لناظمها وَالْكثير من شرحي وَقَرَأَ عَليّ فِي شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد بل أَخذ عني دروسا من شرح ألفية النَّحْو، وَبَعض هَؤُلَاءِ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس فدرس وناب فِي الْقَضَاء، وَحج وتكسب)
بالطب قَلِيلا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ التكسب بِالشَّهَادَةِ، وَصَارَ مرجع خطته إِلَيْهِ فِيهَا وداوم الْجُلُوس فِي بعض الْمَسَاجِد لَهَا وللاقراء وَلم يتعاط من الاحكام إِلَّا قَلِيلا مَعَ تواضعه وانطراح نَفسه واقباله على مَا يهمه، وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء مَعَ ثروة وَشدَّة حرص اقْتضى تَعبه من قبل بنيه وَنَحْوهم.
حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الصَّواف. /. مضى فِيمَن جد أَبِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد تَقْرِيبًا.
447 - حسن بن عَليّ بن الزكي مُحَمَّد بن مُوسَى بن مراج الْمَكِّيّ الْعَطَّار الْبَزَّار / بقيسارية دَار الامارة مِنْهَا، وَيعرف بِابْن الزكي. ولد قبيل الاربعين وَسَبْعمائة بِيَسِير، وَسمع عَليّ الْفَخر بن النويري وَابْن الصفي الطَّبَرِيّ والسراج الدمنهوري والتاج ابْن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الْهَمدَانِي والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين كالقطب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المكرم سمع عَلَيْهِ جُزْء الْخرقِيّ ومجالس من أمالي التنوخي. قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث لكنه أجَاز فِي بعض الاستدعاءات، وَكَانَ خيرا عطارا بِمَكَّة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَدفن بالمعلاة. ترجه الفاسي بِمَكَّة ثمَّ التقى بن فَهد فِي مُعْجَمه
448 -. حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر البهوتي القاهري الْمَالِكِي نزيل مدرسة حسن بالرميلة / وَأحد الْعُدُول على بَاب خانقاه شيخو. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والرسالة فِي الْفِقْه، واشتغل بالفقه على التَّاج بهْرَام وَالشَّمْس بن مكين الْمصْرِيّ والبساطي وبالنحو على الشَّمْس الشطنوفي، وَسمع المئة الَّتِي انتقاها ابْن تَيْمِية من البُخَارِيّ عَليّ الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سراج الكفربطناوي الدِّمَشْقِي قدم عَلَيْهِم أَنا بِهِ الحجار وَكَذَا أخبر أَنه سمع عَليّ الغماري والعراقي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج غير مرّة أَولهَا سنة تسعين سنة بُلُوغه، وَدخل اسكندرية فرابط بهَا شهرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ. مَاتَ فِي أَيَّام عيد النَّحْر سنة خمس وَأَرْبَعين رَحمَه الله، وَهُوَ يشْتَرك مَعَ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الْمَاضِي قَرِيبا فِي الِاسْم وَاسم الْأَب وَالْجد وَالْمذهب والحرفة وَالْعصر وَإِن تَأَخّر ذَاك.(3/116)
449 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر الفيشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / إِمَام المؤيدية.
اشْتغل عِنْد الشريف النسابة وَغَيره، وأتقن الْقرَاءَات مَعَ الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَغَيره وَأم بالمؤيدية نِيَابَة وازدحم الْعَامَّة على سَمَاعه خُصُوصا فِي ليَالِي رَمَضَان، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ)
فِي رُجُوعه من الْحَج ببدر فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَأَظنهُ زَاد على الْخمسين رَحمَه الله.
450 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الازهري ثمَّ المرجوشي الشَّافِعِي الْأَعْرَج. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بالمنية الْمُجَاورَة لصافور من الشرقية، وَقدم الْقَاهِرَة فلازم فِي الْفِقْه الْعلم البُلْقِينِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الفرعي بِتَمَامِهِ قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وَفهم وتدقيق، وَأخذ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والشهاب السيرجي وأذنوا لَهُ فِي الاقراء والافتاء والعربية وَغَيرهَا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَشَيخنَا ابْن خضر والشريف الْحَنَفِيّ شيخ الجوهرية، وَسمع على شَيخنَا مُسْند الشَّافِعِي إِلَّا الْيَسِير وَغير ذَلِك، وتميز فِي الْفِقْه والفرائض والحساب واختص بِصُحْبَة أبي الْعدْل قَاسم البُلْقِينِيّ بِحَيْثُ كَانَ أحد قراء التقاسيم عِنْده وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ فَصَاحب لترجمة بِمَا كَانَ يسديه إِلَيْهِ من الْمَعْرُوف والاخر بمذاكرته وَنَحْوهَا وبواسطة سكناهُ بمدرسة البُلْقِينِيّ كَانَ يُؤَدب فتح الدّين تَقِيّ الدّين وَحكى أَنه من شدَّة خَوفه من ضربه أشهد على نفس بِأَمْر يسْتَوْجب الْقَتْل ليخلص من ضربه بِحَيْثُ احْتِيجَ إِلَى حقن دَمه وَالْحكم باسلامه وَبعده لزم الاقامة بِمَسْجِد بِطرف سوق أَمِير الجيوش متقنعا بمعلومه فِي البيبرسية والجمالية وَمَا لَعَلَّه يصل إِلَيْهِ من المبرات سِيمَا مِمَّن يقرىء أَوْلَادهم من التُّجَّار كَابْن عليبة وَنَحْوهم وَإِذا وسع الله وسع مَعَ تردد الطّلبَة إِلَيْهِ حَتَّى انْتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ طبقَة بعد أُخْرَى، وَحج فِي الْبَحْر وجاور بعض سنة، وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الشهَاب بن عبد السَّلَام والكمال الْحُسَيْنِي الطَّوِيل وَابْن الْعِزّ السنباطي والشرف بن روق وَالْجمال عبيد الضاني، وَلم يَنْفَكّ عَن مُلَازمَة الْمَسْجِد الْمشَار إِلَيْهِ وَلَا عَن المزاح والكلمات الْيَابِسَة وَيُقَال إِنَّه تجرأ على الشَّيْخ سليم، وَله همة عالية وفتوة وكرم وَقد طرقه السراق فِي مَسْجده لَيْلًا وَأخذُوا لَهُ من الثِّيَاب والنقد مَا لم يكن يظنّ بِهِ وَمَا سلمه من الْقَتْل إِلَّا الله، وتحول عَنهُ أَيَّامًا وَأمْسك بعهم وَلم يحصل مِنْهُم على طائل وَلَكِن بره الْخَلِيفَة وَكَاتب النّسَب والاستادار وَغَيرهم ثمَّ عَاد وتزايد عَجزه وهرمه، وَمَعَ ذَلِك لم يَنْفَكّ عَن الاقراء ثمَّ عجز، وسافر مَعَ أُخْته إِلَى بِلَاده ثمَّ عَاد.(3/117)
حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد حسام الدّين الابيوردي. / مضى فِيمَن جده حسن.
451 - حسن بن عَليّ بن مَحْمُود الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين، وَنَشَأ فاشتغل قَلِيلا فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا ولازمني فِي مجاورتي الرَّابِعَة وَالْخَامِسَة وَسمع مني أَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ فِي الْمشكاة وَغَيرهَا.
452 - حسن بن عَليّ بن معِين الْبَدْر السنباطي ثمَّ القاهري الكتبي / وَالِده الشَّافِعِي إِمَام الْمُؤَيد أَحْمد. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ كتبا جليلة، وَطَاف بِهِ أَبوهُ حَتَّى عرضهَا على من دب ودرج فِي الْقَاهِرَة ومصر وضواحيها ثمَّ قَرَأَ القراآت واشتغل يَسِيرا وَسمع البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَكَذَا سمع من شَيخنَا وَغَيره وسافر ليحج فانصلع الْمركب بِكُل مَا فِيهِ وَسلم مُجَردا عَن أهل وَمَال، وَلم يلبث أَن توصل إِلَى أَن صَار فِي خدمَة ابْن الْأَشْرَف اينال وحظى عِنْده وَقصد عِنْده بالمهمات فأثرى وَركب الْخُيُول وحمدت عشرته بِالنِّسْبَةِ لغيره وَلم يزل إِلَى أَن انفصلت دولة الاشرف ثمَّ ابْنه الْمُؤَيد فَلَزِمَ حِينَئِذٍ الانجماع مَعَ الْقيام بِخِدْمَة أم الْمُؤَيد وَصَحب فِي أثْنَاء ذَلِك مُحَمَّد ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين مديدة وَلزِمَ الذّكر والتلاوة وَقِرَاءَة الاحياء وَنَحْوه وَصَارَ يحضر مَجْلِسه بعض الْعَوام وتحول للمدرسة البقرية بعد موت شَيْخه، وسافر إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ إِلَى الشَّام وَأظْهر تجردا وَتَعَفُّفًا وانجماعا وَلما رَجَعَ قطن البقرية أَيْضا، وَلم يلبث أَن جَاءَ أستاذه من اسكندرية فِي عِلّة أمه فتردد إِلَيْهِ ثمَّ سَافر مَعَه بعد مَوتهَا إِلَيْهَا فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَأَظنهُ زاحم الْخمسين رَحمَه الله وإيانا.
453 - حسن بن عَليّ بن نَاصِر الْحِجَازِي أَخُو حُسَيْن / الْآتِي وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن نَاصِر.
مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وتجرأ كأبيه فَكَانَ يقْرَأ على الْعَامَّة على بعض الكراسي بِالْمَسْجِدِ
454 - حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن سَالم بن عَطِيَّة بن عبد الْغَنِيّ بن صَالح بن حسن بن إِدْرِيس الْبَدْر الْمَكِّيّ، وَيعرف بِابْن أبي الْأصْبع. / ولد فِي عَاشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنى، وَسمع بِمَكَّة من الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والفروي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن عَرَفَة والتنوخي وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه.
455 - حسن بن عَليّ بن يُوسُف الاربلي الأَصْل الحصكفي الْحلَبِي الشَّافِعِي / أحد فضلاء حلب الْآن وَيعرف بِابْن السيوفي، وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد قَرِيبا من سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بحصكفا وقرأت بِخَطِّهِ أَنه قَرَأَ الشاطبية وَالْقُرْآن بمضمونها على شيخ الاقراء أبي مُحَمَّد سُلَيْمَان بن أبي)
بكر بن الْمُبَارك شاه الْهَرَوِيّ، وَهُوَ عَليّ(3/118)
الْجلَال أبي عبد الله يُوسُف بن رَمَضَان بن الْخضر الْهَرَوِيّ وَهُوَ عَليّ ابْن الْجَزرِي وللأربعة عشر عَليّ الزين جَعْفَر السنهوري بِالْقَاهِرَةِ فَإِنَّهُ قدمهَا وَلَكِن قَالَ شَيْخه إِنَّه لم يقْرَأ عَلَيْهِ إِلَّا ثمن حزب أَو دونه، وَأخذ حِينَئِذٍ عَن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره يَسِيرا وَعَن الخيضري رِوَايَة وَكَذَا قَرَأَ بعض السَّبع على أبي الْحسن الجبرتي نزيل سطح الْأَزْهَر والشاطبية على الشَّمْس السلَامِي الْحلَبِي بهَا وَعنهُ أَخذ الْفِقْه والْحَدِيث، والْحَدِيث فَقَط عَن أبي ذَر وأصول الدّين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّيْخ عَليّ درويش وَأخذ أَيْضا عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَكَذَا عَن البقاعي ظنا وتميز وأقرأ الطّلبَة وَرُبمَا أفتى وتنافس فِي مباحثه مَعَ عبد النَّبِي المغربي حِين قدم عَلَيْهِم حلب وَقدم الْقَاهِرَة فِي غيبتي مَطْلُوبا بِسَبَب وَصِيَّة.
456 - حسن بن عَليّ الْبَدْر البشكالسي القاهري الْمَالِكِي /. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا.
457 - حسن بن عَليّ الْبَدْر القيمري الشَّافِعِي الريس بِجَامِع قانم بالكبش وبجامع القلعة وَأحد مؤذني الحسنية. كَانَ بارعا فِي الْحساب والفرائض والجبريات وَالْعرُوض والميقات مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والنحو وَمن شُيُوخه ابْن المجدي وَأَبُو الْجُود وَاسْتقر فِي تدريس الْفَرَائِض بمدرسة جَوْهَر الصَّفَدِي من الرملة بعد شَيْخه أبي الْجُود المتلقي لَهَا عَن الْوَاقِف. مَاتَ فِي أثْنَاء الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السّبْعين، وَكَانَ حسن السِّيرَة انْتفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين زَكَرِيَّا إِمَام الحسنية والبرهان الكركي رَحمَه الله.
458 - حسن بن عَليّ الْبَدْر المرجوشي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. كَانَ شَيخا تَاجِرًا فِي الشّرْب وَنَحْوه خيرا مقربا للصالحين وَأهل الْفضل، أوردت عَنهُ حِكَايَة فِي تَرْجَمَة شَيخنَا وَهُوَ مِمَّن سمع مِنْهُ. مَاتَ عَن أَزِيد من سبعين سنة بعد الْخمسين رَحمَه الله.
459 - حسن بن عَليّ الْجمال الْخَطِيب ابْن قَاضِي الْقُضَاة بالحصن نور الدّين الحصكفي الشَّافِعِي / أَخذ عَنهُ بلديه أَبُو اللطف نزيل بَيت الْمُقَدّس الْمنطق وَالْعرُوض والقوافي وَغَيرهَا.
460 - حسن بن عَليّ الشّرف بن الْعَلَاء السَّمرقَنْدِي، وَيعرف بعطار، لقِيه الطاووسي / وَقَالَ هُوَ الشَّيْخ الْمُقْتَدِي الْأَعْظَم الْمَشْهُور فِي الْعَالم المتصوف فِي بَاطِن الْأُمَم الخواجه شرف الْملَّة وَالدّين صحبته وَأَجَازَ لي شفاها فِي سنة أَربع عشرَة. قلت وَسَيَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ مِمَّن اسْمه حُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ شخص يكنى شرف الدّين أصبهاني شَافِعِيّ الْمَذْهَب أَخذ عَن النُّور)
الايجي وَعنهُ حفيد النُّور صاحبنا الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين، وأجوز أَن يكون هَذَا تحرف فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ.
461 - حسن بن عَليّ الأمدي بِفتْحَتَيْنِ بِدُونِ مد / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه:(3/119)
كَانَ من أهل الحسينية بزِي الْجند ثمَّ توصل بِصُحْبَة بعض الْأُمَرَاء حَتَّى ولي مشيخة سرياقوس وَترك لبس الْجند وَلبس الفقيري. مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَقَالَ غَيره شيخ الشُّيُوخ. كَانَ خيرا دينا مُعْتَقدًا.
462 - حسن بن عَليّ السنباطي الميقاتي وَيعرف بالحاسب. /
463 - حسن بن عمر بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد بتحتانية الْبَدْر الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن زين الدّين. / ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية النَّحْو وَقطعَة من ابْن الْحَاجِب الفرعي وَمن الكافية وَعرض الرسَالَة على مُحَمَّد بن مبارك، وَعنهُ وَعَن يحيى الهواري وَيحيى العلمي وَأحمد بن يُونُس أَخذ الْفِقْه ولازمهم فِيهِ، وَعَن الْأَخير والشهاب الأبشيطي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَعَن أَولهمَا فِي الْأُصُول وَعَن ثَانِيهمَا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَسمع عَليّ ابْن الكازروني والمحب المطري وَأبي الْفرج المراغي وَغَيرهم كل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ، وَقَرَأَ بِمَكَّة على عبد الْمُعْطِي جلّ الشِّفَاء وعَلى النُّور الزمزمي فِي الْحساب والميقات بل حضر يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عِنْد القَاضِي عبد الْقَادِر، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسبعين فَأخذ عَن الْأمين الاقصرائي أَشْيَاء والفرائض عَن النُّور الطنبذي ثمَّ دَخلهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَأخذ عَن الديمي رِوَايَة وَكَذَا عني مَعَ دروس فِي الألفية وَشَرحهَا ثمَّ لازمني مُدَّة إقامتي فِي الْمَدِينَة حَتَّى حمل الألفية بكمالا فِي الْبَحْث مَعَ أَمَاكِن من الشَّرْح وَجل الْمُوَطَّأ وَأَشْيَاء أثبتها لَهُ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة مَعَ إجَازَة حافلة وَكَذَا الازمني فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ أَيْضا وَسمع عَليّ وَدخل هجر والبحرين بِلَاد ابْن حبر لصحبة بَينهمَا وزرار من بِالْيَمَامَةِ وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل مَعَ همة علية وتودد كَبِير وبشاشة وتواضع وَخير وَنعم هُوَ
464 -. حسن بن عمر بن عمرَان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد.
465 - حسن بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمَكِّيّ الْوَكِيل بِأَبْوَاب الْحُكَّام. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
466 - حسن بن عمر بن مُحَمَّد القلشاني أَخُو حُسَيْن وهما توءمان وَمُحَمّد / الآتيين. مِمَّن أَخذ عَن الأحمدين النخلي والصائغ والسلاوي وَغَيرهم وتميز فِي فنون، وَولي قَضَاء الجزيرة الْقبلية لتونس ثمَّ باجة. وَكَانَ أَخُوهُ مُحَمَّد مَسْتُورا بِهِ فِي قَضَاء الْجَمَاعَة فَلَمَّا مَاتَ انْكَشَفَ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين عَن تسع وَثَلَاثِينَ سنة.
467 - حسن بن غَازِي. / حدث بالخليل فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بالمسلسل فِي(3/120)
جمَاعَة عَن الْمَيْدُومِيُّ. رَوَاهُ لنا عَنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي.
468 - حسن بن قَاسم بن عَليّ الناصري الأَصْل النابلسي / المولد الْغَزِّي الدَّار هُوَ وَأَبوهُ. سمع منى المسلسل بِالْقَاهِرَةِ.
469 - حسن بن قراد الْعجْلَاني الْمَكِّيّ الْقَائِد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد
470 -. حسن بن قرا يلوك وَاسم قرا يلوك عُثْمَان /. قتل فِي المعركة سنة خمس وَخمسين كَمَا كتبته فِي الْحَوَادِث وَهُوَ عَم جهانكير وَحسن بن عَليّ بن عُثْمَان قرايلوك
471 -. حسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد ابْن الْبَدْر ابْن شَيخنَا ابْن حجر. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَله دون السّنة. أرخه جده شَيخنَا فِي أنبائه.
472 - حسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن حصن النسابة بن إِدْرِيس النسابة بن الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى الْبَدْر وَرُبمَا قيل لَهُ الحسام أَبُو مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين بن نجم الدّين الحسني نسبا الْحُسَيْنِي سكنا بل ونسبا أَيْضا القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالشريف النسابة. / ولد فِي أَوَاخِر سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع على الْفَخر الضَّرِير إِمَام الزهر والشرف يَعْقُوب الجوشني وتفقه بالأبناسي والبيجوري وعظمت ملازمته لَهُ وبالبدر القويسني، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والبدر الطنبذي وَالْجمال الطيماني والشرف عِيسَى الْعزي شَارِح الْمِنْهَاج فِي آخَرين إِلَى أَن برع وَأذن لَهُ الابناسي وَغَيره واشتغل بالنحو يَسِيرا عِنْد الْمُحب بن هِشَام والزين الانطاكي وَجَمَاعَة، وَكَانَ يَقُول أَنه لم يفتح على فِيهِ بِشَيْء، وَسمع الْكثير على الصّلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي وَابْن الشيخة والتنوخي والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشرف بن الكويك والتقي الدجوي والتاج بن الفصيح وَالْقَاضِي الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب البطائحي)
وقاري الْهِدَايَة وَشَيخنَا، وعظمت رغبته فِي حُضُور مجالسه وَكَانَ شَدِيد الاجلال لَهُ بِحَيْثُ أَنه بِمُجَرَّد رُؤْيَته ينْتَصب لَهُ قَائِما وَرُبمَا لَا يشْعر فَإِذا الْتفت وَرَاءه نَهَضَ قَائِما، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب ولطيفة ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الاياسي وَغَيرهمَا، وتصدى لأشغال الطّلبَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق لَا يُحصونَ كَثْرَة من الْكِبَار فَمن دونهم طبقَة بعد طبقَة، وَولى مشيخة التربة الطنبذية بعد شَيخنَا الحناوي والتدريس بِجَامِع الخطيري بعد(3/121)
الشهَاب الطنتدائي والنيابة فِي مشيخة البيبرسية وَغير ذَلِك، وَحدث بالكثير سمع عَلَيْهِ القدماء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ السّنَن الْكُبْرَى للنسائي الكلوتاتي بزاوية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وسَمعه الشَّيْخ هُوَ وَأَوْلَاده وَكَذَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْجمال البدراني وسَمعه مَعَه صاحبنا النَّجْم بن فَهد وأحضروه حِين قرىء على شَيخنَا وَأَخْبرُوهُ بِسَنَدِهِ فِيهِ بعد انْفِصَاله عَنهُ أدبا وَإِلَّا فشيخنا لم يكن مِمَّن يتأثر لذَلِك، وَكثر تحديثه بِهَذَا الْكتاب بِخُصُوصِهِ حَتَّى كَانَ يظنّ هُوَ وَغَيره من جُمْهُور النَّاس تفرده بِهِ، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي أَوَائِل الْقرن وَكَانَ يتعانى فِي أول أمره التِّجَارَة ويسافر بِسَبَبِهَا حَتَّى إِنَّه سَافر إِلَى دمشق مرَارًا الأولى قبل الْفِتْنَة وَأخذ عَن الشريشي وَغَيره وَدخل حماة وَأخذ بهَا عَن ابْن خطيب المنصورية وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل ثغر اسكندرية أَيْضا ثمَّ لزم الاقامة فِي بَلَده مُقْتَصرا على الاقراء وَشرح الابريز فِيمَا يقدم على مُؤَن التَّجْهِيز لِابْنِ الْعِمَاد وَكَذَا شرح منظومته فِي العقاد وَسَماهُ نزهة القصاد والتنقيح للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَغير ذَلِك مِمَّا قرض لَهُ شَيخنَا بعضه. وحصلت لَهُ فِي عَيْنَيْهِ رُطُوبَة لم يكن يَسْتَطِيع مَعهَا المطالعة بل وَلَا الْكِتَابَة إِلَّا نَادرا بتكلف ثمَّ لم يزل يتزايد حَتَّى أشرف على الْعَمى، وَجَاز هَذِه الْمرتبَة الْعُظْمَى وَهُوَ صابر شَاكر، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا دينا متواضعا سليم الصَّدْر نير الشيبة حسن الابهة كثير التودد للخاص وَالْعَام محبا فِي الْعلم ومذاكرته وإثارته الْفَوَائِد فِيهِ رَاغِبًا فِي الاشغال ونفع الطّلبَة وترغيبهم فِي الِاشْتِغَال لَا تكَاد مُجَالَسَته تَخْلُو من فَوَائِد ونوادر لازمته مُدَّة وقرأت عَلَيْهِ الْفِقْه والْحَدِيث بل هُوَ أول من قَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث وقرأت عَلَيْهِ كثيرا من تصانيفه وناولني جَمِيعهَا وَكَانَ حَرِيصًا على إذاعتها ونشرها كثير الاجلال لي وَالدُّعَاء سرا وجهرا وَقد بَالغ البقاعي فِي أَذَاهُ فعلا وَكِتَابَة بِمَا قد رأى عُقُوبَته. مَاتَ وَقد عمر فِي مستهل صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بحوش من الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر وَكثر التأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركته.)(3/122)
(إِن الصِّحَاح مُفِيد قد غَدا وَله ... من الْفَضَائِل يشفى من بِهِ وَله)
(فَإِن أردْت بِهِ كشفا لمعضلة ... فلباب آخِره والفصل أَوله)
وَغير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي التَّارِيخ الْكَبِير. (سقط)
حسن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر. / أُحِيل عَلَيْهِ فِي الْحسن بن جَعْفَر فَينْظر.
474 - حسن بن مُحَمَّد بن حسن بن إِدْرِيس بن حسن بن عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْقسم بن يحيى بن يحيى الْبَدْر بن نَاصِر الدّين بن حصن الدّين بن نَفِيس الدّين الحسني سبط الشريف النسابة حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْحُسَيْنِي وَعم الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب / الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف ذَلِك بالنسابة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ ذكر لي ابْن أَخِيه يَعْنِي الْمشَار إِلَيْهِ أَنه اشْتغل بالقراءات وَالْفِقْه وأجيز بِجَمِيعِ ذَلِك وَجمع مجاميع وتجرد مَعَ الْفُقَرَاء قَدِيما وَخرج لَهُم عَن جَمِيع مَا خَلفه أَبوهُ وَهُوَ كثير جدا وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال، وَولى مشيخة الخانقاه البيبرسية مُدَّة وَجَرت لَهُ مَعَ أَهلهَا منازعات فعزل مِنْهَا ثمَّ أُعِيد، وَكَانَ قد سمع من الوادياشي والميدومي وَغَيرهمَا وَحدث أنني سَمِعت عَلَيْهِ شَيْئا لكنني لم أظفر بِهِ الْآن، والتقيت مَعَ مرَارًا وَكَانَت فِيهِ شهامة مقداما جريئا نَازع نقيب الْأَشْرَاف مرّة ورام الْخلَافَة أُخْرَى واعتل بِأَنَّهُ حسني وَأمه من بني الْعَبَّاس قَالَ ووقفت لَهُ على تصنيف لطيف فِي آدَاب الْحمام بِخَطِّهِ قرضه لَهُ عُلَمَاء الْعَصْر فِي سنة سبعين كالبلقيني وَابْنه والابناسي والطنبذي)
وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والغمادي وَابْن مكين والشرف عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ والجلال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَآخَرُونَ، وخفي على الْجَمِيع انه استلبه من مُصَنف جليل ووقفت عَلَيْهِ لمُحَمد بن عبد الله الشبلي الدِّمَشْقِي صَاحب آكام المرجان فِي أَحْكَام الجان وَغَيره وَمَا أَظن المقرضين وقفُوا عَلَيْهِ وَفِيه فَوَائِد كَثِيرَة وَلم يكن الشريف فِي مرتبَة من يَهْتَدِي لذَلِك الْجمع انْتهى. وَكَذَا للشريف أبي المحاسن مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الالمام فِي آدَاب دُخُول الْحمام، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه ان أَصله من سرسة وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة وَأقَام(3/123)
فِي مشيخة البيبرسية نَحْو عشر سِنِين، ثمَّ ثار عَلَيْهِ الصُّوفِيَّة لسوء سيرته فيهم فعزل عَنْهُم ثمَّ أُعِيد، وَكَانَ عَارِفًا بأنساب الْأَشْرَاف كثير الطعْن فِي كثير مِمَّن يدعى الشّرف وَكَانَ يذكر أَن أمه حسينية وَقد سَاق شَيخنَا نَسَبهَا وَنسبه، وَيذكر أَيْضا أَن أم أَبِيه من بني الْعَبَّاس وَهِي صَفِيَّة خاتون ابْنة الْخَلِيفَة المستمسك بِاللَّه مُحَمَّد ابْن الْحَاكِم، وَكَانَ يَتَطَاوَل إِلَى الْخلَافَة مَعَ جهل مفرط وَقلة ديانَة. مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة تسع، قَالَ فِي الأنباء وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَفِي المعجم وَقد قَارب التسعين ممتعا بسمعه وبصره. قلت وَقد روى لنا عَنهُ ابْن أَخِيه وَجَمَاعَة وَذكره المقريزي فِي عقوده.
475 - حسن بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الاصل الْمَكِّيّ /. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي تَلِيهَا، وَدخل الديار المصرية والشامية ورتبت لَهُ المرتبات بل ولي مُبَاشرَة فِي الْحرم الْمَكِّيّ وَفِي الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا نظر أوقاف الْحَرَمَيْنِ باسكندرية. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ بعد أَن سكنها سِنِين فِي شَوَّال سنة تسع وَقد قَارب الْخمسين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
476 - حسن بن مُحَمَّد بن حسن الصَّالِحِي اللحام وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة وَآخره مُعْجمَة. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة على مَا يظْهر من مسموعه فَإِنَّهُ سمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت سنة أَربع وَسبعين قِطْعَة من أول مُسْند عُثْمَان من مُسْند أبي يعلى، وَكَذَا سمع من مُحَمَّد الْبَانِي ابْن الرشيد عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي الأول الْكثير من فَوَائِد ابْن بَشرَان وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بسفح قاسيون
477 -. حسن بن مُحَمَّد بن حسن الْقرشِي الدخي الْمدنِي أَخُو عبد الحميد الْحَكِيم / الْآتِي. سمع عَليّ الزين المراغي. وَمَات فِي صفر سنة خمس عشرَة.)(3/124)
(حب النَّبِي وَأَصْحَاب النَّبِي وأه ... ل الْبَيْت أَرْجُو بِهِ تَخْفيف أوزاري)
سقط)
(ومذهبي هُوَ مَا صَحَّ الحَدِيث بِهِ ... وَلَا أُبَالِي بلاح فِيهِ أوزاري)
وَقَالَ الْعَفِيف كَانَ فَقِيها مقرئا نحويا لَهُ تبصرة أولى الْأَلْبَاب فِي النَّحْو والزراري المسفرة نظم الدرة فِي الْقرَاءَات وَلما فرغه أرسل إِلَيّ بنسخة مِنْهُ لزبيد وَكتب مَعَه أبياتا أَولهَا:
(أَهْدَيْتهَا تَمرا إِلَى خَيْبَر ... يقبلهَا ذُو الْحسب الطَّاهِر)
فمشيت عَلَيْهِ وأصلحت لَهُ فِيهِ كثيرا.
481 - حسن بن مُحَمَّد بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو حُسَيْن / الْآتِي. ابْن عَم الْبَدْر حسن ابْن عمر الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف كأخيه بِابْن كَمَال. حفظ الرسَالَة وَسمع على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. وَمَات
482 - حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شرشيق الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد ابْن شمس الدّين بن محيي الدّين بن نور الدّين بن شمس الدّين الأكحل بن حسام الدّين شرشيق القادري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وأخو عَليّ /. كَانَ أسن الْجَمَاعَة المقيمين بزاوية عدي بن مُسَافر خَارج القرافة الصُّغْرَى الْمَشْهُورَة الْآن بزاوية القادرية، كَانَ صَالحا نيرا سليم الْفطْرَة منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الْخِبْرَة بمخالطتهم تزوج صاحبنا الشَّيْخ إِبْرَاهِيم القادري ابْنَته ومؤاخيه قَاسم ابْنة أُخْرَى. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ بالزاوية الْمَذْكُورَة وَصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ ثمَّ دفن فِيهَا رَحمَه الله وإيانا.
483 - حسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر الْحلَبِي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بَرزَة. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على الْعَفِيف النشاوري، أجَاز لَهُ فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا الأزرعي والاسنوي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارِي والكمال بن حبيب وَالْحُسَيْن بن حبيب وَآخَرُونَ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَعشْرين أَو بعْدهَا. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه سامحه الله.
484 - حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الْبَدْر بن الشَّمْس بن الظهير الْعِرَاقِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بالسهروردي / لانتسابهم فِيمَا قَالَ للشَّيْخ أبي حَفْص. ولد بالعراق فِي سنة ثَلَاثِينَ وَورد مَكَّة فِي سنة خمسين فحج وزار ثمَّ عَاد لمَكَّة وَتردد فِي التِّجَارَة(3/125)
لكلبرجة وهرموز وقيلان وكنباية وَغَيرهَا ثمَّ عَاد لمَكَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتوجه مِنْهَا للزيارة أَيْضا وتأهل بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الْجمال الكازروني سبط أبي الْفرج المراغي الْمدنِي بورك فِيهِ، وَعَاد لمَكَّة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى سنة خمس وَسبعين ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة وَصَارَ يتَرَدَّد مِنْهَا لمَكَّة وتكررت رؤيتي لَهُ بهَا وَهُوَ الْآن سنة ثَمَان وَتِسْعين فِيهَا ثمَّ رَجَعَ فِي موسمها إِلَى طيبَة.
485 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الخواجا الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَالِد إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وأخو أَحْمد وَيعرف سلفه بِابْن المزلق / ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وسلك طَرِيقه فِي المتاجر وجال الأقطار بِسَبَبِهَا وجاور بِمَكَّة مرَارًا بل ولي إمرة جدة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين حِين كَانَ سعد الدّين بن الْمرة ناظرها وسافرا فِي الْبَحْر من الطّور وَأعْطى السُّلْطَان صَاحب التَّرْجَمَة خَمْسَة آلَاف دِينَار ليعمر بهَا عين عَرَفَة وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَولي نظر جَيش الشَّام وَغَيره، وَكَانَ رَئِيسا وجيها عريا عَن الْفَضَائِل وَفِي سَمعه ثقل وَقد لَقِيَنِي بِدِمَشْق وتجمل. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بتربتهم.
486 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعِزّ أَبُو أَحْمد الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر نزيل حلب. / كَانَ ذَا نظم جيد يمتدح بِهِ أكَابِر حلب فيجيزونه ويتكسب بِالشَّهَادَةِ كل ذَلِك مَعَ خمول وهيئة رثَّة وينسب للتشيع ورقعة الدّين وَله مؤلف سَمَّاهُ الدّرّ النفيس من أَجنَاس التَّجْنِيس ويشتمل على سبع قصائد يمدح)
بهَا الْبُرْهَان بن جمَاعَة أول القصيدة الأولى مِنْهَا:
(لَوْلَا الْهلَال الَّذِي من حيك سفرا ... مَا كنت أنوي إِلَى مغناكم سفرا)
(وَلَا جرى فَوق خدي مدمعي دررا ... حَتَّى كَأَن جفوني ساقطت دررا)
(يَا أهل بَغْدَاد لي فِي حيكم قمر ... بمقلتيه لعقلي فِي الْهوى قمرا)
وَكَذَا لَهُ عدَّة قصائد نبويات على حُرُوف المعجم. مَاتَ بحلب فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ رَأَيْته وَلم أكتب عَنهُ وتبه شَيخنَا فِي أنبائه.
487 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَيْرُوتِي ثمَّ الغمري القاهري البطيخي الشَّافِعِي /. مِمَّن أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَشَيخنَا وجاد فهمه دون عِبَارَته، وَصَحب الغمري واختص بِهِ وَبعد مَوته لزم وَلَده قَلِيلا مَعَ الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْه وَغَيرهمَا ثمَّ انْسَلَخَ من ذَلِك كُله وسلك مسالك السوقة وَبَاعَ الْقصب والبطيخ وَنَحْوهَا وَاسْتمرّ يتناقص حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد أَن كف وقطن جَامع الغمري وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله وعوضه خيرا.
488 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ النمراوي صهر بلديه الْبَدْر حسن بن عَليّ بن حسن /(3/126)
الْمَاضِي.
قَرَأَ الْقُرْآن وهدية الناصح وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَرُبمَا حضر بعض الدُّرُوس.
489 - حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن هبة الله بن كَامِل بن نَبهَان الْبَدْر الدِّمَشْقِي / الْآتِيَة أمه أَسمَاء، وَيعرف بِابْن نَبهَان. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَسمع على عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي الصَّحِيح فِيمَا ذكره بل قيل إِنَّه وجد بِخَط أَبِيه وَقد حدث قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة وَأَجَازَ، وَهُوَ ذُو همة علية وكرم ومحبة فِي الحَدِيث وطلبته. مَاتَ بعد عرُوض الفالج لَهُ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
490 - حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد التَّاجِر الْكَبِير بدر الدّين الصعدي اليمني نزيل مَكَّة ووالد الْجمال مُحَمَّد وَعلي / الآتيين وَيعرف بالطاهر بِالْمُهْمَلَةِ. كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة حمير بن سبأ وَأَنه ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا بصعدة من الْيمن وَنَشَأ بهَا ثمَّ سَافر مَعَ عَمه إِلَى مَكَّة فحج وَعَاد إِلَيْهَا فَأَقَامَ ثَلَاثَة أشهر ثمَّ سَافر فِي التِّجَارَة إِلَى عدن ثمَّ إِلَى الديار المصرية بل وَدخل أَيْضا عدَّة بِلَاد من الْهِنْد وَكَذَا الْقصير وسواكن وَمَكَّة غير مرّة ثمَّ انْقَطع بهَا من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الْقَاهِرَة، وَعمر بهَا دورا بل اسْتَأْجر رِبَاطًا بِبَاب السويقة أحد أَبْوَاب الْمَسْجِد الْحَرَام وعمره ووقف مَنَافِعه على الْفُقَرَاء فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَعمر أَمَاكِن كَثِيرَة من عين حنين وسبيلا فِي دَاره يمنى، وَولى نظر الْمَسْجِد الْحَرَام عوضا عَن القَاضِي أبي الْيمن فِي أَوَائِل سنة خمسين ثمَّ عزل فِي أواخرها ببيرم خجا وَكَذَا ولى شدّ جدة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا وافر الملاة ذَا مُرُوءَة وإفضال بالتصدق وَالْقَرْض لأهل الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم مُعظما فِي الدولة عَارِفًا بِأُمُور الدُّنْيَا بلغ الْغَايَة فِي الْمعرفَة بِأُمُور التِّجَارَة حَتَّى صَار كَبِير التُّجَّار بِمَكَّة ومرجعهم مَعَ صدق اللهجة. رَأَيْته كثيرا وَسمعت كَلَامه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها رَحمَه الله وإيانا.
491 - حسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الكلبرجي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ /. ولد بِبِلَاد كلبرجة من الْهِنْد وَحمل إِلَى مَكَّة وَهُوَ ابْن نَحْو عشر سِنِين بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَسمع بهَا من التقي بن فَهد، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء وَله النَّجْم عمر جمَاعَة، وَدخل مَعَ عَمه عبد اللَّطِيف بِلَاد الْعَجم بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة فوصلا إِلَى الرّوم ثمَّ حلب وَكَانَت منيته بهَا وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله.
492 - حسن شلبي وَمَعْنَاهُ سَيِّدي بن ملا شمس الدّين مُحَمَّد شاه بن الْعَلامَة(3/127)
الْمولى شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الرُّومِي الْحَنَفِيّ / الْآتِي جده وَيعرف كسلفه بالفناري وَهُوَ لقب لجد أَبِيه لِأَنَّهُ فِيمَا قيل لما قدم على ملك الرّوم أهْدى لَهُ فنيارا فَكَانَ إِذا سَأَلَ عَنهُ يَقُول أَيْن الفنري فَعرف بذلك. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِبِلَاد الرّوم، وَنَشَأ بهَا فاشتغل على ملا فَخر الدّين وملا عَليّ طوسي وملا خسرو حَتَّى برع فِي الْكَلَام والمعاني والعربية والمعقولات وأصول الْفِقْه وَلَكِن جلّ انتفاعه بِأَبِيهِ وَعمل حَاشِيَة فِي مجدل ضخم على شرح المواقف وَأُخْرَى على المطول كبرى وصغرى وَأُخْرَى على التَّلْوِيح وَغير ذَلِك من نظم بالعجمي والعربي وذكاء تَامّ واستحضار وثروة وحوز لنفائس من الْكتب وتواضع واشتغال بِنَفسِهِ، وَقد قدم الشَّام فِي سنة سبعين فحج مَعَ الركب الشَّامي وَكَذَا تردد للقاهرة قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ فَسلم عَليّ الزين بن مزهر ببولاق وَلم ير فِيمَا زعم من ينزله مَنْزِلَته وَلَا ارتضاها وَلَا أَقرَأ بهَا أحدا سِيمَا مَعَ توعكه فِي مُعظم مدَّته فبادر إِلَى التَّوَجُّه لمَكَّة من جِهَة الطّور فِي الْبَحْر وَمَعَهُ جمَاعَة من طلبته فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وأقرأ هُنَاكَ، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ثمَّ الشَّمْس الوزيري الْخَطِيب وَأثْنى هُوَ وَغَيره على فضائله وتحقيقه، وَلما قدم الْقَاهِرَة أخْبرت أَن ابْن الاسيوطي اسْتعَار حَاشِيَته على المطول وَزعم أَنه كتب عَلَيْهَا حَوَاشِي وَأَوْقفهُ هُوَ على كراريس كتبهَا عَليّ الْبَيْضَاوِيّ فَردهَا عَاجلا مُصَرحًا بِعَدَمِ ارتضائها وبادر لطلب حَاشِيَته غير ملتفت لما زَعمه إهمالا لشأنه. مَاتَ ببلاده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
493 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الْعَلامَة الشَّمْس البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ سبط عبد الْقَادِر بن القرشية / وَلذَا يعرف أَيْضا بِابْن القرشية.
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من جده عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والشهاب الْجَزرِي، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره، وَقَالَ فِي مُعْجَمه إِنَّه مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى بعلبك فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة ثَلَاث بعد انْفِصَال الْعَدو عَن دمشق، وَجزم فِي إنبائه بشعبان، وَتَبعهُ فِي التَّرَدُّد المقريزي فِي عقوده.
494 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد أبي الْجُود مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشويخ لقب جده. / ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ وَصَحب الشهَاب بن رسْلَان وكناه أَبَا الْبشر وَغَيره من السادات، وَحج مرَارًا كَثِيرَة أَولهَا سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي(3/128)
وَألبسهُ الْخِرْقَة والتقي بن فَهد وَكَذَا تكَرر دُخُوله للقاهرة وَحضر عِنْد العلمي البُلْقِينِيّ وَرَأى شَيخنَا وَغَيره من السادات وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وتكرر اجتماعه عَليّ، وَكَانَ مجاورا سنة ثَمَان وَتِسْعين وَيكثر من الِاجْتِمَاع بالشيخ عبد الْمُعْطِي المغربي وَلَا بَأْس بِهِ.
495 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو الشَّيْخ مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة عِنْد الشَّيْخ ابْن مصلح بِالْقربِ من تربة بَيت ابْن عبد الْقوي وَخلف أَوْلَادًا وَكَانَ فَقِيرا يتكسب بالخياطة صَالحا يُقَال إِنَّه كَانَ مديم الِاعْتِمَاد فِي كل يَوْم جُمُعَة وَفِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة كل يَوْم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني وَنعم الرجل رَحمَه الله.
حسن بن مُحَمَّد بن نصر الله. / يَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ مُحَمَّد
496 -. حسن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو عَليّ / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.) سقط)
حسن بن مُحَمَّد الْأَمِير الْبَدْر بن الْمُحب الطرابلسي الاسلمي. / مضى فِي ابْن عبد الله.
499 - حسن بن مُحَمَّد العيثاوي / أحد مشاهير الطّلبَة. ذكر ابْن حجى أَنه كَانَ أفضل أهل طبقته.
مَاتَ فِي أول سنة إِحْدَى وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
500 - حسن بن مُخْتَار وَالِد جَار الله / الْمَاضِي. مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
501 - حسن بن مخلوف آب المركان الرَّاشِدِي المعتقد بالمغرب. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن عزم.
502 - حسن بن مَنْصُور الْبَدْر الْحَنَفِيّ القَاضِي / بل كَانَ أَيْضا قد تولى الْحِسْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي عُقُوبَة اللنك سنة ثَلَاث. قَالَه الْعَيْنِيّ.
503 - حسن بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مكي الْبَدْر الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مكي. / سمع عَليّ الزفتاوي المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وجزء البطاقة ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وَغَيرهَا وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَابْن مُوسَى وَوَصفه بِالْقَاضِي(3/129)
الرئيس الْفَاضِل والتقي أَبُو بكر القلقشندي والأبي وَولي قَضَاء الْقُدس مرَارًا وَكَانَ مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ عَن سبعين سنة فِي سنة سبع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
504 - حسن بن نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْبَدْر الزمزمي الْمَكِّيّ. / حفظ الْبَهْجَة والألفية وعرضهما على جمَاعَة وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وَأَخذهمَا عَن قَرِيبه نور الدّين وَفِي الْمِيقَات أَخذه عَن قَرِيبه الْجمال مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وَدخل الشَّام وَغَيرهَا.
حسن بن نَبهَان /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن نَبهَان.
505 - حسن بن نصر الله بن حسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن عبد السَّلَام. / هَكَذَا كتبه لي أَخُوهُ فَخر الدّين النَّاسِخ الصاحب بدر الدّين بن نَاصِر الدّين بن بدر الدّين بن شرف الدّين بن كَمَال الدّين بن كريم الدّين بن زين الدّين الأدكوي الأَصْل الفوي القاهري وَيعرف بِابْن نصر الله، وَزَاد بَعضهم مُحَمَّدًا بَينه وَبَين نصر الله وَهُوَ غلط. أَصله من أدكو قريبَة بالمزاحمتين من أَعمال الْقَاهِرَة. كَانَ جده الْأَعْلَى الشّرف مُحَمَّد بن أَحْمد خطيبها ثمَّ بذبي وَبعده تعانى ابْنه الْبَدْر الْمُبَاشرَة وفطن لِلْحسابِ، وباشر عِنْد سيف الدّين الْكِنَانِي مُتَوَلِّي فوة وَولد لَهُ نصر الله فَنَشَأَ بهَا وباشر بهَا ثمَّ باسكندرية عدَّة وظائف وَولد لَهُ صَاحب لترجمة فِي ربيع الأول وَقبل الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بفوة، وَنَشَأ فِي كنفه وزوجه بابنة ناظرها ابْن الصَّغِير وَصَارَ عديل الْفَخر بن غراب وَقدم الْقَاهِرَة فِي حُدُود التسعين وَسَبْعمائة وَهُوَ فَقير جدا ثمَّ بعد ذَلِك وَهُوَ كَذَلِك فَكتب التوقيع بِبَاب القَاضِي نَاصِر الدّين بن التنسي ثمَّ خدم نَحْو الشَّهْرَيْنِ شَاهدا فِي ديوَان أرغون شاه أَمِير مجْلِس فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة برقوق ثمَّ انْتَمَى إِلَى مهنى دوادار بكلمش العلائي أَمِير سلَاح وَحسن حَاله وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى ولي الْحِسْبَة وَنظر الْجَيْش بالديار المصرية ثمَّ وزارتها ثمَّ الْخَاص بهَا فِي الدولة الناصرية فَرح وَكَذَا ولي الوزارة وَالْخَاص فِي الدولة المؤيدية ثمَّ صودر مرَارًا ثمَّ عمل لاستادارية فِي دولة الصَّالح مُحَمَّد ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وأعيد إِلَى الْخَاص عوضا عَن مرجان الخازندار ثمَّ أُعِيد إِلَى الاستادراية فِي الدولة الأشرفية عوضا عَن وَلَده صَلَاح الدّين مُحَمَّد وانفصل عَن الْخَاص بالكريمي عبد الْكَرِيم بن كَاتب حكم فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ انْفَصل عَن الاستادارية وصودر هُوَ وَولده الْمَذْكُور ثمَّ أُعِيد ثَالِثا بعد مُدَّة إِلَى الاستادارية فَلم تطل مدَّته فِيهَا بل عزل عَن قرب، وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن مَاتَ وَلَده فاستقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ(3/130)
وَلم يلبث أَن عَزله الظَّاهِر بالكمالي بن الْبَارِزِيّ وَلزِمَ الْبَدْر منزله واستولت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض الْمُخْتَلفَة حَتَّى مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربته الَّتِي بالصحراء خَارج الْبَاب الْجَدِيد عِنْد وَلَده صَلَاح الدّين وَكَانَ شَيخا طوَالًا ضخما حسن الشكالة مدور اللِّحْيَة كَرِيمًا شهما مَعَ بادرة وحدة وصياح وإقدام على الْمُلُوك وانهماك فِي اللَّذَّات وتأنق فِي المآكل والمشارب وَله بفوة مدرسة حَسَنَة على الْبَحْر فِيهَا خطْبَة وتدريس ومآثر غير ذَلِك، وَله ذكر فِي حوادث سنة سِتّ عشرَة من أنباء شَيخنَا، وَذكره المقريزي فِي عقوده سامحه الله.
506 - حسن بن لاجين. / ذكره المقريزي فِي عقوده.
507 - حسن بن يحيى البير الحجاري نِسْبَة لبئر الحجار / على نَحْو أَرْبَعَة فراسخ من فاس لناحية الْمشرق، كَانَ عَالما صَالحا. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.
508 - حسن بن يُوسُف بن أَيُّوب الْبَدْر التركماني وَيعرف بجده، / ولي نِيَابَة الْقُدس والرملة ونابلس والكرك غير مرّة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة، ورأيته غير مرّة مِنْهَا فِي الْقُدس، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِينَ
509 -. حسن بن يُوسُف بن حسن بن صَالح الْأنْصَارِيّ / الْمَرْوِيّ نِسْبَة إِلَى المرية من الأندلس الْمَالِكِي واشتغل بالطب والهيئة وَنَحْوهمَا من فقه وَنَحْو عِنْد أَحْمد الْقصار، وَقدم قَرِيبا من سنة تسعين، وَحج من دمشق وجاور ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فاستمر حَتَّى اجْتمع بِي فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين وَسمع منى.
حسن بن عَلَاء الدولة بن أَحْمد بن أويس /. يَأْتِي لَهُ ذكر فِي أَخِيه الْحُسَيْن.
510 - حسن بن الحمامي بدر الدّين /. ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِبَيْت الْمُقَدّس بعد المحيوي بن جِبْرِيل مَعَ ذكره بأوفر نقص، وَقدم الْقَاهِرَة ثمَّ عَاد فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين على قَضَائِهِ.
511 - حسن بن الصعيدي، / شخص كَانَ يتَكَلَّم فِي الْحيرَة ونواحيها عَن الْوَزير وَالسُّلْطَان. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَوجد لَهُ من النَّقْد شَيْء كثير جدا مِمَّا لم تكن هَيئته ومرتبته مُنَاسبَة لَهُ وَلَا لبعضه، فاحتيط عَلَيْهِ للسلطنة غير ملتفتين لولد وَلَا غَيره.
512 - حسن بن غرلو حسام الدّين جارنا. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عَن سبعين فَأكْثر وَخلف طفْلا وَهُوَ ابْن أَمِير عَليّ بن سنقر.
513 - حسن بن قلقيلة بدر الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ /. أَخذ عَن الْبَدْر الْعَيْنِيّ(3/131)
وَاسْتقر بِهِ إِمَام مدرسته، وَكَذَا قَرَأَ على الْجمال عبد الله بن الرُّومِي، وَاسْتقر بعده فِي تدريس الْحَنَفِيَّة بِجَامِع الظَّاهِر وَأم بالبرقوقية نِيَابَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وصاهره الشَّمْس بن خَلِيل على ابْنَته وَكَانَت بَينهمَا قلاقل. مَاتَ قريب السِّتين تَقْرِيبًا.
514 - حسن بدر الدّين بن النح الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء. كتبه عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة قَوْله.
(حريري لَهُ خد نضير ... تسامى عَن مُرَاعَاة النَّضِير)
(ونادمني بأقوال صِحَاح ... فَمَا أحلى مقامات الحريري)
) :::
515 - حسن بن الْبَدْر الْهِنْدِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل حماة. / امام عَالم عَلامَة بَحر مُحَقّق مدقق ذُو فنون عديدة وأقوال سديدة مُتَمَكن من العقليات بِحَيْثُ كَانَ التَّاج بن بهادر يثنى عَلَيْهِ فِيهَا ثَنَاء بَالغا مَعَ فَصَاحَته وَحسن تَقْرِيره وَكَونه متزهدا يلبس اللباد وَنَحْوه وَيُقَال إِنَّه لَازم السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ ثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشاوي إِنَّه أخبرهُ أَنه بحث على الزين الخوافي، وَقَالَ غَيره إِنَّه رافق الشَّمْس الشرواني فِي الْأَخْذ عَن الرُّكْن الخوافي، وَقد استقدمه الصَّدْر بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ إِلَى حماة وَأحسن إِلَيْهِ وزوجه ورتب لَهُ كِفَايَته وَكَانَت إِقَامَته بهَا أَكثر من خمس سِنِين حَتَّى مَاتَ وانتفع بِهِ الطّلبَة فِي النَّحْو وَالصرْف والاصلين وَغَيرهَا وَكَانَ على نمط رَفِيقه الشرواني فِي تربية الطّلبَة وحدة الْخلق، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الصَّدْر الْمَذْكُور وَالْجمال بن السَّابِق وَأَخُوهُ فرج وَآخَرُونَ مِنْهُم الزين خطاب أَخذ عَنهُ أصُول الْفِقْه والبقاعي قَالَ إِنَّه بحث عَلَيْهِ فِي أَوَائِل الشمسية سنة ثَمَان وَعشْرين، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْجمال بن السَّابِق الْفِقْه وَالصرْف والعربية فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض ابْن المُصَنّف وتصريف الْعزي ومعظم الخسيكتي والمراح وَقَالَ لي انه مَاتَ فِي لَيْلَة الجمة منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْمَدْرَسَةِ المعزية بحماة عَن نَحْو السّبْعين ظنا.
516 - حسن الْبَدْر الحسني القاهري الْوَاعِظ. / شيخ اشْتغل يَسِيرا وَطَاف الْقرى وَنَحْوهَا فِي الْوَعْظ، ولازمني يَسِيرا بعد أَن منعته من إِيرَاد الأكاذيب وَنَحْوهَا، وَاسْتمرّ على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَظنهُ بلغ السّبْعين أَو جازها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
517 - حسن بدر الدّين الشكلي الكركي /. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ مشكورا فِيهَا. ولي نظر الْقُدس والخليل مُدَّة فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَغَيره. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَزَاد غَيره أَنه ولي غَزَّة أَيْضا.(3/132)
518 - حسن بن بدر الدّين الشريف / أحد التُّجَّار باسكندرية. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَخلف أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ تَامّ الْخِبْرَة بدنياه متين التوسل فِي التَّوَصُّل لمقاصده، وَقد رَافع فِي الخواجا فَخر الدّين التوريزي حَتَّى أَخذ مِنْهُ السُّلْطَان مَا ينيف على مائَة ألف دِينَار، وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة عَفا الله عَنهُ.
519 - حسن حسام الدّين /. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ قدم من الْقُدس وَولي فِي الْأَيَّام الناصرية فرج فِيمَا بعْدهَا عدَّة نيابات بغزة والقدس وَغَيرهمَا. قَالَه المقريزي وَأَظنهُ نَاظر الْقُدس وَصَاحب الْمدرسَة بِهِ الْمَذْكُور فِي ابْن رسْلَان.
520 - حسن الشّرف الاصبهاني الشَّافِعِي. / أَخذ عَن النُّور الايجي وَعنهُ السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين. لَهُ ذكر فِي الْحسن بن عَليّ.
521 - حسن الاذرعي الشَّامي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.
522 - حسن البدوي / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
523 - حسن الدمياطي نزيل الحسينية. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِحَبْس الديلم وَكَانَ مِمَّن يكثر المرافعة بِحَيْثُ رَافع فِي الشَّافِعِي بِسَبَب خَان السَّبِيل ثمَّ تغير عَلَيْهِ السُّلْطَان لعدم انتظام أمره وأودعه السجْن حَتَّى مَاتَ.
524 - حسن الديروطي المقرىء /. مَاتَ قَرِيبا من سنة سبعين.
525 - حسن الرُّومِي وَيعرف بزغل /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد.
526 - حسن السخاوي / محتسب الغروليين من سوق الشّرْب. مِمَّن اشْتغل بِالْعلمِ قَلِيلا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
527 - حسن السقا نزيل طنبذي من الصَّعِيد وَيعرف بالعريان / وَيذكر بالجذب والكرامات الَّتِي مِنْهَا بشارته للسُّلْطَان شفاها بالتملك بِحَيْثُ بنى لَهُ لما ملك بعد مَوته زَاوِيَة بِالْمحل الْمَذْكُور وَكَانَت سنة ثَلَاث وَسبعين عَن بضع وَسبعين.
528 - حسن السَّمرقَنْدِي الخواجا /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين.
حسن الشريف السكندري. / مضى فِي الملقبين بدر الدّين قَرِيبا.
529 - حسن الضاني وَالِد عبيد الْأمين الزيني / قَرَأَ الْقُرْآن عِنْد زَكَرِيَّا، وَعلم بعض الابناء بل واختلى عِنْد الْمَنَاوِيّ وتلقن مِنْهُ الذّكر بِإِشَارَة شَيْخه الشريف الطباطبي، وتكسب بسوق النِّسَاء من سوق الْحَاجِب على طَريقَة جميلَة وَلم يخالط وَلَده فِيمَا دخل فِيهِ بل لما ألزمهُ الْمشَار إِلَيْهِ أَن يكون عوضه أول مَا رسم عَلَيْهِ قعد قَلِيلا ثمَّ وفر لعَجزه وديانته وَهُوَ الْآن حَيّ.
530 - حسن الصبحي الجدي / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها.(3/133)
531 - حسن العجمي / شيخ زَاوِيَة بِبَاب الْوَزير. مِمَّن كَانَ يصحب شاهين الْغَزالِيّ. رَأَيْته كتب على مَجْمُوع البدري من قَوْله:)
(لله مَجْمُوع بديع حوى ... جواهرا تلمع فِي عقدهَا)
(كَادَت مجاميع الورى عِنْده ... تَمُوت للخشية فِي جلدهَا)
وَقَوله:
(ومجموع بِهِ أَبْيَات شعر ... وَلَكِن كل بَيت مثل قصر)
(بنظم كاللآلي لم أَجِدهُ ... لعمر أَبِيك فِي مَجْمُوع عمري)
532 - حسن العجمي الْمدنِي / صاهره شَيخنَا الشهَاب الشوايطي على ابْنَته خَدِيجَة واستولدها أَوْلَاده وَمَاتَتْ سنة تسع وَخمسين، وَمَا علمت مَتى مَاتَ أَبوهَا صَاحب التَّرْجَمَة.
حسن العلقمي. / فِي ابْن أَحْمد بن حرمي بن مكي بن مُوسَى.
533 - حسن الْغَزِّي صهر أَوْلَاد حسن الخالدي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ أَو إِحْدَى وَأَرْبَعين.
حسن الفيومي إِمَام الزَّاهِد /. فِي ابْن عَليّ بن سُلَيْمَان.
حسن الْقُدسِي / شيخ الشيخونية. فِي ابْن أبي بكر بن أَحْمد.
534 - حسن المغيلي نِسْبَة لقرية مغيلة من أَعمال فاس الْمَالِكِي /. كَانَ عَالما مدرسا. مَاتَ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ. ذكره لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.
535 - حسن النابلسي التَّاجِر وَيعرف بعصفورة. / وجد مَيتا فِي فرَاشه فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد. وَكَانَ قد سكنها وَاشْترى بهَا دَارا بقعيقعان وعمرها عمَارَة هائلة وَهُوَ طارح التَّكَلُّف مِمَّن كَانَ يجله شاد جدة.
حسن النمراوي اثْنَان: ابْن عَليّ بن حسن بن أبي بكر وَابْن مُحَمَّد بن عَليّ وهما صهران. /
حسن الْهِنْدِيّ /. مضى قَرِيبا.
536 - حسن الْهِنْدِيّ آخر. تنزل برباط السَّيِّد حسن بن عجلَان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين.
537 - حسن الهيثمي / رجل صَالح من محلّة أبي الْهَيْثَم. صحب أَبَا عبد الله الغمري وَأقَام مَعَه بالمحلة ثمَّ تحول بإشارته لمنية غمر منجمعا على التِّلَاوَة وَالذكر مَعَ فَضِيلَة وأحوال وكرامات، مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه لحجة الاسلام قبيل الاربعين وَقد قَارب الْخمسين رَحمَه الله.
(من اسْمه حُسَيْن)
538 - حُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ بن إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن الكنك بدر الدّين الرَّمْلِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الكنك بنُون بَين كافين مكسورات، / ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ولقيته بِالْقَاهِرَةِ فأنشدني لفظا مِمَّا أنْشدهُ الْبَدْر البشتكي لنَفسِهِ فِي الْبَدْر بن الدماميني المَخْزُومِي:
(تَبًّا لقاض لَا ترى أَحْكَامه ... إِلَّا على المنثور والمنظوم)(3/134)
(خَان الشَّرِيعَة إِذْ أطَاع فا ... وانقاد للفساق كالمخزومي)
وَفِي غَيره مِمَّا أثْبته فِي المعجم وَكَانَ نير الشيبة ضريرا. مَاتَ فِي آخر ربيع الأول أَو أول الَّذِي بعده سنة خمس وَخمسين.
539 - حُسَيْن بن أبي المكارم أَحْمد بن عَليّ بن أبي رَاجِح مُحَمَّد بن إِدْرِيس بدر الدّين الْعَبدَرِي الشيبي الحَجبي الْمَالِكِي الشَّافِعِي، / حفظ الْبَهْجَة وعانى الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر وَله نظم وذكاء وَكِتَابَة جَيِّدَة وَدخل الْيمن ومصر للاسترزاق فأدركه الْأَجَل بِالْقَاهِرَةِ فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَله إِحْدَى وَعِشْرُونَ سنة فِيمَا بَلغنِي. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
حُسَيْن بن أَحْمد بن عَليّ الْمَوَّاز. / تقدم فِي حسن بِالتَّكْبِيرِ.
540 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَامِل الْبَدْر القطي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي وَيعرف بالفقيه حُسَيْن، / ولد بعد الْقرن بِيَسِير أَو على رَأس الْقرن بمنية القط من الشرقية وَقدم الْقَاهِرَة وَقد قَارب الْبلُوغ فانتمى لبَعض صوفية الشيخونية فَعلمه الْخط ثمَّ انْتَمَى للزين الزَّرْكَشِيّ وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن ثمَّ انْتقل للأزهر فأكمل بِهِ حفظه وَقَرَأَ فِي أبي شُجَاع على الشهَاب الابشيطي وَصَحب الشَّيْخ يُوسُف الصفي ولازم خدمته وَحج مَعَه وجاور وَكَانَ يكثر من حكايات كراماته وَجلسَ بعد مَوته لاقراء الاطفال مَعَ عقد الازرار، وَتزَوج بعمتي وساعدته فِي التنزل بصوفية البرقوقية وَفِي إِقَامَته مَعهَا بِبَيْت الْوَالِد وَلذَا كَانَ يأخذني مَعَه لمكتبه حَتَّى ختمت عِنْده الْقُرْآن ولازم السماع عِنْد شَيخنَا لَيْلًا وَلم يكن فِي قِرَاءَته واقرائه بالماهر وَلَكِن لطائفة من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد مَعَ ميله للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ وتقلله جدا وَترك بِأخرَة الاقراء وَضعف بَصَره وَكَانَ يكثر الْحُضُور عِنْدِي فِي الامالي وَغَيرهَا، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بالمرجوشية بِبَاب النَّصْر بعد أَن صلى عَلَيْهِ هُنَاكَ فِي طَائِفَة حَسَنَة)
رَحمَه الله وإيانا.
541 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَدْر بن الخواجا الشهَاب الكيلاني ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن قاوان. / ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ من أَوَاخِر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بكيلان وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فَأَقْرَأهُ الْحَاوِي ووعده على إنهاء حفظه بِأَلف دِينَار وَأمر أَخَاهُ بدفعها لَهُ من تركته فَفعل وقرأه حفظا ومباحثة على جمَاعَة مِنْهُم الْعَالم مُحَمَّد بن خضر بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي بقرَاءَته لَهُ على الْعِزّ طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الروانيري الأسفرايني نزيل نيسابور بقرَاءَته لَهُ على الشَّمْس السابوري بقرَاءَته لَهُ على الْعَلَاء الطاووسي بروايته لَهُ عَن مُؤَلفه، وَعَن ابْن خضر هَذَا أَخذ فِي الصّرْف(3/135)
والنحو والْحَدِيث وَالتَّفْسِير أَيْضا، وَأخذ الْكَلَام والعربية والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّيْخ مُحَمَّد الْمَدْعُو حاجي الفرحي السجسْتانِي الْحَنَفِيّ والفرائض والمنطق والمعاني عَن الْهمام الْكرْمَانِي أحد أَصْحَاب الخوافي وَالْكَلَام عَن الْمعِين بن السَّيِّد صفي الدّين الايجي بل أَخذه عَنهُ فِي تَفْسِيره والنحو والمنطق وَعلم الْخلاف وأدب الْبَحْث عَن مظفر الكازروني، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِمَكَّة الْكَمَال بن الْهمام ولازمه فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وزوجه وَالِده ابْنة الْكَمَال وَكَذَا لَازم إِمَام الكاملية فِي الْأُصُول وَالْفِقْه والْحَدِيث وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ ومواضع من شَرحه، وَسمع عَلَيْهِ أَكثر الْمِنْهَاج الفرعي وَأَبا الْفضل المغربي فِي الْأُصُول والمنطق وَالْعرُوض وَالْكَلَام وَابْن يُونُس فِي الْأُصُول والجبر والمقابلة والحساب وَالْعرُوض، كل ذَلِك بِمَكَّة وارتحل إِلَى الشَّام فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَأخذ بِدِمَشْق عَن الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة فِي الْفِقْه وَعَن الزين خطاب فِي الْفِقْه وأصوله والقراءات والْحَدِيث وَسمع على عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني وبحلب عَن الشهَاب المرعشي التَّفْسِير والتصوف وَالْكثير من نظمه، وَإِلَى الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا فَأخذ عَن الكافياجي فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان بل قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْكَشَّاف وَغَيره وَإِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَقَرَأَ بهَا على الشهَاب الابشيطي شَرحه لخطبة الْمِنْهَاج، وَسمع فِيهَا على أبي الْفرج المراغي، وبمكة على أَخِيه الشّرف أبي الْفَتْح بل قَرَأَ على الزين عبد الرَّحِيم الأميوطي البُخَارِيّ وَأخذ عَن السَّيِّد إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْكَافِي الطباطبي، وتلقن الذّكر من كل من الْهمام الْكرْمَانِي وَإِمَام الكاملية الماضيين وَعبد الْكَرِيم وَإِدْرِيس الحضرميين فِي آخَرين فِي هَذِه الْعُلُوم وَغَيرهَا وبرع فِي الْفَضَائِل وأقرأ الطّلبَة بل شرح الورقات لامام الْحَرَمَيْنِ ورسالة الْعَضُد فِي أصُول الدّين)
وَالْقَوَاعِد الصُّغْرَى فِي النحور والتصريف وأربعي النَّوَوِيّ وَهُوَ فِي مجلدين وَلكنه أودع فِيهِ تَصرفا كثيرا وَكتب حَاشِيَة على خطْبَة تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وجزءا فِي الْقزْوِينِي صَاحب الْحَاوِي وَله نظم فِي الْجُمْلَة، قرض لَهُ بَعْضهَا الشهَاب الابشيطي وَوَصفه بزين الْملَّة وَالدّين الملا الامام الْعَلامَة وَقَالَ إِنَّه اطلع فِيهِ على فَوَائِد جمة كل مِنْهَا رحْلَة فاق فِيهَا من كَانَ قبله، قَالَ وأجزت لَهُ إقراء تِلْكَ التصانيف النفيسة وَكَذَا مَا يجوز لي وعني رِوَايَته وقراءته وَالسَّيِّد السمهودي وَقَالَ إِنَّه أبدع فِي تَحْقِيقه لما أودع من تَدْقِيقه مَعَ التَّلْخِيص والايضاح وَحسن السبك وجودة الافصاح قَالَ فاقتطفت من غصنه معترفا بحسنه وَقمت لَهُ إِكْرَاما وَقَعَدت عَن تقريضه احتراما وَللَّه در الْقَائِل:(3/136)
(وَلَيْسَ يزِيد الشَّمْس نورا وبهجة ... إطالة ذِي رصف وإكثار مادح)
إِلَى غَيرهمَا مِمَّن قرض، وَكَذَا قرضت لَهُ غير وَاحِد مِنْهَا امتثالا لسؤاله بل سمع مني بعض تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَالْقَوْل البديع من تصانيفي واستجازني بهما وبغيرهما من مؤلفاتي وَغَيرهَا وأفردت للعضد تَرْجَمَة بسؤاله وَكَانَ كثير الطّواف وَالْعِبَادَة والأوراد مَعَ خشوع وأدب بِحَيْثُ كنت أستأنس بِرُؤْيَتِهِ، محبا فِي الْفَضَائِل والفضلاء مكرما لَهُم حسب استطاعته. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة تقدم النَّاس السَّيِّد المحيوي الْحَنْبَلِيّ بِتَقْدِيم ابْن عَمه ملك التُّجَّار وَكَأَنَّهُ بِوَصِيَّة مِنْهُ لحسن إعتقاده فِيهِ ومصاهرة بَينهمَا فَإِنَّهُ تزوج أُخْتَيْنِ للسَّيِّد وَاحِدَة بعد أُخْرَى وماتتا تَحْتَهُ وَاحِدَة بِمَكَّة وَالْأُخْرَى بِالْمَدِينَةِ ثمَّ دفن بتربتهم من المعلاة رَحمَه الله وإيانا.
542 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى الْأَمِير / مفتي تونس. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ. ذكره ابْن عزم.
543 - حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْبَدْر أَبُو عَليّ الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة قِطْعَة من مَنَاسِكه وَمن النشاوري والاميوطي وَدخل ديار مصر وَالشَّام واليمن غير مرّة للاسترزاق وَسمع فِي أثْنَاء ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ من الْبَهَاء بن خَلِيل وَابْن الملقن وَابْن حَدِيدَة فِي آخَرين وبدمشق من الْأمين مُحَمَّد ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الله الانفي الْمَالِكِي قَرَأَ عَلَيْهِ فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق الاقتراح لِابْنِ دقي الْعِيد من نُسْخَة بِخَطِّهِ رَوَاهُ لَهُ عَن)
الْمزي عَن مُؤَلفه ثمَّ قَرَأَهُ بعد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ على الزين الْعِرَاقِيّ، وَسمع بإسكندرية من الْبَهَاء بن الدماميني وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَابْن كثير وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والاذرعي وَطَائِفَة وتفقه بِمَكَّة على الضياء الْحَنَفِيّ وبدمشق على الصَّدْر بن مَنْصُور القَاضِي وَولي تدريس مدرسة عُثْمَان الرنجيلي بالجانب الغربي من الْمَسْجِد الْحَرَام وَنظر وَقفهَا بعدن أبين، وناب فِي الحكم بِمَكَّة فِي بعض القضايا وَكَذَا فِي الْعُقُود وَكَانَ يذاكر بمسائل من مذْهبه معنيا بالفائدة مقررا قِرَاءَة الصَّحِيح كل سنة فِي أَوَاخِر عمره وَيعْمل المواعيد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. مَاتَ ممتعا بسمعه وحواسه وقوته فِي صفر سنة أَربع وَعشْرين بِقرب عدن وَحمل إِلَى الرجع فَدفن بِهِ، ذكر التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَمن قبله الفاسي وأرخه فِي جُمَادَى الأولى لَا صفر، وَأوردهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه(3/137)
بِاخْتِصَار وَقَالَ قدم الْقَاهِرَة أخيرا فِي الدولة المؤيدية، وَأَجَازَ لأولادي، والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ خيرا.
قلت وَقَالَ الْعِرَاقِيّ عَن قِرَاءَته إِنَّهَا قِرَاءَة حَسَنَة مَعَ استكشاف عَن مُشكل واستفتاح لمقفل، وَأذن لَهُ عَن الإِمَام نَاصِر الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التّونسِيّ عَن مُؤَلفه، وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل وَكَذَا بِدُونِ الْفَاضِل، وَصفه الأنفي وَقَالَ قِرَاءَة حَسَنَة مفيدة.
544 - حُسَيْن بن أَحْمد مقدم العشير بِالشَّام وَيعرف بِابْن بِشَارَة. / مَاتَ فِي سَابِع الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَيُحَرر أهوَ بِالتَّصْغِيرِ أَو مكبر
545 -. حُسَيْن بن أَحْمد السراوي العجمي التَّاجِر /. جاور بِمَكَّة مُدَّة وَأوصى بِقرب كعمارة عين مَكَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السّبْعين أَو جازها ظنا. ذكره الفاسي.
حُسَيْن بن أَحْمد، / مضى فِي تغرى برمش.
546 - حُسَيْن بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم السَّيِّد نصير الدّين أَبُو عبد الله بن الْعِزّ بن الاستاذ شيخ الوعاظ / والمذكورين وخاتمتهم بِتِلْكَ النواحي نظام الْملَّة وَالدّين ابْن الْعِزّ بن الشّرف الْحُسَيْنِي من قبل أَبِيه الحسني من قبل أمه الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي إِنْسَان فَاضل جليل مبجل فِي ناحيته وَأَهْلهَا، مِمَّن أَخذ عني بقرَاءَته وَغَيرهَا بِمَكَّة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وكتبت لَهُ.
حُسَيْن بن أصيل /، يَأْتِي فِي ابْن عبد الله بن أوليا.) :::
547 - حُسَيْن بن أبي بكر بن حسن الْبَدْر الْحُسَيْنِي القاهري نقيب الْأَشْرَاف وأخو نَاصِر الدّين مُحَمَّد / أحد فضلاء الْحَنَفِيَّة، ويلقب بالشاطر وَيُقَال لَهُ ابْن الْفراء. أَيْضا اسْتَقر فِي نقابة الْأَشْرَاف فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد صرف حسن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الْمَاضِي وَمَا تمت السّنة حَتَّى قَامَ بعمارة مشْهد السيدة رقية بِالْقربِ من المشهد النفيسي للاحتواء على سكناهُ بِحَيْثُ تعطلت زيارته من سِنِين وشكر لَهُ ذَلِك وَلكنه اشْتَدَّ تساهله فِي إِدْخَال النَّاس فِي الشّرف طَمَعا فِي الْيَسِير فَانْحَطَّ مِقْدَاره سِيمَا مَعَ عاميته ونقصه. مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد أسن بِعْ إِخْرَاج النّظر عَنهُ للسَّيِّد عَليّ الْكرْدِي، وَاسْتقر بعده فِي النقابة مُحَمَّد ابْن حسن الحسني خَازِن الشربخاناه
548 -. حُسَيْن بن أبي بكر بن حُسَيْن بدر الدّين القاهري الغزولي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن جبينة تَصْغِير جبنة. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض التَّنْبِيه وتشاغل بِالدّلَالَةِ فِي أسواق الْغَزل كسوق الجمالية ثمَّ قيسارية ابْن شَيخنَا ثمَّ قيسارية الْأَشْرَف(3/138)
اينال، وَقَامَ وَقعد وَحج وجاور وَدخل الْيمن وَغَيرهَا وَلم يحصل على طائل. حُسَيْن بن بيرحاجي من الْقَاهِرَة ويدعى بالأمير حُسَيْن. ولد بشيراز وَنَشَأ بهراة فخدم سلطانها أَبَا سعيد بن شاه رخ وترقى عِنْده حَتَّى صَار من جملَة خازندارياته ثمَّ تحول إِلَى الرّوم وَاجْتمعَ بمحمود باشاه أجل أُمَرَاء مُحَمَّد بن عُثْمَان فَأَحبهُ وحظى عِنْده ودام بِبِلَاد الرّوم نَحْو ثَمَان سِنِين ثمَّ استأذنه فِي الْحَج فَأذن لَهُ فَلَمَّا وصل لحلب وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَسبعين أَو الَّتِي قبلهَا توصل بالدوادار الْكَبِير يشبك مهْدي حَيْثُ مسيره لسوار فلاق بخاطره بِحَيْثُ أكْرمه وأنعم عَلَيْهِ وَرجع مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَزَاد فِي إكرامه وأنزله بقبته الَّتِي بناها كل ذَلِك لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من حسن الصَّوْت والالمام الْكَبِير بِعلم الموسيقى مَعَ فهم وعقل ولطف عشرَة وَذكر بأوراد وَقيام وبر للْفُقَرَاء والواردين عَلَيْهِ الْقبَّة. وَقد ذكر أَنه قَرَأَ على سِنَان شيخ تربة الدوادار فِي الْمُتَوَسّط على الكافية الحاجبية، وَقد رَأَيْته بالقبة غير مرّة ثمَّ بِمَكَّة وَقد طلع إِلَيْهَا فِي الْبَحْر من سنة ثَمَان وَتِسْعين.
550 - حُسَيْن بن جَعْفَر المشعري الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
551 - حُسَيْن بن حَامِد بن حُسَيْن السرائي التبريزي ويلقب بيرو. / ذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ المقرىء نزيل حلب كَانَ عَالما بالقراءات السَّبع فَاضلا فِي الْفِقْه دينا ورعا عَاقِلا سَاكِنا كَانَ يقرىء القراآت بِجَامِع منكلي بغا الشمسي وَهُوَ من ذَوي الْأَمْوَال يتجر، رَأَيْته بحلب وَاجْتمعت بِهِ وَلم آخذ عَنهُ شَيْئا ثمَّ رَحل إِلَى الْقُدس فسكنه حَتَّى مَاتَ فِي سنة إِحْدَى، وَفِي تَرْجَمَة أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن اللبان من طَبَقَات ابْن الْجَزرِي إِن مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الإِمَام شمس الدّين بيرو السرائي وَهُوَ ملتئم مَعَ مَا هُنَا وَلَكِن ذكر فِي الْأَسْمَاء مَا يحْتَاج لمراجعة من أصل الذَّهَبِيّ وَكَذَا تَلا بيرو هَذَا بالسبع على الْأمين عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن السلار تَلا عَلَيْهِ السَّبع مَعَ قِرَاءَة الشاطبية والرائية والتيسير الشَّمْس الْحلَبِي قَاضِي الْجِنّ.
552 - حُسَيْن بن حسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسن الْغَازِي بن أَحْمد الْجمال أَبُو مُحَمَّد وكناه شَيخنَا أَبُو عبد الله بن الشّرف الشِّيرَازِيّ المقرىء الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ / وَيعرف بالفتحى بفاء ثمَّ مثناة لكَون جد وَالِده فِيمَا زعم بنى مَسْجِدا بشيراز وَسَماهُ مَسْجِد الْفَتْح. ولد فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة ثمَّ قَالَ لي بعد مُدَّة أَنه تحرر لَهُ فِي سنة عشر بشيراز وَأَن أمه(3/139)
أخْبرته أَن أَبَاهُ حمله وَهُوَ جَنِين إِلَى الْجُنَيْد الكازروني البلياني فبرك عَلَيْهِ ودعا لَهُ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَحفظ فِيمَا قَالَ أربعي النَّوَوِيّ والشاطبيتين والدرة لِابْنِ الْجَزرِي وَالْحَاوِي فِي الْفِقْه والكافية والشافية كِلَاهُمَا لِابْنِ الْحَاجِب وَطَاف مَعَ الوعاظ وقتا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وتلا بِهِ على ابْن الْجَزرِي إِلَى أثْنَاء سُورَة النَّحْل فِيمَا قَالَ وَهُوَ مُمكن وَلزِمَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الخنجي الْمَاضِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء مِنْهَا مُخْتَصر الْأَذْكَار للنووي والتتمة عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَوَصفه بِالْوَلَدِ المقرىء العابد الطَّالِب الْحَاج وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا أَخذ عَن السَّيِّد بن الصفي والعفيف ابْني السَّيِّد نور الدّين الايجي واختص بهما ثمَّ بينيهما من بعدهمَا وَعَن الْمولى قيام الدّين مُحَمَّد بن الغياث الكازروني قاضيها أحد من ناهز الْمِائَة مِمَّن يرو عَن سعيد الدّين مَسْعُود البلياني وَنور الدّين الايجي وَغَيرهمَا، وَلَقي فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ الشهَاب أَبَا الْمجد عبد الله ابْن مَيْمُون الكيكي الْكرْمَانِي عرف بشهاب الاسلام فَأخذ عَنهُ الْأَرْبَعين لفضل الله التوربشتي وَغَيرهَا إجَازَة وَحج فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَأخذ فِيهَا بِمَكَّة وَالْمَدينَة عَن جمَاعَة، وَكَانَ دُخُوله الْمَدِينَة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس ذِي الْقعدَة فَقَرَأَ فِيهَا على الْجمال أبي البركات الكازروني بالروضة النَّبَوِيَّة أَشْيَاء. وَكَذَا على الْمُحب المطري وَأبي الْفَتْح المراغي وعَلى النَّجْم السكاكيني تخميسه لكل من بَانَتْ سعاد والبردة مَعَ)
أَصلهمَا وثلاثيات البُخَارِيّ والمسلسل بالمحمدين وَغير ذَلِك، وَأَجَازَ لَهُ النُّور على بن مُحَمَّد الْمحلي سبط الزبير وفيهَا بِمَكَّة على الزين بن عَيَّاش بالعشر إِلَى رَأس الحزب الأول من الْبَقَرَة مَعَ أَمَاكِن مُتعَدِّدَة من الشاطبية وَجَمِيع منظومته غَايَة الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة أبي جَعْفَر وَخلف وَيَعْقُوب بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ فِي أَيَّام التَّشْرِيق بمنى وَأَجَازَ لَهُ وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم، وَقَرَأَ على أبي السعادات بن ظهيرة بعض البُخَارِيّ بل سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة المحيوي عبد الْقَادِر الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي أَمَاكِن مفرقة مِنْهُ كل ذَلِك فِي رَمَضَان مِنْهَا وَلَقي الْجمال مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد المرشدي فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة مِنْهَا تجاه الْكَعْبَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية والرائية وخطبة التَّيْسِير للداني وَغَيرهَا، بل سمع من لَفظه المسلسل بالأولية بِشَرْطِهِ، وَعَاد إِلَى بَلَده فَقَرَأَ على الْعَفِيف مُحَمَّد بن الشّرف عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم الجرهي ثلاثيات البُخَارِيّ وَقطعَة من الاسْتِئْذَان مِنْهُ والبردة وَغير ذَلِك كالأربعين لِابْنِ الْجَزرِي الَّذِي زعم أَنه شَيْخه ولازمه كثيرا وَسمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين(3/140)
النووية فِي صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالجامع الْعَتِيق وَغير ذَلِك بمشهد الحريصي كِلَاهُمَا من شيراز وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ مِمَّن يروي عَن ابْن صديق، وتكرر لَهُ دُخُول الْحَرَمَيْنِ وَمِمَّا قَرَأَ على الْجمال الكازروني بالروضة فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة الْأَرْبَعين وتساعيات ابْن الخشاب واليسير من الْمُوَطَّأ والكتب السِّتَّة مَا عدا النَّسَائِيّ مَعَ مناولتها وَجَمِيع الشفا، وَفِي سنة سبع وَأَرْبَعين جَمِيع سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وعَلى الْمُحب المطري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين من الصَّلَاة فِي البُخَارِيّ إِلَى الطَّلَاق والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ سيد النَّاس وَدَلَائِل النبوه للبيهقي، وَقيل ذَلِك فِي سنة خمسين بالروضة زَوَائِد مُسْند أَحْمد جمع الهيثمي بِسَمَاعِهِ لأكْثر الْمسند على الْجمال الْحَنْبَلِيّ فِي الْقَاهِرَة بِقِرَاءَة الْمُحب بن نصر الله وعجالة الرَّاكِب فِي ذكر أشرف المناقب للكمال أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ بن الزملكاني بقرَاءَته لَهُ على جده لأمه الزين أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي بالروضة بقرَاءَته لَهُ على الْعَفِيف المطري بِسَمَاعِهِ لَهُ من لفظ مُؤَلفه بل سمع من لَفظه الْكثير من التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وعَلى أبي الْفَتْح المراغي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين سنَن ابْن مَاجَه بِالْمَدِينَةِ وَبَعض البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالشَّمَائِل والموطأ والمصابيح وَالتَّرْغِيب مَعَ مناولتها وَجَمِيع الْمجْلس الْمَعْرُوف بفوائد الْحَاج وَالْأول من مسلسلات العلائي بالروضة وَفِي سنة خمس وَأَرْبَعين التَّرْغِيب وَسنَن أبي دَاوُد وأربعي النَّوَوِيّ بِمَكَّة وفيهَا بِمَكَّة أَيْضا قَرَأَ على التقي بن)
فَهد سنَن ابْن مَاجَه وقصيدة كَعْب بن زُهَيْر مَعَ قصَّتهَا من السِّيرَة والبردة، وَأخذ بِمَكَّة أَيْضا على الزين الاميوطي والمحب الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام وَأذن لَهُ فِي كِتَابَة مَا يَكْتُبهُ للحمى، وَفِي سنة خمس وَأَرْبَعين قَرَأَ بِالْمَدِينَةِ على زَيْنَب ابْنة اليافعي المسلسل بالأولية بِطرقِهِ وَهُوَ أولى حَدِيث قَرَأَهُ عَلَيْهَا وَكتب بهَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الزعيفريني شَيْئا من نظم أَخِيه الشهَاب، وَكَذَا أَخذ بهَا عَن الشَّمْس مُحَمَّد الششتري، وارتحل إِلَى الديار المصرية وَقدم الْقَاهِرَة فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَسمع بهَا على الْعَلَاء ابْن خطيب الناصرية منتقى من مُسْند الْحَارِث بن أبي أُسَامَة بِقِرَاءَة التقي القلقشندي والدعوات للمحاملي بِقِرَاءَة ابْن قمر بعد سَمَاعه من لَفظه للمسلسل، وَقَرَأَ فِي الَّتِي تَلِيهَا على الْمُحب مُحَمَّد بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ السّنَن الصُّغْرَى للنسائي وانْتهى مِنْهَا فِي صفرها بعد سَمَاعه مِنْهُ للمسلسل فِي السّنة الَّتِي قبلهَا وعَلى الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وَعشرَة أَحَادِيث من تساعيات شَيْخه الْبَيَانِي وانْتهى مِنْهُ فِي ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وعَلى السَّيِّد النسابة قِطْعَة من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي فِي جُمَادَى الأولى مِنْهَا وعَلى التَّاج الْمَيْمُونِيّ فِي رِسَالَة الشَّافِعِي بِقِرَاءَة القطب الخيضري وبقراءته هُوَ(3/141)
الشاطبية فِي جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا وعَلى الْعِزّ بن الْفُرَات تساعيات ابْن جمَاعَة واليسير من الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ فِي رمضانها وَفِيه على الشهَاب السكندري الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون للسبعة وَأَجَازَهُ بالاقراء وَكَذَا على الزين رضوَان مَعَ عُمْدَة الاحكام بعد سَمَاعه من لَفظه للمسلسل ولبسه للخرقة الصُّوفِيَّة مِنْهُ وعَلى التقي المقريزي الْبَعْض من أول البُخَارِيّ بعد أَن حَدثهُ فِي منزله بالمسلسل، وَرَأَيْت المقريزي نقل عَنهُ فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن الدمدكي من عقوده شَيْئا فَقَالَ وَلما قدم على المقرىء الْمُحدث الْفَاضِل وَنسبه الشِّيرَازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي سَأَلته عَنهُ فَأَخْبرنِي أَن جمَاعَة يَثِق بهم حدثوه يَعْنِي بِصفتِهِ، وعَلى الرَّشِيدِيّ الْبَعْض من سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى الْبُرْهَان الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ السلماسيات وعَلى الشهَاب بن يَعْقُوب المسلسل وجزء ابْن زبان وجزء المؤمل وعَلى الولوي السلطي بالطيبرسية الْمُجَاورَة للأزهر الشفا وانْتهى فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسمع على الزين قَاسم بن الكويك مَعنا جُزْء أبي الجهم بِقِرَاءَة الديمي فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَفِي رمضانها على الزين رَجَب الخيري جُزْء ابْن مخلد بِقِرَاءَة التقي القلقشندي، وَقَرَأَ فِي شوالها على الزين شعْبَان ابْن عَم شَيخنَا سداسيات الرَّازِيّ وفيهَا على الْعلم البُلْقِينِيّ جُزْء أبي الجهم وَالْجُمُعَة وَسمع على الشَّمْس البالسي وتجار البالسية وَطَائِفَة، وسافر من)
الْقَاهِرَة لزيارة بَيت الْمُقَدّس والخليل فَدخل غَزَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين فَكتب عَن خطيب جَامع الجاولي بهَا يُوسُف بن عَليّ بن سَالم خطْبَة سَمعهَا مِنْهُ حِين تأديته لَهَا، وَلَقي فِي رجبها بِبَيْت الْمُقَدّس القَاضِي الشَّمْس مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن عمر بن الأعسر فَأجَاز لَهُ وَقَرَأَ على الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل المقرىء عرف بِابْن القباقبي شيخ الْقُرَّاء قصيدتين من نظمه وَاجْتمعَ بشيخ الْوَقْت وزاهده الشهَاب بن رسْلَان فِي منزله الملاصق لِلْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فَأخذ عَنهُ خرقَة التصوف وحدثه بِحَدِيث من مُسْند الدَّارمِيّ وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فِي منتصف شعبانها وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط ابْن قمر مؤرخ برجب سنة خمس وَأَرْبَعين ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَمُحَمّد بن يحيى الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ فِي آخَرين، وقطن الْقَاهِرَة مُدَّة وَفِي إِقَامَته بهَا ملازما لشَيْخِنَا بل كَانَ هُوَ قَصده مِنْهَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَحصل جملَة من تصانيفه وَحمل عَنهُ من مروياته ومؤلفاته أَشْيَاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره فمما قَرَأَهُ من مروياته مُسْند الدَّارمِيّ وَعبد وَسنَن الدَّارَقُطْنِيّ واليسير من الْكتب السِّتَّة وَمتْن الْمُوَطَّأ ومسند الشَّافِعِي وَالتَّرْغِيب للاصبهاني وللمنذري وَجَمِيع جُزْء الْجُمُعَة للنسائي وجزء أبي الجهم والمورد الهنى فِي المولد السّني لشيخه الْعِرَاقِيّ وَمِمَّا سَمعه مِنْهُ(3/142)
الِانْتِصَار لامامي الْأَمْصَار ومشيخة قَاضِي المرستان ومسموعه من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة ونزهة الْحفاظ لأبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وجزء من اسْمه مُحَمَّد وَأحمد لِابْنِ بكير وَالْأَرْبَعِينَ الجهادية لِابْنِ عَسَاكِر وَالْأَرْبَعِينَ النووية ومجالس من أَوَاخِر الْحِلْية لأبي نعيم ومجالس كَثِيرَة من صَحِيح مُسلم وَبَعض الْخُلَاصَة فِي عُلُوم الحَدِيث للطيبي وَجَمِيع الْكِفَايَة للخطيب بفوت يسير لِابْنِ سيد النَّاس وَمَا قَرَأَهُ من تصانيفه الْأَرْبَعين المتباينة والخصال المكفرة وقصيدة من أول ديوانه وَمَا سَمعه مِنْهَا توالي التأنيس فِي مَنَاقِب ابْن إِدْرِيس وجزء المدلسين وَالْأَرْبَعِينَ الَّتِي خرجها لشيخه الزين المراغي بِقِرَاءَة ابْنه أبي الْفرج وَبَعض بُلُوغ المرام وَشرح النخبة وَتَخْرِيج الْكَشَّاف، وَكَانَ شَيخنَا يمِيل إِلَيْهِ كثيرا وَلما انْتقل شَيخنَا بِمَجْلِس إمْلَائِهِ لدار الحَدِيث الكاملية قَرَأَ فِي أول يَوْم سُورَة الصَّفّ بِصَوْت شجى فأبكى النَّاس وَوَقع ذَلِك موقعا عَظِيما ورام بَنو القاياتي الايقاع بِهِ فَمَا تمكنوا، وَقدم الْقَاهِرَة بعد شَيخنَا غير مرّة وناله من الْأَمِير أزبك الظَّاهِرِيّ الْجَمِيل من تَقْرِيره وَغَيره لسبق مَعْرفَته لَهُ خُصُوصا فِي قَدمته الْأَخِيرَة فَإِنَّهُ أَقَامَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِبَيْت الخطابة من جَامعه وَكَانَ قد كف وَثقل سَمعه، وَكَذَا سَافر بِأخرَة إِلَى الشَّام فَأخذ بهَا عَن الْبُرْهَان الباعوني والجرادقي وقطن مَكَّة دهرا)
وسافر مِنْهَا إِلَى الْهِنْد فَحصل جملَة وَيُقَال إِن الخلجي جعله شيخ الحَدِيث بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِمَكَّة وَلم يظْهر ذَلِك، واشتهر أَنه بَاعه ثَوَاب عمله المتطوع بِهِ من حج وعمره وَغَيرهمَا بمبلغ كَبِير على قَول من يرَاهُ وَرُبمَا أسمع الحَدِيث بِمَكَّة وَالْمَدينَة بل وبالقاهرة فِي قدماته الْمُتَأَخِّرَة.
وَهُوَ إِنْسَان ظريف كثير التودد والخبرة بمداخلة النَّاس شجى الصَّوْت بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث قَرَأَ وَطلب وبرع فِي الْقرَاءَات وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا وَحصل بِغَيْرِهِ أَشْيَاء وَلَكِن فِي نَقله توقف وَفِي قِرَاءَته وخطه تَصْحِيف وَعِنْده جَرَاءَة وإقدام ولسان لَا يتدبر مَا يخرج مِنْهُ قد صحبته قَدِيما وَسمعت على شَيخنَا بقرَاءَته مُسْند عبد والمورد الهني وَأَشْيَاء بل ونقلت عَنهُ فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مَا عزوته إِلَيْهِ، وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ من نمط ذَلِك أَشْيَاء أودعتها بِخَطِّهِ حَتَّى ألحقتها وَحصل من تصانيفي القَوْل البديع وَغَيره وتناوله منى وَكَانَ يسألني عَن أَشْيَاء ويزورني كثيرا حَتَّى بعد أَن كف وَقَرَأَ عَلَيْهِ أخي الْأَوْسَط بحضرتي الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون للسبع فرأيته ذَاكِرًا للفن وَكتب إِلَى مرّة: وأحيى ذَا الْمحيا الميمون بألوف التحايا سَائِلًا من الله لكم صنوف الْمنح والعطايا إِلَى أَن قَالَ: وَأَنا وَالله كثير الْفَرح بوجودكم فَإِن العساكر المنصورة المحمدية قد قلت جدا، وفارقته فِي(3/143)
موسم سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة وَهُوَ حَيّ، أغلب أوقاته عِنْد أكبر أَوْلَاده وَلسَانه طَوِيل وبدنه عليل وَمَعَ ذَلِك فجَاء لتعزيتي بأخوي وَبكى كثيرا ثمَّ مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين رَحمَه الله وإيانا.
553 - حُسَيْن بن حسن بن عَليّ بن أبي بكر الْبَدْر المنصوري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْعَنْبَري وَالِد كَمَال الدّين مُحَمَّد، / لَازم الْعَبَّادِيّ كثيرا، وَكَذَا بن قرقماس وَأَسْكَنَهُ مَعَه فِي تربته بِنَاحِيَة بَاب البرقية وتميز فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا وَسمع مَعنا الحَدِيث على سارة ابْنة ابْن جمَاعَة.
554 - حُسَيْن بن حسن بن يُوسُف الْبَدْر الهوريني ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الكتبي وَالِد عبد الرَّحْمَن / وهورين من الغربية. قدم مِنْهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن النُّور الأدمِيّ والبرهان البيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع البُخَارِيّ على الْجمال الْحَنْبَلِيّ وأسئلة البرقاني للدارقطني فِي سنة أَربع عشرَة وَبَعض سنَن أبي دَاوُد كِلَاهُمَا على الشّرف بن الكويك والشفا على الْكَمَال بن خير، ودرس وَأفَاد وتكسب بالكتبيين وَصَارَ رَأس الْجَمَاعَة وَأحسن من رَأَيْته مِنْهُم وانتفع بِهِ الطّلبَة فِي ذَلِك ورفق بهم وَكَانَ متعبدا بالتهجد والتلاوة متواضعا بشوشا. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَلم يخلف بعده فِي فنه مثله رَحمَه الله وإيانا.
حُسَيْن بن أبي الْخَيْر الْفَاكِهَانِيّ. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ.
555 - حُسَيْن بن زِيَادَة بن مُحَمَّد الْبَدْر الفيومي الْأَزْهَرِي الْحَنَفِيّ نزيل خانقاه شيخو /. ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالفيوم ثمَّ انْتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن واشتغل فِي النَّحْو على الغماري وَغَيره ثمَّ سَافر إِلَى حلب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَتلا فِيهَا لنافع وَابْن كثير وَأبي عَمْرو وَعَاصِم وَابْن عَامر على بيرو وَغَيره وَأخذ الْفِقْه عَن الْجمال الْمَلْطِي وَغَيره، وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وطوف فِي بِلَاد الشَّام وَأخْبر أَنه سمع بِدِمَشْق وحلب والقاهرة وَغَيرهَا، وَكَانَ إِمَام إينال باي بن قجماس، وَسمع عِنْده على التقي الدجوي وَسمع قِطْعَة من آخر سيرة ابْن هِشَام على النُّور الفوي بخانقاه شيخو لقِيه البقاعي فاستجازه وَمَات فِي 556. حُسَيْن بن صديق بن حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر ابْن الشَّيْخ الْكَبِير على الأهدل الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد حفيد شَيخنَا الْبَدْر الْحُسَيْنِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده، وَيعرف كأبيه بِابْن الأهدل ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات حُسَيْن وَنَشَأ بنواحيها واشتغل بهَا فِي الْفِقْه على الفقيهين أبي بكر بن قيس وَأبي الْقسم بن عمر بن مطير وَغَيرهمَا،(3/144)
وَفِي النَّحْو على أَولهمَا وَغَيره، ثمَّ انْتقل إِلَى بِلَاد المراوعة واشتغل بهَا على الْفَقِيه على الْأَحْمَر فِي النَّحْو، ثمَّ إِلَى بَيت ابْن عجيل فاشتغل على الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم جعمان وَغَيره، ثمَّ دخل زبيد فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فاشتغل بهَا فِي الْفِقْه على عمر الفتي وَغَيره وَفِي الْأَدَب على الدّين الشرجي ثمَّ حج سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر مجَالِس البرهاني والمحيوي قاضييها وَأذن لَهُ الْبُرْهَان وَغَيره وزار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسمع بهَا من أبي الْفرج المراغي ثمَّ عَاد لبلاده وَأخذ عَن يحيى العامري وَبحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج ثمَّ عَاد ولازمني فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة بِمَكَّة فَقَرَأَ على أَشْيَاء من تصانيفي بعد أَن كتبهَا بِخَطِّهِ وَكَذَا سمع من لَفْظِي وَعلي أَشْيَاء، وَهُوَ فَاضل بارع فِي فنون ناظم مُفِيد حسن الْقِرَاءَة والضبط لطيف الْعشْرَة متودد قَانِع عفيف أَقرَأ الطّلبَة بناحيته، وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة سِيمَا القَوْل البديع وَنَحْوه، مدحني بقصيدة أنشدنيها بِحَضْرَة الْجَمَاعَة، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة وَرَأَيْت النَّجْم بن فَهد كتب عَنهُ من نظمه كثيرا وترجمه، وَبَلغنِي أَنه فِي هَذِه السنين تحول عَن طَرِيقَته فسلك التسليك والشياخة الصُّوفِيَّة، وَكَأَنَّهُ لمناسبة الْوَقْت، ووردت على كتبه فِي سنة تسع وَتِسْعين وَمَا قبلهَا بالتشوق الزَّائِد والمدح الْعَائِد.
557 - حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن الشَّيْخ الْكَبِير على الأهدل بن عمر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبيد بن عِيسَى بن علوي بن مُحَمَّد بن حمحام بن عدي بن الْحسن بن الْحُسَيْن مصغر بن زين العابدين وَيُقَال لَهُ عُيُون ابْن مُوسَى بن عِيسَى الكاظم بن جَعْفَر الصَّادِق بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن أبي طَالب الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو عَليّ الحسني نسبا وبلدا الشَّافِعِي الاشعري / جد الَّذِي قبله ووالد صديق الْآتِي وَيعرف بِابْن الأهدل.
ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بالقحزية غربي الحقة من بِلَاد الْيمن، وَنَشَأ بهَا لحفظ الْقُرْآن وَرغب فِي الْفِقْه فانتقل إِلَى المراوغة قبل الْبلُوغ سنة خمس أَو سِتّ وَتِسْعين فاشتغل على الْفَقِيه عَليّ بن آدم الزَّيْلَعِيّ وَقَرَأَ الْحَاوِي كَمَا قرأته بِخَطِّهِ على من قَرَأَهُ على شَيْخه عَليّ الْأَزْرَق وَيُمكن أَن يكون عني الزَّيْلَعِيّ هَذَا بِقِرَاءَة الْأَزْرَق لَهُ على أبي بكر الزبيدِيّ بِسَنَدِهِ، وطالع كثيرا من كتب الْفِقْه ثمَّ رَحل إِلَى أَبْيَات حُسَيْن فِي رَجَب سنة ثَمَان وَتِسْعين فتفقه بهَا على الشَّيْخَيْنِ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الحرضي والنور عَليّ بن أبي الْأَزْرَق واختص بِهِ ولازمه كثيرا وَتخرج بِهِ وَسمع عَلَيْهِ الْكثير وَأذن لَهُ فِي الافتاء وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن اليافعي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي عَن النَّجْم والرضى الطبريين بسندهما، وَكَذَا قَرَأَ على الإِمَام مُحَمَّد بن نور الدّين الموزعي لما قدم عَلَيْهِم(3/145)
أَبْيَات حُسَيْن وَدخل زبيد فَقَرَأَ على ابْن الرداد الرسَالَة القشيرية وَسمع من عَليّ ابْن عمر الْقرشِي اللطائف لِابْنِ عَطاء الله كلهَا أَو بَعْضهَا وَغَيرهَا وَأخذ عَن القَاضِي جمال الدّين عبد الله بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ ووالده كثيرا وَكَانَ مِمَّا قَرَأَ على الْجمال اللمع فِي أصُول الْفِقْه للشَّيْخ أبي اسحق، وتفقه أَيْضا بالفقيه أبي بكر الحادري وَأخذ عَنهُ كثيرا، وَمِمَّا أَخذ عَنهُ وَعَن الحرضي الْمَاضِي وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّا طرف من النَّحْو وَأخذ أصُول الدّين عَن غير وَاحِد، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا وَسمع بِمَكَّة من الْجمال ابْن ظهيرة والتقي الفاسي الْكثير وبالمدينة من الزين المراغي وَأبي حَامِد المطري، وباليمن من الْمجد الشِّيرَازِيّ وَابْن الْجَزرِي لما قدمهَا عَلَيْهِم فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَقَالَ فِي إجَازَة انه يروي عَن شَيخنَا إجَازَة وَإنَّهُ أَخذ عَن الْجمال أبي النجباء مُحَمَّد ابْن عبد الله النَّاشِرِيّ وَعلي ابْن ملير، وَنظر فِي كتب الحَدِيث وَالتَّفْسِير واللغة والدواوين وَكتب الصُّوفِيَّة وَعرف عقائد الْأَئِمَّة ومصطلحات الْعلمَاء)
من الْفُقَهَاء والمحدثين والمفسرين والاصولين وَأهل الْأَدَب وحقق علم التصوف ومصطلحاتهم رميز أهل السّنة من غَيرهم وَألف حَوَاشِي عَليّ البُخَارِيّ انتقاها من الْكرْمَانِي مَعَ زيادات وسماها مِفْتَاح الْقَارِي الْجَامِع البُخَارِيّ وَعمل كشف الغطا عَن حقائق التَّوْحِيد وعقائد الْمُوَحِّدين وَبَيَان ذكر الْأَئِمَّة الْأَشْعَرِيين وَمن خالفهم من المبتدعين والملحدين فِي مُجَلد ضخم واللمعة المقنعة فِي ذكر فرق المبتدعة يَعْنِي الثِّنْتَيْنِ وَسبعين قدر كراسة والرسائل المرضية فِي نصر مَذْهَب الاشعرية وَبَيَان فَسَاد مَذْهَب الحشوية فِي قدر عشر وَرَقَات كبار وَقد تكت فِي كراسين والتنبيهات على التَّحَرُّز فِي الرِّوَايَات مُجَلد والكفاية فِي تحصين الرِّوَايَة فِي ثَلَاثَة كراريس كبار وَقَالَ إِنَّه أنموذج لطيف وَإنَّهُ ذكر فِيهِ بطلَان المعمرين وطبقات الأشاعرة وعدة المنسوح من الحَدِيث ومطالب أهل القربه فِي شرح دُعَاء أبي حربه فِي مُجَلد وَالْقَوْل النَّضر على الدعاوي الفارغة بحياة أبي الْعَبَّاس الْخضر والاشارة الوجيزة إِلَى الْمعَانِي الغريزة فِي شرح الْأَسْمَاء الْحسنى وَكتاب الرُّؤْيَة وَالْكَلَام فِيهَا فِي ثَلَاثَة مَوَاطِن فِي الْآخِرَة وَفِي الدُّنْيَا يقظة ومناما فِي ثَلَاثَة كراريس كبار وَجَوَاب مسئلة الْقدر عشر وَرَقَات وقصده بِهِ الرَّد على الجبرية وقصيدة فِي الْحَث على الْعلم وَتَعْيِين مَا يعْتَمد من الْعلم والكتب فِي الشَّرْع والتصوف وَبَيَان حكم الشلح وَالنَّص على مروق ابْن الْعَرَبِيّ وَابْن الفارض وأتباعهما من الْمُلْحِدِينَ وتمهيد الْعذر عَن اغترار من لم يعرف حَالهم من الْمُتَأَخِّرين وَشَرحهَا وَالْقَصِيدَة اللامية فِي السلوك وَشَرحهَا ولعلها الَّتِي قبلهَا والحجج(3/146)
الدامغة وَاخْتصرَ تَارِيخ الْيمن للجندي فِي مجلدين وَزَاد عَلَيْهِ زيادات حَسَنَة وَسَماهُ تحفة الزَّمن فِي تَارِيخ سَادَات الْيمن وقفت عَلَيْهِ وانتقيت مِنْهُ وقف عَلَيْهِ شَيخنَا ولخص مِنْهُ مفتتحا لما لخصه بقوله أما بعد فقد وقفت على مُخْتَصر تَارِيخ الْيمن للفقيه الْعَالم الْأَصِيل بدر الدّين فَوَجَدته قد ألحق فِيهِ زيادات كَثِيرَة مفيدة مِمَّا اطلع عَلَيْهِ فعلقت فِي هَذِه الكراسة مَا زَاده بعد عصر الجندي وانتهاء مَا أرخه الجندي إِلَى حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة، وَكَذَا اختصر تَارِيخ اليافعي ولخص من مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَمن روض الرياحين كتابا سَمَّاهُ المطرب للسامعين فِي حكايات الصَّالِحين، وَكَذَا لَهُ الباهر فِي مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وقرأت بِخَطِّهِ المؤرخ بِسنة ثَمَان وَأَرْبَعين أَن جملَة تصانيفه بضعَة عشر، وقطن مَكَّة مُدَّة وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا كالبرهان بن ظهيرة وَابْن عَمه وَابْن فَهد واستجازه لي وَإِمَام الكاملية وَنقل لي عَنهُ أَنه أَفَادَ عَن ابْن عَرَبِيّ أَنه قَالَ أَن كَلَامي على)
ظَاهره وَإِن مرادي مِنْهُ ظَاهره والْعَلَاء ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَابْن حريز وَفتح الدّين بن سُوَيْد، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها مفتيا متضلعا من الْعُلُوم راسخا فِي كثير من الْمَنْقُول والمعقول مؤيدا للسّنة قامعا للمبتدعة كثير الْحَط على الصُّوفِيَّة من أَتبَاع ابْن عَرَبِيّ بِبِلَاد الْيمن حدث ودرس وَأفْتى ودارت عَلَيْهِ الْفتيا بِأَبْيَات حُسَيْن وباديتها بل صَار شيخ الْيمن بِدُونِ مدافع وَهُوَ كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة بعض أقربائه من بَيت علم وَصَلَاح. مَاتَ فِي صبح يَوْم الْخَمِيس تَاسِع الْمحرم سنة خمس وَخمسين بِأَبْيَات حُسَيْن وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر وَدفن بِمَسْجِد أنشأه رَحمَه الله وإيانا. وَذكره الْعَفِيف فَقَالَ الْفَقِيه الأصولي المؤرخ قَالَ لي الْفَقِيه الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر الحسني الدَّاودِيّ أَنه كَانَ راسخ الْقدَم فِي النقلي والعقلي مِمَّن تَدور عَلَيْهِ الْفَتْوَى بِبَيْت حُسَيْن وباديتها، وَقد وقفت لَهُ على مؤلف فِي الْأُصُول دَال على فَضله وتبحره. وَهُوَ مِمَّن يرد على الشَّيْخ مُحَمَّد الْكرْمَانِي وَيَقُول بِفساد عقيدته.
حُسَيْن بن عبد الْعَزِيز الحفصي. / فِي ابْن أبي فَارس
558 -. حُسَيْن بن عبد الله بن أوليا بن مجتبي بن حَمْزَة الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن أصيل الدّين الْكرْمَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار وَيعرف بِابْن أصيل الدّين لقب وَالِده /، شَاب يشْتَغل بالنحو وَالصرْف وَنَحْوهمَا وَرُبمَا حضر الْفِقْه عِنْد الْجمال القَاضِي ولقيني بِمَكَّة فلازمني فِي البُخَارِيّ وَفِي شرحي للألفية والتقريب، وَكَانَ يكْتب فِيهِ وَسمع على أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا بل قَرَأَ على مُسْند الشَّافِعِي وعدة الْحصن الْحصين وَمن تصانيفي التَّوَجُّه للرب والابتهاج وكتبهما واستجلاب ارتقاء الغرف(3/147)
وَسمع الْمَشَارِق للصغاني وَمن لَفْظِي ثلاثيات البُخَارِيّ والمسلسل وَحَدِيث زُهَيْر وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة، وَعِنْده حَيَاء وَسُكُون، وَقد سَافر فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين إِلَى دابول من بِلَاد الْهِنْد. وَمَات أَبوهُ فِي غيبته ثمَّ بلغنَا قدومه إِلَى عدن مُتَوَجها مِنْهَا لمَكَّة فوصل فَأَقَامَ حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ وَقَالَ انه مُتَوَجّه لليمن وَنَحْوه.
559 - حُسَيْن بن عبد الله نجم الدّين السامري الأَصْل / كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق وَقد جمع بَينهَا وَبَين نظر الْجَيْش بعناية صهره زوج ابْنة امْرَأَته ازبك الدوادار، وَكَانَ عريا عَن الْعُلُوم جملَة مَعَ انه كَانَ باسمه التدريس بدار الحَدِيث الأشرفية. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ
560 -. حُسَيْن بن عبد الْمُؤمن بن المظفر الْجمال بن الصَّدْر بن الْعِزّ الشِّيرَازِيّ /. لقِيه الطاووسي فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بشيراز فاستجازه لدُخُوله فِي عُمُوم إجَازَة الْمزي)
وَابْنَة الْكَمَال وَمَات فِي غرَّة ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عَن مائَة وَسِتِّينَ.
561 - حُسَيْن بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول بن أَمِير يُوسُف بن خَلِيل بن نوح الْبَدْر بن الشّرف الكرادي الأَصْل القرمي القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْمُحب مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الاشقر /. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَأَرْبَعين وَلم يكمل السِّتين وتأسف عَلَيْهِ أَخُوهُ كثيرا وَكَانَ قَائِما بأموره كلهَا حَتَّى استنابه فِي نظر البيمارستان حِين ولَايَته لَهَا رَحمَه الله.
562 - حُسَيْن بن عُثْمَان الجمالي الجبلجيلوي. / ولد فِي غرَّة ربيع الأول سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة، ولقيه الطاووسي بشيراز سنة سبع وَعشْرين فاستجازه لدُخُوله فِي عُمُوم إجَازَة جمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين.
563 - حُسَيْن الْأَكْبَر بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أَخُو حسن. / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَلم يكمل شهرا. أرخه ابْن عَمه.
564 - حُسَيْن الْأَصْغَر بن عَطِيَّة / شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي شعْبَان سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وقطن الْمَدِينَة وقتا وَكَذَا الْقَاهِرَة أوقاتا على وَجه فاقة وَالشَّام وزار بَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وَانْقطع عَنَّا خَبره قريب التسعين وَيُقَال إِنَّه مأسور بأيدي الفرنج خلصه الله.
حُسَيْن بن عَلَاء الدولة، / سَيَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ.
565 - حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الشَّاهِد تَحت القلعة مِنْهَا وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان /. ولد فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل وَفضل وَسمع على ابْن صديق(3/148)
بعض الصَّحِيح، وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل درس بالسيفية بحلب وقتا ثمَّ نزل عَنهُ، وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ من بَيت علم وَخير وَلكنه يذكر بلين وتساهل. مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ بحلب
566 -. حُسَيْن بن عَليّ بن أبي بكر بن سَعَادَة شرف الدّين بن نور الدّين الفارقي ثمَّ الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ / أحد أَعْيَان التُّجَّار. رقاه الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل عَبَّاس سُلْطَان الْيمن، واستوزره فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا إِلَى حادي عشري رَمَضَان مِنْهَا فانفصل عَنْهَا بالشهاب أَحْمد بن عمر بن معيبد ثمَّ أُعِيد بعد مُدَّة مَعَ غَيره، وَمَات فِي شعْبَان سنة إِحْدَى. ذكره الخزرجي فِي تَرْجَمَة أَبِيه من تَارِيخ الْيمن، وَقَالَ شَيخنَا فِي الأنباء إِنَّه عزل بعد أَربع سِنِين وَهُوَ مُخَالف لما تقدم قَالَ وَكَانَ يدْرِي الطِّبّ رايته بزبيد فِي الرحلة الأولى،)
وَمَات بَعدنَا فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ رَئِيسا فَاضلا حسن الْكِتَابَة لَهُ معرفَة بالطب، وسمى جده عبد الله.
567 - حُسَيْن بن عَليّ بن حُسَيْن الْبَدْر الكلبشاوي الغمري الْفَقِيه النَّاسِخ الشَّافِعِي /. كَانَ صَالحا خيرا سليم الْفطْرَة اشْتغل بالفقه والعربية والفرائض يَسِيرا وَلم ينجب، وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكتب بِالْأُجْرَةِ الْكثير بِخَطِّهِ الصَّحِيح وَمن ذَلِك عدَّة نسخ من تصنيفي القَوْل البديع وسَمعه منى مَعَ غَيره وَأذن بالباسطية وَغَيرهَا وأدب الْأَوْلَاد وقتا، وَحج مرَارًا آخرهَا فِي موسم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بعد أَن فجع بِمَوْت وَلدين لَهُ فِي الطَّاعُون الْمَاضِي قَرِيبا فحج وَرجع للزيارة النَّبَوِيَّة مَاشِيا، وَكَانَت منيته بَين الْحَرَمَيْنِ فِيهَا قبل الْوُصُول عَن بضع وَخمسين ظنا وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله.
568 - حُسَيْن بن عَليّ بن حُسَيْن الشَّامي وَيعرف بِابْن مكسب. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة وَكَانَ من خِيَار التُّجَّار اسْتَدَانَ مِنْهُ السَّيِّد نور الدّين بن الصفي الايجي فِي آخر قدماته لمَكَّة مبلغا. وَمَات فسافر لأجل اسْتِيفَائه من تركته هُنَاكَ فَكَانَت منيته بعد أَن قَبضه بِهِ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله.
569 - حُسَيْن بن عَليّ بن خَالِد الْفَقِيه بدر الدّين العقيبي وَيعرف قَدِيما بِابْن الجاموس. / مِمَّن سمع على التنوخي ثمَّ الْجمال الْحَنْبَلِيّ واستجازه الزين رضوَان لمولده وَأَشَارَ لمَوْته من غير تَبْيِين وَكَأَنَّهُ بعد الثَّلَاثِينَ.
570 - حُسَيْن بن عَليّ بن خراج اليمني /. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين.
571 - حُسَيْن بن عَليّ بن سَالم بن إِسْمَاعِيل بن ظهير الدّين الْبَدْر الفوي الأَصْل القاهري /(3/149)
الشَّافِعِي الشاذلي الكتبي. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ ولازمه وتكسب بسوق الْكتب مَعَ يبس وَشدَّة وَقيل لي انه يعْتَقد ابْن عَرَبِيّ، وَلذَا كَانَ ابْن عزم وَغَيره من أضرابه يمِيل إِلَيْهِ كثيرا مَعَ سماحة بالعارية وحرصه على الْجَمَاعَة وملازمة التِّلَاوَة حَتَّى بعد أَن هش وَانْقطع عَن السُّوق ثمَّ انْقَطع أَيَّامًا. وَمَات فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي الْأَزْهَر وبيعت كتبه بِالْعدَدِ لكثرتها وَجَهل النَّاس عَفا الله عَنهُ.
572 - حُسَيْن بن عَليّ بن سبع الْبَدْر والشرف أَبُو عَليّ البوصيري القاهري الْمَالِكِي. / ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَكتبه بَعضهم سنة خمس وَأَرْبَعين وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وَابْن الْحَاجِب الفرعي والرسالة لِابْنِ أبي زيد وَعرض على الْعَلَاء مغلطاي وَأَجَازَ لَهُ وَأبي أُمَامَة بن النقاش صَاحب التَّفْسِير والتقي السُّبْكِيّ وَالْجمال الاسنائي وَخلف بن إِسْحَاق الْمَالِكِي فِي آخَرين وَكَانَ يذكر أَنه حضر مجْلِس الشَّيْخ خَلِيل صَاحب الْمُخْتَصر وبهرام وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق وَأَنه بحث على ابْن هِلَال السكندري مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَأَنه سمع السِّيرَة لِابْنِ هِشَام مرَّتَيْنِ أحداهما بِقِرَاءَة الغماري وَالْأُخْرَى بِقِرَاءَة الْعِرَاقِيّ على الْجمال بن نباتة، وَكَذَا سمع على الْمُحب الخلاطي جلّ الدَّارَقُطْنِيّ وصفوة التصوف لِابْنِ طَاهِر وعَلى الْعِزّ أبي عمر بن جمَاعَة غَالب الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وَآخَرين مِمَّن تَأَخّر عَنْهُم كَابْن صديق والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي، وتنزل فِي صوفية الشيخونية، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَعْيَان وَعمر وَتفرد. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بمنزله بآخر العقيبة بِالْقربِ من جَامع طولون.
وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده وبيض لَهُ رَحمَه الله وإيانا.
573 - حُسَيْن بن عَليّ بن سرُور بن خطيب حَدِيثَة /. مَاتَ سنة ثَلَاث.
574 - حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله بن سيف الْبَدْر الفيشي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن فيشا. / ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالحسينية، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة فِي أصُول الدّين للنسفي وَالْمُخْتَار والمناور وألفية النَّحْو والْحَدِيث وَالتَّلْخِيص، وَأخذ عَن القَاضِي سعد الدّين الْفِقْه وأصوله، ولازم قبله الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الْمُخْتَار وَشَرحه وَالصرْف والعربية والمنطق وَغَيرهَا واختص بِهِ كثيرا وَلزِمَ خدمته، وَقَبله لَازم الشَّمْس الطنتدائي خطيب جَامع الظَّاهِر ونزيل البيبرسية فِي الْمِيقَات وَنَحْوه وَهُوَ الَّذِي حنفه، وَأَظنهُ قَرَأَ محافيظه عِنْده ثمَّ الْأمين الاقصرائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي أصُول الْفِقْه الكاكي شرح الْمنَار والتلويح(3/150)
وَفِي الْفِقْه الْهِدَايَة وَكَذَا لَازم التقي الحصني فِي الاصلين والمعاني وَالْبَيَان والكشاف والعربية والمنطق وَغير ذَلِك مِمَّا بَين سَماع وَقِرَاءَة وَحضر دروس الكافياجي، وَكتب جملَة من تصانيفه وَأخذ يَسِيرا عَن الشمني وَابْن الْهمام وَقَرَأَ ابْن المُصَنّف على أبي الْقسم النويري وَقَالَ لي بعض رفقائه إِنَّمَا أَخذ عَنهُ الْمَتْن مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع غَالب مُخْتَصر الشَّيْخ لَهَا وَأذن لَهُ ابْن الديري والعز والكافياجي ثمَّ بِأخرَة تردد فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا لنظام وَحضر عِنْد الخيضري فِي شرح الألفية وَغَيرهَا للرغبة فِي الِانْتِفَاع بجاهه إِن كَانَ وَسمعت من يَقُول مِمَّن كَانَ يحضر مَعَه عِنْده إِنَّه لم يكن يسْتَشْكل شَيْئا وَلَا يسْأَل سؤالا وَيُجَاب عَنهُ بل قَرَأَ فِي الِابْتِدَاء على جَعْفَر السنهوري، وَفضل وتميز وناب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الديري من بعده وَحج وَذكر بالثروة الزَّائِدَة والتكسب كأبيه بالجبن وَالزَّيْت وَنَحْو ذَلِك، ثمَّ أرعض عَنهُ حِين تزايد فَسَاد الْحِسْبَة وَاقْتصر على الْقَضَاء وملازمة الِاشْتِغَال حَتَّى كَانَ بعد الشنشي أفضل النواب، كل ذَلِك مَعَ سُكُون ولين وتواضع وجمود وَعدم أبهى بِحَيْثُ لامه بعض قُضَاته عَلَيْهَا، وانقياد لصهر لَهُ يُقَال لَهُ مُحَمَّد ابْن الرُّومِي مِمَّن استفيض ضَرَره، وَلَكِن لم يذكر عَنهُ هُوَ إِلَّا الْخَيْر بل قيل إِنَّه لم يكن يتعاطى على الْقَضَاء شَيْئا وَقد اسْتَخْلَفَهُ الصُّوفِي فِي الطَّحَاوِيّ بالمؤيدية وراجعني أول الْأَمر فِي شَيْء من ذَلِك ثمَّ تكَرر مَجِيئه إِلَيّ وَكَانَ يتأسف لعدم الْمُلَازمَة، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين وَلم يُوجد لَهُ من المخلف مَا كَانَ يدعى فِيهِ رَحمَه الله وإيانا.
حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله الشّرف الفارقي ثمَّ الزبيدِيّ / أحد أَعْيَان تجار الْيمن. مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن سَعَادَة. حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله المارديني التَّاجِر نزيل حلب وَيعرف بِابْن تميرة، مِمَّن سمع منى بِمَكَّة.
576 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن رستم بن عبد الله الْبَدْر أَبُو عمر الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الفرضي الحاسب أَخُو إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل الماضيين وَيعرف بالزمزمي، ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه ولد قبل السّبْعين بِمَكَّة وَسمع بهَا من شيوخها والقادمين إِلَيْهَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْبَدْر حسن وَغَيرهم وَطلب الْعلم واعتنى بالفرائض والحساب فَأخذ ذَلِك عَن الشهَاب ابْن ظهيرة والبرهان الْبُرُلُّسِيّ الفرضي نزيل مَكَّة وتبصر بهما ثمَّ ازْدَادَ فضلا بعد(3/151)
أَخذه لذَلِك عَن الشهَاب بن الهائم فَإِنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ بِمَكَّة بعض تواليفه، وَأخذ علم الْفلك بِالْقَاهِرَةِ عَن الْجمال المارداني وَلم يزل فِي ازدياد ونباهة حَتَّى صَار إِمَامًا عَالما فَاضلا ماهرا من أعلم النَّاس بالفرائض والهيئة والحساب وَعلم الخطأين والجبر والمقابلة والهندسة والفلك والتقاويم وانتهت إِلَيْهِ رياسة هَذَا الْعلم بِبِلَاد الْحجاز مَكَّة وَالْمَدينَة واليمن وَألف فِيهِ وانتفع بِهِ أَخُوهُ الْبُرْهَان الْمَاضِي فِي ذَلِك وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالتقي بن فَهد وَغَيره كل)
ذَلِك مَعَ حَظّ من الدّين وَالْعِبَادَة وَقدم مصر غير مرّة وَاجْتمعَ بفضلائها وَأثْنى عَلَيْهِ غير وَاحِد، وَكَذَا دخل الْيمن فِي سنة تسع عشرَة فِي تِجَارَة واستدعاه صَاحبهَا الْملك النَّاصِر للحضور عِنْده فَسَأَلَهُ أَشْيَاء عَن حاسبين عِنْده وناله مِنْهُ بعض الْبر، وَعَاد إِلَى مَكَّة فِي سنة عشْرين وَأقَام بهَا حَتَّى حج، وَمضى إِلَى مصر فِي الْبر ثمَّ رَجَعَ فِي الْبَحْر فوصل مَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين فحج ثمَّ حصل لَهُ ضعف تعلل بِهِ سِتَّة أَيَّام، وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَكَانَ الْجمع فِي تشييعه وافرا رَحمَه الله وإيانا. تَرْجمهُ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَبله الفاسي فِي مَكَّة وَشَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار فَقَالَ كَانَ فَاضلا ماهرا فِي الْهَيْئَة والحساب انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة هَذَا الْعلم بِبَلَدِهِ سَمِعت من فَوَائده وَقَالَ فِي أنبائه: اشْتغل بِالْعلمِ وَمهر فِي الْفَرَائِض والحساب وفَاق الأقران فِي معرفَة الْهَيْئَة والهندسة، والمقريزي فِي عقوده وَإنَّهُ يرجع إِلَيْهِ المكيون فِي علمي الْمِيقَات والحساب.
577 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر الاذرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي ابْن قَاضِي اذرعات أَخُو حسن وَالِد الإِمَام شهَاب الدّين أَحْمد / الْمَاضِي ذكرهمَا ووالد الْبَدْر مُحَمَّد ضفدع الْآتِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه تفقه فِي صباه على الشّرف ابْن الشريشي والنجم بن الجابي وتعاني الْأَدَب وفَاق فِي الْفُنُون ودرس وَأفْتى وناظر وناب فِي الحكم ثمَّ تَركه تورعا وَولي عدَّة إعادات وَهُوَ مِمَّن أذن لَهُ البُلْقِينِيّ بالافتاء لما قدم الشَّام سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَكَانَ يثني عَلَيْهِ كثيرا، وَدخل الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة سَمِعت من نظمه وَسمع مني وانجمع بِأخرَة عَن النَّاس، وَقَالَ فِي المعجم كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والعربية حسن النّظم كثير النَّوَادِر اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق وَسمعت من نظمه وفوائده وأرخ قدومه الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَأَنه أَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق، وَمَات فِي الْمحرم سنة أَربع عشرَة بالطاعون وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.
حُسَيْن بن عَليّ بن غضنفر / أحد الاشراف. يَأْتِي فِي أَوَاخِر الحسينيين.(3/152)
578 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المرحومي ثمَّ القاهري / خَادِم الشَّيْخ مَدين ووالد أَحْمد الْمَاضِي.
وَكَانَ قَائِما بِخِدْمَة الزاوية كَمَا يَنْبَغِي بِحَيْثُ لم يكن الشَّيْخ يسْأَل عَن شَيْء اسْتغْنَاء بِهِ وَمَا أَظن أَن غَيره كَانَ ينْهض بذلك لَا سِيمَا فِي استجلاب مَا يرتفق بِهِ فِيهِ من بنى الدُّنْيَا، وَكَثِيرًا مَا كَانَ يُرْسِلهُ فِي الشفاعات وَنَحْوهَا. مَاتَ فِي سنة سبعين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله.
579 - حُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد المنوفي ثمَّ القاهري نزيل الجيعانية / مِمَّن أَخذ عني وَأَخْبرنِي أَنه رأى البُخَارِيّ فِي المام على هيئتي فَالله أعلم.
580 - حُسَيْن بن عَليّ بن نَاصِر بن أَحْمد البلبيسي الأَصْل الْحِجَازِي أَخُو حسن / الْمَاضِي وَيعرف أَبوهُمَا بِابْن نَاصِر مِمَّن سمع منى بِمَكَّة
581 -. حُسَيْن بن عَليّ بن يُوسُف بن سَالم الْبَدْر الْمَكِّيّ أَخُو حسن الْمَاضِي وَيعرف بِابْن أبي الْأصْبع /. ولد فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع من الزين أَب بكر المراغي بعض مُسْند الْحميدِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا الْعَفِيف النشاوري والتنوخي وَابْن صديق وَابْن حَاتِم والتاج الصردي وَمَرْيَم الاذرعية وَآخَرُونَ وَدخل الْيَمين مرَارًا فِي التِّجَارَة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
حُسَيْن بن عَليّ الشّرف الفارقي /. مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن سَعَادَة. حُسَيْن بن عَليّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالسقيف. مِمَّن سمع منى بِمَكَّة وَالْمَدينَة وجال الْبِلَاد.
وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون سنة سبع وَتِسْعين.
583 - حُسَيْن بن عمر بن مُحَمَّد القلشاني المغربي أَخُو حسن / الْمَاضِي وَكَانَا توءمين وقاضي الْجَمَاعَة مُحَمَّد وَهُوَ أسن الثَّلَاثَة، مِمَّن شَارك أَخَاهُ فِي الْأَخْذ عَن شُيُوخه وَولي التدريس بمدرسة الرياض بتونس، وَبعد أَخِيه قَضَاء باجة ثمَّ صرف عَنْهَا بالفقيه سعيد القفصي وَلَيْسَ بمحمود كقاضي الْجَمَاعَة. مَاتَ مقتولا بأيدي الفرنج فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين قبل إِكْمَال السِّتين لحمله رِسَالَة من صَاحب تونس لملك الرّوم وَأُخْرَى لملك مصر يُشِير فيهمَا بِالصُّلْحِ والكف فَقَتَلُوهُ قبل وُصُوله لَهما، وَكَانَ ذَا صولة وإقدام على الْمُلُوك وتميز فِي الْفِقْه وأصوله مَعَ مزِيد كرم وأنجب أحد الآخذين عني بِمَكَّة الْفَاضِل شمس الدّين مُحَمَّد الْآتِي.
584 - حُسَيْن بن عمر كور الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْبناء أَبُو عمر الْبناء. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ.(3/153)
585 - حُسَيْن بن أبي فَارس عبد الْعَزِيز الحفصي الإِمَام الْعَلامَة الْمُفْتِي الْأَمِير ابْن أَمِير الْمُسلمين /. أَرَادَ الثورة على ولد أَخِيه لما اسْتَقر فِي المملكة بعد أَبِيه فظفر بِهِ فَقتله وَقتل أَخَوَيْنِ لَهُ وعظمت الْمُصِيبَة بقتل الْحُسَيْن وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ فَاضلا مناظرا ذكيا ذكره لي صاحبنا الزين عبد الرَّحْمَن البرشكي. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
586 - حُسَيْن بن كبك حسام الدّين التركماني /. قتل فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين بأرزنجان بعد أَن حاصر ملطية، وسر السُّلْطَان بقتْله. ذكره شَيخنَا فِي الْحَوَادِث. قَالَ غَيره وَكَانَ بطلا شجاعا أَمِير التركماني الكبكية.
587 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل الْبَدْر المغربي الأَصْل السكندري ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف بِابْن النحال بنُون ثمَّ مُهْملَة مُشَدّدَة ويلقب بالكلابي وَلَيْسَ هُوَ من بني كلاب، / ولد فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تَلا الْفَاتِحَة على شيخ الْقُرَّاء الْمجد الكفتي، وَكَانَ وَالِده من أولي الْفضل فاعتنى بِهِ وَحفظه الْوَجِيز للغزالي والالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وألفية ابْن مَالك، واشتغل بالفقه على الْبَدْر الطنبذي والبرهان البيجوري والْعَلَاء الاقفهسي وَغَيرهم، بل سمع دروس السراج البُلْقِينِيّ وبالفرائض على الشَّمْس الغراقي وطنت على أُذُنه دروس النَّحْو عِنْد الشَّمْس الغماري والاسيوطي والبرهان الدجوي وقرع سَمعه كَلَام الشَّيْخ قنبر وَالْمَجْنُون العجمي فِي الْمنطق، وَكتب من أمالي الزين الْعِرَاقِيّ عَن وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على النَّجْم بن رزين وختمه عَليّ ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي وصحيح مُسلم على الصّلاح مُحَمَّد بن مُحَمَّد البلبيسي، وسافر إِلَى دمشق وزار الْقُدس والخليل وَدخل ثغرى دمياط واسكندرية، وَكتب الْكثير بِخَط حسن فحصلت لَهُ غشاوة ورمد فكحله شخص فَكَانَ سَبَب عماه وَذَلِكَ فِي حُدُود سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَانْقَطع فِي خلوته بِالْمَدْرَسَةِ السيفية، وَحدث أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَكتب عَنهُ بَعضهم من نظمه مواليا:
(بِاللَّه اعذروني فِي الْمصْرِيّ وعشقي فِيهِ ... على جناه وَمَا أحلى الجنى من فِيهِ)
(غزال أهيف حريري مطربي أفديه ... من ظَبْي أصل الْكلابِي فانثني فِي التيه)
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين بالبيمارستان وَصلى عَلَيْهِ شَيخنَا بِجَامِع الْأَزْهَر.
588 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرُّومِي الأَصْل القاهري الوزيري ثمَّ الْقَرَافِيّ خَادِم ضريح إمامنا الشَّافِعِي وَبِه يعرف. مِمَّن ترقى فِي خدمته وَصَارَ أجل الْجَمَاعَة وأثرى وانهمك على التَّحْصِيل وَحصل كتبا وَرُبمَا قَرَأَ الحَدِيث عِنْد الديمي وَغَيره(3/154)
وَتردد إِلَيّ لقِرَاءَة مُسلم، وَكَانَ)
متوددا. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَذكر لي أقرب أَوْلَاده أَنه قَارب الثَّمَانِينَ وَأَنه ولد بِالْقربِ من بَاب الْوَزير وتربى فِي خدمَة بَيت الأقصرائي ثمَّ تحول وَهُوَ ابْن عشْرين أَو نَحْوهَا إِلَى القرافة وَصَاحب الشَّمْس البدرشي وَحكى لي عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ لبس الحلفايات سَبَب للخمول غَالِبا.
589 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْهِنْدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ /. سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة قلعة من مَنَاسِكه الْكُبْرَى وَقدم الْقَاهِرَة أخيرا فِي الدولة المؤيدية أجَاز لأولادي قَالَه شَيخنَا وَمَا رَأَيْته عِنْد غَيره، وَقد تقدم حُسَيْن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر الْهِنْدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَأَظنهُ هُوَ فيحرر
590 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر بن يُونُس الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْجمال أبي الْيمن بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي سبط الإِمَام الْعِزّ عبد السَّلَام الكازروني /. ولد سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو سِتّ فَإِنَّهُ حضر فِي الثَّالِثَة وَذَلِكَ فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين على جده، وَحفظ مورد الظمآن فِي مرسوم الْخط لأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأمَوِي الشريشي، وَعرض على جده والكمال الكازروني وَأبي حَامِد بن عبد الرَّحْمَن المطري وَمُحَمّد بن عبد الله بن زَكَرِيَّا البغداني الشَّافِعِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَخلف بن أبي بكر بن أَحْمد الْمَالِكِي والوانوغي فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَلم يفصح أحد مِنْهُم بِالْإِجَازَةِ وَسمع على جده وَغَيره. وَقتل مَعَ أَبِيه بدرب الشَّام.
591 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُسلم كمحمد ابْن محيي بِالْمِيم ثمَّ مُهْملَة بعْدهَا مثناة كمعلى بن العليف بن ميس وَبَاقِي نسبه فِي أَبِيه بدر الدّين أَبُو عَليّ بن الْجمال الشراحيلي الْحكمِي العكي العدناني الحلوي نِسْبَة إِلَى مَدِينَة حلى ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد وعَلى / الْمَذْكُورين وَكَذَا أَبوهُ فِي محالهم وَيعرف بِابْن العليف تَصْغِير علف. ولد سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لنافع وَأبي عَمْرو على الشهَاب بن عَيَّاش وَأخذ المقامات بفوت عَن الْجمال بن ظهيرة واللغة والنحو عَن وَالِده بل بحث عَلَيْهِ المنسك الْكَبِير وَالصَّغِير والصحب لِابْنِ جمَاعَة بقرَاءَته لَهما على الْعِزّ مؤلفهما وَكَانَ يذكر أَنه تفقه أَيْضا بالشمس الْعِرَاقِيّ وَابْن سَلامَة وَأَنه أَخذ عَنهُ النَّحْو واللغة والنحو أَيْضا عَن الشَّمْس المعيد قَرَأَ عَلَيْهِ الكافية والبوصيري قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية والحسام بن حسن الأبيوردي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمفصل للزمخشري وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ والحساب بأنواعه والمساحة والتصوف سمع)
عَلَيْهِ مجَالِس من الْأَحْيَاء وَأخذ فنون الْأَدَب(3/155)
عَن شعْبَان الآثاري ولازمه وانتفع بِهِ كثيرا وَأذن لَهُ، وَقَرَأَ على ابْن خواجا على الكيلاني الشمسية وَسمع الحَدِيث على الزينين المراغي وَعمل فِي ختم البُخَارِيّ عَلَيْهِ لما قَرَأَهُ فتح الدّين النحريري قصيدة تائية مَفْتُوحَة طَوِيلَة أنشدت عقب الْخَتْم من شَوَّال سنة أَربع عشرَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام والطبري وَابْن سَلامَة فِي آخَرين، وَدخل الْيمن مرَارًا وَسمع بهَا من النفيس الْعلوِي وَاجْتمعَ بالشرف ابْن المقرىء وأجابه عَن اللغز الَّذِي أَوله:
(سل الْعلمَاء بِالْبَلَدِ الْحَرَام ... وَأهل الْعلم فِي يمن وشام)
كَمَا ستأتي الْإِشَارَة إِلَيْهِ فِي عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ، وَتقدم فِي فنون الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْجيد ومدح أُمَرَاء بالشعر المفلق، وراسل شَيخنَا بقصيدة امتدحه بهَا وفيهَا أَيْضا من نثره حَسْبَمَا أودعت ذَلِك برمتِهِ الْجَوَاهِر، مَعَ الْخَيْر وَالدّين والسكون والانجماع عَن النَّاس والخط الْمَنْسُوب والمشاركة فِي الْفَضَائِل، لكنه كَانَ فِيمَا بَلغنِي كأبيه كثير الْمَدْح لنَفسِهِ. ولقب شَاعِر الْبَطْحَاء وَلَا يعلم أَنه هجا أحدا. وَقد درس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَكتب عَنهُ الْأَئِمَّة من نظمه ونثره، أجَاز لي وَكتب بِخَطِّهِ من نظمه مَا أودعته فِي تَرْجَمته من معجمي. وَمِمَّنْ كتب عَنهُ ابْن فَهد، وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة. وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَمُسلم جده الْأَعْلَى كَانَ أَيْضا شَاعِرًا من فحول الشُّعَرَاء الوافدين على الْمُلُوك وكبراء الْعَرَب. ذكره الخزرجي وَغَيره بل ترْجم الإِمَام أَبَا الْحسن عَليّ ابْن قَاسم بن العليف بالفقه وَالْعلم وانه تفقه بِهِ غَالب الطَّبَقَة الْمُتَأَخِّرَة من غَالب النواحي، وَكَانَ مَقْصُودا فِيهِ مبارك التدريس ذَا تصانيف مفيدة كالدور فِي الْفَرَائِض والدرر فِيهِ بعض مشكلات الْمُهَذّب مَعَ كَثْرَة التِّلَاوَة. وَأثْنى عيه الجندي وانه كَانَ يُسمى اليافعي الصَّغِير، وَمَات فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة. وَابْنه أَبُو الْعَبَّاس أَيْضا كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ جليل الْقدر مِمَّن تفقه بِأَبِيهِ وَخَلفه وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَله ذُرِّيَّة بزبيد مبجلون محترمون ببركته.
592 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن بك بن عَليّ بك بن قرايلوك عُثْمَان ويلقب يمرزا / وَأَبوهُ باغرلو مِمَّن سبق لَهُ ذكر فِي جده. كَانَ قتل وَالِده على يَد بايندر قَاتل الدوادار الْكَبِير أحد أُمَرَاء أَبِيه لِخُرُوجِهِ عَلَيْهِ ففر حِينَئِذٍ هَذَا وَأَخُوهُ أَحْمد فَأَحْمَد لملك الرّوم فَأَقَامَ فِي ظلّ سُلْطَانه وَهَذَا لمملكة مصر فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ سلطانها واستقدم لَهُ ابْنة عَمه وَكَانَ لتزويجه بهَا مَا ذكر فِي الْحَوَادِث قبل الدُّخُول وَبعده وَأَسْكَنَهُ بَيت برسباي قرا بِالْقربِ من سويقة الصاحب وَلم يلبث أَن وَقع الطَّاعُون(3/156)
فَانْفَرد عَن عِيَاله ببستان فِي فَم الخور رَجَاء للتخلص مِنْهُ بِحَيْثُ أَن زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا مَاتَت فَلم يجىء لشهود الصَّلَاة عَلَيْهَا خوفًا من الْعَدْوى زعما أَو الْهَوَاء وَبعد انْتِهَاء الطَّاعُون حج فِي موسمه صُحْبَة الركب الأول فحج وَرجع مترجيا مَا وعده بِهِ السُّلْطَان من الْقيام مَعَه فِي مملكة الْعرَاق مِمَّا كثر توسل هَذَا بالامراء وبمشافهته فِي إِيقَاعه فَأَدْرَكته منيته بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين وَدفن بِالبَقِيعِ وَيُقَال انه سم وَكَانَت مَعَه أمه وَعِيَاله فَرَجَعُوا مَعَ الركب الغزاوي وَأخر من أجل سيرهم مَعَه قَلِيلا ابْنه هَذَا لمملكة مصر فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ سلطانها وفر أَخُوهُ لمملكة الرّوم فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ سلطانها. وَقد لَقِيَنِي صَاحب التَّرْجَمَة فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسمع مني المسلسل واغتبط بذلك ولديه ذكاء وفطنة وميل للأدب والتاريخ مَعَ حسن عشرَة، وَمِمَّنْ انْتفع بجاهه حِين قدم عَلَيْهِ حبيب الله الْمَاضِي بل كثر تردد غير وَاحِد من الْفُضَلَاء إِلَيْهِ ونسبته إِلَى الرَّفْض غير مستبعدة وتتأيد بحكاية أهل الْمَدِينَة عَنهُ مَا كَانَ مَعَه من صَدَقَة وَنَحْوهَا إعظاما لَهُم فَالله أعلم عَفا الله عَنهُ وسامحه وإيانا.
593 - حُسَيْن بن مُحَمَّد بن حسن حسام الدّين الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الهرش بِكَسْر الْهَاء ثمَّ رَاء سَاكِنة وأخره مُعْجمَة. / أَخذه بِبَلَدِهِ عَن الشَّمْس الْحِمصِي وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة أَخذ فِيهَا عَن الْجلَال الْمحلي وَغَيره. واختص بالعضدي الصيرامي، ونظم الشّعْر الْجيد وتراسل مَعَ الشهَاب بن صَالح وَفضل بِحَيْثُ كَانَ الطّلبَة يراجعونه فِي تفهيم مَا يشكل. مَاتَ فَجْأَة فِي أول سنة أَربع وَسبعين بغزة وَقد جَازَ الكهولة بِيَسِير وَمن نظمه:
(شَكَوْت إِلَيْهِ عرق نسا ... بِهِ أَصبَحت مزويا)
(وأصحابي تناسوني ... وَفِيهِمْ كنت مرعيا)
(فَفِي الْحَالين يَا مولا ... ي قد أَصبَحت منسيا)
594 - حُسَيْن بن أبي حَامِد مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود بن ظهيرة الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة ولازم دروس أَحْمد بن حَاتِم المغربي وَكَذَا حضر قَلِيلا عِنْد غَيره، ورأيته يكْتب فِي شرح الارشاد للجوجري وزار الْمَدِينَة غير مرّة وَكَانَ فِي قافلتنا سنة ثَمَان وَتِسْعين ذَهَابًا وايابا.)(3/157)
(سقط) ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره، وَسمع من جده وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا بعد موت جده على عَمه عبد الْبر ثمَّ عَاد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين ثمَّ قدم أَيْضا بعد موت أَخِيه فَأمر السُّلْطَان بنفيه إِلَى أَلْوَاح وَتوجه فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن شفع فِيهِ وَعَاد، وَيُقَال إِنَّه اشْتغل هُنَا عِنْد الْبُرْهَان ابْن أبي شرِيف والبقاعي وَهُنَاكَ عِنْد عبد الْقَادِر بن يُوسُف الْكرْدِي فِي الْفِقْه وَقد درويش فِي الْمَعْقُول وخطب بالجامع الْكَبِير، وَمَعَ كَثْرَة اشْتِغَاله فَهُوَ جامد وَله اعتناء بالخيول وباسمه جِهَات
601 -. حُسَيْن بن مُحَمَّد بن نَافِع الْبَدْر الْخُزَاعِيّ الْمَكِّيّ. / دخل بِلَاد الْعَجم والهند وَتَحْت الرّيح وَحصل بعض دنيا كَانَ ينتسب فِيهَا، وَمَات عَن بَعْضهَا وَذَلِكَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ.
602 - حُسَيْن بن مَحْمُود بدر الدّين الْأَصْبَهَانِيّ العجمي الشَّافِعِي الرِّفَاعِي نزيل النحرارية من الْوَجْه البحري، / كَانَ مَذْكُورا بالصلاح وَحسن السِّيرَة والعفة والانجماع عَن الأكابر والانقطاع إِلَى الله والملازمة لِلْعِبَادَةِ مَعَ السخاء والتواضع وانه مِمَّن ساح فِي بدايته وَطَاف شرقا وغربا حَتَّى بِلَاد الْكفْر والحبشة والهند وبحر الظُّلُمَات وبلاد التّرْك بِحَيْثُ كَانَت أقل غيبته عشْرين سنة وَلذَا كَانَ حسن المحاضرة حُلْو المذاكرة لَا سِيمَا فِيمَا رأى من أَعَاجِيب الْبِلَاد. مَاتَ بزاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بهَا وَقد قَارب(3/158)
الْمِائَة، وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم قَالَ الْجمال بن تغرى بردى وَهُوَ أحد الْأَفْرَاد الَّذين أدركناهم بل هُوَ من نَوَادِر أَبنَاء جنسه صحبته أَكثر من عشْرين سنة واستفدت من مُجَالَسَته فَوَائِد.
603 - حُسَيْن بن مَحْمُود الشريف الدلي /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ
604 -. حُسَيْن بن نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ / الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ. مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة.
605 - حُسَيْن بن نعير بن حيار أَمِير الْعَرَب. مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة.
606 - حُسَيْن بن يحيى بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف ابْن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْمُؤَيد بن الظَّاهِر بن النَّاصِر بن الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل ابْن الْمُجَاهِد بن الْمُؤَيد بن المظر بن الْمَنْصُور الغساني مُلُوك الْيمن /. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبعين. أرخه ابْن فَهد.
607 - حُسَيْن بن يُوسُف بن أَحْمد الشغدي الصَّفَدِي الشَّافِعِي /. سمع على شَيخنَا فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ الْخِصَال المكفرة.
608 - حُسَيْن بن يُوسُف بن عَليّ الْعَلامَة الْبَدْر بن الْعِزّ بن الْعَلَاء الخلاطي الأَصْل الوسطاني نِسْبَة لمدينة وسطان من مَدَائِن الْعرَاق الْمَشْهُور جده بأخي عبد الله. ولد فِي مَدِينَة وسطان بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَالْحَاوِي والطوالع والكافية لِابْنِ الْحَاجِب وتخليص الْمِفْتَاح وَأخذ بهَا الْفِقْه والْحَدِيث والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّيْخ أَحْمد الكيلاني، ثمَّ رَحل إِلَى تبريز فلازم الشريف ولي بن شرف الدّين حُسَيْن بن أَحْمد الْحُسَيْنِي الاردبيلي حَتَّى أَخذ عَنهُ الزهراوين من الْكَشَّاف وَجَمِيع الْعَضُد وحاشية الشَّيْخ سعد الدّين وَغير ذَلِك من الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْأُصُول وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع شرح الْمطَالع للقلب الرَّازِيّ، وَكَانَ يحْكى أَن مَدِينَة تبريز لَيْسَ بهَا ذمِّي بل كل أَهلهَا مُسلمُونَ لَا يخلطهم غَيرهم، ثمَّ رَحل إِلَى الجزيرة)
فولى بهَا تدريس المجدية والسيفية وانتفع بِهِ أَهلهَا ثمَّ ولي قَضَاء الجزيرة ثمَّ رَحل فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بهَا على شَيخنَا البُخَارِيّ من نُسْخَة كتبهَا من نُسْخَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الحلالي وَهِي كتبت من نُسْخَة قَرَأت على مُؤَلفه وَعَلَيْهَا خطّ الْفربرِي، ثمَّ حج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي ثمَّ رَجَعَ إِلَى الجزيرة ثمَّ رَحل بأَهْله إِلَى دمشق سنة إِحْدَى وَخمسين فقطنها وانتفع بِهِ أَهلهَا علما ودينا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة سنة سبع وَخمسين قَاصِدا الْحَج وَتوجه فِيهَا مَعَ الركب الْمصْرِيّ فحج وتخلف إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله، وَهُوَ مِمَّن لقِيه البقاعي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وَأَبوهُ بالامام(3/159)
الْمُفِيد عز الدّين وجده بالامام عَلَاء الدّين.
609 - حُسَيْن بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن حُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْبَدْر الحصنكيفي الْمَكِّيّ / الْآتِي وَلَده يُوسُف وَيعرف بالحاصني بحاء مُهْملَة وَألف ثمَّ صَاد مُهْملَة ثمَّ نون ثمَّ يَاء النِّسْبَة. ولد فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَسمع الزين الطَّبَرِيّ وَابْن بنت أبي سعد الهكاري والنور الْهَمدَانِي والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين مِنْهُم أَبُو بكر الشمسي سمع عَلَيْهِ مجْلِس رزق الله التَّمِيمِي بِسَمَاعِهِ لَهُ من الابرقوهي، وَلكنه لم يحدث، نعم أجَاز وناب بِمَكَّة فِي الْحِسْبَة عَن الْمُحب النويري وَولده الْعِزّ وَكَانَ يقْرَأ ويمدح للنَّاس فِي مجتمعاتهم وَيُؤذن بِالْحرم وَهُوَ مأنوس فِي هَذَا كُله مَعَ تودد، وسافر إِلَى مصر وَالشَّام غير مرّة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وحى أَنه رؤى فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ غفر لي وأدخلني الْجنَّة ورؤى مرّة أُخْرَى فَسئلَ عَن الْجنَّة مَا ترابها فَقَالَ الْمسك وَسُئِلَ عَن نباتها فَقَالَ الزَّعْفَرَان. قَالَ الرَّائِي وشممت مِنْهُ رَائِحَة الْمسك وَسقط مِنْهُ شَيْء من الزَّعْفَرَان وَشَيْء من الْمسك أَو كَمَا قَالَ.
610 - حُسَيْن بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وَيعرف بقاضي الجزيرة. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد
611 -. حُسَيْن بن عَلَاء الدّين بن أَحْمد بن أويس. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه آخر مُلُوك الْعرَاق من ذُرِّيَّة أويس كَانَ اللنك أسره وأخاه حسنا وحملهما إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ أطلقا فساحا فِي الأَرْض فقيرين مجردين فَأَما حسن فاتصل بالناصر فرج وَصَارَ فِي خدمته وَمَات عِنْده قَدِيما وَأما هَذَا فتنقل فِي الْبِلَاد إِلَى أَن دخل الْعرَاق فَوجدَ شاه مُحَمَّد بن شاه ولد بن أَحْمد بن أويس وَكَانَ أَبوهُ صَاحب الْبَصْرَة فَمَاتَ فَملك وَلَده شاه مُحَمَّد فصادفه حُسَيْن وَقد حَضَره الْمَوْت فعهد إِلَيْهِ بالمملكة فاستولى على الْبَصْرَة وواسط وَغَيرهمَا ثمَّ حاربه أَصْبَهَان شاه بن قرا يُوسُف فانتمى حُسَيْن إِلَى شاه رخ بن اللنك فتقوى بالانتماء إِلَيْهِ وَملك الْموصل واربل وتكريت وَكَانَت مَعَ قرا يُوسُف فقوى أَصْبَهَان شاه يُوسُف واستنقذ الْبِلَاد، وَكَانَ يخرب كل بلد ويحرقه إِلَى أَن حاصرها حُسَيْنًا بالحلة مُنْذُ سَبْعَة أشهر ثمَّ ظفر بِهِ بعد أَن أعطَاهُ الْأمان فَقتله خنقا فِي ثَالِث صفر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فَقَالَ ابْن عَلَاء الدولة وترجمه.
612 - حُسَيْن بن بن جَعْفَر /. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة.
أرخه ابْن فَهد وبيض لِأَبِيهِ.(3/160)
613 - حُسَيْن الْبَدْر المغربي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ فِي النَّحْو فِي الْمحلة الْمُحب بن الامام.
614 - حُسَيْن الاعزاري البسطامي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي صحب ابْن الأطعاني. وَمَات بِمَكَّة فِي سنة خمس وَعشْرين وَدفن بالمعلاة جوَار الشَّيْخ عمر العرابي.
حُسَيْن الأهدل /. فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ. وَفِي ابْن صديق بن حُسَيْن.
حُسَيْن خَادِم الشَّافِعِي. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد.
حُسَيْن السامري / كَاتب سر دمشق وناظر جيشها. مضى فِي ابْن عبد الله.
615 - حُسَيْن شيخ سروعة وَابْن شيخها. / مَاتَ فِي توجهه للسَّيِّد صَاحب الْحِجَازِيِّينَ بدر والينبع فَحمل إِلَى بدر فَدفن بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ مُعظما فِي الشرق والغرب عَفا الله عَنهُ وَهُوَ ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن غضنفر من الاشراف.
616 - حُسَيْن الكازروني الشَّافِعِي. / هُوَ ابْن ارتحل لشَيْخِنَا قصدا فَأخذ عَنهُ، وَمَات فِي طاعون سنة تسع وَأَرْبَعين وَرَأَيْت نُسْخَة من ابْن الصّلاح بلغ شَيخنَا للشَّيْخ بدر الدّين حُسَيْن بِالْقِرَاءَةِ فِي عدَّة أَمَاكِن من أَوله وَكَأَنَّهُ هَذَا
617 -. حُسَيْن الْمصْرِيّ / أحد من يعْتَقد بِي المصريين. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين وَدفن بالقرافة جوَار الْقَبْر الْمَنْسُوب لعقبة بن عَامر.
618 - حُسَيْن المكل /. مِمَّن أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي وصنف فِي الْقرَاءَات والنحو وَالصرْف وَمَات بعيد الْخمسين، قَالَه لي بعض الآخذين عَنهُ.
619 - حطط بمهملات وَفتح أَوله وَثَانِي اسْم جركسي البكلمشي بكلمش العلائي /. تقدم بعد أستاذه عِنْد النَّاصِر فرج إِلَى أَن صَار أحد العشرات بالديار المصرية حَتَّى مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي حُدُود السّبْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. حطط الناصري فرج. تنقل بعده حَتَّى ولي نِيَابَة قلعة حلب فِي الدولة الاشرفية برسباي إِلَى أَن عزل الظَّاهِر عَنْهَا وصادره فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ثمَّ بعد مُدَّة ولاه نِيَابَة غَزَّة فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا وَصَرفه عَنْهَا ثمَّ بعد حِين أعطَاهُ إمرة عشْرين بطرابلس وَنَقله الْأَشْرَف إِلَى أتابكيتها فَأَقَامَ دون شهر. وَمَات بهَا فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَهُوَ فِي حُدُود السّبْعين أَيْضا، وَكَانَ من أصاغر الْأُمَرَاء.
621 - حطيبة واسْمه أَحْمد / أحد المجاذيب مَاتَ بدمياط فِي الْمحرم سنة ثَمَان ذكره المقريزي فِي عُقُود مطولا وَأَن أصل جذبته اتهامه محبوبة لَهُ بِرَجُل وانه أنْشدهُ لنَفسِهِ مواليا:
(سري فضحته وَأَنْتُم سركم قد صنت ... فقصدي رضاكم وَأَنْتُم تطلبون الْعَنَت)
(ذليت من بعد عزي فِي هواكم هنت ... يَا لَيْت فِي الْخلق لَا كُنْتُم وَلَا أَنا كنت)(3/161)
وَأَنه سَأَلَهُ عَن محبوبته هَل بَقِي فِي نَفسه مِنْهَا شَيْء فَقَالَ وَالله يَا أديب عَليّ لَو أَقمت فِي قَبْرِي خمسين ألف سنة ثمَّ مرت بِي ونادتني وقدرت أَن أجيبها لأجبتها.
622 - حَمَّاد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى بن سُلَيْمَان حميد الدّين أَبُو الْبَقَاء بن الْجمال بن الْعلَا بن الْفَخر المارديني الأَصْل الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن التركماني / وَهُوَ حفيد قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْعَلَاء مُخْتَصر ابْن الصّلاح وَصَاحب التصانيف واسْمه عبد الحميد وَلكنه بحماد أشهر. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأسمع من مَشَايِخ عصره ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَسمع من القلانسي وَالْجمال ابْن نباتة وناصر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جهبل ومظفر الدّين بن الْعَطَّار والطبقة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الطباق ولازم القيراطي، وَكتب عَنهُ أَكثر شعره ودونه فِي الدِّيوَان الَّذِي كَانَ ابتدأه لنَفسِهِ ثمَّ رَحل إِلَى دمشق فَسمع بهَا وَأكْثر من المسموع فِي البلدين وَمن مسموعه على ابْن نباتة أَشْيَاء من نظمه وَبَعض السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَعلي القلانسي نُسْخَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بِسَمَاعِهِ من ابْن الطاهري وَابْن أبي الذّكر بِسَمَاعِهِ من ابْن المقير وَأَجَازَهُ الآخر من الْقطيعِي وَعلي ابْن جهبل المحمدين من مُعْجم ابْن جَمِيع أنابه ابْن القواس وَمن شُيُوخه أَيْضا الْمُحب الخلاطي وَأحمد بن مُحَمَّد الْعَسْقَلَانِي وَلَكِن قيل إِنَّه لما رَحل لدمشق كتب السماع وَأَنه سمع قبل الْوُصُول وَاعْتذر عَن)
ذَلِك بالاسراع وَلذَا كَانَ الْحَافِظ الهيثمي يَقع فِيهِ وَينْهى عَن الْأَخْذ عَنهُ قَالَ شَيخنَا وَالظَّاهِر انه انصلح بِأخرَة وَأَجَازَ لَهُ الذَّهَبِيّ والعز بن جمَاعَة. قَالَ شَيخنَا ولازم السماع حَتَّى سمع مَعنا على شُيُوخنَا وَقد خرج لبَعض الْمَشَايِخ يَعْنِي عبد الْكَرِيم حفيد القطب الْحلَبِي وَسمعت مِنْهُ من شعر القيراطي وَكَانَ شَدِيد الْمحبَّة للْحَدِيث وَأَهله ولمحبته فِيهِ كتب كثيرا من تصانيفي كتعليق التَّعْلِيق وتهذيب التَّهْذِيب، ولسان الْمِيزَان وَغير ذَلِك وَرَأس فِي النَّاس مُدَّة لستوته، وَكَانَت بِيَدِهِ وظائف جمة فَلَا زَالَ ينزل عَنْهَا شَيْئا فَشَيْئًا إِلَى أَن افْتقر وَقلت ذَات يَده فَكَانَ لعزة نَفسه يتكسب بالنسخ بِحَيْثُ كتب الْكثير جدا وَلَا يتَرَدَّد إِلَى الْقُضَاة، وَقد أحسن إِلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ على يَد شَيخنَا قَالَ فَمَا أَظُنهُ وصل لبَابَة وخطه سريع جدا لكنه غير طائل لِكَثْرَة سقمه وَعدم نقطه وشكله، وَلَا زَالَ يتقهقر إِلَى أَن انحط مِقْدَاره لما كَانَ يتعاطاه وساء حَاله وقبحت سيرته، حَتَّى مَاتَ مقلا ذليلا بعد أَن أضرّ بِأخرَة فِي طاعون سنة تسع عشرَة بِالْقَاهِرَةِ، وَحدث أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا وَأوردهُ فِي مُعْجَمه دون أنبائه وروى لنا عَنهُ جمَاعَة كالزين رضوَان(3/162)
والموفق الأبي وحَدثني بِشَيْء من نظم ابْن نباتة بواسطته. وَذكره المقريزي فِي عقوده.
(من اسْمه حَمْزَة)
623 - حَمْزَة بن الصاحب سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن بركَة البشيري / الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسبعين وَهُوَ مختف وَكَانَ قد ولي نظر الاهراء والمواريث والدولة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة وصاهر ابْن النقاش.
624 - حَمْزَة بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ السَّيِّد عز الدّين بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي هَاشم بن الْحَافِظ الشَّمْس أبي المحاسن الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد / الْآتِي والماضي أَبوهُ. ولد فِي شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحظ الْقُرْآن والتنبيه وتصحيحه للاسنوي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفيتي الحَدِيث والنحو والشاطبية وَعرض على الْعَلَاء البُخَارِيّ والتقي بن قَاضِي شُهْبَة وَعنهُ وَعَن وَلَده الْبَدْر أَخذ الْفِقْه، وَكَذَا عَن المحيوي القبابي الْمصْرِيّ واليسير عَن الْبَدْر بن زهرَة، وتلا بالسبع جمعا إِلَى غَافِر على الشهَاب بن قيسون وبجميع الْقُرْآن افرادا وجمعا على ابْن النجار وَابْن الصلف، وَأخذ النَّحْو بِبَلَدِهِ عَن الْعَلَاء القابوني وبمكة عَن القَاضِي عبد الْقَادِر فِي آخَرين وَالصرْف والمنطق عَن يُوسُف الرُّومِي وأصول الْفِقْه عَن الشرواني، وَسمع الحَدِيث على ابْن نَاصِر الدّين والشهاب بن نَاظر الصاحبة)
وَغَيرهمَا من شُيُوخ بَلَده، وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة فَأخذ بهَا عَن شَيخنَا المشتبه وَغَيره وَوَصفه فِي أصل تَعْجِيل الْمَنْفَعَة بالمحدث الْفَاضِل بل قرض لَهُ بعض تصانيفه وَبَالغ، وَكَذَا أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن طَائِفَة ورافقني فِي السماع على بعض الشُّيُوخ وَسمعت أَيْضا بقرَاءَته ولقيته بِدِمَشْق فَأرَانِي ذيلا كتبه على مشتبه النِّسْبَة لشَيْخِنَا استمد فِيهِ من كتاب شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين فِي ذَلِك وكتابا سَمَّاهُ بقايا الخبايا استدرك فِيهِ على خبايا الزوايا للزركشي وَهُوَ الَّذِي قرضه لَهُ شَيخنَا وكتابا حافلا فِي الْأَوَائِل وَأَظنهُ وَقع لَهُ كتاب شَيخنَا فِي ذَلِك ومصنفا سَمَّاهُ الايضاح على تَحْرِير التَّنْبِيه للنووي وطبقا النُّحَاة واللغويين فِي مُجَلد والذيل على طَبَقَات شَيْخه التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي نَحْو ثَلَاث كراريس وفضائل بَيت الْمُقَدّس فِي مُجَلد لطيف والمنتهى فِي وفيات أولى النَّهْي جَامع لأهل الْمذَاهب فِي غَايَة الِاخْتِصَار بِحَيْثُ جَاءَ فِي نَحْو عشرَة كراريس، وَحج مرَارًا وجاور فِي بَعْضهَا وناب فِي الْقَضَاء ودرس بالعمادية وتصدر بِجَامِع بني أُميَّة وصاهر الولوي بن قَاضِي عجلون على ابْنَته، وَكَانَ فَاضلا مفننا متواضعا لطيف الذَّات وَالْعشرَة كثير التودد وَالْعقل وبيننا مَوَدَّة، وَلما كنت بِمَكَّة راسل بِالسَّلَامِ وَطيب الْكَلَام.
مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس، وَكَانَ توجه إِلَيْهِ بعد الطَّاعُون فِي آخر سنة ثَلَاث وَسبعين(3/163)
فَمَرض بهَا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين، وَدفن بماملا بَين الشَّيْخ بولاد والشهاب بن الهائم، وَكَانَت جنَازَته حافلة وَصلى عَلَيْهِ بِدِمَشْق الصَّلَاة الْغَائِب رَحمَه الله وإيانا.
625 - حَمْزَة بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر سري الدّين بن التقي الْأَسدي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي شُهْبَة وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره، ودرس بالمسرورية والمجاهدية وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتِّينَ، وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير عِنْد سلفه رَحمَه الله وإيانا.
626 - حَمْزَة بن جَار الله بن حَمْزَة بن رَاجِح بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ رَأس أَشْرَاف آل أبي نمى بعد أَبِيه لعقله وسماحته. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر الْخمسين فِيمَا أَحسب. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
627 - حَمْزَة بن زَائِد بن جَوْلَة. / شيخ أَوْلَاد أبي اللَّيْل.
628 - حَمْزَة بن سلقسيس / نَائِب حماة. لَهُ ذكر فِي أزدمر الازبكي.
629 - حَمْزَة بن عبد الله بن عَليّ بن عمر بن حَمْزَة الْعمريّ الْمدنِي / الْفراش بِالْحرم النَّبَوِيّ وَيعرف بالحجاز. ولد سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة، وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْبَدْر وَغَيرهم، وَمِمَّنْ روى عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ.
630 - حَمْزَة بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر التقي أَبُو الْعَبَّاس بن الْعَفِيف ابْن الْجمال بن قَاضِي الْأَقْضِيَة الْمُوفق النَّاشِرِيّ الزبيدِيّ الشافي قريب الْجمال مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد. / ولد فِي ثَالِث عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِنَخْل وَادي زبيد من الْيمن، وَنَشَأ بزبيد فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وألفية ابْن مَالك وَالثلث الأول من الْحَاوِي الفرعي، وتلا بالسبع أفرادا إِلَّا الحمزة وورش فَلم يقْرَأ لَهما من ص، كل ذَلِك على مُحَمَّد بن أبي بكر بن بدير الزبيدِيّ المقرىء، وجمعا إِلَى الانعام على الْعَفِيف عبد الله بن الطّيب النَّاشِرِيّ وَبحث فِي الشاطبية على الشهَاب الشوايطي وَكَذَا فِي منظومة السكاكيني الوَاسِطِيّ بل تَلا عَلَيْهِ بعض الْقرَاءَات وَأَجَازَهُ، وَأخذ الْفِقْه عَن قَرِيبه الطّيب سمع عَلَيْهِ تأليفه الايضاح وَعَن عَمه أَحْمد بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ وَغَيرهمَا كالعفيف بن الطّيب بل قَرَأَ على الْبُرْهَان بن ظهيرة بِمَكَّة وقاضي عدن أبي حميش مُحَمَّد شَارِح الْحَاوِي المتوفي بعيد السِّتين، وَقَرَأَ النَّحْو على قَاضِي الْحَنَفِيَّة بزبيد صديق بن المطيب وَسمع على أَبِيه وقريبه الطّيب والزين أَحْمد الشرجي والتقي بن فَهد ووالده النَّجْم عمر وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ الزين عبد الرَّحِيم الاميوطي والبرهان الزمزمي وَابْن الْهمام وَأَبُو السعادات بن ظهيرة والفقيه عمر(3/164)
ابْن مُحَمَّد الفتي، وَتردد لمَكَّة كثيرا ولقيني بهَا فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأخذ عني ومدحني وَكتب لي من نظمه أَشْيَاء وأفادني نبذة من تراجم أهل بَلَده، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة واستجازني لِبَنِيهِ وَغَيرهم سِيمَا من كَانَ من الناشريين، ووردت على مطالعاته تَتَضَمَّن أسئلة وَكَأَنَّهُ مُتَوَجّه لجمع أَشْيَاء وَهُوَ فَاضل يقظ حسن المذاكرة كثير المحاسن مبالغ فِي شأني وَلم تَنْقَطِع كتبه عني وأسئلته مني جوزي خيرا.
631 - حَمْزَة بن عبد الرَّزَّاق بن البقري أَخُو يحيى وَابْن عَم الشّرف وَالْمجد / بَاشر الاسطبل وَغَيره. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين، وَيُقَال انه أسنهم.
632 - حَمْزَة بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب الشّرف بن الْفَخر بن الشّرف / أحد كتاب المماليك وَيعرف بِابْن فخيرة مصغر لقب أَبِيه، وَهُوَ وَالِد عبد الرَّزَّاق الْآتِي
633 -. حَمْزَة بن عُثْمَان قرايلوك بن طر على قطلوبك / صَاحب آمد ماردين وَغَيرهَا من ديار بكر. مَاتَ فِي أَوَائِل رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة كأبيه واخوته وَاسْتقر بعده ابْن أَخِيه جهان كير بن عَليّ بن عُثْمَان الْآتِي
634 -. حَمْزَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سَالم الْحلَبِي الأَصْل الاسنوي الشَّافِعِي الْوَاعِظ. / ولد بعد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِمَدِينَة أخميم، وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أَبِيه وَحفظ بهَا الْقُرْآن، وَحج فِي سنة خمس وَعشْرين وطوف الْبِلَاد الشامية والمصرية، وَحفظ شعرًا كثيرا وتعاني النّظم ومدح النَّاس وَهُوَ من ذَوي الْأَصْوَات الطّيبَة وكل مَا طَال انشاده جاد صَوته وَعِنْده ظرف وكياسة ولقيه البقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَكتب عَنهُ قَوْله فِي زِيَارَة الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام:
(يَا عادلا عَن عاذل بملامه ... يَا من صبابته نمت بغرامه)
(والشوق قاد فُؤَاده بزمامه ... اقصد خَلِيل الله عِنْد مقَامه)
فِي حَيّ جيرون ولذ بزمامه
(وابد الخضوع إِذا أتيت لبابه ... بخشوع قلب فِي علا أعتابه)
(واطرح بِنَفْسِك فِي رحيب رحابه ... وائتي بآداب إِلَى سردابه)
إِلَى آخِره وَكَذَا كتب عَنهُ ابْن فَهد. مَاتَ.
635 - حَمْزَة بك بن عَليّ بك بن نَاصِر الدّين بن دلغادر. / مَاتَ مسجونا بقلعة الْجَبَل فِي جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
636 - حَمْزَة بن عَليّ الْعِزّ البهستاوي الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ. / أحد نواب الحكم بِدِمَشْق بل عينهم ثمَّ أعرض عَن الدُّخُول فِي الْأَحْكَام، وَكَانَ(3/165)
شكلا حسنا عَارِفًا بمذهبه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَلم يخلف فِي نواب الحكم مثله رَحمَه الله. ذكره ابْن اللبودي.
637 - حَمْزَة بن غيث بن نصير الدّين / الْآتِي أَبوهُ. قَامَ الدوادار الْكَبِير جَانِبك الجداوي فِي قَتله فَحكم بذلك الحسام بن حريز الْمَالِكِي ونفذه بَقِيَّة الْقُضَاة فِي مجْلِس عقد لذَلِك فِي بَيت الدوادار ثمَّ أودع المقشرة، وسلخ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وحشى تبنا وطيف بِهِ من الْغَد على جمل بشوارع الْقَاهِرَة بل وَحمل على تِلْكَ الْهَيْئَة إِلَى بِلَاد الرِّيف وطيف بِهِ الْقرى والبلاد وَفَرح جلّ الْمُسلمين بِهِ، فقد كَانَ فِي الْفسق بمَكَان من أَخذ الْأَمْوَال والمجاهرة بالمحرمات، وَضرب الْفضة الزغل، وَلَكِن من تألم إِنَّمَا كَانَ لأجل أَبِيه مَعَ انه لم يطق هَذِه)
النَّازِلَة بل مَاتَ عَن قرب.
638 - حَمْزَة بن قَاسم بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن مخيط بن رَاجِح بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ وَيعرف بالكردي /. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بوادي مر وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد. 639 حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن سُلَيْمَان أَمِير الْمُؤمنِينَ. / الْقَائِم بِأَمْر الله أَبُو الْبَقَاء بن المتَوَكل على الله بن المعتصم بِاللَّه بن الْحَاكِم بِأَمْر الله بن المستكفي بِاللَّه العباسي القاهري نَشأ فِي أَيَّام أَبِيه ثمَّ أَخَوَيْهِ وَهُوَ شَقِيق الْعَبَّاس مِنْهُم إِلَى أَن توفّي المستكفي سُلَيْمَان عَن غير عهد فاختاره الظَّاهِر جقمق لكَونه أسن اخوته، وولاه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَاسْتمرّ إِلَى أَن كَانَ الرّكُوب على الْمَنْصُور، وَكَانَ هَذَا من أكبر قَائِم عَلَيْهِ وَأطلق لِسَانه فِي جِهَته ثمَّ صرح بخلعه غير ملتفت لتقديم وَالِده لَهُ فَلَمَّا تسلطن الْأَشْرَف راعي لَهُ قِيَامه مَعَه فزاده عدَّة أقاطيع وعظمه حَتَّى نَالَ من الوجاهة وَقيام الْحُرْمَة مَا لم ينله أحد من أقربائه فِي الدولة التركية، إِلَى أَن كَانَت ثورة المماليك الظَّاهِرِيَّة على السُّلْطَان فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين فوافقهم، فَلم يكن بأسرع من انحلال أَمرهم فَسقط فِي يَده ورام الْعود إِلَى منزله أَو الطُّلُوع إِلَى السُّلْطَان فَلم يُمكن مِنْهُمَا وَنزل إِلَيْهِ جمَاعَة فَأَخَذُوهُ فوبخه السُّلْطَان ثمَّ أَمر بحبسه بقاعة البحرة من الحوش وعزله وَاسْتقر بأَخيه الجمالي يُوسُف وَوَقع الاشهاد بذلك فِي ثَالِث رَجَب مِنْهَا ولقب بالمستنجد وَأرْسل بِهَذَا إِلَى اسكندرية فَأَقَامَ بهَا مَحْبُوسًا ثمَّ مُطلقًا إِلَى أَن مَاتَ فِي سَابِع عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بعد تمرضه أَيَّامًا، وَدفن بهَا بِجَانِب شقيقه أبي الْفضل الْعَبَّاس الَّذِي يُقَال إِنَّه وجد لم يبل وَقد زَاد(3/166)
على السّبْعين، وَكَانَ معتدل الْقَامَة أَبيض اللِّحْيَة مدورها، وَفِيه فِيمَا قيل حِدة مَعَ طيش وخفة ومسكة فِي لِسَانه وَقد تزوج حَوَّاء ابْنة السراج الْحِمصِي رَحمَه الله وعوضه خيرا.
640 - حَمْزَة بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْحَكِيم البجائي المغربي الْمَالِكِي نزيل الشيخونية. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة ببجاية وَبهَا نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ عَن أبي الْقسم المشدالي وَولده مُحَمَّد الْأَصْغَر، وَهُوَ نمير أبي الْفضل وَغَيرهمَا، وَقد تونس فِي سنة ثَمَان وَخمسين فَأخذ بهَا عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو اسحق إِبْرَاهِيم الاخدري ولازمه وَبِه انْتفع وتمهر فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَالْحكمَة وَهُوَ متفاوت فِيهَا)
فأعلاها الأصلان والمنطق ويليها الْمعَانِي ثمَّ مَا ذكر. وَقدم الْقَاهِرَة فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين وَحج مِنْهَا وَرجع فَنزل فِي الخانقاه الشيخونية وقطنها ثمَّ حج ثَانِيًا رَفِيقًا للسَّيِّد عبيد الله بن السَّيِّد عفيفي الدّين وجاور أَيْضا وأقرأ بهَا يَسِيرا، ولازم وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ درس التقي الحصني وَبحث مَعَه، وَكَانَ الشَّيْخ حَسْبَمَا بَلغنِي يثنى عَلَيْهِ وَكَذَا اجْتمع بالكافياجي وَالسيف وَتكلم مَعَهُمَا، وَكَانَ الكافياجي يجله كَمَا سَمِعت أَيْضا وَأقَام منجمعا عَن النَّاس متقنعا منقبضا وأقرأ الطّلبَة وَاجْتمعَ بِهِ الْفُضَلَاء فَكَانَ من أَعْيَان من اجْتمع بِهِ المحيوي ابْن تَقِيّ والخطيب الوزيري وَقَرَأَ عَلَيْهِ سعد الدّين مُحَمَّد السمديسي شيخ الجانبكية المطول فِي آخَرين وَطَلَبه السُّلْطَان بعد محنة إِمَامه الكركي فَاجْتمع بِهِ ومازحه وَقرر لَهُ فِي الذَّخِيرَة كل سنة خمسين وَفِي الجوالي عوضا عَمَّن مَاتَ اثْنَيْنِ وَسبعين وَقبل شَفَاعَته فِي بعض الْأُمُور وَفِي عمر بن عبد الْعَزِيز حَتَّى أخرجه من المقشرة وعينه لكشف الجاولية مساعدة لمباشرها ابْن الطولوني السمين. كل ذَلِك مَعَ تقلل وتعزز وانقباض وانفراد بِحَيْثُ لم يتَزَوَّج، وَرُبمَا وصل إِلَيْهِ بر بعض المغاربة وَنَحْوهم قبل ذَلِك وَبعده بل يُعْطي من يتجر لَهُ وَقد سلمت عَلَيْهِ بعد قدومه من الْحَج الْمرة الثَّانِيَة فابتهج وَمَشى معي من خلوته لباب الْمدرسَة. والبعاث بِأَرْض مصر يستنسر.
حَمْزَة بن مُحَمَّد بن مُوسَى. هُوَ طوغان / يَأْتِي.
641 - حَمْزَة بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشّرف بن الشَّمْس البعلي /. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه مُجَردا وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه انه سمع الْأَرْبَعين المنتقاة من مُسْند الشاميين من مُسْند أَحْمد عَليّ ابْن الخباز بِسَمَاعِهِ من الْمُسلم بن عَلان انا حَنْبَل أجَاز لنا فِي سنة تسع يَعْنِي بِتَقْدِيم التَّاء وَعشْرين وَثَمَانمِائَة انْتهى. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ على مَا تحرر.(3/167)
642 - حَمْزَة بن يَعْقُوب الدِّمَشْقِي الحريري /. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. قلت وَأَظنهُ الَّذِي قبله
643 -. حَمْزَة ابْن أُخْت الْجمال البيري الاستادار وأخو أَحْمد القَاضِي. قتل خنقا فِيمَن قتل من آل خَاله وبنيه فِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة.
644 - حَمْزَة / إِمَام مقَام الشَّافِعِي. مِمَّن أَقرَأ الْأَوْلَاد وَكَانَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الزين عبد الْغَنِيّ الاشليمي وَأثْنى عَلَيْهِ. (سقط)
حميد الضَّرِير. هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد /.
646 - حنتم بن السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الحسني الْمَكِّيّ الْمَاضِي جده وجد أَبِيه ويلقب بالجازاني /. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ قبل استكمال عشر سِنِين، وَدفن بالمعلاة عِنْد أسلافه وتأسف أَبوهُ على فَقده.
647 - حواس بن ميلب الشريف. / صاهر السَّيِّد عَليّ بن حسن بن عجلَان أَيَّام إمرته على مَكَّة على بعض بَنَاته فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمَات فِي أحد الجمادين سنة خمس وَسِتِّينَ.
648 - حيدرة بن دوغان بن جَعْفَر بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي. / نَاب فِي إمرة الْمَدِينَة بعيد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة عَن أميرها سُلَيْمَان بن عُزَيْر ثمَّ اسْتَقل باجماع أهل الْمَدِينَة إِلَى أَن جَاءَهُ المرسوم بعد نَحْو شَهْرَيْن، وَقد مَاتَ فَإِنَّهُ أُصِيب فِي معركة فتعلل نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة، وَرَأَيْت ابْن فَهد قَالَ فِي ثَانِي رَمَضَان سنة سِتّ وَأَرْبَعين.
649 - حيدر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الرُّومِي الأَصْل العجمي الْحَنَفِيّ الرِّفَاعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بشيخ التَّاج والسبع وُجُوه. / ولد بشيراز فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة، وتسلك بِأَبِيهِ وَغَيره ورحل إِلَى الْبِلَاد ووفد على مُلُوك الشَّمْس وعلمائه، فَكَانَ مِمَّن اجْتمع بِهِ التَّفْتَازَانِيّ وَالسَّيِّد الْجِرْجَانِيّ والصدر تركا وَقدم الْقَاهِرَة سنة أَربع وَعشْرين بأخويه ابراهيم الشَّاب الظريف والموله جبران وأمهم فَأكْرمه الْأَشْرَف وأنزله المنظرة الْمشَار إِلَيْهَا وأنعم عَلَيْهِ برزقه عشْرين فدانا بأراضي ناحيتها وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن أخرجه الظَّاهِر جقمق حِين ذكر لَهُ عَنهُ مُحَمَّد بن اينال قبائح بل وَأمر بهدمه ورسم للمرافع الْمشَار إِلَيْهِ بانقاضه مَعَ وجود ابْنه الْمُؤَيد بِاللَّه وَصَارَ بَلَاقِع، وَنَدم الظَّاهِر على انجراره مَعَ الْمشَار إِلَيْهِ وَطلب صَاحب التَّرْجَمَة وَأخذ بخاطره ووعده بالجميل(3/168)
وأنعم عَلَيْهِ بأَشْيَاء وربت لَهُ من الذَّخِيرَة وَغَيرهَا مَا يقوم بأوده، وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى السُّلْطَان وَيقْعد بمجلسه وسكنه بِالْقربِ من زَاوِيَة الرفاعية مُدَّة إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بمشيخة زَاوِيَة قبَّة النَّصْر بعد صرف مَحْمُود الاصبهاني مِنْهَا وسكنها إِلَى أَن مرض وَطَالَ مَرضه، ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادي عشري ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين عَن نَحْو السّبْعين، وَدفن بِبَاب الْوَزير على أَخِيه ابراهيم بعد أَن صلى عَلَيْهِ بقبة النَّصْر وَكَانَ شكلا حسنا منور الشيبة إِلَى الطول أقرب ضخما حُلْو اللَّفْظ والمحاضرة حَافِظًا لكثير من الشّعْر فصيحا باللغتين التركية والعجمية بل لَهُ فيهمَا النّظم الْجيد، انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي فني الموسيقى والألحان وصنف فيهمَا مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة الْعِبَادَة والعفة سِيمَا عَمَّا ترمي الْأَعَاجِم بِهِ محبا فِي الصَّحَابَة مُتبعا للسّنة سليم الْبَاطِن إِلَى الْغَايَة قل أَن يكون فِي أَبنَاء جنسه مثله ولرقصه فِي السماع خفر ولأخيه ابراهيم الرياسة فِيهِ وَلم نر بعدهمَا من يدانيهما فِي الموسيقى والرقص وَعمل الْأَوْقَات وَجمع الْفُقَرَاء وَمَعْرِفَة آدابهم فَإِنَّهُ كَانَ لهَذَا نَيف على خمسين سنة يجلس على سجادة المشيخة بعد إِذن الأكابر لَهُ فِي ذَلِك كَمَا شوهد بخطوطهم.
أَفَادَهُ يُوسُف بن تغري بردى، وَبَالغ فِي اطرائه عَفا الله عَنهُ.
650 - حيدر بن يُونُس وَيعرف بِابْن العسكري / أحد الفرسان الشجعان. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى بِدِمَشْق بطالا وَقد شاخ وَولي إمرة سنجار للأشرف شعْبَان. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
651 - حيدر برهَان / الدّين مدرس القزارية بشيراز. مِمَّن أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ قَالَ الطاووسي أجَاز لي فِي سنة إِحْدَى.
حيدر العجمي / شيخ قبَّة النَّصْر. مضى فِي ابْن أَحْمد بن ابراهيم قَرِيبا.
652 - حيران بن أَحْمد بن ابراهيم العجمي أَخُو ابراهيم وحيدر. / قدم مَعَه الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَعشْرين كَمَا سبق فِيهِ.
(حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة)
653 - خَاصَّة بن برة الْحُسَيْنِي الكجراني الْمَدْعُو دستور خَان / لكَونه وَزِير مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مظفر صَاحب كجرات الاقليم الَّذِي مِنْهُ بندركهنايت كأسلافه كَانَ مِمَّن اخْتصَّ بِأَحْمَد شاه جده بِحَيْثُ كَانَ مُعْتَمد خزائنه وذخائره تَحت يَده وختمه لوثوقه بِهِ ثمَّ اقْتدى بِهِ وَلَده ثمَّ حفيده صَاحب التَّرْجَمَة بل اسْتَقر بِهِ وزيره مُضَافا لذَلِك مَعَ التَّفْوِيض لَهُ لنَحْو نصف مَمْلَكَته الْمُسَمّى بَينهم بالشق، وَذَلِكَ من بلد بلودره إِلَى رَأس حد الرُّكْن الَّذِي مِنْهُ كلبرجة،(3/169)
فَحَمدَ فِي هَذَا كُله وَقرب الصلحاء وَالْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء وَأهل الْقُرْآن خُصُوصا الغرباء سِيمَا أَبنَاء الْعَرَب وتزايد إكرامه لَهُم وللوافدين عَلَيْهِ مَعَ تحاميه عَن الْمُنْكَرَات وملازمته للْقِيَام والتلاوة بِحَيْثُ يَأْتِي على الْخَتْم فِي أُسْبُوع مَعَ جمَاعَة رتبهم برواتب مقررة ودام مُدَّة تخلها صرفه بِأَحْمَد الْمَدْعُو خداوندخان عَن الوزارة خَاصَّة حَتَّى انه حِين حَبسه وتأمين سراح الْملك عَلَيْهِ كَانَ يجىء وَهُوَ فِي قيوده لفتح الخزانة هَذَا مَعَ زعم خَصمه تَقْصِيره بهَا وَلكنه لم يثبت ذَلِك عِنْد سُلْطَانه ثمَّ أفرج عَنهُ وَحبس خَصمه عوضه لظُهُور خيانته، وَاسْتمرّ هَذَا مُنْفَصِلا عَن الوزارة حَتَّى مَاتَ، وَقد قَارب السّبْعين فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين بعد توعك يسير وَدفن فِي وسط جَامعه الَّذِي أنشأه بِأَحْمَد اباد وَكثر تأسلهم عَلَيْهِ. ذكره لي الْفَخر أَبُو بكر السّلمِيّ الْمَكِّيّ وَكتب لي تَرْجَمته مُطَوَّلَة وَأثْنى عَلَيْهِ جدا وَأَنه صرفه عَن اعْتِقَاد ابْن عَرَبِيّ بعد اعْتِقَاده كَأَهل تِلْكَ النواحي فِيهِ وَقِرَاءَة كتبه بالمساجد قَالَ وَلم يخلف هُنَاكَ مثله وانه اسْتَقر بعده فِي الخزائن ابْنه أَحْمد ولقب مجد الْملك رَحمَه الله.
654 - خاطر بن عَليّ بن ربيعَة بن وَحشِي بن خَليفَة بن عَمْرو السرميني الشَّافِعِي / خطيب قريبَة الحراجة من غربيات حلب. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بسرمين واشتغل فِي الْفِقْه والنحو على الْعِزّ الحاضري وَوَصفه النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه بالذكاء وَالْخَيْر والديانة وَالْكَرم وَتَمام الْمُرُوءَة قَالَ وَله نظم حسن جيد مَعَ إِلْمَام بِعلم الْعرُوض انْتهى، وَكتب عَنهُ. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَإِن صَحَّ فَلَعَلَّهُ بعد مولد النَّجْم وَيكون قد أجَازه فِيهَا.
(من اسْمه خَالِد)
655 - خَالِد بن أَحْمد الرهينة / صَاحب الْجب بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمُوَحدَة وَاد على يَوْمَيْنِ من جازان بَينهَا وَبَين حلي شرِيف كَانَت عِنْده شهامة وشجاعة فتغلب وتصلب، وَمَات حريقا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَظهر بذلك آيَة من آيَات الله فَإِن الْجب كَانَ أَولا فِي حكمه فتغلب عَلَيْهِ ابْن عَمه طير وَأخرجه مِنْهُ فَبعد مُدَّة توجه إِلَيْهِ خَالِد وأحرق الْقرْيَة فَاحْتَرَقَ ابْن عَمه طير بِدُونِ قصد من خَالِد فَقدر الله احتراق خَالِد وَهُوَ حَيّ بل قيل إِنَّه أحاطت بِهِ النَّار وَهُوَ على فرسه فَلم يجد مجالا فَهَلَك عَفا الله عَنهُ.
656 - خَالِد بن أَيُّوب بن خَالِد الزين المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وَالصَّلَاح أَحْمد /. ولد بعد الْقرن بِيَسِير بِأبي الْمشْط من جَزِيرَة بني نصر الدَّاخِلَة فِي أَعمال منوف وانتقل مِنْهَا لمنوف فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة عِنْد الْخَطِيب جمال الدّين يُوسُف وَالِد زين الصَّالِحين وأخيه شرف الدّين، ثمَّ قدم(3/170)
الْقَاهِرَة فقطن جَامع الْأَزْهَر وَحفظ فِيهِ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره واشتغل بالفقه على الشَّمْس بن النصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية، وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره، وَحضر تَقْسِيم التَّنْبِيه عِنْد التلواني ولازم القاياتي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَقَرَأَ على التقي الشمني القطب شرح الشمسية فِي الْمنطق والمختصر فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَسمع على الشَّمْس الشَّامي الْحَنْبَلِيّ بِقِرَاءَة الكلوتاتي فِي سنة سبع عشرَة بعض الْمقنع لِابْنِ قدامَة، وتصدى لنفع الطّلبَة فَأخذ عَنهُ جمَاعَة، وَحج وَولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد ابْن حسان بعناية الشّرف الْأنْصَارِيّ وَصَارَ كل من واقفها وشيخها وخادمها ابْن أَيُّوب وَهِي اتفاقية حَسَنَة، وَكَانَ خيرا متواضعا كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة ملازما للصمت مَعَ الْفضل والمشاركة فِي فنون وَالْغَالِب عَليّ الصّلاح وَالْخَيْر وَكنت مِمَّن أحبه فِي الله. مَاتَ فِي ثَانِي شَوَّال سنة سبعين وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
657 - خَالِد بن جَامع بن خَالِد الزين الْبِسَاطِيّ ثمَّ القاهري ابْن عَم القَاضِي شمس الدّين الْمَالِكِي /. ذكره شَيخنَا الزين رضوَان وَقَالَ انه سمع على الشهَاب الْجَوْهَرِي السّنَن لِابْنِ مَاجَه بفوت وَأَنه سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ بعض ثمانيات النجيب وأرشد الطّلبَة إِلَيْهِ وأظن البقاعي مِمَّن لقِيه. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين ظنا.) :::
658 - خَالِد بن حَمْزَة بن الاسل. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
659 - خَالِد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عياد بالتحتانية المنهلي الْأَزْهَرِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَهُوَ الْأَكْبَر بل هُوَ الَّذِي كفله بعد موت أَبِيهِمَا. وَكَانَ مُقيما برواق ابْن معمر من جَامع الْأَزْهَر خيرا صَالحا، مَاتَ قبل أَخِيه بِكَثِير.
660 - خَالِد بن عبد العال بن خَالِد السفطي / أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري كَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالذكر مرجعا لفقراء ناحيته حضر عِنْدِي يَسِيرا، وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رَحمَه الله.
661 - خَالِد بن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجرجي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ وَيعرف بالوقاد /. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بجرجة من الصَّعِيد وتحول وَهُوَ طِفْل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة ومختصر أبي شُجَاع وتحول إِلَى الْأَزْهَر فَقَرَأَ فِيهِ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على يعِيش المغربي نزيل سطحه وَدَاوُد الْمَالِكِي والسنهوري وَعنهُ أَخذ ابْن الْحَاجِب الْمصْرِيّ والعضد(3/171)
ولازم الْأمين الاقصرائي فِي الْعَضُد وحاشيته والتقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَالْأُصُول وَالصرْف والعربية وَكَذَا أَخذ قَلِيلا عَن الشمني وداوم تَقْسِيم الْعَبَّادِيّ سِنِين، وَكَذَا المقسي بل والمناوي وَقَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ وَإِبْرَاهِيم العجلوني والزين الأبناسي وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي واليسير عَن الشهَاب السجيني، والزين المارداني، وَسمع مني يسرا، وبرع فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غريها، وأقرأ الطّلبَة ولازم تغري بردى القادري فقرره فِي الْمَسْجِد الَّذِي بناه الدوادار بخان الخليلي وَمَشى حَاله بِهِ وَبِغَيْرِهِ قَلِيلا وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَشرح الجرومية وَغَيرهَا وَكتب على التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام، وَهُوَ انسان خير رَأَيْت كراسة بِخَط الحليبي انتقده فِيهَا وقرضها لَهُ الكافياجي وَغَيره
662 -. خَالِد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خَالِد بن فائد بن أبي بكر بن مُحَمَّد ابْن فائد الزين أَبُو الْبَقَاء الشَّيْبَانِيّ الواني ثمَّ العاجلي الْحلَبِي، / وعاجل قَرْيَة من قراها الْحَنْبَلِيّ ولد فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة، وَقدم حلب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَسمع بهَا من أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن المرحل أربعي الفراوي وثلاثيات عبد وموافقاته وَكَذَا سمع من أبي بكر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي، وَكَانَ قد لَازم القَاضِي شمس الدّين بن فياض وَولده أَحْمد، وَأخذ)
عَن الشَّمْس ابْن اليانونية ببعلبك، وَأحب مقَالَة ابْن تَيْمِية، وَكَانَ من رُءُوس القائمين مَعَ أَحْمد بن الْبُرْهَان على الظَّاهِر فَأحْضرهُ فِي جُمْلَتهمْ إِلَى الْقَاهِرَة مُقَيّدا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فمرت بِهِ مَعَه تِلْكَ المحنة الشنيعة، وَيُقَال إِن سَببهَا غفلته وَقلة يقظته، وَلما قدمهَا سمع بهَا على التنوخي وعزيز الدّين المليجي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَغَيرهم وَلم يزل بهَا حَتَّى استوطن رِبَاط الْآثَار عدَّة سِنِين ونزله الْمُؤَيد حنابلة مدرسته وَغلب عَلَيْهِ حب المطالب وَلم يظفر مِنْهُ بطائل. مَاتَ بالرباط الْمَذْكُور فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَدفن بالقرافة، وَهُوَ آخر القائمين مَعَ ابْن الْبُرْهَان موتا، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالزين رضوَان وَابْن مُوسَى والابي وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه. وأرخه فِي أنبائه بثالث ذِي الْحجَّة، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَنسبه خَالِد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن يُوسُف بن خَالِد بن فائد إِلَى آخِره وأرخه كَالْأولِ، وَقَالَ كَانَ دينا فَاضلا جميل المحاضرة رَحمَه الله.
663 - خَالِد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد بن زيد بن شَدَّاد زين الدّين بن الشَّمْس ابْن زين الدّين القاهري وَالِد أبي الْفَوْز مُحَمَّد وَيعرف بِابْن زين الدّين. / سلك مَسْلَك أَبِيه فِي التكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت الْمَالِكِيَّة دَاخل بَاب الشعرية وخطب بِجَامِع(3/172)
مَعْرُوف بهم، وَحج فِي سنة سبعين وَصَحب ابْن الاهناسي ومسه بِسَبَبِهِ بعض الْمَكْرُوه وَكَانَت فِيهِ همة ورغبة فِي الْخَيْر فِي الْجُمْلَة. مَاتَ وَقد جَازَ السِّتين بِقَلِيل فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر، وَدفن بتربة هَذِه جوَار تربة الأسنوي سامحه الله وإيانا.
664 - خَالِد بن يحيى المغربي / كَاتب الْوَزير اللباني، كَانَ صَالحا عَالما لَهُ نظم وَرِوَايَة أعرض عَن الْكِتَابَة للوزير وَلزِمَ الْمَسْجِد حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ. تَرْجمهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.
665 - خَالِد المغربي الْمَالِكِي. جاور بِمَكَّة / كثيرا من سِنِين كَثِيرَة، وَكَانَ فِي أَثْنَائِهَا يُقيم أشهرا بوادي ليه بقرية هُنَاكَ ويحج غَالب السنين وَرُبمَا زار غير مرّة. وَله حَظّ من الْعلم وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر وَحسن السمت وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد حسن. مَاتَ فِي أَوَائِل سبع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي سنّ الكهولة فِيمَا أَحسب قَالَه الفاسي.
666 - خَالِد الْمَقْدِسِي / نَائِب إِمَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. مَاتَ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ، قَالَه ابْن فَهد.) (سقط)(3/173)
خربندا فِي خذابنده وانه مُحَمَّد بن أرغون بن ايغا / يَأْتِي.
خرز وَقيل بِالسِّين بدل الزَّاي الشَّامي. هُوَ ابراهيم بن عبد الله / مضى.
671 - خرص بن عَليّ الفلح، / جرده ابْن فَهد هَكَذَا.
672 - خروف المجذوب المعتقد. /
خسرو / نَائِب الشَّام. كَذَا سَمَّاهُ الْعَيْنِيّ وَصَوَابه قصروه وَسَيَأْتِي فِي الْقَاف.
673 - خشرم بن دوغان بن جَعْفَر بن هبة بن جماز بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي أَخُو حديرة / الْمَاضِي، قتل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ كَمَا ذكره شَيخنَا فِي عجلَان بن نعير من أنبائه وَأَظنهُ الْمَذْكُور فِي نابت بن نعير.
674 - خشرم بن مجاد بن ثَابت، / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
675 - خشرم الحسني. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بصوب الْيمن وَحمل لمَكَّة فَدفن)
بمعلاتها قَالَه ابْن فَهد.
676 - خشقدم الارنبغاوي. أَصله لارنبغا / نَائِب قلعة صفد ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة نَائِب الشَّام قانباي الحمزاوي وَصَارَ دواداره فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي حجوبية طرابلس بِمَال كثير وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ.
677 - خشقدم الرُّومِي اليشبكي يشبك الشعبان الاتابكي. / أَصله لنائب الشَّام تغرى بردى البشبغاوي الظَّاهِرِيّ فقدمه للظَّاهِر برقوق فأنعم بِهِ على مَمْلُوكه فَارس حَاجِب الْحجاب وَاشْتَرَاهُ يشبك من تركته فَلَمَّا قتل عَاد لَهُ فَلَمَّا مَاتَ صَار جمدارا عِنْد الْمُؤَيد ثمَّ نَاب بعده فِي تقدمة المماليك ثمَّ نَقله الاشرف إِلَى التقدمة نَفسهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ قبض عَلَيْهِ الظَّاهِر وسجنه باسكندرية لممالأته مَعَ الْعَزِيز ثمَّ أطلقهُ ورسم لَهُ بالاقامة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثمَّ أذن لَهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْقَاهِرَة حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وَقد ناف على السّبْعين وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي بقنطرة طقز دمر والتربة الَّتِي دفن فيا بالصحراء بِالْقربِ من تربة أستاذه يشبك، وَكَانَ جسيما طوَالًا جميلا مترفعا مَعَ نَقصه فِيمَا قبل.
678 - خشقدم الزيني يحيى الاستادار / أحد الْكَشَّاف. وسط فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين مَعَ تكَرر الشَّفَاعَة فِيهِ بِدُونِ سَبَب ظَاهر
679 -. خشقدم السودوني من عبد الرَّحْمَن / نَاب بالقدس أَيَّام الظَّاهِر جقمق مرَارًا أضيف إِلَيْهِ فِي الثَّانِيَة كشف الرملة ونابلس وَمَات بِهِ فِي الْمرة الثَّالِثَة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين، وَاسْتقر بعده قراجا الْعمريّ الناصري وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة مَشْهُورا بالشجاعة عَفا الله عَنهُ.(3/174)
680 - خشقدم الظَّاهِرِيّ برقوق الخصني. / تنقل إِلَى أَن صَار خازندارا فِي الْأَيَّام الاشرفية ثمَّ صرف عَنْهَا وَاسْتقر زماما حَتَّى مَاتَ وَخلف مَالا جزيلا يُقَارب فِيمَا يُقيم مائَة ألف دِينَار مِنْهُ غلال مخزونة قومت بِسِتَّة عشر ألف دِينَار وَصَارَ للسُّلْطَان من تركته مَال كثير. مرض بالقولنج فِي أَوَائِل سنة تسع وَثَلَاثِينَ وتعافى ثمَّ انتكس مرَارًا إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى منا وَدفن بِالْقربِ من مشْهد اللَّيْث من القرافة الصُّغْرَى وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَاسْتقر جَوْهَر اللالا بعده زماما. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ شهما يحب الصَّدَقَة وَفِيه عصبية مَعَ سوء خلق إِلَى الْغَايَة وَقد أنشأ مَكَانا بِالْقربِ من الاخفافيين ليجعله مدرسة وابتدأ بِبِنَاء صهريج ثمَّ بِعَمَل سَبِيل لسقي المَاء وانتهيا فِي مُدَّة ضعفه، وأهين الشَّمْس الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ من جِهَة السُّلْطَان لكَونه أثبت وقفية دَاره فِي مرض مَوته، وَقَالَ الْعَيْنِيّ لم يسكن مشكور السِّيرَة، وَقَالَ غَيره إِنَّه صَاحب الخانقاه الزمامية بِمَكَّة وعدة عمائر وَأَنه حج أَمِير الركب الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ صُحْبَة خوند جلبان زَوْجَة الْأَشْرَف وَأم الْعَزِيز وَلم يتَمَكَّن الزيني عبد الباسط من استبداده بالتكلم بعد تفاحشهما وانتصاف خشقدم بِحَيْثُ خضع الآخر إِلَى أَن عَاد، قَالَ وَكَانَ طوَالًا رَقِيقا غير مليح الْوَجْه شرس الاخلاق سَفِيه اللِّسَان بَخِيلًا محبا لجمع المَال قوي الْحُرْمَة ذَا سطوة وجبروت اسْتَغَاثَ لَهُ بعض من ظلمه برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ الله يشق عَيْنَيْك يَا مَلْعُون فَمَا مَضَت إِلَّا أَيَّام ورمد بِحَيْثُ أشرف على الْعَمى وانشقت عَيناهُ وَضعف بَصَره حَتَّى مَاتَ. وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي تعرف الْآن بالاتابك أزبك بِالْقربِ من جَامع المغربي بجوار قنطرة الموسكي وَالَّذِي كَانَ للشمس النشاي مُخْتَصًّا بِهِ.
681 - خشقدم الظَّاهِر أَبُو سعيد الرُّومِي النَّاصِر نِسْبَة لتاجره المؤيدي. / اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد وَهُوَ ابْن عشر تخمينا ثمَّ أعْتقهُ بعد مُدَّة وَصَارَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ فِي دولة ابْنه المظفر خاصكيا ثمَّ فِي دولة الظَّاهِر ساقيا ثمَّ تَأمر عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ مقدما بِدِمَشْق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة على الحجوبية الْكُبْرَى ببذل فِيمَا قيل على يَد أبي الْخَيْر النّحاس وَغَيره فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إينال فِي أَوَائِل أَيَّامه لامرة سلَاح ثمَّ ابْنه للاتابكية إِلَى أَن بُويِعَ بالسلطنة فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ ولقب بِالظَّاهِرِ وَلم يزل يتودد ويتهدد ويعد وَيبعد ويصافي وينافي ويراشي ويماشي حَتَّى رسخ قدمه ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة مَعَ مزِيد الشره فِي جمع المَال على أبي وَجه لاسيما بعد تمكنه بِحَيْثُ اقتنى من كل شَيْء أحْسنه وَأَنْشَأَ مدرسة بالصحراء بِالْقربِ من قبَّة النَّصْر(3/175)
وتربة وَكَثُرت مماليكه الَّذين غطوا مَا لَعَلَّه اشْتَمَل عَلَيْهِ من المحاسن، وَعظم وضخم وهابته مُلُوك الأقطار فَمن دونهم وَانْقطع معاندوه، إِلَى أَن مرض فِي أَوَائِل الْمحرم وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ بعد ظهر يَوْم السبت عَاشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد ناهز خمْسا وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب الْقلَّة بِحَضْرَة الْخَلِيفَة فَمن دونه ثمَّ دفن بعد عصر يَوْمه بالقبة الَّتِي أَنْشَأَهَا بمدرسته وَكَانَ عَاقِلا مهابا عَارِفًا صبورا بشوشا مُدبرا متجملا فِي شئونه كلهَا حشما مليحا رشقا عَارِفًا بأنواع الملاعب كالرمح والكرة وسوق الْخَيل مكرما للْعُلَمَاء والفقراء مُعْتَقدًا فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ فِي الْقُرْآن على التَّاج السكندري وَغَيره واستدعى بِي فِي مرض مَوته فَقَرَأت لَهُ الشفا فِي لَيْلَة فاتحته)
وخاتمته بِحَضْرَتِهِ وتأدب كثيرا وأنعم بِمَا قسمه الله وَله فهم وذوق بِحَيْثُ يلم بِبَعْض مَا يتكلمه الْفُقَهَاء عِنْده، ومحاسنه كَثِيرَة مَعَ مساوىء لَا حَاجَة لذكرها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. خشقدم الظَّاهِرِيّ جقمق الرُّومِي اللالا وَيُقَال لَهُ أَيْضا الاحمدي لتاجره. لم ينْتَقل فِي أَيَّام أستاذه عَن كَون لالة وَلَده ثمَّ لم ينْتَقل عِنْد وَلَده لكراهته فِيهِ ثمَّ صَار بعد ذَلِك أحد السقاة ثمَّ فِي أَيَّام الاشرف قايتباي رَأس نوبَة السقاة وشاد السواقي وَرَأس نوبَة الجمدارية وترقى حَتَّى عمل وزيرا بمشارفة قَاسم شغيتة فِي نظر الدولة مُضَافا للوظائف الْمشَار إِلَيْهَا فدام بهَا إِلَى أَن اسْتَقر خازندارا زماما بعد موت جَوْهَر شراقطلي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مُضَافا للوزر وَشد السواقي مُنْفَصِلا عَمَّا عداهما فظلم وعسف وَذكر بِكُل سوء وأهين مرّة بعد أُخْرَى وتكررت إهانة الاشرف لَهُ وتمقته إِيَّاه ومصادرته مِمَّا هُوَ مُسْتَحقّ لأضعافه لفجوره واقدامه ونمى الْوزر فِي أَيَّامه وَكَانَ يحمل المتوفر مَعَ محاربات بَينه وَبَين قَاسم إِلَى أَن تغير عَن نظر الدولة بموفق الدّين ثمَّ أُعِيد قَاسم وَلم يلبث أَن انْفَصل صَاحب التَّرْجَمَة عَن الْوزر وتأمر على الْحَج فِي سنة سَافر السُّلْطَان حَتَّى انه كَانَ إِذا شكا لَهُ أحد يُرْسِلهُ إِلَيْهِ، وَقبل ذَلِك سَافر لِلْحَجِّ مرّة ثمَّ أُخْرَى مُنْضَمًّا لخوند الاحمدية بِحَيْثُ أَنه جِيءَ بِالْأَمر بنفيه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَلم توَافق على ذَلِك وَرُبمَا كَانَ يَتْلُو الْقُرْآن وَيُصلي فِي اللَّيْل وَيسْتَعْمل بعض الأوراد ويبكي وَعمل أحد قاعاته بِالْقربِ من درب الرملة جَامعا تُقَام فِيهِ الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وجدد زَاوِيَة قطاي تَحت القلعة وَبنى بهَا بُيُوتًا وَنَحْوهَا، وحفر هُنَاكَ بِئْرا تكلّف بنقرها فِي الْحجر وَاسْتمرّ على الزمامية والخازندارية إِلَى أَن رسم عَلَيْهِ لما أظهر عَجزه عَنهُ وَكَاد يضْربهُ وَهُوَ غير منفك عَن فجوره حَتَّى إِنَّه قَالَ لَهُ فِيمَا قل أغضبت الله(3/176)
وَمَا أرضيتك، وأرسله مَعَ ابْن عمر شيخ هوارية ليرسله إِلَى سواكن فَكَانَت منيته بسواكن فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين ذليلا مهانا، وَأَظنهُ بلغ السّبْعين إِن لم يكن جازها، وَكَانَ يُقَال قبيل انْفِصَاله بِنَحْوِ سنة إِن لَهُ فِي القلعة أَرْبعا وَخمسين سنة رحم الله الْمُسلمين.
683 - خشقدم الميقاتي /. قَالَ ابْن عزم صاحبنا.
684 - خشكلدي البيسقي / تَأمر عشرَة وباشر وَهُوَ كَذَلِك الْحِسْبَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم ثمَّ عمل شاد الشَّرّ بخاناة فِي آخر أَيَّامه عوضا عَن نانق المحمدي ثمَّ رَأس نوبَة النوب
685 -. خشكلدي الدواداري الملكي الظَّاهِرِيّ /. أثْبته الفتحي فِيمَن سمع من مُسْند الدَّارمِيّ بقرَاءَته على شَيخنَا.
686 - خشكلدي الزيني عبد الرَّحْمَن بن الكويز /. رباه سَيّده صَغِيرا ثمَّ أعْتقهُ وَعلمه الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا ولازم الخازندار جَوْهَر القنقباي فرقاه حَتَّى عمله خازندارا ثمَّ من جملَة الدوادارية الصغار ثمَّ سعى فِي دوادارية السُّلْطَان بِدِمَشْق ثمَّ انْفَصل عَنْهَا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناه فِيهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ.
687 - خشكلدي العلمي. / قَرَأَ الصَّحِيح أَو بعضه على شَيخنَا كَمَا رَأَيْته فِي البلاغات بِخَطِّهِ بنسخة بالمؤيدية وَوَصفه بالأمير
688 -. خشكلدي الكوجكي / أحد مقدمي طرابلس. مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَكَانَت لَهُ شهرة وَفِيه مَكَارِم ومروءة وناب مرّة بحمص.
689 - خشكلدي من سَيِّدي بك الناصري فرج، وَيعرف بالجقمقي / جقمق الارغونشاوي لكَونه خدم عِنْده بعد أستاذه ثمَّ اتَّصل بالاشرف وَصَارَ خاصكيا ثمَّ رَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ امرة عشرَة وصيره من رُؤْس النوب وانضم بعده فِي حَرْب وَلَده الْعَزِيز فَقبض عَلَيْهِ الظَّاهِر وحبسه ثمَّ أرْسلهُ إِلَى حلب بطالا حَتَّى مَاتَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا متواضعا مُسْرِفًا على نَفسه سامحه الله.
690 - خشكلدي الناصري فرج / أحد أُمَرَاء العشرات ورءوس النوب فِي الايام الظَّاهِرِيَّة جقمق وَيعرف بالبهلوان. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود الْخمسين تَقْرِيبًا.
691 - خشكلدي اليشبكي يشبك بن ازدمر وَيعرف بدرت قلق يَعْنِي بأَرْبعَة آذان. / ترقى بعد سَيّده حَتَّى صَار خاصكيا فِي أَيَّام الاشرف برسباي بل نَدبه غير مرّة لمهماته ثمَّ ولاه نِيَابَة قلعة صفد إِلَى أَن نَقله الظَّاهِر إِلَى دواداريته بحلب(3/177)
وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سني خمس وَأَرْبَعين، وَكَانَ مليح الشكل حُلْو الْعبارَة مَعَ تواضع وَسُكُون.
692 - خشكلدي / نَائِب المشيخة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. أُصِيب فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
693 - خضر بك بن القَاضِي جلال بن صدر الدّين بن حاجي إِبْرَاهِيم الْعَلامَة خير الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / أحد عُلَمَاء الرّوم ومدرسيهم وأعيانهم. ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة عشر وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ بِمَدِينَة بورسا فتفقه بالبرهان حيدر الخافي والفناري وقرا يَعْقُوب القرماني وَغَيرهم وبرع فِي النَّحْو وَالصرْف والمعاني والبين وَغَيرهَا وصنف وَجمع وَأفَاد ودرس وَمن تصانيفه حَوَاشِي على حَاشِيَة الْكَشَّاف وللتفتازاني وأرجوزة فِي الْعرُوض وَأُخْرَى فِي العقائد وَولي تدريس الْجَامِع الْكَبِير بأذرنة ومدرسة السُّلْطَان مُرَاد وَقدم مَكَّة فِي سنة تسع وَخمسين فَلَقِيَهُ ابْن عزم المغربي وأفادنيه وَقَالَ انه مَاتَ سنة سِتِّينَ.
694 - خضر بن إِبْرَاهِيم بن يحيى خير الدّين بن برهَان الدّين الروكي نزيل الْقَاهِرَة / كَانَ من كبار التُّجَّار كأبيه. مَاتَ مطعونا فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ الرُّومِي التَّاجِر الكازمي كَانَ ذَا ملاءة وافرة سكن مَعَ أَبِيه عدن عدَّة سِنِين ثمَّ انْتقل إِلَى مَكَّة وَأحب الِانْقِطَاع بهَا، وَمضى مِنْهَا إِلَى مصر وَعَاد إِلَيْهَا بعد موت أَبِيه سنة إِحْدَى عشرَة وَاشْترى بهَا ملكا واستأجر وَقفا ثمَّ أعرض عَن الاقامة بِمَكَّة لتعب لحقه بهَا من جِهَة الدولة وَسكن الْقَاهِرَة وَبهَا مَاتَ فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة، قَالَ وَكَانَ ينطوي على دين وَفِيه سماح ومجموع مجاورته بِمَكَّة تزيد على خَمْسَة أَعْوَام.
695 - خضر بن أَحْمد بن عُثْمَان بن جَامع زين الدّين العثماني القاهري. ذكر شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَصله من وَكَانَ يتجر فِي الزَّيْت ثمَّ فِي الْبر يجلبه ويبيعه، وأنجب وَلَده ابراهيم صاحبنا، وَذكر أَن مولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَبلغ التسعين فَإِنَّهُ مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.
وَكَانَ عجز بِأخرَة. وَانْقطع فآواه وَلَده حَتَّى مَاتَ رحمهمَا الله.
696 - خضر بن شماف أَو شوماف الزين أَبُو الْحَيَاة النوروزي الخاصكي الملكي الظَّاهِرِيّ أَبوهُ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل على تنم الْفَقِيه ولازمه فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْفِقْه وَغير ذَلِك ثمَّ نَقله لشيخه ملا شيخ وَكَانَ حِينَئِذٍ بِالْقَاهِرَةِ(3/178)
فَقَرَأَ عَلَيْهِ الصّرْف وَفِي شرح الارشاد فِي النَّحْو وَفِي شرح الدُّرَر كِلَاهُمَا من تأليفه وَقَرَأَ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ شرح الْمَار فِي الْأُصُول للاقصرائي وَحمل عَنهُ الشفا مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع بقرَاءَته لَهُ على الشّرف بن الكويك، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غَيره وَحضر عِنْد ابْن الْهمام وَسيف الدّين، وَقَرَأَ على الشهَاب بن الْعَطَّار فِي البُخَارِيّ وَغَيره بل سمع على شَيخنَا بِجَامِع عَمْرو، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَاسْتقر خَازِن الْكتب بالصرغتمشية وَصَحب التَّاج بن المقسي وَغَيره وَعرف بلطف الْعشْرَة والكياسة مَعَ فَضِيلَة وتفنن، وَكَانَ الدوادار يشبك من مهْدي لمصاهرته لجانم دواداره يصغي)
إِلَيْهِ لمحبته لَهُ وَبعده انجمع غَالِبا فِي خزانَة الْكتب الْمشَار إِلَيْهَا، وَفِي مَسْكَنه بالروضة وَغَيرهمَا وَأعْرض عَن تِلْكَ الْأُمُور وتكرر جلوسي مَعَه، وَاتفقَ انه خطبني مرّة لرؤية كتب الخزانة وعرضها عَليّ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَانَ من جُمْلَتهَا فِيمَا أَظن كتاب الْبَدَائِع للكاساني وَأظْهر تألما لفقد مُجَلد مِنْهُ وفارقته فَلم ألبث أَن حضر إِلَى نَاسخ كَانَ يقْرَأ عَليّ وشكى لي أَن نَاصِر الدّين النبرواي مَاتَ وَله عِنْده أُجْرَة نسخ وَعِنْده مُجَلد كَانَ يكْتب مِنْهُ وأخره رَجَاء التَّوَصُّل بِهِ لأجرته فطلبته مِنْهُ فَكَانَ المجلد الْمشَار إِلَيْهِ فَأَمَرته بالتوجه بِهِ لصَاحب التَّرْجَمَة فَفعل وأنعم عَلَيْهِ بِدِينَار فَكَانَ ذَلِك بِحسن نِيَّته فِيمَا يظْهر، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى انْقَطع متعللا نَحْو سنة أَو أَكثر ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس رَجَب سنة خمس وَتِسْعين بمنشية المهراني وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن رَحمَه الله وَاسْتقر بعده فِي الخزانة البرهاني الكركي.
خضر بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم. / فِي مُحَمَّد.
697 - خضر بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ /. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا، وَأخذ عَن وَالِده القَاضِي موفق الدّين وَعَمه وَصَارَ فَقِيها فَاضلا يتحدث بنوادر مستحسنة، ولي إِمَامَة الواثقية بزبيد وَنظر المؤيدية بتعز وَمَات سنة سبع وَعشْرين.
698 - خضر بن مُحَمَّد بن الْخضر بن دَاوُد بن يَعْقُوب بن أبي سعيد الْبَهَاء أَبُو الْحَيَاة بن الشَّمْس أبي عبد الله بن أبي الْحَيَاة بن أبي سُلَيْمَان الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْمصْرِيّ. ولد بحلب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره وبالقاهرة عَن الْبُرْهَان البيجوري وَطَائِفَة وَسمع الحَدِيث بحلب على ابْن صديق وَابْن ايدغمش والشريف الاسحقي وبالقاهرة على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَآخَرين مِنْهُم وَالِده وَالشَّمْس البوصيري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ(3/179)
البيجوري والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة. وَمن مسموعاته البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَجل مُسْند أَحْمد أَو جَمِيعه والشفا والاستيعاب والسيرة لِابْنِ هِشَام وَجل الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي، وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير فاستمر وَحدث بهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا متواضعا طارحا للتكلف مديما للتلاوة وَالصِّيَام والتهجد متين الدّيانَة منور الشيبة طَوِيل الرّوح حسن الْقِرَاءَة للصحيح وللسيرة اليعمرية كثير الادمان لقراءتهما وَلذَلِك كثر استحضاره لجملة من الْمُتُون والغزوات، كتب الْكثير بِخَطِّهِ، وَاسْتقر بعد موت وَالِده فِي قِرَاءَة الحَدِيث بالاشرفية الجديدة وَقِرَاءَة السِّيرَة بالجمالية وَأم بالناصرية مَحل سكنه، وَكَانَ أحد صوفية الخانقاه السعدية كل ذَلِك مَعَ مقاساة الْعِيَال وَالصَّبْر على تجرع الْفَاقَة حَتَّى أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى الْكِتَابَة فِي عمَارَة الْأَشْرَف اينال ليرتفق بذلك. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين رَحمَه الله وإيانا.
699 - حضر بن مُحَمَّد بن سمنطح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي والمراغي وَابْنَة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهم.
700 - خضر بن مُوسَى بن خضر بن عَليّ الْبُحَيْرِي الأَصْل الْجَعْفَرِي ثمَّ القاهري. / رجل عشير فِيهِ ظرف ومجون وطبع يزن بِهِ الشّعْر مِمَّن خالط ابْن عبد الرَّحْمَن صيرفي جدة وَغَيره كبني الجيعان وَصَارَ يتَكَلَّم عَنْهُم فِي بعض جِهَات الأشرفية مَعَ مُحَافظَة على الْجَمَاعَة ومجالس الْخَيْر بِحَيْثُ سمع على غَالب السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَحج غير مرّة، وَقد أثكل ولدا لَهُ كَانَ مُتَوَجها للخير فَصَبر.
701 - خضر بن نَاصِر الْفراش. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
702 - خضر زين الدّين الاسرائيلي الزويلي الْحَكِيم /. كَانَ يتعانى الطِّبّ وَلَيْسَ فِيهِ بالماهر لَكِن تحرّك لَهُ نوع سعد فراج عِنْد الصاحب الْبَدْر حسن بن نصر الله ثمَّ عِنْد جمَاعَة من أَعْيَان الدولة تقليدا مَعَ زَعمه الْمُشَاركَة حَتَّى انه ينشد الاشعار ويذاكر بِمَا هُوَ غير منطبع فِيهِ، وَلَا زَالَ يداخل النَّاس إِلَى أَن مرض الْأَشْرَف فَصَارَ يدْخل مَعَ ابْن الْعَفِيف الْأَسْلَمِيّ عَلَيْهِ فِي ملاطفته وانفق طول مَرضه فَظن أَن ذَلِك لتقصيرهما وَأمر عمر الشوبكي الْوَالِي بتوسيط ابْن الْعَفِيف وَمَا تمّ كَلَامه حَتَّى حضر خضر فأضافه إِلَيْهِ وراجعه الْوَالِي مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ لَا يَنْفَكّ وَصَارَ خضر يَقُول عِنْدِي للسُّلْطَان ثَلَاثَة آلَاف دِينَار إِن أبقاني فَلم يفد ذَلِك وَبَقِي يستغيث عمر حَكِيم يوسط ويكرر ذَلِك ويتمرغ حَتَّى جازه السَّيْف على أقبح وَجه(3/180)
بِخِلَاف ابْن الْعَفِيف فَإِنَّهُ سلم نَفسه فهانت مؤونته، وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين
703 - خضر الزين أَو خير الدّين الرُّومِي نزيل الْقَاهِرَة الْحَنَفِيّ. / شيخ مَسْجِد يعرف بكعب الْأَحْبَار ووالد الْبُرْهَان الْحَنَفِيّ مِمَّن كَانَ الظَّاهِر جقمق يُكرمهُ ودرس وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين عبد الرَّحِيم المنشاوي وَقَالَ إِنَّه مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس بعد أَيَّام الظَّاهِر وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ تغرى بردى بن أبي بكر.
704 - خضر الْخَادِم بِسَعِيد السُّعَدَاء. / تعصب مَعَه تمراز نَائِب السلطنة فِي أَيَّام النَّاصِر فرج حَتَّى صرف الشَّمْس البلالي بِهِ عَن مشيخة سعيد السُّعَدَاء ثمَّ بعد عشرَة أَيَّام صرف لمجيء الْأَمر بِقَبض تمراز وَرجعت المشيخة لصَاحِبهَا وعد ذَلِك من كراماته. وَمَا رَأَيْت من تَرْجمهُ فَينْظر.
705 - خضر الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل الشامية البرانية من دمشق /. مِمَّن يقرىء فِي العقليات لتقدمه فِيهَا وَكَذَا يقرىء فِي الْفِقْه مَعَ انطراح نفس وَتَدين بِحَيْثُ لَا يدْخل وَقت صَلَاة وَهُوَ على غير وضوء وَلَا يبْقى على شَيْء وَأكْثر أوقاته زَائِد الاملاق وَلَا يتحامى عَن أَمَاكِن الْخلق وَقَالَ لمن لامه عَن ذَلِك أَنا لم أعلم كَلَام الْعَرَب إِلَّا من هَذَا الْحلق، وَكذب التقي بن قَاضِي عجلون صَرِيحًا بِحَيْثُ قطع معلومه من الشامية، وَقَالَ للبقاعي أَنا كنت وَأَبُوك بالبقاع وَرُبمَا كَانَ يتجاذب مَعَ ضِيَاء نزيل الشامية أَيْضا وَهَذَا أعلم الرجلَيْن، وَذَاكَ أكثرهما احتراما.
706 - خضير بِالضَّمِّ مصغر بن بَحر العدواني / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
707 - خضير بن مطيرق بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر ابْن مَسْعُود الْعمريّ. / ذكرهمَا ابْن فَهد فَلم يزدْ.
708 - خطاب بن عمر الدنجيهي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمكتب /. حفظ الْقُرْآن وجود الْكِتَابَة على يس الجلالي وَالشَّمْس بن الحمصاني وَالْجمال الهيتي وَمن قبلهم عَليّ ابْن سعد الدّين، وَكتب بِخَطِّهِ زِيَادَة على خمسين مُصحفا وَصَارَ أحد الْكتاب مِمَّن اسْتَكْتَبَهُ يشبك الدوادار الْقَامُوس وَغَيره بل وَالسُّلْطَان فِي مصحف وتنزل فِي كثير من الْجِهَات، وَكَانَ كثير الْعِيَال ذَا زَوْجَات ثَلَاثَة وَأَبَوَاهُ وَعَمَّته وَغَيرهم فِي كفَالَته، وَمن وظائفه التصدر للتكتيب بالجامع الأزبكي مَعَ قِرَاءَة مصحف فِيهِ وَكَذَا قِرَاءَة البُخَارِيّ وَقِرَاءَة مصحف بتربة السُّلْطَان، وَبَلغنِي أَنه كَانَ يتَعَلَّق بالأدب ويشارك فِي الْعَرَبيَّة مَعَ دين. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو الْأَرْبَعين.
709 - خطاب بن عمر بن مهنى بن يُوسُف بن يحيى الزيني الغزاوي بِالتَّخْفِيفِ(3/181)
نِسْبَة إِلَى الْقَبِيلَة الشهيرة بعجلون / وَأَبوهُ وجده من أُمَرَاء عرب تِلْكَ النواحي العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي)
الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانمِائَة بعجلون وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ بعض الْقُرْآن ثمَّ قتل أَبوهُ فتحول مَعَ أمه إِلَى أَذْرُعَات ثمَّ إِلَى دمشق فأكمله بهَا وَصلى بِهِ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين بِجَامِع بني أُميَّة وَحفظ التَّنْبِيه والمنها الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو والشاطبية وَبَعض الطّيبَة لِابْنِ الْجَزرِي وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْبُرْهَان بن خطيب عذراء والشمسان الْبرمَاوِيّ والكفيري وَبِه وبالتقي بن قَاضِي شُهْبَة والتاج بن بهادر وَآخَرين تفقه وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس البيجوري والْعَلَاء القابوني وَالْأُصُول عَن حسن الْهِنْدِيّ والشرواني وتلا بالسبع إفرادا ثمَّ جمعا إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة على ابْن الْجَزرِي وَكَذَا جمع على غَيره فَلم يكمل أَيْضا، وَسمع على ابْن الْجَزرِي والمحيوي الْمصْرِيّ والشهاب بن الحبال وَابْن نَاصِر الدّين وَشَيخنَا وَغَيرهم، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين، وَكتب عَن شَيخنَا فِي الاملاء، وَحضر دروس القاياتي وَغَيره وَتقدم فِي الْفُنُون وبرع فِي الْفَضَائِل بوفور ذكائه، وجاور بِمَكَّة وأقرأ بهَا وَكَذَا تصدى بِدِمَشْق للاقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَصَارَ بعد البلاطنسي شيخ الْبَلَد بِلَاد مدافع، ودرس أَيْضا فِي عدَّة أَمَاكِن وناب فِي الشامية البرانية عَن النَّجْم بن حجي بعد الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة واستقل بتدريس الركنية، كل ذَلِك مَعَ طرح التَّكَلُّف وَحسن الْعشْرَة ولطف المحاضرة والمذاكرة بجملة مستكثرة من الْأَدَب والنوادر بِحَيْثُ لَا تمل مُجَالَسَته وإجادة لعب الشطرنج والاسترواح بِهِ فِي بعض الْأَحَايِين وَرمى النشاب، والصدع بِالْحَقِّ والمخاشنة فِيهِ وَالْقِيَام مَعَ الغرباء خُصُوصا أهل الْحَرَمَيْنِ ووفور المحاسن، لَقيته بِدِمَشْق وكتبت عَنهُ مَا كتبه عَنهُ شَيخنَا حَيْثُ أنْشدهُ إيَّاهُمَا:
(لَيْسَ الْمُسَمّى الِاسْم عِنْدِي فَكَذَا ... حَقَّقَهُ الْحفاظ من أهل النّظر)
(وشاهدي ظرف ولطف طبعا ... فِي شيخ الاسلام الإِمَام ابْن حجر)
وكتبت عَنهُ غير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي معجمي، وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع بني أُميَّة وَكَانَ يَوْمًا مطيرا وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ مشهده حافلا وفدن بالروضة خلف بَاب الْمصلى وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله فِي كَثْرَة التفنن وَجمع المحاسن رَحمَه الله وإيانا.
710 - خلف الله بن سعيد الطرابلسي المغربي القائدي /. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين.
711 - خلف بن أبي بكر بن أَحْمد الزين النحريري الْمصْرِيّ الْمَالِكِي نزيل(3/182)
الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة /. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَبحث على الشَّيْخ خَلِيل بعض مُخْتَصره وَفِي شرح ابْن)
الْحَاجِب وبرع فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم وَأفْتى ودرس وَسمع من القلانسي الْمُوَطَّأ لأبي مُصعب بفوت، ثمَّ توجه إِلَى الْمَدِينَة فجاور بهَا معنيا بالتدريس والتحديث والافادة والانجماع وَالْعِبَادَة. وحدت سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح بن صَالح البُخَارِيّ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَوَصفه بالعلامة وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد النفطي وَكَذَا التقي بن فَهد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة بِالْمَدِينَةِ قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ ثَلَاثَة عشر حَدِيثا موافقات من الْمُوَطَّأ الْمَذْكُور وَعرض عَلَيْهِ الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني فِي سنة أَربع عشرَة، وَأَجَازَ لخلق مِنْهُم التقي الشمني وَآخَرُونَ بَعضهم فِي الاحياء، وَله أجوبة عَن مسَائِل عِنْد صاحبنا النَّجْم بن فَهد. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة بِالْمَدِينَةِ
712 -. خلف بن حسن بن عبد الله الطوخي القاهري / وَالِد عمر الْآتِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ كثير التِّلَاوَة ملازما لداره والخلق يهرعون إِلَيْهِ وشفاعاته مَقْبُولَة عِنْد السُّلْطَان وَمن دونه وَهُوَ أحد المعتقدين بِمصْر زَاد غَيره واشتهر ذكره فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق لتردد سودون النَّائِب إِلَيْهِ وَكَذَا كَانَ الْبَدْر مُحَمَّد ابْن فضل الله كَاتب السِّرّ يَأْتِيهِ عَن السُّلْطَان فضخم أمره لذَلِك وَبعد صيته وقصده النَّاس فِي حوائجهم. مَاتَ كَمَا لشَيْخِنَا فِي تَاسِع عشر ربيع الآخر، وَقَالَ غَيره فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.
713 - خلف بن حسن بن مهيوف بن نَاصِر بن مقدم القحطاني / ملك الْبحار الْقَائِم بدولة الشهَاب أبي الْمَغَازِي أَحْمد متملك كلبرجة من الْهِنْد. ولد فِي حُدُود سنة تسعين وَسَبْعمائة. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَإنَّهُ كَانَ جوادا يحب الْعلمَاء والأشراف والفقراء ويواسيهم أعظم مواساة حَتَّى بالارسال لمن يُعلمهُ مِنْهُم بالأماكن النائية سِيمَا أَشْرَاف بني حسن وَلذَلِك لم يزل مظفرا بِحَيْثُ انه مَا توجه لأمر إِلَّا وظفر بِهِ مَعَ صيانته وَمنعه الْفَوَاحِش. قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحد أَفْرَاد الْعَالم فِي زَمَاننَا لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الدّين والورع وَالْكَرم والشجاعة ونفوذ الْكَلِمَة ووفور الْحُرْمَة وَبسط الْيَد فِي الدول بِحَيْثُ إِنَّه لما مَاتَ سُلْطَانه الشهَاب أوصى بِهِ ابْنه أَبَا المظفر شاه أَحْمد وَقَالَ إِن أردتم قيام ملككم فَلَا تغيرُوا على الْملك خلف فامتثل وَصيته، وَصَارَ لَهُ من المكانة المكينة مَا لم يزل لَهُ وأقامه فِيمَا أَقَامَهُ فِيهِ أَبوهُ وَأنْشد من نظمه فِي قصيدة:
(وَإِن زار دَاري زائر زار دَاره ... دَنَانِير تبر خلفهَا الْخَزّ يحمل)(3/183)
)
وَلم يؤرخ وَفَاته لِأَنَّهُ إِنَّمَا تقل بعده بِزَمن وَكَانَ ممدحا مَقْصُودا بذلك من شعراء مَكَّة وَغَيرهم
714 - خلف بن عبد الْمُعْطِي صَلَاح الدّين الْمصْرِيّ / نَاظر الْمَوَارِيث والحسبة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
715 - خلف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد بن عِيسَى المغربي الأَصْل التروجي المولد السكندري الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بتروجة قَرْيَة قرب اسكندرية ثمَّ انْتقل بِهِ خَاله الْعَلامَة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّافِعِي بعد موت وَالِده لسكندرية فقطنها، وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْحَاوِي والمنهاج كلاها فِي الْفِقْه والاشارة فِي النَّحْو للفاكهاني وألفية ابْن ملك وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ، وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفرنوي وخاله الْبُرْهَان وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن فوز والنجم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَالشَّمْس السنديوني وَالْجمال مَحْمُود بن عُثْمَان بن عبد الْمُعْطِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم الرَّشِيدِيّ والنحو عَن أبي الْقسم بن حسن بن يَعْقُوب اليمني التّونسِيّ عرف بالطواب وَلم ينْتَفع فِيهِ بِأحد انتفاعه بالعلامة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعقيلِيّ الأندلسي، وَحج مرَارًا أَولهَا سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ وَمن الْمَالِكِيَّة ابْن خلدون وَابْن الْجلَال وَالْجمال الاقفهسي وَأَجَازَهُ ابْن عرفه وَمِمَّا قَرَأَهُ على شَيْخه الفرنوي الْأَرْبَعين النووية، وَسمع عَلَيْهِ كتاب الْمُنْتَخب فِي فروع الشَّافِعِيَّة وَأَجَازَهُ وَذكر عَنهُ أَنه قَالَ لخصت فِي جنايات الْحَاوِي عشرَة آلَاف مسئلة قَالَ وَله الْمُرَتّب فِي الحَدِيث وَالرَّدّ على الْجَهْمِية وفضائل اسكندرية، وَأخْبر السراج عمر بن يُوسُف البسلقوني وَهُوَ ثِقَة أَنه أجَاز لَهُ باستدعائه البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والصدر الْمَنَاوِيّ وَقَالَ هُوَ إِنَّه سمع على ابْن الملقن جَمِيع الْمُوَطَّأ حِين قدومه عَلَيْهِم سكندرية وَإنَّهُ سمع الشفا فِي مجْلِس بِقِرَاءَة الْبَدْر بن الدماميني وَالْبُخَارِيّ وَمُسلمًا على التَّاج بن الريفي القَاضِي كِلَاهُمَا بِقِرَاءَة التَّاج بن فوز، وَصَارَ شيخ الشَّافِعِيَّة بل والمالكية بالثغر بِغَيْر مُنَازع وَحكى أَنه عرضت عَلَيْهِ ولايات ومناصب فأباها مَعَ كَونه يرتزق من كسب يَده. قَالَه البقاعي وَقد لقِيه باسكندرية فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء، وَقَالَ إِنَّه بح بِحَضْرَتِهِ مَعَ السراج البسلقوني الْمَذْكُور فِي مسئلة كَانَ الْحق مَعَه فِيهَا فَترك المراء وَأظْهر أَن الْحق مَعَ الْخصم وَأنْشد إِذا قَالَت حذام الْبَيْت. مَاتَ باسكندرية فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين رَحمَه الله وإيانا.)(3/184)
(سقط)
(قَالُوا بِمَوْت الْكَامِل الْحصن وهت ... وعزها قد حاد عَنْهَا وصدف)
(فَقلت إِن كَانَ مضى كاملها ... فَإِن فِيهَا خلفا عَن من سلف)
717 - خلف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين أَبُو مُحَمَّد المشالي ثمَّ الشيشيني القاهري الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي الشاذلي وَالِد أبي النجا مُحَمَّد / الْآتِي. ولد بمشال من قرى الغربية وَنَشَأ بهَا يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ جوده بالنحرارية على ابْن زين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة ولازم الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَصَاحبه أَبَا الْعَبَّاس السرسي وَبِه انْتفع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ البديع فِي الْأُصُول لِابْنِ الساعاتي بحثا وَأَجَازَهُ بِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للسراج الْهِنْدِيّ وَقَرَأَ على البسطامي أصُول الدّين وعَلى ابْن الْهمام أَشْيَاء من العقليات والنقليات وَمِنْهَا المسايرة فِي العقائد المنجية فِي الْآخِرَة من تأليفه، وَكتب لَهُ إجَازَة وَصفه فِيهَا بالأخ فِي الله الشَّيْخ الْأَجَل نفع الله بِهِ وَقَالَ قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق فَلَقَد أحسن الاستفادة والافادة وصادفت أَهْلِيَّته مُتَقَدّمَة على الْقِرَاءَة فَوَجَبت إِجَازَته بهَا بل وكل مَا كَانَ فِي مَعْنَاهَا فأجزته بِهَذَا الْفَنّ وَبِمَا أجزت بِهِ من أصُول وعربية ومنقول ومعقول، والمسئول مِنْهُ تذكرى بدعائه الصَّالح وَالله تَعَالَى يديم النَّفْع بِهِ إِنَّه سميع قريب جواد مُجيب، وَبَلغنِي أَنه لما رام قِرَاءَة المسايرة عَلَيْهِ أَشَارَ ببحثه لَهُ أَولا مَعَ أبي الْعَبَّاس السرسي فَفعل وَكَذَا اجْتمع بالقاياتي وَسمع عَلَيْهِ وبشيخنا وقرض لَهُ فِيمَا قيل بعض مناظيمه وَهِي كَثِيرَة فاثنتان فِي أصُول الدّين وَوَاحِدَة فِي علم)
الحَدِيث وَأُخْرَى فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَأُخْرَى فِي أَحْوَال الْمَوْت سَمَّاهَا المبشرة وَأُخْرَى فِي الْعَرَبيَّة وَأُخْرَى(3/185)
فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَأُخْرَى فِي شرح الْكَنْز وَأُخْرَى فِي أصُول الشَّافِعِيَّة فَم تكمل وَاحِدَة من الثَّلَاثَة وَأُخْرَى اسْمهَا وُجُوه الْقُرْآن وَشَرحهَا وَعمل رِسَالَة فِي علم الْكَلَام سَمَّاهَا السلسلة وَشَرحهَا وَشرح الحكم لِابْنِ عَطاء الله وَغير ذَلِك كنظم التَّلْخِيص، ولقيته فِي زَاوِيَة القادرية بالقرافة فَسمِعت من لَفظه أَشْيَاء لم أَكتبهَا، وَكَانَ فَاضلا مِمَّن يمِيل إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَينظر فِي فتوحاته المكية وَقَامَ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم النويري بِسَبَب ذَلِك كَمَا بَلغنِي، وَفِي الآخر اسْتَقر فِي مشيخة جَامع ابْن نصر الله بِقُوَّة وتصدى للاقراء والافتاء على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحفظ الْمِنْهَاج حِينَئِذٍ فِي مُدَّة يسيرَة وَكَذَا حفظ إِذْ ذَاك الْمَشَارِق للصغاني وَتَفْسِير الديريني المنظوم كل هَذَا وَقد ناف على السّبْعين وَاسْتمرّ بِقُوَّة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَدفن دَاخل مقَام أبي النجا فِيهَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَرَأَيْت لَهُ قصيدة تسمى زهر الكمام فِي شرح حَال الْوضُوء وَالصَّلَاة وَالصِّيَام على مَذْهَب الشَّافِعِي أرخ هُوَ كِتَابَته لَهَا فِي ربيع الأول سنة عشْرين وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ المؤرخ كَذَلِك لَهُ عقيدة أهل الْحق وَطَرِيقَة أهل الصدْق من أهل السّنة من الْخلق قرضها لَهُ الْعَلَاء القطبي وَالِد إِبْرَاهِيم وأخيه وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته من معجمي من نظمه ألغاز نحوية. وترجمه وَلَده بِأَنَّهُ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ التصوف ومطالعة كَلَام أَهله والاكثار من نَقله وَأَنه أَخذ الطَّرِيق عَن جمَاعَة كَانَ يُشِير من بَينهم لمُحَمد الْحَنَفِيّ وَكَانَ محبا لجمع الْعَامَّة على الذّكر كثير السَّآمَة من طول الاقامة فِي بلد فَأَقَامَ بِكُل من الْقَاهِرَة والبرلس واسكندرية ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة حَتَّى كَانَت منيته بِقُوَّة وَكَانَ قدمهَا وَهُوَ شَاب فَبَاتَ بضريح أبي النجا فِيهَا وصادف رجلا صَالحا فَتَذَاكَرَ مَعَه فِي علم الطَّرِيق بِحَيْثُ طابا وَسمع للتابوت قعقعة عَجِيبَة وانه لم يغتب أحدا مذ عقل أمره وَلَا مكن من ذَلِك بِحَضْرَتِهِ مَعَ المداومة على التَّهَجُّد حَتَّى فِي الْبرد الشَّديد وَبعد الشيخوخة وملازمة المطالعة وَقلة الْكَلَام وسعة الخاطر والتأني والمحبة فِي الخمول وَعدم التأنق فِي معيشته وَسَائِر أَحْوَاله رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.
خلف الايوبي صَاحب حصن كيفا. / فِي ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.
718 - خلف الْمصْرِيّ. / مَاتَ بالبيمارستان النَّوَوِيّ من دمشق فِي ثامن ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَكَانَ مجاورا بِجَامِع دمشق أَكثر من عشْرين سنة يخْدم الْعلمَاء والصلحاء رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
719 - خَليفَة بن عبد الرَّحْمَن بن خَليفَة بن سَلامَة المتناني بِفَتْح الْمِيم ثمَّ الْمُثَنَّاة وَبعدهَا نون مُشَدّدَة ثمَّ البجائي الْمَالِكِي أحد الْفُضَلَاء الصلحاء مِمَّن لَقِيَنِي بِالْمَدِينَةِ(3/186)
بل قَالَ انه لَقِيَنِي بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أَحْمد زَرُّوق وَحمل عني الالفية بحثا سَمَاعا وَقِرَاءَة وَسمع مني وعَلى الْكثير وكتبت لَهُ إجَازَة ثمَّ لَقيته بِمَكَّة وَكَانَ يحضر عِنْد قاضيها وَغَيره، وسافر مَعَ بني جبر مخطوبا فِي ذَلِك ليقيم عِنْدهم مدرسا أَو قَاضِيا.
720 - خَليفَة بن مُحَمَّد بن خَليفَة بن سَالم الْخُزَاعِيّ الفاخوري الْمَكِّيّ /. حضر فِي الرَّابِعَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على الْعِزّ بن جمَاعَة السِّيرَة النَّبَوِيَّة الصُّغْرَى لَهُ وَأَجَازَ فِي الاستدعاءات، وَكَانَ خَادِم المولد النَّبَوِيّ بِرَأْس شُعَيْب بني هَاشم من مَكَّة، خيرا دينا أضرّ بِأخرَة وَانْقطع بمنزله، وَمَات فِي مستهل الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.
721 - خَليفَة بن مَسْعُود بن مُوسَى المغربي الجابري الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس ووالد مُحَمَّد / الْآتِي وَيُسمى عبد الرَّحْمَن أَيْضا وَلكنه بخليفة أشهر وَنسبه بَعضهم فَقَالَ خَليفَة بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ فَالله أعلم. أَقَامَ بِبَيْت الْمُقَدّس دهرا وَولى مشيخة المغاربة وَصَارَت لَهُ وجاهة وجلالة وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وذكروه بالصلاح والتعبد وَالْفضل، وَلكنه كَانَ يقرىء كَلَام ابْن عَرَبِيّ، وَاعْتذر عَنهُ الْكَمَال بن الْهمام فَإِنَّهُ مِمَّن لقِيه بِبَيْت الْمُقَدّس بِأَنَّهُ لم يكن يعْتَقد مَا ينْسب لِابْنِ عَرَبِيّ وَإِنَّمَا كَانَ يؤول كَلَامه غَلطا مِنْهُ بِتَأْوِيل كَلَامه قَالَ والغلط لَا يخرج الانسان عَن الصّلاح، أَو نَحْو هَذَا مِمَّا سَمعه مِنْهُ صاحبنا الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَمِمَّنْ أَخذ عَن خَليفَة هَذَا وَلَده. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بمقبرة ماملا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ، وبلغنا عَن الشهَاب بن سُلَيْمَان بن عوجان قَاضِي الْمَالِكِيَّة بالقدس وجد ابْن أبي شرِيف هَذَا لأمه أَنه رأى فِي الْمَنَام وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَنه لما دخل للسلام عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ سلم على غفير ايلياء إِذا رجعت إِلَيْهَا قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله وَمن هُوَ قَالَ خَليفَة.
722 - خَليفَة المغربي ثمَّ الْأَزْهَرِي /. شيخ مُعْتَقد انْقَطع بِهِ لِلْعِبَادَةِ نيفا وَأَرْبَعين سنة. مَاتَ فَجْأَة بالحمام فِي حادي عشري الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع ثمَّ دفن بالصحراء وَوجد لَهُ شَيْء كثير وَكَانَ مُحْتَرما مهابا زَائِد لخفر رَحمَه الله.
خَليفَة المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس. / مضى فِي ابْن مَسْعُود بن مُوسَى.
723 - خَليفَة الضَّرِير نزيل المشهد النفيسي / وإمامه مِمَّن يحضر عِنْدِي فِي الصرغتمشية وَله إِلْمَام بِمَا يشبه الْوَعْظ بِدُونِ إتقان وَلَا ضبط. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين.(3/187)
724 - خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُوسَى الْغَرْس أَبُو الْجُود بن الْبُرْهَان بن الزين الزبيرِي الْقرشِي الْأَسدي البهوتي الأَصْل الدمياطي القاهري الشَّافِعِي / وَيعرف قَدِيما بالمنهاجي والقرشي ثمَّ الْآن بِإِمَام مَنْصُور ومُوسَى جده الْأَعْلَى مدفون عِنْد الشَّيْخ أبي الْفَتْح الوَاسِطِيّ باسكندرية وَابْنه عَليّ كَانَ ذَا ثروة من بهائم وأراض وَغير ذَلِك فتجرد وَانْقطع إِلَى الله فِي بهوت مُنْفَردا بهَا حَتَّى مَاتَ حَسْبَمَا أَخْبرنِي بذلك صَاحب التَّرْجَمَة وانه ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على الْفَقِيه مُوسَى البهوتي وَالِد عبد السَّلَام وَعبد الرَّحْمَن وَحفظ عقيدتي الاسلام للغزالي واليافعي والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية والرائية ومقدمة فِي التجويد لِابْنِ الْجَزرِي وَكَذَا للخرفاني وألفية الحَدِيث والمنهاج الفرعي والفصول لِابْنِ المجدي وألفية النَّحْو مَعَ الملحة وَشَرحهَا لمؤلفها وقواعد ابْن هِشَام وتصريف الزنجاني ورسالة الْمِيقَات للجمال المارداني والجداول الزينية فِي الْمِيقَات وبديعية شعْبَان الآثاري وَعرض ذَلِك على عَليّ ابْن مُحَمَّد الهيثمي ثمَّ الطبناوي مَعَ أَخذ الْمِيقَات عَنهُ والتقويم وجداول الْأَهِلّة بقرَاءَته بل وَجَمِيع صَحِيح مُسلم من نُسْخَة كتبهَا بِخَطِّهِ، وَكتب لَهُ إجَازَة بِكُل ذَلِك أرجوزة دون خمسين بَيْتا رَأَيْتهَا، ووقفت بِخَط صَاحب التَّرْجَمَة على أَشْيَاء كرباعيات النَّسَائِيّ وألفية ابْن مَالك وإيساغوجي ورسالة ابْن أَيُّوب فِي الطِّبّ بل قَرَأَ على شَيخنَا حديثين من أول البُخَارِيّ وحديثا من أول الشفا بعد سَمَاعه من لفظ المسمع للمسلسل بِشَرْطِهِ ولسنده بالكتابين بِقِرَاءَة غَيره وَذَلِكَ فِي سادس ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين وكتبت أَنا لَهُ بذلك ثبتا وَصَححهُ شَيخنَا وَفِي تَارِيخه أَيْضا على الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي الْبَعْض من الْكِتَابَيْنِ الْمَذْكُورين بعد سَمَاعه للمسلسل أَيْضا من لَفظه وَأَجَازَ لَهُ وَأثبت ذَلِك بِخَطِّهِ وَقَرَأَ رباعيات النَّسَائِيّ على كل من النَّجْم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القلقشندي والشرف يحيى العلمي الْمَالِكِي وجود الْقُرْآن على الشَّمْس العطائي إِمَام المعينية الْآتِي وَأخذ فِي الْفِقْه عَن البوتيجي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الاذكار، وَقَرَأَ فِي الْفِقْه أَيْضا على النُّور بن القزيط الْمحلي)
محلّة أبي عَليّ الغربية من السنهورية بهَا وَعرض عَلَيْهِ عقيدة الْغَزالِيّ من إحيائه فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَوَصفه بِالْعَدْلِ الرضي الْفَاضِل المحصل الْعَالم الْعَامِل وَأخذ الْمِنْهَاج تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ عَن الْجلَال الْبكْرِيّ وفرائضه خَاصَّة عَن الْبَدْر حسن الْأَعْرَج والنحو وأصول الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد بن عبَادَة الْمَالِكِي وَكَذَا النَّحْو والمنطق عَن السَّيِّد الْحَنَفِيّ نزيل الجوهرية(3/188)
وَفِي النَّحْو فَقَط عَن الزين قَاسم النَّحْوِيّ وَيحيى العلمي الْمَالِكِي وَآخَرين وَفِي الْأُصُول فَقَط عَن الْعَلَاء الحصني وَفِي الصّرْف عَن التقي الحصني والميقات عَن حسن الصَّفَدِي والطتاوي وَعَلَيْهِمَا قَرَأَ فِي التصوف وَكَذَا على عمر الحصني وَعلم الدّين الاسعردي بل قَرَأَ على أَولهمَا صِيَانة الانسان من أَذَى النَّبَات والمعدن وَالْحَيَوَان لِابْنِ أَيُّوب القادري فِي دفع السمُوم وعَلى ثَانِيهمَا منظومة لَهُ فِي العقائد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَجَازَ لَهُ اقراءهما وَجَمِيع تصانيفه وَالْأول بطريقتي القادري والعجمي وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ وَآخَرين، وسافر إِلَى طرابلس وبيروت فِي الْبَحْر وَإِلَى غَيرهمَا واختص بمنصور بن صفي وقتا وَسَماهُ امامه وجوهر المعيني وَآخَرين ثمَّ ترقى لأمير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله الْعِزّ عبد الْعَزِيز. وَدخل فِي أَشْيَاء كَالْوَصِيَّةِ على بني أبي الْفضل بن أَسد وَيذكر بهمة وَغَيرهَا، وَقد سمع مني أَشْيَاء كالمسلسل، وَأخذ عني مُؤَلَّفِي فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَلَا بَأْس بفهمه.
725 - خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ المالقي القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد المزور لقبور الصَّالِحين / الْآتِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ عاميا صَالحا. أرخه ابْنه.
726 - خَلِيل بن إِبْرَاهِيم العنتابي الْخياط. / فِي أثْنَاء قَاسم بن أَحْمد بن أَحْمد ابْن مُوسَى وانه مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة بِالْقَاهِرَةِ. 727 خَلِيل بن إِبْرَاهِيم / صَاحب شماخي وَمَا والاها مِمَّا يزِيد على ثَلَاثَة آلَاف كورة. أَقَامَ فِي المملكة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة بِدُونِ مُنَازع، وَصَارَ من أجل مُلُوك الشرق وَأَحْسَنهمْ سيرة وَأَكْثَرهم سياسة وأحزمهم رَأيا حَتَّى قيل إِن مُرَاد بك بن مُحَمَّد بك بن عُثْمَان أوصاه على ابْنه مُحَمَّد متملك الرّوم الْآن وَأمر وَلَده أَن لَا يخرج عَن طَاعَته ورأيه، وَكَانَ دينا خيرا يحض أَتْبَاعه على إِقَامَة الصَّلَاة وَلَا يتظاهر فِي بِلَاده بِفَاحِشَة بل غالبهم من مريدي الشَّيْخ عَليّ الاردبيلي وَلم يكن لَهُ سوى زَوْجَة بل الظَّن أَنه لم يتَزَوَّج غَيرهَا وَأما السراري فمائة، وَكَانَ مغرى بالصيد حَتَّى ان لَهُ ألف مَمْلُوك برسم حمل الطُّيُور بَين يَدَيْهِ وعساكره زِيَادَة على عشْرين ألف مقَاتل مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَاسْتقر بعده فِي المملكة ابْنه شروانشاه من زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا.
728 - خَلِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد غرس الدّين الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف بِابْن اللبودي وبابن عرعر وبالبطائني. ولد وَسمع فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة الرائية من الزين عمر بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن اللبان المقرىء بِسَمَاعِهِ لَهَا من التنوخي، ولقيته بِدِمَشْق فَسمِعت كَلَامه وَكتب على بعض الاستدعاءات وَرَأَيْت الْعِزّ بن فَهد أَخذ عَنهُ عَن الشهَاب(3/189)
أبي الْعَبَّاس بن حجي أَنه سَمعه يَقُول رَأَيْت أبي فِي النّوم فَعرفت أَنه ميت فَقلت لَهُ كَيفَ أَنْت فَقَالَ بعد أَن تَبَسم طيب. فَقلت فأيما أفضل الِاشْتِغَال بالفقه أَو الحَدِيث فَقَالَ الحَدِيث بِكَثِير. مَاتَ.
729 - خَلِيل بن أَحْمد بن أرغون شاه الشرفي شعْبَان بن حُسَيْن، / كَانَ جده مقدما عِنْده مِمَّن قتل حِين رَجَعَ مَعَه من عقبَة إيلة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَولد لَهُ ابْنه أَحْمد بعد قَتله كَمَا تقدم ثمَّ كَانَ مولد هَذَا فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأمه ابْنة نَائِب عنتاب وَنَشَأ فَقَرَأَ وَحضر عِنْد بعض الْمَشَايِخ وَفِي عدَّة مواعيد وَهُوَ بحارة عبد الباسط، وَكَانَت أُخْته زوجا للناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق وَلذَا كَانَ حَاضرا كَيفَ صَار أَبوهُ سُلْطَانا وَشرح لي ذَلِك على وَجه مُفِيد.
730 - خَلِيل بن أَحْمد بن جُمُعَة الْغَرْس الْحُسَيْنِي سكنا ثمَّ البهائي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالفقيه خَلِيل. ولد بعد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده وَحضر دروس الشَّمْس البوصيري والجلال البُلْقِينِيّ وَآخَرين بل لَا أستبعد أَن يكون قَرَأَ على الشهَاب الْحُسَيْنِي الْمَاضِي لرضاع كَانَ بَينهمَا وأتقن الْخط عِنْد الوسيمي أَو غَيره وَسمع من كتاب الْمَغَازِي إِلَى آخر الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد والختم فَقَط مِنْهُ على التنوخي والعراقي والهيثمي وَبَعض سنَن ابْن مَاجَه على الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس المنصفي وجزء الْجُمُعَة للنسائي على السراج البُلْقِينِيّ واختص بِهِ وبولديه الْجلَال ثمَّ الْعلم وأدب بعض بني هَذَا الْبَيْت وَأم بمدرستهم، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالنسخ بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَرُبمَا علم الْكِتَابَة، وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَحدث بِجُزْء الْجُمُعَة أَخذه عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة والتهجد وَالْجَمَاعَة قانعا باليسير متقللا من الدُّنْيَا متوددا ظريفا فكها حسن الْخط بارعا فِي الشُّرُوط رَاغِبًا فِي سَماع الحَدِيث بِحَيْثُ أَكثر السماع مسَاء على شَيخنَا رَأَيْته غير مرّة وَسمعت كَلَامه وَكَانَ يكثر من أَخذ مصحفي وتأمله لكَونه من قديم خطه، وَهُوَ مِمَّن كثر اخْتِصَاصه بالوالد، حج غير مرّة وجاور فِي آخر أمره أشهرا وَرجع فَمَاتَ فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد زيارته النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدفن بِالرَّوْحَاءِ الْمَعْرُوفَة الْآن ببيرطاز رَحمَه الله وإيانا.
731 - خَلِيل بن أَحْمد بن حسن المطري وَيعرف بِابْن كبيبة تَصْغِير كبة وَهُوَ ابْن بركَة / الْآتِيَة فِي مُعْجم النَّسَائِيّ. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمطرية وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي(3/190)
وَالصَّلَاح الأرموي والشرف بن الكويك ولقيته بالمطرية فَقَرَأت عَلَيْهِ حَدِيثا وَاحِدًا. مَاتَ بعد السِّتين تَقْرِيبًا.
732 - خَلِيل بن أَحْمد بن الْغَرْس خَلِيل بن عنَاق بِفَتْح الْمُهْملَة أَوله ثمَّ نون مُشَدّدَة وَآخره قَاف غرس الدّين أَو صَلَاح الدّين القاهري الْحَنَفِيّ، وَيعرف بِابْن الغرز. / ولد فِي رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالنحو وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي النَّحْو نَاصِر الدّين البارنباري، وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازم الْبَدْر البشتكي كثيرا فِي علم الْأَدَب حَتَّى فاق فِيهِ جدا ومدح الْأَعْيَان كشيخنا وأوردت فِي الْجَوَاهِر من مدحه فِيهِ قصيدة مَعَ لغز أَجَابَهُ عَنهُ وَأول الْجَواب:
(أمولاي غرس الدّين والفاضل الَّذِي ... لَهُ ثَمَر الْآدَاب دانية الهذب)
(وَمن لَاحَ حَتَّى فِي ذرى الشرق فَضله ... فَأجرى دموع الحاسدين من الغرب)
وَكَذَا أثبت هُنَاكَ تقريضا حسنا لشَيْخِنَا فِي مرثية نونية رثى بهَا صَاحب التَّرْجَمَة وَلَده بعد وَفَاته، وطارح الْفُضَلَاء أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا ابْن خضر فَمن دونه وَحج وَدخل الشَّام وَكَانَ فَاضلا مفننا ظريفا كيسا فكها على سمنه مطمئن النَّفس حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ جدا يلبس زِيّ الْجند. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رَحمَه الله وَمن نظمه:
(عجوزة حدباء عاينتها ... تبسمت قلت استري فَاك)
(سُبْحَانَ من بدل ذَاك البها ... بقبح أحداق وأحناك)
وَقَوله:)
(خليلي قد جعنا جَمِيعًا فبادرا ... لبيت فلَان مُسْرِعين وسيرا)
(وَإِن تجدا قرقوشة فاجريانها ... لنحوي وَإِن ان الْعَجِين فطيرا)
وَقَوله:
(وافيت مَحْبُوب قلبِي فِي جبايته ... يَوْمًا وصادف ميعادا بِهِ اقتربا)
(فأخلف الْوَعْد لما جِئْت منتجزا ... وَرَاح يمطل حَقًا ظَاهرا وجبا)
وَقَوله:
(خليلي ابسطالي الْأنس إِنِّي ... فَقير مت فِي حب الغواني)
(وَإِن تجدا مداما أوقيانا ... خذاني للمدامة والقيان)
وَفِي معجمي من نظمه أَشْيَاء وشعره سَائِر.
733 - خَلِيل بن الشهَاب أَحْمد بن خَلِيل التروجي السكندري نزيل مَكَّة، / كَانَ مَلِيًّا كثير الْمُعَامَلَة للنَّاس. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَبَنوهُ الْآن سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة.
734 - خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله(3/191)
ابْن ثوران شاه الْملك الصَّالح ثمَّ الْكَامِل أَبُو المكارم بن الْأَشْرَف أبي المحامد ابْن الْعَادِل أبي المفاخر الأيوبي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ يحيى. اسْتَقر فِي مملكة حصن كيفا بعد قتل وَالِده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا على طَرِيقَته فِي محبَّة الْعلمَاء خُصُوصا الشَّافِعِيَّة، وَسَار فِي بِلَاده سيرة حَسَنَة وَنشر الْعدْل. قَالَ وَله نظم وَوَصفه أَيْضا بِأَنَّهُ من أهل الْفضل وَأَنه أرسل بديوان من شعره على عَادَة أَبِيه إِلَى الديار المصرية فقرضه لَهُ الأدباء، وَمن لطيف مَا وقفت عَلَيْهِ مِمَّا كتب لَهُ قَول الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ:
(أَبْرَح الشّعْر إِن غَدَتْ مِنْك فِي قَبْضَة الْيَد ... غير بدع فَإِنَّهَا للخليل بن أَحْمد)
قَالَ شَيخنَا، وَقد انتقيت من الدِّيوَان الْمشَار إِلَيْهِ قَلِيلا وَمِنْه:
(بانوا فأجروا عيوني ... من بعدهمْ كالعيون)
(فِي حبهم مت عشقا ... يَا ليتهم قبلوني)
وانتقى من ديوانه غير ذَلِك، وأظن أَن شَيخنَا مِمَّن قرضه، وَاسْتمرّ فِي المملكة حَتَّى وثب عَلَيْهِ ابْنه فَقتله صبرا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين، ولقب بالعادل وَفِي تَرْجَمته من كتابي التبر المسبوك من نظمه غير ذَلِك، وَكَذَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي أنباء شَيخنَا مَا يُمكن استفادته هُنَا.
735 - خَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ غرس الدّين السخاوي ثمَّ القاهري وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي، كَانَ فِي مبدئه عِنْد الزين القمني فِي مزوراته ثمَّ استنهضه الشَّيْخ فَصَارَ يرقيه لما هُوَ أَعلَى من ذَلِك مِمَّا يشبه التِّجَارَة وَأخذ هُوَ فِي شَيْء من هَذَا إِلَى أَن صحب الشَّمْس الحلاوي وَكيل بَيت المَال وَأحد خَواص الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته وَصَارَ يتَرَدَّد مَعَه إِلَيْهِ فاستخدمه فِي بعض مهماته بل واستنابه فِي نظر سعيد السُّعَدَاء وقتا وَصَارَت أَمْوَاله بذلك مرعية وَلَا زَالَ فِي نمو فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة هرع الأكابر فَمن دونهم إِلَيْهِ فِي قَضَاء مآربهم وعد فِي الْأَعْيَان وَقَرَأَ عِنْده الشهَاب الزُّهْرِيّ وَغَيره البُخَارِيّ وَولي نظر الْقُدس والخليل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين عوضا عَن طوغان نَائِب الْقُدس وَمَشى فيهمَا كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ مَشى الوزراء وَكتاب السِّرّ قَالَ وَقيل انه كَانَ أول أمره جابيا يجبي وعَلى كتفه خرج وَلم يكن لَهُ يَد فِي طرف من علم من الْعُلُوم بِالْكُلِّيَّةِ بل كَانَ يعد من الْعَوام. قلت لَكِن كَمَا بَلغنِي كَانَ فِيهِ بر وَخير ومعروف وَتَدين وَقد حج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس قبل رياسته وَبعدهَا، وَقد تَرْجمهُ المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَقَالَ انه قدمت بِهِ وبأخيه أمهما إِلَى الْقُدس وهما صبيان فنشآ بهَا(3/192)
ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاستوطنها مُدَّة وعانى المتجر وتعرف بالأمير جقمق وَصَحبه سِنِين وتحدث فِي أقطاعه وَمَا يَلِيهِ من نظر الْأَوْقَاف فَعرف بالنهضة وَشهر بِالْخَيرِ والديانة فَلَمَّا تسلطن جقمق لَازم حُضُور مَجْلِسه حَتَّى ولاه نظر الْقُدس والخليل انْتهى. مَاتَ بعد أَن أسن فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين.
736 - خَلِيل بن أَحْمد بن عِيسَى بن الصّلاح خَلِيل بن عِيسَى بن مُحَمَّد صَلَاح الدّين القيمري الْكرْدِي الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالخليل وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فجوده على الزراتيتي والنور عَليّ بن حسب البوصيري وَغَيرهمَا، وَسمع على الشّرف بن الكويك جُزْء ابْن عَرَفَة والبطاقة وَأَشْيَاء وببلده المسلسل على شَيخنَا بالاجازة الشَّمْس أبي عبد الله التدمري وفقيهه ابْن مَرْوَان الْمَذْكُور والشهاب أَحْمد بن حُسَيْن النصيبي وَإِبْرَاهِيم بن حجي الْحُسَيْنِي عظيمات والشحنة الْأَحْنَف قَالُوا أنابه الْمَيْدُومِيُّ، وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره وتصدى للقراءات بِمَسْجِد الْخَلِيل وَقَرَأَ على الْعَامَّة فَانْتَفع بِهِ فِي ذَلِك وَحج لَقيته بالخليل فَقَرَأت عَلَيْهِ جزءي ابْن عَرَفَة والبطاقة، وَكَانَ خيرا دينا عَارِفًا بالقراءات. مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ، وجد أَبِيه مِمَّن أجَاز لشَيْخِنَا أبي هُرَيْرَة القبابي.
737 - خَلِيل بن إِسْحَاق بن قازان الْغَرْس الخليلي / أحد خدام الْخَلِيل. ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا، وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة التدمري، وَكَانَ يذكر أَنه حضر مجْلِس ابْن الْجَزرِي واسماعه هُوَ والتدمري وَابْن حجي وَيذكر لذَلِك امارات، وَكَانَ إنْسَانا حسنا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ حسن المحاضرة يستحضر كثيرا من مقامات الحريري وَطلب مَعَ قَاضِي الْخَلِيل بِسَبَب أَمِير جرم فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَحبس هُنَاكَ مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ سنة ثَلَاث وَحضر إِلَى بَلَده صُحْبَة دقماق نَائِب الْقُدس وَنظر الْحَرَمَيْنِ فَتوفي بقرية عجلَان على مرحلة من بلد الْخَلِيل فِي شهر جُمَادَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَنقل إِلَى بلد الْخَلِيل وَدفن بهَا رَحمَه الله.
738 - خَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن عمر العمريطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الشَّاهِد أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. تكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا مَعَ جودة الْخط وَلكنه لَيْسَ بالمتين مَعَ أدب وحشمة وَقد حج وَسمع هُنَاكَ على التقي بن فَهد.
739 - خَلِيل بن أميران شاه بن تيمور كور / الْمَاضِي أَبوهُ وجده ملك سَمَرْقَنْد بعد جده فِي حَيَاة وَالِده وأعمامه لكَونه كَانَ مَعَه عِنْد وَفَاته سنة سبع وَثَمَانمِائَة فَلم يجد النَّاس بدا من سلطنته وَعَاد بجنة جده يُرِيد سَمَرْقَنْد وَقد استولى على(3/193)
الخزائن وَتمكن من الْأُمَرَاء والعساكر ببذله لَهُم الْأَمْوَال الْعَظِيمَة حَتَّى دخلُوا فِي طَاعَته سِيمَا وَفِيه رفق وتودد مَعَ حسن سياسة وَصدق لهجة وَجَمِيل صُورَة فَلَمَّا قَارب سَمَرْقَنْد تَلقاهُ من بهَا وهم يَبْكُونَ وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد وَمَعَهُمْ التقادم فقبلها مِنْهُم ودخلها وجثة جده فِي تَابُوت أبنوس بَين يَدَيْهِ وَجَمِيع الْمُلُوك والأمراء مشَاة مكشوفة رُءُوسهم حَتَّى دفنوه وَأَقَامُوا عَلَيْهِ العزاء أَيَّامًا ثمَّ أَخذ صَاحب التَّرْجَمَة فِي تمهيد مَمْلَكَته، وَملك قُلُوب الرّعية بالاحسان واستفحل أمره وَجَرت حوادث إِلَى أَن مَاتَ بِالريِّ مسموما فِي سنة تسع، ونحرت زَوجته سَاد ملك نَفسهَا بخنجر من قفاها فَهَلَكت من ساعتها ودفنا فِي قبر وَاحِد، ثمَّ قتل وَالِده أميران بعده بِقَلِيل، وَولي مَكَانَهُ بير عمر، وَطول يُوسُف بن تغري بردى تَرْجَمته تبعا للمقريزي فِي عقوده.
740 - خَلِيل بن أبي البركات بن مُوسَى صَلَاح الدّين بن سعد الدّين وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الهول /. أحد كتاب المماليك. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَهُوَ صَاحب الْجَامِع الَّذِي ببركة قرموط، وَكَانَ مَسْجِدا قَدِيما فوسعه وَعمل فِيهِ خطْبَة ورتب فِيهِ أَرْبَاب وظائف، وَحج غير مرّة.
741 - خَلِيل بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الحميد غرس الدّين الأندلسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وأخو عمر / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن المغربل. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَقطعَة من التَّنْبِيه ثمَّ اشْتغل بِالْقيامِ بعياله وَتزَوج صَالِحَة ابْنة النُّور عَليّ بن السراج بن الملقن وأنجبها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وداوم التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة حَتَّى مَاتَ فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة.
خَلِيل بن حسن بك بن عَليّ بك بن قرا يلوك. /
742 - خَلِيل بن حسن بن حرز الله / قَاضِي الفلاحين. كَانُوا يرجعُونَ إِلَيْهِ فِي أُمُور الفلاحة وَكَانَ شَاهدا بِبَعْض المراكز وَقد حضر على الحجار وَغَيره. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
743 - خَلِيل بن خضر العجمي. / حَدِيث بالخليل سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فِي جمَاعَة بالمسلسل بالأولية عَن الْمَيْدُومِيُّ. رَوَاهُ لنا عَنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي.
744 - خَلِيل بن دنكز / أحد الْأُمَرَاء العشرات. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث. أرخه الْعَيْنِيّ.
745 - خَلِيل بن سبرج بِكَسْر الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا مُوَحدَة سَاكِنة وَآخره جِيم / وَضَبطه شَيخنَا فِي سنة تسعين من تَارِيخه بِضَم أَوله وثالثه فيحرر غرس الدّين الكمشبغاوي كمشبغا خازندار صرغتمش الْمَالِكِي كَانَ أَبوهُ نَائِب قلعة مصر(3/194)
فولد لَهُ هَذَا وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن سِتّ فِي سنة تسعين فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشّرف مُوسَى الدفري الْمَالِكِي والرسالة لِابْنِ أبي زيد واللمع للتلمساني، واشتغل يَسِيرا وَسمع بعض التَّرْغِيب للأصفهاني على النجمي البالسي والحلاوي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهُ فِيهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وَابْن أبي النَّجْم وَابْن صديق وَابْنَة ابْن المنجا وَآخَرُونَ، وَحدث وأسمع شَيخنَا أَبُو النَّعيم عَلَيْهِ وَلَده ودلني عَلَيْهِ فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا بإجازته من أبي هُرَيْرَة قبل أَن أَقف على مسموعه الْمشَار إِلَيْهِ، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي صفر سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
746 - خَلِيل بن سعد بن عِيسَى بن عَليّ الْقرشِي القاهري الْقَارِي / امام مدرسة آل مَالك بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وعني بالقراءات وَسمع على ابْن الْقَارِي مشيخته تَخْرِيج الْعِرَاقِيّ وَعَلِيهِ وعَلى خَلِيل بن طرنطاي صَحِيح البُخَارِيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة سمع عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الزين رضوَان وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقي الشمني والعز الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَمن قبلهم الكلوتاتي والكمال الشمني وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز لِابْني مُحَمَّد وَمَات فِي أَوَائِل سنة تسع عشرَة. قلت وَهَكَذَا أرخه المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت من قَالَ سبع عشرَة وَكَأَنَّهُ تحرف فَالله أعلم.
747 - خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ الْأَذْرَعِيّ القابوني وَالِد شَيخنَا الزين عبد الرَّحْمَن / لَعَلَّه الْآتِي فِي ابْن عبد الله، وقفت على الْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة بِخَطِّهِ.
748 - خَلِيل بن شاهين غرس الدّين الشيخي شيخ الصفوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد عبد الباسط / الْآتِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بالحارة الخاتونية من بَيت الْمُقَدّس فَلَمَّا بلغ خم عشرَة سنة تحول مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل ونظم فَأكْثر، ولازم بعد أَبِيه خدمَة أزبك الدوادار قَلِيلا فِي جملَة مماليكه ثمَّ صَار بعد الْقَبْض عَلَيْهِ من جملَة مماليك الْأَشْرَف برسباي بسفارة صهره زوج أُخْته الخواجا إِبْرَاهِيم بن قرمش ثمَّ ولاه نظر اسكندرية ثمَّ حجوبيتها ثمَّ نظر بيع البهار الْمُتَعَلّق بالذخيرة ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ نيابتها وشكر فِي مباشراته ثمَّ تزوج بأصيل أُخْت خوند جلبان أم الْعَزِيز وحملت إِلَيْهِ إِلَى اسكندرية فَدخل بهَا وَصَارَ عديلا للأشرف ثمَّ استقدمه الْقَاهِرَة على إمرة طلبخاناه وَقرر فِي نظر دَار الضَّرْب ثمَّ نَقله إِلَى الوزارة وَلكنه استعفى مِنْهَا بعد مُدَّة يسيرَة وَأمره أَن يحضر الخدم مَعَ المقدمين ثمَّ سَافر فِي سنة أَرْبَعِينَ أَمِيرا على الْمحمل ثمَّ ولي نِيَابَة(3/195)
الكرك فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف صرفه الظَّاهِر عَن نيابتها وولاه اتابكية صفد طرخانا ثمَّ ظهر لَهُ نصيحته فولاه نِيَابَة ملطية فاستمر فِيهَا زِيَادَة على أَربع سِنِين تَقْرِيبًا، قدم فِي غضونها الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ نقل فِي الثَّانِيَة مِنْهُمَا عَنْهَا إِلَى أتابكية حلب ثمَّ امتحن بهَا وسجن بقلعتها مُقَيّدا لشكوى نائبها مِنْهُ ثمَّ أطلق بعناية شَيخنَا وَأقَام بحرم الْخَلِيل طرخانا، وأنعم عَلَيْهِ بِمَا يزِيد على كِفَايَته ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة الْقُدس ثمَّ أعفي مِنْهَا بعد مُدَّة وَتوجه إِلَى دمشق على تقدمة بهَا كَانَت مَعَه حِين النِّيَابَة ثمَّ أضيف إِلَيْهِ إمرة عشرَة زِيَادَة على التقدمة ثمَّ صرف عَنْهُمَا ثمَّ ولي إمرة الْحَاج الدِّمَشْقِي مرّة فِي آخر الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَأُخْرَى فِي أول الدولة الأشرفية إينال وَأعْطى إمرة عشْرين بطرابلس طرخانا فَتوجه إِلَيْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَى)
دمشق على إمرة عشْرين طرخانا ورام الْمُؤَيد اعطاءه تقدمة بِالْقَاهِرَةِ فعوجل وَلَكِن أقره الظَّاهِر خشقدم على امرته الْمشَار إِلَيْهَا بهَا معفيا عَن سَائِر الكلف السُّلْطَانِيَّة بل وَأذن لَهُ بالاقامة فِي الْقَاهِرَة وَأَن يحضر مَجْلِسه فِي الاسبوع مرَّتَيْنِ لمسامرته ومنادمته ثمَّ حقد عَلَيْهِ وَأخرج إمرته وَأمره بالتوجه لبيت الْمُقَدّس فالتمس مِنْهُ أَن يكون بِمَكَّة فَأذن لَهُ وَتوجه مِنْهَا مَعَ الْحَاج الْعِرَاقِيّ إِلَى الْعرَاق وَدخل الْحلَّة وبغداد وَغَيرهمَا، فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر رَجَعَ إِلَى حلب ثمَّ إِلَى طرابلس فتمرض حَتَّى كَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بهَا فِي تربة كَانَ أعدهَا لنَفسِهِ وَكَانَ يتعانى الْأَدَب مَعَ اشْتِغَال ومشاركة فِيهِ ومذاكرة حَسَنَة بالتاريخ وَالشعر وَفهم جيد وَقد خمس الْبردَة وكتبت عَنهُ مَا أَنْشدني لنَفسِهِ مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر وخاطب بِهِ شَيخنَا:
(وقائلة من فِي الْقُضَاة بأسرهم ... يلازم تقوى الله طرا بِلَا ضجر)
(ويرأف فِي الْأَحْكَام بالخلق كلهم ... وَيَدْعُو لَهُم فِي كل ليل إِلَى السحر)
(فَقلت لَهَا فَهُوَ الإِمَام أولو النهى ... وَذَاكَ شهَاب الْعَسْقَلَانِي بني الْحجر)
(لَهُ كتب فِي كل فن لقارىء ... وَشرح عَجِيب للْبُخَارِيّ من الْخَبَر)
(وَفِي النَّحْو والتصريف لم ير مثله ... كَذَا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَفِي الْأَثر)
فَأَجَابَهُ شَيخا بِمَا كتبته عَنهُ أَيْضا:
(أيا غرس فضل أثمر الْعلم والندى ... فَللَّه مَا أزكى وَمَا أطيب الثَّمر)
(يجود وينشي بَالغا مَا أَرَادَهُ ... فمستطلع درا ومستنزل الدُّرَر)
(لَك الْخَيْر قد حركت بالنظم خاطرا ... لَهُ مُدَّة فِي الْعُمر ولت وَمَا شعر)
(وقلدت جيدي طوق نعماك جائدا ... فغالا ونطقا صَادِقا الْخَبَر وَالْخَبَر)(3/196)
(مُنَاسبَة اسمينا خَلِيل وَأحمد ... لرأس أولى النّظم الإِمَام الَّذِي غبر)
وَكَذَا عِنْدِي من مراسلاته مَعَ شَيخنَا غير ذَلِك، وَقد كتبت لي وَلَده تَرْجَمته بِخَطِّهِ وَقَالَ إِن شَيخنَا أجَازه بالفتيا والتدريس بعد أَن لَازمه رِوَايَة ودراية حَتَّى كَانَ مِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مَنَاقِب الشَّافِعِي من تأليفه وَشهد لَهُ بِأَنَّهُ شَارك أهل الْعلم فِي فنونهم مُشَاركَة فطن، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أوردهُ شَيخنَا فِي عدَّة سجعات قَالَ وَلَده وَله نَحْو ثَلَاثِينَ مصنفا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالتَّعْبِير والتاريخ والانشاء وَغَيرهَا سمى يُوسُف بن تغري بردى مِنْهَا الْمَوَاهِب فِي اخْتِلَاف الْمذَاهب)
مُرَتّب على أَبْوَاب الْفِقْه والمنيف فِي الانشاء الشريف، والكوكب الْمُنِير فِي أصُول التَّعْبِير والاشارات فِي علم الْعبارَات والدرة المضية فِي السِّيرَة المرضية، وديوان شعره وَهُوَ فِي عدَّة مجلدات وَقَالَ إِنَّه أنْشدهُ قصيدة قَالَهَا للْملك الظَّاهِر. فِي شرح حَاله حِين عزل عَن أتابكية حلب قصد فِيهَا الْوَزْن والقافية وانه وجد لَهُ مذاكرة بالشعر والتاريخ بِحَسب الْحَال.
749 - خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد غرس الدّين الْأنْصَارِيّ الخليلي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن قوقب /. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَسمع شَرِيكا لِأَخِيهِ من ابْن الْجَزرِي وَإِبْرَاهِيم بن حجي والتدمري وَأحمد بن الْحسن النصيبي وَآخَرين، ولقيه بعض الطّلبَة فَأخذ عَنهُ واستجازه لبَعض الْأَوْلَاد وَكَانَ خيرا نَاب فِي إِمَامَة مَسْجِد الْخَلِيل وقتا وَعِنْده كَمَا قَالَ أَخُوهُ مُشَاركَة قَالَ وَالظَّاهِر انه قَرَأَ فِي النَّحْو على ابْن رسْلَان. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله.
751 - خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن الملقن وَآخَرُونَ. خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن صَلَاح الدّين بن الكويز أَخُو الْعلم دَاوُد الْآتِي. قدم مَعَ مؤيد شيخ إِلَى الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فرج سنة خمس عشرَة، وَكَانَ يُبَاشر ديوانه حِين كَانَ نَائِب دمشق فَلَمَّا تسلطن قربه وَأَدْنَاهُ وولاه نظر ديوَان الْمُفْرد. وَعظم وعد فِي الْأَعْيَان حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَعشْرين، وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا إِلَّا أَن السُّلْطَان لم يحضر، وَدفن فِي تربة كمشبغا الْحَمَوِيّ وَأقَام الْقُرَّاء على قَبره أسبوعا على الْعدة، وَكَانَ فِيمَا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه متواضعا كثير البشاشة حسن الملتقي كثير الصَّدَقَة.
752 - خَلِيل بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن حمائل بِالْمُهْمَلَةِ أَبُو عبد الْقَادِر النابلسي / كَانَ أَبوهُ نقيب القَاضِي الشَّافِعِي بنابلس، وَرُبمَا حضر عِنْد القلقشندي بِبَيْت(3/197)
الْمُقَدّس فَكتب من أجل انتمائه لَهُم اسْم وَلَده هَذَا فِي بعض الاستدعاءات المؤرخة برمضان سنة ثَمَان وَتِسْعين الَّتِي أجَاز فِيهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَغَيره، بل سمع على الشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد الْمَقْدِسِي جُزْءا فِيهِ منتقى من ثمانيات النجيب سنة عشر وَثَمَانمِائَة أنابه الْمَيْدُومِيُّ وَنَشَأ بعد ذَلِك متصرفا بِأَبْوَاب الْقُضَاة ولقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ بهَا جُزْءا، وَمَات بعد السِّتين تَقْرِيبًا.
753 - خَلِيل بن عبد الْقَادِر بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم صَلَاح الدّين أَبُو سعيد حفيد شيخ بلد الْخَلِيل السراج أبي حَفْص الجعبري الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي سبط الْخَلِيل الشهَاب القلقشندي / الْمَاضِي والآتي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والشاطبيتين وَعرض على الشَّمْس بن حَامِد والنجم بن جمَاعَة والبرهان بن أبي شرِيف، وَبحث بِبَيْت الْمُقَدّس على الْأَخير فِي جمع الْجَوَامِع وعَلى أبي الْفضل بن الإِمَام شيخ النحاسية بِدِمَشْق فِي الْمِنْهَاج ثمَّ لَازم الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي فنون وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتبا، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وجده فبحث عَليّ فِي شرح النخبة وَسمع مني المسلسل بل قَرَأَ عَليّ السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وجزء ابْن بخيت وَغير ذَلِك، وَكَذَا قَرَأَ عَليّ الخيضري والسنباطي والديمي وَسمع عَليّ حفيد يُوسُف العجمي وَأبي السُّعُود الغراقي وَعبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَطلب وَكتب وَفِيه نباهة فِي الْجُمْلَة وَفضل وتمييز وقراءته لَا بَأْس بهَا وَكَذَا كِتَابَته وَكَثُرت مراسلاته لي بالأسئلة وَفِي بَعْضهَا: وَوَاللَّه ثمَّ وَالله إِنَّنِي دَاع لكم كثيرا فَإِن فِي حَيَاتكُم للْعَالم غَايَة الْجمال وَكتب لبَعض أَصْحَابه وَإِن تقبلُوا أيادي شَيخنَا وأستاذنا حَافظ الاسلام وحيد دهره الشَّيْخ شمس الدّين السخاوي ختم الله لَهُ بِخَير وفسح فِي أَجله لنفع خدام السّنة الشَّرِيفَة وَسَائِر الْمُسلمين واعلامه أَن الْمَمْلُوك كثير الدُّعَاء فِي صحائفه وَالثنَاء على شيمه الطاهرة.
754 - خَلِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَمْرو بن عَليّ بن عبد الدَّائِم الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل المجدلي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْوَاعِظ / الْمَاضِي. ولد فِيمَا أملاه على بعض الطّلبَة سنة خمس وَعشْرين وَأَنه حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على الْجمال بن جمَاعَة والْعَلَاء بن الرصاص واشتغل على أَخِيه، وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعِزّ الْقُدسِي وماهر كثيرا بل أَخذ بِدِمَشْق عَن البلاطنسي والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين الشاوي والتقي الْأَذْرَعِيّ فِي آخَرين وبطرابلس عَن السوبيني وبالقاهرة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلي أَخذ(3/198)
عَنهُ شَرحه لجمع الْجَوَامِع والبامي وخضر عِنْد القاياتي يَسِيرا. وَكَذَا أَخذ فِي العقليات عَن التقي والْعَلَاء الحصنيين، وَمِمَّا أَخذه عَن ثَانِيهمَا حَاشِيَة السَّيِّد على شُرَيْح العقائد ونظام الْحَنَفِيّ وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَابْن الديري وَالشَّمْس الشنشي وَغَيرهم وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ عَن جمَاعَة ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء نابلس وصفد وَأكْثر هَذَا يحْتَاج إِلَى تَوْثِيق، نعم حضر عِنْد الصّلاح المكيني، وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الْقُدس ومشيخة صلاحيته بسفارة الدواداريشبك من مهْدي وعد أمره فيهمَا من النَّوَازِل، وَآل أمره إِلَى أَن صرف عَنْهُمَا فَعَن الْقَضَاء بالشهاب ابْن عبِّيَّة وَعَن المشيخة بالكمال بن أبي شرِيف، وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَلم أره لاشتغاله فِيمَا بَلغنِي بالضعف حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ غير موثوق بِهِ كأخيه وَولده عَفا الله عَنْهُم.
755 - خَلِيل بن عبد الله الْأَذْرَعِيّ وَيعرف بالقابوني / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ كَانَ صَالحا مُبَارَكًا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مثابرا على الْعِبَادَة كتب الْكثير للنَّاس بِخَطِّهِ الْحسن وَمن ذَلِك كَمَا وقفت عَلَيْهِ الْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة، قَلِيل الْكَلَام كثير الْحَج مَعَ فقره، وَكَانَ النَّاس يأتمنونه على الصَّدقَات الَّتِي يُرِيدُونَ إرسالها إِلَى مَكَّة ويستبشر بِهِ المكيون إِذا حج لِكَثْرَة إحسانه إِلَيْهِم وَكَانَ للشاميين فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد. مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة أَربع عشرَة وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة، وَكَانَت جنَازَته فِيهَا النَّائِب وَالنَّاس. قلت وَأَظنهُ وَالِد شَيخنَا الزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ خَلِيل القابوني فَإِن يكنه فَهُوَ الصّلاح أَبُو الصَّفَا خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ.
756 - خَلِيل بن عبد الله خير الدّين البابرتي العنتابي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ووالد مُحَمَّد / الْآتِي.
قَالَ الْعَيْنِيّ قدم من الْبِلَاد الشمالية فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فتنزل بالصرغتمشية واشتغل كثيرا ثمَّ بالبرقوقية فِي أَيَّام الْعَلَاء ثمَّ السَّيْف السيراميين ولازم ثَانِيهمَا فِي الْعُلُوم وَتزَوج ابْنَته، وَكَانَ يعاشر الْأُمَرَاء كثيرا فسعوا لَهُ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة عِنْد النَّاصِر فَأجَاب وَلكنه لم يتم. مَاتَ وَقد زَاد على السِّتين سنة تسع وَخلف كتبا كَثِيرَة، وَكَذَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه انه عين مرّة لقَضَاء الْحَنَفِيَّة فَلم يتم وَزَاد أَنه ولي قَضَاء الْقُدس فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكَانَ فَاضلا فِي مذْهبه محبا للْحَدِيث وَأَهله مذاكرا بِالْعَرَبِيَّةِ كثير الْمُرُوءَة.
757 - خَلِيل بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر صَلَاح الدّين بن نجم الدّين الْأنْصَارِيّ بن الشيرجي /. ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه قَلِيلا وباشر كثيرا من أوقاف الْمدَارِس كالشامية الجوانية. وَكَانَ قوي(3/199)
النَّفس كثير الحشمة وَالْكَرم يتَرَدَّد إِلَيْهِ أَعْيَان الْفُقَهَاء وَهُوَ الَّذِي عمر الشاميتين بعد حريقهما فِي فتْنَة اللنك ثمَّ ضعف جَانِبه وَقَوي عَلَيْهِ الْحُكَّام وَصَارَت إِقَامَته بالمجدل وقف الشامية، وَآل أمره إِلَى فقر شَدِيد. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة)
أَربع وَعشْرين وَهُوَ آخر من بَقِي من آل بَيتهمْ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
758 - خَلِيل بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَلِيل الشَّيْخ أَبُو الصَّفَا الْقَرَافِيّ الْمصْرِيّ المقرىء الْحَنْبَلِيّ ظنا وَيعرف بالمشبب بِمُعْجَمَة وموحدتين أولاهما مُشَدّدَة مَكْسُورَة. / ولد سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا سمع من الْبَدْر بالقرافة دهرا طَويلا، وَكَانَ مُنْقَطِعًا بسفح الْجَبَل، وللملك الظَّاهِر برقوق وَغَيره فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَيقبل الظَّاهِر شَفَاعَته، وَقد اجْتمعت بِهِ وَسمعت قِرَاءَته وَصليت خَلفه، وَمَا سَمِعت أشجى من صَوته فِي الْمِحْرَاب. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه إِلَّا مولده. زَاد فِي مُعْجَمه: وَكَانَ يرتل الْفَاتِحَة وَيُرْسل فِي السُّورَة. وَمن تلامذته الْمَشْهُورين بِحسن الْقِرَاءَة الزرزاري وَابْن الطباخ وَغَيرهمَا وَقد أثبت السراج بن الملقن اسْمه فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ، وبيض لَهُ وَأما ابْن الْجَزرِي فَإِنَّهُ قَالَ مُحَرر ضَابِط مجود دين صَالح من خِيَار عباد الله رَأَيْته بِمَسْجِد اللؤلؤة من القرافة الصُّغْرَى وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَ على إِبْرَاهِيم الحكري والسراج عمر الدمنهوري، قَرَأَ عَلَيْهِ النُّور عَليّ بن مُحَمَّد بن المهتار والنور عَليّ الضَّرِير إِمَام الشَّافِعِي ومظفر الْقَرَافِيّ وَمُحَمّد الزَّيْلَعِيّ وَعبد الْمُعْطِي مُؤذن خانقاه قوصون، وَألف كراسا فِي النَّحْو، وَهُوَ على خير كثير بَارك الله لَهُ ثمَّ أضرّ وأقعد. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى زَاد المقريزي فِي عقوده فِي ربيع الأول، وَقَالَ غَيرهمَا انه كَانَت لَهُ طَريقَة فِي الْقِرَاءَة مَعْرُوفَة، قَالَ وَكَانَ يُنكر على جمَاعَة من قراء الاجواق بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا مر بهم وهم يقرؤن يسد أُذُنَيْهِ، وَسيرَته حَسَنَة وطريقته جميلَة وَقد حبس رزقه بالجيزية جعل مآلها للحرمين وَجعل النّظر فِيهَا لقَاضِي الْحَنَابِلَة، وَكَأَنَّهُ حنبلي بل يُقَال إِن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ جزم بذلك رَحمَه الله ونفعنا ببركاته.
759 - خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن بوزبا بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الزَّاي بعْدهَا مُوَحدَة غرس الدّين الْمصْرِيّ. / ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَلم يرْزق السماع على قدر سنه وَلكنه سمع جُزْءا من حَدِيث أبي عَليّ الْحسن بن الْقسم الكوكبي على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير المقرىء الْكَاتِب بن السراج وَحدث بِهِ قَرَأَهُ على شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَن تكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ من شُهَدَاء الْقيمَة(3/200)
أسن جدا وارتعش، وَقَالَ فِي أنبائه أَنه سمع ابْن نمير وَغَيره، وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنه لأتى بالعوالي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع، وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده.
760 - خَلِيل بن عِيسَى بن عبد الله خير الدّين الْقُدسِي الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وقاضي الْقُدس. مِمَّن وَأخذ عَنهُ ابْنه وَغَيره، وَمَات مسموما فِي سنة إِحْدَى وَاسْتقر بعده فِي قَضَاء الْقُدس موفق الدّين العجمي.
761 - خَلِيل بن فرج بن برقوق الْغَرْس بن النَّاصِر بن الظَّاهِر /. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة أَربع عشرَة تَقْرِيبًا وَأمه أم ولد. دَامَ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن ملك الْمُؤَيد شيخ فَأرْسلهُ هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد إِلَى اسكندرية فحبسا بهَا فَأَما مُحَمَّد فَمَاتَ بالطاعون فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأما صَاحب التَّرْجَمَة فَبَقيَ فِي محبسه مُدَّة ثمَّ أطلق وَأذن لَهُ الْأَشْرَف بِالسُّكْنَى بهَا وَأَن لَا يركب إِلَّا لصَلَاة الْجُمُعَة على فرس من خُيُول نائبها وَاسْتمرّ إِلَى أَن رسم لَهُ الظَّاهِر بالركوب وَالنُّزُول وارساله فرسا بقماش ذهب، ثمَّ تكلم فِيهِ عِنْد السُّلْطَان بعض مماليكه بِمَا اقْتضى أَخذ الْخَلِيل وَمنعه من الْخُرُوج من بَاب الْبَحْر أحد أَبْوَاب اسكندرية، وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصَارَ يركب فِي الْمَدِينَة خَاصَّة ثمَّ أذن لَهُ فِي سنة خمس وَخمسين فِي الْخُرُوج من الْبَاب الْمَذْكُور وأنعم عَلَيْهِ بفرس بقماش ذهب، وَلم يلبث أَن رسم لَهُ بِالْحَجِّ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فَحَضَرَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي نصف شَوَّال فَنزل عِنْد أُخْته خوند شقرا زَوْجَة جرباش المحمدي كرد أحد المقدمين حِينَئِذٍ وطلع إِلَى السُّلْطَان بالقلعة فَقَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَبَالغ فِي إكرامه حَتَّى إِنَّه أجلسه فَوْقه، ثمَّ نزل فَأَقَامَ بِبَيْت أُخْته إِلَى أَن سَافر لِلْحَجِّ، وَكنت هُنَاكَ فرأيته بل كنت أَحْيَانًا أرَاهُ بالدرب، وَلما عَاد كَانَ الظَّاهِر قد خلع نَفسه فِي مَرضه، وَاسْتقر وَلَده الْمَنْصُور فطلع إِلَيْهِ فألبسه كاملية بمقلب سمور ثمَّ عَاد الظَّاهِر فِي مَرضه ثمَّ نزل إِلَى تربة أَبِيه النَّاصِر فرج بالصحراء وَتوجه مِنْهَا امتثالا لِلْأَمْرِ إِلَى ثغر دمياط فِي يَوْمه فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين، وَدفن عِنْد الشَّيْخ فتح الأسمر ثَمَانِيَة أَيَّام ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بتربة وَالِده فِي الْقبَّة الَّتِي تجاه قبَّة جده الظَّاهِر برقوق، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة، وَكَانَ فِيمَا قَالَ يُوسُف بن تغري بردى أَخْضَر اللَّوْن إِلَى الطول أقرب نحيف الْبدن أسود اللِّحْيَة عِنْده تمعقل ودهاء وَمَعْرِفَة مَعَ كبر وجبروت واسراف على نَفسه وانهماك فِي اللَّذَّات عَفا الله عَنهُ.
762 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم غرس الدّين الْعَطَّار الْمقري /. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها فِي سنة تسع عشرَة على(3/201)
الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة والبرهان البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الله القلقشندي وأجازوا ل واشتغل يَسِيرا وتعانى قِرَاءَة الجوق فَتقدم فِيهَا، وَصَارَ أحد الْأَفْرَاد استجازه بعض الطّلبَة لبَعض الْأَوْلَاد وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى بعد السِّتين.
763 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن خَليفَة بن عبد العال الحسباني ابْن عَم الشهَاب / الْمَاضِي وصهره على ابْنَته. ولي قَضَاء حسبان وَكَانَ خيرا دينا ورث من أَبِيه مَالا جزيلا غرم أَكْثَره فِي تَزْوِيج ابْنة عَمه الْمَذْكُور ثمَّ كَانَ آخر أمره أَن طلقت مِنْهُ. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
764 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي مَدين عَليّ بن أَحْمد الرَّمْلِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي / الْآتِي جده. مِمَّن أَخذ عني
765 -. خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ غرس الدّين وَصَلَاح الدّين أَبُو الصَّفَا وَأَبُو الْحرم وَأَبُو سعيد الاقفهسي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالأشقر وبالأقفهسي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه قَلِيلا وَكَذَا اشْتغل بالفرائض والحساب وَالْأَدب وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وقتا ثمَّ أحب الحَدِيث قبيل التسعين وَتوجه لطلبه حَتَّى سمع الْكثير من الْكتب والأجزاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره بِالْقَاهِرَةِ ومصر على خلق كثيرين كعزيز الدّين المليجي وَصَلَاح الدّين البلبيسي وتقي الدّين بن حَاتِم والشهاب المنفر وَالصَّلَاح الزفتاوي وَأبي الْفرج بن الشيخة والتاج الصردي وَالشَّمْس الْمُطَرز وَمَرْيَم الأذرعية.
ثمَّ حج فِي سنة خمس وَتِسْعين وجاور فَسمع بِمَكَّة من شيوخها كَابْن صديق وَابْن سكر. وَكَانَ عسرا فِي التحديث فَلم يزل يتلطف بِهِ حَتَّى سهل الله لَهُ. وَكَذَا سمع بِالْمَدِينَةِ من جمَاعَة ثمَّ قدم دمشق فِي سنة سبع وَتِسْعين فَأدْرك بهَا الشَّبَاب أَحْمد ابْن الْعِزّ وَأَبا هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ فَأكْثر عَنْهُمَا وَعَن غَيرهمَا، وَسمع الْكثير من حَدِيث السلَفِي بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل وبالاجازة الْوَاحِدَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين فَسمع بهَا الْكثير أَيْضا مرافقا لشَيْخِنَا وَغَيره. وسافر صُحْبَة شَيخنَا إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فطلع هُوَ من جدة وَتوجه شَيخنَا وَغَيره. وسافر صُحْبَة شَيخنَا إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فطلع هُوَ من جدة وَتوجه شَيخنَا إِلَى الْيمن فجاور سنة ثَمَانمِائَة وَأقَام بهَا الَّتِي تَلِيهَا لنذر كَانَ نَذره وَهُوَ إِن ملك ألف دِرْهَم فضَّة أَن يجاور سنة. فَلَمَّا لقِيه شَيخنَا فِي الْحَج سنة ثَمَانمِائَة أَخذ لَهُ من الشهَاب الْمحلي التَّاجِر ألف دِرْهَم فضَّة فَلَمَّا قبضهَا أعلمني بنذره وجاور ثمَّ رَحل إِلَى دمشق مرّة ثَانِيَة فَأَقَامَ بهَا وَقدم عَلَيْهِ شَيخنَا فرافقه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَرجع مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ حج فِي سنة أَربع وجاور سنة خمس فَلَقِيَهُ شَيخنَا فِي)
آخرهَا مستمرا على مَا يعهده من الْخَيْر وَالْعِبَادَة والتخريج والافادة وَحسن(3/202)
الْخلق وخدمة الاصحاب وَخرج وَهُوَ بهَا لِلْحَافِظِ الْجمال بن ظهيرة معجما وبالقاهرة للمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ مشيخة وَاسْتمرّ مجاورا بهَا من تِلْكَ السّنة نَحْو سبع سِنِين مُتَوَالِيَة غير أَنه كَانَ زار الْمَدِينَة من مَكَّة ثَلَاث مرار وزار الطَّائِف مرّة وَلما حج فِي سنة إِحْدَى عشرَة توجه مَعَ قافلة عقيل إِلَى الحسا والقطيف لالزام بعض أَصْحَابه لَهُ بذلك وَركب الْبَحْر إِلَى كنباية من الْهِنْد ثمَّ رَجَعَ إِلَى هرموز ثمَّ جال فِي بِلَاد الْمشرق فَدخل هراة وسمرقند وَغَيرهمَا وَصَارَ يُرْسل كتبه إِلَى مَكَّة بالتشوق إِلَيْهَا وَإِلَى أَهله وَخرج الْكثير لنَفسِهِ وَغَيره سوى مَا تقدم فمما خرجه لنَفسِهِ المتباينات قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه فبلغت مائَة حَدِيث، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه رام إكمالها مائَة فَرَأَيْت بِخَطِّهِ تسعين وَأَحَادِيث الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة، وَمِمَّا خرجه لغيره مَا عمله للزين أبي الْفرج بن الشيخة وَهُوَ أَرْبَعُونَ حَدِيثا من مسموعه فِي الْأَدْعِيَة والأذكار سَمَّاهَا شعار الْأَبْرَار وَلست الْفُقَهَاء ابْنة أخي الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ صحابيا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا من شُيُوخ مَشَايِخ الْأَئِمَّة السِّتَّة عَن أَرْبَعِينَ شَيخا أَجَازُوا لَهَا، وَحدث كل مِنْهُمَا بذلك ونظم الشّعْر الْوسط ثمَّ جاد شعره فِي الغربة وطارح شَيخنَا مرَارًا بعدة مقاطيع وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَابْن مُوسَى والتقي بن فَهد، وَحدث باليسير، قَالَ التقي الفاسي: انه صَار يتَرَدَّد من هرموز إِلَى بِلَاد الْعَجم للتِّجَارَة وَحصل دنيا قَليلَة ثمَّ ذهبت مِنْهُ وَلم يتكسب مثلهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ وَكَانَ ماهرا فِي معرفَة الْمُتَأَخِّرين والمرويات والعوالي مَعَ بصارة فِي الْمُتَقَدِّمين ومشاركة فِي الْفِقْه والعربية وَمَعْرِفَة حَسَنَة للفرائض والحساب وَالشعر، وَله نظم كثير حسن وتخاريج حَسَنَة مفيدة لنَفسِهِ ولغير وَاحِد من شُيُوخه وأقرانه، قَالَ وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة والأخلاق ذَا مُرُوءَة كَبِيرَة وديانة وَقد تبصر فِي الحَدِيث كثيرا بالزين الْعِرَاقِيّ وبولده الْوَلِيّ وبالحافظ الهيثمي وبمذاكرة الحذاق من الطّلبَة وَالنَّظَر فِي التَّعَالِيق والكتب حَتَّى صَار مَشْهُور الْفضل وسمعته يذكر أَنه سمع حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ على عشرَة أنفس وَحَدِيث الحجار على أَزِيد من أَرْبَعِينَ نَفرا من أَصْحَابه وَلم يتَّفق لنا مثل ذَلِك، سَمِعت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة صاحبنا الْحَافِظ ابْن حجر شَيْئا يرويهِ من حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا مِمَّا قَرَأَهُ الْحَافِظ على مَرْيَم بإجازتها من الواني شيخ شَيْخه وشيئا من حَدِيث الْفَخر بن البُخَارِيّ بإجازته الْعَامَّة للموجودين بِدِمَشْق من ابْن أميلة وَكَانَ بهَا حِين الاجازة وَذَلِكَ بقرية الْمُبَارك من وَادي نَخْلَة الشامية وَسمعت مِنْهُ أَشْيَاء)
من شعره لَا تحضرني الْآن وَقَرَأَ عَليّ بعض تواليفي فِي تَارِيخ مَكَّة وَكثر أسفنا على(3/203)
فِرَاقه ثمَّ مَوته، وَكَانَ مَوته فِي آخر سنة عشْرين ظنا غَالِبا بيزد من بِلَاد الْعَجم فِي مسلخ الْحمام عقب خُرُوجه من الْحمام قَالَ وبلغنا نعيه بِمَكَّة فِي موسم سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَوَصفه شَيخنَا فِي مُعْجَمه بالمحدث الْمُفِيد الْحَافِظ قَالَ وَله تعاليق وفوائد وَمَا زَالَ مُنْذُ طلب فِي ازدياد وَهُوَ أمثل رفقتنا مُطلقًا وَقد انتفعت بثبته وأجزائه وَقَالَ انه سمع من لَفظه جُزْءا من حَدِيث الاسواري عَن حكايات الصّقليّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على أَحْمد بن أَيُّوب بن المنفر أنابه الواني وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الفاسي، وأرخ وَفَاته فَجْأَة فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَوصل الْخَبَر بهَا فِي الَّتِي يَليهَا فأرخه بَعضهم فِيهَا وَهُوَ عِنْد الفاسي وَفِي عُقُود المقريزي.
766 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن غرس الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ اللبان وَيعرف بِابْن الجوازة بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو مُشَدّدَة بعْدهَا زَاي ثمَّ هَاء. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة على مَا يَقْتَضِيهِ سَمَاعه فَإِنَّهُ سمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْعِمَاد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي الأول من أول حَدِيث ابْن السماك وَكَذَا سمع من عمر بن أَحْمد الجرهمي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ الْجُزْء الْمعِين وَغَيره، وَكن خيرا مثابرا على الْجَمَاعَات مُقبلا على شَأْنه.
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين بالصالحية وَدفن بسفح قاسيون. وَمضى أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان الصَّالِحِي الْعَطَّار وَيعرف بِابْن الجوازة. وَسَيَأْتِي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان وهما أَخَوان، وَكَانَ أَولهمَا عَم صَاحب التَّرْجَمَة وَالْآخر أَبوهُ. وَحِينَئِذٍ فَحسن فِي نسبه غلط.
767 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود صَلَاح الدّين بن نَاصِر الدّين بن شمس الدّين ابْن نور الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي عَم الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن السَّابِق. ولد بعيد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحماة، وَنَشَأ بالمعرة لكَون أَبِيه كَانَ مباشرا بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ يُوسُف الَّذِي ولي قضاءها بعد والتنبيه على قاضيها وعالمها الملحة فِي النَّحْو والمتقنة فِي الْفَرَائِض، وتدرب فِي توقيع الانشاء بقريبه الناصري بن الْبَارِزِيّ وَفِي الْحساب بالشرف مُوسَى مُسْتَوْفِي حماة فبرع فيهمَا جدا وترقى فِي المحاسن حَتَّى صَار من أَفْرَاد زَمَانه ديانَة وعقلا وجودة ومروءة وَمَكَارِم أَخْلَاق وعفة وعظمة عِنْد الْمُلُوك وَقد بَاشر نظر الدِّيوَان بحماة فَكَانَ النواب من تَحت أمره وَلَا يتقدمه أحد عِنْدهم وَمكث فِي كِتَابَة سرها خمْسا وَعشْرين(3/204)
سنة، وَاسْتقر بِهِ الظَّاهِر جقمق لسابق خُصُوصِيَّة لَهُ بِهِ فِي نظر جَيش حلب فباشرها نَحْو خَمْسَة أشهر ثمَّ استعفى، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا بطالا نَحْو سنة ثمَّ ولاه الظَّاهِر أَيْضا كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فِي أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين فباشرها نَحوا من ثَلَاث عشرَة سنة، وحمدت مباشراته كلهَا حَتَّى قَالَ الونائي أَنه رجل صَالح وَالله رافقته بِدِمَشْق مُدَّة فَمَا سمعته قطّ يتَكَلَّم فِي دَار الْعدْل إِلَّا بِمَا يخلصه من الله تَعَالَى، وَقَالَ لي ابْن أَخِيه وَالله مَا أعلم أَنه غش مُسلما وَلَا استشاره أحد إِلَّا وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِمَا يُشِير بِهِ على نَفسه وَذكر لي من أَوْصَافه مَا يشْهد لوفور رياسته وديانته، وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الحشمة والرياسة والتواضع والبشاشة وَالدّين مَعَ حسن الشكل. مَاتَ مُنْفَصِلا عَن كِتَابَة السِّرّ بعد مرض طَوِيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا. وَغلط من سَمَّاهُ مُحَمَّدًا.
768 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن سُلَيْمَان العباسي القاهري ابْن أخي أَمِير الْمُؤمنِينَ الْعِزّ عبد الْعَزِيز / الْآتِي. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَقدم مَكَّة لِلْحَجِّ بحرا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين فاجتهد فِي الْعِبَادَة مُنْفَردا متجردا على طَريقَة التَّوَاضُع وَالْخَيْر وَالْأَدب وصحبته صاحبنا الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ وتكرر اجتماعي مَعَه فِي الطّواف وَغَيره، وأعلمني أَنه لم يحجّ أحد من الْخُلَفَاء المصريين وَأَبْنَائِهِمْ إِلَّا يحيى بن المستعين بِاللَّه العباسي الْآتِي
769 -. خَلِيل بن مُحَمَّد الجندي الصُّوفِي بالخاتونية المقرىء / جمع السَّبع على الشّرف خَادِم السميساطية وأقرأ. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة، أرخه شَيخنَا فِي أنبائه.
770 - خَلِيل بن هرون بن مهْدي بن عِيسَى بن مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر الصنهاجي الجزائري المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة /. اشْتغل بِبِلَاد الغرب بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا، وَلَقي هُنَاكَ جمعا من الْعلمَاء والصلحاء فحفظ عَنْهُم وَعَمن لقِيه بالديار المصرية والشامية والحجازية أَخْبَارًا حَسَنَة من حكايات الصَّالِحين، وَانْقطع بِمَكَّة نَحْو عشْرين سنة وَتزَوج بهَا زَيْنَب ابْنة اليافعي، وَقَرَأَ بِمَكَّة الْكثير على ابْن صديق والزين المراغي وَالْقَاضِي على النويري والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وبالمدينة على إِبْرَاهِيم بن فَرِحُونَ وَسليمَان السقا وَجَمَاعَة وببيت)
الْمُقَدّس على أبي الْخَيْر بن العلائي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد القرمي، وَعلي بن مُحَمَّد بن أَحْمد البعلي وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ابْني إِسْمَاعِيل القلقشندي وَطَائِفَة بِالْقَاهِرَةِ على السراج البُلْقِينِيّ(3/205)
وباسكندرية على عبد الله بن أبي بكر الدماميني وَمُحَمّد بن يُوسُف بن أَحْمد السلار، وَكَانَ قد قَرَأَ بتونس على ابْن عَرَفَة، وَأَجَازَ لَهُ خلائق وَخرج لَهُ رَفِيقه الْجمال بن مُوسَى فهرستا لبَعض مسموعاته والتقط هُوَ مَا فِي الْكتب من الْأَحَادِيث القدسية وَجمع كتابا فِي الاذكار والدعوات سَمَّاهُ تذكرة الْأَعْدَاد لهول يَوْم الْمعَاد وَهُوَ كتاب جليل الْحسن كثير الْفَوَائِد وَاخْتَصَرَهُ. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار جدا فَقَالَ اشْتغل بِالْعلمِ وَقَرَأَ الحَدِيث لَقيته بِمَكَّة قَدِيما وَسمعت من فَوَائده انْتهى. وأغفله الفاسي من تَارِيخ مَكَّة وبيض لَهُ المقريزي فِي عقوده فاستدركه ابْن فَهد على أَولهمَا. وَمَات فِي ثامن رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد قَارب السِّتين.
خَلِيل بن أبي الهول. / فِي ابْن أبي البركات.
771 - خَلِيل بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم التَّاجِر صهر أخي أبي بكر ووالد أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ منجمعا على النَّاس مُقبلا على معيشته وشأنه مسيكا مَعَ نوع توسعة. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ.
772 - خَلِيل بن الْوَزير جمال الدّين بن بِشَارَة الدِّمَشْقِي /. كَانَ شَابًّا فطنا ذكيا محبا للتاريخ جمع تَارِيخا وَكَانَ يؤرخ الْحَوَادِث ويضبطها ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة إِلَّا أَنه مقبل على اللَّهْو. مَاتَ قبل الكهولة فِي سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
773 - خَلِيل الْغَرْس الكناوي نِسْبَة لكفر كُنَّا الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَظُنهُ الْمَعْرُوف باللدي / فَإِن يكنه فقد ولي مشيخة الاقراء بِجَامِع بني أُميَّة بعد الزين خطاب وَكَذَا بدار الحَدِيث الأشرفية وَأم بمقصورة الْجَامِع نِيَابَة وتلقي ذَلِك عَنهُ بعد مَوته الشهَاب الرَّمْلِيّ وَكَانَ قد أَخذ الْعشْر عَن الشَّمْس بن النجار ولازمه وَشرح قصيدة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَأكْثر الِاشْتِغَال فِي المعقولات حَتَّى برع فِيهَا وأقرأ الطّلبَة. خَلِيل غرس الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ المقرىء مِمَّن لَازم عبد النَّبِي المغربي بل أَخذ عَن البقاعي حِين كَانَ بِدِمَشْق كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:
(كريم الدّين لَا تبخل بوصل ... ورق لعبد رق فِيك مضنى)
)
(وَيَا قلبِي وَيَا كَبِدِي اسعفاني ... إِذا لم يرضني عبدا فَأَنِّي)
(خَلِيل الْأَذْرَعِيّ. فِي ابْن عبد الله. ... خَلِيل البابرتي. فِي ابْن عبد الله.)
خَلِيل التوريزي نَائِب اسكندرية وَيعرف بالشجاري، انْفَصل عَن النِّيَابَة فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو بعْدهَا بالبدر حسن بن محب الدّين الطرابلسي. خَلِيل صَاحب شماخي. فِي ابْن إِبْرَاهِيم. خَلِيل اليوسفي المهمندار. يَأْتِي فِي قانباي.
776 - خَمِيس جرباش الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان الْقَائِد الْمَكِّيّ /. مَاتَ(3/206)
خَارج مَكَّة فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن
777 - فَهد خنافر بن عقيل بن وبير الحسني / أَمِير الينبوع. وَليهَا بعد هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بعد سنة سِتِّينَ ثمَّ انْفَصل بِسبع بن هجان ثمَّ أُعِيد إِلَى أَن قتل فِي مناطحة بَينه وَبَين سبع فِي سنة خمس وَسبعين.
778 - خير بك وَقد تثبت فِيهِ الْألف بعد الْمُعْجَمَة من حتيب لَا حَدِيد كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة الأشرفي برسباي: / صَار من بعد أستاذه فِي أَيَّام وَلَده خاصكيا وخازندارا صَغِيرا ثمَّ قربه الظَّاهِر جقمق لديانته إِلَى أَن جعله فِي أَوَاخِر دولته دوادارا صَغِيرا ثمَّ جعله الْأَشْرَف أَمِير عشرَة ثمَّ الْأَشْرَف قايتباي وَكَانَت بَينهمَا خُصُوصِيَّة أَمِير طبلخاناه ثمَّ صيره أحد المقدمين، فَلَمَّا قتل الدوادار يشبك من مهْدي سَأَلَ فِي اقطاع تقدمته مَعَ وظيفته فحنق مِنْهُ إِمَّا لعلمه بِمَا كَانَ بَينهمَا من التنافر حِين نقض مَا كَانَ انبرم مَعَ سوار حَتَّى أذعن للنزول إِلَيْهِم وَأدّى ذَلِك إِلَى لكم الدوادار لَهُ بِحَيْثُ سَقَطت بخفيفته وَلم ينتطح فِيهَا شَاتَان أَو لغير ذَلِك ثمَّ بعث إِلَيْهِ فِي الْحَال نَفَقَة الْخُرُوج إِلَى السّفر فقبلها لظَنّه اجابته فِيمَا سَأَلَ فِيهِ وَتصرف فِي معظمها فَلم يُحَقّق الْمَنْع امْتنع من السّفر وشافه السُّلْطَان بِمَا زَاده مِنْهُ حنقا ثمَّ توجه إِلَى قريب جَامع قيدان بالسبيل الَّذِي أنشأه هُنَاكَ فَأَقَامَ بِنَاء على أَنه يتْرك ويخلي سَبيله، وَبلغ السُّلْطَان فَبعث من أحضرهُ إِلَيْهِ، ثمَّ أودعهُ البرج واستحضر بركه ويرقه فَلم ير كَبِير شَيْء فَسَأَلَهُ عَن المَال الَّذِي بعث بِهِ إِلَيْهِ ووبخه فِي الْمَلأ وَهُوَ مَعَ ذَلِك قوي الْجنان ثَابت الجأش يتَكَلَّم بالمخاشنة حَتَّى كَانَ من كَلَامه أَنا لَا حَاجَة لي فِي الامرة وَلَا فِي الدُّخُول فِيمَا لَا يعنيني فَأَعَادَهُ إِلَى البرج بسكن نَائِب القلعة وَقَالَ حِينَئِذٍ لبَعض أَصْحَابه والمصحف بَين يَدَيْهِ قد جعلت الْأَمر بِهِ فِي جَانب وَتركهَا وَطلب الْآخِرَة فِي جَانب واستخرت الله مرَارًا فَلم ينشرح خاطري لغير التّرْك وَلما قَالَ مَا تقدم أخرجه مُقَيّدا)
فِي الْحَدِيد إِلَى دمشق صُحْبَة الاتابك أزبك فسجن بقلعتها وَقَالَ لي لم أكن فِي حَالَة أرْضى عَن الله عز وَجل فِيهَا من تِلْكَ، إِلَى أَن أفرج عَنهُ وَبعث بإكرامه واحترامه ورسم لعائلته هُنَا بِخَمْسِمِائَة دِينَار وَله من قلعة دمشق بِأَلف دِينَار وَأَن يتَوَجَّه لمَكَّة فَتوجه لَهَا صُحْبَة الركب الشَّامي فوصلها وَكنت هُنَاكَ فَأَقَامَ بهَا على طَرِيقَته فِي الْعِبَادَة الزَّائِدَة والاشتغال بِالذكر والمذاكرة وَفِي أثْنَاء ذَلِك توجه لزيارة الطَّائِف وأجهد نَفسه فِي الطّواف وَالْقِيَام إِلَى أَن تعلل بِمَرَض حاد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ دخل عَلَيْهِ الاسهال، وَمَات فِي منتصف ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة(3/207)
وَكَانَ قد كتب الْخط الْجيد واشتغل بالقراءات وبالفقه وأصول الدّين، وَكَانَ يفهم فِيهِ فِي الْجُمْلَة لَكِن رُبمَا توغل وأبرز أَمْثِلَة لَو سكت عَنْهَا كَانَ أولى بِهِ وحرص كل الْحِرْص على أذكار وأوراد وألفاظ يَأْتِي بهَا ملحنة وَيسْتَعْمل الْأَوْلَاد وَنَحْوهم فِي حفظهَا، كل ذَلِك مَعَ الْعقل ومزيد الدّيانَة والصدع بِالْحَقِّ والشجاعة والسياسة وَالتَّدْبِير ومحبة الْعلم وَالْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ ومزيد الْأَدَب مَعَهم والتودد إِلَى النَّاس وَالْكَرم وَالْبر وَحسن السمت والفصاحة والبهاء، ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ فَرد فِي أَبنَاء جنسه وَمن آثاره السَّبِيل الَّذِي أنشأه وَالْمَسْجِد والمكتب بِالْقربِ من جَامع الماس وَالْجَامِع الأنيق بزقاق حلب. وَكَذَا بَيت سكنه بِهِ وَمَا اخترعه بمقعده من الوزرات الرخام الدقي والعمد المموهة زِيَادَة على الْمُعْتَاد وَالْمَكَان الَّذِي عمله بالفيوم وَسَماهُ بالروضة اشْتَمَل على مزدرع قصب وَفَاكِهَة وبستان عَظِيم ومعصرة قصب وطاحون فاسي يَدُور بِالْمَاءِ بِدُونِ دَوَاب، وَصَارَ بَلَدا بِهِ مكَاتب أَطْفَال وَغَيرهَا وَفِيه خطْبَة واجراؤه المَاء بخليج كمل حفره ووسعه وَصَارَ مُتَّصِلا من الْيَمَانِيّ إِلَى الْمحلة قبل أَوَائِل جَرَيَانه بشهرين، وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا، إِلَى غير ذَلِك من الدُّرُوس بالحرمين والقرب بهما وبغيرهما مِمَّا لم يشْتَرك مَعَه غَيره فِيهَا، وَقد جَلَست مَعَه كثيرا بل وَحضر عِنْدِي عدَّة مجَالِس بِمَكَّة كَانَ يجلس فِيهَا بِدُونِ حَائِل ويمنعني من ذَلِك رَغْبَة فِي مزِيد الْأَدَب وتعظيما للْعلم وَحَمَلته وَأحسن إِلَيّ بِمَا يثيبه الله عَلَيْهِ مَعَ الِاعْتِذَار، وَقد تزوج خَدِيجَة ابْنة الاتابك جرباش وَأمّهَا خوند شقرا ابْنة النَّاصِر وَله مِنْهَا السِّت فَاطِمَة صاهره عَلَيْهَا جَانِبك حبيب وبواسطتها كَانَ أَمر صدقاته منتظما بعض انتظام وَمَاتَتْ أمهَا فِي حَيَاته وَتزَوج حظية الظَّاهِر جقمق وَمَاتَتْ بعد إِخْرَاجه من الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. وترجمته عِنْدِي أبسط من هَذَا رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.) :::
779 - خير بك الأشرفي برسباي البهلوان /. تَأمر عشرَة فِي دولة إينال ثمَّ نَفَاهُ الظَّاهِر خشقدم إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ صَار من مقدمي دمشق. وَمَات فِي وقْعَة سوار فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر السِّتين.
780 - خير بك الأشرفي /. اسْتَقر فِي نظر الْحَرَمَيْنِ ونيابة الْقُدس بعد دقماق.
781 - خير بك الأشرفي اينال / أحد العشرات وَيعرف بغمغم. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
782 - خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم. أَصله من مماليك سودون قرقاش فَاشْتَرَاهُ الظَّاهِر فِي أَيَّام إمرته وَعَمله بعد مُدَّة خازنداره وَلما تسلطن جعله من جملَة الخازندارية(3/208)
الصغار ثمَّ أمره عشرَة ودام بِهِ على الخازندارية إِلَى أَن نَقله إِلَى الدوادارية الثَّانِيَة فِي شَوَّال سنة سبعين عوض جَانِبك كوهيه، وسافر فِيهَا أَمِير الْمحمل بعد أَن تزوج ابْنة الجمالي نَاظر الْخَاص بن كَاتب حكم واستولدها وحجت مَعَه، وَصَارَ هُوَ والشهباني حفيد الْعَيْنِيّ الْمرجع بِحَيْثُ كَانَا كفرسي رهان بل كَانَ عِنْد موت أستاذه عَظِيم الممالك الظَّاهِرِيَّة الخشقدمية والمتكلم عَنْهُم وَلذَا كَانَت ولَايَة الظَّاهِر بلباي بِرَأْيهِ وتدبيره وَلم يكن لَهُ مَعَه فِي مدَّته سوى الِاسْم ثمَّ نَقله الظَّاهِر تمربغا للدوادارية الْكُبْرَى فكافأه بالوثوب عَلَيْهِ وَأخذ أَتْبَاعه ممحاة الْملك والدرقة مِنْهُ وسلموهما لصَاحب التَّرْجَمَة وأجلسوه مَوضِع السُّلْطَان وَقيل إِنَّه سلطنوه وقبلوا لَهُ الأَرْض ولقبوه بالعادل وَنزل إِلَى الاسطبل السلطاني بخجداشيته الاجلاب مترقبا من يَجِيئهُ من غَيرهم مِمَّن كَانَ متواعدا مَعَه فخذلوه فَغير نقابه والتفت إِلَى جِهَة الظَّاهِر حِين علم الْعَجز وَالْغَلَبَة كل ذَلِك لَيْلًا وكف عَنهُ الظَّاهِر من رام قَتله وَلَكِن حَبسه بالخزانة الصَّغِيرَة من المقعد وَمَا تحرّك إِلَّا والأشرف قايتباي سُلْطَانا وبادر لحبس خير بك بالركب خاناه وَأخذ فِي جلب الْأَمْوَال من قبله ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى اسكندرية فسجن بهَا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بالتوجه لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة على خير من اشْتِغَال وَنَحْوه ثمَّ شفع فِيهِ ليَكُون بِبَيْت الْمُقَدّس فأجيبت وَبلغ اصهاره ضعفه فَتوجه إِلَيْهِ نَاظر الْجَيْش وَأَخُوهُ ومعهما أختهما زَوجته لتقيم عِنْده فَكَانَ وصولهم إِلَى بلد الْخَلِيل فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة فطرقهم الْخَبَر بِأَنَّهُ على خطر فَأَسْرعُوا إِلَيْهِ فأدركوه بآخر رَمق فأقاموا عِنْده يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ وَمَات، وَقد كنت فِي رَكبه مُتَوَجها إِلَى مَكَّة حَال عزه فَرَأَيْت مِنْهُ إِكْرَاما ومزيد أدب وَحسن عشرَة وَفهم عَفا الله عَنهُ.) :::
783 - خير بك القصروي /. صَار بعد موت أستاذه من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن ولاه الْأَشْرَف اينال ولَايَة الْقَاهِرَة فتمول بِحَيْثُ سعى فِي نِيَابَة القلعة حَتَّى وَليهَا ثمَّ فِي نِيَابَة غَزَّة فَلم تطل مدَّته فِيهَا، وَنقل إِلَى نِيَابَة صفد فَلم يلبث أَيْضا أَن انْفَصل عَنْهَا لعدم وفائه بِمَا وعد بِهِ فِي هَذِه الولايات وَنقل إِلَى إمرة بطرابلس، ثمَّ وَقعت لَهُ محن وتخومل وافتقر إِلَى أَن مَاتَ.
784 - خير بك المؤيدي / شيخ الأجرود. صَار بعد أستاذه خاصكيا إِلَى أَن نَفَاهُ الْأَشْرَف إِلَى الشَّام حمية لجانبك اليشبكي جحا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة هُنَاكَ ثمَّ جعله الظَّاهِر من مقدميها ثمَّ اتابكها ثمَّ أمْسكهُ فِي سنة سِتّ وَخمسين وحبسه لأمر(3/209)
اقْتَضَاهُ وَلم يلبث أَن أطلقهُ، وَأقَام بِدِمَشْق بطالا إِلَى أَن طلبه فألبسه نِيَابَة طرسوس وَهُوَ متكره ثمَّ أَعْفَاهُ إِلَى أَن أعطَاهُ تقدمة دولات بِأَيّ المؤيدي وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي ربيع الآخر سنة تسع وَخمسين وَهُوَ فِي حُدُود السِّتين بدراه المواجهة لمصلى المؤمني وَصلى عَلَيْهِ بالمصلي الْمَذْكُور وَلم يحضر السُّلْطَان وَلَا ابْنه
785 -. خير بك المؤيدي شيخ الْأَشْقَر /. كَانَ من صغَار المماليك المؤيدية وطالت أَيَّامه فِي الجندية وأمراء الاخورية الصغار إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق من الدوادارية الصغار ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ من رُءُوس النوب، وَحج أَمِير الأول وقتا ثمَّ صيره الْأَشْرَف اينال أميراخور ثَانِي حَتَّى مَاتَ فِي مستهل شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السِّتين.
786 - خير بك النوروزي نوروز الحافظي. / مَاتَ بعد عَزله عَن نِيَابَة صفد ثمَّ توجهه إِلَى دمشق أَمِيرا بهَا فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَكَانَ قد ولي عدَّة ولايات مثل أتابكية غَزَّة ثمَّ صفد كل ذَلِك بالبذل وَإِلَّا فمرتبته فِيمَا قيل لم تبلغ ذَلِك عَفا الله عَنهُ.
788 - خير بك / أَمِير نَاب فِي غَزَّة وَأعْطى تقدمة قتل فِي سنة أَربع عشرَة أرخه شَيخنَا فِي أنبائه خير الذَّهَبِيّ معلم الدلالين بجدة، كَانَ مولى لنائبها جَانِبك فَإِنَّهُ اشْتَرَاهُ من سَيّده أحد أهل دَار الضَّرْب لما ادَّعَاهُ حِين معلميته وَله بِمَكَّة داران حبس إِحْدَاهمَا على معتقيه مَعَ إنهماكه وميله للضعفاء. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
(حرف الدَّال الْمُهْملَة)
789 - دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الصَّيْرَفِي وَالِد نور الدّين عَليّ الْحَنَفِيّ. / كَانَ صيرفي الْمُفْرد والدولة مَعًا ثمَّ اقْتصر بِهِ على الدولة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين، وَلَعَلَّه كَانَ خيرا من وَلَده.
790 - دَاوُد بن أَحْمد بن سبأ صارم الدّين الوصابي الأَصْل اليمني الْمَكِّيّ السَّقطِي / أحد أَصْحَاب عمر العرابي والقائم بعده فِي حلقته بِالْحرم بعد موت مُوسَى الجبرتي الْقَائِم عَن شيخهما وَله فِيهِ مدائح كَثِيرَة إِلَى أَن توفّي سنة ثَلَاثِينَ وَدفن بِالْقربِ مِنْهُ، وَكَانَ سقطيا يتكسب بِبيع السفط بسوق الندا ضَعِيف الْحَال إِلَى أَن صحب الْمشَار إِلَيْهِ وَاتفقَ انه وَقعت لَهُ هفوة فَجعل عَلَيْهِ شَيْخه نَحْو خمسين مِثْقَالا للْفُقَرَاء فبذلها بِطيب نفس وَفرقت عَلَيْهِم فَعَادَت عَلَيْهِ بركته وَلم تتمّ السّنة حَتَّى ربح فِي سقط بائر كَانَ عِنْده حَملَة فاتسعت دائرته وَصَارَ لَا يرد فَقِيرا من عَطاء أَو قرض ويتمنى أَن شَيخنَا يَأْخُذ مثل لما شَاهده من الْبركَة. ذكره ابْن فَهد.(3/210)
791 - دَاوُد بن أَحْمد بن عَليّ بن حَمْزَة نجم الدّين البقاعي الدِّمَشْقِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الشَّاهِد. / ولد بعد الْعشْرين ثمَّ بَلغنِي أَنه حَرَّره سنة أَربع وَعشْرين، وَسمع على الْحجاز ثَلَاثَة مجَالِس من أمالي أبي جَعْفَر بن البخْترِي وَحدث بِهِ قرأته عَلَيْهِ. وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَلَاث. قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
792 - دَاوُد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن عبد الله الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي أَخُو أبي الْفَتْح / وَأحد المؤذنين العريضي الْأَصْوَات. مَاتَ بِمَكَّة عَن إنابة فِي الْمحرم سنة إثنتين وَثَمَانِينَ سامحه الله.
793 - دَاوُد بن أبي بكر بن بهادر السنبلي / أَمِير زبيد. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ.
دَاوُد بن دَاوُد بن مُحَمَّد القلتاوي /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد.
794 - دَاوُد بن سُلَيْمَان بن حسن بن عبيد الله أبي زِيَادَة أَبُو الْجُود بن أبي الرّبيع البنبي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي البرهاني وَيعرف بِأبي الْجُود. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا بِقَلِيل ببنب من الغربية بِالْقربِ من جَزِيرَة بني نصر، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والرسالة والمختصر الفرعي أَيْضا وألفية ابْن مَالك ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فلازم الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والفرائض والعربية وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الفق الشهَاب الصنهاجي وقاسم بن سعيد)
العقباني المغربي وَالْجمال الاقفهسي والزين عبَادَة والبساطي وَعَن الْأَوَّلين والسراج قاري الْهِدَايَة أَخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا، وَعَن الأول فَقَط أصُول الدّين أَيْضا. وَكَذَا أَخذه مَعَ الْبَيَان والمعاني عَن الْجلَال الْحلْوانِي وَأخذ الْفَرَائِض عَن الشَّمْس الغراقي والاخوين الشهَاب وَالشَّمْس الطنتدائيين بل والزين البوتيجي فِيمَا بَلغنِي وأصول الْفِقْه عَن القاياتي فِي آخَرين فِيهَا وَفِي غَيرهَا. وَحج فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَصَحب بعض الْخُلَفَاء بمقام الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الدسوقي فاختص بِهِ وَنسب لذَلِك برهانيا، وَلم نر لَهُ سَمَاعا على قدر سنه وَالَّذِي وجدته بِخَط شَيخنَا أبي النَّعيم الْمُسْتَمْلِي انه سمع البُخَارِيّ وَمُسلمًا على أحد شُيُوخه السراج قاري الْهِدَايَة. وَكَذَا سمع على شَيخنَا وَغَيره وبرع فِي الْفَرَائِض وشارك فِي ظواهر الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وتصدى للتدريس والافتاء فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة خُصُوصا فِي الْفَرَائِض بِحَيْثُ أَخذ ذَلِك عَنهُ جمع من الأكابر، وأملى على مَجْمُوع الكلائي شرحا مطولا فِيهِ فَوَائِد وَكَذَا كتب على الرسَالَة شرحا فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ بعض جماعته، ودرس بالمنكوتمرية والبديرية والبرقوقية للمالكية وبغيرها وخطب بِبَعْض الْجَوَامِع بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بِمَسْجِد علم دَار بدرب ابْن سنقر بِالْقربِ من بَاب البرقية، واعتمدت فتياه فِي الْكَفّ عَن قتل سعد الدّين بن كير(3/211)
القبطي مَعَ قيام قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَغَيره فِي قَتله لَكِن بمعاونة الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة حمية لقريبه أبي سهل بن عمار كَمَا بسطت الْحِكَايَة فِي الوفيات وَغَيرهمَا وتعاني تَحْصِيل الْكتب وَرُبمَا اتّجر فِيهَا على المغاربة والتكاررة وَنَحْوهمَا، وَكَانَ خيرا دينا ثِقَة مَأْمُونا متواضعا متوددا كَرِيمًا مشارا إِلَيْهِ بالصلاح على طَريقَة السّلف يعْقد الْقَاف مشوبة بِالْكَاف. عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي وَسمعت بعض دروسه واستجزناه لأجل اسْمه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَذَلِكَ بمنزله بِالْقربِ من رحبة الْعِيد وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بِبَاب النَّصْر فِي جمع كثير من الْقُضَاة والمشايخ والطلبة وَكثر ثناؤهم بِالْخَيرِ عَلَيْهِ، وَلم يخلف فِي الشُّيُوخ من يوازيه فِي الْفَرَائِض رَحمَه الله ونفعنا بِهِ
795 -. دَاوُد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الزين الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَسمع بِقِرَاءَة الشَّيْخ عَليّ بن زكنون على الْجمال ابْن الشرائحي الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي أنابها الصّلاح بن أبي عمر بل كَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن رَجَب الْحَافِظ شَرحه للاربعين النووية ومجلسا فِي فصل الرّبيع من لطائفه مَعَ حُضُور مواعيده وَأَنه سمع على)
الشهَاب بن حجي صَحِيح البُخَارِيّ وكتبا سَمَّاهَا، وَقد حدث كتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا، وَكَانَ شَيخا صَالحا فَاضلا. مَاتَ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن اللبودي.
796 - دَاوُد بن سيف أرغد صَاحب الْحَبَشَة وَيُقَال لَهُ الحطي. / مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَاسْتقر بعده ابْنه تدرس
797 -. دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد علم الدّين أَبُو عبد الرَّحْمَن بن الزين الشوبكي الكركي القاهري وَيعرف بِابْن الكويز تَصْغِير كوز. كَانَ أَبوهُ كَاتبا عِنْد طنبغا الْحَمَوِيّ حِين كَانَ نَائِب حلب، ثمَّ ترقى فَنَشَأَ على الْكِتَابَة وَسكن طرابلس ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة شيخ. فَلَمَّا كَانَ على نِيَابَة حلب ولاه نظر جيشها فباشره مُدَّة إِقَامَة شيخة فِيهَا ثمَّ توجه فِي خدمته وَكَانَ مَعَه على حِصَار حماة فراعى لَهُ ذَلِك بِحَيْثُ أَنه لما تسلطن اسْتَقر فِي نظر الْجَيْش بالديار المصرية، وَكَانَ فِيمَا قَالَه ابْن خطيب الناصرية إنْسَانا حسنا عَاقِلا سَاكِنا محبا فِي الْعلمَاء والفقراء وَبني بحلب مكتبا للأيتام. وَاسْتقر بِهِ بعد الْمُؤَيد فِي كِتَابَة سر مصر وَلم يزل يُبَاشِرهَا حَتَّى مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي أول يَوْم من رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين، وأرخه شَيخنَا فِي صَبِيحَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ رَمَضَان بمنزله فِي بركَة الرطلي بعد أَن طَال مَرضه، قَالَ غَيرهمَا وَلم يبلغ الْخمسين، وَدفن بتربة كمشبغا الْحَمَوِيّ بالصحراء خَارج بَاب البرقية(3/212)
عِنْد أَخِيه صَلَاح الدّين، وَحضر جنَازَته جَمِيع الْأُمَرَاء والأعيان والقضاة والمباشرين وَخلف شَيْئا كثيرا من سَائِر الْأَصْنَاف وَولدا ذكرا وَزَوْجَة هِيَ ابْنة الناصري ابْن الْبَارِزِيّ الَّتِي صَارَت خوند، وَاسْتقر فِي كِتَابَة السِّرّ بعده قَرِيبه الْجمال يُوسُف ابْن الصفي الكركي الَّذِي كَانَ أَبوهُ من نَصَارَى الكرك وتظاهر هُوَ ووالد الْعلم هَذَا بالاسلام فِي الْوَاقِعَة الْمشَار إِلَيْهَا قَرِيبا. وصولح ولد صَاحب التَّرْجَمَة بعد مَوته على أَرْبَعِينَ ألف دِينَار. قَالَ شَيخنَا وَكنت عدته فِي نصف رَمَضَان فَوَجَدته صَحِيح الْعقل وَالْبدن لَا يشكو ألما وَلَكِن غلب عَلَيْهِ الْوَهم بِحَيْثُ أَنه كَانَ فِي أثْنَاء كَلَامه يجْزم بِأَنَّهُ ميت من تِلْكَ الضعفة، وَكَانَت أُمُور المملكة فِي طول مُدَّة مَرضه لَا تصدر إِلَّا عَن رَأْيه وتدبيره، وَكَانَ يجْتَمع بالسلطان خلْوَة وَيذكر أَنه إِذا ركب يُنَادي بالركوب وَكَذَلِكَ إِن دخل الْحمام أَو جَامع، قَالَ وَكَانَ أَبوهُ من أهل الشوبك ثمَّ سكن الكرك وَهُوَ نَصْرَانِيّ يتعانى الديونة واسْمه جرجس، فَلَمَّا كَانَ سنة سبع وَسِتِّينَ ضيق يلبغا على جَمِيع النَّصَارَى الملكية خُصُوصا الشوابكة واتهموا بِأَنَّهُم مالؤا الفرنج حَتَّى هجموا على اسكندرية فَأسلم هُوَ وَكثير مِنْهُم وَتسَمى عبد الرَّحْمَن)
وخدم نَائِب الكرك وتقرب مِنْهُ حَتَّى قَرَّرَهُ فِي كِتَابَة سرها ثمَّ تحول إِلَى حلب فخدم كمشبغا الْكَبِير وَقدم مَعَه للقاهرة صَاحب ديوانه، ورأيته شَيخا طوَالًا كَبِير اللِّحْيَة وَنَشَأ ابْنه علم الدّين هَذَا ترفا صلفا مَسْعُود الحركات فصاهر ابْن أبي الْفرج، وَكَانَ أَخُوهُ جَلِيلًا أسن مِنْهُ ثمَّ اتَّصل بشيخ حِين كَانَ نَائِب طرابلس فخدمه بهَا ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بحلب ثمَّ قدما مَعَه الْقَاهِرَة فَعظم شَأْنهمَا وكبير قدرهما وباشر علم الدّين نظر الْجَيْش بطرابلس ثمَّ بِدِمَشْق، وامتحن هُوَ وَأَخُوهُ فِي وقْعَة صرخد وصودرا ثمَّ لما تسلطن الْمُؤَيد تقرر فِي نظر الْجَيْش ثمَّ اخْتصَّ بِالظَّاهِرِ ططر وَاسْتقر بِهِ فِي كِتَابَة السِّرّ عوضا عَن الْكَمَال ابْن الْبَارِزِيّ كَمَا اسْتَقر الْكَمَال فِي نظر الْجَيْش عوضه وَكَانَ يتدين ويلازم الصَّلَاة ويصوم تَطَوّعا ويتعفف عَن الْفَوَاحِش ويلازم مجالسة أهل الْخَيْر مَعَ طول الصمت، فَكَانَ يستر عواره بذلك إِلَّا أَنه لما ولي كِتَابَة السِّرّ افتضح للسكنة فِيهِ وَعدم فصاحة، وضبطت عَلَيْهِ أَلْفَاظ عامية وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ وقاره وَحسن تَدْبيره وجودة رَأْيه يستر عَوْرَته، وَمن فعلاته المستحسنة أَنه لما كَانَ بشقحب صُحْبَة الظَّاهِر رَاجعا إِلَى مصر استأذنه فِي زِيَارَة الْقُدس فَتوجه من طَرِيق نابلس فَشَكا إِلَيْهِ أهل الْقُدس والخليل مَا أضرّ بهم من أَمر الجباية وَكَانَت لنائب الْقُدس وَتحصل مِنْهَا لفلاحي الْقرى إجحاف شَدِيد ويتحصل للنائب الوف دَنَانِير وَلمن(3/213)
يتَوَلَّى اسْتِخْرَاج ذَلِك ضعفه فَلَمَّا رَجَعَ اسْتَأْذن السُّلْطَان فِي إبِْطَال هَذِه الْمظْلمَة فَأذن لَهُ فَكتب بهَا مناشير وقرئت بالقدس والخليل فكثير الدُّعَاء لَهُ بِسَبَب ذَلِك، وَمن مضحكاته أَن بعض الْفُقَهَاء صلى بِهِ فَقَرَأَ بعد الْفَاتِحَة سُبْحَانَ رَبك رب الْعِزَّة عَمَّا يصفونَ الْآيَة فَقَالَ مَا علمت أَن الصَّلَاة تصح بِالدُّعَاءِ إِلَّا الْآن. وَأَنه رأى مَعَ بَعضهم التَّنْبِيه فِي الْفِقْه فَقَالَ اسْم هَذَا الْكتاب عَجِيب البنية فِي القفة وَهُوَ فِي ابْن خطيب الناصرية وعقود المقريزي.
798 - دَاوُد بن عبد الصَّمد الْقرشِي الْكرْدِي العجمي المجذوب نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم وَذكره ابْن فَهد مُقْتَصرا على اسْمه وتاريخ وَفَاته وَقَالَ كَانَ عَالما مُبَارَكًا مِمَّن درس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ثمَّ حصل لَهُ خلل فِي عقله وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ.
799 - دَاوُد بن عُثْمَان بن عَليّ النظام الْهَاشِمِي الْعَدنِي التَّاجِر /. مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد من عدن لمَكَّة فِي التِّجَارَة ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة نَحْو عشْرين سنة مَعَ سَفَره مِنْهَا للقاهرة مرَّتَيْنِ وَكَثُرت إِقَامَته بجدة لخدمة أَصْحَابه للتجار وَبهَا مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَدفن بهَا، وَكَانَ فِيهِ خير وَأَمَانَة. ذكره الفاسي.
800 - دَاوُد بن عَليّ بن بهاء الدّين شرف الدّين الكيلاني التَّاجِر الخواجا وَالِد سُلَيْمَان وَعلي وَمُحَمّد. / مَاتَ وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين باسكندرية فِي الطَّاعُون فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد وَقَالَ إِنَّه كَانَ وجيها فِي التِّجَارَة استقربه الْأَشْرَف فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ شاد جدة ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ نَاظر الْمَسْجِد الْحَرَام عوضا عَن أبي السعادات فَأنْكر ذَلِك أهل مَكَّة وَلم يمنه السَّيِّد بَرَكَات من التحدث وَأقَام عوضه سودون شاد العمائر، وَأَنه أوصى عِنْد مَوته على بنيه وَلَده عَليّ فَمَاتَ بعده بأيام قَلَائِل.
801 - دَاوُد بن عَليّ بن سعدون التجِيبِي الجزيري /. مَاتَ سنة أَربع.
802 - دَاوُد بن عَليّ بهاء الدّين الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل حلب. / قَرَأَ بهَا الْفِقْه على الْعَلامَة الزين أبي حَفْص الباريني، وَكَانَ خيرا دينا معدودا من أَعْيَان فقهائها مديما لتلاوة الْقُرْآن والتكسب مَعَ الْعُدُول. مَاتَ فِي كائنة التتار بحلب سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَاخْتَصَرَهُ شَيخنَا.
دَاوُد بن عَليّ الغماري. / يَأْتِي فِي ابْن مُوسَى.
803 - دَاوُد بن عمر بن أبي بكر الشِّيرَازِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
804 - دَاوُد بن عِيسَى بن عمر شيخ هوار /. مِمَّن حج فِي موسم سنة ثَلَاث وَتِسْعين(3/214)
وَأحسن لفقراء الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم.
805 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن حُسَيْن المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح بن المتَوَكل على الله الْهَاشِمِي العباسي الْمصْرِيّ أحد الْأُخوة وشقيق سُلَيْمَان / الْآتِي. بُويِعَ بالخلافة بعد خلع أَخِيه المستعين بِاللَّه أبي الْفضل الْعَبَّاس فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ دهرا، وَكَانَ خليقا لَهَا بِدُونِ مرافع كَرِيمًا عَاقِلا سيوسا دينا متواضعا حُلْو المحاضرة محبا فِي الْعلمَاء والفضلاء مَعَ جودة الْفَهم والميل إِلَى الْأَدَب وَأَهله والمحاسن الجمة وَلما سَافر مَعَ الْأَشْرَف إِلَى آمد كَانَ كثير الامداد لشَيْخِنَا والاهداء لَهُ فَكتب لَهُ شَيخنَا بقوله:
(يَا سيدا سَاد بني الدُّنْيَا فهم ... تَحت لوائه الْكَرِيم المنعقد)
)
(أمددتني فضلا وشكري قَاصِر ... فَإِن أردْت الشُّكْر مني فاقتصد)
(أشبهت عَبَّاس الندى فِي الْمحل إِذْ ... أطاعه الْغَيْث وَكَانَ قد فقد)
(إِلَى أبي الْفضل انْتهى الْجُود وَفِي ... أَوْلَاده بَقِيَّة فسل تَجِد)
(ماجد حَتَّى حَاز جود جده ... إِلَّا أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتضد)
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَأَرْبَعين وَقد قَارب السّبْعين بعد مرض طَوِيل وَصلى عَلَيْهِ بالسبيل المؤمني بِحُضُور السُّلْطَان فَمن دونه، وَدفن بالمشهد النفيسي رَحمَه الله وَاسْتقر بعده فِي الْخلَافَة شقيقه سُلَيْمَان.
806 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن عَليّ القلتاوي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي /. ولد بقلتا قربَة من المنوفية وَقدم بعد بُلُوغه الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي والرسالة لِابْنِ أبي زيد وألفية النَّحْو، وَأخذ عَن أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر وَأبي الْجُود، وَكَذَا أَخذ فِي الْأُصُول والعقليات وَغَيرهَا عَن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي، وجد فِي المطالعة والتحصيل بِحَيْثُ شَارك فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مَعَ جموده ويبسه، وحافظته أشبه من فاهمته وكتابته أحسن من عِبَارَته وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة. وكتبته هُنَاكَ غَلطا دَاوُد بن دَاوُد بن مُحَمَّد. وَقد سَأَلَني عَن حَدِيث كل الصيدفي جَوف الفرا وكتبت لَهُ جَوَابا حافلا سَمعه مني وَقَالَ قد سَأَلت عَنهُ كل الْجَمَاعَة فَمَا عرفوه، وَكَذَا كتبه البقاعي عني وتصدى للاقراء قَدِيما فَانْتَفع بِهِ صغَار الطّلبَة وَكَذَا كتب على الْفتيا وَصَارَ أحد شُيُوخ الْمَالِكِيَّة، حَتَّى أَن قَاضِي الْمَذْهَب اللَّقَّانِيّ رد على قَاضِي الْجَمَاعَة يَوْم مجْلِس الْكَنِيسَة حِين ذكر مَا ينْقضه بقوله بل هُوَ من مدرسي الْجَامِع من نَحْو عشْرين سنة وَنَحْو ذَلِك، وَحج وتنزل فِي البيبرسية وَسَعِيد(3/215)
السُّعَدَاء وَغَيرهمَا بل تكلم فِي البرقوقية والسعيدية فَمَا حمد تصرفه سِيمَا مَعَ عدم المراعاة وَقلة المداراة وَلم يلبث أَن صرف وحوسب وَبَاعَ بعض جهاته حَتَّى وفى. مَا كَانَ استأداه وقاسى مَالا خير فِي شَرحه وَلَوْلَا مدافعة الدوادار عَنهُ لَكَانَ الْأَمر أفحش وَرجع إِلَى حَالَته الأولى من الْفَاقَة والتقلل والتقنع وَلَكِن قوي النَّفس وَلَقَد أَجَاد الْكِتَابَة حِين استفتى على من حسن جباية شَهْرَيْن من الْأَمَاكِن وصمم هُوَ على عدم الدّفع وَمَا نهضوا لمدافعته وَلم يلبث أَن نسب لوَلَده فِي الكيمياء عمل أَو إِيمَاء أَو مُخَالطَة، وَبَلغنِي أَنه كتب شرحا على كل من الرسَالَة والمختصر وَابْن الْحَاجِب وَكَذَا على إيساغوجي وَغَيرهَا وَأَنه عمل فِي النَّحْو شَيْئا وَلما مَاتَ ابْن تَقِيّ أعطَاهُ الأستادار النِّيَابَة فِي تدريس الصَّالح عَن ولد ابْن عمار (سقط)
808 -. دَاوُد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التزيلي الْحكمِي الْيَمَانِيّ، / وتزيل بِالضَّمِّ ثمَّ مُعْجمَة مَفْتُوحَة من بني الْحكمِي. كَانَ جَلِيلًا مُقيما فِي جبل بقرية تسمى سعد بِضَمَّتَيْنِ لَهُ بهَا زَاوِيَة وَأَتْبَاع مَقْبُول الْكَلِمَة مَقْصُودا بالفتوح الَّذِي يستمد مِنْهُ لاطعام المقيمين تَحت نظره والواردين عَلَيْهِ مَعَ سلوك التَّوَاضُع وَتَوَلَّى خدمَة الْفُقَرَاء بِنَفسِهِ حَتَّى أَنه يُبَاشر المجذمين ويفلي أثوابهم ويطعمهم بانشراح لذَلِك. ويحكي لَهُ كرامات وأحوال. مَاتَ بعد سنة سبعين بِسَعْد، وَخلف ابْنَيْنِ ابراهيم وَمُحَمّد وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ عِيسَى بن عوضه وحَدثني بِكَثِير من كراماته.
809 - دَاوُد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن السَّابِق الْحِمصِي. / سمع من أبي الْغَيْث مُحَمَّد ابْن عبد الله بن الصَّائِغ وَغَيره بعض الصَّحِيح أَنا بِهِ الحجار، ولقيه ابْن مُوسَى الْحَافِظ وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي بحمص فأخذا عَنهُ حَدِيثا من البُخَارِيّ وَمَات.
810 - دَاوُد بن مُوسَى وَيُقَال ابْن عَليّ الغماري الْمَالِكِي. / عني بِالْعلمِ ثمَّ لَازم الْعِبَادَة وتزهد وجاور بالحرمين أَزِيد من عشْرين سنة وَكَانَت إِقَامَته بالمدية أَكثر مِنْهَا بِمَكَّة. مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة عشْرين، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ: نزيل الْحَرَمَيْنِ عني فِي شبابه بفنون من الْعلم وتنبه فِي ذَلِك وَصَارَ على ذهنه فَوَائِد ونكت حَسَنَة يذاكر بهَا ثمَّ أقبل على التصوف وَالْعِبَادَة وجد فِيهَا كثيرا، وَسكن الْحَرَمَيْنِ نَحْو عشْرين سنة أَكْثَرهَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى كَانَت وَفَاته بهَا وَأَظنهُ فِي عشر السِّتين. وَله بِمَكَّة ابْنة وَملك. وَكَانَ كثير(3/216)
الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر، وَله فِي ذَلِك إقدام على الْوُلَاة وَغَيرهم وبيننا مَوَدَّة ومحبة رَحمَه الله.
811 - دَاوُد شهَاب الدّين اللاري /. قَالَ الطاوسي تعلمت مِنْهُ فِي المبادىء مُقَدمَات الْعُلُوم كالكافيتين وشروحهما وَشرح الشمسية للقطبي وَبَعض الْكَشَّاف وَغَيرهَا، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَن الْمُحَقِّقين وَأَجَازَ لي مرَارًا مِنْهَا فِي شهور سنة ثَلَاث.
دَاوُد الصَّيْرَفِي وَالِد النُّور على القَاضِي. / فِي ابْن ابراهيم.
دَاوُد الْكرْدِي. / مضى فِي ابْن عبد الصَّمد.
812 - دَاوُد المغربي التَّاجِر. مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَخمسين وَخلف أَشْيَاء كَثِيرَة.
813 - دَاوُد المغربي نزيل رِبَاط الْمُوفق من مَكَّة / ورفيق هبة بن أَحْمد الْآتِي. مَاتَ فِي إِحْدَى الجمادين سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.)(3/217)
(سقط)
دقماق الباسطي. هُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد / مضى.
819 - دقماق التركماني. / بَاشر الدوادارية لشاذ بك حِين كَانَ نَائِب غَزَّة فَشكر وَاسْتقر فِي نظر)
الْحَرَمَيْنِ ونيابة الْقُدس بعد صرف العَبْد الصَّالح مُحَمَّد بن النشاشيبي فظلم وعسف، وَجِيء بِهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين فخدم وَرجع فِي خدمَة الدوادار إِلَى أَن صرفه فِي ربيع الثَّانِي من السّنة الَّتِي بعْدهَا بخضر بك الاشرفي، وَكَانَ من أَذَاهُ أَن رَافع فِي الْكَمَال بن أبي شرِيف.
820 - دقماق المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد مُحَمَّد الْآتِي. كَانَ من عتقائه وخاصكيته فِي سلطنته الأولى ثمَّ لما حبس بالكرك خدم هَذَا بعض الْأُمَرَاء إِلَى أَن ظهر أستاذه فَلَزِمَ الانتماء إِلَيْهِ فَلَمَّا عَاد إِلَى المملكة صيره مقدما ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة ملطية ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب بطالا فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر قدم الديار المصرية فولا النَّاصِر نِيَابَة حماة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ثمَّ كَانَ مِمَّن أمْسكهُ تيمور فِي الْفِتْنَة إِلَى أَن فرمن أسره وَجَاء الديار المصرية فولاه النَّاصِر صفد ثمَّ حلب فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة، وهرب مِنْهَا فِي سنة سِتّ لما استشعر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فقرر غَيره فِي نيابتها فَلم يلبث أَن مَاتَ فَعَاد دقماق إِلَيْهَا ففر مِنْهُ حاجبا واستنجد بِمن ساعده على محاصرته فَمَا نَهَضَ دقماق لمقاومتهم لقلَّة من مَعَه ففر إِلَى جِهَة التركمان وراسل يطْلب الْأمان فَأُجِيب وَأعْطى نِيَابَة حماة ثَانِيًا إِلَى قَتله جكم صبرا بظاهرها فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَمَان ونفرت الْقُلُوب من قَاتله، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَرِيمًا شجاعا ذَا شكالة مليحة وَخلق حسن متواضعا قَرِيبا من النَّاس مَعَ حشمة ورياسة وَعدل فِي الرّعية وعفة عَن أَمْوَالهم. أنشأ تربة خَارج حلب ووقف عَلَيْهَا وَقفا، وَإِلَى دقماق هَذَا نِسْبَة الْأَشْرَف برسباي لكَونه قدمه فِي جملَة المماليك إِلَى الظَّاهِر فَعرف بِهِ. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه، وَكَذَا تَرْجمهُ غَيرهمَا.(3/218)
821 - دمرداش الطَّوِيل الظَّاهِرِيّ /. مَاتَ سنة إِحْدَى وَسبعين.
822 - دمرداش المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالخاصكي / وَهُوَ عَم تغري بردى وقرقماس الَّذِي يُقَال لأولهما سَيِّدي الصَّغِير ولثانيهما سَيِّدي الْكَبِير. ولاه أستاذه نِيَابَة طرابلس ثمَّ أتابكية حلب ثمَّ نِيَابَة حماة ثمَّ اسْتَقر بعده فِي نِيَابَة حلب وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ الَّذِي سلم قلعتها لتمرلنك بالأمان لباطن كَانَ لَهُ مَعَه فَخلع عَلَيْهِ لذَلِك واستصحبه مَعَه إِلَى دمشق ثمَّ عَزله النَّاصِر فِي سنة أَربع ثمَّ ولاه نياب طرابلس فِي سنة سِتّ ثمَّ حلب أَيْضا، ثمَّ عمله الْمُؤَيد أتابك الديار المصرية ثمَّ ولي بعده حلب أَيْضا وَآل أمره إِلَى أَن طلبه ابْن أَخِيه قرقماس كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَقتل باسكندرية فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة، وَكَانَ مُعظما للْعُلَمَاء كَرِيمًا حييا حشما لَكِن لم تكن لأملاك النَّاس وَلَا للأوقاف عِنْده حُرْمَة، وابتنى بحلب جَامعا وبطرابلس زَاوِيَة وَلم يكن يواجه أحدا بِمَا يكره. ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ إِنَّه كَانَ مهيبا عَاقِلا مشاركا فِي عدَّة مسَائِل كَثِيرَة الاكرام لأهل الْعلم والعناية بهم، اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته يستحضر كثيرا من كَلَام الْغَزالِيّ وَغَيره. وَكَذَا طول يُوسُف بن تغري بردى تَرْجَمته وَأَنه قتل وَله نَحْو خمسين سنة وَوَصفه بالشجاعة والاقدام وَالْكَرم ومباشرة الحروب وَحُضُور الوقائع وَلكنه كن قَلِيل السَّعَادَة فِي حركاته مَعَ معرفَة تَامَّة وخديعة ومكر ودهاء غير محبب إِلَى النَّاس، وَذكر أَن الْجَامِع الَّذِي لَهُ بحلب كَانَ قد أسسه أقبغا الهذباني الأطروش فكمله هُوَ ووقف عَلَيْهِ وَقفا جيدا وَإِن زاويته بطرابلس على بركَة داوية.
823 - دمشق خجا بن سَالم سيف الدّين الدكزي التركماني / نَائِب جَعْفَر وأمير التركمان. كَانَ غَالب أَيَّامه عَاصِيا على السلطنة وَوَقعت لَهُ أُمُور مَعَ نواب الْبِلَاد الشامية ثمَّ بَينه وَبَين نعير بن حيار بن مهنى أَمِير الْعَرَب مقتلة ودام بَينهمَا الْقِتَال أَيَّامًا ثمَّ قَتله نعير فِي رَمَضَان سنة سِتّ ومستراح مِنْهُ فقد كَانَ مَعَ المفسدين يرتكب عظائم من الْقَتْل والنهب لم تَأْخُذهُ رأفة على مُسلم كهفا للصوص وقطاع الطَّرِيق. ذكره ابْن خطيب الناصرية.
824 - دولات باي الأشرفي برسباي / من أُمَرَاء العشرات. مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة طلع إِلَى الْخدمَة على الْعَادة فوجدوه مَيتا وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان غير مأسوف عَلَيْهِ قد ذكرت لَهُ قبائح ومساوىء.
825 - دولات باي الأشرفي اينال. تَأمر عشرَة ثمَّ تجرد عَن قريب لسوار فَمَاتَ بغزة فِي رُجُوعه سنة أَربع وَسبعين.(3/219)
826 - دولات باي الأشرفي وَيعرف بحمام. / تنقل حَتَّى عمل رَأس نوبَة ثَانِي على إمرة عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر تمربغا ثمَّ عمل شاد الشَّرّ بخاناه وَولي نِيَابَة اسكندرية وَمَات بهَا فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة اينال الأشرفي قايتباي.
827 - دولات باي الجاركسي المحمودي / نِسْبَة لخواجا مَحْمُود دجالبه لاسكندرية المؤيدي لكَونه أَخذه من سَيّده نَائِب اسكندرية أقبردي المنقار وَأعْتقهُ وَأخرج لَهُ خيلا ثمَّ جعله خاصكيا ثمَّ خازندارا ثمَّ صَار ساقيا إِلَى أَن أخرجه الْأَشْرَف مِنْهَا وَاسْتمرّ خاصكيا مُدَّة فَلَمَّا صاهر جانما قريب الْأَشْرَف صَار بسفارته أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة، ثمَّ جعله الظَّاهِر فِي أول تملكه أَمِير طبلخاناه وأميراخور ثَانِي ثمَّ بعد أشهر بعد أسنبغا الطياري دوادارا ثَانِيًا فباشرها بِحرْمَة وافرة)
وَكلمَة نَافِذَة وازدحم النَّاس بِبَابِهِ لقَضَاء مآربهم فأثرى ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة وَأَنْشَأَ الاملاك الهائلة واقتنى الْخُيُول المسومة وَغَيرهَا من التحف وَعظم فِي الدولة، وسافر أَمِير الْمحمل فِي سنة تسع وَأَرْبَعين ثمَّ صَار فِي سنة ثَلَاث وَخمسين أحد المقدمين بعد تمراز القرمشي ودام فِيهَا إِلَى أَن اسْتَقر فِي الدوادارية الْكُبْرَى عوض قانباي الجركسي بِمَال وعد بِهِ وَلذَلِك انحط قدره وانحل برمه وَصَارَ السُّلْطَان فِي كل قَلِيل يرشحه لنيابة حلب وَهُوَ يُكَرر الاستعفاء إِلَى أَن عينه لامرة حج الْمحمل فِي سنة سِتّ وَخمسين، وَحج فِي تجمل زَائِد مَعَ كَونه لم يتَنَاوَل من السُّلْطَان مَا جرت عَادَة أُمَرَاء الْحَد بِهِ هَذَا وَقد أعطَاهُ فِي تِلْكَ الْحجَّة عشرَة آلَاف دِينَار وَسَار سيرة حَسَنَة جدا وَكنت مِمَّن رَجَعَ فِي رَكبه وَرَأَيْت من حشمته ورفقه عجبا، وَاتفقَ فِي يَوْم نُزُوله وَله بركَة الْحَاج خلع الظَّاهِر نَفسه واستقرار وَلَده فطلع وَسلم على الْمَنْصُور فَخلع عَلَيْهِ الْمَنْصُور فِي أثْنَاء صفر وحبسه باسكندرية ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف فِي أثْنَاء الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ بعد نَحْو شهر وَقدم الْقَاهِرَة فِي سَابِع عشره وأنعم عَلَيْهِ بعد ثَلَاثَة أَيَّام بتقدمة فَمَا كَانَ بأسرع من مَرضه فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت مستهل جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَخمسين وَدفن من يَوْمه بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا مُعظما فِي الدول مهابا وقورا حسن الشكالة طَوِيل الْقَامَة رشيقا عَارِفًا بأنواع الفروسية ومقالبة الْمُلُوك، جماعا للأموال والخيول والتحف، كثير الْأَدَب والحشمة عَظِيم الْحُرْمَة على المماليك وحواشيه، متجملا فِي ملبسه ومركبه ومماليكه، كل هَذَا مَعَ الْعقل وجودة الرَّأْي وَالتَّدْبِير واعتقاده فِي الصَّالِحين وَالْفُقَهَاء وتعظيمهم وتقريبهم وَكَثْرَة بره لَهُم لَا سِيمَا الْفُقَرَاء(3/220)
من الطائفين، وَله مآثر حَسَنَة مِنْهَا مكتب للايتام وسبيل فِي جَامع الْحَاكِم مَعَ قِيَامه على الولوي بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ حَتَّى نفذ وَصِيَّة وَالِده بعمارة ميضأة الْجَامِع الْمَذْكُور، وَرُبمَا يُوصف بالبخل والامساك وَكَأَنَّهُ لكَونه لَا يضع الشَّيْء إِلَّا فِي مُسْتَحقّه وَقد عظم بِأخرَة وتحدث النَّاس بسلطنته بِحَيْثُ ثقل على الظَّاهِر ثمَّ على ابْنه بل نَدم الْأَشْرَف على اطلاقه وخافه فعاجلته الْمنية بِحَيْثُ ظن بَعضهم انه سم وَمِمَّا نقم عَلَيْهِ ولَايَته نظر البيبرسية ومناكدته لشَيْخِنَا وَقبل ذَلِك ولَايَة الطيبرسية وَنَحْوهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ بِهِ تجمل فِي الزَّمَان رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
828 - دولات باي الحسني الظَّاهِرِيّ جقمق. تنقل حَتَّى صَار شاد الشؤن، وَحج وَهُوَ كَذَلِك بالركب سنة سبع وَثَمَانِينَ ورجعنا فِي رَكبه ثمَّ اسْتَقر رَأسه نوبَة ثَانِي فِي سنة تسعين وَمَات فِي المقتلة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
829 - دولات باي النجمي الأشرفي برسباي / تنقل حَتَّى صَار أحد العشرات ورءوس النوب وسافر وَهُوَ كَذَلِك إِلَى الجون فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَفِيقًا لاسنبغا الناصري وَغَيره ثمَّ عَادوا فِي الَّتِي تَلِيهَا. وَتوجه فِيهَا مُسْفِرًا مَعَ تمربغا حِين وَجه لاسكندرية وَلم يلبث أَن أَمر باطلاقه هُوَ وَمن كَانَ بق مَعَه وَأَن يسجن هَذَا باسكندرية وَيُعْطِي اقطاعه لفارس السيفي دولات باي. ثمَّ أطلق وَصَارَ أحد المقدمين بِالشَّام وحاجب الْحجاب بهَا فأغرى النابلسي الْوَكِيل السُّلْطَان بِهِ بِحَيْثُ فر إِلَى بِلَاد الرّوم لِابْنِ عُثْمَان وَحضر مَعَه بعض الوقعات ثمَّ راسله السُّلْطَان بِمَا يطيب بِهِ خاطره بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك باعثا لَهُ على الْمَجِيء، وَوصل فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فألبسه خلعة وَكَذَا ألبس وَلَده نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْمُمَيز الْآتِي وأنزله فِي بَيت قانم التَّاجِر بِالْقربِ من سويقة الصاحب وأنعم عَلَيْهِ بِنَفَقَة شَهْرَيْن من دَرَاهِم وغنم ودجاج وسكر وَعسل وَغير ذَلِك وَبَالغ فِي اكرامه ثمَّ ألبسهُ وَهُوَ وَولده أَيْضا بعد ذَلِك كاملية ووعده بِكُل خير فَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَنزل السُّلْطَان فصلى عَلَيْهِ رَحمَه الله.
830 - دولات خجا الظَّاهِرِيّ برقوق الَّذِي اسْتَقر فِي الْحِسْبَة وَكَانَ وَالِي الْقَاهِرَة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالطاعون. أرخه شَيخنَا فِي أنبائه، قَالَ المقريزي وَكَانَ عسوفا جبارا كثير الشَّرّ، يصفه من يعرفهُ كالاشرفي برسباي أَنه لَيْسَ بِمُسلم وَأَنه لَا يخَاف فِي الله وَقد شاخ
831 -. دِينَار الطواشي أحد الجمدارية. مِمَّن أضيفت إِلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين خدمَة بالحجرة النَّبَوِيَّة بعد سرُور الحبشي الحسني قراقجا الْآتِي.(3/221)
(حرف الذَّال الْمُعْجَمَة)
ذُو النُّون جمَاعَة مِمَّن يُسمى يُونُس /.
832 - ذُو النُّون الْغَزِّي واسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح. / كَانَ عَظِيما يتجر حكى الزين عبد الرَّحْمَن القلقشندي عَن أَبِيه الشَّمْس أَنه قَالَ هُوَ خفير تِلْكَ الْبِلَاد. وَقد لقِيه شَيخنَا فِي سنة آمد.
(حرف الرَّاء الْمُهْملَة)
833 - رَاجِح بن حُسَيْن بن مُحَمَّد الحجاري مؤدب يحيى بن أبي البركات بن ظهيرة. / رجل خير سَاكن مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة.
834 - رَاجِح بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن أَحْمد الْهِنْدِيّ الاحمداباي الْحَنَفِيّ /. ولد فِي تَاسِع صفر سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَمَانمِائَة بأحمداباد، وَنَشَأ بهَا يَتِيما لوفاة أَبِيه فِي ثَانِي سني مولده فقرا على بلديه مَحْمُود بن مُحَمَّد المقرىء الْحَنَفِيّ فِي النَّحْو وَالصرْف والمنطق والاصلين وَالْعرُوض وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وعَلى مخدوم ابْن برهَان الدّين الْحَنَفِيّ الْمعَانِي وَالْبَيَان وعَلى مُحَمَّد بن التَّاج الْحَنَفِيّ الْهَيْئَة وَالْكَلَام، وبرع فِي الْفُنُون ونظم الشّعْر مَعَ جودة الْفَهم، لَقِيَنِي فِي أَوَائِل سنة أَربع وَتِسْعين بِمَكَّة وَكَانَ قد قدم هُوَ وَأَخُوهُ قَاسم وعمهما لِلْحَجِّ فأدركوا الْحَج فِي الَّتِي قبلهَا، وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة فحجوا ثمَّ توجهوا للزيارة النَّبَوِيَّة ثمَّ عَاد وَقَرَأَ عَليّ جَمِيع شرحي لألفية الحَدِيث من نُسْخَة حصلها الثَّلَاثَة بخطوطهم وانْتهى من قِرَاءَته فِي ربيع الأول وامتدحني بِأَبْيَات كتبتها فِيمَا امتدحت بِهِ وكتبت لَهُ إجَازَة هائلة مُشْتَمِلَة على أُمُور مهمة فِي نَحْو ثَلَاثَة كراريس وَأثبت لَهُ من جُمْلَتهَا تَرْجَمَة الْبَدْر الدماميني لسؤاله فِي ذَلِك لكَونه مَاتَ فِي الْهِنْد وزدت لَهُ تَرْجَمَة الْعَلَاء البُخَارِيّ الْحَنَفِيّ ونبهت على تكفيره لِابْنِ عَرَبِيّ وتكفير من يَعْتَقِدهُ ويعتقد مقاله وَجَاء انتفاعه بذلك فِي دفع من يَعْتَقِدهُ ويشتغل بتصانيفه لكَون الْعَلَاء مَعْرُوف الْجَلالَة بَينهم بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ صَاحب كلبرجا، وَكَانَ يُرْسل لَهُ الْهَدَايَا الجزيلة ثمَّ نبهت على دُخُول الصّلاح الاقفهسي أَيْضا بِلَاد الْهِنْد ولازمني فِي غُضُون قِرَاءَته، هُوَ وَأَخُوهُ حَتَّى سمعا عَليّ من أول البُخَارِيّ إِلَى قبيل قصَّة عكل وعرينة بِنَحْوِ صفحة وَهُوَ فِي النّصْف الثَّانِي مِنْهُ وَكَذَا من الصَّيْد والذبائح وَهُوَ أول الرّبع الْأَخير مِنْهُ إِلَى بَاب خَوَاتِيم الذَّهَب واختص هُوَ بِسَمَاع المسلسل من لَفْظِي بِشَرْطِهِ وبثلاثة أَحَادِيث من عشارياتي وَبِحَدِيث عَن أبي حنيفَة وبمصنفي فِي ختم البُخَارِيّ وَأعْطيت مِنْهُ نُسْخَة وبسماعه بِقِرَاءَة غَيره لبَعض)
شرحي لتقريب النَّوَوِيّ وَغير(3/222)
ذَلِك وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل البارع الْكَامِل المفنن الْمعِين الْمجِيد الْمُفِيد الفهامة البسامة النَّاظِم الْعَالم الأوحد الأمجد نخبة المحصلين وتحفة الطالبين من برز فِي كثير من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وتحرز فِي مبَاحث ومناظرته فِيمَا نرجو عَن العصبية بَارك الله تَعَالَى فِيهِ وتدارك باللطف جَمِيع حركاته وَسَائِر الْخَيْر الَّذِي يرتجيه وَسلمهُ سفرا وحضرا وألهمه أَسبَاب الْخيرَات زمرا وَأَنه مِمَّن اشْتغل فِي بِلَاده بِنَفسِهِ على أكَابِر علمائه فِي فنونهم وَاسْتعْمل مَعَهم اللين والرفق حَتَّى اشْتَمَل على مضمونهم ثمَّ هَاجر لقَضَاء فَرْضه وإمضا مَا بِهِ يتَوَصَّل لقصده ونقي عرضه، إِلَى أَن قلت وَقد استدللت حِين قِرَاءَته ومخالطته على مزِيد براعته وبديع تصَوره ومنيع تعرفه فِي تنويعه وتدبره وتأسفه على عدم طول الْمدَّة ليحظى بِبُلُوغِهِ من هَذَا الشَّأْن قَصده وَلكنه على كل خير مَانع وَرب مكثر فاقه من هُوَ بِمَا أتقنه قَانِع وَقد اسْتَفَادَ وَأفَاد واستعاد مَا قد يخفى فِيهِ المُرَاد وحقق وتوثق واغتبط وارتبط وَأنْشد فِي غُضُون ذَلِك وَالدُّخُول فِي هَذِه المسالك طَائِفَة مِمَّن حضر مَعَه وصور الْفَضِيلَة الَّتِي شَاهدهَا مِنْهُ أبياتا امتدح بهَا المُصَنّف بليغة فِي مَعْنَاهَا للمعارف الْمنصف فَكَانَ ذَلِك من تتمات فضائله ومهمات الدَّلَائِل على لطفه وَحسن شمائله بِحَيْثُ اشتهرت بِالْمَسْجِدِ الشريف فضيلته، وتقررت أَوْصَافه وفطنته.
835 - رَاجِح بن أبي سعد بن أبي نمى بن أبي سعد حسن بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني الْمَكِّيّ. /
كَانَ من أَعْيَان الاشراف آل أبي نمي حسن الشكالة يحفظ شعرًا للاشراف الْمشَار إِلَيْهِم ويذاكر بِهِ وَفِيه خير وَكَانَ يطْمع فِي إمرة مَكَّة فاخترمته الْمنية دون ذَلِك. مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي.
836 - رَاجِح بن شميلة بن مُحَمَّد بن سَالم الحفيصي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ والماضي أَخُوهُ حرشان.
مبَاشر جدة وَابْن مباشرها بل ارْتقى للوزر وتكلف لمخدومه وعساكره الْكثير جدا. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَجِيء بِهِ لمَكَّة فَغسل وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة غير مأسوف عَلَيْهِ.
837 - رَاجِح بن عَليّ النشيط الْمَكِّيّ الْخياط. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين
838 -. رَاجِح الطَّحَّان /. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ.
839 - رَاشد بن أَحْمد بن رَاشد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين.
840 - ربيع بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ القليوبي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.) :::
841 - ربيع / شيخ صوفية الْمَكَان الَّذِي بناه الجمالي نَاظر الْخَاص بالكوم الْأَبْيَض.(3/223)
رَجَب بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر الزين أَبُو البركات السنهوري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن العسيلي. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن بلديه جَعْفَر. رَجَب بن كمشبغا الْحَمَوِيّ الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى قبل أَبِيه بِيَوْم. رَجَب بن يُوسُف بن سُلَيْمَان زين الدّين القاهرية الخيري بِفَتْح الْمُعْجَمَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة نِسْبَة للجمال بن خير الْمَالِكِي لكَونه كَانَ فِي خدمته. ولد تَقْرِيبًا قبل السّبْعين وَسَبْعمائة وَرَأَيْت بِخَطِّهِ مولدِي بأخبار أبي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ. وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة فِي فقه الْمَالِكِيَّة، واستفاد من مخدومه وَغَيره أَشْيَاء حَسَنَة كَانَ يذاكر بهَا ويحفظ نبذا من التَّارِيخ وسافر إِلَى اسكندرية ودمياط مرَارًا، وَسمع الْكثير على التقي بن حَاتِم والمليجي والشهاب المنفر والْعَلَاء بن السَّبع وَابْن الفصيح وَابْن الشيخة والتنوخي والمطرز والصردي والنجم البالسي والفرسيسي والبلقيني والعراقي والهيثمي والغماري وَالْمجد الْحَنَفِيّ وناصر الدّين نصر الله الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَالْفَخْر القاياتي وَابْن الشَّهِيد وَأكْثر من الشُّيُوخ والمسموع وَأَجَازَ لَهُ خلق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء، وَقد ذكره شَيْخي فِي سنة أَربع وَعشْرين من تَارِيخه وَقَالَ انه كَانَ يخْدم ابْن خير ثمَّ صَار بعده يستجدي من الطّلبَة ويرافقهم فِي الطّلب وَالسَّمَاع فَسمع شَيْئا كثيرا، لكنه كَانَ يزن بالهنات وَلَا يزَال يحصل فِي مَكْرُوه من ذَلِك إِلَى أَن وَقعت لَهُ كائنة، وَذكرهَا وَهِي شنيعة مَا أَحْبَبْت ذكرهَا، قَالَ فَكَانَت أَشد شَيْء اتّفق لَهُ وعاش بعْدهَا دهرا. قلت وَحسنت حَاله وَتَابَ وأناب ولازم خدمَة ابْن عمار وتعاطى حَوَائِجه وقتا، وَحصل الْيَسِير من الْكتب، وَصَارَ متماسك الْأَمر بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من الْأَعْيَان مَعَ ظرف ورغبة فِي الْجَمَاعَات ومحبة فِي زِيَارَة الصَّالِحين حَتَّى كَانَ أحد خدام اللَّيْث. مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمسين بعد أَن تعلل قَلِيلا وَنزل بالبيمارستان المنصوري ثمَّ خرج إِلَى الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة فَكَانَت منيته بهَا واختلست دريهماته من وَسطه عَفا الله عَنهُ. رَجَب بن النَّاسِخ الْمُؤَذّن مؤدب الابناء. فَقير تزوج ابْنة صهر أخي الْوسط وَمكث مَعهَا مُدَّة ثمَّ فَارقهَا. رَجَب وَلم ينْسب. مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي السِّرّ المكتوم وَغَيره.)(3/224)
ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْمُحَرر، وَقدم حلب ثمَّ دخل الرّوم ثمَّ الْقَاهِرَة فقطنها وَنزل البرقوقية مِنْهَا وَحضر عِنْد الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن البُلْقِينِيّ، وَسمع على شَيخنَا واختص بالكمال إِمَام الكاملية بِحَيْثُ لزم الْإِقَامَة عِنْده وهجر من عداهُ، وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون، وَكَانَ دينا متقشفا طارحا للتكلف متواضعا ورعا رَحمَه الله وإيانا. رَسُول بن عبد الله الشهَاب القيصري ثمَّ الْغَزِّي الْحَنَفِيّ. ثمَّ ولي نِيَابَة الحكم حُدُود السّبْعين، وَهُوَ فَاضل، وَسمع من ابْن أميلة وَابْن حبيب ثمَّ ولي نِيَابَة الحكم بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَقد شاخ قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ القيسراني كَانَ أحد طلبة الْحَنَفِيَّة بالشيخونية أَيَّام أكمل الدّين وَغَيره وَتَوَلَّى قَضَاء غَزَّة عوضا عَن القَاضِي موفق الدّين وأرخ وَفَاته فِي ربيع الآخر ولقبه شرف الدّين فَالله أعلم.) ::: رَسُول بن مُحَمَّد بن عمر الْكرْدِي. مِمَّن سمع على شَيخنَا أَيْضا وَصَحب إِمَام الكاملية وَكَانَ يُقَال لأَحَدهمَا الْكَبِير وَللْآخر الصَّغِير للتمييز. رشيد بن عبد الله الْحَاج رشيد الدّين الفهدي البهائي أحد الفراشين فِي الْحرم النَّبَوِيّ وَيعرف. سمع على الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْءا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الشّرف أَبُو الْفَتْح(3/225)
المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بمبرك النَّاقة النَّبَوِيَّة من دَار أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوفَة بِالْمَدْرَسَةِ الشهابية وَوَصفه بالشيخ الصَّالح الْخَيْر.
854 - رضوَان بن عَليّ بن رضوَان القاهري المقرىء وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَأحد قراء الجوق الْمُجْتَهدين فِي التَّحْصِيل. تكسب بِالشَّهَادَةِ كأبيه وبالدوران فِي الاسباع بِبَيْت الْأُمَرَاء وَنَحْوهم وتنزل فِي كثير من الْجِهَات بل كتب الوصولات بالخشابية بعد وَلَده وَرُبمَا خطب وَكنت أَحْمد قِرَاءَته وَوجد لَهُ بعض الاسمعة فِي ثَبت الْجمال البدراني فاستجازه الطّلبَة لذَلِك.
855 - رضوَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة بن الْبَهَاء بن سعيد / شَيخنَا مُفِيد الْقَاهِرَة مُحدث الْعَصْر الزين أَبُو النَّعيم وَأَبُو الرِّضَا العقبي ثمَّ القاهري الصحراوي الشَّافِعِي المقرىء ولد فِي صبح جُمُعَة من رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنية عقبَة بالجيزة وَنَشَأ بخانقاه شيخو فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وجود بعض الْقُرْآن على اسماعيل الانبابي وتلا بالسبع إفرادا إِلَّا نَافِعًا فَلم يكملها على النُّور أبي الْحسن عَليّ الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي أخي بهْرَام وَسمع عيه مَوَاضِع كَثِيرَة من الْقُرْآن جمعا لَهَا وللثلاث أَيْضا وَفِي الْبَحْث فِي شرح الجعبري للشاطبية ونهج الدماثة وَقَرَأَ الْكثير من الشاطبية وَجَمِيع الرائية عَلَيْهِ وعَلى الشَّمْس الغماري جمعا للسبع إِلَى رَأس الحزب الأول من الاعراف وَكَذَا من ثمَّ إِلَى رَأس الحزب فِي الْقَصَص مَعَ إِضَافَة يَعْقُوب إِلَيْهَا وعَلى الزكي أبي البركات الاسعردي الْمَالِكِي جمعا للثمان بِتَمَامِهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض العقد وَسمع عَلَيْهِ بعض الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة يَعْقُوب وَكِلَاهُمَا لشيخه أبي حَيَّان وعَلى كل من الشّرف يَعْقُوب الجوشني الْمَالِكِي وَالشَّمْس النشوي الْحَنَفِيّ جملَة من الْقُرْآن للسبع وعَلى أَولهمَا بعض الشاطبية وعَلى النُّور بن سَلامَة بِمَكَّة بعضه للسبع أَيْضا وعَلى ابْن الْجَزرِي الْفَاتِحَة وَإِلَى المفلحون بالعشر دَاخل الْكَعْبَة وعَلى ابْن الزراتيتي جملَة كَثِيرَة من الْقُرْآن بالأثني عشر وَقَرَأَ عَلَيْهِ كلا من التَّيْسِير والعنوان والعقيلة والارشاد الصَّغِير وَغَيرهَا وَبَعض الْقُرْآن على الْفَخر عُثْمَان الْبرمَاوِيّ وَبحث عَلَيْهِ فِي شرحي الفاسي والجعبري للشاطبية وَقَرَأَ الشاطبية على نَاصِر الدّين)
بن كشتغدي وَلَقي من الْقُرَّاء أَيْضا الْعَسْقَلَانِي وَابْن القاصح صَاحب المصطلح وَغَيره فَسمع عَلَيْهِمَا بعض الْقُرْآن بالجامع الطولوني وَالْفَخْر البلبيسي الضَّرِير إِمَام الْأَزْهَر فَسمع عَلَيْهِ بِهِ بعضه أَيْضا وَكَذَا أَخذ الْقرَاءَات عَن الشَّمْس الشطنوفي ويرويها بالاجازة(3/226)
عَن التنوخي وَابْن السكاكيني فِي آخَرين واجتهد فِيهَا جدا، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَكَذَا الصَّدْر الْمَنَاوِيّ والعز بن جمَاعَة ولازمهما وَكَذَا الصَّدْر الابشيطي كثيرا وتفقه بهم وبالشموس الثَّلَاثَة القليوبي والغراقي والشطنوفي وَأذن لَهُ ثَلَاثَتهمْ مَعَ ابْن الْجَزرِي فِي التدريس بل وَأذن لَهُ ابْن سَلامَة الْمَكِّيّ فِي الافتاء أَيْضا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ثَالِث الشموس وَعَن الغماري أَيْضا فِي شرح الألفية لِابْنِ النَّاظِم والفصول لِابْنِ عُصْفُور وَبَعض الحماسة وَغير ذَلِك وأصول الْفِقْه عَن أَوَّلهمْ وَعَن ابْن جمَاعَة أَيْضا والفرائض والحساب عَن ثانيهم، وَكَذَا أَخذ فِي هَذِه الْعُلُوم الْأَرْبَعَة مَعَ الْكَلَام والتصريف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والجدل عَن الْبِسَاطِيّ وَأذن لَهُ وَكتب عَن الْعِرَاقِيّ جملَة من أَمَالِيهِ ثمَّ عَن وَلَده الْوَلِيّ وَرُبمَا استملى عَلَيْهِ. وناب فِي عُقُود الْأَنْكِحَة بِالْقَاهِرَةِ وضواحيها عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ، وَولي مشيخة الاسماع بالشيخونية بعد الزين الزَّرْكَشِيّ والخدمة بالاشرفية المستجدة بالعنبريين بسفارة شَيخنَا حَيْثُ قَالَ لواقفها وهما فِيهِ هَذِه جنَّة وَلَا تصلح خدمتها إِلَّا لرضوان فَاسْتحْسن ذَلِك وَقَررهُ والخطابة بِجَامِع المرج وَغير ذَلِك، وَحج مرَارًا وجاور مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَمَا تيسرت لَهُ رحْلَة نعم أَخذ بالحرمين عَن جمَاعَة كالجمال بن ظهيرة وقريبه الْكَمَال، وَكَذَا سمع بِبَيْت الْمُقَدّس على بعض من لم يُعلمهُ لصغره شَيْئا فَإِن وَالِده سَافر إِلَيْهِ فلحقته أمه بِهِ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَهُوَ أول شَيْء سَمعه واشتدت عنايته بالرواية وَبَالغ فِي الطّلب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير وَاسْتوْفى من الْكتب بِالسَّمَاعِ وَالْقِرَاءَة بالعلو وَغَيره أصُول الاسلام السِّتَّة ومسند أَحْمد إِلَّا بعضه مُلَفقًا ومسند الشَّافِعِي تَاما وموطأ يحيى بن يحيى والقعنبي وَالْبَعْض من كل من موطأ أبي مُصعب وَيحيى بن بكير ومسند أبي حنيفَة وَجَمِيع شرحي مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَالسّنَن للدارقطني والسيرة لِابْنِ هِشَام وَجُمْلَة، وَأخذ عَمَّن دب ودرج لكنه لم يكثر عَن القدماء من شُيُوخه بل عَن أهل الطَّبَقَة الْوُسْطَى فَمن دونهم حَتَّى كتب عَن رفقائه بل وَمن دونه أَيْضا، وَمن قديم مسموعه مِمَّا لم أسمعهُ عَلَيْهِ على التقي بن حَاتِم قِطْعَة من السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي وعَلى ابْن أبي الْمجد الْمجْلس الْأَخير من مُسْند الشَّافِعِي وَمن عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَمن المقامات الحريرية)
وعَلى الْمُطَرز والغماري الْكثير من أبي دَاوُد والختم مِنْهُ على الابناسي وَعَلَيْهِمَا والجوهري الْكثير من ابْن مَاجَه وعَلى الْعِرَاقِيّ الْكثير من أَمَالِيهِ، وَانْفَرَدَ فِي الديار المصرية بِمَعْرِِفَة شيوخها وَمَا عِنْدهم من المسموع وَنَحْو ذَلِك لاستقصائه فِي تتبعه لَهُ وَصَارَ الْمعول عَلَيْهِ فِيهِ(3/227)
وَعرف العالي والنازل وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد الْكثير من الْكتب والاجزاء والطباق وَخرج كثيرا لغيره وَالْبَعْض لنَفسِهِ كالاربعين المتباينات وَكَذَا خرجها لوَلَده وَلم يَتَعَدَّ لغير ذَلِك من هَذَا الْفَنّ وَبَالغ فِيهِ وَتوسع جدا مَعَ مُشَاركَة فِي الْفَضَائِل ونظم ونثر وَقد حدث بِأخرَة بالكثير من الْكتب والاجزاء وأقرأ الْقُرْآن وَتخرج بِهِ جمع من الْفُضَلَاء، وَكنت مِمَّن تخرج بِهِ وقرأت عَلَيْهِ الْكثير وانتفعت بتهذيبه وارشاده وأجزائه، وَكَانَ كثير الْمحبَّة لي والاقبال عَليّ وَالْتمس مني بِأخرَة جمع شُيُوخه ومروياته فَمَا تيَسّر وتوسم فِي الْمعرفَة ووصفني بالجميل ودعا لي كثيرا وَأَرْجُو أَن أنتفع بذلك فقد كَانَ خيرا دينا سَاكِنا بطيء الْحَرَكَة ربض الْخلق صَادِق اللهجة غزير الْمُرُوءَة متواضعا منطرح النَّفس وقورا بساما مهابا بهيا نير الشيبة حسن السمت كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة غَايَة فِي النصح سليم الْبَاطِن محبا فِي الحَدِيث وَأَهله، سَمحا بِإِعَادَة كتبه وأجزائه منجمعا عَن النَّاس بتربة السيفي قجماس الظَّاهِرِيّ بِالْقربِ من البرقوقية قانعا باليسير عديم النظير على طَريقَة السلق قل أَن ترى الْعُيُون فِي مَجْمُوعه مثله طَار اسْمه بِمَعْرِِفَة الْأَسَانِيد والشيوخ والمرويات، وَأرْسل للسُّلْطَان أبي فَارس صَاحب الْمغرب أَرْبَعِينَ حَدِيثا خرجها لَهُ ولأولاده بالاجازة فأثابه عَلَيْهَا وَكَذَا خرج للجلال البُلْقِينِيّ والنور التلواني وَخلق، وقرض لَهُ شَيخنَا بعض ذَلِك أَو جَمِيعه وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ بِحَيْثُ ذكره فِي الْقسم الْأَخير من مُعْجَمه وَشهد لَهُ إِذْ ذَاك بِأَنَّهُ أمثل من تخرج على طَريقَة طلب الحَدِيث وَقدمه للاستملاء عَلَيْهِ فاستمر وَأثبت اسْمه مُجَردا فِي ورقة كتبهَا فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية فِي وسط هَذَا الْقرن لكَونه كَانَ أَيْضا قصد فِيهَا لتقدم عمله فِيهَا حَسْبَمَا بَينته بِحَيْثُ قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الْأَعْيَان الْقرَاءَات مَعَ انه كَانَ تَارِكًا وَشهد عَلَيْهِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فِي إِجَازَته بعض من قَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات فوصفه فِيهَا بالشيخ الامام الْفَاضِل شيخ الاقراء والتحديث الْحَافِظ فلَان، وَفِي أُخْرَى قبلهَا بِعشر سِنِين بالشيخ الامام الْعَالم الْعَلامَة الاوحد الْمُحدث الْحَافِظ الضَّابِط المقرىء المجود، هَذَا مَعَ سلوك صَاحب التَّرْجَمَة مَعَه الْأَدَب إِلَى الْغَايَة حَتَّى إِنَّنِي سمعته يسْأَل أَيّمَا أكبر أَنْت أَو هُوَ فَقَالَ أَقُول كَمَا قَالَ العباسي رَضِي الله عَنهُ أَنا أسن مِنْهُ وَهُوَ أكبر مني رحمهمَا الله تَعَالَى. ومدحه)
بقصيدة حَسَنَة ذكرتها فِي الْجَوَاهِر. وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بسكنه بتربة قجماس، وَدفن بهَا بعد أَن شهد الصَّلَاة عَلَيْهِ جمع جم كشيخنا وَتقدم والحنبلي والاقصرائي فَمن دونهم وتأسف النَّاس خُصُوصا أهل(3/228)
الحَدِيث على فَقده، وَلم يخلف بعده فِي مَعْنَاهُ مثله، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِاخْتِصَار، وترجمته تحْتَمل أَزِيد من هَذَا رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركته. وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه مِمَّا أنشدنيه لفظا:
(الْحبّ فِيك مسلسل بِالْأولِ ... فَامْنُنْ وَلَا تسمع ملام العذل)
(وَارْحَمْ عباد الله يَا من قد علا ... من يرحم السُّفْلى يرحمه الْعلي)
(وخف الْعَذَاب ورج عفوا أَن ترم ... شربا من النّدب الرَّحِيق السلسل)
856 - رضوَان بن هِلَال الأندلسي /.
857 - ركاب /. شنق فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ كَمَا ذكرته فِي الْحَوَادِث.
858 - رَمَضَان بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الزين المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل القراسنقرية وأخو الشهَاب أَحْمد بن أبي السُّعُود / الْمَاضِي لِأَبِيهِ خَاصَّة فرمضان أمه أمة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة صوفيا بالخانقاه الصلاحية مَعَ غَيرهمَا من الْجِهَات وَلم يقصر عَن الْخمسين رَحمَه الله.
859 - رَمَضَان بن عَليّ بن أَحْمد أَبُو الْجُود الشاذلي الْمدنِي الْوَاعِظ /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
860 - رَمَضَان بن عمر بن مزروع الاتكاوي الشَّافِعِي /. شيخ صَالح جليل أَخذ عَن بلديه الشَّيْخ إِبْرَاهِيم وَصَحبه جمَاعَة كالزيني زَكَرِيَّا القَاضِي وَالشَّمْس بن سَلامَة، وَكَانَ فَاضلا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأول سنة سبعين وَهُوَ عَم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر العمريطي الْآتِي.
861 - رَمَضَان بن يُوسُف بن رَمَضَان الشبراوي وَيعرف بِابْن تكا قَوْله /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
862 - رَمَضَان اللَّقَّانِيّ ثمَّ القاهري البهائي التَّاجِر /. مِمَّن قَرَأَ على ابْن أَسد وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا، وَحج وَكَانَ رَاغِبًا فِي الْخَيْر وَزوج ابْنه لابنَة يحيى ابْن شَيخنَا الرَّشِيدِيّ.
مَاتَ فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.
863 - رَمَضَان المنفلوطي ثمَّ القاهري المهتار / عَامي جلف. ولد ببني غَالب قَرْيَة من عمل منفلوط، رقاه أستاذه وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْكسْوَة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي أَيَّام منى سنة تسع عشرَة بعد تغير عقله (سقط)(3/229)
قَلِيلا من الْكبر وَدفن بالمعلاة عَن سِتّ وَسبعين فأزيد ذكره الفاسي.
866 - رميثة بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان الحسني ابْن صَاحب الْحجاز وأخو صَاحبه الجمالي مُحَمَّد / وَهُوَ أَصْغَر إخْوَته رام الْمُخَالفَة عَلَيْهِ بِحَيْثُ لما انْفَصل الاشرف قايتباي عَن مَكَّة وفارقه أَخُوهُ تخلف هُوَ مَعَه وشكاه فَأرْسل بِهِ إِلَى أَخِيه فاستمر مُتَأَخِّرًا عِنْده، ثمَّ فر إِلَى الْيمن كجازان وَغَيرهَا عِنْد أَخْوَاله ذَوي عمر، وَاجْتمعَ بعامر بن طَاهِر صَاحبهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين ورام التَّوَصُّل فِي جلبه إِلَى عيداب فَمَا تمكن. وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الْآن مشتت، وَقد تزوج قبل بِمَكَّة عابدة ابْنه حليمة ابْنة السَّيِّد صفي الدّين الايجي وقتا ثمَّ فَارقهَا وَلها إِلَيْهِ مزِيد ميل.
867 - رميثة بن أبي الْقسم بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ غَرِيبا بالمحلة وَكَانَ رَاجعا من اسكندرية فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَسبعين، وَشهد الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دَفنه من لَا يُحْصى كَثْرَة، وَكَانَ توجهه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله.
868 - رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمر الحسني الْمَكِّيّ. / ولي إمرتها مُدَّة فَلم تحمد سيرته فعزل وَاتفقَ خُرُوجه فِي طَائِفَة من الْعَسْكَر للوقيعة ببني إِبْرَاهِيم أَو غَيرهم على نَحْو ثَمَانِيَة أَيَّام من مَكَّة فَقتل فِي المعركة فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبِلَاد الشرق وَدفن هُنَاكَ.
869 - رُمَيْح بن حَازِم بن عبد الْكَرِيم بن أبي نمى الحسني /. مَاتَ فِي أول شعْبَان سنة سبع وَخمسين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بهَا.
870 - روزبهان بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مكرم الشَّيْخ صدر الدّين بن غياث الدّين ابْن روح الدّين الفالي ابْن أُخْت أَحْمد بن نعْمَة الله / الْمَاضِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.
871 - ريحَان الحبشي التعكري / لكَونه عَتيق الْجمال مُحَمَّد بن عمر بن مَسْعُود التعكري وَالِد عَليّ وَزَيْنَب زوج مُحَمَّد بن حسن الصَّائِغ وَأم هاني أم أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ المرشدي)
وَغَيره. كَانَ لَهُ من الدّور بدار الخفرة وَأُخْرَى تجاه دَار الشهَاب قاوان بالخرازين. مَاتَ سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة.
872 - ريحَان الحبشي الْعَطَّار /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد. ريحَان الحبشي عَتيق الشيبي. مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين.
874 - ريحَان الحبشي عَتيق الشهَاب بن الضياء.
875 - ريحَان الحبشي عَتيق القَاضِي عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَالِكِي /. سمع من الْكَمَال بن حبيب شَيْئا من آخر مُسْند الطَّيَالِسِيّ، وَمن أَحْمد بن سَالم الْمُؤَذّن(3/230)
والقروي قِطْعَة من أول موطأ يحيى بن يحيى وَآخره وَمن الْجمال الاميوطي قِطْعَة من سيرة ابْن سيد النَّاس أَخذ عَنهُ التقي بن فَهد وَأوردهُ فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين بِمَكَّة.
876 - ريحَان الحبشي فَتى الزكي أبي بكر الْمصْرِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
877 - ريحَان الحبشي الْمَكِّيّ وَيعرف بالعيني. / ولي أَمر المكس بجدة فِي دولة السَّيِّد عَليّ بن عجلَان وَحصل دنيا وأملاكا ثمَّ ذهب غالبه وَكَانَ ذَا مُرُوءَة. مَاتَ بزبيد فِي رَمَضَان أَو شَوَّال سنة سِتّ عشرَة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
878 - ريحًا الزنْجِي الحبي /. ذكر بِالْخَيرِ وَالدّين، وَإنَّهُ كَانَ يتعاطى حلق رُؤْس الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم ويسقي المَاء بطاسة بَين العشاءين بخانقاه شيخو سِنِين وَيكثر من الصَّلَاة وَنَحْوهَا مَعَ بشاشة وَاسْتقر بِهِ الاشرف قايتباي فِي السَّبِيل الَّذِي أنشأه بِزِيَادَة جَامع ابْن طولون. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
879 - ريحَان الْعَدنِي وَيعرف بالرميدي /. كَانَ ذَا ملاءة وَعبادَة، وَفِيه خير وديانة تردد لمَكَّة غير مرّة، وجاور بهَا ثَلَاث سِنِين أَو نَحْوهَا مُتَّصِل بوفاته. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة عشر بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
880 - ريحَان النوبي ثمَّ الْمَكِّيّ الْقَائِد عَتيق السَّيِّد حسن بن عجلَان وَيعرف بالفيل / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
881 - ريحَان اليعقوبي نِسْبَة للخواجا يَعْقُوب الْبُرُلُّسِيّ الطواشي / أحد خدام الْمَدِينَة مِمَّن سمع مني، وَمَات سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
(حرف الزَّاي المنقوطة)
882 - زَاده العجمي الخرزباني الْحَنَفِيّ، وَيعرف بالشيخ زادة. / قدم من بِلَاده إِلَى حلب سنة أَربع وَتِسْعين، وَهُوَ شيخ سَاكن يتَكَلَّم فِي الْعلم بِسُكُون ويتعانى حل المشكلات فَنزل بجوار الْمُحب بن الشّحْنَة فشغل النَّاس وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والمنطق والكشاف مقتدر على حل المشكلات من هَذِه الْعُلُوم. طارحه السراج عبد اللَّطِيف الفوي بأسئلة من الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا نظما ونثرا مِنْهَا فِي قَول الْكَشَّاف إِن الِاسْتِثْنَاء فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا أرسلنَا إِلَى قوم مجرمين إِلَّا آل لوط مُتَّصِل أَو مُنْقَطع فَأَجَابَهُ بِجَوَاب حسن أَنه إِن كَانَ يتَعَلَّق بِقوم يكون مُنْقَطِعًا لِأَن الْقَوْم صفتهمْ الاجرام أَو بِمن الضَّمِير فِي صفتهمْ فَيكون مُتَّصِلا، وَاسْتشْكل بِأَن الضَّمِير هُوَ الْمَوْصُوف الْمُقَيد بِالصّفةِ فَلَو قلت مَرَرْت بِقوم مجرمين إِلَّا رجلا صَالحا(3/231)
كَانَ الِاسْتِثْنَاء منقطا فَيَنْبَغِي أَن يكون الِاسْتِثْنَاء مُنْقَطِعًا فِي الصُّورَتَيْنِ فَأجَاب بِأَنَّهُ لَا إِشْكَال قَالَ وَغَايَة مَا يُمكن أَن يُقَال إِن الضَّمِير المستكن فِي الْمُجْرمين وَإِن كَانَ عَائِدًا إِلَى الْقَوْم بالاجرام إِلَّا أَن إِسْنَاد الاجرام إِلَيْهِ يَقْتَضِي تجرده عَن اعْتِبَار اتصافه بالاجرام فَيكون اثباتا للثابت إِلَى آخر كَلَامه، ونظم فِي الْجَواب أَيْضا قصيدة طَوِيلَة يَقُول فِيهَا:
(وَلَا الشّعْر من ذاتي وَلَا شميتي ... وَلَا أَنا من خيل الفكاهة فِي الْخَبَر)
ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَولي بعد ذَلِك تدريس الشيخونية ومشيختها فَأَقَامَ مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن كَانَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة فَوَثَبَ عَلَيْهِ فِيهَا بالجاه الْكَمَال بن العديم لما شنع عَلَيْهِ بِأَنَّهُ طَال ضعفه وخرف وتألم الشَّيْخ لذَلِك هُوَ وَولده ومقت أهل الْخَيْر ابْن العديم بِسَبَب صَنِيعه هَذَا، وَلم يلبث أَن مَاتَ وَاسْتقر جمال الدّين بولده فِي تدريس الْحَنَفِيّ بمدرسته جبرا لما وَقع من إِخْرَاج الشيخونية عَن أَبِيه ثمَّ عَنهُ مَعَ كَونه نَاب عَنهُ فِيهَا، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي إنبائه، وأرخه المقريزي فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَنه دفن بالشيخونية وَسَماهُ الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد قَالَ وَكَانَ من أَعْيَان الْحَنَفِيَّة، وَله يَد فِي الْعُلُوم الفلسفية واستدعاه السُّلْطَان من بَغْدَاد إِلَى الْقَاهِرَة، وَيُحَرر هَذَا كُله.
883 - زاهد بن عَارِف بن جلال اللكنوهي الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ. / قَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين
884 -. زَاهِر بن أبي الْقسم بن حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الحسني / مِمَّن لَهُ ذكر فِي أَيَّام أَبِيه وسطوة وتجبر إِلَى أَن قَيده أَبُو ثمَّ رَضِي عَنهُ وَمَات بعد
885 -. زَائِد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل القلهاني الأَصْل نِسْبَة لبلدة من أَعمال هرموز الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / أحد الشُّهُود بِبَاب السَّلَام. مِمَّن حضر كثيرا من مجالسي بِمَكَّة ومولده بهَا سنة ثَمَان وَخمسين وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ فاشتغل عِنْد النُّور بن عطيف وَأبي الْعَزْم ولازم دروس الجمالي أبي السُّعُود وَرُبمَا حضر عِنْد وَالِده. وَكَانَ الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي يمْشِيه عِنْده ثمَّ صَارَت عَلَيْهِ قابلية فِي صناعته بِالنِّسْبَةِ للجالسين هُنَاكَ.
886 - زبيري اسْم بِلَفْظ النّسَب ابْن قيس بن ثَابت بن نعير بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة.
وَليهَا بعد ابْن عَمه ميان بن مَانع فِي رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين وَأقَام بهَا إِلَى سنة خمس وَسِتِّينَ فانفصل بزهير بن سُلَيْمَان بن هبة بن جماز بن مَنْصُور ثمَّ اسْتَقر بِهِ الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات الْمُفَوض إِلَيْهِ أَمر الْحجاز بأسره فِي النِّيَابَة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانِينَ وخطب باسمهما. وَحضر عِنْدِي بعض الْمجَالِس(3/232)
وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتقر الشريف بولده الْبَدْر حسن الْمَاضِي.
887 - الزبير بن سعد بن عبد الله النفطي الْمدنِي المادح. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَأنْشد نظما لغيره قَالَه فِي.
888 - زربة بن تبل بن مَنْصُور الْعمريّ الْقَائِد /. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
889 - زَكَرِيَّا بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن المستعصم بِاللَّه أَبُو يحيى العباسي. / ولي الْخلَافَة فِي أَيَّام اينبك بعد قتل الْأَشْرَف عوضا عَن المتَوَكل ثمَّ خلع ثمَّ أَعَادَهُ الظَّاهِر بعد الْقَبْض على المتَوَكل فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ثمَّ صرف عَنْهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى، وَكَانَ عاميا صرفا بِحَيْثُ يُبدل الْكَاف همزَة.
890 - زَكَرِيَّا بن حسن بن مُحَمَّد الزين الدَّمِيرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمقري إِمَام الحسينية وَيُسمى عبد الرَّحْمَن أَيْضا وَلكنه بزكريا أشهر. / ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والتبريزي وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين والشاطبيتين وَالتَّلْخِيص، وَعرض على الْمُحب بن نصر الله وَشَيخنَا والعيني وَابْن الديري فِي)
سنة تسع وَثَلَاثِينَ وأجازوه بل سمع على من عدا الأول وَكَذَا على الزين الزَّرْكَشِيّ، وتلا بالسبع على الشهَاب السكندري بل قَرَأَ عَلَيْهِ التَّيْسِير والشاطبيتين والألفية بِتَمَامِهَا ولحمزة وَالْكسَائِيّ على ابْن كزلبغا بل قَالَ لي مرّة أَنه جمع عَلَيْهِ ولحمزة فَقَط على السنهوري الْمَالِكِي وللثلاثة عشر على النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر وَابْن أَسد، لكنه لم يكمل عَلَيْهِمَا ولنافع وَابْن كير وَأبي عَمْرو على ابْن الحمصاني وَلأبي عَمْرو على الشارمساحي وَعنهُ أَخذ الْمَجْمُوع فِي الْفَرَائِض وَالْحَاوِي الفرعي وَكَذَا أَخذ عَن الْبَدْر القيمري فِي الْفَرَائِض وَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الشَّمْس الشنشي وَالْعلم البُلْقِينِيّ وحفيد أَخِيه الْبَدْر أبي السعادات والمناوي والعبادي فِي آخَرين، وَقَرَأَ على شرح ألفية الْعِرَاقِيّ للناظم بِتَمَامِهِ وَغير ذَلِك دراية وَرِوَايَة واغتبط بذلك مَعَ قِرَاءَته لَهُ قبل ذَلِك على الْفَخر عُثْمَان الديمي وَكَذَا قَرَأَ عَليّ من تصانيفي القَوْل البديع بعد أَن كتبه وَحج غير مرّة وجاور فِي بَعْضهَا وَأخذ فِي مجاورته عَن الشّرف عبد الْحق السنباطي، وَأذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه كالسكندري وَشهد عَلَيْهِ الْمَنَاوِيّ وَابْن الديري والأقصرائي وَإِمَام الْأَزْهَر والبدر الْبَغْدَادِيّ وَولي إِمَام الحسينية وتنزل بالشيخونية، وتكسب بِالشَّهَادَةِ على خير واستقامة وسلامة وفطرة واستحضار لكتبه وانجماع حَتَّى(3/233)
عَن بني الدُّنْيَا مَعَ كَونه مِمَّن كَانَ اخْتصَّ بالأمير يشبك الْفَقِيه وقتا وَنعم الرجل، وَوَصفه ابْن أَسد فِي إجَازَة لوَلَده بِأَنَّهُ شيخ الْقُرَّاء ومعدن الاقراء الشَّيْخ الامام الْعَالم الْمُفِيد النافع لخلق الله فِي الْعُلُوم فيدرس وَيُعِيد.
891 - زَكَرِيَّا بن عَليّ بن كمشبغا التَّاجِر وَأمه عنقاء أُخْت جِهَة البدري ابْن شَيخنَا. / كَانَ أَبوهُ مصارعا قيمًا، وَنَشَأ وَلَده فَدخل دَار الضَّرْب إِلَى أَن اكْتسب قدرا فترقى حِينَئِذٍ لحرفة زوج أمه ابراهيم بن المرجوشي وَهِي بيع القماش السكندري وَمَا أشبهه فِي سوق الشّرْب ونال فِي ذَلِك حظا وافرا وشهرة تَامَّة مَعَ نهضة وحذق فِي سَبَب وتقلل فِي معيشته. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ سامحه الله وَعَفا عَنهُ.
892 - زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الزين الْأنْصَارِيّ السنبكي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي القَاضِي. / ولد فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بسنيكة من الشرقية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الفقيهين مُحَمَّد بن ربيع والبرهان الفاقوسي البلبيسي أحد من كتبت عَنهُ وعمدة الاحكام وَبَعض مُخْتَصر التبريزي فِي الْفِقْه ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فقطن الْأَزْهَر وأكمل حفظ الْمُخْتَصر الْمَذْكُور بل حفظ أَيْضا الْمِنْهَاج الفرعي وألفية النَّحْو)
والشاطبيتين وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَنَحْو النّصْف من ألفية الحَدِيث وَمن التسهيل إِلَى كَاد وَبَعض ذَلِك بعد هَذَا الأوان، وَأقَام بعد مَجِيئه الْقَاهِرَة بهَا يَسِيرا ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ثمَّ رَجَعَ فداوم الِاشْتِغَال وجد فِيهِ وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنْهُم الْفِقْه القاياتي وَالْعلم البُلْقِينِيّ فَقَرَأَ عَلَيْهِمَا شرح الْبَهْجَة مُلَفقًا بل وَأخذ عَنْهُمَا فِي الْفِقْه غير ذَلِك وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ والشموس الونائي والحجازي والبدرشي والشهاب بن المجدي والبدر النسابة والزين البوتيجي بل وَعَن شَيخنَا والزين رضوَان فِي آخَرين، وَحضر دروس الشّرف الْمَنَاوِيّ وَغَيره بل قَرَأَ فِي التَّنْبِيه على الشَّمْس البامي كَمَا كَانَ يخبر بِهِ وأصول الْفِقْه القاياتي والكافياجي قَرَأَ عَلَيْهِمَا الْعَضُد مُلَفقًا والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام والشرواني والشمني وَجَمَاعَة وأصول الدّين على الْعِزّ الْمَذْكُور أَخذ عَنهُ شرح العقائد بِكَمَالِهِ مَا بَين سَماع وَقِرَاءَة والشرواني قَرَأَ عَلَيْهِ شرح المواقف وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْمَدْعُو بالشيخ البُخَارِيّ نزيل زَاوِيَة الشَّيْخ نصر الله قَرَأَ عَلَيْهِ العبري شرح الطوالع والأبدي وَغَيرهم وَعَن كل مشايخه فِي أصل الدّين أَخذ النَّحْو بل وَأَخذه أَيْضا عَن ابْن المجدي وَابْن الْهمام والشمني وَالصرْف عَن الْعِزّ والشرواني وَكَذَا عَن مُحَمَّد بن أَحْمد الكيلاني قَرَأَ عَلَيْهِ شرح تصريف الْعزي للتفتازاني وَطَائِفَة والمعاني وَالْبَيَان(3/234)
والبديع عَن القاياتي أَخذ عَنهُ المطول مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَالشَّمْس البُخَارِيّ الْمَذْكُور قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُخْتَصر والكافياجي والشرواني وَعَن من عداهُ من شُيُوخ الصّرْف أَخذ الْمنطق وَكَذَا عَن ابْن الْهمام والأبدي والزين جَعْفَر العجمي الْحَنَفِيّ نزيل المؤيدية قَرَأَ عَلَيْهِ الشمسية وغالب حاشيتها للسَّيِّد والتقي الحصني أَخذ عَنهُ ظنا فِي القطب وحاشيته، وَأخذ عَن القاياتي فِي اللُّغَة وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن الكافياجي وَشَيخنَا فِي التَّفْسِير وَأخذ علم الْهَيْئَة والهندسة والميقات والفرائض والحساب والجبر والمقابلة وَغَيرهَا عَن ابْن المجدي وَقَرَأَ عَلَيْهِ من تصانيفه أَشْيَاء والفرائض والحساب أَيْضا عَن الشَّمْس الْحِجَازِي والبوتيجي وَكَذَا عَن أبي الْجُود البنبي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَجْمُوع والفصول وَالْحكمَة عَن الشرواني وجعفر الْمَذْكُور والطب عَن الشّرف بن الخشاب وَالْعرُوض عَن الوروري وَعلم الْحَرْف عَن ابْن قرقماس الْحَنَفِيّ والتصوف عَن أبي عبد الله الغمري والشهاب أَحْمد الادكاوي وَمُحَمّد الفوي وَكِلَاهُمَا من أَصْحَاب ابراهيم الادكاوي وَعَن السراج عمر النبتيتي والزين عبد الرَّحْمَن الخليلي شقير، وتلقن مِنْهُم وَمن أَحْمد بن الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن تَمِيم الدمياطي وَيعرف بالزلباني الذّكر وتلا بالسبع على كل)
من النُّور البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر والزين رضوَان والشهاب القلقيلي السكندري بعد تدربه فِي ذَلِك بِبَعْض طلبتهم كالزين جَعْفَر وبالثلاث الزَّائِدَة عَلَيْهَا بِمَا تضمنته مصنفات ابْن الْجَزرِي النشر والتقريب والطيبة على الزين طَاهِر الْمَالِكِي وبالعشر لَكِن إِلَى المفلحون فَقَط على الزين بن عَيَّاش الْمَكِّيّ بهَا وَأخذ مرسوم الْخط عَن الزين رضوَان بل وَسمع عَلَيْهِ فِي الْبَحْث من شرح الشاطبية للجعبري وَحمل عَنهُ كتبا جمة فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث وَغَيرهمَا كجملة من شرح ألفية الحَدِيث للعراقي وَعَن ابْن الْهمام أَخذ هَذَا الشَّرْح بِتَمَامِهِ سَمَاعا وَبَعضه قِرَاءَة وَعَن القاياتي بعضه بل وَأخذ عَن شَيخنَا الْكثير مِنْهُ وَمن ابْن الصّلاح وَجَمِيع شرح النخبة لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بُلُوغ المرام من تأليفه أَيْضا والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ سيد النَّاس ومعظم السّنَن لِابْنِ مَاجَه وَأَشْيَاء غَيرهَا، وَسمع فِي صَحِيح مُسلم على الزين الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا سمع على الْعِزّ بن الْفُرَات أَشْيَاء وعَلى سارة ابْنة ابْن جمَاعَة فِي المعجم الْكَبِير للطبراني بِقِرَاءَتِي وعَلى الْبُرْهَان الصَّالِحِي والرشيدي وَكثير مِمَّن تقدم كالزين رضوَان واشتدت عنايته بملازمته لَهُ فِي ذَلِك حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ مُسلما وَالنَّسَائِيّ والبوتيجي والبلقيني وبمكة فِي سنة خمسين حِين حج على الشّرف أبي الْفَتْح المراغي والتقي بن فَهد والقاضيين أبي الْيمن النويري وَأبي السعادات بن ظهيرة فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَبَعض(3/235)
من ذكر من جَمِيع شُيُوخه فِي أَخذه عَنهُ أَكثر من بعض، كَمَا أَن عمله فِي هَذِه الْعُلُوم أَيْضا يتَفَاوَت، وَلم يَنْفَكّ عَن الِاشْتِغَال على طَريقَة جميلَة من التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة وَالْأَدب والعفة والانجماع عَن بني الدُّنْيَا مَعَ التقلل وَشرف النَّفس ومزيد الْعقل وسعة الْبَاطِن وَالِاحْتِمَال والمداراة إِلَى أَن أذن لَهُ غير وَاحِد من شُيُوخه فِي الافتاء والاقراء وَمِمَّنْ كتب لَهُ شَيخنَا وَنَصّ كِتَابَته فِي شَهَادَته على بعض الآذنين لَهُ: وأذنت لَهُ أَن يقرىء الْقُرْآن على الْوَجْه الَّذِي تَلقاهُ ويقرر الْفِقْه على النمط الَّذِي نَص عَلَيْهِ الإِمَام وارتضاه قَالَ وَالله المسؤل أَن يَجْعَلنِي وإياه مِمَّن يرجوه ويخشاه إِلَى أَن نَلْقَاهُ. وَكَذَا أذن لَهُ فِي اقراء شرح النخبة وَغَيرهَا وتصدى للتدريس فِي حَيَاة غير وَاحِد من شُيُوخه وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء طبقَة بعد طبقَة مَعَ إِعْلَام متفننيهم بِحَقِيقَة شَأْنه وَلَكِن الْحَظ أغلب، وَشرح عدَّة كتب مِنْهَا آدَاب الْبَحْث وَسَماهُ فتح الْوَهَّاب بشر الْآدَاب وفصول ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض سَمَّاهُ غَايَة الْوُصُول إِلَى علم الْفُصُول مزج الْمَتْن فِيهِ وَآخر غير ممزوج سَمَّاهُ مَنْهَج الْوُصُول إِلَى تَخْرِيج الْفُصُول هُوَ أبسطهما والتحفة القدسية فِي الْفَرَائِض لِابْنِ الهائم أَيْضا وَسَماهُ التفة الأنسية لغلق التُّحْفَة القدسية وألفية)
ابْن الهائم أَيْضا الْمُسَمَّاة بالكفاية وَسَماهُ نِهَايَة الْهِدَايَة فِي تَحْرِير الْكِفَايَة وبهجة الْحَاوِي وَسَماهُ الْغرَر البهية فِي شرح الْبَهْجَة الوردية وتنقيح اللّبَاب للْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ ومختصر الرَّوْضَة لِابْنِ الْمقري الْمُسَمّى بالروض وحاشية على شرح الْبَهْجَة للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشرح فِي النَّحْو شذور الذَّهَب بل كتب على ألفية النَّحْو يَسِيرا وَفِيمَا يتَعَلَّق بالقراءات شرح مُقَدّمَة التجويد لِابْنِ الْجَزرِي ومختصر قُرَّة الْعين فِي الْفَتْح والامالة وَبَين اللَّفْظَيْنِ لِابْنِ القاصح وَأَحْكَام النُّون الساكنة والتنوين وَالْمدّ وَالْقصر وَفِي الْمنطق شرح ايساغوجي وَشرح المنفرجة فِي مطول ومختصر وأقرأ مُعظم ذَلِك وطار مِنْهُ شرح الْبَهْجَة فِي كثير من الاقطار وَكنت أتوهم أَن كِتَابَته أمتن من عباريه إِلَى أَن اتَّضَح لي أمره حِين شرع فِي غيبتي بشرح ألفية الحَدِيث مستمدا من شرحي بِحَيْثُ عجب الْفُضَلَاء من ذَلِك وَقلت لَهُم من ادّعى مَا لم يعلم كذب فِيمَا علم، وخطر لي لقُصُور الطّلبَة الْمُرُور على شَرحه للبهجة وابراز مَا فِيهِ سِيمَا فِي كثير مِمَّا يزْعم المزج فِيهِ. وَقصد بالفتاوي وزاحم كثيرا من شُيُوخه فِيهَا، وَكَانَ أحد من كتب فِي كائنة ابْن الفارض بل هُوَ أحد من عظم ابْن عَرَبِيّ واعتقده وَسَماهُ وليا، وعذلته عَن ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى فَمَا كف بل تزايد فصاحة بذلك بِأخرَة وأودعه فِي شَرحه للروض من مُخَالفَته الماتن فِي ذَلِك. وَله تهجد وتوجد وصبر(3/236)
وَاحْتِمَال وَترك للقيل والقال وأوراد واعتقاد وتواضع وَعدم تنَازع بل عمله فِي التودد يزِيد عَن الْحَد ورويته أحسن من بديهته وكتابته أمتن من عِبَارَته وَعدم مسارعته إِلَى الفتاوي قيل مِمَّا يعد فِي حَسَنَاته، وبيننا أنسة زَائِدَة ومحبة من الْجَانِبَيْنِ تَامَّة وَلَا زَالَت المسرات واصلة إِلَى من قبل بِالدُّعَاءِ وَالثنَاء وَإِن كَانَ ذَلِك دأبه مَعَ عُمُوم النَّاس فحظي مِنْهُ أوفر ولفضي فِيهِ كَذَلِك أغزر وَقد عرض عَلَيْهِ إِمَامَة الْمدرسَة الزينية الاستادار أول مَا فتحت، وَيكون سَاكِنا بهَا فتوقف وَاسْتَشَارَ القاياتي فحسنه لَهُ وَلم يلبث أَن جَاءَهُ صَاحبه الشهَاب الزواوي وَسَأَلَهُ أَن يتَكَلَّم لَهُ مَعَ القاياتي فِي اشارته إِلَى الْوَاقِف بتقريره فِيهَا فبادر من غير اعلامه بِأَنَّهُ سُئِلَ فِيهَا وَتوجه مَعَه إِلَى القاياتي فَكَلمهُ فوعده بالاجابة بعد أَن علم الشهَاب مِنْهُ بتعيينها لَهُ وتمادي الْحَال، وَمَعَ ذَلِك فاستقر فِيهَا الشهَاب بن أَسد، وَكَذَا سَأَلَ فِي خزن كتب المحمودية بعد شَيخنَا فبادر النّحاس وَأَخذهَا للتريكي بل تكلم فِي أَخذ مَا كَانَ فِي تَرِكَة ابْن البُلْقِينِيّ من كتب الْأَوْقَاف حرصا مِنْهُ فِي ذَلِك وَفِي الخزن على الاستمداد من الْكتب وَعمل الميعاد بِجَامِع الظَّاهِر نِيَابَة ثمَّ وثب البقاعي على الْأَصِيل فَانْقَطع. وَاسْتمرّ بِهِ الْعلم بن الجيعان)
فِي مشيخة التصوف بالجامع الَّذِي أنشأه ببركة الرطلي أول مَا فتح، وَكَذَا اسْتَقر فِي مشيخة التصوف بِمَسْجِد الطواشي علم دَار بدرب ابْن سنقر بِالْقربِ من بَاب البرقية عوضا عَن زَيْنَب ابْنة شَيْخه أبي الْجُود ثمَّ رغب عَنهُ وَقَررهُ الظَّاهِر خشقدم فِي التدريس بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء أول مَا فتحت. وَفِي تدريس الْفِقْه بِالْمَدْرَسَةِ السابقية بعد موت ابْن الملقن وَقدمه على غَيره مِمَّن نَازع مَعَ سبق كِتَابَة النَّاظر الْخَاص لَهُ. وتحول من ثمَّ للسكن فِي قاعتها وَزَاد فِي الترقي وَحسن الطلاقة والتلقي مَعَ كَثْرَة حاسديه والمتعرضين لجانبه وواديه، وَهُوَ لَا يلقاهم إِلَّا بالبشر والطي للنشر إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي مشيخة الدَّرْس المجاور للشَّافِعِيّ وَالنَّظَر عَلَيْهِ عقب موت التقي الحصني بعد سعي جلّ الْجَمَاعَة فِيهِ بِدُونِ مَسْأَلَة مِنْهُ وَألبسهُ لذَلِك جندة خضراء وَتوجه إِلَى الْمقَام وَمَعَهُ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة مَا عدا الْحَنَفِيّ لتوعكه وقاضي الشَّام القطب الخيضري وَمن شَاءَ الله وَبَعض الْأُمَرَاء. ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله وباشر الدَّرْس والتكلم على أوقافه واجتهد فِي عمارتها واستخلص مِنْهُ مَا كَانَ مُنْفَصِلا عَنهُ من مُدَّة بعد خطوب وحروب فِي استخلاصها يطول شرحها ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ بعد ذَلِك نظر القرافة بأسرها إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يُؤذن بمزيد خصوصيته عِنْده وَلذَا كثر توسل النَّاس بِهِ إِلَيْهِ وَإِلَى غَيره من أمرائه فَمن دونهم فِي كثير من المآرب وَانْفَرَدَ عَن(3/237)
غَيره من المتطوعة بالمزيد من ذَلِك.
وَدخل فِي وَصَايَا وَنَحْوهَا وَالسُّلْطَان فِي غُضُون ذَلِك يلهج بالتحدث بولايته الْقَضَاء مَعَ علمه بِعَدَمِ قبُوله عَن الظَّاهِر خشقدم بعد تصميمه عَلَيْهِ لذَلِك إِلَى أَن أذعن بعد مَجِيء الزِّمَام وناظر الْخَاص ونائب كَاتب السِّرّ وناظر الدولة وَغَيرهم إِلَيْهِ وَطَلَبه لَهُ فطلع مَعَهم وَمَا وجد بدا من الْقبُول وَذَلِكَ وَقت الزَّوَال من يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَقد صرف الولولي الأسيوطي فِي أول يَوْم مِنْهُ حِين التهنئة وَرجع وَمن شَاءَ الله مَعَه من الْأُمَرَاء والقضاة والمباشرين والنواب والطلبة إِلَى الصالحية على الْعَادة ثمَّ إِلَى منزله فباشر بعفة ونزاهة وَاسْتقر فِي أَمَانَة الحكم بِأحد فضلاء جماعته الْجمال الصاني الْأَزْهَرِي وَفِي النقابة بِأحد الْفُضَلَاء أَيْضا الْعَلَاء الْمحلي الْحَنَفِيّ أحد جمَاعَة قَاضِي الْمحلة أوحد الدّين العجيمي مَعَ تَدْبِير الشهَاب الأبشيهي لَهما ومراجعتهما لَهُ، وَامْتنع من ولَايَة أبي الْفَتْح السوهاي مَعَ توسله عِنْده بِكُل طَرِيق واجتهد فِي عمَارَة الْأَوْقَاف لاستيلاء الخراب على أَكْثَرهَا وَلم يظْهر أثر ذَلِك إِلَّا لمباشريها وجباتها لكَون الناصح لَهُ فِي الْعِمَارَة وَغَيرهَا عديم والمكافح فِي الدّفع عَنهُ غير)
مُسْتَقِيم وَاسْتمرّ الْقطع لجل مستحقيها إِلَى أَن أمسك السُّلْطَان الْأمين والنقيب وَغَيرهمَا من جماعته ورسم عَلَيْهِم وَلم يلْتَفت لمن يعذله عَن ذَلِك مَعَ قلتهم بل عدمهم وَصَرفه فِي أثْنَاء ذَلِك عَن نظر القرافتين وَيُقَال كَانَت ولَايَته على الْمُسْتَحقّين نقمه وجهالته فِي تَصَرُّفَاته على الْمُسْتَحقّين الْمُسلمين غمه بِحَيْثُ عَادَتْ محبَّة النَّاس فِيهِ عَدَاوَة وزادت الرَّغْبَة إِلَى الله بزواله عقب الصَّلَاة والتلاوة وَاشْتَدَّ بغضه فِيهِ وَلم يعْتد بغالب مَا يبديه وَصرح بتمقته مرّة بعد أُخْرَى وَطرح جَانِبه سرا وجهرا وَلَو الْتفت لجِهَة الْمُسْتَحقّين لانكب عَنهُ بِيَقِين، وَلَكِن حب الدُّنْيَا رَأس كل خَطِيئَة وعَلى كل حَال فَهُوَ نِهَايَة العنقود وحامل الرَّايَة الَّتِي إِلَى الْخَيْر فِيمَا نرجو تعود وَلم تزل الأكابر تمتحن والصابر عَلَيْهَا يرتقي لكل أَمر حسن رفع الله بِهِ وَعنهُ كل مَكْرُوه وَدفع عَنهُ من يخفضه بفوه وَختم لَهُ بِخَير.
893 - زُهَيْر بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن سنجر بن عبد الله اليساري نِسْبَة لعرب الْيَسَار الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي / أحد رُؤْس الركابة فِي الاسطبلات السُّلْطَانِيَّة كأسلافه واسْمه مُحَمَّد وَلكنه بزهير أشهر. ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَاب القرافة، وَحضر دروس الونائي فَأكْثر وَكَذَا الْمَنَاوِيّ بل القاياتي وخالط الْفُقَهَاء من ذَلِك الْعَصْر وهلم جرا وَكَانَ لكثير مِنْهُم إِلَيْهِ الْميل وَدخل الْبِلَاد الشامية وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس واستفتى شَيخنَا وَقد حضر عِنْده مجْلِس الاملاء فِيمَن(3/238)
أنكر عَلَيْهِ استمراره بزيه مَعَ مخالطته للفقهاء فَأَجَابَهُ بِمَا كتبته فِي فَتَاوِيهِ بل سَمعه بَعضهم بِحَضْرَتِهِ وَهُوَ يعْقد فِي كَلَامه الْقَاف على طريقتهم، فَقَالَ لَهُ أَلا تخلصا قافا فنصره بقوله لَو قَالَ فِي الْفَاتِحَة الْمُسْتَقيم بِالْقَافِ المعقودة مَعَ الْقُدْرَة على خلاصها صَحَّ بل استفتى جمَاعَة كالعبادي والمقسي والجوجري على من تعرض لَهُ بالاساءة وأجابوه كلهم بِالشَّهَادَةِ بخيره وحضوره مجَالِس الْعلمَاء وتكلمه فِي مسَائِل الْعلم وتأدبه وإنشاده الشّعْر وَنَحْو ذَلِك مِمَّا لم أزل أَيْضا أسمعهُ. وَقد زارني فِي سنة سِتّ وَتِسْعين واستأنست بِهِ وَحكى لنا عَن الونائي وَغَيره مِمَّن خالطهم من طبقتهم وَمن دونهَا كَأبي البركات الغراقي وَلَا يَخْلُو من ظرف ولطف.
894 - زُهَيْر بن سُلَيْمَان بن زبان بن مَنْصُور بن جماز بن شيخة الْحُسَيْنِي /. كَانَ فاتكا خَارِجا عَن الطَّاعَة يقطع الطّرق على الحجيج والمسافرين إِلَى أَن قتل فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي محاربة أَمِير الْمَدِينَة ابْن عَمه مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة ابْن مَنْصُور، وَقتل مَعَ زُهَيْر جمَاعَة من بني حُسَيْن وأراح الله مِنْهُ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
895 - زُهَيْر بن سُلَيْمَان بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد زبيري الْمَاضِي فِي آخر سنة خمس وَسِتِّينَ فاستمر حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين غير أَنه انْفَصل فِي شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ نَحْو أَرْبَعَة أشهر بضغيم بن خشرم الْحُسَيْنِي المنصوري وَهُوَ المستقر بعد مَوته.
896 - زيد بن غيث بن سُلَيْمَان بن عبد الله الزين أَبُو الْيمن العجلوني ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. /
ولد قبل السّبْعين وَسَبْعمائة بِيَسِير وَسمع على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد ابْن حَمْزَة وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْمَقْدِسِي أَشْيَاء وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَكَانَ خيرا صَالحا، مَاتَ قبل سنة خمسين فِيمَا ظَنّه البقاعي
897 -. زيرك الرُّومِي القاسمي / قَاسم. مولى محظوظ فِي التِّجَارَة صَادِق اللهجة محبا فِي الْخَيْر متأدبا. ترقى فِي التِّجَارَة وَقدم بِسَبَبِهَا الْقَاهِرَة كثيرا، وسافر لغَيْرهَا وَصَارَ أحد الْمَذْكُورين.
898 - زين العابدين جمَاعَة مِنْهُم ابْن شقيقي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر السخاوي الأَصْل القاهري واسْمه مُحَمَّد وَلَكِن غلب عَلَيْهِ هَذَا حَتَّى هجر اسْمه. / ولد ضحى الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر صفر سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بمنزلنا المجاور لسكن شَيخنَا بحذاء المنكوتمرية وَنَشَأ بِهِ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والجرومية والعمدة والمنهاح وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على غير وَاحِد وَفهم فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وَلم يلبث أَن توفى وَالِده فتشاغل عَنْهَا(3/239)
إِلَى أَن رجعت فِي محرم سنة خمس وَتِسْعين فَقَرَأَ عَليّ قَلِيلا وَكَذَا على الْبَدْر حسن الْأَعْرَج فِي الْمِنْهَاج وَالشَّمْس النوبي فِي النَّحْو وَغَيره، وباشر الخطابة وظيفته ووظيفة أَخِيه بالباسطية وَتزَوج وَولد لَهُ وَالله يصلحه.
899 - زين العابدين بن عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَادِل سُلَيْمَان الأيوبي أَخُو أَيُّوب الْمَاضِي / وانه آخر مُلُوك الْحصن من بني أَيُّوب وَقتل فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
900 - زين الْعباد بن فَخر الدّين بن جلال بن أَحْمد فضل الوَاسِطِيّ. / مَاتَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.
901 - زين قرا بن الرماح / كتب عَنهُ شَيخنَا الزين رضوَان شعرًا للشَّافِعِيّ فِي صناعَة الرَّمْي بالنشاب
(حرف السِّين الْمُهْملَة)
902 - ساسي الكلَاعِي الْقَائِد /.
903 - سَالم بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الصنهاجي المغربي الْمَالِكِي. رَأَيْته فِيمَن عرض عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن بِمَكَّة وَكَأَنَّهُ الَّذِي ولد بمشدالة بعد السّبْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ ببجاية واشتغل بتونس إِلَى أَن فضل وارتحل فَوَقع فِي أسر الْكفَّار سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وناظر الأساقفة ببلادهم فأفحمهم ودام عَنْهُم مُدَّة ثمَّ أَخْرجُوهُ، وَسمع بالحجاز ومصر وَغَيرهمَا كدمشق وَمن محفوظاته الشفا وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق ثمَّ قَضَاء الْقُدس ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام وَسَار فِي ذَلِك كُله سيرة حَسَنَة بِحرْمَة وصرامة وَكلمَة نَافِذَة وعفة ونزاهة، وَحدث ودرس وَأفْتى، وَكنت جوزت أَن يكون الزواوي الْآتِي وانه توفّي سنة ثَلَاث وَسبعين ثمَّ استبعدت ذَلِك
سَالم بن أَحْمد الْحَنْبَلِيّ القَاضِي فِي سَالم بن سَالم بن سَالم بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن البابي ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ مُحَمَّد
904 - سَالم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الزين الْعَبَّادِيّ القاهري الْحَنَفِيّ. نَشأ فَقِيرا مقلا وَصَحب أزبك الظَّاهِرِيّ جقمق قَدِيما ولازم خدمته وَأم بِهِ، بل كَانَ مَعَه بِبَيْت الْمُقَدّس فراج أمره وَصَارَ هُوَ المرجوع إِلَيْهِ عِنْده حَتَّى تمول كثيرا وضخم واشتهر ذكره، وأضيف إِلَيْهِ من الْجِهَات الدِّينِيَّة والمرتبات مَا يفوق الْوَصْف، وَمن ذَلِك خزن كتب المحمودية مَعَ عقل وَسُكُون وَاحْتِمَال وإقبال وتواضع وتوابع وَقد تكَرر حجه مرَارًا مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين موسميا ليَكُون نظره على ولد الْأَمِير حِين كَونه أَمِير الأول وعَلى زَوجته خوند ابْنة الظَّاهِر وَالله تَعَالَى يحسن عاقبته.
905 - سَالم بن ذَاكر بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن ذَاكر بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر الكازروني الأَصْل الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن الصَّائِغ وَالِد مُحَمَّد وَعلي وَعبد الْعَزِيز. / سمع من الإِمَام أبي الْيمن الطَّبَرِيّ قِطْعَة من أول الْمُوَطَّأ لِابْنِ(3/240)
بكير وَأَرْبَعين انتقاء الاقفهسي من أبي دَاوُد، وَمَا علمت مَتى مَاتَ. سَالم بن سَالم بن أَحْمد بن سَالم بن عبد الْملك بن عبد الْبَاقِي بن عبد الْمُؤمن ابْن عبد الْملك وَقيل عبد الْعَزِيز بدلهما القَاضِي مجد الدّين أَبُو البركات بن أبي النجا الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ قريب الْمُوفق عبد الله بن عبد الْملك، فجده هُوَ جد أَحْمد جد صَاحب التَّرْجَمَة.
ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر فِي الْفِقْه وَغَيرهمَا)
واشتغل بِبَلَدِهِ وبرع وشارك فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم بهَا وَسمع على عبد الْقَادِر الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ البُخَارِيّ ومسند الإِمَام أَحْمد بأفوات فيهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وتفقه أَيْضا بقاضي الْحَنَابِلَة الْمُوفق قَرِيبه وناصر الدّين الْكِنَانِي وبالعلاء بن مُحَمَّد وَعَلِيهِ وَقَرَأَ عُمْدَة الْأَحْكَام، فَلَمَّا مَاتَ الْمُوفق أَحْمد بن نصر الله فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة طلب أهل الدولة من يصلح للْقَضَاء بعده، وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ حِينَئِذٍ الْعَلَاء بن اللحام فَصَارَ كل مِنْهُمَا يعْتَرف بعجزه وصلاحية الآخر إِلَى أَن اختير الْمجد فَأَقَامَ قَاضِيا نَحْو خمس عشرَة سنة حج فِي غضونها وَكَانَ النَّاصِر فرج يعْتَمد عَلَيْهِ لكَونه وصف عِنْده بالجودة وَالْأَمَانَة بِحَيْثُ أَنه جهزه مرّة إِلَى الصَّعِيد مَعَ الْوَزير سعد الدّين البشيري للحوطة على تَرِكَة أَمِير عرب هوارة مُحَمَّد بن عمر مِمَّا كَانَ اللَّائِق بِهِ التَّنَزُّه عَنهُ، لكنه كَانَ يعْتَذر عَن اجابته بِقصد التَّخْفِيف عَن ورثته وَأَنه يوفر لَهُم بِسَبَب ذَلِك شَيْئا لَوْلَا وجوده نهبت، وَكَذَا نَدبه لغير ذَلِك مِمَّا هُوَ أشنع مِنْهُ ثمَّ صرفه الْمُؤَيد بِالْعَلَاءِ ابْن المغلي وأضيف لَهُ مَا كَانَ مَعَ الْمجد من التداريس فَقدر بعد أَيَّام قَليلَة شغور تدريس الجمالية الجديدة بِمَوْت أبي الْفَتْح الباهي فقرره السُّلْطَان فِيهِ فباشره هُوَ وتدريس أم السُّلْطَان بالتبانة والمدرسة الحسنية حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين خاملا وَقد أقعد وتعطل وَحصل لَهُ فالج وَنَحْوه تغير بِهِ، وَخلف عدَّة أَوْلَاد صغَار أسنهم مراهق وَهُوَ مُحَمَّد الْآتِي. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَرفع الاصر وَابْن خطيب الناصرية وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا عفيفا يحفظ الْمُحَرر ويستحضره. رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَمَان أَو تسع وَهُوَ إِذْ ذَاك فِي مذْهبه فقيهها. سَالم بن سعيد بن علوي أَمِين الدّين الحسباني الشَّافِعِي. قدم الْقُدس وَهُوَ ابْن عشْرين سنة فتفقه بهَا ثمَّ قدم دمشق فِي حَيَاة السُّبْكِيّ واشتغل ودام على ذَلِك وتفقه بِالْعَلَاءِ حجي وَغَيره وَأخذ النَّحْو عَن جمَاعَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ فِيهِ على ابْن عقيل وَفِي الْفِقْه على البُلْقِينِيّ، وَقدم مَعَه دمشق لما ولي قضاءها وولاه قَضَاء بصرى ثمَّ لم يزل يتنقل فِي النِّيَابَة بالبلاد إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى(3/241)
سنة ثَمَان وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ مكبا على الِاشْتِغَال وَفِي ذهنه وَقْفَة. وَكَانَ مخلا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
908 - سَالم بن سَلامَة بن سلمَان مجد الدّين الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ، / ولي قَضَاء حلب فَلم تحمد سيرته بِحَيْثُ قتل فِيهَا ابْن قَاضِي عنتاب خنقا بِغَيْر مسوغ مُعْتَمد وَحبس لذَلِك بقلعة حلب إِلَى أَن خنق على بَاب محبسه فِي سنة ثَمَان وَخمسين. وَكَانَ فِيمَا قيل ذَا مُشَاركَة ومذاكرة بالشعر مَعَ معرفَة بِالْأَحْكَامِ فِي الْجُمْلَة. وَلكنه كَانَ مهورا حاد الْخلق محبا فِي الْقَضَاء عَفا الله عَنهُ
909 -. سَالم بن عبد الله بن سَعَادَة بن طاحين القسنطيني نزيل اسكندرية. / كَانَ أسود اللَّوْن جدا حَتَّى كَانَ يظنّ أَنه مولى وَأما هُوَ فَكَانَ يدعى أَنه أَنْصَارِي وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَبَين عَيْنَيْهِ سجادة، وَقد لَازم الْبُرْهَان بن جمَاعَة واختص بِهِ وَصَارَ لَهُ صيت وطار لَهُ صَوت، ثمَّ صحب الْجمال مَحْمُود بن عَليّ الاستادار، وَتردد كثيرا إِلَى الْقَاهِرَة كل ذَلِك مَعَ محاضرة حَسَنَة وَله أناشيد وحكايات وعَلى ذهنه فنون. مَاتَ باسكندرية فِي سنة عشْرين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي مطول وَأَنه صَحبه وَتردد إِلَيْهِ مرَارًا وَأَنه أنْشدهُ وَكَأَنَّهُ متمثلا:
(وَمن يعْتَرض وَالْعلم عَنهُ بمعزل ... يرى النَّقْص فِي عين الْكَمَال وَلَا يدْرِي)
وَهُوَ أول بَيْتَيْنِ لأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ الشريشي وَثَانِيهمَا:
(وَمن لم يكن يدْرِي الْعرُوض فَرُبمَا ... يرى الْقَبْض فِي بَحر الطَّوِيل من الْكسر)
910 - سَالم بن عبد الْوَهَّاب الْمجد بن التَّاج الدِّمَشْقِي القاهري / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بطنتدا.
وليه فِي حَيَاة أَبِيه ثمَّ وليه أَبوهُ، فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ أُعِيد الْمجد إِلَيْهِ وَسمعت من يَحْكِي أَنه أعْطى أَبَاهُ السم وَقد صاهر الشَّمْس بن الزَّمن على ابْنة أُخْته واستولدها ابْنة اسْمهَا أصيل وَمَات عَنْهُمَا قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وَخَلفه فِي المشيخة.
911 - سَالم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد الزين الْقرشِي الْحَمَوِيّ الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري الكتبي بن الضيا أَخُو أَحْمد / الْمَاضِي. ولد قبل التسعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ الْمجد اللّغَوِيّ وَأَبُو بكر المراغي وَابْن سَلامَة وَشَعْبَان الآثاري وَمُحَمّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد الرَّازِيّ وتكسب بصناعة تجليد الْكتب، وَكَانَ سَاكِنا ضَعِيف الْحَرَكَة أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء أجَاز لنا وَمَات فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين رَحمَه الله.
912 - سَالم بن القَاضِي عفيف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين أَبُو النجا القسنطيني السكندري / قاضيها أَبوهُ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. أَخذ عَن الْجمال عبد الله الْمشرق وَالشَّمْس النوبي باسكندرية فِي الْعَرَبيَّة واشتغل يَسِيرا عِنْد السنهوري(3/242)
وَغَيره، وَأخذ عني قَلِيلا وَأَظنهُ قَرَأَ البُخَارِيّ على الشاوي، وَسمعت أَنه تول بالنظم وتجرأ على أَشْيَاء سِيمَا فِي ولَايَة أَبِيه وعَلى)
كل حَال فَهُوَ أشبه مِنْهُ وَحج فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَعَاد فِي أول الَّتِي تَلِيهَا مَعَ الركب وَيذكر بتمول.
913 - سَالم بن مُحَمَّد بن نَاصِر الجبائي الهواري المغربي ثمَّ القاهري الْمَدِينِيّ / نِسْبَة لصحبة الشَّيْخ مَدين. مِمَّن يديم التِّلَاوَة وَالْقِيَام بالمرضى وَنَحْوهم وملازمة خدمتهم محتسبا، وَقد حضر عِنْدِي كثيرا فِي السِّيرَة وَغَيرهَا وَنعم الرجل
914 -. سَالم بن مُحَمَّد بن صنبة الْمَكِّيّ، / أوردهُ النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه وَأنْشد لَهُ مَا سمعته مِنْهُ فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين:
(أَلا لَيْت شعري هَل ابيتن لَيْلَة ... بوادي الصَّفَا حَيْثُ الْكِرَام نزُول)
(وَهل أرد الشّعب الْيَمَانِيّ فَإِنَّهُ ... ظَلِيل وبالماء الزلازل يسيل)
(وَهل أنظر الغزلان فِيهِ رواتعا ... فَإِن ضنى قلبِي بِهن يَزُول)
915 - سَالم الحوراني / فَقِيه فِي بَيت الْمُقَدّس قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن الزين عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ
916 -. سَالم الزواوي المغربي الْمَالِكِي / قاضيهم بِدِمَشْق، مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْمَدْرَسَةِ الشرابشية مِنْهَا، وَصلى عَلَيْهِ بالجامع، وَدفن بمقبرة الحميرية رَحمَه الله، وَينظر سَالم بن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي.
917 - سبع بن هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الحسني / أَمِير الينبوع. وَليهَا مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده دراج ابْن مفري بتقرير من صَاحب الْحجاز لتفويض أمره إِلَيْهِ
918 -. سراج بن مُسَافر بن زَكَرِيَّا بن يحيى بن اسلام بن يُوسُف سراج الدّين القيصري الرُّومِي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ وَيُسمى أَيْضا ضِيَاء وَعوض وَلكنه لم يشْتَهر بِوَاحِد مِنْهُمَا. / ولد سنة تسعين أَو بعْدهَا تَقْرِيبًا وَقيل سنة خمس وَتِسْعين بالمشهد من الرّوم، وَنَشَأ هُنَاكَ فاشتغل كثيرا ثمَّ ارتحل إِلَى بِلَاد الْعَجم فَقَرَأَ بهَا الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة، وَعَاد فَلَزِمَ الفنري حَتَّى كَانَ يعد من أَعْيَان جماعته وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْفِقْه والاصلان والنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان، وَقَرَأَ شرح الْمجمع لِابْنِ فرشتا على مُؤَلفه وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ مُحَمَّد بن أَبِيه أحد أَصْحَاب صَاحب دُرَر الْبحار واشتغل أَيْضا فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا، وتصدر للتدريس فدرس مُدَّة، ثمَّ بعد توغله فِي العقليات ومشاركته الجيدة فِي الشرعيات تجرد وسلك طرق التصوف فصحب جمَاعَة مِنْهُم)
الزين أَبُو بكر الخافي، وَتوجه صحبته إِلَى الْحَج ثمَّ عَاد فَقدم بَيت الْمُقَدّس سنة ثَمَان وَعشْرين مُجَردا بِقصد الاقامة بهَا للتعبد فَكَانَ(3/243)
القادمون إِلَيْهَا من الرّوم للزيارة يعظمون شَأْنه فَتنبه المقادسة وَغَيرهم لَهُ وَلَا زَالَ يتلطف بِهِ من لَهُ رَغْبَة فِي الِاشْتِغَال والاستفادة إِلَى أَن عاود التدريس والافادة فَأقبل النَّاس عَلَيْهِ وَظهر تقدمه فِي فنون مِنْهَا علم الْكَلَام والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والنحو وَالصرْف ومشاركته فِي غَيرهَا وانتفع النَّاس بِهِ حَتَّى قل أَن يكون فِي الْفُضَلَاء والطلبة من لم يقْرَأ عَلَيْهِ واستغرق جلّ أوقاته فِي ذَلِك، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ صاحبنا الْكَمَال بن أبي شرِيف وَقَالَ أَنه كَانَ محررا لما يلقيه ويذاكر بِهِ ناصحا فِي تَعْلِيمه، عَلامَة فِي حل التراكيب المشكلة، ذَا قُوَّة فِي النّظر، لَهُ ممارسة جَيِّدَة لفقه مذْهبه مديم الاشغال والاشتغال فِي كتب مِنْهُ مُعْتَبرَة، كثير الْمُرَاجَعَة للهداية وشروحها ولشرح الْكَنْز للزيلعي وشغف بتلخيص الْجَامِع للخلاطي فَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ وَكتب عَلَيْهِ قِطْعَة جَيِّدَة، وَكتب أَيْضا بِخَطِّهِ كثيرا كالبخاري وَكَانَ معتنيا بِالنّظرِ فِيهِ وَفِي شروحه وَفِي شرح مُسلم للنووي والهروي وبالمصابيح وشروحه وبالكشاف وَتَفْسِير القَاضِي وَغَيرهمَا وَيُرَاجع الْفَخر الرَّازِيّ وَغَيره عِنْد إقراء الْكَشَّاف وحواشيه مَعَ الاكثار من مطالعة الاحياء وَكَانَ يُبَالغ فِي التحذير من كَلَام ابْن عَرَبِيّ وَيذكر أَنه خالط المشتغلين بِكَلَامِهِ فِي بِلَاد الرّوم وَغَيرهَا وَوجد كثيرا مِنْهُم زائفا يتستر بالتأويل ظَاهرا وَهُوَ فِي الْبَاطِن غير مؤول بل يعْتَقد مَا هُوَ أقبح من الْكفْر وَوجد بَعضهم وَاقعا فِي الْغَلَط. وَكَانَ بعد شَيْخه الفنري مَعَ علو مقَامه فِي الْعلم مِمَّن غلط فِي أَمر ابْن عَرَبِيّ وأشباهه، وَكَانَ ينظر فِيمَا كتبه ابْن تَيْمِية فِي الرَّد على ابْن عَرَبِيّ ويثنى على رده وَكتب هُوَ أَيْضا فِي الرَّد عَلَيْهِ كِتَابَة جَيِّدَة. وَله نظم متوسط ونثر يستكثر على كثير من أهل الرّوم، وبنيت لَهُ مدرسة بِبَيْت الْمُقَدّس بنتهَا لَهُ امْرَأَة من نسَاء وزراء الرّوم تعرف بخانم العثمانية بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن توفيت فآل النّظر إِلَى وَلَدهَا، وَكَانَ فِيمَا يُقَال يمِيل إِلَى ابْن عَرَبِيّ فاتصل بِهِ مُبَالغَة الشَّيْخ فِي التحذير مِنْهُ لِأَن ذَلِك كَانَ دأبه سِيمَا مَعَ الواردين من الرّوم، فَكَانَ هَذَا باعثا للْوَلَد على صرفه عَن الدَّرْس فَلم يكترث الشَّيْخ بذلك بل ظهر مِنْهُ السرُور بِهِ لكَونه سَببا لحمايته عَن تنَاول ريع وَقفه، وَكَانَ رَحمَه الله متين الدّيانَة يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر مواظبا على الْخَيْر إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة سِتّ وَخمسين وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة شَرْقي الْمَسْجِد الْأَقْصَى. انْتهى مُلَخصا. وَقَالَ غَيره كَانَ متين الدّيانَة عفيفا عَن الْوَظَائِف وَمَا فِي أَيدي)
النَّاس ذَا ورع زَائِد وَانْقِطَاع عَن النَّاس وتخل واطراح ولطافة وَصدق وَصِحَّة اعْتِقَاد وَترك للتكلف، مَعَ الاحسان للطلبة والمحاسن الجمة حَتَّى قَالَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر النَّوَوِيّ(3/244)
مَا أعلم أحدا اجْتمعت فِيهِ الْعَدَالَة الظَّاهِرَة والباطنة بعد ابْن رسْلَان غَيره، وَشرع فِي شرح مُخْتَصر الْجَامِع الْكَبِير وَأدْخل فِيهِ علوما على أسلوب جيد وَهُوَ جدير بقول الْقَائِل:
(وَحل من الْمجد المؤثل رُتْبَة ... يقصر عَن إِدْرَاكهَا نظر الطّرف)
وَقد لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس فَسمِعت من فَوَائده، وَكَانَ عَلامَة صَالحا نيرا سليم الْفطْرَة إِلَى الْغَايَة مديم الِاشْتِغَال والافادة لَكِن أَكثر ذَلِك لأبناء جنسه للكنة كَانَت فِي لِسَانه وَعدم طلاقة، وَذكر أَن جده الْأَعْلَى يُوسُف مدفون بِطيبَة رَحمَه الله وإيانا.
919 - سرداح بمهملات وَيُقَال ان أَوله صَاد مُهْملَة أَيْضا وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَهُوَ أصح وَالسِّين أشهر بن مقبل بن نخباز بن مقبل بن مُحَمَّد بن رَاجِح بن إِدْرِيس بن حسن بن أبي عَزِيز الحسني الينبعي. / ولي أَبوهُ إمرة الينبع مُدَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَحبس باسكندرية فِي سنة خمس وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ بهَا وكحل وَلَده هَذَا فَيُقَال إِنَّه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَمسح عَيْنَيْهِ فأبصرواتهم السُّلْطَان من كحله فَالله أعلم. مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون قَالَه شَيخنَا فِي انبائه وَيُقَال أَنه أَقَامَ مُدَّة أعمى بعد أَن فقئت عَيناهُ وسالتا وورم دماغه ونتن ثمَّ توجه إِلَى الْمَدِينَة فَوقف عِنْد الْقَبْر النَّبَوِيّ وشكا مَا بِهِ وَبَات فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح بِيَدِهِ الشَّرِيفَة على عَيْنَيْهِ فَأصْبح وَعَيناهُ أحسن مَا كَانَت وَأَن الْبَيِّنَة أُقِيمَت للأشرف بمشاهدة الْميل المحمى بالنَّار وَهُوَ يكحل بِهِ بِحَيْثُ سَالَتْ حدقتاه بحضورهم وَكَذَا أخبر أَمِير الْمَدِينَة بذلك وَالْأَمر أعظم من هَذَا فَمن توسل بجنابه لَا يخيب.
920 - سرُور بن عبد الله بن سرُور بن أَحْمد بن عبد الحميد أَبُو الْوَلِيد وَأَبُو الْفرج بن أبي مُحَمَّد الْقرشِي العلبي المغربي التّونسِيّ الْمَالِكِي ابْن أُخْت عبد الله بن مَسْعُود بن عَليّ بن القرشية / الْآتِي ونزيل اسكندرية. ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بقسنطينة، وَقدم الْقَاهِرَة وَسمع من شَيخنَا فِي الاملاء وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ خَاله فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وتميز فِي الْقرَاءَات وَمِمَّنْ أَخذهَا عَنهُ الشَّمْس الديروطي، وامتحن وَبَقِي مسلسلا فِي بعض المراكب أَوَاخِر سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ ذكر فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا أَنه قتل وَانْقطع خَبره من ثمَّ رَحمَه الله.) (سقط)
كَانَ فِي خدمتهما ثمَّ ترقى إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بعد نفي مَعْرُوف شاد الحوش وَكَذَا استنابه مَعَ وجود الناصري مُحَمَّد ابْن سَيّده فِي أوقاف النَّاصِر فرج وضيق على مستحقي التربة الناصرية وكلفهم بِمَا لم يألفوه وجدد(3/245)
الْمِنْبَر وفرش الْمَكَان بالبلاط وطراه بالزيت وَتصرف تَصرفا مُنْكرا وَلم يلبث أَن رَافع فِيهِ بعض الْمُسْتَحقّين فبادر إِلَى التَّخَلُّص بِكَوْنِهِ مُتَبَرعا بِمَا فعله، وَسكن الْحَال وَكَأَنَّهُ لخدمته، وَبنى فِي وسط حوش التربة الْمشَار إِلَيْهَا تربة حَسَنَة دفن فِي فسقية مِنْهَا جَانِبك حبيب وجدد بالخانقاه كتبا عمل لَهَا خزانَة غير خزانَة كتب الْوَاقِف. وَحج بِالْجُمْلَةِ فقد رَأَيْت من يشكره بمداومته لصوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس وإكرام لأهل الْعلم وَنَحْوهم وتعففه فِي مباشراته وَعدم ارتشائه وَيتَكَلَّم فِي مسَائِل وَيقْرَأ من الْمُصحف.
922 - سرُور الحبشي قراقجا الحسني / رَأس نوبَة الجمدارية مَعَ إِضَافَة خدمَة بالحجرة النَّبَوِيَّة إِلَيْهِ. مِمَّن حج فِي أَيَّام أستاذه وَبعده وَيذكر بِخَير وَتعبد بِالصَّوْمِ وَغَيره كايثاره بمعلومه فِي الْخدمَة وَغَيره لفقراء الْمَدِينَة وَأثْنى على تصرفه فِي مدرسة سَيّده وأوقافها وَفِي غَيرهَا كالحجازية الْمُجَاورَة للجمالية. مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن عشر صفر سنة خمس وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان وَدفن بتربة أستاذه وَوجد لَهُ من النَّقْد شَيْء كثير مِنْهُ فِيمَا قيل مَا هُوَ لبني الْأَمِير برقوق وَغَيره وَدِيعَة. وَاسْتقر بعده فِي الحجازية الطواشي هِلَال الرُّومِي الأشرفي أحد السقاة وَفِي الْخدمَة الطواشي دِينَار أحد الجمدارية أَيْضا.
923 - سرُور الطرباي الحبشي. / اتَّصل باستاذه طرباي لخدمة السُّلْطَان فَعمل جمدارا فِي سنة خمس وَعشْرين وترقى حَتَّى ولي بعد صرف فَارس الأشرفي سنة أَربع وَخمسين ظنا مشيخة الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ إِلَى أَن مَاتَ هُنَاكَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسبعين بهَا دفن بعد أَن شاخ.
وَهُوَ من إخْوَة جَوْهَر القنقباي وَيذكر بدين وَخير وسيرة محمودة مَعَ كرم. وَاسْتقر بعده مرجان المحمدي التقوي.
924 - سعد الله بن حُسَيْن الْفَارِسِي السلماسي الْحَنَفِيّ الْمقري نزيل بَيت الْمُقَدّس / وَإِمَام الْحَنَفِيَّة بالأقصى. قدم من بِلَاده وَكَانَ شافعيا فتحنف وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن سعد الدّين بن الديري وناب فِي قَضَاء دمشق عَن الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون ابتكره وَابْن عبد فِي آن وَاحِد، وَيُقَال انه أَخذ بهَا الْقرَاءَات عَن الشَّمْس ابْن النجار ودام بهَا مُدَّة وَاسْتقر فِي إِمَامَة جَامع بردبك بهَا، وتميز)
فِي الْقرَاءَات وشارك فِي غَيرهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَسبعين، ورأيته بهَا وَاسْتقر فِي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة بالاقصى وباشرها على هدى واستقامة وبهاء مَعَ تصديه لاقراء الْقُرْآن وَغَيرهَا بل رُبمَا أفتى. مَاتَ فِي ثَلَاث جُمَادَى الأولى سنة تسعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ نيرا ذَا شيبَة حَسَنَة ووقار وصولة وَحُرْمَة وشهامة وصدع(3/246)
بِالْحَقِّ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم أثنى عَلَيْهِ فِي فضيلته، وَكَذَا فِي مُبَاشَرَته للانظار المضافة لامامة الصَّخْرَة وعمارته لَهَا وَرَأَيْت من أرخه من أهل بَيت الْمُقَدّس فِي أَوَاخِر ربيع الأول، وانه دفن بماملا بحذاء تربة البسطامي، قَالَ وَكَانَ مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة أَو الَّتِي بعْدهَا وأشرك السُّلْطَان فِي الامامة بَين ولد لَهُ صَغِير ابْن سبع سِنِين وَحفظ الْقُرْآن إِلَّا بعض الْبَقَرَة وَهُوَ نجيب ذكي فطن اسْمه إِمَام الدّين أَبُو السُّعُود ممد وَبَين الجناب نَاصِر الدّين الشنتير لأجل بذله بل حاول إِخْرَاج الْوَلَد طلبا للزِّيَادَة.
925 - سعد الله بن سعد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشَّيْخ سعد الله الْهَمدَانِي الأَصْل العنتابي الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. قدم حلب مَعَ أَبِيه فَأَقَامَ بهَا، وَكَانَ شَابًّا ذكيا أديبا اشْتغل بالفقه وشغل ودرس بالمدرستين الكلباوية والأتابكية البرانية، وَمَات فِي رَابِع جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَدفن عِنْد أَبِيه خَارج بَاب الْمقَام، وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حضرها النَّائِب والأعيان، وأسف النَّاس عَلَيْهِ. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه
926 -. سعد الله الناتولي أَبُو حميد التكروري المعتقد / الْمُقِيم على بَاب جَامع الْحَاكِم. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين، وَدفن بتربة قانم. أرخه ابْن الْمُنِير.
927 - سعد الله / رجل كَانَ لَا يزَال وَاقِفًا تَحت قلعة الْجَبَل بالرميلة بِحَيْثُ عده كثير من النَّاس فِي طَائِفَة المجاذيب. مَاتَ فِي صفر سنة أَربع وَخمسين.
928 - سعد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ الأندلسي المغربي التَّاجِر وَالِد ابراهيم الْحَرْبِيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
929 - سعد بن أَحْمد بن عَليّ الْمَكِّيّ الْبَنَّا وَيعرف أَبوهُ بِابْن نَاصِر. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
930 - سعد بن أَحْمد بن مَنْصُور سعد الدّين الْعَطَّار بِمَكَّة وَيعرف بِسَعْد الوركان / شيخ العطارين بِبَاب السَّلَام، وَعِنْده دُخُول. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخلف ذُرِّيَّة.
931 - سعد بن الْجمال عبد الله بن أَحْمد الْمدنِي وَيعرف بِابْن النفطي / شيخ المؤذنين والفراشين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة كأبيه ووالد طَلْحَة الْآتِي. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي الفرعيين. سمع بِالْمَدِينَةِ على الْجمال الكازروني، وَفِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم والشفا وَوَصفه بالفقيه. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة بضع وَسِتِّينَ وَقد قَارب الْأَرْبَعين، وَيُقَال انه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقَالَ أَنْت مؤذني.
932 - سعد بن عبد الله سعد الدّين الْآمِدِيّ ثمَّ الطرابلسي الشَّافِعِي. أَقَامَ(3/247)
بطرابلس مُدَّة يشغل النَّاس فِي الْحَاوِي ويفتي قَلِيلا، وَكَانَ فَاضلا فِي الْأُصُول وَيحل الْحَاوِي، وَلَكِن لم يكن مَحْمُودًا فِي دينه. مَاتَ فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ ابْن قَاضِي شُهْبَة.
933 - سعد بن عبد الله الحبشي عَتيق الطواشي بشير الجمدار /. اعتنى بِهِ سَيّده وَعلمه الْقُرْآن ورتبه فِي وظائف، وَاسْتمرّ بعد سَيّده على طَريقَة حَسَنَة وتزيا بزِي الْفُقَهَاء، وَكَانَ محبا فِي السّنة وَأَهْلهَا جميل الْعشْرَة كثير الْحَج يُقَال انه حج سِتِّينَ حجَّة، وَمن أعجب مَا كَانَ يحكيه انه شَاهد بعض الغلمان بَاعَ مَا حصل لَهُ من سماط السُّلْطَان بأَرْبعَة دَرَاهِم فَكَانَ فِيهَا ربع قِنْطَار لحم وَسِتَّة أَرْطَال حلوى خراجا عَمَّا عداهُ. مَاتَ فِي سنة خمس عشرَة. ذكر شَيخنَا فِي أنبائه
934 -. سعد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ خَادِم عبد الرَّحْمَن بن اليافعي ثمَّ عمر العرابي / مُدَّة تزيد على عشْرين عَاما وَكَانَ صَاحب ايثار وفتوة وانصاف ومروءة اعجوبة فِي جده واجتهاده وعبادته كَأَهل حَضرمَوْت مِمَّن ذكر باجابة الدعْوَة. مَاتَ بِالطَّائِف سنة ثَمَان عشرَة.
935 - سعد بن عَليّ بن اسماعيل سعد الدن الهمذاني العنتابي الْحَنَفِيّ وَالِد سعد الله / الْمَاضِي.
قدم حلب فقطنها وأشغل الطّلبَة وَأفْتى، وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه محسنا للطلبة مَعَ الْفضل وَالدّين وَالْعقل والسكون وَالْحيَاء وَله جلالة لخيره وديانته. توفّي فِي مستهل شعْبَان سنة سبع عشرَة وَدفن خَارج الْمقَام رَحمَه الله. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه.
936 - سعد بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن نصر بن الْأَحْمَر / صَاحب غرناطة الأندلس ووالد أبي الْحسن عَليّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد. ذكرته اسْتِطْرَادًا فِي حوادث سنة سِتّ وَتِسْعين.
937 - سعد بن أبي الْغَيْث بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن حسن بن قَتَادَة بن إِدْرِيس ابْن مطاحن بن عبد الْكَرِيم بن عِيسَى بن حسن بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الحسني الينبعي / أميرها. وَليهَا غير مرّة وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وَكَانَت لَهُ فَضِيلَة ومحاسن. مَاتَ معز وَلَا فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَقد زَاد على السِّتين وَذكره المقريزي فِي عقوده.
938 - سعد بن مُحَمَّد بن جَابر سعد الدّين بن شمس الدّين بن الزين العجلوني ثمَّ الْأَزْهَرِي. /
كَانَ خيرا دينا سليم الْبَاطِن يحفظ الْقُرْآن ويلازم الذّكر وَالْعِبَادَة ولكثير من النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وتذكر عَنهُ كرامات، وَكَانَ الْعَلَاء البُخَارِيّ يطريه جدا، وَمَا بَلغنِي عَنهُ فِي المعتقد إِلَّا الْخَيْر وَكَانَت بِيَدِهِ إِمَامَة الطيبرسية الْمُجَاورَة(3/248)
للأزهر. مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه إِلَّا بعضه فنقلته من بعض أَجزَاء تَذكرته
939 -. سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر ابْن سعد شَيخنَا القَاضِي سعد الدّين شيخ الْمَذْهَب وطراز علمه الْمَذْهَب الْعَالم الْكَبِير وحامل لِوَاء التَّفْسِير أَبُو السعادات بن القَاضِي شمس الدّين النابلسي الأَصْل الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن الديري / نِسْبَة لمَكَان بمردا جبل نابلس أَو الدَّيْر الَّذِي بحارة المرادويين من بَيت الْمُقَدّس. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة كَمَا كتبه بِخَطِّهِ وَأخْبرنَا بِهِ غير مرّة وَنقل أَبِيه أَنه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقيل فِي الَّتِي تَلِيهَا بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ حَافظ وَغَيره وكتبا مِنْهَا الْكَنْز وَبَعض الْمَنْظُومَة وَجَمِيع مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والمشارق لعياض وَحفظ أَكْثَره فِي اثنى عشر يَوْمًا وَكَانَ سريع الْحِفْظ مفرط الذكاء فعنى بِهِ أَبوهُ وأعانه هُوَ بِنَفسِهِ فأكب على الِاشْتِغَال وتفقه بِأَبِيهِ وبالكمال الشريحي وَسمع دروسه فِي الْكَشَّاف وبحميد الدّين الرُّومِي والْعَلَاء بن النَّقِيب وَغَيرهم وَعَن وَالِده أَخذ الاصلين والمعاني وَالْبَيَان وَكَذَا أَخذ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن خير الدّين وأصول الْفِقْه أَيْضا مَعَ النَّحْو عَن الشَّمْس بن الْخَطِيب الشَّافِعِي والنحو فَقَط عَن الْمُحب الفاسي والكمال الْمَذْكُور وَسمع على أبي الْخَيْر بن العلائي وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ابْني الْعِمَاد اسماعيل القلقشندي الصَّحِيح ووالده والشهاب بن المهندس والزين القبابي فِي آخَرين مِنْهُم بِقِرَاءَة مُحَمَّد بن كريم الْعَطَّار، وَأَجَازَ لَهُ فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ النَّجْم بن الكشك والصدر بن الْعِزّ والصدر سُلَيْمَان الياسوفي والشهاب الحسباني والشرف الْغَزِّي والزين الْقرشِي وتذاكر مَعَه وَابْن الكفري الْحَنَفِيّ وَجَمَاعَة وانه اجْتمع بِجَمَاعَة من مَشَايِخ الصُّوفِيَّة كالشيخ مُحَمَّد القرمي وَعبد الله البسطامي وَسعد الْهِنْدِيّ وَأبي بكر الْموصِلِي قَالَ وَكنت ودعته عِنْد تَوَجُّهِي لِلْحَجِّ فِي سنة سبع وَتِسْعين ودعا لي وَكَانَ وَالِدي)
أَوْصَانِي أَن لَا أنزل إِلَّا فِي وسط النَّاس فَلم يمكني ذَلِك إِلَّا فِي عَرَفَة بل كُنَّا إِذا نزلنَا فِي الْوسط يرتحل من بجانبنا اتِّفَاقًا حَتَّى نبقى فِي الطّرف فَكنت أتعجب من ذَلِك قَالَ وَمَعَ هَذَا فإننا حفظنا وَلم نفقد مِمَّا مَعنا سوى سكين كنت أشتريتها فِي الطَّرِيق وَكَانَ يختلج فِي فكري ان فِيهَا شُبْهَة، ولازلت أتعجب مِمَّا اتّفق لنا إِلَى أَن لقِيت بأراضي غَزَّة جمالا شَيخا يتَكَلَّم بِكَلَام جيد فِي علم التصوف فَكنت أتعجب مِنْهُ إِلَى أَن أعلمني بِأَنَّهُ أدْرك جمَاعَة مِنْهُم الْموصِلِي الْمشَار إِلَيْهِ كَانَ قد حج بِهِ قَالَ وانه(3/249)
لم يزل يوصيني أَن لَا أنزل إِلَّا فِي طرف النَّاس فَإِنَّهُ أطيب رَاحَة وَأقرب لقَضَاء الْحَاجة وَالْمَحْفُوظ من حفظ الله قَالَ فَحِينَئِذٍ علمت أَن مَا اتّفق لنا فِي الِانْفِرَاد كَانَ من مدده، وَكَذَا اجْتمع بالشمس القونوي صَاحب دُرَر الْبحار وَأَجَازَ لَهُ وبحافظ الدّين البزازي صَاحب جَامع الفتاوي وروى الْهِدَايَة وَغَيرهَا عَن الشَّيْخ كريم الدّين عبد الْكَرِيم القرماني الرُّومِي وَكَذَا نَاظر بِالْقَاهِرَةِ السراج بن الملقن فِي مَسْأَلَة الْبَسْمَلَة فِي الْوضُوء فِي مَذْهَب مَالك وَأحمد فِي آخَرين من الْعلمَاء بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَغَيرهمَا وَأكْثر من الرِّوَايَة بالاجازة عَن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن الزين عبد الرَّحِيم بن جمَاعَة القَاضِي بأجازته من ابْن عَمه الْعِزّ أبي مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة القَاضِي وَهُوَ يروي عَن أَبِيه القَاضِي بدر الدّين عَن القَاضِي فَهَذَا مسلسل بالقضاة، وَلَو اعتنى لأدرك الاسناد العالي لكنه شمر عَن ساعد الِاجْتِهَاد وكحل عَيْني الْبَصَر والبصيرة بميل السهاد حَتَّى صَار من أوعية الْعلم مَعَ مَا رزقه الله من التَّوَاضُع والحلم واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه حفظا وتنزيلا للوقائع وخبرة بالمدارك واستحضارا للْخلاف حَتَّى كَانَ وَالِده يقدمهُ على نَفسه فِي الْفِقْه وَغَيره. وَولي عدَّة وظائف ببلاده كالمعظمية والشركسية والمنجكية وانتفع النَّاس بدروسه وفتاويه، وجد فِي الْعُلُوم حَتَّى رجح على وَالِده فِي حَيَاته وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة، وَمرَّة فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين على أَبِيه وَهُوَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بهَا ثمَّ وردهَا بعد مَوته فِي ثَانِي عيد الْأَضْحَى سنة سبع وَعشْرين، وَولي بهَا مشيخة المؤيدية تصوفا وتدريسا بل كَانَ قد باشرهما فِي حَيَاته لما ولي الْقَضَاء، وانتفع النَّاس بِهِ فِي الفتاوي والمواعيد والأشغال ودرس بعده بعدة أَمَاكِن كالفخرية ابْن أبي الْفرج بتقرير واقفها وكجامع المارداني فِي الدَّرْس الَّذِي رتبه فِيهِ صرغتمش قبل بِنَاء مدرسته برغبة الْبَدْر حسن الْقُدسِي لَهُ عَنهُ قبيل مَوته فباشره درسا وَاحِدًا ثمَّ انتزعه مِنْهُ الْأَشْرَف برسباي لامامة الْمُحب الاقصرائي، وتألم هُوَ وأحبابه لذَلِك وَاعْتذر الْمُحب بِعَدَمِ الْقُدْرَة على ترك)
الْقبُول، وَلم يلبث أَن سُئِلَ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة وألح عَلَيْهِ حَتَّى قبله وَاسْتقر فِيهِ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عوضا عَن شَيخنَا الْبَدْر الْعَيْنِيّ فباشره بمهابة وصرامة وعفة وأحبه النَّاس سِيمَا إِذْ شَرط على نَفسه إبِْطَال الاستبدالات وَلكنه لم يتم بل صَار بطائن السوء يحتالون عَلَيْهِ بِكُل طَرِيق لظُهُور مسوغ عِنْده، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلامَة جبلا فِي استحضار مذْهبه قوي الحافظة حَتَّى بعد كبر السن، سريع(3/250)
الادراك شَدِيد الرَّغْبَة فِي المباحثة فِي الْعلم والمذاكرة بِهِ مَعَ الْفُضَلَاء وَالْأَئِمَّة، مقتدرا على الِاحْتِجَاج لما يروم الِانْتِصَار لَهُ بل لَا ينْهض أحد يزحزحه غَالِبا عَنهُ، ذَا عناية تَامَّة بالتفسير لَا سِيمَا مَعَاني التَّنْزِيل وبالمواعيد يحفظ من متون الْأَحَادِيث مَا يفوق الْوَصْف غير مُلْتَزم الصَّحِيح من ذَلِك وَعِنْده من الفصاحة وطلاقة اللِّسَان فِي التَّقْرِير مَا يعجز عَن وَصفه لَكِن مَعَ الاسهاب فِي الْعبارَة وَصَارَ مُنْقَطع القرين مفخر العصرين ذَا وَقع وجلالة فِي النُّفُوس وارتفاع عِنْد الْخَاصَّة والعامة على الرؤس من السلاطين والأمراء وَالْعُلَمَاء والوزراء فَمن دونهم بِحَيْثُ عرض على كل من ابْن الْهمام والأمين الاقصرائي الِاسْتِقْرَار فِي الْقَضَاء عوضه فَامْتنعَ مُصَرحًا بِأَنَّهُ لَا يحسن التَّقَدُّم مَعَ وجوده وَقدم أَولهمَا مرّة من الْحَج فابتدأ بِالسَّلَامِ عَلَيْهِ فِي المؤيدية قبل وُصُول إِلَى بَيته وَعقد مجْلِس بالصالحية بِسَبَب وقف العجمي سبط الدَّمِيرِيّ فَسئلَ الْأمين إِذْ ذَاك عَن الحكم فَأجَاب بقوله: أَنا أَفْتيت وَلَا شُعُور عِنْدِي بِكَوْن الاستفتاء مُتَعَلقا بِحكم مَوْلَانَا، وَأَشَارَ إِلَيْهِ فَإِن الَّذِي عِنْدِي أَن مَشَايِخنَا الْمُتَأَخِّرين لَو كَانُوا فِي جِهَة وَهُوَ فِي جِهَة كَانَ أرجح وأوثق، وَأما شَيخنَا فَكَانَ أمرا عجبا فِي تَعْظِيمه وَالِاعْتِرَاف بمحاسنه، وترجمته لَهُ فِي رفع الاصر مَعَ كَونهَا مختصرة شاهدة لعنوان ذَلِك، وَكَذَا كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة يكثر التأسف على فقد شَيخنَا بعد مَوته وَلَا يزَال يترحم عَلَيْهِ وَيذكر مَا مَعْنَاهُ: انه صَار بعده غَرِيبا فريدا، ويحكي من مذاكرته مَعَه جملَة ويقبح من كَانَ يمشي بَينهمَا بالافحاش الْمُقْتَضِي للاستيحاش فرحمهما الله تَعَالَى فَلَقَد كَانَ للزمان بوجودهما الْبَهْجَة، وَبِهِمَا فِي كل حَادِثَة المحجة، وَلذَلِك سمع هَاتِف يَقُول بعد أَحْمد وَسعد مَا يفرح أحد، وَقد اشْتهر ذكره وَبعد صيته ونشره حَتَّى إِن شاه رخ بن تيمور ملك الشرق سَأَلَ من رَسُول الظَّاهِر جقمق عَنهُ فِي جمَاعَة فَلَمَّا أخبرهُ ببقائهم أظهر السرُور وَحمد الله على ذَلِك، وَكَثُرت تلامذته وتبجح الْفُضَلَاء من كل مَذْهَب وقطر بالانتماء إِلَيْهِ وَالْأَخْذ عَنهُ حَتَّى أَخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَألْحق الْأَبْنَاء بِالْآبَاءِ بل الأحفاد بالأجداد وَقصد بالفتاوي من سَائِر)
الْآفَاق، وَحدث بالكثير قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وكتبت من فَوَائده ونظمه جملَة أوردت الْكثير من ذَلِك فِي معجمي وَفِي الذيل على رفع الأصر، وقرض لي بعض تصانيفي فِي سنة خمسين ووصفني بِخَطِّهِ بالشيخ الإِمَام الْفَاضِل الْمُحدث الْحَافِظ المتقن وَكنت أشهد مِنْهُ مزِيد الْميل والمحبة، وَمِمَّا حَكَاهُ أَنه كَانَ عِنْده فِي الْقُدس وَهُوَ شَاب يَهُودِيّ طَبِيب منجم وَكَانَ حاذقا فامتحنوه فِيمَا حكى لَهُ بِأَن أخذُوا بَوْل حمَار فجعلوه(3/251)
فِي قنينة وَقَالُوا لَهُ انْظُر بَوْل هَذَا العليل فَنظر فِيهِ طَويلا ثمَّ قَالَ اذْهَبُوا بِهِ إِلَى البيطار وَأَنه قَالَ لَهُم أَنا أَمُوت فِي هَذِه السّنة فَكَانَ كَذَلِك، وَكَانَ مَعَ مَا تقدم قد رزقه الله السمت الْحسن وَصِحَّة الْحَواس وَكبر السن الَّذِي لَا يتَأَخَّر بِسَبَبِهِ عَن عَظِيم رغبته فِي الْإِلْمَام بأَهْله لَكِن أَعَانَهُ على ذَلِك مَا سمعته مِنْهُ غير مرّة من أَن النَّاس كلما تقدمُوا فِي السن غَالِبا يتَغَيَّر مزاجهم من الْحَرَارَة إِلَى الْبُرُودَة وانه هُوَ بالضد من ذَلِك وَلِهَذَا كَانَ لم يزل محمر الوجنتين كل هَذَا مَعَ كَثْرَة الْبشر ولين الْجَانِب والمحاضرة الفكهة وفرط التَّوَاضُع والقرب من كل أحد مَعَ الْوَقار والمهابة والشهامة على بني الدُّنْيَا والتقلل من الِاجْتِمَاع بهم وَالدّين المتين وسلامة الصَّدْر جدا ومزيد التعصب لمذهبه والميل الزَّائِد لأَصْحَابه وانقياده مَعَهم وَاتِّبَاع هواهم تحسينا للظن بهم وَمَا أُتِي إِلَّا من قبل ذَلِك، مَذْكُورا بإجابة الدعْوَة عَظِيم الرَّغْبَة فِي الْقيام بِأَمْر الدّين وقمع من يتَوَهَّم افساده لعقائد الْمُسلمين، اتّفق أَنه أحضر إِلَيْهِ شيخ من أهل الْعلم حصني فَادّعى عَلَيْهِ بَين يَدَيْهِ أَن عِنْده بعض تصانيف ابْن عَرَبِيّ وانه ينتحلها واعترف بِكَوْنِهَا عِنْده وَأنكر مَا عدا ذَلِك فَأمر بتعزيره فعزر بِحَضْرَتِهِ بِضَرْب عصيات ثمَّ أَمر بِهِ الظَّاهِر جقمق فنفي رحمهمَا الله كَيفَ لَو أدْرك هَذَا الزَّمن الَّذِي حل بِهِ الْكثير من الرزايا والمحن وَلم يشغل رَحمَه الله نَفسه بالتصنيف مَعَ كَثْرَة اطِّلَاعه وَحفظه وَلذَلِك كَانَت مؤلفاته قَليلَة فمما عَرفته مِنْهَا شرح العقائد المنسوبة للنسفي وَقد قَرَأَهُ عَلَيْهِ الزيني قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْكَوَاكِب النيرات فِي وُصُول ثَوَاب الطَّاعَات إِلَى الْأَمْوَال اقتفي فِيهِ أثر السرُوجِي مَعَ زيادات كَثِيرَة والسهام المارقة فِي كبد الزَّنَادِقَة فِي كراريس وفتوى فِي الْحَبْس بالتهمة فِي جُزْء وَأُخْرَى فِي هَل تنام الْمَلَائِكَة أم لَا وَهل منع الشّعْر مَخْصُوص بنبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم عَام فِي جَمِيع الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام وَشرع فِي تَكْمِلَة شرح الْهِدَايَة للسروجي وَذَلِكَ من أول الْأَيْمَان بِفَتْح الْهمزَة فَكتب مِنْهُ إِلَى أثْنَاء بَاب الْمُرْتَد من كتاب السيرست مجلدات أَطَالَ فِيهَا تبعا لأصله النَّفس، وَله منظومة طَوِيلَة سَمَّاهَا النعمانية فِيهَا فَوَائِد نثرية)
بديعة كَانَ يكثر انشادها وَلَا يزَال يلْحق فِيهَا حَتَّى صَارَت كراريس، وَكَذَا لَهُ قصيدة مخمسة فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعتهَا من لَفظه. وَكَانَ السَّبَب فِي نظمه إِيَّاهَا أَن وَالِده اقترح عَلَيْهِ بَيْتَيْنِ دوبيت فَعمل كل مِنْهُمَا ذَلِك ارتجالا ثمَّ قَالَ لَهُ اعْمَلْ ذَلِك من الأبحر فعملا كَذَلِك ثمَّ قَالَ لَهُ اعْمَلْ قصيدة كَامِلَة على مهلك قَالَ فنظمت قصيدة نَحْو سبعين بَيْتا لَكِن لم أقيدها بِالْكِتَابَةِ فَلَمَّا كَانَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ قيدت مِنْهَا مَا حفظته وخمسته وزدت عَلَيْهِ أبياتا وأولها:(3/252)
(مَا بَال سرك بالهوى قد لاحا ... وخفى أَمرك صَار مِنْك بواحا)
(ألفرط وَجدك من حبيب لاحي ... نم السقائم على الْمُحب فباحا)
ونمى الغرام بِهِ فصاح وناحا وَلم يزل على جلالته وعلو مكانته، وأكرمه الله قبل مَوته بِنَحْوِ سِتَّة أشهر بالانفصال عَن الْقَضَاء باحتيال بَعضهم فِي التَّبْلِيغ عَنهُ أَنه طلب الاستعفاء فَأُجِيب لذَلِك وَفصل عَنهُ بالمحب بن الشّحْنَة وَعَن المؤيدية بِابْنِهِ التَّاج عبد الْوَهَّاب وَاسْتمرّ متوعكا حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ بِمصْر الْقَدِيمَة فَحمل فِي محفة إِلَى المؤيدية فَغسل ثمَّ صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني تقدم المستقر بعده للصَّلَاة وَحضر السُّلْطَان والقضاة والأمراء والأعيان ثمَّ دفن بتربة الظَّاهِر خشقدم وتأسف النَّاس على فَقده كثيرا وَلم يخلف بعده مثله. وَهُوَ مِمَّن ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته.
940 - سعد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بِسَعْد الدّين أبي جمال. / مَاتَ بِدِمَشْق فِي أَوَائِل سنة أَرْبَعِينَ. أرخه ابْن فَهد.
941 - سعد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف سعد الدّين بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي قاضيها الْحَنَفِيّ /. سمع على أبي الْفَتْح المراغي وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ مَعَ حسبتها بعد وَالِده مَعَ كَونه عَارِيا من الْفَضَائِل لَكِن بعناية الْأمين الأقصرائي ورسم بنيابة أَخِيه سعيد عَنهُ لكَونه كَانَ إِذْ ذَاك بالعجم فسد أَخُوهُ الْوَظِيفَة حَتَّى جَاءَ صَاحب التَّرْجَمَة، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا وَهُوَ قَاض فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وشكا إِلَيْهِ دينه وانه ألف دِينَار فأنعم عَلَيْهِ بهَا بعد أَن حاققه عَن سَبَب تحمله الدّين. مَاتَ عَن بضع وَسِتِّينَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِالْمَدِينَةِ وَلم يعقب سوى ابْنة مَاتَت فِي سنة بضع وَثَمَانِينَ، وَاسْتقر عوضه أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ.
942 - سعد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأسيوطي القاهري الشَّافِعِي أَخُو أبي الْحجَّاج الْآتِي. اشْتغل وَأخذ عَن القاياتي وَغَيره. مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.
943 - سعد بن نظام بن جمال بن حُسَيْن بن حسوبة سعد الدّين التَّمِيمِي الكازروني ثمَّ الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي. / سمع على الْمجد اللّغَوِيّ والشرف الجرهي وَابْن الْجَزرِي وَالْفَخْر أبي الْقسم مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عمر بن حُسَيْن الكازروني وَيعرف بالعبادي وَابْنه سعيد الدّين الكازروني وَكِلَاهُمَا كَمَا ذكر لَهُ اجازة من الْمزي وَأخذ عَن السَّيِّد نور الدّين الايجي وَسعد الدّين البشيري ومعين الدّين الْجُنَيْد الْوَاعِظ وَنَحْوهم، لقبه السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين فَسمع مِنْهُ أَشْيَاء وَأذن لَهُ فِي(3/253)
الافتاء قَالَ وَهُوَ رَأس عُلَمَاء شيراز والمفتين بهَا، وَله بعض التصانيف والحواشي وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السَّيِّد أَحْمد بن صفي الدّين بل تزوج ابْنَته. مَاتَ بشيراز.
944 - سعد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن سرُور بن نصر ابْن مُحَمَّد سعد الدّين بن صدر الدّين النَّوَوِيّ ثمَّ الخليلي الشَّافِعِي نزيل دمشق /. ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَقدم دمشق بعد الْأَرْبَعين وَسمع من عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَالشَّمْس بن نباتة والذهبي وَنَحْوهم، وَمِمَّا سَمعه على الذَّهَبِيّ عوالي الحمادين لَهُ واشتغل بِالْعلمِ كثيرا على التَّاج المراكشي وَابْن كثير وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره فِي عُلُوم الحَدِيث وَأذن لَهُ وَغَيرهمَا كَابْن قَاضِي شُهْبَة حَتَّى برع وفَاق وَصَارَ من الْعلمَاء الحذاق وَأفْتى، وتصدر بِجَامِع بني أُميَّة فدرس بِهِ وَكَذَا درس بِأم الصَّالح وَأعَاد بالناصرية وَولي إِمَامَة الْمدرسَة القيمرية، وَكَانَ أسن من بَقِي بِالشَّام من الشَّافِعِيَّة، وناب فِي الحكم بِدِمَشْق، وَحدث وَولي قَضَاء الْخَلِيل بعد كائنة تمر لنك فَمَاتَ بِهِ فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس. قَالَ ابْن حجي كَانَ ذَا ثروة جَيِّدَة فاحترقت دَاره فِي الْفِتْنَة وَأخذ مَاله فافتقر وَاحْتَاجَ أَن يجلس مَعَ الشُّهُود وَولي قَضَاء بعض الْقرى ثمَّ قَضَاء بلد الْخَلِيل، وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقي بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه. وَكَذَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه ومعجمه والمقريزي فِي عقوده وَآخَرُونَ.
سعد الْآمِدِيّ الطرابلسي /. مضى فِي ابْن عبد الله.
سعد الْحَضْرَمِيّ /. مضى قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الله.) :::
945 - سعد الْحَضْرَمِيّ آخر. نزل مَكَّة / وَكَانَ خرازا. مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَدفن بالشبيكة.
946 - سعد الشهير بالسمنودي. / مَاتَ فِي توجهه للقاهرة تائها برابغ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. سعيد بن إِبْرَاهِيم بن سعيد البرعي الْيَمَانِيّ الشهير بِسَعِيد الْجَبَل. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين.
948 - سعيد بن أَحْمد سَابق الدّين الْمذْحِجِي الذبحاني الْيَمَانِيّ الْعَدنِي وَالِد عبد الله وَمُحَمّد / الآتيين، وذبحان بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ مُوَحدَة سَاكِنة بعْدهَا حاء مُهْملَة وَآخره نون قَرْيَة قريبَة من حصن الدملوه إِحْدَى قلاع الْيمن. تفقه بالجمال الْخياط وطبقته بتعز واشتغل بزبيد أَيْضا وَحضر مجَالِس ابْن الْمقري وَسمع على ابْن الْجَزرِي أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا، وَقدم بعد الْأَرْبَعين إِلَى عدن فاستوطنها واقتنى كتبا نفيسة وَكَانَ ضنينا بهَا وَكَذَا استولى على عدَّة خَزَائِن فأعدمها وَلم يكن بالمحمود مَعَ إقباله على التصوف والمباحثة فِيهِ والتكلف لذَلِك إِلَى أَن مَاتَ(3/254)
عَن سنّ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ إِلَيْهِ تدريس الحَدِيث بالظاهرية بعدن عَفا الله عَنهُ وترجمته عِنْدِي مُطَوَّلَة فِي كَلَام بعض الآخذين عني.
949 - سعيد بن أبي بكر بن صَالح الْمدنِي الشَّافِعِي /. قَرَأَ على مُحَمَّد بن مبروك الشفا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.
950 - سعيد بن صَالح اليمني. / مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَثَمَانِينَ.
951 - سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضى مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن يحيى العثماني الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة خمس ابْن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والعراقي والهيثمي، وَمَات فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة.
952 - سعيد بن عبد الله المغربي المجاور بالأزهر /. أحد من يعْتَقد ويزار بل زَارَهُ السُّلْطَان مرّة، وَكَانَ عِنْده مَال جم من ذهب وَفِضة وفلوس يُشَاهِدهُ النَّاس وَيخرج أَحْيَانًا ذهبه هرجه ويصففه وَحَوله قفاف ذَوَات عدد ملأى من الْفُلُوس فَلَا يَجْسُر أحد على أَخذ شَيْء مِنْهُ سِيمَا وَقد شاع بَين النَّاس أَن من اختلس مِنْهُ شَيْئا أُصِيب فِي بدنه، وَكَانَ يحضر أَحْيَانًا ويغيب أَحْيَانًا إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بعد مرض طَوِيل وَكَانَت جنَازَته حافلة وَحمل المَال الَّذِي وجد لَهُ لبيت المَال، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه: وبلغنا أَن الْبِسَاطِيّ احْتَاجَ مرّة فَتَبِعَهُ)
لكثير من الْأَمَاكِن وَهُوَ يفرق رَجَاء إِعْطَائِهِ شَيْئا فكاد النَّهَار أَن يمْضِي ونفدت تِلْكَ القفاف فتألم الشَّيْخ لذَلِك فَالْتَفت إِلَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّد إِمَّا الْعلم أَو المَال، أَو كَمَا قَالَ
953 -. سعيد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم أَو عبد الْجَلِيل أَو عبد الْخَالِق، وَعبد الْكَرِيم أَكثر /، وَاقْتصر الزين رضوَان عَليّ الثَّانِي وَقَالَ الحسني الجزائري المغربي الْمَالِكِي نزيل الأشرفية برسباي، اشْتغل ببلاده وَقدم الْقَاهِرَة فلازم شَيخنَا فِي الاملاء وَأَحْيَانا فِي غَيره، وَكتب فتح الْبَارِي وَغَيره من تصانيفه وتصانيف غَيره، وَكَانَ متقنا فِيمَا يَكْتُبهُ متساهلا فِي غَيره مَعَ فَضِيلَة، وَسمع فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ على الشهَاب الوَاسِطِيّ بِقِرَاءَة ابْن حسان جُزْء الْأنْصَارِيّ والبطاقة وَابْن عَرَفَة ونسخة ابراهيم بن سعد وَغَيرهَا وَوَصفه الزين رضوَان بالسيد الشريف الْفَاضِل الْكَامِل أَبُو عُثْمَان وَقد تردد لي بعد موت شَيخنَا وَضعف حَاله. وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَفا الله عَنهُ وإيانا.
954 - سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْجمال أَبُو السعادات بن قَاضِي الينبوع الشَّمْس بن زبالة سبط القَاضِي فتح الدّين بن صَالح. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.(3/255)
955 - سعيد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف جمال الدّين بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد / الْمَاضِي وَهُوَ أصغرهما حفظ الْهِدَايَة واشتغل على أبي الْبَقَاء بن الضياء أَو أَخِيه أبي حَامِد بِمَكَّة. وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره، وبرع فِي استحضار الْمَذْهَب ودرس للطلبة، وَكَانَ جيد الالقاء. وَولي قَضَاء الْمَدِينَة وحسبتها بعد أَخِيه بل بَاشر بعد موت أَبِيه سد الْوَظِيفَة لغيبة أَخِيه الْمُتَوَلِي فِي بِلَاد الْعَجم. وَمَات عَن بضع وَسِتِّينَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسبعين بعد أَن أُصِيب بخلط، وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. وَهُوَ وَالِد عَليّ وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد الآتيين.
956 - سعيد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد العقباني. / مَاتَ سنة أَربع وَثَمَانمِائَة.
957 - سعيد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح البليني حفيد مولى بَقِيَّة من رميثة. / أرْسلهُ السَّيِّد بَرَكَات صَاحب مَكَّة هُوَ وَأَخُوهُ سنة خمس وَأَرْبَعين إِلَى يَنْبع يتجسسان لَهُ أَخْبَار مصر فَلَمَّا تحقق ذَلِك صَاحبه السَّيِّد صَخْرَة أخرجهُمَا مِنْهُ فأقاما عِنْد ابْن دويغر قَرِيبا من بدر فَبعد أَيَّام بلغهما تَوْلِيَة أَخِيه عَليّ. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
958 - سعيد بن مَحْمُود بن أبي بكر الكوراني الشهير بالكردي نزيل مَكَّة ودلال الْكتب بهَا.)
سمع على التقي بن فَهد، ورأيته فِي سنة إِحْدَى وَسبعين. مَاتَ فِي منتصف سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَاتفقَ أنني شَكَوْت لَهُ وَنحن بِالطّوافِ ريحًا فِي باطني فَالْتَفت إِلَى الْكَعْبَة وَقَالَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رياحا لاريحا فَكَانَت مضحكة.
959 - سعيد بن يُوسُف التبريزي أَو السغريري. / مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين.
960 - سعيد البليني الْمَكِّيّ الْقَائِد. / مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
961 - سعيد جبروه الْعجْلَاني الْقَائِد وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد، وَقَالَ إِنَّه نَاب فِي إمرة مَكَّة وَقبض الْمَوَارِيث عَن ابْن سَيّده حسن بن عجلَان مُدَّة وَبنى دورا بسويقة واجياد وَمنى، وَأَنْشَأَ حديقة هائلة بِالْأَبْطح وَبنى بهَا قاعة مَعَ بركتين داخلها وخارجها وسبيلا خَارج الحديقة كَانَ ذَلِك منتزها لمجتازيه إِلَى غير ذَلِك، بل لَهُ نَحْو خمسين عبدا أعتقهم ووفد على النَّاصِر صَاحب الْيمن فَأكْرمه وأثابه على هديته وَرُبمَا تصدق.
962 - سعيد الحبشي وَيعرف بالمكين /. كَانَ يتَرَدَّد إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ والتسبب وَأقَام بهَا سبع سِنِين مُتَوَالِيَة ثمَّ مَاتَ فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَدفن بالمعلاة، وَكَانَ فِيهِ خير ومروءة واستأجر رِبَاطًا عِنْد الزريبة بِمَكَّة ليعمر دَارا فَمَاتَ قبل إِكْمَال عِمَارَته. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.(3/256)
963 - سعيد الحبشي عَتيق الطواشي بشير الجامدار /. اشْتَرَاهُ سَابق الدّين من مَكَّة وَحمله إِلَى مصر وَعلمه الْقُرْآن وتنزل فِي وظائف وتزيا بزِي الْفُقَهَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة خمس عشرَة عَن سِتِّينَ أَو أَزِيد، أثنى عَلَيْهِ المقريزي بالتدين والميل للسّنة وَأَهْلهَا مَعَ رياضة وَطَرِيقَة مشكورة وتودد وَتردد لمجالس الْعلم، وَحكى عَنهُ حِكَايَة.
964 - سعيد الحبشي عَتيق إِبْرَاهِيم بن مصلح الْعِرَاقِيّ. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَكَانَ أَيْضا يهلل وَرُبمَا أنكر عَلَيْهِ.
965 - سعيد المغربي المهلل /. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بِمَكَّة.
966 - سعيد الْهِنْدِيّ الْمَالِكِي /. أَخذ عَنهُ الْفِقْه شعْبَان بن جنيبات وَمَا عَرفته.
967 - سعيد / أحد المعتقدين المقيمين ببولاق. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ، وَدفن بِبَعْض بساتين الطَّرِيق الجديدة. قَالَه الْمُنِير.) :::
968 - سقر / أحد مَشَايِخ عربان الْبحيرَة. قتل فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين.
969 - سكنبغا. / مَاتَ سنة سبع وَأَرْبَعين
970 -. سَلام الله بن عَليّ بن مطبر بن عمر بن مطهر الرضى أَبُو طَاهِر بن الغياث ابْن الرضى الْبكْرِيّ الصديقي الكوبناني المحتد البمي المولد / وكؤبنان وَهِي: بِضَم الْكَاف وَالْمُوَحَّدَة ونم كِلَاهُمَا من أَعمال كرمان الْكرْمَانِي الْأَصْبَهَانِيّ الموطن الشَّافِعِي ولد بعيد الْعشَاء من لَيْلَة الثُّلَاثَاء من شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَن أبي سعيد بن الْجلَال الكازروني الْمُحدث وَأحمد الباوردي صَاحب الْحَاشِيَة على كل من الشمسية المنطقية وَشرح الْمطَالع والمطول وَعَن أحد أَصْحَاب السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَهُوَ سعد الدّين مُحَمَّد الْمَدْعُو لر نِسْبَة لطائفة فِي الْجبَال يدعونَ بذلك يَجِيء مِنْهَا لكرمان السّمن وَالْعَسَل وَالْبِغَال الجيدة وَغير ذَلِك، وَكَذَا أَخذ عَن الْعَفِيف الايجي وَأبي الْفَتْح المراغي وَالْبُخَارِيّ عَن الْوَجِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ النابتي وَوَصفه بالعالم التقي الْوَرع أستاذ الْقُرْآن والْحَدِيث فِي خطة الْعرَاق رَوَاهُ لَهُ عَن الْعَفِيف ابراهيم بن مبارز الخنجي يَعْنِي الْمَاضِي عَن الْعَفِيف مُحَمَّد بن سعد الدّين مُحَمَّد ابْن مَسْعُود الكازروني عَن أَبِيه عَن السراج أبي حَفْص عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي الْقسم السلَامِي الْمدنِي عَن أبي الْحسن ابْن روزبة، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة حكيما مفننا صَالحا جاور بِمَكَّة مرَارًا أَو لَهَا قبيل الْخمسين وَثَمَانمِائَة وَأخذ عَنهُ حِينَئِذٍ المظفر مَحْمُود الأمشاطي الطِّبّ وعظمه فِيهِ جدا،(3/257)
وَحكى لي عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول بسنية أكل البسلة لَيْلَة الْجُمُعَة لِأَنَّهَا محركة للباه فَرُبمَا تكون سَببا لغسله وتغسيله، والمنطق رَفِيقًا لأبي الْفضل النويري الْخَطِيب، وَكَذَا أَقرَأ فِي الْأُصُول وَكثير من العقليات بل وَفِي الْفِقْه أَيْضا. وَكَانَ فِيمَا قيل مُتَقَدما فِي ذَلِك كُله مستحضرا شرح الْحَاوِي للقونوي ونسخته مِنْهُ بِخَطِّهِ، وَآخر مَا جاور سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ عبد المحسن الشرواني. مَاتَ فِي سنة سِتّ أَو سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.
971 - سَلامَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي مُحَمَّد بن عَليّ بن صَدَقَة الزين بن أبي عبد الله الادكاوي الصُّوفِي الْمَالِكِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الشَّافِعِي / الْآتِي. أَخذ الطَّرِيق عَن بلديه الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم الادكاوي واختص بِهِ حَتَّى صَار أرجح جماعته وتصدى لاقراء الاطفال احتسابا، وتورع عَن الشَّهَادَة وَنَحْوهَا بل كَانَ ينْسَخ بِيَدِهِ مَعَ فَضِيلَة تَامَّة فِي مذْهبه والاصلين والعربية. أَخذ ذَلِك عَن عدَّة من الشُّيُوخ باسكندرية وَغَيرهَا. وَمَات فِي لَيْلَة ثَالِث عشري رَمَضَان سنة رَحمَه الله وإيانا.
972 - سَلام الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْمُبَارك. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها.
973 - سُلْطَان الكيلاني / أحد التُّجَّار المعتبرين واسْمه مَحْمُود بن بهاء الدّين. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل رَجَب سنة خمس وَخمسين، وَسَيَأْتِي فِي الْمِيم.
974 - سُلْطَان صهر الْعَلَاء بن الصَّابُونِي / وَأحد النواب. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بِالْقَاهِرَةِ.
975 - سلمَان بن حَامِد بن غَازِي بن يحيى بن مَنْصُور الْغَزِّي المقرىء، / كَانَ يذكر انه من بني عَامر أَعْرَاب الشَّام صحب الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي وجاور بِمَكَّة سِنِين وَسمع من بعض الشُّيُوخ وأدب بهَا الْأَطْفَال، طعن فِي لَيْلَة تَاسِع عشري شَوَّال سنة ثَمَان فَمَاتَ من سَاعَته وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.
976 - سلمَان بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن مبارك الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ نزيل القابون. /
سمع ابْن الخباز وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الْحَمَوِيّ والعرضي وَمُحَمّد بن مُوسَى الشقراوي فعلى الأول قمع الْحِرْص بالقناعة للخرائطي، وعَلى الثَّالِث مُعْجم ابْن جَمِيع. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، ولقيه شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ عابدا خيرا صوفيا بالخاتونية مستحضرا للمسائل الْفِقْهِيَّة على طَريقَة الْحَنَابِلَة ولديه فَضَائِل. مَاتَ فِي سنة خمس. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.(3/258)
977 - سلمَان بن مُسلم الْحَنَفِيّ أَخُو مُحَمَّد الْآتِي مِمَّن ابتكر القَاضِي سعد الدّين / بِأخرَة استنابته. بعد أَن كَانَ موقعا بِبَابِهِ، وَلم يكن فِي الْمعرفَة بِذَاكَ. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
978 - سلمَان بِضَم أَوله ابْن أبي يزِيد / صَاحب برصا وَغَيرهَا من بِلَاد الرّوم. قتل فِي سنة أَربع عشرَة وَاسْتولى على مَمْلَكَته أَخُوهُ مُوسَى بعد حروب كَانَت بَينهمَا قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
979 - سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن عَليّ بن عمر نَفِيس الدّين أَبُو الرّبيع بن الْبُرْهَان أبي إِسْحَاق الْمَكِّيّ العدناني التعزي الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ / مُحدث الْيمن وَيعرف بالعلوي نِسْبَة لعَلي ابْن رَاشد بن بولان. ولد فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشر رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة)
وتفقه بِأبي يزِيد مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السراج وَسمع من وَالِده الْكثير وَمن إِبْرَاهِيم وَعِيسَى ابْني أَحْمد بن أبي الْخَيْر الشماخي وَعلي بن أبي بكر بن شَدَّاد بعض الصَّحِيح وَالْمجد اللّغَوِيّ وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري وَغَيرهم من أهل بَلَده والواردين إِلَيْهَا وَمن مَكَّة وَغَيرهمَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي والتقي بن حَاتِم والصدر الْمَنَاوِيّ والحلاوي وَخلق تجمعهم مشيخته تَخْرِيج التقي بن فَهد بل خرج لَهُ شَيخنَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا من مروياته سَمَّاهَا الْأَرْبَعين المهذبة وبرع فِي الحَدِيث وَصَارَ شيخ الْمُحدثين بِبِلَاد الْيمن وحافظهم قَالَ الخزرجي فِي تَارِيخه مَا ملخصه انه اسْتَقر فِي تدريس الحَدِيث بصلاحية زبيد ثمَّ بالافضلية والمجاهدية بتعز، وارتحل النَّاس إِلَيْهِ من الْأَمَاكِن الْبَعِيدَة للتفقه والاسماع، وَأخذ عَنهُ من لَا يُحْصى كَثْرَة مِنْهُم أَخُوهُ مُحَمَّد، وَجمع كتبا نفيسة وَكَانَ جيد الضَّبْط حسن الْقِرَاءَة فريد وقته بقطره فِي الحَدِيث، سمعته يَقُول قَرَأت البُخَارِيّ أَكثر من خمسين مرّة، وَرَأَيْت بِخَط الْمجد اللّغَوِيّ تلو طبقَة سَماع عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَصفه بِأَنَّهُ إِمَام أهل السّنة وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي إنبائه أَنه عَنى بِالْحَدِيثِ وَأحب الرِّوَايَة واستجيز لَهُ جمَاعَة من المكيين، وَسمع مني وَسمعت مِنْهُ وَكَانَ محبا فِي السماع وَالرِّوَايَة مكبا على ذَلِك مَعَ عدم مهارته فِيهِ فَذكر لي أَنه مر على البُخَارِيّ مائَة وَخمسين مرّة مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع واسماع ومقابلة وَحصل من شروحه كثيرا وَحدث بالكثير. وَكَانَ مُحدث أهل بَلَده وَقَرَأَ الْكثير على شَيخنَا الْمجد اللّغَوِيّ وَنعم الرجل كَانَ لَقيته بزبيد وتعز فِي الرحلتين وَحصل لي بِهِ أنس وحَدثني بِجُزْء من حَدِيثه تَخْرِيجه لنَفسِهِ زعم أَنه مسلسل باليمنيين وَلَيْسَ الْأَمر فِي غالبه كَذَلِك. مَاتَ بعلة القولنج فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَقد قَارب الثَّمَانِينَ، وراج أَمر السراج الْحِمصِي حِين دخل الْيمن عَلَيْهِ وتوهم صدقه فِيمَا أملاه عَلَيْهِ مِمَّا يدل على عدم يقظته، وَقد روى لنا عَنهُ جمَاعَة كالتقي بن فَهد(3/259)
والأبي وَآخَرين. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وأرخه فِي ذِي الْحجَّة وَأَنه جَازَ الثَّمَانِينَ. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَنه لقِيه فِي الرحلة الأولى فأعجبه حرصه على محبَّة الحَدِيث وَأَهله. وَسمع مني وَسمعت مِنْهُ ثمَّ لَقيته فِي الثَّانِيَة وَهُوَ مُسْتَمر على ملازمته للْحَدِيث قِرَاءَة ومطالعة ونسخا واستنساخا ومقابلة ووردت على مراسلاته بعد ذَلِك دَالَّة على صِحَة مودته وَلَا يزَال يبلغنِي عَنهُ الثَّنَاء الوافر وَأَجَازَ لِابْني مُحَمَّد فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين.) :::
980 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن رَاشد السالمي الْمَكِّيّ. / سمع على أبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيره وَتوجه لزيارة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَعَاد متعللا، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وَدفن بالمعلاة عَن نَحْو عشْرين سنة. ذكره الفاسي.
981 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن نصر الله علم الدّين ابْن صاحبنا الشهَاب البلقاسي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بالزواوي. ولد فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة قبل موت وَالِده بِدُونِ شهر وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والورقات لامام الْحَرَمَيْنِ وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والجرومية وَالْحُدُود للأبدي وقطعا غير ذَلِك وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْعَبَّادِيّ والمناوي والبكري والبامي وَالْفَخْر المقسي فِي آخَرين وَفِي النَّحْو عَن السَّيْف الْحَنَفِيّ وَفِي الْأُصُول عَن الْعَلَاء الحصني والكافياجي وَعنهُ أَيْضا أَخذ فنونا وَفِي الْفَرَائِض والحساب عَن الْبَدْر المارداني والزيني بن شعْبَان والشهاب السجيني ولازم الشهَاب الْحِجَازِي والمنصوري فِي الْأَدَب وَكَذَا لَازم الابناسي فِي الْمنطق وآداب الْبَحْث وَغَيرهمَا وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَخلق وَأَجَازَهُ جماعتي، ولازمني حَتَّى أَخذ عني الألفية دراية، وَقَرَأَ على تَرْجَمَة شَيخنَا وَغير ذَلِك وتميز وَجمع أَشْيَاء، وَهُوَ قوي الذكاء سريع الْحَرَكَة طارح التَّكَلُّف يذكر بأَشْيَاء.
982 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ الأسنوي. سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز علم الدّين أَبُو الرّبيع الْهِلَالِي المغربي الأَصْل الْمدنِي وَيعرف بِابْن السقا /. ولد بعد سنة عشْرين وَسَبْعمائة بِقَلِيل وحدده الشّرف أَبُو الْفَتْح المراغي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ بست أَو سبع وَعشْرين وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْفرج بن عبد الْهَادِي والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي وَابْن الخباز والتاج ابْن أبي الْيُسْر وَالشَّمْس بن نباتة وَأبي الْخطاب السبتي وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَق بن الكحال وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَدَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَطَّار وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن أبي عمر فِي آخَرين، وَكَانَ يُبَاشر الصَّدقَات بِالْمَدِينَةِ(3/260)
فحمدت سيرته ثمَّ أضرّ وَانْقطع، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من شُيُوخنَا كشيخنا وَذكره فِي مُعْجَمه وإنبائه وَأبي الْفَتْح المراغي وَأكْثر عَنهُ وَكَذَا سمع عَلَيْهِ الْمُحب المطري، وَمَات فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ بِالْمَدِينَةِ، وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن فَرِحُونَ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة فَقَالَ: علم الدّين بن الشَّيْخ شهَاب الدّين السقا رَأس بَين اخوانه قارىء خدوم للاخوان تولى نظر الرَّبْط والأوقاف من النخيل وَغَيرهَا فَلم ير أحسن مِنْهُ قيَاما بهَا من الْعِفَّة والنصح وَعمر ربطا كَثِيرَة كَانَت قد أشرفت على الخراب وَقد أَن يُشبههُ أحد من أَبنَاء جنسه فِي حسن طَرِيقَته أَعَانَهُ الله. انْتهى وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
984 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عوجان المغربي ثمَّ الْمَقْدِسِي وَالِد الشهَاب أَحْمد / الْمَاضِي مَعَ شَيْء من تَرْجَمَة هَذَا، وَأَنه مَاتَ سنة سبع.
985 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن عبد الصَّمد بن أبي الْبَدْر الْعلم بن الشهَاب الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الْمقري الضَّرِير / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كل مِنْهُمَا بالجوهري. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبَعض الْعُمْدَة وَسمع على أَبِيه السّنَن لِابْنِ مَاجَه والختم مِنْهَا على الابناسي، وعَلى ابْن أبي الْمجد البُخَارِيّ وَمن بَاب قَول الله وَاذْكُر فِي الْكتاب إِسْمَاعِيل إِلَى آخِره على التنوخي والختم مِنْهُ على الابناسي والغماري وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي، وَكَذَا سمع على الْأَخيرينِ وَالْوَلِيّ، وَكَذَا أَولهمَا الْجُزْء الْأَخير من أبي دَاوُد وعَلى السويداوي الأكابر عَن الأصاغر للمنجنيقي، وعَلى التنوخي جُزْء أبي الجهم فِي آخَرين كالشرف ابْن الكويك، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة سِتّ عشرَة، وَدخل الْيمن والصعيد واسكندرية ودمياط وطوف ثمَّ أضرّ وتعانى قِرَاءَة الأسباع، وَكَانَ يرتزق مِنْهَا، وَحدث باليسير سَمِعت عَلَيْهِ جُزْء أبي الجهم وَغَيره، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي سنة خمس أَو أَربع وَخمسين رَحمَه الله.
986 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عمر بن غَانِم علم الدّين البرنكيمي شَقِيق الشّرف مُوسَى الْعَالم واخوته ووالد الشَّمْس مُحَمَّد أحد نواب الْحَنَفِيَّة. حفظ الْقُرْآن واشتغل بتعليمه الابناء فِي طباق القلعة وَغَيرهَا وتنزل فِي بعض دروس الْحَنَفِيَّة ولأجله تحنف، وَمَات سنة سِتّ وَأَرْبَعين عَن بضع وَأَرْبَعين.
987 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد الصَّفَدِي ابْن أخي الخواجا الْبَدْر حسن الطَّاهِر / الْمَاضِي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
988 - سُلَيْمَان بن أرخن بك بن مُحَمَّد كرشجي بن عُثْمَان /. كَانَ جده ملك بِلَاد(3/261)
الرّوم، فَلَمَّا مَاتَ قبض ابْنه مُرَاد بك على أَخِيه وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة فسلمه ثمَّ حَبسه وَمنعه من إتْيَان النِّسَاء خوفًا من أَن يعقب فدست لَهُ جَارِيَة فأولدها سُلَيْمَان هَذَا وشاه زَاده ثمَّ مَاتَ ففر بهما مَمْلُوك لأبيهما وَقدم بهما عل الْأَشْرَف برسباي فأكرمهما وَضم سُلَيْمَان إِلَى وَلَده الْعَزِيز يُوسُف وَأُخْته إِلَى الْحرم السُّلْطَانِيَّة ثمَّ رام الْمَمْلُوك الْمشَار إِلَيْهِ الْفِرَار بهما إِلَى الرّوم لمَال وعد بِهِ من بعض ملوكه وَاتفقَ مَعَ جمَاعَة من التركمان وَغَيرهم فَأَخذهُمَا من القلعة وَركب بهما بَحر النّيل ليتوصل إِلَى فَم رشيد ويركب بهما فِي غراب أعد لذَلِك وَلما علم السُّلْطَان بِهَذَا تألم وَأرْسل فِي أَثَرهم فأدركوا بِالْقربِ من فَم رشيد وَقد عاقهم الرّيح عَن الْخُرُوج إِلَى بَحر المالح فاقتتل الْفَرِيقَانِ قتالا شَدِيدا فَكَانَ الظفر لجَماعَة السُّلْطَان فوسط الْمَمْلُوك وَقطع أيديي جمَاعَة وَحبس هَذَا بالبرج وَكَانَ يَوْمًا مهولا زَاد فِيهِ غضب السُّلْطَان إِلَى الْغَايَة ثمَّ أطلقهُ بعد مُدَّة وَصَارَ عِنْد الْعَزِيز على عَادَته ثمَّ تزوج السُّلْطَان بأخته وَصَارَت خوند شاه زَاده وَتَزَوجهَا الظَّاهِر بعده واستولدها أَوْلَادًا إِلَى أَن طَلقهَا فِي سنة خمس وَخمسين، وَمَات سُلَيْمَان قبل ذَلِك بالطاعون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ ابْن خمس عشرَة تَقْرِيبًا. وَذكره المقريزي بِاخْتِصَار.
989 - سُلَيْمَان بن جَار الله بن زَائِد السنبسي الْمَكِّيّ / أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْعَفِيف النشاوري وَابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي وَابْن عَرَفَة وَابْن خلدون وَغَيرهم. مَاتَ فِي شَوَّال سبع وَثَلَاثِينَ خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد.
990 - سُلَيْمَان بن خَالِد بن عمر علم الدّين أَبُو الرّبيع السكندري الخضري الْجمال أَبوهُ. / ذكر فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة مَا يدل على أَن لَهُ من الْعُمر مائَة سنة وثمان وَعِشْرُونَ سنة بل أَزِيد وَأهل اسكندرية ينقلون عَن من تقدمهم الِاعْتِرَاف لَهُ بقدم السن مِمَّا يستشهد بِهِ لصدقه مَعَ اشتهار صدقه وطلوع الشّعْر الاسود بلحيته ونبات أَسْنَان جَدِيدَة حَسْبَمَا شَاهد ذَلِك مِنْهُ الْجمال بن مُوسَى المراكشي ورفيقه شَيخنَا الْمُوفق الأبي وسمعا مِنْهُ أَشْيَاء بإجازته الْعَامَّة من الْفَخر بن البُخَارِيّ. وَمَات بعد ذَلِك بِقَلِيل.
991 - سُلَيْمَان بن خَالِد بن مُحَمَّد بن خَالِد الفيشي ثمَّ القاهري الموسكي، وَيعرف بِابْن خَالِد /.
مِمَّن تردد إِلَيّ وَكتب نُسْخَة لنَفسِهِ من القَوْل البديع بل كتبه مرّة ثَانِيَة لشيخه ابْن أَسد وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَرُبمَا خطب بِبَعْض الْأَمَاكِن، وَأَظنهُ جلس مَعَ الشُّهُود وقتا ثمَّ ترك إِلَى أَن مَاتَ قبل التسعين ظنا.
992 - سُلَيْمَان بن خَلِيل بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم علم الدّين(3/262)
الطرابلسي الْحَنَفِيّ الرَّامِي /. ولد بعد سنة خمس وَثَمَانمِائَة ولقيه البقاعي.
993 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر بن بهادر السنبلي /. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ. (سقط) ولد سنة تسع وَثَمَانمِائَة بالمنزلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده عِنْد الفقاعي وناصر الدّين بن سويدان ولازمه فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الحَدِيث على صاحبنا الزين عبد الرَّحْمَن بن الْفَقِيه مُوسَى وَكَانَ إِذا روى عَنهُ يستره فَيَقُول أَنا أَبُو مُحَمَّد أَنا ابْن حجر، ثمَّ لَقِي شَيخنَا بعد ذَلِك بقطنا وَهُوَ مُتَوَجّه لآمد فَأجَاز لَهُ، وَكَذَا قَرَأَ على الْفِرْيَانِيُّ المغربي وَحفظ فِيمَا بَلغنِي الْمِنْهَاج والملحة وَكَانَ يتسلط بذكائه على الْخَوْض فِي فنون بِحَيْثُ شَارك فِي الْفِقْه والعربية والفرائض والحساب وَالْعرُوض وَغَيرهَا وأوتي مَعَ الذكاء سرعَة الْحِفْظ فَكَانَ يحفظ من التَّارِيخ شَيْئا كثيرا وَقَرَأَ البُخَارِيّ للعامة فِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة بِالْمَدْرَسَةِ المسلمية فَكَانَت تعرض عَلَيْهِ فِي الْخَتْم الجوائز فَلَا يقبلهَا فاشتهر بذلك وهابه أَرْبَاب المناصب وَلَا زَالَ يترقى فِي دمياط حَتَّى صَار لَهُ الصيت الْعَظِيم والشهرة الزَّائِدَة بِحَيْثُ كَانَت شفاعاته لَا ترد خُصُوصا عِنْد الجمالي ناطر الْخَاص فَمن دونه والجمالي هُوَ المنوه بِذكرِهِ عِنْد الظَّاهِر جقمق حَتَّى استدعى بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة وتعزر فِي الْمَجِيء ثمَّ فِي الِاجْتِمَاع مَعَه وَلما اجْتمعَا أنعم عَلَيْهِ بدنيا فَامْتنعَ من قبُولهَا وَلم يسمح بقبولها مُرَتبا بالجوالي فَقيل لَهُ فَيكون باسم ولدك فأظهر التمنع ثمَّ أذعن، وَكَذَا ولي تدريس الناصرية(3/263)
بدمياط ونظرها وأقرأ فِيهَا الْكتب الثَّلَاثَة وَلم يكن مَعَ هَذِه)
الشُّهْرَة والوجاهة يُعَارض أحدا من المباشرين وَنَحْوهم إِلَّا فِيمَا لَا ضَرَر عَلَيْهِم فِيهِ ونقم عَلَيْهِ الخيرون ذَلِك، وَكَذَا نقم عَلَيْهِ عدم تقريبه لوالده وتحاشيه عَن إِظْهَاره إِذا قَصده للزيارة وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي شَأْنه وَالْأَكْثَرُونَ على مَا أثْبته وَقد هجاه البقاعي وَتَبعهُ فِي ذَلِك غَيره بِمَا لَا خير فِي إثْبَاته، ولقيته بدمياط وَمَا سمح بإخباري بمولده بل وشرعت فِي الْكَلَام مَعَه فِي بعض الْمسَائِل فَمَا خَاضَ فِيهَا وبادر لاحضار الْأكل فقرأنا الْفَاتِحَة وانصرفنا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين بدمياط وَدفن بضريح الشَّيْخ عُثْمَان الشرباصي فِي سوق الحصريين، وَقد جَازَ السِّتين رَحمَه الله وإيانا.
997 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بدر الدّين الشوبكي ثمَّ القاهري وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَأَخُوهُ الزين عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن الكويز / ولي اسْتِيفَاء الدولة. وَمَات فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَعشْرين وَأثْنى عَلَيْهِ شَيخنَا وانه كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه منافسات. قلت بل كَاد نَفْيه كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته. وَرَأَيْت من سَمَّاهُ سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد.
سُلَيْمَان بن دَاوُد الْحِجَازِي نزيل سعيد السُّعَدَاء. / مضى فِيمَن جده عبد الله.
998 - سُلَيْمَان بن دَاوُد الْهِنْدِيّ الْمكتب /. كتب على عبد الله بن حجاج وتصدى للتكتيب وَكَانَ يُقيم بالمؤيدية وبتربة الْمُقدم خشقدم وَمِمَّنْ كتب عَلَيْهِ الشّرف يحيى الدمسيسي وَقَالَ لي أَنه مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
999 - سُلَيْمَان بن أبي السُّعُود بن عمر المغربي ثمَّ الْمَكِّيّ / الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. مِمَّن سمع على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ نظم ثلاثيات البُخَارِيّ وَشَرحه وَولي نصف الْأَذَان بمأذنة بَاب الْعمرَة بل كَانَ يَنُوب عَن الريس فِي الْأَذَان على زَمْزَم وَالتَّكْبِير مَعَ معرفَة بالتوقيت. مَاتَ بِمَكَّة فِي المحمر سنة تسع وَخمسين.
1000 - سُلَيْمَان بن شُعَيْب بن خضر الْبُحَيْرِي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. / ولد تَقْرِيبًا بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ كَبِير فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ بِرِوَايَة أبي عَمْرو بِتَمَامِهَا على حبيب العجمي وَلَيْسَ بالمشهور، وَكَذَا تَلا لِابْنِ كثير بِتَمَامِهَا ولغيرها مِمَّا لم يتم على شَيْخه النُّور السنهوري وَبِه انْتفع فِي الْفِقْه لمزيد ملازمته لَهُ فِيهِ بل أَخذ فِيهِ أَيْضا عَن العلمي والنور الْوراق وَكَذَا أَخذ غير الْفِقْه عَن السنهوري بل أَخذ أصُول الدّين والمنطق عَن التقي الحصني، والمنطق أَيْضا مَعَ الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان عَن الْجمال عبد الله الكوراني)
وأصول الْفِقْه عَن الْعَلَاء الحصني وَشرح نظم النخبة عَن مُؤَلفه(3/264)
التقي الشمني وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْجلَال بن الملقن والشهاب الْحِجَازِي وَأم هانىء الهورينية وَغَيرهم أَشْيَاء، وبرع فِي الْفِقْه وتصدر لافادته بالأزهر وَغَيره وَحج وناب عَن السراج بن حريز ثمَّ عَن بنيه فِي تدريس الْمَالِكِيَّة بِجَامِع طولون وَكَذَا عَن ابْن شَيْخه السنهوري بالبرقوقية، وَحفظ الرسَالَة فِي الْفِقْه وألفية النَّحْو كل ذَلِك مَعَ سُكُون وتواضع وديانة وتقلل وتقنع وَهُوَ أحد المنزلين بتربة الْأَشْرَف قايتباي
1001 -. سُلَيْمَان بن صَالح بن عَليّ بن حسن بن عَليّ العجيسي البجائي الْمَالِكِي الْفَقِيه نزيل رِبَاط الْمُوفق بِمَكَّة / وَأحد الْفُضَلَاء. مِمَّن أَخذ عَن مُحَمَّد المشدالي. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ.
1002 - سُلَيْمَان بن عبد الله بن يُوسُف علم الدّين وَقيل شرف الدّين البيري ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي نزيل مصر /. ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس مستهل ربيع الأول سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بالبيرة واشتغل بهَا ولازم أَبَا عبد الله بن جَابر وَأَبا جَعْفَر الغرناطي. وَسمع عَلَيْهِمَا الشفا، وَمن أَولهمَا أَشْيَاء مِنْهَا بديعيته وَمن ثَانِيهمَا شرحها لَهُ وَشرح الطائية وَقدم الْقَاهِرَة فقطنها بعد سنة ثَمَانمِائَة وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال، وَكَانَ أَخُوهُ الْعَلَاء مقدما عِنْد يلبغا الناصري المتغلب على الديار المصرية وَتقدم هُوَ عِنْد الْجمال الاستادار فرافقه فِي خدمَة الْأُمَرَاء ثمَّ السُّلْطَان، ثمَّ فر لما قبض عَلَيْهِ إِلَى الْيمن فَأَقَامَ بهَا من سنة اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى سنة سبع وَعشْرين وَقَالَ النفيس الْعلوِي إِنَّه قدم عَلَيْهِم تعز فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَقبلهَا فِي صفر من الَّتِي قبلهَا وَحج فِي أثْنَاء ذَلِك، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقطنها بالبيبرسية إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون الأول يَوْم الْأَحَد عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ حسن الْبشر كثير الاقبال على الْعِبَادَة محبا فِي أَصْحَابه، حسن الْخط لَازم النّسخ رَحمَه الله. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لنا من تعز، وَذكره المقريزي فِي عقوده.
1003 - سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الصَّدْر الابشيطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالابشيطي. / ولد قبل الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقيل سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَبِه جزم شَيخنَا فِي مُعْجَمه مَعَ قوه أَنه جَازَ الثَّمَانِينَ، واشتغل قَدِيما وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْفِقْه، وتلا بالسبع على الْجمال أبي عبد الله مُحَمَّد بن السراج الْبكْرِيّ الدندري ثمَّ القوصي قاضيها الشَّافِعِي كَمَا نبه)
عَلَيْهِ ابْن الملقن فِي تَرْجَمَة الْجمال الْمَذْكُور، وَكَذَا أَخذ عَن الْمجد إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الكفتي وَسمع على الصَّدْر الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ القلانسي ومظفر بن النّحاس والقطرواني وَابْن الأكرم فِي آخَرين. وَكتب الْخطب الْحسن وبرع فِي الْفِقْه وَغَيره وَجمع ودرس وَأفَاد وَأفْتى وخطب، وَكَانَ أحد(3/265)
صوفية الشيخونية وطلبة الْمدرسَة الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ، وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا من ضواحيها كسرياقوس، وَكَانَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ يعظمه لكَونه فِيمَا قيل قَرَأَ عَلَيْهِ وَبَلغنِي أَنه جلس بِمَجْلِس ميدان الْقَمْح وقتا وَأَنه توجه قَاضِيا مَعَ الْمحمل مرَارًا وَشرح ألفية ابْن مَالك وَحكى لي بعض الآخذين عَنهُ أَنه هم بالاشتغال بالْمَنْطق لِكَثْرَة مُعَارضَة من يبْحَث مَعَه فِيهِ وَقصد استشارة بعض الصَّالِحين فِي ذَلِك فَأخذ الشمسية فِي كمه وَتوجه للشَّيْخ شُعَيْب الحريفيش وَكَانَ باليانسية فبمجرد أَن رَآهُ قَالَ من الله علينا بكتابه الْعَزِيز وبالفقه والنحو وَالْأُصُول وَغير ذَلِك فَمَا لنا وللمنطق وكررها فَرجع عَمَّا كَانَ هم بِهِ وعد ذَلِك فِي كراماتهما، وَكَذَا مِمَّا عد فِي كَرَامَة الصَّدْر أَنه كَانَ يَجِيء لحضور الشيخونية فَينزل عَن بغلته وَلَيْسَ مَعَه من يمْسِكهَا لَهُ فَتوجه إِلَى الرميلة فتقمقم مِمَّا ترَاهُ هُنَاكَ ثمَّ ترجع عِنْد فرَاغ الْحُضُور سَوَاء وَقد أَخذ عَنهُ غير وَاحِد من الْأَئِمَّة كشيخنا، وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا من الْعلم فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَبعد ذَلِك قَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع من لَفظه أَشْيَاء وَالْجمال الزيتوني والزين رضوَان والتاج عبد الْوَاحِد السرياقوسي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّاج الْمَيْمُونِيّ الشاطبية، وجود عَلَيْهِ الْقُرْآن الْجمال القمصي، ونبأ بِكَثِير من أَحْوَاله بل أنشدنا أَنه أنْشدهُ قَوْله لما أُعِيد الْجلَال البُلْقِينِيّ إِلَى الْقَضَاء فِي أَيَّام النَّاصِر:
(لله حمد مدى الْأَزْمَان مَوْجُود ... عَاد الإِمَام لنا وَالْعود مَحْمُود)
(جلال دين الْهدى لَا زَالَ فِي دعة ... لَهُ من الله إقبال وتأييد)
اخْتَارَهُ الْملك السُّلْطَان ناصرنا
(يَرْجُو سُلَيْمَان الابشيطي ناظمها ... أَن لَا يكون محبا وَهُوَ مطرود)
وَكَذَا أَنْشدني الصَّدْر مَحْمُود الشيشيني لَهُ قصيدة فِي مَرْزُوق الْفِيل لما سَقَطت بِهِ القنطرة ذكرتها فِي تَرْجَمته بل أوردت لصَاحب التَّرْجَمَة خطْبَة فِي إِجَازَته بعض من قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَرَبيَّة فِي تاريخي الْكَبِير وأشرت لذَلِك فِي تَرْجَمَة الْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الرُّومِي من معجمي، وَقد عجز بِأخرَة وانهرم وَتغَير قَلِيلا، سِيمَا وَقد سقط قبل مَوته فَانْكَسَرت رجله بِحَيْثُ)
صَار لَا يمشي إِلَّا على عكاز مَعَ استحضاره جيدا، وَمَات فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَأوصى أَن يحمل نعشه إِلَى قبَّة الإِمَام الشَّافِعِي فَفعل بِهِ ذَلِك، وَوضع عِنْد رَأس الإِمَام ثمَّ توجهوا بِهِ إِلَى مَحل دَفنه فِي تِلْكَ الْجِهَة وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه، وَقَالَ إِنَّه كَانَ ماهرا فِي أصُول الْفِقْه والعربية وَالْفِقْه والآداب والخط وحصلت لَهُ غَفلَة(3/266)
استحكمت فِي أَوَاخِر عمره، وَتغَير قبل مَوته قَلِيلا، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه كتب الْخط الْجيد مَعَ اتقان الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالْأَدب توجل لخطبته الْقُلُوب ويوصف لِكَثْرَة صفاء بَاطِنه بالغفلة.
1004 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن أَحْمد القَاضِي نَفِيس الدّين أَبُو الرّبيع الْقرشِي اليمني وَيعرف بالجنيد أَو ابْن الْجُنَيْد /. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه سمع على ابْن شَدَّاد وَغَيره، وَولي قَضَاء عدن مُدَّة رَأَيْته بهَا، وَبهَا مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَكَذَا أرخه التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه لَكِن بزبيد.
1005 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن أبي بكر علم الدّين الصَّفَدِي ثمَّ الْمَقْدِسِي / رَئِيس المؤذنين بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى. ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَحفظ الْقُرْآن وتلاه بالقراءات على الشَّيْخ مُحَمَّد بن الخليلي وتعانى الْمَدْح فِي المواعيد من صغره وهلم جرا، وَحج وَكَانَ إنْسَانا حسنا لَقيته بِبَيْت الْمُقَدّس وَذكر لنا التقي أَبُو بكر القلقشندي أَنه سمع عَن أبي الْخَيْر بن العلائي فِي ختم الصَّحِيح فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا، وَمَات قريب السِّتين.
1006 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن أبي زُرَيْع الْحَضْرَمِيّ نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين.
1007 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن وهبان الْمدنِي. قَرَأَ الْمُوَطَّأ على التَّاج عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن صلح فِي سنة خمسين، وَقبل ذَلِك الشفا على الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد الصبيبي فِي رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين.
1008 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله الْيَمَانِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
سُلَيْمَان بن عَليّ نَفِيس الدّين الْيَمَانِيّ بن الْجُنَيْد /. مضى قَرِيبا فِيمَن جده أَحْمد.
1009 - سُلَيْمَان بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ علم الدّين أَو فَخر الدّين بن الخواجا السراج الْمصْرِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الخروبي وَأمه بحار ابْنة نَاصِر الدّين بن مُسلم. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَانمِائَة أَو قبلهَا بِمصْر، وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن وَأَجَازَ لَهُ الْمجد اللّغَوِيّ والشرف بن الْمقري وَعبد الرَّحْمَن بن حيدر وَغَيرهم، وعاش فِي ترف كثير ثمَّ نزل)
بِهِ الْحَال، وَصَارَ يرتزق بِبَعْض المتجر، وسافر بِسَبَبِهِ إِلَى الصَّعِيد ثمَّ انهبط وتجمدت عَلَيْهِ دُيُون رُبمَا سجن بِبَعْضِهَا أجَاز لنا وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ. وَسَيَأْتِي ذكر إخْوَته الْأَرْبَعَة فِي المحمدين إِن شَاءَ الله.
1010 - سُلَيْمَان بن عمر بن مُحَمَّد علم الدّين الحوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل(3/267)
سعيد السُّعَدَاء. / لَازم شَيخنَا ابْن خضر وَغَيره حَتَّى برع وشارك فِي الْفَضَائِل، وَكَانَ من أماثل الملازمين لدرس قَاسم بن البُلْقِينِيّ مَعَ ظرف ونكت وأظن أَنه كَانَ ينظم الشّعْر، وَسمع على شَيخنَا وَجَمَاعَة. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَخمسين، وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة سامحه الله.
1011 - سُلَيْمَان بن عِيسَى بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري / أحد أُمَرَاء عرب هوارة. اسْتَقر فِي الامرة بعد عزل ابْن عَمه يُونُس بن إِسْمَاعِيل ثمَّ صرف بأَخيه أَحْمد، وَمَات بالبرج فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
1012 - سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر شادي وَقيل ابْن عبد الله بن تورانشاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شادي الْعَادِل فَخر الدّين أَبُو المفاخر بن الْمُجَاهِد شهَاب الدّين بن الْكَامِل مجير الدّين بن الموحد سيف الدّين ابْن الْمُعظم بن الصَّالح بن الْكَامِل أبي الْمَعَالِي بن الْعَادِل الأيوبي /. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أقعد مُلُوك أهل الأَرْض فِي مملكة حصن كيفا إِلَّا صَاحب صعدة الإِمَام الزيدي فَإِنَّهُ أقعد فِي المملكة مِنْهُ. ملك الْحصن بعد أَبِيه فدام نَحْو خمسين سنة وشكرت سيرته وَحسنت أَيَّامه وَله فَضَائِل وَمَكَارِم وأدب وَشعر واعتناء بالكتب والآداب. مَاتَ فِي سنة سبع وَعشْرين وَاسْتقر بعده فِي مملكة الْحصن وَلَده الْأَشْرَف أَحْمد الْمَاضِي وَمن شعره
(أريعان الشَّبَاب عَلَيْك مني ... سَلام كلما هَب النسيم)
(سروري مَعَ زَمَانك الغوادي ... وَعِنْدِي بعده وجد مُقيم)
(فَلَا بَرحت لياليك الغوادي ... وَبدر التم لي فِيهَا نديم)
(يغازلني بغنج والمحيا ... يضيء وثغره در نظيم)
(وَقد سل لدن ان تثنى ... وريقته بهَا يشفى السقيم)
(إِذا مزجت رحيق مَعَ رضاب ... وَنحن بلَيْل طرته نهيم)
(ونصبح فِي ألذ الْعَيْش حَتَّى ... تَقول وشاتنا هَذَا النَّعيم)
)
(ونرفع فِي رياض الْحسن طورا ... وطورا للتعانق نستديم)
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي أطول من هَذَا.
1013 - سُلَيْمَان بن عَزِيز بن هيازع بن هبة الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد أميان بن مَانع الْمصرف فِي أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فدام إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَكَانَ نَائِبه حيدرة بن دوغان بن هبة. وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي ميان بن مَانع وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي.(3/268)
1014 - سُلَيْمَان بن فَرح بن سُلَيْمَان علم الدّين أَبُو الرّبيع بن نجم الدّين أبي المنجا الحجيني الْحَنْبَلِيّ /. ولد سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، واشتغل على ابْن الطَّحَّان وَغَيره وارتحل إِلَى مصر فَأخذ عَن ابْن الملقن وَغَيره، ثمَّ عَاد بعد فتْنَة اللنك فناب فِي الْقَضَاء وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره، وشغل بالجامع ودرس بمدرسة أبي عمر وَكَانَ قصير الْعِبَادَة متساهلا فِي أَحْكَامه. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.
1015 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله بن المعتصم بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه أبي الرّبيع بن الْحَاكِم بِأَمْر الله أبي الْعَبَّاس العباسي الْهَاشِمِي /. اسْتَقر فِي الْخلَافَة بِعَهْد من شقيقه المعتضد بِاللَّه أبي الْفَتْح دَاوُد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَأَرْبَعين. وَمَات هُوَ فِي عشر السِّتين بعد أَن تمرض أَيَّامًا فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين، وَرَأَيْت من قَالَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل بمصلى المؤمني شهده السُّلْطَان بل وَعَاد أَمَام الْجِنَازَة مَاشِيا إِلَى المشهد النفيسي حَيْثُ دفن وَرُبمَا تولى حمله أَحْيَانًا وَكَانَ حسن السِّيرَة دينا خيرا عفيفا متواضعا تَامّ الْعقل كثير الصمت والتعبد وَالصَّلَاة والتلاوة منعزلا عَن النَّاس، قَالَ فِيهِ أَخُوهُ المعتضد لم أر عَلَيْهِ مُنْذُ نَشأ كَبِيرَة، وَكَانَ الظَّاهِر يَعْتَقِدهُ وَيعرف لَهُ حَقه وَآله خير آل دينا وَعبادَة وَخيرا وَكَانَ الْكَمَال الأسيوطي يؤم بِهِ وَاسْتقر بعده أَخُوهُ حَمْزَة رَحمَه الله وإيانا.
1016 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /، ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة وَمَات بزبيد فِي حُدُود سنة ثَمَان عشرَة. ذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي وَالِده. (سقط) ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي فنون وتميز وَأخذ عَنهُ ابْن أَخِيه(3/269)
الْمشَار إِلَيْهِ كَمَا أسلفته فِيهِ وَأَنه عاونه فِي كِتَابَة قِطْعَة من شرحي للالفية حِين أَخذه عني فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَاجْتمعَ بِي غير مرّة.
1021 - سُلَيْمَان بن ندى بن عَليّ بن أبي الْوَحْش بن فريج الْأَمِير علم الدّين بن زين الدّين بن نور الدّين القصري ثمَّ الْأَنْبَارِي أَخُو غيث / الْآتِي ويعرفون بِابْن نصير الدّين وَهُوَ لقب فريج.
ولد بعد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا فِي بلد الْقصير وَقَرَأَ نصف الْقُرْآن وَتعلم الْخط، وَحج سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وعني بالنظم ولقيه ابْن فَهد والبقاعي فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بأبيار وَوصف بالشكالة الْحَسَنَة والذات اللطيفة وَالْكَرم والشجاعة والشهامة وَالْعقل والتؤدة والصدق والتواضع وأنشدا من نظمه:
(أَنا فِي الوغى لَيْث العريكة وَالِدي ... يَوْم النزال مجدل الاقران)
فِي أَبْيَات، وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين
1022 -. سُلَيْمَان بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا مرّة ثمَّ عزل وَقبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد شيخ وسجنه حَتَّى مَاتَ فِي سجنه بِالْقَاهِرَةِ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة سبع عشرَة وَهُوَ فِي عشر الْأَرْبَعين.
1023 - سُلَيْمَان بن يحيى الْمَكِّيّ وَيعرف بالطوير. / سمع من الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وخدم غير وَاحِد من أُمَرَاء مَكَّة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ بحمضة قرب حلي من الْبَحْر المالح وَهُوَ مُتَوَجّه من الْيمن إِلَى مَكَّة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.)(3/270)
(سقط)
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه، وَسَماهُ غَيره سليم.
1027 - سليم ككبير بن عبد الرَّحْمَن بن سليم الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الجناني بِكَسْر الْجِيم ونونين مخففا / نِسْبَة لقرية من الشرقية القاهري الْأَزْهَرِي لاقامته بِهِ أَقَامَ فِيهِ ملازما لِلْعِبَادَةِ وَقِرَاءَة الْقُرْآن إِلَى أَن ظهر أمره وَصَارَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَقصد للزيارة وتأهل رزق الْأَوْلَاد، وَكَانَ لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم بل يكلم أَرْبَاب الدولة بِمَا فِيهِ الخشونة وبصوته العالي، مَعَ بله وسلامة بَاطِن، وَإِذا سمع بمنكر من خمر أَو غَيره جمع فقراءه وَتوجه إِلَيْهِ بِالسِّلَاحِ والمطارق فَإِن عورض قابلهم بِمن مَعَه فَمرَّة ينتصر وَمرَّة لَا يتَمَكَّن وَكَانَ الْأَشْرَف يجلسه بجانبه ويصغي لكَلَامه، وَرُبمَا يَقُول لَهُ الشَّيْخ لَا تكذب عَليّ فيضحك الْأَشْرَف وَيَقُول لَهُ مَا أكذب عَلَيْك، وَقَالَ مرّة وَقت اجْتِمَاع النَّاس لصَلَاة الْجُمُعَة وَقد خرج من رواق الريافة إِلَى صحن الْجَامِع وَبِيَدِهِ عصاة وَهُوَ يضْرب بهَا على الأَرْض الصَّلَاة على ابْن النَّصْرَانِيَّة وَكرر ذَلِك وعني بِهِ سعد الدّين إِبْرَاهِيم بن كَاتب جكم فَلم يقم الْمشَار إِلَيْهِ إِلَّا أَيَّامًا يسيرَة ثمَّ مرض وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ، وجاءه شخص فاستغفله حَتَّى كتب خطه بِالشَّهَادَةِ لَهُ فِي مَكْتُوب ثمَّ اطلع على تزويره فبادر إِلَى بعض الْقُضَاة وَقَالَ لَهُ أَنا شهِدت بالزور فعزرني فَقَالَ لي يَكْفِي رجوعك وَلَا تَعْزِير)
يَعْنِي إِن لم تكن مُتَعَمدا فَتوجه إِلَى غَيره فَقَالَ لَهُ أَيْضا كَذَلِك فَصَارَ يستغيث مُنْكرا على من لم يعزره ثمَّ قَالَ أَنا أعزر نَفسِي وَأخذ عدَّة نعال وعلقها فِي عُنُقه وَطَاف الْأَسْوَاق وَهُوَ كَذَلِك وَأمر جمَاعَة من أَتْبَاعه ينادون عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يشْهد بالزور إِلَى أَن تَعب هُوَ وهم. وَقد رَأَيْت خطه بِالشَّهَادَةِ على الشَّيْخ عبد الدَّائِم فِي إجَازَة أبي عبد الْقَادِر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، وأحواله شهيرة، ويحكي أَن شخصا من الْفُضَلَاء ضربه أَو هم بضربه حَيْثُ أَشَارَ إِلَيْهِ بعصا فَلم يرْتَفع رَأسه بعد ذَلِك، وَقد دخل الشَّام وسلك طَرِيقه فأراق من خمارة مَا فِيهَا وَعظم الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عمر بن عُثْمَان بن قرا كَمَا أسلفته فِي تَرْجَمته، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أحد من كَانَ يعْتَقد بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ شهما، حج مَرَّات وأرخ فِي الْحَوَادِث من أخباره وَلم يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن مَاتَ بعد تمرضه مُدَّة يسيرَة فِي سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بالصحراء خلف جَامع طشتمر الساقي الْمَعْرُوف بحمص أَخْضَر وَهُوَ ابْن أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وقبره هُنَاكَ مَعْرُوف يقْصد بالزيارة. وَله ذكر فِي صَاحبه مهنى بن عَليّ.
1028 - سليم بن عبد الله الصَّالِحِي الضَّرِير. / اشْتغل بالفقه وَمهر فِيهِ. مَاتَ بِدِمَشْق(3/271)
سنة خمس عشرَة. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه
1029 -. سليم ولي الله غير ابْن عبد الرَّحْمَن / الْمَاضِي قَرِيبا. لَهُ ذكر فِي إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الفاقوسي.
1030 - سمام الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق /. صَار خاصكيا فِي أَيَّام ابْن أستاذه النَّاصِر ثمَّ انحط درها إِلَى أَن عَاد لَهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر ثمَّ أمره بِالظَّاهِرِ جقمق فِي أَوَائِل أَيَّامه عشرَة، وَحج بالركب الأول غير مرّة ثمَّ جعله الْأَشْرَف من رُؤْس النوب ثمَّ حاجبا ثَانِيًا عوض نوكار فَمَاتَ قبل تَمام الشَّهْر فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَقد ناف على السّبْعين تَقْرِيبًا.
1031 - سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ /. كَانَ أحد القواد المعروفين بِالْعُمْرَةِ حضر الْحَرْب الَّذِي كَانَ بَين أَمِيري مَكَّة السَّيِّد بن حسن بن عجلَان وَابْن أَخِيه رميثة بن مُحَمَّد فِي شَوَّال سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة وأصابه جرح فِي ذَلِك الْيَوْم من بعض الْأَشْرَاف تعلل بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة مِنْهَا بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
1032 - سِنَان بن عَليّ بن جسار الْعمريّ الْقَائِد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد.
1033 - سِنَان بن عَليّ بن سِنَان بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْقَائِد. / مَاتَ بالغد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
1034 - سِنَان الأرزنجاني نزيل دمشق ثمَّ الْقَاهِرَة /. قدمهَا فَنزل بزاوية نصر الله من خَان الخليلي وأقرأ بهَا فِي الْمُتَوَسّط وَغَيره، اسْتَقر بِهِ الدوادار شيخ تربته بالصحراء وسكنها وأقرأ الطّلبَة بهَا حَتَّى مَاتَ فِي منتصف الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ مِمَّن أنكر على البقاعي فِي كائنة تكلم مَعَه فِيهَا وخاشنه رحمهمَا الله.
سِنَان آخر اسْمه يُوسُف بن أَحْمد الرُّومِي /. سنبل فَتى السُّلْطَان مَحْمُود بن بغيث خَان بن عَليّ شير الْهِنْدِيّ.
1035 - سنبل الأشرفي الطواشي وَيُقَال لَهُ سنبل الصَّغِير / للتمييز عَن آخر أكبر مِنْهُ. كَانَ خازندار أستاذه وَمن المبجلين المقربين مِمَّن حج فِي خدمَة خوند ثمَّ غضب عَلَيْهِ لبَعض الْأَسْبَاب وَسلمهُ لشيخ عرب هوارة وسندت بِالْهِنْدِ وسواكن وَغَيرهمَا كعدن وهرموز بعد.
سنبل الأشرفي / آخر أكبر مِنْهُ بِالَّذِي قبله.
1037 - سَنَد بن ملاعب الجدي /. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
1038 - سنطباي قرا الظَّاهِرِيّ جقمق. / صَار رَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّامه ثمَّ أخرج بعده إِلَى الْبِلَاد الشامية وَقدم مِنْهَا فِي الْأَيَّام المؤيدية مختفيا فَلَمَّا علم الْمُؤَيد بِهِ أَعَادَهُ(3/272)
إِلَيْهَا فَلم تطل مدَّته ثمَّ كَانَ مِمَّن قدم وتأمر عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا بيد عرب الطَّاعَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
1039 - سنقر بن وبير بن نخبار الْحُسَيْنِي / أَمِير الينبوع. وَليهَا فِي سنة خمس وَخمسين بعد أَخِيه هلمان وشكرت سيرته. وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فيحرر مَعَ التَّارِيخ الْمَذْكُور
1040 -. سنقر الجمالي نَاظر الْخَاص يُوسُف بن كَاتب جكم الزين أَبُو السعادات /. ترقى حَتَّى عمل الشادية على عمائر السُّلْطَان بِمَكَّة وَالْمَدينَة بل وأضيفت لَهُ الْحِسْبَة بِمَكَّة وَغَيرهَا ودام مُدَّة مَعَ عقل وأدب وتودد ومداراة بِحَيْثُ أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ بِمَكَّة وَغَيرهَا. وَسمع مني المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر العشاري ووصفته فِي ثَبت وَلَده مُحَمَّد بالأميري الكبيري المشيري الفاضلي الكاملي الأوحدي الأمجدي حبيب الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ ونسيب الأجلاء المعتمدين الْفَائِق بتدبره وتعقله والرائق بتودده وتوسله من ندب فِي الْأَيَّام الأشرفية لخدمة الْحَرَمَيْنِ وانتصب لما تقربه الْعين. انْتهى وَسمعت من يَقُول من أَعْيَان مَكَّة أَنه لم يقم عندنَا تركي مثله وَلَكِن ينْسب لتقصير فِي الْحِسْبَة وَالْكَلَام طَوِيل وَالْحق يقبل وَأَخُوهُ أعرف بالأمور وأسمح بِمَا تَنْشَرِح بِهِ الصُّدُور وعَلى كل حَال فيعز وجود مثله فِي احْتِمَاله وعقله، وَقد بسطت تَرْجَمته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة بَارك الله فِي أَيَّامه.
1041 - سنقر الناصري فرج بن برقوق الْغَزِّي /، صَار خاصكيا بعد الْمُؤَيد ثمَّ أَمِير خَمْسَة فِي الْأَيَّام الأشرفية ثمَّ عشرَة ثمَّ نقل لنيابة حمص فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ إِلَى أَن انْضَمَّ مَعَ اينال الجكمي نَائِب الشَّام حَيْثُ عصى فِي أول الدولة الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَحبس مُدَّة ثمَّ أطلق وَولي بعض القلاع الشامية، إِلَى أَن مَاتَ هُنَاكَ فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وَقيل إِنَّه كَانَ مهملا جَاهِلا.
1042 - سنقر / أحد الْحجاب بِدِمَشْق وأمير طبلخاناه وَكَانَ قبل نَائِبا بحمص. مَاتَ بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
1043 - سنقر عبد من عبيد إِمَام الزيدية بِصَنْعَاء /. لَهُ ذكر فِي عَليّ بن صَلَاح.
1044 - سنقر أَمِير جاندار وأمير علم. مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
1045 - سهل بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر سهل بن أبي الْقسم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل بن مُحَمَّد بن سهل بن مَالك بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحسن الأندلسي الغرناطي الْأَزْدِيّ الأديب. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: الأديب الْعَلامَة قدم علينا حَاجا سنة أَربع عشرَة فحج(3/273)
وَدخل الشَّام ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَحج ثَانِيًا سنة ثَمَان عشرَة وَرجع فجالسني فِي إملاء شرح البُخَارِيّ وَبحث فِي مَوَاضِع لَطِيفَة ثمَّ أَرَادَ السّفر إِلَى الشَّام فعرضت عَلَيْهِ شَيْئا من الزوادة فَامْتنعَ تعففا، وَبَلغنِي سَلَامه وَهُوَ بِدِمَشْق ثمَّ دخل حلب وَكَانَ قدومه لَهَا كَمَا قرأته بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث سنة عشْرين وَتوجه مِنْهَا قَاصِدا حصن كيفا ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب بعد أَن دخل عنتاب فَأَقَامَ بحلب أَيَّامًا ثمَّ نزح عَنْهَا وَانْقطع خَبره انْتهى. وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلما سَافر من مصر ترك عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ رزمه ورق بِخَطِّهِ فِيهَا تعاليق وفوائد فاستمرت عِنْدهم، ووقفت على شَيْء مِنْهَا وَمن جُمْلَتهَا سُؤال أوردهُ على الشَّمْس الْهَرَوِيّ بَيت الْمُقَدّس فَأَجَابَهُ)
بِجَوَاب جازف فِيهِ على عدته وَأخذ الشَّيْخ أَبُو الْحسن يفنده وينبه على فَسَاد مَوَاضِع فِيهِ، وَذكر الْبُرْهَان أَيْضا أَنه أنشدهم لكل من شيخيه أبي الْحسن عَليّ بن الْأَزْرَق الغرناطي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن جزي وَذكر أبياتا ولغيرهما قَوْله:
(منغص الْعَيْش لَا يأوي إِلَى دعة ... من كَانَ ذَا بلد أَو كَانَ ذَا ولد)
(والساكن النَّفس من لم ترض همته ... سُكْنى مَكَان وَلم يركن إِلَى أحد)
وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي
1046 -. سوار بن سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين يَك بن دلغادر التركماني وَيُسمى فِيمَا قيل مُحَمَّد وَيُقَال لَهُ شاه سوار / نَائِب الابلستين ومرعش. خرج عَن الطَّاعَة وَمَشى على بعض الْبِلَاد الحلبية محتجا بِأَنَّهُ لِآبَائِهِ وأجداده فقرر الظَّاهِر خشقدم فِي سنة إِحْدَى وَسبعين عوضه أَخَاهُ شاه بضع على عَادَته قبل فاستعان فِي استرجاعها مِنْهُ بتملك الرّوم ابْن عُثْمَان وَخرج إِلَيْهِ نواب الشَّام وحلب وَغَيرهمَا فكسرهم بمباطنة نَائِب الشَّام بردبك البجمقدار مَعَه ثمَّ جهز لَهُ الْأَشْرَف قايتباي تجريدة هائلة فَانْكَسَرت وفني من الْأُمَرَاء المصريين وَنَحْوهم من لَا يُحْصى كَثْرَة سوى من أسر فأردفها بِأُخْرَى فخذلت أَيْضا ثمَّ بثالثة كَانَ باشها الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي حَسْبَمَا شرح ذَلِك كُله فِي الْحَوَادِث فَعلم حِينَئِذٍ من نَفسه الْعَجز عَن المقاومة مَعَ مَا دبره الباش من الاحتيال حَتَّى نزل إِلَيْهِ بعد أَن ظهر لصَاحب التَّرْجَمَة تخلف غير وَاحِد من أَعْيَان الْعَسْكَر الْأَمْن فَلَمَّا نزل أكْرمه الباش وكف النَّاس عَنهُ لَا سِيمَا الغوغاء وشبههم واستصحبه مَعَه إِلَى الديار المصرية، فسر السُّلْطَان فَمن دونه بإحضاره لِكَثْرَة مَا تلف بِسَبَبِهِ من الْعدَد وَالْعدَد وَالْأَمْوَال الَّتِي تفوق الْوَصْف مَعَ صغر سنه وَكَونه من جنس التركمان وَقرب عَهده برياسة وإمرة وَبَالغ فِي توبيخه عَن مقالاته الَّتِي كَانَت تحكي(3/274)
عَنهُ وَبِمَا صدر مِنْهُ فِي حق العساكر ثمَّ أَمر الْوَالِي سرا بإتلافه فتسلمه وأركبه وَهُوَ مطوق بحديد بِهِ قَصَبَة فِي رَأسهَا جرس كَبِير من نُحَاس على هجين، كل ذَلِك بِقصد الازراء بِهِ إِلَى أَن جِيءَ بِهِ لباب زويلة فعلق بِكَلَالِيب شكت فِي كتفه فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْمه، وَذَلِكَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وَسبعين قبل الْغُرُوب بِدُونِ سَاعَة فَأنْزل وَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب المحروق ثمَّ دفن بِجَانِب تربة يشبك جن بِالْقربِ من تربة الظَّاهِر خشقدم وَهُوَ ابْن بضع وَأَرْبَعين، وَكَانَ فِيمَا قيل يكثر التِّلَاوَة من الْمُصحف بطول الطَّرِيق ويصوم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس مَعَ فهم فِي الْجُمْلَة)
ومشاركة فِي بعض الْمنطق ومعاناة النّظر فِي النُّجُوم قد نبذه الشيب بِبَعْض شَعرَات فِي لحيته من الْجَانِبَيْنِ بعمامة مُدَوَّرَة وفوقاني مَفْتُوح مزنر بقصب بمقلب لطيف على جاري عَادَة تَفْصِيل التركماني، وَوَجهه حسن أَبيض اللَّوْن ظَاهر الْحُرْمَة مستدير اللِّحْيَة بِشعر أسود جميل الْهَيْئَة مُحْتَرم الشكل وتألم غير وَاحِد من المقدمين لاتلافه وَالله يحسن الْعَاقِبَة.
(ذكر من اسْمه سودون وَكلهمْ جركسيون)
1047 - سودون من زَاده الظَّاهِرِيّ برقوق، / وَكَانَ من أَعْيَان خاصكيته ثمَّ تَأمر عشرَة لِابْنِهِ النَّاصِر ثمَّ أعطَاهُ اقطاعا لامرة سِتِّينَ فَارِسًا وَاسْتقر بِهِ خازندارا ثمَّ استعفى مِنْهَا خَاصَّة وَعَاد رَأس نوبَة كَمَا كَانَ ثمَّ كَانَ مَعَ جكم ونوروز فِي عصيانهما فَقبض عَلَيْهِ مَعَهُمَا وسجن باسكندرية فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ أفرج عَنهُ وَصَارَ مقدما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولاه النَّاصِر فِي سلطنته الثَّانِيَة غَزَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة عشر وحبسه باسكندرية وَلم يلبث أَن قتل وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الهائلة فِي سويقة الْعُزَّى وَبهَا خطْبَة ودرس للشَّافِعِيَّة وَآخر للحنفية.
1048 - سودون بن عبد الرَّحْمَن الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من خاصكيته ثمَّ ترقى فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر حَتَّى صَار مقدما، ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى التقدمة فِي أَيَّام تَدْبِير شيخ ثمَّ ولاه أَيَّام سلطنته طرابلس، ثمَّ كَانَ مِمَّن خرج مَعَ قايتباي المحمدي عَن الطَّاعَة فَلَمَّا انْكَسَرَ رفقاؤه فر إِلَى قرا يُوسُف صَاحب بَغْدَاد ثمَّ قدم على ططر حِين كَانَ بالبلاد الشامية مَعَ المظفر بن الْمُؤَيد فَأكْرمه ثمَّ جعله مقدما بالديار المصرية إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي فِي الدوادارية الْكُبْرَى ثمَّ فِي نِيَابَة الشَّام سنة سبع وَعشْرين عوضا عَن تنبك البجاسي والتقيا فَقتل تنبك وانتصر الْمَذْكُور، وَقدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام نيابته غير مرّة ثمَّ نقل إِلَى أتابكيتها، وسافر وَهُوَ أتابك مصر مَعَ الْأَشْرَاف إِلَى آمد فِي محفة ذَهَابًا وإيابا لضَعْفه وَبعد رُجُوعه(3/275)
رسم لَهُ بالاقامة بطالا ثمَّ أرسل لدمياط فَكَانَت منيته بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، وَكَانَ جَلِيلًا شجاعا مقداما عَارِفًا سيوسا وافر الْحُرْمَة متجملا فِي ملبسه ومركبه مليح الْوَجْه منور الشيبة حُلْو الْكَلَام والمحاضرة نالته السَّعَادَة فِي نيابته لدمشق وطالت أَيَّامه، وَعمر بهَا عدَّة أَمْلَاك بل أنشأ بخانقاه سرياقوس مدرسة بهَا خطْبَة، وَكَانَ فَرَاغه مِنْهَا سنة سِتّ وَعشْرين وَخلف ابْنة يُقَال إِنَّهَا لَيست بِذَاكَ أنفدت غَالب أوقاف مدرسة أَبِيهَا وَنَحْوهَا فِي الانهماك وَنَحْوه وَمَا مَاتَت حَتَّى صَارَت عِبْرَة من الْحَاجة والهيئة المزرية وَكَانَت وفاتها فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين رَحمَه الله وَعَفا عَنْهَا.
1049 - سودون الأبو بكري المؤيدي / شيخ الْفَقِيه وَيعرف بالاشقر صَار بعد أستاذه خاصكيا إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام اينال ودام حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبعين بعد مرض نَحْو سنتَيْن، وَكَانَ دينا خيرا فَقِيها صَالحا سَاكِنا عفيفا مديما للصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْعِبَادَة حسن الِاعْتِقَاد نادرة فِي أباء جنسه رَحمَه الله.
1050 - سودون الأبو بكري الْمُؤَيد / شيخ أَيْضا كَانَ من صغَار عتقائه ثمَّ صَار بعده بالبلاد الشامية وخدم بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق من أُمَرَاء حلب ثمَّ حَاجِب الْحجاب ثمَّ أتابكا كل ذَلِك بهَا ثمَّ نقل لنيابة حماة ثمَّ عزل وتعطل سِنِين ثمَّ صَار من مقدمي دمشق، ثمَّ عَاد إِلَى أتابكية حلب حَتَّى مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ، وَقد قَارب السِّتين وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا حشما وقورا متواضعا كثير الْأَدَب وَالْحيَاء رَحمَه الله.
سودون اتمحكي. / فِي سودون المحمدي.
1051 - سودون الاسندمري. / مِمَّن أنشأه النَّاصِر فرج وَجعله أَمِير طبلخاناه وأميراخور ثَانِي، وَبعده قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد وحبسه باسكندرية مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعْطَاهُ إمرة بطرابلس ثمَّ أتابكيتها، وَلم يلبث أَن قتل فِي وقْعَة التركماني على صافيتا من عَملهَا وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَهُوَ مَذْكُور فِي حوادثها من أنباء شَيخنَا.
سودون الْأَشْقَر /. فِي سودون الظَّاهِر برقوق، وَآخر فِي الأبو بكري.
سودون الأفرم /. فِي الظَّاهِرِيّ جقمق.
1052 - سودون الاينالي المؤيدي / شيخ وَيعرف بقراقاش. كَانَ من عُتَقَاء الْمُؤَيد وَعمل بعده خاصكيا إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق من الدوادارية يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ تَأمر عشرَة ثمَّ صَار من رُؤْس النوب وَحج فِي بعض السنين أَمِير الأول وَعَاد إِلَى أَن أخرجه الظَّاهِر إِلَى الْقُدس بطالا ثمَّ استقدمه الْأَشْرَف فِي أَوَائِل سلطنته، وأنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة وَكَونه من رُؤْس النوب كَمَا كَانَ ثمَّ صَار أَمِير طبلخاناه وَثَانِي رُؤُوس النوب ثمَّ أحد المقدمين بالبذل ثمَّ حَاجِب(3/276)
الْحجاب عوض برسباي البجاسي فَلم يلبث سوى شهر وَخرج إِلَى الْجِهَاد فِي جملَة المقدمين فَكَانَت منيته بِجَزِيرَة قبرس فِي أول الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ بعد أَن مرض نَحْو عشرَة أَيَّام بِدُونِ جراح، وَقد قَارب السِّتين، وَكَانَ مليح الشكل متجملا فِي ملبسه ومركبه وبركه مَعَ سرعَة حَرَكَة وطيش وخفة وطمع وَقلة غيرَة ومساوىء كَثِيرَة فِيمَا قيل عَفا الله عَنهُ.
سودون الاينالي. /
يَأْتِي فِي الطَّوِيل.
سودون البجاسي. / فِي حوادث سنة عشر.
1053 - سودون البردبكي الظَّاهِرِيّ برقوق / من صغَار مماليكه، وتأمر عشرَة بعد موت الْمُؤَيد شيخ ثمَّ ولاه الظَّاهِر جقمق نِيَابَة دمياط وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة خمسين، وَكَانَ عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج مهملا فِي الدول.
1054 - سودون البردبكي المؤيدي / شيخ أحد العشرات. مِمَّن ولي الْحِسْبَة أَيَّام الظَّاهِر خشقدم.
سودون البرقي. / فِي الشمسي.
سودون بقجة /. فِي سودون الظَّاهِرِيّ قَرِيبا.
1055 - سودون البلاطي / بلاط الْأَعْرَج شاد شربخاناه النَّاصِر فرج وَيُقَال لَهُ خجا سودون. خدم بعد قتل أستاذه مَعَ النَّاصِر عِنْد نوروز الحافظي ثمَّ اتَّصل بالمؤيد شيخ، وَصَارَ خاصكيا ثمَّ بجمقدارا، واختص بِهِ حَتَّى كَانَ يحملهُ على رقبته لما ضعفت حركته وَلَا يكترث بجهامته لكَونه كَانَ أحد الأقوياء الْمَضْرُوب بهم الْمثل، ثمَّ قربه الْأَشْرَف وَأمره عشرَة وَجعله من رُؤْس النوب ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة طبلخاناه وَمَعَ ذَلِك كَانَ يُقيم بالطبقة سنة فَأكْثر لَا ينزل مِنْهَا وَلَا يركب فرسا بل مَا كَانَ يرى غَالِبا إِلَّا فِي الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة ثمَّ يعود من الْقصر السلطاني إِلَى الطَّبَقَة فيقلع قماش الْخدمَة ثمَّ يدْخل إِلَى مدمنه يعالج بِالْحِجَارَةِ الَّتِي كل وَاحِد مِنْهَا كفردة الطاحون الْعَظِيمَة أَو أَكثر وَيُقَال إِن زنة حجره الَّذِي كَانَ يحملهُ بِرَقَبَتِهِ اثْنَا عشر قِنْطَارًا بالمصري، وَكَانَ السُّلْطَان عمله رَأس نوبَة لوَلَده الناصري مُحَمَّد فَكَانَ يضْطَر للنزول مَعَه فيركب على هَيْئَة الاجناد بِغَيْر تخفيفة على رَأسه وتعاظم فِي مركبه، وَبلغ السُّلْطَان مرّة أَنه مُنْذُ سِنِين مَا رأى الرّبيع وَلَا عدي إِلَى الجيزة فألزمه بذلك وَلم يقبل مِنْهُ استعفاءه وأنعم عَلَيْهِ بِمَا يَأْكُلهُ ثمَّ عَاد، وَلم يَنْفَكّ عَن طَرِيقَته حَتَّى قدمه الْأَشْرَف وألزمه النُّزُول لداره وَكَانَت تجاه مدرسة تغري بردى المؤذي ويسكن فِيهَا بمماليكه وَالَّذين فِي(3/277)
خدمته مِنْهُم ينيفون على مائَة وَخمسين سوى الْكِتَابِيَّة فَكَانَ يَأْمُرهُم بالركوب فِي خدمته أَيَّام المواكب خَاصَّة وبعدم النُّزُول عَن خيولهم إِذا انْتهى لباب دَاره بل يقفون ركبانا يَمِينا ويسارا وَيدخل هُوَ إِلَى منزل وَحده)
وَمَعَهُ البابا فَقَط كعادة الخاصكية وَلم يكن لَهُ جمدار وَلَا سلحدار وَلَا يمد سماطا بل يَأْكُل وَحده وَيُعْطى لكل من مماليكه ثَلَاثَة أَرْطَال لحم وَيعْتَذر بِأَن هَذَا أَنْفَع فِي حَقهم مَعَ أَن عمل السماط أوفر لَهُ وَيصرف ذَلِك وَكَذَا جوامكهم وعليقهم فِي أول الشَّهْر من حَاصله، وَكَانَت لَهُ ثروة زَائِدَة وَمَال جزيل وَسلَاح عَظِيم وبرك هائل يُشَاهد حِين توجهه فِي التجاريد وَنَحْوهَا وَيكون فِي سَفَره مُنْفَردا عَن الامراء وَلم يَنْفَكّ عَن إِقَامَته ببيته مشتغلا بأنواع الملاعب والعلاج بِالْحِجَارَةِ، وَلَا يتَزَوَّج حفظا لقُوته، وَكَانَ مِمَّن تجرد إِلَى الْبِلَاد الشامية صُحْبَة قرقماس الشَّعْبَانِي. وَمَات الْأَشْرَف قبل عود الْأُمَرَاء من ارزنكان إِلَى الْبِلَاد الحلبية وَكتب بحضورهم ورسم لهَذَا بتوجهه إِلَى الْقُدس بطالا فَكَانَت منيته بِهِ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه الْعَيْنِيّ. وَكَانَ عَاقِلا عَارِفًا ذَا سكينَة مليحا أَحْمَر اللَّوْن أسود اللِّحْيَة مستديرها إِلَى الطول أقرب يقْرَأ يَسِيرا ويحفظ بعض الْمسَائِل مَعَ قلَّة الْكَلَام وَالْعشرَة للنَّاس والحرص على جمع المَال وَعدم صرفه إِلَّا فِي طَرِيقه رَحمَه الله.
سودون التركماني. / فِي سودون اليشبكي.
سودون تلِي. / فِي سودون المحمدي
1056 -. سودون الجكمي / أَخُو نَائِب الشَّام اينال الجكمي لِأَبَوَيْهِ فِي آخَرين هَذَا أَصْغَرهم. تَأمر فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة جقمق وَوَجهه الظَّاهِر لِأَخِيهِ الْمَذْكُور بخلعة الِاسْتِمْرَار ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا، وَعصى أَخُوهُ فاتهمه الظَّاهِر بِأَنَّهُ يتألف لَهُ الْجند والأمراء وَقيل إِن ذَلِك لَيْسَ بِبَعِيد فَقبض عَلَيْهِ وحبسه أَكثر من عشر سِنِين ثمَّ أطلقهُ وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع هَين بِدِمَشْق فاستمر بهَا إِلَى أَن قدم فِي دولة الْأَشْرَف مَعَ المنفيين فَلم يقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان بل أَقَامَ بطالا فَقِيرا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين وَأرْسل لَهُ السُّلْطَان بِعشْرَة دَنَانِير يُجهز بهَا عَفا الله عَنهُ.
سودون الجلب. / فِي سودون الظَّاهِرِيّ.
1057 - سودون الحمزاوي الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ خصيصا عِنْده ثمَّ تنكر عَلَيْهِ وضربه ضربا مبرحا وحبسه ثمَّ أخرجه إِلَى الْبِلَاد الشامية، وَبعد مَوته بِمدَّة قدم الْقَاهِرَة وَصَارَ من جملَة أمرائها، ثمَّ ولي نِيَابَة صفد فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ استقدم الْقَاهِرَة وَصَارَ أحد المقدمين شاد الشربخاناه ثمَّ خازندارا ثمَّ رَأس نوبَة النوب، كل ذَلِك فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ حبس باسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ بعد يسير(3/278)
وأعيد إِلَيْهِ إقطاعه ثمَّ لما عَاد النَّاصِر إِلَى الممالك، وَكَانَ ركُوبه من بَيته بِآلَة الْحَرْب والحمزاوي بَين يَدَيْهِ فِي جملَة الْأُمَرَاء عمله دوادارا كَبِيرا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة ثمَّ توجه فِي الَّتِي تَلِيهَا مُجَردا إِلَى الْبِلَاد الشامية فَلَمَّا صَار بِدِمَشْق عصى وَسَار إِلَى صفد فملكها ثمَّ قبض عَلَيْهِ شيخ بعد أَن قلعت عينه فِي المعركة الَّتِي كَانَت خَارج غَزَّة وجهز إِلَى النَّاصِر فحبسه فِي ربيع الآخر سنة عشر وَثَمَانمِائَة ثمَّ استدعى بِهِ بِحَضْرَة الْقُضَاة وَثَبت عَلَيْهِ قَتله لانسان ظلما فحكموا بقتْله فَقتل عَفا الله عَنهُ.
1058 - سودون الْحَمَوِيّ النوروزي نوروز الحافظي. / اتَّصل بعد قَتله بشيخ الْمُؤَيد وحظى عِنْده حَتَّى صَار من العشرات ورؤس النوب ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر من الطبلخاناه إِلَى أَن نَفَاهُ الْأَشْرَف إِلَى دمياط فِي أَوَائِل دولته ثمَّ بعد مُدَّة إِلَى الْبِلَاد الشامية إِلَى إمرة فاستمر بهَا حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ. 1059 سودون الْحَمَوِيّ. / أحد المقدمين بِدِمَشْق وأتابكها وَكَانَ قبل ذَلِك من أُمَرَاء الْقَاهِرَة فنفاه الْأَشْرَف إِلَى دمياط بعد أَن حَبسه مُدَّة ثمَّ أرْسلهُ إِلَى الشَّام عوضا عَن قانباي الحمزاوي فِي الأتابكية والتقدمة فَمَاتَ بهَا فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَعشْرين. ذكره الْعَيْنِيّ:
سودون خجا /. فِي سودون البلاطي.
1060 - سودون دقماق الخاصكي وَالِد الناصري مُحَمَّد سبط نَاصِر الدّين ابْن الْعَطَّار / أمه عَائِشَة. قَتله جمَاعَة من فلاحيه.
1061 - سودون دوادار أركماس الدوادار الْكَبِير /. كَانَ غشوما عَارِفًا بأفانين الظُّلم صرف عَن وظيفته قبل موت الْأَشْرَف وَأُصِيب برمد أفسد عينه، وَلما قبض على أستاذه خدم فِي المماليك السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ بصدد أَن يتَقَدَّم ففجأه الْمَوْت وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين واحتاط نَاظر الْخَاص على موجوده وَهُوَ شَيْء كثير. قَالَه شَيخنَا فِي انبائه
1092 -. سودون السودوني الظَّاهِرِيّ برقوق /. تَأمر فِي الْأَيَّام المؤيدية، ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف من جملَة حجاب الْقَاهِرَة ثمَّ نَفَاهُ الظَّاهِر إِلَى الْقُدس ثمَّ شفع فِيهِ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة مَعَ الحجوبية ثمَّ نقل إِلَى الحجوبية الثَّانِي على إمرته ثمَّ نفي إِلَى الْقُدس أَيْضا ثمَّ أُعِيد على إمرة عشرَة مَعَ الحجوبية الثَّالِثَة ثمَّ نفي للقدس أَيْضا ثمَّ أُعِيد على الحجوبية فَقَط إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة وَلم يكن بِذَاكَ.
1063 - سودون السودوني / أَمِير عشرَة وأميراخور السُّلْطَان، مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ جيدا مشكور السِّيرَة. ذكره الْعَيْنِيّ.)(3/279)
سودون الشمسي. / فِي حوادث سنة عشر.
1064 - سودون الشمسي البرقي الظَّاهِرِيّ جركسي. / اشْتَرَاهُ الْأَشْرَف ثمَّ ملكه الظَّاهِر جقمق وَعَمله خاصكيا ثمَّ جمقدارا ثمَّ امتحن بعده واختفى إِلَى أَوَاخِر أَيَّام الْأَشْرَف اينال فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر أمره عشرَة وَعَمله من رُؤْس النوب ثمَّ آخور ثَانِي ثمَّ حَبسه باسكندرية مُدَّة ثمَّ رَضِي عَنهُ وَقدمه بِدِمَشْق وَحج مِنْهَا فِي موسم سنة إِحْدَى وَسبعين أَمِير الركب الشَّامي فَعَاد مَرِيضا فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر تمربغا بَادر إِلَى الْمَجِيء بِغَيْر إِذن فَرده إِلَيْهَا من خانقاه سرياقوس بعد أَن أرسل لَهُ بفرس مسرج وكاملية بمقلب سمور وَلم يلبث أَن قدمه الْأَشْرَف قايتباي لما اسْتَقر فبادر للمجيء بِغَيْر إِذن فَمَا طلع إِلَى القلعة إِلَّا بِجهْد من انحطاطه بِالْمرضِ فَلَزِمَ بعد نُزُوله الْفراش إِلَى أَن مَاتَ قبل انْقِضَاء شهر وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن من يَوْمه وَقد ناهز الْخمسين.
1065 - سودون طاز / من مماليك الظَّاهِر برقوق وخواصه. أمره عشرَة وَجعله معلما للرمح لكَونه كَانَ رَأْسا فِيهِ وَفِي غَيره من أَنْوَاع الفروسية يضْرب بِقُوَّة طعنه وَشدَّة مقاتلته الْمثل وَأما سرعَة حركته وَحين تسريحه بجواده فإليه الْمُنْتَهى، وَبعد موت أستاذه قدمه ابْنه النَّاصِر ثمَّ عمله أميراخور كَبِير فزادت عَظمته وَصَارَ إِلَيْهِ الْمرجع فِي غَالب أُمُور الرّعية وَعمل راتب سماطه فِي الْيَوْم ألف رَطْل من الضَّأْن خَارِجا عَن الدَّجَاج والأوز والرمسان من الضَّأْن لمزيد كرمه وَكَثْرَة إنعامه على المماليك السُّلْطَانِيَّة وَغَيرهم بِحَيْثُ قيل إِن رفده عَم جَمِيعهم وَلم يزل على جلالته إِلَى أَن صفا لَهُ الْوَقْت بِحَيْثُ لَو رام التسلطن لمشى لَهُ ذَلِك بِدُونِ مُنَازع ثمَّ نزل من الأسطبل السلطاني لداره وعزل نَفسه عَن الآخورية لما بلغه من كَلَام يشبك فِي حَقه عِنْد السُّلْطَان ثمَّ خرج بمماليكه وحواشيه من المماليك السُّلْطَانِيَّة وهم زِيَادَة على ألف لجِهَة سرياقوس رَجَاء أَنِّي يَأْتِيهِ غير من مَعَه من المماليك فَلم يَأْته أحد وترددت الرُّسُل بَينه وَبَين يشبك والناصر وَهُوَ يترجى أَن أمره سيقوى ويظفر بيشبك فَلم يلبث أَن عَزله النَّاصِر من الآخورية وراسله بِالْعودِ إِلَى الْقَاهِرَة على أقطاعه بِغَيْر وَظِيفَة أَو غير ذَلِك من الْبِلَاد الشامية فَلم يجب إِلَّا بعد إِخْرَاج أقباي الكركي فَمَا أذعن النَّاصِر لذَلِك وَقرر الارسال إِلَيْهِ مرّة أُخْرَى إِلَى أَن تحقق النَّاصِر مِنْهُ عدم الْمُوَافقَة فَركب حِينَئِذٍ بالعساكر وَنزل إِلَيْهِ فَلم يثبت من مَعَه من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَآل أمره إِلَى أَن ترامى على يشبك فَقبله وَبَالغ فِي إكرامه وكلم النَّاصِر)
فرسم بتوجهه لدمياط بطالا ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَأَعْطَاهُ يشبك ألف دِينَار وَاسْتمرّ(3/280)
بهَا إِلَى أَن ركب إِلَى الشرفية وَخرج لَهُ جمَاعَة من المماليك السُّلْطَانِيَّة فَجهز لَهُ السُّلْطَان من قبض عَلَيْهِ ثمَّ حبس باسكندرية بقلعة المرقب إِلَى أَن قتل فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ. وأرخه شَيخنَا فِي سنة خمس وَهُوَ سَهْو، وترجمته طَوِيلَة وَكثير من أخباره فِي حوادث تَارِيخ شَيخنَا، وَذكره المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله.
1066 - سودون العلائي الطَّوِيل الأشرفي اينال /. كَانَ فِي أَيَّام أستاذه خاصكيا فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر خشقدم أرْسلهُ لمَكَّة بطالا فدام بهَا قَلِيلا وَكَانَ يقْرَأ ويشتغل قَلِيلا وَرُبمَا أَخذ عني، وزار الطَّائِف حِين زرناه فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر جِيءَ بِهِ وترقى بِوَاسِطَة أغاته يشبك حسن للامرة وَلما مَاتَ عظم اخْتِصَاصه جدا بيشبك الدوادار وَصَارَ أحد الأربعينات وسافر مَعَه فِي التجريدة الَّتِي قتل فِيهَا وَأمر بعده بالتخلف على تقدمة فِي الْبِلَاد الشامية ثمَّ صَار أَمِير ميسرَة بهَا بعد صرف بردبك أَمِير الركب الشَّامي عَنْهَا وَيذكر بفروسية زَائِدَة بِحَيْثُ أَنه قبض على ابْن هرسك وكف عَن قَتله، مَعَ محبَّة فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وميله إِلَيْهِم وتوجهه لِلْعِبَادَةِ من صَوْم وَقيام سفرا وحضرا وبر للفضلاء، وَرُبمَا اشْتغل بِالشَّام على عبد النَّبِي المغربي فِي شرح العقائد وَمَا أحسن قَوْله نَحن لَا نعتقد صَالحا وَلَا عَالما يتَرَدَّد للامراء وَنَحْوهم. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث رَمَضَان سنة ثَان وَتِسْعين، وتأسف عَلَيْهِ كَثِيرُونَ من أهل الْخَيْر وَغَيرهم رَحمَه الله.
1067 - سودون الطيار الظَّاهِرِيّ برقوق. / من أَعْيَان خاصكيته وَمِمَّنْ صَار فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر فرج أميراخور ثَانِي ثمَّ أعطَاهُ الاخورية الْكُبْرَى وَلم يلبث أَن عينه للبلاد الشامية للكشف عَمَّا طرق من الْأَخْبَار الرومية وطالت غيبته فقرر فِي الاخورية غَيره ثمَّ أعْطى بعد مُدَّة إمرة بحلب مَعَ حجوبيتها فَامْتنعَ فَبعد مُدَّة اسْتَقر أَمِير مجْلِس ثمَّ أَمِير صَلَاح إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشر وَحضر السُّلْطَان جنَازَته وَدفن بتربة صهره أقبغا الدوادار خَارج بَاب البرقية، وَخلف مَوْجُودا كثيرا وَأوصى بِثلث مَاله وَعين جمَاعَة مِنْهُم الْعَيْنِيّ فاستولى النَّاصِر على التَّرِكَة بِوَاسِطَة جمال الدّين الاستادار وَلم ينفذ الْوَصِيَّة، وَكَانَ عفيفا شجاعا مقداما دينا محبا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ موقرا لَهُم مشكور السِّيرَة، قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ متورعا عَن الْحَرَام صَاحب أدب محبا فِي الْعلم وَالْعُلَمَاء مَشْهُورا بالفروسية وَلعب الرمْح وَرمى النشاب وتمرين الْخَيل الصعاب، وَإِلَيْهِ ينتسب اسنبغا الطياري رَأس نوبَة النوب لكَونه كن خدمه بعد موت أستاذه.
1068 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون بقجة /. من أَعْيَان مماليك(3/281)
أستاذه وخاصكيته وَمن أَبْيَات نَائِب السلطنة تمراز الناصري وَزوج ابْنَته. تَأمر فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وترقى حَتَّى قدم ثمَّ فر مَعَ صهره إِلَى شيخ فَلَمَّا تجرد النَّاصِر إِلَى الْبِلَاد الشامية حضر إِلَيْهِ فولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ أُعِيد بعد أُمُور إِلَى الْقَاهِرَة على تقدمة ثمَّ قبض عَلَيْهِ النَّاصِر وحبسه باسكندرية ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ تقدمة وسافر مَعَ السُّلْطَان إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ كَانَ مِمَّن انْتَمَى لشيخ، وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي معركة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة.
1069 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون الْأَشْقَر. / مِمَّن ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر فرج إِلَى التقدمة وشاد الشربخاناه ثمَّ عزل عَنْهَا وَبَقِي على التقدمة خَاصَّة ثمَّ ولاه شيخ فِي أَيَّام المستعين بِاللَّه رَأس نوبَة النوب ثمَّ فِي أَيَّامه هُوَ إمرة مجْلِس ثمَّ قبض عله ثمَّ قدمه الْأَشْرَف برسباي بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَكَانَ بَخِيلًا سيء السِّيرَة غير مشكور.
1070 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون الجلب، / ترقى فِي أَيَّام ابْن أستاذه النَّاصِر مَعَ أَنه لم يكن من أَعْيَان مماليك أَبِيه لكنه كَانَ مقداما شجاعا وَعِنْده جرْأَة فَلذَلِك تقدم وشاع اسْمه وناب فِي الكرك من قبل النَّاصِر ثمَّ استبد بهَا وَأظْهر الْعدْل، وَكَانَ من مثيري الْفِتَن ثمَّ أعْطى نِيَابَة طرابلس ثمَّ نِيَابَة حلب قبل دُخُوله طرابلس وَبعد قتل النَّاصِر وَتوجه إِلَى حلب وَهُوَ مَجْرُوح من سهم أَصَابَهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار
1071 -. سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون الظريف. / ترقى فِي أَيَّام أستاذه حَتَّى ولي نِيَابَة الكرك فِي سنة إِحْدَى، فَلَمَّا توجه النَّاصِر إِلَى دمشق فِي الَّتِي تَلِيهَا قدم عَلَيْهِ فَصَرفهُ عَنْهَا، ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى حجوبية دمشق ثمَّ قبض عَلَيْهِ شيخ وسجنه بالصبيبة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعْطَاهُ إمرة بِدِمَشْق، ثمَّ قَبضه وحبسه كَذَلِك إِلَى أَن أفرج عَنهُ النَّاصِر وأنعم عَلَيْهِ بامرة الْقَاهِرَة إِلَى أَن قض عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ وسط فِي رَجَب سنة أَربع وَعشْرين تَحت قلعة الْجَبَل.
1072 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق الْفَقِيه. / كَانَ صهر الظَّاهِر ططر وجد ابْنه الصَّالح مُحَمَّد وَالِد أحد المقدمين الْبَدْر حسن وَأحد رُؤْس الْفِتَن فِي الدولة الناصرية وَلذَا أبعده الْمُؤَيد هَذَا مَعَ تفقهه)
واستحضاره وَكَثْرَة أبحاثه ومزيد تعصبه للحنفية وَلكنه كَانَ قوي النَّفس شهما وَلما تسلطن ططر وَقدم الْقَاهِرَة تَلقاهُ هَذَا فَقَامَ لَهُ وَأَجْلسهُ بجانبه فَوق الْأُمَرَاء، وَلما تسلطن سبطه الصَّالح رام تَقْبِيل يَد جده فَمَنعه كل ذَلِك وَلم يتأمر الْبَتَّةَ. مَاتَ بعد وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ(3/282)
وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: سودون الْفَقِيه كَانَ كَبِير الجراكسة تلمذ للشَّيْخ لاجين الجركسي، وَكَانَ أعجوبة فِي دَعْوَى الْعلم والمعرفة مَعَ عدمهما، وَكَانَ الْكثير مِنْهُم يعْتَقد أَنه لَا بُد أَن يَلِي السلطنة كَمَا كَانُوا يزعمونه فِي شَيْخه وَاتفقَ أَن زوج ابْنَته وَهُوَ الظَّاهِر ططر ولي السلطنة فارتكب من يتعصب الشطط وَقَالَ ظهر المُرَاد فِي ططر فَلم ينشب ططر أَن مَاتَ وَلم يحظ سودون فِي ولَايَته بطائل فضلا عَمَّا بعْدهَا وَكَانَ يكثر سُؤال من يجالسه عَن الشَّيْء المعضل فَإِذا أَجَابَهُ عَنهُ نفر فِيهِ قَائِلا لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك ثمَّ يُعِيد الْجَواب بِعَيْنِه مظْهرا أَنه غَيره، وَله من ذَلِك عجائب. مَاتَ فِي ثَانِي عشر صفر سنة سِتّ وَعشْرين.
سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بِالْقَاضِي. / يَأْتِي قَرِيبا.
1073 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون قراسقل يَعْنِي لحيته سَوْدَاء /. تَأمر فِي أَيَّام ابْن أستاذه ثمَّ تَركه وانتمى لشيخ ونوروز إِلَى أَن قدم مَعَ شيخ بعد قتل النَّاصِر وَصَارَ مقدما ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى تقدمته ثمَّ ولي حجوبية الْحجاب إِلَى أَن تجرد إِلَى الْبِلَاد الشامية فِي سنة عشْرين وَأعْطى حجوبية طرابلس فَكَانَت منيته بهَا فِي صفر.
سودون الظَّاهِرِيّ برقوقي قَرِيبه /. يَأْتِي قَرِيبا.
سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالمارداني /. يَأْتِي أَيْضا.
1074 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسدون المغربي لنشوفته /. مِمَّن تَأمر بعد موت الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ حاجبا فِي أَيَّام الْأَشْرَف بعد أَن ولي نظر الْقُدس ثمَّ ولاه نِيَابَة دمياط ثمَّ انْفَصل عَنْهَا ثمَّ أَعَادَهُ الظَّاهِر إِلَيْهَا ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الْقُدس ثمَّ أحضر إِلَى الْقَاهِرَة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَكَانَ خيرا دينا عفيفا فَقِيها فِي الْجُمْلَة متقشفا وَرُبمَا اشْتغل بالنحو، وتصوره فِي جَمِيع ذَلِك بل وغالب أُمُوره فَاسد عَفا الله عَنهُ.
1075 - سودون الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بسودون ميق /. مِمَّن تَأمر بعد موت الْمُؤَيد ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف أَمِير طبلخاناه وأميراخور ثَانِي ثمَّ مقدما وَتوجه صحبته إِلَى آمد فَأَصَابَهُ سهم لزم مِنْهُ الْفراش أَيَّامًا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَدفن بآمد وَخلف مَالا جما وَرثهُ ابْنه فَلم يتهن بِهِ وَكَانَ متوسط السِّيرَة.
1076 - سودون الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالافرم. / تَأمر فِي أَيَّام ابْنه الْمَنْصُور عشرَة ثمَّ نكب وَحبس ثمَّ أطلق، وَقدم الْقَاهِرَة وأنعم عَلَيْهِ بعد مُدَّة بامرة عشرَة ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم خازندارا ثمَّ طبلخاناه وَمَات فِي.(3/283)
سودون الظَّاهِرِيّ جقمق الشمسي البرقي. / مضى فِي الشمسي.
سودون الظريف. / فِي سودون الظَّاهِرِيّ.
سودون العجمي. / فِي سودون النوروزي.
سودون الْفَقِيه /. فِي سودون الظَّاهِر برقوق.
1077 - سودون القَاضِي الظَّاهِرِيّ برقوق /، مِمَّن أنشأه ابْن أستاذه ثمَّ خامر عَلَيْهِ وَذهب إِلَى نوروز وَشَيخ حَتَّى قدم الْقَاهِرَة مَعَ شيخ بعد قتل ابْن أستاذه وَصَارَ من مقدميها ثمَّ اسْتَقر حَاجِب الْحجاب ثمَّ رَأس نوبَة النوب، ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد وحبسه بالبلاد الشامية إِلَى أَن أفرج عَنهُ وصيره من مقدمي الْقَاهِرَة وَتَوَلَّى كشف الْوَجْه القبلي ثمَّ نِيَابَة طرابلس وَبهَا مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره شَيخنَا مُقْتَصرا على ذكر وَفَاته، قَالَ غَيره وَلم يكن مشكورا فِي أَحْكَامه قَالَ وَكَانَ قد تولى الحجوبية الصُّغْرَى ثمَّ الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ الْكَشْف بِالْوَجْهِ القبلي وظلم فِيهِ وأفسد ثمَّ ولي النِّيَابَة الْمَذْكُورَة.
سودون قراسقل / فِي سودون الظَّاهِرِيّ.
سودون قراقاش /. فِي سودون الاينالي.
1078 - سودون القرماني الناصري فرج /. خدم بعد أستاذه بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء ثمَّ صَار خاصكيا فِي دولة الظَّاهِر ططر ثمَّ ساقيا فِي أول أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ قدمه بحلب ثمَّ صَار أتابكها فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ نَقله إِلَى أتابكية طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى أتابكية حلب وَتوجه أَمِيرا على الركب الْحلَبِي فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
1079 - سودون قريب الظَّاهِر برقوق وَيعرف بسيدي سودون. / قدم من جركس مَعَ جدته لأمه أُخْت الظَّاهِر وَخَالَة أمه أم الأتابك بيبرس أُخْت الظَّاهِر وَمَعَ جد أمه الْأَمِير أنص وَالِد الظَّاهِر وأقاربه بِطَلَب من الظَّاهِر حِين أتابكيته، وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فرباه فِي الْحَرِيم السلطاني فَلَمَّا كبر وترعرع رقاه حَتَّى صَار مقدما ثمَّ أميراخور كَبِير ثمَّ بعد مَوته قبض عَلَيْهِ وسجن باسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَاسْتقر دوادارا كَبِيرا مَعَ أقطاع كَبِير ثمَّ لم يلبث أَن اسْتَقر نَائِب الشَّام وَخرج لدفع تيمور وَثَبت بِمن مَعَه ثباتا مَشْهُورا وأبلى بلَاء حسنا بِحَيْثُ)
أشرف الْعَدو على الخذلان ثمَّ تكاثروا حَتَّى خذل الْعَسْكَر الشَّامي ووبخ الطاغية صَاحب التَّرْجَمَة وتوعده بِكُل سوء محتجا بقتْله لرَسُوله قبل وَاسْتمرّ تَحت الْعقُوبَة فِي أسره إِلَى أَن مَاتَ إِمَّا ذبحا أَو تَحت الْعقُوبَة أَو إلقائه للفيلة وَذَلِكَ بِظَاهِر دمشق فِي أَوَاخِر رَجَب سنة ثَلَاث وَقد ناف على الثَّلَاثِينَ وَهُوَ مِمَّن نَشأ فِي السَّعَادَة وَمَات تَحت الاهانة، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا ذَا شكالة حَسَنَة وَوجه صبيح وثقة فِي النَّاس عَارِفًا بأنواع الفروسية متجملا فِي ملبسه ومركبه ومماليكه. وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ ظَالِما عاتيا بَخِيلًا(3/284)
متكبرا سيء الْخلق دميم الْخلقَة كثير الشَّرّ وَهُوَ الَّذِي فتح بَاب الشَّرّ بعد موت الظَّاهِر قَالَ وَيُقَال انه دفن فِي قَيده بِدِمَشْق، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
1080 - سودون القصروي / قصروه من تمراز نَائِب الشَّام، خدم بعد أستاذه فِي بَيت السُّلْطَان ثمَّ صَار خاصكيا ثمَّ من الدوادارية الصغار فِي دولة إينال ثمَّ أَمِير عشرَة فِي أَيَّام خشقدم فَلَمَّا ولي خجداشه خير بك القصروي نِيَابَة غَزَّة اسْتَقر عوضه فِي نِيَابَة قلعة الْجَبَل إِلَى أَن قدمه يلباي بالبذل ثمَّ عمله الْأَشْرَف قايتباي رَأس نوبَة النوب ثمَّ عينه لتجريدة سوار فجرح فِي الْوَقْعَة وَحمل إِلَى حلب فَمَاتَ بهَا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد قَارب السّبْعين. وَكَانَ جماعا لِلْمَالِ بَخِيلًا وَهُوَ صَاحب السَّبِيل بحارة الباطلية وَالْجَامِع الَّذِي هُنَاكَ.
سودون قندوره، / فِي سودون اليشبكي.
1081 - سودون اللكاشي أقبغا، / اتَّصل بعده بالأمير شيخ فَلَمَّا تسلن أمره ثمَّ رقاه إِلَى التقدمة وَقبض عَلَيْهِ ططر فِي نظامته وحبسه إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف وأنعم عله بطبلخاناه بطرابلس فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَلم يكن من الْأَعْيَان
1082 -. سودون المارداني الظَّاهِرِيّ برقوق / كَانَ خصيصا عِنْد سَيّده إِلَى أَن قدمه وَعَمله شاد الشربخاناه. ثمَّ عمله ابْنه النَّاصِر رَأس نوبَة النوب ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ دوادارا كَبِيرا فَلَمَّا ظهر النَّاصِر وَأَرَادَ الطُّلُوع إِلَى القلعة كَانَ مِمَّن قَاتله، وانتصر النَّاصِر فأمسكه وحبسه باسكندرية إِلَى أَن قتل فِي محبسه سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا عَاقِلا سيوسا سَاكِنا قَلِيل الشَّرّ كثير الْخَيْر والاحسان مشكور السِّيرَة.
1083 - سودون المحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بتلي بِعني مَجْنُون، / كَانَ من أَعْيَان خاصكية سَيّده، ثمَّ ترقى فِي أَيَّام ابْنه إِلَى التقدمة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه باسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ إِلَى أَن اسْتَقر فِي الآخورية الْكُبْرَى وَكَانَ مِمَّن منع ابْن أستاذه الطُّلُوع إِلَى القلعة بعد اختفائه وانتصر عَلَيْهِم فَأخْرجهُ إِلَى دمشق على اقطاع فَقبض عَلَيْهِ نائبها شيخ ففر من السجْن وَلحق بنوروز وتقلب فِي محن وَملك غَزَّة وَشن بهَا الغارات إِلَى أَن ظفر بِهِ شيخ ثَانِيًا وحبسه أَيْضا بقلعة دمشق مُدَّة وراسله النَّاصِر فِي طلبه فَامْتنعَ ثمَّ أطلقهُ وَاتفقَ مَعَه على الْعِصْيَان على النَّاصِر إِلَى أَن ملك صفد من جِهَة شيخ ثمَّ خرج عَن طَاعَته وفر لنوروز ثَانِيًا ثمَّ اتَّفقُوا على الْعِصْيَان إِلَى أَن قتل النَّاصِر فَقدم هَذَا مَعَ شيخ الْقَاهِرَة فَأعْطَاهُ تقدمة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه باسكندرية إِلَى أَن قتل بهَا فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة، وَقد ذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ سودون المحمدي الْمَجْنُون كَانَ شَابًّا شجاعا مفرطا فِي الْجَهْل.
1084 - سودون المحمدي / مَمْلُوك الَّذِي قبله وعتيقه. اتَّصل بعد قَتله بِخِدْمَة(3/285)
الْمُؤَيد شيخ، ثمَّ صَار خاصكيا وَرَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّام الْأَشْرَف بل رام أَن يُعْطِيهِ إمرة فَامْتنعَ وَترك وظيفته أَيْضا وَصَارَ من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة على إقطاعه ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ للعزيز وَلَده فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر نَفَاهُ ثمَّ أَعَادَهُ وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة بسفارة خوند البارزية لكَونه زوج أُخْتهَا لأَبِيهَا فاستمر مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة نَاظرا بهَا وشاد العمائر كَمَا كَانَ توجه فِي الْأَيَّام الأشرفية فَأَقَامَ نَحْو سنتَيْن أَو أَكثر وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَاسْتقر فِي نِيَابَة قلعة دمشق سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَكَانَت منيته بهَا فِي صفر سنة خمسين وَكَانَ دينا خيرا عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والفروج عَاقِلا سَاكِنا لكنه قَلِيل الْمعرفَة مَعَ استبداده بِرَأْي نَفسه بِحَيْثُ أَنه لما توجه لمَكَّة ليصلح مَا تشعب من حيطان الْحرم رفع سقف الْبَيْت الشريف والاخشاب الَّتِي كَانَت بِأَعْلَى الْبَيْت وَغَيرهَا وَمنعه أكَابِر مَكَّة وَغَيرهَا من ذَلِك فَأبى واعتل بِقصد منع الدلف من الْمَطَر وَلم يلْتَفت لما قيل من حُرُوف تمنع الطير أَن يَعْلُو الْبَيْت وَصَارَ الْبَيْت مكشوفا أَيَّامًا بِدُونِ سقف وَلَا كسْوَة وَخَافَ جمَاعَة من نزُول بلَاء بِسَبَب ذَلِك فرحلوا مِنْهَا إِلَى أَن تمّ عمل السّقف وَلم يكن بمانع لما اعتل بِهِ فعمره ثَانِيًا وتكرر مِنْهُ ذَلِك وَسَاءَتْ سيرته بِمَكَّة لأجل هَذَا ونقم عَلَيْهِ كل أحد وَصَارَ يدلف أَكثر من السّقف الْقَدِيم بل صَار سقف الْبَيْت مأوى للطيور وأتعب الخدم ذَلِك فَإِنَّهُم صَارُوا فِي كل قَلِيل يجمعُونَ مَا يتَحَصَّل من زبل الْحمام وَغَيره وَنَدم هُوَ على مَا فعل وعد ذَلِك من سيئاته سِيمَا وَقد أهان الْمُحب بن أبي الْحسن الْبكْرِيّ الشَّافِعِي وَكَانَ مجاورا حِينَئِذٍ بِالضَّرْبِ وَغَيره لكَونه أنكر على الصناع بِحَيْثُ قيل إِن ذَلِك سَبَب مَوته والواقعة مَذْكُورَة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين من أنباء شَيخنَا. وَقد اثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ فَقَالَ كَانَ دينا خيرا، زَاد غَيره متعاظما وَكَانَت ولَايَته بعد دَاوُد الْمَاضِي لما أنكر أهل مَكَّة ولَايَته وَمنعه الشريف وَأرْسل فورد الْأَمر بتولية هَذَا.
1085 - سودون المحمدي المؤيدي شيخ وَيعرف بسودون اتمكجي يَعْنِي الخباز /. صَار خاصكيا بعد أستاذه الْمُؤَيد ثمَّ اسْتَقر رَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ أمره الظَّاهِر عشرَة وَجعله من رُؤُوس النوب ثمَّ أميراخور ثَالِث ثمَّ أميراخور ثَانِي وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين، وَكَانَ شجاعا مشكور السِّيرَة سليم الْبَاطِن عِنْده حشمة وكرم.
سودون المغربي. / فِي سودون الظَّاهِرِيّ.
1086 - سودون المنصوري عُثْمَان / من أُمَرَاء العشرات وَأحد رُؤْس النوب. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين، وَيُقَال انه سقط وَهُوَ ثمل.
سودون ميق /. فِي سودون الظَّاهِرِيّ برقوق.(3/286)
1087 - سودون النوروزي / نوروز الحافظي نَائِب الشَّام وَيعرف بسودون العجمي أحد العشرات ورؤس النوب. مِمَّن تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق. مَاتَ فِي حُدُود الْخمسين، وَكَانَ فِيمَا قيل مهملا.
سودون النوروزي. / فِي سودون المحمدي.
1088 - سودون النوروزي آخر /. تنقل بعد سيد نوروز الحافظي حَتَّى صَار سلحدارا فِي أَوَائِل الدولة الأشرفية برسباي ثمَّ أَمِير عشرَة فِي الظَّاهِرِيَّة ومدرس النوب ثمَّ ولاه الْأَشْرَف اينال نِيَابَة القلعة إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ عَن نَحْو سبعين، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا بشوشا حشما متواضعا وقورا مليحا كَرِيمًا مَعَ اسراف على نَفسه فِيمَا قيل.
1089 - سودون النوروزي آخر /. تنقل بعد سَيّده إِلَى أَن صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي دوادار السُّلْطَان بحلب وَأحد المقدمين بهَا ثمَّ نَقله الظَّاهِر لحجوبية دمشق الْكُبْرَى، وَقدم عَلَيْهِ بتقادم هائلة ثمَّ رج وَعظم ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي سنة سبع وَأَرْبَعين ظنا، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ متوسط السِّيرَة.
1090 - سودون اليشبكي يشبك الجكمي أميراخور التركماني هُوَ وَيعرف بقندورة. / صَار بعد سَيّده من المماليك السُّلْطَانِيَّة وَولي بعض قلاع الْبِلَاد الشامية ثمَّ نِيَابَة قلعة صفد ثمَّ نِيَابَة قلعة دمشق بالبذل فِي كل ذَلِك ثمَّ صَار أحد مقدمي دمشق وسافر أَمِير الْمحمل الشَّامي فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَمَاتَ بعد خُرُوجه من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة إِلَى جِهَة الشَّام فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة مِنْهَا أَو أَوَائِل الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا، وَقد قَارب السِّتين أَو جازها.
1091 - سودون اليوسفي /. مِمَّن حَبسه الْمُؤَيد شيخ بقلعة دمشق، وَلم أر من تَرْجمهُ وَلَكِن علمت اسْمه من أثْنَاء سودون المحمدي تلِي.
1092 - سودون غير مَنْسُوب، / مِمَّن سمع من شَيخنَا الاملاء سنة عشر بالشيخونية.
1093 - سونجبغا اليونسي الناصري فرج أَخُو ارنبغا / الْمَاضِي، وَهَذَا أصغرهما. تَأمر فِي أَوَائِل دولة الظَّاهِر جقمق لكَونه كَانَ متزوجا أُخْت زَوجته، وسافر أَمِير الْمحمل غير مرّة آخرهَا سنة خمس وَخمسين ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْمَنْصُور باقطاع طبلخاناه وزاده الْأَشْرَف عَلَيْهِ إمرة عشرَة ثمَّ مَاتَ أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ فورث مِنْهُ مَالا جزيلا، وَلم يلبث أَن توجه لتغري بردى القلاوي فَكَانَ قَتله على يَده فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَقد زَاد على السِّتين تَقْرِيبًا، وَكَانَ متوسط السِّيرَة بَخِيلًا وَحسن حَاله بِأخرَة.
1094 - سونجبغا الظَّاهِرِيّ برقوق الْفَقِيه. كَانَ من خاصكية سَيّده.(3/287)
اشْتغل كثيرا وَلم ين بِهِ بَأْس لَكِن كَانَ بليدا. مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس عشرَة وَدفن بالصحراء خَارج بَاب البرقية. ذكره الْعَيْنِيّ.
1095 - سويدان / مقدم الْوَالِي عدى عَلَيْهِ فِي لَيْلَة رَابِع عشري صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
1096 - سيباي الأشرفي إينال / نَائِب غَزَّة ثمَّ حَاجِب دمشق ثمَّ نِيَابَة حماة وَهُوَ أَخُو قانصوة.
مَاتَ فِي التجريدة.
1097 - سيباي الظَّاهِرِيّ جقمق أميراخور ثَالِث / وحاجب ميسرَة. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ، وَنزل السُّلْطَان فصلى عَلَيْهِ فِي سَبِيل المؤمني وَكَانَ فِيمَا قيل خيرا.
1098 - سيباي العلائي الأشرفي اينال، / كَانَ فِي أَيَّام استاذه خاصكيا ثمَّ نفي فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم إِلَى منفلوط، فاستمر بهَا جَمِيع مدَّته ثمَّ رَجَعَ بعده على خاصكيته ثمَّ ولاه الْأَشْرَف قايتباي بعناية الدوادار الْكَبِير الْكَشْف بمنفلوط، فَقَامَ الْعَرَب فِي وَجهه وطردوه طردا كليا فَرجع بعد قَبضه على مَحْمُود شيخ بني عدي فَأعْطَاهُ إمرة عشرَة، وَرجع فِي خدمَة الدوادار وَحِينَئِذٍ ضخم وتمول ومهد الْوَجْه القبلي وَكَانَ مَعَ مزِيد ظلمه سِيمَا فِي المساحة يظْهر محبَّة جمَاعَة من الْفُقَهَاء والفقراء وَالرَّغْبَة فِي سَماع الْقُرْآن والانشاد ويبر من يتَرَدَّد إِلَيْهِ مِنْهُم بل كَانَت عَلَيْهِ رواتب لبَعض ديور النَّصَارَى محتجا بِقصد من يرد عَلَيْهِم من الْمُسلمين خُصُوصا وَهُوَ يكثر الْخُرُوج للصَّيْد وَيُقِيم عِنْدهم فِيهَا وَلم يزل فِي نمو إِلَى أَن قتل فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ بمخيمه على شاطىء النّيل قَرِيبا من طما من أَعمال أسيوط وَلم يعلم قَاتله بل وجد مشقوق الْبَطن مَقْطُوع الْيَد بِبدنِهِ جراحات أَرْبَعَة وَحمل إِلَى أسيوط فَدفن بهَا قَرِيبا من قبر ازدمر الْحَاجِب وَلم يكمل الْخمسين وَمَا تيَسّر لَهُ الْحَج.
1099 - سيف بن أبي الصَّفَا إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف أَبُو بكر الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد الْحَنَفِيّ / الْآتِي وَتقدم فِي الْفُنُون مَعَ الدّيانَة والمحاسن بِحَيْثُ أَنه لم يُوَافق وَالِده وَجَمَاعَة بَيته فِي دَعْوَى الشّرف وَلَا حمل شظفه، وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض وَرَأَيْت لَهُ تقريظا لمجموع التقي البدري أبدعه خطا ونثرا ونظما وَمن نظمه فِيهِ:
(جزيت خيرا تَقِيّ الدّين حَيْثُ جلا ... مجموعك الْحسن بِالْحُسْنَى وَذَاكَ نقي)
(وَفِي وفى تَقِيّ قد وقيت أَذَى ... فَأَنت حَقًا بكلتي حالتيك تَقِيّ)
1100 - سيف بن شكر البدري الحسني الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل الْمحرم سنة سبع وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
1101 - سيف بن عَليّ / أَمِير العشير خرج على عساف ابْن عَمه الْمُتَوَلِي الامرة وَقتل ازدمر قريب السُّلْطَان ونائب حماة، والتف عَلَيْهِ جَمَاهِير الْعَرَب إِلَى أَن(3/288)
جهز لَهُ فداوي فَدخل عَليّ وَهُوَ جَالس مَعَ جمَاعَة فيهم إِمَام النَّائِب بِحَيْثُ لم يشْعر بِهِ سيف إِلَّا وَهُوَ على رَأسه فطعنه بسكين مَعَه وبادر سيف مختبلا ليقْتل فَعَادَت ضَربته على نَفسه وأدركه أَصْحَابه فَقتلُوا الفداوي بعد قَتله الْجَمَاعَة الَّذين كَانُوا عِنْد سيف وَاحْتَملُوا سَيْفا وَهُوَ حَيّ وَآل أمره إِلَى أَن قَتله ابْن عَمه عَامر بن عجل أخذا بثأر سُلَيْمَان بن عساف ابْن عَم سيف لكَونه كَانَ قَتله أَيْضا وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ إِمَّا فِي آخر صفر أَو أول الَّذِي يَلِيهِ.
سيف بن عِيسَى سيف الدّين السيرامي. يَأْتِي فِي يُوسُف.
سيف بن بن جُبَير /.
(حرف الشين الْمُعْجَمَة)
شَاذ بك آخوخ يَعْنِي بِهِ جنسه، / يَأْتِي قَرِيبا.
1102 - شاذبك الأشرفي برسباي وَيعرف بفرفور أتابك حماة /. مَاتَ فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين.
1103 - شاذبك الأشرفي برسباي وَيعرف بشاذبك بشق / كَانَ من صغَار مماليك أستاذه وَأخرج بعده إِلَى الْبِلَاد الشامية وتنقل فِي عدَّة ولايات متخللا ذَلِك ببطالات إِلَى أَن صَار بِأخرَة أَمِير مائَة بِدِمَشْق ودوادار السُّلْطَان بهَا وسافر أَمِير الركب الشَّامي، فَمَاتَ فِي رُجُوعه بِالْقربِ من الكرك أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين.
1104 - شَاذ بك الأشرفي قايتباي وَيُقَال لَهُ شَاذ بك آخوخ الطَّوِيل، / عمله أستاذه خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ رَأس نوبَة مُضَافا لَهَا ثمَّ نَاب عَن ملج فِي نِيَابَة القلعة ثمَّ اسْتَقل بهَا بعد وَفَاته فَلَمَّا عَاد من التجريدة سنة أَربع وَتِسْعين اسْتَقر بِهِ دوادارا ثَانِيًا عوضا عَن قانصوه الألفي بِحكم انْتِقَاله مقدما، وَيذكر بفروسية وشكر لبَعض أَحْكَامه وَأَنه رفع الرَّسْم من رَأس نوبَته وبردداره وَأَنه لَا يَأْخُذ على الْأَحْكَام إِلَّا قدرا يَسِيرا وَأكْثر من التبرم من الدوادارية فصرف عَنْهَا بماميه وَأعْطى تقدمة مَعَ تعزز واظهار برغبته فِي التخلي عَن الامرة.
شاذبك بشقن / تقدم قَرِيبا.
1105 - شاذبك الجكمي جكم من عوض /. تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة ططر، فَلَمَّا تسلطن عمله خاصكيا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَوَائِل الدولة الأشرفية وَصَارَ من رُؤْس النوب ثمَّ من الطبلخاناه ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ ولي نِيَابَة الرها ثمَّ صرف على طبلخاناه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدمه الظَّاهِر وَصَارَ أَمِير الْمحمل ثمَّ نَاب بحماة ثمَّ وَجه إِلَى الْقُدس بطالا ثمَّ حبس بقلعة المرقب ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقُدس فَلم يلبث أَن مرض وَطَالَ مَرضه حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ فِي عشر السِّتين(3/289)
تَقْرِيبًا، وَكَانَ قَصِيرا جدا وَعِنْده حِدة وَبَعض خفَّة متوسط السِّيرَة فِي فروسيته وأفعاله.
1106 - شاذبك الجلباني أتابك دمشق / وَصَاحب الْمدرسَة الَّتِي بالقنوات مِنْهَا. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بمدرسته. أَخْبرنِي بذلك امامها.
1107 - شاذبك الصارمي إِبْرَاهِيم بن الْمُؤَيد شيخ /. صَار بعد موت سَيّده من مماليك وَالِده)
الْمُؤَيد ثمَّ أخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية وتأمر هُنَاكَ وتنقل بالبذل حَتَّى صَار حَاجِب الْحجاب بطرابلس ثمَّ أتابك حلب ثمَّ نَائِب غَزَّة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ، وَقد قَارب السِّتين.
1108 - شاذبك من صديق الاشرفي برسباي / شاد العمائر السُّلْطَانِيَّة وَأحد العشرات عوضا عَن بردبك المحمدي الطَّوِيل. مِمَّن رقاه الْأَشْرَف قايتباي للامرة وَغَيرهَا، وسافر فِي التجاريد غير مرّة.
1109 - شاذبك طاز الخاصكي أحد مماليك الْأَشْرَف اينال. مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ أول مطعون فِيمَا قيل.
شاذبك فرفور. / مضى قَرِيبا.
1110 - شاذبك الْفَقِيه /. أَمِير الراكز بِمَكَّة والمستقر بعد بيبرس الطَّوِيل. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتقر بعده ازدمر قَصَبَة.
1111 - شاذبك الْفَقِيه. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ فَينْظر إِن لم يكن أحد من سلف.
1112 - شَاذ بك دوادار قجماس / نَائِب الشَّام. قتل فِي مصاففة بَين عَسْكَر الْأَشْرَف وعَلى دولات بمَكَان يُقَال لَهُ الأندرين فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ.
1113 - شاذي الْهِنْدِيّ / عَتيق السراج عبد اللَّطِيف قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
1114 - شَارِب بن عِيسَى وَيُسمى مُحَمَّدًا الصَّنْعَانِيّ / شيخها والمرجوع إِلَيْهِ فِيهَا. مِمَّن قدمه إِمَام صنعاء النَّاصِر بن مُحَمَّد، فَلَمَّا مَاتَ الإِمَام وثب عَامر بن طَاهِر عَلَيْهَا فملكها وَأقَام بهَا جمَاعَة من أَتْبَاعه، وأسكن مُحَمَّدًا ولد النَّاصِر فِيهَا ثمَّ عَن لَهُ اخراجه إِلَى تعز ليأمن على الْبَلَد مِنْهُ وَمن أَتبَاع أَبِيه واستشعر الْوَلَد بذلك فَكتب لشارب وَهُوَ فِي الْحُصُون ليأخذه عِنْده فبادر إِلَى الْمَجِيء لبابها القبلي فَكَسرهُ، وَأخذ الْوَلَد مظْهرا أَنه لَا رَغْبَة لَهُ فِي غير أَخذه لعلمه بعجزه عَنْهَا ثمَّ بدا لَهُ نهب بَيت يحيى الكراز شيخ من أَتبَاع عَامر بل توجه فرجم قصرهَا فَلم يكن بأسرع من خُرُوج أَتبَاع عَامر مِنْهُ عَجزا وَغَلَبَة وملكها شَارِب وَاسْتقر بهَا الْوَلَد وَبلغ ذَلِك عَامِرًا فجَاء ليستنقذها مِنْهُ فخذل، وَكَانَ ذَلِك سَبَب قَتله وَدفن هُنَاكَ وَأرْسل(3/290)
أَخُوهُ عَليّ يسْأَل فِي نَقله إِلَى المعرانة فَمَا أذعنوا لذَلِك محتجين بِأَنا نتبرك بقبره وَكَأَنَّهُ للاستهزاء، وَيُقَال إِنَّه)
نقل، وشارب الْآن سنة سبع وَتِسْعين فِي قيد الْحَيَاة على شياخته وَهُوَ من عوام الزيدية.
1115 - شَارِع بن سرعَان بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان الحسني الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ
1116 -. شار بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن عجلَان الحسني. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ بصوب الْيمن.
1117 - شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب علم الدّين بن فَخر الدّين بن علم الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل القاهري / أحد الْأَعْيَان، وأكبر أشقائه الْخَمْسَة أمّهم ابْنة مجد الدّين كَاتب المماليك فِي الْأَيَّام الناصرية، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وتدرب بِأَبِيهِ وجده لأمه وَغَيرهمَا فِي الْخدمَة الْمُبَاشرَة وَغَيرهَا إِلَى أَن مهر وبواسطة جده لأمه اشْتهر فِي الدولة فَإِنَّهُ كَانَ يُبَاشر عَنهُ إِذا غَابَ وَاسْتقر بعد وَالِده فِي كِتَابَة الْجَيْش ثمَّ قَرَّرَهُ الْمُؤَيد بسفارة الزيني عبد الباسط فِي عمالة المؤيدية واقتدى بِهِ فِي ذَلِك الاشرف برسباي وَفِي أَيَّامه كَانَ يتَكَلَّم عَن الزين الْمشَار إِلَيْهِ فِي الخزانة وَغَيرهَا ورقاه جدا ثمَّ صَارَت الخزانة بعد اليهم مُضَافا لما كَانَ مَعَهم من اسْتِيفَاء ديوَان الْجَيْش، وَلَا زَالَ فِي ارتقاء وعلو إِلَى أَن صَار مرجعا فِي الدول وَعرف بجودة الرَّأْي وَحسن التَّدْبِير ووفور الْعقل وَقُوَّة الْجنان وَعدم المهابة للملوك فَمن دونهم من غير إخلال بالمداراة مَعَ السّكُون والتواضع والبذل الْخَفي، وَله مآثر وَقرب مِنْهَا الْجَامِع الَّذِي بِالْقربِ من أَرض الطبالة الْمَعْرُوفَة الْآن ببركة الرطلي وجامع بالخانقاه السرياقوسية وخطبة بمَكَان الْآثَار الشريف كَانَت نِيَّته فِيهَا صَالِحَة وَإِن كَانَ الْوَقْت غير مفتقر إِلَيْهَا وبر كثير للْفُقَرَاء وَأهل الْحَرَمَيْنِ بل وغالب من يَقْصِدهُ وَقرب من المنسوبين للصلاح والاكثار من زيارتهم والتأدب مَعَهم والمبادرة لمآربهم وَالْحِفْظ لأهل الْبيُوت والتوجع لمن يتَأَخَّر مِنْهُم واستجلاب من يفهم عَنهُ نوع جفَاء بالاحسان وَمن محاسنه انه اضْطر بالزحام للوقوف عِنْد سَبِيل الْمُؤَيد بالشارع وشاعرا يقْرَأ على الْمُتَوَلِي للسقي فِيهِ وظهره للمارة قصيدة لَهُ يهجو فِيهَا بعض الاقباط من غير تَعْيِينه فَسمع مِنْهَا إِلَى أَن زَالَ الزحام ثمَّ انْصَرف وَأمر من مَعَه بِطَلَب الشَّاعِر لَهُ إِلَى بَيته(3/291)
فَقَالَ لَهُ من هَذَا التعس الَّذِي وَصفته بِمَا سمعته فَأعلمهُ بِهِ وَذكر لَهُ السَّبَب الْمُقْتَضِي لذَلِك فعذره وَبَالغ فِي تقبيح المهجو ثمَّ قَالَ أيمكنك أَن تُعْطِينِي هَذِه القصيدة وتمحو مسودتها إِن كَانَت)
وأصالحك عَنهُ بِكَذَا فأذعن أَو معنى هَذَا، وليتني أعلم من يغار من الْفُقَهَاء لأبناء جنسه كَهَذا، وَحج مرَارًا وفجع بِجَمِيعِ اخوته فَصَبر. قَالَ فِيهِ ابْن تغري بردى وهم أَي الاخوة أَصْحَاب الْحل وَالْعقد فِي الدولة فِي الْبَاطِن وَإِن كَانَ غَيرهم فِي الظَّاهِر فهم الاصل قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فهم أصلح أَبنَاء جنسهم انْتهى. وأنجب أَوْلَادًا أَجلهم علما وحلما وتواضعا ومحاسن الشرفي يحيى بل هُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بمنزله ببركة الرطلي وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا مَعَ غيبَة الْعَسْكَر ثمَّ دفن بتربتهم جوَار الاشرفية برسباي من الصَّحرَاء وَرَأَيْت لَهُ بعد مديدة مناما يشْهد بِخَير ثمَّ آخر، وَكَانَ قد أجَاز لَهُ باستدعاء مؤرخ بشعبان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة من أجل اخْتِصَاص عَمه التَّاج عبد اللَّطِيف بِبَعْض الْمُحدثين جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم ابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالصَّلَاح الارموي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ فاستجيز لذَلِك رَحمَه الله وإيانا وَعَفا عَنَّا.
1118 - شامان بن زُهَيْر بن سُلَيْمَان السَّيِّد الْحُسَيْنِي / خَال صَاحب مَكَّة الجمالي مُحَمَّد. مَاتَ خَارِجهَا بالغد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا بعد أَن عاث فِي جازان وأفسد فَمَا كَانَ بأسرع من قصمه، وَكَانَ مَذْكُورا بالتجاهر بالرفض كبني حُسَيْن. أرخه ابْن فَهد وَسَيَأْتِي ابْنه فَارس
1119 -. شاه رخ القان معِين الدّين سُلْطَان بن تيمور / ملك الشرق وسلطان مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وخوارزم وعراق الْعَجم ومازندران ومملكة دُلي من الْهِنْد وكرمان وأذربيجان.
ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا.
1120 - شاهين الاشرفي / أحد الْحجاب قتل فِي تجريدة الْبحيرَة على يَد الْعَرَب فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
1121 - شاهين الأفرم الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بشاهين كتك بِفَتْح الْكَاف وَضم الْمُثَنَّاة الفوقانية وَمَعْنَاهُ أفرم. / مَاتَ فِي الرملة عِنْد توجههم إِلَى قتال نوروز فِي سنة سبع عشرَة. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه وَكَانَ مَشْهُورا بقلة الدّين بل كَانَ بعض النَّاس يتهمه فِي اسلامه وَذكر لي الْبُرْهَان بن رِفَاعَة شَيْئا من ذَلِك وَوَصفه الْعَيْنِيّ بأدمان الْخمر واللواط قَالَ وَلم يشْتَهر عَنهُ خير وَلَا مَعْرُوف مَعَ كَثْرَة أَمْوَاله انْتهى(3/292)
وَذكر غَيره أَن الظَّاهِر أنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بعد ركُوب عليباي عَلَيْهِ لكَونه قَاتل عَسْكَر عليباي أَشد قتال بِحَيْثُ أظهر من الفروسية والشجاعة مَا هُوَ غَايَة وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك اتِّفَاقًا وَإِلَّا فَهُوَ مِمَّن لم يكن رَاكِبًا مَعَ السُّلْطَان حِينَئِذٍ ثمَّ إِنَّه لم يفخر بذلك بل وَلَا طلع فِي يَوْمه القلعة فأعجب السُّلْطَان مِنْهُ ذَلِك كُله وأنعم عَلَيْهِ بِمَا تقدم، ثمَّ رقاه النَّاصِر ابْنه حَتَّى صَار أحد المقدمين ثمَّ أَمِير سلَاح ثمَّ كَانَ أحد من عين فِي الجالسين بَين يَدي النَّاصِر لقِتَال شيخ ونوروز فلحق بهما وَصَارَ من حزبهما فَلَمَّا قتل النَّاصِر اسْتَقر بِهِ شيخ قبل سلطنته ثمَّ بعْدهَا على عَادَته فِي إمرة سلَاح إِلَى أَن مَاتَ برملة لد وَهُوَ رَاجع مَعَ الْمُؤَيد بعد قَتله لنوروز وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة قَالَ هَذَا المترجم وَكَانَ شجاعا مقداما عَاقِلا سيوسيا هادئا كَرِيمًا عَارِفًا بفنون الفروسية وركوب الْخَيل وأنواع الملاعب.
1122 - شاهين الايدكاري الناصري / أحد أُمَرَاء حلب وَهُوَ غير الَّذِي قبله بل هُوَ مُتَأَخّر عَنهُ جدا.
1123 - شاهين الجمالي نَاظر الْخَاص يُوسُف بن كَاتب جكم. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَقدم فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَقد بلغ ترقى إِلَى أَن عمل شادية جدة سِنِين وحمدت مباشراته بِالنِّسْبَةِ لغيره لعقله ورفقه وفهمه وَعدم هرجه وسكونه مَعَ اقباله على الْعلم وتطلعه للْقِرَاءَة فِيهِ بِحَيْثُ قَرَأَ على الزين قَاسم بن قطلوبغا شَرحه لختصر الْمنَار فِي أصولهم والقدوري عَلَيْهِ وعَلى الصّلاح الطرابلسي وعَلى النَّجْم ابْن قَاضِي عجلون الصّرْف والعربية وعَلى الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب وعَلى الْبَدْر بن خطيب الفخرية فِي الْعَرَبيَّة وعَلى الْفَخر الديمي فِي البُخَارِيّ والشفا غير مرّة وَغير ذَلِك فِي آخَرين، وَقد سمع عَليّ ومني أَشْيَاء وندبه السُّلْطَان للوقوف على عِمَارَته فِي البندقانيين والخشابين فَشكر، وَقد تزوج ابْنة أستاذه بعد موت خير بك ثمَّ فَارقهَا مَعَ كَونهَا ولدت مِنْهُ غير مرّة وماتوا ثمَّ تزوج حفيدته ابْنة الكمالي نَاظر الْجَيْش وَلكنه لم يدْخل بهَا إِلَى الْآن، وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ وَفِي أثْنَاء ذَلِك رسم بتوجهه لنيابة جدة وأضاف لذَلِك فِي ثَانِي سنيها عمَارَة بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ كعلو بِئْر زَمْزَم ورفرف الْمقَام الْحَنَفِيّ ثمَّ سِقَايَة الْعَبَّاس، واجتهد بعد ذَلِك فِي إِجْرَاء عين حنين وتخلف عَن توجهه للمدينة بِمَكَّة سنة خمس وَتِسْعين لذَلِك وساعدته الْقُدْرَة الالهية بالأمطار، وَكَانَ أَمِير الركب الأول فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وتعب كثيرا بِمن كَانَ مَعَه ثمَّ عَاد لمباشرة المشيخة وَعمر الْمكتب والسبيل وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ وَهِي من عمَارَة الْملك، وَهُوَ كفؤ لكل مَا يُفَوض إِلَيْهِ(3/293)
حسن)
النّظر والتأمل، وَله بِالْمَدِينَةِ مآثر وَقرب مَعَ تَجْدِيد أَمَاكِن واحياء أُخْرَى وانفاد أوقاته بِالْعبَادَة والتلاوة وَسَمَاع الحَدِيث والمطالعة والتطلع إِلَى الترقي فِي الْفَضَائِل، وَعِنْده من تصانيفي عدَّة مُضَافَة لما حواه من كتب الْعلم، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه حَسَنَة من حَسَنَات الْوَقْت ومحاضرته جَيِّدَة وأدبه كثير وعقله شهير وَأهل طيبَة مسرورون بِهِ.
1124 - شاهين الحسني الطواشي / تقدم فِي دولة النَّاصِر وَحج بِالنَّاسِ وَولي نظر البيبرسية وَغَيرهَا. ذكره الْعَيْنِيّ وأرخ وَفَاتَ سنة خمس عشرَة.
1125 - شاهين دست الاشرفي الجمدار. / مَاتَ سنة سبع.
1126 - شاهين الدوادار الشيخي / عمل دواداريته قبل سلطنته وَكَانَ شَابًّا حسنا عَاقِلا شجاعا مَيْمُون النقيبة مائلا إِلَى الْعدْل وَالْخَيْر يُقَال انه جدد جَامع التَّوْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة حِين توجهه إِلَى مصر بَين الغرابي والصالحية وَحمل فَدفن بالصالحية، وحزن عَلَيْهِ أستاذه كثيرا. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا انه كَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء شجاعا مقداما، لكنه أرخ وَفَاته فِي شعْبَان بالصالحية وَنسبه شجاعيا، وَأَظنهُ تحرف من الْكَاتِب.
1127 - شاهين الرُّومِي النوري الانبابي / نَائِب كَاتب السِّرّ. قَرَأَ الْقُرْآن وجود الْكِتَابَة على الْبُرْهَان الفرنوي ثمَّ يس وتميز فِيهَا، وَكتب عدَّة مصاحف وَغَيرهَا وَقدم بَعْضهَا للاشرف قايتباي.
1128 - شاهين الرُّومِي الظَّاهِرِيّ جقمق الطواشي وَيعرف بشاهين غزالي /. أَصله من خدام فَارس نَائِب قلعة دمشق فَرَآهُ جرباش المحمدي كرد الناصري فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بهَا حِين توجهه بِبَعْض التقاليد فأعجبه جمال صورته، وَأعلم الظَّاهِر جقمق بذلك فراسل بِطَلَبِهِ فَأرْسلهُ لَهُ سَيّده مَعَ تقدمة، وَحِينَئِذٍ أعْتقهُ الظَّاهِر وَجعله خَازِنًا ثمَّ ساقيا إِلَى أَن عمله الظَّاهِر خشقدم رَأس نوبَة الجمدارية بعد عزل خجداشه خشقدم الاحمدي، وَلما اسْتَقر الاشرف قايتباي خالطه مِنْهُ بعد خوف فِي الْبَاطِن فَلم يلبث أَن مرض فِي ربيع الآخر ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن إِحْدَى الجمادين سنة ثَلَاث وَسبعين، وَدفن من الْغَد، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني وَقد قَارب الْخمسين، وَكَانَ من أحسن أَبنَاء جنسه وَجها وأطولهم قدا وَأَحْسَنهمْ لفظا وأفصحهم لِسَانا وأحلاهم مذاكرة وَأَكْثَرهم أدبا بل هُوَ نادرتهم فِي مَجْمُوع محاسنه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.(3/294)
1129 - شاهين الرُّومِي الْمزي / عَتيق التقي أبي بكر الْمزي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ عَارِفًا)
بِالتِّجَارَة على طَريقَة سَيّده فِي محبَّة أهل الْخَيْر ووصاه على أَوْلَاده فرباهم ثمَّ مَاتَ بالقولنج فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وهم صغَار فأحيط بموجوده فيسر الله الْقيام فِي أَمرهم مَعَ السُّلْطَان حَتَّى اسْتَقر الَّذِي لَهُم فِي ذمَّته بل ظهر لَهُ أَخ شَقِيق فَلَمَّا أثبت نسبه قبض مَا بَقِي من تَرِكَة أَخِيه بعد مصالحة نَاظر الْخَاص.
1130 - شاهين الزردكاش. / كَانَ أحد المقدمين بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ صَار حَاجِب حجاب دمشق ثمَّ نَائِب حماة ثمَّ طرابلس إِلَى أَن عَزله ططر عَنْهَا ودام بهَا بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَورثه الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن اينال لكَونه مولى لِأَبِيهِ أَو جده.
1132 - شاهين الزيني عبد الباسط. شاهين نزيل الباسطية / وَأَظنهُ مَمْلُوك واقفها. كَانَ خيرا يتفقه ويجيد الْخط ويتدين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس أَو سِتّ وَتِسْعين.
1133 - شاهين الزيني يحيى الاستادار وَيعرف بالفقيه. / كَانَ دوادارا رَابِعا عِنْد الْأَشْرَف قايتباي بعد أَن كَانَ خصيصا عِنْد مَوْلَاهُ، وَكَانَ خيرا بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه محبا فِي الْعلمَاء والصلحاء وَرُبمَا اشْتغل. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين.
1134 - شاهين السَّعْدِيّ الطواشي اللالا. / خدم الاشرف فَمن بعده وَتقدم فِي دولة النَّاصِر، وَولي نظر البيبرسية وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان. أرخه شَيخنَا وَأَظنهُ شاهين الْحسنى الْمَاضِي قَرِيبا وَأحد التاريخين غلط.
شاهين الشجاعي. / مضى فِي شاهين الدوادار
1135 -. شاهين الشجاعي /. ولي نِيَابَة الْقُدس ودواداري السُّلْطَان بِدِمَشْق. مَاتَ فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن اللبودي
1136 -. شاهين الشجاعي، ولي حجوبية دمشق، وَحج بالركب الشَّامي وَولي نِيَابَة القلعة بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين أرخه ابْن اللبودي أَيْضا.
1137 - شاهين الشيخي شيخ الصفوي / وَالِد خَلِيل الْمَاضِي أبي عبد الباسط الْآتِي. تنقل بعد أستاذه فِي عدَّة خدم إِلَى أَن ولي نظر الْقُدس ونيابته ثمَّ صرف عَنهُ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا يتَرَدَّد لخدمة أزبك الدوادار كأمير شكار لَهُ وَلَعَلَّه كَانَ فِي خدمته، وَكَانَ شَيخا طوَالًا يجيد لعب الطير من الْجَوَارِح. مَاتَ.
شاهين الشيخي. / فِي شاهين الدوادار.
1138 - شاهين الطوغاني طوغان الحسني. كَانَ من دوادارية النَّاصِر فرج ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته فَلَمَّا اسْتَقر عمله أحد الدوادارية(3/295)
الصغار ثمَّ ولاه نِيَابَة قلعة حلب ثمَّ عَزله وولاه بعد مُدَّة نِيَابَة قلعة دمشق إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين واحتيط على موجوده، وَكَانَ فِيمَا قيل أَحمَق بَخِيلًا جَبَانًا.
1139 - شاهين العلائي قطلوبغا الكركي / وَالِد الْجمال يُوسُف سبط شَيخنَا. أقرأه سَيّده الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ صَار من مماليك النَّاصِر ثمَّ من خاصكيته فَلَمَّا سَافر لقِتَال شيخ وَكَانَ صحبته أسره جمَاعَة الْمُؤَيد وَنَقله حَتَّى ولاه الدوادارية الصُّغْرَى وسَاق الْبَرِيد وَحج وَصَارَ أحد العشراوات بِالْقَاهِرَةِ وسَاق الْمحمل فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر ططر أخرج الأمرية عَنهُ وصيره طرخانا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف بِخمْس امرة عشرَة بِدُونِ خدمَة ثمَّ ألزمهُ الظَّاهِر بِالْخدمَةِ ثمَّ أخرج أقطاعه وَأمر بنفيه لدمشق ورسم لَهُ بِدَرَاهِم يَأْخُذهَا كل يَوْم من أستادارها وأنعم عَلَيْهِ فِي غُضُون ذَلِك بفرس وقماش وَكَذَا قدم على الْأَشْرَف اينال وأنعم عَلَيْهِ بذلك وباقطاع امرة عشرَة، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بِالْقربِ من قبَّة النَّاصِر فرج وَكَانَ قد صاهر شَيخنَا على أكبر بَنَاته وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد تَأَخّر مِنْهُم الْجمال الْمَذْكُور، وَقد تَرْجمهُ بأبسط من هَذَا وَقَالَ انه كتب بِخَطِّهِ الشفا والموطأ وَغَيرهَا وخس بالورق فَلم ينْتَفع بهَا وانه كَانَ فِي خلقه شدَّة وزعارة انْتهى. وَاتفقَ أَن الْمُحب بن الْأَشْقَر لحظ إِلَيْهِ وهما فِي مجْلِس صهرهما وَقد توفيت تَحت الْمُحب ابْنة لشَيْخِنَا ثمَّ ثَانِيَة فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة مَالك ترمقني أَتُرِيدُ أَخذ الثَّالِثَة وإقبارها فَضَحِك الْجَمَاعَة.
شاهين غزالي. / فِي شاهين الرُّومِي.
1140 - شاهين الْفَارِسِي، / مِمَّن أنشأه الْمُؤَيد إِلَى أَن صيره أحد المقدمين ثمَّ قبض عَلَيْهِ ططر فِي أَيَّام نظاميته وحبسه باسكندرية فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ من الفرسان ظنا.
شاهين الْفَقِيه /. فِي شاهين الزيني يحيى.
1141 - شاهين قصقا / وَمَعْنَاهُ الْقصير. كَانَ من الخاصكية فنقله النَّاصِر شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى صَار أحد المقدمين وَمَات عَن قرب فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر وَدفن فِي حوش الظَّاهِر. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَكَذَا الْعَيْنِيّ وَقَالَ انه مَا اشْتهر بِخَير.
شاهين كنك / فِي شاهين الافرم)(3/296)
(سقط) أرخه الْعَيْنِيّ.
1145 - شاه رخ بن تيمور الطاغية معِين الدّين / صَاحب هراة وسمرقند وبخارى وشيراز وَمَا والاها من بِلَاد الْعَجم وَغَيرهَا، بل ملك الشرق على الاطلاق والماضي أَبوهُ. ملكهَا بعد ابْن أَخِيه خَلِيل بن أميران شاه وحمدت سيرته وَقدم رسله لمصر غير مرّة وراسله مُلُوكهَا، ثمَّ وَقع بَينه وَبَين الْأَشْرَف برسباي استيحاش لكَونه طلب كسْوَة الْبَيْت وَفَاء لنذره فَأبى الْأَشْرَف وخشن لَهُ فِي الرَّد وَتردد للرسل بَينهمَا مرَارًا ثمَّ أرسل إِلَيْهِ جمَاعَة زعم أَنهم أَشْرَاف وعَلى يدهم خلعة لَهُ فَاشْتَدَّ غَضَبه من ذَلِك ثمَّ جلس بالاسطبل السلطاني واستدعى بهم ثمَّ أَمر بالخلعة فمزقت وضربهم بِحَيْثُ أشرف عظيمهم على الْهَلَاك ثمَّ ألقوا منكسين فِي فسقية مَاء بالاسطبل والاوجاقية ممسكة بأرجلهم يغمسونهم بِالْمَاءِ حَتَّى أشرفوا على الْهَلَاك وَالسُّلْطَان مَعَ ذَلِك يسب مرسلهم جهارا ويحط من قدره مَعَ مزِيد تغير لَونه لشدَّة حنقه، ثمَّ قَالَ لَهُم وَقد جِيءَ بهم إِلَى بَين يَدَيْهِ بعد ذَلِك قُولُوا لشاه رخ الْكَلَام الْكثير لَا يصلح إِلَّا من النِّسَاء وَكَلَام الرِّجَال لَا سِيمَا الْمُلُوك إِنَّمَا هُوَ فعل وَهَا أَنا قد أبدعت فِيكُم كسرا لِحُرْمَتِهِ فَإِن كَانَ لَهُ مَادَّة وَقُوَّة فليتقدم وَكتب لَهُ بذلك وأزيد فتزايد رعبه وَسكت عَن مَطْلُوبه مُدَّة حَيَاة الْأَشْرَف، وَلما اسْتَقر الظَّاهِر أرسل إِلَيْهِ بِهَدَايَا وتحف وَأظْهر السرُور بسلطنته وَأَنه دقَّتْ لذَلِك البشائر بهراة زينت أَيَّامًا فَأكْرم الظَّاهِر قصاده وأنعم عَلَيْهِم ثمَّ بعث إِلَيْهِ فِي الرسلية ششك بغا دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق فَتوجه إِلَيْهِ وَعَاد بأجوبة مرضية، ثمَّ أرسل فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين يسْتَأْذن فِي وَفَاء نَذره فَأذن لَهُ حسما لمادة الشَّرّ ودفعا لحُصُول الضَّرَر بِالْمَنْعِ فصعب على الْأُمَرَاء والأعيان فَلم يلْتَفت السُّلْطَان لكلامهم، وَقد تكَرر مَجِيء قاصده بهَا فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي نَحْو مائَة)
نفس مِنْهُم قَاضِي الْملك وَهُوَ مَشْهُور بِالْعلمِ ببلادهم إِلَى غَيرهم من الأتباع وتلقاهم الْأُمَرَاء والقضاة والمباشرون وَسلم عَلَيْهِ شَيخنَا وأنزلوا وأكرموا، ثمَّ صعدوا إِلَيْهِ بالكسوة وهدية فَأمر أَن يَأْخُذهَا نَاظر الْكسْوَة بِالْقَاهِرَةِ ويبعثها لتلبس من دَاخل الْبَيْت وَانْصَرفُوا فَلَمَّا وصلوا لباب القلعة أَخذهم الرَّجْم من الْعَامَّة والسب واللعن، بل جَاءُوا وَمَعَهُمْ من المماليك السُّلْطَانِيَّة الَّذين بالأطباق نَحْو ثلثمِائة نفس سوى من انْضَمَّ إِلَيْهِم من الغلمان والغوغاء إِلَى الْمحمل النازلين بِهِ فنهبوا مَا فِيهِ مِمَّا يفوق الْوَصْف كَمَا(3/297)
حكيناه فِي حوادثها وَيُقَال أَنَّهَا مَا كَانَت تَسَاوِي ألف دِينَار مَعَ سَمَاعي من أهل تِلْكَ النواحي الْمُبَالغَة فِي شَأْنهَا بل تحدث بِهِ بعض بني شيبَة فَالله أعلم.
وتألم السُّلْطَان لَهُم وَأمْسك بعض من نسب لَهُ ذَلِك، وَقطعت أَيدي جمَاعَة وَضرب جمَاعَة إِلَى غير هَذَا مِمَّا فِيهِ تلافي خاطرهم بل ضم إِلَيْهِم الْمُبَالغَة بالاكرام والبذل وَمَعَ ذَلِك تحرّك صَاحب التَّرْجَمَة للبلاد الشامية فَلَمَّا وصل لنواحي السُّلْطَانِيَّة أهلكه الله وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَكفى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال. وَكَانَ ضخما وافر الْحُرْمَة نَافِذ الْكَلِمَة نَحوا من أَبِيه مَعَ عفة وَعدل فِي الْجُمْلَة وَتَلفت لكتب الْعلم وَأَهله بِحَيْثُ ورد كِتَابه فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بترغيب ابْن الْجَزرِي لَهُ على الْأَشْرَف برسباي يَسْتَدْعِي مِنْهُ هَدَايَا، وَمن جُمْلَتهَا كتب فِي الْعلم مِنْهَا فتح الْبَارِي لشَيْخِنَا فَجهز لَهُ مِنْهُ إِذْ ذَاك ثَلَاث مجلدات ثمَّ أعَاد طلبه فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَجهز لَهُ مِنْهُ أَيْضا قِطْعَة أُخْرَى ثمَّ فِي زمن الظَّاهِر جهزت لَهُ نُسْخَة كَامِلَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عدلا دينا خيرا فَقِيها متواضعا محببا فِي رَعيته محبا لأهل الْعلم وَالصَّلَاح مكرما لَهُم قَاضِيا لحوائجهم لَا يضع المَال إِلَّا فِي حَقه وَلذَا يُوصف بالامساك متضعفا فِي بدنه يَعْتَرِيه الفالج كثيرا محبا فِي السماع ذَا حَظّ مِنْهُ، بل كَانَ يعرف الضَّرْب بِالْعودِ بِحَيْثُ كَانَ ينادمه الاستاذ عبد الْقَادِر ابْن الْحَاج غبى وَيخْتَص بِهِ، كل ذَلِك مَعَ حَظّ من الْعِبَادَة والأوراد ومحافظته على الطَّهَارَة الْكَامِلَة وجلوسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة والمصحف بَين يَدَيْهِ.
شاه سوار بن سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين بك بن دلغادر /. مضى فِي سوار.
1146 - شتوان بن بيدر المليكشي. / مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 1147 شحاتة بن فرج الْأَحْمَر مولى بني عَبَّاس / شُيُوخ فيشا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين تَقْرِيبًا وَقد جَازَ السّبْعين.
شرباش. / فِي جرباش بِالْجِيم.
1148 - شربش بن عبد الله بن عَليّ بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتِّينَ خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها، أرخه ابْن فَهد، وَهُوَ بمعجمتين وفتحات ثَلَاث.
1149 - شرعان بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان الشريف الحسني الْمَاضِي وَلَده شَارِع مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد.
1150 - شرف بن أَمِيرا السرائي ثمَّ المارديني الْكَاتِب ويلقب شرف الدّين. كَانَ مجيدا للكتابة فِي طريقتي ياقوت وَابْن البواب بِحَيْثُ فاق وَطَلَبه تمرلنك من صَاحب ماردين لذَلِك وألح فِيهِ فَامْتنعَ من الطُّلُوع إِلَيْهِ وأخفى نَفسه كَرَاهَة من(3/298)
قربه ثمَّ بعد أَن توجه تمرلنك إِلَى بِلَاده خرج من ماردين إِلَى حصن كيفا فسكنها وانتفع بِهِ أَهلهَا فِي الْكِتَابَة، وَقدم حلب فِي توجهه لِلْحَجِّ سنة تسع وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَكتب بعض النَّاس بهَا وَكَذَا أَقَامَ بِدِمَشْق وَكتب عَلَيْهِ أَهلهَا، وَكَانَ شَيخا سَاكِنا دينا وَهُوَ حَيّ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ لي الْمُحب بن الشّحْنَة إِنَّه كتب عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِبَعِيد وَكَذَا قَالَ لي التَّاج بن عرب شاه انه كتب عِنْده وانه كتب على عبد الْجَبَّار وَعمر كعمر شَيْخه زِيَادَة على الْمِائَة، ويتأيد من قَالَ انه ولد بِدِمَشْق سنة تسع وَأَرْبَعين وانه متع بحواسه كلهَا وَاسْتمرّ بكتب بِدُونِ مرْآة حَتَّى مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمدرسَة النورية فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين، وَأوردهُ شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ من إنبائه وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ تَرْجَمته فِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية. قلت وَلَيْسَت وَفَاته فِي النُّسْخَة الَّتِي رَأَيْتهَا بل الَّذِي رَأَيْته ان كَانَ حَيا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
1151 - شرف بن عبد الْعَزِيز بن قَاسم شرف الدّين الْمدنِي الْمَالِكِي /. أحد الفراشين بِالْمَدِينَةِ وأخو أبي الْفرج مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن قَاسم. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
1152 - شرف بن عبد الله بن مَحْمُود الشِّيرَازِيّ القَاضِي الشيفكي الشَّافِعِي، / مِمَّن قدم زبيد وتصدى فِيهَا لاقراء الاصلين وَأَخذهمَا عَنهُ الْفُضَلَاء كابراهيم بن جعمان، وَكَانَ شرف يعظمه فِي الصّلاح وَالْعلم وحصلوا لَهُ كتبا جليلة وَأَقْبل عَلَيْهِ عَليّ بن طَاهِر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده، وَهُوَ الْآن فِي الاحياء.
1153 - شرف القواس /. أديب شَاعِر ناظم ناثر أفرد من نظمه القَاضِي سري الدّين عبد الظَّاهِر بن الذَّهَبِيّ ديوانا وَمِنْه قَوْله:
(فوض إِلَى الله أمرا أَنْت قاصده ... وَاعْلَم بِأَن سمين الْمَكْر مهزول)
)
(وَالْبَغي سَوف يعاني قتل صَاحبه ... وحاكم الْغدر بالتفويض مَعْزُول)
مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ.
1154 - شرف الْملك الحسني / بَاشر نقابة الاشراف بِدِمَشْق، وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين.
1155 - شرِيف كرغيف السكندري /. شيخ قيل انه ابْن مائَة وَثَلَاثِينَ سنة أَخذ عَنهُ الزين الخافي، وَذكر أَنه أَخذ عَن أبي الْحسن عَليّ الْحطاب، وَكَانَ ابْن مائَة وست وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الصّقليّ، وَكَانَ ابْن ثلثمِائة وَسِتِّينَ، وَهُوَ عَن المعمر الَّذِي عَاشَ ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ سنة وَهُوَ عَن سيد الْخلق(3/299)
وَهَذَا سَنَد بَاطِل جزما، وَسَيَأْتِي نَحوه فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين الخافي.
شرِيف بِالتَّصْغِيرِ الفيومي الْوَكِيل أَخُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز. اسْمه شرف الدّين مُحَمَّد ابْن / سَيَأْتِي.
شعْبَان بن دَاوُد الآثاري. / فِي ابْن مُحَمَّد بن دَاوُد.
1156 - شعْبَان بن حسن بن كبة ابْن أُخْت عَليّ بن صَدَقَة من أهل اسكندرية / وتجارها. رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين.
1157 - شعْبَان بن عبد الله بن مُحَمَّد الدمنهوري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَسْعُود. / حفظ الْقُرْآن والمنهاج ظنا لِأَنَّهُ كَانَ يكثر النَّقْل مِنْهُ، واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْقرَاءَات على الزين جَعْفَر السنهوري وَصَحب بلديه الشَّيْخ مُحَمَّد البلقطري وَتزَوج بعده بابنته، وَحج وتصدى للتسليك والتربية، وَعظم النَّفْع بِهِ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة لمزيد اعْتِقَادهم فِيهِ مَعَ خير كثير واقتفاء للسّنة واعتناء بالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ وإكثاره للنَّقْل مِنْهُ وَمِمَّا يُشبههُ، وَحصل نُسْخَة من القَوْل البديع تصنيفي وَمَعَ مداومة للتلاوة بِحَيْثُ بَلغنِي أَنه لَيْلَة مَوته قَرَأَ ختمة وَالثنَاء عَلَيْهِ كثير. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين وَحصل التأسف من أهل تِلْكَ النواحي كثيرا عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا.
1158 - شعْبَان بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم شرف الدّين الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. / سمع من أَصْحَاب الْفَخر، وَكَانَ بَصيرًا بمذهبه ودرس فِي الْعَرَبيَّة وَحصل لَهُ خلل فِي عقله وَمَعَ ذَلِك فيدرس وَيتَكَلَّم فِي الْعلم، مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.
1159 - شعْبَان بن عَليّ بن أَحْمد المغربي الزواوي الأَصْل القاهري القباني، وَيعرف بالزواوي / ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالجودرية وَكَانَ كل من أَبِيه وأخيه يتعانى وضع القبان فَنَشَأَ كهما وَلكنه تميز بِحَيْثُ وضع بضعَة عشر قبانا ألفيا وَصَارَ شيخ الْجَمَاعَة والمشار إِلَيْهِ بَينهم عِنْد الِاخْتِلَاف، وَسمعت غير وَاحِد مِمَّن يَقُول إِنَّه كَانَ فريدا فِي صناعته وَحج غير مرّة وسافر مرّة لاصلاح قبابين الْوَجْه البحري وَكَانَ أَخُوهُ مُحَمَّد إِذْ ذَاك معلما فعز ذَلِك عَلَيْهِ وَرَافِع فِيهِ بِحَيْثُ أحضر فِي الْحَدِيد، وَكَانَ ابْتِدَاء سعده فَإِنَّهُ اسْتَقر حِينَئِذٍ وَصرف أَخُوهُ وَذَلِكَ قريب الْخمسين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي مستهل سنة خمس وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.
1160 - شعْبَان بن عَليّ بن جميل البعلي الْقطَّان وَالِده الْعَطَّار هُوَ. سمع فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَمُحَمّد بن عُثْمَان الجردي وَمُحَمّد بن عَليّ بن اليونانية وَمُحَمّد بن عَليّ بن يحيى بن حمود والصدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية من البُخَارِيّ قَالُوا أَنا الحجار بِهِ، وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى والأبي قبل الْعشْرين.(3/300)
1161 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن جميل بِالْفَتْح بن مُحَمَّد بن محَاسِن بن عبد المحسن ابْن عَليّ بن يحيى الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن جميل، / وَأَظنهُ ابْن عَم الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على النَّجْم أَحْمد بن إِسْمَاعِيل ابْن الكشك السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام قَالَ أنابها عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
أرخه ابْن اللبودي.
1162 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن دَاوُد زين الدّين الْموصِلِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّاعِر وَيعرف بالآثاري / وَمُحَمّد فِي نسبه مُخْتَلف فِيهِ وَأَشَارَ لذَلِك شَيخنَا فِي إنبائه فَإِنَّهُ قَالَ ثمَّ زعم أَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن دَاوُد وَيُقَال إِن دَاوُد مِمَّن تشرف بالاسلام فَأحب أَن يبعد عَنهُ ثمَّ صَار يكْتب الآثاري نِسْبَة إِلَى الْآثَار النَّبَوِيَّة لكَونه أَقَامَ بمكانها مُدَّة، ولد فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمصْر واشتغل فِي مبدأ أمره بِالْكِتَابَةِ عِنْد أبي عَليّ الزفتاوي حَتَّى تمهر فِي الْمَنْسُوب وَصَارَ رَأس من كتب عَلَيْهِ وَأَجَازَهُ فَصَارَ يكْتب النَّاس ثمَّ اتّفق أَنه شرب البلادر وَهُوَ كَبِير فَحصل لَهُ نشاف وَأقَام مُدَّة عَارِيا من الثِّيَاب بل كَانَ فِي الشتَاء مَكْشُوف الرَّأْس ثمَّ أَفَاق مِنْهُ قَلِيلا وَلزِمَ الِاشْتِغَال عِنْد الغماري والبدر الطنبذي وَغَيرهمَا وَحفظ عدَّة مختصرات فِي أَيَّام يسيرَة ثمَّ تعانى النّظم نظما سافلا ثمَّ لَا زَالَ يستكثر مِنْهُ حَتَّى انصقل قَلِيلا)
ونظم نظما متوسطا وَأَقْبل على ثلب الاعراض وتمزيقها بالهجو المقذع وَتعلق على توقيع الحكم فقرر بِهِ ثمَّ عمل نقيب الحكم بِمصْر ثمَّ اسْتَقر فِي حسبتها بِمَال وعد بِهِ فِي ثَانِي عشر شعْبَان سنة تسع وَتِسْعين عوضا عَن نور الدّين عَليّ بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ بعد أَن كَانَ يُوقع بَين يَدَيْهِ فَلم ينْهض بِمَا وعد بِهِ فعزل فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا بالشمس الشاذلي ثمَّ أُعِيد ثمَّ عزل بِهِ، وَنُودِيَ عَلَيْهِ فَادّعى عَلَيْهِ جمَاعَة بقوادح فأهين إهانة بَالِغَة ففر إِلَى الْحجاز فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة ثمَّ دخل الْيمن ومدح ملكهَا فأعجبه وأثابه وَكَذَا مدح أعيانها وتقرب مِنْهُم ثمَّ انْقَلب يهجوهم كعادته، وأثار بهَا شرا اقْتضى نَفْيه إِلَى الْهِنْد بِأَمْر النَّاصِر بن الْأَشْرَف فَأَقَامَ بِهِ سِنِين وَأكْرم ثمَّ عَاد إِلَى طبعه فَأخْرج بعد أَن اسْتَفَادَ مَالا أُصِيب بعضه وَعَاد إِلَى الْيمن فَلم يتَغَيَّر عَمَّا عهد مِنْهُ فَأخْرج مِنْهَا بعد يسير فَتوجه إِلَى مَكَّة فجاور بهَا وقطنها نَحْو عشر سِنِين أَيْضا وَجَرت لَهُ أُمُور غير طائلة وَنصب نَفسه غَرضا للذم وَتزَوج جَارِيَة من جواري الْأَشْرَاف يُقَال لَهَا خود اتخذها ذَرِيعَة لما يُريدهُ من الذَّم والمجون وَغير ذَلِك فَصَارَ ينْسب نَفسه إِلَى القيادة والرضى بذلك لعشقه فِيهَا إِلَى غير ذَلِك، وَهُوَ فِي كل هَذَا يتغالى فِي الهجاء ويتطور ويتمضغ(3/301)
بالأعراض، ثمَّ دخل الشَّام فِي سنة عشْرين ثمَّ الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا بعد غيبته عَنْهَا دهرا فَأكْرمه جمَاعَة من الْأَيْمَان كالزيني عبد الباسط وَكَذَا وقف كتبه وتصانيفه بمدرسته ومدح كَاتب السِّرّ وَغَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فاستوطنها وتكرر دُخُوله مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة مرّة بعد أُخْرَى فَكَانَت منيته ثَانِي يَوْم قدومه وَذَلِكَ سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ انه أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد وَكتب بِخَطِّهِ أَن تصانيفه الأدبية تزيد على الثَّلَاثِينَ غالبها منظومات وَمِنْهَا مِمَّا حدث بِهِ فِي مَكَّة منظومته فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَرَأَيْت لَهُ قصيدة نونية هَنأ شَيخنَا فِيهَا برمضان كتب بِخَطِّهِ فِي طرتها: تهنئة شعْبَان برمضان، أوردتها فِي الْجَوَاهِر، وَقَالَ فِي إنبائه انه مدحه بقصيدة تائية وَكَأَنَّهَا الْمشَار إِلَيْهَا فِي مُعْجَمه بقوله ومدحني بقصيدة طَوِيلَة، قَالَ وَسمعت من نظمه أَشْيَاء علقتها فِي التَّذْكِرَة وَوصف هُوَ شَيخنَا بقوله سيدنَا وَشَيخنَا وبركتنا. وَمن نظمه:
(رَبِّي لَك الْحَمد كَمَا جدت لي ... بِنِعْمَة دائمة وافيه)
(قد كَانَ ارى نَائِما وَحده ... فَصَارَ فِي خير وَفِي عافيه)
وَكتب بِخَطِّهِ أَنه اشْترى عبدا فَسَماهُ خير وَجَارِيَة فسماها عَافِيَة وَكتب تَحت الْبَيْتَيْنِ الْأَسْرَار)
عِنْد الْأَحْرَار. قَالَ شَيخنَا بعد ذكر أَكثر مَا تقدم فِي الانباء وَكَانَ فِيهِ تنَاقض فَإِنَّهُ يتماجن إِلَى أَن يصير أضحوكة ويتعاظم إِلَى أَن يظنّ أَنه فِي غَايَة التصون مَعَ شدَّة الاعجاب بنظمه لَا يظنّ أَن أحدا يقدر على نَظِيره مَعَ أَنه لَيْسَ بالفائق بل وَلَا جَمِيعه من الْمُتَوَسّط بل أَكْثَره سفساف كثير الحشو عرى عَن البديع وَلما قدم الْقَاهِرَة سنة عشْرين هجا الْبَهَاء بن الْبُرْجِي الَّذِي كَانَ يتَوَلَّى الْحِسْبَة قَدِيما وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى قَوْله عِنْد ميل منار المويدية لكَونه كَانَ نَاظر الْعِمَارَة:
(عتبنا على ميل الْمنَار زويلة ... وَقُلْنَا تركت النَّاس بالميل فِي هرج)
(فَقَالَت قريني برج نحس أمالني ... فَلَا بَارك الرَّحْمَن فِي ذَلِك البرج)
قَالَ ثمَّ صَادف أَن ولي الْهَرَوِيّ الْقَضَاء فهجاه ومدح الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَأَنَّهُ بِمَا شَاءَ ذكره فأثابه وَلَعَلَّه أَيْضا هجا البُلْقِينِيّ ثمَّ توجه إِلَى دمشق فقطنها إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة سنة سبع وَعشْرين، ومدحني بقصيدة تائية مُطَوَّلَة وَلَا أَشك أَنه هجاني كغيري، وَقَالَ وَخلف تَرِكَة جَيِّدَة قيل بلغت مَا قِيمَته خَمْسَة آلَاف دِينَار مَعَ أَنه كَانَ مقترا على نَفسه فاستولى عَلَيْهَا شخص ادّعى أَنه أَخُوهُ وأعانه على ذَلِك بعض أهل الدولة وتقاسما المَال. وَمن نظمه وَقد ركب مَعَه بعض الرؤساء الْبَحْر:
(وَلما رَأينَا السفن تحمل عَالما ... عطاياه للعافين لَيْسَ لَهَا حصر)(3/302)
(عجبت لَهَا إِذْ تحمل الْبَحْر وَالَّذِي ... عهدناه أَن السفن يحملهَا الْبَحْر)
وَمِنْه قَوْله لما أُعِيد الْجلَال البُلْقِينِيّ عقب عزل الْهَرَوِيّ وزينت الْقَاهِرَة لذَلِك وللمؤيد وعلق الترجمان فِي الزِّينَة حمارا حَيا:
(أَقَامَ الترجمان لِسَان حَال ... عَن الدُّنْيَا يَقُول لنا جهارا)
(زمَان فِيهِ قد وضعُوا جلالا ... عَن الْعليا وَقد رفعوا حمارا)
وَرَأَيْت من أرخ مولده سنة تسع وَخمسين وسمى ألفيته فِي النَّحْو كِفَايَة الْغُلَام فِي إِعْرَاب الْكَلَام قرظها لَهُ البُلْقِينِيّ وَعمل أرجوزة فِي النَّحْو أَيْضا سَمَّاهَا الْحَلَاوَة السكرية وَأُخْرَى سَمَّاهَا عنان الْعَرَبيَّة وَأُخْرَى فِي الْعرُوض سَمَّاهَا الْوَجْه الْجَمِيل فِي علم الْخَلِيل وَأُخْرَى فِي علم الْكِتَابَة ولسان الْعَرَب فِي عُلُوم الْأَدَب وديوان فِي النبويات سَمَّاهُ المنهل العذب وكتابا سَمَّاهُ الرَّد على من تجَاوز الْحَد وَشرح الألفية فِي ثَلَاث مجلدات وَلكنه لم يكمل. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: وَكَانَ مِمَّن يَتَّقِي لِسَانه وَيخَاف شَره وَهُوَ عِنْد ابْن فَهد فِي ذيله لتاريخ مَكَّة، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده انه لم يكن مرضِي الطَّرِيقَة وَلَا رَضِي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عَفا الله عَنهُ وإيانا.
1163 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو البركات بن الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي القادري سبط الانصاري / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن جنيبات بجيم وَنون بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة وَآخره فوقانية مصغر. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة باسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الرسَالَة وَقطعَة من الْمُخْتَصر كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب وألفية ابْن مَالك والسراجية والرحبية فِي الْفَرَائِض وَنَحْو الثُّلثَيْنِ من نَاظر الْعين فِي الْمنطق وَغير ذَلِك، وَعرض على جمَاعَة وجود الْقُرْآن عِنْد أبي بكر بن مُحَمَّد بن خلف الْمقري عرف بالفقيه زُرَيْق والشهاب السكندري القلقيلي وَابْن عَيَّاش وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن سعيد الْهِنْدِيّ وَعبد الرَّحْمَن الحصيني والزين عبَادَة وَأبي الْقسم النويري وَغَيرهم وَسمع عَليّ الْكَمَال بن خير ثمَّ شَيخنَا فِي آخَرين، وَحج فِي سنة خمس وَعشْرين وَبعدهَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وتصدر فِي بعض مدارسها ثمَّ اسْتَقل بقضائها وقتا، وناله بعض الْمَكْرُوه بِسَبَب ذَلِك وَتقدم فِي الصِّنَاعَة مَعَ ذكاء وَفضل ومشاركة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وبراعة فِي الْفَرَائِض وذوق فِي فن الْأَدَب وَحسن عشرَة وتواضع وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وكتبت عَنهُ قصيدة لَهُ أَولهَا:
(رعى الله أوقاتا سقى وردهَا السمعا ... حَدِيثا سمعناه فيا طيبه سمعا)
وَقَوله:
(مسَائِل قد خصت بِحكم قضاتنا ... وَلَاء ومل للْيَتِيم وغيب)(3/303)
(وحد قصاص ثمَّ رشد وضده ... كَذَا نسب ايصا وَحبس معقب)
مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَدفن بتربته المنفذة لجامع صَفْوَان رَحمَه الله وإيانا
1164 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن كيكلدي الْأَمِير شهَاب الدّين الْحلَبِي. / ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا ذَا عصبية وَمَكَارِم ومحبة للْفُقَرَاء والصلحاء وَالْعُلَمَاء، سمع الحَدِيث على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره، وَصَارَ يستحضر الْكثير من التَّارِيخ وَأَيَّام النَّاس ويذاكر بِهِ. مَاتَ بحلب بعد أَن مرض ثَمَانِيَة أَيَّام بجامعها الْكَبِير تقدم النَّاس شَيْخه الْبُرْهَان، وَدفن على قَارِعَة الطَّرِيق خَارج بَاب الْفرج بِوَصِيَّة مِنْهُ فِي ذَلِك كُله وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَكتب على)
لوح قَبره قَول الأديب الشَّمْس مُحَمَّد الدِّمَشْقِي المزين:
(بقارعة الطَّرِيق جعلت قَبْرِي ... لأحظى بالترحم من صديق)
(فيا مولى الموَالِي أَنْت أولى ... برحمة من يَمُوت على الطَّرِيق)
ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَكَانَ صديقه.
1165 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد المكثر الزين أَبُو الطّيب وَأَبُو المناقب وَيُسمى أَحْمد وَلكنه بشعبان أَكثر بل لَا يكَاد يعرف بِغَيْرِهِ ابْن تَقِيّ الدّين بن ولي الدّين بن قطب الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن حجر / وَهُوَ حفيد عَم شَيخنَا يجْتَمع مَعَه فِي مُحَمَّد الثَّالِث. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضهما على ابْن الملقن وَغَيره، وسَمعه قَرِيبه وَيُقَال انه كَانَ وَصِيّه على خلق من شُيُوخ الْقَاهِرَة كالعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والابناسي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والمطرز وَالْفَخْر القاياتي والصدر الابشيطي وناصر الدّين بن الْفُرَات والحلاوي والسويداوي والنجم البالسي والشرف بن جمَاعَة وَولده الْعِزّ والتاج الصردي وَأبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن خواجا الْحَمَوِيّ وَمُحَمّد بن يُوسُف بن عبد الدَّائِم الزواوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الحكار والفرسيسي وَمَرْيَم ابْنة الاذرعي وَخلق وارتحل بِهِ إِلَى اسكندرية فأسمعه أَيْضا على التاجين ابْن مُوسَى وَابْن الْخَرَّاط وناصر الدّين بن الْمُوفق وَالشَّمْس بن الهزبر وَطَائِفَة ثمَّ استصحبه إِلَى الشَّام أَيْضا فَسمع مَعَه بسرياقوس وقطيا وغزة ونابلس والرملة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل ودمشق والصالحية وَغَيرهَا على جَمِيع شُيُوخه مَا سَمعه عَلَيْهِم حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ بعض أَصْحَابنَا وَأَنه سَمعه من شَيخنَا(3/304)
ولكنني لم أسمع ذَلِك مِنْهُ وَلَا يبعدنا فإنني لم أر طبقَة بِشَيْء مِمَّا قرىء هُنَاكَ إِلَّا واسْمه فِيهَا وَكَذَا أجَاز لَهُ غَالب من أجَاز لشَيْخِنَا أَو جَمِيعهم أَيْضا مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا، وَكَانَ شَيخنَا قد رام اسْتِعْمَاله فِي كِتَابَة الْأَجْزَاء فَكتب لَهُ بَعْضهَا ثمَّ ترك، وَحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَوصل فِي خدمَة قَرِيبه أَيْضا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ إِلَى حلب فَمَا دونهَا ولازم خدمته ونزله فِي صوفية البيبرسية وَفِي غَيرهَا وَكَانَ يحضر عِنْده فِي مجالسه الْقَدِيمَة وَلم يزل فِي رفده وَتَحْت ظله حَتَّى مَاتَ فَقَامَ بأَمْره وَلَده وَقرر لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَيُقَال إِن ذَلِك كَانَ بِوَصِيَّة من وَالِده لَهُ وكف بَصَره وَحصل لَهُ توعك انْقَطع بِسَبَبِهِ وقتا وَأدّى إِلَى ثقل لِسَانه ثمَّ تزايد تعلله وَضعف حركته لَكِن مَعَ صِحَة السّمع وَثُبُوت الْعقل وَعَسَى أَن يكفر عَنهُ بِجَمِيعِ ذَلِك مَا لَعَلَّه اقترفه على نَفسه قبل وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا عَرفته إِلَّا بعد أَن تَابَ وأناب وَلزِمَ الاسْتقَامَة وَقد حدث بالكثير من الْكتب أَخذ عَنهُ القدماء وقرأت عَلَيْهِ جملَة من الْكتب المطولة والاجزاء والمشيخات، وَكَانَ شَيخنَا يَقُول لي لَا تقْرَأ عَليّ إِلَّا مَا انْفَرَدت بِهِ عَنهُ فَمَا انْشَرَحَ خاطري لذَلِك مَعَ وجوده نعم قد أكثرت عَنهُ بعد مَوته، وَكَانَ صبورا على التحديث قل أَن يمل أَو يتضجر وَرُبمَا جر ذَلِك إِلَيْهِ بعض الْبر مَعَ شرف النَّفس والقناعة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بتربة القرا سنقرية رَحمَه الله وإيانا.
1166 - شعْبَان ابْن شيخ الخانقاه البكتمرية. / وسط فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ لكَونه خدع امْرَأَة فخنقها فِي تربة وَأخذ سلبها وَكَانَت لَهُ قيمَة وَظهر أمره بعد أَن أَخذ أَبوهُ وَحبس بالخزانة فَلَمَّا قبض على وَلَده ضرب فاعترف فَقتل بعد أَن سمر ثمَّ وسط. قَالَه شَيخنَا فِي حوادث إنبائه.
1167 - شعْبَان أَبُو رَجَب / عَامي خير مديم للجماعات خُصُوصا فِي الصُّبْح بالمنكوتمرية وَلَا يَنْفَكّ فِي مَجِيئه لَهُ عَن قنديل يستضيء مِنْهُ أَهلهَا. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله.
1168 - شعْبَان صهر الْبَدْر بن الحلاوي / وَالِد زَوجته أم وَلَده أبي بكر وَغَيره وبواب دَار الضَّرْب مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة قبل الاحرام بِيَوْم وَاسْتقر بعده فِي دَار الضَّرْب صهرد.
1169 - شُعَيْب بن حسن الجابي الْخَاص / أَبوهُ والاطروش جدا. كَانَ فَقِيرا مقلا إِلَى الْغَايَة مِمَّن خدم المظفر الامشاطي وتدرب بِهِ فِي صناعَة التجليد وَصَارَ يعْمل بيُوت الأمشاط فترقع حَاله وتوصل إِلَى الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْأَوْقَاف(3/305)
الْجَارِيَة تَحت نظره للحرمين وَغَيرهَا فنتج وارتقى إِلَى التَّكَلُّم فِي أوقاف الْحَنَفِيَّة أَيَّام الشَّمْس الأمشاطي بسفارة أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ لكَونه خَال زَوجته وَاسْتمرّ وَكبر عمَامَته بِحَيْثُ طرش وسافر يحمل الْجِهَتَيْنِ للحرمين غير مرّة إِلَى أَن استكثر عَلَيْهِ الشَّمْس بن المغربي الغري مَا هُوَ فِيهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ، وَكَانَ بَينهمَا مَا لَا خير فِي شَرحه وَآل أمره إِلَى أَن أزيل من الْجِهَتَيْنِ ثمَّ عَاد لأوقاف الْحَنَفِيَّة خَاصَّة عِنْد ابْن الاخميمي وَيَزْعُم أَنه غير مستريح، وَبَلغنِي إِن وَالِده كَانَ من خِيَار أهل حرفته.
1170 - شُعَيْب بن عبد الله. / أحد من كَانَ يعْتَقد فِي الْقَاهِرَة من المجاذيب. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ يسكن حارة الرّوم. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ يعرف بالحريفيش حكى لنا الْجلَال القمصي وَغَيره من كراماته، وأسلفت فِي الصَّدْر سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر الابشيطي بَعْضهَا.
1171 - شفارة الْمعلم الجرائحي، / مَاتَ سنة خمس وَخمسين.
1172 - شَفِيع بن عَليّ بن مبارك بن رميثة الشريف الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
1173 - شقرون الْجبلي المغربي. / كَانَ صَالحا زاهدا. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ. وَمن نظمه:
(شربت عتيقا فَاسْتَنَارَ بسره ... فُؤَادِي وَأهْدى نشره لجوارحي)
(فصرت بِلَا روح تشعشع فِي الورى ... وَمَا ذَاك إِلَّا من بوارق سابحي)
أفادنيه بعض أَصْحَابنَا المغاربة.
1174 - شكر الْقَائِد الحسني عَتيق السَّيِّد حسن بن عجلَان ووالد بديد / الْمَاضِي ووزير مَكَّة لولد سَيّده بَرَكَات. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين بعد أَن أوصِي بِبَيْت من بيوته يَجْعَل رِبَاطًا وبآخر يُوقف عَلَيْهِ وَبعد سِنِين بنى ابْنه رِبَاطًا ووقف الْبَيْت عَلَيْهِ.
1175 - شكم الْمَكِّيّ شيخ للسفل /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ.
1176 - شماف بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ مِيم خَفِيفَة وَآخره فَاء، / وَهُوَ فَرد لَا نَظِير لَهُ النوروزي وَالِد الْفَاضِل خضر الْحَنَفِيّ الْمَاضِي. خدم بعد سَيّده النَّاصِر فرج، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ فِي محفل فِيهِ الشَّافِعِي والدوادار الْكَبِير وَكَانَ خيرا بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه يحافظ على الصَّلَوَات وَيَتْلُو مَا يحفظ من الْقُرْآن وَهُوَ جُزْء من آخِره كل يَوْم مرَارًا وَلَا يعرف فِيمَا قيل إِلَّا الْخَيْر
. شمس بن عَطاء الله الْهَرَوِيّ /. فِي مُحَمَّد.
1177 - شمس العقعق التَّاجِر. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف.(3/306)
1178 - شميلة بن مُحَمَّد بن حَازِم بن شميلة بن مُحَمَّد أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ من أَعْيَان الاشراف النمويين مرعيا عِنْد أُمَرَاء مَكَّة لشجاعته دخل مصر أَيَّام الظَّاهِر واليمن أَيَّام النَّاصِر بن الاشرف ونال مِنْهُ بعض دنيا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر السِّتين ظنا. ذكره الفاسي.) :::
1179 - شميلة بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد بن قَاسم وَيُسمى أَحْمد الحفيصي بِالتَّصْغِيرِ / نِسْبَة لبني حفيص قَبيلَة كَبِيرَة بِالْيمن السَّعْدِيّ فَخذ مِنْهَا الْمَكِّيّ مبَاشر جدة لصَاحِبهَا رَأَيْته بهَا، وَكَانَ فِيهِ خير فِي الْجُمْلَة وَله بعض مآثر كسبيل خَارج بَاب شبيكة انْتفع بِهِ النَّاس مُدَّة ثمَّ تعطل مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَهُوَ وَالِد رَاجِح وخرسان الماضيين
1180 -. شند الطواشي / أحد خدام الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. أُصِيب فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله.
1181 - شهَاب الاسلام الْكرْمَانِي الشَّافِعِي /. قدم شيراز فَأخذ عَنهُ ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَوَصفه بِالْعلمِ.
1182 - شهَاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلوف ابْن أُخْت الْأمين بن النجار /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
1183 - شهوان بن عجل بن رُمَيْح السَّيِّد النموي صهر صَاحب مَكَّة / على إِحْدَى بَنَاته وَأمه أَيْضا فَاطِمَة ابْنة بَرَكَات. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة ثمَّ دفن.
1184 - شَيْخي بن مُحَمَّد بن عَليّ الخواجا التبريزي /. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد، ورأيته فِي تَارِيخ مَكَّة سمى أَبَاهُ أَحْمد ابْن عَليّ، وَقَالَ الدّباغ سكن مَكَّة.
1185 - شيخ الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بشيخ الْمَجْنُون /. صَار بعد موت الْمُؤَيد أَمِير عشرَة وَمن رُؤْس النوب ونفاه الْأَشْرَف برسباي إِلَى حلب، وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. أرخه الْعَيْنِيّ، زَاد غَيره انه كَانَ تركي الْجِنْس عِنْده نوع خفَّة وطيش مَعَ عدم معرفَة.
1186 - شيخ الخاصكي /. كَانَ أجمل مماليك الظَّاهِر برقوق وأقربهم إِلَى خدمته وأخصهم بِهِ وَكَانَ القَاضِي فتح الدّين فتح الله زوج والدته. قَالَه شَيخنَا قَالَ وَرَأَيْت بِخَط المقريزي انه كَانَ بارع الْجمال فائق الْحسن لَدَيْهِ معرفَة وَفِيه حشمة ومحبة للْعُلَمَاء وَفهم جيد نابها صلفا معجبا منهمكا فِي اللَّذَّات توجه إِلَى الكرك فَمَاتَ فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى.
1187 - شيخ الركني بيبرس الأتابك. تنْتَقل إِلَى أَن صَار أميراخور ثَانِي بعد(3/307)
سودون ميق فِي أَيَّام الاشرف برسباي وطبلخاناه. مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء رَابِع عشري الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ بعد تمرض أَيَّام كَثِيرَة بحمرة، أرخه الْعَيْنِيّ وَزَاد غَيره انه كَانَ كَرِيمًا حشما حُلْو المحاضرة مَعَ دعابة واسراف على نَفسه.
1188 - شيخ السليمان الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالمسرطن، / تنقل فِي عدَّة نيابات مِنْهَا طرابلس، وَمَات فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان خَارج دمشق.
1189 - شيخ الصفوي وَيعرف بشيخ الخاصكي. / كَانَ من أُمَرَاء الظَّاهِر برقوق وأعيان دولته ألبسهُ فِي الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة نِيَابَة غَزَّة فَخرج من يَوْمه إِلَى الخانقاه السرياقوسية ثمَّ استعفى من الْغَد وَسَأَلَ فِي الاقامة بالقدس بطالا فَأُجِيب وَتوجه إِلَيْهِ فَلم يلبث أَن نقل إِلَى حبس المرقب لشكوى المقادسة من تعرضه لأبنائهم واكثاره من الْفساد وَمَات بِهِ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى. ذكره المقريزي فِي عقوده وَطول الْعَيْنِيّ تَرْجَمته فَقَالَ كَانَ شَابًّا جميل الصُّورَة محتشما سخيا كثير الْمعرفَة والذوق قَلِيل الاذى مشاركا فِي بعض الْمسَائِل بل يحفظ عقيدة الطَّحَاوِيّ، وَلذَا كَانَ صَحِيح العقيدة محبا فِي الْعلمَاء ومجالستهم يلقى عَلَيْهِم الْمسَائِل ثمَّ تغير وَأَقْبل على الملاهي وَعشرَة المساخر، ونصحه السُّلْطَان وَغَيره مرَارًا فَمَا أَفَادَ، وَآل أمره إِلَى أَن نَفَاهُ السُّلْطَان وأبعده، قَالَ وصنفت لَهُ شرحا لطيفا لتحفة الْمُلُوك، وَصدر تَرْجَمته بشيخ الصفوي الخاصكي أَمِير مجْلِس قلت وَأَظنهُ شيخ الخاصكي الْمَاضِي فيحرر.
1190 - شيخ المحمودي ثمَّ الظَّاهِرِيّ برقوق الْمُؤَيد أَبُو النَّصْر الجركسي الأَصْل. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة فَإِنَّهُ فِيمَا سَمعه مِنْهُ شَيخنَا مِمَّا ذكره فِي إنبائه ومعجمه كَانَ قدومه للقاهرة فِي أول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ أَو آخر الَّتِي قبلهَا فِي السّنة الَّتِي قدم فِيهَا أنص وَالِد الظَّاهِر برقوق وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة فَعرض وَهُوَ جميل الصُّورَة على الظَّاهِر فَقبل تسلطنه فرام شِرَاءَهُ من جالبه فاشتط فِي الثّمن وَلم يلبث أَن مَاتَ فَاشْتَرَاهُ الخواجا مَحْمُود شاه اليزدي تَاجر المماليك بِثمن يسير فنسب محموديا لذَلِك وَقدمه لبرقوق وَهُوَ حِينَئِذٍ أتابك العساكر فأعجبه فَأعْتقهُ وَنَشَأ ذكيا فتعلم الفروسية من اللّعب بِالرُّمْحِ وَرمى النشاب وَالضَّرْب بِالسَّيْفِ والصراع وسباق الْخَيل وَغير ذَلِك وَمهر فِي جَمِيع ذَلِك مَعَ جمال الصُّورَة وَكَمَال الْقَامَة وَحسن الْعشْرَة وَأول مَا كَانَ فِي الْكِتَابِيَّة ثمَّ فِي الخاصكية ثمَّ فِي السقاة، واختص بسيده إِلَى الْغَايَة مَعَ غَضَبه عَلَيْهِ بِسَبَب نَهْيه غير مرّة عَن التهتك والميل إِلَى اللَّهْو والطرب وَلَكِن لم يعزله عَن وظيفته وَلَا أبعده ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة فِي سلطنته(3/308)
الثَّانِيَة بعد وقْعَة شقحب وَذَلِكَ فِي ثَانِي عشري صفر سنة أَربع وَتِسْعين، وَكَانَ مِمَّن سجن قبل ذَلِك من مماليكه فِي فتْنَة منطاش بخزانة)
شمائل وَنذر حِينَئِذٍ إِن نجاه الله تَعَالَى مِنْهَا أَن يَجْعَلهَا مَسْجِدا فَفعل ذَلِك فِي سلطنته بعد بضع وَعشْرين سنة وتأمر على الْحَاج سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بعد موت أستاذه وناب فِي طرابلس وَلما نَازل اللنك حلب خرج مَعَ العساكر فَأسر ثمَّ خلص من اللنك بحيلة عَجِيبَة وَهِي أَنه لما أسر اسْتمرّ فِي أسر اللنكية إِلَى أَن فارقوا دمشق ثمَّ رجعُوا فاغتنم وَقت رحيلهم وَألقى نَفسه بَين الدَّوَابّ وستره الله فَمشى إِلَى قَرْيَة من عمل صفد ثمَّ توصل إِلَى طرابلس وَركب الْبَحْر إِلَى الطينة ثمَّ مَشى فِي الْبر إِلَى قطيا فَبَالغ الْوَالِي فِي إكرامه بعد أَن كَانَ جفاه لكَونه لم يعرفهُ وَاعْتذر وَقدم لَهُ خيلا فَركب وَدخل الْقَاهِرَة وأعيد كَمَا كَانَ أَولا لنيابة طرابلس ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام وَجَرت لَهُ من الخطوب والحروب مَا ذكر فِي الْحَوَادِث بل وأشير إِلَيْهِ فِي تَرْجَمته من تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية، وَكَذَا ذكر شَيخنَا بعضه فِي مُعْجَمه وَملك وَكَانَت مُدَّة كَونه فِي السلطنة ثَمَان سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَأقَام فِي الْملك عشْرين سنة مَا بَين نَائِب ومتغلب وأتابك وسلطان قَالَ شَيخنَا وَكَانَ شهما شجاعا عالي الهمة كثير الرُّجُوع إِلَى الْحق محبا فِي الْعدْل متواضعا يعظم الْعلمَاء ويكرمهم وَيحسن إِلَى أَصْحَابه ويصفح عَن جرائمهم يحب الْهزْل والمجون لَكِن مستترا ومحاسنه جمة، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه حدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن السراج البُلْقِينِيّ بأجازة مُعينَة أخرجهَا بِخَطِّهِ وَذكر أَنَّهَا كَانَت مَعَه فِي أَسْفَاره لَا يفارقها وحضرنا عِنْده عدَّة مجَالِس، وَكَانَ يحب الْعلمَاء ويجالسهم ويكرمهم ويعظم الشَّرْع وَحَمَلته وَكَانَ مفرطا فِي الشجَاعَة محبا فِي الصَّلَاة لَا يقطعهَا وَإِن عرض لَهُ عَارض بَادر إِلَى قَضَائهَا، قَالَ وافتتح حصونا وخطب لَهُ بقيسارية ثمَّ جهز وَلَده إِبْرَاهِيم فظفر بِابْن قرمان وأحضروه أَسِيرًا وَلما أَصَابَته عين الكتمان مَاتَ ابْنه إِبْرَاهِيم ثمَّ مَاتَ هُوَ بعده بِقَلِيل وَذَلِكَ فِي أول الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين قَالَ وَقد ذكرت فِي الوفيات كثيرا من محاسنه وَمَا كَانَ يعاب بِهِ وَأَيْنَ أَيْن مثله سامحه الله وَعَفا عَنهُ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه: لما مَاتَ كَانَ فِي الخزانة ألف ألف دِينَار وَخَمْسمِائة ألف دِينَار من الذَّهَب على مَا قيل فَلم تضم السّنة وفيهَا دِينَار وَاحِد، قَالَ وَهُوَ من طَائِفَة من الجراكسة يُقَال لَهُم كرموك وَيُقَال انه من ذُرِّيَّة اينال بن ركماس ابْن سرماس بن طحا بن جرباش بن كرموك وَكَانَ كرموك كَبِير طائفته وَكَذَلِكَ نسل، وَعمل الْعَيْنِيّ فِي سيرته أرجوزة سَمَّاهَا الْجَوْهَر انتقد مِنْهَا شَيخنَا مَا أفرده(3/309)
فِي جُزْء سَمَّاهُ قذى الْعين من يعب غراب الْبَين وَكَذَا أفردها ابْن ناهض فِي مُجَلد حافل قرضه لَهُ كل عَالم وأديب ومؤرخ)
وحبِيب، وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية وترجمته فِي تَارِيخه أَكثر من كراس وَنصف انه كَانَ ملكا مهيبا ماجدا أديبا جوادا عالي الهمة جليل الْمِقْدَار عفيفا عَن الْأَمْوَال تَامّ الشكل وَاسع الصَّدْر خَفِيف الركاب مظفرا فِي الوقائع يمْلَأ الْعين ويرجف الْقلب ذَا سطوة عَظِيمَة وحلم وأناة وصبر وإقدام وخبرة كَامِلَة انْتهى، وتكرر نُزُوله فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى بَيت الناصري بن الْبَارِزِيّ ببولاق، وعام فِي الْبَحْر غير متستر مَعَ مَا بِهِ من ألم رجلَيْهِ وضربان المفاصل وَقَالَ المقريزي: كَانَ شجاعا مقداما يحب أهل الْعلم ويجالسهم ويجل الشَّرْع النَّبَوِيّ ويذعن لَهُ وَلَا يُنكر على الطَّالِب مِنْهُ أَن يمْضِي من بَين يَدَيْهِ إِلَى قُضَاة الشَّرْع بل يُعجبهُ ذَلِك وينكر على أمرائه مُعَارضَة الْقُضَاة فِي أحكامهم غير مائل إِلَى شَيْء من الْبدع لَهُ قيام فِي اللَّيْل إِلَى التَّهَجُّد أَحْيَانًا لكنه كَانَ بَخِيلًا مسيكا يشح حَتَّى بِالْأَكْلِ لجوجا غضوبا نكدا حسودا معيابا يتظاهر بأنواع الْمُنْكَرَات فحاشا سبابا بذيئا شَدِيد المهابة حَافِظًا لأَصْحَابه غير مفرط فيهم وَلَا مضيع لَهُم وَهُوَ أكبر أَسبَاب خراب مصر وَالشَّام لِكَثْرَة مَا كَانَ يثيره من الشرور والفتن أَيَّام نيابته بطرابلس ودمشق ثمَّ مَا أفْسدهُ فِي أَيَّام ملكه من كَثْرَة الْمَظَالِم وَنهب الْبِلَاد وتسليط أَتْبَاعه على النَّاس يسومونهم الذلة وَيَأْخُذُونَ مَا قدرُوا عَلَيْهِ بِغَيْر وازع من عقل وَلَا ناه من دين وأرخ وَفَاته بعد تنوع الاسقام وتزايد الآلام قبيل ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع الْمحرم وَقد أناف على الْخمسين، وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب الْقلَّة، وَحمل إِلَى جَامعه فَدفن بالقبة قبيل الْعَصْر، وَلم يشْهد دَفنه كَبِير أحد من الْأُمَرَاء والمماليك، قَالَ وَاتفقَ فِي امْرَهْ موعظة فِيهَا أعظم عِبْرَة، وَهُوَ انه لما غسل لم تُوجد لَهُ منشفة ينشف بهَا فنشف بمنديل بعض من حضر غسله وَلَا وجد لَهُ مئزر تستر بِهِ عَوْرَته حَتَّى أَخذ لَهُ مئزر صوف صعيدي من فَوق رَأس بعض جواريه فَستر بِهِ وَلَا وجد لَهُ طاسة يصب عَلَيْهِ المَاء بهَا حِين غسله مَعَ كَثْرَة مَا خلف من المَال. قلت وَله مآثر كالجامع الَّذِي بِبَاب زويلة قيل انه لم يعمر فِي الاسلام أَكثر مِنْهُ زخرفة وَلَا أحسن ترخيما بعد الْجَامِع الْأمَوِي، وَأَصله خزانَة شمائل تَوْفِيَة لنذره، وَكَذَا عمل خطْبَة بالمقياس من الرَّوْضَة وَله الْمدرسَة الخروبية بالجيزة وعدة سبل ومكاتب، وَعمل جِسْرًا تجاه منشية المهراني وَنزل بِنَفسِهِ فِي مخيم هُنَاكَ وَعمر منظرة الْخمس وُجُوه الَّتِي بِالْقربِ من التَّاج الخراب صرف عَلَيْهَا شَيْئا كثيرا ورام(3/310)
انشاء بُسْتَان حوله فَمَا تمّ إِلَى غير ذَلِك وترجمته نَحْو كراسين من عُقُود المقريزي)
شيخ أميراخور وطبلخاناه. / هُوَ شيخ الركني مضى.
1191 - شيفكي إِمَام الدّين. كَانَ بحرا فِي الْعَرَبيَّة مِمَّن أَخذ عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَعنهُ عبد الأول المرشدي بِمَكَّة وَهُوَ تَرْجمهُ.
(حرف الصَّاد الْمُهْملَة)
(من اسْمه صَالح)
1192 - صَالح بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد علم الدّين بن الشهَاب بن الرداد التَّيْمِيّ الْقرشِي الْيَمَانِيّ /، سلك على مَذْهَب أَبِيه فِي اقتفاء طَرِيق الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَكَانَ لَهُ ذوق وَشعر، وَله فِي السماع فهم وحركة مزعجة سامحهم الله.
1193 - صَالح بن أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد صَلَاح الدّين بن الشهَاب بن السفاح الْحلَبِي أَخُو عمر / الْآتِي، وهما توءمان سبط قاضيها الشّرف الانصاري. ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وأحضر على ابْن أيدغمش، وَسمع على ابْن صديق، وَقَرَأَ شَيْئا فِي النَّحْو ثمَّ لما ولي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ اسْتَقر فِي توقيع الدست، وناب عَن أَبِيه وَكَانَ محتشما متوددا إِلَى النَّاس وافر الْعقل. مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه
1194 -. صَالح بن أبي بكر بن يحيى بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل الشهَاب بن الرُّكْن الْيَمَانِيّ، وَيعرف كسلفه بِابْن عجيل. / نَاب بقرية جده الْأَعْلَى الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ فَقِيها جَلِيلًا رَحمَه الله.
1195 - صَالح بن خَلِيل بن سَالم بن عبد النَّاصِر بن مُحَمَّد بن سَالم تَقِيّ الدّين الْكِنَانِي الْغَزِّي الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس. / ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه وَتقدم وناب فِي الحكم ولقيه شَيخنَا بِبَيْت الْمُقَدّس فحدثه بالمسلسل عَن الْمَيْدُومِيُّ فيا يظنّ شَيخنَا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ مشيخة قَاضِي المرستان الصُّغْرَى تَخْرِيج أبي سعد السَّمْعَانِيّ بِسَمَاعِهِ لَهَا على الْمَيْدُومِيُّ جُزْء ابْن عَرَفَة وجزء الدارع. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع بِبَيْت الْمُقَدّس. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه والمقريزي فِي عقوده
1196 -. صَالح بن صَالح بن حُسَيْن الْبَصْرِيّ الضَّرِير الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / مِمَّن تَلا بالسبع على عمر النجار وَالِد يروطي وَسمع التقي بن فَهد وَغَيره، وَحضر دروس أبي البركات الهيثمي والبرهاني وَغَيرهمَا، وَكَانَ يكثر الصخب والصياح وَرُبمَا يُقَام. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ.
1197 - صَالح بن صَالح / وَزِير فاس. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين.
1198 - صَالح بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السلجماسي المغربي نزيل مَكَّة /(3/311)
فهرس كتب رِبَاط الْمُوفق بهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمَات بعد ذَلِك. صَالح بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح شَيخنَا القَاضِي علم الدّين أَبُو الْبَقَاء بن شيخ الاسلام السراج أبي حَفْص الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَأول من سكن بلقينة من أُصُوله صَالح الْأَعْلَى. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن، وَصلى بِهِ للنَّاس التَّرَاوِيح على الْعَادة بمدرسة وَالِده فِي سنة تسع وَتِسْعين، والعمدة وألفية النَّحْو ومنهاج الْأُصُول والتدريب لِأَبِيهِ إِلَى النَّفَقَات والمنهاج من ثمَّ إِلَى آخِره، وَعرض بعض محافيظه على أَبِيه والزين الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وجميعها على أَخِيه وَكَانَ أَحْيَانًا يرمل الفتاوي بَين يَدي وَالِده وَحضر دروسه وَصحح عَلَيْهِ فِي التدريب، وَكَانَ متصونا متقللا من الدُّنْيَا غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ فلازم الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا من الْعُلُوم، وانتفع فِي ذَلِك كُله بأَخيه خُصُوصا حِين عَزله بالهروي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفه جملَة وَقرأَهَا عَلَيْهِ، كَذَا أَخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي، وَفِي الْأُصُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة، وَفِي النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي وَفِي الحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مجَالِس من أَمَالِيهِ بِحُضُور الهيثمي وَرَأَيْت المملي أثبت اسْمه فِي بَعْضهَا وَسمع على وَالِده جُزْء الْجُمُعَة للنسائي وَختم دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي وَأَشْيَاء وعَلى الشهَاب بن حجي جُزْء ابْن بخيد، بل قَرَأَهُ هُوَ عَلَيْهِ بعض مشيخة الْفَخر وَسمع على أَخِيه عشارياته تَخْرِيج شَيخنَا أبي النَّعيم الْمُسْتَمْلِي وَغير ذَلِك فِي آخَرين كالجمال بن الشرائحي، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَآخَرُونَ باستدعاء شَيخنَا وَغَيره. وَحج فِي سنة أَربع عشرَة وَلَقي الْحَافِظ الْجمال بن ظهيرة وَغَيره، وَدخل دمياط فَمَا دونهَا وَلم يزل ملازما لِأَخِيهِ حَتَّى تقدم وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس بعد عزل الْهَرَوِيّ وَعوده إِلَى الْقَضَاء، وَوَصفه بالعالم المفنن، وخطب بالمشهد الْحُسَيْنِي حِين أحدث فِيهِ ابْن النُّسْخَة الْخطْبَة ليتمرن فِيهَا وَبِغَيْرِهِ، وَقَرَأَ البُخَارِيّ عِنْد الْأَمِير)
اينال الصصلاي وَألبسهُ يَوْم الْخَتْم خلعة، وعاونه حَتَّى اسْتَقر فِي توقيع الدست كَمَا وَقع لأخويه وناب فِي الْقَضَاء عَن أَخِيه بدمنهور وأنشده بعض أهل الْأَدَب عقب عمله ميعادا بالنحرارية:
(وعظ الْأَنَام إمامنا الحبر الَّذِي ... سكب الْعُلُوم كبحر فضل طافح)(3/312)
(فشفا الْقُلُوب بِعِلْمِهِ وبوعظه ... والوعظ لَا يشفى سوى من صَالح)
وَغَيرهَا ودرس الْفِقْه وَهُوَ شَاب بِالْمَدْرَسَةِ الملكية تلقاها عَن ابْن أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ قبل الْعشْرين ثمَّ رغب لَهُ أَخُوهُ عَن درس التَّفْسِير والميعاد بالبرقوقية فِي سنة احدى وَعشْرين وَعمل فِيهَا إِذْ ذَاك إجلاسا حافلا ارْتَفع ذكره بِهِ وَكَذَا نوه أَخُوهُ بِذكرِهِ فِي مناظرات الْهَرَوِيّ بِحَيْثُ أَن القَاضِي كَانَ يخبر أَن الْمُؤَيد رام أَن يوليه الْقَضَاء عوضا عَن أَخِيه فَمَا أجَاب حَيَاء مِنْهُ وأدبا مَعَه وَقدمه أَخُوهُ أَيْضا لخطبة الْعِيد بالسلطان الظَّاهِر ططر حِين سَافر مَعَه وبرز صَاحب التَّرْجَمَة لتلقيه من قطيا فَوجدَ أَخَاهُ ضَعِيفا جدا وصادف ارسال السُّلْطَان يَأْمُرهُ أَن يتجشم الْمَشَقَّة فِي الْخطْبَة بِهِ لكَونه أول عيد من سلطنته والا فليعين من يصلح فَكَانَ هُوَ الصَّالح فَخَطب حِينَئِذٍ السُّلْطَان بالعسكر فَأَعْجَبَهُمْ جهورية صَوته وَاسْتقر فِي أنفسهم أَنه عَالم وَلذَلِك لما مَاتَ أَخُوهُ اسْتَقر عوضه فِي تدريس الخشابية وَالنَّظَر عَلَيْهَا وَحضر عِنْده فِيهِ الْكِبَار من شُيُوخه وَغَيرهم وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ، ورام الظَّاهِر اخراجهما عَنهُ مرّة بعد أُخْرَى بل رام اخراجه من مصر جملَة فَمَا مكنه الله من ذَلِك كُله ثمَّ اسْتَقر بعد صرف شَيْخه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين فَأَقَامَ سنة وَأكْثر من شهر وَصرف، وتكرر عوده لذَلِك ثمَّ صرفه حَتَّى كَانَت مُدَّة ولَايَته فِي مَجْمُوع المرار وَهِي سبع ثَلَاث عشرَة سنة وَنصف سنة وَعقد الميعاد بمدرستهم وَولي تدريس الحَدِيث بالقانبهية والميعاد والافتاء بالحسنية وَالْفِقْه بالشريفية بِمصْر مَعَ نظرها وَنظر الخانقاه البيبرسية وجامع الْحَاكِم كَمَا بيّنت كل ذَلِك فِي المعجم والذيل لرفع الأصر، وَكَانَ اماما فَقِيها عَالما قوي الحافظة سريع الادراك طلق الْعبارَة فصيحا يتحاشى عدم الْأَعْرَاب فِي مخاطباته بِحَيْثُ لَا يضْبط عَلَيْهِ فِي ذَلِك شَاذَّة وَلَا فاذة حسن الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين كثير التودد اليهم بساما بشوشا طلق الْمحيا فاشيا للسلام مهابا لَهُ جلالة وَوَقع فِي صُدُور الْخَاصَّة والعامة لطيف المحاضرة فكها ذَاكِرًا لكثير من الْمُتُون والفوائد الحديثية والمبهمات الَّتِي حصلها حِين كَانَ)
أَخُوهُ يقدمهُ لمناظرة الْهَرَوِيّ مستحضرا لجملة من الرَّقَائِق والمواعظ والاشعار وَكَذَا الوقائع والحوادث العلمية سَمحا بعارية الْكتب باذلا لجاهه وَأَنْشَأَ بقلمه وَلسَانه حَتَّى كَانَ بعض الْفُضَلَاء يَقُول إِن الْحُضُور بَين يَدَيْهِ من المفرحات شهما مقداما لَا يهاب ملكا وَلَا أَمِيرا ذَا بادرة رُبمَا تُؤدِّي إِلَى لومه سريع الْغَضَب وَالرُّجُوع والدمعة وَالْكِتَابَة سليم الصَّدْر لَا يتَوَقَّف عَن قبُول من اعتذر إِلَيْهِ معرضًا من تتبع زلات من يناوئه غير مشتغل بتنقيصه بل رُبمَا يمْنَع من يشْتَغل(3/313)
فِي مَجْلِسه بذلك، وَهُوَ فِي آخر عمره فِي غَالب مَا أَشرت إِلَيْهِ أحسن حَالا فِيهِ قبله خُصُوصا فِي التَّوَاضُع وَالِاعْتِرَاف بالتقصير ومزيد المداراة غير متأنق فِي مأكله وملبسه متغافلا عَمَّا يحصله أَتْبَاعه بجاهه غير سَائل عَنهُ يقنع باليسير مِمَّا يهدي إِلَيْهِ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه ولشاعر الْوَقْت النواجي فِيهِ عدَّة قصائد وَكَذَا لغيره من الْفُضَلَاء، وَقد تصدى لنشر الْعلم قَدِيما وَكَذَا للوعظ والافتاء وَحضر مجْلِس وعظه السَّادة من الشُّيُوخ والرفاق وطارت فَتَاوِيهِ فِي الْآفَاق، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء من كل نَاحيَة طقة بعد أُخْرَى حَتَّى صَار أَكثر الْفُضَلَاء من تلامذته وَكَذَا حدث بأَشْيَاء واشتهر اسْمه وَبعد صيته، وَكَانَ القاياتي يَقُول انه تخطى النَّاس بِحِفْظ التدريب وصنف تَفْسِيرا وشرحا على البُخَارِيّ لم يكمله وأفراد فتاوي أَبِيه والمهم من فتاوي نَفسه والتقط حَوَاشِي أَخِيه على الرَّوْضَة بل جمع بَين حَوَاشِي أَبِيه وأخيه عَلَيْهَا وأفرد كلا من تَرْجَمته وترجمة وَالِده وأكمل تدريب أَبِيه وبيض مَا كتبه أَبوهُ على الْمُهِمَّات، وَله القَوْل الْمُفِيد فِي اشْتِرَاط التَّرْتِيب بَين كلمتي التَّوْحِيد والخطب والتذكرة وَغَيرهمَا مِمَّا أثْبته فِي الْكِتَابَيْنِ الْمشَار اليهما وَله نظم ونثر قد يَقع فِي كل مِنْهُمَا الْوسط وَقد قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَحَضَرت دروسه وَأذن لي بالتدريس والافتاء وَرُبمَا أرسل الي بالفتاوي وقرض لي غير تصنيف وَكَانَ يجلني ويقدمني على سَائِر الْجَمَاعَة بل ويثني على سَائِر الْأَهْل كالأبوين والعمين والجدين للْأَب وَالأُم وَالْخَال، وَاسْتمرّ على جلالته وعلو مكانته حَتَّى مَاتَ بعد أَن توعك قَلِيلا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي محْضر جم تقدمهم ابْن الشّحْنَة القَاضِي الْحَنَفِيّ وَدفن بجوار وَالِده بمدرسته الشهيرة وَأَقَامُوا على قَبره أَيَّامًا يقرؤن وتأسف النَّاس على فَقده، وَلم يخلف بعده مثله رَحمَه الله وإيانا.
1200 - صَالح بن عوض بن غنيم بن مُحَمَّد بن صَالح / قَاضِي الزيدية ينبوع مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
1201 - صَالح بن عِيسَى بن ماضي المغربي. / مِمَّن سمع اخْتِلَاف الحَدِيث للشَّافِعِيّ بِقِرَاءَتِي.)
1202 - صَالح بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن دَاوُد بن سَالم الصمادي. كَانَ جده سَالم من مريدي الشَّيْخ عبد الْقَادِر وبنيت لسلفه زَاوِيَة بصماد قبلي بَصرِي، وَنَشَأ هَذَا بزاويته فَكَانَ يضيف الواردين كثيرا وَله أَتبَاع وشهرة وَكلمَة مسموعة عِنْد أهل الْبر مَعَ مزدرعات ومواش. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين عَن نَحْو السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
1203 - صَالح بن قَاسم بن أَحْمد بن أسعد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن مياس الْمرَادِي(3/314)
اليمني الصَّنْعَانِيّ الْحَنَفِيّ نزيل الصَّحرَاء وَيعرف بالشيخ صَالح. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمخلاف صنعاء، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، واشتغل هُنَاكَ قَلِيلا فِي الْفِقْه والعربية وأصل الدّين ثمَّ ارتحل فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فحج وجاور ثمَّ ركب الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة فَدَخلَهَا فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين فلازم التقى الشمني فِي الْفِقْه والعربية وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ حَاشِيَته للْمُغني وَشَرحه للنقاية وكتبهما بِخَطِّهِ، وَكَذَا أَخ عَن التقي الحصني الْمنطق والمعاني وَالْبَيَان وأصول الدّين وَغَيرهَا وَعَن الكافياجي أصُول الْفِقْه وسافر إِلَى الشَّام فَأخذ بهَا عَن حميد الدّين فِي أصولهم وَعَن ملا شيخ شَرحه لدرر الْبحار، وَتوجه لتبريز فَقَرَأَ على ملا ظهير الدّين فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَإِلَى الرّيّ فَأخذ عَن ملا عبد الرَّحِيم الْكِنْدِيّ بِفَتْح الْكَاف نِسْبَة لمدينة فِي الرّيّ، ودام فِي غيبته خمس سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وقطن الصَّحرَاء بهَا، وَحج رَفِيقًا للابناسي وأقرأ الْفُضَلَاء، وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان، وَعرف بالصلاح والفصاحة مَعَ تقلله وانجماعه وَعدم مزاحمته لبني الدُّنْيَا بِحَيْثُ عرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فِي الْقَضَاء فَأبى.
1204 - صَالح بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف المرشدي الْمَكِّيّ أَخُو عمر / الْآتِي وخال بني الْمُحب الطَّبَرِيّ الامام. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن عَيَّاش، وسافر للهند بِجُزْء من شَعْرَة منسوبة لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودام بهَا مُدَّة ورزق بعض الْأَوْلَاد ثمَّ قدم بهم مَكَّة وَكَانَ سَاكِنا وَمَات فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ.
1205 - صَالح بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد اليافوري فَقِيه الْمَالِكِيَّة بالتكرور /. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
صَالح بن مُحَمَّد بن عَليّ النَّاشِرِيّ. / فِي أَخِيه أَحْمد.
1206 - صَالح بن الْجمال أبي النجا مُحَمَّد بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن أَحْمد علم الدّين الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أبي الْقسم مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الضيا. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَكنت مِمَّن عرضهَا عَلَيْهِ بل سمع مني بِمَكَّة، وَحضر دروس أَبِيه ثمَّ أَخِيه وَقدم الْقَاهِرَة صُحْبَة الْأمين الاقصرائي فِي سنة وَفَاته فَأَقَامَ مَعَ أَخِيه تَحت نظره ثمَّ بمسجده وَتردد للبرهان الكركي وَغَيره، وَلم يذكر بفضيلة وَلَا همة لَهُ فِي هَذَا الْمَعْنى، وَقد توجه للقاهرة بحرا فِي سنة سبع وَتِسْعين فَبَلغهُ الطَّاعُون بهَا فَالْتَفت إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة، وَرجع مَعَ موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَبَين الاخوين تبَاين عَظِيم وَذَاكَ أَعلَى وأغلى.
1207 - صَالح بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَليّ / وَاخْتلف(3/315)
فِيمَن بعده الشَّيْخ مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد الحسني الريَاحي المدوكالي مولدا الذوادي مربي المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالزواوي وَهُوَ لقب كَمَا قَالَ. ولد فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ على رَأس السِّتين وَسَبْعمائة بقرية مدوكال من أفريقية بَين بسكرة وَعمرَة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى ذواد فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالعلوم.
وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع بهَا عَليّ الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والعز بن جمَاعَة وَحميد الدّين حَمَّاد التركماني والكمال بن خير والنورين الفوي والابياري اللّغَوِيّ وَالْفَخْر الدنديلي والشموس الشَّامي والزراتيتي والبيجوري والصدر السويفي والزين بن النقاش وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَآخَرين، وَحج فَسمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عَليّ الزين المراغي الْكثير وَعبد الرَّحْمَن الصبيبي ورقية ابْنة ابْن مزروع فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأثْنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي تَارِيخه فَقَالَ كَانَ خيرا ذَاكِرًا لكثير من الْفِقْه ملازما لحضور مجَالِس الْعلم، جاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة مُدَّة وحصلت لَهُ جذبة ويحكي أَنه كَانَ يسمع تَسْبِيح النّخل فِي مروره بَين الينبوع فِي النّخل أَيَّام الرطب بل سَمعهَا تَقول لَهُ يَا صَالح كل مني وَكَذَا اتّفق لَهُ وَهُوَ بِمَكَّة أَنه وجد بعض الحطابين وَمَعَهُ حطب فَسَأَلَهُ أهوَ من الْحل أم من الْحرم فَقَالَ من الْحل فَاشْتَرَاهُ وَجَاء بِهِ إِلَى منزله فَلَمَّا أوقد النَّار صَاح الْحَطب فَقَالَ وَالله يَا صَالح أَنا من حطب الْحرم فأطفأه وَلم يقد بعد ذَلِك بِمَكَّة نَارا وهاجت مرّة مركب فِي الْبَحْر وَهُوَ فِيهَا بِحَيْثُ أشرفت على الْغَرق فَقَامَ وَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ قد أَمْسَكت الْملك الْمُوكل بِالرِّيحِ فسكن الرّيح فِي الْحَال، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَسكن وقتا بتربة الظَّاهِر برقوق بالصحراء وَحسن ظن كثير من النَّاس فِيهِ ثمَّ سكن غَيرهَا من الْقَاهِرَة وتنزل بدرس الحَدِيث فِي المؤيدية ورتب لَهُ فِي الجوالي وَدخل فِي وَصَايَا كَثِيرَة لَكِن لم نسْمع عَنهُ سوءا فِي تصرفه وَكَانَ يصل إِلَيْهِ كل سنة من سُلْطَان الْمغرب مبلغا، كل ذَلِك مَعَ الشهامة)
وَالْقِيَام فِي الْحق عِنْد الظلمَة وَعدم المبالاة بهم أجَاز لأولادي انْتهى. وَوَصفه أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي بالصلاح وَالْعلم وَكَذَا سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد وانه فِي حَال جذبته اشْتريت لَهُ نَاقَة ليحج عَلَيْهَا فَكَانَ يسْمعهَا تَقول يَا صَالح أَتعبت ظَهْري فَينزل عَنْهَا وَيَمْشي فَتَقول لَهُ اركب يَا صَالح فقد استرحت إِلَى غير ذَلِك، وَبَلغنِي أَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أوصى بِأَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فبرز المستقر عوضه فِي المنصب وَهُوَ العلمي صَالح البُلْقِينِيّ وَقَالَ انه هُوَ المُرَاد لَا صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ صلى فَالله أعلم. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد بجوار الزين الْعِرَاقِيّ خَارج بَاب البرقية قَالَ البقاعي(3/316)
وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح ظَاهرا عَلَيْهِ سمته ذَا وجاهة عِنْد الأكابر بِحَيْثُ اني رَأَيْته يجلس إِلَى جَانب شَيخنَا حِين اجتماعه بِهِ وَكَانَ رث الْحَال متبذلا مقصدا للمغاربة فِي ضروراتهم وَكَانَ صديقا لشَيْخِنَا الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ بِحَيْثُ سَمِعت عَن بعض الْقُضَاة انه قَالَ مَا رفع إِلَى أَمر تَرِكَة إِلَّا ولصالح وَعبد السَّلَام فِيهِ تعلق أما أَن يَكُونَا وصيين أَو ناظرين أَو شَاهِدين أَو نَحْو ذَلِك وَكَانَ يخبر أَنه تلمذ للشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد المراكشي الأكمه نزيل بونة صَاحب منظومة الْمِصْبَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَأخذ عَنهُ رَحمَه الله ونفعنا ببركاته.
1208 - صَالح بن يُوسُف بن صَالح الْحلَبِي وَيعرف بالسرميني /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
1209 - صَخْرَة بن مقبل بن نخبار أَمِير الينبوع /. مَاتَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ بدل سِتّ وَاسْتقر بعده معزى.
(من اسْمه صَدَقَة)
1210 - صَدَقَة بن أَحْمد بن قطلبك الْحلَبِي الخواجا. / ذكره ابْن فَهد فِي ذيله هَكَذَا وَأَظنهُ من شرطنا.
1211 - صَدَقَة بن أَحْمد بن أبي الْحجَّاج يُوسُف فتح الدّين الأقصري. / شيخ لقِيه الْبَدْر الْعمريّ فِي سنة سِتّ عشرَة فَأخذ عَنهُ.
1212 - صَدَقَة بن حسن بن مُحَمَّد الزين الأسعردي الْمصْرِيّ وَيعرف بالاستادار / لكَونه كَانَ استادارا لأزدمر أحد خَواص الظَّاهِر برقوق. خدم عِنْد غير وَاحِد من أَعْيَان الدولة بِالْقَاهِرَةِ، وَصَحب جمَاعَة مِنْهُم الْجمال مَحْمُود الاستادار وَسعد الدّين ابراهيم بن غراب وَكَانَ يعظمه وَحصل لَهُ بذلك شهرة ومكانة وتوسط عِنْده لجَماعَة من الْعلمَاء وَلأَهل الْحَرَمَيْنِ فِي قربات بل لَهُ أوقاف مِنْهَا خانقاه بالقرافة ووقف عَلَيْهَا أوقافا وَتردد إِلَى مَكَّة غير مرّة، وَسمع عَليّ الشهَاب بن الناصح فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَكَانَ لَهُ المام بِالْعلمِ ومحبة فِيهِ قدم مَكَّة فِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا صَاحبه ابْن غراب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، وَحصل لَهُ زمن الْحَج مرض تعلل بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع، وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من تربة أم سُلَيْمَان ذكره الفاسي بِمَكَّة وانه كَانَت بَينهمَا مَوَدَّة، وَله عَلَيْهِ احسان كَبِير ورثاه الزين شعْبَان بن مُحَمَّد الآثاري بقوله وَكتب على قَبره:
(مذ غَابَ عني جمال مِنْك يَا أملي ... عدمت عَيْش الهنا والأنس والشفقه)
(يَا موت تطلب مني الرّوح دونكها ... لأنني كل مَالِي فِي الْهوى صدقه)
1213 - صَدَقَة بن سَلامَة بن حُسَيْن بن بدران بن ابراهيم بن حَملَة شرف الدّين المسحراتي / نِسْبَة لقرية مسحرا بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون السِّين وَفتح الْحَاء وَالرَّاء المهملات(3/317)
من أَعمال الجيدور على مرحلة من دمشق بنواحي حوران ثمَّ الدِّمَشْقِي الضَّرِير الْمُقْرِئ. ولد فِي سنة سِتِّينَ أَو قبلهَا، وَقَالَ شَيخنَا فِي الانباء سنة بضع وَخمسين. وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وعنى بالقراءات فَقَرَأَ الشاطبية على الْعَسْقَلَانِي امام جَامع ابْن طولون والتيسير عَليّ أبي الْحسن الغافقي وَأخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن اللبان واهتم بالفن حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ هُوَ وَابْن شَيْخه الْمَذْكُور الزين عمر مشيخة الاقراء بِدِمَشْق واعترف لَهُ فِيهِ الْمُخَالف والموافق بِقُوَّة الاستحضار وَكَثْرَة الِاطِّلَاع وأقرأ الْقرَاءَات بالجامع الْأمَوِي وأدب خلقا من الاطفال وَغَيرهم بل انْتفع بِهِ خلائق بِدِمَشْق، وَتخرج بِهِ أَكثر مشايخها، وَمِمَّنْ جود عَلَيْهِ جلّ الْقُرْآن البقاعي مَعَ)
سَمَاعه للتيسير عَلَيْهِ وَقَالَ انه عَنى بِهَذَا الْفَنّ جدا وأملى فِيهِ على الشاطبية وَغَيرهَا المصنفات الفائقة وَمن أحْسنهَا كِتَابَة التَّتِمَّة فِي قراءات الثَّلَاثَة الْأَئِمَّة وَهُوَ كتاب حافل استوعب فِيهِ مَا نقل عَن أبي جَعْفَر وَيَعْقُوب وَخلف من الْقرَاءَات مَعَ بَيَان الشاذ مِنْهَا، وَكَذَا أَخذ عَنهُ الشَّمْس الحوراني. مَاتَ وَقد ظهر عَلَيْهِ الْهَرم فِي لَيْلَة السبت عَاشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَقَالَ بَعضهم فِي ربيع الآخر وَقد جَازَ السّبْعين بِخَط مَسْجِد الْقصب من دمشق وَدفن من يَوْمه بِبَاب الصَّغِير رَحمَه الله وايانا.
1214 - صَدَقَة بن عبد الله بن عَليّ بن المغربي ويدعى مُحَمَّدًا / أَيْضا. ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَمن مروياته من قَوْله فِي فضل رَمَضَان لِأَبْنِ شاهين مَا ذكر فِي فضل من صَامَ رَمَضَان إِلَى آخر الْجُزْء سَمعه عَليّ مُحَمَّد بن ابراهيم بن المظفر البعلي أَنا أَبُو الْفرج بن أبي عمر، وَمَات كَمَا أرخه فِي الانباء بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي بِدُونِ تَرْجَمَة.
1215 - صَدَقَة بن عَليّ بن مُحَمَّد فتح الدّين بن النُّور أبي الْحسن بن الشَّمْس الشارمساحي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن نور الدّين. / حفظ الْقُرْآن، وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بزاوية الْبُرْهَان الابناسي حَتَّى حفظ التَّنْبِيه وَعرضه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين على الْبُرْهَان صَاحبهَا وَبدر القويسني والبرشنسي والعراقي وَابْن الملقن وأجازوا لَهُ وَمِمَّا كتب لَهُ الْمجد الْبرمَاوِيّ: سَار فِي اسماعه سير الْبَرْق أَو أسْرع وأفصح بهَا أفْصح من أفْصح فصيح مصقع مطرقا حَيَاء لَا رهبا لم يكب فيا عجبا كَاد أَن يُنَاسب لقبه مُسَمَّاهُ ويكشف مَعْنَاهُ أسماه وأسماه، بل سمع عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم بقرَاءَته لَهُ فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة على الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد المطري بِسَنَدِهِ وَقبل ذَلِك بِيَسِير سمع عَلَيْهِ بعض البُخَارِيّ وختمه بالآثار فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ولازمه(3/318)
فِي الِاشْتِغَال بالفقه وَرجع فَأَقَامَ بقرية عَطِيَّة بِالْقربِ من دمياط. وَولي قَضَاء شارمساح وعملها إِلَى شرباص بعد الثَّلَاثِينَ متكرها ثمَّ أعرض عَنهُ وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ قبل الْخمسين وَدفن بقرية عَطِيَّة وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل لأعتقادهم فِيهِ ووجاهته فِي ذَلِك فقد كَانَ ورعا دينا.
1216 - صَدَقَة بن مُحَمَّد بن حسن فتح الدّين التزمنتي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي /. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ فَاضلا فِي مذْهبه أَخذ عَن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر بِدِمَشْق ثمَّ سمع مَعَ أَصْحَابنَا ومعنا كثيرا وَكَانَ ضيق الْحَال مَاتَ سنة تسع. وَفِي عُقُود المقريزي أَنه زين الدّين الأسعردي ثمَّ الْمصْرِيّ أحد أجناد الْحلقَة خدم الأكابر واختص بِسَعْد الدّين بن غراب فاشتهر وَعرف بِالْخَيرِ، وَبنى بالقرافة تربة وحماما وجامعا وجاور بِمَكَّة، مَاتَ فِي ربيع الآخر وَنعم الرجل كَانَ، وَيُحَرر التئامهما.
1217 - صَدَقَة بن مُحَمَّد بن صَدَقَة المتوفي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن المكبر بن الخوندار / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
1218 - صَدَقَة بن سري الدّين مُحَمَّد بن صَدَقَة المحرقي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي وَالِد الْفَاضِل عبد الرَّحِيم وأخيه عبد الْقَادِر /. كَانَ خيرا يتكسب بالخياطة، مَاتَ فِي غيبَة أول الْوَلَدَيْنِ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر وَأثْنى عَلَيْهِ رَحمَه الله.
1219 - صَدَقَة بن مُوسَى فتح الدّين أَبُو الشفا وَيعرف بِابْن صَدَقَة وبابن فَيْرُوز / وَهُوَ بهَا أشهر أحد الْأَطِبَّاء تخرج بِهِ جمَاعَة وصاهره ابْن الشريف على ابْنَته واستولدها ابْنه الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَكَانَ بارعا. مَاتَ قريب السّبْعين ظنا.
1220 - صَدَقَة الْحلَبِي نزيل مَكَّة / وَأحد التُّجَّار. مَاتَ بجدة فَجْأَة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَى المعلاة فَدفن بمقبرة لَهُ قريبَة من تربة ابْن سَلامَة عَفا الله عَنهُ.
1221 - صديق بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن اسماعيل بن مُحَمَّد اليمني نزيل مَكَّة وَيعرف بالأهدل / شيخ صَالح. مَاتَ بهَا فِي ضحى الْجُمُعَة ثَالِث عشري الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَدفن بِجَانِب قبر وَالِده من المعلاة.
1222 - صديق بن ادريس بن مُحَمَّد بن قَاسم الرضي أَبُو بكر الْمذْحِجِي الْيَمَانِيّ الصُّوفِي نزيل مَكَّة وأخو عَليّ الفاكهي لأمه وَيعرف بالأجدل /. أَخذ عَن يحيى ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد العامري الحرضي محدثها بل شيخ تِلْكَ النَّاحِيَة مصنفا لَهُ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَآخر فِي التَّارِيخ وَالْتمس مني تقريظهما لَهُ وَأخذ عني الابتهاج بأذكار(3/319)
الْمُسَافِر الْحَاج ولازمني فِي الْمُجَاورَة الثَّانِيَة، وَكَانَ قَائِما بِكَثِير من وظائف الطَّاعَة. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين بزبيد.
1223 - صديق بن الشَّيْخ حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْحُسَيْنِي نسبا وبلدا الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَولده حُسَيْن وَيعرف بِابْن الأهدل. أَخذ الْكثير عَن أَبِيه، وَمَات فِي رَمَضَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السّبْعين وَهُوَ أكبر الْمَوْجُودين من اخوته.
1224 - صديق بن سَالم التغلبي القاهري. / قَرَأَ الْقُرْآن وأدب بِهِ الابناء بجوار زَاوِيَة سَيِّدي يحيى الْبَلْخِي خَارج بَاب الشعرية وتنزل فِي البيبرسية وَكَانَ من جيران الْجد أبي الْأُم، وَمَات بعده قريب الْخمسين عَفا الله عَنهُ.
1225 - الصّديق بن عبد الرَّحْمَن رَضِي الدّين أَبُو عبد الله الصخري ثمَّ الحديدي الشَّافِعِي / قَاضِي زيلع. رَأَيْت من وَصفه من أهل بَلَده بِالْقَاضِي الْأَجَل الْفَاضِل الْكَامِل وَهُوَ حَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين.
1226 - صديق بن عبد اللَّطِيف بن عِيسَى الأشيب الهتار اليمني التريبي / من نواحي زبيد أحد المتصوفة مِمَّن حج وزار ولقيني فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة فَسمع مني المسلسل وَغَيره وعَلى غَالب سيرة ابْن سيد النَّاس وَغَيرهَا وَهُوَ انسان سَاكن خير أيسر كثير الدُّعَاء لاخوانه وشيوخه والاهتمام بهم وبمؤاخاة من يختاره لذَلِك كتبت لَهُ إجَازَة أثنيت عَلَيْهِ فِيهَا، وسافر فِي أول سنة ثَمَان وَتِسْعين كتب الله سَلَامَته.
1227 - صديق بن عبد الله الصمصام. / قَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ إِنَّه قدم عَلَيْهِ تعز فِي سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ حسن السمت جيد السِّيرَة ثمَّ حكى عَنهُ فَائِدَة.
1228 - صديق بن عَليّ بن صديق بن حسن شرف الدّين الانطاكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي /. ولد قبل سنة خمسين وَسَبْعمائة، وَقدم من أنطاكية إِلَى دمشق بعد سنة سِتِّينَ فَأخذ بهَا الْفِقْه ولازم التقي بن رَافع ثمَّ صحب الصَّدْر الياسوفي وَسمع على جمَاعَة كالصلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن النَّجْم وَأحمد بن عبد الله بن الناصح وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَآخَرين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فقرر فِي صوفية البيبرسية وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى دمشق على طَريقَة حَسَنَة من الدّيانَة والصيانة ولين الْجَانِب وَلم يتَزَوَّج قطّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة وَدفن خَارج بَاب النَّصْر. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه والمقريزي فِي عقوده وَقَالَ كَانَ فَاضلا خيرا لينًا مَا علمت عَلَيْهِ إِلَّا خيرا، وَكَذَا التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.(3/320)
1229 - الصّديق بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ القَاضِي الفقي الْعَلامَة رَضِي الدّين المطيب الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن المطيب. / مَاتَ فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء سادس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَكَانَ بارعا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والأصلين وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه. ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بزبيد بل كَانَ ولي بهَا قَضَاء الْأَقْضِيَة بِحَيْثُ كَانَ الشَّافِعِيَّة فِيهَا من نوابه فِي أَيَّام عَليّ بن طَاهِر ودرس وأقرأ سِيمَا الْعَرَبيَّة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ)
حَمْزَة النَّاشِرِيّ وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ رَئِيس الْحَنَفِيَّة ورأسهم وَإِلَيْهِ مرجعهم، وَله وَقع فِي الْقُلُوب مَعَ الدّيانَة والصيانة غير أَنه يتغالى فِي تَعْظِيم أهل مذْهبه وَالْقِيَام بهم رَحمَه الله. إِلَيّ بِبَعْض هَذَا من الْيمن الْجمال مُوسَى الدوالي نفع الله بِهِ.
1230 - صديق بن عمر بن عمر بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان بن علوان الجبريني. / كَانَ شَيخا حسنا رَئِيسا كَرِيمًا بهيا حسن الشكالة متوددا مديما للْجُمُعَة بحلب وللجماعات بِبَلَدِهِ حج مَرَّات، وَمَات بعد الكائنة بحلب فِي سنة ثَلَاث بِالْبَابِ من أَعمال، وَدفن بهَا وَقد نَيف على السِّتين. ذكره ابْن خطيب الناصرية قَالَ وَالظَّاهِر انه حفظ الْقُرْآن.
1231 - صديق بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ الجدي الْمَكِّيّ الشهير بِابْن قديح. / مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد قدومه من جدة مطعونا وَكَانَ بزارا بجدة مُبَارَكًا.
1232 - صديق بن مُحَمَّد الجكمي الهيسي بِفَتْح الْهَاء ومهملة الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالوزيفي بِضَم أَوله ثمَّ مُعْجمَة وَفَاء مصغر. / ولد بالهبيرة قَرْيَة من رساع بِالْقربِ من جازان سنة بضع وَثَلَاثِينَ، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن عمر الفتي وَعبد الرَّحْمَن ابْن الطّيب وَغَيرهمَا، وَفِي الحَدِيث عَن الْفَقِيه يحيى العامري الْآتِي، وتميز فِي الحَدِيث وشارك فِي الْفَضَائِل فقها وأصولا ونحوا وقطن زبيد وَهُوَ الْآن حَيّ، وانتفع النَّاس بِهِ وَمِنْهُم الْفَقِيه صديق بن مُوسَى الْآتِي وَهُوَ الْمخبر لي بِهِ.
1233 - صديق بن مُوسَى بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن حسن الديباجي الجازاني العريشي / نِسْبَة لِابْنِ عَرِيش قَرْيَة من جازان الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. ولد آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِأبي عَرِيش، وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وصديق الوزيقي الْمَاضِي والشهاب أَحْمد المزجد مفتي الْيمن وَالثَّلَاثَة أَحيَاء فِي آخَرين كالفخر أبي بكر بن ظهيرة قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الرَّوْضَة ولازم أَخَاهُ بل قَرَأَ على وَلَده فِي حَيَاته جمع الْجَوَامِع وَأخذ عَنهُ غَيره، وَسمع قَلِيلا عَليّ يحيى العامري، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ ولقيني سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَبعد ذَلِك فِي سنة سبع وَتِسْعين وأقرأ الطّلبَة بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا.
صديق الزبيدِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ قَرِيبا.
1234 - صراي تمر المحمدي / أتابك دمشق. هرب من أسر تمر فحصله ثمَّ(3/321)
وَسطه فِي سنة أَربع.
أرخه ابْن دقماق.
صرداح بن مقبل. / مضى فِي سرداح من السِّين الْمُهْملَة.
1235 - صرغتمش وَيُقَال ان صَوَاب هَذَا الِاسْم صلغ اطمش بِضَم الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهُ رمى على الْيَسَار القلمطاوي قلمطاي الدوادار /. تَأمر عشرَة بعد أستاذه فِي أَيَّام النَّاصِر فرج إِلَى أَن أخرج الاشرف برسباي أقطاعه فِي وسط دولته وَاسْتمرّ بطالا فِي منزله بِقرب خوخة أيدغمش مُدَّة إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف أَيْضا بامرة عشرَة، فاستمر حَتَّى مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَقد شاخ، وَكَانَ روميا عِنْده بخل وَسُوء خلق مَعَ جبن وَعدم بشاشة فِيمَا قيل.
1236 - صرغتمش سيف الدّين المحمدي الْقزْوِينِي من مماليك الظَّاهِر برقوق / وَمِمَّنْ رقاه حَتَّى جعله أَمِيرا ثمَّ ولاه نِيَابَة اسكندرية وَبهَا مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة احدى. أرخه شَيخنَا والمقريزي فِي عقوده وَغَيرهمَا، وَأما الْعَيْنِيّ فأرخه فِي الْعشْر الْأَوْسَط من جُمَادَى الثَّانِيَة، وَقَالَ كَانَ يحب الْعلمَاء ويعاشرهم وَخلف مَوْجُودا كثيرا، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة فرج الْحلَبِي.
1237 - صرق بِضَم الْمُهْمَلَتَيْنِ ثمَّ قَاف سَاكِنة وَهُوَ اسْم للرمح الظَّاهِرِيّ برقوق. / ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر حَتَّى صَار مقدما ثمَّ ولي الْكَشْف بِالْوَجْهِ البحري فأبدع وفتك وأسرف فِي الْقَتْل ثمَّ ولاه النَّاصِر نِيَابَة الشَّام عوضا عَن شيخ لعصيانه وسافر مَعَه لقتاله فانكسر النَّاصِر وَقبض على هَذَا فَقتل بَين يَدي شيخ صبرا فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَكَانَ شجاعا مقداما عِنْده ظلم وجبروت.
1238 - صَعب بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن عبد الْقَادِر شيخ نابلس. / مِمَّن سمع منى بِالْقَاهِرَةِ وَمَات.
1239 - صندل الْعِزّ الخشقدمي خشقدم الزِّمَام / أحد خدام الْمَدِينَة الشَّرِيفَة. مِمَّن سمع مني بهَا.
1240 - صندل الزين المنجكي منجك اليوسفي / نَائِب الشَّام الرُّومِي الطواشي. تنقل إِلَى أَن خدم الظَّاهِر برقوق وحظى عِنْده حَتَّى جعله خازندارا كَبِيرا وقربه وَأَدْنَاهُ لعلمه بِدِينِهِ وأمانته فانه كَانَ خدم عِنْد أستاذه وقتا ونال صندل فِي أَيَّام الظَّاهِر من الوجاهة وَالْحُرْمَة مَا لم ينله غَيره من أَبنَاء جنسه وَهُوَ لَا يزْدَاد إِلَّا دينا وصلاحا وعفة حَتَّى ان انياته الَّذين هم من مماليك الظَّاهِر يَعْتَقِدُونَ فِيهِ ويحكون عَنهُ الكرامات، وانه لم يكن يَأْكُل من سماط السُّلْطَان وَلَا رواتبه انما كَانَ يَأْكُل من جِهَة لَهُ حقيرة يتَحَقَّق حلهَا مَعَ سرده الصّيام غَالِبا. مَاتَ فِي الْجُمُعَة ثَالِث(3/322)
عشري رَمَضَان سنة احدى، وَبلغ أمْنِيته فِي مَوته قبل الظَّاهِر وعد ذَلِك فِي كراماته وَدفن من الْغَد فِي تربته الَّتِي أَنْشَأَهَا تَحت صهريج سَيّده منجك بِالْقربِ من بَاب الْوَزير، وَلم يصل جَمِيع)
مَا خَلفه من خُيُول وقماش وَنقد وَغَيرهَا ثلثمِائة دِينَار وَلَا وجد لَهُ ملك إِنَّمَا وقف بعض دور وحوانيت على صهريج عمله بتربة سَيّده وَهَذَا مَعَ تمكنه فِي الدولة كَاف فِي صَلَاحه وخيره.
وَذكره المقريزي فِي عقوده، وَهُوَ مِمَّن أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا فَقَالَ كَانَ من أخص النَّاس عِنْد الظَّاهِر وَمِمَّنْ يعْتَقد فِيهِ الْجَوْدَة وَالْأَمَانَة حَتَّى كَانَت أَكثر صدقاته تجْرِي على يَدَيْهِ مَعَ كثرتها، زَاد الْعَيْنِيّ وَأَنه كَانَ يحب الْعلمَاء ويعاشرهم وَيحسن اليهم مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة الْعِبَادَة وَالْعقل والسكون وَالسَّعْي فِي إِيصَال الْخَيْر للْمُسلمين وَعدم الشَّرّ رَحمَه الله.
1241 - صولة بن خَالِد بن حَمْزَة بن عمر بن طَالب / شيخ أَوْلَاد أبي اللَّيْل. مَاتَ سنة عشر.
1242 - صوماي الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق. / أحد أُمَرَاء الديار المصرية وَرَأس نوبَة فِي الدولة الناصرية ثمَّ المؤيدية. مَاتَ فِي حُدُود الْعشْرين تَقْرِيبًا وَكَانَ سليم الْبَاطِن عديم الشَّرّ.
1243 - صَلَاح بن مُحَمَّد بن عَليّ الحسني الزيدي الطَّائِي الصعدي / صَاحب صنعاء، لَهُ ذكر بعيد الْأَرْبَعين من حوادث إنباء شَيخنَا، وقرأت بخطى فِي مَوضِع آخر صَلَاح بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الزيدي اجْتمع الزيدية بعد موت النَّاصِر صَلَاح الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ صَاحب صنعاء على تملكه صنعاء ولقبوه بالمهدي وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة أَرْبَعِينَ.
انْتهى الْجُزْء الثَّالِث ويليه الْجُزْء الرَّابِع، أَوله حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة
(الْجُزْء الرَّابِع)(3/323)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة)
1 - ضغيم بن خشرم بن ثَابت بن نعير الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا فِي شَوَّال سنة تسع وَسِتِّينَ فَأَقَامَ نَحْو أَرْبَعَة أشهر ثمَّ انْفَصل بابراهيم بن سُلَيْمَان ثمَّ أُعِيد بعد مَوته فِي سنة أَربع وَسبعين فاستمر إِلَى رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ فانفصل بقسيطل بن زُهَيْر
2 -. ضِيَاء بن مُحَمَّد الحاري الحوراني الشَّافِعِي الْأَعْرَج. / شهد فِي إجَازَة النوبي سنة خمس وَسِتِّينَ، وَبَلغنِي أَنه كَانَ ينزل الشامية البرانية من دمشق ويقرىء الْفِقْه وَيكرم الغرباء سِيمَا الْحِجَازِيِّينَ، وَأَنه مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين رَحمَه الله. وَمضى لَهُ ذكر فِي خضر الْكرْدِي.) (سقط)
ضِيَاء جمَاعَة كَثِيرُونَ كل مِنْهُم يلقب ضِيَاء الدّين كَالَّذي قبله، / مِنْهُم عبد الْخَالِق بن عمر بن رسْلَان البُلْقِينِيّ.
4 - ضيغم بن خشرم بن نجاد الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة وَأَظنهُ أَخا ضغيم الْمَاضِي قَرِيبا. اسْتَقر فِيهَا بعد ابْن عَمه مَانع وَأقَام مُدَّة ثمَّ انْفَصل سنة خمسين بأميان بن مَانع الْمَذْكُور وَلم يذعن لذَلِك إِلَّا بِدَرَاهِم بذلها لَهُ المستقر فَأَخذهَا ثمَّ خرج مُتَوَجها فَقتل بعد يسير.
5 - ضيف بن أَحْمد بن عَليّ بن عُثْمَان النجار الْخَرَّاط. / سمع من الْحَاج عل التّونسِيّ حِكَايَة.
وَحدث بهَا سَمعهَا مِنْهُ التقي بن فَهد، وَذكره فِي مُعْجَمه. مَاتَ سنة ثَمَان.
(حرف الطَّاء الْمُهْملَة)
6 - طَاهِر بن الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد عز الدّين، ويلقب أَيْضا بالزين وبالمحب وبالشمس وبالبدر، أَبُو المعلا بن جلال الدّين أبي الطَّاهِر ابْن الشَّمْس أبي عبد الله بن الْجلَال أبي مُحَمَّد بن الْجمال أبي مُحَمَّد وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا الخجندي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَخُوهُ وأبوهما. ولد كَمَا قرأته بِخَط أَبِيه فِي وَقت الاسْتوَاء من يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة(4/2)
سبعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة، وأحضر بهَا فِي الثَّانِيَة على أبي الْحسن عَليّ بن يُوسُف الزرندي ختم مُسْند الطَّيَالِسِيّ أَو جَمِيعه، وَسمع على أَبِيه والزين أبي بكر المراغي، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق بل أجَاز لَهُ فِي سنة مولده فَمَا بعْدهَا الْكَمَال بن حبيب وَأحمد بن سَالم الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن وَزَيْنَب ابْنة أَحْمد بن مَيْمُون التّونسِيّ وَفَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن قَاسم الحراري وَابْن أبي الْمجد والتنوخي والبلقيني والعراقي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والعسقلاني المقرىء والسويداوي والحلاوي وَآخَرُونَ وَحفظ الْقُرْآن واشتغل عفى جمَاعَة وتفقه بوالده وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء من مروياته، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة بارعا طارحا للتكلف جدا مُقبلا على الْآخِرَة كثير الِاسْتِغْرَاق والفكرة. تصدى للاقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة، وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ ابْنا التقي أَبُو بكر وَعمر وَآخَرُونَ وَهُوَ أول من ولي مشيخة الكلبرجية بِبَاب الرَّحْمَة بِشَرْط واقفها وَجعلهَا لذريته أَيْضا مَاتَ فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ، وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الظّهْر بالروضة، وَدفن بِالبَقِيعِ بِالْقربِ من سيدنَا إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَت جنَازَته حافلة. وَهُوَ عِنْد المقريزي وبيض لَهُ.
7 - طَاهِر بن أَحْمد بن مُحَمَّد صفي الدّين بن فَخر الدّين بن الشَّيْخ شمس الدّين الكازروني أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. لقِيه الطاوسي فاستفاد مِنْهُ، وأرخ وَفَاته فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشر الْمحرم سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
8 - الطَّاهِر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر النَّاشِرِيّ الْآتِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن وَحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين.
9 - طَاهِر بن الْحُسَيْن بن عمر بن الْحسن بن عمر بن حبيب بن شويخ الزين أَبُو الْعِزّ ابْن الْبَدْر أبي مُحَمَّد الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن حبيب. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِقَلِيل بحلب، وَسمع من إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود وَغَيره، وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس المرداوي خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم وَمُحَمّد بن عمر السلاوي وَغَيرهمَا، وَمن دمشق ابْن القماح وَغَيره، واشتغل وَحصل ولازم الشَّيْخَيْنِ أَبَا جَعْفَر الغرناطي وَابْن جَابر وَغَيرهمَا وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وبرع فِي الْأَدَب وَغَيره ونظم تَلْخِيص الْمِفْتَاح والسراجية فِي فَرَائض الْحَنَفِيَّة ومحاسن الِاصْطِلَاح للبلقيني وَشرح الْبردَة وخمسها وذيل على تَارِيخ أَبِيه بطريقته، وَدخل الْقَاهِرَة ودمشق وَأقَام فِي كل مِنْهُمَا مُدَّة، وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِبَلَدِهِ وبالقاهرة بل نَاب فِيهَا عَن(4/3)
كَاتب السِّرّ وَتعين للوظيفة مرَارًا فَلم يتهيأ فِيمَا قَالَه الْعَيْنِيّ قَالَ وَكَانَ يتهم بِشرب الْمُسكر. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه إِنَّه ولي عدَّة وظائف وَأَنه طارح الأدباء القدماء كفتح الدّين بن الشَّهِيد بِأَن كتب لَهُ بَيْتَيْنِ فَأَجَابَهُ بِثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ بَيْتا وطارح أَيْضا السراج عبد المطيف الفيومي نزيل حلب ونظم كثيرا وَأحسن مَا نظم محَاسِن الِاصْطِلَاح وَلَيْسَ نظمه بالمفلق وَلَا نثره، وَله قصيدة تِسْعَة أَبْيَات قافيتها عودي وَبَيت وَاحِد فِيمَا لَا يَسْتَحِيل بالانعكاس مَعَ الْتِزَامه الْحُرُوف الْمُهْملَة وَهُوَ ثَانِي أَبْيَات قَوْله:
(أيا فَاضلا فِي الْعلَا سؤله ... لَهُ الْعلم والحلم سارا مَعًا)
(أعد حَال ملك وَحل عَدو ... ودع لحو كل ملاح دَعَا)
)
(وَدم سالما لاعداك السرُور ... وَلَا رام سعدك ساع سعى)
وَله:
(قلت لَهُ إِذْ مَاس فِي أَخْضَر ... وطرفه ألبابنا يسحر)
(لحظك ذَا أَو أَبيض مرهف ... فَقَالَ لي ذَا موتك الْأَحْمَر)
وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية: كَانَ ناظما بليغا فصيحا تَامّ الْفَضِيلَة فِي صناعَة الْإِنْشَاء بِحَيْثُ أَنه عين لكتابة سر مصر قَالَ وَمن نظمه مضمنا:
(أضحى يموه وَهُوَ يعلم أنني ... كلف بِهِ ولذاك لم يتعطف)
(فَغَدَوْت أنْشد والغرام يهزني ... روحي فدَاك عرفت أم لم تعرف)
وَقَوله فِي ضبط أشهر القبط:
(برمهات برمودة وبشنس ... وبؤون أبيب مسري الحرور)
(ثمَّ توت وبابة وهتور ... وكيهك وطوبة أمشير)
وَقَالَ فِيمَا يقْرَأ طردا وعكسا من المهمل بِغَيْر نقط وصدره بِثَلَاثَة أَبْيَات هِيَ مَا عدا الأول مِنْهَا مُهْملَة وأعقبه بِبَيْت آخر مهمل فَقَالَ:
(أيا فَاضل ذلق مملق ... وَذَا فطنة قلب رفعا)
(إِمَام أَمَام الْعلَا سؤله ... لَهُ الْعلم والحلم سارا مَعًا)
(وَكم همم للسها سروها ... لَهَا سودد سرها أطلعا)
(أعد حَال ملك وَحل عَدو ... ودع لحو كل ملاح دَعَا)
(وَدم سالما لاعداك السرُور ... وَلَا رام سعدك ساع سعي)
وإليها أَشَارَ شَيخنَا كَمَا تقدم مِمَّا يحْتَاج كل مِنْهُمَا لتحرير. وَله لما قبض الظَّاهِر برقوق على منطاش وَقَتله:
(الْملك الظَّاهِر فِي عزه ... أذلّ من ظلّ وَمن طاشا)
(ورد فِي قَبضته طَائِعا ... نعير العَاصِي ومنطاشا)(4/4)
قَالَ شَيخنَا اجْتمعت بِهِ وَسمعت كَلَامه وأظن أَنِّي سَمِعت عَلَيْهِ شَيْئا من الحَدِيث وَمن نظمه وَلَكِن لم أظفر بِهِ إِلَى الْآن. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه أَيْضا والمقريزي فِي عقوده.) :::
10 - الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف القَاضِي جمال الدّين الْأنْصَارِيّ الزبيدِيّ الْمَكِّيّ أَخُو الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن جوَار أَخِيه
11 -. طَاهِر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد العجمي نزيل مَكَّة / والمجلد بهَا. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ.
12 - طَاهِر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد مكين الدّين أَبُو الْحسن بن الشَّمْس ابْن النُّور النويري ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي أَخُو عَليّ وَمُحَمّد / الْمَذْكُورين. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بقرية دنديل بِالْقربِ من النويرة وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ إفرادا وجمعا على الشَّمْس أبي عبد الله الحريري الشراريبي والنور الحبيبي وجمعا للعشر إِلَى أول النِّسَاء على ابْن الْجَزرِي وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء وللثلاث الزَّائِدَة عَلَيْهَا على ابْن عَيَّاش لقِيه بِمَكَّة حِين جاور بهَا. وتفقه بالجمال الأقفهسي والشهاب الصنهاجي وَأبي عبد الله بن مَرْزُوق شَارِح الْبردَة وَغَيرهَا وَعبيد البشكالسي وَكَذَا بالزين عبَادَة والبساطي ولازمه حَتَّى أذن لَهُ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الصهاجي وَغَيره والفرائض عَن الصَّدْر السويفي وَسمع عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ أَحَادِيث مخرجة فِي مشيخة الْفَخر من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكَثِيرًا من الْفُنُون عَن القاياتي، ولازمه حَتَّى كَانَ أجل من أَخذ عَنهُ وَكَذَا أَخذ عَن يحيى العجيسي وَكنت مِمَّن قَرَأَهُ عَلَيْهِ بل تصدى لنشر الْعلم وقتا وَصَارَ من الْعلمَاء الْمَعْدُودين المتفننين العارفين بالفقه وأصوله والعربية والقراءات وَغَيرهَا السالكين طَرِيق أهل الصّلاح وَالْخَيْر، انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَكَثُرت تلامذته كل ذَلِك مَعَ الانجماع عَن النَّاس والمحافظة على أَسبَاب الْخيرَات والتحرز عَن الْفتيا بِحَيْثُ إِنَّه إِذا ألح عَلَيْهِ لَا يزِيد فِي الْجَواب بِلَفْظِهِ على عبارَة كتاب، غير منفك عَن الِاشْتِغَال والمطالعة ومزيد التَّوَاضُع والخلق الرضي وَحسن الشكالة والخفر والبهاء والسكون قل أَن ترى الْأَعْين فِي مَعْنَاهُ مثله ولي مشيخة الاقراء بِجَامِع طولون بِالْقَاهِرَةِ وبالجمالية، وَالْفِقْه بِالْمَدْرَسَةِ الحسينية، وَوَصفه القاياتي فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِالْإِمَامِ الْعَلامَة،(4/5)
وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بالديار المصرية فِي وسط هَذَا الْقرن وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ على النشوي عَن أبي بكر بن أيدغدي عَن التقي بن الصَّائِغ فَالله أعلم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بالصحراء فِي مشْهد حافل وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر وَعظم الأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا.) :::
13 - طَاهِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد معز الدّين بن الْعِمَاد بن الغياث بن السَّيْف الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة. / ولد فِي سنة اثتتين وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بهراة، ونشا بهَا فَأخذ عَن ملا مُحَمَّد بن أَمِين الدّين القوهستاني فِي الْمُتُون وَغَيرهَا والنظام عبد الرَّحِيم الزباركاهي فِي الْعَرَبِيّ والمنطق والكمال حُسَيْن الْهَرَوِيّ فِي المطول وحواشي السَّيِّد وشروح الطوالع والمطالع، وَابْن أخي النظام الْمَذْكُور الْجلَال أبي المكارم بن الشهَاب عبد الله فِي كثير من الْفُنُون مَعَ الْفِقْه، ثمَّ هَاجر من بِلَاده فَدخل أَمَاكِن كالعراق وأذربيجان وَاجْتمعَ بفضلائها إِلَى أَن وصل لمَكَّة قريب التسعين فَاجْتمع عَلَيْهِ جمَاعَة من الأغراب ثمَّ انثنوا عَنهُ وَكَانَ هُوَ يحضر دروس القَاضِي الْبُرْهَان ثمَّ وَلَده ويبحث، وَلما وردتها فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين قَرَأَ عَليّ فِي شرحي للأفية قِطْعَة كَبِيرَة ولازمني فِي غَيرهَا واغتبط بِي كثيرا ثمَّ ترك الِاشْتِغَال وَأَقْبل على الْكِتَابَة للاسترزاق فَإِنَّهُ تزوج ورزق بعض الْأَوْلَاد مَعَ عدم انْقِطَاعه عَن دروس القَاضِي بل قَرَأَ على عبد الْمُعْطِي المغربي عوارف السهروردي وَغَيرهَا وَسمع عَلَيْهِ الرسَالَة القشيرية وَغَيرهَا وَرُبمَا ألم بالشريف قَاضِي الْحَنَابِلَة وَعَاد لإقراء الطّلبَة، وَبِالْجُمْلَةِ لَهُ فضل ومشاركة وَلكنه لطيف الْحَرَكَة وَالْعقل وَرُبمَا خرج فِي أَيَّام الْحر وَلبس الطرطور واللبد كَانَ الله لَهُ.
14 - طَاهِر بن يُونُس الْموصِلِي. / رَأَيْته كتب فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة على رِسَالَة للجمال عبد الله بن عَليّ بن أَيُّوب فِي الطِّبّ مَا سَيَأْتِي، وَفِي شُيُوخ أبي اللطف الحصكفي ثمَّ الْقُدسِي الْحَاج زين الدّين طَاهِر بن قَاضِي الْموصل قَرَأَ عَلَيْهِ الأدوار للصفي عبد الْمُؤمن الأرموي وَكَأَنَّهُ هَذَا.
15 - طَاهِر الْفَقِيه من ذُرِّيَّة عُثْمَان بن أبي بكر بن عمر النَّاشِرِيّ /. رجل مبارك ملازم للجماعات واكتساب الْخيرَات يَأْكُل من كسب يَده. مَاتَ سنة أَرْبَعِينَ بزبيد.
16 - طَاهِر رجل قدم الْقَاهِرَة فَنزل البرقوقية / وأقرأ الطّلبَة. وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا الشهَاب حفيد البيجوي قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب القطب وَقَالَ لي إِن مَاتَ بِمَكَّة.
17 - طه بن خَالِد بن مُوسَى الاطفيحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد عبد اللَّطِيف. / مِمَّن اشْتغل ولازم الشرفي بن الجيعان واختص بِهِ وتنزل فِي جِهَات(4/6)
على خير واستقامة وَمن شُيُوخه بل سمع على الزين شعْبَان بن حجر بِقِرَاءَتِي الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وَحج. مَاتَ فِي
18 - طرباي الأشرفي قايتباي. / اسْتَخْلَفَهُ أَخُوهُ تنم حِين سَفَره بعد قَضَاء أَمر جدة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين فَأَقَامَ بهَا ثمَّ بِمَكَّة إِلَى أَن جَاءَ المستقر عوضهما فِي الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ مِمَّن يحسن التِّلَاوَة ويجيد الطّواف ويتشاهم
19 -. طرباي الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من رُؤُوس الْفِتَن فِي أَيَّام النَّاصِر فرج ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْمُؤَيد بامرة طبلخاناه وَوَجهه فِي الرسلية لنوروز ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة غَزَّة ثمَّ كَانَ مِمَّن فر مِنْهُ لقرا يُوسُف فَلَمَّا دخل ططر بالمظفر لدمشق قدم عَلَيْهِ فَرَحَّبَ بِهِ فَلَمَّا تسلطن عمله حَاجِب الْحجاب وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة ثمَّ نقل فِي أَيَّام ابْنه إِلَى الأتابكية ثمَّ أمْسكهُ برسباي قبل سلطنته وحبسه باسكندرية ثمَّ أرسل بِهِ بعْدهَا إِلَى الْقُدس بطالا ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة طرابلس فباشرها مُدَّة ثمَّ قدم عَلَيْهِ فَأكْرمه جدا وَرجع على نيابته ثمَّ كَانَ مِمَّن سَافر مَعَه إِلَى آمد، وَاسْتمرّ بطرابلس حَتَّى مَاتَ بهَا فَجْأَة عقب صَلَاة الصُّبْح وَهُوَ بمصلاه يَوْم السبت رَابِع رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَقد أناف على السِّتين وَكَانَ فِيمَا قيل أَمِيرا جَلِيلًا شجاعا دينا عفيفا عَن القاذورات غزير الْعقل حسن الشكالة ضخما مَعَ إقدام وتكبر وميل لأبناء جنسه الجراكسة.
20 - طرغلي بن سقل سيز من أُمَرَاء التركمان /. قتل مَعَ تغري ورمش فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. قيل إِنَّمَا هُوَ ضرغلي بالضاد الْمُعْجَمَة.
21 - طرمش بِضَم أَوله وَكسر ثالثه وَآخره مُعْجمَة وَمَعْنَاهُ قَامَ الكمشغاوي كشبغا الْحَمَوِيّ / نَائِب حلب. كَانَ دوادار سَيّده بهَا ثمَّ صَار من جملَة أُمَرَاء حلب وَبنى بهَا نقوشا مِنْهَا جَامعا مليحا ثمَّ نَقله الظَّاهِر برقوق إِلَى حجوبية الْحجاب بطرابلس وَبنى بهَا تربة ووقف علها أوقافا ثمَّ توجه إِلَى حصن الأكراد بعد سنة آمد فتوفى بهَا، وَكَانَ مشكور السِّيرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَغَيره.
22 - ططر الظَّاهِرِيّ برقوق الْملك الظَّاهِر أَبُو الْفَتْح. / كَانَ من صغَار مماليك أستاذه ثمَّ كَانَ من خاصكية وَلَده النَّاصِر فرج إِلَى أَن انْضَمَّ على شيخ ونوروز فِي أَيَّامه بعد موت جكم فَلَمَّا قتل النَّاصِر وَدخل شيخ صُحْبَة الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه العباسي المستقر سُلْطَانا بالديار المصرية كَانَ مِمَّن قدم مَعَه فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد تَأمر وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى صَار أحد المقدمين بل عمله الْمُؤَيد نَائِب غيبته لما توجه لقِتَال قانباي المحمدي نَائِب الشَّام، وَسكن بَاب السلسلة فَلَمَّا رَجَعَ اسْتَقر بِهِ رَأس نوبَة النوب ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ جعله الْمُؤَيد فِي مرض مَوته متكلما على ابْنه المظفر(4/7)
أَحْمد، وسافر بعد موت أَبِيه ثمَّ توجه بِأُمِّهِ خوند سعادات إِلَى الْبِلَاد الشامية فبمجرد)
الْوُصُول لدمشق قبض على الأتابك الطنبغا القرمشي، وَاسْتقر ططر فِي الأتابكية كل ذَلِك وَهُوَ يمهد الْأَمر لنَفسِهِ إِلَى أَن خلع المظفر وَاسْتقر عوضه فِي المملكة يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشري شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَهُوَ بِدِمَشْق وَقد رَجَعَ مَعَ المظفر من حلب ثمَّ برز فِي سَابِع عشر رَمَضَان عَائِدًا إِلَى الْقَاهِرَة فوصلها فِي رَابِع شَوَّال فَأَقَامَ إِلَى ثَانِي عشريه وَمرض فَلَزِمَ الْفراش إِلَى مستهل ذِي الْقعدَة فنصل يَسِيرا ثمَّ أَخذ يتزايد إِلَى ثَانِي ذِي الْحجَّة فَجمع الْخَلِيفَة والقضاة وعهد لوَلَده مُحَمَّد وَاسْتمرّ فِي انحطاط إِلَى أَن مَاتَ فِي ضحى يَوْم الْأَحَد رابعه من سنة أَربع وَله نَحْو خمسين سنة وَدفن من يَوْمه بالقرافة بجوار اللَّيْث فَكَانَت مدَّته أَرْبَعَة أَو خَمْسَة وَتِسْعين يَوْمًا. وَكَانَ فِيمَا قَالَ شَيخنَا يحب الْعلمَاء ويعظمهم مَعَ حسن الْخلق والمكارم الزَّائِدَة وَالعطَاء الْوَاسِع ذكر لي أَنه قبل أَن يتسلطن فِي لَيْلَة المولد النَّبَوِيّ من ربيع الأول سنة مَوته أَنه كَانَ فِي آخر الدولة المؤيدية فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِي صبيحتها الْمُؤَيد قد ضَاقَتْ يَده لِكَثْرَة مصروفه وَقلة متحصله حَتَّى إِن شخصا قدم لَهُ مَأْكُولا فَأَرَادَ أَن يُكَافِئهُ عَلَيْهِ فَلم يجد فِي حَاصله خَمْسَة دَنَانِير وَمَا وجد أحدا من خواصه يقْرضهُ لَهُ بل كلهم يحلف أَنه لَا يقدر عَلَيْهَا إِلَّا وَاحِدًا مِنْهُم فَلم يكن بَين هَذَا وَبَين استيلائه على المملكة بأسرها وعَلى جَمِيع مَا فِي الخزانة السُّلْطَانِيَّة الَّتِي جمعهَا الْمُؤَيد سوى أُسْبُوع قَالَ وَأَمرَنِي أَن أكتب هَذِه الْوَاقِعَة فِي التَّارِيخ فَإِنَّهَا أعجوبة وَقَالَ المقريزي كَانَ يمِيل إِلَى تدين وَفِيه لين وَإِعْطَاء وكرم مَعَ طيش وخفة وَشدَّة تعصب لمذهبه يُرِيد أَن لَا يدع أحدا من الْفُقَهَاء غير الْحَنَفِيَّة، وأتلف فِي مدَّته مَعَ قصرهَا أَمْوَالًا عَظِيمَة وَحمل الدولة كلفا كَثِيرَة أتعب بهَا من بعده. وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية إِنَّه كَانَ مائلا للعدل وَأهل الْعلم يُحِبهُمْ ويكرمهم وَيتَكَلَّم فِي مسَائِل من الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة، وَكَانَ صَاحِبي حِين كَانَ أَمِيرا، وَقَالَ غَيرهم نه كَانَ عَارِفًا فطنا عفيفا عَن المسكرات مائلا للعدل يحب الْفُقَهَاء وَأهل الْعلم ويجلهم ويذاكر بالفقه ويشارك فِيهِ وَله فهم وذوق وبراعة فِي حفظ الشّعْر باللغة التركية وإلمام بذلك فِي الْجُمْلَة مَعَ إقدام وجرأة وطيش وخفة وكرم مفرط وملاحة شكل وَكبر لحية سَوْدَاء وَقصر جدا وبحة فِي صَوته بشعة.
23 - طغرق من أَوْلَاد دلغادر التركماني / نَائِب حمص. قتل فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فِي وقْعَة للْعَرَب، وَاسْتقر ابْنه بعده.
24 - طغيتمر الجلالي البُلْقِينِيّ /. تَأَخّر بعد سَيّده حَتَّى خدم عِنْد أَخِيه الْعلي(4/8)
البُلْقِينِيّ ثمَّ مَاتَ قريب الْخمسين تَقْرِيبًا.
25 - طقتمر الْبَارِزِيّ. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين.
26 - طَلْحَة بن سعد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس سيف الدّين أَبُو الوفا بن سعد الدّين بن بدر الدّين الْمدنِي / أحد مؤذنيها وفراشيها وَيعرف بِابْن النفطي لكَون أَصله من نفطة. حفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والمنهاج الفرعي والأصلي وألفيتي النَّحْو والْحَدِيث والشاطبية، وَعرض على جمَاعَة كالابشيطي وَأبي الْفرج المراغي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ، وَقدم الْقَاهِرَة عرض عَليّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وكتبت لَهُ وَقَرَأَ على الديمي البُخَارِيّ وَغَيره، وَأخذ عَن الْبكْرِيّ وزَكَرِيا وَغَيرهمَا وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَدخل الشَّام وَسمع من النَّاجِي ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ.
27 - طَلْحَة بن مُحَمَّد الشمة بن إِبْرَاهِيم. الشَّيْخ الصَّالح الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بالشمة. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَقد كَانَ يسمع مَعنا بهَا على الشّرف أبي الْفَتْح المراغي وَفِي الظَّن أَنه من أَصْحَابه وَقبل ذَلِك سنة أَربع وَثَمَانمِائَة سمع عَليّ الشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي الشفا بأفوات.
28 - الطنبغا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
29 - طوخ من تمراز الناصري فرج وَيعرف ببني بازق / أَي غليظ الرَّقَبَة. اسْتَقر بعد أستاذه بِمدَّة فِي أتابكية حماة ثمَّ قدم صُحْبَة الظَّاهِر ططر وَصَارَ من العشرات ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف من رُؤْس النوب ثمَّ أَمِير طبلخاناه ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ خرج فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم مُسْفِرًا مَعَ أقبغا التمرازي بنيابة دمشق ونابه مِنْهُ نَحْو عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ ذمه وَعدم رِضَاهُ، ثمَّ صَار مقدما لِأَبَوَيْهِ لَهُ وَرُبمَا أرجف بِأخذ أقطاعه غير مرّة حَتَّى مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
30 - طوخ الظَّاهِرِيّ برقوق وَيُقَال لَهُ طوخ بطيخ. / ارْتقى بعد أستاذه إِلَى التقدمة فَلم يلبث أَن عصى على النَّاصِر ابْنه وانضم لشيخ ونوروز فَلَمَّا اقْتَسمَا الْبِلَاد ولاه نوروز نِيَابَة حلب، وَكَانَ مَعَه على الْمُؤَيد فَقبض عَلَيْهِ حِين ظفر الْمُؤَيد بِهِ وَقَتله ذبحا فِي ربيع الآخر سنة سبع عشرَة بعد أَن حوصر مَعَ مخدومه بقلعة دمشق مُدَّة طَوِيلَة.
31 - طوخ الناصري فرج وَيعرف بطوخ مازي / نِسْبَة لأغاته مازي الظَّاهِرِيّ. تَأمر بعد موت الْمُؤَيد عشرَة ثمَّ صَار من رُؤْس النوب وسافر لمَكَّة غير مرّة أَمِير الْمحمل وَالْأول ومقدما على المماليك ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف بطبلخاناه ثمَّ صَار رَأس(4/9)
نوبَة ثَانِي ثمَّ بعد مَوته ولاه ابْنه نِيَابَة غَزَّة وَاسْتمرّ بِهِ الظَّاهِر فِيهَا بعد قدومه عَلَيْهِ فدام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث واربعين وَهُوَ ابْن نَيف وَخمسين وَكَانَ فِيمَا قيل مُسْرِفًا على نَفسه غير محتشم تغلب عَلَيْهِ المداعبة والمزاح، وَقَالَ آخر أَنه لم يكن مشكورا، وَاسْتقر بعده فِي غَزَّة سميه الْآتِي، وَقَالَ المقريزي مستراح مِنْهُ فقد كَانَ من شرار خلق الله فسقا وظلما وَطَمَعًا.
32 - طوخ الأبو بكري المؤيدي شيخ. / كَانَ من مماليكه وخواصه وَبعده تَأمر بغزة وَصَارَ أتابكها ثمَّ قدمه الظَّاهِر بِدِمَشْق ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة غَزَّة بعد الَّذِي قبله فباشرها بضخامة وجلالة وشجاعة مَعَ مزِيد طمع إِلَى أَن مَاتَ قَتِيلا فِي وقْعَة كَانَت بَينه وَبَين أبي طبر من عرب جرم الْخَارِج عَن الطَّاعَة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين أَو الَّتِي تَلِيهَا خَارج غَزَّة، وَخلف تَرِكَة هائلة مَعَ نوع كرم فِيمَا قيل وَبَلغنِي أَنه كَانَ مَقْطُوع الْأذن.
طوخ بطيخ. / فِي الظَّاهِرِيّ قَرِيبا.
33 - طوخ الجكمي / جكم من عوض. تنقل بعد سَيّده إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ غضب عَلَيْهِ وحبسه ثمَّ أَعَادَهُ لامرة عشرَة أَيْضا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر طلبخاناه ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ أبْطلهُ لما ضعف بَصَره وَلزِمَ بَيته مديما فِيمَا قيل للانهماك مَعَ التعاظم والجبن وَالْبخل حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
34 - طوخ الخازندار الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من مماليكه وخاصكيته ثمَّ تقدم فِي أَيَّام ابْنه ثمَّ ولاه الخازندارية الْكُبْرَى وَصَارَ من أَعْيَان دولته لنفوذ كَلمته عِنْده. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَكثر التأسف عَلَيْهِ لحسن سيرته وعقله وشجاعته وَقَالَ الْعَيْنِيّ: الخزندار أحد المقدمين بالديار المصرية وأمير مجْلِس.
طوخ مازي. / فِي الناصري.
35 - طوخ أحد المقدمين من الظَّاهِرِيَّة برقوق. / قَتله الْمُؤَيد سنة سبع عشرَة.
36 - طوخ أَمِير. / مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَمَا علمت شَيْئا من حَاله.
37 - طوغان شيخ الأحمدي. / ثمَّ ولي نظر الْمَسْجِد الْحَرَام الْمَكِّيّ وامرة الراكز بِمَكَّة مُدَّة، وَكَانَ يتفقه ويزاحم الْفُقَهَاء مَعَ بلادة وَعدم معرفَة وَأظْهر مؤلفا أَعَانَهُ فِيهِ غَيره عَارض فِيهِ السَّيِّد السمهودي فِي امتهان الْبسط الْمَكْتُوب عَلَيْهَا وَعدم احترامها كتب لَهُ عَلَيْهِ جمَاعَة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
38 - طوغان قيز العلائي عَلان / أحد المقدمين فِي الدولة الناصرية. ترقى بعده حَتَّى صَار فِي الدولة المؤيدية رَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ عمله أميرآخور ثَالِث ثمَّ استادارا بعد الناصري مُحَمَّد بن أبي الْفرج سنة(4/10)
أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ انْفَصل عَنْهَا حِين خدع بِطَلَبِهِ الاستعفاء وَأخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية وتنقل فِي نِيَابَة ملطية ثمَّ أتابكية حلب ثمَّ مقدما بِدِمَشْق، وسافر أَمِير الركب الشَّامي ورام الْقَبْض على بعض قطاع الطَّرِيق فَاسْتَجَارَ بِأحد أَبْوَاب الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأَرَادَ أَن يحرقه بل يُقَال أَنه أوقد بِهِ النَّار فَلَمَّا بلغ ذَلِك السُّلْطَان قبض عَلَيْهِ وحبسه بقلعة دمشق بل كتب الزين الاستادار لتخوفه من عوده إِلَى الْوَظِيفَة محضرا بِكُفْرِهِ وَمَا بلغ قَصده بل دَامَ فِي الْحَبْس مُدَّة ثمَّ أطلق وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ أَو أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ رَئِيسا مُعظما فِي الدول ذَا ذوق ومحاضرة فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة بتأدية الموسيقى.
39 - طوغان أميرآخور /، كَانَ فِي ابْتِدَائه مكاريا للبغال عِنْد طولون نَائِب صفد الْآتِي قَرِيبا فتنقل إِلَى أَن صَار جنديا وَركب فرسا واتصل بِخِدْمَة الْمُؤَيد وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن قربه وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة صفد ثمَّ حجوبية الْحجاب بِدِمَشْق ثمَّ قدمه بالديار المصرية ثمَّ رقاه إِلَى الآخورية الْكُبْرَى وَعظم وضخم ثمَّ كَانَ مِمَّن جرده إِلَى الْبِلَاد الحلبية صُحْبَة الأتابك الطنبغا القرمشي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمُؤَيد فَأخْرج ططر مُدبر وَلَده أقطاعه ووظيفته ثمَّ نَفَاهُ إِلَى طرابلس إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف فِيهَا بامرة عشرَة ثمَّ تغيظ عَلَيْهِ وحبسه بالمرقب إِلَى أَن قتل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَعشْرين، وَكَانَ من المهملين الَّذِي قدمهم الْمُؤَيد ليجد بهم رَاحَة من ألم رجلَيْهِ وعجزه عَن الْحَرَكَة.
40 - طوغان الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق الدوادار وَكَانَ يعرف بالمجنون. / مِمَّن رقاه النَّاصِر ابْنه حَتَّى عمله مقدما ثمَّ دوادارا كَبِيرا وباشرها بِحرْمَة وعظمة إِلَى أَن خامر مَعَ جمَاعَة كَانَ النَّاصِر قدمهم أَمَامه إِلَى الْبِلَاد الشامية جاليسا وانتموا لشيخ ونوروز وَاسْتقر بِهِ شيخ حِين نظاميته فِي الدوادارية فَلَمَّا تسلطن اسْتمرّ بِهِ فِيهَا وتزايدت عَظمته جدا ثمَّ ركب هُوَ ومماليك على السُّلْطَان وانتظر من كَانَ تواعد مَعَه فَلم يجئه أحد فاختفى ثمَّ وجد بِمصْر الْقَدِيمَة فَحمل إِلَى القلعة ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى اسكندرية فسجن فِيهَا حَتَّى قتل فِي الْمحرم سنة ثَمَان عشرَة وَخلف أَمْوَالًا جمة، وَكَانَ شجاعا مقداما أهوج مُسْرِفًا على نَفسه متجاهرا مَعَ ظلم وعسف، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ جميل الصُّورَة طَويلا عريضا محتشما يُرَاعِي الْعلمَاء ويعتقدهم متعصبا مَعَ من)
يلوذ بِهِ، وَلكنه كَانَ مشتغلا بالشرب والمغاني أَيَّام النَّاصِر ثمَّ قصر عَن ذَلِك فَصَارَ يسمع من الْعُلُوم ويجالس الْعلمَاء، وَهُوَ وَالِد الناصري مُحَمَّد الْآتِي وَصَاحب الْمدرسَة بِرَأْس حارة برجوان من الشَّارِع وَبهَا ضريح وسبيل وَالرّبع وَالدَّار(4/11)
المجاورين لبيت البُلْقِينِيّ من حارة بهاء الدّين.
41 - طوغان الدمرداشي أَخُو بلبان، رومي الأَصْل واسْمه حَمْزَة بن مُحَمَّد /. كَانَ وَالِده نَائِب قلعة الرّوم فتسببت عمته وَهِي زَوْجَة حزمان الأبو بكري الْمَاضِي فِي إِحْضَاره هُوَ وَأَخُوهُ فنزلهما الظَّاهِر جقمق فِي جملَة المماليك واحتالا على أَن صيرا أَنفسهمَا مملوكين لدمرداش تَاجر المماليك، ثمَّ كَانَ مِمَّن صَار للاشرف إينال بعد الْمَنْصُور، وخدم مِثْقَال الساقي وَهُوَ الَّذِي قربه للاشرف حَتَّى عمله خاصكيا فَلَمَّا مَاتَ إينال تودد لخشقدم اللالا وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ، وَفِي أثْنَاء أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي مسح اسْمه من الخاصكية لكَون علا عَلَيْهِ بِصَوْتِهِ فِي كائنة بل رام نَفْيه، ورد حِينَئِذٍ اسْمه فِي الدِّيوَان إِلَى الأَصْل وَهُوَ حَمْزَة وَاسم أَخِيه إِلَى عَليّ فَلَمَّا كَانَ فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد بروز المجردين جعله من السلحدارية كل هَذَا مَعَ كَونه خيرا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ بِحَيْثُ كثر تردده إِلَيّ وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وَهُوَ مِمَّن حج غير مرّة وجاور، وَكَانَ من جملَة الراكزين بهَا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا وتجرد غير مرّة وَقَرَأَ الْقُرْآن ظَاهرا وَنعم الرجل.
42 - طوغان دوادار طوخ الأبو بكري / الْمَاضِي قَرِيبا قتل مَعَه فِي سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين.
43 - طوغان السيفي دوادار / السُّلْطَان بِدِمَشْق. اخْتلف فِي سَيّده فَقيل نوروز الحافظي أَو اقبردي المنقار، كَانَ من أجناد الدولة الأشرفية ثمَّ عمله الظَّاهِر جقمق خاصكيا ثمَّ نَائِب دمياط ثمَّ أتابك غَزَّة ثمَّ أَمِير طبلخاناه بِدِمَشْق ثمَّ دواداره بهَا وسافر مِنْهَا أَمِير التّرْك ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي نِيَابَة الكرك، وَلم يلبث أَن قتل بهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَعَ سوء خلقه وبادرته وطيشه وَإِنَّمَا قدمه الظَّاهِر لكَونه لما نَدبه لقتل قرقماس الشَّعْبَانِي باسكندرية لم يستعف كَغَيْرِهِ. قلت وأظن أَنه وَالِد عَليّ دوادار قانصوه خَمْسمِائَة أميرآخور وَقد قَالَ لي أَنه كَانَ مؤيديا.
44 - طوغان السيفي تغري بردى / نَائِب الشَّام. رقاه السَّيِّد وَجعله خازنداره ثمَّ دواداره ثمَّ صيره النَّاصِر فرج حِين ولي سَيّده نِيَابَة دمشق الْمرة الثَّالِثَة أحد المقدمين بهَا مَعَ استمراره على دوادارية سَيّده، وَبعد سَيّده اسْتمرّ على التقدمة إِلَى أَن تقلبه الْأَشْرَف لحجوبية حلب ثمَّ عزل عَنْهَا بعد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَعَاد لدمشق على تقدمة بهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي حُدُود الْأَرْبَعين عَن نَحْو السّبْعين، وَكَانَ عَارِفًا بفنون الفروسية مغرما باقتناء الْخُيُول الجيدة غير ممتع بهَا إِلَّا أَنه كَانَ بَخِيلًا حَرِيصًا على الْجمع مَعَ حسن الشكالة وَالْعقل وجودة الرَّأْي وَالتَّدْبِير والخبرة بالوقائع والحروب. تَرْجمهُ ولد سَيّده.(4/12)
45 - طوغان العثماني الطنبغا /. صَار بعد الْمُؤَيد خاصكيا ثمَّ ولاه الْأَشْرَف فِي أَوَائِل أَيَّامه نِيَابَة الْقُدس فَشَكَرت سيرته فِي قمع المفسدين بِتِلْكَ النواحي وأضيف إِلَيْهِ نظر الْحَرَمَيْنِ وقتا وأسرف فِي الْقَتْل إِلَى أَن عَزله الظَّاهِر وولاه حجوبية حلب ثمَّ نَقله إِلَى نِيَابَة غَزَّة بعد حطط وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ مَذْكُورا بالشجاعة وَالْكَرم.
طوغان العلائي. / مضى فِي طوغان قيز تَقْرِيبًا.
46 - طوغان الْعمريّ المؤيدي شيخ. / تَأمر عشرَة فِي أول الْأَيَّام الخشقدمية إِلَى أَن قتل فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد قَارب السّبْعين.
47 - طوغان ميق وَيُقَال لَهُ شَارِب. / تزوج ابْنة السفطي الْكُبْرَى، وتأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَمَات فِي.
48 - طولو بن عَليّ باشا الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ من أَعْيَان خاصكيته وترقى بعده إِلَى الامرة ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ نِيَابَة اسكندرية ثمَّ صَار أحد المقدمين ثمَّ انْضَمَّ مَعَ شيخ وجكم وَاسْتمرّ بِالشَّام إِلَى رَمَضَان سنة ثَمَان فرسم باستقراره فِي نِيَابَة صفد إِلَى أَن قتل فِي مقتلة بَين حماة وحمص فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَهُوَ أستاذ طوغان أميرآخور الْمَاضِي قَرِيبا.
49 - طومان باي الظَّاهِرِيّ جقمق. / كَانَ فِي أَيَّامه خاصكيا وتأمر فِي أول أَيَّام خشقدم فَسَار فِيهَا أقبح سيرة لَا سِيمَا حِين عمر دَار الْمُجَاورَة للبيبرسية، ودام على ذَلِك إِلَى أَن تجرد لسوار وَرجع فَأَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام، وَمَات فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ، وَقد قَارب الْخمسين.
50 - طوير بن أبي سعد الحسني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين.
51 - طيبغا البدري حسن بن نصر الله الصاحب. / مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين.
52 - طيبغا وَيُسمى عبد الله أَيْضا الشريفي / عَتيق الشريف شهَاب الدّين نقيب الاشراف بحلب.
سَمعه مَعَ أَوْلَاده من الْجمال بن الشهَاب مَحْمُود وَتعلم الْخط مَعَهم من الشَّيْخ حسن ففاق فِي)
الْخط الْحسن بِحَيْثُ كتب النَّاس عَلَيْهِ، وَاسْتقر فِي وظيفته تَعْلِيم الْخط بالجامع الْكَبِير ثمَّ أجلسه الْكَمَال بن العديم مَعَ الْعُدُول وفر فِي الكائنة الْعُظْمَى إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا مُدَّة، وَحدث بهَا وَعلم الْخط إِلَى أَن مَاتَ فِي آخر سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه تبعا لِابْنِ خطيب الناصرية، وَنقل عَنهُ أَنه قَالَ كتبت عَلَيْهِ بحلب، وقرأت عَلَيْهِ الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة.(4/13)
53 - طيبغا التركي فَتى ابْن القواس. / مَاتَ سنة خمس عشرَة وَيُحَرر مَعَ الَّذِي قبله
54 - الطّيب بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم العامري الحرضي الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ. استجازني أَبوهُ لَهُ ولنفسه فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة.
55 - الطّيب بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أبي الْقسم النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي. ولد فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَعَن الشهَاب أَحْمد ابْن أبي بكر النَّاشِرِيّ، وَحج غير مرّة وزار وَلَقي الْبُرْهَان بن فَرِحُونَ والزين المراغي فَسمع مِنْهُمَا وَأَجَازَهُ جمَاعَة وَلما حج وَالِده فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة اسْتَخْلَفَهُ على قَضَاء الكدرا فصمم على عدم الْقبُول فتلطف بِهِ أَخُوهُ عبد الله حَتَّى قبل فَكَانَ يُقَال ان بدايته كنهاية أَبِيه، وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة من أَوْلَاده وأقربائه، وَقدم زبيد فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين فَقَرَأَ عَلَيْهِ قَرِيبه الْعَفِيف عُثْمَان مؤلف الناشريين وَهُوَ المترجم لَهُ. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَأَرْبَعين فِي قَرْيَة المراوعة وَدفن عَن الشَّيْخ عَليّ بن عمر الأهدل.
الطّيب الْيَمَانِيّ. / هُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد.
56 - طيفور الظَّاهِرِيّ برقوق، / وَيُقَال انه كَانَ يُقَال لَهُ أَيْضا بيخجا وَلَكِن طيفور الْأَغْلَب وَلَيْسَ هُوَ بطيفور العواد. ترقى فِي أَيَّام أستاذه حَتَّى صَار أميرآخور ثَانِي ثمَّ نَائِب غَزَّة ثمَّ نقل بعد مُدَّة إِلَى حجوبية دمشق الْكُبْرَى ثمَّ كَانَ بعد موت أستاذه مِمَّن وَافق نائبها تنم الحسني على الْعِصْيَان وَمِمَّنْ قتل بقلعتها فِي منتصف شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ عَن نَيف وَثَلَاثِينَ وَكَانَ تركي الْجِنْس حسن الْقَامَة مليح الصُّورَة متصلفا مسيكا مائلا إِلَى اللَّهْو والطرب.
(حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة)
57 - ظافر بن مُحَمَّد بن مشرف الفيومي. / ولد تَقْرِيبًا على رَأس الْقرن ولقيه ابْن الأسيوطي فِي أول سنة تسع وَسِتِّينَ فَزعم أَن لَهُ فضية فِي النَّحْو وَالْفِقْه مَعَ فهم ونظم جمعه لكثرته فِي ديوَان وباشر الامرة كأسلافه بِتِلْكَ النَّاحِيَة ثمَّ أعرض عَنْهَا لوَلَده وَأَقْبل على الْعِبَادَة والأوراد وَصَحب الشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مهلهل فَعَادَت عَلَيْهِ بكرته وَحج وَدخل مصر وَكَذَا منفلوط وَغَيرهَا من الصَّعِيد ثمَّ رَجَعَ فَأَقَامَ بِبَلَدِهِ وَأثْنى على كرمه وَكتب عَنهُ من نظمه فِي قصيدة:
(تَوَاتَرَتْ لكَمَال الدابلياتي ... تحكي مديد طَوِيل الدابليات)
(وَقد تقَارب حتفي بالسريع إِلَى ... خَفِيف مَا سرح إِلَّا هُوَ المضلات)(4/14)
58 - ظهيرة بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ. / ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ظنا بِمَكَّة وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ والتقي الحراري وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي وَآخَرين كالكمال بن حبيب والبهاء بن خَلِيل وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحرم القلانسي وَابْن الرصاص والخلاطي وَابْن كثير وَابْن أميلة وَحدث سمع مِنْهُ الْحفاظ لغرابة اسْمه وَمِنْهُم شَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ بِمَكَّة قَلِيلا، وَذكره فِي قسمي مُعْجَمه والتقي بن فَهد وَأَوْلَاده وَتزَوج أم الْحُسَيْن ابْنة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة، وخدم جدَّتهَا فَاطِمَة ابْنة أَحْمد بن الْقسم الْحرَازِي وابنتها خَالَة زَوجته زَيْنَب ابْنة الشهَاب الطَّبَرِيّ وَصَارَ يتجر فَكثر مَاله من نقد وعروض وعقار. مَاتَ فِي صفر سنة تسع عشرَة، وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده.
ظهيرة بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد. / يَأْتِي فِي أبي بكر من الكنى
59 -. ظهيرة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عل بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة ظهير الدّين أَبُو الْفرج بن الرضي أبي حَامِد بن القطب أبي الْخَيْر بن الْكَمَال أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه أم الْحُسَيْن الصُّغْرَى ابْنة القَاضِي محب الدّين بن ظهيرة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَالْأَرْبَعِينَ النووية ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والفرعي مَعَ الرسَالَة لِابْنِ أبي زيد أَيْضا وألفية الحَدِيث والنحو، وَعرض على ابْن الْهمام والكافياجي وَأبي البقا ابْن الضيا وَإِبْرَاهِيم الزمزمي وَآخَرين وتفقه بِالْقَاضِي عبد الْقَادِر)
وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ طرفا مِنْهَا وَمن الْأُصُول والمنطق فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَرْزُوق وَالْأُصُول عَن الْكَمَال إِمَام الكاملية والزين خطاب وَسمع من أبي الْفَتْح المراغي والزين الاميوطي والتقي بن فَهد والشهاب الشوايطي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين جمَاعَة، وَكَانَ دينا حييا متصونا بارعا فِي الْفِقْه والعربية كثير المحاسن ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بعد ابْن أبي الْيمن فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وباشره بعفة ونزاهة ومبالغة فِي التأدب مَعَ شَيْخه ومراعاة لخاطره ثمَّ انْفَصل عَنهُ بعد أشهر حِين قدح لَهُ وَأبْصر بل يُقَال انه استعفى حَيَاء مِنْهُ، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي عشَاء لَيْلَة الْأَحَد ثامن ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَصلى عَلَيْهِ عِنْد الْحجر الْأسود ثمَّ دفن بالمعلاة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وصبر أَبوهُ على فَقده رحم الله شبابه.
ظهير جمَاعَة / اختصارا من لقبهم ظهير الدّين مِنْهُم.(4/15)
(حرف الْعين الْمُهْملَة)
60 - عادي بن إِسْمَاعِيل بن ملك بن عادي سُلْطَان دهلك. / مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
61 - عَامر بن طَاهِر بن معوضة بن تَاج الدّين الْيَمَانِيّ وَيعرف بِابْن طَاهِر /. ولد فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقتل على بَاب صنعاء فِي سنة سبعين كَمَا أُشير إِلَيْهِ فِي شَارِب، وَكَانَ قد ملكهَا وَغَيرهَا من حصون الْيمن، وَكَانَ عفيفا صَادِقا جوادا مقداما شجاعا لَكِن لم يكن أَخُوهُ عَليّ رَاضِيا كَمَا كَانَ يَفْعَله من شن الغارات واتلاف الزروع وطم الانهار وتحريك الاشجار على أهل صنعاء مِمَّا يلجئه إِلَيْهِ الْحَرْب، وَقد رثاه جمَاعَة من شعراء زبيد وَغَيرهَا، وَخلف سَبْعَة ذُكُور قَامَ أَخُوهُ الْمَذْكُور بكفالتهم ومصالحهم حَتَّى مَاتَ.
62 - عَامر بن عبد الْوَهَّاب بن دَاوُد بن طَاهِر حفي / أخي الَّذِي قبله. ملك الْيمن بعد أَبِيه وَاخْتلف عَلَيْهِ بَنو عَامر الَّذِي قبله وَلَكِن كَانَت شوكته قاهرة لَهُم واشتغل بِالنّظرِ فِي مدارس وَغَيرهَا بعمارتها وتنمية أوقافها، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر ومحبة الْعلمَاء مَعَ حسن العقيدة مِمَّن مدحه الشُّعَرَاء.
63 - عَامر وَيُسمى مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الرضي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم شرِيف الدّين أَبُو الثَّنَاء الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ / مَاتَ بهَا قبل استكمال سنتَيْن فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين.
عَامر بن الطباع.) :::
64 - عَامر الخيفي. / مَاتَ فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسِتِّينَ. ذكره ابْن فَهد فِي الذيل وَكَانَ نديما منشدا وَرُبمَا نظم وانعقد لِسَانه قبل مَوته. وَقد مضى أَحْمد بن سعد الخيفي وَلَعَلَّه أَخُوهُ.
65 - عايض بِمُعْجَمَة آخِره ابْن سعيد الحبشي الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين.
66 - عبَادَة بن عَليّ بن صَالح بن عبد الْمُنعم بن سراج بن نجم بن فضل بن فَهد بن عَمْرو الزين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الزرزاري القاهري الْمَالِكِي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بزرزرا من قرى مصر وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ كتبا وَمَعَ الْكثير على التنوخي وَابْن الشيخة وَالصَّلَاح الزفتاوي والعزيز المليحي وَالشَّمْس بن ياسين الْجُزُولِيّ والتاج بن الفصيح وَابْن أبي الْمجد والمطرز والنور الهوريني وَالشَّمْس إِمَام الصرغتمشية والشهاب الْجَوْجَرِيّ والحلاوي والسويداوي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشرف بن الكويك والسراج البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتقي الدجوي والغماري والنور الابياري وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وَالشَّمْس(4/16)
مُحَمَّد وَمَرْيَم إبنا الاذرعي وَآخَرُونَ وتفقه بأَخيه الشَّيْخ نور الدّين وبالتاج بهْرَام وَالْجمال الاقفهسي وقاسم بن سعيد العقياني المغربي وَكَانَ يصفه بِأَنَّهُ من جلة الْعلمَاء والشهاب المغراوي وَالشَّمْس الغماري وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ الْعَرَبيَّة والاصلين والمعاني وَكَثِيرًا من الْعُلُوم عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَحضر أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ والشهاب الصنهاجي واللغة عَن الأبياري والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ والسراج البُلْقِينِيّ ولازم الْبَدْر الدماميني حَتَّى أَخذ عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي وَدخل صحبته الْيمن فِي سنة تسع عشرَة وفارقه لما توجه الْبَدْر إِلَى الْهِنْد وَحج حِينَئِذٍ وَكَانَ بِمَكَّة فِي سنة عشْرين وَعرض عَلَيْهِ بهَا حِينَئِذٍ أَبُو الْفرج بن المراغي بعض محافيظه ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى تقدم فِي الْفِقْه والاصلين والعربية وشارك فِي غَيرهَا وَصَارَ أحد أَعْيَان مذْهبه وَنسخ بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير ودرس للمالكية فِي الشيخونية بعد ابْن تَقِيّ وَفِي البرقوقية بعد ابْن عمار وَفِي الأشرفية برسباي من واقفها أول مَا فتحت بعد أَن كَانَ الْوَاقِف رام الِاقْتِصَار فِيهَا على الْحَنَفِيَّة فَقَط، وتصدى للتدريس والافتاء والافادة قَدِيما وَأخذ النَّاس عَنهُ من أهل كل مَذْهَب طبقَة بعد أُخْرَى وانتفعوا بِهِ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا من الْفُنُون مَعَ حسن تَرْبِيَته للطلبة وَعدم مسامحته لَهُم بل يغلظ على من لم يرتض فهمه أَو بَحثه مِنْهُم إِلَى أَن اشْتهر ذكره وَبعد صيته وَعين لقَضَاء)
الْمَالِكِيَّة بعد موت الْبِسَاطِيّ فَأبى وصمم مَعَ إلحاحهم عَلَيْهِ على الِامْتِنَاع ثمَّ اختفى بعد قَول كَاتب السِّرّ لَهُ عَن السُّلْطَان أَنه يخبر أَنه قد ولي السلطنة مَغْصُوبًا فَهُوَ أَيْضا يوليك مَغْصُوبًا فَقَالَ حَتَّى أستخيرا لله ثمَّ تسحب من وقته وسافر إِلَى دمياط فاختفى بهَا وَكَذَا أَقَامَ عِنْد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم المتبولي مختفيا أَيَّامًا حَتَّى اسْتَقر الْبَدْر بن التنسي فَظهر حِينَئِذٍ وَلم أعلم بعد الْبُرْهَان الابناسي من أهل هَذَا الْقرن من شَاركهُ فِي الصدْق لعدم قبُول الْقَضَاء غير ثمَّ انْقَطع إِلَى الله تَعَالَى وَأعْرض من الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ بل والافتاء إِلَّا بِاللَّفْظِ أَحْيَانًا وَأقَام عِنْد الشَّيْخ مَدين فِي زاويته بالمقس مُقبلا على شَأْنه مُنْقَطِعًا إِلَى الْعَمَل وَالْعِبَادَة فِي ازدياد من الْخَيْر والمحاسن حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر تقدم النَّاس الشَّيْخ مَدين الْمَذْكُور وَكثر التأسف على فَقده وَلم يخلف بعده فِي الْمَالِكِيَّة مثله وَكَانَ فصيحا طلق اللِّسَان حسن التَّقْدِير عَلامَة مبرزا فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول صَالحا خيرا زاهدا ورعا صلبا فِي الدّين غَايَة فِي التقشف خُصُوصا فِي آخر أمره سالكا طَرِيق السّلف لَا يتحاشى الْمَشْي على قَدَمَيْهِ فِي ضروراته وَغَيرهَا مُعَللا امْتنَاع الرّكُوب بِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من أَمر المشاة وَنَحْوهم بالاستناد لَهُ بِغَيْر ضَرُورَة حَتَّى يمر عَلَيْهِ أنس ووقار قَلِيل(4/17)
الْكَلَام إِلَّا فِيمَا يعنيه ومحاسنه كَثِيرَة، وَيَقُول مُشِيرا لشدَّة أعباء التَّزْوِيج على سَبِيل المماجنة: لَو كَانَت الشّركَة تصح فِي الزَّوْجَات لشاركت فِي جُزْء من أَرْبَعَة وَعشْرين جُزْءا وَهُوَ مَسْبُوق بِنَحْوِهِ من الاوزاعي فَإِنَّهُ قَالَ لصديق لَهُ ان اسْتَطَعْت أَن تكتفي فِي هَذَا الزَّمَان بِنصْف امْرَأَة فافعل روينَاهُ فِي معاشرة الاهلين لأبي عمر النوقاتي، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ بِهِ شَيخنَا على من أنكر عَلَيْهِ حكايته عَن البُلْقِينِيّ فِي تمْتَام كَمَا حكيتها فِي الْجَوَاهِر فَقَالَ كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وَمِمَّنْ حضرها الشَّيْخ زين الدّين عبَادَة الْمَالِكِي الشهير وَقد كتبهَا بِخَطِّهِ بل تَرْجمهُ شَيخنَا فِي الانباء تَرْجَمَة جَيِّدَة فَقَالَ: الشَّيْخ الْعَالم الْعَلامَة المفنن رافقنا فِي السماع مُدَّة وَمهر فِي الْفِقْه وَغَيره وَصَارَ بِأخرَة رَأس الْمَالِكِيَّة وَانْقطع قبل مَوته بمديدة إِلَى الله تَعَالَى، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين رَحمَه الله تَعَالَى ونفعنا بِهِ.
67 - عَبَّاس بن أَحْمد بن عَبَّاس الزين الْقرشِي المغربي من الشاوية وَمن بني مزورة عرب وطنوا فاس. / ولد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بصحراء تامستا آخر بِلَاد الْمغرب، وَكَانَ أَبوهُ من شُيُوخ الْعَرَب فان يحضر لَهُ الْفُقَهَاء فَقَرَأَ الْقُرْآن والبزي فِي قِرَاءَة نَافِع والخرازي فِي الرَّسْم وَكَذَا فِي الضَّبْط والجرومية والألفية ومقدمة ابْن بَاب شاد والرسالة ثمَّ انْتقل إِلَى فاس فَتلا بالسبع على إِبْرَاهِيم المصمودي الْحَاج وَأخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا أَخذ فِيهَا عَن أبي الْقَاسِم بن يُوسُف وَأحمد بن الْعجل وَمُحَمّد الصَّغِير وَفِي الْعرُوض عَن عَليّ المسوسي وتحول إِلَى تلمسان فَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن أَحْمد الكماد والنحو كالتسهيل وَالْمُغني وأصول الْفِقْه كمختصر ابْن الْحَاجِب وأصول الدّين كالارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمنطق كَالْجمَلِ للخونجي والمعاني وَالْبَيَان كالتلخيص كل ذَلِك عَن مُحَمَّد بن الْعَبَّاس بتلمسان بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم والمقامات للحريري والفصيح لثعلب ومقصورة ابْن دُرَيْد والطب كالرجز لِابْنِ سينا والمنصوري والموجز عَن الشريف الحسني وَلَقي هُنَاكَ مُحَمَّدًا الكازروني فَقَرَأَ عَلَيْهِ المطول والقطب ثمَّ دخل الأندلس فَتلا بالسبع أَيْضا على مُحَمَّد الموجاري وتونس فَأخذ عَن إِبْرَاهِيم الْخُدْرِيّ الارشاد لامام الْحَرَمَيْنِ والمقترح لأبي الْعِزّ مظفر فِي أصُول الدّين أَيْضا وعَلى مُحَمَّد الواصلي شرح المعالم الدِّينِيَّة لِابْنِ التلمساني وَشرح جمل الخونجي لِابْنِ وَاصل فِي آخَرين لَقِيَهُمْ بِهَذِهِ الْأَمَاكِن وَغَيرهَا وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَسِتِّينَ فقطنها ولازم الشمني والكافياجي وَغَيرهمَا وَأكْثر التَّرَدُّد للأكابر من الْأُمَرَاء والمباشرين وَغَيرهمَا وَزَاد على الْحَد حَتَّى صَار عِنْد أَكْثَرهم مطرحا بل اتهمَ بقضية قيل انه واطأ على(4/18)
الاختلاس فِيهَا وَمَا أجوز ذَلِك وَلكنهَا محنة، وَحج صُحْبَة الْمَنْصُور وَتردد إِلَى حَتَّى أَخذ شرحي لمنظومة ابْن الْجَزرِي دراية وَغَيره رِوَايَة، وَكَانَ كثير الاستحضار وَالْمَحْفُوظ طارحا للتكلف محبا فِي المذاكرة غير متثبت فِيمَا يذكرهُ سِيمَا وفراغه للمطالعة قَلِيل وعَلى كل حَال فَهُوَ مَعْدُود فِي الْفُضَلَاء وَأكْثر تَرْجَمته من قَوْله. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة طَوِيلَة وود لَهُ تَرِكَة تزيد على مَا كَانَ يظنّ بِهِ رَحمَه الله وسامحه وإيانا.
68 - عَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد السندبسطي القاهري. / شيخ معمر لَقِي أَبَا الْعَبَّاس الزَّاهِد وَنقل عَنهُ ثمَّ صحب غير وَاحِد من جماعته كالشيخ مَدين وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَأقَام تَحت نظره، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتوجه تاليا لما تيَسّر من الْقُرْآن ذَاكِرًا لنبذة من حكايات الصَّالِحين وَنَحْوهَا مُعْتَقدًا بَين كثير من الْخَاصَّة والعامة. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بِبَلَدِهِ وَقد قَارب الْمِائَة نفعنا الله بِهِ ورحمه.
69 - عَبَّاس بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَنَاوِيّ / لكَون أمه مِنْهَا وَكَانَت تعرف بالحوفية وَأما هُوَ فمولده فِي تل بسطة من الشرقية، وَكَانَ أَبوهُ خطيبها وَمَات وَابْنه هَذَا صَغِير فتحول مَعَ أمه لبلدها منية الشيرج فَنَشَأَ بهَا ثمَّ تحول لبيت الْمُقَدّس وَهُوَ كَبِير فجود الْقُرْآن عِنْد الشهَاب بن رسْلَان بالختنية مِنْهُ وَصَحبه وتكرر قدومه عَلَيْهِ فَلَمَّا مَاتَ قطن بِجَامِع طرا ثمَّ بِجَامِع طولون ثمَّ بالأزهر، ودام بِهِ نَحْو ثَلَاثِينَ سنة على طَريقَة جميلَة من مداومة التِّلَاوَة والاغتسال بِالْمَاءِ الْبَارِد لكل حدث شتاء وصيفا بِدُونِ إِزَار حَتَّى عِنْد دُخُوله الْخَلَاء مَعَ ذوق فِي التَّعْبِير ورغبة فِي الشفاعات واعتقاد كثيرين يه وَحج قَدِيما مَاشِيا متجردا وساح فِي أَمَاكِن. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسعين فَجْأَة بالحمام. رَحمَه الله وإيانا.
70 - الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن ابْن أبي بكر بن أبي عَليّ بن الْحسن أَمِير الْمُؤمنِينَ المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل بن المتَوَكل على الله بن المعتضد بِاللَّه بن المستكفي بِاللَّه بن الْحَاكِم بِأَمْر الله الْهَاشِمِي العباسي وَالِد يحيى. / بُويِعَ بالخلافة بعد أَبِيه بِعَهْد مِنْهُ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن أمسك النَّاصِر فِي أَوَائِل سنة خَمْسَة عشرَة فاتفق شيخ ونوروز على اقامته للْحكم وَالتَّوْلِيَة والعزل بِدُونِ سُلْطَان وَأقَام كَذَلِك إِلَى أَن اسْتَقل شيخ بالسلطنة ولقب بالمؤيد فخلعه من الْخلَافَة لكَونه لم يُوَافق على ذَلِك هَذَا مَعَ أَنه وَإِن كَانَت السلطنة أضيفت إِلَيْهِ مَعَ الْخلَافَة فَالْأَمْر حَقِيقَة إِنَّمَا هُوَ للمؤيد وبويع لِأَخِيهِ دَاوُد ولقب المعتضد بِاللَّه وَبَقِي هَذَا بالقلعة يَسِيرا ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى(4/19)
الثغر السكندري فسجن بِهِ إِلَى أَن أفرج عَنهُ الظَّاهِر ططر من السجْن خَاصَّة وخيره بَين الْقدوم إِلَى الْقَاهِرَة أَو الاقامة باسكندرية فاختارها لِأَنَّهُ استطابها، وَحصل لَهُ مَال كثير من التِّجَارَة وَأذن لَهُ فِي الرّكُوب لصَلَاة الْجُمُعَة وَغَيرهَا، وجهز لَهُ فرس بسرج ذهب وكنبوش زركش وبقجة قماش ورتب لَهُ هُنَاكَ فِي كل يَوْم ثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون شَهِيدا وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة، وَقد طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته، وَكَانَ خيرا دينا حشما وقورا كَرِيمًا عِنْده تواضع وسودد وَقد امتدحه شَيخنَا لما عملوه سُلْطَانا بقصيدة سينية فِي ديوانه رَحمَه الله وإيانا.
71 - عَبَّاس بن مُحَمَّد بن زِيَاد الكاملي وَيعرف بجده. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.
72 - الْعَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْكَمَال أَبُو الْفضل بن الْجمال أبي المكارم بن الْكَمَال أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الله / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّدًا وَلكنه بكنيته أشهر مِنْهُ باسمينه.
ولد فِي ثَانِي ربيع الأول سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحمله أَبوهُ إِلَى مَكَّة فَنَشَأَ بهَا وَسمع من ابْن سَلامَة وَالْجمال مُحَمَّد بن عَليّ النويري وَابْن الْجَزرِي وَأحمد بن إِبْرَاهِيم المرشدي وأخيه الْجمال مُحَمَّد وَمُحَمّد بن أبي بكر المرشدي والتقي بن فَهد وَعَمه أبي السعادات وَأبي الْفَتْح المراغي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق والتقي الفاسي وَمن الْمَدِينَة الْجمال الكازروني والنور الْمحلي وطاهر الخجندي والمحب المطري وَغَيرهم وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع على شَيخنَا فِي الْمُحدث الْفَاضِل وَغَيره وَكَذَا دخل دمشق وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء بجدة عَن عَمه أبي السعادات فِي سنة خمسين وَغَيرهَا ثمَّ اسْتَقل بهَا فِي سنة سبع وَخمسين عوضا عَن ابْن عَمه الْكَمَال أبي البركات بن عَليّ ثمَّ عزل فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا وسافر إِلَى الْمَدِينَة للزيارة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ مَاتَ بهَا بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ بالروضة الشَّرِيفَة، وَكَانَ فَاضلا ذكيا جيدا المحاضرة مليح الشكل كريم النَّفس محببا إِلَى أَهله وأقاربه تزوج ابْنة عَمه أم هاني ابْنة عَليّ وَقدر بعد دهر مَوتهَا بِالْمَدِينَةِ أَيْضا رحمهمَا الله وإيانا.
73 - عَبَّاس بن مُحَمَّد بن مُوسَى البلشوني. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
الْعَبَّاس بن المتَوَكل بن المعتضد. / مضى قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان.
74 - الْعَبَّاس أَبُو منديل الوهراني / قاضيها. مَاتَ سنة تسع وَعشْرين.(4/20)
75 - عبد الْأَحَد بن مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق الزين أَبُو المحاسن الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه فِيمَا يحْسب أخبرهُ أَنه سنة سِتّ عشرَة أَو الَّتِي قبلهَا وَأَنه قَرَأَ القراآت على جدي الْأَعْلَى لأمي وَعم جدتي لأبي الْفَخر عُثْمَان ابْن خطيب جبرين وعَلى غَيره وَكَانَ يعرف طرفا مِنْهَا وَمن فقه الْحَنَابِلَة وناب فِي الحكم بحلب وَكَانَ شَيخا دينا ظريفا حسن المحاضرة قَرَأَ عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي ختمتين لأبي عَمْرو، وَاجْتمعَ بِهِ ابْن خطيب الناصرية غير مرّة. مَاتَ فِي كائنة حلب بعد أَن عاقبه التتار فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَقد عمر وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه فِي عبد الْأَحَد وَكَذَا فِي عبد الله وَثَانِيهمَا غلط وَقَالَ غَيرهمَا أَنه من مَشَايِخ)
حلب الْمَشْهُورين صنف كَافِيَة القارىء فِي فنون المقارىء فِي الْقرَاءَات وَأَنه كَانَ حفظ الْمُخْتَار فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ يَا رَسُول الله على أَي مَذْهَب أشتغل فَقَالَ على مَذْهَب أَحْمد وَأَشَارَ لذَلِك وَلَده الْآتِي فِي أرجوزته الَّتِي نظم فِيهَا الْعُمْدَة لِابْنِ قدامَة فَقَالَ:
(لما رَآهُ وَالِدي إِذْ نشا ... فِي الْبَعْض من كراته الَّتِي رأى)
(فِيهَا رَسُول الله وَهُوَ يسْأَل ... مِنْهُ بِأَيّ مَذْهَب يشْتَغل)
(قَالَ اشْتغل بِمذهب ابْن حَنْبَل ... أَحْمد فاخترناه عَن أَمر جلى)
(وَلَا أرى تَأْوِيل هذي القصه ... إِلَّا لحكمة بِنَا مختصه)
(فِيهِ أرادها لنا النَّبِي ... مِنْهُ وَإِلَّا كلهم مهدى)
(جزاهم الله جزيل الرحمه ... عَنَّا وكل عُلَمَاء الأمه)
76 - عبد الْأَعْلَى ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ النَّجْم أَبُو الْعلَا بن الامام الشهَاب أبي الْعَبَّاس المقسمي القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ والحاجبية فِي النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية عِنْد الابناسي وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات وَسمع على التقي بن حَاتِم والشرف بن الكويك والنور الفوي بل سمع من الزين الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَحج وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ كيسا ظريفا بهيا حُلْو المحادثة حسن الايراد قانعا متعففا ذَا مُرُوءَة تَامَّة وشهامة وَصدق وَأَمَانَة وكرم للعلاء القلقشندي بِهِ مزِيد اخْتِصَاص. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين ورزق قبيل مَوته ولدا فَسَماهُ يُونُس لبصير يُونُس بن عبد الْأَعْلَى وَمَا أَظُنهُ عَاشَ رَحمَه الله وإيانا.
77 - عبد الأول بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب صاحبنا(4/21)
سديد الدّين أَبُو الْوَقْت بن الْجمال المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي شعْبَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه حبشية مُسْتَوْلدَة أَبِيهَا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبيتين وَغَايَة الْمَطْلُوب فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث للزين بن عَيَّاش والعمدة لحافظ الدّين النَّسَفِيّ فِي أصُول الدّين وَكَذَا الْمنَار فِي أصُول الْفِقْه لَهُ والكافية فِي الْعَرَبيَّة لِابْنِ الْحَاجِب ومختصر الْقَدُورِيّ فِي الْفِقْه، وَعرض على جمَاعَة كالفنري وَأَجَازَ لَهُ والتقي الْكرْمَانِي وتلا بالعشر على ابْن عَيَّاش فِي نَحْو عشْرين ختمة وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَشهد عَلَيْهِ الْقُضَاة أَبُو السعادات بن)
ظهيرة وَالْجمال الشيبي وَوصف الْمَشْهُود عَلَيْهِ شَيخنَا وَأَبُو البقا بن الضيا الْحَنَفِيّ وَأَبُو البركات بن الزين الْمَالِكِي والولري السفطي وَكَانَ حج وأرخ كِتَابَته بليلة الثَّلَاثِينَ من ذِي الْقعدَة مِنْهَا والكمال السُّيُوطِيّ وَكَانَ حِينَئِذٍ هُنَاكَ وَقَالَ إِنَّه حضر قِرَاءَته لبَعض الْمجَالِس فِي الْحرم الشريف وَعَمه الْجلَال عبد الْوَاحِد وَيحيى بن مُحَمَّد المغربي الشاذلي نزيل مَكَّة فِي سلخ ذِي الْقعدَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن الرِّفَاعِي وَأحمد بن سعد الاريحي الْحَنَفِيّ وتفقه بِأَبِيهِ وبالسعد بن الديري وَابْن الْهمام وَهُوَ أجل من أَخذ عَنهُ وَبِه انْتفع وَكتب لَهُ بعد وَصفه بالشيخ الْعَالم سليل الْعلمَاء الأماثل أَنه يقرىء مَا شَاءَ من الْعُلُوم اللُّغَوِيَّة صرف وَنَحْو وَبَيَان وبديع والعقلية والمركبة كأصول الْفِقْه وَالْكَلَام ويفتي بعد التَّأَمُّل والمراجعة فَإِنَّهُ لذَلِك أهل وكفؤ كريم أَلا وَأَنه قَرَأَ عَليّ وَسمع كثيرا من الْفِقْه وَالْأُصُول وَألقى أبحاثا شريفة دَالَّة على رسوخ ملكته فِي الْفُنُون دلَالَة ترتقي عَن مُجَرّد الظنون فَاسْتحقَّ لذَلِك أَن يجثى بَين يَدَيْهِ وَأَن يعول الأفاضل فِي ذَلِك عَلَيْهِ وَعنهُ وَعَن يُوسُف الرُّومِي وَإِبْرَاهِيم الْكرْدِي أَخذ أصُول الْفِقْه بل سمع على الْأَخير أَيْضا فِي تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من المصابيح لِلْبَغوِيِّ بحثا وَسمع فِي الْعَضُد على أبي الْقسم النويري وَعنهُ أَخذ بَعْضًا من الْعَرَبيَّة وَكَانَ أَخذهَا من قبله عَن عَمه الْجلَال عبد الْوَاحِد وَإِمَام الدّين شيفكي قَالَ وَكَانَ بحرا فِيهَا وَهُوَ وَإِبْرَاهِيم الْكرْدِي مِمَّن أَخذ عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض على الْبُرْهَان الزمزمي وَحضر فِي الثَّالِثَة على أَبِيه فهرسته بِقِرَاءَة مخرجه ثمَّ سمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ والشفا بل قَرَأَ عَلَيْهِ العوارف للسهروردي وجمل عَن أبي الْفَتْح المراغي بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره أَشْيَاء وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي والزين عبد الرَّحْمَن أبي شعر الْحَنْبَلِيّ كل ذَلِك بِبَلَدِهِ، وَأَجَازَ لَهُ ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَأَبُو الْفضل بن ظهيرة وَآخَرُونَ من مَكَّة وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والزراتيتي وقارىء الْهِدَايَة والفوي والشموس البوصيري والبيجوري والبرماوي وَغَيرهم من الْقَاهِرَة والكمال بن خير من اسكندرية وَالشَّمْس بن الْمُحب والنجم بن(4/22)
حجي ولطيفة ابْنة الاياسي وَطَائِفَة من دمشق وارتحل لمصر غير مرّة وَأخذ بهَا عَن غير ابْن الديري وَابْن الْهمام أَيْضا ع جمَاعَة أَجلهم شَيخنَا رِوَايَة ودراية، وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ والاصغاء لَهُ وَوَصفه بالفاضل الباهر الأوحد مُفِيد الطالبين فَخر المدرسين ووالده بالعلامة جمال الدّين مفتي الْمُسلمين رَأس الْمُحدثين واللغويين أمده الله تَعَالَى بمعونته وأيده بِروح مِنْهُ وَسلمهُ سفرا وحضرا وَجمع لَهُ الْخيرَات زمرا، وَأذن لَهُ فِي إِفَادَة مَا)
أَلفه وأنشأه لمن أرادها مِنْهُ، وَكتب صَاحب التَّرْجَمَة إِلَيْهِ مِمَّا سمعته مِنْهُ قَوْله:
(يَا سَيِّدي وَإِمَام النَّاس كلهم ... وحافظ السّنة الغرا على الْأُمَم)
(عبيدكم قَائِم بِالْبَابِ منتظر ... يَرْجُو زيارتكم يَا خير مغتنم)
(كَيْمَا يفوز بوصل أَي مستتر ... عَن الْعُيُون وسر أَي مكتتم)
(فارفع حجابك يَا سؤلي وَيَا أملي ... وامنن عَليّ بوصل أحظ بِالنعَم)
بل كتب لَهُ مرّة حِين قرب ارتحاله من كَلَام غَيره وَأرْسل بِهِ إِلَيْهِ دَاخل بَيته:
(أفد الترحل غير أَن رِكَابنَا ... لما تزل برحالنا وَكَأن قد)
وَكَذَا قَرَأَ بِالْقَاهِرَةِ على الشَّمْس الرَّشِيدِيّ فِي البُخَارِيّ، وسافر فِي سنة سبع وَسِتِّينَ إِلَى الْيمن فَسمع بهَا الْفَقِيه عمر الفتي من بني مطير من أهل أَبْيَات حُسَيْن وأخاه الْفَقِيه الْعِزّ عبد الْعَزِيز، وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس فصيح الْعبارَة قوي المباحثة حسن الْخط والشكالة غَايَة فِي الذكاء والتفنن يحفظ جملَة من الأدبيات ويسرد ذَلِك سردا حسنا كل ذَلِك مَعَ سَلامَة الْفطْرَة حَسْبَمَا شهد لَهُ بهَا شَيْخه ابْن الْهمام، وَكَانَ مبجلا لَهُ إِلَى الْغَايَة وَهُوَ مِمَّن أذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس وعظمه جدا كَمَا تقدم وأوصافه حميدة وَقد أَقرَأ الْيَسِير لَكِن مَا كنت أَحْمد مِنْهُ المناضلة عَن ابْن عَرَبِيّ وَلكنه اقتفى أثر وَالِده رحمهمَا الله وكلمته فِي ذَلِك مرَارًا فَمَا أَفَادَ، وَله معي ماجريات لَطِيفَة ومكاتبات ظريفة أثبتها فِي مَوضِع آخر. سَافر من مَكَّة مَعَ الركب الغزاوي بعد انْقِضَاء الْحَج من سنة إِحْدَى وَسبعين إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فزار ولقيته بهَا ثمَّ وصل إِلَى غَزَّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَتوجه إِلَى الشَّام فَأَقَامَ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين غَرِيبا، وَدفن بتربة الزين خطاب وَلم يخلف سوى ابْنة وَلَا خلف بِمَكَّة حنفيا متفننا مثله رَحمَه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.
78 - عبد الْبَارِي بن أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن عَتيق بن الشَّيْخ سعيد بن الشَّيْخ حسن أَبُو النجا العشماوي القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
79 - عبد الْبَارِي وَيُسمى مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الطَّوِيل الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي /(4/23)
من أَبْيَات الْفَقِيه ابْن عجيل وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِأَبْيَات الْفَقِيه ولازم إِبْرَاهِيم بن جعمان فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَمن شُيُوخه عمر الْفَتى فَقِيه الْيمن فِي وقته قَرَأَ عَلَيْهِ الارشاد وَالرَّوْض كِلَاهُمَا لشيخه ابْن المقرىء ويوسف المقرىء، وَأَجَازَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن الطّيب النَّاشِرِيّ، وَأم بمدرسة الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب، وَحج غير مرّة ولقيني فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَتِسْعين فَسمع مني المسلسل وَغَيره وكتبت لَهُ.
80 - عبد الباسط بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن زايد السنبسي الْمَكِّيّ أَخُو أبي الْفَتْح / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَمَات فِي أَوَاخِر صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر ثمَّ دفن عِنْد قُبُورهم من المعلاة عوضه الله الْجنَّة.
81 - عبد الباسط بن خَلِيل / وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل إِبْرَاهِيم وَهُوَ الْمُعْتَمد وَقيل يَعْقُوب كَمَا أثْبته شَيْخي بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين من أنبائه الزين الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري وَهُوَ أول من تسمى بعيد الباسط. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنقل عَنهُ أَنه فِي سنة تسعين أَو الَّتِي قبلهَا وَالْأول أشبه بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي خدمَة كَاتب سرها الْبَدْر مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن الشهَاب مَحْمُود واختص بِهِ ثمَّ اتَّصل من بعده بشيخ حِين كَانَ نَائِبا بِدِمَشْق وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى قدم مَعَه الديار المصرية بعد قتل النَّاصِر فرج وسلطنة المستعين بِاللَّه فَلَمَّا تسلطن شيخ ولقب الْمُؤَيد أعطَاهُ نظر الخزانة وَالْكِتَابَة بهَا ودام فِيهَا مُدَّة اشْترى فِي أَثْنَائِهَا بَيت تنكز فأصلحه وكمله وَجعله سكنا لَهُ هائلا واستوطنه وَكَذَا عمر تجاهه مدرسة بديعة انْتَهَت فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَعشْرين وسلك طَرِيق عُظَمَاء الدولة فِي الحشم والخدم والمماليك من سَائِر الْأَجْنَاس والندماء وَرُبمَا ركب بالسرج الذَّهَب والكنبوش الزركش وَالسُّلْطَان زَائِد الاصغاء إِلَيْهِ والتقريب لَهُ حَتَّى أَنه يَخُصُّهُ بِالْخلْعِ السّنيَّة السمور وَغَيرهَا زِيَادَة على منصبه بل تكَرر نُزُوله لَهُ غير مرّة فتزايدت وجاهته بذلك كُله وَصَارَ لَا يسلم على أحد إِلَّا نَادرا فَالْتَفت إِلَيْهِ الْعَامَّة بالتمقت واسماع الْمَكْرُوه كَقَوْلِهِم يَا باسط خُذ عَبدك فَلم يَحْتَمِلهُمْ وشكاهم إِلَى الْمُؤَيد فتوعدهم بِكُل سوء إِن لم ينكفوا فَأخذُوا فِي قَوْلهم يَا جبال يَا رمال يَا الله يَا لطيف فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ الْتفت إِلَيْهِم بِالسَّلَامِ وخفض الْجنَاح فَسَكَتُوا عَنهُ وأحبوه وَلَا زَالَ يترقى إِلَى أَن أثرى جدا وَعمر الْأَمْلَاك الجليلة وَأَنْشَأَ القيسارية الْمَعْرُوفَة بالباسطية دَاخل بَاب زويلة وَكَانَ فَيْرُوز الطواشي قد شرع فِيهَا مدرسة فَلم يتهيأ إكمالها كل ذَلِك وَهُوَ كَاتب الخزانة وناظر المستاجرات السُّلْطَانِيَّة بِالشَّام والقاهرة إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر ططر فِي نظر الْجَيْش عوضا عَن الكمالي(4/24)
ابْن الْبَارِزِيّ فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين فَلَمَّا اسْتَقر الاشرف بَالغ فِي التَّقْرِيب بالتقادم والتحف وَفتح لَهُ أبوابا فِي جَمِيع الْأَمْوَال وَأَنْشَأَ العمائر فَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ)
وَصَارَ هُوَ الْمعول عَلَيْهِ والمشار فِي دولته إِلَيْهِ مَعَ كَونه لم يسلم غَالِبا من معاند لَهُ عِنْده كالدوادار الثَّانِي جَانِبك والبدري بن مزهر وجوهر القنقباي إِلَّا أَن مزِيد خدمته بِنَفسِهِ وَبِمَا يجلبه إِلَيْهِ بل وَإِلَى من شَاءَ الله مِنْهُم قاهرة لَهُم، وأضيف إِلَيْهِ أَمر الْوزر والاستادارية فسدهما بِنَفسِهِ وببعض خدمه إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف وَاسْتقر ابْنه الْعَزِيز، وَكَانَ من أعظم القائمين فِي سلطنته وَمَعَ ذَلِك فأهين من بعض الخاصكية الأشرفية بالْكلَام وَاحْتَاجَ إِلَى الانتماء إِلَى الأتابك جقمق، وَلم يلبث أَن صَار الْأَمر إِلَيْهِ فَخلع عَلَيْهِ باستمراره فِي نظر الْجَيْش ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه بالمقعد على بَاب البحرة المطل على الحوش من القلعة فِي ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وصمم على أَخذ ألف ألف دِينَار فتلطف بِهِ صهره الكمالي بن الْبَارِزِيّ وَغَيره من أَعْيَان الدولة حَتَّى صَارَت إِلَى ثلثمِائة ألف دِينَار فِيمَا قيل وَأخذ مِنْهُ قِطْعَة قيل انها من نعل الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا نقل إِلَى البرج بالقلعة وأهين بِاللَّفْظِ غير مرّة ثمَّ أطلق ورسم لَهُ بالتوجه إِلَى الْحجاز فَأخذ فِي التجهز لذَلِك وسافر بعد أَن خلع عَلَيْهِ وعَلى عتيقه جَانِبك الاستادار هُوَ وَبَنوهُ وَعِيَاله وحواشيه فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بِمَكَّة إِلَى موسم سنة أَربع فحج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي إِلَى دمشق امتثالا لما أَمر بِهِ فَأَقَامَ بهَا سنيات وزار فِي أَوَائِل صفرها بَيت الْمُقَدّس وَأرْسل بهديته من هُنَاكَ إِلَى السُّلْطَان ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وخلع عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده وَنزل لداره ثمَّ أرسل بتقدمة هائلة وَاسْتمرّ إِلَى أَن عَاد لدمشق بعد أَن أنعم عَلَيْهِ فِيهَا بإمرة عشْرين ثمَّ بعد سِنِين عَاد إِلَى الْقَاهِرَة مستوطنا لَهَا وَفِي أثْنَاء استيطانه حج رجبيا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فَكَانَ ابْتِدَاء سيره فِي شعبانها فوصل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فزار أَولا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بِدُونِ زِيَارَة وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَخمسين فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ تمرض أشهرا، وَمَات غرُوب يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شوالها وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء فِي قبر عينه لنَفسِهِ وَأسْندَ وَصيته لقَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَعين لَهُ ألف دِينَار يفرقها ولنفسه الشّطْر مِنْهَا فَفرق ذَلِك بِحَضْرَة وَلَده على بَاب منزله وَضبط تركته أحسن ضبط ونفذت سَائِر وَصَايَاهُ رَحمَه الله وإيانا، وَكَانَ إنْسَانا حسن الشكالة نير الشيبة متجملا فِي ملبسه ومركبه وحواشيه إِلَى الْغَايَة وافر(4/25)
الرياسة حسن السياسة كَرِيمًا وَاسع الْعَطاء اسْتغنى بالانتماء إِلَيْهِ جمَاعَة رَاغِبًا فِي المماجنة بِحَضْرَتِهِ وَلَو)
زَادَت على الْحَد غَايَة فِي جودة التَّدْبِير ووفور الْعقل حَتَّى كَانَ شَيخنَا فِي أَيَّام محنته يكثر الِاجْتِمَاع بِهِ ليستروح بمحادثته وَينْتَفع باشارته وَكَذَا كَانَ عَظِيم الدولة الجمالي نَاظر الْخَاص مِمَّن يتَرَدَّد لبابه ويتلذذ بمتين خطابه وَله من المآثر والقرب المنتشرة بأقطار الأَرْض مَا يفوق الْوَصْف فَمن ذَلِك بِكُل من الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وبدمشق وغزة والقاهرة مدرسة وَالَّتِي بِالْقَاهِرَةِ وَهِي كَمَا قدمت تجاه منزله بِخَط الكافوري أجلهَا وَأصْلح كثيرا من مسالك الْحجاز ورتب سَحَابَة تسير فِي كل سنة من كل من دمشق والقاهرة إِلَى الْحَرَمَيْنِ ذَهَابًا وإيابا برسم الْفُقَرَاء والمنقطعين وَحج وَهُوَ نَاظر الْجَيْش مرَّتَيْنِ وَأحسن فيهمَا بل وَفِيمَا بعدهمَا من الحجات لأهلهما إحسانا كثيرا، وَكَذَا دخل حلب غير مرّة وَلذَا تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصرية فِي ذيله لتاريخها وَوَصفه فِي أَيَّام عزه بمزيد إحسانه للخاص وَالْعَام ومحبة الْعلمَاء والفقراء والصلحاء والاحسان إِلَيْهِم وَالْمُبَالغَة فِي إكرامهم والتنويه بِذكر الْعلمَاء والصلحاء عِنْد السُّلْطَان وَقَضَاء حوائج النَّاس مَعَ إحسانه هُوَ إِلَيْهِم حَتَّى سَار ذكره واشتهر إحسانه وخيره وَصَارَ فَردا فِي رُؤَسَاء مصر وَالشَّام ملْجأ للنَّاس مُتَّصِلا إحسانه بِمن يعرفهُ وَمن لَا يعرفهُ وَمَا قَصده أحد إِلَّا وَرجع بمأموله من غير تطلع مِنْهُ لمَال وَنَحْوه وللشعراء فِيهِ مدائح ثمَّ أورد من ذَلِك ارجوزة للشمس أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن الباعوني أخي الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم شيخ خانقاه بالجسر الْأَبْيَض من صالحية دمشق ستأتي الاشارة إِلَيْهَا فِي تَرْجَمَة الْمَذْكُور إِن شَاءَ الله وَلما ذكر شَيخنَا فِي فتح الْبَارِي كسْوَة الْكَعْبَة وَإنَّهُ لم يزل الْمُلُوك يتداولون كسوتها إِلَى أَن وقف عَلَيْهَا الصَّالح إِسْمَاعِيل بن النَّاصِر فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قَرْيَة من ضواحي الْقَاهِرَة يُقَال لَهَا بيسوس كَانَ اشْترى الثُّلثَيْنِ مِنْهَا من وَكيل بَيت المَال ثمَّ وَقفهَا على هَذِه الْجِهَة فاستمر قَالَ مَا نَصه: وَلم تزل تكسي من هَذَا الْوَقْف إِلَى سلطنة الْمُؤَيد شيخ فكساها من عِنْده سنة لضعف وَقفهَا ثمَّ فوض وأمرها إِلَى بعض أمنائه وَهُوَ القَاضِي زين الدّين عبد الباسط بسط الله فِي رزقه وعمره فَبَالغ فِي تحسينها بِحَيْثُ يعجز الواصف عَن صفة حسنها جزاه الله تَعَالَى عَن ذَلِك أفضل المجازاة انْتهى. وناهيك بِهَذَا جلالة. وَلما قدم ابْن الْجَزرِي الْقَاهِرَة أنزلهُ بمدرسته وَحضر مَجْلِسه يَوْم الْخَتْم، وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا سمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَشَيخنَا وَغَيرهم، وَخرجت لَهُ عَنْهُم حَدِيثا كَانَ سَأَلَ عَنهُ وبينت لَهُ الْأَمر فِيهِ فابتهج وسر وَزَاد فِي الاكرام والاحترام كَمَا شرحته فِي مَحل آخر. وَمن الْغَرِيب ان جَوْهَر القنقباي الَّذِي ترقى فِي الْعِزّ إِلَى)(4/26)
غَايَة لَا تخفى كَانَ رام بعد أستاذه ابْن الكويز أَن يخْدم عِنْد صَاحب التَّرْجَمَة فَمَا وَافق فتوصل لخدمة الْأَشْرَف حَتَّى صَار إِلَى مَا صَار بِحَيْثُ صَار صَاحب التَّرْجَمَة خاضعا لَهُ مَاشِيا فِي أغراضه حَتَّى فِيمَا يكرههُ مَعَ إغراء جَوْهَر للسُّلْطَان عَلَيْهِ وافتراء الْكثير مِمَّا يقرره لَدَيْهِ وَكَذَا أحضرت لَهُ أم الْعَزِيز قبل وصولها إِلَى الْأَشْرَف ليشتريها فَامْتنعَ فَصَارَت بعد إِلَى الْأَشْرَف وحظيت عِنْده بِحَيْثُ سَافر الزيني فِي خدمتها إِلَى مَكَّة وَرُبمَا مَشى بَين يَدي محفتها فسبحان الفعال لما يُرِيد.
82 - عبد الباسط بن خَلِيل بن شاهين الشيخي الأَصْل الْمَلْطِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بملطية، وَنَشَأ بهَا وبحلب ودمشق فَقَرَأَ فِي دمشق بعد بُلُوغه الْقُرْآن بِبَعْض الْقرَاءَات ثمَّ حفظ منظومة النَّسَفِيّ والكنز وَنصف الْمجمع وأقرأه أَبوهُ الْكثير، وَحضر دروس قوام الدّين وَحميد الدّين النعماني وَغَيرهمَا من عُلَمَاء مذْهبه وَغَيره وَقَرَأَ على جمَاعَة من فضلاء الرّوم كالعلاء الرُّومِي قَاضِي الْعَسْكَر بهَا فِي دمشق والبرهان الْبَغْدَادِيّ فِي طرابلس وَقدم الْقَاهِرَة فلازم النَّجْم القرمي فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان والشرف يُونُس الرُّومِي نزيل الشيخونية فِي الْمنطق وَالْحكمَة وَالْكَلَام بل المحيوي الكافياجي حَتَّى أَخذ عَنهُ كثيرا وَحضر دروسه فِي عُلُوم جمة وَكتب جليلة وَحمل عَنهُ أَيْضا كثيرا من رسائله وَأَجَازَ لَهُ الشمني وَابْن الديري وَآخَرُونَ، وَدخل الْمغرب فَأخذ دروسا فِي النَّحْو وَالْكَلَام والطب بل أتقنه بِخُصُوصِهِ مَعَ جمَاعَة وَمِمَّنْ لقِيه هُنَاكَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد الزلدوي أحد الآخذين عَن ابْن عَرَفَة، وبرع فِي كثير من الْفُنُون وشارك فِي الْفَضَائِل وَألف ونظم ونثر وَأَقْبل على التَّارِيخ واستمد فِيهِ مني كثيرا وَتردد إِلَيّ لَهُ وَلغيره من الدُّرُوس، وَهُوَ إِنْسَان سَاكن أصيل منجمع عَن النَّاس متودد سَمِعت من نظمه وفوائده بل امتدحني بِمَا كتبه لي بِخَطِّهِ.
83 - عبد الباسط بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد الزين بن الْعلم ابْن الجيعان شَقِيق عبد الْغَنِيّ وَيحيى / الآتيين. ولد فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ قَلِيلا وَتخرج بوالده وَغَيره من أقربائه وبرع فِي المباشرات وَتكلم فِي جِهَات كالشيخونية والمؤيدية والاشرفية وَسَعِيد السُّعَدَاء واستبد بهَا وبالبيمارستان ثمَّ أعرض عَن بَعْضهَا وَأثْنى على مباشراته وَشدَّة ضَبطه ونظافة قلمه وَعدم محاباته ووقوفه عِنْد قَوْله وبذله الْخَفي لمن يثبت عِنْده اسْتِحْقَاقه وَفَقره وَعَلِيهِ لَهُم رواتب سنوية وَغَيرهَا وَلِهَذَا كَانَ من لم يتدبر أمره يعْتَقد فِيهِ اليبس سِيمَا وَعدم محاباته ينشأ عَنْهَا نوع جفَاء وتمقت مِمَّا أَكْثَره يصدر عَن صدق، كل(4/27)
هَذَا مَعَ سلوكه طرق الاسْتقَامَة من صَلَاة وَصَوْم وَتعبد وتهجد وَنَحْوهَا بِحَيْثُ لم يكن ينَام فِي ليَالِي رَمَضَان الثُّلُث الْأَخير مِنْهَا، وإكرام لأهل الْعلم وَنَحْوهَا حَسْبَمَا حَكَاهُ لي من أَثِق بِهِ وَحج غير مرّة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد ثمَّ دفن بتربتهم وناب حسن مَشْيه فِي الْجِهَات بعده عَفا الله عَنهُ وإيانا.
84 - عبد الباسط بن أبي شاهين. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
85 - عبد الباسط بن عبد الرَّزَّاق سبط ابْن بَريَّة / شَاب من أَبنَاء الْكتاب. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وتدرب بالبدر حسن الطلخاوي يَسِيرا وَجلسَ عِنْده شَاهدا بل حج شَاهدا فِي الْمحمل وَكتب خطه أَشْيَاء وَفهم وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَاسْتقر فِي خزن كتب سعيد السُّعَدَاء شَرِيكا لغيره.
86 - عبد الباسط بن عبد الْوَهَّاب القبطي / الْمُتَكَلّم عَن الْوزر فِي كثير من المكوس وَيعرف بكاتب الميسم. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَدفن من الْغَد بزاوية العصياتي بِالْقربِ من الكداشين، وَكَانَ قد جدد عمارتها، وَله ميل للْفُقَرَاء وإكرام للفضلاء فِي الْجُمْلَة حَتَّى إِن الْفَخر عُثْمَان الديمي كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ ليقْرَأ عِنْده البُخَارِيّ أَو غير فَإنَّا لله.
87 - عبد الباسط بن عمر بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ الْمدنِي أَخُو الْبَدْر حسن / الْمَاضِي وخادم قبَّة الْعَبَّاس من البقيع. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ
88 -. عبد الباسط بن عمر بن مُحَمَّد بن هبة الله الْحَمَوِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. شَاب جاور مَعَ أَبِيه بِمَكَّة فَكَانَ يشْتَغل يَسِيرا وَرُبمَا حضر عِنْدِي مَعَ وَالِده وَعقد لَهُ على قريبَة لَهُ.
89 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الزين بن الْبَدْر بن الشهَاب بن التَّاج بن الْجلَال البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَعرض على جمَاعَة وتدرب بِأَبِيهِ بل اشْتغل على عَم وَالِده الْبَدْر أبي السعادات والزين زَكَرِيَّا القَاضِي والبدر حسن الْأَعْرَج وَختم عَلَيْهِمَا كتبا وَكَذَا لَازم الْجلَال الْبكْرِيّ ولازمني فِي قِرَاءَة ألفية الحَدِيث بحثا حَتَّى أكملها، وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ بل كتب شرحي على الألفية أَو جله وَغير)
ذَلِك، وَسمع على الشاوي وَأبي السُّعُود الغرافي وتميز وَفهم، وَحج مَعَ أَبِيه وَجلسَ عِنْده شَاهدا مَعَ سُكُون وعقل وملازمة للقراء عِنْد الْكَمَال الطَّوِيل واهتمام بِمَجْلِس نَاظر الْجَيْش(4/28)
البدري بن نَاظر الْخَاص فِي دروسه وَغَيرهَا ودرس بعد أَبِيه بالآثار وَهُوَ مُتَوَجّه لَهُ مزِيد وَتعلق على النّظم حَتَّى أَنه نظم الْأَسْمَاء النَّبَوِيَّة.
90 - عبد الباسط بن الشَّمْس مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشهير أَبوهُ بِابْن الاستادار. / أثكله أَبوهُ وَقد جَازَ الْعشْرين فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين
91 -. عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ نور الدّين عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الأدمِيّ القاهري / شريك الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وتلميذه. مِمَّن يكثر السّفر لمَكَّة فِي الْبَحْر ويعامل ويضارب وحصلت لَهُ جَائِحَة مرّة بعد أُخْرَى وَكَلَامه أَكثر من نَفعه وَفعله وَغَيره أولى فِي الصدْق مِنْهُ.
92 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الزين بن الْبَدْر الجعبري النابلسي نزيل بَيت الْمُقَدّس / وقاضيه الْحَنْبَلِيّ أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْقَادِر.
مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ من بَيت جليل.
93 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الزين إِبْرَاهِيم الجعبري الْخَلِيل / الْآتِي أَبوهُ وَعَمه عمر. ولد سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهُ التدمري والقبابي وَشَيخنَا وَآخَرُونَ وَقَرَأَ على إِمَام الكاملية وَغَيره من الْعَجم وَغَيرهم بل حضر دروس الْمَنَاوِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ وبرع فِي الْفِقْه وَأَصله وأتقن الْفَرَائِض والعربية والميقات وَأذن لَهُ ابْن البُلْقِينِيّ فِي الافتاء والتدريس ودرس وَأفْتى وَاسْتقر فِي مشيخة الْخَلِيل شَرِيكا لِعَمِّهِ برغبة أَبِيه لَهُ عَنْهَا، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمَات فِي بَلَده بالطاعون سنة سبع وَتِسْعين.
94 - عبد الباسط وَيُسمى عمر أَيْضا ابْن مُحَمَّد بن أبي السُّعُود مُحَمَّد بن حُسَيْن ابْن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الزين أَبُو المفاخر بن الْجمال أبي المكارم بن النَّجْم أبي الْمَعَالِي بن الكمالي أبي البركات الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / حفيد عَم الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم وَابْن أُخْته زَيْنَب ابْني عَليّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على عَم وَالِده أبي السعادات جُزْء أبي الجهم واحياء الْقلب الْمَيِّت)
للعراقي وفضيلة سُورَة الاخلاص لأبى نعيم ومجلسين من أمالي أبي الْحسن الْقزْوِينِي وعَلى الشّرف أبي الْفَتْح المراغي بعض البُخَارِيّ وعَلى الشهَاب الشوايطي جُزْء ابْن قلنبا وَغَيره فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ من مَكَّة السراج عبد اللَّطِيف وَأَبُو الْبَقَاء بن الضيا وكمالية ابْنة عَليّ بن ظهيرة وَابْنَة عَليّ النويري وَمن الْمَدِينَة الْمُحب المطري والبدر عبد الله بن فَرِحُونَ والشهاب أَحْمد بن عَليّ الْمحلي(4/29)
وَمن بَيت الْمُقَدّس الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَمن سَيذكرُ من الشاميين وَغَيرهم فِي عَمه النَّجْم مُحَمَّد بن النَّجْم مُحَمَّد كَأبي جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي ولازم خَاله الْبُرْهَان وَدخل فِي خدمته إِلَى الْقَاهِرَة فتردد للسراج الْعَبَّادِيّ حَتَّى أذن لَهُ وَقَرَأَ على الزين زَكَرِيَّا فِي شَرحه لفصول ابْن الهائم مَعَ سَماع دروس فِي الْفِقْه وَختم شَرحه للبهجة وَغير ذَلِك بل وَأذن لَهُ الْجلَال الْبكْرِيّ وَغَيره وَسمع على الْأمين الاقصرائي والشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَعبد الصَّمد الهرساني وَقَرَأَ على الشّرف عبد الْحق السنباطي حِين مجاورته بِمَكَّة شرح العقائد بل أَخذ عَن غَيره من الغرباء فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالْفِقْه وَغَيرهَا كَالشَّمْسِ الْجَوْهَرِي والكمال إِمَام الكاملية وَفِي الْعَرَبيَّة عَن المحيوي عبد الْقَادِر وفيهَا مَعَ الصّرْف عَن مظفر الشِّيرَازِيّ وفيهَا مَعَ الْمعَانِي عَن عبد المحسن ولازم خَاله الآخر الْفَخر أَبَا بكر رَفِيقًا للجمال أبي السُّعُود فَمن قبله فِي جلّ دروسه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الألفية النحوية وَكتب لَهُ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وتحرير واتقان وَأذن لَهُ فِي الاقراء والافادة ان أحب وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَسبعين وَكَذَا أذن لَهُ المحيوي وَلما كنت بِمَكَّة لازمني أَيْضا فَمَعَ الْمشَار إِلَيْهِ للكثير من شرحي للألفية بحثا وَمَعَ غَيره لِلْقَوْلِ البديع وَأَشْيَاء من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة أتيت على مقاصدها فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير وأملي على مِمَّن حضر عِنْده غير من ذكر. وَهُوَ عَالم فَاضل مفنن مشارك تَامّ الْعقل والرياسة والتجمل والمحاسن خَبِير باستجلاب الخواطر سِيمَا لأحبابه كثير التودد لطيف الْعشْرَة جَامع بَين الضدين طارح للرعونات غير مدرس فِي الْحرم صونا لنَفسِهِ عَن التَّشَبُّه بِمن هُوَ فِي رُتْبَة صغَار بني أَو حفظا لجَانب ابْن عَمه رَئِيس الْحجاز أَو لغير ذَلِك مِمَّا هُوَ أخبر بِهِ، كتب كراريس أجَاب بهَا من سَأَلَ عَن حِكْمَة الاسْتِغْفَار بعد شم الرَّائِحَة الطّيبَة قرضتها فِي سنة سبع وَتِسْعين حِين أرسلها إِلَيّ مَعَ بَيْتَيْنِ من نظمه جمل الله بحياته.
95 - عبد الباسط بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الزين الفشني الأَصْل بفاء ثمَّ شين مُعْجمَة سَاكِنة / من عمل البهنسا القاهري المولد وَالدَّار مبَاشر جدة وصهر الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى الْقرشِي وَيعرف بَين أهل بَلَده بِابْن الصَّيْرَفِي وَرُبمَا نسب أَنْصَارِيًّا كَانَ أَبوهُ مِمَّن بَاشر للذخيرة فِي الْأَعْمَال الجيزية وتوابعهم فتدرب بِهِ فِي الْمُبَاشرَة بِحَيْثُ تميز وَعمل كرائيا بمركب الشهابي بن الْعَيْنِيّ، وخدم الْأَشْرَف قايتباي حِين امرته بأقفاص فتسحب لما بَقِي عَلَيْهِ من الْخراج إِلَى جدة ثمَّ لما تسلطن اسْتَقر بِهِ فِي مُبَاشرَة جدة فباشرها فِي خدمَة الْأَمِير شاهين الشاد بهَا بضع عشرَة سنة ثمَّ مَعَ أبي الْفَتْح المنوفي ثمَّ مَعَ قراجا ثمَّ اشْترك مَعَ أبي الْفَتْح فِيهَا بل عرض عَلَيْهِ(4/30)
الِاسْتِقْلَال فَامْتنعَ، وَكَانَ مَجْمُوع مُبَاشَرَته بهَا نَحْو ثَمَان عشرَة سنة إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ثَالِث عشري صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها، وَلم يكمل الْأَرْبَعين، وَهُوَ عَم الزين أبي بكر ابْن شقيقه الشهَاب أَحْمد محتسب جدة الَّذِي أَبوهُ فِي الاحياء وَبَلغنِي أَنه قَرَأَ الْقُرْآن وَفِي الْمِنْهَاج وَغَيره واشتغل.
96 - عبد الباسط بن الهباء مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد الزرندي الْمدنِي سبط الْجمال الكازروني / وَأحد من سمع عَلَيْهِ.
97 - عبد الباسط بن يحيى شرف الدّين بن الْعلم بن البقري أَخُو الْمجد إِسْمَاعِيل / وَهَذَا أكبر وأبوهما صَاحب ديوَان الطنبغا اللفاف أحد المقدمين. تدرب فِي الْمُبَاشرَة بأقربائه إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الاسطبل يَوْم الْخَمِيس تَاسِع رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ بعد صرف مَحْمُود بن الديري ثمَّ انْفَصل عَنهُ بعد أشهر فِي محرم الَّتِي تَلِيهَا بِالْعَلَاءِ الصَّابُونِي ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ مَعَ نظر الْأَوْقَاف فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ عوضا عَن سعد الدّين كَاتب العليق وَلم يلبث أَن اسْترْجع سعد الدّين نظر الْأَوْقَاف بعد أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ انْفَصل عَن الاسطبل ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ ثمَّ انْفَصل عَنهُ بالتاج الشَّامي فِي سنة تسع وَسِتِّينَ، ثمَّ اسْتَقر فِي نظر البيمارستان فِي الْمحرم سنة سبعين عوضا عَن ابْن الصَّابُونِي ثمَّ انْفَصل عَنهُ بِأبي الْفَتْح المنوفي وَلزِمَ خدمَة الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فَكَانَ كالشاد على الْأَمَاكِن الَّتِي خربها وبناها فِي نواحي الحسينية واجتهد فِي ذَلِك وَحصل بِهِ بعض رفق للأموات والأحياء فَلَمَّا مَاتَ الْعَبَّادِيّ اسْتَقر عوضه فِي نظر الاحباس ثمَّ ألزمهُ السُّلْطَان بعد مُدَّة بِنَظَر الْأَوْقَاف بعد ابْن العظمة وعَلى طَرِيقَته الَّتِي لَا أبلغ فِي الظُّلم مِنْهَا وَأَعْطَاهُ أَيْضا نظر الدولة فباشرها وَهُوَ فِي غَايَة التكره وَإِلَّا فَهُوَ إِلَى الْخَيْر أقرب لِأَنَّهُ نادرة فِي أَبنَاء جنسه مديم للصَّلَاة والتلاوة والانجماع ومزيد الْعقل ولطف الْعشْرَة والتأدب مَعَ)
الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ والحرص على استجلاب خواطرهم وَلَا يَخْلُو بَيته من فَقير وَرُبمَا اشْتغل على بعض من يتَرَدَّد إِلَيْهِ كَالشَّمْسِ بن الفالاتي وَلذَا أحسن إِلَيْهِ بِحَيْثُ أَنه زوجه وَهُوَ مِمَّن سمع بقرَاءَته فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَمِمَّنْ أَقَامَ عِنْده مُدَّة النُّور على الشنفاسي وَكَذَا اخْتصَّ بِهِ الْجلَال بن الْأَمَانَة والعز التقوي والخطيب الوزيري وَعمل عِنْده الميعاد وَالْفَخْر عُثْمَان الديمي ويوسف إِمَام جَامع الْحَاكِم وَمن شَاءَ الله وَقد جاورنا مُدَّة فحمدت مجاورته وَرُبمَا أهْدى لي بل لما قدمت من الْمُجَاورَة الثَّالِثَة جَاءَ للسلام وَمَعَهُ مبلغ كَبِير، وَرُبمَا صرح بالانكار على الْفُقَهَاء فِيمَا يسلكونه من تنقيص بَعضهم لبَعض وَقد حكى لي أَنه بَيْنَمَا هُوَ(4/31)
عِنْد الدوادار وَبَين يَدَيْهِ فَقِيه وَإِذا بآخر ظهر من الدوار فَاسْتَقْبلهُ ذَاك الْجَالِس بالتنقيص عِنْد صَاحب الْمجْلس وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى وصل إِلَيْهِم فَقَامَ إِلَيْهِ ثمَّ انْصَرف فَاسْتَقْبلهُ القادم حَتَّى أكتفي ثمَّ توجه قَالَ فَسَأَلَنِي الدوادار من الصَّادِق مِنْهُمَا فَقلت أَنْتُم أخبر فَقَالَ انهما كاذبان فاسقان وَنَحْو ذَلِك، وَقَالَ لي أَيْضا كنت مرّة بَين يَدي الزيني بن مزهر وَالْجَمَاعَة الَّذين عِنْده يتناوبون الْحَط على الزين زَكَرِيَّا بِمَا استحيي من الله أَن أحضرهُ ففارقتهم وتوجهت للمشار إِلَيْهِ فَوَجَدته على أحسن حَال فِي إقراء الْعلم وَنَحْوه فَالْتمست دعاءه وانصرفت، وَبِالْجُمْلَةِ فالغالب عَلَيْهِ الْخَيْر مَاتَ بعد أَخِيه بِقَلِيل فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَترك سِتَّة ذُكُور أكبرهم إِبْرَاهِيم وشقيقة لَهُ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
98 - عبد الباسط بن يَعْقُوب الزين بن منقورة القبلي / مُسْتَوْفِي الْمُتَكَلِّمين فِي المكوس. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وتدرب فِي الْمُبَاشرَة بِأَبِيهِ وَعَمه، وَحج وجاور وبرع فِي مباشراته مَعَ عقل وَحسن شكل وَفهم جيد وذوق واظهار للرغبة فِي التنصل مِمَّا هُوَ فِيهِ وكرب بِسَبَب بَقَاء أمه على نصرانيتها وتجنب للقاذورات وملازمة لكثير من الصَّلَوَات جمَاعَة وترام على الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء خلصه الله.
عبد الباسط الْمُبَاشر بجدة. / مضى فِيمَن أَبوهُ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
عبد الْبَاقِي بن مَحْمُود صَلَاح الدّين بن تَاج الدّين / صَاحب حصن حب. مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ
100 - عبد الْبَاقِي بن يَعْقُوب جمال الدّين القاهري / أحد الكتبة وَيعرف بِابْن أبي غَالب من ذُرِّيَّة صَاحب الْمدرسَة الْمُجَاورَة للمدرسة الزينية يحيى الاستادار. كَانَ كَاتبا فِي ديوَان الْجَيْش الشَّامي ثمَّ صَار أحد موقعي الدست بل كتب التوقيع أَيْضا بِبَاب الدوادارية وَفِي الْخَاص وَكَانَ عِنْده ثَبت بِسَمَاع الصَّحِيحَيْنِ بِمَكَّة على الْجمال إِبْرَاهِيم الأميوطي مؤرخ بِسنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة فَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي وَمَعَهُ السنباطي حَدِيثا أودعهُ التقي فِي متبايناته وَلم يشْتَهر أمره بَين أَصْحَابنَا وَلذَا لم آخذ عَنهُ، وَمَات عَن سنّ عالية فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين. أرخه الْعَيْنِيّ، وَكَانَ سَاكِنا خيرا متواضعا فِيهِ بر وَهُوَ أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد بن سُلْطَان وَمِمَّنْ كَانَ الشَّيْخ يعظمه ويثني عَلَيْهِ وَرَأَيْت من وَصفه بالشافعي رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا
101 -. عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى سري الدّين أَبُو الْيُسْر بن القَاضِي جلال الدّين بن القَاضِي بدر الدّين بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه وجده / الْآتِي ذكرهمَا بِابْن أبي البلقاء. نَشأ شَابًّا جميل الصُّورَة كأبيه طيب النغمة فاشتغل وَفضل ولازم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي(4/32)
الأمالي وَغَيرهَا، وَسمع الحَدِيث من لفظ الكلوتاتي وعَلى النُّور الفوي وَآخَرين وَلم يتصون، ودرس بالأقبغاوية وَغَيرهَا وناب فِي الحكم قبل مَوته بِسنة ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام وَرجع فَمَاتَ فِي سَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ فَإِن وَالِده مَاتَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَابْنه صَغِير وَكَانَ هَذَا تزوج ابْنة الزين أبي بكر بن عَليّ المشهدي فاستولدها وَلَده الْبَهَاء أَبَا الْبَقَاء مُحَمَّدًا وَلذَا اسْتَقر الْبَهَاء المشهدي فِي تدريس الأقبغاوية.
102 - عبد الْبر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود سري الدّين أَبُو البركات بن الْمُحب أبي الْفضل بن الْمُحب أبي الْوَلِيد الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ سبط الولوي السفطي وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة /. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بحلب وانتقل مِنْهَا صُحْبَة أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن وكتبا فِي مختصرات الْعُلُوم وَمِنْهَا غَالب الألفية لجده، وَسمع بِبَيْت الْمُقَدّس حَال إِقَامَته فِيهِ مَعَ وَالِده على خَطِيبه وَشَيخ صلاحيته الْجمال ابْن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي وَغَيرهمَا وبالقاهرة على الْبَدْر النسابة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قَلِيلا رِوَايَة بعد على الْأمين الاقصرائي والتقي الشمني والجلال القمصي وَالشَّمْس الملتوتي وَأم هانىء الهورينية وَهَاجَر القدسية وَطَائِفَة، وَأَجَازَ باستدعائي جمَاعَة وَأكْثر عَن أَبِيه وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن الْبَدْر عَن عبيد الله والزين قَاسم بن قطلوبغا مَعَ أُصُوله والْحَدِيث عَن ثَانِيهمَا وَتردد أَحْيَانًا للتقي الشمني ثمَّ الكافياجي وَقَرَأَ عَليّ بِحَضْرَة أَبِيه يَسِيرا، وَذكر بذكاء وفطنة بِحَيْثُ أذن لَهُ فِي التدريس والافتاء من أَبِيه وَنَحْوه فَأفْتى وَصرح الْأَشْرَف سُلْطَان وقتنا)
بالتعجب من ذَلِك وَأخذ عَنهُ من يُشَارِكهُ فِي أَفعاله أَو يطْمع من الطّلبَة ذَاك الْوَقْت فِي بُلُوغ آماله، وَحج صُحْبَة وَالِده، وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بل كَانَ هُوَ المستبد فِي أَكثر الْأَوْقَات بالتعايين خُصُوصا الاستبدالات وَنَحْوهَا وَكَثُرت القالات فِيهِ بِسَبَبِهَا وبسبب غَيرهَا مِمَّا هُوَ أشهر من أَن يذكر وَأَبوهُ مَعَ ذَلِك مفتتن بحبه وزوجه بابنة العضدي الصيرامي بعد امْتنَاع الْبَدْر بن الصَّواف من إِعْطَائِهِ ابْنَته، وَولي الخطابة بِجَامِع الْحَاكِم عوضا عَن الناصري الاخميمي الْحَنَفِيّ وتدريس الحَدِيث بالحسينية بعد وَفَاة ابْن النواجي وَالتَّفْسِير بالجمالية عوضا عَن التقي الحصني والاعادة بالصرغتمشية والْحَدِيث بالزينية المزهرية بعد الْبَهَاء المشهدي وَغير ذَلِك، بلم لما عجز أَبوهُ نَاب عَنهُ فِي الشيخونية تصوفا وتدريسا، وَكَذَا فِي تدريس(4/33)
الحَدِيث بالمؤيدية، وتسلط على الْكِتَابَة فِي عدَّة فنون أوقفني على بَعْضهَا مَعَ الْخَوْض فِي الْأَدَب بِحَيْثُ نظم ونثر ومدح وهجا وَلَيْسَ بِثِقَة فِيمَا يَنْقُلهُ وَلَا بعمدة فِيمَا يَقُوله بل هُوَ غَايَة فِي الجرأة والتقول، وَقد اتهمَ باخفاء تَفْسِير الْفَخر الرَّازِيّ فِي مُجَلد من أوقاف المؤيدية وَعَاد الضَّرَر على كثيرين بِسَبَبِهِ وَوَضعه الدوادار النَّاظر ليضربه فشفع فِيهِ الأتابك وَلم يستبعد كَثِيرُونَ هَذِه النِّسْبَة وانه أرسل لملك الرّوم ابْن عُثْمَان، وَلَو تصون وسلك طَرِيق السداد أَو تستر أَو تأدب مَعَ مَشَايِخ الْوَقْت وفضلائها أَو ضبط لِسَانه عَن الوقيعة فِي الأكابر لَكَانَ أخْلص لَهُ وَأقرب إِلَى محبَّة النَّاس فِيهِ وَلَكِن مَا يسلم من أَذَاهُ كَبِير أحد بل وَلأَجل من سميته من شُيُوخه وأصهاره واستشعر السَّيْف الْحَنَفِيّ بذلك فَامْتنعَ من اقرائه مَعَ توسله إِلَيْهِ بِكُل طَرِيق وَصَارَ أَبوهُ بِسَبَبِهِ إِلَى غَايَة فِي الامتهان وقاسى من الذل ألوان وَلَكِن عَسى أَن يكفر ذَلِك عَنهُ بعض مَا اقترفه فَالْوَلَد سر أَبِيه، ولأجله أبْغض السُّلْطَان جلّ المتشبهين بِهِ سِيمَا من الْحَنَفِيَّة بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى انه ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر عدَّة من الغرباء لما امْتَلَأت آذانه من سوء سيرته سِيمَا مِمَّن شَاءَ الله من الْعَسْكَر الْمُجَرّد فِي سنة خمس وَسبعين لسوار مِمَّا شافه وَالِده بِهِ إِجْمَالا وتفصيلا لبعضه، هَذَا مَعَ إنشاد وَالِده فِي غيبته مَعَ الْعَسْكَر لجَماعَة نوابه وَنَحْوهم مِمَّا اكتتبوه عَنهُ بِالْمَدْرَسَةِ المؤيدية قصيدة من نظمه فِي مدحه يضْحك أَو يبكي من ذكرهَا أوردتها فِي تَرْجَمَة الْأَب وأخف مِنْهَا قَوْله فِيهِ مقتفيا لمن قبله:
(دروس عبد الْبر فاقت على ... أَبِيه فِي الْحِفْظ وَحسن الجدل)
(وَذَاكَ عِنْد الْأَب أَمر بِهِ ... نِهَايَة السول وأقصى الأمل)
)
وَقَالَ الابْن مِمَّا هُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ:
(أأنصار الشَّرِيعَة لن تراعوا ... سيفني الله قوما ملحدينا)
(ويخزيهم وينصركم عَلَيْهِم ... ويشب صُدُور قوم مؤمنينا)
وَقَوله مِمَّا أستبعد كَونهمَا لَهُ:
(ان البقاعي البذىء لفحشه ... ولكذبه ومحاله وعقوقه)
(لَو قَالَ ان الشَّمْس تظهر فِي السما ... وقفت ذَوُو الْأَلْبَاب عَن تَصْدِيقه)
وَلما أَكثر بملاحظة الشهابي الْجَوْهَرِي من التَّرَدُّد للزين سَالم إِمَام الأتابك والقائم بأعبائه دسه فِي مخدومه مَعَ مزِيد خبرته بِحَيْثُ قَرَّرَهُ فِي جَامعه مدرسا وَصَارَ يقْرَأ عَلَيْهِ أحد أَوْلَاد الزيني وَكَذَا دس نَفسه فِي عدَّة أُمَرَاء حَتَّى انه كَانَ مَعَ أميرآخور حُسَيْن حج أَمِير الركب سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ مَا كتبه فِي الْحَوَادِث وَقد(4/34)
تَكَرَّرت مناكدته للبدري كَاتب السِّرّ بعد تزايد إِحْسَان أَبِيه إِلَى أَبِيه وضمه مَعَه فِي الاحسان وَكَونه لَا يخفى عَنهُ مَا هُوَ مُشْتَمل عَلَيْهِ من الافتراء والبهتان وَمن انصف علم تقصيري فِيمَا أثْبته وان المرتجم فَوق مَا بِهِ وَصفته، وواقعته مَعَ الأتراك وَهُوَ أَمْرَد مثبتة فِي الْحَوَادِث.
103 - عبد الْجَبَّار بن عبد الله الْخَوَارِزْمِيّ الْحَنَفِيّ. / قدم حلب مَعَ تمرلنك فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقَالَ حِينَئِذٍ انه ابْن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَهُوَ مُعظم عِنْد تمر وَدخل مَعَه دمشق ثمَّ بِلَاد الْعَجم وَمَات هُنَاكَ فِي سنة خمس وَكَانَ عَالم الدشت فِي زَمَانه كَمَا ذكره ابْن خطيب الناصرية وَوَصفه أَيْضا بِالْفَضْلِ والذكاء وانه تكلم مَعَ عُلَمَاء حلب بِحَضْرَة اللنك وطالع شرح الْهِدَايَة لأكمل الدّين وَخَطأَهُ فِي أَمَاكِن وَتَبعهُ شَيخنَا فِي انبائه وَوَصفه بالمعتزلي، وَذكره غَيرهمَا فَسمى أَبَاهُ نعْمَان بن ثَابت وَقَالَ انه ولد فِي حُدُود سنة سبعين، وَكَانَ إِمَامًا بارعا متفننا فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والعربية واللغة انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي أَصْحَاب تيمور بِحَيْثُ كَانَ عَظِيم دولته وَكَانَ مَعَه بِالشَّام وَغَيرهَا فَكَانَ يباحث الْعلمَاء ولديه فصاحة بِالْعَرَبِيَّةِ والعجمية والتركية وثروة وخرمة كل ذَلِك مَعَ تبرمه من صحبته بل رُبمَا نفع الْمُسلمين عِنْده وَلَكِن فِي الْأَغْلَب لَا تسعه مُخَالفَته، وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة، وَقَالَ المقريزي كَانَ من فُقَهَاء تمر الْحَنَفِيَّة وَهُوَ مَعَه على عقيدته، وسمى أَبَاهُ نعْمَان بن ثَابت.
104 - عبد الْجَبَّار بن عبد الْمجِيد بن الْمُوفق على بن أبي بكر حَافظ الدّين النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ / أكبر بني أَبِيه. كَانَ عَالما صَالحا ولي الْقَضَاء وَمَات فِي سنة سبع وَخمسين وَسَيَأْتِي أَبوهُ.
105 - عبد الْجَبَّار بن عَليّ بن مُحَمَّد الاخطابي ثمَّ القاهري الطولوني الشَّافِعِي الشاذلي / خَطِيبه.
ولد تَقْرِيبًا سنة خمسين وَثَمَانمِائَة باخطاب وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول مِنْهَا وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه لبولاق فَكَانَ يُعينهُ فِي بيع الليمون وَنَحْوه فَلَمَّا مَاتَ تحول لقنطرة سنقر فَلَزِمَ خدمَة الشَّيْخ مُحَمَّد المغيربي وَحفظ عِنْده الْقُرْآن والمنهاج بِكَمَالِهِ ظنا وعادت بركته عَلَيْهِ وَتردد لجلال الدّين بن السُّيُوطِيّ فاشتغل عِنْده وأقرأ أَوْلَاد ابْن الطولوني بل اسْتَقر فِي إِمَامَة بعض الْمدَارِس من نواحي قناطر السبَاع وَسكن بهَا وَاسْتقر أَيْضا فِي مشيخة بعض الْمدَارِس وناب فِي الخطابة بِجَامِع ابْن طولون وَكَذَا عَن الشهَاب الابشيهي فِي قِرَاءَة الميعاد وأقرأ فِي بعض الطباق من القلعة وراج بذلك فِي تَحْصِيل أَكثر هَذِه الْجِهَات وَفِي تَقْرِير الجوالي وطاب أمره وَفهم(4/35)
فِي الْفِقْه قَلِيلا وَهُوَ سَاكن جامد جاور بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على الْعَامَّة الميعاد بل حلق بِجَمَاعَة من نمط أهل المواعيد فِي أبي شُجَاع وَنَحْوه وَرُبمَا اجْتمع بِي هُنَاكَ وَكَذَا بعد رُجُوعه بِالْقَاهِرَةِ، وَلَا يَخْلُو من هوس كشيخه.
عبد الْجَبَّار بن نعْمَان بن ثَابت /. فِي ابْن عبد الله قَرِيبا.
106 - عبد الْجَلِيل بن أَحْمد بن الْفَقِيه على جلال الدّين الْحُسَيْنِي سكنا القباني /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
107 - عبد الْجَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم السَّيِّد رفيع الدّين بن الْعَالم الْمُفْتِي وجيه الدّين وَهُوَ بِقَيْد الْحَيَاة بن الْعِزّ ابْن الاستاذ شيخ الوعاظ والمذكرين نظام الْملَّة وَالدّين ابْن عز الدّين بن شرف الدّين الْحُسَيْنِي الحسني الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي ابْن أخي حُسَيْن بن إِسْحَاق / الْمَاضِي. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فَأخذ عني قِرَاءَة وسماعا وكتبت لَهُ كَمَا بَينته فِي التَّارِيخ الْكَبِير.
108 - عبد الْجَلِيل / مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين.
109 - عبد الحفيظ بن عَليّ بن أَحْمد بن حرمي الْخياط وَالِده والبرددار هُوَ. / كَانَ أَبوهُ خيرا فَكَانَ يَجِيء بولده فِي صغره للسماع على شَيخنَا وَلما ترعرع عمل فِي الرُّسُل ثمَّ البرددارية وبرع فِيهَا وَذكر فِي الدول إِلَى أَن انْقَطع بعد أَن أهين غير مرّة، وَحج وجاور وَهُوَ من خِيَار أَبنَاء طَرِيقَته وَلزِمَ الِانْقِطَاع حَتَّى مَاتَ فِي كَفَالَة زَوجته ابْنة نحيلة الْمُغنيَة بالفالج وَغَيره فِي)
شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين، وَقد جَازَ السِّتين تَقْرِيبًا عَفا الله عَنهُ.
110 - عبد الحفيظ بن عمر الشريف الحسني الزبيدِيّ الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء هُنَاكَ كَمَا بَلغنِي. أرسل فِي سنة سبع وَتِسْعين يطْلب مني الاجازة لَهُ ولولده مُحَمَّد ولأقاربه فأجزتهم.
111 - عبد الحفيظ بن الْكَمَال أبي الْفضل بن الزين أبي بكر بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن المراغي الْمدنِي. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
112 - عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم شمس الدّين الطَّبِيب وَالِد الْجمال عبد الله. / مِمَّن ولي رياسة الطِّبّ شَرِيكا لزوج أُخْته علم الدّين سُلَيْمَان بن رابخ الْمَالِكِي فِيمَا قَالَ لي وَلَده، وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي الأنباء سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة انه شركَة لكَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر الدّين بن صَغِير فَالله أعلم وَقَالَ لي وَلَده أَيْضا انه اسْتَقل بالرياسة بعد موت صهره وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَرَأَيْت شَيخنَا سَمَّاهُ شمس الدّين بن عبد الْحق بن فَيْرُوز وَالظَّاهِر أَن عبد الْحق اسْم أَبِيه واسْمه مُحَمَّد فَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الْحق وَإِن كَانَ ابْنه سَمَّاهُ عبد الْحق فَهُوَ لكَونه اشْتهر بِابْن عبد الْحق.(4/36)
113 - عبد الْحق بن أبي سعيد عُثْمَان بن أَحْمد بن أبي سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن المريني العَبْد الحقي / نِسْبَة لبني عبد الْحق سُلْطَان فاس. قَامَ عَلَيْهِ الشريف مُحَمَّد بن عمرَان الحسني نقيب الْأَشْرَاف بِسَبَب تَوليته الوزارة ليهودي وَأَخذه فذبحه فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشري رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَاسْتقر الشريف مَوْضِعه بِاتِّفَاق من أهل الْحل وَالْعقد بفاس. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة وَعِنْدِي فِي الوفيات زِيَادَة على هَذَا.
114 - عبد الْحق بن عَليّ بن مُحَمَّد الْوَلَد شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن صاحبنا القَاضِي نور الدّين أبي الْحسن بن القَاضِي أَمِين الدّين أبي الْيمن الْعقيلِيّ النويري الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / هُوَ وَأَبوهُ الشَّافِعِي جده سبط السراج عمر الشيبي شيخ الحجبة وشقيق عبد الْقَادِر الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف كأبيه بِابْن أبي الْيمن. عرض عَليّ فِي مَكَّة سنة أَربع وَتِسْعين الْأَرْبَعين والرسالة فِي الْمَذْهَب وَكَانَ سمع عَليّ قبل ذَلِك فِي الابتهاج وَغَيره.
115 - عبد الْحق بن عَليّ بن الشريف الحسني البلقسي / شيخها ووالد عَليّ وَأبي نصر وَغَيرهمَا. مِمَّن انْتَمَى لعبد الرَّحِيم الابناسي وَحسن حَاله وَقدر أَنه تمرض عِنْده حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل وَدفن بجوار سَيِّدي شهَاب خَارج بَاب الشعرية وَقد جَازَ السّبْعين وَكَانَ فِي آخر عمره أحسن مِنْهُ أَوله سِيمَا فِي هَذِه الْميتَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
116 - عبد الْحق بن عَليّ الْجَزرِي /. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.
117 - عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد العال الشّرف بن الشَّمْس السنباطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / وَأحمد هُوَ أَخُو أَمِين الحكم بسنباط مُحَمَّد جد صاحبنا الشَّمْس السنباطي لأمه وَيعرف صَاحب التَّرْجَمَة كأبيه بِابْن عبد الْحق. ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسنباط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي ثمَّ أقدمه أَبوهُ الْقَاهِرَة فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين فقطناها وَحفظ الْعُمْدَة والألفيتين والشاطبيتين والمنهاج الْأَصْلِيّ وتلخيص الْمِفْتَاح والجعبرية فِي الْفَرَائِض والخزرجية، وَعرض على خلق كالجلال الْمحلي وَابْن الْهمام وَابْن الديري وَأبي الْفضل المغربي وَالْوَلِيّ السنباطي والبدر الْبَغْدَادِيّ وجد فِي الِاشْتِغَال فَأخذ عَن الْأَوَّلين يَسِيرا وَالْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ ولازمه والعبادي وَمن قبلهمَا عَن الْجلَال الْبكْرِيّ والمحيوي الطوخي وَكَذَا أَخذ فِيهِ عَن الْفَخر المقسي والزين زَكَرِيَّا والجوجري والأصلين عَن التقيين الشمني والحصني والاقصرائي(4/37)
والشرواني وأصل الدّين فَقَط عَن زَكَرِيَّا وأصل الْفِقْه عَن السنهوري وَكَذَا أَخذ عَنهُ وَعَن التقيين والنور الْوراق والأبدي الْعَرَبيَّة وَعَن الحصني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الصّرْف وَعَن الشرواني والسنهوري والتقيين الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعَن الْوراق وَالسَّيِّد عَليّ الفرضي الْفَرَائِض والحساب واليسير من الْفَرَائِض فَقَط عَن أبي الْجُود وَعَن الشرواني قِطْعَة من الْكَشَّاف وحاشيته وَعَن السَّيْف الْحَنَفِيّ قِطْعَة من أَولهمَا وَبَعض الْبَيْضَاوِيّ عَن الشمني وَشرح ألفية الْعِرَاقِيّ بِتَمَامِهِ عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْكثير مِنْهُ عَن الْمَنَاوِيّ والقراءات بقرَاءَته إفرادا لغالب السَّبع وجمعا إِلَى أثْنَاء الْأَعْرَاف عَن النُّور الامام وجمعا تَاما عَن ابْن أَسد بل قَرَأَ على الشهَاب السكندري يَسِيرا لنافع إِلَى غير هَؤُلَاءِ وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَجل انتفاعه بالتقي الحصني ثمَّ بالشمني وَمِمَّا أَخذه عَنهُ حَاشِيَته على الْمُغنِي والشرواني، وَسمع مني القَوْل البديع وَغَيره من التآليف والفوائد وَحضر عِنْدِي أَشْيَاء بل سمع بِقِرَاءَتِي جملَة، وَكَذَا سمع بِقِرَاءَة غَيْرِي وَرُبمَا قَرَأَ هُوَ، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بشوال سنة خمسين شَيخنَا والبدر الْعَيْنِيّ والعز بن الْفُرَات وَآخَرُونَ فِيهِ وَفِي آخر مؤرخ بِذِي الْحجَّة مِنْهَا وَخلق فِي غَيرهمَا، وَأذن لَهُ غير وَاحِد)
فِي التدريس والافتاء وتنزل فِي الْجِهَات كالسعيدية والبيبرسية والاشرفية والباسطية بل وخانقاه سرياقوس مَعَ مُبَاشرَة وَقفهَا بعناية الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ المتحدث فِيهَا لكَونه صاهره على ابْنَته مخطوبا مِنْهُ فِي ذَلِك وَولي إِمَامَة الْمَسْجِد الَّذِي جدده الظَّاهِر جقمق بخان الخليلي وتدريس الحَدِيث بالقبة البيبرسية ومشيخة الصُّوفِيَّة بالازبكية فِي وقف الْمَنْصُور بن الظَّاهِر شَرِيكا للزين خَالِد الْوَقَّاد لكَون كل مِنْهُمَا يقرىء ولد الزيني سَالم وناب فِي تدريس التَّفْسِير بالمؤيدية عوضا عَن الْخَطِيب الوزيري حِين حج لكَونه أجل الطّلبَة فِيهِ وَكَذَا بقبة المنصورية عَن ولد النَّجْم ابْن حجي بعد موت الْجمال الكوراني بل كَانَ النَّجْم عينه للنيابة عَنهُ فِي حَيَاته فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْمشَار إِلَيْهِ، وَقدر استقلاله بعد موت الْوَلَد الْمَذْكُور بكليفة وَكَذَا نَاب فِي الْفِقْه بالاشرفية برسباي عَن الْعَلَاء الحصني ثمَّ بعد مَوته عَن صَاحِبي الْوَظِيفَة إِلَى غَيرهَا من الْجِهَات الَّتِي حصلت لَهُ بعد موت صهره وَكَذَا بِجَامِع طولون وَغَيره وتصدى للاقراء بالأزهر وَغَيره وَكثر الآخذون عَنهُ، وَحج مَعَ أَبِيه أَولا فِي الْبَحْر وَسمع هُنَاكَ يَسِيرا ثمَّ حج بعده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وجاور بِمَكَّة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ بِمَكَّة أَيْضا مَعَ السنباطي سنة خمس وأقرأ الطّلبَة بالمسجدين فنونا كَثِيرَة بل قَرَأَ بِجَانِب الْحُجْرَة النَّبَوِيَّة مصنفي القَوْل البديع وَغَيره ثمَّ رَجَعَ(4/38)
فاستمر على الاقراء وَرُبمَا تردد لأبي البركات بن الجيعان نَائِب كَاتب السِّرّ فِي الاقراء وبواسطته اسْتَقر فِي مُرَتّب بالجوالي وَكَذَا تردد لغيره، وَرُبمَا أفتى وَهُوَ على طَريقَة جميلَة فِي التَّوَاضُع والسكون وَالْعقل وسلامة الْفطْرَة وَفِي ازدياد من الْخَيْر بِحَيْثُ انه الْآن أحسن مدرسي الْجَامِع، وَلَكِن لَا أَحْمد مزِيد شكواه واظهار تأوهه وبلواه مَعَ إِضَافَة مَا يزِيد على كِفَايَته إِلَيْهِ ونظافة أَحْوَاله الْمُقْتَضِيَة لتجنبه مَا لَعَلَّه يُنكر عَلَيْهِ.
118 - عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مرين المريني / صَاحب فاس وَمَا والاها من الْمغرب.
هَكَذَا رَأَيْت بَعضهم نسبه وَقَالَ غير انه ابْن عُثْمَان بن أَحْمد كَمَا مضى.
عبد الحميد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة أَبُو بكر /. فِي الكنى.
عبد الحميد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ التركماني. / فِي حَمَّاد.
عبد الحميد بن عبد الله الْمَالِكِي. / فِي عبد الحميد الطرابلسي قَرِيبا.
119 - عبد الحميد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله رَضِي الدّين أَبُو بكر الصّديق النَّاشِرِيّ /. تفقه بِأَبِيهِ وَعَمه الطّيب وَالْجمال مُحَمَّد بن أبي الْغَيْث الكمراني والموفق بن فَخر، وَقَرَأَ الْحساب على يُوسُف العامري والعربية على الشّرف إِسْمَاعِيل اليومة وناب فِي الْأَحْكَام بالمهجم عَن أَبِيه ثمَّ اسْتَقل بهَا بعده، وَكَانَ محسدا. مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين.
120 - عبد الحميد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله الطوخي ثمَّ الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي عَم الشهَاب أَحْمد بن يُوسُف / الَّذِي بِهِ يعرف فَيُقَال لَهُ ابْن أخي عبد الحميد كَمَا أسلفته فِي الْهمزَة. حفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَجلسَ لتعليم الْأَبْنَاء بالأزهر ثمَّ بمكتب الْأَيْتَام لسودون القصروي، وَكَانَ فَاضلا خيرا من رُفَقَاء الشَّيْخ سليم والغاسقي وناصر الدّين الكلوتاتي شيخ السَّبع وَنَحْوهم وَمِمَّنْ يكثر الْعِبَادَة وَالْخَيْر، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة خمس وَسبعين وَهُوَ جد يحيى بن يُوسُف الْآتِي
121 - عبد الحميد بن الإِمَام تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْمَدِين ابْن خَال أبي الْفَتْح المراغي. / سمع على الزين المراغي وَالْعلم سُلَيْمَان السقا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَتَأَخر حَتَّى مَاتَ.
122 - عبد الحميد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن سعيد حميد الدّين الْكرْمَانِي أَخُو التقي يحيى / الْآتِي. أَخذ عَن وَالِده كثيرا وَنسخ شرح البُخَارِيّ لَهُ بِخَطِّهِ وَهِي النُّسْخَة الَّتِي فِي أوقاف الجمالية وَكَذَا أَخذ هُنَاكَ عَن غَيره، وَقدم هُوَ وَأَخُوهُ الْقَاهِرَة على رَأس الْقرن فَنزلَا الشيخونية تَحت نظر شيخها أكمل الدّين ثمَّ رجعا(4/39)
إِلَى بَغْدَاد صُحْبَة السُّلْطَان أَحْمد وَلم يلبث أَن عَاد فقطنا الشَّام فَكَانَت منية صَاحب التَّرْجَمَة بهَا قبل سنة عشر وَقد زاحم الْأَرْبَعين.
123 - عبد الحميد الطرابلسي المغربي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / مِمَّن تفقه بِهِ الشهَاب بن تَقِيّ، وَقد رَأَيْت فِيمَن عرض عَلَيْهِ الزين بن الأدمِيّ عبد الحميد بن عبد الله الْمَالِكِي وَالظَّاهِر أَنه هَذَا.
124 - عبد الحميد / رجل ولي مشيخة الصُّوفِيَّة بالجامع الْجَدِيد بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَعشْرين. ذكره المقريزي هَكَذَا فِي عقوده.
125 - عبد الْحَيّ القيوم بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهير بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ / الأَصْل الْيَمَانِيّ. ولد بهَا وَأمه حسان ابْنة رَاجِح بن حسان الْكِنَانِي من حلي بن يَعْقُوب، وَنَشَأ بهَا ثمَّ كَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ بِحَيْثُ سمع فِيهَا على عَمه الْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة جمَاعَة كَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي والعراقي والهيثمي والفرسيسي والشهاب الْجَوْهَرِي والشرف بن الكويك.
126 - عبد الْحَيّ بن مبارك شاه الْخَوَارِزْمِيّ القاهري القلعي الْحَنَفِيّ. / ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة واشتغل كثيرا فِي الْفِقْه والأصلين والعربية، وَأخذ عَن سعد الدّين بن الديري وَابْن الاقصرائي والزين قَاسم وبرع وأقرأ بعض مبتدئي الطّلبَة وَنَحْوهم، وَولي رياسة المؤذنين بِجَامِع القلعة وَغَيره، وانتفع فِي الْمِيقَات وَنَحْوه بالعز عبد الْعَزِيز الوفائي وَغَيره، وَكَانَ خيرا قَصِيرا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ رَحمَه الله.
127 - عبد الْخَالِق بن عمر بن رسْلَان بن نصير ضِيَاء الدّين / وَرُبمَا قيل ضِيَاء اختصارا بن السراج أبي حَفْص الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو صَالح واخوته.
ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والتدريب أوجله بِحَيْثُ كَانَ يساوق أَخَاهُ فِي النَّقْل مِنْهُ غَالِبا، واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشَّمْس البوصيري وَلكنه لم ينجب وَسمع على أَبِيه والشهاب بن حجي وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي وَآخَرُونَ، وَولي تدريس الملكية والميعاد بالحسينية وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَلكنه لم يتصد لذَلِك لمزيد انجماعه وتخيله وَعدم أَنْصَاف أَخِيه لَهُ بِحَيْثُ كَانَ لضيق عيشه يتَعَرَّض للأخذ من بني الجيعان وَغَيرهم للنَّاس فِيهِ كَلَام. مَاتَ بعد توعكه مُدَّة فِي مستهل جُمَادَى الأول سنة(4/40)
تسع وَسِتِّينَ، وَصلى عَلَيْهِ بالحاكم وَدفن بمدرستهم عِنْد أَبِيه وأخويه رَحِمهم الله وَعَفا عَنهُ.
128 - عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن محيي الدّين الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْعقَاب بِضَم الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْقَاف وَآخره مُوَحدَة وَهُوَ لقب جده. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْهِدَايَة لِابْنِ الْجَزرِي والكنز فِي الْفِقْه والمنار فِي الْأُصُول وألفية النَّحْو وَغَيرهَا كالجرومية وَعرض على جمَاعَة ولازم الزين قَاسم فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَكَذَا أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق السنباطي فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَعَن ثَانِيهمَا وَكَذَا الْعَلَاء الحصني فِي الْمنطق والفرائض والحساب مَعَ الْمِيقَات عَن الْبَدْر المارداني وَعلم الْكَلَام وَغَيره عَن الْبَدْر بن الغرز وأدمن الْأَخْذ عَن الأمشاطي وَرُبمَا أَخذ عَن أَخِيه فِي الطِّبّ ولازمني فِي قِرَاءَة شرحي لهداية ابْن الْجَزرِي بعد أَن حصله بِخَطِّهِ وَفِي البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، وجود فِي الْقُرْآن على الزين جَعْفَر وتميز فِي الْمِيقَات وَشد البياكيم وَنَحْو ذَلِك وَكتب الْمَنْسُوب وشارك فِي كثير من الْفَضَائِل وتنزل فِي بعض الْجِهَات وباشر الرياسة بِجَامِع الْحَاكِم والجانبكية وَغَيرهمَا، وَأعْرض عَن التكسب بعد جُلُوسه لَهَا وقتا ووثق بِهِ غير وَاحِد من المتولين كالشرف يحيى الريس وَابْن عواض وَغَيرهمَا فِي ضروراتهم غيبَة وحضورا، وانتفع بِهِ ولد أَوَّلهمْ فِي تَرِكَة أَبِيه والذب عَنْهَا كثيرا وترقع حَاله بعد أَن كَانَ مقلا، كل ذَلِك مَعَ عقل وَسُكُون وأدب ودربة، وَحج فِي موسم سنة تسع وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي بعْدهَا وَسمع هُنَاكَ من إِمَام الْمقَام الْمُحب الطَّبَرِيّ والْعَلَاء الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ مجاورا أَيْضا وَآخَرين.
129 - عبد الْخَالِق بن الشَّمْس مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجَعْفَرِي القاهري / الْموقع جده. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
130 - عبد الْخَالِق بن الْجمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخافي الأَصْل الْهَرَوِيّ الْحَنَفِيّ / من أماثل الْفُضَلَاء. مِمَّن لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ على قِطْعَة من أول الْحصن الْحصين لِابْنِ الْجَزرِي وَغَيره، ثمَّ قدم مَعَ الركب الْقَاهِرَة فَاجْتمع بِي أَيْضا وَبَلغنِي أَن تردد للقطب الخيضري فِي قِرَاءَة الْبَيْضَاوِيّ وَأَنه لم يحمد ذَلِك فَتَركه سِيمَا وَكَانَت إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ قَليلَة جدا.
131 - عبد الدَّائِم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن عَليّ بن سعد الحصيني المغربي الْمَالِكِي. / قدم فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ ليحج فَمَا تيَسّر لَهُ ولقيني بعْدهَا فَأَخْبرنِي أَنه حفظ الْقُرْآن والرسالة وَبَعض ابْن الْحَاجِب واشتغل بالفقه وَكَذَا قَلِيلا بأصوله(4/41)
والعربية والمنطق، وَمن شُيُوخه يُوسُف بن أَحْمد الأندلسي الْآتِي وَعمر الجبالي وَأَبُو الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الزلديوي وَغَيرهم، وَسمع مني وعَلى أَشْيَاء وَهُوَ فَقير جدا.
132 - عبد الدَّائِم بن عَليّ زين الدّين أَبُو مُحَمَّد الحديدي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بعد الْقرن بمنية حَدِيد بمهملات قَرْيَة من قرى أشمون الرُّمَّان بالشرقية وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج وتلا بالسبع على الشَّمْس الزراتيتي والشهاب السكندري وحبِيب العجمي وَبَعضه بالعشر على ابْن الْجَزرِي وَولده الشهَاب أَحْمد وتفقه بالشمسين الْبرمَاوِيّ وَابْن النصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن)
المجدي ولازم القاياتي فِي فنون وتصدى للاقراء فَقَرَأَ عَلَيْهِ النُّور أَبُو عبد الْقَادِر الْأَزْهَرِي الْآتِي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فَكَانَ مِمَّن شهد عَلَيْهِ الزين طَاهِر، وَوَصفه بالعلامة وَابْن المجدي وَوَصفه بالعالم الْعَلامَة وَكتب على منظومة شَيْخه ابْن الْجَزرِي فِي التجويد شرحا وَكَذَا شرع فِي شرح الطّيبَة لَهُ فوصل فِيهِ إِلَى سُورَة هُوَ دبل كتب على هدايته فِي عُلُوم الحَدِيث شرحا وتلقى ذَلِك عَنهُ جمَاعَة، وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعا طارحا للتكلف سليم الْفطْرَة حاد الْخلق سريع الانحراف قانعا. تكسب فِي أول أمره بتعليم بني ابْن الهيصم وترتب لَهُ بِوَاسِطَة ذَلِك أَشْيَاء ارتفق بهَا بِأخرَة فِي تجهيز بنتين لَهُ وتنزل فِي الأشرفية برسباي ولشدة اسْتِقْصَائِهِ فِي التجويد لم يثبت كَثِيرُونَ للأخذ عَنهُ بل لم يكن هُوَ يذعن لكبير أحد مِمَّن ينْسب إِلَى الْقرَاءَات بِمَعْرِِفَة الْفَنّ. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبعين رَحمَه الله وإيانا.
133 - عبد الدَّائِم بن الشَّيْخ عمر الْهوى /. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
عبد ربه فِي إِبْرَاهِيم الرَّمْلِيّ.
134 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن نجم بن عبد الْمُعْطِي الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري / أَخُو الْفَخر عُثْمَان وَعبد الْغَنِيّ / الآتيين. سمع عَليّ التنوخي وَجَمَاعَة وَذكره البقاعي فِي شُيُوخه مُجَردا.
135 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الادكاوي سبط أَحْمد بن مُوسَى أبي نحور الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زيتون / وَهُوَ لقب جده. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بادكو، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والملحة ومختصر أبي شُجَاع والرحبية وَنَحْو النّصْف من الْمِنْهَاج ولازم بلديه ابْن سَلامَة فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَكَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن الْبكْرِيّ وزَكَرِيا فِي الْفِقْه وَابْن قَاسم فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَعَن النُّور الطنتدائي فِي الْفَرَائِض وانتفع بِصُحْبَة حفيد(4/42)
الشَّيْخ يُوسُف العجمي سَيِّدي عَليّ وَغَيره وتميزوا واستنابه الزين زَكَرِيَّا فِي قَضَاء بَلَده فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين مُسْتقِلّا ثمَّ أشرك مَعَه مَغْلُوبًا ابْن الغويطي وحمدت سيرته وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَحج وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَسمع مني وَعلي بهَا.
136 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن الْعَفِيف اسحاق بن يحيى بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل الصّلاح بن الْفَخر الْآمِدِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْعَفِيف. / سمع من عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس ولقيه الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي فِي سنة خمس عشرَة فحملاه عَنهُ وَهُوَ من بَيت حَدِيث روى لنا عَن أَبِيه بعض شُيُوخنَا وجده مُسْند شهير.
137 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عمر ابْن عَليّ وجيه الدّين بن الْبُرْهَان الْعلوِي اليمني الشَّافِعِي / قريب النفيس سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْمَاضِي يلتقي مَعَه فِي جده عمر، لَقِيَنِي بِمَكَّة فَقَرَأَ على ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع من لَفْظِي المسلسل وَغَيره.
138 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن الزين بن الْبُرْهَان الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. نَشأ بِالْمَدِينَةِ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل وَقَرَأَ الحَدِيث وتعانى النّظم وامتدحني بقصيدة قيلت بالروضة النَّبَوِيَّة بل قَرَأَ عَليّ فِي صَحِيح مُسلم، وَسمع عَليّ ومني أَشْيَاء وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة، وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة وَأَظنهُ زاحم الْأَرْبَعين، وَكَانَ ذَا همة وطلاقة عَفا الله عَنهُ.
139 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعيد العقبي القاهري الشَّافِعِي / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء. سمع البُخَارِيّ على كل من الْعَزِيز المليجي والسراج البُلْقِينِيّ وأربعي الْقزْوِينِي على الْعِزّ بن الكويك وَحفظ الْمِنْهَاج وتفقه بالابناسي والبدر الطنبذي وتكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت برحبة الايدمري ولقيه الْبَدْر الدَّمِيرِيّ فَأخذ عَنهُ وأفادني تَرْجَمته وَقَالَ انه مَاتَ فِي رَابِع شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
140 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن الْجمال عبد الله بن خَلِيل بن يُوسُف التقي المارداني الأَصْل الزُّهْرِيّ الْمُؤَذّن / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَسمع مَعَ أَخِيه الْكثير وَكَانَ سَاكِنا. مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ.
141 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ الْقدْوَة الزين أَبُو الْفرج الطرابلسي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ /. كتب الحكم عَن ابْن الحبال ثمَّ تزهد وَأَقْبل على الاقراء وَالْخَيْر(4/43)
بمدرسة أبي عمر وانتفع بِهِ خلق وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَلَاء المرداوي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمقنع تَصْحِيحا وَوَصفه بِالْعلمِ والزهد والورع مَعَ كَثْرَة الْعِبَادَة وَالصَّلَاح الشهير. مَاتَ فِي حادي عشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ، وَصلى عَلَيْهِ عقب صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري وَدفن تَحت الرَّوْضَة بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة رفعت على الرؤس رَحمَه الله وإيانا.
142 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم أَبُو مُحَمَّد الْمَازِني البعيني. / ظهر فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ لَهُ أَحْوَال خارقة بِحَيْثُ اعتقده أهل وصاب وَالنَّاس فِيهِ فريقان. مَاتَ بعد انحطاط أمره فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ أَو قَرِيبا مِنْهَا. ذكره الْعَفِيف.
143 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الرعيني / صَاحب اللفج. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين.
144 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ أَخُو أبي الْقسم / وَغَيره. تفقه وَسمع الحَدِيث وَتُوفِّي شَابًّا بعازب حِين رُجُوعه من الْحَج فِي صفر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين. قَالَه الأهدل.
145 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الزين بن الاستادار أَخُو عَليّ / الْآتِي. كَانَ أستاذا فِي الْكِتَابَة والتذهيب وَالضَّرْب وَالْقِسْمَة وَغَيرهَا بل انْفَرد فِي ذَلِك بِحَيْثُ نقل عَنهُ القَاضِي عز الدّين الْحَنْبَلِيّ أَنه قَالَ لَهُ كل شَيْء عمله النَّاس من ضرب وَقِسْمَة وَغَيرهَا بالمسطرة والبركار وَنَحْوهَا من الْآلَات أعمل أحسن مِنْهُ بالسكين زَاد غَيره أَنه كَانَ يجْتَمع هُوَ والنور الْبُوَيْطِيّ وَالِد كريم الدّين وَأُخْته آمِنَة أم القَاضِي بدر الدّين السَّعْدِيّ وَالشَّمْس بن عُثْمَان نَاظر جَامع المارداني وَابْن بيبرس وَجَمَاعَة من الأستاذين فيتذاركون مَا يعرفونه من الْفُنُون ويفيد كل وَاحِد مِنْهُم الآخر مَا لم يكن عِنْده مَعَ اسرافه على نَفسه وَلكنه تَابَ قبيل مَوته وَعرض لَهُ اسهال تنزل لأَجله بالبيمارستان وَمَات شَهِيدا، وَذَلِكَ قريب الْأَرْبَعين أَو بعْدهَا تخمينا وَهُوَ خَال الشَّمْس بن الدَّار.
146 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الزين الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالهمامي / نِسْبَة لِابْنِ الْهمام. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة قبل استكمال تسع سِنِين والشاطبية وألفية الْعِرَاقِيّ وَالْمُخْتَار والمنظومة للنجم النَّسَفِيّ كِلَاهُمَا فِي الْفِقْه والمختصر لِابْنِ الْحَاجِب والاخسيكتي كِلَاهُمَا فِي أُصُوله والعمدة لحافظ الدّين النَّسَفِيّ وألفية ابْن مَالك ونظم قَوَاعِد الاعراب لِابْنِ الهائم وتصريف الْعزي وَالتَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وإيساغوجي فِي الْمنطق وعرضها على شَيخنَا والقاياتي والونائي والاقصرائي وَخلق وَالْكثير مِنْهَا(4/44)
بِبَلَدِهِ فِي سنة أَرْبَعِينَ على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَعبد الْملك الْموصِلِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْعِزّ بن)
الكشك الْحَنَفِيّ القَاضِي فِي آخَرين وتلا بالعشر إفرادا وجمعا على وَالِده وتفقه بالقوام الاتقاني ويوسف الرُّومِي وَالشَّمْس الصَّفَدِي وَكثر اخْتِلَاطه بِهِ بِحَيْثُ صاهره وَسعد الدّين بن الديري وَابْن الْهمام وَبِه انْتفع وَعنهُ أَخذ الْأَصْلَيْنِ والعربية ولازمه كثيرا بِحَيْثُ اشْتهر بِهِ وَعرف بخدمته وَكَذَا أَخذهَا مَعَ التخليص عَن يُوسُف الرُّومِي والعربية فَقَط عَن الْعَلَاء بن القابوني والْحَدِيث عَن شَيخنَا وَأذن لَهُ هُوَ وَابْن الديري وَابْن الْهمام فِي الاقراء، وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا وَلها فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَكَذَا حج مرَارًا أَولهَا فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وفيهَا اجْتمع بازين بن عَيَّاش وَحضر مَجْلِسه، وَكَانَ فِي بعض حجاته فِي خدمَة شَيْخه ثمَّ استوطن مَكَّة من سنة أَربع وَسِتِّينَ ولقيته بهَا فِي مجاورتي الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين بل كَانَت بَيْننَا مَوَدَّة قديمَة، وَقد تصدى لاقراء الْقرَاءَات وَغَيرهَا بِمَكَّة بل أَخْبرنِي أَنه شرع فِي شرح لتحرير شَيْخه وصل فِيهِ إِلَى الِاسْتِدْلَال على حجية المفاهيم. وَنعم الرجل متواضعا وفضلا وعقلا وخبرة بالمعاشرة ومداومة بِمَكَّة على الْعِبَادَة تِلَاوَة وصياما وتهجدا واشتغالا بِمَا يعنيه. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ قدمهَا قبل بِيَسِير وَصلى عَلَيْهِ بعد الصَّلَاة قبيل الْعَصْر فِي الْأَزْهَر وَدفن بحوش لِابْنِ المقسي رَحمَه الله وإيانا.
147 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْمُوفق الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / نَاظر الصاحبية بهَا وسبط يُوسُف بن يحيى بن النَّجْم بن الْحَنْبَلِيّ ووالد أَحْمد الْمَاضِي ويوسف الْآتِي وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ. ولد فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَسمع من جده لأمه وَأبي مُحَمَّد بن الْقيم وَابْن أبي التائب والعماد أبي بكر ابْن مُحَمَّد بن الرضي وَعبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى الأيوبي وَأبي الْحسن بن مَمْدُود الْبَنْدَنِيجِيّ وَأبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد المرداوي وَمُحَمّد بن أَيُّوب بن حَازِم الطَّحَّان وَغَيرهم كخديجة ابْنة عبيد الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَزَيْنَب ابْنة ابْن الخباز وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر وَحدث سمع مِنْهُ إبناه والفضلاء كَابْن نَاصِر الدّين وَاعْتمد قَوْله فِي احضاره لِابْنِهِ الْمسند وَتَبعهُ النَّاس وروى لنا ثَانِي ولديه عَنهُ الْكثير وَأَجَازَ لشَيْخِنَا قَدِيما، وَقَالَ انه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَكَانَ قد تغير بِأخرَة وَلكنه لم يحدث فِي حَال تغيره فِيمَا قَالَه ابْن حجي، وَذكره المقريزي فِي عقوده.(4/45)
148 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ / صاحبنا التقي أبالفضل بن القطب القلقشندي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ مَعَ أَخَوَيْنِ لَهُ والآتي أعلم اخوته الْعَلَاء عَليّ وَيعرف بالتقي القلقشندي. ولد فِي لَيْلَة سادس رَجَب سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا تَحت كنفي أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وألفية الحَدِيث والنحو وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالعلاء البُخَارِيّ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ ظنا فقد رَأَيْته وصفهما بشيخنا، بل كتب بِخَطِّهِ انه قَرَأَ الْقُرْآن تجويدا على الزراتيتي فَالله أعلم بِكُل هَذَا واشتغل فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية يَسِيرا وَجل أَخذه فِيهَا مَعَ ذَلِك عَن أَخِيه، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ دروسا ذَات عدد فِي الْعَرَبيَّة الزين عبَادَة والقاياتي وَفِي الْفِقْه حَسْبَمَا كَانَ يخبر الشّرف السُّبْكِيّ وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَرَأَيْت سَمَاعه فِي أَكثر المجلد الأول من السّنَن للبيهقي على الزين القمني وَكَذَا فِي مجَالِس من دَلَائِل النُّبُوَّة لَهُ من لفظ الكلوتاتي وَطلب هَذَا الشَّأْن بِنَفسِهِ فَسمع كَمَا كَانَ يخبر على الشهَاب الوَاسِطِيّ المسلسل وَكَذَا سَمعه بِشَرْط على الْجمال عبد الله الهيثمي وَحصل بقرَاءَته الْكتب السِّتَّة ومسند أَحْمد وصحيح ابْن حبَان وَغَيرهَا من الْكتب الْكِبَار والاجزاء الْقصار وَلكنه فَوت أَشْيَاء كَثِيرَة كَانَت جديرة بالاهتمام، وَمن شُيُوخه فِي الرِّوَايَة وَالِده وَأَخُوهُ والمحب ابْن نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والمقريزي وَابْن خطيب الناصرية والزين الزَّرْكَشِيّ والشرابيشي وناصر الدّين الفاقوسي وَالشَّمْس البالسي وَالْجمال بن جمَاعَة وَأُخْته سارة والشرف الواحي وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة الكنانية وقريبتها فَاطِمَة، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة بني أَبِيه بل وَفِي غَيرهم الشَّمْس بن الْمصْرِيّ والبرهان الْحلَبِي والقبابي والتدمري وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَابْن نَاصِر الدّين وَآخَرُونَ من الْأَعْيَان، وَحمل عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره من تصانيفه وَغَيرهَا جملَة وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ من تصانيفه اللِّسَان وتحرير المشتبه والمقدمة وتلخيص مُسْند الفردوس ومناقب الشَّافِعِي وَشرح النخبة وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ عَنهُ من بعد الثَّلَاثِينَ، وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت مَعْرفَته بِهَذَا الْفَنّ الَّذِي لم يذكر بسواه ضَعِيفَة جدا وَلكنه لما خرج شَيخنَا الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي لنَفسِهِ ثمَّ لوَلَده المتباينات زاحمه فِي ذَلِك لَا سِيمَا فِي الَّتِي لوَلَده لمشاركته إِيَّاه فِي أَكثر أحاديثها وَخرج المتباينات وَلم يزدْ على الْأَرْبَعين غير حَدِيث وَاحِد وفيهَا أَوْهَام وَبَعض تَكْرِير كنت شرعت فِي بَيَانه ثمَّ أَمْسَكت على أَنه توسل بالأمير الْفَاضِل تغري برمش الْفَقِيه وَكَانَ قد اخْتصَّ بِصُحْبَتِهِ ومزيد التَّرَدُّد إِلَيْهِ بِحَيْثُ كَانَ هُوَ القارىء عِنْده فِي منزله بقلعة الْجَبَل على الْمَشَايِخ المستدعي(4/46)
بهم من الْبِلَاد الشامية وهم الْعَلَاء بن بردس والشهاب بن نَاظر)
الصاحبة والزين بن الطَّحَّان عِنْد شَيخنَا حَتَّى كتب لَهُ عَلَيْهَا مَا نَصه: كتاب الْأَرْبَعين المتباينة بِشَرْط اتِّصَال السماع تَخْرِيج الْمُحدث الْفَاضِل المفنن الْكَامِل الأوحد فِي الْفَضَائِل المستوجبة للفواضل الْحَافِظ البارع تَقِيّ الدّين كثر الله فَوَائده وَمَا أثنى على التَّخْرِيج أصلا، وَكَذَا وَصفه قَرِيبا من تَارِيخ هَذِه الْكِتَابَة على نسخته بمناقب الشَّافِعِي بعد قِرَاءَته لَهَا فِي يَوْم وَاحِد عِنْد رَأس الامام رَحمَه الله بالأصيل الْمُحدث الْفَاضِل البارع الْكَامِل النَّبِيل الأوحد الْحَافِظ، وَبعد ذَلِك على نسخته بشرح النخبة وَقد قَرَأَهَا عَلَيْهِ فِي مجَالِس ذَات عدد شبه الرِّوَايَة بالمحدث الْفَاضِل الأوحد البارع جمال المدرسين مُفِيد الطالبين الْحَافِظ وَقَالَ انها قِرَاءَة حررها وأجاد وَقرأَهَا فَأفَاد كَمَا اسْتَفَادَ قَالَ وَقد أَذِنت لَهُ أَن يَرْوِيهَا عني ويفيدها لمن التمس مِنْهُ رِوَايَة تسميعها كَمَا سَمعهَا مني وَلمن أَرَادَ مِنْهُ تقريب مَعَانِيهَا مِمَّن يعانيها يوضحها حَتَّى يدْرِي من لم يطلع على مرادي مَا الَّذِي أَعنِي وَالله الْمَسْئُول أَن يجمع لَهُ الْخيرَات زمرا ويسلمه سفرا وحضرا وَلم يَتَيَسَّر لَهُ مَعَ اعتنائه بِالطَّلَبِ الرحلة بلَى قد حج فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَمَا أَظُنهُ سمع حِينَئِذٍ هُنَاكَ شَيْئا ثمَّ حج بعد فِي سنة سبع وَخمسين فَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراعي وَغَيره وبمنى عَليّ الشهَاب الشوايطي وبالمدينة النَّبَوِيَّة على قاضيها الْمَالِكِي الْبَدْر عبد الله ابْن فَرِحُونَ وَأبي الْفرج المراغي أخي الْمُتَقَدّم وَحج بعد ذَلِك أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَمَا أَظُنهُ أَخذ عَن أحد وَأخذ بخانقاه سرياقوس عَن مَحْمُود الْهِنْدِيّ وبانبابة عَن الشهَاب العقبي وَغَيره وبالآثار عَن الشهَاب الشطنوفي وَكَذَا بِمصْر الْقَدِيمَة والمناوات والتاج وَنَحْو ذَلِك، وَأول مَا وليه من الْوَظَائِف الْمُبَاشرَة بالمودع وبجامع طولون عقب موت أَبِيه ثمَّ تدريس الْفِقْه بالمنكوتمرية عقب شَيخنَا ابْن خضر وقفز بعد وَفَاة شَيخنَا بأسبوع فتصدر للاملاء بِجَامِع الْأَزْهَر غير متقيد بِكِتَاب وَلَا غَيره وَمَعَ سهولة مَا سلكه على آحَاد طلبة الحَدِيث كثرت أَوْهَامه فِيهِ بِحَيْثُ أفردتها فِي جُزْء وَلكنه بلغ بذلك عِنْد من لَا يحسن كثيرا من الْمَقَاصِد فانه لم يلبث أَن مَاتَ شَيخنَا الْبَدْر الْعَيْنِيّ فترقى بعده دفْعَة وَاحِدَة بعناية صَاحِبَة الصفي جَوْهَر الحبشي الساقي حَتَّى اسْتَقر عوضه فِي تدريس الحَدِيث بالمؤيدية، وَكَانَ الظَّاهِر توهم عِنْد السَّعْي لَهُ أَنه الْعَلَاء أَخُوهُ الْمَعْرُوف عِنْده بِالْعلمِ وَغَيره كَمَا سمعته من لفظ الْعَلَاء فبادر إِلَى الاجابة فَلَمَّا صعد ليلبس جنده بذلك كَاد أَن يتزحزح فعورض ثمَّ اسْتَقر فِي النّصْف من تدريس الحَدِيث بِجَامِع طولون برغبة أَخِيه لَهُ فِي مرض مَوته عَنهُ وَعَن تدريس الْفِقْه بالشيخونية شركَة بَينه وَبَين ابْنه الْجمال)(4/47)
إِبْرَاهِيم فَمَا سمح ابْن الْهمام بامضاء الشيخونية لهَذَا مَعَ توسله عِنْده بجوهر الْمَذْكُور وَغَيره وَاحْتج بِعَدَمِ التأهل ورام الْمَنَاوِيّ وَهُوَ قَاضِي الشَّافِعِيَّة اذ ذَاك التَّوَقُّف أَيْضا فِي جَامع طولون فاستغاث الْعَلَاء وَطلب الطُّلُوع وَهُوَ مَحْمُول إِلَى الظَّاهِر فبادر القَاضِي وَكتب وحاول اخراجها عَنهُ بعد مَوته محتجا بِأَن شَرط الْوَاقِف أَن يكون الْمدرس ذَا رحْلَة فَمَا نَهَضَ ثمَّ ولي مشيخة التربة الطويلية بالصحراء انتزعها من زين العابدين بن الْمَنَاوِيّ بعد انْفِصَال وَالِده عَن الْقَضَاء متمسكا بسبق ولَايَته لَهَا من شَيخنَا عوضا عَن العرياني وفوض الْعلم البُلْقِينِيّ إِلَى الْمُحب بن يَعْقُوب الْقَضَاء لكَونه زعم أَنه شهد بذلك على شَيخنَا وَلم يكن مَعَه غَيره حَتَّى تمّ الْأَمر، هَذَا مَعَ سبق مُنَازعَة بَينهمَا فِيهَا عِنْد القَاضِي الْحَنَفِيّ سعد الدّين بن الديري وَعدم نهضة التقى لشَيْء حَتَّى وَلَا تَحْرِير الدَّعْوَى وَقَالَ لَهُ زين العابدين انك لَا تعرف علما وَالْتزم أَن لَا نخرج معي من عُهْدَة مَا تزْعم مَعْرفَته، ثمَّ مشيخة الْفِقْه بالشيخونية عقب السراج الوروري متمسكا بِولَايَة سَابِقَة لَهُ فِيهَا من بعض النظار هَذَا مَعَ كَون مَا تمسك بِهِ يَقْتَضِي اشْتِرَاك ابْن أَخِيه مَعَه فِيهِ، ثمَّ مشيخة الخانقاه سعيد السُّعَدَاء عقب الزين خَالِد المتوفي ببذل أَرْبَعمِائَة فَأقبل فِيمَا قيل، وناب عَن ابْن النواجي فِي درسي الحَدِيث بالجمالية والحسنية إِلَى غير ذَلِك من مُرَتّب فِي جوالي مصر وَغَيرهَا مَعَ مرتبات فِي أوقاف الصَّدقَات واطلاب وتصوفات وَغَيرهَا وَقد حدث ودرس قَلِيلا وَرُبمَا أفتى، وَكَانَ انسانا متجملا فِي ملبسه وهيئته وضئ الْهَيْئَة سريع الدرج فِي الْقِرَاءَة غير قَائِم الاعراب فِي كلهَا رافقته فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا وَغَيره وَسمع بِقِرَاءَتِي على غير وَاحِد واستفاد مني أَشْيَاء لفظا ومراسلة وكتبت عَنهُ قَوْله:
(وَرب فتاة أخجل الْغُصْن قدها ... سبت قلب صب والمحبة قاطنه)
(وتفزع بخلا حِين نشدو بوصلها ... فواعجبا من خوفها وَهِي آمنهُ)
وَقد تلاعب بِهِ الشُّعَرَاء فِي بَيْتَيْنِ عملهما بِمَا لم أطل بايراده مَعَ سَائِر تَرْجَمته تَخْفِيفًا. مَاتَ وَأَنا بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين بمنزله الَّذِي اشْتَرَاهُ بخان الخليلي من الْقَاهِرَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر وَدفن بِالْقربِ من قبر أَخِيه رحمهمَا الله وإيانا، وَمِمَّا قدح فِيهِ البقاعي بِهِ أَنه وجدب خطه نسبتهم إِلَى قُرَيْش وَلم يدع ذَلِك أَبوهُ وَلَا أَخُوهُ وَلَا أحد مِمَّن رَأينَا مِنْهُم، قَالَ ثمَّ رَأَيْت ذَلِك بِخَط أَخِيه قَالَ وَله نظم يتكلفه لَا بقريحة مجيبة بل بِاسْتِعْمَال الْعرُوض، قَالَ وَمِمَّا جربته عَلَيْهِ مِمَّا يقْدَح ويؤثر فِي الْجرْح أَنه حَال الْقِرَاءَة إِذا مر)
بِكَلِمَة تعسرت عَلَيْهِ قرَاءَتهَا تَركهَا وَقَرَأَ مَا بعْدهَا، ثمَّ أورد شَيْئا مِمَّا وَقع لَهُ من ذَلِك وهجاه بعد مَوته.(4/48)
149 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي موفق الدّين أَبُو ذَر بن الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بموفق الدّين العباسي. / ولد سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمُحَرر والطوفي فِي أصولهم وألفيتي الحَدِيث والنحو والشذور، وَعرض على جمَاعَة واشتغل فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه على الشَّمْس مُحَمَّد بن خَلِيل الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ، وَكَذَا فِي الْفِقْه على غَيره، وناب عَن أَبِيه فِي قَضَاء حماة ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي حَيَاته حِين كف وَذَلِكَ بعد السِّتين وَلكنه لم يباشره ثمَّ تَركه لوَلَده الْأَكْبَر أبي الْفضل مُحَمَّد وَاسْتقر هُوَ فِي نظر الْجَيْش بِدِمَشْق سنة تسع وَسبعين ثمَّ انْفَصل عَنهُ الشهَاب بن النابلسي فِي صفر سنة ثَمَانِينَ ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ ثمَّ انْفَصل بالشهاب بن الفرفور فِي سنة سِتّ ثمَّ ولي كِتَابَة سرها فِي سنة تسعين بعد النَّجْم بن الخيضري ثمَّ انْفَصل عَنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ بأمين الدّين الحسباني وأعيد لنظر الْجَيْش بعد وَفَاة عبد الْقَادِر الغزاوي فِي مستهل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين ثمَّ أضيفت كِتَابَة السِّرّ لوَلَده حِين دخل صَاحب التَّرْجَمَة الْقَاهِرَة، وَرجع لبلده فتوعك فِي توجهه وَلم يلبث أَن مَاتَ بِدِمَشْق فِي عَاشر رَمَضَان من سنة ثَلَاث.
150 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَذْرَعِيّ أحد الْأُخوة من بني الامام شهَاب الدّين / واختص بِابْن منجك وَمَات بالمنيبيع من دمشق.
151 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ القاهري / الْفراش بِجَامِع المغاربة. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة.
152 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن الشّحْنَة البعلي /. ولد ببعلبك سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَنَشَأ بهَا فَسمع الصَّحِيح عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أخبرنَا بِهِ الحجار، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة، وَمَات قبل أَن أرحل ظنا.
153 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن عَليّ الطَّائِفِي ثمَّ القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ. حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِيهِ عَليّ الزين جَعْفَر وَفِي الْفِقْه عَليّ دَاوُد القلتاوي وعباس المغربي وَغَيرهمَا وَتردد إِلَيّ مَعَ أَبِيه وَغَيره.
154 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَالم بن دَاوُد بن يُوسُف بن جَابر التَّاج ابْن فَقِيه حلب الشهَاب الْأَذْرَعِيّ الْحلَبِي الدمنهوري الشَّافِعِي. / ولد فِي مستهل الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بحلب، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره، وتميز وَسمع بهَا على الْبَدْر بن حسن بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن أبي سَالم وبدمشق على(4/49)
أَبِيه وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض والبدر أبي بكر مُحَمَّد بن قليج ابْن كيكلدي وبنابلس على الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عبد الله الزيتاوي سمع عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ غرائب السّنَن لِابْنِ مَاجَه انتقاء الذَّهَبِيّ، وبالقاهرة على الشّرف مُحَمَّد بن يُونُس بن أَحْمد بن غنوم وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الخلاطي وَابْن النَّجْم وَابْن السوقي والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وزغلش وَابْن أميلة والمنبجي وَابْن نباتة وَابْن قَاضِي الْجَبَل وَآخَرُونَ، وَقدم الْقَاهِرَة بعد أَن درس فِي الاسدية بحلب فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَولي قَضَاء دمنهور الْوَحْش زَمنا، وَكَانَ فَاضلا كيسا مشاركا فِي عُلُوم مستحضرا لِأَشْيَاء حَسَنَة كتب الْخط الْحسن وَقَالَ الشّعْر الْجيد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وارتحل إِلَيْهِ صاحبنا ابْن فَهد وَغَيره وَلينه شَيخنَا وصم الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ على عدم استنابته، وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشري رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بدمنهور، وروى عَنهُ المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا ان رثاه قَالَ لَهُ انه رأى فِي مَنَامه رجلا وقف أَمَامه وأنشده:
(كَيفَ نرجو استجابة لدعاء ... قد سددنا طَرِيقه بِالذنُوبِ)
قَالَ فأنشده ارتجالا:
(كَيفَ لَا يستجيب رَبِّي دعائي ... وَهُوَ سُبْحَانَهُ دَعَاني إِلَيْهِ)
(مَعَ رجائي لفضله وابتهالي ... واتكالي فِي كل خطب عَلَيْهِ)
155 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الْجلَال بن الشهَاب بن المحيوي أَو العلمي الْأنْصَارِيّ الاسنائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف بِابْن العكم بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْكَاف لقب لجده علم الدّين حَيْثُ لم يكن ينْطق بِهِ بَعضهم الا بكاف بدل اللَّام. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَذَا قَالَ لنا الزين رضوَان انه سمع عَليّ الْعَسْقَلَانِي الْمُقْرِئ الشاطبية وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ أقعد مُدَّة وَانْقطع حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ رَحمَه الله تَعَالَى.)
156 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْجلَال أَبُو الْمَعَالِي بن الشهَاب القمصي / نِسْبَة لمنية القمص بِالْقربِ من منية بني سلسبيل الْمَهْدَوِيّ نِسْبَة لجده لأمه الزين عبد الرَّحْمَن المغربي القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَحْمد أَيْضا وَيعرف كل مِنْهُم بالقمصي. ولد فِي أول شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بعد أَخ لَهُ تسمى باسمه فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس القاياتي مؤدب الابناء وأكمله مَعَ أَبِيه وَصلى بِهِ وَهُوَ ابْن سبع، وَكَانَ يتعجب من حسن صَوته ومزيد الطَّرب فِي(4/50)
تأديته، والمصابيح والعمدة والألفيتين والشاطبيتين والسخاوية والفصيح لثعلب والمنهاجين الفرعي والأصلي مَعَ الزِّيَادَات عَلَيْهِ للاسنائي وَالتَّلْخِيص والشمسية والمعونة فِي الجدل للشَّيْخ أبي إِسْحَاق وَبعد ذَلِك المقامات الحريرية أَو غالبها، وَعرض فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة مِمَّن أجَاز لَهُ وَلم أظفر لَهُ مِنْهُم بِسَمَاع كالابناسي والبلقيني وَابْن الملقن وَولده والدميري وَعبد اللَّطِيف الاسنائي وَكَذَا مِمَّن سمع مِنْهُم كالعراقي وَولده والهيثمي فِي آخَرين لم يكتبوا الاجازة وتلا لِابْنِ كثير على ابْن زقاعة، وَكَانَ من خَواص وَالِده بل وجوده قبل على الصَّدْر الابشيطي، وَقَرَأَ معظمه بعد لأبي عَمْرو عَليّ الزراتيتي وَنصفه عَليّ النشوي وَكَثِيرًا مِنْهُ عَليّ الشراريبي وَبحث فِي الشاطبية على الشَّمْس الشطنوفي وَالْفِقْه على وَالِده والبيجوري والبرماويين والأدمي ولازم خدمَة الدَّمِيرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا فِي شَرحه للمنهاج وَغَيره وَكَانَ يجلس بجانبه فِي سعيد السُّعَدَاء بِصفة الْمَشَايِخ لاختصاصه بِأَبِيهِ فِي آخَرين وَأخذ عَن الشَّمْس الْهِلَالِي وَجَمَاعَة، وَقَرَأَ الْفَرَائِض على الشَّمْس الغراقي والعربية على الشطنوفي والابشيطي وَسمع الحَدِيث على الْعِرَاقِيّين وَشَيخنَا واشتدت ملازمته لَهُ من سنة احدى عشرَة فَمَا بعْدهَا زَمنا طَويلا وَكَانَ أحد الْعشْرَة المقررين عِنْده بالجمالية من واقفها، وَكتب عَنهُ من تصانيفه وأماليه وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأَرْبَعين المتباينة لَهُ وَمَا قالته كِتَابَته فِي الاملاء من عشاريات الصَّحَابَة وَحضر دروسه الْفِقْهِيَّة والحديثية، وَكَذَا كتب عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ وَحضر عِنْده وَعند الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيرهمَا وأحضر عَليّ ابْن الشيخة والفرسيسي وأسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والشرف بن الكويك والنورين ابْن سيف الابياري والفوي والشموس الشَّامي والبرماوي وَابْن البيطار وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والشهاب البطائحي وَقَرَأَ الصَّحِيح على النُّور الشلقامي وَكَذَا قَرَأَ على النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَغَيره وَفِي الميعاد عِنْد العلمي البُلْقِينِيّ وَكَانَ من قدماء أَصْحَابه وتنزل بالخشابية والْآثَار وَغَيرهمَا، وخطب بِجَامِع العجمي)
بقنطرة الموسكي وَكَذَا نِيَابَة بالمؤيدية وَولي امامة الفخرية بَين السورين من سنة احدى وَعشْرين وَقِرَاءَة الحَدِيث بهَا، وَحدث بالكثير حملت عَنهُ أَشْيَاء وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة بِأخرَة وَكتب بِخَطِّهِ جملَة كالصحيحين وَالتَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَبَالغ فِي ضَبطهَا. وَكَانَ بارعا يقظا حَافِظًا لكثير من الْمُتُون ضابطا لمشكلها متقنا لأدائها حَتَّى صَار أعرف شُيُوخ الرِّوَايَة بِأَلْفَاظ الحَدِيث وأمسهم بِالرَّدِّ المتقن فِيهِ شجي الصَّوْت بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث ذَا أنسة بالفن بِحَيْثُ ضبط فِي كثير من سماعاته الْأَسْمَاء محبا فِي أهل الحَدِيث رَاغِبًا فِي(4/51)
حُضُور مجالسي فِي الاملاء شَدِيد الْحِرْص على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بل سمع مني تَرْجَمَة النَّوَوِيّ وَشَيخنَا وَغَيرهمَا من تصانيفي محبا فِي مبالغا فِي إطرائي غير منفك عَن الدُّعَاء لي فِي أَكثر الْأَوْقَات فِيمَا بَلغنِي مَعَ التَّوَاضُع الزَّائِد والتقنع باليسير والانجماع عَن النَّاس وعلو الهمة حَتَّى انه كَانَ مَعَ تقدمه فِي السن يذهب إِلَى الْآثَار مَاشِيا لحضور وَظِيفَة هُنَاكَ أَحْيَانًا وَكَذَا كَانَ يطْلب مِنْهُ التَّوَجُّه لتربة قانباي ليحدث هُوَ والشمني بِبَعْض مسموعاتهما ولمنزل الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة كَذَلِك ولغيرهما من المسندين فَلَا يَأْبَى بل يتَوَجَّه مَاشِيا، مديما للتلاوة وَالْعِبَادَة والأوراد وَقيام اللَّيْل قَلِيل الْمثل فِي مَجْمُوعه منطويا على خير ومحاسن، وَقد نهبت أمتعته من قماش لَهُ ولأولاده وَعِيَاله وَنقد وَكتب وَغَيرهَا فِي بعض كوائن الزين الاستادار من خلْوَة لَهُ بالفخرية لمجاورتها لبيت الْمشَار إِلَيْهِ فتضعضع حَاله بِسَبَب ذَلِك وَصعد إِلَى السُّلْطَان فَمَا أَفَادَ وَكَانَ يتأسف إِذا تذكر ذَلِك كثيرا ومتعه الله بسمعه وبصره وحواسه كلهَا وتوعك يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشري الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بعد الْعَصْر بِجَامِع الْأَزْهَر تقدم الشَّافِعِي للصَّلَاة وَشهِدت دَفنه بتربة ابْن نصر الله جوَار الشَّيْخ يُوسُف البوصيري، وَكَانَ يَحْكِي لنا كثيرا من كراماته رحمهمَا الله وإيانا.
157 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ الْمَكِّيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان /. كَذَا سمى شَيخنَا فِي مُعْجَمه جده وَالصَّوَاب حذفه، وَقد تقدم.
158 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عوض الزين بن الشهَاب الطنتدائي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم. كَانَ شَيخا ظريفا نكتا ذَا فهم وَحسن عشرَة من صوفية البيبرسية بل هُوَ امام الرِّبَاط بهَا يتكسب من صناعَة الْحَرِير وَحسنت تَوْبَته قبيل مَوته)
خُصُوصا بعد النَّجْم بن النبيه وانجمع عَن النَّاس واشتغل بفقره وَقلة ذَات يَده حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة سبع وَسبعين عَن قريب الثَّمَانِينَ وَدفن من الْغَد بحوش البيبرسية رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
159 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
160 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الزين بن الشهَاب الحبيشي الْمدنِي المادح، / من سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَيْضا.
161 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الزين الدنجيهي / قاضيها الشَّافِعِي. ولد فِيهَا بعد الْقرن بِيَسِير وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتحول لدمياط فحفظ فِيهَا التَّنْبِيه(4/52)
والملحة والألفية وعرضها بِالْقَاهِرَةِ على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الطنتدائي وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه يَسِيرا على النُّور عَليّ والشهاب أَحْمد وَولده الْمَشْهُورين ببني البشارى بِكَسْر الْمُوَحدَة ومعجمة خَفِيفَة وناب فِي قَضَائهَا من سنة عشْرين إِلَى آخر وَقت ولمي حمد لكنه كَانَ كثير السَّعْي مَعَ مدحه للقضاة بِمَا كتبت عَنهُ مِنْهُ فِي شَيخنَا:
(أأظما وَأَنت أَلِيم والزاخر الَّذِي ... تولد مِنْهُ للعفاة سَحَاب)
(وأرمي بكيد الماكرين وبغيهم ... وَأَنت بأفق المنجدين شهَاب)
وَمَات على قَضَائِهِ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين عَفا الله عَنهُ.
162 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك وجيه الدّين بن عُمْدَة الدّين الْقرشِي الْعمريّ الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف براجه برَاء مُهْملَة وجيم بَينهمَا ألف /. كَانَ ذَا خير وَدين وَسُكُون مِمَّن لَهُ عناية بالفقه واجتهاد فِي عمل الْعُمر وَبَيْعهَا مرتفقا بذلك فِي معيشته وَلذَلِك قيل لَهُ الْعمريّ وان كنت سَمِعت أَنه يذكر أَنه قرشي من ذُرِّيَّة عمر أَو على الشَّك مني وَأَن أَبَاهُ كَانَ قَاضِيا أَو خَطِيبًا بِبَلَدِهِ وأظنها دلى من بِلَاد الْهِنْد وَعَلِيهِ اعتمدت فِي اسْم أَبِيه وجده وَشَكَكْت فِي تَقْدِيم أَحْمد على عبد الْملك، وَذكر لي أَنه قدم مَكَّة فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة أَو قَرِيبا مِنْهَا الشَّك مني فعلى هَذَا تكون مجاورته بهَا خمسين سنة أَو أَزِيد، ورزق بهَا أَوْلَادًا ودارا، وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين ظنا أَو بلغَهَا. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ انه نَاب عَنهُ فِي عقد نِكَاح.)
163 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد جلال الدّين أَبُو الْفضل بن الشهَاب البهوتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ. ولد فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا عِنْد الْبُرْهَان بن أبي شرِيف والسنتاوي وَنَحْوهمَا وَحضر إِلَيّ فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة إِحْدَى وَتِسْعين فَسمع مني أَشْيَاء، وَهُوَ ذكي فطن حسن الْفَهم غير متصون مِمَّن ينتمي للخيضري وينافر زوج أُخْته الديمي وولدهما.
164 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عُثْمَان الزين السويدي الْمَالِكِي / قَاضِي دمشق وَقدم الْقَاهِرَة واشتغل عِنْد وَولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق، وَكَانَ مَاتَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بمقبرة الْبَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله.
165 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن عبيد زين الدّين بن الشهَاب الديسطي ثمَّ القاهري القلعي الشَّافِعِي وَيعرف بالصمل بِضَم الْمُهْملَة وَالْمِيم وَآخره لَام /(4/53)
مُشَدّدَة. ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة ثَمَانمِائَة على ابْن الملقن والعراقي وَابْنه الْوَلِيّ والابناسي وَابْن خلدون وأجازوه والبلقيني وَطَائِفَة مِمَّن لم يجز وَسمع على النُّور الأبياري اللّغَوِيّ نزيل البيبرسية فِي أبي دَاوُد واشتغل وباشر عِنْد الْأُمَرَاء وَأَجَازَ لي وَمَات فِي.
166 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ الورداني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي /. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بوردان من أَعمال الجيزية بجوار أتريس من عمل الْبحيرَة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل بالفقه وَغَيره، وَمن شُيُوخه الْمحلي والمناوي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعمادي وَآخَرين كالأمين الاقصرائي من الْحَنَفِيَّة، وَسمع بِقِرَاءَتِي على بعض الشُّيُوخ وَهُوَ إِنْسَان خير طولت ذكره فِي الْكَبِير.
167 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ الْفَقِيه زين الدّين / إِمَام جَامع الْحَاكِم وصديق عبد الله أبي يُوسُف الْآتِي. قدم الْقَاهِرَة فأقرأ الْأَوْلَاد وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي يَسِيرا كالسيد النسابة وَابْن أَسد، وَحج غير مرّة ثمَّ قطن الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة مديما للتلاوة فِي سبع خير بك وتكرر مَجِيئه الْقَاهِرَة طلبا للرزق ورأيته فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ غير منفك عَن طَرِيقَته وَنعم الرجل.
168 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ القبايلي المغربي / الْمَاضِي أَبوهُ. ذبح فِي شَوَّال سنة ثَلَاث كَمَا)
ذكر هُنَاكَ.
169 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر بن عَرَفَات بن عوض الزين بن الشهَاب ابْن السراج الْأنْصَارِيّ الأطفيجي القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد الله ووالد مُحَمَّد / الآتيين. ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بأطفيح من الْوَجْه القبلي وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وانتقل بِهِ أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وتلا لأبي عَمْرو على الشّرف يَعْقُوب الجوشني وَالْفَخْر الضَّرِير واشتغل بالفقه على عَمه الزين القمني وَحضر فِيهِ عِنْد الابناسي وبالنحو وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان عَليّ الْبِسَاطِيّ وبالعروض على فلَان القرماني بحث عَلَيْهِ القصيدة الأندلسية وَشَرحهَا للحسام القيصري، وَأذن لَهُ عَمه وَغَيره بالافتاء والتدريس وَكَذَا أذن لَهُ الْبِسَاطِيّ: وَكَانَ شَيخنَا ابْن خضر يضْحك من ذَلِك، وَسمع على الصّلاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي والفرسيسي والتاج بن الفصيح وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَآخَرُونَ، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَطَائِفَة وَكَانَ يذكر أَن السراج البُلْقِينِيّ أجَاز لَهُ، وتكسب(4/54)
بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وقتا وَولي مشيخة الصُّوفِيَّة بتربة يُونُس الدوادار الْمُجَاورَة لتربة الظَّاهِر برقوق الَّتِي كَانَ أحد صوفيتها وتنزل فِي الْجِهَات، وَحدث باليسير سَمِعت عَلَيْهِ ختم البُخَارِيّ بل قَرَأت عَلَيْهِ مَعَ غَيره الْجُزْء الْأَخير من الْمُسْتَخْرج عَليّ مُسلم لأبي نعيم، وَكَانَ جَامِدا مُقبلا على شَأْنه حَرِيصًا على الْمُلَازمَة لمجلسه بِحَيْثُ يرجع من الْحُضُور وَهُوَ على قَدَمَيْهِ فيجلس فِيهِ إِلَى الْغُرُوب غَالِبا، مقترا على نَفسه مَعَ تموله. مَاتَ فِي سنة سِتِّينَ ظنا أَو قبلهَا بِيَسِير، وَمن نظمه يمدح شَيخنَا مِمَّا كتبه عَنهُ البقاعي:
(يَا سيدا حَاز الحَدِيث بِصِحَّة ... بِالْحِفْظِ والاسناد حَقًا يفضل)
(يَا مَالِكًا بِالْعلمِ كل مدرس ... شيخ الشُّيُوخ وَأَنت فيهم أمثل)
(يَا حاويا كنز الْعُلُوم بفهمه ... قَاضِي الْقُضَاة الْمُنعم المتفضل)
(الْفضل وَالْعَبَّاس أَنْت أَبوهُمَا ... يَا باسما وَالْوَجْه مِنْهُ مهلل)
170 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر بن غَانِم الزين البرمكيني القاهري. / من أهل الْقُرْآن توفّي قبيل الثَّلَاثِينَ عَن بضع وَسِتِّينَ وَهُوَ شَقِيق الشّرف مُوسَى وَأحمد وَسليمَان.
171 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عمر الْمدنِي / الْفراش بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.)
172 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عُمَيْر الْمدنِي / الْفراش بهَا وَيعرف بدربيي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ وَأَظنهُ الأول وَقع الْغَلَط أحد الْمَوْضِعَيْنِ فِي جده.
عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَيَّاش. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد قَرِيبا.
173 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن غَازِي الزرعي الْمَقْدِسِي سبط الْجمال بن جمَاعَة. / سمع مَعنا وَحفظ كتبا كَثِيرَة ولازم الْكَمَال بن أبي شرِيف. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ قبل الكهولة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا.
174 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن قَاسم وَيعرف بِابْن الأصيفر /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
175 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخواجا الْوَجِيه الدِّمَشْقِي نزيل مَكَّة وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وَيحيى / وَغَيرهم وَيعرف جده بِابْن أبي الْفَرح وَهُوَ بِابْن قيم الجوزية فأمه ابْنة الشَّمْس بن قيم الجوزية. قدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ بِيَسِير فاستوطنها وَاشْترى بهَا دورا وعمرها وَكَانَ يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى كاليكوت فِي المتجر. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَخلف دورا وأولادا.
176 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة جلال الدّين بن الشهَاب الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الوجيزي لحفظ وَالِده الْوَجِيز للغزالي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا(4/55)
فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَغَيرهَا، وَعرض عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ وجود الْقُرْآن على الزراتيتي وَأخذ الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَغَيره والنحو عَن الشمسين الشطنوفي والبرماوي وَمن شُيُوخه وَالِده وَالشَّمْس الغراقي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيرهم مِمَّن هُوَ أقدم مِنْهُم ودونهم وبرع فِي الْفَضَائِل وتنزل فِي الْجِهَات كدرسي الحَدِيث بالبيبرسية والجمالية وَنسخ بِخَطِّهِ الْكثير وَمن ذَلِك شرح البُخَارِيّ لشَيْخِنَا، وَكَانَ أَولا مِمَّن يلازم الْحُضُور هُوَ ووالده عِنْده وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة خمس وَعشْرين وجاور أشهرا وَدخل دمشق والثغرين وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل ثمَّ أعرض عَن الِاشْتِغَال ولواحقه وَتوجه لاستحذاء من شَاءَ الله من الرؤساء وَنَحْوهم بحكايات ينمقها ويسردها بفصاحة عِنْدهم مَعَ ظرف ولطف وإكثار لادارة لِسَانه أَو شفته وَرُبمَا تستر باظهار مَا يشبه الْجُنُون مَعَ كَونه من الْعُقَلَاء بِحَيْثُ كَانَ يُقَال هما إثنان عَاقل يتمجنن وَمَجْنُون يتمعقل وَيَعْنِي هَذَا والبدر بن)
الشريدار، وحكيت فِي الْجَوَاهِر شَيْئا مِمَّا وَقع لَهُ من ذَلِك مَعَ شَيخنَا على أَن بَعضهم قَالَ إِن سَبَب هَذَا سوء مزاج وانحراف كَمَا وَقع لِأَبِيهِ فقد وَصفه بهما شَيخنَا وَمِمَّا كَانَ يزعمه قَول ابْن الْجَزرِي فِيهِ:
(إِذا رمت التفنن فِي الْمعَانِي ... وتملك مهجة الْملك الْعَزِيز)
(فبادر نَحْو شيخ الْوَقْت حَقًا ... ودائرة الْعلَا القطب الوجيزي)
وَقَالَ التقي بن حجَّة أَيْضا:
(إِذا رمت التفقه فِي الْمعَانِي ... لما ترجوه من ملك عَزِيز)
(عَلَيْك بِمن غَدا فِي النَّاس قطبا ... وبادر للتبرك بالوجيزي)
فِي آخَرين كالابناسي الصَّغِير والبشتكي وَالْجمال البهنسي والنواجي وَابْن اقبرس والحجازي فَالله أعلم، وَهُوَ مِمَّن سمع عَليّ الصّلاح الزفتاوي وَابْن أبي الْمجد والتنوخي وَابْن الشيخة والعراقي والهيثمي والابناسي والغماري والزين المراغي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ والتاج بن الفصيح والحلاوي والسويداوي والشرف ابْن الكويك والبدر النسابة وَغَيرهم، وَحدث باليسير سمع عَلَيْهِ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ قِطْعَة من البُخَارِيّ مَعَ الْخَتْم مِنْهُ بل قَرَأت عَلَيْهِ أَحَادِيث من الْمُوَطَّأ وَلَو ترك مَا سلكه وَاسْتمرّ على طَرِيقَته الأولى لَكَانَ أشبه. مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة أَو آخر شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن بحوش البيبرسية عِنْد أَبِيه رحمهمَا الله وَعَفا عَنْهُمَا.
177 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْأنْصَارِيّ الْقَمُولِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / رَفِيق الشهَاب الابشيهي. مِمَّن أَخذ عَن الْمحلي وَالْعلم(4/56)
البُلْقِينِيّ والمناوي فَمن بعدهمْ كَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَالْأُصُول عَن الْمحلي بل أَخذ فنونا عَن التقي الحصني وتميز وبرع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير مِمَّا كَانَ يتعيش مِنْهُ غَالِبا لشدَّة حَاجته مَعَ ملازمته للاشتغال والتحصيل وَكَانَ يجْتَمع بِي أَحْيَانًا بل سمع بِقِرَاءَتِي على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا وَنعم الرجل كَانَ دينا وفضلا. مَاتَ فِي طاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَأَظنهُ جَازَ الثَّلَاثِينَ رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
178 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض ابْن عبد الْخَالِق الزين أَو الْعِزّ بن الزين بن نَاصِر الدّين الْبكْرِيّ الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عَم الْجلَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد / الْآتِي والماضي أَبوهُ. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري شعْبَان سنة تسع وَثَمَانمِائَة بدهروط من البهنساوية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَكَانَ جد أَبِيه أَحْمد وَأَبوهُ مُحَمَّد مالكيين وأماجده وَأَبوهُ فشافعيان كبيران فَنَشَأَ على مَذْهَبهمَا، وَحفظ فِي الْفِقْه التَّحْرِير للجمال البزري الوَاسِطِيّ وَهُوَ على نمط الْحَاوِي ثمَّ المنهاجين الفرعي والأصلي مَعَ زوائده للأسنائي وألفيه ابْن مَالك، واشتغل يَسِيرا على أَبِيه وَغَيره بل بحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس الْبرمَاوِيّ ولازمه والزين القمني والقاياتي وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَفِي الْفَرَائِض على ابْن المجدي وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الشموس القاياتي والونائي وَابْن عمار وَسمع على شَيخنَا وناب عَنهُ وَعَن غَيره فِي الْقَضَاء ودرس بالتقوية والحسامية من الفيوم، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وتعاني النّظم فَأكْثر وامتدح شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا كتبته عَنهُ فِي شَيخنَا حِين عوده للْقَضَاء قصيدة سقتها فِي الْجَوَاهِر أَولهَا:
(رباني حب زَيْنَب وللرباب ... لتركهما جوابي والجوى بِي)
وَقَوله مِمَّا أوردته فِي معجمي حِين عزل السفطي عَن الْقَضَاء:
(توالت خطوب الدَّهْر قسرا على الورى ... وناهيك خطب الدَّهْر يعقبه القسر)
وَكَانَ فَاضلا مُفِيدا فصيحا حسن المذاكرة بالفقه والمحاضرة محبا فِي الْفُضَلَاء متوددا اليهم مكرما لوافدهم. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بطنبذي الْمُجَاورَة لدهروط بِالْقربِ من البهنسا وَكَانَ قاضيها رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
179 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض الْعِزّ أَبُو الْفضل الْبكْرِيّ الشَّافِعِي / أَخُو الَّذِي قبله ووالد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. ولد سنة احدى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وَأذن لَهُ فِي الافتاء وَمَات شَابًّا فِي سنة سبع. أفادنيه وَلَده.(4/57)
180 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن مُحَمَّد الزين الاعزازي الأَصْل الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي. / ولد فِي شَوَّال سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على أبي عَليّ الْحسن بن الهبل أحد أَصْحَاب الْفَخر وَأبي الهول وَأبي بكر بن إِسْمَاعِيل البيتليدي وَالصَّلَاح أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الاعزازي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ أحد عدُول مَسْجِد السُّوق بِدِمَشْق. مَاتَ بهدية وَهُوَ رَاجع من الْحَج فِي أول سنة احدى وَأَرْبَعين، وَفِي رُوَاة جُزْء الْأنْصَارِيّ الَّذِي سَمعه عَلَيْهِم التنوخي أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن نجم الاعزازي فَهُوَ)
عَم أبي صَاحب التَّرْجَمَة وَحِينَئِذٍ فَلَعَلَّ نجما لقب لمُحَمد.
181 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شقير القليوبي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
182 - عبد الرَّحْمَن بن التقي أَحْمد بن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن الشني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / وَأمه أمة. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي جهاته بعناية أحد أوصيائه الْبُرْهَان الكركي، وناب عَنهُ فِيهَا ثمَّ اسْتَقل حِين ترعرع إِلَى أَن انْفَصل عَن مشيخة قانباي مَحل سكنه بِعَبْد الرَّزَّاق الْمُؤَذّن الْمُقْرِئ لمُخَالفَته أَمر الأتابك ازبك، وانكشف حَاله بعد، وَكَانَ قد قَرَأَ عَليّ الصّلاح الطرابلسي، وجلال الدّين السُّيُوطِيّ وَرُبمَا خطب بِجَامِع طولون.
عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. / يَأْتِي فِي ابْن أبي بكر قَرِيبا.
183 - عبد الرَّحْمَن وَيُسمى مُحَمَّدًا أَيْضا بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْفضل بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي عبد الله السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الشاذلي أَخُو إِبْرَاهِيم وَحسن وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيحيى وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الوفا /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: ولد قبل التسعين وَنَشَأ على طَريقَة أَبِيه وَعَمه، واشتغل وأحضر مجْلِس شَيخنَا البُلْقِينِيّ وتولع بالنظم فَلم يزل حَتَّى مهر فِيهِ، ورثى أَبَاهُ وَعَمه وَعمل المقاطيع الْجِيَاد على الطَّرِيقَة النباتية وَلَو عَاشَ لفاق أهل زَمَانه فِي ذَلِك وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كيس الْعشْرَة اجْتمعت بِهِ وَسمعت من فَوَائده ومدحني بِأَبْيَات قافية كنت كتبت للبدر البشتكي أبياتا على وَزنهَا فَكَأَنَّهُ وقف عَلَيْهَا فَأَعْجَبتهُ.
مَاتَ غريقا فِي النّيل فِي سنة أَربع عشرَة وَثَمَانمِائَة يَعْنِي فِي حَيَاة أَبِيه، وَذكره فِي سنة أَربع عشرَة أَيْضا من انبائه فَقَالَ انه اشْتغل فِي صباه قَلِيلا وتعانى النّظم فَقَالَ الشّعْر الْفَائِق وَكَانَ ذكيا حسن الْأَخْلَاق لطيف الطباع غرق فِي بَحر النّيل هُوَ وَمُحَمّد بن عبيد البشكالسي وَعبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد التنسي جمال الدّين قَاضِي الْمَالِكِيَّة وَابْن قاضيهم، قَالَ وَمن نظمه أرَاهُ فِي مرثية مَحْبُوب لَهُ:(4/58)
(مَضَت قامة كَانَت أليفة مضجعي ... فَللَّه ألحاظ لَهَا ومراشف)
(وَللَّه أصداغ حكين عقاربا ... فهن على الحكم الْمُضِيّ سوالف)
(وَمَا كنت أخْشَى أمس إِلَّا من الجفا ... واني على ذَاك الجفا الْيَوْم آسَف)
(رعى الله أَيَّامًا وناسا عهدتهم ... جيادا وَلَكِن اللَّيَالِي صيارف)
وَمِنْه من غزل قصيدة على هَذَا الروى:)
(وَفِي ذهبي الخد صِيغ لمحنتي ... يُطِيل امتحانا لي وَمَا أَنا زائف)
(يذيب فُؤَادِي وَهُوَ لَا غش عِنْده ... فيا ذهبي اللَّوْن انك حائف)
(وَفِي فَمه شهد وَشهد مُكَرر ... وَفِي خَدّه ورد وَورد مضاعف)
(لَهُ أعيني أَنِّي رَأَتْهُ تَوَابِع ... وأعينه أَيْضا لقلبي خواطف)
وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا أَيْضا فِي بعض أَجزَاء تَذكرته بعد مدحه الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فِي مُعْجَمه قَوْله رحم الله شبابه وعوضه الْجنَّة، وأرخ غرقه فِي سنة خمس عشرَة وَلَكِن الأول أصح، وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه لما ذكر غرقه هُوَ وَأَصْحَابه وَكَانُوا اجْتَمعُوا فِي منظرة على الْبَحْر ثمَّ اجْتمع رَأْيهمْ على ركُوب بعض المراكب ويتوجهون إِلَى الْآثَار فَامْتنعَ أَبُو الْفضل الْمَذْكُور أَشد امْتنَاع فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى ركب مَعَهم وَلما ركب قَالَ لرفقته عجبا ان نجونا من الْغَرق فِي الْبَحْر فَلم يتم كَلَامه حَتَّى انْقَلب الْمركب بهم وَلم يظفروا بجسده مَعَ التفحص عَنهُ أَيَّامًا فَكَأَن الأَرْض ابتلعته انْتهى. وَزَاد غَيرهم فَخر الدّين بن المزوق وسمى ابْن التنسي بدر الدّين وَقَالَ انه نجا من الْغَرق وَوهم فِي الْأَمريْنِ كَمَا وهم من سمى جمال الدّين بن التنسي عبد الله بل هُوَ مُحَمَّد وَفِي وَصفه بقاضي الْقُضَاة وانما كَانَ يَنُوب فِي الْقَضَاء نعم أَبوهُ قَاضِي الْقُضَاة نَاصِر الدّين أَحْمد، وَذكره المقريزي فِي عقوده وانه مَاتَ وَهُوَ شَاب غريقا بنيل مصر قَرِيبا من الرَّوْضَة فِي يَوْم عَاشُورَاء وَأورد من نظمه أَشْيَاء.
184 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ ابْن عَيَّاش الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو بكر بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عَيَّاش بتحتانية ومعجمة. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَسمع حَسْبَمَا كَانَ يخبر على العمادين ابْن كثير وَابْن السراج والمحيوي الرَّحبِي والزين بن رَجَب الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس بن سَنَد ورسلان الذَّهَبِيّ فِي آخَرين وتلا على أَبِيه للسبع إفرادا ثمَّ جمعا للعشر بِمَا تضمنه كتاب الورقات المثمرة فِي تَتِمَّة قراءات الْأَئِمَّة الْعشْرَة لوالده وشوهه خطّ وَالِده بذلك وَلكنه كَانَ(4/59)
يخبر أَنه تَلا تجويدا على الْأمين بن السلار من أول الْقُرْآن إِلَى سُورَة الصَّفّ، وَسمع عَلَيْهِ الشاطبية وَأَنه قَرَأَ أَيْضا على الشّرف أبي الْمَعَالِي مَحْمُود بن شرف شاه الطوسي خَادِم الخدام بالسميساطية بِدِمَشْق والزين أبي حَفْص عمر بن الشَّمْس ابْن اللبان الدِّمَشْقِي وعَلى فَيْرُوز التبريزي بِجَامِع منكلي بغا بحلب وانه ارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة)
اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فَتلا عَليّ الْعَسْقَلَانِي للعشر وَأذن لَهُ فِي الاقراء، وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية والرائية وَأثبت ابْن الْجَزرِي فِي تَرْجَمَة الْعَسْقَلَانِي من طبقاته اسْمه فِيمَن قَرَأَ عَلَيْهِ فساوي حِينَئِذٍ وَالِده فِي الاسناد وَالْحَاصِل أَنه قَرَأَ القراآت بِدِمَشْق وحلب والقاهرة وتفقه بِأَبِيهِ وَسمع دروس البُلْقِينِيّ وَغَيره وَأخذ النَّحْو عَن أَبِيه وَعَطَاء الله الدّرّ وَالِي الْهِنْدِيّ، وَحج مَعَ أَبِيه فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس ثمَّ انْقَطع بِمَكَّة من سنة تسع وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي بعْدهَا وارتحل فِي أثْنَاء ذَلِك إِلَى الْيمن لزيارة أَبِيه فانه كَانَ انْقَطع بهَا لطلب الْحَلَال وَكَذَا سَافر مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور فِيهَا غير مرّة وتصدى فِي الْحَرَمَيْنِ لنشر الْقرَاءَات لَيْلًا وَنَهَارًا فَانْتَفع بِهِ خلق من أهلهما والقادمين عَلَيْهِمَا وَصَارَ شيخ الاقراء هُنَاكَ بِلَا مدافع وَلذَا وَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من إنبائه بقوله مقرئ الْحرم، وَكَانَ يدرس أَيْضا فِي ألفية ابْن مَالك ونظم غَايَة الْمَطْلُوب فِي قِرَاءَة خلف وَأبي جَعْفَر وَيَعْقُوب أَخذهَا النَّاس عَنهُ وأولها:
(حمدت إِلَه الْخلق حمدا مكملا ... وَصليت يَا رَبِّي على أشرف الملا)
(وَبعد فَخذ نظم الثَّلَاثَة سالكا ... طَريقَة إرشاد لتهدي من تَلا)
وَكَذَا لَهُ نظم غير ذَلِك أثبت مِنْهُ فِي تَرْجَمته من معجمي أَشْيَاء وَانْقطع بمنزله فِي مَكَّة من أثْنَاء سنة احدى وَخمسين لعَجزه عَن الْحَرَكَة غير منفك مَعَ ذَلِك عَن الاقراء لمن يَقْصِدهُ حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشري صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من الشَّيْخ عَليّ بن أبي بكر الزَّيْلَعِيّ رحمهمَا الله وإيانا وَهُوَ فِي ذيل ابْن فَهد مطول وَقد وَصفه ابْن الْجَزرِي فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ بالشيخ الامام الْعَلامَة شيخ الاقراء وأوحد الْقُرَّاء والمشار إِلَيْهِ فِي وقته من بَين أهل الْعَصْر بالتجويد والاداء وَالْمُنْفَرد فِي الْحَرَمَيْنِ الشريفين بالتصدر ونفع الْمُسلمين زين الدّين أبي مُحَمَّد وَقَالَ انه سَأَلَهُ ذكر مَا يعلم من لقِيه للشمس الْعَسْقَلَانِي فَكتب أَنه كَانَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حَيَاة الْعَسْقَلَانِي قَالَ وَكَانَ يقْرَأ جمعا بالقراءات عَليّ ويخبرني أَنه يقْرَأ عَليّ الْعَسْقَلَانِي الْمَذْكُور جمعا انْتهى. وَكَانَ هَذَا مُسْتَند ابْن الْجَزرِي فِي جزمه بذلك فِي الطَّبَقَات(4/60)
على أَنِّي رَأَيْت من حكى عَن كل من ابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا رضوَان إِنْكَار ذَلِك ورميه فِيهِ بِالْكَذِبِ وَالْمُعْتَمد مَا قَدمته، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وانه مقرئ الْحجاز مِمَّن نفع الله بِهِ النَّاس وأغناه عَن التطلع لما فِي أَيْديهم وَصَحبه أَيَّام مجاورته بِمَكَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ واستفاد مِنْهُ تَرْجَمَة أَبِيه.)
185 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد عبد الله الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الشهَاب بن الْجلَال أبي عبد الله الحسباني الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد أَمِين الدّين مُحَمَّد / الْآتِي ويلقب هامان. حفظ الدُّرَر وَاسْتقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين ببذل زَائِد عوض إِسْمَاعِيل أخي كبيش الْعَجم وَكِلَاهُمَا من كبار الْجُهَّال ثمَّ صرف بِابْن القطب وَهُوَ أمثل مِنْهُمَا وأهين هَذَا مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين شبه المقعد، وَمَات ابْنه الْمَذْكُور الَّذِي اسْتَقر فِي كِتَابَة دمشق مَعَ أَخِيه كِلَاهُمَا بالطاعون وليته كَانَ مَعَهُمَا.
186 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى المارديني الضَّرِير الشَّافِعِي نزيل أسيوط. حفظ الْقُرْآن ومختصر التبريزي والكافية فِي النَّحْو وقطن أسيوط وَأكْثر من مدائح أَعْيَان الصَّعِيد بِحَيْثُ كَانَ لَهُ عَلَيْهِم رواتب سنوية وَغَيرهَا. مَاتَ فِي طاعون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقد زاحم الثَّمَانِينَ. وَمن نظمه ردا على من أنكر عَلَيْهِ فِي مدحه لبَعْضهِم وَصفه بالعظيم: وَيَا جحشا تولد من حمَار
(لقد كتب النَّبِي إِلَى هِرقل ... عَظِيم الرّوم أوردهُ البُخَارِيّ)
187 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري رَفِيق السلموني / وَنَحْوه فِي الشَّهَادَة مَعَ جودة الْخط وَلكنه غير مَحْمُود وَرُبمَا اشْتغل ولازم أخي فِي قِرَاءَة التَّقْسِيم وَتردد إِلَيّ ثمَّ ورث وَتوجه بالاسترقاق بميراثه بحرا فَقَدمهَا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَجلسَ بِبَاب السَّلَام.
188 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عمر / الْآتِي وَيعرف بالنفطي. قَرَأَ الْمُوَطَّأ لأمامه عَليّ غَانِم الخشبي وَتزَوج ابْنة الْجلَال الخجندي بعد أبي الْفَتْح المراغي، وَكَانَ حَيا فِي سنة عشر.
189 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المطيرز عضد الدّين. / مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين. أرخه ابْن عزم.
190 - عبد الرَّحْمَن بن بكتمر السندبسطي ثمَّ القاهري / أحد أَصْحَاب الزَّاهِد وَصَاحب الزاوية الْمُجَاورَة لجامع شَيْخه وفيهَا مَحل دَفنه أَخذ عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ(4/61)
مِنْهُم مُحَمَّد البدوي وَذكروا لَهُ أحوالا صَالِحَة وَكَانَت لَهُ طاحون يقتات مِنْهَا ويعمر من فاضلها الزاوية الْمشَار اليها الَّتِي لم يكملها وانما أكملها صَاحبه الشَّيْخ مَدين. مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا رَحمَه الله وإيانا.
191 - عبد الرَّحْمَن بن بكير بن مُحَمَّد الْفَرَجِيِّ الْبُرُلُّسِيّ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.)
192 - عبد الرَّحْمَن بن أبي البركات بن أبي الْهدى مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين الشَّيْخ الصَّالح الزين الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي عَم عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن أبي البركات / الْآتِي. مِمَّن قَرَأَ عَليّ بِالْمَدِينَةِ فِي شرح النخبة وَسمع أَشْيَاء وَله أَخذ عَن الأبشيطي وَغَيره وَفِيه فضل مَا مَعَ سُكُون وَخير. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
193 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن ابراهيم الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَهُوَ خير منجمع.
194 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ ولي الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن ابراهيم بن يُوسُف الملوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن وَتردد لمَكَّة بل جاور بهَا سِنِين واشتغل قَلِيلا فِي الْمِنْهَاج وَسمع عَليّ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين أربعي النَّوَوِيّ ومجالس من جَامع الْأُصُول وَبَعض البُخَارِيّ وكتبت لَهُ إجَازَة، ومولده سنة أَربع وَخمسين وسافر فِي التِّجَارَة لعدن وَنَحْوهَا وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين هُنَاكَ.
195 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن دَاوُد الزين أَبُو الْفرج بن التقي أبي الصَّفَا الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن دَاوُد. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَالَ غَيره سنة ثَلَاث بجبل قاسيون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل وَكَانَ يذكر أَنه أَخذ الْفِقْه عَن التقي ابراهيم بن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُفْلِح والْعَلَاء بن اللحام وَأخذ عَن أَبِيه التصوف وَسمع عَلَيْهِ مُؤَلفه أدب المريد وَالْمرَاد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَمِنْه تلقن الذّكر وَلبس الْخِرْقَة بل ألبسها مَعَه من الشهَاب بن الناصح حِين قدومهما عَلَيْهِمَا دمشق صُحْبَة الظَّاهِر برقوق وَمن البسطامي بزاويته بِبَيْت الْمُقَدّس وبانفراده فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين من ابْن الْجَزرِي مَعَ قِرَاءَته عَلَيْهِ للجزء الَّذِي خرجه من مروياته فِيهِ المسلسل والمصافحة والمشابكة وَبَعض العشاريات بالباسطية ظَاهر دمشق وَأول سَمَاعه للْحَدِيث بِدِمَشْق من الْمُحب الصَّامِت سمع عَلَيْهِ التَّوْبَة والمتابة لِأَبْنِ أبي عَاصِم وَكَذَا البُخَارِيّ فِيمَا كَانَ يخبر ثمَّ سمع غَالب الصَّحِيح على عَائِشَة ابْنة(4/62)
ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي وَسمع ببعلبك على التَّاج بن بردس وَأَجَازَ لَهُ أَخُوهُ الْعَلَاء ولازم الْحَافِظ ابْن نَاصِر الدّين فِي أَشْيَاء سَمَاعا وَقِرَاءَة وَخلف وَالِده فِي مشيخة زاويته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالسفح فَوق جَامع الْحَنَابِلَة فَانْتَفع بِهِ المريدون وَحج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل غَيرهَا من الْأَمَاكِن، وَكَانَ شَيخا)
قدوة مسلكا تَامّ الْعقل وَالتَّدْبِير قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والنهى عَن الْمُنكر رَاغِبًا فِي المساعدة على الْخَيْر وَالْقِيَام فِي الْحق مَقْبُول الرسائل نَافِذ الْأَوَامِر كَرِيمًا متواضعا حسن الْخط ذَا جلالة وَوَقع فِي النُّفُوس وشهرة عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَله الْكَنْز الْأَكْبَر فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر فِي مجلدين وَفتح الاغلاق فِي الْحَث على مَكَارِم الْأَخْلَاق ومواقع الْأَنْوَار ومآثر الْمُخْتَار والانذار بوفاة الْمُصْطَفى الْمُخْتَار وتحفة الْعباد وأدلة الأوراد فِي مُجَلد ضخم والدر الْمُنْتَقى الْمَرْفُوع فِي أوراد الْيَوْم وَاللَّيْلَة والأسبوع ونزهة النُّفُوس والأفكار فِي خَواص الْحَيَوَان والنبات والأحجار فِي ثَلَاث مجلدات وتسلية الواجم فِي الطَّاعُون الهاجم فِي مُجَلد وَغير ذَلِك مِمَّا قرئَ عَلَيْهِ جَمِيعه أَو أَكْثَره، وَكَانَ استمداده فِي الحَدِيث من شَيْخه ابْن نَاصِر الدّين، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين بعد فَرَاغه من قِرَاءَة أوراد لَيْلَة الْجُمُعَة بِيَسِير فَجْأَة، وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بالجامع المظفري فِي مشْهد عَظِيم جدا وَدفن فِي قبر كَانَ أعده لنَفسِهِ دَاخل بَاب زاويته رَحمَه الله وإيانا.
196 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن صَالح الزين بن الشّرف الداديخي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي مَحَله، وداديخ بمهملتين وَآخِرهَا مُعْجمَة من أَعمال سرمين. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ ولازم الِاشْتِغَال مَعَ الْفَهم البطئ وسلوك طرق الْخَيْر والمواظبة على الْجَمَاعَة إِلَى أَن فضل وَكَانَ قد سمع عَليّ عمر بن أيدغمش عشرَة الْحداد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ.
197 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر زين الدّين بن الْعِمَاد الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الله وناصر الدّين مُحَمَّد / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن زُرَيْق بِمُعْجَمَة ثمَّ رَاء وَآخره قَاف مصغر، ولد فِي خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالسفح من صالحية دمشق وَنَشَأ بهَا وَسمع على أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأبي بكر بن ابراهيم بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأبي حَفْص عمر(4/63)
البالسي وَعبد الله الحرستاني فِي الآخرين وَمِمَّا سَمعه على الأول الْأَرْبَعين تَخْرِيج أَبِيه لَهُ، وَأَجَازَ لَهُ ابْن العلائي وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي وَجَمَاعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فَجْأَة فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَصلى عَلَيْهِ قبيل ظَهره بالجامع المظفري، وَدفن بتربة جده أبي عمر بالسفح وشيعه خلق كثير رَحمَه الله.
198 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْوَجِيه بن الزكي الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الزكي. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وكتبا وَعرض عَليّ فِي مجاورة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسمع مني ثمَّ فِي الْمُجَاورَة الَّتِي تَلِيهَا أَخذ عني البُخَارِيّ مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع وَالشَّمَائِل النَّبَوِيَّة قِرَاءَة والشفا وَغَيره سَمَاعا وَكتب بعض تصانيفي وكتبت لَهُ إجَازَة وَهُوَ يقظ يتكسب ويعامل ويحضر دروس القَاضِي بل قَالَ لي أَنه أَخذ عَن الْجَوْجَرِيّ بِالْقَاهِرَةِ، وسافر إِلَى الْهِنْد غير مرّة.
199 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ القادري الوفائي /. قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ ابْن أخي الْفَخر عُثْمَان المقسي الزهراوين لأبي عَمْرو مَعَ منظومة الْأمين عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن وهبان الْحَنَفِيّ القَاضِي الْمُسَمَّاة غَايَة الِاخْتِصَار فِي أصُول قِرَاءَة أبي عَمْرو ومنظومة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَقَالَ انه قرأهما على الْعَلَاء أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الْحَمَوِيّ بن الخدر الْآتِي وانه كتب على الأولى شرحا.
200 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة ابْن ظهيرة وجيه الدّين الْقرشِي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد عبد الْكَرِيم وَأبي بكر / الآتيين. ولد بعد التسعين وَسَبْعمائة بِالْيمن وَنَشَأ بهَا وَتردد إِلَى مَكَّة مرَارًا لِلْحَجِّ فَسمع من عَمه الْجمال بن ظهيرة وَابْن الْجَزرِي والمقريزي وَغَيرهم كَأبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس جمَاعَة كَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا كثير الطّواف قَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا ابْن فَهد شَيْئا باجازته من ابْن صديق وَقَالَ انه كَانَ يتكسب بِالتِّجَارَة وَمَات فِي صفر سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة.
201 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عبد الله وجيه الدّين أَبُو مُحَمَّد الزوقري الركني الشَّافِعِي. / ولد فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْفِقْه عَن الامام مُحَمَّد بن عبد الله الريمي وَالْعُلَمَاء بتعز كَالْقَاضِي عمر بن سعيد وَابْن قَيْصر وَآخَرين والْحَدِيث عَن مُحَمَّد بن صقر قَرَأَ عَلَيْهِ أَجزَاء كَثِيرَة وَبِه اسْتَفَادَ، ودرس بالمظفرية الْكُبْرَى(4/64)
الْعليا فِي تعز باستدعاء شَيْخه قَاضِي الْقَضَاء الريمي لَهُ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، ورحل إِلَيْهِ الْعلمَاء من الْآفَاق، وَكَانَ من أَعْيَان)
أَصْحَاب مذْهبه مِمَّن اشْتهر بالورع المرضي والمنهاج السوي وَامْتنع من ولَايَة الْأَحْكَام بتعز. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة عشر. تَرْجمهُ النفيس الْعلوِي وَوَصفه أَيْضا بالفقه الامام الْعَالم الْعَلامَة فريد عصره ووحيد دهره الْمدرس الْمُحَقق الْمُفْتِي الصَّالح الْوَلِيّ كَانَ فَقِيها لطيف الْفِقْه وَالْغَرَض صَادِق الْمَوَدَّة للأصحاب صَادِق الْبَأْس أجمع النَّاس على ذَلِك مِنْهُ حسن الْأَخْلَاق مهذب الطباع لم ير مثله زاهدا فِي الدُّنْيَا متقنعا فِيهَا باليسير، وَرَأَيْت من سمي جده يحيى فَالله أعلم.
202 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن عَليّ الزين أَبُو الْفرج بن التقي أبي الصدْق ابْن الْعَلَاء أبي الْحسن الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الشاوي بِالْمُعْجَمَةِ. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس أبي عبد الله مُحَمَّد الحبشي بجيم مَضْمُومَة ثمَّ مُعْجمَة مُشَدّدَة الْمكتب وَصلى بِهِ على الْعَادة فِي سنة أَربع عشرَة وَحفظ الْعُمْدَة وألفية الحَدِيث والنحو والمنهاج الفرعي والأصلي والتسهيل وَعرض بعْدهَا، واشتغل على غير وَاحِد وتفنن وَصَحب جمَاعَة من الصلحاء، وَحج فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الْقَاهِرَة فَأخذ عَن شَيخنَا وتصدى للتدريس فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْن الشَّيْخ الصفي والشهاب اللبودي، وناب فِي الْقَضَاء عَن الولوي البُلْقِينِيّ ثمَّ أعرض عَنهُ. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة فَقِيها حسن الِاعْتِقَاد. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع التَّوْبَة ظَاهر دمشق وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها القبلي وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَحمل نعشه الأكابر من مقدمي الألوف وَغَيرهم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ ورؤيت لَهُ منامات حَسَنَة رَحمَه الله وإيانا.
203 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل ابْن نصر بن الْخضر بن الْهمام الْجلَال بن الْكَمَال بن نَاصِر الدّين السُّيُوطِيّ الأَصْل الطولوني الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الأسيوطي. ولد فِي أول لَيْلَة مستهل رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه أمة تركية، وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَبَعض الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو وَعرض فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى الْحَنَفِيّ إِمَام الشيخونية فِي النَّحْو وَعَن الْفَخر عُثْمَان المقسي والشموس البامي وَابْن الفالاتي وَابْن يُوسُف أحد فضلاء الشيخونية والبرهانين العجلوني وَفِيمَا قيل النعماني بَعضهم فِي الْفِقْه وَبَعْضهمْ فِي(4/65)
النَّحْو ثمَّ ترقى حَتَّى قَرَأَ فِي بعض الْمُتُون الْفِقْهِيَّة على الْعلم البُلْقِينِيّ وَحضر عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ يَسِيرا)
جدا ولمح لَهُ بالأدب حَيْثُ قَالَ لَهُ وَقد تألم من جُلُوسه فَوق ملا على كُنَّا وَنحن صغَار لَا نجلس إِلَّا خلف الْحلقَة، فل كَلِمَات من هَذَا النمط وَحِينَئِذٍ انْقَطع وَأخذ عَن كل من السَّيْف والشمني والكافياجي الحنفيين شَيْئا من فنون وفيهَا زعم عَن الشهَاب الشارمساحي بعض شَرحه لمجموع الكلائي وَعَن الْعِزّ الميقاتي رِسَالَة لَهُ فِي الْمِيقَات وَعَن مُحَمَّد بن ابراهيم الشرواني الرُّومِي الطَّبِيب بِالْقَاهِرَةِ مختصرين فِي الطِّبّ لِابْنِ جمَاعَة وَعَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ دروسا فِي الْأُصُول من جمع الْجَوَامِع انْتهى. ولازمني دهرا وَكتب إِلَى فِي نثر طَوِيل: وَقد تطفلنا على شُمُول سخائه وأنخنا ركاب شدتنا برحاب رخائه، بل مدحني بِغَيْر ذَلِك من نظم ونثركما بَينته فِي مَوضِع آخر، وَكَذَا تردد يَسِيرا جدا للزين قَاسم الْحَنَفِيّ والبقاعي وتدرب بالشهاب المنصوري وَغَيره فِي النّظم وَسمع على بقايا من المسندين كالقمصي والحجازي والشاوي والملتوني ونشوان وَهَاجَر، وَأَجَازَ لَهُ من حلب جمَاعَة مِنْهُم ابْن مقبل خَاتِمَة من أجَاز لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَلم يمعن الطّلب فِي كل مَا أَشرت إِلَيْهِ، ثمَّ سَافر إِلَى الفيوم ودمياط والمحلة وَنَحْوهَا فَكتب عَن جمَاعَة مِمَّن ينظم كالمحيوي بن السَّفِيه والْعَلَاء بن الجندي الْحَنَفِيّ، ثمَّ إِلَى مَكَّة من الْبَحْر فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسِتِّينَ فَأخذ قَلِيلا عَن الحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي واستمد من صاحبنا النَّجْم بن فَهد فِي آخَرين وَأذن لَهُ غير وَاحِد فِي الافادة والتدريس وساعده الْعلم البُلْقِينِيّ حَتَّى بَاشر تصدير الْفِقْه بالجامع الشيخوني المتلقي لَهُ عَن أَبِيه وَحضر مَعَه اجلاسه فِيهِ، ثمَّ انجمع وتمشيخ وخاض فِي فنون خُصُوصا هَذَا الشَّأْن واختلس حِين كَانَ يتَرَدَّد إِلَى مِمَّا عملته كثيرا كالخصال الْمُوجبَة للظلال والأسماء النَّبَوِيَّة وَالصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَوْت الْأَبْنَاء وَمَا لَا أحصره، بل أَخذ من كتب المحمودية وَغَيرهَا كثيرا من التصانيف الْمُتَقَدّمَة الَّتِي لَا عهد لكثير من العصريين بهَا فِي فنون فَغير فِيهَا يَسِيرا وَقدم وَأخر ونسبها لنَفسِهِ وهول فِي مقدماتها بِمَا يتَوَهَّم مِنْهُ الْجَاهِل شَيْئا مِمَّا لَا يُوفي بِبَعْضِه، وَأول مَا أبرز جُزْءا لَهُ فِي تَحْرِيم الْمنطق جرده من مُصَنف لِابْنِ تَيْمِية واستعان بِي فِي أَكْثَره فَقَامَ عَلَيْهِ الْفُضَلَاء بِحَيْثُ كَفه الْعلم البُلْقِينِيّ عَنهُ وَأخذ مَا كَانَ اسْتَكْتَبَهُ بِهِ فِي المسئلة وَلَوْلَا تلطفي بِالْجَمَاعَة كالابناسي وَابْن الفالاتي وَابْن قَاسم لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَكَذَا درس جمعا من الْعَوام بِجَامِع ابْن طولون بل صَار يملي على بَعضهم مِمَّن لَا يحسن شَيْئا بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك وَسِيلَة لمساعدة وَصِيّه شهَاب الدّين بن الضباح حَيْثُ(4/66)
رباه عِنْد برسباي أستادار الصُّحْبَة فَلَزِمَ إينال الْأَشْقَر رَأس نوبَة النوب)
حَتَّى قَرَّرَهُ فِي تدريس الحَدِيث بالشيخونية بعد وَفَاة الْفَخر عُثْمَان المقسي مَعَ تَركه ولدا وَكَذَا اسْتَقر فِي الأسماع بهَا وَلَيْسَ بموافق شَرط الْوَاقِف فيهمَا وَفِي مشيخة التصوف بتربة برقوق نَائِب الشَّام الَّتِي بِبَاب القرافة بعناية بلديه أبي الطّيب السُّيُوطِيّ وَغير ذَلِك، كل هَذَا مَعَ أَنه لم يصل وَلَا كَاد وَلذَا قيل إِنَّه تزبب قبل أَن يتحصرم، وَأطلق لِسَانه وقلمه فِي شُيُوخه فَمن فَوْقهم بِحَيْثُ قَالَ عَن القَاضِي الْعَضُد إِنَّه لَا يكون ضعنة فِي نعل ابْن الصّلاح، وعزر على ذَلِك من بعض نواب الْحَنَابِلَة بِحَضْرَة فاضيهم، وَنقص السَّيِّد والرضي فِي النَّحْو بِمَا لم يبد مُسْتَندا فِيهِ مَقْبُولًا بِحَيْثُ أَنه أظهر لبَعض الغرباء الرُّجُوع عَنهُ فانه لما اجْتمعَا قَالَ لَهُ قلت إِن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ قَالَ إِن الْحَرْف لَا معنى لَهُ أصلا لَا فِي نَفسه وَلَا فِي غَيره وَهَذَا كَلَام السَّيِّد نَاطِق بتكذيبك فِيمَا نسبته إِلَيْهِ فأوجدنا مستندك فِيمَا زعمته فَقَالَ انني لم أر لَهُ كلَاما ولكنني لما كنت بِمَكَّة تجاريت مَعَ بعض الْفُضَلَاء الْكَلَام فِي الْمَسْأَلَة فَنقل لي مَا حكيته وقلدته فِيهِ فَقَالَ هَذَا عَجِيب مِمَّن يتَصَدَّى للتصنيف كَيفَ يُقَلّد فِي مثل هَذَا مَعَ هَذَا الْأُسْتَاذ انْتهى. وَقَالَ ان من قَرَأَ الرضى وَنَحْوه لم يترق إِلَى دَرَجَة أَن يُسمى مشاركا فِي النَّحْو. وَلَا زَالَ يسترسل حَتَّى قَالَ إِنَّه رزق التبحر فِي سَبْعَة عُلُوم التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه والنحو والمعاني وَالْبَيَان والبديع قَالَ وَالَّذِي أعتقده أَن الَّذِي وصلت إِلَيْهِ من هَذِه الْعُلُوم السِّتَّة سوى الْفِقْه والنقول الَّتِي اطَّلَعت عَلَيْهَا وفيهَا لم يصل إِلَيْهِ وَلَا وقف عَلَيْهِ أحد من أشياخي فضلا عَن من دونهم، قَالَ وَدون هَذِه السَّبْعَة فِي الْمعرفَة أصُول الْفِقْه والجدل وَالصرْف ودونها الانشاء والترسل والفرائض ودونها الْقرَاءَات وَلم آخذها عَن شيخ ودونها الطِّبّ وَأما الْحساب فأعسر شَيْء عَليّ وأبعده عَن ذهني وَإِذا نظرت فِي مسئلة تتَعَلَّق بِهِ فَكَأَنَّمَا أحاول جبلا أحملهُ، قَالَ وَقد كملت عِنْدِي آلَات الِاجْتِهَاد بِحَمْد الله إِلَى أَن قَالَ وَلَو شِئْت أَن أكتب فِي كل مسئلة تصنيفا بأقوالها وأدلتها النقلية والقياسية ومداركها ونقوضها وأجوبتها والمقارنة بَين اخْتِلَاف الْمذَاهب فِيهَا لقدرت على ذَلِك، وَقَالَ إِن الْعلمَاء الْمَوْجُودين يرتبون لَهُ من الأسئلة ألوفا فَيكْتب عَلَيْهَا أجوبة على طَريقَة الِاجْتِهَاد وَأَنه يرتب لَهُم من الاسئلة بِعَدَد الْعشْر فَلَا ينهضوا، وأفرد مصنفا فِي تيسير الِاجْتِهَاد لتقرير دَعْوَاهُ فِي نَفسه وَمَا أحسن قَول بعض الاستاذين فِي الْحساب مَا اعْترف بِهِ عَن نَفسه مِمَّا يُوهم بِهِ أَنه مُصَنف أدل دَلِيل على بلادته وَبعد فهمه لتصريح أَئِمَّة الْفَنّ بِأَنَّهُ فن ذكاء وَنَحْو ذَلِك وَكَذَا قَول بَعضهم دَعْوَاهُ الِاجْتِهَاد(4/67)
ليستر خطأه وَنَحْو هَذَا قَوْله وَقد اجْتمع مَعَه بعض الْفُضَلَاء ورام)
التَّكَلُّم مَعَه فِي مسئلة لَيْسَ فِي الامكان إِن بضاعتي فِي علم الْكَلَام مزجاة، وَقَول آخر لَهُ أعلمني عَن آلَات الِاجْتِهَاد أما بَقِي أحد يعرفهَا فَقَالَ لَهُ نعم بَقِي من لَهُ مُشَاركَة فِيهَا لَا على وَجه الِاجْتِمَاع فِي وَاحِد بل مفرقا فَقَالَ لَهُ فاذكرهم لي وَنحن نجمعهم لَك ونتكلم مَعَهم فان اعْترف كل وَاحِد مِنْهُم لَك بِعِلْمِهِ وتميزك فِيهِ أمكن ان نوافقك فِي دعواك فَسكت وَلم يبد شَيْئا، وَذكر أَن تصانيفيه زَادَت على ثلثمِائة كتاب رَأَيْت مِنْهَا مَا هُوَ فِي ورقة وَأما مَا هُوَ دون كراسة فكثير وَسمي مِنْهَا شرح الشاطبية وألفية فِي الْقرَاءَات الْعشْر مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لَا شيخ لَهُ فِيهَا، وفيهَا مِمَّا اختلسه من تصانيف شَيخنَا لباب النقول فِي أَسبَاب النُّزُول وَعين الاصابة فِي معرفَة الصَّحَابَة والنكت البديعات على الموضوعات والمدرج إِلَى المدرج وَتَذْكِرَة المؤتسي بِمن حدث وَنسي وتحفة النابه بتلخيص الْمُتَشَابه وَمَا رَوَاهُ الواعون فِي أَخْبَار الطَّاعُون والأساس فِي مَنَاقِب بني الْعَبَّاس وجزء فِي أَسمَاء المدلسين وكشف النقاب عَن الألقاب وَنشر العبير فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الشَّرْح الْكَبِير فَكل هَذِه تصانيف شَيخنَا وليته إِذْ اختلس لم يمسخها وَلَو نسخهَا على وَجههَا لَكَانَ أَنْفَع وفيهَا مِمَّا هُوَ لغيره الْكثير، هَذَا إِن كَانَت المسميات مَوْجُودَة كلهَا وَإِلَّا فَهُوَ كثير المجازفة جَاءَنِي مرّة وَزعم انه قَرَأَ مُسْند الشَّافِعِي على القمصي فِي يَوْم فَلم يلبث أَن جَاءَ القمصي وَأَخْبرنِي مُتَبَرعا بِمَا تضمن كذبه حَيْثُ بَقِي مِنْهُ جانبا وَكَذَا حكى عَن الْكَمَال أخي الْجلَال الْمحلي مناما كذبه الْكَمَال فِيهِ وَقَالَ لي الْبَدْر قَاضِي الْحَنَابِلَة لم أره يقْرَأ على شَيْخي فِي جمع الْجَوَامِع مَعَ شدَّة حرصي على ملازمته نعم كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِيهِ خير الدّين الريشي النَّقِيب فَقلت فَلَعَلَّهُ كَانَ يحضر مَعَه فَقَالَ لم أر ذَلِك، وَقَالَ انه عمل النفحة المسكية والتحفة المكية فِي كراسة وَهُوَ بِمَكَّة على نمط عنوان الشّرف لِابْنِ الْمقري فِي يَوْم وَاحِد وَإنَّهُ عمل ألفية فِي الحَدِيث فائقة ألفية الْعِرَاقِيّ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه كَقَوْلِه مِمَّا يصدق ان آفَة الْكَذِب النسْيَان فِي مَوضِع أَنه حفظ بعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَفِي آخر أَنه حفظ جَمِيعه وَأَنه بعد موت شَيخنَا انْقَطع الاملاء حَتَّى أَحْيَاهُ وزعمه أَن الْمُبْتَدِئ بتقريره فِي الشيخونية هُوَ الكافياجي مَعَ قَوْله لي غير مرّة وَالله لَو لم يُقرر النَّاظر التركي أَو كنت مُنْفَردا بِالْأَمر مَا قَدمته لعلمي بانفراد غَيره بِالِاسْتِحْقَاقِ. كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة مَا يَقع لَهُ من التحريف والتصحيف وَمَا ينشأ عَن عدم فهم المُرَاد لكَونه لم يزاحم الْفُضَلَاء فِي دروسهم وَلَا جلس بَينهم فِي مسائهم وتعريسهم بل استبد بِأَخْذِهِ من بطُون الدفاتر والكتب وَاعْتمد مَا لَا يرتضيه من)
الاتقان صحب،(4/68)
وَقد قَامَ عَلَيْهِ النَّاس كَافَّة لما ادّعى الِاجْتِهَاد وصنف هُوَ اللَّفْظ الْجَوْهَرِي فِي رد خباط الْجَوْجَرِيّ وَالْكر فِي خباط عبد الْبر وَغَضب الْجَبَّار على ابْن الْأَبَّار وَالْقَوْل الْمُجْمل فِي الرَّد على المهمل وَقبل ذَلِك مقَام إِبْرَاهِيم أَسَاءَ فِيهِ الْأَدَب على عَالم الْحجاز مِمَّا يسْتَحق التَّعْزِير عَلَيْهَا وَبَعضهَا أفحش من بعض، وَلم أر مِنْهَا سوى أَولهَا وَهُوَ مُشْتَمل على ازدراء كثير للجوجري ومزيد دَعْوَى يسْتَدلّ بِبَعْضِه على حمقه بل جنه وَأما الرَّابِع فَهُوَ رد على من قَرَأَ قَول القَاضِي عِيَاض فِي آخر الشفا: ويخصنا بخصيصي بالتثنية بعد أَن كتب إِلَيْهِ ورقة فِيهَا اساءة وغلظة لَا تلِيق بمخاطبة طلبة الْعلم بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الاستفتاء عَلَيْهِ وَكتب بموافقته فِيمَا قَرَّرَهُ الْأمين الاقصرائي والعبادي والبامي والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالْفَخْر الديمي وكاتبه وأفرد الْقَارئ جُزْءا سَمَّاهُ الْمفصل فِي الرَّد على الْمُغَفَّل بل أفرد بعض طلبة الْجَوْجَرِيّ شَيْئا فِي الِانْتِصَار لَهُ وَغَضب الْجَوْجَرِيّ مِمَّن توجه لذَلِك لما تضمن من التنويه بِذكر الْمُعْتَرض، وَكَذَا راسل الْكَمَال بن أبي شرِيف وملا على الْكرْمَانِي بِمَا لَا يَلِيق وَأرْسل إِلَيْهِ الْخَطِيب الوزيري بولده للروضة ليعرض عَلَيْهِ فَرده مُعَللا ذَلِك بِأَنَّهُ لَا يستكمل أَبَاهُ للوصف بِكَذَا وَكَذَا وَكِتَابَة دون هَذَا لَا ترضيه، وَلما تكلم بعض الطّلبَة فِي تَكْفِير ابْن عَرَبِيّ قَالَ انه يُؤذن من الله بِحَرب وَمَا عَسى أَن يفعل فِيهِ الْحَاكِم وان الَّذِي يرَاهُ مِمَّا لَا يُوَافقهُ عَلَيْهِ المعتقد وَلَا المنتقد اعْتِقَاده وَتَحْرِيم النّظر فِي كتبه ثمَّ نقل عَنهُ انه قَالَ يحرم النّظر فِي كَلَامي.
وَهُوَ مِمَّن أَخذ هَذَا الْمَذْهَب عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عمر المغربي النَّازِل بِالْقربِ من مدرسة قراقجا الحسني فقد تردد إِلَيْهِ دهرا إِلَى غير هَذَا. وَلَو شرحت أمره لَكَانَ خُرُوجًا عَن الْحَد.
وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ سريع الْكِتَابَة لم أزل أعرفهُ بالهوس ومزيد الترفع حَتَّى على أمه بِحَيْثُ كَانَت تزيد فِي التشكي مِنْهُ، وَلَا زَالَ أمره فِي تزايد من ذَلِك فَالله تَعَالَى يلهمه رشده وَقد ساعده الْخَلِيفَة حَتَّى اسْتَقر فِي مشيخة البيبرسية بعد الْجلَال الْبكْرِيّ وخمد من ثمَّ بل جمد بِحَيْثُ رام ستر نَفسه بقوله تركت الاقراء والافتاء وَأَقْبَلت على الله، وَزعم قبل ذَلِك انه رأى مناما يَقْتَضِي ذمّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ وَأمره خَلِيفَته الصّديق ر بحبسه سنة ليراجع الاقراء والافتاء حَيْثُ الْتِزَامه تَركهمَا وانه اسْتغْفر وَترك هَذَا الِالْتِزَام بِحَيْثُ لوجئ إِلَيْهِ بِفُتْيَا وَهُوَ مشرف على الْغَرق لأخذها ليكتب عَلَيْهَا ثمَّ لم يلبث أَن قَالَ مَا تقدم، وفارقه المحيوي بن مغيزل لما رأى مِنْهُ الْجفَاء الزَّائِد بعد كَونه الْقَائِم بالتنويه بِهِ وَذكر عَنهُ من الحقد والأوصاف والتعاظم مَا)
يصدقهُ فِيهِ الْحَال وَمن ذَلِك إِنَّه توسل عِنْد(4/69)
الامام البرهاني الكركي فِي تَعْيِينه لحجة كَانَت تَحت نظره فَأَجَابَهُ وزاده من عِنْده ضعف الأَصْل وَحضر إِلَيْهِ مَعَ الْعلم سُلَيْمَان الخليفتي لقبض ذَلِك فَمَا قَالَ لَهُ جزيت خيرا وَلَا أبدي كلمة مؤذنة بشكره، وَنقل لَهُ مرّة عَن السنباطي بعد مَوته مَا يُؤذن بجفاء مِنْهُ فَقَالَ فَلم لم تعلمني بِهَذَا الا بعد مَوته فَقَالَ لتعلم بواطن الرِّجَال هَذَا مَعَ مزِيد احسانه إِلَيْهِ سِيمَا فِي زمن الغلاء وَقطع خبز الشيخونية وطعامها بِحَيْثُ كَانَ يُعْطِيهِ فِي كل أُسْبُوع دِينَارا حَسْبَمَا صرح بِهِ عَن نَفسه، وَكَذَا فَارقه بعض بني الأتراك مِمَّن شفعه فِيهِ بعد أَن كَانَ حنفيا وَمَعَ كَونه مبتدئا لمزيد احسانه إِلَيْهِ واقباله عَلَيْهِ بل فَارق المغربي الَّذِي كَانَ يزْعم انه الْغَايَة فِي الْولَايَة وَالْفَتْح الْقُرْبَى، وَمن هوسه قَوْله لبَعض ملازميه إِذا صَار الينا الْقَضَاء قَررنَا لَك كَذَا وَكَذَا بل تصير أَنْت الْكل ثمَّ لما كَانَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين قَامَ عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو النجا بن الشَّيْخ خلف وَأظْهر نَقصه وَخَطأَهُ وانقمع مِنْهُ وذل إِلَى الْغَايَة ومدح الامام الكركي أَبَا النجا بِأَبْيَات حَسْبَمَا كتبت ذَلِك كُله فِي الْحَوَادِث وَقبل ذَلِك كتب مؤلفا سَمَّاهُ الكاوي فِي الرَّد على السخاوي خَالف فِيهِ الثَّابِت فِي الصَّحِيح مَعَ كوني لم أَتكَلّم فِي المسئلة إِلَّا قبل بل مذهبي فِيهِ ترك التَّكَلُّم اثباتا ونفيا فسبحان قَاسم الْعُقُول.
204 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَهُوَ أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن فَهد وجيه الدّين ويلقب قَدِيما نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج بن الْمُحب ابْن شَيخنَا التقي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / ابْن أخي صاحبنا النَّجْم عمر وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد أمه خَدِيجَة ابْنة أبي بكر التوريزي. ولد فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة منتصف الْمحرم سنة احدى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بكالكوط من الْهِنْد وَقدم بِهِ أَبوهُ إِلَى مَكَّة فِي أول الْعشْر الثَّانِي من الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج كِلَاهُمَا للنووي وألفية ابْن مَالك والبردة وَبَانَتْ سعاد وَاسْتمرّ على حفظهما وَغَيرهَا وَعرض على جمَاعَة وأحضره عَمه على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وحسين الأهدل وَغَيرهمَا من أهل بَلَده كجده والقادمين اليها بل أسمعهُ على جمع من الشُّيُوخ خُصُوصا فِي اقامتي عِنْدهم السّنة الأولى وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الزَّرْكَشِيّ وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَشَيخنَا المقريزي وَالْجمال الكازروني والمحب المطيري وَقدم الْقَاهِرَة فِي الْبَحْر سنة خمس وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا وَتوجه مِنْهَا إِلَى الشَّام غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس مرَّتَيْنِ وَدخل الصَّعِيد واسكندرية والمحلة وحلب وَغَيرهَا، وَسمع الحَدِيث واشتغل يَسِيرا وَأكْثر عَن)
فضلاء أهل بَلَده القادمين عَلَيْهَا وشارك(4/70)
فِي النَّحْو وَنَحْوه وَرُبمَا نظم الشّعْر، وَقد أنْشد بعلو الاهرام من ذَلِك بحضرتي وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء من جُمْلَتهَا وَهُوَ بِالْقَاهِرَةِ عدَّة نسخ من نظم السلوك للمقريزي وَكَانَ بهَا على طَريقَة جميلَة من السّكُون وَالتَّعَفُّف وَالْعقل والانجماع بِحَيْثُ مَا رَأَيْت أحدا مِمَّن خالطه الا ويحمد صحبته، وَقد تَرْجمهُ عَمه فِي ذيله وَغَيره، مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين مطعونا مبطونا غَرِيبا وقدمت للصَّلَاة عَلَيْهِ فِي يَوْمه بِبَاب المحروق وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية جوَار قُبُور أَوْلَادِي رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
205 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَافِي الدقوقي الْمَكِّيّ. / مَاتَ شَابًّا بهَا فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
206 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد الزين بن الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن الْعَيْنِيّ. / ولد بِدِمَشْق سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه وأصوله عِنْد حميد الدّين وبكثير من العقليات عِنْد حُسَيْن قَاضِي الجزيرة ويوسف الرُّومِي فِي آخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا فِي الْفِقْه وأصوله أَيْضا عَن الزين قَاسم والقراءات عَن الشهَاب بن أَسد بل بَلغنِي انه أَخذ فِي الْعرُوض عَن أبي الْفضل المغربي وَلكنه لم يستكثر من الشُّيُوخ وَقد سمع عَليّ الشاوي ونشوان وَغَيرهمَا بل حضر عِنْدِي بعض الْمجَالِس واختص بِابْن مزهر ونوه بِهِ بِحَيْثُ صَار بِأخرَة يعد من أَعْيَان مذْهبه وناب فِي تداريس لقَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق كالعذراوية والركنية بل درس إصالة بالمرشدية وبتربة بالشرف الْأَعْلَى وَغير ذَلِك، وصنف فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض بل وَفِي أصولهم وَكَذَا كتب فِي تَفْسِير اللُّغَة التركية مَعَ نظم ونثر وعقل ومداراة وَلكنه تسلط بِنَفسِهِ وبطلبته على فَقِيه بَلَده وَشَيْخه الْعِزّ بن الْحَمْرَاء ليَكُون هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ، هَذَا إِلَى تمول صَار إِلَيْهِ من قبل أَبِيه فقد كَانَ تَاجِرًا وَكَذَا من غَيره ونماه هُوَ وَتوجه للتدريس والافتاء وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الطّلبَة وانْتهى الْأَمر لَهُ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق حِين اجتياز السُّلْطَان بهَا عقب وَفَاة الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون فَلم يسمح بِمَا طلب مِنْهُ فَعدل عَنهُ لِابْنِ عيد مجَّانا وَبِالْجُمْلَةِ فقد نَالَ رياسة ووجاهة حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وبلغنا ذَلِك وَأَنا بِمَكَّة فتأسفت على فَقده وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
207 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مُحَمَّد الزين الْبُرُلُّسِيّ وَيعرف بِابْن الْفَقِيه / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.)
208 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن أبي بكر الزين بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة بحماة التقي بن نور الدّين الَّذِي وَالِده أَخُو قَاضِي الْحَنَابِلَة /(4/71)
الْعَلَاء عَليّ بن مَحْمُود الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ سبط صاحبنا الْجمال بن السَّابِق والماضي شقيقه إِبْرَاهِيم والآتي أَبُو هما وَيعرف كسلفه بِابْن المغلي. ولد فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بحماة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسبعين فَسمع مني بِحَضْرَة جده المسلسل وَغَيره وَكَذَا قدمهَا بعد مَوته وَقَرَأَ فِي النَّحْو وَغَيره على الشَّمْس بن فريجان وَكَذَا قَرَأَ على الشَّمْس التبريزي البازلي نزيل حماة وَالْمَعْرُوف بالكردي فِي العقليات وَكَانَ مُتَقَدما فِيهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ، وَولي كِتَابَة السِّرّ بِبَلَدِهِ عوضا عَن أَبِيه فِي حَيَاته فدام بهَا مُدَّة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ بعيد التسعين فِي الترسيم لنصراني اسْمه عِيسَى الْموصِلِي كَانَ قد ضمن وَالِده لَهُ عوضه الله الْجنَّة، وَاسْتقر عوضه فِي كِتَابَة السِّرّ ابْن القرناص قاضيها الْمَالِكِي.
عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن يحيى الزوقري /. فِيمَن جده عبد الله.
209 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشويهر / الْفَقِيه الْعَلامَة وجيه الدّين الركني الْيَمَانِيّ النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ الشَّاعِر. كَانَ عَالما ورعا أديبا منجمعا على التدريس والافادة مبارك الاقراء قل من أَخذ عَنهُ الا وانتفع فِي مُدَّة قريبَة لأخلاصه، وَله نظم كثير مَشْهُور يتداوله النَّاس لحسنه. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين أَفَادَهُ لي بعض فضلاء أَصْحَابنَا اليمانيين وَكَأن تَارِيخ وَفَاته من سبق قلمي فقد أرخه الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي أثْنَاء تَرْجَمَة سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَأَنا بِمَكَّة، قَالَ وَكَانَ متضلعا من عُلُوم الْأَدَب مائلا فِي العقيدة لمَذْهَب الْحَنَابِلَة وانه أَخذ عَنهُ كَافِيَة ابْن الْحَاجِب وعروض ابْن القطاع حِين وُرُوده الْيمن فِي سنة تسع وَعشْرين وان صَاحب التَّرْجَمَة أَخذ عَنهُ فِي الْقرَاءَات.
210 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الدِّمَشْقِي الرسام وَيعرف بِابْن الحبال. / أَخذ عَنهُ الشهَاب بن اللبودي وَوَصفه بالمسند وَقَالَ انه مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي شعْبَان سنة احدى وَسِتِّينَ فَجْأَة، وَدفن من الْغَد بصالحية دمشق.
211 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْحَنْبَلِيّ. / كتب بالاجازة فِي بعض استدعاءاتي المصرية المؤرخة سنة خمس وَخمسين وَكَأَنَّهُ الَّذِي قبله وَمن نظمه:
(وفاضت دموعي من لهيب وحرقة ... وحر لظى نَار الغرام وأفكاري)
(فنيران قلبِي قد جرين مدامعي ... أَلا فاعجبوا من فيض مَاء من النَّار)
)
112 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْيَمَانِيّ المنسي. / مَاتَ سنة خمس وَعشْرين.
113 - عبد الرَّحْمَن بن حسن بن حَمْزَة بن يُوسُف الْمُحب أَبُو الْفضل الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْكَاتِب نزيل الْقَاهِرَة / وَيُسمى أَيْضا مُحَمَّدًا لكنه بِهَذَا أشهر ليتميز عَن أَخ لَهُ(4/72)
اسْمه مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الْأمين وَرُبمَا قيل لَهُ بِالْقَاهِرَةِ كلب الْعَجم. اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فِي فنون وَأخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَجَمَاعَة وَسمع مَعنا على بعض المسندين وتميز فِي الْأَدَب والتحلية وَنَحْو ذَلِك وفَاق فِي الْكِتَابَة مَعَ حفظ لكثير من أشعار الْمُتَقَدِّمين وإلمام بهم فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة باللغات الثَّلَاث الْعَرَبيَّة والعجمية والتركية بِحَيْثُ ينظم فِيهَا وَرُبمَا لمع فِي القصيدة الْوَاحِدَة وَلكنه سلك طرق الخلاعة والمجون والتهتك واشتهر بهَا وبالتزيد فِي كَلَامه بل كَانَ مرتقيا عَن هَذَا الْحَد، وتقرب من الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي قربا زَائِدا واغتبط بكتابته وَاسْتَعْملهُ فِي أَشْيَاء محسنا إِلَيْهِ مُرَتبا لَهُ راتبا فِي كل شهر، وسافر مَعَه إِلَى حلب وَغَيرهَا غير مرّة وجرح فِي وَاقعَة الرها وَمَعَ إحسانه لم يَنْضَبِط لَهُ وَلذَا لما طَال عَلَيْهِ اهماله ضربه وأودعه سجن أولى الجرائم وَالْتزم أَن لَا يُخرجهُ الا بعد فرَاغ مَا كَانَ حِينَئِذٍ يَكْتُبهُ لَهُ فبادر للاكمال حِينَئِذٍ بل أكرهه على التَّزْوِيج وَاسْتمرّ على طَرِيقَته إِلَى أَن تعلل وَهُوَ بخلوته فِي الصرغتمشية أَيَّامًا ثمَّ حول مِنْهَا إِلَى البيمارستان المنصوري فَمَاتَ عِنْد وُصُوله إِلَيْهِ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ الْخمسين سامحه الله وَعَفا عَنهُ وَقد تردد إِلَيّ كثيرا وكتبت عَنهُ من نظمه:
(لقدري فِي بنى زمني انحطاط ... وللجهال فيهم إرتفاع)
(لقد أنشدت فيهم وصف حَالي ... أضاعوني وَأي فَتى أضاعوا)
وَقَوله:
(إِن فقت فِي الْخط ياقوتا فَلَا عجب ... هَذَا وَفِي الشّعْر قد أَصبَحت كالطائي)
(وَإِنَّمَا أَنا مُحْتَاج لوَاحِدَة ... لنقل نقطة حرف الْخَاء للطاء)
وَقَوله:
(حويت الْمعاصِي جلها وحقيرها ... بهَا فقت من بعدِي وَمن كَانَ من قبلي)
(فَيشْهد لي ابليس أَنِّي شَيْخه ... وَمَا أرتضي شَيخا على مثله مثلي)
وَعِنْدِي من مجونه وَغَيره غير هَذَا.)
214 - عبد الرَّحْمَن بن حسن بن سُوَيْد وجيه الدّين بن الْبَدْر الْمصْرِيّ الْمَالِكِي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي ابْنه فتح الدّين مُحَمَّد وَيعرف بِابْن سُوَيْد. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ: أحد النواب كَانَ حسن الصُّورَة فاشتغل قَلِيلا وزوجه أَبوهُ وَهُوَ صَغِير بابنة الْفَخر القاياتي يَعْنِي فَاطِمَة وَتزَوج هُوَ بأمتها انما هِيَ ابْنة أُخْتهَا أم هاني ابْنة الهوريني بعد فِرَاقه لتِلْك فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُمَا يَعْنِي الْفَخر احتاط الْأَب على تركته بطرِيق الايصاء والتحدث فخلصت لَهُم الدَّار الْعُظْمَى بشاطئ النّيل، وَدخل مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير الْيمن سنة ثَمَانمِائَة وَكَذَا سَافر مَعَه إِلَى غَيره من الْأَمَاكِن وقربه أَكثر من أَخِيه مُحَمَّد يَعْنِي الْآتِي مَعَ كَون ذَاك أكبر وَصَارَ(4/73)
هَذَا أنبه لَكِن مَعَ بِأَو زَائِد فيهمَا لَيْسَ لَهُ سَبَب الادناءة أصل جدهما سُوَيْد فقد كَانَ الشَّيْخ شمس الدّين المراغي يَقُول انه رَآهُ وَهُوَ بالعمامة الزَّرْقَاء يَبِيع الفراريج والقفص على رَأسه فَالله أعلم. وَنَشَأ ابْنه الْبَدْر فِي غَايَة الاتضاع لكنه حصل لَهُ مَال طائل فَصَارَ إِلَى ولديه فعظمت أَنفسهمَا وانتسبا إِلَى كنَانَة فَقَالَ لي بعض المصريين لَعَلَّ أَصلهمَا من منية كنَانَة بالقليوبية فان أَكثر أَهلهَا نَصَارَى وَكَأن اعْتمد الْمقَالة الْمَذْكُورَة، وَرَأس وجيه الدّين بعد أَبِيه وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بِمصْر وَتزَوج عزيزة ابْنة القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ فَولدت لَهُ الصَّدْر مُحَمَّد وَعَائِشَة ولازم يشبك الْأَعْرَج أتابك الدولة الأشرفية برسباي فَكَانَ يتقوى بِهِ فِي أُمُوره ثمَّ لَازم جَوْهَر الخازندار الأشرفي فَعظم أمره وتقوى بِهِ فِي أُمُور كَثِيرَة. قلت وَقد رَأَيْت ابْن أبي الْيمن عرض عَلَيْهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة سادس شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَكَانَ ابْتِدَاء ضعفه فِي ربيع الأول فانتقل من مرض إِلَى مرض إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ الزحير ثمَّ حبس الاراقة فَلَمَّا قوي الْبرد اشْتَدَّ بِهِ وانحلت قواه وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع عَمْرو وَتقدم الْمَالِكِي للصَّلَاة عَلَيْهِ، وَدفن بمدرستهم، وَفِي الْحَال ختم على حواصله ببيته وَغَيره من جِهَة السُّلْطَان لمرافعة بعض أَتبَاع الخازندار فِيهِ على مَا قيل وَلم يلبث أَن فك وَلَده الْخَتْم فِي صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم.
215 - عبد الرَّحْمَن بن الخواجا الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ اليمني الأَصْل الْمَكِّيّ / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخَوَاهُ عَليّ وَمُحَمّد وشقيقه عمر، وَيعرف بِابْن الطَّاهِر بِالْمُهْمَلَةِ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها.
عبد الرَّحْمَن بن حسن بن مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ الطولوني. هُوَ زَكَرِيَّا / مضى.
216 - عبد الرَّحْمَن بن حسن الزين بن الشَّيْخ الخالدي أَخُو عبد السَّلَام / الْآتِي وَيعرف بالكذاب. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بتربة رامشت من المعلاة.
217 - عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم زين الدّين العباسي الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وَيعرف فِيهَا بالكردي. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فلازم الوتائي فِي الْفِقْه وأصوله وَغَيرهمَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْحَاوِي وَكَذَا أَخذ عَن شَيخنَا ابْن حضر والشرواني فِي آخَرين كَابْن حسان، وَسمع على شَيخنَا وَطَائِفَة، وسافر إِلَى الثغرين اسكندرية ودمياط للرباط مزارا رَفِيقًا للبقاعي وَغَيره، وَكَذَا حج وزار الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس غير مرّة واختص بامام الكاملية دهرا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء، وَأقَام بِأخرَة(4/74)
بالمعينية الجوهرية من غيط الْعدة وَكَانَ خيرا حسن الْعشْرَة متوددا لأحبابه شَدِيد الْفَاقَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بالبيمارستان وَصلى عَلَيْهِ عقب الصَّلَاة بِجَامِع الْأَزْهَر رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
218 - عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن قَاسم الزين أَبُو الْفرج بن الرضى الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / ولد قبيل السِّتين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين فَمَا بعْدهَا على الْبَدْر إِبْرَاهِيم بن الخشاب والنور عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي والعز عبد السَّلَام الكازروني والكمال أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَجَمَاعَة وأجازوا لَهُ وَكَذَا أجَازه فِي سنة أَربع وَسبعين ابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن كثير الْحَافِظ والكمال بن حبيب وَمُحَمّد بن عَليّ بن قواليح وَآخَرُونَ وَسمع البُخَارِيّ عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ وَالنَّسَائِيّ عَلَيْهِ وَعلي الزين المراغي وَمن الزِّينَة إِلَى آخِره عَليّ الْجمال يُوسُف الْبَنَّا وخاله الْعلم سُلَيْمَان السقا بل سمع صَحِيح مُسلم عَليّ الْبَدْر بن الخشاب بِقِرَاءَة شَيْخه الْعِزّ الكازروني وَبَعضه عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ وَالْجمال الاميوطي وَكَذَا سمع على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد الششتري الْمدنِي، وَأخذ الْفِقْه وأصوله عَن الاميوطي وَأذن لَهُ فِي التدريس وَوَصفه بالفقيه الامام المتقن وَقَالَ انه بحث عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحث تَحْقِيق وإتقان محققا لنفائسه مدققا لغوامضه إِلَى أَن قضى من الْفَنّ وطره وَاسْتحق بذلك أَن يُسْتَفَاد مِنْهُ، وَكَانَ كأبيه من مؤذني الْحرم النَّبَوِيّ وَولي هُوَ الدَّرْس الْمَعْرُوف بالنقاش، وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن الزين عبد الرَّحْمَن بن صَالح وَحدث، وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وانه أجَاز لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَسمع عَلَيْهِ أَبُو)
الْفرج المراغي من صَحِيح مُسلم والشفا قَالَ وَحَضَرت درسه فِي عُمْدَة الْأَحْكَام وَكَذَا سمع عَلَيْهِ وَلَده الْبُرْهَان وَأفَاد أَن وَفَاته كَانَت فِي أحد الربيعين ظنا سنة تسع وَعشْرين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ التقى بن فَهد وَذكره فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار جدا.
219 - عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن حسن بن يُوسُف الزين بن الْبَدْر الهوريني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الكتبي / الْمَاضِي أَبوهُ.
220 - عبد الرَّحْمَن بن حيدر بن عَليّ بن أبي بكر بن عمر أصيل الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن القطب الدهقلي الشِّيرَازِيّ الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي /. ولد فِي شعْبَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من الْبنانِيّ وست الْعَرَب حفيدة الْفَخر والبدر أبي الْعَبَّاس بن الجوخي وَابْن أميلة فعلى الأول جُزْء البيتوتة وحياء الْأَنْبِيَاء فِي قُبُورهم للبيهقي وعَلى الثَّانِيَة(4/75)
مشيخة جدها وعَلى الثَّالِث سنَن النَّسَائِيّ، وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَإِبْرَاهِيم بن الخشاب وعَلى الزرندي وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة ولقيه شَيخنَا بعدن فَأخذ عَنهُ وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِن مولده سنة خمس وَأَرْبَعين، وَالْأول هُوَ الَّذِي ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَأَنَّهُ أصح. مَاتَ فِي سنة سبع عشرَة بِبَعْض جزائر كنباية من بِلَاد الْهِنْد، وَذكره المقريزي فِي عقوده تبعا لشَيْخِنَا.
221 - عبد الرَّحْمَن بن الْخضر الْحَنَفِيّ وَالِد الحسام مُحَمَّد بن بريطع / الْآتِي ولي قَضَاء غَزَّة وقتا.
222 - عبد الرَّحْمَن بن خَليفَة بن أَحْمد الطهطاوي الصعيدي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة / والجالس للشَّهَادَة بِبَاب السَّلَام فِيهَا وَيعرف بالخطيب. مِمَّن سمع مني بهَا وبالمدينة.
223 - عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ بن شرِيف بن مونس الزين أَبُو الْفَهم وَأَبُو زيد بن الصّلاح أبي الصَّفَا الْأَذْرَعِيّ الأَصْل القابوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ خَلِيل. ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقابون من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده والشاطبية وعرضها بِتَمَامِهَا على الشّرف صَدَقَة المسحراتي الْمَاضِي وَكَذَا حفظ غَيرهَا واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع بِبَلَدِهِ والقاهرة والخليل وَغَيرهَا على جمَاعَة فبدمشق على أبي حَفْص البالسي وَابْن صديق وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَالْجمال بن الشرائحي فِي آخَرين وبالقاهرة عَليّ البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي والحلاوي وَمِنْه لبس الْخِرْقَة وَكَذَا لبسهَا فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانمِائَة كَمَا ذكر من الشهَاب بن الناصح ثمَّ بعد ذَلِك من الزين أبي بكر الخوافي وبالخليل عَليّ الشهَاب أَحْمد بن حُسَيْن النصيبي وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وَمُحَمّد بن عَليّ بن الْبُرْهَان وَعلي إِبْرَاهِيم ابْن إِسْمَاعِيل بن الشّحْنَة والتدمري، وَحدث فِي غير مَوضِع سمع مِنْهُ الْأَعْيَان وقرأت عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِجَامِع بني أُميَّة ورام التَّوَجُّه معي إِلَى حلب فَمَا تيَسّر وَكَانَ فَاضلا خيرا متواضعا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وَله بالفن أنس مَا واستحضار لبَعض الْمُتُون وَذكر لي انه جمع كتابا فِي أَسبَاب الْمَغْفِرَة وَأَنه كتب على تَخْرِيج الاحياء للعراقي بعض الْحَوَاشِي وَأثبت لَهُ مُصَنفه قِرَاءَته عَلَيْهِ فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فوصفه بالفقيه المشتغل المحصل، وناب فِي الخطابة بِجَامِع بني أُميَّة بِدِمَشْق دهرا وَكَذَا فِي الامامة وَمَات فِي شعْبَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَ يَوْمًا ماطرا وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وإيانا.
224 - عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد الزين بن الْعلم الكركي الشوبكي الأَصْل القاهري وَالِد صَلَاح الدّين مُحَمَّد وأخيه أَحْمد وَيعرف كأقاربه بِابْن الكويز /(4/76)
بِالْمُعْجَمَةِ تَصْغِير كوز. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَأمه ستيتة ابْنة أبي الْفرج أُخْت الْفَخر عبد الْغَنِيّ صَاحب الْمدرسَة الفخرية الَّتِي أرسل بهَا أَخُوهَا الْمَذْكُور لقطيا حَتَّى قتلت لشَيْء نسبت إِلَيْهِ بِحَيْثُ كَاد سُلَيْمَان أَخُو صَاحب التَّرْجَمَة نَفْيه عَن أَبِيه وانه لذَلِك دس عَلَيْهِ من قَتله فَالله أعلم. نَشأ على زِيّ الْجند فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا، وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف برسباي دوادارا ثَالِثا حِين كَانَ أَبوهُ كَاتب السِّرّ فدام عَلَيْهَا إِلَى أَن أرْسلهُ اسكندرية على نيابتها بعد اقباي اليشبكي الجاموس وَذَلِكَ فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة أَرْبَعِينَ ثمَّ فَصله الظَّاهِر عَنْهَا فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين بتمرباي وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن استدعى بِهِ وولاه استادارية النضيرة عوضا عَن جَوْهَر السيفي فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين ثمَّ الأستادارية الْكُبْرَى بعد عزل قيزطوغان العلائي فِي حُدُود سنة سِتّ وَأَرْبَعين فَلم يمش أمره فِيهَا وانفصل سَرِيعا فِي إِحْدَى الجمادين مِنْهَا جزما بالزين يحيى الْأَشْقَر وَكَانَ اسْتَقر مَعَه فِي نظر الْمُفْرد ونكبه نكبة خَفِيفَة، فَلَمَّا كَانَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين ولاه استاداريته بِدِمَشْق على كره مِنْهُ فَتوجه مِنْهَا وَمَعَهُ مرسوم بجلوسه فَوق أمرائها فَلم يحتملوا ذَلِك وكاتبوا فِيهِ فَكتب بعد مُبَاشَرَته لَهَا أَيَّامًا بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وضربه وحبسه بقلعة دمشق ومصادرته إِلَى أَن أفرج عَنهُ ورسم بعوده إِلَى الْقَاهِرَة على حمل عشرَة آلَاف دِينَار فَلم يَسعهُ إِلَّا أَن التجأ لأبي الْخَيْر النّحاس لوزم خدمته وَالرُّكُوب أَمَامه فَحسن حَاله بذلك يَسِيرا فَلم يلبث أَن غلب خموله على سعد النّحاس بِحَيْثُ نكب وَحِينَئِذٍ رَجَعَ صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى أَسْوَأ مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا ومقته)
فِي الالتجاء الْمشَار إِلَيْهِ أهل الدولة وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الْخَاص بعد موت الجمالي ابْن كَاتب جكم وباشرها مُبَاشرَة ضخمة ثمَّ أمسك فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وصودر وضيق عَلَيْهِ وَآل أمره إِلَى أَن انسحب لمملكة الرّوم فَأكْرمه صَاحبهَا ابْن عُثْمَان وَأحسن نزله وَاسْتمرّ عِنْده ثمَّ عَاد فِي أَيَّام الْأَشْرَف قايتباي وقابله فَأكْرمه وَألبسهُ خلعة وَكَذَا أكْرمه غير وَاحِد من المباشرين وَنَحْوهم بل أجْرى عَلَيْهِ كثير مِنْهُم الرَّوَاتِب لِكَثْرَة تشكيه ثمَّ لم يلبس حَتَّى سعى فِي الْخَاص أَيْضا بِنَحْوِ اثْنَي عشر ألف دِينَار وَاسْتقر فِيهَا عوض التَّاج بن المقسي واستشعر مِنْهُ الدوادار الْكَبِير فِي أثْنَاء مُبَاشَرَته الْفِرَار فبادر للقبض عَلَيْهِ لكَونه كَانَ هُوَ الْقَائِم عَنهُ بِالْمَالِ الْمشَار إِلَيْهِ وضيق عَلَيْهِ بل أطلق عَلَيْهِ سبعا ثمَّ تخلص بعد ذل وإهانة وَبيع لجَمِيع موجوده من صَامت وناطق وَاسْتمرّ خاملا ضَعِيفا ببيته إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ فِي غَايَة من الْفقر بعد أَن كَانَ المخلف لَهُ عَن أَبِيه فِي كل يَوْم نَحْو خمسين دِينَارا فِيمَا قيل(4/77)
قبيل عصر يَوْم السبت سَابِع شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب النَّصْر فِي مشْهد فِيهِ الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَابْن الشّحْنَة الْمُنْفَصِل وَجمع من المباشرين والأعيان ثمَّ دفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَقد حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَطَاف الْأَمَاكِن وَتزَوج ابْنة الصاحب بدر الدّين حسن بن نصر الله الْمَاضِي واستولدها ابْنه صَلَاح الدّين وَغَيره، وَذكر أَنه كَانَ كثير الْعِبَادَة والتهجد وَالصِّيَام والتلاوة مَعَ ظلم كثير وَعكس متوال خُصُوصا فِي أَوَاخِر أمره وَقد وَصفه شَيخنَا فِي عرض وَلَده بالمقر العالي العالمي الفاضلي الأوحدي الزيني عَفا الله عَنهُ وإيانا.
225 - عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد الزين بن الكويز جد الَّذِي قبله /. كَانَ اسْمه قبل التظاهر باسلامه جرجس.
ذكره المقريزي فِي عقوده بِمَا سلف نَحوه فِي دَاوُد.
عبد الرَّحْمَن بن دَاوُد. / مضى فِي ابْن أبي بكر بن دَاوُد.
226 - عبد الرَّحْمَن بن ذِي النُّون مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح الزين الْغَزِّي الشَّافِعِي وَيعرف بِأَبِيهِ. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة أَو فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا بغزة وتلا لنافع وَابْن كثير وَأبي عمر وَعلي الشهَاب بن عَابِد الْغَزِّي وَلَقي ابْن الْجَزرِي بِظَاهِر غَزَّة فَأجَاز لَهُ وتصدى لتعليم الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة لحسن تَعْلِيمه ووفور نصحه وديانته، وَكَانَ خيرا صَالحا فَاضلا حسن الْعشْرَة مهتما بحوائج إخوانه بل وَغَيرهم وكف بَصَره وضعفت حركته جدا بِحَيْثُ صَار لَا حراك بِهِ، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.)
227 - عبد الرَّحْمَن بن رضوَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف جلال الدّين أَبُو المفاخر ابْن مفيدنا وَشَيخنَا الْحَافِظ الزين أبي النَّعيم العقبي الأَصْل القاهري الصحراوي الشَّافِعِي / وَاسم أمه نورة ابْنة مكي وتدعى حَرِير. ولد فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بتربة قجماس من الصَّحرَاء وَنَشَأ بهَا فِي كنف ابيه فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام لشَيْخِنَا وَعرضه عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ حفظا وَكَذَا حفظ غَيره واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ ثمَّ أسمعهُ الْكثير عَالِيا ونازلا من لَا يُحْصى كَثْرَة كالبدر حُسَيْن البوصيري والشهاب الوَاسِطِيّ والزين الزَّرْكَشِيّ وَعَائِشَة الكنانية وقريبتها فَاطِمَة والفاقوسي والشرابيشي وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان والمحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ والعز بن الْفُرَات وَأَجَازَ لَهُ خلق وَخرج لَهُ أَبوهُ المتباينات مَاتَ عَنْهَا مسودة، واشتغل يَسِيرا وَقَرَأَ فِي الْحَاوِي على الْعلم البُلْقِينِيّ وَفِي الْمنطق وَغَيره على آخَرين، وَلما مَاتَ وَالِده أضيفت إِلَيْهِ جهاته كالاسماع فِي الشيخونية والخدمة بالأشرفية برسباي، وَلزِمَ الِاشْتِغَال قَلِيلا وَالْتمس مني مساعدته فِي تبييض(4/78)
المتباينات الْمشَار اليها فعاقه الْمَقْدُور ثمَّ عرض لَهُ فِي عقله شَيْء يُقَال ان سَببه الاعتناء بالروحاني لَكِن مَعَ سُكُون وسكوت فِي أَكثر أوقاته بل سَمِعت انه كَانَ يكثر التِّلَاوَة وَرُبمَا تكلم فِي بعض الْمسَائِل وأتى بِمَا يستظرف من السجعات المتوالية والكلمات المنتظمة مَعَ تعففه وَعدم قبُوله لشَيْء الا حِين الْحَاجة، وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة احدى وَثَمَانِينَ وَدفن من الْغَد عِنْد أَبِيه رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
عبد الرَّحْمَن بن أبي السرُور بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الْمَكِّيّ /. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن.
228 - عبد الرَّحْمَن بن أبي السعادات بن مَحْمُود بن عَادل الزين الْحُسَيْنِي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَعبد الله وَعبد الْكَبِير / الآتيين. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَالْمُخْتَار واشتغل فِي النَّحْو وَالصرْف وَأكْثر من التِّلَاوَة وجود عَليّ عمر النجار الْحَمَوِيّ وَسمع على أبي الْفرج المراغي وَولده وَكَذَا سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
229 - عبد الرَّحْمَن بن سعد الْحَضْرَمِيّ التَّاجِر نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بِابْن قنين بقاف ونونين بَينهمَا تَحْتَانِيَّة. / كَانَ مَلِيًّا خيرا. قدم مَكَّة فِي عشر الْخمسين وجاور بهَا وَاشْترى بهَا أملاكا فَلَمَّا مَاتَ أَحْمد بن عجلَان أَمِير مَكَّة وَحصل الْخلف بعده فِي الدولة انْتقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَذَلِكَ بعد الْحَج من سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا فقطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد بلغ السِّتين أَو جازها وَهُوَ عِنْد الفاسي.
230 - عبد الرَّحْمَن بن سعد الْحَضْرَمِيّ الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. سمع عَليّ الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
231 - عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل العثماني نزيل وَادي مر. / مَاتَ فِي غرَّة جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين بِمَكَّة.
232 - عبد الرَّحْمَن بن سَلام بن اسماعيل الصعيدي الأَصْل الطلياوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالبدوي /. ولد بطليا من المنوفية وَقدم الْقَاهِرَة بعيد السّبْعين فجود الْقُرْآن على جمَاعَة بل قَرَأَ لِأَبْنِ كثير واشتغل عِنْد أخي وَابْن سولة وَغَيرهمَا فِي الْفِقْه والعربية والكوراني والْعَلَاء الحصني وَصَالح اليمني وَغَيرهم فِي النَّحْو بل قَرَأَ فِي الصّرْف وَالْأُصُول والمنطق وَغَيرهَا كثيرا ولازم ابْن قَاسم(4/79)
وَحسن الْأَعْرَج ثمَّ انثنى عَنْهُمَا وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس البلبيسي الفرضي وَعبد الْحق وَكنت مِمَّن قَرَأَ عَليّ دروسا فِي التَّقْرِيب وَأَقْبل عَليّ وعَلى أخي، وتنزل فِي المزهرية وقطنها بل أَقرَأ ولد ابْن حجي وَبني الْوَاقِف، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر مَعَ يبس وَعدم الارتضاء بكثيرين.
233 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عياذ بتحتانية بن عبد الْجَلِيل ابْن خلفون الزين المنهلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد حَافظ الدّين مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالمنهلي. ولد فِي شَوَّال سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمناوهل من الغربية، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ فِي كَفَالَة أَخِيه خَالِد الْمَاضِي وَأقَام مَعَه برواق ابْن معمر من الْأَزْهَر فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفيتين والشاطبية وَالتَّلْخِيص وَعرض على جمَاعَة كشيخنا والقاياتي والعيني والكمال بن الْبَارِزِيّ وجود الْقُرْآن على النُّور الامام وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشنشي وَغَيره فِي الِابْتِدَاء وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عَن الوروري ثمَّ انْتَمَى للمناوي قَدِيما ولازمه أتم مُلَازمَة حَتَّى أَخذ عَنهُ الْفِقْه أخذا مرضيا غير مرّة وَكَذَا أَخذ عَنهُ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه عَلَيْهِ وَبِه تهذب وَعَلِيهِ تخرج وتسلك وَظَهَرت عَلَيْهِ آثاره وبهرت خبرته واختباره وَكَانَ أحد قراء تقاسيمه الْعَامَّة الَّذين كَانَ يُنَوّه بذكرهم وَبَلغنِي انه كَانَ يرجحه فِي ذوق الْفِقْه عَليّ الْجَوْجَرِيّ وَلَا يحمد سرعَة ذَلِك كَمَا لم يحمدها غَيره وَأخذ عَن)
الْمحلي كثيرا من شرحيه على الْمِنْهَاج وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهمَا وَكَانَ بعض مَا سَمعه من ثَانِيهمَا بِقِرَاءَة النُّور الْوراق الْمَالِكِي وترافق هُوَ وزين العابدين الْمَنَاوِيّ فِي الْأَخْذ فِي أصُول الدّين والعربية وَغَيرهمَا عَن ابْن حسان وَفِي الِاصْطِلَاح وَالرِّوَايَة عَن شَيخنَا وَأخذ الْعَرَبيَّة أَيْضا وَغَيرهَا عَن الشمني والمنطق وَغَيره عَن التقي الحصني وَمن شُيُوخه أَيْضا البوتيجي والخواص وَآخَرُونَ وَقَرَأَ الشفا أَو معظمه على السعد بن الديري وَالْبُخَارِيّ بِتَمَامِهِ لأسماع ابنيه عَليّ الشهَاب الشاوي وَبَعضه على الزين عبد الصَّمد الهرساني، وَحضر فِي حجَّته الأولى عِنْد القَاضِي أبي السعادات بن ظهيرة وَغَيره، وبرع فِي الْفِقْه وَتقدم فِيهِ وَصَارَ لِكَثْرَة ممارسته لَهُ وَالنَّظَر فِي قَوَاعِده والتبصر فِي مداركه فَقِيه النَّفس مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي الْأُصُول والعربية وَفهم مُسْتَقِيم جدا، واتقان فِيمَا يبديه وعقل تَامّ يضْبط بِهِ أَقْوَاله وأفعاله ويتوصل بِهِ لكف جليسه أَو صَاحبه عَمَّا لَا يرتضيه حَتَّى ان البقاعي حِين كَانَ بحواره أرسل إِلَيْهِ فِي أَوَائِل بعض اللَّيَالِي أَن يكون رَفِيقًا لَهُ فِي التجمس على بعض جيرانهما فِيمَا زعم انكاره فتلطف فِي(4/80)
التَّخَلُّص مِنْهُ وَرُبمَا مَشى فِي إِزَالَة الاستيحاش بَينه وَبَين من يكون من أحبابه ليستريح خاطره من قبلهمَا كل ذَلِك مَعَ لطف عشرَة وتحر وورع وانجماع عَن بني الدُّنْيَا واشتغال بِمَا يعنيه ومحاسن وافرة وَرُبمَا أَقرَأ فِي بَيت يشبك الْفَقِيه لثُبُوت خَيره لَدَيْهِ واحسانه إِلَيْهِ بل أَقرَأ الْعلم فِي حَيَاة شَيْخه وَأفْتى فِي بعض الْحَوَادِث باشارته، وناب فِي تدريس الْفِقْه بالحجازية عَن الْبُرْهَان بن أبي شرِيف وبالفاضلية عَن ابْني صَاحبه زين العابدين وَفِي الحَدِيث بالجمالية عَن ابْن النواجي وَفِي غير ذَلِك بغَيْرهَا عَن آخَرين وَاسْتقر فِي تدريس النابلسية تجاه سعيد السُّعَدَاء وسكنها حَتَّى مَاتَ وَكَانَ يرتفق فِي معيشته بطبخ السكر وَنَحْوه وتوالى عَلَيْهِ فِي ذَلِك بعد وَفَاة شَيْخه وَولده عدَّة خسارات تجرع بِسَبَبِهَا مشاق وَآل أمره إِلَى أَن ضم مَا تَأَخّر بِيَدِهِ وَهُوَ شَيْء يسير جدا، وسافر فِي الْبَحْر من الطّور إِلَى جدة فانصلح الْمركب بِجَمِيعِ مَا فِيهِ فِي أثْنَاء الطَّرِيق وَنَجَا بِنَفسِهِ خَاصَّة وطلع مَكَّة مُجَردا قبيل الْمَوْسِم فحج وَأقَام سنة أُخْرَى وَهِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ على قدم عَال فِي الْعِبَادَة المختصة بهَا مَعَ الصَّلَاة والتلاوة والمطالعة وَالْكِتَابَة بل والاقراء للطلبة وتوعك فِي غُضُون ذَلِك مُدَّة وَلم يتم تخلصه حَتَّى انه قدم الْقَاهِرَة وابتدأ الفالج مَعَه وَلَكِن لم يكن ذَلِك بمانع لَهُ عَن الاقراء والافتاء وَالْكِتَابَة إِلَى أَن استحكم أمره وَانْقطع بِسَبَبِهِ أشهرا كل ذَلِك وَهُوَ صابر شَاكر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر جُمَادَى)
الْآخِرَة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد تجاه مصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء، وَقد كَانَت بَيْننَا مَوَدَّة تَامَّة يرغب من أجلهَا فِي كَثْرَة زيارته لي ويميل لما يصدر عني من تأليف وترجمة شَيْخه الْمَنَاوِيّ أبدى من السرُور مَا الله بِهِ عليم بل سمع مني فِي مجْلِس شَيْخه كثيرا من تصنيفي القَوْل البديع خَارِجا عَن مَوَاضِع من شرحي لألفية الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يُبْدِي من الثَّنَاء مَا لَا أنهض لذكره مَعَ عدم تكلفه وتصنعه وَيُصَرح بترجيح شَيْخه لي على نَفسه فِي الحَدِيث فِي الْمَلأ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أثْبته فِي تاريخي الْكَبِير رَحمَه الله وإيانا.
وَمن نظمه مِمَّا قرأته بِخَطِّهِ مضمنا قَول الْقَائِل مِمَّا هُوَ على الْأَلْسِنَة: حَائِط القَاضِي يطهر بِالْمَاءِ وحائط غَيره يهد قَوْله:
(إِذا استفتى القَاضِي عَن النَّجس الَّذِي ... يحل جِدَار الْغَيْر يُفْتِي بهدمه)
(ويفتي إِذا مَا حل ذَاك بحيطه ... بتطهيره بِالْمَاءِ فاعجب لحكمه)
وَقَوله:
(يُفْتِي الْقُضَاة بهدم الحيط إِن نجست ... مَا لم تكن لَهُم فالماء يكفيها)(4/81)
وَكَذَا من نظمه مِمَّا نقلته أَيْضا من خطه:
(إِذا حكم الآله عَلَيْك فاصبر ... وَلَا تضجر فَبعد الْعسر يسر)
(فكم نَار تبيت لَهَا لهيب ... فتخمد قبل أَن ينشق فجر)
فِي أَبْيَات تزيد على ثَلَاثِينَ.
234 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة ابْن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الزين الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي، / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ عبد الرَّحْمَن بن ابراهيم ابْن عَليّ والموفق أَحْمد بن عبد الحميد بن غشم الثَّانِي من حَدِيث عِيسَى بن حَمَّاد زغبة عَن اللَّيْث وعَلى الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي جُزْء الْأَزجيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الأبي سمع عَلَيْهِ أول الجزءين وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: أجَاز لي باستدعاء الشريف وَلَيْسَ عِنْده من المسموع على قدر سنه. مَاتَ سنة تسع عشرَة بِدِمَشْق، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
235 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أبي الْكَرم بن سُلَيْمَان الزين أَبُو الْفرج الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / عَلامَة الزَّمَان وترجمان الْقُرْآن وناصح الاخوان وَيعرف بِأبي شعر. ولد فِي ثَالِث عشر شعْبَان)
سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقيل سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن الْموصِلِي وَحفظ الْخرقِيّ وَغَيره وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم الزين بن رَجَب قَرَأَ عَلَيْهِ من أول الْمقنع إِلَى أثْنَاء البيع وَكَذَا انْتفع بالشهاب بن حجي وَسمع من عبد الْقَادِر بن ابراهيم الأرموي وَالْجمال بن الشرائحي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين بل سمع هُوَ وَابْنه ابراهيم الْمَاضِي من شَيخنَا فِي رُجُوعه من حلب سنة آمد بالعادلية المسلسل وَالْقَوْل المسدد واغتبظ شَيخنَا بقدومه عَلَيْهِ وبرز لتلقيه حافيا، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مُتَقَدما فِي استحضار الْفِقْه وَاسع الِاطِّلَاع فِي مَذَاهِب السّلف وَمَعْرِفَة أَحْوَال الْقَوْم ذَاكِرًا لنبذة من الْجرْح وَالتَّعْدِيل عفيفا نزها ورعا متقشفا منعزلا عَن النَّاس مُعظما للسّنة وَأَهْلهَا بارعا فِي التَّفْسِير مستحضرا لكثير من ذَلِك جيد التَّذْكِير مَعَ المهابة وَالْوَقار وجمال الصُّورَة وَالْحيَاء وَكَثْرَة الْخُشُوع ولطف المزاج وَحسن النادرة والفكاهة وسلامة الصَّدْر ومزيد التَّوَاضُع وَقلة الْكَلَام وعذوبة الْمنطق وَعدم التَّكَلُّف والمثابرة على التِّلَاوَة والتهجد وَالْعِبَادَة وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والمحبة الزَّائِدَة للْعلم وَالرَّغْبَة فِي مطالعته واقتناء كتبه بِحَيْثُ اجْتمع لَهُ من الْأُصُول الحسان مَا انْفَرد بِهِ عَن أهل بَلَده وَصَارَ عديم النظير فِي مَعْنَاهُ حَسَنَة من حَسَنَات الدَّهْر انْتفع بِهِ النَّاس فِي المواعظ(4/82)
وَغَيرهَا وأحبه الْخَاص وَالْعَام وَكَثُرت أَتْبَاعه واشتهر ذكره وَبعد صيته وَمَعَ ذَلِك فعودي وأوذي وَلم تسمع مِنْهُ كلمة سوء فِي جد وَلَا هزل، وجاور بِمَكَّة عودا على بَدْء فَأخذ عَنهُ الأكابر من أَهلهَا وَوعظ فِيهَا حَتَّى فِي جَوف الْبَيْت الْحَرَام وَكَانَ يزدحم عَلَيْهِ الْخلق هُنَاكَ وحَدثني المحيوي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ بِكَثِير من كراماته وبديع إشاراته، وَقَالَ البقاعي اشْتغل فِي غَالب الْعُلُوم النافعة حَتَّى فاق فِيهَا وَله فِي التَّفْسِير عمل كثير وَيَد طولى، وَكَذَا عظمه التقي بن قندس ثمَّ تِلْمِيذه الْعلَا المرداوي وَوَصفه بالامام شيخ الاسلام الْعَالم الْعَامِل الْعَلامَة الزَّاهِد الْوَرع الرباني الْمُفَسّر الأصولي النَّحْوِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الْمُحَقق وَقَالَ غَيره انْتفع بِهِ خلق وَله مقالبات مَعَ المبتدعين بِسَبَب أصُول الدّين، وترجمته قَابِلَة للبسط وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه تخرج بالشهاب ابْن حجي وتبتل لِلْعِبَادَةِ وتصدى للوعظ فبرع فِي التَّفْسِير وَكثر استحضاره لَهُ وَصَارَ لَهُ أَتبَاع عودي وأوذي، وجاور بِمَكَّة مرَّتَيْنِ وَوعظ بهَا فِي جَوف الْبَيْت وَكَانَ يزدحم عَلَيْهِ الْخلق هُنَاكَ وَيحصل بِكَلَامِهِ صدع فِي الْقلب مَعَ الْفَوَائِد الجليلة فِي عُلُوم عديدة لِأَنَّهُ امام فِي الْفِقْه مستحضر لمذاهب السّلف وَغَيرهَا عَارِف بِالْحَدِيثِ وَعلله من جرح)
وتعديل وَانْقِطَاع وارسال مشارك فِي النَّحْو وَالْأُصُول متعبد خَائِف من الله. وَمَات بعد أَن تعلل أشهرا فِي لَيْلَة السبت سادس عشر شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين بسفح قاسيون وَدفن بِقرب قبر الْمُوفق بن قدامَة من الرَّوْضَة بالسفح رَحمَه الله ونفعنا ببركاته.
236 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الباسط بن خَلِيل الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخَوَاهُ أَبُو بكر وَعمر.
237 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَلَاح الدّين بن الزين القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الْخَطِيب لكَون أَبِيه كَانَ خَطِيبًا بِجَامِع البرددار بِخَط قنطرة قديدار. ولد بعد موت أَبِيه بِيَسِير فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخط الْمَذْكُور وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد زوج أمه الشَّمْس الْمقري وَهُوَ الَّذِي رباه وجوده على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي والمنهاج وَعرضه على الْأمين الأقصرائي، الْبكْرِيّ والبامي وَقطعَة من ألفية النَّحْو وَأخذ الْفِقْه عَن الْجَوْجَرِيّ فِي عدَّة تقاسيم والبكري وقرأه والعربية والمنطق عَليّ الشّرف مُوسَى البرمكيني وَحضر فِي الْأُصُول والعقائد عِنْد الْكَمَال بن أبي شرِيف وَفِي بعض العقليات عِنْد(4/83)
التقني الحصني وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والميقات عَن الْبَدْر المارداني ولازمه فِي قِرَاءَة كتب كَثِيرَة وتميز وخطب ولازمني فِي ابْن الصّلاح وَغَيره واغتبط بذلك وتألم لسفري فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وَكَانَ يتكسب بسوق الدراع من سوق الْحَاجِب نصف سنة ثمَّ ترك لما لَا يُعجبهُ وَقَرَأَ على الْعَامَّة وَقد لازمني فِي بحث ابْن الصّلاح وَغَيره كشرحي على تقريب النَّوَوِيّ وَأخذ عني غير ذَلِك وَرُبمَا يتَرَدَّد لِابْنِ الأسيوطي، وَحج فِي موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين ولقيني بِمَكَّة ثمَّ مني وسألني عَن شَيْء يتَعَلَّق بالمنسك وَنعم الرجل سكونا وعقلا وفضلا ورغبة فِي الْخَيْر وَتَحْصِيل الْكتب كِتَابَة وَشِرَاء.
238 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن جمال الدّين عبد الله ابْن صَاحب الْمدرسَة وَالدَّار الْمُجَاورَة / لَهَا بِبَاب النَّصْر بكتمر الْحَاجِب الْآتِي وَالِده وَيعرف كسلفه بِابْن الْحَاجِب. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة خمسين وأرخه بَعضهم فِي الطَّاعُون سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَأن الأول أصح بعد أَن أسْند وَصيته للبدر الْبرمَاوِيّ وَدفن بتربتهم بِالْقربِ من مدرسة جده الْمشَار اليها وَكَانَ يَلِي وَالِده فِي الوسواس واختص بالأمير قانباي الجركسي وقتا عَفا الله عَنهُ.)
239 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرجا بن أبي الزهر بن أبي الْقسم تَقِيّ الدّين أَبُو بكر التنوخي الدِّمَشْقِي وَيعرف كسلفه بِابْن السلعوس. / ولد فِي إِحْدَى الجمادين سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع على زَيْنَب ابْنة ابْن الخباز الْمِائَة العزاوية وَحدث بهَا قَرَأَهَا عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه مَاتَ سنة سبع، وَكَذَا أرخه فِي أنبائه وَلكنه ذكره فِيهِ أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وأرخ وَفَاته فِي شعْبَان أَو رَمَضَان مِنْهَا وَله نَحْو السّبْعين فَالله أعلم وافاد انه سمع من عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَدَاوُد بن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَغَيرهم، وأرخه المقريزي فِي عقوده فِي رَجَب سنة سبع.
240 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْوَجِيه بن القَاضِي عز الدّين الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد بهَا فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَسمع بهَا من المراغي وَابْن الْجَزرِي وَابْن طولوبغا وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَآخَرُونَ، وسافر إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى تونس فاشتغل فِيهَا على جمَاعَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد الْأَرْبَعين، ذكره ابْن فَهد فِي النويريين والنيل.
241 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم(4/84)
ابْن الشَّهِيد النَّاطِق عبد الرَّحْمَن الرضي بن الْعِزّ بن الشَّمْس الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ووالد علم الدّين مُحَمَّد / الْآتِي، ولد بالنويرة من الصَّعِيد وانتقل مَعَ أمه إِلَى الفيوم فحفظ بهَا الْقُرْآن والعمدة والرسالة وألفية النَّحْو ثمَّ عَاد بعد كبره إِلَى بَلَده، وَحج غير مرّة وجاور وَسمع بهَا من الزين المراغي ثمَّ قدم مَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَأَرْبَعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا فأدركه أَجله بهَا وَهُوَ ساجد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام فِي ذِي الْحجَّة منا فَحمل إِلَى بَيته فَجهز ثمَّ دفن بالمعلاة، وَكَانَ خيرا سَاكِنا.
242 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب الْمجد أَبُو الْفضل بن الْفَخر بن الجيعان أَخُو ابراهيم وشاكر / الماضيين، كَانَ نَاظر الخزانة وكاتبها. مَاتَ فِي سَابِع عشري الْمحرم سنة خمس وَخمسين بعد قدومه من الْحَج متمرضا بأيام وَدفن بتربتهم بالقرافة ثمَّ بعد مُدَّة نقل إِلَى تربته بالصحراء تجاه تربة الْأَشْرَف برسباي وَخلف عدَّة أَوْلَاد من جوَار بيض مسلمات وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة اللطيفة الْمُجَاورَة لبيتهم بالسبع قاعات وفيهَا صوفية وخطبة وَغير ذَلِك من المآثر وَكَانَ رَئِيسا كَرِيمًا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَلذَا كَانَت لَهُ)
الْيَد الْبَيْضَاء فِي الدّفع عَن شَيخنَا فِي حَادِثَة البيبرسية كَمَا أوضحته فِي الْجَوَاهِر ونفعه الله بذلك فان الشهَاب بن يَعْقُوب حكى لي انه رَآهُ بعد مَوته لهَذَا السَّبَب فِي هَيْئَة حَسَنَة جدا بل صَار أَوْلَاده بعدهمْ المتصرفون فِيهَا رَحمَه الله وايانا.
243 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القاهري الحريري العقاد وَالِده الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن العقاد. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بالخراطين قَرِيبا من الْأَزْهَر وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وعمدة الْأَحْكَام وأربعي النَّوَوِيّ وألفية الحَدِيث والنحو وَالْمُحَرر وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وقواعد ابْن هِشَام وألفية النَّحْو وَعرض على خلق كَابْن الديري والمناوي والولوي السنباطي والعز الْكِنَانِي والعبادي والأمين الاقصرائي والشمني والشرواني والتقي الحصني وكاتبه فِي آخَرين، قَرَأَ الْقُرْآن وتلا للسبع افرادا وجمعا على الشَّمْس بن الخدر الْحَنْبَلِيّ ثمَّ على الزين جَعْفَر ثمَّ على ابْن اسد افرادا وَكَذَا جمعا لَكِن إِلَى آخر سُورَة الانبياء، وَكَانَ مَعَه حِين توفّي بالحديدة، وعَلى الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي بل أكمل عَلَيْهِ الْعشْر وَأخذ فِي النَّحْو عَن الشَّمْس الابناسي نزيل الاستادارية والنور السنهوري وَقَرَأَ فِي الاصول وَالْبَيَان على الحصنيين والْعَلَاء وَفِي الْفِقْه عِنْد الْمُحب بن جناق وَأخذ قَلِيلا عَن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ ثمَّ لَازم الْبَدْر السَّعْدِيّ بل أَخذ عَن إِمَام الكاملية(4/85)
فِي الْأُصُول وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للورقات وَكَذَا شرح ابْن الفركاح وَسمع الحَدِيث بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي مَعَ الْوَلَد وَغَيره على السَّيِّد النسابة والبارنباري وَابْن أبي الْحسن وَخلق كَأُمّ الشَّيْخ سيف الدّين وَهَاجَر مِمَّا أثْبته وغيري لَهُ وتميز وَفهم وتكسب بِالشَّهَادَةِ وراج أمره فِيهَا لحذقه وَسُرْعَة كِتَابَته وإنهائه الْأُمُور خُصُوصا مَعَ اقبال القَاضِي عَلَيْهِ وَصَارَ لذَلِك كُله محسودا مِمَّن هُوَ أنحس وأسوأ حَالا بِحَيْثُ وصل أمره إِلَى السُّلْطَان وَوصف بِكَوْنِهِ نقيب الْحَنْبَلِيّ فَحِينَئِذٍ بَادر الْبَدْر للاستقرار بالتقي بن القزازي فِي النقابة وتبرم من كَونه نَقِيبًا واستراح من كَلَام كثير برِئ مِنْهُ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلَيْسَ فِيهِ من الأرصاف الظَّاهِرَة سوى سرعَة حركته المؤدية إِلَى شَبيه بالخفة وَقد اختفى مُدَّة بِسَبَب مجاورته لمُحَمد بن اسماعيل برددار الأتابك وعشرته لَهُ وَلَوْلَا اللطف لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين طلع فِي الْبَحْر مَعَ شاهين الجمالي وَقد اسْتَقر نَائِب جدة فدام بهَا بَقِيَّة السّنة ثمَّ مَعَ يشبك الجمالي حِين كَانَ أَمِير الأول ثمَّ الْمحمل ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين رَفِيقًا للسَّيِّد عتقا براويد بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَوَصلهَا فِي حادي عشري رَجَب فزار وَرجع الْيَوْم الثَّالِث بعد الْجُمُعَة وَكَانَت أم وَلَده بِمَكَّة فحجا ثمَّ عادا مَعَ الركب.
عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر بن أبي الْخَيْر الطاوسي /. يَأْتِي فِي ابْن أبي الْفتُوح.
244 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن عبد الله بن عبد الْكَافِي بن قُرَيْش الزين الحسني الطباطبي / مُؤذن الركاب السلطاني، كَانَ يُجَالس الظَّاهِر برقوق فاتفق أَن جمال الدّين مَحْمُود العجمي لما كَانَ نَاظر الْجَيْش أنف أَن يجلس دونه فَذكر أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعتبه على ذَلِك فَأصْبح فَركب إِلَى بَيت الشريف فاستحله بعد أَن أخبرهُ بالمنام. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ انه قَرَأَ ذَلِك بِخَط التقي المقريزي فِيمَا سَمعه من الشَّمْس الْعمريّ الْموقع وَقد حضر ذَلِك. مَاتَ سنة احدى. قلت وسَاق المقريزي فِي عقوده نسبه إِلَى الْحسن بن عَليّ وبيض لتاريخ وَفَاته وحرف بَعضهم اسْم أَبِيه فَجعله عبد الخافي وَكَذَا أرخ وَفَاته فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
245 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو هُرَيْرَة النابلسي الشَّافِعِي / إِمَام جَامع بَلَده الْكَبِير ووالد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن مَكِّيَّة. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة واشتغل وَفضل وارتحل فَقَرَأَ على شَيخنَا من أول البُخَارِيّ إِلَى مَوَاقِيت الصَّلَاة وَسمع عَليّ بِقِرَاءَتِي فِي عشاريات التنوخي وبقراءة ابْن قمر والقلقشندي وَغَيرهمَا أَشْيَاء وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين، وَكَانَ يدرس فِي(4/86)
الْفِقْه والنحو. مَاتَ فِي ثَانِي عشر رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَدفن عِنْد آبَائِهِ رَحمَه الله.
246 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم الارموي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ /. سمع على الشهَاب الحسباني الْمِائَة المستقاة من مشيخة الْفَخر وَحدث بهَا أَخذهَا عَنهُ سبط شَيخنَا فِي سنة خمس وَسِتِّينَ.
247 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي الْحسن عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد ابْن عِيسَى الحسني المسهودي أَخُو النُّور / على الْآتِي وَهَذَا أكبر وَذَاكَ أفضل. نَاب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ حِين إِعْرَاض أَبِيه عَنْهَا فَكَانَ أول من ابتكر ولَايَته وَاسْتمرّ يَنُوب عَن من بعده.
عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن جمال الثَّنَاء الْبَصْرِيّ الْمَكِّيّ، / يَأْتِي قَرِيبا فِيمَن جده عبد الله بن عبد الرَّحْمَن.
248 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل بن أبي الْحسن بن طَاهِر الزين بن أبي مُحَمَّد الحرستاني ثمَّ الصَّالِحِي /، ولد فِي شَوَّال سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي مُحَمَّد بن الْقيم والحافظ)
أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمُحب الصَّامِت الأول وَالثَّانِي من حَدِيث عبد الله بن هَاشم الطوسي تَخْرِيج زَاهِر بن طَاهِر عَن شُيُوخه وَمن ابْن الْقيم غير ذَلِك وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا ثمَّ ابْن مُوسَى وَشَيخنَا الْمُوفق الابي فِي سنة خمس عشرَة، وَمَات بعد ذَلِك وَذكره المقريزي فِي عقوده.
249 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن زوران الْبَصْرِيّ الخواجا / مِمَّن كَانَ يُسَافر فِي المتجر إِلَى الْهِنْد. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين.
250 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف الزين ابْن اللؤْلُؤِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم مُحَمَّد والتقي أبي بكر / الآتيين وَهُوَ أَوسط الثَّلَاثَة سنا وأصغر فضلا وَيعرف كسلفه بِابْن قَاضِي عجلون. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين خطاب وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وتصريب الْعُزَّى والكافية وَعرض على جمَاعَة كالتقي الْأَذْرَعِيّ والبدر بن قَاضِي شُهْبَة وبالقاهرة على شَيخنَا فِي آخَرين وأحصر على الْعَلَاء بن بردس وتفقه بوالده وأخيه النَّجْم وخطاب بل وَأخذ فِي الْقَاهِرَة عَن الْجلَال الْمحلي والعربية عَن الشرواني وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة احدى وَخمسين وَكَذَا حج غير مرّة وَكَانَ مَعَ الزيني بن مزهر فِي الرجبية لاختصاصه بِهِ فَكنت أرَاهُ هُنَاكَ يعرض على بعض الْفُضَلَاء كل يَوْم جانبا من محافيظه(4/87)
وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن الولوي البُلْقِينِيّ فَمن بعده، وَكَانَ فَاضلا لطيف الْعشْرَة خَفِيف الرّوح حسن الْمُلْتَقى سريع الْحَرَكَة وَالْكَلَام محبا فِي لِقَاء الأكابر سليم الْفطْرَة مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسبعين، وَكَانَ قد توجه بعد دفن أَخِيه بِالْقَاهِرَةِ اليها فابتدأ بِهِ التوعك، وَاسْتمرّ يَعْتَرِيه وقتا فوقتا حَتَّى قضى رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
251 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وجيه الدّين الْعلوِي ثمَّ العكي الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ. / ولد سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن تلقينا وجوده وتفقه وَسمع على ابْن الْجَزرِي والفاسي والبرشكي المغربي واختص بِهِ وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ طرد المكافحة عَن سنة المصافحة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ قريباه النفيس سُلَيْمَان وَالْجمال مُحَمَّد ابْنا ابراهيم الْعلوِي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَغَيرهم، وَكَانَ آيَة فِي معرفَة الاوفاق وتركيبها على وُجُوه مُتعَدِّدَة من النّسك وَالطَّرِيق المرضي والنشأة الْحَسَنَة والانجماع عَن النَّاس إِلَّا من كَانَت بَينه وَبَينه مُلَابسَة وصحبة وَحسن الْخلق والموافاة لأحبابه وَصدق الْمحبَّة مَعَهم بِدُونِ خداع وَلَا تكلّف. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَمَانِينَ تَرْجمهُ لي بعض أَصْحَابنَا اليمانيين بأبسط من هَذَا.
252 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ بن الخشاب / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه اشْتغل بِالْعلمِ فِي الشَّام ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم عَن ابْن العديم ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة فوصل مَعَ الْعَسْكَر فباشره يَوْمَيْنِ ثمَّ سعى عَلَيْهِ ابْن الكفيري فأعيد ثمَّ مَاتَا جَمِيعًا فِي شهر وُرُود الْعَسْكَر وَبَينهمَا فِي الْوَفَاة يَوْم وَاحِد وَلم يبلغ هَذَا ثَلَاثِينَ سنة رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ وَلم يكن ماهرا فِي الْعلم.
253 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الْكَرِيم الْبَنَّا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ.
254 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْوَجِيه بن الْعَفِيف بن الْأمين الْبَصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنَفِيّ / صهر السَّيِّد الْعَلَاء الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نقيب الْأَشْرَاف وَهُوَ الَّذِي حنفه وَيعرف كأبيه بِابْن جمال الثَّنَاء. قَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ والعمدة وَسمع عَليّ البُخَارِيّ وَمَا عدا الْمجْلس الأول من النَّسَائِيّ وَجَمِيع الشَّمَائِل مَعَ الْخَتْم من الْجَامِع لمؤلفها وَالْبَعْض من ابْن مَاجَه وَجَمِيع الشفا وتصانيفي فِي ختام هَذِه الْكتب الْخَمْسَة وَمن تصانيفي أَيْضا التَّوَجُّه للرب بدعوات الكرب وَالْكثير من الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَالْبَعْض من الابتهاج وَمن شرح النخبة لشَيْخِنَا وَغير ذَلِك وكتبت لَهُ كراسة، وسافر مَعَ صهره فِي موسم سنة(4/88)
ثَلَاث وَتِسْعين لدمشق فَمَا انْشَرَحَ صهره لذَلِك وَأقَام بالقدس وَجَاءَت كبتهما لمَكَّة فِي موسم سنة أَربع وَبعد ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ بالطاعون هُوَ وَأمه فِي سنة سبع وَتِسْعين.
255 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عَليّ بن مُوسَى الْوَجِيه بن الْعَفِيف بن النُّور الْمَكِّيّ الْمَعْرُوف بالمزوق /.
256 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد الصَّدْر الكفيري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / قَالَ شَيخنَا فِي الأنباء عَنى بالفقه وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى عَن أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت لَهُ همة فِي طلب الرياسة. قَالَه ابْن حجي.
257 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حُسَيْن بن الْحسن الزين الْمدنِي أَخُو أبي الْفرج / وحفيد أخي إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.)
258 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن نصر بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن البعلي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع على الْحَافِظ الْمزي وَأبي الْعَبَّاس الْجَزرِي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر الْحَمَوِيّ وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا بِدِمَشْق وأرخ وَفَاته فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
259 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم الزين بن الْجمال بن الْفَخر الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْفَخر الْمصْرِيّ. / أسمعهُ أَبوهُ الْكثير من شُيُوخ عصره فَفِي سنة سبعين على الصّلاح بن أبي عمر بعض مُسْند عَائِشَة من مُسْند أَحْمد وعَلى الْكَمَال بن حبيب سنَن ابْن مَاجَه وعَلى التقي بن رَافع سنَن النَّسَائِيّ وَكَذَا سمع على الْمُحب الصَّامِت وَغَيره وتفقه قَلِيلا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَلَاثِينَ.
260 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن يُوسُف بن يحيى الزين بن التقي الحجاوي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي نزيل الْقَاهِرَة /. سمع من الْمُحب الصَّامِت أَخْبَار الْكسَائي والصولي وَمن لفظ أَخِيه عمر بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب غير ذَلِك وَكَانَ من دهاة النَّاس وعقلائهم ذَا وجاهة وَمَعْرِفَة بفنون مداخلات النَّاس ثمَّ أُصِيب بعقله وَاخْتَلَطَ ولقيه ابْن فَهد والبقاعي بعد ذَلِك بِالْقَاهِرَةِ فَذكر لَهما أَنه سمع كثيرا بالصالحية على جمَاعَة مِنْهُم ابْن الْمُحب والكركي وَقَرَأَ عَلَيْهِ البقاعي شَيْئا من مسموعه فَكَانَ يحضر تَارَة ويغيب أُخْرَى فَتَرَكَاهُ بعد أَن أجَاز لَهما وَذَلِكَ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمَات بِالْقَاهِرَةِ إِمَّا فِيهَا أَو فِي الَّتِي بعْدهَا.
عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أَمِين الدّين /. فِي ابْن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن.(4/89)
261 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله القَاضِي زين الدّين بن المجير. / استوزره صَاحب حصن كيفا وَهُوَ قَاض شَافِعِيّ عَالم حسن السِّيرَة كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي أَحْمد بن سُلَيْمَان الْأَشْرَف من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
262 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الباز /، مَاتَ سنة أَربع وَأَرْبَعين.
263 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النفياي / ثَانِي الْخَمْسَة المهتدين للاسلام، مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وَهُوَ الْآن حَيّ.
264 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْوَارِث بن مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم بن عبد الْمُنعم بن يحيى النَّجْم أَبُو الْخَيْر بن الزين أبي مُحَمَّد بن الْجمال الْقرشِي الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد المحيوي عبد الْقَادِر / الْآتِي وَيعرف بِابْن عبد الْوَارِث، ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد النُّور بن إِسْحَق وَغَيره تجويدا وَلأبي عَمْرو على خلف الْمقري وجوده أَيْضا على الْفَخر الضَّرِير والنور أخي بهْرَام وَحفظ الالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وألفية النَّحْو وعرضها على جمَاعَة من الْمَالِكِيَّة كالتاج بهْرَام وَعبيد البشكالسي وناصر الدّين بن التنسي وَمن الشَّافِعِيَّة كَابْن الملقن والبلقيني وأجازوا لَهُ واشتغل فِي الْفِقْه على التَّاج بهْرَام وَالْجمال الأقفهسي قَرَأَ عَلَيْهِمَا بحثا جَمِيع الْمُخْتَصر وَسمع على أَولهمَا أَيْضا بِقِرَاءَة الشهَاب بن تَقِيّ بخانقاه شيخو وَقَرَأَ بعض ألفية النَّحْو على الْعِزّ بن جمَاعَة وَسمع على نَاصِر الدّين بن الْفُرَات والنجم البالسي وَالشَّمْس بن المكين الْبكْرِيّ وَالْفَخْر القاياتي بل كَانَ يَقُول إِنَّه سمع عَليّ الصّلاح الزفتاوي والسراج عمر بن جمَاعَة وَإنَّهُ قَرَأَ على ابْن الملقن الامام أنابه ابْن سيد النَّاس أنابه مُؤَلفه وَإِن مِمَّن أجَازه الزين الْعِرَاقِيّ وَلَيْسَ كُله بِبَعِيد وناب فِي الْقَضَاء عَن الشَّمْس الْمدنِي وَابْن خلدون وَعَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعدهمْ بل فوض لَهُ شَيخنَا مَا فوضه لَهُ السُّلْطَان وَولي بعد وَالِده تدريس القمحية ثمَّ رغب عَنْهَا، وَحج فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر فِيهَا بِأَلف دِينَار بعد أَن كَانَ رسم لَهُ فِي مَجْلِسه بِثَمَانِينَ لسابق معرفَة بَينهمَا واتفاق ماجرية كَانَ الظَّاهِر يحكيها مستشهدا بهَا لعدله فِي قَضَائِهِ وَلما عَاد من الْحَج أنعم عَلَيْهِ أَيْضا بِخَمْسِمِائَة فأباها على مَا قَالَه لي وَرجع إِلَى منية بني خصيب فَأَقَامَ بهَا قَاضِيا كسلفه وَقد حدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء، وَكَانَ فَاضلا جوادا ظريفا ذَا سطوة على المفسدين ولسان ذلق وَكلمَة نَافِذَة سِيمَا فِي بِلَاد الصَّعِيد كلهَا عِنْد مباشريها ومشايخ العربان بهَا وَمن عداهم كثير التَّوَاضُع عالي الهمة حكى شَيخنَا فِي حوادث سنة(4/90)
أَربع وَعشْرين من أنبائه أَنه ظفر بشخص من عرب الصَّعِيد يُقَال لَهُ عرام ادّعى النُّبُوَّة فانه زعم أَنه رأى فَاطِمَة الزهراء ابْنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته عَن أَبِيهَا أَنه سيبعث بعده، وأطاعه نَاس وَخرج فِي ناحيته فَقَامَ عَلَيْهِ النَّجْم الْمَذْكُور وسعى إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فَضَربهُ تعزيرا وحبسه وأهانه فَرجع عَن دَعْوَاهُ وَتَابَ، وَوَصفه فِي عرض وَلَده بالشيخ الامام الحبر الْهمام الْعلم الْمُقْتَدِي والأوحد المرتضي وجده بالشيخ وَصدر فِي أَوْصَاف الْوَلَد بسليل الْأَئِمَّة مفاخر الْأمة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَابْنه غَائِب بِالشَّام رَحمَه الله وإيانا.
265 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد الزين أَبُو النجيب بن التَّاج بن الْعَفِيف اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَقِيق الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وسبط الأديب الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الأسبحي أمهما فَاطِمَة. ولد فِي مستهل الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْأَرْبَعِينَ والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة أَوَّلهمْ فِي سنة تسع وَسمع على الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء ابْن مُوسَى وعنى بالأدب وَالشعر وَنظر فِي دواوينه وَفهم وَحفظ أَشْيَاء حَسَنَة بل نظم ونثر، وَتردد لليمن والشحر للاسترزاق وَدخل مصر وناب فِي الامامة بالْمقَام عَن عبد الْهَادِي الطَّبَرِيّ وَفِيه كياسة ومروءة وَحسن عشرَة ومذاكرة. مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَعشْرين. ذكره الفاسي بِاخْتِصَار وبيض لشعره.
266 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن نصر الله التقي بن التَّاج الفوي / من بَيت شهير. كَانَ أحد موقعي الدست وناظر دَار الضَّرْب بل نَاظر الْأَوْقَاف إِلَى أَن انْفَصل عَنهُ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِابْن أقبرس ثمَّ اسْتَقر فِي نظر جدة عوض تَاج الدّين بن حَتَّى فِي الَّتِي بعْدهَا وَغَيرهَا وَفِي نظر ديوَان الْمُفْرد وَفِي غير ذَلِك وَعمر وتعطل دهرا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب الثَّمَانِينَ أَو جازها عَفا الله عَنهُ.
267 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن الزين اللدي الأَصْل الْغَزِّي / نَاظر جيشها بل عظيمها وأخو سعد الدّين ابراهيم الْمَاضِي مِمَّن يذكر بالأموال الغزيرة. مَاتَ بهَا وَقد جَازَ السّبْعين فَجْأَة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سلخ شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قبل إكماله الْمدرسَة الَّتِي أمره السُّلْطَان ببنائها لَهُ هُنَاكَ فالتزم وَلَده ابراهيم الْمَاضِي باكمالها.
268 - عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي الشرواني القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مَحْمُود / الْآتِي وَإِخْوَته. حفظ البديع لِابْنِ الساعاتي وَالْهِدَايَة، وَخلف وَالِده فِي تدريس الأبوبكرية والأيتمشية وَأم السُّلْطَان لكَونه أكبر(4/91)
إخْوَته وَمَات سنة إِحْدَى عشرَة.
269 - عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله السَّيِّد الْعَفِيف أَبُو حَفْص بن النُّور بن الْعَلَاء بن الْعَفِيف الْحُسَيْنِي الايجي الشَّافِعِي / الْآتِي كل من جد أَبِيه فَمن يَلِيهِ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَصَاحب التَّرْجَمَة أصغرهما. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة. ولازمني بِمَكَّة فِي أَخذ جملَة بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَمِمَّا قَرَأَهُ الْيَسِير من الْخُلَاصَة للطيبي تفهما وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة ملخصة فِي التَّارِيخ الْكَبِير.
270 - عبد الرَّحْمَن بن عبيد بن عمر بن مُحَمَّد التقي أَبُو عبد الله بن الزين المعمر أبي عمر الْقرشِي بَلَدا الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَبِه يعرف من ذَوي الوجاهات بمحله يقوم بزاوية سلفه مَعَ اشْتِغَاله بِمَا يقوم بِهِ معيشته من صناع يعْملُونَ لَهُ القماش وزراعة لنيل وقمح وفول وَغير ذَلِك مَعَ عقل وَسُكُون، وَيكثر التَّرَدُّد للقاهرة وَقد قَرَأَ عَليّ يَسِيرا وَسمع أَشْيَاء فِي الْبَحْث وَغَيره وَكَانَ فهما بل متقنا للميقات وَنَحْوه ولكثير من الْحَرْف والصنائع من نجارة وحديد وَغير ذَلِك، وابتنى بِبَلَدِهِ حوضا للسبيل وَغَيره وَصَارَ ذَا ثروة فِي الْجُمْلَة، وَحج وجاور بعض سنة. مَاتَ ظنا فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ رَحمَه الله.
271 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن أَمِير الشرواني الأَصْل الْمَحْمُود أبادي ثمَّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ / فَاضل ورد مَكَّة فِي الْبَحْر فَأخذ عَنهُ بعض الطّلبَة وَتردد إِلَيّ فَكَانَ مِمَّا سَمعه مني المسلسل وَاسْتشْكل أَشْيَاء فِي الِاصْطِلَاح فأوضحتها لَهُ وسافر مَعَ شدَّة حرصه على الْمُلَازمَة لكَون أهل نواحيه لَا عهد لَهُم بِشَيْء من الحَدِيث ومتعلقاته وَذكر لي أَن لَهُ تصانيف فِي العقليات وحواشي على كثير من الْكتب المشكلات.
272 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الرضي عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن الرضي عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ السفط رَشِيدِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الخليفتي الصُّوفِي بخانقاه قوصون بالقرافة الصُّغْرَى. / ولد فِي آخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بسفط رشيد.
273 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حَاتِم الزين الْمَكِّيّ الأَصْل الفارسكوري الحريري نزيل دمياط. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بفارسكور وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على ابراهيم بن الْفَقِيه يُوسُف وَغَيره وتلا على الزين بن عَيَّاش وَجَمَاعَة ثمَّ انْتقل إِلَى أبيار فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَاجْتمعَ بِابْن الزين فَأخذ عَنهُ ثمَّ حج من الْقصير وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة سِتَّة أَعْوَام وَرجع إِلَى أبيار فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ قطن دمياط من سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة إِلَى أَن مَاتَ، وَدخل(4/92)
الْيمن والقاهرة وتعاني النّظم ونظم الْكثير لَكِن رُبمَا يَقع لَهُ فِيهِ اللّحن لعدم إجادته للعربية، لَقيته بدمياط فَكتبت عَنهُ قصيدة أَولهَا:
(مَشْهُور وجدي فِي هَوَاك صَحِيح ... وغريب قولي فِي الغرام رجيح)
(ولسابق الود ائتلفت بلاحق ... من مستفيض الجفن فَهُوَ قريح)
وَكَانَ إنْسَانا حسنا كثير الْأَدَب قَلِيل ذَات الْيَد مَاتَ.
274 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان جمال الدّين السكندري الترجمان التَّاجِر، / كَانَ عَارِفًا بِأُمُور المتجر وَمِمَّنْ صاهر فِي بَيت ابْن الْأَشْقَر. قدم من إسكندرية متوعكا فَمَرض مُدَّة ثمَّ نصل وَدخل الْحمام ثمَّ انتكس وَمَات فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات لَهُ ابْن اسْمه مُحَمَّد.
275 - عبد الرَّحْمَن بن عليان الْغَزِّي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
276 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الزين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو الْفضل بن النُّور أبي الْحسن الأدمِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. ولد بعيد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالبندقدارية من نواحي الصليبة وَنَشَأ بِمصْر فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْجمال البارنباري وَغَيره وتقريب الْأَسَانِيد للعراقي وَشرح الْأَسْمَاء الحسني للملوي ومنازل السائرين فِي التصوف والمنهاج الفرعي وألفية ابْن مَالك وَجمع الْجَوَامِع وَالتَّلْخِيص وَعرض فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا عَليّ الْعِرَاقِيّ وَولده والهيثمي والبلقيني وَابْن الملقن والأبناسي والغماري والبرشنسي وَبدر القويسني وَابْن الميلق وَابْن الشيخة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الله القليوبي وَعبد اللَّطِيف بن أَحْمد الأسنائي والعز عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الطَّيِّبِيّ وَالشَّمْس بن المكين الْمَالِكِي وناصر الدّين الصَّالِحِي والزين الفارسكوري ويلبغا السالمي والتاج أَحْمد ابْن عَليّ بن الظريف وأجازوه كلهم فِي آخَرين مِمَّن لم أر فِي كِتَابَته الاجازة وَكتب لَهُ الْعِرَاقِيّ أَنه يروي الْمِنْهَاج عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي البركات الدَّمِيرِيّ عَن مُؤَلفه وكل مِنْهُ وَابْنه أَنه يروي جمع الْجَوَامِع عَن مُؤَلفه، وَسمع بِقِرَاءَة أَبِيه عَليّ الْعِرَاقِيّ من أول تقريبه الَّذِي عرضه عَلَيْهِ إِلَى بَاب الْمَسْبُوق يقْضِي مَا فَاتَهُ وَكَذَا سمع على الصّلاح الزفتاوي مُسْند الشَّافِعِي بفوت الْمجْلس الأول وَقَرَأَ فِي الْفِقْه وَغَيره على أَبِيه واليسير على الزين الفارسكوري، وَحج وَدخل دمشق واسكندرية للتِّجَارَة وَكتب فِي بعض الدواليب وَحدث سمع مِنْهُ(4/93)
الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ مسموعه من التَّقْرِيب وَجَمِيع مُسْند الشَّافِعِي وَكَانَ خيرا ضخم الشكالة كثير التَّحَرُّز محبا فِي الْعلم وَأَهله وَوَصفه شَيخنَا بالفاضل البارع المرتضي الرضي، وَمَات بعد أَن أقعد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ رَحمَه الله ونفعنا بِأَبِيهِ.
277 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْبَهَاء الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِمَكَّة وَسمع بهَا من النشاوري وَابْن صديق وَابْن سكر وَغَيرهم وَحفظ الرسَالَة، وناب فِي الحكم بِمَكَّة عَن ابْن عَمه الْعِزّ النويري وَولي امامة مقَام الْمَالِكِيَّة بعد أَبِيه شَرِيكا لِأَخِيهِ الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي وَدخل الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ أهين فِي الثَّانِيَة مِنْهُمَا ظلما وناب بهَا فِي الْقَضَاء بعد ذَلِك عَن الْجمال الْبِسَاطِيّ لينجبر كَسره، وَرجع إِلَى مَكَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فَأَقَامَ بهَا أشهرا ثمَّ أدْركهُ أَجله فَمَاتَ فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ بزبيد وَدفن بمقابرها رَحمَه الله وسامحه. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
278 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الْعَلَاء أبي الْحسن السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الانصاري الخزرجي الْحلَبِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْأَصَم سبط أبي امامة بن النقاش /. ولد فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بِهِ لأبي عمر وعَلى بعض الْقُرَّاء وَحفظ أَحْكَام الْأَحْكَام لجده لأمه والنخبة لشَيْخِنَا وألفية الحَدِيث والنحو وغالب التَّنْبِيه وَأخذ الْفِقْه واصوله والنحو عَن الشَّمْس الشطنوفي والفرائض عَن الشَّمْس الغراقي وَعلم الحَدِيث عَن خَاله أبي هُرَيْرَة وَشَيخنَا وبرع فِي ذَلِك كُله سِيمَا النَّحْو والفرائض وَأَجَازَ لَهُ السراج البُلْقِينِيّ والزين الْعِرَاقِيّ، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل غَزَّة وَلكنه لم يسمع بهَا شَيْئا وَولي الخطابة بِجَامِع أصلم، وَمرض بعد بُلُوغه فَحصل لَهُ صمم بِحَيْثُ انه لم يكن يسمع شَيْئا الْبَتَّةَ بل كَانَ من أَرَادَ تحديثه يُحَرك لَهُ باصبعه على كمه أَو على كَفه من دَاخل كمه بِحَيْثُ لَا يرى أَو على ظَهره بملامسة الْأصْبع لجسده كل ذَلِك كَهَيئَةِ من يكْتب فيفهم بِهِ مُرَاده وَيُقَال ان الشطنوفي كَانَ يُقرر لَهُ الدُّرُوس بِأُصْبُعِهِ كِتَابَة فِي الْهَوَاء وَرَأَيْت شَيخنَا كثيرا يُقرر لَهُ كَذَلِك ويفهمه سَرِيعا بِدُونِ تكلّف ويستشكل وَيرد وَهُوَ فِي ذَلِك من أَعَاجِيب الدَّهْر أَشَارَ شَيخنَا لذَلِك فِي وفيات سنة سِتّ عشرَة فترجم مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد الحميد بن عَليّ الموغاني بِمثل ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي ثمَّ قَالَ وَقد حاكاه فِيهِ صاحبنا وسمى هَذَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الذكاء واللطافة والتنكيت وحلاوة النادرة وَسُرْعَة الْجَواب وَمِمَّنْ يعرف الدقاف وَرمى النشاب معرفَة مليحة، وَلما مَاتَ شَيخنَا أَنْشدني لنَفسِهِ فِيهِ مرثية أودعتها الْجَوَاهِر والدرر.
وَمَات فِي ربيع(4/94)
الآخر سنة خمس وَخمسين، وَبَلغنِي انه قبل مَوته بِيَسِير فِي حَال مَرضه خف صممه حَتَّى قضى الْمخبر لي وَهُوَ من أقربائه من ذَلِك الْعجب رَحمَه الله وايانا، وَمِمَّا كتبته عَنهُ من نظمه:
(أَقْسَمت لَا أسَال الا حرا ... لَا تسْأَل النذل يزدك ضرا)
)
(إِن الْكَمَال لكل امْرِئ ... لمن لأبوابه استقرا)
كَذَا من نظمه:
(جردت روح الرّوح مني سَائِلًا ... هَل من جَوَاب صَالح عَن صَالح)
(فَأَجَابَنِي بعد التأوه قَائِلا ... مَا سنّ فِي الاسلام سنة صَالح)
279 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن اسحاق بن مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مصلح زين الدّين أَبُو الْفرج التَّمِيمِي الدَّارِيّ الخليلي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وسبط الْبُرْهَان ابراهيم بن يُوسُف بن مَحْمُود القرماني الْحَنَفِيّ / الماضيين وَيعرف بشقير. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَقَالَ لي مرّة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ بِهِ فَقَرَأَ الْقُرْآن لأبي عَمْرو عِنْد اسماعيل بن مَرْوَان وَحفظ ألفية ابْن مَالك والمنهاج الفرعي وتفقه فِيهِ بِأَبِيهِ وبالشهاب بن قشلميش وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض والعربية على الشهَاب بن الهائم قَرَأَ عَلَيْهِ النفحة القدسية فِي الْفَرَائِض والسماط فِي النَّحْو وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه والنحو على الشَّمْس البصروي وَقَرَأَ على أَبِيه بحثا جَمِيع تَفْسِير الْبَغَوِيّ كَمَا أخبر بِهِ بل قَالَ انه لبس الْخِرْقَة من الشهَاب بن الناصح وانه سمع الصَّحِيح على أبي الْخَيْر بن العلائي بِقِرَاءَة القلقشندي وانه قَرَأَهُ على جده لأمه وَسمع كَمَا وجد بِخَط الْقَارئ وَهُوَ الْبُرْهَان الْحلَبِي على أبي حَفْص عمر بن النَّجْم يَعْقُوب الْبَغْدَادِيّ الهدمي من أَوله إِلَى كَذَا بِسَمَاعِهِ بأخباره وَهُوَ رجل صَالح لجَمِيع الصَّحِيح مرَّتَيْنِ الأولى فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَالثَّانيَِة فِي الَّتِي بعْدهَا عَليّ الحجار بِدِمَشْق وَكَذَا سمع عَليّ ابْن الْجَزرِي والتدمري وَغَيرهمَا وَصَحب الزين الخافي وتلقن مِنْهُ الذّكر واختلى عِنْده، وَحج فِي سنة أَربع وَعشْرين رَفِيقًا للكمال بن الْهمام وَتردد للقاهرة كثيرا وَولي مشيخة تدريس الحَدِيث وَالتَّفْسِير عِنْد السرداب بِبَلَدِهِ وتعانى النّظم وَسَهل عَلَيْهِ أمره وغالبه دون الْوسط ونظم أَسبَاب النُّزُول للجعبري سَمَّاهُ مدد الرَّحْمَن فِي أَسبَاب نزُول الْقُرْآن والذخائر فِي الْأَشْبَاه والنظائر وَكَأَنَّهُ استمد فِيهِ من كتابي ابْن الْجَوْزِيّ وَابْن الزَّاغُونِيّ أَو أَحدهمَا وَعدد مَا لكل صَحَابِيّ من الحَدِيث سَمَّاهُ الاصابة فِيمَا رَوَاهُ السَّادة الصَّحَابَة واللمع للشَّيْخ أبي اسحاق لم يكمل بل أفرد من نظمه ديوانا والتقط من الصَّحِيحَيْنِ مائَة حَدِيث وَشَرحهَا وَعمل دُرَر النفائس فِي ملح الْمجَالِس فِي التَّفْسِير(4/95)
على طَريقَة الْوَعْظ افْتتح كل مجْلِس مِنْهُ بِخطْبَة تناسبه، وَقد لَقيته بغزة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ مرَارًا بل حضر عِنْدِي فِي الاملاء وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ فَاضلا طلق الْعبارَة ذَا فضل واستحضار فِي)
الْجُمْلَة وَلَكِن فِي كَلَامه تسَامح وَأَخُوهُ أشبه حَالا مِنْهُ وَكَانَ يَقُول انه رأى الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْمَنَام سبع عشرَة مرّة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمْسا وَعشْرين مرّة وانه مدح كلا مِنْهُمَا بعدة قصائد وانه أَنْجَب أَوْلَادًا كَانَ مِنْهُم خَمْسَة مُحَمَّد وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي، وَقد قَالَ البقاعي رَأَيْته انسانا حسنا تغلب عَلَيْهِ سَلامَة الْفطْرَة وَأثبت الْعِمَاد بن جمَاعَة فِي تَرْجَمته سَمَاعه البُخَارِيّ عَليّ ابْن العلائي فَأَما أَن يكون وقف على الطَّبَقَة أَو نَحْوهَا أَو اعْتمد قَوْله وَهُوَ أقرب. مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سادس وَقيل تَاسِع شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين بالخليل وَدفن بِقَبْر أعده لنَفسِهِ بِقِطْعَة التَّوْبَة بِالْقربِ من بركَة السُّلْطَان عَفا الله عَنهُ وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(الْجِسْم مضني من بعادك بالي ... وسوي حَدِيثك لَا يمر ببالي)
(والجفن مهمول ينقط أدمعا ... مشكولة فِي شكلها شكوى لي)
فِي أَبْيَات كتبتها مَعَ غَيرهَا فِي تَرْجَمته من مَوضِع آخر.
280 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي بكر بن أَحْمد بن مَسْعُود بن مرير بميم ومهملتين مصغر الزين أَبُو هُرَيْرَة الواحدي الريمي ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بعبيد. / أحضر فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة على النشاوري بعض التِّرْمِذِيّ وَسمع على ابْن صديق مُسْند عبد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن ابراهيم بن الْعِزّ وَأَبُو بكر ابْن عبد الله بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن أقبرص وَأحمد بن عَليّ بن يحيى الْحُسَيْنِي وَعبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَفَاطِمَة ابْنة ابْن المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا عَائِشَة وَآخَرُونَ. وَدخل الْيمن غير مرّة والقاهرة ودمشق طلبا للرزق وَسمع بِدِمَشْق مَعَ ابْن فَهد فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ على ابْن الطَّحَّان وَغَيره وَكَانَ خيرا دينا صَالحا مُبَارَكًا كثير الصَّدَقَة والاحسان للْفُقَرَاء ملازما لِلْعِبَادَةِ وَله نظم أثبت مِنْهُ فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مَا امتدحه بِهِ وَكَذَا من نظمه قَوْله:
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِأم الْقرى أضحى بهَا وأقيل)
(وَهل أردن شعبي جِيَاد ففيهما ... شِفَاء لقلب بالفراق عليل)
مَاتَ بِمَكَّة فِي عصر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.
281 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن خلف الزين أَبُو الْمَعَالِي الفارسكوري ثمَّ(4/96)
القاهري الشَّافِعِي، / ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة بفارسكور، وَقدم الْقَاهِرَة وتفقه بالجمال الاسنائي ثمَّ بالبلقيني وَآخَرين)
وَسمع الحَدِيث فَأكْثر وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا وارتقى فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة وَعمل شرحا على شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد فِي مجلدات جمع فِيهِ أَشْيَاء حَسَنَة وَلكنه عدم وقفت على كراريس مِنْهُ وَفِيه تَحْقِيق ومتانة ويستمد فِيهِ من البُلْقِينِيّ كثيرا وَلذَا استعارها مني وَلَده الْعلم البُلْقِينِيّ فَضَاعَت فِي تركته وتألمت لَهَا كثيرا وَرَأَيْت بعض كراريس بِغَيْر خطه وَفِيه تَبْلِيغ بِخَطِّهِ لفتح الدّين الباهي الْحَنْبَلِيّ بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ ذَا حَظّ من الْعِبَادَة والمروءة وَالسَّعْي فِي حوائج الغرباء خُصُوصا أهل الْحجاز، وَقد ولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة بعد الشهَاب السلاوي وَلم يتهيأ لَهُ مُبَاشَرَته فانه لما اسْتَقر نَاب عَنهُ القَاضِي نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح ثمَّ لم يلبث أَن عزل بِهِ قبل توجهه اليها وَكَذَا اسْتَقر سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي تدريس المنصورية بعد الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَفِي نظر الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة ودرسها فعمرها أحسن عمَارَة وحمدت مُبَاشَرَته وجاور بِمَكَّة وصنف بهَا شَيْئا فِي مقَام ابراهيم، قَالَ شَيخنَا وَكنت أوده ويودني وَسمعت بقرَاءَته وَسمع بِقِرَاءَتِي، وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة ثَمَان عَن ثَلَاث وَخمسين سنة وأسفت عَلَيْهِ جدا، وَسُئِلَ فِي مرض مَوته أَن ينزل عَن بعض وظائفه لبَعض من يُحِبهُ من رفقته فَقَالَ لَا أتقلدها حَيا وَمَيتًا وَذكره المقريزي فِي عقوده.
282 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَالح أَبُو زيد المكودي نسبا الفاسي الْمَالِكِي / لَهُ شرحان على ألفية ابْن مَالك فأكبرهما لم يصل إِلَى الْقَاهِرَة والمتداول بَين الطّلبَة هُوَ الْأَصْغَر وَهُوَ نَافِع للمبتدئين كشرحه على الجرومية، وَكَانَ نحويا عَالما. مَاتَ سنة احدى.
283 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن صَلَاح الدّين القاهري الْخَطِيب وَالِد عبد الرَّحْمَن / الْمَاضِي. مِمَّن اشْتغل بالفقه وأصوله على الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَسمع على أَولهمَا وَكَذَا سمع على ابْن الديري بل حضر عِنْد شَيخنَا وَكتب عَنهُ فِي الامالي من سنة سبع وَعشْرين وَأَجَازَ لَهُ وَأذن لَهُ حسب سُؤَاله فِي عمل الميعاد ورثاه بِأَبْيَات، وَكَانَ خَطِيبًا بِجَامِع البرددار بِخَط قنطرة قديدار وَيشْهد فِي تِلْكَ الخطة مَذْكُورا بالصلاح اشْتهر عِنْد الاعلام بانه يَتَيَسَّر لَهُ الْحَج وَولد صَالح فَلَمَّا حملت زَوجته توجه لِلْحَجِّ فحج وَمَات فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ بِمَسْجِد الْخيف قبل طواف الافاضة ثمَّ ولد لَهُ رَحمَه الله.(4/97)
284 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبيد الله الْحلَبِي الامشاطي /، سمع مني بِمَكَّة.)
285 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن هَاشم الزين أَبُو هُرَيْرَة التفهني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَخُوهُ الشَّمْس مُحَمَّد. ولد سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بتفهنا بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَالْفَاء وَسُكُون الْهَاء بعْدهَا نون قَرْيَة من أَسْفَل الأَرْض بِالْقربِ من دمياط، وَمَات أَبوهُ وَكَانَ طحانا وَهُوَ صَغِير فَقدم مَعَ أمه الْقَاهِرَة وَكَانَ أَخُوهُ بهَا فتنزل بعنايته فِي مكتب الايتام بالصرغتمشية ثمَّ ترقى إِلَى عرافتهم وأقرأ بعض بني بعض أتراك تِلْكَ الخطة وتنزل فِي طلبتها وَحفظ الْقَدُورِيّ وَغَيره ولازم الِاشْتِغَال وَدَار على الشُّيُوخ وَمن شُيُوخه خير الدّين العنتابي إِمَام الشيخونية والبدر مَحْمُود الكلستاني فمهر فِي الْفِقْه وأصوله وَالتَّفْسِير وأصول الدّين والعربية والمعاني والمنطق وَغَيرهَا وَسمع البُخَارِيّ عَليّ النَّجْم بن الكشك وَمُسلمًا من لفظ الشَّمْس الغماري وجاد خطه وَشهر اسْمه وخالط الأتراك وَصَحب الْبَدْر الكلستاني لما ولي مشيخة الصرغتمشية قبل ولَايَته لكتابة السِّرّ فَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ ولازمه فَلَمَّا وَليهَا راج بِهِ أمره قَلِيلا واشتهر ذكره وتصدى للتدريس والافتاء سِنِين وناب فِي الحكم عَن الْأمين الطرابلسي ثمَّ عَن الْكَمَال بن العديم ونوه بِهِ عِنْد الأكابر وَصَارَ من أفاضل طلبة الشيخونية حِين كَانَ الْكَمَال شيخها يجلس ثَانِي من يجلس عَن يَمِينه فِي الدَّرْس والتصوف، وَترك الحكم مُدَّة وَلم يلبث أَن ولي بعنايته مشيخة الصرغتمشية بعد أَن تنَازع فِيهَا هُوَ والشرف التباني وَحُضُور التباني لَهَا وَكَانَ مَعَه قبل ذَلِك تدريس الحَدِيث بهَا رغب لَهُ عَنهُ الولوي بن خلدون بِمَال فكمل لَهُ الْفِقْه والْحَدِيث بهَا وَكَانَ يذكر أَنه بحث مَعَ الْجلَال التباني وَالِد الشّرف هَذَا فِي درس الْفِقْه بهَا فَغَضب مِنْهُ فأقامه فَخرج وَهُوَ مكسور الخاطر فَدَعَا الله أَن يوليه التدريس مَكَانَهُ فَحصل لَهُ ذَلِك وَأخرج ابْنه لأَجله وَكَذَا درس بالايتمشية لما ولي الكلستاني كِتَابَة السِّرّ وَأوصى لَهُ عِنْد مَوته وخطب بِجَامِع الْأَقْمَر لما عمل السالمي فِيهِ الْخطْبَة وَتزَوج فَاطِمَة ابْنة كَبِير تجار مصر الشهَاب الْمحلي فَعظم قدره وسعى فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بعد موت نَاصِر الدّين بن العديم وَكَاد أمره أَن يتم ثمَّ لما اسْتَقر الشَّمْس بن الديري فِي مشيخة المؤيدية اسْتَقر هَذَا عوضه فِيهِ وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة إِلَى أَن صرف فِي سنة تسع وَعشْرين بالعيني وَقرر فِي مشيخة الشيخونية بعد السراج قاري الْهِدَايَة ثمَّ أُعِيد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وانفصل(4/98)
عَن الشيخونية بالصدر بن العجمي وَاسْتمرّ قَاضِيا إِلَى أَن مرض وَطَالَ مَرضه فصرف حِينَئِذٍ بالعيني فِي جُمَادَى الثَّانِيَة وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد أَن رغب لوَلَده شمس الدّين)
مُحَمَّد عَن تدريس الصرغتمشية فِي شَوَّال سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَدفن بتربة صهره الْمحلي بِالْقربِ من تربة يشبك الناصري من القرافة وَيُقَال أَن أم وَلَده دست عَلَيْهِ سما لِأَنَّهَا كَانَت ظنت انفرادها بِهِ بعد موت زَوجته فَمَا اتّفق بل تزوج امْرَأَة أُخْرَى وَأخرج الْأمة فَحصل لَهَا غيرَة فَالله أعلم. وَأوصى بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم لمِائَة فَقير يذكرُونَ الله أَمَام جنَازَته وَسَبْعَة آلَاف دِرْهَم لكفنه وجنازه وَدَفنه وَقِرَاءَة ختمات، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ حسن الْعشْرَة كثير العصبية لأَصْحَابه عَارِفًا بِأُمُور الدُّنْيَا وبمخالطة أَهلهَا على أَنه يَقع مِنْهُ فِي بعض الْأُمُور لجاج شَدِيد يعاب بِهِ وَلَا يَسْتَطِيع أَن يتْركهُ قَالَ وَكَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة أهل مذْهبه، وَنَحْوه قَوْله فِي حوادثه أَنه كتب عَليّ الفتاوي فأجاد وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كثير الِاحْتِمَال شَدِيد السطوة إِذا غضب لَا يُطَاق وَإِذا رضى لَا يكَاد يُوجد لَهُ نَظِير، وَقَالَ فِي مُعْجَمه سَمِعت من نظمه وَقَالَ فِي رفع الاصر أَنه سَار فِي الْقَضَاء سيرة محمودة وخالق النَّاس بِخلق حسن مَعَ الصيانة والافضال والشهامة والاكباب على الْعلم وَلما تكلم ططر فِي المملكة بعد الْمُؤَيد كَانَ من أخص النَّاس بِهِ وسافر مَعَه إِلَى الشَّام بل اسْتمرّ إِلَى حلب مَعَ تخلف القَاضِي جلال الدّين البُلْقِينِيّ بِالشَّام وَلذَا ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تاريخها وَقَالَ إِنَّه كَانَ مُعظما عِنْد الظَّاهِر وَاجْتمعت بِهِ فَوَجَدته عَالما دينا منصفا فِي الْبَحْث محققا للفقه وَالْأُصُول كيس الاخلاق، وَقَالَ التقي المقريزي انه حلف مرّة انه لم يرتش قطّ فِي الحكم وَلَا قبل لأحد شَيْئا وَلم يتْرك فِي الْحَنَفِيَّة مثله، وَقَالَ فِي عقوده نَحوه وانه كَانَ حشما مهابا مشكور السِّيرَة لَهُ افضال وَفِيه مُرُوءَة وَهُوَ خير من غَيره من قُضَاة الْحَنَفِيَّة وَله نظم وَقَالَ مرّة كَانَ بارعا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية حسن السِّيرَة فِي الْقَضَاء بَاشرهُ على أحسن الْوُجُوه، وَقَالَ الشهَاب بن المحمرة كَانَ يعي مَا يخرج من رَأسه، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة قَالَ لي السَّيِّد الرُّكْن بن زِمَام إِنَّه لما قدم دمشق سَأَلَني من أعلم أَنا أَو الشَّمْس بن الديري قَالَ فامتنعت فألح عَليّ فَقلت الديري أحفظ مِنْك وَأَنت أَكثر تَحْقِيقا مِنْهُ قَالَ فأعجبه ذَلِك وَرَضي بِهِ مني، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه عزل بِسَبَب تصميمه فِي الْحق وَعدم التفاته إِلَى الظلمَة وَكَانَ قد كتب عَليّ فَتْوَى تتَعَلَّق بِابْن تَيْمِية ونال فِيهَا من الْعَلَاء البُخَارِيّ لشَيْء كَانَ بَينهمَا. قلت وجلالته مستفيضة وَقد أَخذ عَنهُ الجم الْغَفِير من شُيُوخنَا فَمن دونهم(4/99)
كَابْن الْهمام وتلميذه سيف الدّين وَكلهمْ يذكرُونَ من أَوْصَافه فِي الْعلم مَا سبق حَاصله، وَأما الْعَيْنِيّ فانه قَالَ مِمَّا فِيهِ تحامل كَبِير: كَانَ أَبوهُ عاميا من)
الزراع فِي تفهنة والمتسببين بهَا فهرب إبنه مِنْهُ بعد بُلُوغه إِلَى الْقَاهِرَة وخدم بهَا حمارا لشخص يُقَال لَهُ يُوسُف الضَّرِير الْمقري وَصَارَ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي الْقُرْآن ثمَّ اسْتَقر فِي كتاب الصرغتمشية مَعَ الصغار ثمَّ خدم شخصا يُقَال لَهُ يحيى الْأَشْقَر إِلَى أَن كبر وَاخْتَلَطَ بِالنَّاسِ وَتردد بَين طلبة الصرغتمشية والشيخونية وَقَرَأَ بعض شَيْء من الْفِقْه وأصوله على إِمَام الشيخونية خير الدّين العنتابي ثمَّ اتَّصل بالبدر الكلستاني وَحصل لَهُ بعض تميز بَين النَّاس فناب فِي الْقَضَاء واتصل بِبَعْض الْأُمَرَاء فتمول فبطر وطغى فسعى فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالرشي والبرطيل قَالَ وَلم أعتقد صِحَة قَضَائِهِ وَكَانَ صَاحب غَرَض فَاسد يبْذل أَشْيَاء لأغراضه الْفَاسِدَة وَلم يكن يتَوَقَّف على دين عِنْد غَرَضه النفساني، وَتَوَلَّى الْوَظَائِف بالرشوة وَلم يكن أَهلا لَهَا خُصُوصا مشيخة صرغتمش فانه لم يكن لائقا بهَا بِالشَّرْعِ وَشرط الْوَاقِف وكل مَا تنَاوله مِنْهَا كَانَ سحتا وحراما، وَلم يعْهَد أَنه درس كتابا كَامِلا وَلَا كتب بِيَدِهِ كتابا كَامِلا وَلَا تأليفا وَلَا جمعا، وَكَانَ فِي الدَّعْوَى كثير الهذيانات والفشارات، وعزل مرَّتَيْنِ بكاتبه وَوَقع فِي قلبه نَار أحرقته فَلم يزل ضَعِيفا بأمراض مُخْتَلفَة إِلَى أَن مَاتَ فَالله يعلم مَا كَانَ حَاله عِنْد الْمَوْت وَنَحْوه قَول غَيره كَانَ فِي احدى عَيْنَيْهِ خلل ولحيته صفراء غير نقية الْبيَاض لِأَنَّهُ فِيمَا قيل كَانَ يبخرها قَدِيما بالكبريت لاسراع الشيب قَالَ وَكَانَ فَقِيها عَالما متبحرا فِي الْمَذْهَب بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ الا أَنه كَانَ سئ الْخلق وَله بادرة وَيقوم فِي حَظّ نَفسه وَرُبمَا خَاصم بعض من تحاكم عِنْده لغَرَض مَا بِحَيْثُ يظْهر عَلَيْهِ الْغَضَب سَرِيعا لكَونه كَانَ إِذا حمق اصفر وَجهه وارتعد، قَالَ وواقعته مَعَ الْمَيْمُونِيّ مَشْهُورَة من حكمه بسفك دَمه وَعقد بِسَبَب ذَلِك مجَالِس والميموني يحاققه عَن نَفسه حَتَّى كَانَ من كَلِمَاته اتَّقِ الله يَا عبد الرَّحْمَن أنسيت قبقابك الزحاف وعميمتك الْقطن فبادر حِينَئِذٍ وَهُوَ ظَاهر التَّغَيُّر لقَوْله حكمت بسفك دمك والتفت إِلَى شَيخنَا لينفذ حكمه فَقَالَ لَهُ على مهل حَتَّى يسكن غضب قَاضِي الْقُضَاة وانفض الْمجْلس وخلص الْمَيْمُونِيّ من يَده.
286 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ المنصوري الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد التقي مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن وَكيل السُّلْطَان. ولد سنة احدى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن عَليّ الشهَاب الشارمساحي قَاضِي دمياط قبل قَضَائِهِ لَهَا وَبِه وبفتح الدّين النشائي شَارِح الْحَاوِي والْعَلَاء على الْحَرَّانِي(4/100)
والتاج الطَّيِّبِيّ وَغَيرهم كالزين الفارسكوري تفقه وَعَن آخِرهم أَخذ الْعَرَبيَّة وارتحل للقاهرة فَأخذ عَن البيجوري بل حضر مجَالِس السراج)
البُلْقِينِيّ وَسمع عَليّ الزين الْعِرَاقِيّ والشرف بن الكويك وَأقَام مَعَ أَبِيه بِمَكَّة سِنِين وَأخذ بهَا الْعلم وَالرِّوَايَة عَن جمَاعَة وَكَانَ قَرَأَ الْحَاوِي وَولي قَضَاء دمياط عَن شَيخنَا فدام بِهِ إِلَى أَن مرض للْمَوْت فَأَعْرض عَنهُ لأكبر أَوْلَاده عَليّ وَمَات فِي ثَانِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ.
287 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن ابراهيم الزين بن الْعَلَاء الْمصْرِيّ ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد النُّور / عَليّ الْآتِي ويلقب بِابْن الْبَارِد. كَانَ وَالِده فِي خدمَة الشّرف الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي ثمَّ ترقى حَتَّى صَار نَقِيبًا ثَانِيًا أَو ثَالِثا وَولد لَهُ هَذَا فِي سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بحلب فَنَشَأَ بهَا غير مَحْمُود السِّيرَة فِيمَا قيل وَسمع على الشهَاب بن المرحل بعض مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَحدث وَكتب الْخط الْحسن وَكَانَ قد شهد فِي الجرايد ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب أَيَّام ططر وَكَانَ خدمه حَال اقامته بهَا ثمَّ خمل بعده وَكَاد أَن يعود لحاله الأول وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ بعد الْأَرْبَعين وَقد هجاه الشَّمْس بن عبد الْأَحَد وَغَيره.
288 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عمر بن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْجلَال أَبُو هُرَيْرَة بن النُّور أبي الْحسن بن السراج أبي حَفْص الْأنْصَارِيّ الأندلسي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن الملقن، وَكَانَ جده يغْضب مِمَّن يشهره بهَا وَلَا يَكْتُبهَا غَالِبا بِخَطِّهِ. ولد فِي رَمَضَان سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ فِي منزلهم بِخَط قصر سلار وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي الضَّرِير أحد من جودت عَلَيْهِ وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَغَيرهمَا وَعرض على جده والزين الْعِرَاقِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ والكمال الدَّمِيرِيّ وَآخَرين مِنْهُم الزين الفارسكوري وأجازوا لَهُ وَسمع عَليّ جده والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي وَطَائِفَة واشتغل فِي الْفِقْه على الْبُرْهَان البيجوري وَأخذ من قبله عَن الدَّمِيرِيّ وَهُوَ الْقَائِم مَعَه فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حِينَئِذٍ ابْن سبع عشرَة سنة بعد موت وَالِده فِي مُبَاشرَة وظائفه بِنَفسِهِ فَعمل لَهُ خطْبَة واجلاسا بل حضر مَعَه بَعْضهَا وَاسْتمرّ الْجلَال يُبَاشِرهَا حَتَّى مَاتَ وَهِي الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية وَالْفِقْه والميعاد كِلَاهُمَا بالسابقية وَالْفِقْه بالصالح وناب فِي عدَّة تداريس عَن ابْني أُخْته وهما ابْنا الْبَهَاء الْمَنَاوِيّ وَكَذَا نَاب فِي الْقَضَاء عَن الشَّمْس الاخنائي فَمن بعده وَكَانَ مَعَه عمل الشرفية بِتَمَامِهِ ثمَّ أقلع عَنهُ عقب القاياتي بعد أَن كَانَ يرد عَلَيْهِ مِنْهُ سِتَّة آلَاف دِرْهَم فِي كل شهر خَارِجا عَن الضِّيَافَة وَنَحْوهَا(4/101)
حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ، قَالَ وَلما وَقع فِي خاطري الاقلاع عَنهُ رَأَيْت كلا من وَالِدي وجدي فِي الْمَنَام)
فاستشرتهما فِي ذَلِك فَأَما وَالِدي فَأَشَارَ بابقائه وَأما الْجد فَقَالَ لي لَا تسمع مِنْهُ وَاسْتمرّ على عزمك قَالَ فَاسْتَيْقَظت فامتثلت مَا أَمر بِهِ الْجد وببركته لم تطالبني نَفسِي بِشَيْء مِمَّا كَانَ يتَحَصَّل مِنْهُ وَكَذَا وَقع لَهُ فِي نظر البيمارستان فان الْأَشْرَف اينال قَرَّرَهُ فِيهِ لكَونه كَانَ من جِيرَانه والمختصين بِصُحْبَتِهِ قبل سلطنته عقب وَفَاة الناصري بن المخلطة وَذَاكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين فباشره بِرِفْق ولين مُدَّة تقرب من أَربع سِنِين ثمَّ أعرض عَنهُ وَالْتمس من السُّلْطَان إعفاؤه وراجعه فِي ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن أُجِيب وعد ذَلِك من وفور عقله وَكَانَ انسانا حسنا ذَا سكينَة ووقار وسمت حسن وَخط حسن مَعَ التَّوَاضُع والديانة والعفة والانجماع عَن النَّاس وَحسن السِّيرَة ومزيد الْعقل والتودد وتقدمه فِي الشُّهْرَة وَعدم التبسط فِي معيشته وَالدُّخُول فِيمَا لَا يعنيه وَالتَّصَدُّق سرا واستمراره على حفظ الْمِنْهَاج إِلَى آخر وَقت ومداومته فِي درس الحَدِيث على الْحِفْظ من شرح الْعُمْدَة لجده، وَقد حج فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة أخذت عَنهُ جملَة وَمَات بعد تمرضه أَكثر من نصف سنة فِي صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة ثامن شَوَّال سنة سبعين وَصلى عَلَيْهِ وَقت الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء عِنْد أسلافه وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله وايانا.
289 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ، / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة.
290 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الْجلَال ابْن الْعَلَاء بن التَّاج بن الْجلَال بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري البهائي الشَّافِعِي / الْآتِي جده الْأَعْلَى السراج فَمن دونه وَأمه امة. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بقاعة مدرسة جد جده من حارة بهاء لادين وَنَشَأ بَين أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وَابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ والتوضيح لِابْنِ هِشَام وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبَدْر النسابة والْعَلَاء القلقشندي والمناوي وَعم جده العلمي وَعَمه الْبَدْر أبي السعادات فِي آخَرين وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَفِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن خضر بمرافقتي والأبدي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَعنهُ أَخذ الصّرْف وَغَيره وَفِي أصُول الْفِقْه عَن التقي الحصني وَكَذَا أَخذ فِي هَذِه الْعُلُوم وَفِي غَيرهَا عَن غير هَؤُلَاءِ وَسمع على شَيخنَا وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَكتب عَليّ ابْن حجاج، وَنسخ بِخَطِّهِ كتبا وتميز(4/102)
فِي الْعَرَبيَّة وأقرأ فِيهَا وشارك فِي غَيرهَا وبرع فِي الشُّرُوط وتكسب مِنْهَا وعول عَلَيْهِ أهل خطته فِي ذَلِك ولازم الصّلاح المكيني فساعده عِنْد عَم جده حَتَّى استنابه فِي الْقَضَاء وتمول يَسِيرا وابتنى دَارا تجاه جَامع الميدان. مَاتَ قبل أَن يحجّ وَبعد أَن تعلل مُدَّة بِمَرَض السل فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب النَّصْر وَدفن عِنْد اصهاره بِالْقربِ من تربة الْأَشْرَف اينال وفجع بِهِ أَبوهُ وَمَعَ ذَلِك فَلم يحجّ عَنهُ من جنب مَا تَركه سامحه الله وايانا.
291 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح الزين البعلي الْحَنْبَلِيّ الدهان وَيعرف بِابْن مِفْتَاح /. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس بن الْجوف وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الْجمال ابْن يَعْقُوب وَغَيره وَسمع بهَا بعض البُخَارِيّ عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة لَقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية، وَكَانَ خيرا يتكسب بالدهان، وَحج مَاتَ قريب السِّتين.
292 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الزين الْعَدوي / نسبا فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ القاهري الْمَالِكِي أَخُو مُحَمَّد جدي لأمي وَذَاكَ الْأَكْبَر. اشْتغل وَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع عَليّ ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَنسخ لنَفسِهِ إِلَى أثْنَاء الاجازة من التَّوْضِيح للاقفهسي شرح ابْن الْحَاجِب وأدب بعض أَبنَاء المعتبرين وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي حَيَاة أمه يَوْم الْخَمِيس سادس رَجَب سنة عشْرين عَن نَحْو أَربع وَعشْرين عَاما وَدفن بحوش البيبرسية رَحمَه الله وايانا وعوضه الْجنَّة.
293 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الزين الْهِنْدِيّ الْوَاعِظ، / ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَسَبْعمائة واشتغل قَدِيما وجال فِي بِلَاد الشرق والغرب والهند واليمن والحجاز وَأخذ عَن علمائها وَسمع الحَدِيث وجاور بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَقدم مصر فِي الَّتِي تَلِيهَا فَأكْرمه الْأَشْرَف وَأحسن إِلَيْهِ وَدخل بَيت الْمُقَدّس وَعقد بِهِ مجْلِس الْوَعْظ، وَكَانَ خيرا عَالما فَاضلا حسن السمت والبشر فصيحا مفوها ذَا أنس ووقار وَمِمَّنْ حضر مجْلِس وعظه بِبَيْت الْمُقَدّس الْعِزّ الْقُدسِي وعظمه وَأثْنى على علمه وصلاحه، وَتوجه لبلاده فَلَمَّا توَسط بَحر الْهِنْد بلغنَا أَنه غرق فِي الْبَحْر سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
294 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن زِمَام الشريف ركن الدّين الْحُسَيْنِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الدُّخان، / وَرَأَيْت من سمى جده مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زِمَام، ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ أَو الَّتِي بعْدهَا تخمينا بِدِمَشْق واشتغل فِي صغره وَحفظ(4/103)
المنظومتين وَغَيرهمَا)
كمنظومة فِي الوفيات وَكَانَ يستحضر ذَلِك إِلَى آخر وَقت وَسمع ابْن قوام وَابْنَة ابْن المنجا، وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل بِدِمَشْق وناب بعد الْفِتْنَة بِالْقضَاءِ بهَا دهرا ودرس بالركنية والزنجيلية وَغَيرهمَا وخطب بِجَامِع يلبغا، وَحدث ودرس وَأفْتى قَالَ الَّتِي بن قَاضِي شُهْبَة لم نسْمع عَنهُ أَنه ارتشى فِي حكم أبدا مَعَ تساهله فِي الْأَحْكَام لعدم اهتدائه إِلَى الصَّوَاب وَغَلَبَة سَلامَة فطرته وَكَذَا كَانَ مِمَّن يُفْتِي ويشغل بِحَيْثُ صَار عين مذْهبه بِدِمَشْق من مُدَّة مَعَ كَونه مِمَّن لَا يحسن تَعْلِيم الطّلبَة وَلَا التَّصَرُّف فِي الْبَحْث وَلَا غَيره وَإِنَّمَا ينْقل مَا يحفظه مَعَ استحضار فَوَائِد غَرِيبَة قَالَ وَلَقَد بحثت مَعَه مرّة فَقَالَ أَنْتُم تنقلون وتتصرفون وَنحن ننقل وَلَا نتصرف بل قَالَ مرّة عقب مباحثة مَعَه لي خَمْسُونَ سنة أبحث مَعَ الْعلمَاء ويكذبوني وَلَا أغضب، كل ذَلِك مَعَ تواضع وكرم نفس، وَقدر فِي آخر عمره أَنه ولي الْقَضَاء الْأَكْبَر بعد الشَّمْس بن الْعِزّ لما استعفى وَامْتنع الشَّمْس الصَّفَدِي من بذل مَا طلب مِنْهُ مَعَ تدريس القصاعين بِدُونِ سعي مِنْهُ وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فباشر ذَلِك دون خَمْسَة أشهر ثمَّ مَاتَ وَكَانَت حرمته فِي نيابته أَكثر مِنْهَا فِي استقلاله انْتهى. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَدفن بسفح قاسيون وَكَانَت جنَازَته حافلة، وَاسْتقر بعده لَكِن بعد مُضِيّ نَحْو أَرْبَعَة أشهر السَّيِّد بدر الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْجَعْفَرِي، وترجمه بَعضهم بقوله كَانَ فَقِيها ماهرا عَالما بِفُرُوع مذْهبه مشاركا فِي غَيره مَعَ دين وعفة رَحمَه الله وإيانا.
295 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد ابْن عمر الشَّيْبَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي سبط اسماعيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مبارز / الْآتِي وَيعرف بِابْن الديبع بِمُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَآخره مُهْملَة وَهُوَ لقب لجده الْأَعْلَى عَليّ بن يُوسُف وَمَعْنَاهُ بلغَة النّوبَة الْأَبْيَض. ولد فِي عصر يَوْم الْخَمِيس رَابِع الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه بالسبع إفرادا وجمعا على خَاله الْعَلامَة فَرضِي زبيد أبي النجا مُحَمَّد الطَّبِيب والشاطبية والزبد للبارزي وَبَعض الْبَهْجَة واشتغل فِي علم الْحساب والجبر والمقابلة والهندسة والفرائض وَالْفِقْه والعربية على خَاله الْمشَار إِلَيْهِ وَفِي الْفِقْه والعربية على الْفَقِيه ابراهيم بن أبي الْقسم بن ابراهيم بن عبد الله بن جعمان وخاله الْجمال مُحَمَّد الطَّاهِر بن أَحْمد بن عمر بن جعمان وَفِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير عَن الزين أَحْمد بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف الشرجي وَأخذ اليمير عَن جده لأمه والمعمر اسماعيل بن ابراهيم بن)
بكر الشويري، وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ(4/104)
وزار فِي سنة سِتّ وَتِسْعين ولقيني فِي أول الَّتِي تَلِيهَا فَقَرَأَ على بُلُوغ المرام وَغَيره وَأنْشد الْجَمَاعَة بحضرتي قَوْله مِمَّا كتبه بِخَطِّهِ:
(إِن امْرأ بَاعَ أخراه بِفَاحِشَة ... من الْفَوَاحِش يَأْتِيهَا لمغبون)
(وَمن تشاغل بالدنيا وزخرفها ... عَن جنَّة مَالهَا مثل لمفتون)
(فَكل من يَدعِي عقلا وهمته ... فِيمَا يبعد عَن مَوْلَاهُ مَجْنُون)
وَقَوله:
(أحبابنا إِن لكم سَوَّلت ... أَنفسكُم أمرا فَصَبر جميل)
(وَإِن أردتم هجرنا والقلى ... فحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل)
وَقَوله:
(قَالَ النصيح أما تخَاف غَدا إِذا ... حشر الورى شُؤْم الْمعاصِي والجرم)
(قلت اسْتمع مني مقالي يَا أخي ... أبشر يكون من الْكَرِيم سوى الْكَرم)
وَقَوله:
(إِلَى علم الحَدِيث لي ارتياح ... وَهَا أَنا فِيهِ مُجْتَهد وراوي)
(لعَلي أَن أكون بِهِ اماما ... أرويه على قدم السخاوي)
وَهُوَ فَاضل يقظ رَاغِب فِي التَّحْصِيل والاستفادة نفع الله بِهِ.
عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح البعلي. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مِفْتَاح قَرِيبا. عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد التفهني. / مضى فِي ابْن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ.
296 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يحيى الْوَجِيه الْعَدنِي / الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن جَمِيع. لَهُ ذكر فِي أَخِيه.
297 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن الْحسن بن مَحْمُود بن الْحسن الزين أَبُو الْفرج بن النُّور الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ / القَاضِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وأحضر بهَا فِي الَّتِي بعْدهَا عَليّ الزبير ابْن عَليّ الأسواني شَيْئا يَسِيرا من آخر الشفا فَكَانَ آخر الروَاة عَنهُ وَسمع من الْعِزّ بن جمَاعَة الْفرج بعد الشدَّة لِأَبْنِ أبي الدُّنْيَا وَغَيره وَمن الصّلاح العلائي الأول من مسلسلاته وَمن الْعَفِيف اليافعي والجلال عبد الْمُنعم بن أَحْمد)
الْأنْصَارِيّ والزين الْعِرَاقِيّ والبدر بن فَرِحُونَ وَآخَرين وَقَرَأَ هُوَ بِنَفسِهِ عَليّ الْجمال الاميوطي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فلاح والأذرعي وَابْن كثير ويوسف بن مُحَمَّد الدلامي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبكْرِيّ والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن وَمُحَمّد بن سَالم ابْن ابراهيم الْمَقْدِسِي وَابْن قواليح وَمُحَمّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة وَخلق، واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وتميز وشارك فِي فنون، وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ بعد أَخِيه أبي(4/105)
الْفَتْح فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه عزل مرّة فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة ثمَّ أُعِيد وَكَذَا ولي حسبتها، وَكَانَ عَاقِلا متوددا فَاضلا غزير الْمُرُوءَة حدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره أَخذ عَنهُ الْأَئِمَّة كشيخنا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ انه حَدثهُ بمسلسل التَّمْر بِالْمَدِينَةِ قَالَ وَلم أضبط ذَلِك عَنهُ والتقي بن فَهد وأحضر عَلَيْهِ وَلَده النَّجْم عمر وَذكره فِي مُعْجَمه. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع عشرَة وفيهَا أرخه شَيخنَا وَغَيره وَأَعَادَهُ شَيخنَا فِي سنة سبع وَعشْرين وَهُوَ سَهْو وَكَذَا قَوْله كَمَا فِي نُسْخَتي من مُعْجَمه سنة عشر فَالصَّوَاب سبع عشرَة وَكَذَا هُوَ فِي عُقُود المقريزي.
عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزين بن الصَّائِغ الْمكتب. / هُوَ ابْن يُوسُف يَأْتِي.
298 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الْأَزْهَرِي /. مَاتَ فِي سنة سبعين.
299 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن عبد الله بن المُهَاجر الزين الْحلَبِي / كَاتب سرها بل ولي نظر جيشها أَيْضا. كَانَ إنْسَانا حسنا لطيفا عِنْده حشمة وكياسه قَرَأَ البُخَارِيّ عَليّ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكَانَ يَقْرَؤُهُ على النَّاس بِجَامِع باحسيتا وَيُعْطِي يَوْم خَتمه الْقُرَّاء الَّذين يحْضرُون عِنْده من عِنْده، وَولي مشيخة خانقاه الصَّالح بِبَلَدِهِ بعد القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر شعْبَان سنة سبع عشرَة بعد ارْتِفَاع الطَّاعُون وَدفن بتربة دقماق وَكَانَت جنَازَته حافلة ذكره ابْن خطيب الناصرية وَتَبعهُ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.
300 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله الْوَجِيه أَبُو زيد الترخمي الْحِمْيَرِي الأبي وَيعرف بِابْن الْقطَّان. / ولد فِي سنة احدى وَثَمَانمِائَة بأب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتعاني النّظم وَكتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد لغزا لَهُ فِي الشطرنج وَمن نظمه أَيْضا:
(حَلَفت بهَا منكسة الرُّءُوس ... تبت دموعها مَا فِي النُّفُوس)
(تفل شبا الْكَتَائِب وادعات ... وتسطم هَامة الْجَيْش الْخَمِيس)
)
فِي أَبْيَات أثبتها فِي التَّارِيخ الْكَبِير.
301 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح / وَمن هُنَا اخْتلف فِيهِ الْجلَال أَبُو الْفضل وَأَبُو الْيمن بن السراج أبي حَفْص البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط الْبَهَاء بن عقيل، ولد فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وقرأت بِخَط بَعضهم أَنه سَمعه يَقُول انه فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَالْأول عِنْدِي أصح فَهُوَ الَّذِي أثْبته أَخُوهُ وَشَيخنَا وَآخَرُونَ بقاعة(4/106)
الْعَفِيف من بَاب سر الصالحية بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ على الْعَادة والعمدة وَمَا كتبه أَبوهُ لأَجله من التدريب ومختصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وتفقه بِأَبِيهِ وَكَانَ مِمَّا بَحثه مَعَه الْحَاوِي وَلم يَأْخُذ عَن غَيره لِأَن وَالِده لم يكن لَهُ عناية بتسميعه نعم سمع اتِّفَاقًا بنزول الْيَسِير من السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي على الشَّيْخ عَليّ بن أَيُّوب وَسمع من أَبِيه غَالب الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا لَكِن على غير شَرط السماع لما كَانَ يَقع فِي دروسه من كَثْرَة الْبَحْث المفرط الْمُؤَدِّي إِلَى اللَّغط المخل بِصِحَّة السماع، هَكَذَا قرأته بِخَط شَيخنَا وبخط الْحَافِظ ابْن مُوسَى المراكشي مَا نَصه: وَمن مشايخه بِالسَّمَاعِ وَالِده والحافظ الْبَهَاء عبد الله ابْن مُحَمَّد بن خَلِيل والزين أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الأيوبي الْأَصْبَهَانِيّ سمع مِنْهُ الْكثير من سنَن الْبَيْهَقِيّ أنابه الْعِزّ مُحَمَّد بن اسماعيل بن عمر الْحَمَوِيّ أَنا الْفَخر بِسَنَدِهِ انْتهى. وَكَذَا رَأَيْت فِي طبقَة سَمَاعه للقطعة من سنَن الْبَيْهَقِيّ أثبت فِي السامعين أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن حسن بن عايد القيرواني الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي ثمَّ قَالَ وتلميذه وَسمي صَاحب التَّرْجَمَة وَلما دخل دمشق سنة تسع وَسِتِّينَ وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبِيه حِين ولي قضاءها استجاز لَهُ الشهَاب بن حجي من شُيُوخ ذَلِك الْوَقْت نَحْو مائَة نفس فأزيد كَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر والبدر بن الهبل والشهاب بن النَّجْم والنجم بن السوقي والزين بن النقبي والشهاب أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن حمد بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي وَمن الْحفاظ الْعِمَاد بن كثير وَأَبُو بكر ابْن الْمُحب والزين الْعِرَاقِيّ وَمن الْعلمَاء التَّاج السُّبْكِيّ وَكَذَا عِنْده إجَازَة جده لأمه، وَكَانَ مفرط الذكاء قوي الحافظة بل قَالَ شَيخنَا إِنَّه كَانَ من عجائب الدُّنْيَا فِي سرعَة الْفَهم وجودة الحافظة فمهر فِي مُدَّة يسيرَة، وَأول مَا ولي توقيع الدست فِي ديوَان الانشاء عوضا عَن أَخِيه الْبَدْر حِين استقراره فِي قَضَاء الْعَسْكَر بنزول وَالِده لَهُ عَنهُ حِين اسْتَقر فِي تدريس الشَّافِعِي وَذَلِكَ كُله فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَكَذَا نزل لَهُ عَن افتاء دَار الْعدْل وَقبل ذَلِك عَن توقيع)
الدرج ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر وَالنَّظَر فِي وقفي السيفي وطقجي بعد موت أَخِيه الْبَدْر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَتزَوج بِزَوْجَتِهِ ألف ابْنة الشهابي أَحْمد الفارقاني سبطه الشهابي أصلم صَاحب الْجَامِع بسوق الْغنم لَكِن بعيد الثَّمَانمِائَة عقب زوج تزَوجهَا بَينهمَا وَهُوَ خَلِيل وَالِد عمر بن أصلم فألف أمه وَكَذَا ملك قاعة أَخِيه الْبَدْر الَّتِي أَنْشَأَهَا تجاه مدرسة أَبِيهِمَا وَمَات قبل اكمالها وَسكن فِيهَا، وسافر مَعَ وَالِده سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي الركاب السلطاني إِلَى حلب فَرجع فِي ضخامة زَائِدَة وصحبته ثلثمِائة مماليك مردان فصاروا يركبون(4/107)
فِي خدمته للدروس وَغَيرهَا ودعا بقاضي الْقُضَاة لكَونه قَاضِي الْعَسْكَر وَمن خاطبه بغَيْرهَا مقته كل هَذَا ووالده يُنَوّه بِهِ فِي الْمجَالِس ويستحسن جَمِيع مَا يرد مِنْهُ ويحرض الطّلبَة على الِاشْتِغَال عَلَيْهِ وَرويت عَنهُ من ذَلِك الْكثير بل لَهُ بِحَضْرَتِهِ مَعَ الْقُضَاة وَغَيرهم وقائع بل كَانَ أَبوهُ أذن لَهُ بالافتاء والتدريس قَدِيما فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَقَالَ فِي اجازته الَّتِي كتبهَا لَهُ بِخَطِّهِ أَنه رأى مِنْهُ البراعة فِي فنون مُتعَدِّدَة من الْفِقْه وأصوله والفرائض وَغَيرهَا مِمَّا يظْهر من مباحثه على الطَّرِيقَة الجدلية والمسالك المرضية والأساليب الْفِقْهِيَّة والمعاني الحديثية، وَأَنه اختبره بمسائل مشكلة وأبحاث معضلة فأجاد وَرَأَيْت من قَالَ إِنَّه حضر عِنْد جده لأمه الْبَهَاء بن عقيل وَأَنه حضر هُوَ وَأَخُوهُ الْبَدْر عِنْد الْجمال الاسنائي باشارة أَبِيهِمَا وَأَن أَبَاهُ أجلسه بِدِمَشْق فَوق الشّرف الشريشي وَصَارَ يُنَوّه بِهِ ويحض على سَماع كَلَامه فَالله أعلم وَلما تحقق موت الصَّدْر الْمَنَاوِيّ ووثوب القَاضِي نَاصِر الدّين الصَّالِحِي على المنصب شقّ عَلَيْهِ وسعى إِلَى أَن ولي بالبذل فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بعناية أَمِير آخور سودون طاز وتغيظ الدوادار الْكَبِير جكم لكَونه فعل بِغَيْر علمه وَامْتنع من الرّكُوب مَعَه إِلَى الصالحية على الْعَادة فَلم يحْتَمل القَاضِي ذَلِك وبادر لتلافيه فَركب هُوَ ووالده إِلَيْهِ فِي منزله فواجهه بالانكار عَلَيْهِ فِي بذل المَال على الْقَضَاء فَعرفهُ الشَّيْخ بِجَوَاز ذَلِك لمن تعين عَلَيْهِ، وَاسْتمرّ قَاضِيا إِلَى جُمَادَى الأولى سنة احدى وَعشْرين سوى مَا تخَلّل فِي أَثْنَائِهَا لغيره غير مرّة وَهُوَ قَلِيل ثمَّ أُعِيد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ قد ابتلى بحب الْقَضَاء فَلَمَّا صرف عَنهُ بالهروي تألم لذَلِك كثيرا وَاشْتَدَّ جزعه وَعظم مصابه فَلَمَّا قرئَ البُخَارِيّ بالقلعة ساعده الناصري بن الْبَارِزِيّ كَاتب السِّرّ حَتَّى أذن لَهُ السُّلْطَان الْمُؤَيد فِي الْحُضُور مَعَ الْهَرَوِيّ فَجَلَسَ عَن يَمِين الْهَرَوِيّ بَينه وَبَين الْمَالِكِي وَصَارَ يُبْدِي الْفَوَائِد الْفِقْهِيَّة والحديثية ويجاريه الْعَلَاء بن)
المغلي الْحَنْبَلِيّ وَلَا يَبْدُو من الْهَرَوِيّ مَا يعد فَائِدَة مَعَ كَلَامهمَا ثمَّ صَار ابْن المغلي يدرس قدر مَا يقْرَأ فِي الْمجْلس من البُخَارِيّ ويسرده من حفظه فَحِينَئِذٍ رتب الْجلَال أَخَاهُ فِي أسئلة يبديها مشكلة ويحفظه أَصْلهَا وجوابها ويستشكلها ويخص الْهَرَوِيّ بالسؤال عَنْهَا فيضج الْهَرَوِيّ من ذَلِك وَالْمرَاد من هَذَا كُله اظهار قصوره وَالسُّلْطَان يُشَاهد جَمِيع ذَلِك ويسمعه لكَونه جَالِسا بَينهم ثمَّ لما غلب عَلَيْهِ وجع رجله صَار يجلس فِي الشباك المطل على محلهم، واستفيض أَنه بَاشر الْقَضَاء بِحرْمَة وافراة وعفة زَائِدَة إِلَى(4/108)
الْغَايَة وانه امْتنع من قبُول الْهَدِيَّة من الصّديق وَغَيره حَتَّى مِمَّن لَهُ عَادَة بالأهداء إِلَيْهِ قبل الْقَضَاء مَعَ لين جَانب وتواضع وبذل لِلْمَالِ والجاه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا تجدّد لَهُ من شدَّة مَا قاساه من السَّعْي عَلَيْهِ وَلكنه فِيمَا قَالَ شَيخنَا كَانَ كثير الانحراف قَلِيل الِاجْتِمَاع سريع الْغَضَب مَعَ النَّدَم وَالرُّجُوع بِسُرْعَة قَالَ وَقد صحبته قدر عشْرين سنة فَمَا أضبط انه وَقعت عِنْده محاكمة فأتمها بل يسمع أَولهَا وَيفهم شَيْئا فيبنى عَلَيْهِ فَإِذا رُوجِعَ فِيهِ بِخِلَاف مَا فهمه أَكثر النزق والصياح وَأرْسل المحاكمة لأحد نوابه، قَالَ وَمَا رَأَيْت أحدا مِمَّن لَقيته أحرص على تَحْصِيل الْفَائِدَة مِنْهُ بِحَيْثُ انه كَانَ إِذا طرق سَمعه شَيْء لم يكن يعرفهُ لَا يقر وَلَا يهدأ وَلَا ينَام حَتَّى يقف عَلَيْهِ ويحفظه، وَهُوَ مَعَ هَذَا مكب على الِاشْتِغَال محب فِي الْعلم حق الْمحبَّة وَكَانَ يذكر أَنه لم يكن لَهُ تقدم اشْتِغَال فِي الْعَرَبيَّة، وانه حج فِي حَيَاة أَبِيه يَعْنِي فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فَشرب مَاء زَمْزَم لفهمها فَلَمَّا رَجَعَ أدمن النّظر فِيهَا فمهر فِيهَا فِي مُدَّة يسيرَة لَا سِيمَا مُنْذُ مَاتَ وَالِده ودرس فِي التَّفْسِير بالبرقوقية وجامع ابْن طولون وَعمل المواعيد بمدرسته فِي كل يَوْم جُمُعَة وابتدأ ذَلِك من الْموضع الَّذِي انْتهى إِلَيْهِ أَبوهُ وَقطع عِنْد قَوْله من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا وَمَا رَبك بظلام للعبيد فانه كَانَ مَعَ الْقِرَاءَة عَلَيْهِ فِي الميعاد فِي تَفْسِير الْبَغَوِيّ يكْتب على جَمِيع ذَلِك دروسا مفيدة ويبحث فِي فنون التَّفْسِير فِي كَلَام أبي حَيَّان والزمخشري ويبدي فِي كل فن مِنْهُ مَا يدهش الْحَاضِرين وَكَذَا درس بالزاوية الْمَعْرُوفَة بالخشابية فِي جَامع عَمْرو وبالخروبية وبالبشتيلية ثلاثتها فِي الْفِقْه بعد وَفَاة أَبِيه وبالبديرية وبالملكية فِي الْفِقْه أَيْضا وبجامع طولون فِي التَّفْسِير برغبة أَبِيه لَهُ عَن الثَّلَاثَة وبالمدرسة الالجيهية والحجازية وجامع ابْن طولون ثلاثتها فِي الْفِقْه وبالأشرفية فِي الحَدِيث مَعَ خطابة الحجازية والميعاد بهَا كل ذَلِك بعد موت أَخِيه وبالجمالية الممتجدة فِي التَّفْسِير بتقرير واقفها وَعمل فِي كل مِنْهَا والزاوية الخشابية وَكَذَا فِي الباسطية الشامية)
والمؤيدية كِلَاهُمَا تَبَرعا اجلاسا حافلا بل ولي تدريس الشامية البرانية بِدِمَشْق مَعَ التصدير بجامعها الْأمَوِي وَلما صَار يحضر لسَمَاع البُخَارِيّ فِي القلعة كَانَ يدمن مطالعة شَرحه للسراج بن الملقن وَيُحب الِاطِّلَاع على معرفَة أَسمَاء من ابهم فِي الْجَامِع الصَّحِيح من الروَاة وَمَا جرى ذكره فِي الصَّحِيح فَحصل من ذَلِك شَيْئا كثيرا بادمان المطالعة والمراجعة خُصُوصا أَوْقَات اجتماعي بِهِ ومذاكراتي لَهُ فَجمع كتاب الافهام لما فِي البُخَارِيّ من الابهام وَذكر فِيهِ فصلا يخْتَص بِمَا استفاده من مطالعته(4/109)
زَائِدا على مَا حصله من الْكتب المصنفة فِي المبهمات والشروح فَكَانَ شَيْئا كثيرا وَكَانَ يتأسف على مَا فَاتَهُ من الِاشْتِغَال فِي الحَدِيث ويرغب فِي الازدياد مِنْهُ حَتَّى أَنه كتب بِخَطِّهِ فصلا يتَعَلَّق بالمعلق من مُقَدّمَة فتح الْبَارِي وقابله معي بقرَاءَته لأعجابه بِهِ، وَنَحْوه قَوْله فِي مُعْجَمه وَكَانَ يحب فنون الحَدِيث محبَّة مفرطة ويأسف على مَا ضيع مِنْهَا وَيُحب أَن يشْتَغل فِيهَا قَالَ وَقد لازمته كثيرا وَكتب عني كثيرا من مُقَدّمَة شرح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك من الْفَوَائِد الحديثية وطارحني بأسئلة من المنظوم والمنثور وطارحته بأَشْيَاء كَثِيرَة قد أوردتها فِي النَّوَادِر المسموعة ولي فِيهِ مدح وَكتب لي بالاجازة فِي استدعاء أَوْلَادِي، قَالَ وغالب مَا كَانَ يخترعه ويبحث فِيهِ كَانَ يَقْرَؤُهُ بِلَفْظِهِ وأسمعه مِنْهُ قَالَ وَقد اشْتهر اسْمه وطار ذكره خُصُوصا بعد وَفَاة وَالِده وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى وَسيرَته مَشْهُورَة فَلَا نطيل بهَا وَالله يعْفُو عَنهُ وَهُوَ مِمَّن أذن لشَيْخِنَا رَحمَه الله بالافتاء والتدريس قَدِيما قبل كِتَابَة وَالِده ثمَّ كتب أَبوهُ تَحت خطه، وَقَالَ شَيخنَا فِي مَوضِع آخر مِمَّا نقلته من خطه: وَكَانَ يحرر دروسه الْفِقْهِيَّة والتفسيرية ويسردها فِي مجْلِس التدريس حفظا ثمَّ يقْرَأ عَلَيْهِ مَا كتبه فيتكلم عَلَيْهِ فيجيد وَله ضوابط فِي الْفِقْه منظومة وَجل اشْتِغَاله بِكَلَام وَالِده وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ يزِيد عَلَيْهِ فِيمَا يتَعَلَّق بالتخريج فِي الْوَاقِعَات لِكَثْرَة مَا يرد عَلَيْهِ من محاكم ومستفتي وَمِمَّا ضَبطه بالنظم الْأَمَاكِن الَّتِي تسمع فِيهَا الشَّهَادَة بالاستفاضة فَقَالَ:
(ان السماع يُفِيد ذكر شَهَادَة ... فِي عَدو نظمت لضبط مُحَرر)
(نسب ووقف وَالنِّكَاح وميت ... وعتاقة الْمولى وَلَاء مُحَرر)
(وَولَايَة القَاضِي وعزل سَابِع ... ورضاع تَحْرِيم وَشرب الْأَنْهُر)
(وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل للمعدوم فِي ... زمن الشَّهِيد وَقل بِهِ فِي الْأَشْهر)
(وتضرر الزَّوْجَات وَالصَّدقَات وَال ... ايصا كَذَا فِي الْأَظْهر)
)
(وَالْكفْر والاسلام والرشد الَّذِي ... هُوَ عرة للبالغ المتصور)
(وولادة وَالْحمل ان شاعا كَذَا ... حريَّة الْمَجْهُول لَيْسَ بمنكر)
(وقسامة قيل المُرَاد شهادها ... للقرب من واعي كَلَام الْمخبر)
(وَالْملك فِيهِ خلافهم متقرر ... نسب الْجَوَاز إِلَى كَلَام الْأَكْثَر)
(ومرجح الْجُمْهُور أَن لَا بُد من ... حور الفه فَقل بِهِ وَلَا تستظهر)
(وَالْغَصْب فِي أَحْكَام مَا فِيهِ دِرْهَم ... وَالدّين فِي وَجه كريه المنظر)
قَالَ وَكتب الْحَافِظ ولي الدّين ابْن شَيخنَا الْحَافِظ أبي الْفضل انه سمع شَيخنَا(4/110)
الامام سراج الدّين يَقُول سَمِعت وَلَدي أَبَا الْفضل جلال الدّين ينشد لما جِئْنَا نعزي الْملك الظَّاهِر برقوق بولده مُحَمَّد:
(أَنْت المظفر حَقًا وللمعالي ترقى ... وَأجر من مَاتَ تلقى تعيش أَنْت وَتبقى)
قَالَ الْوَالِي فَقلت لَهُ نروي هَذَا عَنْكُم عَن ولدكم فَيكون من رِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء فَقَالَ نعم انْتهى. ونظم البكان أَيْضا وَالَّذين يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ عِنْدِي وقرض سيرة الْمُؤَيد لِأَبْنِ ناهض، وَقد تَرْجمهُ غير وَاحِد فَقَالَ التقي المقريزي فِي السلوك لَهُ انه لم يخلف بعده مثله فِي كَثْرَة علمه بالفقه وأصوله وَبِالْحَدِيثِ وَالتَّفْسِير والعربية مَعَ الْعِفَّة والنزاهة عَمَّا ترمي بِهِ قُضَاة السوء وجمال الصُّورَة وفصاحة الْعبارَة وَبِالْجُمْلَةِ فَلَقَد كَانَ مِمَّن يتجمل بِهِ الْوَقْت، وَفِي الْعُقُود الفريدة: كَانَ ذكيا قوي الحافظة وَقد اشْتهر اسْمه وطار ذكره بعد موت أَبِيه وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفَتْوَى وَلم يخلف بعده مثله فِي الاستحضار وَسُرْعَة الْكِتَابَة الْكَثِيرَة على الفتاوي والعفة فِي قَضَائِهِ وَقَالَ الْعَلَاء بن خطيب الناصرية: نَشأ فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَأخذ عَن وَالِده ودأب وَحصل حَتَّى صَار فَقِيها عَالما ودرس بِجَامِع حلب لما قدم صُحْبَة السُّلْطَان، وَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة: الامام الْعَلامَة شيخ الاسلام قَاضِي الْقُضَاة صرف همته إِلَى الْعلم فمهر فِي مُدَّة يسيرَة وَتقدم واشتهر بِالْفَضْلِ وَقُوَّة الْحِفْظ وَدخل مَعَ أَبِيه دمشق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين والمشايخ اذ ذَاك كَثِيرُونَ فَظهر فَضله وَعلا صيته وَكَانَ أَبوهُ يعظمه ويصغي إِلَى أبحاثه ويصوب مَا يَقُول وَاسْتمرّ على الِاشْتِغَال وَالِاجْتِهَاد والافتاء والتدريس وشغل الطّلبَة إِلَى أَن ولي الْقَضَاء وَقد جلس فِي بعض المرات الَّتِي قدم فِيهَا دمشق مَعَ النَّاصِر بالجامع الْأمَوِي وَقُرِئَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ فَكَانَ يتَكَلَّم على مَوَاضِع مِنْهُ قَالَ وَكَانَ فصيحا بليغا ذكيا سريع الادراك)
لكنه قد نقص عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ قبل ولَايَته الْقَضَاء حَتَّى انه قَالَ لي مرّة نسيت من الْعلم بِسَبَب الْقَضَاء والأسفار الْعَارِضَة بِسَبَب مَا لَو حفظه شخص لصار عَالما كَبِيرا، ثمَّ نقل عَن شَيخنَا أَنه قَالَ كَانَ لَهُ بِالْقَاهِرَةِ صيت لذكائه وعظمة وَالِده فِي النُّفُوس وانه كَانَ من عجائب الدُّنْيَا فِي سرعَة الْفَهم وجودة الْحِفْظ وَمن محَاسِن الْقَاهِرَة. قلت وَسمعت من شَيخنَا أَنه كَانَ أحسن تصورا من أَبِيه وَكَذَا بَلغنِي عَن الْعَلَاء القلقشندي، وَقَالَ الشَّمْس بن نَاصِر الدّين فِي ذيله على الْحفاظ: الامام الأوحد قَاضِي الْقُضَاة شيخ الاسلام حَدثنَا عَن أَبِيه وَعَن غَيره من الْأَئِمَّة كَانَ عين أَعْيَان الْأمة خلف وَالِده فِي الِاجْتِهَاد وَالْحِفْظ وعلوم الاسناد رَأَيْته يناظر أَبَاهُ فِي دروسه وينافسه فِيمَا يلقيه من نفيسه مَعَ لُزُومه(4/111)
حُرْمَة الْآبَاء وَحفظ مَرَاتِب الْعلمَاء وَله على صَحِيح البُخَارِيّ تعليقات نفيسات وَمِنْهَا بَيَان مَا وَقع فِيهِ من المبهمات وَله نظم ونثر وعدة مصنفات وباشارته ألفت كتاب الاعلام بِمَا وَقع فِي مشتبه الذَّهَبِيّ من الأوهام، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَت عِنْده عفة ظَاهِرَة وَلَكِن لم يسلم مِمَّن حوله قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَيْضا وَدخل الْبِلَاد الشامية مرَارًا مِنْهَا صُحْبَة المظفر أَحْمد بن الْمُؤَيد وأتابك العساكر ططر سنة أَربع وَعشْرين وَمَا جَاوز حِينَئِذٍ دمشق بل أَقَامَ بهَا حَتَّى رَجَعَ الْعَسْكَر وَقد تسلطن الظَّاهِر ططر فصحبه وَحصل لَهُ مرض فِي الطَّرِيق بِحَيْثُ مَا قدر على خطْبَة الْعِيد بالسلطان وَلم يدْخل الْقَاهِرَة الا متوعكا فِي محفة وَكَانَ دُخُولهمْ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث شَوَّال مِنْهَا وَاسْتمرّ ضَعِيفا إِلَى لَيْلَة الْخَمِيس حادي عشره فَمَاتَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدخل بِجَانِب أَبِيه يَعْنِي وأخيه فِي فسقية بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي أَنْشَأَهَا بحارة بهاء الدّين يَعْنِي جوَار منزله وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة زَاد غَيره إِلَى الْغَايَة وَحمل نعشه على رُءُوس الْأَصَابِع وَيُقَال انه مَاتَ مسموما وَإنَّهُ لم يمت حَتَّى غارت عَيناهُ فِي جَوْفه وَإنَّهُ صرع فِي يَوْم وَاحِد زِيَادَة على عشْرين مرّة، وَأفَاد شَيخنَا أَنه كَانَ قد اعتراه وَهُوَ بِالشَّام قولنج فلازمه فِي الْعود وَحصل لَهُ صرع كتموه وَلما دخل الْقَاهِرَة عجز عَن الرّكُوب فِي الموكب فَأَقَامَ أَيَّامًا عِنْد أَهله ثمَّ عاوده الصرع فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع شَوَّال ثمَّ عاوده إِلَى أَن مَاتَ وَقت أَذَان الْعَصْر من يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر شَوَّال وَصلى عَلَيْهِ ضحى يَوْم الْخَمِيس وَتقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّمْس بن الديري قدمه أَوْلَاده وَلم تكن جنَازَته حافلة وَيُقَال أَنه سم وَكَانَ انْتهى فِي ميعاده أَيَّام الْجمع تبعا لِأَبِيهِ إِلَى قَوْله كَمَا تقدم من عمل صَالحا فلنفسه وَمن أَسَاءَ فعلَيْهَا وَمَا رَبك بظلام للعبيد قَالَ غَيره وَكَانَ من محَاسِن الدَّهْر وَلما مَاتَ ووضعوه)
على المغتسل سمعُوا شخصا يَقُول:
(يَا دهر بِعْ رتب الْعلَا من بعده ... بيع الهوان ربحت أم لم تربح)
(قدم وَأخر من أردْت من الورى ... مَاتَ الَّذِي قد كنت مِنْهُ تَسْتَحي)
وَقد أفرد أَخُوهُ شَيخنَا القَاضِي علم الدّين تَرْجَمته بالتأليف رَحمَه الله وإيانا، وَكَانَ اماما ذكيا نحويا أصوليا مُفَسرًا مفننا حَافِظًا فصيحا بليغا جَهورِي الصَّوْت عَارِفًا بالفقه ودقائقه مستحضرا لفروع مذْهبه مُسْتَقِيم الذِّهْن جيد التَّصَوُّر مليح الشكالة أَبيض مشربا بحمرة إِلَى الطول أقرب صَغِير اللِّحْيَة مستديرها منور الشيبة جميلا وسيما دينا عفيفا مهابا جَلِيلًا مُعظما عِنْد الْمُلُوك حُلْو المحاضرة رَقِيق الْقلب سريع الدمعة زَائِد الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين وَنَحْوهم كثير الخضوع لَهُم وَله فِي التعفف والتحري حكايات وَلما دخل حلب اجْتمع بِهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ معترفا(4/112)
بِالنعْمَةِ حَسْبَمَا قيل وظيفتي أجل المناصب وزوجتي غَايَة وَكَذَا سكني وَفِي ملكي ألف مُجَلد نقاوة وتصانيفه كَثِيرَة فَمِنْهَا سوى مَا أُشير إِلَيْهِ فِيمَا تقدم تَفْسِير لم يكمل ونكت على الْمِنْهَاج لم تكمل أَيْضا وَأُخْرَى على الْحَاوِي الصَّغِير وَمَعْرِفَة الْكَبَائِر والصغائر والخصائص النَّبَوِيَّة وعلوم الْقُرْآن وترجمة أَبِيه وَكتاب فِي الْوَعْظ ونظم ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَكَانَ الْتزم لكل من حفظه بِخَمْسِمِائَة وخطب جمعيات وأجوبة عَن أسئلة يمنية وَعَن أسئلة مغربية وحواشي على الرَّوْضَة أفردها أَخُوهُ فِي مجلدين وَخرج لَهُ شَيخنَا عَن شُيُوخه بالاجازة فهرستا للكتب الْمَشْهُورَة فِي كراسة اجابة لسؤاله فِي ذَلِك فَكَانَ يحدث مِنْهَا عَنْهُم وافتتحه الْمخْرج بسيدنا ومولانا الامام الْعَلامَة تَاج الْفُقَهَاء عُمْدَة الْعلمَاء أوحد الاعلام مفخر أهل الْعَصْر منجع الْأمة قدرَة الْأَئِمَّة وَكَذَا خرج لَهُ مفيدنا الْحَافِظ أَبُو النَّعيم رضوَان أَرْبَعِينَ عشاريات وَغير ذَلِك، وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة الْحفاظ كَابْن مُوسَى وَابْن نَاصِر الدّين وروى عَنهُ فِي متبايناته الحَدِيث التَّاسِع عشر فِيمَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ بروايته عَن أَبِيه وَرُوِيَ لنا عَنهُ خلق وَمِنْهُم أَخُوهُ العلمي والبرهان بن خضر والموفق الأبي وَالْوَالِد وَحكي لي مِمَّا يدْخل فِي تَرْجَمته أَشْيَاء وَكَانَ الْجد من خَصَائِصه كاختصاصه بِأَبِيهِ قبله.
302 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن الزين أَبُو زيد وَأَبُو هُرَيْرَة بن السراج أبي حَفْص بن النَّجْم اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الْحَمَوِيّ الأَصْل القبابي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بالقبابي بِكَسْر الْقَاف وموحدتين / نِسْبَة لقباب حماة لَا للقباب الْكُبْرَى من قرى اشموم الرُّمَّان بالصعيد وان جزم بِهِ بعض المقادسة لمشي جمَاعَة مِنْهُم الذَّهَبِيّ على الأول فَالله أعلم. ولد فِي لَيْلَة ثَالِث عشر شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَمَات أَبوهُ فِي سنة خمس وَخمسين وَنَشَأ ابْنه فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه حنبليا كأبيه وجده وَرَأى الشَّيْخ عَليّ العشقي شيخ الشَّيْخ عبد الله البسطامي واستجازه وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وأسمع على أَبِيه وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة والبياني وَالصَّلَاح ابْن أبي عمر وَابْن السوقي وَالشَّمْس بن الْمُحب والعماد بن الشيرجي وناصر الدّين ابْن التّونسِيّ وَزَيْنَب ابْنة قَاسم بن العجمي فِي آخَرين مِنْهُم الحافظان العلائي وَابْن رَافع والفقيه الشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة والخطيب الشَّمْس المنبجي وَالْجمال يُوسُف السرمري وَأحمد بن عَليّ بن حسن الْحطاب أَبوهُ وَعمر بن أرغون وَأحمد ابْن سَالم بن ياقوت واقش وبكتاش فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ التقي السُّبْكِيّ والكمال النشائي والجمالان الاسنائي وَابْن هِشَام النَّحْوِيّ وَالْجمال أَبُو بكر بن الشريشي والميدومي(4/113)
وَابْن الْقيم وَابْن الخباز وَأَبُو الْمحرم القلانسي ومظفر الدّين الْعَطَّار وَأَبُو الثَّنَاء مَحْمُود المنبجي وَمُحَمّد بن اسماعيل بن الْمُلُوك وَمُحَمّد بن اسماعيل بن عمر الْحَمَوِيّ وناصر الدّين الفارقي وفخر الذوات مُحَمَّد بن أبي البركات النعماني صَاحب النَّوَوِيّ وَابْن خلكان وَغَيرهمَا وَمُحَمّد بن عبد الْحق بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ صَاحب ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم والبدر بن فَرِحُونَ مؤلف الطَّبَقَات وَغَيرهمَا وَجَمَاعَة من الْأَعْيَان تجمعهم مشيخته الَّتِي خرجها لَهُ شَيخنَا وأدرج فِي تَارِيخه جمعا مِمَّن أجَاز لَهُ وهم السُّبْكِيّ والخلاطي والعز بن جمَاعَة ومغلطاي وَابْن نباتة فِي شُيُوخ السماع سَهوا وَالصَّوَاب مَا أثْبته وَكَذَا ذكره غَيره فِي شُيُوخ السماع الشهَاب أَبُو مَحْمُود والميدومي وَابْن كثير والتقي بن عرام وبادار القونوي الضَّرِير وَابْن زباطر وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَخلق وَمن شُيُوخ الاجازة التَّاج السُّبْكِيّ وَأَخُوهُ الْبَهَاء وَمِمَّنْ أفرد شُيُوخه بِالسَّمَاعِ والاجازة أَيْضا ابْن نَاصِر الدّين وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان، وَقد حدث بالكثير أَخذ عَنهُ القدماء وَألْحق الصغار بالكبار والأحفاد بالأجداد وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْحفاظ الْجمال بن مُوسَى المراكشي والتاج بن الغرابيلي وانتقى عَلَيْهِ والعماد اسماعيل بن شرف والموفق الأبي وَابْن أبي الوفا وَعبد الْكَرِيم القلقشندي وَأَبُو الْعَبَّاس الْقُدسِي والنجم بن فَهد ونسيم الدّين عبد الْغَنِيّ المرشدي وَغَيرهم من الرحالة كَالشَّمْسِ بن قمر واستدعى لي مِنْهُ الاجازة جوزي خيرا فقد انتفعت بهَا، وَكَانَ شَيخا خيرا متيقظا منورا حَافِظًا على التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة حَرِيصًا على مُلَازمَة وظائفه بِبَيْت الْمُقَدّس محبا فِي الحَدِيث وَأَهله يحث من يتَعَلَّق بِهِ على الْمُوَاظبَة عَلَيْهِ وَهُوَ من بَيت علم وَرِوَايَة ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لنا غير مرّة، والمقريزي فِي عقوده وَفِي أَصْحَابه الْآن كَثْرَة سِيمَا بِبَيْت الْمُقَدّس والخليل كالكمال بن أبي شرِيف وان بَقِي الزَّمَان رُبمَا يبْقى من يروي عَنهُ وَلَو بالاجازة لنَحْو الْعشْر من الْقرن الْعَاشِر. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بِجَانِب أَبِيه بمقبرة بَاب الرَّحْمَة وَنزل النَّاس فِي كثير من المرويات بِمَوْتِهِ دَرَجَة رَحمَه الله وإيانا.
303 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عَامر البصروي / وَالِد مُحَمَّد مِمَّن أَخذ عَنهُ وَلَده.
304 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عُثْمَان الشمري الملحاني أَخُو عبد الله / الْآتِي. مَاتَ سنة خمس وَعشْرين وقبره عِنْد مَقَابِر الناشريين بزبيد.
305 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عِيسَى السمنودي / الْآتِي أَبوهُ. أَخذ عَنهُ(4/114)
بلديه صاحبنا الْجلَال السمنودي الْمِيقَات وَهُوَ مِمَّن أَخذه عَن أَبِيه.
306 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مجلي بن عبد الْحَافِظ البيتليدي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا مثناة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام مَكْسُورَة وَآخره دَال مُهْملَة ثمَّ يَاء النّسَب بن الكركي الْوراق / ثمَّ الأكار أَخُو عبد الله المتوفي قبل هَذَا الْقرن. سمع عَليّ أبي بكر بن الرضي وَغَيره وأحضر عَليّ الشّرف بن الْحَافِظ وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ عاميا عسرا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
307 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الحوراني الْمَكِّيّ أَخُو يحيى / الْآتِي. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة بجدة وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه حسن الطلخاوي بِمَكَّة وَسمع عَليّ بهَا بِقِرَاءَة أَخِيه بعض الصَّحِيح ومني المسلسل وَغَيره.
308 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد التَّاج بن الزين المدلجي الكركي الأَصْل الْحلَبِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الكركي. / ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا واشتغل على أَبِيه يَسِيرا وَسمع عَليّ ابْن صديق وَابْن أيدغمش وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة وَولي قَضَاء حلب مُدَّة وتدريس العصرونية والسلطانية وَغَيرهمَا وَذكره. شَيخنَا فِي إنبائه فَقَالَ انه ولي قَضَاء حلب مُدَّة ثمَّ ترك وَاسْتمرّ بِيَدِهِ جِهَات قَليلَة يتبلغ مِنْهَا وَقد سكن الْقَاهِرَة مُدَّة وناب عني ثمَّ حج وَرجع إِلَى بَلَده ولقيته هُنَاكَ حِين تَوَجُّهِي صُحْبَة السُّلْطَان وَأَجَازَ لأولادي، وَقَالَ غَيره انه كَانَ ذَا دهاء وخديعة وأوصاف غير مرضية فَالله أعلم. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
309 - عبد الرَّحْمَن بن عنبر بنُون وموحدة كجعفر بن عَليّ بن أَحْمد بن يَعْقُوب ابْن عبد الرَّحْمَن الزين العثماني البوتيجي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الفرضي وَيعرف بالبوتيجي وَغلط بَعضهم فَسَماهُ أَبُو بكر. / ولد فِي سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة أَو فِي أول الَّتِي قبلهَا أَو بعْدهَا بأبوتيج من الصَّعِيد فانه كَانَ يَقُول أَنه دخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فِي السّنة الَّتِي ملك فِيهَا الظَّاهِر برقوق وَهِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَهُوَ مُمَيّز وَنَشَأ بأبوتيج فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد جمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه بركَة قَالَ وَكَانَ من الْأَوْلِيَاء وَحفظ التبريزي وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ أَيْضا الْعُمْدَة والمنهاج الْأَصْلِيّ والملحة والرحبية وَعرض فِي سنة سِتّ وَتِسْعين عَليّ الابناسي والبلقيني وَابْن الملقن والدميري وأجازوا لَهُ وقطن الْقَاهِرَة وَكَانَت أمه موسرة فارتفق بهَا وَأَقْبل على التفهم وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الغراقي وَأكْثر عَنهُ وانتفع بِهِ فِي الْفَرَائِض والحساب بأنواعه الْجَبْر وَمَا سواهُ وَكَذَا تفقه بالشهاب بن الْعِمَاد وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء من تصانيفه وبالشمس(4/115)
الْبرمَاوِيّ وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وَغَيره وَحضر دروس الابناسي وميعاد البُلْقِينِيّ بل واستفتاه وَضبط عَنهُ لطائف كَانَ يحكيها ثمَّ لَازم بعد الْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ فَحمل عَنهُ علوما جمة من حَدِيث وَفقه وأصول وَغَيرهَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من تصانيفه من ذَلِك تَحْرِير الفتاوي إِلَّا كراسين من آخِره وَكتب عَنهُ أَكثر أَمَالِيهِ وَلم ينْتَفع بِأحد مَا انْتفع بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي والعجيمي وَالْأُصُول أَيْضا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَسمع على الْمُطَرز والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والابناسي والشرفين الْقُدسِي وَابْن الكويك والشهابين الْجَوْهَرِي والواسطي والجمالين عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَابْن فضل الله وَالشَّمْس الشَّامي والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجَزرِي والتقي الْكرْمَانِي والبرهان الْحلَبِي والْعَلَاء بن البُخَارِيّ وَطَائِفَة وَصَحب جمَاعَة من أَعْيَان الصُّوفِيَّة فَمن دونهم وَأذن لَهُ الْوَلِيّ فِي اقراء تصانيفه فِي الْفُنُون كلهَا وَكَذَا فِي الافتاء والبرماوي أَيْضا فِي التدريس والافتاء وَمن قبله الغراقي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة لرؤيا رَآهَا وتكسب أَولا بِالشَّهَادَةِ فِي بعض حوانيت الْحَنَابِلَة ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء بأعمال الْقَاهِرَة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي سنة تسع عشرَة ثمَّ)
عَن الْهَرَوِيّ وَشَيْخه وَغَيرهمَا، وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير من الْكتب المطولة وَغَيرهَا خُصُوصا من تصانيف شَيْخه الْوَلِيّ بل كتب من تصانيف شَيخنَا جملَة وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِيهِ كثير الِاعْتِقَاد لَهُ، وَحكى لنا انه اسْتَشَارَ شَيْخه حِين أمره بِعرْض وَلَده على الْمَشَايِخ فِيمَن يبْدَأ بِهِ مِنْهُم فَأَشَارَ بِهِ، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر وَكَذَا كَانَ لشَيْخِنَا إِلَيْهِ ميل كثير بِحَيْثُ أَنه أحضر لَهُ كتابا يختبر لَهُ نَقصه فتناوله مِنْهُ وَدخل منزله ثمَّ عَاد بعد يسير وَقد أكمله لَهُ بِخَطِّهِ وَهُوَ قدر كثير فِي أسْرع وَقت حَتَّى كَانَ الشَّيْخ يَحْكِي لنا ذَلِك على سَبِيل التَّعَجُّب، وَلزِمَ الاقامة بِالْمَدْرَسَةِ الْفَاضِلِيَّةِ متصديا للتدريس والافتاء لفظا فكثرت تلامذته وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَصَارَ فِي طلبته من الْأَعْيَان جملَة خُصُوصا فِي الْفَرَائِض، وَحدث بأَشْيَاء سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وقرأت عَلَيْهِ جملَة وَحَضَرت دروسه فِي الْفِقْه والفرائض وَغَيرهمَا وَكَانَ كثير الْمحبَّة فِي والتعظيم لي واستجازني مرّة للحسام بن حريز ولنفسه بعد سماعهما من لَفْظِي شَيْئا من تصانيفي وَمَا أمكنني مُخَالفَته إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أوردته فِي مَوضِع آخر، وَكَانَ عَالما بالفرائض والحساب بأنواعه مُتَقَدما فِي ذَلِك حَتَّى كَانَ شَيْخه الْوَلِيّ يَسْتَعِين بِهِ فِي كثير من المناسخات وَنَحْوهَا وَيَقُول المسئلة الَّتِي أعملها فِي سَاعَة مثلا يعملها هُوَ فِي ثلث سَاعَة وأستفيد الِانْتِفَاع بباقي الْحصَّة مَعَ الرَّاحَة،(4/116)
مشاركا فِي غَيرهمَا من الْفَضَائِل مشارا إِلَيْهِ بالصلاح وَالْخَيْر والزهد والورع مَقْصُودا للتبرك بِهِ وَالِانْتِفَاع بأدعيته مَعَ حسن الفكاهة والنادرة والتواضع والخبرة التَّامَّة بلقاء الرِّجَال وَحسن الِاعْتِقَاد فيهم والمسارعة للاجتماع بالقادمين مِنْهُم وَحفظ كثير من كراماتهم وأحوالهم والتقنع باليسي ومشيه على قانون السّلف فِي غَالب أَحْوَاله ومزيد التودد وَتَمام الْعقل وملازمته لمباشرة مَا كَانَ باسمه من تصوف الجمالية وَطلب الحَدِيث بالقانبيهية وَنَحْو ذَلِك كتدريس بِمَسْجِد عبد اللَّطِيف بقنطرة سنقر مَعَ كَونه مِمَّن عرض عَلَيْهِ قَضَاء الشَّافِعِيَّة مرّة ومشيخة سعيد السُّعَدَاء أُخْرَى وَغَيرهمَا من الْوَظَائِف الجليلة فَأبى نعم درس بِبَعْض الْأَمَاكِن وَلم يكن يكْتب عَليّ الفتوي وَلَا يُمكن أحدا من الاستغابة وَمَا تيَسّر لَهُ مَعَ هَذِه الْخِصَال الحميدة الْحَج وكف بَصَره بِأخرَة وَانْقطع بِالْمَدْرَسَةِ عَن النَّاس متدرعا ثوب القناعة عَنْهُم واليأس وهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ للْقِرَاءَة وللعارية وللزيارة حَتَّى مَاتَ بعد بِيَسِير فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشري شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بالقرافة عِنْد والدته بتربة الشَّيْخ مُحَمَّد الْهِلَالِي الْعُرْيَان جوَار تربة أبي الْعَبَّاس الْحرار من القرافة الْكُبْرَى أَخذه ابْن حريز هُنَاكَ عِنْد قُبُور أَوْلَاده بعد أَن صلى عَلَيْهِ بِجَامِع المارداني فِي جمع جم وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ كثيرا وتأسفوا على فَقده رَحمَه اله وايانا ونفعنا بِهِ،
عبد الرَّحْمَن بن عَيَّاش. / فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف.
310 - عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سرار بن سرُور الأيدوني بتحتانية ثمَّ مُهْملَة وَآخره نون نِسْبَة لأيدون الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي الصولي /، ولد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وأحضر وَهُوَ فِي الرَّابِعَة عَليّ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن عَمه الْخَطِيب الشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْعِزّ ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وَسمع من مُحَمَّد بن الرشيد بعد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بالروضة بسفح قاسيون.
311 - عبد الرَّحْمَن بن عِيسَى بن سُلْطَان الْغَزِّي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد ابْن سُلْطَان الشهير / الْآتِي. تَلا عَلَيْهِ ابْنه للسبع وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه والنحو وخطب بالجامع الجاولي بغزة بل قيل انه ولي مشيخة البيبرسية إِمَّا الْكُبْرَى أَو الرِّبَاط وَصَحب جمَاعَة من السادات. مَاتَ فِي سنة خمس رَحمَه الله.
312 - عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفتُوح عبد الْقَادِر بن أبي الْخَيْر عبد الْحق بن عبد الْقَادِر الْحَكِيم بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ظهير الدّين أَبُو نصر بن نور الدّين ابْن مخلص الدّين الأبرقوهي الطاوسي عَم أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْقَادِر / الْمَاضِي.(4/117)
ولد سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من وَالِده الْكثير وارتحل بِهِ إِلَى دمشق فأسمعه عَليّ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَأحمد بن عبد الْكَرِيم البعلي والزيتاوي وَابْن رَافع وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب البعلي خطيبها وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي سنة سِتِّينَ الْعِزّ بن جمَاعَة واليافعي وَآخَرُونَ، وَحدث سمع عَلَيْهِ ابْن أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ وَوَصفه بشيخ شُيُوخ الاسلام رحْلَة الْأَنَام وَعبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن وَذكره الْعَفِيف الجرهي فِي مشيخته وَوَصفه بالامامة وَالْعلم والْحَدِيث والتفرد بالاسناد العالي وانه سمع عَلَيْهِ بشيراز فِي سنة سبع وَعشْرين. قلت وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سادس عشر رَمَضَان سنة احدى وَثَلَاثِينَ رَحمَه الله.
313 - عبد الرَّحْمَن بن فَخر اليمني، / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.)
314 - عبد الرَّحْمَن بن قَاسم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله الْجلَال أَبُو الْفضل ابْن أحد نواب الْمَالِكِيَّة الزين الْمحلي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن قَاسم وَهُوَ سبط عبد الرَّحْمَن المليجي، مِمَّن عرض على مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل.
315 - عبد الرَّحْمَن بن الشّرف أبي الْقسم واسْمه مُحَمَّد بن أبي بكر واسْمه أَحْمد ابْن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد / وَأمه سِتّ من يَرَاهَا ابْنة عَليّ بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْمصْرِيّ الشهير جدها بالمصري وبابن حلاوة. ولد قبيل ظهر يَوْم الْأَحَد ثامن عشر صفر سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن ومنهاج النَّوَوِيّ وأسمع على جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَسمع مني فِي مجاورتي الثَّالِثَة المسلسل وَغَيره ثمَّ قَرَأَ عَليّ فِي الَّتِي تَلِيهَا البُخَارِيّ مَعَ مُؤَلَّفِي فِي خَتمه وَنَحْو النّصْف الأول من الشفا مَعَ سَماع سائره ولازمني فِي غير ذَلِك، وَهُوَ ذكي فطن يشْتَغل بالنحو عِنْد السراج معمر وَالسَّيِّد عبد الله وَغَيرهمَا ويحضر دروس القَاضِي وَكَذَا قَرَأَ فِي الْفِقْه مَعَ البُخَارِيّ عَليّ أبي الْخَيْر بن أبي السُّعُود وَكتب أَشْيَاء، وسافر لمصر فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين فَمَاتَ بالطاعون بهَا غَرِيبا وحيدا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين عوضه الله الْجنَّة.
316 - عبد الرَّحْمَن بن لطف الله سبط الشَّمْس المعيد. / نَاب فِي امامة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة عَن خَاله الشهَاب بن المعيد، وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين.
317 - عبد الرَّحْمَن بن مبارك بن سعيد وَيعرف بخادم الشهَاب الصقيلي / السقا بِالْحرم النَّبَوِيّ. لقِيه الزين رصوان. وَأخْبرهُ انه سمع دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي(4/118)
عَليّ ابْن حَاتِم والعراقي والهيثمي بِقِرَاءَة النَّجْم الباهي وَأَجَازَ لِأَبْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة خمس وَعشْرين وَمَات بعد ذَلِك.
318 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب وجيه الدّين أَبُو الْجُود بن الْجمال أبي المحاسن المرشدي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / وَالِد على الْآتِي وشقيق أبي الْفَضَائِل مُحَمَّد أمهما أم حَبِيبَة ابْنة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وهما أخوا عبد الأول الْمَاضِي. ولد فِي سحر يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث أَو رَابِع عشري شعْبَان سنة سبع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي أول الْخَامِسَة على الشَّمْس المعيد الْحَنَفِيّ بعض المصابيح والعوارف والمقامات وَتَنَاول الْكتب الثَّلَاثَة مِنْهُ وأسمع على وَالِده والزين المراغي وَابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمِمَّا سَمعه على وَالِده فهرسته بِقِرَاءَة مخرجه ابْن مُوسَى وعَلى المراغي المسلسل وَالْأول من)
مشيخته تَخْرِيج ابْن مُوسَى أَيْضا وجزء البطاقة، واشتغل قَلِيلا وَحضر دروس أَبِيه وَحدث قَرَأت عَلَيْهِ فِي الْحجَّة الأولى حَدِيثا، وَكَانَ خيرا كثير الطّواف والانعزال عَن النَّاس مَعَ اخْتِصَاص بِابْن قاوان ومداومة على الْجَمَاعَة مِمَّن دخل الْهِنْد مرَارًا للرزق. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ عصر يَوْمه ثمَّ دفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وايانا.
319 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد بن لاجين الزين أَبُو مُحَمَّد الرَّشِيدِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي أَخُو عبد الله الْآتِي وَيعرف بالرشيدي. / ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وأسمع عَليّ الْمَيْدُومِيُّ وَمُحَمّد بن اسماعيل الأيوبي وَغَيرهمَا بِالْقَاهِرَةِ وَمن ابْن أميلة وَعمر بن زباطر وَغَيرهمَا بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ من سَيذكرُ فِي أَخِيه، واشتغل بالفرائض والحساب والمواقيت وَشرح الجعبرية والأشنهية والياسمينية وَغَيرهَا وَله تصنيف فِي نيل مصر، وَحدث ودرس سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا وَذكره فِي مُعْجَمه وَرُوِيَ لنا هُوَ وَابْن أَخِيه وَغَيرهمَا عَنهُ وَكَانَ خيرا ذَا يَد طولى فِي الْفَرَائِض والميقات ولي الرياسة فِيهِ بِبَعْض الْأَمَاكِن والخطابة بِجَامِع أَمِير حُسَيْن وَكَانَت لقرَاءَته ونغمته حلاوة وَلم يكن ماهرا، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة وقفت على شَرحه وَفِيه أَوْهَام عَجِيبَة، مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي جُمَادَى الأولى أَو الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَجزم المقريزي فِي عقوده بِالثَّانِي رَحمَه الله.
320 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن اسماعيل بن دَاوُد الزين بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الْجمال عبد الله وَغَيره وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي /.(4/119)
321 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن سَنَد بن خَالِد الْجلَال أَبُو الْفضل بن الْبَدْر الأبياري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد اللَّطِيف وَمُحَمّد وَأحمد وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. / ولد فِي خَامِس صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بخزانة البنود من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض على وَالِده وَشَيخنَا وَطَائِفَة كالمحب بن نصر الله وَقَرَأَ فِي قَوَاعِد ابْن هِشَام على وَالِده بل أعرب عَلَيْهِ فِي الطارقية وَكَذَا قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على أبي عبد الله الرَّاعِي والْعَلَاء القلقشندي وَحضر الْفِقْه عِنْد أَبِيه والونائي والقاياتي فِي آخَرين ولازم فِيهِ الْعَلَاء تقسيما وَغير ذَلِك وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا لَازم شَيخنَا حَتَّى أَخذ عَنهُ دراية شرح)
النخبة وَغَيره وَرِوَايَة الْكثير وجود بعض الْقُرْآن على ابْن كزلبغا بل حضر عِنْده الْكثير فِي تجويده وَكتب عَليّ الزين بن الصَّائِغ وَسمع عَليّ ابْن الْجَزرِي الْخَتْم من مُسْند الشَّافِعِي بل قَرَأَ عَليّ ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان الْأَرْبَعين الَّتِي انتقاها شَيخنَا من مُسلم وجميعه عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ وَالْبُخَارِيّ عَليّ الصَّالِحِي وَالسّنَن لأبي دَاوُد على سارة ابْنة ابْن جمَاعَة وَأكْثر من الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال بن خير والبرهان الْحلَبِي وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي والحافظ ابْن نَاصِر الدّين وَخلق باستدعاء ابْن فَهد وَغَيره، وَاسْتقر بعد أَبِيه فِيمَا كَانَ باسمه من التداريس وَغَيرهَا شركَة لأخوته وَكَذَا تكلم فِي الصالحية وَغَيرهَا ودرس فِي الْفِقْه نِيَابَة بالزنكلونية وبالشيخونية اسْتِقْلَالا بعد الشهَاب الأبشيهي وَكتب حِينَئِذٍ على دروسه فِي الْمِنْهَاج بل عمل منسكا لطيفا وَضبط من الْحَوَادِث والتراجم جملَة فِي مجلدات مَا رَأَيْتهَا وَكَذَا جمع زِيَادَة على عشر مجلدات فَوَائِد شبه التَّذْكِرَة ونظم قَلِيلا وَأذن لَهُ شَيخنَا وَغَيره فِي الافادة وناب فِي الْقَضَاء عَن السفطي فَمن بعده وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عِنْده فِي كل سنة بل عينه فِي أَيَّام قَضَائِهِ للْقِرَاءَة بالقلعة عوضا عَن البقاعي ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بالولوي الأسيوطي وَصَارَ بِأخرَة رَأس النواب بل عمل أَمَانَة الحكم وقتا وَكَذَا نَاب عَن الزيني بن مزهر فِي أَشْيَاء وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وَحج مَعَه فِي الرجبية وَتزَوج هُنَاكَ ورزق ابْنة سوى ابْنَتَيْهِ من ابْنة صاحبنا الْمُحب القادري أكبرهما تَحت ابْن حجاج وابتلوا بِهِ وَالثَّانيَِة تَحت ابْن للشرفي الْأنْصَارِيّ، وَكَانَ حج قبل ذَلِك سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَذكر للْقَضَاء غير مرّة وَكَذَا كتب لَهُ بالجمالية عقب الأسيوطي ثمَّ عقب أَخِيه وَهُوَ يُصَالح فِي كل مِنْهُمَا وَهُوَ متين الْعقل كثير التودد والمداراة حسن الْعشْرَة لطيف المحاضرة لَا يبقي على شَيْء مَقْبُول الشكل(4/120)
وَلَكِن توالت عَلَيْهِ التعللات. 322 عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد الديروطي وَيعرف بِابْن الرزاز وَابْن البياع. / تَلا بالسبع على بلديه حسن ثمَّ على جَعْفَر السنهوري.
323 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْحِجَازِي الشريفي الْعَطَّار / أَبوهُ بِمَكَّة شَقِيق عبد اللَّطِيف الْآتِي. سمعا على التقي بن فَهد.
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد. / مضى فِي ابْن أبي الْقسم بن أبي بكر.
324 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْجلَال بن أوحد الدّين السيرجي / الْآتِي أَبوهُ والماضي جده، ولد وَحفظ الْقُرْآن وَعرض على جمَاعَة واشتغل ولازم الْجلَال الْبكْرِيّ فِي الْفِقْه قِرَاءَة وسماعا وَكتب بعض تصانيفه وَأذن لَهُ وَتردد إِلَيّ أَحْيَانًا وتميز فِي الْفَرَائِض والمباشرة بِحَيْثُ كَانَ يكْتب على الزيني عبد الباسط بن الجيعان فِي البيمارستان بِحَضْرَتِهِ وَلذَا تزايدت براعته وَكتب بِخَطِّهِ الْجيد أَشْيَاء وَحج وتنزل فِي الْجِهَات بل اسْتَقر فِي جِهَات أَبِيه بعده وفيهَا بعض التداريس وخطابة الصالحية وَغَيرهَا وَمِنْهَا الْمُبَاشرَة بالبرقوقية وَقد تنافر مَعَ شيخها الاخميمي بِحَيْثُ سلط من سعى عَلَيْهِ فِيهَا فغالبه بالبذل وَلم يكن ذَلِك بمانع لَهُ عَن التظاهر بخدمته نعم دس من أعلم شَرِيكه فِي النّظر اميرآخور بِأَخْذِهِ أَزِيد من كثيرين وجر النزاع مَعَه لغيره من الْمُسْتَحقّين كَابْن العلمي البُلْقِينِيّ وَلزِمَ من مساعدة الزيني بن مزهر لَهُ دُخُول الاخميمي، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت مجَالِس وكلمات مبينَة فِي الْحَوَادِث، وَهُوَ منطو على مكر مَعَ سُكُون وجمود وَقد دس عَلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات بعض الْمُنْكَرَات وبرأه الثِّقَات وصاهر الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ.
325 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد وجيه الدّين أَبُو مُحَمَّد العرشاني / قَاضِي تعز بعد عدن. مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده فِي قَضَاء تعز أَخُوهُ أَبُو بكر فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة تسع بالطاعون فولي بعده الْفَقِيه عبد الْوَلِيّ بن مُحَمَّد الوحظي بعد تنصل مِنْهُ فَمَاتَ أَيْضا عَاجلا فاستقر ابْن أَخِيه الْفَقِيه مُحَمَّد بن دَاوُد الوحظي فحسنت سيرته وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ.
326 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الغرابيلي وَيعرف بِابْن النميس تَصْغِير نمس بنُون ومهملة / سمع فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من الْمُحب الصَّامِت النّصْف الأول من عوالي أبي يعلى اسحق بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي تَخْرِيج أبي(4/121)
سعد السكرِي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات قبل الْخمسين.
327 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد الاشموني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي المنهاجي نزيل الباسطية / وَقيل لَهُ المنهاجي لِأَن جده قدم من الاشمونين قبل بُلُوغه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج فِي سنة فلقبه بذلك أحد شيخيه الملوي والدلاصي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأَبوهُ غَائِب بِمَكَّة فَرَأى فِي غيبته قَائِلا يَقُول لَهُ يُولد لَك ذكر فسمه عبد الرَّحْمَن فَلَمَّا قدم ووجدهم سموهُ بِغَيْرِهِ غَيره، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الْفَخر المقسي والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص والشاطبيتين وَأخذ الْفِقْه عَن السَّيِّد النسابة وَسمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ الْكَبِير وَعَن الْخَواص قَرَأَ عَلَيْهِ الْبَهْجَة وَأَصلهَا والنحو عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والابدي قَرَأَ عَلَيْهِمَا الالفية وعَلى أَولهمَا الحاجبية مَعَ الْمعَانِي وَالْبَيَان وأصول الْفِقْه فِي آخَرين وَسمع على ابْن الملقن وَابْنَة ابْن جمَاعَة وَغَيرهمَا وَكَذَا سمع فِي البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة، وَحج وَأقَام بِمَكَّة عشْرين سنة ثمَّ لما قدم نزل عِنْد أمه بِالْقربِ من زَاوِيَة ابْن بطالة فِي قنطرة الموسكي فَلم تلبث أَن مَاتَت ودفنت بحوش عبد الله المنوفي، وَكَانَت تقْرَأ الْقُرْآن مَعَ مزِيد الدّيانَة والزهد فتحول حِينَئِذٍ إِلَى الباسطية وَلزِمَ الانجماع بهَا مَعَ مزِيد تقنعه وتقلله وَعدم قبُوله إِلَّا نَادرا وَالْغَالِب عَلَيْهِ سوء الطباع مَعَ فضل وَفهم وَقد رَأَيْته كثيرا وَكرر سُؤَاله لي عَن أَشْيَاء وَالله أعلم بِشَأْنِهِ.
328 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن أَحْمد العجمي الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وسافر للهند ودام سِنِين على طَريقَة غير مرضية، وَهُوَ فِي سنة سبع وَتِسْعين هُنَاكَ.
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حُسَيْن بن مُوسَى بن خلف بن الْحُسَيْن الجبرتي البلادري نزيل مَكَّة وَيعرف بأبجد /. سلف فِي الْهمزَة.
329 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل ابْن عَليّ بن صَالح بن سعيد الزين بن الشَّمْس أبي عبد الله بن التقي أبي الْفِدَاء القلقشندي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الصّلاح العلائي وأخو عبد الرَّحِيم والتقي أبي بكر ووالد عبد الْكَرِيم وَأبي الْخَيْر / الْمَذْكُورين وَكَذَا أبوهم فِي محالهم وَيعرف بالزين القلقشندي. ولد فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بِبَيْت الْمُقَدّس فَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَأحب الحَدِيث وَتوجه لطلبه وَسمع من خَاله الشهَاب بن العلائي وَجَمَاعَة، وارتحل لدمشق فاستمد من الشهَاب بن حجي وَأخذ عَن جمَاعَة من الشُّيُوخ الْكثير رَفِيقًا لشَيْخِنَا وَغَيره وَكَذَا سمع بنابلس وَغَيرهَا، وَقدم(4/122)
الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي سنة وَفَاته وأسمع حِينَئِذٍ بهَا وَلَده من جمَاعَة وَأفَاد حِينَئِذٍ أَن الشهَاب الوَاسِطِيّ سمع من الْمَيْدُومِيُّ وَأَن لَهُ بِالْقَاهِرَةِ عشر سِنِين فَتنبه شَيخنَا وَغَيره وَله وَأكْثر الْخلق عَنهُ فَكَانَ ذَلِك فِي صَحِيفَته وَكتب الطباق بِخَطِّهِ، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ حسن الْخط وَالْعقل حاذقا فَاضلا نبيها صَار مُفِيد بَلَده فِي عصره. قلت بل كَانَ عَلامَة حسن الشكالة متحركا كيسا جيد النّظم شهما غَايَة فِي الْكَرم بَلغنِي أَنه سُئِلَ فِي لوح صابون أَو قِطْعَة فَأعْطى السَّائِل دِينَارا)
وَحلف أَنه لَا يملك غَيره درس وَأفْتى وَحدث وخطب بالاقصى ودرس بالطازية والخاصكية والميمونية والقشتمرية والكريمية والملكية وَأعَاد بالصلاحية وَصَارَ مفتي بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ الْعِزّ الْقُدسِي يتَكَلَّم فِيهِ فِيمَا قيل وَهُوَ المنتدب فِي بَلَده للهروي وَأَشَارَ على المصريين بِعَدَمِ الِاتِّفَاق مَعَه على آيَة أَو حَدِيث لِأَنَّهُ أحفظ النَّاس بل يأخذونه على غَفلَة، وَمن تصانيفه جُزْء تكلم فِيهِ على الْفَاتِحَة وَتَعْلِيق على البُخَارِيّ مُفِيد وقصيدة عَارض بهَا بَانَتْ سعاد أَولهَا سيف الجفون على العشاق مسلول سَمعهَا مِنْهُ شَيخنَا الزين رضوَان وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَذَا سمع مِنْهُ الْحَافِظ ابْن مُوسَى والموفق الأبي وَمِمَّا سمعاه مِنْهُ مَقْطُوع لعَلي بن أيبك الدِّمَشْقِي. مَاتَ بعد رُجُوعه من الْقَاهِرَة بِبَلَدِهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين وَلم يبلغ الْخمسين وَدفن عِنْد أسلافه بماملا وشيعه خلق وَكَانَ ابْتِدَاء مرض مَوته طلعت لَهُ بثرة فِي يَوْم عيد الْفطر فعاده بَعضهم يَوْم سلخ شَوَّال فَقَالَ عمري خمس وَأَرْبَعُونَ فخمسة عشر مَرْفُوع عني الْقَلَم وَثَلَاثُونَ سنة كل سنة بِمَرَض يَوْم فَمَاتَ مستهل ذِي الْقعدَة، قَالَ شَيخنَا وأسفنا عَلَيْهِ، وَمن نظمه وَقد مَاتَ لَهُ ولد بالطاعون:
(لقد مَاتَ مطعونا بِغَيْر جريمة ... صديق وَلَو شَاءُوا الفدا كنت أفديه)
(وَكَانَ صَدُوقًا للْحَدِيث من الصِّبَا ... تقيا وَمَعَ هذافقد طعنوا فِيهِ)
وَقَوله:
(أَتَى الطَّاعُون فِي سر إِلَيْنَا ... ولي ولد قد وفى بِشَرْطِهِ)
(تحرز مِنْهُ خوفًا وَهُوَ طِفْل ... فغافله وجا من تَحت إبطه)
وَقَوله:
(بطعنة مَاتَ إبني ... وَغَابَ عني بحسنه)
(جَاءَت على رغم أنفي ... أَيْضا وَمن خلف أُذُنه)
وَقَوله:
(قد كَانَ ابْني سكرا ... وَقد غَدا مكفنا)
(وانه مسير ... لجنة فيا الهنا)
وَقَوله فِي الشَّمْس بن الديري:
(يَا شمس الدّين الله يَا وَاحِدًا ... فِي عصره أفديه من وَاحِد)(4/123)
)
(فسر كتاب الله نلْت المنى ... لَا تنكر التَّفْسِير لِلْوَاحِدِيِّ)
وَقَوله لما ولي الْجمال بن جمَاعَة الخطابة:
(وخطابة الْأَقْصَى محاسنها بَدَت ... لما أَتَى هَذَا الْجمل الباهي)
(واستبشر الْمِحْرَاب بعد أَن انحنى ... بِالْعودِ لما قَامَ عبد الله)
330 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْمجد اسماعيل الزين الكركي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الإِمَام إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بالكركي. / قدم من الكرك وَهُوَ صبيح الْوَجْه فخدم بعض الطّلبَة ورغبه الطَّالِب فِي حفظ الْقُرْآن وتدرب بِهِ فِي الْمِيقَات وَنَحْوه بل كتب الْمَنْسُوب ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الأتابك يشبك المشد وأقرأ مماليكه وَأم بِهِ وَكَذَا أذن واختص بِهِ حَتَّى زوجه جَارِيَة جركسية من خدمه فاستولدها ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ وباشر الرياسة بالجامع الطولوني وَغَيره وتنزل فِي صوفية الشيخونية قَدِيما وَسمع فِيهَا على الفوي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهمَا كشيخنا وَمِمَّا سَمعه على الأول التَّيْسِير للداني بِقِرَاءَة الشَّمْس مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمقري فِي سنة سبع وَعشْرين بل سمع قبل ذَلِك فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة بهَا أَيْضا على الشّرف بن الكويك مُسْند أبي حنيفَة للحارثي بِقِرَاءَة الكلوتاتي وَحج وزار، كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والمواظبة على التِّلَاوَة وَالْقِيَام والصفاء وَرَأَيْت وَصفه فِي الاجايز من غير وَاحِد بالشيخ الصَّالح المقرىء المتقن المجود الْحَافِظ فَكَأَنَّهُ قَرَأَ الْقرَاءَات وَرُبمَا حضر فِي مجْلِس السُّلْطَان حِين كَانَ ابْنه القارىء للْبُخَارِيّ بِهِ وَيجْلس فَوق الأكابر ويلبس خلعة بسمور أجَاز فِي الاستدعاءات. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي محفل كَبِير مَعَ غيبَة وَلَده وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.
331 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن وجيه الدّين بن الشَّيْخ نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الزين المراغي الأَصْل الْمدنِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
332 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الزين ويلقب بالجلال أَيْضا أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْفضل بن أبي عبد الله السخاوي الأَصْل القاهري / المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الغزولي وَالِد الْمُؤلف وأخويه وَرُبمَا لقب بِابْن الْبَارِد. ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانمِائَة أَو قبلهَا بِسنة وَهُوَ الْأَقْرَب بحارة البُلْقِينِيّ، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس السعودي وتدرب بِهِ فِي التجويد وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة والبرهان البيجوري وَالشَّمْس)
الْبرمَاوِيّ وَغَيرهم مِمَّن أجَاز واشتغل فِي الْمِنْهَاج عِنْد الشهَاب الطنتدائي والبيجوري وَوَصفه بالفاضل وَالشَّمْس البوصيري وَغَيرهم وَحضر عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَهُوَ الملقب لَهُ بالجلال(4/124)
والمكنى لَهُ بِأبي الْفضل لنكتة غَرِيبَة فَإِنَّهُ لما عرض عَلَيْهِ سَأَلَهُ عَن اسْمه فخفض رَأسه وَقبل يَده ففهم من هَذَا مُوَافَقَته لَهُ فِي الِاسْم وَقَالَ حِينَئِذٍ لَوْلَا محبَّة والدك فِينَا مَا سماك باسمنا فَنحْن لذَلِك نلقبك ونكنيك كلقبنا وكنيتنا، وَطَائِفَة وَأخذ فِي النَّحْو عَن الحناوي والميقات عَن بَعضهم وَسمع على شَيخنَا وَغَيره جملَة بل سمع بعض مُسلم على ابْن الكويك وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة سَمعه أَو بعضه عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى، وَكتب على الزين بن الصَّائِغ وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَفِي غَيرهَا من الْجِهَات وتكسب كوالده بعد مُدَّة فِي سوق الْغَزل على طَريقَة مرضية، وَحج غير مرّة وجاور معي قبيل موت بِيَسِير واجتهد فِي الطّواف والتلاوة وَالْعِبَادَة مَعَ ضعفه وَكَانَ فَاضلا حسن الْفَهم خيرا دينا صَادِق اللهجة وافيا للْعهد مُؤديا للأمانة متحريا فِي الزَّكَاة نصُوحًا متواضعا وصُولا لرحمه وَذَوي قرَابَته وقورا سَاكِنا محبا فِي الْمَعْرُوف عديم الشَّرّ مديما للجماعات سِيمَا الصُّبْح وَالْعشَاء كثير التِّلَاوَة معترفا بالتقصير رَقِيق الْقلب سريع الدمعة لونا وَاحِدًا مَا لقِيت أحدا من قدماء أَصْحَابه كالزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَالسَّيِّد الجرواني النَّقِيب وَابْن المرخم إِلَّا وَيذكر عَنهُ كل جميل وَإنَّهُ لم يكن يتَوَقَّف فِي اقراضهم لما يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي نَفَقَتهم وَرُبمَا لَا يسترجع ذَلِك وَكَانَ السَّيِّد يكثر فِي غيبتي وحضوري من قَوْله الْأُصُول طيبَة وَالْفُرُوع طيبَة، وَنَحْوه قَول شَيخنَا العلمي البُلْقِينِيّ وَأما الْجلَال أَخُوهُ فَإِنَّهُ لما قدم حجَّة الاسلام قَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَقَالَ وَكَانَ أَبوهُمَا صَالحا. مَاتَ فِي الثُّلُث الْأَخير لَيْلَة تَاسِع رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين بعد توعكه مُدَّة لم يَنْقَطِع فِيهَا عَن الْمَسْجِد إِلَّا نَحْو أُسْبُوع لِحِرْصِهِ على ذَلِك وعلو همته فِيهِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد لم أر بعد مشْهد شَيخنَا مثله فِي الْكَثْرَة والسكون والخفر ثمَّ دفن بحوش الصُّوفِيَّة البيبرسية عِنْد أَبِيه وأخيه الْآتِي ذكرهمَا وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وحاولني الزين قَاسم الْحَنَفِيّ الَّذِي كَانَ يصفه بقوله إِنَّه سكردان فِيهِ كل مَا تشْتَهي أَن يقف على غسله فَاسْتَحْيَيْت وَقلت لَهُ إِنَّك كنت عِنْده بمَكَان فَهُوَ لَا يسمح بِهَذَا، ورؤيت لَهُ بعض الْمرَائِي الْحَسَنَة رَحمَه الله وإيانا وجزاه عَنَّا أوفر الْجَزَاء وترجمته مبسوطة فِي المعجم.
333 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن مَسْعُود بن رضوَان الْجلَال أَبُو هُرَيْرَة بن نَاصِر الدّين المري بِالْمُهْمَلَةِ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وَيعرف كهما بِابْن أبي شرِيف، / ولد فِي لَيْلَة عَاشر الْمحرم تَحْقِيقا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَأمه تركية لِأَبِيهِ وَقدم مَعَ أَخَوَيْهِ الْقَاهِرَة وَحفظ فِي(4/125)
الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج واشتغل قَلِيلا وَتردد إِلَيّ فِي ألفية الحَدِيث فَقَرَأَ مِنْهَا دروسا وَكَذَا قَرَأَ على الأبناسي وَالشَّمْس السمنودي وَآخَرين وَأذن لَهُ بَعضهم فِي التدريس والافتاء، وكتبت لَهُ إجَازَة وَصفته فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد الْكَامِل البارع الفارع الْجَلِيل الْأَصِيل الْمجِيد السعيد الباهر الماهر الذكي الزكي ذُو الْفَهم الْمجِيد والسهم السديد والقريحة الوقادة والسجية المنقادة نخبة أقرانه والعلي الرُّتْبَة عِنْد امتحانه صدر المدرسين خُلَاصَة المريدين جلال الدّين أبي هُرَيْرَة وَأَنه قَرَأَ قِرَاءَة بحث واستفاد وحث بِمَا يبديه على الزِّيَادَة وَتثبت وامعان وتلبث فِي التَّوْضِيح وَالْبَيَان بِحَسب الامكان استظهرت بهَا على مشاركته فِي الْفَضَائِل واستبشرت بلحاقه فِي حسن فاهمته بالأوائل خُصُوصا وَقد اشْتغل وَحصل وعول على اعْتِمَاد أَخَوَيْهِ فِيمَا أجمل وَفصل وَتردد لمن شَاءَ الله من الْأَعْلَام وتودد بمزيد التأدب وَطيب الْكَلَام وَلذَا لم أسْتَكْثر جُلُوس الطّلبَة بَين يَدَيْهِ وتلقيهم بِطيب النُّفُوس عَنهُ مَا تحقق لَدَيْهِ فليتقدم لافادة الطالبين وللزيادة من المذاكرة مَعَ الْمُحَقِّقين فحياة الْعلم المذاكرة بِهِ مَعَ من يَتَّضِح بِهِ المشتبه وَلَا يتَأَخَّر عَن الْجَواب بِمَا يُعلمهُ للمسترشدين رَجَاء الْفَوْز بحوز ثَمَرَة هِدَايَة الضَّالّين مصاحبا فِي ذَلِك كُله للتحري والاتقان فهما من خير مَا أُوتِيَ الانسان، إِلَى آخر مَا كتبته.
334 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن مُوسَى وجيه الدّين أَبُو الْفرج بن الْجمال أبي الطَّاهِر الانصاري الذروي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ /. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وتفقه بالجمال بن ظهيرة وَغَيره وَسمع على جمَاعَة من شُيُوخ مَكَّة والواردين إِلَيْهَا كَابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي والابناسي وَالْمجد اللّغَوِيّ والتقي الزبيرِي والشهاب بن مُثبت وَمُحَمّد ابْن عبد الله البهنسي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن حَاتِم والمليجي والصردى وَابْن عَرَفَة والغباث العاقولي فِي آخَرين وَتزَوج ابْنة عَمه النَّجْم الْمرْجَانِي وقطن مَكَّة وأشغل النَّاس بهَا فِي الْفِقْه واشتهر بمعرفته كَمَا قَالَه شَيخنَا وَتقدم ودرس وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن الْكثير كالروضة والمهمات، وَدخل الْيمن غير مرّة للاسترزاق وَكَانَ دينا خيرا طارحا للتكلف زَائِد التخيل وَله نظم كتب عَنهُ التقي ابْن فَهد وَغَيره وَذكره المقريزي فِي عقوده وَوَصفه بالعلامة، وبرع فِي الْفِقْه والعزل وَله شعر. مَاتَ فِي رَجَب سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.
335 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزين بن الشَّيْخ الشَّمْس التتائي الْمَالِكِي /(4/126)
نزيل البرقوقية. مِمَّن سمع على شَيخنَا.
336 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران ابْن تَمام الزين بن الْعَالم أقضى الْقُضَاة الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي عَم الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن حَامِد / وَرُبمَا نسب لجده. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وَكَذَا سمع على الْحَافِظ العلائي جُزْء الاسْتقَامَة تصنيفه وعَلى نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم التّونسِيّ من أول مُسلم إِلَى انْتِهَاء الطَّلَاق وعَلى التَّاج الارموي وَآخَرين، ولقيه شَيخنَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا حَدثنَا عَنهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي وَكَانَ امام قبَّة الصَّخْرَة بِبَيْت الْمُقَدّس، ذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار، وَمَات فِي سنة سبع.
337 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حجي بن فضل الزين السنتاوي ثمَّ القاهري الازهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالسنتاوي. ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن ببلبيس والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو والْحَدِيث والشافية لِابْنِ الْحَاجِب وقطعا من مختصرات كالخزرجية ولازم الشهَاب الزواوي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَأخذ عَن القاياتي فِي الْفِقْه وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَعَن الْجلَال الْمحلي فِي الْفِقْه وأصوله وَغير ذَلِك وَعَن الْمَنَاوِيّ والعبادي فِي الْفِقْه وأذنا لَهُ فِي الافتاء والتدريس، وَكَذَا انْتفع بالكافياجي والشرواني فِي فنون وبالزين طَاهِر فِي النَّحْو وَالْأُصُول وبالعلاء الرُّومِي الحصني فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهمَا وبأبي الْجُود فِي الْفَرَائِض والحساب وَأكْثر عَن الزيني زَكَرِيَّا بل رافقه وَغَيره فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا فِي الرِّوَايَة حَتَّى سمع عَلَيْهِ غَالب ابْن مَاجَه وَبَعض البُخَارِيّ وَأَشْيَاء فِي الدِّرَايَة وَكَذَا سمع على القاياتي والزين رضوَان والْعَلَاء القلقشندي والمنوي وَابْن الديري وَتردد لدروسه أَيْضا وَختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَطَائِفَة، وتلقن الذّكر من الشَّيْخ مَدين وَصَحب الغمري وبرع وصاهر المحيوي الدماطي على ابْنَته واستولدها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وأثكله فَصَبر كل ذَلِك مَعَ سلوك طَرِيق الاسْتقَامَة والتواضع والسكون وَالْعقل وتصدى للاقراء)
فَأخذ عَن الْفُضَلَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ الكمالي بن نَاظر الْجَيْش فارتفق بِهِ كَمَا ارتفق باسكان يَعْقُوب شاه المهمندار لَهُ بِالْبَيْتِ الَّذِي أنشأه علو الْمَسْجِد الَّذِي جدده بجوار بَيته وَحج مرَّتَيْنِ وجاور بعد ذَلِك سنة وَكَانَ توجه لَهَا صُحْبَة الكمالي(4/127)
الْمشَار إِلَيْهِ وبرز مَعَه من مَكَّة فجاور فِي الْمَدِينَة مديدة وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ ورجعا فَلم يلبث أَن مَاتَ وَاسْتمرّ صَاحب التَّرْجَمَة بِمَكَّة بَقِيَّة السّنة وأقرأ الطّلبَة هُنَاكَ وَولي مشيخة الجوهرية المعينية بغيط الْعدة وَقِرَاءَة الحَدِيث بالتربة الأشرفية قايتباي بعد ابْن الشهَاب السجيني ودرسا بالبردبكية وَغَيره ذَلِك، وَعرض عَليّ صَاحبه الزين زَكَرِيَّا قَضَاء دمياط بعد موت الصّلاح بن كميل فَقبله يَوْمًا وَاحِدًا ثمَّ ترك وعوضها لله باستقراره فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد الْجمال عبد الله الكوراني بعد سعي جمَاعَة كثيرين فِيهَا حَتَّى بِالذَّهَب من بَعضهم وَصَارَ يطلع للتهنئة مَعَ الْمَشَايِخ وَرُبمَا أنكر عَلَيْهِ جُلُوسه فَوق من هُوَ أَعلَى، وَلَكِن طمحت نَفسه إِلَى أَعلَى، وَسمعت أَنه كتب على كل من الزّبد للبارزي وألفية ابْن مَالك واليوسفية شرحا وَأَنه كتب على أسئلة السَّيِّد عبيد الله بن عفيف الدّين الْفِقْهِيَّة بل هُوَ مِمَّن أفتى فِي مسئلتي ابْن الفارض وَلَيْسَ فِي الامكان، وَسمعت من يستحسن كِتَابَته وَنعم الرجل. مَاتَ فِي سحر يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الْمَذْكُور بالازهر بعد صَلَاة الظّهْر فِي مشْهد حافل تقدم النَّاس الشَّافِعِي وَشهد هُوَ والاستادار وَجَمَاعَة دَفنه رَحمَه الله وإيانا.
338 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن بن سعد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حسن تَقِيّ الدّين أوزين الدّين بن نَاصِر الدّين بن الْبَدْر الْقرشِي الزبيرِي القاهري الْآتِي أَخُوهُ مُحَمَّد وأبوهما وَيعرف كهما بِابْن الفاقوسي /. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده عِنْد الْفَخر الضَّرِير وألفية ابْن مَالك وَحضر دروس الغماري فِي النَّحْو وحبب إِلَيْهِ علم التَّعْبِير وأدمن مطالعة كتبه والاجتماع بأَهْله فمهر فِيهِ بِحَيْثُ فاق العارفين فِيهِ على قلتهم وَمن بديع تَعْبِيره قَوْله لمن قصّ عَلَيْهِ أَنه رأى فِي إِحْدَى يَدَيْهِ رغيفا وَفِي الْأُخْرَى قرصا وَهُوَ يَأْكُل مِنْهُمَا أَن لَهُ زَوْجَة وَهُوَ يَزْنِي بابنتها فاعترف الرَّائِي واستغفر وَتَابَ، وَكَانَ قد اعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على ابْن حَاتِم ثمَّ اسْمَعْهُ الْكثير عَن التنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي والقطب عبد الْكَرِيم الْحلَبِي والعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والصدر الْمَنَاوِيّ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والمحب بن هِشَام وحفيد أبي حَيَّان وَالْجمال)
العرياني فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ والشهاب ابْن الْعِزّ وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَابْن أيدغمش وَابْن عَرَفَة والكمال بن النّحاس وَابْن الْخَرَّاط وَابْن الهزبر وَابْن الْمُوفق وَابْن يفتح الله وَالْمجد اللّغَوِيّ والشرف ابْن المقرىء والنفيس الْعلوِي وَخلق من أَمَاكِن شَتَّى فِي عدَّة استدعاءات أقدم(4/128)
مَا وقفت عَلَيْهِ مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ الْكثير وَخرجت لَهُ مَا عَلمته من مروياته فِي جُزْء وَقد حج وزار بَيت الْمُقَدّس وَدخل الشَّام والصعيد وَغَيرهمَا وَأقَام مُدَّة بزبيد بزِي الْجند ثمَّ تحول لزي الْفُقَهَاء بعد وَفَاة أَبِيه لأمر اقْتَضَاهُ وَعرف بالخوض فِيمَا لَا يعنيه والتسارع لنقل مَا لَا خير فِيهِ بحي أوذي بِسَبَب ذَلِك وَكَذَا عرف بالتعرض لأعراض النَّاس حَتَّى صَار مِمَّن يَتَّقِي لِسَانه وَلَكِن تناقص حَاله فِي كل هَذَا أخيرا ولمحبته فِي إقبال الطّلبَة على السماع مِنْهُ ألحق اسْمه بِبَعْض المرويات فَلم يلْتَفت لالحاقه مَعَ تصميمه ومكابرته، وَمَا أَخذ عَنهُ كَبِير أحد بعد هاذ وَإِن كَانَ الْحفاظ مِمَّن تقدم مَا اعتمدوا مثل ذَلِك فِي اسقاط مثله لكَون الِاعْتِمَاد إِنَّمَا هُوَ على المفيدين عَنْهُم كَمَا بَينته فِي مَكَان آخر. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يَنْقَطِع سوى يَوْم أَو يَوْمَيْنِ وَدفن بتربتهم خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا.
339 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ أَبُو الْفضل بن الشَّمْس الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فِي كنف وَالِده فاشتغل وَعقد الميعاد فِي زاويته فِي حَيَاته ثمَّ بعده وَدَار حوله بعض أَتبَاع أَبِيه ومحبيه وَلكنه لم يرتق لناموسه ووجاهته وَأَظنهُ مِمَّن أَخذ عَن أبي الْعَبَّاس السرسي.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِجَزِيرَة أروى الْمَعْرُوفَة الْآن بالوسطي بعد مَجِيئه من الْوَجْه البحري مَرِيضا وَحمل مِنْهَا بكرَة الْغَد فصلى عَلَيْهِ وَدفن بزاوية أَبِيه وبجانبه خَارج قنطرة طقزدمر من سويقة السباعين عَن أَزِيد من سِتِّينَ ظنا وَسَماهُ بعض المؤرخين مُحَمَّدًا وَهُوَ غلط.
340 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حسن المكسكي البريهي التعزي الْيَمَانِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: أحد الْفُضَلَاء بِالْيمن برع فِي الْفِقْه وَغَيره ثمَّ حج فَلَمَّا رَجَعَ مَاتَ وَهُوَ قافل فِي ثَالِث الْمحرم سنة عشْرين.
341 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حَمْزَة الْمدنِي الحجار /. سمع على النُّور الْمحلي وَالْجمال الكازروني.)(4/129)
(سقط) ولد ظنا سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة بحماة وَقدم مَعَ أَبِيه حلب فَنَشَأَ بهَا واشتغل بالفقه عَلَيْهِ وعَلى غَيره وَسمع بهَا ختم الِاسْتِيعَاب على الْعِزّ أبي جَعْفَر أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الاسحاقي وتعانى الْأَدَب فبرع وَقَالَ الشّعْر البديع الرَّائِق وطارح الأدباء وَأكْثر من مدح الأكابر فراج أمره خُصُوصا حِين نادم نَائِب حلب جكم من عوض واختص بِهِ ومدحه بالقصائد الطنانة وَعمل ألف حلب بعد أَبِيه وأضيف إِلَيْهِ مَا كَانَ مَعَه من الْوَظَائِف وَكَذَا ولي بعد ذَلِك فِي أَيَّام الْمُؤَيد كِتَابَة سر بطرابلس وَكتب لَهُ توقيعه بهَا التقي بن حجَّة فَعَظمهُ جدا كَمَا ذكره فِي بَاب التَّوْجِيه من شرح بديعيته ثمَّ أعرض عَنْهَا وقطن الْقَاهِرَة ومدح أَيْضا مُلُوكهَا ورؤساءها فزادت وجاهته وَقرر فِي كتاب الانشاء فِي أَيَّام نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ ثمَّ بعده وأضيف إِلَيْهِ بعد التقي بن حجَّة رياسة الانشاء، وصنف أَشْيَاء مِنْهَا الْمعَانِي الْيَتِيمَة والمثاني الرخيمة وَكَانَ إنْسَانا حسنا أديبا فَاضلا بارعا فِي النّظم والنثر غَايَة فِي اللطافة والكياسة وَحسن الْكِتَابَة والسياسة ودماثة الْأَخْلَاق سليم الْبَاطِن معدودا فِي أَعْيَان الموقعين بديع النّظم كثير المخترعات شَدِيد النفور من النَّاس كتب الْأَئِمَّة فَمن دونهم عَنهُ كثيرا من نظمه ونثره فَكَانَ مِمَّن كتب عَنهُ شَيخنَا وَابْن خطيب الناصرية وَأثْنى عيه وَابْن مُوسَى المراكشي وَقَالَ لَهُ شعر رائق فِي الذرْوَة كثير المخترعات، وَكَانَ لقِيه لَهُ فِي حلب سنة خمس عشرَة وَمَعَهُ الْمُوفق الأبي وَهُوَ الْقَائِل:
(من قَالَ أَنا فَقِيه بشر لقد فشر ... عِنْدِي جُلُود بِلَا ورق)
)
(كتب عتق من درسها ... قلبِي احْتَرَقَ بِنَار فكر)
وَهِي ظريفة سَمعهَا مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي بحلب فِي سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة ومعظمها شَيخنَا قَالَ وَابْن الْخَرَّاط قد انخرط فِي سلك عمر الجندي فِي بليقته فِي الجندي الَّتِي أَولهَا من قَالَ ناجندي خلق لقد صدق قَالَ شَيخنَا ولعمري أَنه وَإِن(4/130)
كَانَ جود الِاتِّبَاع لَكِن الْفضل للمتقدم، وَقد كتبتها عَن شَيخنَا ابْن خضر بِسَمَاعِهِ لغالبها من لفظ ناظمها وطارح شَيخنَا بلغز بديع فِي بنكام أودعته فِي الْجَوَاهِر مَعَ جَوَاب شَيخنَا وَهُوَ أبدع وَكَذَا عمل لما جِيءَ للأشرف برسباي بحينوس الفرنجي صَاحب قبرس مأسورا قصيدة امتدحه بهَا أنشدها من لَفظه بِحَضْرَة أَعْيَان الدولة وخلع عَلَيْهِ وَلما أرسل أهل الْمغرب بطلبة نجدة من الْأَشْرَف أجابهم أَيْضا بقصيدة طنانة وَقَالَ إِنَّه وَالله مَا يقدر أحد أَن يُجيب بِمِثْلِهَا وَإِن شَيخنَا صدقه فِي مقاله إِلَى غير ذَلِك، وَمن مقاطيعه قَوْله فِي مليح على شفته أثر بَيَاض:
(وَلَا وَالَّذِي صاغ فَوق الثغر خَاتمه ... مَا ذَاك صدق بَيَاض فِي عقائقه)
(وَإِنَّمَا الْبَرْق للتوديع قبله ... أبقى بِهِ لمْعَة من نور بارقه)
وَقَوله فِي يُوسُف بن مَالك:
(وَلما بدا بدر الدجى لِابْنِ مَالك ... تغشاه دون الصحب مِنْهُ سناه)
(فَقلت وَقد آوى إِلَيْهِ أتنكروا ... إِذا يُوسُف آوى إِلَيْهِ أَخَاهُ)
مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَقد جَازَ السِّتين وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَنهُ قصيدة طنانة لامية يمدح بهَا نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ قَالَ وَنعم الرجل صحبني سِنِين وَتردد إِلَيّ مرَارًا.
344 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل بن نَاصِر الدّين أَبُو الْفرج ابْن التقي الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفَتْح مُحَمَّد / الْآتِي وسبط الْبَدْر عبد الله ابْن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ وَيعرف بِابْن صَالح. ولد بِطيبَة وَنَشَأ بهَا فَسمع من جده لمه قِطْعَة جَيِّدَة من الْأَحْكَام الصُّغْرَى لعبد الْحق ومصنفه الدّرّ المخلص من التَّقَصِّي والملخص ومسلسلات ابْن مسدي وَمن الْعِزّ بن جمَاعَة جُزْءا لَهُ فِي قبا وَمن أَبِيه والأمين بن الشماع وَإِبْرَاهِيم بن الخشاب وَعبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب الكالديني والزين الْعِرَاقِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ تَخْرِيج الاحياء لَهُ وَفِي شَرحه للألفية وَالْمجد اللّغَوِيّ سمع عَلَيْهِ قِطْعَة من مُؤَلفه الصلات والبشر فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فَمَا)
بعْدهَا ابْن أميلة وَابْن الهبل وَالصَّلَاح بن أبي عمر والكمال بن حبيب وَأَخُوهُ الْحُسَيْن والتقي الْبَغْدَادِيّ وَابْن القارىء وَابْن عقيل وَابْن كثير والأذرعي وَجَمَاعَة وناب فِي قَضَاء الْمَدِينَة عَن قضاتها ثمَّ اسْتَقل بِهِ من سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين إِلَى أَن مَاتَ سوى مَا تخَلّل ذَلِك من الْعَزْل غير مرّة وَكَذَا ولي بهَا الخطابة والإمامة، وَكَانَ مشكور والسيرة عفيفا لَكِن مزجى البضاعة فِيمَا قَالَ شَيخنَا وَأما غَيره فوصفه(4/131)
بِالْفَضْلِ حدث قَلِيلا روى عَنهُ ابْنه والتقي بن فَهد وَأَجَازَ لأبي الْفرج المراغي حِين عرض عَلَيْهِ. وَمَات فِي صفر سنة سِتّ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ وَصلى عَلَيْهِ بالروضة ثمَّ دفن بِالبَقِيعِ، وترجمه شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا، والمقريزي فِي عقوده وَطوله.
345 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صبيح الْمدنِي خَادِم الشَّيْخ أبي الْفرج المراغي وَآل بَيته /. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
346 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن طولوبغا أَسد الدّين بن الْمُحدث نَاصِر الدّين السيفي التنكزي الدِّمَشْقِي /. ولد فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأحْضرهُ على الْحَافِظ الذَّهَبِيّ وَأبي الْفرج بن عبد الْهَادِي والبهاء على بن الْعِزّ عمر وَعبد الْقَادِر بن القرشية وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر وَأبي بكر بن عبد الْعَزِيز بن رَمَضَان وَعبد الْغَالِب الماكسيني ويوسف بن مُحَمَّد بن نجم وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل بن الخباز وَأُخْته زَيْنَب وعمتها نفيسة ابْنة إِبْرَاهِيم وَفَاطِمَة ابْنة نصر الله بن مُحَمَّد وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ فِي آخَرين الْكثير، وَمَات أَبوهُ قبل بُلُوغه سنّ السماع وَلذَا لم نر لَهُ شَيْئا سَمعه إِلَّا حضورا كَمَا قَالَه الْحَافِظ ابْن مُوسَى وَأَجَازَ لَهُ دَاوُد بن إِبْرَاهِيم الْعَطَّار وَمُحَمّد بن عمر السلاوي وَعبد الحميد بن عَليّ الْقرشِي وَخلق وَحدث بالكثير وَانْفَرَدَ وَحمل عَنهُ الأكابر بل ألحق الاصاغر بهم، وَمِمَّنْ لقِيه بِدِمَشْق ابْن مُوسَى والأبي فأكثرا عَنهُ وَأكْثر عَنهُ أَيْضا الشهَاب بن زيد ولقيه شَيخنَا بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَعشْرين وَقد أسن فَأخذ عَنهُ أَشْيَاء وَكَذَا استجازه شَيخنَا ابْن خضر وَابْن قمر بإفادته وَسمع عَلَيْهِ التقي بن فَهد وَبَنوهُ. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين بِدِمَشْق وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رَحمَه الله.
347 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَليّ القَاضِي زين الدّين وجلال الدّين أَبُو زيد بن أبي عبد الله بن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي زيد العدناني التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن البرشكي بِكَسْر الْمُوَحدَة والمهملة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة تَلِيهَا كَاف. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: صاحبنا الْمُحدث الرّحال الْفَاضِل أَخذ ببلاده عَن وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ التنوخي، ورحل إِلَى الْمشرق قَدِيما فِي سنة سِتّ عشرَة فحج وَحمل عَن الْمَشَايِخ قَالَ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف المجالسة كريم الطباع انْتهى.(4/132)
وَقد حج قَاضِيا على ركب المغاربة سنة خمس وَعشْرين وَسمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَسمع فِي سنة سبع وَعشْرين على النُّور الفوي من لفظ الكلوتاتي سنَن الدَّارَقُطْنِيّ بفوت يسير وَجمع جُزْءا سَمَّاهُ طرد المكافحة عَن سَنَد المصافحة وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَمِمَّنْ روى عَنهُ التقي بن فَهد وَكَذَا الْعَفِيف النَّاشِرِيّ. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ هُوَ وَزَوجته ابْنة الفاسي وَولده مِنْهَا، وَقد قَرَأت بِخَط ابْن حسان نقلا عَن شَيخنَا مَا نَصه: قَول البرشكي إِن القبابي سمع جَمِيع صَحِيح مُسلم على الْبَيَانِي لَا يعْتَمد فَإِنَّهُ مَعَ ذكائه وَحسن خلقه سريع التَّصْدِيق للمحالات جربنَا عله ذَلِك فِي أَشْيَاء فَلَعَلَّهُ تلقى ذَلِك مِمَّن لَا يوثق بِهِ فَجزم بِهِ كَمَا جرت عَادَة الصَّالِحين وَلَو لم يكن فِي تَقْوِيَة ذَلِك فِيهِ إِلَّا مَا صنعه فِي المعمر الَّذِي كذب أَو كذب عَلَيْهِ فِي المصافحة انْتهى. وَأَشَارَ بآخر كَلَامه إِلَى مُصَنفه طرد المكافحة.
348 - عبد الرَّحْمَن ابْن مُؤَلفه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان السخاوي الأَصْل القاهري. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين فِي طفوليته عوضه الله وإيانا الْجنَّة.
349 - عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن القَاضِي نَاصِر الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل الْكِنَانِي الْمدنِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده قَرِيبا والآتي وَلَده الْمعِين مُحَمَّد. سمع على أبي الْفَتْح المراغي وَأخذ عَن عَمه أبي الْفَتْح بن صَالح والابشيطي وَغَيرهمَا وناب فِي الخطابة والإمامة وَأكْثر من السّفر لدمشق والقاهرة وَغَيرهمَا وَيُقَال إِنَّه غير مَحْمُود الطَّرِيقَة. مَاتَ بعد سنة سبع وَثَمَانِينَ
350 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر المليجي الأَصْل القاهري أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وباشر على أوقاف الْأَزْهَر وتكسب بِالشَّهَادَةِ رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ.
351 - عبد الرَّحْمَن بن أبي السرُور مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْوَجِيه أَبُو زيد الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي / الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ أَبُو الْخَيْر. ولد فِي ربيع الأول سنة عشر بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ والعمدة والرسالة وَسمع على الزين المراغي وَابْن سَلامَة وَابْن طولوبغا وَابْن الْجَزرِي وَشَيخنَا فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن الشرائحي وَغَيرهمَا وَحضر الدُّرُوس ورحل مَعَ وَالِده وأخيه الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فَأَدْرَكته الْمنية بهَا فِي جُمَادَى(4/133)
الأولى سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بعد وَفَاة أَبِيه.
352 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقرشِي الْعَدوي الجراني الْمدنِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الحجار. سمع على ابْن صديق مَعَ أَبِيه. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر أَمِين الدّين أوزين الدّين بن الشَّمْس بن الديري الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد وَإِبْرَاهِيم الماضيين والآتي أبوهم. ولد فِي شعْبَان سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وانتقل فِي صغره سنة تسع عشرَة مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والكنز فِي الْفِقْه والمنار فِي الْأُصُول والحاجبية فِي النَّحْو وَالتَّلْخِيص وَبحث فِيهَا فَأخذ عَن أَخِيه الْفِقْه وأصوله والنحو والمعاني وَالْبَيَان وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الاصول والنحو وَعَن الابشيطي النَّحْو فَقَط فِي آخَرين، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَفضل وشارك بل وصف بالبراعة مَعَ نظم ونثر بِحَيْثُ عد فِي الأدباء وَأثْنى شَيخنَا وَغَيره على شعره، وناب عَن أَخِيه فِي الْفَضَائِل بل درس فِي الفخرية بَين السورين برغبة أَخِيه لَهُ عَنهُ ثمَّ رغب هُوَ عَنهُ للشمس الامشاطي وَكَذَا ولي مشيخة المهمندارية بعد الشَّمْس بن الجندي وَنظر الْقُدس والخليل والجوالي وَغَيرهَا من الْوَظَائِف هُنَاكَ كوظيفة أَبِيه المعظمية ورام الِاسْتِقْرَار فِي نظر الاسطبل والجوالي بِالْقَاهِرَةِ عوضا عَن أَخِيه الْبُرْهَان حِين رام هُوَ الِاسْتِقْرَار فِي نظر الْجَيْش فَمَا تهَيَّأ ذَلِك كُله، وامتحن فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين لكَونه تخاصم هُوَ ونائب الْقُدس تمراز من بكتمر المؤيدي المصارع وبادر إِلَى إبراز السِّلَاح فلامه الظَّاهِر جقمق وتغيظ عَلَيْهِ بل وَضعه فِي الْحَدِيد بتأليب أبي الْخَيْر النّحاس ورسم بِهِ لسجن أولي الجرائم وَلَكِن مَا انْفَصل عَن جَامع القلعة حَتَّى خلص وَبَقِي فِي الترسيم أَيَّامًا إِلَى أَن ولي ابْن محَاسِن أحد أَتبَاع النّحاس ثمَّ بعد أَن نكب ابْن النّحاس أُعِيد إِلَى نظر الْقُدس والخليل حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ قوي الحافظة والذكاء رَئِيسا فصيحا لَهُ ذوق فِي الْأَدَب وَحسن عشرَة وشكالة وَمَكَارِم وَإِظْهَار للتجمل بِحَيْثُ يكثر الِاسْتِدَانَة)
بِسَبَبِهِ مَعَ طيش وخفة أدَّت لما حكيته سِيمَا وَأمه أم ولد، زَائِد الاطراء لنَفسِهِ والزهو اجْتمعت بِهِ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وكتبت عَنهُ قَوْله:
(لَا تعجبوا من خَاله إِذْ بدا ... وازداد لطف الخد من أَجله)
(فكاتب الْحسن غَدا حاذقا ... قد جود النقطة فِي شكله)
إِلَى غير ذَلِك. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس عَفا الله عَنهُ، وللعلاء بن اقبرس حِين سعى صَاحب التَّرْجَمَة فِي كِتَابَة السِّرّ بعد الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ.(4/134)
(أَقُول لمن وافى إِلَى الْقُدس زَائِرًا ... وصلت إِلَى الْأَقْصَى من الْفضل وَالْخَيْر)
(تقرب إِلَى مَوْلَاك فِيهِ عبَادَة ... وبع بيع الرهاين وابعد عَن الديرى)
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَالح /. فِي ابْن ذِي النُّون.
354 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أَبُو الْفرج النَّاشِرِيّ أَخُو الطّيب / الْمَاضِي. ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه القَاضِي عبد الله وَغَيرهمَا وَعَكَفَ بِأخرَة على جَامع المختصرات للنسائي بِحَيْثُ انْفَرد فِي الْيمن بمعرفته ونكت عَلَيْهِ وعَلى شَرحه لمؤلفه بتعقبات جَيِّدَة من الرَّوْضَة وَأَصلهَا إِلْحَاق مَا تَركه من قيد أَو شَرط مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لم يؤلف فِي الْمَذْهَب مثله وَاسْتمرّ إِلَى أَن انْتهى للأيمان فَأَدْرَكته الْمنية ولخص كتاب الْبركَة وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ عَاد وَأخذ عَنهُ الْعلم جمَاعَة، وَولي خطابة جَامع الكدراء وناب فِي الْأَحْكَام بهَا عَن أَخِيه ثمَّ نقل لقَضَاء القمحة ودام بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَدفن عِنْد جده وَكَانَ ذَا فهم ثاقب وذكاء فائق متضلعا من الْفِقْه والْحَدِيث والحساب وَالتَّفْسِير والفرائض والنحو واللغة وَالْعرُوض، وَله شعر جيد فَمِنْهُ فِي معرفَة الْبَرِيد والفرسخ والميل قَوْله:
(ربع الْبَرِيد الفرسخ الْميل ثَلَاثَة ... وَأَلْفَانِ خطوا ثمَّ أَلفَانِ ميلنا)
وَله أَوْلَاد ذكر من شَاءَ الله مِنْهُم فِي محالهم.
355 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن هادي بن مُحَمَّد السَّيِّد صفي الدّين أَبُو الْفضل بن النُّور الْحُسَيْنِي الايجي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي أَخُو الْعَفِيف مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بايج من بِلَاد الْعَجم وَأمه ابْنة الشَّيْخ الصَّالح المقتفي لآثار السّلف الشّرف مَحْمُود بن أبي بكر بن كَمَال الدراكاني القري الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي ابْن)
أُخْت نَاصِر الدّين أنس الَّذِي أَخذ عَنهُ السَّيِّد الْعَلَاء بن الْعَفِيف أخي صَاحب التَّرْجَمَة وَنَشَأ الصفي بايج وَسمع الحَدِيث من وَالِده وَعنهُ فِيمَا قيل أَخذ الْعُلُوم وَكَذَا أَخذ يَسِيرا عَن التَّاج الفاروثي والعماد الفالي وبخراسان عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَفِيه نظر والزين الْحَاتِمِي وجلال الدّين يُوسُف الحلاج وَمن شُيُوخه فِي التصوف وَالِده والزين الخوافي وَبِه تخرج ولامه كثيرا واسترشد مِنْهُ والركن الخوافي أحد الجامعين بَين علمي الظَّاهِرِيّ وَالْبَاطِن وَالسَّيِّد سعد الدّين أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب القوصي وَغَيرهم وروى حِكَايَة المختطف عَن أبي بكر ابْن أَيُّوب وَاجْتمعَ فِي هرموز بالفخر أَحْمد السجسْتانِي وَكَانَ حجَّة الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه بِحَيْثُ وَصفه الخوافي بنقاد المتصوفة وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ سنة ثَلَاث(4/135)
وَتِسْعين التنوخي وَابْن فَرِحُونَ وَابْن صديق والزين الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن الملقن وَخلق مِنْهُم الْمجد اللّغَوِيّ، وَدخل الشَّام وحلب وَاجْتمعَ بعلمائها وهم بِدُخُول مصر فَمَا أمكن، وَحج سِتّ حجات وجاور مرَّتَيْنِ فِي كل من الْحَرَمَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن أَخِيه الْعَلَاء مُحَمَّد واشتدت عنايته بملازمته حَتَّى كَانَ يرجحه على أَبِيه الْعَفِيف خطا ولفظا وَيَقُول كَانَ انتفاعي بِهِ أَكثر وارتباطي بفنائه أغزر والطاوسي وَقَالَ فِيهِ صَاحب الْكَشْف والالهام الْآمِر بِالْمَعْرُوفِ الناهي عَن الْمُنكر صَاحب الشَّرِيعَة والحقيقة وَمن لم أجد مثله وَمثل أَخِيه فِي تِلْكَ الطَّرِيقَة ولقيه غير وَاحِد من أَصْحَابنَا وتورع بِأخرَة عَن الرِّوَايَة والاذن فِيهَا لَكِن ذكر لي ابْن أَخِيه أَنه استجازه لنا، وَكَانَ ذَا زهد وورع وانجماع وَاتِّبَاع للسّنة وكرامات جليلة ومداومة على التِّلَاوَة وشهود الْخمس مَعَ الْجَمَاعَة حَتَّى بعد كبر سه واستيعاب مَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء بِالصَّلَاةِ بِحَيْثُ لَا يتعشى دَائِما إِلَّا بعد صَلَاة الْعشَاء صوما كَانَ أَو فطرا وَصَوْم السّنة إِلَّا شهرا وَاحِدًا حَتَّى لَا يدْخل فِي صَوْم الدَّهْر وصنف فِي اعْتِقَاد أهل السّنة رِسَالَة وَعمل على منَازِل السائرين وَغَيره حَوَاشِي ونظم الْقَلِيل فَمن ذَلِك قَوْله:
(أَلا يَا نفس وَيحك لَا تنامي ... فكم نوما يُورث من ملام)
وَقَوله:
(يَا عَازِمًا نَحْو الحبيب هناكا ... قبل يَدَيْهِ إِذا وصلت هناكا)
مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة قبل صلَاتهَا ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة جوَار مصلب بن الزبير وَكَانَ قدم مَكَّة)
قبل بِيَسِير فِي ربيع الأول ورثاه ابْن أَخِيه الْعَلَاء بعدة مراث رَحمَه الله وإيانا ونفعنا ببركاته، وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير والمعجم زيادات.
356 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْبَدْر بن الْمُحب أبي عبد الله الْيَعْمرِي الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عبد الله / الْآتِي وَيعرف بِابْن فَرِحُونَ. سمع نُسْخَة أبي مسْهر على الْعلم أبي الرّبيع سُلَيْمَان السقا.
357 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين أَبُو ذَر بن الشَّمْس بن الْجمال بن الشَّمْس الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة الثَّامِنَة وَيعرف بالزركشي صَنْعَة أَبِيه. ولد فِي سَابِع عشر رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَالْمُحَرر الفقهي وَأخْبر أَنه عرضه على الْبَهَاء بن أبي الْبَقَاء وَابْن التقي السبكيين والسراج الْهِنْدِيّ وَالْجمال الاسنوي وقاضي الْحَنَابِلَة نَاصِر الدّين نصر الله بن أَحْمد الْكِنَانِي والزين الْعِرَاقِيّ وأكمل الدّين الْحَنَفِيّ وَيحيى الرهوني وَأَنَّهُمْ أجازوه وتفقه بنصر الله الْمَذْكُور وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الْبُرْهَان الدجوي(4/136)
وَغَيره ثمَّ ارتحل إِلَى دمشق قبل الْفِتْنَة فَأخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزين بن رَجَب وقاضي الْحَنَابِلَة الشَّمْس بن التقي وَحضر عِنْد الزين الْقرشِي وَأَجَازَ لَهُ الْجلَال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَالِد الْمُحب بالافتاء والتدريس، وَدخل نابلس واسكندرية ودمياط والصعيد وَغَيرهَا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل، وَحج قبل الْقرن وَبعده وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما ثمَّ ترك وَكَانَ أَبوهُ أسمعهُ فِي صغره كثيرا لَكِن لما مَاتَ حصلت لَهُم كائنة فَذَهَبت أثباته فِي جملَة كتبه ثمَّ ظفر الشهَاب الكلوتاتي بِسَمَاعِهِ لصحيح مُسلم سنة خمس وَسِتِّينَ فِي نُسْخَة سعيد السُّعَدَاء على الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْبَيَانِي فأرشد النَّاس إِلَيْهِ حَتَّى أَخذه عَنهُ الجم الْغَفِير من الْأَعْيَان وَغَيرهم وَألْحق فِي ذَلِك الاحفاد بالأجداد، وَفِي الاحياء مِمَّن سمع مِنْهُ الْكثير وَكَذَا سمع على التقي بن حَاتِم وعَلى الزين الْعِرَاقِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ الْخَتْم من أبي دَاوُد وَاسْتقر فِي تدريس الْحَنَابِلَة بالاشرفية برسباي أول مَا فتحت من واقفها وبالشيخونية من الاسماع بهَا عقب الْمُحب بن نصر الله وَغَيره وَكَانَ الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ يَحْكِي عَنهُ مَا يخدش فِي مروءته بل وبديانته وَكَذَا كَانَ الْعَلَاء بن المغلي يُحِبهُ كثيرا ويجله ويعتقد فِيهِ الصّلاح إِلَى أَن شكا لَهُ أَن بعض الْأَحْدَاث اختلس لَهُ مَالا عَظِيما فمقته الْعَلَاء وَقل اعْتِقَاده فِيهِ وَقَالَ كنت أَظُنهُ فَقِيرا، ثمَّ نزل بِهِ الْحَال جدا حَتَّى اسْتَقر فِي الأشرفية فارتفق بهَا كثيرا وَكَانَ إِمَامًا متواضعا جيد الذِّهْن حسن الْفَضِيلَة مشاركا بل أخبر أَنه ابْتَدَأَ فِي تصانيف لم تكمل وَلكنه استروح فِي آخر عمره خُصُوصا وَقد كَانَ قل بَصَره حَتَّى كَاد أَن يكف وَمَعَ ذَلِك لم يقطع المطالعة إِلَّا من الْخط الثخين ويستعين فِي الدَّقِيق بِغَيْرِهِ ثمَّ تراجع إِلَيْهِ بعض بَصَره، وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ يدْرِي الْفِقْه على مذْهبه وَصَارَ فِي هَذَا الْوَقْت مُسْند مصر مَعَ صِحَة بدنه وَضعف بَصَره. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن عشر صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ وَذكره المقريزي فِي عقودة بِاخْتِصَار رَحمَه الله وإيانا
358 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن نشابة الْأَشْعَرِيّ العريشي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ. ولد سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وتفقه بِأَبِيهِ وبأحمد مفتي مور وَخلف وَالِده، قَالَ الأهدل أَنه اجْتمع بِهِ بعد الثَّلَاثِينَ بِأَبْيَات حُسَيْن وَهُوَ مفتي بَلَده ومدرسها وينوب فِي الحكم بهَا.
359 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ الْعَطَّار / الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ جرده ابْن فَهد.
360 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن سَلامَة الماكسيني الدِّمَشْقِي / مُؤذن جَامعهَا ورئيسه كأبيه. سمع على ابْن أبي التائب وعَلى الزين عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد(4/137)
الماكسيني مشيخته وَغَيرهمَا وَحدث قَالَ شَيخنَا أجَاز لي غير مرّة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت من سمى جده مُحَمَّدًا.
361 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزين أَبُو الْفرج الْقرشِي الْبكْرِيّ الْمرْجَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / سمع بِالْقَاهِرَةِ على الشّرف بن الكويك وَالشَّمْس الشَّامي والزراتيتي فِي آخَرين كالشهاب بن ظهيرة وَذكره ابْن فَهد وأرخ وَفَاته بِمَكَّة فِي حادي عشر شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وبيض لَهُ البقاعي وأثبته الزين رضوَان فِيمَن يُؤْخَذ عَنهُ.
362 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن هبة الله بن عبد الرَّحْمَن / وَاخْتلف فِيمَن بعده التقي أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي الزبيرِي الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الصَّدْر مُحَمَّد وَيعرف وَالِده وَكَانَ من أكَابِر أهل الْمحلة تَرْجَمته فِي ذيل الاقراء بِابْن تَاج الرياسة وَهُوَ بالزبيري نِسْبَة إِلَى الزبيرية قَرْيَة من قرى الْمحلة كَمَا كتبه السراج بن الملقن بِخَطِّهِ فِي عرض الْجمال عبد الله بن التقي هَذَا وسَمعه مِنْهُ شَيخنَا لَا إِلَى الزبير بن الْعَوام مَعَ إملاء وَلَده الصَّدْر لَهُم نسبا)
إِلَيْهِ فَالله أعلم. ولد فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ فِي إنبائه أَنه قَرَأَهُ بِخَط من يَثِق بِهِ وَلكنه قَالَ فِي الْقُضَاة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَغَيره ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاشتغل وتفقه بِجَمَاعَة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أَبِيه وَسمع أَبَا الْفرج بن عبد الْهَادِي والميدومي وصاهر الْمُوفق عبد الله الْحَنْبَلِيّ على ابْنَته وتدرب فِي التوقيع حَتَّى مهر فِي الشُّرُوط والسجلات وفَاق فِي ذَلِك وَجلسَ مَعَ الموقعين مُدَّة طَوِيلَة وسجل على الْقُضَاة بل نَاب فِي الْقَضَاء دهرا فِي عدَّة من الضواحي عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَكَذَا عَن الْبَدْر بن أبي البقا فِي الْقَاهِرَة وَغَيرهَا ثمَّ اسْتَقل بِهِ على حِين غَفلَة فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة حِين غضب السُّلْطَان على الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَحضر الصالحية على الْعَادة ثمَّ صَار يلازم الْجُلُوس فِي قاعة الحكم مِنْهَا كل يَوْم وَيخرج لبيته المجاور للصالحية من بَاب سرها فَأَقَامَ سنتَيْن وشهرا وأياما، وَحسنت مُبَاشَرَته لعفته وَتَمام مَعْرفَته وَكَثْرَة تأنيه وتواضعه بِحَيْثُ لم يذمه أحد ثمَّ صرف فِي منتصف رَجَب سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وتعطل لاخراج مَا كَانَ مَعَه من الْجِهَات الَّتِي لَا تلِيق بولايته وَتعذر مُبَاشَرَته بعد صرفه للنيابة فضلا عَن التوقيع وَقلة وظائفه بِحَيْثُ لَا تتحصل لَهُ كِفَايَته مِنْهَا، ودام خموله إِلَى أَن سمح لَهُ الْجلَال البُلْقِينِيّ بتقريره فِي الصالحية والناصرية فارتق بهما يَسِيرا وَكَانَ يمشي من بَيته فَيدْخل الصالحية لالقاء الدَّرْس ثمَّ يخرج من بَاب سرها إِلَى الناصرية لالقاء الدَّرْس بهَا أَيْضا ثمَّ يرجع ورام النَّاصِر(4/138)
فرج غير مرّة أَن يُعِيدهُ للْقَضَاء لما طرق سَمعه من الثَّنَاء عَلَيْهِ وشكر مُبَاشَرَته والجلال يجْتَهد فِي إبِْطَال ذَلِك، وَقد كتب فِي أَيَّام عطلته كثيرا من كتب الْعلم كالروضة والمهمات ركائه لضيق حَاله عَن شِرَاء الْوَرق كَانَ يكْتب فِي أوراق التقاليد والمراسيم وَمَا أشبههَا مَعَ كَون خطه تَعْلِيقا، بل صنف شرحا على التَّنْبِيه كتب مِنْهُ قِطْعَة وَعمل تَارِيخا ينْقل مِنْهُ شَيخنَا فِي الْحَوَادِث والتراجم وَقد حدث باليسير حمل عَنهُ شَيخنَا وَغَيره كالتقي الشمني المسلسل والجزء الْأَخير من ثمانيات النجيب وَغير ذَلِك. وَمَات وَقد هرم فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة عَن ثَمَانِينَ سنة وَدفن بتربة الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَبوهُ مَذْكُور فِي الْمِائَة قبلهَا مِمَّن قَرَأَ على أَبِيه فالتقي من بَيت علم رَحمَه الله وإيانا.
363 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن أسعد الْوَجِيه بن الْجمال حفيد الْعَفِيف اليافعي الأَصْل الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. وَلَده فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بمنى وَحفظ ألفية النَّحْو وعرضها على أبي حَامِد بن الضياء فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَدخل الْهِنْد وأثرى لاعتقادهم فِي سلفه ثمَّ عَاد لمَكَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين عَفا الله عَنهُ. أرخه ابْن فَهد.
364 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان وجيه الدّين البربهاري الأَصْل الْمَكِّيّ الْعمريّ / نِسْبَة لعمل الْعُمر الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عُثْمَان. مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة واشتغل قَلِيلا واختص بصاحبنا النَّجْم بن فَهد وَدخل الشَّام ومصر وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي الشَّام حميد الدّين لَازمه وتكسب بالعمر وتنزل فِي دروس يلبغا وَغَيره. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
365 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر الْمصْرِيّ الشَّافِعِي حفيد النُّور الأدمِيّ وأخو عَليّ / الآتيين وَيعرف بِابْن الأدمِيّ. ولد فِي أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالدوادارية النجمية من الصَّحرَاء وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج والألفية وَجمع الْجَوَامِع، وَعرض على جمَاعَة ولازم الْجَوْجَرِيّ فِي شرح الْبَهْجَة وَقَرَأَ ربعهَا الْأَخير وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه لعمدة ابْن النَّقِيب وَسمع شَرحه لقصيدة البوصيري الهمزية وَقَرَأَ متن الْبَهْجَة على ابْن قَاسم وَأَخذهَا تقسيما عَن الفالاتي وَأذن لَهُ كل مِنْهُمَا فِي الاقراء زَاد ثَانِيهمَا والافتاء وَسمع على الشريف النسابة صَحِيح مُسلم وَالسّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَكَذَا سمعهما على غَيرهمَا وَسمع مني بعض التصانيف وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء بِبَعْض الْقرى وسافر لمَكَّة فِي الْبَحْر غير مرّة وَتزَوج سبطة الْخَالَة ابْنة النُّور الكريدي وسافرت هِيَ وَأمّهَا مَعَه فَلم يحصل لَهَا رَاحَة وَتوجه(4/139)
لسواكن وَتلك النواحي ودامت مُدَّة بِغَيْر نَفَقَة وَلَا مفنق إِلَى أَن ملت ففسخت عَلَيْهِ وَلَيْسَ بمحمود الْمُعَامَلَة وَهُوَ إِلَى الْآن فِي أثْنَاء سنة تسع وَتِسْعين بِتِلْكَ النواحي وَجَاءَت كتبه فِيهَا يَسْتَدْعِي سَنَد الشَّيْخ مُحَمَّد الفوي بِلبْس الْخِرْقَة لكَونه لبسهَا مِنْهُ كَأَنَّهُ تمشيخ.
366 - عبد الرَّحْمَن بن أبي البركات مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة جمَاعَة.
367 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد النَّاشِرِيّ. / حفظ الْقُرْآن فِي صغره وَقَامَ بِهِ فِي رَمَضَان بصلاحية زبيد وَغَيرهَا، واشتغل فِي بدايته بِالْعلمِ وَغلب عَلَيْهِ الشّعْر وَالْأَدب المستحسن مَعَ قريحة جَيِّدَة وذهن صَاف بِحَيْثُ قَالَ فِيهِ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ أَنه أشعر مَوْجُود فِي زَمَانه لعذوبة شعره وحلاوة مَنْطِقه وسهولة وَضعه لَا يظْهر عَلَيْهِ تكلّف أبدا وَأنْشد لَهُ قصيدة أَولهَا:
(بجاه عريض الجاه والعالي الشان ... مُحَمَّد الْمُخْتَار من آل عدنان)
وَلم يؤرخ وَفَاته
368 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الزيني القمني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الكتبي. / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ.
369 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد النَّاصِر الزين أَبُو مُحَمَّد الصبيبي نزيل الْحَرَمَيْنِ /، ولد سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بالصبيبة وَسمع على العلائي الشفا وسباعيات عبد الْمُنعم الفراوي وعَلى خَلِيل الْمَالِكِي الْجُمُعَة للنسائي وعَلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الخشبي وَعبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب الكالديني بعض العوارف للسهروردي وعَلى ابْن سبع والبدر بن فَرِحُونَ صَحِيح البُخَارِيّ رَفِيقًا للزين أبي بكر المراغي فِي سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ وروى عَنهُ بالاجازة التقي بن فَهد وَابْنه وَهُوَ فِي معجميهما وَلم أَقف على وَقت وَفَاته
370 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن عبد الرَّحِيم الزين أَبُو هُرَيْرَة بن الشَّمْس أبي أُمَامَة الدكالي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بِابْن النقاش. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ وَحفظ الْمِنْهَاج وَأخذ عَن البُلْقِينِيّ والابناسي فَمن قبلهمَا وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْمُلُوك والخلاطي والسنباطي وَالْفَخْر الْعَسْقَلَانِي وَالْبَيَان فعلى الأول الصَّحِيح بفوت وعَلى الثَّلَاثَة بعده بعض(4/140)
الدَّارَقُطْنِيّ وعَلى الْأَخير مشيخته تَخْرِيج الْعِرَاقِيّ وَالزَّكَاة لاسماعيل القَاضِي وَكَذَا سمع على أبي الْحرم القلانسي وَآخَرين بِمَكَّة من مُحَمَّد بن سَالم اليمني وَأحمد بن النَّجْم الطَّبَرِيّ وبدمشق بعيد الثَّمَانِينَ من غير وَاحِد بِطَلَبِهِ وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب المرداوي وَابْن الخباز وَآخَرُونَ قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَولي وَهُوَ صَغِير تداريس تلقاها بعد أَبِيه وَكَذَا الخطابة بِجَامِع طولون وَتكلم على النَّاس، وَكَانَ جزل الرَّأْي كثير الْقيام فِي الْحق يصدع بذلك فِي خطبه ومواعظه عالي الهمة شَدِيد السَّعْي وَالْقِيَام مَعَ من يَقْصِدهُ محبا فِي أهل الحَدِيث منخرطا فِي سلكهم عَارِفًا بِأَمْر دُنْيَاهُ يتكسب غَالِبا من الزِّرَاعَة ويبر أَصْحَابه وَقد أجَاز لأولادي فِي)
استدعاء مُحَمَّد وَسمعت من فَوَائده وَكَانَ يودني كثيرا، وَقَالَ غَيره أَنه درس وَحدث وَأفْتى سِنِين وَكَانَ لوعظه تَأْثِير فِي النُّفُوس محببا للأكابر محظوظا مِنْهُم بل للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَحسن ظن مَعَ النزاهة والديانة وَعظم بِأخرَة فِي الدولة واشتهر ذكره. وَقَالَ شَيخنَا فِي إنبائه واشتهر بِصدق اللهجة وجودة الرَّأْي وَحسن التَّذْكِير وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ مَعَ الصراحة والصدع بالوعظ فِي خطبه وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد الْخَاصَّة والعامة وانتزع الخطابة الْمشَار إِلَيْهَا من ابْن الْبَهَاء السُّبْكِيّ فاستمرت مَعَه، وَكَانَ مقتصدا فِي ملبسه مفضالا على الْمَسَاكِين كثير الاقامة فِي منزله مُقبلا على شَأْنه عَارِفًا بِأَمْر دينه ودنياه قَالَ وَله حكايات مَعَ أهل الظُّلم وامتحن مرَارًا ثمَّ ينجو سَرِيعا بعون الله انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ من الْحفاظ وَغَيرهم ابْن مُوسَى والزين رضوَان والأبي وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بِمصْر غير مرّة فَامْتنعَ، قَالَ المقريزي وَكَانَ أمارا بِالْمَعْرُوفِ نهاء عَن الْمُنكر قَوِيا فِي ذَات الله، وَذكره العثماني قَاضِي صفد فِي آخر طبقاته فَقَالَ شَاب حسن معيد الابناسي بمدرسة حسن وخطيب جَامع طولون ثمَّ ضرب عَلَيْهِ كَأَنَّهُ لصغره، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: كَانَ فَقِيها متصوفا كثير الْحَط على الظلمَة والمجاهرة لَهُم بالْكلَام الْقَبِيح وَلم يكن فِي الْعلم بِذَاكَ إِذْ هُوَ على قَاعِدَة الخطباء، وَكَانَ ينْسب إِلَى اعْتِقَاد الْحَنَابِلَة فِي آيَات الصِّفَات وأحاديثها، ومكتوب على قَبره بِوَصِيَّة مِنْهُ:
(بقارعة الطَّرِيق جعلت قَبْرِي ... لأحظى بالترحم من صديق)
(فيا مولى الموَالِي أَنْت أولى ... برحمة من يَمُوت على الطَّرِيق)
وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس يَوْم عيد الْأَضْحَى عَاشر ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة وَدفن من الْغَد خَارج بَاب القرافة على قَارِعَة الطَّرِيق بِوَصِيَّة مِنْهُ بعد أَن صلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني فِي مشْهد حافل كَانَ ابتداؤه بالمصلى وانتهاؤه بِبَاب القرافة تقدمهم(4/141)
الْجلَال البُلْقِينِيّ وَصَارَ كل من يمر بقبره يترحم عَلَيْهِ حَتَّى قَالَ بعض النَّاس كَانَ صَاحب حيل فِي حَيَاته وَبعد مَوته، وَذكره المقريزي فِي عقوده وسَاق أبياتا رثاه بهَا رَحمَه الله وإيانا.
371 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عقبَة الْوَجِيه الْمَكِّيّ / مهندس الْحرم. كَانَ خيرا دينا يخْدم النَّاس كثيرا فِي العمائر خَبِيرا بالهندسة والعمارة وباشر ذَلِك مُدَّة ثمَّ ترك واستفاد دنيا وعقارا. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين بخيف بني شَدِيد وَقد بلغ السّبْعين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة مِمَّن كَانَ يتَوَجَّه لجدة فِي موسمها وَمَات بهَا فِي الْمحرم ظنا سنة(4/142)
(سقط) تسع وَسبعين وَكَانَ قد طلب حلتيتا يَسْتَعْمِلهُ لصرف الرّيح فجيء إِلَيْهِ بأفيون غَلطا فَوَضعه بمرق ثمَّ شربه فَكَانَت منيته وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها.
376 - عبد الرَّحْمَن بن الْجمال مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الله السلَامِي الطَّائِفِي / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ قبله بأيام فِي وباء كَانَ بِالطَّائِف ونواحيه بالسلامة مِنْهُ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.) (سقط)
عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَلامَة الماكسيني. / مضى فِيمَن جده أَبُو عبد الله.
380 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شرف بن مَنْصُور بن مَحْمُود بن توفيق ابْن مُحَمَّد بن عبد الله الزين بن الشَّمْس العجلوني الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد الولوي عبد الله واخوته وَيعرف بِابْن قَاضِي عجلون / لكَون وَالِده كَانَ قَاضِيا مُدَّة نَائِبا عَن شَيْخه التَّاج السُّبْكِيّ وعزل مرّة عَنْهَا بالاخنائي ثمَّ عَاد ثمَّ لما خربَتْ عجلون قدم دمشق وباشر عمالة وقف الْحَرَمَيْنِ وَنظر الايتام والاوصياء فحمدت سيرته قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَخْبرنِي أَنه ولد وَقت أَذَان الْمغرب من لَيْلَة تَاسِع عشر شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل وَسمع الحَدِيث وَحصل لَهُ بِأخرَة مرض كَانَ يُصَلِّي لأَجله قَاعِدا، وَكَانَ خيرا بشوشا حسن الْمُلْتَقى متوددا ذَا مُرُوءَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ بعد الْعشَاء ثَانِي عشر صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي تقدم النَّاس الْعَلَاء البُخَارِيّ وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير رَحمَه الله.
381 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزين بن الْكَمَال / إِمَام الكاملية، وَحج مَعَ أَبِيه وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَسمع هُنَاكَ على التقي ابْن فَهد والتقي القلقشندي وتكرر حجه بعده ومجاورته سِنِين، واشتغل عِنْد(4/143)
الزين زَكَرِيَّا والمسيري، وَفهم بِالنِّسْبَةِ لأخويه فَهُوَ أفهمهم وَلما انتزع لَهُ جَوْهَر المعيني مشيخة دَار الحَدِيث الكاملية من مستحقها شرعا رتب هَذَا فِي القاء صُورَة درس وَحضر مَعَه الْعَبَّادِيّ والبقاعي وَغَيرهمَا ثمَّ صَار يَسْتَنِيب إِلَى أَن أعرض عَنْهَا بِدَرَاهِم لِابْنِ النَّقِيب وَقيل: مَا سرت من حرم غلا إِلَى حرم. وَقد كثرت مجاوراته بِمَكَّة وتفاتن هُوَ وَأَخُوهُ أَحْمد وَكَانَ بِمَكَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَت جلّ إِقَامَته بهَا يمشي على عكاز أَو نَحوه لعَارض اقْتَضَاهُ وَرجع مَعَ الْمَوْسِم وَترك زَوجته وَابْنه وَأَخُوهُ مِمَّن طلع مَعَ الركب وتخلف سنة تسع وَتِسْعين فَلم يسْأَل عَنْهُمَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحسن من ذَاك بِكَثِير.
382 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن إِبْرَاهِيم الزين الاسدي نِسْبَة لبني أَسد الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد عمر / الْآتِي وَيعرف بِابْن الجاموس. سمع على الْجمال بن الشرائحي أمالي ابْن سمعون ولقيه الْعِزّ بن فَهد فَقَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا أَخذ عَنهُ غَيره وَأَجَازَ، وَكَانَ كأبيه أحد شُهُود دمشق. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله.
383 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم السمنودي الأَصْل الدمياطي أَخُو أصيل الدّين مُحَمَّد / الْآتِي. خلف أَخَاهُ فِي الاقامة بِمَسْجِد ابْن قيم تَحت المرقب فِي دمياط لجمع المريدين على ذكر الله وَيذكر بِخَير.
384 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الضياء مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي المكارم الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ /. سمع بهَا من الْجمال الأميوطي وَابْن صديق وَآخَرين ورافق التقي الفاسي بِمصْر وَالشَّام فِي السماع من جمَاعَة، وَقَالَ فِي تَارِيخ مَكَّة إِنَّه كَانَ حسن الْأَخْلَاق والصحبة كثير الاهتمام بِحُقُوق أَصْحَابه وَخدمَتهمْ كثير القناعة وَالْعِبَادَة. مَاتَ بِمَكَّة بعد عِلّة طَوِيلَة يُرْجَى لَهُ فِيهَا الثَّوَاب الْكثير فِي شعْبَان سنة خمس عشرَة عَن خمسين سنة فأزيد بِيَسِير وَدفن بالمعلاة.
385 - عبد الرَّحْمَن بن الْمُحب مُحَمَّد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عِيسَى الْمصْرِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن الْقطَّان. مِمَّن سمع على شَيخنَا وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَغَيرهَا وَفهم التركي لخلطته بِجَمَاعَة مِنْهُم وَتكلم فِي أوقاف الباسطية وتكرر سَفَره لأَجلهَا للقرى وَغَيرهَا بل حج وجاور قَلِيلا وَكتب هُنَاكَ القَوْل البديع وَغَيره من تصانيفي وَسمع عَليّ، وَلَيْسَ بمحمود فِي شهاداته ومباشراته. مَاتَ فِي الْبِلَاد الشامية إِمَّا سنة إِحْدَى وَتِسْعين أَبُو بعْدهَا وَأَظنهُ قَارب الْخمسين عَفا الله عَنهُ.(4/144)
386 - عبد الرَّحْمَن بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي أَخُو عبد الباسط الْمَاضِي وسبط الْجمال الكازروني. / (سقط) ولد فِي أول رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بتونس وَحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين ومختصر ابْن الْحَاجِب الفرعي والتسهيل فِي النَّحْو وتفقه بِأبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الله الحياني وَأبي الْقسم مُحَمَّد بن الْقصير وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّهْذِيب لأبي سعيد البراذعي وَعَلِيهِ تفقه وانتاب مجْلِس قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد السَّلَام واستفاد مِنْهُ وَعَلِيهِ وعَلى أبي عبد الله الوادياشي سمع الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ أَنه سمع صَحِيح البُخَارِيّ على أبي البركات البُلْقِينِيّ وَبَعضه بالاجازة والموطأ على ابْن عبد السَّلَام وصحيح مُسلم على الوادياشي انْتهى. وَأخذ الْقرَاءَات السَّبع إفرادا وجمعا بل قَرَأَ ختمة أَيْضا ليعقوب عَن الْمكتب أبي عبد الله مُحَمَّد ابْن سعد بن نزال الْأنْصَارِيّ وَعرض عَلَيْهِ الشاطبيتين والتقصي والعربية عَن وَالِده وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ الحصاري وَأبي عبد الله بن بَحر والمقري أبي عبد الله مُحَمَّد بن الشواس الزواوي وَأبي عبد الله بن الْقصار ولازم الْعَلَاء أَبَا عبد الله الاشبيلي وانتفع بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن أبي مُحَمَّد عبد الْمُهَيْمِن الْحَضْرَمِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الآبلي شيخ الْمَعْقُول بالمغرب وَآخَرين، واعتنى بالأدب وَأُمُور الْكِتَابَة والخط وَأخذ ذَلِك عَن أَبِيه وَغَيره وَمهر فِي جَمِيعه وَحفظ المعلقات وحماسة الأعلم وَشعر حبيب بن أَوْس وَقطعَة من شعر المتنبي وَسقط الزند للمعري وَتعلق بالخدم السُّلْطَانِيَّة وَولي كِتَابَة الْعَلامَة عَن صَاحب تونس ثمَّ توجه فِي سنة ثَلَاث وَخمسين إِلَى فاس فَوَقع بَين يَدي سلطانها أبي عنان ثمَّ امتحن واعتقل نَحْو عَاميْنِ ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ لأبي سَالم أخي أبي عنان وَكَذَا النّظر فِي الْمَظَالِم، ثمَّ دخل الأندلس فَقدم غرناطة فِي أَوَائِل ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وتلقاه سلطانها ابْن الْأَحْمَر عِنْد قدومه ونظمه فِي أهل مَجْلِسه، وَكَانَ رَسُوله إِلَى عَظِيم الفرنج باشبيلية فَعَظمهُ وأكرمه وَحمله وَقَامَ بِالْأَمر الَّذِي ندب إِلَيْهِ، ثمَّ توجه فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ إِلَى بجاية ففوض إِلَيْهِ صَاحبهَا تَدْبِير مَمْلَكَته مُدَّة ثمَّ نزح إِلَى تلمسان باستدعاء صَاحبهَا وَأقَام بوادي الْعَرَب مُدَّة ثمَّ توجه من بسكرة إِلَى فاس فنهب فِي الطَّرِيق وَمَات صَاحبهَا قبل قدومه وَمَعَ ذَلِك فَأَقَامَ بهَا قدر سنتَيْن، ثمَّ توجه(4/145)
إِلَى الأندلس ثمَّ رَجَعَ إِلَى تلمسان فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أَعْوَام، ثمَّ ارتحل فِي رَجَب سنة ثَمَانِينَ إِلَى تونس)
فَأَقَامَ بهَا من شعبانها إِلَى أَن اسْتَأْذن فِي الْحَج فَأذن لَهُ فاجتاز الْبَحْر إِلَى اسكندرية، ثمَّ قدم الديار المصرية فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وتلقاه أَهلهَا وأكرموه وَأَكْثرُوا ملازمته والتردد إِلَيْهِ بل تصدر للاقراء بِجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة ولازم الطنبغا الجوباني فاعتنى بِهِ إِلَى أَن قَرَّرَهُ الظَّاهِر برقوق فِي تدريس القمحية بِمصْر ثمَّ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بالديار المصرية فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فتنكر للنَّاس بِحَيْثُ لم يقم لأحد من الْقُضَاة لما دخلُوا للسلام عَلَيْهِ مَعَ اعتذاره لمن عَتبه عَلَيْهِ فِي الْجُمْلَة، وفتك فِي كثير من أَعْيَان الموقعين وَالشُّهُود وَصَارَ يُعَزّر بالصفع ويسميه الزج فَإِذا غضب على إِنْسَان قَالَ زجوه فيصفع حَتَّى تحمر رقبته، وَيُقَال إِن أهل الْمغرب لما بَلغهُمْ ولَايَته الْقَضَاء تعجبوا ونسبوا إِلَى المصريين إِلَى قلَّة الْمعرفَة بِحَيْثُ قَالَ ابْن عَرَفَة كُنَّا نعد خطة الْقَضَاء أعظم المناصب فَلَمَّا وَليهَا هَذَا عددناها بالضد من ذَلِك، وعزل ثمَّ أُعِيد وتكرر لَهُ ذَلِك حَتَّى مَاتَ قَاضِيا فَجْأَة فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع بَقينَ من رَمَضَان سنة ثمن عَن سِتّ وَسبعين سنة وَدون شهر وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر عَفا الله عَنهُ، وَدخل مَعَ الْعَسْكَر فِي أَيَّام انْفِصَاله عَن الْقَضَاء لقِتَال تيمور فَقدر اجتماعه بِهِ وخادعه وخلص مِنْهُ بعد أَن أكْرمه وزوده وَكَذَا حج قبل ذَلِك فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَهُوَ أَيْضا مُنْفَصِل عَن الْقَضَاء ولازمه كَثِيرُونَ فِي بعض عزلاته فَحسن خلقه مَعَهم وباسطهم ومازحهم وَتردد هُوَ للأكابر وتواضع مَعَهم وَمَعَ ذَلِك لم يُغير زيه المغربي وَلم يلبس بزِي قُضَاة هَذِه الْبِلَاد لمحبته الْمُخَالفَة فِي كل شَيْء، واستكثر فِي بعض مراته من النواب والعقاد وَالشُّهُود عكس مَا كَانَ مِنْهُ فِي أول ولاياته وَكَانَ ذَلِك أحد مَا شنع عَلَيْهِ بِهِ، وَطلب بعد انْفِصَاله فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة إِلَى الْحَاجِب الْكَبِير فأقامه للخصوم وأساء عَلَيْهِ القَوْل وَادعوا عَلَيْهِ بِأُمُور كَثِيرَة أَكْثَرهَا لَا حَقِيقَة لَهُ وَحصل عَلَيْهِ من الاهانة مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ. وَقد ولي مشيخة البيبرسية وقتا وَكَذَا تدريس الْفِقْه بقبة الصَّالح بالبيمارستان إِلَى أَن مَاتَ وتدريس الحَدِيث بالصرغتمشية ثمَّ رغب عَنهُ للزين التفهني. وَقد تَرْجمهُ جمَاعَة فَقَالَ الْجمال البشبيشي أَنه فِي بعض ولاياته تبسط بالسكن على الْبَحْر وَأكْثر من سَماع المطربات ومعاشرة الْأَحْدَاث وَتزَوج امْرَأَة لَهَا أَخ أَمْرَد ينْسب للتخليط فكثرت الشناعة عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ مَعَ ذَلِك أَكثر من الازدراء بِالنَّاسِ حَتَّى أَنه شهد عِنْد الاستادار الْكَبِير بِشَهَادَة فَلم يقبله مَعَ أَنه كَانَ من المتعصبين لَهُ قَالَ وَلم يشْتَهر عَنهُ فِي منصبه إِلَّا الصيانة(4/146)
وَأَنه بَاشر فِي أَوَاخِر مراته بلين)
مفرط وَعجز وخور يَعْنِي بِحَيْثُ أَنه سمع بعض نوابه وَهُوَ رَاكب بَين يَدَيْهِ يَتْلُو حِين رُؤْيَته بعض المؤرخين وَإِذا أَرَادَ الله بِقوم سوءا فَلَا مرد لَهُ فَلم يرد على مُعَاتَبَته وَقَالَ لَهُ وَقد اعتذر النَّائِب لَهُ بِمَا لم يقبله مِنْهُ إِنَّمَا أردْت أَن تبلغ ذَلِك الْجمال الْبِسَاطِيّ، قَالَ البشبيشي كَانَ فصيحا مفوها جميل الصُّورَة حسن الْعشْرَة إِذا كَانَ معزولا فَأَما إِذا ولي فَلَا يعاشر بل يَنْبَغِي أَن لَا يرى. وَقَالَ ابْن الْخَطِيب فِيمَا حَكَاهُ عَنهُ شَيخنَا: رجل فَاضل جم الْفَضَائِل رفيع الْقدر أصيل الْمجد وقور الْمجْلس عالي الهمة قوي الجأش مُتَقَدم فِي فنون عقلية ونقلية مُتَعَدد المزايا شَدِيد الْبَحْث كثير الْحِفْظ صَحِيح التَّصَوُّر بارع الْخط حسن الْعشْرَة مفخر من مفاخر الْمغرب، قَالَ هَذَا كُله فِي تَرْجَمته وَهُوَ فِي حد الكهولة وَمَعَ ذَلِك فَلم يصفه فِيمَا قَالَ شَيخنَا أَيْضا بِعلم وَإِنَّمَا ذكر لَهُ تصانيف فِي الْأَدَب وشيئا من نظمه، قَالَ شَيخنَا وَلم يكن بالماهر فِيهِ وَكَانَ يُبَالغ فِي كِتْمَانه مَعَ أَنه كَانَ جيد النَّقْد للشعر وَسُئِلَ عَنهُ الركراكي فَقَالَ عرى عَن الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة لَهُ معرفَة بالعلوم الْعَقْلِيَّة من غير تقدم فِيهَا وَلَكِن محاضرته إِلَيْهَا الْمُنْتَهى وَهِي أمتع من محاضرة الشَّمْس الغماري. وَقَالَ المقريزي فِي وصف تَارِيخه مقدمته لم يعلم مثالها وَأَنه لعزيز أَن ينَال مُجْتَهد منالها إِذْ هِيَ زبدة المعارف والعلوم ونتيجة الْعُقُول السليمة والفهوم توقف على كنه الْأَشْيَاء وتعرف حَقِيقَة الْحَوَادِث والأنباء وتعبر عَن حَال الْوُجُود وتنبىء عَن أصل كل مَوْجُود بِلَفْظ أبهى من الدّرّ النظيم وألطف من المَاء مر بِهِ النسيم، قَالَ شَيخنَا وَمَا وصفهَا بِهِ فِيمَا يتَعَلَّق بالبلاغة والتلاعب بالْكلَام على الطَّرِيقَة الجاحظية مُسلم فِيهِ وَأما مَا أطراه بِهِ زِيَادَة على ذَلِك فَلَيْسَ الْأَمر كَمَا قَالَ إِلَّا فِي بعض دون بعض غير أَن البلاغة تزين بزخرفها حَتَّى ترى حسنا مَا لَيْسَ بِحسن، قَالَ وَقد كَانَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْحسن يَعْنِي الهيثمي يُبَالغ فِي الغض مِنْهُ فَلَمَّا سَأَلته عَن سَبَب ذَلِك ذكر لي أَنه بلغه أَنه ذكر الْحُسَيْن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا فِي تَارِيخه فَقَالَ قتل بِسيف جده، وَلما نطق شَيخنَا بِهَذِهِ اللَّفْظَة أردفها بلعن ابْن خلدون وسبه وَهُوَ يبكي، قَالَ شَيخنَا فِي رفع الأصر وَلم تُوجد هَذِه الْكَلِمَة فِي التَّارِيخ الْمَوْجُود الْآن وَكَأَنَّهُ كَانَ ذكرهَا فِي النُّسْخَة الَّتِي رَجَعَ عَنْهَا، وَالْعجب أَن صاحبنا المقريزي كَانَ يفرط فِي تَعْظِيم ابْن خلدون لكَونه كَانَ يجْزم بِصِحَّة نسب بني عبيد الَّذين كَانُوا خلفاء بِمصْر وشهروا بالفاطميين إِلَى عَليّ وَيُخَالف غَيره فِي ذَلِك وَيدْفَع مَا نقل عَن الْأَئِمَّة من الطعْن فِي نسبهم وَيَقُول إِنَّمَا كتبُوا ذَلِك الْمحْضر مُرَاعَاة للخليفة العباسي، وَكَانَ صاحبنا ينتمي إِلَى الفاطميين(4/147)
فَأحب ابْن خلدون لكَونه)
أثبت نسبهم وغفل عَن مُرَاد ابْن خلدون فَإِنَّهُ كَانَ لانحرافه عَن آل عَليّ يثبت نسب الفاطميين إِلَيْهِم لما اشْتهر من سوء مُعْتَقد الفاطميين وَكَون بَعضهم نسب إِلَى الزندقة وَادّعى الالهية كالحاكم وَبَعْضهمْ فِي الْغَايَة من التعصب لمَذْهَب الرَّفْض حَتَّى قتل فِي زمانهم جمع من أهل السّنة، وَكَانَ يُصَرح بِسَبَب الصَّحَابَة فِي جوامعهم ومجامعهم فَإِذا كَانُوا بِهَذِهِ المثابة وَصَحَّ أَنهم من آل عَليّ حَقِيقَة الْتَصق بآل عَليّ الْعَيْب، وَكَانَ ذَلِك من أَسبَاب النفرة عَنْهُم، وَقَالَ فِي إنبائه أَنه صنف للتاريخ الْكَبِير فِي سبع مجلدات ضخمة ظَهرت فِيهِ فضائله وَأَبَان فِيهِ عَن براعته وَلم يكن مطلعا على الْأَخْبَار على جليتها لَا سِيمَا أَخْبَار الْمشرق وَهُوَ بَين لم نظر فِي كَلَامه، قَالَ وَكَانَ لَا يتزيا بزِي الْقُضَاة بل هُوَ مُسْتَمر على طَرِيقَته فِي بِلَاده. وَقَالَ فِي مُعْجَمه: اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من فَوَائده وَمن تصانيفه خُصُوصا فِي التَّارِيخ، وَكَانَ لسنا فصيحا بليغا حسن الترسل وسط النّظم مَعَ معرفَة تَامَّة بالأمور خُصُوصا متعلقات المملكة وَكتب لي فِي استدعاء أجزت لهَؤُلَاء السَّادة وَالْعُلَمَاء القادة أهل الْفضل والاجادة جَمِيع مَا سَأَلُوهُ من الاجازة، وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ الْحَافِظ الافقهسي فِي مُعْجم الْجمال بن ظهيرة وهما مِمَّن أَخذ عَنهُ وسَاق لَهُ شعرًا وَقَالَ إِنَّه بَاشر الْقَضَاء بِحرْمَة وافرة، وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ فَاضلا صَاحب أَخْبَار ونوادر ومحاضرة حَسَنَة وَله تَارِيخ مليح وَكَانَ يتهم بِأُمُور قبيحة قَالَ شَيخنَا كَذَا قَالَ وَمن نظمه فِي قصيدة طَوِيلَة جدا:
(أسرفن فِي هجري وَفِي تعذيبي ... وأطلن موقف عبرتي ونحيبي)
(وَأبين يَوْم الْبَين وَقْفَة سَاعَة ... لوداع مشغوف الْفُؤَاد كئيب)
(لله عهد الظاعنين وغادروا ... قلبِي رهين صبَابَة ووجيب)
وَعِنْدِي لَهُ تقريظ فِي أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الشيرجي وَكَذَا لنزول الْغَيْث لِابْنِ الدماميني.
وَحكى لنا شَيخنَا الرَّشِيدِيّ من أحباره جملَة وَهُوَ وَغَيره من شُيُوخنَا مِمَّن روى لنا عَنهُ وترجمه ابْن عمار أحد من أَخذ عَنهُ بقوله الْأُسْتَاذ المنوه بِلِسَان سيف المحاضرة وسحبان أدب المحاضرة كَانَ يسْلك فِي إقرائه الْأُصُول مَسْلَك الأقدمين كَالْإِمَامِ وَالْغَزالِيّ وَالْفَخْر الرَّازِيّ مَعَ الغض والانكار على الطَّرِيقَة الْمُتَأَخِّرَة الَّتِي أحدثها طلبة الْعَجم وَمن تَبِعَهُمْ فِي توغل المشاحة اللفظية والتسلسل فِي الحدية والرسمية اللَّذين أثارهما الْعَضُد وَأَتْبَاعه فِي الْحَوَاشِي عَلَيْهِ وينهر النَّاقِل غُضُون إقرائه عَن شَيْء من هَذِه الْكتب مُسْتَندا إِلَى أَن طَريقَة الاقدمين من الْعَرَب)
والعجم وكتبهم فِي هَذَا الْفَنّ على خلاف ذَلِك وَإِن اخْتِصَار الْكتب فِي كل(4/148)
فن والتعبد بالالفاظ على طَريقَة الْعَضُد وَغَيره من محدثات الْمُتَأَخِّرين وَالْعلم وَرَاء ذَلِك كُله وَكَانَ كثيرا مَا يرتاح فِي النقول لفن أصُول الْفِقْه خُصُوصا عَن الْحَنَفِيَّة كالبزدوي والخبازي وَصَاحب الْمنَار وَيقدم البديع لِابْنِ الساعاتي على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب قَائِلا أَنه أقعد وَأعرف بالفن مِنْهُ وزاعما أَن ابْن الْحَاجِب لم يَأْخُذهُ عَن شيخ وَإِنَّمَا أَخذه بالْقَوْل قَالَ وَهَذَا فِي فِيهِ نظر. وَله من المؤلفات غير الانشاءات النثرية والشعرية الَّتِي هِيَ كالسحر التَّارِيخ الْعَظِيم المترجم بالعبر فِي تَارِيخ الْمُلُوك والأمم والبربر حوت مقدمته جَمِيع الْعُلُوم وجلت عَن محجتها أَلْسِنَة الفصحاء فَلَا تروح وَلَا تحوم ولعمري إِن هُوَ إِلَّا من المصنفات الَّتِي سَارَتْ ألقابها بِخِلَاف مضمونها كالأغاني للاصبهاني سَمَّاهُ الأغاني وَفِيه من كل شَيْء والتاريخ للخطيب سَمَّاهُ تَارِيخ بَغْدَاد وَهُوَ تَارِيخ الْعَالم وَحلية الْأَوْلِيَاء لأبي نعيم سَمَّاهُ حلية الْأَوْلِيَاء وَفِيه أَشْيَاء جمة كَثِيرَة وَكَانَ الإِمَام أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي يَقُول كل بَيت فِيهِ الْحِلْية لَا يدْخلهُ الشَّيْطَان، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته جدا وَهُوَ كَمَا قدمت مِمَّن يُبَالغ فِي اطرائه ومدحه عَفا الله عَنْهُمَا.
388 - عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التقي أَبُو زيد وَأَبُو الْفضل الحسني الفاسي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ الْجمال المطري وأسمعه أَبوهُ بِالْمَدِينَةِ شَيْئا من آخر الشفا على الزبير الاسواني وَأَجَازَ لَهُ، وَكَذَا سمع من أَبِيه وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة كَمَا أخبر بذلك كُله، قَالَ التقي الفاسي فِي تَارِيخه وَسمع فِي الْخَامِسَة على أَبِيه الملخص للقابسي وعَلى إِبْرَاهِيم بن الْكَمَال مُحَمَّد ابْن نصر الله بن النّحاس أَحَادِيث من مُسْند ابْن عَبَّاس من مُسْند أَحْمد وَعلي الْمُحدث نور الدّين الْهَمدَانِي والشهاب الهكاري والتاج ابْن بنت أبي سعد والعز ابْن جمَاعَة فِي آخَرين مِنْهُم خَلِيل الْمَالِكِي وَعَلِيهِ وعَلى مُوسَى المراكشي وَغير وَاحِد تفقه، وَلزِمَ مُوسَى مُدَّة سِنِين وتصدى بِمَكَّة للتدريس والافتاء زِيَادَة على ثَلَاثِينَ سنة وانتفع النَّاس بِهِ فِي ذَلِك كثيرا، وَكَانَ جيد الْمعرفَة فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره من فنون الْعلم حسن التدريس والفتيا جليل الْقدر لَهُ وَقع فِي النُّفُوس ذَا ديانَة وَعبادَة ومحاسن كَثِيرَة سَمِعت مِنْهُ وقرأت عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَغَيره وانتفعت بِهِ فِي معرفَة الْمَذْهَب وَهُوَ مِمَّن أذن لي فِي الافتاء والتدريس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء منتصف ذِي الْقعدَة سنة خمس بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة فِي قبر الشَّيْخ أبي الكوط بِوَصِيَّة مِنْهُ وَكثر)
الأسف عَلَيْهِ لوفور محاسنه، وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار(4/149)
فَقَالَ إِنَّه عَنى بالفقه فمهر فِيهِ ودرس وَأفْتى أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة، وَكَانَ نبيها فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره، وَكَذَا ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه اجْتمع بِهِ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وأفاده.
389 - عبد الرَّحْمَن بن النُّور مُحَمَّد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم وجيه الدّين المزجاجي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ / الْآتِي أَبوهُ. أصلهم من الأشاعرة انْتقل جدهم إِلَى المزجاجة وَهِي قَرْيَة بِأَسْفَل وَادي زبيد بِكَسْر الْمِيم واستوطن هَذَا زبيد واشتغل بالعلوم حَتَّى مهر فِي الْفِقْه وَالْأَدب والتصوف ونصبه جده للمشيخة لما تحقق أَهْلِيَّته وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة. مَاتَ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين.
390 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي بن أَيُّوب بن مَحْمُود ابْن ختلو فتح الدّين أَبُو البشري الْحلَبِي الْمَالِكِي أَخُو عَليّ والمحب مُحَمَّد الْحَنَفِيّ / الآتيين والمحب الْأَكْبَر وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. ولد فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع على الظهير بن العجمي والكمال بن حبيب وَابْن الصَّابُونِي وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ سيرة الدمياطي وَأخذ عَن أَبِيه وأخيه والسراج الْهِنْدِيّ وناب عَن أَخِيه فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بحلب، وَولي افتاء دَار الْعدْل ثمَّ تحول بعد الْفِتْنَة الْعُظْمَى مالكيا ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بَلَده نيفا وَعشْرين سنة لوم يتهن بذلك بل حصل لَهُ نكد لاخْتِلَاف الدول وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة. قَالَ ابْن خطيب الناصرية رافقته فِي الْقَضَاء وَكَانَ إنْسَانا حسنا عِنْده حشمة ومروءة وعصبية وَهُوَ صديقي وحبيبي وَله نظم قَلِيل فَمِنْهُ:
(يَا سادتي رقوا لرقة نازح ... لفظته أَيدي الْبعد عَن أوطانه)
(وَالله مَا جلتم بخاطر عبدكم ... إِلَّا وفاض الدمع من أجفانه)
وَقَوله:
(لَا تلوموا الْغَمَام إِن صب دمعا ... وتوالت لأَجله الأنواء)
(فالليالي أكثرن فِينَا الرزايا ... فَبَكَتْ رَحْمَة علينا السَّمَاء)
وَأنْشد من نظمه أَيْضا قصيدة نونية. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ بحلب وَدفن بتربة اشقتمر خَارج بَاب الْمقَام وَذكره شَيخنَا فِي إنبائه وسَاق لَهُ الْمَقْطُوع الثَّانِي قَالَ وَهَذَا عنوان نظمه انْتهى. وَقد سمعته هُوَ وَغَيره من نظمه من ابْن أَخِيه وَقَالَ انه كَانَ يستحضر الحكايات والنوادر وَله نظم حسن قَالَ وَكَانَ جلّ أمره الْعَرَبيَّة وَلم يكن بِذَاكَ كَذَا قَالَ.
391 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الزين أَبُو الْفضل بن التَّاج(4/150)
السندبيسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي ونزيل المؤيدية وَيعرف بالسندبيسي. / ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا ألفية الحَدِيث والسيرة للعراقي وَعرض على جمَاعَة واعتنى بِهِ أَبوهُ وَكَانَ من أهل الْعلم فَأحْضرهُ وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على ابْن الخشاب فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ مُسْند صُهَيْب للزعفراني وَوجدت فِي بعض الطباق المؤرخة بِيَوْم عَرَفَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصفه بِأَنَّهُ كَانَ فِي الْخَامِسَة وَلَا يلتئم مَعَ الَّذِي قبله، وَسمع بعد ذَلِك على ابْن حَاتِم والتنوخي وَالصَّلَاح الزفتاوي وَابْن الشيخة والابناسي والبلقيني وَابْن الملقن والعراقي والهيثمي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والغماري والمراغي والسراج الكومي والحلاوي والسويداوي والتاج بن الفصيح وناصر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ القَاضِي والفرسيسي والشرف بن الكويك فِي آخَرين كَابْن الْجَزرِي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة فَمنهمْ من لم استحضر أَنه سمع عَلَيْهِ الْمُطَرز والعزيز المليجي وَالشَّمْس امام الصرغتمشية والقطب عبد اللَّطِيف حفيد الْحَافِظ الْحلَبِي وَأَخُوهُ عبد الْكَرِيم والْعَلَاء بن السَّبع والشهاب الْجَوْهَرِي والتاج الخطيري وَالشَّمْس الْكفْر بطناوي وَالشَّمْس الاذرعي والتاج الصردي وَابْن المنفر والنجم البالسي والبدر النسابة وَابْن الميلق والبرشنسي والجلال نصر الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ والتقي الدجوي وَالْفَخْر القاياتي والنور الهوريني وَابْن أبي الْمجد وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي والشهاب بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَأَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن مُحَمَّد بن رَاشد الْقطَّان وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمزي وَابْن قوام والبالسي وَمن المغاربة ابْن عَرَفَة وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلاوي الماغوسي وَابْن خلدون وَأَبُو الْقسم الْبُرْزُليّ وَأَبُو عَمْرو القيرواني وَخلق كالمجد اللّغَوِيّ، وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا وتلا لأبي عَمْرو وَابْن كثير وَعَاصِم على الشَّمْس النشوي وَبحث الشاطبية على الشَّمْس الشطنوفي وَأخذ علم التَّفْسِير عَن الشَّمْس بن الديري وَولده السعد والجلال البُلْقِينِيّ وَغَيرهم وَالْفِقْه عَن البرهانين الابناسي والبيجوري وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح الْبَهْجَة وتحرير الفتاوي وابتهج مؤلفهما بذلك وَكَانَ الْبُرْهَان يَقُول هُوَ شَارِح عَظِيم وَرُبمَا نبه على مَا حصل السَّهْو فِيهِ ومصنفهما الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَأكْثر عَنهُ والشمسين الْبرمَاوِيّ وَمِمَّا)
حَضَره عِنْده تَقْسِيم الْمِنْهَاج والشطنوفي والنحو عَن الشموس البوصيري والبرماوي والشطنوفي والعجيمي الْحَنْبَلِيّ والبدر الدماميني وَالْأُصُول عَن الشَّمْس(4/151)
الْبرمَاوِيّ والعز بن جمَاعَة ولازمه فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ المعقولات وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه فِي الدِّرَايَة أَيْضا الْكَمَال الدَّمِيرِيّ والصدر الابشيطي والزين الفارسكوري وَالشَّمْس الغراقي وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَطَائِفَة وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ عَنهُ أَكثر من بعض، ولازم شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا حَتَّى حمل عَنهُ شرح البُخَارِيّ وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَذَا كتب عَنهُ غير ذَلِك وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وَمِمَّنْ عينهم للمؤيدية وانتقل حِينَئِذٍ من سكنه بالظاهرية الْقَدِيمَة فسكنها وَكَانَت أغلب إِقَامَته بخلوة لَهُ فِيهَا، وَفضل وَتقدم وَدخل دمياط والمحلة، وَحج وَولي تدريس التَّفْسِير بالحسنية برغبة شَيخنَا لَهُ عَنهُ والْحَدِيث بِجَامِع الْحَاكِم وَالْفِقْه بالقراسنقرية عوضا عَن النَّوَوِيّ على حفيد الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَحَضَرت دروسه بِجَامِع الْحَاكِم وقصده الطّلبَة للاشتغال وَصَارَ أحد الْأَعْيَان، وَكَانَ إنْسَانا عَالما صَالحا خيرا ثِقَة متقنا بارعا فِي فنون مَعَ توقف فهمه مُتَقَدما فِي الْعَرَبيَّة مشاركا فِي كثير من الْفَضَائِل خَبِيرا بالكتب كثير التَّرَدُّد لسوقها وَرُبمَا كَانَ يتجر فِيهَا مَعَ التَّوَاضُع والانجماع عَن النَّاس وَالْمَشْي على طَريقَة السّلف وَالْمُبَالغَة فِي التَّحَرِّي بِحَيْثُ أفْضى إِلَى نوع من الوسواس خُصُوصا فِي النِّيَّة، مَاتَ بعد أَن تعلل بالربو وضيق النَّفس مُدَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد صَالح وَلما بلغته وَفَاة شَيخنَا ابْن خضر وَكَانَ هُوَ والمحلي من أخصائه قَالَ لمن أخبرهُ بهَا قتلتني، وَرَأى بَعضهم شَيخنَا الْمشَار إِلَيْهِ فِي الْمَنَام وَهُوَ وَاقِف وَسُئِلَ فَقَالَ أنْتَظر جَنَازَة السندبيسي رحمهمَا الله وإيانا.
392 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الشّرف الوَاسِطِيّ ثمَّ السكندري ثمَّ الْعَدنِي /. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ أَبوهُ من الْمُحدثين وَنَشَأ هُوَ تَاجِرًا فَدخل الْيمن فاستوطنها ولقيته بهَا مرَارًا وَكَانَ حسن المفاكهة والنادرة أنشدنا كثيرا لغيره، وَبَلغنِي أَنه مَاتَ سنة سبع.
393 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مخلوف الثعالبي الجزائري المغربي الْمَالِكِي /. مِمَّن أَخذ عَن أبي الْقسم العبدوسي وحفيد ابْن مَرْزُوق والبرزلي والغبريني، وَحج وَأخذ عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة مصنفا اختصر تَفْسِير ابْن عَطِيَّة فِي جزءين وَشرح ابْن الْحَاجِب الفرعي فِي جزءين وَعمل فِي الْوَعْظ وَالرَّقَائِق وَغير ذَلِك وَمَات فِي سنة سِتّ وَسبعين أَو فِي أَوَاخِر الَّتِي قبلهَا عَن نَحْو تسعين سنة رَحمَه الله. أَفَادَهُ لي بعض الْفُضَلَاء من أَصْحَابنَا المغاربة.
394 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُوسَى المنوفي ثمَّ القاهري / الكحال على بَاب(4/152)
جَامع قوصون.
كَانَ بارعا فِي الْكحل ازدحك عَلَيْهِ الْعَامَّة فِيهِ وراج أمره فِي ذَلِك جدا بل تلمذ لَهُ جمَاعَة، وَشَيْخه فِيهِ علما وَعَملا السَّيِّد جلال الدّين مُحَمَّد بن النُّور على بن مُحَمَّد التبريزي وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس مُحَمَّد الْقرشِي عرف بتلميذ ابْن قرصة، وَبَلغنِي أَنه جرد من تَجْرِيد كشف الرين فِي الْكحل شَيْئا. مَاتَ فِي مستهل صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن تكسح ورعت السَّوْدَاء بِبدنِهِ وَلم يكمل السِّتين عَفا الله عَنهُ.
395 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْمَعَالِي يحيى الشَّيْبَانِيّ وَالِد عبد الْقَادِر / الْآتِي وأخو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن زبرق
396 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الزين أَبُو الْفرج بن الشَّمْس ابْن الْجمال الكلسي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنَفِيّ سبط الْفَخر الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة بحلب ولقيني بِمَكَّة فَذكر لي أَن وَالِده كَانَ مدرسا عَالما مُفِيدا وَأَن جده كَانَ مقرئا وَأَنه هُوَ اشْتغل على زوجه أمه، وَكَذَا اشْتغل بِمَكَّة حِين مجاورته فِي النَّحْو وَالصرْف على بعض الشيرازيين، ولازمني حَتَّى حمل عني الْكثير وكتبت لَهُ إجَازَة أَشرت لَهَا فِي الْكَبِير
397 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عمر بن أبي بكر وجيه الدّين الْعلوِي الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الْحَنَفِيّ وَالِد عبد الله / الْآتِي من بَيت وجيه. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين ذكره الخزرجي فِي تَارِيخه فَقَالَ مَا ملخصه: كَانَ فَقِيها لبيبا نبيها أريبا جوادا سخيا هماما أَبَيَا ممدحا ذَا نظر كثير فِي الْعَوام ومشاركة فِي المنثور والمنظوم ترقى فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة والمباشرات السّنيَّة، وَعمل الحساد عَلَيْهِ حَتَّى اعتقل فِي حبس عدن مُدَّة ثمَّ أطلق وازدادت جلالته مَعَ تحريه فِي مأكله وملبسه وصدقته بِحَيْثُ لَا يتَعَدَّى ذَلِك غلَّة أَرض لَهُ يملكهَا، وَهُوَ صَاحب البديعية الَّتِي أودعها سَائِر الْفُنُون من التَّجْنِيس والترصيع والترشيح والتوشيح والتصدير والتسهيم وَالتَّفْسِير والتتميم، وَشَرحهَا شرحا وافيا، وابتنى بزبيد مدرسة فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تحرى فِيهَا وَجعل فِيهَا درسا للحنفية وَآخر للشَّافِعِيَّة، وَلم يؤرخ وَفَاته. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: الْفَاضِل لَقيته بزبيد وَسمعت من فَوَائده وناولني)
بديعيته الَّتِي عَارض بهَا الْحلِيّ وَكتب لي على استدعائه:
(أجزت لسَيِّد الاخوان طرا ... شهَاب الدّين ذِي الْفضل الرفيع)(4/153)
فِي أَبْيَات. قلت قد قرأتها بِخَطِّهِ على الاستدعاء الْمشَار إِلَيْهِ وَهِي:
(راوية مَا لنا فِيهِ سَماع ... من الْأَصْلَيْنِ أَيْضا وَالْفُرُوع)
(وجوهرنا الرفيع وَمَا حواه ... من الْعلم الملقب بالبديع)
(وَمن سمى من السادات أَيْضا ... مجَازًا مثل مَا هُوَ فِي الْجَمِيع)
(فأسأل من إِلَه الْعَرْش عفوا ... يعم الْكل فِي يَوْم الرُّجُوع)
(ونفعا للْجَمِيع بِمَا ذكرنَا ... وحفظا من لَدَى الرب السَّمِيع)
(وحمدي الله مبتدئي وختمي ... وَأثْنى بِالصَّلَاةِ على الشفعي)
وَكتب شَيخنَا تلو خطه: إِنَّه من أَعْيَان أهل زبيد وَكَانَت لَهُ وجاهة ورياسة وَهُوَ شَاعِر لَيْسَ لَهُ سَماع وَلَا رِوَايَة وَلَا دراية وَقد اجْتمعت بِهِ فرأيته عريض الدعاوي كثير الشقاشق قَلِيل الْعلم إِلَى الْغَايَة لكنه ينظم وَهَذَا عنوانه وَأَشَارَ بقوله وجوهرنا الرفيع إِلَى البديعية يَعْنِي الْمشَار إِلَيْهَا قَالَ وَقد علقتها فِي بعض المجاميع هَذَا بعد أَن صدر الاستدعاء بقوله المسؤل من إِحْسَان سيدنَا الشَّيْخ الْعَلامَة سيد الْقُضَاة المعتمدين خَاص خَواص السلاطين لِسَان البلاغة ومعدن الفصاحة أوحد الاعلام جمال الاسلام شرف الْعلمَاء العاملين مَاتَ فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث
398 -. عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر أَبُو الْفضل بن الْمُحب بن الشّرف البكتمري الأَصْل القاهري شَقِيق أَحْمد وَيحيى / الْمَذْكُورين ووالدهم وَعَمه السَّيْف الْحَنَفِيّ. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَحضر عِنْدِي فِي دروس الصرغتمشية بل عرض على الْكَنْز فِي سنة تسعين.
399 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الزين بن الْعَلامَة سعد الدّين الْقزْوِينِي الجزيري نِسْبَة لجزيرة ابْن عمر الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي ابْن أُخْت نظام الدّين الشَّافِعِي / عَالم بَغْدَاد وَيعرف بالحلالي بِمُهْملَة ثمَّ لَام ثَقيلَة وبابن الْحَلَال لحل أَبِيه المشكلات الَّتِي اقترحها الْعَضُد عَلَيْهِ. ولد فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وتفقه بخاله قَاضِي بَغْدَاد النظام مَحْمُود السديدائي، ودرس بالجزيرة وبرع فِي الْفِقْه والقراءات وَالتَّفْسِير وَحج وَقدم حلب لطلب زِيَارَة الْقُدس فزار ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب وَهُوَ فِي سنّ الكهولة وَظَهَرت فضائله، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأخذُوا عَنهُ ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فَلم يلبث أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ظنا.
قَالَه الْعَلَاء بن خطيب الناصرية دون تفقه بخاله واقتراح الْعَضُد فَعَن غَيره قَالَ وَاجْتمعت بِهِ فرأيته عَالما بالفقه والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَله صيت كَبِير(4/154)
فِي بِلَاده وَكَانَ عالمها، وَكتب بِخَطِّهِ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ أَنه يروي البُخَارِيّ عَن قَاضِي الْمَدِينَة وَلم يسمه عَن الحجار وَالظَّاهِر أَنه الزين المراغي وَأَنه يروي أَيْضا عَن الْمُحدث الشَّمْس مُحَمَّد الفنكي الشِّيرَازِيّ بروايته لَهُ عَن الْعِمَاد بن كثير بِسَمَاعِهِ لَهُ على الحجار، وَمِمَّنْ أَخذ عَن الْحَلَال هَذَا الشهَاب الكوراني نزيل الرّوم وَقَالَ إِنَّه كَانَ إِمَامًا عَلامَة مفننا مفتيا، وَكَذَا كتب عَنهُ الْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي الْمَكِّيّ حِين مجاورته بهَا مَا أودعته فِي الغرف وَفِي التَّارِيخ الْكَبِير وترجمه بَعضهم بِأَنَّهُ قَرَأَ واشتغل وجد واجتهد حَتَّى صَار أحد أَئِمَّة الدُّنْيَا فِي المعقولات وَحل المشكلات واقرائها وَأَنه قدم بَيت الْمُقَدّس فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا أَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وصحبته الشهَاب الكوراني تِلْمِيذه فَحل لَهُ قِطْعَة من الْكَشَّاف بالجامع الْأَقْصَى وتلا عَلَيْهِ الشَّيْخ قَاسم الحيراني المقرىء للسبع فَقضى النَّاس لَهُ بالتفرد فِي الْعُلُوم وَفِي الْجمع وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي الْقرَاءَات أَبُو اللطف الحصكفي الْمَقْدِسِي والسيفي أَبُو الصَّفَا بن أبي الوفا فِيمَا قَالَه وَقَالَ انه قَرَأَ على فَاطِمَة ابْنة عبد الله الوَاسِطِيّ فَالله أعلم. وانتفع بِهِ غير وَاحِد، وَكَانَ الحوراني يرجحه على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَيَقُول إِن الْعَلَاء كالتلميذ لَهُ وَقد اجْتمعَا بِبَيْت الْمُقَدّس فِي جَنَازَة الياس فشوهد مصداقه وقصده أَبُو الْقسم النويري بأسئلة فِي عُلُوم شَتَّى فَقَالَ لَهُ الكوراني أَنا من أَصْغَر تلامذته وَأَنا أجيبك عَنْهَا ثمَّ فعل، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فريدا فِي مَعْنَاهُ وَرجع إِلَى بِلَاده فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن ثَلَاث وَسِتِّينَ وَلم تشب لَهُ شَعْرَة وَكَذَا أَخذ عَنهُ نَاصِر الدّين عمر المارينوسي حَتَّى ارْتقى وفارقه لبلاد الرّوم فَلم يلبث أَن مَاتَ صَاحب التَّرْجَمَة وجهز لَهُ صَاحب الجزيرة رَسُولا يَسْتَدْعِي مِنْهُ الرُّجُوع ليستقر بِهِ فِي التدريس عوضه فَأجَاب، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صنف فِي القراآت وَشرح الطوالع، وَمَات بِجَزِيرَة ابْن عمر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ قَالَ وَقد أثنى عَلَيْهِ الْجمال المرشدي والكوراني وَوَصفه بِعلم جم وسيرة جميلَة وَأَنه عَنهُ أَخذ وَبِه تخرج وتفقه رَحمَه الله.
400 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وجيه الدّين الْحَضْرَمِيّ الزبيرِي سبط أَحْمد بن أبي الْخَيْر الشماخي. / سمع من خَاله عِيسَى وَعلي بن شَدَّاد وَأَجَازَ لَهُ خالاه أَيْضا عبد الرَّحْمَن وَإِبْرَاهِيم، وَكَانَ يحفظ كثيرا من أَحَادِيث الاحكام ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة وأشعار. مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة سبع عشرَة وَله ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة. وَقد تقدم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عمر وجيه الدّين الزبيدِيّ فَلَا يظنّ أَنه هَذَا(4/155)
401 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البجواني / قَاضِي أَب. مَاتَ سنة ثَلَاث وَعشْرين.
402 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحريري الصُّوفِي / الْمُؤَذّن بالجامع الْمصْرِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ من لطفاء المصريين حسن النادرة كثير النّظم المغسول سَمِعت من فَوَائده وَمن نظمه ومدحني بِأَبْيَات. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان
403 -. عبد الرَّحْمَن ابْن شَيخنَا الْبَدْر مَحْمُود بن أَحْمد الْعَيْنِيّ الأَصْل القاهري أَخُو عبد الرَّحِيم / الْآتِي ويلقب قُرَّة الْعين. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين مطعونا. أرخه أَبوهُ.
404 - عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن عُثْمَان الزين الْقرشِي البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه تعانى الْكِتَابَة وَدخل ديوَان التوقيع بِدِمَشْق ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة اللنك فالتجأ إِلَى فتح الله كَاتب السِّرّ فراج عَلَيْهِ ونفق سوقه لَدَيْهِ حَتَّى عول عَلَيْهِ فِي أَمر الدِّيوَان وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ فِيهِ لحسن تأنيه وأخلاقه ومعرفته وَحسن خطه ونفاذ رَأْيه وَجَمِيل معاشرته. مَاتَ فِي سنة تسع مطعونا فِي لِسَانه وَكَانَ فتح الله يتعجب من ذَلِك لكَونه لم يكن فِيهِ أعظم من نطقه فَابْتلى فِيهِ وَلم يكمل الْخمسين. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَعين شهر وَفَاته بِذِي الْحجَّة.
405 - عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن عَليّ البعلي / خطيبها. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة.
عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن مُوسَى المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس ويدعى بخليفة / وَهُوَ بِهِ أشره. مضى فِي خَليفَة.
406 - عبد الرَّحْمَن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وجيه الدّين أَبُو الْقسم وَأَبُو زيد بن نَاصِر الدّين أبي عَليّ الفكيري بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْكَاف نِسْبَة لقبيلة بالمغرب التّونسِيّ الأَصْل السكندري الْمَالِكِي المقرىء وَالِد أَحْمد وَمُحَمّد وخطيب جَامع اسكندرية الغربي وإمامه، / تَرْجَمته فِي ذيل الْقُرَّاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ السراج عمر البلسقوني للسبع وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن يفتح الله فِي آخَرين مِنْهُم ابناه، وَكَانَ مقرئا فَقِيها فَاضلا بل قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْهمام مزاحما لهَذَا الْقرن تجويدا وأوردته هُنَا لظن تَأَخره إِلَى أَوله.) :::
407 - عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الزين بن الشّرف بن الْبُرْهَان أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وأبوهما وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان. كَانَ عَاقِلا يتكأ فِي بعض جِهَات المكيين. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
408 - عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين أَبُو مُحَمَّد بن الشّرف(4/156)
البهوتي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عبد السَّلَام الْآتِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه مُوسَى. / ولد قبل سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا واشتغل يَسِيرا وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ بل قَرَأَهُ بِتَمَامِهِ على الشَّمْس العرياني وَحدث بِهِ قَدِيما قَرَأَ عَلَيْهِ فِيهِ الْعلم سُلَيْمَان نزيل دمياط وَكَانَ يدلسه فَيَقُول أخبرنَا أَبُو مُحَمَّد وَكَانَ خيرا نيرا متوددا سليم الصَّدْر متقللا لَا يبْقى على شَيْء مَعَ أنس بِالْعَرَبِيَّةِ واستحضار لأحاديث الصَّحِيح لمداومة قِرَاءَته لَهُ بالجامع البدري فِي دمياط وَقد لازمني وَكتب عني كثيرا فِي الأمالي وَمن تصانيفي وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على أَشْيَاء وتكرر مدحه لي وَكَذَا أَكثر من مدح جمَاعَة من الْأَعْيَان قصدا لبرهم وَلَيْسَ نظمه بالطائل. مَاتَ فِي لَيْلَة النّصْف من ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بالصحراء تَحت شباك الأشرفية برسباي تقدم الْجَمَاعَة المحيوي الكافياجي لاختصاصه بِهِ ثمَّ دفن عِنْد وَالِده بتربة الشَّيْخ سليم رَحِمهم الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.
409 - عبد الرَّحْمَن بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر نور الدّين بن الْجلَال التسترِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة وأخو الْمُحب أَحْمد / الْمَاضِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بِابْن نصر الله. ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن أَبِيه وأخيه وَغَيرهمَا، وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وَهُوَ أَصْغَر بنيه وَسمع بهَا على الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن النَّسَائِيّ وعَلى ابْن حَاتِم الشفا وعَلى التنوخي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْمُحب وَجَمَاعَة فِي استدعاء بِخَط أَخِيه، وتكسب أَولا بالحرير وَنَحْوه فِي حَانُوت على بَاب الْقصر ثمَّ بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ترقى حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن المغلي ثمَّ أَخِيه بل ولي قَضَاء صفد اسْتِقْلَالا فَأَقَامَ بهَا سبع سِنِين ثمَّ عزل وَاسْتمرّ على النِّيَابَة عَن أَخِيه بعد أَن حج وجاور حَتَّى مَاتَ وَذَلِكَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَقد أثكل ثَلَاثَة عشر ولدا وَلم يخلف أحدا، وَكَانَت جنَازَته حافلة وَيُقَال إِنَّه لم يكن مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ لكنه كَانَ فهما ظريفا حسن الْمَوَدَّة كثير البشاشة يستحضر الْكثير من الْفِقْه وَهُوَ مِمَّن أوردهُ شَيخنَا فِي تَارِيخه عَفا الله عَنهُ.
410 - عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الملحاني الْيَمَانِيّ. جاور بِمَكَّة / وَكَانَ بَصيرًا بالقراءات سريع الْقِرَاءَة قَرَأَ فِي الشتَاء فِي يَوْم ثَلَاث ختمات وَثلث ختمة، وَكَانَ دينا عابدا مشاركا فِي عدَّة عُلُوم. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه، وَمن شُيُوخه فِي الْقرَاءَات مُحَمَّد بن يحيى الشارفي الْهَمدَانِي أَخذ عَنهُ(4/157)
السَّبع شَيخنَا الشهَاب الشوايطي بل شَاركهُ فِي الْأَخْذ عَن الشارفي.
411 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ أَخُو عبد الْقَادِر / الْآتِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَحضر عِنْد ابْن الْجَزرِي وَابْن سَلامَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَمَات بهَا وَهُوَ طِفْل فِي مستهل ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين.
412 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مُوسَى بن مُحَمَّد الْخَطِيب تَقِيّ الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن الشّرف العساسي بمهملات ثانيتها مُشَدّدَة الْمَنَاوِيّ السمنودي الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَابْنه مُحَمَّد وَيعرف بالخطيب العساسي. ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة بمنية عساس وتحول مِنْهَا وَهُوَ مرضع مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى سمنود فقطتها وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والملحة والرحبية للموفق مُحَمَّد بن الْحسن وَالْمِيزَان الوفي فِي معرفَة اللّحن الْخَفي والمثلث فِي اللُّغَة كِلَاهُمَا للعز الدريني وعرضهما على ابْن الْجَزرِي والبرماوي والزين القمني وأجازوا لَهُ بل سمع على أَوَّلهمْ المسلسل وَغَيره، ولقيته قَدِيما بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بسمنود ثمَّ بمنية عساس وقرأت عَلَيْهِ بجامعها المسلسل، وَهُوَ إِنْسَان خير مديم التِّلَاوَة رَاغِب فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر واشتغال يسير وَفهم وَصفا زَائِد، خطب بِبَلَدِهِ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل رُبمَا بَاشر قضاءها وقتا وَلكنه أعرض عَنهُ، وَحج وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وخطب فِي جَامعهَا الْأَزْهَر أَحْيَانًا وَحضر عِنْدِي فِي مجَالِس الاملاء وَغَيرهَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر صفر سنة خمس وَتِسْعين بمنية عساس وَدفن بهَا بعد أَن عجز وكف وَنعم الرجل رَحمَه الله وإيانا.
413 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عِيسَى عضد الدّين بن نظام الدّين بن سيف الدّين وَقد يختصر فَيُقَال سيف الصيرامي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي ثامن شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز والمنار)
وَالتَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وجود الْقُرْآن عِنْد ابْن عَمه عِيسَى بن الشَّيْخ مَحْمُود وَنَشَأ لم تعلم لَهُ صبوة وَلم يبر عَن مُلَازمَة وَالِده فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَغَيرهَا حَتَّى برع فِي فنون وَسمع على الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْعَيْنِيّ، وَاسْتقر فِي مشيخة البرقوقية بعد وَالِده وتصدر للاقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء كَابْن أَسد ولازمه كثيرا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَكثير من العقليات والشهاب بن صلح والبقاعي بل حضر عِنْده التقي الشمني فِيمَا قيل وَرُبمَا قصد بالفتاوي، وَصَارَ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة مِمَّن ذكر للْقَضَاء وَسمعت أَنه كتب حَاشِيَة(4/158)
على الْبَيْضَاوِيّ فَأَما أَن تكون لِأَبِيهِ وبيضها وَهُوَ الظَّاهِر أَوله فَإِنَّهُ كَانَ عَالما لَكِن غير متكثر، وَقد حج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس وأثكل عدَّة أَوْلَاد فَصَبر وَلزِمَ الانجماع بمنزله خُصُوصا عَن بني الدُّنْيَا وَنَحْوهم اجْتمعت بِهِ كثيرا وَكنت أرى أَنه مزِيد التودد والاجلال غيبَة وحضورا، وَنعم الرجل خيرا وتواضعا وتوددا وسلامة فطْرَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة منتصف ربيع الثَّانِي سنة ثَمَانِينَ فَجْأَة بعد أَن صلى الْجُمُعَة ثمَّ رَجَعَ فَأكل سمكًا فاشتبكت مِنْهُ شَوْكَة بحلقه فَقضى فِي الْحَال وَذَلِكَ ببركة الرطلي فَحمل إِلَى البرقوقية فَغسل من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي محفل جليل وَدفن بتربتهم وتأسف النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا.
414 - عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الجاناتي بِالْجِيم وَالنُّون والفوقانية الْمَكِّيّ الْمَالِكِي سبط الْعَفِيف اليافعي وأخو مُحَمَّد / الْآتِي. سمع من أبي حَامِد المطري وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَابْن الْجَزرِي والزين المراغي وَمن مسموعه عَلَيْهِ كتاب الْأَرْبَعين الَّتِي خرجها لَهُ شَيخنَا، وقاسم التنملي وَمن مسموعه عَلَيْهِ مشيخته تَخْرِيج الاقفهسي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ والجوهري والشرف ابْن الكويك وَخلق أَكثر من مائَة وَعشْرين نفسا، أجَاز لي وَكَانَ لَا يخبر أحدا بمولده فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ صاحبنا ابْن فَهد قَالَ وَمَا علمت لَهُ اشتغالا، وَقَالَ لي غَيره إِنَّه كَانَ بارعا فِي التَّفْصِيل وَيعرف كم يَجِيء الرطل اللَّحْم كبة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ.
415 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فرارة بن بدر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزين أَبُو هُرَيْرَة الكفري الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ /. ولد فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وأحضر على ابْن الخباز وَغَيره وَسمع على بشر بن إِبْرَاهِيم ابْن مَحْمُود البعلي وَمِمَّا سَمعه)
عَلَيْهِ جُزْء إِسْحَاق رِوَايَة الماسرجسي وَمِمَّا أحضرهُ على ابْن الخباز جُزْء المؤمل وقرأه عَلَيْهِ شَيخنَا وتفقه بعلماء عصره حَتَّى برع فِي الْفِقْه والاصلين والعربية وشارك فِي فنون وَأفْتى ودرس وَحدث، وَقدم الْقَاهِرَة بعد الكائنة الْعُظْمَى فولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق كأخيه عبد الله وأبيهما وجدهما وَتوجه إِلَيْهَا فباشره قَالَ شَيخنَا وَلم تحمد سيرته وَكَانَ يحب الْكتب وَصَارَت لَهُ بهَا مهارة. وَمَات فِي ربيع الآخر سنة تسع. هَكَذَا قَالَ فِي الْقسم الثَّانِي من مُعْجَمه وَأما فِي الْقسم الأول فَقَالَ فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة، وَفِي سنة تسع ذكره(4/159)
فِي أنبائه وَجزم بِأَنَّهُ ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَنه حضر على ابْن الخباز فِي الثَّالِثَة سنة أَربع وَخمسين وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة قَالَ وَولي الْقَضَاء غير مرّة بعد الْفِتْنَة وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة، وَكَانَ يتجر بالكتب وَيعرف أسماءها مَعَ وفور جهل بالفقه. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة تسع قَالَ وَقد ولي أَبوهُ وجده وَأَخُوهُ الْقَضَاء وَأَعَادَهُ وَجزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ تَابع لشَيْخِنَا.
416 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الزين أَبُو الْفرج وَأَبُو مُحَمَّد بن الْجمال الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن قريج بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْجِيم مصغر، وبابن الطَّحَّان / وَهُوَ أَكثر. ولد فِي منتصف الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا وأسمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند أَحْمد بِتَمَامِهِ فِيمَا كَانَ يذكر وَالَّذِي وجد لَهُ فِي الطَّبَقَة مُسْند ابْن عمر وَابْن مَسْعُود وَابْن عَمْرو وَكَذَا سمع عَلَيْهِ مآخذ الْعلم لِابْنِ فَارس وعَلى زَيْنَب ابْنة قَاسم بن عبد الحميد العجمي منتقي فِيهِ ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا من مشيخة الْفَخر وجزءا فِيهِ خَمْسَة عشرَة حَدِيثا مخرجة فِيهَا من جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكِلَاهُمَا انتقاء البرزالي وعَلى الْمُحب الصَّامِت الْكثير بل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ وَكَذَا سمع من إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عمر والشهاب بن الْعِزّ ورسلان الذَّهَبِيّ وَأبي الهول الْجَزرِي وَطَائِفَة، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على ابْن أميلة السّنَن لأبي دَاوُد وجامع التِّرْمِذِيّ وَعمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة لِابْنِ السّني وعَلى الْبَدْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن قواليح صَحِيح مُسلم وَلَكِن لم نظفر بذلك كَمَا قَالَه صاحبنا ابْن فَهد، وَحدث بِبَلَدِهِ واستقدم الْقَاهِرَة فَأَسْمع بهَا وَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا بعد أَن تمرض أَيَّامًا يسيرَة بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري صفر سنة خمس وَأَرْبَعين بقلعة الْجَبَل وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِبَاب المدرج فِي مشْهد حافل فِيهِ ابْن السُّلْطَان وأركان الدولة وَخلق من الْعلمَاء والاخيار تقدمهم شَيخنَا وَدفن بتربة طقتمش، وَكَانَ شَيخا لطيفا يستحضر أَشْيَاء كَثِيرَة وَوَصفه بَعضهم بالامام الْعَالم الصَّالح.
417 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن الْحُسَيْن الزين الْكرْدِي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْوَاعِظ / الْآتِي أَبوهُ. حفظ التَّنْبِيه فِي صباه وَقَرَأَ على الشّرف بن الشريشي ثمَّ تعانى المواعيد فنفق سوقه فِيهَا وراج عِنْد الْعَامَّة ودام على ذَلِك أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَصَارَ على ذهنه من التَّفْسِير والْحَدِيث وَأَسْمَاء الرِّجَال شَيْء كثير مَعَ الدّيانَة وَكَثْرَة التِّلَاوَة إِلَّا أَنه كَانَ يعاب بقلة البضاعة فِي الْفِقْه وَكَونه مَعَ ذَلِك لَا يسْأَل عَن شَيْء(4/160)
إِلَّا بَادر بِالْجَوَابِ وَلم يزل بَينه وَبَين الْفُقَهَاء منافرة، وَيُقَال انه يرى بِحل الْمُتْعَة على طَريقَة ابْن الْقيم وَذَوِيهِ، وَحفظ تَرْجِيح كَون المولد النَّبَوِيّ كَانَ فِي رَمَضَان لقَوْل ابْن إِسْحَاق أَنه نبىء على رَأس الْأَرْبَعين فحالف الْجُمْهُور فِي تَرْجِيح ذَلِك وَله أَشْيَاء كَثِيرَة من التنطعات، وَكَانَ قد ولي قَضَاء بعلبك ثمَّ طرابلس ثمَّ ترك وَاقْتصر على عمل المواعيد بِدِمَشْق، وَقدم مصر وَجَرت لَهُ محنة مَعَ الْجلَال البُلْقِينِيّ ثمَّ رَضِي عَنهُ وَألبسهُ ثوبا من ملابيسه وَاعْتذر لَهُ فَرجع إِلَى بِلَاده وَمَات بهَا مطعونا فِي ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي وَالِده.
418 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الله العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نزيل الْمدرسَة المزهرية من الْقَاهِرَة وَيعرف بالشامي /. ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والدرة المضية فِي الْقرَاءَات الثَّلَاث المرضية لِابْنِ الْجَزرِي مَعَ مقدمته فِي التجويد والتنبيه وَربع الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وتلا بالعشر افرادا وجمعا على عمر الطَّيِّبِيّ وبالقاهرة على جَعْفَر السنهوري وَلكنه لم يكمل عَلَيْهِ وَعَن أَولهمَا أَخذ فِي النَّحْو واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْجَوْجَرِيّ وَعبد الْحق وَغَيرهمَا، وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ رَجَعَ بعد زيارته الْمَدِينَة وَبَيت الْمُقَدّس وأقرأ مَعَ اشْتِغَال الطّلبَة بِالْعَرَبِيَّةِ فَقَرَأَ عَلَيْهِ نور الدّين الطرابلسي الْحَنَفِيّ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَقَرَأَ على قِطْعَة كَبِيرَة من البُخَارِيّ قِرَاءَة تدبر وَتَأمل وَكَذَا قَرَأَ على الديمي وَنعم الرجل فضلا وسكونا وتقنعا.
419 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الزين القاهري الْمكتب وَيعرف بِابْن الصَّائِغ / وَهِي حِرْفَة أَبِيه، وسمى شَيخنَا فِي تَارِيخه وَالِده عليا وَهُوَ سَهْو. ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وَتعلم الْخط الْمَنْسُوب من النُّور الوسيمي تلميذ غَازِي ولازمه فِي اتقان قلم النّسخ حَتَّى فاق)
فِيهِ عَلَيْهِ حَسْبَمَا صرح بِهِ كَثِيرُونَ وَأحب طَريقَة ابْن الْعَفِيف فسلكها واستفاد فِيهَا من أبي عَليّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الزفتاوي ثمَّ الْمصْرِيّ شيخ شَيخنَا وَصَارَت للزين طَريقَة منتزعة من طريقتي ابْن الْعَفِيف وغازي كَمَا رسم لغازي شيخ شَيْخه فَإِنَّهُ كَانَ كتب أَولا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي رقيبة شيخ الزفتاوي الْمَذْكُور وتلميذ الْعَلَاء مُحَمَّد بن الْعَفِيف الَّذِي أَخذ عَن أَبِيه عَن الْوَلِيّ العجمي عَن شهدة الكاتبة عَن ابْن أَسد عَن عَليّ بن البواب وَابْن السمسماني عَن مشايخها عَن أبي عَليّ بن مقلة ثمَّ تحول غَازِي عَن طَريقَة ابْن الْعَفِيف شيخ شَيْخه إِلَى طَريقَة وَلَدهَا بَينهمَا ويبن طَريقَة(4/161)
الْوَلِيّ العجمي ففاق أهل زَمَانه فِي حسن الْخط ونبغ فِي عصره الزفتاوي أَيْضا لَكِن لسكناه بالفسطاط لم يرج أمره وتصدى الزين الْمَذْكُور للتكتيب فَانْتَفع بِهِ النَّاس طبقَة بعد أُخْرَى وَنسخ عدَّة مصاحف وَغَيرهَا من الْكتب والقصائد، وَصَارَ شيخ الْكتاب فِي وقته بِدُونِ مدافع وَقرر مكتبا فِي عدَّة مدارس، وَشهد لَهُ شَيخنَا مَعَ كَونه الْغَايَة فِي اتقان الْفَنّ بمهارته وبراعته وَأثْنى عَلَيْهِ فِي تَارِيخه، وَكنت مِمَّن أدْركهُ بآخر رَمق وكتبت عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا كتب عَلَيْهِ من قبل الْوَالِد وَالْعم، وَكَانَ شَيخا ظريفا ذكيا فهما يستحضر شعرًا كثيرا ونكتا ونوادر صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء، وَحل لَهُ فِي آخر عمره انجماع بِسَبَب ضعف فَانْقَطع حَتَّى مَاتَ فِي رَابِع عشر شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربة جوشن وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ بِيَقِين وَإِن كَانَ شَيخنَا قَالَ انه فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ قد سمع بِقِرَاءَة شَيخنَا على الْجمال الحلاوي الثَّالِث من أمالي ابْن الْحصين فِي صفر سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بمنزل يلبغا السالمي بقصر بشتاك وَأثبت اسْمه بِخَطِّهِ فِي الطَّبَقَة فَقَالَ والمجود عبد الرَّحْمَن ابْن يُوسُف الصَّائِغ الْمكتب وَلَكِن لم يعلم بذلك الطّلبَة من أَصْحَابنَا وَغَيرهم، ورأيته فِيمَن قرض السِّيرَة المؤيدية لِابْنِ ناهض فَقَالَ بعد أَن قيل لَهُ:
(أيا شيخ كتاب الزَّمَان وزينها ... وَيَا من يزِيد الطرس نورا إِذا كتب)
(لَعَلَّك على تثنى على شيخ ملكتا ... وَشَيخ مُلُوك الأَرْض فِي الْعلم وَالْأَدب)
كَمَا قرأته بِخَطِّهِ الْحَمد لله ولي كل نعْمَة حققت نسخ رقاع وقفت على ريحانها كتاب الطومار وَأَقْسَمت بالمصاحف انها مَا لحقت لَهَا غُبَار ولمحت هَذِه السِّيرَة المؤيدية وانتشقت نَفِيس نفائس الأنفاس الناهضية ووقفت على قَوَاعِد الْأَدَب والخط فَرَأَيْت مَا لَا رَأَيْته قطّ وتنزهت فِي أزهار رياضه الرياض وتحدقت فِي حدائق فاقت محَاسِن الأحداق بِالسَّوَادِ فِي الْبيَاض فهمت طَربا بِمَا)
سمعته من بديع الألحان ورقصت عجبا بِمَا شاهدته من رشاقة الأغصان وتأدبت مُوَافقَة لاهل الْآدَاب وكتبت مُتَابعَة للسادة الْكتاب فَالله تَعَالَى يمتع صَاحبهَا بالنصر والتأييد ويرزق مؤلفها من فَضله ويعينه على مَا يُرِيد بمنه وَكَرمه.
420 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الدمياطي / خَادِم الْفُقَرَاء بهَا. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
عبد الرَّحْمَن بن زين الدّين بن سعد الدّين الْحَلَال. / فِي ابْن فَهد.
421 - عبد الرَّحْمَن بن فَخر الدّين بن تَقِيّ الدّين الحسني أَخُو نقيب الاشراف / وَابْن نقيبهم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا.
422 - عبد الرَّحْمَن بن البواب الْعَطَّار / بِبَاب السَّلَام. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سِتِّينَ.(4/162)
عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر /. فِي وَلَده إِسْمَاعِيل.
عبد الرَّحْمَن وجيه الدّين ابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف.
عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بِابْن غَانِم / وَالِي مَكَّة. مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن غَانِم.
عبد الرَّحْمَن بن الكركي. / فِي ابْن عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد.
423 - عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو الْفرج الازراري الصُّوفِي السهروردي القادري الشَّافِعِي. / عبد صَالح أَخذ عَن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَمُحَمّد الْعَطَّار وَغَيره من أَصْحَاب الْجمال يُوسُف العجمي رَأَيْته كثيرا وَصَحبه فقيهي وَزوج عَمَّتي الْفَقِيه حُسَيْن وتدرب بِهِ فِي عقد الازرار فَإِنَّهُ كَانَ يتكسب بعقدها بحانوت عِنْد بَاب جَامع الْحَاكِم وَبِه مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين رَحمَه الله.
424 - عبد الرَّحْمَن الْأمين الْمصْرِيّ / أحد قراء الجوق وَمِمَّنْ لَهُ نوبَة فِي القلعة. أَخذهَا شُعَيْب بن السواق. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين. 425 عبد الرَّحْمَن تَقِيّ الدّين القبابي القاهري الْمَالِكِي ابْن عَم محيي الدّين يحيى الدِّمَشْقِي /.
نَاب فِي الْقَضَاء عَن البساطين ودرس للمالكية بالجمالية برغبة الشَّمْس الْبِسَاطِيّ لَهُ عَنْهَا وَكَذَا كَانَ مَعَه حِصَّة فِي تدريس القمحية بِمصْر. مَاتَ وَاسْتقر فِي الجمالية الْبَدْر بن التنسي وَفِي الْحصَّة الْقَرَافِيّ.
426 - عبد الرَّحْمَن الزين الدِّمَشْقِي الحريري الشَّافِعِي / أحد المتصوفة الملازمين للتقي بن قَاضِي عجلون كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:)
(ومقاعدي فض لي ... أشكاله المتعدده)
(كم ساقني سَاق لَهُ ... إِذْ قُمْت أَهْوى مَقْعَده)
427 - عبد الرَّحْمَن الزين الحضكيفي /. سمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ.
428 - عبد الرَّحْمَن القَاضِي زين الدّين الزرعي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن رافقه الصّلاح الطرابلسي بعد الْخمسين فِي الْأَخْذ لما قَرَأَهُ من التَّحْقِيق فِي الْأُصُول على القَاضِي سعد الدّين وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَقِيها كثير الاستحضار من كِتَابه الْمجمع حسن الْخط.
429 - عبد الرَّحْمَن الزين الشربيني الشَّافِعِي نزيل دمياط / أَقَامَ بهَا نَحْو ثَلَاث سِنِين وأقرأ بهَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي بن وَكيل السُّلْطَان وَوَصفه بِالْقَاضِي الْعَالم.
430 - عبد الرَّحْمَن الزيني الحمزاوي / أحد الطبلخانات بِدِمَشْق. قتل فِي المجردين لسوار سنة ثَلَاث وَسبعين.
عبد الرَّحْمَن أَبُو الْفضل الاسترابادي العجمي. / فِي فضل الله.
عبد الرَّحْمَن البدوي نزيل المزهرية /. مضى فِي ابْن سَلام بن إِسْمَاعِيل.
عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ الْحَلَال /. فِي ابْن مُحَمَّد.(4/163)
عبد الرَّحْمَن الجزائري المغربي نزيل مَكَّة. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن فَاضل.
431 - عبد الرَّحْمَن الحبابي الْبَصْرِيّ /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ.
عبد الرَّحْمَن الشَّامي نزيل المزهرية. / فِي ابْن يُوسُف بن عبد الله.
432 - عبد الرَّحْمَن الطنتدائي وَيعرف بالخليفة / شيخ الطَّائِفَة السطوحية. كَانَ ينزل الْمدرسَة الفارسية من الْقَاهِرَة وَيعْمل بهَا بعد صَلَاة الْجُمُعَة عِنْده السماع فيحضره الْخَلَائق وشفاعاته قل أَن ترد مَعَ تودده. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
433 - عبد الرَّحْمَن القرموني الفاسي /، كَانَ هُوَ وَأَبوهُ من عُلَمَاء فاس ومدرسيها، مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ. ذكره لي بعض المغاربة.
عبد الرَّحْمَن المارديني، / مضى فِي ابْن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْأَعْلَى
434 -. عبد الرَّحْمَن المهتار / مَاتَ مقتولا بصفد فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَكَانَ تَأمر وغزا التّرْك وأفسد فِيمَا هُنَالك بِكَثْرَة الْفِتَن. قَالَه المقريزي.
435 - عبد الرَّحْمَن / خَادِم رِبَاط بعلجد وَأحد فُقَرَاء عمر العرابي، مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة تسع وَسِتِّينَ.) :::
436 - عبد الرَّحْمَن / شيخ البيمارستان بِمَكَّة، مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين. أرخهما ابْن فَهد.
437 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن حجاج بن مُحرز الدّين بن الْبُرْهَان الابناسي القاهري الشَّافِعِي / جارنا وسبط النُّور على بن مِصْبَاح الْآتِي والماضي أَبوهُ، ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَالْبَعْض من غَيرهَا، وَعرض على شَيخنَا وَابْن الديري والبساطي وَابْن الْهمام فِي آخَرين وتدرب فِي ابْتِدَائه فِي الْعَرَبيَّة بخاله الشَّمْس مُحَمَّد وبفقيهه الزين أبي بكر الشنواني الآتيين فَلَمَّا ترعرع أقبل على الِاشْتِغَال فَكَانَ أول من أَخذ عَنهُ الْفِقْه القاياتي والونائي والبرهان بن خضر والمحلي والْعَلَاء القلقشندي وَأكْثر فِيهِ عَن البُلْقِينِيّ والمناوي وَبِهِمَا انْتفع فِيهِ وَأخذ فِي الْأُصُول عَن الشَّمْس الشرواني والونائي وَالثَّلَاثَة بعده وَفِي الْعَرَبيَّة عَن الأبدي وَالشَّمْس وَكَذَا عَن الونائي والمحلي ومعظم انتفاعه فِي طريقتي ابْن الْحَاجِب وَابْن مَالك فِيهَا مَعَ التصريف والجدل والمعاني وَالْبَيَان والمنطق بالتقي الحصني لَازمه فِيهَا كثيرا بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ من الْكَشَّاف مَعَ حَاشِيَته إِلَى سُورَة يُونُس وَكَذَا أَخذ فِي الْأُصُول والمنطق عَن الشرواني وَفِي الْهَيْئَة والهندسة وَغَيرهمَا عَن الكافياجي(4/164)
والفرائض والحساب بنوعيه مَعَ الْجَبْر والمقابلة عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي وَالْعرُوض عَن الأبدي أَو غَيره ولازم القاياتي فِي سَماع مُسلم وَأبي دَاوُد وَغَيرهمَا وَشَيخنَا فَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء دراية وَرِوَايَة وَمن ذَلِك فِي شرح النخبة وَكتب عَنهُ فِي الاملاء من سنة سِتّ وَأَرْبَعين بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَكَذَا قَرَأَ فِي الْمَتْن على ابْن خضر وَسمع بِقِرَاءَتِي على شُيُوخ جُزْء الْأنْصَارِيّ بالصالحية وَختم الشفا وَجَمِيع الشَّمَائِل يَوْم عَرَفَة وبقراءة غَيْرِي مجَالِس من البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة إِلَى غير ذَلِك مِمَّا هُوَ مُبين فِي ثبتي، وتلا لِابْنِ كثير مُلَفقًا على النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَابْن أَسد وَسمع عَلَيْهِمَا فِي غَيرهَا من الرِّوَايَات، وَأخذ فِي الْقرَاءَات عَن النُّور بن يفتح الله حِين قدومه الْقَاهِرَة سنة تسع وَخمسين بل قَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ، وَصَحب الزين مَدين ثمَّ ابْن أُخْته بل كَانَ هُوَ القارىء لتائية ابْن الفارض على أبي الصَّفَا بن أبي الوفا، وبسبب ذَلِك كَانَت كائنة انجر فِيهَا الْكَلَام إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَنَحْوه من الاتحادية بَان فِيهَا المزلزل من المكين كَمَا شرحته فِي مَحَله ودأب فِي هَذِه الْفُنُون وَغَيرهَا حَتَّى تقدم وَصَارَ أحد الأماثل وتصدى للاقراء فَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء، وَلزِمَ الانجماع بِمَنْزِلَة مَعَ)
التقلل وَالْكَرم والاعراض عَن مزاحمة الْفُقَهَاء حَتَّى أَنه ترك طلبا كَانَ باسمه فِي الاشرفية الْقَدِيمَة وَآخر فِي الصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ وَنَحْو ذَلِك وتقنع برزيقات من قبل وَالِده، كل ذَلِك مَعَ صِحَة العقيدة وَلَكِن مَشْيه فِي الْخَوْض فِي تَقْرِير كَلَام هَؤُلَاءِ واخراجه عَن ظَاهره بِبَعِيد التَّأْوِيل إِلَى أَن صَار مرجعا لهَذِهِ الطَّائِفَة ومحط رحال كثير مِنْهُم طرق من لم يخالطه لنسبته لَهُم، وَكنت مِمَّن نصحه مرّة بعد أُخْرَى فَمَا أَفَادَ مَعَ اعترافه لي بِتَحْرِيم توالي ارْتِكَاب الالفاظ الَّتِي ظَاهرهَا مستقبح وَلما حج شَيْخه التقي الحصني فِي سنة سِتّ وَسبعين اسْتَخْلَفَهُ فِي تدريس الشَّافِعِي فِي ذِي الْقعدَة فدرس يَوْمَيْنِ حمد عمله فيهمَا وَتكلم لَهُ بعده فِي تَقْرِيره فِيهِ فَمَا تيَسّر وَكَذَا نَاب فِي التدريس بالحسنية والابناسية وَغَيرهمَا وَعرض عَلَيْهِ الزين بن مزهر تدريس التَّفْسِير بمدرسته فَمَا أذعن لكَلَام بلغه عَن بعض السُّفَهَاء فِي حَقه وَقصد بالاستفتاء فِي عدَّة وقائع فَأجَاب، وَكَذَا لَهُ حواش وتقاييد مفيدة وَكَلَام على حَدِيث الاعمال بِالنِّيَّاتِ بل رُبمَا نظم وبالنثر ألم وَبِالْجُمْلَةِ فمادته فِي التَّحْقِيق متوجهة وفاهمته أَجود من حافظته وعباره غير مُطلقَة بتقريره ومحادثته مَعَ رغبته فِي مساعدة من يَقْصِدهُ وتعبه بِسَبَب ذَلِك وَشدَّة تعصب وَكَثْرَة تقلب يُؤَدِّي إِلَيْهِ غَلَبَة سَلامَة الْفطْرَة وَقد أقبل على الذّكر والتوجه ومطالعة كَلَام الْقَوْم وزيارة الصَّالِحين وانتمى إِلَيْهِ شخص(4/165)
ينْسب للشرف من أَعْيَان بلقس فارتفق بِهِ كثيرا، وَحج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ موسميا، وَكَانَ متزوجا بحفيدة للبساطي ودامت مَعَه دهرا وَهِي صابرة زَائِدَة الطواعية لَهُ ثمَّ صَارَت تتخيل وتتوهم اتِّصَاله بغَيْرهَا من غير حَقِيقَة لذَلِك بِحَيْثُ كثر تضرره من إفحاشها فِي الْعشْرَة مَعَه وتكرر طَلَاقه لَهَا ثمَّ تعوذ حَتَّى مَاتَت بعد حَجهَا مَعَه وَلم ينصف فِي تركتهَا من جِهَة أخويها لعدم مشاحته ومزيد مسامحته بل مَا حصل لَهُ كَبِير أَمر مَعَ كثرته بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ وَعقد على ابْنة ابْن الشَّيْخ الْجَوْهَرِي أحد من أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَكَانَ قَدِيما زوج أمه فَمَا قدر الدُّخُول عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لم يلبث أَن تعلل مديدة وتجرع فِي غضونها فاقة مَعَ عدم وجود من يلائمه فِي التمريض والعلاج حَتَّى مَاتَ شَهِيدا بالاسهال فِي لَيْلَة السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد فِي مشْهد حافل جدا على بَاب زَاوِيَة الشَّيْخ شهَاب ظَاهر بَاب الشعرية ثمَّ دفن عِنْد أَبِيه بجوار الضريح الْمَذْكُور وَسمعت أَن آخر كَلَامه كَانَ لَا إِلَه إِلَّا الله بعزم شَدِيد مَعَ أَنه أَقَامَ أَيَّامًا لَا يتَكَلَّم وَتكلم الاستادار فِي تركته ووفاء دينه وَلم يوف، وَنعم الرجل كَانَ لَوْلَا ميله الْمشَار إِلَيْهِ الَّذِي تطرق بِسَبَبِهِ إِلَيْهِ الْفُسَّاق الحساد مِمَّن هُوَ مرتكب مَا لَا خير فِي شَرحه رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَعَفا عَنهُ.
438 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن أبي الْمجد أَحْمد الزين أَبُو عَليّ بن الْجمال أبي إِسْحَاق بن الْعِزّ بن الْبَهَاء بن الْجمال أبي إِسْحَق اللَّخْمِيّ الاميوطي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأميوطي / ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَسمع الْكثير على أَبِيه وَكَذَا سمع على الْعَفِيف النشاوري والابناسي والشريف أبي عبد الله مُحَمَّد بن قَاسم وَبعد ذَلِك على الزين المراغي كَمَا أَخْبرنِي بِهِ ثمَّ على ابْن الْجَزرِي وَالشَّمْس الشَّامي والزين الطَّبَرِيّ والنور بن سَلامَة، وَدخل مصر بعد موت وَالِده فَسمع بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة أَربع وَتِسْعين بِجَامِع الْأَزْهَر على الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَبعد ذَلِك من لفظ الزين الْعِرَاقِيّ بعض مجَالِس أَمَالِيهِ كَمَا وجدته بِخَط المملي بِحَضْرَة الهيثمي بل كَانَ يذكر لنا أَنه لَقِي بِالْقَاهِرَةِ الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ وَأخذ عَنهُ وينكر قَول الْقَائِل أَنه كَانَ قَلِيل الْكتب وَأَنه أَخذ عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ وَلَيْسَ ذَلِك كُله بِبَعِيد وَلكنه لم يكثر من الطّلب، وَكَذَا قَالَ لي صاحبنا النَّجْم بن فَهد لَا أعلم لَهُ اشتغالا، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء مؤرخ بربيع الثَّانِي سنة سبع وَتِسْعين أَحْمد بن مُحَمَّد بن الناصح وَأحمد بن مُحَمَّد المراغي الصُّوفِي وَأَبُو بكر(4/166)
ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر السبتي وَسعد النَّوَوِيّ وَأَبُو هُرَيْرَة بن النقاش وَعلي شاه بن فَخر الدّين بن عَليّ الشعبافي وَعمْرَان بن إِدْرِيس الجلجولي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ ابْن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي وَمُحَمّد بن إِسْحَق الابرقوهي وَمُحَمّد بن مبارك بن عُثْمَان الْحلَبِي والبدر ابْن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السخاوي فِي آخَرين وَفِي استدعاء آخر ابْن صديق وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة أَيْضا غير مرّة، مِنْهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَحدث فِيهَا بأَشْيَاء سَمعه مِنْهُ الْأَعْيَان وَكَذَا حدث بِمَكَّة ولقيته فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَأَكْثَرت عَنهُ وَسمعت عَلَيْهِ بمنى وَغَيرهَا، وَكَانَ إنْسَانا ثِقَة خيرا عفيفا منجمعا عَن النَّاس قانعا باليسير كثير التودد صبورا على الاسماع مقتدرا على شرعة النّظم لَكِن الْجيد فِيهِ وسط الرُّتْبَة، وَهُوَ من بَيت علم وجلالة. مَاتَ بعد عصر يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح من الْغَد عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بِجَانِب أَبِيه بِالْقربِ من قبر الفضيل ابْن عِيَاض بالمعلاة وَهُوَ خَاتِمَة من يروي عَن كثير من شُيُوخه بِمَكَّة رَحمَه الله وإيانا.
439 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نجم الدّين بن مُحي الدّين بن تَاج الدّين ابْن قطب الدّين الرِّفَاعِي. / أَخذ عَن جمَاعَة وَأخذ عَنهُ الطاووسي وأرخ وَفَاته فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وعظمه.
440 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم اليزناسي بالتحتانية الْمَفْتُوحَة ثمَّ زَاي سَاكِنة وَنون ومهملة / نِسْبَة لقبيلة المغربي الفاسي قاضيها. مَاتَ بعيد الثَّلَاثِينَ وَهُوَ مِمَّن عمل وثائق للشُّهُود. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا من المغاربة
441 -. عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ /. ولد بِالْيمن سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بِهِ ثمَّ قدم مَكَّة مَعَ أَبِيه فَسمع أَبَا الْفَتْح المراغي، وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة واشتغل بالفقه عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَأبي البركات الهيثمي، ولازم الْمُحب بن أبي السعادات فَلَمَّا ولي الثَّانِيَة استنا بِهِ بجدة. مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.
442 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن الزين السَّعْدِيّ الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الذَّهَبِيّ / أَبوهُ بالدهيشة من دمشق وَيعرف كسلفه بِابْن الْمُحب وَهُوَ ابْن أخي الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي وجده هُوَ عَم الْحَافِظ أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب الصَّامِت. ولد فِي(4/167)
صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَسمع على الصّلاح بن أبي عمر مُسْند النِّسَاء من مُسْند أَحْمد وغالب مُسْند عَائِشَة مِنْهُ والفوت من أَوله وعَلى زَيْنَب ابْنة قَاسم ابْن العجمي مَا فِي مشيخة الْفَخر من جُزْء الْأَنْصَار وَغير ذَلِك عَلَيْهِمَا وعَلى قريبيه الْمَذْكُورين، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ: أجَاز لنا فِي سنة تسع وَعشْرين. قلت مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ، وَدفن بمقبرة بَاب توما رَحمَه الله وإيانا.
443 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم ابْن إِبْرَاهِيم بن هبة الله الزين بن الشهَاب بن نَاصِر الدّين أبي عبد الله الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي / أَبوهُ والآتي عَمه الْكَمَال مُحَمَّد سبط نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الْعَطَّار أمه سارة وَيعرف كسلفه بِابْن الْبَارِزِيّ. ولد فِي رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فرباه جده ثمَّ عَمه سِيمَا وَقد تزوج بِأُمِّهِ فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن والزبد للشرف الْبَارِزِيّ والورقات لامام الْحَرَمَيْنِ والشذور لِابْنِ هِشَام وَبَعض الْحَاوِي وَعرض على بعض الشُّيُوخ واشتغل يَسِيرا وَلم يتَمَيَّز وَلَا كَاد وَسمع فِي صَحِيح مُسلم عَليّ الزين الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا سمع على غَيره وَولي الشَّهَادَة بالكسوة وَغير ذَلِك، وابتنى فِي بولاق قصرا هائلا لم يمتع بِهِ، وَحج مرَارًا جاور فِي بَعْضهَا مَعَ الرجبية وَفِي أَوَاخِر أمره سَافر مَعَ صهره الأتابك ازبك وَتوجه مَعَه إِلَى حلب ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَهُوَ متوعك فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع ربيع الثَّانِي سنة أَربع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بالازهر وَدفن بحوشهم عِنْد الشَّافِعِي رَحمَه الله، وَترك عدَّة أَوْلَاد وَكَانَ مائقا أهوج لَا يصلح لصالحة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ
444 -. عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور زين الدّين ومحب الدّين الفوي الأَصْل القاهري الْحُسَيْنِي سكنا وَيعرف بِابْن بحيح بمهملتين تَصْغِير بح وَهُوَ لقب لجده /. قَرَأَ الْمِنْهَاج وَعرضه واشتغل على الحناوي والشريف النسابة والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بل نَاب فِي الْقَضَاء عَن الْبَدْر أبي السعادات فَمن بعده. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين، وَهُوَ وَالِد زوج القَاضِي شمس الدّين بن بيرم الْحَنْبَلِيّ.
445 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم زين العابدين أَبُو الْفضل بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالحلبي /. ولد تَقْرِيبًا بعيد التسعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمه على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي(4/168)
والهيثمي والابناسي والتقي الدجوي وَسعد الدّين القمني والحلاوي والسويداوي وَابْن الناصح والتاج بن الظريف وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وَغَيرهم الْكثير، وَمِمَّا سَمعه على الأول البُخَارِيّ وعَلى الثَّانِي الْمُوَطَّأ ومسند الدَّارمِيّ وعبدو الشفا مَعَ الْكثير من ابْن حَيَّان وَكَانَ يتَصَرَّف بِأَبْوَاب الْقُضَاة غير صَالح للأخذ عَنهُ لكَونه زوج الْمُغنيَة ابْنة السطحي وحالهما مَشْهُور وَلَكِن استجزته، مَاتَ بعد الْخمسين عَفا الله عَنهُ وإيانا.
446 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الزين أَبُو الْفضل بن الشهَاب بن الشّرف الاطفيحي الازهري القاهري الشَّافِعِي شَقِيق الْمُحب مُحَمَّد وَعبد الْقَادِر / الآتيين وأسباط الزين الْعِرَاقِيّ أمّهم زَيْنَب وَيعرف كأبيه بِابْن يَعْقُوب. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنفي أَبَوَيْهِ فِي غَايَة مَا يكون من الرَّفَاهِيَة وَالنعْمَة فحفظ الْقُرْآن وتنقيح اللّبَاب لخاله وَعرضه على جمَاعَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل كتب عَن شَيخنَا فِي أَمَالِيهِ وَرَأَيْت لَهُ حضورا على الزين القمني من لفظ الكلوتاتي وباشر النقابة وجهات الْحَرَمَيْنِ وَغير ذَلِك عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ واختص بِهِ ولازم خدمته واتحد مَعَ وَلَده زين العابدين الْآتِي وَلم يكن بَينهمَا فِي المولد وَكَذَا الْوَفَاة إِلَّا دون شهر وَحج غير مرّة وَكَانَ شكلا ظريفا ذكيا بسامة متوددا حسن الْعشْرَة متصونا بِالنِّسْبَةِ لتهتك أَخِيه وَهُوَ إِلَى أَبِيه أقرب من أَخَوَيْهِ فِي الشّبَه وَبَعض الْخِصَال، وقريحته سليمَة وذهنه مُسْتَقِيم وطبعه وزان، وَقد كتبت عَنهُ قَوْله:
(همذاني الأَصْل واشلا ترم فِيهِ سعاده ... انه شخص ثقيلوهو هم وزياده)
وَكتب عَنهُ غير وَاحِد غير ذَلِك قَدِيما أثبت بعضه فِي المعجم. مَاتَ مطعونا فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن عِنْد جده لأمه وخاله الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
447 - عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْبُرْهَان أَبُو أَحْمد النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ /. أَخذ عَن عَمه الْجمال عبد الله والشهاب أَحْمد بن أبي بكر وَعبد الله بن مُحَمَّد الناشريين قَرَأَ على الْأَخير التَّنْبِيه والمهذب وَغَيرهمَا، وناب عَن ابْن عَمه الْعَفِيف عُثْمَان بن مُحَمَّد فِي الْأَحْكَام بالمهجم مَعَ تسببات بجامعها نالته من أَبِيه وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا خيرا دمث الْأَخْلَاق حسن الشَّمَائِل لين العريكة سهلا طارحا للتكلف. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ.
448 - عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجمال أَبُو المكارم بن الشّرف ابْن التَّاج السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْمَنَاوِيّ. / ولد(4/169)
سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْعُمْدَة والتنبيه والألفية وعرضها على جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين وَحضر على الفرسيسي سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى التنوخي غَالب الصَّحِيح ثمَّ سمع عَلَيْهِ النَّسَائِيّ الصَّغِير، وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا وَغَيره وَحدث سَمِعت عَلَيْهِ السِّيرَة وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا لين الْجَانِب متواضعا، مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
449 - عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن الْمُوفق الزين الْحَمَوِيّ ثمَّ القاهري القادري الشَّافِعِي الْوَاعِظ وَيعرف كَمَا قَالَه شَيخنَا بالادمي / وسمى وَالِده عليا وَصَارَ يعرف بالحموي، ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بحماة وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْمِنْهَاج على ابْن)
خطيب الدهشة وتلا بالسبع على أبي بكر بن أَحْمد بن مصبح وَسمع بِدِمَشْق على الْكَمَال بن النّحاس وَالشَّمْس بن عوض والمحيوي الرَّحبِي والعز الاياسي والْعَلَاء سبط ابْن صومع فِي آخَرين، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة اللنك وَقَرَأَ الصَّحِيح على الْعِرَاقِيّ ولازم الشُّيُوخ وَعقد مجْلِس الْوَعْظ فبرع وراج أمره فِيهِ وَصَارَ لَهُ صيت وجلالة وأثرى وَولي خطابة الأشرفية برسباي من واقفتها وَقبل ذَلِك بِبَيْت الْمُقَدّس وظائف مِنْهَا خطابة الْمَسْجِد الْأَقْصَى ثمَّ صرف عَنْهَا، وَلَا زَالَ على طَرِيقَته فِي الْوَعْظ بالازهر وَفِي الْمجَالِس الْمعدة لذَلِك إِلَى أَن اشْتهر اسْمه وطار صيته مَعَ كَونه كَانَ غَالِبا لَا يقْرَأ إِلَّا من كتاب لَكِن بنغمة طيبَة وَأَدَاء صَحِيح وَفِي رَمَضَان يقْرَأ البُخَارِيّ فِي عدَّة أَمَاكِن، أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا. وَمَات فَجْأَة بعد أَن عمل فِي يَوْم مَوته الميعاد فِي موضِعين وَذَلِكَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء غرَّة ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، وَدفن من الْغَد بمدرسة سودون العجمي من الحبانية وَصلى عَلَيْهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ المستكفي بِاللَّه، قَالَ شَيخنَا وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا. وَكَانَ آخر قَوْله فِي الميعاد يَوْم مَوته من ذكر الله بِلِسَانِهِ وَعرف الله بجناته وَعبد الله بجوارحه وأركانه لم يبرح من مَكَانَهُ حَتَّى يخرج من عصيانه دَعوَاهُم فِيهَا الْآيَة ثمَّ حمل إِلَى منزله وَلم يتَكَلَّم بعْدهَا حَتَّى مَاتَ، وَسَماهُ بَعضهم عبد الرَّحْمَن وَبَعْضهمْ مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا هُنَا.
450 - عبد الرَّحِيم بن حسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الْقسم الْخَطِيب زين الدّين أَبُو الْجُود بن الْبَدْر أبي مُحَمَّد بن الْعَلَاء المشرقي الأَصْل التلعفري المولد الدِّمَشْقِي الدَّار والوفاة الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر ووالد الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي ووالده أَيْضا وَيعرف بِابْن المحوجب بِضَم الْمِيم ثمَّ حاء مُهْملَة مَفْتُوحَة بعْدهَا وَاو ثمَّ جِيم مَكْسُورَة وموحدة. ولد سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن(4/170)
الشرائحي وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ إدامة التِّلَاوَة والتهجد وَالصَّدَََقَة وَسُرْعَة الدمعه وَكَثْرَة الْبكاء وَقد خطب بمصلى الْعِيدَيْنِ من دمشق وَأخذ عَنهُ الشهَاب اللبودي.
مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين بِدِمَشْق بعد أَن عرض لَهُ الفالج قبيل سنة وَدفن بالقبيبات عِنْد أَخِيه وأبيهما جور التقي الحصني رَحِمهم الله وإيانا.
451 - عبد الرَّحِيم بن حسن بن قَاسم الزين الْقُدسِي رَفِيق إِبْرَاهِيم بن إِسْحَق العينوسي / فِي الشَّهَادَة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي رَجَب سنة خمس وَسِتِّينَ.)
عبد الرَّحِيم بن أبي الْحسن سبط الشَّمْس بن النقاش /. فِي ابْن عَليّ.
452 - عبد الرَّحِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم الزين أَبُو الْفضل الْكرْدِي الرازناني الأَصْل المهراني الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَالِد الْوَلِيّ أَحْمد وَجُوَيْرِية وَزَيْنَب وَيعرف بالعراقي. / قَالَ وَلَده انتسابا لعراق الْعَرَب وَهُوَ الْقطر الْأَعَمّ والافهو كردِي الأَصْل أَقَامَ سلفه ببلدة من أَعمال اربل يُقَال لَهَا رازنان وَلَهُم هُنَاكَ مآثر ومناقب إِلَى أَن تحول وَالِده لمصر وَهُوَ صَغِير مَعَ بعض أقربائه فاختص بالشيخ الشريف تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن حجون القناوي الشَّافِعِي شيخ خانقاه رسْلَان بمنشية المهراني على شاطىء النّيل بَين مصر والقاهرة ولازم خدمته ورزقه الله قرينَة صَالِحَة عابدة صابرة قانعة مجتهدة فِي أَنْوَاع القربات فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن بشره الْمشَار إِلَيْهِ بِهِ وَأمره بتسميته باسم جده الْأَعْلَى أحد المعتقدين بِمصْر، وَذَلِكَ فِي حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة بالمنشية الْمَذْكُورَة، وتكرر إِحْضَار أَبِيه بِهِ إِلَى التقي فَكَانَ يلاطفه ويكرمه وعادت بركته عَلَيْهِ، وَكَذَا أسمعهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ من الْأَمِير سنجر الجاولي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين الاخنائي الْمَالِكِي وَغَيرهمَا من ذَوي الْمجَالِس الشهيرة مِمَّا لَيْسَ فِي الْعُلُوّ بِذَاكَ وَلكنه كَانَ يتَوَقَّع وجود حُضُور لَهُ على التقي الْمشَار إِلَيْهِ لكَونه كَانَ كثير الْكَوْن عِنْده مَعَ أَبِيه وَكَانَ أهل الحَدِيث يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ للسماع مَعَه لعلو سَنَده فَإِنَّهُ سمع من أَصْحَاب السلَفِي فَلم يظفر بذلك، وَلَو كَانَ أَبوهُ مِمَّن لَهُ عناية لأدرك بولده السماع من مثل يحيى بن الْمصْرِيّ آخر من روى حَدِيث السلَفِي عَالِيا بالاجازة، نعم أسمع بعد عَليّ ابْن شَاهد الْجَيْش وَابْن عبد الْهَادِي وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن ثَمَان والتنبيه وَأكْثر الْحَاوِي وَكَانَ رام حفظ جَمِيعه فِي شهر فمل بعد إثني عشر يَوْمًا وعد ذَلِك فِي كرامات الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ فَإِنَّهُ لما استشاره فِيهِ قَالَ انه غير مُمكن فَقَالَ لَا بُد لي مِنْهُ فَقَالَ افْعَل مَا بدا لَك وَلَكِنَّك لَا تتمه وَكَذَا حفظ الالمام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَكَانَ(4/171)
رُبمَا حفظ مِنْهُ فِي الْيَوْم أَرْبَعمِائَة سطر إِلَى غير ذَلِك من المحافيظ ولازم الشُّيُوخ فِي الدِّرَايَة فَكَانَ أول شَيْء اشْتغل بِهِ الْقرَاءَات وَكَانَ من شُيُوخه فِيهَا نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد الْملك بن سمعون أحد القدماء وَلذَا كَانَ التقي السُّبْكِيّ يسْتَدلّ بِأخذ صَاحب التَّرْجَمَة عَنهُ على قدم اشْتِغَاله والبرهان الرَّشِيدِيّ والسراج الدمنهوري والشهاب السمين وَمَعَ ذَلِك فَلم يَتَيَسَّر لَهُ إِكْمَال الْقرَاءَات السَّبْعَة إِلَّا على التقي الوَاسِطِيّ فِي إِحْدَى مجاوراته بِمَكَّة)
وَنظر فِي الْفِقْه وأصوله فَحَضَرَ فِي الْفِقْه دروس ابْن عَدْلَانِ ولازم الْعِمَاد مُحَمَّد بن إِسْحَق البلبيسي وَالْجمال الاسنوي وَعنهُ وَعَن الشَّمْس بن اللبان أَخذ الاصول وَتقدم فيهمَا بِحَيْثُ كَانَ الاسنوي يثني على فهمه ويستحسن كَلَامه فِي الاصول ويصغي لمباحثه فِيهِ وَيَقُول إِن ذهنه صَحِيح لَا يقبل الْخَطَأ، وَفِي أثْنَاء ذَلِك أقبل على علم الحَدِيث بِإِشَارَة الْعِزّ بن جمَاعَة فَإِنَّهُ قَالَ لَهُ وَقد رَآهُ متوغلا فِي الْقرَاءَات: إِنَّه علم كثير التَّعَب قَلِيل الجدوى وَأَنت متوقد الذِّهْن فاصرف همتك إِلَى الحَدِيث، فَأَخذه بِالْقَاهِرَةِ عَن الْعَلَاء التركماني الْحَنَفِيّ وَبِه تخرج وَعَلِيهِ انْتفع وَبَيت الْمُقَدّس وبمكة عَن الصّلاح العلائي وبالشام عَن التقي السُّبْكِيّ وَزَاد تفننا باجتماعه بهما وَأكْثر فِيهَا وَفِي غَيرهَا من الْبِلَاد كالحجاز عَن شيوخها فَمن شُيُوخه بِالْقَاهِرَةِ الْمَيْدُومِيُّ وَهُوَ من أَعلَى شُيُوخه سندا وَلَيْسَ عِنْده من أَصْحَاب النجيب غَيره وَبِذَلِك اسْتدلَّ شَيخنَا على تراخي جده فِي الطّلب عَن سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين الَّتِي كَانَ ابْتِدَاء قِرَاءَته فِيهَا عشر سِنِين لِأَنَّهُ لَو اسْتمرّ من الأوان الأول لأدرك جمعا من أَصْحَاب النجيب وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن علاق وَغَيرهم وَكَذَا من شُيُوخه بهَا أَبُو الْقسم بن سيد النَّاس أَخُو الْحَافِظ فتح الدّين وناصر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الايوبي بن الْمُلُوك وبمصر ابْن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز القطرواني وبمكة أَحْمد بن قَاسم الحراري والفقيه خَلِيل إِمَام الْمَالِكِيَّة بهَا وبالمدينة الْعَفِيف المطري وببيت الْمُقَدّس العلائي وبالخليل خَلِيل بن عِيسَى القيمري وبدمشق ابْن الخباز وبصالحيتها ابْن قيم الضيائية والشهاب المرداوي وبحلب سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن المطوع وَالْجمال إِبْرَاهِيم ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي آخَرين بِهَذِهِ الْبِلَاد وَغَيرهَا كاسكندرية وبعلبك وحماة وحمص وصفد وطرابلس وغزة ونابلس وَتَمام سِتَّة وَثَلَاثِينَ بِحَيْثُ أفرد البلدانيات بالتخريج ورام البروز لبَعض الضواحي وَمَعَهُ بعض المسندين من شُيُوخ شَيخنَا ليكملها أَرْبَعِينَ فَمَا تيَسّر بل كَانَ هم حِين اشْتِغَاله فِي الْقرَاءَات بالتوجه لأبي حَيَّان فصده عَن ذَلِك حسن قَصده، وَكَذَا هم بالرحلة لكل من تونس لسَمَاع الْمُوَطَّأ(4/172)
على خطيب جَامع الزيتونة وبغداد فَلم يقدر هَذَا مَعَ انه مكث من رحلته إِلَى الشَّام سنة أَربع وَخمسين لم تخل لَهُ سنة غَالِبا من الرحلة إِمَّا فِي الحَدِيث أَو الْحَج. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اشْتغل بالعلوم وَأحب الحَدِيث لَكِن لم يكن لَهُ من يُخرجهُ عَن طَريقَة أهل الاسناد، وَكَانَ قد لهج بتخريج أَحَادِيث الاحياء وَله من الْعُمر نَحْو الْعشْرين يَعْنِي سنة خمس وَأَرْبَعين، وَذكر فِي شَرحه للألفية أَن الْمُحدث أَبَا مَحْمُود الْمَقْدِسِي سمع مِنْهُ شَيْئا فِي تِلْكَ السّنة)
ثمَّ نبهه الْعِزّ بن جمَاعَة لما رأى من حرصه على الحَدِيث وَجمعه على طَريقَة أَهله فحبب الله لَهُ ذَلِك ولازمه وأكب عَلَيْهِ من سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين حَتَّى غلب عَلَيْهِ وتوغل فِيهِ بِحَيْثُ صَار لَا يعرف إِلَّا بِهِ وانصرفت أوقاته فِيهِ وَتقدم فِيهِ بِحَيْثُ كَانَ شُيُوخ عصره يبالغون فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ بالمعرفة كالسبكي والعلائي وَابْن جمَاعَة وَابْن كثير وَغَيرهم يَعْنِي كالاسنائي فَإِنَّهُ وَصفه بصاحبنا حَافظ الْوَقْت وَنقل عَنهُ فِي الْمُهِمَّات وَغَيرهَا وترجمه فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَلم يذكر فِيهَا من الاحياء سواهُ وَكَذَا صرح ابْن كثير باستفادته مِنْهُ تَخْرِيج شَيْء وقف على الْمُحدثين وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا، وَذكر فِي شَرحه للألفية انه سَمعه مِنْهُ حَدِيثا من مشيخة قَاضِي المرستان بل امْتنع السُّبْكِيّ حِين قدومه الْقَاهِرَة سنة وَفَاته من التحديث إِلَّا بِحَضْرَتِهِ وَقَالَ الْعِزّ بن جمَاعَة كل من يدعى الحَدِيث بالديار المصرية سواهُ فَهُوَ مُدع، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا عِنْدِي مِنْهُ الْكثير فِي كَلَام وَلَده وَغَيره، وتصدى للتخريج والتصنيف والتدريس والافادة فَكَانَ من تخاريجه فهرست مرويات الْبَيَانِي ومشيخة التّونسِيّ وَابْن الْقَارِي وذيل مشيخة القلانسي وتساعيات للميدومي وعشاريات لنَفسِهِ وَتَخْرِيج الاحياء فِي كَبِير ومتوسط وصغير وَهُوَ المتداول سَمَّاهُ الْمُغنِي عَن حمل الاسفار فِي الاسفار فِي تَخْرِيج مَا فِي الاحياء من الْأَخْبَار، وَمن تصانيفه الألفية فِي عُلُوم الحَدِيث وَفِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَفِي غَرِيب الْقُرْآن وَشرح الأولى وَكتب على أَصْلهَا ابْن الصّلاح نكتا وَكَذَا نظم الاقتراح لِابْنِ دَقِيق الْعِيد وَعمل فِي الْمَرَاسِيل كتابا وَهُوَ من أَوَاخِر مَا جمعه وتقريب الاسانيد وترتيب المسانيد فِي الْأَحْكَام وَاخْتَصَرَهُ وَشرح مِنْهُ قِطْعَة نَحْو مجدل لطيف وَكَذَا أكمل شرح التِّرْمِذِيّ لِابْنِ سيد النَّاس فَكتب مِنْهُ تسع مجلدات وَلم يكمل أَيْضا، وَفِي الْفِقْه الِاسْتِعَاذَة بِالْوَاحِدِ من إِقَامَة جمعتين فِي مَكَان وَاحِد وتاريخ تَحْرِيم الرِّبَا وتكملة شرح الْمُهَذّب للنووي بنى على كِتَابَة شَيْخه السُّبْكِيّ فَكتب أَمَاكِن واستدراك على الْمُهِمَّات للاسنوي وَسَماهُ تتمات الْمُهِمَّات وَفِي الاصول نظم منهاج الْبَيْضَاوِيّ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا عِنْدِي مِنْهُ الْكثير من المختصرات وسمى وَلَده فِي تَرْجَمته للَّتِي أفردها مِنْهَا جملَة(4/173)
وَمن الْغَرِيب قَول الْبُرْهَان الْحلَبِي إِنَّه خرج لنَفسِهِ معجما، وَمَا وقف شَيخنَا عَلَيْهِ وَكَذَا وَمَا قفت عَلَيْهِ وَولي التدريس للمحدثين بأماكن مِنْهَا دَار الحَدِيث الكاملية والظاهرية الْقَدِيمَة والقراسنقورية وجامع ابْن طولون وللفقهاء بالفاضلية وَغَيرهَا لَهما، وَحج مرَارًا وجاور بالحرمين وَحدث فيهمَا بالكثير بل وأملى عشارياته بِالْمَدِينَةِ وسافر مرّة لِلْحَجِّ فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ هُوَ وَجَمِيع عِيَاله وَمِنْهُم)
وَلَده الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة وَابْن عَمه الْبُرْهَان أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن فرافقهم الشهَاب بن النَّقِيب وبدءوا بِالْمَدِينَةِ فأقاموا بهَا عدَّة أشهر ثمَّ خَرجُوا إِلَى مَكَّة وَكتب الشهَاب حِينَئِذٍ ألفيته الحديثية بِخَطِّهِ وَحضر تدريسها عِنْده، وَولي قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وخطابتها وإمامتها فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد صرف الْمُحب أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري وَنَقله لقَضَاء مَكَّة وَاسْتقر عوض صَاحب التَّرْجَمَة فِي تدريس الحَدِيث بالكاملية السراج بن الملقن مَعَ كَونه كَانَ قد استناب وَلَده فِيهِ وَلَكِن قدم الْمَذْكُور لشيخوخته ونازعه الْوَلِيّ فِي ذَلِك وَأطَال التَّكَلُّم إِلَى أَن كَفه البُلْقِينِيّ والابناسي بتوسل السراج بهما فِي ذَلِك ثمَّ صرف الزين عَن الْقَضَاء وَمَا مَعَه بعد مُضِيّ ثَلَاث سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشر شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين بالشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الدِّمَشْقِي السلاوي، وَشرع فِي الاملاء بِالْقَاهِرَةِ من سنة خمس وَتِسْعين فأملى أَرْبَعمِائَة مجْلِس وَسِتَّة عشر مَجْلِسا فأولا أَشْيَاء نثريات ثمَّ تَخْرِيج أربعي النَّوَوِيّ ثمَّ مستخرجا على مُسْتَدْرك الْحَاكِم كتب مِنْهُ قدر مجيلدة إِلَى أثْنَاء كتاب الصَّلَاة فِي نَحْو ثلثمِائة مجْلِس أَولهَا السَّادِس عشر بعد الْمِائَة وَلَكِن تخللها يسير فِي غَيره ثمَّ لما كبر وتعب وصعب عَلَيْهِ التَّخْرِيج استروح إِلَى إملاء غير ذَلِك مِمَّا خرجه لَهُ شَيخنَا أَو مِمَّا لَا يحْتَاج لكبير تَعب فَكَانَ من ذَلِك فِيمَا يتَعَلَّق بطول الْعُمر وَأنْشد فِي آخِره قَوْله من أَبْيَات تزيد على عشْرين بَيْتا:
(بلغت فِي ذَا الْيَوْم سنّ الْهَرم ... تهدم الْعُمر كسيل العرم)
وَآخر مَا أملاه كَانَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة لما توقف النّيل وشرق أَكثر بِلَاد مصر وَوَقع الغلاء المفرط وَختم الْمجْلس بقصيدة أَولهَا:
(أَقُول لم يشكو توقف نيلنا ... سل الله يمدده بِفضل وتأييد)
يَقُول فِي آخرهَا:
(وَأَنت فغفار الذُّنُوب وساتر ال ... عُيُوب وكشاف الكروب إِذا نُودي)
وَصلى بِالنَّاسِ صَلَاة الاسْتِسْقَاء وخطب خطْبَة بليغة فَرَأَوْا الْبركَة بعد ذَلِك من كَثْرَة الشَّيْء ووجوده مَعَ غلائه وَمَعَ تمشية أَحْوَال الباعة بعد اشتداد الْأَمر جدا وَجَاء النّيل فِي(4/174)
تِلْكَ السّنة عَالِيا بِحَمْد الله تَعَالَى، وَكَانَ الْمُسْتَمْلِي وَلَده وَرُبمَا استملى الْبُرْهَان الْحلَبِي أَو شَيخنَا أَو الْفَخر الْبرمَاوِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ يُمْلِيهَا من حفظه متقنة مهذبة محررة كَثِيرَة الْفَوَائِد)
الحديثية وَحكى رَفِيقه الْحَافِظ الهيثمي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام عَن يَمِينه وَصَاحب التَّرْجَمَة عَن يسَاره، قَالَ شَيخنَا وَكَانَ منور الشيبة جميل الصُّورَة كثير الْوَقار نزر الْكَلَام طارحا للتكلف ضيق الْعَيْش شَدِيد التوقي فِي الطَّهَارَة لَا يعْتَمد الا على نَفسه أَو على الهيثمي الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ رَفِيقه وصهره لطيف المزاج سليم الصَّدْر كثير الْحيَاء قل أَن يواجه أحدا بِمَا يكرههُ وَلَو آذاه متواضعا منجمعا حسن النادرة والفكاهة قَالَ وَقد لازمته مُدَّة فَلم أره ترك قيام اللَّيْل بل صَار لَهُ كالمألوف وَإِذا صلى الصُّبْح اسْتمرّ غَالِبا فِي مَجْلِسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة تاليا ذَاكِرًا إِلَى أَن تطلع الشَّمْس ويتطوع بصياع ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر وَسِتَّة شَوَّال كثير التِّلَاوَة إِذا ركب. قَالَ وَقد أَنْجَب وَلَده الْوَلِيّ أَحْمد ورزق السَّعَادَة فِي رَفِيقه الهيثمي قَالَ وَلَيْسَ العيان فِي ذَلِك كالخبر، وَقَالَ فِي صدر اسئلة لَهُ سَأَلت سيدنَا وقدوتنا ومعلمنا ومفيدنا ومخرجنا شيخ الاسلام أوحد الاعلام حَسَنَة الْأَيَّام حَافظ الْوَقْت فلَانا وَفِي أنبائه إِنَّه صَار المنظور إِلَيْهِ فِي هَذَا الْفَنّ من زمن الأسبائي وهلم جرا قَالَ وَلم نر فِي هَذَا الْفَنّ أتقن مِنْهُ وَعَلِيهِ يخرج غَالب أهل عصره وَمن أخصهم بِهِ شَيخنَا صهره الهيثمي وَهُوَ الَّذِي دربه وَعلمه كَيْفيَّة التَّخْرِيج والتصنيف بل كَانَ هُوَ الَّذِي يعْمل لَهُ خطب كتبه ويسميها لَهُ وَصَارَ الهيثمي لشدَّة ممارسته أَكثر استحضارا للمتون من شَيْخه حَتَّى يظنّ من لَا خبْرَة لَهُ إِنَّه أحفظ مِنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَن الْحِفْظ الْمعرفَة قَالَ وَقد لازمته عشر سِنِين سوى مَا تخللها من الرحلات، وَكَذَا لَازمه الْبُرْهَان الْحلَبِي نَحوا من عشر سِنِين وَقَالَ أَيْضا لم أر أعلم بصناعة الحَدِيث مِنْهُ وَبِه تخرجت وَقد أَخْبرنِي إِنَّه عمل تَخْرِيج أَحَادِيث الْبَيْضَاوِيّ بَين الظّهْر وَالْعصر، وَكَانَ كثير الْحيَاء وَالْعلم والتواضع محافظا على الطَّهَارَة نقي الْعرض وافر الْجَلالَة والمهابة على طَرِيق السّلف غَالب أوقاته فِي تصنيف أَو إسماع مَعَ الدّين والأوراد وإدامة الصَّوْم وَقيام اللَّيْل كريم الْأَخْلَاق حسن الشّرف وَالْأَدب والشكل ظَاهر الْوَضَاءَة كَأَن وَجهه مِصْبَاح وَمن رَآهُ عرف أَنه رجل صَالح، قَالَ وَكَانَ عَالما بالنحو واللغة والغريب والقراءات والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله غير إِنَّه غلب عَلَيْهِ فن الحَدِيث فاشتهر بِهِ وَانْفَرَدَ بالمعرفة فِيهِ مَعَ الْعُلُوّ قَالَ ودهنه فِي غَايَة الصِّحَّة وَنَقله نقر فِي(4/175)
حجر، قَالَ وَكَانَ كثير الْكتب والأجزاء لم أر عِنْد أحد بِالْقَاهِرَةِ أَكثر من كتبه وأجزائه وَيُقَال إِن ابْن الملقن كَانَ أَكثر كتبا مِنْهُ وَابْن الْمُحب كَانَ أَكثر أجزاءا مِنْهُ، قَالَ وَله نظم وسط وقصائد حسان ومحاسنه كَثِيرَة، وَذكره ابْن الْجَزرِي)
فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: حَافظ الديار المصرية ومحدثها وشيخها. وَقَالَ فِي خطْبَة عشارياته: وَكَانَ بعض شُيُوخنَا من كبار الْحفاظ رَحِمهم الله قد جمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا عشارية الاسناد وَلم يكن فِي عصره أَعلَى مِنْهُ فِي أقطار الْبِلَاد فَرَأَيْت أَن اقتدي بِهِ فِي ذَلِك لِأَنِّي لَهُ فِي كبار شُيُوخه مُوَافق ومشارك فَصَاحب التَّرْجَمَة هُوَ الْمَعْنى بالاشارة، بل قَالَ فِي كِتَابه فِي عُلُوم الحَدِيث فِي الوفيات وَقد ختم بهَا الْكتاب آخر حفاظ الحَدِيث وممليه وجامع أَنْوَاع والمؤلف فِيهِ وَبِه ختم أَئِمَّة هَذَا الْعلم وَبِه ختمت الْكتاب وَالله الْمُوفق للصَّوَاب وَقد قلت لما بلغتني وَفَاته وَإنَّهُ بسمرقند:
(رَحْمَة الله للعراقي تترى ... حَافظ الأَرْض حبرها بِاتِّفَاق)
(إِنَّنِي مقسم ألية صدق ... لم يكن فِي الْبِلَاد مثل الْعِرَاقِيّ)
وكتبت إِلَى وَلَده الْعَلامَة ولي الدّين أبي زرْعَة أَحْمد وَهُوَ أفضل من قَامَ بعد أَبِيه وَمن لَا نعلم فِي هَذَا الْوَقْت لَهُ شَبيه وَهُوَ بالديار المصرية أبقاه الله للاسلام، وَفِيه أحسن تورية وألطف إِبْهَام:
(ولي الْعلم صبرا على فقد وَالِد ... رءوف رَحِيم للورى خير مُؤَمل)
(إِذا فقد النَّاس الْعِرَاقِيّ حَافِظًا ... إِمَام هدى حبرًا فَأَنت لَهُم ولي)
وَقَالَ التقي الفاسي فِي ذيل التَّقْيِيد كَانَ حَافِظًا متقنا عَارِفًا بفنون الحَدِيث وَالْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك كثير الْفَضَائِل والمحاسن متواضعا ظريفا، ومسموعاته وشيوخه فِي غَايَة الْكَثْرَة وَأخذ عَنهُ عُلَمَاء الديار المصرية وَغَيرهم وأثنوا على فضائله وَأخذت عَنهُ الْكثير بِقِرَاءَتِي وسماعا وَبعد انْصِرَافه من الْمَدِينَة أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مشتغلا بالتصنيف والافادة والاسماع حَتَّى مضى لسبيله مَحْمُودًا، وَقَالَ الصّلاح الأقفهسي فِي مُعْجم الْحَافِظ الْجمال بن ظهيرة وكل مِنْهُمَا مِمَّن أَخذ عَنهُ دراية وَرِوَايَة وبرع فِي الحَدِيث متْنا وإسنادا وشارك فِي الْفَضَائِل وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ بالديار المصرية وَغَيرهَا بِالْحِفْظِ والاتقان والمعرفة مَعَ الدّين والصيانة والورع والعفاف والتواضع والمروءة وَالْعِبَادَة ومحاسنه كَثِيرَة وَقد رَأَيْت الأقفهسي مدحه بقصيدة أَولهَا:
(حَدِيث وجدي فِي هواكم قديم ... وَالصَّبْر ناء واشتياقي مُقيم)
وَكَذَا مدحه بالنظم غير وَاحِد وترجمته مُحْتَملَة للبسط وَهُوَ مترجم فِي عدَّة(4/176)
معاجم وَفِي الْقُرَّاء والحفاظ وَالْفُقَهَاء والرواة والمصريين وَكَذَا تَرْجَمته فِي الْمَدَنِيين، وَقَالَ المقريزي فِي السلوك)
شيخ الحَدِيث انْتَهَت إِلَيْهِ رياسته وَلم يزدْ، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة وَذكر لنا إِنَّه كَانَ معتدل الْقَامَة إِلَى الطول أقرب كث اللِّحْيَة يصدع بِكَلَامِهِ أَرْبَاب الشَّوْكَة لَا يهاب سُلْطَانا فضلا عَن غَيره، وفيمن أخذت عَنهُ خلق مِمَّن أَخذ عَنهُ رِوَايَة ودراية أَجلهم شَيخنَا ثمَّ مستمليه والشرف المراغي والعز بن الْفُرَات والشهاب الحناوي والْعَلَاء القلقشندي وَتَأَخر من روى عَنهُ بِالسَّمَاعِ إِلَى بعد الثَّمَانِينَ بِقَلِيل وبالاجازة زَيْنَب الشوبكية وَكَانَ لِلْأُمَرَاءِ فِي أَوَاخِر ذَاك الْقرن اعتناء بالعلماء فَكَانَ لكل أَمِير عَالم بِالْحَدِيثِ يسمع النَّاس وَيَدْعُو النَّاس للسماع فاتفق أَن الْجلَال عبيد الله الأردبيلي وَالِد الْبَدْر بن عبيد الله أحد مشاهير الْحَنَفِيَّة كَانَ مِمَّن يتَرَدَّد لنوروز بِسَبَب اسماع الحَدِيث عِنْده فَقيل لَهُ إِن شيخ الحَدِيث هُوَ الْعِرَاقِيّ فاستدعى بِهِ فَلَمَّا حضر قَالَ عبيد الله مرسومكم قد حصل الِاسْتِغْنَاء فَقَالَ بل كونا مَعًا وَالظَّاهِر إِن الْعِرَاقِيّ ترك المجئ من ثمَّ فَإِن أميره كَانَ إِمَّا أيتمش صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب الْوَزير أَو يشبك الناصري الْكَبِير فقد حكى لنا الْمُحب ابْن الْأَشْقَر أَنه سمع على الْعِرَاقِيّ كلا الصَّحِيحَيْنِ بمجلسه وَإِن الشَّيْخ لم يكن يجلس إِلَّا على طَهَارَة فَكَانَ إِذا أحدث قطع الْقَارئ الْقِرَاءَة حَتَّى يتَوَضَّأ وَلَا يسمح بِالْمَشْيِ على بِسَاط الْأَمِير بِدُونِ حَائِل انْتهى. وَيحْتَمل أسماعه عِنْد الْجَمِيع. مَاتَ عقب خُرُوجه من الْحمام فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء من شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربتهم خَارج بَاب البرقية وَكَانَت جنَازَته مَشْهُورَة وَقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الذَّهَبِيّ، وَمَات وَله احدى وَثَمَانُونَ سنة وَربع سنة نَظِير عمر السراج البُلْقِينِيّ، قَالَ شَيخنَا وَفِي ذَلِك أَقُول فِي المرثية:
(لَا يَنْقَضِي عجبي من وفْق عمرهما ... الْعَام كالعام حَتَّى الشَّهْر كالشهر)
(عاشا ثَمَانِينَ عَاما بعده سنة ... وَربع عَام سوى نقص لمعتبر)
وأشير بذلك إِلَى أَنَّهُمَا لم يكملا الرّبع بل ينقص أَيَّامًا قَالَ وَقد أَلممْت برثائه فِي الرائية الَّتِي رثيت بهَا البُلْقِينِيّ يَعْنِي وَسبق مِنْهَا مَا تقدم وخصصته بمرثية قافية وساقها أَولهَا:
(مصاب لم ينفس للخناق ... أصار الدمع جارا للأماقي)
(فروض الْعلم بعد الزهو ذاو ... وروح الْفضل قد بلغ التراقي)
وَمن نظمه مِمَّا سبقه لمعناه الذَّهَبِيّ:
(إِذا قَرَأَ الحَدِيث على شخص ... وأمل ميتتي ليروج بعدِي)
(فَمَاذَا مِنْهُ انصاف لِأَنِّي ... أُرِيد بَقَاءَهُ وَيُرِيد فقدي)(4/177)
)
وَمِنْه مِمَّا سبق أَيْضا لنحوه:
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِمصْر فَفِيهَا من أحب نزُول)
(وَهل أردن يَوْمًا موارد نيلها ... وَهل يبدون لي رَوْضَة ونخيل)
وَقَوله فِي الْعشْرَة الْمَشْهُود لَهُم بِالْجنَّةِ:
(وَأفضل أَصْحَاب النَّبِي مكانة ... ومنزلة من بشروا بجنان)
(سعيد زبير سعد عُثْمَان عَامر ... عَليّ ابْن عَوْف طَلْحَة الْعمرَان)
وَقَوله ناسجا على منوال أحد الْمُحدثين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد السنجاري مِمَّا كتب بِهِ إِلَى الْكَمَال الشمني بعد موت شيخهما التَّاج بن مُوسَى السكندري المتوفي بهَا سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة:
(فِي عَام تسعين بعد سبع ميء ... ثمَّ ثَمَان تعد بالضبط)
(لم يبْق بالثغر من يُقَال لَهُ ... حَدثكُمْ وَاحِد عَن السبط)
وَقَوله ناسجا على منوال التقي السُّبْكِيّ دروس أَحْمد خير من دروس أبه البيتان كَمَا قدمتهما فِي الْوَلِيّ أَحْمد، وَفِي أَمَالِيهِ من نظمه الْكثير، قَالَ المقريزي فِي عقوده بعد أَن تَرْجمهُ إِنَّه كَانَ للدنيا بِهِ بهجة ولمصر بِهِ مفخر وَلِلنَّاسِ بِهِ أنس وَلَهُم مِنْهُ فَوَائِد جمة، وَمن فَوَائده قَالَ بت بِجَامِع عَمْرو لَيْلَة سَابِع عشري رَجَب فَأَنْشد سعد الأجذم على المنارة شَيْئا مِنْهُ: مَا كل مرّة تغْضب ترجع نصطلح حَلَفت إِن لم ترجعوا لنغضبن زمَان فَسمع هَذَا شخص فَصَرَخَ صرخة عَظِيمَة فَمَاتَ قَالَ وَصليت عَلَيْهِ ثَانِي يَوْم وَشهِدت جنَازَته رَحمَه الله وايانا ونفعنا ببركاته.
453 - عبد الرَّحِيم بن صَدَقَة بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الزين بن فتح الدّين بن الشّرف المَخْزُومِي الْكرْدِي المحرقي الأَصْل القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو عبد الْقَادِر وَيُونُس / الآتيين وَيعرف بِابْن صَدَقَة. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فاشتغل بِالْعلمِ وتميز وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد من الْمُتَأَخِّرين ولازم الزين زَكَرِيَّا فَعرف بِهِ وأقرأ صغَار الطّلبَة وجاور غير مرّة بالحرمين مِنْهَا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَكَانَ مَعَه ابْنه أَبُو الْفَتْح فَكَانَ الْوَلَد يركب الْكُرْسِيّ للعامة ثمَّ رجعا وتخلفا فِي الينبوع ليركبا الْبَحْر لمزيد شدَّة وَعجز قبل ذَلِك مَعَ تدين وَسُكُون وفاقة وَهُوَ مِمَّن تردد إِلَى هُنَا وبمكة وَنعم الرجل.
454 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن حسن بن دَاوُد بن سَالم بن معالي الْبَدْر أَبُو الْفَتْح بن الْمُوفق أبي ذَر بن الشهَاب العباسي الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري(4/178)
الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي أَبوهُ وجده والآتي أَخُوهُ المحيوي مُحَمَّد. ولد فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع وألفية ابْن مَالك وَالتَّلْخِيص وَقطعَة من الْمطَالع، وَعرض على الْأمين الاقصرائي والكافياجي والزين قَاسم وَابْن الشّحْنَة الحنفيين والعز الْحَنْبَلِيّ والبرهان بن ظهيرة حِين كَانَ بِالْقَاهِرَةِ وَآخَرين، وَسمع عَليّ الشاوي وَعبد الصَّمد الهرستاني والقطب الخيضري وسافر إِلَى الشَّام فَأخذ فِي الْفِقْه والأصلين عَن الْمُحب البصروي ولازمه بِحَيْثُ أوصى لَهُ عِنْد مَوته بتصانيفه، وَكَذَا أَخذ فِي الْأَصْلَيْنِ مَعَ الْعَرَبيَّة والمنطق وَالْعرُوض عَن الشّرف بن عيد وبرع فِيمَا بَلغنِي ودرس بالناصرية والظاهرية والعذراوية وَكَانَ اجلاسه فِي أَولهَا حافلا، وَجمع تَارِيخا لقضاة دمشق لم يكمل، وَكَذَا شرع فِي شرح لألفية ابْن مَالك، وتعفف عَن الولايات ثمَّ ولي كِتَابَة سر دمشق فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وانفصل عَنْهَا فِي سنة خمس بالأسلمي سَلامَة الملقب محب الدّين بعد المجئ بِهَذَا من معتقله بقلعة دمشق وإهانة الأتابك لَهُ لدين لَهُ عَلَيْهِ مِمَّا لم يسهل بكثيرين سِيمَا الْملك بِحَيْثُ أرسل اميرآخور فَأَخذه من بَيته، ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده ثمَّ قدم مِنْهَا فِي الركب الشَّامي سنة سبع وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا ولقيني فِيهَا.
455 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد معِين الدّين بن صفي الدّين بن شهَاب الدّين الْحُسَيْنِي البمي الْكرْمَانِي الشَّافِعِي /. مِمَّن سمع مني وَعلي أَشْيَاء بِمَكَّة، وكتبت لَهُ اجازة فِي كراسة وسافر إِلَى بِلَاده.
456 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد الزين بن الْمجد بن الجيعان آخر إخْوَته /. ولد وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واعتنى كأقربائه بِالْمُبَاشرَةِ وَصَارَ الْمُتَكَلّم فِي البيبرسية ومدرسة أَبِيه الْمُجَاورَة لبيتهم، وَحج وصاهره التقي ابْن الرسام ثمَّ الشهَاب بن الفرفور ثمَّ حفيد عَمه التَّاج بن عبد الْغَنِيّ وَاحِدًا بعد آخر على ابْنَته، وتوالت عَلَيْهِ أمراض متنوعة، ودام انْقِطَاعه بهَا مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَتِسْعين وَمَا رَأَيْت فِي مستحقي مدرستهم من يحمده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
457 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَافِي بن عبد الرَّحِيم بن عِيسَى بن شرف الصميدي بِمُهْملَة مصغر ثمَّ الصَّالِحِي محتسبها الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي /. ولد فِي خَامِس عشري رَمَضَان سنة احدى وَسِتِّينَ)
وَسَبْعمائة، وَسمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت وعَلى مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الأول من انتخاب السلَفِي من أصُول جَعْفَر السراج(4/179)
قَالَا أخبرنَا بِهِ التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَيحيى بن سعد قَالَ الثَّانِي حضورا عَلَيْهِمَا فِي الثَّالِثَة وَقَالَ الأول حضورا على أَولهمَا وسماعا على الثَّانِي كِلَاهُمَا عَن جَعْفَر الهمذاني قَالَ التقي سَمَاعا بِسَنَدِهِ وعَلى أبي الهول الْجَزرِي وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وقريبه الْعَلَاء عَليّ بن الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن بن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن عبد الله بن أَحْمد بن أبي رَاجِح ورسلان بن أَحْمد الذَّهَبِيّ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن والشهاب أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْحسن ابْن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَفرج عَتيق الشّرف عبد الله بن الْحسن الحافظي جُزْء أبي الجهم بسماعهم لَهُ على الْحجاز زَاد أَبُو الهول وعَلى التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَزَاد هُوَ وَابْن دَاوُد وعَلى أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَزَاد ابْن دَاوُد وَابْن أبي رَاجِح وَابْن الرَّشِيدِيّ وعَلى يحيى بن مُحَمَّد بن سعد قَالَ الْأَرْبَعَة أخبرنَا بِهِ أَبُو المنجا بن الَّتِي سَمَاعا للأولين وإجازة للآخرين زَاد التقي وَابْن عبد الدَّائِم فَقَالَا وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو عبد الله بن الزبيدِيّ حضورا للتقي وسماعا للْآخر قَالَا أخبرنَا بِهِ أَبُو الْوَقْت بِسَنَدِهِ، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْحِسْبَة بالصالحية أجَاز لي فِي استدعاء مؤرخ بشوال سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَمَات بعد.
458 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْكَرِيم بن نصر الله بن سعد الله بن أبي حَامِد ابْن أبي الطَّاهِر بن عمر بن خَليفَة بن الشَّيْخ الْوَلِيّ أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ الشّرف أَبُو السعادات وَأَبُو الْفَضَائِل بن كريم الدّين أبي المكارم بن كَمَال الدّين أبي عبد الله بن سعد الدّين بن الْخَطِيب جمال الدّين الْقرشِي الْبكْرِيّ الصديقي الجرهي المحتد الشِّيرَازِيّ المولد الشَّافِعِي وَالِد الْعَفِيف مُحَمَّد أبي نعْمَة الله الْآتِي كل مِنْهُمَا وجره بِكَسْر الْجِيم وَالرَّاء كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة حَسْبَمَا قَالَه لي الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين وَكَذَا رَأَيْته بِخَط بعض المتقنين من بِلَادهمْ لَكِن بِزِيَادَة فِي النِّسْبَة حَيْثُ قَالَ الجرهريني، ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث صفر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بشيراز وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سِتّ وَأخذ عَن أَبِيه رِوَايَة ودراية وتفقه بأَخيه الغياث أبي مُحَمَّد بعد الله وأستاذه الْفَخر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي التبريزي صَاحب الْفَخر الجاربردي وبالقوام أبي المحاسن عبد الله بن مَحْمُود بن نجم الشِّيرَازِيّ وَسمع الْكَشَّاف عَليّ القَاضِي)
الْعَضُد وَعَلِيهِ وعَلى القوام والمعمر إِمَام الدّين حَمْزَة بن مُحَمَّد بن أَحْمد التبريزي وَسعد الدّين مُحَمَّد بن مَسْعُود البلياني(4/180)
الكازروني وفريد الدّين عبد الْوَدُود بن دَاوُد بن مُحَمَّد الْوَاعِظ وَالْمجد إِسْمَاعِيل الفالي / الْمَاضِي الشيرازيين سمع عَلَيْهِم الحَدِيث فِي آخَرين من أوائلهم أَبُو الْفتُوح الطاوسي بل حج مَعَه حجَّة الاسلام، وَسمع من إِمَام الدّين عَليّ بن مباركشاه الصديقي الساوي قَدِيما فِي سنة خمسين الصَّحِيح وَغَيره، وارتحل فَأخذ بِمَكَّة عَن العفيفين اليافعي وَيُقَال إِن رِوَايَته عَنهُ بالاجازة والنشاوري والكمال أبي الْفضل النويري وأخيه أبي الْحسن عَليّ والشهاب أَحْمد بن ظهيرة وأخيه الْعَفِيف عبد الله والأمين أبي الْيمن والمحب بن الشهَاب أَحْمد الطَّبَرِيّ وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد ابْن عبد الْمُعْطِي والتقي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الفاسي وَالشَّمْس بن سكر وَالْمجد الفيروزابادي وَأم الْحسن فَاطِمَة ابْنة الْحرَازِي والشرف أبي الرّوح عِيسَى العجلوني وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة بلباسه لَهَا من الشَّمْس مُحَمَّد الخابوري قَالَ عَن السهروردي وَفِيه سقط وَكَذَا لبسهَا من النُّور مُحَمَّد بن عبد الله الْكرْمَانِي عَن الْمجد بن الشهَاب فضل الله التوربشتي عَن وَالِده عَن السهروردي، وَأخذ بِالْمَدِينَةِ عَن الزين الْعِرَاقِيّ الْكثير وببيت الْمُقَدّس عَن الْجلَال عبد الْمُنعم بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ والعفيف عبد الله البسطامي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الندرومي وبدمشق عَن الْحَافِظ أبي بكر ابْن الْمُحب وَأبي الهول الْجَزرِي ورسلان بن أَحْمد الذَّهَبِيّ وناصر الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن خطيب المزة وَيحيى الرَّحبِي وَأحمد ابْن عبد الْغَالِب الماكسيني والأمين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الشهَاب وَطَائِفَة وتلا هُنَاكَ الْقُرْآن مَعَ عرض الشاطبية على أبي الْجُود عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم ابْن السلار الدِّمَشْقِي وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وبمصر عَن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن جمَاعَة وَالْجمال عبد الله الْبَاجِيّ وَعبد اللَّطِيف بن عبد المحسن السُّبْكِيّ ابْن أُخْت التقي وَالْجمال الاميوطي والبلقيني وَابْن الملقن والتنوخي والصدر الْمَنَاوِيّ والحلاوي وَطَائِفَة وببغداد عَن الْكرْمَانِي وَغَيره وَمن شُيُوخه غَازِي بن عبد الله الْمزي أحد أَصْحَاب الْفَخر بن الفخاري، وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ من أَصْبَهَان أَبُو الْفتُوح مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأيسي، وَهُوَ مكثر مسموعا وشيوخا بِالنِّسْبَةِ لأهل ناحيته حَتَّى انه سمع البُخَارِيّ على نَيف وَسبعين شَيخا من قبل الْخمسين إِلَى بعد السّبْعين وصحيح مُسلم على عشرَة فَأكْثر وكمل لَهُ سَماع الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي والدارمي وَغَيرهَا وَذكرت شَيْئا مِنْهَا فِي تَارِيخ)
الْمَدِينَة، وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين حَتَّى انه حج أَكثر من ثَلَاثِينَ مرّة(4/181)
وَحدث بهما وببلاد فَارس بالكثير حَتَّى فِي مرض مَوته، سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ وَلَده الْعَفِيف مُحَمَّد فَقَرَأَ عَلَيْهِ أَشْيَاء وَذكره فِي مشيخته وَبَالغ فِي مدحه والطاووسي وترجمه فَقَالَ كَانَ شَيخا كَبِيرا عَالما ناسكا حج قَرِيبا من خمسين حجَّة وَأكْثر الْمُجَاورَة بالحرمين وَسمع وأسمع سِنِين عديدة وَقَالَ لي أدْركْت من ثلثمِائة شيخ بِالسَّمَاعِ وَالْقِرَاءَة والاجازة بشيراز وَالْعراق ومصر وَالشَّام والحجاز قَالَ وشهرته تغني عَن بسط القَوْل فِيهِ، وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ التقي بن فَهد وابناه وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفرج المراغي سنة إِحْدَى وَعشْرين بالروضة النَّبَوِيَّة فِي المصابيح وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك، وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والتلاوة وَالصِّيَام مَعَ كبر سنه حَرِيصًا على إِيقَاع الْخمس فِي الْجَمَاعَات. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع عشري صفر سنة ثَمَان وَعشْرين ببلادلار، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه كِلَاهُمَا بِاخْتِصَار.
459 - عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ خَلِيل القلعي /. كتب من دمشق على استدعاء مؤرخ بِسنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمَا علمت أمره.
460 - عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام الزين بن الْجمال الْحلَبِي / أحد عدولها. كَانَ رَأْسا فِي الْعَدَالَة وَمَعْرِفَة الشُّرُوط ذكيا ضابطا متقنا عَاقِلا سَاكِنا وصل إِلَى اللاذقية قبل أَن يرحل التتار عَن حلب فَمَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث بِمَدِينَة الشّعْر وَدفن هُنَاكَ. ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا وَقَالَ كَانَ مشكور السِّيرَة فَاضلا أتقن الشُّرُوط وَرَأس فِيهَا.
461 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب الْفَقِيه زين الدّين بن تَاج الدّين الطنتدائي / خَليفَة الْمقَام الأحمدي بهَا. مَاتَ هُنَاكَ فِي صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه ابْن الْمُنِير. عبد الرَّحِيم بن عُثْمَان بن الرومة السيلوني. ذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ.
463 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان زين الدّين أَبُو نعيم بِالتَّصْغِيرِ بن الْعَلَاء أبي الْحسن السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي سبط الشَّمْس أبي أُمَامَة بن النقاش وأخو عبد الرَّحْمَن الْأَصَم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن النقاش /. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتلا لأبي عَمْرو على بعض الْقُرَّاء واشتغل بالفقه والنحو وَالْأَدب على مَشَايِخ أَخِيه بل ذكر أَنه سمع البُخَارِيّ بِبَيْت الْمُقَدّس على أبي الْخَيْر بن العلائي. وَأَجَازَ لَهُ)
الزين الْعِرَاقِيّ وَله نظم كتب عَنهُ البقاعي من نظم طَبِيب كَانَ نَصْرَانِيّا ثمَّ أسلم لغزا فِي أَبَارِيق، وأرخ وَفَاته فِي سنة أَربع وَخمسين أَو الَّتِي قبلهَا وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ(4/182)
وَقَالَ فِي التَّبْلِيغ لَهُ نفع الله بِهِ.
464 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر الزين الطولوني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي / مهندس الْحرم وَيعرف بالمهندس وبابن الْبناء. مَاتَ سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَهُوَ مِمَّن حفظ الْعُمْدَة والمنهاجين وألفية ابْن مَالك واشتغل.
عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحَمَوِيّ الْوَاعِظ. / كَذَا سمى ابْن عزم وَالِده وَصَوَابه عبد الرَّحِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ وَقد مضى.
465 - عبد الرَّحِيم بن غُلَام الله بن مُحَمَّد الزين المنشاوي ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بالمنشاوي. / ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنشية المهراني، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَالْمجْمَع وَالْمُغني فِي أصولهم وألفية ابْن معطي وَابْن مَالك والكافية الشافية وَالتَّلْخِيص وَعرض على الْعَيْنِيّ وَغَيره وتفقه بِابْن الْهمام وَخير الدّين خضر الرُّومِي وَابْن الديري وَالشَّمْس التفهني، وَأخذ فِي الْأُصُول عَن أبي الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ وَحضر فِي الْعَرَبيَّة عِنْد ابْن قديد وجود الْقُرْآن على الشَّمْس الحكري وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير. وناب عَن ابْن الديري فَمن بعده ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَحج وجاور غير مرّة وَسمع هُنَاكَ على أبي الْفَتْح المراغي وبالمدينة على أَخِيه أبي الْفرج بل وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على البوتيجي وَاسْتقر فِي تدريس القانبيهية بعد موت النَّجْم القرمي والماسية بِبَاب القرافة من واقفها وتدريس الْفَرَائِض بالمنجكية لجوهر المنجكي، واختص بتغري بردى ططر وأقرأه وسافر مَعَه حِين تَأمر على الْحَج، وَتردد إِلَى قبل ذَلِك وَبعده وَلما انفق لقَاضِي الْحَنَفِيَّة الْغَزِّي تِلْكَ النَّوَازِل عين للْقَضَاء بدله وَيُقَال أَنه بِقدر معِين وَيكون بَاقِي المعاليم للذخيرة ثمَّ حصل الانثناء عَنهُ بعد كَلَام كثير من عبد الْبر وَنَحْوه وَقرر الأخميمي وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عَاقل درب منجمع متوسط الْفَضِيلَة. وَهُوَ مِمَّن فر وَمَعَهُ ولداه لمَكَّة بحرا حِين طاعون سنة سِتّ وَتِسْعين فدام بهَا حَتَّى مَاتَ.
466 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن صديق التَّاج أَبُو الْيُسْر وَأَبُو الْيمن وَأَبُو الْفضل وَأَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن بن قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس أبي عبد الله بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الامام ظهير الدّين أبي المناقب الطرابلسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق قَاضِي الْحَنَفِيَّة الْأمين أبي نصر عبد الْوَهَّاب ووالد الْمعِين مُحَمَّد / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن الطرابلسي. ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري الْمحرم سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وعرضها على أَئِمَّة واشتغل يَسِيرا وأسمع بِالْقَاهِرَةِ على حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مناع التكريتي(4/183)
الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد وعَلى الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك المسلسل وَاخْتِلَاف الحَدِيث وَالْأَدب الْمُفْرد وعَلى إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الامدي وناصر الدّين أبي الْفَتْح نصر الله ابْن أَحْمد القَاضِي الْحَنْبَلِيّ الشفا وعَلى الصَّدْر مُحَمَّد بن الْعَلَاء عَليّ بن مَنْصُور القَاضِي الْحَنَفِيّ صَحِيح البُخَارِيّ وعَلى التنوخي المسلسل ومسند الدَّارمِيّ وَعبد وجزء أبي الجهم وَأَشْيَاء وَكَذَا سمع المسلسل على الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد الحكار والشرف أبي بكر بن جمَاعَة وعَلى ثَانِيهمَا فَقَط جُزْء البطاقة فِي آخَرين كالصلاح البلبيسي وَالشَّمْس ابْن الخشاب وَابْن الشيخة والسويداوي وبمكة بعد الثَّمَانِينَ على النشاوري الصَّحِيحَيْنِ وعَلى الاميوطي صَحِيح مُسلم فَقَط وعَلى القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد النويري وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين على ابْن صديق موافقات الدَّارمِيّ وعَلى الْمجد اللّغَوِيّ خطْبَة قاموسه وخطبة الْمرقاة الوفية إِلَى طَبَقَات الْحَنَفِيَّة وَإِلَى بَدْء الْوَحْي من شَرحه للْبُخَارِيّ منح الْبَارِي بالسيح الفسيح الْجَارِي وَتَنَاول المجلد الأول مِنْهُ وَجَمِيع المصنفين قبله، وَأَجَازَ لَهُ القيراطي وَابْن رَجَب وَأَبُو الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي وَسعد الله الاسفرائيني والشهاب أَحْمد بن ظهيرة وَآخَرُونَ، وناب عَن أَخِيه فَمن بعده إِلَّا ابْن العديم وَولده فَلم ينب عَنْهُمَا رِعَايَة لِأَخِيهِ. وَولي أَيْضا افتاء دَار الْعدْل والتدريس بالعاشورية وَغَيرهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه يصمم فِي الْأَحْكَام وَلَا يتساهل كَغَيْرِهِ، وأقعد بِأخرَة وحصلت لَهُ رعشة فِي بدنه ثمَّ فلج فحجب وَأقَام كَذَلِك سِنِين حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم عقب الْجُمُعَة ثمَّ دفن بحوش سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا.
467 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الزين أَبُو النَّصْر بن أبي حَامِد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي / الْمَاضِي جده والآتي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن حَامِد. ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسمع على جده وَعم أَبِيه الشَّمْس مُحَمَّد بِقِرَاءَة ابْن فَهد، وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا والبرهان الْحلَبِي وَابْن نَاصِر الدّين وَابْن بردس وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصَّحَابَة وناصر الدّين الفاقوسي والتاج الشرابيشي وَابْن الْفُرَات وَعَائِشَة وَابْنَة الشرائحي فِي آخَرين. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء حادي عشر رَمَضَان سنة تسعين بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن من الْغَد بمقبرة ماملا.
468 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن صَالح بن سعيد الزين والشرف بن الشَّمْس بن التقي القلقشندي ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي سبط الْحَافِظ العلائي / ووالد أَحْمد وَعلي وأخو عبد الرَّحْمَن(4/184)
وَأبي بكر وَيعرف كسلفه بِابْن القلقشندي.
ولد فِي رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل على أَبِيه وَغَيره، وَفضل وتميز حَتَّى صَار عين الشَّافِعِيَّة بِبَلَدِهِ وَسمع بأخباره من جده التقي الصَّحِيح أخبرنَا بِهِ الحجار ووزيرة، وَكَذَا سمع على الزيتاوي وَغَيره، ودرس بأماكن وَولي خطابة الْأَقْصَى شركَة لغيره، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته رَأَيْت خطه على فَتْوَى تدل على كَثْرَة استحضاره وجودة تصرفه قَالَ وَلما سكن الْهَرَوِيّ هُنَاكَ حصل بَينهمَا شرور كَثِيرَة ومرافعات وقوى الْهَرَوِيّ عَلَيْهِ انْتهى. والفتيا الْمشَار إِلَيْهَا كَانَت وَردت فِي سنة سِتّ عشرَة من الرّوم تَتَضَمَّن السُّؤَال عَن أُمُور وَردت من مخلول أَو مَجْنُون وَلَكِن لم أَقف على الْأَجْوِبَة فَأَعْرَضت عَن كتَابَتهَا، وَقد لقِيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة بِبَيْت الْمُقَدّس فَأخذ عَنهُ وَوَصفه بالامام الْعَلامَة شرف الدّين وَكَانَ رَفِيقه فِي الْأَخْذ عَنهُ الْمُوفق الأبي. مَاتَ فِي آخر سنة عشْرين عَن أَزِيد من خمسين سنة وَرَأَيْت من أرخه فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين رَحمَه الله.
469 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صلح الزين الهيثمي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد أبي البركات مُحَمَّد وأخو عبد الله وَعبد الْعَزِيز وَابْن أخي الْحَافِظ النُّور الهيثمي /. لَازم الْعِرَاقِيّ حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ تَخْرِيج الْأَحْيَاء وَغَيره من تصانيفه وَكَذَا لَازم وَلَده الْوَلِيّ بل واستملى عَلَيْهِ أَحْيَانًا وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَسمع أَيْضا على الهيثمي وَغَيره وعَلى وَالِده فِيمَا ظَنّه الزين رضوَان، ولي مشيخة الزمامية بالصحراء وَغير ذَلِك. وَكَانَ فَاضلا تَأَخّر إِلَى بعد الثَّلَاثِينَ رَحمَه الله.
عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / أَظُنهُ ابْن الإِمَام الْآتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ.
470 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن حسن بهاء الدّين خواجة بن القَاضِي الْفَاضِل الشَّمْس بن فَخر الْقُضَاة والأكابر القَاضِي إِمَام الدّين الْمَكِّيّ الأَصْل الاردستاني الشَّافِعِي / تلميذ فضل الله الْآتِي. شَاب فَاضل سمع مني وَعلي بِمَكَّة مَا سَمعه وقرأه شَيْخه الْمشَار إِلَيْهِ وكتبت لَهُ فِي مَجْمُوعه.
471 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بكتمر الزيني بن نَاصِر الدّين ابْن جمال الدّين بن الْأَمِير الْحَاجِب / صَاحب الْمدرسَة وَالدَّار الْمُجَاورَة لَهَا بِبَاب النَّصْر ووالد عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَعبد الله وَألف، وَيعرف كسلفه بِابْن الْحَاجِب من بَيت رياسة وحشمة وَله هُوَ وجاهة متوسطة فِي الدولة. مَاتَ قبيل الْخمسين بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَت لَهُ أَخْبَار جمة فِي الوسواس وتطهير الثِّيَاب والأواني خَارِجَة(4/185)
عَن الْحَد فِيهَا مَا يضْحك مِنْهُ وَتَبعهُ ابْنه وَلَكِن لم يبلغ مبلغه، وَقد تَرْجَمته فِي سنة ثَلَاث وَخمسين من التبر المسبوك.
472 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد الْعِزّ أَبُو مُحَمَّد بن المؤرخ نَاصِر الدّين بن الْعِزّ أبي الْفضل بن الْفُرَات الْمصْرِيّ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الْفُرَات باسم النَّهر من بَيت شهير. ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والبداية فِي الْمَذْهَب وَغَيرهَا وَعرض فِي سنة إِحْدَى وَسبعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة من أَئِمَّة أَرْبَاب الْمذَاهب فَمن أَئِمَّة مذْهبه السراج الْهِنْدِيّ وأكمل الدّين والصدر مُحَمَّد حفيد الْعَلَاء بن التركماني وَالشَّمْس الطرابلسي وَأَبُو بكر بن التَّاجِر وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الصَّائِغ وَمُحَمّد بن السكرِي وَمن الشَّافِعِيَّة الضياء بن سعد الله الْقزْوِينِي والكلائي مُصَنف الْمَجْمُوع والبلقيني وَابْن الملقن والابناسي وَمُحَمّد بن أَحْمد الشَّامي والبدر حسن بن الْعَلَاء عَليّ القونوي والصدر الْمَنَاوِيّ وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جمَاعَة وَعبد الْعَزِيز السُّيُوطِيّ وَمُحَمّد بن عُثْمَان بن خضر وَمُحَمّد بن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَمن الْمَالِكِيَّة ابْن مَرْزُوق الْكَبِير والشرف بن عَسْكَر الْبَغْدَادِيّ وَحَمْزَة بن عَليّ الْحُسَيْنِي والبرهان الاخنائي وَأحمد بن عمر بن عَليّ بن هِلَال الربعِي وَمن الْحَنَابِلَة الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد الْكِنَانِي وَالشَّمْس الزَّرْكَشِيّ شَارِح الْخرقِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَسليمَان بن أَحْمد الْكِنَانِي، وأجازوا لَهُ مَعَ غَيرهم مِمَّن تركته مِمَّن لم يجز، وَأخذ الْفِقْه عَن قَاضِي مذْهبه الشّرف بن مَنْصُور وَالْجمال الْمَلْطِي وَغَيرهمَا وَأَجَازَهُ ثَانِيهمَا بالافتاء والتدريس والنحو عَن الْمُحب بن الْجمال بن هِشَام بحث عَلَيْهِ شرح الشذور لوالده والبرهان الدجوي بحث عَلَيْهِ شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَغَيرهمَا والْحَدِيث عَن الزين الْعِرَاقِيّ أَخذ عَنهُ شَرحه لألفيته ونكته على ابْن الصّلاح، وَكَانَ يصفه فِي التَّبْلِيغ بالشيخ الإِمَام بل أذن لَهُ فِي)
إقرائهما وَسمع عَلَيْهِ بعض عشارياته وَغَيرهَا بمشاركة الْحَافِظ الهيثمي وَكتب عَنهُ كثيرا من أَمَالِيهِ وَأثبت المملي اسْمه فِي كثير من مجالسه وَحضر دروس البُلْقِينِيّ الْكَثِيرَة فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهمَا. وَمِمَّا أَخذه عَنهُ بعض محَاسِن الِاصْطِلَاح وَكَذَا لَازم الْعِزّ مُحَمَّد بن جمَاعَة فِي كثير من الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ وَسمع على الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن التكريتي فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد ومنتقي من ذمّ الْكَلَام للهروي وعَلى قَاضِي مذْهبه الْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَأبي عَليّ الْمُطَرز وَالْجمال الرَّشِيدِيّ الْجُزْء الرَّابِع وَالْخَامِس من أبي دَاوُد فِي سنة تسعين وَوصف فِي الطَّبَقَة بِالْقَاضِي(4/186)
وعَلى الْمجد وَحده كتاب الْأَرْبَعين الجهادية لِابْنِ عَسَاكِر وعَلى وَالِده الشفا بفوت يسير وعَلى الْجمال عبدا لله بن الْعَلَاء الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم، وَذكر لي غير مرّة أَنه سمع البُخَارِيّ على الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم نجد لَهُ سَمَاعا على قدر سنه بلَى قد أجَاز لَهُ خلق انْفَرد بالرواية عَن أَكْثَرهم فِي الدُّنْيَا فَأجَاز لَهُ فِي عَاشر شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ الْعِزّ أَبُو عمر بن جمَاعَة فهرست مروياته بِالسَّمَاعِ والاجازة وَهُوَ خبط عَم وَالِده عبد الْخَالِق بن عَليّ وَأرْسل شَيخنَا بذلك ورقة بِخَطِّهِ لصَاحب التَّرْجَمَة كَانَت عِنْده أوردتها فِي مَوضِع آخر، وَأَجَازَ لَهُ قبل ذَلِك فِي استدعاء آخر مؤرخ بسابع ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَجَمَاعَة وَفِي آخر بِذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين خلائق وبآخر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين طَائِفَة، وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ من الْأَعْيَان الشهَاب بن النَّجْم والبدر بن الجوخي وزغلش وست الْعَرَب وَابْن أميلة والشحطبي والبياني وَابْن عَطاء الله الْحَنَفِيّ وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن بِشَارَة وَغَيرهم من أَصْحَاب الْفَخر وَأحمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْحُسَيْن البعلي وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاج السكندري والزيتاوي والقيراطي والصفدي والتاج بن السُّبْكِيّ والكرماني والسوق والمنبجي وَعلي بن إِبْرَاهِيم الصهيوني، وعدة من أجَاز لَهُ نَحْو من مِائَتي نفس وَثَلَاثِينَ نفسا خرج لَهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد عَن أَكْثَرهم مشيخة لم يَتَيَسَّر لَهُ الارسال بهَا إِلَيْنَا، وناب فِي الْقَضَاء سنة إِحْدَى عشرَة عَن الْأمين الطرابلسي فَمن بعده بعد الظَّاهِر أَنه نَاب عَن الْمجد إِسْمَاعِيل فقد وصف كَمَا قدمْنَاهُ بِالْقَاضِي فِي طبقَة سَماع عَلَيْهِ، وَحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَعمل تصنيفا فِي ترك الْقيام سَمَّاهُ تذكرة الْأَنَام فِي النَّهْي عَن الْقيام فرغه فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَذَا لخص مسَائِل شرح منظومة ابْن وهبان فِي الْمَذْهَب وَسَماهُ نخبة الْفَوَائِد المستنتجة من كتاب عقد القلائد فِي حل قيد)
الشرائد ونظم الفرائد وَكَانَ تلخيصه لَهُ فِي سنة سِتّ عشرَة إِلَى غير ذَلِك من المجاميع والفوائد، وَحدث بالكثير وَقصر أَصْحَابنَا فِي عدم الاكثار عَنهُ كصنيعهم فِي غَيره من المسندين وَأما أَنا فلازمته كثيرا بِحَيْثُ لَا أعلم من حمل عَنهُ بِحَمْد الله أَكثر مني، وَرُبمَا استعنت برسالة شَيخنَا إِلَيْهِ فِي ترغيبه فِي الاسماع وطواعيته لي فِي غير ذَلِك إِذا رَأَيْت مِنْهُ مللا فيسر بذلك وَكَانَ خيرا فَاضلا صَدُوقًا سَاكِنا منجمعا عَن النَّاس حَرِيصًا على الانتصاب فِي مَجْلِسه لفصل القضايا والاحكام والتفرغ لذَلِك يقْصد للاشتغال من الْأَمَاكِن النائية لقدمه ومعرفته، ورام الْجَمَاعَة مِنْهُ التصدي لَهُم من أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال ويساعدونه فِي نَفَقَة عِيَاله بِقدر لَهُ وَقع فَامْتنعَ وَقَالَ لَا آخذ على(4/187)
التحديث أُجْرَة وَلَكِن تقرءون على الْفَتْح من غير تَقْيِيد بِمدَّة طَوِيلَة، ومتعه الله بسمعه وبصره حَتَّى مَاتَ، وَكَانَت وَفَاته فِي يَوْم السبت سادس عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وإيانا، وَقد رَأَيْت شَيخنَا رَحمَه اله تَرْجمهُ بِمَا نَصه: وَقد جَازَ التسعين ممتعا بسمعه وبصره وَحدث بالكثير فِي أَوَاخِر عمره وَظَهَرت لَهُ اجازات من منسدي ذَلِك الْعَصْر مِمَّن سمع من الْفَخر وَنَحْوه فَانْفَرد عَن الْكثير مِنْهُم وَكَانَ قد اشْتغل قَدِيما وناب عَن القَاضِي الْحَنَفِيّ، وَحدث عَنهُ أَبوهُ فِي تَارِيخه بأَشْيَاء أودعها إِيَّاه وَقَالَ أَيْضا فِي بعض الاستدعاءات بِجَانِب خطه والعزحي مَا نَصه: سمع من أَبِيه وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا المسندين وَسمع قبلنَا من جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع من المسندين بِالشَّام ومصر وَحدث بالكثير وَهُوَ الْآن مُسْند الديار المصرية انْتهى كَلَام شَيخنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وقرأت بِخَط البقاعي: وَهُوَ إِنْسَان جيد فَاضل متثبت مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ من بَيت علم قَالَ وصنف أَشْيَاء دلّت على جودة ذهنه وَضعف عربيته وقصور عِبَارَته كَذَا قَالَ.
473 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد التقي أَبُو الْفضل بن الْمُحب القاهري الشَّافِعِي شَقِيق الرضى مُحَمَّد وَأحمد / الْمَذْكُورين فِي محليهما والتقي الْأَصْغَر، وَيعرف كأبيه بِابْن الاوجاقي. ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس صفر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَزعم أَن أمه شريفة اسْمهَا بدر الشّرف ابْنة أَحْمد الْحُسَيْنِي فَالله أعلم. وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والتقريب للعراقي والمنهاج الفرعي وَأخذ عَن أَبِيه علوما جمة كالتفسير والقراءات والْحَدِيث وَالْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية والمعاني بِحَيْثُ كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الاصول وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا من العقلات وَعَن ابْن قديد والشمني التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام ولازم ثَانِيهمَا فِي كثير من الْفُنُون وَعَن البوتيجي وَأبي الْجُود الْفَرَائِض وَعَن شَيخنَا بقرَاءَته فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ بل وَحمل عَنهُ أَشْيَاء من تصانيفه وَغَيرهَا وَكتب عَنهُ فِي الأمالي وَعَن الشهَاب السكندري فِي الْقرَاءَات فِي آخَرين كالقاياتي والونائي وَالْعلم البُلْقِينِيّ والبدرشي والقلقشندي والمحلي والمناوي واختص بِهِ كثيرا وَكَانَ يبجله والتقي الحصني والكريمي تلميذ الشريف والشرواني وكالبدر الْعَيْنِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام والبساطي والمحب بن نصر الله وَسمع على الزَّرْكَشِيّ وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ والمراغي والتقي بن فَهد وَالسَّيِّد عفيف الدن الايجي وَآخَرين بِمَكَّة مِنْهُم الزين بن عَيَّاش فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَسمع مِنْهُ شَيْئا من نظمه وقاضيها أَبُو السعادات بن ظهيرة(4/188)
وتذاكر مَعَه وَالْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وَطَائِفَة بِبَيْت الْمُقَدّس مِنْهُم الزين ماهر والشهاب بن قرا وتذاكر مَعَهُمَا، وأجاه من أهل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة قاضيها فتح الدّين بن صَالح وَأَبُو الْفرج المراغي وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة مَعَ التَّوَاضُع وَحسن الْعشْرَة والانجماع سِيمَا بعد فقد ولد لَهُ وَأَنْشَأَ بِالْقربِ من ضريح الشَّافِعِي ربة وَقَالَ فِيهَا:
(أَنا فِي جوَار إِمَام مذهبي الَّذِي ... فاق الْأَئِمَّة بانتساب رَافع)
(وَإِذا تشفع ذُو الذُّنُوب بجاهه ... عِنْد الْكَرِيم أجاره للشَّافِعِيّ)
وَله نظم كثير عِنْدِي بِخَطِّهِ فِي التَّارِيخ الْكَبِير مِنْهُ جملَة فِيهَا رثاؤه لشَيْخِنَا وللمناوي، وَقد تضعضع حَاله فِي مُنَازعَة بَينه وَبَين الزيني زَكَرِيَّا بِسَبَب حوانيت وَغَيرهَا بالشارع آل الْأَمر فِيهَا إِلَى أَنَّهَا من المجرى فِي أوقاف الشَّافِعِي وَأَن الْمُسْتَند المسوغ لوضع يَده عَلَيْهَا فِيهِ أُمُور مُنكرَة أَكْثَرهَا من صَنِيعه فِيمَا قيل بل وَنسب إِلَيْهِ مَا هُوَ أبشع من هَذَا ورثى لَهُ مَعَ ذَلِك صاحبنا الشَّمْس الامشاطي قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَصَارَ يتوجع لَهُ الْقُدْرَة التقي على استجلاب خاطره وَحسن الْخطاب مِنْهُ بِظَاهِرِهِ حَتَّى مَشى أمره عِنْده وَلَوْلَا عاقته بِالْمرضِ لَكَانَ مَا لَا خير فِيهِ، وَقد ظهر لي بقرائن تساهله فِي النَّقْل وَنَحْوه مَعَ مزِيد ذكاء وَفضل واقتدار على التَّعْبِير عَن مُرَاده بل هُوَ أدل الْخِصَام، وَهُوَ مِمَّن تردد إِلَيّ غير مرّة وَكَانَ مِمَّا كتبه لي من نظمه ليكتب على قَبره:
(تَقول نَفسِي أتخشى ... من هول ذَنْب عَظِيم)
)
(لَا تختشى من عِقَاب ... فَأَنت عبد الرَّحِيم)
وَحج غير مرّة وجاور وأقرأ بعض الطّلبَة هُنَاكَ وَكَذَا هُنَا وَأفْتى وَبعد هَذِه الكائنة تزايد انجماعه وَلكنه اخْتصَّ فِي غضوها وَبعدهَا بتنبك قرا وَرُبمَا قَرَأَ الْأَمِير عَلَيْهِ.
474 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْبَدْر عبد اللَّطِيف ابْن القَاضِي التقي مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى زين الدّين بن التَّاج بن الْعَلَاء العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل القاهري الموقت / الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كسلفه بِابْن رزين من بَيت جلالة. مِمَّن أَخذ عَن النُّور بن النقاش الْمِيقَات وَرُبمَا اشْتغل بِغَيْرِهِ وبرع فِيهِ وَفِي حل التَّقْوِيم بِكَمَالِهِ مَعَ تفرده بضبط الْأَوْقَات وتدقيقه فِي شَأْنه وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي ذَلِك، وباشر الرياسة بِجَامِع الْحَاكِم أصلا ونيابة عَن شريكيه فيهان وَكَانَ عبوسا سَاكِنا رَاغِبًا فِي الِانْفِرَاد. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وَظهر الْخلَل بعده فِي الْجَامِع الْمشَار إِلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا.
475 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن الْجمال بن القَاضِي الشَّمْس البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي سبط السراج(4/189)
ابْن الملقن وأخو الْبَهَاء مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كأبيه بالبالسي. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا وَلم ينجب لكنه سمع على الشّرف بن الكويك وَلَا أستبعد أَن يكون سمع أَو حضر على جده لأمه وَأَنه أجَاز لَهُ جمَاعَة، وناب فِي الْقَضَاء قَدِيما وباشر فِي جِهَات كالصالحية والبرقوقية والسابقية شركَة لِأَخِيهِ ثمَّ لوَلَده وَكَانَ سَاكِنا جَامِدا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
476 - عبد الرَّحِيم بن الخواجا جمال الدّين مُحَمَّد بن مهْدي بن حسن الطَّائِي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَبوهُ. مَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
477 - عبد الرَّحِيم بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عَلَاء الدّين أخي أَسد وَالِد القَاضِي الشهَاب بن أَسد الاميوطي الأَصْل البهائي ابْن خَالَة الأهبل وَيعرف كأبيه بِابْن عَلَاء الدّين. / مِمَّن تكسب بِالتِّجَارَة فِي الْبَز وَغَيرهَا وتمول وعامل فَكَانَ مِمَّن اقْترض مِنْهُ الدموهي قَاضِي الْحَوْض بِحَيْثُ جلس عِنْده للشَّهَادَة وقتا ثمَّ فَارقه وَدخل الصَّعِيد وَبعده سكن بجوار جَامع طولون دهرا وسافر للشام فِي طلب غَرِيم لَهُ فَكَانَت منيته غَرِيبا وحيدا سنة إِحْدَى وَتِسْعين وضاعت تركته وَأَظنهُ قَارب السّبْعين وَمَا تهَيَّأ لَهُ الْحَج عَفا الله عَنهُ.
عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي. / أَظُنهُ مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم لَكِن عبارَة مستدعية موهمة.
478 - عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن عقيل الزين بن الْبَهَاء بن المحيوي أبي الْمَعَالِي السّلمِيّ البعلي / خطيبها وَابْن خطيبها الشَّافِعِي. ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة أَو قبلهَا، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ الْكَاتِب المجود الشهير المترجم فِي الدُّرَر وَابْنه صَغِير فرباه جسده المترجم أَيْضا فِي الدُّرَر واستقرت خطابة بَلَده باسمه تبعا لسلفه فَإِنَّهَا بيدهم مُنْذُ أَرْبَعمِائَة سنة فِيمَا قيل وَحدث عَن الحجار وَغير بالاجازة وَكَانَ من أَعْيَان شُهُود بَلَده مَوْصُوفا بِالْخَيرِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
479 - عبد الرَّحِيم بن أبي الْهدى بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عبد الرَّحْمَن. / سمع على الزين المراغي.
480 - عبد الرَّحِيم بن محيي الدّين بن الجيعان وَأَبوهُ ابْن عَم العلمي شَاكر /. بَاشر بعد وَالِده اسْتِيفَاء البيمارستان وَغَيره من وظائفه إِلَى أَن مَاتَ سنة خمس(4/190)
وَخمسين وَاسْتقر بعده فِي الِاسْتِيفَاء الزين عبد الباسط بن العلمي الْمشَار إِلَيْهِ.
481 - عبد الرَّحِيم بن الامام الْحَنَفِيّ زين الدّين / أحد النواب. لم يكن بِهِ بَأْس. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس حادي عشري رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين. أرخه الْعَيْنِيّ وَلكنه سَهَا فَسَماهُ عبد الرَّحْمَن، وَأما شَيخنَا فَقَالَ عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الرُّومِي الْحَنَفِيّ زين الدّين نَائِب الحكم اشْتغل قَلِيلا وتنزل فِي الْمدَارِس وناب فِي الحكم مُدَّة، وَمَات فِي رَجَب الْمَذْكُور وَقد قَارب السّبْعين أَو أكملها. انْتهى. وَمَا أَظُنهُ إِلَّا ابْن الامام وَإِلَّا فَلَيْسَ فِي بني الرُّومِي فِي هَذَا الْوَقْت من اسْمه عبد الرَّحِيم حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ بَعضهم فَالله أعلم.
عبد الرَّحِيم بن ظهيرة. هُوَ ابْن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله. /
482 - عبد الرَّحِيم شيخ الشُّيُوخ الزيني الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ بن النَّقِيب. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَولي مشيخة التنكزية والارغونية وَأعَاد بالمعظمية. وَمَات فِي عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين.) :::
483 - عبد الرَّحِيم الحصيني / قَاضِي الانكحة بتونس. مَاتَ سنة تسع وَثَمَانِينَ.
484 - عبد الرَّحِيم العباسي الشَّافِعِي /. مِمَّن قرض للبدري مَجْمُوعَة قريب السّبْعين
485 -. عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم تَاج الدّين بن سعد الدّين القبطي الْمصْرِيّ عَم الْأمين إِبْرَاهِيم بن الهيصم / الْمَاضِي وجد إِبْرَاهِيم ويوسف ابْني عبد الْكَرِيم بن بركَة الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب جكم لأمه وأخو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كأبيه بِابْن الهيصم يُقَال انه من ذُرِّيَّة الْمُقَوْقس. ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فتميز فِي الْمُبَاشرَة وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي كِتَابَة المماليك فِي أَيَّام النَّاصِر فرج وَكَانَ أحد الْأَسْبَاب فِي نكبة الْجمال الاستادار وَاسْتقر بعده فِي وظيفته وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة ثمَّ بعد الاستادارية ولي الْوزر وَوَقعت لَهُ كوائن فيهمَا إِلَى أَن عَزله الْمُؤَيد وَاسْتمرّ فِي دَاره بطالا إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف فِي نظر الْمُفْرد مَعَ الزين عبد الْقَادِر بن عبد الْغَنِيّ ابْن أبي الْفرج الاستادار فَلم ينْتج أمره وعزل وتعطل حَتَّى مَاتَ، وَقَالَ المقريزي أَنه اسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَاسْتقر عوضه فِيهَا التَّاج عبد الْوَهَّاب بن الخطير فَالله أعلم. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ شَيخا مقداما جريئا مَعَ ظلم وعسف وَلذَا لم تشكر سيرته فِي ولاياته، وَهُوَ إِلَى الطول أقرب مَعَ خلل بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ وَقد ذكره شَيخنَا فِي انبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ كتب فِي الْمُفْرد ثمَّ ولي الاستادارية بعد جمال الدّين ثمَّ الوزارة فِي الدولة المؤيدية ونكب مرَارًا.
486 - عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن مُوسَى الْمَقْدِسِي الأَصْل(4/191)
الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الحريري أَخُو إِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحِيم وَمُحَمّد. / ولد فِي سادس عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالقبيبات من دمشق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه للسبع على أَبِيه والشاطبية وَفِي الْفِقْه الْكَنْز والاخسيكتي فِي أصولهم وتصريف الْعزي والملحة وإيساغوجي وَعرض على مَشَايِخ بَلَده ثمَّ بِمَكَّة سنة تسع وَخمسين على ابْن الْهمام وَقبل ذَلِك سنة ثَمَان فِي الْقُدس على الْجمال بن جمَاعَة والتقي القلقشندي وسراج الرُّومِي بل قَرَأَ عَلَيْهِ حلا فِي الْكَنْز وعَلى أبي الْعَزْم الحلاوي فِي الْعَرَبيَّة بل أَخذه فِي بَلَده عَن الشّرف بن عيد والعز بن الْحَمْرَاء ولازم أَولهمَا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن الشهَاب الزرعي وَسمع على الْبُرْهَان النَّاجِي وَأكْثر من ملازمته، وَجلسَ لتأديب الابناء بِجَامِع منجك وتكسب أَولا بإدارة دواليب الْحَرِير ثمَّ ترك ذَلِك وَحج غير مرّة أَولهَا سنة سبع وَخمسين وجاور سنة سِتِّينَ وَدخل مصر بعْدهَا ثمَّ لَقِيَنِي بِمَكَّة فِي سنة تسع وَتِسْعين واستأنست بِهِ فَنعم الرجل.
487 - عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن أبي بكر الزين أَبُو الصَّفَا البقلي بِالْمُوَحَّدَةِ / لسكناه بزاوية عَليّ البقلي. بِالْقربِ من القبيبات القاهري الْحَنَفِيّ أحد صوفية الشيخونية. ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده على سميه الطرابلسي الْآتِي قَرِيبا بل جمع للسبع على ابْن الحمصاني وَحفظ الشاطبية والعمدة وَبَعض الْمجمع فِي فقههم وَقَرَأَ فِي الْمِيقَات على حسن القميري والعز الوفائي واشتغل عِنْد الزين قَاسم ونظام وَغَيرهمَا كخير الدّين الرُّومِي، وسافر اسكندرية فَقَرَأَ على الشَّمْس المالقي وَكَذَا دخل دمياط وَأم بِالظَّاهِرِ تمربغا ثمَّ بتغري بردى ططر وسافر مَعَه إِلَى الشَّام وحلب وانْتهى لعنتاب بل حج مَعَه حِين كَانَ أَمِير الْمَحْمِلِيُّ بعد حج قبل ذَلِك بِقَلِيل، وَسمع البُخَارِيّ فِي الكاملية بِقِرَاءَة الديمي إِلَّا مَا فَاتَهُ على المسمعين فأكمله على الشاوي خَاصَّة، وَكَذَا سمع ختم الْمُوَطَّأ بِقِرَاءَتِي وعَلى الشهَاب الْمَيْدُومِيُّ، وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان أحد مؤذنيه بعد ابْن خَالِد وَمَال إِلَيْهِ حَتَّى انه رُبمَا أم بِهِ أَحْيَانًا وَقيل إِنَّه عرضهَا عَلَيْهِ فتنصل وَكَذَا قدم على غَيره فِي تدريس الْقرَاءَات بالبرقوقية بعد أبي الْفضل بن أَسد فَكتب لَهُ بِهِ كَاتب السِّرّ وأميرآخور وَلم يلتفتا لتقرير الشَّيْخ لِابْنِ الْمَيِّت وَيكون أَخُوهُ الْعَلَاء عَليّ نَائِبا عَنهُ وَعمل أجلاسه فِي صفر سنة تسعين بِحَضْرَة شيخيه نظام وَابْن الحمصاني وَالصَّلَاح الطرابلسي وَآخَرين، وَكنت مِمَّن حضر مَعَه وَرجع معي إِلَى الْبَيْت فَرَأَيْت مِنْهُ عقلا وأدبا، وَأعْطى بعد ذَلِك مشيخة تربة قانباي عوضا عَن ابْن التقي الشمني حِين غضب الاتابك مِنْهُ وسكنها.(4/192)
488 - عبد الرَّزَّاق بن حسن الدنجيهي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وصلحائها حفظ الْقُرْآن والمنهاج ولازم درس أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ وَأخذ عَن غَيره وَكتب الْمَنْسُوب وَتَوَلَّى سقِِي الصُّوفِيَّة بالمزملة ثمَّ كبر وَزَاد على الْخَيْر إقبالا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين رَحمَه الله.
489 - عبد الرَّزَّاق بن حَمْزَة الزين أَبُو الصَّفَا الطرابلسي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الاشرفية برسباي /. مِمَّن انْتَمَى لجوهر اللالا وَعمل إِمَامه بِحَيْثُ عينه لتصوف بالاشرفية وَغَضب ابْن الْهمام لكَونه عين لَهُ غَيره وَكَانَ ذَلِك سَببا لأعراضه عَن المشيخة وَكَانَ فَاضلا متقن الْكِتَابَة بليغا فِي التجويد جميل الْهَيْئَة مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن الْجَزرِي وَالْكِتَابَة عَن الزين بن)
الصَّائِغ وأقرأ وَكتب مَعَ فتوة وتودد رَأَيْته كثيرا وعاش إِلَى بعد السِّتين وَهُوَ مِمَّن لَازم الشَّمْس بن الجندي الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِي خزن كتب الاشرفية ثمَّ رام الِاسْتِقْرَار فِيهِ بعده فَقدم الْعَلَاء القلقشندي عَلَيْهِ، وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فِي البُخَارِيّ وَوَصفه بالبارع الماهر الْفَاضِل الأوحد المفنن وَقَالَ إِن قِرَاءَته قِرَاءَة فصيحة مُحَققَة مطربة وَسَأَلَ الله فِي دوَام النَّفْع بِصَاحِب الاجازة وَأَن يسبغ عَلَيْهِ النِّعْمَة الوافرة بالبساطة والوجازة، وسمى وَالِده مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب مَا تقدم.
490 - عبد الرَّزَّاق بن سُلَيْمَان الخليلي بن الأكرم. / مَاتَ سنة تسع عشرَة.
491 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد التَّاج الكومي / نِسْبَة لكوم التُّجَّار الرِّفَاعِي. مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
492 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الْعَظِيم الطَّحَّان / جارنا أحد المدولبين بالديار المصرية وَيعرف بِأَبِيهِ. كَانَ ملازما للجماعات رَاغِبًا فِي الْخيرَات وَله مغلق هائل بالمقس وَدَار أَنْشَأَهَا بحارة بهاء الدّين وَغير ذَلِك، وَحج وأهين مرّة من الْمُحْتَسب فتألم. مَاتَ فَجْأَة فِي لَيْلَة السبت مستهل ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ بعد أَن زار اللَّيْث وَصلى بِهِ عصر الْجُمُعَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من الاهناسية ظَاهر بَاب النَّصْر، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ بِالنِّسْبَةِ لطائفته بل مَا أَظن فيهم من يوازيه مِمَّن حمل خبر المؤيدية والبيمارستان وَغَيرهمَا وقتا وشكر وَكَانَ للجلال الْمحلي عَلَيْهِ إقبال رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
493 - عبد الرَّزَّاق بن كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن عبد الْغَنِيّ بن يَعْقُوب ابْن فخيرة بِالْمُعْجَمَةِ مصغر / فعبد الْغَنِيّ كَانَ يلقب فَخر الدّين فصغروه. أحد كتاب المماليك وَابْن عَم أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْغَنِيّ الْآتِي. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة(4/193)
منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَسبعين
494 -. عبد الرَّزَّاق بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور ابْن مُنِير بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عبد الْحق بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الزين أَبُو عبد الْكَرِيم وَعبد اللَّطِيف بن التقي بن التقي بن الْحَافِظ القطب المنبجي الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وابناه وَيعرف بالحلبي. ولد فِي لَيْلَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان من حُدُود الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والملحة والثلثين من الْمُخْتَار وَعرض على جمَاعَة)
وَسمع على عَمه القطب عبد الْحَرِيم بعض الْأَجْزَاء بل أَخْبرنِي أَنه سمع على التنوخي ورقية وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ خيرا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله متعففا قانعا صَابِرًا شاكرا، حج غير مرّة وجاور وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس مرَارًا وَدخل اسكندرية وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَولي النّظر بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي خَال جد أَبِيه الْحَافِظ القطب جوَار منزله، وكف بعد الْخمسين فَانْقَطع بمنزله حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بتربتهم الْمَعْرُوفَة بالشيخ نصر رَحمَه الله وإيانا.
495 - عبد الرَّزَّاق وَسَماهُ شَيخنَا فِي أنبائه عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب التَّاج بن الشَّمْس بن الْعلم القبطي وَالِد الكريمي عبد الْكَرِيم وَيعرف بِابْن كَاتب المناخات / وَأمه أم ولد رُومِية. نَشأ فتمهر فِي الْكِتَابَة والمباشرة وخدم بذلك عِنْد غير وَاحِد من الْأَعْيَان والأمراء ثمَّ عمل اسْتِيفَاء الْمُفْرد ثمَّ نظره بعد عزل سميه التَّاج بن الهيصم الْمَاضِي قَرِيبا فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ اسْترْجع قبل انْفِصَاله عَن دهليز الْقصر وَهُوَ بخلعته فخلعت وأفيض عَلَيْهِ تشريف الْوزر مَعَ مزِيد تَمنعهُ عوضا عَن الْبَدْر حسن بن نصر الله فَأَقَامَ إِلَى ذِي الْحجَّة من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عزل لعَجزه عَن الْقيام بالكلف واختفى من يَوْمه فقرر عوضه أرغون شاه النوروزي الْأَعْوَر مُضَافا للاستادارية وَلم يلبث أَن ظهر وطلع إِلَى السُّلْطَان فَعَفَا عَنهُ، وَلزِمَ دَاره بطالا على مَال قَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَدفن من الْغَد بتربة بجاس، أثنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ فَقَالَ: كَانَ هينا فِي وزارته غير خائض فِي الظُّلم الشَّديد عِنْده شَفَقَة وَخَوف وَلم يسمه وَقَالَ شَيخنَا إِنَّه بَاشر الْمُفْرد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ الْوزر وَلما صرف صودر، قَالَ وَكَانَ ضخما طوَالًا ريض الاخلاق عَارِفًا بِالْكِتَابَةِ، زَاد غَيره عِنْده حشمة ورياسة وسلامة بَاطِن وَيُقَال أَن وَلَده لما اسْتَقر فِي الوزارة فِي حَيَاته وَدخل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ أَنا لما(4/194)
وليت كَانَ معي نَيف على خمسين ألف دِينَار فأنفدتها وركبتني الدُّيُون وَأَنت رجل فَقير فَمن أَي شَيْء تسد فَقَالَ لَهُ من أضلاع الْمُسلمين فصاح بِهِ وَقَالَ اخْرُج من وَجْهي. عَفا الله عَنهُ.
496 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الله / المجاور بالمجامع الْأمَوِي. كَانَ أحد المعتقلين وَله أَتبَاع. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة عشر وَقد بلغ السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.) (سقط)
عبد الرَّزَّاق بن فضل الله بن يُونُس. / فِي رزق الله.
500 - عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب الْعِمَاد العباسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / موقع نَائِب الشَّام قجماس الاسحاقي وشقيق عبد الْوَهَّاب وَأمين الدّين مُحَمَّد الآتيين وَهُوَ الْأَصْغَر وَيعرف بعماد الدّين. ولد فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالعباسية وَقدم مَعَ أَخِيه فحفظ الْقُرْآن والارشاد لِابْنِ المقرىء وألفية الحَدِيث والنحو وَجمع الْجَوَامِع وَغَيرهَا ورافق أَخَاهُ فِي الْأَخْذ عَن البوتيجي وَأبي الْجُود والأبدي والتقي الحصني والمناوي فِي آخَرين وَلكنه لم يكثر وَكتب أَيْضا على الفرنوي وَيس وَغَيرهمَا، وتنزل فِي بعض الْجِهَات وَحج غير مرّة وأقرأ مماليك الْمشَار إِلَيْهِ حِين كَانَ خازندارا كيس وَاسْتمرّ فِي خدمته إِلَى أَن صَار لما صَار إِلَيْهِ وَهُوَ غير منفك عَنهُ سفرا وحضرا وتزايدا اخْتِصَاصه بِهِ، وَأَنْشَأَ دَارا حَسَنَة بِالْقربِ(4/195)
من بَيت ابْن ميعن الدّين من رحبة الْعِيد، وأثرى بعد الْعَدَم وَعرف بِالْعقلِ والتودد والفهم والمشاركة الْحَسَنَة بِحَيْثُ رجح على أَخِيه بِحسن تودده وعشرته ثمَّ كَانَ مِمَّن ضيق عَلَيْهِ بعد موت استاذه وَبَاعَ دَاره وغيها وَمَا نَهَضَ لارضائهم وَمَعَ ذَلِك فنفي إِلَى أَلْوَاح أَو نَحْوهَا فدام مُدَّة ثمَّ شفع فِيهِ وَعَاد فأقرأ عِنْد ماميه مماليكه وانتظم أمره بعض انتظام.
501 - عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سحلول / بمهملتين الأولى كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة مَفْتُوحَة وَإِن كَانَ مُقْتَضى اللُّغَة ضمهَا وَالثَّانيَِة سَاكِنة الزين بن نَاصِر الدّين بن الشَّمْس الْحلَبِي الجندي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن سحلول. ولد فِي حُدُود سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب وَنَشَأ بهَا وَسمع على ابْن صديق الصَّحِيح، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خلدون والبدر النسابة الْأَعْلَى وَغَيرهمَا، وَحدث وَمَات قبل سنة أَرْبَعِينَ مقتولا.
502 - عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد بن يُوسُف الزين الخليلي الشَّافِعِي السمين وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ. /
ولد فِي سنة سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالخليل واشتغل ولازم بِالْقَاهِرَةِ امام الكاملية وَابْن حسان وَغَيرهمَا بل قَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة وَغَيرهَا وَسمع فِي البُخَارِيّ بالظاهري الْخَتْم وَغَيره وتميز يَسِيرا ثمَّ ترك وتكرر قدومه للقاهرة، وَرَأَيْت غير وَاحِد من أهل بَلَده يصفه بالمخاصمات. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر شعْبَان سنة تسعين، وَدفن بتربة أَبِيه من بلد الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد الطرابلسي. / فِي ابْن حَمْزَة.
عبد الرَّزَّاق بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن عجيل الْيَمَانِيّ /. فِي مُحَمَّد إِن شَاءَ الله.
503 - عبد الرَّزَّاق بن يحيى تَاج الدّين المقسي الْحَنَفِيّ النَّاسِخ وَيعرف بتاج الدّين /. تكسب بِالشَّهَادَةِ وبرع فِيهَا وَكتب الْكثير بالاجرة وَكَانَ سريع الْكِتَابَة غير طائلها مَعَ سماحته وَلينه، وَحج وجاور غير مرّة. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ بعد توعك طَوِيل وَأَظنهُ جَازَ الْخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
504 - عبد الرَّزَّاق بن يُوسُف بن عبد الرَّزَّاق القبطي الأَصْل القاهري الشاذلي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن عجين أمه /. ولد فِي الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره ولازم أَبَا الْعَبَّاس السرسي صَاحب الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الْهمام وَغَيره وَسمع البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة مَا عدا المجلسين الْأَوَّلين وَكَذَا سمع غير ذَلِك، واشتهر بالفضيلة وَلكنه يذكر بمالا(4/196)
أثْبته مَعَ سرعَة انحرافه عَن من يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَيقبل أَولا عَلَيْهِ من المباشرين وَغَيرهم وَكَانَ للمناوي ثمَّ الامشاطي فِيهِ حسن الِاعْتِقَاد بِحَيْثُ أسْكنهُ ثَانِيهمَا فِي إِحْدَى قاعتي المشيخة بالبرقوقية حِين كَانَ شيخها واتفقت لَهُ فِيهَا ماجرية أما مفتعلة أَو ثَابِتَة كَانَت سَببا لاعراضه عَن الاقامة بهَا، كل ذَلِك مَعَ إِظْهَار تنسك وورع وتعفف مِمَّا ينْسب فِيهِ لتزين وتزيد، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ مَعَ فضيلته كثير الْمَحْفُوظ للشعر وتاريخ وأدب مُفِيد المجالسة مَعَ اشْتِغَال ناشىء عَن تكْثر وتمشيخ وتشاؤم بِصُحْبَتِهِ، وَالْغَالِب عَلَيْهِ الانجماع والتقنع والركون إِلَى الرَّاحَة، وَأَظنهُ ينظم بل لَا أستبعد من رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين بعد ضعف أشهر تمرض فِي بَعْضهَا عِنْد شاهين ثمَّ كرنباي ثمَّ غَيرهمَا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
505 - عبد الرَّزَّاق بن القوق الْحلَبِي. / ولي استادارية حلب عبد انْفِصَال ابْن المنقار.
عبد الرَّزَّاق أَبُو الْفرج / الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ابْن أبي الْفرج. فِي الكنى.
406 - عبد الرَّزَّاق الشرواني نزيل الرواحية بحلب وقطنها نَحْو عشْرين سنة وَأحد فضلائها الشَّافِعِيَّة مِمَّن أَخذ عَن الْعَلَاء البُخَارِيّ، وَتقدم فِي العقليات وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَمِنْهُم الشَّمْس بن أَمِير حَاج الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ أَخذ عَنهُ النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وصاهر عبد الْكَرِيم باني الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب قنسرين على ابْنَته وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ.
عبد الرَّزَّاق المجاور بِجَامِع دمشق. / مضى فِي ابْن عبد الله.
507 - عبد الرَّزَّاق / أحد الأخفاء الاذكياء مِمَّن لَهُ حافظة بِحَيْثُ يركب الكراسي وَيَأْتِ بمضحكات ومهملات تنشأ عَن جُنُون وَرُبمَا أَتَى بِمَا يرتقي لأمر عَظِيم كَقَوْلِه أَنا نَبِي وَأهل جَامع الْأَزْهَر يُنكرُونَ على هَذَا أَو كَمَا قيل فَقيل لَهُ دفعا لقَوْله إِنَّا نسْمع مِنْك فِي الميعاد صلوا على خَاتم الْأَنْبِيَاء فَقَالَ ذَاك حَقِيقَة وَهَذَا مجَاز، وَرُبمَا أكل فِي رَمَضَان، وَهُوَ وَمُحَمّد بن حُسَيْن الفارسكوري متقاربان.
508 - عبد الرءوف بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد ابْن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ /. ولد فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة
509 -. عبد الرءوف بن عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد اليمني /. مَاتَ سنة سبع وَخمسين.
510 - عبد الرءوف بن مُحَمَّد بن قَاسم / الْآتِي أَبوهُ من شُهُود مَكَّة والواعظ أَبوهُ. كَانَ مِمَّن سمع عَليّ بهَا.(4/197)
511 - عبد السَّلَام بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْمدنِي الشَّافِعِي وَيعرف بجده. / مِمَّن قدم الْقَاهِرَة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره واشتغل قَلِيلا وَصَحب البقاعي. مَاتَ بعد السِّتين أَو نَحْوهَا.) :::
512 - عبد السَّلَام بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كيدوم بن عمر بن أبي الْخَيْر سعيد الْعِزّ الْمجد أَبُو مُحَمَّد بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن الشّرف الْحُسَيْنِي القيلوي / الأَصْل بِفَتْح الْقَاف ثمَّ تَحْتَانِيَّة ساكنية نِسْبَة لقرية بِبَغْدَاد يُقَال لَهَا قيلويه كنفطويه الْبَغْدَادِيّ ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الْحَنَفِيّ. ولد تَقْرِيبًا بعد السّبْعين وَسَبْعمائة قَالَ مرّة بِخمْس وَأُخْرَى بست بالجانب الشَّرْقِي من بَغْدَاد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن لعاصم وَحفظ كتبا جمة فِي فنون كَثِيرَة سَيَأْتِي تعْيين مَا تيَسّر مِنْهَا وَبحث فِي غَالب الْعُلُوم على مَشَايِخ بَغْدَاد والعجم وَالروم حَتَّى أَنه بحث فِي مذهبي الشَّافِعِي وَأحمد وبرع فيهمَا وَصَارَ يقرىء كتبهما ولازم الرحلة فِي الْعلم إِلَى أَن صَار أحد أَرْكَانه وأدمن الِاشْتِغَال والاشغال بِحَيْثُ بَقِي أوحد زَمَانه، وَمن شُيُوخه فِي فقه الْحَنَفِيَّة الضياء مُحَمَّد الْهَرَوِيّ أَخذ عَنهُ الْمجمع بعد أَن حفظه ولازمه بالسلطانية من عمل أذربيجان وَسمع غَالب الْهِدَايَة بحثا على عبد الرَّحْمَن التشلاقي أَو القشلاغي بِالْقَافِ والشين والغين المعجمتين خَال الْعَلَاء البُخَارِيّ وشارح الْبَيْضَاوِيّ الشَّرْح الْمَوْصُوف بالْحسنِ وَسمع عَلَيْهِ أصُول الْحَنَفِيَّة بحثا وَفِي فقه الْحَنَابِلَة مُحَمَّد بن الْحَادِي وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَعبد الله بن عَزِيز بزايين معجمتين مَعَ التصغير والتثقيل ومحمود الْمَعْرُوف بكريكر بِالتَّصْغِيرِ وَمُحَمّد الكيلاني، وتزايد اشْتِغَاله بِهَذَا الْمَذْهَب لكَون وَالِده كَانَ حنبليا وَفِي فقه الشَّافِعِيَّة مَوْلَانَا حجَّة تِلْكَ الْبِلَاد بل يُقَال إِنَّه من أَوْلَاد ابْنه صَاحب الْحَاوِي وناصر الدّين مُحَمَّد الْمَعْرُوف بأيادي الْأَبْهَرِيّ ولازمه مُدَّة طَوِيلَة أَخذ عَنهُ فِيهَا النَّحْو وَالصرْف، وَلم يتسير لَهُ الْبَحْث فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَقصد ذَلِك فَمَا قدر وَأخذ أصُول الدّين وآداب الْبَحْث عَن السراج الزنجاني وأصول الْفِقْه عَن أَحْمد الدواليبي أخي مُحَمَّد وَحضر بحث الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب والعضد وَكَثِيرًا من شُرُوح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَكَثِيرًا من الْكَشَّاف على مَوْلَانَا ميرك الصيرامي أحد تلامذة التَّفْتَازَانِيّ وَبحث بعض الْكَشَّاف أَيْضا والمعاني وَالْبَيَان على مَوْلَانَا عبد الرَّحْمَن ابْن أُخْت أَحْمد الجندي وَجَمِيع الشاطبية بعد حفظهَا على الشريف مُحَمَّد القمني والنحو عَن أَحْمد بن الْمِقْدَاد وَعبد الْقَادِر الوَاسِطِيّ وَبحث عَلَيْهِ الأشنيهية فِي الْفَرَائِض بخلوة الْغَزالِيّ من الْمدرسَة النظامية بِبَغْدَاد وانتفع بِهِ فِي غير ذَلِك والطب والمعاني وَالْبَيَان أَيْضا بعد حفظه للتلخيص عَن الْمجد مُحَمَّد المشيرقي السلطاني الشَّافِعِي(4/198)
والمنطق بعد حفظه الشمسية عَن القَاضِي غياث الدّين مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي الشَّافِعِي كَذَا بحث عَلَيْهِ علم الجدل أَيْضا والطب عَن موفق الدّين الهمذاني وَسمع)
بحث شرح الْهِدَايَة فِي الْحِكْمَة لمولانا زَاده بعد حفظه متنها على الْمجد مُحَمَّد التوريزي وَغير ذَلِك من كتب الطِّبّ وَسمع على مَوْلَانَا مُوسَى باش الرُّومِي علم الموسيقى بحثا وَكَانَ لقِيه لأكْثر من أُشير إِلَيْهِ بالسلطانية لكَون تمر جمعهم بهَا وَهِي مَحل حريمه وأجرى عَلَيْهِم الأعطية وارتحل إِلَى تبريز فَأخذ بهَا عَن الضياء التبريزي النَّحْو وأصول الْفِقْه وَعَن الْجلَال مُحَمَّد القلندشي فقه الشَّافِعِيَّة وأصولهم وَحضر الْمعَانِي وَالْبَيَان وَبَعض الْكَشَّاف عِنْد مَوْلَانَا حيدر، ثمَّ إِلَى أرزنجان من بِلَاد الرّوم فَأخذ علم التصوف عَن يارغلي السيواسي ثمَّ عَاد من بِلَاد الرّوم بعد أَن جال الْآفَاق وَأسر مَعَ اللنك وقاسى شدَّة بِحَيْثُ كَانُوا يقطعون الرُّءُوس ويحملونه إِيَّاهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة مُجَردا عَلَيْهِ كنبك فلقي بحلب من شَاءَ الله من الْعلمَاء، وناظر فِي الشَّام الْجمال الطيماني وَاجْتمعَ فِي الْقُدس بالشهاب بن الهائم فَعَظمهُ كثيرا وَزَاد إِذْ ذَاك الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَبعد الْقَاهِرَة بعد هَذَا كُله فِي مستهل رَجَب مِنْهَا وَقد أُشير إِلَيْهِ فِي الصّرْف والنحو والمعاني وَالْبَيَان والمنطق والجدل وآداب الْبَحْث والأصلين والطب وَالْعرُوض والفقيه وَالتَّفْسِير والقراءات والتصوف وَغَيرهَا فَنزل بالجمالية وَقرر فِي صوفيتها وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ فَأخذُوا عَنهُ، وزوجه الشَّيْخ مصطفى المقصاتي ابْنَته وتدرب بِهِ فِي عمل المقصات وتكسب بهَا وقتا مَعَ اشتهاره بالفضيلة التَّامَّة حَتَّى أَنه لما تمت عمَارَة الْجَامِع المؤيدي وَحضر السُّلْطَان عِنْد مدرسيه وَمِنْهُم الْبَدْر الأقصرائي الْحَنَفِيّ كَانَ من جملَة الْحَاضِرين فَلم يتَكَلَّم مَعَه غَيره بِحَيْثُ عظم فِي عين السُّلْطَان وَأَشَارَ لما تمّ الدَّرْس ورام الْمدرس الدُّعَاء بِنَفسِهِ مُبَالغَة فِي تَعْظِيم السُّلْطَان لصَاحب التَّرْجَمَة أَن يفعل فَفعل وأعلمه الْبَدْر بن مزهر وَذَلِكَ قبل أَن يَلِي كِتَابَة السِّرّ بِأَنَّهُ رجل عَالم يتكسب بِعَمَل المقصات فوعد بِبِنَاء مدرسة من أَجله يكون هُوَ شَيخا فَمَا تيَسّر وَرُبمَا أقرأه وَلَده إِبْرَاهِيم بل رام الْمُؤَيد الِاجْتِمَاع بِهِ فِي مَحل خلْوَة للْقِرَاءَة عَلَيْهِ فَمَا وَافق الْعِزّ خوفًا من الصاق كثير مِمَّا يصدر عَن السُّلْطَان بِهِ وعد ذَلِك من وفور عقله، وَاسْتمرّ الْعِزّ ملازما للاشغال غير مفتقر للاستفادة من أحد إِلَّا فِي علم الحَدِيث دراية وَرِوَايَة فَإِنَّهُ أَخذ عُلُوم الحَدِيث جَمِيعًا لِابْنِ الصّلاح عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بعد قِرَاءَته وسائره سَمَاعا وَكَانَ الْبَحْث فِيهِ إِلَى أثْنَاء النَّوْع الْحَادِي وَالْأَرْبَعِينَ وَبَاقِيه سردا ولازمه حَتَّى أَخذ عَنهُ نظهر الاقتراح لوالده بحثا وَسمع عَلَيْهِ من تصانيف أَبِيه تقريب الْأَسَانِيد والمنظومة(4/199)
فِي غَرِيب الْقُرْآن وَمن أول السِّيرَة الألفية إِلَى ذكر أَزوَاجه وَالْكثير من النكت على)
ابْن الصّلاح وَقَرَأَ مِنْهَا جَمِيع الألفية الحديثية رِوَايَة والمورد الهني وَمن غَيرهَا الْكثير من الْأُصُول الْكِبَار وَغَيرهَا وَوَصفه فِي إِثْبَات بعضه بِخَطِّهِ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَامِل مُفِيد الطالبين نفع الله بِهِ وَمرَّة بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل المفنن ذِي الْفَوَائِد والفرائد مُفِيد الطالبين أمتع الله بفوائده وأجراه على جميل عوائده، وَمرَّة بالشيخ الإِمَام الْعَالم، وَأذن لَهُ فِي إقراء عُلُوم الحَدِيث وإفادته وَكَذَا قَرَأَ على شَيخنَا صَحِيح البُخَارِيّ والنخبة لَهُ واختص بِهِ كثيرا وَكَانَ أحد الطّلبَة الْعشْرَة عِنْده بالجمالية وَحضر دروسه وأماليه، وَرَأَيْت بِخَط شَيخنَا بتصنيفه النخبة كتبهَا برسمه قَالَ فِي آخرهَا مَا صورته علقها مختصرها تذكرة للعلامة مجد الدّين عبد السَّلَام نفع الله بِهِ آمين وتمت فِي صَبِيحَة الاربعاء ثَانِي عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة، وَقَالَ فِي أَولهَا مَا نَصه: رِوَايَة صَاحبهَا الْعَلامَة الأوحد المفنن مجد الدّين عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَكتب لَهُ عَلَيْهَا أَنه قَرَأَهَا قِرَاءَة بحث وإتقان وَتَقْرِير وَبَيَان فَأفَاد أَضْعَاف مَا اسْتَفَادَ وحقق ودقق مَا أَرَادَ وَبنى بَيت الْمجد لفكره الصَّحِيح وأشاد ثمَّ قَالَ وَأذن لَهُ أَن يقرئها لمن يرى ويرويها لمن درى وَالله يُسلمهُ حضرا وسفرا وَيجمع لَهُ الْخيرَات زمرا، وسمعته يَقُول مرَارًا لم أستفد بِالْقَاهِرَةِ من غَيرهمَا لَكِن قد ذكر لي بعض من أخذت عَنهُ أَنه أَخذ الطِّبّ وَغَيره عَن إِسْمَاعِيل الرُّومِي نزيل البيبرسية وَأحد صوفيتها الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ كردنكش فَلَعَلَّهُ لم ير عِنْده مَا يسْتَحق أَن يُسَمِّيه بِالنِّسْبَةِ لمعرفته فَائِدَة وَالله أعلم وَأما الرِّوَايَة فنه سمع وَقَرَأَ على غير وَاحِد وطلبها بِنَفسِهِ فَأكْثر وَكتب الطباق وَضبط النَّاس ورافق المتميزين فِيهَا، وَمن شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم الزين أَبُو بكر المراغي وَكَانَ سَمَاعه عَلَيْهِ بِمَكَّة حَيْثُ حج كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ والشرف بن الكويك وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشموس المحمدون الْبرمَاوِيّ والشامي الْحَنْبَلِيّ والزارتيتي وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن البيطار وَالْغَرْس خَلِيل بن سعيد الْقرشِي والتقي الزبيرِي وَالْفَخْر الدنديلي والشهابان الطريني والبطائحي والنوران الفوي والابياري والسراج قاري الْهِدَايَة، وَأَجَازَ ل من الْحَرَمَيْنِ الْجمال بن ظهيرة والزين الطَّبَرِيّ والوانوغي وَعبد الرَّحْمَن الزرندي ورقية ابْنة ابْن مزروع وَآخَرُونَ بل سمع على جمَاعَة فيهمَا، وَقَررهُ الزيني عبد الباسط متصدرا بمدرسته وَفصل لَهُ ثيابًا نفيسة وسكنها بعد الجمالية وقتا ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى التربة الدوادارية وَكَانَ قد ولي مشيختها ونظرها بعد مُنَازعَة النُّور السويفي أَمَام السُّلْطَان لَهُ فِي ذَلِك وَدفع السُّلْطَان لامامه بقوله أعْطه(4/200)
اسْتِيفَاء الصُّحْبَة يَعْنِي الَّتِي كَانَت مَعَه وَنحن نعطيك المشيخة وَأَنا أعين من)
يشد الِاسْتِيفَاء عَنهُ نِيَابَة فَسكت خوفًا من ابرام ذَلِك، وَاسْتمرّ مُقيما بهَا إِلَى أَن رغب عَنْهَا وانتقل حِينَئِذٍ إِلَى الحسينية فسكن فِي درب الاقباعيين بِالْقربِ من حَوْض الصارم وانتفع بِهِ النَّاس فِي كل الْأَمَاكِن الْمشَار إِلَيْهَا وَكَذَا أعَاد بالجانبكية الَّتِي بالقربيين للحنفية ثمَّ رغب عَنْهَا للنور الصُّوفِي أحد نواب الْحَنَفِيَّة الْآن وَتوقف النَّاظر فِي الامضاء لَهُ مُدَّة ثمَّ كتب ودرس أَيْضا الْفِقْه بالمنكوتمرية وبدرس صرغتمش الَّذِي عمله بِجَامِع المارداني برغبة المحبي الاقصرائي، ثمَّ رغب هُوَ عَنهُ للعضدي الصيرامي، وَاسْتقر الامشاطي بعده فِي المنكوتمرية وتصدير الباسطية، إِلَى غير ذَلِك من الْوَظَائِف الَّتِي دونهَا، وناب عَن ولد السراج قارىء الْهِدَايَة عقب موت وَالِده فِيمَا أضيف إِلَيْهِ من جهاته كَمَا ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة السراج من إنبائه وَهِي تدريس الناصرية والاشرفية الْقَدِيمَة والاقبغاوية بجوار الازهر والاعادة بطولون واتفقت وَفَاة الْوَلَد والعز غَائِب فانتهز القَاضِي علم الدّين وَهُوَ إِذْ ذَاك الْمُتَوَلِي الفرصة لفضه مِنْهُ وَأعْطى الناصرية لِابْنِ الزين التفهني والاشرفية والاقبغاوية لآخر والاعادة لِلشِّهَابِ بن الْمُحب بن الاشقر فَلَمَّا عَاد الْعِزّ وَعلم بذلك صَاح واستغاث وَصرح بِأَنَّهُ لَا بُد من شكوى القَاضِي إِلَى السُّلْطَان وَصعد القلعة فَوجدَ القَاضِي أَيْضا صاعدا لأجل سَماع الحَدِيث عِنْد السُّلْطَان فَقَالَ لَهُ القَاضِي بَلغنِي أَنَّك تُرِيدُ شكواك فَقَالَ لَهُ نعم قَالَ مَا تَقول قَالَ أَقُول هَذَا كتاب الْحَاوِي وَأَشَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي كمه أسأَل من السُّلْطَان فتح أَي مَكَان شَاءَ مِنْهُ ونقرر أَنا وَأَنت مِنْهُ ليظْهر الِاسْتِحْقَاق، وَقدر اجتماعها ووقوفه إِلَى السُّلْطَان فَأمره بعودها إِلَيْهِ فَفعل وَتوقف ابْن الْأَشْقَر فِي ترك وَلَده جَمِيع الاعادة فاشترك مَعَه فِيهَا فِيمَا قيل، وباشر التداريس الثَّلَاثَة إِلَى أَن رغب عَنْهَا للسيف بن الخوندار وَلم يبْق مَعَه سوى التصدير بالباسطية والمنكوتمرية، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الزين رضوَان وَابْن خضر وَابْن سَالم والتقي المنوفي القَاضِي والشرف بن الخشاب والتقي الحصني من الشَّافِعِيَّة وَابْن الْهمام والتقي الشمني وَغَيرهمَا من الْحَنَفِيَّة والقرافي والأبدي وَغَيرهمَا من الْمَالِكِيَّة والعز الْكِنَانِي والبدر الْبَغْدَادِيّ وَابْن الرزاز وَغَيرهم من الْحَنَابِلَة بل قَرَأَ عَلَيْهِ طبقَة أَعلَى من هَذِه كالكمال الشمني والشهاب الكلوتاتي وأوحد الدّين عبد اللَّطِيف بن الشّحْنَة ودونها كالزين قَاسم الْحَنَفِيّ والبدر وَالْوَلِيّ البلقينيين وَمن شَاءَ الله مِمَّن يَلِي هَؤُلَاءِ أَيْضا حَتَّى أَنه ألحق الْأَوْلَاد بِالْآبَاءِ وَصَارَ غَالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته كل ذَلِك مَعَ الْخَيْر والديانة وَالْأَمَانَة والزهد(4/201)
والعفة وَحب الخمول والتقشف فِي مَسْكَنه)
وملبسه ومأكله والانعزال عَن بني الدُّنْيَا والشهامة عَلَيْهِم وَعدم مداهنتهم والتواضع مَعَ الْفُقَرَاء والفتوة والاطعام وكرم النَّفس والرياضة الزَّائِدَة وَالصَّبْر على الِاشْتِغَال وَاحْتِمَال جفَاء الطّلبَة والتصدي لَهُم طول النَّهَار والتقنع بزراعات يَزْرَعهَا فِي الأرياف ومقاساة أَمر المزارعين واتعابهم والاكثار من تَأمل مَعَاني كتاب الله عز وَجل وتدبره مَعَ كَونه لم يستظهر جَمِيعه وَيعْتَذر عَن ذَلِك بِكَوْنِهِ لَا يحب قِرَاءَته بِدُونِ تَأمل وتدبر والمحاسن الجمة بِحَيْثُ سَمِعت عَن بعض عُلَمَاء الْعَصْر أَنه قَالَ لم نعلم قدم مصر فِي هَذِه الْأَزْمَان مثله وَلَقَد تجملت هِيَ وَأَهْلهَا بِهِ وَبَلغنِي أَنه كَانَ رُبمَا جَاءَهُ الصَّغِير لتصحيح لوحه وَنَحْوه من الْفُقَرَاء المبتدئين لقِرَاءَة درسه وَعِنْده من يقْرَأ من الرؤساء فيأمرهم بِقطع قراءتهم حَتَّى يَنْتَهِي تَصْحِيح ذَاك الصَّغِير أَو قِرَاءَة ذَاك الْفَقِير لدرسه وَيَقُول أَرْجُو بذلك الْقرْبَة وترغيبهم وَأَن اندرج فِي الربانيين وَلَا يعكس، وَلم يحصل لَهُ انصاف من رُؤَسَاء الزَّمَان فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا أعْطى وَظِيفَة مُنَاسبَة لعَلي مقَامه وَكَانَ فصيح اللِّسَان مفوها طلق الْعبارَة قوي الحافظة سريع النّظم جدا وَلذَلِك فِيهِ مَالا يُنَاسب مقَامه خُصُوصا وَهُوَ لم يُعْطه كليته مَعَ إكثاره مِنْهُ لَا يهاب كَبِير أحد وَله مَعَ القَاضِي علم الدّين سوى مَا تقدم مفاوضات مِنْهَا ان القَاضِي تناقضت فتياه فِي وَاقعَة وَاحِدَة وَكَانَ الْعِزّ قد كتب عَلَيْهَا وَاتفقَ اجْتِمَاعهمَا بالقلعة فِي مجْلِس السُّلْطَان فَقَالَ الْعِزّ لقَاضِي مذْهبه يَا مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة مَا الحكم عندنَا فِي الْمُفْتِي الماجين فَأَجَابَهُ بقوله يحْجر عَلَيْهِ فِي فتياه فَكَانَت هَذِه قاصمة وامتدح شَيخنَا بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وأثابه فِي وَقت بِعَدَد أبياته ذَهَبا وَكَذَا امتدح غَيره من الْأَعْيَان حَتَّى أَن امتدح الظَّاهِر جقمق بقصيدة عرض فِيهَا بتهدم منزله فَأرْسل لَهُ بأربعمائة دِينَار، وَمن جملَة أبياتها:
(والسقف خر تُرَابا من ركاكته ... والجدر مَال أعاليها إِلَى الطّرق)
وَأجَاب ابْن العليف الشَّاعِر عَن لغز وقرضه لَهُ شَيخنَا، وَخمْس القصيدة المنسوبة لامامنا الشَّافِعِي الَّتِي أَولهَا:
(خبت نَار نَفسِي باشتعال مفارقي ... وأظلم عيشي إِذْ أَضَاء شبابها)
وَكَذَا خمس قَول الشَّيْخ عبد الْقَادِر الكيلاني مَا فِي المناهل منهل يستعذب كَمَا أثبت ذَلِك فِي تَرْجَمته من معجمي بل بَلغنِي أَنه شرع فِي جمعه فِي ديوَان على حُرُوف المعجم وَكتب مِنْهُ قِطْعَة، إِلَى غير ذَلِك من التآليف والتعاليق الَّتِي كَانَ يُمْلِيهَا على الطّلبَة وَمن ذَلِك على)
ايساغوجي والشمسية والالفية والتوضيح(4/202)
وَاعْتذر عَن عدم الاكثار من التصانيف والتصدي لَهَا بِأَنَّهُ لَيْسَ من عدَّة الْمَوْت لعدم الاخلاص فِيهِ أَو كَمَا قَالَ، وَقد أَقرَأ الْحَاوِي فِي فقه الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ وَأفْتى مرّة بقول الرَّافِعِيّ مَعَ مُخَالفَة النوري وَبلغ ذَلِك الْجلَال الْمحلي فَقَالَ مَا للنَّاس بمذاهب النَّاس وَاتفقَ علمه بذلك فشاط، وَكَانَ يقرىء تائية ابْن الفارض ويترنم بقصائده ويقصد بالفتاوي فِي النَّوَازِل الْكِبَار ودونها وَأفْتى بِأَن حمل طَالب الْحق غَرِيمه المدافع المتمرد عَن إِعْطَاء مَا وَجب عَلَيْهِ إِلَى الْوُلَاة الحماة لَا سِيمَا فِي زَمَاننَا جَائِز وَلَا لوم على فَاعله الْمَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَا يُطَالِبهُ إِلَّا من الشَّرْع، وَقد حدث باليسير أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي والبقاعي وَغَيرهمَا من الطّلبَة وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وحملت عَنهُ أَشْيَاء وَكتب لي خطه بسيدنا ومولانا الامام الْعَالم الْفَاضِل الْمُحدث الْمُفِيد الشَّيْخ فلَان، وَبعد ذَلِك بسيدنا ومولانا الامام الْعَالم الْمُحدث البارع الْحَافِظ الضَّابِط الثِّقَة المتقن وَقَالَ فِي بعض مَا قرأته قِرَاءَة متقن ضَابِط مُعرب حَافظ يقظ مطرب شوق بهَا الأذهان وشنف بهَا الآذان كَانَ الله لَهُ حَيْثُ كَانَ، وَكتب لي نسبه بِخَطِّهِ بعد أَن ثَبت فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ على تِلْمِيذه التقي المنوفي ضمن ثُبُوت نسب ابْن أَخِيه لأمه، وَلم يزل على طَرِيقَته متصديا لنشر الْعلم حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشري رَمَضَان سنة تسع وَخمسين، وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر، وَدفن بتربة الْأَمِير بورى خَارج بَاب الْوَزير تَحت التنكزية، وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله وإيانا.
513 - عبد السَّلَام بن حسن الْعِزّ الخالدي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْمَاضِي وَيعرف بالكذاب /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
514 - عبد السَّلَام بن دَاوُد بن عُثْمَان بن القَاضِي شهَاب الدّين عبد السَّلَام بن عَبَّاس الْعِزّ السلطي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بالعز الْقُدسِي /. ولد فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِكفْر المَاء قَرْيَة بَين عجلون وحبراض، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وفهمه عَم وَالِده الشهَاب أَحْمد بن عبد السَّلَام بعض مسَائِل ثمَّ انْتقل بِهِ قَرِيبه الْبَدْر مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال العجلوني أحد شُيُوخ الْبُرْهَان الْحلَبِي فِي حُدُود سنة سبع وَثَمَانِينَ إِلَى الْقُدس فحفظ بِهِ فِي أسْرع وَقت عدَّة كتب فِي فنون بِحَيْثُ كَانَ يقْضِي الْعجب من قُوَّة حافظته وعلو همته ويقظته ونباهته وَبحث على الْبَدْر الْمَذْكُور فِي الْفِقْه إِلَى أَن أذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس سَرِيعا، ثمَّ ارتحل بِهِ)
إِلَى الْقَاهِرَة فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فَحَضَرَ بهَا دروس السراجين البُلْقِينِيّ(4/203)
وَابْن الملقن، وسافر صُحْبَة الْبَدْر إِلَى دمياط واسكندرية وَغَيرهمَا من الْبِلَاد الَّتِي بَينهمَا كسنباط واجتمعا بقاضيها الْفَخر أبي بكر الحوراني وَقَرَأَ على الْبَدْر حِينَئِذٍ الْجمال يُوسُف السنباطي وَالِد الْعِزّ عبد الْعَزِيز الْآتِي ثمَّ رجعا إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ إِلَى الْقُدس وَسمع حِينَئِذٍ بغزة على قاضيها الْعَلَاء عَليّ بن عَليّ بن خلف بن كَامِل السَّعْدِيّ أخي الشَّمْس الْغَزِّي صَاحب ديوَان الفرسان ثمَّ عادا لبلادهما، وَدخل صُحْبَة الْبَدْر مَدِينَة السلط والكرك وعجلون وحسبان وجال فِي تِلْكَ الْبِلَاد فَلَمَّا مَاتَ الْبَدْر ارتحل إِلَى دمشق وَذَلِكَ فِي حُدُود سنة سبع وَتِسْعين وجد فِي الِاشْتِغَال بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا من عُلُوم النَّقْل وَالْعقل على مشايخها وَسمع بهَا الحَدِيث من جمَاعَة كثيرين، وَحج فِي سنة ثَمَانمِائَة فَسمع فِي توجهه بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على الْعلم سُلَيْمَان السقا نُسْخَة أبي مسْهر وَمَا مَعهَا وبمكة على الشَّمْس بن سكر وَابْن صديق ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَسمع بهَا الْكثير خُصُوصا مَعَ شَيخنَا وَأكْثر من السماع والشيوخ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ من الدمشقيين إِبْرَاهِيم بن الْعِمَاد أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر وَأحمد بن اقبرص وَأحمد بن الْعِمَاد أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَأحمد بن دَاوُد الْقطَّان والكمال أَحْمد ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْحق وَأحمد بن عَليّ بن يحيى الْحُسَيْنِي والعماد أَبُو بكر ابْن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَخَدِيجَة ابْنة إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان وَخَدِيجَة ابْنة أبي بكر الكوري ورقية ابْنة عَليّ الصَّفَدِي وَزَيْنَب ابْنة أبي بكر بن جعوان وَعَائِشَة ابْنة أبي بكر بن قوام وَعَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا فَاطِمَة وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَعبد الرَّحْمَن بن عمر البيتليدي وَعبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ سبط الذَّهَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد ابْن عَليّ القمني والتقي عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله وَعلي بن غَازِي الكوري وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سلمَان البالسي وَعمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي وَفَاطِمَة ابْنة عبد الله الحورانية وَفَاطِمَة ابْنة مُحَمَّد بن أَحْمد بن المنجا وَمُحَمّد بن أبي هُرَيْرَة وَعبد الرَّحْمَن بن الذَّهَبِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم البزاعي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن منيع والبدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قوام وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْن مَحْمُود بن السعلوسي ويوسف بن عُثْمَان بن عمر الْعَوْفِيّ وَعِنْده عَنهُ مسلسلات ابْن شَاذان باجازته الَّتِي انْفَرد بهَا مَا الرضى الطَّبَرِيّ، وَبعد هَذَا كُله انْتقل فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بعد)
الْفِتْنَة إِلَى الديار المصرية فقطن الْقَاهِرَة ولازم البُلْقِينِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره والزين الْعِرَاقِيّ فِي الحَدِيث وَكتب عَنهُ من أَمَالِيهِ وَغَيرهَا وَأثبت المملى(4/204)
اسْمه بِخَطِّهِ فِي عدَّة مجَالِس وَكَانَ الهيثمي يحضرها ويجيز وَكَذَا سمع فِيمَا قبل هَذَا التَّارِيخ وَبعده على التنوخي والزين بن الشيخة وَابْن أبي الْمجد والحلاوي والسويداوي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ نَاصِر الدّين بن الْفُرَات وَمَرْيَم الاذرعية وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل القلقشندي وَطَائِفَة، وَأخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة من الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب الحريري الطَّبِيب فِي المعقولات أَيْضا وناب عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فِي الْقَضَاء سنة أَربع ثمَّ أعرض عَن ذَلِك لكَون وَالِده السراج عَتبه عَلَيْهِ لتعطله بِهِ عَن الِاشْتِغَال، ثمَّ عَاد إِلَى النِّيَابَة فِي سنة تسع وَاسْتمرّ حَتَّى صَار من أجلاء النواب وَصَحب فتح الله كَاتب السِّرّ ثمَّ نوه بِهِ نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ حَتَّى صَار يزاحم الأكابر فِي المحافل ويناطح الفحول الأماثل بِقُوَّة بَحثه وشهامته وغزارة علمه وفصاحته، وَاسْتقر فِي تدريس الحَدِيث بالجمالية عقب الْكَمَال الشمني وَتكلم شَيخنَا مَعَه فِي أَخذ شَيْء مِنْهُ للتقي ولد المتوفي وَفِي تدريس الْفِقْه بالخروبية بِمصْر، وناب فِي الخطابة بالمؤيدية أول مَا فتحت عَن ابْن الْبَارِزِيّ ثمَّ عَن وَلَده الْكَمَال وَاسْتقر بِهِ الزين عبد الباسط فِي مشيخة مدرسته بِالْقَاهِرَةِ أول مَا فتحت بل ولي مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس بعناية الْبَدْر بن مزهر بعد موت الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وسافر لمباشرتها بعد أَن رغب عَن الجمالية لِابْنِ سَالم والخروبية للمحب بن أبي المحاسن وَاسْتقر فِي الباسطية الامام شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ ثمَّ صرف الْعِزّ عَن الصلاحية فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بالشهاب بن المحمرة وَرجع الْعِزّ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا على نِيَابَة الْقَضَاء وأضيف إِلَيْهِ قَضَاء النحرارية عوضا عَن ابْن قَاسم مَعَ مُرَتّب رتبه لَهُ عبد الباسط إِلَى أَن أُعِيد إِلَى الصلاحية بعد موت الشهَاب وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَقد حدث بأَشْيَاء بِالْقَاهِرَةِ وَبَيت الْمُقَدّس وَغَيرهمَا، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ قَاضِي الْمَالِكِيَّة بحماة أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن يحيى الْحكمِي المغربي وَوَصفه بشيخنا الامام الْعَلامَة شيخ الاسلام علم الْمُحَقِّقين حَقًا وحائز فنون الْعلم صدقا، وَكَذَا درس وَأفْتى وَأفَاد وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء سِيمَا أهل تِلْكَ النواحي، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة داهية لسنا فصيحا فِي التدريس والخطابة وَغَيرهمَا حسن الْقِرَاءَة جدا مفوها طلق الْعبارَة قوي الحافظة حَتَّى فِي التَّارِيخ وأخبار الْمُلُوك جيد الذِّهْن حسن الاقراء كثير النَّقْل والتنقيح متين النَّقْد وَالتَّرْجِيح وأقرأ هُنَاكَ فِي جَامع المختصرات فَكَانَ أمرا عجبا صَحِيح)
العقيدة شَدِيد الْحَط والانكار على ابْن عَرَبِيّ وَمن نحا نَحوه مغرما بِبَيَان عقائدهم الرَّديئَة وتزييفها مُصَرحًا بِأَنَّهُم أكفر الْكفَّار جوادا كَرِيمًا إِلَى الْغَايَة قل أَن ترى الْعُيُون فِي أَبنَاء جنسه نَظِيره فِي الْكَرم مَعَ كَونه(4/205)
أكولا إِلَى الْغَايَة مهابا لطيفا حسن الشكالة ضخما أجَاز لي. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس رَمَضَان سنة خمسين بِبَيْت الْمُقَدّس بعد تمرضه بالبواسير سِنِين وَدفن بمقبرة ماملا رَحمَه الله وإيانا وَمن نظمه:
(إِذا الموائد مدت ... من غير خل وبقل)
(كَانَت كشيخ كَبِير ... عديم فهم وعقل)
وَقَوله:
(وَذي قوام رطيب ... وافي يؤم الأراكا)
(ناداني الْقلب مَاذَا ... تُرِيدُ قلت سواكا)
بل يُقَال إِنَّه لم ينظم سوى هذَيْن المقطوعين.
515 - عبد السَّلَام بن عبد الْوَهَّاب بن الْمُحب مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ شَقِيق عبد الْوَاحِد / الْآتِي وَهَذَا أسن. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ كتبا كالشاطبية وَالْمُخْتَار وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة وَسمع على الْجمال الكازروني وَأبي الْفَتْح المراغي بل وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا على الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني فِي سنة سبع وَأَرْبَعين فِي البُخَارِيّ وَبعدهَا على أبي الْفرج المراغي وَكتب الْخط الْجيد وَنسخ بِهِ أَشْيَاء، وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة أَولهَا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وقرأه بِكَمَالِهِ على الْمُحب بن الاقصرائي وَحضر عِنْد السَّعْدِيّ بن الديري والجلال الْمحلي وَغَيرهمَا وَكَذَا دخل حلب فَمَا دونهَا لطلب الْمَعيشَة، وقطن مَكَّة من سنة إِحْدَى وَسبعين وَسمع مني فِيهَا أَشْيَاء بل كتب بعض تصانيفي وَلَيْسَ بِذَاكَ مَعَ شدَّة فاقته وتكرر طلبه الناشىء عَن قُوَّة حَاجته والحاحه فِي ذَلِك سِيمَا من الواردين من سَائِر المسالك وَرُبمَا اسْتَعَانَ فِي ذَلِك بنظمه وَلَيْسَ بالطائل.
516 - عبد السَّلَام بن أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد الزمزمي الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسبعين
017 -. عبد السَّلَام بن أبي الْفرج بن عبد اللَّطِيف الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي. / سمع على الزين المراغي.
518 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل النفطي الْمدنِي أَخُو عبد الْكَافِي / الْآتِي، مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
519 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ ابْن عبد السَّلَام أَخُو أبي الْخَيْر الكازروني الْمَكِّيّ. / ولد بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَاسْتقر فِي رياسة المؤذنين بِالْمَسْجِدِ(4/206)
الْحَرَام بعد أَبِيهِمَا سنة سبع وَخمسين فَلم يُولد لَهُ. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَالْأول أقرب.
520 - عبد السَّلَام الأول بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن روزبة بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْعِزّ أَبُو السرُور بن نَاصِر الدّين أبي الْفرج بن الْجمال الكازروني الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد وَعلي وَمُحَمّد / وَغَيرهم مِمَّن ذكر فِي محاله. ولد فِي صَبِيحَة الْعشْرين من ربيع الأول سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على الْمُحب المطري والبرهان إِبْرَاهِيم ابْن الْجلَال الخجندي وَأحمد بن سعيد الجزيري المغربي وَأبي الْفرج المراغي وَجَمَاعَة بل سمع على جده الْجمال أَشْيَاء وعَلى أبي السعادات بن ظهيرة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحثا وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا. مَاتَ سنة ثَمَان وَخمسين.
521 - عبد السَّلَام الثَّانِي / أَخُو الَّذِي قبله. ولد فِي عَاشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على أَبِيه وَأبي الْفرج المراغي وَأبي الْفَتْح بن تَقِيّ وَآخَرين ولازمني كثيرا فِي مجاورتي عِنْد الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكتبت لَهُ بِمَا سَمعه مني وعَلى إجَازَة أوردت شَيْئا مِنْهَا فِي تَارِيخ الْمَدَنِيين، ثمَّ ورد مَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَسمع من تصانيفي على أَشْيَاء وَهُوَ سَاكن فهم مَذْكُور بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح.
522 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الامام عز الدّين الخشبي الْمدنِي. / سمع على النُّور الْمحلي سبط الزبير فِي الِاكْتِفَاء للكلاعي سنة عشْرين وعَلى الزين أبي بكر المراغي وَكتب تصنيفه تَحْقِيق النُّصْرَة بتلخيص معالم دَار الْهِجْرَة وانْتهى فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَشهد على مُؤَلفه بوقفه.
523 - عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الزرعي / أحد سكان المجاهدية بِدِمَشْق. كَانَ خيرا أَمينا موثوقا بِهِ فِيمَا قرأته بِخَط ابْن حجي. مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة أَربع عشرَة قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه
524 -. عبد السَّلَام بن مُوسَى بن أبي بكر بن أكبر الزين أَو الْمُحب الشِّيرَازِيّ العجمي الْمَكِّيّ وَالِد عبد الْعَزِيز / الْآتِي سبط الشَّيْخ على الزمزمي وَلذَا يعرف بالزمزمي. ولد فِي ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَسمع بهَا من ابْن صديق وَأبي الطّيب السحولي والزين المراغي وبن سكر وَالْمجد اللّغَوِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعد.
النشاوري والمليجي وَابْن حَاتِم والصردي والعراقي والهيثمي والدميري وَخلق، وَحدث أَخذ عَنهُ النَّجْم ابْن فَهد. وَذكره فِي مُعْجَمه وذيله وَقَالَ أَنه كتب الْخط الْحسن وَنسخ بالاجرة وتكسب بتأديب الْأَطْفَال مُدَّة وبالشهادة، وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا(4/207)
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.
525 - عبد السَّلَام بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الزين بن الشّرف البهوتي الدمياطي الشَّافِعِي وَالِد النُّور عَليّ والولوي مُحَمَّد وَالْجمال عبد الله يُوسُف وأخو عبد الرَّحْمَن / الْمَذْكُورين فِي محالهم. ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عَنهُ أَبِيه وتلا بِهِ تجويدا وَغَيره على الزينين الهيثمي وجعفر وَحضر دروس الْفَقِيه علم الدّين بن الفران بل كَانَ هُوَ قارئه بُرْهَة وَكَذَا أَخذ عَن الشهَاب البيجوري وَغَيره وَفِي النَّحْو عَن ابْن سويدان وَلَقي الْفِرْيَانِيُّ فَأخذ عَنهُ وسَمعه على شَيخنَا والرشيدي وَغَيرهمَا واختص بالفخر الديمي لمصاهرة بَينهمَا وَأم بالجامع البدري بعد أَبِيه وَقَرَأَ على الْعَامَّة فِي المواعظ وَالرَّقَائِق وَنَحْوهمَا وأدب الْأَبْنَاء مُدَّة فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَكتب بِخَطِّهِ شَيْئا كثيرا حبس جَمِيعه على بنيه سوى مَا كتبه بالاجرة من مصاحف وَغَيرهَا وخطه جيد صَحِيح، وَلم يزل على طَرِيقَته فِي الْخَيْر وَالْبركَة واعتقاد النَّاس فِيهِ حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة سِتّ وَتِسْعين بدمياط بالاسهال شَهِيدا وَتَوَلَّى البيجوري غسله وَدفن بجوار الشَّيْخ فاتح بتربة الشرفاء بني عجلَان رَحمَه الله وإيانا.
عبد السَّلَام الزرندي. / مضى فِي ابْن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد قَرِيبا.
526 - عبد السَّلَام الشرنوبي الْبُحَيْرِي ثمَّ القاهري الْمَكِّيّ. / خدم عِنْد أزبك اليوسفي اماما ثمَّ طرده فانتمى لتمراز، وسافر مَعَه للبحيرة وَنزل وَلَده فِي قراء الشيخونية وَفِي غَيرهَا.
527 - عبد السَّلَام الفارسكوري الازهري الْغَاسِل. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري الْمحرم سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا أَقَامَ مديدة يغسل الْمَوْتَى وَقصد لذَلِك وَأَكْثَره احتسابا رَحمَه الله.) :::
528 - عبد الصَّادِق بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ /. كَانَ من أَصْحَاب التقي بن المنجا ولي قَضَاء طرابلس وشكرت سيرته ثمَّ قدم دمشق وَتزَوج ابْنة السلاوي زَوْجَة مخدومه التقي وسعى فِي قَضَاء دمشق. وَمَات فِي الْمحرم سنة سِتّ شَهِيدا سقط عَلَيْهِ سقف بَيته فَهَلَك تَحت الرَّدْم. ذكره شَيخنَا فِي انبائه.
529 - عبد الصَّمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر عفيف الدّين الخلي اليمني الشَّافِعِي. / وخلة بِفَتْح الْمُعْجَمَة قَرْيَة بِالْحجرِ من جبال الْيمن. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم أَبُو حميش بِفَتْح الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وَآخره مُعْجمَة قَاضِي عدن وَقَرَأَ فِي الْفَرَائِض وشارك فِي النَّحْو وَغَيره، وَكَانَ تقيا(4/208)
دينا خيرا اسْتَقر بِهِ عَليّ بن طَاهِر فِي نظر ثغر عدن وأعمالها بِحكم الْوكَالَة فِي جَمِيع تعلقاته فحمدت سيرته وَلم يَنْفَكّ عَن المطالعة وَالنَّظَر والمذاكرة مَعَ الْفُضَلَاء والتحصيل لكتب الْعلم والبحث عَن أَحْوَال الْفُقَهَاء ثمَّ قَلّدهُ أَيْضا النّظر فِي أوقاف تعز وَغَيرهَا فباشر ذَلِك أحسن مُبَاشرَة وَلَكِن لم تطل مدَّته. وَمَات بعدن فِي رَابِع صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل شهده السُّلْطَان فَمَا دونه وتأسف الخيرون على فَقده. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا بأبسط من هَذَا.
530 - عبد الصَّمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر ابْن عبد الْوَهَّاب المرشدي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيُسمى مُحَمَّدًا. وَقَرَأَ الْمِنْهَاج وَحضر عِنْد يحيى العلمي وَغَيره، وَكَانَ مصاحبا لولد ابْن عزم وَدخل مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ عَن بضع وَثَلَاثِينَ وَترك فَاطِمَة وَأم حَبِيبَة فَتزَوج الأولى قريبها النُّور عَليّ بن الْفَخر أبي بكر بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي.
531 - عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى وَقيل بدل عِيسَى مُحَمَّد بن مَنْصُور / وَهُوَ الَّذِي كتبه لي وَالْأول أتقن عز الدّين وصائن الدّين ابْن الزين بن الشَّمْس النجمي الصحراوي الزيات بهَا أَخُو مُحَمَّد وَمَرْيَم الآتيين وأبوهم مِمَّن أَخذ عَنهُ شَيخنَا وَيعرف كسلفه بالهرساني بِفَتَحَات وَآخره نون. ولد سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ النجمية طفاي تمر خَارج بَاب البرقية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد أَبِيه وَالشَّمْس الدَّمِيرِيّ وَحضر مَعَ أَبِيه عِنْد البُلْقِينِيّ وأحضر وَهُوَ فِي الثَّالِثَة على التَّاج بن الفصيح الْكثير من السّنَن الْكُبْرَى للنسائي رِوَايَة ابْن الْأَحْمَر وعَلى الحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله الْحَنْبَلِيّ خَتمهَا)
فَقَط ثمَّ سمع على جده الشَّمْس والحافظين بعض سنَن أبي دَاوُد وَعلي ابْن أبي الْمجد الْكثير من البُخَارِيّ والختم مِنْهُ فَقَط على الحافظين والتنوخي والختم مِنْهُ أَيْضا لَكِن أَوله دون أول الَّذِي قبله عَليّ الابناسي والغماري وَابْن الشيخة، وَكَذَا سمع من الْعِرَاقِيّ من أَمَالِيهِ بِحَضْرَة الهيثمي وَحج مرَارًا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل دمشق ودمياط والمحلة، وَحدث سَمِعت عَلَيْهِ قَدِيما ثمَّ تسارع إِلَيْهِ الطّلبَة بِأخرَة لِتَفَرُّدِهِ بالنسائي وأخذوه وَغَيره عَنهُ بل طلبه النَّجْم بن حجي وَحدث عَنهُ بغالب البُخَارِيّ رَفِيقًا للشاوي فَسمع عَلَيْهِ خلق، وَكَانَ خيرا يتعيش بحانوت بالصحراء وَيكْتب على الاستدعاءات خطا ضَعِيفا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بالصحراء وَدفن بحوش مجاور لتربة السويفي تجاه(4/209)
تربة الطَّوِيل بِالْقربِ من تربة اينال رَحمَه الله.
532 - عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود روح الدّين بن سعد الدّين ابْن الصَّدْر الشِّيرَازِيّ. / كَانَ حَيا فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَفِيهَا قَرَأَ على الظهير عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الطاووسي وَسمع مَعَه ابْن أخي المسمع أَحْمد ابْن عبد الله بن عبد الْقَادِر وَوصف صَاحب التَّرْجَمَة بالمحدث الْعَالم ووالده بالقارىء وجده باستاذنا فِي كَلَام الله.
533 - عبد الصَّمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / درج صَغِيرا.
534 - عبد الصَّمد بن عماد بن إِبْرَاهِيم الدكني الْهِنْدِيّ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
535 - عبد الصَّمد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد المقراني الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي نبيلة /. فَاضل اشْتغل على أَبِيه فِي الْفِقْه وَغَيره ولقيني بِمَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَقَرَأَ على أربعي النَّوَوِيّ وَسمع على غير ذَلِك، وَذكر لي أَن وَالِده كَانَ فَقِيها قَرَأَ على الاهدل وَمَات فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن سِتّ وَأَرْبَعين سنة. عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن عمر بن إِسْمَاعِيل القَاضِي عفيف الدّين الخلي بِالْمُعْجَمَةِ الْمَفْتُوحَة نِسْبَة إِلَى خلة قَرْيَة من بِلَاد حجر. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من شَوَّال سنة تسعين، ومولده تَقْرِيبًا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ من رُءُوس الدولة الطاهرية بِالْمُهْمَلَةِ من الْيمن وَلَهُم إِلَيْهِ الْتِفَات كثير وَله عِنْدهم تمكن كَبِير من الْأَمَانَة والديانة والالتفات إِلَى الْفُقَهَاء والاشتغال بِالْعلمِ وَهُوَ من بَيت علم وَصَلَاح رَحمَه الله كتب إِلَيّ بذلك الْجمال مُوسَى الدؤالي وَكَانَ قريب ابْن إِسْمَاعِيل الْمَاضِي
536 -. عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الزين أَبُو الْخَيْر بن الشَّمْس بن سعد الدّين بن النَّجْم الْبَغْدَادِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بالزركشي.
ولد كَمَا ضَبطه لَهُ وَالِده لست خلون من ربيع الآخر سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وأحضر فِي الرَّابِعَة على التنوخي ثلاثيات البُخَارِيّ والخيرة فِي الْقرَاءَات الْعشْرَة لِابْنِ زُرَيْق وَغير ذَلِك ثمَّ سمع على الحلاوي والشرف بن الكويك وَمِمَّا سَمعه على أَولهمَا من مُسْند أَحْمد بِقِرَاءَة شَيخنَا وَكَذَا سمع على أبي الْفرج بن الشيخة، وَأَجَازَ لَهُ الشريف الشهَاب أَحْمد ابْن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأَبُو حَفْص البالسي وَابْن منيع والكمال أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْحق وَمُحَمّد بن أبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عَليّ سبط الذَّهَبِيّ(4/210)
وَخَدِيجَة ابْنة ابْن سُلْطَان وَفَاطِمَة ابْنة المنجا وَفَاطِمَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأُخْتهَا عَائِشَة وَآخَرُونَ، وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ خيرا سَاكِنا لين الْجَانِب نيرا صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء بل أَظُنهُ كَانَ امامها وَقد كَانَت وَظِيفَة أَبِيه قبله. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.
عبد الصَّمد الْوَادي التازفي /.
538 - عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن الجوبان سري الدّين بن الشهَاب الدِّمَشْقِي أَخُو عبد الْكَافِي / الْآتِي وَيعرف بِابْن الجوبان وبابن الذَّهَبِيّ. أحد كتاب الانشاء بِدِمَشْق بل نَاب فِي كِتَابَة سرها، وَكَانَ ذَا نظم كتب عَنهُ مِنْهُ الشهَاب اللبودي وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فَجْأَة فِي عَاشر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بطرفها الشمالي رَحمَه الله، وَرَأَيْت البدري كتب عَنهُ فِي مَجْمُوعه قَوْله:
(فتنت بنشابي أضحى محاربي ... بأسهم ألحاظ بهَا الْمَوْت قد حلا)
(ينصل سهم اللحظ من قتلتي بِهِ ... أَلا فانظروه من دمي قد تنصلا)
539 - عبد الظَّاهِر بن أَحْمد بن عبد الظَّاهِر الزين التفهني الدَّاودِيّ / نِسْبَة لداود العزب الشَّافِعِي سبط أبي الْفضل بن الردادي. ولد، وَحفظ الْقُرْآن وتلا بالروايات على ابْن أَسد وَرُبمَا قَرَأَ فِي الجوق، واشتغل يَسِيرا فِي الْفِقْه والعربية وَسمع على شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَولي مشيخة الْمقَام الدَّاودِيّ وَأكْثر من التَّرَدُّد للقاهرة مَعَ انجماعه فِيهَا. مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَحمل لتفهنا فَدفن بهَا رَحمَه الله.
540 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد الزواوي /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
541 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن أَحْمد بن عز الدّين الْغَزِّي ثمَّ القاهري المقرىء /. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وتنزل فِي الْمدَارِس وَقَرَأَ فِي صفة الجمالية وَغَيرهَا وَفِي شباك البيبرسية وَسمع الْكثير وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَكَانَ سَاكِنا خيرا. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَظنهُ قَارب السّبْعين.
542 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن ضوء الْعِزّ بن الشهَاب بن الْعَلَاء الْقُدسِي الْحَنَفِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن النَّقِيب لكَون جد أَبِيه كَانَ نقيب قلعة صفد. ولد فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع فِي سنة خمس وَتِسْعين الصَّحِيح على الْعَلَاء عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المفعلي والشهاب بن العلائي كِلَاهُمَا عَن الحجار وَكَذَا سمع على وَالِده وعَلى التَّاج أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَقْدِسِي بِقِرَاءَة الشَّمْس بن الديري وعَلى ابْن الديري نَفسه وَمُحَمّد بن سعيد فِي(4/211)