلَاد القرمانية وَاسْتقر هَذَا هُنَاكَ وأحضر مَعَه أَخُوهُ.
عَليّ بن قنان، فِي ابْن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قنان.(5/275)
عَليّ بن كَامِل بن إِسْمَاعِيل بن كَامِل بن يَعْقُوب بن نَهَار الْعَلَاء السّلمِيّ بن تحتين ثمَّ السرميني الشَّافِعِي. ولد فِي مستهل شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا سمعته من لَفظه وَقيل فِي)
سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بسمية من أَعمال حماة وَنَشَأ بهَا فحفظ بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى سرمين بعد الْبلُوغ فأكمله ثمَّ الْمِنْهَاج وتفقه بالبرهان إِبْرَاهِيم بن مُسلم الحوراني السرميني وَأخذ الْعَرَبيَّة على الْعِزّ الحاضري ومحمود السرميني وانتقل فِي الْفِتْنَة يَوْم الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث فَأَقَامَ بِالشَّام يَسِيرا ثمَّ زار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ فِيهِ عَن الشهَاب بن الهائم، وَقدم الْقَاهِرَة فَاجْتمع بالسراج البُلْقِينِيّ والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي والعز بن جمَاعَة وَحضر دروس بَعضهم وَاسْتمرّ بهَا إِلَى ثامن رمضانها ثمَّ رَجَعَ بِلَاده فَأَقَامَ بهَا متصديا للاشتغال والإفادة حَتَّى برع وانتفع بِهِ جمَاعَة وَولي قَضَائهَا مسئولا مُدَّة يسيرَة ثمَّ ترك ولقيته بهَا فَكتبت عَنهُ كثيرا من فَوَائده ونظمه، وَكَانَ عَالما فَقِيها مستحضرا للروضة ولجملة صَالِحَة من الْعَرَبيَّة واللغة وَالْأَدب والنوادر مَعَ الدّين والتواضع والتقشف وَالْإِحْسَان للغرباء والوافدين والتردد إِلَيْهِم والمحاسن الجمة، أفتى ودرس وناظر الْعَلَاء بن مغلى وَابْن خطيب الناصرية وَغَيرهمَا وَعمل منظومة سَمَّاهَا دُرَر الْأَفْرَاد فِي معرفَة الأضداد نَحْو ثَلَاثمِائَة بَيت وأولها مِمَّا كتبته عَنهُ:
(الْحَمد لله وَصلى أبدا ... على النَّبِي الْعَرَبِيّ أحمدا)
(من خصّه الله بِخَير الألسن ... وبالهدى إِلَى السَّبِيل الْحسن)
(وَآله وَصَحبه من بعد ... لَيْسَ لَهَا حصر وَلَا تحد)
(وَبعد فالأضداد للصاغاني ... مستحسن فِي الْوَضع والمعاني)
إِلَى غير ذَلِك مِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه ونثره حسب مَا أوردته فِي الرحلة وَغَيرهَا. مَاتَ سنة سِتِّينَ رَحمَه الله.
عَليّ بن كبيش بن عجلَان حسني نَائِب مَكَّة وَمن لَهُ حُرْمَة وصولة فِيهَا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ بن لولو نور الدّين القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن لولو. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ: كَانَ عَالما عَاملا متورعا مديما للإقراء بِجَامِع الْأَزْهَر وَغَيره وانتفع بِهِ النَّاس وَلم يكن يَأْكُل إِلَّا من عمل يَده لم يتقلد وَظِيفَة قطّ وَله فِي الْعَرَبيَّة مُقَدّمَة سهلة المأخذ، مَاتَ سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ فِي عشر السِّتين انْتهى، وَمن شُيُوخه(5/276)
عَليّ بن أبي اللَّيْث، فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.)
عَليّ بن مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة بن مَنْصُور بن جماز بن شيحا الْحُسَيْنِي الْمدنِي أَخُو أميان الْمَاضِي، رام بعد أَبِيه إمرة الْمَدِينَة وتجاذب فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ هُوَ والعجل بن عجلَان الْمَاضِي فِيهَا فَمَا تيسرت لَهما.
عَليّ بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ، كَانَ يأمل إمرتها وَقَوي رجاؤه لما انحرف النَّاصِر فرج على صَاحبهَا حسن بن عجلَان فَمَا كَانَ بأسرع من رِضَاهُ وَاسْتمرّ هَذَا بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ فِي آخر سنة خمس عشرَة وَهُوَ معتقل بقلعة الْجَبَل، ذكره الفاسي فِي مَكَّة مطولا.
عَليّ بن مبارك بن عِيسَى الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن عكاشة. ورث عَن أَبِيه شَيْئا كثيرا من نقد وعقار فأتلفه وَاحْتَاجَ إِلَى أَن صَار يتقوت بِكِتَابَة الوثائق وَنَحْوهَا فدام على ذَلِك نَحْو عشر سِنِين. ثمَّ مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عَن بضع وَثَلَاثِينَ سنة وَبَلغنِي أَنه عمر مَسْجِد التنضب بوادي نَخْلَة عَفا الله عَنهُ. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نور الدّين أَبُو الْحسن الخجندي ثمَّ الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على الْمُحب المطري وَفتح الدّين بن صلح وَآخَرين واشتغل على السَّيِّد الْمكتب شيخ الباسطية ثمَّ الشهَاب الأبشيطي، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا على الشرواني فِي المطول وعَلى الكافياجي والتقي الحصني ولازم الْأمين الأقصرائي وبرع فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا مَعَ ذكاء مفرط ونظم جيد كثير ونثر حسن أثبت مِنْهُ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة والوفيات أَشْيَاء. مَاتَ بِالشَّام غَرِيبا فِي صفر سنة إِحْدَى وَسبعين بعد وَالِده بِسنة وَلما بلغته وَفَاته أرسل إِلَى أَهله كتابا فِيهِ:
(إِن مَاتَ وَالِدي الشفيق فَإِن لي ... دمعا يسيل عَلَيْهِ فِي الوجنات)
(ولربما كف الحزين دُمُوعه ... صونا لهمته عَن الهفوات)
(خوف الوقيعة قبل فَوت وُقُوعهَا ... فَإِذا اسْتَقَرَّتْ خيف مَا هُوَ آتٍ)
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَامِد الْعَلَاء الصَّفَدِي الشَّافِعِي ابْن عَم الشَّمْس مُحَمَّد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الداعية الْآتِي وَيعرف بِابْن حَامِد. ولد فِي ذِي الْقعدَة أَو الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بصفد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك،)
وارتحل فِي الطّلب إِلَى دمشق(5/277)
ثمَّ الْقَاهِرَة مجددا فِي الِاشْتِغَال مشمرا عَن ساعده إِلَى أَن برع وأشير إِلَيْهِ بالفنون وتنزل فِي صوفية الأشرفية برسباي من واقفها بعد امتحان شيخ الشَّافِعِيَّة بهَا القاياتي لَهُ بِمَا أحسن جَوَابه وَكَذَا ولي شَهَادَة الشونة بِسَعِيد السُّعَدَاء عَن السراج الحسباني أَو تَقِيّ الدّين بن فتح الدّين بن الشَّهِيد ثمَّ رغب عَنْهَا لِابْنِ المرخم، وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَجلسَ بحانوت القزازين بل ولي قَضَاء بَلَده صفد غير مرّة أَولهَا بسفارة الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ مَعَ مَا بَينه وَبَين الظَّاهِر جقمق من الصداقة الْقَدِيمَة بِحَيْثُ كَانَ يؤمل مِنْهُ أَعلَى من ذَلِك فَشَكَرت سيرته ثمَّ عزل بالشهاب الزُّهْرِيّ ثمَّ أُعِيد ثمَّ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين جرت بَينه وَبَين حاجبها كائنة سجن الْحَاجِب بِسَبَبِهَا فِي قلعة صفد وَأمر بِنَفْي الْعَلَاء هَذَا إِلَى دمشق فصادف قدومه الْقَاهِرَة فَسمع بذلك فرام الِاجْتِمَاع بالسلطان فَمَا تمكن بل أَمر بنفيه إِلَى قوص فتلطفوا بِهِ حَتَّى أُعِيد إِلَى الْأَمر فسافر إِلَى دمشق فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَاسْتقر ابْن سَالم فِي قَضَاء صفد عوضه ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا ثمَّ انْفَصل بالمذكور أَيْضا ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا بعد وَفَاته، وَاسْتمرّ إِلَى أَن صرف بالشهاب بن الفرعمي لكَونه بذل أَرْبَعمِائَة دِينَار مُلْتَزما بِمِثْلِهَا فِي كل سنة. ثمَّ أُعِيد الْعَلَاء فدام حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سبعين بالإسهال رَحمَه الله وإيانا وَكَانَ عَالما بفنون خُصُوصا الطِّبّ وَقد شهد لَهُ الشهَاب بن المحمرة بِمَعْرِِفَة اثْنَي عشر علما وَوَصفه البقاعي فِي طبقَة سَماع الْمُوَطَّأ للقعنبي بِالْإِمَامِ الْعَلامَة الْحفظَة المفنن وَهُوَ كَذَلِك مَعَ وَصفه بِالْكَرمِ الزَّائِد والعفة والشهامة حَتَّى أَنه لما قدم البقاعي من الْقُدس آواه عِنْده ورتب لَهُ فِي كل يَوْم رغيفين بل قيل لي أَنه عرض على القاياتي أَن يرغب لوَلَده عَن تصوف كَانَ باسمه إِمَّا بالأشرفية أَو سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله.
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله أَبُو الْحسن بن أبي عبد الله بن أبي إِسْحَاق الْحلَبِي الْعدْل بهَا. سمع مَعَ ابْن عشائر على الصّلاح عبد الله بن الشَّمْس بن المهندس شَيْئا وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ إِن لم يكن سَمَاعا بمجلسين هما الرَّابِع وَالْخَامِس من أمالي أبي مُطِيع وبمجلس من إملاء أبي الْفرج الْقزْوِينِي قريب الثَّلَاثِينَ قَرَأَهَا عَلَيْهِ الْمُحب بن الشّحْنَة.
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان نور الدّين أَبُو الْحسن بن الشَّمْس أبي عبد الله السفطرشيني ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الشاذلي سبط النُّور الأدمِيّ والآتي أَبوهُ. ولد فِي عَاشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن(5/278)
وتلا بِهِ على وَالِده لأبي)
عَمْرو وَلما صاهر أَبوهُ الأدمِيّ جعله شافعيا فَنَشَأَ ابْنه على مَذْهَب أَبِيه وجده لأمه وَإِلَّا فأسلافهم كَانُوا مالكية وَحفظ التَّقْرِيب للعراقي فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَبَعض التسهيل وَغَيرهَا، وَعرض التَّقْرِيب على مُؤَلفه وَكَذَا عرض على وَالِده أبي زرْعَة وَجَمَاعَة أَجَازُوا لَهُ والكمال الدَّمِيرِيّ والشهاب بن الْعِمَاد وَآخَرين مِمَّن لم يعين الْإِجَازَة فِي خطه وجود الْقُرْآن أَيْضا على الشّرف يَعْقُوب الجوشني ومظفر وَغَيرهمَا وَبحث فِي الْمِنْهَاج على أَبِيه وجده لأمه وَابْن الْعِمَاد والشمسين الغراقي وَابْن عبد الرَّحِيم وَغَيرهم وَفِي الألفية والتسهيل على وَالِده أَيْضا وَلم يكثر من ذَلِك وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ أعرض عَنْهَا قبل مَوته بأزيد من ثَلَاثِينَ عَاما، وَحج وسافر إِلَى دمشق وَدخل إسكندرية ودمياط وَأم بِمَسْجِد صفي الدّين بِخَط الصبانين من مصر، وَكَانَ خيرا منجمعا عَن النَّاس متقنعا بوظائف تَركهَا لَهُ أَبوهُ، ولقيته بِمصْر فَأخذت عَنهُ بعض التَّقْرِيب. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة رَحمَه الله وإيانا.
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمحلي الأَصْل ثمَّ الخانكي الْمُتَصَرف عِنْد الْقُضَاة أديب.
مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ولقيته بالخانكاه فأنشدني قَوْله مواليا فِي نور الْعين:
(قصف من جماعا أَعْيَان غُصْن ... بدر كَامِل كَانَ زين)
(بَكَيْت سل دَمًا من عَيْني ... عميت حن فقد نور الْعين)
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَلَاء أَبُو الْحسن الْجَعْفَرِي النابلسي الْحَنْبَلِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة، وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وعَلى صَفِيَّة ابْنة عبد الْحَلِيم الحنبلية فِي سنة خمس وَسبعين جُزْء من ابْن الطلاية قَالَ: أنابه الأبرقوهي وعَلى أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي فِي سنة تسع وَسبعين جُزْءا فِيهِ منتقى أَحَادِيث مسلسلات بِحرف الْعين من مُسْند الدِّرَامِي وعَلى أبي حَفْص بن أميلة أمالي ابْن سمعون وَغَيرهَا، وَحدث لقِيه شَيخنَا فِي رحلته فَسمع عَلَيْهِ الأول من أمالي ابْن سمعون وَكَذَا سمع عَلَيْهِ من شُيُوخنَا التقي أَبُو بكر القلقشندي وَحدثنَا عَنهُ فِي بَيت الْمُقَدّس بأَشْيَاء، وَآخر مَا وقفت عَلَيْهِ مِمَّا سَمعه مِنْهُ مَا أرخ بجمادى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانمِائَة ووقفت لَهُ على تصنيفين أَحدهمَا فِي وصف الْحمام سَمَّاهُ رشف المدام نقل فِيهِ عَن ابْن رَجَب وَوَصفه شَيخنَا فَكَأَنَّهُ أَخذ عَنهُ الْفِقْه وَقَالَ أَنه اجْتمع فِي سنة تسع وَتِسْعين بالقاقون بشخص هندي ذكر)
لَهُ أَن عمره نَحْو مائَة وَثَلَاثِينَ سنة وَأَنه سَأَلَهُ أببلاد الْهِنْد باقلاء فَقَالَ: لَا وَقَالَ إِن(5/279)
سَبَب تصانيفه أَنه تَذَاكر هُوَ والغياث أَبُو الْفرج عبد الْهَادِي بن عبد الله اليسطامي مَا عِنْدهمَا من ذَلِك فَاقْتضى جمعه وَأورد فِيهِ من نظمه:
(عجبت لأصوات الحمائم إِذْ غَدَتْ ... غناء لمسرور ونوحا لمحزون)
(وندبا لمفقود وشجوا لعاشق ... وشوقا لمشتاق وتنهيد مفتون)
وَقَوله مواليا:
(حمامة الدوح نوحي واظهري مَا بك ... وعددي واندبي من فرقة أحبابك)
(لَا تكتمي واشرحي لي بعض أوصابك ... أَظن مَا نابني فِي الْحبّ قد نابك)
ثَانِيهمَا فِي الْوَدَاع سَمَّاهُ كشف القناع فِي وصف الْوَدَاع أَو توزيع المكروب فِي توديع المحبوب جمع فِيهِ مَا وقف عَلَيْهِ من الْأَشْعَار الَّتِي فِي الْوَدَاع يكون فِي نصف مُجَلد عمله عِنْد وداع البسطامي الْمَذْكُور وأخويه عبد اللَّطِيف وَعبد الحميد البسطاميين وَالشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد النَّاصِر وَأورد فِيهِ من نظمه قصيدة أَولهَا:
(إِنْسَان عَيْني بالمدامع يرعف ... وأظنها كَبِدِي تذوب فتنزف)
(وَالْقلب فِي جمر الغضا متقلب ... إِذْ هددوه بالفراق وأرجفوا)
وَأُخْرَى أَولهَا:
(صب جرت مذ جرى التوديع أدمعه ... وأحرقت بلهيب الشوق أضلعه)
(وَفَارق الصَّبْر والسلوان حِين نأى ... وأوحشت عِنْده وَالله أَرْبَعه)
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم النُّور الحريري الْوراق الْمقري وَيعرف بِابْن الْمُؤَذّن أَخذ عَنهُ الْعَسْقَلَانِي السَّبع ولقيه الزين رضوَان بل قَالَ ابْن أَسد أَنه أَخذ عَنهُ.
عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الْحلَبِي الشَّاهِد مِمَّن سمع عَلَيْهِ الْمُحب بن الشّحْنَة مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن عبد الله.
عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن زيد الْعَلَاء الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن زيد. سمع ثلاثيات مُسْند على عَليّ وَحدث بهَا سَمعهَا بعض الطّلبَة عني وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قَالَ وَكَانَ صَالحا زاهدا ورعا رَحمَه الله.
عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر نور)
الدّين الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ النجار نزيل الْقَاهِرَة وأخو عبد اللَّطِيف الْمَاضِي وَيعرف بالغنومي نِسْبَة لفخذ من قُرَيْش كَذَا قَالَ وَفِيه وَقْفَة فَلم يذكر بِمَكَّة أَنه قرشي. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي بكر بن عَيَّاش عَن عَاصِم من طَرِيق الشاطبية على الشَّمْس مُحَمَّد بن صديق الْمَكِّيّ(5/280)
الشَّافِعِي وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ أَبوهُ مالكيا وجده شافعيا فَاخْتَارَ هُوَ مَذْهَب جده فحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على الْجمال بن ظهيرة وَولده الْمُحب وَابْن سَلامَة والنور الْمرْجَانِي والعز النويري وَسمع على الأول وَالثَّالِث والزين الطَّبَرِيّ وَأبي الْفضل بن ظهيرة فِي آخَرين واشتغل فِي الْفِقْه على الأول وَالثَّالِث والعز النويري ووالده الْمجد وَغَيرهم، وَحضر عِنْد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وَلكنه لم يتَمَيَّز وَيحْتَاج كل هَذَا لتحرير، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ النشاوري وَابْن حَاتِم وعزيز الدّين المليجي والتاج الصردي والعراقي والهيثمي وَابْن عَرَفَة وَابْن خلدون وَأحمد بن أقبرص وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وسافر من مَكَّة إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَتعلم صَنْعَة السُّرُوج فارتزق مِنْهَا فِي بعض الحوانيت بِالْقربِ من جَامع الْحَاكِم ولقيته فَأجَاز لي غير مرّة وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله.
عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن بهْرَام. فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ عبد الله.
عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَار الله بن زَائِد نور الدّين السنبسي الْمَكِّيّ أحد من يتجر ويعامل وَله عقار ويشهر بدبوس. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت منتصف صفر سنة خمس وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
عَليّ الْأَكْبَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ أَخُو أبي البركات مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الزين. بيض لَهُ ابْن فَهد وَيُحَرر كَونه من هَذَا الْقرن.
عَليّ الْأَصْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن النُّور أَبُو الْحسن الْحَنَفِيّ أَخُو الَّذِي قبله وَأمه خَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر المرشدي. ولد فِي أحد الجمادين سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فِي سنة إِحْدَى فَكَفَلَهُ عَمه الْعَفِيف عبد الله واعتنى بِهِ خَاله الْجمال المرشدي فَأحْضرهُ على الشَّمْس ابْن سكر وَابْن صديق بل وَسمع على ثَانِيهمَا والشهاب بن)
منبت والتقي الزبيرِي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي والشهاب أَحْمد بن أقبرص وَأَبُو حَفْص البالسي والمحب بن منيع وَابْن قوام وَفَاطِمَة وَابْنَة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَجَمَاعَة وَنَشَأ فَقِيرا فسافر فِي التِّجَارَة إِلَى سواكن وَغَيرهَا من بِلَاد الْيمن مرَارًا إِلَى أَن أثرى وَكثر مَاله وَاسْتقر فِي نظر رِبَاط السِّدْرَة ورباط كَلَالَة والميضأة المنسوبة لبركة فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فعمر ذَلِك عمَارَة متقنة وبذل فِيهَا جملَة من مَاله قرضا ثمَّ ولي التَّكَلُّم فِي الجشيشة الجمالية بِمَكَّة فِي أثْنَاء(5/281)