عمر بن مُحَمَّد كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الأذكياء الأدباء الفصحاء العارفين بالأصول وَالتَّفْسِير والعربية، وَأفْتى ودرس وَوعظ عدَّة سِنِين وَلم يكن مرضِي الدّيانَة، وَكَذَا سَمَّاهُ فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ مفرط الذكاء فصيح الْعبارَة مُتَقَدما على كل من باحثه إِلَّا أَنه أَخّرهُ عدم تزَوجه وَمَا سمع عَنهُ بمعاشرة المتهمين فَكثر الطعْن عَلَيْهِ وشنعت القالة فِيهِ وَلم يكن هُوَ يفكر فِي هَذَا بل لَا يزَال مُقبلا على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ على مَا يعاب بِهِ انْتهى. وَالصَّوَاب أَنه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر فقد قَرَأت بِخَط تِلْمِيذه الشهَاب الْجَوْجَرِيّ مَا نَصه: توفّي شَيخنَا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْأُسْتَاذ رَئِيس الْمُحَقِّقين عُمْدَة الْمُفْتِينَ أوحد الزَّمَان شيخ الْفُنُون النقلية والعقلية المفوه الْمُحَقق المدقق النصوح للطللبة بدر الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ الْعدْل شمس الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ سراج الدّين عمر الطنبذي الشَّافِعِي بِالْمَدْرَسَةِ الحسامية تجاه سوق الرَّقِيق فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري ربيع الأول سنة تسع وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْأَحَد بِجَامِع الْحَاكِم تقدم النَّاس الْجمال عبد الله الأقفهسي الْمَالِكِي وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَأثْنى الْخلق عَلَيْهِ حسنا وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة الْجمال يُوسُف الاستادار فرحمه الله مَا أغزر علمه وَأكْثر تَحْقِيقه وَأحسن تَدْقِيقه. قلت وَقد بلغنَا أَنه كَانَ يضايق الصَّدْر الْمَنَاوِيّ القَاضِي فِي المباحث وَنَحْوهَا فتوصل حَتَّى علم وَقت مَجِيئه وَهُوَ مَشْغُول لمحله من الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَهِي قريبَة من سكن القَاضِي فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ بقجة قماش ودراهم فَوَجَدَهُ غَائِب الْعقل فَأمر من غسل أَطْرَافه وَنزع تِلْكَ الأثواب ثمَّ ألبسهُ بدلهَا وَوضع الدَّرَاهِم وَقَالَ لبواب الْمدرسَة اعْلَم أخي بمجيئي حِين بَلغنِي انْقِطَاعه فَوَجَدته مغمورا فَقَرَأت الْفَاتِحَة ودعوت لَهُ بالعافية ثمَّ انصرفت فَكَانَ ذَلِك سَببا لخضوعه ورجوعه وعد ذَلِك فِي رياسة القَاضِي.
162 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد شهَاب الدّين النشيلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد دلال الْكتب. / مِمَّن اشْتغل وَقَرَأَ على الخيضري وَنَحْوه وعَلى النشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني.
163 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد القاهري الشيخي الْمَاوَرْدِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي. / مِمَّن سمع على شَيخنَا ختم البُخَارِيّ بالظاهرية.
164 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي. / مِمَّن قرض لِلشِّهَابِ السيرجي نظما ونثرا.
165 - أَحْمد بن عمر بن مطرف الْقرشِي الْمَكِّيّ السمان وَيعرف بجده. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين.
166 - أَحْمد بن عمر بن معيبد / وَزِير الْيمن. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين. ذكره ابْن عزم.(2/57)
167 - أَحْمد بن عمر بن هِلَال الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي الصُّوفِي المعتقد. / اشْتغل بحلب وَقدم الْقَاهِرَة فصحب البلالي ثمَّ رَجَعَ لبلده وَكثر أَتْبَاعه ومعتقدوه وَلَكِن حفظت عَنهُ شطحات فمقته الْفُقَهَاء فِي إِظْهَار طَرِيق ابْن عَرَبِيّ فَلم يزدْ أَتْبَاعه ذَلِك إِلَّا محبَّة فِيهِ وتعظيما لَهُ حَتَّى كَانُوا يسمونه نقطة الدائرة وَمَات فِي سنة أَربع وَعشْرين. تَرْجمهُ هَكَذَا المقريزي فِي عقوده.
168 - أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الشهَاب بن الزين الْحلَبِي الشَّافِعِي الْموقع وَالِد النَّجْم عمر والمحب مُحَمَّد الآتيين وَكَانَ يعرف قَدِيما بِابْن كَاتب الخزانة. / ولد فِي خَامِس شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب ولازم الْعِزّ الحاضري حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَاسْتمرّ على الْعَمَل فِيهِ حَتَّى صَار تَامّ الْفَضِيلَة فِي الْعَرَبيَّة جدا مَعَ الْفَضِيلَة أَيْضا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض، وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي والطبقة، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خلدون وَالسَّيِّد النسابة الْكَبِير بل عين لَهَا وَولي كِتَابَة الخزانة، كل ذَلِك مَعَ التَّعَبُّد وَالْقِيَام والمثابرة على الْجَمَاعَات والاتصاف بِالْعقلِ والرياسة والحشمة والتودد ومراعاة أَرْبَاب الدولة والطريقة الْحَسَنَة والمحاسن الجمة. أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأَعْظَم ثمَّ صلى عَلَيْهِ بِبَاب دَار الْعدْل نَائِب حلب تغري برمش وَدفن بتربته خَارج بَاب الْمقَام. ذكره ابْن خطيب الناصرية بأنقص من هَذَا واصفا لَهُ بالفضيلة وَالدّين وَالْعقل والطريقة الْحَسَنَة.
169 - أَحْمد بن عمر الشهَاب بن الزين الْحلَبِي والوالي وَيعرف بِابْن الزين. / بَاشر عدَّة وظائف مِنْهَا ولَايَة الْقَاهِرَة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق وَكَانَ جبارا ظَالِما غاشما لَكِن كَانَ للمفسدين بِهِ ردع مَا، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَهُوَ مَعْزُول، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَوَصفه بالأمير بن الْحَاج.
170 - أَحْمد بن عمر الشهَاب البلبيسي الْبَزَّار، / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَكَانَ من خِيَار التُّجَّار ثِقَة ودينا وَأَمَانَة وَصدق لهجة جاور عدَّة مجاورات بِمَكَّة وَسمع الْكثير وأنجب أَوْلَادًا رَحمَه الله. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَأَظنهُ وَالِد
السراج عمر الْآتِي وَإِن سميت جده فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مُحَمَّدًا.
171 - أَحْمد بن عمر الشهَاب الدنجيهي ثمَّ القاهري القلعي الشَّافِعِي. / مَاتَ وَقد(2/58)
قَارب السّبْعين أَو حازها فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ قد نَشأ فَقِيرا بِجَامِع القلعة ثمَّ ترقى حَتَّى صَار أحد مؤذنيه ثمَّ رَئِيسا فِيهِ بِحَيْثُ رقي فِي الخطابة بالجلال البُلْقِينِيّ وَغَيره بل جلس فِيهِ مَعَ الشُّهُود ثمَّ صَار شَاهد ديوَان عليباي الأشرفي ثمَّ كسباي المؤيدي ثمَّ اسْتَقر فِي جملَة أَئِمَّة الْقصر بعناية يشبك الْفَقِيه وَعمل نقابة أئمته والنيابة فِي نظر الْأَوْقَاف الْجَارِيَة تَحت نظر مقدم المماليك فِي أَيَّام جَوْهَر النوروزي ثمَّ نِيَابَة الأنظار الزمامية عَنهُ أَيْضا، وَكَانَ خيرا رَحمَه الله وإيانا.
172 - أَحْمد بن عمر الشهَاب السعودي البلان / نقيب الذكارين بزاوية أبي السُّعُود. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ مشكور السِّيرَة. أرخه الْمُنِير.
173 - أَحْمد بن عمر المصراتي القيرواني / إِمَام جَامع الزيتونة بتونس. مَاتَ بهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ.
174 - أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد القاهري أَخُو أبي الْفَتْح مُحَمَّد الكتبي. / لَهُ ذكر فِي أَبِيه وَلم يكن بمحمود. مَاتَ قريب السّبْعين.
175 - أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد الشهَاب الصنهاجي المغربي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ / نزيل جَامع الْأَزْهَر. كَانَ ماهرا فِي الْقرَاءَات والعربية وَالْفِقْه متصديا للإقراء جَمِيع النَّهَار وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس الْقَرَافِيّ. مَاتَ فِي سَابِع الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَكثر التأسف عَلَيْهِ.
تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه.
176 - أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد الدمياطي ثمَّ القاهري النجار وَالِد الْأمين مُحَمَّد الْآتِي. / مِمَّن تميز جدا فِي صناعته وأتى أشغالا ثقالا وَرَأى حظا فِي أَيَّام الجمالي نَاظر الْخَاص وَهُوَ الَّذِي عمل الْمِنْبَر الْمَكِّيّ ثمَّ مِنْبَر المزهرية وجامع الغمري، وَحج غير مرّة وجاور وَقد هش وَعجز وأظن مولده فِي سنة عشْرين. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين بالمنزلة.
177 - أَحْمد بن عِيسَى بن عُثْمَان بن عِيسَى بن عُثْمَان الشهَاب بن الشّرف القاهري أَخُو الْفَخر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن جوشن / سمع على شَيخنَا فِي رَمَضَان وَغَيره وَكَانَ فَقِيرا ضَعِيف الْحَرَكَة ألثغ يُقيم أَحْيَانًا عِنْد أَخِيه وقتا بالزاوية الْمُجَاورَة لتربتهم بالصحراء وَكَانَ هُوَ الْخَطِيب
بهَا غَالِبا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن شعْبَان سنة تسع وَسبعين رَحمَه الله.
178 - أَحْمد بن عِيسَى بن عَليّ بن يَعْقُوب بن شُعَيْب الدَّاودِيّ الأوراسي المغربي الْمَالِكِي. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بأوراس وَحفظ بهَا الْقُرْآن بِرِوَايَة ورش(2/59)
والرسالة ثمَّ انْتقل إِلَى تونس فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع بِكَمَالِهِ وَحفظ بهَا بعض ابْن الْحَاجِب الفرعي ثمَّ أَخذ الْفِقْه عَن أَبَوي الْقسم الْبُرْزُليّ سمع عَلَيْهِ جَمِيع كِتَابه الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَهُوَ فِي ثَلَاث مجلدات والعبدوسي وَسمع عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُحَمّد بن مَرْزُوق وَبحث عَلَيْهِ فِي الْأُصُول والمنطق والمعاني وَالْبَيَان، وحشى كتبه الَّتِي قَرَأَهَا على مشايخه، لَقيته بالميدان وَقد قدم حَاجا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات.
179 - أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب المنزلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف فِي ناحيته بعصفور وَقد يصغر. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمنزلة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول بعد بُلُوغه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والرحبية وألفية ابْن مَالك والجرومية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ والعبادي بل وَعَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهم وَفِي الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء الحصني وَكَذَا الْمعَانِي وَالْبَيَان والعربية بل أَخذ عَن التقيين الحصني والشمني قَلِيلا ولازم السنهوري فِي الْعَرَبيَّة وَمن قبله الأبدي والشهاب السجيني فِي الْفَرَائِض والحساب وَتزَوج ابْنَته وَالسَّيِّد عَليّ تلميذ ابْن المجدي بل أَخذ عَن البوتيجي وَأبي الْجُود وَسمع على السَّيِّد النسابة وَابْن الملقن والنور البارنباري وناصر الدّين الزفتاوي وَأم هَانِئ الهورينية والحجاري والمحبين الفاقوسي والحلبي بن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب الْخَادِم والبهاء بن الْمصْرِيّ وَغَيرهم، ولازم التَّرَدُّد لغير هَؤُلَاءِ، وَحصل لَهُ وَمد كف مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فَمَا يظْهر صابر وشاكر وَلَكِن كثرت منازعاته فِي الدُّرُوس والمجالس مَعَ يبس عِبَارَته وكلمته وَعدم تأدبه سِيمَا بعد انفكاكه.
180 - أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عِيسَى بن سليم أَو سَالم / وَجمع المقريزي بَيْنَمَا فَقَالَ سليم ككثير بن سَالم بن جميل ككبير أَيْضا، وَزَاد بن رَاجِح: بن كثير بن مظفر بن عَليّ بن عَامر الْعِمَاد أَبُو عِيسَى بن الشّرف أبي الرّوح بن الْعِمَاد أبي عمرَان الْأَزْرَقِيّ العامري المقيري بِضَم الْمِيم ثمَّ قَاف مَفْتُوحَة وَآخره رَاء مصغر نِسْبَة للمقبري قَرْيَة من أَعمال الكرك الشَّافِعِي أَخُو الْعَلَاء عَليّ. ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَقيل اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بكرك الشوبك)
وَحفظ الْمِنْهَاج وجامع المختصرات وَغَيرهَا واشتغل بالفقه وَغَيره وَقدم مَعَ أَبِيه وَكَانَ قَاضِي الكرك الْقَاهِرَة بعد الْأَرْبَعين فَسمع بهَا من أبي نعيم الأسعردي وَأبي المحاسن الدلاصي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن كشتغدي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي فِي آخَرين مِنْهُم الْحَافِظ الْمزي،(2/60)
وبالقدس من الْبَيَانِي وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر فِي قَضَاء الكرك بعد أَبِيه وَكَانَ كَبِير الْقدر فِيهِ محببا إِلَى أَهله بِحَيْثُ أَنهم لم يَكُونُوا يصدرون إِلَّا عَن رَأْيه فَلَمَّا سجن الظَّاهِر برقوق بِهِ قَامَ هُوَ وَأَخُوهُ فِي خدمته ومساعدته ومعاونته فَلَمَّا خرج وصلا مَعَه إِلَى دمشق فحفظ لَهما ذَلِك فَلَمَّا تمكن أحضرهما إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر بِهَذَا فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة وبأخيه فِي كِتَابَة السِّرّ وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشر بِحرْمَة ونزاهة وصيانة وَدخل مَعَه حلب واستكثر فِي ولَايَته من النواب وشدد فِي رد الرسائل وتصلب فِي الْأَحْكَام فتمالأ عَلَيْهِ أهل الدولة وألبوا حَتَّى عزل فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَتِسْعين بالصدر الْمَنَاوِيّ وَأبقى السُّلْطَان مَعَه تدريس الْفِقْه بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ والْحَدِيث بِجَامِع طولون وَنظر وقف الصَّالح بَين القصرين مَعَ درس الْفِقْه وَاسْتمرّ إِلَى أَن أشغرت الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وتدريس الصلاحية هُنَاكَ فاستقر بِهِ فيهمَا وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَتِسْعين فَتوجه إِلَى الْقُدس وباشرهما وانجمع عَن النَّاس وَأَقْبل على الْعِبَادَة والتلاوة حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع عشر أَو يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشْرين ربيع الأول سنة إِحْدَى بعد أَن رغب فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الشّرف عِيسَى وَلَكِن لم يتم لَهُ، وَكَانَ سَاكِنا كث اللِّحْيَة أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية، وَنقل شَيخنَا عَن التقي المقريزي أَنه حلف لَهُ أَنه مَا تنَاول بِبَلَدِهِ وَلَا بالديار المصرية فِي الْقَضَاء رشوة وَلَا تعمد حكما بباطل انْتهى، والمقريزي مِمَّن طول تَرْجَمته فِي عقوده وَهُوَ أول من كتب لَهُ من الْقُضَاة عَن السُّلْطَان الجناب العالي بعد أَن كَانَ يكْتب لَهُم الْمجْلس وَذَلِكَ بعناية أَخِيه كَاتب السِّرّ فَإِنَّهُ اسْتَأْذن لَهُ السُّلْطَان بذلك وَاسْتمرّ لمن بعده وَقد كَانَت لَفْظَة الْمجْلس فِي غَايَة الرّفْعَة للمخاطب بهَا فِي الدولة الفاطمية ثمَّ انعكس ذَلِك فِي الدولة التركية وَصَارَ الجناب أرفع رُتْبَة عَن الْمجْلس وَلذَا وَقع التَّغْيِير. أَفَادَهُ شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه حدث بِبَلَدِهِ قَدِيما وَلما قدم الْقَاهِرَة قَاضِيا خرج لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مشيخة سَمعهَا عَلَيْهِ شَيخنَا بل قَرَأَ بَعْضهَا وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنهُ.
181 - أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن قُرَيْش الشهَاب الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الزين عبد
الْوَاحِد الْآتِي. / نَشأ بِمَكَّة وَبهَا ولد فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي التَّنْبِيه وتلا بِالْقُرْآنِ على ابْن عَيَّاش والكيلاني وَسمع على الزين المراغي فِي سنة(2/61)
ثَلَاث عشرَة وَبعدهَا الحَدِيث، وَقدم الْقَاهِرَة وَغير مرّة وَكَذَا دمشق وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكَانَ لين الْجَانِب فَقِيرا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد، وَبَلغنِي أَنه تسلق فِي ثوب الْكَعْبَة حَتَّى صعد إِلَى أَثْنَائِهَا مُبَالغَة فِي التوسل بذلك لبَعض مَقَاصِد.
182 - أَحْمد بن عِيسَى بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري أَمِير عرب هوارة وَيعرف بِابْن عمر. / اسْتَقر بعد صرف أَخِيه سُلَيْمَان الْآتِي إِلَى أَن مَاتَ فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ أحسن حَالا من أَخِيه وَاسْتقر بعده فِي الإمرة ابْن أَخِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان.
183 - أَحْمد بن الشّرف عِيسَى القيمري الخليلي الْغَزِّي. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير وَحدث وروى أجَاز لنا. قَالَه ابْن أبي عذيبة.
أَحْمد بن عِيسَى السنباطي الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف.
184 - أَحْمد بن عِيسَى الْعلوِي نزيل مَكَّة خَال أبي عبد الله وَأبي البركات وكمالية بني القَاضِي / على النويري. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين.
185 - أَحْمد بن غُلَام الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الريشي القاهري الميقاتي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ اشْتغل فِي فن النُّجُوم وَعرف كثيرا من الْأَحْكَام وَصَارَ يحل الزيج وَيكْتب التقاويم واشتهر بذلك. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد أناف على الْخمسين.
186 - أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد شهَاب الدّين الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَسمع على القَاضِي عبد الْقَادِر وباشر الْأَذَان.
أَحْمد بن أبي الْفَتْح العثماني. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد.
أَحْمد بن أبي الْفضل بن ظهيرة. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة.
187 - أَحْمد بن قَاسم بن أَحْمد بن عبد الحميد التَّمِيمِي التّونسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عَاشر، / اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان فِي مشيخة تربته بعد شَيْخه القلصاني.
188 - أَحْمد بن قَاسم بن ملك بن عبد الله بن غَانِم الشريف الْعلوِي الْمَكِّيّ. / كَانَ مُقيما بالروضة من وَادي مر، مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
189 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير(2/62)
الشهَاب بن الشّرف بن الشهَاب بن أبي إِسْحَاق الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ، من بَيت كَبِير. ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي الْفِقْه على وَالِده وَعَمه عمر والبدر حُسَيْن الأهدل وتميز على أَخِيه أبي الْفَتْح وَغَيره بالاشتغال، وَقدم مَكَّة غير مرّة وَأخذ عَن نحويها القَاضِي عبد الْقَادِر الْعَرَبيَّة وترجمه بِأَنَّهُ ذَاكر لفقه الشَّافِعِي يدرس التَّنْبِيه وَالْحَاوِي وَنقل من فَوَائده جملَة. فَمِنْهَا:
(وكل أداريه على حسب حَاله ... سوى حَاسِد فَهِيَ الَّتِي لَا أبالها)
(وَكَيف يُدَارِي الْمَرْء حَاسِد نعْمَة ... إِذا كَانَ لَا يرضيه إِلَّا زَوَالهَا)
وَقَول الْقَائِل:
(إِن الزَّمَان إِذا رمى بصروفه ... شكيت عظائمه إِلَى عظمائه)
(فلجوا بجودهم دياجي صرفه ... عَمَّن رمى فَيَعُود فِي نعمائه)
مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ.
أَحْمد بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المغربي الخلوف. / يَأْتِي فِيمَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد قَرِيبا.
أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُحب النويري الْمَكِّيّ الْخَطِيب. / يَأْتِي فِي أَحْمد بن مُحَمَّد.
190 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْخَيْر النَّاشِرِيّ وَيُسمى عبد الْقَادِر أَيْضا. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن جده أبي عبد الله وارتحل لزبيد فَأخذ بهَا عَن الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وتفقه بِابْن عَمه الْجمال أبي الطّيب وَبِغَيْرِهِ. وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها عَلامَة صَالحا عَارِفًا بالفرائض والعربية منعزلا ورعا قانعا مديما للاشتغال وَلَا زَالَ يترقى فِي الْمُحَافظَة على الطَّاعَات، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ جمَاعَة كأخويه إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عطيف، وناب عَن أَبِيه فِي الْأَحْكَام بسهام وَولي خطابتها بعد عَمه الْفَقِيه عَليّ، بل اسْتَقل بعد أَبِيه بِالْأَحْكَامِ بالكدرا وَمَا يواليها سِهَام. مَاتَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين.
191 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر بن الرصافي الأندلسي الغرناطي نزيل مَكَّة وَشَيخ الْمُوفق. / أثنى عَلَيْهِ ابْن عزم بِالسُّكُونِ والديانة والتحري وسلامة الصَّدْر المؤدية
للغفلة مَعَ إِلْمَام بالفقه وتصور جيد، وَقَالَ لي غَيره كَانَ عَارِفًا بالفقه مَعَ إكثاره الطّواف وَالْقِيَام والتلاوة بل قيل إِنَّه لم يكن ينَام اللَّيْل وَأَنه ورث من وَالِده نَقْدا كثيرا ذهب مِنْهُ بِحَيْثُ احْتَاجَ فِي آخر عمره. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين وَدفن بتربة المغاربة من المعلاة.
193 - أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى العبدوسي. / ذكره ابْن عزم.(2/63)
193 - أَحْمد بن أبي الْقسم الضراسي ثمَّ اليمني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة قَالَ فِيمَا كتب بِهِ إِلَيّ بِمَكَّة إِن من شُيُوخه الْمجد الشِّيرَازِيّ وَابْن الْجَزرِي والنفيس الْعلوِي وَابْن الْخياط وَغَيرهم وَمَا علمت قدرا زَائِدا على هَذَا. نع رَأَيْت القَاضِي محيي الدّين بن عبد الْقَادِر الْمَالِكِي قاضيها وَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة شهَاب الدّين وَنقل عَن خطه سؤالا لشَيْخِنَا أَجَابَهُ عَنهُ أوردته فِي فَتَاوِيهِ.
194 - أَحْمد بن أبي الْقسم القسنطيني. / ذكره ابْن عزم أَيْضا.
أَحْمد بن قرطاي. / مضى فِي ابْن عَليّ بن قرطاي.
195 - أَحْمد بن قفيف بن فُضَيْل بن ذحير ثلاثتها بِالتَّصْغِيرِ العدواتي خَال مُحَمَّد بن بدير وَيعرف بِأَبِيهِ. / قَتلهمَا الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات عِنْد مَسْجِد الْفَتْح بِالْقربِ من الجموم من وَادي مرفي يَوْم الْخَمِيس سَابِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وحملا إِلَى مَكَّة فدفنا بهَا.
196 - أَحْمد بن قوصون الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْمقري. / مَاتَ فِي لَيْلَة حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين.
197 - أَحْمد بن قِيَاس بِكَسْر أَوله مخففا بن هِنْد والشهاب بن الْفَخر الشِّيرَازِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد. / مَاتَ سنة تسع عشرَة.
198 - أَحْمد بن كندغدي بنُون سَاكِنة بعد الْكَاف الْمَفْتُوحَة وغين مُعْجمَة بدل الْمُهْملَة المضمومة وَكسر الدَّال بعْدهَا تَحْتَانِيَّة شهَاب الدّين التركي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الحسينية / بِالْقربِ من جَامع آل ملك. كَانَ عَالما فَقِيها دينا بزِي الأجناد توجه عَن النَّاصِر فرج رَسُولا إِلَى تمرلنك فَمَرض بحلب وعزم على الرُّجُوع فَاشْتَدَّ مَرضه حَتَّى مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن خَارج بَاب الْمقَام بتربة مُوسَى الْحَاجِب وَقد جَازَ السِّتين. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَأوردهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَضَبطه كَمَا قدمنَا وَقَالَ: أحد
الْفُضَلَاء المهرة فِي فقه الْحَنَفِيَّة والفنون اتَّصل أخيرا بِالظَّاهِرِ برقوق ونادمه ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر إِلَى تمرلنك فَمَاتَ بحلب فِي جُمَادَى الأولى كَذَا قَالَ سَمِعت من فَوَائده كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا الْمجد بن مكانس القمامات بحثا، زَاد فِي إنبائه وَكَانَ يجيد تقريرها على مَا أَخْبرنِي بِهِ الْمجد وَقَالَ فِيهِ إِن اشْتغل فِي عدَّة عُلُوم وفَاق فِيهَا واتصل بِالظَّاهِرِ فِي أَوَاخِر دولته ونادمه بتربته شيخ الصفوي أحد خَواص الظَّاهِر وَحصل الْكثير من الدُّنْيَا وَقَالَ إِنَّه مَاتَ قبل أَن يُؤَدِّي الرسَالَة فِي رَابِع عشر ربيع الأول. أرخه الْبُرْهَان الْمُحدث وَأثْنى عَلَيْهِ بِالْعلمِ والمروءة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق. وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ(2/64)
ذكيا مستحضرا مَعَ بعض مجازفة وَيتَكَلَّم بالتركي.
وَمِمَّنْ ذكره القمريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه قَارب الْخمسين وَبَلغهَا رَحمَه الله.
199 - أَحْمد بن لاجين الظَّاهِر جقمق الْآتِي أَبوهُ / لَهُ ذكر فِيهِ.
200 - أَحْمد بن مباركشاه وَيُسمى مُحَمَّد بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الشهَاب القاهري السيفي يشبك الْحَنَفِيّ الصُّوفِي بالمؤيدية وَيعرف بِابْن مباركشاه. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ واشتغل بالعلوم على ابْن الْهمام وَابْن الديري وَآخَرين حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وصنف أَشْيَاء وَجمع التَّذْكِرَة وأقرأ الطّلبَة مَعَ التَّوَاضُع وَالْأَدب والسكون والقناعة والمداومة على التَّحْصِيل والإفادة وتعانى نظم الشّعْر على الطَّرِيقَة البيانية وَقد سَمِعت مِنْهُ من نظمه الْكثير بل سَمِعت بقرَاءَته على شَيخنَا فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ وَفِي غَيره، وَكَانَ شَيخنَا كثير التبجيل لَهُ والإصغاء إِلَى كَلَامه، وامتدحه بقصيدة طنانة دالية أودعتها الْجَوَاهِر وغالب الظَّن أنني سمعته وَهُوَ ينشدها لَهُ، وَمن العجيب أنني رَأَيْته كتب نُسْخَة بِخَطِّهِ من مَنَاقِب اللَّيْث لَهُ وَقرأَهَا على أبي الْيُسْر بن النقاش عَنهُ. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَمِمَّا كتبته من نظمه:
(لي فِي القناعة كنز لَا نفاد لَهُ ... وَعزة أوطأتني جبهة الْأسد)
(أَمْسَى وَأصْبح مسترفدا أحدا ... وَلَا ضنينا بميسور على أحد)
201 - أَحْمد بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ وَيعرف بالهدباني / نِسْبَة لأمير حج وَمَا حققت لماذا، وَكَانَ من أَعْيَان أَشْرَاف ذَوي رميثة مَشْهُورا فيهم بالشجاعة وتجرأ على قتل الْقَائِد مُحَمَّد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر الْعمريّ وَمَا الْتفت إِلَى أقربائه مَعَ فروسيتهم وَتزَوج ابْنة السَّيِّد أَحْمد بن عجلَان وَورث مِنْهَا عقارا طَويلا تجمل بِهِ حَاله. مَاتَ فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة
سنة عشْرين وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة مِنْهَا عَن بضع وَسِتِّينَ سنة، تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة.
202 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ الشهَاب أَبُو زرْعَة بن الشَّمْس بن الْبُرْهَان البيجوري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي شقيقه إِبْرَاهِيم وجدهما والآتي والدهما. / ولد فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه ابْنة أُخْت جده. وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام لشَيْخِنَا والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وتلخيص الْمِفْتَاح وَغير ذَلِك، وَعرض على جمَاعَة فَمنهمْ مِمَّن لم يَأْخُذ عَنهُ بعد الْبَدْر بن الْأَمَانَة والجلال الْمحلي، واعتنى بِهِ(2/65)
أَبوهُ فأسمعه على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي والفوي والواسطي والزين القمني والكلوتاتي وَشَيخنَا، وَمِمَّا سَمعه من لفظ الْأَوَّلين المسلسل وَكَذَا سَمعه على الرَّابِع وَعَلِيهِ وعَلى الأول جُزْء الْأنْصَارِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وَابْن الخباز وَغَيرهمَا، وتفقه بالشرف السُّبْكِيّ والْعَلَاء القلقشندي والونائي ولمناوي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن وَالِده وَشَيخنَا والقاياتي وَالْعلم البلقين، وَأكْثر من مُلَازمَة الْبُرْهَان بن خضر فِي الْفِقْه بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والمنهاج وجامع المختصرات إِلَّا نَحْو ورقتين من أول الْجراح من الْأَخير فَقَرَأَهُمَا على ابْن حسان، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن وَالِده والقلقشندي وَابْن خضر والأبدي وَالشَّمْس الْحِجَازِي والبدرشي وَابْن قديد والشمني وَأبي الْفضل المغربي، وَالصرْف عَن وَالِده والفرائض والحساب عَن الْحِجَازِي وَأبي الْجُود والبوتيجي، وأصول الْفِقْه عَن القلقشندي وَابْن حسان والآبدي والشمني وأصول الدّين عَن الآبدي والمغربي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والمعاني وَالْبَيَان عَن الشمني، والمنطق عَن القلقشندي وَابْن حسان والآبدي والمغربي والتقي الحصني وطاهر نزيل البرقوقية، والطب عَن الزين ابْن الْجَزرِي والميقات عَن الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية والجيب عَن الْعِزّ الونائي وَالْكِتَابَة عَن الزين بن الصَّائِغ وتدرب فِي صناعَة الحبر وَنَحْوهَا والنشابة عَن الأسطا حَمْزَة وبيغوت وطرفا من لعب الدبوس وَالرمْح عَن ثَانِيهمَا والميقات عَن الشَّمْس الشَّاهِد أخي الْخَطِيب دراية والشاطر شومان وصنعة النقطة وابداب المساحة عَن أَحْمد بن شهَاب الدّين وتفنن فِيمَا ذكرته فِي غَيره حَتَّى برع فِي سبك النّحاس وَنقل المبارد وَعمل ريش الفصاد والزركش بِحَيْثُ لَا أعلم الْآن من اجْتمع فِيهِ وَلَيْسَ لَهُ فِي كثير من الصَّنَائِع أستاذ بل بَعْضهَا بِالنّظرِ وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ خامل بِالنِّسْبَةِ لغيره مِمَّن هُوَ دونه بِكَثِير. وَقد تصدى للإقراء بالأزهر على رَأس الْخمسين وأقرأ فِيهِ كتبا فِي فنون، وَحج غير)
مرّة وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة سِتّ وَخمسين وأقرأ بهَا أَيْضا كتبا فِي فنون وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الاسكندرية ومنوف والمحلة ودمياط ورسخ قدمه بهَا من سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وهلم جرا وانتفع بِهِ جمَاعَة من أَهلهَا وَصَارَ يتَرَدَّد أَيَّامًا من الْأُسْبُوع لفارسكور للتدريس بمدرسة ابتناها الْبَدْر بن شُعْبَة، وَفِي غُضُون ذَلِك حج عَن زَوْجَة للأمير تمراز وسمعته بعد عوده يَقُول إِن فَرِيضَة الْحَج سَقَطت عَنَّا لعدم الِاسْتِطَاعَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي تدريس مدرسته هُنَاكَ ثمَّ فِي مشيخة المعينية بعد وَفَاة الجديدي بعد(2/66)
مُنَازعَة بَينهمَا فِيهَا أَولا، وعلق على مَا علمه من الدبوس وَالرمْح شَيْئا وَاخْتصرَ مِصْبَاح الظلام فِي المنقاف وَزَاد عَلَيْهِ أَشْيَاء تلقفها عَن شَيْخه وَكَذَا اختصر من كتاب الْمنَازل لأبي الْوَفَاء البوزجاني الْمنزلَة الَّتِي فِي المساحة وَزَاد عَلَيْهَا أَشْيَاء من مساحة التبريزي وَشرح جَامع المختصرات لكَونه أمس أهل الْعَصْر بِهِ وَسَماهُ فتح الْجَامِع ومفتاح مَا أغلق على الْمطَالع لجامع المختصرات ومختصر الْجَوَامِع وَرُبمَا اختصر فَيُقَال مِفْتَاح الْجَامِع وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ أَسْنَان الْمِفْتَاح. وَهُوَ مِمَّن صحبته قَدِيما وَسمع بِقِرَاءَتِي وَمَعِي أَشْيَاء وراجعني فِي كثير من الْأَحَادِيث وَنعم الرجل توددا وتواضعا.
203 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو المحاسن بن الشَّمْس بن الْبُرْهَان الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي جده. / ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثامن رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وَعرض فِي سنة خمس وَخمسين فَمَا بعْدهَا على غير وَاحِد بِبَلَدِهِ والقاهرة ودمشق مِنْهُم السَّيِّد عَليّ لعجمي شيخ الباسطية وَابْن الديري والأمين والمحب الأقصرائيين وَابْن الْهمام والزين قَاسم والكافياجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الحنفيون والبلقيني والمحلي والعبادي والْعَلَاء الشِّيرَازِيّ وَالسَّيِّد عَليّ الفرضي الشافعيون والولوي السنباطي والقرافي المالكيان والعز الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَ لَهُ من عدا المالكيين وَابْن الْهمام والأمين واشتغل عَلَيْهِ وعَلى الْعِزّ والكافياجي وَالسَّيِّد المذكرين والشرواني وَابْن يُونُس وَعُثْمَان الطرابلسي، وَفضل بِحَيْثُ درس وَخلف أَبَاهُ فِي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة المستجدة بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ خيرا دينا فَاضلا. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ قدم من الشَّام فقطن بصالحية قطيا وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من الْبَدْر الْحَنْبَلِيّ وَاسْتقر بعده فِي الْإِمَامَة أَخُوهُ إِبْرَاهِيم الْمَاضِي.
204 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هَاشم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْكَمَال الْأنْصَارِيّ الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْجلَال الْعَالم والكمال. / ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن البُلْقِينِيّ والطبقة وَكتب من تصانيف ابْن الملقن وَحفظ التَّنْبِيه وتكسب بِالتِّجَارَة فِي الْبر وَكَانَ خيرا رَأَيْته، وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَولده غَائِب فِي الْحَج فصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربتهم تجاه تربة جوشن خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله.
205 - احْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر وَقيل عبد الله بدل أبي بكر وَكَأن(2/67)
أَبَا بكر كنية عبد الله الشهَاب بن الشَّمْس الشطنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد كَمَا بِخَط أَبِيه فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل يَسِيرا وَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وترافق هُوَ والزين السندبيسي على أَبِيه فِي شرح التسهيل لِابْنِ أم قَاسم وَلكنه لم يتَمَيَّز، وَسمع على ابْن الكويك والكمال بن خير وَالْجمال عبد الله بن فضل الله والشمسين الشَّامي وَابْن البيطار والكلوتاتي والفوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وتنزل فِي الْجِهَات كالمؤيدية وباشر أوقاف الْحَرَمَيْنِ بل وتدريس الحَدِيث بالشيخونية تَلقاهُ عَن وَالِده واختص بشيخنا وبولده وعظمت محبته فيهمَا وَكَذَا كَانَ من خَواص الزين البوتيجي ومحبيه، وَقد زوج الْمَنَاوِيّ وَلَده زين العابدين بابنته، سَمِعت عَلَيْهِ كتاب الثَّمَانِينَ للأجراء بِقِرَاءَة التقي القلقشندي برباط الْآثَار الشَّرِيفَة. وَكَانَ خيرا دينا متواضعا وقورا كثير التودد حسن الْعشْرَة لين الْجَانِب.
مَاتَ فِي سادس عشري صفر سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد وَاسْتقر بعده فِي الشيخونية الْفَخر عُثْمَان المقسي نِيَابَة واستقلالا.
206 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سعيد الصفي أَبُو اللطائف بن الشَّمْس الْوَزير الْمَالِكِي أَبوهُ الْحَنَفِيّ هُوَ لأجل جده لأمه نور الدّين السدميسي الْحَنَفِيّ. / عرض عَليّ فِي ربيع الأول سنة تسعين الْأَرْبَعين النووية والكنز وَسمع مني المسلسل بالأولية وَكَانَ مَعَه الْمُحب القلعي خَازِن المؤيدية، وَهُوَ فطن لَبِيب.
207 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي البركات الْبَهَاء أَبُو المحاسن بن الْجمال أبي السُّعُود بن الْبُرْهَان الْقرشِي الْمَكِّيّ شَقِيق الصّلاح مُحَمَّد الْآتِي وَهَذَا أصغرهما وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَسمع مني حضورا بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَهُوَ فِي
الرَّابِعَة المسلسل وَغَيره وَكَذَا على أم حَبِيبَة زَيْنَب ابْنة الشوبكي من أول ابْن مَاجَه إِلَى بَاب التوقي وَمن الشَّفَاعَة إِلَى آخِره مَعَ مَا فِيهِ من الثلاثيات وثلاثيات البُخَارِيّ وجزء أبي سهل بن زِيَاد الْقطَّان وَأبي يعلى الْخَلِيل وأسلاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للمسيتي وَحَدِيث الول للديرعاقولي، ثمَّ سمع عَليّ بِقِرَاءَة أَخِيه الشفا وَغَيره، وَدَار مَعَ وَالِده قبل ذَلِك الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَسمع بهَا على الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي، ولازم وَالِده فِي سَمَاعه الحَدِيث وَغَيره، وَهُوَ حاذق فطن بورك فِيهِ.
208 - أَحْمد بن مُحَمَّد الطّيب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي اليمني. / تفقه بِعَمِّهِ أَحْمد وبالأزرق وَغَيرهمَا وَمَات بعد أَبِيه بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين قَالَه الأهدل.
209 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل ابْن شَافِع وَقيل ابْن عَطِيَّة بن قيس الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الفيشي بِالْفَاءِ والمعجمة ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل الحسينية وَيعرف بالحناوي بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بفيشا المنارة من الغربية بِالْقربِ من طنتدا وانتقل وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فجود بهَا الْقُرْآن على الْفَخر وَالْمجد عِيسَى الضريرين وَعرض ألفية ابْن مَالك على الشَّمْس بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ وَابْن الملقن وأجازا لَهُ وَقَالَ أَولهمَا إِنَّه سَمعهَا على الشهَاب أحد كتاب الدرج عَن ناظمها، وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الزواوي والنور الجلاوي بِكَسْر الْجِيم وَيَعْقُوب المغربي شَارِح ابْن الْحَاجِب الفرعي وَغَيرهم، والنحو عَن الْمُحب بن هِشَام ولازمه كثيرا حَتَّى بحث عَلَيْهِ الْمُغنِي لِأَبِيهِ وَسمع عَلَيْهِ التَّوْضِيح لِأَبِيهِ أَيْضا الطنبذي، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة وانتفع بِهِ، وَكَذَا لَازم فِي فنون الحَدِيث الزين الْعِرَاقِيّ وَوَصفه بالعلامة وَمرَّة بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم وَكتب عَنهُ كثيرا من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ ألفيته فِي السِّيرَة غير مرّة وألفيته فِي الحَدِيث وَشَرحهَا أَو غالبه وَمن لَفظه نظم غَرِيب الْقُرْآن وَأَشْيَاء وَسمع أَيْضا على الهيثمي بمشاركة شَيْخه الْعِرَاقِيّ وَعلي الحراوي والعز بن الكويك وَابْن الخشاب وَابْن الشيخة والسويداوي وَمِمَّا سَمعه على الحراري رباعيات الصَّحَابَة ليوسف بن خَلِيل وَفضل صَوْم سِتّ شَوَّال للدمياطي وعَلى ابْن الكويك موطأ ملك ليحيى بن يحيى بفوت، ولازم الْحُضُور عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ السراج مِمَّن يجله وانتفع بدروس أَبِيه كثيرا وجود الْخط عِنْد الوسيمي فأجاد وَأذن لَهُ وَكَانَ يَحْكِي أَن بَعضهم رَآهُ عِنْده وَقَالَ لَهُ وَقد رأى حسن تصَوره
أترك الِاشْتِغَال بِالْكِتَابَةِ وَأَقْبل على الْعلم فقصارى أَمرك فِي الْكِتَابَة أَن تبلغ مرتبَة شيخك فَقِيه كتاب فنفعه الله بنصيحته وَأَقْبل على الْعلم من ثمَّ، وَحج مرَّتَيْنِ وناب فِي الحكم عَن الْجمال الْبِسَاطِيّ فَمن بعده وحمدت سيرته فِي أَحْكَامه وَغَيرهَا، وَعرف بالفضيلة التَّامَّة لَا سِيمَا فِي فن الْعَرَبيَّة، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَصَارَ غَالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النُّور بن الرزاز الْحَنْبَلِيّ مَعَ شيخوخته، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم للعربية جدا نصُوحًا، وَله فِيهَا مُقَدّمَة سَمَّاهَا الدرة المضية فِي علم الْعَرَبيَّة مَأْخُوذَة من شذور الذَّهَب كثر الاعتناء بتحصيلها وحرص هُوَ على إفادتها بِحَيْثُ كَانَ يكْتب النّسخ مِنْهَا بِخَطِّهِ للطلبة وَنَحْوهم وَكنت مِمَّن أَعْطَانِي نُسْخَة بِخَطِّهِ، حكى أَن سَبَب تصنيفها أَنه بحث الألفية جَمِيعهَا فِي مبدأ حَاله فَلم يفتح عَلَيْهِ بِشَيْء فَعلم أَنه لَا بُد للمبتدئ من مُقَدّمَة يتقنها قبل الْخَوْض فِيهَا أَو فِي غَيرهَا من الْكتب الْكِبَار أَو الصعبة وَلذَا لم يكن يقرئ الْمُبْتَدِئ إِلَّا إِيَّاهَا، وَشَرحهَا جمَاعَة من طلبته كالمحيوي الدماطي وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَطوله جدا بل كَانَ المُصَنّف قد أمْلى على عَليّ الولوي بن الزيتوني عَلَيْهَا تَعْلِيقا، ودرس الْفِقْه بالمنكوتمرية وَولي مشيخة خانقاه تربة النُّور الطنبذي التَّاجِر فِي طرف الصَّحرَاء بعد الْجمال الْقَرَافِيّ النَّحْوِيّ وَكَذَا مشيخة التربة الكلبكية بِبَاب الصَّحرَاء، وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَعرضت عَلَيْهِ عُمْدَة الْأَحْكَام وَأخذت عَنهُ بِقِرَاءَتِي وَغَيرهَا أَشْيَاء والتحقت فِي ذَلِك بجدي لأمي فَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَلذَا كَانَ الشَّيْخ يكرمني، وَكَانَ خيرا دينا وقورا سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام كثير الْفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مديما للتلاوة سريع الْبكاء عِنْد ذكر الله وَرَسُوله كثير المحاسن على قانون السّلف مَعَ اللطافة والظرف وإيراد النادرة وَكَثْرَة الفكاهة والممازحة ومتع بسمعه وبصره وَصِحَّة بدنه، من لطائفه قَوْله تَأَمَّلت اللَّيْلَة وِسَادَتِي الَّتِي أَنَام عَلَيْهَا أَنا وَأَهلي فَإِذا فَوْقهَا مائَة وَسَبْعُونَ عَاما فَأكْثر لِأَن كل وَاحِد منا يزِيد على ثَمَانِينَ أَو نَحْوهَا، وَكَانَ يُوصي أَصْحَابه إِذا مَاتَ بشرَاء كتبه دون ثِيَابه ويعلل ذَلِك بمشاركة ثِيَابه لَهُ فِي غَالب عمره فَهُوَ لخبرته بهَا يحسن سياستها بِخِلَاف من يَشْتَرِيهَا فَإِنَّهُ بِمُجَرَّد غسله لَهَا تتمزق أَو كَمَا قَالَ، مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمقبرة البوابة عِنْد حَوْض الكشكشي من نواحي الحسينية رَحمَه الله وإيانا.
210 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الشكيلي الْمدنِي / ملقن الْأَمْوَات بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ
النَّبَوِيَّة. مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي عصره. كتب إِلَيّ بوفاته الْفَخر الْعَيْنِيّ.
211 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخواجا شهَاب الدّين الكيلاني الْمَكِّيّ وَيعرف بشفتراش بِمُعْجَمَة مَضْمُومَة وَفَاء أَو موحة وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ الحلاق. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس صفر سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ مُبَارَكًا حَرِيصًا على الْمُبَادرَة للْجَمَاعَة.
212 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.
213 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح الشهَاب بن الشَّمْس القلقيلي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَابْنه النَّجْم مُحَمَّد. / كَانَ صيتًا حسن الصَّوْت ناظما ناثرا كَاتبا مجموعا حسنا. مَاتَ فَجْأَة فِي ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين فِي حَيَاة أَبِيه وتأسف أَبوهُ على فَقده بِحَيْثُ كَانَ كثيرا مَا ينشد:
(شَيْئَانِ لَو بَكت الدِّمَاء عَلَيْهِمَا ... عَيْنَايَ حَتَّى تؤذنا بذهاب)
(لم يبلغ المعشار من عشريهما ... فقد الشَّبَاب وَفرْقَة الأحباب)
وَمن نظم صَاحب التَّرْجَمَة يُخَاطب شهَاب الدّين موقع جَانِبك:
(يَا شهابا رقي العلى ... لَا تخن قطّ صَاحبك)
(زادك الله رفْعَة ... ورعى الله جَانِبك)
214 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الشهَاب بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الله وأخويه وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي. /
215 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الصَّعِيد ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل دمشق / وسبط الشَّيْخ عبد الْقوي. ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه وَغَيره وَأَنه ولد بِمَكَّة قبل سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا وسافر لدمشق فَانْقَطع بسفح قاسيون ولازم أَبَا شَعْرَة كثيرا وَبِه تفقه وانتفع وَتزَوج هُنَاكَ وَأقَام بهَا وَقد سمع فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ ابْن فَهد بِدِمَشْق على ابْن الطَّحَّان وَغَيره بل كتب عَنهُ ابْن فَهد مَقْطُوعًا من نظمه. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بسفح قاسيون، وَكَذَا ذكره البقاعي وَزَاد فِي نسبه قبل إِسْمَاعِيل يُوسُف وَبعده عقبَة بن محَاسِن، وَقَالَ سبط عفيف الدّين البجائي.
216 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن زيد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس الْموصِلِي الدِّمَشْقِي
الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زيد. / ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ نقلا عَن أَبِيه فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمن قَالَ سنة ثَمَان فقد أَخطَأ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضائل وَسمع الْكثير على عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالصَّلَاح عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَالْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن التقي المرداوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب فِي آخَرين، ولازم الْعَلَاء بن زكنون حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة ومسند إمامهما والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام وَغَيرهَا من مصنفاته وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ بِنَفسِهِ صَحِيح البُخَارِيّ على أَسد الدّين أبي الْفرج بن طولوبغا، وَقَرَأَ أَيْضا على ابْن نَاصِر الدّين وَوَصفه بالشيخ الْمُقْرِئ الْعَالم الْمُحدث الْفَاضِل وَسمع أَيْضا على شَيخنَا بِدِمَشْق، وَحدث ودرس وَأفْتى ونظم يَسِيرا وَجمع فِي أشهر الْعَام ديوَان خطب وَاخْتَصَرَهُ وَكَذَا اختصر السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَعمل منسكا على مذْهبه سَمَّاهُ إِيضَاح المسالك فِي أَدَاء الْمَنَاسِك وأفرد مَنَاقِب كل من تَمِيم وَالْأَوْزَاعِيّ فِي جُزْء سمي الأول تحفة الساري إِلَى زِيَارَة تَمِيم الدَّارِيّ وَالثَّانِي محَاسِن المساعي فِي مَنَاقِب أبي عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَله كراسة فِي ختم البُخَارِيّ سَمَّاهُ تحفة السَّامع والقاري فِي ختم صَحِيح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، لَقيته بِدِمَشْق فَحملت عَنهُ أَشْيَاء وعلقت عَنهُ من نظمه. وَكَانَ خيرا عَلامَة عَارِفًا بالفقه والعربية وَغَيرهمَا مُفِيدا كثير التَّوَاضُع والديانة محببا عِنْد الْخَاصَّة اولعامة تلمذ لَهُ كثير من الشَّافِعِيَّة مَعَ مَا بَين الْفَرِيقَيْنِ هُنَاكَ من التنافر فضلا عَن غَيرهم لمزيد عقله وَعدم خوضه فِي شَيْء من الفضول، مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشري صفر سنة سبعين وَدفن بمقبرة الحمريين ظَاهر دمشق بعد أَن صلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل الْبُرْهَان بن مُفْلِح وَحمل نعشه على الرؤوس رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته من نظمه قصيدة فِي التشوق إِلَى مَدِينَة الرَّسُول وزيارة قَبره ومسجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِلَى مَكَّة على منوال بَيْتِي بِلَال رَضِي الله عَنهُ أَولهَا:
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِطيبَة حَقًا والوفود نزُول)
(وَهل أردن يَوْمًا مياه زريقة ... وَهل يبدون لي مَسْجِد وَرَسُول)
أَحْمد بن مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عبد الله أَو قَالَ الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ. / بيض لَهُ الْعَفِيف وَمضى فِي أَحْمد بن الطّيب.
217 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْمَكِّيّ الأَصْل ثمَّ القاهري نزيل البرقوقية وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس الْحِجَازِي، / ولد فِي عشر خمسين وَسَبْعمائة وَقَالَ بَعضهم قبل سنة خمس بشعب جِيَاد من الْحجاز ثمَّ انْتقل مِنْهَا وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الزكي بن الخروبي فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بالبيمارستان المنصوري فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ شَيخا حسنا عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَالصَّلَاح، ولد شعر حسن كتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا مِمَّا أنْشدهُ فِي قصيدة طَوِيلَة يمدح بهَا شَيْخه:
(غاض صبري وفاض مني افتكاري ... حِين شال الصِّبَا وشاب عِذَارَيْ)
(طرقتني الهموم من كل وَجه ... وَمَكَان حَتَّى أطارت قراري)
وَكَذَا امتدح غَيره من الأكابر وَرُبمَا رمى بِسَرِقَة الشّعْر. وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة أَرْبَعِينَ من أنبائه وَسمي جده رَمَضَان وَلم يزدْ فِي نسبه وَقَالَ: الْمَكِّيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالحجازي أَبُو الْعَبَّاس ذكر لي أَنه ولد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين تَقْرِيبًا بجياد من مَكَّة، وتولع بالأدب وَقدم الديار المصرية فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ صُحْبَة الزكي الخروبي وَتردد ثمَّ اسْتَقر بِالْقَاهِرَةِ وتكسب فِيهَا بمدح الْأَعْيَان وَكَانَ ينشد قصائد جَيِّدَة منسجمة غالبها فِي المديح فَمَا أَدْرِي أَكَانَ ينظم حَقِيقَة أَو كَانَ ظفر بديوان شَاعِر من الْحِجَازِيِّينَ وَكَانَ يتَصَرَّف يه وَإِنَّمَا ترددت فِيهِ لوقوعي فِي بعض القصائد على إصْلَاح فِي بعض الأبيات عِنْد المخلص أَو اسْم الممدوح لكَونه فِيهِ زحاف أَو كسر وَالله يعْفُو عَنهُ قَالَ وَأَظنهُ مخطئا فِي سنة مولده فَإِنَّهُ كَانَ اشْتَدَّ بِهِ الْهَرم وَظهر عَلَيْهِ جدا فَالله أعلم.
218 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب قطب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد قَاضِي مَكَّة. / ولد فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع من مُحَمَّد بن معالي وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة وبالاسكندرية من سُلَيْمَان بن خلد الْمحرم، وَأَجَازَ لَهُ سنة مولده فَمَا بعْدهَا جمَاعَة كَأبي الْخَيْر بن العلائي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ، وَدخل كنباية سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة فَمَاتَ هُنَاكَ قبل الْعشْرين، وَكَذَا ذكر ابْن الزين رضوَان: الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الزين، وَقَالَ إِنَّه قَاضِي مَكَّة سمع على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ رَفِيقًا لأبي الْبَقَاء بن الضياء وَابْن مُوسَى. وَالظَّاهِر أَنه هَذَا وَلَيْسَ بقاضي مَكَّة)
وَإِنَّمَا هُوَ أَخُو قاضيها.
219 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَاهِب شهَاب الدّين القاهري وَيعرف بالدبيب تَصْغِير دب. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ شَيخا ظريفا مفرط الْقصر داهية حَافِظًا لكتاب الله حضر عِنْد ابْن أبي الْبَقَاء وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات وباشر النقابة فِي بعض الدُّرُوس وَكِتَابَة الْغَيْبَة بالخانقاه البيبرسية وَرَأَيْت بعد مَوته سَمَاعه لصحيح مُسلم على الْجمال الأميوطي وَكَذَا بِأخرَة على الشهَاب الوَاسِطِيّ للمسلسل وأجزائه، وَمَا أَظُنهُ حدث نعم قد لَقيته مرَارًا وعلقت عَنهُ من نوادره ولطائفه الْيَسِير وَكَانَ مكرما لي. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين بعد أَن فجع بِولد لَهُ كَانَ حسن الذَّات فَصَبر وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَدفن بتربة الشَّيْخ نصر خَارج بَاب النَّصْر عِنْد وَلَده عوضهما الله الْجنَّة.
220 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سرحان السّلمِيّ النهيايي التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي. / سمع على أبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ البطرني المسلسل وَقَرَأَ عَلَيْهِ عرضا الشاطبيتين والرسالة وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا عرضهَا على عِيسَى الغبريني وَسمع من لَفظه صَحِيح البُخَارِيّ وتفقه عَلَيْهِ تَرْجمهُ كَذَلِك الزين رضوَان وَقَالَ أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين آخر قصيدة لَهُ فِي جمع أصُول الْحَلَال:
(فَتلك تسع أصُول الْعَيْش طيبَة ... واسأل ان احتجت حَتَّى يَأْتِي الْفرج)
واستجازه فِيهَا لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره.
221 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة الشهَاب بن الْعِزّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع من الْعِزّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر وَغَيره. وناب فِي الحكم عَن أَخِيه الْبَدْر.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَله إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ ولي مِنْهُ إجَازَة، وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمن مروياته الْمُنْتَقى من أربعي عبد الْخَالِق بن زَاهِر سَمعه على الْعِزّ الْمَذْكُور. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.
222 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف الشهَاب الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / سمع من عَليّ بن الْعِزّ عمر وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ إِبْرَاهِيم وَغَيرهمَا وَحدث، قَالَ شَيخنَا فِي تَارِيخه ومعجمه: أجَاز لي وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ.
223 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الشهَاب
بن الْخَطِيب الْكَمَال أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه فتاة لِأَبِيهِ. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من أَبِيه وَابْن الْجَزرِي والشامي وَابْن سَلامَة وَالشَّمْس الكفيري وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن الْهَادِي وَابْن طولوبغا وَابْن الكويك وَالْمجد اللّغَوِيّ، وَآخَرُونَ وتفقه بالوجيه عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ ودرس، واختل بِأخرَة وبرأ. وَمَات فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة.
224 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ولي الدّين الْمحلى الشَّافِعِي الْخَطِيب الْوَاعِظ وَالِد مُحَمَّد صهر الغمري الْآتِي. / أَخذ عَن الْوَلِيّ بن قطب والبرهان الكركي وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا البُخَارِيّ وعَلى الْعلم البُلْقِينِيّ وَمن قبلهمَا على جمَاعَة، وَحج مرَارًا وَرغب فِي الانتماء للشَّيْخ الغمري فزوج وَلَده لإحدى بَنَاته وابتنى بالمحلة جَامعا وخطب بِهِ بل وَبِغَيْرِهِ وَوعظ وَكَانَ رَاغِبًا فِي التَّحْصِيل زَائِد الْإِمْسَاك مَعَ ميله إِلَى الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَقد سجنه الظَّاهِر جقمق بالبيمارستان وقتا لكَونه أنكر الشخوص الَّتِي بقناطر السبَاع واستتباع النَّاس رقيقهم مَعَ تكليفهم بِمَا لَعَلَّهُم لَا يطيقُونَهُ من الجري خلف دوابهم وَكَثْرَة الربوع الَّتِي يسكنهَا بَنَات الخطا حَيْثُ لم يفهم حَقِيقَة مُرَادة بل ترْجم لَهُ عَنهُ بِأَنَّهُ يروم هدم قناطر السبَاع والربوع وَمنع اسْتِخْدَام الرَّقِيق فَقَالَ هَذَا جُنُون. وَكَذَا شهره مَعَ غَيره الزين الاستادار من الْمحلة إِلَى الْقَاهِرَة على هَيْئَة غير مرضية لكَونه نسب إِلَيْهِ الإغراء على قتل أَخِيه.
وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ سليم الْفطْرَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَورثه أحفاده وَغَيرهم لكَون وَلَده مَاتَ فِي حَيَاته رَحمَه الله وإيانا.
225 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن سَنَد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الأبياري الأَصْل ثمَّ القاهري الصَّالِحِي الشَّافِعِي أحد الْأُخوة الْخَمْسَة وَهُوَ أَصْغَرهم، وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. / ولد يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف رَجَب سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالصالحية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن الْعَلَاء القلقشندي فِي الْفِقْه وَغَيره ولازمه وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن السَّيِّد النسابة والمناوي فِي عدَّة تقاسيم والزين البوتيجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وعَلى الأبدي فِي الْعَرَبيَّة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكَانَ مِمَّن يحضر عِنْدِي حِين تدريسي بالظاهرية الْقَدِيمَة بل أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد خلق من الأجلاء، وَحج غير مرّة وتميز قَلِيلا وأجاد الْفَهم وشارك وَنزل فِي الْجِهَات وباشر
الأقبغاوية وَأم بالظاهرية الْقَدِيمَة وَتكلم فِي الجمالية نَائِبا مَعَ حسن عشرَة ولطافة وديانة وتواضع. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن رَحمَه الله وإيانا.
226 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجمال عبد الله بن عَليّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الشهير بِابْن أبي مَدين. /
ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق، وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامع يلبغا والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والشاطبية والجزرية فِي التجويد وَعرض على الشهَاب الزرعي والناجي وملا حاجي والخيضري والبقاعي وضيا الكشح وَالشَّمْس بن حَامِد وَغَيرهم وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الزين الصَّفَدِي وَفِي الْفِقْه على ضِيَاء وَحج وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
227 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الْقوي التَّاج السكندري الْمَالِكِي سبط الشاذلي وَيعرف بِابْن الْخَرَّاط. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالاسكندرية فَأرَانِي ثبته بِخَط الوادياشي وَأَنه سمع عَلَيْهِ التَّيْسِير للداني والموطأ، وبخط غَيره أَنه سمع عَلَيْهِ أَيْضا الشفا وترجمة عِيَاض لَهُ فِي جُزْء ودرء السمط فِي خبر السبط لِابْنِ الْأَبَّار بِسَمَاعِهِ للأخير على مُحَمَّد بن حبَان عَن مُؤَلفه وَبَعض التَّقَصِّي لِابْنِ عبد الْبر. وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا مسموعه مِنْهُ وَبَعض الْمُوَطَّأ وسداسيات الرَّازِيّ بِسَمَاعِهِ لَهَا على الشّرف أبي الْعَبَّاس بن الصفي والجلال أبي الْفتُوح بن الْفُرَات وَغير ذَلِك. وَمَات فِي عَاشر صفر سنة ثَلَاث وَلم يذكرهُ فِي إنبائه.
وَذكره المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا بِدُونِ أَحْمد وَمَا بعد عبد الله.
228 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجمال عبد الله الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن المداح. / حفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي جملَة الْمَشَايِخ وَسمع عَليّ، وَهُوَ فطن ذكي وَإِلَى سنة سِتّ وَتِسْعين لم يبلغ.
229 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن البريدي ربيب ابْن الْمفضل. / مِمَّن سمع مني مَعَ زوج أمه بِالْقَاهِرَةِ.
230 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد الشهَاب الْكِنَانِي الزفتاوي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقتل سنة سبعين بِمصْر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَقَالَ أَنه أَخذ
الْفِقْه بقرَاءَته عَن أَبِيه وَالشَّمْس بن الْقطَّان والبدر القويسني والنور الأدمِيّ والأبناسي وَابْن الملقن والبلقين، وَعَن ابْن الْقطَّان والصدر الأنشيطي والعز بن جمَاعَة أَخذ الْأُصُول وَعَن الْعِزّ اشياء من العقليات وَعَن وَالِده وَالشَّمْس القليوبي وناصر الدّين دَاوُد بن منكلي بغا النَّحْو وَسمع الحَدِيث على التنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والمطرز والنجم البالسي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشرف الْقُدسِي فِي آخَرين. وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحج مرَارًا وناب فِي الحكم عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فَمن بعده. واختص بشيخنا لكَونه بلديه وَحصل فتح الْبَارِي وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح خَارج بَاب زويلة وقتا ثمَّ بالصليبة وَغَيرهمَا. وَكتب فِي التوقيع الْحكمِي كثيرا وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة وَغَيرهمَا وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، حملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا سَاكِنا جَامِدا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وَقَالَ فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ أَن جده التقي الْبَيَانِي. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بصليبة الْقَاهِرَة رَحمَه الله وإيانا. (مُكَرر)
أَحْمد بن عمر بن عَليّ بن عبد الصَّمد بن أبي الْبَدْر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالجوهري وَرُبمَا نسبه شَيخنَا اللولوي وَقد يُقَال اللال. ولد سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَقدم مَعَ أَبِيه وَعَمه دمشق فَأَسْمع بهَا من الْمزي والذهبي وَدَاوُد بن الْعَطَّار وَآخَرين، وَقدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وَسمع فِيهَا من الشّرف بن عَسْكَر وَحدث بهَا وبمصر بسنن ابْن مَاجَه وَغَيره غير مرّة أَخذ عَنهُ الأكابر كشيخنا وَقَالَ أَنه كَانَ شَيخا وقورا سَاكِنا حسن الْهَيْئَة محبا فِي الحَدِيث وَأَهله عَارِفًا بصناعته جميل المذاكرة بِهِ على سمت الصُّوفِيَّة ولديه فَوَائِد مَعَ الْمُرُوءَة التَّامَّة وَالْخَيْر ومحبة لتواجد فِي السماع والمعرفة التَّامَّة بصنف الْجَوْهَر. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَقد تغير ذهنه قَلِيلا. قلت وَقد أثنى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده وسَاق عَنهُ حكايات تَأَخّر بعض من حضر عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ إِلَى قريب التسعين.
أَحْمد بن عمر بن قطينة بِالْقَافِ وَالنُّون مصغر شهَاب الدّين كَانَ أَبوهُ عاميا فَنَشَأَ ابْنه فِي الخدم وتنقل حَتَّى بَاشر استادارية بعض الْأُمَرَاء فأثرى من ذَلِك ثمَّ بَاشر سد الكارم فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق وامتحن مرَارًا ثمَّ خدم عِنْد تغري بردي وَالِد الْجمال يُوسُف استادارا وطالت مدَّته فِي خدمته ثمَّ اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان وزيره فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة واستعفى بعد ابوع بمساعدة أميره الْمشَار إِلَيْهِ فأعفي وَعَاد إِلَى خدمته ثمَّ تصرف فِي عدَّة أَعمال حَتَّى مَاتَ فِي)
يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر الْمحرم سنة تسع عشرَة عَن مَال جزيل، وَقد ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار جدا.
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام الشهَاب بن الزين بن الْحَافِظ الشَّمْس الْقرشِي الْعمريّ الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ نزيل الشبلية وَيعرف بِابْن زين الدّين. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وأحضر على أبي الهول الْجَزرِي وَدُنْيا وَفَاطِمَة وَعَائِشَة بَنَات ابْن عبد الْهَادِي، وَسمع من أَبِيه وَمُحَمّد بن الرشيد عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر والشهاب أَحْمد بن أبي بكر بن الْعِزّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عوض وَجَمَاعَة، وَزعم ابْن أبي عذيبة أَنه سمع ابْن أميلة وطبقته وَكذب بحت، وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة، ولقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا من بَيت حَدِيث وجلالة. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد شهَاب الدّين بن الْمُحب بن الشَّمْس الخصوصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو أثير الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَسمع من الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ كثيرا وتسكب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا وَتَأَخر عَن أَخِيه.
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر المرشدي الْمَكِّيّ ابْن عَم أَحْمد ابْن صَالح بن مُحَمَّد الْمَاضِي وشقيق أبي حَامِد وَمُحَمّد الْآتِي مِمَّن حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وتكسب بإقراء الْأَبْنَاء وبالعمر وَكَذَا أَحْيَانًا بِالسَّفرِ للطائف وَنَحْوه وَسمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَهُوَ خير.
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب القاهري ثمَّ المنوفي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن القنيني.
ولد فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية ابْن مَالك وعرضها فِيمَا أخبر على البُلْقِينِيّ والصدر الْمَنَاوِيّ والقويسني والدميري وَغَيرهم، وقطن منوف وَوَقع على قضاتها ولقيته بهَا فاستجزته لقرائن تودي باعتماده فِي مقاله. مَاتَ قبل السِّتين تَقْرِيبًا.
أَحْمد بن النَّجْم أبي الْقسم عمر بن التقي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْمُحب أَبُو الطّيب الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ. مَاتَ وَهُوَ ابْن سِتِّينَ وَخَمْسَة أشهر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين.)
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو الْعَبَّاس الطنبذي القاهري الشَّافِعِي. ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ طَالبا للْعلم وبرع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان ودرس وَأفْتى وَعمل المواعيد وَكَانَ مفرطا فِي الذكاء والفصاحة، مُتَقَدما فِي الْبَحْث وَلَكِن لكَونه لم يتَزَوَّج يتَكَلَّم فِيهِ وَلم يكن ملتفتا لذَلِك بل لَا يزَال مُقبلا على الْعلم على مَا يعاب بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي حادي عشري ربيع الأول سنة تسع وَقد جَازَ السِّتين، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ الْفَقِيه اشْتغل كثيرا ولازم أَبَا الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَسمع على القلانسي وناصر الدّين الفارقي وَرَأَيْت سَمَاعه عَلَيْهِ لجزء حَنْبَل بن إِسْحَاق بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي أول الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَكَذَا قَرَأَ على مغلطاي جُزْءا جمعه فِي الشّرف قَائِما فِي سنة تسع وَخمسين وَكتب لَهُ خطه وَأفْتى ودرس وَوعظ وَمهر فِي الْفُنُون وَكَانَ رَدِيء الْخط غير مَحْمُود الدّيانَة وَقد سَمِعت من فَوَائده وَحَضَرت دروسه، وَنَحْوه فِي الإنباء لكنه سمى وَالِده مُحَمَّدًا وَنَصّ تَرْجَمته فِيهِ: بدر الدّين أحد الْفُضَلَاء المهرة أَخذ عَن أبي الْبَقَاء والأسنوي وَنَحْوهمَا وَأفْتى ودرس وَوعظ وَكَانَ عَارِفًا بالفنون ماهرا فِي الْفِقْه والعربية فصيح الْعبارَة وَله هَنَات سامحه الله. وَقَالَ المقريزي بعد أَن سمى وَالِده عمر بن مُحَمَّد كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء الأذكياء الأدباء الفصحاء العارفين بالأصول وَالتَّفْسِير والعربية، وَأفْتى ودرس وَوعظ عدَّة سِنِين وَلم يكن مرضِي الدّيانَة، وَكَذَا سَمَّاهُ فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه كَانَ مفرط الذكاء فصيح الْعبارَة مُتَقَدما على كل من باحثه إِلَّا أَنه أَخّرهُ عدم تزَوجه وَمَا سمع عَنهُ بمعاشرة المتهمين فَكثر الطعْن عَلَيْهِ وشنعت القالة فِيهِ وَلم يكن هُوَ يفكر فِي هَذَا بل لَا يزَال مُقبلا على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ على مَا يعاب بِهِ انْتهى. وَالصَّوَاب أَنه أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر فقد قَرَأت بِخَط تِلْمِيذه الشهَاب الْجَوْجَرِيّ مَا نَصه: توفّي شَيخنَا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْأُسْتَاذ رَئِيس الْمُحَقِّقين عُمْدَة الْمُفْتِينَ أوحد الزَّمَان شيخ الْفُنُون النقلية والعقلية المفوه الْمُحَقق المدقق النصوح للطللبة بدر الدّين أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الشَّيْخ الْعدْل شمس الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ سراج الدّين عمر الطنبذي الشَّافِعِي بِالْمَدْرَسَةِ السحامية تجاه سوق الرَّقِيق فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري ربيع الأول سنة تسع وَصلى عَلَيْهِ يَوْم الْأَحَد بِجَامِع الْحَاكِم تقدم النَّاس الْجمال عبد الله الأقفهسي الْمَالِكِي وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَأثْنى الْخلق عَلَيْهِ حسنا وَدفن خَارج بَاب النَّصْر بتربة الْجمال يُوسُف الاستادار فرحمه الله مَا أغزر علمه وَأكْثر تَحْقِيقه وَأحسن تَدْقِيقه. قلت وَقد بلغنَا أَنه كَانَ يضايق الصَّدْر الْمَنَاوِيّ القَاضِي فِي المباحث وَنَحْوهَا فتوصل)
حَتَّى علم وَقت مَجِيئه وَهُوَ مَشْغُول لمحله من الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَهِي قريبَة من سكن القَاضِي فَجَاءَهُ لَيْلًا وَمَعَهُ بقجة قماش ودراهم فَوَجَدَهُ غَائِب الْعقل فَأمر من غسل أَطْرَافه وَنزع تِلْكَ الأثواب ثمَّ ألبسهُ بدلهَا وَوضع الدَّرَاهِم وَقَالَ لبواب الْمدرسَة اعْلَم أخي بمجيئي حِين بَلغنِي انْقِطَاعه فَوَجَدته مغمورا فَقَرَأت الْفَاتِحَة ودعوت لَهُ بالعافية ثمَّ انصرفت فَكَانَ ذَلِك سَببا لخضوعه ورجوعه وعد ذَلِك فِي رياسة القَاضِي.
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد شهَاب الدّين النشيلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد دلال الْكتب. مِمَّن اشْتغل وَقَرَأَ على الخيضري وَنَحْوه وعَلى النشاوي وَعبد الصَّمد الهرساني.
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد القاهري الشيخي الْمَاوَرْدِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن سمع على شَيخنَا ختم البُخَارِيّ بالظاهرية.
أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي. مِمَّن قرض لِلشِّهَابِ السيرجي نظما ونثرا.
أَحْمد بن عمر بن مطرف الْقرشِي الْمَكِّيّ السمان وَيعرف بجده. مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين.
أَحْمد بن عمر بن معيبد وَزِير الْيمن. مَاتَ سنة أَربع وَعشْرين. ذكره ابْن عزم.
أَحْمد بن عمر بن هِلَال الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي الصُّوفِي المعتقد. اشْتغل بحلب وَقدم الْقَاهِرَة فصحب البلالي ثمَّ رَجَعَ لبلده وَكثر أَتْبَاعه ومعتقدوه وَلَكِن حفظت عَنهُ شطحات فمقته الْفُقَهَاء فِي إِظْهَار طَرِيق ابْن عَرَبِيّ فَلم يزدْ أَتْبَاعه ذَلِك إِلَّا محبَّة فِيهِ وتعظيما لَهُ حَتَّى كَانُوا يسمونه نقطة الدائرة وَمَات فِي سنة أَربع وَعشْرين. تَرْجمهُ هَكَذَا المقريزي فِي عقوده.
أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الشهَاب بن الزين الْحلَبِي الشَّافِعِي الْموقع وَالِد النَّجْم عمر والمحب مُحَمَّد الآتيين وَكَانَ يعرف قَدِيما بِابْن كَاتب الخزانة. ولد فِي خَامِس شعْبَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة بحلب ولازم الْعِزّ الحاضري حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَاسْتمرّ على الْعَمَل فِيهِ حَتَّى صَار تَامّ الْفَضِيلَة فِي الْعَرَبيَّة جدا مَعَ الْفَضِيلَة أَيْضا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالْعرُوض، وَسمع على الْبُرْهَان الْحلَبِي والطبقة، وَأَجَازَ لَهُ ابْن خلدون وَالسَّيِّد النسابة الْكَبِير بل عين لَهَا وَولي كِتَابَة الخزانة، كل ذَلِك مَعَ التَّعَبُّد وَالْقِيَام والمثابرة على الْجَمَاعَات والاتصاف بِالْعقلِ والرياسة والحشمة والتودد ومراعاة أَرْبَاب الدولة والطريقة الْحَسَنَة والمحاسن الجمة. أَخذ عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة)
أَرْبَعِينَ وَصلى عَلَيْهِ بالجامع الْأَعْظَم ثمَّ صلى عَلَيْهِ بِبَاب دَار الْعدْل نَائِب حلب تغري برمش وَدفن بتربته خَارج بَاب الْمقَام. ذكره ابْن خطيب الناصرية بأنقص من هَذَا واصفا لَهُ بالفضيلة وَالدّين وَالْعقل والطريقة الْحَسَنَة.
أَحْمد بن عمر الشهَاب بن الزين الْحلَبِي والوالي وَيعرف بِابْن الزين. بَاشر عدَّة وظائف مِنْهَا ولَايَة الْقَاهِرَة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق وَكَانَ جبارا ظَالِما غاشما لَكِن كَانَ للمفسدين بِهِ ردع مَا، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَهُوَ مَعْزُول، ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا وَوَصفه بالأمير بن الْحَاج.
أَحْمد بن عمر الشهَاب البلبيسي الْبَزَّار، مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وَكَانَ من خِيَار التُّجَّار ثِقَة ودينا وَأَمَانَة وَصدق لهجة جاور عدَّة مجاورات بِمَكَّة وَسمع الْكثير وأنجب أَوْلَادًا رَحمَه الله. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَأَظنهُ وَالِد السراج عمر الْآتِي وَإِن سميت جده فِي تَرْجَمَة شَيخنَا مُحَمَّدًا.
أَحْمد بن عمر الشهَاب الدنجيهي ثمَّ القاهري القلعي الشَّافِعِي. مَاتَ وَقد قَارب السّبْعين أَو حازها فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة، وَكَانَ قد نَشأ فَقِيرا بِجَامِع القلعة ثمَّ ترقى حَتَّى صَار أحد مؤذنيه ثمَّ رَئِيسا فِيهِ بِحَيْثُ رقي فِي الخطابة بالجلال البُلْقِينِيّ وَغَيره بل جلس فِيهِ مَعَ الشُّهُود ثمَّ صَار شَاهد ديوَان عليباي الأشرفي ثمَّ كسباي المؤيدي ثمَّ اسْتَقر فِي جملَة أَئِمَّة الْقصر بعناية يشبك الْفَقِيه وَعمل نقابة أئمته والنيابة فِي نظر الْأَوْقَاف الْجَارِيَة تَحت نظر مقدم المماليك فِي أَيَّام جَوْهَر النوروزي ثمَّ نِيَابَة الأنظار الزمامية عَنهُ أَيْضا، وَكَانَ خيرا رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن عمر الشهَاب السعودي البلان نقيب الذكارين بزاوية أبي السُّعُود. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ مشكور السِّيرَة. أرخه الْمُنِير.
أَحْمد بن عمر المصراتي القيرواني إِمَام جَامع الزيتونة بتونس. مَاتَ بهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ.
أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد القاهري أَخُو أبي الْفَتْح مُحَمَّد الكتبي. لَهُ ذكر فِي أَبِيه وَلم يكن بمحمود. مَاتَ قريب السّبْعين.
أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد الشهَاب الصنهاجي المغربي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي الْمُقْرِئ)
نزيل جَامع الْأَزْهَر. كَانَ ماهرا فِي الْقرَاءَات والعربية وَالْفِقْه متصديا للإقراء جَمِيع النَّهَار وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشَّمْس الْقَرَافِيّ. مَاتَ فِي سَابِع الْمحرم سنة سبع وَعشْرين وَكثر التأسف عَلَيْهِ.
تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه.
أَحْمد بن عِيسَى بن أَحْمد الدمياطي ثمَّ القاهري النجار وَالِد الْأمين مُحَمَّد الْآتِي. مِمَّن تميز جدا فِي صناعته وأتى أشغالا ثقالا وَرَأى حظا فِي أَيَّام الجمالي نَاظر الْخَاص وَهُوَ الَّذِي عمل الْمِنْبَر الْمَكِّيّ ثمَّ مِنْبَر المزهرية وجامع الغمري، وَحج غير مرّة وجاور وَقد هش وَعجز وأظن مولده فِي سنة عشْرين. وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين بالمنزلة.
أَحْمد بن عِيسَى بن عُثْمَان بن عِيسَى بن عُثْمَان الشهَاب بن الشّرف القاهري أَخُو الْفَخر مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن جوشن سمع على شَيخنَا فِي رَمَضَان وَغَيره وَكَانَ فَقِيرا ضَعِيف الْحَرَكَة ألثغ يُقيم أَحْيَانًا عِنْد أَخِيه وقتا بالزاوية الْمُجَاورَة لتربتهم بالصحراء وَكَانَ هُوَ الْخَطِيب بهَا غَالِبا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن شعْبَان سنة تسع وَسبعين رَحمَه الله.
أَحْمد بن عِيسَى بن عَليّ بن يَعْقُوب بن شُعَيْب الدَّاودِيّ الأوراسي المغربي الْمَالِكِي. ولد تَقْرِيبًا فِي سنة أَربع وثمنمائة بأوراس وَحفظ بهَا الْقُرْآن بِرِوَايَة ورش والرسالة ثمَّ انْتقل إِلَى تونس فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع بِكَمَالِهِ وَحفظ بهَا بعض ابْن الْحَاجِب الفرعي ثمَّ أَخذ الْفِقْه عَن أَبَوي الْقسم الْبُرْزُليّ سمع عَلَيْهِ جَمِيع كِتَابه الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَهُوَ فِي ثَلَاث مجلدات والعبدوسي وَسمع عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَمُحَمّد بن مَرْزُوق وَبحث عَلَيْهِ فِي الْأُصُول والمنطق والمعاني وَالْبَيَان، وحشى كتبه الَّتِي قَرَأَهَا على مشايخه، لَقيته بالميدان وَقد قدم حَاجا فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَات.
أَحْمد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب المنزلي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير وَيعرف فِي ناحيته بعصفور وَقد يصغر. ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمنزلة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول بعد بُلُوغه مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فقطن الْأَزْهَر وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج والحربية وألفية ابْن مَالك والجرومية وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ والعبادي بل وَعَن الْعلم البُلْقِينِيّ وَغَيرهم وَفِي الْأَصْلَيْنِ عَن الْعَلَاء الحصني وَكَذَا الْمعَانِي وَالْبَيَان والعربية بل أَخذ عَن التقيين الحصني والشمني قَلِيلا ولازم السنهوري فِي الْعَرَبيَّة وَمن قبله الأبدي والشهاب السجيني فِي الْفَرَائِض والحساب وَتزَوج ابْنَته وَالسَّيِّد عَليّ تلميذ ابْن المجدي بل أَخذ عَن البوتيجي وَأبي الْجُود وَسمع)
على السَّيِّد النسابة وَابْن الملقن والنور البارنباري وناصر الدّين الزفتاوي وَأم هَانِئ الهورينية والحجاري والمحبين الفاقوسي والحلبي بن الألواحي وَالشَّمْس الرَّازِيّ القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالْجمال بن أَيُّوب الْخَادِم والبهاء بن الْمصْرِيّ وَغَيرهم، ولازم التَّرَدُّد لغير هَؤُلَاءِ، وَحصل لَهُ وَمد كف مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فَمَا يظْهر صابر وشاكر وَلَكِن كثرت منازعاته فِي الدُّرُوس والمجالس مَعَ يبس عِبَارَته وكلمته وَعدم تأدبه سِيمَا بعد انفكاكه.
أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عِيسَى بن سليم أَو سَالم وَجمع المقريزي بَيْنَمَا فَقَالَ سليم ككثير بن سَالم بن جميل ككبير أَيْضا، وَزَاد بن رَاجِح: بن كثير بن مظفر بن عَليّ بن عَامر الْعِمَاد أَبُو عِيسَى بن الشّرف أبي الرّوح بن الْعِمَاد أبي عمرَان الْأَزْرَقِيّ العامري المقيري بِضَم الْمِيم ثمَّ قَاف مَفْتُوحَة وَآخره رَاء مصغر نِسْبَة للمقبري قَرْيَة من أعمل الكرك الشَّافِعِي أَخُو الْعَلَاء عَليّ. ولد فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَقيل اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بكرك الشوبك وَحفظ الْمِنْهَاج وجامع المختصرات وَغَيرهَا واشتغل بالفقه وَغَيره وَقدم مَعَ أَبِيه وَكَانَ قَاضِي الكرك الْقَاهِرَة بعد الْأَرْبَعين فَسمع بهَا من أبي نعيم الأسعردي وَأبي المحاسن الدلاصي وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن كشتغدي وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي فِي آخَرين مِنْهُم الْحَافِظ الْمزي، وبالقدس من الْبَيَانِي وَغَيره، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَاسْتقر فِي قَضَاء الكرك بعد أَبِيه وَكَانَ كَبِير الْقدر فِيهِ محببا إِلَى أَهله بِحَيْثُ أَنهم لم يَكُونُوا يصدرون إِلَّا عَن رَأْيه فَلَمَّا سجن الظَّاهِر برقوق بِهِ قَامَ هُوَ وَأَخُوهُ فِي خدمته ومساعدته ومعاونته فَلَمَّا خرج وصلا مَعَه إِلَى دمشق فحفظ لَهما ذَلِك فَلَمَّا تمكن أحضرهما إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر بِهَذَا فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة وبأخيه فِي كِتَابَة السِّرّ وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين فباشر بِحرْمَة ونزاهة وصيانة وَدخل مَعَه حلب واستكثر فِي ولَايَته من النواب وشدد فِي رد الرسائل وتصلب فِي الْأَحْكَام فتمالأ عَلَيْهِ أهل الدولة وألبوا حَتَّى عزل فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَتِسْعين بالصدر الْمَنَاوِيّ وَأبقى السُّلْطَان مَعَه تدريس الْفِقْه بالصلاحية الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ والْحَدِيث بِجَامِع طولون وَنظر وقف الصَّالح بَين القصرين مَعَ درس الْفِقْه وَاسْتمرّ إِلَى أَن أشغرت الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وتدريس الصلاحية هُنَاكَ فاستقر بِهِ فيهمَا وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَتِسْعين فَتوجه إِلَى الْقُدس وباشرهما وانجمع عَن النَّاس وَأَقْبل على الْعِبَادَة والتلاوة حَتَّى مَاتَ فِي سَابِع عشر أَو يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشْرين ربيع الأول سنة إِحْدَى بعد أَن رغب فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الشّرف عِيسَى وَلَكِن لم يتم لَهُ، وَكَانَ)
سَاكِنا كث اللِّحْيَة أثنى عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية، وَنقل شَيخنَا عَن التقي المقريزي أَنه حلف لَهُ أَنه مَا تنَاول بِبَلَدِهِ وَلَا بالديار المصرية فِي الْقَضَاء رشوة وَلَا تعمد حكما بباطل انْتهى، والمقريزي مِمَّن طول تَرْجَمته فِي عقوده وَهُوَ أول من كتب لَهُ من الْقُضَاة عَن السُّلْطَان الجناب العالي بعد أَن كَانَ يكْتب لَهُم الْمجْلس وَذَلِكَ بعناية أَخِيه كَاتب السِّرّ فَإِنَّهُ اسْتَأْذن لَهُ السُّلْطَان بذلك وَاسْتمرّ لمن بعده وَقد كَانَت لَفْظَة الْمجْلس فِي غَايَة الرّفْعَة للمخاطب بهَا فِي الدولة الفاطمية ثمَّ انعكس ذَلِك فِي الدولة التركية وَصَارَ الجناب أرفع رُتْبَة عَن الْمجْلس وَلذَا وَقع التَّغْيِير. أَفَادَهُ شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ إِنَّه حدث بِبَلَدِهِ قَدِيما وَلما قدم الْقَاهِرَة قَاضِيا خرج لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مشيخة سَمعهَا عَلَيْهِ شَيخنَا بل قَرَأَ بَعْضهَا وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنهُ.
أَحْمد بن عِيسَى بن مُوسَى بن قُرَيْش الشهَاب الْقرشِي الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الزين عبد الْوَاحِد الْآتِي. نَشأ بِمَكَّة وَبهَا ولد فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي التَّنْبِيه وتلا بِالْقُرْآنِ على ابْن عَيَّاش والكيلاني وَسمع على الزين المراغي فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَبعدهَا الحَدِيث، وَقدم الْقَاهِرَة وَغير مرّة وَكَذَا دمشق وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكَانَ لين الْجَانِب فَقِيرا. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد، وَبَلغنِي أَنه تسلق فِي ثوب الْكَعْبَة حَتَّى صعد إِلَى أَثْنَائِهَا مُبَالغَة فِي التوسل بذلك لبَعض مَقَاصِد.
أَحْمد بن عِيسَى بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز الهواري البنداري أَمِير عرب هوارة وَيعرف بِابْن عمر. اسْتَقر بعد صرف أَخِيه سُلَيْمَان الْآتِي إِلَى أَن مَاتَ فِي أول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ أحسن حَالا من أَخِيه وَاسْتقر بعده فِي الإمرة ابْن أَخِيه دَاوُد بن سُلَيْمَان.
أَحْمد بن الشّرف عِيسَى القيمري الخليلي الْغَزِّي. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير وَحدث وروى أجَاز لنا. قَالَه ابْن أبي عذيبة.
أَحْمد بن عِيسَى السنباطي الْحَنْبَلِيّ. فِي ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف.
أَحْمد بن عِيسَى الْعلوِي نزيل مَكَّة خَال أبي عبد الله وَأبي البركات وكمالية بني القَاضِي على النويري. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين.
أَحْمد بن غُلَام الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الريشي القاهري الميقاتي. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه كَانَ اشْتغل فِي فن النُّجُوم وَعرف كثيرا من الْأَحْكَام وَصَارَ يحل الزيج وَيكْتب التقاويم واشتهر)
بذلك. مَاتَ فِي صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد أناف على الْخمسين.
أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد شهَاب الدّين الْبَيْضَاوِيّ الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما. ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَسمع على القَاضِي عبد الْقَادِر وباشر الْأَذَان.
أَحْمد بن أبي الْفَتْح العثماني. يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد.
أَحْمد بن أبي الْفضل بن ظهيرة. فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة.
أَحْمد بن قَاسم بن أَحْمد بن عبد الحميد التَّمِيمِي التّونسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عَاشر، اسْتَقر بِهِ السُّلْطَان فِي مشيخة تربته بعد شَيْخه القلصاني.
أَحْمد بن قَاسم بن ملك بن عبد الله بن غَانِم الشريف الْعلوِي الْمَكِّيّ. كَانَ مُقيما بالروضة من وَادي مر، مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة.
أَحْمد بن أبي الْقسم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الشهَاب بن الشّرف بن الشهَاب بن أبي إِسْحَاق الْحكمِي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ، من بَيت كَبِير. ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة واشتغل فِي الْفِقْه على وَالِده وَعَمه عمر والبدر حُسَيْن الأهدل وتميز على أَخِيه أبي الْفَتْح وَغَيره بالاشتغال، وَقدم مَكَّة غير مرّة وَأخذ عَن نحويها القَاضِي عبد الْقَادِر الْعَرَبيَّة وترجمه بِأَنَّهُ ذَاكر لفقه الشَّافِعِي يدرس التَّنْبِيه وَالْحَاوِي وَنقل من فَوَائده جملَة. فَمِنْهَا:
(وكل أداريه على حسب حَاله ... سوى حَاسِد فَهِيَ الَّتِي لَا أبالها)
(وَكَيف يُدَارِي الْمَرْء حَاسِد نعْمَة ... إِذا كَانَ لَا يرضيه إِلَّا زَوَالهَا)
وَقَول الْقَائِل:
(إِن الزَّمَان إِذا رمى بصروفه ... شكيت عظائمه إِلَى عظمائه)
(فلجوا بجودهم دياجي صرفه ... عَمَّن رمى فَيَعُود فِي نعمائه)
مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ.
أَحْمد بن أبي الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المغربي الخلوف. يَأْتِي فِيمَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد قَرِيبا.
أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُحب النويري الْمَكِّيّ الْخَطِيب. يَأْتِي فِي أَحْمد بن مُحَمَّد.)
أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْخَيْر النَّاشِرِيّ وَيُسمى عبد الْقَادِر أَيْضا. ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن جده أبي عبد الله وارتحل لزبيد فَأخذ بهَا عَن الْمُوفق عَليّ بن أبي بكر النَّاشِرِيّ وتفقه بِابْن عَمه الْجمال أبي الطّيب وَبِغَيْرِهِ. وَسمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها عَلامَة صَالحا عَارِفًا بالفرائض والعربية منعزلا ورعا قانعا مديما للاشتغال وَلَا زَالَ يترقى فِي الْمُحَافظَة على الطَّاعَات، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ جمَاعَة كأخويه إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عطيف، وناب عَن أَبِيه فِي الْأَحْكَام بسهام وَولي خطابتها بعد عَمه الْفَقِيه عَليّ، بل اسْتَقل بعد أَبِيه بِالْأَحْكَامِ بالكدرا وَمَا يواليها سِهَام. مَاتَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين.
أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر بن الرصافي الأندلسي الغرناطي نزيل مَكَّة وَشَيخ الْمُوفق. أثنى عَلَيْهِ ابْن عزم بِالسُّكُونِ والديانة والتحري وسلامة الصَّدْر المؤدية للغفلة مَعَ إِلْمَام بالفقه وتصور جيد، وَقَالَ لي غَيره كَانَ عَارِفًا بالفقه مَعَ إكثاره الطّواف وَالْقِيَام والتلاوة بل قيل إِنَّه لم يكن ينَام اللَّيْل وَأَنه ورث من وَالِده نَقْدا كثيرا ذهب مِنْهُ بِحَيْثُ احْتَاجَ فِي آخر عمره. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين وَدفن بتربة المغاربة من المعلاة.
أَحْمد بن أبي الْقسم بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى العبدوسي. ذكره ابْن عزم.
أَحْمد بن أبي الْقسم الضراسي ثمَّ اليمني الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. ولد فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة قَالَ فِيمَا كتب بِهِ إِلَيّ بِمَكَّة إِن من شُيُوخه الْمجد الشِّيرَازِيّ وَابْن الْجَزرِي والنفيس الْعلوِي وَابْن الْخياط وَغَيرهم وَمَا علمت قدرا زَائِدا على هَذَا. نع رَأَيْت القَاضِي محيي الدّين بن عبد الْقَادِر الْمَالِكِي قاضيها وَصفه بِالْإِمَامِ الْعَلامَة شهَاب الدّين وَنقل عَن خطه سؤالا لشَيْخِنَا أَجَابَهُ عَنهُ أوردته فِي فَتَاوِيهِ.
أَحْمد بن أبي الْقسم القسنطيني. ذكره ابْن عزم أَيْضا.
أَحْمد بن قرطاي. مضى فِي ابْن عَليّ بن قرطاي.
أَحْمد بن قفيف بن فُضَيْل بن ذحير ثلاثتها بِالتَّصْغِيرِ العدواتي خَال مُحَمَّد بن بدير وَيعرف بِأَبِيهِ. قَتلهمَا الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات عِنْد مَسْجِد الْفَتْح بِالْقربِ من الجموم من وَادي مرفي يَوْم الْخَمِيس سَابِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وحملا إِلَى مَكَّة فدفنا بهَا.)
أَحْمد بن قوصون الدِّمَشْقِي الشَّيْخ الْمقري. مَاتَ فِي لَيْلَة حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين.
أَحْمد بن قِيَاس بِكَسْر أَوله مخففا بن هِنْد والشهاب بن الْفَخر الشِّيرَازِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد. مَاتَ سنة تسع عشرَة.
أَحْمد بن كندغدي بنُون سَاكِنة بعد الْكَاف الْمَفْتُوحَة وغين مُعْجمَة بدل الْمُهْملَة المضمومة وَكسر الدَّال بعْدهَا تَحْتَانِيَّة شهَاب الدّين التركي القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الحسينية بِالْقربِ من جَامع آل ملك. كَانَ عَالما فَقِيها دينا بزِي الأجناد توجه عَن النَّاصِر فرج رَسُولا إِلَى تمرلنك فَمَرض بحلب وعزم على الرُّجُوع فَاشْتَدَّ مَرضه حَتَّى مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر ربيع الول سنة سبع وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن خَارج بَاب الْمقَام بتربة مُوسَى الْحَاجِب وَقد جَازَ السِّتين. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَأوردهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَضَبطه كَمَا قدمنَا وَقَالَ: أحد الْفُضَلَاء المهرة فِي فقه الْحَنَفِيَّة والفنون اتَّصل أخيرا بِالظَّاهِرِ برقوق ونادمه ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر إِلَى تمرلنك فَمَاتَ بحلب فِي جُمَادَى الأولى كَذَا قَالَ سَمِعت من فَوَائده كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ صاحبنا الْمجد بن مكانس القمامات بحثا، زَاد فِي إنبائه وَكَانَ يجيد تقريرها على مَا أَخْبرنِي بِهِ الْمجد وَقَالَ فِيهِ إِن اشْتغل فِي عدَّة عُلُوم وفَاق فِيهَا واتصل بِالظَّاهِرِ فِي أَوَاخِر دولته ونادمه بتربته شيخ الصفوي أحد خَواص الظَّاهِر وَحصل الْكثير من الدُّنْيَا وَقَالَ إِنَّه مَاتَ قبل أَن يُؤَدِّي الرسَالَة فِي رَابِع عشر ربيع الأول. أرخه الْبُرْهَان الْمُحدث وَأثْنى عَلَيْهِ بِالْعلمِ والمروءة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق. وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ ذكيا مستحضرا مَعَ بعض مجازفة وَيتَكَلَّم بالتركي.
وَمِمَّنْ ذكره القمريزي فِي عقوده وَقَالَ إِنَّه قَارب الْخمسين وَبَلغهَا رَحمَه الله.
أَحْمد بن لاجين الظَّاهِر جقمق الْآتِي أَبوهُ لَهُ ذكر فِيهِ.
أَحْمد بن مباركشاه وَيُسمى مُحَمَّد بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الشهَاب القاهري السيفي يشبك الْحَنَفِيّ الصُّوفِي بالمؤيدية وَيعرف بِابْن مباركشاه. ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ واشتغل بالعلوم على ابْن الْهمام وَابْن الديري وَآخَرين حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة وصنف أَشْيَاء وَجمع التَّذْكِرَة وأقرأ الطّلبَة مَعَ التَّوَاضُع وَالْأَدب والسكون والقناعة والمداومة على التَّحْصِيل والإفادة وتعانى نظم الشّعْر على الطَّرِيقَة البيانية وَقد سَمِعت مِنْهُ من نظمه الْكثير بل سَمِعت بقرَاءَته على شَيخنَا فِي أَسبَاب النُّزُول لَهُ وَفِي)
غَيره، وَكَانَ شَيخنَا كثير التبجيل لَهُ والإصغاء إِلَى كَلَامه، وامتدحه بقصيدة طنانة دالية أودعتها الْجَوَاهِر وغالب الظَّن أنني سمعته وَهُوَ ينشدها لَهُ، وَمن العجيب أنني رَأَيْته كتب نُسْخَة بِخَطِّهِ من مَنَاقِب اللَّيْث لَهُ وَقرأَهَا على أبي الْيُسْر بن النقاش عَنهُ. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ، وَمِمَّا كتبته من نظمه:
(لي فِي القناعة كنز لَا نفاد لَهُ ... وَعزة أوطأتني جبهة الْأسد)
(أَمْسَى وَأصْبح مسترفدا أحدا ... وَلَا ضنينا بميسور على أحد)
أَحْمد بن مبارك بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ وَيعرف بالهدباني نِسْبَة لأمير حج وَمَا حققت لماذا، وَكَانَ من أَعْيَان أَشْرَاف ذَوي رميثة مَشْهُورا فيهم بالشجاعة وتجرأ على قتل الْقَائِد مُحَمَّد بن سِنَان بن عبد الله بن عمر الْعمريّ وَمَا الْتفت إِلَى أقربائه مَعَ فروسيتهم وَتزَوج ابْنة السَّيِّد أَحْمد بن عجلَان وَورث مِنْهَا عقارا طَويلا تجمل بِهِ حَاله. مَاتَ فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة عشْرين وَنقل إِلَى مَكَّة فَدفن بالمعلاة مِنْهَا عَن بضع وَسِتِّينَ سنة، تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَليّ الشهَاب أَبُو زرْعَة بن الشَّمْس بن الْبُرْهَان البيجوري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي شقيقه إِبْرَاهِيم وجدهما والآتي والدهما. ولد فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَأمه ابْنة أُخْت جده. وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وبلوغ المرام لشَيْخِنَا والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وتلخيص الْمِفْتَاح وَغير ذَلِك، وَعرض على جمَاعَة فَمنهمْ مِمَّن لم يَأْخُذ عَنهُ بعد الْبَدْر بن الْأَمَانَة والجلال الْمحلي، واعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَابْن الْجَزرِي والفوي والواسطي والزين القمني والكلوتاتي وَشَيخنَا، وَمِمَّا سَمعه من لفظ الْأَوَّلين المسلسل وَكَذَا سَمعه على الرَّابِع وَعَلِيهِ وعَلى الأول جُزْء الْأنْصَارِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أَصْحَاب الْمَيْدُومِيُّ وَابْن الخباز وَغَيرهمَا، وتفقه بالشرف السُّبْكِيّ والْعَلَاء القلقشندي والونائي ولمناوي وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن وَالِده وَشَيخنَا والقاياتي وَالْعلم البلقين، وَأكْثر من مُلَازمَة الْبُرْهَان بن خضر فِي الْفِقْه بِحَيْثُ أَخذ عَنهُ التَّنْبِيه وَالْحَاوِي والمنهاج وجامع المختصرات إِلَّا نَحْو ورقتين من أول الْجراح من الْأَخير فَقَرَأَهُمَا على ابْن حسان، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن وَالِده والقلقشندي وَابْن خضر والأبدي وَالشَّمْس الْحِجَازِي والبدرشي وَابْن قديد والشمني وَأبي الْفضل المغربي، وَالصرْف عَن وَالِده والفرائض والحساب عَن الْحِجَازِي وَأبي الْجُود والبوتيجي، وأصول الْفِقْه عَن القلقشندي وَابْن حسان)
والآبدي والشمني وأصول الدّين عَن الآبدي والمغربي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والمعاني وَالْبَيَان عَن الشمني، والمنطق عَن القلقشندي وَابْن حسان والآبدي والمغربي والتقي الحصني وطاهر نزيل البرقوقية، والطب عَن الزين ابْن الْجَزرِي والميقات عَن الشَّمْس الطنتدائي نزيل البيبرسية والجيب عَن الْعِزّ الونائي وَالْكِتَابَة عَن الزين بن الصَّائِغ وتدرب فِي صناعَة الحبر وَنَحْوهَا والنشابة عَن الأسطا حَمْزَة وبيغوت وطرفا من لعب الدبوس وَالرمْح عَن ثَانِيهمَا والميقات عَن الشَّمْس الشَّاهِد أخي الْخَطِيب دراية والشاطر شومان وصنعة النقطة وابداب المساحة عَن أَحْمد بن شهَاب الدّين وتفنن فِيمَا ذكرته فِي غَيره حَتَّى برع فِي سبك النّحاس وَنقل المبارد وَعمل ريش الفصاد والزركش بِحَيْثُ لَا أعلم الْآن من اجْتمع فِيهِ وَلَيْسَ لَهُ فِي كثير من الصَّنَائِع أستاذ بل بَعْضهَا بِالنّظرِ وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ خامل بِالنِّسْبَةِ لغيره مِمَّن هُوَ دونه بِكَثِير. وَقد تصدى للإقراء بالأزهر على رَأس الْخمسين وأقرأ فِيهِ كتبا فِي فنون، وَحج غير مرّة وجاور بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي سنة سِتّ وَخمسين وأقرأ بهَا أَيْضا كتبا فِي فنون وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل الاسكندرية ومنوف والمحلة ودمياط ورسخ قدمه بهَا من سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وهلم جرا وانتفع بِهِ جمَاعَة من أَهلهَا وَصَارَ يتَرَدَّد أَيَّامًا من الْأُسْبُوع لفارسكور للتدريس بمدرسة ابتناها الْبَدْر بن شُعْبَة، وَفِي غُضُون ذَلِك حج عَن زَوْجَة للأمير تمراز وسمعته بعد عوده يَقُول إِن فَرِيضَة الْحَج سَقَطت عَنَّا لعدم الِاسْتِطَاعَة وَاسْتقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي فِي تدريس مدرسته هُنَاكَ ثمَّ فِي مشيخة المعينية بعد وَفَاة الجديدي بعد مُنَازعَة بَينهمَا فِيهَا أَولا، وعلق على مَا علمه من الدبوس وَالرمْح شَيْئا وَاخْتصرَ مِصْبَاح الظلام فِي المنقاف وَزَاد عَلَيْهِ أَشْيَاء تلقفها عَن شَيْخه وَكَذَا اختصر من كتاب الْمنَازل لأبي الْوَفَاء البوزجاني الْمنزلَة الَّتِي فِي المساحة وَزَاد عَلَيْهَا أَشْيَاء من مساحة التبريزي وَشرح جَامع المختصرات لكَونه أمس أهل الْعَصْر بِهِ وَسَماهُ فتح الْجَامِع ومفتاح مَا أغلق على الْمطَالع لجامع المختصرات ومختصر الْجَوَامِع وَرُبمَا اختصر فَيُقَال مِفْتَاح الْجَامِع وَاخْتَصَرَهُ وَسَماهُ أَسْنَان الْمِفْتَاح. وَهُوَ مِمَّن صحبته قَدِيما وَسمع بِقِرَاءَتِي وَمَعِي أَشْيَاء وراجعني فِي كثير من الْأَحَادِيث وَنعم الرجل توددا وتواضعا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَلامَة الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو المحاسن بن الشَّمْس بن الْبُرْهَان الخجندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ الْمَاضِي جده. ولد فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء)
ثامن رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والكنز وَعرض فِي سنة خمس وَخمسين فَمَا بعْدهَا على غير وَاحِد بِبَلَدِهِ والقاهرة ودمشق مِنْهُم السَّيِّد عَليّ العجمي شيخ الباسطية وَابْن الديري والأمين والمحب الأقصرائيين وَابْن الْهمام والزين قَاسم والكافياجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الحنفيون والبلقيني والمحلي والعبادي والْعَلَاء الشِّيرَازِيّ وَالسَّيِّد عَليّ الفرضي الشافعيون والولوي السنباطي والقرافي المالكيان والعز الْحَنْبَلِيّ وَأَجَازَ لَهُ من عدا المالكيين وَابْن الْهمام والأمين واشتغل عَلَيْهِ وعَلى الْعِزّ والكافياجي وَالسَّيِّد الْمَذْكُورين والشرواني وَابْن يُونُس وَعُثْمَان الطرابلسي، وَفضل بِحَيْثُ درس وَخلف أَبَاهُ فِي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة المستجدة بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ خيرا دينا فَاضلا. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَكَانَ قدم من الشَّام فقطن بصالحية قطيا وَدفن بحوش سعيد السُّعَدَاء بِالْقربِ من الْبَدْر الْحَنْبَلِيّ وَاسْتقر بعده فِي الْإِمَامَة أَخُوهُ إِبْرَاهِيم الْمَاضِي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هَاشم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْكَمَال الْأنْصَارِيّ الْمحلي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد المحمدين الْجلَال الْعَالم والكمال. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن البُلْقِينِيّ والطبقة وَكتب من تصانيف ابْن الملقن وَحفظ التَّنْبِيه وتكسب بِالتِّجَارَة فِي الْبر وَكَانَ خيرا رَأَيْته، وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَولده غَائِب فِي الْحَج فصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربتهم تجاه تربة جوشن خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله.
احْمَد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر وَقيل عبد الله بدل أبي بكر وَكَأن أَبَا بكر كنية عبد الله الشهَاب بن الشَّمْس الشطنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. ولد كَمَا بِخَط أَبِيه فِي سنة سبع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل يَسِيرا وَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وترافق هُوَ والزين السندبيسي على أَبِيه فِي شرح التسهيل لِابْنِ أم قَاسم وَلكنه لم يتَمَيَّز، وَسمع على ابْن الكويك والكمال بن خير وَالْجمال عبد الله بن فضل الله والشمسين الشَّامي وَابْن البيطار والكلوتاتي والفوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وتنزل فِي الْجِهَات كالمؤيدية وباشر أوقاف الْحَرَمَيْنِ بل وتدريس الحَدِيث بالشيخونية تَلقاهُ عَن وَالِده واختص بشيخنا وبولده وعظمت محبته فيهمَا وَكَذَا كَانَ من خَواص الزين البوتيجي ومحبيه، وَقد زوج الْمَنَاوِيّ وَلَده زين العابدين بابنته، سَمِعت عَلَيْهِ كتاب الثَّمَانِينَ للأجراء بِقِرَاءَة التقي القلقشندي برباط الْآثَار الشَّرِيفَة. وَكَانَ خيرا دينا متواضعا وقورا كثير التودد حسن الْعشْرَة لين الْجَانِب.)
مَاتَ فِي سادس عشري صفر سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد وَاسْتقر بعده فِي الشيخونية الْفَخر عُثْمَان المقسي نِيَابَة واستقلالا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سعيد الصفي أَبُو اللطائف بن الشَّمْس الْوَزير الْمَالِكِي أَبوهُ الْحَنَفِيّ هُوَ لأجل جده لأمه نور الدّين السدميسي الْحَنَفِيّ. عرض عَليّ فِي ربيع الأول سنة تسعين الْأَرْبَعين النووية والكنز وَسمع مني المسلسل بالأولية وَكَانَ مَعَه الْمُحب القلعي خَازِن المؤيدية، وَهُوَ فطن لَبِيب.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي البركات الْبَهَاء أَبُو المحاسن بن الْجمال أبي السُّعُود بن الْبُرْهَان الْقرشِي الْمَكِّيّ شَقِيق الصّلاح مُحَمَّد الْآتِي وَهَذَا أصغرهما وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. ولد فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَسمع مني حضورا بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَهُوَ فِي الرَّابِعَة المسلسل وَغَيره وَكَذَا على أم حَبِيبَة زَيْنَب ابْنة الشوبكي من أول ابْن مَاجَه إِلَى بَاب التوقي وَمن الشَّفَاعَة إِلَى آخِره مَعَ مَا فِيهِ من الثلاثيات وثلاثيات البُخَارِيّ وجزء أبي سهل بن زِيَاد الْقطَّان وَأبي يعلى الْخَلِيل وأسلاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للمسيتي وَحَدِيث الول للديرعاقولي، ثمَّ سمع عَليّ بِقِرَاءَة أَخِيه الشفا وَغَيره، وَدَار مَعَ وَالِده قبل ذَلِك الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَسمع بهَا على الشَّيْخ مُحَمَّد بن أبي الْفرج المراغي، ولازم وَالِده فِي سَمَاعه الحَدِيث وَغَيره، وَهُوَ حاذق فطن بورك فِيهِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد الطّيب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْحكمِي الْيَمَانِيّ.(2/68)
تفقه بِعَمِّهِ أَحْمد وبالأزرق وَغَيرهمَا وَمَات بعد أَبِيه بِنَحْوِ ثَلَاث سِنِين قَالَه الأهدل.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَاخْتلف فِيمَن بعده فَقيل ابْن شَافِع وَقيل ابْن عَطِيَّة بن قيس الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الفيشي بِالْفَاءِ والمعجمة ثمَّ القاهري الْمَالِكِي نزيل الحسينية وَيعرف بالحناوي بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَشْديد النُّون. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بفيشا المنارة من الغربية بِالْقربِ من طنتدا وانتقل وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده إِلَى الْقَاهِرَة فجود بهَا الْقُرْآن على الْفَخر وَالْمجد عِيسَى الضريرين وَعرض ألفية ابْن مَالك على الشَّمْس بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ وَابْن الملقن وأجازا لَهُ وَقَالَ أَولهمَا إِنَّه سَمعهَا على الشهَاب أحد كتاب الدرج عَن ناظمها، وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الزواوي والنور الجلاوي بِكَسْر الْجِيم وَيَعْقُوب المغربي شَارِح ابْن)
الْحَاجِب الفرعي وَغَيرهم، والنحو عَن الْمُحب بن هِشَام ولازمه كثيرا حَتَّى بحث عَلَيْهِ الْمُغنِي لِأَبِيهِ وَسمع عَلَيْهِ التَّوْضِيح لِأَبِيهِ أَيْضا وَغير ذَلِك وَعَن الشَّمْس الغماري والشهاب أَحْمد السعودي وظنا الْبَدْر الطنبذي، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَت تقْرَأ عَلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة وانتفع بِهِ، وَكَذَا لَازم فِي فنون الحَدِيث الزين الْعِرَاقِيّ وَوَصفه بالعلامة وَمرَّة بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم وَكتب عَنهُ كثيرا من أَمَالِيهِ وَسمع عَلَيْهِ ألفيته فِي السِّيرَة غير مرّة وألفيته فِي الحَدِيث وَشَرحهَا أَو غالبه وَمن لَفظه نظم غَرِيب الْقُرْآن وَأَشْيَاء وَسمع أَيْضا على الهيثمي بمشاركة شَيْخه الْعِرَاقِيّ وَعلي الحراوي والعز بن الكويك وَابْن الخشاب وَابْن الشيخة والسويداوي وَمِمَّا سَمعه على الحراري رباعيات الصَّحَابَة ليوسف بن خَلِيل وَفضل صَوْم سِتّ شَوَّال للدمياطي وعَلى ابْن الكويك موطأ ملك ليحيى بن يحيى بفوت، ولازم الْحُضُور عِنْد الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ السراج مِمَّن يجله وانتفع بدروس أَبِيه كثيرا وجود الْخط عِنْد الوسيمي فأجاد وَأذن لَهُ وَكَانَ يَحْكِي أَن بَعضهم رَآهُ عِنْده وَقَالَ لَهُ وَقد رأى حسن تصَوره أترك الِاشْتِغَال بِالْكِتَابَةِ وَأَقْبل على الْعلم فقصارى أَمرك فِي الْكِتَابَة أَن تبلغ مرتبَة شيخك فَقِيه كتاب فنفعه الله بنصيحته وَأَقْبل على الْعلم من ثمَّ، وَحج مرَّتَيْنِ وناب فِي الحكم عَن الْجمال الْبِسَاطِيّ فَمن بعده وحمدت سيرته فِي أَحْكَامه وَغَيرهَا، وَعرف بالفضيلة التَّامَّة لَا سِيمَا فِي فن الْعَرَبيَّة، وتصدى للإقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَصَارَ غَالب فضلاء الديار المصرية من تلامذته، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النُّور بن الرزاز الْحَنْبَلِيّ مَعَ شيخوخته، وَكَانَ حسن التَّعْلِيم للعربية جدا نصُوحًا، وَله فِيهَا مُقَدّمَة سَمَّاهَا الدرة المضية فِي علم الْعَرَبيَّة مَأْخُوذَة(2/69)
من شذور الذَّهَب كثر الاعتناء بتحصيلها وحرص هُوَ على إفادتها بِحَيْثُ كَانَ يكْتب النّسخ مِنْهَا بِخَطِّهِ للطلبة وَنَحْوهم وَكنت مِمَّن أَعْطَانِي نُسْخَة بِخَطِّهِ، حكى أَن سَبَب تصنيفها أَنه بحث الألفية جَمِيعهَا فِي مبدأ حَاله فَلم يفتح عَلَيْهِ بِشَيْء فَعلم أَنه لَا بُد للمبتدئ من مُقَدّمَة يتقنها قبل الْخَوْض فِيهَا أَو فِي غَيرهَا من الْكتب الْكِبَار أَو الصعبة وَلذَا لم يكن يقرئ الْمُبْتَدِئ إِلَّا إِيَّاهَا، وَشَرحهَا جمَاعَة من طلبته كالمحيوي الدماطي وَأبي السعادات البُلْقِينِيّ وَطوله جدا بل كَانَ المُصَنّف قد أمْلى على عَليّ الولوي بن الزيتوني عَلَيْهَا تَعْلِيقا، ودرس الْفِقْه بالمنكوتمرية وَولي مشيخة خانقاه تربة النُّور الطنبذي التَّاجِر فِي طرف الصَّحرَاء بعد الْجمال الْقَرَافِيّ النَّحْوِيّ وَكَذَا مشيخة التربة الكلبكية بِبَاب الصَّحرَاء، وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وَحدث باليسير سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَعرضت عَلَيْهِ)
عُمْدَة الْأَحْكَام وَأخذت عَنهُ بِقِرَاءَتِي وَغَيرهَا أَشْيَاء والتحقت فِي ذَلِك بجدي لأمي فَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَلذَا كَانَ الشَّيْخ يكرمني، وَكَانَ خيرا دينا وقورا سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام كثير الْفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مديما للتلاوة سريع الْبكاء عِنْد ذكر الله وَرَسُوله كثير المحاسن على قانون السّلف مَعَ اللطافة والظرف وإيراد النادرة وَكَثْرَة الفكاهة والممازحة ومتع بسمعه وبصره وَصِحَّة بدنه، من لطائفه قَوْله تَأَمَّلت اللَّيْلَة وِسَادَتِي الَّتِي أَنَام عَلَيْهَا أَنا وَأَهلي فَإِذا فَوْقهَا مائَة وَسَبْعُونَ عَاما فَأكْثر لِأَن كل وَاحِد منا يزِيد على ثَمَانِينَ أَو نَحْوهَا، وَكَانَ يُوصي أَصْحَابه إِذا مَاتَ بشرَاء كتبه دون ثِيَابه ويعلل ذَلِك بمشاركة ثِيَابه لَهُ فِي غَالب عمره فَهُوَ لخبرته بهَا يحسن سياستها بِخِلَاف من يَشْتَرِيهَا فَإِنَّهُ بِمُجَرَّد غسله لَهَا تتمزق أَو كَمَا قَالَ، مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمقبرة البوابة عِنْد حَوْض الكشكشي من نواحي الحسينية رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الشكيلي الْمدنِي ملقن الْأَمْوَات بهَا. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي عصره. كتب إِلَيّ بوفاته الْفَخر الْعَيْنِيّ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الخواجا شهَاب الدّين الكيلاني الْمَكِّيّ وَيعرف بشفتراش بِمُعْجَمَة مَضْمُومَة وَفَاء أَو مُوَحدَة وَهِي بِالْفَارِسِيَّةِ الحلاق. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس صفر سنة سبع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد وَكَانَ مُبَارَكًا حَرِيصًا على الْمُبَادرَة للْجَمَاعَة.(2/70)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْهِنْدِيّ. مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُفْلِح الشهَاب بن الشَّمْس القلقيلي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَابْنه النَّجْم مُحَمَّد. كَانَ صيتًا حسن الصَّوْت ناظما ناثرا كَاتبا مجموعا حسنا. مَاتَ فَجْأَة فِي ثامن عشري شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين فِي حَيَاة أَبِيه وتأسف أَبوهُ على فَقده بِحَيْثُ كَانَ كثيرا مَا ينشد:
(شَيْئَانِ لَو بَكت الدِّمَاء عَلَيْهِمَا ... عَيْنَايَ حَتَّى تؤذنا بذهاب)
(لم يبلغ المعشار من عشريهما ... فقد الشَّبَاب وَفرْقَة الأحباب)
وَمن نظم صَاحب التَّرْجَمَة يُخَاطب شهَاب الدّين موقع جَانِبك:
(يَا شهابا رقي العلى ... لَا تخن قطّ صَاحبك)
)
(زادك الله رفْعَة ... ورعى الله جَانِبك)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن دَاوُد الشهَاب بن الشَّمْس بن الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الله وأخويه وَيعرف كسلفه بِابْن الرُّومِي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الصعيدي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ نزيل دمشق وسبط الشَّيْخ عبد الْقوي. ذكره النَّجْم عمر بن فَهد فِي مُعْجَمه وَغَيره وَأَنه ولد بِمَكَّة قبل سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا وسافر لدمشق فَانْقَطع بسفح قاسيون ولازم أَبَا شَعْرَة كثيرا وَبِه تفقه وانتفع وَتزَوج هُنَاكَ وَأقَام بهَا وَقد سمع فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ مَعَ ابْن فَهد بِدِمَشْق على ابْن الطَّحَّان وَغَيره بل كتب عَنهُ ابْن فَهد مَقْطُوعًا من نظمه. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بسفح قاسيون، وَكَذَا ذكره البقاعي وَزَاد فِي نسبه قبل إِسْمَاعِيل يُوسُف وَبعده عقبَة بن محَاسِن، وَقَالَ سبط عفيف الدّين البجائي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن زيد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس الْموصِلِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زيد. ولد كَمَا كتبه لي بِخَطِّهِ نقلا عَن أَبِيه فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمن قَالَ سنة ثَمَان فقد أَخطَأ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضائل وَسمع الْكثير على عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَالصَّلَاح عبد الْقَادِر بن إِبْرَاهِيم الأرموي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن خَلِيل الحرستاني وَالْجمال عبد الله بن مُحَمَّد بن التقي المرداوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب فِي آخَرين، ولازم الْعَلَاء بن زكنون حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة ومسند إمامهما والسيرة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام وَغَيرهَا من مصنفاته وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ بِنَفسِهِ صَحِيح البُخَارِيّ على أَسد الدّين(2/71)
أبي الْفرج بن طولوبغا، وَقَرَأَ أَيْضا على ابْن نَاصِر الدّين وَوَصفه بالشيخ الْمُقْرِئ الْعَالم الْمُحدث الْفَاضِل وَسمع أَيْضا على شَيخنَا بِدِمَشْق، وَحدث ودرس وَأفْتى ونظم يَسِيرا وَجمع فِي أشهر الْعَام ديوَان خطب وَاخْتَصَرَهُ وَكَذَا اختصر السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَعمل منسكا على مذْهبه سَمَّاهُ إِيضَاح المسالك فِي أَدَاء الْمَنَاسِك وأفرد مَنَاقِب كل من تَمِيم وَالْأَوْزَاعِيّ فِي جُزْء سمي الأول تحفة الساري إِلَى زِيَارَة تَمِيم الدَّارِيّ وَالثَّانِي محَاسِن المساعي فِي مَنَاقِب أبي عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَله كراسة فِي ختم البُخَارِيّ سَمَّاهُ تحفة السَّامع والقاري فِي ختم صَحِيح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك، لَقيته بِدِمَشْق فَحملت عَنهُ أَشْيَاء وعلقت عَنهُ من نظمه. وَكَانَ خيرا عَلامَة عَارِفًا بالفقه والعربية)
وَغَيرهمَا مُفِيدا كثير التَّوَاضُع والديانة محببا عِنْد الْخَاصَّة والعامة تلمذ لَهُ كثير من الشَّافِعِيَّة مَعَ مَا بَين الْفَرِيقَيْنِ هُنَاكَ من التنافر فضلا عَن غَيرهم لمزيد عقله وَعدم خوضه فِي شَيْء من الفضول، مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشري صفر سنة سبعين وَدفن بمقبرة الحمريين ظَاهر دمشق بعد أَن صلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل الْبُرْهَان بن مُفْلِح وَحمل نعشه على الرؤوس رَحمَه الله وإيانا. وَمِمَّا كتبته من نظمه قصيدة فِي التشوق إِلَى مَدِينَة الرَّسُول وزيارة قَبره ومسجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِلَى مَكَّة على منوال بَيْتِي بِلَال رَضِي الله عَنهُ أَولهَا:
(أَلا لَيْت شعري هَل أبيتن لَيْلَة ... بِطيبَة حَقًا والوفود نزُول)
(وَهل أردن يَوْمًا مياه زريقة ... وَهل يبدون لي مَسْجِد وَرَسُول)
أَحْمد بن مُحَمَّد الطّيب بن أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عبد الله أَو قَالَ الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ. بيض لَهُ الْعَفِيف وَمضى فِي أَحْمد بن الطّيب.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ الْمَكِّيّ الأَصْل ثمَّ القاهري نزيل البرقوقية وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس الْحِجَازِي، ولد فِي عشر خمسين وَسَبْعمائة وَقَالَ بَعضهم قبل سنة خمس بشعب جِيَاد من الْحجاز ثمَّ انْتقل مِنْهَا وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الزكي بن الخروبي فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بالبيمارستان المنصوري فِي الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ شَيخا حسنا عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَالصَّلَاح، ولد شعر حسن كتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا مِمَّا أنْشدهُ فِي قصيدة طَوِيلَة يمدح بهَا شَيْخه:
(غاض صبري وفاض مني افتكاري ... حِين شال الصِّبَا وشاب عِذَارَيْ)(2/72)
(طرقتني الهموم من كل وَجه ... وَمَكَان حَتَّى أطارت قراري)
وَكَذَا امتدح غَيره من الأكابر وَرُبمَا رمى بِسَرِقَة الشّعْر. وَقد ذكره شَيخنَا فِي سنة أَرْبَعِينَ من أنبائه وَسمي جده رَمَضَان وَلم يزدْ فِي نسبه وَقَالَ: الْمَكِّيّ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالحجازي أَبُو الْعَبَّاس ذكر لي أَنه ولد فِي سنة إِحْدَى وَسبعين تَقْرِيبًا بجياد من مَكَّة، وتولع بالأدب وَقدم الديار المصرية فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ صُحْبَة الزكي الخروبي وَتردد ثمَّ اسْتَقر بِالْقَاهِرَةِ وتكسب فِيهَا بمدح الْأَعْيَان وَكَانَ ينشد قصائد جَيِّدَة منسجمة غالبها فِي المديح فَمَا أَدْرِي أَكَانَ ينظم حَقِيقَة أَو كَانَ ظفر بديوان شَاعِر من الْحِجَازِيِّينَ وَكَانَ يتَصَرَّف يه وَإِنَّمَا ترددت فِيهِ لوقوعي فِي بعض)
القصائد على إصْلَاح فِي بعض الأبيات عِنْد المخلص أَو اسْم الممدوح لكَونه فِيهِ زحاف أَو كسر وَالله يعْفُو عَنهُ قَالَ وَأَظنهُ مخطئا فِي سنة مولده فَإِنَّهُ كَانَ اشْتَدَّ بِهِ الْهَرم وَظهر عَلَيْهِ جدا فَالله أعلم.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب قطب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد قَاضِي مَكَّة. ولد فِي صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع من مُحَمَّد بن معالي وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأبي حَامِد الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة وبالاسكندرية من سُلَيْمَان بن خلد الْمحرم، وَأَجَازَ لَهُ سنة مولده فَمَا بعْدهَا جمَاعَة كَأبي الْخَيْر بن العلائي وَأبي هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ، وَدخل كنباية سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة فَمَاتَ هُنَاكَ قبل الْعشْرين، وَكَذَا ذكر ابْن الزين رضوَان: الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الزين، وَقَالَ إِنَّه قَاضِي مَكَّة سمع على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ رَفِيقًا لأبي الْبَقَاء بن الضياء وَابْن مُوسَى. وَالظَّاهِر أَنه هَذَا وَلَيْسَ بقاضي مَكَّة وَإِنَّمَا هُوَ أَخُو قاضيها.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَاهِب شهَاب الدّين القاهري وَيعرف بالدبيب تَصْغِير دب. ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ شَيخا ظريفا مفرط الْقصر داهية حَافِظًا لكتاب الله حضر عِنْد ابْن أبي الْبَقَاء وَغَيره وتنزل فِي الْجِهَات وباشر النقابة فِي بعض الدُّرُوس وَكِتَابَة الْغَيْبَة بالخانقاه البيبرسية وَرَأَيْت بعد مَوته سَمَاعه لصحيح مُسلم على الْجمال الأميوطي وَكَذَا بِأخرَة على الشهَاب الوَاسِطِيّ للمسلسل وأجزائه، وَمَا أَظُنهُ حدث نعم قد لَقيته مرَارًا وعلقت عَنهُ من نوادره ولطائفه الْيَسِير وَكَانَ مكرما لي. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن ربيع الأول(2/73)
سنة سبع وَأَرْبَعين بعد أَن فجع بِولد لَهُ كَانَ حسن الذَّات فَصَبر وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَدفن بتربة الشَّيْخ نصر خَارج بَاب النَّصْر عِنْد وَلَده عوضهما الله الْجنَّة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سرحان السّلمِيّ النهيايي التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي. سمع على أبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْأنْصَارِيّ البطرني المسلسل وَقَرَأَ عَلَيْهِ عرضا الشاطبيتين والرسالة وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا عرضهَا على عِيسَى الغبريني وَسمع من لَفظه صَحِيح البُخَارِيّ وتفقه عَلَيْهِ تَرْجمهُ كَذَلِك الزين رضوَان وَقَالَ أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين آخر قصيدة لَهُ فِي جمع أصُول الْحَلَال:)
(فَتلك تسع أصُول الْعَيْش طيبَة ... واسأل ان احتجت حَتَّى يَأْتِي الْفرج)
واستجازه فِيهَا لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة الشهَاب بن الْعِزّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. سمع من الْعِزّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر وَغَيره. وناب فِي الحكم عَن أَخِيه الْبَدْر.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَله إِحْدَى وَسِتُّونَ سنة، قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه قَالَ ولي مِنْهُ إجَازَة، وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه ولد سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَمن مروياته الْمُنْتَقى من أربعي عبد الْخَالِق بن زَاهِر سَمعه على الْعِزّ الْمَذْكُور. وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف الشهَاب الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. سمع من عَليّ بن الْعِزّ عمر وَفَاطِمَة ابْنة الْعِزّ إِبْرَاهِيم وَغَيرهمَا وَحدث، قَالَ شَيخنَا فِي تَارِيخه ومعجمه: أجَاز لي وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الشهَاب بن الْخَطِيب الْكَمَال أبي الْفضل بن الشهَاب الْقرشِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْفضل مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه فتاة لِأَبِيهِ. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من أَبِيه وَابْن الْجَزرِي والشامي وَابْن سَلامَة وَالشَّمْس الكفيري وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن الْهَادِي وَابْن طولوبغا وَابْن الكويك وَالْمجد اللّغَوِيّ، وَآخَرُونَ وتفقه بالوجيه عبد الرَّحْمَن بن الْجمال الْمصْرِيّ ودرس، واختل بِأخرَة وبرأ. وَمَات فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ولي الدّين الْمحلى الشَّافِعِي الْخَطِيب الْوَاعِظ وَالِد مُحَمَّد صهر الغمري الْآتِي. أَخذ عَن الْوَلِيّ بن قطب والبرهان الكركي(2/74)
وَغَيرهمَا، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على شَيخنَا البُخَارِيّ وعَلى الْعلم البُلْقِينِيّ وَمن قبلهمَا على جمَاعَة، وَحج مرَارًا وَرغب فِي الانتماء للشَّيْخ الغمري فزوج وَلَده لإحدى بَنَاته وابتنى بالمحلة جَامعا وخطب بِهِ بل وَبِغَيْرِهِ وَوعظ وَكَانَ رَاغِبًا فِي التَّحْصِيل زَائِد الْإِمْسَاك مَعَ ميله إِلَى الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَقد سجنه الظَّاهِر جقمق بالبيمارستان وقتا لكَونه أنكر الشخوص الَّتِي بقناطر السبَاع واستتباع النَّاس رقيقهم مَعَ تكليفهم بِمَا لَعَلَّهُم لَا يطيقُونَهُ من الجري خلف دوابهم وَكَثْرَة الربوع الَّتِي يسكنهَا بَنَات الخطا حَيْثُ لم يفهم حَقِيقَة مُرَادة بل ترْجم لَهُ عَنهُ بِأَنَّهُ يروم هدم قناطر السبَاع والربوع وَمنع اسْتِخْدَام الرَّقِيق فَقَالَ هَذَا جُنُون. وَكَذَا شهره مَعَ غَيره الزين الاستادار)
من الْمحلة إِلَى الْقَاهِرَة على هَيْئَة غير مرضية لكَونه نسب إِلَيْهِ الإغراء على قتل أَخِيه.
وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ سليم الْفطْرَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَورثه أحفاده وَغَيرهم لكَون وَلَده مَاتَ فِي حَيَاته رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن سَنَد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الأبياري الأَصْل ثمَّ القاهري الصَّالِحِي الشَّافِعِي أحد الْأُخوة الْخَمْسَة وَهُوَ أَصْغَرهم، وَيعرف كسلفه بِابْن الْأَمَانَة. ولد يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف رَجَب سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالصالحية وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض على جمَاعَة وَأخذ عَن الْعَلَاء القلقشندي فِي الْفِقْه وَغَيره ولازمه وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن السَّيِّد النسابة والمناوي فِي عدَّة تقاسيم والزين البوتيجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفَرَائِض وعَلى الأبدي فِي الْعَرَبيَّة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره، وَكَانَ مِمَّن يحضر عِنْدِي حِين تدريسي بالظاهرية الْقَدِيمَة بل أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد خلق من الأجلاء، وَحج غير مرّة وتميز قَلِيلا وأجاد الْفَهم وشارك وَنزل فِي الْجِهَات وباشر الأقبغاوية وَأم بالظاهرية الْقَدِيمَة وَتكلم فِي الجمالية نَائِبا مَعَ حسن عشرَة ولطافة وديانة وتواضع. مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث الْمحرم سنة سِتّ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجمال عبد الله بن عَليّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الشهير بِابْن أبي مَدين.
ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِدِمَشْق، وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامع يلبغا والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والشاطبية والجزرية فِي التجويد وَعرض على الشهَاب الزرعي والناجي وملا حاجي والخيضري(2/75)
والبقاعي وضيا الكشح وَالشَّمْس بن حَامِد وَغَيرهم وَقَرَأَ فِي النَّحْو على الزين الصَّفَدِي وَفِي الْفِقْه على ضِيَاء وَحج وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عمر بن عبد الْقوي التَّاج السكندري الْمَالِكِي سبط الشاذلي وَيعرف بِابْن الْخَرَّاط. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه لَقيته بالاسكندرية فَأرَانِي ثبته بِخَط الوادياشي وَأَنه سمع عَلَيْهِ التَّيْسِير للداني والموطأ، وبخط غَيره أَنه سمع عَلَيْهِ أَيْضا الشفا وترجمة عِيَاض لَهُ فِي جُزْء ودرء السمط فِي خبر السبط لِابْنِ الْأَبَّار بِسَمَاعِهِ للأخير على مُحَمَّد بن حبَان عَن مُؤَلفه وَبَعض التَّقَصِّي لِابْنِ عبد الْبر. وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا مسموعه مِنْهُ)
وَبَعض الْمُوَطَّأ وسداسيات الرَّازِيّ بِسَمَاعِهِ لَهَا على الشّرف أبي الْعَبَّاس بن الصفي والجلال أبي الْفتُوح بن الْفُرَات وَغير ذَلِك. وَمَات فِي عَاشر صفر سنة ثَلَاث وَلم يذكرهُ فِي إنبائه.
وَذكره المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا بِدُونِ أَحْمد وَمَا بعد عبد الله.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجمال عبد الله الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن المداح. حفظ الْقُرْآن وكتبا عرضهَا عَليّ فِي جملَة الْمَشَايِخ وَسمع عَليّ، وَهُوَ فطن ذكي وَإِلَى سنة سِتّ وَتِسْعين لم يبلغ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن البريدي ربيب ابْن الْمفضل. مِمَّن سمع مني مَعَ زوج أمه بِالْقَاهِرَةِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد الشهَاب الْكِنَانِي الزفتاوي الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث أَو أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقتل سنة سبعين بِمصْر وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَالْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَقَالَ أَنه أَخذ الْفِقْه بقرَاءَته عَن أَبِيه وَالشَّمْس بن الْقطَّان والبدر القويسني والنور الأدمِيّ والأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني، وَعَن ابْن الْقطَّان والصدر الأنشيطي والعز بن جمَاعَة أَخذ الْأُصُول وَعَن الْعِزّ اشياء من العقليات وَعَن وَالِده وَالشَّمْس القليوبي وناصر الدّين دَاوُد بن منكلي بغا النَّحْو وَسمع الحَدِيث على التنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي والمطرز والنجم البالسي وناصر الدّين بن الْفُرَات والشرف الْقُدسِي فِي آخَرين. وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحج مرَارًا وناب فِي الحكم عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فَمن بعده. واختص بشيخنا لكَونه بلديه وَحصل فتح الْبَارِي وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح خَارج بَاب زويلة وقتا ثمَّ بالصليبة وَغَيرهمَا. وَكتب فِي التوقيع الجكمي كثيرا وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَمَكَّة(2/76)
وَغَيرهمَا وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، حملت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا سَاكِنا جَامِدا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وَقَالَ فِيمَا كتبه بِخَطِّهِ أَن جده التقي الْبَيَانِي. مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بصليبة الْقَاهِرَة رَحمَه الله وإيانا. (انْتهى التّكْرَار)
231 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد المحسن السُّبْكِيّ الْحِمصِي الشَّافِعِي. / أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره بِإِخْبَار بن مُوسَى المراكشي وَصَوَابه مُحَمَّد بن مُحَمَّد كَمَا فِي رحْلَة ابْن مُوسَى.
232 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عرندة الشهَاب الْمحلي القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بالوجيزي. / قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه: ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بالمحلة وَقدم
الْقَاهِرَة فحفظ الْوَجِيز فَعرف بِهِ وَأخذ عَن عُلَمَاء عصره ولازم التَّاج السُّبْكِيّ لما قدم الْقَاهِرَة وَكتب الْكثير جدا لنَفسِهِ وَلغيره، وَكَانَ صَحِيح الْخط ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة مَعَ معرفَة بِالْحِسَابِ، ثمَّ حصل لَهُ سوء مزاج وانحراف لَكِن لم يتَغَيَّر بِهِ عقله، مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِي عشرَة. وَمِمَّا كتبه من تصانيف شَيخنَا تَعْلِيق التَّعْلِيق وسَمعه أَو جله على مُصَنفه بِقِرَاءَة الشَّمْس الزَّرْكَشِيّ وَكَانَ خطه نيرا، وَقد ذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه مُدَّة وناب عَنهُ فِي بعض تعلقاته وَأَنه أخبرهُ أَنه ركب بَحر النّيل لبَعض نواحي الصَّعِيد فرافقه تركي وَجمع فيهم رجل فَقير صَالح مُعْتَقد فَكَانَ يتورع عَن الْأكل مَعَهم ودام على ذَلِك أَيَّامًا لَا يتَنَاوَل شَيْئا فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك هَب ريح عاصف اضْطربَ مِنْهُ النّيل وعظمت أمواجه فَإِذا بحوت من المَاء وثب وثبة ثمَّ سقط عَن يَدَيْهِ فتناوله وَجعله غذَاء لَهُ أَيَّامًا.
233 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الذروي ثمَّ الْمَكِّيّ ابْن أُخْت النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الْمرْجَانِي. / ولد بِذرْوَةِ من صَعِيد مصر الْأَعْلَى وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واستوطن مَكَّة أَوَاخِر سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا فِي التِّجَارَة لليمن مرَارًا وَكَذَا دخل الْقَاهِرَة وابتنى بهَا دورا وأثرى وَكَثُرت أَمْوَاله وتكسب أَولا بالبز فِي دَار الْإِمَارَة من مَكَّة مُدَّة ثمَّ ترك، وَكَانَ مديما للتلاوة، أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا باستدعاء خَاله الحافظان الْمُحب الصَّامِت والصدر الياسوقي ورسلان الذَّهَبِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد المنبجي ومحمدبن أَحْمد بن عمر بن مَحْبُوب وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض وَيحيى بن يُوسُف الرَّحبِي والكمال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن النّحاس وَأحمد بن عبد الْغَالِب المكسيني(2/77)
وَإِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن السلار وَأحمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الْعَدوي.
وَأَجَازَ لي وَآخَرُونَ أَجَازُوا لي، وَمَات فِي لَيْلَة السبت خَامِس الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وعنا.
234 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حسن الباريني ثمَّ الطرابلسي الشَّافِعِي تلميذ التَّاج بن زهرَة وَيعرف بِابْن الشَّيْخ عَليّ. / مِمَّن سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ وَسمع بعضه أَيْضا وَكَذَا سمع على النشاوي والديمي وَغَيرهمَا وأجزت لَهُ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب بن القرداح. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن.
235 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى شهَاب الدّين بن التَّاج الْأنْصَارِيّ الدهروطي الأَصْل القاهري لشافعي أحد جيران المنكوتمرية كأبيه الْآتِي وجده الْمَاضِي وَيعرف بِالْأَنْصَارِيِّ. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَعرض على شَيخنَا وَجَمَاعَة وَسمع عَلَيْهِ ثمَّ تكسب بِالشَّهَادَةِ وَرُبمَا جلس عِنْد زوج أُخْته الْفَخر الأسيوطي وبأخرة كَانَ بِمَجْلِس ابْن فيشة مَعَ ابْن الرُّومِي بالحسينية وَيُقَال أَنه لم يتحرر وَقد خطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وباسمه جِهَات صَارَت إِلَيْهِ من أَبِيه. مَاتَ بعد أَن انْقَطع مُدَّة بالفالج فِي لَيْلَة سَابِع عشر ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بعد صَلَاة الْجُمُعَة بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ دفن بزاوية سمر مَحل سكنه تجاه المنكوتمرية.
236 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشهَاب بن التقي بن الدَّمِيرِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ القاهري الْمَالِكِي ابْن أُخْت التَّاج إِبْرَاهِيم ووالد عبد الْقَادِر وَعبد الْغَنِيّ الآتيين وَيعرف بِابْن تَقِيّ وَابْن أُخْت بهْرَام. / ولد بفوة فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ أَو قبلهَا أَو بعْدهَا وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي صغره مَعَ وَالِده فحفظ بهَا الْقُرْآن والموطأ والعمدة وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَالتَّلْخِيص وَغَيرهَا وَمن فقهائه الشهَاب أَحْمد الْقَرَافِيّ وَالِد الشَّمْس الشهير وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم التقي الزبيرِي وناصر الدّين الصَّالِحِي والطبقة وتفقه بخاله وبالشمس بن مكين وَعبد الحميد الطرابلسي المغربي فِي آخَرين، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الغماري والأصلين عَن الْبِسَاطِيّ وأصول الدّين أَيْضا بحلب عَن سعد الدّين الْهَمدَانِي قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الطوالع للبهنسي قِرَاءَة بِحَيْثُ وَالْعرُوض لِابْنِ الْحَاجِب عَن مَحْمُود الْأَنْطَاكِي وَسمع على الحلاوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعراقي والنجم البالسي والتقي الدجوي وَطَائِفَة وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته وَلكنه لم يكثر، واشتهر بِقُوَّة الحافظة بِحَيْثُ كَانَ فِيهَا من نَوَادِر الدَّهْر(2/78)
يحفظ الورقة بِتَمَامِهَا من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب من مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث تأملا بِدُونِ درس على جاري عَادَة الأذكياء غَالِبا بل بَلغنِي أَنه حفظ سُورَة النِّسَاء فِي يويمن والعمدة فِي سِتَّة أَيَّام والألفية فِي أُسْبُوع وَأَن السراج عمر الأسواني أنْشد قصيدة مُطَوَّلَة من إنشائه وكررها مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَأحب إخجاله فَقَالَ لَهُ أَنَّهَا قديمَة فَأنْكر السراج ذَلِك فبادر الشهَاب وسردها حفظا وَكَانَت نادرة وَاتفقَ كَمَا بَلغنِي أَن بعض شُيُوخه سَأَلَهُ فِي لَيْلَة عيد هَل يحفظ لَهُ خطْبَة رَجَاء استنابته فِيهَا فَقَالَ لَا لَكِن إِن كَانَ عنْدك نُسْخَة بِخطْبَة فأرنيها حَتَّى أَمر عَلَيْهَا فَأخْرج لَهُ خطْبَة فِي كراسة بأحاديثها ومواعظها
على جاري عَادَة خطب الْعِيد فتأملها فِي دون سَاعَة ثمَّ خطب بهَا. وَلم يزل مجدا فِي الْعُلُوم حَتَّى برع وَتقدم باستحضار الْفِقْه وأصوله والعربية والمعاني وَالْبَيَان والمشاركة فِي جَمِيعهَا مَعَ الفصاحة وَمَعْرِفَة الشُّرُوط وَالْأَحْكَام وجودة الْخط وَقُوَّة الْفَهم وَالنّظم الْوسط والاستحضار لشرحي مُسلم للْقَاضِي وَالنَّوَوِيّ وَمَعَ هَذَا كُله فَكَانَ غير متأنق فِي هَيئته مَعَ ثروته، ودرس وَأفْتى وطار صيته وَصَارَ إِلَيْهِ مرجع الْمَالِكِيَّة خُصُوصا بعد الْبِسَاطِيّ بل عين فِي حَيَاته للْقَضَاء فَلم يتَّفق لكنه اسْتَخْلَفَهُ بمرسوم من السُّلْطَان حِين جاور بِمَكَّة وَحج هُوَ مرَّتَيْنِ مُفردا وَكَانَ دُخُوله حلب ودمشق متضمنا لأمير الْمُؤمنِينَ المستعين بِاللَّه حِين سَار النَّاصِر وَمَعَهُ الْقُضَاة والخليفة على الْعَادة بعد سنة عشر لقِتَال شيخ، وَأول مَا نَاب عَن ابْن خلدون فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَاسْتمرّ يَنُوب عَمَّن بعده، ولي تدريس الشيخونية برغبة الْبِسَاطِيّ عقب موت الْجمال الأقفهسي وَكَذَا بالحجازية بِالْقربِ من رحبة الْعِيد برغبة قَرِيبه الولوي بن التَّاج بهْرَام المتلقي لَهُ عَن أَبِيه وبجامع الْحَاكِم والفاضلية والقراسنقرية برغبة أصيل الخضري لَهُ عَنْهَا وبالقمحية وَغَيرهَا وَأعَاد بالحسينية وناب فِي الْخطب بالمشهد الْحُسَيْنِي قَلِيلا وَلم يشغل نَفسه بتصنيف نعم شرع فِي تَعْلِيق على كل من الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ فَكتب مِنْهُمَا يَسِيرا، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفِقْه الشَّمْس بن عَامر وَكَذَا أَقرَأ فِي الشيخونية شرح الألفية لِابْنِ عقيل وَكَانَ الْكَمَال بن الأسيوطي يحضر عِنْده فِيهِ بل هُوَ الَّذِي قدمه وَاسْتمرّ على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بسبيل المؤمني ثمَّ دفن بجوار بَيته فِي تربة السيدة رقية بِالْقربِ من المشهد النفيسي قَرِيبا من قبر قَرِيبه التَّاج بهْرَام وَلم يخلف بعده مثله، وترجمته مبسوطة فِي ذيل الْقُضَاة والمعجم وَغير ذَلِك، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه ومشتبه النِّسْبَة(2/79)
وبن فَهد فِي مُعْجَمه وَآخَرُونَ مِنْهُم ابْن أبي عذيبة بِاخْتِصَار وَوهم فِي عدَّة أَمَاكِن تعلم مِمَّا تقدم فَقَالَ: الْحَافِظ الْفَقِيه المؤرخ نَاب فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة مُدَّة وَسُئِلَ بِالْقضَاءِ الْأَكْبَر مرَارًا فَامْتنعَ وَكَانَ فَقِيها متفننا حَافِظًا نادرة من نَوَادِر الزَّمَان لَا يكَاد الْخُلَفَاء يفارقونه سَاعَة وَاحِدَة وَعِنْده تيه وحمق وعلق بأطراف أَصَابِعه جذام قبل مَوته. مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَقد جَازَ السِّتين. قلت وقرأت بِخَط شَيخنَا وَصفه فِي عرض أَصْغَر ولديه عَلَيْهِ بأوحد المدرسين جمال الْمُفْتِينَ رحْلَة الطالبين أقضى الْقُضَاة الْعَلامَة. وبخط الْمُحب بن نصر الله الْحَنْبَلِيّ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة الْبَحْر الزاخر الفهامة أقضى الْقُضَاة الْعَلامَة صدر
المدرسين مفتي الْمُسلمين لِسَان الْمُتَكَلِّمين حجَّة الْمُجْتَهدين. ووالده بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة شمس الدّين.
237 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الشهَاب القاهري الشَّافِعِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن قَيْصر. / مِمَّن حفظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة حَسْبَمَا زعم فِي كل ذَلِك وَأَنه اشْتغل عِنْد السنتاوي والبكري فِي التَّقْسِيم وَغَيره وَكَذَا فِي مَكَّة عِنْد الْخَطِيب أبي بكر بن ظهيرة واختص بِالنَّجْمِ بن يَعْقُوب الْمَالِكِي والزيني عبد الباسط بن ظهيرة وخالطهما وَصَارَت لَهُ حَرَكَة وَقُوَّة بهما ثمَّ وَقع بَينه وَبَينهمَا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِحَيْثُ شكاهما للسُّلْطَان وَأَن ثَانِيهمَا أَخذ مِنْهُ مَكَانا جدده بجدة يعرف قَدِيما بصهريج مَرْيَم ابْنة ابْن غزي بِالْقربِ من صهريج يُوسُف الظفاري وَأحمد بن مُخْتَار الجديين وَصَارَ مُشْتَمِلًا على ثَلَاث صهاريج وقاعة وبجانبها مَسْجِد. وَآل الْأَمر إِلَى أَن صَالحه عبقا عَنهُ بِمَال دَفعه ثمَّ صولح عَن الْمَالِكِي عِنْد نَائِب جدة وَمَا حمد فِي ذَلِك سِيمَا مَعَ مُعَامَلَته وَلم يلبث أَن سَافر بتقليد الْخَلِيفَة إِلَى صَاحب الْيمن فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وأكرمه ثمَّ رَجَعَ.
238 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب بن الْجمال الْمَدْعُو بِالظَّاهِرِ. / من أَبْيَات الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل من الْيمن وَيعرف كسلفه بِابْن جعمان وجعمان وعجيل أَخَوان لأم. ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِأَبْيَات ابْن عجيل وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وجوده على بلديه أبي الْقسم زبر بن مطر والبهجة وَبحث فِيهَا على أَبِيه وَإِبْرَاهِيم بن أبي الْقسم بن جعمان الملتقي نسبه مَعَه فِي عبد الله فَأَحْمَد جد هَذَا وَعمر جد ذَاك أَخَوان شقيقان، وَكَذَا قَرَأَ على ثَانِيهمَا الْإِرْشَاد وَربع الْعِبَادَات من الرَّوْضَة وَعنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجمل(2/80)
وَشرح القطب للْمُصَنف وَسمع عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَالْوَجِيز لِلْوَاحِدِيِّ وَقَرَأَ على الْعَفِيف عبد الله بن جعمان عَن إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور الشِّفَاء وَسمع عَلَيْهِ الْوَسِيط لِلْوَاحِدِيِّ، وَتردد مِنْهَا لزبيد ثمَّ سَافر لِلْحَجِّ فِي سنة سبع وَتِسْعين ولقيني فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَمَعَهُ خطّ حَمْزَة بِأَنَّهُ رجل صَالح فَقِيه عَالم عَارِف فَاضل أديب أحد الْمُفْتِينَ المدرسين بزبيد يحب الْعلم وَالْعُلَمَاء فتفضلوا والحظوه بِعَين الْعِنَايَة وَارْفَعُوا قدره فَإِنَّهُ أهل فضل كَمَا هُوَ الظَّن فِيكُم جزاكم الله خيرا وَأحسن إِلَيْكُم فَحَدَّثته المسلسل تجاه الْكَعْبَة، وأنشدني من نظمه. وَسَيَأْتِي أَبوهُ فِي المحمدين.
239 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن رضوَان شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سبط الشَّمْس
مُحَمَّد بن عمر السلاوي وَلذَا يعرف بالسلاوي وَهُوَ وَالِد عمر الْآتِي. / ولد قبل الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو نَحْوهَا، وَكَانَ أَبوهُ حريريا بِحَيْثُ عرف ابْنه بِابْن الحريري أَيْضا فَمَاتَ وَابْنه صَغِير وَنَشَأ يَتِيما فاشتغل بالفقه ولازم الْعَلَاء حجي والتقي الفارقي وَكَانَ يدعى أَنه سمع من جده لأمه لَكِن لم يُوقف على ذَلِك مَعَ نِسْبَة الْحَافِظ الهيثمي لَهُ إِلَى المجازفة، وَكَذَا سمع على التقي بن رَافع وَابْن كثير بل قَالَ ابْن حجي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِمَا ثمَّ أَخذ فِي قِرَاءَة المواعيد وَقَرَأَ الصَّحِيح مرَارًا على عدَّة مَشَايِخ وعَلى الْعَامَّة وَكَانَ صَوته حسنا وقراءته جَيِّدَة وَولي قَضَاء بعلبك سنة ثَمَانِينَ ثمَّ قَضَاء الْمَدِينَة بعد الْعِرَاقِيّ بعد سنة تسعين ثمَّ تنقل فِي ولَايَة الْقَضَاء بصفد وغزة والقدس وَغَيرهَا، وَكَانَ كثير الْعِيَال متقللا. مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة بِدِمَشْق وَهُوَ آخر من بَقِي بهَا من طلبة الشَّافِعِيَّة وأكبرهم سنا فِيمَا قَالَه الشهَاب بن حجي، قَالَ شَيخنَا وَقد اجْتمعت بِهِ كثيرا وَسمعت جلّ البُخَارِيّ بقرَاءَته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ بِمَكَّة على النشاوري وَكَانَت بَيْننَا مَوَدَّة، تَرْجمهُ شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه. وَزَاد فِي إنبائه مُحَمَّدًا قبل عمر، وذكرته فِي تَارِيخ الْمَدِينَة وَذكره القمريزي فِي عقوده وَأَنه كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ بِدِمَشْق فَكَانَ يأنس بِهِ وأرخه فِي تَارِيخ عشري صفر بِدِمَشْق.
240 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عَليّ الشهَاب الحوراني الأَصْل الْحَمَوِيّ نزيل مَكَّة / وَأحد أَعْيَان التُّجَّار والآتي أَخُوهُ عمر وَالِد يحيى وَذَاكَ أَصْغَر وأبذل للْفُقَرَاء وَأما هَذَا فَشَيْخ مُتَمَوّل شَدِيد الْحِرْص وَيعرف بالحوراني وَله أَبُو بكر وَغَيره. وَكلهمْ مِمَّن اجْتمع بِي بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الرَّابِعَة، وَكَانَ مِمَّن يبْذل الزَّكَاة وَغير ذَلِك من المآثر مَعَ تواضح واطراح وانجرار فِي الْخَيْر وإقبال على مَا يهمه وَله أَتبَاع(2/81)
ووكلاء برا وبحرا، وَكنت مِمَّن وصلني. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين وَلم يخلف فِي سنه بعده من التُّجَّار كَبِير أحد.
241 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن ثَابت بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون بن مَحْمُود بن حسان بن سمْعَان بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن حَمَّاد بن أبي حنيفَة النُّعْمَان القَاضِي تَاج الدّين النعماني الفرغاني الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الْكُوفِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد حميد الدّين مُحَمَّد الْآتِي / مَعَ الْكَلَام فِي نسبه. ولد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِالْكُوفَةِ، وَسمع الحَدِيث، وبرع فِي فنون، ودرس وَأفْتى، وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان، وَكتب رِسَالَة تشْتَمل على أَرْبَعَة عشر علما، ونظم أرجوزة فِي عُلُوم الحَدِيث وَشَرحهَا)
وَاخْتصرَ شرح البُخَارِيّ للكرماني، وَولي قَضَاء بَغْدَاد فحمدت سيرته وامتحن على يَد قرا يُوسُف لكَونه يُرِيد إِظْهَار أَمر الشَّرْع فَقبض عَلَيْهِ وجدع أَنفه ثمَّ أخرجه من بَغْدَاد ففارقها وَقدم الْقَاهِرَة بعد سنة عشْرين فَأكْرمه الْمُؤَيد وأجرى عَلَيْهِ راتبا يَكْفِيهِ ثمَّ رسم لَهُ بالتوجه إِلَى دمشق فَمَا تيَسّر لَهُ إِلَّا بعد اسْتِقْرَار الظَّاهِر ططر فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ ابْنه والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وارتحل مَعَه إِلَى الشَّام حَتَّى أَخذ عَنهُ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وجامع مسانيد أبي حنيفَة للخوارزمي وَغير ذَلِك وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَأَنه صَحبه وَرَأى بِخَطِّهِ إجَازَة لبَعض الطّلبَة ذكر فِيهَا مرويات عديدة.
242 - أَحْمد بن القَاضِي أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الضياء مُحَمَّد بن عُثْمَان الشهَاب الْقرشِي الْأمَوِي الْحلَبِي الشَّافِعِي أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن العجمي وَهُوَ بِابْن أبي جَعْفَر. / ولد بعيد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج وَغَيره وَعرض واشتغل يَسِيرا وَسمع معي الْيَسِير بِبَلَدِهِ على أُخْته عَائِشَة وَغَيرهَا وصاهر أَبَا ذَر بن الْبُرْهَان الْحلَبِي على ابْنَته عَائِشَة وَمَا سلك الطَّرِيق المرضي بِحَيْثُ أملق جدا. وَمَات بالاسكندرية بعد أَن عمل حارسا بِبَعْض حماماتها فِي أَوَاخِر سنة سبع وَثَمَانِينَ أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا.
243 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشهَاب بن الْأَمِير نَاصِر الدّين التنوخي الْحَمَوِيّ الدوادار أَخُو يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن الْعَطَّار. / ولد فِي أَوَائِل الْقرن تَقْرِيبًا بحماة وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة وتنقل مَعَه فِي ولايات حَتَّى مَاتَ بالقدس وَهُوَ ناظره حِينَئِذٍ فَعَاد الشهَاب(2/82)
إِلَى الاهرة فَأَقَامَ بهَا فِي ظلّ صهره الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ مُدَّة ثمَّ بسفارة الزين عبد الباسط عمل الدوادارية لتمرباي التمربغاوي الدوادار الثَّانِي وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف فاستقر بِهِ الظَّاهِر جقمق بعناية خوند البارزية دوادارا للعزيز فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر قربه وَجعله من جملَة الدوادارية وأثرى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس وَأَرْبَعين، وَكَانَ عَاقِلا حَافِظًا لكثير من الشّعْر وأخبار النَّاس مشاركا فِي فَضِيلَة مَعَ ذكاء وَفهم وَحسن محاضرة وبراعة فِي أَنْوَاع الفروسية كالرمي بالنشاب علما وَعَملا، وَلم يخلف فِي أَبنَاء جنسه مثله.
244 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عَليّ الشهَاب بن الْمُحب بن الشهَاب بن الزين
الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي جده. أحد الموقعين وخادم الجمالية وَابْن أخي النَّجْم موقع بردبك. / أَخذ عني يَسِيرا. وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ قبل إِكْمَال الْأَرْبَعين. وَهُوَ مِمَّن لَازم الْمُحب بن الشّحْنَة كأبيه وَعَمه. وَهُوَ وَالِد الْمُحب مُحَمَّد سبط النَّجْم الْموقع.
245 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى الميقاتي المناخلي. / ذكره ابْن عزم فَلم يزدْ.
246 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفضل وَيُسمى مُحَمَّدًا بن عبد الله بن جمال الدّين الشهَاب بن الْجمال الحراري الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الله الْآتِي سبطا القَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي. /
مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَقدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ عَاد لمَكَّة فِي موسمها.
247 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن قَاسم الشهَاب بن الشَّمْس العثماني البيري الأَصْل ثمَّ الْحلَبِي القاهري وَالِد مُحَمَّد الْآتِي، وَيعرف بِابْن أخي الْجمال الاستادار. / كَانَ أَبوهُ شيخ سعيد السُّعَدَاء وَكَذَا البيبرسية فِي وَقْتَيْنِ مُخْتَلفين ثمَّ كَانَ هُوَ أحد الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ، أجَاز لَهُ باستدعاء ابْن فَهد جمَاعَة. وَمَات فِي صَبِيحَة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر صفر سنة تسع وَخمسين وَله سَبْعُونَ سنة تَقْرِيبًا وَدفن بتربة عَمه بالصحراء خَارج الْقَاهِرَة عَفا الله عَنهُ.
248 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن النَّاصِر أبي عبد الله الْمَقْدِسِي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي قريب نَاصِر الدّين(2/83)
مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الْآتِي، وَأمه أمة اللَّطِيف ابْنة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب سَيَأْتِي أَيْضا. / ولد على رَأس الْقرن وَمَات أَبوهُ وَهُوَ طِفْل فَقَرَأَ الْقُرْآن والخرقي ومختصر الْهِدَايَة لِابْنِ رزين وزوائد الْكَافِي على الْخرقِيّ نظم الصرصري والطوفي ومفردات الْمَذْهَب نظم ابْن عَمه القَاضِي عز الدّين وجانبا من الْفُرُوع، واشتغل فِي الْعُلُوم على الشَّمْس القباقبي والشرف بن مُفْلِح، وناب فِي الْقَضَاء لِابْنِ الحبال وَغَيره ولازم الْمَسْجِد للوعظ وَنَحْوه، وَكَانَ زَائِد الذكاء ذَا فَضِيلَة ونظم ونثر وملكة فِي تنميق الْكَلَام بِحَيْثُ يبكي ويضحك فِي آن وَاحِد وفصاحة وَحسن مجالسة، وَكَثْرَة استحضار لمحافيظه وغالب اشْتِغَاله بِعَمَلِهِ ودبكة لامع الْأَشْيَاخ، وَلما مَاتَت أمه رغب عَن وظائفه وانجمع عَن النَّاس وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَكثر بكاؤه وندمه، وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد سنتَيْن وَذَلِكَ فِي سنة)
اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين سامحه الله وَعَفا عَنهُ. تَرْجمهُ لي قَرِيبه الْمشَار إِلَيْهِ.
249 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْمُحب بن الْعِزّ بن الْمُحب بن القَاضِي الْكَمَال أبي الْفضل الْهَاشِمِي النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَالِد الشّرف أبي الْقَاسِم. / ولد فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه كمالية ابْنة القَاضِي عَليّ بن أَحْمد النويري. نَشأ بِمَكَّة فَسمع بهَا من الزين أبي بكر المراغي المسلسل وَغَيره وَمن ابْن الْجَزرِي الشَّمَائِل وَغَيرهَا وَمن ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَغَيرهمَا وَمن ابْن سَلامَة والتقي الفاسي وَشَيخنَا وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن طولوبغا وَآخَرُونَ واشتغل يَسِيرا وَحدث سمع مِنْهُ بعض الطّلبَة وَأَجَازَ فِي بعض الاستدعاءات وَولي حسبَة مَكَّة وقتا وَكَانَ فَقير النَّفس شَدِيد التشكي ذَا همة مَعَ من يَقْصِدهُ جَلَست مَعَه فِي مجاورتي الأولى كثيرا. وَمَات فِي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة قَرِيبا من الفضيل بن عِيَاض مِمَّا يَلِي الْقبْلَة سامحه الله ورحمه وإيانا.
250 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الشهَاب أَبُو الطَّاهِر بن الزين ابْن الْجمال بن الْمُحب الطَّبَرِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَأمه عَائِشَة ابْنة سعد أبي رَحْمَة النويري وَسمع على أَبِيه وَابْن الْجَزرِي وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة عَن عشْرين أَو أَكثر.
251 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قُرَيْش هَكَذَا(2/84)
قَرَأت نسبه بِخَط وَلَده الشهَاب أَو النَّجْم أَبُو الْعَبَّاس بن النَّجْم أَو الشَّمْس أبي عبد الله بن الشهَاب المَخْزُومِي البامي الأَصْل بباء مُوَحدَة ثمَّ مِيم كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة وَهُوَ الَّذِي قرأته بخطهما نِسْبَة لقرية من الصَّعِيد تحول مِنْهَا قبل بُلُوغه القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَالْمَذْكُور جده وَأَبوهُ وَيعرف بالبامي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ يصحب الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَتقدم فِي ولَايَة الْقَضَاء ثمَّ ولي تدريس الشريفية بِالْقربِ من الجودرية وَسكن بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ. وَذكره فِي مشتبه النِّسْبَة فِي اليامي بالتحتانية والنامي بالنُّون فَقَالَ وبموحدة شهَاب الدّين البامي صاحبنا بِالْمَدْرَسَةِ الشيخونية انْتهى. وَمن شُيُوخه الصَّدْر الأبشيطي وَرَأَيْت إِذْنه لَهُ فِي التدريس وَالْفَتْوَى وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه عاشره)
سفرا وحضرا وخالطه فَوَجَدَهُ دينا عفيفا حسن الْأَخْلَاق محافظا على أَدَاء الْفَرَائِض وَالسّنَن ملازما لتلاوة كتاب الله تَعَالَى مداوما على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ سخي النَّفس بالجود وَالْمَعْرُوف حسن الصُّحْبَة والمخالطة مَعَ مَا من الله بِهِ عَلَيْهِ من الْفَهم الْمليح فِي الْعلم ورزقه الذِّهْن السَّلِيم وَحسن تصور الْمسَائِل والعثور على الصَّوَاب فِي شرح فقه التَّنْبِيه وَغَيره، إِلَى آخر كَلَامه.
252 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الْخَالِق الزين أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين الْبكْرِيّ الدهروطي الشَّافِعِي جد الْجلَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْآتِي. /
ولد فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بدهروط وَأخذ عَن أَبِيه وَعنهُ ابْنه عبد الرَّحْمَن بل وحفيده الْجلَال وَاخْتصرَ الرَّوْضَة مَعَ مزِيد كثير فِي مُجَلد سَمَّاهُ عُمْدَة الْمُفِيد وَتَذْكِرَة المستفيد وَله أَيْضا الرابح فِي علم الْفَرَائِض. وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع عشرَة بعد أَن أثكل ابْنه.
أفادنيه حفيده.
253 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب العروفي الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ صهر الْجمال الباعوني ونقيبه وَيعرف بالعروفي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَمَانمِائَة بالصالحية وشنأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وَحضر فِيهَا عِنْد التقي ابْن قندس وَسمع على عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل الحرستاني سَابِع حَدِيث شَيبَان وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الطّلبَة قرأته عَلَيْهِ ببرزة من ضواحي الشَّام وَكَانَ قد تعانى الشُّرُوط وباشر النقابة عِنْد صهره فحمدت سيرته، وَحج غير مرّة وَأم بالصاحبة وَنعم الرجل. مَاتَ بعد السّبْعين.(2/85)
254 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْكَمَال أَبُو الْبَقَاء بن الشَّيْخ الْمُحب أبي الْفضل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن الإِمَام، / وَلما جَازَ التَّمْيِيز عرض عَليّ منظومة أَبِيه فِي العقائد الْمُسَمَّاة تحفة الْعباد بِمَا يجب عَلَيْهِم فِي الِاعْتِقَاد، وَسمع مني المسلسل فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَتِسْعين بِمَكَّة ثمَّ بعد تحفة الأحباب قَوَاعِد الْفَرَائِض والسحاب لِأَبِيهِ أَيْضا، سمع مني وَعلي مَعَ أَبِيه غير ذَلِك كختم البُخَارِيّ مَعَ النّصْف الأول من مُؤَلَّفِي فِي خَتمه وَختم مُسلم وَأبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ مَعَ مؤلفاتي فِي ختم كل مِنْهَا وَختم الشفا مَعَ النّصْف الأول من مُؤَلَّفِي فِي خَتمه والمسلسل بِيَوْم الْعِيد بعد فرَاغ الإِمَام من الصَّلَاة وشروعه فِي خطْبَة الْعِيد وَحَدِيث زُهَيْر العشاري وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة فِيهَا تَعْظِيم زَائِد لِأَبِيهِ، وَهُوَ فطن لَبِيب قد شرع أَبوهُ فِي تصنيف كتاب فِي الْأَحْكَام لأَجله وَرُبمَا كَانَ يراجعني فِيهِ.
255 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الأيكي الْفَارِسِي الخواصري الفيروزابادي الْحَنْبَلِيّ نزيل بَيت الْمُقَدّس ثمَّ الرملة وَيعرف بِابْن العجمي وبابن المهندس ويلقب بزغلش بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَكسر اللَّام وَآخره مُعْجمَة / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه سمع بالقدس وَالشَّام من جده وَأَبِيهِ وَأَبوهُ صَاحب الْفَخر أَيْضا وَمن الْمَيْدُومِيُّ وَابْن الهبل وَابْن أميلة فِي آخَرين مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن خطيب بَيت الْآبَار سمع عَلَيْهِ جُزْء الْأنْصَارِيّ وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح قَالَ أَنه سمع عَلَيْهِ الْأَذْكَار، وَطلب بِنَفسِهِ وَمهر فِي الْقرَاءَات وَحصل الْكثير من الْأَجْزَاء والكتب وتمهر قَلِيلا ثمَّ افْتقر وخمل فِي آخر عمره وَصَارَ يكدي، لَقيته بالرملة فَذكر لي مَا يدل على أَنه ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَمِمَّا سَمعه على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَقد سَمعه مِنْهُ شَيخنَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ غير ذَلِك، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث، وَقَالَ فِي الأنباء وجدته حسن المذاكرة لكنه عاني الكدية واستطابها وَصَارَ زري الملبس والهيئة قَالَ وَتَفَرَّقَتْ يَعْنِي بعد مَوته كتبه مَعَ كثرتها. قلت وَسَمَاع الزين الزَّرْكَشِيّ لصحيح مُسلم على الْبَيَانِي بقرَاءَته فِي الشيخونية وانْتهى فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة، وَذكره القريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.
256 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن زبالة الشهَاب بن الشَّمْس الهواري(2/86)
الأَصْل القاهري الينبوعي الْآتِي أَبوهُ، / ولي قضاءها بعد موت أَبِيه وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَهُوَ مِمَّن سمع مَعَ أَبِيه على أبي الْفَتْح المراغي وَاسْتقر بعده ابْن عَمه مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد.
257 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشهَاب بن نَاصِر الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المهندس. / اسْتَقر بعد أَبِيه فِي كثير من جهاته حَتَّى فِي الدُّعَاء بَين يَدي القَاضِي الشَّافِعِي فِي تدريس الصالحية وَكَانَ مطبوعا فِيهِ، وَمَات فِي رَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة سبع وَسبعين وَأَظنهُ دخل فِي سنّ الكهولة عَفا الله عَنهُ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الحراري. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن أبي الْفضل.
258 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد بن حسن بن مخلوف الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي عبد الله بن شيخ النُّحَاة أبي الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ
الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي ابْن عَم عبد الْقَادِر بن أبي الْقسم الْآتِي. / ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع من الزين الطَّبَرِيّ وَابْن سَلامَة، وَلبس الْخِرْقَة من الشهَاب بن الناصح وَأذن لَهُ فِي إلباسها وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا البُلْقِينِيّ والعراقي وَابْن الملقن والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد والعلائي وَابْن الذَّهَبِيّ وَابْن الشيخة وَآخَرُونَ وَأَجَازَ فِي الاستدعاءات. وَمَات فِي حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة عِنْد أَهله رَحمَه الله.
259 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله أَو أَيُّوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين بن أصيل أَخُو مُحَمَّد الْآتِي. / ولد فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وَحج مَعَ قبح سيرته واتهم بإخفاء وَدِيعَة كَانَت عِنْد أَبِيه لقراجا الطَّوِيل وَمكث فِي المقشرة زِيَادَة على سِتّ سِنِين بعد أَخذ السُّلْطَان قاعته وَغَيرهَا وَفِي أثْنَاء ذَلِك حِين الترسيم على جمَاعَة الشَّافِعِي زعم خَبره بِجَامِع طولون فَأخْرج بالترسيم لعمل حسابه فَلم يبد شَيْئا فَعَاد بعد أَن ذكرت لَهُ جريمة فَاحِشَة فِي لَيْلَة السَّابِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان أَن ارتكبها هُنَاكَ وَكَذَا زعم فِي هَذَا الْحَال مَسْتُورا بِأَن تزويره فِي أَشْيَاء من هَذَا النمط وَطَالَ حَبسه مَعَ تزَوجه وَهُوَ بهَا عدَّة نسَاء كن يجئن إِلَيْهِ بهَا مِنْهُنَّ ابْنة الولوي البُلْقِينِيّ وَرُبمَا يتَوَجَّه لبعضهن(2/87)
بعد إرضاء الْمعلم وَالْأَمر فَوق هَذَا، وَهُوَ مِمَّن سمع البُخَارِيّ ومشيخة ابْن شادان وَغَيرهمَا على النشاوي وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَعرض على جمَاعَة وَاسْتمرّ مسجونا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين.
260 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمُحب أَبُو الْعَبَّاس بن فتح الدّين الْمَالِكِي الْخَطِيب الْآتِي أَبوهُ وَابْنه الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الْمُحب. / ولد فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ الْفِقْه عَن الزين طَاهِر وَأبي الْقسم النويري وَكَذَا عَن الزين بعادة والعربية عَن الرَّاعِي والأصلين وَغَيرهمَا عَن الشمني والشرواني بل وَحضر دروس الْبِسَاطِيّ والقاياتي ولازم النواجي فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَالْعرُوض وَغَيرهَا من فنون الْأَدَب وبرع وَصَارَ أحد الْفُضَلَاء وَلَا أستبعد أَن يكون نظم، وخطب بِجَامِع القيمري بسويقة صَفِيَّة وَأم للمالكية بالصالحية وَكَانَ حسن الْعشْرَة سَمِعت بقرَاءَته على شَيخنَا الْمُوَطَّأ لِابْنِ مُصعب وَقطعَة من السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وحمدت فَصَاحَته وإتقانه حَتَّى أَن شَيخنَا
وَصفه فِي ثبته لذَلِك بالشيخ الْفَاضِل الْأَصِيل الباهر الْعَلامَة الْخَطِيب بل بَلغنِي أَن الزين طَاهِرا كَانَ يَقُول لَهُ: أَنْت زين الْمجَالِس الَّتِي تحضرها، وَكَذَا كَانَ غير وَاحِد من شُيُوخه يعظمه وَكتب يَسِيرا على الْمُخْتَصر للشَّيْخ خَلِيل وَأَقْبل بِأخرَة على الذّكر والتلاوة والملازمة لبَعض المتصوفة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشري الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين عَن أَزِيد من ثَلَاث وَأَرْبَعين عَاما بأشهر وَدفن بَين الصوفيتين بقارعة الطَّرِيق، شهِدت دَفنه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن رضوَان الشهَاب السلاوي. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد الثَّانِي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي سَالم الشهَاب بن الْبَدْر بن الشهَاب بن الأطعاني الْحلَبِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أَبِيه وَجلسَ بعده بزاويته بِإِشَارَة الشّرف أبي بكر الحيشي وَكَانَ مقْعدا لكَون أَبِيه صَاح فأثر ذَلِك عَلَيْهِ. وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشر شَوَّال سنة اثْنَتَيْ عشرَة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الشهَاب بن الْبَهَاء أبي(2/88)
الْبَقَاء بن الشهَاب أبي الْخَيْر بن الضياء الْعمريّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ شَقِيق الجمالي مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الضياء. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد تَاسِع ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وناب عَن أَخِيه وَدخل الْقَاهِرَة غير مرّة وَنسب إِلَيْهِ مَا لَا أثْبته. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
263 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن الْبَهَاء الشهَاب بن الْعدْل الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الأخميمي القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد الناصري مُحَمَّد وَعلي الآتيين وجدهما فِي محالهم. / ولد وَقَرَأَ الْقُرْآن على رَفِيق وَالِده الْفَقِيه خَلِيل الْحُسَيْنِي وتلا بِهِ عَليّ وَأم بِالظَّاهِرِ جقمق وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر بِهِ، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
264 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان أَبُو السُّعُود بن الْمُحب الطوخي الأَصْل
القاهري الشَّافِعِي سبط النُّور الفوي وخطيب جَامع الفكاهين الْآتِي أَبوهُ وَهُوَ بكنيته أشهر. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه والملحة والورقات، وَعرض على جمَاعَة ورافق الْبَدْر أَبَا السعادات البُلْقِينِيّ فِي الْأَخْذ عَن غَالب شُيُوخه وقتا ثمَّ ترك وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ تصرف بِبَاب الشَّافِعِي، ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَاقْتصر على الخطابة الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ مَا باسمه من مرتبات ووظائف كالتصوف بالشيخونية ورزق من قبل أسلافه وَمَعَ ذَلِك رُبمَا نسخ لنَفسِهِ وبالأجرة وَصَارَ بِأخرَة يجمع النَّاس والقراء فِي بَيته عِنْد الهكارية على طَعَام يعمله فِي كل شهر ويتكلف لذَلِك وأظن أَكْثَره على الْفَتْح لاعتقاد كثير من النَّاس فِيهِ وَرُبمَا يحضر عِنْده الْقُضَاة والمشايخ وَبَعض الْأُمَرَاء وقصدني لذَلِك غير مرّة فَمَا تيَسّر، وَقد أَكثر التَّرَدُّد إِلَيّ قبل ذَلِك وَبعده وَقَرَأَ عَليّ الْعُمْدَة وتصنيف للصدر الْمَنَاوِيّ وَغير ذَلِك، ثمَّ هش وَضعف بَصَره وَظهر مَا كَانَ بِيَدِهِ من الْبيَاض وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ مأنوس بهج خَفِيف الْوَطْأَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسعين.
265 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله الشهَاب بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ القاهري الْمَالِكِي شَقِيق عَليّ الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن التنسي. / ولد تَقْرِيبًا قريب الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والرسالة وَابْن الْحَاجِب وَبحث فيهمَا عِنْد الزين عبَادَة بل حضر دروس الْبِسَاطِيّ وَغَيره وَفهم ونبل وَلَكِن لم يلبث أَن ترك تَصْدِيقًا لؤيا عبرها لَهُ أول شيخيه وَجلسَ عِنْد أَبِيه بِمَسْجِد الفجل شَاهدا رَفِيقًا للقرافي وَنَحْوه فأتعب نَفسه(2/89)
ذَلِك، وتولع بِالتِّجَارَة وسافر فِيهَا بنزر يسير جدا بعد اسْتِئْذَان أَبَوَيْهِ إِلَى الاسكندرية غير مرّة فنتج وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى تمول جدا وعد فِي ذَوي الوجاهات سِيمَا مَعَ تموله وبهائه ونورانيته ومديد قامته وَذكره بعلي الهمة والفتوة وَسُرْعَة الْحَرَكَة، وَحج أَوَائِل اشْتِغَاله بِالتِّجَارَة سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَت الوقفة الْجُمُعَة ثمَّ تكَرر حجه بل سَافر إِلَى بِلَاد الْيمن ودمشق فَمَا دونهَا وَوصل الجون وزار بَيت الْمُقَدّس وَغَيرهَا وخالط الأكابر سِيمَا عَظِيم الدولة الجمالي نَاظر الْخَاص وَبعده أَخذ فِي الانهباط إِلَى أَن صَار كآحاد النَّاس مُقيما بالبرقوقية وَذكر لي أَن همته للجماع انْقَطَعت من مُدَّة متطاولة وَأَنه عرض على ابْن الْهمام حِين رُجُوعه مَعَ جَانِبك الجداوي من مَكَّة جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي رُجُوعه بِحَيْثُ لَا يحْتَاج إِلَى الْمشَار إِلَيْهِ رام بذلك التَّقَرُّب لخاطره فَقَالَ لَهُ يَا أَحْمد إِن تسكت وَإِلَّا أعلمته بِهَذَا فَكف. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَتِسْعين
رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
266 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله الشهَاب بن الْجمال بن النَّاصِر بن التنسي ابْن عَم الَّذِي قبله والآتي أَبوهُ / وَأَنه غرق فِي سنة أَربع عشرَة.
267 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الشَّمْس الْمصْرِيّ الأَصْل الْمدنِي الشَّافِعِي الرئيس هُوَ وجد أَبِيه فَمن يَلِيهِ بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَيعرف بِابْن الريس وبابن الْخَطِيب. / ولد فِي رَابِع شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْمِنْهَاج والعمدة وَسمع بهَا واشتغل وَأخذ عني بهَا الْكثير ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَتِسْعين فاشتغل عِنْد مدرسي الْوَقْت وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَلَا بَأْس بِهِ.
268 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف أَبُو الْفضل بن الشَّمْس بن الشهَاب العقبي الصحراوي الْآتِي جده وَأَبوهُ، / اعتنى بِهِ عَم أَبِيه الزين رضوَان فأسمعه على الشّرف بن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي والنور الفوي وَطَائِفَة واستجاز لَهُ خلقا، وَمَا عَلمته حدث وَلكنه أجَاز فِي استدعاء ابْني.
269 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْيَمَانِيّ الْأَشْعَرِيّ شيخ الْقرَاءَات فِي عصره بِالْيمن مُطلقًا. / ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة ثمَّ مَال إِلَى أَنه سبع بِتَقْدِيم السِّين، مِمَّن انْتفع بِهِ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ فِي الْقرَاءَات وأرخ وَفَاته فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَانِي عشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَصلى عَلَيْهِ بِمَسْجِد الأشاعر بعد صبح يَوْم الْجُمُعَة وَدفن عِنْد شَيْخه الْمُقْرِئ أبي بكر بن عَليّ بن نَافِع.
270 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْمدنِي الأَصْل الدمياطي / وانتقل(2/90)
مِنْهَا قبل بُلُوغه إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ فِي الْفِقْه عَن الشهَاب الطنتدائي وَفِي غَيره عَن الأبناسي وَكَذَا أَخذ عَن ابْن خضر وَعَن شَيخنَا فِي الألفية الحديثية وَشَرحهَا رَفِيقًا للكوراني وَلزِمَ الِاشْتِغَال مُدَّة وجاور بِمَكَّة نَحْو عشر سِنِين فِي مرَّتَيْنِ وَأقَام فِي غُضُون ذَلِك بِالْمَدِينَةِ أشهرا وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وتقرب من الظَّاهِر جقمق فمس جمَاعَة من الْأَعْيَان وَغَيرهم من غَايَة الْمَكْرُوه ووثب عَلَيْهِ قَاضِي الْمَالِكِيَّة الْبَدْر التنسي وسجنه وَكَاد أَن يقْتله وَكَذَا عزره ابْن الديري وَآل أمره إِلَى أَن خذل وَجلسَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ تجاه سوق أَمِير الجيوش مَعَ كَونه غير مَقْبُول وَكتب من فتح الْبَارِي بِخَطِّهِ الرَّدِيء كثيرا، وَكَانَ يقصدني للاستفادة مني وَفِي كثير من الأسئلة وَكنت أتحامى الْكَلَام)
مَعَه كَمَا أَنه حضر هُوَ وَابْنه إِلَى الشرواني وَكَانَ يُقرر فِي العقائد فَقطع التَّقْرِير حَتَّى انْصَرف وَقَالَ مَا الْمَانِع من تحريفه مَا نَحن فِيهِ وَيشْهد هُوَ وَابْنه علينا بِمَا يَقْتَضِيهِ، وخطب بِجَامِع ابْن ميالة وَغَيره حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثامن عشري الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة تجاه الأهناسية عَفا الله عَنهُ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مضى فِيمَن جد أَبِيه مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي العوريفي. / كَذَا كتبه ابْن عزم وصوا بِهِ العروفي، وَقد مضى بِزِيَادَة أَحْمد بن مُحَمَّد ثَالِث فِي نسبه.
271 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مظفر قطب الدّين / صَاحب كجرات الَّتِي مِنْهَا كهنات وأخو صَاحبهَا الْآن محمودشاه. وَكَأَنَّهُ اسْتَقر بعد القطب وَكَانَ سفاكا منهمكا بِحَيْثُ كَانَ سَبَب مَوته إِصَابَته بِعُود سَيْفه على سَاقه أَو نَحوه.
272 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر الشهَاب ابْن قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِطيبَة الشَّمْس السخاوي بن القصبي أَخُو خير الدّين مُحَمَّد الْآتِي وأبوهما. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَالْمَدينَة وَكَذَا سمع على صهره الْجلَال القمصي وَكَانَ أَبوهُ زوجه بابنته ثمَّ فَارقهَا وقطن مَعَ أَبِيه بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ مصاب بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ.
273 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الشهَاب المسيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل المؤيدية / وَأحد الْفُضَلَاء المعروفين بالديانة والانجماع رَأَيْته كثيرا بالمحمودية بَين يَدي شَيخنَا، وَمن محافيظه الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَكِلَاهُمَا فِي الْفُرُوع والمنهاج الْأَصْلِيّ وَأخذ عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ وَالْجمال بن الْمُجبر، وَسمع على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة(2/91)
وَابْن الطَّحَّان فِي آخَرين، وتنزل فِي المؤيدية عِنْد الْمُحدثين وَغَيرهَا وأقرأ الطّلبَة وَلم يتَزَوَّج وَحج وجاور. مَاتَ فِي رُجُوعه فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عقبَة بن محَاسِن الصعيدي ثمَّ الدِّمَشْقِي. /
مضى بِدُونِ يُوسُف.
274 - أَحْمد بن الولوي مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج السفطي الأَصْل القاهري. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ غير متصون خُصُوصا وَقد تدرب بخاله عبد الْبر بن الشّحْنَة وَذَوِيهِ وَخَاصم أُخْته
وَغَيرهَا. مَاتَ فِي
275 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي الشهَاب أَبُو الْفضل الزعيفريني / أحد المباشرين بِبَاب الولوي الأسيوطي ثمَّ الزيني زَكَرِيَّا وسبط الْبَدْر حسن البرديني وَلَيْسَ بمحمود. وَسَيَأْتِي جده وَأَبوهُ وَأَنه سمع بقرَاءَته على الْعِزّ بن الْفُرَات شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وَكَذَا سمع مَعَه بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على التقي بن فَهد وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على الزَّرْكَشِيّ فِي صَحِيح مُسلم وعَلى ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة والزين رضوَان، وسافر لبيت الْمُقَدّس مَعَ وَالِده فَسمع على الْجمال بن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء أَبِيه وَغَيره. ومولده فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وَعرض على الْمحلى والبلقيني والمناوي والأقصرائي وَآخَرين.
276 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد شهَاب الدّين المسيري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن حُذَيْفَة وَهُوَ ابْن عَم مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي. / قدم الْقَاهِرَة فاشتغل بالفقه والعربية يَسِيرا وَتردد لبَعض الشُّيُوخ وأدمن مطالعة شرح الْمِنْهَاج للتقي الحصني وَكَانَ قد كتبه أَو جله بِخَطِّهِ وَحضر عِنْدِي كثيرا فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَغَيرهَا وَسمع بِقِرَاءَتِي على جمَاعَة وَرَأى لي مناما حسنا أثْبته فِي مَكَان آخر بل سمع على شَيخنَا وَغَيره وَكَانَ من جمَاعَة الغمري ثمَّ إِمَام الكاملية صوفيا بالصلاحية والبيبرسية وَبِيَدِهِ بعض دريهمات. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة خمس وَسبعين بِالطورِ رَاجعا من مَكَّة بعد أَن حج فَإِنَّهُ كَانَ مِمَّن سَافر صُحْبَة إِمَام الكاملية. وَقد اشْترك مَعَ الشهَاب المسيري الْمَاضِي قَرِيبا فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وجده ونسبته وَذَاكَ متيمز باسم جد أَبِيه يحيى وبفضيلته وشهرته.
277 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد القَاضِي شهَاب الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة الشَّمْس بن الحلاوي(2/92)
الْحلَبِي قاضيها الْحَنَفِيّ / مُنْفَصِلا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين. أرخه ابْن اللبودي.
278 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الذَّهَبِيّ أَبوهُ الصَّالِحِي من ذُرِّيَّة بني الأرموي وَيعرف بِابْن الذَّهَبِيّ. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي الهول الْجَزرِي بفوت وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن فَهد، وَمَات قبل دُخُول الشَّام.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن حسن
بن الزين مُحَمَّد.
279 - أَحْمد بن فَخر الدّين مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد الْقرشِي القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد قَاسم الْآتِي وَيعرف بِابْن السَّبع، / بَاشر النقابة عِنْد الْكَمَال بن العديم وَولده.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن السَّيْف الْحَنْبَلِيّ. / مضى فِي السِّين الْمُهْملَة من أجداد الْأَب.
280 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب بن الشَّمْس الْمصْرِيّ وَيعرف بِابْن الشَّيْخ. / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
281 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشريف شهَاب الدّين بن كِنْدَة. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
282 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب السمنودي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد الْعِزّ عبد الْعَزِيز وَيعرف بِابْن المراحلي / وَهِي حرفته وحرفة أَبِيه من قبله كَانَ حفظ الْقُرْآن وَصَحب الشَّمْس البوصيري وَغَيره من الأكابر وعادت بركتهم عَلَيْهِ وَحفظ من كرامات الْأَوْلِيَاء ومناقبهم جملَة بل ألم بِبَعْض الْمسَائِل وَسمع على ابْن الْجَزرِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَمن الفوي والكلوتاتي وَشَيخنَا وَطَائِفَة، وَلما ترقى وَلَده فِي التِّجَارَة صَار فِي ظله وَأقَام مَعَه بِمَكَّة مديما فِيهَا للطَّواف والتلاوة والمطالعة لكتب الرَّقَائِق والأذكار وَنَحْوهَا من وظائف الْعِبَادَات مَعَ الانجماع إِلَّا عَن مجَالِس الحَدِيث وَنَحْوهَا وَرُبمَا اشْتغل فِي النَّحْو وَغَيره، وَكنت أستأنس بِرُؤْيَتِهِ فِي غُضُون ذَلِك. ورد الْقَاهِرَة مَعَ وَلَده ثمَّ إِنَّه تحرّك بِأخرَة للقدوم عَلَيْهِ إِذْ كَانَ بِالْقَاهِرَةِ. فَمَاتَ فِي رُجُوعه بِموضع من مراسي الْعرض قريب الطّور فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَدفن هُنَاكَ وَقد قَارب السّبْعين وَقد ضَاعَ لوَلَده عِنْد بَعضهم بِسَبَب تفريطه بعض المَال وَلم يُمكنهُ الْمُطَالبَة بِذَاكَ رِعَايَة لوالده وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
283 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمدنِي وَيعرف بِابْن الْمُرَجح. / مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ.
284 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الْمحلي الأَصْل القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن النُّسْخَة. / شهد كأبيه فِي الْقيمَة أَزِيد من ثَلَاثِينَ سنة وَامْتنع شَيخنَا حِين كَانَ(2/93)
نَائِبا من قبُوله أَيَّام عزه وضخامته بجاه جمال الدّين وَقد أقبل اثْنَيْنِ من المهندسين دونه لكَونه كَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا غَايَة فِي إبِْطَال الْأَوْقَاف وتصييرها ملكا بضروب من الْحِيَل ومهارة شهر بهَا بِحَيْثُ فاق فِي ذَلِك أهل عصره مَعَ مُرُوءَة وعصبية ومداراة وَلكنه كَانَ يقدم فِي صناعته على أَمر عَظِيم وَذَاكَ شَيْء مَشْهُور وَزَاد رواجا فِي أَيَّام الْأَشْرَف بِحَيْثُ أقدم على إِعْلَام الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بعزله بفظوظة وجرأة
ورقاه وَلَده الْعَزِيز لوكالة بَيت المَال وَكَانَت شاغرة بِمَوْت نور الدّين بن مُفْلِح ثمَّ صرفه الظَّاهِر عَنْهَا بالولوي السفطي. وَمَات بِذَات الْجنب فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشري صفر سنة تسع وَأَرْبَعين عَن سِتِّينَ سنة أَو زِيَادَة وَأمره إِلَى الله تَعَالَى.
285 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحسني أَو الْحُسَيْنِي الهدوي اليمني الْمَكِّيّ وَيعرف بسواسوا مِمَّن نوزع فِي شرف أَبِيه، أمه سبطة أبي الْبَقَاء بن الضياء. / مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْأَحَد ثامن ربيع الأول سنة أَربع وَتِسْعين وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة، وَكَانَ شَابًّا حسن الصُّورَة وَالْوَصِيّ عَلَيْهِ بِمَكَّة قاضيها الْحَنْبَلِيّ وبالقاهرة يشبك الجمالي.
286 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الأسنوي ثمَّ القاهري شَقِيق عبد الْكَرِيم وَابْن أُخْت الشّرف الْأنْصَارِيّ وَأُخْته. / ولد سنة سِتّ وَأَرْبَعين أَو الَّتِي بعْدهَا وَحفظ الْقُرْآن وَزوج ابْنه بخاله الشّرف من أمه وتكسب بِالتِّجَارَة.
287 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب المشهدي القاهري الزَّرْكَشِيّ الْحَنْبَلِيّ. / مِمَّن اشْتغل وَفهم وَسمع ختم البُخَارِيّ على أم هَانِئ الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا وَقَرَأَ فِي الجوق وتكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ كف مَعَ ملازمته حُضُور بعض وظائفه وَكَانَ حاد الْخلق.
288 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمعلم الشهَاب القافلي وَالِد الْكَمَال مُحَمَّد وأخو أبي بكر. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَكَانَ خيرا رَاغِبًا فِي مجَالِس الحَدِيث بِحَيْثُ سمع عِنْدِي غَالب دَلَائِل النُّبُوَّة وَقطعَة من الْبِدَايَة لِابْنِ كثير وَمن القَوْل البديع وَغير ذَلِك ذَا ثروة حصلها من التِّجَارَة وَغَيرهَا رَحمَه الله.
289 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الكيلاني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة ووالد مُحَمَّد وحسين وَعبد الْغفار وَإِبْرَاهِيم الْمَذْكُورين فِي محالهم وَيعرف بقاوان بقاف معقودة. / نَشأ فَأخذ الْعلم عَن عبد الرَّحْمَن الْحَلَال وَغَيره وَفضل وَقدم الْقَاهِرَة وَمَعَهُ أول ولديه فأخذا عَن الزين الزَّرْكَشِيّ ثمَّ عَن شَيخنَا وَكتب لَهُ فهرسته البقاعي، وَكَانَ ذَا سمت حسن وجلالة واحتشام ووجاهة عِنْد الْمُلُوك وتفضل سِيمَا من الغرباء(2/94)
من الْعلمَاء وَنَحْوهم عَظِيم الرَّغْبَة فِي الِاجْتِمَاع بذوي الْفَضَائِل محبا للمذاكرة مَعَهم وَلذَا رغب فِي تزَوجه بابنة الشريف شمس الدّين ابْن أخي التقي الحصني واستولدها إِبْرَاهِيم وَغَيره وَزوج ابْنه الصَّغِير بابنة الْكَمَال بن الْهمام حِين مجاورته بِمَكَّة وَلَكِن لكَونه لم يُوَافق على تَركه بِمَكَّة حِين رُجُوعه لمصر وَلَا سمح هُوَ أَيْضا بِفِرَاق وَلَده تفارقا. وَمن لطائفه
أَنه لما اجْتمع بِيَحْيَى العجيسي حِين ورد مَكَّة صَحبه ابْن الْبَارِزِيّ سنة خمسين رام جر الْكَلَام مَعَه فِي شَيْء من الْعلم ليستأنس بِهِ جَريا على عَادَته، فَكَلمهُ يحيى بِمَا فِيهِ جفَاء وعض على شَفَتَيْه على طَرِيقَته فَلم يحْتَمل ذَلِك وبادر لفراقه قَائِلا لَهُ يَا شيخ أَنْت جمعت بَين الْجَهْل وَقلة الْأَدَب. لَقيته فِي سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة وَجَلَست مَعَه وَحصل مِنْهُ فضل مَا وَذَلِكَ مجْلِس للتدريس بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام لختام رِبَاط السِّدْرَة فِي حَلقَة فَكثر الْحُضُور عِنْده فِيهَا فَمر بالشهر وَغَيره. مَاتَ فِي آخر لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وإيانا.
290 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد القطب ويدعى أَيْضا الشهَاب بن اخْتِيَار الدّين بن فَخر الدّين الردي الأَصْل الْهَرَوِيّ المولد وَالدَّار الشَّافِعِي الْوَاعِظ نزيل بلد الْخَلِيل. / ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بجوخا بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو بعْدهَا مُعْجمَة من أَعمال طبس الكيلكي مِمَّن حج وَطَاف الْبِلَاد وَوعظ فِي كلهَا وتكرر قدومه الْقَاهِرَة وَعقد حِين جَاءَ مستفتيا فِيمَا عَارضه فِيهِ البقاعي الْمجْلس بالأزهر وَأخذ حِينَئِذٍ عني وكتبت لَهُ إجَازَة متضمنة للجواب عَن مَسْأَلته وسمعته يَقُول:
(يَا عين كوني بِالْقَلِيلِ قنوعة ... فيا طول مَا جاك الْكثير وَرَاح)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمُحب بن الْعِزّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز.
291 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البسطامي. مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.
292 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد البسكري المغربي الْمدنِي بن حَامِد أَخُو مُحَمَّد الْآتِي / مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ فِي مجاورتي بهَا.
293 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد السلي. / كَذَا قَالَه ابْن عزم وَأَنه مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ.
294 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحِجَازِي. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.
295 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَالِكِي. / عرض عَلَيْهِ ابْن فَهد بعض محافيظه فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بِمَكَّة وَأَجَازَهُ وَأوردهُ فِي شُيُوخه وَقَالَ أَنه لم يعرفهُ(2/95)
وَأَظنهُ ابْن النُّسْخَة الْمَاضِي قَرِيبا.
296 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْخَطِيب بمنية سمنود. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الهدوي. مضى قَرِيبا فِيمَن يلقب سواسوا.
297 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سمير بن خازم أَبُو هَاشم الْمصْرِيّ الطاهري التَّيْمِيّ وَيعرف بِابْن الْبُرْهَان. / ولد فِيمَا بَين الْقَاهِرَة ومصر فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه شافعيا وَسمع الحَدِيث وأحبه ثمَّ صحب بعض الظَّاهِرِيَّة وَهُوَ شخص يُقَال لَهُ سعيد السحولي فَجَذَبَهُ إِلَى النّظر فِي كَلَام ابْن حزم فَأَحبهُ ثمَّ نظر فِي كَلَام ابْن تَيْمِية فغلب عَلَيْهِ بِحَيْثُ صَار لَا يعْتَقد أَن أحدا أعلم مِنْهُ، وَكَانَت لَهُ نفس أبيَّة ومروءة وعصبية وَنظر كَبِير فِي أَخْبَار النَّاس فطمحت نَفسه إِلَى الْمُشَاركَة فِي الْملك مَعَ أَنه لَيْسَ لَهُ فِيهِ قدم لَا من عشيرة وَلَا وَظِيفَة وَلَا مَال فَلَمَّا غلب الظَّاهِر برقوق على المملكة وَحبس الْخَلِيفَة رام جعل ذَلِك وَسِيلَة لما حدثته بِهِ نَفسه فَغَضب من ذَلِك وَخرج فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى الْعرَاق يَدْعُو إِلَى طلب رجل من قُرَيْش فاستقرأ جَمِيع الممالك وَدخل حلب فَلم يبلغ قصدا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام فاستغوى كثيرا من أَهلهَا وَكَانَ أَكثر الموافقين لَهُ مِمَّن يتدين مِنْهُم الياسوفي والحسباني لما يرى من فَسَاد الْأَحْوَال وَكَثْرَة الْمعاصِي وفشو الرِّشْوَة فِي الْأَحْكَام وَغير ذَلِك فَلم يزل على هَذِه الطَّرِيقَة إِلَى أَن نمى أمره إِلَى بيدمر نَائِب الشَّام فَسمع كَلَامه وأصغى إِلَيْهِ وَلم يشوش عَلَيْهِ لعلمه أَنه لَا يَجِيء من يَدَيْهِ ثمَّ نمى أمره إِلَى نَائِب القلعة شهَاب الدّين بن الْحِمصِي وَكَانَت بَينه وَبَين بيدمر عَدَاوَة شَدِيدَة فَوجدَ فرْصَة فِي التألب عَلَيْهِ بذلك فَاسْتَحْضر ابْن الْبُرْهَان واستخبره وَأظْهر أَنه مَال إِلَى مقَالَته فَبَثَّ لَهُ جَمِيع مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ فَتَركه ثمَّ كَاتب السُّلْطَان بذلك كُله فَلَمَّا علم بذلك كتب إِلَى النَّائِب يَأْمُرهُ بتحصيل ابْن الْبُرْهَان وَمن وَافقه على رَأْيه وبتسميرهم فتوزع النَّائِب عَن ذَلِك وتكاسل عَنهُ وَأجَاب بالشفاعة فيهم وَالْعَفو عَنْهُم وَأَن أَمرهم متلاش وَإِنَّمَا هم قوم خفت أدمغتهم من الدَّرْس وَلَا عصبَة لَهُم وَاسْتمرّ ابْن الْحِمصِي فِي انتهاز الفرصة فكاتب أَيْضا بِأَن النَّائِب قد عزم على المخامرة فوصل إِلَيْهِ الْجَواب بمسك ابْن الْبُرْهَان وَمن كَانَ على رَأْيه وَإِن آل الْأَمر فِي ذَلِك إِلَى قتل بيدمر فَمَاتَ الياسوفي خوفًا بعد أَن قبض عَلَيْهِ وفر الحسباني وَلما حضر ابْن الْبُرْهَان إِلَى السُّلْطَان استذناه واستفهمه عَن سَبَب قِيَامه عَلَيْهِ فَأعلمهُ بِأَن غَرَضه أَن يقوم رجل من قُرَيْش يحكم بِالْعَدْلِ فَإِن(2/96)
هَذَا هُوَ الدّين الَّذِي لَا يجوز غَيره وَزَاد فِي نَحْو هَذَا فَسَأَلَهُ عَن من مَعَه على مثل رَأْيه من الْأُمَرَاء فبرأهم فَأمر بضربه فَضرب هُوَ وَأَصْحَابه وحبسوا فِي الخزانة حبس أهل الجرائم وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ واستعملوا مَعَ المقيدين ثمَّ أفرج عَنْهُم فِي)
ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين فاستمر ابْن الْبُرْهَان مُقيما بِالْقَاهِرَةِ على صُورَة إملاق إِلَى أَن مَاتَ لأَرْبَع بَقينَ من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وحيدا فريدا بِحَيْثُ لم يحضر فِي جنَازَته إِلَّا سَبْعَة أنفس لَا غير ورأيته بعد مَوته فَقلت لَهُ أَنْت ميت قَالَ نعم فَقلت مَا فعل الله بك فَتغير تغيرا شَدِيدا حَتَّى ظَنَنْت أَنه غَابَ ثمَّ أَفَاق فَقَالَ نَحن الْآن بِخَير لَكِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عتْبَان عَلَيْك فَقلت لماذا قَالَ لميلك إِلَى الْحَنَفِيَّة فَاسْتَيْقَظت مُتَعَجِّبا وَكنت قلت لكثير من الْحَنَفِيَّة إِنِّي لأود لَو كنت على مذهبكم فَيُقَال لماذا فَأَقُول لكَون الْفُرُوع مَبْنِيَّة على الْأُصُول فاستغفرت الله من ذَلِك، قَالَ وَقد كنت أنسيت هَذَا الْمَنَام فذكرنيه شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي بكر البوصيري بعد عشر سِنِين. وَكَانَ ذَا مُرُوءَة علية وَنَفس أبيَّة حسن المذاكرة والمحاضرة عَارِفًا بِأَكْثَرَ الْمسَائِل الَّتِي يُخَالف فِيهَا أهل الظَّاهِر الْجُمْهُور يكثر الِانْتِصَار لَهَا ويستحضر أدلتها وَمَا يرد على معارضيها، وأملي وَهُوَ فِي الْحَبْس بِغَيْر مطالعة مِمَّا يدل على وفور اطِّلَاعه مَسْأَلَة رفع الْيَدَيْنِ فِي السُّجُود وَمَسْأَلَة وضع الْيُمْنَى على الْيُسْرَى فِي الصَّلَاة ورسالة فِي الْإِمَامَة، قَالَه شَيخنَا قَالَ وَقد جالسني كثيرا وَسمعت من فَوَائده كثيرا وَكَانَ كثير الْإِنْذَار لما حدث بعده من الْفِتَن والشرور بِمَا جبل عَلَيْهِ من الِاطِّلَاع على أَحْوَال النَّاس وَلَا سِيمَا ماحدث من الغلاء وَالْفساد بِسَبَب رخص الْفُلُوس بِالْقَاهِرَةِ بِحَيْثُ أَنه رأى عِنْدِي قَدِيما مرّة مِنْهَا جانبا كَبِيرا فَقَالَ لي احذر أَن تقتنيها فَإِنَّهَا لَيست رَأس مَال فَكَانَ كَذَلِك لِأَنَّهَا كَانَت فِي ذَلِك الْوَقْت يُسَاوِي القنطار مِنْهَا عشْرين مِثْقَالا فَأكْثر وَآل الْأَمر فِي هَذَا الْعَصْر إِلَى أَنَّهَا تَسَاوِي أَرْبَعَة مَثَاقِيل ثمَّ صَارَت تَسَاوِي ثَلَاثَة ثمَّ اثْنَيْنِ وَربع وَنَحْو ذَلِك ثمَّ انعكس الْأَمر بعد ذَلِك وَصَارَ من كَانَ عِنْده مِنْهَا شَيْء اغتبط فِيهِ لما رفعت قيمتهَا من كل رَطْل لسِتَّة إِلَى اثْنَي عشر ثمَّ إِلَى أَرْبَعَة وَعشْرين ثمَّ تراجع الْحَال لما فقدت ثمَّ ضرب فلوس أُخْرَى خَفِيفَة جدا وَجعل سعر كل رَطْل ثَلَاثِينَ وَظهر فِي الْجُمْلَة أَنَّهَا لَيست مَالا يقتنى لوُجُود الْخلَل فِي قيمتهَا وَعدم ثباتها على قيمَة وَاحِدَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ومعجمه بِمَا تقدم وَقَالَ فِي الثَّانِي وَقد سمع بِبَغْدَاد وحلب ودمشق وَغَيرهَا من جمَاعَة من المسندين إِذْ ذَاك وَمن مسموعه على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصفي الغزولي منتقي الذَّهَبِيّ من(2/97)
المعجم الصَّغِير للطبراني كَمَا رَأَيْته بِخَط الشّرف الْقُدسِي وَوَصفه فِيهِ بالشيخ الإِمَام وَفِي الطَّبَقَة الصَّدْر الياسوفي بِقِرَاءَة الحسباني وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَرَأَيْت الْبُرْهَان الْحلَبِي يطري ابْن الْبُرْهَان ويصفه بِالْفَضْلِ وَسمع مَعَه وبقراءته وَكَذَلِكَ نور
الدّين بن عَليّ بن يُوسُف بن مَكْتُوم بحماة، وَقَالَ فِي أنبائه قرات بِخَط الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن الْبُرْهَان عَن الشَّيْخ برهَان الدّين الْآمِدِيّ قَالَ دخلت على الْعَلامَة أبي حَيَّان فَسَأَلته عَن القصيدة الَّتِي مدح بهَا ابْن تَيْمِية فأقربها وَقَالَ كشطناها من ديواننا ثمَّ جِيءَ بديوانه فكشف وَأرَانِي مَكَانهَا فِي الدِّيوَان مكشوطا، قَالَ الْمُحدث فَلَقِيت الْآمِدِيّ فَقَالَ لي لم أنْشدهُ إِيَّاهَا وَلَا أحفظها إِنَّمَا أحفظ مِنْهَا قطعا قَالَ وَكَانَ الْآمِدِيّ قد ذكر قبل ذَلِك الْحِكَايَة بِزِيَادَات فِيهَا وَلم يذكر القصيدة قَالَ ثمَّ لقِيت ابْن الْبُرْهَان بحلب فِي أَوَائِل سنة سبع وَثَمَانِينَ فذاكرته بِمَا قَالَ لي الْآمِدِيّ فَقَالَ لي أَنا قرأتها على الْآمِدِيّ فَظهر أَنه لم يحرر النَّقْل فِي الأول، وَالْقَصِيدَة مَشْهُورَة لأبي حَيَّان وَأَنه رَجَعَ عَنْهَا. وَقد ذكره ابْن خطيب الناصرية مُلَخصا من شُيُوخنَا والبرهان الْحلَبِي والمقريزي فِي عقوده وَطوله وَآخَرُونَ.
298 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حسن جلال الدّين بن الْمولى قطب الدّين بن الْعَلامَة تَاج الدّين بن السراج الكربالي نِسْبَة لكربال من شيراز المرشدي نِسْبَة لجد أمه الشَّافِعِي عفيف الدّين الْجُنَيْد الكازروني البلياني خَليفَة الشَّيْخ أبي إِسْحَاق الكازروني أحد المسلكين الصفوي نِسْبَة للسَّيِّد صفي الدّين الحسني الأيجي لكَون جدة وَالِده لأمه أُخْت الصفي الْمَذْكُور الشَّافِعِي. / ولد فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بشيراز وَنَشَأ بهَا فَأخذ فِي النَّحْو الصّرْف والمعاني وَالْبَيَان عَن ملا صفي الدّين مَحْمُود الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ الشَّافِعِي تلميذ غياث الدّين الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ سِيبَوَيْهٍ الثَّانِي وَلذَا قيل لهَذَا سِيبَوَيْهٍ الثَّالِث، والمنطق عَن ملا جلال الدّين مُحَمَّد الدواني قريبَة بكازرون الشَّافِعِي قَاضِي شيراز ومفتيها والفرد فِي تِلْكَ النواحي، وَفِي الْفِقْه عَن السَّيِّد وجيه الدّين إِسْمَاعِيل بن الْعِزّ إِسْحَاق بن نظام الدّين أَحْمد الأحمدي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْمُفْتِي، وَكلهمْ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين أَحيَاء، وَسمع الحَدِيث على السَّيِّد نور الدّين أَحْمد بن صفي الدّين وَحج مَعَه فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين ولقيني فِي الَّتِي بعْدهَا فَسمع من لَفْظِي أَشْيَاء مِنْهَا المسلسل وَحَدِيث زُهَيْر، وَحضر بعض الدُّرُوس، وَسمع الْبَاب الْأَخير من البُخَارِيّ وَمَا فِي الصَّحِيح من الثلاثيات وَالنّصف الأول من مصنفي فِي خَتمه(2/98)
وكتبت لَهُ إجَازَة فِي كراسة، وَهُوَ إِنْسَان فَاضل متميز نير الشكالة فصيح الْعبارَة ثمَّ اخْتَلَّ أمره لتعاني الكيمياء وَتحمل ديونا مَعَ كَثْرَة تزَوجه وَمَا وسمه بِهِ إِلَّا الْفِرَار لبلاده لطف الله بِهِ.
299 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل شهَاب الدّين الشنباري ثمَّ السنيكي القاهري الشَّافِعِي / قدم الْقَاهِرَة
فَنزل فِي صوفية الصلاحية وَغَيرهَا واشتغل يَسِيرا ولازم أَبَا الْعدْل البُلْقِينِيّ وَسمع بِقِرَاءَتِي الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة وَختم الشفا على شُيُوخ فِي يَوْم عَرَفَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَلم يمهر وَرُبمَا أم بالخانقاه، وَكَانَ مديما للتلاوة لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ جَازَ السِّتين.
300 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي الحسري. / مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة.
301 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل المجدي ويلقب ينوص / لشدَّة شقرة شعره. كَانَ يُبَاشر أوقاف الْحَنَفِيَّة حسن الْمُبَاشرَة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
302 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الياس الشهَاب بن الشَّمْس بن الزين أحد الصلحاء المعتبرين وَيُسمى أَيْضا عُثْمَان الدينَوَرِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالمزملاتي. / قَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْعُمْدَة والتنبيه وَعرض على البُلْقِينِيّ والعراقي وَولده والكمال الدَّمِيرِيّ والتقي الدجوي والعز بن جمَاعَة والزين الفارسكوري وعَلى ابْن الملقن والبيجوري وأجازوه والبلالي وَغَيره مِمَّن لم يجز، وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على ابْن أبي الْمجد والختم على الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وباشر كأبيه السِّقَايَة بالخانقاه الصلاحية وَكَانَ لذَلِك يعرف بالمزملاتي. وَكَانَ خيرا أجَاز لي وَمَات.
303 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أيدمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأَبَّار. / سمع على صَدَقَة الركني العادلي تصنيفه منهاج الطَّرِيق وَحدث بِهِ فِي سنة عشْرين. وَمِمَّنْ سَمعه مِنْهُ النُّور بن الركاب الْمقري.
304 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن بركوت الصّلاح بن الْجمال بن الشهَاب المكيني الأَصْل نِسْبَة لمكين الدّين اليمني لكَونه مُعتق سعيد مُعتق جده صَاحب التَّرْجَمَة القاهري الشَّافِعِي ربيب ابْن البُلْقِينِيّ ووالد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف أَولا بأمير حَاج. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فِي كَفَالَة أمه وَتَحْت نظر زَوجهَا ابْن البُلْقِينِيّ وَقَرَأَ فِي الْقُرْآن وكل من المنهاجين الفرعي وألفية ابْن مَالك وبعضا من جَامع المختصرات وَأقَام مُدَّة بزِي الْجند ثمَّ بعد أَن كبر تزيا(2/99)
للفقهاء وعدله بعض الْحَنَفِيَّة وَصَارَ يركب مَعَ عَمه الْمشَار إِلَيْهِ للدروس وَغَيرهَا وولع بِالنّظرِ فِي بعض دواوين الشُّعَرَاء وأتقن الموسيقى وَنَحْوهَا وَتردد لكل من الحناوي والأبدي فِي النَّحْو البوتيجي فِي الْفَرَائِض وَكَانَ فِيمَا بَلغنِي يثنى على ذكائه والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والكافياجي فِي آخَرين مِنْهُم ابْن المجدي كل ذَلِك يَسِيرا جدا حضر دروس عَمه فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَكَذَا سمع على شَيخنَا الْيَسِير اتِّفَاقًا وعَلى الْبَدْر النسابة والْعَلَاء)
القلقشندي والكمال بن الْبَارِزِيّ وَتَمام أَرْبَعِينَ نفسا الْخَتْم من البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة فِي آخَرين. وَحج مَعَ أمه وَأول مَا استنابه عَمه فِي قَضَاء خانقاه سرياقوس ثمَّ انْفَصل عَن قرب وَلزِمَ بَابه والانتماء لوَلَده الْبَهَاء أبي الْبَقَاء وَكَذَا التَّرَدُّد للولوي البُلْقِينِيّ مَعَ الْأَخْذ عَنهُ فِي العجالة وَغَيرهَا وَلما مَاتَ الْبَهَاء اسْتَقل بالتكلم عَمه وانقاد لَهُ جدا وَلم يصد عَنهُ بِوَجْه من الْوُجُوه بل حضر الْوَصَايَا والتحدثات والتعازير وَشبههَا مِمَّا يجلب نفعا دنيويا فِيهِ وَصَارَ مَا يشغر من النظائف يُعينهُ لَهُ حَتَّى يرغب عَنهُ أَو يبقيه وَلم يتَمَكَّن أحد من إبرام أَمر وَلَو قل بِدُونِ مُرَاجعَته وَقَامَ فِي بَابه بِمَا لَا ينْهض بأعبائه غَيره وَقصد بالهدايا الجليلة من النواب والمباشرين والجباة وَنَحْوهم وأحدث لَهُ عَمه فِي كثير من الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت نظره إِمَّا نِيَابَة أَو مُبَاشرَة أَو غير ذَلِك خَارِجا من المرتبات الَّتِي فِي أوقاف الصَّدقَات وَغَيرهَا فتأثل وَكَثُرت أَمْوَاله وذخائره وصفي لَونه وَوَقته واقتنى الْكتب النفيسة والأملاك وَزَاد فِي التنعم والتبسط فِي أَنْوَاع المآكل والمشارب وَسَائِر التفهكهات وَمَشى على طَريقَة أماثل المبشرين فِي الخدم والأتباع والمركوب خُصُوصا من وَقت تزَوجه بابنة السبرباي على الْفَسْخ على زَوجهَا وَصَارَت لَهُ وجاهة عِنْد النواب فَمن بعده وَكتب لَهُ عَمه فِي التعايين الشَّيْخ صَلَاح الدّين خَليفَة الحكم بالديار المصرية أبقاه الله تَعَالَى وَأذن لَهُ حَسْبَمَا بَلغنِي فِي الْإِفْتَاء والتدريس فأقرأ الْمِنْهَاج وَالْحَاوِي وَغَيرهمَا لجَماعَة مِمَّن استنابهم القَاضِي بسفارته أَو بترقيها وَغَيرهَا كل ذَلِك فِي حَيَاة عَمه، وَولي فِي أَيَّامه أَيْضا تدريس الْفِقْه بالناصرية بعد أبي الْعدْل البُلْقِينِيّ ثمَّ استرضاه الولوي الأسيوطي فِيهِ فَتَركه لَهُ والشريفية البهائية تدريسا ونظرا وتدريس الْفِقْه بالخروبية البدرية بِمصْر وَالشَّهَادَة بوقف الصارم والخطابة وَالنَّظَر بِجَامِع المغربي بِالْقربِ من قنطرة الموسكي برغبة الولوي البُلْقِينِيّ لَهُ عَنْهَا وتدريس الْفِقْه بالأشرفية الْقَدِيمَة بعد الشهَاب بن صَالح والإسماع بالمحمودية بعد الشهَاب بن الْعَطَّار والحسبة(2/100)
بِالْقَاهِرَةِ ومصر بعد الشَّيْخ عَليّ العجمي بِبَدَل نَحْو ثَلَاثَة آلَاف دِينَار ثمَّ لم يلبث أَن عزل عَنْهَا وَكَذَا ولي بعد وَفَاة عَمه مشيخة الخانقاه الجاولية وتدريس الحَدِيث بهَا وَالنَّظَر عَلَيْهَا برغبة النُّور بن الْمَنَاوِيّ الأسمر لَهُ عَن ذَلِك والخطابة بِجَامِع الْحَاكِم والمباشرة بِهِ عَنهُ أَيْضا وتدريس الصَّالح بعد ابْن المقن بكلفه للنَّاظِر ابْن الْعَيْنِيّ وَغير ذَلِك، وَمَا زَالَ مرعي الْجَانِب نَافِذ الْأَوَامِر عِنْد عَمه حَتَّى بعد وَفَاة أمه غير أَنه أنهى إِلَى الْأَشْرَف اينال مَا اقْتضى عِنْده الْأَمر بسجنه فِي حبس الرحبة مرّة ونفيه أُخْرَى
وَفِي كليهمَا يسترضي بِالْمَالِ حَتَّى يتَخَلَّص على كره مِنْهُ، وَقَالَ الزيني بن مزهر حِين حَبسه هَذَا بِجِنَايَتِهِ على صَاحب الْحَاوِي حَيْثُ أقدم على إقرائه، واختفى مرّة بعد عزل عَمه مُدَّة من أجل الْفَسْخ السَّابِق لتزويجه الْمشَار إِلَيْهَا وَكَانَت قلاقل طَوِيلَة وَمَا ظفر الْمعَارض بأرب. وَلما مَاتَ عَمه رام الفات الشّرف الْمَنَاوِيّ إِلَيْهِ فَمَا أمكن بل صَار يُصَرح ويلوح ويلوب ويؤنب ويقبح ويرجح ويدندن ويعين مِمَّا لم يحْتَملهُ صَاحب التَّرْجَمَة مَعَ وفور مداراته ومراعاته حَتَّى كَانَ ذَلِك سَببا لولايته الْقَضَاء وباشره على قَاعِدَته فِي بَاب عَمه بسياسة ومداراة وَاحْتِمَال وتدبير لدنياه وَعدم هرج لكَونه درب الْأُمُور وَلم يحْتَج لوسائط إِلَّا فِي النَّادِر وَأظْهر كل من كَانَ يناوئ الْمَنَاوِيّ من النواب فضلا عَن غَيرهم مَا كَانَ لديهم كامنا حَسْبَمَا شرحت ذَلِك كُله فِي الْحَوَادِث بل وَفِي تَرْجَمته من الْقُضَاة إِلَى أَن انْفَصل بعد نَحْو سَبْعَة أشهر وَلزِمَ منزله غير آيس من الْعود مَعَ كدر متجدد وضيق معيشة وقهر حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد أَن تعلل مُدَّة بالاستسقاء وَغَيره وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي مشْهد لَيْسَ بالطائل ثمَّ دفن فِي الفسقية الَّتِي فِيهَا البُلْقِينِيّ الْكَبِير وَأَوْلَاده وَأنكر الْعُقَلَاء وَغَيرهم ذَلِك عَفا الله عَنهُ وإيانا.
305 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن بطيخ شهَاب الدّين. / أحد فضلاء الْأَطِبَّاء وخيارهم تنزل فِي الْجِهَات وَكَانَ عَاقِلا بهي المنظر متوددا. مَاتَ فِي وَله ذكر فِي أَخِيه على ابْن بطيخ.
306 - أَحْمد بن الْمُحب مُحَمَّد بن بلكا القادري. / اعتنى بِهِ أَبوهُ فأسمعه بِقِرَاءَتِي وَعلي وَلم يلبث أَن مَاتَ بالطاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ وَكَانَ رَفِيقًا لوَلَدي عوضهما الله الْجنَّة.
307 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الشهَاب القاهري الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي، وَيعرف بِابْن الخازن وبخازن صهريج منجك / لكَون أَبِيه كَانَ أَمينا على حواصل منجك. ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة بصهريج منجك بِالْقربِ من قلعة الْجَبَل من الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَبحث على الشهَاب بن خَاص بك(2/101)
كتاب النافع فِي فقه مذْهبه ثمَّ تكسب بِالشَّهَادَةِ وَعرف بِالْعَدَالَةِ وَكَثْرَة التِّلَاوَة وَلَو اعتنى بِهِ فِي السماع لأدرك القدماء وَلكنه سمع بِأخرَة على التنوخي والفرسيسي والسويداوي وَآخَرين، وَحج وجاور بالحرمين مرَارًا وَسمع هُنَاكَ على الْعَفِيف النشاوري وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بسكنه من الصهريج رَحمَه الله وإيانا.
308 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْحُسَيْن بن عمر أَبُو الرضى بن الْجمال أبي الْيمن المراغي الْمدنِي أَخُو الْحُسَيْن الْآتِي. / سمع على جده فِي سنة خمس عشرَة.
309 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير الشهَاب بن نَاصِر الدّين البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي السراج عمر الْآتِي. / ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَعرض على جمَاعَة وتدرب بِأَبِيهِ فِي توقيع الحكم واشتغل بالقراءات والعربية وَوَقع فِي الحكم ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء بِأخرَة وَأم بالملكية بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ جدا فَكَانَ النَّاس يهرعون إِلَى سَمَاعه سِيمَا فِي قيام رَمَضَان من الْأَمَاكِن النائية بِحَيْثُ يضيق الشَّارِع عَنْهُم، وخدم ابْن الكويز وَهُوَ كَاتب السِّرّ ثمَّ ابْن مزهر فأثرى وَصَارَت لَهُ وجاهة وَحصل جِهَات ثمَّ تمرض أَكثر من سنة بعلة السل حَتَّى مَاتَ فِي سادس عشري رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَدفن عِنْد أَبِيه بمقابر الصُّوفِيَّة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، ورأيته شهد على التَّاج بن تمرية فِي إِجَازَته لأبي عبد الْقَادِر سنة خمس وَثَلَاثِينَ ورقم شَهَادَته بِخَطِّهِ الْحسن فَلَعَلَّهُ قَرَأَ على التَّاج.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سعد الله الوَاسِطِيّ. / يَأْتِي فِيمَن جده أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن سعد الله.
310 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سعد بن مُسَافر بن إِبْرَاهِيم الشهَاب الدِّمَشْقِي النيني الشَّافِعِي نزيل مَسْجِد الْقصب وَيعرف بِابْن عون، / مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس. أرخه ابْن اللبودي وَوَصفه بالشيخ الْفَقِيه وَقَالَ رَأَيْت خطه على استدعاء وَمَا وقفت لَهُ على شَيْء، وَكَذَا ذكر البقاعي فِي شُيُوخه وأرخ مَوته بِالظَّنِّ الْمُخطئ.
311 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن عَليّ بن الْحسن الْهَاشِمِي العباسي أَخُو الْعَبَّاس. / كَانَ أَبوهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل(2/102)
على الله، عهد إِلَيْهِ بالخلافة بعده ولقبه بالمعتمد على الله ثمَّ خلعه وسجنه حَتَّى مَاتَ وَلما خلعه عهد لِابْنِهِ الآخر الْعَبَّاس.
312 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي بكر بن عمر بن صَالح الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الهيثمي القاهري الْمَالِكِي ابْن أخي الْحَافِظ عَليّ بن أبي بكر الْآتِي. / ولد سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع من أَبِيه وَعَمه والزين الْعِرَاقِيّ وَابْن الشيخة والتنوخي وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ فِي جملَة أخوته الْعَفِيف النشاوري وَجَمَاعَة، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ خيرا يتكسب بِالشَّهَادَةِ
عِنْد حبس الرحبة، مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سادس ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد بالصحراء بعد أَن صلى عَلَيْهِ شَيخنَا بمصلى بَاب النَّصْر رَحمَه الله وإيانا.
313 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْملك بن الزين أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الصفي مُحَمَّد بن الْمجد حُسَيْن بن التَّاج عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالقسطلاني وَأمه حليمة ابْنة الشَّيْخ أبي بكر بن أَحْمد بن حميدة النّحاس. / ولد فِي ثَانِي عشري ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين وَنصف الطّيبَة الجزرية والوردية فِي النَّحْو، وتلا بالسبع على السراج عمر بن قَاسم الْأنْصَارِيّ النشار وبالثلاث إِلَى وَقَالَ الَّذين لَا يرجون لقاءنا على الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي، وبالسبع ثمَّ بالعشر فِي ختمتين على الشهَاب بن أَسد وبالسبع لجزء من أول الْبَقَرَة على الزين خلد الْأَزْهَرِي، وَكَذَا أَخذ الْقرَاءَات عَن الشَّمْس بن الحمصاني إِمَام جَامع ابْن طولون والزين عبد الدَّائِم ثمَّ الْأَزْهَرِي وَأذن لَهُ أكبرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الْفَخر المقسي تقسيما والشهاب الْعَبَّادِيّ وَقَرَأَ ربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج وَمن البيع وَغَيره من الْبَهْجَة على الشَّمْس البامي وَقطعَة من الْحَاوِي على الْبُرْهَان العجلوني وَمن أول حَاشِيَة الْجلَال الْبكْرِيّ على الْمِنْهَاج إِلَى أثْنَاء النِّكَاح بفوت فِي أَثْنَائِهَا على مؤلفها وَعَن العجلوني أَخذ النَّحْو قَرَأَ عَلَيْهِ شرح الشذور لمؤلفه والْحَدِيث عَن كَاتبه قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة كَبِيرَة من شَرحه على الْهِدَايَة الجزرية وَسمع مَوَاضِع من شَرحه على الألفية وَكتبه بِتَمَامِهِ غير مرّة ثمَّ قَرَأَ مِنْهُ بِمَكَّة أَكثر من ثلثه، ولازمني فِي أَشْيَاء وَسمع على الْمُتُون والرضي الأوجاقي وَأبي السُّعُود الغراقي وَقَرَأَ الصَّحِيح بِتَمَامِهِ فِي خَمْسَة مجَالِس على النشاوي وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات مُسْند أَحْمد وَسمع عَلَيْهِ مشيخة ابْن شَاذان الصُّغْرَى وَغَيرهَا، وَحج غير مرّة وجاور سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ سنة أَربع وَتِسْعين وَسِتِّينَ قبلهَا على التوالي.(2/103)
وَرجع مَعَ الركب فَتخلف بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ بِمَكَّة على زَيْنَب ابْنة الشوبكي السّنَن لِابْنِ مَاجَه وَغَيرهَا وعَلى النَّجْم بن فَهد وَآخَرين وَصَحب الْبُرْهَان المتبولي وَغَيره وَجلسَ للوعظ بالجامع الغمري سنة ثَلَاث وَسبعين وَكَذَا بالشريفية بالصبانيين بل وبمكة وَكُنَّا يجْتَمع عِنْده الجم الْغَفِير مَعَ عدم ميله فِي ذَلِك وَولي مشيخة مقَام أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس الحراز بالقرافة الصُّغْرَى وأقرأ الطّلبَة وَجلسَ بِمصْر شَاهدا رَفِيقًا لبَعض الْفُضَلَاء وَبعده انجمع وَكتب بِخَطِّهِ لنَفسِهِ وَلغيره أَشْيَاء بل جمع فِي الْقرَاءَات الْعُقُود السّنيَّة فِي شرح الْمُقدمَة الجزرية فِي التجويد والكنز فِي)
وقف حَمْزَة وَهِشَام على الْهَمْز وشرحا على الشاطبية وصل فِيهِ إِلَى الْإِدْغَام الصَّغِير زَاد فِيهِ زيادات ابْن الْجَزرِي من طرق نشره مَعَ فَوَائِد غَرِيبَة لَا تُوجد فِي شرح غَيره وعَلى الطّيبَة كتب مِنْهُ قِطْعَة مزجا وعَلى الْبردَة مزجا أَيْضا سَمَّاهُ مَشَارِق الْأَنْوَار المضية فِي مدح خير الْبَريَّة قرضته أَنا وَجَمَاعَة وَله أَيْضا نفائس الأنفاس فِي الصُّحْبَة واللباس وَالرَّوْض الزَّاهِر فِي مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر ونزهة الْأَبْرَار فِي مَنَاقِب الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْحرار وتحفة السَّامع والقاري بِخَتْم صَحِيح البُخَارِيّ ورسائل فِي الْعَمَل بِالربعِ وَأَظنهُ أَخذه عَن الْعِزّ الوفائي. وَهُوَ كثير الأسقام قَانِع متعفف جيد الْقِرَاءَة لِلْقُرْآنِ والْحَدِيث والخطابة شجي الصَّوْت بهَا مشارك فِي الْفَضَائِل متواضع متودد لطيف الْعشْرَة سريع الْحَرَكَة وَقد قدم مَكَّة أَيْضا بحرا صُحْبَة ابْن أخي الْخَلِيفَة سنة سبع وَتِسْعين فحج ثمَّ رَجَعَ مَعَه كَانَ الله لَهُ.
314 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الشهَاب بن الْجمال الْأنْصَارِيّ الذروي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الْجمال الْمصْرِيّ. / ولد فِي رَجَب سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا، وَسمع بِمَكَّة من الْعَفِيف النشاوري التعقبات وَغَيرهَا وَمن الْجمال الأميوطي، وَأَجَازَ لَهُ الْعِرَاقِيّ والهيثمي والبلقيني والتنوخي وَآخَرُونَ وَدخل مَعَ أَبِيه الْيمن فَانْقَطع بهَا وَتزَوج وَصَارَ يتَرَدَّد لمَكَّة ثمَّ انْقَطع بهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي رُجُوعه من الْقَاهِرَة إِلَى مَكَّة بالبحر المالح أَوَاخِر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بِبَعْض الجزائر رَحمَه الله.
315 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى الشهَاب بن الْجمال الذروي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله وَيعرف بِابْن المرشدي. / ولد بِمَكَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَسمع بهَا على الزين المراغي وَغَيره وَحفظ(2/104)
الْمِنْهَاج وَغَيره وَحضر دروس الْفِقْه وَغَيره عِنْد غير وَاحِد بِمَكَّة، وزار الْمَدِينَة فِي بعض السنين مَاشِيا، وَدخل الْيمن غير مرّة مِنْهَا فِي صُحْبَة أَبِيه سنة ثَلَاث وَعشْرين وَعَاد فِي آخرهَا فأدركه أَجله فِي الْبَحْر على نَحْو يَوْمَيْنِ فَمَاتَ غريقا شَهِيدا فِي نصف ذِي الْقعدَة مِنْهَا وفاز بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ ذَا خير وَدين وَعبادَة وحياء.
قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
316 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب بن النَّجْم ابْن عَم اللَّذين قبله وَيعرف بِابْن الْمرْجَانِي. / سمع على الزين المراغي فِي سنة ثَلَاث عشرَة صَحِيح مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَابْن
حبَان بفوت يسير مِنْهُمَا واليسير من أبي دَاوُد، وَتوجه من مَكَّة فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ أَو الَّتِي بعْدهَا لبلاد الْهِنْد فَأَقَامَ بكنباية وَكَانَ يقْرَأ الحَدِيث عِنْد ملكهَا ويثيبه على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَسِتِّينَ.
317 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن السلار الشهَاب الصَّالِحِي ابْن أخي الشَّيْخ نَاصِر الدّين إِبْرَاهِيم. / ولد فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَسمع من الشّرف بن الْحَافِظ وَابْن التائب وَمُحَمّد بن أَحْمد بن رَاجِح وَغَيرهم، وأحضر على الحجار جُزْء أبي الجهم، وَأَجَازَ لَهُ أَيُّوب بن نعْمَة الكحال وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ الْغَرْس الأقفهسي، أجَاز لي من دمشق. وَمَات فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه ثمَّ المقريزي فِي عقوده.
318 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر بن يحيى بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف الشهَاب بن الْبَدْر المَخْزُومِي السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن الدماميني. / ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة بالاسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّيْخ مقبل والشهاب بن اللاج وَغَيرهمَا وَصلى بِهِ وَحفظ الرسَالَة لِابْنِ أبي زيد وألفية ابْن مَالك والحاجبية وَقطعَة كَبِيرَة من مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل، وتفقه عِنْد أَبِيه والكمال الشمني والفقيه سعيد السكندريين وَغَيرهم، وَعرض مُقَدّمَة فِي الْعَرَبيَّة على السراج البُلْقِينِيّ وَابْن خلدون والشرف الدماميني وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث على ابْن الْمُوفق وَابْن الْخَرَّاط وَابْن الهزير والتاج بن مُوسَى، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ، وَقدم الْقَاهِرَة فَحدث بهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت مِنْهُ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بالاسكندرية، وَكَانَ إنْسَانا حسنا منعزلا عَن النَّاس ذَا وجاهة فِي بَلَده مَعَ ثنائهم عَلَيْهِ بِالْخَيرِ والفضيلة لكنه كَانَ أحد شُهُود الْخمس وَلَو تعفف عَنْهَا كَانَ أولى بِهِ وَقد تعانى الْأَدَب وقتا،(2/105)
وَنظر فِي دواوين الشّعْر فحفظ من ذَلِك جملَة صَالِحَة كَانَ يذاكر بِهِ، وَرُبمَا نظم وَمِنْه مِمَّا قَالَ إِن وَالِده كتبه عَنهُ فِي تَذكرته فِي ضَرِير:
(وضرير قَالَ لي إِذا أظلمت ... مقلتاه وسخت بالعبرات)
(طرفِي الْبَحْر ودمعي درة ... قلت لَكِن هُوَ بَحر الظُّلُمَات)
مَاتَ قريب سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا بالاسكندرية.
319 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن حسن بن سلمَان الْجمال أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشَّيْخ نَاصِر الدّين الْجَزرِي الأَصْل السكندري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن قرطاس / أحد عدُول الثغر فِي مسطبة العتالين مِنْهُ. ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بالثغر وَقَرَأَ بِهِ الْقُرْآن وَصلى بِهِ، وَحفظ الرسَالَة وغالب ألفية ابْن مَالك وَبحث الرسَالَة على سعيد الْمَهْدَوِيّ مَعَ بعض ابْن الْحَاجِب الفرعي وَبَعض الألفية وَجَمِيع الجرومية، وَسمع الْمُوَطَّأ على الْكَمَال بن خير وَأبي الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن علوان والشفا وسداسيات الرَّازِيّ على أَولهمَا، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة عشْرين تَقْرِيبًا وَلم يقْرَأ بهَا على أحد ثمَّ رَحل فِي سنة تسع وَعشْرين وَلَقي شَيخنَا والشهاب بن المحمرة وَغَيرهمَا وعني بالشفا فقرأه على جمَاعَة وأتقن قِرَاءَته بل قَالَ الشهَاب بن هَاشم أَنه حسن الْقِرَاءَة للْحَدِيث النَّبَوِيّ جدا، وَقد حدث باليسير وَمِمَّنْ لقِيه البقاعي وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ بالاسكندرية وَأَبوهُ مِمَّن أَخذ عَنهُ شَيخنَا وأرخه فِي سنة تسع وَتِسْعين أَو بعْدهَا.
320 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سعد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي ثمَّ القاهري وَيعرف بالواسطي. / ولد سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع على الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَغَيره وعَلى الْبُرْهَان بن جمَاعَة، وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا نيفا وَعشْرين سنة وَلَكِن مَا شعر بِهِ أَهلهَا حَتَّى أفادهم إِيَّاه الزين عبد الرَّحْمَن القلقشندي فِي سنة سِتّ وَعشْرين فتبادر النَّاس إِلَى السماع مِنْهُ واستدعى بِهِ كل من الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا والتلواني لمجلسه فَأَسْمع عَلَيْهِ طلبته وَأكْثر النَّاس عَنهُ، وَفِي الْمَوْجُودين مِمَّن سمع مِنْهُ الشهَاب البيجوري الْمَاضِي، وَكَانَ خيرا دينا يكثر الْجُلُوس بالأدميين كَأَنَّهُ كَانَ أدميا مواظبا على الصَّلَاة على عاميته جلدا جَازَ التسعين وَهُوَ قوي البنية قَلِيل الشيب لَا يشك من رَآهُ أَنه لم يجز السّبْعين أَو نَحْوهَا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء حادي عشر رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد(2/106)
بالمصلى خَارج بَاب النَّصْر وَدفن بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ جوشن. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه والمقريزي فِي عقوده كِلَاهُمَا بِاخْتِصَار.
321 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن الشَّيْخ أبي الْحسن عَليّ الشهَاب الْحُسَيْنِي الْعلوِي الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الدقاق. / ولد بدهروط وتحول مِنْهَا لمصر وَأخذ الْفِقْه عَن والعربية عَن ابْن عمار وناب فِي الْقَضَاء وَكَانَ مَاتَ فِي رُجُوعه من الْحَج فِي
الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بعجرود وَكَانَ قد جاور بِمَكَّة وأقرأ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْقُسْطَلَانِيّ. / مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن عبد الْملك بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
322 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَدْعُو مظفر بن أبي بكر بن مظفر بن إِبْرَاهِيم الشهَاب التركماني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي شَقِيق عمر الْآتِي وأمهما تونسية أَقَامَت فِي صُحْبَة والدهما خمسين سنة لم يختلفا وَيعرف بِابْن مظفر. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على أَبِيه وَالْبَعْض من الشاطبية والمنهاج وَقَرَأَ فِيهِ على النُّور الأدمِيّ وَاجْتمعَ بالأبناسي الْكَبِير وَحضر دروس الأبناسي الصَّغِير وَصَحب الشهَاب أَحْمد الزَّاهِد ثمَّ الْجمال الزيتوني وتكسب فِي بعض سني الغلاء بسقي المَاء وإقراء الْأَطْفَال وقتا، وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الشَّمْس مُحَمَّد بن الغرزوبة، وانتفع فِي الْعُزْلَة والتقلل وَكَانَ كثير السياحة يتَوَجَّه للقرافة على قَدَمَيْهِ لزيارة الشَّافِعِي وَاللَّيْث وَغَيرهمَا ويتفكر فِي عجائب الْمَخْلُوقَات متقللا من الدُّنْيَا بل متجردا لَا يلوي على أهل وَلَا مَال مَا عَلمته تزوج قطّ إِلَّا قبيل مَوته فِيمَا قيل لَا قصدا للاستمتاع بل للسّنة، وَعرض عَلَيْهِ بعد أَخِيه التَّكَلُّم لَهُ فِي وظائفه فَأبى مؤثرا الِانْفِرَاد وَحب الخمول وَعدم الشُّهْرَة بل رُبمَا فر من بعض من يَقْصِدهُ للدُّعَاء قانعا باليسير حَرِيصًا على مواساة قريبَة لَهُ لِانْعِدَامِ يَأْخُذ مالعله يرد عَلَيْهِ مائلا لمخالطة الْفُقَرَاء وَنَحْوهم، كل ذَلِك مَعَ لطف الْعشْرَة والتودد وَالْأَدب والفصاحة والسمت وَحسن التِّلَاوَة وَالصَّلَاة واستحضار أَشْيَاء من مقامات الحريري وَغَيرهَا من نكت وفوائد، وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد، وَلما قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ مصر عرضوا عَلَيْهِ أَن يؤم بِهِ فَفعل ثمَّ أعرض عَن ذَلِك لِكَثْرَة القاصدين للعلاء وميله للعزله، وَصَارَ بِأخرَة يبيت بالمنكوتمرية ويؤثرها على غَيرهَا لقلَّة من يأوي بهَا فكثرت مجالستي مَعَه بهَا وَصليت خَلفه(2/107)
وَسمعت قِرَاءَته الشجية بل قَرَأت عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَسمعت من كَلِمَاته النافعة جملَة ودعا لي كثيرا وَأَخْبرنِي بجملة من أَحْوَال أَبِيه الْمَذْكُور فِي سنة تسع وَتِسْعين. مَاتَ بالإسهال فِي يَوْم السبت ثَانِي عشر صفر سنة سِتّ وَتِسْعين وَدفن من يَوْمه رَحمَه الله وإيانا.
323 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى الشهَاب الْقرشِي الْيَمَانِيّ الحرضي ثمَّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ثمَّ مَكَّة وَيعرف بالزبيدي. / ولد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وتفقه فِي بِلَاده بالفقيه عمر القمني أَخذ عَنهُ الْإِرْشَاد لشيخه ابْن الْمقري قِرَاءَة وسماعا وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبع
وَسِتِّينَ، وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقرَاءَات فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ على إِمَام الْأَزْهَر النوري وَعبد الدَّائِم والشهاب السكندري وَابْن كزلبغا ثمَّ على الزين جَعْفَر السنهوري ولازم الزين زَكَرِيَّا وَحمل عَنهُ شَرحه للبهجة والجوجري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْإِرْشَاد أَيْضا وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْعَالم الْكَامِل وَقَالَ قَرَأَهُ بفهم ودراية بِحَيْثُ اطلع على خباياه وفوائده واتضحت لَهُ مَعَانِيه مَعَ تَقْيِيد شوارده وَحصل شَرحه لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع قِطْعَة مِنْهُ، وَقَالَ إِنَّه كَانَ السَّبَب فِي تأليفه لَهُ فطالما سَأَلَ فِيهِ وَوَصفه بالفقيه الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود المفنن وَأذن لَهُ فِي إفادتهما وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَكَذَا أَخذ عَن ابْن قرقماس وَسمع على جمَاعَة من المسندين لازمني بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة حَتَّى قَرَأَ عَليّ شرحي على ألفية الحَدِيث وَسمع القَوْل البديع وحصلهما مَعَ شرح الْهِدَايَة وَقَرَأَ قِطْعَة مِنْهُ وَغَيرهَا من تصانيفي وَغَيرهَا وكتبت لَهُم إجَازَة حَسَنَة وتصدى بِمَكَّة لإقراء المبتدئين وانتفعوا بِهِ فِي الْقرَاءَات وَفِي الْعَرَبيَّة مَعَ خير وَسُكُون وتقنع وإقبال على شَأْنه ومحبة فِي الْعلم وَأَهله وإرفاد للْفُقَرَاء بعيشه فِي بعض الْأَوْقَات وَلكنه جامد الْحَرَكَة، وَقد قدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ثمَّ عَاد لمَكَّة وسافر مِنْهَا إِلَى الْيمن وَأخذ مِنْهُ رَأس علمائه الْفَقِيه يُوسُف الْمقري شرحي على الألفية وَنعم الرجل، ثمَّ لما تزايدت فاقته سِيمَا حِين الغلاء بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين عَاد إِلَى الْيمن لطف الله بِهِ.
أَحْمد بن النَّجْم مُحَمَّد بن أبي بكر الشهَاب الْمرْجَانِي الأَصْل الْمَكِّيّ. / مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن عَليّ بن يُوسُف.
324 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حاجي بن دانيال الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الكيلاني الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بِالْحَافِظِ الْأَعْرَج، / برع فِي فنون وأتقن الْقرَاءَات مَعَ ابْن الْجَزرِي وَغَيره وأقرأها غير وَاحِد، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ جَعْفَر السنهوري، وَأثبت شَيخنَا اسْمه فِي الْقُرَّاء بِمصْر فِي وسط هَذَا الْقرن، وَمَات فِي الطَّاعُون بعد الْأَرْبَعين.(2/108)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُذَيْفَة المسيري. / مضى فِيمَن جده أَحْمد رَأَيْته مَنْسُوبا لذَلِك فِيمَن سمع على التقي بن فَهد بِمَكَّة.
325 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسب الله الْقرشِي الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الزعيم. / مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فاستولى أَخُوهُ على مَاله وَفَاتَ مِنْهُ وعوضه بِيَسِير من النَّقْد فأضاعه الآخر وَاحْتَاجَ إِلَى أَن صَار يتكسب بالخياطة ثمَّ عاجلته الْمنية بالاخترام فِي منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع بِمَكَّة
وَدفن بالمعلاة عَن نَحْو ثَلَاثِينَ فأزيد. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
326 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن الشَّيْخ أبي الْحسن الشهَاب اللامي نِسْبَة لجده وَالِد الشَّيْخ مِصْبَاح الصندلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالصندلي. / شيخ معمر كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة مَعَ السّكُون مِمَّن رافق الشَّيْخ مهنا فِي الْأَخْذ عَن شَيخنَا والشهاب بن المحمرة والقاياتي وَكَذَا أَخذ عَن إِبْرَاهِيم الأدكاوي وَقَالَ الغمري فِيهِ وَفِي مهنا كَمَا سَيَجِيءُ هُنَاكَ أَنَّهُمَا خُلَاصَة النَّاس أَو نَحْو هَذَا، وتزايد اعْتِقَاد الْكَمَال إِمَام الكاملية فِيهِ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ التسعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْأَزْهَر فِي محفل مأنوس وَدفن بجوار الشَّيْخ سليم بِالْقربِ من تربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَكنت مِمَّن احب سمته وسكونه وزرته مرَارًا رَحمَه الله وإيانا.
327 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم اللَّقَّانِيّ الأَصْل القاهري / أحد فضلاء الْمَالِكِيَّة أَبوهُ. أثكله أَبَوَاهُ وَقد قَارب المراهقة فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين.
328 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن كريم بِضَم أَوله البعلي التَّاجِر. / سمع فِي سنة خمس وَتِسْعين بِبَلَدِهِ صَحِيح البُخَارِيّ على التقي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب أنابه الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمَات قبل رحلتي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم. / مضى فِي أَحْمد بن مباركشاه.
329 - أَحْمد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن الْأَمِير مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. / سمع بهَا من الْعَفِيف النشاوري وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سبعين جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وجود الْكِتَابَة وَصَارَ يكْتب الوثائق ويسجل على الْحُكَّام مَعَ تأديبه الْأَبْنَاء بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام تَحت مَنَارَة بَاب عَليّ. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة ثَلَاث بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
330 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الشهَاب بن الشَّمْس الأوتاري الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس واشتغل وتميز وَكَانَ مقرئا أديبا ناظما ناثرا صَاحب فنون. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع رَجَب سنة أَربع وَسبعين رَحمَه الله.(2/109)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن النصيبي. / مضى بِدُونِ مُحَمَّد.
331 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عبد الله بن عَليّ بن عمر بن حَمْزَة الشهَاب الْعمريّ الْحَرَّانِي
الأَصْل الْمدنِي وَالِد عبد الْقَادِر الْآتِي وَيعرف بالحجار. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
332 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن عَرَفَات الشهَاب بن خَلِيل الخباز جده والمتصرف أَبوهُ الشَّافِعِي نزيل المنكوتمرية وقتا. / قَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج واشتغل فِي الْفِقْه والعربية والمعاني وَغَيرهَا. وَمن شُيُوخه الزين الأبناسي والبدر ابْن خطيب الفخرية وَابْن قَاسم وَأخي، ولازمني فَقَرَأَ البُخَارِيّ وَغَيره وَسمع أَشْيَاء وتولع بالميقات ففهم شَأْنه وباشر بِالْمَدْرَسَةِ الجمالية نَاظر الْخَاص نِيَابَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كشرحي للألفية وَجلسَ شَاهدا مَعَ ابْن دَاوُد.
333 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَلِيل بن هِلَال بن حسن الشهَاب بن الْعِزّ الحاضري الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ. / ولد فِي سادس شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بحلب وَسمع بهَا على الشهَاب بن المرحل إِلَى الطَّلَاق من النَّسَائِيّ وَأَجَازَ لَهُ الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي الْمقري وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عوض وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. لَقيته بحلب وَقد شاخ وكف فَقَرَأت عَلَيْهِ من أول النَّسَائِيّ جُزْءا وَكَانَ خيرا كثير الْمُحَافظَة على التِّلَاوَة الْحَسَنَة وشهود الْجَمَاعَات مداوما على السَّبع فِي الْجَامِع الْكَبِير نَحْو أَرْبَعِينَ سنة حسن الْمعرفَة بالتعبير مَشْهُورا بِهِ صنف بِهِ حادي العلبير فِي علم التَّعْبِير، وَحفظ فِي صغره الْمُخْتَار واشتغل على أَبِيه وَغَيره، وَلم يل الْقَضَاء كأخوته وَلذَا كَانَ الْبُرْهَان الْحلَبِي يقدمهُ، بل أَقَامَ مُدَّة يتكسب من صناعَة الْحَرِير وَهِي عقد الأزرار فَلَمَّا كف تعطل. مَاتَ فِي حُدُود سنة سِتِّينَ ظنا.
334 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَجَب شهَاب الدّين بن نَاصِر الدّين أحد الْأُمَرَاء العشرات بالديار المصرية وحجابها الصغار. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد حادي عشر رَجَب سنة خمس وَكَانَ شَابًّا جميل الصُّورَة شجاعا باسلا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَمَضَان الْحِجَازِي. / فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جِبْرِيل بن أَحْمد.
335 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن زين شهَاب الدّين السخاوي ثمَّ القاهري. / أثْبته الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ هَكَذَا فِيمَن سمع مِنْهُ الْمجْلس الْخمسين بن الْمِائَتَيْنِ من أَمَالِيهِ وَأَظنهُ ابْن مون الَّذِي كَانَ بارعا فِي النَّحْو وَغَيره وَأخذ عَنهُ الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ والسراج بن حريز وَغَيرهمَا وَقَالَ بعض الْمَالِكِيَّة إِنَّه كَانَ يحضر دروس أبي الْقسم النويري إِلَى آخر وَقت وَأَنه كَانَ يزْعم أَخذه عَن بهْرَام. وَسَيَأْتِي فِي أَوَاخِر الأحمدين مِمَّن لم يسم(2/110)
آباؤهم وَأَنه عمر وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.
احْمَد بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد بن قَاسم. / هُوَ شميلة، يَأْتِي فِي الْمُعْجَمَة.
336 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الشهَاب الشرعبي الْيَمَانِيّ التعزي الشَّافِعِي المقرئي نزيل السميساطية من دمشق إِمَام عَالم مقرئ مفنن أديب بارع / لقِيه البقاعي وَقَالَ أَنه ولد بِالْيمن سنة خمس وَتِسْعين تَقْرِيبًا. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِدِمَشْق.
337 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد الْحِمصِي الشَّافِعِي. / ولد فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقَالَ أَنه سمع من شَيخنَا المسلسل وَأَنه أَخذ عَن الشّرف الْمَنَاوِيّ وبلديه الشَّمْس بن العصياتي ولقيه الشَّمْس بن مُسَدّد الْمدنِي بعد الثَّمَانِينَ فَأخذ عَنهُ.
338 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي أَحْمد القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالزاهد. /
أَخذ التصوف عَن القطب الدِّمَشْقِي الأصفهيدي وتسلك بِهِ وَبِغَيْرِهِ وَالْفِقْه عَن الشهَاب بن الْعِمَاد وانتفع بتصانيفه كثيرا وتلقن من الشهَاب الدِّمَشْقِي وتسلك على يَدَيْهِ أَبُو عبد الله الغمري ومدين وَعبد الرَّحْمَن بن بكتمر وَخلق، وصنف كثيرا للمريدين وَنَحْوهم وَمن ذَلِك رِسَالَة النُّور تشْتَمل على عقائد وَفقه وتصوف فِي أَربع مجلدات وهداية المتعلم وعمدة الْمعلم فقه وتصوف فِي مُجَلد وبداية المسترشد وتحفة الْمُبْتَدِي ولمعة الْمُنْتَهى وهداية الناصح وحزب الْفَلاح الناصح والمنية الْوَارِدَة عباد الله الشاردة وَالْكَوَاكِب الدرية اختصر فِيهَا الرسَالَة الْكُبْرَى وكفاية المتعبد فِي الْأَذْكَار والدعوات وَآخر فِي الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أذكار مهمة وَبَيَان الْكَبَائِر والصغائر ومختصر فِيهِ نبذة من ذَلِك وَمن مختصراته كتاب الْمسَائِل السِّتين وَالْفَرْض وَالسّنة من تعبد الْأمة وَالْغَرَض المستبين فِي الْوَاجِب على الْمُسلمين والنصيحة والإرشاد للأعمال الصَّحِيحَة والاعتقاد وتحفة السلاك فِي أدب السِّوَاك وَحقّ الرَّقِيق وَالْمَشْي فِي الطَّرِيق ونصيحة الْعلمَاء لأخوانهم الْمُؤمنِينَ وهداية الأحباب فِي الصِّحَّة والمآب وَطلب الزَّاد ليَوْم الْمعَاد وَالْعدة عِنْد الشدَّة والنصيحة فِي التَّرْغِيب فِي الصَّفّ الأول وآداب شرب المَاء وَالْكَلَام على المسكرات مخدرها ومسكرها ومقدمة فِي الْفِقْه وَالْبَيَان الشافي فِي الْحَج الْكَافِي فِي الْمَنَاسِك، بل لَهُ قريب عشرَة تآليف فِيهَا إِلَى غير ذَلِك من مجَالِس فِي الْفِقْه وَالتَّرْغِيب فِي طلب الْعلم وَذكر الْحَلَال وَالْحرَام وَبنى عدَّة أَمَاكِن مِنْهَا الْجَامِع الشهير بالمقسم واشتهر ذكره وَبعد صيته، وَقد ذكره(2/111)
شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَنه انْقَطع فِي بعض الْأَمْكِنَة فاشتهر بالصلاح ثمَّ صَار يتبع الْمَسَاجِد المهجورة فيبني بَعْضهَا ويستعين بأنقاض الْبَعْض فِي الْبَعْض ثمَّ أنشأ جَامعا بالمقس وَصَارَ يعظ النَّاس خُصُوصا النِّسَاء، ونقموا عَلَيْهِ فتواه بِرَأْيهِ من غير نظر جيد فِي)
الْعلم مَعَ سَلامَة الْبَاطِن وَالْعِبَادَة. وَكَذَا ذكره الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه بِبَعْض ذَلِك فَقَالَ: الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالزاهد كَانَ يعظ وغالب وعظه للنِّسَاء وَبنى الْجَامِع الَّذِي بالمقس وَقَالَ أَنه مَاتَ فِي رَابِع عشري ربيع الأول سنة تسع عشرَة انْتهى. وَدفن بجامعه الْمشَار إِلَيْهِ وقبره ظَاهر يزار نفعنا الله تَعَالَى بِهِ وَتَأَخر أَصْحَابه إِلَى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. وَهُوَ غير أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد الزَّاهِد الْمَاضِي. وَقد رَأَيْت ورقة من إمْلَائِهِ فِي مرض مَوته نَصهَا: يَقُول الْفَقِير أَحْمد الزَّاهِد إِنَّنِي قَائِل اشْهَدْ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وأنني بَرِيء من كل دين خَالف دين الْإِسْلَام وكل فرقة غير فرقة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكل وهم وخاطر آمَنت بِاللَّه وَبِمَا جَاءَ من عِنْد الله على مُرَاد الله وَآمَنت برَسُول الله وَمَا جَاءَ عَن رَسُول الله على مُرَاد رَسُول الله وَكلما خطر فِي وهمي أَو خاطري فَالله عز وَجل بِخِلَافِهِ أستودع الله هَذِه الشَّهَادَة وَهِي لي عِنْد الله وَدِيعَة يُؤَدِّيهَا إِلَيّ يَوْم أحتاج إِلَيْهَا ثمَّ أوصيكم يَا إخْوَانِي بتقوى الله والسمع وَالطَّاعَة وَإِذا دفنت فاقرأوا عِنْد رَأْسِي فَاتِحَة الْبَقَرَة إِلَى المفلحون وخواتمها إِلَى آخرهَا واجلسوا واقرأوا سُورَة يس وتبارك واهدوهما إِلَيّ وَاجْعَلُوا ثوابهما لي وَقُولُوا الله إِنَّا نَسْأَلك بِحَق مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد أَن لَا تعذب هَذَا الْمَيِّت ثَلَاثًا وتصدقوا عني سَبْعَة أَيَّام بِمَا تيَسّر من حِين الدّفن من خبز أَو فلوس أَو مَاء وأخواني الْفُقَرَاء يكونُونَ أوصياء على الْجَامِع وَالْأَوْلَاد شمس الدّين الشاذلي أَظن الْحَنَفِيّ وَالشَّيْخ مَسْعُود وَعبد الرَّحْمَن وَحسن وَعبيد ومسطرها وَالشَّيْخ عَليّ بن المغربي وَعبد الرَّحْمَن الشاذلي وَالشَّيْخ زين الدّين السطحي وَمُحَمّد العطوفي وَالشَّيْخ أَحْمد الحصصي ومُوسَى وَعَيَّاش وَالشَّيْخ أَحْمد السقا وَالشَّيْخ أَحْمد السنبوسكي وَنور الدّين البهرمسي وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد صهر الغمري وعلاء الدّين القطبي وَالشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن بكتمر وَالشَّيْخ يُوسُف الطيلوني وَالْفَقِير مُحَمَّد بن الْجمال وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم البطايني الشَّامي وَإِبْرَاهِيم النَّقِيب وَالشَّيْخ يُوسُف البوصيري وَالشَّيْخ يُوسُف الصفي وَالْقَاضِي بدر الدّين بن مزهر وَالشَّيْخ أَبُو السُّعُود وَعبد الله الكيماني وَالشَّيْخ عز الدّين الْحَكِيم وعلاء الدّين بن بدر يَعْنِي المجدد لجامع الواجهة تجاه حمام ابْن الرطيل(2/112)
وَالشَّيْخ مُحَمَّد القيسوني وَعبد الله اليموني وزين الدّين بن قَاسم وَبدر الدّين خَادِم الشَّيْخ والمعلم على النقلي وَالشَّيْخ مُحَمَّد أَخُو بدر الدّين والحاج ابْن الأبوقيري وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم الأبناسي يَعْنِي وَالِد عبد الرَّحِيم وَالشَّيْخ عبد الله الغمري يَعْنِي الْوَاعِظ الَّذِي تزوج الغمري ابْنَته وَالشَّيْخ مُحَمَّد الغمري والمرجي وَالشَّيْخ الزفتاوي لَعَلَّه)
عمر وَالشَّيْخ عَليّ خَادِم جَعْفَر الصَّادِق وشمس الدّين بن البيطار وجمال الصَّغِير وَالشَّيْخ أَحْمد والمعلم سُلَيْمَان الخامي وَالشَّيْخ أَحْمد خَادِم سَيِّدي نصر والحاج أَحْمد بن بطوط وشمس الدّين مُحَمَّد بن البرددار يَكُونُوا أوصياء على الْجَامِع وَالْأَوْلَاد مُجْتَمعين وَمُتَفَرِّقِينَ. ثمَّ نقل عَنهُ الْجَمَاعَة الْحَاضِرُونَ أَنه قَالَ هَؤُلَاءِ ركب إِلَى الْجنَّة. وبخطه رِسَالَة نَصهَا الْحَمد لله على كل حَال من أَحْمد الزَّاهِد إِلَى الْوَلَد الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري لطف الله بِهِ وَغفر لَهُ وَختم لَهُ بِخَير وَالسَّلَام عَلَيْك وعَلى الْجَمَاعَة وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته ونسأل الله تَعَالَى كَمَال الْإِعَانَة لَك وللأصحاب على خيري الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَالْقَصْد من هَذِه الرسَالَة ذكرهَا. وَأُخْرَى افتتحها بقوله: الْحَمد لله على كل حَال من أَحْمد إِلَى الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري وَجَمَاعَة الْفُقَرَاء السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وليحذر أَن يكون خاطركم متغيرا لقلَّة الِاجْتِمَاع فَإِن ثمَّ للْفَقِير ضَرُورَة من جِهَة جمع الْبدن والم فِيهِ يَمْنعنِي الِاجْتِمَاع فَإِن كَانَ عنْدكُمْ الْتِفَات إِلَى حَرَكَة سفر فالإذن مَعكُمْ وَإِن كَانَ ثمَّ إِقَامَة بِشَرْط أَن لَا تلتفتوا إِلَى اجْتِمَاع إِلَّا إِذا قدر وَلَا بَأْس أَن تقَابل إِلَى آخر مَا كتب. وَأُخْرَى بعد الْحَمد وَالصَّلَاة من أَحْمد الزَّاهِد إِلَى جمَاعَة الْفُقَرَاء لطف الله بهم أَجْمَعِينَ وَأَعَانَهُمْ على طَاعَته وجعلهم من خَواص عباده بفضله وَرَحمته إِنَّه على مَا يَشَاء قدير وَالْفَقِير بلغه فضل الله تَعَالَى عَلَيْكُم من محبَّة الْخلق وقبولهم والمنزل الصَّالح والإعانة على ذَلِك تيسير الرزق فَللَّه الْحَمد فَأَكْثرُوا من الشُّكْر والدوام على الْعِبَادَة وَالذكر جَمعنَا الله وَإِيَّاكُم فِي دَار كرامته مَعَ الْمُتَّقِينَ الأخيار وَالْفَقِير لَا بُد لَهُ أَن شَاءَ الله تَعَالَى من الْهِجْرَة إِلَيْكُم وَالْإِقَامَة عنْدكُمْ أَيَّامًا بعد أَيَّام قَلَائِل فَإِن الْفَقِير معوق من جِهَة عمَارَة إِلَى آخرهَا.
339 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي بكر الخواجا شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي وَالِد الْعَلَاء عَليّ الْآتِي وَيعرف بِابْن الصَّابُونِي. / بَاشر قَضَاء دمشق حِين تولاه وَالِده وَنظر جَيْشه وَبنى جَامعا خَارج بَاب الْجَابِيَة وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن عشري الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين بقلعة دمشق وَكَانَ معتقلا بهَا ثَلَاثَة أشهر وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بجامعه عَفا الله عَنهُ وإيانا.
340 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَبِيل الطاهري الْمدنِي. / مِمَّن أَخذ عني بهَا.(2/113)
341 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن شعْبَان الصَّالِحِي الْقصار بن الجوازة. / مَاتَ سنة أَربع عشرَة. ذكره ابْن عزم.
342 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب الشهَاب الغمري ثمَّ الْمحلي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن شُعَيْب. /
مِمَّن سمع مني وَكَذَا سمع على الشاوي والقمصي وَآخَرين ولازم ولد شَيْخه أَبَا الْعَبَّاس الغمري وَصَارَ مَقْصُودا فِي كثير من حوائج أهل تِلْكَ الغواحي، وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة سِتّ وَخمسين وتكرر قدومه مَعَ الْمشَار إِلَيْهِ الْقَاهِرَة، وتعلل فِيهَا آخر قدماته أَزِيد من شهر وَحمل مِنْهَا وَهُوَ ضَعِيف جدا إِلَى شَرّ نبابل فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر رَجَب سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين وخلت مبلغأ مَا كَانَ الظَّن فِيهِ الْقُدْرَة عَلَيْهِ وَحصل التأسف على فَقده فقد كَانَ عالي الهمة دربا عَاقِلا من أجل أَصْحَاب الْمشَار إِلَيْهِ وأنفعهم لَهُ كَمَا أَن وَلَده كَانَ من أصلح أَصْحَاب أَبِيه رَحِمهم الله وإيانا.
343 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الثَّنَاء بن الشَّمْس بن الصّلاح بن الْفَخر بن النَّجْم بن المحيوي الأشليمي ثمَّ الْحُسَيْنِي القاهري الشَّافِعِي نزيل البرقوقية وَيعرف بِابْن صَالح وَيُقَال لَهُ أَيْضا سبط السعودي يَعْنِي الشَّيْخ الْعَالم الْمُبَارك الأديب المُصَنّف الشَّمْس السعودي وَلَكِن شهرته بِابْن صَالح أَكثر / لِأَن جده كَانَ كَمَا قدمت يلقب صَلَاح الدّين فغلب عَلَيْهِ الصّلاح بِغَيْر إِضَافَة وَرُبمَا قيل لَهُ صَلَاح فَظن أَنه اسْمه وَكَانَ آخر أجداده محيي الدّين قَاضِي الدمار وجده الصّلاح ذَا أَمْوَال عَظِيمَة وَمَكَارِم عميمة واتصال بالأكابر ويحكي أَنه مر بِهِ بعض مَشَايِخ الْعَرَب فأضافه فَقَالَ إِنَّه لم ير أكْرم من ثَلَاثَة كلهم فُقَهَاء وَالصَّلَاح أكْرمهم. ولد فِي الْعشْر الأول من ربيع الأول سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة بالحسينية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والفية ابْن مَالك ومقدمة الحناوي وَالتَّلْخِيص، وَعرض على شَيخنَا والمحب بن نصر الله وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وأجازوه وَغَيرهم، وَأخذ عَن القاياتي الْفِقْه والأصلين وَالصرْف وَغَيرهَا وَالْفِقْه وأصوله عَن الونائي وأصول الدّين عَن الشمني والعربية عَن الحناوي وَالْفِقْه أَيْضا عَن الْفَقِيه النسابة ولازم الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والعضد الصيرامي شيخ(2/114)
البرقوقية فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَالصرْف وَغَيرهَا وَأَبا الْقسم النويري فِي الْمنطق وَالْعرُوض وَأخذ شرح النخبة وَغَيره عَن شَيخنَا، ثمَّ كَانَ بعد مِمَّن جفاه مَعَ أَنه كَانَ يَقُول كنت أجيئه وَأَنا فِي غَايَة الانحراف مِنْهُ فَمَا أفارقه إِلَّا وَقد امْتَلَأَ قلبِي لَهُ حبا بِخِلَاف غَيره فإنن كنت آتيه وَأَنا ممتلئ الْقلب من حبه فبمجرد أَن يَقع بَصرِي عَلَيْهِ ويناولي يَده يذهب ذَلِك رَحِمهم الله، وبرع فِي فنون وَأَقْبل على فن الْأَدَب ففاق فِيهِ وطارح الأدباء وَقَالَ)
النّظم الرَّائِق الْمُمكن القوافي المنسجم الْأَلْفَاظ والمعاني والنثر الْفَائِق ونظم عقائد النَّسَفِيّ الَّتِي شرحها التَّفْتَازَانِيّ فِي قصيدة من بَحر الْبَسِيط روية اللَّام ألف بِغَيْر حَشْو، وَكَانَ هُوَ والشهاب بن أبي السُّعُود مَعَ مَا بَينهمَا من التباين كفرسي رهان وامتدح الْأَعْيَان كشيخنا والبهاء بن حجي والزين عبد الباسط والكمال بن الْبَارِزِيّ وارتبط بفنائه واختص بِهِ وقتا وَحج صحبته، وَولي تدريس الْفِقْه بالأشرفية الْقَدِيمَة والْحَدِيث بِبَعْض الْمَسَاجِد والخطابة بالمنجكية وَغير ذَلِك وَأَقْبل بِأخرَة على إقراء التَّلْخِيص وَغَيره وَأعْرض عَن الانتساب إِلَى الشّعْر، وَكَانَ غَايَة فِي الذكاء أعجوبة فِي سرعَة الْإِدْرَاك والنادرة ذَاكِرًا لمحفوظاته إِلَى آخر وَقت مَعَ حسن المحاضرة ولطف النَّسمَة وظرف البزة وَقلة الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه وَلم يكن عِنْد الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ فِي مَعْنَاهُ مثله حَتَّى إِنَّه كَانَ يكثر التأسف على فَقده وَسمعت بعض من يعاني الشّعْر من مخالطيه يَقُول إِنَّه كَانَ أرق نظما من شعراء عصره وَكَذَا كَانَ الشّرف بن الْعَطَّار الَّذِي لمزيد اخْتِصَاصه مَال مَعَه عَن جَانب شَيخنَا يُنَوّه بِهِ جدا ويطريه بِحَيْثُ يرجحه على ابْن نباتة وَقد كتب عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا واعتنى النَّجْم بن حجي بِجمع نظمه ونثره فَوَقع لَهُ من ذَلِك الْكثير وَكنت مِمَّن كتب عَنهُ جملَة كَمَا أثبت شَيْئا مِنْهَا فِي معجمي والجواهر بل قرض لي بعض تآليفي فَأحْسن وَمن ذَلِك قَوْله فكانني عنيته بِقَوْلِي فِي شيخ شيخ الحَدِيث قَدِيما إِذْ نثرت عَلَيْهِ عقد مدحي نظيما:
(وَقد حفظ الله الحَدِيث بحفظه ... فَلَا ضائع إِلَّا شذى مِنْهُ طيب)
(وَمَا زَالَ يملا الطرس من بَحر صَدره ... لآلئ إِذْ يملي علينا ونكتب)
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ بقبة البرقوقية وَدفن بِبَاب النَّصْر وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
344 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ نزيل الشيخونية وَيعرف بِابْن الْعَطَّار / كَانَ أَبوهُ عطارا فَقدم ابْنه الْقَاهِرَة فانتمى للزين التفهني وَأخذ(2/115)
عَنهُ الْفِقْه وَغَيره وَنزل بالصرغتمشية والشيخونية وَصَارَ أحد المقررين لسَمَاع الحَدِيث بِالْقصرِ عِنْد السُّلْطَان فَأقبل الْأَشْرَف عَلَيْهِ وأصغى فِي مقاله إِلَيْهِ ثمَّ عرضت لَهُ ماليخوليا فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام وَأخذ وَهُوَ هُنَاكَ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ بقرَاءَته فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَأثْنى عَلَيْهِ وَعَن غَيره وَصَحب تغري بردي المحمودي وَاسْتقر إِمَامه بل عمله مبَاشر وَقفه وَلما اجتاز الْأَشْرَف)
بِالشَّام سنة آمد انْتَمَى لجوهر الخازندار وَرجع مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فعاونه فِي إِعَادَته بالصرغتمشية وَغَيرهَا كتوصف بالشيخونية وحلقة فِي البُخَارِيّ وَمَعْلُوم بالخاص، وَصَارَت لَهُ وجاهة بِحَيْثُ راج أمره عِنْد من يَصْحَبهُ أَو يتَرَدَّد إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من التفنن والمهارة باللغة التركية حسن الشكالة مَعَ الفصاحة وَالْكَرم وَكَذَا قرا على الزين الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم وعَلى شَيخنَا غَالب البُخَارِيّ وَجَمِيع شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي وناب فِي الْعُقُود عَن ابْن الديري وَاعْتذر عَن رغبته فِيهِ باضطراره فِي الْمجَالِس لمباشرته وَإِلَّا فَمَا كَانَ يقصر بِهِ عَن أَعلَى، وباشر قِرَاءَة البُخَارِيّ عِنْد حرماس الكريمي أَمِير مجْلِس الملقب فَاسق، بل لما مَاتَ شَيخنَا اسْتَقر عوضه فِي إسماع الحَدِيث بالمحمودية ورام أَخذ الْقِرَاءَة أَيْضا فنازعه الْبَدْر الدَّمِيرِيّ فِيهَا متمسكا بِعَدَمِ إِمْكَان الْجمع بَين الوظيفتين وَكَانَت بَينهمَا قلاقل، وامتحن فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق وَضرب بَين يَدَيْهِ ثمَّ أَمر بنفيه إِلَى الطينة لكَونه قَالَ ليوسف الرُّومِي أحد صوفية الشيخونية وَأَصْحَاب الشَّمْس الْكَاتِب لما اجتاز بِهِ وَهُوَ فِي شباكها الكافياجي وَأَبُو يزِيد الرُّومِي وَقد أرخيا العذبة وَقَالَ لَهما قد طولتما أذنابكما هَذَا يتَضَمَّن الِاسْتِهْزَاء بِالسنةِ النَّبَوِيَّة فَهُوَ كفر فانزعج يُوسُف من مقَالَته واستعان بالكاتب فِي إنهاء الْأَمر إِلَى السُّلْطَان بعد الاستفتاء وَالْكِتَابَة بِعَدَمِ الاستلزام الْمقَالة ذَلِك وراسل الشهَاب شيخ الْمَكَان وَهُوَ الْكَمَال بن الْهمام يلْتَمس مِنْهُ الشَّفَاعَة فِيهِ مَعَ كَون الْكَمَال منحرفا عَنهُ فَأجَاب وَكتب إِلَى السُّلْطَان رِسَالَة نَصهَا أما بعد فَإِن شهَاب الدّين بن الْعَطَّار وَإِن كَانَ رجلا فِيهِ شدَّة فَهُوَ من أهل الْعلم وَقد حصل لَهُ من التَّعْزِير زِيَادَة من الْمُبَالغَة وَكَونه أَسَاءَ على خَصمه فَلَا بُد أَن خَصمه أَيْضا أَسَاءَ عَلَيْهِ وَلَو أرسلتموها إِلَيّ لكفيتكم همهما وأصلحت بَينهمَا الله إِلَّا إِن كُنْتُم تصغروني وتستضعفون جَانِبي فَترك الْوَظِيفَة ليل أعز من التَّكَلُّم فِيهَا وَالْقَصْد الصفح عَنهُ وَالْعَفو من التقي وَترك هَذِه السَّاعَة الْعَظِيمَة الَّتِي حصل بِسَبَبِهَا الردع عَن الْعود لمثلهَا وَكَذَا شفع فِيهِ غَيره من الْأُمَرَاء فَأجَاب وَاسْتمرّ مُقيما بِالْقَاهِرَةِ(2/116)
يدرس وَيحدث إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله وَقد اقتنى كتبا نفيسة وَأَشْيَاء مهمة حضرت مبيعها. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان الكركي الإِمَام.
345 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح المسيري الرجل الصَّالح المجذوب نزيل نَاحيَة منية ابْن سلسل وَيعرف بالخشاب. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة فِيمَا أَحسب وَكَانَ الْبُرْهَان بن عليبة يحفظ كثيرا من كراماته وماجرياته وأثبته البقاعي فِي مُعْجَمه.
346 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة بن مَسْعُود بن أبي الْفرج الشهَاب بن الصّلاح الدلجي الأَصْل والموطن القاهري المولد عَالم الصَّعِيد وَيعرف بالدلجي وَهُوَ سبط عبد الْمُؤمن الْقرشِي جد صاحبنا عبد الْقَادِر بن عبد الْوَهَّاب الْآتِي وَلذَا يعرف هُنَاكَ بسبط عبد الْمُؤمن. / ولد بِالْقَاهِرَةِ قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِيَسِير وانتقل مَعَ أمه إِلَى دلجة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والبهجة وألفيتي الحَدِيث والنحو والشاطبيتين وَجمع الْجَوَامِع وَعرض بَعْضهَا على جمَاعَة كالجلال الْمحلي وَقَالَ أَنه سمع على شَيخنَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ يَسِيرا وَكَذَا قَرَأَ على التقي بن فَهد والشوايطي بِمَكَّة حِين مجاورته بهَا وَأخذ عَن الْمحلي والمناوي والوروري فِي الْفِقْه وَعَن الْأَخير الْعَرَبيَّة وَعَن البامي فِي الْأُصُول ولازم الزين زَكَرِيَّا فِي فنون وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَحضر عِنْدِي مجْلِس الْإِمْلَاء بل سَأَلَني فِي تَقْرِير الضَّعِيف من الألفية مَعَ سَمَاعه لدروس مِنْهَا وَمن شرحها وَقَرَأَ على الْبَعْض من عُمْدَة المحتج وَتَنَاول سائره وَكنت عِنْده بِالْمحل الْأَعْلَى وَقد حضر مرّة عِنْد الخيضري فَجَاءَنِي وَأبْدى من عجبه الْمَزِيد، وناب فِي الْقَضَاء هُنَاكَ ودرس وَأفْتى وَتزَوج ابْنة الْمحلي بعده مَعَ عدَّة زَوْجَات، وَهُوَ وافر الذكاء قوي الحافظة يستحضر كثيرا من الحَدِيث وشروحه والتاريخ وَالْأَدب مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والعربية ومزاحمة بذكائه فِي كل مَا يرومه وطلاقة وقدرة على جلب الخواطر إِلَيْهِ، وَلَو تفرغ للاشتغال كَمَا يَنْبَغِي لَكَانَ أمه وتزايد تَعبه لِكَثْرَة تولع الْملك بِكَثْرَة رزقه حِين المرافعة فِيهِ سِيمَا بعد قتل الدوادار الْكَبِير مَعَ أَنه كَانَ انحل عَنهُ. مَاتَ بعد أَن ضعف بَصَره بعلة عسر الْبَوْل فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخلف أَرْبَعَة عشر ولدا سَبْعَة ذُكُور واجتهد أَمِير سلَاح تمراز بسفارة أبي الطّيب السُّيُوطِيّ وَكَونه أحد أوصيائه فِي عدم إِخْرَاج شَيْء من رزقه عَنْهُم. وَدفن بزاوية جده لأمه فِي دلجة وَلم يخلف هُنَاكَ مثله عَفا الله عَنهُ وإيانا.
347 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة الشهَاب الْمصْرِيّ القادري الشَّافِعِي / أحد الصُّوفِيَّة(2/117)
بالصلاحية وَالْجَمَاعَة القادرية. وجدت مَعَه أوراقا بِعرْض الْعُمْدَة على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والدميري وَغَيرهم فِيهَا كشط بِمحل اسْمه فَأَعْرَضت عَنْهَا مَعَ إِمْكَانه وَلكنه قد سمع الشاطبية على الشّرف بن الكويك والزراتيتي مَعَ شَيخنَا الزين رضوَان فاستجزناه لذَلِك. مَاتَ فِي حُدُود السِّتين.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَلَاح. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نصر بن عِيسَى. / يَأْتِي
فصلاح لقب جده لَا اسْمه.
348 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن طلاداي شهَاب الدّين الباسطي لسكناه حارة عبد الباسط الْحَنَفِيّ الْمقري وَيعرف بدقماق. / مِمَّن لازمني يَسِيرا فِي قِرَاءَة الشفا وَغَيره وَقَرَأَ على الزين جَعْفَر السنهوري ثمَّ على الناصري الأخميمي فِي الْقرَاءَات وَحفظ الشاطبية وَرُبمَا اشْتغل فِي الْعَرَبيَّة وَلست أَحْمَده.
349 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عاصد الْفرْيَابِيّ الشَّامي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي.
350 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَبَّاس الحفصي ابْن أخي السُّلْطَان أبي فَارس / وَصَاحب بجاية. مَاتَ فِي سنة عشر فقرر السُّلْطَان بدله أَخَاهُ الدبال مُحَمَّد. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
351 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ الشهَاب بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. / نَاب فِي الحكم عَن أَخِيه وَولي نظر بَيت المَال بِالْقَاهِرَةِ. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. وَقَالَ غَيره كَانَ فَقِيها فَاضلا درس عَن أَبِيه بالظاهرية بِدِمَشْق، وَقدم الْقَاهِرَة فَلَمَّا اسْتَقر أَبوهُ فِي قَضَائهَا اسْتَقر عوضه فِي نظر بَيت المَال، وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري ربيع الآخر فَجْأَة. وَغلط من زَاد فِي نسبه مُحَمَّدًا أَيْضا كالمقريزي فِي عقوده فَقَالَ: أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبر.
352 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السنباطي ثمَّ القاهري شَقِيق الشّرف عبد الْحق الْآتِي. / مِمَّن سمع على جمَاعَة من الشُّيُوخ وَحج مَعَ أيبه وجاور يَسِيرا وسافر وتقلب بِهِ فِي أَحْوَال لم ينجح فِي جملَة مِنْهَا وتعب قلب أَخِيه بِسَبَبِهِ مَعَ حبه لَهُ.
353 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْحق الشهَاب الغمري ثمَّ القاهري الْخَطِيب التَّاجِر أَخُو عَليّ الْآتِي. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بمنية غمرو وَنَشَأ(2/118)
بهَا فحفظ الْقُرْآن وتكسب كأبيه بِالتِّجَارَة فِي الْبَز وتحول بعده إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وخطب أَحْيَانًا بِجَامِع الغمري بهَا، وَحج وأنجب أَوْلَادًا وَسمع عَليّ بل وعَلى شَيخنَا فِيمَا أَظن. مَاتَ بعد أَن تضعضع حَاله وتوعك قَلِيلا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم ثمَّ بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بالقراسنقرية رَحمَه الله.
354 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الأشموني الأَصْل القاهري الْمَالِكِي الْآتِي أَبوهُ وَذَاكَ ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل قَلِيلا عِنْد الزين الأبناسي وَغَيره وَسمع عَليّ بِالْقَاهِرَةِ فِي شرح مَعَاني الْآثَار وَغَيره ثمَّ قَرَأَ عَليّ بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فِي الشفا وَغَيره ولازمني فِيهَا وَفِي الَّتِي تَلِيهَا فِي سَماع أَشْيَاء وكتبت لَهُ إجَازَة وَكَانَ نور الدّين الحسني أحد مريدي وَالِده حِين فَارق مَكَّة فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين اسْتَخْلَفَهُ فِي مشيخة رِبَاط السُّلْطَان فاستمر مُقيما هُنَاكَ وَلَكِن يَده محبوسة عَن تَمام التَّصَرُّف وَقد تزوج هُنَاكَ وجاءتة ابْنة، مَعَ اشْتِغَاله بالفقه وَغَيره عِنْد بعض المغاربة وحضوره درس قَاضِي الْمَالِكِيَّة وانجماعه وجودة طَرِيقَته، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فاستقل وَعَاد فِي الْبَحْر أثْنَاء سنة خمس وَتِسْعين على خير من مُلَازمَة التِّلَاوَة وَالذكر والاشتغال بالفقه وَغَيره مَعَ كَثْرَة أدبه وتودده كَانَ الله لَهُ.
355 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد رب النَّبِي الشهَاب البدراني. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة فِي سنة أَربع وَتِسْعين.
356 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمَحْمُود السهروردي الْبَغْدَادِيّ. / مِمَّن شَارك وَالِده فِي الْأَخْذ عَن السراج الْقزْوِينِي أَخذ عَنهُ الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن عَليّ الْبَغْدَادِيّ القَاضِي فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَأَظنهُ كَانَ حنبليا.
357 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن رسْلَان الشهَاب بن التَّاج بن الْجلَال بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وأوسط الْأُخوة الثَّلَاثَة. / ولد فِي سَابِع شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد النُّور المنوفي والعمدة والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على جده وَالْوَلِيّ العرقي والشطنوفي وَالشَّمْس بن الديري والعز عبد الْعَزِيز البُلْقِينِيّ وَالْجمال عبد الله الأقفهسي الْمَالِكِي فِي آخَرين مِنْهُم الْمجد الْبرمَاوِيّ بل قَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى وَالِده الْمِنْهَاج بِتَمَامِهِ وعَلى عَم وَالِده الْعلم الْعُمْدَة بِتَمَامِهَا وَشَيخنَا وَسمع على جده وَابْن الكويك والشهاب البطائحي وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وقاري الْهِدَايَة وَغَيرهم،(2/119)
وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم عَائِشَة ابْنة عبد الْهَادِي وَعبد الْقَادِر الأرموي، وتلقن الذّكر من الْبُرْهَان الأدكاوي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة لما قدم لزيارة جده واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْمجد الْبرمَاوِيّ وَكَانَ يثني على ذهنه وَحضر دروس جده، وَحج مَعَ وَالِده فِي سنة خمس وَعشْرين صُحْبَة الرَّحبِي
وناب فِي الْقَضَاء عَن عَم وَالِده وَلكنه لم ينتدب لَهُ بل أعرض عَنهُ بعد، ودرس برباط الْآثَار النَّبَوِيَّة برغبة أَبِيه لَهُ عَنهُ وَعمل الميعاد بالحسينية برغبة عَم وَالِده الضياء عبد الْخَالِق لَهُ عَنهُ، وَكَانَ يذاكر بجملة من الْفَوَائِد وَالْفُرُوع محافظا على الْجَمَاعَات وشهود تصوفية بالبيبرسية والسعيدية منجمعا عَن النَّاس بارا بوالده بل وَبِغَيْرِهِ من الْفُقَرَاء سرا محبا فِي النُّكْتَة والنادرة طارحا للتكلف يمِيل إِلَى الفضاء وأماكن النزه مَعَ الْحِرْص وَالِاسْتِقْصَاء فِي الطّلب لما يسْتَحقّهُ وَلَو أدّى لنَقص، كثير الوسواس فِي الطَّهَارَة وترديد النِّيَّة ثمَّ بَطل وَصَارَ أحسن حَالا مِمَّا تقدم لَا سِيمَا فِي ميزد الانجماع لضعف حركته، توعك أشهرا ثمَّ مَاتَ فِي آخر صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي محفل فِيهِ الْقُضَاة وَغَيرهم تقدم النَّاس أَخُوهُ البدري أَبُو السعادات ثمَّ دفن بمدرستهم رَحمَه الله وإيانا.
358 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خليف بن عِيسَى الشهَاب أَبُو الْخطاب بن الإِمَام أبي حَامِد المطري الْمدنِي الشَّافِعِي أَخُو الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي. / سمع على أبي الْحسن الْمحلي سبط الزبير وَمن قبله على الزين المراغي فِي سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة.
359 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن زُرَيْق. / أسره اللنكية وَهُوَ شَاب ابْن عشر سِنِين فَمَاتَ أَبوهُ أسفا عَلَيْهِ كَمَا سَيَأْتِي عوضهما الله الْجنَّة.
360 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان الشهَاب أَبُو الْفضل السخاوي الأَصْل القاهري وَلَدي. / ولد فِي عصر يَوْم السبت خَامِس جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة بسكننا بِالْقربِ من المنكوتمرية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ وَاجْتَهَدت فِي الاعتناء بِهِ فأحضرته فِي السّنة الأولى من عمره على الْعَلَاء القلقشندي وَابْن الديري وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمحلي والزينين شعْبَان ابْن عَم شَيخنَا وَابْن الشَّيْخ خَلِيل القابوني وَخلق وأسمعته الْكثير من الْكتب الْكِبَار والأجزاء الْقصار وانتفع النَّاس فِي ذَلِك بمرافقته وَأَجَازَ لَهُ خلق من الْأَمَاكِن النائية وَغَيرهَا وثبته فِي مُجَلد وَمَشى فِي زفة حَيَاته خلق فيهم من لم يمش فِي ذَلِك قطّ وَكَانَ نجيبا ذكيا بارعا فِي الْجمال محببا إِلَى الأكابر أَتَى على مُعظم الْقُرْآن وَكتب عني بعض الأمالي وقابل معي كثيرا.(2/120)
مَاتَ بالطاعون فِي ضحى يَوْم الْأَحَد سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع الْحَاكِم فِي مشْهد حافل لم يعْهَد فِي هَذِه الْأَيَّام نَظِيره تقدمهم الشَّافِعِي
ثمَّ دفن بحوش البيبرسية وشيعه خلق أَيْضا وتأسف النَّاس عَلَيْهِ ورثاه غير وَاحِد عوضني الله وَأمه خيرا فَلَقَد كَانَ من محَاسِن الْأَبْنَاء فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون.
361 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي بكر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو زرْعَة بن الشَّمْس بن الزين الصبيبي الْمدنِي الشَّافِعِي / حفظ الْحَاوِي والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك وَأخذ الْفِقْه عَن قَرِيبه الْجمال الكازروني ولازمه كثيرا حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ جملَة من كتب الحَدِيث وَبِه تخرج وَكَذَا قَرَأَ البُخَارِيّ وَمُسلمًا على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب، وَأخذ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول عَن النَّجْم السكاكيني وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الألفية، وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة فِي آخَرين من عُلَمَاء الشاميين وَغَيرهم، وَكتب الْمَنْسُوب وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وصنف فِي الْعرُوض وَغَيره وَحدث ودرس وَقَرَأَ عَلَيْهِ سُلَيْمَان بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن وهبان الشفا. مَاتَ فِي أَوَائِل سنة تسع وَأَرْبَعين وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله.
362 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن رَجَب الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن رَجَب وَفِي الْقَاهِرَة بالطوخي. / ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بطوخ بني مزِيد وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والمنهاج التَّنْقِيح وألفيتي الحَدِيث والنحو والملحة والشاطبية وَجمع الْجَوَامِع وبعضا من غَيرهَا وَعرض على جمَاعَة كالشمني والأقصرائي، وَقَرَأَ الشاطبية بِتَمَامِهَا على الشَّمْس بن الحمصاني وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا ثمَّ قطنها، وَحج غير مرّة وجاور بِمَكَّة شهرا وأدمن الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه والْحَدِيث والأصلين والعربية وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان والفرائض والحساب والقراءات والتصوف وَغَيرهَا، وبرع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة، ونظم جمع الْجَوَامِع والورقات لإِمَام الْحَرَمَيْنِ والنخبة والمنهاج وَشرح بعض مناظيمه وَشرح فِي نظم الْمُغنِي وَغير ذَلِك وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بالباسطية وخطب بهَا وبغيرها نِيَابَة وَمن شُيُوخه الْجلَال الْبكْرِيّ وَأَبُو السعادات والمحيوي الطوخي والشرف البرمكيني والزين زَكَرِيَّا والأبناسي وَأخي وَعبد الْحق والْعَلَاء الحصني وَابْن أبي شرِيف والجوجري وَالْفَخْر الديمي والزين جَعْفَر، وَمن الْمَالِكِيَّة السنهوري وَبَعْضهمْ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَسمع على النشاوي والقمصي وحفيد الشَّيْخ يُوسُف العجمي وَابْنَة الزين القمني وَآخَرين وَكثير مِنْهُ بقرَاءَته(2/121)
وَقَرَأَ عَليّ شرحي للألفية مرّة بعد أُخْرَى وَكَذَا حمل عني شرح الْمُؤلف بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَأكْثر عني رِوَايَة كالكتب السِّتَّة ودراية وأملى وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفي
أَشْيَاء ومدحني بعدة قصائد سَمعتهَا من لَفظه مَعَ أَشْيَاء من نظمه مِمَّا امتدح بِهِ ابْن مزهر وَابْن حجي والكمال بن نَاظر الْخَاص وَغير ذَلِك وأقرأ الطّلبَة بالباسطية وَغَيرهَا وَعرض عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا قَضَاء بَلَده وَامْتنع وَاقْتصر على التكسب بِالشَّهَادَةِ وَحج غير مرّة آخرهَا فِي موسم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وجاور فِي الَّتِي تَلِيهَا وأقرأ هُنَاكَ الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَحضر قَلِيلا عِنْد القَاضِي امتدحه بل قَرَأَ عَليّ فِي الِاسْتِيعَاب ولازم دروسي إِلَى أَن تعلل فدام نَحْو شَهْرَيْن ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَدفن بالمعلاة. وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَخلف ذكرا وَأُنْثَى وَأما وَزَوْجَة رَحمَه الله وعوضه الْجنَّة.
363 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْقسم الْحِمْيَرِي الفاسي الأَصْل القسنطيني المولد التّونسِيّ الدَّار المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالخلوف. / ولد فِي ثَالِث الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بقسنطينة وسافر بِهِ أَبوهُ وَهُوَ فِي المهد إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ مَعَه فِيهَا أَربع سِنِين ثمَّ تحول بِهِ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فقطنه وَحفظ بِهِ الْقُرْآن وكتبا جمة فِي فنون وَعرض على جمَاعَة ولازم أَبَا الْقسم النويري فِي الْفِقْه والعربية وَالْأُصُول وَغَيرهَا حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكَذَا أَخذ رِوَايَة وَغَيرهَا عَن الشهَاب بن رسْلَان والعز الْقُدسِي وماهر وَغَيرهم وبالقاهرة النَّحْو وَالصرْف والمنطق وَغَيرهَا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي آخَرين وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة بِبِلَاد الْمغرب أَحْمد السلاوي وَقَالَ أَنه أحفظ من لقِيه بهَا، وتعانى الْأَدَب فبرع نظما ونثرا وَكتب لمولاي مَسْعُود بن صَاحب الْمغرب عُثْمَان حفيد أبي فَارس ولي عهد أَبِيه الملقب بِذِي الوزارتين، ونظم الْمُغنِي وَالتَّلْخِيص وَغير ذَلِك وَعمل بديعية ميمية سَمَّاهَا مواهب البديع فِي علم البديع أَولهَا:
(أَمن هوى من ثوى بالبان وَالْعلم ... هلت براعة مزن الدمع كالعنم)
وَشَرحهَا شرحا حسنا وَكَذَا لَهُ رجز فِي تصريف الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال سَمَّاهُ جَامع الْأَقْوَال فِي صِيغ الْأَفْعَال وَفِي علم الْفَرَائِض سَمَّاهُ عُمْدَة الفارض وَعمل فِي الْعرُوض تَحْرِير الْمِيزَان لتصحيح الأوزان وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا وَكَذَا مدح مُلُوك بِلَاده، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة مِنْهَا فِي أثْنَاء سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة فِي الْبَحْر(2/122)
إِلَى أَن حج فِي موسمها ثمَّ عَاد)
وَاسْتمرّ إِلَى أَن سَافر فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأكْرم نزله وانصرافه ولقيته مودعا لَهُ فَكتبت عَنهُ من نظمه مَا ضمن فِيهِ قَول ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس:
(أفاتكة اللحظ الَّتِي سلبت نسكي ... على أَي حَال كَانَ لَا بُد لي مِنْك)
(فَأَما بذل وَهُوَ أليق بالهوى ... وَإِمَّا بعز وَهُوَ أليق بِالْملكِ)
فَقَالَ:
(أماط الْهوى عَن واضحي برقع النّسك ... فَوجدت من أهواه عَن هوة الشّرك)
(فَقلت وَقد أفتت لحاظك بِالْفَتْكِ ... أفاتكة اللحظ الَّتِي سلبت نسكي)
على أَي حَال كَانَ لَا بُد لي مِنْك
(يَمِينا بِنَجْم القرط مِنْك إِذا هوى ... وخال على عرش بوجنتك اسْتَوَى)
(لَئِن لم تفني لَا بُد للقلب مَا نوى ... فَأَما بذل وَهُوَ أليق بالهوى)
وَإِمَّا بعز هُوَ أليق بِالْملكِ وَهُوَ حسن الشكالة والأبهة ظَاهر النِّعْمَة طلق الْعبارَة بليغا بارعا فِي الْأَدَب ومتعلقاته وَيذكر بظرف وميل إِلَى البزة وَمَا يلائمها كتب عَنهُ غير وَاحِد بِالْقَاهِرَةِ والاسكندرية وَقد أثنى عَليّ نظما ونثرا بِمَا أثْبته فِي مَكَان آخر.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن القرداح. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن.
364 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التَّاج أَبُو الْعَبَّاس البلبيسي ثمَّ القاهري الْخَطِيب الشَّافِعِي الْخَطِيب. / ولد سنة ثَمَان عشرَة أَو سبع عشرَة وَسَبْعمائة واشتغل وتفقه وَلم يحصل لَهُ من سَماع الحَدِيث مَا يُنَاسب سنه وَلكنه جاور بِمَكَّة فَسمع من الْكَمَال بن حبيب عدَّة كتب كسنن ابْن مَاجَه ومعجم ابْن قَانِع وَأَسْبَاب النُّزُول وَحدث بهَا عَنهُ وَمِمَّنْ سمع من شُيُوخنَا الشَّمْس الرَّشِيدِيّ وَولي أَمَانَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ للبرهان بن جمَاعَة فَشَكَرت سيرته ثمَّ تَركهَا تورعا وزهادة وَكَذَا نَاب فِي الحكم ببولاق وَولي التدريس مَعَ الخطابة بِجَامِع الخطيري وَسكن بِهِ، ومازال يعرف بِالْخَيرِ حَتَّى مَاتَ فِي ثَانِي عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى. قَالَ شَيخنَا اجْتمعت بِهِ والمنني سَمِعت مِنْهُ شَيْئا من مُعْجم ابْن قَانِع وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنه لعلا فِيهِ دَرَجَة، وَذكره المقريزي فِي عقوده.
365 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أبي زيد شيخ المسر. / ذكره ابْن عزم كَذَا.
366 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السطوحي الْمُنِير من الْمَشَايِخ الأحمدية. / لازمني فِي الْإِمْلَاء وَغَيره مُدَّة بل وَقَرَأَ عَليّ فِي البُخَارِيّ والمجلس الَّذِي عملته فِي خَتمه وتمسح على طريقتهم.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الجرهي. / هُوَ نعْمَة الله يَأْتِي.(2/123)
367 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد الشهَاب البوتيجي القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بَين أهل بَلَده بالميري بِفَتْح الْمِيم ثمَّ تَحْتَانِيَّة وَآخره رَاء مُهْملَة. / ولد كَمَا بِخَط أَبِيه فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بأبوتيج وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّمْس الْمدنِي بن فَرِحُونَ وجوده على جمَاعَة مِنْهُم الْفَقِيه بركَة الْمُقِيم بزاوية الشّرف بن حريز عَم حسام الدّين وَحفظ التبريزي وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَعشْرين فَنزل بالفاضلية عِنْد بلديه الزيني البوتيجي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْفِقْه والفرائض وَغَيرهمَا ثمَّ التمس مِنْهُ الشّرف الْمَنَاوِيّ ليقيم عِنْده فَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وملازمته لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْبَهْجَة تقسيما وَكَذَا قَرَأَ على أَحْمد الْخَواص فِي الْفِقْه وَغَيره وعَلى عمر الحصني فِي ايساغوجي، وَكَانَ يكْتب عَن شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء بل سمع على الزين الزَّرْكَشِيّ فِي مُسلم وَأَجَازَ لَهُ الشهَاب البوصيري وَأخذ عَن الأدكاوي وَعمر الطباخ وَالسَّيِّد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطباطبي وَلم يتَمَيَّز فِي شَيْء من هَذَا، وَحج هُوَ زين العابدين ابْن شَيْخه فِي سنة خمسين وسمعا على أبي الْفَتْح المراغي ثلاثيات الصَّحِيح بِقِرَاءَة ابْن الفالاتي وَكَذَا على التقي بن فَهد، وتنزل فِي جِهَات وَتردد للْأَنْصَارِيِّ وقانم التَّاجِر وَآخَرين وَمَعَ مزِيد اخْتِصَاصه بالمناوي زعم أَنه لم يدْخل فِي شَهَادَة فضلا عَن الْقَضَاء هَذَا مَعَ أَن باسمه شَهَادَة فِي الْكسْوَة وَتزَوج زَوْجَة وَلَده بعد مَوته وَلم يحمد ابناه صَنِيعه مَعَهُمَا وتناقص حَاله جدا. مَاتَ فِي سنة وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.
368 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مَسْعُود الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الْجمال الطّيب الْبكْرِيّ الصديقي القاهري الطنتدي الأَصْل اليمني الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالطنتداوي. / ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَسبعين وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَحل الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمُقْرِئ واشتغل فِي الْفِقْه عِنْد الْكَمَال مُوسَى بن زين العابدين بن الرداد وَفِي الْكَافِي فِي الْعرُوض لِابْنِ العمك اليمني على أبي بكر الزبيدِيّ التليمي وسافر لقَضَاء فَرِيضَة الْحَج فوصل مَكَّة فِي ربيع الأول سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة فَحَضَرَ قَلِيلا عِنْد قاضيها الشَّافِعِي ولازم
الْحَنْبَلِيّ فِي التصوف وَقَرَأَ عَليّ بعض بُلُوغ المرام وَسمع الْيَسِير من التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ ثمَّ توجه فِي الْقَافِلَة الَّتِي كُنَّا فِيهَا صُحْبَة الْحَنْبَلِيّ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَحَضَرَ عدَّة من دروس الشريف السمهودي وَقَرَأَ عَليّ أَيْضا الشَّمَائِل النَّبَوِيَّة وَسمع على غَيرهَا وَعمل قصيدة نبوية.
369 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن عبد القاهر الماكسيني الشَّافِعِي. / ولد فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من جده جُزْء(2/124)
ابْن زبر الصَّغِير أنابه إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَمن عَليّ بن الْعِزّ عمر مشيخته وَكَانَ يكْتب خطاحسنا ويتكسب بِكِتَابَة الْقَصَص ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود بالعادلية وَهُوَ من بَيت رِوَايَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وَقَالَ أجَاز لي سنة سبع وَتِسْعين وَبعدهَا وَأَظنهُ مَاتَ على رَأس الْقرن، وَقَالَ فِي أنبائه أَنه مَاتَ فِي صفر سنة تسع وأرخ مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَفِي مُعْجَمه سنة بضع وَالْأول أثبت، وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده وَفِي النُّسْخَة سنة ثَلَاث وضبب.
370 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس السرسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الشاذلي / وَهُوَ بكنيته أشهر مِمَّن أَخذ عَن الْجمال الضَّرِير وانتفع بِهِ وَرُبمَا وَافقه فِي الْمَجِيء إِلَى الْعِزّ بن جمَاعَة قَرَأَ على شَيخنَا شرح ألفية الْعِرَاقِيّ وَصَحب مُحَمَّد الْحَنَفِيّ فاختص بِهِ وتلمذ لَهُ مَعَ تقدمه عَلَيْهِ فِي الْفُنُون وَغَيرهَا بِحَيْثُ راج أَمر الْحَنَفِيّ بِهِ وَكَانَ ابْن الْهمام يُصَرح بفضيلته وَرُبمَا أرسل إِلَيْهِ الطّلبَة لقِرَاءَة تصانيف ابْن الْهمام عَلَيْهِ بل هُوَ فِي الْفَضِيلَة وَالصَّلَاح كلمة اتِّفَاق وتصدى للإقراء فِي حَيَاة الشَّيْخ مُحَمَّد وَبعده فَتخرج بِهِ جمَاعَة وتسلك بإرشاده غير وَاحِد، وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة واعظا فصيحا طارحا للتكلف كثير المحاسن سَمِعت وعظه. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من ثَمَانِينَ سنة فِيمَا قيل وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم رَحمَه الله وإيانا.
371 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْأَزْدِيّ السكندري وَيعرف بِابْن شَافِع / ولد فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة وأسمع على ابْن الصفى وَغَيره قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه قَرَأت عَلَيْهِ مشيخة الرَّازِيّ وَمَات بعد الْقرن بِيَسِير.
372 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور النابلسي الْحَنْبَلِيّ الْمعبر عَم الْبَدْر مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْآتِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ: الْفَقِيه الْمُفْتِي لَقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ المستجاد من تَارِيخ بَغْدَاد تَخْرِيج ابْن جعوان
بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْبَيَانِي. قلت وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ التقي أَبُو بكر القلقشندي، وَله تصنيف فِي التَّعْبِير.
373 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الشهَاب التزمنتي ثمَّ الْقُدسِي الشَّافِعِي وَالِد الولوي مُحَمَّد الْآتِي. /
قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه سمع من القلانسي واشتغل بالفقه ثمَّ سكن بَيت الْمُقَدّس وَبِه لَقيته وَسمعت مِنْهُ شَيْئا من المعجم الصَّغِير للطبراني. مَاتَ سنة بضع.
374 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الْخَولَانِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي. / إِنْسَان خير قطن مَكَّة مديما للاشتغال عِنْد النُّور بن عطيف بل أَخذ فِي الْيمن عَن فقيهه عمر الفتي(2/125)
وَجَمَاعَة كالنهاري القَاضِي وتميز فِي الْفِقْه ولازم عبد الْحق السنباطي فِي مجاورته ثمَّ لازمني فِي أَخذ شرحي للألفية وحصله بِخَطِّهِ وَغير ذَلِك من تصانيفي ثمَّ قَرَأَ عَليّ جلّ الألفية مَعَ سَمَاعه لَهَا وَنعم الرجل سكونا وانجماعا وتقنعا وَرُبمَا أَقرَأ الطّلبَة سِيمَا فِي الْإِرْشَاد وناب فِي مشيخة رِبَاط ابْن الزَّمن وأقرأ هُوَ فِي بَيت الْبونِي اضطرارا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك.
375 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أبي السرُور الشهَاب أَبُو السرُور بن القطب أبي الْخَيْر الحسني الفاسي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو عبد اللَّطِيف الْآتِي هُوَ وأبوهما. / عرض عَليّ بِالْقَاهِرَةِ محافيظه وَسمع عَليّ بِقِرَاءَة أَبِيه وَغَيره وَهُوَ الْآن سنة سبع وَتِسْعين إِمَّا بالروم أَو حلب.
376 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن الْفُرَات الْمصْرِيّ الأديب الطشت دَار وَيعرف بَين أَبنَاء صَنعته بجردمرد. / ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتعانى من صغره الارتزاق بِغسْل الثِّيَاب وصقلها وخدم فِي بيُوت الأكابر بذلك وَنَحْوه وتعانى حفظ الشّعْر بحوره وفنونه فَحصل من ذَلِك الْكثير بل نظم وَحج بعد سنة ثَلَاثِينَ وسافر إِلَى حلب وَدخل الاسكندرية ودمياط واقترح عَلَيْهِ شَيخنَا أَن ينظم على قَوْله المواليا لَك يَا عَليّ عين فَقَالَ ارتجالا، وَكتب عَنهُ البقاعي فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، وَمَات بعد ذَلِك.
377 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الشهَاب بن النظام بن التَّاج الْهَمدَانِي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الكلوتاتي. / ولد فِي نصف شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع بِمَكَّة على ابْن صديق الصَّحِيح وعَلى أبي الطّيب السحولي الشفا أنابه الزبير بن عَليّ الأسواني وعَلى الْجمال بن ظهيرة أَشْيَاء، ولقيته بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين فَأجَاز لي وَذكر أَنه كَانَ سمع
بِالْقَاهِرَةِ على غير وَاحِد فَضَاعَت أثباته بذلك، وَكَانَ إنْسَانا بهيا خيرا سَاكِنا يتكسب بِبيع الأقباع والكلوتات مُحْتَرما بَين جِيرَانه وَأهل حرفته. وَأَظنهُ مَاتَ قَرِيبا من وَقت لقيي لَهُ وَلَو اتنى بِهِ لعلا سَنَده رَحمَه الله.
378 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حمام الشهَاب الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن حمام. /
كَانَ عطارا بِبَاب السَّلَام ثمَّ سَافر سفيرال للرازار التَّاجِر واتهم ثمَّ صاهره ابْن قيت على أُخْته وانتفع بِهِ أَيْضا وَصَارَ من التُّجَّار المتمولين السفارين حَتَّى مَاتَ بعد أَن صَارَت لَهُ دور بِمَكَّة وَجدّة فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
379 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر مُحَمَّد بن عرب شاه بن أبي بكر الْأُسْتَاذ الشهَاب أَبُو مُحَمَّد بن الشَّمْس الدِّمَشْقِي الأَصْل الرُّومِي الْحَنَفِيّ وَالِد التَّاج عبد الْوَهَّاب وَيعرف بالعجمي وبابن عرب شاه وَهُوَ الْأَكْثَر / وَلَيْسَ هُوَ بقريب(2/126)
لداود وَصَالح ابْني مُحَمَّد عربشاه الْهَمدَانِي الأَصْل الدمشقيين الحنفيين أَيْضا. ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الزين عمر بن اللبان الْمُقْرِئ ثمَّ تحول فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فِي زمن الْفِتْنَة مَعَ أخوته وأمهم وَابْن أُخْته عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن خولان إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ بمفرده إِلَى بِلَاد الخطا وَأقَام بِبِلَاد مَا وَرَاء النَّهر مديما للاشتغال وَالْأَخْذ عَن من هُنَاكَ من الأستاذين فَكَانَ مِنْهُم السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَابْن الْجَزرِي وهما نزيلا سَمَرْقَنْد الأول بمدرسة أيدكوتمور وَالثَّانِي بَاعَ جدا وَعبد الأول وعصام الدّين بن الْعَلامَة بن الْملك وهما من ذُرِّيَّة صَاحب الْهِدَايَة وَأحمد التِّرْمِذِيّ الْوَاعِظ وَأحمد الْقصير وحسام الدّين الْوَاعِظ إِمَام مَسْجِد السَّيِّد الإِمَام وَمُحَمّد البُخَارِيّ الزَّاهِر، وَلَقي بسمرقند فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة الشَّيْخ عربان الأدهمي الَّذِي استفيض هُنَاكَ أَنه ابْن ثلثمِائة سنة فَالله أعلم. وبرع فِي فنون واستفاد اللِّسَان الْفَارِسِي والخط الموغولي وأتقنهما وَاجْتمعَ فِي بِلَاد الْمغل بالبرهان الأندكاني وَالْقَاضِي جلال الدّين السيرامي وَأخذ عَنهُ وَقَرَأَ النَّحْو على حاجي تلميذ السَّيِّد، ثمَّ توجه إِلَى خوارزم فَأخذ عَن نور الله وَأحمد بن شمس الْأَئِمَّة السيراني الْوَاعِظ وَكَانَ يُقَال لَهُ ملك الْكَلَام الْفَارِسِي والتركي والعربي، ثمَّ إِلَى بِلَاد الدشت وسراي، وحاجي ترخان وبهاء الزاخر مَوْلَانَا حَافظ الدّين مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد البزازي الكردري فَأَقَامَ عِنْده نَحْو أَربع سِنِين وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وأصوله وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ المنظمة ثمَّ إِلَى قرم وَاجْتمعَ بِأَحْمَد ببروق وَشرف الدّين شَارِح)
الْمنَار ومحمود البلغاري ومحمود اللب أبي وَعبد الْمجِيد الشَّاعِر الأديب، ثمَّ قطع بَحر الرّوم إِلَى مملكة ابْن عُثْمَان فَأَقَامَ بهَا نَحْو عشر سِنِين فترجم فِيهَا للملل غيات الدّين أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن مُرَاد بن عُثْمَان كتاب جَامع الحكايات ولامع الرِّوَايَات من الْفَارِسِي إِلَى التركي فِي نَحْو مجلدات وَتَفْسِير أبي اللَّيْث السَّمرقَنْدِي القادري بالتركي نظما وباشر عِنْده ديوَان الْإِنْشَاء وَكتب عَنهُ إِلَى مُلُوك الْأَطْرَاف عَرَبيا وشاميا وتركيا فبالعجمي لقرا يُوسُف وَنَحْوه وبالتركي لأمراء الدشت وسلطانها وبالمغلي لشاروخ وَغَيره وبالعربي للمؤيد شيخ، كل ذَلِك مَعَ حرصه على الاستفادة بِحَيْثُ قَرَأَ الْمِفْتَاح على الْبُرْهَان حيدر الخوافي وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة أَيْضا فَلَمَّا مَاتَ ابْن عُثْمَان رَجَعَ إِلَى وَطنه الْقَدِيم فَدخل حلب فَأَقَامَ بهَا نَحْو ثلث سنة ثمَّ الشَّام وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين فَجَلَسَ بحانوت مَسْجِد الْقصب مَعَ شُهُوده يَسِيرا لكَون مُعظم أوقاته الانعزال عَن النَّاس وَقَرَأَ بهَا على القَاضِي شهَاب الدّين(2/127)
بن الحبال الْحَنْبَلِيّ صَحِيح مُسلم فِي سنة ثَلَاثِينَ فَلَمَّا قدم الْعَلَاء البُخَارِيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ مَعَ الركب الشَّامي من الْحجاز انْقَطع إِلَيْهِ ولازمه فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والتصوف وَغَيرهَا حَتَّى مَاتَ وَكَانَ مِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ الْكَافِي فِي الْفِقْه والبزدوي فِي أُصُوله، وَتقدم فِي غَالب الْعُلُوم وإنشاء النّظم الْفَائِق والنثر الرَّائِق وصنف نظما وثنرا مرْآة الْأَدَب فِي علم الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وسلك فِيهِ أسلوبا بديعا نظم فِيهِ التَّلْخِيص عمله قصائد غزلية كل بَاب مِنْهُ قصيدة مُفْردَة على قافية أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا بقوله وأوقفني على منظومة فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان أَجَاد نظمها وَجعل كل بَاب قصيدة مُسْتَقلَّة غزلا يُؤْخَذ مِنْهُ مقصد ذَلِك الْبَاب انْتهى، ومقدمة فِي النَّحْو وعقود النَّصِيحَة والرسالة الْمُسَمَّاة العقد الفريد فِي التَّوْحِيد، ونثرا تَارِيخ تمولنك سَمَّاهُ عجائب الْمَقْدُور فِي نَوَائِب تيمور وَفَاكِهَة الْخُلَفَاء ومفاكهة الظرفاء وخطاب الأهاب الناقب وَجَوَاب الشهَاب الثاقب والترجمان المترجم بمنتهى الأرب فِي لُغَة التّرْك والعجم وَالْعرب.
وأشير إِلَيْهِ بالتفنن حَتَّى كَانَ مِمَّن يجله ويعترف لَهُ بالفضيلة شَيخنَا وَأثْنى على نظمه التَّلْخِيص كَمَا قَدمته، بل كتب عَنهُ من نظمه ليدخله فِي البلدانيات فَقَالَ أَنْشدني بِمَنْزِلَة بَرزَة بِالْقربِ من قَرْيَة القابون التحتاني فِي سَابِع رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ لنَفسِهِ:
(السَّيْل يقْلع مَا يلقاه من شجر ... بَين الْجبَال وَمِنْه الأَرْض تنفطر)
(حَتَّى يوافي عباب الْبَحْر تنظره ... قد اضمحل فَلَا يبْقى لَهُ أثر)
)
مَعَ حرص صَاحب التَّرْجَمَة حِين كَونه بِالْقَاهِرَةِ على ملازمته والاستفادة مِنْهُ بل امتدحه بقصيدة بديعة أَتَى فِيهَا بألغاز وتعام وأهاج وجناسات وتلعب فِيهَا بضروب الْأَدَب أودعتها الْجَوَاهِر والدرر سَمعتهَا مِنْهُ وَمن لطيف أبياتها بَيْتا جمع فِيهِ حُرُوف الهجاء وَهُوَ:
(خض بَحر لفظ حَدِيثه تغش الْعلَا ... واجزم بصدقك ناطقا إِذْ تسند)
وَبَيت عاطل:
(الْعَالم الْعلم الإِمَام لَدَى الْعلَا ... الْعَامِل الحكم الْهمام الأوحد)
وَبَيت شطره الأول مِمَّا يَسْتَحِيل بالانعكاس وشطره الثَّانِي عاطل مَعَ كَونه مِمَّا لَا يَسْتَحِيل أَيْضا فَالْأول مركب من آمن وَالثَّانِي من أَحْمد وَهُوَ:
(نم آمنا من نم انما آمن ... دم حامدا مَا أم آدم أَحْمد)
وَكثر اجْتِمَاعهمَا وَطرح شَيخنَا عَلَيْهِ من الأسئلة الَّتِي فِيهَا من الفكاهة والمداعبة مِمَّا تعرف مِنْهُ الملاءة وَالْقُدْرَة على التَّخَلُّص مِنْهُ مَا أودعت مِنْهُ أَشْيَاء فِي الْجَوَاهِر عِنْد الْكَلَام على قُوَّة شَيخنَا فِي التَّفْسِير وَغَيره رحمهمَا الله، وَكَانَ أحد الْأَفْرَاد فِي إجادة(2/128)
النّظم باللغات الثَّلَاث الْعَرَبيَّة والعجمية والتركية جيد الْخط جيد الإتقان والضبط عذب الْكَلَام بديع المحاضرة مَعَ كَثْرَة التودد ومزيد التَّوَاضُع وعفة النَّفس ووفور الْعقل والرزانة وَحسن الشكالة والأبهة سِيمَا الْخَيْر ولوائح الدّين عَلَيْهِ ظَاهِرَة، وَقد لَقيته بِالْقَاهِرَةِ فِي الخانقاه الصلاحية سنة خمسين فَكتبت عَنهُ من نظمه أَشْيَاء وَسمعت من لَفظه العقد الفريد وعقود النَّصِيحَة وكتبهما إِلَيّ بِخَطِّهِ وَبَالغ فِي الْأَدَب والتواضع. وَمَات بالخانقاه الْمَذْكُورَة فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَدفن بتربتها وَالنَّاس مشغولون فِي الاسْتِسْقَاء عِنْد توقف النّيل غَرِيبا عَن أَهله ووطنه بعد أَن امتحن على يَد الظَّاهِر جقمق وَطَلَبه لشكوى حميد الدّين عَلَيْهِ وَأدْخلهُ سجن الْمُجْرمين فدام فِيهِ خَمْسَة أَيَّام ثمَّ أخرج وَاسْتمرّ مَرِيضا من الْقَهْر حَتَّى مَاتَ بعد اثْنَي عشر يَوْمًا عوضه الله خيرا، وترجمته مُحْتَملَة للبسط فقد كَانَ من محَاسِن الزَّمَان وَمِمَّنْ تَرْجمهُ بِاخْتِصَار المقريزي فِي عقوده. وَمِمَّا كتبته عَنهُ لنَفسِهِ:
(قَمِيص من الْقطن من حلّه ... وشربة مَاء قراح وقوت)
(ينَال بِهِ الْمَرْء مَا يَبْتَغِي ... وَهَذَا كثير على من يَمُوت)
وَمِنْه معمي:)
(وَجهك الزاهي كبدر ... فَوق غُصْن طلعا)
(واسمك الزاكي كمشكا ... ة سناها لمعا)
(فِي بيُوت أذن الل ... هـ لَهَا أَن ترفعا)
(عكسها صحفه تلق ... الْحسن فِيهِ أجمعا)
وَمِنْه:
(فعش مَا شِئْت فِي الدُّنْيَا وَأدْركَ ... بهَا مَا شِئْت من صيت وَصَوت)
(فحبل الْعَيْش مَوْصُول بِقطع ... وخيط الْعُمر مَعْقُود بِمَوْت)
وَمِنْه:
(وَمَا الدَّهْر إِلَّا سلم فبقدر مَا ... يكون صعُود الْمَرْء فِيهِ هُبُوطه)
(وهيهات مَا فِيهِ نزُول وَإِنَّمَا ... شُرُوط الَّذِي يرقى إِلَيْهِ سُقُوطه)
(فَمن صَار أَعلَى كَانَ أوفى تهشما ... وَفَاء بِمَا قَامَت عَلَيْهِ شُرُوطه)
وترجمه بَعضهم فَقَالَ: الْعَلامَة أحد أَفْرَاد الدَّهْر فِي الْفضل والسجع وَعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع والنحو وَالصرْف وَالنّظم والنثر، كَانَ مِمَّن أسر مَعَ اللنك وَنقل إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ خرج مِنْهَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وجال بِبِلَاد الشرق وَرجع إِلَى دمشق فِي سنة خمس وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي بعض حوانيتها، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَرْبَعِينَ وصنف عجائب الْمَقْدُور فِي نَوَائِب تيمور من ابْتِدَائه إِلَى انتهائه أبان فِيهِ عَن فضل كَبِير وملكة للسجع وغزارة اطلَاع بِحَيْثُ لخصه المقريزي وَترْجم مُؤَلفه فَقَالَ: نثره سجعا فعلا ووشحه بالأشعار فحلا إِلَى أَن(2/129)
قَالَ لِأَنَّهُ بَحر بلاغة وفصاحة أنشدنا كثيرا من شعره وَله معرفَة بالفقه واللغة وَلَكِن الْغَالِب عَلَيْهِ الْأَدَب، وَله نظم كثير مِنْهُ كتاب مرآه الْأَدَب يشْتَمل على الْمعَانِي وَالْبَيَان والبديع وَهُوَ نظم بطريقة الْغَزل يكون نَحْو ألفي بَيت وَكتاب فِي علم النَّحْو نظمه بطريقة الْغَزل أَيْضا نَحْو مِائَتي بَيت وقصيدة غزلية فِي الصّرْف بديعة مدح بهَا بعض أَعْيَان الدولة وعقيدة فِي نَحْو مِائَتي بَيت وَشَرحهَا فِي مُجَلد وخطاب الإهاب الناقب وَجَوَاب الشهَاب الثاقب بَينه وَبَين الْبُرْهَان الباعوني وَحميد الدّين القَاضِي أبان فِيهِ عَن حفظ كثير للغة وَكَثْرَة اطلَاع وغزارة فضل وَسبب وَضعه أَن الباعوني كتب لَهُ بِسِتَّة أَبْيَات الْتزم فِيهَا بالظاء الممالة أَولهَا:
(أأحمد لم تكن وَالله فظا ... وَلَكِن لَا أرى لي مِنْك حظا)
)
وَاسْتوْفى كثيرا من اللُّغَة وَكَانَ قد وَقع بَينه وَبَين حميد الدّين فَحصل لِلشِّهَابِ سِتَّة أُخْرَى قبل نظره فِي كتب اللُّغَة وعملها فِي سِتَّة أَبْيَات فَعجب من كَثْرَة اطِّلَاعه وسعة دائرته ثمَّ كتب إِلَيْهِ بِأَبْيَات الْتزم فِيهَا الرَّاء قبل الْألف وَالرَّاء بعْدهَا أَولهَا:
(من مجيري من ظلوم مِنْهُ ... أبعدت فِرَارًا)
وَاسْتوْفى مَا فِي الْبَاب قَالَ الشهَاب فَلم أجد لَهُ قافية فَكتبت لَهُ على لِسَان حميد الدّين قصيدة بغدادية أَولهَا:
(أَي خداوند عجعبوا ... عَن مُوالَاة التناغي)
فَلم يقدر على الْجَواب بِمِثْلِهَا وَكتب إِلَيّ بقوله:
(يَا شهَاب الدّين يَا أحم ... مد يَابْنَ عرب شاه)
وَاسْتوْفى القافية فظفرت بأَشْيَاء تَركهَا فَقلت:
(قد أَتَى الْفضل عَلَيْهِ ... حلل اللطف موشاه)
فتعجب من سَعَة دائرته وَكَثْرَة اطِّلَاعه ثمَّ قَالَ لَهُ أَنا وَالله مَا عرفتك إِلَّا الْآن قَالَ فَقلت لَهُ وَالله وَإِلَى الْآن مَا عَرفتنِي وَطَالَ الْجَواب بَينهمَا على هَذَا المنوال حَتَّى ألف من ذَلِك مجلدا فَمن ذَلِك مَا كتب بِهِ الْبُرْهَان:
(ابْن عرب شاه كف عني ... أَولا فَخذ مَا يجيك مني)
(وَاعْلَم بِأَنِّي خصم أَلد ... الشَّرّ دأبي وَالْمَكْر فني)
(خَلْفي رجال لَهُم مجَال ... فِي الْحَرْب لَا يخلفون ظَنِّي)
إِلَى آخرهَا وَمن جملَة المراسلات أَن الْبُرْهَان أرسل إِلَيْهِ بِعشْرَة أَبْيَات الْتزم فِيهَا الْبَاء وَالتَّاء وَاسْتوْفى مَا فِي الصِّحَاح أَولهَا:
(إِن الذميم وَأَنت يَا ... هَذَا بِهِ عين الْخَبِير)
وَاسْتوْفى القوافي وَظن أَنِّي لم أجد قافية فأجبته وَآخر الْأَمر توجه حميد الدّين إِلَى(2/130)
مصر وشكاهما إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ الْبُرْهَان هجاني فَلم يرد عَلَيْهِ إِلَّا بقوله يكْتب لَهُ من الْيَوْم بكفه عَن هجائك فَلَمَّا خرج قَالَ السُّلْطَان للشمس الْكَاتِب إِن الباعوني رجل جيد لَوْلَا أَنه عرف مِنْهُ شَيْئا مَا قَالَه، وألغز إِلَيْهِ أَبُو اللطف الحصكفي فَأَجَابَهُ بعد أَن أجَاب شعراء الْقَاهِرَة بِغَيْر المُرَاد ثمَّ ألغز هُوَ إِلَيْهِ وأجابه بِمَا لم أطل بإيراده هُنَا، وشعره كثير جدا وتصنيفه الْمَاضِي فَاكِهَة
الْخُلَفَاء ومفاكهة الظرفاء فِي مُجَلد ضخم فِيهِ عجائب وغرائب على لِسَان الْحَيَوَانَات من أَوَاخِر مَا ألف، وَلما دخل مصر بعد الْخمسين فِي الطَّاعُون وجد غَالب بَيت الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ مَاتَ كزوجته وَأُخْته فرثاهم بقصيدة طنانة على عدَّة قواف وَأظْهر فِي مخالصها من كل قافية إِلَى الْأُخْرَى قُوَّة عَجِيبَة وملكة للنظم لَا ينْهض غَيره لشق غبارها من قافية اللَّام إِلَى قافية الْألف إِلَى الْهَاء إِلَى غَيرهَا تزيد على سبعين بَيْتا أَولهَا:
(إلام الدَّهْر يردي بالكمال ... ويوذي بالردى أهل الْكَمَال)
380 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشهَاب بن محيي الدّين القاهري وَيعرف بِابْن الْأَزْهَرِي الْآتِي أَبوهُ. / بَاشر أوقاف الباسطية وَغَيرهَا بل خطب بمدرستها وَامْتنع اللَّقَّانِيّ حِين جَاءَ عقدانها من الصَّلَاة خَلفه بل أنزلهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع المارداني وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين وَلم يكن بالمرضى فعلا وقولا سامحه الله وإيانا وَاسْتقر بعده فِي الخطابة أخي أَبُو بكر وَكَانَ هُوَ خطيب يَوْم الْمَنْع الْمشَار إِلَيْهِ اتِّفَاقًا فَكَانَ ذَلِك من نَوَادِر الاتفاقيات.
381 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن بن يُوسُف بن هَارُون بن فَرِحُونَ / هَكَذَا أملاه عَليّ مَعَ اخْتِلَاف فِيمَن بعد حسن فَقيل فَرِحُونَ بن عبد الحميد بن رَحْمَة وَقيل غير ذَلِك ولي الدّين أَبُو حَاتِم بن القطب الْقرشِي المهلبي البهنسي القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ عبد الله. ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَسمع على المطرزي والغماري والتنوخي والأبناسي وَابْن الشيخة والعراقي والجوهري فِي آخَرين مِنْهُم أَبوهُ حَسْبَمَا كَانَ يَقُوله، وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وعرضهما على البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والأبناسي وَجَمَاعَة، وَحج غير مرّة أولاها فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وجاور وتلا لأبي عَمْرو إِلَى الْأَنْعَام على بعض الْقُرَّاء وَبحث على عبد الْوَهَّاب بن اليافعي من أول التَّنْبِيه إِلَى التَّفْلِيس وعَلى الْبَدْر حسن الزمزمي فِي الْفَرَائِض وَجَمِيع المرشدة فِي الْحساب لِابْنِ الهائم وَقَالَ أَنه سمع حِينَئِذٍ على الْفَقِيه عَليّ(2/131)
النويري وَالشَّمْس بن سكر واشتغل كثيرا ثمَّ ترك وجاور أَيْضا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَنه سمع بالقلعة على ابْن أبي الْمجد فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَن الشَّمْس بن الصَّالِحِي سَأَلَهُ فِي النِّيَابَة عَنهُ وَأَمَانَة الْمُودع فَأبى تعففا، وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخُلَفَاء العباسيين مَعْرُوفا بصحبتهم وَله تردد إِلَى الأكابر وأثرى بعد أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ وتعانى التِّجَارَة وَكَثُرت
أَسْفَاره بِسَبَبِهَا وطوف بِلَاد الصَّعِيد وَدخل الاسكندرية ودمياط وَصَارَ من رجال الْعَالم، ورأيته يذاكر فِي مجْلِس شَيخنَا بأسماء الْبلدَانِ وأحوالهم وتراجم أَهلهَا مذاكرة حَسَنَة يربى فِيهَا على غَيره قَرَأت عَلَيْهِ يَسِيرا، وَمَات فِي شعْبَان سنة أَربع وَخمسين بجدة وَدفن بهَا على مَا بَلغنِي وَخلف مَالا جزيلا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حمام. / مضى فِيمَن جده عبد الله بن إِبْرَاهِيم.
382 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن حَمْزَة الشهَاب الأشليمي الْمصْرِيّ الجيزي نزيل خروبيتها الشَّافِعِي. / ولد فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو قبلهَا فِي قَرْيَة سمنديل من قرى الغربية وتحول مِنْهَا إِلَى إشليم فَقَرَأَ الْقُرْآن وَكَانَ أَبوهُ أحد مقطعيها ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فَتلا لأبي عَمْرو على الْفَخر البلبيسي والشرف يَعْقُوب الجوشني والزراتيتي، وَحفظ الْحَاوِي وألفية ابْن مَالك وتصريف الْعزي والشاطبية وَبحث الْحَاوِي والمنهاج على الأبناسي ولازمه كثيرا حَتَّى بحث عَلَيْهِ الألفية وَغَيرهَا وَالْحَاوِي فَقَط على الْبَدْر الطنبذي وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ كثيرا وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج قبل الْقرن وَولي مشيخة خانقاه المحسني بالاسكندرية وَأقَام بهَا فَوق السّنة والخانقاه الصلاحية بالفيوم وَأقَام بهَا سِتّ سِنِين وعقود الْأَنْكِحَة بالديار المصرية عَن الْبَدْر بن أبي الْبَقَاء، ثمَّ قطن الجيزة من وَقت جعل الْمُؤَيد الخروبية مدرسة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة تسع وَأَرْبَعين بعد أَن ضعف بَصَره من حُدُود سنة سِتّ وَأَرْبَعين رَحمَه الله، وَكَانَ فَاضلا صَالحا كثير التِّلَاوَة كَرِيمًا وَحكى أَنه سمع الأبناسي يَقُول للبلقيني أَنه سمع كَلَام الْمَوْتَى فِي قُبُورهم وَذَلِكَ أنني كنت فِي البقيع من الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فوقفت عِنْد قبر جَدِيد لأسأل عَن صَاحبه فَقَالَ لي شخص كَانَ يقْرَأ على قبر: يَا سَيِّدي لم تقف عِنْد قبر هَذِه الرافضية قَالَ فَرَأَيْت البُلْقِينِيّ احمر وَجهه وَنزلت دُمُوعه وَقَالَ آمَنت بذلك.(2/132)
383 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن دَاوُد الشهَاب القليوبي الأَصْل القاهري المولد الْمَكِّيّ المنشأ الشَّافِعِي سبط الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّوِيل وَيعرف بِابْن خبطة بِمُعْجَمَة ثمَّ مُوَحدَة مفتوحتين / وَهُوَ لقب لبَعض أجداده لكَونه مرض فأختبط ثمَّ صَحَّ. ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بالكاملية وانتقل صُحْبَة أمه وخاله الزين عبد الْغَنِيّ الْآتِي إِلَى مَكَّة قبل استكماله السّنة الأولى فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ التَّرَاوِيح فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَحفظ الْعُمْدَة
والشاطبيتين وَمن الْمِنْهَاج إِلَى الْجراح والمنهاج الْأَصْلِيّ والكافية وَبَعض الألفية وَعرض بعض محافيظه على الْجمال المرشدي والزين بن عَيَّاش وَجَمَاعَة بِمَكَّة وَالْجمال الكازروني وَغَيره بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ الحَدِيث بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَأبي السعادات بن ظهيرة وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره من أَهلهَا والقادمين إِلَيْهَا كالزين أبي شعر الْحَنْبَلِيّ وبالقاهرة على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة وَالزَّرْكَشِيّ والشريف عبد اللَّطِيف الفاسي وَقَرَأَ على الشريف النسابة ولازم شَيخنَا فِي قِرَاءَة الْكثير من البُخَارِيّ وَبَعض شَرحه للنخبة وَسَمَاع غَالب التَّرْغِيب لِلْمُنْذِرِيِّ وَغير ذَلِك وتلا بِبَعْض الرِّوَايَات على ابْن عَيَّاش والطباطبي ثمَّ جمع بِأخرَة على بعض الْقُرَّاء وَاسْتظْهر حِينَئِذٍ الشاطبية فَإِنَّهُ كَانَ نَسِيَهَا وَأذن لَهُ وَقَرَأَ فِي الْفِقْه قَدِيما على الْكَمَال إِمَام الكامية بِمَكَّة وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني بِالْمَدِينَةِ والقاياتي والونائي بِمصْر وَحضر دروس أبي السعادات بِمَكَّة وَغَيره وَأخذ عَن الشمني فِي حَاشِيَته على الشفا وَغَيرهَا وعَلى الكازروني قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا حضر فِيهَا عِنْد الأبدي وَقَرَأَ فِي الْأُصُول على إِمَام الكاملية أَخذ عَنهُ الْكثير من شَرحه للمنهاج الْأَصْلِيّ وَأخذ أَيْضا عَن مظفر الدّين الشِّيرَازِيّ وتولع بفن الْأَدَب وتدرب فِيهِ يَسِيرا بمذاكرة الشهَاب بن صَالح الْمَاضِي وَكَذَا تدرب فِي التوقيع والاسجالات بِأبي السعادات وبرع فيهمَا بوفور ذكائه وفطنته وامتدح أَبَا السعادات وَغَيره ورثى بعض أُمَرَاء مَكَّة وَأَنْشَأَ الْخطب وَترسل عَن سلاطين مَكَّة وَغَيرهم مَعَ الشكالة الْحَسَنَة والمحاضرة اللطيفة وَالْبزَّة الجميلة والذكاء المفرط وَكِتَابَة الْمَنْسُوب، وَقد نَاب فِي قَضَاء جدة وخطابتها عَن الْكَمَال أبي البركات بن ظهيرة واختص بِأبي السعادات من صغره وهلم جرا وحظي عِنْد وتأثل من صناعَة التوقيع وَغَيرهَا ونسبت لَهُ هَنَات لكنه أظهر بِأخرَة التَّوْبَة وانعزل وَأكْثر الطّواف وَالْعِبَادَة والتلاوة ورأيته على خير وَطَرِيقَة جميلَة، وَقد دخل مصر(2/133)
مرَارًا أَولهَا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وزار الْمَدِينَة غير مرّة وَأقَام فِي بَعْضهَا أشهرا لَقيته فِي الْحجَّة الأولى بِمَكَّة وعلقت عَنهُ من نظمه ونثره ثمَّ لَقيته ثَانِيًا واستعار الْجَوَاهِر فانتقى مِنْهُ كثيرا وَبَالغ فِي إطرائه وَكتب فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وعَلى مُؤَلفه أَشْيَاء سمع بَعْضهَا مِنْهُ النَّجْم بن فَهد أعجله الْمَوْت عَن تبييضها وَمَا رَأَيْت هُنَاكَ فِي فن الْأَدَب أَذُوق مِنْهُ. مَاتَ على إنابة وَخير وَأَنا بِمَكَّة فِيهَا فِي لَيْلَة ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين مبطونا شَهِيدا وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. وَمِمَّا كتبته من نظمه)
يَسْتَدْعِي قاضيه الْجلَال أَبَا السعادات للحضور عِنْده:
(قَاضِي الْقُضَاة الشَّرْع يَا أَعلَى الورى ... قدرا وَأَعْلَى رُتْبَة وكمالا)
(أَنا اجْتَمَعنَا عاريين فاكسنا ... فجمال مقدمك السعيد جلالا)
مِنْهُ:
(وَالله وَالله مَا أَعدَدْت لي عددا ... يَوْم الْقِيَامَة تنجيني من النَّار)
(سوى شَفَاعَة خير الْخلق قاطبة ... الْمُصْطَفى الْمُجْتَبى من صفوة الْبَارِي)
(عَسى بِهِ الله أَن يعْفُو ويصفح عَن ... جُرْمِي وجرمي وأسراري وأسراري)
384 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْمُحب أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو الْفَتْح بن الْجمال أبي حَامِد الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه علما ابْنة عَم أَبِيه الشهَاب بن ظهيرة: / ولد فِي أثْنَاء يَوْم الْخَمِيس رَابِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ وسعبمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي سنة تسع وَتِسْعين وكتبا كالمنهاجين والألفيتين والشاطبية وَعرض على جمَاعَة كالأبناسي وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ بل وَحضر عِنْده دروسا فِي الْفِقْه وَسمع من ابْن صديق والزين المراغي وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ النشاوري والأميوطي والتنوخي وَابْن حَاتِم والبلقيني وَخلق ولازم دروس أَبِيه نَحْو خمس عشرَة سنة وَبِه انْتفع كثيرا وَقَرَأَ على المراغي الْعمد فِي شرح الزّبد لِابْنِ الْبَارِزِيّ وعَلى الشهَاب الْعمريّ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ مَعَ سَماع جَانب من جمع الْجَوَامِع عَلَيْهِ وَحضر عِنْد أبي عبد الله الوانوغي دروسا كَثِيرَة فِي التَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا وَقَرَأَ فِي الْمنطق عَلَيْهِ وَحضر عَنهُ الحسام الأبيوردي فِي الْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والفلك عَن حُسَيْن الزمزمي وَأَجَازَ لَهُ بالإفتاء والتدريس المراغي وَابْن حجي والجلال البُلْقِينِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ لما حج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين والشهاب الْغَزِّي مُكَاتبَة وبرع وتفنن فِي الْفِقْه والفرائض والحساب وَغَيرهَا وتصدى لنشر الْعلم بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام عِنْد الأسطوانة الْحَمْرَاء فِي سنة تسع(2/134)
وَثَمَانمِائَة فَحَضَرَ دروسه أهل مَكَّة والغرباء وأثنوا على دروسه فِيهَا، استنابه أَبوهُ فِي الْقَضَاء والخطابة بل نزل لَهُ فِي مرض مَوته عَن تدريس المجاهدية والبنجالية فباشرهما قَرِيبا من عشر سِنِين وَكَانَ وَالِده استنجز لَهُ مرسوما بِأَن يكون نَائِبا عَنهُ فِي حَيَاته مُسْتقِلّا بعد وَفَاته فَحكم لَهُ نَائِب الْحَنْبَلِيّ بِمَكَّة بعد موت أَبِيه فِي رَمَضَان)
سنة سبع عشرَة بِصِحَّة هَذِه الْولَايَة الْمُعَلقَة وباشر بهَا أَشْيَاء ثمَّ جَاءَت الْولَايَة لغيره ثمَّ لَهُ فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فباشر بعفة ونزاهة وَحُرْمَة وَلم يلبث أَن حرف فِي شَوَّال من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أُعِيد بعد شهر إِلَى أَن مَاتَ. وَكَانَ إِمَامًا عَلامَة خيرا دينا عَاقِلا صينا ورعا نزها متواضعا زَائِد التودد كَبِير الْإِنْصَاف قَلِيل الشَّرّ ذكيا فصيحا مُسَددًا فِي فَتَاوِيهِ كثير التَّحْقِيق فِي دروسه جميل المحاضرة حسن التَّصَرُّف فِي الزكوات وَالصَّدقَات يسوى فِي ذَلِك بَين الْقَرِيب والبعيد ذَا وَسْوَسَة فِي الطَّهَارَة وَالصَّلَاة حدث ودرس وَأفْتى، وَردت عَلَيْهِ أَشْيَاء كَثِيرَة من الطَّائِف وَغَيره فَأجَاب عَنْهَا وَله نظم ونثر فَمن نظمه:
(دِمَاء حج على أَنْوَاع أَرْبَعَة ... تفصيلها فِي خلال النّظم منثور)
الأبيات. وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ صاحبنا ابْن فَهد، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ: قَاضِي مَكَّة وَابْن قاضيها ومفتيها وَابْن مفتيها قَالَ وَكَانَ ماهرا فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والفلك حسن السِّيرَة فِي الْقَضَاء قَالَ وخلت مَكَّة بعده مِمَّن يُفْتِي فِيهَا على مَذْهَب الشَّافِعِي زَاد فِي مَوضِع آخر وَكَذَا انقرض بِمَوْتِهِ الذُّكُور من نسل جمال الدّين، وَكَأَنَّهُ لم يستحضر وَلَده أَبَا الْفَتْح مُحَمَّد الْآتِي أَو لصغره سِيمَا وَقد مَاتَ تلوه بِخَمْسَة وَخمسين. وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ التقي الفاسي وَقَالَ أَنه لم يخلف بعده مثله وَذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة وَآخَرُونَ كالمقريزي فِي عقوده وَقَالَ نعم النَّاس نزاهة وديانة وَخيرا وإنصافا وَحسن فَضِيلَة وَجَمِيل محاضرة تردد إِلَيّ فحجت سنة خمس وَعشْرين وأهدي إِلَيّ. مَاتَ بعد تمرض نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ربيع الآخر سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة ونادى الْمُؤَذّن بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَوق زَمْزَم وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر، تقدم النَّاس الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الكفيري الدِّمَشْقِي وَدفن بالمعلاة عِنْد أَبِيه وجده بجوار قبر جده مقرئ مَكَّة الْعَفِيف عبد الله الدلاصي وَكثر الأسف عَلَيْهِ لمحاسنه رَحمَه الله وإيانا.
385 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الشريف الشهَاب بن الشَّمْس بن الْكَمَال الحسني الجرواني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي عَاشر رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج(2/135)
الفرعي وَعرض على ابْن الملقن والبدر بن أبي الْبَقَاء وَغَيرهمَا، وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد الأبناسي والقويسني وَجَمَاعَة وناب فِي الحكم عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره، وَحج مرَارًا وزار الْقُدس والخليل، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وقتا ثمَّ ترك وَكَانَ أحد
صوفية البيبرسية نير الشيبة حسن الْهَيْئَة أجَاز لي. وَمَات فِي حُدُود الْخمسين وَحكى لي أَن الأبناسي كتب بِحَضْرَتِهِ على فتيا ثمَّ بعد توجه السَّائِل تذكر أَنه أَخطَأ فتألم وَأرْسل فِي طلبه فَلم يُوجد فَمَا كَانَ يعد يسير إِلَّا وَقد جَاءَهُ السَّائِل وَأخْبر بِأَن تِلْكَ الورقة سَقَطت فِي الْبَحْر فسر بذلك وَكتب لَهُ بِالْجَوَابِ فَكَانَت من النَّوَادِر.
386 - احْمَد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن أبي البركات مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقسم بن حسن بن عبد الْقوي البجائي التّونسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس بن كحيل / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بتونس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا الْفَاتِحَة على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُسَافر العامري وَقَالَ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ المسلسل، وتلا بالسبع وَيَعْقُوب على أبي الْقسم بن أَحْمد الْبُرْزُليّ وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن مَسْعُود الْقرشِي عرف بِابْن قرشية وَأبي عبد الله الشقوري وَأبي مُحَمَّد القلاق فِي آخَرين، وَأَعْلَى مَا عِنْده فِي ذَلِك طَرِيق الْحَرَمَيْنِ قَرَأَ بهَا على أبي الْقسم بن مَيْمُون الْمَعْرُوف بالفلاحي بَينه وَبَين ابْن وضاح ثَلَاثَة أنفس وَأخذ النَّحْو عَن أبي عبد الله الصنهاجي صَاحب الجرومية بِحَيْثُ عَلَيْهِ الْجمل للزجاجي والمقرب لِابْنِ عُصْفُور وَغَيرهمَا وَأبي الْحسن الأندلسي الْمَعْرُوف بسمعت بحث عَلَيْهِ ألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا والمنطق وَعلم الْكَلَام عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن خلفة الْآتِي بِالضَّمِّ وآباء الْعَبَّاس العرجوني والبسيلي والشماع وَعَن الْأَخيرينِ والأبي وَأبي الْعَبَّاس المدغري أصُول الْفِقْه وَعَن الصنهاجي وَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ والعبدوسي وَأبي يُوسُف يَعْقُوب الزعبي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن مَرْزُوق العجيسي وَغَيرهم الْفِقْه وَعَن الشماع والمرغدي وَأبي الْفضل بن الإِمَام وَغَيرهم الْمعَانِي وَالْبَيَان كل ذَلِك بقرَاءَته وَعلم الهندسة حضورا وسماعا عَن ابْن مَرْزُوق بل سمع فِي مَجْلِسه غَالب مَا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ من عُلُوم شَتَّى وَكَذَا على أبي الْقسم العقباني، وَأما علم الوثائق وَالْأَحْكَام وَمَا يتَعَلَّق بذلك فَأَخذه عَن المعمر أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَيعرف بِابْن الْحَاج، وَسمع الحَدِيث على أبي زَكَرِيَّا يحيى بن مَنْصُور وَأبي عبد الله بن مُسَافر وَأبي الْقَاسِم الأندلسي والشريف أبي عبد الله التلمساني وَسمع بحث ابْن الصّلاح على أبي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد العرياني وَمن شُيُوخه أَيْضا أَبُو عبد الله السماد(2/136)
وَالْقَاضِي أَبُو مهْدي الغبريني وَأَبُو بكر العبري وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَلَقي شَيخنَا فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وأنشده قَوْله:
(قد فزتم بَين الْأَنَام وحزتم ... رهن السباق بنشر فتح الْبَارِي)
(فَالله يكلؤكم وَيبقى مجدكم ... ويحوطكم من أعين الأغيار)
وصنف متْنا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ الْمُقدمَات فِي مُجَلد لطيف وكتابا فِي الوثائق سَمَّاهُ الوثائق العصرية وَفِي التصوف سَمَّاهُ عون السائرين إِلَى الْحق، ولقيته بِالْقَاهِرَةِ فِي جَامع الْأَزْهَر فَكتبت عَنهُ مَا تقدم وَغَيره، وَكَانَ فَاضلا مفوها طلق الْعبارَة حسن المحاضرة بهي المنظر حسن الْخَبَر والمخبر وَالْغَالِب عَلَيْهِ التصوف وَالصَّلَاح وَقد ألزمهُ صَاحب تونس فِي السّنة الْمشَار إِلَيْهَا أَن يكون قَاضِي الركب وبلغنا أَنه مَاتَ قريب سنة تسع وَسِتِّينَ، وَله أقَارِب عُلَمَاء مصنفون رَحمَه الله وإيانا.
387 - أَحْمد بن أبي الْفضل مُحَمَّد بن الْعَفِيف عبد الله بن القَاضِي تفي الدّين أبي الْيمن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشهَاب بن الْجمال الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي الْمَكِّيّ. /
سمع من الزين المراغي فِي سنة أَربع عشرَة الْخَتْم من مُسلم وَأبي دَاوُد. مَاتَ بهَا فِي عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري شَوَّال سنة تسع وَخمسين.
388 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن التقي مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَالِث رَجَب سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد أَيْضا، وَهُوَ مِمَّن لَازم البرهاني بن ظهيرة وانتفع بِهِ وانجذب ثمَّ صَحَّ. رَحمَه الله.
389 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْعمريّ الْمصْرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ لخواص الْآتِي أَبوهُ. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
390 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس القلشاني المغربي الْمَالِكِي أَخُو عمر الْآتِي. /
مِمَّن أَخذ عَن عِيسَى الغبريني وَغَيره كَابْن عَرَفَة وَتقدم بِحَيْثُ شرح ابْن الْحَاجِب والرسالة، ولي قَضَاء الْجَمَاعَة بتونس بعد مُحَمَّد بن عِقَاب الْمُتَوَلِي بعد عمر أخي صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ صرف بِابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عمر الْآتِي وَلزِمَ(2/137)
الْإِمَامَة بِجَامِع الزيتونة والفتيا حَتَّى مَاتَ بعد السِّتين بل قَالَ ابْن عزم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، أفادني تَرْجَمته بعض تلامذته مِمَّن أَخذ عني.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله التَّاج السكندري بن الْخَرَّاط. / فِيمَن جده أَحْمد بن عبد الله بن عمر.
391 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن صَلَاح الدّين الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / خطيب جَامع ابْن ميالة بِالْقربِ من بَين السورين. مِمَّن أَخذ الْفِقْه عَن الأبناسي والطبقة وأصول الْفِقْه والفرائض والعربية وَغَيرهَا عَن غير وَاحِد وَاخْتصرَ شرح الشذور وناب فِي الْقَضَاء عَن
الْجلَال البُلْقِينِيّ وَجلسَ بِأخرَة فِي حَانُوت الشَّافِعِيَّة ظَاهر بَاب الشعرية وخطب بالجامع الْمَذْكُور وَسكن فِيهِ وتصدى بِهِ لإشغال الطّلبَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ فِي الِابْتِدَاء الْفَخر عُثْمَان المقسي وَابْن قَاسم وَكَذَا أَبُو الْبَقَاء بن الْعلم البُلْقِينِيّ. وَكَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه وأصوله والفرائض والعربية وَالصرْف مَعَ النّسك وَالْعِبَادَة وَالصَّلَاح واعتقاد النَّاس فِيهِ وَكَانَت بَينه وَبَين الظَّاهِر جقمق وَهُوَ أَمِير صُحْبَة فَلَمَّا اسْتَقر امْتنع من الصعُود إِلَيْهِ. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَأَرْبَعين. أرخه المقريزي وسمى وَالِده صَالح بن تَاج الدّين وَكَأَنَّهَا كَانَت صَلَاح فتحرفت وتاج الدّين لقب جده وَقَالَ كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَله سلوك ونسك وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد ودرس وخطب مُدَّة رَحمَه الله.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب بن الناصح. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد لَا عبد الله.
392 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الذنابي. / مِمَّن أَخذ عني.
393 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب المغراوي الْمَالِكِي. / كَانَ عَالما بالفقه وأصوله والنحو وَأخذ عَنهُ الْجلَال البُلْقِينِيّ وَالْجمال الطيماني وَكَانَ يُعَارض ابْن خلدون فِي أَحْكَامه ويفتي عَلَيْهِ ويناظره وَكَانَ الْعِزّ بن جمَاعَة يعظمه كثيرا وَأما هُوَ فَيَقُول مَتى كَانَ الْعِزّ إِنَّمَا اشْتغل على كبر وَكَانَ جنديا وَأَنا اشتغلت قبله بِزَمَان، وَمَعَ فَضله كَانَ خاملا جدا لأمور مِنْهَا أَنه كَانَ مِمَّن صحب السالمي وَتمكن مِنْهُ وعادى بِسَبَبِهِ أكَابِر الدولة فَلَمَّا ذهب السالمي آذوه سِيمَا مَعَ عدم تردده للأكابر وتحامقه عَلَيْهِم، وَقدم دمشق فِي سنة أَربع عشرَة وَنزل بِالْمَدْرَسَةِ الزنجيلية وَأخذ عَنهُ الطّلبَة ثمَّ عَاد لبلده وَترك الِاشْتِغَال بِحَيْثُ قل استحضاره وَمَعَ ذَلِك فَقَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة أَنه لم يتْرك بِمصْر وَالشَّام فِي الْمَالِكِيَّة مثله. مَاتَ فِي شَوَّال سنة عشْرين وَقد قَارب السّبْعين، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: أَحْمد بن أبي أَحْمد المغراوي الْمَالِكِي اشْتغل كثيرا وبرع فِي الْعَرَبيَّة(2/138)
وَغَيرهَا وشارك فِي الْفُنُون وشغل النَّاس وَعين مُدَّة للْقَضَاء فَلم يتم ذَلِك. مَاتَ فِي تَاسِع عشر شعْبَان. وَنقل ابْن قَاضِي شُهْبَة عَن الشَّيْخ محيي الدّين الْمصْرِيّ حِكَايَة أَنه سمع صَاحب التَّرْجَمَة يَحْكِي أَنه حضر مجْلِس ابْن عَرَفَة فَقَالَ لأَصْحَابه يَوْمًا بعد تَقْرِير شَيْء: من يعْتَرض على هَذَا بِدُونِ مُحَابَاة فَانْتدبَ أَبُو عبد الله بن مَنْصُور لانتقاده فَرده ابْن عَرَفَة واستمرا فِي الْمُعَارضَة بَقِيَّة الدَّرْس ثمَّ كَذَلِك فِي كل من الْأَيَّام الثَّلَاثَة بعده إِلَى أَن أغْلظ ابْن عَرَفَة على ابْن مَنْصُور وَشَتمه وَهُوَ لَا يَنْفَكّ عَن انتقاده بل قَالَ لَهُ هَذَا الْكَلَام لَا
يردني فَإِن كنت تردني بِغَيْرِهِ فافعل فَمَا وَسعه إِلَّا أَن قَالَ لَهُ الْحق مَعَك فِي كل مَا قلت ثمَّ أذن لَهُ بالإفتاء فَقَالَ بعض الْحَاضِرين أما كَانَ هَذَا فِي الْيَوْم الأول ووفرت لنا دروسنا فِي هَذِه الْأَيَّام فَقَالَ إِنَّمَا أردْت أتيقن أهوَ ثَابت أَو مزلزل حَتَّى علمت تمكنه أَو نَحْو هَذَا، وَلم يلبث شغور تدريس فَشهد لَهُ بِانْفِرَادِهِ باستحقاقه وولاه لَهُ وَحضر ابْن عَرَفَة مَعَه قَالَ المغراوي وَكنت مِمَّن حضر مَعَهُمَا. وَعَن الشّرف عِيسَى الْمَالِكِي القَاضِي أَن المغراوي بحث مَعَ الْبِسَاطِيّ فِي مَسْأَلَة فَقَالَ لَهُ أعرفهَا وَأَنت فِي مغراوة خلف الْبَقر فَقَالَ لَهُ يَا جَاهِل يَا ولد خرى مغراوة مَا فِيهَا بقر قطّ أُولَئِكَ عرب أَصْحَاب إبل ترحل وتنزل وَأما أَنا فوَاللَّه الْعَظِيم هُوَ ذَاك الَّذِي أعرفهَا وَأَنت فِي بِسَاط ترعى الْبَقر.
394 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب النفطي الْمدنِي. / كَانَ أَمينا على حواصل الْحرم النَّبَوِيّ وخدام الْحرم وَله ملاءة وَأَوْلَاده بِالْمَدِينَةِ تردد مها إِلَى مَكَّة لِلْحَجِّ مرَارًا فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة فِي أثْنَاء السّنة وَأقَام بهَا إِلَى أَن خرج إِلَى الْحَج ثمَّ توفّي بمنى بعد وُقُوفه بِعَرَفَة فِي أَيَّام التَّشْرِيق مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين ظنا، وَهُوَ مِمَّن سمع بِالْمَدِينَةِ من قاضيها الْبَدْر بن الخشاب. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
395 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الطّيب التّونسِيّ وَيعرف بالسقطي. / مِمَّن أَخذ عني بِالْمَدِينَةِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بلكا. / فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن بلكا.
396 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الشهَاب البوصيري القاهري الْمَالِكِي / مِمَّن طلب بِنَفسِهِ ورافق الأقفهسي ثمَّ شَيخنَا وَوَصفه الْفَخر عُثْمَان الْبرمَاوِيّ من أَئِمَّة الْقُرَّاء بالشيخ المقريئ وَكَأَنَّهُ قَرَأَ الْقرَاءَات وَكَانَ عِنْده أَجزَاء كَثِيرَة وَيُقَال لَهُ بِكَوْنِهَا ألفا أَو أَلفَيْنِ بل كتب بِخَطِّهِ بعض الْأَجْزَاء رَأَيْت جُزْءا أرخ كاتبته فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَهُوَ سقيم جدا مَعَ نَقله من خطّ صَحِيح جدا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُهَيْمِن / كَذَا رَأَيْته فِي نُسْخَة من عُقُود المقريزي وَسَيَأْتِي بِزِيَادَة مُحَمَّد قبل الْمُهَيْمِن.
397 - أَحْمد بن الْبَهَاء مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن خَليفَة أَبُو الْعَبَّاس الدكالي الْمَكِّيّ(2/139)
أَخُو أبي الْفضل وَمُحَمّد. / ولد فِي أَوَائِل عشر السّبْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي كَفَالَة السيدة أم الْحُسَيْن ابْنة أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ على وَجه جميل وَسمع على الْعِزّ بن جمَاعَة فَلَمَّا بلغ واستقل بِنَفسِهِ رغب
لأخويه عَمَّا يَخُصُّهُ من الْوَظَائِف والصرر بِمَال أذهبه فِيمَا لَا فَائِدَة فِيهِ ثمَّ خدم الدولة بِمَكَّة من بني حسن وتزيا بزيهم فِي اللبَاس وَغَيره وتنقل فِي خدم أنَاس مِنْهُم ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَسكن بِبَعْض الرَّبْط بِمَكَّة متجرعا ألم الْفقر وَالْحَاجة إِلَى أَن توجه إِلَى الينبع فِي أثْنَاء سنة عشْرين فَأَقَامَ هُنَاكَ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَقد بلغ السِّتين أَو جازها، وَقد دخل مصر غير مرّة واليمن فِيمَا أَحسب. ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ وَمَا إخَاله حدث وَلَكِن أَظُنهُ أجَاز لي.
398 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب بن القَاضِي فتح الدّين أبي الْفَتْح الْأنْصَارِيّ الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو سعد وَسَعِيد وَعبد الله وَمُحَمّد وَهُوَ وَسَعِيد أفضل أخوتهما. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَلم يعقب ذكرا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبِّيَّة الْمَقْدِسِي. / يَأْتِي بِإِثْبَات مُحَمَّد ثَان قبل عبِّيَّة.
399 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَيُّوب شهَاب الدّين الأشليمي ثمَّ القاهري أَخُو الشّرف مُحَمَّد الْأصيلِيّ والنور عَليّ الأشليمي ووالد النَّجْم مُحَمَّد. / نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَتكلم فِي أوقاف أَخِيه فَحَمدَ تصرفه وطاب أمره مَعَ تَقْصِيره عَن أَخَوَيْهِ فِي الِاشْتِغَال فِي الْجُمْلَة وتأخره عَنْهُمَا فِي السن وَله حرص على الْجَمَاعَة وإقبال على شَأْنه وملازمة لتصوفيه ووظائفه.
400 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان الشهَاب بن الْمُحب القرمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَيعرف كأبيه بِابْن الْأَشْقَر. / اسْتَقر فِي مشيخة الخانقاه السرياقوسية عوضا عَن أَبِيه وانفصل عَنْهَا ثمَّ أُعِيد ثمَّ رغب عَنْهَا لِأَخِيهِ الْأَصْغَر وَكَانَ مخمول الحركات مبذرا.
401 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله وَقيل أَيُّوب بدل عبد الله الشهَاب بن القَاضِي أصيل الدّين الأشليمي القاهري وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أصيل. / نَاب فِي الحكم وَمَات فِي صفر سنة تسع عشرَة مطعونا. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
402 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عمر بن عبد الله النابلسي الأَصْل الْمَقْدِسِي نزيل غَزَّة وَيعرف بِابْن عُثْمَان الخليلي. / ولد فِي ثامن عشري رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع بإفادة أَخِيه الْمُحدث برهَان الدّين المترجم فِي الْمِائَة قبلهَا على الْمَيْدُومِيُّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم الْقرشِي الذَّهَبِيّ سمع عَلَيْهِ جُزْء الغطريف والبهاء مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان خطيب بَيت الْآبَار سمع عَلَيْهِ اقْتِضَاء الْعلم الْعَمَل(2/140)
للخطيب والْعَلَاء عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور
الْمَقْدِسِي تلميذ النَّوَوِيّ وَفَاطِمَة وحبيبة ابْنَتي إِبْرَاهِيم بن عبد الله أبي عمر والبرهان بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري وَآخَرين كالعلائي سمع عَلَيْهِ كتبا من تصانيفه مِنْهَا القَوْل الْحسن فِي بعث معَاذ إِلَى الْيمن وَتَحْقِيق المُرَاد فِي أَن النَّهْي يَقْتَضِي الْفساد، وَأَجَازَ لَهُ الْمزي والذهبي وَعبد الْقَادِر بن القرشية ويوسف المعدني وَابْن السديد وَأَبُو نعيم الأسعردي وَجَمَاعَة من الشاميين والمصريين. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: وَكَانَ دينا صَالحا فَاضلا خَبِيرا بِبَعْض الْمسَائِل مُنْقَطِعًا بمسجده الَّذِي بناه بغزة مَقْبُول القَوْل فِي أَهلهَا اجْتمعت بِهِ فِيهِ وَعرفت بركته وقرأت عَلَيْهِ أَشْيَاء مِنْهَا المسلسل، زَاد فِي أنبائه: وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَنعم الشَّيْخ كَانَ وسمى الَّذِي بناه جَامعا. وَكَذَا ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَقَالَ أَنه سمع مِنْهُ فِي رحلته الأولى بغزة وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وَله شهرة فِي الصّلاح وَالْخَيْر وَبَلغنِي أَنه ينتحل فِي التصوف مَذْهَب ابْن عَرَبِيّ وَذكر لي أَنه قدم مَكَّة مرَارًا وجاور بهَا ثمَّ حج فِي سنة أَربع وَأقَام بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس مستهل صفر سنة خمس بمنزله برباط الدمشقية بِأَسْفَل مَكَّة وَصلى عَلَيْهِ ضحى وَدفن بالمعلاة شهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ دَفنه وَله اثْنَان وَسَبْعُونَ سنة. وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي وَزَاد فِي نسبه عليا بعد عمر.
403 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عثمن بن عمر الشهَاب الأبوصيري المسيري الأَصْل الْمحلي ثمَّ الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بالمسيري. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمحلة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه وألفية النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على الْمَنَاوِيّ والبلقيني والأقصرائي فِي آخَرين وَأخذ عَن الْبَدْر حسن الضَّرِير ثمَّ عَن الشّرف عبد الْحق السنباطي والجوجري ولازم ابْن قَاسم فِي كتب كَثِيرَة سردها وَالْفَخْر المقسي والعبادي فِي آخَرين وَكَانَ انتفاعه فِي الْفِقْه بالمقسي وَقَرَأَ على الشهوي والشرق العبر مكيني فِي التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وَسمع على الْعَلَاء الحصني فِي الْكَلَام وَكَذَا أَخذ عَن الديمي وكاتبه وتميز فِي فنون سِيمَا الْفِقْه وأقرأ بعض الطّلبَة بل صَار مِمَّن يقسم عَلَيْهِ وَقَرَأَ الحَدِيث بِبَعْض أَمَاكِن الْمحلة وَصَارَت لَهُ وجاهة فِيهَا وَبَين كثير من الْفُضَلَاء مَعَ خير فِي الْجُمْلَة، وَحج فِي سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَرجع فِي كليهمَا وتكرر تردده إِلَيّ فيهمَا أَيْضا.
404 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الْجمال يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الشهَاب التبريني ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بالتبريني. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بتبرين(2/141)
وَرجع وَهُوَ صَغِير مَعَ أَبَوَيْهِ)
إِلَى حلب فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ فِي جَامعهَا بمحراب الْحَنَابِلَة وَالْمُخْتَار وَالْفِقْه الْأَكْبَر فِي أصُول الدّين والكافية وتصريف الْعزي واشتغل عِنْد ابْن أَمِير حَاج وَغَيره وَقَرَأَ الْفَرَائِض والحساب على يُوسُف الأسعردي ولازم الْكَمَال الأردبيلي نزيل حلب الشَّافِعِي فِي فنون وَقدم علينا من حلب مرافقا للمحيوي عبد الْقَادِر بن الْأَبَّار فَقَرَأَ على شرح النخبة بِتَمَامِهِ بحثا وَجل الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَسمع على فِي الْبَحْث غَالب شرحي للألفية وَبَعض الصَّحِيحَيْنِ وَغير ذَلِك بل قَرَأَ عَليّ أَمَاكِن من الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي ومسند أَحْمد وَشرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي والأذكار والرياض وَمن لَفْظِي المسلسل وعشاريين ومسلسل الصَّفّ وحديثا لأبي حنيفَة: وأنشدني لنَفسِهِ يخاطبني مِمَّا فِيهِ بعض خلل:
(سما فضلك اسْتَقر بهَا شهب ... الْمعَانِي حسادك فِي عكس ونكس)
(غَدَوْت مَحْمُودًا وَأَنت مُحَمَّد ... وناهيك فخرا بِمن رقي الْعَرْش والكرسي)
(مدحت الشهَاب تكرما وَلَكِن مَا ... نِسْبَة الشهَاب فِي الْمَدْح للشمس)
وَقَوله:
(لَئِن فضلت البشاشة على الْقرى ... فَهِيَ وَهُوَ مَعَ السخاوي أفضل)
وَله مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف مَعَ عقل وأدب وَرُبمَا اتّجر وَكتبه واصلة إِلَيّ مَعَ أخباره.
405 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الشهَاب النحريري ثمَّ القاهري الضَّرِير نزيل الظَّاهِرِيَّة الْقَدِيمَة / وَمن بقايا شيوخها المكثرين من الْجُلُوس ببابها. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع رَجَب سنة تسع وَسبعين عَن سنّ عالية سامحه الله وإيانا.
406 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان البربهاري الْمَكِّيّ الدهان وَيعرف بجده. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة سبع وَسبعين.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان المزملاتي. / فِي من جده الياس.
407 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب القاهري الْوَاعِظ وَيعرف بِابْن القرداح، / وَرُبمَا قيل لَهُ القرداح بِضَم الْقَاف ومهملات وَهُوَ لقب أَبِيه. ولد بعد الثَّمَانِينَ أَو فِي حُدُودهَا وَجزم شَيخنَا فِي تَارِيخه نقلا عَنهُ بِأَنَّهُ سنة ثَمَانِينَ، ولازم الْعِزّ بن جمَاعَة فِي فنون كالموسيقا وَغَيرهَا، وَأخذ علم الْمِيقَات وَغَيره عَن الْجمال المارداني، وَعلم الْفلك عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن أَيُّوب رَئِيس الْجَامِع الْعمريّ بِمصْر وَضرب فِي كثير من الْفُنُون بِنَصِيب ونظم ونثر)
النّظم الْوسط فَمَا دونه وَسمعت أَنه بحث اقليدس بِكَمَالِهِ على ابْن المجدي وانْتهى إِلَيْهِ حسن الإنشاد فِي زَمَانه مَعَ قبُول الْوَجْه وَالْكَلَام والفصاحة ورخامة الصَّوْت وَحسن(2/142)
الشكل وَله الْيَد الطُّولى فِي الضَّرْب بِالْعودِ والبراعة فِي ضرب السنطير، وَكَانَ الْمُؤَيد شيخ يمِيل إِلَيْهِ وَيَأْخُذهُ مَعَه فِي منتزهاته وخلواته وباشر التأذين وَالتَّسْبِيح عِنْده فَكَانَ لَا يتَمَكَّن من الْأكل على سماطه لشرف نَفسه فضلا عَن تعَاطِي الخطف كَغَيْرِهِ وَلذَا قَالَ مُخَاطبا لناصر الدّين بن الْبَارِزِيّ:
(ارْحَمْ عبيدا ذاب من ألم العنا ... والجوع والتسهيد والتبريح)
(هبني عملت مُؤذنًا لكنني ... بشر وَلست أعيش بالتسبيح)
كتب عَنهُ غير وَاحِد، قَالَ شَيخنَا أَنه من مفاخر الديار المصرية فِي حسن الإنشاد لَا يفوقه أحد من أهل الْعَصْر فِيهِ وَلم يكن بِمصْر وَالشَّام فِي هَذَا الْوَقْت أحد يُسَاوِيه فِيمَا اجْتمع فِيهِ من طيب النغمة وَمَعْرِفَة الْفَنّ وَاجْتنَاب اللّحن واختراع التلحين الَّذِي لم يسْبق إِلَيْهِ قَالَ ونظم الشّعْر فَكَانَ رُبمَا يدْرك مِنْهُ الْوسط المقبول وَالْكثير مِنْهُ سفساف وَلَكِن كَانَ يسهله بِحسن إنشاده، قَالَ وَقد حضر مجَالِس الحَدِيث وَسَمعنَا من نظمه الْكثير ومدحني بِأَبْيَات عدَّة مرار وطارحني بِأَبْيَات تائية فوقانية معتذرا عَن قَضِيَّة اتّفقت لَهُ وأبرزها فِي قالب الاستفتاء، وَقَالَ فِي تَارِيخه وَكَانَ يعْمل الألحان وينقل كثيرا مِنْهَا إِلَى مَا ينظمه فَإِذا اشْتهر وَكثر الْعَمَل بِهِ تحول إِلَى غَيره، وَلم يسق شَيخنَا فِي تَارِيخه نسبه بل اقْتصر على أَحْمد بن مُحَمَّد ثمَّ قَالَ ابْن عبد الرَّحْمَن وَأما فِي مُعْجَمه فَقَالَ بعد مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن وَفِيه قلب. مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون بعد أَن أسْرع إِلَيْهِ الشيب والهرم وَخلف مَالا جزيلا وكتبا تزيد على ألف مُجَلد سوى مَا اختلس فِيمَا قيل مِنْهَا، وَأورد لَهُ شَيخنَا من نظمه فِي مُعْجَمه:
(الْحَمد لله طَابَ الْعَيْش وابنسطت ... نفوسنا حِين زَالَ الْهم وانصرفا)
(ببرء قَاضِي الْقُضَاة الْعَالم الْعلم ال ... بَحر الخضم وَمن للرسل قدخلفا)
(قد أظهر الله فِي توعيكه عجبا ... لِلْخلقِ شاع جهارا لَيْسَ فِيهِ خفا)
(لما شكا جِسْمه نقصا فشابهه ... بَحر الْقيَاس وَولي يطْلب التلفا)
(وَحين عوفي زَاد الْبَحْر وانحدرت ... أمواجه ثمَّ نلنا فرحة ووفا)
وَقد ذكره الْعَيْنِيّ فَقَالَ الْوَاعِظ الْفَائِق لم يكن مثله فِي زَمَانه مَعَ اشْتِغَاله بِبَعْض الْعلم. وأغفله
المقريزي من تَارِيخه وَهُوَ عَجِيب وَلكنه أوردهُ فِي عقوده بِاخْتِصَار وَقَالَ كَانَ لي بِهِ أنس وأرخ مَوته فِي شَوَّال.
408 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الأبشيهي الْمحلي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة وأخو الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي وسبط الشهَاب(2/143)
بن العجيمي الْمَاضِي الْوَاعِظ وَيعرف بالأبشيهي. / ولد بالمحلة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَأخذ بِبَلَدِهِ عَن يَعْقُوب الرُّومِي فِي النَّحْو وَالصرْف وَعَن خَاله أوحد الدّين فِي الْفِقْه وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على النظام الْحَنَفِيّ فِي الْعَرَبيَّة وعَلى التقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وعَلى الْجلَال الْمحلي فِي شرحيه للمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وَكَذَا أَخذ عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي وَآخَرين قَلِيلا مِنْهُم الزين زَكَرِيَّا وَمِمَّا أَخذ عَنهُ القطب شرح الشمسية والمختصر للتفتازاني وَفِي الْعَضُد وَغير ذَلِك وَيُقَال أَن جلّ انتفاعه إِنَّمَا كَانَ بِهِ مَعَ مزاحمة صَاحبه مَعَ مُحَمَّد الطنتدائي الضَّرِير وَمن شُيُوخه أَيْضا السنهوري الْمَالِكِي وَأَبُو السعادات البُلْقِينِيّ وَسمع على أم هاني الهورينية وَغَيرهَا وبرع وناب فِي الْقَضَاء وَأكْثر من التَّرَدُّد للأمير تمراز وخدمته فَلَمَّا مَاتَ الْبَدْر بن الْقطَّان وَكَانَ إِذْ ذَاك رَأس نوبَة النوب قَرَّرَهُ فِي تدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية وَقَامَ الْجلَال الْبكْرِيّ وَقعد وأفحش عماد الْكرْدِي وَأبْعد فَلم يلْتَفت النَّاظر لذَلِك وَاسْتمرّ خاطر الْجلَال مغيرا مِنْهُ بِحَيْثُ شافهه بالمكروه وقابله هُوَ بِنَحْوِهِ، وَلم يحمد الْعُقَلَاء ذَاك مِنْهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ صغَار المشتغلين فِي التَّقْسِيم وَغَيره سِيمَا بعد اسْتِقْرَار شَيْخه زَكَرِيَّا فِي المنصب فَإِنَّهُ صَار بِيَدِهِ الْوَصْل وَالْقطع والتقديم وَالتَّأْخِير وَعين عَلَيْهِ الْأُمُور المهمة النافعة وَأظْهر التعفف مَعَ إِخْبَار بعض المعتبرين لي مِمَّن وثق هُوَ بِهِ بتعاطيه على يَدَيْهِ وَصَارَ بَيته مجمعا خُصُوصا وَابْن قَاسم أحد نواب الْمَالِكِيَّة جَاره وصهره وَابْن خَالَته ونقيب الشَّافِعِي الْعَلَاء الْمحلي صَاحبه وعشيره وَاسْتقر فِي تربة طشتمر حمص أَخْضَر وَكَذَا فِي تدريس الألجيهية بكلفة لناظرها عقب ابْن المرخم وَلَكِن قَامَ عَلَيْهِ الأتابك حمية لولد الْمُتَوفَّى إِلَى أَن أعذر ثمَّ لم يلبث الْوَلَد أَن رغب عَنْهَا لغيره واسترضى هَذَا بل قَرَّرَهُ القَاضِي فِي تدريس الحَدِيث بالأشرفية الْقَدِيمَة بعد أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَفهم عَن الشهَاب الْغَضَب لذَلِك فَبَالغ فِي قبولي لَهُ ورغبته عَنهُ فَمَا سمحت نَفسِي بذلك وَلما قبض على جمَاعَة أستاذه كَانَ هُوَ مِنْهُم ثمَّ أطلق دونهم. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عَاقِلا متوددا وَلَكِن كَانَت نَفسه تحدثه بِالْقضَاءِ الْأَكْبَر فعوجل. وَمَات بعد تعلله فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين، وَدفن بحوش صوفية)
سعيد السُّعَدَاء وَاسْتقر بعده فِي الشيخونية الْجلَال بن الْأَمَانَة وَفِي الأشرفية ابْن القَاضِي وَابْن أخي الْمَيِّت رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
409 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن نَاصِر الشهَاب الدرشابي الأَصْل نِسْبَة لبلدة بالبحيرة السكندري الْمَالِكِي. / ولد بهَا سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمختصر والرسالة وَالثلث من ابْن الْحَاجِب والجرومية وألفية النَّحْو(2/144)
وَعرض على جمَاعَة وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على أبي الْقسم النويري والزين طَاهِر والولوي السنباطي والأبدي والنور الْوراق وَأبي الْفضل المغربي وَأحمد بن يُونُس وَآخَرين وَبَعْضهمْ أَكثر من بعض وَفِي الْعَرَبيَّة على ابْن يُونُس والأبدي وَكَذَا عَن الشمني وَفِي الْفَرَائِض عَن أبي الْجُود وَالشَّمْس بن جنيبات وَسمع على شَيخنَا والأمين الأقصرائي والزكي الْمَنَاوِيّ بل قَرَأَ على السَّيِّد النسابة فِي البُخَارِيّ وعَلى ابْن يفتح الله الْمُوَطَّأ وَغَيره كَمَا أملي على ذَلِك كُله مِمَّا لم أعرف شَيْئا مِنْهُ وَكَذَا سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَقَرَأَ عَليّ يَسِيرا من أول البُخَارِيّ وأجزت لَهُ. وناب فِي الْقَضَاء بالاسكندرية عَن ابْن الْبَدْر بن المخلطة ثمَّ اسْتَقل بقضائها فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ عوضا عَن الْعَفِيف فدام بِهِ إِلَى إِحْدَى الجمادين من الَّتِي تَلِيهَا وَصرف بِهِ ثمَّ عَاد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتمرّ، وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَحج فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وجاور وَرَأَيْت جمَاعَة من المكيين يحْمَدُونَ تصرفه حِين قدومهم عَلَيْهِ فِيمَا لَهُم من الْأَوْقَاف تَحت نظره.
410 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد اللياني ثمَّ البسكري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن فَاكِهَة. / قدم الْقَاهِرَة فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ فحج ثمَّ اجْتمع بِي فَسمع مني المسلسل وَغَيره وَقَرَأَ عَليّ فِي الصَّحِيحَيْنِ والموطأ وَقَالَ لي أَنه ولد تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بليانة بِكَسْر اللَّام وتحتانية وَبعد الْألف نون قَرْيَة من بسكرة وتحول مِنْهَا لبسكرة وَهُوَ طِفْل فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن والرسالة وَإِلَى النِّكَاح من ابْن الْحَاجِب والجرومية والألفية ثمَّ ارتحل لتونس ومسافة مَا بَينهمَا نَحْو اثْنَي عشر يَوْمًا فلازم إِبْرَاهِيم الأخضري فِي الْفِقْه وَأَصله وَالتَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهَا وَأقَام بهَا خَمْسَة أَعْوَام وَلَاء وارتحل إِلَيْهَا مرّة بعد أُخْرَى وَمن شُيُوخه أَيْضا فِي الْفِقْه وَأَصله والعربية وَغَيرهَا مُحَمَّد الكومي وَكَذَا أَخذ عَن مُحَمَّد الواصلي وَمُحَمّد الرَّضَاع وَأحمد النخلي والسلاوي وَآخَرين من شُيُوخ تونس بل وَأخذ فِي بجاية وَبَينهَا وَبَين بسكرة خَمْسَة أَيَّام عَن سُلَيْمَان بن يُوسُف الحسناوي وَعِيسَى بن أَحْمد الحنديسي وَقَرَأَ للسبع جُزْءا من أول الْقُرْآن على مُحَمَّد
التّونسِيّ الْعَرَبِيّ الْمُؤَدب.
411 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الزَّاهدِيّ الدِّمَشْقِي. /
شيخ صَالح مَشْهُور بِالصّدقِ معمر أخبر أَن مولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتأيد بِأَن أهل دمشق ينقلون عَن من تقدمهم الِاعْتِرَاف لَهُ بقدم السن فعلى هَذَا فقد أدْرك إجَازَة زَيْنَب ابْنة الْكَمَال الْعَامَّة وَلذَا قَرَأَ بعض الْجَمَاعَة عَلَيْهِ بهَا شَيْئا. وَكَانَ خَادِم مقَام الشَّيْخ رسْلَان بِدِمَشْق.
مَاتَ فِي يَوْم(2/145)
الْأَرْبَعَاء تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَلَاثِينَ بالجامع الناصري من مَسْجِد الْقصب وَصلى عَلَيْهِ وَدفن بمقبرة الشَّيْخ رسْلَان وَكَانَت جنَازَته حافلة.
412 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الشهَاب الْمَدْعُو بَرَكَات بن الشَّمْس الْمحلي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالخطيب / وَهُوَ كَاتب الْغَيْبَة لكَونه كَاتب غيبَة جمَاعَة الأشرفية بِمَكَّة. ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والشاطبية وأربعي النَّوَوِيّ ومنهاجه ومختصر أبي شُجَاع وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة كالبرهاني بن ظهيرة وَولده والقضاة الثَّلَاثَة وَالْإِمَام الْمُحب الطَّبَرِيّ وَعبد الْمُعْطِي المغربي الْخَطِيب والمحب النويري فِي آخَرين من طبقتهم فَمَا دونهَا وَسمع عَليّ الشِّفَاء وَغَيره فِي سنة سبع وَتِسْعين وأدب الْأَبْنَاء وَرُبمَا كتب.
413 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُفْلِح الشهَاب الزبيدِيّ. / كَانَ رجلا صَالحا عابدا زاهدا ملازما لبيته لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا للْجُمُعَة ويتقوت هُوَ وَعِيَاله من نسخ الْمَصَاحِف وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد سِيمَا فِي آخر عمره بِحَيْثُ اشْتهر ذكره وَبعد وَصيته وَكَانَ يَحْكِي أَن وَالِده سَأَلَ إِسْمَاعِيل الجبرتي فِي الدُّعَاء لَهُ وَهُوَ طِفْل فَلَمَّا رَآهُ قَالَ هَذَا وَارِث ولآخرته حَارِث، سَمعه من صَاحب التَّرْجَمَة الْكَمَال مُوسَى الدوالي وَقَالَ أَنه كَانَ كَمَا تفرس فِيهِ الشَّيْخ فَإِنَّهُ كَانَت أَمَارَات الْخَيْر والفلاح عَلَيْهِ من صغره ظَاهِرَة، وَلم يزل على طَرِيقَته المرضية صلاحا وزهدا وورعا ومحاسن حَتَّى مَاتَ فِي أول دولة على بن طَاهِر سنة سِتِّينَ وَهُوَ مِمَّن شهد جنَازَته وَحمل نعشه بل وشهده الجم الْغَفِير وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع زبيد وَدفن بِجَانِب جده عَليّ رَحمَه الله.
414 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْفَقِيه الْعَالم الْمُفْتِي الشهَاب أَبُو عبد الله أَو قَالَ الْعَبَّاس حفيد قَاضِي الْقُضَاة الْمُوفق الْيَمَانِيّ النَّاشِرِيّ سبط عَم أَبِيه الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر. / ولد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن والشاطبية وَالْحَاوِي وقرأه على كل من خَاله القَاضِي الطّيب وَالْجمال
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نَاصِر تلميذ ابْن الْمُقْرِئ وبرع فِيهِ وَصَارَ يستحضره فِي الوقائع ويستخرج مِنْهُ أَكثر الْفِقْه منطوقا ومفهما ثمَّ قَرَأَ الرَّوْضَة على أَولهمَا وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس فدرس وَأفْتى وقتا، وَكَانَ قد اشْتغل أَولا بالقراءات السَّبع وَقَرَأَ عِنْد أَخِيه الْمُقْرِئ عبد الله الْقرَاءَات وَغَيرهَا وَكَذَا أَخذ القراءت عَن الْعَفِيف النَّاشِرِيّ، ثمَّ عكف على الْحَاوِي فنقله فِي أسْرع مُدَّة، وَهُوَ جيد الْحِفْظ لَهُ مَعَ ذَلِك يَد طولى فِي الْجب والمقابلة وَمَشى على طَريقَة حَسَنَة من النّسك ولعبادة كأخيه وَمَات فِي حَيَاة أَبَوَيْهِ(2/146)
سنة سبع وَخمسين فَاشْتَدَّ جزعهما عَلَيْهِ وسافر أَقَاربه وَنَحْوهم وقدرت وَفَاة أَخِيه صَالح ثَانِي يَوْم مَوته وَلم يكن كاسمه عِنْد خَاله فتمثل بِمَا قيل:
(من شَاءَ بعْدك فليمت ... فَعَلَيْك كنت أحاذر)
415 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الخواجا الشهَاب بن الخواجا الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي بن المزلق بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة أَخُو حسن وَعلي الآتيين. / مَاتَ فِي لَيْلَة ثَالِث عشر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع دمشق وَدفن بتربة وَالِده خَارج بَاب الْجَابِيَة وَكَانَت جنَازَته حافلة وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ، وَهُوَ الَّذِي أنشأ المطبخ بِبَاب الْبَرِيد ثمَّ وقف عَلَيْهِ أهل الْخَيْر رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن تَقِيّ. / فِيمَن جده أَحْمد بن عَليّ.
416 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن إِبْرَاهِيم الزكي ثمَّ الشهَاب أَبُو الطّيب أَو أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ الشَّافِعِي الْمُقْرِئ سبط أخي النُّور الهيثمي وَيعرف بالشهاب الْحِجَازِي. / ولد فِي سَابِع عشري شعْبَان سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ قريب البيبرسية وَطَاف بِهِ أَبوهُ يَوْم سابعه بجوانبها تبركا بأماكن الصَّالِحين وَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَنور الْعُيُون والتنبيه والملحة والمقامات الحريرية إِلَّا الْيَسِير مِنْهَا وَكَانَ غَايَة فِي سرعَة الْحِفْظ وَقَالَ إِنَّه عرض على ابْن حَاتِم والأبناسي والعراقي والهيثمي والمحب بن هِشَام وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والزين الفارسكوري وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ فِي آخَرين، وجود الْقُرْآن على أَبِيه والزراتيتي بل قَرَأَ على أَبِيه عدَّة رِوَايَات وَلبس الْخِرْقَة من الشهَاب الناصح وتلقن الذّكر من الحافي وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي والأبناسي وَالْمجد الْحَنَفِيّ والبدر النسابة الْأَكْثَر وَابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والنور الفوي فِي آخَرين مِنْهُم فِيمَا كَانَ يَقُوله الفرسيسي ولازم)
الْعِزّ بن جمَاعَة فِي كثير مِمَّا كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث والعربية وَكتب عَنهُ أَكثر أَمَالِيهِ بل قَرَأَ عَلَيْهِ المقامات وَكَذَا قَرَأَ معظمها على شَيخنَا ولازم مَجْلِسه أَيْضا فِي الأمالي وَغَيرهَا وَقَرَأَ فِيهَا أَيْضا على الْبِسَاطِيّ وَأخذ فِي الْفِقْه وأصوله والعربية أَيْضا عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْفِقْه أَيْضا عَن البيجوري والنحو أَيْضا عَن الْبِسَاطِيّ بل وَعَن الشَّمْس السُّيُوطِيّ والشهاب المغراوي وناصر الدّين بن أنس ثمَّ عَن الحناوي وَعَن ابْن أنس أَخذ الْفَرَائِض وَالْعرُوض عَن نَاصِر الدّين البارنباري وَأكْثر الْحُضُور فِي صغره عِنْد الْكَمَال الدَّمِيرِيّ بدرس الحَدِيث فِي قبَّة البيبرسية وَسمع عَلَيْهِ من شَرحه لِابْنِ مَاجَه وَفِي المقامات والعربية(2/147)
وَكَانَ الْكَمَال يُنَوّه بنجابته وَقُوَّة ذكائه وحافظته وَرُبمَا سبق بالدرس يَقُول نعيد للشَّيْخ الصَّغِير ولحظه كثيرا وتدرب بوالده فِي قِرَاءَة الجوق وَمَعْرِفَة الْأَنْغَام بِحَيْثُ كَانَ يقْصد لسَمَاع قِرَاءَته فِي حَال صغره من الْأَمَاكِن النائية وَكَذَا تدرب فِي الْخط الْمَنْسُوب بالزين عبد الرَّحْمَن بن الصايغ وتنزل فِي صوفية السعيدية والبيبرسية وَكَانَ أحد قراء الصّفة بهما، وَلم يزل مُتَقَدما فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ إِلَى أَن تعاطى حب البلاذر وَأكْثر مِنْهُ بِحَيْثُ كَانَت سَلَامَته على غير الْقيَاس قَالَ وَمن ثمَّ صرت لَا أحفظ إِلَّا بتكلف زَائِد وأعقبني ذَلِك فِي السّنة الْمُسْتَقْبلَة حرارة خرج فِي بدني مِنْهَا أَزِيد من مائَة دمل واحمرت واستمرت الدماميل تعتريني كل قَلِيل بل انْقَطَعت عَن الْقِرَاءَة بِسَبَب تعاطيه مُدَّة ن وَأَقْبل على فن الْأَدَب وهجر مَا عداهُ حَتَّى غلب عَلَيْهِ وفَاق فِيهِ وطارح الأدباء وَكَانَ مِمَّن طارحه شَيخنَا بل كَانَ كثير الْميل إِلَيْهِ وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْعَلامَة فَخر المدرسين عُمْدَة البلغاء، وناهيك بِهَذَا من مثله جلالة وَقد كتب بِخَطِّهِ الْكثير لنَفسِهِ وَغَيره وَبَلغت تَذكرته أَزِيد من خمسين مجلدة واخصتر شرح المقامات للشريشي بل عمل لَهَا شرحا وَله كتاب فِي الألغاز وَآخر فِي الحماقة رتبه على حُرُوف المعجم وَآخر فِي النّيل وَآخر فِيمَا وَقع فِي الْقُرْآن على أوزان البحور وَقرأَهَا عَلَيْهِ الشهَاب بن عرب شاه وَكتب لَهُ أبياتا يلْتَمس مِنْهُ الْإِجَازَة فِيهَا وَأَشْيَاء كَثِيرَة وَخمْس الْبردَة وَجمع شعره ونثره فِي دوان استدرك عَلَيْهِ بعض طلبته مَا تجدّد لَهُ أَو فَاتَهُ مِنْهُمَا مُرَتبا لذَلِك على الْحُرُوف كَأَصْلِهِ وَهُوَ قل من كثر ومدح الأكابر وطار صيته فِي فن الْأَدَب وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ المقامات الْبَدْر بن المخلطة، وَحدث بالبخاري وَغَيره مرَارًا أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء وكتبت عَنهُ من نظمه جملَة وقرض لي عدَّة من تصانيفي بل أَكثر من حُضُور الْإِمْلَاء عِنْدِي)
وَهُوَ أحد من حضر إملائي وإملاء شَيْخي ورفيقي وشيخهما الْعِرَاقِيّ، وَحج وَدخل دمياط والاسكندرية وَغَيرهمَا وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالْكِتَابَة والانجماع على نَفسه خُصُوصا بِأخرَة حسن المجالسة وَالْعشرَة طارحا للتكلف كثير التودد لأَصْحَابه وَالذكر لمحاسنهم والأسف على من يفقده مِنْهُم سريع الدمعة ظريف النادرة حُلْو الْكَلَام سريع الْجَواب كثير المحاسن مَشْهُورا بخفة الرّوح بديع النّظم والنثر، وترجمته عِنْدِي فِي المعجم والوفيات أبسط مِمَّا هُنَا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَسبعين وَدفن بتربة تجاه الناصرية فرج بن برقوق وَكثر التأسف على فَقده رَحمَه الله وإيانا. وَمن نظمه:
(قَالُوا إِذا لم يخلف ميت ذكرا ... ينسى فَقلت لَهُم فِي بعض أشعاري)
(بعد الْمَمَات أصيحابي ستذكرني ... بِمَا أخلف من أَوْلَاد أفكاري)(2/148)
وَقَوله:
(يَا من غَدا من الذُّنُوب فِي خجل ... وخائفا من الْخَطَايَا والزلل)
(ارْحَمْ جَمِيع الْخلق وارج رَحْمَة ... فَإِنَّمَا الْجَزَاء من جنس الْعَمَل)
417 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن المارديني الأَصْل الكركي ثمَّ الخانكي وَيعرف بِابْن سميط. /
كَانَ بواب الْمدرسَة الأشرفية بالخانقاه بل هُوَ الْمُتَوَلِي الصّرْف على عمارتها مَعَ ولعه بالمطالب وخدمته للواردين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.
418 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن الخانكي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل البيبرسية. / مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَصَحب ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَسمع مني فِي جمَاعَة وَجلسَ بحانوت الْحَنَابِلَة ظَاهر بَاب الْفتُوح لَا بَأْس بِهِ.
419 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن درباس شهَاب الدّين بن عَلَاء الدّين الْمصْرِيّ. / ذكره البقاعي فِي شُيُوخه مُجَردا وَمَا علمت أمره.
420 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَالم الولوي أَبُو الْخَيْر بن الْمُحب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كهما بِابْن سَالم. / ولد فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق وَحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع والألفية وَعرض الأول بالشامية البرانية.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شعْبَان. / يَأْتِي بِإِثْبَات مُحَمَّد قبل شعْبَان.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الشهَاب أَو الشَّمْس الطولوني لبلد المهندسين. /
مضى فِي وَلَده أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ.
421 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله السفطي الْآتِي أَبوهُ. / مِمَّن أَخذ عني.
422 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْهَادِي الشهَاب القمني القاهري الْمَالِكِي. / حفظ الْقُرْآن والإرشاد والجرومية وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَأخذ الْفِقْه عَن الزنيين عبَادَة وطاهر وَغَيره عَن القاياتي وَابْن الْهمام فِي آخَرين مِنْهُم شَيخنَا سمع عَلَيْهِ الحَدِيث بل قَرَأَ بِنَفسِهِ على الْبَدْر بن التنسي والحسام بن الحريز وناب فِي الحكم عَن الْبَدْر فَمن بعده، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي الرجبية سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ بعْدهَا اعتل وجاور أَيْضا وَكَانَ خيرا طوَالًا فَاضلا. مَاتَ فِي الْعشْر الثَّانِي من ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين بعد أَن اعتل بالفالج مُدَّة وَقد قَارب السّبْعين رَحمَه الله وإيانا.
423 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عبد الْغفار الْمَالِكِي. / مِمَّن عرض عَلَيْهِ خير الدّين بن القصبي بعيد الْخمسين وَأَظنهُ الَّذِي قبله.
424 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب بن الْبَدْر الْقرشِي الطنبذي القاهري وَالِد الصّلاح والمحب أبي الْفضل المحمدين الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن(2/149)
عرب. / مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَسبعين بعد أَن أثكل أول ولديه، وَكَانَ فِي خدمَة فَيْرُوز الزِّمَام وقتا عَفا الله عَنهُ.
425 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عَليّ بن مهنا الصَّفَدِي الْحَنَفِيّ الْآتِي وَالِده. / عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي فِي ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَمَا علمت تَرْجَمته وَقَالَ لي الصّلاح الْمشَار إِلَيْهِ أَنه ولي قَضَاء طرابلس.
426 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عنبر. / هَكَذَا ذكره ابْن فَهد مُجَردا.
427 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن رشيد الدّين بن عبد الدَّائِم بن خَليفَة بن مظفر الشهَاب السّلمِيّ المنصوري الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الهائم وبالمنصوري أَكثر. / ولد فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَقَالَ فِيمَا كتبه إِنَّه سنة تسع وَتِسْعين وبلفظه أَنه قبيل الْقرن بِيَسِير بالمنصورة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن ثمَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على الْجمال الأقفهسي الْمَالِكِي وَغَيره والملحة وَدخل فِي صغره مَعَ وَالِده دمشق وقطن الْقَاهِرَة فِي سنة خمس وَخمسين وَبحث فِي التَّنْبِيه على الشّرف عِيسَى الأقفهسي الشَّافِعِي القَاضِي وألفية ابْن مَالك على الشَّمْس بن الجندي وَأخذ عَنهُ أَشْيَاء من تصانيفه فِي الْفَنّ كالزبدة والقطرة وَقَالَ لما فرغ من قِرَاءَته:)
(ثناؤك شمس الدّين قد فاح نشره ... لِأَنَّك لم تَبْرَح فَتى طيب الأَصْل)
(أَفَاضَ علينا بَحر علمك قَطْرَة ... بهَا زَالَ عَن ألبابنا ظمأ الْجَهْل)
وَكَذَا أَخذ النَّحْو أَيْضا عَن الْبَدْر حسن الْقُدسِي شيخ الشيخونية وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا والرشيدي وتنزل فِي حنابلة الصُّوفِيَّة بالشيخونية وتعانى الْأَدَب وطارح الشُّعَرَاء وَصَارَ بِأخرَة أوحد شعراء الْقَاهِرَة مَعَ عدم تقدمه فِي الْفُنُون حَتَّى كَانَ الْعِزّ قَاضِي الْحَنَابِلَة وناهيك بِهِ يرجحه على كثيرين، وَقد حج وامتدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعدة قصائد أنْشد بَعْضهَا بَين يَدَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخمْس الْبردَة وامتدح غير وَاحِد من الْأَعْيَان مِنْهُم شَيخنَا كَمَا أثبت قصيدة لَهُ فِيهِ بالجواهر أنشدها بِحَضْرَتِهِ قَدِيما وكتبها عَنهُ الأكابر كشيخنا ابْن خضر وَسمعتهَا من لَفظه مَعَ أَشْيَاء وَجمع نظمه فِي ديوَان كَبِير ثمَّ انتخبه فِي مُجَلد وسط وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله:
(رب جبان كبدر الدجى ... نعشقه وَهُوَ لنا يقلي)
(وَاعجَبا مِنْهُ كريم غَدا ... يجمع بَين الْجُبْن وَالْبخل)
وَقَوله فِي مَوْلُود لي:
(لِيَهنك شمس الدّين فرعك مشبه ... سجاياك والقطر الشهي من الطخا)(2/150)
(وَذَلِكَ من جود اإله وفضله ... فقرعك من جود وأصلك من سخا)
وَكَانَ ظريفا كيسا متواضعا متقللا قانعا مشارا إِلَيْهِ بالشعر فِي الْآفَاق. مَاتَ بعد انْقِطَاعه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.
428 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُثبت بِضَم الْمِيم وَفتح الْمُثَلَّثَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة الْمَكْسُورَة بعْدهَا مثناة الشهَاب، ولقبه القريزي فِي عقوده بالبدر الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن مُثبت. / ولد فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمع الْكثير من الْمَيْدُومِيُّ والعلائي والبياني والعز بن جمَاعَة والعماد مُحَمَّد بن مُوسَى بن السيرجي والعفيف اليافعي وخليل الْمَالِكِي وَالْفَخْر عُثْمَان النويري وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ ليحيى بن بكير وَأبي الْحرم القلانسي وَأبي عبد الله ابْن الخباز وَمُحَمّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز الْجَزرِي وَمُحَمّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة والخطيب عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ ويوسف بن الْحسن الْحَنَفِيّ والتقي الْحرَازِي وَغَيرهم بِبَيْت الْمُقَدّس وَمَكَّة والقاهرة وَغَيرهَا، وَمِمَّا سَمعه على الْمَيْدُومِيُّ جُزْء الْأنْصَارِيّ ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد والغيلانيات وثمانيات النجيب وجزء مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد
الصَّمد وعَلى الْعِزّ بن جمَاعَة متبايناته الْكُبْرَى وعَلى ابْن الخباز قمع الْحِرْص بالقناعة للخرائطي وعَلى الْجَزرِي القطيعيات إِلَّا خَامِسهَا أنابه الْفَخر وَزَيْنَب ابْنة مكي قَالَ أَنا ابْن طبرزد، وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا والتقيان أَبُو بكر القلقشندي وَابْن فَهد قَالَ شَيخنَا وَكَانَ إِمَام الْمَسْجِد الْأَقْصَى خطه رديا وفهمه بطيا فِي نَقله يزِيد على مَا ذكره الْحَافِظ النُّور الهيثمي وَلَكِن قد وَصفه الشهَاب العسجدي بالمحدث الْفَاضِل والشهاب أَبُو مَحْمُود بالفقيه الْمُحدث ابْن الشَّيْخ الإِمَام والعز بن جمَاعَة بالحذق. مَاتَ بعد أَن اخْتَلَط اختلاطا شَدِيدا فِي سنة ثَلَاث عشرَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَرَأَيْت من كتب تجاه وفهمه بطيا أَي فهم خطه وَهُوَ خلاف الظَّاهِر فَالله أعلم.
429 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن الْمَكِّيّ أَخُو أبي الْقسم وَعبد الْكَرِيم. / مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَسبعين.
430 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان الشهَاب الصَّالِحِي الْقصار الْآدَمِيّ الاسكاف القباني وَالِده أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الجوازة / وَرُبمَا حذف مُحَمَّد الثَّانِي من نسبه. ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي جُزْء الجابري ونسخة إِسْمَاعِيل بن قِيرَاط وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيه ابْن مُوسَى فِي سنة خمس عشرَة فَسمع عيه هُوَ ورفيقه الْمُوفق الأبي، وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لأولاده سنة أَربع عشرَة.(2/151)
431 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر الرضي بن الْكَمَال بن الْعَلَاء البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي الزَّرْكَشِيّ. / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد الْعشْرين من ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين عَن خمس وَعشْرين سنة.
432 - أَحْمد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الشهَاب الهيثمي الأَصْل القاهري أَخُو عبد الْكَرِيم وَعلي وَهُوَ أَصْغَر الثَّلَاثَة. / اشْتغل بِالتِّجَارَة وتكرر سَفَره لمَكَّة وَغَيرهَا وخالط أَمِين الدّين الهيصم وَغَيره وَلم يحصل على طائل. مَاتَ قريب السِّتين بعد أَن افْتقر جدا.
433 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن معِين بن سَابق الشهَاب بن معِين الدّين بن الْحَاج الفارسكوري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن معِين. / ولد بعد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور من أَعمال المرباحية وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فارتزق بعده بالحياكة ثمَّ أقبل على الْخَيْر فَقَرَأَ الْقُرْآن
والرحبية والملحة ثمَّ سَافر إِلَى الْقَاهِرَة والاسكندرية ولازم الطّلب وَصَارَ يسْأَل من يلقاه من الْفُضَلَاء فَعرف من النَّحْو مَا يصلح بِهِ لِسَانه ونظم الشّعْر وَمِنْه:
(لَا تلمني على سكوني صَاح ... أَنا مذ ذقت حبهم غير صَاح)
فِي أَبْيَات كتبهَا عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره بِبَلَدِهِ، وَكَانَ دينا خيرا فَقِيرا يثني عَلَيْهِ أهل بَلَده حَيا فِي سنة سبعين.
434 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هَارُون بن عَليّ الشهَاب الْمحلي ثمَّ السكندري قاضيها الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَيعرف بالشهاب الْمحلي. / ولد تَقْرِيبًا قبل الْقرن بِيَسِير بالمحلة من الغربية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتعانى التكسب بِمَاء الْورْد وَنَحْوه فِي بعض الحوانيت بل كَانَ ينْتَقل إِلَى سنباط للابتياع على عطار بهَا من أَصْنَاف الْعطر وَغَيره واستنابه حِينَئِذٍ الشَّمْس الشنشي بجوجر وعملها فِي سنة أَربع وَعشْرين ثمَّ قارض بعض الأتراك وسافر فِي ذَلِك للحجاز وَغَيره وَاسْتمرّ إِلَى أَن تزوج امراة من ذِي الْيَسَار وأثرى بِمَا وَرثهُ مِنْهَا فخالط حِينَئِذٍ الأكابر ولازم خدمتهم بِمَالِه وَنَفسه، وناب عَن شَيخنَا فِي بعض حوانيت الْقَاهِرَة بِالْقربِ من درب ابْن النيدي، وترقى بعناية الجمالي نَاظر الْخَاص إِلَى قَضَاء الاسكندرية ببذل كثير سنة ثَلَاث وَخمسين بعد الولوي السنباطي ولقيته بهَا وَهُوَ قاضيها مَا علمت تعينه ورأيته يحفظ من شرح الْمِنْهَاج للدميري الْكثير ويسرده سردا حسنا بِدُونِ تلعثم وَلكنه(2/152)
كَانَ خَبِيرا بِأَمْر دُنْيَاهُ عَارِيا إِلَّا من المَال مَعَ سَلامَة صدر ومداراة وخدم بالأموال الجزيلة وكرم زَائِد حَتَّى صَار بَيته محلا للوافدين من الْفُضَلَاء والمعتبرين. مَاتَ فِي توجهه من الْقَاهِرَة إِلَى الاسكندرية بقرية أدكوبا لمزاحمتين فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ، وَكَانَ قد عزم على الْحَج وَأذن لَهُ فِيهِ فعاقه عَن الْمَرَض وَغَيره عَفا الله عَنهُ وعنا.
435 - أَحْمد بن عَليّ بن يَعْقُوب الشهَاب بن الشَّمْس القاياتي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي بن القاياتي. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وتنقيح اللّبَاب لِابْنِ الْعِرَاقِيّ، وَعرض على شَيخنَا والنائي وَغَيرهمَا وَحضر ختانه وختان أَخِيه فِي يَوْم وَاحِد الْبُرْهَان الأدكاوي، واشتغل يَسِيرا على جمَاعَة وَالِده فَقَرَأَ على الزين طَاهِر والوروري وَيحيى العلمي فِي الْعَرَبيَّة وعَلى ثانيهم خَاصَّة فِي الصّرْف وعَلى ثالثهم فِي الْأُصُول على ابْن حسان فِي الْفِقْه وعَلى أبي الْجُود فِي الْفَرَائِض وَلم ينجب وَلَا كَاد وَسمع صَحِيح مُسلم على
الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا سمع على ابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَابْن نَاظر لصاحبة وَشَيخنَا فِي آخَرين وَلما مَاتَ أَبوهُ اشْترك مَعَ أَخِيه فِي وظائفه ودرس فِي الحَدِيث بالبرقوقية وَكَذَا درس بغَيْرهَا واختص بمشيخة البيبرسية وَكَانَ شَيخنَا استرجعها بعد موت وَالِده فاقتلعها الظَّاهِر جقمق مِنْهُ لهَذَا وتألم شَيخنَا أَشد من تألمه بِأخذ وَالِده لَهَا وامتحن هُوَ وَأَخُوهُ على يَد تمر الْوَالِي وطيف بهما على هَيْئَة غير مرضية وَغَضب الْأمين الأقصرائي لذَلِك وَامْتنع من حُضُور الأشرفية فِي ذَاك الْيَوْم وشافه الأمشاطي الْأَمِير بِمَا يَنْفَعهُ عِنْد الله لكَونه انتصارا لبني الْعلمَاء فِي الْجُمْلَة وَإِلَّا فقد قَالَ البقاعي فِي تَرْجَمَة أَبِيه وَإِن كَانَ فِيهِ شَائِبَة غَرَض مَا نَصه: وَبَالغ أَوْلَاده فِي الرقاعة وَالْجُلُوس فَوق الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم فِي المحافل مَعَ ارْتِكَاب الْفَوَاحِش والانهماك فِي المساوئ والنشأة الدنية فِي سنّ الطفولية والسيرة القبيحة على قرب الْعَهْد قَالَ وانضم إِلَيْهِ ولي الدّين أَحْمد بن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ وَكَانَ مَعْرُوفا بالمجاهرة بأنواع الْفسق والانقطاع إِلَى الخلاعة والسخرية والإضحاك للأكابر فَزَادَهُم فِي الْفساد وجرأهم على أَنْوَاع العناد فَكَانَ ذمهم كَلمه إِجْمَاع انْتهى. وَقد حج بعد أَبِيه فِي موسم سنة سِتّ وَخمسين وَرجع فَأَقَامَ منعزلا عَن النَّاس مَعَ مُبَاشرَة وظائفه وَصَارَ عَاقِلا متواضعا متوددا لين الْجَانِب إِلَى أَن مَاتَ فِي الْأَرْبَعَاء حادي عشر صفر سنة تسع وَسبعين(2/153)
وَدفن من يَوْمه بحوش سعيد السُّعَدَاء جوَار وَالِده بعد أَن صلي عَلَيْهِ بعد الْعَصْر بمصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حسن وَخلف طفْلا وابنتين وَاسْتقر بعده أَخُوهُ أَبُو الْفَتْح فِي البيبرسية ثمَّ بعد يسير مَاتَ الطِّفْل ثمَّ إِحْدَى البنتين عَفا الله عَنهُ ورحمه وإيانا.
436 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس القاهري الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن الْمصْرِيّ / لكَون جد أَبِيه أَو جده مِنْهَا. ولد فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بالمحلة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وألفية النَّحْو وَعرض على جمَاعَة واشتغل يَسِيرا فَفِي الْفِقْه عِنْد الْمَنَاوِيّ وَغَيره وَفِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عِنْد الشمني والسنهوري، وتكسب بالبز وخطب بِجَامِع الغمري بالمحلة وَكَذَا قَرَأَ فِيهِ الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ أحد فضلاء بَلَده وأعيانها مِمَّن أحسن النّظم والنثر وَشرع فِي نظم الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمُقْرِئ وَكتب مِنْهُ إِلَى الْإِقْرَار بحضرتي مِنْهُ الْخطْبَة وَسَماهُ نتيجة الْإِرْشَاد، وَسمع مني مَعَ ولديه فِي سنة ثَمَان وَسبعين المسلسل وكتبت من نظمه:)
(إِذا تقرر أَن الرزق مقسوم ... وَأَنه لم يفت والحرص مَذْمُوم)
(مازال ذُو الزّهْد مرزوقا بِلَا تَعب ... كَمَا الْحَرِيص معنى وَهُوَ محروم)
وَقَوله:
(مَالَتْ لتوديعي يَوْم النَّوَى ... ودمعها ينهل فِي الخد)
(فأذكرتني الْغُصْن لما انثنى ... وانتثر الظل على الْورْد)
وَعِنْدِي مِمَّا كتبته من نظمه قَدِيما غير ذَلِك.
437 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ حَافظ الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن الشَّمْس الجلالي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن الجلالي. / نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَأخذ عَن أيبه والأمين الأقصرائي والشمني وَسيف الدّين وَابْن عبيد الله والتقي الحصني وَطَائِفَة وبرع وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي خزن كتب المحمودية وَفِي تدريس الألجيهية وخطابة البرقوقية وَغير ذَلِك ولازمني فِي بحث ألفية الْعِرَاقِيّ وَقَرَأَ عَليّ أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهَا وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن بعض تصانيفي وَأَشْيَاء، وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ ترك حِين مناكدة ابْن الشّحْنَة لَهُ فِي كتب المحمودية، وَكَانَ فَاضلا متأنقا سليم الْفطْرَة عديم لشر جمع خطبا بل وَكتب على الْهِدَايَة فِي دروسه شَيْئا. مَاتَ فِي حَيَاة أمه بعد أَن رغب حِين الْيَأْس عَن التدريس والخطابة للصلاح الطرابلسي فِي عَاشر شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنا بِمَكَّة وَلم يبلغ الثَّلَاثِينَ عوضه الله الْجنَّة، وَاسْتقر بعده فِي الخزن سَالم الْعَبَّادِيّ وَفَسَد أمرهَا.(2/154)
438 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحِمصِي الأَصْل الشَّافِعِي. /
ولي قَضَاء دمشق أَزِيد من ثلث سنة ثمَّ عزل وَقدم حلب وَهُوَ مَعْزُول فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَأقَام بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَكتب عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي لبَعْضهِم:
(إِن الولائم عشرَة فِي وَاحِد ... من عدهَا قد عز فِي أقرانه)
الأبيات. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَلم يؤرخه إِنَّمَا أرخ وَفَاته التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَقَالَ أَنه ولي الشَّام أَيْضا مرَّتَيْنِ فَلم يُمكنهُ النَّائِب من الْمُبَاشرَة لدُخُوله فِيمَا لَا يَلِيق بآحاد النَّاس فضلا عَن أهل الْعلم.
439 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب أَبُو مَرْحُوم القاهري الزَّرْكَشِيّ الْمَاوَرْدِيّ الوفائي. / مِمَّن تردد إِلَيّ فِي الْإِمْلَاء وَغَيره.
440 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب بن الشَّمْس القاهري الفاضلي الضَّرِير أَخُو عبد الْعَزِيز الزريكشي وَيعرف بصهر ابْن الجندي وبابن الرَّقِيق. / كَانَ أحد أهل الشّرْب مِمَّن يتجر ويعامل النَّاس على خير وسداد ورغبة فِي الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء وَأحسن حَالا من أَخِيه. مَاتَ فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَمَانِينَ، وَدفن لَيْلَة الْجُمُعَة رَحمَه الله.
441 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب بن الشَّمْس الْعَاقِل الْموقع أَبوهُ الْآتِي / أَخذ عَن سيف الدّين بن الخوندار فِي فنون ثمَّ عَن ملا على الْكرْمَانِي ثمَّ عَن الْخَطِيب الوزيري ولازمني فِي الصرغتمشية وَقَرَأَ عَليّ بهَا فِي شرح ألفية الحَدِيث مَعَ جودة الْفَهم وظرف البزة ولطف الْعشْرَة لكنه كثير التعلل عافاه الله.
442 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب السنهوري الْأَزْهَرِي. / مِمَّن أَخذ عني.
443 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شهيبة وبابن بيضون ثمَّ هجرا وَصَارَ يعرف بالكتبي. / ولد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا نَشأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلا بِهِ للسبع على الزين جَعْفَر، وَكَذَا حفظ غَيره من كتب الْعلم واشتغل عِنْد السَّيِّد النسابة والزين البوتيجي والعز بن عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَغَيرهمَا وَكتب الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا وَقَرَأَ على القَاضِي ولي الدّين السنباطي والبوتيجي فِي آخَرين وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ بالبرقوقية وَغَيرهَا والبدر المارداني والبرهان التلواني بالحاجبية وَكَذَا سمع على الْعَلَاء القلقشندي والتقي بن المنمنم والنجم عبد الْأَعْلَى المقسمي وَعبد الْملك الطوخي وَطَائِفَة وَدَار مَعَ الطّلبَة وَعمل كتيبا وقتا ثمَّ ترك ذَلِك وَحج وَتردد لبَعض الْأَعْيَان وَزَاد تودده وأدبه وتنزل فِي الْجِهَات وَأم بِسَعِيد السُّعَدَاء. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَتِسْعين وَدفن بحوش الصُّوفِيَّة السعيدية. وَهُوَ شَقِيق عَليّ الهنيدي الغزولي وَكَانَ أَبوهُمَا يدولب القزازة رَحمَه الله وإيانا.(2/155)
444 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الشهَاب الفيشي الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَأَرْبَعين بفيشا الصُّغْرَى وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وَبَعض ابْن الْحَاجِب وَجَمِيع الجرومية والواغليسية لعبد الرَّحْمَن الْمَالِكِي فِي العقائد، وتحول إِلَى الْقَاهِرَة قبيل السّبْعين فلازم النُّور بن التنسي فِي عدَّة تقاسيم وَكَذَا فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ عَن أَحْمد بن يُونُس فِي الْمنطق وَعَن الْبَدْر بن خطيب الفخرية فِي أصُول الدّين والمنطق وَعَن عبد الرَّحِيم الأبناسي فِي الْعَرَبيَّة وَعَن يحيى العلمي وَابْن تَقِيّ فِي الْفِقْه وَعَن الطنتدائي الضَّرِير والسنتاوي فِي الْعَرَبيَّة وَعَن الْجَوْجَرِيّ وزَكَرِيا فِي أصُول
الْفِقْه ولازم اللَّقَّانِيّ فِي الْفِقْه مُدَّة فِي التقاسيم وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم السنهوري حَتَّى برع وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة فِي فنون وَأخذ عَن عبد الْحق السنباطي فِي الْأُصُول وَالصرْف والنحو والمنطق وَعَن الْعَلَاء الحصني فِي الْأَصْلَيْنِ والعريبة وَالصرْف وَعَن التقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَعَن ملا على الْكرْمَانِي فِي الصّرْف وَغَيره وَعَن عبد الله الكوراني الْمُخْتَصر بِكَمَالِهِ وَبَعض نَحْو ومنطق وَعَن الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي الْأُصُول وَعَن أَخِيه فِي النَّحْو وَقَرَأَ على جلّ ألفية الْعِرَاقِيّ وَغَيرهَا وَكتب القَوْل البديع وَغَيره وَسمع على الشمني وَغَيره كالحسام بن حريز بل قَرَأَ على الديمي فِي البُخَارِيّ وتلا لنافع وَأبي عَمْرو على الشَّمْس مُحَمَّد الشرواني نزيل تربة السُّلْطَان وَحفظ بِالْقَاهِرَةِ ألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وإيساغوجي وَنصف الشاطبية وأقرأ الطّلبَة فِي الْفِقْه وَغَيره مَعَ تعففه وقناعته وتقلله وإقبال الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ عَلَيْهِ وتنزل فِي جِهَات كتربة السُّلْطَان قايتباي وسكنها والمزهرية وتكسب قَلِيلا بِالشَّهَادَةِ ثمَّ استنابه ابْن تَقِيّ وَجلسَ بحانوت الشوائين وَنعم الرجل.
445 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو الْعَبَّاس المصمودي الماجري بجيم معقودة بَينهَا وَبَين الْقَاف المغربي نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة / قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن البُخَارِيّ بروايته لَهُ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الفيومية. / فِيمَن لم يسم أَبوهُ من أَوَاخِر الأحمدين.
446 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي تلميذ ابْن الأقيطع وَيعرف بِابْن الحصان بمهملتين الأولى مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة خَفِيفَة / من الْفُضَلَاء الْخِيَار مِمَّن سمع مني.
447 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ البعلي ثمَّ الصَّالِحِي الْقطَّان أَبوهُ نزيل مدرسة أبي عَمْرو وَيعرف بحلال ضد حرَام. / سمع فِي سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة من الْمُحب الصَّامِت الثقفيات خلا الْأَوَّلين وَقطعَة من أول الراابع وَمن أَخِيه عمر بن الْمُحب ورسلان الذَّهَبِيّ(2/156)
وَعبد الله الحرستاني وَأحمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر والعماد أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الحبال فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَعمر. وَمَات قبل دخولي دمشق.
448 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفَقِيه عَليّ الخيوطي الْمصْرِيّ. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اشْتغل كثيرا وعني بالقراءات ورافقنا فِي سَماع الحَدِيث وَأخذت عَنهُ من الْقُرْآن تجويدا وَنسخ لي كثيرا، وَمَات فِي أول الكهولة فِي شَوَّال سنة سبع.
449 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْقَرَافِيّ الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي أَوَاخِر الْقرن قبله وَيعرف بِابْن الهائم. / ولد فِي سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة كَمَا جزم بِهِ الفاسي وَابْن مُوسَى وَغَيرهمَا وَتردد شَيخنَا فِي مُعْجَمه بَينه وَبَين ثَلَاث وَخمسين وَجزم بِالثَّانِي فِي أنبائه بالقرافة وَسمع فِي كبره من التقي بن حَاتِم وَالْجمال الأميوطي والعراقي وَنَحْوهم واشتغل كثيرا وبرع فِي الْفِقْه والعربية وَتقدم فِي الْفَرَائِض ومتعلقاتها وارتحل إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَانْقَطع بِهِ للتدريس والإفتاء وناب هُنَاكَ فِي تدريس الصلاحية عَن الزين القمني مُدَّة بل ولي نصفه شَرِيكا للهروي ودرس بأماكن وانتفع بِهِ النَّاس وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ بل جهز لَهُ القمني مرسوم الْخَلِيفَة بِانْفِرَادِهِ بِهِ فعورض وَكَانَ خيرا مهابا مُعظما قواما بِالْحَقِّ عَلامَة فِي الْفِقْه وفرائضه والحساب وأنواعه والنحو وَإِعْرَابه وَغير ذَلِك انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْحساب والفرائض وَجمع فِي ذَلِك عدَّة تآليف عَلَيْهَا معول من بعده كالفصول فِي الْفَرَائِض وَهُوَ نَافِع وترغيب الرائض فِي علم الْفَرَائِض والجمل الوجيزة فِي الْفَرَائِض والأرجوزة الْكُبْرَى الألفية فِي الْفَرَائِض الْمُسَمَّاة بالكفاية وَالصُّغْرَى الْمُسَمَّاة النفحة المقدسية فِي اخْتِصَار الرحبية فِي الْفَرَائِض والفصول المهمة فِي علم مَوَارِيث الْأمة والمعونة فِي صناعَة الْحساب الهوائي ومختصرها الأول الْمُسَمّى بالوسيلة وَالثَّانِي الْمُسَمّى بالمبدع وَأَيْضًا اللمع المرشدة فِي صناعَة الْغُبَار ومختصرها نَزعَة النظار فِي صناعَة الْغُبَار ومختصر تَلْخِيص ابْن الْبَنَّا الْمُسَمّى بالحاوي وَشرح الياسمينية فِي الْجَبْر والمقابلة والمنظومة اللامية فِي الْجَبْر أَيْضا من بَحر الْبَسِيط وَأُخْرَى لامية من بَحر الطَّوِيل الْمُسَمَّاة بالمقنع وَشَرحهَا الْكَبِير الْمُسَمّى بالممتع فِي شرح الْمقنع والمختصر الْمُسَمّى بالمشرع وَكَذَا لَهُ فِي الْفِقْه شرح قِطْعَة من الْمِنْهَاج فِي مُجَلد وقفت عَلَيْهِ والعجالة فِي حكم اسْتِحْقَاق الْفُقَهَاء أَيَّام البطالة وَغَايَة السول فِي الْإِقْرَار بِالدّينِ الْمَجْهُول وَالْمغْرب عَن اسْتِحْبَاب رَكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب وجزء فِي صِيَام سِتّ شَوَّال والتحرير لدلَالَة نَجَاسَة الْخِنْزِير وَرفع الملام عَن الْقَائِل باستحباب الْقيام ونزهة النُّفُوس فِي بَيَان حكم التَّعَامُل بالفلوس(2/157)
وَفِي الْأُصُول وَنَحْوه اللمع فِي الْحَث على اجْتِنَاب الْبدع وَتَحْقِيق الْمَنْقُول والمعقول فِي نفي الحكم الشَّرْعِيّ عَن الفعال قبل بعثة الرَّسُول ومختصر اللمع للشَّيْخ أبي إِسْحَاق فِي الْأُصُول وَله فِي الْعَرَبيَّة الضوابط الحسان فِيمَا يتقوم بِهِ اللِّسَان الَّتِي صَارَت علما على السماط وَشَرحهَا شرحا حسنا وَالْقَصِيدَة الميمية الَّتِي هِيَ من
بَحر الْبَسِيط نظم السماط وعدتها ثلثمِائة وَخَمْسُونَ بَيْتا ونظم قَوَاعِد الْإِعْرَاب لِابْنِ هِشَام وَسَماهُ تحفة الطلاب وَشَرحهَا شرحا مطولا فِي مُجَلد ومختصرا وخلاصة الْخُلَاصَة فِي النَّحْو والتبيان فِي تَفْسِير غَرِيب الْقُرْآن وَغير ذَلِك وَقَالَ فِيمَا قراته بِخَطِّهِ إِن الَّذِي لم يكمل مِنْهَا شرح الجعبرية فِي الْفَرَائِض وَشرح الْكِفَايَة فِي الْفَرَائِض أَيْضا وَقد قَارب الْفَرَاغ وَهُوَ ثَلَاثَة أَجزَاء ضخمة وَالْعقد النضيد فِي تَحْقِيق كلمة التَّوْحِيد كتب مِنْهُ ثَلَاثِينَ كراسا وتحرير الْقَوَاعِد العلائية وتمهيد المسالك الْفِقْهِيَّة وَالْبَحْر العجاج فِي شرح الْمِنْهَاج وَشرح الْخطْبَة خَاصَّة مِنْهُ فِي عشْرين كراسا فِي قطع الْكَامِل من مسطرة خَمْسَة وَعشْرين وَقطعَة جَيِّدَة من التَّفْسِير إِلَى قَوْله فأزلهما الشَّيْطَان عَنْهَا وإبراز الخفايا فِي فن الْوَصَايَا والعجالة فِي حكم اسْتِحْقَاق الْفُقَهَاء أَيَّام البطالة وتعاليق على مَوَاضِع من الْحَاوِي وَله تَعْرِيض فِي أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن السيرجي وسارت بمؤلفاته وفضائله الركْبَان وَتخرج بِهِ كثير من الْفُضَلَاء ورحل إِلَيْهِ من الْآفَاق وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى ورأيته كتب للعماد بن شرف إجَازَة حافلة وَلَقِيت جمعا من أَصْحَابه وَكتب لشَيْخِنَا على استدعاء أجزت لَهُم وَإِن لم أكن بِصِفَات الْمَطْلُوب مِنْهُم الْإِجَازَة متصفا وَقَالَ فِي تَارِيخه اجْتمعت بِهِ فِي بَيت الْمُقَدّس وَسمعت من فَوَائده. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الْآخِرَة كَمَا قَالَه المقريزي وَنَحْوه قَول شَيخنَا فِي أنبائه وَلكنه قَالَ فِي مُعْجَمه فِي رَجَب وَهُوَ الَّذِي مَشى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده مَعَ اختصاره لترجمته قَالَ وَله بِي اجْتِمَاع فِي الْمُقَدّس وقربه ابْن مُوسَى بالعشر الْأَوْسَط مِنْهُ سنة خمس عشرَة بعد ان أثكل وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وَكَانَ نادرة عصره فَصَبر واحتسب، وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ الزين ماهر والتقي القلقشندي وَسمع مِنْهُ الأبي ثلاثيات البُخَارِيّ وَبَعض التَّحْرِير وَالْمغْرب وَصِيَام سِتّ شَوَّال وَابْن يَعْقُوب بعض الْإِعْرَاب وَشَرحهَا.
450 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الضَّرِير نزيل حلب وَيُقَال لَهُ حميد الضَّرِير وَحميد الْمعبر. / اشْتغل بِالْقَاهِرَةِ وَدخل الشَّام مرَارًا وَكَانَ جيدا حسنا لطيفا عِنْده ظرف وَله فِي التَّعْبِير يَد طولى وينظم نظما جيدا وَيعلم النَّاس الْوَعْظ مسترزقا بذلك كُله وسافر إِلَى الْقَاهِرَة وَتُوفِّي بعد الْفِتْنَة التمرية. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكتب عَنهُ النَّاس من نظمه مرثيته فِي أَحْمد بن عمر(2/158)
بن مُحَمَّد بن أبي الرضى وَغَيرهَا وارخه شَيخنَا فِي سنة ثَلَاث وَأَنه كَانَ يعلم الوعاظ مَا يَقُولُونَهُ فِي الْمشَاهد والمجامع وَأَشَارَ للمرثية بالموشح الْمَشْهُور وَقَالَ
غَيره أَنه دخل الشَّام يسترزق مَعَ الوعاظ وَأَنه كَانَ يعبر بِغَيْر أُجْرَة وَله إصابات عَجِيبَة وَله نظم وَيَد فِي الْوَعْظ.
451 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الدمنهوري ثمَّ الْمَكِّيّ الْعَطَّار بهَا وَالِد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. / قدم إِلَيْهَا بعد الثَّمَانِينَ بِقَلِيل وعانى التَّسَبُّب فِي الْعطر بِبَعْض الحوانيت مَعَ نسخ كتب الْعلم وَالرَّغْبَة فِي تَحْصِيلهَا كسيرة ابْن هِشَام والرياض النضرة للمحب الطَّبَرِيّ وَغَيرهمَا وتمول وَأَنْشَأَ ملكا بِنَاحِيَة الْحَزْوَرَة ثمَّ ذهب مِنْهُ ذَلِك وَضعف حَاله كثيرا حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جارها وَكَانَ ينطوي على خير وَدين. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد صَوَابه ابْن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عماد الشهَاب الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ / وَقد مضى.
452 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نزار الطفَاوِي. / لَهُ ذكر فِي أَخِيه عبد الله.
453 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عَليّ بن عمر الشهَاب أَبُو البقا بن الْمُحب خَليفَة الشَّيْخ أبي السُّعُود بن أبي الْغَنَائِم وَشَيخ الطَّائِفَة السعودية الْآتِي أَبوهُ. / ولد قَرِيبا من سنة ثَمَان عشرَة فقد كَانَ ختانه فِي سنة ثَمَان وَعشْرين، وَنَشَأ على طَريقَة غير مرضية بِحَيْثُ أتلف كثيرا من جهاة الزاوية الَّتِي لَهُم بالقرافة وَنَحْوهَا وَآل أمره إِلَى أَن افْتقر وَانْقطع فِيهَا قَائِما بِسَبَب الْعَادة وفقرائه.
454 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الشهَاب بن الشَّمْس القليحي القاهري الْحَنَفِيّ. / كَانَ منموقعي الحكم بل نَاب أَيْضا.
455 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن خُزَيْمَة الْفراش بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ المولد. / مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَولي وَظِيفَة إِفْتَاء دَار الْعدْل مَعَ حسن الْعشْرَة وَعدم اشتهار بِعلم. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَاسْتقر بعده فِي وَظِيفَة الْإِفْتَاء ابْن الطرابلسي. ذكره شَيخنَا فِي تَارِيخه. وَهُوَ عَم أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمَاضِي وَقد تزوج صَاحب التَّرْجَمَة شهدة ابْنة سارة ابْنة التقي السُّبْكِيّ وأولدها رَجَب امْرَأَة سمع مِنْهَا الطّلبَة وَسَتَأْتِي هِيَ وَأمّهَا فِي النِّسَاء إِن شَاءَ الله.
456 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر شهَاب الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الزيات أَبوهُ الشَّاهِد هُوَ الشَّافِعِي وَيعرف
بِابْن عَزِيز تَصْغِير عز. / مِمَّن لازمني فِي قِرَاءَة البُخَارِيّ وَغَيره بل قَرَأَ عَليّ الْأَذْكَار بِتَمَامِهِ وَكَذَا قَرَأَ على الديمي واشتغل يَسِيرا عِنْد ابْن قَاسم وَغَيره وتنزل فِي البرقوقية وَغَيرهَا وَحج غير مرّة وجاور وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء(2/159)
وَجلسَ بحانوت الْمَالِكِيَّة بالجوانية وانتمى للعلاء بن الصَّابُونِي نَاظر الْخَاص وتكرر دُخُوله مَكَّة فِي التِّجَارَة مَعَ مُشَاركَة وإرسال بِمَا لَعَلَّه يكون من الْأَخْبَار لمن يكون بِمَكَّة.
457 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ولي الدّين أَبُو زرْعَة ابْن الْجمال البارنباري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي سبط دَاوُد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي السبتي وَيعرف بِابْن البارنباري. / ولد فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمصْر وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا مِنْهَا الْمِنْهَاج، واشتغل عِنْد الْبَهَاء بن الْقطَّان والشهاب بن مبارك شاه الأول فِي الْفِقْه وَالثَّانِي فِي الْعَرَبيَّة وَصَحب الْبُرْهَان المتبولي وَغَيره، وَحج مرَّتَيْنِ وَكتب عَن شَيخنَا الْإِمْلَاء بل وَسمع بِأخرَة على جمَاعَة كعمه النُّور عَليّ والبدر النسابة وَهَاجَر القدسية، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْمَنَاوِيّ فِي سنة أَربع وَخمسين فَمن بعده وَاسْتقر بِهِ الْعِزّ الْكِنَانِي سنة سبعين فِي مشيخة الْآثَار وَكَذَا اسْتَقر بِهِ الزين زَكَرِيَّا فِي قَضَاء دمياط بعد الصّلاح بن كميل وَحمد فِي ذَلِك كُله لعقله ومداراته وخبرته وسياسته مَعَ فَضِيلَة وتواضع، وَقد تردد إِلَيّ كثيرا وسمعته وَنَحْو علو الأهرام يَحْكِي عَن جده لأمه وَكَانَ من الصَّالِحين أَنه سَمعه يَحْكِي عَن أَبِيه عَن جده عَن ولي الله أبي الْعَبَّاس السبتي أَنه قَالَ يُصَلِّي الْعشَاء بِجَامِع عَمْرو فِي مصر كل لَيْلَة مائَة رجل من رجال القيروان وَقَابِس وبعرفات وَالصُّبْح ثَمَانُون مِنْهُم. وتصدر بِجَامِع عَمْرو ثمَّ رغب عَنهُ وأقرأ بعض الطّلبَة وَكتب على مُخْتَصر أبي شُجَاع مطولا ومختصرا وَشرع فِي شرح على الْمِنْهَاج. وَمَات هُوَ بدمياط فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر الْمحرم سنة تسع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربة تجاه فتح الأسمر رَحمَه الله وإيانا.
458 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن هَاشم بن مُحَمَّد بن عبد الله الشهَاب الصنهاجي نِسْبَة لقبيلة بالغرب السكندري المولد والمنشأ القاهري الْحُسَيْنِي الدَّار الْمَالِكِي الْمُقْرِئ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن هَاشم. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بثغر الاسكندرية وَحفظ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ والعمدة والرسالة لِابْنِ أبي زيد وغالب الْمُخْتَصر الفرعي لِابْنِ الْحَاجِب وَجَمِيع مِفْتَاح الغوامض فِي أصُول الْفَرَائِض للصردي وألفية ابْن مَالك
وَعرض على قَرِيبه الشريف الْعَلامَة الشهَاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن مخلوف الْحُسَيْنِي السكندري الْمَالِكِي وَأَجَازَهُ بل وَبحث عَلَيْهِ فِي مبادئ ابْن الْحَاجِب الفرعي وَيُقَال أَنه مِمَّن أَخذ عَن الْفَاكِهَانِيّ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف(2/160)
الْأنْصَارِيّ المسلاتي الْمَالِكِي وانتفع بِهِ جدا والبدر الدماميني والنحو عَن الْجمال الْقَرَافِيّ النَّحْوِيّ بحسينية الْقَاهِرَة وتلا بالسبع على الزين عبد الرَّحْمَن العسلوني التّونسِيّ الفكيري نزيل الثغر والنور عَليّ بن مُحَمَّد اللَّخْمِيّ السكندري المرخم ثمَّ ارتحل سنة سِتّ وَتِسْعين إِلَى الْقَاهِرَة لِلْحَجِّ فَقَرَأَ بالسبع أَيْضا على الْفَخر البلبيسي إِمَام الْأَزْهَر ربع حزب وَحج ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ثمَّ استوطن الْقَاهِرَة من سنة تسع وَثَمَانمِائَة مَعَ دُخُوله بَلَده فِي كل سنة وَلَقي ابْن الْجَزرِي بِالْقَاهِرَةِ سنة تسع وَعشْرين فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْفَاتِحَة وَالِي المفلحون بالسبع من طريقي الشاطبية والتيسير وَالْتمس مِنْهُ نظرا فَأَجَابَهُ نظما أَيْضا وَطلب الحَدِيث من كبرة من سنة سبع وَعشْرين فَمَا بعْدهَا فَسمع على الْكَمَال بن خير وَأبي الطّيب مُحَمَّد بن أَحْمد بن علوان التّونسِيّ الشهير بِابْن الْمصْرِيّ والواسطي وَالزَّرْكَشِيّ والطبقة ولازم شَيخنَا وَكَانَ عَظِيم الِاغْتِبَاط بِهِ وَقبل ذَلِك على ابْن خمسين، وبرع فِي القراآت وتصدى لَهَا فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشهَاب بن أَسد والشهاب المنيحي، وَكتب عَنهُ وَلَده البقاعي وَولي مشيخة البساصية بالثغر وَأم بِجَامِع كَمَال من الحسينية. وَكَانَ خيرا وقورا عَلَيْهِ سكينَة وَعِنْده فضل جيد وتنقيب كثير لحقائق مَا يرد عَلَيْهِ من الْمسَائِل وسلامة فطْرَة جدا وَدين متين مقرئا حسن التأدية بِالْقُرْآنِ اعتنى بالنظم فنظم متوسطا. مَاتَ فِي لَيْلَة سَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة خمس وَخمسين بالاسكندرية رَحمَه الله وإيانا.
459 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن وجيه بن مخلوف بن صلح بن جِبْرِيل بن عبد الله الشهَاب أَبُو حَامِد بن القطب أبي البركات الشنشي ثمَّ الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي حفيده أَحْمد بن عَليّ والآتي وَلَده وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن قطب. / ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالمحلة وَنَشَأ بهَا ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه وَعرضه واشتغل يَسِيرا وَسمع مَعَ أيبه على قَرِيبه النُّور الهوريني الشفا، وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي ميدان الْقَمْح وَغَيره وقاسى فاقة ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بعد أَن أَخذ عَنهُ بعض الطّلبَة.
460 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس أبي عبد الله الغمري الأَصْل الْمحلي الشَّافِعِي وَيعرف بِأبي الْعَبَّاس الغمري. / مَاتَ وَالِده وَهُوَ صَغِير مراهق أَو دون ذَلِك فَنَشَأَ فحفظ الْقُرْآن عِنْد أبي جليدة وَقَرَأَ على شَيخنَا الْيَسِير وَكَذَا على الْعلم البُلْقِينِيّ وَسمع على الشاوي والقمصي والحجازي وَإِمَام الكاملية وَآخَرين بل أسمعهُ وَالِده حِين كَانَ مَعَه بِمَكَّة وَهُوَ صَغِير على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة، وَحمل عني شَيْئا كثيرا فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وَرَأَيْت خير الدّين(2/161)
بن القصبي عرض عَلَيْهِ محافيظه قَدِيما فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وانتدب لجامعي أَبِيه بالمحلة والقاهرة فَزَاد فيهمَا زيادات كَثِيرَة بل وَأَنْشَأَ بِطرف الْمحلة جَامعا كَانَ موطنا للْفَسَاد وَلذَا عرف بِجَامِع التَّوْبَة، إِلَى غَيره من الْأَمَاكِن الَّتِي جددها أَو أَنْشَأَهَا وَله فِي كل ذَلِك همة عالية مَعَ فهم جيد وتدبر وَسُكُون وعقل وَاحْتِمَال ومزيد تواضع بِحَيْثُ اشْتهر اسْمه وارتقى صيته، وَحج غير مرّة وجاور وَكَاد أَن يَأْخُذهُ الْعَرَب خَارج الْمَدِينَة لكنه سلمه الله بعد أَن استلبوه وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَمن ذَلِك عدَّة من تصانيفي بل رُبمَا جمع وَلم يزل أمره فِي نمو مَعَ عدم تردده لأحد من بني الدُّنْيَا وأنجب عدَّة أَوْلَاد أكبرهم أَبُو الْفَتْح وَكَذَا لَهُ عدَّة أحفاد وأسباط بورك فيهم.
461 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن أبي عذيبة. / ولد فِي سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فاشتغل على جمَاعَة مِنْهُم الْعِمَاد بن شرف والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي ولازم أَبَا الْعَبَّاس الْقُدسِي فِي الْمِنْهَاج والبهجة والألفية وَقَرَأَ عَلَيْهِ البديع وَغَيره ورغبه فِي هَذَا الْفَنّ وأمده وَلذَا كَانَ قريب النمط مِنْهُ فِي الْكَذِب والمجازفة وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وقتا وَسمع بِبَلَدِهِ على القبابي وَعَائِشَة الحنبلية والشموس بن الْمصْرِيّ والصفدي الْحَنَفِيّ والعرياني المغربي وَابْن الْجَزرِي والشهابين ابْن المحمرة وَابْن حَامِد وَأبي بكر الْحلَبِي فِي آخَرين وبغزة على الناصري الإياسي، وَحج وجاور فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَلَقي هُنَاكَ وبالمدينة جمَاعَة وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ بهَا عَن شَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْء أبي الجهم فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَغَيره وَعَن الشّرف السُّبْكِيّ وَسمع الزين الزَّرْكَشِيّ والمحب بن نصر الله وناصر الدّين الفاقوسي فِي آخَرين وَلَقي بِالشَّام التقي بن قَاضِي شُهْبَة فاستمد مِنْهُ وانتفع بتاريخه وتراجمه وَقَالَ إِنَّه أول من أذن لَهُ فِي الْكِتَابَة فِي التَّارِيخ وَالْجرْح وَالتَّعْدِيل والتصنيف وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِهِ وَقَالَ لَهُ أَنْت حَافظ هَذِه الْبِلَاد بل وَغَيرهَا وَقَالَ قد أجزت ذَلِك لَك بإجازتي لذَلِك)
من الْحَافِظ الشهَاب بن حجي سعيد بن الْمسيب فِي زَمَانه بإجازته لذَلِك من الحافظين الْعِمَاد بن كثير والتقي بن رَافع بإجازتهما لذَلِك من الحافظين الذَّهَبِيّ والبرزالي انْتهى. وَكَذَا أَخذ وَهُوَ هُنَاكَ عَن حافظه ابْن نَاصِر الدّين وَأول سَمَاعه فِيمَا غلب على ظَنّه سنة ثَلَاثِينَ وَقَالَ إِنَّه يروي عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي بِالْإِجَازَةِ الْمُكَاتبَة مِنْهُ غير مرّة بل كتب عَن التقي الحصني والْعَلَاء البُخَارِيّ وَغَيرهمَا مِمَّن قدم بَيت الْمُقَدّس، وولع بالتاريخ وَجمع من ذَلِك جملَة لكنه تتبع مساوئ النَّاس فترق لذَلِك بعده وَلم يظفر(2/162)
مِمَّا كتبه بطائل مَعَ مَا فِيهِ من فَوَائِد وَإِن كَانَ لَيْسَ بالمتقن وَجمع لنَفسِهِ معجما وقفت على جلد بِخَطِّهِ وَفِيه اوهام كَثِيرَة جدا ومجازفات تفوق الْحَد بل من أجل مَا سلكه كَانَ الْقدح فِيهِ بَين كثيرين. مَاتَ فِي غرُوب لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الآخر سنة سِتّ وَخمسين وَغسل بالسلامية وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَدفن بِجَامِع خجا على الأردبيلي من بَاب الرَّحْمَة عَفا الله عَنهُ وإيانا. وَرَأَيْت بِخَطِّهِ من نظمه:
(وَفِي الصَّحِيح خبر مسلسل ... عَن ابْن عَمْرو يرو أَصْحَاب الْأَثر)
(الراحمون رَبنَا يرحمهم ... هَذَا بِمَعْنَاهُ وَبَاقِيه اشْتهر)
462 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْفَقِيه الْعَلامَة النَّحْوِيّ الشهَاب الحاجر. / قَرَأَ على أَبِيه وَغَيره وبرع فِي الْعَرَبيَّة وأفادها النَّاس وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشهَاب أَحْمد بن عَليّ النَّاشِرِيّ مَعَ خطّ جيد كتب بِهِ الْكثير وَسَار. مَاتَ فِي أوئل هَذَا الْقرن وتفرق مَاله بِمَوْتِهِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْبَدْر الطنبذي / تقدم فِي ابْن عمر بن مَحْمُود وَذكره هُنَا هُوَ الصَّوَاب.
463 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر البرشومي القاهري. / سمع الحَدِيث وَكتب الطباق وَرُبمَا كتب فِي الاستدعاءات وَنَحْوهَا عَن ابْن الشيخة وَغير من المسندين للضَّرُورَة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش. / يَأْتِي فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن عَيَّاش.
464 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن الْحسن تَقِيّ الدّين الياسوفي ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيعرف بالثوم بِضَم الْمُثَلَّثَة / أحضر على الشهَاب أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي بعض عوالي فضل الله بن الْجبلي وَرُوِيَ عَنهُ وَعَن غَيره. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي وَدخلت دمشق وَهُوَ بهَا وَلم أسمع مِنْهُ، وَقَالَ فِي تَارِيخه وَكَانَ لَهُ مَال وثروة ثمَّ افْتقر بعد الكائنة وَصَارَت أَمْوَاله حجَجًا لَا تَحْصِيل مِنْهَا. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس عَن سِتّ وَسِتِّينَ سنة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ الْجُزْء الْمشَار إِلَيْهِ التقي الفاسي وَشَيخنَا عبد الْكَافِي بن الذَّهَبِيّ وَآخَرُونَ.
465 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ الشهَاب اللجائي بِفَتْح اللَّام الْمُشَدّدَة وَالْجِيم نِسْبَة لقبيلة من أورنة إِحْدَى قبائل البربر الفاسي المغربي الْمَالِكِي. / ولد بفاس فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الفيشي الكفيف وَأبي الْحجَّاج يُوسُف بن منحوت الْأنْصَارِيّ وتفقه بِأَبِيهِ وبالخطيب أبي الْقَاسِم عبد الْعَزِيز الباز عِنْد راي وَمِمَّا قَرَأَهُ على ثَانِيهمَا الْمُدَوَّنَة فِي مُدَّة اثْنَتَيْ عشرَة وَكَانَ يشْهد على قِرَاءَته وَعَن أَبِيه أَخذ الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا وناب فِي قَضَاء بَلَده خمس عشرَة سنة ثمَّ عرض عَلَيْهِ اسْتِقْلَالا فَأبى وضيق(2/163)
عَلَيْهِ ليقبل ثمَّ خلص وسافر حَاجا فاجتاز بِأبي فَارس وأكرموا وُرُوده وصل لمَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ بِيَسِير وَتردد مِنْهَا للزيارة النَّبَوِيَّة ثمَّ سَافر لمصر وَلما قدم الْقَاهِرَة أَخذ عَن المقريزي بعض كِتَابه إمتاع الأسماع وَقيل إِنَّه عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بعد الْبِسَاطِيّ فَلم يُوَافق، وترجمه المقريزي فِي عقوده فَقَالَ وَنعم الرجل هُوَ أَخْبرنِي أَنه فِي سنة عشْرين كثرت الأمطار والسيول بأعمال فاس فَظهر إِنْسَان طوله ذِرَاع فِي عرض شبر. ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَتوجه مِنْهَا فِي الْبَحْر لبلاده فَأسر بِجَزِيرَة رودس ثمَّ خلص بِمَال جبي لَهُ من الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَيْهَا ثمَّ سَافر مِنْهَا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَبَلغنَا مَوته وَهُوَ بالصحراء قبل وُصُوله انْتهى. وَهُوَ مِمَّن تميز فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا كالفرائض والحساب وَبحث عَلَيْهِ ابْن أبي الْيمن فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة الْعُمْدَة فِي الحَدِيث وألفية النَّحْو والرسالة لِابْنِ أبي زيد وَقطعَة من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَأذن لَهُ فِي الإقراء والمحيوي عبد الْقَادِر إِلَى الرَّضَاع من تَهْذِيب البرادعي وفرائض ابْن الْحَاجِب وَإِلَى بَاب الضروب من تَلْخِيص ابْن الْبَنَّا فِي الْحساب وَالْبَعْض من التسهيل وَالْمُغني وَأذن لَهُ فِي إقراء الْفِقْه والعربية والحساب وَقَالَ أَنه لم ير من الْعلمَاء أعظم مِنْهُ بَحر لَا يجارى فِي الْفِقْه والعربية وعلوم الْأَدَب والقراءات مَعَ حسن الْخلق وَكَثْرَة التَّوَاضُع واللطافة لكنه يَعْتَرِيه فِي أثْنَاء تدريسه بعض غيبَة وَأَنه دخل التكرور بعد الْأسر فَأَقَامَ سنة يقْرَأ بهَا التفسيرن وَمَات هُنَاكَ وَكَذَا أَخذ عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ الْبُرْهَان اللَّقَّانِيّ وَآخَرُونَ وأرخه ابْن عزم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
466 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُوسَى بن عمرَان بن أبي بكر بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا الشهَاب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الفولاذي. / ولد فِي سِتَّة أَربع أَو سِتّ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على عُثْمَان الْحداد وَحفظ الْحَاوِي والألفية والحاجبية والمنهاج الْأَصْلِيّ وتفقه بالجمال)
الطيماني وناصر الدّين السكرِي وَغَيرهمَا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد الْمدنِي وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي الْأُصُول وَسمع على التَّاج والْعَلَاء ابْني بردس وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن الْمُحب الْأَعْرَج وَابْن الْجَزرِي بل وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَالْجمال بن الشرائحي والجلال البُلْقِينِيّ وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته ولازم بِأخرَة ابْن نَاصِر الدّين فَقَرَأَ عَلَيْهِ البُخَارِيّ وَمُسلم وتصدى لإقراء الْفِقْه فِي حَيَاة الْعَلَاء البُخَارِيّ فأقرأ من أَوله إِلَى أثْنَاء الرَّهْن عَن ظهر قلبه وَكَذَا حج وأقرأ ثمَّ أعرض عَن وظائف الْفُقَهَاء وتكسب بحرفة الفولاذ(2/164)
وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، حملت عَنهُ الْيَسِير وَمَات فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن بمقبرة عَاتِكَة خَارج دمشق وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
467 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الموازيني. / ولد سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع ختم الصَّحِيح على ابْن صديق وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأَجَازَ لي، وَكَانَ قد طلب وَفضل وَولي نظر الْجَامِع الْكَبِير والخطابة مَعَ الْإِمَامَة بِجَامِع تغري بردي وقتا وَجلسَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي بَاب الحلاوية من حلب وَكتب الحكم عَن الْعِزّ الحاضري كل ذَلِك مَعَ عدَّة فِي أَرْبَاب الْأَصْوَات الطربة وَأهل الْخَيْر وَكَذَا كَانَ وَالِده فِي المؤذنين المعروفين بِالْخَيرِ. مَاتَ فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
468 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن يُوسُف الشهَاب بن الْعدْل بن الشَّمْس بن الشّرف السنباطي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد عبد الله الْآتِي وَيعرف بِابْن عِيسَى. / ولد تَقْرِيبًا بعد السّبْعين وَسَبْعمائة وَسمع البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ على الْعَزِيز المليجي وناب فِي الحكم عَن الْمُحب الْبَغْدَادِيّ والعز الْقُدسِي وَكَانَ يُوصف أَحْيَانًا فِي التَّعْيِين بالزاهد لِأَنَّهُ لم يكن يتَنَاوَل على الْأَحْكَام شَيْئا، وَكَانَ يُبَاشر فِي دواوين الْأُمَرَاء وَلما مرض الْمُحب مرض الْمَوْت طمع فِي ولَايَة المنصب لكَونه كَانَ يُبَاشر شَهَادَة ديوَان الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق فَلم يلبث أَن مرض قبل وَفَاة الْمُحب مرض الْمَوْت وَمَات بعد الْمُحب بأيام فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين عَن قريب السّبْعين. وَقد تَرْجمهُ شَيخنَا فِي الأنباء وَقَالَ أَنه اشْتغل قَلِيلا وتعانى الشَّهَادَة عِنْد الْأُمَرَاء بل كَانَ شَاهدا فِي الأحباس سَاكِنا وقورا متعففا نَاب فِي الحكم مُدَّة، زَاد غَيره وَكَانَ عِنْده طرف يسير من الْعلم وَدَعوى كَثِيرَة وَكَانَ وَالِده يكْتب خطا حسنا كتب بِخَطِّهِ كتبا قَالَ فِي مُخْتَصر الْخرقِيّ مِنْهَا أَنه كتبه برسم ابْنه يَعْنِي هَذَا وأرخها فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ.)
وَلَيْسَ صَاحب التَّرْجَمَة بِأَخ لعمر بن عِيسَى الَّذِي أكمل شرح الْخرقِيّ للزركشي فَذَاك اسْم جده مُحَمَّد بن مُوسَى وَسَيَأْتِي فِي مَحَله.
469 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن فرج الخواجا الصَّيْرَفِي. / مَاتَ سنة تسع عشرَة. ذكره ابْن عزم.
470 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَرح الشهَاب بن الناصري نقيب الْجَيْش وَابْن نقيبه وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن أبي الْفرج، / اسْتَقر بعد أَبِيه فِيهَا على مَال مَعَ كَونه بَاشَرَهَا فِي حَيَاته لعَجزه عَن الطُّلُوع وَالرُّكُوب وسافر فِي خدمَة السُّلْطَان السفرة الشمالية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة فَمَاتَ هُوَ وَرَأس نوبَته مُحَمَّد بن الْمُرضعَة فِيهَا بحلب وَاسْتقر بعده حفيد عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد الْمَدْعُو أَمِير حَاج بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الْغَنِيّ(2/165)
صَاحب الفخرية الْآتِي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْفَلاح. / يَأْتِي قَرِيبا فِي ابْن مُحَمَّد بن اللاح.
471 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن فندو المظفر شاه بن الْجلَال / صَاحب بنجالة من الْهِنْد وَابْن صَاحبهَا.
استقروا بِهِ بعد أَبِيه فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن فهيد المغيربي. / يَأْتِي فِيمَن لم يسم جده.
472 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاسم الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي خَادِم الجمالية. / ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل وتنزل فِي الْجِهَات. وَصَحب نصر الله الرَّوْيَانِيّ وَابْن أبي الْوَفَاء وتسلك، وأخشى أَن يكون على طريقتهما وَسمع الحَدِيث على ابْن الكويك وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَكَانَ سنه يحْتَمل أقدم مِنْهُمَا، وَقَررهُ جمال الدّين كَاتب غيبَة مدرسته وَرُبمَا كَانَ يَنُوب عَنهُ فِيهَا الْجلَال القمصي وَلذَا كَانَ خَادِمًا بهَا، وَكَانَ مديما لِلْعِبَادَةِ وَالْخَيْر بهيا نير الشيبة حسن السمت على ذهنه فَوَائِد ونوادر حملت عَنهُ أَشْيَاء. وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين بعد أَن تعلل مُدَّة وَاسْتقر بعده فِي الْخدمَة الشَّمْس ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
473 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقسم الْحوَاري ثمَّ العثماني شَاهد المطبخ السلطاني / كَانَ محبا فِي أهل الْخَيْر دَامَ فِي وظيفته من أول دولة الْأَشْرَف نَحْو خمسين سنة. مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الأول سنة أَربع عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَأَنه أناف على السّبْعين. وَقَالَ أَنه كَانَ من أَصْحَاب أَبِيه وَأَنه أخبرهُ عَن مُفْلِح العلائي أَنه لما نفى الْوَزير علم الدّين عبد الله بن زنبور لقوص حملت لَهُ من أستاذي الْعَلَاء عَليّ بن فضل الله كَاتب السِّرّ ألف دِينَار برسم
النواتية فَردهَا. وَقَالَ سلم عَلَيْهِ واشكر إحسانه وَقل لَهُ أَنه أَخذ مَعَه برسم الْمشَار إِلَيْهِم سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَدفع إِلَى القنا خَمْسمِائَة دِينَار، فَلَمَّا رجعت قَالَ لي سَيِّدي همة الصاحب أكبر من هَذَا وَلم يعارضني فِيمَا أعطَاهُ لي.
474 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَاضِي خَان بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن مُحَمَّد الْعَلَاء أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس بن الحميد بن الْبَهَاء الْهِنْدِيّ الْحَنَفِيّ. / حج فِي سنة تسع وَتِسْعين وجاور وَأخْبر أَن مولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنه اشْتغل على وَالِده وجده وعَلى مَوْلَانَا مَحْمُود بن إِدْرِيس وَأَجَازَ لَهُ مشايخه بالتدريس والإفتاء وولاه السُّلْطَان مَحْمُود شاه بن مُحَمَّد شاه منصب الْإِفْتَاء بدار ملكه، وَأخْبر أَن جده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هُوَ الْفَقِيه مُحَمَّد الْعَدنِي الْمَشْهُور عِنْدهم بِالْولَايَةِ والمناقب الْكَثِيرَة، وَهُوَ أول من سكن نهر واله من(2/166)
أجداده وَله ذُرِّيَّة كَثِيرُونَ هُنَاكَ، أَخذ عني بِمَكَّة وَقَرَأَ عدَّة كتب مِنْهَا صَحِيح البُخَارِيّ وصحيح مُسلم والشفا للْقَاضِي عِيَاض وَحضر عِنْدِي دروسا وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة وسافر مصحوبا بالسلامة فِي أثْنَاء سنة تِسْعمائَة.
475 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قماقم شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي، وقماقم لقب أَبِيه وَيعرف أَيْضا بالفقاعي / وَهِي حِرْفَة أَبِيه ورأيته بخطي من مُعْجم شَيخنَا القباقبي وَالْأول الصَّوَاب. نَشأ هُوَ فاشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن الْعَلَاء حجي وَغَيره وَأذن لَهُ مدرس الشامية فِي الْإِفْتَاء سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بالروايات على ابْن السلار، وَقدم الْقَاهِرَة سنة الكائنة الْعُظْمَى فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَاجْتمعَ بشيخنا مرَارًا وَسمع بقرَاءَته على البُلْقِينِيّ وَغَيره فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَكَانَ يفهم ويذاكر، بل قَالَ ابْن حجي أَنه كَانَ يستحضر الْبُوَيْطِيّ بِحَيْثُ سَمِعت البُلْقِينِيّ يُسَمِّيه الْبُوَيْطِيّ لِكَثْرَة استحضاره لَهُ. وَقد درس بالأمجدية. مَاتَ فِي جُمَادَى سنة تسع بِدِمَشْق. قَالَه شَيخنَا فِي تَارِيخه.
476 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قوصون السمان الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / كَانَ أَبوهُ سمسارا فَقَرَأَ هُوَ الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج واشتغل على الشّرف الْغَزِّي فَكَانَ يثني على حفظه وجودة ذهنه وَقَرَأَ فِي آخر عمره على الْجمال الطيماني وأدب الْأَبْنَاء قبل الْفِتْنَة وَبعدهَا بأماكن فَانْتَفع بِهِ خلق قَالَ التقي الشهبي عرض على بعض تلامذته عشر مصنفات وَكَانَ دينا خيرا صَالحا حصل لَهُ فِي آخر عمره ضعف فِي بدنه وخلط فِي عَيْنَيْهِ وَضعف عَن الْمَشْي وَكَانَ التقي الحصني كثير التَّرَدُّد إِلَيْهِ
والمحبة لَهُ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر ذِي لحجة سنة سِتّ وَأَرْبَعين عَن سنّ عالية وَدفن بِالْبَابِ الصَّغِير بِالْقربِ من قبر مُعَاوِيَة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
477 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَمَال بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن يَعْقُوب بن شهَاب بن عمر بن عبد الرَّحْمَن الْعَلامَة الشهَاب بن الْكَمَال الدلواني الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ / من اشْتغل فَقَرَأَ على الشهَاب بن الضياء أَمَاكِن من الْهِدَايَة وَمن الْمُغنِي فِي أصولهم وَغير ذَلِك بل سَافر إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ بهَا أَيْضا وَأَجَازَهُ قبل ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الْعَفِيف النشاوري والتقي بن حَاتِم والبرهان بن فَرِحُونَ والعراقي والهيثمي وَآخَرُونَ وناب عَن الشهَاب بن الْمُفِيد سنة سبع وَعشْرين فِي إِمَام الْمقَام الْحَنَفِيّ وتميز فِي الوثائق مَعَ معرفَة بالنحو وَالصرْف ومسائل الْفُرُوع والخلافيات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين وَدفن بالمعلاة. أَفَادَهُ ابْن فَهد فِيمَا استدركه على الفاسي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن كميل. / صَوَابه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن كحيل.(2/167)
478 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن اللاج القلاحي السكندري الْمُقْرِئ / أجَاز لِابْنِ شَيخنَا وَغَيره فِي سنة سبع عشرَة. وَيُحَرر اسْم جده فقد وجدته فِي استدعاء هَكَذَا وَفِي مُعْجم شَيخنَا الْفَلاح وَقَالَ إِنَّه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة الإقراء بِبَلَدِهِ.
479 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم الشهَاب بن الشَّمْس الحروري بِفَتْح الْمُهْملَة ثمَّ رَاء مُشَدّدَة مَضْمُومَة وَآخره مُهْملَة نِسْبَة إِلَى قَرْيَة تسمى حرور من دمشق القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي ربيع الثَّانِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الشّرف يَعْقُوب الجوشني والنور أخي بهْرَام واشتغل بالفقه على أَبِيه وجده وَقَالَ إِنَّه كَانَ فَاضلا وَسمع على التنوخي والأبناسي والغماري وَابْن الشيخة والعراقي والمطرز والجوهري وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَابْن الْعَلَاء وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لي وَكَانَ قد حج فِي سنة خمس وَعشْرين وَدخل الاسكندرية وباشر عِنْد الزِّمَام، وَكَانَ نَافِذ الْكَلَام أَيَّام فَارس الخزندار. مَاتَ بعد الْخمسين تَقْرِيبًا رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا.
480 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن النَّجْم الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري البريدي وَيعرف بِابْن الشَّهِيد. / ولد سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة وَسمع الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي وَغَيرهمَا على ابْن الْمجد وَكَذَا سمع
على التنوخي والعراقي والهيثمي والمطرز والحلاوي والسويداوي وَآخَرين أجَاز لي وَكَانَ أَبوهُ بريديا فسافر مَعَه إِلَى دمشق والاسكندرية فِي اشْتِغَال الْمُلُوك وَخَلفه فِي اسْم البريدية وتنزيله فِي ديوَان الأجناد السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَأن فتح الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ناظم السِّيرَة عَم وَالِده فيحرر.
481 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم الشهَاب الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الأَصْل الصَّالِحِي السكندري بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَذْكُور فِي الْمِائَة قبلهَا وَيعرف بِابْن الحبال وبابن الصَّائِغ. / سمع من الشهَاب أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المرداوي جَالس المخلدي الثَّلَاثَة وَمن عبد الله بن الْقيم وَالشَّمْس عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الْعِزّ بن أبي عمر والشهاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن علس وَحسن بن عَليّ بن مُسلم اللبان وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الْجَلِيل الْمسند وَشَيخنَا الأبي عدَّة أَجزَاء وَأَجَازَ لشَيْخِنَا وَذكره فِي مُعْجَمه والمقريزي فِي عقوده. وَمَات يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشري رَجَب سنة خمس وَعشْرين بالصالحية وَدفن من الْغَد بالسفح.
482 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم بن عبد الرَّحْمَن بن الْمُحب أبي مُحَمَّد بن أبي الْقسم بن أبي الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري(2/168)
الْمَكِّيّ الْخَطِيب وَابْن الْخَطِيب الشَّافِعِي سبط القتي بن فَهد أمه أم هَانِئ. / ولد فِي النّصْف الثَّانِي من لَيْلَة السبت سادس عشري رَجَب سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَقَرَأَ فِي التَّنْبِيه وَغَيره وأحضر على مُحَمَّد بن عَليّ الزمزمي وَالْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المرشدي والتقي المقرزي وَحسن ابْنة مُحَمَّد الحافي وَسمع على أبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي والزين شعر وَأبي الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي وَزَيْنَب ابْنة اليافعي وَطَائِفَة مِنْهُم جده لأمه وأحضر فِي الرَّابِعَة على عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل القابوني تقريب الْعرَاق عني بِسَمَاعِهِ لَهُ على مُؤَلفه وَأَجَازَ لَهُ خلق باستدعاء خَاله النَّجْم بن فَهد وَاسْتقر فِي ربع الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام شَرِيكا لِأَبِيهِ وَعَمه وَولده ثمَّ اسْتَقر أَوْلَاده بهَا بعد أَبِيهِم وَطَاف هَذَا أَمَاكِن كاليمن وَالروم والحبشية وَغَيرهَا وَكَذَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة وخطب بالأزهر وَكَذَا بغَيْرهَا من الْأَمَاكِن الَّتِي دَخلهَا كل ذَلِك للسحت كَمَا أَنه تزوج الضريرة ابْنة سَيِّدي الْكَبِير مَعَ تقدمها فِي السن طَمَعا فِي مَالهَا وأتلف عَلَيْهَا بتبذيره وَعدم تَدْبيره شَيْئا كثيرا إِلَى أَن مَاتَت مَعَه وَبعده انْكَشَفَ حَاله جدا وطيف لَهُ)
على مثلهَا أَو نَحْوهَا ليستتر بهَا فَمَا تهَيَّأ وَلم يكن عَمه يرضاه، وَعِنْده من الْحمق ومزيد الجرءة والتساهل مَا الله بِهِ عليم، وَحكى لي المظفر الأمشاطي وَهُوَ من أصدقاء أَبِيه وَعَمه أَنه عرض لَهُ فِي صغره اختلال بِحَيْثُ صَار يتَعَلَّق بأذيال الْكَعْبَة وَرُبمَا مزقها وَجِيء بِهِ حِينَئِذٍ للشَّيْخ سَلام الله الْعَالم الطَّبِيب فَقَالَ بِحَسب مَا أَظُنهُ هَذَا احتيال مِنْهُ على التظالم من الْكتاب، قَالَ الحاكي وَالَّذِي ظهر لغيره بقرائن خِلَافه وَلذَا لوطف بالحقن وَنَحْوهَا وَمَعَ ذَلِك فَيظْهر فِيهِ بقايا مَعَ تحامق سِيمَا ويرتكب فِي خطبه مَا لَا يحمده عَلَيْهِ من لَهُ أدنى عقل بل رُبمَا يُؤَدِّي إِلَى إِبْطَالهَا وَلَا زَالَ يترسل فِي ذَلِك إِلَى أَن منع وَأذن لإِمَام الْمقَام فِي الخطابة وَكَانَ يتناوب هُوَ وَأَوْلَاده فِيهَا وجر ذَلِك لمرافعته فِي عَالم الْحجاز فَمَا تمكن بل منع من الْوُصُول إِلَى الْقَاهِرَة واختير لَهُ الْإِقَامَة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فَمَا كَانَ بأسرع من سحبه مِنْهَا فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقد اسْتَلَبَ فِي مَجِيئه ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي موسمها على وَظِيفَة بعد أَن خطب بالجامع الْأَزْهَر وَتعرض لشَيْء مِمَّا أنكر عَلَيْهِ فَوجدَ الجمالي أَبَا السُّعُود صَار رَئِيس الْحجاز بعد موت وَالِده وسلك مَعَه مَا اقتضته رياسته بمقابلته بِالسَّلَامِ وَالْإِكْرَام بل ساعده فِي تمشية مَا رسم لَهُ بِأَخْذِهِ من مَكَان بِبَاب شبيكة حَتَّى بناه بَيْتا وَاسْتمرّ التودد الظَّاهِر بَينهمَا وَترك جلّ مَا كَانَ يسلكه فِي خطبه وَلَا شكّ أَن معاداة الْعَاقِل أسلم من مُخَالطَة الأحمق والمداراة خير من المماراه والتمكن(2/169)
أحسن من التلون، وَقد تزوج كل من وَلدين لِابْنِ عَمه أبي بكر بن أبي الْفضل بابنتين لَهُ كبيرتين وَكَانَت حكايات وَالله يحسن الْعَاقِبَة.
483 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز نسيم الدّين أَبُو الطّيب ابْن صاحبنا الْكَمَال أبي الْفضل بن أبي الْفضل الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ابْن عَم الَّذِي قبله وسبط الخواجا جمال الكيلاني أمه أم هاني. / ولد قبيل السِّتين بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والبهجة وعرضها فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَنا بِمَكَّة. وَكنت مِمَّن عرض عَليّ وَأقَام فِي الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه يحضر مَعَه. بل قَرَأَ فِي التَّقْسِيم على الْعَبَّادِيّ وَتردد لزكريا وَغَيره وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم السبت رَابِع رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ مطعونا وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع المارداني وَدفن عِنْد الونائي بالتنكزية فِي بَاب القرافة وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل عوضه الله الْجنَّة.
484 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن رَحْمَة بن ظهير الْعلم الْمَالِكِي. / ولد سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقَالَ شَيخنَا قبيل التسعين وَهُوَ أشبه
بمنشية المهراني وَقَرَأَ الْقُرْآن والرسالة فِي الْفُرُوع وتفقه بالشمس الْبِسَاطِيّ وَغَيره حَتَّى تقدم فِي فنون وأشير إِلَيْهِ بالفضيلة التَّامَّة واستحضار فروع الْمَذْهَب وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وناب فِي الحكم عَن الْجمال الأقفهسي فَمن بعده وشكرت سيرته فِي أَحْكَامه وعد من أَعْيَان النواب المترشحين للْقَضَاء الْأَكْبَر ودرس وَأفْتى ونظم ونثر وَكتب الْخط الْحسن مَعَ الثروة والحشمة وَالْبَيْت الشهير، وَهُوَ أحد من أجَاب البقاعي فِي مخاصمته الَّتِي سَمَّاهَا أَشد الْبِقَاع نظما، وَقد حج غير مرّة وجاور وتعانى التِّجَارَة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين مطعونا بعد أَن تعلل مُدَّة. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه جَازَ الْخمسين. قَالَ ورام ولَايَة الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ. وَكَانَ ضعفه عقب وَفَاة الْبِسَاطِيّ فاستقر بعد ابْن التنسي وَقد ثقل هُوَ فِي الضعْف. قَالَ وَكَانَ يتعانى الْآدَاب ويتولع بالنظم وَصَحب التقي بن حجَّة مُدَّة وَوَقع عِنْده وَعند المقريزي إِبْدَال أَحْمد فِي نسبه بِمُحَمد فَصَارَ أَرْبَعَة على الْوَلَاء وَالصَّوَاب مَا قَدمته، وَقَالَ المقريزي أَنه كَانَ فَقِيها جسيما من بَيت علم ورياسة.
485 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن روزبة الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن النَّاصِر أبي الْفَرح بن الْجمال الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي. / ولد فِي لَيْلَة رَابِع صفر سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي والشاطبية وألفية ابْن مَالك وَعرض فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا بِبَلَدِهِ وبالقاهرة(2/170)
وَالشَّام وحلب وحماة على خلق مِنْهُم أَبُو الْفَتْح المراغي والمحب المطري وَشَيخنَا والمقريزي والبرهان الباعوني والصدر بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ، وَسمع بِالْقَاهِرَةِ على الزين الزَّرْكَشِيّ وبالمدينة على جده وَأخذ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ بحثا عَن أبي السعادات بن ظهيرة حِين كَانَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ أصيلا. مَاتَ فِيهَا شَهِيدا نفخ عَلَيْهِ ثعبان فِي رجله وَهُوَ بالفقير حديقة من العوالي فَحمل إِلَى بَيته فَأَقَامَ أَكثر من شهر وَقضى. وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ رَحمَه الله.
486 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عُثْمَان الشهَاب بن الْبَدْر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الأَصْل القاهري المولد وَالدَّار الشَّافِعِي أَخُو الزين أبي بكر الْآتِي وأبوهما وَيعرف سكلفه بِابْن مزهر. / ولد فِي سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فِي رياسة أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل يَسِيرا وَحج وجاور وَسمع هُنَاكَ أَشْيَاء على الشّرف أبي الْفَتْح
المراغي وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَلم يُوَافق على الدُّخُول فِيمَا عرض عَلَيْهِ من الْوَظَائِف اللائقة بِهِ، وعاش بعد وَالِده مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَدفن من الْغَد بتربة وَالِده بالصحراء وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل رَحمَه الله.
487 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحِمصِي. / ولد فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَسَبْعمائة كَمَا كتبه بِخَطِّهِ وَكتب على استدعاء وأثبته البقاعي فِي شُيُوخه.
مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَدفن بمقبرة بَاب توما وَكَانَت جنَازَته حافلة.
قَالَه ابْن اللبودي قَالَ وَمَا وقفت لَهُ على شَيْء.
488 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عز الدّين الشهَاب بن الْمُحب بن الأوجاقي أَخُو الرضى مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم الآتيين. / ولد فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وشارك أَخَاهُ فِي السماع على الشّرف بن الكويك وَالْجمال بن الحنبيل وَمَات فِي إِحْدَى الجمادين سنة سِتِّينَ فِي حَيَاة أمه وَدفن بِالْقربِ من مقَام الشَّافِعِي رَحمَه الله.
489 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشّرف الششتري الْمدنِي الشَّافِعِي سبط نَاصِر الدّين بن صَالح القَاضِي وأخو الشَّمْس مُحَمَّد الْمُقْرِئ ووالد مُحَمَّد الْآتِي كل مِنْهُم. /
حفظ الْمِنْهَاج والشاطبية والطيبة وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّمْس الكيلاني وَالسَّيِّد إِبْرَاهِيم الطباطبي بل قَرَأَ على الْجمال الكازروني فِي الصَّحِيح وَأقَام بِمَكَّة زِيَادَة على عشْرين سنة وَأخذ بهَا عَن حفيد اليافعي وَالشَّمْس الزعيفريني وناب فِي خطابة بَلَده وإمامتها عَن خَاله فتح الدّين بن صَالح فَمن بعده وَكَانَ خيرا رَضِيا مشاركا فِي الْفِقْه والعربية أَقرَأ الطّلبَة وَمَات فِي الْمحرم سنة سبع وَسبعين وَقد زَاد على السِّتين.(2/171)
490 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن موفق الشهَاب الديروطي الشَّافِعِي. / سمع مني بِالْقَاهِرَةِ ورأيته فِيمَن شهد على الديروطي فِي إِجَازَته لِابْنِ القصبي.
491 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب الْبَهَاء أَبُو الْفضل بن الْبَدْر أبي الْبَقَاء بن فتح الدّين أبي عبد الله وَأبي الْفَتْح الْقرشِي المَخْزُومِي المحرقي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي جده وَولده يحيى وَأَخُوهُ الْمُحب مُحَمَّد والبهاء الْأَصْغَر وَيعرف كسلفه بِابْن المحرقي. / ولد بعد ظهر السبت ثَالِث عشري رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْقربِ من الْأَزْهَر، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو، وَأخذ الْفِقْه عَن الْمَنَاوِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج
بحثا وَعَن الْعَبَّادِيّ وصاهره على ربيبته ابْنة المسطيهي وَالْفَخْر عُثْمَان المقسي والزين زَكَرِيَّا والجلال الْبكْرِيّ قِرَاءَة وسماعا ولازمهم فِي التقاسيم وَمِمَّا قَرَأَهُ على الزين العجالة وَالْأُصُول عَن الأول سمع عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَإِمَام الكاملية قَرَأَ عَلَيْهِ قِطْعَة من شَرحه لَهُ وَقَرَأَ كثيرا من الْفِقْه وأصوله على أبي السعادات البُلْقِينِيّ والعربية بِمَكَّة عَن أَحْمد بن يُونُس المغربي والشهاب التغلبي وبالقاهرة على الْبُرْهَان الْحلَبِي والجوجري والسنهوري وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِمَا التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام وعَلى ثَانِيهمَا من شرح إيساغوجي والفرائض والحساب عَن الشهَاب السجيني والميقات عَن الْعِزّ الوفائي والنور النقاش والبدر المارداني قَرَأَ عَلَيْهِم رسالتي الجيب والمقنطرات للجمال المارداني جد الْأَخير لأمه وَبَعض شرح ألفية الْعِرَاقِيّ عَن الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَعلم الْكَلَام مَعَ فنون كَثِيرَة عَن التقي الحصني وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح العقائد للتفتازاني وَكَذَا أَخذ عَن الكافياجي بعض تصانيفه وَغَيره، وَسمع الحَدِيث بِمَكَّة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ على الزين الأميوطي والتقي بن فَهد وبمنى فِي أَيَّامهَا على النَّجْم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القلقشندي وَكَانَ حج فِي موسم الَّتِي قبلهَا ثمَّ جاور وَسمع بعد ذَلِك سنة سِتّ وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ على الشهَاب الشاوي والزين عبد الصَّمد الهرساني والبهاء المشهدي والخيضري شَاركهُ فِي الْأَرْبَعَة ابْنه الْمشَار إِلَيْهِ، وَاجْتمعَ فِي مَكَّة بِكُل من عبد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ وَإِدْرِيس الْيَمَانِيّ وَمُحَمّد الزعيفريني وَأذن لَهُ كل من الْعَبَّادِيّ وَأبي السعادات فِي الْإِفْتَاء والتدريس بعد امتحان ثَانِيهمَا لَهُ فِي مسَائِل كَثِيرَة من فنون مُتعَدِّدَة وَكَذَا أذن لَهُ الحصني فِي إقراء شرح العقائد وكل من الْجَوْجَرِيّ والسنهوري فِي إقراء التَّوْضِيح والعربية وَفِي الْإِفْتَاء وَثَانِيهمَا فِي إقراء شرح إيساغوجي، وَحلق فِي الْأَزْهَر وأسمع الحَدِيث وخطب بالأزهر وبجامع عَمْرو بن اسْتَقر بِهِ(2/172)
الْأَشْرَف قايتباي فِي خطابة تربته وحمدت خطابته وَحسن تأديته مَعَ سكونه وحشمته وَالْجَمَاعَة وَرُبمَا خطب بالسلطان فِي جَامع القلعة حِين يعرض للْقَاضِي توعك.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبِّيَّة. / يَأْتِي بِدُونِ أبي بكر.
492 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران بن تَمام بن درغام بمهملتين ثمَّ مُعْجمَة بن كَامِل الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس بن القَاضِي الشَّمْس الْأنْصَارِيّ الْقُدسِي الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد ووالد الشَّمْس أبي حَامِد الآتيين وَيعرف بِابْن حَامِد. / ولد فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَقيل سنة أَربع وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن
والشاطبية والمنهاج والألفية والملحة وَغَيرهَا وَعرض على الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَهُوَ كَبِير فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَابْني القلقشندي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَسمع على جده السَّفِينَة الجرائدية وَغَيرهَا وعَلى الْجلَال عبد الْمُنعم الْأنْصَارِيّ جُزْء أبي الجهم بِكَمَالِهِ وَغَيره وَسمع على أَبِيه أَيْضا وَكَذَا من لفظ الشهَاب بن مُثبت المسلسل وَغَيره وَقَرَأَ على الْجمال عبد الله بن سُلَيْمَان الأجاري الْمَالِكِي الشفا وعَلى الْبُرْهَان بن الشهَاب أَي مُحَمَّد صَحِيح مُسلم بل أخبر أَنه سمع على الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَأبي الْخَيْر بن العلائي وَابْن مَرْزُوق وَيحيى الرَّحبِي والعاقولي وَكله مُمكن وَكَذَا سمع على عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الكالدنسي وَالشَّمْس الندرومي مُجْتَمعين بحرم الْقُدس فِي سنة إِحْدَى وَسبعين والْعَلَاء بن النَّقِيب وَابْن الرصاص والتقي القلقشندي وولديه الشَّمْس مُحَمَّد والبرهان إِبْرَاهِيم وصهر وَالِده الشَّمْس بن الْخَطِيب والبدر مَحْمُود العجلوني والعليمي والشهاب بن الناصح والسراج البُلْقِينِيّ وسرى الدّين القَاضِي وخطيب الْقُدس الْعِمَاد الكركي والنجم بن جمَاعَة وَابْن عَمه الْخَطِيب عماد الدّين إِسْمَاعِيل وَأَجَازَ لَهُ بسؤال أَبِيه الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة والبرهان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح وَعبد الْوَهَّاب بن السلار وَالشَّمْس بن قَاضِي شُهْبَة وَابْن الْمُحب وَآخَرُونَ باستدعاء الإِمَام شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الندرومي مؤرخ بربيع الآخر سنة أَربع وَسبعين وَالشَّيْخ مُحَمَّد القرمي وَجَمَاعَة وَصَحب عبد الله البسطامي وَأَبا بكر الْموصِلِي وسَمعه ينشد مرَارًا:
(نَحن فِي غَفلَة وَفِي عَمه ... والمنايا تخطفن خطف الذُّبَاب)
(قل لمن لَا يهوله كتفه الص ... ى يهيأ لكتفة القصاب)
وَأكْثر من الِاشْتِغَال والتحصيل وَالسَّمَاع وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَولي مشيخة(2/173)
الفخرية وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الْقُدس قَدِيما بسؤال الشَّمْس الْهَرَوِيّ لَهُ فِيهِ فَأبى، وَكَانَ صَالحا زاهدا ناسكا قانعا باليسير دينا خيرا منجمعا عَن النَّاس على طَرِيق السّلف طارحا للتكلف تعفف حَتَّى عَمَّا كَانَ باسمه من الْوَظَائِف وَلزِمَ بَيته إِلَّا إِلَى الْمَسْجِد وَصَارَ مَقْصُودا بِالدُّعَاءِ والتبرك بِهِ، أثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد وانتفع بِهِ وَلَده بل أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء، وَحدث بأَشْيَاء وَصَارَ خَاتِمَة من يروي عَن جمَاعَة من شُيُوخه بِتِلْكَ النواحي أجَاز لي. وَأَبوهُ مِمَّن مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وجده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة. وَمَات هُوَ بعد أَن ثقل سَمعه وأقعد قبل وَفَاته بِنَحْوِ ثَلَاثَة أشهر فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَصلى بعد الْعَصْر
عِنْد الْمِحْرَاب الْكَبِير وَدفن من يَوْمه بمقبرة البسطامية عِنْد عَمه الْعَلَاء عَليّ بن حَامِد رَحمَه الله وإيانا.
493 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن خلف الله بن خَليفَة التقي أَبُو الْعَبَّاس بن الْكَمَال بن أبي عبد الله التَّمِيمِي الدَّارِيّ القسنطيني الأَصْل السكندري المولد القاهري المنشأ الْمَالِكِي ثمَّ الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بالشمني بِضَم الْمُعْجَمَة وَالْمِيم ثمَّ نون مُشَدّدَة / نِسْبَة لمزرعة بِبَعْض بِلَاد الْمغرب أَو لقرية وَقد لَا يتنافيا. ولد فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بالاسكندرية وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فأسمعه على ابْن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والصدر الأبشيطي والتقي الزبيرِي والفوي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب الطريني وخليل الْقرشِي الْقَارئ والشموس الشَّامي وَابْن البيطار والزراتيتي والنور الْأَنْبَارِي الْكثير وَأَجَازَ لَهُ البُلْقِينِيّ والعراقي والهيثمي وَالْجمال الرَّشِيدِيّ والتقي الدجوي والجوهري والحلاوي والبدر النسابة وناصر الدّين بن الْفُرَات والزين المراغي وَالْجمال بن ظهيرة ورقية بنة يحيى وَآخَرُونَ، وتلا لأبي عمر على الزراتيتي وتفقه أَولا كأبيه لمَالِك بِأَحْمَد الصنهاجي والبساطي وانتفع بِهِ فِي الْأَصْلَيْنِ والنحو والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغَيرهَا وَكَذَا انْتفع بِالْعَلَاءِ البُخَارِيّ حَيْثُ سمع عَلَيْهِ التويح والتوضيح فِي أصُول فقه الْحَنَفِيَّة وَالْهِدَايَة وَفِي فقههم وَشرح الْمِفْتَاح فِي الْمعَانِي وَجُمْلَة وَأخذ عَن النظام الصيرامي الْمنطق والمطول بِتَمَامِهِ ولازمه مُلَازمَة تَامَّة فِي العقليات وَغَيرهَا حَتَّى فِي الْفِقْه قبل تحنفه أَخذ عَنهُ الْهِدَايَة وتحول حنفيا فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بعد مَوته بِوَاسِطَة وَلَده العضدي وَحضر عِنْده فِيمَا قبل تَقْسِيم الْكَنْز وَالْهِدَايَة وَغَيرهَا حِين كَانَ صوفيا بالبرقوقية وَمُقِيمًا بهَا، وَسمعت من يذكر فِي سَبَب تحوله حنفيا كَون الْبِسَاطِيّ قدم بعض رفاقه مِمَّن التقى أمثل مِنْهُ بِكَثِير عَلَيْهِ، وَأخذ الْعَرَبيَّة(2/174)
عَن الصنهاجي أَيْضا وَالشَّمْس الشطنوفي وَبِه وبالشمس العجيمي سبط ابْن هِشَام انْتفع بِهِ فِيهَا وأصول الدّين عَن ابْن خضر شاه الرُّومِي الْحَنَفِيّ مدرس الجانبكية والطب عَن الشَّمْس مُحَمَّد البلادري وَكَانَ إِلَيْهِ الْغَايَة فِيهِ والخزرجية فِي الْعرُوض والقافية وفصول ابْن الهائم فِي الْفَرَائِض والنزهة فِي الْحساب بالقلم ورسالتي المارداني عَن نَاصِر الدّين البارنباري والهندسة والهيئة بقرَاءَته والحساب سَمَاعا عَن ابْن الْمجد والمنطق بقرَاءَته وآداب الْبَحْث عَن أبي بكر العجمي الطَّبِيب والْحَدِيث عَن شَيخنَا بحث عَلَيْهِ دروسا من شرح ألفية الْعِرَاقِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَكَانَ لَازمه بعد وَالِده فَأحْسن)
إِلَيْهِ وساعده فِي استخلاص مبلغ مِمَّن وثب عَلَيْهِ فِي بعض وظائف أَبِيه وآثره هُوَ بِمثلِهِ وَزَاد إقبالا عَلَيْهِ حِين وَقع السُّؤَال عَن حِكْمَة الترقي من الذّرة إِلَى الْحبَّة إِلَى الشعيرة فِي قَوْله فَلَحقُوا ذرة وَأجَاب التقي بديهة بِأَن صنع الْأَشْيَاء الدقيقة فِيهِ صعوبة وَالْأَمر بِمَعْنى التَّعْجِيز فَنَاسَبَ التدلي من الْأَعْلَى إِلَى الْأَدْنَى فَاسْتَحْسَنَهُ وَزَاد فِي إكرامه والتعريف بفضيلته وَحضر مَعَ وَالِده مجْلِس أبي الْحسن عَليّ بن وفا وَيُقَال أَنه حمله فِي حَال صغره وَدَار بِهِ فِي مجْلِس السماع وَأَخْبرنِي عَنهُ أَنه رد على الْعِرَاقِيّ تصنيفه الْبَاعِث على الْخَلَاص من حوادث الْقصاص ثمَّ صحب بعده أَبَا الْفَتْح وَكَذَا رأى خَليفَة حِين اجْتمع على الْإِنْكَار عَلَيْهِ وَكتب على بعض الْكتاب بالمحمودية وَكَذَا عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ ولازمه مُدَّة وَحضر عِنْد أبي الْفضل بن الإِمَام التلمساني وَاسْتمرّ يدأب فِي الْفَضَائِل حَتَّى اشْتهر وتصدى للإقراء وصنف شرحا لنظم وَالِده النخبة عمله فِي حَيَاة شَيخنَا وحاشية على الْمُغنِي لخصها من حَاشِيَة الدماميني وَزَاد عَلَيْهَا اشياء نفيسة سَمَّاهَا الْمنصف من الْكَلَام على مُغنِي ابْن هِشَام وتعليقا لطيفا على الشفا فِي ضبط الفاظه لخصه من شرح الْبُرْهَان الْحلَبِي وأتى بتتمات يسيرَة فِيهَا تحقيقات دقيقة سَمَّاهُ مزيل الخفا عَن أَلْفَاظ الشفا وشرحا متوسطا للنقاية فِي فقه الْحَنَفِيَّة وسمعته يتألم مِمَّن سلخه وزاحمه فِيمَا لَهُ فِيهِ من التحقيقات وَنَحْوهَا مِمَّا لم يسْبق إِلَيْهِ وفهرستا لمروياته وَغير ذَلِك وأقرأها مرَارًا وتنافس النَّاس فِي تَحْصِيل الْحَاشِيَة وتوسل بعض المغاربة بسلطانهم عِنْد من ارتحل إِلَيْهِ وكتبها فِي إعارتها وَكَذَا أَقرَأ غَيرهَا من مشكلات الْكتب كالكشاف واليبضاوي فِي التَّفْسِير والدارحديثي وَشرح المواقف وَشرح الْمَقَاصِد فِي أصُول الدّين والعضد والفنري فِي أصُول الْفِقْه والرضي شرح الكافية فِي الْعَرَبيَّة وَهُوَ غَايَة مَا فِي هَذَا النَّوْع من الْفَنّ المطول والمختصر فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَمَا على مَا سبق من الْحَوَاشِي وَانْفَرَدَ بتقرير جَمِيع ذَلِك بِدُونِ مُلَاحظَة كراس(2/175)
وَلَا حَاشِيَة مَعَ استحضاره لتقرير مشايخه فِيمَا يتَوَقَّف الْعلم بالمراد غَالِبا عَلَيْهِم يه وَحكى لي بعض أخصائه من ثِقَات تلامذته أَنه سَمعه بعيد الْخمسين يَقُول أَنه أَقرَأ المطول بِغَيْر مطالعة اثْنَتَيْ عشرَة مرّة قَالَ ذَلِك وَقد اتّفق دُخُول اثْنَيْنِ من أَبنَاء الْعَجم الجمالية فوجداه يقرئ فِيهِ فَجَلَسَا عِنْده وبحثا مَعَه واستشكلا عَلَيْهِ فَلم يَنْقَطِع عَنْهُمَا بل افحمهما بِحَيْثُ امْتَلَأت أعينهما من جلالته وصرحا بعد الِانْفِصَال عَنهُ للمشار إِلَيْهِ بِأَنَّهُمَا لم يظنا فِي أَبنَاء الْعَرَب من ينْهض بذلك وَبلغ الشَّيْخ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ مَا تقدم، وَأخذ عَنهُ علم الْعرُوض رَفِيقه الْعَلامَة سيف الدّين)
بن الخوندار، وَكَذَا حدث بِأَكْثَرَ مروياته قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير من سنة خمسين وَبعدهَا وَحَضَرت كثيرا من دروسه فِي الْعَضُد والكشاف وَغَيرهمَا وَأخذت عَنهُ شَرحه لنظم النخبة وَشرح وَالِده لمتن النخبة وَخرجت لَهُ قَدِيما مشيخة وقف عَلَيْهَا شَيخنَا وَكتب عَلَيْهَا وَوصف التقي بِالْإِمَامِ الْعَلامَة فَخر المدرسين مُفِيد الطالبين مفتي الْمُسلمين ووالده بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْمُحدث المكثر الْمُفِيد وَقَالَ متع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ وداوم ارتقائه وَحدث بهَا مرَارًا وَخرجت لَهُ باخرة المسلسل بالنحاة وَحدث بِهِ أَيْضا وَكَانَ لَا يقدم على أحد من الأكابر فضلا عَن غَيرهم وينوه بِي فِي غيبتي كثيرا وقرض لي عدَّة من تصانيفي بل وانتقى بَعْضهَا وَفِي تَفْصِيل ذَلِك طول وَكَانَ إِمَامًا علما عَلامَة مفننا سنيا متين الدّيانَة زاهدا عفيفا متواضعا متوددا صبورا حسن الصِّفَات مُنْقَطع القرين سريع الْإِدْرَاك قوي الحافظة ممتع المحاضرة جيد الْكِتَابَة فصيحا رائق الْعبارَة قادرأ على التَّعْبِير عَن مُرَاده بعبارات متنوعة فِي نثر حسن وَرُبمَا نظم أَيْضا فَكتبت من نظمه مَا عمله لما ولي الظَّاهِر ططر ونوه بقتْله وَخيف من فَسَاد التّرْك:
(يَقُول خليلي العدا أضمرت ... إِذا مَاتَ ذَا الْملك سوء الورى)
(فَقلت سل الله إبقاءه ... وَيَكْفِينَا الظَّاهِر المضمرا)
كل ذَلِك مَعَ الشهامة وَحسن الشكالة والأبهة وبشاشة الْوَجْه ومحبة الحَدِيث وَأَهله وحطه على الاتحادية وَمن زاغ مِمَّن ينْسب إِلَى التصوف وتقلله من التبسط فِي الدُّنْيَا وتقنعه بخلوة فِي الجمالية يسكنهَا وَأمة سَوْدَاء لقَضَاء وطره وَغير ذَلِك وَكَونه لَيْسَ باسمه سوى مشيخة مدرسة اللالا وراتب يسير بالجوالي وَلذَلِك لما التمس مِنْهُ قانباي الجركسي حِين ابتنى تربته الَّتِي تَحت قلعة الْجَبَل بإرشاد بعض أَصْحَابه لَهُ فِي ذَلِك الْإِقَامَة فِيهَا وَيكون خطيبها وَشَيخ الصُّوفِيَّة بهَا مَعَ غير ذَلِك من الْوَظَائِف ويهيئ لَهُ مسكنا حسنا أجَاب وتحول فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ ذَلِك سَببا لمزيد انجماعه وعكوفه(2/176)
على مَا هُوَ بصدده ورسم لَهُ بفرس من اسطبل السُّلْطَان وألح عَلَيْهِ فركبها لَحْظَة وَعجز فَنزل عَنْهَا وأرسلها لموضعها فَرَجَعُوا بهَا إِلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ إِن لم تركبها فَانْتَفع بِثمنِهَا وَلم يَنْفَكّ الْفُضَلَاء عَن ملازمته والأكابر عَن التَّبَرُّك بِهِ وزيارته وَأَشَارَ عَلَيْهِ بعض الْجَمَاعَة بعد موت واقفها بِالْعودِ إِلَى الجمالية ويأتيها يَوْمًا بعد يَوْم ليزِيد الِانْتِفَاع بِهِ فَمَا وفْق وَاسْتمرّ مُقيما بالقانبهية لكنه مكث مُدَّة يَجِيء إِلَى الجمالية أَيَّامًا مُعينَة وَلم يَنْقَطِع عَنْهَا إِلَّا لعذر وناب عَن العضدي شيخ البرقوقية فِي مشيختها حِين مجاورته بِمَكَّة وَكَذَا فِي سَفَره لبيت)
الْمُقَدّس وَلم أسمع أَنه كتب على فتيا مَعَ سُؤَالهمْ لَهُ فِي ذَلِك وَلَا كَانَ لَهُ رَغْبَة فِي حُضُور عُقُود الْمجَالِس وَنَحْوهَا بِحَيْثُ لم يتَّفق لَهُ ذَلِك فِيمَا أعلمهُ سوى مرّة وَاحِدَة بعد جهد كَبِير فِي مجْلِس لم يكن يه غَيره والأمين الأقصرائي والسيفي فَمن دونهم وَتكلم بِكَلِمَات يسيرَة وَكَذَا ألح عَلَيْهِ حفيد الْعَيْنِيّ أَيَّام ضخامته فِي الْحُضُور عِنْده وَكَانَ قَرَّرَهُ متصدرا فِيمَا جدده بمدرسة جده بَطل أمره بعد يسير فَلم يجد بدا من ذَلِك وَجَاء الْعَبَّادِيّ ليجلس فَوْقه بَينه وَبَين الْحَنَفِيّ فأشير بِخِلَاف هَذَا وَجعل السراج من جِهَة أُخْرَى بل كَانَ خطب للْقَضَاء فَأبى بعد مَجِيء كَاتب السِّرّ إِلَيْهِ واخبره أَنه لم يجب نزل إِلَيْهِ السُّلْطَان فصمم وَقَالَ: الاختفاء مُمكن فَقَالَ لَهُ فيماذا تجيب إِذا سَأَلَك الله عَن امتناعك مَعَ تَعْيِينه عَلَيْك، فَقَالَ يفتح الله حِينَئِذٍ بِالْجَوَابِ وَلم يكن يحابي فِي الدّين أحدا، التمس مِنْهُ بعض الشبَّان من ذَوي الْبيُوت إِذْنه لَهُ بالتدريس بعد أَن أهْدى إِلَيْهِ شَيْئا فبادر لرد الْهَدِيَّة وَامْتنع من الْإِذْن وَرُبمَا كتب فِيمَا لَا يرتضيه لقصد جميل ككتابته على كراس من تَفْسِير البقاعي الَّذِي سَمَّاهُ المناسبات فَإِنَّهُ قَالَ لي حِين عتبته على ذَلِك: إِنَّمَا كتبت لصونه عَمَّا رام تمربغا أَن يوقعه بِهِ وَالله مَا طالعته وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي فِي زمرة الْعلمَاء، وَلم وسع الله عَلَيْهِ بِسَبَب مَا تقدم صَار يواسي الطّلبَة وَغَيرهم من قدماء أَصْحَابه وَمن يعلم احيتاجه وَيُصَرح لبَعض خواصه أَنه لَو تحقق إبْقَاء الْوَظَائِف باسم أَوْلَاده لآثر بِجَمِيعِ مَا يفضل عَنهُ وَقد عَم النَّفْع بِهِ حَتَّى بَقِي جلّ الْفُضَلَاء من سَائِر الْمذَاهب من أهل مصر بل وَغَيرهَا من تلامذته واشتدت الرَّغْبَة فِي الْأَخْذ عَنهُ وتزاحموا عَلَيْهِ وهرعوا صباحا وَمَسَاء إِلَيْهِ وامتدحه من الشُّعَرَاء الشهَاب المنصوري وَغَيره وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ كلمة إِجْمَاع لم يتدنس بِمَا حيط مِقْدَاره بل رَاعى لمنصب الْعلم حَقه منحه الله تَعَالَى كَثْرَة الأسقام من قبل الثَّلَاثِينَ فِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وَكَذَا بِحَبْس الْبَوْل بالحصاة وَكَثْرَة الرعاف وَغير ذَلِك فَكَانَ قل أَن يَصح لكنه لَا يَنْقَطِع إِلَّا عَن امْر كَبِير ويتحرى مَا يلائمه من أكل وَنَحْوه إِلَى قبيل مَوته وَعرض لَهُ حِينَئِذٍ استسقاء ورمد(2/177)
وَمَات بمنزله من تربة قايتاي شَرْقي قلعة الْجَبَل فِي لَيْلَة الْأَحَد سَابِع شعري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد عِنْد بَاب مَحل سكنه تقدم النَّاس الشَّافِعِي وَدفن بحوش دَاخل التربة وتأسف النَّاس على فَقده وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله وَخلف ذكرين وَأُنْثَى من جَارِيَة وَألف دِينَار وحفظت جهاته لِوَلَدَيْهِ ورثاه غير وَاحِد رَحمَه الله وإيانا ونفعنا بِهِ.
494 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسن أَبُو الْهدى بن أبي الْخَيْر بن الشَّيْخ الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وجده. /
ولد سنة سبع وَثَمَانمِائَة سنة مَاتَ جده.
495 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الشهَاب بن الْكَمَال أبي البركات بن الْجمال أبي السُّعُود الْقرشِي الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَسمع ابْن صديق والمراغي وَالْجمال بن ظهيرة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ التنوخي والعراقي والهيثمي وَابْن منيع وابنتا ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَنزل طَالبا فِي الْمدَارِس وَدخل مصر للتنزه وَبَعض بِلَاد الْيمن للتِّجَارَة وَكَانَ مائلا لحفظ الْأَشْعَار وَالنَّظَر فِي التَّارِيخ مذاكرا بأَشْيَاء مستحسنة فِي ذَلِك. مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَعشْرين ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
496 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلد بن مُوسَى الْحِمصِي الْحَنْبَلِيّ ابْن أخي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خلد الْآتِي هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن زهرَة. / ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بِبَلَدِهِ وَقدم الْقَاهِرَة فناب عَن قاضيها الْعِزّ الْكِنَانِي.
497 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دمرداش الشهَاب الْغَزِّي الْحَنَفِيّ ابْن أُخْت قَاضِي الْحَنَفِيَّة الشَّمْس بن المغربي وَيعرف بِابْن دمرداش. / مِمَّن أَخذ الْفِقْه عَن خَاله والعربية والمعاني وَالْبَيَان والتصوف عَن الشَّمْس الْحِمصِي فِي آخَرين مِمَّن وردوا عَلَيْهِ وبرع فِي فنون مَعَ الدّين وجودة النّظم والنثر والسيرة الجميلة وتكسبه بِالشَّهَادَةِ الَّتِي صَار عين اهل بَلَده فِيهَا.
498 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ريحَان البعلي. / كَذَا فِي ابْن عزم.
499 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد الضياء الْقرشِي الْمَكِّيّ ثمَّ القاهري القباني أَخُو سَالم الْآتِي. / ولد سنة ثَلَاث وَتِسْعين تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهُ الزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَغَيرهمَا أجَاز لنا وتكسب بِالْوَزْنِ بالقبان وَكَذَا بِالْوَزْنِ فِي مخبز سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ أحد صوفيتها مشكور السِّيرَة موثوقا بأمانته كثير التَّحَرِّي فِي صناعته عديم الْخَوْض فِيمَا لَا يعنيه سَاكِنا دينا لم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ رَحمَه الله. وَرَأَيْت من قَالَ فِي نسبه الْحَمَوِيّ الْمَكِّيّ فيحرر.(2/178)
500 - أَحْمد بن الشَّمْس مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن السراج البُخَارِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ ابْن شيخ الباسطية المكية الْآتِي كل من أَخَوَيْهِ عبد الله وشقيقه مُحَمَّد وأبيهم. / ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَأمه بَيْضَاء مَاتَت حِين تميزه وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَليّ فِي سنة سبع وَتِسْعين فِي أبي
دَاوُد ولازمني فِي الشفا وَغَيره بل سمع مني قبل طفوليته.
501 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عمر بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن الضياء الصَّاغَانِي الأَصْل نِسْبَة للْإِمَام الشهير الرضي صَاحب الْمَشَارِق وَغَيرهَا فِيمَا قَالَه الْهِنْدِيّ الأَصْل الْمدنِي المولد الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد المحمدين الآتيين وَيعرف بِابْن الضياء. / ولد فِي ضحى سادس عشري ربيع الأول سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَسمع بهَا من خَلِيل الْمَالِكِي والعفيف المطري والعز بن جمَاعَة وَكَذَا سمع مِنْهُ وَمن الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ بِمَكَّة وَمن أبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ والبهاء بن خَلِيل وَعبد الْقَادِر الْحَنَفِيّ وَإِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْآمِدِيّ وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَخلق من بَغْدَاد وَغَيرهَا تجمعهم مشيخته تَخْرِيج التقي بن فَهد، وَحدث سمع مِنْهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا فَمن فَوْقهم. وَقَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَأَجَازَ لأولادي. وَقَالَ الفاسي أَنه اعتنى بِالْعلمِ كثيرا وَله فِي الْفِقْه نباهة ودرس وَأفْتى كثيرا وَولي بعد وَفَاة أَبِيه درس يلبغا الخاصكي بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَذَا ولي تدريس البنجالية والزنجيلية والأرغونية بدار العجلة فِيهَا ثمَّ نقل الدَّرْس بالأخيرتين إِلَى الْمَسْجِد وناب فِي عُقُود الْأَنْكِحَة عَن الْعِزّ النويري ثمَّ فِي الْأَحْكَام عَنهُ أَيْضا سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة ثمَّ عَزله فَلم يتَجَنَّب الْأَحْكَام محتجا بِأَن مذْهبه أَن القَاضِي لَا يَنْعَزِل إِلَّا بجنحة وَأَنه لم يأتها وَلم يلبث أَن اسْتَقل بِقَضَاء مَكَّة من قبل النَّاصِر فرج سنة سِتّ وَكَانَ أول حَنَفِيّ اسْتَقل بهَا ثمَّ عزل بعد أَيَّام قَليلَة وناب عَن الْجمال بن ظهيرة ثمَّ أُعِيد اسْتِقْلَالا ثمَّ صرف بالجلال المرشدي وَلكنه لم يقبل فأعيد وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ بعد أَن عجز عَن الْحَرَكَة وَالْمَشْي لسقوطه من سَرِير مُرْتَفع عَن الأَرْض فانفكت بعض أَعْضَائِهِ وتألم كثيرا لذَلِك نَحْو شَهْرَيْن فِي لَيْلَة الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَدفن على أَبِيه بالمعلاة وَذكره المقريزي فِي عقوده وَصدر تَرْجَمته بالهندي الْمَكِّيّ وَقَالَ نعم الرجل رَحمَه الله.
502 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ بن مَنْصُور الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الشَّمْس بن أبي عبد الله بن الشَّمْس بن الْفَقِيه الزين بن الْجمال الْحَرَّانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن عبَادَة بِالضَّمِّ / من بَيت(2/179)
وجيه فعبادة وَعبد الْغَنِيّ عِنْد الذَّهَبِيّ وَغَيره. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن على الْعَلَاء الشحام وَغَيره
والعمدة والخرقي وعرضهما على الْعَلَاء بن اللحام والشهاب بن حجي وَغَيرهمَا وعَلى ابْن اللحام اشْتغل فِي الْفِقْه وَكَذَا حضر فِيهِ وَهُوَ صَغِير جدا عِنْد ابْن رَجَب وَغَيره وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وناب فِي الْقَضَاء لِأَبِيهِ ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد وَفَاته فباشره بعفة ونزاهة وَصرف قبل استكمال سنتَيْن فَلَزِمَ منزله منجمعا عَن النَّاس وَكتب بِخَطِّهِ تَفْسِير ابْن كثير وَعرض عَلَيْهِ الْعود فَأبى وَحج مرَّتَيْنِ وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء قَرَأت عَلَيْهِ وَكَانَ متواضعا بهيا حسن الشكالة مزجي البضاعة. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن من يَوْمه بمقبرتهم شَرْقي الرَّوْضَة من سفح قاسيون رَحمَه الله.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبدا لبر بن يحيى السُّبْكِيّ. هُوَ ابْن مُحَمَّد بن عبد الْبر مضى وَمُحَمّد الثَّانِي زِيَادَة.
503 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشهَاب بن التقي بن نَاصِر الدّين الأقفهسي ثمَّ القاهري نزيل مَكَّة أَبُو الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي. / ولد بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا لفحظ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع والملحة وعرضها فِي سنة سبع وَتِسْعين فَمَا بعْدهَا على جمَاعَة وَقدم مَكَّة بعد الثَّلَاثِينَ فقطنها وأدب الْأَبْنَاء وَكَانَ خيرا مُبَارَكًا سَاكِنا كثير التِّلَاوَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد.
504 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد الشهَاب البجائي الأبدي المغربي الْمَالِكِي نزيل الباسطية وَيعرف بالآبدي. / اشْتغل فِي بِلَاده وَقَرَأَ فِي بجاية على أبي عبد الله مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله البيوسقي البجائي الشفا وَبَعضه على أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القماح الأندلسي وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ دروس القاياتي وَابْن قديد والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وترافق هُوَ وَابْن يُونُس الْآتِي فِي الْأَخْذ رِوَايَة عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْقُدسِي وَلَا أستبعد أَن يكون أَخذ عَن شَيخنَا وَحج وَأخذ عَن الْجمال الكازورني بِالْمَدِينَةِ إجَازَة وَعَن غَيره وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء بل درب زَوجته نفيسة وَكَانَت تكْتب لَهُ أَيْضا وَتقدم فِي الْعُلُوم سِيمَا الْعَرَبيَّة فَلم يكن بعد شَيخنَا ابْن خضر من يدانيه فِي إرشاد المبتدئين وَله فِيهَا حُدُود نافعة كَمَا أَنه كتب على إيساغوجي شرحا مُفِيدا وتصدى لنفع الطّلبَة بالأزهر أَولا ثمَّ بالباسطية حِين سكنها برغبة أحد شُيُوخه الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ لَهُ عَنْهَا إِلَى أَن مَاتَ(2/180)
وَأخذ عَنهُ الْأَعْيَان من كل مَذْهَب فنونا كالفقه والعربية وَالصرْف والمنطق وَالْعرُوض، وَكنت مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا بل
أَخذ عَنهُ أخي أَيْضا وَكَانَ كثير الْميل إِلَيْنَا متواضعا بشوشا رَضِيا مجاب الدعْوَة حَتَّى قيل أَنه لِكَثْرَة مَا كَانَ يرى من تهكم الشباسي بالطلبة بل وبالشيوخ دَعَا عَلَيْهِ فابتلي بالجذام، عديم التَّرَدُّد لبني الدُّنْيَا بَعيدا عَن الشَّرّ ودخوله مَعَ أبي الْفضل المغربي فِي كائنة الشريف الكيماوي بتلبيس من الْمشَار إِلَيْهِ ليتقوى بِهِ وَمَعَ ذَلِك فَلم يتَكَلَّم وَلم يزل على وجاهته فِي الْعلم وإقرائه حَتَّى مَاتَ فِي عشري رَمَضَان سنة سِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بتربة الصلاحية وَقد جَازَ السِّتين ظنا رَحمَه الله وإيانا. وَرَأَيْت من يَقُول أَن سنة وَفَاته سنة إِحْدَى وَأَن الجمالي نَاظر الْخَاص أرسل يلْتَمس مِنْهُ قَضَاء الْمَالِكِيَّة بعد وَفَاة السنباطي فَاعْتَذر بضعفه وَلم يلبث أَن مَاتَ، وَهُوَ ملتئم مَعَ كَونهَا فِي سنة إِحْدَى فَإِن السنباطي مَاتَ فِي رَجَب مِنْهَا.
505 - أَحْمد بن الْكَمَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن يُوسُف بن مَنْصُور القاهري شَقِيق مُحَمَّد وَعبد الرَّحْمَن وَيعرف كأبيه بِابْن إِمَام الكاملية / قَالَ إِنَّه ولد فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بالكاملية وَنَشَأ فِي كنف أَبَوَيْهِ مَعَ النِّسَاء فَقَرَأَ بعض الْمِنْهَاج وَجَمِيع الزّبد وَاخْتلف عَلَيْهِ غير وَاحِد من المعلمين وَرُبمَا قَرَأَ تفهما على أبي الْعَزْم الحلاوي وَالشَّمْس المسيري وَنَحْوهمَا وَلم ينجب وَلَا كَاد وَسمع مَعَ وَالِده بِقِرَاءَتِي على عدَّة من الشُّيُوخ وَحج مَعَه وجاور غير مرّة وَسمع هُنَاكَ على التقي بن فَهد وَغَيره كَأبي الْفَتْح المراغي وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَسمع بِهِ بَعْضًا على التقي القلقشندي وَنَحْوه وَلما مَاتَ أَبوهُ تمشيخ بِدُونِ مقتضيها لَكِن لكَون الْفُسَّاق وَثبُوا لَهُ ولأخيه عَليّ حَتَّى اغتصبوا مني مشيخة الحَدِيث بالكاملية بل تلطف معي السُّلْطَان فِي أمرهَا إِكْرَاما لخوند بسفارة بعض الطواشية وَكَذَا لكَونه عمل شيخ السَّبع الْأصيلِيّ وَصَارَ يتجوه على الضُّعَفَاء بالطواشي الْمُتَّهم وَرُبمَا حصل لَهُ أَشْيَاء وسلك شبه طَريقَة أَبِيه فِي عمل وَقت فِي يَوْم عَاشُورَاء يجمع لَهُ من النَّاس أَمْوَالًا يدّخر جلها وتباين مَعَ أَخِيه عبد الرَّحْمَن لأسباب دنيوية وَآل الْأَمر إِلَى النُّزُول عَن التدريس الْمشَار إِلَيْهِ لِابْنِ النَّقِيب وتعجب أهل الدّيانَة من هَذَا الصَّنِيع أَولا وَثَانِيا وَكَانَ بِمَكَّة مجاورا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَزَوْجَة أَخِيه هُنَاكَ فَلم يصلها بِشَيْء وَلَا أَظُنهُ سَأَلَ عَنْهَا.
506 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُوسَى الشهَاب أَبُو الْخَيْر بن(2/181)
الْعِزّ المنوفي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي قَاضِي منوف وَيعرف بِابْن عبد السَّلَام. / ولد بعد صَلَاة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ونشا فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج
وألفية ابْن مَالك وَعرض على البوتيجي والمحلي والمناوي والأقصرائي وَإِمَام الكاملية وَسمع على أَبِيه جُزْء البطاقة فِي آخَرين وتفقه بِالْعلمِ البُلْقِينِيّ وَابْن عَمه الْبَدْر أبي السعادات والسراج الْعَبَّادِيّ والجلال الْبكْرِيّ وَآخَرين كالبدر حسن الْأَعْرَج وَعنهُ أَخذ أَيْضا الْفَرَائِض والحساب وَأخذ عَن ابْن قَاسم والزين الأبناسي فِي النَّحْو وَعَن ثَانِيهمَا فِي الْأُصُول وَأخذ عني فِي الحَدِيث أَشْيَاء وَكتب عني جملَة، وبرع فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره وناب عَن الزين زَكَرِيَّا فِي بَلَده منوف ثمَّ عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ مُضَافا إِلَى منوف، وَكتب شرحا على مُخْتَصر أبي شُجَاع وعَلى السِّتين مسئلة للزاهد وعَلى الجرومية وَعمل فَتَاوَى شَيْخه الْبكْرِيّ وَعمل كتابا فِي النّيل وَغير ذَلِك وَحج وجاور وَحضر دروس الْبُرْهَان بن ظهيرة وَجمع نبذة من فَتَاوِيهِ أَيْضا بإشاراته وَقَرَأَ على الْعَامَّة بزاوية شرف الدّين وولع بالنظم فَأتى مِنْهُ بقصائد وَغَيرهَا مَعَ نثر جيد وَخط حسن واستحضار لكثير من فروع الْفِقْه وَمن شرح مُسلم وَغَيرهمَا ومشاركة فِي كثير من الْفَضَائِل وسلامة فطْرَة ومحاسن.
أَحْمد بن الْبَدْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْمُبَاشر. / مضى فِي أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد.
507 - أَحْمد بن أبي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطَّوِيل بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / ولد بهَا من مُسْتَوْلدَة لِأَبِيهِ الْآتِي وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ جمَاعَة وَدخل مصر للاسترزاق مرَّتَيْنِ فأدركه أَجله فِي الثَّانِيَة بالطاعون بهَا سنة أَربع وَخمسين.
508 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد المحسن بن مُحَمَّد الصَّدْر أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الزفتاوي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ / ولد سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاجين وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي وَابْن البُلْقِينِيّ والتلواني والونائي والبدر بن الْأَمَانَة وَابْن الديري والمحب بن نصر الله وأجازوه فِي آخَرين كالقاياتي والشهاب بن تَقِيّ وَآخَرين مِمَّن لم يجز واشتغل فِي النَّحْو عِنْد الأبدي والراعي والخواص والتقي الحصني وَعَلِيهِ قَرَأَ الْأُصُول وَسمع على الشمني فِي حَاشِيَته على الْمُغنِي بل سمع عَلَيْهِ فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَفِي الْفِقْه عِنْد البوتيجي والبلقيني والمناوي والعبادي واشتدت ملازمته للْأولِ فِيهِ حَتَّى أَنه(2/182)
قَرَأَ عَلَيْهِ شرح)
الْبَهْجَة لشيخه الْوَلِيّ وَفِي الْفَرَائِض حَتَّى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمَجْمُوع للكلائي مرَّتَيْنِ والأشنهية وَشَرحهَا لِابْنِ الهائم وعدة مُقَدمَات فِي الْحساب وانتفع بِهِ كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكتب السِّتَّة وَكَذَا للمناوي بِحَيْثُ حضر عِنْده تقاسيم الْمُتُون الْأَرْبَعَة التَّنْبِيه والمنهاج وَالْحَاوِي والبهجة بل أَخذ عَنهُ الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَغَيره وَأخذ الْمَجْمُوع أَيْضا عَن أبي الْجُود بل حضر دروس ابْن المجدي فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا ودروس ابْن حسان فِي الْفِقْه وَغَيره وَسمع الحَدِيث على شَيخنَا بل كتب عَنهُ فِي الْإِمْلَاء والزين الزَّرْكَشِيّ بعض صَحِيح مُسلم فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس بعض مُسْند أَحْمد والرشيدي وَالْبُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَمُسلمًا بالحلاوية وَالنَّسَائِيّ الْكَبِير على أَبِيه وَجَمَاعَة مِنْهُم الأبودري وَإِمَام الصرغتمشية والشمني والجلال بن الملقن والعراقي وبابن حَانُوت وَأَجَازَ لَهُ آخَرُونَ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَشرح الرحبية فِي الْفَرَائِض وَله جُزْء فِي عَاشُورَاء وَغير ذَلِك، وَجلسَ عِنْد أيبه شَاهدا ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء وَلم يَنْفَكّ عَن طَرِيقَته فِي الْكِتَابَة والتحصيل وَهُوَ أمثل جماعته فضلا وَخيرا. وَحج فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين مَعَ أَبِيه وَفِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر دروس قاضيها البرهاني راوية ودراية وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس والخليل بِأخرَة سنة تسعين وَسمع فيهمَا من جمَاعَة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بعد الْجُمُعَة فِي الْأَزْهَر رَحمَه الله وإيانا، وَقد رَأَيْت بِخَط شَيخنَا الزين رضوَان استدعاء لهَذَا وأخويه الولوي أبي الْفضل مُحَمَّد وَأم مُحَمَّد زَيْنَب ولمحمد ابْن ثَانِيهمَا وَأحمد بن ثالثهما وَهُوَ ابْن التَّاج الأخميمي أرخه بربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين أجَاز لَهُم فِيهِ شَيخنَا وَابْن عَمه شعْبَان والشريف النسابة الشافعيون والعيني وَابْن الديري والأمين الأقصرائي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والعز عبد الرَّحِيم بن الْفُرَات وَالشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الرَّازِيّ الحنفيون والشهاب الْحِجَازِي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر السعودي الْفَقِيه وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَبَّاس العاملي والصدر بن روق والعز بن أبي التائب وَعمر بن السفاح وَالْجمال يُوسُف بن عَليّ الدَّمِيرِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد الطوخي والبدر حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْكلابِي الضَّرِير وَأم هَانِئ الهورينية الشافعيون وَرَجَب الخيري الْمَالِكِي والشريف السراج عبد اللَّطِيف الحسني الْمَكِّيّ قاضيها الْحَنْبَلِيّ والعز أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْحَنْبَلِيّ وقريبه الْمُحب مُحَمَّد بن يحيى وابنا خَاله نشوان وَأحمد والبرهان الصَّالِحِي الحنبليون وتجار ابْنة نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن التقي)
مُحَمَّد بن مُسلم.(2/183)
509 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن خيضر بن سُلَيْمَان النَّجْم بن القطب الدِّمَشْقِي الخيضري الشَّافِعِي الَّاتِي أَبوهُ. / ولد فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه لحفظ الْقُرْآن وَعرض وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فَسمع على الشاوي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَرُبمَا قَرَأَ هُوَ بل قسم جَامع المختصرات على الْعَبَّادِيّ والبكري والجوجري وزَكَرِيا فَكَانَ مَا تحاكاه الطّلبَة وأذنوا لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَتكلم على الْعَوام بِجَامِع الْأَزْهَر فَمَنعه قَاضِي الْمَالِكِيَّة الْمُقْتَضِي لذَلِك غير ملتفت لِأَبِيهِ قَاصِدا وَجه الله وَتوجه فباشر جِهَات أيبه حَتَّى تدريس دَار الحَدِيث الأشرفية وَسمعت أَن البقاعي حضر عِنْده فِيهَا وَقَضَاء دمشق وَكِتَابَة سرها وَذكر بأوصاف فأهانه السُّلْطَان بل كَانَ سَببا لتكليف أَبِيه ثمَّ رَضِي عَنْهُمَا وَصرف بعد مُدَّة عَن الْقَضَاء بالشهاب بن الفرفور وَاسْتمرّ على كِتَابَة السِّرّ خَاصَّة ثمَّ صرف عَنْهَا فِي سنة تسعين بالشريف موفق الدّين الْحَمَوِيّ الْحَنْبَلِيّ وأخباره معجرفة وكلماته مقرفة حَتَّى قيل أَنه يرافع فِي أَبِيه وَأَنه كَانَ يَدْعُو عَلَيْهِ وَلم يزل على حَاله حَتَّى بلغه توعك أَبِيه فبادر إِلَى الْمَجِيء فأدركه وَهُوَ غَائِب بِحَيْثُ لم يع لَهُ وَمَات فَوضع يَده على كتبه فَبَاعَهَا، وَحضر إِلَيّ لما قدمت من مَكَّة فِي الْمحرم سنة خمس وَتِسْعين فَسلم عَليّ وَلم يلبث أَن شيع أَنه جن وَاسْتمرّ فِي خلطته وَرجع إِلَى بلدته وتكرر قدومه إِلَى الْقَاهِرَة.
أَحْمد بن الْمُحب مُحَمَّد بن الْجمال مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة. / كَذَا فِي بعض نسخ الأنباء وَمُحَمّد الأول زِيَادَة فِي نسبه والمحب لقب أَحْمد وَقد مضى فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة.
510 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُهَيْمِن الشهَاب الْبكْرِيّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد عبد الرَّحْمَن وَيعرف بِابْن خطيب بستيل. / سمع الْكثير من الْمَيْدُومِيُّ وَمِمَّا سَمعه مَعَه جُزْء الدراع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بِقِرَاءَة الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ من العوالي الَّتِي تفرد بهَا الْمَيْدُومِيُّ، واشتغل فَأخذ عَن الْبَهَاء بن عقيل وناب عَنهُ لما ولي الْقَضَاء وَالْجمال الأسنوي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط الزين الْعِرَاقِيّ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي وَابْن النّحاس والقلانسي وَابْن القطرواني وَابْن الأكرم وَابْن الرصاص وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الجزائري وناصر الدّين الفارقي والشريف أَبُو الركب الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَمُحَمّد بن عبد الْحق بن عبد
الْكَافِي وَعلي بن أَحْمد بن عبد المحسن وَابْن الرّفْعَة وَابْن جمَاعَة والعلائي وَآخَرُونَ وَورث من أَبِيه مَالا جزيلا فمزقه فِي اللَّهْو وعني بِالنّظرِ فِي كَلَام الصُّوفِيَّة وَفتن بمقالة ابْن عَرَبِيّ فَكَانَ دَاعِيَة إِلَيْهَا. وَمَات لَهُ ابْن مُتَمَوّل فورثه فمزق ذَلِك أَيْضا وَكبر فَاحْتَاجَ فَصَارَ يسْأَل وَلَكِن لَا يلحف باليسير، سمع عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن أَخذنَا عَنهُ وَمِنْهُم شَيخنَا وترجمه هَكَذَا. وَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ الثَّالِث من(2/184)
أبي دَاوُد بِسَمَاعِهِ لَهُ على الْمَيْدُومِيُّ، زَاد فِي مَوضِع آخر وَلَا أستبيح الرِّوَايَة عَنهُ. مَاتَ فِي سنة تسع وأغفلة فِي الأنباء، وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.
511 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبيد أَبُو البركات بن أبي سعد بن الْقطَّان الْآتِي أَبوهُ. / اعتنى بِهِ أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وأسمعه الحَدِيث وَهُوَ مِمَّن سمع مني وَخلف وَالِده سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا.
512 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبِّيَّة وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبِّيَّة حَسْبَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ الشهَاب الْحلَبِي الأَصْل الْمَقْدِسِي المولد الشَّافِعِي الْوَاعِظ نزيل دمشق وَيعرف بِابْن عبِّيَّة. /
برع مَعَ نظم جيد وَخط حسن وخبرة بالوعظ ورياضة وَرَأَيْت خطه فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ بِالشَّهَادَةِ فِي إجَازَة النوبي كابنه وَأثْنى الْمَشْهُود لَهُ عَلَيْهِ بالفضيلة وجودة النّظم وَكَذَا رَأَيْت خطه فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَمِمَّا نظمه تخميس الْبردَة وَولي قَضَاء الْقُدس وقتا وامتحن فِي حِين الترسم على كَنِيسَة الْيَهُود وَزيد فِي إهانته وَآل أمره إِلَى أَن خلص وَرجع فَأَقَامَ بِالشَّام يسترزق من الْوَعْظ بل قَرَأَ على الْبُرْهَان بن مُفْلِح صَحِيح مُسلم وَمِمَّا كتبته عَنهُ قَوْله فِي كائنته الْمشَار إِلَيْهَا واستغاثته أَولهَا:
(يَا رب مس الضّر قلبِي وانكسر ... فاجبر لكسري أَنْت أرْحم من جبر)
(وأغث فقد أمسيت مُنْقَطع الرجا ... مِمَّا سواك وَمَا بغيرك ينتصر)
(ناداك فِي الظُّلُمَات يُونُس ضارعا ... وكذاك أَيُّوب وَقد عظم الضَّرَر)
513 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله الْأَمِير شهَاب الدّين بن كَاتب السِّرّ نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ أَخُو الْكَمَال مُحَمَّد ووالد عبد الرَّحِيم الْآتِي. / مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين. أرخه شَيخنَا، زَاد المقريزي وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان وَدفن خلف شباك ضريح إمامنا الشَّافِعِي من القرافة رَحمَه الله تَعَالَى.
514 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الطوخي ثمَّ
القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْمُحب مُحَمَّد الْآتِي. / من بَيت صَلَاح وديانة قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ جيد الْخط حسن الضَّبْط سريع الْكِتَابَة جدا يُقَال إِنَّه كَانَ يكْتب بالمدة الْوَاحِدَة عشْرين سطرا.
مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَوَصفه الْبَدْر الزَّرْكَشِيّ فِي عرض بعض أَوْلَاده بالأخ فِي الله الشَّيْخ الإِمَام الْمُحَقق الصَّالح الْقدْوَة، وَابْن الملقن بالفقيه الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الصَّالح الأَصْل، والأبناسي بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة والصدر الْمَنَاوِيّ بِالْإِمَامِ الْفَاضِل الناسك العابد المعتقد صَاحب الْأَصَالَة المرضية والديانة الزكية، والبرشنسي بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَامِل الْوَرع الناسك الْكَامِل،(2/185)
والركراكي بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَلامَة.
515 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن نصر بن عِيسَى بن عُثْمَان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْأمَوِي العثماني القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن المحمرة، وَهِي أمه نسبت إِلَى التحمير من الْحمرَة، وبابن السمسار لكَون أَبِيه وَعَمه كَانَا من سماسرة الغلال بساحل بولاق وبابن الصّلاح لكَونه لقب أَبِيه أَو جده وبابن البحلاق، / وَكَانَ يأنف مِنْهَا إِلَّا من الثَّالِث وَلكنه بِالْأولِ أشهر. ولد فِي لَيْلَة خَامِس عشري صفر سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَقيل تسع وَالْأول أصح بالمقس خَارج الْقَاهِرَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وَغَيرهمَا وَكَانَ ذكيا فلازم ابْن الملقن والبلقيني والعراقي والغماري فِي الْعلم وَكَذَا الْمجد الْبرمَاوِيّ وَطلب الحَدِيث وقتا وَدَار على الشُّيُوخ وَأخذ عَن الْبَاجِيّ والتقي بن حَاتِم وَابْن رزين وَابْن الخشاب وَغَيرهم من أول سنة خمس وَسبعين وهلم جرا وَكتب الطباق ثمَّ صحب السالمي وَصَارَ يقْرَأ لَهُ على الشُّيُوخ كَابْن أبي الْمجد والتنوخي والصردي وَابْن الشيخة وَنَحْوهم وَصَحبه إِلَى مَكَّة وَقَرَأَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ على بعض شيوخها وَمن مسموعه على الْبَاجِيّ الْمُحدث الْفَاضِل والسلماسيات وَقطعَة من المعجم الْكَبِير للطبراني وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ سدس مُسلم فِي مجلسين وجميعه فِي سِتَّة مجَالِس وَكَانَ فصيحا مفوها سريع الْقِرَاءَة جيدها بِحَيْثُ قَالَ لَهُ التقي الدجوي لما قَرَأَ عَلَيْهِ لقد قَرَأت قِرَاءَة لَو قَرَأَهَا الْعلم البرزالي لتحدا بهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة وباشر شَهَادَة المخبز بالصلاحية وتكسب بِالشَّهَادَةِ سِنِين فِي رحبة العَبْد وَصَحب الأكابر وناب فِي الْحِسْبَة عَن المقريزي وَجلسَ بِبَابِهِ أَيَّامًا فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وتصدى لذَلِك بكليته، واقتنى مَالا وعقارا وَصَارَت لَهُ دربة فِي الْأَحْكَام إِلَى أَن اشْتهر بذلك وَبِغَيْرِهِ من الْفَضَائِل فَإِنَّهُ كَانَت لَهُ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعُلُوم مَعَ الشكالة الجميلة والشيبة النيرة والأبهة)
والمهابة والسكينة وَحسن الْعشْرَة والطلاقة والفصاحة والمداومة على الأوراد والتعبد والمداراة لأرباب الدولة، ودرس وَأفْتى وَحدث بالكثير أَخذ عَنهُ الْفُضَلَاء وَعرف بالتجمل جدا وَولي عدَّة مناصب كالمشيخة بِسَعِيد السُّعَدَاء وتدريس الْفِقْه بالشيخونية وَقَضَاء الشَّام، وَكَانَت ولَايَته لَهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وباشره مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة وصرامة، ودرس بالعادلية فِي الْكَشَّاف وبالغزالية وبدار الحَدِيث الأشرفية وَغَيرهَا ثمَّ ولي مشيخة الصلاحية بِبَيْت الْمُقَدّس ودرس بهَا فِي الرَّوْضَة مستمدا من الْخَادِم للزركشي لكَونه كَانَ فِي ملكه وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة السبت سادس عشر ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بتربة ماملا(2/186)
وَلما رغب لَهُ شَيخنَا عَن الْفِقْه بالشيخونية وَرغب للبدر بن الْأَمَانَة عَن الحَدِيث بالمنصورية قَالَ النَّاس لَو عكس كَانَ أولى فَقَالَ شَيخنَا: إِنَّمَا أردْت بَيَان حَال كل من الرجلَيْن فِيمَا لم يشْتَهر بِهِ وناهيك بِهَذَا من مثله. وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فوصفه بِالْإِمَامِ الْعَالم الْعَلامَة الْجَامِع بَين أشتات الْعُلُوم بَقِيَّة الْعلمَاء الْأَعْلَام قَاضِي الْقُضَاة وَقَالَ أَنه تفنن فِي الْعُلُوم ودرس وَأفْتى وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة وَدخل فِي قضايا كبار وفصلها وَولي بعض الْمُعَامَلَات على قَاعِدَة فُقَهَاء مصر فَحصل مِنْهَا مَالا وَصَارَ يتجر بعد أَن كَانَ مقلا يتكسب من شَهَادَة المخبز وَمهر فِي صناعَة الْقَضَاء وَحج وجاور، وَلما ولي قَضَاء دمشق سَار سيرة حَسَنَة مرضية بِحَسب الْوَقْت وَلم يعْدم من يفتري عَلَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَ متساهلا بِحَيْثُ لَا يبْحَث عَن القضايا الْبَاطِلَة وَلَا يتَوَلَّى الحكم بِنَفسِهِ وَلَا يفصل شَيْئا وَلَا يُنكر على مَا يصدر من نوابه مَعَ اطِّلَاعه على حَالهم وَيُصَرح بِأَنَّهُ لَا يجوز لَهُم مداراة عَن المنصب، قَالَ وَكَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو يحفظ كثيرا من التَّارِيخ حسن المحاضرة لطيف المفاكهة يكْتب على الفتاوي كِتَابَة حَسَنَة، وَله أوراد وَصَلَاة وَذكر وَغَيرهَا، وَخلف دنيا طائلة حازها وَلَده، وَلم يزدْ صَاحبه المقريزي على مولده ووفاته وَشَيْء من وظائفه وَلكنه تَرْجمهُ فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ وَنعم الرجل سياسة وصرامة وَمَعْرِفَة وفضيلة، وَصدر تَرْجَمته بقوله أَحْمد بن صَلَاح. وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ لَهُ استعداد فِي صناعَة التوقيع وينسب لبخل عَظِيم.
516 - أَحْمد بن أَي الْيمن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْعقيلِيّ النويري الْمَكِّيّ أَخُو عَليّ الْآتِي وَيعرف بِابْن أبي الْيمن. / ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَمَات فِي رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا.
517 - أَحْمد بن مُحَمَّد صحصاح بمهملات بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن عُثْمَان الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الأبشيهي الفيومي الأَصْل الخانكي الشَّافِعِي عَم عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن أبي حرفوش / وَرُبمَا يكْتب بِخَطِّهِ أَحْمد بن صحصاح. ولد بعيد الْخمسين تَقْرِيبًا واشتغل قَلِيلا عِنْد الْعَبَّادِيّ والشرف عبد الْحق والشهاب بن شعْبَان الْغَزِّي وَالشَّمْس البلبيسي الفرضي وزاحم بذكائه وفطنته وسافر وَدخل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس وَحج وجاور مرَارًا بل وسافر فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين من مَكَّة إِلَى الْهِنْد ولقيني بِالْقَاهِرَةِ فَأخذ عني شَيْئا ثمَّ بِمَكَّة فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَالَّتِي قبلهَا فَحمل عني الْكثير بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره دراية وَرِوَايَة من تصانيفي وَغَيرهَا وَكتب أَشْيَاء من تصانيفي وانتقى كلا من الْمَقَاصِد الْحَسَنَة(2/187)
وارتياح الأكباد وَعِنْده أَنه اختصرهما، وَمِمَّا قَرَأَهُ عَليّ قِطْعَة من أول شرحي لتقريب النَّوَوِيّ بحثا ومدحني كثيرا وَأنْشد ذَلِك من لَفظه للْجَمَاعَة بحضرتي بل سَمِعت من نظمه غير ذَلِك:
(يَا رب اشف غَرِيبا مَا لَهُ أحد ... سواك يَا رَاحِم الْمِسْكِين يَا شافي)
(وَانْظُر إِلَيْهِ بِعَين اللطف وارحمه ... يَا رَاحِم الْخلق يَا ذَا الْحلم يَا كَافِي)
وكتبت لَهُ بمسموعاته ومقروآته عَليّ ثبتا بل قرضت لَهُ بعض مجاميعه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ بديع الذكاء سريع الْحَرَكَة بهمة وعفة وَقد اجْتمع بالبرهان الْبَاجِيّ بِدِمَشْق وبالديمي بِالْقَاهِرَةِ ليسمع مِنْهُمَا بل سمع بِبَلَدِهِ وبالقاهرة من جمَاعَة بإرشاد ابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَلَو توجه كَمَا يَنْبَغِي للاشتغال لأدرك.
518 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْخَالِق الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس النويري الْغَزِّي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي أَخُو أبي الْقسم مُحَمَّد الْآتِي. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالميمون وتحول فِي صغره مِنْهَا مَعَ أَبِيه إِلَى غَزَّة فَنَشَأَ بهَا وَحفظ الْقُرْآن والعمدة والطيبة الجزرية والرسالة فِي فروعهم وألفية ابْن مَالك وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم ابْن مَرْزُوق شَارِح الْبردَة وَغَيرهَا حِين لقِيه بالاسكندرية فِي ربيع الأول سنة عشْرين وَأَجَازَ لَهُ وَكَذَا أَخذ عَن ابْن الْجَزرِي وَابْن رسْلَان وَآخَرين واشتغل على أَخِيه فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا كالقراءات بل تلاه بالعشر فِي سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة على الزين بن عَبَّاس وَلم يمهر فِي شَيْء من ذَلِك وَولي قَضَاء غَزَّة مرَارًا وَكَذَا حج غير مرّة وجاور ولقيته بِالطورِ فِي بعض توجهاته إِلَى مَكَّة فَسمِعت خطبَته وَغير ذَلِك وَهُوَ متواضع طارح للتكلف مديم التِّلَاوَة شَدِيد الْعِنَايَة بِالتِّجَارَة
ثمَّ أعرض عَنْهَا وَصَارَ يرتفق فِي معيشته بِعقد الأزرار غير منفك عَنهُ وَمَعَ ذَلِك فَلَيْسَ من المنسيين. مَاتَ فِي منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بِجَانِب صهره الشَّمْس بن الْحِمصِي بتربة التفليسي وَكَانَت جنَازَته حافلة سامحه الله وإيانا.
519 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان بن نصير الولوي أَبُو الْفضل وَأَبُو الرِّضَا بن التقي بن الْبَدْر بن السراج البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَأمه من ذُرِّيَّة الْمُحب نَاظر الْجَيْش فَهِيَ كَافِيَة ابْنة أَحْمد بن التقي عبد الرَّحْمَن نَاظر الْجَيْش ابْن الْمُحب ناظره. / ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج والألفية وَغَيرهَا كجمع الْجَوَامِع وَعرض فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين فَمَا بعْدهَا على البيجوري والشطنوفي والبهاء الْمَنَاوِيّ وَشَيخنَا(2/188)
وأجازوا لَهُ فِي آخَرين كالمحب بن نصر الله وَالْمجد الْبرمَاوِيّ وَأخذ عَن الْأَخير والطنتدائي والوفائي وَعم وَالِده فِي الْفِقْه وَعَن القاياتي وَابْن الْهمام والمحلي والبرهان الأبناسي فِي الْأُصُول وَعَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَعَن الكافياجي فِي الْمنطق وَغَيره وَسمع على الشهَاب الوَاسِطِيّ وَالْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ وَعم وَالِده الْجلَال البُلْقِينِيّ وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَتقدم بجودة ذكائه فدرس الْفِقْه بِجَامِع ابْن طولون وبالحجارية مَعَ الخطابة بهَا وبجامع المغربي والميعاد بهما وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وَصَحب الرؤساء كالزيني عبد الباسط ثمَّ الجمالي نَاظر الْخَاص وَغَيرهمَا واختص بهم وحظي عِنْدهم وَرَأى وقتا وبارز شَيخنَا بِمَا نقمه عَلَيْهِ أهل الدّيانَة وَلم يحمد هُوَ عاقبته، ثمَّ بِأخرَة أعرض عَن ذَلِك كُله وأقرأ الطّلبَة قبل وَبعد وَصَحب الشَّيْخ مَدين وتلمذ لَهُ وابتنى بجوار بَيت نَفسه مدرسة لَطِيفَة وَعقد فِيهَا مَجْلِسا للوعظ على طَريقَة بني أبي الوفا فَكَانَ يُورِدهُ من إنشائه فَيَقَع الْموقع عِنْد الْخَاصَّة والعامة، ثمَّ ترقى حَتَّى صَار يعمله بالأزهر وازدحم النَّاس لسماعه، وسافر للشام فِي أثْنَاء ذَلِك للتنزه وَبَيت الْمُقَدّس للزيارة وتصدر على طَرِيقَته للوعظ بِجَامِع بني أُميَّة فَوَقع من الشاميين موقعا عَظِيما وحسنوا لَهُ الدُّخُول فِي الْقَضَاء فَرجع فسعى وبذل فِيهِ قدرا طائلا بَاعَ من أَجله قاعته ووظائفه حَتَّى أُجِيب بعد صرف الباعوني وسافر فِي رَمَضَان وَمَعَهُ جمَاعَة من أَصْحَابه فوصلها وَأقَام بهَا وَلم يرْزق فِي بدنه صِحَة وَلَا فِي أَصْحَابه سَلامَة بل مَاتَ بَعضهم وتعلل بَعضهم وَاسْتمرّ هُوَ فِي التوعك، وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُبَاشر بشهامة وعفة فِي أول أمره وَطَالَ مَرضه إِلَى أَن مَاتَ بعد سنة وأزيد من شهر من ولَايَته فِي)
يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَصلى عَلَيْهِ بجامعها وَدفن بتربة ابْن حنقرا بمقبرة الصُّوفِيَّة فِي طرفها القبلي على جادة الطَّرِيق وَقد حضرت عِنْده فِي مجالسه وخطبه جملَة وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَليّ بِمَا أثْبته فِي مَوضِع آخر، وَكَانَ متواضعا اعجوبة فِي الذكاء والفطنة والفهم الثاقب مَعَ كَثْرَة الْمَحْفُوظ حسن الشكالة والخط متأنقا فِي مأكله وشمربه وملبسه وَسَائِر أُمُوره طلق الْعبارَة قوي المناظرة طري الصَّوْت جهوريه يضْرب بِحسن خطابته الْمثل جيد الْعشْرَة مَعَ سرعَة التقلب كثير المحاسن ظريفا لطيفا سريع النادرة وافر الحشمة لطيف المنادمة كثير الاستحضار للشعر وفن الْأَدَب نادرة فِي أَقَاربه بل فِي أَبنَاء جنسه محبا فِي الْفُضَلَاء كثير الْأَدَب مَعَهم والتكرم عَلَيْهِم والتنويه بذكرهم ورزق حظا فِي كَثْرَة من مَكَان يلم بِهِ مِنْهُم بِحَيْثُ قَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي دروسه جمَاعَة من الْأَعْيَان وانتفعوا على يَدَيْهِ من مَاله(2/189)
وبسفارته، درس وَأفَاد وخطب وَأعَاد وَوعظ وَذكر وَأَنْشَأَ خطبا غَايَة فِي الْحسن وبيض من مواعيده جملَة وَشرع فِي شرح حافل للمنهاج الفرعي كتب مِنْهُ يَسِيرا وَكَذَا ابْتَدَأَ فِي كِتَابَة نكت على قِطْعَة الأسنوي ابتدأها من بَاب الْخِيَار أبدى فِيهَا فَوَائِد حَسَنَة، وسمعته ينشد وَكَأَنَّهُ لغيره:
(لِسَان الْفَتى نصف وَنصف فُؤَاده ... فَلم يبْق إِلَّا صُورَة اللَّحْم وَالدَّم)
(وَكم من وجيه سَاكِت لَهُ معجب ... زِيَادَته أَو نَقصه فِي التَّكَلُّم)
520 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الشغري بِضَم الشين وَسُكُون الْغَيْن المعجمتين / نِسْبَة لبليدة من الْحُصُون الغربية يجْرِي عِنْدهَا نهر العَاصِي قريبَة من الْبَحْر حلب بَينهَا وَبَين الْفُرَات وَلكنهَا إِلَى الْفُرَات أقرب وَلَا يعرف بِبِلَاد حلب بَلْدَة تسمى بالشغر غَيرهَا الْحلَبِي الشَّافِعِي حفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه والعربية وَغَيرهمَا وَبَلغنِي أَن من شُيُوخه السراج الْحِمصِي، وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وقرض لَهُ منظومته فِي الْعَرَبيَّة الْمُسَمَّاة ملحة الْوَارِد بمدح زين الشَّاهِد بِمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وَغَيره وعلقتها مَعَ نظم عوامل الْجِرْجَانِيّ لَهُ عَنهُ حِينَئِذٍ ثمَّ رَأَيْت لَهُ بعد دهر شرحا لجمع الْجَوَامِع والبهجة وكتابا قريب الشّبَه من عنوان الشّرف اشْتَمَل على الْفِقْه والأصلين وَعلم الحَدِيث وأربيعن حَدِيثا سَمَّاهُ الشّرف العوالي وَهُوَ تَابع فِي الْفِقْه غَالِبا الْمِنْهَاج وَفِي الْأُصُول جمع الْجَوَامِع وكأنهما من محافيظه وَهُوَ متوط الْمرتبَة. مَاتَ قَرِيبا من سنة خمس وَثَمَانِينَ رَحمَه الله وإيانا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي غَانِم بن الحبال. مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي
غَانِم. /
521 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن البهلوان الشهَاب بن الْبَدْر بن الشَّمْس الْآتِي أَبوهُ وجده. /
522 - أَحْمد بن التقي أبي الوفا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْجَعْفَرِي القاهري الْآتِي أَبوهُ وَعَمه وشقيقه مُحَمَّد. / ولد سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَقِرَاءَة الجوق وَهُوَ مِمَّن سمع مني.
523 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْمُحب أَبُو الطّيب بن الْجلَال أبي السعادات الْقرشِي المَخْزُومِي الْمَكِّيّ قاضيها الشَّافِعِي وَابْن قاضيها وَيعرف كسلفه بِابْن ظهيرة وَأمه أم كُلْثُوم ابْنة الْعَفِيف عبد الله بن التقي الحراري. / ولد فِي صفر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَالْأَرْبَعِينَ النووية والعقائد النسفية وألفية ابْن مَالك وَالْحَاوِي الصَّغِير والمنهاج الْأَصْلِيّ وَالتَّلْخِيص والشاطبية وَعرض فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَمَا(2/190)
بعْدهَا على التقي المقريزي وَيحيى بن مُحَمَّد المغربي الشاذلي وَالْعلم أَحْمد الأخنائي وَأبي الْقسم النويري الْمَالِكِيَّة والزين بن عَيَّاش وَأبي شعر الْحَنْبَلِيّ وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم العجمي والسفطي وَابْني الأقصرائي وَابْني الضياء ومحمود بن مُحَمَّد بن أَحْمد الموسوي الخوافي وأجازوه إِلَّا الثَّانِي وَالثَّالِث وأحضر على ابْن الْجَزرِي وَسمع على الشهَاب المرشدي وَأبي شعر والمقريزي وَأبي الْمَعَالِي الصَّالِحِي وَأبي الْفَتْح المراغي والأهدل والتقي بن فَهد والشوائطي وَابْن الديري والمحب المطري وَالْجمال الكازروني فِي آخَرين بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَبَعض ذَلِك بقرَاءَته وَأَجَازَ لَهُ التقي الفاسي وَابْن سَلامَة والنور الْمحلي وَالشَّمْس الشَّامي والنجم بن حجي وابنا ابْن بردس والقبابي والتدمري وَعَائِشَة ابْنة ابْن الشرائحي وَآخَرُونَ مِنْهُم شَيخنَا وَأخذ الْفِقْه عَن أَبِيه والكمال الأسيوطي بِحَيْثُ عَلَيْهِ جلّ الْحَاوِي وَأكْثر ذَلِك بقرَاءَته وَقَالَ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وإجادة وإتقان وإفادة وَأذن لَهُ فِي إقرائه وتدريسه بعد التَّحْرِير والمراجعة والتثبت والمطالعة وَالشَّمْس بن عبد الْعَزِيز الكازروني بَحثه عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَالشَّمْس الأقفهسي قَرَأَ عَلَيْهِ الْأَعْلَام بِمَا يتَعَلَّق بالتقاء الختانين من الْأَحْكَام وتنوير الدياجير بِمَعْرِِفَة أَحْكَام المحاجير كِلَاهُمَا من تأليفه بحثا ومقابلة وَأذن لَهُ أَيْضا فِي إقرائهما وروايتهما والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّمْس بن سارة قَرَأَ عَلَيْهِ التَّلْخِيص بِتَمَامِهِ)
وَأذن لَهُ فِي إقرائه وَقَالَ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وَكَذَا أَخذ فِي الْمعَانِي أَيْضا عَن الكريمي وَعنهُ وَعَن الأهدل وَابْن الْهمام وَأبي الْفضل المغربي وَابْن قديد وَأبي الْقسم النويري أَخذ أصُول الْفِقْه بحث على ثانيهم فِيهِ الْمِنْهَاج وَشَرحه للأسنوي وَعَن الآخرين أَخذ فِي الْعَرَبيَّة وَكَذَا بحث على فقيهه ومؤدبه الشوائطي فِي أَبْوَاب من الألفية والملحة بحثا دلّ على سرعَة فهم وجودة إِدْرَاك فِي آخَرين وَعَن مَحْمُود الخوافي أَخذ أصُول الدّين قَرَأَ عَلَيْهِ العقائد للنسفي بحثا والتصوف عَن البلاطنسي قَرَأَ عَلَيْهِ بحثا منهاج العابدين للغزالي وَقَالَ أَنَّهَا قِرَاءَة بحث اطلع بهَا على مَقَاصِد الْكتاب ووقف بهَا على مَا فِيهِ من اللّبَاب وَسمع عَلَيْهِ فَاتِحَة الْعُلُوم للغزالي أَيْضا وَأَجَازَ لَهُ وناب فِي الْقَضَاء بِمَكَّة عَن أَبِيه فِي سنة سبع وَأَرْبَعين بِإِشَارَة صاحبنا النَّجْم بن فَهد ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعد وَفَاته إِلَى أَن انْفَصل بِابْن عَمه البرهاني ثمَّ اعيد بعد مُدَّة مَعَ اسْتِمْرَار أَمْوَال الْأَيْتَام والغائبين تَحت يَد الْمُنْفَصِل بعد إحضارها ومشاهدتها ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْحرم ورباط السِّدْرَة ورباط كلاله وميضأة بركَة وَقَضَاء جدة، ثمَّ انْفَصل عَن كل ذَلِك بعد يسير إِلَى أَن مَاتَ وَقد درس وَأفْتى وَحدث وصنف جُزْءا رد فِيهِ على ابْن عَمه الْخَطِيب فَخر الدّين أبي بكر أَمَاكِن من تصنيفه فِي الدِّمَاء وقفت(2/191)
عَلَيْهِ وَكَذَا بَلغنِي أَن لَهُ غير ذَلِك وَكَانَ فَاضلا فاهما جامد الْحَرَكَة نَاقص الْعبارَة قَاصِر الْيَد والتودد حضرت بعض ختومه باستدعائه وَسمعت كَلَامه وصاهر النَّجْم الْمرْجَانِي على ابْنَته واستولدها عدَّة أَوْلَاد. مَاتَ عَن أَكْثَرهم مِنْهُم أَبُو الْيمن مُحَمَّد الْآتِي. وَكَانَت وَفَاته يَوْم الْخَمِيس تَاسِع صفر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَدفن على أَبِيه بالمعلاة بعد أَن صلى عَلَيْهِ ابْن عَمه البرهاني بعد صَلَاة الْعَصْر قبالة الْحجر الْأسود كعادة بني مَخْزُوم وَنُودِيَ للصَّلَاة عَلَيْهِ فَوق قبَّة زَمْزَم وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته حافلا رَحمَه الله وإيانا.
524 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الشهَاب بن الصَّدْر السكندري الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشّرف مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن روق. / ولد سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْعُمْدَة والمنهاج وعرضهما على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَسمع على الوَاسِطِيّ وَغَيره وناب فِي الْقَضَاء فِي عدَّة من الضواحي وَغَيرهَا وخطب للْحَاكِم وَغَيره وَكَانَ متساهلا فِي الْأَحْكَام وَغَيرهَا. مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه عَفا الله عَنهُ.
525 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَطاء الله بن عواض بن نجا بن حمود بن نَهَار نَاصِر الدّين أَبُو البعاس بن الْجمال بن الشَّمْس بن الرَّشِيدِيّ الزبيرِي السكندري الْمَالِكِي سبط ابْن التّونسِيّ بِفَتْح الْمُثَنَّاة الفوقانية وَالنُّون بعْدهَا مُهْملَة وَرُبمَا يُقَال لَهُ ابْن التّونسِيّ وَهُوَ وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد وَغَيره مِمَّن سَيَأْتِي وأخو الْكَمَال مُحَمَّد الَّذِي أَخذ عَنهُ الْجمال بن ظهيرة. / ولد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وتفقه بِبَلَدِهِ واشتغل كثيرا فِي فنون وَمهر وفَاق فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ شرع فِي شرح على التسهيل وصل فِيهِ إِلَى التصريف بل وَعمل تَعْلِيقا على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفرعي وَكَذَا شرح الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ وللكافية كِلَاهُمَا لَهُ وَغير ذَلِك وَولي قَضَاء بَلَده فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وتكرر صرفه ثمَّ عوده مرَارًا وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَظَهَرت فضائله وَولي بهَا قَضَاء الْمَالِكِيَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين فقطنها وتحول بأَهْله وَأَوْلَاده وأسبابه وباشر بعفة ونزاهة مَعَ عقل وتودد وسلامة صدر وطهارة ذيل وَقلة كَلَام وَلم يعرف لَهُ أَذَى بقول لَا فعل بل عَاشر النَّاس بجميل فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ بالمحبة سِيمَا وَهُوَ من بَيت رياسة ووجاهة، وناب عَنهُ الْبَدْر بن الدماميني صهرهم الْقَائِل فِيهِ يخاطبه من أَبْيَات:
(وأجاد فكرك فِي بحار علومه ... سبحا لِأَنَّك من بني الْعَوام)
لَكِن شَيخنَا مُتَوَقف فِي نسبته للزبير بن الْعَوام. وتعانى التِّجَارَة كثيرا وَكَانَ موسعا عَلَيْهِ فِي المَال وَلم يكن دخل فِي المنصب إِلَّا لصيانته. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس(2/192)
مستهل رَمَضَان سنة إِحْدَى وَاسْتقر بعده فِي الْقَضَاء ابْن خلدون. ذكره شَيخنَا فِي تَارِيخه وَرفع الأصر وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا تقدم، وَكَذَا قَالَ الْجمال البشبيشي فِي وَصفه أَقَامَ دهرا طَاهِر اللِّسَان لم ينل أحدا بمكروه وَكَانَت أَيَّامه كالعافية والرعية فِي أَمَان على أنفسهم وَأَمْوَالهمْ لَا ينظر إِلَى مَا بِأَيْدِيهِم وَلم يعرف النَّاس قدره حَتَّى فقد وَلم يدْخل عَلَيْهِ فِي طول ولَايَته خلل وَلَا أَدخل عَلَيْهِ أحد شَيْئا من ذَلِك. قَالَ وَفِي الْجُمْلَة كَانَ هُوَ وَابْن خير قبله من محَاسِن الْوُجُود وَذكره ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخ حلب لكَونه دَخلهَا مَعَ الظَّاهِر برقوق فِي سفرته الثَّانِيَة نَاقِلا من شَيخنَا والمقريزي فِي عقوده فَإِنَّهُ حَسَنَة من إِحْسَان الدهور وزينة لأهل عصره لَهُ ثراء وَاسع وَمَال جزيل ومتاجر كَثِيرَة.
526 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الشهَاب أَبُو بكر بن شيخ الْقُرَّاء الشَّمْس أبي الْخَيْر الدِّمَشْقِي بن الْجَزرِي الْمُتَوَسّط بَين أَخَوَيْهِ المحمدين الآتيين. / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة
سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ الصّلاح بن أبي عمر والحافظ أَبُو بكر بن الْمُحب وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن مَحْبُوب وَابْن عوض وَعبد الْوَهَّاب بن السلار وَابْن عَمه إِبْرَاهِيم، بل حضر على بَعضهم وَسمع من أَكثر وَمِمَّا سَمعه عَليّ الْعَسْقَلَانِي جَمِيع الْقرَاءَات جمعا للاثني عشر والشاطبية والعنوان وسَمعه أَيْضا على الصّلاح البلبيسي والتيسير وَغَيره من كتب الْقرَاءَات على السويداوي بل عرض الشاطبية على التنوخي وتلا عَلَيْهِ وعَلى أَبِيه بالعشر وَحفظ كتبا وتصدر وأقرأ. هَكَذَا تَرْجمهُ أَبوهُ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة الزين عبد الدَّائِم الْأَزْهَرِي وَابْن أَسد وَقَالَ أَنه أَخذ عَنهُ شَرحه لطيبة وَالِده، وَآخَرُونَ وَمَات بعد أَبِيه بِقَلِيل.
527 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد تَقِيّ بن الشَّيْخ مُحَمَّد روزبة الشهَاب بن الشَّمْس بن فتح الدّين أبي الْفَتْح الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن تَقِيّ بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَكسر الْقَاف. / لازمني بِالْمَدِينَةِ فِي سَماع الْكثير وَقَرَأَ الْيَسِير وَكتب القَوْل البديع وسَمعه من لَفْظِي وَهُوَ مِمَّن سمع قبل ذَلِك على أبي الْفرج المراغي وَابْنَة أَخِيه فَاطِمَة ابْنة أبي الْيمن المراغي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمُحب أَبُو بكر بن فَهد وَهُوَ بكنيته أشهر. / يَأْتِي فِي الكنى.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الزين أَبُو الطّيب بن حجر الْمَدْعُو شعْبَان وَهُوَ بِهِ أشهر. / يَأْتِي فِي الْمُعْجَمَة.(2/193)
528 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو الْأمين مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بِابْن الأخصاصي. / ولد فِي سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على التقي بن قَاضِي شُهْبَة ورثاه بعد مَوته وَسمع على ابْن نَاصِر الدّين، ارتحل فَقَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة لَهُ بحثا وَأذن لَهُ وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء كالبخاري وَشَرحه لشَيْخِنَا وَعمل فِي الْوَعْظ حادي الْأَسْرَار إِلَى دَار الْقَرار اشْتَمَل على مِائَتَيْنِ وَخمسين مَجْلِسا فِي عشرَة أسفار وَكَذَا شرح مُخْتَصر أبي شُجَاع فِي الْفِقْه حَرَّره مَعَ الشَّمْس المسيري فِي بعض مجاوراته وَخلف أَخَاهُ فِي مشيخة زاويته بِدِمَشْق وَكثر اجتماعه معي بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِمَكَّة فِي الْمُجَاورَة الثَّالِثَة وَسمعت من نظمه وفوائده
وَحصل بعض تصانيفي وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَيْر والانجماع وسلامة الصَّدْر والتواضع والتودد وَالرَّغْبَة فِي الصَّالِحين وجمعهم على الطَّعَام. مَاتَ فِي رجل سنة تسع وَثَمَانِينَ بِدِمَشْق رَحمَه الله وإيانا.
529 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي لِسَان الدّين بن أثير الدّين بن الْمُحب أبي الْفضل الْحلَبِي الْآتِي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه وَعَمه وَأَخُوهُ أَبُو الْبَقَاء مُحَمَّد، وَيعرف كسلفه بِابْن الشّحْنَة. / ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه وجده فحفظ الْقُرْآن والوقاية وَقدم على جده الْقَاهِرَة فِي جملَة عِيَاله وعَلى الزين قَاسم وَابْن عبيد الله وَإِبْرَاهِيم الْحلَبِي وَنَحْوهم يَسِيرا وَكَذَا قَرَأَ على النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي الْفَرَائِض وَالْعرُوض وَسمع على جده والبدر النسابة وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وناب عَن جده فِي كِتَابَة السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ عوضا عَن أَبِيه وَحج مَعَ أَبِيه وجده وفارقهما من عقبَة أَيْلَة إِلَى حلب لمباشرته، وَكَانَ عَاقِلا كيسا عفيفا مشاركا فِي الْفَرَائِض مَعَ فتور ذهنه وَله نظم وسط فَمِنْهُ لما انْفَصل جده عَن كِتَابَة السِّرّ بِابْن الديري:
(كِتَابَة السِّرّ قد أضحت مبهدلة ... لما قلاها محب الدّين قد هَانَتْ)
(وَأصْبح النَّاس يدعونَ الْمُحب لَهَا ... كَيْمَا يرق عَلَيْهَا بَعْدَمَا بَانَتْ)
مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سلخ صفر أَو مستهل ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بالطاعون شَهِيدا وَاسْتقر بعده فِي الْقَضَاء الْعِزّ بن العديم بعد ذكر وَالِده لذَلِك رحم الله شبابه.
530 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْجلَال أَبُو الطَّاهِر بن الشَّمْس بن الْجلَال بن الْجمال الخجندي ثمَّ الْمدنِي وَيعرف بالأخوي لكَون جده جلال الدّين وَالِد وَالِده ووالد والدته وَهُوَ سعد الدّين أَخَوَيْنِ فهما أَبنَاء عَم / وَلَكِن قد اخْتَصَرَهُ بَعضهم فَقَالَ لكَون جد لَهُ زوج أَخَاهُ لأمه لأخته من أَبِيه.(2/194)
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَاسم أمه صَفِيَّة وبشرت أمهَا فِي منامها لَيْلَة ولادَة ابْنَتهَا من رجل بهي الْهَيْئَة وَسَماهُ أَحْمد وَلِهَذَا سَمَّاهُ بِهِ أَبوهُ وَنَشَأ فِي حجر أَبَوَيْهِ فَلَمَّا بلغ سِتا أَو سبعا توجه بِهِ أَبوهُ لمولانا الضياء علم الشَّام حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من الْقَدُورِيّ وَحفظ سورا من الْقُرْآن والتوشيح فِي اللُّغَة والكافية فِي النَّحْو لِابْنِ الْحَاجِب والفرائض السِّرَاجِيَّة والمنظومة فِي الْفِقْه للنسفي ومختصر الأخسيكتي فِي أُصُوله وَغَيرهَا وبحثها على أَبِيه ثمَّ لَازم الْعَلَاء البرهاني الخجندي حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصر القصاري فِي)
الصّرْف لَهُ مرَارًا ومختصراته فِي الْفَرَائِض وأبوابا من كِتَابه الَّذِي جمعه فِي فتاوي الْمَذْهَب وَلم يكمل وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَال وَلزِمَ وَلَده الْكَبِير الْبُرْهَان مُحَمَّد حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ بعض كتاب النَّحْو وَكتاب ذَوي الْأَرْحَام لوالده ثمَّ فَارقه وَهُوَ كهل ولازم أوحد الدّين المنيري دهرا فِي قِرَاءَة الْجَبْر والمقابلة وَالصرْف والعربية وَالْعرُوض والنجديات وَالْألف المختارة للغزي وَقد أَخذ خَمْسمِائَة بَيت من نظمه فَأكْثر وَغير ذَلِك وَلما مَاتَ رَآهُ بعد مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام وَكَأَنَّهُ رام الْقِرَاءَة عَلَيْهِ على عَادَته فَامْتنعَ وَأَشَارَ بجلوسه مَكَانَهُ، وَمن شُيُوخ الْجلَال أَيْضا سيف الدّين الحسامي وَهُوَ أَخُو جدته وخال والدته قَرَأَ عَلَيْهِ ديوانه والزبدة مُخْتَصر القانون فِي الطِّبّ والمقامات الحريرية وَجَمَاعَة آخَرُونَ كلهم بخجندة ثمَّ ارتحل مِنْهَا وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأول مَا حل سَمَرْقَنْد وَلَقي بهَا الْعَلامَة شمس الْأَئِمَّة بن حميد الدّين الزرندي فَحَضَرَ دروسه وخواجه حسام الدّين بن عماد الدّين وكبير الدّين فَحَضَرَ درسهما ووعظهما وزار من بهَا كقثم بن عَبَّاس وَأبي مَنْصُور الماتريدي وَصَاحب الْبَزْدَوِيّ وَالْهِدَايَة والمنظومة وَغَيرهم من الْعلمَاء والمشايخ المدفونين بمقبرة جاكردره ثمَّ بخارا وَنزل فِيهَا بمدرسة خَان وَهِي مَدِينَة قديمَة مباركة مشرفة بِكَثِير من الْعلمَاء وَلَقي بهَا صدر الشَّرِيعَة فَحَضَرَ عِنْده واستفاد مِنْهُ وَسيف الدّين العزيري فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعُمْدَة الحافظية فِي أصُول الْكَلَام وَسمع عَلَيْهِ بعض الأخسيكتي وَغير ذَلِك وعلاه الدّين الغوري فَأخذ عَنهُ الْجَامِع الصَّغِير الحسامي قِرَاءَة وسماعا وَالسَّيِّد شمس الدّين السَّمرقَنْدِي فَسمع عَلَيْهِ بعض تَلْخِيص الْمِفْتَاح وعماد الدّين الكلكي فَحَضَرَ درسه وفوائده والحسام الياغي فَحَضَرَ وعظه وَحميد الدّين البلاغاسوني فَقَرَأَ عَلَيْهِ اللب فِي النَّحْو إِلَّا يَسِيرا من آخِره والنجم الوابكني وَكَانَ لقِيه لَهما بوابكن قَرْيَة من بخارا وَهُوَ بمدرسة ثمَّ فِيهَا نَحْو ثَمَانِينَ طَالبا وَأقَام ببخارا سنة وَثلثا وزار من بهَا من الْعلمَاء والكبراء كَأبي حَفْص الْكَبِير وشمس الْأَئِمَّة الْحلْوانِي والكردري وحافظ الدّين(2/195)
الْكَبِير وَأبي إِسْحَاق الكلاباذي وَسيف الدّين الباخرزي وَسَائِر من تبتغي زيارته هُنَاكَ ثمَّ دخل خوارزم على درب قريب من جيحون وَسكن فِيهَا بِالْمَدْرَسَةِ التنكية ووافى بهَا من محققي الْعلمَاء شُيُوخًا وكهولا وشبانا عددا كثيرا وَأما من الطّلبَة فنحو ألف طَالب نبلاء أذكياء وَلأَهل الْعلم وَالدّين فِيهَا رونق تَامّ وبهجة وَحُرْمَة وافرة لَا مزِيد عَلَيْهَا وفيهَا مَا تشْتَهي من كل خير وثمار، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ بهَا السَّيِّد جلال الدّين الكرلابي الْحَنَفِيّ شَارِح الْهِدَايَة وَغَيرهَا لَازمه)
قَرِيبا من إِحْدَى عشرَة سنة حَتَّى أَخذ عَنهُ فِي الشّركَة الْهِدَايَة فِي الْفِقْه فِي مُدَّة ثَمَان سِنِين وبقراءته بمفرده قنية التفاري وبالسماع المصابيح وَالْبَعْض من الْمَشَارِق للصغاني والبزدوي والجامعين والزيدات وَمن الْأُصُول وَالْفُرُوع والفرائض وَالتَّفْسِير والْحَدِيث مَا يطول شَرحه وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء الْعَلَاء بن الحسام السغناقي قَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا التَّلْخِيص والمعاني وَالْبَيَان من الْمِفْتَاح للسكاكي والطوالع والمقصد الْأَقْصَى وَإِلَى الْمُحْصنَات من الْكَشَّاف وَالْبَعْض أَيْضا من تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَمن شرح الْمَقَاصِد للْأَنْصَارِيِّ وَسمع البديع والبزدوي وَالْهِدَايَة الأخسيكتي وَالْمُغني بكلمالها وَألبسهُ الطاقية وَأَجَازَ لَهُ إجَازَة عالية وَبكى بكاء طَويلا وجعا لمفارقته والبهاء الْحلْوانِي لَازمه سِنِين وَسمع عَلَيْهِ التَّلْخِيص والإيضاح والتمهيد وَالْبَعْض من الْهِدَايَة وَالْمُغني وَالْجَامِع الْكَبِير وَمن الْكَشَّاف وَصرف الْمِفْتَاح بل قَرَأَ الْبَعْض مِنْهُمَا أَيْضا مَعَ نَحْو الْمِفْتَاح والمعاني وَالْبَيَان وَغير ذَلِك والنظام الدارحديثي قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من بعض كتب النَّحْو وَسمع عَلَيْهِ غير ذَلِك والسراج السَّبْعَة الْهَمدَانِي لَازمه سِنِين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الشاطبية والتجريد فِي النَّحْو وَالْمقنع فِي رسم الْمُصحف وتلا عَلَيْهِ لعاصم وَكتب لَهُ إجَازَة بديعة والحسام اللشكينة قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من مُقَدّمَة الخلافي والتاج الْخطابِيّ وَالسَّيِّد الْعزي اليمني سمع عَلَيْهِمَا كثيرا وحافظ الدّين التَّفْتَازَانِيّ الشَّافِعِي لَازمه مُدَّة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من الْمُحَرر وَبَعض الْحَاوِي والمصابيح وَجَمِيع الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ أَو جله بحثا وَكتب لَهُ إجَازَة بالمذهبين والكمال البُخَارِيّ لَازمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ عدَّة من الْعُلُوم مِنْهَا الْبَعْض من الْمِفْتَاح وَمن الْكَشَّاف وَمن الْبَزْدَوِيّ وَمن الْهِدَايَة والعربية والمعقول وَالْبَيَان وَجَمِيع شرح الإشارات للطوسي وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بعض القانون والشفا والنجاة وَغَيرهَا وَكتب لَهُ إجَازَة لم يَكْتُبهَا لغيره وَعبد الرَّحْمَن البُخَارِيّ شرحيك قَرَأَ عَلَيْهِ شرح التَّنْقِيح وشيئا من الْبَزْدَوِيّ وَالْمُغني للخبازي وَالتَّحْقِيق وَالْفَخْر الْخَوَارِزْمِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ ديوَان المتنبي والمعري واليمني للعيني(2/196)
وَبَعض الحماسة والعراقيات وشيئا من الْكَشَّاف وَالْفَائِق للزمخشري وَسمع عَلَيْهِ المقامات وشيئا من النَّحْو وَالصرْف وَغير ذَلِك وَكتب لَهُ إجَازَة بليغة والنجم الألكني سمع عَلَيْهِ شَيْئا من إِيضَاح التَّلْخِيص ونصير الدّين المتوني سمع عَلَيْهِ ماقرئ عَلَيْهِ من الْعُلُوم والتاج الْأَنْبَارِي الشَّافِعِي قَرَأَ عَلَيْهِ شَيْئا من إنجاز الْمُحَرر وَسمع عَلَيْهِ بعض الْحَاوِي فِي آخَرين مِمَّن حضر دروسهم واستفاد مِنْهُم، وَكَانَت مُدَّة إِقَامَته بخوارزم اثْنَتَيْ عشرَة سنة ونيفا وزار من فِيهَا من الْعلمَاء والمشايخ كالنجم الْكُبْرَى والحسام السغناقي صَاحب الْهِدَايَة)
والْعَلَاء عزيزاني من الْكِبَار المدفونين بجوار صَاحب الْكَشَّاف، ثمَّ ارتحل إِلَى بَلَده سراي بركَة فَأدْرك بهَا الْبَهَاء الْخطابِيّ وزار فِيهَا من الْأَمْوَات سيف الدّين السَّائِل وشهاب الدّين السَّائِل ونعمان ثمَّ إِلَى أقصراي وَأدْركَ أفلاطون زَمَانه القطب الرَّازِيّ وجد بهَا حَافظ الدّين وَسعد الدّين التفتازانيات ثمَّ إِلَى قرم ثمَّ إِلَى كفة ثمَّ إِلَى جَزِيرَة يُقَال لَهَا سنوت ثمَّ عَاد إِلَى قرم وَأدْركَ بهَا جمعا مِنْهُم أَبُو الوفا عُثْمَان المغربي الشاذلي صَاحب ياقوت العرشي ونال مِنْهُ حظا وافرا وَأقَام بقرم نَحْو سنتَيْن ثمَّ إِلَى دمشق فلقي بهَا الشهَاب بن السراج والبهاء أَبَا الْبَقَاء قَاضِي الْعَسْكَر وناصر الدّين بن الربوة والحسام الْمصْرِيّ والعلامة ابْن اللبان وَالسَّيِّد حسن والعز عبد الْعَزِيز الكاشغريان والولوي والمنفلوطي، ثمَّ ارتحل صُحْبَة الْحَاج إِلَى الْحجاز فزار الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبيه رَضِي الله عَنْهُمَا وَأدْركَ بِمَكَّة من الْفُقَرَاء حيدر ثمَّ لما عَاد إِلَى من الْحَج عزم على استيطان الْمَدِينَة وأشير إِلَيْهِ بِالْعودِ لجِهَة الشَّام فَتوجه مَعَ الْحَاج أَيْضا إِلَى دمشق فَلَمَّا وصل معَان عرج من هُنَاكَ إِلَى بلد الْخَلِيل فزاره ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بهَا شهرا وَنصفا من سنة سِتِّينَ وَلَقي فِي صفر مِنْهَا العلائي الْحَافِظ فَكتب بعض تأليفاته ومسلسلاته وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَحضر دروسه بالصلاحية وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ من أول البُخَارِيّ إِلَى الْغَضَب فِي الموعظة بِالْمَدْرَسَةِ الكريمية وناوله سائره وَاتفقَ توجه فقه صالحين فألزموه بِالرُّجُوعِ مَعَهم فَاسْتَأْذن الشَّيْخ فَأذن بعد أَن كتب لَهُ على الْإِجَازَة وَهِي بِخَط الْمجد الفيروزابادي كناه بالطاهر لِأَنَّهُ لما أَرَادَ الْكِتَابَة سَأَلَهُ عَن اسْمه ولقبه فَذكر هماله وَعَن كنيته فَقَالَ لَا أعلم لي كنية وَلَكِن أُرِيد تشريفي بذلك مِنْكُم فَقَالَ افْعَل ثمَّ لما فرغ قَالَ قد جرى الْقَلَم بِأبي طَاهِر، وَوَصفه بالشيخ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم الْفَاضِل الرّحال المتقن ووالده بالشيخ الإِمَام الْعَالم شمس الدّين بن الإِمَام الْعَالم جلال الدّين وَمِمَّنْ أدْرك من الشُّيُوخ بالقدس الْجمال البسطامي شيخ الشُّيُوخ مدرس الْحَنَفِيَّة والشهاب(2/197)
أَبُو مُحَمَّد الْحَافِظ وَآخَرُونَ وَلما انْتهى إِلَى دمشق نزل بالسميساطية وسافر مَعَ الْحَاج إِلَى الْحجاز فزار وَحج فَلَمَّا عَاد إِلَى الْمَدِينَة تردد أَيْضا فِي الْمُجَاورَة فأشير عَلَيْهِ فِي الْمَنَام بالحركة فسافر بعد إِلَى بَغْدَاد وزار مشْهد عَليّ ثمَّ أَي حنيفَة وَأقَام بِهِ نَحْو أَرْبَعَة أشهر مشتغلا بالمذاكرة مَعَ فُقَهَاء الْمشَاهد وعلمائه وزار من قبر هُنَاكَ من الْعلمَاء والأكابر والصلحاء وهم بِالرُّجُوعِ إِلَى الشَّام فاحتال رفاقه حَتَّى أخفوا عَنهُ جَمِيع كتبه فجَاء إِلَى بَغْدَاد وَسكن المستنصرية واشتغل بِالطَّلَبِ والمذاكرة والإفتاء مُدَّة سنتَيْن)
وَنصف وَمِمَّنْ أدْرك بِبَغْدَاد الشَّمْس الْكرْمَانِي والشهاب فضل الله السيرافي الْوَاعِظ وَالْفَخْر العاقولي وَقَرَأَ عَلَيْهِ ثلاثيات البُخَارِيّ وكتبها لَهُ ابْن المسمع الْفَاضِل غياث الدّين بل كتب عَنهُ الْإِجَازَة والعماد بن الْمُحب الْقرشِي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمَشَارِق وَجَمِيع تساعياته وناوله مُسْند ابْن فويرة والمشارق مَعَ الْإِجَازَة وَالْجمال عبد الصَّمد بن شرف الدّين الحصري قَرَأَ عَلَيْهِ أَحَادِيث كتبهَا لَهُ تذكرة مِنْهُ وناوله جَامع السمانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَالسَّيِّد الْحسن السمناني والكمالي الكارثي القَاضِي الْحَنَفِيّ وَالشَّمْس الْمَالِكِي مدرس الْمَالِكِيَّة والشباري السالك الْعَالم الْعَامِل والفقيه الصَّادِق نور الدّين زَاده بن خواجه أفضل بن النُّور عبد الرَّحْمَن الاسفرايني ثمَّ الْبَغْدَادِيّ ولازم خدمته وَصَاحبه وتلقن مِنْهُ الذّكر بِثَلَاث حركات وَأخْبرهُ أَنه تلقن ذَلِك من الشَّيْخَيْنِ جِبْرِيل وَأبي بكر الْخياط وَهُوَ من أَصْحَاب جده بل دخل زَاده أَيْضا الْخلْوَة والرياضة عِنْد الشَّيْخ خلد الكردستناي وهما من أَصْحَاب شَيْخه أبي بكر الْخياط ثمَّ أَن صَاحب التَّرْجَمَة لَقِي خَالِد الْمَذْكُور فَإِنَّهُ مر بِبَغْدَاد وَنزل فِي رِبَاط درب القرنفليين فصاحبه ولازمه وتلقن مِنْهُ الذّكر أَمَام خلْوَة الشَّيْخ وَدخل الْخلْوَة وَألبسهُ طاقية كَانَت على رَأسه وَأَجَازَهُ بالسلوك والتلقين وَكتب زَاده إجَازَة السلوك والتشبيك والتلقين أَيْضا وَلَقي أَيْضا بالحلة الْفَخر بن المطهر وتكلف لَهُ وَألبسهُ فرجيته التبريزية واستنطقه من مبَاحث علمية وَكَانَ الْجلَال صَاحب التَّرْجَمَة يدْخل الْخلْوَة الْأَيَّام الْبيض من كل شهر مُدَّة سنتَيْن قريب النونيزية وَولي الدّين محب بن الشَّيْخ سراج الدّين الْمُحدث وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض مسموعاته وَكتب لَهُ إجَازَة ثمَّ ارتحل إِلَى كربلاء وزار سبط رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحُسَيْن الشَّهِيد ثمَّ إِلَى سر من رأى وزار بهَا ثَلَاثَة من كبار أهل الْبَيْت ثمَّ إِلَى إيوَان كسْرَى فِي الْمَدَائِن وزار قبر سلمَان الْفَارِسِي وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان، ثمَّ ارتحل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة صُحْبَة الْحَاج هُوَ وخلد الْمَذْكُور فَلَمَّا قضى الْحَج عَاد إِلَيْهَا فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأقَام بجوار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَأَيْت فِي مَكَان آخر أَنه قدم الْمَدِينَة فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة(2/198)
سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَلَعَلَّهُ قبل استيطانها وَكَانَ مِمَّن أدْرك بهَا الْعَفِيف المطري والعفيف اليافعي فلازمه وَسَأَلَهُ الأسماع فأنظره مُدَّة ثمَّ أمره بِجمع الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا مِمَّا يُرِيد فِي الرَّوْضَة وَأَن يقْرَأ عَلَيْهِ من كل بعضه ويناوله إِيَّاهَا مَعَ الْإِجَازَة فَفعل ذَلِك فِي السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي وَأحمد والوسيط لِلْوَاحِدِيِّ والمصابيح وَشرح السّنة وجامع الْأُصُول والمشارق والعوارف والرسالة وصحاح الْجَوْهَرِي ثمَّ ابْن حبَان وَالشَّمَائِل)
لِلتِّرْمِذِي والبداية ومنهاج العابدين والإحياء ثلاثتها للغزالي ثمَّ جَمِيع أربعي النَّوَوِيّ قَرَأَهَا فِي أَرْبَعَة مجَالِس بِحُضُور جمَاعَة من الْفُقَهَاء فِي الرَّوْضَة بِجنب الْمِنْبَر وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بعض تواليفه وَأَجَازَهُ بكلها وَلَقي بهَا أَيْضا الْأمين أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشماع الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُدس فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْيَسِير من جَامع الْأُصُول وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من التِّرْمِذِيّ والعز بن جمَاعَة فَسمع عَلَيْهِ الشفا بالروضة بِجنب الْمِنْبَر بِقِرَاءَة الشَّمْس الخشبي والبردة والشقراطسية وَذَلِكَ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَأَجَازَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْكَشَّاف وَالْفَائِق بواسطتين بَينه وَبَين مؤلفها وَبَعض ابْن حبَان والبدر أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن فَرِحُونَ فَسمع عَلَيْهِ بالروضة بعض البُخَارِيّ وَجَمِيع مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَالْقَاضِي نور الدّين على ابْن الْعِزّ يُوسُف الزرندي سمع عَلَيْهِ الطَّيَالِسِيّ أَيْضا وَبَعض الصَّحِيحَيْنِ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وحدثه بمكارم الْأَخْلَاق بمناظرة الْحَرَمَيْنِ لَهُ وَأَجَازَهُ وزوجه ابْنَته عَائِشَة واستولدها وَلبس مِنْهُ وَمن الْعَفِيف المطري وَابْن جمَاعَة الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة والبهاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ أربعي النَّوَوِيّ بالروضة وخطبة شَرحه للتلخيص المسى عروس الأفراح وناوله لَهُ وَكَذَا سمع بِمَكَّة على الْكَمَال بن حبيب مُسْند الطَّيَالِسِيّ أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِقِرَاءَة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وقطنها وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة بعد أَن فضل وأشير إِلَيْهِ بالبراعة وَالْجَلالَة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة يدرس ويروي ويفتي ويدرس ويصنف على طَريقَة شريفة من الْإِحْسَان لأَهْلهَا والواردين عَلَيْهَا وَنشر الْعلم وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والتوضع وإلحاق الْأَصْغَر بالأكبر حَتَّى انْتفع بِهِ أَهلهَا وَغَيرهم وَولي تدريس الْأَمِير يلبغا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وانتفع بِهِ كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع مصنفاته وَغَيرهَا كالبخاري القَاضِي نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وحيد دهره وفريد عصره والشرف أَبُو الْفَتْح المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند الطَّيَالِسِيّ ومسلسلات العلائي وفوائد الْحَاج للعلائي وَألبسهُ الْخِرْقَة وَهِي فرجية صوف أَزْرَق ولقنه الذّكر وزوجه ابْنَته أمة الله وَكَانَت عابدة خيرة ثمَّ طَلقهَا كَأَنَّهُ بعد(2/199)
موت أَبِيهَا وَكَذَا حدث بِجُزْء عَن الْعِزّ بن جمَاعَة وَمن تصانيفه شرح الْبردَة أمعن فِيهِ من التصوف مَعَ الْإِعْرَاب واللغات وَمَا لَا بُد للشرح مِنْهُ وَهُوَ فِي مُجَلد ضخم وَشرح الْأَرْبَعين النووية وَالْأَرْبَعِينَ التوحيدية الْمُسَمّى بالأنوار التفريدية فِي شرح الْجَوَامِع الأربعينية وَشرع فِي شرح الشفا فَكتب مِنْهُ قِطْعَة فِي كراريس وَكَذَا فِي شرح التَّلْخِيص وَفِي تفيسير وَفِي)
حَاشِيَة على الْكَشَّاف بَين فِيهَا اعتزاله لَكِنَّهَا فقدت إِلَى غير ذَلِك من نظم ونثر وَعمل رِسَالَة لَطِيفَة فِي علم الْكَلَام وَعشر رسائل فِي الْكَلَام على آيَات وَأَحَادِيث وَالشرَاب الطّهُور فِي التصوف، وَفِي آخِره شرح قصيد ابْن الفارض الَّذِي أَوله شربنا على ذكر الحبيب مدامه وفردوس الْمُجَاهدين يشْتَمل على مَا يتَعَلَّق بِالْجِهَادِ من الْآيَات وَالْأَحَادِيث وَشَرحهَا فِي مُجَلد ضخم وارجوزة فِي أَسمَاء الله وَصِفَاته اشْتَمَلت على نَحْو ألف سَمَّاهَا رَاح الرّوح وسلسل الْفتُوح. وَمَات فِي رَمَضَان وَقيل فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ بِالْمَدِينَةِ البنوية وَدفن من الْغَد مَعَ شُهَدَاء أحد بِالْقربِ من حَمْزَة خَارج الْمَدِينَة فِي قبر كَانَ حفره بِيَدِهِ لنَفسِهِ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة وَيُقَال إِنَّه رام الِانْتِقَال عَنْهَا قبل مَوته بأشره فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَقَالَ لَهُ أرغبت عَن مجاورتي فانتبه مذعورا وآلى على نَفسه أَن لَا يَتَحَرَّك مِنْهَا فَلم يبث إِلَّا قَلِيلا وَمَات رَحمَه الله وإيانا، وَسمعت من يَحْكِي أَنه كَانَ يلقب بمقبول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكَونه كَانَ يُصَلِّي عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَقُول اللَّهُمَّ صل على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله صَلَاة أَنْت لَهَا أهل وَهُوَ لَهَا أهل فَرَأى رجل من أكَابِر أهل الْحرم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين هم صَاحب التَّرْجَمَة بالتحول من الْمَدِينَة وَهُوَ يَقُول لَهُ قل لفُلَان لَا تُسَافِر فَإِنَّهُ يحسن الصَّلَاة عَليّ، وَسُئِلَ الشَّيْخ عَن كَيْفيَّة صلَاته فَذكرهَا، وَقد ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ أَنه شغل النَّاس بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعِينَ سنة وانتفع النَّاس بِهِ لدينِهِ وَعلمه، وَأَعَادَهُ فِي سنة ثَلَاث وَأَشَارَ إِلَى أَن الْعَيْنِيّ أرخه فِيهَا. قلت وَالْأول هُوَ الصَّوَاب.
وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق وَقد أرسل إِلَيْهِ صَاحب التَّرْجَمَة يستد عَلَيْهِ الْإِجَازَة لنَفسِهِ ولولديه إِبْرَاهِيم وطاهر بِمَا نَصه:
(أجزت السَّائِل الأَرْض المجازا ... جلال الدّين خير من استجازا)
(أَمَام معارف وَكفى إِمَامًا ... لعلم مَذَاهِب النُّعْمَان حازا)
(وَإِن كنت الأحق بِذَاكَ مِنْهُ ... لتقصيري حَقًا لَا مجَازًا)
(وَلَكِنِّي ائتمرت لَهُ امتثالا ... ومتتفيا مناهج من أجازا)
وَوَصفه بالقدوة الْعلم والعلامة الَّذِي مِنْهُ الْأَعْلَام تتعلم إِمَام الطَّائِفَة السّنيَّة(2/200)
المحمدية وقدوة الْجَمَاعَة الحنيفية الْحَنَفِيَّة رَأس المدرسين فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَصدر المتصدرين بالروضة الشَّرِيفَة القدسية، وَوصف أَبَاهُ بافمام الْعَلامَة الْقدْوَة الْأَكْبَر الْأَشْهر أبي عبد الله انْتهى. وَكَانَ كل
من أَبِيه وجده وجد أَبِيه عُلَمَاء، وَكتب إِلَيْهِ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة أَبوهُ من بِلَاده.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد علم الدّين الأخنائي الْمَالِكِي. / صَوَابه أَحْمد بن مُحَمَّد بن حمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى وَقد مضى.
531 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس وَأَبُو الرضي بن الشَّمْس الْمدنِي رَئِيس المؤذنين بِالْحرم النَّبَوِيّ كأبيه وَيعرف قَدِيما بِابْن الْخَطِيب ثمَّ بِابْن الريس وَهُوَ وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن عبد الله الْمَذْكُورين. / سمع بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ على الْجمال الكازروني وَفِي سنة تسع وَأَرْبَعين على أبي السعادات بن ظهيرة وَقَرَأَ على الْمُحب المطري جملَة وباشر حسبَة بَلَده قَلِيلا، وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام وَغَيرهمَا مرَارًا فَسمع بِدِمَشْق من شَيخنَا الْمجْلس الَّذِي أملاه بجامعها وبحلب على حافظها الْبُرْهَان، وَله نظم فِيهِ المقبول رَأَيْت بِخَطِّهِ مِنْهُ جملَة. وَمَات فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع شعر صفر سنة أَربع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَلم يكمل الْخمسين، وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله وَمن عنوان نظمه:
(يَا من نزلُوا نجدا وفيهَا حلوا ... أَنْتُم أملي)
(يَا من جعلُوا الجفا وبعدي حلوا ... لموا شملي)
(وارثوا لمحبكم وهجري خلوا ... واشفوا عللي)
(وامحوا زللي فالجسم ... بلي)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن وفا أَخُو عَليّ الْآتِي. / صَوَابه بِحَذْف ثَالِث المحمدين وإبداله بوفا وَسَيَأْتِي.
532 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّدًا لمحب الْقرشِي الزبيرِي النويري الْمصْرِيّ. / ولد فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع من التقي بن حَاتِم.
ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وَلم يزدْ، وَقد أجَاز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ فِي بعض الاستدعاءات.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأخميمي النَّقِيب. / هُوَ أَبُو الْقسم مَشْهُور بكنيته يَأْتِي.
533 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن ولي الدّين بن بهاء الدّين بن شمس الدّين البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ. / ولد، وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل باللهو فأتلف مَا وَرثهُ وَرغب عَن جهاته وقاسى شدَّة وفاقة وسافر إِلَى الشَّام وَغَيرهَا وَكَذَا حج وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس وَكَانَت مَعَه أمه فَمَاتَتْ هُنَاكَ وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَلم يظفر بطائل)
وَوجد الشَّافِعِي قد فتح خلوته بالسابقية وَأَعْطَاهَا(2/201)
لأمينه وَكَاد أَن يَمُوت ثمَّ لم يلبث أَن ظهر الْعَسْكَر فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين فسافر موقعا مَعَ بعض الْأُمَرَاء، وَهُوَ ذكي حاذق ماهر فِي الْحساب والمباشرة وَقَوي الْحَظ مَعَ تودد ولقش وظرف.
534 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الشهَاب أَبُو الضياء بن الْخَطِيب الشَّمْس الحارسي النابلسي ثمَّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الرماح. / مِمَّن أَخذ عني.
535 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجا بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا التقي بن الصّلاح بن الشّرف. الزين بن الْعِزّ بن الْوَجِيه التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ عَم أسعد بن عَليّ الْآتِي. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه تفقه قَلِيلا وناب عَن أَخِيه الْعَلَاء عَليّ وَكَانَ هُوَ الْقَائِم بأَمْره، ودرس وَولي الْقَضَاء بِأخرَة يَسِيرا وَصرف، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة أَربع قبل إِكْمَال الْخمسين، وَكَانَ شهما نبيها.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الناصح. / سَيَأْتِي قَرِيبا فِيمَن لم يسم جد أَبِيه.
536 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا الشهَاب السكندري الأَصْل الْمصْرِيّ الشاذلي الْمَالِكِي أَخُو عَليّ الْآتِي ووالد أبي المكارم إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَأبي الْفضل مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَأبي الْجُود حسن وَأبي السعادات يحيى الْمَذْكُورين فِي محالهم وَيعرف كسلفه بِابْن وفا. / ولد بِظَاهِر مصر سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَنَشَأ على طَريقَة حَسَنَة ملازما الْخلْوَة والانجماع عَن النَّاس حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشري شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَدفن بالقرافة عِنْد أَبِيه وأخيه. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَهُوَ أسن من أَخِيه وَذَاكَ أشهر قَالَ وَكَانَ عِنْده سُكُون وَقلة كَلَام وتذكر لَهُ أَحْوَال حَسَنَة وَلَيْسَ لَهُ نظم وَلَا كَانَ يعْمل المواعيد إِلَّا مَعَ خَواص أَصْحَابه قَالَ ونبغ لَهُ أَبُو الْفضل مُحَمَّد ففاق الأقران فِي النّظم والذكاء وغرق بعد أَبِيه بِسنة، وَزَاد شَيخنَا فِي نسبه مُحَمَّدًا وارخه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وَنَحْوه قَول المقريزي فِي عقوده إِن وَلَده أَبَا الْفضل غرق سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو خمسين.
537 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الحريري الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي وَيعرف بِابْن الشَّرِيفَة. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَسَبْعمائة بصالحية دمشق وَنَشَأ بهَا فَسمع على التقي عبد الله بن خَلِيل الحرستاني والْعَلَاء عَليّ بن أَحْمد المرداوي والزين عمر البالسي وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بِدِمَشْق فَسمِعت عَلَيْهِ بصالحيتها وبداريا أَيْضا، وَكَانَ خيرا
كَبِير الهمة محافظا على الْجَمَاعَة بِجَامِع الْحَنَابِلَة لَا يفتر عَن ذَلِك وَحج وزار وَرَأَيْت خطه فِي إجَازَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بل لقِيه الْعِزّ بن فَهد سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَظنهُ مَاتَ قَرِيبا من ذَلِك.(2/202)
538 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن عَيَّاش الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الجوخي الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي نزيل تعز ووالد الزين عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بِابْن عَيَّاش. / ولد فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتعانى بيع الجوخ فرزق فِيهِ حظا وَحصل مِنْهُ دنيا طائلة وعني بالقراءات فَقَرَأَ على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وبدمشق على الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد اللبان وَعبد الْوَهَّاب بن السلار وأسمع فِي صغره على عَليّ بن الْعِزّ عمر حُضُور جُزْء عَرَفَة وَحدث بِهِ عَنهُ بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكَذَا سمع من الْبَيَانِي وَابْن قوالح وتصدى للقراءات وانتفع بِهِ جمع من أهل الْحجاز واليمن ولقن جمعا الْقُرْآن احتسابا وَكَانَ بَصيرًا بالقراءات دينا خيرا غَايَة فِي الزّهْد فِي الدُّنْيَا ترك بِدِمَشْق أَهله وَمَاله وخيله وخدمه وساح فِي الأَرْض مَعَ مواظبته وَهُوَ بِدِمَشْق على صَلَاة الأولى بجامعها الْأمَوِي وتلاوته كل يَوْم نصف ختمة وجاور بِمَكَّة مُدَّة ثمَّ دخل الْيمن فَأَقَامَ بِهِ عدَّة سِنِين فِي خشونة من الْعَيْش ومداومة على الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر. وَقد ذكره ابْن الْجَزرِي فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ: صاحبنا أَبُو الْعَبَّاس فَاضل كَامِل مقرئ خير صَالح دين أَخذ السَّبع عَن شَيخنَا ابْن اللبان وَابْن السلار وَجلسَ للإقراء بالجامع الْأمَوِي وانتفع بِهِ جمَاعَة مَعَ التَّقْوَى والسكون وَهُوَ فِي زِيَادَة علم وَخير قَرَأَ عَلَيْهِ السَّبع صَدَقَة بن سَلامَة ثمَّ رَحل إِلَى مصر فَقَرَأَ ختمة بالعشر على الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي، وَعَاد إِلَى دمشق فأقرأ بهَا وبالقدس والخليل وَغَيرهَا، وَقَالَ فِي مَوضِع آخر أخونا فِي الله وصاحبنا فِي تِلَاوَة كتاب الله الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الصَّالح الخاشع الناسك الَّذِي جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل فَترك الدُّنْيَا وَأعْرض عَن الْخلق حَتَّى جَاءَهُ الْأَجَل. وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه حكى لَهُ أَنه كَانَ يَشْتَرِي الْبيعَة بِخَمْسِينَ ألفا فَرُبمَا يربح فِي الْحَال من مُشْتَر غَيره خَمْسَة آلَاف، وأرخ وَفَاته فِي ثَانِي شعْبَان وَقَالَ عمر بن حَاتِم العجلوني لم أر أحدا على طَريقَة السّلف فِي رفض الدُّنْيَا وَرَاء ظَهره مَعَ إقبالها عَلَيْهِ وَالْقُدْرَة عَلَيْهَا مثله وَله سَماع وَرِوَايَة. مَاتَ فِي حادي عشري ريع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين بتعز وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده رَحمَه الله.
539 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الصَّدْر بن الصّلاح الْأنْصَارِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن صدر الدّين. / ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج رَفِيقًا
للوالد عِنْد الْفَقِيه الشَّمْس السعودي وَعرض عَليّ جمَاعَة واشتغل قَلِيلا وَسمع شَيخنَا وَغَيره وَمِمَّا سَمعه ختم البُخَارِيّ بالظاهرية وتنزل بالبيبرسية وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْقوس دَاخل بَاب القنطرة(2/203)
وَفِي سوق الرَّقِيق وَلم يكن فِيهَا بالماهر معرفَة وخطا وَلكنه كَانَ لَا بَأْس بِهِ سكونا ومحافظة على الْجَمَاعَة ثمَّ انجماعا واقتصادا فِي معيشته مَعَ دريهمات بِيَدِهِ رُبمَا يُعَامل فِيهَا وَقد حج غير مرّة وجاور. مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ منتصف رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بحوش البيبرسية وَأوصى بِثُلثِهِ لمعينين وَغَيرهم رَحمَه الله وإيانا.
540 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب بن فتح الدّين القوصي ثمَّ القاهري موقع الحكم. / نَشأ بقوص وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وباشر التوقيع وَتقدم فِيهِ لكنه مَا كَانَ يَخْلُو عَن غَفلَة.
مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقد أكمل التسعين على مَا كَانَ يزْعم. استفدته من تذكرة شَيخنَا وَلم يذكرهُ فِي تَارِيخه.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمولي. / فِي آخر الأحمدين فِي أَحْمد بن الشَّرِيفَة.
541 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عز الدّين مُحَمَّد الشهَاب بن الْجلَال الْجَوْهَرِي الْحَنَفِيّ خَادِم البرقوقية. / ولد وَنَشَأ فِي خدمَة العضدي الصيرامي وَحضر دروسه وناب فِي الْقَضَاء وباشر النقابة عِنْد ابْن الشّحْنَة وبسفارته وَافق العضدي على تزوج عبد الْبر بابنته وَكَانَ مَا علم، ثمَّ انْتَمَى لسالم الْعَبَّادِيّ المحتوي على الْأَمِير ازبك الظَّاهِرِيّ ولازم خدمته وَلم يتفرغ لغيره وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ وبأميره وساس الْأُمُور بتؤدة وعقل وحشمة وباطن متسع بِحَيْثُ حَمده غَالب أَصْحَابه وَاسْتقر شيخ الصُّوفِيَّة بالجامع الأزبكي وَحج مَعَه فِي سنة ثَمَان وَسبعين فَكَانَت الْأُمُور معذوفة بِهِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الشغري. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عمر.
542 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس القوصي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن البلقاسي ثمَّ بالقوصي. / ولد بقوص وتحول مِنْهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل ولازم النّظم فِي كتب الشَّيْخ أَحْمد الزَّاهِد وَكَأَنَّهُ أَخذ عَنهُ فحفظ مِنْهَا فَوَائِد خُصُوصا فِي ربع الْعِبَادَة لشدَّة حرصه على إتقان مسَائِله، وَجلسَ للعامة فأوضح لَهُم كثيرا من مهمات الدّين وانتفع بِهِ كثير مِنْهُم، وَبَلغنِي عَن القاياتي أَنه كَانَ يَقُول لَهُ أَنَّك قَائِم عَنَّا بِفَرْض كِفَايَة، وَجمع فَوَائِد نظما ونثرا سَمِعت من نظمه وفوائده وَصليت خَلفه وَكَانَ يسترزق مِمَّا أَشرت إِلَيْهِ. وَمِمَّا كتبته عَنهُ مِمَّا
أنشدنيه مرَارًا مَا قَالَه فِي الدَّوَابّ الَّتِي تدخل الْجنَّة وَكتبه عَنهُ ابْن فَهد أَيْضا فِي سنة خمسين وَهُوَ:
(يدْخل يَا صَاح دَوَاب عشره ... فِي جنَّة الْخلد بِنَقْل البرره)
(عَددهمْ فِي نَقله مقَاتل ... حَقًا مَا صَححهُ الْأَوَائِل)
أكملتها فِي مَوضِع آخر، وَكَانَ فَقِيرا متقشفا قانعا باليسير وَتزَوج شَابة فَلم يحصل(2/204)
على طائل.
وَحصل لَهُ رمد أشرف مِنْهُ على الْعَمى وَانْقطع بِسَبَبِهِ مَعَ ضعف بدنه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ رَحمَه الله وإيانا.
543 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ الْقَرَافِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي الصُّوفِي وَيعرف بِابْن الناصح. / ذكر أَنه سمع من الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وَأَبا دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من لفظ الْمُحدث أَي الْحسن الهمذاني وَهُوَ فِي السّنة الأولى وَأَنه سمع من ابْن عبد الْهَادِي صَحِيح مُسلم وَحدث بذلك كُله بِمَكَّة وبغيرها. روى لنا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم التقيان أَبُو بكر القلقشندي وَابْن فَهد، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أخذت عَنهُ قَلِيلا وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَنعم الشَّيْخ كَانَ سمتا وَعبادَة ومروءة. مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة أَربع وَتقدم فِي الصَّلَاة عَلَيْهِ الْخَلِيفَة المتَوَكل على الله، قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه سَافر فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين صُحْبَة الظَّاهِر برقوق إِلَى الْبِلَاد الشامية وَرجع مَعَه فَأَقَامَ بالقرافة حَتَّى مَاتَ. وَقَالَ لمقريزي فِي عقوده بعد أَن سمى جده عبد الله: إِنَّه اشْتهر عِنْد الكافة بالصلاح وتغالى النَّاس فِي اعْتِقَاده وحكوا لَهُ عدَّة كرامات وترددوا إِلَيْهِ وسألوه حوائجهم فتصدى لقضائها سِنِين فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق، وَكَانَت رسالاته مَقْبُولَة عِنْده فَمن دونه من الْأُمَرَاء حَتَّى مَاتَ وقدقارب السّبْعين. وَقَالَ غَيرهمَا أَنه كَانَ غَايَة فِي الْقُوَّة ويحكون عَنهُ فِي ذَلِك الْعَجَائِب مَعَ الدّين وَالصَّلَاح والزهد.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْأمَوِي الْمَالِكِي. / صَوَابه أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد وَقد مضى.
544 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب السنباطي ثمَّ القاهري. / مِمَّن أَخذ عني.
545 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الصلطي الأَصْل الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. / اشْتغل قَدِيما وَسمع على الْبُرْهَان بن جمَاعَة وَأبي الْخَيْر بن العلائي وناب فِي الْقَضَاء مُدَّة وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشري شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ عَفا الله عَنهُ.
546 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْمصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الشاذلي الْمُقْرِئ وَيعرف بالمسدي شيخ رِبَاط ربيع بِمَكَّة ووالد الْمُحب مُحَمَّد إِمَام الظَّاهِر خشقدم فَمن بعده. / لَازم الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ فِي زاويته وَقَرَأَ الشَّيْخ عَلَيْهِ مَعَ أَوْلَاده وَكَانَ للشَّيْخ إقبال عَلَيْهِ وَلما مَاتَ تجرد ثمَّ هَاجر إِلَى مَكَّة وَقَرَأَ بهَا الْقرَاءَات على الزين بن عَيَّاش وأقرأ. مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ أرخه ابْن فَهد وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الْقُرْآن الْبَدْر بن الْغَرْس وَالثنَاء عَلَيْهِ مستفيض رَحمَه الله وإيانا.
547 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب الْهَوِي ثمَّ القاهري الْحَنْبَلِيّ، / اشْتغل قَلِيلا وَسمع ختم البُخَارِيّ عِنْد أم هَانِئ الهورينية وَمن كَانَ مَعهَا وَكَانَ سَاكِنا.(2/205)
548 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس البعلي الاسكاف هُوَ وَأَبوهُ وَيعرف بِابْن ريحَان. / ولد فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ببعلبك وَنَشَأ بهَا فَسمع الصَّحِيح إِلَّا يَسِيرا على الزين أبي الْفرج بن الزعبوب أنابه الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ولقيته ببعلبك فَقَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث الْأَخير من الصَّحِيح وَأَجَازَ وَمَات قريب السِّتين ظنا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأبدي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد.
549 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأنبابي المدولب أَبوهُ وَيعرف بِابْن خنبج بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا مُوَحدَة مَضْمُومَة ثمَّ جِيم. / مِمَّن يحفظ الْقُرْآن ويتلوه وَدخل الْيمن وجاور بِمَكَّة أَكثر من سنة ولازمني فِي سنة سبع وَتِسْعين فَكَانَ معنيا فِي حمل السجادة وَنَحْوهَا، سمع على حل الشفا وسيرة ابْن هِشَام بفوت يسير وَالْكثير من البُخَارِيّ وَختم سيرة ابْن سيد النَّاس ومؤلفاتي فِي ختم السيرتين والشفا وقصيدة البوصيري الهمزية وَذخر الْمعَاد وكتبت لَهُ ثمَّ سَافر، وَهُوَ فِي ظلّ أَبِيه لطف الله بِهِ.
550 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد القاهري المارداني وَيعرف بالهنيدي الشهَاب بن الشَّمْس بن نَاصِر الدّين أحد التُّجَّار. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَكَانَ جده مديما لزيارة الشَّافِعِي وَاللَّيْث فِي أوقاتهما ويسقي المَاء للتبرك فيهمَا وَيجْلس على البسطة الَّتِي على يسَار الدَّاخِل للشَّافِعِيّ قبل الْوُصُول إِلَى بَاب الْقبَّة ادبا، واختص بالدوادار دولات باي المؤيدي فاتفق أَنه شفع عِنْد رَأس نوبَته فِي تَخْفيف بعض الظلامات فَأبى فَلَمَّا علم الْأَمِير بذلك صرفه وَاسْتقر بِهِ مَكَانَهُ مَعَ إِبْطَاله مَا جرت الْعَادة بِهِ من تَقْرِيره على رُؤُوس النوب وَنَشَأ حفيده فَقَرَأَ الْقُرْآن أَو أَكْثَره)
وتعانى التِّجَارَة وَصَحب بني الْقَارئ وَكَانَ يصل الْكثير من أهل مَكَّة الْبر مِنْهُم على يَدَيْهِ بل رُبمَا يصلهم من نَفسه وَكَثُرت إِقَامَته بِمَكَّة على خير من الْجَمَاعَات وَالطّواف أحسن الله إِلَيْهِ.
551 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحكري الْمصْرِيّ الشَّافِعِي / رَأَيْته كتب على استدعاء وَقَالَ أَنه ولد فِي أَوَاخِر سنة إِحْدَى عشرَة وَثَمَانمِائَة وَكَأَنَّهُ الَّذِي كَانَ يعرف بِابْن الْجمال. نَاب عَن شَيخنَا فَمن بعده وَسمع عَلَيْهِ أَشْيَاء واشتغل يَسِيرا وَكتب شرح الْمِنْهَاج للدميري بِخَطِّهِ، وَكَانَ يُقَال لَهُ المنهاجي، وأظن أَبَاهُ مُحَمَّد مُحَمَّد بن أَحْمد الْآتِي.
552 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمحلي الهيثمي ثمَّ القاهري خَادِم الشَّيْخ مُحَمَّد بن صلح الْآتِي وَيعرف بِابْن الحسود. / مِمَّن أَخذ عني.
553 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الْغفار الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس الحسني الفوي القاهري الْحَنَفِيّ القَاضِي / قَرَأَ عَلَيْهِ الْكَمَال الشمني فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة(2/206)
وَثَمَانمِائَة بالشيخونية بعض عوارف المعارف وَلَا أَدْرِي أكمله أم لَا وَلَا عَن من رَوَاهُ وَمِمَّنْ سمع بقرَاءَته الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والجلال القمصي وَضبط الْأَسْمَاء.
554 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن فَخر الدّين أَبُو نور شيخ بن شيخ طَاهِر بن عمر الشهَاب الْخَوَارِزْمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة وَابْن إِمَامه الْآتِي وَولده مُحَمَّد فِي مَحلهمَا وَيعرف بِابْن المعيد. / ولد فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ فِي الَّتِي بعْدهَا وَمَا بعْدهَا النشاوري وَالْجمال الأميوطي وَعبد الْوَاحِد الصردي والعراقي والبرهان بن فَرِحُونَ وَغَيرهم وَسمع على الزين المراغي المسلسل وَختم الصَّحِيح وتفقه بِأَبِيهِ وناب عَنهُ فِي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة مُدَّة لعَجزه ثمَّ رغب لَهُ عَنْهَا قبيل وَفَاته وَكَذَا تلقى عَنهُ مشيخة رِبَاط رامست وتدريس الْحَنَفِيَّة بدرس ايتمش والإعادة بدرس يلبغا وَلكنه رغب عَن التدريس والإعادة لأبي حَامِد بن الضياء وَدخل الديار المصرية والشامية وبلاد الْيمن والعجم وتمول من الْأَخِيرَة بِمَا أتْلفه فِي الكيمياء. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشري رَمَضَان سنة خمسين وَدفن بالمعلاة بِقَبْر أَبِيه لجَانب إِمَام الْحَرَمَيْنِ عبد المحسن الخفيفي وَاسْتقر بعده فِي الْإِمَامَة ابْنه. ذكره ابْن فَهد.
555 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن يُوسُف بن عَليّ الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الكراني الْهِنْدِيّ وَالِده ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن مَحْمُود. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة
وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة والموفق الْحَنْبَلِيّ جُزْء ابْن نجيد وَمن خَلِيل الْمَالِكِي والتقي الحراري وَآخَرين، وَأَجَازَ لَهُ الأسنوي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارئ وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَجَمَاعَة، حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم بِجُزْء ابْن نجيد القَاضِي عبد الْقَادِر الْمَالِكِي، وَمَات فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع شعْبَان سنة ثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله.
556 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بالمزجج. / مسع على الزين المراغي وَغَيره، وَمَات فِي سنة تسع وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ.
557 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن معِين الدّين أَبُو الْعَبَّاس القاهري الكتبي القصصي. / اسْتَكْتَبَهُ بَعضهم فِي استدعاء فِيهِ بعض الْأَوْلَاد وَقَالَ لَهُ نظم لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ يكْتب الْقَصَص بالرملة وَيبِيع الْكتب تَحت الصرغتمشية فَينْظر شَيْء من نظمه، وَمَتى مَاتَ.
558 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج الشهَاب بن الشَّيْخ شمس الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو التقي الْمَاضِي / أَبوهُمَا فِي الْمِائَة قبلهَا. قَالَ شَيخنَا(2/207)
فِي أنبائه: ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا وَسمع من جمَاعَة ثمَّ انحرف وسلك طَرِيق المتصوفة والسماعات. مَاتَ سنة أَربع عشرَة.
559 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَكْنُون الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس بن أبي الْيُسْر الْمنَافِي القطوي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَكْنُون. / ولد بقطية وَأَبوهُ إِذْ ذَاك حاكمها سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ نشوة حَسَنَة فحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي واشتغل بالفرائض ولازم الشَّمْس الغراقي فِيهِ وَكَذَا اشْتغل فِي الْفِقْه وَكَانَ يستحضر الْحَاوِي وَكَثِيرًا من شَرحه وبالعريبة قَلِيلا ثمَّ ولي بعد أَبِيه قَضَاء قطية ثمَّ غَزَّة فِي أول الدولة المؤيدية بعناية نَاصِر الدّين بن الْبَارِزِيّ ثمَّ دمياط مَعَ بَقَاء قطية مَعَه فاستناب فِيهَا قَرِيبه الزين عبد الرَّحْمَن وَاسْتمرّ هُوَ فِي دمياط غَايَة فِي الإعزاز وَالْإِكْرَام إِلَى أَن انفصلت الدولة المؤدية، فتسلط عَلَيْهِ أنَاس بالشكاوي والتظلم مَعَ كَثْرَة احْتِمَاله وَحسن أخلاقه. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وصاهر عِنْدِي على ابْنَتي رَابِعَة تزَوجهَا بكرا. قلت: وَعمل صَدَاقهَا الهيثمي كَمَا أثْبته فِي الْجَوَاهِر وَمَات عَنْهَا فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَكثر الأسف عَلَيْهِ، وَقَالَ المريزي كَانَ فَاضلا يعرف الْفِقْه معرفَة جَيِّدَة ويشارك فِي غَيره وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الأشموني. / فِي ابْن مَنْصُور.
560 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مهنا بن طريطاي الشهَاب بن نَاصِر الدّين بن الزين العلائي الْحَنَفِيّ الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كَهُوَ بِابْن مهنا. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَصَحب الْفُقَرَاء وَعظم اخْتِصَاصه بهم بل هُوَ محب فِي الْعلمَاء متودد للطائفتين عَلَيْهِ وضاءة وَله شيبَة نيرة مَعَ تأدب وتهذب ورزق متيسر من إقطاع وَنَحْوه وَتقدم فِي المعابرة حَتَّى أَنه يعالج بِمِائَة وَسِتِّينَ وَحج غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَكَذَا زار بَيت الْمُقَدّس وَكثر اجتماعه بِي وحمدت أدبه وَقد كبر وشاخ وَله عدَّة أَوْلَاد أكبرهم أَبُو الْقسم وفارقته أم من عداهُ وتوجهت لمَكَّة فجاءنا مَوته وَأَنه فِي منتصف شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَلم يحصل بعده على طائل رَحمَه الله وإيانا.
561 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن فياض بن عبد الْعَزِيز بن فياض الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي الأَصْل الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ القَاضِي. / ولي قَضَاء حلب سِنِين فِي مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا عَن عَمه الشهَاب أَحْمد بن مُوسَى بِسُكُون وعقل، وَكَانَ شكلا حسنا رَئِيسا عِنْده لطف وحشمة ورياسة وَمَكَارِم ومحبة فِي الْعلمَاء. مَاتَ معتقلا فِي الْفِتْنَة بقلعة حلب فِي رَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصية.
562 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الشهَاب المغراوي الأَصْل الأبشيهي ثمَّ القاهري وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد الْآتِي. / كَانَ يُبَاشر فِي جِهَات كالسابقية ويتكسب(2/208)
بِالشَّهَادَةِ ولازم شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وعاش بعده مُدَّة حَتَّى مَاتَ وَلم يكن بالمرضي عَفا الله عَنهُ.
563 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن مَحْمُود بن قُرَيْش الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشَّمْس القاهري الصُّوفِي الْحَنَفِيّ إِمَام الشيخونية وَابْن إمامها ووالد تَاج الدّين وَيعرف بِابْن إِمَام الشيخونية / قَرَأَ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ الشفا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَخمسين وَوَصفه بسيدنا ومولانا الإِمَام الْفَاضِل النحرير ذِي الْجد والتشمير وقراءته بِأَنَّهَا تطرب مِنْهَا الأسماع ويتسجلب إِلَى رونقها الطباع لَا لجلجة فِيهَا وَلَا اضْطِرَاب بِلَا شكّ وارتياب بل سمع قبل ذَلِك على ال بدر حُسَيْن البوصيري مَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو الْقسم النويري من سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ ثَلَاثُونَ ورقة من أَوله كَمَا بِخَطِّهِ على الْجُزْء الأول مِنْهَا وَكَذَا سمع على الزَّرْكَشِيّ صَحِيح مُسلم أَو جله وناب فِي الْقَضَاء واختص بِخِدْمَة جَانِبك الْفَقِيه وسافر مَعَه لمَكَّة وَكَانَ عَاقِلا أشبه من وَلَده. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد أَبِيه بِقَلِيل عَفا الله عَنهُ.
564 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الشهَاب الْبَيْرُوتِي ثمَّ الخانكي الشَّافِعِي / قدم الْقَاهِرَة فَنزل زَاوِيَة المتبولي ببركة الْحَاج وَأخذ عَن إِبْرَاهِيم العجلوني بل على الْجلَال الْمحلي وبرع فِي الْفِقْه وَحفظ جَامع المختصرات بل كتب عَلَيْهِ شروحا وقطن الخانكاه من بعد السّبْعين وَنزل فِي صوفيتها ودرس بأماكن مِنْهَا وصاهر بهَا محتسبها الْجمال عبد الله الوفائي على ابْنَته واستولدها وَتردد للشرفي بن الجيعان وَأفضل عَلَيْهِ وَكَذَا أَكثر من التَّرَدُّد إِلَيّ وَهُوَ إِنْسَان سَاكن ذُو فَضِيلَة يَقِين، وَحج وجاور وَسمع الحَدِيث على الْمُحب الطبي وَأبي بكر بن فَهد.
565 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ بن يُوسُف بن صديق الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْمصْرِيّ العقبي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي نزيل بجيلة والعطار بهَا وَيعرف بِابْن جميلَة. / ولد فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الْعِزّ بن جمَاعَة والكمال بن حبيب وَالْجمال بن عبد الله الْمُعْطِي وَأحمد بن سَالم والشهاب بن ظهيرة وَإِبْرَاهِيم بن يحيى الصنهاجي وَعلي بن أَحْمد الفوي وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع بهَا الْبَهَاء بن خَلِيل وَأحمد بن حسن الرهاوي وَابْن الْقَارئ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ عمر العقبي وَمُحَمّد بن أبي بكر السوقي وَابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن رَافع وَجمع روى عَنهُ ابْن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بقرية ضفادع من أَعمال بجيلة.
566 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ الشهَاب الْكِنَانِي الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ. / ولد قبل الْخمس بِمَكَّة وَسمع بهَا الْعِزّ بن جمَاعَة وَالْفَخْر النويري والكمال بن حبيب(2/209)
وَالْجمال بن عبد الْمُعْطِي والنشاوري وَغَيرهم وارتحل فَسمع بِدِمَشْق ابْن أميلة وَابْن قوالح وبحماة بعض أَصْحَاب ابْن مزيز وبحلب من جمَاعَة سنة سبعين وبالقاهرة عبد الْوَهَّاب الْقَرَوِي وَغَيره وبالاسكندرية الْبَهَاء الدماميني وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن يفتح الله وَصَارَ لَهُ بعض أخساس، بل قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ خيرا فَاضلا وَكَذَا قَالَ ابْن خطيب الناصرية وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وَفِيه خير وَاحْتِمَال وَحدث باليسير انْتهى. قَالَ الفاسي: مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد أَن أقعد وَدفن بالمعلاة عَن سِتِّينَ أَو أَزِيد، روى عَنهُ ابْن فَهد وأرخه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة كَمَا قدمنَا وهما أمس بِهِ وَأما شَيخنَا فَفِي الَّتِي قبلهَا وَكَذَا ابْن خطيب الناصرية لَكِن ظنا.
567 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نشوان بن مُحَمَّد بن نشوان. / ولد سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة وَقدم دمشق فَقَرَأَ الْقُرْآن وادب بني الشهَاب الزُّهْرِيّ فَصَارَ يحفظ بتحفظهم التَّمْيِيز للبارزي بل دَار مَعَهم
على الشُّيُوخ فِي الدُّرُوس إِلَى أَن تنبه وَفضل وَأذن لَهُ الزُّهْرِيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَذَا أَن لَهُ البُلْقِينِيّ فِي الْإِفْتَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَاسْتقر فِي تدريس الشامية البرانية وتصدر بالجامع وناب فِي الحكم بعد الْفِتْنَة الْكُبْرَى وانتفع بِهِ الطّلبَة وَقصد بالفتاوى وَكَانَ يحسن الْكِتَابَة عَلَيْهَا وَيتَكَلَّم فِي الْعلم بتؤدة وَسُكُون وإنصاف لوفور عقله وَحسن محاضرته.
مَاتَ بعد أَن حصل لَهُ استسقاء طَال مَرضه بِهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته.
568 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر الديروطي. / حدث فِي دمياط بالشفا عَن شَيخنَا النُّور بن يفتح الله أَخذ عَنهُ الْجلَال بن الردادي.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الوفا / فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا.
569 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن شَاكر الشهَاب بن القَاضِي صَلَاح الدّين بن الجيعان. / شَاب حسن يقْرَأ فِي النَّحْو وَغَيره على الشَّمْس الأبودري وزوجه أَبوهُ بابنة أَخِيه البدري أبي الْبَقَاء واستولدها فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين ذكرا وَقد سمع على الديمي ومني وَصَارَ يكْتب فِي الدِّيوَان مَعَ حذق. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري ربيع الثَّانِي سنة ثَمَان وَتِسْعين عَن نَحْو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة عوضه الله وإيانا الْجنَّة.
570 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن مصلح المنزلي الشَّافِعِي أَخُو يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن مصلح. /
أَصله من فلاحي الْمنزلَة فَنَشَأَ هَذَا هُوَ وَجَمَاعَة من أخوته وَأَهله مفارقين لَهُم وَقَرَأَ على الناصري بن سويدان فِي الْفِقْه والعربية وعَلى الزين عبد الرَّحْمَن(2/210)
الديروطي تلميذ الشَّمْس بن الصَّائِغ أَربع قراءات من السَّبْعَة وَكَانَ قد حفظ فِي كبره الْقُرْآن والمنهاج والملحة والشاطبية، وعرضها على جمَاعَة مِنْهُم الْعلم البُلْقِينِيّ فِيمَا بَلغنِي وَأقَام بمنية راضي من أَعمال الْمنزلَة وابتنى بهَا جَامعا وانتمى إِلَيْهِ الْفُقَرَاء والمريدون والطلبة وَكَانَ قَائِما بكلفتهم مِمَّا يرد عَلَيْهِ من الفتوحات وَنَحْوهَا مَعَ تحريه فِي الْقبُول لَا يدّخر شَيْئا بل وَيقوم على جمَاعَة فِي بركه، وَرُبمَا أَخذ مَا كَانَ مَعَهم ووزعه عَلَيْهِم وعَلى غَيرهم فِي السّفر وَغَيره، على قدم عَظِيم من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والتلاوة وَالْعِبَادَة وملازمة الْأَذْكَار والاشتغال بِمَا يهمه بِحَيْثُ لم ار أحدا إِلَّا وَهُوَ يخبر بتفرده بذلك، وَرُبمَا أَقرَأ فِي ربع الْعِبَادَات. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء عشْرين جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة وَقد زَاد
على الثَّمَانِينَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
571 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن إياد بن عَمْرو بن الْعَلَاء الشهَاب الشَّيْبَانِيّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَيعرف بِابْن زبرق. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع الْبُرْهَان بن صديق وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا النشاوري وَابْن حَاتِم والتنوخي والعراقي وَمَرْيَم الأذرعية وَآخَرُونَ، وَكَانَ إِمَامًا وخطيبا بسولة من وَادي نحلة اليمانية وَله بهَا مَال، روى عَنهُ النَّجْم بن فَهد وَغَيره. مَاتَ فِي ضحى يَوْم السبت سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ بعد الْعَصْر عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة.
572 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن حجاج بن سيف الشهَاب بن الصَّدْر بن الْمجد بن الْجمال بن الشَّيْخ الْقدْوَة الزَّاهِد الْعَارِف صَاحب المزار فِي تربة بلبيس الْأنْصَارِيّ البلبيسي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعَارِف وبابن صدر. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا ببلبيس من الشرقية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الْبَدْر حسن الغمري بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة ومختصر التبريزي فِي الْفِقْه وَعرضه فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين على التَّاج مُحَمَّد بن أَحْمد بن النُّعْمَان وَأَجَازَ لَهُ بل هُوَ الَّذِي كتبه بِخَطِّهِ برسمه وَفِي رمضانها على الْجمال البهنسي، وخطب فِي جامعي بلبيس الأعظمين الْعَزِيز والمأموني وَكَانَ يُؤَدِّي الخطابة بِصَوْت جَهورِي وَله رَغْبَة تَامَّة فِي تأديتها وَرُبمَا شهد مَعَ كَون وجاهته أعظم من كثير من قُضَاة ناحيته فَإِنَّهُ من أَعْيَان أهل بَلَده ورؤسائها وَذَوي الْيَسَار(2/211)
بهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من عدولها وَعِنْده عَصا من خشب القيقب ورثهَا من أسلافه كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهَا من عكاز سَيِّدي إِبْرَاهِيم بن ادهم قَالَ وَكَانَ القَاضِي برهَان الدّين بن جمَاعَة وَغَيره من أهل الْعلم ينزلون عندنَا ويتبركون بهَا وَكَانَ يَقُول إِن عَمه موفق الدّين بن سيف الدّين كَانَ من المسندين وَإِن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مِمَّن أَخذ عَنهُ قَالَ وَكَذَا الْجمل العرياني. قلت وَعم وَالِده وَهُوَ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد خَاتِمَة من حدث عَن الْمُنْذِرِيّ بِالْإِجَازَةِ وَله تَرْجَمَة فِي الْمِائَة قبلهَا. وَلَهُم قريب أَيْضا اسْمه أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حجاج مترجم فِي ابْن رَافع وَغَيره، أجَاز لي صَاحب التَّرْجَمَة وَمَات وَقد جَازَ الْمِائَة سنة بضع وَخمسين تَقْرِيبًا.
573 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة بن الْبَهَاء بن سعيد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين
وَرُبمَا اختصر فَقيل نَاصِر العقبي الشَّافِعِي نزيل النِّيَابَة وأخو الزين رضوَان ووالد مُحَمَّد الآتيين وَيعرف بالعقبي. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنية عقبَة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة وتلاه بهَا للسبع على غير وَاحِد من الشُّيُوخ واشتغل يَسِيرا وَحضر دروس الشَّمْس الغراقي والشطنوفي فِي الْفِقْه والفرائض والنحو وَكَذَا دروس البُلْقِينِيّ والأبناسي فِي آخَرين ولازم الزين الْعِرَاقِيّ فِي أَمَالِيهِ وَغَيرهَا، وَكَانَ يَأْتِي إنبابة للاشتغال على يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الإنبابي فَتلا عَلَيْهِ للسبع وَبحث عَلَيْهِ الشاطبية ومقدمة لَهُ فِي الْفَرَائِض مَعَ جَمِيع الْحَاوِي فِي الْفِقْه وَنصف الْمِنْهَاج وَسمع الحَدِيث بِالْقَاهِرَةِ على الْمَذْكُورين والهيثمي والحلاوي والسويداوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الكشك وَمَرْيَم ابْنة الْأَذْرَعِيّ وَسَارة ابْنة السُّبْكِيّ فِي آخَرين مِنْهُم الْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والشرف بن الكويك وبمكة فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة على ابْن صديق والزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء شَيخنَا وَغَيره جمَاعَة كَأبي حَفْص البالسي والبدر بن قوام وَابْن منيع وَابْنَة ابْن النجا وابنتي ابْن عبد الْهَادِي وأفردت لَهُ مشيخة مُسَمَّاة الْقُرْبَى فِي مشيخة الشهَاب العقبي حدث بهَا غير مرّة بعد أَن وقف عَلَيْهَا شَيْخي وقرضها وَكَذَا حدث بغَيْرهَا من مسموعاته بل وأقرأ القراءت أَيْضا مَعَ كَونه كَانَ تَارِكًا للفن لَكِن لقصد سنه وَإِسْنَاده، وَحج غير مرّة وزار وَهُوَ صَغِير مَعَ وَالِده بَيت الْمُقَدّس وتنزل فِي صوفية الشيخونية، ثمَّ انْقَطع دهرا بجوار ضريح يُوسُف الأنبابي بهَا وَكَانَ خيرا متين الدّيانَة ظَاهر الْوَضَاءَة ضَاحِك السن سَاكِنا وقورا حسن الْخُشُوع وَالذكر والابتهال والبكاء عِنْد ذكر الله وسوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يديم التِّلَاوَة منقلا من الدُّنْيَا قانعا باليسير صَحِيح السّمع وَالْبَصَر قوي الهمة(2/212)
رَاغِبًا فِي الْخَيْر عَظِيم الْبركَة صبورا على التحديث مكرما للطلبة قَرَأت عَلَيْهِ الْكثير بأنبابة وَغَيرهَا وتحول بِأخرَة إِلَى ابْنة لَهُ بِالْقربِ من الأشرفية وَنزل وهومتوعك لصَلَاة عصر الْجُمُعَة بهَا فَسقط من سلم الميضأة فَمَاتَ شَهِيدا وَحمل إِلَى منزله ثمَّ صلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن عِنْد أَخِيه بتربة قجماس وَذَلِكَ فِي يَوْم السبت رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ رَحمَه الله ونفعنا ببركته.
574 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الشهَاب بن التَّاج بن الْجمال الْكرْدِي الكوراني الأَصْل القاهري الشَّافِعِي أَخُو مُحَمَّد وَعلي الْمَذْكُورين وَهُوَ أوسطهما وَيعرف كسلفه بِابْن العجمي. / أجَاز لَهُ من أجَاز لأخويه وَأخذ عَن أَبِيه. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة
عشْرين وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ.
575 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُوسَى الشهَاب الشويكي الأَصْل الخليلي الْأَزْرَقِيّ الشهير بالشافعي. / ولد على رَأس الْقرن تَقْرِيبًا وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم التدمري وَابْن حجي وَابْن نَاصِر الدّين وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين بِبَلَد الْخَلِيل وَدفن بالمقبرة السُّفْلى.
576 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشهَاب المنوفي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن فسية بِالْفَاءِ المضمومة وَفتح السِّين الْمُهْملَة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة وَهُوَ لقب أَبِيه وَكَانَت أمه تلقب مثله لَكِن بنُون بدل الْفَاء وَلذَا يعرف بهَا أَيْضا. / ولد تَقْرِيبًا سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة فِي محلّة منوف وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَنِهَايَة الِاخْتِصَار والرحبية والملحة وعرضها على القَاضِي عز الدّين بن سليم وَغَيره وعَلى الْعِزّ الْمَذْكُور بحث فِي النِّهَايَة وَبحث على التَّاج عبد الله الْقَرَوِي فِي الملحة والجمل لِابْنِ فَارس. وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة ثَلَاثِينَ وتكسب بالعطر وَغَيره وَتردد للقاهرة والاسكندرية ودمياط مرَارًا وَجمع فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَمْسَة دواوين بيض أَكْثَرهَا وَيُسمى أَحدهَا لوحظ الْأَبْكَار وعرائس الأفكار وَكتب عَنهُ ابْن فَهد والبقاعي فِي نَفْيه من نظمه وَقَالَ ثَانِيهمَا مِمَّا تبعه فِيهِ الأول إِنَّه عريض الدَّعْوَى وشعره فِي الْغَالِب غير متناسب الصُّدُور والأعجاز قَالَ وَطعن بَعضهم فِي صدقه كَذَا قَالَ وَمن أبياته فِي قصيدة:
(يَا خير خلق الله يَا شمس الْهدى ... يَا من لَهُ عِنْد الْإِلَه مَكَان)
(إِنِّي امْرُؤ يرْعَى الدياجي ناظري ... فِي الْمَدْح وَهُوَ بهَا إِذا سهران)
وَمَات قَرِيبا فِي حُدُود الْأَرْبَعين فَمَا بعْدهَا.
577 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف العجمي الأَصْل الْمدنِي الْحَنَفِيّ أَخُو يحيى الْآتِي وَذَاكَ الْأَكْبَر وَيعرف بالذاكر. / مِمَّن سمع بِالْمَدِينَةِ. وَمَات فِي تَاسِع ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين.(2/213)
578 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مُحَمَّد بن عمر الشهَاب بن الْمُحب بن الشّرف البكتمري القاهري شَقِيق يحيى وَعبد الرَّحْمَن الآتيين وأبوهم وَعَمه سيف الدّين وجدهم لأمهم الزين قَاسم بن قطلوبغا الْحَنَفِيّ. / ولد فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة وَسمع على أم هَانِئ جدة أَبِيه واشتغل قَلِيلا وَسمع مني.
579 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحلَبِي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الْأَقْرَب. / ولد فِي سنة بضع وَثَمَانمِائَة
بحلب واشتغل عِنْد أَبِيه وَسمع على الشهَاب بن الرسام الْحَنْبَلِيّ والبرهان الْحلَبِي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز يها وَامْتنع من قَضَاء عنتاب وَحدث وَمَات بعد التسعين وَقد كف وَانْقطع بمنزله.
580 - أَحْمد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين وَيعرف بِابْن أَمِين الحكم / كَانَ يَنُوب فِي الحكم بِمصْر وعدة من بِلَاد البهنساوية. مَاتَ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ بعد انْقِطَاعه مُدَّة بِمَرَض عرض لَهُ مِنْهُ فالج.
581 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الأوتاري الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي. / مِمَّن كتب بِخَطِّهِ تقريضا لمجموع البدري فِي سنة ثَمَان وَسبعين فَكَانَ من نظمه فِيهِ:
(لنا مَجْمُوع قد جمع الْمعَانِي ... وديوان أَتَى فِي الْحسن مُفْرد)
(فَفِي ذَا الْبَاب جدا حَاز حدا ... فَهَل لَك طَاقَة الْبَاب المجدد)
وَكَذَا كتب عَلَيْهِ:
(مجموعنا رائق بهي ... لَهُ معَان بهَا تفرد)
(رَأَيْت مَجْمُوع كل شخص ... قد غَار مِنْهُ وَمَا تجلد)
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحبال. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم.
582 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الطبلاوي. / كَانَ وَالِي الْقَاهِرَة وَكَاشف الْوَجْه الشَّرْقِي من أَعمالهَا.
ضرب النَّاصِر فرج بن الظَّاهِر عُنُقه بِيَدِهِ لكَونه اتهمَ بمطلقته خوند ابْنة صرق فِي لَيْلَة سَابِع عشري ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة بعد قتل الْمَرْأَة وَلم يكن بمشكور السِّيرَة جَريا على عَادَة الْوُلَاة فأراح الله الْمُسلمين مِنْهُ فقد كَانَ ساعيا فِي الأَرْض بِالْفَسَادِ، وَيُحَرر إِن كَانَ هُوَ أَخُو عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْآتِي.
583 - أَحْمد بن مُحَمَّد السنهوري الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن عز الدّين / أَخذ القراءت عَن بلديه جَعْفَر.
584 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الدِّمَشْقِي بن الْعَطَّار / مُسْتَوْفِي الْجَامِع الاموي كَانَ أجل من بَقِي من مباشريه وَقد طلب الحَدِيث وقتا رَفِيقًا للشمس بن سيد وَابْن إِمَام المشهد. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
585 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن أبي الْفَتْح العثماني الْأمَوِي القاهري ثمَّ الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي / قدم الْمَدِينَة فَتزَوج ابْنة الْبَدْر عبد الله بن فَرِحُونَ وَقَرَأَ على التَّاج عبد الْوَهَّاب بن صلح وَاسْتقر فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِالْمَدِينَةِ(2/214)
عوضا عَن الشَّمْس بن القصبي السخاوي وَفِي سنة
تسع وَسِتِّينَ فَأَقَامَ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ انْفَصل وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فَكَانَت منيته بحلب قَرِيبا من سنة سبعين أَو بعْدهَا عَفا الله عَنهُ.
586 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الصَّفَدِي قاضيها الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الفرعمي / نِسْبَة لقرية من ضواحي صفد. ولي قَضَاء صفد بعد الْعَلَاء بن حَامِد بالبذل فدام سِنِين ثمَّ أُعِيد الْعَلَاء فَلَمَّا مَاتَ أُعِيد الشهَاب وَمَات بعد يسير وَذَلِكَ بعد السّبْعين وَلم تحمد سيرته فِي أول الْمَرَّتَيْنِ وَأما فِي الثَّانِيَة فَكَانَ أشبه خوفًا وَبَلغنِي من فضلاء بَلَده أَنه كَانَ فَاضلا وَأَنه قَرَأَ الصَّحِيح على ابْن نَاصِر الدّين عَفا الله عَنهُ.
587 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الشَّمْس بن المغيربي. / يَأْتِي قَرِيبا.
588 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الْقصاص السكندري الْمَالِكِي. / قَرَأَ على شَيخنَا التَّرْغِيب الْمُنْذِرِيّ وَغَيره وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة فَاضلا.
589 - أَحْمد بن مُحَمَّد شرِيف كَانَ خَادِم شيخ الصُّوفِيَّة بالخانقاه السرياقوسية وَيعرف بِابْن كِنْدَة. / اسْتَقر فِي الْخدمَة برغبة ابْن يحيى الْخَادِم لَهُ عَنْهَا. وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشري ربيع الأول سنة تسعين وَقد قَارب الْأَرْبَعين. وَكَانَ كأبيه عَاقد يتكسب مِنْهَا وَمن الشَّهَادَة مَعَ البشاشة والتواضع والتوسط فِي الثروة وَله نظم.
590 - أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين بن نَاصِر الدّين الجمالي حفيد أُخْت الْجمال الاستادار / كَانَ أَبوهُ حسن الْعشْرَة والمحاضرة والمكارم يستحضر نكتا وأشعارا وفوائد وَخَلفه ابْنه فِي رزقه بمنية خضير من الْمنزلَة وَلكنه ضبط موجوده وصاهر بني الجيعان.
591 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب بن الشَّمْس الْمصْرِيّ بن فهيد تَصْغِير فَهد وَيعرف بِابْن المغيربي بِالتَّصْغِيرِ أَيْضا وَأمه أمة سَوْدَاء. / ولد بعد السّبْعين وَسَبْعمائة وَنَشَأ فِي حجر أَبِيه فَلم شغله بِعلم وَلكنه زوجه ابْنة الْأَمِير أبي بكر بن بهادر وَأكْثر من معاشرة التّرْك مَعَ تزيه بزيهم ومعرفته بلسانهم فراج عِنْدهم لَا سِيمَا مَعَ انتسابه للْفُقَرَاء حَتَّى أَنه ولي فِي سلطنة الظَّاهِر جقمق مشيخة الْمقَام الدسوقي وانتزعه مِمَّن كَانَ مَعَه بِغَيْر مُسْتَند وَكَثُرت فِيهِ الشكوى وَكَانَ مَعَ كَونه لم يتَمَيَّز فِي شَيْء مِمَّن يَأْكُل الدُّنْيَا بِالدّينِ وَلَا يتوقى من يَمِين يحلفها فِيمَا لَا قيمَة لَهُ مَعَ إِظْهَار تحري الصدْق والديانة الْبَالِغَة ويتوسع فِي المأكل والملابس من غير مَادَّة فَلَا يزَال مديونا ويشكو الضّيق وَاسْتمرّ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد ضعفه سِتَّة أشهر فِي لَيْلَة ثامن ذِي الْحجَّة سنة
سِتّ وَأَرْبَعين.
592 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَمِير شهَاب الدّين بن نَاصِر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قليب(2/215)
بقاف وَلَام مصغر نِسْبَة لأجداده من أمه / صَاحب حَاجِب طرابلس وأستادار السُّلْطَان بهَا. مَاتَ بهَا بعد مرض طَوِيل فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا رَضِي الْخلق عِنْده كرم وحشمة عَفا الله عَنهُ.
أَحْمد بن مُحَمَّد بن الهائم. / مضى فِيمَن جده عماد.
593 - أَحْمد بن مُحَمَّد وَيعرف بِابْن وَالِي. / ولد تَقْرِيبًا سنة تسعين أَو قبلهَا كتبت عَنهُ قَوْله:
(يَقُولُونَ لي فِي الْبَحْر تمساح كاسر ... أصاد لصياد وَقد كاده كيدا)
(فَقلت لَهُم هَذَا نِهَايَة عمره ... وَلَو رَاح بيروت لَكَانَ لَهُ صيدا)
594 - أَحْمد بن مُحَمَّد فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد ويدعى أَيْضا بِأبي شمس الدّين المراغي نزيل مَكَّة وَيعرف بالخياط. / ولد فِي حُدُود سنة سَبْعمِائة أَو نَحْوهَا بمراغة من بِلَاد الْعرَاق وَقدم مَكَّة فِي حُدُود سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع بهَا فِي هَذِه الْحُدُود فَمَا بعْدهَا على شيوخها والقادمين إِلَيْهَا وَلبس مِنْهُم الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ أحد مَشَايِخ الصُّوفِيَّة بهَا مُقيما برباط رامشت وَمَات بِمَكَّة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.
أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر الطنبذي. / فِيمَن اسْم أَبِيه عمر بن مُحَمَّد.
595 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البالسي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الجواشني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل فِي صباه وصاهر أَبَا الْبَقَاء على ابْنَته وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم وَولي نظر الأوصياء ووظائف كَثِيرَة بِدِمَشْق وَكَانَ حسن السِّيرَة واستقل بِالْقضَاءِ قَلِيلا بسعي مِنْهُ ثمَّ عزل وسعى فِي الْعود فَلم يتم لَهُ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع.
596 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البالسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الْمَاوَرْدِيّ ابْن أُخْت النواجي. / مِمَّن اشْتغل قَلِيلا وَسمع الحَدِيث وتنزل فِي الجمالية وَغَيرهَا وَنسخ بِخَطِّهِ الضَّعِيف أَشْيَاء كل ذَلِك مَعَ تكسبه بالوراقين وَكَانَ يقْرَأ على التقي القلقشندي فِي الْعُمْدَة حِين كَانَ يَنُوب عَن ابْن خَاله بالجمالية وَكَذَا على الزين المنهلي وَكتب عَنهُ بعض الْأَجْوِبَة وقرأه مَعَ عقل واشتغال بِمَا يعنيه ثمَّ افْتقر وكف وَانْقطع حَتَّى مَاتَ بعد التسعين ظنا.
597 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البسطامي وَيعرف بالمتوكل. / مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري
صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ. أرخه الْمُنِير.
598 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب البهنسي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ. / ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الْقُرْآن وَالْوَجِيز وَاسْتمرّ على حفظه وَحُضُور دروس قاضيهم الْعِزّ الْكِنَانِي وَكَانَ ينتمي لَهُ بِقرَابَة بِحَيْثُ استنابه فِي الْقَضَاء قبيل مَوته وبرع فِي الشطرنج مَعَ شدَّة بلادته وجموده.
مَاتَ فَجْأَة سَقَطت عَلَيْهِ سَقِيفَة بِمصْر الْقَدِيمَة فِي(2/216)
لَيْلَة الْخَمِيس تَاسِع الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَحمل من الْغَد للقاهرة فَصلي عَلَيْهِ وَدفن بحوش البغاددة بالقربة من قاضيه وتأسفت عَلَيْهِ أمه عوضهما الله الْجنَّة.
599 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب التلعفري ثمَّ الدِّمَشْقِي / كَاتب الْمَنْسُوب. مَاتَ بِدِمَشْق كهلا فِي سنة إِحْدَى عشرَة، وَيُقَال أَنه كَانَ أستاذا فِي ضرب القانون حسن المحاضرة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي / قَاضِي كرك نوح. مضى فِي ابْن عبد الله.
600 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشهَاب الشارعي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / كَانَ أَبوهُ وَكيلا بِبَاب ابْن الديري فَنَشَأَ هَذَا وتدرب فِي التوقيع وتعانى فِي تسجيله الْكِتَابَة بقلم الثُّلُث وَجَاء للمحب بن الشّحْنَة بأسجال عَلَيْهِ فَقَالَ إِذا كتبت أَنْت بِالثُّلثِ فَمَاذَا أكتب ثمَّ اقْتضى رَأْيه الْكِتَابَة بالنسخ ليحصل التَّمْيِيز، وَقد استنابه الحسام بن حريز وعينه الظَّاهِر خشقدم للتوجه للمرقب لسَمَاع الدَّعْوَى على تمراز الْمَحْبُوس بِهِ فَفعل وَحكم بإراقة دَمه فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَبَقِي خَائفًا يترقب بِحَيْثُ سَافر لمَكَّة وَغَيرهَا وَنسب إِلَيْهِ بعض من كَانَ فِي خدمته بهَا من الْأُمَرَاء اختلاسا فضيق عَلَيْهِ بِحَيْثُ رام قتل نَفسه وانزعج الْأَمِير لذَلِك فَكف عَنهُ وَآل أمره إِلَى أَن صَار حِين التَّوَقُّف فِي عمل الِاسْتِبْدَال بِالْقَاهِرَةِ يشارط هُوَ عَلَيْهَا وَيخرج للاسكندرية وَنَحْوهَا فينهيها هُنَاكَ وَهُوَ الْآن بِدِمَشْق منضم لحاجبها يُونُس الأشرفي وراج بذلك.
أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الطوخي النَّاسِخ. / مضى فِيمَن جده مُحَمَّد بن عُثْمَان.
601 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب العجيمي الصُّوفِي بالخانقاه السرياقوسية وصهر ابْن الْجَوْجَرِيّ الأبرازي. / قَرَأَ على شَيخنَا التِّرْمِذِيّ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَبلغ لَهُ بالشيخ وَكَانَ متوددا. مَاتَ فِيمَا أَظن بعد السِّتين.
602 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الْقرشِي الجبرتي التعزي الْيَمَانِيّ / صَاحب المداجر. اشْتغل فِي ابْتِدَائه بالعلوم بِحَيْثُ شَارك فِي كثير مِنْهَا مُشَاركَة حَسَنَة خُصُوصا الْأَدَب فَإِنَّهُ كَانَ فِيهِ آيَة، وبرع فِي
الخطوط المتنوعة وفَاق فِيهَا ثمَّ أقبل على الرياضة وملازمة الْخلْوَة وَالذكر حَتَّى ارْتقى إِلَى مقَام السادات بل يُقَال إِنَّه كَانَ يستخدم الروحانية وَكَانَ من رجال الدَّهْر أدبا وحزما وفهما وعلما وشهرة لطيف الطَّبْع حسن المحاورة حُلْو الْإِيرَاد مليح المفاكهة فريدا فِي مَجْمُوعه محببا إِلَى الْفَاكِهَة زَائِد التودد بِحَيْثُ يظنّ كل أحد أَنه أخص النَّاس بِهِ، وَله كرامات وأخبار بمغيبات وَكَانَ فِيمَا يُقَال لَا يَأْكُل من غير خطه ويتعفف عَمَّا يصل إِلَيْهِ من الْهَدَايَا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَدفن بالإحساد مَقْبرَة تعز وقبره ظَاهر يزار. أَفَادَهُ صَاحب صلحاء الْيمن.(2/217)
603 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الكنجي الدِّمَشْقِي. / مَاتَ فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة أَربع وَتِسْعين بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَدفن قبلي الشَّيْخ حَمَّاد من مَقْبرَة الْبَاب الصَّغِير، وَكَانَ صَالحا تاليا أحد شَيْخي الإقراء بِالْمَدْرَسَةِ الكلاسة وَشَيخ السّمع بمحراب الْمَالِكِيَّة فِي جَامع دمشق.
604 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب المتيجي السكندري الْمَالِكِي ثمَّ الشَّافِعِي وَالِد أبي الْقسم الْآتِي. / أَخذ الْقرَاءَات عَن بلديه الشهَاب بن هَاشم وَكَذَا اشْتغل فِي الْفِقْه مالكيا والعريبة وَغَيرهمَا وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الزين القمني والبرهان بن حجاج الأبناسي وَشَيخنَا والقاياتي وَآخَرين، وَسمع فِي بَلَده على الْكَمَال بن خير وبمكة على التقي بن فَهد وَكَانَ فَاضلا دينا تصدى للإقراء بِبَلَدِهِ ثمَّ بفوة وَانْقطع بهَا حَتَّى مَاتَ بعد أَن كف وَعمر. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ النُّور عَليّ بن سُلَيْمَان الحوشي وَكَذَا الشَّمْس النوبي وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
605 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب المريني بِفَتْح ثمَّ تَخْفيف المغربي الْمَالِكِي / قاضيهم بِدِمَشْق وَكَانَ يَنُوب فِيهَا عَن الشهَاب التلمساني ثمَّ ابْن عبد الْوَارِث ثمَّ اسْتَقل بعده وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ، وَكَذَا كَانَ مِمَّن نَاب فِي نظر اليبمارستان بِدِمَشْق عَن الْجمال الباعوني وَفِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ عَن قاضيها وَجلسَ بِجَامِع الصَّالح، وَيذكر بمشاركة فِي الْفِقْه والعقليات مَعَ سَلامَة فطْرَة وعفة بِحَيْثُ يعْتَقد مَعَ التثبت إِلَّا فِي أوقاف الْمَالِكِيَّة فينسب لتقصير فِيهَا وَكَأَنَّهُ لبذله حِين يرام عَزله.
مَاتَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا على مَا تحرر عَن سنّ عالية وَله ابْن الله يصلحه.
606 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الوَاسِطِيّ الْمَنَاوِيّ. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب الوَاسِطِيّ الاصم /: مضى فِيمَن جده أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن سعد الله.
607 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشهَاب اليغموري. / ولي الحجوبية وَشد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَكَانَ مَشْهُورا بِمَعْرِِفَة الْمُبَاشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ ورأيته عِنْد جمال الدّين الأستادار وَكَانَ يظْهر محبَّة الْعلمَاء
وتعجبه مباحثتهم وَيفهم جيدا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى عشرَة.
أَحْمد بن مُحَمَّد النَّجْم والشهاب البامي. / مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قُرَيْش.
أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو طَاهِر الخجندي. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
608 - أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الشلقي بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام مَكْسُورَة. / يروي عَن الْجمال الريمي وَغَيره وَصَارَ أحد المفننين بتعز. مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ قَالَ الْعَفِيف وَقدر رويت عَنهُ إجَازَة.(2/218)
609 - أَحْمد بن مُحَمَّد الأعري الْيَمَانِيّ. / ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة.
أَحْمد بن مُحَمَّد البُلْقِينِيّ / جمَاعَة: ابْن أبي بكر بن رسْلَان وَابْن عبد الرَّحْمَن وَابْن مُحَمَّد بن عمر.
610 - أَحْمد بن مُحَمَّد الحريري / وَكيل الشَّرْع ودلال الْكتب أَبوهُ. مَاتَ بِمَكَّة فِي صفر سنة سِتِّينَ.
أَحْمد بن مُحَمَّد الْحلَبِي قَاضِي كرك نوح. / مضى فِي ابْن عبد الله.
611 - أَحْمد بن مُحَمَّد الدهان / رَئِيس المؤذنين بالجامع الْأمَوِي. كَانَ شجي الصَّوْت عَارِفًا بالميقات وَعمر حَتَّى صَار أقدم المؤذنين عهدا واعترفهم واشجاهم صَوتا وَقد دخل بِلَاد الْعَجم تَاجِرًا وَأقَام هُنَاكَ مُدَّة وَكَانَت لَدَيْهِ خبْرَة بالأمور. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث عشرَة عَن أَربع وَثَمَانِينَ عَاما. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
612 - أَحْمد بن مُحَمَّد التّونسِيّ الدهان / الطَّبِيب فِي بضع وَأَرْبَعين.
أَحْمد بن مُحَمَّد الذروي / اثْنَان اسْم جد أَحدهمَا أَبُو بكر بن عَليّ بن يُوسُف وَالْآخر أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد.
أَحْمد بن مُحَمَّد السنهوري الْمَالِكِي. / مضى فِيمَن يعرف بِابْن عز الدّين.
613 - أَحْمد بن مُحَمَّد الشباسي القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الأجذم. / اشْتغل فِي فنون وتميز وَحضر عِنْد القاياتي وَشَيخنَا والسفطي وَغَيرهم، وَسمع ختم البُخَارِيّ فِي الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ مَعَ فَضله جريئا بذيئا بِحَيْثُ ابْتُلِيَ بالجذام زِيَادَة على الْحَد وَيُقَال أَن الشهَاب الأبدي دَعَا عَلَيْهِ وَلم يَنْفَكّ عَن بذاءته وانتمى لعبد الرَّحِيم بن الْبَارِزِيّ فحج بِهِ مَعَه فِي الرحبية وَكَانَ عِنْد تَقْبِيل الْحجر الْأسود يتقذر النَّاس مِنْهُ. وَمَات بعد السّبْعين وَكَانَ أَبوهُ من الْخِيَار.
أَحْمد بن مُحَمَّد الشكيلي الْمدنِي. / فِيمَن جده إِبْرَاهِيم.
أَحْمد بن مُحَمَّد الطنبذي الشَّافِعِي. / كَذَا رَأَيْته بِخَطِّهِ فِي إجَازَة وَأَظنهُ أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد
الْبَدْر الطنبذي الْمَاضِي.
أَحْمد بن مُحَمَّد الطولوني. / مضى فِي أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله.
614 - أَحْمد بن مُحَمَّد العباسي نِسْبَة للعباسية ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. / كَانَ كأبيه تَاجِرًا فانتمى لعبد الْبر بن الشّحْنَة وأقرضه فَلَمَّا ولي ابْن الأخميمي الْقَضَاء سعى عِنْده حَتَّى استنابه بل وَأَعْطَاهُ مجْلِس ابْن فيشا بعد مَوته ثمَّ لم يكتف بِهَذَا حَتَّى زعم أَنه عمل ألغازا وتوصل بِمن أوصلها للْملك فتمقته سِيمَا وَقد سَأَلَهُ أَن يكون إِمَامه بعد الْمُحب بن المسدي وَأَعْطَاهُ ورقة وَأشيع أَن مستنبيه عَزله لذَلِك وَأَغْلظ عَلَيْهِ فَمَا وَسعه إِلَّا أَن سَافر لمَكَّة بحرا كل ذل فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَلما حج عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَامْتنع مستنبيه من إِعَادَته.
أَحْمد بن مُحَمَّد القلشاني. / فِيمَن جده عبد الله بن مُحَمَّد.
615 - أَحْمد بن مُحَمَّد الكبيسي بِالْكَاف وعَلى الْأَلْسِنَة بِالْقَافِ وَكَأَنَّهَا معقودة عبد صَالح مرافق للشَّيْخ إِدْرِيس الْآتِي يَأْتِي مَعَه / من الْيمن كل سنة لِلْحَجِّ.(2/219)
616 - أَحْمد بن مُحَمَّد الماحوزي المصمودي الشَّيْخ نزيل مَكَّة. / ذكره شَيخنَا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ من أنبائه وبيض لَهُ، وأرخه ابْن فَهد فِي جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا بِمَكَّة وَلم يزدْ على وَصفه بالشيخ بل قَالَ فِيمَا ذيل بِهِ على الفاسي أَنه تفقه بتلمسان على أبي عبد الله بن مَرْزُوق وبتونس على أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد القلشاني وَصدر تَرْجَمته بِأَنَّهُ الماجري وَكَأَنَّهُ أصوب من الماحوزي.
617 - أَحْمد بن مُحَمَّد المرحومي القاهري الْمَدِينِيّ الشَّافِعِي. / رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين.
618 - أَحْمد بن مُحَمَّد المرتقي الْحَنْبَلِيّ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أحد فضلاء الْحَنَابِلَة اشْتغل قَلِيلا وناب فِي الحكم وَكَانَ خيرا صَالحا. مَاتَ فِي عشري ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة، ثمَّ أَعَادَهُ فِي الَّتِي بعْدهَا فَلم يسم أَبَاهُ وَنسبه البرنقي بِالْمُوَحَّدَةِ وَالنُّون وَقَالَ: الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ كَانَ يُؤَدب الْأَوْلَاد بِدِمَشْق وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة ثمَّ أَنه توجه إِلَى مَكَّة وجاور بهَا نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وتفرغ لِلْعِبَادَةِ على اخْتِلَاف أَنْوَاعهَا، وأضر فِي آخر عمره، وَمَات بِمَكَّة، وَكَذَا ذكره النَّجْم بن فَهد فِي ذيله على التقي الفاسي مِمَّا نَقله من ذيل الْأَعْلَام فِي المشتبه لِابْنِ نَاصِر الدّين فَقَالَ: أَحْمد البرنقي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّيْخ الصَّالح العابد الناسك الزَّاهِد شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس كَانَ
يُؤَدب الْأَبْنَاء بِدِمَشْق بالسنجارية ثمَّ بالكلاسة خيرا كثير التِّلَاوَة ثمَّ تَركه وَتوجه لمَكَّة فجاور بهَا نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة متفرغا لِلْعِبَادَةِ والتلاوة وَالصَّلَاة وَالطّواف وَالْحج والاعتمار مَقْصُودا بالفتوحات مَعَ تقنعه بالنساخة وَلَكِن أضرّ قبل مَوته بِمدَّة. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين. قلت وَرَأَيْت من ترْجم أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد البريقي شهَاب الدّين الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح العابد سمع كثيرا وَتُوفِّي كَبِيرا فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقد بلغ السّبْعين وَهُوَ هَذَا وَلَكِن الظَّاهِر أَنه غير الْحَنْبَلِيّ الأول.
619 - أَحْمد بن مَحْمُود بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الشهَاب بن المحيوي بن النَّجْم الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَأَبوهُ وَيعرف كسلفه بِابْن الكشك. / ولد فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل قَلِيلا ودرس بالظاهرية وَأَخذه تمر مَعَ وَالِده إِلَى تبريز ثمَّ رجعا وَخلف أَبَاهُ فِي جهاته وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقل بِهِ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وعزل بعد شَهْرَيْن ثمَّ أُعِيد فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ عزل فِي أَوَاخِر سنة أَربع عشرَة ثمَّ أُعِيد قبل مُبَاشرَة ابْن القضامي الَّذِي انْفَصل بِهِ ثمَّ انْفَصل فِي أَوَاخِر سِتّ عشرَة وولاه(2/220)
الْمُؤَيد نظر الْجَيْش لما خرج لقِتَال نوروز ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى الْقَضَاء مُضَافا لَهُ ثمَّ انْفَصل عَن الْجَيْش بعد مُبَاشَرَته لَهُ سِتّ سِنِين وَثلث سنة ثمَّ عَن الْقَضَاء بعد ثَلَاث عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ثمَّ أُعِيد لَهُ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهِي الْولَايَة السَّادِسَة وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ وَعين لكتابة سر مصر، وَكَانَ جريئا مقداما شَدِيد الرَّأْي، قَالَ التقي بن قَاضِي شُهْبَة حكى لي أَنه غرم من سلطنه الْمُؤَيد إِلَى سلطنة ططر سبعين ألف دِينَار وَبعد ذَلِك أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ يُقَال أَن ذَلِك مِمَّا صَار إِلَيْهِ وَإِلَى أَبِيه من الْأَمْوَال فِي أَيَّام التتار بِحَيْثُ أَنه قَالَ فِي مرض مَوته مَا ملك فَقِيه فِي زماني من النَّقْد مَا ملكت وَملك مِائَتي مَمْلُوك ومائتي جَارِيَة وَكَانَ بِيَدِهِ غَالب مدارس الْحَنَفِيَّة تداريس وأنظارا من عَامر وخراب ثمَّ إِن القَاضِي شمس الدّين الصَّفَدِي انتزع مِنْهُ تدريس القصاعين والصادرية فَلَمَّا عزل استعادهما، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة أهل الشَّام فِي زَمَانه، وَكَانَ شهما قوي النَّفس يستحضر الْكثير من الْأَحْكَام، ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق اسْتِقْلَالا مُدَّة ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْجَيْش فِي الدولة المؤيدية وَبعدهَا ثمَّ صرف عَنْهُمَا مَعًا ثمَّ أُعِيد للْقَضَاء وَعين لكتابة السِّرّ بِمصْر بعد الشهَاب بن السفاح فَاعْتَذر بعسر الْبَوْل وَكَانَت بَينه وَبَين النَّجْم بن حجي معاداة فَكَانَ كل مِنْهُمَا يُبَالغ فِي الآخر غير أَن هَذَا أَجود.
مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة سبع وَثَلَاثِينَ عَن بضع وَخمسين سنة وأرخة شَيخنَا فِي صفر الاول. أصح وَهُوَ من بَيت شهير بِالْعلمِ والرياسة. ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فاشتغل بالفقه وَغَيره وَصَارَ رَئِيس الشَّام بِلَا مدافع مَعَ ثروة زَائِدَة وَفضل وأفضال، وَقد وَصفه شَيخنَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه برئيس الشَّام، وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة أَنه لم يكن وَلَا أحد من نوابه يتعاطى فِي الْقَضَاء شَيْئا مَعَ كَثْرَة المداراة قَالَ وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْعلم جيدا ويستحضر جملَة من التَّارِيخ.
620 - أَحْمد بن مَحْمُود بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود الشهَاب الْعَدوي نِسْبَة لأبي البركات بن مُسَافر أخي عدي البقاعي البيتفاري بِفَتْح الْمُوَحدَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة ثمَّ فوقانية وَفَاء وَقبل يَاء النِّسْبَة رَاء نِسْبَة إِلَى بَيت فار من الْبِقَاع الشَّافِعِي خطيب صرفند وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالشهاب الْعَدوي. / ولد فِي جُمَادَى الأولى أَو الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بصرفند من عمل صيدا وَنَقله أَخُوهُ الزين عبد السَّلَام إِلَى دمشق صَغِيرا فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على الشهَاب بن عَيَّاش واشتغل بالفقه على الشهب الْغَزِّي ووالد رَضِي الدّين وَابْن نشوان وَالزهْرِيّ وَسمع على عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَحج مرَارًا أَولهَا فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَولي(2/221)
خطابة جَامع صرفند فشهر بهَا، وسافر إِلَى طرابلس وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا مِنْهَا فِي أَوَاخِر سنة سِتّ وَأَرْبَعين صُحْبَة الونائي ثمَّ سَافر فِي الَّتِي بعْدهَا وَدخل ثغري الاسكندرية ودمياط، ونظم الشّعْر الْحسن وَولي نقابة الشهَاب الْأمَوِي فَمن بعده من قُضَاة دمشق وَكَانَ دينا مُتَمَكنًا من عقله مجانبا للنَّاس مسالما لَهُم شجاعا يقظا لَهُ ثروة ورياسة حكى عَنهُ الشريف عَليّ بن مَحْمُود القصيري الْكرْدِي الْآتِي أَنه قَالَ رافقت بعض الْفُقَرَاء فِي الشتَاء فوصلنا إِلَى سيل عَظِيم لَا يقدر على جَوَازه فِي الْعَادة فَقَالَ لي خاطرك معي فَقلت يَا سَيِّدي هَذَا لَا يقدر على خوضه فَلم يلتف وودعني ثمَّ لما دنا مِنْهُ لم أشعر إِلَّا وَهُوَ فِي الْجَانِب الآخر وَلم يتَبَيَّن لي كَيفَ جازه.
مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَكَانَت لَهُ جَنَازَة حافلة.
621 - أَحْمد بن مَحْمُود بن عبد الله بن مَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن الْعِمَاد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الشّرف الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن الفرفور بفاءين، / هَكَذَا أمْلى على نسبه وَقَالَ أَنه ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَأَنه حفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على الْبُرْهَان الباعوني وَسمع مِنْهُ المسلسل والزين بن الشَّيْخ خَلِيل القابوني وَقَرَأَ عَلَيْهِ بَعْضًا من مروياته والبدر بن
قَاضِي شُهْبَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه الصَّغِير على الْمِنْهَاج والزين خطاب وَأخذ عَنهُ فِي الْفِقْه فِي آخَرين مِمَّن اشْتغل عَلَيْهِم كالنجم بن قَاضِي عجلون وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْعرُوض وَأَنه تميز فِيهِ بِحَيْثُ كتب على الخزرجية توضيحا وَمولى حاجي قَرَأَ عَلَيْهِ بالشامية الجوانية فِي النَّحْو والمنطق وأصول الْفِقْه وَأَنه كتب فِي الشامية على جاري عَادَتهم فِي ذَلِك سنة سبعين، وَقدم فِي الَّتِي بعْدهَا الْقَاهِرَة فَأخذ عَن الْعَبَّادِيّ فِي العجالة وَأذن لَهُ وَكَذَا الْبَدْر، وَحج مِنْهَا مَعَ أَبِيه فِي خدمَة الزيني بن مزهر مَعَ الجربية، وَحضر مَا قرئَ حِينَئِذٍ على عبد الْمُعْطِي المغربي. وَمَات أَبوهُ هُنَاكَ وَكَانَ استاداره بِدِمَشْق فاستمر فِي خدمَة الْمشَار إِلَيْهِ حَتَّى نَاب بسفارته أول قدومه مَعَه فِي الْقَضَاء السّنة الَّتِي تَلِيهَا أَيَّام ابْن الصَّابُونِي بمرسوم سلطاني ثمَّ نَاب عَن الخيضري وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر جَيش الشَّام فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عوضا عَن الشريف موفق الدّين الْحَمَوِيّ ثمَّ بعد دون شهر وَذَلِكَ فِي مستهل صفر فِي الْقَضَاء الْأَكْبَر عوضا عَن ابْن الخيضري فدام فيهمَا إِلَى ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَثَمَانِينَ فانفصل عَن الْقَضَاء فَقَط بالشمس مُحَمَّد بن المزلق ثمَّ أُعِيد إِلَيْهِ بعده ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا كل ذَلِك بالبذل الزَّائِد والخدم الَّتِي لَا تَنْتَهِي. وسافر فِي أَوَاخِر الَّذِي يَلِيهِ(2/222)
بعد مصاهرة الخيضري على ابْنة لَهُ بكر أمهَا تركية وَكَذَا تزوج ابْنة عبد الرَّحِيم بن الجيعان بعد أبي وَلَدهَا التقي بن الرسام وَهُوَ عشير ظريف فهم ذكي قل من يسد مسده مسكره متودد وجده الْعِمَاد الَّذِي اتَّصل بِهِ مترجم فِي الدررويذ كركثير من الشاميين أَصله بِحَيْثُ قيل مِمَّا أسْتَغْفر الله من حكايته:
(يَا ابْن الأراذل وليت فِينَا قَاضِيا ... خرف الزَّمَان أم جن الْفلك)
(إِن كنت تحكم باليهود فَرُبمَا ... أما بدين مُحَمَّد فَمن أَيْن لَك)
وَقَالَ التقي السُّبْكِيّ الْموقع:
(تَبًّا لدهر قد أَتَى بعجائب ... ومحا فنون الْعلم والآداب)
(وأتى بقاض لَو انبسطت يَدي ... فِيهِ لردته إِلَى الْكتاب)
وَقدم الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي أَوَائِل سنة سِتّ وَتِسْعين فانتظم أمره على مَال كثير ودام حَتَّى رَجَعَ لبلده أَوَائِل جُمَادَى الأولى من الَّتِي تَلِيهَا.
622 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الدّين بن جمال الدّين بن القَاضِي شمس الدّين الطولوني
الْحَنَفِيّ / هُوَ السمين، كَانَ عَارِيا مَعَ إِلْمَام يسير بصناعة الشُّهُود وَقد نَاب للحنفية بالكبش بعناية صهر لَهُ، وبواسطته سَافر على قَضَاء ركب الْمحمل فِي سنة سبعين ثمَّ صرفه الأمشاطي عَن النِّيَابَة وتوسل بِكُل طَرِيق فِي لعود فَمَا أَفَادَهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثامن عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ أَبوهُ مِمَّن يشْهد عِنْد الْمَيْمُونِيّ وَالْولد سر أَبِيه، وَقد سمعا مَعًا ومعهما أَخُوهُ عبد الْقَادِر الْمجْلس الْأَخير من البُخَارِيّ بالظاهرية العتيقة عَفا الله عَنْهُم وعنا.
623 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله الصَّدْر بن الْجمال القيسري الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن العجمي. / ولد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ أَبوهُ فَأَقْرَأهُ الْقُرْآن وَصلى بِهِ قبل استكماله إِحْدَى عشرَة سنة فِي البرقوقية أول مَا فتحت سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكَذَا أقرأه الْفِقْه والعربية والمعاني وَغَيرهَا وأحضر لَهُ المؤدبين والمعلمين من الْعَجم وَغَيرهم إِلَى أَن ترعرع وبرع فِي فنون وَصَارَ معدودا فِي الْفُضَلَاء، وباشر التوقيع فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَنظر الْجَيْش بِالشَّام والحسبة بِالْقَاهِرَةِ غير مرّة وَنظر الجوالي ومشيخة الشيخونية وَغير ذَلِك متنقلت بِهِ الْأَحْوَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه، وَكَانَ بارعا فَاضلا نحويا نقبها مفننا فِي عُلُوم كَثِيرَة مَذْكُورا بالذكاء التَّام وَحسن التَّصَوُّر وجودة الْفَهم حسن المحاضرة فصيحا بليغا مقداما مَعَ الْكَرم والتواضع جَالس الْمُؤَيد ونادمه وقتا وَاتفقَ أَن الْمُؤَيد أرسل عسكرا ومقدمه الْفَخر بن أبي الْفرج فَرَأى فِي الْمَنَام أَن الْفَخر مَكْشُوف الرَّأْس فاغتنم لذَلِك وقصه(2/223)
على ندمائه فَسَكَتُوا إِلَّا الصَّدْر فَإِنَّهُ بشره بالنصر أخذا من قَول الشَّاعِر:
(أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا ... مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني)
وَكَانَ كَذَلِك، وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض. مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم السبت رَابِع عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، قَالَ المقريزي كَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة وَله معرفَة جَيِّدَة بالنحو، وَقَالَ الْعَيْنِيّ إِنَّه حصل بعض مَادَّة من الْعُلُوم يشارر بهَا النَّاس وَلم يكن جميل المعاشرة وَلذَا كَانَ أَكثر النَّاس يكرهونه وَولي وظائف عدَّة وَلم ينْفَصل عَن وَاحِدَة مِنْهَا بِخَير وَلَا شكر، ولي الْحِسْبَة فِي الْأَيَّام المؤيدية فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب وَنظر الْجَيْش بِدِمَشْق فعزل عَنهُ بِالضَّرْبِ وَالْعصر والمصادرة، وَنظر الْمَوَارِيث فِي الْأَيَّام المؤيدية فَخرج غير مشكور وَكَذَا نظر الْكسْوَة، وَآخر الْأَمر تولى مشيخة الشيخونية فَأخذ من وَقفهَا مِقْدَار سبعين ألفا وَمَات وَهِي فِي ذمَّته وَكَذَلِكَ بَقِي فِي ذمَّته أَشْيَاء كَثِيرَة لِأُنَاس مُعينين، وَكَانَ الشَّمْس بن الديري عزره تعزيرا)
بَالغا لكَلَامه فِي ابْن عَبَّاس بل أَرَادَ الْمُؤَيد قَتله حِين شهد عَلَيْهِ أَنه زنديق وَمَا كَفه عَنهُ إِلَّا مسطره، وَمن جملَة مَا صدر مِنْهُ أَن النَّاصِر أودع عِنْده فِي بعض سفراته عشرَة آلَاف دِينَار فتصرف فِيهَا وَلم يبْق مِنْهَا غير شَيْء يسير فسلمه النَّاصِر إِلَى ابْن الهيصم فقاسى شَدَائِد وَتَأَخر عِنْده بعد أَخذ كل شَيْء لَهُ ألف دِينَار وَخَمْسمِائة وَلَا زَالَ يتوسل بالشفاعات عِنْد النَّاصِر حَتَّى أطلقهُ وَسكت، وترجمه بَعضهم فَقَالَ بَاشر التوقيع وَقدم دمشق مَعَ النَّاصِر فِي الْفِتْنَة التمرية وتخلف مَعَ المتخلفين فَوَقع فِي الْأسر ثمَّ تخلص وَولي حسبَة الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ وَأكْثر ثمَّ قدم دمشق مَعَ الْمُؤَيد مُتَوَلِّيًا نظر جيشها فِي أول سنة سبع عشرَة فباشره سنة وَتِسْعَة أشهر ثمَّ عزل ثمَّ ولي حسبَة الشَّام ثمَّ ذهب إِلَى مصر واختص بالمؤيد فَوَقع بَينه وَبَين ابْن الْبَارِزِيّ فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى أخرج إِلَى الْقُدس بطالا وَهُوَ فِي الترسيم فهرب من أثْنَاء الطَّرِيق وَلم يعلم خَبره فاتهم ابْن الْبَارِزِيّ بقتْله وليم ثمَّ ظهر أَنه رَجَعَ إِلَى مصر واختفى، وأوذي صهره الولوي السنباطي بِسَبَب ذَلِك كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته ثمَّ لم يظْهر حَتَّى تسلطن الْأَشْرَف فَظهر واتصل بِهِ ثمَّ لما ولي التفهني الْقَضَاء فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأعْطى عوضه مشيخة الشيخونية وَكَانَ فَاضلا فِي العقليات شَاعِرًا كَرِيمًا متلافا لَا يبْقى على شَيْء رَحمَه الله.
624 - أَحْمد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الشهَاب أَو الصَّدْر القاهري الْمَاوَرْدِيّ أَبوهُ الْمَالِكِي أَخُو التقي مُحَمَّد الْآتِي وسبط ابْن العجمي الْمَاضِي وَيعرف بِابْن مَحْمُود. / اشْتغل فِي(2/224)
الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَأخذ عَن ابْن حجى وَنَحْوه وتميز وَسمع الحَدِيث ولازم ابْن الغرز ثمَّ جفاه وَكَذَا تردد إِلَيّ قَلِيلا واختص بقربيه الْبَدْر حسن بن الطولوني وتنزل فِي تربة الاشرف قايتباي وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحج غير مرّة بل صَار يحمل كثيرا من صدقَات أهل الْحَرَمَيْنِ بِحَيْثُ تمول وضارب وعامل وَالله يوفقه.
625 - أَحْمد بن مَحْمُود بن يُوسُف بن مَسْعُود الشهَاب بن الْكَمَال القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو فَاطِمَة الشاعرة لأَبِيهَا وَيعرف كأبيه بِابْن شيرين بِالْمُعْجَمَةِ شَاب، / ولد فِي لَيْلَة سلخ رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالنقاية فِي الْفِقْه والجرومية وحدود الابدي وَعرض على نظام واللقاني وَآخَرين ثمَّ لَازم خدمَة المظفر الامشاطي ليتدرب بِهِ فِي الطِّبّ، ثمَّ سَافر فِي الْبَحْر من الطّور ليحج فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين فحج ولاطف هُنَاكَ بِيَسِير ثمَّ عَاد.
626 - أَحْمد بن مُسَدّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الْعَفِيف أَبُو الْوَلِيد الكازروني الْمدنِي الشَّافِعِي سبط أبي الْفرج الكازروني وأخو عبد الْعَزِيز وَمُحَمّد الْمَذْكُورين فِي محالهم، /
ولد فِي الْمَدِينَة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ من أول الْبَيْضَاوِيّ إِلَى الْفَصْل الْخَامِس فِي الِاشْتِرَاك على سَلام الله الْبكْرِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَأخذ عَن الشهَاب الابشيطي أَشْيَاء وتلقن الذّكر من مُحَمَّد الْخُرَاسَانِي وَقَرَأَ على حُسَيْن بن الشهَاب قاوان فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِالْمَدِينَةِ وعَلى جده أبي الْفرج بعض الْمِنْهَاج وإيضاح الْمَنَاسِك كِلَاهُمَا للنووي وتناولهما مَعَ قِرَاءَة غير ذَلِك من مروياته، ولقيني بمنى فَقَرَأَ عَليّ ثلاثيات البُخَارِيّ وَسمع مني المسلسل وَغير ذَلِك وَكَذَا سمع مني بِالْمَدِينَةِ أَشْيَاء وَلما وَقع الْحَرِيق فِي الْمَسْجِد النَّبَوِيّ أشرف على الْهَلَاك فسلمه الله لكنه بَقِي متوعكا إِلَى رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ أَو قرينه وتعاني النّظم والنثر وأنى مِنْهُمَا بِمَا لَعَلَّه يستحسن مَعَ خطّ حسن وذكاء وَفهم فِي الْجُمْلَة وَعمل جُزْءا فِي الْمُفَاخَرَة بَين قبا والعوالي سَمَّاهُ الحدائق الغوالي فِي قبا والعوالي قرضه لَهُ غير وَاحِد وَكنت مِنْهُم وَكَذَا عمل وُرُود النعم وصدور النقم فِي الْحَرِيق الْمشَار إِلَيْهِ أَجَاد فِيهِ ونثر البديع من الْأَدَب فِي زهر المراثي وَالنَّدْب بعد موت أَخِيه عبد الْعَزِيز وَغير ذَلِك مِمَّا أرسل لي بأكثره مَعَ مرثية فِي الشهَاب الابشيطي وَغَيرهَا بِخَطِّهِ وَمِنْه قَوْله:
(يَا مَالك الْحسن حَال الْحول وَاجْتمعت ... مني ومنك شُرُوط توجب الصدقه)
(وَأَنت تعلم فقري من وصالك لي ... وَلست أطلب غير الْقُوت والنفقه)(2/225)
وَقَوله فِي مطر لَيْلَة الْحَرِيق:
(لم أنس إِذْ زارت بجنح الدجى ... سافرة عَن ثغرها بارقه)
(نَادَى رَقِيب الْوَصْل فِي اثرها ... يَا قوم قد أَنْذَرْتُكُمْ صاعقه)
627 - أَحْمد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشهَاب النابلسي ثمَّ القاهري النَّاسِخ المفنن. / ولد فِي سنة ثَلَاثِينَ وثماثمائة أَو الَّتِي قبلهَا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن.
628 - أَحْمد بن مَسْعُود بن خَليفَة الْمَكِّيّ المطيبير / سمع فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة بِعدْل على الاخوين عَليّ ومسعود ابْني هَاشم بن عَليّ بن غَزوَان جُزْءا فِيهِ منتقى التقى بن فَهد من الثقفيات وبقراءته. مَاتَ فِي آخر يَوْم الْخَمِيس ثامن الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ بِمَكَّة، أرخه ابْن فَهد، وبرع فِي التذهيب وَالْكِتَابَة وفَاق فِي تدقيقها بِحَيْثُ كتب الاخلاص على أرزة مَعَ مُشَاركَة فِي عَرَبِيَّة وَغَيرهَا من الْفَضَائِل، وَقدم الْقَاهِرَة فَنَوَّهَ بِهِ الْجمال بن السَّابِق، وَكتب لكل من ابْن مزهر وَابْن حجى واختص بِهِ والانصاري وسافر مَعَه لمَكَّة فَكَانَت منية مخدومه هُنَاكَ وَرجع
هَذَا فَأَقَامَ موقعا بِبَاب الأتابك أزبك فَأَنَّهُ كَانَ مِمَّن اسْتَقر فِي الموقعين قبل ذَلِك وَلَكِن من ذَا يُمَيّز، وَتردد إِلَى يَسِيرا وراجعني فِي أَشْيَاء حِين كِتَابَته البُخَارِيّ للانصاري وَنعم الرجل عقلا وفضلا وسكونا، وَقد رَأَيْت لَهُ تقريظا لمجموع البدري أحْسنه خطا ولفظا وتذهيبا، بل من نظمه فِي معداوي:
(معداوي بَحر هَمت فِيهِ ... يُبَالغ فِي القطيعة والبعاد)
(فَلَا يطْمع فَتى بِالْقربِ مِنْهُ ... وَطيب الْوَصْل الافي المعادي)
629 - أَحْمد بن مَسْعُود بن هَاشم بن عَليّ بن مَسْعُود بن غَزوَان بن حُسَيْن الشهَاب أَبُو حَامِد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ ابْن عَم الشَّيْخ أبي سعد مُحَمَّد بن عَليّ بن هَاشم الآني. / ولد بعد الْعَصْر من يَوْم الاربعاء سَابِع عشرى ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانمِائَة. ذكره ابْن فَهد وَلم يزدْ.
630 - أَحْمد بن مَسْعُود الْمدنِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالخرية بِمُعْجَمَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة وتحتانية. / كَانَ سَاكِنا خيرا يتكسب بقيسارية دَار الْإِمَارَة وَله دَار بِجِهَة الْمُدعى. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتِّينَ وَدفن بالمعلاة.
631 - أَحْمد بن مظفر بن أبي بكر المعمر الطولوني. / مَاتَ فِي سنة تسع وَخمسين قَالَه ابْن عزم
أحمدبن أبي بكر. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر.
632 - أَحْمد ويدعى بديد بن مِفْتَاح بن عبد الله السُّلَيْمَانِي الْمدنِي الموله. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ(2/226)
633 - أَحْمد بن مِفْتَاح الشهَاب الْمَكِّيّ وَيعرف بالقفيلينسبة / لمَكَان شهير من أَعمال حليبن يَعْقُوب كَانَ أَبوهُ عِنْد أَمِير مَكَّة ثقبة بن رميثة الحسني فَنَشَأَ هَذَا مَعَ بنيه فِي خدمتهم ثمَّ تقلل مِنْهَا وَأَقْبل على التِّجَارَة فاكتسب دنيا وَتردد لليمن تَاجِرًا وَعرف عِنْد النَّاس مَعَ خير وَأَمَانَة. مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة قبل عَرَفَة سنة تسع عشرَة. قَالَه الفاسي فِي مَكَّة.
634 - أَحْمد بن مفرح الصّباغ /. مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
635 - أَحْمد بن مُفْلِح الكازروني. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. قَالَه ابْن عزم.
أحمدبن مَكْنُون. / فِي ابْن مُحَمَّد بن مَكْنُون.
636 - أَحْمد بن مَنْصُور وَقيل ابْن مُحَمَّد بن مَنْصُور وَهُوَ فِي مُعْجم شَيخنَا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وقرأته بِخَطِّهِ نَفسه باثبات مُحَمَّد الشهَاب الأشموني ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ وَيعرف بالشهاب الأشموني. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه كَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة مشاركا فِي الْفُنُون ونظم فِي النَّحْو
منظومة على قافية اللَّام أذن فِيهَا بعلو قدره فِي الْفَنّ وَشَرحهَا شرحا مُفِيدا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا مِنْهَا وسألني فِي تقريظها فَكتبت عَلَيْهَا شَيْئا وَكَذَا صنف كتابا فِي فضل لَا اله الا الله، وَكَانَ يقْرَأ على شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي كل سنة فِي رَمَضَان فَسمِعت بقرَاءَته. وَمَات فِي ثامن عشري شَوَّال سنة تسع انْتهى. قَالَ المقريزي فِي عقوده بعد أَن نسبه: ابْن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عبد الله عَن نَحْو سِتِّينَ وَأَنه صحب سِنِين وَكَانَ يَقُول الشّعْر الْجيد وشارك فِي الْفِقْه وَمَال إِلَى أهل الطَّاهِر ثمَّ انحرف عَنْهُم وَأكْثر الوقيعة فيهم. قلت وَمِمَّا قَرَأَهُ على الْعرَاق فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَكتب الْخط الْمَنْسُوب.
637 - أَحْمد بن مَنْصُور الشهَاب الْمَالِكِي. / مِمَّن انْتَمَى للقرافي وتدرب فِي الْجُمْلَة فِي الشَّهَادَة وَجلسَ بِبَابِهِ ثمَّ لَازم وَلَده الْبَدْر. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين وَكَانَ عديم الْفَضِيلَة عَفا الله عَنهُ.
638 - أَحْمد بن مَنْصُور الْحَكِيم. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.
639 - أَحْمد بن مهْدي الريس. / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
640 - أَحْمد بن مُوسَى بن أبراهيم بن طرخان الشهَاب بن الضياء القاهري الْحَنْبَلِيّ وَالِد مُحَمَّد وَأحمد الْمَذْكُورين وَيعرف بِابْن الضياء. / كَانَ بعث قَاضِي مذْهبه القَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله وَاتفقَ كَمَا حَكَاهُ الْعِزّ حفيد القَاضِي أَنه قبض لَهُ من معاليمه قدرا لَهُ وَقع ثمَّ جَاءَهُ وأبرز طرف كمه وَهُوَ مطروز وَقَالَ أَن السَّارِق قطعه وَأخذ الْمبلغ. وَمَات فِي صفر سنه ثَلَاث. أرخه شَيخنَا. قَالَ وَهُوَ وَالِد(2/227)
صاحبنا الشَّمْس بن الضياء الشَّاهِد بِبَاب الْبَحْر ظَاهر الْقَاهِرَة.
641 - أَحْمد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ أحد النواب ووالد عبد الرَّحِيم وَعبد الله الآتيين. / مِمَّن وصف بِالْعلمِ وَعرض عَلَيْهِ جمَاعَة مِمَّن لَقِينَاهُمْ وَسَيَأْتِي فِيمَن لم يسم جده.
642 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب أَبُو الْفَتْح القاهري الْحُسَيْنِي سكنا الشَّافِعِي الْمُقْرِئ وَيعرف بالمتبولي / نِسْبَة لشيخه الْبُرْهَان الشهير.
ولد وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل على السَّيِّد النسابة وَالْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والعبادي وَإِبْرَاهِيم الشرواني فِي الْفِقْه، وَأخذ عَن الْأَخير والبوتيجي وَأبي الْجُود الْفَرَائِض والحساب وَكَذَا أَخذ فِي الْحساب عَن التقي الحصني بل لَازمه فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والعربية وَغَيرهَا من الْعقلِيّ والنقلي، وَأخذ عَن الكافياجي والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ أَشْيَاء، وَتردد لِابْنِ
الديري فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَغَيرهمَا وَأخذ القراآت عَن النُّور إِمَام الْأَزْهَر وَالشَّمْس بن عمرَان وَعبد الْغَنِيّ الهيثمي وَجمع على ابْن أَسد للسبع، وَسمع الحَدِيث على غير وَاحِد كالسيد النسابة وَابْن الملقن والقمصي وَابْن الْمصْرِيّ والحجازي والنشاوي وَهُوَ مِمَّن سمع البُخَارِيّ بِكَمَالِهِ فِي الكاملية، وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد كالبرهان الباعوني والنظام بن مُفْلِح والشهاب بن زيد، وَأذن لَهُ البُلْقِينِيّ والكافياجي والعبادي الحصني فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَابْن أَسد فِي الإقراء بل قرص لَهُ البُلْقِينِيّ والكافياجي والعبادي والحصني بعض تصانيفه وَكَذَا كتب لَهُ الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ على بَعْضهَا ووقفت على عدَّة مِنْهَا وَالْتمس مني تقريظا فَمَا تيَسّر، وَصَحب المتبولي فَعرف بِهِ، وخطب وَقَرَأَ على الْعَامَّة وتصدر لقِرَاءَة الجوق وتكسب بذلك وَكَذَا بِالشَّهَادَةِ، وَحج وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَمِمَّا صنفه الرَّد على البقاعي فِي انكار قَول يَا دَائِم الْمَعْرُوف وَعمل المدد الفائض فِي الذب عَن ابْن الفارض وامتدح شَيْخه الحصني بقصيدة وَكَذَا قَالَ:
(من ادّعى الْعلم وَلم يُوصف بِهِ ... فَذَاك قد عرض للنقص)
(فالعلم مَعْرُوف لأربابه ... يظْهر بالنطق وبالفحص)
واستنابه الزين زَكَرِيَّا فِي الْقَضَاء وباشر ذَلِك غير متحول عَن طَرِيقَته وَجمع حِينَئِذٍ فِي آدَاب الْقَضَاء تصانيف وَكثر تردده إِلَيّ وإقباله عَليّ وغالب مَا أثْبته مِمَّا أعلمني بِهِ.
أحمدبن مُوسَى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الجبراوي. / هَكَذَا رَأَيْته فِي خطّ شَيخنَا بِبَعْض الْأَمَاكِن. وَالصَّوَاب فِي جده مُحَمَّد وَقد تَرْجمهُ كَذَلِك فِي مُعْجَمه وَغَيره وَسَيَأْتِي.
643 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الشهَاب اليمني بن أبي بكر(2/228)
ابْن الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْآتِي أَبوهُ وَابْنه إِسْمَاعِيل وَيعرف بالمشرع. / ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وتفقه قَلِيلا وَقَرَأَ على خَاله إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد العجيل الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا أَخذه عَن أَبِيه عَن النفيس سُلَيْمَان العلويثم صحب إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن الشَّيْخ اسماعيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الرسَالَة والعوارف ونوادر الْأُصُول وَغَيرهَا وَشَيْخه فصحبه خلق وَانْقطع إِلَيْهِ جمَاعَة لسُهُولَة الْعَيْش عِنْده والرفق بهم وَكَانَ ذَا مَكَارِم وأخلاق مرضية مَا لم يغْضب مَعَ رُجُوعه وَلكنه كَانَ مَعَ مطالعته وفهمه لبَعض كَلِمَات الْقَوْم يتهور ويتطور ويدعى مَا لَيْسَ لَهُ. مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَقيل سنة ثَمَان عَن أَربع وَخمسين وَلم يتهيأ لَهُ كأبيه الْحَج رَحمَه الله.
644 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد الذوالي الصريفيني الْيَمَانِيّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن المكشكش. / سمع مني بِمَكَّة مَعَ أَبِيه أَشْيَاء وكتبت لَهُ ثبتا أثنيت فِيهِ عَلَيْهِمَا كَمَا بَينته فِي مَوضِع آخر.
645 - أَحْمد بن مُوسَى بن أَيُّوب. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. أرخه ابْن عزم.
646 - أَحْمد بن مُوسَى بن رَجَب الشهَاب الدِّمَشْقِي الفاخوري. / طلب وقتا وَسمع بِقِرَاءَة شَيخنَا ابْن خضر فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن الْبَدْر حُسَيْن البوصيري وَكَذَا سمع بِالشَّام فِي الَّتِي قبلهَا عَليّ وَمَات.
647 - أَحْمد بن الشريف مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن عبد النَّاصِر الشطنوفي القاهري الأتي أَبوهُ. / سمع على الْحَاوِي مشيخة صَالح الأسنوي وفضائل لَيْلَة نصف شعْبَان لأبي الْقسم بن عَسَاكِر، وَأخذ عَنهُ بعض الطّلبَة.
648 - أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله الشهَاب المغربي الصنهاجي الأَصْل المنوفي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي قريب الْعِزّ بن عبد السَّلَام / لم يجْتَمع مَعَه فِي مُوسَى الثَّانِي، ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بمنوفوقرأ بهَا الْقُرْآن وَبَعض الْمِنْهَاج ثمَّ نَقله أَبوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله بهَا وَعرضه على الأبناسي وَابْن الملقن والعراقي وَغَيرهم وتفقه بأولهم وَأذن لَهُ فِي التدريس وَكَذَا بالبهاء أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ والبيجوري وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بل حضر عِنْد البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمُحب بن هِشَام والبرشنسي والشطنوفي وَالْأُصُول عَن الزين الفارسكوري والبرماوي وَسمع على ابْن أبي الْمجد والتنوخي والعراقي والهيثمي، وَحج فِي سنة عشر، وناب فِي(2/229)
الْقَضَاء عَن البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَلزِمَ الْكِتَابَة فِي الْإِمْلَاء عَن شَيخنَا وَأم بِجَامِع أصلم وَكَانَ يسكن بِالْقربِ مِنْهُ وَيجْلس بحانوت الشُّهُود هُنَاكَ وَكَانَ خيرا سَاكِنا فَاضلا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ وَمَات فِي سنة ثَمَان وَخمسين.
649 - أَحْمد بن مُوسَى بن عبد الْوَاحِد. / فِي ابْن أبي حمو وَرَأَيْت من قالأحمدبن مُوسَى بن يُوسُف بن أبي حمو نَائِب تلمسان. مَاتَ سنة تسع وَثَلَاثِينَ فيحرر مَعَ الَّذِي قبله.
650 - أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ الْمَكِّيّ بن الْيَمَانِيّ نزيل أجياد من مَكَّة / مَاتَ بهَا فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
651 - أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الحبراوي الخليلي. / شيخ معمر سمع الْمَيْدُومِيُّ وَحدث بالقدس والخليل وَكَانَ أحد خدام مَسْجده. روى لنا عَنهُ الأبي حَيْثُ كَانَ مُوَافقا
لِابْنِ مُوسَى فِي الْأَخْذ عَنهُ وَكَذَا روى لنا عَنهُ التقي أَبُو بكر القلقشنديوذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لابنتي رَابِعَة. قلت وَتَأَخر حَتَّى أجَاز فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
أحمدبن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ المنوفي ثمَّ القاهري. / مضى لَهُ ذكر فِي أَخِيه إِبْرَاهِيم.
652 - أَحْمد بن مُوسَى بن نصير بِالتَّكْبِيرِ الشهَاب المتبولي ثمَّ القاهري الْمَالِكِي. / ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من مُحَمَّد بن الْمُحب عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي منتقى الْمزي من جُزْء أبي حَامِد الْحَضْرَمِيّ وَمن الْبَيَانِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمن الْبَدْر بن الجوخي وَعبد الرَّحْمَن بن خير والتلبنتي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد ابْن أزبك وزغلش والزيتاوي وَابْن أميلة وَالصَّلَاح وَغَيرهم، وتعاني الشُّرُوط وَتقدم فِي الوثائق وَكتب الْخط الْحسن وَهُوَ الَّذِي كتب وقف الْجَامِع المؤيدي بل نَاب فِي الحكم ثمَّ لما كبر وَضعف أعرض عَنهُ وَحدث بِالصَّحِيحِ وَغَيره غير مرّة وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ شَيخنَا وَابْن مُوسَى والكاوتاتي والْعَلَاء القلقشندي والأبي. وَأَبُو البركات بن عزوز التّونسِيّ والمحيوي الطوخي والبدر الدَّمِيرِيّ وَآخَرُونَ وَتغَير قبل مَوته. مَاتَ فِي ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ وأرخها بَعضهم فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشريه وَقَالَ عَن خمس وَثَمَانِينَ سنة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار وبيض لَهُ فِي إنبائه، وَأما الْعَيْنِيّ فَقَالَ لَهُ يَد طولى فِي صناعَة التوقيع وباشرها عِنْد الْقُضَاة مُدَّة ثمَّ نَاب عَن الْمَالِكِيَّة فِي الْقَضَاء وَلم يكن مَذْمُوم السِّيرَة بل كَانَ يُقَال أَنه يَأْخُذ الْأُجْرَة الْكَثِيرَة على الْكِتَابَة.
653 - أَحْمد بن مُوسَى بن هرون الشهَاب القاهري الْمُقْرِئ وَيعرف بِابْن الزيات. /
مِمَّن اشْتغل وترقى فِي رياسة قراء الجوق وتمول مِنْهَا وسافر إِلَى حلب فِي سنة آمد وَسمع على شَيخنَا والبرهان الْحلَبِي وَغَيرهمَا. مَاتَ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ خَامِس ربيع(2/230)
الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد، وَلَعَلَّه جَازَ السّبْعين أَو قاربها.
أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب بن الضياء الْحَنْبَلِيّ. / مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بن طرخان.
654 - أَحْمد بن مُوسَى الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ. / قدم الْقَاهِرَة وَنزل فِي الصرغتمشية وشارك فِي الْفِقْه وَفِي الْفَضَائِل وناب فِي الحكم. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقد مضى فِيمَن جده إِبْرَاهِيم بِاخْتِصَار وَرَأَيْت خطه فِي الشَّهَادَة على الْفَخر عُثْمَان المنوفي بِالْإِذْنِ فِي الإقراء للجمال الزيتوني أرخها بشوال سنة إِحْدَى وَتِسْعين، وَقَالَ المقريزي فِي
عقوده أَنه قدم الْقَاهِرَة وَأخذ الْفِقْه بهَا عَن السراج الْهِنْدِيّ وترقى حَتَّى نَاب فِي الْقَضَاء وَجلسَ بِبَعْض الحوانيت ثمَّ بالصالحية وَكَانَ مقتصدا فِي زيه مَشْهُورا بِالْخَيرِ فَلَمَّا جدد يلبغا السالمي الخطابة بالأقمر اسْتَقر بِهِ خَطِيبًا وَكَانَ يربح فِيهَا كثيرا وَاسْتمرّ على النِّيَابَة والخطابة حَتَّى مَاتَ.
أَحْمد بن مُوسَى الأدكاوي الْمَالِكِي. / فِي ابْن عَليّ بن مُوسَى نسب هُنَا لجده.
أَحْمد بن مُوسَى. / فِي ابْن أبي حمو.
655 - أَحْمد بن نَاصِر بن خَليفَة بن فرج بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن الشهَاب الْمَقْدِسِي الباعوني الناصري، وباعون بِالْقربِ من عجلون من عمل صفد كَانَ أَبوهُ مِنْهَا فانتقل إِلَى الناصرة من عمل صفد وَأَيْضًا الشَّافِعِي نزيل دمشق وَالِد إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ويوسف الْمَذْكُورين. / ولد بالناصرة سنة إِحْدَى وَخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاجين الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا وَعرض محافيظه على التَّاج السُّبْكِيّ وَالشَّمْس بن خطيب يبرود وَالْجمال بن قَاضِي الزبداني وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهم وَأخذ عَنْهُم والعماد الحسباني الْفِقْه، وَعَن أبي الْعَبَّاس العنابي تلميذ أبي حَيَّان النَّحْو وَأَجَازَ لَهُ، وَسمع على زغلش وَابْن أميلة وَالشَّمْس بن الْمُحب أَصْحَاب الفخرين البُخَارِيّ فِي آخَرين، وَكتب الْخط الْحسن وَأقَام بصفد إِلَى بعيد التسعين وَسَبْعمائة، وَجَرت لَهُ مَعَ أَهلهَا كائنة لكَونه مدح منطاش وغض من برقوق فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب حَتَّى قدم الْقَاهِرَة وَنزل سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ السالمي يعرفهُ من صفد فَنَوَّهَ بِهِ عِنْد الظَّاهِر برقوق حَتَّى أحضرهُ عِنْده وقربه وعامله مُعَاملَة أهل الصّلاح وَزَاد فِي إكرامه وولاه خطابة جَامع بني أُميَّة بِدِمَشْق ثمَّ الْقَضَاء بهَا وَسَار سيرة مرضية فِي سلوك الْحق وَعدم الْمُحَابَاة مَعَ الْحُرْمَة الوافرة ثمَّ امتحن لكَونه امْتنع من إقراض السُّلْطَان من مَال الْأَيْتَام بِالْعَزْلِ والإهانة بالسجن وَنَحْوه بعد الْمُبَالغَة فِي التنقيب عَلَيْهِ وَعدم وجودهم كَبِير أَمر يتعلقون بِهِ وَإِن كَانَ الْمَرْء لَا يَخْلُو من حَاسِد ثمَّ أطلق وَلزِمَ دَاره ثمَّ اسْتَقر فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فِي خطابة بَيت الْمُقَدّس(2/231)
وَتوجه فباشرها مُدَّة ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ النَّاصِر فرج مَعهَا قَضَاء دمشق وَذَلِكَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة فباشر ذَلِك مُبَاشرَة حَسَنَة بعفة ونزاهة ومداراة وَحُرْمَة ثمَّ عزل فَتوجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس على خطابته ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَلما اسْتَقر الْأَمر للمستعين بعد النَّاصِر ولاه قَضَاء الديار المصرية لكَونه مِمَّن قَامَ فِي خلعه وَأثبت)
الْمحْضر المكتتب فِي حَقه ثمَّ صرف عَن قرب قبل أَن يُبَاشر لَا بِنَفسِهِ وَلَا بنائبه، وَلذَا أعرض شَيخنَا عَن ذكره فِي رفع الأصر وأثبته فِي ذيلهوقد حدث روى لنا عَنهُ وَلَده وَشَيخنَا وَجَمَاعَة، وَكَانَ إِمَامًا بارعا دينا فَاضلا آمرا بِالْمَعْرُوفِ وناهيا عَن الْمُنكر شكلا حسنا منور الشيبة طوَالًا ذَا نظم ونثر فائقين وَمن نظمه:
(سلم إِلَى الله ماقضاه ... لَا بُد أَن ينفذ الْقَضَاء)
(سَيجْعَلُ الله بعد عسر ... يسرا بِهِ يذهب العناء)
(يدبر الْأَمر مِنْهُ جمعا ... وَيفْعل الله مَا يَشَاء)
وَمِنْه:
(وَلما رَأَتْ شيب رَأْسِي بَكت ... وَقَالَت عَسى غير هَذَا عَسى)
(فَقلت الْبيَاض لِبَاس الْمُلُوك ... فَإِن السوَاد لِبَاس الأسى)
(فَقَالَت صدقت وَلكنه ... قَلِيل النِّفَاق بسوق النسا)
وَله قصيدة فِي العقيدة أَولهَا:
(أثبت صِفَات العلى وأنف الشبيه فقد ... أخطا الَّذين على مَا قد بدا جمدوا)
(وضل قوم على التَّأْوِيل قد عكفوا ... فعطلوا وَطَرِيق الْحق مقتصد)
(ألله حَيّ سميع مبصر وَله ... علم مُحِيط مُرِيد قَادر صَمد)
(لَهُ كَلَام قديم قَائِم أبدا ... بِذَاتِهِ وَهُوَ فَرد وَاحِد أحد)
مَاتَ فِي ثَالِث أَو رَابِع الْمحرم سنة سِتّ عشرَة بِدِمَشْق وَدفن بتربة وبزاوية الشَّيْخ أبي بكر بن دَاوُد. قَالَ المقريزي وَسميت الْقرْيَة باعونة من أجل أَنه كَانَ موضعهَا دير لِلنَّصَارَى اسْم راهبة باعونة فَلَمَّا أزيل الدَّيْر وعملت الْقرْيَة مَكَانَهُ عرفت بِهِ. قَالَ وَكَانَ أَبوهُ حائكا بهَا ثمَّ اتّجر فِي الْبَز وركض بِهِ فِي الْبِلَاد وَولد لَهُ أَحْمد وَإِسْمَاعِيل فَأَما إِسْمَاعِيل فصحب الْفُقَرَاء وَنظر فِي التصوف وَسكن صفد وناب فِي قَضَاء الناصرة عَن قَاضِي صفد وَبِه تخرج أَخُوهُ هَذَا وأقرأه فِي المنهاجإلى أَن قَالَ وَكَانَ يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة رجلا طوَالًا مهابا عَلَيْهِ خفر وَله منظق فصيح وَعبارَة عذبة وقدرة على سرعَة النّظم وارتجال الْخطب مَعَ جميل المحاضرة وَحسن المذاكرة وَكَثْرَة الْفَوَائِد وَسُرْعَة الْبكاء والعفة الزَّائِدَة لكنه كَانَ شَدِيد الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه اشْتغل فِي الْأَدَب(2/232)
وتفقه قَلِيلا وَسمع الحَدِيث، وَكَانَ شَاعِرًا مجيدا)
وكاتبا مطيقا وخطيبا مصقعا قَالَ وَاتفقَ أَنه خرج ليخطب فَلم ير السُّلْطَان النَّاصِر حضر فاستمر جَالِسا على الْمِنْبَر قدر ثلث سَاعَة حَتَّى جَاءَ فَقَامَ حِينَئِذٍ وَأَشَارَ إِلَى المؤذنين بِالْأَذَانِ فعاب عَلَيْهِ جمَاعَة ذَلِك، قَالَ وَكَانَ كثير المنامات جدا حَتَّى كَانَ يتهم فِي الْكثير مِنْهَا، وَكَانَ يتعانى الْوَعْظ وَيكثر الْبكاء وَلكنه كَانَ لَا يستحضر من الْفِقْه إِلَّا قَلِيلا، وَقَالَ اجتمعتبه بِبَيْت الْمُقَدّس وَسمعت عَلَيْهِ الثَّالِث من فَوَائِد ابْن الأخشيد وَسمعت من نظمه وفوائده، وَقَالَ فِي أنبائه إِنَّه نظم كتابا فِي التَّفْسِير، وَكَانَ ذكيا فطنا قَالَ وَكَانَ عريض الدَّعْوَى كثير المنامات الَّتِي يشْهد سامعها بِأَنَّهَا بَاطِلَة، قَالَ وَكَانَ سريع الدمعة جدا مقتدرا على ذَلِك حَتَّى حكى لي من شَاهده يبكي بِعَين وَاحِدَة قَالَ وَكَانَ عفيفا نزها لَا يحابي وَلَا يداهن وَلَا يعاب إِلَّا بالإعجاب والتزيد فِي الْكَلَام والمنامات، وَقَالَ التقى بن قَاضِي شُهْبَة إِنَّه كَانَ يُكَاتب السُّلْطَان فِيمَا يُرِيد فيرفع الْجَواب بِمَا يخْتَار وانضبطت الْأَوْقَاف فِي أَيَّامه وَحصل للفقهاء مَالا كَانُوا لَا يصلونَ إِلَيْهِ قبله وانتزع مشيخة الشُّيُوخ من ابْن أبي الطّيب كَاتب السِّرّ قَالَ وَوَقعت لَهُ أُمُور تغير خاطر برقوق عَلَيْهِ مِنْهَا وَكَانَ طلب مِنْهُ اقتراضا من مَال الْأَيْتَام فَامْتنعَ فَعَزله وعقدت لَهُ بعد عَزله مجَالِس ولفقوا عَلَيْهِ قضايا فَلم يسمع عَلَيْهِ مَعَ كَثْرَة من تعصب عَلَيْهِ أَنه ارتشى فِي حكم وَلَا أَخذ من قُضَاة الْبر شَيْئا، قَالَ وَكَانَ خَطِيبًا بليغا لَهُ الْيَد الطُّولى فِي النّظم والنثر وَالْقِيَام التَّام فِي الْحق، وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَجمع أَشْيَاء، وَمِمَّنْ تَرْجمهُ ابْن خطيب الناصريه والمقريزي فِي عقوده وَأنْشد عَن الْجلَال بن خطيب داربا فِيهِ لما ولي قَضَاء دمشق:
(قَضَاء دمشق بادل ... لسه خلتك لايراعوني)
(رميت بِكُل مصقعة ... وَبعد الْكل باعوني)
أَحْمد بن نَاصِر الدّين. / فِي ابْن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سَلامَة.
656 - أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد الْمُحب والشهابكما للكرمانيأبو الْفضل أَو أَبُو يحيى أَو أَبُو يوسفكما لشيخنابن الْجلَال أبي الْفَتْح بن الشهَاب أبي الْعَبَّاس بن السراج أبي حَفْص التسترِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ المولد وَالدَّار نزيل الْقَاهِرَة الْحَنْبَلِيّ سبط السراج أبي حَفْص عمر بن عَليّ بن مُوسَى بن خَلِيل الْبَغْدَادِيّ الْبَزَّاز / إِمَام جَامع الْخَلِيفَة بهَا والمعيد بالمستنصرية وَأحد المصنفين فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالرَّقَائِق حَسْبَمَا ذكره ابْن رَجَب فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة الْآتِي كل من أَخَوَيْهِ عبد الله وَفضل ووالدهم وَغَيرهم من وَلَدي صَاحب
التَّرْجَمَة الْمُوفق مُحَمَّد ويوسف وَبني أَخَوَيْهِ وَيعرف بالمحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ. ولد فِي ضحى يَوْم السبت سَابِع عشر رَجَب سنة خمس(2/233)
وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا على الْخَيْر والإشتغال بالعلوم على اخْتِلَاف فنونه وَكَانَت لَهُم هُنَاكَ ثروة وَكلمَة وَكَانَ وَالِده شيخ المستنصرية فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل عَلَيْهِ فِي الْفِقْه وَأَصله والْحَدِيث والعربية وَغَيرهَا وَكَذَا قَرَأَ على جمَاعَة وأظن شيخ الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد فِي وقته ومدرس مستنصريتها الشَّمْس مُحَمَّد بن القَاضِي نجم الدّين النهرماري المتوفي فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة والشرف بن يشبكا أحد أَعْيَان الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد والمتوفي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ مِمَّن أَخذ عَنْهُمَا الْفِقْه فَالله أعلم، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أحد شُيُوخ أَبِيه الشَّمْس الْكرْمَانِي الشَّارِح وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَوَصفه بِالْوَلَدِ الْأَعَز الأعلم الْأَفْضَل صَاحب الإستعدادات والطبع السَّلِيم والفهم الْمُسْتَقيم أكمل أقرانه وحيد الْعَصْر شهَاب الدّين أَحْمد بلغه الله غَايَة الْكَمَال فِي شرائف الْعُلُوم وصوالح الْأَعْمَال فِي ظلّ وَالِده الشريف الشَّيْخ الْعَلامَة قدوة الْأَئِمَّة جَامع فنون الْفَضَائِل الفاخرة ومجموع عُلُوم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة بَقِيَّة السّلف استظهار الْمُسلمين جلال الْملَّة وَالدّين زَاده الله جلالة فِي معارج الكمالات ونصرة ممدودا فِي مدارج السعادات وَأَنه بِحَمْد الله فِي عنفوان شبابه وريعان عمره على طَريقَة الشُّيُوخ الْكِرَام وطبقة الْأَئِمَّة الْأَعْلَام والسيل فِي الْمخبر مثل الْأسد والمرجو من فضل الله وَكَرمه أَن يَجعله من الْعلمَاء الصَّالِحين والفضلاء الكاملين
(إِن الْهلَال إِذا رَأَيْت نموه ... أيقنت أَن سيصير بَدْرًا كَامِلا)
فاستخرت الله تَعَالَى واخترت لَهُ أَن يروي عني جَمِيع مَا صَحَّ عَنهُ مني من التفاسير وَالْأَحَادِيث وَالْأُصُول وَالْفُرُوع والأدبيات وَغير ذَلِك خُصُوصا الصِّحَاح الْخَمْسَة الَّتِي هِيَ الْأُصُول الْإِسْلَام ودفاتر الشَّرِيعَة وشرحى صَحِيح البُخَارِيّ الْمُسَمّى بالكواكب الدراري وناهيك بِهَذَا جلالة مَعَ صغر سنّ الْمجَاز ذَاك، وَأخذ أَيْضا على الْمجد الشِّيرَازِيّ صَاحب الْقَامُوس حَيْثُ قدم عَلَيْهِم هُنَاكَ فِي حُدُود نَيف وَثَمَانِينَ وَسمع بِبَلَدِهِ على الْمُحدث أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفوي قدم عَلَيْهِم أَيْضا فِي سنة سبع وَسبعين أَو قريبها صَحِيح مُسلم، وَقَرَأَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على النَّجْم أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن قَاسم السنجاري جَامع المسانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ والموطأ وَسنَن أبي دَاوُد وعَلى الشّرف حُسَيْن بن سالار بن مَحْمُود الغزنوي المشرقي شيخ دَار الحَدِيث المستنصرية بعض المصابيح وأجيز فِي بَغْدَاد)
بالإفتاء والتدريس سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَولي بهَا إِعَادَة المستنصرية وارتحل فَسمع بحلب فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ على الشهَاب بن المرحل والشرف أبي بكرالحراني وَأخذ الْفِقْه أَيْضا ببعلبك عَن الشَّمْس بن اليونانية وبدمشق عَن الزين بن رَجَب الْحَافِظ ولازمه(2/234)
وَسمع عَلَيْهِ الحَدِيث وَكَذَا سمع بهَا على الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب وَالْجمال يُوسُف ابْن أَحْمد بن الْعِزّ، واستدعى فِي هَذِه السّنة لِأَخِيهِ النُّور عبد الرَّحْمَن الْآتِي جمَاعَة من شُيُوخ الشَّام، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد زيارته بَيت الْمُقَدّس فَسمع بهَا الْعِزّ أَبَا الْيمن بن الكويك وَولده الشّرف أَبَا الطَّاهِر والنجم ابْن رزين والتقي بن حَاتِم والمطرز والتنوخي والسويداوي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَابْن الشيخة والبلقيني وَابْن الملقن والشهاب الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس الفرسيسي وَالْجمال عبد الله الْحَنْبَلِيّ والتقي الدجوي والشهاب الطريني، فِي آخَرين زعم بَعضهم مِنْهُم جوَيْرِية الهكارية وَالْكثير من ذَلِك بقرَاءَته وسافر مِنْهَا إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فقرأعلى الْبَهَاء الدماميني وَإِلَى الْحَج ثمَّ عَاد فقطنها، ولازم حِينَئِذٍ فِي الْفِقْه الصّلاح مُحَمَّد بن الْأَعْمَى الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا لَازم البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن وَكَانَ مِمَّا قَرَأَهُ على ثَانِيهمَا من تصانيفه التَّلْوِيح فِي رجال الْجَامِع الصَّحِيح وَمَا ألحق بِهِ من زَوَائِد مُسلم وَذَلِكَ بعد أَن كتب بِخَطِّهِ مِنْهُ نُسْخَة وَوَصفه مُؤَلفه بِظَاهِرِهِ بالشيخ الإِمَام الْعَالم الأوحد الْقدْوَة جمال الْمُحدثين صدر المدرسين علم المفيدين وكناه بِأبي الْعَبَّاس، وقراءته بِأَنَّهَا قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل وتدقيق وتفهم وَتَحْقِيق فَأفَاد وأربى على الحلبة بل زَاد وَصَارَ فِي هَذَا الْفَنّ قدوة يرجع إِلَيْهِ وإماما تحط الرَّوَاحِل لَدَيْهِ مَعَ استحضاره للفروع وَالْأُصُول والمعقول وَالْمَنْقُول وَصدق اللهجة وَالْوُقُوف مَعَ الْحجَّة وَسُرْعَة قِرَاءَة الحَدِيث وتجويده وعذوبة لَفظه وتحريره وَقَالَ فَاسْتحقَّ بذلك أَخذ هَذِه الْعُلُوم عَنهُ وَالرُّجُوع فِيهَا إِلَيْهِ والتقدم على أقرانه والإعتماد عَلَيْهِ، قَالَ وأذنت لَهُ سدده الله وإياي فِي رِوَايَة هَذَا التَّأْلِيف الْمُبَارك وإقرائه وَرِوَايَة شرحي لصحيح البُخَارِيّ وَقد قَرَأَ جملا مِنْهُ عَليّ وَرِوَايَة جَمِيع مؤلفاتي ومروياتي وأرخ ذَلِك بجمادى الْآخِرَة سنة تسعين، والعجيب من عدم ملازمته الزين الْعِرَاقِيّ وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ إِذْ ذَاك فِي علم الحَدِيث بل لَا أعلم أَنه أَخذ عَنهُ بِالْكُلِّيَّةِ أصلا وَإِن أدرجه بَعضهم فِي شُيُوخه مَعَ اعتنائه بِالْحَدِيثِ وَكَونه غير مستغن عَن ألفيته وَشَرحهَا وَلذَا كَانَ يراسل شَيخنَا حِين إقرائه لَهما بِمَا يشكل عَلَيْهِ من ذَلِك وَرُبمَا اسْتشْكل فيوضح لَهُ الْأَمر مَعَ قَول شَيخنَا أَنه لم يمعن فِي الطّلب أَي فِي الحَدِيث قَالَ وَلَكِن لَهُ عمل كَبِير فِي الْعُلُوم. قلت: وخصوصا فِي شرح مُسلم وَلما)
اسْتَقر بِالْقَاهِرَةِ استدعى بوالده فَقدم عَلَيْهِ فِي سنة تسعين وامتدح الظَّاهِر برقوق بقصيدة وَعمل لَهُ أَيْضا رِسَالَة فِي مدح مدرسته فقرره فِي تدريس الحَدِيث بهَا فِي محرم السّنة بعْدهَا بعد وَفَاة مَوْلَانَا زَاده ثمَّ فِي تدريس الْفِقْه بهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين بعد موت الصّلاح بن الْأَعْمَى وَصَارَ(2/235)
هُوَ ووالده يتناوبان فيهمَا ثمَّ اسْتَقل بهما بعد موت وَالِده فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة، وتوزع كل مِنْهُمَا وساعده جمَاعَة حَتَّى اسْتمرّ فيهمَا بل بَلغنِي أَن قَارِئ الْهِدَايَة انتزع تدريس الحَدِيث مِنْهُ بعد مزِيد التعصب على صَاحب التَّرْجَمَة وَكَذَا ولي الْمُحب تدريس الْحَنَابِلَة بالمؤيدية بعد شغوره عَن الْعِزّ الْقُدسِي وبالمنصورية أَظُنهُ عَن الْعَلَاء ابْن اللحام وبالشيخونية بعد الْعَلَاء بن المغلي، وناب فِي الحكم مُدَّة عَن الْمجد سَالم ثمَّ عَن ابْن المغلي ثمَّ اسْتَقل بِهِ بعده فِي صفر سنة ثَمَان وَعشْرين وتصدى لنشر الْمَذْهَب قِرَاءَة وإقراء وإفتاء وَلم يلبث أَن صرف بعد سنة وَثلث بالعز الْقُدسِي فَلَزِمَ منزله على عَادَته فِي الإشتغال إِلَى أَن أُعِيد بعد سنة وثلثي سنة فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِصَرْف الْمشَار إِلَيْهِ وَعرف النَّاس الْفرق بَينهمَا وَاسْتمرّ بعد الْمُحب حَتَّى مَاتَ فمجموع ولَايَته فِي الْمَرَّتَيْنِ أَربع عشرَة سنة وَنصف سنة وَنَحْو عشْرين يَوْمًا، وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ فِي الْمَذْهَب الْعِزّ الْكِنَانِي والبدر الْبَغْدَادِيّ والنور المتبولي وَالْجمال بن هِشَام وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَلَده مُسْند إِمَامه بِكَمَالِهِ وَكَذَا حدث بالصحيحين وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ التقي القلقشندي وَغَيره للنِّسَاء، قَالَ شَيخنَا وَهِي أَعلَى مَا عِنْده، وَلما سَافر السُّلْطَان الْأَشْرَف إِلَى آمد كَانَ مِمَّن سَافر مَعَه فِي جملَة الفضاة على الْعَادة فَسمع من لَفظه أحد رفقته شَيخنَا المسلسل عَن الْعِزّ أبي الْيمن بن الكويك وَعَلِيهِ بِقِرَاءَة غَيره حَدِيث عَرَفَة فِي الْبدن من السّنَن لأبي دَاوُد، كل ذَلِك بِظَاهِر بيسان وَكتب عَنهُ من نظمه فِي هَذِه السفرة أَيْضا:
(شوقي إِلَيْكُم لَا يحد وَأَنْتُم ... فِي الْقلب لَكِن للعيان لطائف)
(فالجسم عَنْكُم كل يَوْم فِي نوى ... وَالْقلب حول رَبًّا حماكم طائف)
قَالَ وسمعته يَقُول سَمِعت سودون النَّائِب يَقُول: التّرْك إِن أحبوك أكلوك وَإِن أبغضوك قتلوك. وَأوردهُ فِي الْقسم الْأَخير من مُعْجَمه وَقَالَ إِنَّه اجْتمع بِهِ كثيرا واستفاد مِنْهُ تَرْجَمَة أَبِيه وَغَيرهَا، هَذَا مَعَ مزِيد إجلاله أَيْضا لشَيْخِنَا حَتَّى إِنِّي قَرَأت بِخَطِّهِ وَقد رفع إِلَيْهِ سُؤال ليكتب عَلَيْهِ بعد أَن أجَاب شَيخنَا مَا نَصه مَا أجَاب بِهِ سيدنَا ومولانا قَاضِي الْقُضَاة أَسْبغ الله ظلاله هُوَ الْعُمْدَة وَلَا مزِيد لأحد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِمَام النَّاس فِي ذَلِك:)
(إِذا قَالَت حذام فصدقوها ... فَإِن القَوْل مَا قَالَت حذام)
فَالله تَعَالَى يمتع بحياته الْأَنَام ويبقيه على توالي اللَّيَالِي وَالْأَيَّام، وامتدحه بِأَبْيَات كتبهَا بِخَطِّهِ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي آخر نُسْخَة من تصنيفه تَخْرِيج الرَّافِعِيّ بعد مُقَابلَة نسخته بِنَفسِهِ عَلَيْهَا فَقَالَ:(2/236)
(جزى الله رب الْعَرْش خير جَزَائِهِ ... مخرج ذَا الْمَجْمُوع يَوْم لِقَائِه)
(لقد حَاز قصبات السباق بأسرها ... وفاز لمرقى لَا انتها لارتقائه)
(يَدُوم لَهُ عز بِهِ وجلالة ... وَذكر جميل شامخ فِي ثنائه)
(فَلَا زَالَ مَقْرُونا بِكُل سَعَادَة ... وَلَا انْفَكَّ محروس العلى فِي اعتلائه)
(وَلَا بَرحت أقلامه فِي سَعَادَة ... توقع بِالْأَحْكَامِ طول بَقَائِهِ)
(وخرقت الْعَادَات فِي طول عمره ... يزِيد على الْأَعْمَار عِنْد وفائه)
وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها مفتيا نظارا عَلامَة مُتَقَدما فِي فنون خُصُوصا مذْهبه فقد انْفَرد بِهِ وَصَارَ عَالم أَهله بِلَا مدافعة، كلذلك مَعَ الذِّهْن الْمُسْتَقيم والطبع السَّلِيم وَكَثْرَة التَّوَاضُع والخلق الرضي والأبهة وَالْوَقار والفقد لإحدى كريمتيه والتودد والقرب من كل وسلوك طَرِيق السّلف والمداومة على الأوراد وَالْعِبَادَة والتهجد وَالصِّيَام وَكَثْرَة الْبكاء وَالْخَوْف من الله تَعَالَى والحرص على شُهُود الْجَمَاعَات والإتباع للسّنة وإحياء لَيْلَة من كل شهر فِي جمَاعَة بِتِلَاوَة الْقُرْآن وإهدائه ذَلِك فِي صحيفَة إِمَامه وَغَيره مَعَ إنشاد قصيدة يبتكرها فِي تِلْكَ اللَّيْلَة غَالِبا وَعظم الرَّغْبَة فِي الْعلم والمذاكرة والمحبة فِي الْفَائِدَة حَتَّى إِنَّه اعتنى بضبط مَا يَقع فِي مجَالِس الحَدِيث وَنَحْوهَا بالقلعة من المباحث وَشبههَا أَيَّام قَضَائِهِ على مَا بَلغنِي وفتاويه مسددة وحواشيه فِي الْعُلُوم وَسَائِر تعاليقه مفيدة وَقد رَأَيْت لَهُ حواش على تَنْقِيح الزَّرْكَشِيّ وَكَذَا على فروع ابْن مُفْلِح جرد كلا مِنْهُمَا وَكَذَا على الْوَجِيز وَالْمُحَرر وَشَرحه وَالرِّعَايَة وَأَشْيَاء وعطل وَلَده على النَّاس عُمُوم الإنتفاع بهَا وَكَانَ أَبوهُ شرع فِي تَجْرِيد مَا يتَعَلَّق بالعضد من النُّقُود والردود للكرماني ثمَّ لم يكمله فأكمله صَاحب التَّرْجَمَة. وَذكره التقى بن الشَّمْس الْكرْمَانِي فِي ضمن تَرْجَمَة وَالِده نصر الله، فَقَالَ وَكَانَ وَالِده يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة عِنْده فَضِيلَة أَيْضا خطر فِي خاطره فِي وَقت شرح صَحِيح مُسلم وَصَارَ يجمع وَيكْتب قَالَ وَكَانَ وَالِده أَعور الْيُمْنَى وَهُوَ أَعور الْيُسْرَى ثمَّ كف وَالِده وقارب هُوَ أَيْضا ذَلِك، وَذكره الْعَلَاء بن خطيب الناصرية فَقَالَ)
وَهُوَ صَاحِبي اجْتمعت بِهِ مرَارًا بِالْقَاهِرَةِ وحلب وتكلمت مَعَه وَهُوَ رجل فَاضل عَالم دين فَقِيه جيد وَيكْتب على الْفَتَاوَى كِتَابَة حَسَنَة مليحة وأخلاقه حَسَنَة وَانْفَرَدَ برياسة مَذْهَب أَحْمد بِالْقَاهِرَةِ وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة سَأَلت عَنهُ الشهَاب بن المحمرة فَقَالَ لَهُ فضل فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا ثمَّ اجْتمعت بِهِ بِدِمَشْق فرأيته من أهل الْعلم الْكِبَار يتَكَلَّم بعقل وتؤدة مَعَ حسن الشكالة وَلكنه مصاب بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ(2/237)
وَلم ير فِي زَمَاننَا أحسن من عِبَارَته على الْفَتْوَى، وَقَالَ التقى المقريزي أَنه لم يخلف فِي الْحَنَابِلَة بعده مثله. قَالَ وَلَا أعلم فِيهِ مَا يعاب، وَذكر نَحْو ذَلِك فِي عقوده وَأَنه لم يزل مُنْذُ قدم الديار المصرية مصاحبا لَهُ فِيمَا علمه إِلَّا صواما قواما صَاحب حَظّ من قيام وأوراد وأذكار وَاتِّبَاع للسّنة ومحبة لَهَا ولأهلها، وَصدر تَرْجَمته أَنه كَانَ أول حنبلي ولي الْقَضَاء حِين عمل الظَّاهِر بيبرس البندقداري الْقُضَاة أَرْبَعَة الشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي بل كَانَ أول من درس الْمَذْهَب الْحَنْبَلِيّ بالمدارس الصالحية وَأما قبله فَكَانَ فِي تَقْلِيد الشّرف أبي المكارم مُحَمَّد بن عبد الله ابْن عين الدولة بن أبي الْمجد بن عين الدولة الشَّافِعِي لقضاة مصرمن الْكَامِل أَنه لَا يَسْتَنِيب لِكَثْرَة نُسكه ومتابعته للسّنة إِلَّا أَنه ولي الْقَضَاء فَالله يرضى عَنهُ أخصامه وَأَشَارَ رَحمَه الله فِي كَلَامه إِلَى مَا قَالَ شَيخنَا حَيْثُ نقل عَن الْعِزّ الْكِنَانِي توَافق صَاحب التَّرْجَمَة مَعَ عَمه يَعْنِي الْآتِي بعده فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وجده ومذهبه ومنصبه ومسكنه بالصالحية. قَالَ وفارقه فِي اللقب وأصل الْبَلَد وَالنِّسْبَة إِلَى الْجد الْأَعْلَى وَطول الْمدَّة وسعة الْعلم والتبسط فِي بيع الْأَوْقَاف وَنَحْو ذَلِك انْتهى. وَقد عرضت عَلَيْهِ بعض محفوظاتي وَكَذَا عرض عَلَيْهِ من قبلي الْوَالِد وَالْعم رحمهمَا الله وَاتفقَ فِي ذَلِك أَمر غَرِيب وَهُوَ أَنه كتب عرض كل مِنْهُمَا فِي ورقة كَامِلَة وعرضي بِهَامِش كِتَابَة غَيره وَلم يُصَرح فِي خطه بِالْإِجَازَةِ للأولين مَعَ طول كِتَابَته وكتبها لي مَعَ اختصاره وَلم يزل على جلالته ورياسته حَتَّى مَاتَ بعلة القولنج، وَكَانَ يَعْتَرِيه أَحْيَانًا ويرتفع لكنه فِي هَذِه الْعلَّة اسْتمرّ أَكثر من شَهْرَيْن ثمَّ قضى بعد أَن صلى الصُّبْح بِالْإِيمَاءِ يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين بِالْمَدْرَسَةِ المصورية من الْقَاهِرَة عَن ثَلَاث سبعين عَاما إِلَّا دون شَهْرَيْن وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه خَارج بَاب النَّاصِر تقدم النَّاس شَيخنَا وَدفن بتربة السلَامِي وتعرف الْآن بتربة البغاددة بِالْقربِ من تربة الْجمال الأسنائي وَلم يغب لَهُ ذهن رَحمَه الله، وَاسْتقر بعده فِي الْقَضَاء الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَفِي المؤيدية الْعِزّ الْكِنَانِي وَفِي بقيتها ابْنه يُوسُف، وَوَقعت لشَيْخِنَا)
اتفاقية غَرِيبَة فَإِنَّهُ قَالَ كنت أنظر فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي عشر جُمَادَى الأولى فِي دمية الْقصر للباخرزي فمررت فِي تَرْجَمَة المظفر بن عَليّ أَن لَهُ هَذِه الأبيات الْمُلْتَزم فِيهَا النُّون ثمَّ الْمُوَحدَة قبل اللَّام يرثي بهَا وَهِي:
(بلاني الزَّمَان وَلَا ذَنْب لي ... بلَى إِن بلواه للأنبل)
(وَأعظم مَا سَاءَنِي صرفه ... وَفَاة أبي يُوسُف الْحَنْبَلِيّ)
(سراج الْعُلُوم وَلَكِن خبا ... وثوب الْجمال وَلَكِن بلَى)(2/238)
قَالَ فتعجبت من ذَلِك وَوَقع فِي نَفسِي أَنه يَمُوت بعد ثَلَاثَة أَيَّام عدد الأبيات فَكَانَ كَذَلِك، وَنَحْوه قَول القَاضِي عز الدّين الْكِنَانِي لما مرض الْعَلَاء بن المغلي مرض الْمَوْت سَأَلتنِي والدتي عَنهُ وَأَنا أتصفح كتابا وَكنت أحب مَوته ليتولى صَاحب التَّرْجَمَة فَوَقع بَصرِي على قَول الشَّاعِر:
(رب قوم بَكَيْت مِنْهُم فَلَمَّا ... أَن توَلّوا بَكَيْت أَيْضا عَلَيْهِم)
فَلم يلبث الْعَلَاء أَن مَاتَ وَولي صَاحب التَّرْجَمَة وَكَانَ مَا نطق بِهِ الشّعْر.
657 - أَحْمد بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم بن نصر الله بن أَحْمد الْمُوفق بن نَاصِر الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل القاهري الْحَنْبَلِيّ سبط الْمُوفق عبد الله بن مُحَمَّد القَاضِي أمه زَيْنَب وأخو إِبْرَاهِيم وَالِد أَحْمد الماضيين وَرُبمَا نسب لجده فَقيل أَحْمد بن نصر الله بن أبي الْفَتْح. / ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا جده، واشتغل وَمهر وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية بعد أَخِيه إِبْرَاهِيم وَلم يلبث أَن صرف بعد سَبْعَة أشهر أَو دونهَا بِالنورِ الحكري من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ثمَّ أُعِيد فِي آخرهَا فَلم يلبث أَن دهمت النَّاس الكائنة الْعُظْمَى بالبلاد الشامية باللنكية فَخرج مَعَ الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ثمَّ رَجَعَ بعد الْهَزِيمَة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ حادي عشر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَدفن من الْغَد. قَالَ الْعَيْنِيّ وَكَانَ رجلا حَلِيمًا ذَا تواضع ومسكنة وَلكنه كَانَ قَلِيل الْعلم وَقَالَ ابْن أَخِيه: كَانَ حسن الشكل كثير الْعلم قوي الْإِدْرَاك حسن المحاضرة نزها لَهُ تعاليق فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا تدل على حِين تصرفه بِالْعلمِ، وَقَالَ المقريزي كَانَ مشكورا، وأرخه فِي ثَانِي عشر رَمَضَان، وَفِي عقوده فِي حادي عشرَة وَأَنه كَانَ خيرا متواضعا حييا محببا إِلَى النَّاس من بَيت دين وَعلم وعفاف، وَلم يذكرهُ شَيخنَا فِي أنبائه، بِعلم وترجمه فِي رفع الأصر اعْتِمَادًا على ابْن أَخِيه، وَقد مضى لَهُ ذكر فِي الَّذِي قبله.
658 - أَحْمد بن نعْمَة الله بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي الْمجد ابْن أبي الْبَقَاء بن مكرم الْفَاضِل نور الدّين أَبُو الْبَقَاء بن كَمَال الدّين بن نور الدّين الفالي السيرافي الشَّافِعِي سبط الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن مكرم الْمَاضِي. / ولد سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة واشتغل على أَبِيه فِي النَّحْو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان وَالْفِقْه ثمَّ على جده لأمه وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ شرح القطب على الشمسية مَعَ حَاشِيَة السَّيِّد وَسمع أَكثر شرح التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان مَعَ شَيْء من الْكَشَّاف وَبَعض الْحَاوِي الصَّغِير وَسَائِر شرح الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ للعبري وَدخل شيراز فَأخذ أصُول الدّين(2/239)
وَالنَّظَر وَالْفِقْه عَن الْجلَال مُحَمَّد بن أسعد الصديقي الدواني والمعين جُنَيْد الْعمريّ الشيرازيين، وَقدم مَكَّة فِي موسم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَأَقَامَ بهَا مَعَ خَاله الْعَلَاء مُحَمَّد إِلَى أثْنَاء ربيع الأول من الَّتِي بعْدهَا وتوجها للمدينة ثمَّ رجعا فِي قافلتنا أَوَاخِر شعْبَان واستمرا بِمَكَّة بَقِيَّة السّنة ثمَّ عادا مصحوبين بالسلامة وَقد لازمني فِي الْحَرَمَيْنِ دراية وَرِوَايَة فِي تصانيفي وَغَيرهَا وَحمل عني جَمِيع الْهِدَايَة الجزرية بحثا وغالب ألفية الْعِرَاقِيّ وَسمع بعض شرحي وَمن لَفْظِي جَمِيع القَوْل البديع وَقَرَأَ عَليّ أَشْيَاء وَكتب لي تراجم جمَاعَة من أَقَاربه، وكتبت لَهُ إجَازَة حافلة كتبت ملخصها فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَنعم الرجل فضلا ومحاسن.
659 - أَحْمد بن نوروز شهَاب الدّين الخضري الظَّاهِرِيّ برقوق / لكَون أَبِيه كَمَا سَيَأْتِي من مماليكه.
ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة أَو الَّتِي قبلهَا تَقْرِيبًا وَنَشَأ يَتِيما ثمَّ اتَّصل بِالظَّاهِرِ حقمق فاستقر بِهِ حِين كَانَ أَمِير اخرو شاد الشربخاناة فَلَمَّا تملك عمله أَمِير عشْرين بِالشَّام وعداد الأغنام ثمَّ ضم إِلَيْهِمَا امرة عشرَة بِالْقَاهِرَةِ، وأثرى وسافر إِلَى الشَّام غير مرّة وَتزَوج زَيْنَب ابْنة الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَانَت تتهالك فِي الترامي عَلَيْهِ وَتعرض عَن ابْن عَمها مَعَ مزِيد ميله إِلَيْهَا ونقصه من الآخر إِلَى أَن أعرض عَنْهَا الْبَتَّةَ وَآل أمره إِلَى أَن ولي إمرة الركب الأول وَأخذ فِي أَسبَاب ذَلِك فَمَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَكَانَ أشقر معتدل الْقد يلثغ بِالسِّين وَلَا يذكر بِخَير وَلَا دين.
660 - أَحْمد بن نَاصِر الدّين بن سُلَيْمَان الْهَوِي / مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
661 - أَحْمد بن نوكار الشهابي الناصري الْآتِي أَبوهُ. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن والقدوري والمنار وألفية النَّحْو والشاطبية عِنْد فَارس الْآتِي وَعرض على شَيخنَا والعيني وَغَيرهمَا بل عرض على الظَّاهِر جقمق وأنعم على فقيهه بِمِائَة دِينَار وَزَاد جامكيته
وأخيه، وَحج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وجاور قبلهَا وسافر مَعَ أَبِيه وزار بَيت الْمُقَدّس واشتغل بالتجويد وَغَيره وَكَذَا اخْتصَّ بِأخرَة بالجلال السُّيُوطِيّ وَأخذ عَنهُ فِي فنون وبذكر بصلاح وورع وتحر وعقل وانعزل وتودد وَبَلغنِي أَن الْأَشْرَف قايتباي جعل نظر جَامعه بالكبس لَهُ.
662 - أَحْمد بن هرون الشهَاب الشرواني الشَّافِعِي. / قدم الْقَاهِرَة قَرِيبا من سنة سبعين وَحضر بعض الدُّرُوس وَأخذ عني يَسِيرا وَظَهَرت براعته فِي فنون مَعَ دين وَخير وانجماع وَمِمَّنْ أذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء الْفَخر عُثْمَان المقسي وسافر إِلَى الْقُدس فَمَاتَ قَرِيبا بعد أَن وقف كتبه وجئ بهَا لجامع الْأَزْهَر ثمَّ أَخذهَا الْمَذْكُور وَنعم كَانَ رَحمَه الله.(2/240)
663 - أَحْمد بن هَاشم بن قَاسم بن خَليفَة الْقرشِي الهاشميمات / فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ خَارج مَكَّة، وَحمل وَدفن بمعلاتها.
664 - أَحْمد بن هَاشم الكراني. / مَاتَ بِمَكَّة فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ.
665 - أَحْمد بن هَانِئ الشهَاب الْموقع. /
666 - أَحْمد بن هِلَال الشهَاب الحسباني ثمَّ الْحلَبِي الصُّوفِي وَيعرف بِابْن هِلَال / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه اشْتغل قَلِيلا على القَاضِي شمس الدّين بن الْخَرَّاط وَغَيره وَكَانَ مفرط الذكاء وَأخذ التصوف عَن الشَّمْس البلالي ثمَّ توغل فِي مَذْهَب أهل الْوحدَة ودعا إِلَيْهِ وَصَارَ كثير الشطح وَجَرت لَهُ وقائع وَكَانَ أَتْبَاعه يبالغون فِي إطرائه وَيَقُولُونَ هُوَ نقطة الدائرة إِلَى غير ذَلِك من مقالاتهم المستبشعة، وَذكره فِي لِسَان الْمِيزَان فَقَالَ أحد زنادقة الْوَقْت. ولد بعد السّبْعين وَنَشَأ بِدِمَشْق وَقدم حلب على رَأس الْقرن فَقَرَأَ على القَاضِي شرف الدّين الْأنْصَارِيّ فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ ودرس فِي الْمُنْتَقى لِابْنِ تَيْمِية وَقَرَأَ فِي أصُول الدّين فَلَمَّا كَانَت كائنة الططر وَقع فِي أسر اللنكية وشج رَأسه ثمَّ خلص مِنْهُم بعد مُدَّة وبرح إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وَأخذ عَن بعض شيوخها وَصَحب البلالي مُدَّة رَجَعَ إِلَى حلب فصحب الأطعاني ثمَّ انْقَطع فتردد إِلَيْهِ النَّاس وَعقد الناموس وَصَارَ يَدعِي دعاوي عريضة مِنْهَا أَنه مُجْتَهد مُطلق وَيُطلق لِسَانه فِي أكَابِر الْأَئِمَّة وَأَنه مطلع على الكائنات وَلَا يعتني بِعبَادة وَلَا مواظبة على الْجَمَاعَات ويدعى أَنه أَخذ من الحضرة وَأَنه نقطة الدائرة وَنقل عَنهُ أَتْبَاعه كفريات صَرِيحَة وَسمع شخصا ينشد قصيدة نبوية فَقَالَ هَذِه فِي وَقَالَ لأتباعه أَن قصرتم بِي عَن دَرَجَة النُّبُوَّة نقصتم منزلتي وَزعم أَنه يجْتَمع بالأنبياء كلهم فِي الْيَقَظَة وَأَن الْمَلَائِكَة تخاطبه فِي الْيَقَظَة وَأَنه عرج بِهِ إِلَى السَّمَوَات)
وَأَن مُوسَى أعْطى مقَام التكليم ومحمدا مقَام التَّكْمِيل وَهُوَ أعْطى المقامين مَعًا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا ذاع واشتهر وَكثر أَتْبَاعه وَعظم بهم الْخطب واشتدت الْفِتْنَة بِهِ وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة وتعصب لَهُ بعض الأكابر إِلَى أَن مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين. نقلت تَرْجَمته من خطّ الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب. قلت: وَمَا تقدم عَن أنبائه ذكره فِي سنة أَربع وَعشْرين وَالْأول أشبه، وَسمعت الْمُحب بن الشّحْنَة يَحْكِي أَنه أَخذ عَنهُ وَأَنه آيف فِي عقله، وَلَيْسَ هَذَا بِبَعِيد عَن من تصدر مِنْهُ الخرافات، وَذكره ابْن أبي عذيبة فَقَالَ: الشَّيْخ الإِمَام الصَّالح الزَّاهِد الْوَرع الْعَارِف الْمُحَقق شهَاب الدّين سُئِلَ الشَّيْخ عمر بن حَاتِم العجلوني عَن أمثل من رَأَتْ عَيناهُ(2/241)
فِي الدُّنْيَا فِي الْعلم وَالْعَمَل فَقَالَ من الْأَمْوَات ابْن هِلَال وَمن الْأَحْيَاء ابْن رسْلَان سمع كثيرا وَعمر. مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين.
667 - أَحْمد بن سُلْطَان الْيمن الظَّاهِر هزبر الدّين يحيى بن النَّاصِر أَحْمد بن الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول شهَاب الدّين الغساني شَقِيق إِسْمَاعِيل وَالِد يحيى الْآتِي وَيعرف بِابْن سُلْطَان الْيمن. /
مِمَّن فر بعد كحله من شقيقه إِلَى مَكَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وسافر مِنْهَا للقاهرة وَاسْتولى على المنصورية بِمَكَّة وسكنها. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت ثامن عشرى جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ. أرخه ابْن فَهد. أحمدبن يحيى بن أَحْمد ملك. فِيمَن لم يسم جده.
أحمدبن يحيى بن شَاكر بن عبد الْغَنِيّ أَبُو البركات بن الجيعان /. يَأْتِي فِي الكني.
668 - أَحْمد بن يحيى بن عبد الله الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الْحَمَوِيّ الرواقي الصُّوفِي. / ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَذكر أَنه سمع بِمَكَّة على الْعَفِيف اليافعي فِي سنة خمس وَخمسين وتلقن الذّكر وَلبس الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة من يُوسُف العجمي وأسندها عَن النَّجْم الْأَصْفَهَانِي عَن نور الدّين عبد الصَّمد عَن الشهَاب السهر وردي وتعاني طَرِيق التصوف وَسكن فِي الْأَخير حماة وَتردد إِلَى طرابلس وَغَيرهَا وزار الْقُدس سنة سبع وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه. قَالَ وَقَالَ الْعَلَاء يَعْنِي ابْن خطيب الناصرية: كَانَ صَالحا خيرا ناسكا مسلكا يستحضر أَشْيَاء حَسَنَة عَن الصُّوفِيَّة اجْتمعت بِهِ فِي طرابلس فأنشدني، وسَاق لَهُ عَن أبي حَيَّان قصيدة أَولهَا:
(لاخير فِي لَذَّة من دونهَا حذر ... وَلَا صفا عيشة فِي ضمنهَا كدر)
(فالرفع من بعده نصب وفاعله ... عَمَّا قَلِيل بِحرف الْجَرّ ينكسر)
وَهِي نَحْو عشْرين بَيْتا لَا تشبه نظم أبي حَيَّان وَلَا نَفسه وَلَا يتَصَوَّر لمن ولد سنة سبع وَأَرْبَعين السماع من أبي حَيَّان المتوفي قبل ذَلِك بِمدَّة وَلَقَد عجبت من خَفَاء ذَلِك على العلاءثم حسبت أَن يكون بَين الروافي وَأبي حَيَّان وَاسِطَة انْتهى. وقرأت بِخَط شَيخنَا فِي مَوضِع آخر وَقد زعم أَنه أنشدها لَهُ الْجمال بن هِشَام قَالَ أنشدنا أَبُو حَيَّان قَالَ وَلَا يعرف أَن ابْن هِشَام أَخذ عَن أبي حَيَّان بل كَانَ يجتنبه، قَالَ وَكَانَ الرواقي يُقيم بحماة وَيَأْتِي طرابلس ثمَّ بَلغنِي أَنه توجه إِلَى الْقُدس وَأقَام بِهِ وَمَات مَا بَين ثَمَان وتسع وَعشْرين.
669 - أَحْمد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن فَهد أَبُو الْخَيْر الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ. / مَاتَ وَقد طعن فِي الثَّانِيَة فِي ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.(2/242)
670 - أَحْمد بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي زَكَرِيَّا بن صلح بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن يحيى الشهَاب الصالحينسبة لمنية أم صلح قَرْيَة بِنَاحِيَة مليج من الغربية وَبهَا ضريح ليحيى الْأَعْلَى عصري دَاوُد العزب وَغَيره من الْأَوْلِيَاء وَكَذَا إِلَى حارة الصالحية بالبرقية دَاخل الْقَاهِرَة وَيعرف بِابْن يحيى. / نَشأ فحفظ الْقُرْآن والشاطبيتين والتيسير والمنهاج وقرأه بِتَمَامِهِ على الصَّدْر الأبشيطي وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء وَكَذَا حضر فِي دروس البُلْقِينِيّ والأبناسي وَغَيرهمَا وَأخذ القراآت عَن بعض أَهلهَا وَسمع على الزين الْعِرَاقِيّ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ غَالب السّنَن للدارقطني وعَلى الفرسيسي وناب فِي الْقَضَاء، وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالبرقوقية وجامع الْأَزْهَر والقراآت بالمؤيدية والإمامة بِالْقصرِ برغبة أَخِيه لَهُ عَنْهَا فِي مرض مَوته فَلَمَّا مَاتَ وثب عَلَيْهِ الشهَاب الكوراني وانتزع البرقوقية مِنْهُ بعناية كَاتب السِّرّ ابْن الْبَارِزِيّ وَكَذَا وثب عَلَيْهِ غَيره فِي المؤيدية محتجا بِأَن واقفها شَرط أَنه إِن وَقع نزُول لَا يُقرر وَاحِد مِنْهُمَا وَلَكِن لم ينهضوا لأخراجها عَنهُ بل بَاشَرَهَا مَعَ تدريس الْحَاكِم وَكنت مِمَّن لم يحضر عِنْده فِيهِ مَعَ قلَّة بضاعته وجموده وَكَذَا خطب بِجَامِع الْأَزْهَر وَاتفقَ أَنه حصل لَهُ أَوَائِل بعض الْفُصُول شبه الْإِغْمَاء لصفرة كَانَت تعتريه وَهُوَ فِي الْخطْبَة فماج النَّاس وظنوا أَنه مَاتَ فَخَطب بِالنَّاسِ الشهَاب الهيتي وَصلى غَيره لكَونه ألثغ. وعاش صَاحب التَّرْجَمَة حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع واربعين وَدفن بتربة كزل الناصري تجاه تربة خوند أم أنوك من البرقية رَحمَه الله وَكَانَ رغب عَن نصف إِمَامَة الْقصر للنور التلواني وَاسْتقر بعده فِي تدريس الْحَاكِم ابْن أَسد.
671 - أَحْمد بن يحيى بن عمر بن مُحَمَّد بن محَاسِن الشهَاب الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي. / نزيل مَكَّة وَمِمَّنْ ولي نظر الْقُدس فَلم يحمد واقفين. مَاتَ بِمَكَّة فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ سادس عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسبعين. أرخه ابْن فَهد.
672 - أَحْمد بن يحيى بن عِيسَى بن عَيَّاش بن إِبْرَاهِيم العوكلي القسنطيني. / نزيل مَكَّة وَشَيخ رِبَاط الموفى، وَكَانَ ماهرا فِي آلَات التِّجَارَة. مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ. أرخه ابْن عزم.
673 - أَحْمد بن يحيى بن عِيسَى الشهَاب الصنهاجي المغربي الْمُقْرِئ. / سمع التَّيْسِير للداني على الفوي مَعَ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الكركي.
674 - أَحْمد بن يحيى بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الشريف قَاضِي الْجَمَاعَة أَبُو الْعَبَّاس الحسني التلمساني المغربي الْمَالِكِي حفيد شَارِح الْجمل للخونجي / مِمَّن أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْأَزْرَق وَقَالَ أَنه مِمَّن عمر، وَهُوَ سنة سِتّ وَتِسْعين من الْأَحْيَاء.(2/243)
675 - أَحْمد بن الْفَقِيه محيي الدّين يحيى بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الكازروني الْمدنِي أَخُو عَليّ. / سمعا عَليّ الزين المراغي فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة.
676 - أَحْمد بن يحيى بن يشبك الْفَقِيه الشهَاب الْآتِي أَبوهُ وجده. / كَانَ قد جَازَ الْبلُوغ حِين موت أَبِيه وَلم يتصون مَعَ حسن شكالته وَإِضَافَة مَا كَانَ باسم أَبِيه إِلَيْهِ بل ورث جده. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة خمس وَتِسْعين.
677 - أَحْمد بن يحيى الشهَاب العثماني المعري / معرة سرميناشتغل وَمهر وَولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بحلب فِي مستهل شَوَّال سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حسن السِّيرَة فَلم يلبث أَن قتل فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَانِي عشرِيَّة هجم عَلَيْهِ شخص فَضَربهُ فِي خاصرته فَمَاتَ. قَالَه شَيخنَا فِي تَارِيخه نقلا عَن خطّ مَجْهُول وجده بِهَامِش جُزْء من مسودة تَارِيخ حلب لِابْنِ العديم قَالَ ثمَّ وجدته فِي تَارِيخ الْعَلَاء فَقَالَ: أَحْمد بن يحيى بن أَحْمد بن ملك السرميني من معرة سرمين كَانَ قَاضِي بَلَده مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء حلب بعد الْفِتْنَة الْكُبْرَى فاغتيل بعد صَلَاة الصُّبْح ثَالِث عشر شَوَّال سنة خمس قبل استكمال شهر قَالَ وَكَانَت لَهُ مُرُوءَة وَفِيه سُكُون وَسيرَته حَسَنَة رَحمَه الله.
678 - أَحْمد بن الحسني الدروي المخلافي الْيَمَانِيّ. / رجل مُعْتَقد تحكى لَهُ كرامات. توفّي تَقْرِيبًا قبيل الْخمسين وَخَلفه ابْنه محيي الدّين مُحَمَّد وَمِمَّنْ صَحبه الشريف عبد الله بن عَامر بن مُحَمَّد الْبَدْر الْآتِي.
679 - أَحْمد بن أبي يحيى بن مُحَمَّد بن خلف أَبُو جَعْفَر الغساني الأندلسي الوادياشي الْمَالِكِي وَيعرف بالازيرق. / قدم الْقَاهِرَة فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين ليحج فَاجْتمع بِي مَعَ رَفِيقه وبلديه أبي الْقسم بن عَليّ بن مُحَمَّد، وَسمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وَبَعض ارتياح الأكباد بل قَرَأَ على التَّوَجُّه للرب بدعوات الكرب من تصنيفي من نُسْخَة بِخَطِّهِ وأجزت لَهُ. ومولده فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بوادياش وَحفظ الْقُرْآن وألفية النَّحْو والجرومية وعرضهما على بلديه على بن أَحْمد ابْن دَاوُد البلوي ودرس غَيرهمَا مِمَّا لم يكمله وانتفع بِهِ فِي الْفِقْه والعربية وَغير ذَلِك وَكَذَا أَخذ عَن غَيره قَلِيلا ثمَّ سمع عَليّ مني أَمَاكِن من الْكتب السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي وَغير ذَلِك وكتبت لهوسافر فِي أَوَائِل رَجَب مِنْهَا فِي الْبَحْر من الطّور ثمَّ عَاد مَعَ الركب بعد قَضَاء نُسكه وَنعم الرجل.
680 - أَحْمد بن أبي يزِيد من طرباي أَخُو مُحَمَّد الْآتِي وَهُوَ الْأَصْغَر. / ولد فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ مِمَّن أَخذ عني مَعَ أَخِيه وَكَذَا سمع من الْخَطِيب الْحَنْبَلِيّ(2/244)
وَغَيره وَحج وخالطه أَخَاهُ فِي بعض مَا كَانَ ينوبه من الضرورات لمخدومه وَغَيرهَا. مَاتَ فِيمَا بَلغنِي وَأَنا بِمَكَّة سنة سبع وَتِسْعين.
681 - أَحْمد بن يس بن خلد المعبدي. / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.
682 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس ابْن الشّرف الأطفيحي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن يَعْقُوب. /
ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وعدة كتب عرضهَا على البُلْقِينِيّ وَنَحْوه وَمن محفوظاته تقريب الْأَسَانِيد للزين الْعِرَاقِيّ عرضه بِتَمَامِهِ على مُؤَلفه وَحمل عَنهُ شَيْئا كثيرا من أَمَالِيهِ وَغَيرهَا واشتغل يَسِيرا وَكَانَ وَالِده كَمَا سَيَأْتِي عَلامَة مقرئا صَالحا خيرا فَأحْسن بربيته وأدبه واكتسب مِنْهُ دماثة الْأَخْلَاق واطراح النَّفس وأسمعه الْكثير عِنْد الْعِرَاقِيّ والهيثمي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والحلاوي والسويداوي وَابْن الهاشم وَمَرْيَم الأذرعية وَخلق، وَأَجَازَ لَهُ ابْن الذَّهَبِيّ وَابْن العلائي وَآخَرُونَ من الشَّام والإسكندرية وَغَيرهمَا وَتزَوج زَيْنَب ابْنة شَيْخه الْعِرَاقِيّ وأولدها عدَّة وَصَارَ مَشْهُورا بِبَيْت الْعِرَاقِيّ فَلَمَّا ولي الْوَلِيّ أَبُو زرْعَة الْقَضَاء بَاشر عِنْده النقابة ثمَّ كَانَ نَقِيبًا لشَيْخِنَا وَفِي الآخر بَاشر مَعهَا أَمَانَة الحكم وأوقاف الْحَرَمَيْنِ وَولي عِنْد غَيرهمَا وَكَانَ من رجال الْقَاهِرَة عقلا واحتمالا وتواضعا ومداراة وكرما ومروءة مَعَ الحشمة والرياسة والوضاءة والبشاشة وظرف المحاضرة واستجاب
الخواطر وَكَثْرَة الصَّوْم والتهجد والتلاوة وزيارة الصَّالِحين وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء والطلبة والمحبة فِي الحَدِيث وَأَهله والإنقياد مَعَهم للأماكن الَّتِي تقصد للإسماع فِيهَا وَقد حج غير مرّة وسافر صُحْبَة شَيخنَا فِي الركاب السلطاني إِلَى الْبِلَاد الشامية وَحدث سمع مِنْهُ الْأَئِمَّة، أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ شَيخنَا ينبهني فِي بعض مَا أقرأه عَلَيْهِ على مشاركته لَهُ فِيهِ ويأمره بِالْجُلُوسِ للإسماع مَعَه فعل ذَلِك معي مرَارًا وَرُبمَا امْتنع صَاحب التَّرْجَمَة من الْجُلُوس وَيسْتَمر قَائِما بل سمع مِنْهُ شَيخنَا بعض الْأَحَادِيث فِي السفرة الْمشَار إِلَيْهَا وَكفى بذلك فخرا لكل مِنْهُمَا، وتراخت وَفَاته عَن شَيخنَا فَلم يحصل بعده على طائل وَمَات فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين وَدفن من الْغَد فِي أقْصَى الصَّحرَاء بجوار سَيِّدي عبد الله المنوفي بِوَصِيَّة مِنْهُ تعد أَن صلى عَلَيْهِ الشّرف الْمَنَاوِيّ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل بالقضاة وَالْعُلَمَاء والطلبة وَالصَّالِحِينَ كثير الْإِنْس، وَعظم التأسف لفقده وأطبقوا على حسن الثَّنَاء عَلَيْهِ وَلَقَد كَانَ جَدِيرًا بذلك وَلم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله وإيانا.(2/245)
683 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن صديق الْبُرُلُّسِيّ الْآتِي أَبوهُ وَأَخُوهُ مُحَمَّد. / تعاني التِّجَارَة وصاهر الْبُرْهَان بن عليبة على ابْنَته وَلم يحصل مِنْهُ رَاحَة ومولده قبل الْخمسين وَثَمَانمِائَة.
684 - أَحْمد بن يلبغا شهَاب الدّين الْعمريّ الخاصكي الحسني صَاحب الْكيس وأستاذ الظَّاهِر برقوق. / كَانَ مُعظما فِي الدولة أحد المقدمين بِمصْر فِي أَيَّامه ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الشَّام وَأقَام بطالا فِي طرابلس وَآل أمره إِلَى أَن ذبح مَعَ أيتمش فِي رَابِع شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد زَاد على الْأَرْبَعين وقارب السّبْعين. أغفله شَيخنَا فِي أنبائه.
685 - أَحْمد بن يهود الشهَاب الدِّمَشْقِي ثمَّ الطرابلسي الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ. / ولد سنة بضع وَسبعين وتكسب بِالشَّهَادَةِ وتعانى الْعَرَبيَّة فمهر فِيهَا واشتهر بهَا وأقرأها فَانْتَفع النَّاس بِهِ فِيهَا بالبلدين، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان السوبيني وَشرع فِي نظم التسهيل فنظم مِنْهُ سَبْعمِائة بَيت وَمَات قبل إكماله، وَكَانَ تحول بعد فتْنَة اللنك إِلَى طرابلس فقطنها حَتَّى مَاتَ بهَا فِي آخر سنة عشْرين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
686 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن يُوسُف بن سَالم بن دليم الدَّمِيرِيّ الْبَصْرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ ابْن أخي أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن دليم. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد.
687 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس الزرعي الأَصْل الْمَقْدِسِي التَّاجِر وَيعرف بِابْن سياج بِكَسْر الْمُهْملَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة خَفِيفَة وَآخره جِيم. / رجل خير أنس سليم الصَّدْر من أهل الْقُرْآن والاعتناء بِالتِّجَارَة صحب إِمَام الكاملية واشتغل يَسِيرا عَلَيْهِ وعَلى غَيره، ولازمني حَتَّى قَرَأَ البُخَارِيّ فِي سنة ثَمَانِينَ مَعَ الْمجْلس الَّذِي عملته فِي خَتمه وحصله وَحضر عِنْدِي عدَّة مجَالِس فِي الْإِمْلَاء إِلَى غَيرهَا مِمَّا سَمعه وَنعم الرجل.
688 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد الشهَاب الصحراوي السعودي الْحَنَفِيّ. / أحد الْفُضَلَاء بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا غرق ببحر النّيل فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَهُوَ مِمَّن أَخذ فِي الِابْتِدَاء عَن الشهَاب الزواوي ثمَّ عَن التقيين الشمني والحصني وَغَيرهمَا وَسمع على الْبَدْر النسابة والنور البارنباري والطبقة بِقِرَاءَتِي وأقرأ الطّلبَة وَكَانَ يَجِيء بَيت ابْني الأخميمي لذَلِك بل تردد إِلَيّ للسؤال عَن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سني كَسِنِي يُوسُف وَغَيره رَحمَه الله.
689 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد الشهَاب بن الْجمال الاستادار التتري الأَصْل القاهري / عُوقِبَ مَعَ الرابية وَأَتْبَاعه ثمَّ قتل فِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَكَانَ(2/246)
قد جهزه أَبوهُ أَمِير الْحَاج فِي سنة إِحْدَى عشرَة على وَجه يفوق الْوَصْف وَعَاد فِي أول الَّتِي تَلِيهَا، وَيُقَال إِنَّه مبدع الْجمال بِحَيْثُ امتحن أعجمي بِهِ وَلكنه كَانَ يقنع بِالنّظرِ وَذهب فِي خدمته فِي الْحجَّة الْمشَار إِلَيْهَا مَاشِيا وَكَانَ أَبوهُ يعلم ذَلِك إِلَّا إِنَّه لعلمه بِعَدَمِ شَيْء زَائِد على هَذَا لم يزبره.
أَحْمد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان الشهَاب الكوراني. / مضى بِدُونِ يُوسُف.
690 - أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن الْعزي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الهرس. / مِمَّن أَخذ عني.
691 - أَحْمد بن يُوسُف بن حُسَيْن بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن رَجَب بن أَحْمد الْمُحب أَبُو البركات الحسني الحصنكيفي الأَصْل الْمَكِّيّ الْمُقْرِئ بِالْحرم وَيعرف بِابْن الْمُحْتَسب. / ولد فِي سحر لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث عشر شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ العساقي والهيثمي وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والفرسيسي والسحولي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ وَابْن الكويك والمراغي وَزِيَادَة على مائَة وناب فِي الْحِسْبَة بِمَكَّة ثمَّ تَركهَا وَدخل مصر واليمن مرَارًا للاسترزاق وَكَانَ يقْرَأ ويمدح فِي الْجَامِع وَيُؤذن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَعَلِيهِ فِي كل ذَلِك أنس كَبِير مَعَ التودد الزَّائِد للنَّاس حَتَّى وَصفه صَاحب ابْن فَهد بشيخ المقرئين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام، أجَاز لي ورأيته هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو عبد الله فِيمَن سمع على التقي بن فَهد، وَمَات فِي لَيْلَة
الْأَرْبَعَاء سادس صفر سنة خمس وَخمسين بِمَكَّة وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بالمعلاة.
692 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ وَالِد صديق الْآتِي وَيعرف بالأهدل. / أحد من يَعْتَقِدهُ النَّاس بِالْيمن وَهُوَ من بَيت صَلَاح وَعلم، جاور بِمَكَّة زَمَانا، وَمَات فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع عشرَة. ذكره الفاسي مطولا.
693 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الْكَرِيم الشهَاب بن الْجمال نَاظر الْخَاص الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب جكم وَهُوَ سبط الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ وأخو الْكَمَال مُحَمَّد نَاظر الْجَيْش. / قَرَأَ الْقُرْآن وَغَيره وَاسْتقر فِي نظر الجوالي وقتا وَكَذَا فِي نظر الْجَيْش مرّة بعد أَخِيه وَمرَّة بعد ولد أَخِيه. وَحج غير مرّة وَالْغَالِب عَلَيْهِ اليبس والانجماع.
694 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الشهَاب بن الْجمال الْكرْدِي الكوراني الأَصْل الْقَرَافِيّ الشَّافِعِي أَخُو التَّاج مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشَّيْخ يُوسُف العجمي. / تسلك بِأَبِيهِ واشتغل وَفضل ونظم الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ وَعمل حِين(2/247)
صلى ابْن أَخِيه عَليّ بِالنَّاسِ خطْبَة بليغة ضمنهَا سور الْقُرْآن سَمعتهَا من على الَّذِي عَملهَا لأَجله وَأَخْبرنِي أَنه أنشأ لأجل أَخِيه عبد الله لكَونه ألثغ خطْبَة خَالِيَة من الرَّاء وَأَنه مَاتَ فِي سنة عشر بالبحرارية وَدفن هُنَاكَ رَحمَه الله.
695 - أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل الشهَاب الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي وَيعرف كجده بِابْن الأقيطع. / ولد سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة بالبرلس وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على الْفَقِيه عَليّ المنطرح وَكَانَ صَالحا ثمَّ على الْفَقِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَحفظ ابْن الْحَاجِب الفرعي وَأكْثر مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَبَعض ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك بكمالها وَكَذَا الشذور للحنفي عَن ناظمه وَأخذ الْفِقْه عَن مُحَمَّد الريَاحي المغربي تلميذ ابْن مَرْزُوق ونزيل البرلس ثمَّ بعد وَفَاته قدم الْقَاهِرَة وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر أَيَّام الْبِسَاطِيّ فَأخذ عَن الزينين عبَادَة وطاهر وَحج بعد السِّتين ثمَّ بعد ذَلِك وَدخل دمياط والاسكندرية والمحلة وتصدى فِي بَلَده وَغَيرهَا كالقاهرة والمحلة للإقراء فَانْتَفع بِهِ الطّلبَة وَتخرج بِهِ فضلاء مَعَ ملازمته للتكسب بالنسج بِالْجِيم على طَريقَة جميلَة وَأخذ عني الْبَعْض من البُخَارِيّ وَغَيره بل حضر عِنْدِي فِي مجَالِس الْإِمْلَاء وَسمع دروسا فِي الِاصْطِلَاح وَالْتمس مني الْإِجَازَة فأجبته وَأَخْبرنِي أَنه جمع كتابا فِي الْوَعْظ سَمَّاهُ نزهة النظار فِي المواعظ والأذكار فِي مجلدين وَأَنه شرح مُقَدّمَة فِي العقائد للشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني والجرومية وقواعد القَاضِي عِيَاض لكنه لم يكمل وَعمل
منظومة فِي الْفَرَائِض أَولهَا:
(الْحَمد لله الْعلي ذِي الْكَرم ... حمدا يوافي مالنا من النعم)
وَشَرحهَا، وَكَذَا تردد للبقاعي وَأخذ عَنهُ وَنعم الرجل علما وصلاحا وتواضعا وتقشفا وتقنعا مِمَّن اجْتمع لَهُ الْحِفْظ والذكاء.
أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهَاب الطريني. / مضى فِي ابْن عَليّ بن يُوسُف.
696 - أَحْمد بن يُوسُف بن عمر بن يُوسُف الشهَاب الطوخي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الْمَالِكِي وَالِد يُوسُف وَمُحَمّد وَابْن أَخ عبد الحميد الْآتِي وَلذَا يُقَال لَهُ ابْن أخي عبد الحميد وَرُبمَا قيل لَهُ ابْن عبد الحميد، وَكَانَ أَبوهُ يعرف بِابْن رقية. / ولد فِي سنة سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ ابْن عشر فِي شَوَّال سنة سبع وَعشْرين مَعَ عَمه فحفظ الْقُرْآن والرسالة وعرضها على الْبِسَاطِيّ والزين عبَادَة وَابْن التنسي وَشَيخنَا وَالْعلم البُلْقِينِيّ والعيني وَغَيرهم ولازم الِاشْتِغَال عِنْد الزينين عبَادَة(2/248)
وطاهر وَأبي الْقسم النويري وَغَيرهم وتميز فِي الْجُمْلَة وَجلسَ بِبَاب الحسام بن حريز ثمَّ اللَّقَّانِيّ وَحج مَعَه بل نَاب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَلكنه لم يتعاط حكما فِيمَا قَالَ وَقد هش وَكبر ولديه غلظة ويبس. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين رَحمَه الله.
697 - أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن تَاج الدّين بن مُحَمَّد بن الزين مُحَمَّد بن رسْلَان بن فَخر الْعَرَب أَبُو الْعَبَّاس الحلوجي بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَضم اللَّام الْمُشَدّدَة وَقبل يَاء النِّسْبَة جِيم الأَصْل الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كأبيه بالسيرجي. / ولد فِي أَوَاخِر سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة بعد قتل الْأَشْرَف شعْبَان بِنَحْوِ عشرَة أَيَّام بالمحلة وَحفظ بهَا الْقُرْآن والمنهاج وَغَيرهمَا وَقدم الْقَاهِرَة فَأخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الأبناسي والبلقيني وَالشَّمْس الْعِرَاقِيّ والبدر الطنبذي وَحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ وَغَيره والنحو عَن ابْن خلدون والشهاب أَحْمد بن أبي بكر الْعَبَّادِيّ الْحَنَفِيّ وَعنهُ وَعَن الشهَاب أَحْمد بن شاور العاملي الشَّافِعِي أَخذ الْفَرَائِض وأذنا لَهُ فِي إقرائها فِي آخَرين، وَكَانَ يذكر أَنه سمع على البُلْقِينِيّ والعراقي وَالصَّلَاح الزفتاوي فِي سنة أَربع وَتِسْعين، وَهُوَ مُمكن وَلَكِن لم نقف عَلَيْهِ، نعم أجَاز لَهُ الشهَاب بن الهائم وَابْن خلدون وَابْن الْجَزرِي وَغَيرهم مِمَّن قرض لَهُ منظومته بل أذن لَهُ ابْن الْجَزرِي فِي إقراء الْفَرَائِض والحساب وَشهد لَهُ بالأهلية، وناب قَدِيما فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وَصَارَ من أَعْيَان النواب، وَلكنه لكَونه هُوَ وَصَاحبه الْعِزّ بن عبد السَّلَام لم يتحاميا الرّكُوب مَعَ
الرهوي نالتهما بعض الْمَشَقَّة من الْجلَال كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين من تَارِيخه وَكَذَا لكَونه سمع الدَّعْوَى على الْمُحب بن الْأَشْقَر بِبَاب الْمَنَاوِيّ أَقَامَ مُدَّة معزولا مَعَ تصديه للإفتاء والتدريس سِنِين بل وصنف الطّراز الْمَذْهَب فِي أَحْكَام الْمَذْهَب وَعمل قَدِيما أرجوزة فِي ثلثمِائة بَيت وَثَلَاثَة عشر بَيْتا عدد الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ مُشْتَمِلَة على الْحساب والفرائض والوصايا والجبر والمقابلة والخطأين والتناسب وَالْوَلَاء وَغير ذَلِك مَعَ صغر حجمها سَمَّاهَا المربعة لِأَنَّهُ جعلهَا أَرْبَعَة أَقسَام وقف عَلَيْهَا فِي سنة سبع وَتِسْعين غير وَاحِد من أَئِمَّة الشَّأْن وبالغوا فِي تقريظها وَالثنَاء على ناظمها مِنْهُم ابْن الهائم وَوَصفه بالعلامة وَأثْنى عَلَيْهَا وَاسْتظْهر بهَا لإمامة ناظمها وَكتب النَّاظِم عَلَيْهَا شرحا فِي مُجَلد تلقى ذَلِك عَنهُ مَعَ غَيره من كتب الْفَنّ وَغَيره غير وَاحِد من الْفُضَلَاء، وَكنت مِمَّن سمع من فَوَائده ونظمه كَمَا أثبت شَيْئا مِنْهُ فِي معجمي وَعرضت بعض محفوظاتي عَلَيْهِ، وَحج وخطب بالصالحية وتصدر بِجَامِع الْأَزْهَر بوقف فَيْرُوز الناصري، وَكَذَا درس بالطوغانية بِرَأْس حارة برجوان(2/249)
وبالحجازية بِرَأْس المنجبية من الشَّارِع كلهَا من واقفيها بل هُوَ الَّذِي كتب وقف أَولهَا، وَكَانَ رجلا طوَالًا مفوها بارعا فِي الشُّرُوط حسن الْخط مستحضرا لكثير من الْفِقْه مُتَقَدما فِي الْفَرَائِض مُتَأَخِّرًا فِي الْفَهم قَالَ البقاعي مبالغا فِي أذيته جَريا على عَادَته بعد قَوْله إِن أَبَاهُ كَانَ يلقب شغيلة بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة مُشَدّدَة مِمَّا لَيْسَ فِي ذكره فَائِدَة تتَعَلَّق بالمترجم وَهُوَ من أَعْيَان نواب الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ أَو عينهم علما وَقدم هِجْرَة واشتغال غير أَن قلمه فِي التصنيف أحسن من لِسَانه ويخطئ كثيرا فِي الْبَحْث ويتنقل ذهنه من مَسْأَلَة إِلَى أُخْرَى ويجازف فِي النَّقْل لَا يتَوَقَّف أَن ينْسب لمَذْهَب الشَّافِعِي مهما خطر فِي ذهنه بل وَإِلَى نَص الشَّافِعِي ثمَّ حكى أَشْيَاء من مجازفاته قَالَ وَهُوَ مُتَكَلم فِيهِ من جِهَة الْقَضَاء وَغَيره فَالله تَعَالَى يوفقنا وإياه لما يرضيه أَو يعجل لَهُ قَضَاء الْمَوْت ليستريح النَّاس مِنْهُ. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ فِي جَامع الْأَزْهَر بعد عصر الْجُمُعَة حَيْثُ لم يسْعد وَلَده بِإِخْرَاجِهِ وَقت الْجُمُعَة تقدم النَّاس البُلْقِينِيّ وَدفن بتربة أَنْشَأَهَا بالصحراء رَحمَه الله وإيانا.
698 - أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن معالي بن مُحَمَّد الشهَاب أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف بالزعيفريني. / ولد فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء عشر ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَكَانَت لَهُ فَضِيلَة فِي نظم الشّعْر وَغَيره وَجمع ديوَان
نظمه وَكَانَ يزْعم أَنه يعلم علم الْحَرْف ويستخرج من الْقُرْآن مَا يعلم بِهِ علم المغيبات وخدع بذلك طَائِفَة من الْأُمَرَاء فِي الْأَيَّام الناصرية وَغَيرهم من الأكابر وتحرك لَهُ حَظّ راج بِهِ مديدة يسيرَة وأثرى ثمَّ ركدت رِيحه وامتحن فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقطع النَّاصِر لِسَانه وعقدتين من أَصَابِع يمناه لَكِن رفق الْمُتَوَلِي لذَلِك بِهِ فِي قطع لِسَانه بِحَيْثُ لم يكن بمانع لَهُ من الْكَلَام غير أَنه لم يبد ذَلِك إِلَّا بعد النَّاصِر بل وَصَارَ يكْتب باليسرى مَعَ أَنه لم يرج لَهُ أَمر بعد بل انْقَطع حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي ربيع الأول سنة ثَلَاثِينَ وَكَانَ السَّبَب فِي امتحانه أَنه نظم لجمال الدّين الاستادار ملحمة أَوْهَمهُ أَنَّهَا قدمية وفيهَا أَنه تملك مصر هُوَ وَولده من بعده وَمن نظمه وَكتبه بِيَدِهِ الْيُسْرَى بعد تَعْطِيل الْيُمْنَى وَأرْسل بِهِ للصدر عَليّ بن الأدمِيّ:
(لقد عِشْت دهرا فِي الْكِتَابَة مُفردا ... أصور مِنْهَا أحرفا تشبه الدرا)
(وَقد عَاد خطي الْيَوْم أَضْعَف مَا ترى ... وَهَذَا الَّذِي قد يسر الله لليسرى)(2/250)
فَأَجَابَهُ الصَّدْر بقوله:
(لَئِن فقدت يمناك حسن كِتَابَة ... فَلَا تحْتَمل هما وَلَا تعتقد عسرا)
(وأبشر ببشر دَائِم ومسرة ... ففد يسر الله الْعَظِيم لَك الْيُسْرَى)
وَمِمَّا كتبه عَنهُ شَيخنَا الزين رضوَان العقبي مَا أنْشدهُ إِيَّاه من نظمه فِي مستهل صفر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة فِي الشفا:
(هَذَا الشِّفَاء من السقام حَقِيقَة ... لَا مَا روى بقراط أَو جاليس)
(سر إِذا مَا الراح سرت أنفسا ... دارت على الْأَرْوَاح مِنْهُ كؤس)
(شرف بِهِ خص النَّبِي مُحَمَّد ... دون الورى فمديحه تقديس)
(جدعت أنوف الْمُشْركين ونكست ... بصفاته للملحدين رُؤْس)
(وَعلا بِهِ من قبل آدم رُتْبَة ... حسدا عَلَيْهَا قد هوى إِبْلِيس)
(أهْدى عِيَاض للنفوس بنعته ... أنسا تميل براحه وتميس)
(من كل معنى قد حكى نفس الصِّبَا ... يحويه لفظ كالمدام نَفِيس)
(طلعت بلَيْل النَّفس أقمار لَهُ ... وبدت بصبح الطرس مِنْهُ شموس)
(لَو شاهدت بلقيس وصف كِتَابه ... نزلت لَهُ عَن عرشها بلقيس)
وَقَوله مكتفيا مضمنا موريا:)
(إِنِّي تجنبت المديح لِأَنَّهُ مثل الْهوى ... خلت الديار فَلَا كريم يرتجى مِنْهُ النَّوَى)
وَأَشَارَ إِلَى قَول إِبْرَاهِيم الأديب الْعزي:
(خلت الديار فَلَا كريم يرتجى ... مِنْهُ النوال وَلَا مليح يعشق)
وَهُوَ مِمَّن قرض سيرة الْمُؤَيد لِابْنِ ناهض.
أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد البانياسي سَيَأْتِي فِيمَن لم يسم جده.
699 - أَحْمد بن يُوسُف بن مَنْصُور بن فضل بن عَليّ بن أَحْمد بن حسن الْفَزارِيّ البسكري المغربي وَالِد نَاصِر بن مرني الْآتِي. / كَانَ من أُمَرَاء الْعَرَب صَاحب ثروة وَمَعْرِفَة فَغَضب السُّلْطَان مِنْهُ فأوقع بِهِ ونكبه وَأهل بَيته فِي غيبَة وَلَده بِالْقَاهِرَةِ وَذَلِكَ بعد سنة ثَلَاث وَكَانَ ذَلِك باعثا لوَلَده على الِاسْتِقْرَار بهَا حَتَّى مَاتَ. أَفَادَهُ شَيخنَا فِي تَرْجَمَة ابْنه من مُعْجَمه وأنبائه وأفرده المقريزي فِي عقوده.
700 - أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب الحوراني الدِّمَشْقِي الْعدْل الرضي الْفَقِيه. / مَاتَ فِي يَوْم السبت عَاشر جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس وَكَانَت جنَازَته حافلة.(2/251)
701 - أَحْمد بن يُوسُف الشهَاب الْخَطِيب ويلقب درابة بِضَم الْمُهْملَة وَتَشْديد الرَّاء وَبعد الْألف مُوَحدَة / اشْتغل قَلِيلا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود دهرا طَويلا وَعمل توقيع الحكم ثمَّ توقيع الدرج ثمَّ الدست وَكَانَ سليم الْبَاطِن قَلِيل الشَّرّ مَعَ غَفلَة. مَاتَ فِي رَجَب سنة خمس وَأَرْبَعين وَقد قَارب التسعين. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
702 - أَحْمد بن يُوسُف الأديب شهَاب الدّين الرعيني. / مَاتَ فِي سنة ثَلَاثِينَ. قَالَه ابْن عزم.
703 - أَحْمد بن يُوسُف البانياسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ / قَرَأَ بالروايات وَسمع الحَدِيث من سنة سبعين من بعض أَصْحَاب الْفَخر وَغَيرهم. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عَن سبعين سنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وسمى بَعضهم جده مُحَمَّدًا.
704 - أَحْمد بن يُوسُف الْبِسَاطِيّ القاهري الْمَالِكِي. / أَظُنهُ رَفِيق المقسمي وَصَاحب خَالِي وَلذَا شَهدا فِي أسجال عَدَالَته.
أَحْمد بن يُوسُف الكوراني. / مضى فِيمَن جده إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان وَأَنه مضى غَلطا فِي أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بِدُونِ يُوسُف.
705 - أَحْمد بن يُوسُف المرداوي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن يُوسُف. / نَاب فِي قَضَاء بَلَده بل وَفِي
الشَّام أَيْضا وَكَانَ فَقِيها نحويا حَافِظًا لفروع مذْهبه مفتيا لَكِن مَعَ تساهله ونسبته إِلَى قبائح.
وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الْعَلَاء المرداوي قَالَ بَعضهم لَا يعاب بِأَكْثَرَ من ميله لِابْنِ تَيْمِية فِي اختياراته. توفّي فِي صفر سنة خمسين وَقد جَازَ السّبْعين وَلَيْسَ بِابْن ليوسف بن مُحَمَّد بن عمر المرداوي الْآتِي.
706 - أَحْمد بن يُونُس بن سعيد بن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن يعلى بن مدافع بن خطاب بن عَليّ الشهَاب الْحِمْيَرِي القسنطيني المغربي الْمَالِكِي نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بِابْن يُونُس. / ولد فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بقسنطينة، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والرسالة، وتفقه بِمُحَمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الزلدوي وَأبي الْقسم الْبُرْزُليّ وَابْن غُلَام الله القسنطيني وقاسم بن عبد الله الهزبري، وَعَن الأول أَخذ الحَدِيث والعربية والأصلين وَالْبَيَان والمنطق والطب وَغَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وَبِه انْتفع وَغير ذَلِك، وَسمع الْمُوَطَّأ على ثانيهم رَوَاهُ لَهُ عَن أبي عبد الله بن مَرْزُوق الْكَبِير عَن الزبير بن عَليّ المهلبي وَأخذ شرح الْبردَة وَغَيرهَا عَن مؤلفها أبي عبد الله حفيد ابْن مَرْزُوق حِين قدومه عَلَيْهِم وتلا بالسبع على بلديه يحيى وارتحل لِلْحَجِّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فَأخذ عَن الْبِسَاطِيّ شَيْئا من العقليات وَغَيرهَا وَعَن شَيخنَا والعز عبد السَّلَام الْقُدسِي والعيني وَابْن الديري وَآخَرين وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ على طَرِيقَته فِي الِاشْتِغَال إِلَى أَن حج أَيْضا بعد الْأَرْبَعين وجاور بِمَكَّة(2/252)
حِينَئِذٍ وَسمع على الْأَخَوَيْنِ الْجلَال وَالْجمال ابْني المرشدي فِي الْعلم والْحَدِيث وعَلى الزين بن عَيَّاش وَأبي الْفَتْح المراغي وَطَائِفَة وتكرر بعد ذَلِك ارتحاله من بَلَده لِلْحَجِّ مَعَ الْمُجَاورَة فِي بَعْضهَا إِلَى أَن قطن مَكَّة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَتزَوج بهَا وتصدى فِيهَا لإقراء الْعَرَبيَّة والحساب والمنطق وَغَيرهَا فَأخذ عَنهُ غير وَاحِد من أَهلهَا والقادمين عَلَيْهَا وَكَذَا جاور بِالْمَدِينَةِ غير مرّة ثمَّ قطنها وأقرأ بهَا أَيْضا وَقدم فِي غُضُون ذَلِك الْقَاهِرَة أَيْضا فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وسافر مِنْهَا إِلَى الْقُدس وَالشَّام وكف بَصَره وجزع لذَلِك وَأظْهر عدم احْتِمَاله وقدح لَهُ فَمَا أَفَادَ ثمَّ أحسن الله إِلَيْهِ بِعُود ضوء إِحْدَاهمَا وَقد لَقيته بِمَكَّة ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ واغتبط بِي وَالْتمس مني إسماعه القَوْل البديع فَمَا وافقته فقرأه أَو غالبه عِنْد أحد طلبته النُّور الْفَاكِهَانِيّ بعد أَن استجازني هُوَ بِهِ وَسمع مني بعض الدُّرُوس الحديثية وَسمعت أَنا كثيرا من فَوَائده ونظمه وأوقفني على رِسَالَة عَملهَا فِي تَرْجِيح ذكر السِّيَادَة فِي الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا عبد أَن استمد مني فِيهَا وَكَذَا رَأَيْت لَهُ اجوبة عَن أسئلة وَردت من صنعاء
سَمَّاهَا رد المغالطات الصنعانية وقصيدة امتدح بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَولهَا:
(يَا أعظم الْخلق عِنْد الله منزلَة ... وَمن عَلَيْهِ الثنا فِي سَائِر الْكتب)
وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة والحساب والمنطق مشاركا فِي الْفِقْه والأصلين والمعاني واليبان والهيئة مَعَ إِلْمَام بِشَيْء من عُلُوم الْأَوَائِل عَظِيم الرَّغْبَة فِي الْعلم والإقبال على أَهله قَائِما بالتكسب خَبِيرا بالمعاملة ممتهنا لنَفسِهِ بمخالطة الباعة والسوقة من أجلهَا وَلم يزل مُقيما بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله.
707 - أَحْمد بن يُونُس الْفَاضِل شهَاب الدّين الْغَزِّي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي وَالِد إِبْرَاهِيم الضَّعِيف الْمَاضِي، / أرخ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَفَاته فِي سنة ثَلَاث وَوَصفه بِالْفَضْلِ.
708 - أَحْمد بن يُونُس الشهَاب الصَّفَدِي قاضيها الشَّافِعِي صهر الشَّمْس بن حَامِد / ولي قضاءها غير مرّة صرف فِي بَعْضهَا بالعيزري ثمَّ أُعِيد فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعين.
709 - أَحْمد ين يُونُس التلواني الأَصْل الْحُسَيْنِي / سكنا سبط السَّيِّد النسابة، سمع عَلَيْهِ وعَلى غَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ.
710 - أَحْمد بن شمس الْأَئِمَّة السرائي الْوَاعِظ. / لقِيه ابْن عربشاه فِي خوارزم فَأخذ عَنهُ وَقَالَ أَنه كَانَ يُقَال لَهُ ملك الْكَلَام الْفَارِسِي والتركي والعربي.
أَحْمد بن السَّيِّد صفي الدّين الأيجي / مضى فِي ابْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله.
711 - أَحْمد نور الدّين ويدعى حاجي نور بن عز الدّين بن نور الدّين اللاري(2/253)
البيد شهيوري وَيعرف بِخِدْمَة السَّيِّد قَاضِي الْحَنَابِلَة بالحرمين / وَهُوَ بِنور أشهر. مِمَّن سمع مني بالحرمين أَشْيَاء وَلَا بَأْس بِهِ.
أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس بن الضياء الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن أَحْمد بن الضياء مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن طرخان.
712 - أَحْمد الشهَاب بن الْأَذْرَعِيّ الْمَالِكِي / قَاضِي طرابلس ومحدثها. قتل فِي مقتلة افتات بهَا نائبها فِي سنة اثْنَتَيْنِ.
أَحْمد الشهَاب بن أصيل. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عُثْمَان.
713 - أَحْمد الشهَاب بن البابا. / تميز فِي الْقرَاءَات وتلا عَلَيْهِ لأبي عَمْرو والحسام بن حريز.
714 - أَحْمد الشهَاب بن البشازي بِكَسْر الْمُوَحدَة ثمَّ شين مُعْجمَة خَفِيفَة بعْدهَا زَاي مُعْجمَة / من
عُلَمَاء دنجية أَو دمياط قَرَأَ عَلَيْهِ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله الدنجيهي.
715 - أَحْمد الشهَاب الكيلاني الأَصْل الْمَكِّيّ الشهير بِابْن خواجا. / مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْأَحَد سلخ ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَأوصى للْقَاضِي وَغَيره، وَهُوَ أَخُو أبي الْقسم بن محب الدّين لأمه وَاسم أَبِيه أَبُو بكر بن عَليّ.
716 - أَحْمد الشهَاب بن الدِّيوَان / استادار حلب ثمَّ وَكيل السُّلْطَان بعد ابْن الصوة. سلخ فِي تَاسِع جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين بِالْقَاهِرَةِ وَقد جَازَ السّبْعين وَاسم أيبه أَبُو بكر.
717 - أَحْمد الشهَاب بن الشَّرِيفَة الْقُدسِي ثمَّ الْمَكِّيّ وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمولى / مِمَّن كَانَ يتكسب بالكتب وَغَيرهَا وَله إحساس فِي النّظم وَنَحْوه امتدح شَيخنَا وَغَيره وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسبعين.
718 - أَحْمد الشهَاب الدِّمَشْقِي وَيعرف بِابْن الصاحب / كَانَ أولاديران لبَعض الْأُمَرَاء ثمَّ عمل نَقِيبًا لِابْنِ عمته القطب الخيضري ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء عَن ابْن الفرفور فَلَمَّا توفّي القطب طلب لمصر فَتوجه وانزعج عَن مكالمة الْملك وتعلل حَتَّى مَاتَ فِي ثَالِث شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بالقرافة.
أَحْمد الْأَمِير الشهَاب بن الطبلاوي الْوَالِي. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد.
أَحْمد الشهَاب بن الطولوني. / فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله وَفِي وَلَده أَحْمد بن أَحْمد.
719 - أَحْمد الشهَاب بن الفيومية جابي وقف الزِّمَام بِمَكَّة وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن عَليّ / مِمَّن يحفظ الْقُرْآن وَمَات فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين.
أَحْمد الشهَاب بن المراحل. / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد.
720 - أَحْمد الشهَاب بن مونن السخاوي الْمَالِكِي. / برع فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأصوله وَغَيرهَا وتصدى للإقراء بأبوتيج وَكَانَ مُقيما بهَا وبالقاهرة وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ من الْمَالِكِيَّة السراج بن حريز وَفِي الْعَرَبيَّة الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَسمعت أَنه كَانَ يحضر عِنْد شَيخنَا(2/254)
فِي الْإِمْلَاء بالكاملية بل كَانَ يحضر دروس أبي الْقسم النويري إِلَى آخر وَقت وَيَزْعُم أَنه أَخذ عَن بهْرَام وَأَنه عمر بِحَيْثُ جَازَ التسعين أَو قاربها وَمَات فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.
721 - أَحْمد الشهَاب الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي بن النّحاس. / أحد الْفُسَّاق مِمَّن استنابه الْمَالِكِي عَجزا وَغَلَبَة بِبَدَل ثلثمِائة دِينَار لمن ألزمهُ بذلك ثمَّ عَزله وَمَات بعد مصروفا فَجْأَة سقط عَن فرسه بِبَاب جيرون
فَمَاتَ فِي سَاعَته سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
أَحْمد الشهَاب أَبُو الْبَقَاء الزبيرِي / فِي ابْن حُسَيْن بن عَليّ.
أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس اللجائي المغربي الفاسي الْمَالِكِي، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ.
أَحْمد الشهَاب أَبُو الْعَبَّاس المغراوي المغربي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الشهَاب الْحِجَازِي وَغَيره فِي النَّحْو وَغَيره. وَمضى فِي ابْن مُحَمَّد.
722 - أَحْمد علم الدّين أَبُو الْعَبَّاس الحصني الشَّافِعِي، / كتب عَنهُ يُوسُف بن تغري بردي نظما لَهُ فِي حريق بولاق الْكَائِن فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكَذَا فِي نيل مصر قَوْله:
(عجبت من نيل مصر ... لما وافى بالزياده)
(وجاءنا بوفاءال ... حسني لنا وزياده)
(سُبْحَانَ من من فضلا ... وعَلى الورى وَأَعَادَهُ)
(فِي كل عَام وأجرى ... بالجبر فِي الْكسر أَعَادَهُ)
723 - أَحْمد الشهَاب الأبشيهي الْمُقْرِئ بنواحي جَامع الطباخ وخال شمس الدّين بن طرطور الْمُقْرِئ / لكَونه أَخا أمه من الرَّضَاع وَلذَا جود عَلَيْهِ المدوري للسوسي فِي ختمتين حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ وَلم يدر على من قَرَأَ.
724 - أَحْمد الشهَاب الْأَزْهَرِي الغزولي بالسرب. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
725 - أَحْمد الشهَاب الأقباعي الدِّمَشْقِي الصُّوفِي القادري الشَّافِعِي. / ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ عَن مَشَايِخ دمشق قبل الْفِتْنَة وَسمع مِنْهُم وَكَذَا أَخذ عَن الشَّيْخ أبي بكر الْموصِلِي وَلزِمَ النّظر فِي الْإِحْيَاء ومنهاج العابدين والدرة الفاخرة وَغَيرهَا من تصانيف الْغَزالِيّ مَعَ الْعِبَادَة والتخلق بالأخلاق الشَّرِيفَة حَتَّى صَارَت لَهُ جلالة ووجاهة وَلأَهل الشَّام فِيهِ ميزد اعْتِقَاد وَله فِيهَا زَاوِيَة بهَا أَصْحَاب ومريدون وَكَانَ أَولا يخيط الأقباع ثمَّ ترك. مَاتَ بِدِمَشْق فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين رَحمَه الله.
أَحْمد الشهَاب الباريني الْمحلي الشَّافِعِي. / مِمَّن تفقه عَلَيْهِ بالمحلة الْمُحب بن الإِمَام. مضى.
أَحْمد الشهَاب البامي، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
أَحْمد الشهَاب البجائي الْحِمْيَرِي. / فِي ابْن عَليّ بن مُوسَى.
أَحْمد الشهَاب البوتيجي. / مِمَّن سمع بِمَكَّة على التقي بن فَهد وَهُوَ ابْن مُحَمَّد(2/255)
بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد، مضى.
726 - أَحْمد الشهَاب الْحِجَازِي نزيل الْقَاهِرَة الْقَدِيمَة / وَقيل إِنَّه يلقب كلوت كَانَ فِي أول أمره بحانقيا بسوق أَمِير الجيوش ثمَّ تحول وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَغَيرهَا وَأخذ بَيْتا بالظاهرية الْمشَار إِلَيْهَا كَانَ بيد الجمالي بن السَّابِق ثمَّ خلْوَة الكماخي بهَا وسكنها وَتكلم فِي خزانَة كتبهَا وَفِي غَيرهَا من جهاته لكَونه فِي ذَلِك كُله من جِهَة ناظرها بل كَانَ الْمُتَكَلّم فِيهَا وَكنت أرى مِنْهُ عقلا وسكونا. مَاتَ فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَتِسْعين عَن بضع وَسِتِّينَ ظنا.
727 - أَحْمد الشهَاب الحجيراني اللؤْلُؤِي / كَانَ أَبوهُ خطيب قَرْيَة حجيرا فَنَشَأَ هَذَا فِي طلب الْعلم وَقَرَأَ على ابْن الْحباب ثمَّ صحب الشَّيْخ الْموصِلِي وَحصل كتبا كثيرا وَكَانَ يرتزق من ثقب اللُّؤْلُؤ.
مَاتَ بقريته فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين عَن نَحْو السِّتين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
728 - أَحْمد الشهَاب الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بخازوق / ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بحلب مرَارًا وَصرف فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِابْن الرسام فَدخل الْقَاهِرَة ساعيا فِي الْعود فَلم يتهيأ إِلَّا بعد مُدَّة وَرجع فَمَرض بِدِمَشْق وَدخل حلب فِي محفة لعَجزه بِالْمرضِ فاستمر قَلِيلا ثمَّ مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا أَيْضا.
729 - أَحْمد الشهَاب الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي / رَئِيس المؤذنين بجامعها، مَاتَ بهَا فَجْأَة فِي خَامِس جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي علم الْهَيْئَة وَلم يخلف بدمش فِيهِ مثله وَاسْتقر بعده فِي الرياسة شمس الدّين الْحِمصِي.
730 - أَحْمد الشهَاب الْحِمصِي ثمَّ الدِّمَشْقِي / الْمُقِيم فِيهَا بزاوية أَحْمد الأقباعي الْمَاضِي قَرِيبا. كَانَ بارعا فِي الْفَرَائِض أَخذهَا عَنهُ التَّاج بن عرب شاه.
أَحْمد الشهَاب الْحِمْيَرِي. / فِي البجائي وَأَنه ابْن عَليّ بن مُوسَى.
731 - أَحْمد الشهَاب الْحَنَفِيّ / قَاضِي طرابلس. قتل فِي مقتلة افتات فِيهَا نائبها سنة اثْنَتَيْنِ.
732 - أَحْمد الشهَاب الدَّمِيرِيّ / كَانَ فَاضلا يستحضر كثيرا من الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة وناب فِي الحكم بِبَعْض النواحي وبالقاهرة وَمرض مُدَّة طَوِيلَة بوجع الظّهْر ثمَّ بالإسهال. مَاتَ فِي حادي عشري صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَظنهُ جَازَ السِّتين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
733 - أَحْمد الشهَاب السَّاعِي الْحلَبِي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَفِيف عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد.)
الشريف الإسحاقي الْقُرْآن.
أَحْمد الشهَاب السخاوي. / مضى قَرِيبا فِيمَن يعرف بِابْن مونن.
734 - أَحْمد الشهَاب السنهوري / التَّاجِر بالشرب المتزوج بابنة أخي فتح الدّين(2/256)
الْمُؤَذّن بِجَامِع صلم.
مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَيُحَرر مَعَ أَحْمد الشهَاب الْأَزْهَرِي الغزولي الْمَاضِي قَرِيبا.
أَحْمد الشهَاب الشارعي. / مضى فِي ابْن مُحَمَّد.
735 - أَحْمد الشهَاب الصوة. هُوَ ابْن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي ابْن أخي الْمَقْتُول. وَهُوَ الملقب بالصوة / لَهُ نظم سَيَأْتِي مِنْهُ فِي عبيد الله بن عبد الله بل كتب عَنهُ مِنْهُ بِمَكَّة بعد التسعين الْعِزّ بن فَهد.
أَحْمد الشهَاب الطوخي الْحَنْبَلِيّ. / فِي ابْن عبد الله.
أَحْمد الشهَاب الطولوني كَبِير المهندسين / فِي ابْن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ.
أَحْمد الشهَاب الْعَدوي، / فِي ابْن مَحْمُود بن عبد السَّلَام بن مَحْمُود.
736 - أَحْمد الشهَاب الْعَبَّادِيّ. / أحد صوفية الأشرفية. مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخلف تَرِكَة تبلغ ألف دِينَار فَأكْثر مَعَ تقتيره.
737 - أَحْمد الشهَاب الغزاوي وَكيل الخواجا الناصري. / مَاتَ فِي آخر يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد صبح يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ دفن بالمعلاة وَهُوَ ابْن عبد الْوَهَّاب بن تَقِيّ الدّين أبي بكر وَخلف أَخا تَاجِرًا اسْمه شعْبَان كَانَ الْمَيِّت يَقُول أَن مَا مَعَه من المَال لَهُ فَلم يلتفتوا لذَلِك وَلَا لكَونه عصبته وَجَاء مبَاشر نَائِب جدة شاهين الجمالي وداوداره فختموا على بَيته بِحَضْرَة أَخِيه ثمَّ أخذُوا الْأَخ وَجَارِيَة للْمَيت وذهبوا بهما إِلَى جدة وَيُقَال إِن المغري لَهُم عمر النيربي لكَون بَينه وَبَين أَخ الْمَيِّت وَحْشَة وَزعم أَنا مَا مَعَ الْمُتَوفَّى إِنَّمَا هُوَ للناصري فَالله أعلم.
738 - أَحْمد الشهَاب الغزاوي وَكيل الخواجا الناصري الفيومي ثمَّ القاهري / نزيل بَيت شَيخنَا بِبَاب الْبَحْر وَيعرف بِابْن الْخَطِيب كَانَ يُبَاشر عِنْد الدوادار وَغَيره وَفِيه حشمة وإنسانية وفتوة وَرُبمَا نظم ويخطب أَحْيَانًا بِجَامِع المقسي مَعَ مزِيد سمنه والقدح فِيهِ، مَاتَ سنة أَربع وَتِسْعين أَو الَّتِي بعْدهَا.
أَحْمد بن الفيومي. /
739 - أَحْمد الشهَاب الْقَرَوِي المغربي الْمَالِكِي / رجل صَالح متصوف سلك طَرِيق الشاذلية مَعَ ترك مخالطته للملوك والأمراء وَيَجِيء بركب من الغرب لِلْحَجِّ كل سنة فيبجل ويرعى لاعتقاد خَيره وَلما كَانَ فِي آخر سنيه ورد بَيت الْمُقَدّس للزيارة وسافر مَعَ الركب الشَّامي فَمَاتَ بعد الزِّيَارَة وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة فَجْأَة بالجديدة فِي آخر سنة تسع وَسِتِّينَ وَقد اجْتمعت بِهِ فِي الميدان وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله وإيانا.
740 - أَحْمد الشهَاب الْقَزاز، / لقِيه الْمُحب بن الإِمَام الْمحلي بِمَكَّة فَتلا عَلَيْهِ لِابْنِ كثير وَنَافِع وَكَانَ مقرئا.
أَحْمد الشهَاب القمني الْمَالِكِي / فِي ابْن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْهَادِي.
741 - أَحْمد الشهَاب القوصي ثمَّ القاهري، / كَانَ مِمَّن يعتني بِالتِّجَارَة ويسافر إِلَى الْحجاز لذَلِك فِي الْبَحْر وَغَيره ثمَّ صحب التَّقْوَى البُلْقِينِيّ وَولده ولي الدّين ثمَّ(2/257)
الزيني بن مزهر وَاقْتصر عَلَيْهِ وَحج مَعَه فِي الرجبية مَعَ ملازمته التِّلَاوَة ومباشرة تصوف الصلاحية سعيد السُّعَدَاء وَهُوَ فِي آخر عمره أحسن حَالا. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَسبعين رَحمَه الله.
742 - أَحْمد الشهَاب الكاسي الكركي، / بَاشر كِتَابَة سرها ثمَّ التوقيع بِبَلَد الْخَلِيل واستوطنه وَكَانَ قدم الْقُدس فِي حِصَار فرج لشيخ ونوروز بالكرك رَفِيقًا لوالد الشَّمْس بن الغرابيلي وعباس الثَّلَاثَة فِي زِيّ وَاحِد متجندين ذَوي فضل وضخامة. مَاتَ هَذَا سنة خمس وَعشْرين وَكَانَ شَاعِرًا جيدا لَهُ نظم كثير فَمِنْهُ فِي حلاوي:
(وَجه الحلاوي حلا ... أُعِيذهُ بالمرسل)
(بِلَا نَبَات عَارض ... وريقه من عسل)
(عاشقه مكفن قَتِيل ... تِلْكَ الْمقل)
(وسهمه مسير ... من طرفِي المكحل)
(ومدمعي سكب غَدا ... كشبه غيث همل)
(قلبِي عَلَيْهِ ناطف ... يَا ليته لَو من لي)
743 - أَحْمد الشهَاب الكاشف. / عَامي تنقل فِي الخدم حَتَّى ولي كشف التُّرَاب بالغرية وأثرى جدا بِحَيْثُ سعى فِي الاستادارية وَلزِمَ من ذَلِك أَن دبر الاستادار عَلَيْهِ حَتَّى أخرجه السُّلْطَان منفيا إِلَى دمشق فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين.
744 - أَحْمد الشهَاب المارديني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ، / كَانَ حسن الشكالة والخط يتكسب بِالشَّهَادَةِ كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة قَوْله:
(عزمت على حبي بِسُورَة يُونُس ... وَكَانَ نفورا كالظبا فتأنسا)
(وَمَال إِلَى نحوي وَحقّ بَرَاءَة ... لقد نلْت وصلا من عَزِيمَة يونسا)
مَاتَ تَقْرِيبًا بعد سنة أَربع وَسِتِّينَ.
أَحْمد الشهَاب المنيجي وَالِد أبي الْقسم، / مضى فِي ابْن مُحَمَّد.
745 - أَحْمد الشهَاب الْمدنِي وَيعرف بالنشار. / كَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة بل يكثر بهَا الْإِقَامَة قتل فِي رُجُوعه مَعَ نَائِب جدة بالينبوع سنة ثَمَان وَسبعين غير مأسوف عَلَيْهِ.
746 - أَحْمد الشهَاب المعلقي الْمَالِكِي الإِمَام الْعَلامَة الْمسند المعمر. / مَاتَ سنة تسع وَعشْرين عَن نَحْو السّبْعين أَو التسعين ليُوَافق وَصفه بالتعمير.
747 - أَحْمد الشهَاب لمغربي الصنهاجي الْمَالِكِي. / كَانَ إِمَامًا فَاضلا مفننا درس بالأزهر وَغَيره وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع ربيع الأول سنة خمس وَخمسين رَحمَه الله.
748 - أَحْمد الشهَاب المغربي الْمَالِكِي / قاضيهم بطرابلس. أَخذ عَنهُ القَاضِي عبد الْقَادِر بِمَكَّة وَيحْتَمل أَن يكون الَّذِي قبله وَلَكِن تحرر كَونه ولي قَضَاء طرابلس، نعم فِي شُيُوخ القَاضِي أَيْضا عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود(2/258)
الْآتِي وَهُوَ ولي قَضَاء طرابلس جزما.
749 - أَحْمد الشهَاب المنبجي الدِّمَشْقِي. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين.
750 - أَحْمد الشهَاب النشرتي المقرئي الحيسوب. / تَلا عَلَيْهِ الْمُحب بن الإِمَام لأبي عَمْرو بالمحلة.
751 - أَحْمد الشهَاب النفياي بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْفَاء بعْدهَا تَحْتَانِيَّة مثناة نِسْبَة إِلَى بليدَة بِالْوَجْهِ البحري وَيعرف بالزلباني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ من مشاهير الطّلبَة عِنْد قدماء الْمَشَايِخ ثمَّ نزل فِي فقاهة المؤيدية وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
752 - أَحْمد الشهَاب النفادي. / مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن الصَّدْر أَحْمد الزفتاوي.
753 - أَحْمد الشهَاب الهيثمي. / تَلا عَلَيْهِ الحسام بن حريز لأبي عَمْرو.
754 - أَحْمد الشهَاب الْمَعْرُوف باليمني / أحد قراء الجوق بِالْقَاهِرَةِ تلمذ لِابْنِ الطباخ وَقَرَأَ مَعَه وحاكاه، وَكَانَ للنَّاس فِي سَمَاعه رَغْبَة زَائِدَة، مَاتَ فِي صفر سنة خمس وَعشْرين وَلم يخلف بعده من
يقْرَأ على طَرِيقَته قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
أَحْمد بهاء الدّين الْحوَاري الدِّمَشْقِي. / مضى فِي ابْن أبي بكر.
755 - أَحْمد الْفَخر الشيفسكي الشِّيرَازِيّ. / قَالَ الطاوسي قَرَأت عَلَيْهِ بشيراز مُقَدمَات الْعُلُوم كالكافية فِي النَّحْو وَالصرْف للزنجاني وشرحهما للسَّيِّد ركن الدّين والتفتازاني وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لي فِي شهور سنة ثَمَانمِائَة وَالظَّاهِر أَنه تَأَخّر عَنْهَا وَلذَا كتبته.
756 - أَحْمد أَبُو طاقية عمر / نَحْو التسعين. وَمَات سنة تسع وَعشْرين وَدفن عِنْد الشَّيْخ عبد الله المنوفي وَكَانَت إِقَامَته بالظاهرية الْقَدِيمَة لكَونه متزوجا بِأم أَحْمد النحريري الضَّرِير نزيلها وَقد صَحبه جمَاعَة كالسراج الوروري والعز السنباطي وَقَالَ لي إِنَّه إخبره أَنه صحب الشَّيْخ يُوسُف العجمي أشهرا وَأخذ عَنهُ الْمِيقَات الشّرف بن الخشاب.
757 - أَحْمد أَبُو الطرار بن عروس. / مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ.
758 - أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس القبيباتي الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن فريفير / مِمَّن قَرَأَ البُخَارِيّ على مصطفى بن بقطمر الْحَنَفِيّ بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة.
759 - أَحْمد أَبُو الْعَبَّاس بن الْعجل قَاضِي فاس. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن عزم وَقَالَ مرّة أُخْرَى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَحَدهمَا غلط بل رَأَيْت من يُنكر كَونه قَاضِيا وَأَنه كَانَ مدرسا بمدرسة الصهريج بفاس بِالْقربِ من جَامع الأندلس(2/259)
عَالما بعلوم من فقه وعربية وَغير ذَلِك.
760 - أَحْمد ابْن أُخْت جمال الدّين الاستادار وأخو حَمْزَة الْآتِي. / كَانَ مِمَّن صودر فِي محنته مَعَ أقربائه وَآله وخنق فِي ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة.
أَحْمد بن الأكرم، / هُوَ أَحْمد المشرقي يَأْتِي.
761 - أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن رياض الأحمدي. / أَخذ عَن أبي شامة صَاحب الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الأنبابي وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا مَاتَ فِي يَوْم السبت خَامِس عشري رَجَب سنة سِتّ وَخمسين.
762 - أَحْمد بن السِّت التّونسِيّ. / وَصفه ابْن عزم. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ.
763 - أَحْمد بن السرُوجِي الجابي / بوقف المؤيدية. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَقد افْتقر جدا وَعجز بعد أَن كَانَ شَدِيد الباس قوي الرَّأْس وَأَظنهُ جَازَ السِّتين.
764 - أَحْمد بن الشَّهِيد. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ أَولا يتعانى صناعَة الفرى ثمَّ اشْتغل قَلِيلا وباشر فِي ديوَان السُّلْطَان ثمَّ ولي الوزارة وَوَقعت فتْنَة اللنك وَهُوَ وَزِير فاستصحبه مَعَه إِلَى بِلَاده ثمَّ
خلص منم بعد يسير وَورد دمشق فباشر نظر الْجَيْش وَغَيره فِي شعْبَان. وَمَات سنة ثَلَاث.
765 - أَحْمد بن الصلف / أحد فِرَاشِي البيمارستان المنصوري. مَاتَ بِمَكَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ.
أَحْمد بن العجيل. / مضى فِي المكنيين بِأبي الْعَبَّاس.
أَحْمد بن عروس، / مضى فِي المكنيين بِأبي الطرار.
أَحْمد بن فريفر، / فِي المكنيين بِأبي الْعَبَّاس.
أَحْمد بن الْكرْدِي / فِي ابْن إِبْرَاهِيم.
766 - أَحْمد بن المومني / مِمَّن يذكر بَين الْعَوام بالجذب ويعتقد لذَلِك مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر ربيع الأول سنة سبعين وَدفن قَرِيبا من تربة الشَّيْخ خلد الْحَجَّاجِي قبلي جَامع قوصون، أرخه الْمُنِير.
767 - أَحْمد أَخُو الزين الاستادار / لِأَنَّهُ قتل بالمحلة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ عبلا أَخْضَر اللَّوْن ربعَة مُسْرِفًا على نَفسه.
أَحْمد الأقطع. / يَأْتِي فِي أَحْمد الدوادار قَرِيبا.
768 - أَحْمد حلولو الأزليتني ثمَّ الْقَرَوِي المغربي الْمَالِكِي نزيل تونس / مِمَّن أَخذ عَنهُ أَحْمد بن حَاتِم المغربي وَذكر لي أَنه شرح مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل وَجمع الْجَوَامِع والتنقيح للقرافي والإشارات للباجي وعقيدة الرسَالَة وَأَنه فِي سنة خمس وَتِسْعين فِي قيد الْحَيَاة وَلَا يقصر سنة عَن الثَّمَانِينَ، وَقد ولي قَضَاء طرابلس سِنِين ثمَّ عزل عَنْهَا وَرجع إِلَى تونس فأنعم عَلَيْهِ بمشيخة مدارس أعظمها المنسوبة للقائد تنبك عوضا عَن إِبْرَاهِيم الأخدري وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة الحافظين لفروع الْمَذْهَب(2/260)
وَغَيره فِي التَّحْقِيق أمكن وعربيته قَليلَة.
أَحْمد خازوق / فِي الملقبين بشهاب الدّين الْحلَبِي.
أَحْمد ذويبة، / يَأْتِي فِي أَحْمد الصَّامِت قَرِيبا.
769 - أَحْمد الْمَعْرُوف بشكر الروحي، / قدم من الرّوم قبل الْفِتْنَة فَسمع بحلب وحماة وحمص ودمشق وَبَيت الْمُقَدّس وَصَارَ واعظ بِلَاده ثمَّ وعظ بِبَيْت الْمُقَدّس وبالشام بالتركي والعربي والعجمي وأحبه النَّاس واعتقدوه وقطن بَيت الْمُقَدّس وَكَانَت طَرِيقَته حَسَنَة مَرِيضَة ممتعا بِإِحْدَى عَيْنَيْهِ، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد عَاشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَخمسين بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بمقبرة بَاب الرَّحْمَة وبنوا على قَبره قبَّة كَبِيرَة وَلَيْسَ بِتِلْكَ الْمقْبرَة سواهَا وقبة الْعَلَاء الأردبيلي رحمهمَا
الله، وَمن فَوَائده فِي لُغَات الْأصْبع:
(تثليث با اصبع مَعَ شكل همزته ... بِغَيْر قيل مَعَ الأصبوع قد كملا)
أَحْمد كلوت، / فِي الملقبين بالشهاب الْحِجَازِي.
770 - أَحْمد كمونة الصعيدي، / مِمَّن خدم عِنْد الْأَشْرَف قايتباي حِين إمرته فَلَمَّا تسلطن اسْتَقر بِهِ مهتار الشربخاناه وَكَانَ إِلَى الْخَيْر أقرب مَاتَ فِيمَا قيل سنة أَربع وَتِسْعين وَخَلفه فِي وظيفته.
أَحْمد النشار. / فِي الملقبين بالشهاب الْمدنِي.
771 - أَحْمد الآثاري / مَاتَ بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
أَحْمد الْأَذْرَعِيّ / فِي ابْن إِبْرَاهِيم.
أَحْمد الأريحي / إِمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة نِيَابَة قَرَأَ عَلَيْهِ الديروطي الْقرَاءَات وَهُوَ ابْن سعد بن مُسلم، مضى.
أَحْمد البامي /، فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد.
أَحْمد البرنقي، / فِي ابْن مُحَمَّد.
772 - أَحْمد البسيلي التّونسِيّ، / مَاتَ سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
773 - أَحْمد الترابي / شيخ صَالح مُعْتَقد عِنْد كثيرين. مَاتَ فَجْأَة فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشري ذِي الْحجَّة سنة خمس وَخمسين وَدفن من الْغَد بزاويته تجاه تربة الأسنوي خَارج بَاب النَّصْر رَحمَه الله.
774 - أَحْمد التِّرْمِذِيّ الْوَاعِظ، / مِمَّن لقبه الشهَاب بن عرب شاه وَأخذ عَنهُ.
775 - أَحْمد الحجافي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
776 - أَحْمد الجمالي / موقت سوسة.
أَحْمد حطيبة / أحد المجاذيب يَأْتِي فِي حطيبة.
777 - أَحْمد الْحَمَوِيّ الْمُقْرِئ، نزيل حلب / رجل صَالح دين ورع أَقَامَ بحلب سِنِين يقرئ النَّاس الْقُرْآن وَيكثر التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة غير ملتفت إِلَى الدُّنْيَا أصلا وفارقها قبل الْوَقْعَة فسكن الْقُدس مُدَّة ثمَّ انْتقل إِلَى طرابلس وَتزَوج حِينَئِذٍ بهَا وَمَات فِيهَا وَجَاء الْخَبَر بذلك إِلَى حلب فِي شَوَّال سنة سبع عشرَة فصلى عَلَيْهِ بجامعها صَلَاة(2/261)
الْغَائِب، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَهُوَ مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن.
778 - أَحْمد الخالدي / أحد الْقُرَّاء بصفد وَكَانَت عِنْده عبَادَة وَخير وَله شهرة، مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
أَحْمد الخشاب المجذوب / مضى فِي ابْن مُحَمَّد بن صَالح.
أَحْمد الْخَواص / هُوَ ابْن عبَادَة بن شُعَيْب.
779 - أَحْمد الْخَواص آخر، / كَانَ أحد رُؤَسَاء قراء الأجواق وَيعْمل المواليد ويتكسب بذلك مَعَ عمل الخوص وَله نظم مِنْهُ كثير فِي المدائح النَّبَوِيَّة واقترح عَلَيْهِ الشهَاب الْحِجَازِي النّظم فِي طَرِيق ابْن سكرة حَيْثُ قَالَ مِمَّا اقتفى شَيخنَا أَثَره فِي قَوْله جَاءَ الشتَاء وَعِنْدِي من حَوَائِجه الأبيات فَقَالَ:
(مَا باله الْمَرْء فِي دُنْيَاهُ أحسن من ... أَشْيَاء سَبْعَة لم تنقص عَن الْعدَد)
(صَبر وصون وصنوان وصادحة ... وصرة وَصفا ود وَصرف يَد)
780 - أَحْمد الْخَواص آخر / أحد المعتقدين بِمَكَّة، مَاتَ غريقا فِي توجهه لسواكن سنة عشْرين، ذكره ابْن فَهد.
781 - أَحْمد الدهماني القيرواني المغربي نزيل طرابلس. / مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَقد أَلممْت بِهِ فِي حوادثها.
782 - أَحْمد الدوادار نَائِب الاسكندرية وَيعرف بالأقطع، / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَوَصفه الْعَيْنِيّ بالأسود وَأَشَارَ إِلَى أَن وَالِده كَانَ طرقيا يفرش البسطات بالرميلة وَغَيرهَا بِحَيْثُ أَن وَلَده لما خدم الأتراك صَار يستنكف مِنْهُ بل رُبمَا أنكرهُ وَقد بَاشر الدوادارية الصُّغْرَى للأشرف وَكَذَا الذردكاشية ثمَّ النِّيَابَة وَأقَام مِقْدَار شَهْرَيْن وَكَانَ لما ابْتَدَأَ ضعفه اسْتَأْذن فِي التَّحَوُّل إِلَى فوة ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة وَلم يلبث بهَا سوى يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَمَات وَاسْتقر بعده فِي الينابة جَانِبك الناصري.
783 - أَحْمد الدوري شيخ الفراشين بِمَكَّة وخال لمُحَمد بن يسق. /
أَحْمد الزَّاهِد / اثْنَان ابْن أبي بكر بن أَحْمد وَابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.
أَحْمد الزواوي / اثْنَان أَحدهمَا الْمُقِيم بالأزهر وَهُوَ ابْن صَاح بن خلاسة وَالثَّانِي ابْن سُلَيْمَان بن نصر الله.
أَحْمد الذروي / فِي ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ.
أَحْمد السخاوي جمَاعَة ابْن مُحَمَّد بن زين أَو مونن وَابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَابْن قَاضِي الْمَالِكِيَّة بِطيبَة شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر. /
أَحْمد السطوحي. / فِي ابْن خضر.
أَحْمد السعودي الْحَنَفِيّ / فِي ابْن يُوسُف بن أَحْمد.(2/262)
784 - أَحْمد السلاوي ثمَّ التّونسِيّ المغربي الْمَالِكِي / تقدم فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غَيرهَا وانتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ عمر القلجاني بل قَالَ لي الشهَاب بن حَاتِم المغربي أَنه أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة قَالَ وَكَانَ شَيخا مسنا فَقِيها نحوبا مِمَّن لَقِي ابْن عَرَفَة وَغلب عَلَيْهِ الاشتهار بِالْعَرَبِيَّةِ مَعَ تقدمه فِي غَيرهَا سِيمَا الْفِقْه، مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بتونس فِي الطَّاعُون.
785 - أَحْمد السلوي المغربي / كَانَ فَاضلا صَالحا، مَاتَ سنة ثَلَاث وَخمسين.
786 - أَحْمد السنبلي الْجَبَّار، / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة أَربع وخسمين.
787 - أَحْمد الشَّامي النجار / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب.
788 - أَحْمد الشربيني ثمَّ السنباطي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الأديب / قدم سنباط فدرس بهَا وَكَانَ يحفظ الْحَاوِي ويوصف بِالْعلمِ والشجاعة وَالْكَرم وانتفع بالعز بن جمَاعَة وَكَانَ الْعِزّ يَقُول عَن ذهنه أَنه لَا يقبل الْخَطَأ، وتنزل صوفيا بالجمالية وَكَانَ يقْرَأ على شَيخنَا همام الدّين وَوَصفه الْعَلَاء بن المغلي الناصري بن الْبَارِزِيّ فَأحْضرهُ لإقراء وَلَده الْكَمَال، مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة تسع عشرَة أفادني تَرْجَمته الْعِزّ السنباطي.
789 - أَحْمد الشربيني ثمَّ القاهري / أحد صوفية سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا نسخ بِخَطِّهِ أَشْيَاء وَهُوَ الْآن فِي سنة خمس وَتِسْعين. حَيّ.
أَحْمد الشغري جمَاعَة ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر وَابْن. /
790 - أَحْمد الشماع قَاضِي الْمحلة، / مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ.
791 - أَحْمد السيدي التّونسِيّ، / مَاتَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين أرخه ابْن عزم.
أَحْمد الصَّابُونِي وَالِد الْعَلَاء / فِي ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.
792 - أَحْمد صارو وَمَعْنَاهُ بالتركية الْأَشْقَر، / كَانَ من الأتراك المقربين فَيرى الْفُقَرَاء المتصوفة مَعَ مُخَالطَة أُمَرَاء الدولة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة برقوق واستوطن دمشق حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع عشرَة وَهُوَ فِي عشر السِّتين، أثنى عَلَيْهِ المقريزي فِي عقوده وَأَنه حسن الِاعْتِقَاد كثير
الْإِنْكَار على المبتدعين محب فِي السّنة وَأَهْلهَا وَنقل عَنهُ فِي عدم إِجَابَة الدُّعَاء على الظَّالِمين مَعَ الْعلم بورود إِجَابَة الْمَظْلُوم مِمَّا صدقه فِيهِ أَنه لم يبْق مظلوم فِي الْحَقِيقَة بل كل يظلم فِي الْمَعْنى الَّذِي هُوَ فِيهِ من لَهُ قدرَة على ظلمه وَلَا يتَخَلَّف إِلَّا للعجز، وَأَنه قَالَ لَهُ عَن الظَّاهِر برقوق يرى ذَا عجيبا قَالَ لَهُ لَا يلْتَفت لما فِي البُخَارِيّ وَمُسلم إِذْ أَكثر مَا فيهمَا كذب فَقَالَ لَهُ برقوق يَا شيخ إنَّهُمَا كَانَا فِي زمن لَو كذب فِيهِ أحد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَتَلُوهُ انْتهى.(2/263)
793 - أَحْمد الصَّامِت المجاور بِبَاب جَامع الظَّاهِر وَيعرف بذويبة، / مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَدفن فِي زَاوِيَة هُنَاكَ على الطَّرِيق وَكَانَ مُعْتَقدًا، ذكره الْمُنِير.
أَحْمد الصَّيْرَفِي العجمي نزيل مَكَّة، / مَاتَ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمضى فِي ابْن عبد الله بن عمر بن أَحْمد.
أَحْمد الصعيدي كمونة / مضى قَرِيبا.
أَحْمد الصندلي / فِي ابْن مُحَمَّد بن حسن بن أبي الْحسن.
أَحْمد الصنهاجي المغربي / بالملقبين بالشهاب.
أَحْمد الطوخي جمَاعَة: / فِي ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن رَجَب وَابْن مُحَمَّد بن قَاسم وَابْن أَحْمد بن فَخر الدّين عُثْمَان.
794 - أَحْمد العداس شيخ دمشق / صَالح مبارك أعجوبة فِي الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر لَا يهاب فِي ذَلِك أحدا وَله فِيهِ اتِّبَاع ووقائع شهيرة مَعَ عاميته وَهُوَ الَّذِي بنى الْجَامِع بِدِمَشْق خَارج بَاب النَّصْر مِنْهَا بمعاونة أهل الْخَيْر وَكَانَ مَحَله قبل ذَلِك حانة وَقد لقِيه بِدِمَشْق وترافقت مَعَه فِي أثْنَاء طَرِيق الزبداني وَكَذَا رَأَيْته بِالْقَاهِرَةِ حِين قدومه إِيَّاهَا، مَاتَ بعد عصر يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَدفن من الْغَد بمقبرة بَاب الفراديس رَحمَه الله.
795 - أَحْمد العقبي / جابي الأشرفية برسباي مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ، وَابْن مُحَمَّد بن يُوسُف.
796 - أَحْمد العوكلي المغربي الموقت / مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتِّينَ بِمَكَّة، أرخه ابْن فَهد.
797 - أَحْمد الْعَيْنِيّ الشَّامي / مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَخمسين وَأَظنهُ الْمَاضِي.
798 - أَحْمد الغمري المراكبي وَيعرف بِابْن خروب / كَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي أَبنَاء طائفته من جمَاعَة الشَّيْخ
مُحَمَّد الغمري سمع عَليّ يَسِيرا وَمَات فِي لَيْلَة مستهل صفر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.
799 - أَحْمد الفهمي الموقت / بتونس.
800 - أَحْمد الْقرشِي / مَا عَرفته وَلَكِن رَأَيْت لَهُ قصيدة امتدح بهَا فتح الدّين المحرقي أَولهَا:
(يَا صدر حبك سَائِر فِي سائري ... حَتَّى خيالك فِي مَنَامِي زائري)
أَحْمد الْقَرَوِي / اثْنَان مغربيان قَائِد الركب وحلولو.
801 - أَحْمد الْقزْوِينِي ثمَّ الْمَكِّيّ وَيُقَال لَهُ الخواجا مير أَحْمد بِالْمِيم / مَاتَ بِمَكَّة فَجْأَة فِي لَيْلَة مستهل الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين، أرخه ابْن فَهد وَسمي فِي ذيله أَبَاهُ حُسَيْن بن مُحَمَّد وَله دور بِمَكَّة وَجدّة وَكَانَ شرس الْأَخْلَاق ومتعاظما مِمَّن دخل مصر وخالط الأتراك.
802 - أَحْمد القسيطي المرابط / مِمَّن أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه مساعد بن حَامِد وَمَات فِي حُدُود سنة سِتِّينَ.
803 - أَحْمد الْقصير، / مِمَّن لقِيه الشهَاب بن عربشاه وَأخذ عَنهُ.(2/264)
أَحْمد القليجي: / اثْنَان حنفيان أَحدهمَا ابْن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ وَالْآخر ابْن عبد الله بن مُحَمَّد بن عمر ابْن أخي الأول.
أَحْمد القوصي / اثْنَان اتفقَا فِي الْأَب وَالْجد أَيْضا فَمَا ابْنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد.
804 - أَحْمد الْقَيْسِي الفاسي المتلاعب. /
أَحْمد الكلوتاتي / اثْنَان: ابْن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله وَابْن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف.
أَحْمد المتبولي / اثْنَان كل مِنْهُمَا اسْم أَبِيه مُوسَى أقدمهما اسْم جده نصير وَالْآخر اسْم جده أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن.
805 - أَحْمد المرجرلدي نِسْبَة لبني مزجرلدة المغربي الْمَالِكِي / أحد الْعلمَاء المدرسين مَاتَ سنة خمس وَسِتِّينَ
806 - أَحْمد المزدعي المغربي / أَحْوَال وكرامات وَكَانَ عَالما صَالحا مَاتَ فِي الطَّاعُون بِمصْر بعد السّبْعين.
807 - أَحْمد المشرقي الْغَزِّي وَيعرف بِابْن الأكرم. / أحد المجاذيب مِمَّن يذكر فِي بَلَده بكرامات ولأهلها فِيهِ مزِيد اعْتِقَاد وَلم يكن يلوي على أهل وَلَا مَال، مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَنزل نائبها فصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل.
808 - أَحْمد المعلقي، / مَاتَ سنة بضع وَثَلَاثِينَ.
809 - أَحْمد الْمَغَازِي الطَّبِيب تونسي. /
810 - أَحْمد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ. / رَأَيْته أجَاز لمن عرض عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ فَينْظر من هُوَ.
811 - أَحْمد الْمَقْدِسِي الشَّيْخ، / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين.
أَحْمد المكيني ربيب البُلْقِينِيّ / فِي ابْن مُحَمَّد بن بركوت.
812 - أَحْمد الملوتشي الْوَلِيّ الشهير، / مَاتَ فِي سنة بضع وَثَلَاثِينَ.
أَحْمد النحريري الْمَالِكِي. / فِي ابْن عبد الله.
813 - أَحْمد النخلي بِضَم النُّون أَو فتحهَا كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة ثمَّ مُعْجمَة سَاكِنة التّونسِيّ / من علمائها الْمُفْتِينَ الْعُقَلَاء مِمَّن انْتفع بِهِ الْفُضَلَاء وَولي قَضَاء بني زرت من أَعمال تونس مَعَ جُلُوسه للشَّهَادَة بتونس، مَاتَ بالطاعون سنة ثَلَاث وَسبعين وَمن شُيُوخه عمر القلشاني وَابْن عِقَاب وَيَعْقُوب الزعبي.
أَحْمد الهيثمي، / فِي ابْن حسن بن مُحَمَّد.
814 - أَحْمد الْوراق / نزيل الْجَامِع الوَاسِطِيّ ببولاق وَأحد المعتقدين عِنْد الْعَامَّة وَنَحْوهم، مِمَّن زرته ودعا لي وَكَانَ يحجّ فِي كل سنة والفتوحات ترد عَلَيْهِ وَحكى لي أَن بَعضهم سَأَلَهُ الدُّعَاء وَهُوَ جَالس بالروضة النَّبَوِيَّة. فَقَالَ لَهُ يَا قَلِيل الْعقل فِي هَذَا(2/265)
الْمحل وَأَنت عِنْد سيد الْكل هَذَا أَو نَحوه، مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَدفن بالجامع الْمَذْكُور رَحمَه الله تَعَالَى.
815 - أَحْمد يبروق. لقِيه ابْن عربشاه بقرم.
816 - أَحْمد مِمَّن يذكر بالجذب ويعتقد بَين الْعَامَّة، مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سلخ ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ، وَدفن بجوار زَاوِيَة حليمة المبرقعة دَاخل بَاب الشعرية من الْقَاهِرَة وَكَانَ لَا يزَال فِي عُنُقه طبل، أرخه الْمُنِير
(ذكر من اسْمه إِدْرِيس إِلَى انْتِهَاء حرف الْألف)
817 - إِدْرِيس بن حسن بن عجلَان الحسني الْمَكِّيّ / مَاتَ فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ أرخه ابْن فَهد.
818 - إِدْرِيس بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن حمديس بن الحوات الْعقيلِيّ فِيمَا قيل الْيَمَانِيّ الزَّيْلَعِيّ الحديدي نِسْبَة إِلَى الحديدة من الْيمن بمهملات أولاها مَضْمُومَة وَالثَّانيَِة مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة الشَّافِعِي، / ولد بهَا فِي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي بعْدهَا. شيخ صَالح مُعْتَقد لَهُ جلالة وشهرة بناحيته روى عَن الْقسم بن مُحَمَّد بن الأهدل ولقيته بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وسيما الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة فَسلمت عَلَيْهِ ودعا لي وَله تردد كَبِير إِلَى الْحَرَمَيْنِ لِلْحَجِّ والزيارة بل لَا يَنْقَطِع كل عَام عَن الْمَجِيء وجاور بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَسبعين وَله بهَا دَار اشْتَرَاهَا مِمَّا أرسل بِهِ إِلَيْهِ أحد نواب الشَّام وَهُوَ خَمْسمِائَة دِينَار وَمَات فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَحمَه الله ونفعنا بِهِ.
819 - إِدْرِيس بن ودي الحسني النموي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين، ذكره ابْن فَهد.
820 - إِدْرِيس بن يحيى بن أبي الفهد بن عبد الْقوي السّري أَبُو الْعَلَاء البجائي الأَصْل الْمَكِّيّ الْآتِي أَبوهُ وجده وأخوته نعم وَغَيره، / ولد فِي صفر سنة سِتّ وَأَرْبَعين بِمَكَّة وَحفظ الْقُرْآن والرسالة لِابْنِ أبي زيد أَو غالبها، وَدخل الْقَاهِرَة وَالشَّام واليمن للاسترزاق وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة.
821 - أدكى بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَفتحهَا / صَاحب مملكة الدست مَاتَ قَتِيلا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَاسْتقر بعده مُحَمَّد خَان من ذُرِّيَّة جنكزخان.
822 - أرخن بك بن مُحَمَّد كرسجي عُثْمَان أَخُو مُرَاد بك ملك الورم، / لَهُ ذكر فِي وَلَده سُلَيْمَان.
823 - أردبغا الظَّاهِرِيّ برقوق / نَائِب صفد فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي، وَليهَا فِي سنة سبع وَعشْرين إِلَى أَن مَاتَ بعد سنة ثَلَاثِينَ.
824 - أرسطاي الظَّاهِرِيّ برقوق. / كَانَ فِي أَيَّام أستاذه من أَعْيَان أُمَرَاء الطبلخاناه(2/266)
وباشر فِيهَا رَأس نوبَة كَبِير بِحرْمَة وافرة عِنْد المماليك ثمَّ تولى الحجوبية الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ فِي الدولة الناصرية ثمَّ نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة حَتَّى مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من ربيع الآخر سنة إِحْدَى عشرَة وَاسْتقر عوضه فِي النِّيَابَة سنقر الرُّومِي ذكره الْعَيْنِيّ وَأَهْمَلَهُ شَيخنَا.
825 - أرغون شاه الإبراهيمي المنجكي الظَّاهِرِيّ برقوق / نَائِب السلطنة بحلب. كَانَ أَصله لإِبْرَاهِيم بن
منجك فتنقل حَتَّى صَار جمدارا عِنْد النَّاس وخازندارا وأرسله أَيَّام يلبغا الناصري إِلَى حلب حاجبا فَلم يُمكنهُ الناصري وَكَاتب فِي الإعفاء فَأُجِيب فَلَمَّا قتل النَّاصِر ولاه الظَّاهِر نِيَابَة صفد ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب فِي سنة ثَمَانمِائَة وَبهَا مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من صفر فِيمَا قيل سنة إِحْدَى وَدفن خَارج بَاب الْمقَام بتربة بنت لَهُ، وَيُقَال أَن بعض الأكابر سقَاهُ وَقيل أَن بعض الْعَرَب أغار على جمال لَهُ فَتوجه فِي طَلَبهمْ فَفرُّوا مِنْهُ فلج فِي أَثَرهم وغر بِنَفسِهِ فَأَصَابَهُ عَطش بِحَيْثُ مَاتَ بعض من مَعَه من أنَاس وخيول وَضعف هُوَ وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ، وَكَانَ حسن السِّيرَة بل سَار فِي حلب أحسن سيرة، قَالَ شَيخنَا تبعا لِابْنِ خطيب الناصرية وَكَانَ شَابًّا جسيما عَاقِلا عادلا شجاعا كَرِيمًا، وَمن عدله أَن غلمانه توجهوا لتحويل الْملح الَّذِي فِي أقطاع النِّيَابَة فاستكروا جمالا فَخرج عَلَيْهِم الْعَرَب فنهبوهم فغرم لأصحابها ثمنهَا وَإِن شخصا ادّعى عِنْده فِي جمل عِنْد صَلَاة الْجُمُعَة وجد بِهِ عَيْبا ليَرُدهُ فاستمهله إِلَى أَن يُصَلِّي فَمَاتَ الْجمل فغرم لَهُ ثمنه وَقَالَ نَحن فرطنا.
826 - أرغون شاه البيدمري الظَّاهِرِيّ برقوق، / كَانَ من مماليك بيدمر الخوازرمي نَائِب الشَّام فقدمه للظَّاهِر فحظي عَلَيْهِ وَجعله ساقيا خَاصّا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة ثمَّ طبلخاناه وَجعله رَأس نوبَة ثمَّ قدمه وَجعله أَمِير مجْلِس وَكَانَ شجاعا جسيما خيرا محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ ذَا خلق حسن وتواضع تركي الْجِنْس يفهم لُغَة الْعَجم وَلَكِن مَعَ عجلة وَقلة تثبت، قَالَه الْعَيْنِيّ قَالَ وَقد سمع على البُخَارِيّ وَمُسلمًا والمصابيح وَقتل مَعَ أيتمش فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ بقلعة دمشق وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ، زَاد غَيره وَهُوَ أَبُو الْمقَام الناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق.
827 - أرغون شاه السيفي / تغري بردي أتابك غَزَّة بعد تقدمة دمشق، مَاتَ فِي سنة تسع عشرَة.
828 - أرغون شاه النوروزي نورز الحافظي وَيُقَال لَهُ المحمودي أَيْضا / عمل استدارية أستاذه فظلم وعسف فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّامه صودر ثمَّ ولي الوزارة بعد الْفَخر بن أبي الْفرج ثمَّ قبض عَلَيْهِ وعوقب ثمَّ نفي ثمَّ عَاد وولاه الْأَشْرَف الاستادراية مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ الوزارة أَيْضا ثمَّ عزل عَنْهُمَا وصودر ثمَّ أفرج عَنهُ بطالا ثمَّ اسْتَقر فِي(2/267)
استادارية السُّلْطَان بِدِمَشْق حَتَّى مَاتَ فِي حادي عشر رَجَب سنة أَرْبَعِينَ، وَكَانَ أَعور طوَالًا مسمنا ظَالِما عسوفا من سيآت الدَّهْر، ذكره شَيخنَا فِي أبنائه بِاخْتِصَار.
829 - أرغون الناصري، / مَاتَ سنة تسع عشرَة.
830 - أرغون السبعاوي الظَّاهِر برقوق الْأَمِير أخور، / مَاتَ بطالا بِبَيْت الْمُقَدّس فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع عشرَة وَكَانَ دينا خيرا متواضعا يمِيل إِلَى دين وَخير وتلاوة وَعدم خوض فِيمَا لَا يعنيه، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ: أرغون الرُّومِي ولي نِيَابَة الْغَيْبَة للناصر فرج وَكَانَ يرجع إِلَى دين وَخير، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة بالقدس بطالا.
أرغون الرُّومِي. / هُوَ الَّذِي قبله.
831 - أرغون دوادار الزيني عبد الباسط. /
832 - أركماس من صفر خجا المؤيدي أحد أُمَرَاء العشرات وَرَأس نوبَة وَيعرف بأركماس الْأَشْقَر، / مَاتَ فِي ويم السبت سلخ ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون وَكَانَ زَائِد الْغَفْلَة رَحمَه الله.
أركماس الْأَشْقَر، / هُوَ الَّذِي قبله.
833 - أركماس الجاموس اليشبكي / نِسْبَة ليشبك الشَّعْبَانِي، أحد العشرات فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقد علت سنه.
834 - أركماس الجلباني قرا سنقر الظَّاهِرِيّ جقمق. / رقاه الْمُؤَيد حَتَّى صَار أحد المقدمين بالديار المصرية ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة غَزَّة ثمَّ نَقله ططر إِلَى نِيَابَة طرابلس ثمَّ خرج إِلَى الطَّاعَة فَأمْسك وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة نَحْو عَام ثمَّ بالقدس زِيَادَة على عشرَة أَعْوَام ثمَّ ولي نظر الْقُدس والخليل ونيابة الْقُدس فَلم تحمد سيرته فعزل وَأعْطى تقدمة بِالشَّام وَمَات بالرملة فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَحمل إِلَى الْقُدس فقبربه، قَالَ شَيخنَا فِي آخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ من أنبائه: وَقدم جمَاعَة من المقادسة والخليلية يَشكونَ من نائبها أركماس الجلباني أنواعا من الظُّلم والأذية بِجَمِيعِ الطوائف وَمِمَّا اعْتَمدهُ أَنه حبس القَاضِي شمس الدّين البصروي وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي الشَّافِعِيَّة بِهِ وَزعم أَنه استنقذه من الْعَوام لِئَلَّا يرجموه وَحجر على الْمِيَاه الَّتِي بِبَيْت الْمُقَدّس فختم على الْآبَار وَمنع النَّاس من الاسْتِسْقَاء مِنْهَا إِلَّا بِثمن إِلَى غير ذَلِك فَلَمَّا علم السُّلْطَان بسيرته أَمر بعزله وَقرر غَيره فِي الْأَمر.
835 - أركماس الطَّوِيل اليشبكي / نِسْبَة ليشبك الشَّعْبَانِي. مِمَّن تزوج أُخْت النظام الْحَنَفِيّ واستولدها عضد الدّين مُحَمَّد النظامي الْآتِي، وَكَانَ خيرا بارا بالأيتام وَنَحْوهم رَاغِبًا فِي زِيَارَة مشَاهد الصَّالِحين بل قيل إِنَّه مِمَّن صحب أكمل الدّين وَابْن عرب الزَّاهِد نزيل الشيخونية وَغَيرهمَا، وَحج وَكَانَ الظَّاهِر جقمق يمِيل إِلَيْهِ ثمَّ إينال بل هُوَ(2/268)
مِمَّن قدم رَفِيقًا لَهُ فِي الْحَلب مَاتَ فِيمَا
قرأته بِخَط صهره النظام فِي نصف لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَقد أسن فأكمل الدّين مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من ذكر الْقرن.
836 - أركماس الظَّاهِرِيّ برقوق. / عمل نَائِب القلعة دمشق فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر ثمَّ قدم الْأَشْرَف برسباي بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ عمله رَأس نوبَة ثمَّ دوادارا كَبِيرا وطالت أَيَّامه وتزايدت بالمفاصل الْأمة مَعَ ضخامته وعلو مكانته وَلكنه لم يكن يعرف اللُّغَة التركية فضلا عَن الْعَرَبيَّة وَلما اسْتَقر الظَّاهِر جقمق بقاه على الدوادارية الْكُبْرَى وَفهم عدم استبقائه فبادر إِلَى الاسْتِغْفَار وَالْإِذْن لَهُ فِي الْإِقَامَة بدمياط فَأُجِيب فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَأكْرمه إِكْرَاما زَائِدا، وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وَقد زَاد على السّبْعين وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المومني وَكَانَ دينا عَاقِلا سَاكِنا رَحمَه الله.
837 - أركماس من طرباي الْأَشْرَف قايتباي / أحد خاصكيته ثمَّ أبعده لنيابة طرابلس ثمَّ نَقله لدواداريته بحلب بعد قتل ازدمر نَائِب طرسوس ثمَّ لدواداريته بِالشَّام بعد موت جَانِبك الطَّوِيل وسافر مَعَ المجردين.
أركماس المؤيدي / هُوَ من صفر الْمَاضِي قَرِيبا.
838 - أركماس النوروزي أَمِير شكار. / أَصله من مماليك نوروز الحافظي ويلقب بالجاموس أَيْضا تَأمر فِي الأشرفية برسباي عشرَة وَصَارَ أَمِير شكار ثمَّ ولي الْكَشْف بِالْوَجْهِ القبلي غير مرّة إِلَى أَن قتل بالصعيد الْأَعْلَى فِي محاربة الزنج سنة خمس وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا.
أركماس اليشبكي. / هُوَ الطَّوِيل:
أركماس الجاموس / هُوَ النوروز قبله.
839 - أركماس دوادار يلبغا المظفري / قبل استقراره فِي الأتابكية ثمَّ دوادار يشبك الْأَعْرَج الساقي أتابكية كَانَ حسن السياسة عَارِفًا بالأمور مشكور السِّيرَة قَلِيل الشَّرّ، وَولي نظر الْأَوْقَاف بعد موت قطلوبغا حجى، مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
840 - أرنبغا بِضَم الْهمزَة وَالْمُوَحَّدَة بن عقبَة الْمَكِّيّ الْبَانِي، / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَأَنَّهُ سمي بذلك لمجيء تركي أَو تَأمره عِنْد ولاته وَالظَّاهِر أَنه الْآتِي قَرِيبا.
أرنبغا الحافظي، / فِي الَّذِي بعده.
841 - أرنبغا الظَّاهِرِيّ برقوق. / عمل أَمِير عشرَة، وَمَات فِي حَيَاة أستاذه فِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى. أرخه الْعَيْنِيّ وَنسبه أرنبغا الحافظي. وَاقْتصر شَيخنَا على اسْمه أرنبغا فِيمَن مَاتَ من الْأُمَرَاء أَو ذبح.
842 - أرنبغا اليونسي الناصري / فرج عمل أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف(2/269)
برسباي وجاور بِمَكَّة مقدما على المماليك السُّلْطَانِيَّة سِنِين ثمَّ جعله الظَّاهِر من جملَة الطبلخانات ثمَّ قدم الْأَشْرَف إينال فَلم تطل أَيَّامه فِيهَا، وَمَات فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين.
843 - أزبك جحا السيفي قايتباي. / أَصله من مماليك نوروز الحافظي ثمَّ صَار لقانباي المحمدي نَائِب الشَّام وَصَاحب الْمدرسَة الْمُجَاورَة للشيخونية ثمَّ بعده خدم الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ خاصكيا ثمَّ فِي الْأَيَّام الأشرفية برسباي صَار أَمِير عشرَة وَمن رُؤْس النوب وعينه الظَّاهِر جقمق للسَّفر إِلَى الْبِلَاد الشامية بالأعلام سلطنة الْعَزِيز فَلَمَّا تسلطن هُوَ كَانَ مِمَّن عصى فَقبض عَلَيْهِ وسجن بالإسكندرية ثمَّ بصفد حَتَّى مَاتَ بقلعتها فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي الكهولة وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وكرم مَعَ إِسْرَاف على نَفسه وخفة روح ومجون ودعابة وَلذَلِك لقب جحا.
844 - أزبك من ططخ الأشرفي ثمَّ الظَّاهِرِيّ جقمق. / جلبه الخواجا ططج من بِلَاد جركس فَاشْتَرَاهُ الْأَشْرَف برسباي فِي سنة أحدى وَأَرْبَعين وَكَانَ مراهقا ثمَّ انْتقل لوَلَده الْعَزِيز وَاشْتَرَاهُ الظَّاهِر جقمق وَسمع وَهُوَ إِذْ ذَاك عِنْد الْأَمِير تغري برمش الْفَقِيه نَائِب القلعة فِي صفر سنة خمس وَأَرْبَعين على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس من أول مُسْند عَليّ من مُسْند أَحْمد إِلَى قَوْله حَدثنِي سُوَيْد ابْن سعيد أَخْبرنِي عبد الحميد بن الْحسن الْهِلَالِي عَن أبي إِسْحَاق عَن هُبَيْرَة عَن عَليّ رَفعه اطْلُبُوا لَيْلَة الْقدر، وَهُوَ الْمجْلس الثَّالِث بِكَمَالِهِ، وَوَصفه التقي القلقشندي وَهُوَ الْقَارئ فِي الطَّبَقَة بقوله: وَهُوَ لَا يفهم من الْعَرَبِيّ كلمة، وَكَذَا سمع على الْأَخيرينِ مَعَ شَيخنَا تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر من الْمسند بِالْقِرَاءَةِ أَيْضا إِلَى غير ذَلِك عَلَيْهِم وَمَا ذكره التقي لَا يمْنَع كَونه سَمَاعا، وَأعْتقهُ أستاذه ورقاه بِحَيْثُ جعله ساقيا ثمَّ عمله أَمِير عشرَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عوضا عَن تمراز البكتمري المؤيدي المصارع ثمَّ من رُؤْس النوب، ثمَّ زوجه ابْنَته من مطلقته خوند مغلي ابْنة النَّاصِر بن الْبَارِزِيّ وَعمل لَهَا مهما حافلا جدا واستولدها عدَّة كالناصري مُحَمَّد وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر دَامَ فِيمَا كَانَ فِيهِ من أَمر الطبلخانات والخازندارية الثَّانِيَة الَّتِي كَانَ اسْتَقر فيهمَا بعد انْتِقَال قراجا عَنْهُمَا فِي أَيَّام الْمَنْصُور وَلم تطل مدَّته حَتَّى قبض عَلَيْهِ الْأَشْرَف أينال لكَونه مِمَّن قَاتل مَعَ ابْن أستاذه فِي القلعة وَحمل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فأودع بهَا مُدَّة ثمَّ نقل إِلَى صفد فأودع بهَا ثمَّ أطلق فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَخمسين وَوجه إِلَى الْقُدس بطالا فَأَقَامَ بِهِ على طَريقَة جميلَة ولقيته هُنَاكَ فأظهر)
تألمه من جمَاعَة من المقادسة ونمهم عَلَيْهِ فِي كَونه كل قَلِيل(2/270)
يركب وَمَعَهُ جمع كَثِيرُونَ مَعَ إِن ذَلِك إِنَّمَا وَقع بِالْإِذْنِ لَهُ فِيهِ للزيارة وَنَحْوهَا وَلم يلبث أَن فرج الله عَنهُ وأحضره الْأَشْرَف فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بسفارة الجمالي نَاظر الْخَاص وخوند البارزية وَاسْتِعْمَال ابْن السُّلْطَان وخوند فِي ذَلِك واختص بِابْن السُّلْطَان حَتَّى كَانَ يركب مَعَه للصَّيْد إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بعد قَلِيل فِي الَّتِي تَلِيهَا بأمرة عشرَة جَيِّدَة بعد موت جانم الأشرفي البهلوان، وَاسْتمرّ فِي الترقي إِلَى أَن صَار أحد المقدمين فَلَمَّا أَن قتل الظَّاهِر خشقدم عَظِيم الدولة جَانِبك الدوادار وتنم كَانَ من جملَة المقدمين الَّذين سيرهم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَقَامَ الْأَشْرَف قايتباي وَهُوَ إِذْ ذَاك شاد الشربخانات فِي مراغمته حَتَّى جِيءَ بهم قبل استيفائهم فِي الْمحل المأمورين بالتعويق فِيهِ نصف يَوْم فَأَقل، وَعَاد صَاحب التَّرْجَمَة فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ على تقدمته فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا واستقل حَاجِب الْحجاب فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى مِنْهَا بعد انْتِقَال بردبك الجمالي الظَّاهِرِيّ عَنْهَا لنيابة حلب وتعزز زَائِد مِنْهُ فدام فِيهَا قَلِيلا ثمَّ نقل إِلَى رَأس نوبَة النوب عوضا عَن تمربغا فِي أَوَاخِر رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبعين تزوج بابنة أستاذه الثَّانِيَة الَّتِي كَانَت زوجا لجانبك الطريف بعد وَفَاته وَأمّهَا أم ولد تعرف بالقرقماسية نِسْبَة للأتابك قرقماس الشَّعْبَانِي واستولدها عدَّة كَالَّتِي صاهر أَمِير اخور قانصوه خَمْسمِائَة عَلَيْهَا لم يتَأَخَّر لَهُ مِنْهَا بعد طاعون سنة سبع وَتِسْعين فَلَمَّا كَانَ فِي أَوَاخِر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين أرْسلهُ الظَّاهِر بلباي لنيابة الشَّام عوضا عَن برد بك البجمقدار المتخلف عِنْد سوار وَمَا كَانَ بأسرع من اسْتِقْرَار الْأَشْرَف الْمشَار إِلَيْهِ فِي المملكة فرسم بإحضاره وَكَانَ وُصُوله فِي عشري صفر من الَّتِي تَلِيهَا وارتجت الديار المصرية لذَلِك حَتَّى كَانَ لقدومه من السرُور مَا لم يعْهَد نَظِيره غَالِبا وبرز الأكابر والأعيان فَمن يليهم لملاقاته إِلَى قطيا فَمَا فَوْقهَا ودونها بل نزل إِلَيْهِ السُّلْطَان الزبدانية لَيْلًا وابتهج بِهِ أتم ابتهاج وَجلسَ مَعَه سَاعَة بل وَوضع بَين يَدَيْهِ النمجاة وَقَالَ لَهُ أَنْت أَحَق مني فَدَعَا لَهُ وَاسْتقر بِهِ فِي الأتابكية عوضا عَن جَانِبك قلقسين لتخلفه فِي الْقَبْض عَلَيْهِ عِنْد سوار وَبَالغ الْأَمِير فِي الِامْتِنَاع لكَونه حَيا ورسخت قدمه فِيهَا وتكرر سَفَره قبل ذَلِك وَبعده للبحيرة لعمل مصالحها غير مرّة وللقبض على الْأَخْذ لملاقاة الحجيج فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وللتجار يدمرارا مُتعَدِّدَة وَكَذَا لِلْحَجِّ وَأعظم حجارته الَّتِي فِي سنة تسع وَسبعين فَإِنَّهُ برز من الْقَاهِرَة فِي ثَالِث شَوَّال وَبَدَأَ بالزيارة النَّبَوِيَّة وَأقَام بهَا خَمْسَة أَيَّام ثمَّ كَانَ وُصُوله لمَكَّة فِي تَاسِع عشر ذِي)
الْقعدَة ودام بهَا نَحْو شهر وَظهر من مَكَّة فِي منتصف ذِي الْحجَّة بعد الْمحمل، وَدخل الْقَاهِرَة يَوْم(2/271)
الثُّلَاثَاء سَابِع عشر محرم الَّتِي تَلِيهَا وطلع من الْغَد فَبَالغ الْملك فِي إكرامه كَمَا أَنه بَالغ فِي إكرام خوند لما قدمت مَعَ الركب الموسمي وَهُوَ بِمَكَّة بِالْمَشْيِ بَين يَدي محفتها من الْمُدَّعِي، وَمِمَّنْ كَانَ فِي ركب الْأَمِير ذَهَابًا وإيابا الأميني الأقصرائي وَفِيه توفّي وَلَده أَبُو السُّعُود بعد بدر وَفِي أَيَّام أتابكيته جرف تِلْكَ الْأَمَاكِن الَّتِي بخرائب عنتر وابتنى فِيهَا جَامعا هائلا وقصورا منيعة وحماما ووكالة بل أذن للأعيان وَمن دونهم فابتنوا هُنَاكَ أَمَاكِن على مَرَاتِبهمْ كل ذَلِك محاكاة لبركة الرطلي وَصَارَت محلا للنزه وَنَحْوهَا كهي ولكسر السد المتوصل لبركتها فِي أَيَّام النّيل يَوْم مشهود، ثمَّ قرر بالجامع صوفية ومدرسين وقراء وَغير ذَلِك بل عمل فِيهِ خزانَة لكتب الْعلم، وَقد عمل بعض الْفُضَلَاء مقامة فِي المناظرة بَين الأزبكية وبركة الرطلي وَبَالغ فِي نصح السُّلْطَان وَكَانَ كل مِنْهُمَا زَائِد الابتهاج بِالْآخرِ وَلم أزل أشهد مِنْهُ وأسمع مزِيد التودد وَالثنَاء وَلَكِن لَيْسَ عِنْده من الوسائط من يرشده لفعل مَا لَا أحب مشافهته بِهِ سِيمَا وَهُوَ منفعل مَعَ وَاحِد من جماعته وَذَاكَ لَهُ أغراض وأهوية مَعَ كَون الْأَمِير فِي حسن الصفاء وَسُرْعَة البادرة الَّتِي رُبمَا جَرّه التَّعَرُّض لمن لَا يظْهر لَهُ حسن فعله كالبدر الدَّمِيرِيّ والتاج الأخميمي وَأبي الطّيب الأسيوطي وَأبي الْفَتْح السوهائي، وَأبي الْفضل الْمحلي الْحَنَفِيّ والْعَلَاء الحصني والمحب بن هِشَام وَعبد الرَّحِيم بن الْمُوفق عبد الرَّحْمَن العباسي، بل وَمن التّرْك يشبك الجمالي فِي بعض التجاريد ووثب على بردداره مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بعد أَن كَانَ عِنْده بالدرجة الْعَالِيَة فِي قبُوله وَبَالغ فِي إهانته والتضييق عَلَيْهِ وَغير ذَلِك حَتَّى استخلص مِنْهُ مَا يفوق الْوَصْف وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من محَاسِن الْأُمَرَاء لَهُ أوراد وأذكار وتهجد وَتعبد وتواضع وَحفظ لقدماء أَصْحَابه وللمملكة بِهِ جمال.
845 - أزبك من قايتباي وَيعرف بجحا. / مضى قَرِيبا فِي أزبك جحا.
846 - أزبك الْأَشْقَر الرمضاني الظَّاهِرِيّ برقوق / أَمِير طبلخناه وَرَأس نوبَة، مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشر ربيع الأول سنة سِتّ وَدفن من الْغَد وَخلف شَيْئا كثيرا استولى عَلَيْهِ النَّاصِر، وَكَانَ عِنْده بِمحل عَظِيم.
847 - أزبك اليوسفي الخازندار وَيُقَال لَهُ نَاظر الْخَاص. / مِمَّن جلب هُوَ وأزبك اليوسفي الشهير بفستق فِي الْأَيَّام العزيزية، وانتقل إِلَى الظَّاهِر جقمق فَأعْتقهُ ورام تَوليته نظر الْخَاص ورقاه الْأَشْرَف
قايتباي للتقدمة ثمَّ أرْسلهُ أَمِير الْمحمل فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَصَارَ بعد برسباي قرا رَأس نوبَة النوب وسافر فِي عدَّة تجاريد شكرت شجاعته(2/272)
وفروسيته وديانته.
أزبك خَاص خرجي، / يَأْتِي قَرِيبا فِي أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق.
848 - أزبك الدوادار، / مَاتَ بالقدس بطالا فِي يَوْم السبت سادس عشر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون بعد أَن فني بِهِ جَمِيع أَوْلَاده وخدمه ثمَّ ختم بِهِ أهل بَيته، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَقَالَ غَيره: أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق تقدم فِي أَيَّام نوروز بِدِمَشْق ثمَّ حبس مُدَّة إِلَى أَن أطلقهُ الْمُؤَيد وأنعم عَلَيْهِ بأمرة خَمْسَة بِدِمَشْق ثمَّ قدمه الظَّاهِر ططر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ فِي أَيَّام ابْنه عمل رَأس نوبَة النوب ثمَّ اسْتَقر فِي الْمحرم سنة سبع وَعشْرين فِي الدوادارية الْكُبْرَى ثمَّ نفي فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ إِلَى الْقُدس بطالا فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ جَلِيلًا مهابا وقورا دينا مَعَ عقل وَمَعْرِفَة وهمة عالية وَفِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ خلل.
849 - أزبك السمسماني المؤيدي. / اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد قبل سلطنته ثمَّ صَار خاصكيا ثمَّ فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال أَمِير خَمْسَة وسافر مَعَ المجردين إِلَى الجون وَعَاد وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ.
أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق الدوادار، / مضى قَرِيبا.
850 - أزبك الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بأزبك خَاص خرجي / لكَونه كَانَ خصيصا عِنْد أستاذه بِحَيْثُ رقاه حَتَّى صَار من المقدمين مَعَ كَثْرَة شَره وفتنه إِلَّا أَنه كَانَ حسن الصُّورَة مَشْهُورا بالشجاعة قتل فِي سنة سبع تَقْرِيبًا.
851 - أزبك الظَّاهِرِيّ جقمق / من ممالكيه وسقاته مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ
أزبك الظَّاهِرِيّ جقمق / هُوَ أزبك الخازندار.
852 - أزبك القَاضِي / أحد الخاصكية مِمَّن مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة وَكَانَ من الأجناد المقيمين بِمَكَّة مَعَ الباشى.
853 - أزبك الْأَشْرَف قايتباي قفص. / مِمَّن قتل حَسْبَمَا كتب لي فِي الْوَقْعَة فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
854 - أزدمر الإبراهيمي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالطويل، / كَانَ بعد أستاذه وَولده مبجلا فِي الْأَيَّام الأشرفية فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر خشقدم أمرة عشرَة ثمَّ نَفَاهُ وَقدمه الْأَشْرَف قايتباي ثمَّ أعطَاهُ
الحجوبية بعناية الدوادار الْكَبِير بعد تمر وَقدمه على من هُوَ أولى بهَا مِنْهُ وَآل أمره إِلَى أَن نفي لمَكَّة ثمَّ جِيءَ بِهِ فِي الْحَدِيد إِلَى أسيوط ثمَّ جهز إِلَيْهِ من خنقه وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَكَانَ شجاعا فَارِسًا مقداما يَتْلُو الْقُرْآن وَيقْرَأ مَعَ قراء الجوق رياسة مَعَ فهم فِي الْجُمْلَة وَقُوَّة نفس بِحَيْثُ أدته إِلَى معاداته من كَانَ السَّبَب فِي ترقيه، وَلِهَذَا كَانَ سَببا فِي إعدامه(2/273)
وخوض فِيمَا لَا يعنيه وَسُوء عقيدة واستخفاف بِأُمُور الدّين وتنكيل بِكَثِير من الْفُقَهَاء وازدرائهم وبذل وكرم، وَقد حَارب الأمشاطي فِي استبدال بَيت سكنه بالكبش فِيمَا اسْتَطَاعَ بل أغْلظ عَلَيْهِ القَاضِي حِين قَالَ لَهُ بِحَضْرَة الْقُضَاة والأمراء وَقد اجْتَمعُوا بِالْبَيْتِ الْمشَار إِلَيْهِ لعمل مصْلحَته فِيهِ لَو كَانَ بَيت فِي الْجنَّة مَا أَخَذته مِنْك نسْأَل الله السَّلامَة، وَاسْتقر بعده فِي الحجوبية الْأَمِير برسباي قرا الظَّاهِرِيّ.
855 - ازدمر أَخُو أينال اليوسفي الظَّاهِرِيّ برقوق عز الدّين / أحد مقدمي الْقَاهِرَة ووالد يشبك الْآتِي.
قتل فِي سنة ثَلَاث بِظَاهِر حلب وَهُوَ وَالِد فَرح سبط الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن، قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ من مماليك الظَّاهِر فَأعْتقهُ وَأحسن إِلَيْهِ ثمَّ أمره طبلخانات ثمَّ تغير عَلَيْهِ فِي فتْنَة عليباي ونفاه إِلَى الشَّام مِمَّا عمله ابْنه النَّاصِر مقدما بِدِمَشْق وفقد فِي معركة حلب بعد أَن قَاتل قتالا شَدِيدا.
856 - ازدمر الأزبكي مُعتق الأتابك أزبك. / لم تكن لَهُ عِنْده وجاهة بل كَانَ غَالب أوقاته شادا لَهُ فِي سبك الثَّلَاث ثمَّ أعْتقهُ وَبعد ذَلِك علم الْأَشْرَف قايتباي أَنه ابْن عَمه فأنعم عَلَيْهِ ثمَّ ولاه نِيَابَة طرسوس فرحمه أَهلهَا ثمَّ ولاه سيس فَخرج مِنْهَا خَائفًا يترقب قَاصد الْقَاهِرَة فَوجه القاصد إِلَيْهِ فِي أثْنَاء الطَّرِيق بتقليد حماة فَرجع وباشر بعسف وَقلة دربة وَبنى قيسارية أَخذ فِيهَا من الطَّرِيق جانبا وتعدى وَزَاد وَيُقَال أَن أستاذه لَام السُّلْطَان على جعله نَائِبا لعلمه بِعَدَمِ تأهله لشَيْء وَلم يلبث أَن فتك بِهِ سيف ابْن عَليّ أَمِير العشير بِظَاهِر حماة فَقتله مَعَ أتابك حماة طومانباه وَلم يوارهما فَحَضَرَ حَمْزَة بن سفلسيس نَائِب حماة فواراهما وَخرج الدوادار الْكَبِير فِي عَسْكَر لذَلِك فَلم يظفر بطائل وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة بِخِدْمَة جانم السيفي دوادار أستاذه جَانِبك الجداوي.
857 - ازدمر تمساح من يلباي / أحد المقدمين من مماليك الظَّاهِر جقمق ولقب بتمساح لضربه لَهُ بَين يَدي أستاذه حج أَمِير الْمحمل غير مرّة مِنْهَا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَكنت مِمَّن رَجَعَ فِي سنة أَربع وَتِسْعين فِي الركب مَعَه فحمدت سيره وفضله وتواضعه وعلو شجاعته وسلامة صَدره
ثمَّ سَافر مَعَه أَيْضا فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَنعم الْأَمِير.
858 - ازدمر من مَحْمُود شاه الظَّاهِرِيّ جقمق الخازندار / أحد المقدمين وصهر الْأَمِير يشبك الْفَقِيه على أَنْبَتَهُ وَيُقَال لَهُ المسرطن تَأمر على الْحَج فِي سنة تسعين وَخرج مَعَ المجردين فِي سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ أرسل نَائِبا لبَعض الْبِلَاد وَيذكر بِخَير مَعَ إمْسَاك.
859 - ازدمر دوادار الظَّاهِر برقوق / أرخه المقريزي فِي سنة إِحْدَى.
860 - ازدمر دوادار الْأَشْرَف قايتباي / بحلب بعد أَن كَانَ نَائِب طرسوس(2/274)
وَقَتله عَلَاء الدولة مَعَ وردبش صبرا.
861 - ازدمر سَيِّدي / أوشا بِهِ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار نقل لنيابة ملطيه فِي أول سنة ثَلَاثِينَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب أَمِيرا وَمَات بهَا فِي سادس ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَكَانَ من مماليك الظَّاهِر برقوق ثمَّ صَار من أَتبَاع شيخ فَلَمَّا تسلطن أمره قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وأرخه الْعَيْنِيّ فِي جُمَادَى الأولى قَالَ وَلم يكن مشكورا، وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ ذميم الْأَوْصَاف وَالْأَفْعَال وترجمه فَقَالَ ازدمر من على خَان عز الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بأزدمر سيا أحد مقدمي الْقَاهِرَة ثمَّ نَائِب ملطية ثمَّ أحد أُمَرَاء حلب وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الآخر.
862 - ازدمر من سربابق الأشرفي برسباي / أَمِير منزل نزيل بَيت مَنْصُور من حارة بهاء الدّين، مَاتَ تجاه برشوم وَهُوَ رَاجع من بلد اقطاعه فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَكَانَ خيرا وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين.
863 - ازدمر الصُّوفِي الظَّاهِرِيّ / أحد أُمَرَاء الْأَرْبَعين قيل أَنه يحفظ الْهِدَايَة وَيذكر بِخَير ويتردد إِلَيْهِ أَبُو الْخَيْر بن الرُّومِي ليقرئه.
864 - ازدمر الظَّاهِرِيّ جقمق قريب الْأَشْرَف قايتباي / أمره عشرَة ثمَّ عمل أتباك حلب بعد قتل إينال الْحَكِيم وَنَقله عَنْهَا قبل خُرُوجه إِلَيْهَا لنيابة صفد بعد موت بلباي ثمَّ لنيابة طرابلس بعد الْقَبْض على نائبها يشبك النحاسي فدام بهَا سِنِين إِلَى أَن نقل لنيابة حلب لانتقال قانصوه اليحياوي عَنْهَا إِلَى الشَّام وَكَانَ مِمَّن شهد وقْعَة الرها مَعَ الدوادار الْكَبِير وَقطع أَنفه وشفته مَعَ الْقَبْض عَلَيْهِ فَلَمَّا توجه جَانِبك حبيب رَسُولا من الأتابك أزبك بِسَبَب الصُّلْح المتضمن إِطْلَاق الْمَقْبُوض عَلَيْهِم كَانَ مِمَّن أفرج عَنهُ وَجِيء بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة مَعَ الأتابك فَأعْطى إمرة مجْلِس وَكَانَت شاغرة بِمَوْت لاشين ثمَّ سَافر باش التجريدة المجهزة لعلاء الدولة بن دلغادر فِي سنة ثَمَان)
وَثَمَانِينَ فَلَمَّا قتل نَائِب جَانِبك الْمَدْعُو ودربس أُعِيد لنيابة حلب وابتنى بهَا حَماما هائلا وريعا وَكَذَا تربة بجوار الْأنْصَارِيّ عقب موت زَوجته سورباي بل أسْرع فِي بِنَاء خَان عَظِيم بِالْقربِ من سوق الصابون.
865 - ازدمر الظَّاهِرِيّ برقوق. / هُوَ ازدمر أَخُو إينال.
866 - ازدمر الْمزي / أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِالْقَاهِرَةِ، مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى وَكَانَ جيدا عفيفا دينا. أرخه الْعَيْنِيّ.
867 - أزدمر قَصَبَة الْأَشْرَف برسباي / أحد رُؤْس النوب وَمِمَّنْ تَأمر على الركب الأول سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَاسْتقر أَمِير المراكز بِمَكَّة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين بعد(2/275)
موت شادبك ودام ضَعِيفا لَا يشْهد جُمُعَة وَلَا جمَاعَة غَالِبا مَعَ شدَّة ظلمه وقبح يامه ثمَّ صرف فِي سنة خمس وَتِسْعين وَلم يُؤذن لَهُ فِي الْمَجِيء ثمَّ رَجَعَ فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا ويلبغا أحد الْعَرَب يحل مَحَله.
أزدمر المسرطن. / تقدم قَرِيبا.
أزدمر من عَليّ جَان. / تقدم قَرِيبا.
868 - أزدمر الناصري نِسْبَة لجالبه نَاصِر الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق، / أحد مقدمي الْقَاهِرَة وفرسانها فقد فِي سنة أَربع وَعشْرين.
869 - أزدمر من يشبك الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالفقيه. / تنقل حَتَّى صَار أَمِير عشرَة فِي دولة الْأَشْرَف قايتباي ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بطبلخاناه عِنْد رُجُوعه من وقْعَة أذنة ثمَّ سَافر صُحْبَة قانصوة الشَّامي إِلَى حلب.
870 - اسحق بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَامِل التَّاج التدمري / خطيب بلد الْخَلِيل. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه ذكرانه أَخذ عَن قَاضِي حلب الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن المُهَاجر وَعَن شُيُوخنَا الْعِرَاقِيّ رابن الملقن وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن الملقن فِي الْفِقْه، وَمَات لَيْلَة مستهل شَوَّال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، قلت وأرخه ابْن حسان عَن من يَثِق بِهِ من أهل الضَّبْط فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن رَمَضَان وَرَأَيْت لَهُ كتابا سَمَّاهُ مثير الغرام إِلَى زِيَارَة قبر الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَأَنَّهُ ابْن أَخ لشَيْخِنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن كَامِل الآني.
871 - اسحق بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل وَقيل فِي أَبِيه سعد بن إِبْرَاهِيم النَّجْم الإمامي لكَونه فِيمَا قيل ينْسب لأبى مَنْصُور الماتريدي القرمي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ قَاضِي الْعَسْكَر. / مَاتَ فِي ثَالِث صفر سنة ثَمَانِينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَكَانَ بِيَدِهِ مَعَ قَضَاء الْعَسْكَر تدريس القانبيهية جوَار
الشيخونية والتربة المقدمية وَغَيرهمَا وَكَانَ يُرْخِي العذبة ويركب البغلة وَتردد للسُّلْطَان فَمن دونه من الْأُمَرَاء وأقرأ الطّلبَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان الزين عبد الباسط خَلِيل بن شاهين بل أَخذ عَنهُ ابْتِدَاء الْبُرْهَان الكركي الإِمَام وَكَانَ وَخيرا سليم الفطنة أَكثر ابْن الشّحْنَة من أذيته وتسليط كَمَال الدّين بن أبي الصَّفَا على الْجُلُوس فَوْقه محتجا بشرفه فَالله حسيبه، وَهُوَ مِمَّن سمع بِالْقَاهِرَةِ على ابْن الطَّحَّان وَابْن نَاظر الصاحبة وَابْن بردس فِي الْمسند وَغَيره بِقِرَاءَة التقي القلقشندي وَلَا أستبعد أَخذه عَن شَيخنَا بل بَلغنِي أَنه أَخذ عَن حَافظ الدّين البزازي فيحرر.
872 - اسحق بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قرمان الْمَاضِي أَبوهُ. / عهد إِلَيْهِ أَبوهُ بمملكة بِلَاد قرمان مَعَ كَونه مُتَأَخِّرًا عِنْده لَكِن لكراهته فِي مُحَمَّد بن عُثْمَان متملك الرّوم لكَون أم بَقِيَّة أَوْلَاده مِنْهُم بِحَيْثُ كَانَ يَقُول إِن دَامَ ملك إِسْحَاق فاسم بني قرمان بَاقٍ وَإِن انتزعه أحد من بَقِيَّة أَوْلَادِي صَار الِاسْم لأعدائنا بني عُثْمَان(2/276)
فَكَانَ كَذَلِك لم يلبث أَن عصى على اسحق سَائِر إخْوَته وَقَامَ بنصرهم ابْن عمتهم مُحَمَّد بن عُثْمَان فَكَانَت حروب انْكَسَرَ فِيهَا وخاب ظَنّه فِي مساعدة صَاحب مصر لَهُ وَتوجه إِلَى حسن بك بن عَليّ بك بن قرابلك متملك ديار بكر فَمَاتَ هُنَاكَ غَرِيبا فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة سبعين واشتهر إخْوَته بمملكة ابْن قرمان غير أَنهم مَعَ ابْن عُثْمَان كاقل النواب وَالِاسْم لَهُم.
اسحق بن أسعد بن إِبْرَاهِيم النَّجْم القرمي. / مضى قَرِيبا فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل.
873 - اسحق بن دَاوُد بن سيف أرغد ملك الْحَبَشَة وَصَارَ بَحر الملقب الحطي / وَمَعْنَاهُ السُّلْطَان هلك أَبوهُ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة كَمَا سَيَأْتِي بعد أَن طَالَتْ مدَّته فأقيم بعده ابْن لَهُ اسْمه تدروس فَهَلَك سَرِيعا فأقيم بعده هَذَا فطالت مدَّته وفخم أمره وَهلك فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فاستقر بعده ابْنه اندراس ثمَّ عَمه حرنباي بن دَاوُد ثمَّ سَلمُون بن إِسْحَاق وَلم تطل مددهم بل كَانُوا فِي سنة وَاحِدَة وَفتح الله عَلَيْهِ بتزايد جَيش جمال الدّين بن سعد الدّين مُحَمَّد وتأييده عَلَيْهِم وفتحه المتوالي لبلادهم. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار والمقريزي فِي عقوده مطولا.
874 - إِسْحَاق بن عبد الْجَبَّار بن مَحْمُود بن فرفور الْحُسَيْنِي الْقزْوِينِي. / انْتَمَى للشَّيْخ مُحَمَّد بن قاوان وَتزَوج ابْنَته من ابْنة عمهم قبائل ونال وجاهة وَمَاتَتْ زَوجته تَحْتَهُ بِالْقَاهِرَةِ فَلم يكن ذَلِك بقاطع لصهره عَن تقريبه بل زَادَت وجاهته وَقدم الْقَاهِرَة مَعَه وبمفرده غير مرّة وتولع يَسِيرا بالاشتغال فِي النَّحْو وَالصرْف وأصول الدّين وَصَارَ لَهُ إحساس فِي الْجُمْلَة وَدخل دمشق فَمَا
فَوْقهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَرجع فِي موسم سنة تسع وَثَمَانِينَ إِلَى مَكَّة فواجه القاصد بِمَوْت صهره فَعَاد لينظم الْأَمر لوَرثَته وقاسى فِي رُجُوعه مشقة وَمَا سلم إِلَّا ببذل مَال وَلما قدم نزل فِي تربة السُّلْطَان وهرع النَّاس لتعزيته وَكنت مِنْهُم ثمَّ تحول لقاعة الماحوزي وَتزَوج سِتّ الْخُلَفَاء سبطة ابْن البُلْقِينِيّ وَابْنَة أَمِير الْمُؤمنِينَ واغتبط بهَا وَبعد أشهر سَافر فِي الْبَحْر صُحْبَة الخواجا عَليّ بن ملك التُّجَّار مَحْمُود خواجا جهان بن قاوان وَكَانَ قدم فِي الركب الموسمي وَاسْتمرّ الشريف بِمَكَّة حَتَّى بلغته وَفَاة زَوجته فَبَقيَ يَسِيرا ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة بعد أَن زار الْمَدِينَة فِي وسط السّنة وَمَعَهُ الشهابي بن حَاتِم الْمغرب وَكَذَا زار الطَّائِف وَبعد ضعفه بِمَكَّة أشهرا بِحَيْثُ كَاد أَن يَمُوت وَأعْرض عَن تركتهَا، كثر تردد النَّاس إِلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى كَانَ مِمَّن يَجِيئهُ للعب الشطرنج الْجمال عبد الله المكوراني وَرُبمَا قَرَأَ صَاحب التَّرْجَمَة عَلَيْهِ ورام الْقِرَاءَة على فرفضه بعض أَصْحَابنَا حَسْبَمَا بَلغنِي وَللَّه الْحَمد وَلم يتَخَلَّف عَن الْمَجِيء إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء كَبِير أحد بل اجْتمع عِنْده الأتابكي وأمير سلَاح وَمن دونهمَا من المقدمين فضلا عَن غَيرهم وَيُقَال أَن لَهُ عِنْد الْملك(2/277)
وجاهة بِحَيْثُ انْتَمَى إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا غير وَاحِد مَعَ كَونه متوسط الْحَال فِي الْإِحْسَان إِلَّا لمن ينْهض للتقصير فِي جانبهم، وَلما قدمت مَكَّة فِي موسم سنة سِتّ وَتِسْعين قصدني بِالسَّلَامِ بالإهداء وَسمعت أَنه تزوج ابْنة أُخْرَى للشَّيْخ مُحَمَّد من أمه ورايته على خير من طواف وأدب، وتزايدت وضاءته، وشكالته وَعمل فِي سنة سبع وَتِسْعين وَلِيمَة للمولد النَّبَوِيّ سَمِعت من يصف سماطها بِأَمْر عَظِيم وَأَن الكلفة لَهُ ترتقي لمئين من الدَّنَانِير وَعم النَّاس بِالْإِرْسَال مِنْهَا ورأيته زَائِد الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ بِحَيْثُ يرقى نَفسه على صَاحب الْحجاز بل قَالَ لي إِنَّه رجح نَفسه على الخيضري عِنْد السُّلْطَان وَأرْسلت لَهُ بمؤلفي فِي أهل الْبَيْت كل هَذَا مَعَ تردد بعض أَصْحَابه من الْعَجم لقرَاءَته عَلَيْهِ وَصَارَ مِمَّن يرغب فِي لتردد إِلَيْهِ إِمَّا للرغبة أَو الرهبة بِحَيْثُ أَنه رُبمَا يوصى لَهُ بعض التُّجَّار، وَرَأَيْت بعض أهل بِلَاده يصف أوليته بالتقلل الزَّائِد وَإِن مَا فِيهِ من الثروة من جِهَة صهره سِيمَا وَقد قسمت لتركة على وَجه لَا أخوض فِيهِ وَالله أعلم بِحَقِيقَة أمره اعتقادا وانتقادا وَتَعَفُّفًا وتشرفا.
875 - إِسْحَاق بن عبد الله بن بِلَال الْفراش بِمَكَّة أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَمُحَمّد وَقَرِيب أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن بِلَال الْمَاضِي. /
876 - إِسْحَاق بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّاج والشرف بن السراج بن الشَّمْس
الجعبري الخليلي. / ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بالخليل وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو واشتغل يَسِيرا وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع من المسلسل وَرجع فَمَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بتربة الرَّأْس إِلَى جَانب وَالِده أرخه ابْن أَخِيه الصّلاح خَلِيل وَوَصفه بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل.
877 - إِسْحَاق بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله أَبُو يَعْقُوب النَّاشِرِيّ. / ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَحفظ الشاطبية وَجل الْحَاوِي واشتغل فِي الْعَرَبيَّة على الشّرف إِسْمَاعِيل البومة وَسمع من جده وأخويه مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم وناب عَن ثَانِيهمَا فِي الْأَحْكَام الفخمة وَكَانَ فَقِيها صَالحا ذكره الْعَفِيف وَلم يؤرخ وَفَاته.
878 - إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّاج أَبُو البركات التَّمِيمِي الخليلي الشَّافِعِي / سمع من أبي الْخَيْر بن العلائي الصَّحِيح وَحدث بِهِ وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ أَحْمد بن عبد العالي الْمَاضِي وَكَذَا سمع مِنْهُ بسنباط الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن يُوسُف كَمَا سَيَأْتِي.
879 - إِسْحَاق بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى الْجمال بن الْجلَال بن الْعِزّ بن نَاصِر الدّين الفالي الشَّافِعِي. / ولد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأخذ أَكثر الْعُلُوم عَن وَالِده وَأقَام فِي تَحْقِيق الْحَاوِي عَلَيْهِ خمس سِنِين وبرع فِي الْفِقْه وأصوله وتصدى(2/278)
بعد مَوته للتدريس والإفتاء وَقصر أوقاته على ذَلِك حَتَّى تخرج بِهِ الْفُضَلَاء وعول على فَتَاوِيهِ بَين الإجلاء انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة هُنَاكَ فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة بِحَيْثُ بَلغنِي عَن السَّيِّد الصفي الأيجي أَنه قَالَ هُوَ فِي هَذَا الْعَصْر مثل إِمَام الْحَرَمَيْنِ وناهيك بِهَذَا من مثله وَكَانَ مهابا موقرا مُعظما عِنْد السلاطين وَعرض عَلَيْهِ غير مرّة الْقَضَاء فآبى.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبعين رَحمَه الله أفادني تَرْجَمته بعض ثِقَات أقربائه مِمَّن حمل عني.
إِسْحَاق النَّجْم القرمي / قيل أَنه ابْن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل أَو بن سعد بن إِبْرَاهِيم وَهُوَ أصح مضى
880 - أَسد الله بن لطف الله بن روح الله بن سَلامَة الله المظفر أَبُو اللَّيْث بن النظام بن الْفَخر بن الْعِزّ الْحُسَيْنِي الكازروني ثمَّ الشِّيرَازِيّ / فَاضل قدم قريب الْأَرْبَعين فَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره وَمِمَّا قَرَأَهُ عَلَيْهِ المتباينات وَشرح النخبة وَقَالَ قِرَاءَة بحث واستفادة تشْتَمل على دلَالَة الْفَهم الثاقب والإفادة وَكَذَا قرئَ عَلَيْهِ فِي البُخَارِيّ وَكَانَ كل قَلِيل يمده بِأَلف دِرْهَم فَلَمَّا رام الرُّجُوع تكلم لَهُ شَيخنَا ابْن خضر فِي شَيْء يتزود بِهِ فَأمر لَهُ بثلثمائة فتأثر السَّائِل والمسئول لَهُ
وسافر فحين وُصُوله لبيت الْمُقَدّس توفّي قبل فرَاغ الْمبلغ الْمعِين فعد ذَلِك من كرامات شَيخنَا.
881 - أَسد بن البسيلي ثمَّ القاهري / أحد تجار الشّرْب مِمَّن حج كثيرا وجاور وعامل وَيظْهر توددا وَلكنه لم يخرج عَن جلّ أَقَاربه وأظن بَينه وَبَين زَوْجَة الزيني زَكَرِيَّا قرَابَة أصلحه الله.
882 - أسعد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجا بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المنجا الْوَجِيه أَبُو الْمَعَالِي بن الْعَلَاء أبي الْحسن بن الصّلاح بن الشّرف بن الزين ابْن الْوَجِيه التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف كسلفه بِابْن المنجا، / ولد بِدِمَشْق قبيل الْقرن بِيَسِير فأبوه مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَانمِائَة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشَّمْس اللَّيْثِيّ وَحفظ الْخرق وألفية ابْن مَالك وعرضهما على الْعِزّ الْبَغْدَادِيّ القَاضِي وَغَيره وبالعز وَكَذَا بالشرف بن مُفْلِح تفقه وناب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق وباشر نظر المسمارية وتدريسها وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وأحضر فِي صغره على ابْن قوام والبالسي وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة ولقيته بِدِمَشْق فَسمِعت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَكَانَ خيرا متواضعا محبا فِي الحَدِيث وَأَهله وبهي الْهَيْئَة مرضِي السِّيرَة عريقا فِي الْمَذْهَب، مَاتَ فِي سلخ الْمحرم سنة إِحْدَى وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ فِي يَوْمه بالجامع المظفري وَدفن بتربتهم جوَار دَارهم غربي الرِّبَاط الناصري من سفح قاسيون.
883 - أَسد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْجلَال الشِّيرَازِيّ الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ أَنه قدم بَغْدَاد فِي صغره فاشتغل على الشَّمْس السَّمرقَنْدِي فِي القراآت وَالْقُرْآن وَالْفِقْه ثمَّ حضر مجْلِس الكرمائي وَقَرَأَ عَلَيْهِ(2/279)
البُخَارِيّ كثيرا وجاور مَعَه بِمَكَّة وَكَانَ يقرئ ولديه وَغَيرهمَا فِي النَّحْو وَالصرْف وَغير ذَلِك مَعَ سَلامَة بَاطِن وَدين وتعفف وتواضع وَخط حسن وَقدم دمشق وَولي أُمَامَة الخانقاه السميساطية بهَا ودرس وَأعَاد وَحدث وَأفَاد مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ انْتهى مُلَخصا، وَذكره التقي الْكرْمَانِي أحد من أُشير إِلَيْهِ أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن والشاطبية وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا فِي القراآت والنحو وَالصرْف واللغة وَفقه مذْهبه مشاركا فِي غَيرهَا مَعَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث وَهُوَ كَانَ الْقَارئ للْبُخَارِيّ بِمَجْلِس وَالِدي مُدَّة طَوِيلَة بل لَازم مجْلِس وَالِدي نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وجاور مَعَه بِمَكَّة وَلَزِمَه حَتَّى مَاتَ، وَلما قدم علينا الشَّيْخ نور الدّين الزرندي الْحَنَفِيّ سمعنَا عَلَيْهِ بقرَاءَته وارتحل بِسَبَب الْفِتْنَة اللنكية فِي سنة خمس وَتِسْعين عَن بَغْدَاد إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا بعد زيارته الْقُدس والخليل حَتَّى مَاتَ عَن نَيف وَسِتِّينَ أَو سبعين وَدفن بِظَاهِر دمشق رَحمَه
الله.
884 - اسكندر شاه بن أميرزة عمر شيخ بن تيمورلنك أَخُو مُحَمَّد الْآتِي / ملك شيراز من بِلَاد فَارس بعد قتل أَخِيه فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وأحضر قَاتل أَخِيه فعتبه فَقَالَ لَهُ مَا علمت فِي حَقك إِلَّا خيرا فلولا قتلته مَا وصلت للمملكة فبادر بقتْله لِئَلَّا يُقَال أَنه كَانَ بدسيسة مِنْهُ مَعَ عدم ذَلِك وَكَانَ ذَلِك فِي سنة ثَمَان عشرَة.
885 - اسكندر بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد بن بيرم خجا لتركمان متملك تبريز وَمَا والاها وأخو جهانشاه الْآتِي / ملك الْبِلَاد بعد موت أَبِيه سنة ثَلَاث وَعشْرين كَمَا سَيَأْتِي فدام مُدَّة وَخَربَتْ الْبِلَاد فِي أَيَّامه من كَثْرَة حروبه وشروره إِلَى أَن مَاتَ ذبحا على يَد ابْنه قوماط شاه فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَهُوَ إِذْ ذَاك محاصر بقلعة النجباء من أَخِيه جهانشاه وَكَانَ شجاعا مقداما أهوج فَاسِقًا لَا يتدين بدين. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا.
886 - اسكندر دلال العقارات / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة حادي عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَكَانَ خَاتِمَة أَرْبَاب طائفته وَمَعَ ذَلِك فمستراح مِنْهُ لما كَانَ عِنْده من الْإِقْدَام على أوقاف الْمُسلمين وَعدم احترامها مَعَ إزراء هَيئته واحتكار صَنعته وَخَلفه طلماس.
أسلم بِالسِّين أَو بالصَّاد هُوَ أَحْمد بن اسحق بن عَاصِم بن مُحَمَّد بن عبد الله. / مضى.
887 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عجيل الْيَمَانِيّ الْفَقِيه الصَّالح، / مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين ورثاه الشّرف بن الْمُقْرِئ بقوله:
(وَمَا موت إِسْمَعِيل موت مجاور ... إِذا مَاتَ أبكى ابْنا وأوحش منزلا)(2/280)
(وَلكنه موت رمى كل منزل ... بِمَا أرمل الناشين فِيهِ وأثكلا)
وَابْن الْجَزرِي بقوله:
(يرحم الله سيدا كَانَ فَردا ... فِي الندي والعلا إِمَامًا جَلِيلًا)
(لَو يفْدي بِالروحِ كَانَ قَلِيلا ... لَيْسَ بدعا فدَاء إسمعيلا)
888 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الْمجد الغمراوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / حفظ الْقُرْآن واشتغل قَلِيلا عِنْد الْجَوْجَرِيّ والْعَلَاء الحصني والبدر بن أبي السعادات البُلْقِينِيّ وَابْن خطيب الفخرية وَكَذَا أَخذ عني وَآخَرين وحدج وجاور مَعَ الرجبية وَتزَوج ابْنة ابْن أخي المقريزي، وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ وتكسب قَلِيلا من الشَّهَادَة بل نَاب وقتا فِي بعض الْقرى عَن قضاتها ثمَّ أعرض
عَن ذَلِك كُله لعدم ظفره مِنْهُ بطائل واختص بالشرف بن البقري وأقرأ أَوْلَاده وارتقى بذلك حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَجْأَة سقط عَن ظهر دَابَّة فَانْقَطع نخاعه وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَأَظنهُ جَازَ الْأَرْبَعين وَكَانَ صَالحا متوددا ساذجا رَحمَه الله.
889 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن بكر السويري الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي، / ولد سنة أَربع وثماني مائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فَأخذ عَن جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن مُوسَى الجلاد الفرضي والشرف بن الْمُقْرِئ وَالطّيب الناشر والكمال مُوسَى الضجاعي الْفِقْه والْحَدِيث وَسمع على ابْن الْجَزرِي والبرشكي وَغَيرهمَا وَعمر حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بزبيد وَكَانَ خيرا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْفَاضِل عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْآتِي وَأفَاد تَرْجَمته.
إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جوشن / سَيَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد.
890 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْمجد القلعي القاهري الشَّافِعِي، / ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وثماني مائَة بقلعة الْجَبَل وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على النُّور عَليّ ابْن أَحْمد الْكرْدِي الرِّفَاعِي ثمَّ جوده بِمَكَّة على الشَّيْخ عَليّ الديروطي وَقَرَأَ على القاياتي ربع الْعِبَادَات من الْمِنْهَاج وعَلى ابْن المجدي كشف الْحَقَائِق فِي حِسَاب الدرج والدقائق من تصنيفه مَعَ عدَّة رسائل وَأخذ الْفَنّ من قبله عَن الكوم الريشي وأدام الِاشْتِغَال فِي التَّقْوِيم وَالْأَحْكَام حَتَّى برع فِي ذَلِك ثمَّ ترك التَّقْوِيم بِإِشَارَة التقي المقرزي أحد المهرة فِيهِ وَأكْثر من التَّرَدُّد للتقي الْمَذْكُور حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَلم يَنْفَكّ عَنهُ حَتَّى مَاتَ وَسمع من لفظ شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء حَدِيثا وَاحِدًا وَكَذَا سمع على ابْن بردس وَابْن نَاظر الصاحبة والزين الزَّرْكَشِيّ وبمكة على أبي الْفَتْح المراغي وَغَيره وَأكْثر بِأخرَة عَن بقايا من الشُّيُوخ لإسماع أَوْلَاده وَمن مُلَازمَة مجلسي فِي الْإِمْلَاء وَغَيره وكتبها عني وَحج غير مرّة وجاور سنة وَكَانَ خيرا متوددا سخيا حسن الْعشْرَة تَامّ الْعقل كثير الْأَدَب مائلا للْفُقَرَاء والغرباء كتبت عَنهُ من نظمه فِيمَن اسْمهَا ألف(2/281)
(على وصالي عاذليمن جهل لَام ألف ... وَجَاءَنِي يعذلنيقلت لَهُ لَام ألف)
وكتبت عَنهُ غير ذَلِك مِمَّا أوردته فِي معجمي مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين رَحمَه الله.
891 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن خضر عماد الدّين بن برهَان الدّين الناصري، / نِسْبَة للناصرة قَرْيَة من صفد الدِّمَشْقِي النَّفْي أَخُو الْفَاضِل محيي الدّين الملقب كبيش المعجم وَصَاحب التَّرْجَمَة أسن
فمولده قريب سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة وَكَانَ أَبوهُمَا شَاهدا وخدم هَذَا الْعَلَاء بن قَاضِي عجلون وترقى عِنْده وَلَكِن مَعَ ذَلِك لم يستنبه فَلَمَّا اسْتَقر الشّرف ابْن عيد استنابه بمرسوم سلطاني قيل إِنَّه تكلّف لأَجله بِخَمْسِمِائَة دِينَار ثمَّ نَاب عَن التَّاج بن عربشاه وَامْتنع من النِّيَابَة عَن ابْن القصيف ثمَّ اسْتَقل بعده فِي سادس عشري رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَحمد مَعَ جَهله فِي سياسته ودربته مَعَ إِلْمَام بالتوقيع وَحسن الْخط والشكالة والعمة بِحَيْثُ انْفَرد بِحسن عمَامَته وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين ثمَّ أودع المقسرة ودام مُدَّة ثمَّ أطلق ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا.
892 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي رَحْمَة الْعِمَاد أَبُو الفدا بن الْبُرْهَان الجعبري / مِمَّن قَرَأَ على الْبُرْهَان الْحلَبِي سيرة ابْن سيد النَّاس وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل الصَّالح الْخَيْر المحصل وأرخ قِرَاءَته فِي ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ودعا لَهُ بقوله نفع الله بِهِ ونفعه.
إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم بن شرف. / يَأْتِي فِيمَن جده مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف قَرِيبا.
893 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ الجبرتي ثمَّ الزبيدِيّ الشَّافِعِي. / ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ صَاحب الْأَحْوَال والمقامات لَقيته بزبيد ولأهلها فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد على الْوَصْف وَكَانَ يلازم قِرَاءَة سُورَة يس وَيَأْمُر بهَا وَيَزْعُم أَن قرَاءَتهَا لقَضَاء كل حَاجَة ويروى فِيهَا حَدِيث يس لما قُرِئت لَهُ، وَأول مَا اشْتهر أمهره فِي كائنة زبيد لما حاصرها الإِمَام صَلَاح الدّين الْهَرَوِيّ إِمَام الزيدية فَقَامَ هُوَ فِي ذَلِك وَبشر السُّلْطَان بالنصر وانهزام الإِمَام فَوَقع كَمَا قَالَ فَصَارَت لَهُ عِنْده منزلَة ملْجأ لكل أحد أما أهل الْعِبَادَة فللذكر وَالصَّلَاة وَأما أهل البطالة فللسماع وَاللَّهْو وَأما أهل الْحَاجَات فلجاهه، وتلمذ لَهُ أَحْمد بن الرداد وَمُحَمّد المزجاجي فجالسا السُّلْطَان، وَكَانَ الشَّيْخ مغرما بالرقص والسماعات دَاعِيَة لمقالة ابْن عَرَبِيّ يوالي عَلَيْهَا ويعادي بِسَبَبِهَا وَبلغ فِي العصبية إِلَى أَن صَار من لَا يحصل نسخه من الفصوص تنقص مَنْزِلَته عِنْده وَاشْتَدَّ الْبلَاء بِأَهْل السّنة بِهِ وبأتباعه جدا وَقد حَدثنِي عَن الْحَافِظ أبي بكر بن الْمُحب بِالْإِجَازَةِ وَعَن أبي مُحَمَّد بن عَسَاكِر بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة لِأَنَّهُ كَانَ يذكر إِن مولده سنة بضع عشرَة ووقفت على استدعاء بِخَط النَّجْم الْمرْجَانِي مؤرخ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فِيهِ اسْمه أجَاز لمن فِيهِ أهل ذَاك الْعَصْر كأحمد(2/282)
ابْن إِبْرَاهِيم بن يُونُس بن حَمْزَة وَعمر بن أَحْمد الجرهي وَمُحَمّد بن أَحْمد بن خطيب المزة وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الصفي الغزولي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن مُحَمَّد ابْن عوض وَآخَرُونَ وَفِيه يَقُول شَاعِر الْيَمين الْجمال الذوالي من قصيدة وَكَانَ)
منحرفا عَنهُ مُعْتَقدًا لصلاح صَالح الْمصْرِيّ وَكَانَ صَالح هَذَا صَاحب كرامات فَقَامَ على إِسْمَاعِيل وَأَتْبَاعه فتعصبوا عَلَيْهِ وأخرجوه إِلَى الْهِنْد:
(صَالح الْمصْرِيّ قَالُوا صَالح ... ولعمري إِنَّه للمنتخب)
(كَأَن ظَنِّي أَنه من فتية ... كلهم أَن تمتحنهم مختلب)
(رَهْط إِسْمَاعِيل قطاع الرّيّ ... ق إِلَى اله وأرباب الريب)
(سف حمقى رعاع غاغة ... أكلب فيهم على الدِّينَا كلب)
(تخذوا دينهم زندقة ... فاستباحوا اللَّهْو فِيهِ والطرب)
وَقَالَ فِي الأنباء أَنه ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة على مَا ذكر وتعانى الِاشْتِغَال ثمَّ تصوف وَكَانَ خيرا عابدا حسن السمت والملبوس مُغْرِي بِالسَّمَاعِ محبا فِي مقَالَة ابْن الْعَرَبِيّ وَكنت أَظن أَنه لَا يفهم الِاتِّحَاد حَتَّى اجْتمعت بِهِ فرأيته يفهمهُ ويقرره وَيَدْعُو إِلَيْهِ حَتَّى صَار من لم يحصل كتاب الفصوص من أَصْحَابه لَا يلْتَفت إِلَيْهِ، وَكَانَ الْأَشْرَف قد عظمه بِسَبَب أَنه قَامَ مَعَه عِنْد حِصَار الإِمَام صَلَاح الزيدي بزبيد فاعتقده وَصَارَ أهل زبيد يتقرحون لَهُ كرامات وَكَانَ يداوم قِرَاءَة سُورَة يس فِي كل حَالَة ويعتقد فِيهِ حَدِيثا مَوْضُوعا وَأرَانِي جُزْءا جمعه لَهُ شَيخنَا الْمجد الشِّيرَازِيّ فِي ذَلِك وَقَامَ عَلَيْهِ مرّة الشَّيْخ صَالح الْمصْرِيّ فتعصبوا عَلَيْهِ حَتَّى نفوه إِلَى الْهِنْد ثمَّ كَانَ الْفَقِيه أَحْمد النَّاشِرِيّ عَالم زبيد يقوم عَلَيْهِ وعَلى أَصْحَابه وَلَا يَسْتَطِيع أَن يغريهم عماهم فِيهِ لميل السُّلْطَان إِلَيْهِم وَقد حدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الْقسم ابْن عَسَاكِر وبالخاصة عَن أبي بكر بن الْمُحب انْتهى. وَكَانَ تحديثه بالأربعين الَّتِي من جمالة شَيخنَا ولقبه فِيهَا كَمَا قَالَ الْجمال بن الْخياط بشيخ الْإِسْلَام هادي الْأَنَام وَأَطْنَبَ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَذَا بَالغ فِي تَعْظِيمه أَبُو الْحسن الخزرجي فِي تَارِيخه وكناه أَبَا الْفِدَاء وأرخ مولده بشعبان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين قَالَ وَكَانَ فِي أول أمره معلم أَوْلَاد ثمَّ اشْتغل بالنسك وَالْعِبَادَة وَصَحب الشُّيُوخ فَفتح عَلَيْهِ وتسلك على يَدَيْهِ الجم الْغَفِير وَبعد صيته وانتشرت كراماته وَارْتَفَعت مكانته عِنْد الْخَاص وَالْعَام وَبَالغ الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس فِي امْتِثَال أوامره وَكَانَ مَسْكَنه ومنشأه بزبيد إِلَى آخر كَلَامه، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَبَالغ فِي تَعْظِيمه أَيْضا الشّرف أَبُو الْفَتْح المراغي وَلبس الْخِرْقَة من السراج أبي بكر بن مُحَمَّد الصُّوفِي، وَقَالَ الْعَفِيف الناشر مَا نَصه(2/283)
الْقَائِم برياسة الصُّوفِيَّة فِي وقته من جملَة السادات وأرباب الْجد فِي المجاهدات نَافِذ الْكَلِمَة مَعَ الْمُلُوك فِيمَن دونهم
ومناقبه كَثِيرَة وَفِي أَصْحَابه كَثْرَة، وَقد رَأَيْت من أَصْحَابه جمَاعَة كلهم يعظمهم وَيذكر عَنهُ فَضَائِل جمة لَا تنبغي إِلَّا لذِي ولَايَة عَظِيمَة ومرتبة جسيمة وَقد لبست الْخِرْقَة من يَد أبي الْفِدَاء إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ شيخ نحاة عصره بلباسه لَهَا مِنْهُ انْتهى. ومنن طول تَرْجَمته المقريزي فِي عقوده وصدرها بالهاشمي الْعقيلِيّ الشَّافِعِي. مَاتَ فِي نصف رَجَب سنة سِتّ وَله بضع وَثَمَانُونَ سنة.
894 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله الْعِمَاد أَبُو الفدا حفيد شَيخنَا الْخَطِيب الْجمال بن جمَاعَة الْكِنَانِي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو النَّجْم مُحَمَّد الْآتِي والماضي أَبوهُ. / ولد فِي ثَالِث عشري رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة والشاطبية والمنهاج الفرعي وَجمع الْجَوَامِع والحاجبية وَعرض على جمَاعَة كالشهاب بن المحمرة والتقي القلقشندي وَقدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَقَرَأَ على شَيخنَا شرح النخبة فِي مجَالِس مُتعَدِّدَة وَأثْنى عَلَيْهِ وعَلى الْجلَال الْمحلي شَرحه لجمع الْجَوَامِع وَغَيره سردا أَيْضا، ولازم غَيرهمَا وَسمع الحَدِيث بهَا من الْعِزّ بن الْفُرَات وَسَارة ابْنة ابْن جمَاعَة وببلده من أَهلهَا والقادمين إِلَيْهَا، وَحج فَلم يسمع هُنَاكَ شَيْئا بل وَلَا سمع معي إِذْ وصلت إِلَيْهِم إِلَّا الْيَسِير وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَذكر لي أَنه سمع على عَائِشَة ابْنة الْعَلَاء الْحَنْبَلِيّ وَكَذَا المسلسل على التدمري وَأَنه أَخذ عَن الشهَاب بن رسْلَان وَفِي هَذَا نظر، وَخرج لنَفسِهِ معجما سَمَّاهُ ملتمس القناعة وَكَذَا خرج لجده مشيخة وعشاريات انتزعها من عشاريات شَيخنَا وَغَيره وَعَلِيهِ فِي كليهمَا مؤاخذات وَبَلغنِي أَنه شرع فِي شرح الشفا وَكَذَا قيل أَنه شرح ألفية الحَدِيث وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ ذكيا فَاضلا ظريفا متعففا عَن كثير مِمَّا يَرْمِي بِهِ أَبوهُ منجمعا عَن النَّاس مَعَ تساهل وترفع. مَاتَ فِي إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شرف.
يَأْتِي قَرِيبا.
895 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَصْرِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيم والآتي حفيده مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز وَيعرف بِابْن زقزق. /
896 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شرف بن مشرف الْعِمَاد أَبُو الفدا الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن شرف / وَرُبمَا قيل فِيهِ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن شرف أَو إِسْمَاعِيل بن شرف أَو ابْن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شرف. ولد سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الشَّك مِنْهُ بِبَيْت
الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَسمع على أبي الْخَيْر بن العلائي ولازم الشهَاب بن الهائم حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ غَالب تصانيفه وانتفع بِهِ(2/284)
جدا بِحَيْثُ صَار إِمَامًا فِي الْحساب مُطلقًا بأنواعه وَفِي عُلُوم الْوَقْت على اخْتِلَاف أوضاعه رَأْسا فِي الْفَرَائِض عَالما بالفقه مبرزا فِي النَّحْو وَغَيره من عُلُوم الْأَدَب مُتَقَدما فِي الْأُصُول بحرا فِي الْمَعْقُول وَالْمَنْقُول محققا ورعا عَالما عَاملا حسن الْخلق لين الْجَانِب وَلم يقْتَصر فِي الْأَخْذ عَنهُ بل أَخذ عَن جمَاعَة كالشمسين القلقشندي والبرماوي والحسام حسن بن عَليّ الخطيبي الأبيوردي قدم عَلَيْهِم الْقُدس سنة أَربع عشرَة، وَحج وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة وَغَيرهَا وَأخذ عَن الْبُرْهَان البيجوري والجلال البُلْقِينِيّ وَشَيخنَا وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَخَصه بمزيد الْمُلَازمَة فِي الْفِقْه وَغَيره وَهُوَ السَّبَب فِي إِكْمَال شَرحه للبهجة حَسْبَمَا كَانَ الْوَلِيّ يخبر بِهِ، وَسمع الحَدِيث على ابْن الْعَلَاء بِبَلَدِهِ كَمَا تقدم وعَلى الشّرف بن الكويك وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ، وتجرع الْفقر حَتَّى أَنه أول مَا قدم الْقَاهِرَة كَانَ فِيمَا بَلغنِي يَبِيع الْبِطِّيخ المحزور لَيْلًا على بَاب جَامع الْأَزْهَر بالفلس وَنَحْوه فَلَمَّا بلغ الْوَلِيّ ذَلِك شقّ عَلَيْهِ وَاسْتقر بِهِ فِي تَعْلِيم أَوْلَاد وَلَده تَاج الدّين ليرتفق بالغداء مَعَهم وبماله من جامكية وَحِينَئِذٍ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّرّ ف الْمَنَاوِيّ مصنفا لِابْنِ الهائم ي الْحساب وَذَلِكَ سنة عشْرين وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ غَيره من جمَاعَة الْوَلِيّ، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بِهِ وَصَارَ أحد أَرْكَان الْعلم هُنَا وتصدى لنشر الْعلم فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة كَابْن حسان وَابْن أبي شرِيف والبقاعي وَلم يكن نَاظرا إِلَى الدنيابل توجهه للْعلم وَله تصانيف عديدة وأوضاع مفيدة مِنْهَا توضيح لبهجة الْحَاوِي فِي مجلدين بل وَشَرحهَا شرحا مطولا كتب مِنْهُ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة أسفارا ونظم أدلتها وَشرح التَّنْبِيه ومصنفات شَيْخه ابْن الهائم وَكتب على ألفية شَيْخه الْبرمَاوِيّ فِي الْأُصُول توضيحا حسنا مُفِيدا وَاخْتصرَ ألغاز الأسنوي وطبقات الشَّافِعِيَّة إِلَى غير ذَلِك من المجاميع المفيدة كل ذَلِك مَعَ الْجَمَاعَة وتقلله وَطَرحه للتكلف ومداومة الْخلْوَة للكتابة والتصنيف بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ سوى تصانيفه أَشْيَاء، وَله نظم قَلِيل متوسط وَلم يَنْفَكّ عَن ذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر عِنْد الْمِحْرَاب الْكَبِير بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى تقدم الإِمَام شمس الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي عبد الله ثمَّ دفن بمقبرة الساهرة رَحمَه الله وإيانا وَمن نظمه كَمَا نقلته من خطه مِمَّا قَالَه بِمَكَّة بعد دُخُوله الْبَيْت الْمُعظم:
(طوباى طوباى فِي سعين وَفِي سَفَرِي ... وَقد دخلت لبيت الله مولَايَ)
)
(حاشاى حاشاى من خزى وَمن نَدم ... وَمن عَذَابي فِي موتِي ومحياي)
(من بعد وعد إلهي بالأمان لمن ... يدْخل إِلَى الْبَيْت يَا بشراي بشراي)(2/285)
وَقد سبقه السلَفِي فَقَالَ:
(أبعد دُخُول الْبَيْت وَالله ضَامِن ... يبْقى قَبِيح والخطايا الكوامن)
(فحاشا وكلا بل تسَامح كلهَا ... وَيرجع كل وَهُوَ جذلان آمن)
897 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى الْمجد أَبُو الْفِدَاء الْكِنَانِي البلبيسي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ القَاضِي. / ولد سنة ثَمَان أَو تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه والفرائض والحساب، وَمِمَّنْ تفقه بِهِ الْفَخر الزَّيْلَعِيّ ورافق الْجمال الزَّيْلَعِيّ الْمُحدث فَأكْثر من سَماع الْكتب والأجزاء بقرَاءَته بل وَطلب بِنَفسِهِ وَحصل بعض الْأَجْزَاء وَسمع من أَصْحَاب النجيب والعز الحرانيين كأحمد بن كشتغدي وَبني الفيومي الثَّلَاثَة إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وَفَاطِمَة وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل الأيوبي والميدومي، وَتخرج بمغلطاي والتركماني وبرع فِي الْفَرَائِض وَالْأَدب وَكتب بِخَطِّهِ تذكرة مُشْتَمِلَة على فنون وَخمْس الْبردَة وَغير ذَلِك كشرحه للتلقين فِي النَّحْو لأبي الْبَقَاء ومصنف فِي الشُّرُوط وَاخْتصرَ الْأَنْسَاب للرشاطي مَعَ زيادات من ابْن الْأَثِير وَغَيره وَعمل كتابا فِي الْفَرَائِض والحساب، قَالَ شَيخنَا سَمِعت التَّاج بن الظريف وَكَانَ ماهرا فيهمَا يثني عَلَيْهِ قَالَ وَقد لَقيته قَدِيما وطارحني بلغز على قافية الْعين وَسمعت عَلَيْهِ مشيخته الَّتِي خرجها لَهُ صاحبنا الصّلاح الأقفهسي وَهِي ثَمَانِيَة أَجزَاء بقرَاءَته وقراءتي متثبتا فِي التحديث لَا يحدث إِلَّا من أَصله وَمَعَ هَذَا فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة جُزْء البطاقة بِسَمَاعِهِ من نور الدّين الْهَمدَانِي بِسَمَاعِهِ من الْمعِين وَابْن عزرون وَهُوَ خطأ فَاحش فالهمداني لم يلق أحدا مِنْهُمَا ثمَّ ظهر لي وَجه الْغَلَط وَهُوَ أَن السماع كَانَ بِقِرَاءَة الْهَمدَانِي على التفليسي، قَالَ وَمهر فِي الشُّرُوط وَوَقع على الْحُكَّام ثمَّ نَاب فِي الحكم ثمَّ أعرض عَن النِّيَابَة عَن الشَّمْس الطرابلسي فِي ولَايَته الثَّانِيَة لشَيْء وَقع لَهُ مَعَه وَلم يلبث أَن اسْتَقر بِهِ الظَّاهِر برقوق عوضه وَذَلِكَ فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَمَكَان حِينَئِذٍ معتكفا بالطيبرسية فَخرج من اعْتِكَافه بَقِيَّة الشَّهْر وباشر بصلابة ونزاهة وعفة وتسدد فِي الْأَحْكَام وَفِي الشُّهُود، وَكن الظَّاهِر يجله ويكرمه لكَونه مِمَّن امْتنع من الْكِتَابَة فِي الفتاوي الَّتِي كتبت عَلَيْهِ فِي كائنة الكرك وَاسْتمرّ بمنزله بكوم الريش حَتَّى انْقَضتْ تِلْكَ المحنة وَكَانَ يشْكر لَهُ ذَلِك وَيُقَال أَن علم السُّلْطَان بذلك)
أَنه لما طلبه ليوليه سَأَلَهُ عَن اسْمه وَنسبه فَذكر لَهُ فَأمر بعض خدمه فَاحْضُرْ كيسا من الْحَرِير الْأسود وَأخرج مِنْهُ وَرقا وَأمر بعض مماليكه بتصفح أَسمَاء من فِيهِ هَل فِيهِ اسْمه فَلم يجده فَقَالَ لَهُ أما كتبت فِي الْفَتَاوَى(2/286)
فَذكر لَهُ فراره واستتاره بمنزله فأعجبه قَالَ المقريزي لكنه دخل فِي ولَايَته الْجُبْن خشيَة من عود الطرابلسي فَكَانَ لَا يقْضى لأحد وَيعْتَذر بِأَن الطرابلسي وَرَاءه فَوقف حَاله ومقته من كَانَ يُحِبهُ وَنَدم على ولَايَته من تمناها لَهُ ليبس قلمه عَن الْأُمُور الْعَامَّة والخاصة حَتَّى أَنه لم يتَّفق أَنه عدل من الشُّهُود فِي مُدَّة ولَايَته غير اثْنَيْنِ وأبغضه الرؤساء لرد رسائلهم وَذكر بعض من يعرفهُ أَن سَبَب خموله فِي المنصب أَنه كَانَ يزهو بِنَفسِهِ ويربى أَن المنصب دونه لما كَانَ عِنْده من الاستعداد وَلما فِي غَيره من النَّقْص فِي الْعلم والمعرفة فانعكس أمره لذَلِك وَذكر أَيْضا أَن كبار الموقعين فِي زَمَانه كَانُوا يرجعُونَ إِلَيْهِ فِيمَا يَقع لَهُم من المعضلات ويحمدون أجوبته فِيهَا وَكَانَ جمعهم إِذْ ذَاك متوفرا، واشتهر عَنهُ أَنه كَانَ إِذا رأى الْمَكْتُوب عرف حَاله من أول سطر بعد الْبَسْمَلَة غَالِبا، وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ سوى مَا قدمْنَاهُ من التَّوَقُّف فِي الْأُمُور وَلَو كَانَت وَاضِحَة تولم يزل على مَنْزِلَته عِنْد الظَّاهِر حَتَّى تحرّك للسَّفر إِلَى الشَّام فتوسل القَاضِي جمال الدّين العجمي نَاظر الْجَيْش حِينَئِذٍ بصهره وصهر السُّلْطَان الشهَاب الطولوني لكَون الشهَاب كَانَ شفع عِنْده فِي شَاهد ليجلسه بِبَعْض الحوانيت فتوقف فحقدها عَلَيْهِ فَتكلم مَعَ السُّلْطَان فِي أَن الْمجد عَاجز عَن السّفر لنقل بدنه وَلم يتَوَقَّف السُّلْطَان فِي الْأَخْبَار بذلك لكَونه يُشَاهد أَيَّام الموكب حِين جُلُوسه عَن يسَاره يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس ثقل حركته وبطأه إِلَى الْغَايَة لكَونه عبل الْبدن وَلَا يقوم إِلَّا بعد بطء مَعَ الاتكاء على يَدَيْهِ وَرفع عجيزته فَأمر بإعفاء، وسعى الْجمال حِينَئِذٍ ببذل مَال فولاه فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَانْصَرف الْمجد إِلَى منزله بالسيوفية فَأَقَامَ فِيهِ بطالا وَلكنه يشغل الطّلبَة ويحضر وظائفه الَّتِي كَانَت بِيَدِهِ قبل الْقَضَاء نعم امْتنع عَلَيْهِ مُبَاشرَة التوقيع الَّذِي كَانَ جلّ تكسبه مِنْهُ فَضَاقَ حَاله وتعطل إِلَى أَن نسي كَأَن لم يكن سِيمَا بعد موت الظَّاهِر لكَونه كَانَ يتفقده بِالْعَطِيَّةِ وَحِينَئِذٍ كف بَصَره وتزايد عَجزه وَضَعفه وانهرم وَسَاءَتْ حَاله إِلَى الْغَايَة حَتَّى مَاتَ فِي أول ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وأرخه شَيخنَا فِي معجه بعاشر جُمَادَى الأولى وَالصَّوَاب الأول، وَكَانَ كثير النّظم جيد الْوَزْن فِيهِ إِلَّا أَنه لم يكن بالماهر فِي عمله وَله أَشْيَاء كَثِيرَة من قسم المقبول كَقَوْلِه:)
(لَا تحسبن الشّعْر فضلا بارعا ... مَا الشّعْر إِلَّا محنة وخبال)
(فِي الهجو قذف والرياء نياحة ... والعتب ضغن والمديح سُؤال)
وَقد روى لنا عَنهُ غير وَاحِد من أواخرهم الشهَاب الْحِجَازِي، وَذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَأَن شعره كثير وأدبه غزير وَعلمه جم غير يسير صحبته أَعْوَام(2/287)
وَأخذت عَنهُ فَوَائِد وَكَانَ لي بِهِ أنس وَلِلنَّاسِ بِوُجُودِهِ جمال وَأنْشد عَنهُ مِمَّا اخْتَارَهُ من ديوانه الْكثير وَمن ذَلِك:
(إِذا شِئْت أَن تبقى من المَال مَعْدُوما ... فَكُن قَائِلا للشعر أَو كن معلما)
(وَإِن تَكُ نساخا فَذَاك بحارف ... وَأعظم من هَذَا تكون منجما)
وَقَوله:
(تقللت من وزني قريضا ودرهما ... وَقد نقدت من بَيت مَالِي الذَّخَائِر)
(وَهَا أَنا عَن أهل القريض بمعزل ... فلست بوزان وَمَا أَنا شَاعِر)
898 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جوشن قريب الْفَخر مُحَمَّد بن عِيسَى الْآتِي. / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا وَسمع على ابْن الكويك وَغَيره.
899 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْفَاضِل مجد الدّين بن برهَان الدّين الحياني نِسْبَة لمنزل حبَان من الشرقية ثمَّ القاهر الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي. / ولد بهَا وتحول مِنْهَا وَهُوَ بَالغ إِلَى الْأَزْهَر فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَبحث الْمِنْهَاج على الوروري وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقطر فِي النَّحْو وَحضر دروس الْمَنَاوِيّ والعبادي والبكري وزَكَرِيا والمقسي والجوجري وَآخَرين من طبقتهم ودونها وَفهم فِي الْفِقْه وَفِي الْعَرَبيَّة فِي الْجُمْلَة وأدب الكال بن نَاظر الْخَاص وَلذَا اسْتَقر بِهِ فِي مشيخة التصوف بمدرسة أَبِيه بعد المحيوي الدماطي وبعنايته فِي الخطابة بِجَامِع الخطيري مَعَ مُبَاشَرَته عوضا عَن عز الدّين الْمَنَاوِيّ أَو يحيى الْبكْرِيّ بل نَاب فِي الْإِمَامَة بالأزهر مَعَ كَثْرَة تردده فِي النِّيَّة وَلكنه خير وَالْغَالِب عَلَيْهِ الصفاء واليبس والميل إِلَى التَّحْصِيل وَرُبمَا أَقرَأ بل كَانَ يكثر الْأَبْنَاء من تَصْحِيح ألواحهم عَلَيْهِ وَنعم الرجل. مَاتَ بعد ضعف طَوِيل فِي شَوَّال سنة خمس وَتِسْعين عَن نَحْو السّبْعين ظنا، وَاسْتقر بعده فِي الجمالية على ابْن قَرِيبه الْمحلي.
900 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان الْعِمَاد الخليلي. / ولد كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة على الْمَيْدُومِيُّ أَشْيَاء وَأخذ الْقرن تجويدا وبالروايات عَن
الشهَاب بن عَيَّاش وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. وَمِمَّنْ روى لنا عَنهُ الأبي وخليل القيمري وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن لأبي عمر والزين عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ بن إِسْحَاق الخليلي شقير، وَكَانَ صَالحا يُؤَدب الْأَبْنَاء بِبَلَدِهِ. مَاتَ فِي سادس الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد وَلم يحدد وَقت وَفَاته، وَأما المقريزي فَقَالَ فِي عقوده نه توفّي سنة خمس وَعشْرين وَالْأول أضبط ظنا.
901 - إِسْمَعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن سعيد بن عَليّ الشَّيْخ أَبُو السُّعُود المنوفي الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ووالد مُحَمَّد وَأحمد ورمضان الْمَذْكُورين فِي أماكنهم. /(2/288)
كَانَ عَالما صَالحا مِمَّن أَخذ عَن الأبناسي وَصَحب البلالي والزاهد وَغَيرهمَا من السادات وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء ودرس وَأفْتى ونظم الشّعْر سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد كالشيخ مَدين. مَاتَ سنة عشْرين تَقْرِيبًا.
902 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشف الزبيدِيّ الْحَنَفِيّ البومة. / أحد مَشَايِخ النَّحْو بزبيد لَازم السراج عبد اللَّطِيف الشرجي حَتَّى مهر فِيهِ وَفِي الصّرْف وَفِي اللُّغَة بِحَيْثُ أَنه لما قدم الْبَدْر الدماميني زبيد لم يكن فِي طلبة زبيد من يجاريه سواهُ وَكَانَ لذَلِك يُبَالغ فِي احترامه وينصفه ويعترف لَهُ بالفضيلة والتقدم فِي فنه هَذَا مَعَ اشْتِغَال فِي الْفِقْه أَيْضا. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أَفَادَهُ لي بعض فضلاء الْيمن، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ قِرَاءَة وسماعا الْعَفِيف النشاوي وَقَالَ أَنه شيخ نحاة عصره برع فِي فنون وَأم بمدرسة الْجمال المزجاي ودرس بالصلاحية والرحمانية بزبيد فِي النَّحْو وانتفع بِهِ جمَاعَة بل أَخذ عَنهُ خلق.
إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجبرتي. / فِيمَن جده عبد الصَّمد.
903 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الجحافي الأديب التعزي. / قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه شَاعِر مقتدر على النّظم هنأني بالسلامة لما قدمت بِلَاده سنة ثَمَانمِائَة بقصيدة أَولهَا:
(سكر السّير السابقات بالعراب ... الأعوجيات بَنَات الْغُرَاب)
فَأَجَابَهُ شَيخنَا بقصيدة أَولهَا:
(أَهلا بهَا حسناء رَود الشَّبَاب ... وافت لنا سافرة للنقاب)
قَالَ شَيخنَا وطارحته بلغز فَأجَاب عَنهُ وَلما دخلت بِلَادهمْ سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة لم ألقه وَأَظنهُ مَاتَ قبل.
904 - إِسْمَاعِيل بن الْأمين أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عجبل شرف الدّين. / من بَيت شهير
بِالْيمن كَانَ يكرم الوافدين وَلكنه لم تطل مدَّته فَإِن وَالِده كَمَا تقدم مَاتَ فِي سنة أَرْبَعِينَ، وَمَات هُوَ سلخ ربيع الأول سنة سبع وَخمسين.
905 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعِمَاد بن القطب القلقشندي القاهري الشَّافِعِي أَخُو شَيخنَا الْعَلَاء على الْآتِي وأخيه إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَغَيرهمَا ووالد الْبَدْر مُحَمَّد. / مِمَّن سمع الكويك بعض الشفا واشتغل قَلِيلا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكَانَ ثقيل السّمع أجَاز لي وَمَات فِي.(2/289)
906 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف ابْن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْأَشْرَف النَّصْر بن الْأَشْرَف الغساني الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ والآتي جده قَرِيبا. / ولي الْيَمين بعد أَخِيه الْمَنْصُور عبد الله فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَهُوَ صَغِير قبل اختتانه ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْعَسْكَر بِمَدِينَة تعز وخلعوه بِعَمِّهِ يحيى وَلم يلبث أَن مت فِي السّنة بالدملوه. وَرَأَيْت من أرخه سنة خمس وَثَلَاثِينَ.
907 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن أبي بكر الْمجد القاهري الأخفاق / فِي صهر شَيخنَا ابْن خضر. كَانَ وجيها من أَرْبَاب حرفته كثير السّكُون وَالْخَيْر. مِمَّن لَازم مجْلِس شَيخنَا فِي السماع وَغَيره وَأَظنهُ حضر بعض دروس الطنتدائي وَغَيره. مَاتَ فِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَأَظنهُ جَازَ السّبْعين أَو قاربها.
908 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب التَّاج أَبُو الفدا الخطبا المَخْزُومِي القاهري الْحَنَفِيّ خَال أم المقريزي. / ذكره فِي عقوده مطولا وَأَنه ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود بضع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث بعد أَن اخْتَلَط وأتلف مَاله وَسَاءَتْ حَاله، وَكَانَ ذَا فَوَائِد كَثِيرَة وبرف غزيرة. مِمَّن مناب فِي الْحِسْبَة سِنِين وَكَذَا فِي الْقَضَاء عَن الْجمال عبد الله بن التركماني الْحَنَفِيّ وَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ وَلم يتَزَوَّج قطّ امتثالا لوَصِيَّة أَبِيه، قَالَ وَأَخْبرنِي أَنه كَانَ لَهُ هوي أَيَّام صباه فِي بعض الصُّور فَرَأى فِي مَنَامه من ينشده:
(لَا أوحش الله عَيْني من محاسنهم ... وَلَا خلا سَمْعِي من طيب الْخَبَر)
وَلم أكن أحفظ فتطيرت من ذَلِك فَلم البث أَن جَاءَ نعي من كنت أهواه. حكى عَنهُ مِمَّا حفظه فِي مَنَامه غير ذَلِك.
909 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ الْيَمَانِيّ من بَيت جده الْفَقِيه على بن العجيل
وَيعرف كأبيه بالمشرع. / لَقِيَنِي فِي رَمَضَان سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة وَسمع على فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ سيد النَّاس وَقَالَ لي أَنه ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين بِبَيْت ابْن عجيل وَأَنه سمع على أَبِيه وَعَمه عبد اللَّطِيف فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وَالْفِقْه وَرَأَيْت لَهُ جمَاعَة يعتقدونه ويمشون مَعَه وَلم يلبث أَن توجه لزيارة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
910 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن يَعْقُوب السنهوري القاهري الْأَزْهَرِي الْمُقْرِئ الشَّافِعِي. / اشْتغل فِي القراآت على الشهَاب السكندري والتاج بن تمرية والدزوجته الزين طَاهِر ثمَّ ترك وَأم بِجَامِع الْأَزْهَر فِي وَقت وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة فِي ذَلِك مَعَ مساعدة بلديه النُّور السنهوري الْمَالِكِي محتجا بقدمه واشتغاله فِي القراآت وَكَذَا أَقرَأ فِي مكتب الْأَيْتَام بِهِ رب الأتراك وقتا وَعمل مشيخة سبع الكلوتاتي. مَاتَ(2/290)
فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ بعد انْقِطَاعه مُدَّة وَهُوَ أسن من بلديه الْمشَار إِلَيْهِ بِيَسِير وَنعم الرجل رَحمَه الله.
911 - إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم السيدوجيه الدّين ابْن الْعِزّ بن النظام الْحُسَيْنِي الحسني الأحمدي الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي وَالِد عبد الْجَلِيل وأخو حُسَيْن الآتيين / عَالم مفنن أَخذ عَنهُ فِي الْفِقْه الْجلَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن حسن الصفوي الْمَاضِي وَهُوَ الْمُفِيد لترجمته وَقَالَ أَنه حَيّ فِي سنة أَربع وَتِسْعين.
912 - إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعِمَاد أَبُو الفدا بن الْعِمَاد أبي الْجُود بن أنيس الدّين الْأنْصَارِيّ النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْعِمَاد، / ولد فِي لَيْلَة سَابِع عشري رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بفلاميا من أَعمال نابلس بِقرب جلجوليا ثمَّ انْتقل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى نابلس فَنَشَأَ بهَا وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فَكَفَلَهُ خَاله شرف الدّين الموقت فَلَمَّا ترعرع وَقَرَأَ الْقُرْآن والغاية نَقله إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ عِنْد ابْن رسْلَان وَكَانَ ذَلِك بِوَصِيَّة أَبِيه فاشتغل عِنْده وَألبسهُ الْخِرْقَة وَوَجهه لِلْحَجِّ فِي الْبَحْر فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين فَنزل عِنْد أبي الْيمن وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْمِنْهَاج وَحضر دروس أبي السعادات بن ظهيرة وتلا إِلَى آخر الْأَنْعَام تجويدا على الزين بن عَيَّاش وَإِلَى آخر مَرْيَم على عمر المرشدي وَرجع صُحْبَة الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة فقطن الشَّام ولازمه وَكتب شَرحه الْكَبِير للمنهاج وَشَرحه للاشهية فِي الْفَرَائِض وقرأهما عَلَيْهِ بل قَرَأَ على أَبِيه ف يمتن الْمِنْهَاج، وَمَات وَقد انْتهى إِلَى أثْنَاء الْإِقْرَار مِنْهُ وَكَذَا حضر تَقْسِيم البلاطنسي غير مرّة وَكتب مُخْتَصره لمنهاج العابدين وقرأه عَلَيْهِ مَعَ غَالب الْمِنْهَاج وَقَرَأَ على)
السوبيني فَرَائض الْمِنْهَاج ومصنفه فِي شُرُوط الصَّلَاة وَأخذ أَيْضا عَن الزين خطاب وَغَيره من الشامين والمقادسة وَأول من تصور مَعَه مسَائِل الْفِقْه الزين مُفْلِح مولى الْبرمَاوِيّ ثمَّ التقى الْأَذْرَعِيّ وَقَرَأَ الجرومية فِي النَّحْو على الزين الشاوي وَشرح العقائد على يُوسُف الرُّومِي وَالشَّمْس بن سعد والكمال بن أبي شرِيف وَالْقُرْآن تجويدا على الشَّمْس بن عمرَان وَصَحب غير وَاحِد من الصُّوفِيَّة وَقَرَأَ وَسمع فِي بَيت الْمُقَدّس على الْجمال بن جمَاعَة والتقي أبي بكر القلقشندي والمحب بن الشّحْنَة وَكَذَا سمع على الْعِزّ الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَابْن خَاله الشهَاب حِين كَانَا بالقدس أَيْضا فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين أَشْيَاء أثبتها لَهُ ابْن أبي شرِيف وَأَجَازَ لَهُ الْبُرْهَان الباعوني والتاج عبد الْوَهَّاب بن الديري وناصر الدّين بن زُرَيْق وَأَبُو اللطف وَآخَرُونَ بالاستدعاء وَغَيره ولقيني بِمَكَّة حِين مجاورة كل منا فلازمني حَتَّى حمل عني الْكثير من تصانيفي ومروياتي رِوَايَة ودراية وَأثبت لَهُ ذَلِك فِي كراسة واغتبط باجتماعه بِي وأرسلني بعد من الشَّام(2/291)
بِطَلَب القَوْل البديع لكَونه سمع جله فَأرْسلت لَهُ بِهِ بل تَكَرَّرت مطالعاته بالتودد وَهُوَ إِنْسَان خير لَهُ إِلْمَام بِكَثِير من الْمسَائِل وَالْأَحَادِيث ينطوي على محَاسِن.
913 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد الشّرف أَبُو الْمَعْرُوف بن الرضي الجبرتي الْيَمَانِيّ ابْن عَم إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْآتِي وهما حفيد الداعية الْمَاضِي قَرِيبا. / ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَخلف أَبَاهُ وَله نَحْو خمس عشرَة سنة فِي المشيخة بعناية الشَّيْخ مُحَمَّد المزجاجي وَقدمه على جمَاعَة من أَتْبَاعه أسن مِنْهُ لما ظهر لَهُ فِيهِ من لوائح النجابة وَالْخَيْر وحقق الله فراسته حِين نَشأ على الطَّرِيق الْمُسْتَقيم وعاشر الْعلمَاء وتأدب وتهذب وشارك فِي الْفَضَائِل وأدمن المطالعة والمباحثة حَتَّى تميز وفَاق وَصَارَ أَمَام الصُّوفِيَّة وَشَيخ العارفين وسلك على يَده جمَاعَة مِنْهُم أَحْمد بن مُوسَى بن أَحْمد بن عَليّ بن عجيل الْمَعْرُوف بالمشرع، مَاتَ فِي سَابِع عشري ربيع الأول سنة خمس وَسبعين بزبيد تَرْجمهُ صَاحب صَالحا الْيَمين مَعَ جده وَأَبِيهِ وَرَأَيْت من أرخ وَفَاته سنة أَربع وَالْأول أثبت وَذكره الْعَفِيف النَّاشِرِيّ وَقَالَ أَنه اتّفقت الْقُلُوب على محبته لحسن أخلاقه وجودة سيرته.
914 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن عبد الله الْمقري بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عَطِيَّة بن عَليّ الشريف أَبُو مُحَمَّد الشغدري بِفَتْح الْمُعْجَمَة والمهملة بَينهمَا مُعْجمَة سَاكِنة ثمَّ رَاء قبل يَاء النّسَب لقب لعَلي الْأَعْلَى الشاوري الشرجي الْيَمَانِيّ الْحُسَيْنِي نِسْبَة لأبيات حسن من الْيمن الشَّافِعِي الأسوي
وَيعرف بِابْن الْمُقْرِئ / وَسمي الخزرجي جده عبد الله ابْن مُحَمَّد وَلم يزدْ كَمَا أَن النفيس الْعلوِي لم يزدْ أحدا بعد جده عبد الله وَاقْتصر شَيخنَا فِي الأنباء على إِسْمَاعِيل بن أبي بكر وَفِي المعجم قَالَ إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي بكر، وَتَبعهُ فِيهِ التقي بن قَاضِي شُهْبَة وَأَصله من الشرجة من سواحل الْيمن كَمَا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَقَالَ غَيره مِمَّا لَا يُنَافِيهِ أَصله من بني شاور قَبيلَة تسكن جبال الْيمن شَرْقي المحالب. ولد كَمَا كتبه بِخَطِّهِ فِي منتصف جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة، وَقَالَ الْجمال بن الْخياط أَنه رَجَعَ عَنهُ وَصَحَّ لَهُ أَنه سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة، وَقَالَ الْجمال بن الْخياط أَنه رَجَعَ عَنهُ وَصَحَّ لَهُ أَنه سنة أَربع وَخمسين بِأَبْيَات حُسَيْن وَنَشَأ بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى زبيد وتفقه بالجمال الريمي شَارِح التَّنْبِيه فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمُهَذّب وَسمع غَيره فِي آخَرين تفقه بهم وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن عُلَمَاء وقته كمحمد ابْن زَكَرِيَّا وَعبد اللَّطِيف الشرجي وَمهر فيهمَا وَفِي غَيرهمَا من الْعُلُوم وبرز فِي الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم، وتعانى النّظم فبرع فِيهِ وَأَقْبل عَلَيْهِ مُلُوك الْيمن وَصَارَ لَهُ ثمَّ حَظّ عِنْد الْخَاص وَالْعَام. وولاه الْأَشْرَف تدريس المجاهدية بتعز والنظامية بزبيد فَأفَاد واستفاد وانتشر ذكره فِي سَائِر الْبِلَاد وَولي أَمر المحالب وَعين للسفارة(2/292)
إِلَى الديار المصرية ثمَّ تَأْخِير ذَلِك لطمعه فِي الِاسْتِقْرَار فِي قَضَاء الْأَقْضِيَة بعد الْمجد الشِّيرَازِيّ اللّغَوِيّ فَلم يتم لَهُ مناه بل كَانَ يرجوه فِي حَيَاة الْمجد ويتحايل عَلَيْهِ بِحَيْثُ أَن الْمجد عمل للسُّلْطَان الْأَشْرَف كتابا أول كل سطر مِنْهُ ألف واستعظمه السُّلْطَان فَعمل الشّرف كِتَابه الْحسن الَّذِي لم يسْبق إِلَى مِثَاله الْمُسَمّى عنوان الشّرف وَالْتزم أَن تخرج من أَوَائِله وأواخره وأواسطه عُلُوم غير الْعلم الَّذِي وضع الْكتاب لَهُ وَهُوَ الْفِقْه لكنه لم يتم فِي حَيَاة الْأَشْرَف فَقدم لوَلَده النَّاصِر وَوَقع عِنْده بل وَعند سَائِر عُلَمَاء عصره بِبَلَدِهِ وَغَيرهمَا موقعا عَظِيما وأعجبوا بِهِ وَهُوَ مُشْتَمل مَعَ الْفِقْه على نَحْو وتاريخ وعروض وقواف. وَكَذَا اختصر الرَّوْضَة وَسَماهُ الرَّوْض بِاخْتِصَار اسْمهَا أَيْضا وَالْحَاوِي الصَّغِير وَسَماهُ الْإِرْشَاد وَشَرحه فِي مجلدين وَعمل بديعيه على نمط بديعية الصفي الْموصِلِي وقصيدة استنبط فِيهَا معَان كَثِيرَة تزيد على ألف ألف معني إِلَى غير ذَلِك نظما ونثرا ونظمه كثير التَّجْنِيس والبديع حسن التَّرْتِيب والترصيع حَتَّى أَن النفيس الْعلوِي قَالَ أَنه سمع بِالْيمن كلا من شَيخنَا وَشَعْبَان الآثاري يَقُول مَا أعلم اعْلَم وَلَا أفْصح فِي الشّعْر مِنْهُ وَهُوَ يُربي على أبي الطّيب المتنبي وَقَالَ هُوَ الْفَقِيه الإِمَام الْعَالم ذُو الْفَهم الثاقب والرأي الصائب بهاء الْفُقَهَاء نور الْعلمَاء علما وَعَملا وَصَاحب الْحَال)
المرضي قولا وفعلا الْمُعْتَكف عل التصنيف والتحرير والمقبل عَلَيْهِ مُلُوك الْيمن فِي الرَّأْي وَالتَّدْبِير لَهُ الحظوظ التامه عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَهُوَ بذلك جدير وحقيق، وَقَالَ الْمُوفق الخزرجي إِنَّه كَانَ فَقِيها محققا باحثا مدققا مشاركا فِي كثير من الْعُلُوم والاشتغال بالمنثور والمنظوم أَن نظم أعجب وأعجز وَإِن نثر أَجَاد وأوجز فَهُوَ المبرز على أترابه والمقدم على أقرانه وَأَصْحَابه وَكَانَ يَقُول الشّعْر الْحسن مَعَ كَرَاهَته أَن ينْسب إِلَيْهِ قلت حَتَّى أَنه قَالَ:
(بِعَين الشّعْر أبصرني أنَاس ... فَلَمَّا سَاءَنِي أخرجت عينه)
(خُرُوجًا بعد رَاء كَانَ رأبى ... فَصَارَ الشّعْر مني الشَّرّ عينه)
ثمَّ قَالَ الخزرجي ويتعانى فِي غالبه التَّجْنِيس واستنباط الْمعَانِي الغريبة بِحَيْثُ يَأْتِي بِمَا يعجز عَنهُ غَيره من الشُّعَرَاء فِي أحسن وضع وأسهل تركيب وامتدح الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس وَغَيره وَلم يزل الْأَشْرَف يلحظه ويقدمه وَهُوَ جدير بذلك فقد كَانَ غَايَة فِي الذكاء والفهم لَا يُوجد لَهُ نَظِير، وَله تصانيف فِي النَّحْو وَالشَّرْع وَالْأَدب وَغير ذَلِك، وَقد قَرَأَ على ديوَان المتنبي فاستفدت بفهمه وذكائه أَكثر مِمَّا اسْتَفَادَ مني وَكنت أحب أَن لَو أتمه لَكِن حصل عائق.
وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه(2/293)
أَنه مهر فِي الْفِقْه والعربية وَالْأَدب وَجمع كتابا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ عنوان الشّرف يشْتَمل على أَرْبَعَة عُلُوم غير الْفِقْه يخرج من رموز فِي الْمَتْن عَجِيب الْوَضع اجْتمعت بِهِ فِي سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ فِي سنة سِتّ فِي كل مرّة يحصل لي مِنْهُ الود الزَّائِد والإقبال وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَولى إمرة بعض الْبِلَاد فِي دولة الْأَشْرَف وناله من النَّاصِر جَائِحَة تَارَة وإقبال أُخْرَى، وَكَانَ يتشوق لولاية الْقَضَاء بِتِلْكَ الْبِلَاد فَلم يتَّفق لَهُ وَمن نظمه بديعية الْتزم أَن يكون فِي كل بَيت تورية مَعَ التورية باسم النَّوْع البديعي وَله مسَائِل وفضائل وَعمل مرّة مَا يتَفَرَّع من الْخلاف فِي مَسْأَلَة المَاء المشمس فبلغت آلافاوله شرح مُخْتَصر الْحَاوِي فِي مجلدين، وَحج سنة بضع عشرَة وأسمع كثيرا من شعره بِمَكَّة وترجمه فِي استدعاء بِأَنَّهُ إِمَام فَاضل رَئِيس كَامِل لَهُ خُصُوصِيَّة بالسلطان وَولى عدَّة ولايات دون قدره وَله تصانيف وحذق تَامّ ونظم مليح إِلَى الْغَايَة مَا رَأَيْت بِالْيمن أذكى مِنْهُ. وَقَالَ فِي مُعْجَمه اسْتَفَدْت مِنْهُ الْكثير وَسمع مني كتابي ضوء الشهَاب الْمُنْتَخب من نظمي وَأحسن السفارة لي عِنْد السُّلْطَان وطار حَتَّى بِأَبْيَات رائية، وَحج وَحدث بِشَيْء من شعره وَعين للسفارة إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ تَأَخّر ذَلِك وَكَانَ يطْمع فِي ولَايَة الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ وصنف عنوان الشّرف وَهُوَ مُخْتَصر فِي الْفِقْه أودعهُ علوما أُخْرَى)
تستخرج من أَوَائِل السطور وأواخرها لم يسْبق إِلَى مثله وَأَجَازَ لأولادي فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته قَالَ لي بعض الْمُتَأَخِّرين شامخ الْعرنِين فِي الْحسب ومنقطع القرين فِي عُلُوم الْأَدَب تصرف للأشرف صَاحب الْيمن فِي الْأَعْمَال الجليلة وناظر أَتبَاع ابْن عَرَبِيّ فعميت عَلَيْهِ الْأَبْصَار ودمغهم بأبلغ حجَّة فِي الأفكار وَله فيهم غرر القصائد تُشِير إِلَى تَنْزِيه الصَّمد الْوَاحِد وَله الْمَدْح الرَّائِق وَالْأَدب الْفَائِق إِلَى أَن قَالَ ترشح لقَضَاء الْأَقْضِيَة بعد القَاضِي مجد الدّين ودرس بمدارس منسوبة إِلَى مُلُوك قطره وَلم يزل مُحْتَرما إِلَى أَن توفّي فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي رَجَب مِنْهَا ظنا يَعْنِي بزبيد، وَقَالَ غَيره أَنه حج فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة وَحدث فِيهَا ببديعيته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَلَقي فِيهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ بِمَكَّة وَقَالَ لَهُ أَنْت الْقَائِل:
(قل لِلشِّهَابِ بن عَليّ بن حجر ... سور على مودتي من الْغَيْر)
(فسور ودي فِيك قد بنيته ... من الصَّفَا والمروتين وَالْحجر)
فَقَالَ نعم قَالَ فأنشدنيهما فَفعل وَفِي سنة ثَمَان وَعشْرين وأنشدنا عَنهُ الْمُوفق الآبي قصيدة سَمعهَا مِنْهُ أَولهَا:
(إِلَى كم تَمَادى فِي غرور وغفلة ... وَكم هَكَذَا نوم إِلَى غير يقظة)(2/294)
والتقى بن فَهد مَا أثْبته فِي مُعْجَمه وَكَذَا عِنْدِي من نظمه أَشْيَاء وَهُوَ شَائِع فَلَا نطيل بِهِ وَله كتاب فِي الرَّد على الطَّائِفَة الْعَرَبيَّة وَأَشْيَاء فِي ذَلِك منظومة ومنثورة وَآخر من عَلمته من عُلَمَاء أَصْحَابه التقي عمر الفتي المتوفي فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَكَانَ يرجح مُخْتَصر الرَّوْضَة للأصفوني على الرَّوْض لشيخه لعدم تقيده فِيهِ بِلَفْظ الأَصْل الَّذِي قد يُؤَدِّي لتباين ظَاهر بِخِلَاف الأصفوني فَهُوَ متقيد بِلَفْظ الأَصْل وَلذَا عمل كتابا سَمَّاهُ الإلهام لما فِي الرَّوْض من الأوهام وَشرح الرَّوْض شرحا بليغا قَاضِي الشَّافِعِيَّة فِي وقتنا ومحقق الْوَقْت الزين زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ وَقد ختم تَحْقِيقه بَين يَدَيْهِ فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَكَذَا شَرحه الشَّيْخ شمس الدّين بن سولة الدمياطي شرحا مطولا بل اختصر الرَّوْض نَفسه وَشرح الْإِرْشَاد للعلامة الْمُحَقق الْكَمَال بن أبي شرِيف الْمَقْدِسِي وتداوله الْفُضَلَاء والعلامة الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ، وأولهما أتقنهما وأخصرهما نفع الله بِجَمِيعِ ذَلِك. وَقَالَ الْعَفِيف النَّاشِرِيّ. وَهُوَ مِمَّن أَخذ عَنهُ: مدقق وقته فِي الْعُلُوم وأشعر أهل زَمَانه قَالَ وَسمعت طلبته يذكرُونَ عَنهُ كَثْرَة الْعِبَادَة وَالذكر وَقَالَ أَيْضا فِي تَرْجَمَة عَمه)
الْمُوفق إِن صَاحب التَّرْجَمَة كَانَ غَايَة فِي التدقيق إِذا غاص فِي مسئلة وَبحث فِيهَا اطلع فِيهَا على مَا لم يُدْرِكهُ غَيره لكَون فهمه ثاقبا ورأيه وبحثه صائبا حَتَّى أَنه حرر كثيرا مِمَّا اخْتلف فِيهِ أتم تَحْرِير وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ غَايَة فِي النسْيَان قيل أَنه لَا يذكر مَا كَانَ فِي أول يَوْمه وَمن أعجب مَا يحْكى فِي نسيانه أَنه نسى مرّة ألف دِينَار بزنبيل ثمَّ وَقع عَلَيْهِ بعد مُدَّة اتِّفَاقًا فتذكره وحاله لَا يَقْتَضِي نِسْيَان دون هَذَا الْقدر فضلا عَنهُ انْتهى. وَذكره المقريزي فِي عقوده وَنسبه ابْن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله وسَاق من نظمه أَشْيَاء وترجمته تحْتَمل كراريس رَحمَه الله تَعَالَى.
915 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر واسْمه مُحَمَّد بن عَليّ الخوافي الْآتِي أَبوهُ، / قدم الْقَاهِرَة مَعَه فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَقَالَ لشَيْخِنَا:
(أَقمت بِمصْر يَا صدر الأعالي ... وصيتك فِي العوالم غير خَافَ)
(وزينت الورى جيلا فجيلا ... فشرفت القوادم والخوافي)
916 - إِسْمَاعِيل بن أبي الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى كَمَا رَأَيْته بِخَطِّهِ وَقيل بدله عبد الله الْمجد أَبُو مُحَمَّد الْبرمَاوِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد الْآتِي. / ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا قرأته بِخَطِّهِ فِي نواحي الغربية، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ حمل فَلَمَّا ترعرع اشْتغل بالفقه على ابْن البازغي النحريري شَارِح أبي شُجَاع ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة قَدِيما وَحضر دروس مشايخها وابتدأ بالسراج البُلْقِينِيّ وَتكلم مَعَه فَأقبل عَلَيْهِ واختص بِهِ وَأَسْكَنَهُ هُوَ وَأمه بِالْمَدْرَسَةِ بالبدرية بِبَاب سر الصالحية وَأرْسل إِلَيْهِ يَوْمًا بِطَعَام فأتعب(2/295)
أمه ذَلِك وَقَالَت لَهُ نَحن سُؤال وَمَرَّتْ ابْنهَا فَرده ثمَّ شرت تعطيه من مصاغها فيبيعه وينفقون مِنْهُ على أَنفسهمَا إِلَى أَن سَأَلَهُ الَّذِي كَانَ يَشْتَرِي مِنْهُ وَكَانَ نَصْرَانِيّا فِي كِتَابه بَرَاءَة بَينهمَا فَفعل وَكتب فِي آخرهَا قَالَ ذَلِك فَقير رَحْمَة ربه فلَان فَقَالَ لَهُ ذَلِك النَّصْرَانِي أَنْتُم عبتم على من قَالَ من أهل الْكتاب فَقير وَنحن أَغْنِيَاء وَأَنت قد وَقعت فِي ذَلِك وَكَانَ عاميا لَا يفهم مَعَاني الْكَلَام قَالَ فَقلت لَهُ الْمَكَان يضيق عَن شرح هَذَا فتعال إِلَى الْمنزل أزيل لَك هَذَا الشَّك وفارقته فَبَيْنَمَا أَنا نَائِم فِي تِلْكَ اللَّيْلَة رَأَيْت الْمَسِيح بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام قد نزل من السَّمَاء وَعَلِيهِ قَمِيص أَبيض قَالَ فَقلت فِي نَفسِي إِن كَانَ من لِبَاس الْجنَّة فَهُوَ غير مخيط قَالَ فلمسته بيَدي واستثبت فِي أمره فَإِذا هُوَ قِطْعَة وَاحِدَة لَيْسَ فِيهِ خياطَة فَقلت لَهُ أَنْت عيس بن مَرْيَم الَّذِي قَالَت النَّصَارَى أَنه ابْن الله فَقَالَ ألم تقْرَأ الْقُرْآن قلت قَالَ: لقد)
كفر الَّذين وَقَالَت النَّصَارَى الْمَسِيح ابْن الله الْآيَات ثمَّ استيقظت فَأَتَانِي ذَلِك النَّصْرَانِي فِي الصُّبْح وَهُوَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَأسلم وَحسن إِسْلَامه وَلم يكن لذَلِك سَبَب أعلمهُ إِلَّا بركَة رؤيتي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام. وَلم يزل الْمجد يلازم مَعَ مزِيد تعلله الِاشْتِغَال فِي فنون الْعلم وَلَا سِيمَا على البُلْقِينِيّ فَإِنَّهُ جعله محط رَحْله وَعظم اخْتِصَاصه بِهِ بِحَيْثُ كَانَ يَقُول أَنا السَّائِل للبدر الزَّرْكَشِيّ مِنْهُ الْأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَكَانَت مُدَّة ملازمته لَهُ نَحْو أَرْبَعِينَ سنة حَتَّى صَار أوحد أهل الْقَاهِرَة وَتخرج بِهِ عدَّة من علمائها بل أَكثر علمائها كَالشَّمْسِ الْبرمَاوِيّ بلديه، وَقَالَ الشهَاب بن المحمرة إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ هُوَ وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ وَالْجمال بن ظهيرة وَالْجمال الطيماني جَامع المختصرات تقسيما فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بل قَرَأَ عَلَيْهِ الزين الفارسكوري وَهُوَ أسن من هَؤُلَاءِ وَالْفَخْر الْبرمَاوِيّ وَكَانَ من كبار الْفُضَلَاء وَصَارَ عَالما عَلامَة بحرا فهامة حبرًا راسخا وطودا شامخا وَمَعَ صبره على الْفقر كَانَ زاهدا فِي الدُّنْيَا موقنا بِأَن ذَلِك هُوَ الْحَالة الحسني حَتَّى بلغنَا أَنه كَانَ يسْأَل أَن يَجْعَل الله ثَلَاثَة أَربَاع رزقه علما فَكَانَ قرير الْعين بفقره وَمَا آتَاهُ الله من الْعلم بل يعتب على من يتَرَدَّد إِلَى غنى لمَاله أَو ذِي جاه لجاهه، وَعرض عَلَيْهِ الْجلَال البُلْقِينِيّ أَن يقبل مِنْهُ التَّفْوِيض فِيمَا فوض إِلَيْهِ السُّلْطَان فَقَالَ أَنا لَا أعرف حكم الله فَقَالَ لَهُ فَإِذا قلت أَنْت هَذَا فَمَا نقُول نَحن أَلَسْت مُقَلدًا للشَّافِعِيّ فَقَالَ أَنا مقلده فِي الْعِبَادَات. وَاسْتمرّ مُنْقَطِعًا فِي بَيته مُقبلا على خَاصَّة نَفسه وَكن يَدْعُو بِبَقَاء شَيخنَا وَيَقُول أَنا أقدم حَيَاته على حَياتِي فبحياته ينْتَفع الْمُسلمُونَ وَقد سمع على ابْن الْقَارئ مشيخته وَالصَّحِيح وَغَيرهمَا وعَلى أبي طَلْحَة الحراوي الأول من فضل الْعلم للمرهبي(2/296)
وَفِيمَا كَانَ يخبر بِهِ على الْعِزّ بن جمَاعَة وَمن لفظ إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْآمِدِيّ الثَّالِث عشر من الخلعيات. وَقد ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه خطب بِجَامِع عَمْرو يَعْنِي بعد موت صهره وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع مجاميع حَسَنَة وفوائد مستحسنة وَحصل كثيرا وشارك فِي عدَّة فنون من فقه وأصول وَنَحْو وَغير ذَلِك وَكَانَ كثير الاستحضار خاملا وَلم يشْتَهر بذكاء وَمِمَّنْ انْتفع بِهِ الشهَاب بن المحمرة وَالْعلم البُلْقِينِيّ وَأخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة وَألْحق الْأَبْنَاء بِالْآبَاءِ بل بالأجداد وَتَأَخر أَصْحَابه إِلَى بعد سنة تسع وَثَمَانِينَ بل وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالزين رضوَان وَابْن خضر ثمَّ البقاعي. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر ربيع الآخر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة بعد أَن تعلل مُدَّة وانهرم مُنْذُ أكمل الثَّمَانِينَ بل قبل ذَلِك، قَالَ)
شَيخنَا أجَاز فِي استداعاء أَوْلَادِي وَكتب بِخَطِّهِ: أَذِنت لَهُم ناطقا بِمَا كتبت مَا طلب لَهُم مِمَّا صَحَّ عِنْدهم أنني قرأته أَو سمعته أَو أجزت بِهِ، وَقَالَ فِي أنبائه إِنَّه مهر فِي الْفِقْه والفنون وتصدى للتدريس، وَفِي مَوضِع آخر أَنه أسن الشَّافِعِيَّة فِي وقته، وَذكره التقي بن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَقَالَ أَنه أَخذ عَن الأسنوي ولازم البُلْقِينِيّ مُدَّة طَوِيلَة وشارك فِي الْفُنُون وَتقدم واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وَقَرَأَ عَلَيْهِ فضلاء طلبة البُلْقِينِيّ وَحكى لي الشهَاب بن المحمرة أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ هُوَ وَذكر مَا تقدم قَالَ وَفِي آخر عمره من نَحْو عشْرين سنة ترك الِاشْتِغَال وَكَانَ فِي جَمِيع عمره خاملا وَلم تحصل لَهُ وَظِيفَة وَإِنَّمَا درس بمدرسة خاملة ظَاهر الْقَاهِرَة وخطب بِجَامِع عمر وبمصر وَكَانَ لخموله يُقَال أَن فِي اعْتِقَاده شَيْئا، وَقَالَ ابْن فَهد إِنَّه كَانَ مُتَّهمًا فِي دينه بل يُقَال أَنه يتْرك الصَّلَاة على دين الْأَوَائِل من عدم الْبَحْث وَنَحْوه انْتهى. وَلم يثبت ذَلِك عِنْدِي كَمَا أَنه قيل أَنه كَانَ يَقُول البُخَارِيّ وَمُسلم جنيا على الْإِسْلَام حَيْثُ أوهما عَامَّة النَّاس حصر الصَّحِيح فِيمَا جمعاه وردوا كل مَا لم يكن فيهمَا. وَأَسْتَغْفِر الله من حِكَايَة كل هَذَا بل كَانَ عَلامَة مفننا وَلَكِن لم ينْتَفع بمسوداته الَّتِي مِنْهَا فِيمَا بَلغنِي من بعض الآخذين عَنهُ مُخْتَصر الْمُهِمَّات وكتبت فِي إجَازَة لفتح الدّين صَدَقَة الشارمساحي:
(فتح ديني وصل سري بالصلات ... فِي عُلُوم كاشفات فِي الصِّفَات)
(فَاء فتحي قَاف قلبِي عَن فلات ... بَاء بَاقٍ حاء حتم فِي حلات)
(لَام ألفى ألف ألف مردوات ... كاملات فِي وُجُوه معدمات)
(صَاد سبع دَال زَاي فِي ثبات ... فاؤها ختم بدا تَاء الصلات)(2/297)
وَذكره المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وأرخه فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى عَن بضع وَسبعين وَالْأول قَالَ وَله مجاميع مفيدة وَقد تردد إِلَى سِنِين ولي بِهِ أنس رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا.
إِسْمَاعِيل بن حُسَيْن بن حسن الْكَمَال أَبُو البركات بن الشَّيْخ الفتحي الْمَكِّيّ وَهُوَ بكنيته أشهر يَأْتِي.
917 - إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن الرباح الْمَعْرُوف بجده. / ولد فِي حُدُود سنة تسعين وَسَبْعمائة واشتغل فِي الْفِقْه وَسمع من جمَاعَة وَصَارَ يَلِي قَضَاء بِلَاد من حلب كأريحا وسرمين من عمل قاسرين وَله نظم حسن مَعَ خير وتودد وإحسان للواردين وَمن نظمه مِمَّا لَا يَسْتَحِيل بالانعكاس:
(جرى سيل بطرفي كَيفَ رطب لَيْسَ يرج ... حرقتي فرط دا فَإِذا طرفِي تقرح)
وَمِنْه:
(أفديه من ظَالِم الجفون رشا ... يسْأَل فِي الْحبّ عَن متيمه)
(يحيا إِذا مَا سقى قَتِيل هوى ... سَمِعت هَذَا الحَدِيث من فَمه)
لقِيه ابْن أبي عذيبة بحلب فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَقَالَ كنت آنس بِصُحْبَتِهِ، وَذكره النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه فَقَالَ ابْن الْحُسَيْن بن سَالم بن أبي الْفضل بن يحيى بن يَعْقُوب ابْن سَلامَة الْعِمَاد أَبُو الفدا الخزرجي الفوعي ثمَّ السرميني الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الزرباح. ولد فِي أحد الربيعين سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل بالفقه والنحو على أَبِيه وَفِي النَّحْو فَقَط على السراج النَّحْوِيّ وَولي قَضَاء بَلَده سرمين من أَعمال حلب وينظم الشّعْر الْحسن ومدح رُؤَسَاء حلب بقصائد بديعة مَعَ كرم وشجاعة.
إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن سَالم بن أبي الْفضل / هُوَ الَّذِي قبله.
918 - إِسْمَاعِيل بن خَلِيل بن يُونُس بن سعود عماد الدّين الخليلي الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. / ولد تَقْرِيبًا فِي عشر الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة بالخليل وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وجوده على الشهَاب بن عَيَّاش وَالشَّمْس القباقبي وَغَيرهمَا وَحفظ بعض الْمِنْهَاج، وتصدر بِبَلَدِهِ وناب فِي الْإِمَامَة والخطابة بالْمقَام مِنْهَا وَغير ذَلِك، وَكَانَ خيرا ذَا شكالة حَسَنَة أبهة رَأَيْته بالخليل وَصليت وَرَاءه وَسمعت قِرَاءَته وَلست أستبعد أَن يكون سمع وَلَو على ابْن الْجَزرِي والتدمري وَإِبْرَاهِيم بن حجى فصغار الْبَلَد فضلا عَن كبارهم مِمَّن سمع عَلَيْهِم. مَاتَ قَرِيبا سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا.
919 - إِسْمَاعِيل بن رسْلَان بن مُحَمَّد الشبلي. / مِمَّن سمع مني.
920 - إِسْمَاعِيل بن زايد بن أحد مَشَايِخ العربان بالبحيرة. / وسط فِي أَوَاخِر(2/298)
ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَخمسين.
921 - إِسْمَاعِيل بن شَبابَة من جبال نابلس. / قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
922 - إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول / يُقَال أَن رَسُول مُحَمَّد بن هرون بن أبي الْفَتْح بن نوحى بن رستم الْأَشْرَف ممهد الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن الْأَفْضَل بن الْمُجَاهِد بن الْمُؤَيد بن المظفر بن الْمَنْصُور الغساني التركماني الأَصْل اليمني ملكهَا ووالد النَّاصِر أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَاسْتقر فِي المملكة بعد وَفَاة أَبِيه وَقبل استكماله ثَمَانِي عشرَة سنة وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين فَسَار سيرة
محمودة حَمده الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ جوادا لَا نَظِير لَهُ فِي ذَلِك قَرِيبا مهيبا حَلِيمًا صبورا عطوفا متحريا عَن سفك الدِّمَاء بِغَيْر حق شَدِيد الْبَأْس حسن السياسة ممدحا مدحه الْأَعْيَان كالفقيه عَليّ بن مُحَمَّد النَّاشِرِيّ والشرف بن الْمقر، اشْتغل بفنون من النَّحْو وَالْفِقْه وَالْأَدب والتاريخ والأنساب والحساب وَغَيرهَا فَأخذ الْفِقْه عَن عَليّ النشاوري والنحو عَن عبد اللَّطِيف الشرجي وَسمع الحَدِيث على الْمجد الفيروزابادي وصنف العسجد المسبوك والجوهر المحبوك فِي أَخْبَار الْخُلَفَاء والملوك والعقود واللؤلؤية فِي أَخْبَار الدولة الرسولية إِلَى غير ذَلِك فِي النَّحْو والفلك وَغَيرهمَا وَذَلِكَ أَنه كَانَ يضع وضعا وَيحد حدا ثمَّ يَأْمر من يتمه على ذَلِك الْوَضع ويعرض عَلَيْهِ فَمَا ارْتَضَاهُ أثْبته وَمَا شَذَّ عَن مَقْصُوده حذفه وَمَا وجده نَاقِصا أتمه وابتنى بتعز مدرسة فِي سنة ثَمَانمِائَة وَله مآثر حميدة. ذكره الْمُوفق الخزرجي مطولا وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه أَقَامَ فِي المملكة خمْسا وَعشْرين سنة وَكَانَ فِي ابْتِدَاء أمره طائشا ثمَّ توقر وَأَقْبل على الْعلم وَالْعُلَمَاء وَأحب جمع الْكتب وَكَانَ يكرم الغرباء ويبالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم امتدحته لما قدمت بَلَده فأثابني أحسن الله إِلَيْهِ. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث بِمَدِينَة تعز وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بهَا وَلم يكمل الْخمسين، زَاد غَيره وَاسْتقر بعده ابْنه أَحْمد ولقب بالناصر، وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ مُولَعا بالتاريخ مشتغلا بأخبار النَّاس وَقد جمع تَارِيخا حسنا لطيفا فِي آخَرين. قَالَ وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وَمَعْرِفَة بالإنشاء وَالنّظم وَله أشعار حَسَنَة، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي.
923 - إِسْمَاعِيل بن عبد الْخَالِق بن عبد المحيي بن عبد الْخَالِق مجد الدّين بن الإِمَام سراج الدّين بن محيي الدّين بن سراج الدّين السُّيُوطِيّ القاهري نزيل الناصرية الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. /
ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ. وأحضر الشَّافِعِي أَخُو أَحْمد الْمَاضِي. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وأحضر فِي الرَّابِعَة على أَبى الْفرج بن الْقَارئ غَالب مشيخته وَسمع من عَمه الْعِزّ عبد(2/299)
الْعَزِيز وجويرة الهكارية وَالْمَال عبد الله بن الْمعِين قيم الكاملية وَمِمَّا سَمعه عَلَيْهِ جُزْء الْآجُرِيّ والختلى وعَلى الَّتِي قبله جُزْء من حَدِيث البخْترِي والتنوخي وَطَائِفَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن أَخِيه، وَكَانَ شَيخا وقورا كثير التِّلَاوَة متكسبا بِالشَّهَادَةِ صوفيا بالبيبرسية. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ عقب صلَاتهَا بالحاكم. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ كَانَ وقورا ملازما حَانُوت الشُّهُود قَلِيل الشَّرّ.
إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن الجيعان / يَأْتِي فِي أَمِير حَاج فَهُوَ بِهِ أشهر.
924 - إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن التَّاجِر شيخ سفط أبي تُرَاب أَبوهُ. / سلخ كل مِنْهُمَا فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسبعين لاتهامهما بقتل شيخ أبشيه الملق وَكَانَا من مساوئ الدَّهْر لفظا وَمعنى.
إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّزَّاق الْمجد أَبُو البركات الصُّوفِي الْكَاتِب وَيعرف ببني الجيعان وَهُوَ بكنيته أشهر، / فِي الكني.
925 - إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَظِيم بن عَليّ بن يُوسُف الزفتاوي البوتيجي الأَصْل الأنبابي ثمَّ المقسي ابْن أخي عبد الْقَادِر بن عَليّ بن يُوسُف / من أولى النغمات الطربة مِمَّن لَهُ نوبَة مَعَ المنشدين الَّذين يماشون الْملك فِي تِلْكَ التلحينات وخالط الْبَدْر حسن بن الطولوني وَغَيره، وَهُوَ عثير لطيف لَهُ عقل وأدب وتودد يتكسب فِي حَانُوت سوق أَمِير الجيوش. ومولده فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بأنبابة وَنَشَأ بهَا ثمَّ تحول وَهُوَ صَغِير مَعَ أمه فسكنت بِهِ عِنْد إخوتها بالمقسم وَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الشهابين العقيبي والزبيدي ثمَّ تعانى الْأَنْغَام وذاق الْفَنّ وَوزن الشّعْر وَتردد إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ كثر مخالطته لي حِين كَانَ مجاورا فِي سنة سبع وَتِسْعين بأبويه وَكَانَ جَاءَ بهما فِي موسم الَّتِي قبلهَا وحمدت مجاورته وفهمه وَحسن تأديته.
926 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف ابْن عَليّ بن عمر بن رَسُول الْأَشْرَف بن الطَّاهِر بن الْأَشْرَف الْآتِي أَبوهُ. / ملك بعده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَله نَحْو عشرُون سنة فَسَاءَتْ سيرته بسفك الدِّمَاء وَأخذ الْأَمْوَال وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْفساد حَتَّى أَنه قتل الْأَمِير سيف الدّين برقوق الْقَائِم بدولتهم فِي عدَّة من الأتراك وَغَيرهم وَهُوَ مَذْكُور فِي حوادث شَيخنَا إِمَّا فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين أَو بعْدهَا. قلت: وَسَيَأْتِي فِي ابْن يحيى بن إِسْمَاعِيل قَرِيبا.
927 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الشّرف الْعلوِي الزبيدِيّ(2/300)
الْيَمَانِيّ الْوَزير أَخُو أَحْمد الْمَاضِي وَيعرف بِابْن الْعلوِي. / مِمَّن ولد بِالْيمن وَنَشَأ بهَا وَمَات بِمَكَّة فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس الْمحرم سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب الْخمسين، وَكَانَ عَاقِلا حازما كَامِلا كَاتبا ماهرا سَيْفا باترا اسْتَقر بِهِ النَّاصِر بعد قتل أَبِيه وَعَمه فِي شدّ الِاسْتِيفَاء مَعَ كَونه إِذْ ذَاك ابْن أَربع عشرَة سنة لمحبته فِي وَالِده فباشره ونجب فِي الْكِتَابَة وَاسْتمرّ يترقى إِلَى أَن استوزره
الْمَنْصُور ثمَّ الْأَشْرَف فَلَمَّا خلع وَاسْتقر الظَّاهِر نكبه وصادره وَبَالغ فِي أَذَاهُ بِكُل مُمكن مَعَ إحسانه لَهُ فِي مُدَّة أَخِيه النَّاصِر وَابْن أَخِيه الْمَنْصُور والأشرف وَلكنه كَانَ يحسده وَمَا وَسعه إِلَّا الْهَرَب إِلَى مَكَّة فخرب الظَّاهِر بَيته وَقبض أملاكه وأزال نعْمَته بل قتل أَخَاهُ وَاسْتمرّ هَذَا بِمَكَّة حَتَّى مَاتَ بل يُقَال إِنَّه دس عَلَيْهِ من سمه رَحمَه الله.
928 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عُثْمَان بن عبد الله الْمجد الشطنوفي القاهري الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَفِي ظَنّه أَنه بشطنوف، وَقَرَأَ بهَا غَالب الْقرَاءَات ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فأكمله وتلا بِهِ لنافع على الْفَخر الضَّرِير، وَعرض التَّنْبِيه على الأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الأبناسي والبيجوري وَجَمَاعَة والنحو عَن الشَّمْس البوصيري، وَحج قبل الْقرن وَسمع ابْن أبي الْمجد وَأم بالقراسنقرية بِالْقَاهِرَةِ وسكنها حَتَّى مَاتَ وتكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت قرب جَامع الْحَاكِم وَكتب على الاستدعاءات. وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد سادس ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربة الصُّوفِيَّة خَارج بَاب النَّصْر.
929 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد الريمي. / ولي الْقَضَاء بتعز وَمَات سنة سبع وَثَلَاثِينَ بالطاعون بعد اخْتِلَاطه بخلط سوداوي.
930 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله المغربي الْمَالِكِي نزيل دمشق. / كَانَ بارعا فِي مذْهبه تفقه بِهِ الشاميون وَأفْتى وناب فِي الحكم. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عَن نَحْو السّبْعين وَقد ضعف بَصَره، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
931 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل النبتيتي الْآتِي أَبوهُ وجده وَيعرف كَهُوَ بِابْن الْجمال بِالتَّشْدِيدِ وَالْجِيم / قَرَأَ الْقُرْآن وتعانى الزَّرْع، وَحج وَذكر بِالْخَيرِ لكنه أمسك فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ بِعَمَل الكيمياء وَجَرت لَهُ بِسَبَبِهَا حَادِثَة تألم لَهَا الخيرون وَذَا الظَّن خير بِهِ كثير من المزلزلين وَقَامَ الشَّافِعِي حَتَّى سكن أمرهَا وَالظَّاهِر أَن سَببهَا عدم طوعه لِأَبِيهِ بِحَيْثُ عجز الأكابر عَن إصْلَاح مَا بَينهمَا.
932 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل. / جد الَّذِي قبله.
933 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أَحْمد الْيَمَانِيّ الصُّوفِي وَيعرف(2/301)
بالحندج. / لبس الْخِرْقَة من السراج عبد اللَّطِيف بن حُسَيْن بن عبد الْملك الحسني القبيصي الْيَمَانِيّ بلباسه لَهَا من إِسْمَاعِيل بن الصّديق الجبرتي وَهُوَ من السراج أبي بكر بن مُحَمَّد الصُّوفِي، لقِيه بِالْيمن فِي
سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني الْمدنِي فلبسها مِنْهُ. وَسَيَأْتِي إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد وَأَنه يعرف أَيْضا بالحندج.
934 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشّرف أَبُو الْفِدَاء النَّاشِرِيّ. / ولد سنة سِتّ وَسبعين وَسَبْعمائة وَأخذ عَن عَمه وَلزِمَ مجْلِس وَالِده واعتنى بكتب الْأَدْعِيَة وَولي نظر بعض مَسَاجِد تعز وتكسب بالزراعة وَحج. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين.
935 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن حسن بن هِلَال بن مُعلى الْمجد الصعيدي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مُعلى. / ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِخَط بَاب الْخرق وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وكتبا كالعمدة والمنهاج ومختصر ابْن الْحَاجِب وألفية النَّحْو واشتغل بالفقه والعربية وَالصرْف والأصلين والمنطق وَغَيرهَا وَمن شُيُوخه الْمَنَاوِيّ والتقي الحصني والْعَلَاء الحصني والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والشمني والآبدي، وشارك فِي الْفَضَائِل وتميز وَأكْثر المباحثة فِي الدُّرُوس وَنَحْوهَا بِصَوْت جَهورِي وتنزل فِي بعض الْجِهَات وأقرأ الطّلبَة بل أَخْبرنِي أَنه مر على الرَّوْضَة بكمالها تدريسا مَعَ مُلَاحظَة الْمُهِمَّات وَالْخَادِم وَغَيرهمَا وَعمل اللَّيْث العابس فِي صدمات الْمجَالِس وَحفظه بَعضهم وَكَذَا أَخْبرنِي أَنه شرح قَوَاعِد ابْن هِشَام وَأَن لَهُ غير ذَلِك كل هَذَا مَعَ التكسب تَحت الرّبع فِي سوق النِّسَاء وَإِلَيْهِ الْمرجع هُنَاكَ، وَحج غير مرّة وَكثر تردده إِلَيّ وتودده.
936 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن شمس بن عبد الله بن رستم الْمجد أَبُو الطَّاهِر الْبَيْضَاوِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الزمزمي الشَّافِعِي الْمُؤَذّن أَخُو إِبْرَاهِيم وحسين ووالد نَائِب أبي إِسْمَاعِيل الْمَذْكُورين. / ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَسمع بهَا من أبي الطّيب السحولي وَابْن صديق وَغَيرهمَا، وَدخل الْقَاهِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فَسمع بهَا من الحلاوي بعض مُسْند أَحْمد وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ ابْن النَّجْم وَابْن الهبل وَابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَغَيرهم واشتغل كثيرا وَأخذ الْعرُوض عَن النَّجْم الْمرْجَانِي، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ يتعانى النّظم وَله نظم مَقْبُول ومدائح نبوية من غير اشْتِغَال بآلاته ثمَّ أَخذ الْعرُوض عَن النَّجْم الْمرْجَانِي وَمهر، وَكَانَ فَاضلا قَلِيل الشَّرّ مشتغلا بِنَفسِهِ وَعِيَاله مشكور السِّيرَة ملازما لخدمة قبَّة الْعَبَّاس وَله سَماع من قدماء المكيين وَحدث بِشَيْء يسير سَمِعت من نظمه وَقَالَ فِي مُعْجَمه(2/302)
اشْتغل كثيرا وتعانى
النّظم وَكَانَ أَبوهُ على سِقَايَة الْعَبَّاس فاستمر هُوَ وأخوته بهَا، وَأول مَا لَقيته فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمعت من شعره وَكَانَ إِذْ ذَاك أول مَا تعاناه ثمَّ مهر وَعمل قصائد نبويات ومدائح فِي مُلُوك الْيمن وَغَيرهم بل مدحني بعد ذَلِك بقصيدة:
(إِن لم تجودوا بالوصال وَطَالَ فِي ... هجرانكم ليلِي البهيم من السهر)
(فدجاه يجلوه شهَاب ثاقب ... من جده كيد العدى عني حجر)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ قصيدة نونية وَغير ذَلِك. مَاتَ فِي عصر يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشري شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن من الْغَد بالحجون، وَقد لقِيه شَيخنَا الْعَلَاء القلقشندي فِي سنة إِحْدَى عشرَة بِمَكَّة فَأخذ عَنهُ علم الْعرُوض وَكتب من نظمه مِمَّا سَمعه مِنْهُ فِي ضبط بحور الشّعْر:
(طَوِيل يمد الْبسط بالوفر كَامِل ... ويهزج فِي رجز ويرمل مسرعا)
(فسرح خَفِيفا يقتضب لنا ... من اجتث من قرب لندرك مطمعا)
وَمِمَّنْ ذكره المقريزي فِي عقوده وَقَالَ أَنه سمع مِنْهُ من شعره وَنعم الرجل كَانَ.
937 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر البقاعي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي النَّاسِخ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ يشْتَغل بِالْعلمِ ويصحب الْحَنَابِلَة ويميل إِلَى معتقدهم مَعَ كَونه شافعيا وَيقْرَأ الحَدِيث للعامة وينصحهم ويعظهم وَيكْتب للنَّاس مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَله نظم حسن أَنْشدني مِنْهُ بِدِمَشْق وَكتب بِخَطِّهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي جلد وَاحِد مَعْدُوم النظير من الْحَرِيق إِلَّا الْيَسِير من هوامشه بيع بأزيد من عشْرين مِثْقَالا فر من الكائنة إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا إِلَى آخر سنة خمس وَثَمَانمِائَة وَرجع فَمَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة سبع، وَقَالَ فِي مُعْجَمه: شيخ حسن يكْتب الْخطب الْمَنْسُوب وينظم الشّعْر المقبول ويتدين لَقيته بِدِمَشْق فَسمع معي وأنشدني من شعره وَكَانَ شافعيا لكنه على مُعْتَقد الْحَنَابِلَة وَيقْرَأ الحَدِيث للعامة وَيُعلمهُم أُمُور الدّين إرشادا، وَذكره المقريزي فِي عقوده وأرخه فِي الْمحرم سنة سِتّ.
938 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمجد أَبُو الفدا الرَّحبِي القاهري الشَّافِعِي. / فَاضل يجلس بحانوت فِي الدجاجين بِالْقربِ من اليونسية، أجَاز لَهُ الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره فِي عرضه الْعُمْدَة والمنهاج واستدعاه بعض الطّلبَة لبَعض الْأَوْلَاد. ومولده بالرحبة من عمل الشَّام، طَاف الْبِلَاد وَدخل سيوط مرَّتَيْنِ وأخميم وقوص وَغَيرهَا وَسُئِلَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة عَن مولده فَقَالَ لي
الْآن نَحْو الثَّمَانِينَ وَهُوَ مَعَ هَذَا(2/303)
السن يستحضر الْمِنْهَاج ويحفظه. مَاتَ قريب السّبْعين تَقْرِيبًا.
939 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن يُوسُف الرُّومِي وَيعرف وَالِده بالبهلوان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ.
940 - إِسْمَاعِيل بن عمرَان بن عَليّ الصحافي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي أَخُو مُوسَى الْآتِي. / مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن واشتغل وَتردد لي يَسِيرا فِي تَقْرِير ألفية الحَدِيث مَعَ حفيد القاياتي وَغَيره وتكسب بتعليم الْأَبْنَاء وبالنساخة وَرُبمَا اشْتغل عِنْد المتجددين من المدرسين. وَهُوَ خير من أَخِيه.
941 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن السَّيِّد بِمُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ مثناة تَحْتَانِيَّة واسْمه جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن حسان الْعِمَاد أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي العاملي الصفار. / ولد سنة سبع عشرَة وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار عوالي طراد ومسند الدَّارمِيّ بفوت فِيهِ، قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه أجَاز لي من دمشق. وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى، قَالَ فِي الأنباء وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
942 - إِسْمَاعِيل بن عمر الْعلوِي الْيَمَانِيّ / سمع على شَيخنَا فِي سنة ثَمَانمِائَة بِالْيمن من الْمِائَة العشاريات.
943 - إِسْمَاعِيل بن عمر المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة. / كَانَ فِيمَا قَالَه الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة فَقِيها نبيلا صَالحا ورعا زاهدا كَبِير الْقدر لم أر مثله بِمَكَّة على طَرِيقَته فِي الْخَيْر، وَأَخْبرنِي صاحبنا الإِمَام أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد العرياني التّونسِيّ الْآتِي عَنهُ بحكاية تدل على عظم شَأْنه وملخصها أَن الْخَبَر رأى بِمَكَّة فِي النّوم شخصا سَمَّاهُ مِمَّن توفّي بالاسكندرية فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ لَهُ إِنَّه مثقف أَي مسجون وَلَا يخلص إِلَّا أَن ضمنه أَو شفع فِيهِ الشَّيْخ إِسْمَاعِيل يَعْنِي صَاحب التَّرْجَمَة فَأَتَاهُ وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا وَسَأَلَهُ الدُّعَاء لَهُ فَدَعَا لَهُ واستغفر فَرَآهُ بعد فِي الْمَنَام أَيْضا فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَأعلمهُ بِأَنَّهُ خلص بشفاعة الشَّيْخ إِسْمَاعِيل أَو بضمانه سكن إِسْمَاعِيل الاسكندرية مُدَّة ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فجاور بهَا من سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه ذهب فِي بعض السنين إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة زَائِرًا وَأقَام بهَا وقتا برباط الْمُوفق غَالِبا. توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث عشر رَمَضَان سنة عشر بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه. وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ جاور بِمَكَّة مُدَّة وَكَانَ خيرا فَاضلا عَارِفًا بالفقه تذكر لَهُ كرامات.
944 - إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن دولات أَو دولت بِدُونِ ألف كَمَا بِخَطِّهِ فِي موضِعين(2/304)
البلكشهري هَكَذَا ضَبطه بِخَطِّهِ فِي موضِعين بشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة أَو مَضْمُومَة وَقد تجْعَل الْهَاء واوا المولد الْحَنَفِيّ نزيل الْحَرَمَيْنِ وَيعرف بالأوغاني بِفَتْح الْهمزَة بِخَطِّهِ ومعجمة، / اُحْدُ الصلحاء المائلين لإيواء الْفُقَرَاء وإطعامهم كَانَ قدم من بِلَاده مَعَ أَبِيه وقطنا بَيت الْمُقَدّس عِنْد الصَّامِت فَمَاتَ أَبوهُ وتسلك هُوَ بِهِ وَعَاد فقطن مَكَّة وتسلك عَلَيْهِ الْفُقَرَاء وَرُبمَا آواهم وَكَانَ على قدم عَظِيم من التِّلَاوَة وَالصِّيَام وإدامة الاعتمار وَجمع بعض الْمُقدمَات فِي الْفِقْه بل اختصر جَامع المسانيد للخوارزمي أبي الْمُؤَيد مُحَمَّد بن مَحْمُود وَسَماهُ اخْتِيَار اعْتِمَاد المسانيد فِي اخْتِصَار أَسمَاء رجال الْأَسَانِيد رَأَيْته بِخَطِّهِ عِنْد صَاحبه عبد الْمُعْطِي المغربي وَقَالَ أَنه اخْتَصَرَهُ أَيْضا الْجمال بن مَحْمُود بن أبي الْعَبَّاس القونوي وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء وَأبْدى فِي كل مِنْهُمَا عِلّة وَفِي كِتَابه أَيْضا علل وَكَذَا أَرَانِي لَهُ عقيدة حَسَنَة وَهُوَ مِمَّن أثنى عَلَيْهِ عِنْدِي كثيرا، وَبِالْجُمْلَةِ فَلهُ طلب وَقد لَقيته بِمَكَّة ثمَّ قدم علينا الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا أَيَّامًا وقصدني للسلام ثمَّ توجه بعد زيارته للشَّافِعِيّ وَغَيره فزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَرجع لمَكَّة فَلم يلبث أَن مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة ثمَّ دفن بالمعلاة بجوار أبي الْعَزْم الْقُدسِي قَرِيبا من تربة عبد الْمُعْطِي رَحمَه الله وإيانا.
945 - إِسْمَاعِيل بن أبي الْقسم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الذَّبِيح النَّاشِرِيّ. / أَخذ عَن جده أبي عبد الله وَعَن عَمه الْوَجِيه عبد الرَّحْمَن وأخيه الْفَقِيه شهَاب الدّين، وَكَانَ فَاضلا صَالحا ناسكا نَاب عَن ابْن عَمه عبد الْقَادِر بن عبد الله فِي الْأَحْكَام بالحديدة فحمدت سيرته. مَاتَ فَجْأَة من لفح الْبَرْق فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
946 - إِسْمَاعِيل بن الْجمال بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مصلح بن إِبْرَاهِيم الْعِرَاقِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي جده. / مِمَّن يحضر دروس حنبلي مَكَّة وَأكْثر الْحُضُور عِنْدِي.
947 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مبارز الشّرف أَبُو الْمَعْرُوف اليمني الزبيدِيّ الشَّافِعِي وَالِد أبي النجا مُحَمَّد الطّيب الْآتِي. / ولد فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بزبيد وَنَشَأ بهَا فاشتغل بعد حفظ الْقُرْآن بالفقه وأصوله وَالتَّفْسِير والْحَدِيث والتصوف على مفتي بَلَده الْمُوفق عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الفخري وَأخذ رِوَايَة عَن ابْن الْجَزرِي والتقي الفاسي والنفيس الْعلوِي ثمَّ عَن أبي الْفَتْح المراغي فِي آخَرين كالزين البرشكي وَصَحب إِسْمَاعِيل الجبرتي وَعبد الله بن سَلامَة
ومنهما وَمن(2/305)
الفخري والمراغي لبس خرقَة التصوف، وَكَانَ فَقِيها خيرا صوفيا كثير الذّكر والتلاوة وَالْعِبَادَة، عمر ولقيه الْجمال عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الكازروني الْمدنِي وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء منتصف الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ، وَهُوَ جد الْفَاضِل عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْآتِي لأمه.
948 - إِسْمَاعِيل بن الْعِزّ مُحَمَّد بن أَحْمد بن القَاضِي أبي الْفضل مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ النويري الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم والمحب أَحْمد الماضيين. / ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَسمع بهَا من الزين المراغي وَابْن الْجَزرِي والتقي الفاسي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَأَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ وَعبد الْقَادِر الأرموي وَابْن طولوبغا وَآخَرُونَ وباشر حسبَة مَكَّة شَرِيكا لِأَخِيهِ، وَدخل الْقَاهِرَة فاشتغل بهَا وَنبهَ وَفضل، وَمَات بهَا بالطاعون فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَدفن بتربة الصلاحية رَحمَه الله.
949 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد الشّرف الْهَاشِمِي الْعقيلِيّ الجبرتي اليمني الزبيدِيّ حفيد الْمَاضِي. / ولد فِي سنة سِتّ عشرَة. مَاتَ فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء عشري ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
950 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله النَّاشِرِيّ الْآتِي أَبوهُ. / كَانَ فَاضلا ذَا خطّ جيد وَصَوت حسن مديما التِّلَاوَة. ذكره الْعَفِيف فِي أَبِيه.
951 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن الْأمين بن عَليّ بن الْأمين بن عبد الْملك بن الْأمين بن هَارُون بن يحيى بن فضل الْأمين الْمليكِي اليمني الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالأمين. / سمع على شَيخنَا فِي سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بمنى المتباينات وَتَخْرِيج أربعي النَّوَوِيّ وَغَيرهمَا من تصانيفه وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي بل أجَاز لَهُ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين جمَاعَة وَحصل وَكتب بِخَطِّهِ مجاميع مفيدة.
إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن الْمُقْرِئ. / مضى فِي ابْن أبي بكر بن عبد الله.
952 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن حسن بن طريف الْعِمَاد أَبُو الفدا الزبداني الأَصْل الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من مُحَمَّد بن حسن بن عمار الشَّافِعِي قِطْعَة من آخر الثَّانِي من مِائَتي المخلصياتي انتقاء ابْن أبي الفوارس وَحدث بهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، وَكَانَ
صَالحا معمرا يحْتَمل سنة أحسن من هَذَا وَهُوَ أحد المقرئين بمدرسة الشَّيْخ أبي عمر. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَلَاثِينَ بسفح قاسيون وَدفن بِهِ رَحمَه الله.
953 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الجبرتي الْحَنَفِيّ. / مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ(2/306)
النَّبَوِيَّة وَله فضل ولديه أدب وَفِيه خير.
954 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح بن إِمَام الصرغتمشية. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ، وَإِسْمَاعِيل زِيَادَة فالمجد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح مَاتَ حِينَئِذٍ.
955 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ سعد الدّين بن الزين الْعِرَاقِيّ. / كتب بِبَعْض الاستدعاءات بعد سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، وَقَالَ شَيخنَا الزين رضوَان أَن من شُيُوخه فِي التَّلْقِين النُّور عبد الرَّحْمَن الْبَغْدَادِيّ وَمُحَمّد سِيرِين وصفي الدّين عبد الْمُؤمن فتلقن الصفي من الْعِزّ طَاهِر السرائي وَهُوَ من أَبِيه مَحْمُود الشكيني بِوَاسِطَة أَخِيه وَأَبوهُ من الشهَاب السهروردي والنور تلقن من أبي بكر الْموصِلِي وَهُوَ من عبد الرَّحْمَن الْخُرَاسَانِي جد النُّور.
إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مِيكَائِيل. / يَأْتِي فِيمَن جده مِيكَائِيل قَرِيبا.
إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن الشَّيْخ جمال الدّين التوريزي الأَصْل الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي شَارِح الألفية النحوية. / سَيَأْتِي فِي ابْن أبي يزِيد.
956 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد شرف الدّين الشرجي الْيَمَانِيّ الحندج بِضَم الْحَاء وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا نون سَاكِنة وَآخره جِيم. / نَشأ فِي تصوف وعفاف وَصَحب الشّرف إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الجبرتي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة وَنظر فِي بعض كتب الْقَوْم وتهذب وتأدب واشتهر بِالْإِطْعَامِ والمكارم مَعَ التقلل وبالسعي فِي الْحَوَائِج والشفاعات بِحَيْثُ انْتَشَر ذكره وَصَارَ ذَا وجاهة وَوَقع فِي الْقُلُوب مَعَ أخلاقه الرضية وَنَفسه الزكية ونسكه. مَاتَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ. تَرْجمهُ لي بعض الثِّقَات مِمَّن أَخذ عني. وَقد مضى إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أبي بكر بن عبد الله بن أَحْمد وَأَنه يعرف أَيْضا بالحندج.
957 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد البيجوري الْأَزْهَرِي. / مِمَّن كتب بعض تصانيفي وَأخذ عني.
958 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمَكِّيّ الصُّوفِي. / صحب بالقدس الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي سِنِين وَكَذَا صحب غَيره، وَقدم مَكَّة فِي موسم سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَأَقَامَ بهَا ثمَّ توجه بعد الْحَج من السّنة الَّتِي تَلِيهَا إِلَى الْمَدِينَة فجاور بهَا ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وَتوجه مِنْهَا إِلَى الْيمن فِي أول سنة تسع ثمَّ
قدم فِي أثْنَاء الَّتِي تَلِيهَا وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي يَوْم السبت منتصف ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو جازها ظنا، وَكَانَ يسكن فِي مَكَّة بمعبد الْجُنَيْد وَعمر فِيهِ أَمَاكِن وتأهل بِمَكَّة بابنة الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُعْطِي النَّحْوِيّ ورزق مِنْهَا ابْنه وَله نظم كتب مِنْهُ بَعضهم:
(خذوني مني وأفردوني وغيبوا ... وجودي عني فِي صفاتكم الْحسنى)
(فنائي بقائي فِيكُم ولديكم ... حَياتِي مماتي واللقا عيشي الأهنى)(2/307)
فِي أَبْيَات، ذكره الفاسي فِي مَكَّة وَاسم جده مِيكَائِيل.
إِسْمَاعِيل بن مَرْوَان، / فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان.
959 - إِسْمَاعِيل من نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد مجد الدّين الزمزمي الْآتِي أَبوهُ الْمَاضِي جده. / قَرَأَ الْمِنْهَاج والألفية وَعرض وَحضر عِنْد القَاضِي محيي الدّين الْمَالِكِي فِي الْعَرَبيَّة واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ البُخَارِيّ وَسمع عَليّ يَسِيرا، وَهُوَ أحد المباشرين للأذان وسقاية الْعَبَّاس. مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَتِسْعين بِمَكَّة.
960 - إِسْمَاعِيل بن نَاصِر بن خَليفَة عماد الدّين الباعوني اخو الشهَاب أَحْمد الْمَاضِي. / كَانَ شيخ الناصرية من عمل صفد على طَريقَة الْفُقَرَاء، لَهُ وجاهة وثروة وتجارة. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع عَن سبعين سنة. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
961 - إِسْمَاعِيل بن محيي الدّين يحيى بن أَحْمد بن يحيى الرسولي الْمَكِّيّ سبط ابْن الضياء الْحَنَفِيّ وأخو عمر الْآتِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وَدخل الْقَاهِرَة واقتات هُوَ وَأَخُوهُ بانتزاع الْمدَارِس الرسولية بِمَكَّة وتصديرها كالملك وَلزِمَ من ذَلِك انْقِطَاع أوقافها وتعديا لأوقاف البغداني وَكتبه وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه.
962 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن عَليّ بن دَاوُد الْأَشْرَف بن الظَّاهِر بِحَسب آخرا بَعْضهَا الْأَشْرَف بن الْأَفْضَل الغساني الْيَمَانِيّ / الْمَاضِي جده قَرِيبا مُلُوك الْيمن.
اسْتَقر بعد أَبِيه وَكَانَت فِيهِ حِدة مفرطة فعامل الْعَسْكَر بالحدة والغلظة فَكَانَ لَا يَخْلُو يَوْمًا من قتل وعقوبة ومصادرة وَتوجه إِلَى بعض الْعَرَب المفسدين فَهزمَ غير مرّة وكحل أَخَاهُ وشقيقه أَحْمد خوفًا مِنْهُ على الْملك وأخاه حسن فِي آخَرين جُمْلَتهمْ من أقربائه أحد عشر نفسا بل قتل عمته شَقِيقَة أَبِيه وَامْرَأَة أُخْرَى بِيَدِهِ لاتهامه بمصاحبتها وَقطع يَد امْرَأَة أُخْرَى تضرب بالرمل
كل ذَلِك لتخوفه وتخيله أَنهم يسعون عَلَيْهِ فِي الْملك ويفسدون النَّاس عَلَيْهِ، وَكَانَت أَيَّامه عَجِيبَة وأحواله غَرِيبَة وَلم يتهن بالسلطنة، وَمَات بِمَدِينَة تعز فِي ثامن شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وَدفن عِنْد أَبِيه بمدرسته الظَّاهِرِيَّة وَاسْتقر بعده المظفر يُوسُف بن عمر بن الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس.
963 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن عَليّ بن يحيى مجد الدّين بن شرف الدّين الْمُهَاجِرِي الْكرْدِي السنهوتي بِمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون سَاكِنة بعْدهَا هَاء مَضْمُومَة وَآخره تَاء مثناة الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ الشطرنجي أَخُو أحد نواب الْحَنَفِيَّة الشَّمْس مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن يحيى. / ولد فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثمانمامئة أَو أَوَائِل الَّتِي قبلهَا بِالْقَاهِرَةِ(2/308)
وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وَيَقُول العَبْد والكنز والمنظومة النسفية والمنار وألفية النَّحْو وَعرض على عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْهمام وَابْن قديد وَغَيرهم وَحضر دروس بَعضهم وَغَيرهم وَتخرج فِي الشطرنج بالوزة وَابْن سونج والجعيدي بل فاقهم وَصَارَ على العوال وتدرب فِي غَيره بغيرهم مَعَ توليده أَشْيَاء مستحسنة.
وتميز وفَاق فِي كَثْرَة الْمَحْفُوظ نظما ونثرا بل رُبمَا نظم مَعَ مُشَاركَة لَطِيفَة فِي الْفَضَائِل وعقل وَسُكُون وَقد أَخذ عني مصنفي فِي الشطرنج وَتردد لي غير مرّة وكتبت من نظمه وَسمع على جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين كالزين الفاقوسي وناصر الدّين الزفتاوي، وَحج وجاور بالحرمين وَسمع بِالْمَدِينَةِ من أبي الْفرج المراغي وَطَاف الْبِلَاد واشتهر بَين النَّاس سِيمَا ذَوي المناصب وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ رغب عَنْهَا وَرَأَيْت مِنْهُ أمرا بديعا غَرِيبا وَهُوَ أَنه إِذا ذكر لَهُ كَلَام يسابق لبَيَان عدد حُرُوفه عِنْد تَمَامه فَلَا يحزم وَأمره فِي ذَلِك وَرَاء الْعقل حَتَّى فِي الْكَلَام الْكثير وَمِمَّا أنشدنيه نظمه فِي غصون:
(إِن قلبِي هام وجدا ... وولوعا بحماك)
(فَلِذَا ذبت غراما ... واشتياقا للقاك)
(يَا غصونا فِي رياض ... من زهور وأراك)
(أَنْت قد أضنيت قلبِي ... فشفائي فِي شفاك)
فِي أَبْيَات. مَاتَ بغزة فِي مرستانها سنة ثَلَاث وَتِسْعين أَو الَّتِي قبلهَا.
إِسْمَاعِيل بن يحيى مجد الدّين بن علم الدّين بن البقري أَخُو الشّرف عبد الباسط / ذكر فِي الألقاب.
964 - إِسْمَاعِيل بن أبي يزِيد مَنْسُوب لجده فَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن أبي يزِيد بن الشَّيْخ جمال الدّين التوريزي الأَصْل الزبيدِيّ الْيَمَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن بنت غنا. / فَاضل سَاكن دين لَازم الْفَخر أَبَا بكر بن ظهيرة وَكَانَ هُوَ الْقَارئ عَلَيْهِ فِي دروسه غَالِبا ثمَّ قَرَأَ على ابْن أَخِيه الْجمال أبي السُّعُود بل على أَبِيه من قبله بالأشرفية المكية وَغَيرهَا، كل ذَلِك مَعَ فضيلته سِيمَا فِي الْعَرَبيَّة بِحَيْثُ كتب على الألفية شرحا قرضته أَنا وغيري، ودرس الطّلبَة فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَتردد إِلَيّ بِمَكَّة يَسِيرا، وَأخذ عني بعض الشَّيْء مَعَ سُكُون وَخير وتقلل وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه ابْن عطيف وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ حِين كَانَا بِمَكَّة وَكَانَ ثَانِيهمَا يعظمه وَفِي النَّحْو عبد الْقَادِر، وَنعم الرجل علما وتواضعا ولين جَانب بورك فِيهِ وَفِي بنيه.
965 - إِسْمَاعِيل بن يَعْقُوب بن المتَوَكل على الله أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد العباسي الْهَاشِمِي أَخُو المتَوَكل على الله الْعزي عبد الْعَزِيز وَمُحَمّد الآتيين / للْأَب وبيرم مِمَّن دخل فِي بني أخوة المعتضد من استدعاء ابْن فَهد. وَهُوَ حَيّ فِي سنة خمس وَتِسْعين.(2/309)
966 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن عمر بن عبد الْعَزِيز البنداري الهواري / أَمِير هوارة الْقبلية من بِلَاد الصَّعِيد وأخو عِيسَى الْآتِي. كَانَ مَذْكُورا بِالْخَيرِ وَحسن السّير لَكِن لم يكن السُّلْطَان يمِيل إِلَيْهِ وعزله وقتا بِيُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَازِن بل سجنه بالكرك وَغَيرهَا فَلم تُطِع هوارة ابْن مَازِن وَجَرت مفاسد ثمَّ هرب ابْن مَازِن وأعيد هَذَا بعد أَن كَادَت الْبِلَاد تختل وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بِالْقَاهِرَةِ.
967 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ / مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا مرافقا لعَلي بن إِسْلَام الْآتِي.
968 - إِسْمَاعِيل بن العجمي / أَمِير الإسماعيلية بقلعة الْكَهْف مدينتها أحد حصون الإسماعيلية المنيعة.
قدم عَلَيْهِ عَسْكَر من طرابلس فهدموا القلعة وأنعم عَلَيْهِ بأمرة فِي طرابلس وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
969 - إِسْمَاعِيل الْعِمَاد السرميني / نَائِب كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق ومنشئها وشاعرها. نظم ونثر وَكَانَ من أَفْرَاد الدَّهْر. مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ كهلا.
970 - إِسْمَاعِيل الْمجد / خطيب جَامع المقسي وَأحد قراء الصّفة بالبيبرسية. كَانَ خيرا حسن التِّلَاوَة يتكسب من الشَّهَادَة بحانوت الدكة. مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَخمسين.
971 - إِسْمَاعِيل البهلول. / رجل صَالح. مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ وأرخه الْمُنِير.
إِسْمَاعِيل التبريزي. / فِي الرُّومِي قَرِيبا.
إِسْمَاعِيل الجياني. / مضى فِي ابْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ.
972 - إِسْمَاعِيل الرُّومِي الشَّافِعِي الصُّوفِي الطَّبِيب نزيل البيبرسية وَيعرف بكردنكس / لكَونه كَانَ أَعْوَج الرَّقَبَة. ذكره لي بعض الْفُضَلَاء مِمَّن أَخذ عَنهُ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَأَنه كَانَ ماهرا بالطب والقراءات وَغير ذَلِك صوفيا عفيفا وَأما شَيخنَا فَإِنَّهُ قَالَ فِي أنبائه أَنه كَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة والتصوف وَالْحكمَة وامتحن بمقالة ابْن الْعَرَبِيّ وَنهى مرَارًا عَن إقرائها وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة وَلَا العلاج وَكَانَ من صوفية البيبرسية. مَاتَ فِي تَاسِع شَوَّال سنة أَربع وَثَلَاثِينَ انْتهى. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الشّرف بن الخشاب وَنسبه تبريزيا وَأذن لَهُ فِي إقراء الطِّبّ وَكَانَ المظفر الأمشاطي يصحح عَلَيْهِ بعض محافيظه.
973 - إِسْمَاعِيل الرُّومِي نزيل رِبَاط ربيع بِمَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي سلخ الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين.
974 - إِسْمَاعِيل المغربي / نَائِب الحكم بِدِمَشْق. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة.
975 - إِسْمَاعِيل المهانمي. / مَاتَ فَجْأَة فِي صفر سنة تسع وَخمسين بِمَكَّة.
976 - إِسْمَاعِيل الْمُقْرِئ المجود / إِمَام مدرسة الخواجا إِبْرَاهِيم بصالحية دمشق. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أرخه اللبودي.(2/310)
977 - إِسْمَاعِيل أَخُو إِسْحَاق. / شيخ أعجمي فَاضل مبارك خواجا. مَاتَ بِمَكَّة فِي أَوَائِل رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
978 - إِسْمَاعِيل أحد أَئِمَّة الْقصر. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَانِينَ بالمقشرة وَكَانَ أودعها من أَيَّام لكَونه نسب إِلَيْهِ التَّعَرُّض لسرقة جواري النَّاس وبيعهن فِي قرى الأرياف وَغَيرهَا بعد ضرب الْوَالِي ثمَّ السُّلْطَان لَهُ.
979 - اسنباي التركماني. / فِي حوادث سنة عشر وَثَمَانمِائَة.
980 - اسنباي الظَّاهِرِيّ برقوق الزردكاش. / أسره تمرلنك واختص بِهِ بِحَيْثُ عمله زردكاشا عِنْده وَلزِمَ خدمته حَتَّى مَاتَ فَقدم الْقَاهِرَة وَاسْتقر بِهِ الْمُؤَيد زردكاشا كَبِيرا ثمَّ عزل فِي أَيَّام الظَّاهِر ططر وَأقَام أَمِير عشرَة ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إِلَى نِيَابَة دمياط ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة أَيَّام الظَّاهِر جقمق على أَمرته وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين عَن نَحْو تسعين سنة وَهُوَ ممتع بحواسه وبلغنا عَن المقريزي أَنه قَالَ أَنه لم ير من يحفظ الْحَوَادِث والوقائع برمتها يَعْنِي من
أَبنَاء جنسه مثله.
981 - اسنباي الظَّاهِر جقمق وَيعرف بالجمالي وبالساقي. / رقاه أستاذه إِلَى إمرة عشرَة ثمَّ عمله ابْنه دوادارا ثَانِيًا فَلَمَّا نكب فر هَذَا واختفى أَيَّامًا ثمَّ أمسك ورسم بتوجهه للقدس بطالا فاستمر حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ.
982 - اسنباي أميراخور. / فِي حوادث سنة عشر وَثَمَانمِائَة، وَينظر إِن كن غير اسنباي التركماني الْمَاضِي قَرِيبا.
983 - اسنبغا النَّاجِي الْحَاجِب. / مَاتَ فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث بالأشمونين وَكَانَ توجه لعمارة الجسور السُّلْطَانِيَّة فأحضروه فِي مركب إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بهَا. قَالَه الْعَيْنِيّ.
984 - اسنبغا الناصري مُحَمَّد بن رَجَب ثمَّ الطياري سودون وَهُوَ الْأَكْثَر فِي شهرته. / اتَّصل بعد سودون بِخِدْمَة النَّاصِر فرج وَصَارَ من الدوادارية الصُّغْرَى ثمَّ صَار فِي أَيَّام الْأَشْرَف أَمِير عشة ثمَّ مقدم البريدية ثمَّ توجه إِلَى جدة شادا وَحسنت سيرته بِالنِّسْبَةِ لغيره وَمَعَ ذَلِك فصودر وَنفي إِلَى طرابلس ثمَّ أنعم عَلَيْهِ فها بأمرة طبلخاناة وَآل أمره إِلَى أَن عمل حاجبا ثَانِيًا بِالْقَاهِرَةِ وأمير طبلخاناه ثمَّ عمله الْعَزِيز دوادارا ثَانِيًا ثمَّ قدمه الظَّاهِر جقمق ثمَّ عمله رَأس نوبَة النوب وَمَات وهم فِي حِصَار المنصورة ضحوة بهار الْجُمُعَة خَامِس ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَكَانَ مَذْكُورا بِالْعقلِ وَالْكَرم والتواضع وَالْأَدب والشجاعة مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والتاريخ وَأَيَّام النَّاس مذاكرة لَطِيفَة.(2/311)
985 - اسنبغا الزردكاش. / كَانَ أَصله من أَوْلَاد حلب فَبَاعَ نَفسه تسمى اسنبغا وتوصل إِلَى أَن خدم النَّاصِر فحظي عِنْده وَارْتَفَعت مَنْزِلَته حَتَّى زوجه أُخْته واستنابه لما خرج إِلَى السفرة الَّتِي قتل فِيهَا فَجرى مِنْهُ مَا شرح فِي الْحَوَادِث إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وَحبس بالاسكندرية فَقتل بهَا فِي سنة ثَمَان عشرَة، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ ظَالِما غاشما لم يشْتَهر عَنهُ إِلَّا الشرور الَّتِي فِي تَارِيخه وَلم يشْتَهر لَهُ مَعْرُوف.
986 - اسنبغا العلائي دوادار الظَّاهِر برقوق. / مَاتَ فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث. أرخه المقريزي وَينظر اسنبغا النَّاجِي.
987 - اسندمر الجقمقي أرغون شاوي الرُّومِي / عمل فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق أَمِير خَمْسَة ثمَّ عشرَة ثمَّ نَدبه الْأَشْرَف لمَكَّة باشا على مماليكها فَتوجه إِلَيْهَا فِي موسم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ فَلم يلبث أَن
مرض بالبطن فَرجع فِي موسم سنة ثَلَاث فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ أشهرا وَمَات فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد زَاد على السِّتين وَقيل إِنَّه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه.
988 - اسندمر النوري الظَّاهِرِيّ برقوق. / تَأمر عشرَة فِي أَيَّام النَّاصِر فرج ثمَّ طبلخاناه فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ تقدم بعده وَولي نِيَابَة الاسكندرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ حَبسه بدمياط مُدَّة ثمَّ وَجهه إِلَى دمشق على تقدمة بهَا واستقدمه الظَّاهِر وَعمل لَهُ على ديوَان الْمُفْرد فِي كل شهر خَمْسَة آلَاف وَكَانَ أمله مِنْهُ فَوق هَذَا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَهُوَ فِي حُدُود السّبْعين وَذكر بالإسراف على نَفسه حَتَّى بعد كبره مَعَ سَلامَة الْبَاطِن وَكَثْرَة التغفل.
989 - أشرف بن حسن بن مُحَمَّد بن حسن معِين الدّين بن قَاضِي كازرون الْفَخر بن الشّرف بن الْبَهَاء الحسني الموسوي الكازروني الشَّافِعِي سبط سعيد الدّين مُحَمَّد الكازروني. / ولد فِي ثَانِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة واعتنى بِهِ جده لأمه فاستجاز لَهُ ابْن الخباز الْمَيْدُومِيُّ والتقي السُّبْكِيّ وَالشَّمْس مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الملقن وَمُحَمّد بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن جبارَة وَتَمام مائَة وَخمسين نفسا وَأخذ عَن جده الْمشَار إِلَيْهِ وَإِمَام الدّين البردي وَأبي الْفتُوح الطاوسي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الفالي والصدر البزغشي والنور الأيجي وَسعد الدّين الْمصْرِيّ وَطَائِفَة، أَخذ عَنهُ الطاوسي وَقَالَ إِنَّه كَانَ مفتي الشَّافِعِيَّة بِفَارِس. مَاتَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين.
990 - أَصْبَهَان شاه بن قرا يُوسُف. / لَهُ ذكر فِي حُسَيْن بن عَلَاء الدولة.
991 - أصلان بن سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن دلغادر الْأَمِير سيف الدّين /(2/312)
ملك أصلان نَائِب الأتليسيين وَأحد من عدى فِي الْمُلُوك وَصَارَت لَهُ ضخامة ورياسة ومالية. مَاتَ قَتِيلا بيد فداوي لَا يعلم من هُوَ وَقت صَلَاة الْجُمُعَة من ربيع الأول سنة سبعين، وَقتل الفداوي من وقته وأحضر سَيْفه إِلَى الْقَاهِرَة فقرر عوضه أَخُوهُ شاه بضع.
992 - أعظم شاه بن اسكندر شاه بن شمس الدّين غياث الدّين أَبُو المظفر السجسْتانِي الأَصْل / صَاحب منجالة من بِلَاد الْهِنْد. كَانَ حنفيا ذَا حَظّ من الْعلم وَالْخَيْر محبا فِي الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ شجاعا كَرِيمًا جوادا ابتنى بِمَكَّة عِنْد بَاب أم هَانِئ مدرسة صرف عَلَيْهَا وعَلى أوقافها اثْنَي عشر ألف مِثْقَال مصرية وَقرر بهَا دروسا للمذاهب الْأَرْبَعَة وانتهت ودرس فِيهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة
أَربع عشرَة. وَكَذَا عمل بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة مدرسة بمَكَان يُقَال لَهُ الْحصن الْعَتِيق عِنْد بَاب السَّلَام، هَذَا مَعَ بَعثه غير مرّة لأهل الْحَرَمَيْنِ بصدقات طائلة. مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة أَو الَّتِي تَلِيهَا.
تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة مطولا وَكَذَا المقريزي فِي عقوده وَقد أَخذ الْمدرسَة المكية صَاحب الْحجاز ابْن بَرَكَات وبناها لنَفسِهِ وَكَذَا أَخذ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ صَاحب مصر.
993 - أقباي بن عبد الله بن حُسَيْن شاه الطرنطاي الظَّاهِرِيّ برقوق. / صَاحب الْحَاصِل وَالرّبع بالبندقانين وَغَيرهمَا ترقى فِي أَيَّام النَّاصِر فرج للتقدمة ثمَّ للحجوبية الْكُبْرَى ثمَّ لإمرة سلَاح ثمَّ لرأس نوبَة الْأُمَرَاء وَمَات عَلَيْهَا فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَنزل النَّاصِر من الْغَد لداره ثمَّ تقدم رَاكِبًا إِلَى مصلى المؤمني فصلى عَلَيْهِ وَشهد دَفنه بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا خَارج بَاب البرقية فِي الرَّوْضَة، وَيُقَال إِن الَّذِي تَركه من النَّقْد أَرْبَعِينَ ألف دِينَار مصرية واثني عشر ألف دِينَار مشخصة خَارِجا عَن غَيره. فَأخذ السُّلْطَان الْجَمِيع، وَكَانَ بَخِيلًا شَرها مَعَ ديانَة وَخير، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه خلف شَيْئا كثيرا جدا فاحتاط السُّلْطَان عَلَيْهِ قَالَ وَلم يكن مَحْمُودًا فِي سيرته وَلَا فِي طَرِيقَته وَلَا اشْتهر بِمَعْرُوف.
994 - أقباي الأشرفي قايتباي وَلَيْسَ من مشترواته الطَّوِيل، / كَانَ كاشف الشرقية ثمَّ ولاه نِيَابَة غَزَّة بعد سيباي الظَّاهِرِيّ حِين انْتقل لحجوبية الشَّام ثمَّ الرملة مُضَافا إِلَيْهَا وَكثر الْأَمْن بالطرقات فِي أَيَّامه لشدَّة بأسه وَعرض لَهُ فِي بدنه بَيَاض.
أقباي الأقنص. / يَأْتِي قَرِيبا.
أقباي الدوادار. / هُوَ المؤيدي يَأْتِي قَرِيبا.
أقباي طاز. / يَأْتِي قَرِيبا.
أقباي الطرنطاي. / مضى قَرِيبا.
أقباي الطَّوِيل الأشرفي قايتباي. / ذكر قَرِيبا وَالظَّاهِر خشقدم. يَأْتِي قَرِيبا.(2/313)
995 - أقباي الظَّاهِرِيّ خشقدم وَيعرف بالأقنص، / وسط فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين بالرملة لقَتله ملوكا للزيني الاستادار وَمَا قبل السُّلْطَان مِنْهُ وَمن رفقته دفع ألف دِينَار لمستحقي الدِّيَة لِكَثْرَة شَره وضرر الْمُسلمين من جِهَته.
996 - أقباي الظَّاهِرِيّ خشقدم وَيُقَال لَهُ الطَّوِيل، / اسْتمرّ خاملا إِلَى أَن أمره الْأَشْرَف قايتباي عشرَة لأعلام الأتابك عَنهُ أَنه أبان وَقت المعركة فِي كائنة ابْن حرسك عَن شجاعة وَاسْتمرّ حَتَّى كَانَ
من المجردين سنة خمس وَتِسْعين.
997 - أقباي الكركي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بطاز الخازندار / تقدم للناصر فرج ثمَّ سجن بالاسكندرية ثمَّ أُعِيد إِلَى تقدمته وَلم يلبث أَن مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي لَيْلَة السبت رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة خمس وَدفن من الْغَد بحوش الظَّاهِر ظَاهر بَاب النَّصْر. ذكره الْعَيْنِيّ وَغَيره.
998 - أقباي المؤيدي / ولاه أستاذه الدوادارية الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نِيَابَة السُّلْطَان بحلب فِي سنة ثَمَانِي عشرَة ثمَّ خرج مِنْهَا بعد يسير مختفيا على الهجن بِحَيْثُ وصل الْقَاهِرَة فِي اثْنَي عشر يَوْمًا لكَونه بلغه أَنه تكلم فِي حَقه عِنْد السُّلْطَان فاكرمه وولاه نِيَابَة دمشق فَتوجه إِلَيْهَا فِي أَوَائِل سنة عشْرين ثمَّ لما دخل الْمُؤَيد الْبِلَاد الشامية اعتقله بقلعتها وَقدر أَنه هرب فَأمْسك ثمَّ قتل بالقلعة فِي أواخرها، وَكَانَ أَمِيرا كَبِيرا مهيبا جبارا ذَا حُرْمَة وَله وقف على زَاوِيَة جلبان. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قدمه الْمُؤَيد إِلَى الدوادارية الْكُبْرَى ثمَّ نِيَابَة حلب، وأحال على الْحَوَادِث.
999 - أقباي اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي الجاموس / نَاب بالاسكندرية فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم السبت حادي عشري ذِي الْقعدَة وَقيل فِي آخر شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ، وَخلف شَيْئا جزيلا، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة الزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز وَكَانَ غَايَة فِي الطمع والتعصب لمن يرشيه، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه اسْتَقر بعد أستاذه دويدارا صَغِيرا وَولي نِيَابَة الاسكندرية فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ متواضعا بشوشا كثير الْحِرْص على التَّحْصِيل وَلم يحمد فِي ولَايَته الْمَذْكُورَة قلت وَهُوَ أول أَزوَاج زَيْنَب ابْنة الناصري مُحَمَّد بن قلمطاي.
1000 - أقبردي الأشرفي / برسباي أَمِير أخور ثَالِث فِي أَيَّام أستاذه ثمَّ أخرجه الظَّاهِر إِلَى طرابلس أَمِيرا بهَا فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ قبل الْخمسين.
1001 - أقبردي الأشرفي إينال استادار الأغوار وخازندار السُّلْطَان / المتوجه لاستخلاص الْأَمْوَال، قتل فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين فِي مَقْتَله.(2/314)
1002 - أقبردي الأشرفي قايتباي بل هُوَ ابْن عَمه وقريبه. / كَانَ خاصكيا سِنِين ثمَّ ترقى لإمرة عشرَة ثمَّ تقدم دفْعَة بعد جانم ثمَّ اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى عقب موت يشبك من مهْدي وَسكن بَيته الْعَظِيم وَتزَوج ابْنة ابْن خَاص بك أُخْت زَوْجَة أستاذه الَّتِي كَانَت زوجا لجانم الْمشَار إِلَيْهِ
وأضيف إِلَيْهِ الْوزر بِمُبَاشَرَة موفق الدّين تَارَة وَابْن الْبَدْر حسن أُخْرَى وقاسم شقيقه لنظر الدولة مَعَه ثمَّ صَار الْمُتَكَلّم فِي ديوانه الشّرف الْمَعْرُوف بِأبي الْمَنْصُور وَولي أمرة السرحة بِالْوَجْهِ القبلي غير مرّة فجلب الْأَمْوَال مِنْهُ وَمن الْجِهَات النابلسية وَغَيرهَا وَكَانَ مَا يفوق الْوَصْف وَبَالغ حَتَّى كَاد أَمِير سلَاح أَن ينقمع مِنْهُ وَغَضب مِنْهُ مماليكه فكاد أَن يكون فتْنَة كَمَا شرح ذَلِك فِي الْحَوَادِث وَيُقَال أَنه أرسل بثلاثمائة دِينَار فرقت بالأزهر وَغَيره، وَحج قبل ترقيه وَصَارَ إِلَيْهِ الْحل والربط وأضيف إِلَيْهِ والزر والاستادارية وَغَيرهَا.
1003 - أقبردي التماسيحي الظَّاهِرِيّ جقمق، / اسْتَقر أَمِير الراكز بِمَكَّة عوض أزدمر وقدمها مَعَ الركب سنة خمس وَتِسْعين فدام وَمَاتَتْ زَوجته فِي أثْنَاء سنة سبع وَتِسْعين وَتزَوج أم الْحسن ابْنة التقي البُلْقِينِيّ ورأيته مغتبطا بهَا، وهوتركي خَالص وَالْبَلَاء من مقدميه وَأَتْبَاعه.
1004 - أقبردي الساقي الظَّاهِرِيّ جقمق. / اشْتَرَاهُ فِي سلطنته ونزله فِي الطباق مَعَ جلبانه البالفانباي الجركسي حَتَّى جعله خاصكيا ثمَّ ساقيا كل ذَلِك فِي أقرب مُدَّة ثمَّ نَدبه لأمر بحلب يتَعَلَّق بالسلطنة فَلَمَّا وَصلهَا بعث إِلَيْهِ خلعة بنيابة قلعتها مَعَ صغر سنه ثمَّ نَقله إِلَى أتابكيتها بعد سودون القرماني، وَقدم الْقَاهِرَة بعد يسير فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب بعد إلباسه خلعة ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى نِيَابَة ملطية، وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَخمسين وَحمل مِنْهَا إِلَى حلب فَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بهَا وسنه نَحْو الثَّلَاثِينَ وَكَانَ عفيفا عَاقِلا سَاكِنا.
1005 - أقبدي القجماسي قجماس ابْن عَم الظَّاهِر برقوق. / تنقل حَتَّى نَاب بغزة فِي الْأَيَّام الأشرفية بِمَال فباشرها قَلِيلا وَمَات فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال وَقيل ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين بمخيمه الَّذِي كَانَ رام التحفظ فِيهِ من الفناء خَارج غَزَّة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ، قَالَ المقريزي وأراح الله بِمَوْتِهِ من جوره وطمعه.
1006 - أقبردي المظفري / عمل رَأس نوبَة الجمدارية فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ أَمِير عشرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ صَار من رُؤْس النوب الصغار ثمَّ أرْسلهُ أَمِير الركب لأوّل مرّة ثمَّ وَجهه إِلَى مَكَّة مقدما على المماليك السُّلْطَانِيَّة بهَا بعد سودون المحمدي(2/315)
وَكَانَ مشكور السِّيرَة، مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء رَابِع عشري شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين.
1007 - أقبردي منتو لقب بِطَعَام. / كَانَ من أُمَرَاء الدولة المؤيدية ثمَّ نقل إِلَى دمشق أَمِير طبلخاناه وحاجبا ثَانِيًا حَتَّى مَاتَ بعد سنة ثَلَاثِينَ.
1008 - أقبردي المؤيدي المنقار. / أحد المقدمين فِي أَيَّام أستاذه. مَاتَ بِدِمَشْق فِي صفر سنة عشْرين وَلم يكن مشكور السِّيرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار.
أقبردي / مَذْكُور فِي حوادث سنة عشرَة.
1009 - أقبغا من مامش التركماني الناصري فرج. / أمره أتاذه بِأخرَة وتعطل بعده حَتَّى أمره الْأَشْرَف عشرَة ثمَّ نظر الخانقاه بسرياقوس وولاه إمرة الْحَاج فِي آخر سني سلطنته وَرجع فَأَقَامَ على إمرته إِلَى أَن اسْتَقر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فِي نِيَابَة الكرك عوضا عَن خَلِيل بن شاهين فَلم تطل مدَّته وَقبض عَلَيْهِ لتعاطيه الْخمر وسجن بقلعتها، وَاسْتقر عوضه فِي النِّيَابَة مازي الظَّاهِرِيّ برقوق ثمَّ شفع فِيهِ فَأمر بِإِطْلَاقِهِ وَأَنه إِن لم يتب ينفى إِلَى قبرس فَمَا تمّ المرسوم حَتَّى جَاءَ الْخَبَر بِمَوْتِهِ بمجلسه فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين على الصَّحِيح أَو الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ كَرِيمًا حسن الْمُلْتَقى وَقَول شَيخنَا أَنه كَانَ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار فِي دولة الْأَشْرَف موول، وَينظر حوادث ثَلَاث وَأَرْبَعين من أنبائه.
1010 - أقبغا سيف الدّين العديمي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ فَتى الْكَمَال عمر بن العديم. / ولد فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع بحلب على ابْن صديق بعض الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ دينا خيرا ملازما للخير مَعَ الْعقل والسكون والتقنع بأوقاف وإقطاع من سَيّده. مَاتَ فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ.
1011 - أقبغا الْعَلَاء الهدباني الظَّاهِرِيّ برقوق الأطروش، / ولي لأستاذه بعد رُجُوعه إِلَى اللنكية من الكرك الحجوبية الْكُبْرَى بحلب ثمَّ نِيَابَة صفد ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب عوضا عَن ارغون شاه فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة وَأسسَ بهَا جَامعه وَلم يكمله ثمَّ أمْسكهُ النَّاصِر لكَونه مِمَّن أعَان تنم نَائِب دمشق فَلَمَّا انْكَسَرَ تنم أسر أقبغا فِيمَن أسر ثمَّ أطلقهُ النَّاصِر ثمَّ ولاه نِيَابَة طرابلس سنة أَربع ثمَّ دمشق ثمَّ أُعِيد إِلَى حلب بعد دقماق وَاسْتمرّ على نيابتها أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَدفن قبل الصَّلَاة بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا دَاخل جَامعه، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا قَلِيل الشَّرّ مائلا إِلَى الْخَيْر ذكره ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا.
1012 - أقبغا الْعَلَاء التمرازي نَائِب الشَّام، / تقدم فِي الْأَيَّام المظفرية ثمَّ عمله الْأَشْرَف أَمِير مجْلِس ثمَّ نَائِب الاسكندرية مَعَ استمراره على إقطاع التقدمة ثمَّ عَاد إِلَى(2/316)
الْقَاهِرَة على إمرة مجْلِس ثمَّ اسْتَقر فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة أتابك العساكر ثمَّ نَائِب الشَّام فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم السبت سادس شعر
ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين خرج بعد الصُّبْح إِلَى الميدان بِدِمَشْق فلعب الرمْح وَعلم عدَّة من مماليكه ثمَّ الكرة وَغير ذَلِك كُله عدَّة خُيُول فَلَمَّا كَانَ قرب الميدان مَال عَن فرسه فَلحقه مماليكه قبل سُقُوطه إِلَى الأَرْض وتكاثروا عَلَيْهِ ثمَّ حملوه إِلَى قاعة بِالْقربِ من الميدان وَهُوَ ميت ثمَّ نقل إِلَى دَار السَّعَادَة فِي محفة على أَنه مَرِيض ثمَّ بعد يسير أشيعت وَفَاته فصلى عَلَيْهِ وَدفن بتربة تنم الحسني نَائِب دمشق وَقد زَاد على السِّتين وَكثر الأسف عَلَيْهِ فقد كَانَ دينا متهجدا متعبدا كثير الصَّدقَات والمحبة فِي الصلحاء وَالْعُلَمَاء مَعَ الِانْفِرَاد بفنون الفروسية بِحَيْثُ تخرج بِهِ جمَاعَة رَحمَه الله. وَهُوَ مَذْكُور فِي حوادث شَيخنَا وتمراز مَوْلَاهُ من مماليك الظَّاهِر برقوق.
أقبغا عَلَاء الدّين التركي، / فِي أقبغا الطولوني.
أقبغا عَلَاء الدّين الرُّومِي / فِي أقبغا الجمالي قَرِيبا.
أقبغا عَلَاء الدّين الظَّاهِرِيّ / فِي أقبغا شَيْطَان.
أقبغا التركماني / مضى فِي أقبغا من مامش قَرِيبا.
أقبغا التمرازي / سبق قَرِيبا.
1013 - أقبغا الجمالي كمشبغا عَلَاء الدّين الرُّومِي / أحد أُمَرَاء الطبلخاناه بِالْقَاهِرَةِ عمل كشف الْوَجْه القبلي وَغَيره بل ولي الاستادارية بالسعي بِالْمَالِ فَلم ينْتج أمره وَسَاءَتْ سيرته فعزل وَضرب بالمقارع ثمَّ وَليهَا ظنا مرّة أُخْرَى وعزل أقبح من الأول ثمَّ أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف وَهُوَ مَعَه فِي آمد بأمرة عشرَة ثمَّ عَاد فَعمل كشف الْوَجْه البحري وَتوجه إِلَى دمنهور فَلم تطل أَيَّامه وَقتل فِي معركة مَعَ العربان فِي ربيع الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ كريها مبغضا أهوج، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: إِنَّه ولي الاستادارية الْكُبْرَى غير مرّة وَفِي الآخر ولاه السُّلْطَان كشف الْبحيرَة فَتوجه إى ل هُنَاكَ فَأَغَارَ على بعض الْعَرَب فتجمعوا عَلَيْهِ وقتلوه وَخرج الْوَزير الاستادار كريم الدّين بن كَاتب المناخات بعسكر فَجمع الْعَرَب وأمنهم وأحضرهم إِلَى السُّلْطَان وَذهب دَمه هدرا، وَكَانَ أهوج مقداما غشوما، وأرخ الْعَيْنِيّ قَتله بِالْقربِ من مريوط من حوالي الاسكندرية فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الأولى.
1014 - أقبغا الجندي الْفَقِيه الدوادار الصَّغِير للناصر. / مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشري جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَدفن من الغدو وَخلف مَوْجُودا كثيرا فَمن الذَّهَب الْعين فِيمَا قيل اثْنَا عشر ألف دِينَار
فَأَخذه النَّاصِر وَلم يكن مشكورا فِي وظيفته بل اشْتهر بالرشا والبرطيل وَأخذ الْأَمْوَال وارتكاب الْمُحرمَات. قَالَه الْعَيْنِيّ.
أقبغا جيار، / يَأْتِي قَرِيبا.
أقبغا دوادار يشبك. / كَذَلِك(2/317)
1015 - أقبعا شَيْطَان عَلَاء الدّين الظَّاهِرِيّ / ولي حسبَة الْقَاهِرَة وولايتها وَشد الدَّوَاوِين وَجمع بَينهمَا مرّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَحبس ثمَّ قتل فِي لَيْلَة الْخَمِيس سادس شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَكَانَ نبيها مَعَ ظلم وعفة عَن الْمُنْكَرَات والفروج، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه كَانَ حسن الْمُبَاشرَة قَلِيل الْفسق.
1016 - أقبغا الطولوني عَلَاء الدّين التركي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف باللكاس وبأقبغا جيار. / كَانَ من خَواص أستاذه الظَّاهِر فأنعم عَلَيْهِ بأمرة عشرَة ثمَّ بطبلخاناه وَجعله رَأس نوبَة ثمَّ قدمه وَجعله أَمِير مجْلِس عوضا عَن بيبرس ابْن أُخْته ثمَّ انحطت مَنْزِلَته عِنْد أستاذه لِوَقْعَة عليباي ورسم لَهُ بنيابة غَزَّة ثمَّ أمسك قبل دُخُوله لَهَا وَحمل إِلَى قلعة الصبيبة فاعتقل بهَا ثمَّ صَار من حزب تنم وولاه غَزَّة ثمَّ جرى عَلَيْهِ مَا ذكر فِي الْحَوَادِث إِلَى أَن قتل مَعَ ايتمش فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد ناهز الْأَرْبَعين وَكَانَ يمِيل إِلَى الْعلمَاء والفقراء.
1017 - أقبغا الْفِيل. / من المماليك السُّلْطَانِيَّة الظَّاهِرِيَّة برقوق وَأحد أخوة عليباي الْمَقْتُول وسط مَعَ سَبْعَة من المماليك فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة إِحْدَى.
1018 - أقبغا القديدي وَيعرف بدوادار يشبك / كَانَ مقدما عِنْد يشبك ثمَّ اسْتَقر عِنْد النَّاصِر دوادارا صَغِيرا وَأمره عشرَة وَكَانَت لَهُ وجاهة وَمَعْرِفَة ويقتدي بِرَأْيهِ فِي كثير من الْأُمُور. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ نقل قَول الْعَيْنِيّ كَانَ يَدعِي الْحِكْمَة ووفور الْعقل مَعَ مكر وخبث وَعدم اشتهار بِخَير وَحب لجمع المَال وَحصل فِي أَيَّام يشبك مَالا جما ثمَّ لم يزل فِي ازدياد إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة وَخلف شَيْئا كثيرا تمول مِنْهُ بعده جمَاعَة وَاسْتولى السُّلْطَان على غالبه.
أقبغا اللكاش. / فِي الطولوني قَرِيبا.
أقبغا الهدباني الظَّاهِرِيّ. / مضى قَرِيبا.
1019 - اق بلاط الدمرداشي دمرداش المحمدي. / ترقى بعد أستاذه فقدمه الْمُؤَيد ثمَّ ولاه نِيَابَة حماة
وَغَيرهَا ثمَّ أتابكية ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة ملطية وَمَات بهَا ظنا بعد الثَّلَاثِينَ واشتهر بالشجاعة وَحسن السِّيرَة.
1020 - اق خجا الأحمدي الظَّاهِرِيّ، / مَاتَ وَهُوَ وَالِي كشف الْوَجْه القبلي فِي عشري الْمحرم سنة خمس وَعشْرين، وَلم يكن مشكورا.
1021 - اق سنقر الأشرفي شعْبَان بن حُسَيْن، / أحد الْحجاب فِي الدولة الأشرفية وَكَانَ يُسَمِّيه أغا، مَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَهُوَ فِي سنّ الشيخوخة.
1022 - اقطوه الموساوي الظَّاهِرِيّ برقوق / كَانَ من مماليكه ثمَّ صَار دوادارا(2/318)
صَغِيرا فِي أَيَّام الْمُؤَيد ثمَّ أَمِير عشرَة وَولي المهمندارية فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ إمرة طبلخاناه ثمَّ نَفَاهُ مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن مَاتَ بطالا بِالْقَاهِرَةِ بعد ضعف بباطنه فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَلم يكن مشكور السِّيرَة.
1023 - أقفجا أَمِير عشرَة / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَعشْرين وَأعْطيت إمرته لأقبغا التركماني.
1024 - ألتش الشَّعْبَانِي / نَائِب القلعة، مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشري جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَدفن بتربة بالصحراء جوَار تربة الظَّاهِر برقوق عِنْد قبَّة النَّصْر، ذكره الْعَيْنِيّ.
1025 - الطنبغا سيف الدّين القرمشي الظَّاهِرِيّ برقوق / كَانَ بعد أستاذه مِمَّن انْتَمَى ليشبك ثمَّ كَانَ فِي الَّذين تَنقلُوا فِي الْبِلَاد الشامية فِي الْفِتَن فِي الْأَيَّام الناصرية وَكَانَ فِي الآخر مَعَ شيخ وَهُوَ بِالشَّام قبل سلطنته ثمَّ كَانَ مَعَه حِين نَاب بحلب فولاه حجوبية الْحجاب بهَا فَلَمَّا اسْتَقل ولاه أَمِيرا كَبِيرا ثمَّ أتابك مصر، وَقدم مَعَه حلب فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَلم يلبث أَن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت الْمُؤَيد فاضطرب الْأُمَرَاء هُنَاكَ فَكَانَ النَّصْر لصَاحب التَّرْجَمَة وَملك حلب ثمَّ قرر غَيره فِيهَا وَقصد هُوَ دمشق مُوَافقَة لنائبها على المصريين وَكَانَ الْمُؤَيد أوصى أَن يكون متحدثا على وَلَده فَلم يُوَافق ططر على ذَلِك وَجَاء الْعَسْكَر الْمصْرِيّ إِلَى دمشق فبادر القرمشي لموافقتهم وَخرج فعانق ططر فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتمرّ حَتَّى طلعوا القلعة فَأمر ططر بإمساكه ثمَّ قَتله فَقتل فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بتربة الطنبغا الحوباني، وَكَانَ أَمِيرا سَاكِنا عَاقِلا كَارِهًا للشر، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَكَذَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَنه كَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء، زَاد غَيره تواضعا ولينا، قَالَ الْعَيْنِيّ لكنه كَانَ بَخِيلًا طماعا وَلم يشْتَهر عَنهُ خير وَلَا مَعْرُوف.
1026 - الطنبغا الْعَلَاء المرقبي المؤيدي شيخ، / كَانَ من أَعْيَان مماليكه قبل سلطنته وَعَمله فِي أَيَّام تِلْكَ
الْفِتَن بقلعة المرقب من أَيَّام طرابلس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة فَعرف بَينهم بالمرقبي وولاه بعْدهَا نِيَابَة قلعة حلب لاستئمانه عِنْده ثمَّ قدمه بِمصْر ثمَّ نَقله إِلَى الحجوبية الْكُبْرَى فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر ططر قبض عَلَيْهِ وسجنه مَعَ من سجن من المؤيدية ثمَّ أطلفه ودام معطلا مُدَّة ثمَّ أَعَادَهُ الظَّاهِر جقمق إِلَى التقدمة فَلم تطل مدَّته وَمَات فِي لَيْلَة عَاشر رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين، ذكره المقريزي بِاخْتِصَار، وَقَول الْعَيْنِيّ أَنه أحد أُمَرَاء الطبلخاناة ورؤس النوب تَقْصِير.
1027 - الطنبغا الْعَلَاء المهمندار أَمِير عشرَة، / مَاتَ فِي يَوْم السبت منتصف شعْبَان سنة سِتّ عشرَة، ذكره الْعَيْنِيّ.(2/319)
1028 - الطنبغا التركي الدِّمَشْقِي مولى ابْن القواس، / سمع من الحجار بعض البُخَارِيّ وَلم يظْهر إِلَّا قبل مَوته بِقَلِيل وَلم نعلم أَنه حدث وَلَكِن قد استجازه بعض أَصْحَابنَا، مَاتَ فِي سنة خمس عشرَة، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وَهُوَ آخر من سمع من الحجار من الرِّجَال.
الطنبغا الرقبي. / فِي المرقبي على الصَّوَاب قَرِيبا.
1029 - الطنبغا من عبد الْوَاحِد وَيعرف بالصغير، / كَانَ أحد المقدمين بِالْقَاهِرَةِ وَرَأس نوبَة الْمُؤَيد ثمَّ قدم حلب مُجَردا مَعَ الطنبغا القرمشي الْمَاضِي قَرِيبا فَأَقَامَ بحلب مُدَّة فَلَمَّا جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت الْمُؤَيد وَملك القرمشي حلب قرر هَذَا فِي نيابتها وَلم يلبث أَن قتل فِي وقْعَة بَينه وَبَين التركمان سنة أَربع وَعشْرين وَكَانَ فَاضلا يستحضر كثيرا من السِّيرَة والتاريخ، ذكره ابْن خطيب الناصرية.
1030 - الطنبغا شادي كَانَ من مماليك يلبغا الْعمريّ / قتل مَعَ ايتمش النخاسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَقد جَازَ الْخمسين.
1031 - الطنبغا سقل / أحد المماليك مِمَّن تنقل فِي خدمَة شيخ حِين نيابته بِالشَّام وَتقدم عِنْده بِحَيْثُ بَعثه فِي مهماته غير مرّة للناصر فرج فألفت إِلَيْهِ وَاسْتمرّ مَعَه حَتَّى قتل بوقعة اللجون فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة هُوَ ومقبل الرُّومِي وَكَانَ من أهل الشَّرّ والفتن وَهُوَ أعظم أَسبَاب الْفِتَن الَّتِي كَانَت بَين النَّاصِر وَشَيخ حَتَّى زَالَت الدولة الناصرية، ذكره المقريزي فِي عقوده.
1032 - الطنبغا الظَّاهِرِيّ برقوق الْمعلم وَيعرف باللفاف / أَقَامَ دهرا خاملا ثمَّ صَار فِي الْأَيَّام الأشرفية جملَة معلمي الرمْح فَلَمَّا كَانَت الْوَقْعَة بَين السُّلْطَان وقرقماس الشَّعْبَانِي أَصَابَته جراحات بل وتقطر عَن فرسه فَعرف لَهُ السُّلْطَان ذَلِك وأنعم عَلَيْهِ بإقطاع قلمطاي الإسحاقي الأشرفي الخاصكي ثمَّ بأمرة عشرَة زِيَادَة على ذَلِك بعد نفي سودون المغربي ثمَّ زَاده أمرة طبلخاناه
عقب نفي أقطوه الْمسَاوِي أَيْضا ثمَّ عمله نَائِب الاسكندرية مُدَّة ثمَّ صيره بعد موت تمرباي رَأس نوبَة النوب أحد المقدمين، إِلَى أَن ضعف وَكَاد يخْتَلط فاستعفي وَلزِمَ بَيته يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي عَاشر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَخمسين، وَكَانَ خيرا عَاقِلا سليم الْبَاطِن جدا رَأْسا فِي لعب الرمْح عريا عَن التَّدْبِير والرأي رَحمَه الله.
1033 - الطنبغا العثماني الظَّاهِرِيّ / نَائِب الشَّام، مَاتَ فِي ثَانِي عشري شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين بالقدس بطالا.
الطنبغا القرمشي، / مضى قَرِيبا فِيمَن يلقب سيف الدّين.
الطنبغا اللفاف والمعلم / مضى قَرِيبا.
1034 - الطنبغا أَمِير، / مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد.(2/320)
1035 - الغي برص / أحد العشرات، مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس سادس عشري جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان أرخه الْعَيْنِيّ.
1036 - الماس الأشرفي برسباي. / تَأمر بحلب وتنقل فِيهَا لعدة ولايات ثمَّ صَار أتابكها إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة سوار يَوْم الْوَقْعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين وَكَانَ مليح الشكل مشكور السِّيرَة مَشْهُورا بالشجاعة رَحمَه الله.
الماس الأشرفي برسباي، / فِي الْعَلَاء قَرِيبا.
1037 - الماس الأشرفي قايتباي، / رقاه أستاذه بعد كِتَابَته الْخط الْجيد وقراءته الْحَسَنَة وصيره شاد الشربخاناة فَكثر الثَّنَاء على عفته وديانته سِيمَا حِين أبطل فِي ولَايَته مَا كَانَ مُضَافا لَهَا من حماية العاجينية بعد جمع الْأَطِبَّاء وعد فِي حَسَنَاته هَذَا مَعَ خفره وبهائه ثمَّ صرفه عَنْهَا وَاسْتقر بِهِ فِي نِيَابَة صفد وَخرج مَعَ العساكر لدفع دولات، وَكَانَ مِمَّن قتل فِي رَمَضَان سنة تسع وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ وَعظم الأسف عَلَيْهِ.
1038 - الماس العلائي الأشرفي برسباي / أحد الخاصكية، ابتنى لَهُ تربة وَعمل فِيهَا للحنفية دروسا قرر فِيهَا الزين عبد الرَّحِيم المنشاوي مَعَ سَبْعَة من الطّلبَة وَمَات قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ.
الوغ بك بن شاه رخ. / يَأْتِي فِي المحمدين.
1039 - الياس الكركي / أحد الْحجاب بِدِمَشْق، مِمَّن حج بالركب الشَّامي مرَارًا. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، أرخه ابْن اللبودي.
1040 - الياس الْهِنْدِيّ الشَّيْخ الصَّالح نزيل الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَمَانِينَ.
1041 - احمان وَسَماهُ المقريزي فِي أَمَاكِن وميان بالوار ولد بن مَانع بن عَليّ بن عَطِيَّة بن مَنْصُور بن حمَار بن سيخة الْحُسَيْنِي الْمدنِي / أميرها، وَليهَا بعد قتل أَبِيه فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وعزل غير مرّة ونازلها وَهُوَ مَعْزُول فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمَعَهُ جمع كثير من عربانها وَيُقَال أَنه كَانَ قصد نهبها فَخرج إِلَيْهِ أميرها سُلَيْمَان بن عَزِيز وَمَعَهُ جمع قَلِيل وَلَكِن حصل النَّصْر للفئة القليلة وخذل الْمَذْكُور وَانْهَزَمَ وَعَاد الْمُتَوَلِي منصورا ثمَّ وَليهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين وَاسْتقر بعده زبيري بن قيس.
1042 - أميران شاه بن تيمور كور وَالِد خَلِيل الْآتِي. / ولاه أَبوهُ أذربيجان فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة عِنْد قدومه من بِلَاد الْهِنْد إِلَى الْبِلَاد الشامية وَجعل مَعَه أَخَوَيْهِ أبي بكر وَعمر وَجَمَاعَة من أمرائه وَكَانَ تَحْتَهُ تبريز وَقتل بعد وَالِده الْمَذْكُور فِي سنة تسع.
1043 - أَمِير جَان بن شكر الله بن مرتضى الحسني الْقزْوِينِي، / سمع مني بِمَكَّة(2/321)
فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رَفِيقًا لمُحَمد بن جَعْفَر بن عَليّ الْآتِي.
1044 - أَمِير حَاج بن طنبغا الزين الْحلَبِي ثمَّ القاهري إِمَام الجمالية / والمتصدر بهَا. مِمَّن تَلا على بيرو وَقَرَأَ فِي البُخَارِيّ على شَيخنَا أَخذ عَنهُ الشَّمْس بن عمرَان السَّبع إِلَى آخر ق وَكَذَا روى عَنهُ ابْن الد وجود عَلَيْهِ النواجي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَلَاء بن اقبرس شرح الحاجبية لمؤلفها، وَكَانَ مَعَ تقدمه فِي الْعلم مَوْصُوفا بالصلاح الغزير حَتَّى حكى عَنهُ الشَّمْس بن شعيرات كرامات كَثِيرَة.
مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ أَو نَحْوهَا رَحمَه الله وإيانا.
1045 - أَمِير حَاج بن الْمجد عبد الرَّحْمَن بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد وَيُسمى إِسْمَاعِيل وَلكنه بِهَذَا أشهر وَيعرف سكلفه بِابْن الجيعان أحد الْأُخوة. / حج غير مرّة وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا وَغَيره وَحصل لَهُ إقعاد فسافر لدمياط وزار جمعا من الصَّالِحين ثمَّ عَاد معافى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن بتربتهم.
1046 - أَمِير حَاج بن الْمَنْصُور عُثْمَان بن الظَّاهِر جقمق الْآتِي جده وَأَبوهُ أكبر بني أَبِيه الْمَذْكُور، / حفظ الْقُرْآن والنقاية والألفية وَهُوَ الْآن مشتغل بِالْحِفْظِ
أَمِير حَاج بن أبي الْفرج / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج.
1047 - أَمِير حَاج بن مغلطاي زين الدّين بن الْأَمِير عَلَاء الدّين، / ولد فِي حجر السَّعَادَة وارتضع ثدي
الْعِزّ والسيادة، نَاب فِي الاسكندرية مُدَّة ثمَّ ولي الاستدارية فِي سلطنة الْمَنْصُور حاجي بن الْأَشْرَف شعْبَان، ثمَّ نَفَاهُ برقوق إِلَى دمياط فَمَاتَ بهَا بطالا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه والمقريزي فِي عقوده وَعَمله فِي الْحَاء الْمُهْملَة.
أَمِير حَاج بن مُحَمَّد بن بركوت الصّلاح المكيني. / مضى فِي أَحْمد.
1048 - أَمِير حَاج الزيني الْحلَبِي / مِمَّن قَرَأَ على شَيخنَا وَبلغ لَهُ بالشيخ وَلَعَلَّه ابْن طنبغا.
1049 - أَمِير زاه عَليّ ابْن أخي قرا يُوسُف، / لَهُ ذكر فِي مُحَمَّد شاه بن قرا يُوسُف فيحرر.
1050 - أَمِير زاه بن مُحَمَّد بن شاه أَحْمد بن قرا يُوسُف / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَسبعين بمسكنه فِي بَاب الْوَزير من الْقَاهِرَة وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكَانَ قد أحضرهُ حَوَاشِي أَبِيه من الْعرَاق فِي صغره أَيَّام الظَّاهِر جقمق خوفًا عَلَيْهِ من عَمه أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف متملك بَغْدَاد فَأَقَامَ كآحاد أَبنَاء الْأُمَرَاء إِلَى الْآن.
1051 - أَمِين بن إِدْرِيس بن عَليّ الْيَمَانِيّ الْمَاضِي أَبوهُ، / مَاتَ فِي ربيع الأول(2/322)
سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
1052 - أنس بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل نَاصِر الدّين أَبُو حَمْزَة بن الْحَافِظ الْبُرْهَان أبي الْوَفَاء الْحلَبِي أَخُو أبي ذَر احْمَد الْمَاضِي، / ولد فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بحلب وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والمنهاج الفرعي والأصلي وألفية الحَدِيث والنحو وَعرض واشتغل يَسِيرا وَسمع على أَبِيه وَشَيخنَا وَآخَرين وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والشهاب أَحْمد بن حجي وَآخَرُونَ وَقَرَأَ على الْكُرْسِيّ فِي الْجَامِع فِي حَيَاة أَبِيه يَسِيرا ولقيته بحلب فاجاز لنا، وَقد حج وَدخل الْقَاهِرَة للتِّجَارَة غير مرّة وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَحدث بِأخرَة وَحسن حَاله قبيل مَوته، مَاتَ فِي أَوَائِل الطَّاعُون سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ أَو أول الَّتِي قبلهَا.
1053 - أنس بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد بن سَالم بن عمر بن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر أَبُو حَمْزَة الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي. / ولد فِي ربيع الأول سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وأحضر بِوَاسِطَة قَرِيبه الصَّدْر بن إِمَام المشهد على عبد الله بن الْقيم وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ بن جمَاعَة وَأَبُو الْحرم القلانسي وَغَيرهمَا ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَسمع ابْن أميلة وَمُحَمّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المنبجي وَسَعِيد السُّبْكِيّ وَغَيرهم وَأكْثر عَن أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان القَاضِي وَنَحْوه وَكَانَ أَولا بزِي الْجند ثمَّ تزيا للفقهاء ولازم ابْن الْمُحب وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وتميز فِي علم الحَدِيث وانتقى لنَفسِهِ ولبعض شُيُوخه فَخرج للتقي عبد الله بن يُوسُف الكفري أَرْبَعِينَ، وَكَانَ مستيقظا نبيها عَارِفًا
بالوثائق معتنيا بالأدبيات مَعَ الْمُرُوءَة والديانة قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه: لَقيته بِدِمَشْق وَسمع معي وَكتب عني من نظمي وحَدثني بِجُزْء من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور، قَالَ أنابه مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المنبجي أنابه أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ أَنا ابْن أبي المكارم الْمصْرِيّ إجَازَة أَنا عَسَاكِر بن عَليّ أَنا الرَّازِيّ بِسَنَدِهِ ثمَّ أثنى عَلَيْهِ بِمَا تقدم، وَقَالَ فِي الأنباء سمع معي كثيرا وأفادني مَاتَ فِي سادس عشري رَجَب سنة سبع بِدِمَشْق، وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار.
1054 - أنس بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الفخري. / مِمَّن أَخذ عني.
1055 - أنس بن مَحْمُود بن أبي بكر بن كَمَال نَاصِر الدّين بن الشّرف بن الْعَفِيف الدراكاني الفركي وَرُبمَا تكْتب بِالْجِيم بدل الْكَاف / وَهِي من أَعمال شبانكارة الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي خَال السَّيِّد صفي الدّين عبد الرَّحْمَن الأيجي كَانَ لَهُ عَم اسْمه شمس الدّين مُحَمَّد وصف بِالْعلمِ وَالْعَمَل وَأما الشّرف وَالِد هَذَا فَكَانَ صَالحا مقتفيا(2/323)
آثَار السّلف، أجَاز لناصر الدّين هَذَا فِي استدعاء مؤرخ بِذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة جمَاعَة وهم الْجمال الأميوطي والبرهان القيراطي والأبناسي والشهاب بن ظهيرة والعفيف النشاوري وَسعد الله الاسفرايني وَآخَرُونَ أثبتهم فِي تَرْجَمته من التَّارِيخ الْكَبِير، سمع عَلَيْهِ السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ. وَمَات.
1056 - أويس بن شاه ولد بن شاه زادة بن أويس صَاحب بَغْدَاد، / قتل فِي حَرْب بَينه وَبَين مُحَمَّد شاه بن قرا يُوسُف وَاسْتولى مُحَمَّد شاه على بَغْدَاد مرّة أُخْرَى قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وأرخه سنة ثَلَاثِينَ.
1057 - إِيَاس الجلالي الْحَاجِب الظَّاهِرِيّ، / كَانَ أحد أُمَرَاء الْأَرْبَعين ثمَّ أخرج إقطاعه وانفصل من الحجوبية وَمَات بطالا فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع عشي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
1058 - ايتمش من أردباسي الناصري فَرح ثمَّ المؤيدي / أعْتقهُ الْمُؤَيد وَصَارَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ ترقى بعده وَصَارَ خاصيكا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْعَزِيز ثمَّ صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر استادار الصُّحْبَة بعد مغلباي الجقمقي، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَخمسين، وَكَانَ فِيمَا قيل مُسْرِفًا على نَفسه مَعَ الشُّح وَعدم الشجَاعَة.
1059 - ايتمش البحاسي الجركسي / أتابك العساكر فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق قربه وَأَدْنَاهُ ثمَّ بعده أمسك
وَقتل بقلعة دمشق فِي أوئل شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد ناهز السِّتين، وَكَانَ خيرا سيوسا عَاقِلا دينا وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الايتمشية للحنفية بِالْقربِ من بَاب الصوة. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ برقوق فِي ابْتِدَاء أَمرته فأبلى فِي كائنته بلَاء حسنا فحفظ لَهُ ذَلِك وَصَارَ عِنْده مقربا ثمَّ كَانَ هُوَ مقدم العساكر الَّتِي جهزها لقِتَال يلبغا الناصري لما خرج عَلَيْهِ فَكَسرهُ الناصري وحبسه بِدِمَشْق فَلَمَّا خرج الظَّاهِر من الكرك خلص وَاجْتمعَ بِالظَّاهِرِ لما توجه لمصر فقرره أَمِيرا كَبِيرا ثمَّ لما حَضَره الْمَوْت أوصاه على وَلَده وَجعله الْمُتَكَلّم فِي الدولة فآل أمره إِلَى أَن قتل، وَأثْنى عَلَيْهِ الْعَيْنِيّ بالميل إِلَى الْخَيْر وَقلة الشَّرّ وَكَثْرَة الصَّدقَات ومحبة الْعلمَاء والفقراء ومجالستهم قَالَ وَلَكِن كَانَت فِيهِ غَفلَة وَله ميل زَائِد فِي الذُّكُور وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب الْوَزير أَمَام القلعة والبرج الَّذِي بطرابلس على سَاحل الْبَحْر.
1060 - ايتمش الخضري الظاهي برقوق / كَانَ من مماليكه ثمَّ صَار من جملَة الدوادارية فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر فَرح ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْمُؤَيد إِلَى أَن اسْتَقر فِي الاستادارية الْكُبْرَى أَوَائِل أَيَّام الْأَشْرَف فَلم ينْتج فِيهَا وعزل بعد يسير وَاسْتمرّ(2/324)
على إمرته مُدَّة إِلَى أَن أُصِيب فِي جسده ببياض بِحَيْثُ كَانَ يستره بالحمرة فأخرجها الْأَشْرَف عَنهُ ودام بطالا بل أخرج إِلَى الْقُدس وَغَيره فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر دَاخله وَقرب مِنْهُ جدا ثمَّ لم يلبث أَن أبعده ونفاه إِلَى الْقُدس أَيْضا ثمَّ رسم بعوده فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن سقط عَلَيْهِ جِدَار فَأخْرج من تَحْتَهُ مغشيا عَلَيْهِ فَعَاشَ بعد قَلِيلا وَمَات فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن بتربة الْأَمِير قطلوبك فِي الصَّحرَاء وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا قَارِئًا لِلْقُرْآنِ محبا فِي حَملته كثير الْبر بهم مَعَ شَرّ فِيهِ وبذاءة لِسَان وارتكاب أُمُور فِيمَا يتَعَلَّق بِالْمَالِ وَلذَا قَالَ الْعَيْنِيّ إِنَّه لم يكن مشكور السِّيرَة.
1061 - ايدكو ملك التّرْك / وتدعى قبيلته قرنكرات من أَرض الدشت. ترقى إِلَى أَن صَار من أُمَرَاء الخان توقياميس وَأحد رُؤُوس أُمَرَاء الميسرة المعدين لمهمات الْأُمُور وللمشورة والرأي إِلَى أَن أحس من اخان بالتعبر عَلَيْهِ فخاف مِنْهُ وَأخذ حذره واستعد للفرار مِنْهُ سِيمَا وَقد قَالَ لَهُ وَهُوَ محمور لي وَلَك وأجابه بقوله أعيذ الخان من أَن يحقد على عَبده ثمَّ احتال حَتَّى فر وَلم يفْطن بِهِ إِلَّا وَقد قطع مَسَافَة وَمَا أمكن إِدْرَاكه فوصل إِلَى تيمور فشرح لَهُ أمره وأغراه بِالْمُشَارِ إِلَيْهِ واستلوش عساكره بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك حَامِلا لَهُ على الْمسير إِلَى الدشت بعساكر لَا
تعد كَثْرَة فَكَانَ الظفر لَهُ بانهزام توقياميس وغنم تيمور مَالا يدْخل تَحت الْحصْر وَعظم ايدكو عِنْده وَمَعَ ذَلِك فخادعه بحيلة حَتَّى مكنه من الِانْصِرَاف لأَهله ثمَّ سقط فِي يَد تيمور وَلم يعلم أَنه انخدع لغيره وَمَا زَالَ ايدكو حَتَّى استعد لقِتَال توقياميس وَكَانَت بَينهمَا وقعات كَثِيرَة آل الْأَمر فِيهَا إِلَى إخراب الدشت وَصَارَت قفارا ثمَّ انهزم ايدكو وتشتت جموعه وَلم يُوقف لَهُ على خبر وَصفا الْوَقْت لتوقياميس وَلم يلبث ايدكو أَن مَاتَ قَرِيبا جريحا فِي نحر سيحون فِي سنة أَربع عشرَة، وَكَانَ من رجال الْعَالم ذَا أَخْبَار غَرِيبَة ونوادر عَجِيبَة ومكايد فِي أعدائه صائبة وأفكار بديعة ووقائع وسياسات ومحبة فِي الْعلمَاء والصلحاء ومواظبة على مُتَابعَة شرائع الْإِسْلَام لَهُ عشرُون ولدا ملوكا مَا مِنْهُم إِلَّا من لَهُ عمل بمفرده وجند يطيعه، وَأقَام فِي الدشت عشْرين سنة وَكَانَت أَيَّامه غرَّة فِي جبين الدَّهْر وَهُوَ الَّذِي منع الطير من بيع أَوْلَادهم بِحَيْثُ قل جلبهم إِلَى الشَّام ومصر طوله المقريزي فِي عقوده وَالله أعلم بِحَقِيقَة مَا أثْبته.
1062 - ايدكي الجاركسي الأشرفي برسباي. / تَأمر عشرَة فِي أَوَائِل أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وَصَارَ من رُؤْس النوب إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة سوار سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين عَن أَزِيد من خمسين سنة وَكَانَ متحركا شجاعا مَعَ إِسْرَاف على نَفسه.(2/325)
1063 - ايدكي الظَّاهِر جقمق / من مماليكه وَأحد الدوادرية عِنْده. مَاتَ بالطاعون فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين.
1064 - ايدن الخشقدمي الزِّمَام. / أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
1065 - اينال باي بن قجماس بن أسن ابْن أخي الظَّاهِر برقوق. / قتل بغزة فِي سنة عشر، وَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي وَلَده يُوسُف.
1066 - اينال باي أَخُو جانم أَمِير اخور كَبِير. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَكَانَ جيدا.
1067 - اينال باي الْفَقِيه الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق / الْحَاجِب الثَّانِي وَيُقَال لَهُ أَيْضا حَاجِب ميسرَة وَرَأَيْت بخطي فِي مَحل آخر أَنه رَأس نوبَة ثَانِي وَأَحَدهمَا غلط، مِمَّن يتَرَدَّد لَهُ الصّلاح الطرابلسي ليقرئه، تَأمر على الأول سنة خمس وَتِسْعين وَأُصِيب أُصْبُعه فِي وقْعَة ثَلَاث وَتِسْعين وَلَا بَأْس بِهِ.
1068 - اينال حطب العلائي. / مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس ذِي الْقعدَة سنة تسع وَدفن من الْغَد وَحضر النَّاصِر جنَازَته بمصلى المومني. ذكره الْعَيْنِيّ.
1069 - اينال شيخ الإسحاقي الظَّاهِرِيّ جقمق، / ولي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عقب مرجان التقوي الظَّاهِرِيّ فِي سنة ثَمَانِينَ. وَكَانَ شَدِيدا سريع البادرة بِالضَّرْبِ فضلا عَن غَيره حَتَّى للقفهاء، وللسلطان إِلَيْهِ ميل تَامّ ومبالغة فِي الثَّنَاء على دينه ويبسه، حج غير مرّة آخرهَا فِي السّنة الْمَاضِيَة وَرجع إِلَى الْمَدِينَة فَمَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ عَفا الله عَنهُ، وَاسْتقر بعده فِي المشيخة قانم.
1070 - اينال الأجرود. / ذبح مَعَ من أَمر النَّاصِر بذَبْحه من الْأُمَرَاء فِي سنة إِحْدَى شَعْرَة.
اينال الأجرود العلائي الْأَشْرَف. / يَأْتِي قَرِيبا.
1071 - اينال الأحمدي الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد العشراوات تزوج أُخْت الْأمين ووالدة الْمُحب الأقصرائيين بعد موت زَوجهَا وَالِد الْمُحب واستولدها فَاطِمَة الْآتِيَة. مَاتَ فِي.
1072 - اينال الأشرفي برسباي الطَّوِيل. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
1073 - اينال الأشرفي قايتباي، / رقاه حَتَّى نَاب بالاسكندرية ثمَّ بطرابلس وَخرج مَعَ العساكر لدفع دولات فَكَانَ مِمَّن أسر، وَاسْتقر عوضه فِي طرابلس بيبرس الأشرفي قايتباي عَاد الشربخاناة وَلم يلبث أَن افتدى نَفسه بِمَال وَرجع فقدمه أستاذه ثمَّ مَاتَ بيبرس فَرجع إِلَى طرابلس وسافر حِين برز الْعَسْكَر فِي سنة تسعين لمحل كفَالَته وليكون فِي المهم الْمشَار إِلَيْهِ.(2/326)
1074 - اينال الْحكمِي. / تقدم فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَولي نِيَابَة حلب ثمَّ أمْسكهُ الظَّاهِر ططر وحبسه إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف فحج فِي سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام ثمَّ ولي تقدمة بِالْقَاهِرَةِ سِنِين ثمَّ الإمرة الْكُبْرَى ثمَّ عَاد إِلَى نِيَابَة حلب عوضا عَن قرقماس فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وبمجرد أَن وصل ورد عَلَيْهِ مرسوم مَعَ هجان بنيابة الشَّام فَتوجه إِلَيْهَا، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَاسْتمرّ حَتَّى قتل بعد خُرُوجه عَن الطَّاعَة السُّلْطَانِيَّة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَحمل رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة ودفنت جثته بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من جَامع كريم الدّين قبلي دمشق قبل إكمالها، وَقد أثنى عَلَيْهِ المقريزي بقوله كَانَ مَشْهُورا بالشجاعة مشكور السِّيرَة إِلَّا أَنه لم يسْعد جده.
1075 - اينال الجلالي وَيُقَال لَهُ اينال المنقار، / مَاتَ بغزة فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة لما دَخلهَا شيخ ونوروز، أرخه شَيخنَا فِي أنبائه.
1076 - اينال الحسني الأشرفي برسباي، / أحد الشعرات مِمَّن يسكن سويقة صَفِيَّة جوَار الزير الْمُعَلق، مَاتَ فِي التَّجْرِيد سنة ثَلَاث وَتِسْعين.
1077 - اينال الخصيف الأشرفي قايتباي، / واصله ليحيى بن الْأَمِير يشبك الْفَقِيه، ثمَّ صَار لَهُ وَغَضب عَلَيْهِ واعتقله بقلعة دمشق مُدَّة ثمَّ أطلقهُ وَأَعْطَاهُ أمرة ميسرَة بحلب، ثمَّ نَقله لأتابكيتها وَقبض عَلَيْهِ فِي كائنة الرها ثمَّ أَعَادَهُ على وظيفته إِلَى أَن نَقله لنيابة صفد بعد قتل الماس فشكوه فَطَلَبه ونقم عَلَيْهِ ورام نَفْيه فشفع فِيهِ نَائِب الشَّام قجماس وَاسْتقر بِهِ حَاجِب الْحجاب بهَا فَلَمَّا مَاتَ سيباي نَقله لنيابة حماة فقمع عَلَيْهِ الْفساد، وَهُوَ فِي الْفسق وَالظُّلم بمَكَان، لَهُ ذكر فِي جَانِبك الطَّوِيل.
1078 - اينال الششماني الناصري فرج، / تَأمر فِي أَيَّام أستاذه، ثمَّ امتحن بعده وَحبس ثمَّ أطلق وتأمر عشرَة بعد الْمُؤَيد ثمَّ صَار من رُؤْس النوب فِي الْأَيَّام الأشرفية وباشر الْحِسْبَة بعد عزل الْعَيْنِيّ سِنِين، وتأمر على الْمحمل فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بل وعَلى الأول قبلهَا سنة سبع وَعشْرين ثمَّ صَار أَمِير طبلخاناه وَثَانِي رَأس نوبَة ثمَّ ولي نِيَابَة صفد ثمَّ صَار أحد المقدمين بِدِمَشْق ثمَّ أتابكها بعد قانباي البهلوان إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَكَانَ فِيهِ تدين وتعفف مَعَ جبن وشح فِيمَا قيل، وَقد قَالَ شَيخنَا فِي مقبل الرُّومِي من سنة سبع وَثَلَاثِينَ أَن هَذَا اسْتَقر بعده فِي نِيَابَة صفد وَكَانَ قريب الْعَهْد من الْمَجِيء من إمرة الْحَاج وهم يَشكونَ من جوره ووهنه فَللَّه الْأَمر.
1079 - اينال الصصلاي / نَائِب حلب وَليهَا عَن الْمُؤَيد ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى عَلَيْهِ، فَقتل فِي شعْبَان سنة ثَمَان عشرَة بقلعة حلب، وَكَانَ عَاقِلا شجاعا حسن(2/327)
الشكالة، ذكره ابْن خطيب الناصرية بأطول من هَذَا، وَقد قَرَأَ عِنْده القَاضِي علم الدّين البُلْقِينِيّ فِي حَيَاة أَخِيه البُخَارِيّ وَألبسهُ خلعة وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ من الظَّاهِرِيَّة وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي الحجوبية الْكُبْرَى بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ كَانَ مِمَّن انْضَمَّ إِلَى شيخ فولاه نِيَابَة حلب فِي شَوَّال سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ فِيمَن حاصر مَعَه نوروز إِلَى أَن قتل نوروز وَرجع إِلَى ولَايَته بحلب وَكَانَ شكلا حسنا عَاقِلا شجاعا عَارِفًا بالأمور قَلِيل الشَّرّ، ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى على الْمُؤَيد هُوَ وقانباي نَائِب الشَّام ونائب طرابلس ونائب حماة وَآل أَمرهم إِلَى أَن انْهَزمُوا وأسروا وَقتل اينال بقلعة حلب فِي شعْبَان، قَالَ وَرَأَيْت الحلبيين يثنون عَلَيْهِ كثيرا وَلما حاصر على الْمُؤَيد لم يحصل لأحد من أهل بَلَده مِنْهُ شَرّ بل طلب أَخذ القلعة فعصى عَلَيْهِ نائبها فحاصره أَيَّامًا ثمَّ تَركه وَتوجه إِلَى الشَّام.
1080 - اينال العلائي الظَّاهِرِيّ ثمَّ الناصري الْأَشْرَف سيف الدّين أَبُو النَّصْر وَيُقَال لَهُ الأجرود وَهُوَ
وَالِد أَحْمد الْمَاضِي / اشْتَرَاهُ الظَّاهِر برقوق هُوَ وَأَخُوهُ طوخ وَهُوَ أكبرهما من جالبهما عَلَاء الدّين فَأعتق طوخا وانتقل هَذَا بعده لوَلَده النَّاصِر فَرح فَأعْتقهُ وَصَارَ خاصكيا إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام المظفر وَصَارَ من رُؤُوس النوب ثمَّ من الطبلخاناة ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ ولاه الْأَشْرَف ينابه غَزَّة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسافر مَعَه إِلَى آمد ثمَّ لما ولي الرها ولاه نيابتها مَعَ تمنع زَائِد وأمده فِيهَا بِالسِّلَاحِ وَالْمَال والعليق وَغير ذَلِك لخرابها حِينَئِذٍ وَجعل عِنْده مِائَتي مَمْلُوك لحفظها ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بتقدمة بِمصْر زِيَادَة على مَا بِيَدِهِ ثمَّ عَزله عَن الرها بعد نَحْو ثَلَاث سِنِين وَأقَام مقدما مُدَّة ثمَّ نَقله لنيابة صفد إِلَى أَن استقدمه الظَّاهِر وَقدمه ثمَّ عمله دواداره بعد تغري بردي المؤذي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين، وسافر لغزو الفرنج مقدما غير مرّة بل كَانَ من جملَة الْأُمَرَاء فِي غَزْوَة قبرس الْكُبْرَى ثمَّ عمله أتابكا بعد يشبك السودوني إِلَى أَن اسْتَقر فِي المملكة بعد خلع وَلَده الْمَنْصُور فِي ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَظهر بولايته مصداق مَا حَكَاهُ أَبُو الْفضل المغربي أَنه كَانَ عِنْد الشّرف يحيى بن الْعَطَّار وَهُوَ فِي غَمَرَات الْمَوْت فَسَمعهُ يَقُول اينال الأجرود بَقِي لرياسته خمس درج وَذَلِكَ نظرا إِلَى جبر الْكسر فِي سنة وَفَاة الْقَاتِل فَإِنَّهَا كَانَت فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخمسين وَولَايَة صَاحب التَّرْجَمَة وَكَون المُرَاد بالدرج السّنة. وَجَرت فِي أَيَّامه حوادث بيّنت الْكثير مِنْهَا فِي التبر المسبوك، وَاسْتمرّ سُلْطَانا إِلَى أَن اسْتَقر وَلَده الشهابي أَحْمد بعد خلعه نَفسه وَمَوته بعد ذَلِك بِيَوْم بَين الظّهْر وَالْعصر منتصف جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ(2/328)
وَقد قَارب الثَّمَانِينَ بعد مَرضه نَحْو نصف شهر وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب الْقلَّة من القلعة ثمَّ دفن بالقبة من مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء فَكَانَت مُدَّة مَمْلَكَته ثَمَان سِنِين وشهرين وَسِتَّة أَيَّام وَكَانَ عَاقِلا سيوسا بِذِي اللِّسَان كثير الِاحْتِمَال صبورا بَعيدا عَن إثارة الْفِتَن والشرور شجاعا مقداما عَارِفًا بالحروب والوقائع بأنواع الملاعب من الفروسية متحريا فِي سفك الدِّمَاء وَالْحَبْس يحْسب كثيرا من العواقب الدُّنْيَوِيَّة حَتَّى أَنه قَالَ لمن لامه على إبْقَاء شخص كَانَ يعلم مِنْهُ ذمَّة عقل الْأَمر غير عقل السلطنة وَقَالَ عَن البقاعي مَا أسلفته فِيهِ مَعَ لين رُبمَا يُؤَدِّي إِلَى خراب الإقليم وَقلة الْمُرُوءَة بل أدّى إِلَى تجرئ مماليكه عَلَيْهِ بِالرَّجمِ وَغَيره وعَلى سَائِر الرعايا بِجَمِيعِ أَنْوَاع الْفسق والكبائر بِحَيْثُ غطى ذَلِك جَمِيع مَا لَعَلَّه يذكر فِي حَسَنَاته خُصُوصا وميله إِلَيْهِم أَكثر واعتذاره عَنْهُم أشهر هَذَا مَعَ مزِيد شحه ومحبته لِلْمَالِ من أَي وَجه كَانَ وَلذَا تزايدت الرِّشْوَة فِي أَيَّامه وَبِذَلِك الْأَمْوَال فِيمَا لم تجر الْعَادة بالبذل)
فِيهِ وانقاد فِي أُمُوره كلهَا لزوجته فتزايد الْبلَاء وَعم الضَّرَر سِيمَا للفقهاء وَأهل الْعلم بِالنِّسْبَةِ للجوالي والوظائف مِمَّا فِي شَرحه طول غير رَاغِب فِي بر وَلَا قربَة بل هُوَ عديم الصَّدَقَة عري عَن الانقياد إِلَى الْخَيْر تَامّ البلادة وَمَا أَظن السَّبَب فِي قصر مدَّته وَإِلَّا فَهُوَ نقيضه بِكُل وَجه وَأَنْشَأَ الْمدرسَة الَّتِي دفن فِيهَا والتربة الْمُقَابلَة لَهَا وهما فِي غَايَة الْحسن ووسع الشَّارِع الَّذِي بَين القصرين عِنْد بناية الحمامين وَالرّبع والقيسارية وَغير ذَلِك وَبِالْجُمْلَةِ فَفِيهِ محَاسِن مَعْدُودَة روى لَهُ بعد مَوته مَنَام نسْأَل الله الْعَفو.
1081 - اينال الغرسي خَلِيل بن شاهين. / كَانَ خازندار سَيّده لأمانته وَصدق لهجته ثمَّ عمله دواداره لما نَاب بملطية، وَكَانَ عَاقِلا خيرا يقْرَأ الْقُرْآن بل قَرَأَ فِي بعض الرسائل الْفِقْهِيَّة مَعَ سياسة وسمت وأدب وَذَا قربه أستاذه وأثرى وزوجه أم ولديه. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي الطَّاعُون أَوَاخِر ذِي الْحجَّة ظنا سنة سبع وَأَرْبَعين وَقد زَاد على الثَّلَاثِينَ وَخلف مَالا وأثاثا كثيرا، تَرْجمهُ ابْن سَيّده.
اينال الْفَقِيه الظَّاهِرِيّ جقمق، / هُوَ اينال باي الْمَاضِي.
1082 - اينال اكركي / أحد الخاصكية بل هُوَ كَبِير أغوات السُّلْطَان وَلذَا نزل بعد صَلَاة الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين للصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المومني.
اينال المنقار، هُوَ الجلالي، / مضى قَرِيبا.
1083 - اينال النوروزي أَمِير سلَاح، / مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسع وَعشْرين(2/329)
بِالْقَاهِرَةِ وَدفن خَارج بَاب القرافة وَخلف شَيْئا كثيرا وَترك زَوجته وَهِي ابْنة تغري بردي الَّذِي كَانَ نَائِب الشَّام حُبْلَى فَوضعت بعده ذكرا.
1084 - اينال اليحياوي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالأشقر، / تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم وَعمل الْولَايَة وَأخرج لنيابة ملطية وَلَا زَالَ يتنقل حَتَّى عمل نِيَابَة طرابلس ثمَّ حلب ثمَّ فِي الْأَيَّام الأشرفية قايتباي عمل رَأس نوبَة النوب وقاسى النَّاس مِنْهُ فِي أَحْكَامه شدَّة وتجرد لسوار مُدَّة بعد أُخْرَى وَعمل أَمِير سلَاح وَجَرت لَهُ كائنة يُقَابل عَلَيْهَا شرحتها فِي محلهَا من الْحَوَادِث، وَاسْتمرّ بعْدهَا فِي جمود إِلَى أَن سَافر إِلَى الشرقية من أجل الْعَرَب فَأَقَامَ أشهرا ثمَّ ضعف فجيء بِهِ فِي محفة فبمجرد أَن وصل وَذَلِكَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس رَمَضَان سنة تسع وَسبعين مَاتَ غير مأسوف عَلَيْهِ فقد كنت أشهد فِي وَجهه المقت وَكَانَ من سيآت الدَّهْر رحم الله الْمُسلمين.
1085 - اينال اليشبكي يشبك الْحكمِي / وَيُقَال لَهُ حَاج اينال وَنسبه بَعضهم مؤيديا خدم عِنْد بعض الْأُمَرَاء
قَلِيلا لما أمسك أستاذه الْمَذْكُور ثمَّ صَار من أُمَرَاء دمشق ثمَّ قدم بهَا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ نقل لنيابة الكرك ثمَّ لحماة ثمَّ لطرابلس ثمَّ لحلب بعد جَانب فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ كل ذَلِك بالبذل إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع عشري شعْبَان وَدفن من الْغَد وَقد قَارب السِّتين، وَكَانَ مُسْرِفًا على نَفسه بل ساءت سيرته بِأخرَة وأبغضه الحلبيون ورجموه غير مرّة لِكَثْرَة متاجره وشرهه فِي جمع المَال مَعَ سُكُون وعقل ورياسة وحشمة وتواضع.
1086 - اينال اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي، / صَار بعد أستاذه فِي أَيَّام الْأَشْرَف خاصكيا وَرَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ امتحن بِسَبَب تربة أستاذه وَأمره الظَّاهِر عشرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين.
1087 - اينال مُعْتَقد لكثيرين تسلك بِهِ خجا بردي الْآتِي / وَكَانَ حنفيا جركسيا من مماليك نوروز نَائِب الشَّام فتجرد فِي أَيَّامه وجال فِي الرّوم وَغَيرهَا بعد اشْتِغَاله بالجامع الْأَزْهَر، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة جقمق وَنزل بزاوية قريبَة من مضَارب الْخيام بالرملة وانتمى إِلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ يقْصد بالمبرات وَفِي الشفاعات وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ عَن سنّ بالطاعون سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بزاوية تِلْمِيذه الْمشَار إِلَيْهِ عِنْد مضَارب الْخيام من الرملة.
1088 - أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم الجبرتي شيخ رِبَاط ربيع بِمَكَّة، / كَانَ ذَا حَظّ جيد من الْعِبَادَة وَالْخَيْر وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد، وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا للاسترزاق وقررت(2/330)
لَهُ صرر بأوقاف الْحَرَمَيْنِ وَاسْتقر فِي مشيخة رِبَاط ربيع سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة وَقد جَازَ السِّتين ظنا وَكَانَت إِقَامَته بِمَكَّة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة فِيمَن سمع من شَيخنَا أَيُّوب اليمني وَأَظنهُ هَذَا.
1089 - أَيُّوب بن حسن بن مُحَمَّد نجم الدّين بن الْبَدْر بن نَاصِر الدّين بن بِشَارَة / مقدم العشير بِبِلَاد صيدا. أَقَامَ فِيهَا مُدَّة ارْبَعْ سِنِين فَفعل كل قَبِيح وَآل أمره إِلَى أَن وسط فِي أَوَاخِر سنة ثَلَاث وَخمسين.
1090 - أَيُّوب بن سعيد أَو سعد بن علوي نجم الدّين الحسباني الباعوني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي، / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على ابْن جميلَة وطبقته وَأخذ عَن لعماد الحسباني ودونه ثمَّ فتر عَن الطّلب وَاعْتذر بِأَنَّهُ لم يحصل لَهُ فِيهِ نِيَّة خَالِصَة وَسمع من سِتّ الْعَرَب حفيدة الْفَخر الأول وَالثَّانِي من أمالي القَاضِي أبي بكر الْأنْصَارِيّ أنابهما جدي حضورا أَنا ابْن
طبرزد وَكَانَ ذَا أوراد من تِلَاوَة وقيامة وقناعة واقتصاد فِي الْحَال وفراغ من الرياسة مَعَ سَلامَة الْبَاطِن، روى لنا عَنهُ الأبي لقِيه مَعَ ابْن مُوسَى، وَمَات فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة، ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار فِي أنبائه.
1091 - أَيُّوب بن سُلَيْمَان المغراوي الْمُؤَدب. / شيخ صَالح جاور بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ فِي ألفية ابْن مَالك على القَاضِي نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الزرندي بعد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة.
1092 - أَيُّوب بن عبد السَّلَام بن أَيُّوب بن مخلوف الشبشيري من أَعمال الْمحلة الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وَيعرف بالشيخ أَيُّوب / قدم الْقَاهِرَة واشتغل يَسِيرا وتنزل فِي الْجِهَات ثمَّ مرض شَدِيدا وَأقَام بالبيمارستان مُدَّة فاشرف على الشِّفَاء وَكَانَ على خلاف الْقيَاس ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة حِين توجه إِلَى الْعَافِيَة فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ فقطنها على خير واستقامة وكتبت مَعَه إِلَى القَاضِي فَأكْرمه وشمله بلحظه فِي جِهَات تيسرت لَهُ كمشيخة سبع حانربك ورباط ابْن مزهر والتصوف بالأشرفية وَدخل فِي بعض الْوَصَايَا فتعب وأتعب وَحضر دروسه ودروس وَلَده وَرُبمَا أَقرَأ، وَقدم الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَتِسْعين لشَيْء من ذَلِك فَقضى أربه وَحضر عِنْد القَاضِي وَغَيره ثمَّ عَاد فِي موسم سنة خمس ثمَّ سَافر فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا، وَهُوَ مِمَّن اجْتمع بِي هُنَاكَ وَأخذ عني فِي الِاصْطِلَاح وَغَيره وَصليت التَّرَاوِيح خَلفه وَظَاهره لَا بَأْس بِهِ ولكثيرين من أهل مَكَّة فِيهِ كَلَام.
1093 - أَيُّوب بن عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَادِل سُلَيْمَان الأيوبي أَخُو الصَّالح زين(2/331)
الدّين آخر مُلُوك الْحصن من بني أَيُّوب. / كَانَ هُوَ الْقَائِم بتدبير المملكة لِأَخِيهِ إِلَى أَن قَتلهمَا مَعَ أَخ لَهما ثَالِث اسْمه عبد الرَّحْمَن حسن باك بن عَليّ بن قرا بلوك صَاحب ديار بكر وَملك الْحصن بمخامرة بعض امراء الصَّالح عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ كَمَا سَيَأْتِي فِي خلف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.
1094 - أَيُّوب الْيَمَانِيّ، / مِمَّن سمع من لفظ شَيخنَا فِي البُخَارِيّ وَلَعَلَّه ابْن إِبْرَاهِيم الجبرتي. الْمَاضِي.
آخر حرف الْهمزَة واخترت أَن يكون انْتِهَاء المجلد الأول.
وَكَانَ فَرَاغه يَوْم الْأَرْبَعَاء تَاسِع عشر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة على يَد العَبْد الْفَقِير عبد العال الخيضري الْحَنَفِيّ.
انْتهى الْجُزْء الثَّانِي. ويليه الْجُزْء الثَّالِث أَوله حرف الْبَاء الْمُوَحدَة.)
(المجلد الثَّانِي)
(الْجُزْء الثَّالِث)(2/332)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(حرف الْبَاء الْمُوَحدَة)
بَابي سنقر بن شاه رخ بن تيمور لنك صَاحب مملكة كرمان وأخو مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَقيل من الَّتِي قبلهَا، وَكَانَ ولي عهد أَبِيه وَفِيه شجاعة مَوْصُوفَة وجرأة عَظِيمَة. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار عَن هَذَا.
باشاه الْحَاجِب بالديار المصرية، / مَاتَ وَهُوَ بطال فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ.
باكير هُوَ أَبُو بكر بن إِسْحَاق بن خلد. /
باك نَائِب قلعة حلب، / مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة احدى وَأَرْبَعين.
بايزيد فِي أبي يزِيد من الكنى. /
بتخاس بمثناة ثمَّ مُعْجمَة السودوني. / أرخ ابْن دقماق مَوته فِي سنة أَربع.
بتخاص العثماني الظَّاهِرِيّ. برقوق. / دَامَ جنديا نَحْو خمسين سنة ثمَّ أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ صَار حاجبا ثَانِيًا إِلَى أَن أخرج الظَّاهِر خشقدم أقطاعه ووظيفته وأنعم عَلَيْهِ بأقطاع حَلقَة تقوم بأوده وَاسْتمرّ بطالا حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الاول سنة أَربع وَسبعين، وَقد ناهز الْمِائَة.
بجاس بِضَم أَوله وَتَخْفِيف الْجِيم وَآخره مُهْملَة سيف الدّين العثماني النوروزي النَّحْوِيّ / من كبار الجراكسة فِي بِلَاده، وَأَصله من مماليك يلبغا الخاصكي. قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ كَبِير فَاشْتَرَاهُ الظَّاهِر برقوق وترقى عِنْده إِلَى أَن أمره وَصَارَ أحد المقدمين وَكَانَ خيرا قَلِيل الشَّرّ مَاتَ فِي عَاشر رَجَب سنة ثَلَاث بطالا فانه كَانَ استعفى فأعفاه الظَّاهِر وَأَعْطَاهُ أقطاعا تكفيه مَعَ مَا كَانَ لَهُ من الثروة وَالْمَال والاملاك، واليه ينْسب جمال الدّين الاستادار وَتزَوج ابْنَته سارة. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه بِاخْتِصَار عَن هَذَا.
بختك الناصري أحد أُمَرَاء العشرات وصهر يشبك الْفَقِيه، مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون، وَكَانَ متوسط السِّيرَة.
بداق بن جهانشاه بن قرا يُوسُف، نَاب عَن أَبِيه فِي شيراز ثمَّ خَالف عَلَيْهِ فقصده أَبوهُ ففر لبغداد فتملكها وحاصره أَبوهُ دون السنتين حَتَّى ملكهَا(3/2)
وَقَتله مَعَ خلق كثيرين جدا وغلت)
الاسعار بِسَبَب الْحصار حَتَّى حكى لي بعض من كَانَ فِي الْعَسْكَر أَن رَأس الْغنم بيع بِمَا يوازي مائَة دِينَار مصرية والرطل الْبَغْدَادِيّ من الثوم بِنَحْوِ خَمْسَة عشر دِينَارا قَالَ وأكلت لُحُوم البغال والحمر الاهلية وَنَحْوهَا وَكَانَ شجاعا كَرِيمًا ظهر لَهُ كنز كَبِير قيل انه اثْنَا عشر خابية ففرقه على الْعَسْكَر وَلم ينظر إِلَيْهِ بل قَالَ إِن أَصْحَابه لم ينتفعوا بِهِ فَنحْن أولى، هَذَا مَعَ شيعيته وَفَسَاد عقيدته وتجاهره بِالْمَعَاصِي بِحَيْثُ يَأْكُل فِي رَمَضَان نَهَارا على السماط مَعَ كثيرين.
(من اسْمه بدر)
بدر بن عَليّ القويسني القاهري الشَّافِعِي، / كَانَ عَالما صَالحا درس وَأفْتى وَأخذ عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن لَقِينَاهُمْ، وَأَجَازَ النُّور البلبيسي وَكتب فِي عرض سنة سِتّ وَمَا رَأَيْت من تَرْجمهُ. وَكَأن بَدْرًا لقبه واسْمه.
بدر الْقبَّة واسْمه بدر أَبُو النُّور الحبشي فَتى ابْن عزم. / اعتنى بِهِ سَيّده وأسمعه الْكثير واستجاز لَهُ ثمَّ مَاتَ فِي سنة ارْبَعْ وَسبعين، وَكَانَ حاذقا.
بدر الحبشي مولى سَابق الدّين مِثْقَال الطواشي. / كَانَ بوابا لمدرسته بِالْقصرِ وَفِيه خير وديانة، مَاتَ بعد سنة ثَمَانمِائَة ذكره المقريزي فِي عقوده وانه اخبره انه من ولد بعض اجناد الحطي متملك الْحَبَشَة وانهم كَانُوا إِذا توقف نزُول الْمَطَر ببلادهم من وقته احضر الحطي طَائِفَة معروفين بَينهم فيأمرهم ان ينزلُوا الْمَطَر فان امْتَنعُوا عاقبهم إِلَى ان يَقع الْمَطَر وَعِنْدهم ان هَذِه الطَّائِفَة تسحر الْمَطَر حَتَّى لَا ينزل وانه شَاهد هُنَاكَ حَيَّة تنتصب بِأَعْلَى الْجَبَل وتمتد محنية فَتَصِير على قدر قَوس قزَح وانه شَاهد شَجَرَة يستظل بهَا مِائَتَا فَارس وَقَالَ انه ثِقَة صَدُوق شَدِيد فِي الله يوثق بقوله وامانته صحبناه سِنِين.
بدر الحبشي مولى أبي جمال الدّين المغربي. / رباه سَيّده وَعلمه الْقُرْآن والخطوط المتنوعة مَعَ فصاحة ثمَّ صَار لِابْنِ عليبة ثمَّ للسُّلْطَان واغتبط بِهِ وعول عَلَيْهِ فِي أَشْيَاء، وَصَارَ يكثر السّفر لمَكَّة واسكندرية فِي التِّجَارَة مَعَ عقل وتؤدة.
بدر الكمالي بن ظهيرة. / ذبح بجدة سنة احدى وَتِسْعين.
بدر الشهير بالحسام. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ بِمَكَّة.
الْبَدْر بن الشجاع عمر الْكِنْدِيّ ثمَّ الْمَالِكِي من بني مَالك بطن من كِنْدَة الظفاري ملك ظفار / ووالد احْمَد الْمَاضِي. غلب ابوه على مملكة ظفار فِي حُدُود السِّتين وَسَبْعمائة، وَكَانَ وَزِير صَاحبهَا المغيث بن الواثق من ذُرِّيَّة عَليّ بن رَسُول فَوَثَبَ عَلَيْهِ فَقتله وتملك ظفار ثمَّ مَاتَ عَن قرب فاستقر وَلَده صَاحب التَّرْجَمَة فطالت(3/3)
مدَّته، وَغلب على أعدائه ومهد بِلَاده وَعدل فِيهَا واشتهر، وَكَانَ جوادا مهابا. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.
بدلاي الْمُسَمّى شهَاب الدّين احْمَد بن سعد الدّين أبي البركات بن احْمَد ابْن عَليّ الجبرتي / سُلْطَان الْمُسلمين بِالْحَبَشَةِ وَمن كَانَ ينكى هُوَ وَأَخ لَهُ اسْمه صير الدّين فِي كفار الْحَبَشَة حَسْبَمَا حكى الْعَيْنِيّ بعضه فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة من تَارِيخه. قتل فِي المعركة سنة سبع وَأَرْبَعين، وَكَانَ ابْتِدَاء ملكه فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد موت أَخِيه جمال الدّين مُحَمَّد الْآتِي
بدير وَيُسمى أَحْمد بن سكر شهَاب الدّين الحسني نِسْبَة لحسن بن عجلَان / لكَون وَالِده عتيقه كَانَ زعيم الأقطار الحجازية وعميدها ووزيرها. ولد فِي سنة سبع أَو تسع وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسِتِّينَ، وَرَأَيْت من أرخه فِي الَّتِي بعْدهَا بوادي الْآبَار من عمل مَكَّة، وَحمل إِلَى مَكَّة فَغسل بِالْبَيْتِ الَّذِي أنشأه صَاحب مَكَّة، وَصلى عَلَيْهِ عقب الصُّبْح وَدفن بالمعلاة على وَالِده وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَمَشى الشريف فَمن دونه مَعهَا إِلَى مَحل دَفنه: وَلم يخلف من أَبنَاء جنسه مثله رياسة وحشمة ووجاهة وسناء وتواضعا وَهُوَ الْقَائِم بأعباء ولَايَة السَّيِّد الْجمال مُحَمَّد بن بَرَكَات بعد موت أَبِيه ثمَّ مَشى الواشي بَينهمَا فِي أَوَاخِر سنة أَربع وَسِتِّينَ فَنزع عَن طَاعَته إِلَى مَوضِع يُقَال لَهُ اليربوع فَتَبِعَهُ بعسكره فَلم يُقَابله وَأرْسل يطْلب الامان إِلَى أَن أصلح بَينهمَا عبد الْكَبِير الْحَضْرَمِيّ وَغَيره فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَحلف على الطَّاعَة وَكتب بذلك خطه عَفا الله عَنهُ. بديد فِي أَحْمد بن مِفْتَاح.
برجان قرا الناصري. / كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:
(من آل حام قمر مشرق ... تحسبه فِي سيره سَاكن)
(سَأَلته مَا الِاسْم يَا سَيِّدي ... فَقَالَ يَا مغرور بِي فاتن)
(من اسْمه بردبك)
بردبك اثْنَي عشر، يَأْتِي قَرِيبا فِي بردبك الظَّاهِرِيّ.
بردبك الاسمعيلي الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد العشرات. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَرْبَعِينَ
بردبك الأشر فِي اينال. / ملكه فِي سني قبرس سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فرباه وَأعْتقهُ وَعَمله خازنداره وزوجه ابْنَته الْكُبْرَى ثمَّ دواداره فَلَمَّا تسلطن عمله دوادارا ثَالِثا مَعَ اقطاعه امرة عشرَة ثمَّ نَقله إِلَى الدوادارية فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي امرته أنيه شاذبك بن صديق وَفِي الشادية قانصوه الطَّوِيل(3/4)
الاشرفي برسباي بعد نفي تمراز الأشرفي فارتقى فِي العظمة ونفوذ الْكَلِمَة وقصده النَّاس فِي حوائجهم فساس الامور وادخر الْأَمْوَال الْكَثِيرَة سوى مَا ينفده فِي الصَّدقَات والانعامات وَنَحْو ذَلِك وَعقد ببيته فِي الاشهر الثَّلَاثَة مَجْلِسا للْبُخَارِيّ فهرع الجل من الْفُقَهَاء والقضاة وشبههم لَهُ وَبلغ بِهِ كثير مِنْهُم لمقاصد وَكنت مِمَّن خطب للحضور فِيهِ وَزيد فِي الالحاح عَلَيْهِ فَمَا انْشَرَحَ الخاطر لذَلِك بل بنى بقناطر السبَاع جَامعا هائلا وَكَذَا بغزة ودمشق، كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة مماليكه وَزِيَادَة حشمه وَاسْتمرّ على وجاهته إِلَى أَن مَاتَ أستاذه، وَاسْتقر ابْنه وَكَانَ على عَادَته بل لما خلع صودر بِأخذ مَا يفوق الْوَصْف من الاموال ثمَّ أَمر بِلُزُوم دَاره إِلَى أَن رسم لَهُ بالتوجه لمَكَّة فَتوجه ببنيه وَعِيَاله فِي موسم سنة سِتّ وَسِتِّينَ فَأَقَامَ بهَا على طَريقَة حَسَنَة وَعمل لَهُ مَكَانا على جبل أبي قبيس ينْفَرد بِهِ أَو يتنزه إِلَى أَن سمح لَهُ بِالْعودِ إِلَى الْقَاهِرَة فسافر صُحْبَة الْحَاج فَلَمَّا قرب من خليص مَحل يُقَال لَهُ الديمة ركب بغلة وَسبق بمفرده مَعَ السقائين فَخرج عَلَيْهِ جمَاعَة من العربان فسلبوا السقائين ثمَّ قَتَلُوهُ وهم لَا يعرفونه بِحَرْبَة وَلم يستلبوه وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ فَحمل إِلَى خليص فَغسل بهَا وكفن وَصلى عَلَيْهِ وَدفن إِلَى أَن نقل إِلَى مَكَّة فِي السّنة الَّتِي بعْدهَا وَكَانَ وُصُول جثته فِي يَوْم الاحد خَامِس رَجَب وَدفن بالمعلاة وَجعل عَلَيْهِ قبَّة رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وَقد جَازَ الْخمسين تَقْرِيبًا وَكَانَ عَاقِلا سيوسا ضخما إِلَى الطول والشقرة أقرب متواضعا ذَا أدب وحشمة ومحبة للْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ ومزيد إِحْسَان وبر لَهُم حَتَّى انه تفقد بعد زَوَال عزه وَقبل خُرُوجه إِلَى مَكَّة كثيرا من الطَّائِفَتَيْنِ بِالْمَالِ الجزيل بل وإلفاته غَالِبا لأستاذه إِلَى الْخَيْر وَالْمَعْرُوف مَعَ الْحِرْص على جمع المَال بطرق يدبرها وَمَعَ مَعْرفَته للْكَلَام الْعَرَبِيّ وسرعته لتأديته بِدُونِ توقف وَلكنه كَانَ يلثغ بعدة حُرُوف وَهُوَ الَّذِي قرب البقاعي وَخَالف غَرَض أستاذه)
فِي قصد إبعاده حَتَّى نَالَ وجاهة دنيوية وَلكنه لم يتجر مَعَه فِي جَمِيع مقاصده وَلذَا خاطبه بعد انْقِضَاء ايامه بمكروه كَبِير وَأظْهر التشفي مِنْهُ بذلك بِحَيْثُ ان الْأَمِير قَالَ لقَاضِي مَكَّة البرهاني ابْن ظهيرة انه خيلني من صُحْبَة كل فَقِيه وَنَحْو ذَلِك مِمَّا حَكَاهُ البرهاني، هَذَا مَعَ كَونه فِي أَيَّام عطلته مَشى من بَيته إِلَى الْمَسْجِد الَّذِي فِيهِ البقاعي حَتَّى خلصه من نقيبين اشتكاه بهما بعض الاتراك من جِيرَانه وَوزن لَهما الغرامة من عِنْده بل لما قدم أَوْلَاده الْقَاهِرَة بعد قَتله لم يجِئ للسلام عَلَيْهِم وَلَا عزاهم مَعَ قرب بَيتهمْ مِنْهُ جدا ثمَّ جَاءَهُم بعد مُدَّة وخيلهم من أَمر يحصل بِزَعْمِهِ التَّخَلُّص مِنْهُ بِدفع(3/5)
قدر كَبِير لبَعض أَتبَاع الظَّاهِر خشقدم قَاصِدا بذلك جر النَّفْع لَهُ ليحظى بِهِ عِنْده وَأبْدى ذَلِك فِي قالب النصح حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ أكبرهم.
بردبك الاشرفي إينال. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
بردبك الاشرفي قايتباي / مَاتَ فِي سنة سبع وَتِسْعين. بردبك البجمقدار يَأْتِي قَرِيبا.
بردبك التاجي الأشرفي برسباي الأبرص /. تنقلت بِهِ الاحوال حَتَّى ولي امرة عشرَة عَن أركماس الجاموس اليشبكي ثمَّ عين بعد لكشف التُّرَاب بالبهنساوية فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ استعفى مِنْهُمَا جَمِيعًا وَآل أمره إِلَى أَن عَاد لامرة عشرَة، وَقد ولي بِمَكَّة فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق نظر الْحرم وشاد الْعِمَارَة ثمَّ انْفَصل وَعَاد بعد أَن فسخت عَلَيْهِ زَوجته سعادات ابْنة السرباي وَجَرت قلاقل وحوادث وَلَا زَالَ فِي تقهقر وقهر حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الاول سنة خمس وَثَمَانِينَ.
بردبك الجمالي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بالبجمقدار / ترقى حَتَّى صَار فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم مقدما ثمَّ حاجبا كَبِيرا وسافر أَمِير الْحَاج ثمَّ بَاشر المجردين إِلَى جَزِيرَة قبرس حَتَّى سخط عَلَيْهِ لعوده بِدُونِ إِذن فَصَرفهُ عَن الحجوبية وأنفده لنيابة حلب ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة الشَّام بعد برسباي البجاسي ثمَّ كَانَ فِيمَن خرج لدفع سوار فنسب لمواطأته مَعَه حَتَّى خذل عَسْكَر السُّلْطَان، وتخلف هُوَ عِنْده وَجَاء الْخَبَر بذلك فِي أَيَّام الظَّاهِر بلباي فَصَرفهُ عَن النِّيَابَة بخشداشه رَأس نوبَة النوب أزبك عقب مَجِيئه من تجريدة الْعقبَة، وَلم يلبث أَن فَارق بردبك سوارا وسافر قَاصِدا الديار المصرية فَأرْسل إِلَيْهِ بلباي من رَجَعَ بِهِ إِلَى الْقُدس بطالا فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الاشرف قايتباي بِرُجُوعِهِ إِلَى الشَّام على نيابتها، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ مسموما فِيمَا قيل اما فِي صفر أَو الَّذِي قبله سنة خمس وَسبعين، وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة برقوق الظَّاهِرِيّ.)
بردبك الخليلي ويلقب قصقا / وَهُوَ بالتركي الْقصير. نَاب بصفد، وَمَات فِي منتصف رَجَب سنة احدى وَعشْرين، وَلم يكن مشكورا. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.
بردبك السيفي / أحد مقدمي الألوف بِمصْر. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بالطاعون كهلا وَهُوَ وَالِد فَرح.
27 - بردبك طرخان الظَّاهِرِيّ جقمق / أحد العشرات مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى أَو أَوَائِل الَّذِي يَلِيهِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
28 - بردبك الظَّاهِرِيّ / أحد مماليك السُّلْطَان وخاصكيته وَيعرف بِاثْنَيْ عشر. مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين.(3/6)
29 - بردبك العجمي الجكمي / جكم من عوض. تنقل فِي الولايات ثمَّ عمل فِي الايام الاشرفية الحجوبية بحلب ثمَّ فِي أول أَيَّام الظَّاهِر النِّيَابَة بحماة، وَأقَام بهَا إِلَى أَن تنافر مَعَ أَهلهَا وَقتل مِنْهُم جمَاعَة بل وَخرج عَن الطَّاعَة وَآل أمره إِلَى أَن أمسك ثمَّ سجن باسكندرية ثمَّ نقل إِلَى دمياط ثمَّ صَار فِي سنة ثَلَاث وَخمسين أحد المقدمين بِدِمَشْق وَتوجه وَهُوَ كَذَلِك أَمِير الْحَاج الشَّامي فحج ثمَّ عَاد فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي أَوَائِل رَجَب سنة خمس وَخمسين. بردبك قصفا.
مضى قَرِيبا.
30 - بردبك المحمدي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بهجين / عمله استاذه بجمقدارا ثمَّ صَار من بعده اميراخور ثَالِث ثمَّ ثَانِي ثمَّ قدمه الظَّاهِر خشقدم ثمَّ عمل خازندارا بعد شغورها سِنِين ثمَّ حَاجِب الْحجاب ثمَّ نَقله الظَّاهِر تمربغا إِلَى الأخورية الْكُبْرَى ثمَّ الاشرف قايتباي لامرة سلَاح، وسافر فِي التجريدة لقِتَال سوار فَقتل فِي الْوَقْعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلم تُوجد رمته وَقد قَارب الْخمسين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.
31 - بردبك المحمدي الطَّوِيل ابْن عَم الاشرف برسباي. / تَأمر عشرَة وَعمل شاد أوقاف الاشرفية فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر فِي امرته ابْنه شاذبك من صديق وَفِي الشادية قانصوه الطَّوِيل الاشرفي برسباي. بردبك هجين. مضى قَرِيبا.
(من اسْمه برسباي)
32 - برسباي بن حَمْزَة الناصري / فَرح. انْتَمَى بعد أستاذه لنوروز الحافظي وَصَارَ من أُمَرَاء دمشق فَلَمَّا خرج نوروز عَن طَاعَة الْمُؤَيد كَانَ مَعَه فَقبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد بعد الْقَبْض على مخدومه وحبسه ثمَّ أطلقهُ فِي أَوَاخِر أَيَّامه وَبَقِي فِي تِلْكَ الْبِلَاد إِلَى أَن ولاه الاشرف حجوبية الْحجاب بِدِمَشْق فَأَقَامَ فِيهَا مُدَّة وأثرى وضخم ثمَّ نَقله السُّلْطَان إِلَى نِيَابَة طرابلس بعد قانباي الحمزاوي حِين اسْتَقر فِي حلب ثمَّ إِلَى حلب بعد موت قانباي البهلوان وَلم يلبث أَن مرض فاستعفى وَخرج متوعكا فَمَاتَ فِي أثْنَاء طَرِيق الشَّام فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة احدى وَخمسين. وَكَانَ دينا خيرا عفيفا.
33 - برسباي الاشرفي اينال ثمَّ الظَّاهِرِيّ /. ملكه وصيره خاصكيا دوادارا فضخم حَتَّى كَانَ من القائمين بقتل الدوادار جَانِبك وَلزِمَ من ذَلِك أَنه تجرأ على أستاذه وَاتفقَ هُوَ والاجلاب على قَتله وَوصل لَهُ علم ذَلِك فبادر برسباي إِلَى الاختفاء ثمَّ أمسك وجئ بِهِ إِلَيْهِ فَعَاتَبَهُ ثمَّ ضربه أَزِيد من ألف عَصا ثمَّ وَسطه فِي الحوش فِي تَاسِع صفر سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وشق على كثيرين الْجمع بَين الضَّرْب المهلك ثمَّ التوسيط.
34 - برسباي البجاسي. أَصله من مماليك تنبك البجاسي / نَائِب الشَّام الْخَارِج على الاشرف برسباي بِدِمَشْق فِي سنة سبع وَعشْرين وَقتل بهَا وخدم بعده بِالْقَاهِرَةِ(3/7)
عِنْد جَانِبك الاشرفي الدوادار الثَّانِي ثمَّ اتَّصل بعد مَوته بأستاذه الْأَشْرَف وَصَارَ فِي آخر أَيَّامه خاصكيا ثمَّ فِي آخر أَيَّام الظَّاهِر ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ صَار من رُؤُوس النوب ثمَّ نَائِب اسكندرية ثمَّ تقدم فِي أَيَّام الاشرف اينال بسفارة نَاظر الْخَاص الجمالي مَعَ خدمَة كَثِيرَة ثمَّ تزوج ابْنه بردبك سبطة السُّلْطَان فراج أمره وَولي الحجوبية الْكُبْرَى بعد جَانِبك القرماني ثمَّ الاخورية الْكُبْرَى بعد يُونُس العلائي وَلم يرع مَعَ ذَلِك كُله حَقه فِي وَلَده الْمُؤَيد بل مَال إِلَى الاتابك فَلَمَّا اسْتَقر فِي المملكة لم يحظ عِنْده بل كَانَ ذَلِك سَببا لتأخيره وَلكنه بسفارة قانم التَّاجِر ولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ نِيَابَة الشَّام بعد تنم ببذل فَلم يشْكر لعدم حرمته وَطول مَرضه مَعَ طمعه وبخله وَإِن كَانَ سَاكِنا عَاقِلا يظْهر الْعِبَادَة والعفة مَاتَ بهَا فِي صفر سنة احدى وَسبعين وَقد زَاد على السِّتين وَدفن بزاوية القلندرية من مَقْبرَة الْبَاب الصَّغِير ومستراح مِنْهُ.
35 - برسباي البواب زوج سَرِيَّة الظَّاهِر خشقدم أم وَلَده الْمَنْصُور /. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث)
وَتِسْعين بأذنة. برسباي بلاشه.
36 - برسباي التنمي / خشداش السُّلْطَان والمقرب عِنْده وَأَظنهُ الْمَعْرُوف بلاشه مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين. برسباي الخازندار. يَأْتِي قَرِيبا فِي المحمودي.
37 - برسباي الخازندار الاشرفي. / مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.
38 - برسباي الدقماقي الظَّاهِرِيّ برقوق / الاشرف أَبُو النَّصْر ودقماق الْمَنْسُوب إِلَيْهِ هُوَ نَائِب حماة من عُتَقَاء الظَّاهِر برقوق ابتاعه وَأرْسل بِهِ فِي جملَة تقدمة لأستاذه فأنزله فِي جملَة مماليك الطباق ثمَّ أخرج لَهُ قبل مَوته خيلا وأنزله من الطباق وَقد أعْتقهُ وَاسْتمرّ فِي خدمته ثمَّ خدمَة ابْنه النَّاصِر ثمَّ صَار من أَتبَاع نوروز وَمن قبله كَانَ مَعَ جكم ثمَّ صَار مَعَ شيخ بعد قتل النَّاصِر وَحضر مَعَه إِلَى مصر فولاه نِيَابَة طرابلس ثمَّ غضب مِنْهُ فاعتقله نَائِب دمشق فَلَمَّا دخل ططر الشَّام بعد الْمُؤَيد استصحبه إِلَى الْقَاهِرَة وَقَررهُ دوادارا كَبِيرا فَلَمَّا اسْتَقر ابْنه الصَّالح مُحَمَّد كَانَ نَائِبا عَنهُ فِي التَّكَلُّم مُدَّة أشهر إِلَى أَن اجْتمع الرَّأْي على خلعه وسلطنة صَاحب التَّرْجَمَة وَذَلِكَ فِي ثامن ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وأذعن الْأُمَرَاء والنواب لذَلِك وساس الْملك ونالته السَّعَادَة ودانت لَهُ الْبِلَاد وَأَهْلهَا وخدمته السُّعُود حَتَّى مَاتَ وَفتحت فِي أَيَّامه بِلَاد كَثِيرَة من أَيدي الباغين من غير قتال، وَكَذَا فتحت فِي أَيَّامه قبرس وَأسر ملكهَا ثمَّ فودي بِمَال جزيل حمله إِلَيْهِ وَقرر عَلَيْهِ شَيْئا يحملهُ كل سنة وَأطْلقهُ وَكَانَ الْفَتْح الْمشَار إِلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ونظم الزين بن الْخَرَّاط فِيهِ قصيدة هائلة أنشدها للسُّلْطَان وخلع عَلَيْهِ حِينَئِذٍ أَولهَا:(3/8)
(بِشِرَاك يَا ملك المليك الْأَشْرَف ... بفتوح قبرس بالحسام المشرفي)
(فتح بِشَهْر الصَّوْم تمّ فياله ... من أشرف فِي أشرف فِي أشرف)
(فتح تفتحت السَّمَوَات العلى ... من أَجله بالنصر واللطف الْخَفي)
وَخرج فِي رَجَب سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ بعساكره المصرية ثمَّ الشامية وَسَائِر نواب الممالك لطرد عُثْمَان بن قرا بلوك عَن الْبِلَاد حَتَّى وصل إِلَى آمد فنازلها وحاصرها ثمَّ رَجَعَ فَدخل الْقَاهِرَة فِي الْمحرم من الَّتِي تَلِيهَا بعد أَن حلف على بذل الطَّاعَة لَهُ كَمَا شرح مَعَ غَيره فِي محاله، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مرض فعهد لِابْنِهِ يُوسُف بالسلطنة فِي رَابِع ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ولقب بالعزيز وَأَن يكون الأتابكي جقمق نظام المملكة وَأقَام فِي توعكه أَكثر من عشْرين شهرا)
إِلَى أَن مَاتَ فِي عصر يَوْم السبت ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة مِنْهَا فَجهز بعد أَن انبرم أَمر الْبيعَة للعزيز، وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْقلَّة، تقدم الشَّافِعِي النَّاس ثمَّ دفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء قبل غرُوب الشَّمْس وَكثر ترحم الْعَامَّة عَلَيْهِ، قَالَ المقريزي وَقد أناف على السِّتين وَكَانَت أَيَّام هدوء وَسُكُون إِلَّا أَنه كَانَ لَهُ فِي الشُّح وَالْبخل والطمع مَعَ الْجُبْن والخور وَسُوء الظَّن ومقت الرّعية وَكَثْرَة التلون وَسُرْعَة التقلب فِي الْأُمُور وَقلة الثَّبَات أَخْبَار لم نسْمع بِمِثْلِهَا وَشَمل بِلَاد مصر وَالشَّام فِي أَيَّامه الخراب وَقلت الْأَمْوَال بهَا وافتقر النَّاس وَسَاءَتْ سير الْحُكَّام والولاة مَعَ بُلُوغ آماله ونيل أغراضه وقهر أعاديه وقتلهم بيد غَيره انْتهى. وَله مآثر مِنْهَا الْمدرسَة الهائلة الشهيرة وَكَذَا التربة الَّتِي بهَا الْخطْبَة والتصوف أَيْضا وَغير ذَلِك كالجامع الهائل بخانقاه سرياقوس، وَاتفقَ أَن الْعَيْنِيّ أَخذ فِي إطرائه ومدحه بِأَنَّهُ أحسن للطلبة والقراء وَالْفُقَهَاء بِمَا فاق فِيهِ على من تقدمه حَيْثُ لم يرتبوا للفقهاء كَبِير أَمر فَقَالَ لَهُ السَّبَب فِي ذَلِك أَنهم كَانُوا يوافقونهم على أغراضهم فَلم يسمحوا لَهُم بكبير أَمر وَأما فُقَهَاء زَمَاننَا فهم لأجل كَونهم فِي قبضتنا وطوع أمرنَا نسمح لَهُم بِهَذَا النزر الْيَسِير. قلت وَهَذَا كَانَ إِذْ ذَاك وَإِلَّا فَالْآن مَعَ موافقتهم لَهُم فِي إشاراتهم فضلا عَن عباراتهم لَا يعطونهم شَيْئا بل يتلفتون لما بِأَيْدِيهِم ويحسدونهم على الْيَسِير ويقدمون آحَاد الغرباء مِمَّن لَا نِسْبَة لكبيرهم لكثير مِنْهُم عَلَيْهِم ويتكلفون لاعطائهم مَا لَا يُوجد من هُوَ يُقَارب شَرط الواقفين إِلَيْهِم فانا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَلما بنى الْمدرسَة الْمشَار إِلَيْهَا وَاشْترط فِيهَا أَن من غَابَ أَكثر من مُدَّة أشهر الْحَج تخرج وظيفته عَنهُ سعى عِنْده فِي وَظِيفَة بعض المقررين بهَا لكَونه جاور عملا بِمَا شَرطه فَقَالَ أستحيي من الله أَن أعزل(3/9)
شخصا هُوَ فِي حرم الله ومجاور لبيته، ثمَّ ألحق بِشَرْطِهِ مَا يخرج ذَلِك وَنَحْوه، ومدرسته الْآن فِي سنة خمس وَتِسْعين أحسن الْأَمَاكِن صرفا فَهِيَ مصروفة شهرا بِشَهْر، وَسيرَته تحْتَمل مجلدا أَو نَحوه وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي فِي دون كراسة.
39 - برسباي الشرفي يُونُس الدوادار / أستادار الصُّحْبَة وأمير الْمحمل فِي سنة سبع وَسبعين القادم فِي أَوَائِل الَّتِي تَلِيهَا والمتوجه فِي رَابِع عشر ربيع الأول مِنْهَا رَسُولا عَن السُّلْطَان لمتملك الرّوم يشْكر صَنِيعه فِي معاونة العساكر المصرية وَمَعَهُ إِلَيْهِ هَدَايَا سنية مِنْهَا مصحف بِخَط ياقوت وخيول وجواهر مَعَ تَقْلِيد من الْخَلِيفَة لَهُ فَأَدْرَكته الْمنية وَهُوَ مُتَوَجّه فِي حلب سلخ ربيع الآخر، وَكَانَ من خِيَار أَبنَاء جنسه عَفا الله عَنهُ.)
40 - برسباي قرا الظَّاهِرِيّ جقمق / أَمِير مجْلِس. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين بأذنة وَكَانَ بِالنِّسْبَةِ لكثير مِنْهُم لَا بَأْس بِهِ يتظاهر باكرام الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ ويتأدب مَعَهم رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
41 - برسباي كجي الخاصكي القجمدار الأشرفي برسباي / مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين.
42 - برسباي المحمودي الأشرفي برسباي وَيعرف بالخازندار / اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي نَاظرا على أوقافه الْمُتَعَلّقَة بالتربة بعد جَانِبك الْأَشْقَر لاختصاصه بِهِ وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَفِيه حشمة مَعَ سوء تصرفه. مَاتَ فِي مستهل رَمَضَان سنة تسعين وَاسْتقر بعده فِي النّظر برسباي أحد مماليك السُّلْطَان وخازنداريته مَعَ التَّكَلُّم على أوقاف الْمَدِينَة.
43 - برسباي المؤيدي شيخ. / صَار خاصكيا فِي الْأَيَّام الأشرفية ثمَّ ساقيا فِي أَيَّام السُّلْطَان ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة بعد موت اينال الكمالي الناصري وَكَانَ عَاقِلا دينا. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَخمسين.
44 - برسباي نابش البرك بِمَكَّة، / مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة أَربع وَسِتِّينَ.
45 - برسبغا الجلباني. / تقدم فِي أَيَّام النَّاصِر فرج بِوَاسِطَة عبد اللَّطِيف الطواشي وَكَانَ يَخْدمه وَاسْتقر فِي الدويدارية، وَنفي فِي الدولة المؤيدية إِلَى الْقُدس وَكَانَ فصيحا عَارِفًا لَا يظنّ من جَهله إِلَّا أَنه من أَوْلَاد النَّاس. مَاتَ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ تَرْجمهُ شَيخنَا فِي أنبائه.
46 - برصيغا أحد المقدمين من الظَّاهِرِيَّة برقوق. / كَانَ من خِيَار النَّاس عقلا مِمَّن يحفظ الْقُرْآن وَيقْرَأ مَعَ قراء الجوق. قَتله الْمُؤَيد فِي سنة سبع عشرَة.
47 - برعوث بن بثير الجرشِي / من أَشْرَاف الْمَدِينَة الرفضة الحسينيين تجرأ على الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وسرق من قناديلها هُوَ وَغَيره جملَة وَآل أمره أَن شنق بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ.
48 - برقوق بن أنص الظَّاهِر أَبُو سعيد الجركسي العثماني / نِسْبَة لجالبه من(3/10)
جركس الخواجا عُثْمَان ابتاعه مِنْهُ يلبغا الْكَبِير فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة واسْمه حِينَئِذٍ الطنبغا فَسَماهُ لنتوء فِي عَيْنَيْهِ برقوقا وَكَانَ من جملَة مماليكه الْكِتَابِيَّة ثمَّ كَانَ بعد قَتله فِيمَن نفي إِلَى الكرك ثمَّ اتَّصل بمنجك نَائِب الشَّام وَحضر مَعَه إِلَى مصر فاتصل بالأشرف شعْبَان فَلَمَّا قتل ترقى إِلَى إمرة أَرْبَعِينَ وَكَانَ فِي جمَاعَة من إخْوَته فِي خدمَة أيبك البدري ثمَّ لما قَامَ طلقتمر على مخدومهم وَقبض عَلَيْهِ ركب برقوق وبركة وَمن تابعهما عَلَيْهِ وَأَقَامَا طشتمر العلائي بتدبير المملكة أتابكا)
واستمروا فِي خدمته إِلَى أَن قَامَ عَلَيْهِ مماليكه فِي أَوَاخِر سنة تسع وَسبعين فآل الْأَمر إِلَى اسْتِقْرَار برقوق وبركة فِي تَدْبِير المملكة بعد الْقَبْض عَلَيْهِ فَلم يلبث أَن اخْتلفَا وتباينت أغراضهما وَكَانَ برقوق قد سكن الاسطبل السلطاني فَأول شَيْء صنعه أَن قبض على ثَلَاثَة من أكَابِر الْأُمَرَاء مِمَّن كَانَ فِي أَتبَاع بركَة فَبَلغهُ ذَلِك فَركب على برقوق ودام الْحَرْب بَينهمَا أَيَّامًا إِلَى أَن قبض على بركَة وسجن باسكندرية وَانْفَرَدَ برقوق بِالتَّدْبِيرِ مَعَ تَدْبيره سرا الْأَمر لنَفسِهِ اسْتِقْلَالا إِلَى أَن دخل رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ فَجَلَسَ حِينَئِذٍ وَذَلِكَ فِي ثامن عشره على تخت الْملك ولقب بِالظَّاهِرِ وَبَايَعَهُ الْخَلِيفَة والقضاة والأمراء فَمن دونهم، وخلعوا الصَّالح حاجي بن الْأَشْرَف وَأدْخل بِهِ إِلَى دور أَهله بالقلعة فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك بِمدَّة خرج يلبغا الناصري وَاجْتمعَ إِلَيْهِ نواب الْبِلَاد كلهَا وانضم إِلَيْهِ منطاش وَكَانَ أَمِير ملطية وَمَعَهُ جمع كثير من التركمان فَجهز لَهُم الظَّاهِر عسكرا بعد آخر فانكسروا فَلَمَّا قرب الناصري من الْقَاهِرَة تسلل الْأُمَرَاء إِلَيْهِ إِلَى أَن لم يبْق عِنْد الظَّاهِر الا الْقَلِيل فتغيب حِينَئِذٍ واختفى فِي دَار بِقرب الْمدرسَة الشيخونية ظَاهر الْقَاهِرَة فاستولى الناصري وَمن مَعَه على المملكة وأعيد حاجي ولقب الْمَنْصُور وَاسْتقر الناصري أتابكا عِنْده وَأَرَادَ منطاش قتل برقوق فَلم يُوَافقهُ الناصري بل شيعه إِلَى الكرك فسجنه بهَا ثمَّ لم يلبث أَن ثار منطاش على الناصري فحاربه إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وسجنه باسكندرية واستقل منطاش بِالتَّدْبِيرِ وَكَانَ أهوج فَلم يَنْتَظِم لَهُ أَمر وَانْقَضَت عَلَيْهِ الاطراف فَجمع العساكر وَخرج إِلَى جِهَة الشَّام فاتفق خُرُوج الظَّاهِر من الكرك وانضم إِلَيْهِ جمع قَلِيل فَالْتَقوا فِي شقحب بمنطاش فَقدر أَنه انْكَسَرَ وَانْهَزَمَ إِلَى جِهَة الشَّام وَاسْتولى الظَّاهِر على جَمِيع الانفال وَفِيهِمْ الْخَلِيفَة والقضاة وأتباعهم فساقهم إِلَى الْقَاهِرَة وصادف خُرُوج المستخفين من مماليكه بقلعة الْجَبَل وقوتهم على نَائِب الْغَيْبَة فَدخل الظَّاهِر فاستقرت قدمه بالقلعة وَأعَاد ابْن الاشرف إِلَى مَكَانَهُ من دور أَهله كل ذَلِك فِي أَوَائِل سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ جمع العساكر(3/11)
وَتوجه إِلَى الشَّام فحصرها فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا وهرع إِلَيْهِ الامراء وتعصب الشاميون لمنطاش فَمَا أَفَادَ بل انهزم منطاش بعد أَن دَامَت الْحَرْب بَينهمَا مُدَّة وَوصل فِي تِلْكَ السّنة إِلَى حلب وَقرر أَمر الْبِلَاد ونوابها وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فِي الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين، وَاسْتقر قدمه فِي المملكة حَتَّى مَاتَ على فرَاشه فِي لَيْلَة نصف شَوَّال سنة احدى بعد أَن عهد بالسلطنة لوَلَده فرج وَله يَوْمئِذٍ تسع سِنِين لِأَنَّهُ ولد عِنْد خُرُوجه من الكرك وَلذَا سَمَّاهُ فرجا واستخلف القَاضِي)
الشَّافِعِي الْخَلِيفَة وَجَمِيع الامراء وخلع عَلَيْهِ وَيُقَال انه بلغ سِتِّينَ سنة وَكَانَت مُدَّة استقلاله بِأُمُور المملكة من غير مشارك تسع عشرَة سنة وأشهرا، وَمُدَّة سلطنته فِي الْمَرَّتَيْنِ سِتّ عشرَة سنة وَنَحْو نصف سنة، وَمن آثاره الْمدرسَة الفائقة بَين القصرين لم يتَقَدَّم بِنَاء مثلهَا فِي الْقَاهِرَة وسلك فِي تَرْتِيب من قَرَّرَهُ فِيهَا مَسْلَك شيخون فِي مدرسته قرر فِيهَا أَرْبَعَة من الْمذَاهب وَشَيخ تَفْسِير وَشَيخ اقراء وَشَيخ حَدِيث وَشَيخ ميعاد بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَغير ذَلِك وحبب الشَّرِيعَة وانتفع بِهِ المسافرون كثيرا وأماكن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَبَعض المواليد وقبة عَرَفَة وَغير ذَلِك بِهِ وبالمدينة النَّبَوِيَّة وأبطل ضَمَان المغاني بعدة بِلَاد مِنْهَا منية بني خصيب والكرك والشوبك وَكَانَ الاشرف أبْطلهُ من الديار المصرية ومكس الْقَمْح بعدة بِلَاد أَيْضا وَكَذَا أبطل مَا كَانَ يُؤْخَذ من أهل البرلس وَمَا حولهَا وَهُوَ فِي السّنة سِتُّونَ ألفا وعَلى الْقَمْح بدمياط وعَلى الفراريج بالغربية وعَلى الْملح بعنتاب وعَلى الدَّقِيق بالبيرة وعَلى الدريس والحلفا بِبَاب النَّصْر، وَكَانَ شهما شجاعا ذكيا خَبِيرا بالامور إِلَّا أَنه كَانَ طماعا جدا لَا يقدم على جمع المَال شَيْئا وَلَقَد أفسد أُمُور المملكة بِأخذ الْبَدَل على الولايات حَتَّى وَظِيفَة الْقَضَاء والامور الدِّينِيَّة وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت كَبِير اللِّحْيَة وَاسع الْعَينَيْنِ عَارِفًا بالفروسية خُصُوصا اللّعب بِالرُّمْحِ يحب الْفُقَرَاء ويتواضع لَهُم وَيتَصَدَّق كثيرا وَلَا سِيمَا إِذا مرض. وَقد تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة قَالَ وَله سيرة طَوِيلَة جمعهَا بعض أهل الْعَصْر فِي مُجَلد. قلت قد جمعهَا ابْن دقماق ثمَّ الْعَيْنِيّ، وَذكره المقريزي فِي عقوده وبيض لَهُ وَأَنه أول مُلُوك الجراكسة.
49 - برقوق الظَّاهِرِيّ جقمق. / كَانَ من خَواص السقاة ثمَّ تَأمر فِي الايام الاينالية ورقاه الظَّاهِر خشقدم وَصَارَ أحد المقدمين وجدد تربة بِبَاب القرافة وَعمل فِيهَا صوفية شيخهم ابْن السُّيُوطِيّ بسفارة الْموقع أبي الطّيب السُّيُوطِيّ وَلم يلبث أَن ولي نِيَابَة الشَّام بعد برسباي البجاسي. وَمَات وَهُوَ مَعَ الْعَسْكَر بحلب فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَاسْتقر بعده فِي النِّيَابَة جَانِبك قلقسين وأنجب ولدا ذكيا اسْمه عليباي.(3/12)
(من اسْمه بَرَكَات)
50 - بَرَكَات بن حسن بن عجلَان بن رميثة السَّيِّد زين الدّين أَبُو زُهَيْر بن الْبَدْر أبي الْمَعَالِي الحسني الْمَكِّيّ. / ولد سنة احدى وَثَمَانمِائَة وَقيل فِي الَّتِي بعْدهَا بالحشافة بِضَم الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُعْجَمَة ثمَّ فَاء بِالْقربِ من جدة. وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فَمَا بعْدهَا باستدعاء الْجمال بن مُوسَى الْبُرْهَان بن صديق والزين المراغي وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين الْعِرَاقِيّ وَابْنه والهيثمي والشهاب بن حجي والشهاب الحسباني وَالْجمال بن الشرايحي وَالْجمال بن ظهيرة وَالْمجد اللّغَوِيّ والفرسيسي وَغَيرهم وَقَرَأَ الْقُرْآن وَكتب الْخط الْحسن، وَنَشَأ شرِيف الهمة سني الافعال جميل الاخلاق فأشركه وَالِده مَعَه فِي امرة مَكَّة بِولَايَة من السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة اَوْ فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ جعله شَرِيكا لِأَخِيهِ أَحْمد فِي سنة احدى عشرَة حَيْثُ صَار والدهما نَائِب السلطنة بالأقطار الحجازية ثمَّ عزلا فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ أعيدها فِي أواخرها واستمرا إِلَى سنة ثَمَانِي عشرَة فعزلا بالسيد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان ثمَّ عزل بوالدهما فِي الَّتِي تَلِيهَا وَصَارَ فِي سنة عشْرين يُنَوّه بولده هَذَا وَيَقُول لبني حسن هُوَ سلطانكم، فَلَمَّا كَانَ فِي الَّتِي تَلِيهَا تخلي عَن الامرة لَهُ بِانْفِرَادِهِ ثمَّ لما بلغه موت الْمُؤَيد رام أَن يُشْرك مَعَه أَخُوهُ ابراهيم فَلم يتهيأ لَهُ ثمَّ عزل عَنْهَا فِي أثْنَاء سنة سبع وَعشْرين بالسيد عَليّ بن عنان وَدخل الْبَدْر حسن الْقَاهِرَة فوليها وقدرت وَفَاته بهَا فِي جُمَادَى الاولى سنة تسع وَعشْرين وَجَاء الْخَبَر لمَكَّة فارتحل صَاحب التَّرْجَمَة إِلَى الْقَاهِرَة وَالْتزم للسُّلْطَان بِمَا كَانَ وَالِده الْتزم بِهِ وَمن جملَته عشرَة آلَاف دِينَار فِي كل سنة على ان مَا جرت بِهِ الْعَادة من مكس جدة يكون لَهُ دون مَا تَجدهُ من مراكب الهنود فانه للسُّلْطَان خَاصَّة فوليها فِي أواخرها بمفرده فحسنت سيرته وَعم النَّاس فِي أَيَّامه الْأَمْن والرخاء فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف وَاسْتقر الظَّاهِر طلبه فتوقف لكَونه كَانَ حِين حج فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ جرت لَهُ مَعَه قَضِيَّة نقمها عَلَيْهِ فَامْتنعَ من الْقدوم عَلَيْهِ خوفًا مِنْهُ فرام ولَايَة أَخِيه السَّيِّد عَليّ وَكَانَ إِذْ ذَاك بِالْقَاهِرَةِ فَمَا وَافقه من يعْتَمد عَلَيْهِ من أهل دولته على ذَلِك فأمهل يَسِيرا ثمَّ ولاه وَذَلِكَ فِي أثْنَاء سنة خمس وَأَرْبَعين، وَصرف هَذَا ثمَّ أُعِيد فِي سنة خمسين لما طلب وَلَده إِلَى الْقَاهِرَة فِي الْعشْر الاول من ربيع الاول مِنْهَا واستدعاه السُّلْطَان للقدوم عَلَيْهِ فَمَا خَالف، وَقدم الْقَاهِرَة فِي مستهل شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا فَنزل السُّلْطَان للقائه وَبَالغ فِي إكرامه حَسْبَمَا ذكر فِي مَحَله من الْحَوَادِث ثمَّ رَجَعَ فِي عاشره. وَقد رأى من)
الْعِزّ مَا لم يسْبقهُ إِلَيْهِ أحد من أَهله وَذَلِكَ بعد أَن اجْتمعت بِهِ وَأخذت عَنهُ عَن بعض شُيُوخه بالاجازة شَيْئا وَسمعت من نظمه مَا أثبت فِي معجمي مِمَّا اختير(3/13)
مِنْهُ عدَّة أَبْيَات، وَكَانَ شهما عَارِفًا بالامور فِيهِ خير كثير وَاحْتِمَال زَائِد وحياء ومروءة طائلة مَعَ حسن الشكالة والسياسة والشجاعة المفرطة والسكينة وَالْوَقار والثروة الزَّائِدَة وَله بِمَكَّة مآثر وَقرب نافعة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين بِأَرْض خَالِد من وَادي مر من أَعمال مَكَّة وَحمل فِي سَرِير على أَعْنَاق الرِّجَال حَتَّى دخلُوا بِهِ مَكَّة من أَسْفَلهَا من ثنية كدا بِضَم الْكَاف من بَاب الشبيكة فَغسل بمنزله وكفن وطيف بِهِ حول الْكَعْبَة سبعا وَصلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة بِالْقربِ من قبَّة جده وَبنى أَيْضا عَلَيْهِ قبَّة وَإِلَى جَانبهَا سَبِيل وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم إِلَى الْغَايَة رَحمَه الله وَبَارك فِي حَيَاة وَلَده.
51 - بَرَكَات بن حسن الْمرْجَانِي الاصل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / مِمَّن سمع عَليّ بِمَكَّة وَقَرَأَ عَليّ أربعي النَّوَوِيّ وَالْبَعْض من مُسلم.
52 - بَرَكَات بن حُسَيْن بن حسن الشِّيرَازِيّ الاصل الْمَكِّيّ وَيعرف بِابْن الفتحي شَقِيق مُحَمَّد وَأحمد / الْمَذْكُورين وَهُوَ أَصْغَر الثَّلَاثَة. ولد فِي سنة تسع وَسِتِّينَ بِمَكَّة وَكَانَ مِمَّن سمع مني بهَا وبالقاهرة وَقد قدمهَا مَعَ أَبِيه وبمفرده. وَنزل عِنْد الأتابك واسْمه اسمعيل وَسَيَأْتِي فِي الكنى.
53 - بَرَكَات بن سَلامَة بن عوض الطنبداوي ثمَّ الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سبع وَسِتِّينَ وَكَانَ عطارا بِبَاب السَّلَام ثمَّ ترك.
54 - بَرَكَات بن التقي عبد الرَّحْمَن بن يحيى العساسي السمنودي أَخُو الْفَاضِل الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي وَهَذَا أَصْغَر وَأبْعد عَن الاسْتقَامَة وَالْخَيْر بِحَيْثُ تَعب أَبوهُ وَأَخُوهُ من قبله. وَهُوَ مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
55 - بَرَكَات بن مُحَمَّد بن بَرَكَات بن حسن بن عجلَان بن رميثة السَّيِّد زين الدّين بن الْجمال الحسني الْمَكِّيّ / أجل بني أَبِيه وأقربهم إِلَى خِلَافَته. ولد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة إِمَّا فِي ربيع أَو بعده وَأمه شريفة من بني حسن وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمَعَهُ قَاضِي مَكَّة البرهاني فَأكْرم السُّلْطَان فَمن دونه موردهما بعد خدمَة طائلة من أَبِيه وَغَيره وأشركه مَعَ أَبِيه وَرجع متزايد الْعِزّ، وَاسْتمرّ يتزايد فِي الترقي حَتَّى صَار مرجعا فِي حل الْأُمُور. وَرُبمَا سَافر لدفع الْعَدو وَيرجع مَسْرُورا محبورا. وَقد رَأَيْته غير مرّة وَمِنْهَا فِي زيارتي سنة ثَمَان وَتِسْعين)
وقصدني بِمَجْلِس جلوسي فَسلم عَليّ بأدب وَسُكُون وَكَانَ مَعَه حِينَئِذٍ عجلَان وَأَبُو الْقَاسِم وَعلي من بنيه جملهم الله بحياته وحياة أَبِيه.(3/14)
56 - بَرَكَات بن مُحَمَّد بن مُحرز الجزيري. / مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره ابْن عزم هَكَذَا.
57 - بَرَكَات بن مُحَمَّد بن يُوسُف الشَّامي الْمدنِي سبط ابْن عبد الْعَزِيز / أحد شُهُود الْحرم. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
58 - بَرَكَات بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حسن الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ وجده. ولد بعد السِّتين وَثَمَانمِائَة.
59 - بَرَكَات بن يُوسُف بن أبي البركات. /
60 - بَرَكَات ابْن أُخْت السَّيِّد حسن دوادار المزرة / عِنْد الكريمي بن كَاتب المناخات. نَشأ فِي الرسلية عِنْد الْعَلَاء بن الأهناسي حِين بردداريته واختص بخدمته وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ من أكبر المرافعين هُوَ وَزَوجته فِيهِ ثمَّ خدم عِنْد الشّرف الانصاري ثمَّ عِنْد ابْن مزهر، ثمَّ عمل برد دَارا عِنْد ابْن عبد الباسط حِين استقراره فِي الجوالي، وَآخر أمره اسْتَقر بعد اختفاء عبد الحفيظ فِي برددارية الْمُفْرد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ غير مأسوف عَلَيْهِ.
61 - بركوت شهَاب الدّين عَتيق سعيد المكيني عَتيق مكين الدّين اليمني. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ حَبَشِيًّا صافي اللين حسن الْخلق كثير الافضال محبا فِي أهل الْعلم وَأهل الْخَيْر كثير الْبر لَهُم والتلطف بهم لَقِي حظا عَظِيما من الدّين وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَبني بعدن أَمَاكِن عديدة ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فسكنها وَبنى بهَا دَارا عَظِيمَة وصاهر إِلَى بَيت الْمحلى التَّاجِر فنكح ابْنَته آمِنَة واستولدها، وَكَانَ كثير التَّزْوِيج وَالْأَوْلَاد بِحَيْثُ مَاتَ لَهُ فِي حَيَاته أَكثر من خمسين ولدا. وَمَا مَاتَ حَتَّى تضعضع حَاله وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ بعدن وَله نَحْو السِّتين وَدفن بالقطيع وَمن مآثره بطرِيق انس سَبِيل وحوض للبهائم رَحمَه الله.
62 - برند قيل إِنَّه مغربي وَإنَّهُ كَانَ نجاما بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة علوي وعظيم هُنَاكَ وَصَارَ من الْأَعْيَان وَقيل بل مكي أَو مدنِي / تمكن من تيمورلنك تمَكنا زَائِدا وتحكم فِي غَالب مَا استولى عَلَيْهِ أحد عِنْده بِحَيْثُ أقطعه أَمَاكِن من ممالك خُرَاسَان استمرت فِي عقبه وَقدم مَعَه دمشق ذكره المقريزي مطولا وكتبته هُنَا، وَإِلَّا فَهُوَ لم يعين وَقت وَفَاته.
63 - برهَان بن الشَّيْخ عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الانصاري الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ أَخُو يس / الْآتِي وأبوهما. مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث)
وَثَمَانِينَ وَدفن عِنْد وَالِده بالشبيكة من أَسْفَل مَكَّة.
64 - بُرْهَة بن عبد الله الْهِنْدِيّ. / سمع مني بِمَكَّة.(3/15)
65 - بِسَاط بن مبارك بن مُحَمَّد بن عاطف بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين.
66 - بسطَام العجمي الخواجا نزيل مَكَّة. / مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ.
67 - بشباي رَأس نوبَة كَبِير وَهُوَ تَخْفيف من باشباي. / مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى عشرَة وَصلى عَلَيْهِ بالأزهر ثمَّ صلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى المؤمني وَدفن فِي القرافة، وَأَظنهُ صَاحب الخان بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي.
68 - بشير الحبشي الأميني فَتى الْأمين الطرابلسي / ولد تَقْرِيبًا فِي عشر التسعين وَسَبْعمائة وَقدم مَعَ مَوْلَاهُ مُحَمَّد بن سُوَيْد الْحلَبِي وَهُوَ دون الْبلُوغ فَأَقَامَ عِنْده يَسِيرا ثمَّ اشْتَرَاهُ مِنْهُ الامين الطرابلسي الْحَنَفِيّ فخدمه وربى أَوْلَاده وَسمع مَعَهم عَليّ الشّرف بن الكويك وَقَرَأَ يَسِيرا من الْقُرْآن وَأعْتقهُ سَيّده سنة وَفَاته فتعاني التِّجَارَة فِي السكر وَغَيره وَدخل الْيمن وَحج كثيرا وجاور وَتردد إِلَى دمياط مرَارًا ثمَّ قطنها مختفيا من دُيُون تراكمت عَلَيْهِ ولقيته بهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا. وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون سنة أَربع وَسِتِّينَ بعد أَن اخْتَلَّ قَلِيلا لتقدم موت أَهله وبنيه عوضه الله خيرا.
69 - بشير الحبشي النويري / أحد الفراشين بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام. مَاتَ فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة.
70 - بشير الحبشي ثمَّ القاهري مولى الخواجا يَعْقُوب كرت وَالِد أبي بكر سبط الحلاوي، / حفظ الْقُرْآن والتنبيه واشتغل بالقراآت فَجمع للسبع بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين على الشَّيْخ مُحَمَّد الكيلاني وللأربعة عشر بهَا أَيْضا فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين عَليّ الزين بن عَيَّاش رَفِيقًا للشمس بن الحمصاني بل وَأخذ قبل ذَلِك أَيْضا عَن ابْن الْجَزرِي حِين قدومه الْقَاهِرَة وَأخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن القاياتي والونائي وانتفع بمرافقة الوروري والدماطي فِي الِاشْتِغَال وَأخذ فِي الْفَرَائِض والحساب عَن ابْن الْمجد وَصَحب فِي ذَلِك أَيْضا أَبَا الْجُود وتسلك بالشيخ مُحَمَّد الفوي وَكَانَ قَائِما بِأَكْثَرَ كلفه وَأَسْكَنَهُ عِنْده بل وارتحل لشيخه الادكاوي بهَا فَأخذ عَنهُ وتلقن مِنْهُ الذّكر واغتبط الشَّيْخ بِهِ وَتردد إِلَى الشَّيْخ ابْن الصَّائِغ الْمكتب فِي الْكِتَابَة يَسِيرا وَصَارَ يكْتب الْمَنْسُوب)
وَأَقْبل على الْعِبَادَة صياما وقياما وتلاوة وَبرا للْفُقَرَاء واحسانا اليهم واغتباطا بِصُحْبَة الصَّالِحين بِحَيْثُ عد مِنْهُم وَذكر بالاوصاف الجزيلة والكرامات العديدة كل ذَلِك مَعَ السّكُون وَالْوَقار والانجماع على أَنْوَاع الطَّاعَات واستحضار لكثير من الْفِقْه وَغَيره. وتعاني التِّجَارَة فأثرى وَتزَوج زَوْجَة سَيّده بعده وَحج غير مرّة وجاور وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَرجع وَهُوَ متوعك فَلم يلبث أَن(3/16)
مَاتَ مطعونا فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السِّتين وَدفن بتربة الحلاوي وَالِد زَوجته ظَاهر الرَّوْضَة. وَأوصى بميراث ووقف كتبا وَقد رَأَيْته وَنعم الرجل كَانَ رَحمَه الله.
71 - بشير سعد الدّين التنمي الطواشي / اسْتَقر فِي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة بعد فَيْرُوز الركني الْمَطْلُوب إِلَى الْقَاهِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَمَات فِي آخر سنة أَرْبَعِينَ وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة وَدفن ببدر وَاسْتقر عوضه الولوي بن قَاسم سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَكَأَنَّهُ صرف قبل مَوته.
72 - بطان الوتاد. / جرده ابْن عزم هَكَذَا.
73 - بطيخ بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم النصيح الْعمريّ / أحد القواد بِمَكَّة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَخمسين بجدة وَحمل لمَكَّة فَدفن بهَا وَكَانَ من أَعْيَان القواد ومشموليهم مِمَّن عشرته بِخَمْسَة عشر.
74 - بغا الحسني / نَائِب حمص، أرخه المقريزي فِي سنة احدى.
75 - بقر بن رَاشد بن احْمَد شيخ عرب الشرقية وَابْن أخي بيبرس. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين بعد ضربه ضربا مبرحا مرّة بعد أُخْرَى.
76 - بك بلاط الاشرفي إينال / نفي بعد أستاذه إِلَى طرابلس على امرة بهَا إِلَى أَن قتل فِي وقْعَة سوار فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين شَابًّا، وَبِك هُوَ الْأَمِير.
77 - بكتمر بن عبد الله السَّعْدِيّ مَمْلُوك سعد الدّين بن غراب / تربى عِنْده صَغِيرا وَتعلم الْكِتَابَة وَالْقُرْآن وَكَانَ فصيحا ذكيا ترقى إِلَى أَن سَفَره السُّلْطَان إِلَى صَاحب الْيمن ثمَّ عَاد فتأمر وَتقدم وَكَانَ فَاضلا شجاعا عَارِفًا بالأمور ورعا يخَاف الله. مَاتَ فِي ربيع الاول سنة احدى وَثَلَاثِينَ، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه ثمَّ المقريزي فِي عقوده وأرخه فِي ربيع الآخر وَأثْنى عَلَيْهِ بالديانة والصيانة والشجاعة والفروسية وَشَيْء من الْفِقْه وَأَنه صَحبه سفرا وحضرا.
78 - بكتمر جلق / نَائِب طرابلس ودمشق. مَاتَ سنة خمس عشرَة.)
79 - بكلمش بن عبد الله السيفي اينال باي قجماس، / سمع عَليّ الغماري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعض البُخَارِيّ وَحدث رَفِيقًا لشَيْخِنَا الشَّيْخ رضوَان بِبَعْض ذَلِك، سمع عَلَيْهِمَا التقي القلقشندي وَآخَرُونَ كالبقاعي.
80 - بكلمش العلائي / أحد الامراء الْكِبَار. مَاتَ بالقدس بطالا فِي صفر سنة احدى وَكَانَ من جمَاعَة الظَّاهِر برقوق وَتقدم فِي الدولة كثيرا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ عَتيق بعض الْجند ثمَّ انْتَمَى لطيبغا الطَّوِيل فَقيل لَهُ العلائي قَالَ وَكَانَ(3/17)
مقداما جسورا عِنْده نوع كبر وعسف مَعَ أَنه كَانَ شجاعا شهما مهيبا وعقيدته صَحِيحَة وَيُحب الْعلمَاء وَيجْلس إِلَيْهِم ويذاكر بمسائل ويتعصب للحنفية جدا.
81 - بكير / شيخ، لعوام النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير لاندراجه عِنْدهم فِي المجاذيب بل سَمِعت عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ وأخيه أَنَّهُمَا مِمَّن كَانَ يَعْتَقِدهُ وَرُبمَا حضر ميعادهما وَقد رَأَيْته كثيرا وَكَانَ يكثر الْوُقُوف بالطرقات. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَدفن فِي زَاوِيَة بسويقة صَفِيَّة.
82 - بلاط بن عبد الله القجماسي سيف الدّين / أَمِير مجْلِس، سمع على الغماري فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بعض البُخَارِيّ وَأثبت البقاعي اسْمه فِي شُيُوخه. مَاتَ فِي.
83 - بلاط السَّعْدِيّ، / كَانَ طبلخاناه فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق وَجَرت عَلَيْهِ أُمُور كَثِيرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة ثَمَان وَهُوَ بطال. ذكره الْعَيْنِيّ.
84 - بلاط / أحد المقدمين كَانَ من الْفجار المفسدين الْجَاهِلين بِأُمُور الدّين فَغَضب عَلَيْهِ السُّلْطَان وحبسه باسكندرية ثمَّ أخرجه مِنْهَا إِلَى دمياط فَقتل فِي الطَّرِيق فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة. ذكره الْعَيْنِيّ أَيْضا. بلاط تقدم قَرِيبا فِي بك بلاط.
85 - بِلَال الحبشي الْعِمَادِيّ الْحلَبِي الْحَنْبَلِيّ فَتى الْعِمَاد اسماعيل بن خَلِيل الاعزازي ثمَّ الْحلَبِي. / ولد فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَسمع عَليّ ابْن صديق غَالب الصَّحِيح وَحدث بِهِ سَمعه عَلَيْهِ الْفُضَلَاء سَمِعت عَلَيْهِ الثلاثيات وَغَيرهَا، وَكَانَ سَاكِنا متقنا للكتابة على طَريقَة الْعَجم بِحَيْثُ لم تكن تعجبه كِتَابَة غَيره من الْمَوْجُودين تعاني علم الْحَرْف واشتغل بالكيمياء مَعَ إلمامه بالتصوف ومحبة فِي الْفُقَرَاء وَالْخلْوَة وأقرأ فِي ابْتِدَاء أمره مماليك النَّاصِر فرج وَلذَا كَانَ ماهرا بِاللِّسَانِ التركي ثمَّ ولي النقابة لقَاضِي الْحَنَابِلَة بحلب ثمَّ لقَاضِي الشَّافِعِيَّة أَيْضا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك كُله، وقطن الْقَاهِرَة وَصَحب جمعا من الاكابر وانتفع بِهِ جمَاعَة من المماليك)
فِي الْكِتَابَة وَتردد للجمالي نَاظر الْخَاص ثمَّ الاتابك أزبك الظَّاهِرِيّ، وَتقدم فِي السن وشاخ.
مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ وَسبعين وَشهد الاتابك وَغَيره من الامراء الصَّلَاة عَلَيْهِ بِجَامِع الازهر عَفا الله عَنهُ.
86 - بِلَال فَتى الْمسند عبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي الْقُدسِي. / سمع على سَيّده وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَدفن عِنْد سَيّده بِبَاب الرَّحْمَة رَحمَه الله.
87 - بِلَال السروي بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ وَكسر الْوَاو الْحِجَازِي / شيخ صَالح معمر زاهد. ولد بِبِلَاد الطَّائِف سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة ثمَّ انْتقل وَهُوَ ابْن خمس سِنِين إِلَى دمياط وَاسْتمرّ يتَرَدَّد فِي الْبِلَاد مَا بَين دمياط واسكندرية والقدس(3/18)
وَغَيرهَا ويواظب الْحَج لقِيه القلقشندي والبقاعي والسنباطي فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين بالأشرفية من مَدِينَة الخانقاه وَأثْنى النَّاس عَلَيْهِ وَكَاد أَن يدعى فِيهِ أمرا عَظِيما فَالله أعلم بِحَقِيقَة أمره وأرخ وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ سنة تسع وَأَرْبَعين على مَا بلغه وَأَنه زَاد على الْمِائَة
88 - بِلَال / رجل صَالح مُعْتَقد يُؤَدب الْأَطْفَال بالجملون الْعَتِيق. مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة احدى وَخمسين.
89 - بلبان الزيني عبد الباسط. / سمر ثمَّ وسط فِي ربيع الثَّانِي سنة سبع وَخمسين.
90 - بلبان الدمرداشي أَخُو حَمْزَة بن مُحَمَّد الْمَدْعُو طوغان / الْآتِي وَهَذَا الاكبر واسْمه عَليّ، مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن ظَاهرا بل قَالَ إِنَّه جوده فِي مجاورته بِمَكَّة فانه حج وجاور غير مرّة وجود الْكِتَابَة بهَا وبالقاهرة، واشتغل بِعلم الْهَيْئَة وَلزِمَ التَّرَدُّد لجانبك الجداوي وَلذَا أخرج الظَّاهِر خشقدم أقطاعه بعد قَتله فَلَمَّا اسْتَقر تمربغا أَعَادَهُ بل عمله خاصكيا ثمَّ لما امتحن أَخُوهُ كَمَا ستأتي الاشارة إِلَيْهِ فِي أَيَّام الْأَشْرَف محى اسْمه ثمَّ عمله فِي سنة خمس وَتِسْعين ساقيا وَكَانَ أَيْضا مِمَّن انْتَمَى لخشقدم الزِّمَام وقتا فِي استدارية الْوَجْهَيْنِ القبلي والبحري، وسافر فِي عدَّة تجاريد وَسمع مني أَشْيَاء وَكَانَ أحد الراكزين بِمَكَّة فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَالَّتِي بعْدهَا وَنعم الرجل.
91 - بلبان المحمودي / حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق. مَاتَ فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
92 - بهادر بن عبد الله الأرمني ثمَّ الدِّمَشْقِي السندي بِفَتْح الْمُهْملَة وَالنُّون / عَتيق ابْن سَنَد. سمع مَعَ مَوْلَاهُ من أبي الْعَبَّاس المرداوي وَابْن قيم الضيائية وَأحمد ابْن مُحَمَّد بن أبي الزهر الغشولي وَزَيْنَب ابْنة قَاسم الدبابيسي فِي آخَرين. قَالَ شَيخنَا قَرَأت عَلَيْهِ بِدِمَشْق كتاب الصِّفَات)
للدارقطني وَغَيرهَا وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة عشر مقتولا.
93 - بهادر بن عبد الله الْأَمِير بهاء الدّين التركي المجاهدي الْمَعْرُوف بالشمشي، / مَاتَ فِي سنة ثَمَان عشرَة.
94 - بهادر بن عبد الله الشهابي الطواشي / مقدم المماليك. كَانَ ليلبغا وَولي التقدمة من قبل سلطنة الظَّاهِر إِلَى أَن مَاتَ وَخرج من تَحت يَده خلق كَثِيرُونَ من أكَابِر الْأُمَرَاء من آخِرهم شيخ المحمودي الْمُؤَيد. وَكَانَ مُحْتَرما كثير المَال محبا فِي جمعه. مَاتَ فِي سَابِع عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ وَقد هرم، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
95 - بهادر العثماني / نَائِب البيرة، مِمَّن قتل مَعَ ايتمش فِي سنة اثْنَتَيْنِ.
96 - بهْرَام بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عوض بن عمر التَّاج أَبُو الْبَقَاء السّلمِيّ الدَّمِيرِيّ القاهري الْمَالِكِي. / ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا كَمَا قرأته بِخَطِّهِ وتفقه بالشرف الرهوني وَأخذ عَن الشَّيْخ خَلِيل وَغَيره وَسمع على الْبَيَانِي(3/19)
وَجَمَاعَة فَقَرَأت بِخَطِّهِ أَنه سمع مجَالِس من البُخَارِيّ على أبي الْحرم القلانسي وجميعه على الْجمال التركماني الْحَنَفِيّ وَالسّنَن لأبي دَاوُد على الشَّيْخ خَلِيل بِمَكَّة فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَالتِّرْمِذِيّ على الْجمال بن خير والشفا على الشَّمْس الْبَيَانِي فِي آخَرين كالعفيف اليافعي، وَفضل فِي مذْهبه وبرع وَأفْتى ودرس بالشيخونية وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن الاخنائي وَالْجمال الْبِسَاطِيّ وَابْن خير ثمَّ بعد مَوته اشْتغل بِهِ وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة احدى وَتِسْعين وَسَبْعمائة أَيَّام قيام منطاش، وَتوجه مَعَ الْقُضَاة إِلَى الشَّام لِحَرْب الظَّاهِر فَلَمَّا عَاد الظَّاهِر عَزله بعد أَن طعن فِي صَدره وشدقه، وَشرح مُخْتَصر شَيْخه الشَّيْخ خَلِيل شرحا مَحْمُودًا انْتفع بِهِ الطّلبَة لِأَنَّهُ فِي غَايَة الوضوح بِحل أَلْفَاظه من غير تَطْوِيل بِدَلِيل أَو تَعْلِيل وَاعْتَمدهُ كل من فِي زَمَنه فضلا عَمَّن بعده وَله أَيْضا الشَّامِل فِي الْفِقْه وَشَرحه والمناسك فِي مجلدة وَشَرحهَا فِي ثَلَاثَة أسفار وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وألفية ابْن مَالك والدرة الثمينة نَحْو ثَلَاثَة آلَاف بَيت وَشَرحهَا فِي حَوَاشِي بِخَطِّهِ عَلَيْهَا إِلَى غَيرهَا من نظم وَغَيره وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة لين الْجَانِب عديم الشَّرّ كثير البرقل أَن يمْنَع سَائِلًا شَيْئا يقدر عَلَيْهِ انْتفع بِهِ الطّلبَة سِيمَا بعد صرفه عَن الْقَضَاء وَمَات كَذَلِك فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل فِي ربيع الأول سنة خمس وَقد جَازَ السّبْعين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار جدا.)
بولاد نزيل بَيت الْمُقَدّس. فِي فولاد.
97 - بولاد العجمي الخواجا. / مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع عشري رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
98 - بَيَان بن عيان بن بَيَان الكاسكاني الكازروني / وَالْأولَى قَرْيَة مِنْهَا، الشَّافِعِي وَالِد عيان الْآتِي. ولد بكازرون فِي صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فخدم الْعلم وترقى فِي فنونه لغايات بديعة بِحَيْثُ كَانَ يقرئ مشكلاته ثمَّ انتسب للسَّيِّد صفي الدّين وَأَضْرَابه وَحج إِلَى أَن حصلت لَهُ ماخوليا فَزعم أَنه الْحَارِث الَّذِي يوطئ للمنصور مُقَدّمَة الْمهْدي إِلَى غَيرهَا من الخرافات كَكَوْنِهِ خَاتم الولياء بل تكلم بكفريات كَثِيرَة وهجره الْمشَار اليهم لذَلِك مَعَ أَنه لَو خرج لما تخلف عَنهُ كَبِير أحد من أهل تِلْكَ النواحي لمزيد اعْتِقَادهم فِيهِ وإجلالهم لَهُ وَلَكِن كَفه الله بل يُقَال إِنَّه سكن وَتَابَ وَرجع فِي مرض مَوته. وَمَات بشيراز فِي آخر جُمُعَة من شعْبَان سنة خمس وَتِسْعين.
99 - بيبرس بن أَحْمد بن بقر شيخ العربان بالشرقية من الْوَجْه البحري وَعم بقر الْمَاضِي قَرِيبا. /
مَاتَ فِي سلخ الْمحرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ عَن قريب السّبْعين، وَكَانَ مليح(3/20)
الْوَجْه طوَالًا حشما كَرِيمًا دينا كثير الْأَدَب والتواضع نادرة فِي أَبنَاء جنسه رَحمَه الله.
100 - بيبرس بن عَليّ بن مُحَمَّد بن بيبرس الركني بن العلائي بن الناصري بن الركني سبط الْكَمَال مَحْمُود بن شيرين وجد أَبِيه / هُوَ الْآتِي قَرِيبا. ولد فِي لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة سِتّ وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ وَمَات وَالِده وَهُوَ طِفْل ابْن سنتَيْن فَنَشَأَ فِي كَفَالَة أمه تَحت نظر وَصِيّه الأتابك أزبك من ططج الظَّاهِرِيّ وَتردد إِلَيْهِ الشَّمْس الْعَبَّادِيّ فِي اقرائه الْقُرْآن وَكتب عَلَيْهِ باشارة الأتابك وسافر لمَكَّة مَعَ والدته سنة سِتّ وَثَمَانِينَ حِين كَانَ الشهابي أَحْمد بن نَاظر الْخَاص أَمِير الأول ثمَّ تزوج ورزق بعض الاولاد ثمَّ حج هُوَ وَأمه فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس وَرُبمَا قَرَأَ على الْمحلى الشَّافِعِي فِي مُقَدّمَة أبي اللَّيْث وَتردد إِلَيّ أَحْيَانًا، ورزقه من قبل سلفه متيسر وَذَلِكَ أَن الظَّاهِر برقوق وقف حصصا أعظمها الأمناوية من الْخَيْرِيَّة على شقيقته خوند عَائِشَة والمعين مِنْهُم بيبرس الاكبر وَأَوْلَاده. وَكَانَ أَبوهُ على سنَن بني الاكابر الامراء كَمَا سَيَأْتِي.
101 - بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق وَيُقَال لَهُ الركني وَأمه عَائِشَة ابْنة أنس / الْآتِيَة. أحضرهُ خَاله)
حِين أتابكيته سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وصيره بعد أحد المقدمين ثمَّ عمله أَمِير مجْلِس ثمَّ نَقله عَنْهَا وَأَعْطَاهَا لاقبغا اللكاش وصير هَذَا أتابك العساكر وَقيل إِن الَّذِي عمله أتابكا ابْن خَاله النَّاصِر ثمَّ كَانَ مِمَّن ذبح فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد الْآتِي.
102 - بيبرس الأشرفي إينال. / تكلم على جِهَات أستاذه وَولده الْمُؤَيد ثمَّ أعطَاهُ الْملك امرة عشرَة عوض نانق الاشرفي إينال وَحج فِي سنة سبع وَتِسْعين ثمَّ عَاد مَعَ الركب.
103 - بيبرس الأشرفي برسباي خَال الْعَزِيز يُوسُف وَلَيْسَ بشقيق أمه جلبان، / كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه وَلم يمْتَحن بعده لعدم شَره بل تَأمر فِي أَيَّام الظَّاهِر عشرَة ثمَّ فِي أَيَّام إينال طبلخاناه ثمَّ صَار مقدما ثمَّ حاجبا كَبِيرا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ ثمَّ رَأس نوبَة النوب فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم عوض قانم التَّاجِر فَلم تطل مدَّته بل أمسك فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ وَحبس باسكندرية مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَتوجه للقدس بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان أَو أول شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زَاد على السِّتين. وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا عديم الشَّرّ كَمَا سلف لكنه منهمك فِي اللَّذَّات طول عمره.
104 - بيبرس الاشرفي قايتباي. / رقاه حَتَّى عمله شاد الشربخاناه ثمَّ نَائِب طرابلس بعد إينال الاشرفي حِين أسره وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي سنة تسعين.(3/21)
بيبرس ابْن أُخْت الظَّاهِر برقوق مضى قَرِيبا.
105 - بيبرس الطَّوِيل الظَّاهِرِيّ جقمق / الَّذِي عمل باش مَكَّة وقتا فِي الايام الاشرفية قايتباي ثمَّ رقاه بعد رُجُوعه. وَمَات فِي تَاسِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.
106 - بيبغا المظفري التركي. / كَانَ من مماليك الظَّاهِر وتأمر فِي دولة النَّاصِر وَعمل الأتابكية، وَقد سجن مرَارًا ونكب وَكَانَ قوي النَّفس. مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
بيخجا الظَّاهِرِيّ برقوق. هُوَ طيفور يَأْتِي.
107 - بيدمر الْحَاجِب الصَّغِير بِمصْر /. كَانَ معلم الرمْح. مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ لجراحة حصلت فِيهِ فِي وقْعَة أيتمش.
108 - بيرم خجا بن قشتدي أُصَلِّي الشاد، / ولي نظر الْمَسْجِد الْحَرَام فِي أَوَاخِر سنة خمسين عوضا عَن الخواجا الظَّاهِر وَسمع على أبي الْفَتْح المراغي فِي الَّتِي بعْدهَا ووليها مرّة ثَانِيَة، وَله)
بالمعلاة سَبِيل وحوض للبهائم انْتفع بهما وَكَانَ شَدِيد الْبَأْس. مَاتَ بِمَكَّة فِي ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ حادي عشر صفر سنة سِتِّينَ أرخه ابْن فَهد.
109 - بيرم التركي أحد المعتقدين /، كَانَ مُقيما بِجَامِع الْحَاكِم مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَدفن بتربة جاني بك المشد. أرخه الْمُنِير.
110 - بير أَحْمد الخواجا الجيلاني. / مَاتَ فِي سنة احدى وَعشْرين وَينظر من اسْمه أَحْمد.
111 - بير بضع بن جهاتشاه بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد التركماني / صَاحب بَغْدَاد حاصره أَبوهُ فِيهَا زِيَادَة على سنتَيْن إِلَى أَن عجز وَسلمهَا فِيمَا قيل لَهُ مَعَ تقادم كَثِيرَة فأقره أَبوهُ عَلَيْهَا وَرجع إِلَى بِلَاده فَحسن لَهُ بعض أَتْبَاعه الِاسْتِمْرَار على مشاققته وانه إِنَّمَا أذعن لَهُ عَجزا وَغَلَبَة فندب إِلَيْهِ وَلَده الآخر مُحَمَّد شَقِيق هَذَا وتصادما فَقتل صَاحب التَّرْجَمَة وجهز بِرَأْسِهِ إِلَى أَبِيه وَذَلِكَ فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَقتل مَعَه من عساكره نَحْو أَرْبَعَة آلَاف نفس صبرا.
112 - بير مُحَمَّد بن الْعِزّ عبد الْعَزِيز بن الشهَاب احْمَد الْمَكِّيّ سبط بير مُحَمَّد الخواجا / الْآتِي بعده أمه صَفِيَّة وَيعرف بِابْن المراحلي. مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَتِسْعين.
113 - بير مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الخواجا جمال الدّين الكيلاني الْمَكِّيّ. / مَاتَ سنة سِتِّينَ، وَسَيَأْتِي فِي المحمدين.
114 - بيسق الشيخي أميراخور الظَّاهِرِيّ برقوق. / مَاتَ بالقدس بطالا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَكَانَ النَّاصِر نَفَاهُ إِلَى بِلَاد الرّوم وَقدم فِي الدولة المؤيدية فَلم يقبل الْمُؤَيد عَلَيْهِ ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الْقُدس، وَله آثَار بِمَكَّة كعمارة(3/22)
الرواق الغربي لِلْمَسْجِدِ الْحَرَام، وَكَانَ كثير الشَّرّ شرس الْخلق جماعا لِلْمَالِ مَعَ الْبر وَالصَّدَََقَة وتأمر على الْحَاج. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه. وَأَظنهُ الَّذِي قَالَ الفاسي فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز النويري الْمَكِّيّ إِمَام مقَام الْمَالِكِيَّة بهَا أَنه أغرى بِهِ نوروز الحافظي فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة حَتَّى ضربه وسجنه بِغَيْر طَرِيق شَرْعِي وَلَكِن لتخيل بيسق انه جَاءَ من مَكَّة ليرافع فِيهِ لما كَانَ يَفْعَله بِمَكَّة من الْأُمُور الشاقة على النَّاس. قلت: وَهَذَا يشْعر بِأَن يكون ولي بِمَكَّة شَيْئا وَلَكِن لم أر لَهُ عِنْده تَرْجَمَة، نعم جرى ذكر شَيْء من مباشراته فِي أثْنَاء تَرْجَمَة السَّيِّد حسن وَغَيره.
115 - بيسق اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي. /. عمله السُّلْطَان أَمِير خَمْسَة ثمَّ عشرَة ثمَّ نَائِب قلعة صفد ثمَّ رَجَعَ)
على امرة عشرَة ثمَّ نَائِب دمياط ثمَّ نَائِب قلعة دمشق وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَخمسين، وَكَانَ متواضعا خيرا شجاعا.
بيسق هُوَ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم. /
بيسق / شيخ الفراشين بِالْحرم الْمَكِّيّ. فِي مُحَمَّد بن احْمَد بن عبد الْعَزِيز.
116 - بيغوت من صفر خجا المؤيدي الْأَعْرَج. / صَار بعد أستاذه خاصكيا إِلَى أَن نَفَاهُ الاشرف إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ أمره بهَا طبلخاناه إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر نِيَابَة غَزَّة ثمَّ صفد ثمَّ حماة، وَاتفقَ أَن بعض أَهلهَا شكا مِنْهُ وَمن وَلَده ابراهيم فَطلب الْوَلَد هُوَ وَابْن العجيل على أقبح وَجه فَأرْسل صَاحب التَّرْجَمَة بولده فِي الْحَدِيد فحبس بالبرج من القلعة ثمَّ أرسل بِالْأَمر بِحَبْس وَالِده بقلعة دمشق فَبَلغهُ الْخَبَر ففر من حماة عَاصِيا حَتَّى لحق بالأمير جهان كير بن عَليّ بك بن قرا بلوك صَاحب آمد وانضم إِلَيْهِ واتفقا على الْعِصْيَان على الظَّاهِر فَلم يلبثا أَن طرقهما بعض أُمَرَاء جهانشاه ابْن قرا يُوسُف صَاحب تبريز فَقبض على هَذَا وَأخذ جَمِيع مَا مَعَه وراسل يعلم الظَّاهِر بذلك ثمَّ حَبسه بقلعة الرها إِلَى أَن استولى عَلَيْهَا الشَّيْخ حسن بن عَليّ بك ابْن قرا يلوك فَأَطْلقهُ وخيره فِي أَي مَكَان يذهب إِلَيْهِ فَاخْتَارَ الرُّجُوع إِلَى الظَّاهِر وَركب حَتَّى وصل البيرة ثمَّ حلب فكاتب نواب الْبِلَاد الشامية بالشفاعة فِيهِ فقبلوا ورسم بقدومه الْقَاهِرَة فَقَدمهَا فِي سنة خمس وَخمسين فَأَقَامَ أَيَّامًا ثمَّ رسم بِرُجُوعِهِ إِلَى دمشق ورتب لَهُ مَا يَكْفِيهِ، وَلم يلبث أَن مَاتَ برد بك العجمي أحد مقدميها فأنعم عَلَيْهِ باقطاعه ثمَّ بعد أشهر مَاتَ يشبك الحمزاوي نَائِب صفد فِي رَمَضَان مِنْهَا فَنقل لنيابة صفد عوضا عَنهُ وَحمل تَقْلِيده وتشريفه على يَد يشبك الْفَقِيه فدام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان أَو ثَانِي رَمَضَان وَهُوَ أقرب سنة سبع وَخمسين(3/23)
عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة. وَكَانَ شجاعا مقداما عَاقِلا عفيفا عَن القاذورات دينا خيرا مُعظما فِي الدول رَحمَه الله.
117 - بيغوت السيفي من برد بك من طبقَة الْمُقدم. / مِمَّن سمع مني قريب التسعين.
118 - بيغوت قرا من قبجق السلحدار. / هُوَ الَّذِي طعن برمحه قَاصِدا قتل أَمِير سلَاح حِين الالتقاء فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين فأقلبه مَيتا وعد ذَلِك فِي فروسيته.
119 - بيغوت اليحياوي. / مِمَّن قتل مَعَ ايتمش فِي سنة اثْنَتَيْنِ.
120 - بيغوت الْأَمِير الْكَبِير. / مِمَّن أَمر النَّاصِر بذَبْحه فِي سنة احدى عشرَة، وَيُحَرر مَعَ بيبرس)
الركني الْمَاضِي.
(حرف التَّاء الْمُثَنَّاة)
121 - تَاج بن سَيْفا بن عبد الله الفارابي ثمَّ الشويكي بِضَم الْمُعْجَمَة مصغر نِسْبَة إِلَى الشويكة مَكَان ظَاهر دمشق وَيعرف بالتاج الْوَالِي /، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ فِي ابْتِدَائه يتعاطى خدمَة الاكابر فِي الْحَاجة، وَذكر لي أَنه كَانَ يخْدم الشهَاب بن الجابي بِدِمَشْق وَمَا يدل على أَن مولده بعد الْخمسين، ثمَّ اتَّصل بالمؤيد قبل سلطنته بعد أَن اتَّصل بطيبغا القرمشي فخدمه وراج عَلَيْهِ فَلَمَّا اسْتَقر فِي الْملك ولاه الشرطة فباشرها وفوض إِلَيْهِ فِي أثْنَاء ذَلِك الْحِسْبَة فَكَانَ فِي مُبَاشَرَته لَهَا ذَاك الغلاء المفرط ثمَّ فِي أَوَاخِر الدولة صرف عَنْهَا وَاسْتقر أستادار الصُّحْبَة ثمَّ أُعِيد اليها فِي مرض موت الْمُؤَيد، وَحصل لَهُ فِي أَوَائِل دولة الاشرف انحطاط مَعَ استمراره على الْولَايَة ثمَّ خدم الاشرف فراج عَلَيْهِ أَيْضا وأضاف إِلَيْهِ مَعَ الْولَايَة المهمندارية وأستادارية الصُّحْبَة وشاد الدَّوَاوِين والحجوبية وَنظر الاوقاف الْعَامَّة وَغَيرهَا وَكَانَ الْمُبَاشر للولاية عَنهُ غَالِبا أَخُوهُ عمر ثمَّ صَار بِأخرَة كالمستبد بهَا ثمَّ صرف عَنْهَا فَقَط، وَاسْتمرّ فِيمَا عَداهَا حَتَّى مَاتَ بعلة حبس الْبَوْل وقاسى مِنْهُ شَدَائِد وَكَانَ يَعْتَرِيه قبل هَذَا بِحَيْثُ أَنه شقّ عَلَيْهِ مرّة فَخرجت مِنْهُ حَصَاة كَبِيرَة وأفاق دهرا ثمَّ عاوده حَتَّى كَانَت هَذِه القاضية، وَلم يتَعَرَّض السُّلْطَان لمَاله وترافع أَخُوهُ عمر وَزَوجته وَقرر عَلَيْهَا خَمْسَة آلَاف دِينَار ثمَّ أعفيت مِنْهَا باعتناء أهل الدولة، وَكَانَ حسن الفكاهة ذرب اللِّسَان لَا يُبَالِي بقول وينقل عَنهُ كَلِمَات كفرية مختلطة بمجون لَا ينْطق بهَا من فِي قلبه ذرة من ايمان مَعَ كَثْرَة الصَّدَقَة وَالْبر المستمر، وأرخ وَفَاته فِي الْعشْرين من صفر وَالصَّوَاب انها كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة الْعشْرين من ربيع الاول سنة تسع وَثَلَاثِينَ، وَقَالَ إِنَّه صلى عَلَيْهِ من الْغَد خَارج بَاب النَّصْر وَدفن بحوش لَهُ بحذاء تربة صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا،(3/24)
قَالَ وَكَانَ متواضعا متسع الْكَرم لَهُ وضع عِنْد الْمُؤَيد جَاءَ مَعَه من الشَّام وتزايد وَضعه عِنْد الاشرف، وَولي ولايات كَثِيرَة وَكَانَ أهل مصر يحبونه وَلَكِن كَانَ فِي لِسَانه زلق يرْمى مِنْهُ مهما جَاءَ. وَقَالَ المقريزي كَانَ أَبوهُ قدم دمشق من بِلَاد حلب وَصَارَ من جملَة أجنادها وَمِمَّنْ قَامَ مَعَ منطاش فَأخْرج عَنهُ الظَّاهِر برقوق أقطاعه وَولد لَهُ التَّاج بِنَاحِيَة الشويكة الَّتِي تسميها الْعَامَّة الشريكة خَارج دمشق وَنَشَأ بِدِمَشْق فِي خمول وَطَرِيقَة غير مرضية إِلَى أَن اتَّصل بشيخ حِين نيابته لَهَا فعاشره على مَا كَانَ مَشْهُورا بِهِ من)
اتِّبَاع الشَّهَوَات وتقلب مَعَه فِي طوال تِلْكَ المحن وولاه وزارة حلب لما ولي نيابتها فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فرج قدم مَعَه فِي جملَة أخصائه وندمائه فولاه فِي سلطنته ولَايَة الْقَاهِرَة مُدَّة أَيَّامه فَمَا عف وَلَا كف عَن اثم، وأحدث من أَخذ الْأَمْوَال مَا لم يعْهَد قبله ثمَّ تمكن فِي الْأَيَّام الاشرفية وَارْتَفَعت دَرَجَته وَصَارَ جَلِيسا نديما للسُّلْطَان وأضيفت لَهُ عدَّة وظائف حَتَّى مَاتَ من غير نكبة، وَلَقَد كَانَ عارا على جَمِيع بني آدم لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من المخازي الَّتِي جمعت سَائِر القبائح وأربت بشاعتها على جَمِيع الفضائح. قلت وَهُوَ الَّذِي شفع عِنْد الاشرف فِي الْقُضَاة سنة آمد حَتَّى أعفوا من الْمسير إِلَيْهَا ورسم باقامتهم فِي حلب بل وأنعم على الْمَالِكِي والحنبلي لقتللهما بِالنِّسْبَةِ للآخرين بِمَال وعد ذَلِك وأشباهه فِي مآثره.
122 - تَاج بن مَحْمُود تَاج الدّين العجمي الاصفهيدي الشَّافِعِي نزيل حلب. / ولد فِي سنة تسع وَعشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَورد من الْعَجم إِلَى حلب فَتوجه مِنْهَا إِلَى الْحجاز فحج ثمَّ عَاد إِلَيْهَا وَسكن الرواحية بهَا وَولي تدريس النَّحْو بهَا واقراء الْحَاوِي أَيْضا، وَكَانَ إِمَامًا عَالما ورعا عزبا عفيفا غير متطلع للدنيا صنف شرحا على الْمُحَرر وعَلى ألفية ابْن مَالك فِي النَّحْو وَلكنه لَيْسَ بالطائل وَغير ذَلِك، وَلم يكن لَهُ حَظّ وَلَا تطلع إِلَى أَمر من أُمُور الدُّنْيَا، وتصدى لشغل الطّلبَة والافتاء، وَكَانَت أوقاته مستغرقة فِي ذَلِك فالاقراء من بعد الصُّبْح إِلَى الظّهْر بالجامع الْكَبِير وَمن ثمَّ إِلَى الْعَصْر بِجَامِع منكلي بِنَا والافتاء من الْعَصْر إِلَى الْمغرب بالرواحية وَرُبمَا يَقع لَهُ الْوَهم فِي الفتاوي الْفِقْهِيَّة، وَهُوَ مِمَّن أسر فِي الْفِتْنَة وَأرْسل ابراهيم صَاحب شماخي يَطْلُبهُ من تمر لنك واستدعاه إِلَى بِلَاده مكرما فَتوجه مَعَه إِلَيْهَا وَاسْتمرّ هُنَاكَ حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء ربيع الأول سنة سبع وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن خطيب الناصرية وترجمه بِمَا هَذَا ملخصه وَنَحْوه لشَيْخِنَا فِي أنبائه.
123 - تاني بك بن سَيِّدي بك الناصري الساقي المصارع رَأس نوبَة. / مَاتَ(3/25)
سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
124 - تاني بك الاياسي الاشرفي برسباي. / ترقى حَتَّى صَار أحد الأربعينات ثمَّ حَاجِب ميسرَة وأغاة طبقَة الرفرف وَهُوَ وَالِد أَحْمد الْمَاضِي. كناه وَلَده أَبَا مُحَمَّد ولقبه أَسد الدّين وَأَنه مَاتَ مَعَ المجردين بِالْمصِّيصَةِ فِي يَوْم السبت تَاسِع عشر ربيع الأول سنة احدى وَتِسْعين وَحمل إِلَى حلب فَدفن بهَا وَقد قَارب السّبْعين وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ يسكن فِي بَاب الْوَزير بدرب الاقصرائي فِي بَيت يعرف بأَخيه تنم الْآتِي.)
125 - تاني بك البجاسي / نَائِب دمشق. تنقل فِي الخدم أَيَّام مَوْلَاهُ النَّاصِر فرج وَولي نِيَابَة حماة فِي أَيَّام الْمُؤَيد سنة سبع عشرَة ثمَّ كَانَ فِيمَن خامر مَعَ قانباي فَلَمَّا انكسروا هرب إِلَى التركمان فَسَار أقباي وَرَاءه إِلَى العمق فَانْهَزَمَ إِلَى بِلَاد الرّوم، فَلَمَّا مَاتَ الْمُؤَيد دخل دمشق فولاه ططر نِيَابَة حماة ثمَّ نَقله بعد سلطنته إِلَى طرابلس ثمَّ قرر أَيَّام ابْنه الصَّالح فِي نِيَابَة حلب وَسَار لقِتَال نائبها قبله وَهُوَ تغرى بردي من قصروه لعصيانه، ثمَّ نقل فِي أَيَّام الاشرف إِلَى نِيَابَة دمشق بعد موت تاني بك ميق الْآتِي بعده ثمَّ بلغ السُّلْطَان عَنهُ شَيْء فَكتب إِلَى الْحَاجِب بالركوب عَلَيْهِ فَرَكبُوا وقاتلوه فانكسروا مِنْهُ وَدخل إِلَى دَار الْعدْل مظْهرا الاحسان والمخامرة على السُّلْطَان فَجهز لَهُ سودون من عبد الرَّحْمَن فِي عَسْكَر فَلَمَّا بلغه خرج إِلَيْهِم فانكسروا مِنْهُ مَعَ تغيب خُيُول من مَعَه، وَسَار فِي أَثَرهم إِلَى أَن جَازَ بَاب الْجَابِيَة فَسَقَطت رجل فرسه فِي حُفْرَة من الْقَنَاة فَوَقع فأمسكوه فَأمر بقتْله فَقتل بِدِمَشْق بقلعتها فِي ربيع الاول سنة سبع وَعشْرين، وَكَانَ كثير الْحيَاء والشجاعة والشفقة، وَقد أحسن فِي تِلْكَ السّنة إِلَى الْحَاج لما رجعُوا فانهم لقوا مشقة عَظِيمَة بتراكم الرِّيَاح بحوران فَخرج إِلَيْهِم بِنَفسِهِ وَمَعَهُ أَنْوَاع الزَّاد حَتَّى البغال وَفرق ذَلِك عَلَيْهِم فَانْتَفع الْغَنِيّ وَالْفَقِير وأفرطوا فِي الدُّعَاء لَهُ فَكَانَ عاقبته الشَّهَادَة سامحه الله. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَابْن خطيب الناصرية.
126 - تاني بك الجركسي شاد الشربخاناة. / تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي إمرة الْحَج فِي سنة ثَمَانِي عشرَة، وَقدم فِي أول الَّتِي تَلِيهَا وَهُوَ ضَعِيف فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي صفرها، وَقد شكر النَّاس سيرته. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
127 - تاني بك القصروي. سكنه بِبَاب الْوَزير / أَيْضا مَاتَ قريب الثَّمَانِينَ أَو نَحْوهَا وَيذكر بِخَير
128 - تاني بك ميق العلائي الظَّاهِرِيّ. / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: ولي الحجوبية بالديار المصرية ثمَّ نِيَابَة دمشق، وَكَانَ قد خَافَ من الطَّاعُون فَصَارَ يتنقل يَمِينا وَشمَالًا فَلَمَّا ارْتَفع الطَّاعُون عَاد لدمشق فَمَاتَ فِيهَا بِدُونِ طاعون يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن(3/26)
شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَاسْتقر عوضه فِي نِيَابَة الشَّام تاني بك البجاسي الْمَذْكُور قَرِيبا، وَهُوَ مِمَّن أغفله ابْن خطيب الناصرية، وَسَيَأْتِي فِي تنبك جمَاعَة.
129 - تبل بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ / الْقَائِد من أعيانهم، مَاتَ فِي شَوَّال أَو رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين عَن دون الْخمسين أَو بلغَهَا. ذكره)
الفاسي.
(من اسْمه تغري بردى)
130 - تغرى بردي بن أبي بكر بن قرابغا الناصري الْحَنَفِيّ نزيل الرَّوْضَة وسبط الشنشي. / ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة واشتغل وَأخذ عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الديري وَابْن الْهمام والاقصرائي وَابْن عبيد الله وَسيف الدّين وَغَيرهم كخير الدّين خضر الْمُقِيم بكعب الاحبار وَالِد الْبُرْهَان الْحَنَفِيّ قَالَ إِنَّه أَخذ عَنهُ الْمنطق وَفهم الْفِقْه والعربية والقراءات وَكَانَ يَقُول انه أَخذهَا عَن نور الدّين الديروطي وَابْن عَيَّاش وَأَنه سمع من شَيخنَا وتميز قَلِيلا وأقرأ صغَار المبتدئين وتنزل فِي بعض الْجِهَات، وَكَانَ مجاورا فِي سنة سِتّ وَخمسين بِمَكَّة فَسمع بِقِرَاءَتِي على أبي الْفَتْح المراغي ثمَّ سمع بِالْقَاهِرَةِ على أم شَيْخه سيف الدّين وَغَيرهَا وَكَذَا جاور بعد سنة احدى وَسبعين. مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة خمس وَتِسْعين عَن نَحْو السّبْعين، وَكَانَ خيرا فَاضلا أَقرَأ وَأفَاد.
131 - تغرى بردي من قصروه / نَائِب حلب. مَاتَ سنة ثَمَان عشرَة قَالَه ابْن عزم.
132 - تغرى بردي سيف الدّين الظَّاهِرِيّ برقوق البشبغاوي / نَائِب حلب ثمَّ دمشق وَكَانَت ولَايَته لَهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث عشرَة وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة، وَكَانَ كثير الْحيَاء والسكون حَلِيمًا عَاقِلا، ذكره ابْن خطيب الناصرية مطولا والمقريزي فِي عقوده.
133 - تغرى بردي الرُّومِي البكلمشي وَيعرف لأذاه بالمؤذي، / كَانَ فِي أَيَّام أستاذه بكلمش من جملَة المماليك ثمَّ ترقى حَتَّى صَار من جملَة العشرات فِي الدولة الناصرية فرج ثمَّ أخرج الْمُؤَيد قبل سلطنته أقطاعه وَأَعَادَهُ بعد أَن تسلطن بِمدَّة، وَأقَام خاملا إِلَى بعد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ فأنعم عَلَيْهِ الاشرف بامرة طبلخاناه بعد أَن عمله قبل من رُءُوس النوب ثمَّ صَار رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ أحد المقدمين ثمَّ حَاجِب الْحجاب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بعد انْتِقَال سودون السودوني لامرة مجْلِس، وَلم يلبث أَن صَار دوادارا كَبِيرا بعد نفي اركماس فَعظم أمره جدا وَقصد فِي الْمُهِمَّات ونالته السَّعَادَة، وَعمر مدرسة حَسَنَة فِي طرف سوق الاساكفة(3/27)
بالشارع قَرِيبا من صليبة جَامع ابْن طولون وَجعل فِيهَا خطْبَة ومدرسا وشيخا وصوفية ووقف عَلَيْهَا أوقافا كَثِيرَة غالبها كَمَا قَالَ شَيخنَا مغتصب وَقرر فِي مشيختها الْعَلَاء القلقشندي وَكَانَ قد اخْتصَّ بِهِ وقتا وَأول مَا أُقِيمَت الْجُمُعَة بهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين، وَكَانَ كَمَا قيل عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ قَاصِدا فِيهَا)
خلاص الْحُقُوق لَا تلفته عَن ذَلِك رِسَالَة وَلَا غَيرهَا وَيكْتب الْخط الَّذِي يُقَارب الْمَنْسُوب ويتفقه وَيسْأل الْفُقَهَاء ويذاكر بأَشْيَاء من التواريخ ويعف عَن القاذورات مَعَ سبه وفحش لَفظه وَعدم بشاشته، مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين بعد مرض طَوِيل وَصلى عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وشهده السُّلْطَان والقضاة. قَالَ شَيخنَا وسر أَكثر النَّاس بِمَوْتِهِ لنقل وطأته عَلَيْهِم قَالَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين، وَأما الْعَيْنِيّ فَقَالَ انه كَانَ يقْرَأ وَيكْتب خطا جيدا وَعِنْده ذوق من الْكَلَام وتحرير فِي الْأَحْكَام وَلم يكن جبارا وَلَا عسوفا.
134 - تغرى بردي السيفي خازندار / أَمِير سلَاح الظَّاهِرِيّ. اخْتصَّ بتمرار العزيزي وقتا، وَقَرَأَ على شَيخنَا بُلُوغ المرام تأليفه وَحضر مجالسه ومجالس غَيره من الْعلمَاء. رمات فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسبعين، وَكَانَ عَاقِلا خيرا مسيكا، وَهُوَ آخر من عَلمته قَرَأَ على شَيخنَا من أَبنَاء جنسه رَحمَه الله.
135 - تغرى بردي الظَّاهِرِيّ وَيعرف بسيدي صَغِير. / مَاتَ قَتِيلا فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سَابِع شَوَّال سنة سِتّ عشرَة. قَالَه الْعَيْنِيّ وَهُوَ أَخُو قرقماس الْآتِي مَعَ ذكر لهَذَا فِيهِ، وَكَانَ هَذَا أعظم من ذَاك فِي الشجَاعَة وَالْكَرم وهما مَعًا ابْنا أخي دمرداش المحمدي الْمَاضِي. تغرى بردي الصَّغِير ابْن أخي دمرداش. هُوَ الَّذِي قبله.
136 - تغرى بردي ططر الظَّاهِرِيّ جقمق / وَتقدم ثمَّ اسْتَقر فِي حجوبية الْحجاب وسافر فِي عدَّة تجاريد وَحج أَمِير الْمحمل فِي بعض السنين، وَمَات فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين على فرَاشه بحلب قبل توجههم لِلْقِتَالِ، وَبَلغنِي أَنه لما برز بِدُونِ تطلب وَانْفَرَدَ عَن الْأُمَرَاء بذلك دَعَا عَلَيْهِ السُّلْطَان.
137 - تغرى بردي الظَّاهِرِيّ القلاوي /. كَانَ من جملَة المماليك الظَّاهِرِيَّة الجقمقية أَيَّام امرته فَكَانَ يُرْسِلهُ إِلَى اقطاعه قلا بِالْوَجْهِ القبلي كثيرا فَلِذَا اشْتهر بِالنِّسْبَةِ اليها وَلما تسلطن أستاذه ولاه كشف الْخَيْرِيَّة ثمَّ نَقله لعدة ولايات آخرهَا الْوزر فِي آخر دولته عوضا عَن أَمِين الدّين بن الهيصم فَأَقَامَ فِيهِ أشهرا ثمَّ عزل بالأمين فِي الدولة المنصورية وأعيد لكشف اقليم البهنساوية بِالْوَجْهِ القبلي، وَوَقعت لَهُ أُمُور مَعَ الاشرف اينال وَأخذ مِنْهُ جملَة مستكثرة ثمَّ ولاه البهنسية ثَانِيًا فَلَمَّا خرج(3/28)
اليها نَدم السُّلْطَان على ذَلِك وَأرْسل إِلَيْهِ سونجبغا رَأس نوبَة فَتَلقاهُ صَاحب التَّرْجَمَة بِالْقربِ من قمن مَعَ علمه بِسَبَب مَجِيئه وأذعن بِالطَّاعَةِ وَتقدم وَسلم عَلَيْهِ فَلَمَّا حاذاه)
قبض عَلَيْهِ سونجبعا وأسلمه بِسَبَب مَجِيئه وَأَنه مَأْمُور بِوَضْعِهِ فِي الْحَدِيد فَقَالَ الطائع لَا يحْتَاج لهَذَا فَقَالَ لَهُ لشَيْء كَانَ عِنْده مِنْهُ قَدِيما لَا بُد من هَذَا فَنَادَى تغرى بردي رفقته فحطموا عَلَيْهِ وهم كثير بِالنِّسْبَةِ لمن مَعَ الآخر وَوَقع الْقِتَال فأصيب سونجبعا بِسَهْم فِي رقبته فَسقط عَن فرسه إِلَى الارض مغشيا عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق وَتكلم بِكَلِمَة وَاحِدَة ثمَّ قضى فَلَمَّا رأى ذَلِك رفقته برز بَعضهم وَضرب تغرى بردي بِالسَّيْفِ فطارت يَده ثمَّ مَاتَ وَاسْتمرّ الْقِتَال بَين الْفَرِيقَيْنِ إِلَى أَن انهزم أعوان سونجبعا وَأَخذهم وَلَده وَعَاد بهم إِلَى الْقَاهِرَة، كل ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين ووصلت رمة هَذَا إِلَى الْقَاهِرَة فدفنت بالقرافة وَاسْتقر بعده فِي البهنساوية قراجا الْعمريّ.
138 - تغرى بردي الكمشبغاوي الرُّومِي وَالِد الْجمال يُوسُف المؤرخ. / بَالغ ابْنه فِي تَعْظِيمه وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ جميل الصُّورَة رقاه الظَّاهِر برقوق حَتَّى صيره مقدما فِي منتصف رَمَضَان سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ ولي نِيَابَة حلب فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَتِسْعين فَسَار فِيهَا سيرة حَسَنَة وَأَنْشَأَ بهَا جَامعا كَانَ ابْن طولون ابْتَدَأَ فِي تأسيسه ووقف عَلَيْهِ قَرْيَة من عمل سرمين وَنصف السُّوق الَّذِي كَانَ لَهُ بحلب وَقرر فِي الْجَامِع مدرسين شَافِعِيّ وحنفي ثمَّ صرف عَنْهَا بأرغون شاه وَطلب إِلَى مصر فَأعْطى تقدمة، وَكَانَ مِمَّن توجه إِلَى الشَّام مَعَ ايتمش فنفي إِلَى الْقُدس ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام ثمَّ صرف ففر إِلَى دمرداش بحلب ثمَّ فَارقه وَتوجه فِي الْبَحْر إِلَى مصر فقربه النَّاصِر وَأَعْطَاهُ تقدمة ثمَّ اسْتَقر سنة ثَلَاث عشرَة أتابك العساكر ثمَّ فِي أواخرها نَائِب دمشق فَلم يلبث أَن مرض فِي أَوَاخِر الَّتِي تَلِيهَا. وَمَات فِي الاسبوع الَّذِي دخل فِيهِ النَّاصِر مُنْهَزِمًا وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة خمس عشرَة. قَالَ ابْن خطيب الناصرية: كَانَ عِنْده عقل وحياء وَسُكُون، وَقَالَ أَيْضا انه كَانَ كثير الْحيَاء والسكون حَلِيمًا عَاقِلا مشارا إِلَيْهِ بالتعظيم فِي الدولة. وَقَالَ شَيخنَا عقب ذَلِك انه كَانَ جميلا حسن الصُّورَة قَالَ وَكَانَ يلهو لَكِن فِي ستْرَة وحشمة وافضال وَالله يسمح لَهُ.
139 - تغرى بردي المحمودي الناصري. / تنقل فِي الخدم إِلَى أَن تقدم وَقرر رَأس نوبَة النوب ثمَّ حبس بعد أَن كَانَ رَأس الَّذين غزوا الفرنج بقبرس ثمَّ أفرج عَنهُ وَقرر أَمِيرا بِدِمَشْق بل أتابكها، وَمَات فِي قتال قرايلوك فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
140 - تغرى بردي المؤيدي، / عمل رَأس نوبَة النوب وَله ذكر فِي زَوجته(3/29)
فَاطِمَة ابْنة قانباي فانه)
خَلفه عَلَيْهَا جرباش.
141 - تغرى بردي من يلباي الظَّاهِرِيّ القادري الْحَنَفِيّ الخازنداري بل الاستادار. / ولد تَقْرِيبًا قبيل الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة واشتغل بِالْعلمِ على غير وَاحِد من الْفُضَلَاء كَأبي الْفضل الْمحلى وَالسَّيِّد الوفابي وَعبد الرَّزَّاق، وَكَانَ يتحفظ الْقُرْآن حَتَّى بعد ترقيه باللوح مَعَ نور الدّين البوصيري وَصَحب الاشراف القادرية وخدمهم وأمثالهم وَتزَوج مِنْهُم وَاحِدَة بعد أُخْرَى، بل سمع الْكثير على جمَاعَة من متأخري المسندين مَعَ الْوَلَد وَنَحْوه وكتبت لَهُ ذَلِك فِي كراريس وَكنت مِمَّن لازمني، وَحضر دروس الْأمين الأقصرائي واختص بامام الكاملية وَنَحْوه فَلَمَّا اسْتَقر يشبك من مهْدي فِي الدوادارية وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة أسن مِنْهُ بل هُوَ أغاته قدمه لخازنداريته وَصَارَ الْمُتَوَلِي لعمائره وَكثير من جهاته، وَلَا زَالَ فِي ترق زَائِد من ذَلِك بِحَيْثُ لم يشذ عَنهُ من الْأَمَاكِن المنسوبة لمخدومه إِلَّا النزر الْيَسِير وشكر الْعمَّال وَنَحْوهم صَنِيعه مَعَهم فِي المصروف وَنَحْوه وَبكوا من سَالم فِي عمائر الاتابك وَجَرت على يَدَيْهِ من مبرات مخدومه أَشْيَاء جزيلة وَرُبمَا كَانَ هُوَ الْمحرم لَهُ فِي ابتدائها، وجدد أَشْيَاء أَو كملها من الْمَسَاجِد والجوامع كجامع الخشابين وَالْمَسْجِد المقارب لَهُ والمقابل لدرب الركراكي من المقس وجامع بالكبش وَهُوَ خَاصَّة باسم السُّلْطَان وزاوية الشَّيْخ شرف الدّين بالحسينية والمشهد النفيسي ومشهد غَانِم بسويقة اللَّبن، وَلم ينْهض أحد بِمَا نَهَضَ لَهُ من ذَلِك كُله مَعَ تؤدة وعقل وَعدم طيش بل لم يتَحَوَّل عَن طَرِيقَته الأولى فِي التَّوَاضُع والتأدب غَالِبا، وَتكلم عَنهُ فِي سعيد السُّعَدَاء والبيبرسية والصالح وَحمد فِي هَذَا كُله، وَلما مَاتَ الدوادار أضيف إِلَيْهِ التَّكَلُّم فِي الأستادارية مَعَ مبالغته فِي التنصل والاستعفاء وَعدم إجَابَته فساس الْأُمُور وَسمعت غير وَاحِد يشكرون مُبَاشَرَته وَأَن لَهُ مزِيد نظر فِي عمَارَة الْجِهَات وَرُبمَا نَدبه السُّلْطَان لعمارة بعض الْأَمَاكِن كالمطهرة لجامع الْأَزْهَر وَجَاءَت بهجة وكجامع سُلْطَان شاه وَكَذَا اسْتَقل بالتكلم فِيمَا كَانَ يَنُوب عَن مخدومه فِيهِ كسعيد السُّعَدَاء بِطَلَب كثير من الْمُسْتَحقّين لذَلِك وَعمر جلّ أوقاف سعيد السُّعَدَاء كالحمام وجدد لَهَا أَشْيَاء بل وَعمر الْمدرسَة وَغير كثيرا من معالمها وَكَذَا عمر مطهرتها وَغير بَابهَا وَصَارَ بهجا وَلم يعْدم من مُتَكَلم فِيهِ بِسَبَبِهِ سِيمَا حِين تعطلت النَّفَقَة من أجل ذَلِك غَالِبا عَلَيْهِم وَرُبمَا شوفه بالمكروه، وَيُقَال إِنَّه وجد دَفِينا قَدِيما وانه أَخذ مِنْهُ وأضيف إِلَيْهِ بِأخرَة التَّكَلُّم فِي القرافتين بعد صرف القَاضِي الزيني زَكَرِيَّا عَنْهُمَا، وابتنى لأخي زين)
العابدين القادري بِالْقربِ من زَاوِيَة سكنهم بِبَاب القرافة أمكنة(3/30)
هائلة بل ابتنى فِي نفس الزاوية رواقا وَغَيره وَتكلم فِي جِهَات أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل عز الدّين صَاحبه من بِلَاد وَغَيرهَا حَتَّى المشهد النفيسي بسؤال مِنْهُ لَهُ وَأذن السُّلْطَان فِيهِ فَفرض لَهُ فِي كل يَوْم من متحصلها أَرْبَعَة دَنَانِير وَالْبَاقِي يرصد لوفاء الدُّيُون وَنَدم الْعِزّ لما نَشأ عَنهُ من التَّضْيِيق عَلَيْهِ وَلَكِن استحكم الامر، وَكَذَا لَهُ فِي جَامع الغمري والكاملية الْيَد الْبَيْضَاء، وتزاحم كثير من مجاوري جَامع الازهر وَنَحْوهم على بَابه، وَنزل كثيرا من مستحقيهم فِيمَا يشغر تَحت نظره من التصوفات وَنَحْوهَا، وَمِمَّنْ قَرَّرَهُ الزين جَعْفَر الْمقري بل بَلغنِي انه قرر كَمَال الدّين الطَّوِيل فِي مشيخة البيبرسية بعد الْجلَال الْبكْرِيّ وَلكنه لم يتم، وَعقد عِنْده مَجْلِسا للْحَدِيث فِي كل لَيْلَة فهرع كَثِيرُونَ إِلَيْهِ وَقُرِئَ فِيهِ من الْكتب الْكِبَار وَشبههَا كدلائل النُّبُوَّة والمعجم الْكَبِير للطبراني مَا يفوق الْوَصْف وَلَكِن لَا أَهْلِيَّة فِي الْقَارِي وَلَا فِي أَكثر الْحَاضِرين وانتفع كثير مِنْهُم بملازمته كالزين خلد الْوَقَّاد حَيْثُ اسْتَقر بِهِ فِي مَسْجِد خَان الخليلي الَّذِي أنشأه للدوادار وَفِي غَيره من الْجِهَات وانتعش هُوَ والقاري وَغَيرهمَا وَكَثِيرًا مَا يتفقد المنقطعين من الْعلمَاء وَنَحْوهم كالبدر حسن الاعرج وَعُثْمَان الديمي، بل قل أَن يَمُوت عَالم أَو فَقِيه أَو صَالح أَو فَاضل إِلَّا ويبادر للوقوف على غسله بل وَرُبمَا يساعد فِي تَجْهِيزه كالأمشاطي وَابْن سولة وَابْن قَاسم وجعفر وَابْن الشَّيْخ يُوسُف الصفي وَلذَا كَانَ كثير مِنْهُم يسند رصيته إِلَيْهِ كَابْن قَاسم وَأمره فِي هَذَا مشَاهد وخيره إِن شَاءَ الله متزايد وَلَا زَالَ فِي كدر وضرر ومرافعات ومدافعات إِلَى أَن تغيب بعد أَن مل وتعب، وَيُقَال إِنَّه توجه لضريح الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَلم يثبت ذَلِك عِنْدِي فرج الله ضائقته.
تغرى برمش بن أَحْمد البهستي / نَائِب حلب، يَأْتِي قَرِيبا فِي تغرى ورمش.
تغرى برمش بن عبد الله التركماني. / فِي الَّذِي بعده.
142 - تغرى برمش بن يُوسُف بن الْمُحب أَبَا اغلى، / وَرَأَيْت من كتبه عَليّ بن عبد الله الزين أَبُو المحاسن التركماني الاقحالي القاهري الْحَنَفِيّ. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه قدم الْقَاهِرَة شَابًّا وَقَرَأَ على الْجلَال التباني وَغَيره وداخل الامراء الظَّاهِرِيَّة وَصَارَت لَهُ عصبَة، وَكَانَ يتعصب للحنفية مَعَ محبته لأهل الحَدِيث والتنويه بهم وتعصبه لأهل السّنة وإكثاره الْحَط على ابْن الْعَرَبِيّ وَنَحْوه من متصوفي الفلاسفة ومبالغته فِي ذَلِك بِحَيْثُ صَار يحرق مَا يقدر عَلَيْهِ من كتبه بل ربط مرّة)
كتاب الفصوص فِي ذَنْب كلب وَصَارَت لَهُ بذلك سوق نافقة عِنْد كثيرين وَقَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من أضداده(3/31)
فَمَا بالي بهم مَعَ انه لم يكن بالماهر فِي الْعلم، وَلما تسلطن الْمُؤَيد عرفه فقربه وأكرمه واستأذنه فِي الْحَج والمجاورة بعد أَن قرب مِنْهُ بعض تلامذته فسافر إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا من سنة سبع عشرَة إِلَى أَن مَاتَ. وَصَارَ التلميذ الْمشَار إِلَيْهِ ينْفق سوقه بِهِ وَيحصل لَهُ الْأَمْوَال ويرسلها لَهُ فتزايد جاهه وَكتب لَهُ توقيع بتغيير الْمُنْكَرَات فَأَبْغضُوهُ ورموه بالمعائب حَتَّى قَالَ فِيهِ شعْبَان الآثاري من أَبْيَات: مبارك ابرك فِيهِ مَا ترى وَذكره فِي مُعْجَمه فَسمى وَالِده عبد الله وَقَالَ إِنَّه كَانَ متعبدا تخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ قَائِما فِي هدم الْبدع الاعتقادية كثير العصبية للسّنة مَعَ محبته للحنفية، وَكَانَ الْمُؤَيد يعظمه، وَحج فِي ولَايَته فجاور بِمَكَّة إِلَى أَن مَاتَ. وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت كَلَامه وفوائده، وَكَانَ أعداؤه يقعون فِيهِ كثيرا ويتهمونه بِأَمْر فظيع، وَذكره الفاسي فِي تَارِيخ مَكَّة وَقَالَ إِنَّه ذكر انه عَنى فِي بِلَاده بِالْعلمِ ثمَّ أَتَى وَهُوَ شَاب الْقَاهِرَة وعنى فِيهَا أَيْضا بفنون من الْعلم وَأخذ بهَا عَن جمَاعَة أكَابِر كالجلال التباني، قَالَ وَكَانَ يستحضر فِيمَا يذكرهُ من الْمسَائِل أَو تجْرِي عِنْده أَلْفَاظ بعض المختصرات فِي ذَلِك وَلكنه كَانَ قَلِيل البصارة والذكاء وَكَانَ يستحضر كثيرا من الْكَلِمَات الْمُنْكَرَات الْوَاقِعَة فِي كَلَام ابْن عَرَبِيّ وَغَيره من الصُّوفِيَّة وَذكر مَا أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا وَأَنه كَانَ قد سَأَلَ عَنهُ وَعَن كتبه البُلْقِينِيّ وَغَيره من أَعْيَان عُلَمَاء الْمذَاهب الْأَرْبَعَة بِالْقَاهِرَةِ فأفتوه بذم ابْن عَرَبِيّ وَكتبه وَجَوَاز اعدامها فَصَارَ يعلن بذمه وذم أَتْبَاعه وَكتبه وتكرر ذَلِك عصرا بعد عصر، قَالَ وَكَانَ قد صحب جمَاعَة من التّرْك بِمصْر واستفاد بصحبتهم جاها وتعظيما عِنْد أَعْيَان النَّاس بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا فِي دولة الظَّاهِر ثمَّ وَلَده ثمَّ الْمُؤَيد مَعَ أَن جلّ أَيَّامه كَانَ بِمَكَّة وَلذَا كَانَ يصل لأهل الْحَرَمَيْنِ على يَدَيْهِ مِنْهُ بر كثير وَكتب لَهُ مرسوما بانكار الْمُنْكَرَات الْمجمع عَلَيْهَا وَأمر الْحُكَّام بمعونته فِي ذَلِك ونالته الألسن كثيرا بِسَبَب ذَلِك لعدم دربته فِي صرف المبرات ومبالغته فِي الْمُنْكَرَات بل رُبمَا أوقع بِهِ الْفِعْل بعض الْعَوام وَكَانَ الظفر لَهُ وانتفع بِصُحْبَتِهِ أنَاس من أهل الْحَرَمَيْنِ، وَذكر من وقائعه أَشْيَاء أَكْثَرهَا مِمَّا يستحسن وأرخ وَفَاته لَيْلَة الْأَرْبَعَاء مستهل الْمحرم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَنه دفن فِي صبيحتها بالمعلاة وَحمل اليها فِيمَا يحمل فِيهِ الطرحي وَلم يشيعه الا الْقَلِيل وَأَنه كَانَ جاور بِمَكَّة قَرِيبا من سنة عشر)
وَثَمَانمِائَة وَكَانَ حِينَئِذٍ خامل الذّكر كثير التقشف وَالْعِبَادَة وأشعر كَلَامه بِأَنَّهُ كَانَ اذ ذَاك يقْرَأ على الشَّمْس مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ المعيد امام الْحَنَفِيَّة قَالَ شَيخنَا وَقد تَرْجمهُ المقريزي يَعْنِي فِي عقوده وَغَيرهَا فَبَالغ فِي ذمه فَقَالَ رَضِي من(3/32)
دينه وأمانته بالحط على ابْن عَرَبِيّ مَعَ عدم مَعْرفَته بمقالته، وَكَانَ قد اشْتغل فَمَا بلغ وَلَا كَاد لبعد فهمه وقصوره ويتعاظم مَعَ دناءته ويتمصلح مَعَ رذالته حَتَّى انْكَشَفَ للنَّاس ستره وَانْطَلَقت الألسن بذمه بالداء العضال مَعَ عدم مداراته وَشدَّة انتقامه مِمَّن يُعَارضهُ فِي أغراضه وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ وَكَذَا ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه وان السُّلْطَان الْمُؤَيد رتبه مدرسا بالجامع الَّذِي بناه بالقلعة وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الجراكسة وَأَنه سمع من الْجلَال الخجندي شرح مَعَاني الْآثَار للطحاوي أنابه عفيف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف المطري أنابه التقي عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَلِيّ اليلداني عَن الْحَافِظ الضياء وَأبي الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَليّ الْقُرْطُبِيّ وَعبد الله بن بَرَكَات بن ابراهيم الخشوعي وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي ابْن يُوسُف الْمَقْدِسِي قَالُوا أنابه الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ بِسَنَدِهِ. قلت وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ هَذَا الْكتاب أَو جله الْأمين الاقصرائي وَابْن أُخْته الْمُحب ووقف مِنْهُ نسختين مَعَ كثير من كتب الحَدِيث وَغَيرهَا، وَسمي جده فِيهَا بالمحب أَبَا أغْلى كَمَا صدرت بِهِ تَرْجَمته فَمن سَمَّاهُ عليا فقد وهم.
143 - تغرى برمش سيف الدّين الجلالي الناصري ثمَّ المؤيدي الْحَنَفِيّ / نَائِب القلعة بِالْقَاهِرَةِ وَيعرف بالفقيه، كَانَ يزْعم أَن أَبَاهُ كَانَ مُسلما وَأَن بعض التُّجَّار اشْتَرَاهُ مِمَّن سَرقه فابتاعه مِنْهُ الخواجا جلال الدّين وَقدم بِهِ حلب فَاشْتَرَاهُ السُّلْطَان وَقدم بِهِ الْقَاهِرَة فقدمه لِأَخِيهِ جاركس المصارع فَلَمَّا أحيط بِهِ صَار للناصر فَأَقَامَ بالطبقة إِلَى أَن ملك الْمُؤَيد فَأعْتقهُ وَحِينَئِذٍ ادعاد وَاشْتَرَاهُ الْمُؤَيد مِنْهُ ثمَّ صَار بعد موت الْمُؤَيد خاصكيا فَلَمَّا اسْتَقر الاشرف أخرجه عَنْهَا مُدَّة ثمَّ أَعَادَهُ وَاسْتمرّ إِلَى أَن اسْتَقر الظَّاهِر فرام أَن يتأمر وكلم السُّلْطَان فِي ذَلِك بِمَا فِيهِ خشونة فَأمر بنفيه إِلَى قوص فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ شفع فِيهِ عِنْده فَأحْضرهُ وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة وَقَررهُ نَائِب القلعة فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين بعد موت ممجق النوروزي وقربه وَأَدْنَاهُ واختص بِهِ إِلَى الْغَايَة، وَصَارَت لَهُ كلمة وَحُرْمَة لكنه لم يحسن عشرَة من هُوَ أقرب إِلَيْهِ مِنْهُ وَأطلق لِسَانه فِيمَا لَا دخل لَهُ فِيهِ من أُمُور المملكة بِحَيْثُ كَانَ ذَلِك سَببا لارساله للروم فِي بعض الْمُهِمَّات ثمَّ عَاد فَمشى على حَالَته تِلْكَ فعين أَيْضا لغزو رودس فسافر ثمَّ عَاد فَلم يُغير طَرِيقَته فَأمر بنفيه إِلَى)
الْقُدس فَتوجه إِلَيْهِ وَأقَام بِهِ بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَقد زَاد على الْخمسين وَكَانَ قد اعتنى بِالْحَدِيثِ وَطَلَبه وقتاء، وَأخذ عَن شَيخنَا بقرَاءَته الْكِفَايَة للخطيب وَغَيرهَا ولازمه، وَعَن الكلوتاتي وناصر الدّين الفاقوسي وَالشَّمْس بن(3/33)
الْمصْرِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ سنَن ابْن مَاجَه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ والزين الزَّرْكَشِيّ وَطَائِفَة وَلَقي بِالشَّام ابْن نَاصِر الدّين وبحلب الْبُرْهَان الْحلَبِي، وَوَصفه شَيخنَا بصاحبنا الْمُحدث الْفَاضِل، وَسَأَلَ هُوَ شَيخنَا هَل رَأَيْت مثل نَفسك فَقَالَ قَالَ الله فَلَا تزكوا أَنفسكُم وقرأت بِخَطِّهِ على تَعْلِيق التَّعْلِيق لَهُ مناما رَآهُ لشَيْخِنَا أثبت مِنْهُ الْأَلْفَاظ الَّتِي وصف بهَا فِي حكايته شَيخنَا فِي كتابي الْجَوَاهِر، وبسفارته أحضر ابْن نَاظر الصاحبة وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس من الشَّام إِلَى مصر فأسمعوا بالقلعة وَغَيرهَا وبصحبته انْتفع التقي القلقشندي وَلَا زَالَ بشيخنا حَتَّى لقبه بِالْحَافِظِ وخاشن أَخَاهُ الْعَلَاء بِسَبَبِهِ وَلذَا كَانَ التقي يطريه بِحَيْثُ سمعته يَقُول انه لَا يشذ عَنهُ من التَّهْذِيب لَفْظَة وَكَذَا لما رَجَعَ من الشَّام أخبر شَيخنَا بِأَنَّهُ لم ير فِي طلبة ابْن نَاصِر الدّين أنبه من قطب الدّين الخيضري لقُرْبه من الطّلب دونهم وانتفع القطب حِين حُضُوره الْقَاهِرَة بذلك، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فَاضلا ذَاكِرًا لجملة من الرِّجَال والتاريخ وَأَيَّام النَّاس مشاركا فِي الْأَدَب وَغَيره، حسن المحاضرة حُلْو المذاكرة جيد الْخط فصيحا عَارِفًا بفنون الفروسية محبا فِي الحَدِيث وَأَهله مستكثرا من كتبه فَردا فِي أَبنَاء جنسه مَعَ زهو وَإِعْجَاب وتعاظم، وَرُبمَا كَانَ يَقُول إِن الْأَمر، وَرُبمَا كَانَ يَقُول إِن الْأَمر يصير إِلَيْهِ ويترجى تَأَخره عَن وَفَاة شَيخنَا وَيَقُول إِنَّمَا تكْثر ديوني بعد مَوته إِشَارَة إِلَى انه هُوَ الَّذِي يَأْخُذ كتبه ويأبى الله الا مَا أَرَادَ وَقد رَأَيْته بِمَجْلِس شَيخنَا وَسمعت من كَلَامه وفوائده وكتبت من نظمه:
(خُذ الْقُرْآن والْآثَار حَقًا ... وتوقيفا واجماعا بَيَانا)
(دع التَّقْلِيد بِالنَّصِّ الصَّرِيح ... وَلَا تسمع قِيَاسا أَو فلَانا)
وَغير ذَلِك، وَبَلغنِي أَن لَهُ قصيدة باللغة التركية عَارض بهَا بعض شعر الرّوم يعجز عَنْهَا فِيمَا قيل الفحول مَا وقفت عَلَيْهَا عَفا الله عَنهُ.
144 - تغرى برمش السيفي قراقجا الحسني، / أَصله من سبي قبرس سنة سبع وَعشْرين وَملكه قراقجا الْمَذْكُور فَأعْتقهُ ورقاه حَتَّى جعله دواداره ثمَّ صَار بعده خاصكيا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر خشقدم بامرة عشرَة وَجعله من رُؤْس النوب لأياد كَانَت لَهُ عِنْده ودام إِلَى أَن مَاتَ بالفالج فِي)
ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَقد قَارب السِّتين وَدفن من الْغَد وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ.
145 - تغرى برمش اليشبكي يشبك من ازدمر الزردكاش، / ترقى بعد أستاذه حَتَّى صَار زردكاشا صَغِيرا فِي الْأَيَّام الأشرفية ثمَّ ولي الزردكاشية الْكُبْرَى، وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة ثمَّ جعله الظَّاهِر مَعَ الزردكاشية من جملَة الطبلخاناه، وسافر(3/34)
فِي الْغَزَوَات فِي عدَّة دوَل وَكَذَا تَأمر على الْحَاج غير مرّة، وَله مآثر كالجامع بساحل بولاق وعدة أَمْلَاك. وَكَانَ ضخما مثريا مَعَ الْبُخْل.
مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة أَربع وَخمسين وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ.
146 - تغرى برمش أستادار شيخ، / خامر عَلَيْهِ إِلَى النَّاصِر فولاه الاستادارية بِالشَّام فَبَالغ فِي العسف فَسَلَّطَهُ الله عَلَيْهِ فصادره وعاقبه حَتَّى مَاتَ فِي سنة ثَلَاث عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
تغرى برمش / نَائِب حلب. هُوَ الَّذِي بعده.
147 - تغرى ورمش بن أَحْمد واسْمه حُسَيْن وَكَانَ أَبوهُ يدعى بِابْن الْمصْرِيّ، من بهستا / أحد أجنادها قبل الْفِتْنَة التمرية، وَكَانَ لَهُ ملك بهَا فخربت أملاكه فِي الْفِتْنَة وافتقر وتحول بأولاده كَهَذا فخدم بعض الامراء واتصل بالامير طوخ وَحضر مَعَه إِلَى حلب وَهُوَ دواداره. وَذَلِكَ فِي سنة خمس عشرَة فَلَمَّا قتل طوخ خدم جقمق دوادار الْمُؤَيد وَعمل دواداره وَاسْتقر بِهِ فِيهَا حِين صَار نَائِب دمشق فَلَمَّا أمسك جقمق برسباي الَّذِي صَار بعد سُلْطَانا واعتقله خدمه صَاحب التَّرْجَمَة وَأحسن إِلَيْهِ فراعى لَهُ ذَلِك حِين استقراره فِي المملكة وَأمره بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رقاه حَتَّى صَار أحد المقدمين ثمَّ أَمِير آخور وَلَا زَالَ حَتَّى ولاه نِيَابَة حلب فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ ثمَّ شقّ الْعَصَا فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق، وَآل أمره إِلَى أَن قتل فِي يَوْم الاحد سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة إثنتين وَأَرْبَعين، طول ابْن خطيب الناصرية بوقائعه ويليه المقريزي، وأحال شَيخنَا فِي الوفيات على الْحَوَادِث.
تَقِيّ بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد الكازروني. / يَأْتِي فِي مُحَمَّد.
148 - تَقِيّ بن مُحَمَّد بن تَقِيّ الفخري السنجاري الْمدنِي. / سمع على النُّور الْمحلى سبط الزبير بعض الِاكْتِفَاء للكلاعي.
149 - تمراز البكتمري / وَوَجَدته فِي مَوضِع الابو بكري المؤيدي المصارع، تنقل فِي الخدم وَصَارَ فِي الْأَيَّام العزيزية من جملَة الدوادارية ثمَّ أمره الظَّاهِر عشرَة وأرسله إِلَى الْقُدس نَائِبا مرّة بعد)
أُخْرَى ونفاه فِي الْمرة الاولى إِلَى الشَّام وَأخرج أقطاعه فِي الثَّانِيَة وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا وقتا وَعَمله شادا لبندر جدة غير مرّة وَآخِرهَا أَخذ مَا اجْتمع فِيهَا من المَال وفر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ مَا حكيته فِي حوادث التبر المسبوك وَأَنه قتل فِي المعركة بَين الحديدة وَبَيت الْفَقِيه ابْن حشيبر من الْيمن فِي خَامِس عشري رَمَضَان من الَّتِي تَلِيهَا وَأرْسل السُّلْطَان مِثْقَالا الحبشي لصَاحب الْيمن بهدية وَأرْسل إِلَيْهِ بِجَمِيعِ موجوده، وَكَانَ أشقر ضخما إِلَى(3/35)
الطول أقرب رَأْسا فِي الصراع مَعَ شجاعة وإقدام وحدة وبطش وخفة وَسُوء خلق.
150 - تمراز الاينالي الاشرفي برسباي وَيعرف بالزردكاش، / وتأمر عشْرين ثمَّ اسْتَقر دوادارا ثَانِيًا فِي أَيَّام الاشرف إينال.
151 - تمراز الجركسي الاينالي الأشرفي. / جلبه إينال المحمودي فَاشْتَرَاهُ الْمُؤَيد شيخ ثمَّ انْتقل للأشرف برسباي فَأعْتقهُ وَعَمله زردكاشا، ثمَّ صَار من حزب الظَّاهِر جقمق إِلَى أَن أبعده إِلَى الْبِلَاد الشامية وقاسى محنا نشأت عَن سوء طباعه وَسُرْعَة تغيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر وأنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة بعد موت عليباي الأشرفي بالبذل، ثمَّ أعطَاهُ إينال إمرة طبلخاناه بل وَعَمله دوادارا ثَانِيًا، وَعظم فِي الدولة وَسَاءَتْ سيرته مَعَ الْملك فَمن دونه إِلَى أَن نفي للبلاد الشامية فَلَمَّا مَاتَ وتسلطن ابْنه الْمُؤَيد جَاءَ بِغَيْر إِذْنه فَعظم عَلَيْهِ ورسم بعوده وَلم يلْتَفت لمساعدته وَلَكِن أنعم عَلَيْهِ بتقدمه هُنَاكَ وَمَا كَانَ بأسرع من اغرائه نائبها جانما على الْوُثُوب على السُّلْطَان وَحضر مَعَه إِلَى خانقاه سرياقوس فَلم ينْتج لَهما أَمر بل رجعا وَأعْطى صَاحب التَّرْجَمَة نِيَابَة صفد فَلم يلبث أَن سحب مِنْهَا تلوه إِلَى حسن بك بن قرايلك صَاحب آمد فَلَمَّا قتل جانم أرسل حسن بك يشفع فِي تمراز وأنعم عَلَيْهِ بعد بامرة عشْرين بطرابلس ثمَّ حبس بالمرقب لشكوى مظلوم تعدى بضربه وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمَضْرُوب فعين السُّلْطَان الشارعي أحد نواب الْمَالِكِيَّة للْحكم فِيهِ فَتوجه إِلَيْهِ وَحكم باراقة دَمه فَقتل بالمرقب فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين ثمَّ نقل إِلَى طرابلس فَدفن بهَا وَقد زَاد على السِّتين، وَكَانَ قَبِيح السِّيرَة.
152 - تمراز الشمسي الأشرفي برسباي العزيزي نِسْبَة للعزيز بن الْأَشْرَف / فَهُوَ مُعْتقه أَمِير سلَاح وَابْن أُخْت الْأَشْرَف قايتباي، كَانَ قدومه مَعَ جالبه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَهُوَ قريب المراهقة فدام إِلَى أَن صَار فِي الْأَيَّام الاينالية ساقيا ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ إمرة عشرَة وعظمه وقربه وسَاق الْمحمل فِي أَيَّامه أحد الباشات فَلَمَّا أكره الأتابك جرياش كرد المحمدي على الرّكُوب فِي الْأَيَّام)
الظَّاهِرِيَّة خشقدم وَأَخذه المماليك من تربته وَذَلِكَ فِي أثْنَاء سنة تسع وَسِتِّينَ واجتازوا بِهِ من دَاخل الْبَلَد كَانَ مِمَّن ركب مَعَه فَلَمَّا فر الْمشَار إِلَيْهِ إِلَى القلعة أمسك هَذَا وَتحقّق الظَّاهِر ركُوبه عَلَيْهِ بجراح حصل فِي يَده وجهز لدمياط وَأكْرم فِي تَجْهِيزه لَهَا دون اسكندرية لصهره أبي زَوجته قرقماس الجلب الأشرفي أَمِير سلَاح ودام بهَا متحفظا بالانقطاع ببيته حَتَّى عَن الْجُمُعَة حذرا من غائلة الظَّاهِر خُصُوصا وجرباش كَانَ أَيْضا منفيا بهَا فَلَمَّا انْتهى الْأَمر إِلَى الظَّاهِر تمربغا جئ بِهِ فِي حادي عشري جُمَادَى الأولى سنة(3/36)
اثْنَتَيْنِ وَسبعين هُوَ ودولات باي النجمي بعناية خَاله الاتابك قايتباي فَنزل فِي بَيته تجاه الْمدرسَة السودونية من زَاده بعد أَن كَانَ الْأَمِير أزبك من ططخ الظَّاهِرِيّ تملكه، وسافر الْبَدْر بن الْقطَّان وَمَعَهُ ابْن حسن لدمياط للاشهاد على صَاحب لترجمة وَكَانَ نُزُوله بِهِ فِيمَا قيل باذن من خَاله مَعَ ارسال المكاتيب لَهُ ليعود الامر كَمَا كَانَ وامتناعه من ذَلِك وَاسْتمرّ على ملك الاتابك وَأَعْطَاهُ الظَّاهِر حِينَئِذٍ طبلخاناه ثمَّ لم يلبث أَن تملك خَاله فصيره أحد المقدمين على اقطاع الظَّاهِر الْمُنْفَصِل وجهزه كاشف التُّرَاب بالغربية فدام سِنِين، وسافر فِي تجريدة سوار وَكَانَ هُوَ أجل من رغب سوار للنزول بأمانه وَلذَا اشْتَدَّ غَضَبه هُوَ وَخير بك حَدِيد حِين نقض ذَلِك واستمرت الوحشة بَين الدوادار وَبَينهمَا، ثمَّ اسْتَقر رَأس نوبَة النوب بعد انْتِقَال اينال الاشقر لامرة سلَاح، وَمَاتَتْ زَوجته ملكباي ابْنة قرقماش فِي سنة تسع وَسبعين وجهز الشهَاب البيجوري لِلْحَجِّ عَنْهَا واتصل بعْدهَا بابنة الْمَنْصُور بن الظَّاهِر جقمق وَهِي بكر وَله مِنْهَا ابْنة مَاتَت فِي الطَّاعُون وَولي أَمر الْبحيرَة فنظمها وحمدت سيرته ودان لَهُ أهل تِلْكَ النواحي وَفِي أثْنَاء تكَلمه فِيهَا كَانَ قتل الدوادار يشبك من مهْدي فاستقر بِهِ عوضه بعد سنة فأزيد فِي امرة سلَاح فتزايدت ضخامته وَارْتَفَعت مكانته، وَفِي أثْنَاء ذَلِك مَاتَت زَوجته الْمشَار اليها فَتزَوج فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ ابْنة جانم الاشرف نَائِب الشَّام كَانَ وَهِي بكر أَيْضا واستولدها وَكَذَا تحول لبيت الظَّاهِر تمربغا الْمَعْرُوف بمنجك بعد سفر قجماش لنيابة الشَّام بالاجرة لجريانه فِي أوقافه، فَلَمَّا كَانَ فِي تَاسِع جُمَادَى الاولى سنة تسع وَثَمَانِينَ برزباش التجريدة المجهزة لدفع على دولات أخي سوار وناب عَنهُ فِي الْبحيرَة مَمْلُوكه قراكز فَلَمَّا قبض بَقِيَّة خراج سنة أستاذه وَأَرْدَفَ ذَلِك بِسنة أُخْرَى انْفَصل عَنْهَا بكرتباي الاشرفي قايتباي، وَاسْتمرّ صَاحب التَّرْجَمَة غَائِبا فِي المهم إِلَى أَن أرسل الاتابك اليهم فِي عَسْكَر ثقيل وَصَارَ هُوَ الباش، وَكَانَ مَا حُكيَ فِي الْحَوَادِث ثمَّ كَانَ قدوم العساكر فِي أَوَاخِر ذِي)
الْقعدَة سنة احدى وَتِسْعين وَهُوَ متوعك فدام حَتَّى سَافر أَيْضا لدفع عَسْكَر ابْن عُثْمَان صُحْبَة الاتابك فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَكَاد أَن يقتل فِيهَا فانه لما اخْتَطَف السنجق وَحمله بِنَفسِهِ وَدخل بِهِ إِلَى ذَاك الْفَرِيق ونال مِنْهُم تكاثروا عَلَيْهِ فعاين قَبضه بل ضرب سبع ضربات جرح مِنْهَا فِي جَبينه وَيَده وَلَوْلَا لطف الله لتلف، وعولج لينزل عَن جَوَاده فَلم يقدروا وَأظْهر من يقظته وفروسيته مَا الله بِهِ عليم وبادر خشداشه بيغوت لطعن القاصد لاتلافه فأتلفه ودام متعللا إِلَى أَن عَاد مَعَهم فِي ربيع الاول من الَّتِي تَلِيهَا وَاسْتمرّ حَتَّى سَافر صُحْبَة الاتابك(3/37)
أَيْضا فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس، وَنعم الامير توددا للْعُلَمَاء والفقراء واقبالا عَلَيْهِم والارشاد لما يقدر عَلَيْهِ مِمَّا تكون فِيهِ الْمصَالح للعامة، وَلم أزل أشهد مِنْهُ الود وَالثنَاء حَتَّى فِي الْغَيْبَة مَعَ قلَّة ترددي إِلَيْهِ وتكرر إِلْزَامه لي بذلك بِالنِّسْبَةِ إِلَى عُمُوم الْأُمَرَاء وَنَحْوهم مِمَّا أَرْجُو جميل قَصده فِيهِ.
153 - تمراز القرمشي الظَّاهِرِيّ برقوق، / نَاب بقلعة الرّوم وبغزة فِي الْأَيَّام الأشرفية سِنِين، ثمَّ صَار أحد المقدمين بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ رَأس نوبَة النوب ثمَّ أميراخور ثمَّ أَمِير سلَاح بعد يشبك السودوني حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَلم يحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ لاشتغاله بِجنَازَة ابْنَته، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام فِيمَا لَا يعنيه كَرِيمًا جوادا نادرة فِي أَبنَاء جنسه مَعَ الاسراف على نَفسه.
154 - تمراز المؤيدي / نَائِب صفد ثمَّ غَزَّة. مَاتَ مخنوقا بسجن اسكندرية فِي ثَالِث عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَلم يكن فِيمَا قَالَه المقريزي مشكورا.
155 - تمراز المؤيدي أحد المقدمين بِدِمَشْق /. وَكَانَ قبل ذَلِك أَمِير طبلخاناه بهَا، ثمَّ اسْتَقر حاجبا بهَا فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين ثمَّ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث اسْتَقر مقدما عوضا عَن أَخِيه طوخ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَدفن بتربة قانباي البهلوان قبلي تربة العجمي خَارج بَاب الْجَابِيَة.
156 - تمراز الناصري، / كَانَ فِي أَيَّام الظَّاهِر طبلخاناه مَعَ خصوصيته بِهِ ثمَّ تقدم فِي الايام الناصرية ثمَّ اسْتَقر أَمِير مجْلِس ثمَّ نَائِب السلطنة. وَكَذَا نَائِب الْغَيْبَة غير مرّة ثمَّ خامر على النَّاصِر وَآل أمره إِلَى أَن مَاتَ خنقا فِي سنة أَربع عشرَة، وَكَانَ جميل الصُّورَة حسن الْهَيْئَة من خَاص التّرْك جيدا يحب الْعلمَاء ويكرمهم ويعتقد الْفُقَرَاء رَحمَه الله.)
157 - تمراز النوروزي نِسْبَة لنوروز الحافظي / نَائِب الشَّام وَيعرف بتعرمص، أحد امرة عشرات وَرَأس نوبَة، أمره السُّلْطَان فَلَمَّا سَافر الْعَسْكَر لرودس كَانَ مِمَّن جرح فِي حصارها وَحمل وَهُوَ كَذَلِك فقدرت وَفَاته بِالْقربِ من ثغر دمياط فَدفن بِهِ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة أَو أَوَائِل رَجَب سنة سبع وَأَرْبَعين. وَكَانَ حسن الشكالة متجملا فِي ملبسه ومركبه ذَا لحية كَبِيرَة وَعِنْده كرم وحشمة، وَقد قَالَ الْعَيْنِيّ انه مَاتَ فِي رشيد فَالله أعلم.
158 - تمراز من حَمْزَة الناصري فرج وَيعرف بتمرباي ططر. / خدم بعد أستاذه بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء ثمَّ صَار بعد الْمُؤَيد فِي المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ خاصكيا ثمَّ ساقيا(3/38)
فِي الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ فِي اواخر دولة الاشرف أَمِير طبلخاناه وسافر أَمِير حَاج الْمحمل ثمَّ قدمه الظَّاهِر خشقدم، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَكَانَ مَذْكُورا بالشح وَسُوء الْخلق وَعدم الشجَاعَة وَترك التجمل فِي أَحْوَاله كلهَا.
159 - تمرباي الاشرفي برسباي الساقي / أحد أُمَرَاء العشرات ورؤس النوب. قتل فِي الموقعة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَكَانَ قَبِيح السِّيرَة.
160 - تمرباي الأشرفي قايتباي كاشف الشرقية. / طعن وَهُوَ فِي مَحل ولَايَته فبادر إِلَى المجئ وَكَانَت منيته فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة احدى وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان بمصلى الْمُؤمنِينَ، وَكَانَ فِيمَا قيل مشكورا فِي ولَايَته قَائِما بشأنها لَهُ حُرْمَة عِنْد المفسدين بِحَيْثُ انه يَوْم وَفَاته قطعُوا الطَّرِيق على جمَاعَة بِرَأْس الدّور.
161 - تمرباي التمرازي تمراز القرمشي الظَّاهِرِيّ / أَمِير سلَاح. كَانَ أحد أُمَرَاء العشرات ومهمندار السُّلْطَان. توجه إِلَى حلب بتقليد نائبها، فَمَاتَ هُنَاكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَسبعين وَهُوَ فِي الكهولة وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ وَعِنْده معرفَة ونهضة وَزعم انه أَخُو الظَّاهِر تمربغا.
162 - تمرباي التَّمْر بغاوي تمربغا المشطوب / نَائِب حلب، اتَّصل بعده بِالظَّاهِرِ ططر وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا تسلطن جعله دوادارا ثَالِثا ثمَّ نَقله الاشرف إِلَى الدوادارية الثَّانِيَة على إمرة عشرَة ثمَّ بعد مُدَّة صَار من أُمَرَاء الطبلخاناة ثمَّ قدمه الْعَزِيز ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى رَأس نوبَة النوب فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بعد أَن سَافر أَمِير الْحَاج غير مرّة وَكَذَا بَاشر نِيَابَة اسكندرية بعد الزين بن الكويز فِي سنة اثْنَتَيْنِ واربعين، وَكَانَت وَفَاته بالطاعون فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين وَهُوَ فِي عشر)
السِّتين، وَكَانَ عفيفا متصدقا لَهُ مآثر مِنْهَا سَبِيل وقبة ظَاهر خانقاه سرياقوس وسبيل بِالْقربِ من الفساقي الَّتِي بالمعلاة من مَكَّة، وتربته الَّتِي دفن فِيهَا تجاه تربة الظَّاهِر برقوق مَعَ شراسة خلق وبذاءة لِسَان.
163 - تمرباي السيفي الماس / نَائِب قلعة حلب وَليهَا بعد موت أستاذه بالبذل إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَلم يذكر أستاذه فضلا عَنهُ مِمَّن يذكر.
164 - تمرباي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بقزل. / تَأمر فِي دولة الظَّاهِر تمربغا، قتل فِي الْوَقْعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
165 - تمرباي / أحد مقدمي حلب ودوادار السُّلْطَان هُنَاكَ. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَرْبَعِينَ.
166 - تمربغا الحافظي. / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَلَاث عشرَة ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.(3/39)
167 - تمربغا الظَّاهِر أَبُو سعيد الرُّومِي الظَّاهِرِيّ جقمق. / قدم بِهِ بعض تجار الرّوم الْبِلَاد الشامية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين فملكه شاهين الزردكاش نَائِب طرابلس ثمَّ تنقل إِلَى أَن ملكه الظَّاهِر وَهُوَ أميراخور فَأحْسن تَرْبِيَته وأدبه وهذبه ثمَّ اخْتصَّ بِهِ وقربه وَجعله خاصكيا وسلحدارا فِي أول سلطنته ثمَّ نَقله إِلَى الخازندارية ثمَّ أمره عشرَة، وَحج أَمِير الأول غير مرّة ثمَّ أَمِير الْمحمل ورقاه إِلَى الدوادارية الثَّانِيَة عوضا عَن دولات باي فباشرها بِحرْمَة وافرة ومهابة ودام على ذَلِك مُدَّة فاشتهر اسْمه وَبعد صيته وارتقى فِي الوجاهة لأزيد من منصبه فَلَمَّا تسلطن ابْن أستاذه نَقله إِلَى الدوادارية الْكُبْرَى وَصَارَ هُوَ الْمُدبر للمملكة وَأظْهر فِي أَيَّام المحاصرة من الشجَاعَة والاقدام والفروسية مَا علم وَلم يلبث أَن انْقَضتْ تِلْكَ الايام فَكَانَ فِيمَن سجن باسكندرية ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى الصبيبة فاستمر بهَا سِنِين ثمَّ أطلق وَأذن لَهُ فِي التَّوَجُّه إِلَى الْحَج مَعَ الركب الشَّامي فَأَقَامَ بِمَكَّة أَيْضا سِنِين فَلَمَّا اسْتَقر الظَّاهِر خشقدم استقدمه للجنسية ولأياد لَهُ سَابِقَة عَلَيْهِ فقدمه وَعَمله رَأس نوبَة النوب ثمَّ أخرجه إِلَى اسكندرية فِي جملَة جمَاعَة قبض عَلَيْهِم ثمَّ أُعِيد بعد أَيَّام قَلَائِل على مَا كَانَ عَلَيْهِ بل ولي إمرة مجْلِس أَيْضا فَلَمَّا تسلطن يلباي صَار أتابك العساكر ثمَّ صَار بعده سُلْطَانا فِي آخر يَوْم السبت سَابِع جُمَادَى الاولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين بعد خلعه وسر جُمْهُور النَّاس بِهِ لمزيد عقله وتؤدته ورياسته وفصاحته وفهمه، وَلم يلبث أَن خلع فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس رَجَب مِنْهَا بالأشرف قايتباي ثمَّ أرسل إِلَى دمياط ليقيم بِهِ بِدُونِ ترسيم فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أول الْعشْر الثَّالِث من ذِي الْقعدَة فَحَضَرَ إِلَيْهِ مُحَمَّد بن عجلَان)
وَعِيسَى بن سيف وَمن انْضَمَّ اليهما من الْأَعْرَاب حمية لَهُ فَأَخَذُوهُ وحضروا بِهِ إِلَى جِهَة الصالحية ليدبر أَمر عوده إِلَى المملكة أَو لغير ذَلِك فَسَار وهم فِي خدمته مَعَ أبي الْفَتْح نَاظر دمياط ودولات باي وتنم الظاهريين خشقدم وَثَلَاثَة مماليك تَقْرِيبًا إِلَى قطيا ثمَّ مِنْهَا إِلَى جِهَة غَزَّة فَأمْسك وَأرْسل نائبها أرغون شاه يعلم السُّلْطَان بذلك ويسئل فِي إرْسَال من يتسلمه مِنْهُ ثمَّ ركب بعساكره وَهُوَ مَعَه إِلَى أَن وصل بِهِ إِلَى بلبيس فتسلمه مِنْهُ الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي، وَتوجه بِهِ إِلَى اسكندرية ليَكُون بهَا فِي بَيت الْعَزِيز يُوسُف بِدُونِ ترسيم وَلَا تحفظ وَأَنه يحضر الْجُمُعَة وَالْعِيدَيْنِ مَعَ الْجَمَاعَة وَأرْسل هُوَ يُبَالغ فِي الترقق والتعطف وَيعْتَذر عَن صَنِيعه وَأَنه إِنَّمَا حمله عَلَيْهِ مَا كَانَ يطْرق سَمعه من الْأَمر بسجنه باسكندرية والتضييق عَلَيْهِ فرام التَّوَجُّه إِلَى الطّور ليتوصل مِنْهُ فِي الْبَحْر إِلَى مَكَّة وَاسْتمرّ مُقيما بالثغر على أعز حَال وَأكْرم هَيْئَة مِمَّا لم يسْبق إِلَيْهِ غَيره، إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن ذِي الْحجَّة(3/40)
سنة تسع وَسبعين بعد توعكه عدَّة أشهر، وَدفن هُنَاكَ بحوش لنائبها إِذْ ذَاك الْأَمِير قجماس بِجَانِب مدرسته ثمَّ عمل على قَبره قبَّة لَطِيفَة نَافِذَة لَهَا، ورتب هُنَاكَ قراء. وَوجد عِنْده من النَّقْد نَحْو تِسْعَة عشر ألف دِينَار فِيمَا قيل سوى مَاله هُنَاكَ من أثاث ومتاجر وَغير ذَلِك هَذَا مَعَ كَونه من قريب أرسل يشتكي الْفقر والفاقة بِحَيْثُ جهز لَهُ السُّلْطَان فِيمَا قيل ألف دِينَار وَغير ذَلِك، وَكَانَ ملكا لائقا فَقِيها فَاضلا يحفظ الْمَنْظُومَة للنسفي ويستحضر كثيرا من الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة مَعَ مُشَاركَة حَسَنَة فِي فنون كالتاريخ وَالشعر وحذق وذكاء وعقل تَامّ وجودة رَأْي وتدبير وفصاحة اللغتين الْعَرَبيَّة والتركية وطهارة لِسَان وحشمة وأدب وتجمل زَائِد فِي ملبسه ومركبه ومأكله ومشربه ومسكنه، وَله فِي ذَلِك اختراعات تنْسب إِلَيْهِ وعَلى ذهنه الْكثير من الصَّنَائِع كعمل الْقوس والسهام عَارِفًا برمي النشاب معرفَة تَامَّة إِلَيْهِ انْتَهَت الرياسة فِيهِ بل وَفِي غَيره من أَنْوَاع الفروسية والملاعيب. لكنه كَانَ غير عفيف فِيمَا يُقَال قَائِما فِي أغراض نَفسه جدا مَعَ اثارة فتن ومكر وخداع ومزيد تكبر وَدخُول فِيمَا يقصر أَمْثَاله عَن دونه، وَتعرض للْخلاف بَين الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وَرُبمَا نسب إِلَيْهِ التَّكَلُّم بِمَا لَا يَلِيق مِمَّا أَظُنهُ السَّبَب فِي سرعَة انْقِضَاء مدَّته بِحَيْثُ زبره الْمَنَاوِيّ فِي أَيَّام عزهما أعظم زبر، وَلذَا رام الانتقام مِنْهُ فِي الْأَيَّام المنصورية فعوجل مَعَ انه لما تسلطن تواضع جدا وَأعْرض عَن كثير مِمَّا كَانَ ينْسب إِلَيْهِ مَعَ توهم طول مدَّته وَأَن الْأَمر عَاد إِلَى الرّوم آخِذا ذَلِك من قَوْله تَعَالَى سيغلبون فِي بضع سِنِين حَيْثُ كَانَت الْبَاء)
بِاثْنَيْنِ وَالْعين بسبعين وَالضَّاد بثمانمائة، بل زعم أَن طَالبا شاميا أخبرهُ انه سمع بسلطنته بِمَدِينَة غَزَّة وَأَنه أخبر بِدِمَشْق بمشاهدة دِرْهَم عَتيق سكته باسم الظَّاهِر تمربغا، وَذَلِكَ قبل سلطنته بأيام حَسْبَمَا شوهد من جمَاعَة معتبرين فَالله أعلم. وَقد خطبني فِي أَيَّام امرته على لِسَان المحبي بن الشّحْنَة للاجتماع بِهِ، وَبَالغ الْمشَار إِلَيْهِ فِي ترغيبي فِيهِ فَمَا انْشَرَحَ الخاطر لذَلِك وَللَّه عَاقِبَة الْأُمُور.
168 - تمربغا القجاوي كاشف الطير. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة احدى.
169 - تمربغا المشطوب. / كَانَ شجاعا فَارِسًا متواضعا خيرا. تَأمر عشرَة فِي أَيَّام أستاذه الظَّاهِر برقوق ثمَّ طبلخاناه فِي أَيَّام النَّاصِر ثمَّ قدمه ثمَّ التف على جكم وَذهب مَعَه إِلَى قرايلك وقاسى هُنَاكَ شدَّة ثمَّ تخلص وَجَاء إِلَى حلب والتف عَلَيْهِ بعض الظَّاهِرِيَّة وَغَيرهم وَاسْتولى على حلب مُدَّة، مَاتَ فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة بِأَرْض البلقاء من الشَّام، وَهُوَ مَعَ شيخ ونوروز حِين توجههما إِلَى مصر، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار فَقَالَ: تمربغا المشطوب. مَاتَ بحسبان.(3/41)
170 - تمربغا النحراري / نَائِب الشَّام. مَاتَ فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.
تمرلنك. / فِي تيمور قَرِيبا.
171 - تمر من مَحْمُود شاه الظَّاهِرِيّ جقمق، / تنقل فِي الامرة وباشر الْولَايَة دهرا ثمَّ الحجوبية الْكُبْرَى. وَكَانَ جائرا فِي الاحكام متساهلا فِي الْأَمْوَال والدماء قاسى النَّاس مِنْهُ شدَّة، وَشهر ولدى القاياتي وَوصل أَذَاهُ لمجاوري الْجَامِع الْأَزْهَر. وَكَانَ ذَلِك ابْتِدَاء خذلانه. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله مُدَّة بالزحير وَغَيره، وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان فَمن دونه بمصلى الْمُؤمنِينَ وَلم تكن عَلَيْهِ وضاءة أهل الاسلام بل كَانَ هُوَ وإينال الشقر كفرسي رهان مَعَ شهامة وعصبية وتجمل فِي أُمُوره كلهَا.
172 - تنبك الاشرفي برسباي وَيعرف بالصغير، / كَانَ فِي دولة أستاذه خاصكيا ثمَّ فِي أَيَّام وَلَده دوادارا ثمَّ نكب بعده وَأخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام الْأَشْرَف اينال وَصَارَ من رُؤُوس النوب إِلَى أَن نَدبه الظَّاهِر خشقدم مَعَ المجردين إِلَى الْبحيرَة فَقتل هُنَاكَ بيد عرب الطَّاعَة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الْخمسين، وَكَانَ عَاقِلا هينا لينًا فصيح الْعبارَة جيد التِّلَاوَة مليح الصَّوْت متواضعا حشما رَحمَه الله.
173 - تنبك البردبكي الظَّاهِرِيّ برقوق. / صَار خاصكيا فِي الْأَيَّام المؤيدية وَرَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ)
بعد مَوته أَمِير عشرَة وَمن رُءُوس النوب ثمَّ نَائِب القلعة فِي أَيَّام الْأَشْرَف برسباي وأنعم عَلَيْهِ أَيْضا بطبلخاناه ثمَّ قدمه فِي آخر أَيَّامه ثمَّ أضيف اليها فِي الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة نِيَابَة القلعة ثمَّ نَقله إِلَى حجوبية الْحجاب، وَأمره على الْحَاج غير مرّة ثمَّ نَقله إِلَى دمياط بِسَبَب عبد قَاسم الكاشف الَّذِي زعم الصلاحية كَمَا ذكرته فِي التبر المسبوك ثمَّ رضى عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ للتقدمة، ثمَّ عمله ابْنه الْمَنْصُور أَمِير مجْلِس ثمَّ الاشرف أَمِير سلَاح ثمَّ أتابكا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَقد قَارب التسعين تَقْرِيبًا، وَكَانَ شَيخا وقورا هينا لينًا متدينا رَحمَه الله.
174 - تنبك الجانبكي جَانِبك الناصري الثور. / اتَّصل بعده بِخِدْمَة السُّلْطَان إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَوَائِل دولة خشقدم وَقتل فِي الْوَقْعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
175 - تنبك الجمالي الظَّاهِرِيّ جقمق / أحد المقدمين مِمَّن غضب لكَونه لم يُعْط امرة مجْلِس ثمَّ اسْترْضى وَصَارَ فِي مرتبَة متوليها مَعَ شغولها وسافر فِي التجريدة سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ اسْتَقر فِيهَا ثمَّ فِي امرة الْمحمل سنة سبع وَتِسْعين، وَكَذَا تَأمر على الْمحمل أَيْضا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد حجه قبل ذَلِك فِي جملَة الركب حَيَاة أستاذه. وَيذكر بعقل ووقار وميل للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ سِيمَا وكل من أَبَوَيْهِ(3/42)
مِمَّن تشرف بالاسلام، وَقدم الْقَاهِرَة وَمَات بهَا وَأمه آخرهما موتا، وَرُبمَا قرب بعض الأسقاط، وَقد اجْتمعت بِهِ مرّة وَبَالغ فِي التأدب والاكرام وَكَانَ حِين امرته على الْمحمل قَارنا وَلم يتَعَرَّض لأحد بمكروه. وَمَات لَهُ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين عدَّة عوضه الله خيرا وزاده فضلا.
176 - تنبك الطولوني / أحد أُمَرَاء العشرات وَكَاشف المنوفية. قتل فِي ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَاسْتقر بعده فِي الْكَشْف ابْنه يُونُس وَفِي الامرة غَيره وَختم على موجوده
177 - تنبك قرا الاشرفي اينال / حَاجِب الْحجاب. تنقل إِلَى أَن عمل الدوادارية الثَّانِيَة فِي أَيَّام الاشرف قايتباي وقتا ثمَّ صَار أحد المقدمين ثمَّ حَاجِب الْحجاب. وسافر فِي عدَّة تجاريد مِنْهَا الَّتِي فِي سنة خمس وَتِسْعين وحمدت مباشراته سِيمَا مَعَ ميله للْعُلَمَاء فِي الْجُمْلَة، حَتَّى انه يقْرَأ على الزين جَعْفَر فِي الْقُرْآن وعَلى الامشاطي قبل الْقَضَاء فِي الْفِقْه ثمَّ على غَيره وَتردد إِلَيْهِ عَبَّاس المغربي والخطيب الوزيري وتكرر سخطه عَلَيْهِمَا، وَآل أمره إِلَى أَن صَار يقْرَأ على التقي بن الاوجاقي بِحَيْثُ تعصب مَعَه على الزيني زَكَرِيَّا، وسئلت فِي أَيَّام دواداريته فِي الِاجْتِمَاع بِهِ لقرَاءَته عَليّ فَمَا سمحت مَعَ سَمَاعه مني لبَعض الْأَحَادِيث واستجازته لي بِفضل الْخَيل)
للدمياطي، وَحلف لي مرّة انه لَا يقدم على أحدا وَلَكِن مَا وجدت لذَلِك مِنْهُ وَلَا من كثيرين مِمَّن بِزَعْمِهِ مِنْهُم ثَمَرَة، وَمِمَّنْ يتَرَدَّد إِلَيْهِ وينوه هُوَ بفضيلته أَبُو النجا بن الشَّيْخ خلف وَقَامَ مَعَه فِي ردع الْجلَال بن الاسيوطي كثر الله من أَمْثَال الْأَمِير فَهُوَ من حَسَنَات أَبنَاء جنسه وَقد توفى لَهُ عدَّة أَبنَاء فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين من ابْنة الدوادار بردبك.
178 - تنبك المحمودي / نَائِب دمشق. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.
179 - تنبك الناصري أحد أُمَرَاء العشرات وَرَأس نوبَة وَيعرف بالبهلوان وبالمصارع. مَاتَ بآمد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.
180 - تنبك / أَمِير الركب الْمصْرِيّ فِي سنة ثَمَانِي عشرَة. مَاتَ فِي السّنة بعْدهَا، وكل من هَؤُلَاءِ يُقَال لَهُ أَيْضا تاني بك وَلذَا كتبت هُنَاكَ جمَاعَة.
181 - تنم من بخشاش الجركسي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيُقَال لَهُ تنم رصاص / أحد خاصكية أستاذه، ترقى بعده حَتَّى ولي الْحِسْبَة فِي آخر أَيَّام الْأَشْرَف اينال بالبذل ثمَّ صَار أَمِير عشرَة فِي أَوَائِل الظَّاهِر خشقدم ثمَّ نقل لامرة طبلخاناه وَاسْتمرّ حَتَّى قتل بيد بعض الاجلاب فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ بِبَاب الْقلَّة وَلم يستكمل الاربعين غير مأسوف عَلَيْهِ، وَكَانَ مليح الشكل شجاعا عَارِفًا متحركا(3/43)
متجملا مَعَ مزِيد ظلمه وجبروته وَشدَّة قسوته وانتشار أَذَاهُ وَلذَا زَاد جَانِبك الجداوي فِي تقريبه حَتَّى كَانَ من أعوانه، وابتنى جَامعا بِالْقربِ من سكنه بالسبع سقايات وَإِنَّمَا يتَقَبَّل الله من الْمُتَّقِينَ.
182 - تنم من عبد الرَّزَّاق الجركسي المؤيدي. / أَصله للمشير بدر الدّين بن محب الدّين الطرابلسي وَقدمه للمؤيد فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا ثمَّ خازندارا صَغِيرا وَمَات قبل أَن يلتحي ثمَّ رَأس فِي الْأَيَّام الأشرفية رَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ ولاه الظَّاهِر جقمق الْحِسْبَة ثمَّ نِيَابَة اسكندرية ثمَّ حماة ثمَّ حلب فَلم يحمد فِيهَا ورجم من أَهلهَا فصرف وَصَارَ بالبذل أحد المقدمين ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ فِي أَيَّام الْمَنْصُور أَمِير سلَاح ثمَّ قبض عَلَيْهِ اينال لما تسلطن وسجنه باسكندرية إِلَى أَن أطلقهُ الظَّاهِر خشقدم، وَاسْتقر بِهِ فِي نِيَابَة الشَّام فَلم تحمد سيرته أَيْضا لطمعه وشحه وشرهه واسرافه على نَفسه إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الاولى سنة ثَمَانِي وَسِتِّينَ بدار السَّعَادَة مِنْهَا وسر أهل دمشق بِمَوْتِهِ كثيرا وَمنع الْعَامَّة من دَفنه فَلم يدْفن إِلَّا بعد يَوْمَيْنِ ثمَّ دفن بالتربة الَّتِي أَنْشَأَهَا قانبك المؤيدي شمَالي تربة جانم نَائِب الشَّام بمقبرة الصُّوفِيَّة)
وَلم يبلغ مَا كَانَ يخبر بِهِ بعض المنجمين من سلطنة مصر فَللَّه الْحَمد.
183 - تنم سيف الدّين الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق. / تنقل فِي خدمَة أستاذه إِلَى أَن ولاه نِيَابَة دمشق بعد وَفَاة كمشبغا الخاصكي، ثمَّ فِي سنة سبع وَتِسْعين قاد الجيوش الاسلامية إِلَى سيواس نجدة لصَاحِبهَا برهَان الدّين بِأَمْر أستاذه الظَّاهِر فَلَمَّا مَاتَ أستاذه خرج عَن طَاعَة المصريين وعزم على التَّوَجُّه بِمن وَافقه من النواب والامراء إِلَى مصر، واجتمعوا كلهم بِدِمَشْق، ثمَّ سَار بهم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة، فَلَمَّا سمع المصريون خَرجُوا وَمَعَهُمْ النَّاصِر فرج وَهُوَ صَغِير، فَلَمَّا وصلوا إِلَى غَزَّة وبلغهم أَن تنم وَمن مَعَه وصلوا إِلَى الرملة استعظموا أمره فراسلوه مَعَ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ قَاضِي الشَّافِعِيَّة وَغَيره فِي الصُّلْح فَلَمَّا دخلُوا عَلَيْهِ أكْرمهم وخلع عَلَيْهِم وأنعم عَلَيْهِم وَمَال إِلَى الصُّلْح فأفسد عَلَيْهِ ذَلِك بعض الامراء فَرجع الصَّدْر وَلم يَنْتَظِم الامر وتهيأ الْفَرِيقَانِ للملتقى فانكسر تنم وَمن مَعَه من الامراء وَأمْسك هُوَ وغالب من مَعَه فِي الْوَقْعَة وَاسْتمرّ ركاب السُّلْطَان إِلَى دمشق وَصعد قلعتها وَبث النواب وَقرر أُمُور دمشق وقواعدها وَحبس تنم بهَا ثمَّ توفّي مقتولا بهَا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَكَانَ أَمِيرا كَرِيمًا كَبِيرا شجاعا مهيبا عادلا مُحْتَرما ذَا همة عالية وَرَأى وتدبير وخبرة وعرفان، بنى خَانا للسبيل بِالْقربِ من(3/44)
القطيفة على بريد من دمشق وتربة بِدِمَشْق. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ غَيره قتل خنقا فِي أول رَمَضَان وَدفن بتربته بالقبيبات.
184 - تنم الابو بكري المؤيدي وَيُقَال لَهُ الْفَقِيه ويلقب صَلَاح الدّين. / كَانَ أحد رُءُوس النوب وأمير عشرَة، مَاتَ شَهِيدا بالاسهال وَهُوَ رَاجع من الْحَج ببير الْقَرَوِي وَدفن باكري فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَكَانَ خيرا صاهر الْمُحب الاقصرائي على ابْنَته وَمَاتَتْ تَحْتَهُ، وسافر فِي الْغَزَوَات والتجاريد غير مرّة وَهُوَ صَاحب الْبَيْت المجاور لمَسْجِد الأميني الاقصرائي بِالْقربِ من الايتمشية الَّذِي صَار لشقيقه تاني بك الاياسي الْمَاضِي.
185 - تنم الاشرفي قايتباي. / أرْسلهُ أستاذه لنيابة جدة مرّة بعد أُخْرَى ثمَّ أَخّرهُ السّنة الثَّالِثَة بعد أَن ألبسهُ الخلعة لَهَا وانتزعها وألبسها لبرد بك الْمَاضِي.
تنم الحسني الظَّاهِرِيّ، / مضى فِي تنم سيف الدّين قَرِيبا.
186 - تنم الحسني الأشرفي برسباي. كَانَ من خَواص أستاذه وسقاته وامتحن بعده بِالْحَبْسِ ثمَّ أطلق وَآل أمره إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أَيَّام اينال وَصَارَ من رُؤُوس النوب ثمَّ فِي أول أَيَّام خشقدم)
عمل رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ نَائِب حماة ثمَّ بَطل ثمَّ قدم بحلب. وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر السّبْعين.
187 - تنم الْفَقِيه الْحَنَفِيّ. / أَخذ عَن ابْن قديد النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا وَكَذَا عَن ملا شيخ وتصدر للاقراء فَانْتَفع بِهِ جمَاعَة من التّرْك وَأَبْنَائِهِمْ وَغَيرهم. وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ خضر بن شماف وَمِنْه استفدته.
188 - تنم المحمدي وَالِد زَوْجَة أبي بكر بن صلغاي / وَأحد تجار الباسطية. تردد الي غير مرّة وَسمع مني المسلسل وَبَعض البُخَارِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين.
189 - تنم المؤيدي دوادار / السُّلْطَان بِدِمَشْق. مَاتَ فِي شعْبَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ، أرخه ابْن اللبودي.
190 - تنم وسمى تنبك / نَائِب دمشق. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة، وَأَظنهُ الْمَاضِي قَرِيبا.
191 - توران شاه بن تهمتن شاه بن توران شاه صَاحب هرموز /، كَانَ فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَهُوَ مَذْكُور فِي الْحَوَادِث وَبَلغنِي أَنه حج فِي صغره مَعَ ابيه وَعمر حَتَّى مَاتَ قبيل سنة سبعين، وَكَانَ خيرا يُرْسل بالقاتل وَالسَّارِق إِلَى قُضَاة الشَّرْع وَيكرم المراكب الْوَاصِلَة من مَكَّة بالاعفاء من المكس وَيَأْكُل من صيد يَده، وسم غير مرّة وَاسْتقر بعده ابْنه مَقْصُود فدام قَلِيلا ثمَّ كحل ثمَّ ابْنه الملا شهَاب الدّين وشنق بعد سِنِين فِي الحمانة ثمَّ ابْنه الثَّالِث مرغل وَهُوَ بهَا إِلَى تَارِيخه سنة سبع وَتِسْعين.(3/45)
192 - تيمور وَهُوَ تمرلنك بن طرغاي الحفظاي الْأَعْرَج / وَهُوَ اللنك بلغتهم فَعرف بِتَمْر اللنك ثمَّ خفف فَقيل تمرلنك. تغلب على سلطانهم الْمُتَّصِل نسبه بعظيم القان إِلَى حفظاي واسْمه مَحْمُود وَكَانَ ابْتِدَاء ملكه انه لما انقرضت دولة بني جنكزخان وتلاشت فِي جَمِيع النواحي ظهر فِي أعقاب بني حفظاي بَين كش وسمرقند تيمور هَذَا وتغلب على ملكهم مَحْمُود بعد أَن كَانَ أتابكه وَتزَوج أمه بعد مهلك أَبِيه واستبد عَلَيْهِ وَكَانَ فِي عصره أَمِير لبخاري يعرف بِحسن من أكَابِر الْمغل وَآخر بخوارزم من قبل مُلُوك سراي أهل التخت يعرف بالحاج حسن الصُّوفِي وَهُوَ من كبار التتر فنبذ اليهم تيمور الْعَهْد وزحف إِلَى بُخَارى فملكها من يَد حسن ثمَّ زحف إِلَى خوارزم وتحرش بهَا وَهلك حسن فِي خلال ذَلِك وَولي أَخُوهُ يُوسُف فملكها تيمور من يَده وخربها فِي حِصَار طَوِيل ثمَّ كلف بعمارتها وتشييد مَا خرب مِنْهَا وانتظم لَهُ ملك مَا وَرَاء النَّهر وَنزل بُخَارى ثمَّ انْتقل إِلَى سَمَرْقَنْد ثمَّ زحف إِلَى خُرَاسَان وَطَالَ تحرشه بهَا وحروبه مَعَ صَاحبهَا)
شاه ولي إِلَى أَن ملكهَا عَلَيْهِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَجَا شاه ولي فِي قلَّة إِلَى تبريز وَبهَا أَحْمد بن أويس بن حسن صَاحب الْعرَاق وأذربيجان إِلَى أَن زحف عَلَيْهِم تيمور سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فَهَلَك شاه ولي فِي حروبه عَلَيْهَا وملكها تيمور ثمَّ زحف إِلَى اصبهان فَأتوهُ طَاعَة ممرضة وحالفه فِي قومه كَبِير من أهل نسبه يعرف بقمر الدّين وأمده طقتمش صَاحب التخت لصراي فكر رَاجعا إِلَيْهِ وشغل بحروبه إِلَى أَن محى أَثَره واشتغل بسُلْطَان الْمغل وزاحم طقتمش مرَارًا حَتَّى أوهن أمره ثمَّ رَجَعَ إِلَى أصفهان سنة أَربع وَتِسْعين فملكها ثمَّ سَار إِلَى فَارس وَبهَا أعقاب بني المظفر اليزدي المتغلبين عَلَيْهَا بعد هَلَاك بني هولاكو فملكها من أَيْديهم آخر سنة أَربع وَتِسْعين ثمَّ زحف إِلَى بَغْدَاد سنة خمس فاجفل عَلَيْهَا أَحْمد بن أويس المتغلب عَلَيْهَا بعد بني هولاكو وألحقه بِالشَّام وَاسْتولى تيمور على بَغْدَاد والجزيرة وديار بكر إِلَى الْفُرَات واتصلت أخباره بِالظَّاهِرِ برقوق ملك مصر فاستعد للقائه وَجمع وَنزل عَسْكَر حلب بِالْقربِ من الْفُرَات وَنزل تيمور بالرها وَأَخذهَا ونهبها وبالغه زحف طقتمش فِي جموع الْمغل ووصوله إِلَى الابواب فأحجم وَتَأَخر إِلَى قلاع الاكراد وأطراف بِلَاد الرّوم وأناخ على قرا بَاغ باش أذربيجان والابواب وَرجع طقتمش صَاحب اليخت إِلَى صراي ثمَّ سَار إِلَيْهِ تيمور أول سنة سبع وَتِسْعين وغلبه على ملكه وَأخرجه من سَائِر أَعماله فلحق ببلغادر وَرجع سَائِر الْمغل الَّذين كَانُوا مَعَه إِلَى تيمور فَأَصْبَحت أُمَم الْمغل والتتر كلهَا فِي حَملته وصاروا تَحت لوائه وَالْملك لله فَلَمَّا بلغه موت الظَّاهِر برقوق فرج وَأعْطى من بشره بذلك(3/46)
خَمْسَة عشر ألف دِينَار تهَيَّأ للمسير إِلَى بِلَاد الشَّام فجَاء إِلَى بَغْدَاد فَأَخذهَا ثَانِيًا لِأَنَّهَا كَانَت استرجعت من نَائِبه بهَا وهرب مِنْهَا أَحْمد بن أويس فلحق بِالشَّام ثمَّ قصد تيمور سيواس فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة فحاصرها مُدَّة وَلم يَأْخُذهَا ثمَّ إِلَى عينتاب فأجفل أهل الْقرى بَين يَدَيْهِ وجفل أهل الْبِلَاد الحلبية وَاجْتمعَ عَسَاكِر الممالك الشامية بحلب وَوصل تيمور إِلَى مرج دابق وجهز رَسُولا إِلَى حلب فَأمر سودون النَّائِب بقتْله ثمَّ نزل فِي يَوْم الْخَمِيس تَاسِع ربيع الاول سنة ثَلَاث على حلب ونازلها وحاصرها فَخرج النواب بالعساكر إِلَى ظَاهرهَا من جِهَة الشمَال مَا بَين نابلي وبالقوسا وتقاتلوا يَوْم الْخَمِيس وَالْجُمُعَة فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت حادي عشر الشَّهْر الْمَذْكُور ركب تيمور وَجمع وحشد والفيلة تقاد بَين يَدَيْهِ وَهِي فِيمَا قيل ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ وَكَانَ قد دخل بِلَاد الشَّام فِي جموع وأمم لَا يعلمهَا الا الله من ترك وتركمان وعجم وأكراد وتتار وزحف على حلب فَانْهَزَمَ)
الْمُسلمُونَ من بَين أَيْديهم وَجعلُوا يلقون أنفسهم من الاسوار والخنادق والتتار فِي أَثَرهم يَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ إِلَى أَن دخلُوا حلب عنْوَة بِالسَّيْفِ فلجأ النِّسَاء والاطفال إِلَى الْجَوَامِع والمساجد فَلم يفد ذَلِك شَيْئا واستحر الْقَتْل والاسر فِي أهل حلب من التتار فَقتلُوا الرِّجَال وَسبوا النِّسَاء والأطفال وَقتل خلق كثير من الاطفال تَحت حوافر الْخَيل وعَلى الطرقات وأحرقوا الْمَدِينَة وَكَانَت وقْعَة فظيعة ثمَّ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع عشره تسلم قلعتها بالامان وَصعد اليها فِي الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ وَجلسَ فِي إيوانها وَطلب الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء للسلام عَلَيْهِ فامتثلوا أمره. وَجَاءُوا إِلَيْهِ فِي لَيْلَة الْخَمِيس فَلم يكرمهم وَجعل يتعنتهم بالسؤال وَكَانَ آخر مَا سَأَلَهُمْ عَنهُ أَن قَالَ مَا تَقولُونَ فِي مُعَاوِيَة وَيزِيد هَل يجوز لعنهما أم لَا وَعَن قتال عَليّ وَمُعَاوِيَة فَأَجَابَهُ القَاضِي علم الدّين القفصي الْمَالِكِي بِأَن عليا اجْتهد وَأصَاب فَلهُ أَجْرَانِ وَمُعَاوِيَة اجْتهد وَأَخْطَأ فَلهُ أجر وَاحِد فتغيظ من ذَلِك ثمَّ أجَاب الشّرف أَبُو البركات مُوسَى الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي بِأَن مُعَاوِيَة لَا يجوز لَعنه لِأَنَّهُ صَحَابِيّ فَقَالَ تمرلنك مَا حد الصَّحَابِيّ فَأَجَابَهُ القَاضِي شرف الدّين أَنه كل من رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ تمرلنك فاليهود وَالنَّصَارَى رَأَوْا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأجَاب بَان ذَلِك بِشَرْط كَون الرَّائِي مُسلما وَأجَاب القَاضِي شرف الدّين بِأَنَّهُ رأى حَاشِيَة على بعض الْكتب أَنه يجوز لعن يزِيد فتغيظ لذَلِك وَذَلِكَ بعد أَن وعد بِالْعَفو ثمَّ أَمر بالانصراف وَذَلِكَ فِي الثُّلُث الأول من لَيْلَة الْخَمِيس المسفرة عَن سادس عشر فانصرفوا ثمَّ ان تمرلنك حضر إِلَى مقَام ابراهيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَجرى لَهُ مَعَ الْقُضَاة بعض مَا اتّفق أَولا وَاسْتمرّ بِهِ إِلَى(3/47)
قريب طُلُوع الْفجْر ثمَّ توجه إِلَى قاعة السُّلْطَان الكائنة بالقلعة وَأمر بِطَلَب دَرَاهِم مِمَّن هُوَ بالقلعة من الحلبيين فَكتبت أَسمَاء النَّاس وَقبض عَلَيْهِم وعوقبوا بأنواع من الْعَذَاب بِحَيْثُ لم يسلم من الْعقُوبَة الا الْقَلِيل ونهبوا القلعة وَأخذُوا من الْأَمْوَال والأقمشة مَا أذهل التتار وَلم يظفروا فِي مملكة بِمثلِهِ وَأقَام التتار بحلب يعاقبون وَيَأْخُذُونَ الْأَمْوَال إِلَى يَوْم السبت مستهل أَو ثَانِي ربيع الآخر، ثمَّ رَحل إِلَى جِهَة دمشق وَترك بحلب طَائِفَة من التتار بالقلعة وبالمدينة وَأمر على القلعة الْأَمِير مُوسَى، وَكَانَ فِيهِ لطف على مَا قيل واحسان مَعْرُوف وَحبس من كَانَ فِي القلعة من الْأَعْيَان بهَا تَحت أَيدي التتار وَلم يسلم من ذَلِك الا من هرب فوصل تمر إِلَى دمشق وَكَانَ قد وصل اليها النَّاصِر فرج بعساكر الديار المصرية لدفع التتار وَحصل بَينهم قتال أَيَّامًا ثمَّ إِن الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَقع الْخلف بَينهم فِي الْبَاطِن وداخلهم الفشل فانكسروا وولوا رَاجِعين)
إِلَى جِهَة مصر، واقتفى التتار آثَارهم يسلبون من قدرُوا عَلَيْهِ أَو لحقوه وَرجع السُّلْطَان إِلَى مصر وَأخذ تمرلنك دمشق وَفعل بهَا أعظم من فعله بحلب فقصد من بالقلعة أَن يمْتَنع مِنْهُ فَأخذ بالأخشاب وَالتُّرَاب وَالْحِجَارَة وَبنى برجين قبالة القلعة من نَاحيَة جسر الزلابية فأذعنوا حِينَئِذٍ ونزلوا فتسلمها وَنهب الْمَدِينَة وخربها خرابا فَاحِشا لم نسْمع بِمثلِهِ وَلم يصل التتار أَيَّام هولاكو إِلَى قريب مِمَّا فعل بهَا التتار أَيَّام تيمور وَاسْتمرّ بِدِمَشْق إِلَى الْعشْر الثَّانِي من شعْبَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى نَاحيَة حلب قَاصِدا بِلَاده فَلَمَّا قرب مِنْهَا أَمر من كَانَ من التتار بهَا بالرحيل وان يصحبوا من بالقلعة من المعتقلين خلا الْقُضَاة فَأطلق الشّرف مُوسَى الانصاري والكمال عمر بن العديم وَجَمَاعَة مَعَهم وَأخذ بَقِيَّتهمْ إِلَى جِهَة بِلَاده فَمنهمْ من هرب من أثْنَاء الطَّرِيق وَمِنْهُم من اسْتمرّ مَعَهم عَجزا ورحل التتار كَمَا أَمرهم تمرلنك من حلب فِي الْعشْر الثَّانِي من شعْبَان وأسروا جَمِيع من صادفوا فِي طريقهم من النِّسَاء وَالصبيان بعد أَن أحرقوا حلب مرّة ثَانِيَة وهدموا أبراج القلعة وسور الْمَدِينَة وخربوا الْمَسَاجِد والجوامع والمدارس وَقتلُوا وَسبوا وأسروا وَاسْتَحَلُّوا الدِّمَاء والفروج وَقَالَ الشُّعَرَاء فِي ذَلِك قصائد شبه الرثاء والتوجع وَنَحْو ذَلِك، وَلما رَجَعَ إِلَى جِهَة بِلَاده أَنَاخَ على قرا بَاغ إِلَى السّنة الثَّانِيَة وَهِي سنة أَربع فَجمع وحشد وَقصد بِلَاد الرّوم فَجمع سلطانها أَبُو يزِيد عسكره وَتقدم كل من الْفَرِيقَيْنِ إِلَى الآخر فحصلت مقتلة عَظِيمَة انْكَسَرَ فِيهَا صَاحب الرّوم وَأسر وتفرق شَمل عَسْكَر الرّوم فَأخذ تمرلنك مَا يَلِي أَطْرَاف الشَّام من بِلَاد الرّوم وَأخذ برصا وَهِي كرْسِي مملكة الرّوم ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وَمَعَهُ أَبُو يزِيد صَاحب الرّوم معتقلا فتوفى فِي اعتقاله من السّنة وَاسْتمرّ تمرلنك فِي بِلَاد(3/48)
الْعَجم وَدخل الْهِنْد فنازل مملكة الْمُسلمين حَتَّى غلب عَلَيْهَا ثمَّ جرى بَينه وَبَين النَّاصِر فرج مراسلات وَصلح وَأهْدى كل مِنْهُمَا للْآخر، وَكَانَ شَيخا طوَالًا مهولا طَوِيل اللِّحْيَة حسن الْوَجْه أعرج شَدِيد العرج سلب رجله فِي أَوَائِل أمره وَمَعَ ذَلِك يُصَلِّي عَن قيام، مهابا بطلا شجاعا جبارا ظلوما غشوما فتاكا سفاكا للدماء مقداما على ذَلِك أفنى فِي مُدَّة ولَايَته من الْأُمَم مَا لَا يحصيهم الا الله وَوصل إِلَى أَطْرَاف الْهِنْد وَخرب بلدانا كَثِيرَة يفوتها الْحصْر جهير الصَّوْت يسْلك الْجد مَعَ الْقَرِيب والبعيد وَلَا يحب المزاح وَيُحب الشطرنج وَله فِيهَا يَد طولى ومهارة زَائِدَة وَزَاد فِيهَا جملا وبغلا وَجعل رقعته عشرَة فِي أحد عشر بِحَيْثُ لم يكن يلاعبه فِيهِ إِلَّا أَفْرَاد يقرب الْعلمَاء والشجعان والاشراف وينزلهم مَنَازِلهمْ وَلَكِن من خَالف أمره أدنى مُخَالفَة استباح دَمه)
فَكَانَت هيبته لَا تدابي بِهَذَا السَّبَب وَمَا أخرب الْبِلَاد الا بذلك فانه كَانَ من أطاعه من أول وهلة أَمن وَمن خَالفه أدنى مُخَالفَة وَهِي، ذَا فكر صائب ومكائد فِي الْحَرْب عَجِيبَة وفراسة قل أَن تخطئ عَارِفًا بالتواريخ لادمانه على سَمَاعه لَا يَخْلُو مَجْلِسه عَن قِرَاءَة شَيْء مِنْهَا سفرا أَو حضرا مُغْرِي بِمن لَهُ معرفَة بصناعة مَا إِذا كَانَ حاذقا فِيهَا، أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة حاذقا باللغة الفارسية والتركية والمغلية خَاصَّة ويعتمد قَوَاعِد جنكزخان ويجعلها أصلا وَلذَلِك أفتى جمع جم بِكُفْرِهِ مَعَ أَن شَعَائِر الاسلام فِي بِلَاده ظَاهِرَة وَله جواسيس فِي جَمِيع الْبِلَاد الَّتِي ملكهَا وَالَّتِي لم يملكهَا وَكَانُوا ينهون إِلَيْهِ الْحَوَادِث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بِجَمِيعِ مَا يروم فَلَا يتَوَجَّه إِلَى جِهَة الا وَهُوَ على بَصِيرَة من أمرهَا، وَبلغ من دهائه أَنه كَانَ إِذا أَرَادَ قصد جِهَة جمع أكَابِر الدولة وَتَشَاوَرُوا إِلَى أَن يَقع الرَّأْي على التَّوَجُّه فِي الْوَقْت الْفُلَانِيّ إِلَى الْجِهَة الْفُلَانِيَّة فيكاتب جواسيس تِلْكَ الْجِهَات فتأخذ الْجِهَة الْمعينَة حذرها ويأمن غَيرهَا، فَإِذا ضرب النفير وَأَصْبحُوا سائرين ذَات الشمَال عرج بهم ذَات الْيَمين فَإلَى أَن يصل الْخَبَر الثَّانِي دهم هُوَ الْجِهَة الَّتِي يُرِيد وَأَهْلهَا غافلون. مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه لأخذ بِلَاد الخطا على مَدِينَة اترار فِي لَيْلَة الاربعاء سَابِع عشر شعْبَان سنة سبع وأرخه المقريزي فِي الَّتِي تَلِيهَا وَأَظنهُ غَلطا. وَلم يكن مَعَه من بنيه وأحفاده سوى حفيده خَلِيل بن ميران شاه وحسين ابْن أُخْته فاتفق رَأْيهمْ على اسْتِقْرَار الْحَفِيد الْمَذْكُور عوضه بسمرقند مَعَ وجود أَبِيه وَعَمه شاد رخ بهراة وَوُجُود بير عمر فِي فَارس وَكَانَ تيمور قد جعل أَولا ولي عَهده حفيده(3/49)
مُحَمَّد سُلْطَان فَمَاتَ على أقشهر من بِلَاد الرّوم فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة فعهد إِلَى أَخِيه بير مُحَمَّد وأبعده فَصَارَ ولي الْعَهْد وَهُوَ بِفَارِس، فَلَمَّا مَاتَ تيمور وَاسْتولى حفيده خَلِيل على الخزائن وَتمكن من الْأُمَرَاء والعساكر بذل لَهُم الاموال الْعَظِيمَة حَتَّى دخلُوا تَحت طَاعَته وَسَار فَلَمَّا قَارب سَمَرْقَنْد تَلقاهُ من بهَا وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد وهم يَبْكُونَ وَمَعَهُمْ التقادم فقبلها مِنْهُم ودخلها وجثة جده تيمور فِي تَابُوت أبنوس وَجَمِيع الْمُلُوك والامراء مشَاة مكشوفة رُءُوسهم وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد حَتَّى دفنوه وَأَقَامُوا عَلَيْهِ العزاء أَيَّامًا وَلَعَلَّه قَارب الثَّمَانِينَ فَإِنَّهُ قَالَ للْقَاضِي شرف الدّين الانصاري وَغَيره كم سنكم فَقَالَ لَهُ الشّرف سني الْآن سَبْعَة وَخَمْسُونَ سنة وأجابه غَيره بِنَحْوِ ذَلِك فَقَالَ أَنا أصلح أَن أكون والدكم. وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَت لَهُ همة عالية وتطلع إِلَى الْملك وَكَانَ مُغْرِي بغزو الْمُسلمين وَترك الْكفَّار وصنع ذَلِك فِي بِلَاد الرّوم ثمَّ فِي بِلَاد الْهِنْد، وَأَنْشَأَ بِظَاهِر سَمَرْقَنْد عدَّة بساتين وقصور)
عَجِيبَة فَكَانَت من أعظم النزه، وَبنى عدَّة قصبات سَمَّاهَا بأسماء الْبِلَاد الْكِبَار كحمص ودمشق وبغداد وشيراز وَكَانَ يجمع الْعلمَاء وَيَأْمُرهُمْ بالمناظرة ويسألهم ويعنتهم بالمسائل، وَلما مَاتَ كَانَ لَهُ من الاولاد ميران شاه وشاه رخ وَبنت اسْمهَا سُلْطَان تخت وَمن الزَّوْجَات ثَلَاث وَمن السراري شَيْء كثير، وأخباره مُطَوَّلَة وَقد أفردها بعض من أخذت عَنهُ بالتأليف وَالْقدر الَّذِي اقتصرت عَلَيْهِ هُنَا اعتمدت فِيهِ ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا، وترجمته فِي عُقُود المقريزي نَحْو كراستين.
(حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة)
193 - ثَابت بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن حبيب أَبُو بكر بن حبيب العزازي الجرائحي، / وَهُوَ بكنيته أشهر. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة، وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة على أَرْبَعَة وَعشْرين شَيخا وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ شَيخنَا بِدِمَشْق، وَذكره المقريزي فِي عقوده.
194 - ثَابت بن نعير بن مَنْصُور بن جماز بن شيخة الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وعزل عَنْهَا بجماز ثمَّ أُعِيد اليها بعد صرف جماز، وَمَات سنة احدى عشرَة، طول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته.
195 - ثامر / مجذوب للعامة فِيهَا اعْتِقَاد كَبِير وَله كَلِمَات فِيهَا اعْتِبَار سَمِعت مِنْهُ الْكثير مِنْهَا، وَكَانَ يكثر الْوُقُوف عِنْد بَاب جَامع الغمري لاعْتِقَاده فِي صَاحبه. مَاتَ بعد الْخمسين.
196 - ثقبة بن أَحْمد بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَأَرْبَعين خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها.(3/50)
(حرف الْجِيم)
جَاءَ الْخَبَر. اسْمه فائد. /
197 - جَابر بن عبد الله الحراشي بمهملتين مفتوحتين وَبعد الْألف مُعْجمَة وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة، وَتردد فِي التِّجَارَة لمَكَّة كثيرا ورزق فِيهَا حظا وخدم السَّيِّد حسن بن عجلَان وَكَانَ نَظِير الشاد لَهُ فِي أُمُور مَكَّة، واشتهر بالامانة وَالْحُرْمَة وَبِحسن الْمُبَاشرَة حَتَّى قرر لبني حسن الرسوم وَزَادَهُمْ، وَبنى بجدة فرضة ثمَّ تغير على مخدومه لكَونه تنكر عَلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة تسع فَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أفرج عَنهُ فَتوجه إِلَى الْيمن ثمَّ قدم مصر موليا عَلَيْهِ فَمَا أَفَادَهُ ذَلِك فَرجع ووالى أَصْحَاب يَنْبع وباشر لَهُم. وَعمل لَهُم قلعة ولمدينتهم سورا، وَكَانَ قد دخل أَيْضا مصر فثار عَلَيْهِ النَّاصِر وصادره وَحمله فِي الْحَدِيد إِلَى مخدومه فتسلمه ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى ولَايَة جدة فباشرها على عَادَته فاتهمه بموالاة ابْن أَخِيه رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان وَكَانَ رميثة قد هجم على مَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وهجم على جدة مِنْهَا فَقَامَ جَابر فِي الصُّلْح فَلم يفده ذَلِك عِنْد مخدومه الا التُّهْمَة بموالاة رميثة ثمَّ ظفر بِهِ فشنقه على بَاب الشبيكة فِي منتصف ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن أرسل بِهِ النَّاصِر أَيْضا إِلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ داهية مَاكِرًا دَاعِيَة إِلَى مَذْهَب الزيدية زَائِد الظُّلم بِحَيْثُ كثر الدُّعَاء عَلَيْهِ خُصُوصا فِي موسم هَذِه السّنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَطوله التقي الفاسي فِي مَكَّة عَن هَذَا
198 - جارقطلي وَهُوَ على ألسن الْعَامَّة بالشين الْمُعْجَمَة بدل الْجِيم سيف الدّين الاشرفي / من عُتَقَاء الظَّاهِر برقوق نَائِب الشَّام. تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي نِيَابَة حماة فِي الدولة المؤيدية. ثمَّ نَقله الاشرف لنيابة حلب عوضا عَن تاني بك البجاسي فَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة فَأمر تقدمة ثمَّ عمل أتابكا ثمَّ نَائِب دمشق فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد سودون من عبد الرَّحْمَن وَمَات بهَا بعد سنة فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ شهما مُسْرِفًا على نَفسه يحب الْعدْل والانصاف وَلم يخلف ولدا، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ انه كَانَ أَمِيرا كَبِيرا شجاعا مشكور الْأَيَّام بِدِمَشْق مَعَ حِدة يُبَادر بهَا إِلَى سفك الدِّمَاء.
199 - جَار الله بن احْمَد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ،)
أرخه ابْن فَهد.
200 - جَار الله بن بحير من أهل وَادي أبي عُرْوَة ثمَّ نزيل مَكَّة. / مِمَّن سمع مني(3/51)
بهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن قتل بجدة وَرَاح هدرا:
201 - جَار الله بن حسن بن مُخْتَار. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين، وَسَيَأْتِي أَبوهُ.
202 - جَار الله بن جويعد بن حَازِم بن عبد الْكَرِيم بن أبي نمي الشريف الحسني النموي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
203 - جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور احْمَد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن اياد بن عَمْرو بن الْعَلَاء بن مَسْعُود جلال الدّين الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الاصل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد احْمَد وَعلي وَمُحَمّد. / سمع من خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة وَابْن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الْهَمدَانِي والموفق الْحَنْبَلِيّ والكمال ابْن حبيب وَابْن عبد الْمُعْطِي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ ابراهيم بن مُحَمَّد بن يُونُس بن القواس والشهاب احْمَد بن مُحَمَّد بن عمر زغلس وَمُحَمّد بن ابراهيم بن أزبك وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء رَغْبَة فِي اسْمه وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ التقي الفاسي، وَذكره فِي تَارِيخ مَكَّة وَشَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَحَادِيث من التِّرْمِذِيّ بِمَدِينَة يَنْبع، وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ خيرا عَاقِلا، زَاد غَيره أحد المنزلين بدرس يلبغا بِمَكَّة، تردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وأدركه أَجله بهَا فِي آخر سنة خمس عشرَة بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَدفن بمقبرة صوفيتها وَقد بلغ السّبْعين، وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ الصَّدْر بن الادمي مَا اشْتهر مِمَّا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَذكره المقريزي فِي عقوده بِزِيَادَة مُحَمَّد فِي نسبه بعد صَالح.
204 - جَار الله وَيُسمى الْمُحب أَبَا الْفضل مُحَمَّدًا وَلكنه بجار الله أشهر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد سبط عَم أَبِيه أبي بكر بن مُحَمَّد بن فَهد أمه كمالية. / ولد فِي لَيْلَة السبت لعشرين من شهر رَجَب سنة احدى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وَحضر عَليّ وَهُوَ فِي الرَّابِعَة فِي مجاورتي الرَّابِعَة من لَفْظِي وبقراءة أَبِيه وَغَيره أَشْيَاء ثمَّ سمع عَليّ بعد ذَلِك أَشْيَاء وَكَذَا أحضر على الْمُحب الطَّبَرِيّ الامام ختم مُسلم وثلاثيات البُخَارِيّ وَالرّبع الأول من تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة كل ذَلِك بعد المسلسل وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَعبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ وَغَيره، مِمَّن أجَاز لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي)
وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الشهَاب البوصيري وَغَيره مِمَّن سمع عَليّ ابْن الكويك.
205 - جَار الله بن عبد الله الْمَكِّيّ الْمُؤَدب. / مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد نقلا عَن خطّ ابْن مُوسَى.
206 - جَار الله بن مبارك الصَّفَدِي الْقَائِد. / سمع عَليّ ابْن سَلامَة والتقي بن فَهد فِي(3/52)
سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
207 - جَار الله الهذباني الشريف الحسني. / مَاتَ فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين بوادي الْآبَار وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
208 - جانباي الأشرفي قايتباي بل هُوَ ابْن أُخْته وَأحد العشرات، / تلقى أقطاع نَائِب اسكندرية قَائِم قُشَيْر عَنهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ.
209 - جَانِبك بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاون سيف الدّين بن الامير شرف الدّين ابْن النَّاصِر بن الْمَنْصُور / ولد سنة بضع وَخمسين وَأمر طبلخاناه فِي سلطنة أَخِيه الْأَشْرَف شعْبَان وَلما زَالَت دولة آل قلاون اسْتمرّ سَاكِنا فِي القلعة مَعَ أهل بَيته وَكَانَت عدتهمْ اذ ذَاك سِتّمائَة نفس فَمَا زَالَ الْمَوْت يقلل عَددهمْ إِلَى أَن تسلطن الاشرف برسباي فَأَمرهمْ بِالسُّكْنَى حَيْثُ شَاءُوا من الْقَاهِرَة فتحولوا وَلم يكن فيهم يَوْمئِذٍ أقعد نسبا من صَاحب التَّرْجَمَة بل كَانَ قبله بِقَلِيل ولد النَّاصِر حسن، مَاتَ فِي سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على السّبْعين، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره المقريزي فِي عقوده.
210 - جَانِبك من أَمِير الأشرفي برسباي وَيعرف بالظريف. / كَانَ من صغَار خاصكية أستاذه ثمَّ عمله الظَّاهِر خازندارا صَغِيرا ثمَّ دوادارا صَغِيرا ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ صيره من رُءُوس النوب فَلَمَّا تسلطن اينال كَانَ من حزبه وَلم يراع للظَّاهِر حَقه فِي وَلَده فعمله طبلخاناه وخازندارا وَعظم ونالته السَّعَادَة رساق الْمحمل وَتزَوج بابنة الظَّاهِر واستولدها، وَقدمه الظَّاهِر خشقدم بل وَعَمله دوادارا ثَانِيًا فخف وطاش وتعاظم وتفاقم فَقبض عَلَيْهِ وحبسه باسكندرية ثمَّ أخرجه إِلَى الْبِلَاد الشامية فحبسه بقلعة صفد حَتَّى مَاتَ فِيهَا سنة سبعين وَهُوَ فِي عشر الْخمسين، وَكَانَ مليح الشكل حُلْو الْوَجْه عَارِفًا بأنواع الفروسية وَنَحْوهَا مَعَ مزِيد بخل وجبروت وَخَلفه على زَوجته الْأَمِير أزبك من ططخ الظَّاهِرِيّ.
211 - جَانِبك من ططخ الظَّاهِرِيّ جقمق ويدعى بالفقيه، / كَانَ أبي يلبغا الجركسي رَأس نوبَة الناصري)
مُحَمَّد بن الظَّاهِر، وَمَات أستاذه وَهُوَ أحد الجمدارية ثمَّ صَار فِي أَيَّام الاشرف اينال خاصكيا ثمَّ أمره الظَّاهِر خشقدم عشرَة وطبلخاناه وَعَمله أميراخور ثَانِي ثمَّ مقدما ثمَّ أميراخور أول ثمَّ صَار أَمِير سلَاح، وَحج بِالنَّاسِ وَهُوَ كَذَلِك فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَلم يحمد تصرفه فِي سيره وَأمْسك لبَعض الاغراض بِالْعقبَةِ فِي رُجُوعه وَتوجه بِهِ إِلَى الْقُدس منفيا فَلم يلبث أَن مَاتَ بِهِ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَكَانَ فِيهِ خير وبر وتواضع مَعَ الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَله تربة جوَار تربة خشقدم قرر فِيهَا جمَاعَة وَكَذَا عمل سَبِيلا عِنْد رَأس سويقة منعم(3/53)
ثمَّ هَدمه الدواد للْمصْلحَة زعم لكَونه كَانَ فِي الطَّرِيق وَهُوَ المغري للسُّلْطَان بِهِ بِحَيْثُ أَنه لما جَاءَ مُبشر الْحَاج وَكَانَ من أجناد ابْن عُثْمَان قَالَ من يروم السلطنة يُرْسل قاصده هَذَا اشارة إِلَى عدم تَدْبيره وَنقص عقله عَفا الله عَنهُ.
212 - جَانِبك من يلخجا الظَّاهِرِيّ جقمق. / صاهر الامين الاقصرائي على ابْنَته زَيْنَب واستولدها ولدا ذكرا، وَمَات عَنْهُمَا فِي طاعون سنة سبع وَأَرْبَعين وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ وَكَانَ قد جود الْخط وَكتب بِهِ عدَّة مصاحف وَغَيرهَا كالشفا وقرأه على صهره وَوَقفه فتنظر من عِنْد جقمق الَّذِي خَلفه على زَوجته.
جَانِبك الأبلق هُوَ الظَّاهِرِيّ / يَأْتِي.
213 - جَانِبك الأبو بكري الاشرفي برسباي، / أحد من تَأمر فِي الْأَيَّام الاينالية وتنمر ثمَّ بَطل وشاخ وَكَانَ يسكن جوَار جَامع ابْن ميالة بَين السورين. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكنت الْمُصَلِّي عَلَيْهِ اماما اتِّفَاقًا بمصلى بَاب النَّصْر.
214 - جَانِبك الأشرفي الخاصكي / مِمَّن قتل على يَد الْعَرَب فِي تجريدة للبحيرة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ
215 - جَانِبك الاشرفي برسباي / اُحْدُ المقدمين وَيعرف بالمشد، اسْتَقر بِهِ الاشرف اينال فِي الشربخاناه ثمَّ اضاف إِلَيْهِ الظَّاهِر خشقدم مَعهَا التقدمة إِلَى أَن أمْسكهُ فِي جمَاعَة من الاشرفية وسجن باسكندرية ثمَّ نقل إِلَى الْقُدس ثمَّ افرج عَنهُ الاشرف قايتباي وَقدم فَأَقَامَ ببيته بِالْقربِ من بَاب سر جَامع قوصون واختص بِهِ التقي الحصني. وَمَات بطالا فِي رَمَضَان سنة احدى وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن بتربة قريبَة من تربة استاذه، وَكَانَ راميا معدودا متدينا مبجلا رَحمَه الله.
216 - جَانِبك الأشرفي برسباي. / اشْتَرَاهُ صَغِيرا فرقاه إِلَى أَن إمرة طبلخاناه فِي محرم سنة سِتّ)
وَعشْرين وأرسله إِلَى الشَّام لتقليد النواب فَأفَاد مَالا جزيلا وتقرر أَولا خازندارا ثمَّ دويدارا ثَانِيًا بعد سفر قرقماش إِلَى الْحجاز وَصَارَت غَالب الْأُمُور معذوقة بِهِ وَلَيْسَ للدوادار الْكَبِير مَعَه كَلَام، وَتمكن من أستاذه غَايَة التَّمَكُّن حَتَّى صَار مَا يعْمل بِرَأْيهِ يسْتَمر وَمَا لَا ينْتَقض عَن قرب وَشرع فِي عمَارَة الْمدرسَة الَّتِي بالشارع عِنْد القربيين خَارج بَاب زويلة وابتدأ بِهِ مَرضه بالمغص ثمَّ انْتقل إِلَى القولنج وواظبه الاطباء بالأدوية والحقن ثمَّ اشْتَدَّ بِهِ الامر فعاده سَائِر أهل الدولة بعد الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فحجبوا دونه فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان نزل إِلَيْهِ الْعَصْر فعاده واغتم لَهُ وَأمر بنقله إِلَى القلعة وَصَارَ يُبَاشر تمريضه بِنَفسِهِ مَعَ مَا شاع بَين النَّاس أَنه سقى السم وعولج بِكُل علاج إِلَى أَن تماثل وَدخل الْحمام وَنزل لداره(3/54)
فانتكس أَيْضا لِأَنَّهُ ركب إِلَى الصَّيْد بالجيزة فَرجع موعوكا وَتَمَادَى بِهِ الامر حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الاول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ عَن خمس وَعشْرين سنة تَقْرِيبًا فَنزل السُّلْطَان إِلَى دَاره وَجلسَ بحوشه على دكة حَتَّى فرغ من غسله وتكفينه، ثمَّ توجه رَاكِبًا لمصلى الْمُؤمنِينَ وَمَشى النَّاس بأجمعهم مَعَه ثمَّ دفن بمدرسته.
ذكره شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وَكَانَ شَابًّا حاد الْخلق عَارِفًا بالامور الدُّنْيَوِيَّة كثير الْبر للْفُقَرَاء شَدِيدا على من يتعانى الظُّلم من أهل الدولة وهم أستاذه غير مرّة أَن يقدمهُ فَلم يقدر ذَلِك وَكَانَ هُوَ فِي نَفسه وحاله أكبر من المقدمين، وَلم تلبث زَوجته بعده سوى سِتَّة أَيَّام فَيُقَال انه كَانَ جَامعهَا لما أَفَاق قبل النكسة فأصابها مَا كَانَ بِهِ، وَنقل السُّلْطَان أَوْلَاده عِنْده وَبنى لَهُم خَان مسرور وَكَانَ قد استهدم فَأخذ بِالربعِ وعمره عمَارَة متقنة بِحَيْثُ صَار الَّذِي يتَحَصَّل من ريعه يَفِي لأهل الرّبع بِالْقدرِ الَّذِي كَانَ يتَحَصَّل لَهُم من جَمِيعه وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا بقوله:
(الدوادار قَالَ لي أَنا أَقْْضِي مآربك ... قُم زن المَال قلت لَا حفظ الله جَانِبك)
وَذكره المقريزي فِي عقوده.
217 - جَانِبك الْأَشْقَر وَيُقَال لَهُ أَيْضا المغربي الاشرفي قايتباي. / أَصله من مماليك قانباي المؤيدي أحد أُمَرَاء الْبِلَاد الشامية فأهداه لقايتباي حِين توجه فِي إمرته لتقليد برد بك البشمقدار واختص بِهِ حَتَّى عمل دواداره فَلَمَّا تسلطن أمره عشرَة وصيره من جملَة الدوادارية وسافر أَمِير الأول مرّة ثمَّ أَمِير الْمحمل مرَّتَيْنِ، وَكَانَ مشكورا فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله نَحْو شهر وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان فِي مشْهد حافل بمصلى الْمُؤمنِينَ وَدَفنه فِي تربته.
جَانِبك الاشرفي اينال وَيعرف بالاشقر.)
218 - جَانِبك السيفي اقبردي ثمَّ الاشرفي برسباي / وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد أحد جمَاعَة الصرغتمشية.
مَاتَ فِي لَيْلَة ثَانِي جُمَادَى الاولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
219 - جَانِبك الاينالي الاشرفي برسباي، وَيعرف بقلقسين. / مِمَّن سجن فِي أول الايام الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أطلق وَتعلم الْكِتَابَة على كبر ثمَّ لَا زَالَ يترقى فِي الامرة وَاسْتقر مَعَ تقدمته فِي الحجوبية الْكُبْرَى أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَحج أَمِير الْمحمل فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَعمل الاتابكية وَكَانَ وَهُوَ كَذَلِك مِمَّن أسر فِي كائنة سوار وشل ابهام يَده ثمَّ تخلص وَولي نِيَابَة الشَّام حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَكَانَ فِي الفروسية بمَكَان. جَانِبك البواب. يَأْتِي قَرِيبا.
220 - جَانِبك التاجي نِسْبَة للتاج الْوَالِي الجركسي المؤيدي / شيخ. صَار(3/55)
خاصكيا بعد شيخ إِلَى أَن استنابه الظَّاهِر فِي بيروت وأثرى فتحول إِلَى غَزَّة ثمَّ صفد ثمَّ حماة كل ذَلِك بالبذل ثمَّ حلب إِلَى أَن عَزله الظَّاهِر خشقدم فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ ليَكُون على أقطاع برد بك البشمقدار حَاجِب الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ، وَلم يلبث أَن تمرض أَيَّامًا قبل خُرُوجه مِنْهَا وَبعد تأهبه ثمَّ مَاتَ بدار السَّعَادَة مِنْهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة من السّنة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين، وَكَانَ قد حرج إِلَيْهِ التَّقْلِيد بنيابة الشَّام بعد تنم فَمَاتَ وَجَاء الْعلم والقاصد المتوجه بذلك فِي قطيا فاستقر برسباي.
221 - جَانِبك الثور السيفي / أَمِير التّرْك بِمَكَّة بل ولي نِيَابَة جدة وناب باسكندرية وقتا وَكَانَ اُحْدُ الطبلخاناه والحاجب الثَّانِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة احدى واربعين. ارخه ابْن فَهد وَغَيره، قَالَ المقريزي ومستراح مِنْهُ. جَانِبك الجداوي يَأْتِي قَرِيبا.
222 - جَانِبك الجكمي جكم من عوض المتغلب على حلب. / صيره الظَّاهِر جقمق اُحْدُ العشرات ورءوس النوب حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة ارْبَعْ وَخمسين وَكَانَ متوسطا.
223 - جَانِبك الجكمي أَيْضا الظَّاهِرِيّ /. تنقل فِي الخدم والولايات إِلَى أَن نَاب فِي ملطية مُدَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد اسن وَاسْتقر بعده فِي ملطية اينال الْأَشْقَر الْوَالِي.
جَانِبك حبيب هُوَ العلائي /.
جَانِبك حرامي شكل. هُوَ المؤيدي /.
224 - جَانِبك الحمزاوي. / ولي نِيَابَة غَزَّة وَمَات قبل وُصُوله إِلَى آمد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن بِدِمَشْق وَلم يكن مشكورا.
225 - جَانِبك الزيني المؤيدي شيخ. / صَار خاصكيا فِي دولة المظفر احْمَد بن استاذه وتأمر عشرَة ثمَّ طبلخاناه كِلَاهُمَا فِي ايام خشقدم، ثمَّ سَافر فِي المجردين إِلَى سوار فَعَاد وَهُوَ مَرِيض وَلزِمَ)
الْفراش اشهرا ثمَّ مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَقد ناهز السّبْعين، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا صينا قَلِيل الشَّرّ.
226 - جَانِبك الزيني عبد الباسط. / ولي الاستادارية فِي الدولة الاشرفية برسباي حِين كلف استاذه بسدها وَاسْتمرّ إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الظَّاهِر فِي جملَة حَوَاشِي مَوْلَاهُ وَقرر فِيهَا دواداره مُحَمَّد بن أبي الْفرج، وَلما أفرج عَن سَيّده حج مَعَه ثمَّ رجعا إِلَى الشَّام وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الاشرف اينال فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا، وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بتربة سَيّده خَارج بَاب النَّصْر من الصَّحرَاء.
227 - جَانِبك السُّلَيْمَانِي / أحد أُمَرَاء دمشق وَإِلَيْهِ ينْسب خَان السُّلَيْمَانِي بظاهرها ظنا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين.
228 - جَانِبك السودوني من عبد الرَّحْمَن / نَائِب رَأس نوبَة الجمدارية. مِمَّن قتل(3/56)
على يَد الْعَرَب فِي تجريدة الْبحيرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
جَانِبك السيفي. / مضى فِي جَانِبك الثور قَرِيبا.
229 - جَانِبك الشمسي المؤيدي /. اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد فِي أَيَّام أتابكيته، وترقى من بعده حَتَّى صَار من أُمَرَاء طرابلس، ثمَّ ولي حجوبية الْحجاب بحلب ثمَّ عزل وَتوجه إِلَى دمشق فأنعم عَلَيْهِ بامرة طبلخاناه بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة أَو أَوَائِل الَّذِي بعده سنة تسع وَخمسين. جَانِبك شيخ.
هُوَ المؤيدي / يَأْتِي.
230 - جَانِبك الصُّوفِي الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد المقدمين وَصَاحب تِلْكَ الوقائع والحروب. فر من محبسه باسكندرية وأعيا السُّلْطَان تطلبه، وامتحن جمَاعَة بِسَبَبِهِ إِلَى أَن ظهر عِنْد ابْن دلغادر. مَاتَ فِي منتصف ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَاخْتلف فِي سَبَب قَتله، وَكَانَ فِيمَا قَالَه المقريزي ظَالِما عاتيا جبارا لم يعرف بدين وَلَا كرم.
231 - جَانِبك الطياري الظَّاهِرِيّ / مُتَوَلِّي مكس جدة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم، وَيُحَرر مَعَ الْآتِي بعد ثَلَاثَة.
232 - جَانِبك الطَّوِيل الأشرفي قايتباي /. رقاه أستاذه لنيابة صفد ثمَّ الكرك ثمَّ لدواداريته بِدِمَشْق، وَتزَوج ابْنة جانم زوج النجمي وَأم وَلَده فاشترت لَهُ دَار إِبْرَاهِيم بن بيغوت، وَهِي من أجل دور دمشق بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار واتحد مَعَ حاجبها اينال الخصيف فِي الظُّلم والمعاصي)
والمخالفة على نائبها فِي الْخُرُوج مَعَ التجريدة حَتَّى كَانَت منيته بعد انْفِصَال نائبها عَنْهَا للتجريدة إِمَّا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين. واستراح الدمشقيون مِنْهُ.
233 - جَانِبك الظَّاهِرِيّ الأبلق / أحد العشرات مِمَّن سَاق الْمحمل فِي جملَة الباشات قَتله الفرنج فِي الماعوصة بِجَزِيرَة قبرس فِي أحد الجمادين سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
234 - جَانِبك الظَّاهِرِيّ البواب عفريت، / مِمَّن قتل على يَد الْعَرَب فِي تجريدة الْبحيرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
235 - جَانِبك الظَّاهِرِيّ جقمق الجركسي الدوادار شاد جدة. / أَصله فِيمَا قيل لجرباش المحمدي الناصري ثمَّ ملكه قبل بُلُوغه اسنبغا الطياري وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ الظَّاهِر قَرِيبا من سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَأعْتقهُ وسافر مَعَه فِي تجريدة أرزنكان فَلَمَّا تسلطن صيره خاصكيا، ثمَّ ولاه النّظر على الْكَنَائِس وَهدم مَا تجدّد فِيهَا ثمَّ شادية جدة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، فَنَهَضَ بخبرته فِي الظُّلم لما لم يصل إِلَيْهِ من قبله(3/57)
وَعَاد بِشَيْء كثير لَهُ وللسلطان فَزَاد عِنْده حظوة، وَظَهَرت لَهُ كفاءته وَلَا زَالَ أمره فِيهَا فِي نمو وَزِيَادَة وَعظم حَتَّى قيل لَهُ نَائِب جدة، ثمَّ بعد أستاذه اسْتَقر بِهِ الْمَنْصُور فِي الاستادارية وَتعذر لذَلِك توجهه لجدة فِي تِلْكَ السّنة، بل تخلف عَنْهَا فِيمَا تقدم أَحْيَانًا، ثمَّ كَانَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف اينال أعز طائفته بِحَيْثُ انْتفع بسفارته من شَاءَ الله من الظَّاهِرِيَّة، وأعفى من الاستادارية وَاسْتمرّ على تكَلمه فِي جدة بل زيد من الأقطاعات وَصَارَ من أُمَرَاء الطبلخانات وأثرى وَحصل بِالشِّرَاءِ وَغَيره من الْقرى والضياع بديار مصر وَغَيرهَا الْكثير وَأَنْشَأَ التربة الجميلة خَارج بَاب القرافة الْمُشْتَملَة على الْمدرسَة والتصوف وَكتاب الايتام والحوض وَغير ذَلِك، والبستان الهائل الْفَائِق الْوَصْف وَمَا احتوى عَلَيْهِ من البحرة، وَكَذَا القبتين والرصيف تجاههما الدَّال على علو همته والبستان والسبيل ظَاهر مَكَّة قَرِيبا من العسيلات بطرِيق منى وَغير ذَلِك وَملك الاشرفية فضلا عَن الظَّاهِرِيَّة بالعطاء والبذل انقادت لَهُ العظماء، وانثالت عَلَيْهِ الاموال من كل وَجه لَا سِيمَا من بِلَاد الْحجاز فَهُوَ الْمُتَصَرف فِيهِ بِحَيْثُ كَاتبه أكَابِر مُلُوك الْهِنْد وَغَيرهَا وجلبوا إِلَيْهِ التحف وَلذَا لم يتَخَلَّف عَن الْمسير اليها فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ مَعَ كَونه مقدما بل كَانَ هُوَ الْقَائِم بخلع المؤيدي مَعَ مزِيد ترفقه بِهِ واستجلابه لَهُ ثمَّ بِرُجُوع جانم وانحلال أمره لقُوَّة شوكته من خجداشيته وحواشيه وَبعد ثَلَاثَة أَيَّام من اسْتِقْرَار الظَّاهِر خشقدم اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى بعد موت يُونُس الاقباي، وَصَارَ مُدبر المملكة وَصَاحب حلهَا)
وعقدها ومحط الرّحال وزادت عَظمته وشاع ذكره وَبعد صيته فِي الْآفَاق، وكاتبه الْمُلُوك وَقصد فِي الْمُهِمَّات الَّتِي لَا يسدها غَيره وسمح بالبذل بِمَا يفوق الذّكر كألفي دِينَار دفْعَة وَمِائَة نَاقَة وَدون ذَلِك وفوقه، وَكَانَ مهابا شهما حاذقا حسن الشكالة فصيح الْعبارَة باللسانين قصير الْقَامَة كيسا سيوسا، ومحاسنه كَثِيرَة وضدها أَكثر وأفحش. مَاتَ مقتولا بيد الاجلاب وَقت الاسفار من يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ عِنْد بَاب سر الْجَامِع الناصري فَجهز ثمَّ صلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْقلَّة ثمَّ دفن بتربته بِبَاب القرافة وَمَا تبعه إِلَّا دون عشرَة من مماليكه من أَكثر من مِائَتي مَمْلُوك فسبحان الْمعز المذل الفعال لما يُرِيد وَمَا أحسن مَا قيل:
(باتوا على قلل الاجبال تحرسهم ... غلب الرِّجَال فَلم تمنعهم القلل)
(واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ... فأسكنوا حُفْرَة يَا بئس مَا نزلُوا)
(ناداهم صارخ من بعد مَا دفنُوا ... أَيْن الأسرة والتيجان وَالْحلَل)
(أَيْن الْوُجُوه الَّتِي كَانَت محجبة ... من دونهَا تضرب الاستار والكلل)(3/58)
(فأفصح الْقَبْر عَنْهُم حِين سَاءَ لَهُم ... تِلْكَ الْوُجُوه عَلَيْهَا الدُّود يقتتل)
(قد طالما أكلُوا دهرا وَمَا نعموا ... فَأَصْبحُوا بعد ذَاك الاكل قد أكلُوا)
وَقَالَ الْفَاضِل عَليّ بن برد بك مُشِيرا لقتل تنم رصاص مَعَه:
(الدوادار ضجت الأَرْض مِنْهُ ... وبقاع الدنا شكت والعراص)
(فأزال الْجَبَّار دُنْيَاهُ عَنهُ ... وأذيبت كَمَا أذيب الرصاص)
جَانِبك الظريف /.
جَانِبك عفريت. / مضيا.
236 - جَانِبك العلائي بن اقبرس ثمَّ الأشرفي إينال وَيُقَال لَهُ جَانِبك حبيب، / كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه بل تَأمر وفر بعده مرّة للغرب وَلابْن عُثْمَان ثمَّ رَجَعَ يطْلب من الاشرف قايتباي وَصَارَ أميراخور ثَانِي وَهُوَ مِمَّن يذكر بِخَير وتقريب للصالحين وَفهم جيد وآداب ومزيد تواضع وكرم، مَعَ تقلل رزقه وفروسية، وأرسله السُّلْطَان فِي أَوَائِل سنة تسعين لملك الرّوم أبي يزِيد بن أبي عُثْمَان رَسُولا فِي طلب الصُّلْح وحسم مَادَّة الْفِتَن، فَعَاد فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة مِنْهَا بخفي حنين ثمَّ هُوَ المنجد للسُّلْطَان حِين كبابه فرسه مرّة فِي بركَة أَو نَحْوهَا وَالثَّانيَِة بالحوش وَحمله فِي كل مِنْهُمَا، وَلم يُكَافِئهُ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَاسْتقر دَفنه بتربة سرُور شاد الحوش الَّتِي أَنْشَأَهَا بحوش الظَّاهِر برقوق، وَلم يقدر)
لَهُ الْحَج مَعَ مزِيد تلفته لذَلِك بل هيأ نَفسه ليَكُون مَعَ السُّلْطَان حِين توجهه لمَكَّة فتلطف بِهِ حَتَّى كف.
جَانِبك الْفَقِيه. / هُوَ من ظطخ الظَّاهِرِيّ أَمِير سلَاح. مضى أَولا.
237 - جَانِبك القرماني الظَّاهِرِيّ برقوق /. كَانَ مِمَّن خرج على ولد أستاذه النَّاصِر فرج وَوَقعت لَهُ محن بِحَيْثُ سمر فِي بَعْضهَا ورسم النَّاصِر بتوسيطه ثمَّ شفع فِيهِ فأفرج عَنهُ، وَتوجه إِلَى بِلَاد ابْن قرمان وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَلذَا نسب إِلَيْهِ، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وترقى بعد الْمُؤَيد إِلَى إمرة عشرَة ثمَّ إِلَى طبلخاناه فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ إِلَى التقدمة ثمَّ إِلَى الحجوبية الْكُبْرَى، كِلَاهُمَا فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال ثمَّ كَانَ من المجردين إِلَى بِلَاد ابْن قرمان. وَمَات فِي رُجُوعه بِالْقربِ من الصالحية فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة، وَدفن بِالْقربِ من بَاب القرافة فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ. وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا عَارِفًا بأنواع الرمْح غير متجمل فِي مركبه وملبسه لشحه فِيمَا قيل.
238 - جَانِبك قصروه. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم.
جَانِبك قلقسيز، هُوَ الاينالي الاشرفي. / مضى.(3/59)
239 - جَانِبك القوامي المؤيدي شيخ، / خرج بعد مَوته بِمدَّة إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ تَأمر بِدِمَشْق إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم فَأمره عشرَة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ، وَقد زَاد على السِّتين، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ. وَكَانَ عَاقِلا رَئِيسا كثير الْأَدَب والتواضع حسن الشكل عديم الشَّرّ رَحمَه الله.
240 - جَانِبك كوهيه / أحد المقدمين غير أَنه بَطل قبل وَفَاته من التقدمة لضَعْفه. مَاتَ وَأَنا بِمَكَّة فِي سنة.
241 - جَانِبك المحمودي المؤيدي أَخُو قانبك / الْآتِي. اشتراهما الْمُؤَيد وأعتقهما وَصَارَ هَذَا بعده خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَجعله من رُءُوس النوب لكَونه مِمَّن قَامَ مَعَه وَخَوف الاشرفية إِن دَامَ ابْن أستاذهم عاقبته وَلذَا اخْتصَّ بِهِ، وَصَارَت لَهُ كلمة ووجاهة مَعَ طيش وخفة وَعدم حشمة إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسجنه بالبرج من القلعة وَأعْطى اقطاعه لخير بك المؤيدي الْأَشْقَر ثمَّ نَقله إِلَى اسكندرية ثمَّ إِلَى الْبِلَاد الشامية إِلَى أَن قدمه بحلب فَلم يلبث أَن أثار فتْنَة ووثب على نائبها قانباي الحمزاوي، وَقبض عَلَيْهِ وسجن)
بالبلاد الشامية إِلَى أَن فرج عَنهُ، وأنعم عَلَيْهِ الاشرف إينال بأمرة طبلخاناه بطرابلس إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ، وَقد ناهز السِّتين تَقْرِيبًا.
جَانِبك الْمُرْتَد / يَأْتِي قَرِيبا
جَانِبك المشد. هُوَ الاشرفي برسباي /
جَانِبك المغربي / مضيا
242 - جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بحرامي شكل /، طَالَتْ أَيَّامه فِي الجندية بعد أستاذه إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق فِي أول دولته بأقطاع جيد وَصَارَ بوابا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام إينال، وَاسْتقر فِي رُءُوس النوب وتزايد حِينَئِذٍ جُنُونه وطيشه حَتَّى كَانَ العبيد وَالصغَار والغلمان يسخرون بِهِ، وَله فِي ذَلِك حكايات مضحكة، مَاتَ بعد مرض طَوِيل عَن نَحْو الثَّمَانِينَ فِي ربيع الاول سنة سبعين، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ.
243 - جَانِبك المؤيدي الدوادار. مَاتَ سنة سبع عشرَة.
244 - جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بجانبك شيخ. / طَالَتْ جنديته إِلَى أَن أنعم خجداشية الظَّاهِر خشقدم بامرة ضَعِيفَة تقَارب الجندية إِلَى أَن مَاتَ بَعْدَمَا شاخ بطالا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين.
وَكَانَ من المهملين المنهمكين.
جَانِبك / نَائِب بعلبك. فِي النوروزي قَرِيبا.
245 - جَانِبك الناصري فرج وَيعرف بالمرتد. / أَصله من عُتَقَاء النَّاصِر ثمَّ(3/60)
توجه بعده إِلَى جركس ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَلذَا قيل لَهُ الْمُرْتَد ثمَّ صَار خاصكيا بعد الْمُؤَيد شيخ إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أول دولة الظَّاهِر جقمق بعد مُبَاشرَة السِّقَايَة أَيَّامًا ثمَّ صَار من رُؤْس النوب ثمَّ فِي دولة الاشرف من أُمَرَاء الطبلخاناه إِلَى أَن صَار من المقدمين فَلَمَّا كبر وشاخ أخرج الظَّاهِر أقطاعه وَأَعْطَاهُ رزقا يَأْكُلهُ فدام نَحْو سنة. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَسبعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من التربة الاشرفية الاينالية بالصحراء، وَكَانَ دينا خيرا مكفوف الشَّرّ لين الْجَانِب متواضعا سليم الْبَاطِن مَعَ بخل رَحمَه الله.
246 - جَانِبك الناصري فرج /، خدم بعده عِنْد خجداشيه برسباي الناصري حَاجِب دمشق فَلَمَّا خرج إينال الجكمي نَائِب الشَّام ركب هَذَا بِأَمْر أستاذه الْمَذْكُور فِي طَائِفَة حَتَّى قبض عَلَيْهِ وَحمله إِلَى قلعة دمشق، فأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق لذَلِك بأمرة طبلخاناه بِدِمَشْق ثمَّ صَار حاجبا ثَانِيًا بهَا ثمَّ تنقل حَتَّى نَاب بصفد ثمَّ بحماة بعد جَانِبك التاجي ثمَّ بطرابلس كل ذَلِك بالبذل إِلَى أَن مَاتَ بطرابلس فِي رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السّبْعين، وشكرت حشمته، وَلم يكن يدْخل)
الْقَاهِرَة الا زَائِرًا.
247 - جَانِبك النوروزي نوروز الحافظي / نَائِب دمشق وَيعرف بنائب بعلبك. صَار بعد أستاذه للمؤيد ثمَّ عمل بعده خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ جهزه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة لقمع المفسدين بهَا، فَأَقَامَ هُنَاكَ سِنِين وحمدت سيرته وشجاعته مَعَ اصابته بجراحة من الْعَرَب فِي رقبته وَدخل سَرِيعا للاستشفاء للقبر الشريف ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر إِلَى أَن أرْسلهُ لمَكَّة أَمِير التّرْك بهَا فَأَقَامَ أَيْضا مُدَّة وأنعم عَلَيْهِ وَهُوَ هُنَاكَ باقطاع شَرِيكه تغري برمش الْفَقِيه ثمَّ رسم بعوده إِلَى مصر بعد اخراج الاقطاع الْمشَار إِلَيْهِ لبردبك التاجي المستقر فِي امرة التّرْك عوضه فَقَدمهَا صبحة خلع الظَّاهِر نَفسه وسلطنة وَلَده فأنعم عَلَيْهِ زِيَادَة على أقطاعه بطبلخاناه إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف فِي نِيَابَة اسكندرية بعد يُونُس العلائي سنة ثَمَان وَخمسين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي مستهل صفر سنة خمس وَسِتِّينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ شجاعا مقداما كَرِيمًا متواضعا خيرا نادرة فِي أَبنَاء جنسه جمع بَين الشجَاعَة والتواضع وَالْكَرم والديانة رَحمَه الله.
248 - جَانِبك النوروزي / أَيْضا. أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة صهيون. وَمَات بمنزله بالعريش حِين كَانَ قادما الْقَاهِرَة معزولا عَنْهَا فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين. وَكَانَ ذَا شجاعة وإقدام رَحمَه الله.
249 - جَانِبك اليشبكي يشبك الجكمي. / صَار بعده خاصكيا فِي الدولة الأشرفية(3/61)
برسباي ثمَّ ساقيا فِي الظَّاهِرِيَّة ثمَّ تَأمر عشرَة بعد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَصَارَ رَأس نوبَة ثمَّ ولي ولَايَة الْقَاهِرَة على كره مِنْهُ والججوبية ثمَّ أضيفت لَهُ الحسة فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ عزل عَنْهَا بعد مُدَّة، وَاسْتمرّ على الْولَايَة إِلَى أَن نَقله الْأَشْرَف اينال إِلَى الزردكاشية بعد الْقَبْض على لاجين الظَّاهِرِيّ فَلم يُبَاشِرهَا بل مرض وَلزِمَ الْفراش أَيَّامًا قَليلَة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الاول سنة سبع وَخمسين، وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَدفن بتربة طيبغا الطَّوِيل بالصحراء، وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي أَحْكَامه مَعَ ظرف ورشاقة وَمَعْرِفَة بأنواع الفروسية ومشاركة فِي الْفَضَائِل وَحسن محاضرة وذكاء ويقظة بِحَيْثُ كَانَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه عَفا الله عَنهُ.
250 - جَانِبك اليشبكي من حيدر. / رباه سَيّده وَتعلم الْكِتَابَة وَقَرَأَ وَفهم وتدرب حَتَّى كَانَ هُوَ بَاب مَوْلَاهُ لمزيد يقظته وخبرته وَلما كَانَ أستاذه أَمِير الاول ثمَّ أَمِير الْمحمل أنبأ هَذَا عَن فروسية وتدبير)
وشجاعة وَقُوَّة قلب وسافرنا مَعَه فِي الاول فحمدناه وَأهْديت لَهُ نُسْخَة من مصنفي الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج، وَهُوَ زوج ابْنة أبي بكر بن صلغاي وَله إِلَى بعض التَّرَدُّد ثمَّ سَار مُسلما لحماة حِين اسْتِقْرَار مَوْلَاهُ نائبها، وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان الْمعول انما هُوَ عَلَيْك.
251 - جَانِبك / أحد المقدمين بِدِمَشْق ودوادار السُّلْطَان بهَا أَصله من عُتَقَاء تغري برمش التركماني نَائِب حلب وَكَانَ يزْعم مَعَ جَهله الْعرْفَان قتل فِي تجريدة سوار سنة ثَلَاث وَسبعين
252 - جَان بلاط الاشرفي اينال، / اخْتصَّ بأستاذه وَعَمله ساقيا ثمَّ امتحن إِلَى أَن أمره الاشرف قايتباي عشرَة، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ طوَالًا مليحا جميل الْهَيْئَة أحسن حَالا من خجداشيته.
253 - جَان بلاط الأشرفي قايتباي /، أَصله لدولات باي المحجوجب فقدمه حِين كَانَ نَائِبا بملطية للدوادار يشبك فقدمه مَعَ غَيره للاشرف فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا ثمَّ دوادارا صَغِيرا عوضا عَن أربك قفص بل وصيره الشاد فِي أوقافه والناظر على خانقاه سرياقوس مَعَ دوادارية المناشير لطرابلس وَغَيرهَا من الْجِهَات رَغْبَة فِي تنميته ومحبة لرفعته ثمَّ أمره عشرَة عوضا عَن شاذبك آخوخ حِين اسْتَقر فِي نِيَابَة القلعة وَأمره على الْمحمل فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَلَمَّا عَاد أعطَاهُ إمرة أَرْبَعِينَ وَألبسهُ إمرة الْحَج ثَانِيًا فَلم تتمّ بل سَافر مَعَ المجردين الَّذين باشهم قانصوه الشَّامي إِلَى حلب فدام بهَا ثمَّ عينه رَسُولا إِلَى ابْن عُثْمَان وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَعين مَعَه الْبَدْر بن جُمُعَة مَعَ الانعام عَلَيْهِ، وَفِي غيبته أعطَاهُ تِجَارَة المماليك وَلما عَاد وَاسْتقر أَمر ابْن عُثْمَان على الصُّلْح أعطَاهُ تقدمة ثمَّ استبدل(3/62)
لَهُ بَيت الزيني عبد الباسط تجاه مدرسته ورقاه جدا وَكَانَ قد تزوج ابْنة الْمُؤَيد بن الاشرف اينال وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَزوج ابْنة الزيني كَاتب السِّرّ وَذكر بعقل.
254 - جانم الاشرفي برسباي وَيعرف بالبهلوان، / كَانَ من خاصكية أستاذه ثمَّ صيره ساقيا ثمَّ امتحن بعده بِالنَّفْيِ وَالْحَبْس، وَأمره الْأَشْرَف اينال عشرَة وَجعله من رُؤُوس النوب وسَاق الْمحمل من جملَة الباشات وَمَات فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ طوَالًا مليح الشكل تَامّ الْخلقَة شجاعا مقداما كَرِيمًا عَارِفًا بأنواع الفروسية رَأْسا فِي الصراع مُسْرِفًا فِيمَا قيل على نَفسه.
255 - جانم الأشرفي برسباي بل هُوَ قَرِيبه / وَلذَا استقدمه من جركس ثمَّ عمله خاصكيا ثمَّ أشركه مَعَ)
غَيره فِي إمرة الطبلخاناه ثمَّ قدمه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ثمَّ عمله أميراخور إِلَى أَن تجرد صُحْبَة الْعَسْكَر إِلَى أرزنكان وَكَانَ قدومهم بعد موت قَرِيبه فَقبض عَلَيْهِ الأتابك وحبسه باسكندرية مُدَّة ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ أطلق فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأرْسل لمَكَّة بطالا ثمَّ للقدس ثمَّ حبس بقلعة الكرك إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف اينال وَقدمه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة حلب ثمَّ الشَّام فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد خَافَ من غائلته لقُوَّة شوكته وَكَاتب أَعْيَان دمشق بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ مَتى أمكنهم وَاتفقَ مجئ وَلَده الشّرف يحيى الْقَاهِرَة شافعا فِي بعض الْأُمَرَاء فوعد بذلك بعد مُدَّة وَكَانَ ذَلِك سَببا لمشيه سرا مَعَ الامراء حَتَّى أذعن جمهورهم لوالده وَأخذ عَلَيْهِم فِي ذَلِك العهود والمواثيق واستكتب خطوطهم وَرجع وَعِنْده ان الامر قد تمّ لِأَبِيهِ وَضم أَبوهُ ذَلِك لما كَانَ يرَاهُ من المنامات وَمَا يبشره بِهِ من يعْتَقد صَلَاحه فبادر بعد أَن وَقعت هجة نهب فِيهَا جَمِيع مَاله من خُيُول وقماش ومتاع وَغير ذَلِك إِلَى الميدان على أقبح وَجه، وَتوقف فِي دُخُوله الْقَاهِرَة كَذَلِك فحسنه لَهُ بعض مفسدي أَتْبَاعه فَمَا أمكنته الْمُخَالفَة وَوصل مطرودا منهوبا إِلَى الصالحية فَبَلغهُ اسْتِقْرَار الظَّاهِر خشقدم فَسقط فِي يَده وَمَا أمكن كل مِنْهُمَا إِلَى المخادعة لصَاحبه حَتَّى اسْتَقر بِهِ على حَاله فِي نِيَابَة دمشق وَعَاد اليها بعد وُصُوله لخانقاه سرياقوس على رغمه وتلافى أمره مَعَ عوام دمشق بالاحسان والمغالطة وسلوك الْعدْل وَكَذَا اسْتعْمل مَعَ السُّلْطَان مَا يَقْتَضِي استجلاب خاطره فَلم ينجر مَعَه بل أرسل لَهُ بعد مديدة بِالْعَزْلِ وَأَن يتَوَجَّه للقدس بطالا فَلم يجب وَخرج من دمشق بمماليكه وحشمه إِلَى جِهَة الشرق وَوَقعت لَهُ أُمُور فِيهِ إِلَى أَن توجه لصَاحب آمد حسن بك فَقَامَ مَعَه وَقدم إِلَى مُعَاملَة حلب فَلم ينْتج أمره فَعَاد إِلَى الرها إِلَى أَن دس عَلَيْهِ فِيهَا من قَتله من مماليكه فِي ربيع الاول سنة سبع(3/63)
وَسِتِّينَ، وَأرْسل حسن بك بولده الشّرف يحيى مَعَ قَاصد لَهُ لاستعطاف السُّلْطَان عَلَيْهِ فَأمر بتوجهه للقدس بطالا ووبخ القاصد فَاعْتَذر وساعده الامراء حَتَّى رضى عَنهُ وَألبسهُ خلعة وجهز مَعَه أُخْرَى هائلة لمرسله مَعَ هَدِيَّة، وَكَانَ جانم دينا متعبدا مقتفيا اثر السّنة محبا فِي الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ منور الشيبة قصير الْقَامَة كثير الافضال والمؤاساة مُجْتَهدا فِي أَحْكَامه متحريا فِي أَحْوَاله بِحَيْثُ عدت حركته وانقياده مَعَ من لم يتدبر الْعَاقِبَة محنة لما نَشأ عَنْهَا من السفك والنهب مَعَ حِدة وبادرة وَسُرْعَة حَرَكَة وَلَكِن محاسنه كَثِيرَة وَمَا رَأَيْت أحدا من ثِقَات أَصْحَابه كالزين قَاسم والبرهان القادريين إِلَّا وَيذكر عَنهُ أوصافا جميلَة وَأَنه لَا مَال لَهُ مَعَهم بل هُوَ فِيهِ)
كأحدهم، وَأما خطيب مَكَّة الْكَمَال أَبُو الْفضل النويري فَلهُ مَعَه الْيَد الْبَيْضَاء خُصُوصا حِين ورد عَلَيْهِ الشَّام فانه مَا رَجَعَ إِلَّا ملكا، وَبِالْجُمْلَةِ فقد عَاشَ سعيدا وَمَا شَهِيدا رَحمَه الله وإيانا.
256 - جانم الاشرفي قايتباي ابْن أخي السُّلْطَان /. بَالغ فِي ترقيه مَعَ صغر سنه فَأعْطَاهُ نظر الجوالي ثمَّ الْكسْوَة ثمَّ شاد الشربخاناه وسافر الْبِلَاد الشامية فجبي مِنْهَا شَيْئا يفوق الْوَصْف ثمَّ قدمه وزوجه اخت زَوجته ابْنة الْعَلَاء بن خَاص بك وسيق إِلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك مَا لَا يُحْصى بل عزم حَسْبَمَا استفيض على إِعْطَائِهِ الدوادارية الْكُبْرَى فَلم يلبث أَن مَاتَ مسموما فِيمَا قيل من الدوادار وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الْعشْرين بعد أَن توعك أَيَّامًا بِمَرَض حاد وحول فِي محفة من بَيته بسويقة الْعُزَّى إِلَى بولاق لَيْلًا فَأَقَامَ بِهِ الْيَوْم التَّالِي لَهَا ثمَّ مَاتَ فَحمل وَقت الزَّوَال فِي محفة أَيْضا فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ شهده السُّلْطَان وَجَمِيع الْأُمَرَاء والعسكر والقضاة الا الْحَنَفِيّ وَمَشى الامراء وَنَحْوهم إِلَى تربة السُّلْطَان فَدفن بالقبة الْكُبْرَى مِنْهَا وتأسف هُوَ وغالب النَّاس على فَقده، وَكَانَ شَابًّا سَاكِنا عَاقِلا حييا غَايَة فِي الْجمال عوضه الله الْجنَّة.
257 - جانم الاشرفي قايتباي وَيعرف بالأشقر / أحد العشرات الْمَذْكُورين بمزيد الفروسية لكنه كَانَ شهما مبغضا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ قد أَمر قبل مَوته بِيَسِير على كشف الْبحيرَة فَمَاتَ قبل توجهه اليها غير مأسوف عَلَيْهِ.
258 - جانم السيفي تمرباي الزردكاش /. عمل خازندار سَيّده ودواداره وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان فِي الزردكاشية أول أمره بعد أَن كَانَ رَأس نوبَة عَصَاهُ وَأحد العشرات، وَكَانَ مِمَّن سَافر لسوار وَحصل لَهُ من الدوادار جفَاء وَيذكر بثروة لِكَثْرَة مَا مَعَه من الاقاطيع والرزق المشتروات وَغَيرهَا مَعَ عدم خير وَلكنه قد ابتنى بجوار منزله بِالْقربِ من زقاق حلب سَبِيلا ومكتبا للأيتام.(3/64)
مَاتَ بعد أَن كَانَ عين لَا مرّة الأول فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده فِي الزردكاشية يشبك الجمالي نَاظر الْخَاص.
259 - جانم السيفي جَانِبك الجداوي الخازنداري. / قَرَأَ على التَّاج السكندري فِي الْقُرْآن وَحج بِهِ مَعَه ايام أستاذه وتلطف بِهِ فِي ذَلِك مَعَ حلفه لَهُ على تحري الْحل فِي مصروفه فِيهِ، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وأتقنه مَعَ يس الجلالي وَكتب بِهِ أَشْيَاء مِنْهَا مصحف جليل أتقنه وزمكه وَكَانَ وَسِيلَة لتخلصه من الظَّاهِر خشقدم بعد أستاذه وَكَذَا كَانَ يذكر بالفروسية بِحَيْثُ كَانَ أحد الباشات فِي)
سوق الْمحمل، كل ذَلِك مَعَ رغبته فِي ذَوي الْفَضَائِل واحسانه اليهم، وَقد اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بسفارة الدوادار الْكَبِير فِي نِيَابَة حماة على مَال فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ استعفى رَجَاء عوده إِلَى الْقَاهِرَة فعاكسه السُّلْطَان ورسم أَن يكون بِالشَّام أَمِيرا كَبِيرا وَقرر عوضه فِي النِّيَابَة سيباي الطيوري وَكَانَ قَصِيرا أعرج. مَاتَ فِيمَا بلغنَا بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ.
260 - جانم / نَائِب قلعة حلب كَانَ وَقَرِيب سُلْطَان الْوَقْت مِمَّن قدمه ورام أَن يُزَوجهُ ابْنَته فَمَاتَ هُوَ واياها فِي سنة سبع وَتِسْعين.
261 - جانم الظَّاهِرِيّ جقمق / أحد مماليكه ودواداريته وَيعرف بجانم خَمْسمِائَة. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون.
262 - جانم ابْن خَالَة يشبك الدوادار / وَصَاحب الْمدرسَة الْمُقَابلَة لباب جَامع قوصون من الشَّارِع وَبهَا خطْبَة خطبهَا يس البلبيسي المظفري مَحْمُود الامشاطي بخصوصيته بصاحبها كَانَ أحد الدوادارية بل تَأمر عشرَة وَتَوَلَّى كشف الصَّعِيد وفتك وَحصل بِحَيْثُ أَخذ مِنْهُ الْملك جملَة وَكَانَ يكره انتماءه لقريبه فِيمَا قيل وسافر فِي عدَّة تجاريد وَأَظنهُ من الاشرفية برسباي بعد أَن كَانَ لبَعض أُمَرَاء الشَّام.
263 - جانم المؤيدي شيخ. / ولي فِي أَيَّام أستاذه رَأس نوبَة السقاة ثمَّ صَار أَمِير عشرَة ثمَّ من رُءُوس النوب كِلَاهُمَا فِي أَيَّام الاشرف اينال، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا حشما وقورا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ.
264 - جانم / كَانَ قد أعْطى تقدمة وناب فِي غَزَّة وَفِي حماة وطرابلس، قَالَ الْعَيْنِيّ لم يشْتَهر عَنهُ إِلَّا كل شَرّ، مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة. ذكره شَيخنَا.
265 - جاهنشاه بن قرا يُوسُف وَالِد بداق / الْمَاضِي.
266 - جِبْرِيل بن ابراهيم بن مُحَمَّد العطيري الشَّافِعِي / رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين.
267 - جِبْرِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد القابوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / سمع على الْبُرْهَان(3/65)
ابراهيم بن جمَاعَة الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وعَلى الْكَمَال بن النّحاس والبدر حسن بن مُحَمَّد البعلي واسمعيل بن ابراهيم بن مَرْوَان وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَانَ ثِقَة صَالحا خيرا مديما للتلاوة. مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَقد جَازَ الْمِائَة رَحمَه الله.
268 - ججكبغا دوادار السُّلْطَان بِالشَّام /. جهزه الظَّاهِر جقمق لشاه رخ بن تمرلنك ملك مَا وَرَاء النَّهر)
وَقَالَ إِنَّه سالك عَن ابْن حجر وَابْن الديري وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن المزلق كل وَاحِد على انْفِرَاده وَأَنا أَقُول طيب أَو بِخَير وَلم يسْأَل عَن غَيرهم ثمَّ قَالَ الْحَمد لله بعد فِي النَّاس بَقِيَّة، وَمَات بعد ذَلِك.
269 - جخيدب بن جُنْدُب بن جخيدب بن لِحَاف بن رَاجِح. / مَاتَ سنة تسع وَعشْرين. جرقطلي فِي جَار قطلي.
270 - جرباش كرت الجركسي المحمدي الناصري فرج بن برقوق وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ترقى عِنْد أستاذه حَتَّى صَار سلحدارا وَكَانَ مِمَّن أسْند إِلَيْهِ وَصيته وزوجه ابْنَته شقراء واستولدها أَوْلَادًا وَعمل فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق أميراخور ثَانِي ثمَّ لَا زَالَ يترقى حَتَّى عمل الاتابكية فِي دولة الظَّاهِر خشقدم فَلَمَّا قبض على جمَاعَة من الاشرفية برسباي وثب المماليك وتوجهوا إِلَيْهِ ليملكوه فاختفى ثمَّ توجه لتربته فَأَخَذُوهُ مِنْهَا كرها وأركبوه وَمَعَهُ ابْنه وعدة من المماليك والأمراء ودخلوا بِهِ الْقَاهِرَة إِلَى أَن وصل للبيت الْمُقَابل لباب السلسلة فصرف من كَانَ مَعَه لبيوت الامراء وسَاق هُوَ فَارًّا إِلَى السُّلْطَان وَكَانَ بالاسطبل فَقَامَ إِلَيْهِ وعانقه وخمدت الْفِتْنَة وَمَعَ ذَلِك فحقد عَلَيْهِ ركُوبه مَعَهم إِلَى أَن نَفَاهُ لدمياط مَعَ الاذن لَهُ فِي ركُوب الْخَيل وَصرف خَمْسَة دَنَانِير لَهُ فِي كل يَوْم ثمَّ أحضرهُ إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام ببيته حَتَّى مَاتَ عَن قرب فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ فِي مجمع شهده السُّلْطَان والقضاة وَدفن بتربة الظَّاهِر برقوق. وَقيل لَهُ كرت لكَونه كثير الشّعْر.
271 - جرباش الاشرفي برسباي. / كَانَ فِي أَيَّامه خاصكيا ثمَّ أمره ابْنه الْعَزِيز عشرَة ثمَّ أخرجه الظَّاهِر جقمق لتابكية غَزَّة وَتُوفِّي بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.
272 - جرباش الكريمي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بعاشق. / كَانَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة أَيَّام مُعْتقه ثمَّ صَار فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر خاصكيا ثمَّ سلحدارا ثمَّ أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة ثمَّ أمْسكهُ شيخ وحبسه ثمَّ لما اسْتَقر فِي المملكة أطلقهُ وَأمره بل قدمه ثمَّ ولاه الاشرف برسباي الحجوبية الْكُبْرَى ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ نِيَابَة طرابلس ثمَّ انْفَصل وَعَاد إِلَى إمرة مجْلِس ثمَّ نَفَاهُ إِلَى دمياط ثمَّ عرض عَلَيْهِ نِيَابَة غَزَّة فَأبى(3/66)
وَاسْتمرّ بدمياط حَتَّى قدمه الظَّاهِر جقمق ثمَّ جعله أَمِير مجْلِس ثمَّ أَمِير سلَاح ثمَّ لعَجزه صرفه الْمَنْصُور عَنْهَا وَأخرج أقطاعه، وَاسْتمرّ ملازما لداره فِي سويقة الصاحب حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ بَعْدَمَا شاخ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا)
بالصحراء، وَكَانَ وجيها ذَا ثروة رَأْسا فِي رمي البندق مَعَ انهماكه فِيمَا قيل فِي اللَّذَّات.
273 - جركس سيف الدّين القاسمي الظَّاهِرِيّ برقوق المصارع. / كَانَ من خَواص أستاذه وَتقدم بعده فولاه ابْنه النَّاصِر نِيَابَة حلب عوضا عَن دمرشاس فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَلم يَقع بهَا الا مُدَّة اقامة النَّاصِر بهَا يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ، وَرجع مَعَه للقاهرة خوفًا من جكم، وَكَانَ شهما شجاعا قتل فِي سنة عشر بِنَاحِيَة بعلبك. وَهُوَ أَخُو الظَّاهِر جقمق الَّذِي تسلطن بعد دهر. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن خطيب الناصرية.
274 - جشار النصيح بن احْمَد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن عمر الْعمريّ / اُحْدُ القواد بِمَكَّة. قتل فِي مقتلة الْحَدِيد بجدة فِي صفر سنة سِتّ واربعين وَقطع رَأسه وطيف بِهِ ثمَّ دفن آخر يَوْمه.
275 - جشار بن عبد الله المجاش الشريف الْحِجَازِي / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين
276 - جشار بن قَاسم من بني أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ من اعيان الاشراف شجاعا بدر إِلَى مبارزة كبيش يَوْم أداخر فعقر كبيش فرسه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
277 - جشار الخضيري، / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة.
278 - جَعْفَر بن ابراهيم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن زُهَيْر بن حريز بن عريف ابْن فضل بن فَاضل الزين أَبُو الْفَتْح الْقرشِي الدهني السنهوري القاهري الازهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ /. ولد تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة عشر وَثَمَانمِائَة بسنهور الْمَدِينَة وَنَشَأ بهَا فأوقع الله فِي قلبه الْهِجْرَة عَن أَهله أُمَرَاء الْعَرَب ففارقهم إِلَى الْمحلة لأبي عبد الله الغمري، وَأقَام تَحت نظر إِمَام جَامعه ابْن جليدة فَقَرَأَ عِنْده الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل جَامع الازهر وَجمع للسبع على أبي عبد الْقَادِر والشهاب السكندري، وعَلى ثَانِيهمَا سمع الشاطبية والتيسير والعنوان، وَكَذَا على النُّور الامام لَكِن إِلَى الحزب فِي الْكَهْف وعَلى التَّاج الطوخي إِلَى المفلحون وَمن الْأَحْقَاف إِلَى آخِره وعَلى الشهَاب الطلياوي وَعبد الدَّائِم لغالبه وعَلى الْبُرْهَان الكركي إِلَى النِّسَاء وعَلى الْعَلَاء القلقشندي وَالشَّمْس بن الْعَطَّار والتاج الْمَيْمُونِيّ إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة وعَلى شَيخنَا والزين أبي بكر الْمصْرِيّ وَابْن زين النحراري إِلَى المفلحون وللسبع مَعَ يَعْقُوب عَليّ الزين رضوَان وللعشر إِلَى آل عمرَان على الْفَخر بن دانيال(3/67)
الْأَعْرَج وللأربعة عشر فِي ختمة على الشَّمْس العفصي ولعاصم وَكَذَا لِابْنِ كثير لَكِن إِلَى رَأس الحزب فِي الصافات على التَّاج بن تَيْمِية وَأخذ عَنهُ فِي بحث)
شرح الشاطبية لِابْنِ القاصح وللكسائي وَكَذَا لنافع لَكِن لأثناء قد أَفْلح عَليّ الزين طَاهِر وَعَلِيهِ سمع فِي الْبَحْث الشاطبية بِاسْتِيفَاء شرحيها للجعبري والفاسي وَلابْن كثير إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة على أبي الْقَاسِم النويري وقاسم الاخميمي، وَأكْثر فِي ذَلِك عَمَّن دب ودرج وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الصَّالِحِي من كتب الْفَنّ الشاطبية والعنوان وَالتَّلْخِيص لأبي معشر الطَّبَرِيّ، وأذنوا كلهم لَهُ وَكَذَا اجازه الشَّمْس بن القباقبي فِي آخَرين وَلم يقْتَصر على الْقرَاءَات بل اشْتغل فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والاصلين والعربية وَالصرْف والفرائض والحساب وَغَيرهَا فَحَضَرَ دروس الشّرف السُّبْكِيّ فِي تَقْسِيم الْكتب الثَّلَاثَة وَغَيرهَا وَالشَّمْس الْحِجَازِي فِي مُخْتَصره للروضة والقاياتي فِي الْقطعَة للأسنوي مَعَ دروس فِي ألفية الْعِرَاقِيّ وَالصرْف والونائي فِي الرَّوْضَة مَعَ دروس فِي جمع الْجَوَامِع وَابْن المجدي فِي الْحَاوِي وَعنهُ أَخذ كتبا فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهَا، وَكَذَا سمع عَليّ الْعَلَاء القلقشندي فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو، وَعلي الزين طَاهِر الشافية لِابْنِ الْحَاجِب وَشَرحهَا للْجَار بردي بحثا، وَسمع عَلَيْهِ الألفية بِاسْتِيفَاء شرحها لِابْنِ المُصَنّف وتوضيحها لِابْنِ هِشَام ولازم التقي الشمني فِي الاصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا، وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري، وَسمع عَليّ الزين الفاقوسي المسلسل بالأولية ومعظم مُسْند عبد، وعَلى الْمُحب بن نصر الله فِي الْمسند وَغَيره، وعَلى عَائِشَة الكنانية المسلسل بالأولية وبحرف الْعين فِي آخَرين من شُيُوخه الماضين كشيخنا ورضوان والقلقشندي والصالحي والشمني وَمن غَيرهم، وجود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وَتقدم فِي الْقرَاءَات، وَلم يذكر بغَيْرهَا، وتصدى لَهَا قَدِيما فَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق كَثِيرُونَ وَعم الِانْتِفَاع بِهِ، وَأخذ الْفُضَلَاء عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَشهد عَلَيْهِ الأكابر كشيخنا مرّة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل المجود الْكَامِل الأوحد الماهر الأمثل الباهر، وَوَصفه بعده بالفاضل المجود المفنن ثمَّ فِي سنة وَفَاته بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود المفنن الأوحد بل قرض لَهُ كتابا سَمَّاهُ الْجَامِع الْمُفِيد فِي صناعَة التجويد فَقَالَ: وقفت على هَذَا العقد الفريد والدر النضيد والتحرير الْمجِيد لتلاوة الْقُرْآن الْمجِيد(3/68)
فَوَجَدته مجموعا جموعا وحاويا لأشتات الْفَضَائِل وللحشو والاسهاب منوعا فَالله يَجْزِي جَامعه على جمعه جَوَامِع الْخيرَات ويعده أَعلَى الغرفات الْمعدة لمن كَانَ لرَبه مُطيعًا وَكَذَا قرضه لَهُ الْعلم البُلْقِينِيّ والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الديري والشمني والكافياجي وَابْن قرقماش والعز الْحَنْبَلِيّ والسكندري وَابْن الْعَطَّار، وَلم يسمح الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ بِالْكِتَابَةِ على مؤلف)
البقاعي فِي التجويد إِلَّا بعد شَهَادَة صَاحب التَّرْجَمَة لَهُ بالاجادة فِيهِ، ثمَّ لم يرع البقاعي لَهُ ذَلِك حِين وثب عَلَيْهِ فِي تدريس الْقرَاءَات بالمؤيدية حِين كَاد أَن يتم لَهُ وتقوى عَلَيْهِ بجاه مخدومه بردبك وَكَذَا أَيْضا لَهُ الْجَامِع الازهر الْمُفِيد لمفردات الْأَرْبَعَة عشر من صناعَة الرَّسْم والتجويد وَغير ذَلِك وَمَعَ كَونه قاصرا فِيمَا عدا الْقرَاءَات لم يقْتَصر على اقرائها بل رُبمَا أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْفِقْه والفرائض والحساب وَله فِيهَا أَيْضا براعة وَغَيرهَا للمبتدئين، وَله فِيمَا سمينا مَا عدا الْفِقْه مُشَاركَة حَتَّى إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن صَار لَهُ فضل فِي الْمذَاهب كالبدر حُسَيْن بن فيشا الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ والبدر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي فقه مَذْهَبهمَا، كل ذَلِك وَهُوَ يتجرع الْفَاقَة ويتقنع باليسير من رزيقات ومرتبات وَرُبمَا أحسن لَهُ بعض الْأُمَرَاء بل رتب لَهُ الدرادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فِي كل شهر خَمْسَة دَنَانِير وقمحا فِي كل سنة وَغير ذَلِك، وَنزل بعده فِي سعيد السُّعَدَاء وبيبرس وَقَبله فِي البرقوقية الْحَنَفِيَّة مَعَ كَونه شافعيا وَفِي مُرَتّب يسير بالجوالي وَتكلم فِي نظر جَامع سَار وجا وانصلح حَاله يَسِيرا وطار اسْمه فِي الْآفَاق بالفن حَتَّى أَن النَّجْم القلقيلي لما ادّعى أَن ابْن الشّحْنَة عبد الْبر لَا يحسن الْفَاتِحَة لم يتَخَلَّص الا باعلامه السُّلْطَان حِين قَرَأَهَا عَلَيْهِ ابحضرته بِأَنَّهَا تصح بهَا الصَّلَاة. وَعرض لَهُ رمد بِعَيْنيهِ وقدح لَهُ فأبصر بِوَاحِدَة، وَكَذَا عرض لَهُ فالج دَامَ بِهِ مُدَّة وَبَقِي مِنْهُ بقايا، وَمَعَ ذَلِك لم يَنْفَكّ عَن الْكِتَابَة والاقراء، وَمِمَّا كتبه القَوْل البديع من تصانيفي وَسمع مني بعضه وَكثر تردده الي واستكتابه لي فِي الاشهاد عَلَيْهِ لمن يقْرَأ عَلَيْهِ وهم خلق إِجَازَته لكل مِنْهُم تكون نَحْو مُجَلد، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أخي عبد الْقَادِر، وَفِي الْأَسَانِيد من الْخَلْط المستحكم مَا يعسر إِصْلَاحه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متفرد بِهَذَا الْفَنّ مَعَ مُشَاركَة فِي غَيره وصفاء الخاطر وَطرح التَّكَلُّف وكدر الْمَعيشَة إِمَّا بالفقر وتنكن زَوجته وَإِمَّا بهما وَلذَا فَارقهَا بعد أَن تزوج ابنتهما خَدِيجَة انعام الشريف على الخصوصي ثمَّ لم يزل متعللا حَتَّى مَاتَ ي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء وَخلف أُخْتا شَقِيقَة(3/69)
اسْمهَا فَاطِمَة وَابْنَته الْمشَار اليها رَحمَه الله وإيانا.
279 - جَعْفَر بن احْمَد بن عبد الْمهْدي. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة.
280 - جَعْفَر بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي السراج عمر وأخو الْبَهَاء رسْلَان وناصر الدّين مُحَمَّد والشهاب احْمَد. / ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من أنبائه اسْتِطْرَادًا فَقَالَ كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا متواضعا نَاب فِي الحكم وَولي قَضَاء بعض الْبِلَاد كسمنود وَتَأَخر بعد رسْلَان.
281 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر البعلي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الشويخ بمعجمتين مصغر سمع فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب الصَّحِيح ببعلبك / وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَا لَقيته فِي الرحلة فَكَأَنَّهُ مَاتَ قبلهَا.
282 - جَعْفَر بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الغياث أَبُو الْغَيْث الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو معمر وَفضل الآتيين وأبوهما وَيعرف بِابْن عبد الْقوي. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا، وَعرض بِالْقَاهِرَةِ على شيوخها وعَلى كَاتبه واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة يحيى العلمي والجوجري بل اختصر شَرحه للشذور من أَجله وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن أَولهمَا وَحضر السنهوري واللقاني وَغَيرهمَا وَلَكِن جلّ انتفاعه انما هُوَ بأَخيه، ولازمني فِي أَشْيَاء بل قَرَأَ على جلّ المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة وَقدمه البرهاني ابْن ظهيرة للتوقيع بِبَابِهِ فَسبق من قبله لِثِقَتِهِ وأمانته وعقله وتواضعه وخفة مُؤْنَته بِحَيْثُ أقبل عَلَيْهِ أَصْحَاب الاشغال وتميز فِي ذَلِك. مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه وتأسفنا على فَقده رَحمَه الله.
283 - جَعْفَر الزين العجمي الْحَنَفِيّ نزيل المؤيدية /. مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا القَاضِي شرح الشمسية وغالب حاشيتها للسَّيِّد وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْحِكْمَة وَوَصفه بِالْفَضْلِ والديانة.
284 - جغنوس الناصري. / ولي نِيَابَة بيروت ثمَّ صرف عَنْهَا. وَمَات فِي أَوَائِل الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة سبع وَخمسين.
285 - جقمق بن جخيدب بن أَحْمد بن حَمْزَة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين خَارج مَكَّة وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا. أرخة ابْن فَهد.
286 - جقمق الصفوي / الْحَاجِب بِدِمَشْق، قبض عَلَيْهِ فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانمِائَة ثمَّ أرسل إِلَى غَزَّة فَلَمَّا تولى نوروز سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة استصحبه لدمشق وَقَررهُ فِي الحجوبية فَلَمَّا انْكَسَرَ نوروز، مَاتَ فِيهَا، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.(3/70)
287 - جقمق الظَّاهِر أَبُو سعيد الجركسي العلائي نِسْبَة للعلاء عَليّ بن الاتابك، اينال اليوسفي / لكَونه اشْتَرَاهُ من جالبه إِلَى مصر الخواجا كزلك وَهُوَ صَغِير ورباه وأرسله إِلَى الْحجاز صُحْبَة وَالِده)
ثمَّ أعْتقهُ وَبَقِي عِنْده مُدَّة حَتَّى عرفه أَخُوهُ جركس القاسمي المصارع الْمَاضِي قَرِيبا. فَكلم أستاذه الظَّاهِر برقوق فِي طلبه لَهُ من سَيّده فَفعل وَأَعْطَاهُ اياه من غير أَن يُعلمهُ بِعِتْقِهِ فَدفعهُ الظَّاهِر لِأَخِيهِ أنيا فِي طبقَة الزِّمَام وأنعم عَلَيْهِ بخيل وقماش ثمَّ جعله خاصكيا بعد ايام كل ذَلِك بسفارة أَخِيه وَلذَا ينتسب ظاهريا أَيْضا ثمَّ صَار فِي الدولة الناصرية ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ قبض عَلَيْهِ النَّاصِر وحبسه بالقلعة لما خرج أَخُوهُ عَن الطَّاعَة ثمَّ أطلقهُ وَاسْتمرّ إِلَى أَن اعطاه الْمُؤَيد إمرة عشرَة ثمَّ طبلخاناه وَجعله خازندارا بعد يُونُس الركني الْأَعْوَر ثمَّ صَار بعد الْمُؤَيد أحد المقدمين ثمَّ اسْتَقر فِي الحجوبية الْكُبْرَى أَيَّام الاشرف برسباي ثمَّ نَقله فِي سنة سِتّ وَعشْرين إِلَى الأخورية الْكُبْرَى وباشر حِينَئِذٍ نظر الخانقاة الصلاحية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِيهِ الْغَرْس خَلِيل السخاوي أحد أخصائه ثمَّ نَقله إِلَى امرة سلَاح ثمَّ إِلَى الاتابكية وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى ان مَاتَ الاشرف بعد أَن أوصاه على وَلَده المستقر بعده فِي السلطنة والملقب بالعزيز، وَصَارَ صَاحب التَّرْجَمَة نظاما إِلَى أَن خلع الْعَزِيز بعد يسير وتسلطن فِي يَوْم الاربعاء تَاسِع عشر ربيع الاول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَاتفقَ فِي ذَلِك ثمَّ فِي أَوَائِل دولته مَا عرف من محاله إِلَى أَن صفا لَهُ الْوَقْت وَظهر بتملكه صِحَة مَا حَكَاهُ النَّجْم بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَنه فِي حُدُود سنة أَربع وَثَمَانمِائَة جَاءَ شخص اسْمه جلال إِلَى الْبُرْهَان بن زقاعة الْغَزِّي ليشفع لَهُ عِنْد النَّاصِر فرج فِي قَضِيَّة فأركبه على فرس فَحل حبشِي عَال أصفر معصم بسواد حسن المنظر قَالَ النَّجْم فَأَعْجَبَنِي ذَلِك الْفرس جدا فَقلت للبرهان لمن هَذَا الْفرس فَقَالَ لمن سيصير ملكا قَالَ فَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي انه لجقمق أخي جركس هَذَا مَعَ انه حِينَئِذٍ لم يكن فِي أهل هَذِه الزمرة بل كَانَ يظْهر الوله والتعامي الزَّائِد والتغفل عَن أَحْوَال النَّاس والتعاطي للأسباب الَّتِي تقلل غَالِبا الهيبة من مزِيد التَّوَاضُع وَسَائِر مَا يُنَافِي أَحْوَال الْمُلُوك وَلَكِن قد ظَهرت كفاءته وبهرت حَسَنَاته وَكَذَا بشر بِهِ قَدِيما جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ المعتقد الزين عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن الانصاري الخزرجي وَيعرف بِابْن غَانِم ووعده إِن ولي بِبِنَاء زَاوِيَة لَهُ فِي الْقُدس فَمَا اتّفق ورام حِين سلطنته أَن يتسمى بِمُحَمد تشرفا وَيبْطل اسْمه ثمَّ رأى الْجمع بَينهمَا لما خيل من طمع الْمُلُوك فِيهِ لظنهم كَونه من غير الاتراك وَكتب كَذَلِك على أَبْوَاب كَثِيرَة من الْأَمَاكِن المجددة(3/71)
كالمنبر الَّذِي جدده للبرقوقية والمدرسة الفخرية بِالْقربِ من سوق الرَّقِيق وَاسْتمرّ فِي المملكة إِلَى أَن عهد لوَلَده الْمَنْصُور أبي السعادات عُثْمَان فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء)
الْعشْرين من الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَكَانَت مدَّته خمس عشرَة سنة الا نَحْو شهر وَاتفقَ فِي أَيَّامه مَا شرح فِي الْحَوَادِث مِمَّا يطول إِيرَاده خُصُوصا وَقد أفرد سيرته فِي حَيَاته بالتأليف الرضي مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الْغَزِّي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَرَأَيْت شَيخنَا ينتقي مِنْهَا. وَكَانَ ملكا عدلا دينا كثير الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْعِبَادَة عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والقاذورات لَا تضبط عَنهُ فِي ذَلِك زلَّة وَلَا تحفظ لَهُ هفوة، متقشفا بِحَيْثُ لم يمش على سنَن الْمُلُوك فِي كثير من ملبسه وهيئته وجلوسه وحركاته وأفعاله، متواضعا يقوم للفقهاء وَالصَّالِحِينَ إِذا دخلُوا عَلَيْهِ ويبالغ فِي تقريبهم وَعدم ارتفاعه فِي الْجُلُوس بحضرتهم وَمَا فعله فِي يَوْم قِرَاءَة تَقْلِيده من جُلُوسه على الْكُرْسِيّ والمعتضد بِاللَّه الْخَلِيفَة دونه بِحَيْثُ اقْتدى بِهِ وَلَده الْمَنْصُور فِي ذَلِك فَكَأَنَّهُ لجَرَيَان الْعَادة بِهِ والا فَهُوَ فِي بَاب التَّوَاضُع لَا يلْحق، ذَا إِلْمَام بِالْعلمِ واستحضار فِي الْجُمْلَة لِكَثْرَة تردده للْعُلَمَاء فِي حَال امرته ورغبته فِي الاستفادة مِنْهُم كالعلاء البُخَارِيّ بل لَا أستبعد أَن يكون لَهُ حُضُور عِنْد السراج البُلْقِينِيّ وطبقته فضلا عَن وَلَده الْجلَال وَنَحْوه وَلِهَذَا انْتفع بِهِ كثير مِمَّن كَانَ يرافقه عِنْدهم فِي تقديمهم للمناصب الجليلة كالقاياتي والونائي وَغَيرهمَا، مديما للتلاوة على بعض مَشَايِخ الْقُرَّاء وجوده فِي حَال كَونه أميراخور على السراج عمر بن عَليّ الدموشي، تَامّ الْكَرم بِحَيْثُ يصل إِلَى التبذير حَتَّى انه أعْطى النَّجْم بن عبد الْوَارِث الْمَاضِي النَّقْل عَنهُ أول تَرْجَمته حِين أعلمهُ بِأَنَّهُ عزم على الْحَج زِيَادَة على ألف دِينَار دفْعَة وَأما قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ حِين حج فشيء كثير جدا وَكَذَا الْكَمَال بن الْهمام، وَكَانَ زَائِد الاصغاء اليهما فِي الشفاعات رَاغِبًا فِي إِزَالَة مَا يُعلمهُ من الْمُنْكَرَات غير نَاظر لكَون بعضه من شعار الْمُلُوك كابطاله سوق الرماحة للمحمل حسما لمادة الْفساد الَّذِي جرت الْعَادة بِوُقُوعِهِ عِنْد ادارته لَيْلًا وَنَهَارًا فَمَا عمل فِي جلّ ولَايَته وَذَلِكَ من مُدَّة عشر سِنِين إِلَى أَن مَاتَ ومسايرة أَمِير الْحَاج والمولد الَّذِي يعْمل فِي طنتدا وَمَا كَانَ يعْمل بالقلعة من الزفة بالمغاني والمواصيل والخليلية عِنْد غرُوب الشَّمْس وَعند فتح بَاب القلعة باكر النَّهَار وَبعد الْعشَاء الَّتِي يُقَال لَهَا نوبَة خاتون وَمَا كَانَ يسقاه الْمُلُوك وَمن بجانبهم من المراء بداخل الْمَقْصُورَة وَقت خطْبَة الْجُمُعَة من المشروب بارشاد شَيخنَا لَهُ فِي هَذَا، وخرق جَمِيع مَا مَعَ أَصْحَاب خيال الظل من الشخوص وألزمهم بِعَدَمِ الْعود لفعله وشدد فِي(3/72)
أَمر المطاوعة جدا كثير التفقد للمحابيس والكشف عَنْهُم والاحسان إِلَى الْأَيْتَام بِحَيْثُ أَنه كَانَ يُرْسل من يحضرهم لَهُ فيمسح رُءُوسهم)
وَيُعْطِي كل وَاحِد مِنْهُم دِينَارا، مائلا لتجديد القناطر والجوامع وَنَحْوهَا من الْمصَالح الْعَامَّة كقناطر بني منجا وقنطرة بَاب الْبَحْر وقناطر تبري الدمسيس وقناطر أَمِين الدّين اللاهون وقناطر الرستن بَين حمص وحماة وَالْجَامِع الْمُعَلق المجاور لكنيسة الملكيين الَّتِي هدمها دَاخل قصر الشمع وَالْمَسْجِد الَّذِي بخان الخليلي وَعمل فِيهِ درسا للشَّافِعِيَّة وَآخر للحنفية وَغير ذَلِك وجامع الظَّاهِر حَيْثُ لم شعثه بالبياض والبلاط وَنَحْو ذَلِك وجامع الْحَاكِم حَيْثُ أَزَال من بعض أروقته مَا كَانَ بِهِ من الاتربة المهولة وسقفته بعد تعطيله دهرا مَعَ تبليط الْجَامِع وحدد مِنْبَر مدرسة أستاذه البرقوقية، وَأَنْشَأَ رصيفا هائلا ببولاق انتهاؤه عِنْد السبكية وجسرا لأسيوط من الْجَبَل إِلَى الْبَحْر وَفِيه قناطر أَيْضا وسورا لخانقاه سرياقوس لم يتم وَقرر لأهل الْحَرَمَيْنِ دشيشة للْفُقَرَاء فِي كل يَوْم ولكثير مِنْهُم رواتب الذَّخِيرَة كل سنة تحمل اليهم من مائَة دِينَار إِلَى عشرَة أَو أَكثر من ذَلِك وَقِرَاءَة البُخَارِيّ بِمَكَّة وَمَا يفوق الْوَصْف مِمَّا كثر الدُّعَاء لَهُ بِسَبَبِهِ وَكَانَ يرى أَن إصْلَاح مَا يشرف على الْهدم أولى من الابتكار وَلذَا لم يبتكر مدرسة بل وَلَا تربة وهادن مُلُوك الْأَطْرَاف وهاداهم وتودد اليهم ولكثير من التركمان حَتَّى بالتزوج مِنْهُم وَكَانَ يُبْدِي مقْصده فِي ذَلِك بقوله كل مَا أَفعلهُ مَعَهم لَا يَفِي بنعل الْخَيل أَن لَو احْتِيجَ إِلَى الْمسير اليهم، وأثكل ولدا لَهُ من نَوَادِر أَبنَاء جنسه فَصَبر واحتسب كل ذَلِك والأقدار تساعده والسعد يعاضده بِحَيْثُ أَنه لم يجرد فِي مدَّته إِلَى الْبِلَاد الشامية وَلَا أرسل تجريدة مُطلقًا سوى مرّة وَاحِدَة وَهِي نوبَة الجكمي أول سلطنته مَعَ حِدة تعتريه وَسُرْعَة بَطش وبادرة مفرطة رُبمَا تُؤدِّي إِلَى مَا لَا يَلِيق بِهِ من ادخال غير وَاحِد من الاعيان حبس أولى الجرائم وَغَيره من الحبوس وضربه لآخرين ونفيه لغَيرهم بِحَيْثُ وَصفه بعض من أَشرت إِلَيْهِ مِمَّن سجنه بقوله: إِنَّه حج فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَجَرت لَهُ مَعَ صَاحب الْحجاز قَضِيَّة حقدها عَلَيْهِ فقابله عَلَيْهَا بعد تمكنه، قَالَ وَقد كَانَ أحقد النَّاس وأسوءهم انتقاما لم يكن لَهُ دأب إِلَّا أَن عَاجل كل من كَانَ أغضبهُ يَوْمًا مَا انْتهى وَوَصفه بالحقد الزَّائِد غير صَحِيح وَكم مِمَّن مَسّه مِنْهُ مَكْرُوه مَعَ كَونه من خواصه وأحبابه وَمِمَّنْ لم يبغضه قطّ وَمَا كَانَ ينقم عَلَيْهِ الا أَنه بِمُجَرَّد سَمَاعه عَن أحد مَا يُنكره قابله عَلَيْهِ بِدُونِ تفحص وَلَا تثبت وليت هَذَا الواصف اقْتصر على هَذَا بل أفحش فِي حَقه بِمَا لَا يقبل من مثله جَريا على عَادَته وعَلى كل حَال فالكمال(3/73)
لله، وَمِمَّا يعاب بِهِ أَيْضا انه كَانَ ينْفد مَا يتَحَصَّل فِي يَدَيْهِ مَعَ كثرته جدا أَولا فأولا حَتَّى انه لم يدع فِي الخزانة مَا)
لَا بل وَلم يتْرك من الزردخاناه والشوب والاسطبلات السُّلْطَانِيَّة الا الرّبع مِمَّا خَلفه الْمُلُوك قبله أَو أقل والاعمال بِالنِّيَّاتِ، وَقد ذكره شَيخنَا مَعَ كَونه مِمَّن ألفته الحساد فِي أثْنَاء أمره عَنهُ وناله مِنْهُ مَا يخْشَى عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ فِي تَرْجَمَة الظَّاهِر من نزهة الْأَلْبَاب فِي الألقاب لَهُ فَقَالَ وَآخرهمْ يَعْنِي مِمَّن يلقب بِالظَّاهِرِ سُلْطَان الْعَصْر الْملك الظَّاهِر جقمق فاق مُلُوك عصره بِالْعلمِ وَالدّين والعفة والجود أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ. قلت وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَأهْديت إِلَيْهِ بعد وَفَاة شَيخنَا بعض التصانيف وأنعم هُوَ عَليّ بِمَا ألهمه الله بِهِ وَصَارَ يكثر من الترحم على شَيخنَا والتأسف على فَقده بل سَمَّاهُ امير الْمُؤمنِينَ، وَهُوَ مِمَّن اِسْعَدْ فِي مماليكه بِحَيْثُ أضيفت المملكة الْعُظْمَى لغير وَاحِد مِنْهُم فضلا عَمَّن دونهَا، وَلم يزل على ملكه إِلَى أَن ابْتَدَأَ بِهِ الْمَرَض وَصَارَ يظْهر الْجلد وَلَا يمْتَنع من الْكِتَابَة وَالْحكم حَتَّى غلب عَلَيْهِ الْحَال وَعجز فَانْحَطَّ وَلزِمَ الْفراش نَحْو شهر ثمَّ مَاتَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَذَلِكَ بَين الْمغرب وَالْعشَاء من لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث صفر سنة سبع وَخمسين فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة والقراء حوله إِلَى أَن جهز من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب الْقلَّة وَحضر وَلَده الْمَنْصُور الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكَذَا الْخَلِيفَة وَهُوَ الَّذِي تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْجَمَاعَة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا لم تَرَ جَنَازَة لملك كجنازته فِي عدم الغوغاء وَكَثْرَة الْأنس والخفر وَدفن بتربة قانباي الجركسي أميراخور كَانَ الَّتِي جددها وأنشأها عِنْد دَار الضِّيَافَة بِالْقربِ من القلعة، وَحكى لي بعض الْخِيَار بعد دهر أَنه رَآهُ بعد مَوته وَكَأَنَّهُ فِي قصر مُرْتَفع وَمَعَهُ جمَاعَة مِنْهُم وَالِده وَالشَّيْخ أَبُو الْجُود وَأَنه سَأَلَهُ عَمَّا فعل الله بِهِ فَقَالَ لَهُ وَالله لقد أَعْطَانَا الْملك من قبل أَن نرد عَلَيْهِ قَالَ الرَّائِي فَقلت فِي نَفسِي هَذَا مُحْتَمل لارادة الْملك الدنيوي وَهُوَ قد أعْطِيه وَأَرَدْت تَحْقِيق الْأَمر فَقلت لَهُ مَا الْملك الَّذِي أعطاكه قَالَ الْجنَّة ثمَّ قَالَ وَجَاء جمَاعَة بَعدنَا لَيْسَ لَهُم فِيهَا وَقت وَلَا مَكَان رَحمَه الله وإيانا.
288 - جقمق سيف الدّين من أَبنَاء التركمان / وَلكنه اتّفق مَعَ بعض التُّجَّار أَن يَبِيعهُ وَيقسم ثمنه بَينهمَا فَفعل وَلذَا كَانَ يتَكَلَّم بالعربي بِحَيْثُ لَا يشك من جالسه أَنه من بنى الاحرار، وَسمي بَعضهم وَالِده عبد الله وَهُوَ اسْم لمن لَا يعلم اسْمه غَالِبا. تنقل فِي الخدم حَتَّى تقرر دوادارا ثَانِيًا للمؤيد قبل تملكه ثمَّ اسْتمرّ بل عمله دوادارا كَبِيرا ثمَّ ولاه دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ثمَّ بعد مَوته أظهر الْعِصْيَان وَآل أمره إِلَى أَن أمْسكهُ ططر بقلعة دمشق وعصره وَأخذ مِنْهُ مَالا ثمَّ(3/74)
أَمر بقتْله فَقتل صبرا فِي الْعشْر الاخير من شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا)
بِالْقربِ من شمَالي الْجَامِع الاعظم بِحَضْرَة الخانقاه السميساطية وَكَانَ عَارِفًا شَدِيدا فِي دواداريته على النَّاس. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا فِي أنبائه.
289 - جقمق الأرغون شاوي الدوادار. / ولي نِيَابَة دمشق وابتنى فِيهَا فِي جوَار الْجَامِع الاموي مدرسة تعرف بالجقمقية ثمَّ خرج بهَا عَن طَاعَة الْمُؤَيد وَجرى لَهُ مَا جرى. قلت وَهُوَ الَّذِي قبله.
290 - جقمق المحمدي الاشرفي برسباي. / أحد الخاصكية صاهر الْأمين الاقصرائي على ابْنَته زَيْنَب بعد زَوجهَا جَانِبك. وَمَاتَتْ مَعَه وتهذب بصهره وَصَارَت لَهُ وجاهة وَحفظ الْقُرْآن جيدا وَخَلفه فِي إِنْزَال أهل الْحَرَمَيْنِ وإكرامهم فِي الْجُمْلَة وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان حِين سفر الْعَسْكَر فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين رَأس نوبَة السلحدارية ثمَّ أذن لَهُ فِي التَّكَلُّم عَن الدوادار الثَّانِي شَاذ بك حِين بلغه عَن الْمُتَكَلّم مَا لَا يُعجبهُ، ومولده سنة خمس وَعشْرين تَقْرِيبًا، وَحج غير مرّة وجاور وسافر فِي عدَّة تجاريد، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل. وَنعم الرجل.
جقمق المؤيدي الدوادار / نَائِب الشَّام. مضى قَرِيبا.
291 - جكم قرا بجيم وكاف كقمر العلائي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بأميراخور الْجمال. / ترقى بعد أستاذه اليها ودام على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن تسلطن الظَّاهِر بلباي فَأمره عشرَة ثمَّ ولاه الاشرف قايتباي كشف الجسور والشرقية بعناية الدوادار الْكَبِير فانه كَانَ مِمَّن تقرب مِنْهُ جدا ولازم خدمته وَالرُّكُوب مَعَه حَتَّى عرف بِهِ وصيره بعد عَليّ كثير من تعلقاته بل جعله نَائِبا عَنهُ بالمؤيدية وَغَيرهَا حِين خرج فِي التجريدة الَّتِي تلف فِيهَا، ثمَّ ولي نِيَابَة اسكندرية بعد اينال الاشرفي قايتباي حِين انْتِقَاله مِنْهَا إِلَى طرابلس، وَتوجه اليها فَلم تطب لَهُ وتوعك بهَا مُدَّة فراسل وَحضر بعد الاسْتِئْذَان إِلَى الْقَاهِرَة ليتداوى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربته الَّتِي بناها عِنْد بَاب مقَام الشَّافِعِي. وَكَانَ ذَا همة عالية ورغبة فِي لِقَاء الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ الْفَخر الديمي حَتَّى كَانَ يقْرَأ هُوَ وَغَيره عِنْده، وَكَذَا كَانَ غَيره من عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة يتَرَدَّد إِلَيْهِ للأخذ عَنهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يحضر دروس التقي الحصني لمجاورته لَهُ، وَيجمع الْكتب العلمية ويقتنيها وَيظْهر التفقه والتدين وَلما مَاتَ التقي دَفنه بتربته وساعد وَلَده، وزارني غير مرّة وَأظْهر همة فِي التَّكَلُّم مَعَ تمراز وَغَيره فِي الصرغتمشية، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من محَاسِن أتراك وقته رَحمَه الله وايانا وَاسْتقر بعده فِي نِيَابَة اسكندرية بعد أشهر عليبدي المحمدي(3/75)
الأشرفي قايتباي نقلا لَهُ من نِيَابَة سيس.)
292 - جكم أَبُو الْفرج الظَّاهِرِيّ برقوق، / أمره أستاذه طبلخاناه فِي سنة مَوته ثمَّ اسْتَقر بعده خَامِس ذِي الْقعدَة سنة احدى رَأس نوبَة بل قيل إِنَّه لم يتأمر فِي أَيَّام استاذه وَأول مَا شهر أمره فِي تَاسِع الشَّهْر الْمَذْكُور نعم ركب على الدوادار يشبك بِالْقَاهِرَةِ فَكَانَت النُّصْرَة لَهُ فاستقر فِي الدوادارية عوضه وَأظْهر الْعدْل ثمَّ اعتقل بقلعة الْمركب ثمَّ نقل إِلَى حلب فحبس بدار الْعدْل ثمَّ إِلَى غَيرهَا ثمَّ أطلق وَآل امْرَهْ إِلَى ان ملك حلب وَأقَام فِيهَا أَيَّامًا ثمَّ اتّفق هُوَ وَجَمَاعَة من الامراء على الْعِصْيَان ووصلوا إِلَى الصالحية فَخرج النَّاصِر وَكَانَت الكسرة على عسكره وَرجع هَارِبا ثمَّ كرّ عَلَيْهِم الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ثَانِيًا فَكَانَت النُّصْرَة لَهُم وَآل أَمر جكم إِلَى أَن أَخذ هُوَ وَشَيخ دمشق ودخلاها واستمرا بهَا مُدَّة ثمَّ اخذا أَيْضا حماة وَفِي اثناء ذَلِك ظهر النَّاصِر فرج وتسلطن فَجهز تَقْلِيد شيخ بنيابة دمشق وجكم بحلب ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نِيَابَة الرها وَملك عدَّة قلاع كَانَ نعير أَمِير الْعَرَب قد استولى عَلَيْهَا ومزق التركمان كل ممزق وَحصل بحلب وبالرها الْعدْل والامان وَقطع الْخطْبَة للناصر، وخطب وَضربت السِّكَّة باسمه ولقب بالعادل ثمَّ أظهر الدعْوَة وَصرح بخلع النَّاصِر وَتوجه نَحْو آمد لقِتَال قرايلوك فَقتل فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع، وَكَانَ مهابا شجاعا مقداما مُدبرا لَهُ حُرْمَة ومهابة ممدحا مائلا لمجالسة الْعلمَاء ومذاكرتهم مصغيا لنظم الشّعْر محبا لسماعه بل ويجيز عَلَيْهِ الجوائز السّنيَّة يتحَرَّى الْعدْل وَيُحب الانصاف لَا يتَمَكَّن أحد مَعَه من الْفساد، طول ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا تَرْجَمته وَكَذَا المقريزي فِي عقوده.
293 - جكم الاشرفي قايتباي / أحد الخاصكية ويلقب بالبهلوان لتقدمه فِي الصراع. مَاتَ بالطاعون سنة احدى وَثَمَانِينَ.
294 - جكم الظَّاهِرِيّ خشقدم ابْن اخت الاشرف قايتباي، / امْرَهْ استاذه عشرَة ثمَّ صَار أحد الطبلخاناه وحاجب ثَانِي، مَاتَ بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ وَحضر خَاله الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ من مساوئ الدَّهْر.
295 - جكم الظَّاهِرِيّ برقوق الجركسي / ذكره شَيخنَا مُجَردا فِي سنة ثَلَاث.
296 - جكم النوري المؤيدي وَيعرف بقلقسيز /. أعْتقهُ الْمُؤَيد وَأقَام فِي جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق خاصكيا ثمَّ ساقيا ثمَّ فَصله عَنْهَا وَجعله من الاجناد ثمَّ عمله الاشرف اينال أَمِير عشرَة ثمَّ من رُؤُوس النوب ثمَّ كَانَ مِمَّن خرج مَعَ المجردين، وَمَات فِي عوده بغزة فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ.)(3/76)
297 - جكم / نَائِب قلعة كركر تحيل عَلَيْهِ جمَاعَة من الاكراد حَتَّى قَتَلُوهُ وَطَائِفَة من مماليكه وملكوها وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
298 - جلال الاسلام بن نور الاسلام بن مَحْمُود بن عَليّ عضد الدّين بن شهَاب الدّين بن نور الدّين الْكرْمَانِي الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.
299 - جلبان بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ /. كَانَ مَوْجُودا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين لِابْنِ مقبل بن وَهبة استقبله فَضَربهُ لَيْلًا بِالسَّيْفِ وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة فحمى لجلبان قومه قَالَه ابْن فَهد.
300 - جلبان الْعمريّ الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد أُمَرَاء العشرات والحجاب مِمَّن يمِيل لدين وَخير، ولي حجوبية غَزَّة بعد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَمَات فِيهَا بعد ذَلِك بسنيات.
301 - جلبان الكمشبغاوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بقراسقل / تنقل فِي خدم استاذه إِلَى أَن اسْتَقر فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن قرا دمرداش سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَجَرت لَهُ مَعَ التركمان وقْعَة بِالْبَابِ انتصر فِيهَا عَلَيْهِم ثمَّ أُخْرَى مَعَ نغير انتصر فِيهَا أَيْضا ثمَّ قبض عَلَيْهِ أستاذه سنة سِتّ وحبسه مُدَّة بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أطلقهُ وَعَمله أتابكا بِدِمَشْق ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى على وَلَده النَّاصِر، وَقَامَ مَعَ تنم فَأمْسك وَقتل بقلعة دمشق صبرا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد أناف على الثَّلَاثِينَ، وَكَانَ جميلا جيدا كَرِيمًا شجاعا سيوسا يحب الْعلمَاء ويعتقد الْفُقَرَاء، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا.
302 - جلبان المؤيدي / نَائِب الشَّام وَيعرف بالأميراخور. يُقَال انه كَانَ من مماليك تنبك أميراخور الظَّاهِرِيّ المتوفي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، فَاشْتَرَاهُ بعد سودون طاز الظَّاهِرِيّ أميراخور وَأعْتقهُ، وتنقل فِي الخدم حَتَّى صَار فِي خدمَة جركس المصارع القاسمي ثمَّ اتَّصل بالمؤيد أَيَّام امرته فَجعله من جملَة أُمَرَاء آخوريته فَلَمَّا تسلطن جعله من الآخورية أَيْضا، ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة ثمَّ جعله أميراخور ثَانِي ثمَّ فِي حُدُود سنة عشْرين جعله من المقدمين ثمَّ لما جهز عسكره إِلَى الشَّام فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَانَ من جملَة المقدمين المتوجهين فِيهِ، وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمُؤَيد والعسكر هُنَاكَ وَتوجه ططر بالمظفر أَحْمد إِلَى الشَّام فَكَانَ من جملَة الْمَقْبُوض عَلَيْهِم وَحمل إِلَى قلعة صفد فحبس بهَا إِلَى أَن أطلقهُ نائبها اينال حِين خرج عَن طَاعَة الاشرف برسباي فهرب مِنْهُ وَقدم دمشق رَغْبَة فِي طَاعَته وَمَعَ ذَلِك قَبضه الاشرف ثَانِيًا وحبسه أَيْضا)
ثمَّ أطلقهُ بعد يسير وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بِدِمَشْق ثمَّ بنيابة حماة بعد جارقطلو(3/77)
ثمَّ بنيابة طرابلس بعد موت الأتابك طراباي، ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى نِيَابَة حلب بعد عصيان تغري برمش التركماني ثمَّ إِلَى دمشق بعد موت أقبغا التمرازي وَحمل إِلَيْهِ التَّقْلِيد والتشريف دولات باي المحمودي المؤيدي فناله مِنْهُ شَيْء كثير جدا وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَتردد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة، وَكَانَ مَعَ قصره جدا أَمِيرا جَلِيلًا عَاقِلا سيوسا عَارِفًا بمداراة الْمُلُوك مجربا للوقائع والحروب والمحن متجملا فِي مركبه ومماليكه وحشمه قل ان يتَّفق لأحد مَا اتّفق لَهُ فانه أَقَامَ نَحْو ثَلَاثًا وَأَرْبَعين سنة أَمِيرا بِمصْر وَالشَّام إِلَى غير ذَلِك، وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَخمسين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بتربة عتيقه ودواداره شَاذ بك ظَاهر دمشق قبلي جَامع تنكز رَحمَه الله.
303 - جلبان المؤيدي / أحد المقدمين فِي الدولة المؤيدية وَرَأس نوبَة الصارمي ابراهيم الْمَدْعُو سَيِّدي.
توفّي بِحَبْس اسكندرية مقتولا سنة أَربع وَعشْرين.
304 - جماز بن مِفْتَاح الْعجْلَاني الْمَكِّيّ. / أحد القواد. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
305 - جماز بن مقبل الْعمريّ الْقَائِد، / قتل مَعَ السَّيِّد رميثة فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبِلَاد الشرق، أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
306 - جماز بن مَنْصُور بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْقَائِد بِمَكَّة، / مَاتَ بِنَاحِيَة الْيمن سنة سِتّ وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
307 - جماز بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة، / مَاتَ مقتولا فِي حَرْب بَينه وَبَين أعدائه سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقد كَانَ أَخذ حَاصِل الْمَدِينَة ونزح عَنْهَا فَلم يُمْهل مَعَ أَنه كَانَ يظْهر إعزاز أهل السّنة ومحبتهم بِخِلَاف ثَابت بن نعير.
308 - جمال بن عز الدّين بن جمان أَحْمد الكيلاني /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد.
جقمق / فِي حوادث سنة عشر.
309 - جميل بن أَحْمد بن عميرَة بن يُوسُف وَيعرف بِابْن يُوسُف شيخ الْعَرَب بِبَعْض إقليم الغربية والسخاوية من الْوَجْه البحري. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة وَخلف شَيْئا كثيرا من حَلَال وَحرَام مَعَ أَنه كَانَ يتدين ويعف لَكِن عَمَّا عدا الْمَظَالِم.)
310 - جَنْبك اليحياوي الظَّاهِرِيّ أتابك العساكر بحلب / وَهُوَ تَخْفيف من جَانِبك قتل فِي وقْعَة حلب بساجورا مَعَ أَحْمد بن أويس وقرا يُوسُف فِي منتصف شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ.
311 - جنتمر بن عبد الله التركماني الطرنطاي / وَهُوَ تَخْفيف أَيْضا من جَان(3/78)
تمر. كَانَ قد ولي نِيَابَة حمص ونيابة بعلبك وَأسر فِي المحنة الْعُظْمَى ثمَّ خلص من الْأسر بعد مُدَّة وَحضر إِلَى مصر فَتَوَلّى كشف الصَّعِيد فَقتله عرب ابْن عمر فِي صفر سنة أَربع، وَقتلُوا من حَاشِيَته مِقْدَار مِائَتي نفس ونهبوا جَمِيع مَا كَانَ مَعَهم من الانفال والاحمال والخيول. وَكَانَ حسن المحاضرة بشوشا كَرِيمًا شجاعا مقداما مَعَ ظلم كثير وعسف. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
312 - الْجُنَيْد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي طَالب عفيف لدين أَبُو عبد الله بن جلال الدّين أبي الْفتُوح الكازروني البلياني الاصل الشِّيرَازِيّ / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة سمع مَعَ أَبِيه بِمَكَّة من ابْن عبد الْمُعْطِي والشهاب بن ظهيرة وَأبي الْفضل النويري وَجَمَاعَة وَمن آخَرين بِالْمَدِينَةِ وبلاده، وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن كثير والعز بن جمَاعَة والمحب الصَّامِت وَآخَرُونَ مِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد اليزدي والنور الايجي وَسعد الدّين الْمصْرِيّ والزين عَليّ بن كلاه الخنجي وَأَبُو الْفتُوح الطاووسي خرج لَهُم عَنْهُم الشَّمْس الْجَزرِي مشيخة، وَحدث بهَا وَأخذ عَنهُ الطاووسي وَقَالَ كَانَ ملاذ الضُّعَفَاء وَالْمَسَاكِين ذَا كرامات ظَاهِرَة وأحوال شهيرة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الثَّانِي سنة تسع بعد أَن صَار عَالم شيراز ومحدثها وفاضلها.
ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار لَكِن فِي سنة احدى عشرَة وَقَالَ أفادنا عَنهُ وَلَده الشَّيْخ نور الدّين مُحَمَّد لما قدم رَسُولا عَن ملك الشرق بكسوة الْكَعْبَة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
313 - الْجُنَيْد بن حسن بن عَليّ محب الدّين التخجواني وَرُبمَا يُقَال الاقشواني القاهري الشَّافِعِي خَادِم البيبرسية ووالد مُحَمَّد / الْآتِي وَيُسمى احْمَد. ولد تَقْرِيبًا بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَكتب بِخَطِّهِ على بعض الاستدعاءات مَعَ أَنا لم نر لَهُ سَمَاعا نعم سمع بِأخرَة عَليّ الشهَاب الوَاسِطِيّ المسلسل والاجزاء الَّتِي اشْتهر بروايتها وَقبل ذَلِك على النُّور الابياري نزيل البيبرسية ثمَّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن المرخم بل سمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَالسَّيِّد النسابة وَغَيرهمَا، وَلزِمَ وظيفته بصولة وَحُرْمَة حَتَّى شاخ فَانْقَطع، وباشرها ابْنه إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين فاستقر فِيهَا بعده رَحمَه الله.)
الْجُنَيْد السكرِي. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن. وَكَذَا فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد فَقَط فيجمعا.(3/79)
314 - جهانشاه بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد التركماني الاصل صَاحب العراقين وَملك الشرق، إِلَى شيراز وممالك اذربيجان. / مَاتَ قتلا فِيمَا قيل بيد أعوان حسن بك بن قرا يلك بِالْقربِ من ديار بكر أَو موتا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين، وَقد زَاد على السِّتين ونهبت أَمْوَاله وَأرْسل حسن بك بِرَأْسِهِ إِلَى الْقَاهِرَة فعلقت، وَكَانَ من أجلاء الْمُلُوك وعظمائها لَا يتَقَيَّد بدين كأقاربه واخوته مَعَ التعاظم والجبروت وَسَفك الدِّمَاء بِحَيْثُ انه قتل ابْنه بيرشاه بضع بداق صَاحب بَغْدَاد وَرُبمَا احتجب عَن رَعيته الشَّهْر فِي انهماكه. وينسب مَعَ قبائحه إِلَى فضل فِي العقليات وَغَيرهَا وعَلى كل حَال فمستراح مِنْهُ، وَكَانَ مولده فِي اوائل الْقرن تَقْرِيبًا بماردين. وَلذَا قيل انه كَانَ سمي ماردين شاه وَأَن اباه لما ذكر لَهُ ذَلِك غضب وَقَالَ هَذَا اسْم للنسوة وَسَماهُ جهانشاه. وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه ثمَّ أَخِيه اسكندر ثمَّ لما ترعرع فر مِنْهُ إِلَى جِهَة شاه رخ ابْن تيمور فَأرْسل إِلَيْهِ من قبض عَلَيْهِ وَجِيء بِهِ إِلَيْهِ فَأَرَادَ قَتله فكفته أمه ثمَّ بعد يسير فر ثَانِيًا وَلحق بشاه رخ فَأكْرمه وأنعم عَلَيْهِ بِعَدَد ومدد عونا لَهُ على قتال أَخِيه إِلَى أَن انْكَسَرَ ثمَّ قَتله ابْن نَفسه شاه فوماطفي ذِي الْقعدَة سنة احدى واربعين وَبعث لِعَمِّهِ صَاحب التَّرْجَمَة بذلك، ورسخت قدمه حِينَئِذٍ فِي مملكة تبريز وَمَا والاها على انه نَائِب شاه رخ، وَعظم وَاسْتمرّ فِي تزايد إِلَى أَن عد فِي مُلُوك الأقطار ثمَّ ملك بَغْدَاد بعد موت أَخِيه أَصْبَهَان وَكَثُرت عساكره وعظمت جُنُوده وَأخذ فِي مُخَالفَة شاه رخ بَاطِنا، وَحج النَّاس فِي أَيَّامه بالمحمل الْعِرَاقِيّ من بَغْدَاد فِي سني نَيف وَخمسين، وَلَا زَالَ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ شاه رخ وَتَفَرَّقَتْ كلمة أَوْلَاده واستفحل أمره لذَلِك جدا بِحَيْثُ جمع عساكره وَمَشى على ديار بكر فِي سنة أَربع وَخمسين لقِتَال جهان كير الْمَذْكُور بعده وَأخذ مِنْهُ أرزنكان بعد قتال عَظِيم والرها بقلعتها وَأرْسل قِطْعَة من عساكره لحصار جهان كير بآمد ووصلت عساكره إِلَى أَرَاضِي ملطية ودوركي ثمَّ أرسل قصاده فِي سنة خمس وَخمسين إِلَى الظَّاهِر بِأَنَّهُ بَاقٍ على الْمَوَدَّة وَأَنه مَا مَشى على جهان كير الاحمية لَهُ ورماه بعظائم فَأكْرم قصاده وَأحسن اليهم وَأرْسل صحبتهم قانم التَّاجِر مَعَه جملَة من الْهَدَايَا والتحف.
جهان شاه هُوَ مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قاوان. / يَأْتِي.
315 - جهان كير بن عَليّ بك بن عثمن الْمَدْعُو قرا يلك بن قطلو بك صَاحب آمد وماردين وأرزنكان / وَغَيرهَا. ولد بديار بكر فِي حُدُود الْعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه وجده وَقدم)
مَعَ وَالِده إِلَى الديار المصرية، وأنعم عَلَيْهِ بامرة حلب فَتوجه اليها وَأقَام بهَا مُدَّة إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر جقمق الرها، وَعظم(3/80)
وَكَثُرت جُنُوده ثمَّ ملك آمد بعد موت عَمه حَمْزَة بعد حروب ثمَّ أرزنكان ثمَّ ماردين وَغَيرهَا إِلَى أَن صَار حَاكم ديار بكر وأميرها وَحِينَئِذٍ أظهر الْخلاف على الظَّاهِر وَضرب بعض بِلَاده وانضم إِلَيْهِ بيغوت الْأَعْرَج نَائِب حماة وَمن شَاءَ الله وبينما هُوَ كَذَلِك طرقه جها نشاه الْمَاضِي قبله فشتت شَمله ومزق عساكره، فَلَمَّا ضَاقَ الامر على صَاحب التَّرْجَمَة أرسل بِأُمِّهِ إِلَى الْبِلَاد الحلبية تستأذن نواب الْبِلَاد الشامية وهم بأجمعهم بحلب إِذْ ذَاك فِي قدومها إِلَى الديار المصرية لاسترضاء السُّلْطَان على وَلَدهَا وَكَانَ قد أرسل قبل ذَلِك بولده يسْأَل الدُّخُول تَحت الطَّاعَة فمنعوها فَرَجَعت إِلَى آمد وَفِي غُضُون ذَلِك أرسل بأَخيه حسن فِي شرذمة من عساكره إِلَى عَمه حسن بن قرا يلوك وَهُوَ فِي عَسْكَر كثيف من عَسْكَر جهانشاه فظفر عَمه بِهِ فَقتله وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى أَخِيه صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن قتل حسن الْمَقْتُول جمَاعَة من عَسْكَر جهانشاه الَّذين كَانُوا مَعَ عَمه وَلما بلغ ذَلِك جهانشاه غضب وَاشْتَدَّ حنقه وَقدم إِلَى آمد فحاصرها وَجْهَان كير بهَا
. جوان اللعين صَاحب قبرس. / يَأْتِي فِي صَاحب من الألقاب.
316 - جوبان الظَّاهِر برقوق الْمعلم. / كَانَ خاصكيا ومعلما للرمح فِي أَيَّام أستاذه تركي الْجِنْس سليم الْبَاطِن انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي تَعْلِيم الرمْح فِي زَمَانه بِحَيْثُ كَانَ حكما بَين أَهله فِي الْأَيَّام المؤيدية ثمَّ الأشرفية برسباي، وَاسْتمرّ على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْقُوَّة فِي تَعْلِيمه حَتَّى بعد شيخوخته. مَاتَ فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ.
جوكي بن شاه رخ. / مضى فِي أَحْمد.
317 - جَوْهَر صفي الدّين الارغوني شاوي الحبشي. / خدم بعد موت أستاذه فِي حُدُود سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عِنْد الظَّاهِر جقمق وَهُوَ أميراخور وسافر مَعَه فِي بعض سفراته إِلَى الْبِلَاد الشمالية فَلَمَّا تسلطن جعله ساقيا وَعظم قدره فِي الدولة وَصَارَت لَهُ كلمة مسموعة مَعَ عقل وأدب وسيرة حَسَنَة مَعَ النَّاس ثمَّ صَار بعد مَوته رَأس نوبَة الجمدارية فزادت بذلك عَظمته وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبعين وَدفن من الْغَد بتربة قانباي الجركسي وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَلم يخلف بعده مثله دينا وأدبا وحشمة ورياسة وتواضعا وعقلا مَعَ محبته فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَكِتَابَة للمنسوب وفضيلة فِي الْجُمْلَة رَحمَه الله وإيانا.)
318 - جَوْهَر صفي الدّين عَتيق الزهوري الْمصْرِيّ الدَّلال. / سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ ثمانيات النجيب وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين، وَكَانَ وَكيلا بِبَاب الْخرق وَرُبمَا دلل.
319 - جَوْهَر التَّمْر بغاوي الظَّاهِرِيّ الحبشي. مِمَّن يندبه الاشرف فِي أُمُور من(3/81)
جُمْلَتهَا بركَة ابْن الجريش بِمَكَّة.
320 - جَوْهَر التمرازي تمراز الناصري النَّائِب الحبشي. / خدم بعده الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ من الجمدارية الْكِبَار ثمَّ بعد دهر ولاه الظَّاهِر جقمق الخازندارية بعد موت جَوْهَر القنقباي فحسنت مُبَاشَرَته وَلم يلبث أَن عزل بفيروز النوروزي الرُّومِي بل وصودر وسجن ثمَّ أطلق وَأقَام بطالا إِلَى أَن ولي مشيخة الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ بعد موت فَيْرُوز الركني، وَتوجه إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر الَّتِي بعْدهَا بعد أَن تمرض أَيَّامًا وَهُوَ فِي الْخمسين تَقْرِيبًا، وَاسْتقر بعده فِي المشيخة فَارس كَبِير الطواشية هُنَاكَ وَكَانَ مليح الشكل كَرِيمًا ذَا حشمة وتواضع وذوق، محبا فِي النادرة والنكتة سريع الْفَهم لَهَا عَفا الله عَنهُ. ذكره الْعَيْنِيّ بِاخْتِصَار.
321 - جَوْهَر الحبشي فَتى عبد الْقَادِر بن فريوات الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
322 - جَوْهَر الحبشي فَتى عَليّ بن الزكي أبي بكر / الْآتِي. مِمَّن سمع مني أَيْضا بِمَكَّة.
323 - جَوْهَر السيفي / استادار الذَّخِيرَة، وَصرف عَنْهَا بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين.
324 - جَوْهَر شرا قطلي الحبشي الخازندار الزِّمَام، / مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة بِالْقربِ من تربة كنفوش، وَاسْتقر بعده خشقدم الاحمدي اللالا شاد السواقي.
325 - جَوْهَر الشمسي بن الزَّمن الحبشي. / رباه أحسن تربية وبرع فِي التِّجَارَة، وَصَارَ من أعيانهم وابتنى بعض الدّور بِمَكَّة وَقد رافقته فِي عودي من الْمَدِينَة بِمَكَّة فحمدت عقله وأدبه وخدمته ورغبته فِي الْخَيْر. جَوْهَر الصفوي. يَأْتِي فِي المنجكي قَرِيبا.
326 - جَوْهَر الْعجْلَاني نِسْبَة لعجلان بن رميثة صَاحب مَكَّة / كَانَ ينطوي على خير وديانة وَهُوَ المربي لوَلَدي سَيّده عَليّ وَحسن مَاتَ فِي سنة تسع أَو عشر وَدفن بالمعلاة، ذكره الفاسي فِي مَكَّة.)
327 - جَوْهَر القنقباي نِسْبَة لقنقباي الجركسي الطواشي الحبشي الخازندار الزِّمَام بِالْبَابِ السلطاني، / تنقلت بِهِ الاحوال بعد سَيّده إِلَى أَن خدم عِنْد الْعلم ابْن الكويز فَسَار عِنْده سيرة حَسَنَة لِأَنَّهُ كَانَ يحب أهل الْقُرْآن، ويدرس فِيهِ وَيقرب أَهله ويتدين ويتعفف فَعظم بذلك قدره عِنْده، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فَحمل قَلِيلا ثمَّ اتَّصل بالأشرف بِوَاسِطَة سميه جَوْهَر اللالا الْآتِي قَرِيبا، فاستخدمه فِي بَاب السُّلْطَان وقربه مِنْهُ فآنس بِهِ لعقله وسكونه وتدينه وَلم يلبث أَن اسْتَقر(3/82)
بِهِ فِي الخازندارية عوضا عَن خشقدم لانتقاله للزمامية فباشرها فِي أول أمره مُبَاشرَة حَسَنَة وتقرب من النَّاس جدا وتزاحموا على بَابه وَصَارَ يقْضِي حَاجَة من ينتمي إِلَيْهِ فاشتهر بذلك وهرع إِلَيْهِ أَرْبَاب الْحَوَائِج وَأخذ فِي التَّقَرُّب من السُّلْطَان بتحصيل الْأَمْوَال من وُجُوه أَكْثَرهَا لَا يحل، وَكَانَ يغريه ويتبرأ عِنْد النَّاس من ذَلِك وَيظْهر الانكار سرا وَهُوَ السَّبَب الاعظم فِي اطلاق أَمْوَال التُّجَّار وَرخّص بضائعهم وَغَلَبَة الفرنج لَهُم حَتَّى صَار التَّاجِر يغيب السّنة فَمَا فَوْقهَا ويحضر فَلَا يَسْتَطِيع أَن يَبِيع حملا وَاحِدًا من بضاعته وَلَا يجد من يَشْتَرِيهِ ويستدين نَفَقَته على نَفسه وَعِيَاله وَعِنْده مَا يُسَاوِي عشرَة آلَاف دِينَار وبقوا على هَذَا الْبلَاء نَحْو عشر سِنِين بَقِيَّة مُدَّة الاشرف بل تَمَادى الْحَال على ذَلِك بعده، وأضيفت إِلَيْهِ بعد الاشرف وَظِيفَة الزِّمَام عوضا عَن فَيْرُوز الجركسي بسفارة خوند البارزية فانها كَانَت تعرفه حِين كَانَ زوجا لِابْنِ الكويز بِتِلْكَ الْأَوْصَاف هَذَا مَعَ كَونه كَانَ يعرف مَا كَانَ يُعَامل بِهِ النَّاس فِي الْأَيَّام قبله بل كَانَ أحد المنكرين لسيرته وَلكنه أعنى جَوْهَر مَعَ جمعه بَين الوظيفتين ومساعدة خوند لم يتَمَكَّن مِمَّا كَانَ يَفْعَله قبل وَصَارَ خَائفًا يترقب ويتوقع الايقاع بِهِ وَالسُّلْطَان يغضى عَنهُ إِلَى أَن حصل لَهُ فِي مَوضِع مباله دمل فآلمه وَحبس عَنهُ الاراقة ثمَّ فتح فتألم مِنْهُ شَدِيدا مَعَ كَونه استراح بفتحه من الالم وَكَون فِي مَوضِع آخر فَأَقَامَ بذلك نَحْو الشَّهْرَيْنِ وَاشْتَدَّ بِهِ الامر فِي الْعشْر الاوسط من رَجَب وأرجف بِمَوْتِهِ ثمَّ كَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين آخر يَوْم من كيك وَقد جَازَ السّبْعين وَله مآثر مِنْهَا الدَّار الَّتِي بدرب الاتراك بِالْقربِ من جَامع الازهر والمدرسة الَّتِي عِنْد بَاب السِّرّ لجامع الازهر من الْجِهَة الْقبلية وَفتح لَهَا شباكا فِي جِدَار الْجَامِع وَأَفْتَاهُ بذلك جمَاعَة وَامْتنع من الْكِتَابَة الْعَيْنِيّ بل حط عَلَيْهِ فِي تَارِيخه بِسَبَبِهِ كثيرا وَكَانَ بِنَاؤُه لَهَا فِي أَوَاخِر عمره وَلما قرب فراغها مَاتَ فَدفن بهَا، وَمن قبائحه انه كَانَ لَهُ قريب من الحبوش فأسكنه فِي دير عِنْد بساتين الْوَزير فعمره وَصَارَ هُوَ وَمن مَعَه يتظاهرون بِمَا لَا)
يتظاهر بِهِ غَيرهم بجاهه فَالله أعلم بسريرته وَأَنه حِين سَافر الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ لدمشق على قَضَائهَا وَكَانَ باسمه قَضَاء دمياط اسْتَقر فِيهِ حِين سفر الولوي بن قَاسم إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة عوضا عَنهُ، وَكَانَ هُوَ مقررا فِيهِ بعد موت ابْن مَكْنُون سَأَلَهُ أَن ينزل لَهُ عَنهُ فَفعل فَجرى على عَادَة ابْن قَاسم فِيهَا لِأَنَّهُ كَانَ يطلع على ذَاك لما بَينهمَا من الصداقة بل زَاد عَلَيْهِ اسْتِئْجَار الْأَوْقَاف بالنزر الْيَسِير بِالنِّسْبَةِ لما يحصل لَهُ مِنْهَا جَريا على عَادَته فِي سَائِر مستأجراته فانه كَانَ(3/83)
يسْتَأْجر الْقرْيَة بِخَمْسِينَ دِينَارا وَهِي تغل قدر الْمِائَة أَو أَزِيد وَيصرف أجرتهَا على حِسَاب صرف الدِّينَار بِأحد عشر وَربع دِرْهَم وزنا وَهُوَ يُسَاوِي حِينَئِذٍ أَرْبَعَة عشر درهما وَربع دِرْهَم ثمَّ يَبِيع عَلَيْهِم بذلك عسلا يقيمه عَلَيْهِم بِثَلَاثِينَ درهما وَهُوَ يُسَاوِي عشْرين وَنَحْوهَا فَلَا يتَحَصَّل لَهُم من الْجِهَة نَحْو عشْرين وَقس على ذَلِك، وَمن خَالفه فِي شَيْء مِمَّا يرومه لَا يَأْمَن على نَفسه وَلَا مَاله وَفِي الاحيان يمْتَنع من صرف الاجرة أصلا وَيَقُول إِن كَانَت الارض مصرية شَرقَتْ مَعَ أَنه كَانَ رُبمَا اسْتَأْجرهَا مقيلا ومراحا وان كَانَت شامية كَانَت ممحلة من الْمَطَر وَنَحْو ذَلِك وَكَانَت علامته فِي مراسيمه لنوابه فِي دمياط وَنَحْوهم بِخَطِّهِ الدَّاعِي جَوْهَر الْحَنَفِيّ، وَتوسع فِي تَحْصِيل الاقطاع والارصادات إِلَى أَن قيل إِنَّه وجد باسمه بعد مَوته نَحْو خمسين مَا بَين رزق واقطاع ومستأجرات، هَذَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك يواظب على الصَّلَاة والتلاوة وَيقرب أهل الْقُرْآن وَيتَصَدَّق فِي فُقَرَاء الْحَرَمَيْنِ بجمل من المَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
328 - جَوْهَر اللالا عَتيق أَحْمد بن جلبان، / وَكَانَ قبله لعمر بن بهادر المشرف ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الشّرف قبل تملكه فتنقل مَعَه وَقَررهُ لآلة وَلَده الْأَكْبَر مُحَمَّد ثمَّ يُوسُف ثمَّ تقرر زماما بعد موت خشقدم مُضَافا للوظيفة الْأُخْرَى، فَلَمَّا تسلطن الْعَزِيز فخم أمره وشمخت نَفسه وَظن الْأُمُور تَدور عَلَيْهِ فانعكس عَلَيْهِ الْأَمر وَقبض عَلَيْهِ فِي أول دولة الظَّاهِر وسجن بالبرج ثمَّ أفرج عَنهُ وَهُوَ ضَعِيف بِمَرَض القولنج ثمَّ حصل لَهُ الصرع إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عَن نَحْو السِّتين وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالمصنع وَهِي حَسَنَة كَانَ شيخها شَيخنَا التقي الشمني رَحمَه الله. وَكَانَ محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ محسنا اليهم مكرما لَهُم، أثنى عَلَيْهِ المقريزي وَغَيره رَحمَه الله.
329 - جَوْهَر المحبي بن الاشقر الحبشي /. مِمَّن تردد لسَمَاع الحَدِيث مَعَ أَوْلَادنَا.
330 - جَوْهَر المعيني الحبشي نِسْبَة لمُعين الدّين الدمياطي الابرص. / كَانَ لَهُ أَخ من جملَة مماليك بردبك الاشرفي اينال فالتمس من سَيّده أَخذه من معِين الدّين فَفعل فبادر لارساله إِلَيْهِ فَأَقَامَ فِي خدمته وَصَارَ لخوند الْكُبْرَى أم خوند زَوْجَة أستاذه إِلَيْهِ بعض الْميل فَقدر سفرهما إِلَى الْحَج فاستصحبته الْكُبْرَى مَعهَا فَلَمَّا وصلت إِلَى مَكَّة أشارت ابْنَتهَا باقامته هُنَاكَ فَأَقَامَ مُدَّة وَضعف بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت وتوسل حَتَّى أذنوا لَهُ فِي الرُّجُوع فَرجع وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى الْكَمَال امام الكاملية وَيقْرَأ عَلَيْهِ أَحْيَانًا فاختص بِصُحْبَتِهِ وَلزِمَ خدمَة خوند الْكُبْرَى(3/84)
وَابْن أَخِيهَا الْعَلَاء بن خَاص بك وَابْنَته وأحبوه بِالنِّسْبَةِ لابنَة أستاذه فَلَمَّا آل الْأَمر إِلَى الْأَشْرَف قايتباي وَصَارَت ابْنة الْعَلَاء زَوجته هِيَ خوند كَانَ هَذَا من جملَة خدامها وَعمل ساقيا وَذكر بديانة ومحبة فِي الْعلمَاء وَلزِمَ من ذَلِك مساعدته لبني شَيْخه الْكَمَال فِي أَخذ وظيفتي مشيخة الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية الَّتِي صَارَت إِلَيّ بعد أَبِيهِم بطرِيق شَرْعِي مُتَوَهمًا أَن ذَلِك فِرْيَة سِيمَا وَلم يعْدم مخاصما مِمَّن يتشبه بالفقهاء وَنَحْوهم يحثهم على ذَلِك وَمَعَ ذَلِك فَلم ينجر السُّلْطَان مَعَهم ومللت فسكنت فبذل هَذَا حِينَئِذٍ مَالا حَتَّى اتَّصل كتاب الْوَقْف بشاهدي زور لكَون فِيهِ أَن للنَّاظِر الْعَزْل بجنحة وَغَيرهَا مِمَّا مَعَ ارتكابهم فِيهِ لما أَشرت إِلَيْهِ لَا يَقْتَضِي إِخْرَاج المتأهل وَتَقْرِير غَيره وَآل الْأَمر إِلَى أَن صَارَت لعبد الْقَادِر بن النَّقِيب بنزول مِمَّا ساعده الْمشَار إِلَيْهِ بِقدر يسير كَانَ يُمكن هَذَا لَو كَانَ توجهه صَحِيحا دَفعه وابقاء الْوَظِيفَة مَعَ من هُوَ مُنْفَرد باستحقاقها وَلَكِن شَأْن هَذَا غَالِبا عدم الاهتداء للاصلاح بِحَيْثُ لم يصلح بَين وَلَدي شَيْخه وَلَا بَين وَلَدي النُّور الفاكهي وَنَحْو ذَلِك وَرُبمَا يتَعَلَّق بِأَمْر يتوهمه تدينا، وَمَا أحسن قَول الْقَائِل: من عبد الله بِجَهْل كَانَ مَا يفْسد أَكثر مِمَّا يصلح. وَقد حج فِي خدمَة خوند وابتنى مدرسة بغيط الْعدة بِالْقربِ من نواحي جَامع أَمِير حُسَيْن قرر بهَا مدرسا وقارئا للْبُخَارِيّ وَنَحْو ذَلِك وَصَارَ إِلَى ضخامة ووجاهة، وانتمى إِلَيْهِ غير وَاحِد من الطّلبَة ونالوا بِسَبَبِهِ بعض الْجِهَات وعَلى كل حَال فَهُوَ أولى من خشقدم الزِّمَام ومثقال الْحَبَشَة وَنَحْوهمَا.
331 - جَوْهَر المنجكي ابراهيم بن منجك صفي الدّين الحبشي الطواشي وَيُقَال لَهُ الصفوي. / صَار من جملَة مقدمي الاطباق مُدَّة حَتَّى ولاه الظَّاهِر جقمق نِيَابَة تقدمة المماليك بعد فَيْرُوز الركني فحسنت حَاله وَعمر مدرسة بِرَأْس سويقة منعم عِنْد عَرصَة الْقَمْح تجاه سَبِيل الْمُؤمنِينَ وَلم يتأنق فِيهَا وَعمل بهَا درسا فِي الْفَرَائِض قرر بِهِ أَبَا الْجُود الْمَالِكِي وَهُوَ الْآن مَعَ عبد الرَّحِيم المنشاوي وَأول مَا أُقِيمَت الْجُمُعَة بهَا فِي رَابِع رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وعزل عَن النِّيَابَة)
بجوهر النوروزي حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة احدى وَخمسين، وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَالله أعلم، وَكَانَ طارحا للتكلف رَقِيقا إِلَى الطول أقرب.
332 - جَوْهَر النوروزي نوروز الحافظي صفي الدّين الحبشي. / أَصله من خدم ابْنة الخواجا الشمسي بن المزلق فَلَمَّا تزوج بهَا الْأَمِير نوروز الْمشَار إِلَيْهِ صَار فِي خدمته فَعرف بِهِ، وَرَأَيْت قَائِل هَذَا قَالَ فِي مَوضِع آخر ان أَصله من خدام أُخْت نوروز فَالله أعلم، ثمَّ خدم بعده جمَاعَة من أَعْيَان الْأُمَرَاء كالأتابك جارقطلي إِلَى أَن(3/85)
ولي نِيَابَة تقدمة المماليك بعد سميه الَّذِي قَتله فِي حُدُود سنة خمسين ثمَّ اسْتَقر فِي الْخدمَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بعد عزل عبد اللَّطِيف العثماني الرُّومِي ثمَّ انْفَصل فِي سنة أَربع وَخمسين بمرجان العادلي المحمودي الَّذِي كَانَ اسْتَقر عوضه فِي النِّيَابَة وَلزِمَ هَذَا دَاره مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ مرجان فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فأعيد وباشرها على أجمل وَجه إِلَى أَن اخْتَار الِانْفِصَال عَنْهَا للعجز عَن جلبان الظَّاهِر خشقدم وَاسْتقر عوضه نَائِبه مِثْقَال الْحَبَشَة وَلزِمَ هَذَا دَاره على أحسن حَال، وَقيل إِنَّه أخرج بعد انْفِصَاله بمرجان إِلَى الْقُدس بطالا فَالله أعلم، وَكَانَ متجملا فِي ملبسه ومركبه.
333 - جَوْهَر اليشبكي الْهِنْدِيّ الْمَعْرُوف بالتركماني / لكَونه على الاشهر مُعتق أُخْت يشبك الجكمي أميراخور زَوْجَة أقبغا التركماني بل قيل انه مُعتق يشبك نَفسه. اتَّصل بعد موت أقبغا بِبَيْت السُّلْطَان وَصَارَ بعد مُدَّة شاد الحوش ثمَّ اسْتَقر فِي دولة الظَّاهِر خشقدم فِي الزمامية والخازندارية بالبذل بعد عزل لولو الاشرفي فِي أَوَائِل سنة خمس وَسِتِّينَ أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا مَعَ كَونه من صغَار الخدام، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد تمرضه أشهرا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ قبل الْجُمُعَة بِالْمُؤْمِنِينَ، وَدفن بالصحراء وَقد ناهز السِّتين وَهُوَ صَاحب الْبُسْتَان الَّذِي أنشأه بقرية دموة بالجيزة.
334 - جويعد بن بريم بن صَبِيحَة بن عمر الْعمريّ الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد.
335 - جياش بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر زين الدّين السنبلي الْيَمَانِيّ / أحد عُظَمَاء الْأُمَرَاء بهَا وَمَات.
336 - جيرك أَو ميرك القاسمي وَرُبمَا زيد الْفَاء أَوله. / من كبار الْأُمَرَاء تنقل فِي الولايات مِنْهَا نِيَابَة غَزَّة، وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة احدى وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه)
337 - جينوس بن جاكم بن بيدو بن أنطون بن جينوس / متملك قبرس ملكهَا بعد أَبِيه فِي حُدُود سنة ثَمَانمِائَة، وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى قبض عَلَيْهِ عَسْكَر الاشرف برسباي وجئ بِهِ فِي جملَة اسرى إِلَى الديار المصرية فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى مَمْلَكَته بعد تَقْرِير شَيْء معِين عَلَيْهِ فِي كل سنة إِلَى أَن هلك فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده ابْنه جوان، وَكَانَ شكلا طوَالًا خَفِيف اللِّحْيَة أشقرها لَهُ ذوق فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة لكنه غير عَارِف بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ وداخله من الركب من عَسَاكِر الْمُسلمين ووفور نظامهم مَا اقْتضى لَهُ الْوَصِيَّة لأولاده وَأَتْبَاعه بِعَدَمِ الْخُرُوج عَن طَاعَة سُلْطَان مصر فِيمَا بلغنَا، وَطول المقريزي فِي عقوده بِذكرِهِ.(3/86)
(حرف الْحَاء الْمُهْملَة)
338 - حَاتِم بن عمر بن زكي الدّين الدِّمَشْقِي. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة.
339 - حاجي بن إِيَاس الْهِنْدِيّ مولى السَّيِّد مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عَليّ / الْآتِي سمع منى مَعَ سَيّده.
340 - حاجي بن الاشرف شعْبَان بن حُسَيْن بن النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون، / اسْتَقر فِي السلطنة بعد أَخِيه الْمَنْصُور على وَهُوَ ابْن نَيف على عشر سِنِين، ولقب بالصالح ثمَّ انْفَصل بعد سنة وَنصف وَخَمْسَة عشر يَوْمًا بمدبر مَمْلَكَته الأتابك برقوق فِي رَمَضَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَأمره باقامته فِي دَاره بقلعة الْجَبَل جَريا على عَادَة بني الأسياد إِلَى أَن خلع الظَّاهِر برقوق وسجن بقلعة الكرك فأعيد ثَانِيًا وَغير الصَّالح لقبه بالمنصور كأخيه، وَكَانَ يلبغا الناصري مُدبر مَمْلَكَته حِينَئِذٍ بل هُوَ السُّلْطَان فِي الْحَقِيقَة فَأَقَامَ دون تِسْعَة أشهر وَعَاد الظَّاهِر بعد خلعه لَهُ ودخلا مصر فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وَاسْتمرّ الْمَنْصُور ملازما لداره إِلَى أَن مَاتَ، وَقد زَاد على الْأَرْبَعين فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة أَربع عشرَة بعد أَن تعطلت حَرَكَة يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ مُنْذُ سِنِين، وَدفن بتربة جدته خوند بركَة أم الاشرف شعْبَان، قَالَ الْعَيْنِيّ كَانَ شَدِيد الْبَأْس على جواريه لسوء خلقه من غَلَبَة السَّوْدَاء غير منفك عَن الِاشْتِغَال باللهو وَالسكر، ذكره شَيخنَا.
341 - حاجي بن عبد الله الزين الرُّومِي وَيعرف بحاجي فَقِيه شيخ التربة الظَّاهِرِيَّة / خَارج الْقَاهِرَة.
كَانَ عريا من الْعلم إِلَّا ان لَهُ اتِّصَالًا بِالتّرْكِ كدأب غَيره، مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَان عشرَة وَاسْتقر فِي مشيختها الشَّمْس الْبِسَاطِيّ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.
342 - حاجي بن مُحَمَّد بن قلاوون الْملك الْمَنْصُور /. مَاتَ فِي سنة احدى.)
حاجي بن مغلطاي وَيُقَال لَهُ أَمِير حَاج /، مضى فِي الْهمزَة.
حاجي فَقِيه / فِي ابْن عبد الله قَرِيبا.
343 - حَازِم بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ / كَانَ من أَعْيَان الْأَشْرَاف مِمَّن صاهره الشريفان أَحْمد وَعلي ابْنا عجلَان الأول على أُخْته وَالْآخر على ابْنَته وَعظم أمره لذَلِك، وَمَات فِي أول الْقرن، ذكره الفاسي وَرَأَيْت من قَالَ فِي سنة عشر.
344 - حَافظ بن مهذب بن نير الجانفوري الْهِنْدِيّ. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة.
حَافظ. / فِي عبيد الله بن عبد الله.
حَافظ / آخر مقرئ كَانَ شيخ قبَّة المرح. فِي مُحَمَّد بن عَليّ.
345 - حَامِد بن أبي بكر بن عَليّ الزين الجيرتي الْحَنَفِيّ الْمُقْرِئ نزيل مَكَّة / والمتوفي بهَا فِي نَحْو التسعين مِمَّن سمع منى بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ دَائِما خيرا مديما للأشتغال.(3/87)
346 - حَامِد المغربي التَّاجِر السفار. / مِمَّن اسْتَأْجر بالسويقة من مَكَّة بَيْتا من أوقاف السَّيِّد حسن بن عجلَان. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة.
347 - حبك بِضَم الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة وَآخره كَاف. / رَأس نوبَة وَأحد الطبلخاناه بِمصْر فِي أَيَّام النَّاصِر فرج. مَاتَ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَخرج أقطاعه الْخمسين من مماليك النَّاصِر، وَكَانَ من الجهلة المفسدين. قَالَه الْعَيْنِيّ.
348 - حبيب الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ السنغري اليزدي الشَّافِعِي /. قدم الْقَاهِرَة فِي رَجَب سنة أَربع وَتِسْعين وَهُوَ ابْن بِضَم وَثَلَاثِينَ فَنزل البيبرسية وأكرمه السُّلْطَان بعناية مرزا وَغَيره ثمَّ خمد بعد أَن حج فِيهَا وَعَاد وَدخل فِي الَّتِي تَلِيهَا دمياط وَتزَوج عدَّة وأقرأ بعض الطّلبَة كالجلال بن الابشيهي ولازمه التَّاج بن شرف وَغَيره ورأيته كتب فِي إجَازَة أَنه يرْوى عَن جمَاعَة مِنْهُم صهره نظام الدّين إِسْحَق وَبَلغنِي انه أَخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن عبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ والديمي وببيت الْمُقَدّس عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف وان لَهُ تصانيف وَلَا عهد لَهُ بالفقه وَنَحْوه، وَقَالَ لي الْبَدْر العلائي وَهُوَ مِمَّن يطريه انه متميز فِي الْأَصْلَيْنِ وَأَنه فِي أصل الدّين أميز مَعَ العقليات والرياضيات والعربية وانه يقرئ القونوي بِحل الْعبارَة من غير تميز فِي الْحِفْظ والاستحضار وَلكنه فِي معارفه كلهَا يقرئ مَا يطالعه، ثمَّ حكى لي بعض أهل تِلْكَ النواحي أَن أَبَاهُ من آحَاد المكاسين وان هَذَا مِمَّن عرف بالسفه بِحَيْثُ أَخذ بأمرد وعزر أقبح تَعْزِير وان مَا سبق فِيهِ)
مُبَالغَة إِذْ لَا وزن لَهُ هُنَاكَ بِحَيْثُ لَا يؤهل لَا قراء مُقَدمَات الصّرْف ونعجب فِي هَذَا من المصريين، ورام الِاجْتِمَاع بِي وَالْتمس من بعض الطّلبَة إِعْلَامه بِتَعْيِين يَوْم خَتمه عَليّ لصحيح مُسلم فَمَا وَافَقت، وَاسْتمرّ بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى مَاتَ مطعونا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.
349 - حبيب الله بن خَلِيل الله بن مُحَمَّد الكازروني. / مِمَّن سمع منى بِمَكَّة.
350 - حبيب الله بن عبيد الله بن الْعَلَاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد الحسني الأيجي الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي وَأمه السيدة بديعة ابْنة النُّور أَحْمد بن السَّيِّد صفي الدّين عَم أَبِيه وَيعرف كأبيه وجده بِابْن السَّيِّد عفيف الدّين، / ولد فطن لَبِيب قَارب المراهقة سمع عَليّ فِي مَكَّة بل قَرَأَ عَليّ يَسِيرا وَكَانَ مشتغلا بِالْقُرْآنِ والنجابة عَلَيْهِ لائحة مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عوضه الله وأبويه الْجنَّة.
351 - حبيب بن يُوسُف بن صَالح بن مُحَمَّد الكيلاني القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ. / قَرَأَ على التَّاج بن تمرية وأقرأ وَكَانَ صوفيا بالأشرفية برسباي وقرض لجَعْفَر بعض تصانيفه.
352 - حبيب بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الزين الرُّومِي العجمي الْحَنَفِيّ /. قَرَأَ للثمان على(3/88)
الشَّمْس الغماري بقرَاءَته على أبي حَيَّان وَكَذَا قَرَأَ على التقي الْبَغْدَادِيّ وروى عَن الشَّمْس الْعَسْقَلَانِي وَغَيره وَأم بالأشرفية برسباي وَاسْتقر فِي مشيخة الْقُرَّاء بالشيخونية وبالمؤيدية وتصدى للاقراء فَانْتَفع بِهِ خلق. وَمِمَّنْ تَلا عَلَيْهِ للسبع الشَّمْس بن عمرَان وَابْن كزلبغا، وَاسْتقر فِي امامة الأشرفية بعده ورافقه فِي الْأَخْذ عَنهُ التقي أَبُو بكر الحصني وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أَو بعْدهَا وروى عَنهُ بالاجازة ابْن أَسد والتقي بن فَهد وَآخَرُونَ.
353 - حبيب / آخر يدْرِي الْقرَاءَات. تَلا عَلَيْهِ فِي جَامع الْأَزْهَر وَغَيره غير وَاحِد مَاتَ نَحْو سنة سبعين.
354 - حجاج بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الفارسكوري الحريري /. ولد بعد سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بفارسكور وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن واشتغل فِي النَّحْو على يُوسُف البلان الْآتِي، ولقيه البقاعي وَابْن فَهد فكتبا عَنهُ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة من نظمه.
(هَب النسيم سرى فِي غيهب الغسق ... على الأزاهر مَاس الْغُصْن بالورق)
(وَأَيْقَظَ الْوَرق مثل الْغُصْن فِي سحر ... هبت بِهِ نسمَة تحيي لمنتشق)
فِي أَبْيَات، وَهُوَ حُلْو النّظم بِلَا تكلّف وَإِن كَانَ غَيره أشبه مِنْهُ فِي الْعَرَبيَّة، وَتَأَخر إِلَى بعد سنة)
أَربع وَتِسْعين.
355 - حجر بن يُوسُف بن شاهين الكركي الاصل القاهري / الْآتِي أَبوهُ تشبه أَبوهُ فِي تَسْمِيَته بلقب الْجد الاعلى لجده لأمه شَيخنَا وَلم يلبث أَن مَاتَ وَهُوَ طِفْل
. حدندل، / فِي على غير مَنْسُوب.
356 - حَرْب بن بن عبد الْقَادِر شيخ جبال نابلس / مَاتَ بالبرج فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ.
357 - حرسان بن شميلة بن مُحَمَّد بن سَالم الحفيصي الْمَكِّيّ / الْآتِي أَخُوهُ رَاجِح وأبوهما، مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة سبع وَتِسْعين شبه الْفُجَاءَة وَدفن عِنْد سلفه بالمعلاة.
358 - حرمي بن سُلَيْمَان الببائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي، / ولد قبل الْخمسين وَسَبْعمائة وتفقه قَلِيلا وَسمع من الْبَهَاء بن خَلِيل وَغَيره وناب فِي الحكم، ودرس بالشريفية وَأعَاد بالمنصورية لرغبة بعض الْعَجم لَهُ عَنْهَا وَقَالَ الشَّاعِر فِي ذَلِك:
(قَالُوا تولى الببائي مَعَ جهالته ... وَكَانَ أَجْهَل مِنْهُ النَّازِل العجمي)
(فَأَنْشد الْجَهْل بَيْتا لَيْسَ تنكره ... مَا سرت من حرم الا إِلَى حرم)
وَاتفقَ أَن جركس الخليلي غضب على شَاهد عِنْده مرّة فَصَرفهُ واستخدم عِنْده حرميا هَذَا فنقم عَلَيْهِ أمرا فَأَنْشد الشّطْر الْأَخير وَأَشْبع فَتْحة الرَّاء فعد ذَلِك(3/89)
من نَوَادِر الخليلي، مَاتَ فِي ربيع سنة سبع وَقد جَازَ السِّتين، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
359 - حزمان بِالْفَتْح وَهُوَ اسْم جركسي الظَّاهِرِيّ برقوق /. مِمَّن ترقى فِي أَيَّام ابْن أستاذه حَتَّى عمل نَائِب الْقُدس ثمَّ صَار دوادارا ثَانِيًا ثمَّ خرج عَن طَاعَته وفر قَاصِدا دمشق فَأمْسك بغزة وجئ بِهِ فحبسه النَّاصِر أَيَّامًا ثمَّ وَسطه فِي سنة أَربع عشرَة.
360 - حزمان الأبو بكري المؤيدي شيخ. / ترقى إِلَى أَن صَار خاصكيا وَعرض عَلَيْهِ الاشرف إينال الامرة عوضا عَن بعض الْأُمَرَاء المجردين لِابْنِ قرمان لكَونه كَانَ مَعَه عَليّ الْمَنْصُور وَأُصِيب بنصل نشاب خرق خَدّه وَدخل فِيمَا قيل لجوفه فَأبى وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا تجاه حدرة الْبَقر من الشَّارِع وخطيبها وامامها الْآن الْمُقْرِئ الشَّمْس قرمش الضَّرِير، وَبَلغنِي انه كَانَ خيرا.
361 - حزمان اليشبكي يشبك الشَّعْبَانِي، / ترقى بعد أستاذه إِلَى أَن تَأمر فِي أَوَاخِر دولة الْمُؤَيد أَو فِي دولة وَلَده، وَلم تطل أَيَّامه وَمَات فِي سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بتربة سَيّده بالصحراء.
362 - حسام بن عبد الله حسام الدّين الصَّفَدِي / كَانَ مِمَّن يعْتَقد بِبَلَدِهِ وَله زَاوِيَة فِي حارة يَعْقُوب مِنْهَا،)
مَاتَ فِي ربيع الاول سنة سِتّ عشرَة ذكره شَيخنَا.
363 - حسب الله بن سُلَيْمَان بن رَاشد السالمي الْمَكِّيّ /، مَاتَ بهَا سنة ثَلَاثِينَ.
364 - حسب الله بن سِنَان بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْمَكِّيّ الْقَائِد، / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين.
365 - حسب الله بن مُحَمَّد بن بركوت السُّبْكِيّ الْعجْلَاني الْقَائِد / من خَواص السَّيِّد أبي الْقَاسِم، مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعين بجدة وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا، أرخهما ابْن فَهد.
366 - حسب الله بن مُحَمَّد بن حسب الله بن معقب الزيدي. /
367 - حسب الله النجار /، مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين.
368 - حسن بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن ابراهيم الْبَدْر بن الْبُرْهَان الْمَنَاوِيّ الاصل القاهري التَّاجِر ابْن التَّاجِر أَخُو عبد الْقَادِر / الْآتِي والماضي أَبوهُمَا وَيعرف كل مِنْهُم بِابْن عليبة تَصْغِير علبة نَشأ فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَأَقْبل على التِّجَارَة وَكَانَ حاذقا فِيهَا كثير التودد وَالْعقل صبورا مُحْتملا معدودا فِي وُجُوه النَّاس، مَاتَ فِي ظهر يَوْم الْخَمِيس ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ ببولاق وجئ بِهِ فِي محفة إِلَى بَيتهمْ بدرب جقمق من سوق أَمِير الجيوش، وَأَظنهُ قَارب الْخمسين فقد(3/90)
تزوج خَدِيجَة ابْنة عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد فِي سنة سبع وَخمسين، وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل ثمَّ دفن بتربتهم بِالْقربِ من مصلى بَاب النَّصْر.
369 - حسن بن ابراهيم بن حُسَيْن بن ابراهيم بن حَمْزَة بن أبي بكر بن عمر الْبَدْر الخالدي المَخْزُومِي التلوي بمثناة ثمَّ لَام ثقيلتين ثمَّ وَاو مَكْسُورَة نِسْبَة لتلو قَرْيَة بِظَاهِر أسعرد. / ولد بهَا فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه فِي تجريدة آمد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ حَتَّى دخل الْقَاهِرَة فحفظ بهَا الْمِنْهَاج وَعرضه على شَيخنَا، وَاسْتمرّ كأبيه شافعيا إِلَى أَن تحول أول سلطنة الظَّاهِر جقمق حنفيا، وَقَرَأَ على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وتعانى النّظم فَأكْثر مِنْهُ وأتى بِمَا يستحسن وَأَكْثَره قصائد. هَذَا مَعَ كِتَابَة الْخط الْجيد بِحَيْثُ يتدرب بِهِ فِيهِ واستحضاره لجملة من التَّارِيخ سِيمَا الاتراك الْمُتَأَخِّرين وَنَحْوهم والمام بِالْعَرَبِيَّةِ وَفهم جيد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الشّعْر وَقد كَانَ يُوسُف بن تغري بردي مِمَّن يطريه ويصفه بالفاضل بدر الدّين ويورد فِي تَارِيخه من نظمه، وَهُوَ يَقُول عَنهُ انه كَانَ عاميا وَقد أمره الظَّاهِر بالتزيي للترك وأدرجه فِي الخاصكية وسافر عَنهُ رَسُولا لبَعض مُلُوك الشرق ثمَّ)
ولاه الظَّاهِر خشقدم نِيَابَة دمياط فَأَقَامَ بهَا دون السنتين، وَكَذَا نَاب فِي بعض الْبِلَاد الشامية بل نَاب سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي حصن الاكراد ودام بِهِ نَحْو سنتَيْن أَيْضا ثمَّ تحول فسكن بعلبك فَلَمَّا كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ واجتاز الْأَشْرَف قايتباي بِتِلْكَ النواحي فِي السفرة الشمالية ولاه نظر مقَام نوح بالكرك وَاسْتمرّ فِي ركابه إِلَى الشَّام وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة وَهُوَ بهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ، كتب عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عني من نظمه وَمن ذَلِك فِي الْآثَار:
(ان يكن عز وُصُول ولقا ... من حبيب رَبنَا صلى عَلَيْهِ)
(فَلَقَد نلْت المنى يَا مقلتي ... هَذِه آثاره إِن لم تريه)
وَقَوله:
(فديتك قد مَرَرْت وَلم تسلم ... فحركت السواكن من شجوني)
(فَهَب خفت السَّلَام من اللواحي ... أقل من الاشارة بالعيون)
وَقَوله وَقد عَبث عفريت الْمحمل بالخواجا سُلَيْمَان تَاجر المماليك:
(أرى كل شَيْء يَسْتَحِيل بضده ... وَلم أر شَيْئا فِي زماني كَمَا كَانَا)
(سُلَيْمَان كم أردى العفاريت فِي بلَى ... وعفريت هَذَا الدَّهْر أردى سليمانا)
وَلكنه انما قَالَ أرمي فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَهُوَ مِمَّن قرض مَجْمُوع البدري.
(من اسْمه حسن)
370 - حسن بن ابراهيم بن عمر بدر الدّين بن الْبُرْهَان الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي / أَبوهُ وَيعرف بِابْن الصَّواف.
وَحفظ الْمُحَرر وَأخذ عَن وَالِده والبرهان بن حجاج الابناسي(3/91)
وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْفتُوح، رَأَيْته كثيرا وَكَانَ فَاضلا منزلا فِي الْجِهَات ذَا عزم وجلادة على الْمَشْي بِحَيْثُ كَانَ يمشي غَالب اللَّيَالِي لبولاق لسكناه ظنا هُنَاكَ مَعَ ثروته وقرابته من الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي مذْهبه وَلذَا لما مَاتَ أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَجعل لَهُ إِمَّا مائَة دِينَار أَو نصفهَا.
حسن بن ابراهيم الخالدي. / مضى فِيمَن جده حُسَيْن بن ابراهيم قَرِيبا.
371 - حسن بن ابراهيم الصَّفَدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْخياط /. قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَلَاء المرداوي وَوَصفه بالامام الْمُحدث الْمُفَسّر الزَّاهِد.
372 - حسن بن ابراهيم السي من أهل حصن كيفا /. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه انه جمع لَهَا تَارِيخا وَكتب إِلَيّ بِبَعْضِه سنة بضع وَعشْرين.
373 - حسن بن احْمَد بن حرمي بن مكي بن فتوح بدر الدّين ابو مُحَمَّد بن الشهَاب ابي الْعَبَّاس بن الْمجد العلقمي القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد / الْآتِي. ولد بالعلاقمة قبيل السّبْعين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على الأبناسي وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ وَبدر بن عَليّ القويسني فِي آخَرين وأجازوا لَهُ والبرهان بن جمَاعَة والبدر الزَّرْكَشِيّ وَطَائِفَة مِمَّن لم يجز، وَأخذ الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والقراءات عَن الْفَخر البلبيسي إِمَام الازهر وَكَذَا أَخذ عَن مُوسَى الدلاصي وَغَيرهم، وناب فِي الْقَضَاء عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فَمن بعده بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَكَانَ نَاظر الاوقاف، وَعرف بالرياسة والحشمة. مَاتَ فِي سادس عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ عَن نَحْو من خمس وَسِتِّينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه جَازَ السِّتين، وَكَانَ حسن الْعشْرَة والأخلاق بساما.
374 - الْحسن بن أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي الْبَدْر أَبُو يُوسُف بن الشهَاب الْقرشِي الْعمريّ العبدوي الْقُدسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْهَادِي وبابن الْمبرد. ولد بالصالحية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والخرقي واشتغل وَسمع الحَدِيث عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن)
حَمْزَة الْجُزْء الثَّانِي من حَدِيث عِيسَى بن حَمَّاد زغبة عَن اللَّيْث وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعَلَاء ابْن مُفْلِح، وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة عفيفا دينا متواضعا ذَا مُرُوءَة وهمة وكرم طارحا للتكلف. مَاتَ عَن بضع وَسِتِّينَ فِي سنة ثَمَانِينَ بالصالحية وَدفن بالروضة رَحمَه الله وايانا. وَهُوَ وَالِد جمال الدّين يُوسُف والشهاب أَحْمد.(3/92)
375 - الْحسن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بدر الدّين ابْن الامام الشهَاب الاذرعي وَالِد مُحَمَّد مامش، وَأمه جركسية فتاة لِأَبِيهِ. / حفظ الْقُرْآن وجوده على أَبِيه وَبَعض الْمِنْهَاج وَسمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَمَات وَقد تكهل سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا.
376 - الْحسن بن أَحْمد بن حسن الْبَدْر العاملي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء / وَأحد أئمتها.
ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمنية عَامل وَقدم الْقَاهِرَة أَوَائِل الْقرن فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والملحة، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَحضر فِي الْفَرَائِض عِنْد الشهَاب العاملي وَصَحب نَاصِر الدّين الشاطر وَمُحَمّد الاسيوطي وَغَيرهمَا، وَكَانَ صَالحا دينا ورعا زاهدا كثير التِّلَاوَة محافظا على قيام اللَّيْل جَلَست مَعَه كثيرا وَصليت خَلفه وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَهُوَ مِمَّن تصدى لتعليم الاطفال بمكتب السابقية دهرا وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الولوي الاسيوطي وتلطف فِي رد شَهَادَته بتعديل بَعضهم مَعَ اعترافه بصلاحه وَالشَّمْس بن الفالاتي والبدر ابْن شَيخنَا، ثمَّ شاخ فَترك ذَلِك وَاقْتصر على وظائف الْخَيْر تِلَاوَة وتهجدا وصوما وَتردد إِلَيْهِ لقصد بركته ودعائه. عمر وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَسبعين رَحمَه الله.
377 - الْحسن بن أَحْمد بن صَدَقَة بن مُحَمَّد بن عين الدولة الْبَدْر الشكري الحصوني الْحلَبِي الشَّافِعِي /.
ولد فِي أَوَائِل سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي الصَّغِير وحله حلا حسنا، وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الشهَاب الاذرعي والزين بن الكركي وَفِي النَّحْو أَبُو جَعْفَر الغرناطي والسراج الفوي وَالسَّيِّد الاخلاطي وَمُحَمّد الكازروني وَعنهُ أَخذ الْمنطق وَعَن الفوي والسحري الاصول، وَقد أعرض بِأخرَة عَن الِاشْتِغَال مَعَ فقهه، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجمال الحسفاوي وَله نظم حسن لَكِن رُبمَا يدعى الشَّيْء مِنْهُ وَيكون جَمِيعه أَو بعضه لغيره أَو يَأْخُذ مَعْنَاهُ ثمَّ يحوله لبحر آخر، وَهُوَ كثير المجون محب للخلاعة وَاللَّهْو عَارِف بعض الْآلَات المطربة وَقد كتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد قصيدة رائية فِي شَيخنَا أودعتها الْجَوَاهِر وَكَذَا كتب عَنهُ فِي مدحه غَيرهَا. وَمَات قريب الاربعين ظنا.)
378 - الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بدر الدّين بن شهَاب الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي وَيعرف فِي دمياط بِحسن الْمَوَّاز وَقبل بِابْن قرمش بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْمِيم ثمَّ مُعْجمَة. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بفندق الكارم(3/93)
من مصر العتيقة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَحفظ الْعُمْدَة وعرضها على الْبَدْر بن الصاحب وَالشَّمْس المراغي فَلَمَّا توفّي وَالِده خدم القَاضِي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز إِلَى أَن انْتقل لدمياط بعد سنة خمس وَتِسْعين فقطنها وخدم الْفُقَرَاء، وَحج فِي سنة عشر وأسره الفرنج عقب حجه من صيدا وَأقَام عِنْدهم ثَلَاثِينَ شهرا ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى مَحَله ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام تَاجِرًا وَدخل حلب فَمَا دونهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَاجْتمعَ بأكابر أهل تِلْكَ الْبِلَاد ولقيه صاحبنا النَّجْم بن فَهد وترجمه وَمَا علمت وَفَاته وَكَذَا لقِيه البقاعي وَكَأَنَّهُ مَاتَ قريب الاربعين.
379 - الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بدر الدّين الشيشيني. / سمع عَليّ شَيخنَا قلعة من متبايناته بِقِرَاءَة الفتحي وَوَصفه بالشيخ.
380 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلى الْبَدْر السّلمِيّ الْمَكِّيّ الْبَزَّار أَخُو النُّور / على الْآتِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء أَخِيه الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن رَافع والبهاء بن خَلِيل وَأَبُو الْبَقَاء بن السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارئ وَابْن قواليح وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ التقي بن فَهد وَغَيره، وَهُوَ أحد الشُّيُوخ الَّذين خرج لَهُم الْجمال بن مُوسَى. وَكَانَ يَبِيع الْحَرِير والبز ويذاكر بأشعار فِي وُلَاة مَكَّة من الاشراف ويجهر بِالْقِرَاءَةِ لبلاغته ويطيل فِي ذَلِك. وأضر بِأخرَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه.
381 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدواخلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل طيبَة وأخو مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ أكبره مِمَّن حفظ الْقُرْآن واشتغل وجاور بالحرمين مُدَّة وَسمع منى فيهمَا ثمَّ تزوج فتاة يحيى بن فَهد بعد مَوته وَأقَام بهَا فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وَصَارَ بوابا بمدرسة السُّلْطَان هُنَاكَ وَلَا بَأْس بِهِ.
382 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْبَدْر أَبُو عَليّ الطنتدائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد وشقيقيه أَحْمد ثمَّ يحيى /، ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بطنتدا وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا فِي سنة تسع عشرَة إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْعُمْدَة والشاطبية وألفية)
ابْن مَالك، وَعرض بَعْضهَا على شَيخنَا والبساطي وَابْن مغلى والتلواني والمحب الاقصرائي فِي آخَرين، وَجمع للسبع على الشَّمْس العاصفي وحبِيب وَالْبَعْض على ابْن الْجَزرِي والزراتيتي، وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد القاياتي والونائي، وَأخذ عَن الشَّمْس بن هِشَام فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ حفظا إِلَى أول الْجَنَائِز، وَكَانَ يطلع إِلَى الظَّاهِر جقمق أَحْيَانًا لصحبة بَينهمَا قبل(3/94)
السلطنة وميله إِلَيْهِ بِحَيْثُ عمل لَهُ راتبا على الجوالي وَرُبمَا أحسن إِلَيْهِ بِغَيْر ذَلِك، وَكَانَ خيرا سليم الصَّدْر منعزلا على التِّلَاوَة وَرُبمَا اسْتَعَانَ بِمن يطالع لَهُ فِي شرح الْمِنْهَاج للدميري وَنَحْوه، وَكنت مِمَّن يقصدني لذَلِك وللسؤال عَن أَشْيَاء قانعا باليسير سِيمَا بِأخرَة متعففا. انْقَطع ببيته مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر دفن هُنَاكَ رَحمَه الله وايانا.
383 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْجُود بن الشهَاب السكندري الاصل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو ابراهيم وَعبد الرَّحْمَن مُحَمَّد وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيحيى، وَيعرف كسلفه بِابْن وفا / مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة ثَمَان وَهُوَ ابْن تسع عشرَة سنة.
384 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر البرديني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / ولد بقرية بردين من الشرقية فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه قدم يَعْنِي مِنْهَا وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فَقِيرا ونزله أَبُو غَالب القبطي الْكَاتِب بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بجوار بَاب الخوخة فَقَرَأَ على الشَّمْس الكلائي وَلم يتَمَيَّز فِي شَيْء من الْعُلُوم وَلكنه لما ترعرع تكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ولي التوقيع واشتهر بِهِ مَعَ معرفَة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة فراج بذلك على ابْن خلدون فَنَوَّهَ بِهِ والصدر الْمَنَاوِيّ. قلت ورأيته شهد على الصَّدْر الابشيطي فِي إِذْنه للجمال الزيتوني بالتدريس والافتاء فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة، قَالَ وَلم ينْتَقل فِي غَالب عمره عَن ذَلِك وَلَا عَن ركُوب الْحمار حَتَّى كَانَ بآخر دولة الْجمال الاستادار فان كَاتب السِّرّ فتح الله نوه بِهِ فَركب حِينَئِذٍ الْفرس وناب فِي الحكم وَطَالَ لِسَانه واشتهر بالمروءة والعصبية فهرع إِلَيْهِ النَّاس فِي قَضَاء حوائجهم وَصَارَ عُمْدَة القبط فِي مهماتهم يقوم بهَا أتم قيام فَاشْتَدَّ ركونهم إِلَيْهِ وخصوه بهَا بِحَيْثُ لَا يَثِق أحد مِنْهُم فِيهَا بِغَيْرِهِ فَصَارَت لَهُ بذلك سمعة وَكَانَ يتجوه على كل من فتح الله كَاتب السِّرّ وَابْن نصر الله نَاظر الْجَيْش بِالْآخرِ وعَلى سَائِر الاكابر بهما فحوائجه مقضية عِنْد الْجَمِيع، وَلما بَاشر نِيَابَة الحكم أظهر الْعِفَّة وَلم يَأْخُذ على الحكم شَيْئا فَأَحبهُ النَّاس وفضلوه على غَيره من المهرة لذَلِك)
وحفظت عَنهُ كَلِمَات مُنكرَة مثل انكاره أَن يكون فِي الْمِيرَاث خمس أَو سبع لِأَن الله لم يذكرهُ فِي كِتَابه وَغير ذَلِك من الخرافات الَّتِي كَانَ يسميها الْمُفْردَات، بل حج بِأخرَة فَذكر لي عَنهُ الصّلاح بن نصر الله أمورا مُنكرَة من التبرم والازدراء نسْأَل الله الْعَفو وَكَانَ مَعَ شدَّة جَهله عريض الدَّعْوَى غير مبال بِمَا يَقُول وَيفْعل. مَاتَ فِي رَجَب سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَتغَير عقله وَله فِي هدم الاماكن الَّتِي أَخذهَا الْمُؤَيد حِين بنى جَامعه بِبَاب زويلة مصائب استوعبها المقريزي(3/95)
فِي تَارِيخه وَذكره فِي عقوده مطولا، وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة صهره الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الزعيفريني.
385 - الْحسن بن احْمَد البعلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. / ولد فِي نصف شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي صَحِيح مُسلم وَمن يُوسُف بن الحبال السِّيرَة لِابْنِ اسحق.
386 - الْحسن بن أَحْمد النويري الطرابلسي الْحَنَفِيّ، / عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي الشاطبية فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَقَالَ انه كَانَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ.
387 - الْحسن بن اسماعيل الْبَدْر البنبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي، قَرَأَ على السراج البُلْقِينِيّ بعض تصانيفه وَوَصفه بالفاضل الْعَالم وَأَنه بحث وأجاد فِيمَا يبديه وَأَجَازَ لَهُ وأرخ ذَلِك فِي صفر سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وصاهر الْبَدْر بن الامانة على أُخْته، وَكَانَت وَفَاته بعد سنة احدى فان مولد وَلَده فِيهَا وَلكنه لم يُدْرِكهُ ادراكا بَينا.
388 - الْحسن بن الياس الرُّومِي / من أَعْيَان التُّجَّار ذَوي الوجاهات بِحَيْثُ انتسب إِلَيْهِ جمَاعَة من الخدام مِنْهُم لولو الحسني ومرجان الحسني، وَمَات بِالْحَبَشَةِ وَهُوَ وَالِد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. الْحسن بن أَمِير عَليّ بن سنقر حمام الدّين بن غرلو نِسْبَة لجد لَهُ من جِهَة الْأُم. يَأْتِي فِي آخر من اسْمه حسن.
الْحسن بن أَيُّوب. / يَأْتِي فِي ابْن يُوسُف بن أَيُّوب.
389 - الْحسن بن أبي بكر بن أَحْمد الْبَدْر بن الشّرف بن الشهَاب الْقُدسِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف فِي الْقُدس بِابْن بقيرة وبقيرة لقب أَبِيه. ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَأخذ فِيهِ عَن عَمه الشهَاب أَحْمد والشريحي وَخير الدّين والطبقة. قَالَ شَيخنَا فِي الانباء انه اشْتغل قَدِيما من سنة ثَمَانِينَ وهلم جرا بالقدس ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ)
وَكَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن التفهني ثمَّ اسْتَقر فِي مشيخة الشيخونية لما أُعِيد التفهني إِلَى الْقَضَاء فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، قَالَ الْعَيْنِيّ انه قدم مصر وَهُوَ لَا يلْتَفت إِلَيْهِ مثل آحَاد الطّلبَة وَاسْتقر شَاهدا فِي سوق الْجوَار ثمَّ ترقى إِلَى الشيخونية من غير أَن يخْطر ببال أحد لِأَنَّهُ لم يكن كُفؤًا لَهَا وَلَكِن الزَّمَان تغير وَالرِّجَال قلوا، وَكَذَا ولي تدريس مدرسة سودون من زَاده والامامة بهَا وتدريس مدرسة إينال بالشارع والتدريس بِجَامِع المارداني والخطابة بالبرقوقية. مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب السّبْعين وَدفن(3/96)
فِي جَامع شيخون بالفسقية الَّتِي فِيهَا الْعِزّ الرَّازِيّ، وَاسْتقر فِي الشيخونية بعده باكير وَفِي جَامع المارد اني الْمُحب الأقصرائي وَكَانَ اسْتَقر فِيهِ سعد الدّين ابْن الديري قبله، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي النَّحْو الشهَاب المنصوري الشَّاعِر.
390 - الْحسن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد المارديني ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بماردين وَكَانَ أَبوهُ مدرسها فانتقل وَلَده هَذَا إِلَى حلب فقطنها وَحج وجاور فَسمع هُنَاكَ عَليّ ابْن صديق الصَّحِيح وَعلي الْجمال بن ظهيرة واشتغل كثيرا عَليّ أَخِيه بل شَاركهُ فِي الطِّبّ وَحفظ الْكَنْز والمنار وعمدة النسفى والحاجبية وساح ثمَّ أَقَامَ وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ السذاجة وَأم فِي البانية بِجَامِع حلب وَنزل لَهُ أَخُوهُ عِنْد مَوته عَن تدريس الحدادية. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ بحلب بعد أَن انهرم بعد سنة خمسين ظنا.
391 - الْحسن بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ مِمَّن تغير عَلَيْهِ ابْن عَمه أَحْمد بن عجلَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه احْمَد وَابْنه عَليّ وعنان بن مغامس ثمَّ كحلوا خلا عنانا. وَمَات على ضَرَره فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو قاربها وَهُوَ آخر بني أَبِيه موتا قَالَه الفاسي فِي مَكَّة ودكره المقريزي فِي عقوده.
392 - حسن بن جَعْفَر / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلَعَلَّه ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر يَأْتِي.
393 - الْحسن بن جودي المارديني / لَهُ نظم على مَجْمُوع البدري أَوله:
(لله مَجْمُوع لَهُ قد تشهد المجامع ... بِأَنَّهُ قطب لَهَا نعم وفرد جَامع)
وخطه بديع.
394 - حسن بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن. / كَذَا كتبه ابْن فَهد وأرخه فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين.
395 - حسن بن حسن بن عَليّ الْبَدْر النائي نِسْبَة لناي بالقليوبية القاهري الشَّافِعِي الرِّفَاعِي، / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ بالجمالية نَاظر الْخَاص والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَكَذَا منظومة ابْن الوردي النحوية فِي لَيْلَة كَمَا قَالَ وَعرض على ابْن البُلْقِينِيّ والمناوي والكمال بن إِمَام الكاملية ثمَّ ترقى للأخذ فِي الْفِقْه عَنْهُم وَعَن الْفَخر المقسي والعبادي بل وَقَرَأَ فِي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلى على الْكَمَال بن أبي شرِيف وَفِي العقليات عَن الكافياجي وَسيف الدّين وقاسم الحنفيين، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَقَرَأَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي أَوَائِل الْكتب السِّتَّة(3/97)
بِحَضْرَة الشهَاب الابشيطي وقاضيها الشَّمْس بن القصبي وَصَحب راجحا وَأَبا الصَّفَا وَآخَرين وتلقن من إِمَام الكاملية وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة واختص بشاهين الجمالي وأخيه وَغَيرهمَا وحمدوا عقله ودربته وأدبه وسياسته وَهُوَ أحد كتاب الزردخانات مَعَ جِهَات مُضَافَة إِلَيْهِ وهمة علية، وَبَلغنِي انه هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد من فلاحي ناي وطلبا ليقيما بهَا فتعصب لَهُ الْمَذْكُورَان وأخذا لَهُم مربعة من الظَّاهِر خشقدم بأعقابهما واستقرا بِهِ عريف كتاب الايتام بمدرسة أستاذهما وانه انما حفظ مَعَ الْقُرْآن قِطْعَة من الْمِنْهَاج وَلم يشْتَغل الا عَليّ الْبَدْر بن خطيب الفخرية فَالله أعلم.
396 - الْحسن بن حُسَيْن بن احْمَد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الْبَدْر بن الطولوني الْحَنَفِيّ سبط القَاضِي جمال الدّين مَحْمُود القيصري / والماضي جده فِي الأحمدين وَيعرف كسلفه بِابْن الطولوني. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ. ولازم الْأمين الاقصرائي والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَكَذَا أَخذ عَن غَيرهمَا بل أَخذ عني أَشْيَاء وكتبت لَهُ اجازة. وَحج وعانى الانغام فِي الْقرَاءَات وَالْأَذَان وَغَيرهمَا، وسَاق الْمحمل فِي الْأَيَّام الأشرفية إينال بل اسْتَقر بِهِ فِي المعلمية لكَونه قَامَ مَعَه فِي المحاصرة قيَاما كَبِيرا فراعى لَهُ ذَلِك، وَصرف عَنْهَا يُوسُف شاه وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سلطنته وقتا، ثمَّ بَاشَرَهَا بعناية الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي لاختصاصه بِهِ فِي الْأَيَّام الأشرفية قايتباي. وَكَانَ قَائِما على بِنَاء جَامع الرَّوْضَة الْمَعْرُوف بالمقسي وَسكن هُنَاكَ وللملك إِلَيْهِ بعض الْميل والملاطفة بالْكلَام وَرُبمَا يكلمهُ فِيمَا يتوسل بِهِ عِنْده فِيهِ، وَفِيه خير وأدب وتواضع وتودد للطلبة وإحسان للْفُقَرَاء مَعَ اعتنائه بالتاريخ ومذاكرته فِي أَشْيَاء مِنْهُ وَقد اراني جمعا لَهُ فِيهِ وَسمعت أَنه شرح مُقَدّمَة أبي اللَّيْث والجرومية وَنعم الرجل، وَقد حج)
فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين موسميا وَكَانَ على خير وهيئة حَسَنَة بِحَيْثُ قل أَن رَأَيْت فِي الركب مِمَّن يذكر على طَرِيقَته مَعَ الافضال جوزي خيرا ومحاسنه جمة زَاده الله فضلا.
397 - الْحسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الدَّائِم بدر الدّين الأميوطي القاهري الْحُسَيْنِي سكنا وَالِد الْمُحب مُحَمَّد / الْآتِي تعانى التَّوْكِيل فِي أَبْوَاب الْقُضَاة فازدحم النَّاس عَلَيْهِ لحذقه فِيهَا وَلَا زَالَ حَتَّى اسْتَقر بِهِ العلمي البُلْقِينِيّ فِي نقابته بل صَار هُوَ المبرم للقضايا لَيْسَ لَهُ فضلا عَن رَفِيقه فِيهَا وَهُوَ الشريف الجرواني مَعَه أَمر والنواب تَحت قهره حَتَّى أَنه تعدى إِلَى إزدراء أقَارِب أستاذه كَأبي الْعدْل قَاسم ابْن أَخِيه وَلما ضَاقَ الخناق مِنْهُ قَامَ عَلَيْهِ الولوي البُلْقِينِيّ فِي أول ولَايَة الظَّاهِر بمساعدة ابْن عَم أَبِيه قَاسم الْمَذْكُور وَجَمَاعَة وَكتب فِيهِ محضرا شهد عَلَيْهِ فِيهِ بِأُمُور معضلة(3/98)
بَعْضهَا يَقْتَضِي الزندقة والاستهزاء بالشريعة وَأَهْلهَا وَغير ذَلِك من ارْتِكَاب كَبَائِر من لواط وَشرب خمر، وَمِمَّنْ كتب فِيهِ التقي القلقشندي والشهاب السيرجي وَقَالَ ان فوض إِلَيّ أمره حكمت بسفك دَمه أَو كَمَا قَالَ والبقاعي وَشَكَوْهُ إِلَى السُّلْطَان فَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وبلغه ذَلِك فَاسْتَجَارَ بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز فسعى لَهُ ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعض الأعوان وَجمع من الشَّرْط لَيْلًا ففر مِنْهُم إِلَى بَيت ابْن الكويز فَأصْبح الْقَوْم فَرفعُوا أَمرهم ثَانِيًا إِلَى السُّلْطَان فَأمر الْوَالِي ونقب الْجَيْش بالجد فِي طلبه فَلم يقدروا عَلَيْهِ وَاسْتمرّ توريه إِلَى ان شفع فِيهِ تنم الْمُحْتَسب ودولات باي أميراخور عِنْد نَاظر الْجَيْش لكَون الولوي مِمَّن ينتمي إِلَيْهِ فَتكلم مَعَ شَيخنَا فِي سَماع الدَّعْوَى عَلَيْهِ وَالْحكم بحقن دَمه فَأجَاب وَحِينَئِذٍ آمن على نَفسه وَظهر وَلَكِن لم يَقع حكم لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وصادف قرب الْقرب على نَاظر الْجَيْش فَتحَرك صَاحب التَّرْجَمَة وساعده السفطي حَتَّى وقف للسُّلْطَان وأنهى أَن الولوي تعصب عَلَيْهِ بجاهه وَمَاله وان الَّذين كتبُوا فِي حَقه رَجَعَ أَكْثَرهم وَأظْهر خطوط بَعضهم بذلك فَأمر بِعقد مجْلِس بالقضاة وَالْعُلَمَاء فعقد بالصالحية فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَادّعى عَلَيْهِ بِأُمُور معضلة فَسمع الدَّعْوَى عَلَيْهِ بِبَعْضِهَا شَيخنَا وببعضها الْحَنَفِيّ وَأمر الْحَنَفِيّ بحبسه ليبين مَا ادَّعَاهُ من الطعْن فِي الشُّهُود وَاجْتمعَ بِسَبَب ذَلِك من لَا يُحْصى عددا من النَّاس بِحَيْثُ قاسى فِي توجهه إِلَى الْحَبْس من الاهانة والصفع مَا لَا يزِيد عَلَيْهِ وَلَوْلَا دفع نقيب الْجَيْش عَنهُ لقتل فِيمَا قيل ثمَّ أخرج فِي الْيَوْم الثَّانِي من الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ لمجلس الْحَنَفِيّ فَضرب على ظَهره مُجَردا نَحْو أَرْبَعِينَ وأهين فِي أثْنَاء ذَلِك إهانة عَظِيمَة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْحَبْس وَاجْتمعَ من النَّاس أَيْضا من لَا يعد كَثْرَة)
وَلَوْلَا الْوَالِي لقتلوه فِي رُجُوعه بِهِ، ثمَّ أخرج ثَانِيًا بعد أَيَّام إِلَى الْحَنَفِيّ أَيْضا وَادّعى عَلَيْهِ ثَانِيًا وَلم يكن مَا كَانَ يظنّ، ثمَّ أُعِيد إِلَى الْحَبْس ثمَّ أخرج عَنهُ فِي الْحَال وسكنت الْقَضِيَّة بعد أَن كَانَ يظنّ إِرَاقَة دَمه لَا محَالة وَلما خلص توصل إِلَى الدوادار دولات باي وأعلمه بِأَن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ وَالِد غَرِيمه الْمشَار إِلَيْهِ أوصى من ثلثه بعمارة ميضأة جَامع الْحَاكِم الْجَارِي تَحت نظر الْأَمِير حِينَئِذٍ فَأرْسل إِلَيْهِ نقباءه فَمَا خَالف وَمَا تمكن من مكافأته لأكْثر من هَذَا واجتهد فِي أَخذ الْمحْضر حَتَّى عجز وَلزِمَ التَّرَدُّد إِلَى الأكابر كالجمالي نَاظر الْخَاص وَصَارَ إِلَى ضخامة وَبنى دَارا هائلة بِالْقربِ من صليبة الحسينية وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين قبل إِكْمَال السِّتين وَلم يتمتع هُوَ وَلَا ابْنه وَلَا أحد مِمَّن ملكهَا بعده بِالدَّار الْمشَار اليها بل هِيَ مجمولة مشئومة وَيُقَال انه سمع فِي قَبره عوي، وَكَانَ من سيئات الدَّهْر عَفا الله عَنهُ.(3/99)
398 - الْحسن بن حَمْزَة بن يُوسُف بن الْأَمِير الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة / ووالد.
399 - الْحسن بن خَاص بك الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ. / كَانَ جنديا بارعا عَالما مفننا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مشاركا فِي غَيرهَا، تصدى للافتاء والتدريس مُدَّة وانتفع بِهِ الطّلبَة مَعَ وجاهته عِنْد الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم بِحَيْثُ لَا ترد رسَالَته. قَالَ المقريزي بعد ثنائه عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة ومقدمي المماليك السُّلْطَانِيَّة وَسمي وَلَده لاجين، سمعنَا بقرَاءَته بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الصَّحِيحَيْنِ وَمَات سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو سِتِّينَ سنة، وَسَماهُ شَيخنَا فِي الأنباء مُحَمَّدًا وَسَيَأْتِي.
400 - الْحسن بن خَلِيل بن خضر بدر الدّين القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد الكلوتاتي / الْآتِي.
كَانَ قد اشْتغل عِنْد الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَغَيره وَفضل وَحج وجاور وداوم الْعِبَادَة مَعَ الانجماع واليبس الَّذِي يُؤَدِّي بِهِ إِلَى نوع ترفع وَكَانَ يقصدني كثيرا للمراجعة فِي شَيْء كَانَ يجمعه فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَنَحْو ذَلِك وَأَخْبرنِي انه رأى كَأَنَّهُ فِي الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة وَالنَّاس وقُوف ينتظرون فتح الْحُجْرَة وَأَنه قيل لَهُم إِن الْمِفْتَاح مَعَ الْخَادِم وسيجئ الْآن قَالَ فَلم يكن بأسرع من مجيئك ففتحت الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَدخل النَّاس أَو كَمَا قَالَ وَهُوَ عِنْدِي بِخَط بعض الْفُضَلَاء مِمَّن سَمعه مِنْهُ، مَاتَ فِي ربيع الاول سنة ثَمَانِينَ بَين الخطارة وبلبيس وَحمل حَتَّى دفن ببلبيس رَحمَه الله وايانا.
401 - الْحسن بن خَلِيل بن عَليّ بن حسن بن يُوسُف بن خازم بمعجمتين ابْن هَاشم الْبَدْر الانصاري الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ البقاعي الجديثي بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْمُهْملَة وَآخره مُثَلّثَة الشَّافِعِي نزيل بيروت /. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. وَمَات فِي حُدُود سنة خمسين ظنا. قَالَه البقاعي.
الْحسن بن دَاوُد بن حُسَيْن الاطفيحي ثمَّ الطنتدائي الغمري / قاضيها وَيعرف بِفَارِس ياتي
402 - الْحسن بن ريس بن حُسَيْن السفطي. / مِمَّن سمع منى بِالْقَاهِرَةِ.
403 - حسن بن زبيري بن قيس بن ثَابت بن نغير بن مَنْصُور الْبَدْر الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد أَبِيه الْآتِي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات، وَهُوَ مَعَ صغره يُوصف بعقل، وَقد رَأَيْته بِالْمَدِينَةِ سنة ثَمَان وَتِسْعين.
404 - الْحسن بن زَكَرِيَّا من يُوسُف البلبيسي. / مِمَّن سمع منى أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ.
405 - الْحسن بن سودون بدر الدّين الْفَقِيه صهر الظَّاهِر ططر وخال وَلَده الصَّالح مُحَمَّد. / كَانَ وَالِده كَمَا سَيَأْتِي جنديا من المماليك الظَّاهِرِيَّة برقوق فَتزَوج ططر بابنته شَقِيقَة صَاحب التَّرْجَمَة فَصَارَ فِي خدمته فَلَمَّا تسلطن قربه وَعظم وأنعم(3/100)
عَلَيْهِ الصَّالح بأمرة طبلخاناه ثمَّ بتقدمة، وَلم تطل أَيَّامه وَلَا متع بالامرة لكَونه لم يزل موعوكا إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر صفر سنة خمس وَعشْرين وَورثه أَبوهُ وَقد أَسف عَلَيْهِ وَلكنه صَبر وتجلد. وَكَانَ فِي حَال شبيبته أَيَّام الْمُؤَيد حسن الشكالة بارع الْجمال ثمَّ حصل لَهُ فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ خلل من رمد غشاها مَعَ خلوه عَن الْفَضَائِل فِيمَا قيل، وَمَوته كَانَ سَببا للتغير والمنافرة بَين الأميرين الكبيرين طراي وبرسباي. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه مُخْتَصرا.
الْحسن بن سودون الفيه. / هُوَ الَّذِي قبله.
406 - الْحسن بن سُوَيْد بدر الدّين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد عبد الرَّحْمَن / الْآتِي وَيعرف بِابْن سُوَيْد. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَصله من وسق شنودة، وسلفه من القبط وَيُقَال إِن وَالِده كَانَ يَبِيع الفراريج، ذكر لي ذَلِك بعض ثِقَات المصريين عَن شَيخنَا شمس الدّين المراغي أَنه شَاهده، ورزق من الْأَوْلَاد جمَاعَة نبغوا وصاروا من أَعْيَان الشُّهُود بِمصْر مِنْهُم شمس الدّين الْأَكْبَر صَاحب التَّرْجَمَة فلازم الِاشْتِغَال وَحُضُور دروس شَيخنَا الشَّمْس الْمَذْكُور ومركز الشَّافِعِيَّة بِبَاب الْعِيد والمتجر الكارمي ومجلس الْفَخر القاياتي، ثمَّ حصل مَالا واتجر فِيهِ إِلَى الْيمن سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ عاود الْبِلَاد مرَارًا واتسع أمره جدا وَتزَوج أم هاني ابْنة الهوريني سبطة الْفَخر)
الْمَذْكُور بعد موت زَوجهَا وَالِد السَّيْف الْحَنَفِيّ وَإِخْوَته فاستولى على تَرِكَة جدها بعد مَوته وَأدْخل مَعَه فِيهَا من شَاءَ، وَبنى مدرسة مُقَابل حمام جندر مَاتَ قبل اكمالها وَأوصى لتكمينها بأَرْبعَة آلَاف دِينَار فصيرها بنوه بعد جَامعا وأبطوا مَا كَانَ صيره هُوَ من كَونهَا مدرسة والتدريس الَّذِي كَانَ بهَا وَحصل فِي ذَلِك خبط كَبِير. مَاتَ فِي أَوَائِل صفر سنة تسع وَعشْرين.
407 - حسن بن طَلْحَة الْيَمَانِيّ الدَّلال، / كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ كثير التِّلَاوَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ
408 -. الْحسن بن عَبَّاس بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الصَّفَدِي ثمَّ الدمياطي الزيات بهَا. / ولد بنواحي الشَّام فِي عشر التسعين وَسَبْعمائة وانتقل إِلَى دمياط بعد بُلُوغه بِيَسِير فقطنها، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَكَانَ عاميا خيرا متوددا للنَّاس لَقيته بدمياط وكتبت عَنهُ من نظمه فِي شَيخنَا وَغَيره.
وَمَات بعد ذَلِك أَظُنهُ قريب السِّتين
409 -. الْحسن بن عبد الله بن تَقِيّ بدر الدّين القاهري القباني المقرىء وَيعرف بِابْن تَقِيّ بمثناة مَفْتُوحَة ثمَّ قَاف مَكْسُورَة. / ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بالسبع على أَئِمَّة عصره حَتَّى أتقنها واشتغل فِي غَيرهَا(3/101)
وَتزَوج بابنة الشَّمْس بن الصَّائِغ خَالَة التقي المقريزي ثمَّ تعلم الْوَزْن بالقبان فاستمر، وَكَانَ يؤم شَيخنَا فِي التَّرَاوِيح بِالْمَدْرَسَةِ المنكوتمرية إِلَى أَن مَاتَ وَوَصفه فِي تَارِيخه بقوله كَانَ خيرا كثير التأني أتقن السَّبع قَالَ وَذكر لنا التقي المقريزي أَنه كَانَ شَابًّا وَصَاحب التَّرْجَمَة رجل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين عَن سنّ عالية تقرب من التسعين انْتهى، وَقد صليت خَلفه وَسمعت قِرَاءَته وَكَانَ لكبره يكثر توقفه فِي الْقِرَاءَة أَو غلطه فَيفتح عَلَيْهِ شَيخنَا رحمهمَا الله وإيانا
410 -. الْحسن بن عبد الله الْبَدْر الطرابلسي المشير وَيُقَال لَهُ الْأَمِير وَيعرف بِابْن محب الدّين. /
كَانَ أَبوهُ من مسلمة طرابلس فتسمى بعد اسلامه مُحَمَّدًا وَكَانَ مِمَّن تعاني الخدم فِي الدِّيوَان فَنَشَأَ وَلَده على ذَلِك وَولى كِتَابَة سر بَلَده واتصل بشيخ حِين كَانَ نَائِب طرابلس وَلزِمَ خدمته حَتَّى صَار كافل مملكة الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه فاستقر بِهِ حِينَئِذٍ أستادارا، فباشرها بِحرْمَة وعظمة وتزايدت عَظمته لما تسلطن الْمُؤَيد وولاه الاشاعره ثمَّ عزل بالفخر عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج فِي سنة سِتّ عشرَة وَتَوَلَّى نِيَابَة اسكندرية عوضا عَن خَلِيل التوريزي ثمَّ عزل وأعيد إِلَى الاستادارية وتزايد ظلمه وعسفه فَقبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد بعد أَن أوسعه سبا وهم بقتْله فشفع فِيهِ)
عِنْده على مَال كثير بعد عصره وعقوبته وعقوبة أَتْبَاعه حَتَّى عوقبت زَوجته الشَّرِيفَة الْقَدِيمَة دون زَوجته خوند حَاج ملك الكركية زَوْجَة الظَّاهِر برقوق ثمَّ أفرج عَنهُ ثمَّ اسْتَقر فِي كشف الْوَجْه القبلي وَتوجه فظلم أَيْضا، وَلم يلبث أَن صودر وأهين وَكَذَا ولى الْوزر فِي أَيَّام الْمُؤَيد وقتا ثمَّ بعد مُدَّة أعْطى تقدمة بطرابلس فَلَمَّا عصى جقمق على ططر انْتَمَى إِلَيْهِ فصادر النَّاس وَجمع الْأَمْوَال، فَلَمَّا سَافر الأتابك ططر إِلَى الشَّام أمسكوه وضربوه وعصروه، وَلَا زَالَ تَحت الْعقُوبَة إِلَى أَن هلك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ ظَالِما منهمكا فِي اللَّذَّات قَلِيل الْخَيْر كثير الشَّرّ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ أهوج ظَالِما عسوفا طماعا.
411 - الْحسن بن عبد الْأَحَد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الْحَرَّانِي الرَّسْعَنِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمَدِينَة رَأس الْعين مُعَاملَة ماردين وَحضر فِي الرَّابِعَة على الْبَهَاء عبد الله بن مُحَمَّد الدماميني منتقي من مشيخة السفاقسي تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء وجاور بِمَكَّة سِنِين وأدب بهَا الْأَطْفَال بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ خيرا متعبدا سَاكِنا. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه.(3/102)
412 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْبَدْر بن الزين المقرىء / قَالَ إِمَام الْأَقْصَى كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن أبي الوفا أَنه تَلا عَلَيْهِ للسبع الْفَاتِحَة وَالْبَقَرَة وَوَصفه بالامام الْعَالم.
413 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان فَخر الدّين الشارمساحي الاصل الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الموقت. / ولد سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ببساط فِي توجه أَبَوَيْهِ لمنية غمر وَنَشَأ بمنية غمر فحفظ الْقُرْآن وَقدم الْقَاهِرَة وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري وَعمل الرياسة بجامعه والترقية، وَهُوَ مِمَّن أَخذ فِي الميات عَن عبد الرَّحِيم بن رزين بل أَخذ يَسِيرا عَن الشهَاب بن المجدي ثمَّ عَن الْبَدْر المارداني وتميز فِي ذَلِك واشتغل بالفقه والعربية قَلِيلا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل قَرَأَ البُخَارِيّ على الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ وَكَذَا قَرَأَ عَليّ ولازمني وباشر الرياسة بأماكن وأقرأ الابناء ثمَّ بِأخرَة تكسب أَيْضا بِالشَّهَادَةِ وَرُبمَا خطب نِيَابَة وَحج عشرا وجاور غير مرّة وَكَذَا أَقَامَ بِبَيْت الْمُقَدّس نَحْو سنتَيْن ثمَّ رَجَعَ وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين
414 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي بن الصباحي /. كَانَ أَبوهُ أَو عَمه وزيرا للمسعود من بني رَسُول فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم وَأخذ عَن الْفُقَهَاء عمر الفتي ويوسف المقرىء وَغَيرهمَا بزبيد وَغَيرهَا، وتميز فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة بِحَيْثُ كَانَ مدَار الْفتيا بتعز عَلَيْهِ، وَولى تدريس زِيَادَة عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر بالجامع المظفري وانتفع بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين بتعز وَقد جَازَ الكهولة، وَله نظم رائق كل ذَلِك فِيمَا بَلغنِي رَحمَه الله.
415 - الْحسن بن عبد الْوَلِيّ الاسعردي الصَّالِحِي / من كبار التُّجَّار بِدِمَشْق. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
416 - الْحسن بن السُّلْطَان عُثْمَان بن الْعَادِل سُلَيْمَان الأيوبي / صَاحب مَدِينَة حصن كيفا. قَتله ابْن عَمه سنة تسع وَخمسين وَاسْتقر فِي المملكة عوضه
417 -. حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ ابْن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن السَّيِّد الْبَدْر أَبُو الْمَعَالِي الحسني الْمَكِّيّ أميرها ونائب السلطنة بالبلاد الحجازية. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أَخِيه أَحْمد فَلَمَّا مَاتَ قدم الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل سنة تسعين لتأييد أَمر أَخِيه عَليّ وَعَاد إِلَى مَكَّة فِي ثَانِي ربيعيها أَو الَّذِي يَلِيهِ وَمَعَهُ جمَاعَة من الأتراك أَخِيه ثمَّ سَافر مَعَ أَخِيه ورام الْأَمر لنَفسِهِ فَلم يُمكنهُ إِلَّا بعد مَوته وَكَانَ إِذْ ذَاك معتقلا(3/103)
بالقلعة، وَوصل مَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمَعَهُ يلبغا السالمي مُسْفِرًا وعدة أتراك يزِيدُونَ على الْمِائَة أَو دونهَا وَمن الْخُيُول دون الْمِائَة، وَلم تتمّ السّنة حَتَّى وَقع بَينه وَبَين بني حسن قتلة أَخِيه مقتلة كَانَ الظفر فِيهَا لَهُ بِحَيْثُ لم يقتل مِمَّن مَعَه غير مَمْلُوك وَعبد، وَقتل من أَشْرَاف الْفَرِيق الآخر سَبْعَة وَمن أتباعهم نَحْو الثَّلَاثِينَ، وَعظم بذلك جدا وساس الْأُمُور بجدة مَعَ التُّجَّار حَتَّى قدومها بعد تَركهم لَهَا، وَاسْتمرّ فِي نمو وَزِيَادَة وهيبة فِي الْقُلُوب إِلَى أَن نَاب عَن السلطنة بالأقطار الحجازية واستناب بِالْمَدِينَةِ عجلَان بن نغير بن جماز بن مَنْصُور وخطب لَهُ على منبرها قبل عجلَان وَبعد السُّلْطَان ثمَّ عزل فِي أثْنَاء سنة ثَمَان عشرَة بالسيد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان ثن أُعِيد فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ استعفى وَسَأَلَ فِي اسْتِقْرَار الْأَمر لِوَلَدَيْهِ بَرَكَات وَإِبْرَاهِيم وأنهما أولى بالامرة مِنْهُ لقوتهما وَضعف بدنه ورغبته فِي التفرغ لِلْعِبَادَةِ وتكرر مِنْهُ ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى وَيُقَال لَهُ لسنا نثق فِي أَمر مَكَّة إِلَّا بك وَأَن أردْت ذَلِك فاستنب أَنْت من شِئْت، وباشر خدمَة الْمحمل والأمراء إِلَى أَن صرف فِي سنة سبع)
وَعشْرين بالشريف عَليّ بن عنان بن مغامس وَلم يلبث أَن أُعِيد فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا وَاجْتمعَ بأمراء الحجا، وَحج وسافر إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَدفن بالصحراء بحوش الْأَشْرَف برسباي وَكَانَ فِيهِ خير كثير وَاحْتِمَال وحياء ومروءة عَظِيمَة وصدقات وصلات وَله مآثر مِنْهُ رِبَاط للْفُقَرَاء بِالْقربِ من الْمَسْجِد الْحَرَام وَآخر بأجياد واستأجر البيمارستان المنصوري بالجانب الشَّامي من الْمَسْجِد والقيسارية الْمَعْرُوفَة بدار الْإِمَارَة وعمرهما وَزَاد فِي البيمارستان مَا كثر النَّفْع بِهِ إِلَى غير ذَلِك كتجويد رِبَاط رامشت، وَانْفَرَدَ بذلك كُله عَن أُمَرَاء مَكَّة الْأَشْرَاف وَملك من الْعقار بوادي مر كثيرا وَمن العبيد نَحْو خَمْسمِائَة. ذكره التقي الفاسي فِي نَحْو كراسين من مَكَّة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ جمَاعَة من مصر وَالشَّام حدث عَنْهُم، وَخرج لَهُ التقي نَفسه أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بِشَيْء من أَولهَا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه قدم صُحْبَة قرقماش من الْحجاز فِي الْمحرم فَاجْتمع بالسلطان وَقَررهُ فِي الامرة على عَادَته وَالْتزم بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار أحضر مِنْهَا خَمْسَة وَأقَام ليتجهز فَتَأَخر سَفَره إِلَى يَوْم الْخَمِيس سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة فَمَاتَ بعد أَن تجهز فِيهِ وَأخرج أنفاله ظَاهر الْقَاهِرَة وَقد زَاد على السِّتين وَكَانَ أول مَا ولى الامرة بعد قتل أَخِيه عَليّ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين، وَكَانَت مُدَّة إمرته اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة سوى مَا تخللها من ولَايَة غَيره وَقدم وَلَده بَرَكَات فِي رَمَضَان فالتزم بِمَا(3/104)
بَقِي على وَالِده أَن يحمل كل سنة عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ مَا جرت بِهِ الْعَادة من كَون مكس جدة لَهُ وَمَا تجدّد من مراكب الْهِنْد يخْتَص بالسلطان، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته.
418 - حسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ ابْن عَم صاحبنا النَّجْم عمر، / أمه فَاطِمَة ابْنة الشَّيْخ الْمُوفق النَّحْوِيّ الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن كَمَال الدولوالي. ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ للحنفية بعد مختصراتهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا والمقريزي وَالْجمال الكازروني والمحب المطري والبدر بن فَرِحُونَ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَخلق وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَغَيرهَا للاسترزاق، وَسمع مني ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود وتطور وتهور
419 -. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة البدري نِسْبَة لمنية بدر بالدقهلية الشَّافِعِي / خطيب جَامع بَلَده الَّذِي أنشأه قجماس بهَا. حفظ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِيهِ على أَحْمد بن مصلح الْمَاضِي وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على الديمي وكاتبه وَمِمَّا قَرَأَهُ عَليّ فِي قدمتين الْمجْلس الَّذِي عملته فِي ختم البُخَارِيّ وَبَعض مُسلم ومجالس من المتجر الرابح للدمياطي، وَنعم الرجل مَعَ فضل وتميز
420 -. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بدر الدّين بن الْعَلَاء بن الْفَخر الحسني الأرموي / نقيب الْأَشْرَاف كأبيه وجده وَيعرف بنائب قَاضِي الْعَسْكَر. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين، كَانَ رَئِيسا ضخما كَرِيمًا لكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه وَلَا يزَال بِسَبَب ذَلِك أكثرا لأوقات فِي إملاق حَتَّى أَنه يحْتَاج إِلَى التَّعَرُّض لمن يتَوَهَّم كَونه دخيلا فِي الشّرف مِمَّن يستضعف جَانِبه وَكَذَا كَانَ أَبوهُ، ويحكى أَن وَالِده احْتَاجَ فِي تجهيز ابْنة لَهُ يُقَال اسْمهَا صرغتمش وَسَأَلَ الجمالي الاستادار فِي مساعدته فَكتب لَهُ بِمِائَة ألف، فرام الصَّيْرَفِي دَفعهَا لَهُ فَقَالَ بل امش معي لتباشر شِرَاء مَا أحتاج إِلَيْهِ وتدفع أَنْت الثّمن وَإِلَّا فَمَتَى أَخَذتهَا ضَاعَت فِي غير الْمَقْصُود أَو كَمَا قَالَ فَفعل، وَلما على الجمالي بذلك تحقق صدق مقاله وَأَنه لم يَجْعَل ذَلِك وَسِيلَة فِي الطّلب فزاده مبلغا آخر، وَلَا تصافه بِمَا ذكرته مِمَّا كَانَ السُّلْطَان يعرفهُ إِذْ كَانَ يجىء وَهُوَ أَمِير لِجَار لَهُ تركي اسْمه ارنبغا عَزله عَن النقابة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِحُسَيْن بن أبي بكر الْفراء الْآتِي، وَاسْتمرّ معزولا حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين. وَله أَخ اسْمه حُسَيْن فِي قيد الْحَيَاة سنة إِحْدَى وَتِسْعين يتَصَرَّف فِي أَبْوَاب الْقُضَاة على هَيْئَة إملاق.
421 - الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح المنزلي ثمَّ القاهري(3/105)
الطولوني الْحَنَفِيّ أحد تواب الْحَنَفِيَّة، وَيعرف بالسراجي نِسْبَة لجده لَهُ أَعلَى يُقَال لَهُ سراج. مِمَّن اشْتغل وتميز وَكتب الْخط الْحسن وَمِمَّا كتبه الْقَامُوس بل وأوقفني على قصيدة من نظمه أَولهَا:
(بكأس ثغرك هَل للصب تَعْلِيل ... وَهل على الْوَصْل يَا لمياء تعويل)
وَشَرحهَا، وَكَانَ قد لَازم الْجلَال بن السُّيُوطِيّ لكَونه من خطته جوَار جَامع ابْن طولون وَكتب عَنهُ من مجموعاته أَشْيَاء وَقرأَهَا ثمَّ لكَونه لم يمش مَعَه فِيمَا لم يُوَافق باينه، وَفِي غُضُون ذَلِك فِي أول ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وحدي زُهَيْر العشاري واستجازني ومدحني وَعِنْده أدب وفضيلة وَفِيه تجمل وحشمة، وَأول من ابتكر نيابته الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ ولاه الاخميمي وَجلسَ بحاوت بخطته، كَانَ الله لَهُ.
422 - حسن بن عَليّ بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عَليّ الدماطي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير / ودماط من الغربية بِالْقربِ من الْمحلة. قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو)
والشاطبية وتوضيح النخبة لشَيْخِنَا وَأَخذه بحثا عَنهُ بقرَاءَته ولازمه كثيرا فِي الرِّوَايَة والدراية وَأذن لَهُ فِي الاقراء وَأثْنى عَلَيْهِ، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي والبلقيني والمناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي بعض التقاسيم وَحضر أَيْضا دروس القاياتي والأمين الاقصرائي والزين طَاهِر وَغَيرهم والقراآت عَن التَّاج بن تمرية والعفصي والزين رضوَان والشهاب السكندري وأكمل عَلَيْهِ والعربية عَن كريم الدّين العقبي وَلم يمهر فِيهَا خَاصَّة بلَى برع فِي الْفِقْه والقراءات، وتصدر للاقراء زَمنا، وانتفع بِهِ الطّلبَة، وخطب بالجامع الْأَزْهَر نِيَابَة وَبِغَيْرِهِ وَسمع على الرَّشِيدِيّ وَجَمَاعَة وَحج تنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ فَقِيها فَاضلا متقنا ضابطا متحريا مقرئا مجودا متعبدا كثير التِّلَاوَة فَقِيرا قانعا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد أَن توعك أشهرا بِحَيْثُ استثقلت بِهِ زَوجته فحول إِلَى البيمارستان من نَحْو شهر، ثمَّ حمل إِلَى الاقبغاوية مَيتا فَبَاتَ بهَا وَختم الْقُرْآن عِنْده ثمَّ غسل من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل تقدم الزين زَكَرِيَّا ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء عَن نَحْو السِّتين وَنعم الرجل حرمه الله وإيانا.
423 - حسن بن عَليّ بن أَحْمد حسام الدّين الكجكني الْحلَبِي البانقوسي / نَائِب السلطنة بالكرك. ترقى فِي الخدم إِلَى أَن أَمر بطرابلس وَقدم مَعَ يلبغا الناصري لما انتزع الْملك من برقوق فَأمره بالكرك وَتقدم عِنْد الظَّاهِر برقوق لكَونه خدمه بالكرك ثمَّ قربه وَأمره بِمصْر إمرة خمسين وَبَعثه رَسُولا إِلَى الرّوم فَمَاتَ فِي ثَالِث رَجَب سنة(3/106)
إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، زَاد غَيره عَن سِتِّينَ وَدفن فِي تربته تجاه حوش السُّلْطَان ورسم لَهُ السُّلْطَان بثلثمائة دِينَار فِي ختمات واطعام وَنَحْو ذَلِك على قَبره فَتَوَلّى ذَلِك الْعَيْنِيّ بِإِشَارَة أرغون شاه البيدمري لَهُ بذلك، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا جميل المحاضرة حُلْو المداعبة تَامّ الْمعرفَة بجياد الْخَيل والجوارح محبا فِي الْعلمَاء وَأهل الْخَيْر عَاقِلا سيوسا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي
424 -. حسن بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الْمُنعم / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ
425 -. حسن بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عَليّ بن الْمُوفق النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. / أَخذ عَن أَبِيه وَابْن عَمه الْجمال الطّيب بل وَعَمه الشهَاب القَاضِي وَأم بِمَسْجِد وَالِده وَكَانَ شجى الصَّوْت جيد التِّلَاوَة وَلَا زَالَ متعللا حَتَّى مَاتَ فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.
426 - حسن بن عَليّ بن أبي بكر بدر الدّين السُّبْكِيّ الأَصْل الريشي ثمَّ القاهري وَالِد خير الدّين مُحَمَّد الْآتِي أحد الشُّهُود. قَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَعرض على جمَاعَة وَحضر عِنْد الابناسي وَغَيره وَصَحب الزين بن النقاش وجاور مَعَه بِمَكَّة وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي الميعاد ثمَّ جاور فِيهَا بمفرده سِنِين وَتزَوج بهَا، وَجلسَ بِبَاب السَّلَام ينْسَخ وَيشْهد وَكَانَ يكْتب خطا جيدا فَلِذَا كَانَ يكْتب الْعُمر هُنَاكَ فِيمَا بَلغنِي. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بالمعلاة.
427 - حسن بن عَليّ بن جوشن بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد القاهري البدوي الركاب بالاسطبلات السُّلْطَانِيَّة كأسلافه ونزيل الخانقاه القوصونية من القرافة الصُّغْرَى. / ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن وَاسْتمرّ على حفظه ثمَّ وَفقه الله لملازمة الصَّالِحين والطلبة، وحبب إِلَيْهِ سَماع الحَدِيث فأكب عَلَيْهِ وَسمع من التنوخي وَابْن الشيخة والنجم البالسي والفرسيسي والابناسي والهيثمي والقدسي وَالشَّمْس بن مكين الْمَالِكِي فِي آخَرين وَقَالَ كنت أتوجه من القرافة الْكُبْرَى إِلَى الحسينية للسماع على ابْن الشيخة حَتَّى سَمِعت عَلَيْهِ صَحِيح ابْن حبَان وَسمعت على الفرسيسي سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى الْعِرَاقِيّ وَولده الْوَلِيّ والهيثمي والبلقيني قَالَ وَكَانَ يحبني ويلقبني النجيب وعَلى السويداوي وَابْن حَاتِم وَغَيرهم، وَحج فِي سنة سبع وَسبعين ثمَّ توجه فِي الْقَابِل مَعَ الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن فَلَمَّا رَجَعَ من الْعقبَة رَجَعَ مَعَه، ثمَّ حج بعد تِلْكَ السّنة وسافر إِلَى دمشق(3/107)
مَعَ الظَّاهِر ططر وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل اسكندرية وَمَا سمع فِي مَوضِع مِنْهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء بل كتب عَنهُ بعض الْجَمَاعَة من نظمه:
(قلبِي بحب الَّذِي أهواه مَشْغُول ... وَشرح حَالي فِي تَفْصِيله طول)
(إِن زرتموني فيا بشراي يَا فرحي ... يَا من هم بغيتي وَالْقَصْد والسول)
فِي أَبْيَات وَكَانَ خيرا مجيدا محبا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ مُعْتَقدًا بَين طائفته وَمن يعرفهُ ذَا منزلَة عِنْد الْمُلُوك وَنَحْوهم مستحضرا لكثير من الحَدِيث وَغَيره سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن بالقرافة رَحمَه الله.
428 - حسن بن عَليّ بن حسن بن أبي بكر بن صَلَاح الدّين بن الشَّيْخ نصر الْبَدْر النمراوي الشَّافِعِي / أحد أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس الغمري وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. ولد قبل سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بنمرة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَكَثِيرًا من الْمِنْهَاج الفرعي وَقطعَة من الْأَصْلِيّ وَجَمِيع هَدِيَّة الناصح وألفية النَّحْو والشاطبية ورائية الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني فِي مرسوم الْخط وَحضر فِي دروس الْعَبَّادِيّ وَابْن أَخِيه الشهَاب وَالْفَخْر المقسي والجوجري والبرمكيني فِي آخَرين وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء ولازمني فِي الاملاء وَغَيره وخطب بِجَامِع الغمري وَغَيره، وأقرأ مماليك أزدمر المسرطن أحد المقدمين، وَنعم الرجل.
429 - حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن عز الْعَرَب بن عَليّ بن فضَالة بن عز الْعَرَب بن فضل بن فضَالة الْبَدْر أَبُو الضياء بن النُّور الغمريني وَرُبمَا قيل لَهُ التتائي المتوفي ثمَّ القاهري الازهري الْمَالِكِي، وَيعرف بِابْن مشعل. ولد بِكفْر يعرف ببني غمرين مجاور لتتا وَكِلَاهُمَا من قرى منوف الْعليا من الْجِهَة البحرية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه هرون وَغَيره، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَنزل رواق الريافة من الْأَزْهَر وَحفظ الرسَالَة وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن البُلْقِينِيّ، وَحضر دروس أبي الْقَاسِم النويري وَقَرَأَ على ابْن المجدي فِي النَّحْو والفرائض وعَلى ابْن قديد فِي الصّرْف ثمَّ على السنهوري فِي الْفِقْه وَغَيره، وَصَحب الانصاري وسافر مَعَه فِي سنة خمس وَأَرْبَعين إِلَى حلب وَأخذ بهَا عَن ابْن الشماع وَحج غير مرّة وجاور وزار الطَّائِف وَكَانَ بِمَكَّة مَعَ الانصاري حِين مَاتَ ومسه بعده مَكْرُوه بِسَبَبِهِ وتحول إِلَى الشمام فقطنها وناب عَن قاضيها بل نَاب قبل بِالْقَاهِرَةِ عَن اللَّقَّانِيّ وَذكر أَن وَالِده كَانَ من شُيُوخ أهل تِلْكَ النَّاحِيَة وَأَنه عمر مائَة وثمان سِنِين وَهُوَ كَامِل الْأَعْضَاء والحركات.
430 - حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن قَاسم الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي(3/108)
عَلَاء الدّين المشرقي الأَصْل ثمَّ التلعفري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم الآتيين وَيعرف بالمحوجب. كَانَ أَبوهُ قَاضِي تلعفر من نواحي الْموصل قَالَ ابْن الْأَثِير تبعا لأصله وظني أَنَّهَا التل الأعفر فخففوها وَقَالُوا تلعفر. فولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا ثمَّ قدم قبل استكماله عشر سِنِين مَعَ أَبِيه دمشق وَكَانَ ذَلِك ظنا فِي أَيَّام التَّاج السُّبْكِيّ فاشتغل على أهل تِلْكَ الطَّبَقَة فِي الْفِقْه والقراآت والعربية والفرائض وَمن شُيُوخه فيهمَا الْعَلَاء التلعفري أحد تلامذة ابْن تَيْمِية وَلَيْسَ بِأَبِيهِ بل هُوَ آخر شَاركهُ فِي النِّسْبَة واللقب، صَارَت لَهُ يَد فِي القراآت والفرائض وبراعة فِي الشُّرُوط مَعَ الضَّبْط لدينِهِ ودنياه والوجاهة فِي الْعَدَالَة، ثمَّ لزم بِأخرَة مَسْجِد الْخَوَارِزْمِيّ من القبيبات إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع عشرَة عَن نَحْو التسعين بِتَقْدِيم التَّاء، وَدفن بالقبيبات جوَار التقي الحصني رحمهمَا الله وإيانا.
431 - حسن بن عَليّ بن حسن بن عبد الرَّحْمَن الْمَنَاوِيّ الأَصْل نِسْبَة لمنية الرخا من بحري البولافي الشَّافِعِي / أحد النواب وَيعرف بِابْن القلفاط حِرْفَة أَبِيه، ويلقب جده بالبدوي. ولد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه هِيَ أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد ابْنا عَليّ بن صَلَاح الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمينة ابْن خصيب فَنَشَأَ عِنْد خَاله الْمَذْكُور ببولاق وَحفظ عِنْده الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَقَرَأَ على النُّور الْمَنَاوِيّ شيخ الاستادارية والشرف مُوسَى البرمكيني فِي التَّقْسِيم وَغَيره ولازم ثَانِيهمَا أَكثر وَكَذَا حضر عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ وناب عَنهُ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بعناية البرمكيني وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده، بل اسْتَقر فِي شَهَادَة أوقافه الْحَرَمَيْنِ برغبة الشهَاب البيجوري لَهُ عَنْهَا فِي الْأَيَّام الولوية رَفِيقًا لِلشِّهَابِ الزعيفريني وَتكلم فِي عمل انبابة وبلقس وَغَيرهمَا وَكَذَا بَاشر حسبَة بولاق فِي أَيَّام يشبك الجمالي ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَقَرَأَ على القَاضِي زَكَرِيَّا فِي شَرحه للبهجة وَسمع غير ذَلِك، وسافر مَعَ أَبِيه لمَكَّة وَهُوَ صَغِير ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ يجْتَمع على حَتَّى سمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام إِلَّا مَجْلِسا وَالْكثير من التَّذْكِرَة للقرطبي، وَهُوَ صهر الناصري مُحَمَّد بن مُحَمَّد مهتار الطشتخاناه للمؤيد بن إينال والمهتار أَبوهُ لَا ابْنه، وَله حَادِثَة أَشَرنَا إِلَيْهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين
432 -. حسن بن عَليّ بن حسن الحاسم أَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ الأَصْل الابيوردي. ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بأبيورد الْمُنْتَقل جده إِلَيْهَا، وَنَشَأ بهَا وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ يعرف كل مِنْهُمَا فِيهَا بالخطيب وَلذَا قيل لَهُ الخطيبي. واشتغل بعلوم على جمَاعَة من الْكِبَار وَكَانَ أَبوهُ يمنعهُ فِي الِابْتِدَاء من الِاشْتِغَال بالعقليات ثمَّ أذن لَهُ فسر(3/109)
بذلك ولازم السعد التَّفْتَازَانِيّ مُلَازمَة جَيِّدَة، ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بهَا على الشهَاب أَحْمد الْكرْدِي الْحَاوِي فِي الْفِقْه والغاية القصوى، ولازم فِيهَا الشَّمْس الْكرْمَانِي، ثمَّ دَخلهَا أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين قَاصِدا الْحَج من خُرَاسَان فَلم يقدر لَهُ فَأَقَامَ بهَا وَقَرَأَ بهَا صَحِيح مُسلم على النُّور عبد الرَّحْمَن بن أفضل الدّين الاسفرايني، ثمَّ رَحل مِنْهَا فِي أَوَائِل سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ إِلَى خُرَاسَان وارتحل إِلَى قزوين فَقَرَأَ بهَا على الشّرف الْقزْوِينِي وَصَحب بهَا النُّور الشالكاني أحد مَشَايِخ)
الصُّوفِيَّة الْمَذْكُورين بالكشف وَقَرَأَ بهَا الحَدِيث على الصَّدْر أبي الْمَعَالِي أَحْمد بن أبي الْفَضَائِل نصر الله بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمولى ورحل إِلَى أَصْبَهَان فَقَرَأَ عُلُوم الرياضات على مَحْمُود الراشاني قَرَأَ عَلَيْهِ التَّذْكِرَة فِي علم الْهَيْئَة وَالِي بخاري فَقَرَأَ بهَا شَيْئا من أول البُخَارِيّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن جلال الدّين الحافظي الجعبري أَنا حَافظ الدّين أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد الاوسي انا السراج عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي إجَازَة انا الرشيد أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْقسم عبد الله بن عمر المقرىء انا أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي بكر القلانسي بِسَنَدِهِ، وَالِي سَمَرْقَنْد وتركستان وَغَيرهمَا وَتقدم على أقرانه مَعَ كثرتهم وصنف التصانيف الجيدة المفيدة، وَحج سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ سنة أَربع عشرَة وجاور الَّتِي بعْدهَا، ثمَّ سَافر فِي آخرهَا إِلَى زبيد من بِلَاد الْيمن فَحل لَهُ الْقبُول من متوليها ثمَّ إِلَى تعز فَدَخلَهَا فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة فَلم يلبث أَن مرض ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا أوردهُ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وسمى جده مُحَمَّدًا وَقَالَ: حسام الدّين الابيوردي الشَّافِعِي الْخَطِيب نزيل مَكَّة كَانَ عَالما بالمعقولات ثمَّ دخل الْيمن وَاجْتمعَ بالناصر ففوض إِلَيْهِ تدريس بعض الْمدَارِس بتعز فعاجلته الْمنية وَكَانَ قد أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ مَعَ الدّين وَالْخَيْر والزهد، وَله من التصانيف ربيع الْجنان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَغير ذَلِك
433 -. حسن بن عَليّ بن حسن الْبَدْر السفطي الازهري الشَّافِعِي / اشْتغل يَسِيرا واختص بِالنَّجْمِ بن حجي وَسمع جمَاعَة وَكَانَ يراجعني فِيمَن تَأَخّر من أهل الرِّوَايَات لأخذ خطوطهم على الاستدعاءات فَصَارَت لَهُ بهم براعة وخبرة، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني.
434 - حسن بن عَليّ بن حسن الْبَدْر المباشري ثمَّ الشبراوي الملسي / أحد شهودها. قدم الْقَاهِرَة فسكن المنكوتمرية وقتا وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي يَسِيرا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ رَجَعَ
435 -. حسن بن عَليّ بن خلف الْبَدْر السجيني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي خَال الشهَاب(3/110)
السجيني الفرضي الْمَاضِي، كَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال وَيقْرَأ الأجواق رياسة وَرُبمَا وعظ وَأكْثر من النّسخ بِحَيْثُ كتب عدَّة مصاحف وربعات ووقف مِمَّا كتبه صَحِيح البُخَارِيّ على أبي الْعَبَّاس الغمري.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وَقد قَارب السِّتين رَحمَه ال
436 - لَهُ. حسن بن عَليّ بن سَالم بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق الْبَدْر الْبُرُلُّسِيّ الشوري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالشوري. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بشورى قَرْيَة من البرلس وَنَشَأ فحفظ الرسَالَة وغالب ابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والشاطبية وتلا لعدة قراء على مُحَمَّد الْمصْرِيّ قدم عَلَيْهِم، وَأخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عرام، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَخمسين فَأخذ عَن طَاهِر فِي الْفِقْه والاصول وَكَذَا لَازم يحيى العلمي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا والتريكي فِي الْفِقْه وأصوله وَأَبا الْجُود فِي الْفَرَائِض وَأخذ عَن التقي الحصني فنونا وَعَن الكافياجي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على السَّيِّد النسابة فِي البُخَارِيّ ولازمني فِي كثير من شرح الالفية وَفِي الامالي وَغير ذَلِك، وكتبت عَنهُ من نظمه أبياتا فِي البقاعي عِنْدِي فِي مَوضِع آخر، وَحج سنة سِتِّينَ ثمَّ سنة ثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكَانَ يتدرب بِهِ أَبُو الْخَيْر الفاسي حِين كَانَ يحكم بهَا، وَفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وأقرأ الطّلبَة بِبَلَدِهِ وَكَذَا بِجَامِع الازهر وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالتكلم على النَّاس بل نَاب هُوَ فِي الْقَضَاء عَن اللَّقَّانِيّ ثمَّ ترك وَيُقَال إِنَّه غير مَحْمُود
437 -. حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الفيومي القاهري الشَّافِعِي / إِمَام جَامع الزَّاهِد بالمقسم. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ فِي صغره مَعَ الْقُرْآن الْعُمْدَة والتنبيه فِي الْفِقْه وعرضهما فِي سنة سبع عشرَة على جمَاعَة مِنْهُم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالبيجوري والبرماوي والبلالي وَابْن النقاش والبوصيري، وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء مديما إقراء الاطفال بِجَانِب مَحل إِمَامَته مِمَّن اعتنى بالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ وأتقنه مَعَ النواجي وَغَيره. وَكَذَا قَرَأَ فِيهِ وَفِي غَيره على شَيخنَا ابْن خضر والشهاب الْمحلى خطيب جَامع ابْن ميالة والبرهان الكركي بل سمع فِيهِ على شَيخنَا أَو قَرَأَ وَكتب مِنْهُ عدَّة نسخ بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب الَّذِي جوده ظنا على البسراطي المقسي بل قَرَأَهُ على الْعَامَّة بالجامع الْمشَار إِلَيْهِ، وَزَاد اعتناؤه بِهِ حَتَّى حصل فَوَائِد فِي شرح كثير من أَحَادِيثه التقطها فِي طول عمره من بطُون الْكتب مُشْتَمِلَة على الْجيد وَغَيره مَعَ التكرير والتبتير لعدم تأهله وَضم(3/111)
ذَلِك لتراجم جمَاعَة من رُوَاته وَنَحْوهم وَرُبمَا استمد فِي ذَلِك مني ورام قِرَاءَة مَا كتبه عَليّ وَهُوَ شَيْء كثير يكون نَحْو مجلدين فَأكْثر فَمَا اتّفق، وَتردد بِأخرَة للشمس ابْن قَاسم فَكَانَ مَا استفاده مِمَّا أُشير إِلَيْهِ أَكثر مِمَّا أَفَادَهُ، وَنعم الرجل كَانَ صلاحا وسلامة فطْرَة لكنه كَانَ قَاصِر الْفَضِيلَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعين رَحمَه الله وإيانا.) :::
438 - حسن بن عَليّ بن عَامر الجدي /. مَاتَ بساحل جدة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها.
439 - حسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن غفاه البدراني وَالِد المحمدين الثَّلَاثَة / الْآتِي ذكرهم. قَرَأَ الْقُرْآن وأقرأه أَوْلَاده وَكَانَ خيرا صَالحا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان بمنية بدران رَحمَه الله.
440 - حسن بن عَليّ بن عَليّ بن رضوَان الطلخاوي ثمَّ القاهري الْوَقَّاد / أَبوهُ ثمَّ هُوَ بِجَامِع الغمري ونزيل مَكَّة. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل بِالْقَاهِرَةِ، وقطن مَكَّة من سنة سبع وَسبعين ولازم الشَّمْس المسيري فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا، وَكَذَا قَرَأَ النَّحْو على يحيى العملي وأبى الْعَزْم الْقُدسِي وَالْفِقْه وأصوله على الشّرف الدمسيسي حِين مجاورته وَحضر فِي النَّحْو عِنْد السراج معمر وَقَرَأَ على السَّيِّد عبد الله ثمَّ قَرَأَ على ابْن جرباش شرح العقائد حِين مجاورته، وَحمل عني بهَا وبغيرها أَشْيَاء وَتزَوج بِمَكَّة ورزق الْأَوْلَاد، وَفهم الْفِقْه والعربية مَعَ دربة وتقنع وارتفق بِبَعْض التعاليم وَاسْتقر فِي مدرسة السُّلْطَان بعد أبي الْيمن حفيد أبي السعادات بن ظهيرة وَفِي الزمامية عَن غَيره وَرُبمَا أَقرَأ الْفِقْه والعربية وَنعم الرجل.
441 - حسن بن عَليّ بن عمر الْبَدْر الاسعردي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه صاحبنا بدر الدّين كَانَ من بَيت نعْمَة وثروة فَأحب سَماع الحَدِيث فَسمع فَأكْثر وَكتب الطباق وَحصل الْأَجْزَاء وَسمع من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان وَنَحْوهم وَأحب هَذَا الشَّأْن وَذَهَبت أجزاؤه فِي فتْنَة تمرلنك، وَقد رافقني فِي السماع وَأَعْطَانِي أَجزَاء بِخَطِّهِ، وَبَلغنِي أَنه حدث بِدِمَشْق فِي سنة وَفَاته بِبَعْض مسموعاته. وَمَات بهَا فِي ربيع الأول سنة تسع وَكَذَا قَالَ نَحوه فِي المعجم. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.
442 - حسن بك بن عَليّ بك بن قرا يلوك عُثْمَان صَاحب ديار بكر وأخو جهانكير الْمَاضِي ووالد أبي المظفر يَعْقُوب صَاحب الشرق وَيعرف بالطويل. / انتزع مملكة الْحسن من بني أَيُّوب بقتْله لزين العابدين الملقب بالصالح وأخويه بني عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَادِل سُلَيْمَان وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ. وَمَات فِي جُمَادَى(3/112)
أَو رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن أَخذ ملك الرّوم ابْن عُثْمَان جنده، وَاسْتقر بعده ابْنه الْكبر خَلِيل فحاربه أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ يَعْقُوب وَقتل ذَلِك بعد هَذَا الْآن بِيَسِير بل كَانَ أحد أُمَرَاء صَاحب التَّرْجَمَة وَهُوَ بايندر قتل ولدا فِي حَيَاة أَبِيه لَهُ أَيْضا يُقَال لَهُ مُحَمَّد باغرلو
443 -. الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْعَلَاء بن الشَّمْس الحصني ثمَّ الْحَمَوِيّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الصَّواف /. كَانَ جد وَالِده مُبَارَكًا مُعْتَقدًا وخدم وَلَده الْعَلَاء القضامي فِي التِّجَارَة وَغَيرهَا حَتَّى قيل إِن ثروتهم مِنْهُ وتعاني وَلَده التِّجَارَة لنَفسِهِ وَصَارَ ذَا خبْرَة بالابل وانتقل فِي كنف أَبِيه فَارًّا من الْفِتْنَة لحصن الأكراد بَين حماة وطرابلس، وَكَانَ مولد الْبَدْر هَذَا هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فَلَمَّا انْقَضتْ الْفِتْنَة رجعُوا إِلَى محلهم حماة، وَنَشَأ الْبَدْر على طَريقَة وَالِده فِي الْمُعَامَلَة وَالتِّجَارَة وَحفظ الْمُخْتَار والأخسيكتي ومنظومة النَّسَفِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن قاضيها نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الجيني وَسمع فِي صَحِيح مُسلم على الشَّمْس بن الْأَشْقَر وَحج وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ دروس الشَّمْس بن الديري وقاري الْهِدَايَة وَكَانَ مِمَّن عينه أَولهمَا من طلبته لصوفية المؤيدية أول مَا فتحت، وَرجع إِلَى بِلَاده ثمَّ قدم والكمال بن الْهمام إِذْ ذَاك شيخ الاشرفية المستجدة فلازمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ نصف التَّحْقِيق شرح الاخسيكتي وَسمع عَلَيْهِ بَاقِيَة مَعَ بعض شرح ألفية الحَدِيث، وَصَارَ ذَا مُشَاركَة فِي الْأُصُول مَعَ حفظ جَانب من الْفِقْه واتفقت وَفَاة شَيْخه ابْن الجيتي والبدر إِذْ ذَاك بِالْقَاهِرَةِ فَقَامَ مَعَه الْجمال بن مصطفى الْحَنَفِيّ أحد أَصْحَابه أتم قيم بملاحظة شَيْخه الْكَمَال وَكَذَا الْأمين الاقصرائي لكَونه مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ عِنْد بعض الْأُمَرَاء حَتَّى ولى قَضَاء بَلَده فِي أول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ وَتقدم بِكَثْرَة الْهَدَايَا والخدم ومزيد الْبَذْل لأرباب الْحل وَالْعقد وَالْمُبَالغَة فِي الضِّيَافَة وَنَحْوهَا للقادمين عَلَيْهِ من ذَوي الوجاهات والمناصب فزادت بذلك وجاهته وانتشرت متاجره ومستأجراته وروعي جَانِبه وَكثر الرَّاغِب فِي الْحُلُول بساحته وطالبه، حَتَّى كَانَ الجمالي نَاظر الْخَاص من المساعدين فِي مآربه والقاهرين لمن يلْتَمس خفض جَانِبه لِكَثْرَة مَا كَانَ يجلبه إِلَيْهِ ويحكمه فِيمَا يَقُول فِيهِ عَلَيْهِ،(3/113)
وَكَانَ بَينه وَبَين الْمُحب بن الشّحْنَة مزِيد اخْتِصَاص فَرغب فِي تَزْوِيج ابْنه الصَّغِير لابنَة الْبَدْر وَاتفقَ قدومه الْقَاهِرَة والمحب قاضيها فأنزله بجانبه وَكَاد أَمر الْمُصَاهَرَة أَن يتم فطرأت منافرات بَين النِّسَاء اقْتَضَت حُصُول وَحْشَة وحاول جمَاعَة إِزَالَتهَا بِكُل طَرِيق فَمَا أمكن وتكلف الْبَدْر بِسَبَبِهَا قدرا طائلا حَتَّى انْقَطَعت الوصلة وتطرق للسعي فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية وساعده الدوادار جَانِبك الجداوي حَتَّى اسْتَقر ببذل مَال بعد صرف الْمُحب الْمشَار إِلَيْهِ، وَلم يلبث أَنْت تعلل ثمَّ مَاتَ وَقد اسْتكْمل خَمْسَة أشهر واياما يُقَال وَهُوَ مَسْمُوم فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي جمع حافل مِنْهُم الاتابك قانم التَّاجِر وَدفن فِي حوش مَنْسُوب للاتابك بِجَانِب تربته بِالْقربِ من تربة الظَّاهِر برقوق، وَقد أطلت تَرْجَمته فِي الْقُضَاة والوفيات، وَكَانَ صَالحا تَامّ الْعقل متواضعا محبا فِي المذاكرة بمسائل الْعلم وَالْأَدب بل يُقَال انه من المتميزين فِي الْفِقْه والاصول وَقد جَلَست مَعَه مرّة أَو مرَّتَيْنِ قبل ولَايَته وسألني عَن بعض الْأَحَادِيث مرّة بعد أُخْرَى رَحمَه الله وإيانا.
444 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّزَّاق بن القطب عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الرَّزَّاق بن القطب عبد الرَّحْمَن الشَّمْس الانصاري الخزرجي الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي /، ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على وَالِده واشتغل فِي الْفِقْه على الْبِسَاطِيّ وَالْجمال الاقفهسي والتاج بهْرَام وَكَانَ خَال وَالِده والزينين خلف النحريري وقاسم النويري فِي آخَرين وَكَانَ يزْعم أَن ابْن شاوسن صَاحب الْجَوَاهِر وَابْن المكين الْمصْرِيّ من أقاربهم وَأَن أُصُوله كلهم مالكية إِلَّا جده فَكَانَ شافعيا، وَأَن وَالِده تَلا بالسبع على النُّور على بن عبد الله أخى شَيْخه بهْرَام عَن أبي بكر بن الجندي، وَأخذ هُوَ النَّحْو عَن الشموس الشطنوفي والعجيمي والبساطي ولازمهم بل لَازم الشَّيْخ قنبر نَحْو السنتين فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَقَرَأَ بِأخرَة على القاياتي فِي سعيد السُّعَدَاء جَمِيع ابْن المُصَنّف، وَسمع الحَدِيث على الصّلاح الزفتاوي وَابْن الشمني وَابْن الابناسي والمراغي والغماري والسويداوي والحلاوي وَغَيرهم، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء فرأت عَلَيْهِ وَكَانَ ظَاهر الْعَدَالَة حاد اللِّسَان محبا فِي الحَدِيث وَأَهله مستكثرا من زِيَارَة الصَّالِحين وتعاهد قُبُورهم بِحَيْثُ صَارَت لَهُ فِيمَا بَلغنِي مهارة فِي تَعْيِينهَا مَوْصُوفا قبل ذَلِك بالفضيلة لكنه جلس للتكسب بِالشَّهَادَةِ فاشتغل بهَا ولتقدم سنه مَعَ فاقته ومعرفته بالخطوط كَانَ مَقْصُودا للشَّهَادَة عَلَيْهَا، وَقد أَقَامَ مُدَّة(3/114)
بحانوت الخيميين رَفِيقًا للزين أبي بكر المشهدي الْآتِي إِن شَاءَ الله إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين رَحمَه الله.
445 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الاذرعي ثمَّ الصَّالِحِي / قَاضِي أَذْرُعَات وَالِد الشهَاب أَحْمد الإِمَام وَعبد الله وأخو حُسَيْن الْمَذْكُورين. سمع من شَيخنَا وَكَانَ بَينهمَا مَوَدَّة بل سمع شَيخنَا من نظمه.
446 - حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر أَبُو الْمجد الطلخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد مستهل رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بطلخا من الغربية، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع وتلقن الذّكر من يُوسُف الازهري أحد أَصْحَاب الغمري الْكَبِير ثمَّ تحول مَعَ خَاله الْحَاج عَليّ إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فقطنها، وَأقَام بالازهر فجود الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وألفية الْفَرَائِض لِابْنِ الهائم واللمحة للعفيف فِي الطِّبّ وغالب جمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث وَالتَّلْخِيص وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والميقات والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة وَحل الشَّمْس بطرِيق الدّرّ الْيَتِيم عَن الشهَاب السجيني وَرُبمَا رَاجع الشرفي بن الجيعان فِي شَيْء من الْفَرَائِض والحساب والهيئة مَعَ الوضعيات عَن الْمُحب بن الْعَطَّار والوضعيات فَقَط عَن ابْن ولي الدّين صهر الغمري والميقات فَقَط عَن نور الدّين النقاش وَولده والبدر المارداني والحرف عَن نَاصِر الدّين بن قرقماس والرمل عَن مُحَمَّد النحريري وَالْفِقْه عَن الْعَبَّادِيّ والوروري وَإِمَام الكاملية وزَكَرِيا والشرف مُوسَى البرمكيني والبرهان العجلوني وَالْفَخْر المقسي وَعبد اللَّطِيف الشارمساحي والزين الابناسي وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَعَن الشّرف وَكَذَا ابْن قَاسم وَالْجمال الكوراني أَخذ أصُول الدّين بل أَخذه أَيْضا عَن الكافياجي وَعَن العجلوني والشرف والكوراني أَخذ الْمنطق وَكَذَا أَخذ عَن العجلوني وَإِمَام الكاملية وَابْن المرخم والابناسي أصُول الْفِقْه وَأَخذه أَيْضا مَعَ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن الشهَاب بن الأقيطع وَعَن السنهوري وَابْن يُونُس المغربي ونظام الْحَنَفِيّ وَكَذَا الابناسي والكوراني والوروري الْعَرَبيَّة، وَكَذَا أَخذهَا مَعَ الصّرْف عَن السُّهيْلي وَعَن مظفر الامشاطي الطِّبّ قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للمحة وَغَيره وَكَذَا أَخذ فِي الطِّبّ عَن التقي الشمني وَعَن كريم الدّين الهيثمي الوراقة والشروط ولازم الْبَدْر بن الْقطَّان فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والاصلين والمنطق والابناسي فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والمعاني وَالْبَيَان وَالصرْف، ولازمني فِي الحَدِيث رِوَايَة ودراية بِحَيْثُ حمل عني شرح ألفية الْعِرَاقِيّ(3/115)