ابْن طرفَة وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب وَكَانَ فَاضلا حسن الْخلق جميل الْعشْرَة حسن الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس وَله حَلقَة تصدير بالجامع وَولي الخطابة بِبَعْض الْجَوَامِع وَمن شعره
(كَانَ لي عذر على عهد الصِّبَا ... وَأَنا آمل فِي الْعُمر سعه)
(فدعوني سَاعَة أبْكِي على ... عمر أَصبَحت مِمَّن ضيعه) وَكَانَ مولده فِي صفر سنة 722 وَمَات فِي حُدُود التسعين رَأَيْت تَقْيِيد وَفَاته بِخَط بعض الطّلبَة فِي الْهَامِش
1188 - مُحَمَّد بن سعد الله بن عبد الْوَاحِد بن سعد الله بن عبد القاهر بن عبد الاحد بن عمر الْحَرَّانِي شرف الدّين الْمَعْرُوف بِابْن النخيخ الْحَنْبَلِيّ روى عَن الْفَخر وَزَيْنَب بنت مكي وتفقه ولازم ابْن تَيْمِية وَأذن لَهُ وَكَانَ فَقِيها فَاضلا فِي مذْهبه خيرا واعتقل مَعَ ابْن تَيْمِية وَمَات فِي 25 ذِي الْحجَّة سنة 723 بدرب الْحجاز الشريف وَهُوَ رَاجِح بوادى بنى سَالم
1189 - مُحَمَّد بن سعد الله بن مَرْوَان بن عبد الله الفارقي بدر الدّين كَانَ يكْتب المطالعات بديوان الْإِنْشَاء مَعَ الْوَقار والرئاسة التَّامَّة مَاتَ فِي شعْبَان سنة 717 وَله اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ سنة(5/185)
1190 - مُحَمَّد بن سعد بن شُجَاع بن عبد الله الصفار الْمصْرِيّ النّحاس سمع النجيب وَحدث
1191 - مُحَمَّد بن سعد بن أبي غَانِم البالسي شمس الدّين ولد سنة 36 ببالس وَسمع من ابْن عزون والمعين الدِّمَشْقِي مشيخة الرَّازِيّ وَحدث بهَا وَكَانَ ينْسب إِلَى التَّشَيُّع وَمَات فِي 23 ذِي الْحجَّة سنة 723
1192 - مُحَمَّد بن سعد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن النجار من أهل المرية يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَن أبي الْحسن بن أبي الْعَيْش وَغَيره وتعانى الْأَدَب فَمن شعره قَوْله
(جمال ذِي الْأَنْفس أَن تتضع ... فاعمل على تَحْصِيل ذَا تنْتَفع)
(فَهَذِهِ الْأَثْمَان فِي وَزنهَا ... أَن كَانَ فِيهَا نَاقص يرْتَفع) ذكره ابْن الْخَطِيب وَأثْنى عَلَيْهِ
1193 - مُحَمَّد بن سعد بن يحيى بن سعد هُوَ مُحَمَّد بن يحيى بن سعد - يَأْتِي
1194 - مُحَمَّد بن أبي سعد الحسني أَبُو نمي صَاحب مَكَّة مَشْهُور بكنيته تقدم فِي مُحَمَّد بن الْحسن
1195 - مُحَمَّد بن سعيد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن دَاوُد الْحِمْيَرِي المالقي أَبُو الْقَاسِم بن عِيسَى ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 95 وتعانى الْأَدَب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا مَقْبُول الصُّورَة قديم الْعَدَالَة كثير التَّقْيِيد مليح الْخط شَاعِرًا وسطا عذب المحاضرة ولي الْقَضَاء بِبَعْض الْجِهَات وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 751(5/186)
1196 - مُحَمَّد بن سعيد بن زبان الطَّائِي تَاج الدّين الْحلَبِي ولد سنة بضع وَتِسْعين وَكتب الْإِنْشَاء بحلب وَولي نظر بعلبك ثمَّ نظر الدَّوَاوِين بحلب ثمَّ سكن دمشق وَولي بهَا نظر الْبيُوت وَغير ذَلِك وأصابه الفالج فَأقْعدَ نَحْو أَربع سِنِين وَكَانَ حسن الشكل كثير السِّيَادَة جميل الْأَخْلَاق والملبس والخط وَكَانَ سريع الْكِتَابَة مقتدرا على الْإِنْشَاء كَانَ يكْتب الْكتاب منكوسا من الحسبلة إِلَى الْبَسْمَلَة فِي أَي معنى اقترح عَلَيْهِ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 755
1197 - مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الله الْحلَبِي رَأَيْت لَهُ جُزْءا جمعه فِي مُخَالفَة أهل الْكتاب وَغَيرهم من الْكفَّار سَمَّاهُ منهاج الْأَبْرَار فِي مُخَالفَة أهل النَّار ذكر فِيهِ مبَاحث حَسَنَة وفوائد متقنة تدل على مَعْرفَته وتبحره وَحدث بِهِ فِي سنة 740 وَرَأَيْت لَهُ جُزْءا جمعه فِي الزِّيَادَة على أَسد الغابة من الصَّحَابَة لقطه من ذيل ابْن فتحون على الإستيعاب وَمن غَيره وَهُوَ بِخَطِّهِ
1198 - مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد بن الْأَثِير شرف الدّين كَانَ عَاقِلا وقورا أسره التتار فِي وَاقعَة غازان ثمَّ خلص فوصل إِلَى دمشق فِي صفر سنة 701 ثمَّ مَاتَ أَبوهُ وَخلف مَالا وافرا فَلم يمتع بِهِ وَمَات فِي ربيع الأول سنة 703
1199 - مُحَمَّد بن سعيد بن أبي المنى الْحلَبِي بدر الدّين الْحَنْبَلِيّ نزيل الْقَاهِرَة(5/187)
ولد سنة 74 وَسمع من التقي بن مُؤمن والأبرقوهي والعز بن الْفراء وتعب وَحصل وَأفَاد وأجاد وَكَانَ مَحْمُود الصِّفَات مَاتَ فِي شعْبَان سنة 754 ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ سَمِعت من شعره
1200 - مُحَمَّد بن سلمَان بن أبي الْحسن بن لي العرضي الشاغوري إِمَام الدولعية وناظرها ولد بعد السّبْعين واسمع من أَحْمد بن شَيبَان جُزْء الْأنْصَارِيّ ومشيخة العشاري وَقطعَة من الْمسند وَحدث مَاتَ بِدِمَشْق فِي آخر سنة 751 أوأول سنة 752 وَكَانَ خيرا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس
1201 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أبي عَليّ العباسي كَانَ ولي عهد أَبِيه المستكفي ولقبه الْقَائِم بِأَمْر الله فَلَمَّا أَمر النَّاصِر بإخراجهم إِلَى قوص مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة 738 وَله أَربع وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ شجاعا مهيبا سريا يُقَال أَنه هُوَ كَانَ السَّبَب فِي إخراجهم إِلَى قوص وَكَانَ حفظ الْقُرْآن وَالْفِقْه وتعانى الفروسية ويجيد لعب الكرة فَصَاحب بعض الخاصكية شَابًّا وسيما يدعى أَبَا شامة زعم أَنه شرِيف وَمَعَهُ نسبه فَأسر إِلَى صديقه هَذَا أَنه شرِيف فنمى الحَدِيث إِلَى السُّلْطَان فتخيل وَغَضب وَأمر بنفيهم إِلَى قوص وَيُقَال أَنهم دسوا على الْقَائِم من سمه
1202 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ الْمُقْرِئ الصناجي المراكشي نزيل الْإسْكَنْدَريَّة كَانَ قد سمع من ابْن رواج السِّتَّة الأولى من الثقفيات وَمن المظفر ابْن الفوي وَأم بِمَسْجِد قداح وَحدث(5/188)
وَكتب فِي الإجازات وعاش نَحوا من ثَمَانِينَ سنة وَيُقَال ولد فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 717
1203 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْفَخر تَاج الدّين اشْتغل بقوص وَسمع من مُحَمَّد بن غَالب الجياني وَغَيره وَكَانَ متعبدا متجنبا للغيبة وسماعها وَكتب كثيرا وخطه حسن وَله نظم جيد مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة 731
1204 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد القفصي شمس الدّين الْمَالِكِي قدم من الْمغرب وَله فَضِيلَة تَامَّة فسكن دمشق وناب فِي الحكم وَكَانَ تفقه بِمصْر ورحل إِلَى دمشق فِي آخر صفر سنة عشْرين وَسَبْعمائة وَصَارَ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ وَفِي لِسَانه عجمة المغاربة يَجْعَل الْجِيم زايا وَالْيَاء سينا وَكَانَ يسفه فِي مجْلِس حكمه مَاتَ فِي شَوَّال سنة 743
1205 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حسن بن مُوسَى بن غَانِم الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي نَاصِر الدّين ابْن الحسام ولد فِي نصف شهر رَمَضَان سنة 707 وَسمع من هَدِيَّة بنت عَسْكَر الأول من الْهَاشِمِي وَأول مشيخة العيسوي وَمن زَيْنَب بنت شكر ثلاثيات الدَّارمِيّ وَمن الجرائدي السَّفِينَة الْمُشْتَملَة على سَبْعَة أَجزَاء وَحدث بِبَيْت الْمُقَدّس وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
1206 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر بن قدامَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ عز الدّين بن تَقِيّ الدّين ولد فِي ربيع الآخر سنة 65(5/189)
وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عَمْرو الْفَخر وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره واشتغل وَقَرَأَ الْفِقْه على أَبِيه وَغَيره وناب فِي الحكم عَن أَبِيه وَكتب فِي الْفَتْوَى وَكَانَ عَاقِلا متوددا وَولي الحكم بعد ابْن مُسلم سنة 27 وَكَانَت لَهُ عبَادَة وتلاوة مَاتَ فِي صفر سنة 631
1207 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سومر الْبَرْبَرِي الزواوي جمال الدّين الْمَالِكِي الْفَقِيه القَاضِي ولد فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَقدم الْإسْكَنْدَريَّة فاشتغل فِي الْفِقْه وَسمع من المرسي وطبقته فانه أَن يسمع من ابْن رواج والسبط مَعَ إِمْكَان ذَلِك ثمَّ أَخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وتعانى الشُّرُوط وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وبالشرقية والغربية وَعين لقَضَاء الْقَاهِرَة بعد موت ابْن شَاس وَولي قَضَاء دمشق سنة 687 فاستمر ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ صَارِمًا مهيبا أراق دم جمَاعَة تعرضوا للجناب المحمدي وَظَهَرت فِي أَيَّامه مَا لم يكن الْمَالِكِيَّة يعرفونه وحصلت لَهُ رعشة وَثقل لِسَانه وَلم يسْرع إِلَيْهِ الشيب وَهُوَ فِي عشر التسعين وعزل قبل مَوته بِعشْرين يَوْمًا بفخر الدّين ابْن سَلامَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ماضي الْأَحْكَام ثباتا عَارِفًا بِالْمذهبِ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 717 أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ
1208 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أبي نوح الشَّيْبَانِيّ النهرماري الْبَغْدَادِيّ أَبُو عبد الله ابْن أبي المحامد سمع(5/190)
بِبَغْدَاد من عبد المغيث بن أبي تَمام ابْن الخالوب وَحدث روى عَنهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1209 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْجَعْفَرِي ثمَّ الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين ابْن صدر الدّين ولد سنة 706 وَسمع من الحجار والمزى وَكَانَ صاهر إِلَيْهِ تزوج بنت الْمزي وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير وَسمع أَوْلَاده وَله نظم وَكَانَ بشوش الْوَجْه خَفِيف الرّوح انْقَطع دون يَوْمَيْنِ وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ
1210 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن فضَالة بن مُحَمَّد الْعَوْفِيّ نزيل مَكَّة كتب عَنهُ أَبُو مَحْمُود الْقُدسِي من نظمه يتشوق إِلَى دمشق فِي سنة 742
(لقد حل فِي قلبِي لقرية جلق ... لهيب لَهُ فِي جَانِبي وقود)
(وَلَو لم يكن دمعي كنوزا لَكَانَ لي ... لهيب لعمري فَوق ذَاك يزِيد) وَذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته
1211 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الرقي ولد سنة 687 فِي رَمَضَان
1212 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله الصرخدي الشَّيْخ شمس الدّين ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَدخل دمشق فَأخذ بهَا الْفِقْه عَن شمس الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة والعماد الحسباني وعلاء الدّين حجي وَأخذ النَّحْو عَن العنابي(5/191)
واشتغل فِي الْأُصُول وَكَانَ أجمع أقرانه للفنون وتصدر بالجامع ودرس نِيَابَة بالتقوية وَغَيرهَا وَكَانَ لِسَانه دون قلمه فَإِنَّهُ صنف تصانيف بديعة مِنْهَا شرح الْمُخْتَصر فِي ثَلَاثَة أسفار وَجمع بَين قَوَاعِد العلائي وتمهيد الأسنوي بِزِيَادَات وانتقادات وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ شَدِيد التعصب على الْحَنَابِلَة وَلم يتهيأ لَهُ ولَايَة منصب يُنَاسِبه مَعَ كَثْرَة عِيَاله وافتقاره مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 792
1213 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عمر بن سَالم بن عَمْرو الْأَذْرَعِيّ بدر الدّين الزرعي ولد قَاضِي الْقُضَاة جمال الدّين الزرعي سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَجَمَاعَة وَصَحب كريم الدّين الْكَبِير فباشر بِهِ فِي عدَّة أنظار بِالْقَاهِرَةِ وَآخر مَا ولي نظر الفيوم وَمَات بهَا فجاءة فِي آخر جُمَادَى الْآخِرَة أَو أول رَجَب سنة 734
1214 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن همام بن مرتضى جلال الدّين ابْن وجيه الدّين ابْن البياعة ولد سنة 655 وتعاني الْأَدَب فَلم يمهر وَصَحب ابْن الخليلي الْوَزير فأوهمه أَنه يستخلفه فِي الوزارة فَلم يتم ثمَّ دخل دمشق وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ يَسْتَعِين بتاج الدّين عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ ينشئ لَهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ ولي نظر ديوَان الرباع وَغير ذَلِك وَكَانَ رُؤَسَاء دمشق يمازحونه فِي معنى الوزارة فيظن هُوَ أَن ذَلِك جد وَدخل بعض أكَابِر(5/192)
الْأُمَرَاء دمشق فَحَضَرَ عِنْده الشَّمْس غبريال الْوَزير فَقَالَ لَهُ السَّاعَة يدْخل عَلَيْك شيخ مسترسل اللِّحْيَة خفيفها طوال فأوهمه أَنَّك سَمِعت أَنه يَلِي الوزارة ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ لجلال الدّين رَأَيْت الْأَمِير يسْأَل عَنْك فَتوجه إِلَيْهِ وعرفني مَا يَقُول لَك فسارع إِلَيْهِ فَعرفهُ بِالصّفةِ فأدناه وَأسر إِلَيْهِ أَن توقيعه بالوزارة وَاصل فَدخل فِي أثْنَاء ذَلِك ابْن الزملكاني فتخطى جلال الدّين وَجلسَ فَوْقه فَقَالَ لَهُ هَذَا سوء أدب فَعجب وَسَأَلَ عَن ذَلِك فَأخْبر بالقصة فَقَامَ لَهُ يَا مِسْكين ضحكوا عَلَيْك فَقَالَ مغضبا وَقَالَ مرّة لشهاب الدّين ابْن غَانِم بَلغنِي أَنَّك لما كنت بِمصْر سعيت فِي إبِْطَال تقليدي الوزارة فَقَالَ لَهُ أَن دولة أكون أَنا مشيرها وَأَنت وزيرها لدولة كَذَا ثمَّ حصل لجلال الدّين هَذَا فالج فِي آخر عمره وَمَات سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1215 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الحكرى شمس الدّين المقريء ولد سنة وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الحكري وتفقه وَمهر وَشرح الْحَاوِي والألفية ثمَّ ولي قَضَاء الْمَدِينَة سنة 66 وَله تصانيف فِي القراآت ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس ثمَّ نَاب فِي عدَّة جِهَات من أَعمال الديار المصرية وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 782
1216 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المرسي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ شَيخا وقورا فَاضلا ماهرا فِي صَنْعَة الْحساب وَعمل المواليد مَاتَ بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة(5/193)
1217 - مُحَمَّد بن سماك بن عبد الْحق بن أَحْمد بن عبد الله بن سماك العاملي قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهمَا وَكَانَ مَشْهُورا بالإدراك والكفاية ولي عدَّة جِهَات وَوَقعت لَهُ محنة وَمَات سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة وَله 77 سنة
1218 - مُحَمَّد بن شَاكر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن شَاكر بن هَارُون بن شَاكر صَلَاح الدّين المؤرخ الكتبي الدَّارَانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 681 وَسمع من ابْن الشّحْنَة والمزي وَغَيرهمَا وَكن فَقِيرا جدا ثمَّ تعانى التِّجَارَة فِي الْكتب فرزق مِنْهَا مَالا طائلا قَالَ ابْن كثير تفرد فِي صناعته وَجمع تَارِيخا وَكَانَ يذاكر ويفيد وَقَالَ ابْن رَافع كَانَت لَهُ مُرُوءَة مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764
1219 - مُحَمَّد بن شرشيق بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن صَالح الجيلي شمس الدّين أَبُو الْكَرم بن أبي الْفضل السنجاري حفيد الشَّيْخ عبد الْقَادِر ولد فِي رَمَضَان سنة 651 وَكَانَ يعرف بالحيالي بِمُهْملَة وتحتانية خَفِيفَة نِسْبَة إِلَى الحيال بسنجار نزلها جده الْأَعْلَى عبد الْعَزِيز فِي حُدُود سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ أَبُو الْكَرم حفظ الْقُرْآن وتفقه وَسمع بِدِمَشْق من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَحدث بِدِمَشْق وبغداد والحيال وَكَانَ(5/194)
مَشْهُورا بالصلاح وَالْعِبَادَة والسماح وَلم يمس كَفه ذَهَبا وَلَا فضَّة فِي طول عمره من الْجُود المفرط والحشمة وَالْإِحْسَان للنَّاس والتودد وَكَانَ هُوَ وَأهل بَيته معروفين بمناصحة الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين وَمَات فِي سلخ ذِي الْقعدَة أَو فِي أول ذِي الْحجَّة سنة 739 وَأَوْلَاده الحسام عبد الْعَزِيز والبدر حسن والعز حُسَيْن والظهير أَحْمد قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا زهد وَصَلَاح وَاتِّبَاع وَصُورَة كَبِيرَة فِي تِلْكَ الْبِلَاد ووجاهة وَكَانَ مَقْصُودا بالزيارة وَفِيه تواضع وَخير وَله عقل وافر مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ شَاب مرضع وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الْخلق والخلق فَاضلا زاهدا عابدا من أهل السّنة لَهُ وَقع فِي الْقُلُوب وجلالة وَفِيه إِيثَار وَله وجاهة وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد
1220 - مُحَمَّد بن شرف بن عادي بِالْعينِ الْمُهْملَة الكلائي الشَّيْخ شمس الدّين الفرضي مهر فِي الْفَرَائِض والحساب إِلَى أَن فاق الأقران وصنف فِي ذَلِك التصانيف الواسعة النافعة كَانَ حسن التَّعْلِيم جدا منطرح النَّفس على طَرِيق السّلف يقرب الْمَسَاكِين وَيُعلمهُم وَكَانَ أعجوبة(5/195)
فِي تَعْلِيم الْعَرَبيَّة يعلمهَا للطَّالِب بِسُرْعَة بِحَيْثُ يرْتَفع عَن دَرَجَة من يلحن وَمن نظمه
(سَأَلت الله خلاقي ... بِنور جماله الْبَاقِي)
(بَان يغْفر زلاتي ... وَيحسن سوء أخلاقي) مَاتَ فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء تَاسِع شهر رَجَب سنة 777 وَقد قَارب السّبْعين
1221 - مُحَمَّد بن شرِيف بن يُوسُف الزرعي ثمَّ الْمصْرِيّ شرف الدّين ابْن الوحيد كَاتب الشَّرِيعَة الشَّرِيفَة بِجَامِع الْحَاكِم ولد بِدِمَشْق سنة 647 وتعانى الْخط الْمَنْسُوب وسافر إِلَى بعلبك وَتعلم من ياقوت وَغَيره وَبلغ الْغَايَة فِي قلم التَّحْقِيق وفضاح النّسخ فَلم يكن فِي زَمَانه من يدانيه فيهمَا وَكَانَ تَامّ الشكل حسن البزة متأنقا فِي أُمُوره يتَكَلَّم بعدة السن وَكَانَ يَبِيع الْمُصحف نسخا بِلَا تذهيب وَلَا تجليد بِأَلف حَتَّى أَن بعض تلامذته كَانَ يحاكي خطه فَكَانَ هُوَ يَشْتَرِي الْمُصحف من تِلْمِيذه بأربعمائة وَيكْتب فِي آخِره كتبه مُحَمَّد بن الوحيد فيشترى مِنْهُ بِأَلف وَكَانَ يتهم فِي دينه حَتَّى قيل أَنه صب فِي دواته نبيذا وَكتب مِنْهَا الْمُصحف وَكَانَ أَخُوهُ عَلَاء الدّين مدرس البادرائية يحط عَلَيْهِ ويذكره بالسوء واتصل شرف الدّين بِخِدْمَة بيبرس الجاشنكير قبل السلطنة وحظي عِنْده حَتَّى اسْتَكْتَبَهُ ربعَة بليقة الذَّهَب فَحل لَهُ فِيهَا ألفا وسِتمِائَة دِينَار فَقيل دخل فِي الربعة سِتّمائَة وَأخذ هُوَ الْبَقِيَّة فَرفع ذَلِك إِلَى بيبرس فَقَالَ(5/196)
مَتى يعود آخر يكْتب مثل هَذَا وزمكها صندل ووقفها بخزانة كتبه بِجَامِع الْحَاكِم وَلَا نَظِير لَهَا فِي الْحسن وأثابه الجاشنكير بإدخاله ديوَان الْإِنْشَاء فَلم يبلغ فِيهِ مَا يُرَاد مِنْهُ وَكَانَت الْكتب الَّتِي تدفع إِلَيْهِ ليكتبها فِي الأشغال تبيت عِنْده وَمَا تتنجز وَبلغ كَاتب السِّرّ شرف الدّين ابْن فضل الله عَنهُ كَلَام فهم مِنْهُ أَنه تنقصه فَطَلَبه وَقَالَ اكْتُبْ وَعجل إِلَى صَاحب الْيمن وهدد قوائمه وزعزع أَرْكَانه وتوعده ثمَّ لطف القَوْل حَتَّى لَا ييأس ثمَّ عد بِبَعْض تِلْكَ الغلظة وعرفه أَن اصطناعنا لِأَبِيهِ قبله منعنَا من تجهيز عَسَاكِر أَولهَا عندنَا وَآخِرهَا عِنْده وَإِلَّا فَلَو شِئْنَا لأزلناه عَن سَرِير ملكه وَمَا أشبه ذَلِك وأسرع فِي كِتَابَته لأدخل فأقرأ على السُّلْطَان فبهت ابْن الوحيد وَسقط فِي يَده وأرعد وَلم يدر مَا يَقُول إِلَّا أَنه اسْتغْفر وَطلب الْعَفو حَتَّى رق لَهُ وَقَالَ لَا تعد تكْثر فضولك وَكَانَ ابْن الوحيد ينظم وينثر إِلَّا أَنه لم يكن لَهُ دربة وَفِي نظمه يبس مَعَ معرفَة جَيِّدَة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَله قصيدة فِي مُعَارضَة لامية الْعَجم سَمَّاهَا سرد اللَّام وَوَقع بَينه وَبَين مُحي الدّين الْبَغْدَادِيّ مباحثة فَعمل لَهُ مُحي الدّين المنشور الْمَشْهُور وأقطعه فِيهِ قَائِم الهرمل وَأم عروق وَمَا أشبه هَذِه الْأَمَاكِن قَالَ الصَّفَدِي وقفت على خَواص الْحَيَوَان فِي مَادَّة الضبع قَالَ وَمن خَواص شعره أَن من تحمل بشئ مِنْهُ حدث لَهُ الْبغاء وعَلى الْهَامِش بِخَط(5/197)
ابْن الْبَغْدَادِيّ أَخْبرنِي الثِّقَة شرف الدّين ابْن الوحيد انه جرب هَذَا فصح مَعَه وَقَالَ ابْن سيد النَّاس قَالَ لي ابْن الوحيد قَوْلهم النَّبِيذ بِغَيْر دسم سم وَبِغير نغم غم لَا ثَالِث لهاتين السجعتين وَقد عززتهما بثالث وَهُوَ بِغَيْر الْمليح قَبِيح قَالَ وَهُوَ اسْتِدْرَاك واه لِأَن الْغَرَض الجناس وَإِلَّا فمجرد السجع يُمكن وُقُوع أَكثر من ذَلِك قَالَ الصَّفَدِي قَالَ قد تكلفت لَهما ثَالِثا وَهُوَ بِغَيْر نهم هم وقف شَافِع بن عَليّ على شئ من خطّ ابْن الوحيد فَكتب إِلَيْهِ
(أرانا يراع ابْن الوحيد بدائعا ... تشوق بِمَا قد انهجته من الطّرق)
(بهَا فَاتَ كل النَّاس سبقا فحبذا ... يَمِين لَهُ قد أحرزت قصب السَّبق) فَأَجَابَهُ ابْن الوحيد وَكَانَ شَافِع قد أضرّ
(يَا شافعا شفع الْعليا بِحِكْمَتِهِ ... فَسَاد من رَاح ذَا علم وَذَا حسب)
(بَانَتْ زِيَادَة خطي بِالسَّمَاعِ لَهُ ... وَكَانَ يحكيه فِي الأوضاع وَالنّسب)
(لقد أَتَى مِنْهُ مدح صِيغ من ذهب ... مرصعا بل أَتَى أبهى من الذَّهَب)
(فكدت أنْشد لَوْلَا نور بَاطِنه ... أَنا الَّذِي نظر الْأَعْمَى إِلَى أدبي) فَلَمَّا بلغ ذَلِك شافعا قَامَت قِيَامَته وَكتب إِلَيْهِ(5/198)
(نعم نظرت وَلَكِن لم أجد أدبا ... يَا من غَدا وَاحِدًا فِي قلَّة الْأَدَب)
(جازيت مدحي وتقريظي بمعيرة ... وَالْعَيْب فِي الرَّأْس دون الْعَيْب فِي الذَّنب) إِلَى أَن قَالَ ... خَالَفت وزني عَجزا والروي مَعًا ... وَذَاكَ أقبح مَا يرْوى عَن الْعَرَب) قَالَ الصَّفَدِي احْتَرز ابْن الوحيد بقوله لَوْلَا نور بَاطِنه وَلم يفده ذَلِك مَاتَ فِي شعْبَان سنة 711 بالمرستان وَقد شاخ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ تَامّ الشكل حسن البزة مَوْصُوفا بالشجاعة يتَكَلَّم بعدة ألسن وَيضْرب بكتابته الْمثل وَكَانَ سَافر إِلَى الْعرَاق وَاجْتمعَ مَعَ ياقوت الْكَاتِب وَقَالَ ابْن الزملكاني كَاتب مَشْهُور جيد الْكِتَابَة حسن الطَّرِيقَة اشْتهر حَتَّى قصد من عدَّة جِهَات وَكَانَ حسن التَّعْلِيم وَله فِي ذَلِك قصيدة جَيِّدَة الْمَقَاصِد وَمن نظمه
(يَقُولُونَ لي من أرغد النَّاس عيشة ... وَمن بَات عَن سبل المخاوف نَائِيا)
(فَقلت لَبِيب عَارِف قهر الْهوى ... وَصَارَ بِحكم الله والرزق رَاضِيا)
1222 - مُحَمَّد بن شعْبَان بن أبي الطَّاهِر بن حسان بن عَليّ الخلاطي ضِيَاء الدّين(5/199)
الصُّوفِي سمع النجيب وَحدث وَكَانَ إِمَام المشهد الْحُسَيْنِي حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ جدا مَاتَ سلخ ربيع الأول سنة 730
1223 - مُحَمَّد بن شكر الديرى الشَّافِعِي النَّاسِخ الدِّمَشْقِي نسخ الْكثير وَكَانَ مقرئا بالسبع عَارِفًا بِعلم الْحَرْف مشاركا فِي عُلُوم أخر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 753
1224 - مُحَمَّد بن شمخ بن ثَابت العرضي بن خطيب داريا سمع من أَبِيه وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي رَجَب سنة 734
1225 - مُحَمَّد بن شنبكي نَاصِر الدّين أحد الْفُضَلَاء بِالْقَاهِرَةِ لَهُ نظم حسن مَاتَ بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة
1226 - مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح شَيبَان البعلبكي مَاتَ فِي شعْبَان سنة 744
1227 - مُحَمَّد بن صَالح بن إِسْمَاعِيل الْمدنِي الْمُقْرِئ شمس الدّين ولد سنة 730 وَسمع على الزبير بن عَليّ الأسواني وَالْجمال المطري وَأبي عبد الله ابْن القصري وَقَرَأَ بالروايات وَأَجَازَ لَهُ الرضى الطَّبَرِيّ وَزَيْنَب بنت شبْل وَابْن مخلوف وَعمر الْعَيْنِيّ وَكَانَ عَارِفًا بالقراآت فَاضلا خطب بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَأم بِهِ وَمَات فِي الْمحرم سنة 785
1228 - مُحَمَّد بن صَالح بن ثامر بن حَامِد سمع الْفَخر وَحدث ودرس بالصلاحية وَكَانَ فَاضلا مَاتَ بِدِمَشْق فِي ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة 722(5/200)
1229 - مُحَمَّد بن صَالح بن أبي الْعَلَاء بن أبي مُحَمَّد بن صَالح بن مَحْمُود بن ضَب الْأَسدي الكفرطابي ثمَّ الْحلَبِي شمس الدّين ولد فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة 672 بِالْمَدْرَسَةِ الشرفية بحلب وَسمع بِدِمَشْق من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَسنَن أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَمن أَحْمد بن شَيبَان ثلاثيات الْمسند قَرَأت ذَلِك بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد وَذكره تَقِيّ الدّين بن رَافع فِي مُعْجَمه وبيض لَهُ وَفَاته
1230 - مُحَمَّد بن صَالح الْحَمَوِيّ الشَّيْخ نَاصِر الدّين ذكره ابْن حبيب وَقَالَ كَانَ يلازم الْعِبَادَة لَا يعبأ بالدنيا وَأقَام مُدَّة لَا يَأْكُل لَحْمًا وَلَا فَاكِهَة وَمَات على ذَلِك سنة 734
1231 - مُحَمَّد بن صبيح بن عبد الله التفليسي ثمَّ الدِّمَشْقِي رَئِيس المؤذنين بِدِمَشْق ولد بعد سنة خمسين وَسمع على ايبك الجمالي وَابْن عبد الدَّائِم وَعمر الْكرْمَانِي وَابْن النشى وَغَيرهم وَقَرَأَ على الشَّيْخ يحيى المنبجي وَكَانَ حسن الصَّوْت مَشْهُورا وَأم بنائب السلطنة مُدَّة وَولي حسبَة الصالحية مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 725
1232 - مُحَمَّد بن صبيح بن عبد الله الحسامي الْمَكِّيّ جمال الدّين ولد بِمَكَّة سنة 682 وَسمع من الرضى الطَّبَرِيّ وَالْفَخْر التوزري وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو عبد الله بن سكر وَغَيره وَمَات فِي آخر سنة 763
1233 - مُحَمَّد بن صَلَاح الدّين ابْن مُفْلِح بن جَابر الساوي سمع من الْفَخر(5/201)
مشيخته وَحدث وَكَانَ ابْن خَالَة أَحْمد بن عبد الْقوي مَاتَ فِي شَوَّال سنة 745
1234 - مُحَمَّد بن أبي طَالب الْأنْصَارِيّ الصُّوفِي شمس الدّين شيخ حطين وَشَيخ الربوة قَالَ الصَّفَدِي ولد سنة 645 وتعانى الِاشْتِغَال فمهر فِي علم الرمل والأوفاق وَنَحْو ذَلِك وَكَانَ ذكيا وَعبارَته حلوة مَا تمل محاضرته وَكَانَ يَدعِي أَنه يعرف الكيمياء وَدخل على الأفرم فأوهمه شَيْئا من ذَلِك فولاه مشيخة الربوة وَكَانَ يصنف فِي كل علم سَوَاء عرفه أم لَا لفرط ذكائه وَكَانَ ينظم نظما نازلا قَالَ الصَّفَدِي رَأَيْت لَهُ تصنيفا فِي أصُول الدّين خلط فِيهِ الْمذَاهب أشعريها بمعتزليها بحشويها بصوفيها بِحَيْثُ لم يثبت على طَريقَة وَاحِدَة ثمَّ نحا طَرِيق ابْن سبعين وَتكلم على الْعرْفَان والحقيقة وَهُوَ شيخ النَّجْم الحطيني الْآتِي ذكره وَأُصِيب الشَّيْخ بِسَبَبِهِ فَإِن ضيفا بَات عِنْدهم فَرَأى النَّجْم مَعَه ذَهَبا فَتَبِعَهُ لما سَار فَقتله لَيْلًا وَأخذ ذهبه فَبلغ ذَلِك النَّائِب فَطلب الشَّيْخ فَضَربهُ ألف مقرعة فِيمَا قيل فاعتقله ثمَّ كَانَ الشَّيْخ بعد ذَلِك يخَاف من النَّجْم فَكَانَ يبيت ويغلق الْبَاب بَينه وَبَينه بأقفال إِلَى أَن قدر الله على النَّجْم بتسميره فأمن حِينَئِذٍ وَكَانَ يكني عَن نَفسه بالشخص وَعَن النَّجْم بالهالك فَيَقُول جرى للشَّخْص مَعَ الْهَالِك كَيْت وَكَيْت وَكَانَت حكاياته عَنهُ لَا تمل لِأَنَّهُ كَانَ ينمقها ويوردها بِعِبَارَة عَرَبِيَّة حَسَنَة جدا وَله السياسة فِي علم الفراسة أَجَاد فِيهِ ولحقه صمم قبل مَوته وَذَهَبت عينه الْوَاحِدَة وَمن شعره
(للنَّفس وَجْهَان لَا تنفك قَابِلَة ... مِمَّا تقَابل من عَال ومستفل)(5/202)
(كنحلة طرفاها فِي مُقَابلَة ... فِيهَا من اللسع مَا فيعها من الْعَسَل) وَله هُوَ لطيف
(نظر الْهلَال إِلَيْهِ أول لَيْلَة ... قرآه أحسن منْظرًا فتزيد)
(وَرَآهُ أحسن مِنْهُ بَدْرًا فَهُوَ من ... غم يذوب ويضمحل كَمَا بدا) وَكَانَ صبورا على الْفقر والوحدة كثير الآلام والأوجاع مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 727 بصفد
1235 - مُحَمَّد بن طَاهِر بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الخبائري سمع من أَحْمد بن شَيبَان وَغَيره وَحدث
1236 - مُحَمَّد بن طَاهِر الوَاسِطِيّ النَّقِيب حدث عَن الْفَخر وَمَات فِي صفر سنة 746 وَقد شاخ ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه لم يزدْ
1237 - مُحَمَّد بن طرنطاي الْأَمِير نَاصِر الدّين النَّائِب كَانَ مقدم ألف بِمصْر جيدا سليم الْبَاطِن وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي والابرقوهي وَحدث وَمَات فِي رَجَب سنة 731
1238 - مُحَمَّد بن طريف الْغَزِّي ولد سنة 13 وَمَات وَآخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي الْمَقْدِسِي
1239 - مُحَمَّد بن طغريل الدِّمَشْقِي الْخَوَارِزْمِيّ نَاصِر الدّين ابْن الصَّيْرَفِي ولد بعد السبعمائة وَيُقَال سنة 693 وعني بِالْحَدِيثِ فَسمع الْكثير وَكتب الطباق وَخرج وَأخذ عَن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم والمطعم وَغَيرهمَا وَكَانَ سريع الْقِرَاءَة جدا فاتهموه أَنه يصفح الأوراق وَكَانَ(5/203)
مكثرا جدا وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَخرج لجَماعَة ورحل إِلَى الْبِلَاد الشمالية وَأفَاد أَهلهَا ثمَّ سَافر إِلَى حماة فَمَاتَ بهَا فِي 12 ربيع الأول سنة 737
1240 - مُحَمَّد بن طغلقشاه الْهِنْدِيّ ملك الْهِنْد أَبُو الْمُجَاهِد أَخذ المملكة عَن أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ تركيا من مماليك صَاحب الْهِنْد قبله فتنقل إِلَى أَن ولي السلطنة واتسعت مَمْلَكَته جدا وَكَانَ لَهُ السَّنَد ومكران والمعبر ويخطب لَهُ بمقدشوه وسرنديب وَسَائِر الْبِلَاد الإسلامية وَفتح فتوحات كَثِيرَة حَتَّى يُقَال إِن جملَة مَا فتح تِسْعَة آلَاف قَرْيَة ويحتم مِنْهَا بِالذَّهَب مَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر وَكَانَ جوادا متواضعا عَالما يحفظ الْهِدَايَة فِي فقه الْحَنَفِيَّة ويشارك فِي الْحِكْمَة وَأهْدى لَهُ شخص عجمي الشِّفَاء لِابْنِ سينا بِخَط ياقوت فِي مُجَلد وَاحِد فأثابه عَلَيْهِ بِمَال عَظِيم يُقَال إِن قدره مائَة ألف مِثْقَال أَو أَكثر وَورد كِتَابه إِلَى النَّاصِر فِي مقلمة ذهب زنتها ألفا مِثْقَال مرصعة بجوهر قوم بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وجهز مرّة إِلَى السُّلْطَان مركبا قد ملئ من التفاضيل الْهِنْدِيَّة الفاخرة الفائقة وَأَرْبَعَة عشر حَقًا قد ملئت من فصوص الماس وَغير ذَلِك فاتفق أَن رسله اخْتلفُوا فَقتل بَعضهم بَعْضًا فانتمى الْأَمر إِلَى صَاحب الْيمن فَقتل البَاقِينَ بِمن قتلوا وَاسْتولى على الْهَدِيَّة فَبلغ النَّاصِر فصعب عَلَيْهِ وَكَاتب صَاحب الْيمن فِي معنى(5/204)
ذَلِك وَجرى مَا يطول شَرحه وَكَانَ مَعَ سَعَة مَمْلَكَته عنينا لِأَنَّهُ كوى فِي صلبه وَهُوَ حدث لعِلَّة حصلت لَهُ وَيُقَال أَن عساكره بلغت سِتّمائَة ألف وَأَنه كَانَ لَهُ ألف وَسَبْعمائة فيل وَإِن فِي خدمته من الْأَطِبَّاء والحكماء والندماء وَالْعُلَمَاء والمغاني الْعدَد الْكثير الَّذِي لم يجمع لغيره وَكَانَ يخْطب لَهُ على مَنَابِر بِلَاده سُلْطَان الْعَالم اسكندر الزَّمَان خَليفَة الله فِي أرضه وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود سنة 752
1241 - مُحَمَّد بن طَلْحَة بن يُوسُف بن عبد الله شمس الدّين الْحلَبِي ولد سنة 705 وَقَرَأَ الْقُرْآن وَسمع من الْكَمَال ابْن النّحاس الْجُزْء الْمُنْتَقى من مشيخة الْعِمَاد ابْن النّحاس وَحدث بهَا وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن بِبَعْض الرِّوَايَات وَكَانَ يسكن بالخانقاه الصلاحية بحلب ويؤم بالعصرونية وَكَانَ يعاشر الأكابر مَعَ الظّرْف الْبَالِغ والمجون وَمَات سنة 788
1242 - مُحَمَّد بن طولوبغا التركي ولد سنة 13 وعني بِالْحَدِيثِ فَسمع الْكثير على الحجار وَابْن أبي التائب وَغَيرهمَا وعني بِالْحَدِيثِ والتخريج ولازم الْحفاظ واسمع وَلَده عبد الرَّحْمَن الْكثير حضورا وسماعا وَمَات فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
1243 - مُحَمَّد بن طينال نَاصِر الدّين ابْن النَّائِب كَانَ أَمِير طبلخاناة بِدِمَشْق وَكَانَ بديع الْجمال حَتَّى إِنَّهُم أخرجُوا قماشا سموهُ خدود ابْن طينال لحسن وجنته واحمرار خديه وَورث من أَبِيه مَالا جزيلا فأذهبه فِي الترف(5/205)
وَمَات شَابًّا فِي رَمَضَان سنة 750
1244 - مُحَمَّد بن ظافر بن عبد الْوَهَّاب الفيومي الْمَالِكِي شرف الدّين الْمَعْرُوف بِابْن خطيب الفيوم تفقه وناب فِي الحكم بِجَامِع الصَّالح ثمَّ ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وَمَات فِي شَوَّال سنة 719
1245 - مُحَمَّد بن عَامر الربضي من أهل مالقة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ الْمَشَايِخ يسمونه الرَّوْضَة لظرفه وَكَانَ كثير الْكتب النفيسة وَجمع كتابا سَمَّاهُ لباب اللّبَاب وَمَات فِي حُدُود سنة 740 عَن سنّ عالية
1246 - مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ظافر الْبُرُلُّسِيّ الْمَالِكِي صَلَاح الدّين ولد سنة 699 وَسمع على عَليّ بن مُحَمَّد بن هَارُون البعلي وست الوزراء وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْأُصُول على القونوي وَولي حسبَة الْقَاهِرَة وَنظر الْإسْكَنْدَريَّة وَنظر الْمَوَارِيث وَمَات فِي صفر سنة 765
1247 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي الْمجد إِبْرَاهِيم المرشدي أَصله من دهروط ولد سنة بضع وَسبعين وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الضياء ابْن عبد الرَّحِيم وتلا بالسبع على التقي الصَّائِغ وتفقه ثمَّ انْقَطع فِي زاويته الْمَشْهُورَة بمنية بنى مرشد وَكَانَت لَهُ أَحْوَال وهمة فِي خدمَة النَّاس وضيافتهم بِحَيْثُ يطعم كل من مر بِهِ من كَبِير وصغير وَقَلِيل وَكثير وَيقدم لكل وَاحِد مَا يَقع فِي خاطره فاشتهر هَذَا عَنهُ وذاع وَمَعَ ذَلِك لم يكن يقبل لأحد شَيْئا حَتَّى أَن السُّلْطَان تحيل عَلَيْهِ وَبعث مَعَ الْأَمِير بكتمر الساقي جملَة من الذَّهَب فعالجه فِي قبُولهَا ودسها مَعَه فِي مَأْكُول جهزه صحبته إِلَى السُّلْطَان(5/206)
وَحج فِي هَيْئَة كَبِيرَة وتلامذة فَكَانَ ينْفق فِي كل لَيْلَة عَلَيْهِم تَارَة ألفا وَتارَة أَكثر وَضبط عَلَيْهِ أَنه انفق فِي ثَلَاث لَيَال مَا قِيمَته ألف دِينَار وَفِي خمس لَيَال أُخْرَى مَا قِيمَته نَحْو الْخَمْسَة وَعشْرين ألفا وَاجْتمعَ بالسلطان فَعَظمهُ وَلم يقبل مِنْهُ شَيْئا وَعَابَ عَلَيْهِ النَّاصِر أَنه بَالغ فِي إكرامه وتأتيه فَلم يسْأَله لأحد حَاجَة وَلَا وصاه على أحد من الرّعية إِلَّا على الْفَخر نَاظر الْجَيْش وَكَانَ النَّاظر هُوَ الَّذِي عرف السُّلْطَان بِهِ فتخيل النَّاصِر مِنْهُ وَقَالَ هَؤُلَاءِ يتقارضون الثَّنَاء قلت وَمَا أَظن الشَّيْخ إِلَّا قد بُد أَجَاد فَإِن الْفَخر كَانَ رادا للظلم ودافعا عَن الْخلق مُدَّة حَيَاته كَمَا فِي تَرْجَمته وَكَانَ كل من أنكر عَلَيْهِ حَاله إِذا اجْتمع بِهِ زَالَ عَنهُ ذَلِك مِنْهُم ابْن سيد النَّاس وَابْن وَابْن جنكلي بن البابا وَغَيرهمَا وأنكروا عَلَيْهِ أَن فِي زاويته منبرا للخطيب فَيصَلي النَّاس الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وَلَا يُصَلِّي مَعَهم وَكَانَ إِذا قدم عَلَيْهِ أحد فجَاء وَقت الصَّلَاة أَشَارَ لمن يتعانى ولاأذان أَن يُؤذن وَلمن يتعانى الْإِمَامَة أَن يؤم وَلمن يتعانى الخطابة أَن يخْطب من غير أَن يكون لَهُ معرفَة بِأحد مِنْهُم وَكَانَ أسمر مبدنا ربعَة حسن الشكل منور الصُّورَة جميل الْهَيْئَة حسن الْأَخْلَاق كثير التِّلَاوَة وَكَانَ يُفْتى بِلَفْظِهِ لَا بكتابه قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَاحب أَحْوَال وَاخْتلفت الْأَقَاوِيل فِيهِ ويحكى عَنهُ عجائب فِي إِحْضَار الْأَطْعِمَة وَكَانَ يخْدم الواردين بِنَفسِهِ وَلَا يقبل لأحد شَيْئا وَكَانَ يتَكَلَّم على الخواطر وَكَانَ قَلِيل الدَّعْوَى عديم الشطح حسن المعتقد وَكَانَ يخرج للحاضرين الْأَطْعِمَة الفاخرة من خلوته وَلَا يدخلهَا(5/207)
أحد غَيره قَالَ وَالَّذِي يظْهر لي أَنه كَانَ مجذوبا وعظيم شَأْنه فِي الدولة جدا حَتَّى كَانَ يكْتب ورقته إِلَى كَاتب السِّرّ والدويدار وَغَيرهمَا من أَرْكَان الدولة فِي الْمُهِمَّات فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ردهَا وَكَانَ بَات فِي عَافِيَة فَأرْسل إِلَى من حوله أَنه عرض أَمر مُهِمّ يَقْتَضِي حضوركم فَحَضَرُوا فَدخل خلوته فَأَبْطَأَ فطلبوه فوجدوه مَيتا وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة 738 وَذكر ابْن فضل الله فِي تَرْجَمته نَحْو مَا تقدم وَزَاد أَن الَّذِي يحْكى عَنهُ لم يسمع بِمثلِهِ فِي سالف الدَّهْر من رجل مُنْقَطع فِي زَاوِيَة فِي قَرْيَة صَغِيرَة فِي طَرِيق الرمل لَا يُوجد فِيهَا شَيْء من هَذِه الْأَنْوَاع مَعَ أَن الشَّائِع والذائع أَنه كَانَ يَأْتِيهِ الْجَمَاعَة وكل وَاحِد مِنْهُم يَشْتَهِي شَيْئا مِمَّا لَا يُوجد إِلَّا فِي الْقَاهِرَة أَو دمشق فاذا حَضَرُوا غَابَ هنيهة واحضر لكل وَاحِد مِنْهُم مَا اقترح وَأكْثر مَا كَانَ يحضرهُ بِنَفسِهِ وَلَيْسَ لَهُ خَادِم وَلَا عرف لَهُ طباخة وَلَا قدر وَلَا مغرفة وَلَا موقد نَار مَعَ اشْتِغَاله أَكثر نَهَاره بِالنَّاسِ وَلَا يخْتَص ذَلِك بِوَقْت دون وَقت بل لَو اتاه فِي الْيَوْم الْوَاحِد من أَتَاهُ لَا بُد من أَن يحضر لَهُ مَا يشتهيه قَالَ وَلَا يَخْلُو أَكْثَرهَا من مجازفة وَلَكِن اشتهارها وشيوعها يدل على أَن لَهَا أصلا ثمَّ حُكيَ عَن جمَاعَة متنوعة وُقُوع ذَلِك لَهُم بِغَيْر وساطة إِلَى أَن قَالَ وَقد زعم قوم أَن جَمِيع مَا كَانَ يَأْتِي بِهِ كَانَ يمده بِهِ قَاضِي فوه فَإِنَّهُ كَانَ يخْتَص بالشيخ فَكَانَ القَاضِي لَا يقدر على عَزله فطالت مدَّته وانبسطت يَده وَأكْثر من التِّجَارَة(5/208)
والزراعة والولاة ترعاه لجاهه بالشيخ فتمت أَحْوَاله واتسعت دائرته فَلم يكن لَهُ شغل إِلَّا تلقى من يقبل زَائِرًا للشَّيْخ فينزله ويحادثه حَتَّى يقف على مَا فِي خاطره ثمَّ يُرْسل إِلَى الشَّيْخ ذَلِك بإمارات ودواب مركزة بِمَا يُرْسل إِلَيْهِ ويمده بِهِ قَالَ وعَلى الْجُمْلَة فَكَانَ ذَا بر وَمَعْرِفَة ومعروف وَطَرِيق غير مألوف رَحمَه الله تَعَالَى
1248 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن حَامِد بن خَليفَة السويدي الأَصْل ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الناصح وَيعرف أَيْضا بقاضي الْكفْر ولد سنة 711 وَسمع مِنْهُ يحيى بن مُحَمَّد بن سعد كتاب الْعلم للمروزي بسماعهمن جَعْفَر سَمعه مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 775
1249 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن اسماعيل بن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْحَافِظ شمس الدّين أَبُو بكر بن الْمُحب الصَّامِت ولد سنة 713 واحضره أَبوهُ على التقي سُلَيْمَان وَمُحَمّد بن يُوسُف بن المهتار وست الوزراء وَغَيرهم واسمعه الْكثير من عِيسَى الْمطعم وَأبي بكر ابْن عبد الدَّائِم وَأبي الْفَتْح ابْن النشو وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَأبي بكر بن مشرف وَيحيى بن سعد وَإِسْحَاق الْآمِدِيّ وَابْن الزراد وَابْن مزيز وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ الرضى الطَّبَرِيّ وَزَيْنَب بنت شكر والرشيد بن الْمعلم وَحسن الْكرْدِي والشريف الموسوي والدشتي وَابْن(5/209)
درادة وَمُحَمّد بن عبد المحسن الدواليبي وَغَيرهم وَكَانَ مكثرا شُيُوخًا وسماعا وَطلب بِنَفسِهِ فَقَرَأَ الْكثير فأجاد وَخرج وَأفَاد وَكَانَ عَالما متفننا متقشفا مُنْقَطع القرين وَحدث دهرا وَمَات بالصالحية فِي لَيْلَة الْخَامِس من شَوَّال سنة 789 وَكَانَ قد شهر بالصامت لِكَثْرَة سُكُوته وَكَانَ يكره أَن يلقب بذلك وتفقه إِلَى أَن فاق الأقران وَأفْتى ودرس وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة حسن الْهَيْئَة من رُؤَسَاء أهل دمشق 1250 مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن رَاجِح بن بِلَال بن عِيسَى ابْن حُذَيْفَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سمع من يحيى بن مُحَمَّد بن سعد وَمُحَمّد ابْن الْمُحب والذهبي وَغَيرهم سمع مِنْهُ الْمُحدث برهَان الدّين الْحلَبِي بِدِمَشْق فِي سنة ثَمَانِينَ وَأَجَازَ فِي سنة سبعين لعبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز ابْن جمَاعَة
1251 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد الأيجى شمس الدّين الْمَكِّيّ الشَّاعِر أنشدنا عَنهُ الرَّجَاء من نثره وَمن نظمه لما مَاتَ الْعلم صَالح الاسنوي
1252 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر الطَّبَرِيّ بهاء الدّين ابْن تَقِيّ الدّين ابْن الْحَافِظ محب الدّين الطَّبَرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْخَطِيب ولد بِمَكَّة سنة 678 وَسمع من جده وَأَبِيهِ وَعُثْمَان التوزري
1253 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد اليزدى حدث عَن جده عَن فضل الله التوربشتي وَكَانَ بعد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة نقلته من مشيخة الْجُنَيْد الكازروني تَخْرِيج الشَّيْخ شمس الدّين الْجَزرِي وأظن أَنه سقط بَين جده أَحْمد وَبَين فضل الله رجل(5/210)
1254 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن أَحْمد الهكاري ثمَّ الصلتي بدر الدّين قَاضِي حمص ولد بعد الثَّلَاثِينَ وَنَشَأ بالصلت وَكَانَ أَبوهُ مدرسا تولى التدريس بعد أَبِيه بعد أَن اسْتَقل بالقدس ثمَّ قدم دمشق فَطلب الحَدِيث وَسمع من شُيُوخ الْعَصْر بعد السِّتين وَأب على الِاشْتِغَال وَتَعْلِيق الْفَوَائِد ثمَّ ولي قَضَاء بَلَده وتنقل فِي ولايات الْقَضَاء بِالْبرِّ إِلَى أَن ولي الْقُدس وَآخر مَا ولي حمص وَمَات بهَا فِي شهر رَجَب سنة 786 وَلم يبلغ الْخمسين وَله اخْتِصَار ميدان الفرسان فِي ثَلَاثَة
1255 - مُحَمَّد بن عبد الله بن البابا بدر الدّين الشَّاعِر الشَّامي توجه إِلَى طرابلس فمدح النَّائِب فَأَجَازَهُ فَمَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 705 وَكَانَ فَاضلا خيرا مَعْرُوفا بِالْكَرمِ وَمن نظمه
(كَأَن الرياض وَأَغْصَانهَا ... تمايل فِي الْوَرق الْأَخْضَر)
(قباب الزبرجد مَنْصُوبَة ... يُظِلّهَا العنبر بالجوهر)
1256 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحَاج المالقي وَكَانَ شَاعِرًا يستجدي بِشعرِهِ مدح مُلُوك الأندلس وَمن النَّوَادِر الَّتِي اتّفقت لَهُ أَنه رئي ابْن الْأَحْمَر لما مَاتَ وَاسْتقر ابْنه فِي المملكة فأنشده قصيدة أَولهَا
(على من تنشر الْيَوْم البنود ... وَتَحْت لِوَاء من تمشي الْجنُود) فبادر الْملك فَقَالَ على رَأس الَّذِي بَين يَديك فَخَجِلَ الشَّاعِر وَانْقطع(5/211)
واستظرف النَّاس هَذَا الْجَواب قَالَه ابْن الْخَطِيب وَقيد وَفَاته بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة
1257 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله بن عمر بن عِيسَى بن أَحْمد بن حسن الاربلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الزرزاري شهَاب الدّين أَبُو الْفرج ابْن الْمجد ولد سنة 662 وَسمع مَعَ ابْن أبي الْيُسْر وَابْن البُخَارِيّ وَابْن أبي عَمْرو ابْن الانماطي وَعبد الْوَاسِع الابهري وَغَيرهم وَأكْثر وَدَار على الشُّيُوخ وَكتب الطباق وتفقه إِلَى أَن أفتى ودرس وجود الْعَرَبيَّة وتعانى الشُّرُوط فمهر فِيهَا حَتَّى صَار إِذا رأى الْمَكْتُوب نظرة وَاحِدَة عرف فَسَاده من صَلَاحه وَكَانَ يَنُوب فِي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ اسْتَقل بهَا ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد ابْن جملَة فِي ذِي الْقعدَة سنة 734 ثمَّ صرف بالجلال الْقزْوِينِي وَمَات بِسَبَب وُقُوعه عَن بغلته فَمَرض أسبوعا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 738 فَقَالَ الضفدع الشَّاعِر
(بغله قاضينا إِذا زلزلت ... كَانَت لَهُ من فَوْقهَا القارعه)
(وأظهرت زَوجته بعده ... ضائقة بِالرَّحْمَةِ الواسعة) وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ ابْن نباتة
(كم من صديق قد جَاءَ يسألني ... فِي الْبر والمكرمات والحلم)
(عَن ابْن صصرى وعنك قلت لَهُ ... لَا فرق بَين الشهَاب والنجم) قَالَ الذَّهَبِيّ لم يحمد فِي أَحْكَامه وَلما مَاتَ لم يعْمل لَهُ عزاء وأوذي أصهاره وَكَانَت فِيهِ مَكَارِم وَله محَاسِن(5/212)
1258 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله الزرزاري عفيف الدّين أَبُو عبد الله بن الْمجد أَخُو القَاضِي شهَاب الدّين الْمَاضِي ذكره وَهَذَا هُوَ الْأَكْبَر ولد بحلب سنة خمسين وسِتمِائَة فِي الْمحرم واسمع على إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل جُزْءا من حَدِيث أبي بكر الْمروزِي بِسَمَاعِهِ لَهُ من إِسْمَاعِيل الخبزي وَشَيخ الشُّيُوخ وَغَيرهمَا وَحفظ التَّنْبِيه واشتغل إِلَى أَن ولي تدريس الكلاسة بعد أَبِيه وَكَانَ صَالحا زاهدا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 725 وَهُوَ أَخُو الَّذِي قبله
1259 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ ركن الدّين ولد بحلب بِالْمَدْرَسَةِ العصرونية فِي ربيع الآخر سنة 653 وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة من شيخ الشُّيُوخ وَحدث بِهِ مرَارًا ذكره الزملكاني فَقَالَ حسن السمت كثير الصمت قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ حفظ التَّنْبِيه فِي صفره وَأم بالقيمرية اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين سنة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 719 بِدِمَشْق
1260 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم الْعِرَاقِيّ شمس الدّين إِمَام الأَسدِية بحلب سمع من سنقر صَحِيح البُخَارِيّ ذكره مُحَمَّد بن يحيى بن سعد فِي شُيُوخ حلب سنة 748
1261 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن عَليّ بن أَحْمد السَّلمَانِي قرطبي الأَصْل ثمَّ نزل سلفه طليطلة ثمَّ لوشة ثمَّ غرناطة يكنى أَبَا عبد الله ويلقب لِسَان الدّين ولد فِي خَامِس عشري رَجَب سنة 713 بلوشة وَكَانَ سلفه قَدِيما يعْرفُونَ ببني وَزِير ثمَّ صَارُوا يعْرفُونَ ببني الْخَطِيب نِسْبَة إِلَى سعيد جده الْأَعْلَى وَكَانَ قد ولي الخطابة بهَا وتحول(5/213)
جده الْأَدْنَى سعيد إِلَى غرناطة وَمَات سنة 683 وَنَشَأ ابْنه عبد الله فِي نعْمَة طائلة ثمَّ ولي الوزارة بلوشة وَرجع وخدم فِي المخزن بغرناطة وَمَات سنة 741 وَقَرَأَ لِسَان الدّين الْقُرْآن على أبي عبد الله بن عبد الْوَلِيّ العواد حفظا ثمَّ تجويدا لأبي عَمْرو وَقَرَأَ القراآت أَيْضا والعربية على أبي عَليّ القيجاطي وَأبي الْقَاسِم ابْن جزي وَأبي عبد الله بن الفخار وتأدب بِأبي الْحسن بن الْجبَاب وَسمع من أبي عبد الله بن جَابر وأخيه أبي جَعْفَر وَأبي البركات بن الْحَاج وَأبي مُحَمَّد بن سَلمُون وأخيه أبي الْقَاسِم وَأبي عَمْرو بن الْأُسْتَاذ وَأبي بكر بن شيرين وَأبي عبد الله بن عبد الْملك وَأبي عبد الله بن حزب الله وَأبي الْعَبَّاس بن يَرْبُوع وَأبي مُحَمَّد بن أَيُّوب المالقي خَاتِمَة أَصْحَاب أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَغَيرهم وَأخذ الطِّبّ والمنطق والحساب عَن يحيى بن هُذَيْل الفيلسوف وبرز فِي الطِّبّ وتولع بالشعر فنبغ فِيهِ وَترسل ففاق أقرانه واتصل بالسلطان أبي الْحجَّاج يُوسُف بن أبي الْوَلِيد بن نصر بن الْأَحْمَر فمدحه وتقرب مِنْهُ واستكتبه من تَحت يَد أبي الْحسن بن الْجبَاب إِلَى أَن مَاتَ أَبُو الْحسن فِي الطَّاعُون الْعَام فاستقل بِكِتَابَة السِّرّ وأضاف إِلَيْهِ رسوم الوزارة وَاسْتَعْملهُ فِي السفارة إِلَى الْمُلُوك واستنابه فِي جَمِيع مَا يملكهُ حَتَّى كَانَ فِي جملَة المناشير لَهُ وأطلقنا يَده على كل مَا جعل الله لنا النّظر فِيهِ فَلَمَّا قتل أَبُو الْحجَّاج سنة 755 وَقَامَ ابْنه مُحَمَّد اسْتمرّ بِابْن الْخَطِيب على وزارته واستكتب مَعَه غَيره ثمَّ أرْسلهُ إِلَى(5/214)
أبي عنان المريني بفأس ليستنجده فمدحه فاهتز لَهُ وَبَالغ فِي إكرامه فَلَمَّا خلع مُحَمَّد وتغلب أَخُوهُ إِسْمَاعِيل على السلطنة فَقبض عَلَيْهِ بعد أَن أَمنه واستؤصلت نعْمَته وَقد وصفهَا بِأَنَّهَا لم يكن بالأندلس مثلهَا من تفجر الْغلَّة وفراعة الْأَعْيَان وغبطة الْعقار وحصانة الْآلَات ورفعة الْبُنيان واستجادة الْعدة ووفور الْكتب إِلَى الْآنِية والفرش وَالطّيب وَالْمُضَارب والسائمة وَبيع جَمِيع ذَلِك وصاحبها البخس ونقصها الْخَوْف وَشَمل الطّلب جَمِيع الْأَقَارِب وَاسْتمرّ مسجونا إِلَى أَن وَردت شَفَاعَة أبي سَالم ابْن أبي عنان فِيهِ وَفِي صَاحبه وَجعل خلاصه شرطا فِي مسالمة الدولة فانتقل صُحْبَة سُلْطَانه إِلَى فاس وَبَالغ فِي إكرامه وأجرى عَلَيْهِ وأقطعه وجالسه ثمَّ نَقله إِلَى مَدِينَة سلا بعد أَن دخل مراكش فَأكْرمه عمالها ثمَّ شفع لَهُ أَبُو سَالم مرّة ثَانِيَة فَردَّتْ عَلَيْهِ ضيَاعه بغرناطة غلى أَن عَاد سُلْطَانه إِلَى السلطنة فَقدم عَلَيْهِ بولده فَأكْرمه وتوسل إِلَيْهِ بِأَن يَأْذَن لَهُ فِي الْحَج فَلم يجبهُ وقلده مَا وَرَاء بَابه فباشره مُقْتَصرا على الْكِفَايَة رَاضِيا بِغَيْر النبيه من اللّبْس هاجرا للزخرف صادعا بِالْحَقِّ فِي أسواق الْبَاطِل وَعمر حِينَئِذٍ زَاوِيَة ومدرسة وصلحت أُمُور سُلْطَانه على يَده فَلم يزل فِي ذَلِك إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين عُثْمَان بن يحيى بن عمر شيخ الْغُزَاة منافرة أدَّت إِلَى نفي عُثْمَان الْمَذْكُور فِي شهر رَمَضَان سنة 764 فَظن ابْن الْخَطِيب أَن الْوَقْت صفا لَهُ وَأَقْبل سُلْطَانه على اللَّهْو وَانْفَرَدَ هُوَ بتدبير المملكة فكثرت القالة فِيهِ من الحسدة واستشعر فِي آخر الْأَمر أَنهم سعوا بِهِ إِلَى سُلْطَانه(5/215)
وخشي على نَفسه البادرة فَأخذ فِي التحيل فِي الْخَلَاص وراسل أَبَا سَالم صَاحب فأس فِي اللحاق بِهِ وَخرج على أَن يتفقد الثغور الغربية فَلم يزل حَتَّى حَاذَى جبل الْفَتْح فَركب الْبَحْر إِلَى سبتة وَدخل مَدِينَة فاس سنة 73 فَتَلقاهُ أَبُو سَالم وَبَالغ فِي إكرامه وأجرى لَهُ الرَّوَاتِب فَاشْترى بهَا ضيَاعًا وبساتين فَبلغ ذَلِك أعداءه بالأندلس فسعوا بِهِ عِنْد سُلْطَانه حَتَّى أذن لَهُم فِي الدَّعْوَى عَلَيْهِ بِمَجْلِس الحكم بِكَلِمَات كَانَت تصدر مِنْهُ وتنسب إِلَيْهِ وأثبتوا ذَلِك وسألوه الحكم بِهِ فَحكم بزندقته وإراقة دَمه وَأَرْسلُوا صُورَة الْمَكْتُوب إِلَى فاس فَامْتنعَ أَبُو سَالم فَقَالَ هلا أثبتم ذَلِك عَلَيْهِ وَهُوَ عنْدكُمْ فَأَما مَا دَامَ عِنْدِي فَلَا يُوصل إِلَيْهِ فاستمر على حَالَته بفاس إِلَى أَن مَاتَ أَبُو سَالم فَلَمَّا تسلطن بهَا أَبُو الْعَبَّاس بعده اغراه بِهِ بعض من كَانَ يعادية فَلم يزل إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وسجن فَبلغ ذَلِك سُلْطَان غرناطة فَأرْسل وزيره أَبَا عبد الله ابْن زمرك إِلَى أبي الْعَبَّاس بِسَبَبِهِ فَلم يزل بِهِ إِلَى أَن أذن لَهُم فِي الدَّعْوَى عِنْد القَاضِي فباشر الدَّعْوَى ابْن زمرك فِي مجْلِس السُّلْطَان وَأقَام الْبَيِّنَة بالكلمات الَّتِي أَثْبَتَت عَلَيْهِ فعزره القَاضِي بالْكلَام ثمَّ بالعقوبة ثمَّ بالسجن فطرق عَلَيْهِ السجْن بعد أَيَّام لَيْلًا فخنق وَأخرج من الْغَد فَدفن فَلَمَّا كَانَ من غَد دَفنه وجد على شَفير قَبره محروقا فاعيد(5/216)
إِلَى حفرته وَقد احْتَرَقَ شعره واسودت بَشرته وَذَلِكَ فِي شهور سنة 776 وَقد اشْتهر أَنه نظم - حِين أَرَادوا قَتله - الأبيات الْمَشْهُورَة الَّتِي مِنْهَا
(فَقل للعدا ذهب ابْن الْخَطِيب ... وَفَاتَ فسبحان من لَا يفوت)
(فَمن كَانَ يشمت مِنْكُم بِهِ ... فَقل يشمت الْيَوْم من لَا يَمُوت) وَذكر الشَّيْخ مُحَمَّد القضباني أَن ابْن الْأَحْمَر وَجهه رَسُولا إِلَى ملك الفرنج فَلَمَّا أَرَادَ الرُّجُوع أخرج لَهُ كتابا من ابْن الْخَطِيب بِخَطِّهِ يشْتَمل على نظم ونثر فِي غَايَة الْحسن والبلاغة فاقرأه إِيَّاه فَلَمَّا فرغ من قِرَاءَته قَالَ لَهُ مثل هَذَا يقتل وَبكى حَتَّى بل ثِيَابه وَمن تواليف ابْن الْخَطِيب التَّاج الْمحلى فِي أدباء الْمِائَة الثَّامِنَة والإكليل الزَّاهِر فِيمَن فضل عِنْد نظم التَّاج من الْجَوَاهِر وَهَذَانِ الكتابان يشتملان على تراجم الأدباء بالمغرب وَجَمِيع مَا فيهمَا من الْكَلَام مسجوع وَله طرفَة الْعَصْر فِي دولة بني نصر - ثَلَاث مجلدات ونفاضة الجراب فِي علالة الْأَعْرَاب - أَرْبَعَة أسفار وديوان الشّعْر فِي مجلدين وَحمل الْجُمْهُور على السنين والشهور والتعريف بالحب الشريف واليوسفي فِي الطِّبّ - مجلدان ورقم الْحلَل فِي نظم الدول(5/217)
أرجوزة ونثره لَو جمع لزاد على عشر مجلدات وَمن شعره
(وَلما رَأَتْ عزمي حثيثا على السرى ... وَقدرا بهَا صبري على موقف الْبَين)
(أَتَت بِكِتَاب الْجَوْهَرِي دموعها ... فعاوضت من دمعي بمختصر الْعين) وَله
(قل لشمس الدّين وقيت الردى ... لم يدع سقمك عِنْدِي جلدا)
(رمدت عَيْنك هَذَا عجب ... أَو عين الشَّمْس تَشْكُو الرمدا) وَله
(أفقد جفنى لذبذ الوسن ... من لم أزل فِيهِ خليع الرسن)
(عذاره المسكي فِي خَدّه ... انبته الله النَّبَات الْحسن) وَله
(مَا ضرنى أَن لم أجئ مُتَقَدما ... السَّبق يعرف آخر الْمِضْمَار)
(وَلَئِن غَدا ربع البلاغة بلقعا ... فلرب كنز فِي أساس جِدَار) وَله
(حَلَفت لَهُم بأنك ذُو يسَار ... وَذُو ثِقَة وَذُو كف أَمِين)
(ليستندوا إِلَيْك لحفظ مَال ... فتأكل باليسار وباليمين) وَله جلس الْمولى لتسليم الورى ... ولفرط الْبرد فِي الجو احتكام ...(5/218)
(فَإِذا مَا سَأَلُوا عَن يَوْمنَا ... قلت هَذَا الْيَوْم برد وَسَلام) وَله
(إِن الْهوى لشكاية مَعْرُوفَة ... صَبر التصبر من أجل علاجها)
(وَالنَّفس أَن ألف مرَارَة طعمه ... يَوْمًا ضمنت لَهَا صَلَاح مزاجها) وَله
(قَالَ جوادي عِنْدَمَا ... همزت همزا أزعجه)
(إِلَى مَتى تهمز بِي ... ويل لكل همزه) وَله
(طَال حزني لنشاط ذَاهِب ... كنت أَسْقِي زَمنا من حانه)
(وشباب كَانَ يندى خَدّه ... نزل الثَّلج على ريحانه) وَله
(يَا من بِأَكْنَافِ فُؤَادِي رتع ... قد ضَاقَ بِي عَن حبك المتسع)
(مَا فِيك لي جدوى وَلَا ارعوي ... شح مُطَاع وَهوى مُتبع) وَله
(أنْكرت لما أَن حل عَارضه ... فَقَالَ حِين رابه نَظَرِي)
(ألم تقل لي بأنني قمر ... فَانْظُر إِلَى وبر اريب الْقَمَر) وَأما قصائده فكثيرة جدا رَحمَه الله تَعَالَى حصلت هَذِه التَّرْجَمَة من كَلَام ابْن الْخَطِيب نَفسه من آخر كِتَابه الْإِحَاطَة إِلَّا مَا يتَعَلَّق بِقصَّة وَفَاته من ابتدائها فتقلتها من تَارِيخ ابْن خلدون(5/219)
1262 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عمر بن يُوسُف ابْن خطيب بَيت الْآبَار بهاء الدّين ولد سنة سِتِّينَ وأسمع على الضياء يُوسُف بن عمر ابْن يُوسُف خطيب بَيت الْآبَار فِي الْخَامِسَة جُزْءا من حَدِيث الْخرقِيّ بِسَمَاعِهِ على الخشوعي أَنا ابْن طَاوس بِسَنَدِهِ واقتضاء الْعلم وَهُوَ فِي الثَّالِثَة والمبعث لهشام وَحدث وَمَات
1263 - مُحَمَّد بن عبد الله بن صفرَة الشَّافِعِي قطب الدّين بن وجيه الدّين سمع من جده لأمه عبد الرَّحِيم بن عبد الْمُنعم الدميرى وَغَيره وَجمع شَيْئا فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَحدث بِهِ وناب فِي الحكم وَولي عدَّة ولايات وَكَانَ عَاقِلا فَاضلا حسن الشكل مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 742 عَن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة
1264 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عَبَّاس بن عَسْكَر صدر الدّين بن جمال الدّين ابْن الخابوري مَاتَ بطرابلس سنة 769 عَن 72 سنة
1265 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْبَاقِي بن عبد الْأَحَد الْحلَبِي أَبُو الْفضل سمع من سنقر الزيني مشيخته وَالسّنَن لمُحَمد بن الصَّباح وَمن بيبرس العديمي جُزْء البانياسي وَكَانَ أَبوهُ خَادِم الصُّوفِيَّة بحلب وَكَانَ هُوَ يعرف بالسفار سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَمَات فِي نصف شعْبَان سنة 776 بعد أَن عمي وَكَانَ يَقُول أَنه يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كل لَيْلَة فِي الْمَنَام(5/220)
1266 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي الفارقي صَلَاح الدّين ابْن قيم الشامية روى عَن عمر بن القواس وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 757 وَهُوَ أَخُو الَّذِي بعده
1267 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الرقي الفارقي الأَصْل الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين ابْن قيم الشامية سمع من الْفَخر وَغَيره وَولى مشيخة التجيبية وَكَانَ شَيخا مُبَارَكًا مَاتَ فِي رَجَب سنة 747
1268 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ شمس الدّين بن تَاج الدّين الطَّبِيب كَانَ فَاضلا لَهُ نظم وَولي تدريس الْأَطِبَّاء بالجامع الطولوني وَمَات فِي 17 شَوَّال سنة 772
1269 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الظَّاهِر الاخميمي الصَّالح العابد الْمَشْهُور مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي شهر شَوَّال سنة 776
1270 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَظِيم بن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو عَامر قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي الْعَبَّاس بن عبد النُّور وَأبي عبد الله بن ربيع وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي بكر بن عُبَيْدَة وَأبي عبد الله بن حُرَيْث وَغَيرهم وَكَانَ مشاركا فِي فنون من فقه وأدب وعربية كثير التَّوَاضُع مليح الدعابة وَله شعر وسط وَكَانَت وَفَاته سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة
1271 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم بن رضوَان بن الصَّواف الْكِنَانِي(5/221)
الْمصْرِيّ سمع من الرشيد الْعَطَّار ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَمَات فِي شعْبَان سنة 715
1272 - مُحَمَّد بن عبد الله أَخُوهُ سمع من الرشيد أَيْضا
1273 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الْعَدْوى نَاصِر الدّين ابْن صَلَاح الدّين ابْن عَم كَاتب السِّرّ عَلَاء الدّين ابْن فضل الله ولد سنة أَربع وَسَبْعمائة واسمع على التقي سُلَيْمَان والمطعم والطبقة فَأكْثر وَخرج لَهُ ابْن رَافع مشيخة وَولي شدّ الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَكَانَ بزِي الْجند وَقد تَأمر بِدِمَشْق طبلخاناة وَأخرج فِي آخر عمره إِلَى أذنة فَمَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 764 ومدحه ابْن نباتة وَغَيره أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
1274 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عقيل كَمَال الدّين قريب الشَّيْخ بهاء الدّين سمع الصَّحِيح من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 761
1275 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن أَحْمد العرشاني اليمني أَخذ عَن الْفَقِيه مُحَمَّد بن أَحْمد بن الحميد قَالَ الجندي لَهُ إجازات من الأكابر وَكَانَ صبورا على الإقراء وَكَذَا أَبوهُ وجده مَاتَ مُحَمَّد فِي الْمحرم سنة 703 وَخَلفه وَلَده مُحَمَّد فَكَانَ على طَرِيقَته فِي الإقراء والتعليم إِلَى أَن مَاتَ سنة 721 وَكَانَت وَفَاة جده عبد الله سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة ووفاة جده الْأَعْلَى عَليّ بن أَحْمد سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَ قد ولي الْقَضَاء بعدن وَله شهرة فِي تِلْكَ الْبِلَاد(5/222)
1276 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الْقَادِر تقى الدّين الشهير بالأطرياني ولد سنة 702 وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي واسمع البُخَارِيّ على وزيرة والحجار وَزَيْنَب بنت شكر وَغَيرهم وَمُسلمًا على الشريف الموسوي وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ ومسند عبد والدارمي عَن زَيْنَب بنت شكر وَكَانَ متواضعا حسن الْأَخْلَاق كثير الْبَذْل والإيثار ثمَّ أضرّ بآخرة وَلزِمَ بَيته أَخذ عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَابْن ظهيرة وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد 12 صفر سنة 776
1277 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن عُثْمَان القَاضِي صدر الدّين ابْن القَاضِي جمال الدّين ابْن القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن التركماني الْحَنَفِيّ ولد سنة 44 واسمع على الْمَيْدُومِيُّ والقانسى واحضر عِنْد جده وَأَجَازَ لَهُ ابْن شَاهد الْجَيْش وَكَانَ يتوقد ذكاء ويتدفق كرماً وَيكْتب خطا حسنا وينظم نظماً جيدا وَولي الْقَضَاء فِي شبوبيته فَسَار على سداد وَكَانَ يلازم الشَّيْخ أكمل الدّين وينوب فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل بعد وَفَاة السراج الْهِنْدِيّ وَكَانَ فَاضلا حسن الزي وَمن نظمه مَا كتبه على الْحَوْض الَّذِي أنشأه بكوم الريش
(سررنا بِهِ حوضا أتم بناءه ... لنكتسب الْأجر الجزيل من الرب)
(ويروى بِهِ الظمآن عِنْد احْتِيَاجه ... وَمَا هُوَ بالمقصور يَوْمًا على الشّرْب)(5/223)
مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة 776
1278 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي الْمَعَالِي بن أبي الْخَيْر بن ذَاكر بن احْمَد بن الْحُسَيْن بن شهريار الكازروني الأَصْل الْمَكِّيّ جمال الدّين ولد بِمَكَّة فِي شهر رَمَضَان سنة 711 وَسمع من الرضى الطَّبَرِيّ وَحدث عَنهُ وتعانى الْمِيقَات فمهر فِيهِ ونظم فِيهِ أرجوزة توفّي فِي شَوَّال سنة 777
1279 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مظفر فَخر الدّين ابْن بهاء الدّين الْحلِيّ ولي نظر المشهد النفيسي ثمَّ نظر الْجَيْش بِدِمَشْق بعد ابْن شيخ السلامية فِي سنة 33 وَكَانَ أَبوهُ قد ولي نظر الْجَيْش بِمصْر مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 736 بِبَيْت الْمُقَدّس
1280 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن الْمعَافي بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن الْحسن ابْن أبي السنان شمس الدّين بن تَاج الدّين بن عز الدّين الْموصِلِي الدِّمَشْقِي سمع بالموصل ودمشق وَحدث عَن أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَولي إِمَامَة العادلية بِدِمَشْق وَكَانَ لَهُ حَانُوت يتجر فِيهِ وَكَانَ ثمَّ أضرّ وَكَانَ خيرا سَاكِنا يلازم مواعيد الحَدِيث - قَالَه ابْن رَافع وجده الْمعَافى يلقب جمال الدّين صنف كتاب الْكَامِل فِي الْفِقْه جمع فِيهِ بَين الطَّرِيقَيْنِ(5/224)
وَمَشى فِيهِ على تَرْتِيب التَّتِمَّة وَهُوَ من طبقَة الرَّافِعِيّ وَقد أجَاز للتقي سُلَيْمَان وَآخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ الْخضر بن عبد الرَّحْمَن الازدي الدِّمَشْقِي وَهُوَ مُصَنف كتاب أنس المنقطعين وَله فِي التَّفْسِير كتاب الْبَيَان وَكَانَ فَاضلا دينا عَارِفًا بِالْمذهبِ مَاتَ بالموصل سنة ثَلَاثِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَمَات شمس الدّين فِي سادس ذِي الْقعدَة سنة 771
1281 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض شرف الدّين الْمَقْدِسِي ولد سنة واسمع على التقي اليلداني وَحدث وَمَات سنة 738
1282 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد بن عَطِيَّة بن أَحْمد العثماني الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْوَكِيل وبابن المرحل زين الدّين ابْن أخي صدر الدّين تفقه وَمهر فِي الْعُلُوم حَتَّى كَانَ يضاهي دروس عَمه وَكَانَ عَمه يَقُول ابْن الْعَالم طلع جَاهِلا وَابْن الْجَاهِل طلع عَالما وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من ابْن دَقِيق الْعِيد وبدمشق من شرف الدّين الْفَزارِيّ وَإِسْحَاق النّحاس وَابْن مشرف وَأخذ عَن عَمه صدر الدّين وَمهر ودرس بمشهد الْحُسَيْن ثمَّ قايضه شهَاب الدّين الْأنْصَارِيّ عَنهُ بتدريس العذراوية وَقدم دمشق سنة خمس وَعشْرين ودرس بهَا وناب فِي الحكم بهَا عَن الْعلم الاخنائي فَشكر ثمَّ ترك أثنى عَلَيْهِ البرزالي فَقَالَ مشكور السِّيرَة مَحْمُود الطَّرِيقَة مَعَ الْفضل والتواضع وَكَذَا أثنى عَلَيْهِ غير وَاحِد ووصفوه بالإنجماع والفصاحة وَكَانَ حسن الشكل صينا عفيفا مديما للإشتغال وعينه القَاضِي(5/225)
شمس الدّين الحريري للْقَضَاء ميسرًا بذلك عِنْد النَّاصِر فعاقه عَن ذَلِك صغر سنة وولاه النَّاصِر تدريس الشامية البرانية عوضا عَن كَمَال الدّين الزملكاني وَأفْتى وشغل وتميز وَله عذر قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مليح الشكل متصونا متواضعا ذكيا عَالما مناظرا كثير المحاسن لكنه كَانَ يُبَالغ فِي الخضوع لبَعض وَإِذا صلى نقر صلَاته ذكر ابْن رَافع أَنه صنف كتابا فِي أصُول الْفِقْه وَمَات فِي رَجَب سنة 738 وَقرر بعده فِي العذراويه وَلَده عبد الله وناب عَنهُ نور الدّين الاردبيلي ثمَّ درس مُسْتقِلّا سنة 42 وَله نَحْو خَمْسَة عشر سنة ثمَّ صاهر تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَهُوَ قَاض ثمَّ حصل لَهُ خمول ففارقها وَتوجه إِلَى حلب فَمَاتَ بهَا سنة 741
1283 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض الهوريني سمع من أبي الْحسن بن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ
1284 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مَالك بن مَكْنُون بن نجم بن طريف العجلوني شمس الدّين بن فَخر الدّين الفرحاني الأَصْل الْحُسَيْنِي خطيب بَيت لهيا ولد سنة نَيف وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة 95 أَبُو الْفضل بن عَسَاكِر وَعمر القواس وَعمر بن إِبْرَاهِيم العقيمي وَآخَرُونَ واسمع على سِتّ الوزراء وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 772(5/226)
1285 - مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن يُوسُف اللوائي الطنجي ابو عبد الله ابْن بطوطة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مشاركا فِي شَيْء يسير ورحل إِلَى الْمشرق فِي رَجَب سنة 25 فجال الْبِلَاد وتوغل فِي عراق الْعَجم ثمَّ دخل الْهِنْد والسند والصين وَرجع على الْيمن فحج سنة 26 وَلَقي من الْمُلُوك والمشايخ خلقا كثيرا وجاور ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْهِنْد فولاه ملكهَا الْقَضَاء ثمَّ خلص فَرجع إِلَى الْمغرب فَحكى بهَا أَحْوَاله وَمَا اتّفق لَهُ وَمَا اسْتَفَادَ من أَهلهَا قَالَ شَيخنَا أَبُو البركات ابْن البلفيقي حَدثنَا بِغَرَائِب مِمَّا رَآهُ فَمن ذَلِك أَنه زعم أَنه دخل الْقُسْطَنْطِينِيَّة فَرَأى فِي كنيستها اثْنَي عشر ألف أَسْقُف ثمَّ انْتقل إِلَى العدوة وَدخل بِلَاد السودَان ثمَّ استدعاه صَاحب فاس وَأمره بتدوين رحلته - انْتهى وقرأت بِخَط ابْن مَرْزُوق أَن أَبَا عبد الله بن جزي نمقها وحررها بِأَمْر السُّلْطَان أبي عنان وَكَانَ البلفيقي رَمَاه بِالْكَذِبِ فبرأه ابْن مَرْزُوق وَقَالَ إِنَّه بَقِي إِلَى سنة سبعين وَمَات وَهُوَ مُتَوَلِّي الْقَضَاء بِبَعْض الْبِلَاد قَالَ ابْن مَرْزُوق وَلَا أعلم أحدا جال الْبِلَاد كرحلته وَكَانَ مَعَ ذَلِك جوادا محسنا
1286 - مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ الْفرْيَابِيّ أَبُو عبد الله ابْن الحناد أنْشد لَهُ ابْن الْخَطِيب قصيدة اولها(5/227)
(عَاص النصيح وَلَا تحفل بِذِي عذل ... وحادث الدَّهْر بردا بالشباب بلَى) وَأنْشد لَهُ شَيْئا غير ذَلِك
1287 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر المَخْزُومِي الْحلَبِي الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن القيسراني شرف الدّين ابْن الصاحب فتح الدّين المَخْزُومِي ولد بحلب سنة 648 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل والفقيه اليونيني وَغَيرهم وتعانى الْكِتَابَة وَولي كِتَابَة السِّرّ بحلب وَكَانَ كثير التِّلَاوَة حسن النّظم والنثر قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ رَئِيسا دينا متواضعا كيسا كثير المحاسن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 707 وَذكر الصَّفَدِي عَن ابْن سيد النَّاس أَن ابْن القيسراني توجه مَعَ السُّلْطَان فِي وقْعَة غازان أَو غَيرهَا قَالَ فرأيته فِي الْمَنَام كَأَنَّهُ منصرف عَن الْوَقْعَة وَقد انتصر فَأَخْبرنِي بِالْفَتْح فنظمت بَيْتَيْنِ فَاسْتَيْقَظت وَأَنا أحفظهما
(الْحَمد لله جَاءَ النَّصْر وَالظفر ... واستبشر النيرَان الشَّمْس وَالْقَمَر) وكتبت إِلَيْهِ أعلمهُ بذلك فَكتب لي جَوَابا فِيهِ
(لَهُ آمُر بِالرشد فِي يقظاته ... وَفِي النّوم يهديه لخير الطرائق)
(فَإِن قَامَ لم يدأب لغير فَضِيلَة ... وَإِن نَام لم يحلم بِغَيْر الْحَقَائِق)
1288 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد ابْن أبي بكر زين الدّين ابْن تَقِيّ الدّين ابْن زين الدّين ابْن المرحل حفيد الزين الْمُتَقَدّم ولد سنة 747 واحضر فِي الحَدِيث على جمَاعَة من أهل(5/228)
الْعَصْر واسمع على جده لأمه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ كثيرا من تصانيفه واشتغل كثيرا وَكَانَ حسن الْفَهم ودرس بالعذراوية سنة 769 وَله عشرُون سنة وَكَانَ يَنُوب فِيهَا عَن خَاله القَاضِي تَاج الدّين فَلَمَّا امتحن سعى هُوَ فِيهَا من الْقَاهِرَة فوليها اسْتِقْلَالا قَالَ الشهَاب ابْن حجي كَانَ من خِيَار النَّاس وأكبرهم مُرُوءَة وافضالا على أَصْحَابه ومساعدة لَهُم وَلمن يَقْصِدهُ مَعَ كَثْرَة التَّوَاضُع وَالْأَدب مَاتَ فِي شَوَّال سنة 787
1289 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحُسَيْنِي المكراني الايلي سمع من عَليّ بن الْمُبَارك شاه بشيراز وَأَجَازَ للجنيد البلياني ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد وَكَانَ لقبه نور الدّين وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 796
1290 - مُحَمَّد بن عبد الله قطب الدّين وَهُوَ أكبر من الَّذِي قبله ذكره ابْن الْجَزرِي أَيْضا وَقَالَ مَاتَ سنة 786
1291 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف ابْن مُحَمَّد بن قدامَة شمس الدّين بن الْمُحب الدقاق فِي الْحِنْطَة ولد سنة 688 واحضر على الْفَخر بن البُخَارِيّ جُزْء ابْن بخيت ورابع الحنائيات وَحَدِيث بقرة بني إِسْرَائِيل وَتفرد عَنهُ بالأجزاء الثَّلَاثَة وَحضر على السَّيْف عَليّ بن الرضي أَرْبَعِينَ حَدِيثا منتقاة من موطأ يحيى بن بكير وَأَجَازَهُ فِي سنة 91 وَبعدهَا جمَاعَة وَحدث حَدثنِي عَنهُ ابْن الشرائجي وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ واحضر وَلَده أَبَا زرْعَة عِنْده وَمَات فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة 769(5/229)
1292 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَسْكَر الطَّائِي تَقِيّ الدّين القيراطي الْفَقِيه الشَّافِعِي طلب الحَدِيث وَسمع وَكتب الطباق وَسمع من جمَاعَة بِمصْر ودمشق ودرس بِالْقَاهِرَةِ وبدمشق وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق وَمَات فِي شَوَّال سنة 754
1293 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمَّاد بن ثَابت مُحي الدّين بن جمال الدّين الوَاسِطِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العاقولي أَخذ عَن وَالِده وَغَيره ودرس بالمستنصرية للشَّافِعِيَّة وانتهت اليه رئاسة الْعلم والتدريس بِبَغْدَاد قَالَ ابْن رَافع بلغنَا أَن وَالِده كَانَ يَقُول وَلَدي مُحَمَّد مِمَّن أُوتِيَ الحكم صَبيا وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ غياث الدّين الْآتِي ذكره وَمَات فِي رَابِع عشري رَمَضَان سنة 768 عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة مولده فِي الْمحرم سنة 704 وَأَبوهُ قد ذكره الاسنوي فِي طبقاته
1294 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن فرتون أَبُو الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بالهباء قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن السداد وَأبي عُثْمَان بن عِيسَى وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ ابو عبد الله بن ربيع وَأَبُو جَعْفَر بن مسْعدَة وَخلف بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَحج فَأخذ عَن الرضى الطَّبَرِيّ وَجَمَاعَة قَرَأَ على الدلاصي وشمس الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد والدمياطى بِمصْر وعَلى المشدالى ببجاية وَولي ولايات سلطانية وامتحن وَأُصِيب وَمَات فِي شَوَّال سنة 750
1295 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفَخر البعلي ولد سنة واحضر(5/230)
على عيس الْمطعم وابى الْفَتْح ابْن النشو وَسمع بِنَفسِهِ الْكثير من ابْن الرضى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال والمزي وَحدث وَكَانَ جيد الْقِرَاءَة وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود تَحت السَّاعَات وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 781 سمع مِنْهُ الْمُحدث برهَان الدّين الْحلَبِي جُزْء الْبَعْث عَن الْمطعم حضورا
1296 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن لب أَبُو عبد الله ابْن الصَّائِغ قَالَ أَبُو البركات البلفيقي كَانَ سهلا دمث الْأَخْلَاق دؤوبا محبا للطلب وتعانى الضَّرْب بِالْعودِ فنبغ فِيهِ ورحل إِلَى الْقَاهِرَة فاقرأ بهَا الْعَرَبيَّة إِلَى أَن صَار يُقَال لَهُ أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ وَكَانَ يلقب وَكَانَت إِقَامَته بالصالحية الْمدرسَة الْمَشْهُورَة وَكَانَ قَرَأَ على أبي الْحسن بن أبي الْعشْرين والخطيب أبي عَليّ القيجاطي ولازم أَبَا حَيَّان وانتفع بجاهه وَمَات بالطاعون الْعَام سنة 749 أَو 750
1297 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام نجم الدّين الْحلَبِي فاق فِي معرفَة الشُّرُوط وَكتب الْخط الْحسن وَكَانَ حسن التِّلَاوَة وَمَات سنة وَتِسْعين وَسَبْعمائة بحلب
1298 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عبد الْقَادِر كَمَال الدّين أَبُو الْغَيْث ابْن الصَّائِغ ولد سنة 27 واحضر على الحجار وَأَسْمَاء بنت صصرى وَسمع من اخرين وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة وتفقه ودرس بالعمادية وَحدث وَولي قَضَاء حمص وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة(5/231)
سنة 773 وَهُوَ أَخُو شَيخنَا أبي الْيُسْر أَحْمد
1299 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مقَاتل الازدي أَبُو الْقَاسِم المقاتلي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا حُلْو النادرة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 737
1300 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي المكارم الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي ضِيَاء الدّين أَبُو الْغَنَائِم خطيب الْحرم ولد سنة سِتّ وَقيل ثَمَان وَسَبْعمائة وَسمع من جده لأمه الرضى الطَّبَرِيّ وأخيه الصفي وَمن الْعَفِيف الدلاصي وَمن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مَكْتُوم وَعبد الْقَادِر بن الصعبي وتفقه على السراج الدمنهوري وَغَيره وَمهر وَعين لقَضَاء مَكَّة فاستعفي وَولي الخطابة قدر سنة وَولي نظر الخزانة أَيْضا وَهُوَ الَّذِي قَامَ على اليافعي بِسَبَب بَيت قَالَه من قصيدة
(فيا لَيْلَة فِيهَا السعادات والمنى ... لقد صغرت فِي جنبها لَيْلَة الْقدر) فكفره وشنع عَلَيْهِ وتهاجرا مُدَّة وَكَانَ لَهُ حَظّ من عبَادَة وَمَات مبطونا فِي آخر الْمحرم سنة سبعين وَسَبْعمائة
1301 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْأمَوِي المغربي محب الدّين ابْن الصَّائِغ سكن الْقَاهِرَة وَكَانَ ماهرا فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَكَانَ ينظم(5/232)
نظما وسطا وَكَانَ نجم الدّين الطَّبَرِيّ أنْشدهُ خَمْسَة أَبْيَات فَأَجَابَهُ بقصيدة طَوِيلَة فِي الْوَزْن والقافية فَمِنْهَا
(رقى لجسم رق من دنف الْهوى ... وشفاه مايحويه حر شفاهك) وَكَانَ قيمًا بالعروض عَارِفًا باللعب بِالْعودِ مَاتَ بالطاعون الْعَام سنة 749
1302 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الأندلسي ابْن الصَّائِغ صَاحب تخميس الْبردَة ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته
1303 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مطرف الْعمريّ الْمدنِي وَزِير ودي بن جماز صَاحب الْمَدِينَة أثنى عَلَيْهِ الشهَاب ابْن فضل الله فِي تَرْجَمَة ودي
1304 - مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر الحثيثي النزاري الصرد فِي الأَصْل ثمَّ الزبيدِيّ القَاضِي جمال الدّين أَبُو عبد الله الريمي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة عشر وَسَبْعمائة وتفقه على جمَاعَة من مَشَايِخ الْيمن وَسمع الحَدِيث من الْفَقِيه إِبْرَاهِيم بن عمر الْعلوِي وَشرح التَّنْبِيه فِي نَحْو من عشْرين مجلدا ودرس وَأفْتى وَكَثُرت طلبته بِبِلَاد الْيمن واشتهر ذكره وَبعد صيته وَكَانَت وَفَاته سنة 791 بزبيد أَخْبرنِي الْجمال الْمصْرِيّ مُحَمَّد بن أبي بكر(5/233)
بزبيد أَنه شَاهده عِنْد وَفَاته وَقد اندلع لِسَانه وأسود فَكَانُوا يرَوْنَ أَن ذَلِك بِسَبَب كَثْرَة وقيعته فى الشَّيْخ محى الدّين النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى
1305 - مُحَمَّد بن عبد الله الاربلي بدر الدّين الشَّاعِر ولد سنة 686 وتعانى الْأَدَب فمهر فِي النّظم وَعمر دهرا طَويلا وَكَانَ يدرس بمدرسة مرجان وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 775
1306 - مُحَمَّد بن عبد الله التكروري خطيب بِلَاده ثمَّ حج وَسكن الْمَدِينَة وَكَانَ على طَريقَة مثلي كثير الْبر الاريثار وتفقد الإخوان متسع الْعلم مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة 742 وَدفن عِنْد قبر عُثْمَان حفر لَهُ بَين الْقُبُور فوجدوا قبرا معقودا لَيْسَ فِيهِ أحد فَوضع فِيهِ
1307 - مُحَمَّد بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الزبيدِيّ كَانَ إِمَامًا فَاضلا انْتَهَت اليه رئاسة الْفَتْوَى بزبيد مَاتَ سنة 744
1308 - مُحَمَّد بن عبد الله الزَّرْكَشِيّ هُوَ ابْن بهادر - تقدم
1309 - مُحَمَّد بن عبد الشبلي الدِّمَشْقِي ثمَّ الطرابلسي الْحَنَفِيّ بدر الدّين بن تَقِيّ الدّين كَانَ أَبوهُ قيم الشبلية بِدِمَشْق وَولد هُوَ سنة 712 واسمع وَهُوَ صَغِير على أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهمَا وَطلب بِنَفسِهِ بعد الثَّلَاثِينَ فَأكْثر ورحل إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن أَبى(5/234)
حَيَّان وَابْن فضل الله وَغَيرهمَا وَجمع فِي الْأَوَائِل كتابا سَمَّاهُ محَاسِن الْوَسَائِل وَفِي أَحْكَام الجان كتابا سَمَّاهُ آكام المرجان وَفِي آدَاب الْحمام كتابا لطيفا وَكَانَ كثير الْفَوَائِد وَولي قَضَاء طرابلس سنة 755 بعد قتل قاضيها شمس الدّين ابْن نمير الْحَنَفِيّ بيد اللُّصُوص وَكَانَ الشبلي بِدِمَشْق فَتوجه لما بلغه قَتله إِلَى الْقَاهِرَة فسعى فِي ذَلِك وَأخذ توقيعه وَرجع إِلَى دمشق ثمَّ توجه إِلَى طرابلس فاستمر فِي قَضَائهَا إِلَى أَن مَاتَ وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ الْفَقِيه الْمُحدث الْعَالم أَبُو الْبَقَاء من نبهاء الطّلبَة وفضلاء الشَّبَاب سمع الْكثير وعني بالرواية وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب عني وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ يتثبت فِي أَحْكَامه ويحقق مَا يبديه على أَلْسِنَة أقلامه ويرابط فِي السواحل ويلبس السِّلَاح وَيُقَاتل وَكَانَ ذَا محاضرة مفيدة ومنظوم ومنثور سمع وَجمع وَأفَاد وَألف ونفع وَمَات وَهُوَ على قَضَاء طرابلس فِي صفر سنة 769
1310 - مُحَمَّد بن عبد الله تَاج الدّين بن عبد الله بن بهاء الدّين الْمصْرِيّ وَيعرف أَيْضا بِابْن الشَّاهِد الجمالي كَانَ فَقِيها مالكي الْمَذْهَب تولى شَهَادَة ديوَان شيخو فَعظم فِي زَمَنه وَولي بعده إِفْتَاء دَار الْعدْل وَشَهَادَة الْجَيْش ووكالة الْخَاص وَخرج مَعَ الْحجَّاج فِي رَجَب فَمَاتَ فِي رَمَضَان بعقبة إيلة فِي سنة 772
1311 - مُحَمَّد بن عبد الله الصُّوفِي الشَّيْخ بهاء الدّين الكازروني قدم من(5/235)
بِلَاده على قدم التصوف فصحب الشَّيْخ أَحْمد الحريري فسكن فِي الرَّوْضَة فِي الزاوية الْمَعْرُوفَة بالمشتهى وَكَانَ النَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ ويعتقدون بركته وَالشَّيْخ أكمل الدّين سريع الانقياد لأوامره وَكَانَ أعجوبة فِي وقته فِي جذب النَّاس إِلَيْهِ حَتَّى يقيموا عِنْده ويهجروا أَهَالِيهمْ خُصُوصا المردان فانه كَانَ لايحضر عِنْده أحد مِنْهُم ثمَّ يَسْتَطِيع أحد من أَهله أَن يستعيده وَمِمَّنْ اتّفق لَهُ مَعَه ذَلِك الشَّيْخ بدر الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البشتكي الشَّاعِر الْمَشْهُور وَكَانَ من أجمل أهل عصره صُورَة فَذكر لي أَنه اجْتمع بالشيخ فَلم يتَمَكَّن بعد ذَلِك أَن يُفَارِقهُ وَأقَام عِنْد الشَّيْخ ينْسَخ حَتَّى كتب لَهُ شَيْئا كثيرا من كَلَام ابْن الْعَرَبِيّ وَغَيره وَمِمَّا اتّفق لَهُ من الْعَجَائِب مَا أَخْبرنِي بِهِ الشَّيْخ نجم الدّين البالسي قَالَ حَضَرنَا جنَازَته فَلَمَّا دلى فِي الْقَبْر خرج الَّذِي يلحده فَإِذا بِهِ من أجمل النَّاس صُورَة فاشتغل من حضر بِالنّظرِ إِلَيْهِ والتعجب من حَال الشَّيْخ وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 773 وَبَلغنِي أَنه أوصى أَن يخرجُوا بِهِ إِلَى قَبره بالدف والشبابة
1312 - مُحَمَّد بن عبد الله الكركي تَاج الدّين تفقه وَمهر وناب فِي الحكم بِمصْر مُدَّة وَمَات فِي شعْبَان سنة 775 وَكَانَ مشكور السِّيرَة
1313 - مُحَمَّد بن عبد الله الهاروني الْفَقِيه أَبُو حَامِد الْمَالِكِي كَانَ ماهرا فِي معرفَة الْمَذْهَب وَكَانَ كثير الاستحضار كثير الْمُخَالفَة لأقرانه فِي الْفَتْوَى وَكَانَت عِنْده خفَّة وَمَات مَعَه فِي سنة وَفَاته وَلَده شرف الدّين الهاروني وَكَانَ أَيْضا من الْفُضَلَاء وَذَلِكَ فِي سنة 776(5/236)
1314 - مُحَمَّد بن عبد الله الْهِنْدِيّ شمس الدّين الصفوي مولى الشَّيْخ صفي الدّين ولد فِي صفر سنة 694 وأحضر على الشّرف ابْن عَسَاكِر جُزْء البيتوتة وَالنّصف الأول من أربعي الْمُؤَيد الطوسي وَسمع من أبي جَعْفَر الموازيني المصافحة للبرقاني وَمُحَمّد بن مشرف وَغَيرهم وَحفظ التَّنْبِيه فِي صغره وتعانى علم البناكيم ففاق فِي ذَلِك وَكَانَ محبا للْحَدِيث وَأَهله وَأَجَازَ لَهُ عمر بن القواس والنقيب عز الدّين الْحُسَيْنِي وَأَبُو الْفرج بن وريدة وَإِسْمَاعِيل بن الطبال والرشيد بن أبي الْقَاسِم وَغَيرهم وَمَات فِي الْمحرم سنة 776 وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز ابْن جمَاعَة
1315 - مُحَمَّد بن عبد الْأَحَد بن يُوسُف الْآمِدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الرزيز الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين خطيب الْجَامِع الكريمي كَانَ فَاضلا عابدا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من عقلاء الرِّجَال وَكَانَ حسن الخطابة وَالْقِرَاءَة فِي الْمِحْرَاب مَاتَ فِي سَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة 743 وَله ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة
1316 - مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى ابْن تَمام بن حَامِد السُّبْكِيّ بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء ولد فِي ربيع الأول سنة 707 وَسمع من الْحجاز وست الوزراء والواني والدبوسي والختني وَعبد الله بن عَليّ الصنهاجي والمزي والبرزالي والجزري وَغَيرهم(5/237)
وَأخذ عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي والقطب السنباطي وَالْمجد السنكلوني والزين الكتناني وَغَيرهم ولازم أَبَا حَيَّان وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وأصول الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالْكَلَام وَدخل الشَّام مَعَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وناب عَنهُ فِي الحكم ولازمه حَتَّى تخرج بِهِ فِي كثير من الْفُنُون ودرس وَأفْتى وتأدب وناظر ثمَّ سعى على تَاج الدّين قَرِيبه وَولي قَضَاء الشَّام مَكَانَهُ فِي شعْبَان سنة 59 فَأَقَامَ شهرا ثمَّ عَاد تَاج الدّين فَلَمَّا كَانَ فِي شعْبَان سنة سِتِّينَ جَاءَ أَمر السُّلْطَان بِأَن ينفى إِلَى طرابلس فَأخْرج من دمشق فِي لَيْلَة الثَّانِي عشر وَلَكِن اعتنى بِهِ النَّائِب فأبقى عَلَيْهِ جهاته وفسح لَهُ أَن يَسْتَنِيب فِيهَا ثمَّ أُعِيد بعد نصف شهر ثمَّ ورد الْقَاهِرَة وناب عَن عز الدّين ابْن جمَاعَة بعد وَفَاة تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ أضيف إِلَيْهِ بعده قَضَاء الْعَسْكَر وَالنَّظَر فِي الْأَوْقَاف ونيابة الحكم وَذَلِكَ فِي سنة 765 ثمَّ ولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا بعد عزل عز الدّين نَفسه فِي سنة 766 فباشره إِلَى أَن صرف عَنهُ ببرهان الدّين ابْن جمَاعَة سنة 73 ثمَّ فوض إِلَيْهِ قَضَاء الشَّام فباشره إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 777 قَرَأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ سمعته يَقُول اقرأت الْكَشَّاف بِعَدَد شعر رَأْسِي فَهَذِهِ مُبَالغَة وَلم يظْهر لَهُ من التصانيف شَيْء مَعَ أَنه كتب على الرَّوْضَة وعَلى مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب(5/238)
الْأَصْلِيّ وعَلى الْمطلب لِابْنِ الرّفْعَة وَذكر لي الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقطَّان أَنه كَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ وَأَنه كَانَ يضج إِذا توجه عَلَيْهِ الْبَحْث وغالب من لقيناه كَانَ يُبَالغ فِي وَصفه بالتحقيق والحذق رَحمَه الله
1317 - مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الارمنتي معِين الدّين الفلكي الْمَعْرُوف بِابْن الدويك كَانَ يتعانى النّظر فِي الأفلاك وَيعْمل التقاويم وينظم الشّعْر وَمَات سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة عَن نَحْو التسعين سنة
1318 - مُحَمَّد بن عبد الْحَافِظ بن عبد الْمُنعم بن غَازِي بن عمر الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي سمع الْفَخر وَابْن أبي عمر وَعبد الرَّحِيم بن عبد الْملك واسماعيل ابْن الْعَسْقَلَانِي وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي صفر سنة 745
1319 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن سقيمان التينملي كَانَ أَبوهُ رَئِيس الْمُوَحِّدين عِنْد أبي عصيدة ثمَّ نكبه ففر ابْنه مُحَمَّد إِلَى فاس ثمَّ عَاد إِلَى تونس متصوفا ثمَّ حج وَعَاد فتردد إِلَيْهِ النَّاس واعتقدوه وَشهد وقْعَة جبل الْفَتْح وَسَار فِي الرسلية عَن بعض الْمُلُوك وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 750
1320 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن شعْبَان بن عَليّ بن الشياخ نَاصِر الدّين سمع أَحْمد بن عبد الدَّائِم كتب عَنهُ الْبَدْر النابلسي سنة 732 وَكَانَ مولده سنة 644
1321 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عبد الله بن عبد الْأَحَد المَخْزُومِي الْمصْرِيّ الدلاصي ولد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وتلا لنافع على أبي مُحَمَّد بن لب سنة(5/239)
خمسين ثمَّ تَلا على ابْن فَارس وَسمع الشاطبية من ابْن الْأَزْرَق واقرأ دهرا بِمَكَّة وَكَانَ صَاحب حَال وتأله واوراد احي اللَّيْل سنوات وتفقه لمَالِك ثمَّ للشَّافِعِيّ ومناقبه كَثِيرَة وَمَات فِي الْمحرم سنة 721
1322 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عبد الْكَافِي بن عوض بن سِنَان السَّعْدِيّ سمع من وَأَجَازَ لَهُ ابْن دَقِيق الْعِيد والعز الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وَغَيرهم وَأَبوهُ مُحدث وَعَمه عبد الْغفار مُحدث أَيْضا
1323 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن عِيسَى الخضري الْمصْرِيّ شمس الدّين قدم مَعَ القَاضِي عَلَاء الدّين القونوي من الديار المصرية ثمَّ خرج مَعَه إِلَى الشَّام فولاه قَضَاء بعلبك ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء صفد فَطلب مِنْهُ النَّائِب اقتراض شَيْء من مَال الْأَيْتَام بِغَيْر رهن فَلم يُوَافقهُ فَجرى بَينهمَا كَلَام فَركب بغلته لَيْلًا وَقصد دمشق فَبلغ ذَلِك القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فَتَلقاهُ وأكرمه وجهزه إِلَى حمص قَاضِيا ومدرسا وخطيبا وَكَانَ جدا كُله لَا هزل فِيهِ وَلَا يُمكن أحدا أَن يذكر عِنْده أحدا بِسوء قَالَ ابْن رَافع كَانَ مَحْمُود السِّيرَة فَاضلا وَقد شغل النَّاس ببعلبك وصفد وحمص وَمَات فِي شعْبَان سنة 747 قَالَ العثماني قَاضِي صفد خرج من مصر وَقد تضلع بالعلوم مَعَ القَاضِي عَلَاء الدّين القونوي
1324 - مُحَمَّد بن عبد الْحَلِيم بن الْحسن بن عبد الْملك بن عبد الله بن عَليّ بن(5/240)
الْوَارِث الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كتب بِالدَّار السُّلْطَانِيَّة ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي الْمحرم سنة 765 وَمَات بعد شهر
1325 - مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الله بن خلف بن عبد الْكَرِيم بن حُسَيْن شرف الدّين الْقرشِي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي الْمُؤَدب خطيب منية عقبَة ولد سنة بضع وَعشْرين وَسمع من ابْن الجميزي وَأبي الْفضل بن الْجبَاب وَحدث وَكَانَ لَهُ مكتب بِمَكَّة انْتفع عَلَيْهِ فِيهِ جمع كثير وتصدر بِجَامِع عَمْرو وَمَات فِي شعْبَان سنة 716 وَأَخُوهُ مُحَمَّد الْأَصْغَر يلقب نجم الدّين سمع كثيرا وَطلب وَلم يفرق بَين عَال ونازل ورحل إِلَى الشَّام والإسكندرية وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ مَاتَ قبل أَخِيه هَذَا بِمدَّة فِي سنة 693 ذكرته اسْتِطْرَادًا وَأما مُحَمَّد بن عبد الحميد الهمذاني فَسَيَأْتِي ذكره
1326 - مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن هِلَال كَانَ أحد عدُول دمشق من بَيت مَشْهُور مَاتَ فِي رَجَب سنة 742
1327 - مُحَمَّد بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْغفار الهمذاني ثمَّ الْمصْرِيّ الازدي المهلبي ولد قبل سنة خمسين وَطلب الحَدِيث وَسمع من ابْن عزون وَابْن علاق والنجيب وَغَيرهم وبدمشق من ابْن أبي الْخَيْر وَابْن أبي عمر وَغَيرهمَا وَأكْثر جدا تفقه وَقَرَأَ وَحصل الْأَجْزَاء وَكَانَ منجمعا منقبضا ضنينا بكتبه وَحدث قَلِيلا مَاتَ فِي ثَانِي يَوْم النَّحْر سنة 721 وجد مَيتا وَمَا علم أَي وَقت مَاتَ لِأَنَّهُ لم يكن عِنْده من يقوم(5/241)
بحاجته أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ
1328 - مُحَمَّد بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بَرَكَات اللَّخْمِيّ سبط الشِّيرَازِيّ وَيعرف بِالْقَاضِي ولد سنة سَبْعمِائة وَسمع من جدته لأمه سِتّ الْفَخر بنت عبد الرَّحْمَن بن الشِّيرَازِيّ مشيخة كَرِيمَة بسماعها مِنْهَا وَتفرد وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 794
1329 - مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن عبد الْقوي بن عبد الْأَحَد جمال الدّين خطيب بهبيت سمع النجيب وَغَيره وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 728 وَله 81 سنة
1330 - مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق الْمَقْدِسِي قَرَأت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَنه كَانَ يدْرِي القراآت وَمَات فِي سَابِع رَجَب سنة 748
1331 - مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد بن سَلامَة المضري الشاذلي الْمَعْرُوف بِابْن بنت الميلق القَاضِي نَاصِر الدّين أَبُو الْمَعَالِي ولد سنة 31 وَسمع من بعض أَصْحَاب أبي نعيم بن الاسعردي وَأحمد بن كشتغدي وَعَائِشَة بنت الصنهاجي وَغَيرهم من أَصْحَاب النجيب واشتغل وَحضر دروس ابْن(5/242)
عَدْلَانِ والشهاب الْأنْصَارِيّ والشهاب البلبيسي وَأخذ عَن بهاء الدّين ابْن عقيل وَلم تكن لَهُ همة فِي الْفِقْه وَإِنَّمَا كَانَ يتعانى الْوَعْظ عمل المواعيد على طَرِيق الشاذلية فنفق سوقه وَكَانَ ذكيا يحسن النّظم والنثر والخطب لبلاغة كَانَت فِيهِ وَمهر فِي الْأَدَب وَكثر أَتْبَاعه بِسَبَب الْوَعْظ وَعظم صيته وَأدْخلهُ ابْن جمَاعَة فِي الْفُقَهَاء وولاه تدريسا وتقرر فِي خطابة مدرسة النَّاصِر حسن ثمَّ ولاه الْملك الظَّاهِر برقوق الْقَضَاء فباشره بعفة ونزاهة وَحُرْمَة بعد أَن شَرط شُرُوطًا فَلَمَّا كَانَت فتْنَة منطاش عزل فِي شَوَّال سنة إِحْدَى بعد أَن كتب فِي الفتاوي الْمُتَعَلّقَة ببرقوق فَلَمَّا عَاد مقته وسلط عَلَيْهِ من آذاه فَاحْضُرْ مجْلِس حكمه بالقلعة فأهين والزم ببذل مَال جليل فَبَاعَ فِيهِ بستانه وَانْقطع خاملا إِلَى أَن مَاتَ بمنزله فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 797 وَكَانَت ولَايَته فِي شعْبَان سنة 789
1332 - مُحَمَّد بن عبد الرحمن بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد ابْن فتوح بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن الْحَكِيم اللَّخْمِيّ أَبُو عبد الله الاشبيلي الأَصْل ولد برندة سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ على عَليّ بن يُوسُف الْعَبدَرِي القراآت السَّبع وعَلى أبي الْقَاسِم بن الْأَيْسَر واخذ عَن وَالِده وَفِي رحلته عَن أبي الْيمن بن عَسَاكِر وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم بن عَليّ الْحَرَّانِي وخليل بن أبي بكر المراغي والحافظ شرف الدّين الدمياطي وَنَحْوهم وبدمشق عَن أَحْمد بن شَيبَان وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَغَيرهمَا(5/243)
وَكَانَ رحيله إِلَى الْحَج سنة 83 وجاور ثمَّ دخل دمشق وَرجع إِلَى بِلَاده مدح ابْن أَحْمَر فِي سنة 686 بقصيدة أَولهَا
(هَل إِلَى ردعشيات الْوِصَال ... سبل أم ذَاك من ضرب الْمحَال) فأعجبه نظمه وظرفه فأثبته فِي خَواص دولته ورقاه إِلَى كِتَابَة الْإِنْشَاء نِيَابَة ثمَّ جمعت لَهُ الوزارة وَالْكِتَابَة ولقب ذَا الوزارتين فَبعد صيته وَعلا قدره وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا بارعا فِي الأداب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أعلم النَّاس بِنَقْد الشّعْر وأشدهم فطنة لحسنه وقبيحه وَمَعَ ذَلِك فَكَانَت بضاعته فِيهِ مزجاة وَمن شعره
(قضيب مائس من فرق دعص ... تعمم بالدجى فَوق النَّهَار)
(ولاح بخده ألف وَلَام ... فَصَارَ رمعرفا بَين الدراري) قَالَ وَكَانَت كِتَابَته سريعة غير بطيئة وَكَانَت وَفَاته يَوْم خلع السُّلْطَان فِي يَوْم عيد الْفطر سنة 708 فَقتل هُوَ واستولت الْأَيْدِي على موجوده فانتهبوه وَكَانَ شَيْئا كثيرا من الْكتب والفرش والسلع وَالْمَتَاع وطافوا بحسده بعد الْقَتْل ومثلوا بِهِ
1333 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أَحْمد بن أبي زيد الفاسي الْمَعْرُوف بِابْن الْحداد الصنهاجي ولد سنة 72 بفاس وتفقه بتونس وَسمع من جمَاعَة وَقدم مصر ثمَّ دمشق وَحصل أصولا وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ يمِيل إِلَى التصوف وَيعرف طرفا من الحَدِيث مَعَ حسن الْخلق ولطف الشَّمَائِل(5/244)
وحلو الْفَاكِهَة وَله نظم وَمَات فِي ثامن ذِي الْحجَّة سنة 722
1334 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل الجزيري جمال الدّين الجيلي التَّاجِر كَانَ من ذَوي الْيَسَار الْمَشْهُورين مَعَ الدّين وَالْخَيْر والمروءة وَيُقَال إِنَّه وصل إِلَى الصين ثَلَاث مرار وَكَانَ أول مَا اتّجر يملك خَمْسمِائَة دِينَار فَمَا مَاتَ حَتَّى بلغت خمسين ألف دِينَار وَهُوَ ابْن أخي زكي الدّين إِبْرَاهِيم الجيلي أستاذ الْفَارِس اقطاي مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 702 بِمصْر
1335 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن السراج بِكَسْر أَوله مخففا الزبيدِيّ أحد الْفُضَلَاء بِالْيمن يكنى أَبَا رَاشد مَاتَ سنة 774 وَكَانَ مولده سنة 720
1336 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر بن إِسْمَاعِيل بن ثَعْلَب أَبُو الْفَتْح الحصري الْفَقِيه الْمَالِكِي كَانَ من الصَّالِحين الْعباد وأصابه مرض فَكَانَ لَا يزَال ملقى على ظَهره صَابِرًا على ذَلِك كثير التَّفْوِيض مَاتَ فِي لَيْلَة الثَّانِي من جُمَادَى الأولى سنة 731 وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا
1337 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْخضر بن يُوسُف بن مَسْعُود الدِّمَشْقِي القلانسي الصُّوفِي سمع الصَّحِيح بفوت على سِتّ الوزراء سنة 14 ومسند الدَّارمِيّ على إِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم وَحدث وَحج وجاور وَكَانَ كثير التِّلَاوَة خَاشِعًا عابدا مَاتَ بطرابلس فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَجَب سنة 773(5/245)
1338 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع المالقي الْمَعْرُوف بِالْعلمِ المغربي مَاتَ فِي شعْبَان سنة 725
1339 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سامة بِالْمُهْمَلَةِ مخففا بن كَوْكَب بن عز بن حميد الطَّائِي الْحكمِي نِسْبَة إِلَى حِكْمَة من قرى السوَاد الدِّمَشْقِي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 662 واحضر على ابْن عبد الدَّائِم وعني بِالْحَدِيثِ وَسمع الْكثير من ابْن الدرجي وَابْن أبي عمر وَيحيى بن أبي الْخَيْر وَابْن البُخَارِيّ وَغَيرهم بِدِمَشْق وَمن الْعِزّ الْحَرَّانِي وخطيب المزة وغازي وَابْن الانماطي وَابْن الخيمي وَغَيرهم بِمصْر وارتحل إِلَى بَغْدَاد فَسمع من الْكَمَال ابْن القويرة وَغَيره وبواسط وبحلب وَالْبَصْرَة وَوصل إِلَى اصبهان وَقَرَأَ فِي الْبِلَاد الَّتِي دَخلهَا وَحصل الْأُصُول وَكَانَ فصيحا سريع الْقِرَاءَة حسن الْكِتَابَة مشاركا فِي فنون متواضعا عفيفا دينا وَله أوراد وَكَانَ عَمه مجد الدّين أَحْمد بن سامة مُحدثا شروطيا نسخ الْكثير وَمَات شمس الدّين بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة 708 ذكره البرزالي ثمَّ الذَّهَبِيّ فِي معجميهما قَالَ البرزالي نَشأ فِي طلب الحَدِيث من صباه وَكَانَ ثِقَة ولديه فَضِيلَة وقراءته فصيحة متقنة واستوطن مصر وَولد لَهُ وَكَانَ ملازما للتلاوة وَله مواعيد ووظائف وَكَانَ خطه صَحِيحا مرغوبا فِيهِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 708
1340 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد التَّمِيمِي الكرسوطي الفاسي نزيل مالقة ولد سنة تسعين وَقَرَأَ على أَبِيه وَأبي الْحسن القيجاطي وَأبي زيد(5/246)
الْجُزُولِيّ وَأبي الْحسن الصَّغِير وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ غزير الْحِفْظ عديم القرين بعيد الشأو يفِيض من حَدِيث إِلَى فقه وَمن أدب إِلَى نَوَادِر وَمن نظم وَغَيره كثير الْوَقار وَالِاحْتِمَال اقْرَأ بغرناطة ومالقة بعد الْعشْرين وتعرف بأولي الْأَمر فأثرى وسرد الْفِقْه بالجامع وَولي الخطابة وَكَانَ فِي حفظ الْفِقْه آيَة وصنف فِي الْعرُوض ولخص التَّهْذِيب لِابْنِ بشير وَكَانَ قد أسر فِي بَحر الزقاق ونالته مشقة إِلَى أَن خلص وَكَانَ عَارِفًا بتعبير الرُّؤْيَا قَالَ ابْن الْخَطِيب وَهُوَ الْآن بِقَيْد الْحَيَاة يَعْنِي سنة بضع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة
1341 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن سعد الصنهاجي ثمَّ الدِّمَشْقِي نَاصِر الدّين مشارف الْأَوْقَاف بحلب سمع من زَيْنَب بنت شكر الثقفيات وَمن الحجار وست الوزراء البُخَارِيّ وَمن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَله ثَبت وَخرج لَهُ طغريل أَرْبَعِينَ
1342 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن سري الْمزي سمع على خطيب مردا جُزْء البطاقة وَحدث وَمَات سنة
1343 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم أَبُو الْقَاسِم الْحُسَيْنِي الكاشغري الصُّوفِي كَانَ شيخ الخانقاه السميساطية بِدِمَشْق ثمَّ صرف عَنْهَا فِي سنة 711 ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 716(5/247)
1344 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَظِيم بن عبد الله بن يُوسُف البلوي المالقي كَانَ من الرُّمَاة الحذاق مَعَ ذكاء وهمة وَله شعر لطيف وَمَات فِي رَجَب سنة 736 قتل حَيَّة وجدهَا فِي بستانه فَوجدَ فِي نَفسه تغيرا فَمَا ركب دَابَّته حَتَّى اشْتَدَّ بِهِ الْأَلَم وَمَا وصل إِلَى منزله حَتَّى مَاتَ
1345 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَظِيم الزفتاوي عز الدّين الْفَقِيه الْحَنَفِيّ الْأَعْرَج معيد الْمدرسَة السيوفية مَاتَ فِي 13 شَوَّال سنة 731
1346 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب الاسنائي الْفَقِيه أَخذ عَن بهاء الدّين القفطي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْأُصُول والفرائض وَكَانَ ذكيا جدا حَتَّى كَانَ شَيْخه يَقُول لَهُ إِن اشتغلت مَا يُقَال لَك إِلَّا الإِمَام وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة حَتَّى كَانَ يُسَافر فِي حَاجَة صَاحبه بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار ثمَّ لج بِهِ الْأَمر فِي ذَلِك إِلَى أَن ترك الِاشْتِغَال وَأَقْبل على تَحْصِيل المَال ففاته هَذَا وَلم يظفر بِذَاكَ وَمَات بقوص سنة 739
1347 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن ابي الْحسن الزمردي الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الصَّائِغ النَّحْوِيّ الْحَنَفِيّ ولد قبل سنة 710 واشتغل بِالْعلمِ وبرع فِي اللُّغَة والنحو وَالْفِقْه وَأخذ عَن الشهَاب المرحل وَأبي حَيَّان والقونوي وَالْفَخْر الزَّيْلَعِيّ وَبني التركماني وَسمع الحَدِيث من الدبوسي وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَابْن الشّحْنَة وَشرح الْمَشَارِق فِي الحَدِيث والغمز(5/248)
على الْكَنْز وَشرح الألفية لِابْنِ مَالك وَله التَّذْكِرَة فِي عدَّة مجلدات وَكَانَ ملازما للاشتغال كثير المعاشرة للرؤساء وَولي فِي آخر عمره قَضَاء الْعَسْكَر وإفتاء دَار الْعدْل ودرس بالجامع الطولوني وَغَيره وَمَات فِي حادي عشر شعْبَان سنة 776 وَخلف ثروة وَاسِعَة قَرَأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ أَخْبرنِي عَلَاء الدّين عَليّ بن عبد الْقَادِر المقريزي وَهُوَ زوج بنت ابْن الصَّائِغ الْمَذْكُور قَالَ قد رَأَيْته فِي النّوم بعد مَوته فَسَأَلته مَا فعل الله بك فَأَنْشد
(الله يعْفُو عَن المسئ إِذا ... مَاتَ على تَوْبَة ويرحمه) أجَاز لعبد الله بن عمر الْعِزّ ابْن جمَاعَة قَرَأت بِخَط الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فصل فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ الْمَوْجُودين فِي سنة 27 مُحَمَّد بن الزمردي
1348 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ البعلي شمس الدّين ابْن الجرائحي سمع من القطب اليونيني جُزْء سُفْيَان بإجازته من ابْن رواج وَسمع بِدِمَشْق من أبي الْمَعَالِي بن أبي التائب سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة ببعلبك
1349 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن الْحسن ابْن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن دلف بن أبي دلف الْعجلِيّ الْقزْوِينِي(5/249)
جلال الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن سعد الدّين بن أبي الْقَاسِم بن إِمَام الدّين ولد سنة 666 وَسكن الرّوم مَعَ وَالِده وأخيه واشتغل وتفقه حَتَّى ولي قَضَاء نَاحيَة بالروم وَله دون الْعشْرين ثمَّ قدم دمشق وَسمع من الْعِزّ الفاروثي وَطَائِفَة وَأخذ عَن الأيكي وَغَيره وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا من حَدِيثه وَحدث بِهِ وتفقه واشتغل فِي الْفُنُون وأتقن الْأُصُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَكَانَ فهما ذكياً فصيحاً مفوهاً حسن الْإِيرَاد جميل الذَّات والهيئة والمكارم وَكَانَ جميل المحاضرة حسن الْمُلْتَقى جواداً حُلْو الْعبارَة حاد الذِّهْن جيد الْبَحْث منصفاً فِيهِ مَعَ الذكاء والذوق فِي الْأَدَب حسن الْخط وَأول مَا ولي الْقَضَاء بِبَعْض بِلَاد الرّوم وَلما ولي أَخُوهُ قَضَاء دمشق نَاب عَنهُ ثمَّ عَن ابْن صصري وَوَقع بَينه وَبَين ابْن صصري فِي سنة خمس وَسَبْعمائة حِدة وَأنكر عَلَيْهِ إثْبَاته أَشْيَاء لم يَأْذَن لَهُ فِي إِثْبَاتهَا فَحلف أَنه لم يفعل فَمَنعه الثُّبُوت على الْأَيْتَام فَلم يلبث أَن مَاتَ خطيب جَامع دمشق فولي الخطابة وعزله ابْن صصري من النِّيَابَة ثمَّ طلبه النَّاصِر وشافهه بِقَضَاء الشَّام فِي سنة 24 وَكَانَ قدومه على الْبَرِيد يَوْم الْجُمُعَة فاتفق أَنه اجْتمع مَعَ النَّاصِر سَاعَة وُصُوله فَأمره أَن يخْطب بِجَامِع القلعة فَفعل ثمَّ لما فرغ نزل فَقبل يَد السُّلْطَان وَاعْتذر بِأَنَّهُ من أثر السّفر وَلم يكن يظنّ أَن السُّلْطَان يَأْمُرهُ بالخطابة فشكره وَسَأَلَهُ عَن حَاله وَكم عَلَيْهِ من الدّين فَذكر أَن عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ ألفا فَأمر بوفائه عَنهُ وَكَانَ تنكز رَافع عَنهُ وَقَالَ هَذَا(5/250)
عَلَيْهِ دُيُون كَثِيرَة وَابْنه نحس مَا يصلح أَن يَلِي أَبوهُ الْقَضَاء فيحتمله النَّاس فَقَالَ النَّاصِر أَنا أوفي دينه وادع ابْنه عِنْدِي بِالْقَاهِرَةِ فباشر الْقَضَاء والخطابة جَمِيعًا فَلم يزل إِلَى أَن استدعي فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 27 فَطلب إِلَى مصر وَولي قَضَاء الديار المصرية بعد صرف ابْن جمَاعَة وَكَانَ جواداً صرف مَال الْأَوْقَاف على الْفُقَرَاء والمحتاجين واستناب بِدِمَشْق ابْن جملَة وَالْفَخْر الْمصْرِيّ ثمَّ لما ولي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ عظم أمره جدا حَتَّى كَانَ يقدم الْقَصَص للسُّلْطَان فِي دَار الْعدْل فَلَا ترد لَهُ شَفَاعَة وَرُبمَا رمل على يَد السُّلْطَان بِنَفسِهِ وَحج مَعَ السُّلْطَان فأعانه بِمَال لَهُ صُورَة وَأحسن إِلَى المصريين والشاميين وَكَانَ لَهُم ذخْرا وملجأً وَلم يزل على حَاله إِلَى ان أُعِيد إِلَى قَضَاء الشَّام نقلا من الْقَاهِرَة بِسَبَب أَوْلَاده وخصوصاً ابْنه عبد الله فَإِنَّهُ أسرف فِي الرِّشْوَة وَاللَّهْو ومعاشرة المماليك وَعمر دَارا فصرف عَلَيْهَا فَوق الْعشْرين ألف دِينَار فعظمت الشناعة وَفَرح بِهِ أهل الشَّام فَأَقَامَ قَلِيلا وتعلل وأصابه فالج فَمَاتَ مِنْهُ وأسفوا عَلَيْهِ كثيرا وللشعراء فِيهِ مدائح كَثِيرَة ومرائي عديدة وَكَانَ يرغب النَّاس فِي الِاشْتِغَال بأصول الْفِقْه وَفِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وتصنيفه الْمُسَمّى تَلْخِيص الْمِفْتَاح مَشْهُور وَكَانَ مليح الصُّورَة فصيح الْعبارَة كَبِير الذقن موطأ الأكناف جم الْفَضِيلَة يحب الْأَدَب ويحاضر بِهِ ويستحضر نكته قوي(5/251)
الْخط وَكَانَ يعظم الأرجاني الشَّاعِر وَيَقُول إِنَّه لم يكن للعجم نَظِيره وَاخْتصرَ ديوانه فَسَماهُ الشذر الْمرْجَانِي من شعر الأرجاني قَالَ الذَّهَبِيّ عظم شَأْنه لما ولي قَضَاء الديار المصرية وَبلغ من الْعِزّ مَا لَا يُوصف وَكَانَ فصيحاً حُلْو الْعبارَة مليح الصُّورَة سَمحا جواداً حَلِيمًا كثير التجمل مَاتَ فِي منتصف جُمَادَى الأولى سنة 739 وشيعه عَالم عَظِيم وَكثر التأسف عَلَيْهِ وَسيرَته تحْتَمل على كراريس وَمَا كل مَاتَ يعلم يُقَال هَذَا كَلَام الذَّهَبِيّ على عَادَته فِي الرَّمْز إِلَى الْحَط على من يخْشَى غائلة التَّصْرِيح فِيهِ وَكَانَ فِي جهتهم للأوقاف أَمْوَال وَكَذَا للأيتام فَبَاعَ أملاكه وأثاثه وَكتبه وأوفى مَا عَلَيْهِ من الدُّيُون حَتَّى احْتَاجَ إِلَى وَفَاء مَا عَلَيْهِ للأشرفية فقوم من كتبه مَا وفى بِهِ الدّين وَجعلهَا وفقا فِيهِ وَلما خرج إِلَى الشَّام كَانَت عدَّة المحائر الَّتِي حمل فِيهَا عِيَاله وعيال أَوْلَاده سِتِّينَ محارة كَذَا ذكره اليوسفي فِي سيرة النَّاصِر مُحَمَّد وَذكر أَنه شَاهد ذَلِك قَالَ وَكَانَ محبباً إِلَى النَّاس لكِنهمْ يكثرون الشكوى من أَوْلَاده وَكَانَ كثير المكارم وَالتَّصَدُّق وَالْبر لأرباب الْبيُوت وَيُقَال إِنَّه لم يُوجد من الْقُضَاة منزلَة عِنْد سُلْطَان تركي نَظِير منزلَة جلال الدّين وَكَانَ يحْتَمل مَا ينْقل إِلَيْهِ من سير وَلَده حَتَّى كَانَ يَقُول لوالي الْمَدِينَة اكبس فلَانا ثمَّ يُرْسل إِلَيْهِ يَقُول لَا تفعل فَبَقيَ فِي حَيَاء من وَالِده وَلما ولي قَضَاء الشَّام رفعت قصَّة فِي حق الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي ثمَّ الْخَطِيب جلال الدّين الْقزْوِينِي وفيهَا أَن جلال الدّين لَا يصلح للْقَضَاء ونسبوه إِلَى شرب الْخمر ونسبوا(5/252)
أَوْلَاده لفعل الْفَوَاحِش فقرئت على السُّلْطَان واتهم بكتابتها جمَاعَة إِلَى أَن تأملها كَاتب السِّرّ فَوجدَ فِيهَا عَلَاء الدّين الكونوي بِالْكَاف فحزر أَنَّهَا خطّ هندي ففحص عَن أمرهَا إِلَى أَن وجدوا فَقِيرا نزل عَن قرب خانقاه سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ أَولا مُقيما بِدِمَشْق فَوَقع بَينه وَبَين القَاضِي جلال الدّين كَلَام أوجب انْتِقَاله إِلَى مصر فَكتب الرقعة ودسها إِلَى أَن رفعت للسُّلْطَان فِي دَار الْعدْل وَأمر بتعزيره وشهرته فَوَقَعت فِيهِ شَفَاعَة فَأطلق
1350 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَتْح الْعمريّ أَخُو عَتيق سمع من ابْن علاق وَغَيره وَكتب خطا حسنا وَمَات بِمَكَّة فِي رَجَب سنة 724
1351 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمَقْدِسِي روى عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَأحمد بن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي صفر سنة 706
1352 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر شمس الدّين ابْن الرشيد ولد سنة 708 وَسمع الْكثير من التقي سُلَيْمَان والمطعم وَابْن سعد والجرائدي وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَمَات سنة 764
1353 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن زيد الدندرى الْمَعْرُوف بالبقراط قَرَأَ القرا آتٍ على أبي الرّبيع البوتيجي صَاحب الْكَمَال الضَّرِير وتصدر(5/253)
للإقراء وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة بِبَلَدِهِ ثمَّ استوطن مصر واشتغل بالنحو وَاخْتصرَ اللمحة نظماً يَقُول فِي خطبتها
(وَفِي الَّذِي اختصرته الحشو سقط ... ليقرب الْحِفْظ وينتفي الْغَلَط)
(وَفِيه أَيْضا رُبمَا أَزِيد ... فَائِدَة يحتاجها المريد) مَاتَ فِي
1354 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله الأعسر كَانَ صَالحا ذكره عبد الله بن الواني وَقَالَ مَاتَ فِي مستهل الْمحرم سنة 742
1355 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقَيْسِي الرندي أَبُو عبد الله يعرف بالطنجي قَالَ ابْن الْخَطِيب سمع من أبي إِسْحَاق بن الْكَمَال وَأبي الْحسن ابْن قطرال وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بن مسلمة وَغَيرهم
1356 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحِيم بن العجمي شهَاب الدّين ابْن قطب الدّين ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بحلب وَنظر الْأَوْقَاف وَحدث عَن الْكَمَال النصيبي وَمَات سنة 703 عَن نَيف وَخمسين سنة ذكره ابْن حبيب
1357 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله الْحلَبِي ابْن النصيبي ضِيَاء الدّين ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 688 وَسمع من سنقر الزيني وَحدث وَولي حسبَة حلب وَقَضَاء البيرة وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب(5/254)
وَمَات فِي رَابِع الْمحرم سنة 737 سقط عَلَيْهِ وَهُوَ بالبيرة فَعَاشَ سَاعَة وَمَات ذكره ابْن رَافع
1358 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد تقدم فِي خَلِيل بن مُحَمَّد
1359 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مظفر الهمذاني ثمَّ الدِّمَشْقِي بدر الدّين اشْتغل بِالْعلمِ وَحفظ التَّنْبِيه وَغَيره وَقَرَأَ على التقي الصَّائِغ بِمصْر وَسمع من جمَاعَة من أَصْحَاب النجيب وَكَانَ قد سمع بِدِمَشْق من الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا وَحدث وَولي مشيخة الحَدِيث بالنفيسية وَمَات فِي شَوَّال سنة 765 بِدِمَشْق
1360 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن جبارَة سديد الدّين الْكِنْدِيّ الْمُقْرِئ حفظ الشاطبية واشتغل بالقراآت وَكَانَت فِيهِ عصبية تعانى التكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ حسن الْخلق مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 728
1361 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الْملك بن يُوسُف الْكَلْبِيّ أَبُو عبد الله الْمزي الطَّحَّان أَخُو الشَّيْخ جمال الدّين ولد سنة 74 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان وَالْفَخْر وَابْن أبي عمر وَابْن الدرجي وَغَيرهم بإفادة أَخِيه وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 741
1362 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقُسْطَلَانِيّ تقدم فِي خَلِيل بن مُحَمَّد
1363 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي الْمَالِكِي كَانَ من فضلاء الْمَالِكِيَّة أفتى وانتفع بِهِ الطّلبَة مَاتَ فِي سنة 757 فِي جُمَادَى الْآخِرَة أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ(5/255)
1364 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أبي الْمجد الأميوطي القَاضِي عز الدّين ولد سنة خمسين وسِتمِائَة وتفقه على الضياء ابْن عبد الرَّحِيم والنصير بن الطباع والسديد التزمنتي وَبحث فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفروعي على الْفَقِيه نَاصِر الدّين الأبياري قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة وَأخذ الْمنطق عَن سيف الدّين الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ بالسبع على النُّور الكفي والمكين الأسمر وَقَرَأَ أَجزَاء عدَّة على الرضي القطيني وتصدر للإقراء وَتخرج بِهِ جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من جلة الْعلمَاء وَولى قضا الكرك مُدَّة طَوِيلَة نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَمَات فِي شعْبَان سنة 725 وَهُوَ وَالِد شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ جمال الدّين إِبْرَاهِيم نزيل مَكَّة
1365 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن تغلب الشريف أَبُو الْفَتْح الْجَعْفَرِي الْفَقِيه الْمَالِكِي يُقَال لَهُ عِيسَى كَانَ من الصَّالِحين الْعباد وأصابه مرض فَكَانَ لَا يزَال ملقى على ظَهره صَابِرًا على ذَلِك كثير التَّفْوِيض فَمَاتَ فِي لَيْلَة الثَّانِي من جُمَادَى الأولى سنة 731 وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا
1366 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أبي الْحسن الحريري سمع الرشيد الْعَطَّار وَغَيره وَكَانَ أَمينا على مصبغة الْحَرِير وَحدث مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة(5/256)
سنة 716 وَله ثَمَان وَسِتُّونَ سنة
1367 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب بن صصري التغلبي الدِّمَشْقِي ولد سنة 682 وَسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَحدث وَكَانَ بِيَدِهِ نظر الْأَشْرَاف وَالْجَامِع وَولي صحابة الدِّيوَان فِي سنة 712 وساد على الدماشقة بالمكارم واشتهر بهَا حَتَّى كَانُوا يحكون عَنهُ فِي ذَلِك غرائب وَحج فَمَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 717 وَدفن بالحجون
1368 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن الطّيب الْقَيْسِي الأندلسي الضَّرِير الْمُقْرِئ أَبُو الْقَاسِم تَلا بالسبع وَأخذ عَن أبي عبد الله الْأَزْدِيّ وَكَانَ أعجوبة فِي الْحِفْظ أمره العزفي أَمِير سبتة أَن يقْرَأ السِّيرَة النَّبَوِيَّة فِي رَمَضَان فَكَانَ يدرس كل يَوْم جُزْءا فَيُصْبِح فيورده حفظ إِلَى أَن حفظا كلهَا وَكَانَ طيب الصَّوْت صَاحب فنون مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَله نَحْو السّبْعين
1369 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَبَّاس بن أبي الْفَتْح بن عبد الْغَنِيّ بن أبي مُحَمَّد ابْن خلف بن إِسْمَاعِيل شرف الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن النشو الْقرشِي التَّاجِر ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 41 وأسمعه خَاله الْبُرْهَان بن النشو من ابْن رواج والساوي وَابْن الْجبَاب وَابْن الجميزي وَغَيرهم وَخرج لَهُ الْفَخر البعلي مشيخة فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَتفرد بِرِوَايَة كتاب الْمُحدث الْفَاصِل وَغَيره قَالَه الذَّهَبِيّ كَانَ تَامّ الشكل حسن الْهَيْئَة يُسَافر فِي التِّجَارَة وَله بُسْتَان(5/257)
تفرد بعدة أَجزَاء قلت وَسمع على أَحْمد بن مفضل بن مُحَمَّد بن حسان وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ والمعين الدِّمَشْقِي فِي آخَرين وَمَات فِي لَيْلَة 3 شَوَّال سنة عشْرين وَسَبْعمائة بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير أَخذ عَنهُ الشبلي
1370 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أبي الْعَبَّاس الصَّالِحِي أَخُو أَحْمد وَسليمَان سمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي الْعشْرين من صفر سنة 741
1371 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن أَحْمد بن عقيل السلمى البعلبكي مُحي الدّين الْمكتب ولد سنة 58 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَالقَاسِم الأربلي والرشيد العامري وَغَيرهم وتعانى الْخط الْمَنْسُوب ففاق فِيهِ وَكَانَ مليح الشكل كثير الْعقل صيناً خيرا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خيرا دينا عَاقِلا متصوناً صَالحا صيناً بارعاً فِي الْمَنْسُوب وَنسخ الْكثير مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 743 خرج لَهُ ابْن سعد مشيخة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمن قبله البرزالي وَقَالَ كَانَ يكْتب الشُّرُوط وَكَانَ شَيْخه فِي الْكِتَابَة الشَّمْس حُسَيْن الْكرْدِي
1372 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن عبد الْملك بن المنجا بن عَليّ بن جَعْفَر السّلمِيّ المسلاتي جمال الدّين ابْن زين الدّين الْمَالِكِي سمع بالإسكندرية من ابْن مخلوف جُزْء الدُّعَاء وَمن عز الْقُضَاة ابْن الْمُنِير الْمُوَطَّأ وبمصر وبالشام من الحجار وَغَيره وَحدث وَخرج لَهُ تَقِيّ الدّين بن رَافع جُزْءا حدث بِهِ وَأخذ عَن أبي حَيَّان والقونوي وَغَيرهمَا وَولي نِيَابَة الحكم بِدِمَشْق(5/258)
ثمَّ ولي اسْتِقْلَالا قَضَاء دمشق أَكثر من عشْرين سنة وَكَانَ قد صاهر السُّبْكِيّ ثمَّ كَانَ أحد من قَامَ على وَلَده تَاج الدّين فَبَالغ وأفرط وَلما عَاد تَاج الدّين سعى فِي عَزله فعزل ثمَّ أُعِيد وَكَانَ حسن الشكل وَالْبزَّة ظريفاً وَكَانَ ينظم وينثر وَلَكِن يَأْتِي بالحوشى والغريب ويؤثر التقعير قَالَ ابْن حبيب فِي تَرْجَمته كَانَ يتَكَلَّم فِي الأدبيات وَيظْهر الْعَجَائِب فِي مقاماته الحجازيات والحلبيات وَولي درس الحَدِيث بالظاهرية مَاتَ بِمصْر فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة 771 بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ وَالِد القَاضِي سري الدّين الَّذِي تحول شافعياً
1373 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الرَّحِيم بن عَليّ الأرمنتي شرف الدّين تفقه وَحفظ التَّنْبِيه وَلم يكن بالماهر فِي الذكاء ولي قَضَاء عدَّة بِلَاد من الْوَجْه القبلي وَمن الْوَجْه البحري كدمياط وفوه وأسيوط وقتا وَكَانَ بدر الدّين ابْن جمَاعَة يرعاه لما اتّصف بِهِ من النزاهة وَكَانَ لَا يَأْكُل لأحد شَيْئا مُطلقًا وَلَكِن يعاب عَلَيْهِ أَنه يقف مَعَ حَظّ نَفسه وَمن لَا يعظمه يحقد عَلَيْهِ وَإِذا ولي ولَايَة لَا يرضى بأصغر مِنْهَا عرض عَلَيْهِ الْقزْوِينِي بعد صرفه من أسيوط ولَايَة دونهَا فَلم يُوَافق مَعَ شدَّة ضَرُورَته وَاسْتمرّ بطالاً وَكَانَت لَهُ حُرْمَة فِي وَلَا يته وَقُوَّة جنان مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر وَرَأَيْت من أرخه سنة 733(5/259)
1374 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عُمَيْر الْجَزرِي جمال الدّين الباجربقي ولد سنة 676 وتحول بِهِ أَبوهُ إِلَى دمشق سنة ثَمَانِينَ وأسمعه من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَكَانَ أَبوهُ مدرساً عَالما فاشتغل جمال الدّين بِالْعلمِ ثمَّ تزهد وَصَحب الْفُقَرَاء وحصلت لَهُ أَحْوَال فَصَارَ يزار وَكثر أَتْبَاعه فَحسن لَهُم ترك الشَّرَائِع وَكَانَ يظْهر لَهُم من الخوارق مَا يخلب بِهِ عُقُولهمْ حَتَّى انصاع لَهُ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل مَعَ سَعَة علمه فَكَانَ يظْهر اعْتِقَاده ويلازمه وَيقف قدامه ويطيل النّظر إِلَيْهِ وينشد
(عجب من عجائب الْبر وَالْبَحْر ... وَنَوع فَرد وشكل غَرِيب) وَحكى ابْن فضل الله عَن أَمِين الدّين رَئِيس الْأَطِبَّاء قَالَ كنت عِنْده يَوْمًا بالبستان فجَاء فلاح الْبُسْتَان فَقَالَ لَهُ اقعد فَقعدَ قدامه ورمق الباجر بقى وَقَالَ للفلاح تحدث مَعَ الرئيس إِلَى أَن اسْتَيْقَظَ قَالَ فشرع ذَلِك الْفَلاح يتحدث معي فِي كليات الطِّبّ وجزئياته وأنواع العلاج وخواص الْمُفْردَات بِمَا لَا يعرفهُ إِلَّا الْقَلِيل من الحذاق فضلا عَن مثله ثمَّ بعد سَاعَة رفع رَأسه فَبَطل كَلَام الْفَلاح ثمَّ سَأَلت الْفَلاح عَن أمره فَقَالَ وَالله مَا أعرف مَا قلت وَلَكِن شئ جرى على لساني وقصده الْمجد التّونسِيّ فسلكه على عَادَته فَقَالَ لَهُ فِي الْيَوْم الثَّالِث مَا رَأَيْت قَالَ وصلت فِي سلوكي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة قَالَ هَذَا مقَام إِدْرِيس قد بلغته فِي ثَلَاثَة أَيَّام(5/260)
فَرجع الْمجد إِلَى نَفسه وَلعن الشَّيْطَان وَتوجه إِلَى القَاضِي جمال الدّين الْمَالِكِي فَتَابَ على يَده وجدد إِسْلَامه فَطلب الباجربقي وَحكم بإراقة دَمه بِمحضر من الْعلمَاء فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة 704 فتعصب لَهُ جمَاعَة بسعي أَخِيه وجاه بيبرس العلائي وأخفوه إِلَى أَن حكم القَاضِي تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ بحقن دَمه بعد سِنِين بعد أَن ثبتَتْ عِنْده عَدَاوَة الشُّهُود لَهُ وَكَانَ الشُّهُود سِتَّة مِنْهُم مجد الدّين التّونسِيّ وعماد الدّين ابْن مزهر وجلال الدّين خطيب الزنجيلية وَأَبُو بكر بن شرف وَالَّذين شهدُوا بالعداوة نَحْو الْعشْرين مِنْهُم زين الدّين ابْن عدنان وَأَخُوهُ والقطب ابْن شيخ السلامية والشهاب الرُّومِي والشرف قيران الشمسي وناصر الدّين ابْن عبد السَّلَام وَمِمَّا شهدُوا بِهِ عَلَيْهِ أَنه كَانَ يتهاون بِالصَّلَاةِ وَأَنه كَانَ يذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم باسمه مُجَردا من غير تَعْظِيم وَأَنه قَالَ مرّة من محمدكم هَذَا وَكَانَ يَقُول إِن الرُّسُل طولت على الْأُمَم الطّرق إِلَى الله فَلَمَّا بلغ الْمَالِكِي ذَلِك غضب وجدد الحكم بقتْله ثمَّ اختفي الْمَذْكُور وَتوجه إِلَى مصر وَانْقطع بالجامع الْأَزْهَر وَتردد إِلَيْهِ جمَاعَة ثمَّ رفعوا فِيهِ أَشْيَاء فتسحب أَيْضا إِلَى دمشق وَنزل القابون فَأَقَامَ بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 724 قَالَ البرزالي وَفِي سنة أَربع وَسَبْعمائة حكم الْمَالِكِي بقتل ابْن الباجربقي وَإِن تَابَ وَكَانَ شهد عَلَيْهِ بِأُمُور لَا تصدر من مُسلم من الاستخفاف بِالدّينِ وَقَالَ السُّبْكِيّ اجْتمعت بِهِ بِمصْر فَذكر لي ان مُحي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ قَالَ لَهُ أَنه غَضْبَان على أَصْحَابه قَالَ فَقلت لَهُ لَعَلَّ هَذَا فِي النّوم قَالَ فَلم يُعجبهُ كَلَامي(5/261)
1375 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر ابْن عبد الْوَاحِد أَبُو الْمَعَالِي شمس الدّين ابْن النصيبي ولد بعد السبعمائة وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً وَولي الْوَظَائِف الجليلة وَمَات سنة خمسين وَسَبْعمائة
1376 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد صفي الدّين الْهِنْدِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي الأصولي ولد بِالْهِنْدِ فِي ربيع الآخر سنة 44 وَأخذ عَن جده لأمه وَخرج عَن بَلَده دهلي فِي رَجَب سنة 67 وَقدم الْيمن فَأكْرمه المظفر وَأَعْطَاهُ تسع مائَة دِينَار ثمَّ حج فَأَقَامَ بِمَكَّة ثَلَاثَة أشهر وَرَأى بهَا ابْن سبعين وَسمع كَلَامه ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فِي سنة 71 وَدخل الْبِلَاد الرومية فَأَقَامَ بقونية وبسيواس وبقيصرية وَغَيرهَا وَاجْتمعَ مَعَ السراج الأرموي وخدمه وَخرج مِنْهَا سنة 85 وَقدم دمشق فاستوطنها وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَعقد حَلقَة الِاشْتِغَال بالجامع ودرس بالرواحية والدولعية الأتابكية وَغَيرهَا وَكتب على الْفَتَاوَى مَعَ الْخَيْر وَالدّين وَالْبر للْفُقَرَاء وصنف فِي أصُول الدّين الْفَائِق وَفِي أصُول الْفِقْه النِّهَايَة وَلما عقد بعض الْمجَالِس لِابْنِ تَيْمِية عين الصفي الْهِنْدِيّ لمناظرته فَقَالَ لِابْنِ تَيْمِية فِي أثْنَاء الْبَحْث أَنْت مثل العصفور تنط من هُنَا إِلَى هُنَا وَمن هُنَا إِلَى هُنَا وَكَانَ خطه ضَعِيفا وحشاً إِلَى الْغَايَة فالكمال لله يُقَال أَنه كَانَ لَا يحفظ الْقُرْآن إِلَّا ربعه حَتَّى نقل أَنه قَرَأَ المص بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الصَّاد وَيُقَال إِنَّه كَانَ لَهُ ورد من اللَّيْل فَإِذا اسْتَيْقَظَ تَوَضَّأ وَلبس أَفْخَر ثِيَابه حَتَّى الْخُف(5/262)
والمهماز وَيقوم يُصَلِّي بِتِلْكَ الْهَيْئَة وَكَانَت فِي لِسَانه عجمة الهنود بَاقِيَة إِلَى أَن مَاتَ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهِ دين وَتعبد وَله أوراد وَكَانَ حسن الِاعْتِقَاد على مَذْهَب السّلف توفّي فِي آخر صفر سنة 715
1377 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي بدر الدّين ابْن خطيب نابلس مَاتَ فِي صفر سنة 707
1378 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن يحيى أَبُو البركات السُّبْكِيّ كَمَال الدّين تفقه قَلِيلا وعني بِالْحَدِيثِ وَقرر مدرس الحَدِيث بالشيخونية بعناية ابْن عمته بهاء الدّين السُّبْكِيّ وَرَأَيْت لَهُ جُزْءا جمعه فِيمَا وَافق عمر ربه ومختصر الزهر الباسم لمغلطاي اقْتصر فِيهِ على اعتراضاته على السُّهيْلي وَمَات فِي شَوَّال سنة 776
1379 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْوَادي آشي يعرف بعمامتي كَانَ شَاعِرًا بديع القَوْل وَمَات بعد سنة عشْرين وَسَبْعمائة
1380 - مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ تَاج الدّين أَبُو بكر ابْن الرافدة الْعَسْقَلَانِي ولد بِمصْر سنة 657 وَكتب مرّة سنة سِتّ وَسمع من النجيب واحضر على الرشيد الْعَطَّار وَحدث مَاتَ بِمصْر فِي رَجَب سنة 721
1381 - مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْقَادِر السنباطي قطب الدّين ولد(5/263)
بسيواس سنة 53 تفقه بالظهير الْقزْوِينِي وتقي الدّين ابْن رزين وَغَيرهمَا وَسمع من الدمياطي وَغَيره وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس وتصدر للاشتغال ونفع الطّلبَة وَكَانَ كثير النَّقْل حَافِظًا للفروع نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَذكر السُّبْكِيّ فِي فَتَاوِيهِ أَنه رتبه عِنْده لما كَانَ يحكم بِسَبَب مَا يحضر عِنْده من الحكومات وَكَانَت تقع لَهُ أَشْيَاء حَسَنَة وَقَالَ الأسنوي كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول دينا خيرا سريع الدمعة حسن التَّعْلِيم ودرس بالفاضلية والحسامية وَعمل أَحْكَام الْمبعض وَتَصْحِيح التَّعْجِيز وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 722
1382 - مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر بن حُسَيْن بن مَحْمُود ابْن شرف الْحَنَفِيّ ولد سنة 668 واشتغل فِي الْفِقْه وبرع حَتَّى درس وَمَات فِي رَمَضَان سنة 757
1383 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن العجمي عز الدّين أَبُو عبد الله ولد سنة 692 واسمع على شهدة وَخَدِيجَة بِنْتي الْكَمَال ابْن العديم وَحدث سمع مِنْهُ ابْن سَنَد وَمَات فِي أَوَائِل سنة 772 قَالَه أَبُو الْحسن ابْن الْبناء واسْمه الْحسن بن عَليّ بن خلف
1384 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن صَالح الْكِنَانِي الْخياط الْمَعْرُوف بِابْن الخباز أَخُو تَقِيّ الدّين صَالح الْمَعْنَوِيّ سمع من الضياءين ابْن الأنجب وَابْن عَلان وَحدث وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 723 وَقد جَاوز التسعين(5/264)
1385 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن البقاعي نَاصِر الدّين أحد موقعي الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 761
1386 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن عبد الْملك أَمِين الدّين أَبُو حَيَّان ابْن المسلاتى ابْن أخي القَاضِي جمال الدّين وَزوج ابْنَته حفظ التَّنْبِيه أَولا وَنزل عِنْد الشَّافِعِيَّة ودرس بِحَلقَة صَاحب حمص ثمَّ تحول مالكياً وناب فِي الحكم عَن عَمه وَسمع الْكثير من أهل عصره وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ فِي ثَانِي شَوَّال سنة 764
1387 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحِيم المارديني الصفار بدر الدّين ابْن عز الدّين وَكَانَ من خَواص ابْن تَيْمِية
1388 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن غَازِي الْمُحب الْأَبَّار أَخذ القرا آتٍ عَن الزواوي وتصدر وَكَانَ جيد الْفَهم وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 723
1389 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن مظفر الصّقليّ بدر الدّين ابْن عز الدّين ابْن الْمُطَرز سمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان من صَحِيح مُسلم وَحدث وَكَانَت لَهُ أَمْوَال كَثِيرَة فأنفقها فَمَاتَ فَقِيرا ذكره البرزالي وَقَالَ كَانَ ضخماً قَوِيا شَدِيد الْبَطْش وَمَات فِي سَابِع شهر ربيع الأول سنة 711 وَله سِتّ وَسِتُّونَ سنة
1390 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد القيسراني تَقِيّ الدّين سمع من الأبرقوهي(5/265)
السِّيرَة النَّبَوِيَّة نقلت ذَلِك من خطّ مُحَمَّد بن يحيى بن سعد من رجال الحَدِيث بحلب سنة 748
1391 - مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم بن عَليّ بن سَالم جمال الدّين السَّقطِي يكنى أَبَا بكر ولد سنة 632 وَسمع من ابْن الصَّابُونِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ ابْن باقا وتفقه وتعانى الشُّرُوط فدربها وناب فِي الحكم بالديار المصرية مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ صَارِمًا مهيباً كثير التثبت شهد عِنْده جمَاعَة فِي قَضِيَّة فتوقف فِيهَا ثمَّ ركب إِلَى القرافة فَقَرَأَ تَارِيخ الْوَفَاة على قبر الْمَشْهُود عَلَيْهِ فَظهر لَهُ فَسَادهَا وَله فِي إِخْرَاج التزوير قضايا كَثِيرَة وَكَانَ لَا يقبل من الشُّهُود إِلَّا النَّادِر حَتَّى أَن رجلا شهد عِنْده فَقَالَ لَهُ احضر من يعرف بك فأحضر الشَّيْخ عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ فَقَامَ لَهُ وبجله وأجله وَأَجْلسهُ فَوْقه فَقَالَ الرجل سَيِّدي عَلَاء الدّين يعرف بِي فَقَالَ لَهُ القَاضِي سَيِّدي عَلَاء الدّين أجل من هَذَا وأكبر امْضِ فأت بِمن يعرف بك وَقَالَ البرزالي كَانَ جيدا مشكور السِّيرَة حسن الْهَيْئَة عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ مُحْتَرما وَقد خرج لَهُ التقى عبيد الأسعردي مشيخة سَمَّاهَا تحفة الرَّاغِب وَحدث بهَا وَترك الحكم فِي آخر عمره وَيُقَال أَن شخصا طلب من ابْن دَقِيق الْعِيد أَن يعين لَهُ عَلَيْهِ أَن يُفَوض لَهُ الْعُقُود قَالَ مَا يفعل قَالَ بلَى قَالَ لَا أَنا أقرب(5/266)
إِلَى ذَلِك مِنْهُ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 707
1392 - مُحَمَّد بن عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن عبد الْغَالِب الماكسيني الدِّمَشْقِي القصصي كَانَ يكْتب الْقَصَص بالعادلية وَحدث عَن عمر بن القواس بمعجم ابْن جَمِيع وَعَن أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر ويوسف الغسولي مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 725
1393 - مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن عبد الْكَرِيم بن عبد الْغفار الْقزْوِينِي الشَّافِعِي جلال الدّين ولد نجم الدّين صَاحب الْحَاوِي مَاتَ سنة 709 وَله صنف أَبوهُ الْحَاوِي اخْتَصَرَهُ من الرَّافِعِيّ الْكَبِير فحفظه جلال الدّين مُحَمَّد وأقرأه وَكَانَ لِأَبِيهِ إجَازَة من عفيفة الفارقانية وَغَيرهَا وَمَات سنة 655 وَقد قَارب الثَّمَانِينَ
1394 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عِيسَى السقطى الْمصْرِيّ ولد سنة 683 وَسمع من
1395 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عَليّ بن عُثْمَان الصعبي الْمصْرِيّ نجم الدّين أَبُو بكر ولد بِمصْر سنة 46 وَسمع على أبي المكارم مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الْقُضَاعِي وَاحْمَدْ الارتاحي والنجيب والرشيد الْعَطَّار وَإِسْمَاعِيل بن صارم وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات فِي ثَانِي شَوَّال سنة 731
1396 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي المكارم المرداوي أَبُو أَيُّوب وَأَبُو يَعْقُوب سمع من خطيب مردا وَحدث سمع مِنْهُ السُّبْكِيّ بمردا(5/267)
وَكَانَ فَقِيها صَالحا مَاتَ سنة 721 بقرية مردا
1397 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إلْيَاس شمس الدّين ابْن قَاضِي حران كَانَ متصدراً بِجَامِع حماة مَاتَ فِي صفر سنة 718
1398 - مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحَرَّانِي الأَصْل الْحَنْبَلِيّ بدر الدّين ابْن القَاضِي شرف الدّين ولد سنة 701 أَو بعْدهَا وَسمع من أَبِيه وَأبي الْحسن ابْن الْقيم وَزَيْنَب بنت شكر وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 778
1399 - مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أبي البركات بن أبي الْفضل البعلي ثمَّ الصَّالِحِي أَمِين الدّين ابْن القريشة اسْمَع على يُوسُف الغسولي منتقى من أَجزَاء المخلص السَّبْعَة وَمن عِيسَى المغاري وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ قد اشْتغل قَلِيلا وَسكن مصر ثمَّ رَجَعَ وَولي مشيخة الشبلية وَمَات فِي رَجَب سنة 765
1400 - مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة ابْن سُلْطَان بن سرُور الْجَعْفَرِي النابلسي شمس الدّين ولد بنابلس وَسمع بهَا من عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف كتاب التَّوَكُّل وجزء سُفْيَان بإجازته لَهما من السبط ورحل إِلَى دمشق فَسمع بهَا أَيْضا وَمَات بِبَلَدِهِ سنة 797 وَكَانَ فَاضلا وَله إِلْمَام بِالْحَدِيثِ قَالَ ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد(5/268)
البلياني صحب ابْن قيم الجوزية وتفقه بِهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَكثر تصانيفه وتصدر للتدريس والإفتاء وَكَانَ دينا خيرا حسن الْبشر انْتهى وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ
1401 - مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان بن منهال الْمصْرِيّ عز الدّين ولد سنة 61 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وشامية وصفي الدّين المراغي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جمع جم من أَصْحَاب البوصيري وَغَيرهم وَدخل دمشق نَاظرا على ديوَان سلار وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة 709
1402 - مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن سبع
1403 - مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْأنْصَارِيّ
1404 - مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله اليونيني البعلي يكنى أَبَا الْحسن ولد ببعلبك وَسمع بهَا من عَم أَبِيه القطب مُوسَى ابْن اليونيني مشيخة أبي الْحسن بن الجميزي بالجازته مِنْهُ وَسمع أَيْضا من عمته(5/269)
أمه الْعَزِيز وَغَيرهَا وَحدث وَمَات فِي سنة 777
1405 - مُحَمَّد بن عبد القاهر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عبد الْقَادِر بن الْحسن بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن المظفر بن عَليّ بن الْقَاسِم الْموصِلِي أَبُو عبد الله ابْن الشهرزورى لقبه مُحي الدّين عَنى بِالْحَدِيثِ وكانمولده فِي شعْبَان سنة 698 بالموصل فاشتغل وَسمع بِبَلَدِهِ على شمس الدّين مُحَمَّد بن عمر بن خروف شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ وَدخل بَغْدَاد وَلم يسمع بهَا الحَدِيث ثمَّ رَحل إِلَى دمشق فَسمع الْكثير من الشُّيُوخ بعد الثَّلَاثِينَ فَكتب الْأَجْزَاء وَحصل وَجمع لَهُ ثبتاً وَكتب عَلَيْهِ فِي عدَّة أَجزَاء وَكَانَ جميل الْهَيْئَة كثير التِّلَاوَة وخطه حسن مَعْرُوف مَعَ الْخَيْر وَالدّين والمروءة قَالَ ابْن رَافع سمع مني جُزْءا أخرجته لبَعض مشايخي وَهُوَ من بَيت الْقَضَاء والرئاسة وَأنْشد لَهُ قَوْله
(وَكنت أَظن أَن الْبعد يسلي ... وَطول الْعَهْد بالتذكار ينسي)
(فَمَا لبعادكم يدني ... لهيبي وَبعد الْعَهْد)
1406 - مُحَمَّد بن عبد القاهر بن أبي بكر بن عبد الله بن أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد الْمصْرِيّ الرئيس نَاصِر الدّين النشائي ولد سنة 718 وتعانى الْآدَاب وَكتب فِي الْإِنْشَاء ثمَّ ولي توقيع الدست فِي أَيَّام يلبغا وحظي عِنْده وَعين لكتابة السِّرّ فَلم يُوَافق وَكَانَ يَنُوب عَن كَاتب السِّرّ وَعظم(5/270)
جاهه أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَمَات فِي 12 ذِي الْحجَّة سنة سبعين وَسَبْعمائة وَمن شعره
(زارت كَمَا شِئْت وَاللَّيْل ارتدى حبره ... فخلت أَن الدجى أهْدى لنا قمره)
(تبَارك الله سواهَا لنا بشرا ... يكَاد مر بهَا من وَجه البشره)
(ترخى النقاب محياها فتثنى لي ... سُودًا وَكم حسرة فِي فَارق حسره)
(وَكم أحذر قلبِي نبل أعينها ... وَلَيْسَ يَأْخُذ من ألحاظها حذره) وَهِي طَوِيلَة
1407 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أبي عبد الله كَامِل الرَّامِي الْمَعْرُوف بِابْن المخيلي وَيعرف بِابْن مكين سمع من عبد النصير المربطي صَاحب ابْن الْعِمَاد وَمَات فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة 764 وَله سبع وَثَمَانُونَ سنة وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنة لَكَانَ إِسْنَاده عَالِيا
1408 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ ابْن عبد الْحق بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ تَقِيّ الدّين ابْن الْحَافِظ قطب الدّين الْحلَبِي ولد فِي رَجَب سنة 711 واحضر على الْحسن(5/271)
ابْن عمر الْكِنْدِيّ وَسمع من الْعلم ابْن درادة النَّاسِخ والمنسوخ لأبي دَاوُد وجزء أبي يعلى الخليلي واشتقاق الْأَسْمَاء للخلال وَمن سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة واشتغل بِالْحَدِيثِ وَزَاد فِي المحمدين من تَارِيخ وَالِده كثيرا وَخرج للبدر الفاروقي مشيخة وَسمع من جمَاعَة فاختصرت وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 773
1409 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ التبريزي الْمُقْرِئ نظام الدّين ولد بتبريز سنة 13 وَقدم حلب وَسمع من ابْن رَوَاحَة وَابْن شَدَّاد وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على السخاوي أفراداً وجمعاً وعَلى الصفراوي بِحرف أبي عَمْرو وَابْن الرماح والمنتخب للهمذاني وَأقَام فِي رحلته إِلَى مصر والإسكندرية سِنِين ثمَّ استوطن دمشق وأقرأ وَكَانَ سَاكِنا متواضعاً حسن التِّلَاوَة وَعمر حَتَّى دخل فِي الْهَرم وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 704 وَقد جَاوز التسعين وَكَانَ ذَاكِرًا للْخلاف حسن الْأَخْذ لَهُ حَلقَة بالجامع وَهُوَ من أَصْحَاب الْمُنْتَخب
1410 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عمر بن عبد الْمُنعم أَمِين الدولة شمس الدّين سمع من سنقر الصَّحِيح
1411 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن صَالح بن هَاشم بن عبد الله بن(5/272)
عبد الرَّحْمَن الْكَرَابِيسِي الأَصْل الْحلَبِي ظهير الدّين أَبُو هَاشم الْمَعْرُوف بِابْن العجمي ولد سنة 694 وَسمع من سنقر الزبني الصَّحِيح وَابْن ماجة ومنتقى الأوال والبعث واخبار الزبير بن بكار وجزء أَنِّي الجهم وَمن بيبرس الديمى مشيخة ابْن شَاذان وجزء البانياسي وعَلى إِبْرَاهِيم ابْن الشيرازى جُزْء سُفْيَان وَمن غَيرهم فاكثر وَحدث وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَمَات بحلب يَوْم الثُّلَاثَاء النّصْف من الْمحرم سنة 774
1412 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن القزوينى حفيد قاضى الْقَضَاء جلال الدّين الْقزْوِينِي مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأول سنة 755 وَلم يَجدوا لَهُ مفنا قَرَأت ذَلِك بِخَط التقي السُّبْكِيّ
1413 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ القراشى شمس الدّين ابْن الشماع سمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الخشوعي وَغَيره وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وتفقه وشارك فِي الْفُنُون ثمَّ تزهد وَأقَام بصفد إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 703
1414 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المغيزل مجير الدّين ولي نظر الدِّيوَان بحماة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 703
1415 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح بن مَحْمُود بن لبّى الْقَاسِم بن الكويك الربعى التكريثى ثمَّ الْمصْرِيّ فَخر الدّين أَبُو جَعْفَر سمع الْكثير من الدبوسي والختني وَابْن قُرَيْش وَغَيرهم وعني بذلك وَطلب بِنَفسِهِ فَأكْثر وَسمع بالإسكندرية من الرُّكْن العتبى والسديد ابْن الصَّواف وغيراهما وصاهر عز الدّين ابْن جمَاعَة وناب عَنهُ وباشر نظر الأحباس وَجمع لَهُ معجماً وفهرستاً حافلاً ودرس بقبة بيبرس للمحدثين وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَمَضَان سنة 769
1416 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح أَبُو الْيمن عز الدّين ابْن الكويك أَخُو الَّذِي قبله ولد فِي شعْبَان سنة 15 وَسمع بإفادة أَخِيه من الرُّكْن الْعُتْبِي بالإسكندرية وَمن مجمد بن عبد الْمجِيد ابْن الصَّواف ووجيهية وبالقاهرة من ابْن جمَاعَة وَابْن قُرَيْش وَابْن الصابونى وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّاء السويداوي وَمُحَمّد بن عُثْمَان التوزري وَمُحَمّد بن غالي وَأبي حَيَّان وَغَيرهم وَكَانَ مكثراً وَحدث بالكثير وَمَات فِي 12 جُمَادَى الأولى سنة 790
1417 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى ابْن تَمام السُّبْكِيّ تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح ولد بالمحلة سنة 705 فِي ربيع الآخر وَأَجَازَ لَهُ سنة مولده الدمياطي وَغَيره وأحضر على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَعلي بن مُحَمَّد بن هَارُون ويوسف بن مظفر وعَلى ابْن عِيسَى بن الْقيم وَغَيرهم ثمَّ سمع بِنَفسِهِ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره من شُيُوخ مصر وَالشَّام والحرمين فَأكْثر عَن الواني وَأبي الْهدى العباسي وَحسن بن عمر الْكرْدِي وَمُحَمّد بن عبد الحميد والختنى والصنهاجى وَابْن قُرَيْش(5/273)
الصَّواف وَغَيرهمَا وصاهر عز الدّين ابْن جمَاعَة وناب عَنهُ وباشر نظر الأحباس وَجمع لَهُ معجماً وفهرستاً حافلاً ودرس بقبة بيبرس للمحدثين وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَمَضَان سنة 769
1416 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح أَبُو الْيمن عز الدّين ابْن الكويك أَخُو الَّذِي قبله ولد فِي شعْبَان سنة 15 وَسمع بإفادة أَخِيه من الرُّكْن العتبى بالاسكندرية وَمن مجمد بن عبد الْمجِيد ابْن الصَّواف ووجيهية وبالقاهرة من ابْن جمَاعَة وَابْن قُرَيْش وَابْن الصابونى وَمُحَمّد بن زَكَرِيَّاء السويداوي وَمُحَمّد بن عُثْمَان التوزري وَمُحَمّد بن غالي وَأبي حَيَّان وَغَيرهم وَكَانَ مكثراً وَحدث بالكثير وَمَات فِي 12 جُمَادَى الأولى سنة 790
1417 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى ابْن تَمام السُّبْكِيّ تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح ولد بالمحلة سنة 705 فِي ربيع الآخر وَأَجَازَ لَهُ سنة مولده الدمياطي وَغَيره وأحضر على أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَقْدِسِي وَعلي بن مُحَمَّد بن هَارُون ويوسف بن مظفر وعَلى ابْن عِيسَى بن الْقيم وَغَيرهم ثمَّ سمع بِنَفسِهِ بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره من شُيُوخ مصر وَالشَّام والحرمين فَأكْثر عَن الواني وَأبي الْهدى العباسي وَحسن بن عمر الْكرْدِي وَمُحَمّد بن عبد الحميد والختني والصنهاجي وَابْن قُرَيْش(5/274)
والحجار وَسمع العالي والنازل وَخرج وانتقى وتلا بالسبع على أبي حَيَّان وتفقه على جده الصَّدْر يحيى بن عَليّ والقطب السنباطي وحسين بن عَليّ الأسواني ولازم أَبَا حَيَّان فِي الْعَرَبيَّة سَبْعَة عشر عَاما وَأخذ عَن قَرِيبه تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وصاهره وناب عَنهُ بِدِمَشْق فِي الحكم ولازم الشَّيْخ تَاج الدّين التبريزي مُدَّة وَكَانَ من أصح النَّاس ذهناً وأذكاهم فطْرَة قَالَ ابْن فضل الله لَيْسَ فِي الْفُقَهَاء بعد ابْن دَقِيق الْعِيد آدب مِنْهُ وَكَانَ قد تأدب بشافع بن عَليّ مَعَ الدّين المتين والورع التَّام درس بالسيفية بِدِمَشْق وَأعَاد بالمشهد الْحُسَيْنِي وتصدر بالجامع الطولوني ودرس بالركنية بِدِمَشْق وعلق تَارِيخا للحوادث فِي زَمَنه وتصدر بالجامع وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ زِيَادَة على ثَلَاثَة أَعْوَام وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ القَاضِي المتفنن لَهُ فَضَائِل وأدب وبلاغة واعتناء بالرواية مَعَ الْخَيْر والديانة سمع كثيرا وَكتب وَخرج وصنف وَقَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ فَقِيها مُحدثا أصولياً أديباً عَاقِلا حسن الْخط نَاب بِالْقَاهِرَةِ فِي الحكم وعلق تَارِيخا للمتجددات فِي زَمَانه وَكَانَ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ متثبتاً فِي القضايا وَله نظم لطيف فَمِنْهُ مَا كتبه إِلَى شَيْخه أبي حَيَّان مَعَ خشكنان أهداه
(أهنئك الْعِيد الَّذِي حل عِنْدَمَا ... خلعت عَلَيْهِ من علاك جلالا)
(وحاولت تَعْجِيل المسرة والهنا ... فأهديت من قبل الْهلَال هلالا)(5/275)
مَاتَ فِي لَيْلَة السبت 18 ذِي الْقعدَة سنة 744 بِدِمَشْق
1418 - مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن خلف بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن عبد الْبَاقِي سديد الدّين ابْن الصَّواف سمع التَّوَكُّل لِابْنِ أبي الدُّنْيَا على سبط السلَفِي ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته وَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ فِي سنة 722 وَكَانَ مولده سنة 639 وَقيل بعد ذَلِك وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 723 أَو أول الَّتِي قيلها
1419 - مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن عبد الله الأقفهسي سعد الدّين ابْن فَخر الدّين نَاظر الخزانة بالديار المصرية مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 714
1420 - مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن أبي الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن زيد الْحَنْبَلِيّ البعلي بدر الدّين ولد سنة 45 وتعانى الشُّرُوط ففاذق فِيهَا وَكَانَ حسن الْخط وَاللَّفْظ أفتى ودرس وَلم يكن لَهُ بِبَلَدِهِ نَظِير مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 702
1421 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن إِبْرَاهِيم بن خولان بن بحقر الصَّالِحِي سمع من الْفَخر جُزْء الْأنْصَارِيّ وَحدث بِهِ وَكَانَ مقرئاً مؤدباً مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 744
1422 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْحسن الأرمنتي شرف الدّين ولد سنة 672 وَأخذ عَن خَاله السراج الأرمنتي وَتزَوج ابْنَته وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء ثمَّ ولي قَضَاء البهنسا ثمَّ عين لقَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة فَحَضَرَ جمَاعَة من أهل البهنسا(5/276)
وسألوا الْجلَال القزوينى أَن يسْتَمر بِهِ عِنْدهم فَأَعَادَهُ عَلَيْهِم ثمَّ عينه لقَضَاء قوص فَلم يتَّفق وَكَانَ لَهُ نظم لطيف فَمِنْهُ
(جز بسفح العقيق وَانْشَقَّ خزامه ... وفوادى سل عَنهُ أَن رمت رامه)
(صف لجيرانها الْكِرَام بُيُوتًا ... حَالَة الصب بعدهمْ وغرامه)
(وترفق بهم وسلهم وصالاً ... وَقل الهجر والصدود على مَه) مَاتَ سنة 735
1423 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن أبي الْحسن بن عبد الْغفار الْأَزجيّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ عفيف الدّين أَبُو عبد الله ابْن الدواليبي وَابْن الْخَرَّاط ولد سنة 37 أَو ثَمَان أَو تسع وَسمع فِي سنة 44 من إِبْرَاهِيم بن الْخَيْر والأعز بن العليق وَيحيى بن قميرة وأخيه أَحْمد وَأحمد بن عمر الباذبيني وعجيبة وَغَيرهم فحفظ مُخْتَصر الْخرقِيّ واللمع فِي النَّحْو وَحج غير مرّة وَدخل دمشق سنة 98 وَوعظ بهَا وَكَانَ حسن المحاضرة طيب الْأَخْلَاق وَأخذ عَنهُ جمع جم وانْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد بِبَغْدَاد وَله نظم فَمِنْهُ
(كم قد صفت لقلوب الْقَوْم أَوْقَات ... وَكم تقضت لَهُم بِاللَّيْلِ لذات) وَهِي طَوِيلَة وَكَانَ ينظم كَانَ وَكَانَ وَغير ذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ قَرَأت بِخَط السراج الْقزْوِينِي كَانَ كثير الْعِبَادَة والتلاوة يَقُول أَشْيَاء من الشّعْر وَله فهم زَائِد وَلَو لَازم السُّكُوت لَكَانَ مجمعا على احترامه وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ متديناً صيناً قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَولي(5/277)
مشيخة الحَدِيث وَمن مسموعه الْأَحْكَام لِابْنِ تَيْمِية من مُؤَلفه والقناعة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا من ابْن العليق وجزء ابْن شَيبَان والخرقي على ابْن الْخَيْر وَالثَّالِث من فَوَائِد البكائي وَالْأول من أَخْبَار ابْن دُرَيْد وَكتاب النَّقْض للدارمي وَالسّنة لِابْنِ مَنْدَه وَسمع من عَجِيبَة من معرفَة الصَّحَابَة لِابْنِ مَنْدَه وَكتاب المتمنين لِابْنِ أبي الدُّنْيَا أَخذ عَنهُ الفرضي وَابْن الفوطي والبرزالي وَعمر بن عَليّ الْقزْوِينِي ومحمود بن خَليفَة والعفيف المطري والذهبي وَآخَرُونَ وَأَجَازَ لشَيْخِنَا أبي هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ وَمَات فِي 25 جُمَادَى الأولى سنة 728
1424 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن حمدَان السُّبْكِيّ قطب الدّين ولد سنة 84 وَقيل سنة سِتّ وَقيل اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث كل هَذِه الْأَقْوَال بعد الثَّمَانِينَ وَقَالَ ابْن رَافع وَابْن سَنَد سنة 676 وَسمع من ابْن الحبوبي وَابْن هَارُون وَطَائِفَة وتفقه على صدر الدّين السُّبْكِيّ وَغَيره وَكَانَ يستحضر من الْحَاوِي للماوردي كثيرا وَكَانَ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يعْتَمد عَلَيْهِ لسكونه وفضله قَالَ ابْن رَافع حدث واشتغل وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ قبل انْتِقَاله لدمشق وَولي قَضَاء حمص سنة 49 فَأَقَامَ بهَا إِلَى سنة 62 فنقله تَاج الدّين إِلَى قَضَاء بعلبك فَأَقَامَ بهَا شَهْرَيْن ثمَّ أُعِيد إِلَى حمص فَأَقَامَ بهَا إِلَى صفر سنة 64 فوصل إِلَى دمشق وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة 764 قَالَ ابْن سَنَد فِي ذيله كَانَ صَالحا كثير التِّلَاوَة(5/278)
جيد النَّقْل للْمَذْهَب لَا يدْرِي من الْعُلُوم شَيْئا غَيره وَكتب عقبه الشَّيْخ عماد الدّين الحسباني بإنكار مَا ذكره من أَنه كَانَ يعرف الْمَذْهَب وَقَالَ اعْتمد فِيمَا قَالَ على تَاج الدّين السُّبْكِيّ وتاج الدّين بَالغ فِي وَصفه فأفرط وحلاه بِمَا لَيْسَ فِيهِ
1425 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين عز الدّين ابْن عَلَاء الدّين بن بدر الدّين القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن رزين الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ اشْتغل ودرس بالظاهرية بَين القصرين وَكَانَ جده تولاها نَحْو الْعشْرين سنة وَمَات سنة ثَمَانِينَ فتولاها وَلَده فدرس بهَا ثَلَاثِينَ سنة وَمَات عز الدّين فدرس بهَا 22 سنة فَلَمَّا مَاتَ خلف ثَلَاثَة أَوْلَاد مُحَمَّد وحسين وَعمر فَرفع الْأَمر للْقَاضِي فَأَمرهمْ بوظائف أَبِيهِم فباشرها الْأَكْبَر وَهُوَ هَذَا وَمَات أَخُوهُ حُسَيْن قبله وَاسْتقر صدر الدّين عمر مَعَ أَخِيه عز الدّين هَذَا قَرَأت ذَلِك بِخَط السُّبْكِيّ وَمَات فِي 13 الْمحرم سنة 749
1426 - مُحَمَّد بن عبد المحسن الْمُقْرِئ شمس الدّين الْمصْرِيّ نزيل دمشق الملقب بالمرزاب قَرَأَ على ابْن فَارس والزواوي وأقرأ وَكَانَ عَارِفًا بِالْخِلَافِ فصيحاً مفوهاً قيمًا بالتجويد يلقن ويقرئ بالروايات قَرَأَ عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَقَالَ كَانَ شيخ ميعاد ابْن عَامر وصوته طيب مَاتَ فِي أول سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة وَقد جَاوز السِّتين قَالَه الذَّهَبِيّ
1427 - مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن سَالم بن عبد الْعَظِيم بن مُحَمَّد الْكِنَانِي(5/279)
الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ ثمَّ الْمدنِي شمس الدّين ابْن زكي الدّين الشهير بِابْن السَّبع ولد سنة ثَمَانِينَ وَسمع من ذَاكر الله بن الشمعة وَإِسْحَاق بن درباس وغازي الحلاوي والدمياطي وَغَيرهم وَأخذ عَن ابْن الرّفْعَة وَقَرَأَ على الشطنوفي وَجلسَ مَعَ الشُّهُود مُدَّة خَارج بَاب الْفتُوح ثمَّ لما كَانَت سنة 55 ولي قَضَاء الْمَدِينَة والخطابة بهَا وَكَانَ جيدا حسن الْمُلْتَقى قصير الباع فِي الْعلم وَقد حدث وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ واشتهر أَنه صحف الْمثل الْمَشْهُور إِذا قَالَت حذام فصدقوها فصحفها بِضَم الْخَاء وَتَشْديد الدَّال وَأَشَارَ إِلَى خدام الْحرم الشريف وَكَانَ يذكر أَن الْعِزّ الْحَرَّانِي أجَاز لَهُ وَلَيْسَ ذَلِك بِبَعِيد وَكَانَ فصيحاً جهيراً فِي خطابته يسمع من طرف السُّوق حسن الْأَخْلَاق بشوشاً فَلَمَّا كَانَت سنة 54 قدم جمَاعَة من المجاورين فشنعوا عَلَيْهِ وَوَافَقَ ذَلِك هوى القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة فِي عَزله لِأَنَّهُ ولي بِغَيْر اخْتِيَاره فَوقف جمَاعَة من الْمَدَنِيين بدار الْعدْل وشهدوا عَلَيْهِ بِأُمُور لَا تلِيق بالحكام من أهل الْعلم مِنْهَا أَنه كَانَ إِذا دخل الْحُجْرَة للزيارة يقبل الأَرْض وسقطات كَثِيرَة فَأمر السُّلْطَان بعزله وَاسْتقر بدر الدّين ابْن الخشاب وَذَلِكَ فِي سنة 54 فَتوجه إِلَى مَكَّة وجاور بهَا وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ فِي مجاورته بِسَمَاعِهِ لَهُ من مُحَمَّد بن أبي الْمُذكر قَرَأَهُ عَلَيْهِ شمس الدّين ابْن سكر وسعى وَلَده عَلَاء الدّين ابْن السَّبع فِي عود وَالِده وساعده شيخو فاستقر فِي أول سنة 56 فاستمر إِلَى ربيع الآخر سنة 59 ثمَّ صرف بالهوريني وَكَانَ يذكر أَنه سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد والدمياطي وَأَنه تفقه على ابْن الرّفْعَة وَمَات سنة(5/280)
1428 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن أَحْمد بن عمر الخلاطي ذكره ابْن الكويك فِي مشيخته
1429 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن الْكَامِل بن السعيد فتح الدّين ابْن الصَّالح إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل مُحَمَّد بن أَيُّوب ولد سنة 653 وَكَانَت أمه بنت الْملك الْكَامِل خَالَة النَّاصِر بن الْعَزِيز وَزوجهَا صَاحب الشَّام وَهِي خَالَة صَاحب حماة أَيْضا وعاش هُوَ بعد هذَيْن دهراً وَقد سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَحدث بشئ من مشيخة ابْن عبد الدَّائِم فِي سنة عشْرين وتأمر طبلخاناة بِدِمَشْق وعاشر الأفرم ونادمه وَكَانَ فَاضلا ذكياً لَهُ نكت ونوادر كَانَ يَوْمًا عِنْد الأفرم وأحضر إِلَيْهِم سخاتير فَقَالَ الْكَامِل أَنا مَا أحب هَذِه السخاتير فَقَالَ لَهُ ابْن الْوَكِيل حب الوطن من الْإِيمَان فاحتملها على مضض وَكَانَ الأفرم قرر مَعَهم أَن من تَأَخّر عَن حُضُور الْمجْلس يركبه من سبق فَتَأَخر هُوَ فِي الْيَوْم الثَّانِي عمدا فَلَمَّا حضر قَالَ لَهُ الأفرم مَا أَبْطَأَ بك قُم يَا صدر الدّين اركبه فَقَالَ كَيفَ هَذَا إِن غبنا مَا تطلبونا وَإِن حَضَرنَا تركبوا علينا الْكلاب فَقَالَ صدر الدّين يَا خوند استوفي حَقه وَقيل لَهُ إِن هِلَال رَمَضَان ثَبت قَالَ من رَآهُ قَالُوا الْمَيِّت عنوا شخصا يلقب بذلك فَقَالَ هَذَا ميت فصولى خلط شعْبَان برمضان وَسمع شخصا يَقُول اصفعوني وردوا شَبَابِي فَقَالَ الأولى نقدر عَلَيْهَا بِسُرْعَة وَالثَّانيَِة مَا يقدر عَلَيْهَا أحد وَكَانَ النَّاصِر أقدمه(5/281)
وأكرمه وَسَأَلَهُ عَن اسْمه فَقَالَ مُحَمَّد فَسَأَلَهُ عَن لقبه فَقَالَ النَّاقِص فَتَبَسَّمَ مِنْهُ وزار قبر الصَّالح بن الْكَامِل فِي الْقبَّة بَين القصرين فَقَالَ اسْأَل الله أَن لَا يَرْحَمك كَمَا أحضرت التّرْك إِلَى هَذِه المملكة فَأخذُوا رزقنا وأقعدونا خلف النَّاس وَكَانَ تنكز قد أقبل عَلَيْهِ وَحجر على أقطاعه لتبذيره وَكَثْرَة مَا رَكبه من الدُّيُون وَلم يفد فِيهِ شَيْئا وَولي مرّة شدّ الْأَوْقَاف فأسرف فِيهَا فصعب على ابْن صصري وَرفع يَده عَنْهَا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذكياً خَبِيرا بالأمور منبسطاً من كبار أُمَرَاء دمشق وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 727 وَخلف أَوْلَادًا أُمَرَاء
1430 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عمر المازوني الزَّاهِد كَانَ مَشْهُورا بالصلاح صحب الْكِبَار وَتعبد وَانْقطع
1431 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن شهَاب القاهري ابْن الْمُؤَدب سمع ابْن باقا وَتفرد بأَشْيَاء أَخذ عَنهُ التقي السُّبْكِيّ وَغَيره قَالَ الذَّهَبِيّ لم أجتمع بِهِ وَمَات سنة خمس وَسَبْعمائة
1432 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الصنهاجي الْحِمْيَرِي أَبُو عبد الله بن عبد الْمُنعم السبتي أَخذ عَن أبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي الْقَاسِم ابْن المشاط وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 727 قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ صَالحا كثير الْحِفْظ يستظهر صِحَاح الْجَوْهَرِي وَكتاب سِيبَوَيْهٍ يسرده بِلَفْظِهِ غالبة فِي الشطرنج بالغائب مشاركاً فِي عدَّة فنون
1433 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم المنفلوطي الْمَعْرُوف بِابْن الْمعِين تفقه بِالنَّجْمِ(5/282)
البالسي وَقَرَأَ الْأُصُول على المحوجب وَجمع كتابا سَمَّاهُ الطّراز الْمَذْهَب فِي الْكَلَام على أَحَادِيث الْمُهَذّب وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وَله نظم وسط فَمِنْهُ أَبْيَات أَولهَا
(مَا للمليحة مَا رعت حق الأخا ... لمحبها يَوْمًا وَلم تدر السخا) مَاتَ فِي سنة 741
1434 - مُحَمَّد بن عبد الْمُهَيْمِن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الحضري أَبُو عبد الله ولد سنة 633 وَقَرَأَ على أبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وتفقه وتأدب وَسمع الْكثير من شُيُوخ عصره وَقَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ كَبِير الْقدر ببلدة سبتة وَولي الْقَضَاء بهَا وَكَانَ بَينه وَبَين ولاتها قرَابَة وَكَانَ ذَلِك بِإِشَارَة شَيْخه أبي الْحُسَيْن سنة 683 وفيهَا مَاتَ جده لأمه أَبُو الْعَبَّاس العزفي وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 712
1435 - مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن بن خلف الدّين بن الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي ولد سنة وأحضر على النجيب
1436 - مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن هبة الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد النَّاصِر بن مُحَمَّد بن الْمُنعم بن طَاهِر بن أَحْمد بن مَسْعُود بن دَاوُد بن(5/283)
يُوسُف بن عبد الله بن الزبير بن الْعَوام قَرَأَ على وَالِده أبي الْفتُوح واشتغل فِي صباه بالمحلة وبالقاهرة وَمن نجشيوخه الدّين البالسي شَارِح التَّنْبِيه وَنور الدّين الْبكْرِيّ وَسمع من ابْن دَقِيق الْعِيد وعلاء الدّين الْبَاجِيّ ورحل إِلَى الشَّام فَأخذ عَن زين الدّين ابْن المرحل وبرهان الدّين ابْن الفركاح ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمحلة فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ مَشْهُورا بذلك وَكَانَ يلازم الصَّالِحين كالشيخ مُحَمَّد المرشدي وَغَيره وَأخذ عَن عز الدّين خطيب الأشمونين تصنيفه فِي الْكَلَام على المجامع وَمَات فِي ربيع الأول فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 لخصت هَذِه التَّرْجَمَة من خطّ وَلَده شَيخنَا القَاضِي تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن الزبيرِي وَهَذَا النّسَب إِلَى الزبير بن الْعَوام إِن كَانَ مَحْفُوظًا فقد سقط بَين يُوسُف وَعبد الله بن الزبير جمَاعَة وَقد سَمِعت شَيخنَا سراج الدّين ابْن الملقن يَقُول لجمال الدّين عبد الله بن القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي شَيخنَا وَقد عرض عَلَيْهِ كتابا حفظه وَكتب لَهُ بِالْإِجَازَةِ على الْعَادة يَا وَلَدي أَنْتُم من الزبيرية قَرْيَة من قرى الْمحلة مَا أَنْتُم من ولد الزبير بن الْعَوام
1437 - مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي بن أَحْمد الْعَسْقَلَانِي ولد سنة سبع وَسَبْعمائة وَسمع من وَأَجَازَ فِي سنة ثَمَانِينَ فِي رَجَب وَهُوَ مجاور بِمَكَّة فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر وَآخر من بَقِي فِيهِ بنته مؤنسة خاتون وَعبد الرَّحِيم ابْن الطرابلسي
1438 - مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي الفوي أحد الْفُضَلَاء من الشَّافِعِيَّة تصدر(5/284)
وَمَات فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة
1443 - مُحَمَّد بن عبد الْوَلِيّ الرعيني الغرناطي أَبُو عبد الله العواد قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَارِفًا بطرق التجويد فِي الْقُرْآن مضطلعاً بفنونه وَكَانَ شَدِيد الانقباض وَندب إِلَى التصدر فِي أَوَاخِر عمره بإلزام من السُّلْطَان فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَكَانَ محافظاً على وقته لَا تمر بِهِ سَاعَة ضيَاعًا نَاصح التَّعْلِيم شَدِيد الْوَرع وَكَانَ لَا يَأْكُل إِلَّا من يَده وَكَانَ قد لَازم ابا جَعْفَر ابْن الزبير وَأَبا عبد الله بن رشيد وَغَيرهمَا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمسين وَسَبْعمائة
1444 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَطِيَّة الاسكندراني نَاصِر الدّين ولد فِي حُدُود السِّتين وَكَانَ قَارِئ الحَدِيث عِنْد الغرافي وَكَانَ دينا عَاقِلا مليح الْخط مَاتَ سنة 712
1445 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الأسنائي جمال الدّين ابْن السديد ولد سنة 678 وَقَرَأَ الْفِقْه على الْبَهَاء القفطي وَأَجَازَهُ بالفتوى وَأخذ بِالْقَاهِرَةِ عَن الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَابْن جمَاعَة وَأبي حَيَّان والخطيب الْجَزرِي وَولي الْعُقُود بِالْقَاهِرَةِ وناب فِي الحكم بأرمنت وقمولا وَغَيرهمَا ثمَّ قسم الْجلَال الْقزْوِينِي عمل قوص بَينه وَبَين أَحْمد بن عبد الرَّحِيم الْقَمُولِيّ ثمَّ نَاب بِالْقَاهِرَةِ عَن الْجلَال الْقزْوِينِي فَلَمَّا ولى عز الدّين ابْن جمَاعَة صرفه وَمَات بعد ذَلِك فِي سنة 739 أَو بعد ذَلِك قلت بل عَاد إِلَى نِيَابَة(5/286)
الْقَضَاء بقوص فَإِنِّي وقفت على مَكْتُوب أثْبته سراج الدّين أَبُو بكر ابْن نجم الدّين عُثْمَان بن جلال الدّين بن عبد الله الْبكْرِيّ فِي ذِي الْقعدَة سنة 741 وَهُوَ يَوْمئِذٍ يَنُوب عَن جمال الدّين هَذَا فِي الحكم بقوص
1446 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن المتوج بن صَالح الزبيرِي الشَّافِعِي الْمصْرِيّ ولد سنة 39 فِي ربيع الأول وأسمع من البادرائي وَسمع وَحدث مَاتَ فِي نصف الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1447 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مرتضى بن هبة الله الْأنْصَارِيّ البهنسي قطب الدّين الْمصْرِيّ سمع من النجيب وَحدث وَكَانَ مولده فِي صفر سنة 666 وَمَات فِي الْمحرم وَقيل فِي شعْبَان سنة 744 حَدثنَا عَنهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا مِنْهُم
1448 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف الأقفهسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي فَخر الدّين كَانَ فَاضلا نقالاً قوي الحافظة يُقَال أَنه حفظ الْمُحَرر فِي سِتَّة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا ودرس بِدِمَشْق وَكَانَ سمع بِالْقَاهِرَةِ من يحيى الْمصْرِيّ ثمَّ بِدِمَشْق من الْجَزرِي وَمَات شَابًّا فِي ذِي الْقعدَة سنة 741
1449 - مُحَمَّد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عِيسَى بن عبيد الله بن يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَنْظُور الْقَيْسِي أَبُو بكر المالقي وَأَصله من اشبيلية قَرَأَ على(5/287)
الْأُسْتَاذ أبي مُحَمَّد بن السداد الْبَاهِلِيّ وَسمع على مَالك بن المرحل وَأبي عبد الله بن الأديب وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي الْعَبَّاس بن خَمِيس وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَمِين الأقشهري الْفَارِسِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر ابْن الزبير وَابْن عَم أَبِيه أَبُو الحكم بن مَنْصُور وَأَبُو عبد الله بن الكماد وَله تصانيف فَمِنْهَا التبر المسبوك فِي شعر الْخُلَفَاء والملوك وخواص سور الْقُرْآن وَالرَّدّ على المضنون بِهِ على غير أَهله وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا فِي الرَّقَائِق بأسانيدها ونوازل أبي عبد الله بن مَنْظُور وَله شعرمقبول وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 750
1450 - مُحَمَّد بن عَتيق بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى الْعَسْقَلَانِي أَبُو الْفرج بن أبي بكر الْوَادي آشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ شَيخا مليح الشيبة حسن السمت ولي الْقَضَاء على عدم معرفَة بجهات شَتَّى فحمدت سيرته بِحسن طَرِيقَته ونزاهته وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724
1451 - مُحَمَّد بن عَتيق بن زَكَرِيَّا بن الْمولى الْأنْصَارِيّ القيجاطي أَبُو عبد الله أحد الفرسان بغرناطة ولي الوزارة وَكَانَ سهل الْجَانِب مبذول الْبشر ثمَّ تنكر لَهُ السُّلْطَان فصرف إِلَى بر العدوة وَمَات بالجزيرة مسودا على فرسانها فِي 12 شَوَّال سنة 737
1452 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن هبة الله بن أَحْمد بن عقيل بن(5/288)
أبي الحوافر فتح الدّين الطَّبِيب سمع نت النجيب الْحَرَّانِي مشيخة ابْن كُلَيْب وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي رَمَضَان سنة 728
1453 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عَمْرو بن أَحْمد بن هرماس بن نجاء ابْن مشرف بن مُحَمَّد بن ورقة البعلي الزرعي نجم الدّين ابْن فَخر الدّين بن شمرموخ ولي قَضَاء حلب سنة خمسين ثمَّ عزل ثمَّ أُعِيد أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 757 وَقد جَاوز السِّتين وَهُوَ أَخُو عَلَاء الدّين ابْن شمرنوخ الْمَاضِي ذكره
1454 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا بن بَرَكَات بن المؤمل التنوخي وجيه الدّين ولد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وأحضر على ابْن اللتي وَابْن المقير وَسمع من جَعْفَر ومكرم وتفقه ودرس وَكَانَ كثير المَال وَالْبر أنشأ دَار الْقُرْآن بِدِمَشْق ورباطاً بالقدس وباشر نظر الْجَامِع الْأمَوِي مُتَبَرعا مَعَ الدّين والصيانة والمهابة وَالْحُرْمَة والمسارعة إِلَى الْخَيْر والشهامة وَكَانَ مَعَ سَعَة ثروته مقتصداً فِي أُمُوره مَاتَ فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة
1455 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر الدِّمَشْقِي شمس الدّين ابْن الزعيم الأقباعي سمع من الحجار جُزْء أبي مُحَمَّد بن السقاء بروايته عَن زهرَة بنت حَاضر إجَازَة وجزء الأكابر لِابْنِ مخلد بِسَمَاعِهِ من ابْن اللتي سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة فِي مُعْجَمه(5/289)
1456 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر النهاوندي شرف الدّين كَانَ قَاضِي صفد ثمَّ ولي قَضَاء نابلس وعجلون وطرابلس وَكَانَ آخر أمره أَن مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ بطالاً فِي رَمَضَان سنة 740
1457 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن ابْن الْحسن بن عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ القَاضِي شمس الدّين بن صفي الدّين الحريري الْحَنَفِيّ كَانَ أَبوهُ يتجر فِي الْحَرِير وَولد فِي صفر سنة 653 وَسمع على الْمِقْدَاد الْقَيْسِي وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهمَا وَحدث وتفقه ودرس وَكَانَت لَهُ عدَّة محفوظات فِي الْفِقْه والنحو وَغَيرهمَا مِنْهَا الْهِدَايَة وَمهر حَتَّى علق على الْهِدَايَة شرحاً وَكَانَ سعيد ابْن على البصروي من شُيُوخه فِي الْفِقْه ثمَّ ولي قَضَاء دمشق ودرس بالظاهرية وَغَيرهَا ثمَّ طلب إِلَى مصر فولي الْقَضَاء بالديار المصرية فِي ربيع الآخر سنة 710 عوضا عَن شمس الدّين السرُوجِي وأضيف إِلَيْهِ تدريس الصالحية والناصرية وجامع الْحَاكِم وَغَيرهَا وَكَانَ حَرِيصًا على تَخْلِيص الْحُقُوق وَفصل القضايا كثير النَّفْع لأَصْحَابه مَوْصُوفا بالنزاهة لَا يقبل لأحد هَدِيَّة وَكَانَ لَا يزَال يُكَرر على محفوظاته قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَارِمًا قوالاً بِالْحَقِّ حميد الْأَحْكَام قَلِيل الْمثل متين الدّيانَة إِلَّا أَنه كَانَ ينْتَقد عَلَيْهِ البأو قلت وَيذكر أَنه اتخذ فِي منزله امْرَأَة سَمَّاهَا النقيبة تتلقاه من الْبَاب وَتقول سيدنَا قَاضِي الْقُضَاة بِسم الله وتبالغ فِي نعوته وتفخيمه فَإِذا انْتهى إِلَى مرتبَة عالية فِي بَيته جلس عَلَيْهَا وَيَأْمُر كل من كَانَ فِي الدَّار من النِّسَاء بِالْوُقُوفِ إِلَى أَن يصرفهن حَيْثُ يخْتَار فَكَانَ يَقُول لامْرَأَته أكرمي النقيبة فَإِنَّهَا تعظم(5/290)
- بعلك وَكَانَ متشدداً فِي الْأَحْكَام غير ملتفت لِذَوي الجاه كثير التقعر فِي الْكَلَام وَكَانَ كثير الإهانة لكتاب النَّصَارَى وَإِذا رأى أحدا مِنْهُم رَاكِبًا أنزلهُ وألزمهم الصغار والتنكيل وَإِذا رأى من عَلَيْهِ ثِيَاب سَرِيَّة أهانه فَكَانَت أكباد الأقباط تتفتت مِنْهُ وَلما أَرَادَ بكتمر الساقي أَن يسْتَبْدل مَكَانا سَأَلَ النَّاصِر أَن يسْأَل القَاضِي الحريري فِي ذَلِك فَسَأَلَهُ وَعرض عَلَيْهِ أَن يسْتَبْدل لبكتمر اصطبلاً ببركة الْفِيل يجْرِي فِي وقف الْملك الظَّاهِر فَقَالَ هَذِه رِوَايَة عَن أبي يُوسُف وَلَا أعمل بهَا فاغتاظ السُّلْطَان فَعَزله وَولى سراج الدّين عمر صهر شمس الدّين السرُوجِي قَضَاء مصر مُفردا عَن الْقَاهِرَة بسعي كريم الدّين الْكَبِير لَهُ فِي ذَلِك وَكَانَ من نواب الحكم فولى ذَلِك فِي أول رَجَب سنة 17 فَلم يَعش إِلَّا سَبْعَة وَسبعين يَوْمًا وَمَات فأعيد قَضَاء مصر للحريري وعظمت مكانته وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 728 قلت وقفت على تصنيف لَهُ لطيف فِي منع الِاسْتِبْدَال نقضه القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن التركماني بتصنيف فِي كراسة أَيْضا بَالغ فِيهِ وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة
1458 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن حمدَان شمس الدّين ابْن البياعة كَانَ فَاضلا تنقل فِي الخدم وَله نظم فَمِنْهُ قصيدة أَولهَا
(نعم غرامي بِنَجْد فَوق مَا زَعَمُوا ... افنى وَيبقى وَهَذَا بعض ماعلموا) مَا فِي ربيع الأول سنة 713(5/291)
1459 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن حَنش بن عَليّ الرقي الأَصْل الْمُؤَذّن الدِّمَشْقِي ولد سنة 711 وأحضر على التقي سُلَيْمَان وأسمع على أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم والمطعم وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَحدث وأقرأ الْقُرْآن مُتَبَرعا وَكَانَ مقتصداً على طَرِيق السّلف سمع مِنْهُ شهَاب الدّين ابْن حجي - ذكره فِي مُعْجم شُيُوخه وَمَات فِي شعْبَان سنة 783 وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر ابْن الْعِزّ بن جمَاعَة
1460 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سيف بن أبي الْفضل بن القواس نَاصِر الدّين الْكَاتِب بِدِمَشْق سمع من الْفَخر عَليّ وست الْأَهْل بنت علوان وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 752 وَله ثَمَانُون سنة وَأشهر
1461 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله بن دَاوُد الجناني ولد سنة أَربع وَسَبْعمائة وَسمع من أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَيحيى بن سعيد جَمِيعًا جُزْء الِاعْتِكَاف للحمامي وَحدث بِهِ عَنْهُمَا سَمعه مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَسمع عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي مجَالِس النجاد الْأَرْبَعَة بِسَمَاعِهِ على الْمزي
1462 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الله الدندري سراج الدّين أَبُو بكر قَرَأَ على النَّجْم بن عبد السَّلَام بن حفاظ وَغَيره وتصدر للإقراء بقوص وانتفعوا بِهِ وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة وَحدث وتفقه على الْجلَال الدشناوي ودرس وناب فِي الحكم وَمَات فِي سنة 734
1463 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي
1464 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبد الْملك بن يَعْقُوب النجارفي النقي ثمَّ الْحداد(5/292)
ولد سنة 641 فِيمَا كتب بِخَطِّهِ وأسمع على الرشيد الْعَطَّار الْكثير وَمن غَيره وَمَات
1465 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ كَمَال الدّين ابْن الإِمَام فَخر الدّين ابْن الْخَطِيب جبرين الْحلَبِي مَاتَ مَعَ أَبِيه بِالْقَاهِرَةِ فِي أول سنة 738 كَمَا مضى فِي تَرْجَمَة أَبِيه
6164 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الْقَاسِم الحريري الدِّمَشْقِي وَالِد الْمُحدث الْفَاضِل فَخر الدّين عُثْمَان كَانَ مثرياً ثمَّ ضعف حَاله وَخرج لَهُ ابْنه مشيخة بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة حدث بهَا مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 743
1467 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عُثْمَان بن أبي بكر بن مُحَمَّد ابْن دَاوُد التوزري جمال الدّين أَبُو البركات بن الشَّيْخ فَخر الدّين ولد فِي رَجَب سنة 662 وَسمع من الْعِزّ الحرانى وَجَمَاعَة من مَشَايِخ عَليّ وأحضر وَالِده ابْن البن وَابْن الْعِمَاد وَأحمد بن شُجَاع بن ضرغام فِي الثَّالِثَة وَفِي الرَّابِعَة على الْعِزّ الْحَرَّانِي وأسمع عَلَيْهِ وعَلى غَازِي الحلاوي وَابْن خطيب المزة والأنماطي والحمدي القطب الْقُسْطَلَانِيّ سمع عَلَيْهِ العوارف وَسكن الْقَاهِرَة بعد موت أَبِيه وَحدثنَا عَنهُ أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي بِالسَّمَاعِ وَسمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو بكر بن الْحُسَيْن وَمَات فِي الْعشْرين من شَوَّال سنة(5/293)
بعد أُخْته أم الْخَيْر خَدِيجَة وَكَانَ خيرا حسن الْأَخْلَاق محباً فِي أهل الحَدِيث يتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ يعرف بعض مسموعاته وَحدث عَن البوصيري بالقصيدة الميمية الَّتِي يُقَال لَهَا الْبردَة فِي الْمَدْح النَّبَوِيّ
1468 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن حجر الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ زين الدّين الاسكندراني سمع من عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بن جمَاعَة وَعبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الصعبي فِي آخَرين مَاتَ فِي شهر ربيع الأول بالإسكندرية سنة 752 أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ قلت هُوَ ابْن عَم أبي نور الدّين عَليّ بن القطب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن حجر وَكَانَ زين الدّين الْمَذْكُور من فُقَهَاء الشَّافِعِيَّة بالثغر ذكره الْعَفِيف المطري فِي ذيل الطَّبَقَات
1469 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب ابْن دَقِيق الْعِيد جلال الدّين سمع من جده والدمياطى والأبرقوهي وتلا على الصَّائِغ واشتغل فِي المذهبين وَكَانَ ابْن جمَاعَة يُكرمهُ ويبره وَكتب لَهُ بتدريس دَار الحَدِيث بقوص وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتّ أَو سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة
1470 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الْأَصْبَهَانِيّ شمس الدّين ابْن العجمي درس بالإقبالية وَحدث عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ بمشيخته وَكَانَ منجمعاً عَن النَّاس جمع منسكاً على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَكَانَ موسوساً فِي الطَّهَارَة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 734
1471 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الخالدي شمس الدّين قَرَأَ شَيْئا من الْفِقْه وَنزل بِبَعْض الْمدَارِس ثمَّ لَازم زَاوِيَة وَالِده بِالذكر وَكَانَ ودوداً كَرِيمًا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 748(5/294)
1472 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن منيع بن عُثْمَان بن عُثْمَان بن سَاد البسطاوي صَلَاح الدّين الْمُؤَذّن الرئيس بالجامع الصَّالِحِي بِالْقَاهِرَةِ كَانَ وجيهاً فِي المصريين مَاتَ لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة 730
1473 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد الْآمِدِيّ الأَصْل ثمَّ الْمَكِّيّ أَبُو الْفضل جمال الدّين الْحَنْبَلِيّ ولد بِمَكَّة سنة 659 وَسمع من أَبِيه وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الأقشهري وَكَانَ إِمَام مقَام الْحَنَابِلَة وَاسْتقر بعد أَبِيه وناب فِي الحكم عَن قَاضِي مَكَّة وَمَات فِي عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731
1474 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى بن عَليّ الْأَقْرَب الْحَنَفِيّ شمس الدّين ابْن فَخر الدّين ولد سنة عشر تَقْرِيبًا وتفقه على جمَاعَة حَتَّى مهر وَولي تدريس الأتابكية والقليجية وَكَانَ فَاضلا متواضعاً مَاتَ سنة 774 بحلب عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة
1475 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن هبة الله بن عمر المعري نَاصِر الدّين كَانَ يَنُوب عَن أَخِيه كَمَال الدّين المعري فِي الحكم وَمَات فِي صفر سنة 766 وَله خَمْسُونَ سنة وَكَانَ خرج ليلتقي القَاضِي بحلب كَمَال الدّين لما عَاد من الْحجاز فَمَاتَ فِي الطَّرِيق وَهُوَ رَاجع إِلَى حلب(5/295)
1476 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي الْوَفَاء العزازي بدر الدّين الدِّمَشْقِي ولد سنة 666 وَسمع من التقي الوَاسِطِيّ عدَّة أَجزَاء وَكتب فِي الدرج بِدِمَشْق مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ حسن الْخط إِلَّا أَنه يَأْتِي فِي الْإِنْشَاء بأَشْيَاء غير مرضية وَكَانَ يلازم سوق الْكتب فيشتري مِنْهَا النفائس لَكِن من الكرند وَكَانَت وَفَاته فِي ذى الْحجَّة سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1477 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يحيى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن ظافر بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد بن أُميَّة الغرناطي أَبُو عَمْرو بن أبي عَمْرو بن المرابط ولد فِي شهر رَجَب سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع من أبي جَعْفَر بن الزبير وَحدث عَنهُ بالسنن الْكَبِير للنسائي بِدِمَشْق والشفاء وَقدم مصر فَسمع من الدمياطي وَسمع بالقدس من زَيْنَب بنت شكر وسكنها مُدَّة ثمَّ نزل الربوة ثمَّ دمشق سمع مِنْهُ الْحفاظ الْمزي ورفقته وَأثْنى عَلَيْهِ الْحُسَيْنِي وَقَالَ الذَّهَبِيّ تَلا بالسبع على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَمَعَهُ خطه وَسمع مِنْهُ الْكثير مَاتَ فِي صفر أَو ربيع الأول سنة 752 قلت قَرَأت بِخَطِّهِ أَرْبَعِينَ تساعيات خرجها لشيخه أبي عبد الله بن رشيد خبط فِيهَا كثيرا وَأخرج لَهُ فِيهَا من مُسْند أَحْمد بروايته عَن الْفَخر عَليّ وَيَقَع لَهُ ذَلِك عشارياً وَأكْثر فَمَا كَأَنَّهُ كَانَ يفهم وَرَأَيْت بِخَطِّهِ جُزْءا حط فِيهِ على الذَّهَبِيّ وترجمه تَرْجَمَة أفرط فِي ذمه فِيهَا وتعقبها برهَان الدّين ابْن جمَاعَة على الْهَامِش وَالله يرحم الْجَمِيع
1478 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يحيى الْمرَادِي أَبُو عبد الله بن المرابط قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا سرياً كريم الْأُبُوَّة قديم الْحُرْمَة طيب النَّفس كثير(5/296)
التخلق مطبوعاً اخْتصَّ بِالْكِتَابَةِ عَن بعض مُلُوك بني نصر قبل سلطنته وَكتب بِالدَّار السُّلْطَانِيَّة وَكَانَت وَفَاته سنة 741 قلت وَهُوَ وَالِد أبي عَمْرو مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مرابط نزيل دمشق وَسَيَأْتِي ذكره
1479 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف الْآمِدِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ بدر الدّين بن الْحداد ولد بِمصْر وتفقه بهَا وَحفظ الْمُحَرر وَمهر وَعرض الْمُحَرر على النَّجْم ابْن حمدَان وتفقه عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ ولي نظر ديوَان قراسنقر بحلب والأوقاف والخطابة بهَا وَولي بِدِمَشْق الخطابة والحسبة وَنظر المرستان وَالْجَامِع وَحدث عَن شمس الدّين ابْن الْعِمَاد وَذكر مرّة لقَضَاء دمشق وَمَات محتسباً فِي جُمَادَى الأولى سنة 724
1480 - مُحَمَّد بن عُثْمَان البصروي نجم الدّين ابْن أخي القَاضِي صدر الدّين الْحَنَفِيّ تفقه ودرس ثمَّ تقدم عِنْد النَّاصِر لخدمته لما كَانَ بالكرك فولاه نظر الخزانة بِدِمَشْق والحسبة ثمَّ ولي الوزارة ثمَّ ولي الإمرة وَلم يُغير ملبوسه وَهُوَ أَمِير طبلخاناة وَذَلِكَ فِي صفر سنة إِحْدَى عشر وَمَات فِي شعْبَان سنة 723 وَهَكَذَا نقلته من تَارِيخ الصَّفَدِي ثمَّ رَأَيْته اعْتمد على نَقله من سير النبلاء لشيخه الذهْنِي وَرَأَيْت حَاشِيَة بِخَط الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي أَن نجم الدّين مُحَمَّد هَذَا مَاتَ سنة 714 أَو نَحْوهَا وَأَن الَّذِي عَاشَ إِلَى سنة 23 وَولي الْحِسْبَة أَخُوهُ فَخر الدّين أَحْمد(5/297)
1481 - مُحَمَّد بن عُثْمَان الزرعي القَاضِي شمس الدّين ابْن قرمون اشْتغل وتميز وَولي قَضَاء بصرى ثمَّ بلد الْخَلِيل ونظم الْمِنْهَاج وَكَانَ من محفوظه وتصدر بالقدس للاشتغال إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 769
1482 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الصرخدي الْمَعْرُوف بِالْقَاضِي تَاج الدّين الكركي ولد سنة عشر وَسَبْعمائة وتفقه على ابْن الفركاح بِدِمَشْق وعَلى الْبَارِزِيّ بحماة حَتَّى برع وشارك فِي الْأُصُول والعربية وَولي قَضَاء الْمَدِينَة فِي آخر سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة فباشر بسياسة ورياسة وَخلق رَضِي وتحبب إِلَى الطّلبَة والخدام وفوض أُمُور الْأَوْقَاف لشيخ الخدام افتخار الدّين ياقوت ثمَّ حاول ان يرجع ذَلِك فَلم يسْتَطع وتمالؤا عَلَيْهِ فحج سنة 65 وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَحدث عَن الحجار وناب فِي الحكم وَمَات فِي مصر
1483 - مُحَمَّد بن عدنان بن الْحسن الْحُسَيْنِي الْعلوِي الدِّمَشْقِي مُحي الدّين المعتزلي ولد سنة 26 وَكَانَ دَاعِيَة إِلَى مَذْهَب الإمامية معتزلياً جلدا يناظر على ذَلِك وَولي نقابة الْأَشْرَاف بِدِمَشْق ثمَّ تَركهَا لِوَلَدَيْهِ حُسَيْن وجعفر فاتفق أَنَّهُمَا مَاتَا فِي حَيَاته فاحتسبهما وصبر وَلم تنزل لَهُ دمعة فَأكْرم بِأَن ولي النقابة حفيده عدنان بن جَعْفَر وَكَانَ محيي الدّين متعبداً كثير التِّلَاوَة والانقطاع بالمرة وَلم يسمع مِنْهُ سبّ للسلف بل كَانَ يظْهر الترضي(5/298)
عَن عُثْمَان وَغَيره وَلَا يقطع التِّلَاوَة وَعمر دهراً طَويلا مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 722
1484 - مُحَمَّد بن عرب الهيتي الحسني الْحَنَفِيّ الْعِرَاقِيّ نزيل حماة المحروسة كَانَ رجلا نحوياً فصيح اللِّسَان عَزِيز الْأَخْلَاق وصل من الْعرَاق إِلَى سلمية المعمورة فاتفق توجه قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين عبد الرَّحِيم بن شمس الدّين أبي الطَّاهِر إِبْرَاهِيم ابْن شيخ الْإِسْلَام شرف الدّين هبة الله بن الْبَارِزِيّ تغمدهم الله برحمته إِلَيْهَا وَاتفقَ أَن الشَّيْخ شمس الدّين الْمشَار إِلَيْهِ صلى تِلْكَ اللَّيْلَة الْمغرب أَو غَيرهَا بِالْجَمَاعَة وَجلسَ مَعَهم ضيفا فأعجب قَاضِي الْقَضَاء نجم الدّين سمته وَحسن تِلَاوَته وفصاحته فَبَعثه إِلَى حماة وَقَررهُ مشغلاً فِي علم الْعَرَبيَّة بالجامع الْكَبِير والنوري بحماة وَاسْتمرّ لذَلِك وانتفع بِهِ جمَاعَة من الطّلبَة فِي علم الْعَرَبيَّة فَإِن تَقْرِيره للخطاب كَانَ سهلاً سريع المأخذ توفّي سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ بالطاعون عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة انْتفع بِهِ جمَاعَة من أَعْيَان الحمويين فِي النَّحْو وَالْأَدب فَمن أعظمهم القَاضِي عَلَاء الدّين عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن القضامي قَاضِي حماة وتقي الدّين ابو بكر بن عُثْمَان بن مُحَمَّد الجيتي الْحَنَفِيّ وَأَخُوهُ القَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد القَاضِي الْحَنَفِيّ بحماة فِي الْأَيَّام المزيدية شيخ ثمَّ بعض الأشرفية برسباي وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن كَمَال الدّين بن مُحَمَّد الْبَارِزِيّ وتقي الدّين أَبُو بكر بن عَليّ بن مجة الشَّاعِر الْحَمَوِيّ وَغَيرهم(5/299)
1485 - مُحَمَّد بن عُرْوَة الْوَادي آشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ وقوراً فَاضلا عبل الْبدن جدا وزر لبَعض مُلُوك بني نصر فنقم عَلَيْهِ شَيْئا فسجنه واستصفى كثيرا من مَاله مَاتَ فِي شعْبَان سنة 712
1486 - مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن سُلَيْمَان بن ملاعب الْأمين الدمياطي أَبوهُ سمع من النجيب
1487 - مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن صَالح بن أبي الْعِزّ بن وهيب بن عَطاء الْأَذْرَعِيّ الأَصْل الصَّالِحِي شمس الدّين ابْن شرف الدّين ولد سنة 663 وَسمع من ابى بكر الهروى وَطَائِفَة وَحدث وتفقه ودرس وناب فِي الحكم وخطب بِجَامِع الأفرم وَكَانَ مليح الشكل فصيحاً مناظراً متديناً مرضِي الْأَحْكَام مَاتَ فِي الْمحرم عقب حجه سنة 722
1488 - مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن مشرف بن بَيَان الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين الْبَزَّاز ولد سنة عشْرين وسِتمِائَة وَسمع عَليّ ابْن الزبيدِيّ وَابْن الصَّباح والناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَابْن المقير ومكرم وَابْن باسويه وَغَيرهم وَتفرد بالرواية عَن ابْن باسويه وبرواية عدَّة أَجزَاء مِنْهَا الخلعيات وَكَانَ حسن الْخط صبوراً على الأسماع قَالَ البرزالي كَانَ يسْأَل عَمَّا يشكل عَلَيْهِ فهمه أَو قل أَن رَآهُ أحد يَنْعس وَخرجت لَهُ مشيخة بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَقرر مسمعاً بدار الحَدِيث الأشرفية إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسَبْعمائة
1489 - مُحَمَّد بن عَزِيز بن أَيمن الْمَعْرُوف بالدبير قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ(5/300)
عَارِفًا بالنجوم مَشْهُورا بِقُوَّة الْإِدْرَاك وَصِحَّة الْعَمَل متجنداً خَفِيف الرّوح مَوْصُوفا بالأمانة مَعَ السذاجة وَكَانَ يتجاهر بِشرب الْخمر فاتفق أَن الْعَدو اغار على مَكَانَهُ فَخرج وَرمى بِنَفسِهِ فصرع وَاسْتشْهدَ وَذَلِكَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1490 - مُحَمَّد بن عَزِيز بن مسلمة التجِيبِي أَبُو عبد الله كَانَ من صُدُور غرناطة وَصفه ابْن الْخَطِيب بالنباهة فِي وُجُوه الدولة وَقَالَ مَاتَ فِي السَّابِع من ربيع الآخر سنة 737
1491 - مُحَمَّد بن عَسْكَر بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ العرضي الأَصْل البعلي اللبان سمع قِطْعَة من الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة وَحدث بهَا عَنهُ ببعلبك سمع مِنْهُ الْجمال ابْن ظهيرة
1492 - مُحَمَّد بن عَطاء الله بن أبي مَنْصُور بن مظفر بن الْمفضل الشَّيْخ نَاصِر الدّين ابْن الْخَطِيب الْكِنْدِيّ الاسكندراني مولده فِي رَمَضَان سنة 637 وَسمع مِنْهُ سبط السلَفِي سمع مِنْهُ الْحفاظ ابْن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي والذهبي وَقَالَ شيخ متميز وقور لَازم كاتبته توفّي فِي شعْبَان سنة 712
1493 - مُحَمَّد بن عقيل بن أبي الْحسن بن عقيل البالسي ثمَّ الْمصْرِيّ فَخر الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 660 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ بِدِمَشْق وَغَيره ثمَّ سمع بِالْقَاهِرَةِ من ابْن دَقِيق الْعِيد ولازمه وناب فِي الحكم عَنهُ وَولى قَضَاء بلبيس عَن جمَاعَة ثمَّ بالحسينية ودرس بالطيبرسية بِمصْر وبالمعزية وبعدة أَمَاكِن وصنف فِي الْفِقْه مُخْتَصرا حسنا لخص فِيهِ(5/301)
الْمعِين وَشرح التَّنْبِيه وَاخْتصرَ التِّرْمِذِيّ وَكَانَ قوي النَّفس وَقع بَينه وَبَين الْفَخر نَاظر الْجَيْش فَسئلَ أَن يجْتَمع بِهِ ولوطف فِي ذَلِك فأصر على الِامْتِنَاع وَسَأَلَهُ الْجلَال الْقزْوِينِي وَهُوَ يَنُوب عَنهُ فِي قَضِيَّة فتوقف فِيهَا وَصرف نَفسه عَن الحكم فاسترضاه حَتَّى عَاد وَكَانَ كثير الإيثار مَعَ التقلل وانتفع بِهِ طلبة مصر ودارت الْفتيا عَلَيْهِ بهَا وَأثْنى عَلَيْهِ السُّبْكِيّ والذهبي والأسنوي وَوَصفه بِالْقيامِ فِي الْحق وَقَالَ ابْن الملقن فِي شَرحه فَوَائده جمة مَعَ اختصاره وَلم يُوجد الرّبع الأول مِنْهُ يُقَال لم يصنفه وَيُقَال صنفه وَعدم وَمَات فِي رَابِع عشر الْمحرم سنة 729
1494 - مُحَمَّد بن علم الْمدنِي ولد سنة 701 وَكتب فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
1495 - مُحَمَّد بن علوان الصنعائي ولد بِصَنْعَاء سنة فتحت عكا ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة وَتردد إِلَى دمشق قَالَ الْبُرْهَان أَنْشدني من لَفظه لنَفسِهِ سنة 722 بِدِمَشْق قصيدة نبوية أَولهَا
(أَهْدَت نسيم الصِّبَا فِي طيها خَبرا ... عَن أهل طيبَة لما أَن سرت سحرًا)
(فاستنشق الصب مِنْهَا نفحة فغدا ... يمِيل سكرا وَلَا وَالله مَاتَ سكرا)
1496 - مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْفَضَائِل وَأَبُو الْمَعَالِي(5/302)
ابْن كَاتب قطلبك فَخر الدّين الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بِمصْر سنة 691 أَو الَّتِي بعْدهَا وتحول مَعَ أَبِيه إِلَى دمشق وَهُوَ صَغِير وَحفظ الْمُخْتَصر الْأَصْلِيّ لِابْنِ الْحَاجِب فِي تِسْعَة عشر يَوْمًا وَكَانَ يحفظ من الْمُنْتَقى كل يَوْم خَمْسمِائَة سطر وَسمع من هَدِيَّة بنت عَسْكَر وَمُحَمّد بن مشرف وَجَمَاعَة وَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّيْخ مُوسَى العجمي وَالْفِقْه على كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ثمَّ على الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح وَلزِمَ ابْن الزملكاني وَكَانَ معجباً بِهِ وبذهنه وحافظته يُشِير إِلَيْهِ فِي المحافل وينوه بِقَدرِهِ وَنزل لَهُ عَن تدريس العادلية وَأخذ أَيْضا عَن ابْن الْوَكِيل والتونسي والقحفازي وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء سنة 715 وَحفظ الجزولية وَبحث مِنْهَا جانباً وَأخذ الْمنطق عَن الشَّيْخ رَضِي الدّين وعلاء الدّين القونوي وَالْأُصُول عَن الصفي الْهِنْدِيّ وأعجب أمره أَنه حفظ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي تِسْعَة عشر يَوْمًا والمحصل فِي أصُول الدّين والتنبيه والمنتخب فِي أصُول الْفِقْه والمنتقى فِي الْأَحْكَام وَكَانَ يحفظ مِنْهُ فِي كل يَوْم خَمْسمِائَة سطر وَجلسَ بعد الْبُرْهَان فِي حَلقَة الأشغال عِنْد الرخامة وتأدب فَجَلَسَ دونهَا بِقَلِيل وَكَانَ أول من جلس إِلَيْهَا فَخر الدّين ابْن عَسَاكِر ثمَّ ابْن عبد السَّلَام ثمَّ تَاج الدّين ابْن الفركاح ثمَّ وَلَده ثمَّ جلس بعده فِيهَا تَاج الدّين السُّبْكِيّ ونظم أَبوهُ فِي ذَلِك أبياتاً وَكَانَ الْفَخر فِي الذكاء وَالْحِفْظ آيَة وَكَانَ ظريفاً لطيفاً يتعانى التِّجَارَة وَحصل مِنْهَا نعْمَة طائلة وناب فِي الحكم عَن الْقزْوِينِي ثمَّ عَن القونوي ثمَّ استعفي فِي سنة 729 وَحج مرَارًا سَبْعَة وجاور فِي بَعْضهَا وَاجْتمعَ لَهُ من الْجِهَات مَا لم يجْتَمع لغيره وَكَانَت حلقته حافلة جدا(5/303)
يُقَال إِن الْبُرْهَان ابْن الفركاح أذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَعشْرين سنة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 751 قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ لما كَانَ فِي ربيع الأول سنة 748 حضر إِلَيّ فَخر الدّين ابْن الْمصْرِيّ فَذكر أَنه انتزعت مِنْهُ العادلية وسألني أَن أَتكَلّم مَعَ ابْن الْكَامِل ثمَّ عاودني فَقلت الأولى ائتلاف الخواطر وَقد وقفت على توقيع السُّلْطَان لشهاب الدّين البعلبكي بهَا فَلَا بُد أَن يشْهد عَلَيْهِ بالنزول فَغَضب وَقَالَ إِن كَانَ لَك غَرَض فِي تَركهَا تركتهَا وَقَامَ وَهُوَ غَضْبَان ثمَّ قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ فِي ذِي الْقعدَة سنة 751 بَلغنِي مرض فَخر الدّين الْمَذْكُور مَرضا أشفي مِنْهُ وتورم فتألمت لَهُ وقصدت أَن أعوده فَمَا احْتمل قلبِي أَن أرَاهُ فِي تِلْكَ الْحَالة ونظمت وَكَانَ قَرِيبه يقوم مِنْهُ جفوة كَبِيرَة فَذكر أبياتاً فِي الْوَصِيَّة بتعظيم الْفُقَهَاء ثمَّ أرخ وَفَاته فِي سادس عشر ذِي الْقعدَة وَوَصفه بالذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ وَكَانَت قد حصلت لَهُ محنة فِي أَيَّام تنكز وانتزعت مِنْهُ جهاته ثمَّ أُعِيدَت بعد تنكز وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ تفقه وبرع وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ ومحاسنه جمة وَكَانَ من أذكياء زَمَانه وَترك نِيَابَة الحكم وتصدى للاشتغال والإفادة سمع مني وَحدث وأوذي فَصَبر ثمَّ جاور وتلا بالسبع وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن رَافع وَابْن كثير والسبكي والأسنوي والحسيني وَقَالَ كَانَ يلقِي دروساً حافلة ويسرد من الْأَحَادِيث الطوَال من حفظه لَا يتعلثم قَالَ الشهَاب ابْن حجي كَانَ قد صَار عين الشَّافِعِيَّة بِالشَّام فَلَمَّا قدم السُّبْكِيّ انطفأ(5/304)
1497 - مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الوَاسِطِيّ الْوَاعِظ الأديب نَاصِر الدّين بن نور الدّين أحد الصُّوفِيَّة بالبيبرسية مولدة سنة 716 مَاتَ فِي رَجَب سنة 777 أنشدنا عَنهُ بدر الدّين البشتكي عدَّة مقاطيع وَكَانَت لَهُ المقاطيع النادرة الجيدة فَمِنْهَا
(أغْنى مغنينا عَن الراح إِذْ ... غنى فَلم يبْق من الشّرْب صَاح)
(غيبنا بالحس عَن حسنا كَأَنَّمَا جَاءَ بِمَاء وَرَاح ... )
وَمِنْهَا دو بَيت
(مَا زَالَ بِقَلْبِه لهيب النَّار ... حَتَّى ترك الْجِسْم خيالاً ساري)
(دع عَنْك ملامه فَلَا يعلم مَا ... قاساه الواسطى إِلَّا البارى)
وَمنا دو بَيت
(إِن ضرمنى بجذوة التذْكَار ... حبي وبرى جسمي شكرت الْبَارِي)
(فالعاذل فِي هَوَاهُ لَا عقل لَهُ مَاتَ أبلد عاذلي وأذكى نَارِي) وَمِنْهَا
(وَالَّذِي خص بخال ... عَمه الْحسن حسن)
(لم يذقْ جفني لما فرض الهجر وَسن ... ) وَمِنْهَا مواليا
(مامت حَتَّى جفاني كل من فِي الْحَيّ ... وملني وقلاني كل من لوشي)
(وَأَنت مَا فِي الْعَجم وَالْعرب مثلك حى ... يامن طوى بالمكارم جود حَاتِم طى) وَمِنْهَا
(رد بعد ابْن نَهَار ... دمعي السَّائِل نَهرا)(5/305)
(وطعمت الصَّبْر عَنهُ ... فَوجدت الصَّبْر مرا)
(صَاحب بر ترَاهُ ... إِن طلبت الْعلم بحرا) وَلكم بدلت الْعسر لنا يمناه يسرا وَمِنْهَا
(شبهت ذَا العواد والزامر إِذْ ... ضَاقَتْ علينا بهما المناهج)
(بعقرب يضْرب وَهُوَ سَاكِت ... وأربد ينْفخ وَهُوَ خَارج) مِنْهَا
(حلت عُقُود الطل تيجان الرِّبَا ... وفضض الصُّبْح الدجى وذهبا)
(وحاكت الأَرْض السَّمَاء بالندى ... فحاكت الأزهار مِنْهَا الشهبا) وقرأت فِي الْجُزْء
1498 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن الْأَغَر السهروردي الْبكْرِيّ الْحَنَفِيّ الْبَغْدَادِيّ ولد فِي رَجَب سنة 686 وَسمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم العوارف للسهروردي ومشيخة السهروردي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة - كُله عَن السهروردي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات بِبَغْدَاد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة
1499 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن أبي زِيَاد شهرته ابْن بوز الْمصْرِيّ ولد سنة وَكَانَ رَئِيس القومة بِالْمَدْرَسَةِ الكاملية وَسمع من الْفَخر عُثْمَان بن الصفى وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم التفليسى وَأحمد بن مُحَمَّد ابْن الْأُخوة والبرهان الجعبري وَأبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ ويوسف الدلاصي والبهاء ابْن(5/306)
حمويه ومغلطاي وَغَيرهم وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة
1500 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الدِّمَشْقِي عز الدّين الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن كسيرات سمع من الْمطعم وَابْن الشّحْنَة وَابْن الشِّيرَازِيّ وَحدث وَمَات فِي صفر سنة 791
1501 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي شمس الدّين ابْن الْفَخر بن البُخَارِيّ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَأحمد بن عبد الدَّائِم وعَلى النجيب والحراني ويوسف خطيب بَيت الْآبَار وعَلى أَبِيه كثيرا وعَلى غَيرهم وَأَجَازَ لَهُ فضل الله ابْن الجيلي وَمُحَمّد بن نصر بن الحصري وَعِيسَى بن سَلامَة وَالْمُنْذِرِي والعطار وَآخَرُونَ وَحدث قَدِيما سمع مِنْهُ المقرائي والبرزالي والقطب الْحلَبِي قَالَ البرزالي ولي دَار الحَدِيث الضيائية لكَونهَا وقف عَم وَالِده ووقف وَالِده وَالنَّظَر لَهُ فَكَانَ يَسْتَنِيب لِأَنَّهُ لم يكن لَهُ كثير اشْتِغَال وَكَانَت فِيهِ شهامة وَعِنْده مُرُوءَة وَكَانَ شجاعاً قوي النَّفس كَرِيمًا قد خرج لَهُ ابْن الْمُحب جُزْءا وَحدث بِهِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 726 وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ متعبداً كريم النَّفس سَافر إِلَى الْعرَاق بِسَبَب فك أسرى من أَهله(5/307)
وَدخل الْقَاهِرَة بِسَبَب أَن ابْن مُسلم القَاضِي عَزله من الضيائية فَلم ينجح سَعْيه وَرجع فَمَاتَ وَمَات القَاضِي بعده بجمعة
1502 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن محَاسِن الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن سمع من عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَغَيره فِي جَامع التِّرْمِذِيّ وَكَانَ يقْرَأ بالإلحان مَاتَ فِي الْمحرم سنة 706
1503 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن جميل الْمعَافِرِي المالقي ثمَّ الكركي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ مولده قبل الْأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم روى عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ ذُو فصاحة وَدين وَصدق وَمَات فِي صفر سنة 726
1504 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد البعلي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن اليونانية ولد ببعلبك فِي أَوَائِل سنة 707 وَسمع بهَا من ابْن االشحنة صَحِيح البُخَارِيّ وَمن يحيى بن عمر بن حمود جُزْء ابْن زبان وَكَانَ فَاضلا لخص تَفْسِير ابْن كثير فِي نَحْو نصف حجمه وَمَات فِي شَوَّال سنة 783
1505 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الأربلي ثمَّ الْموصِلِي بدر الدّين أَبُو الْمَعَالِي(5/308)
ابْن الْخَطِيب الشَّافِعِي ولد سنة 686 وَقَرَأَ الْقُرْآن وَكَانَ ذكياً سريع الْحِفْظ ذكر أَنه حفظ الْحَاوِي فِي سِتِّينَ يَوْمًا والشمسية فِي الْمنطق فِي يَوْم وَاحِد وَشرح الكافية الشافية وَله حواش على الْحَاوِي وعَلى التسهيل وَله نظم ونثر وَقدم مصر رَسُولا من ملك الْموصل فَأَقَامَ بهَا خمسين يَوْمًا وَرجع فَأخذ عَنهُ أَبُو المعالى ابْن رَافع وَغَيره وَذكره فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد وَأثْنى عَلَيْهِ وَهُوَ الْقَائِل
(وَقد شاع عني حب ليلى وإنني ... كلفت بهَا شوقاً وهمت بهَا وجدا)
(وَوَاللَّه مَا حبي لَهَا جَازَ حَده ... وَلكنهَا فِي حسنها جَازَت الحدا)
1506 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد البُخَارِيّ عرف بِابْن العجيل سمع جُزْء الْأنْصَارِيّ من الْفَخر
1507 - مُحَمَّد بن عَليّ أَحْمد الْخَولَانِيّ ابو عبد الله ابْن الفخار البيري قَالَ ابْن الْخَطِيب شيخ الْجَمَاعَة فِي الْعَرَبيَّة غير مدافع جدد بالأندلس مَا كَانَ درس من لِسَان الْعَرَب بعد أبي على السلوبين وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي القراآت وَالْفِقْه وَالْعرُوض وَالتَّفْسِير وخطب بالجامع الْأَعْظَم وتصدر للتدريس بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية وَقل فِي الأندلس من لم يَأْخُذ عَنهُ وَكَانَ مقتصداً فِي أَحْوَاله وقوراً مفرط الطول نحيفاً قَلِيل الدهاء والتصنع وَكَانَ قَرَأَ التَّنْبِيه على الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَاق الغافقي وَقَرَأَ على أبي عبد الله بن حُرَيْث والشريف الْحُسَيْنِي وَأبي الْقَاسِم بن الْخياط وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهم وَمَات فِي ثَانِي عشر شهر رَجَب سنة 754(5/309)
1508 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد السَّمرقَنْدِي الْعَطَّار نزيل دمشق كَانَ زاهداً عَاقِلا دينا خيرا ملازماً لِلْعِبَادَةِ مَاتَ فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة 774 عَن نَحْو خمسين سنة
1509 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أسعد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا التنوخي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ صدر الدّين أَبُو الْقَاسِم بن عَلَاء الدّين بن صدر الدّين بن أبي الْفَتْح ابْن عز الدّين بن وجيه الدّين ولد سنة 684 وأحضر على زَيْنَب بنت مكي وأسمع على ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَغَيرهم وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع بِقِرَاءَتِي ومعنا الْكثير وروى لنا عَن زَيْنَب بنت مكي وَمَات أَبوهُ شَابًّا سنة 688 وَصدر الدّين صَغِير فَمَاتَ فِي الْمحرم سنة 754
1510 - مُحَمَّد بن عَليّ بن اسماعيل الزواوي بدر الدّين ولد فِي شهر رَجَب سنة سَبْعمِائة وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَحدث بِهِ عَنْهُمَا بِالْقَاهِرَةِ قتل غيلَة فِي اواخر سنة ارْبَعْ اَوْ اوائل سنة 775 وَله خمس وَسَبْعُونَ سنة
1511 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أيبك السرُوجِي أَبُو عبد الله الْحَافِظ وكناه ابْن طولوبغا فِي ثبته أَبَا حَامِد رَأَيْته فِي مَوَاضِع بِخَطِّهِ كَذَلِك ولد سنة(5/310)
714 - وعني بالرواية فَسمع الْكثير من محدثي الديار المصرية كالدبوسي وَابْن الْمصْرِيّ وَعدد كثير من أَصْحَاب النجيب وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَنَحْوهم ولازم ابْن سيد النَّاس وَغَيره وَمهر حَتَّى بلغ الْغَايَة فِي الْحِفْظ وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وَالْقِرَاءَة أديباً ظريفاً دخل إِلَى دمشق مرّة فَقَرَأَ الْكثير وَرَأَيْت ثبته فِي مُجَلد بِخَطِّهِ فِيهِ من الْكتب والأجزاء مَالا يُحْصى وَقَرَأَ الْكتب المطولة كمعجم الطَّبَرَانِيّ الْكَبِير ومستخرج أبي نعيم على مُسلم وَغير ذَلِك وَكتب لَهُ الْمزي فِي طبقاته وَوَصفه بِالْحِفْظِ وَكَذَلِكَ البرزالي والذهبي وَغَيرهم ثمَّ رَحل إِلَى حلب فَأكْثر فِي أثْنَاء ذَلِك التَّحَمُّل عَن شُيُوخ الشامات وقدرت وَفَاته بحلب فِي ربيع الأول سنة 744 قَالَ الصَّفَدِي مَا رَأَيْت بعد ابْن سيد النَّاس من يقْرَأ أسْرع مِنْهُ وَلَا أفْصح وَمَا سَأَلته عَن شَيْء من تراجم النَّاس ووفياتهم وأعصارهم وتصانيفهم الا وجدته فِيهِ حفظَة لَا يغيب عَنهُ شَيْء كَمَا حصله قلت شرع فِي جمع الثِّقَات فَرَأَيْت بِخَطِّهِ مجلداً فِيهِ أَسمَاء الأحمدين خَاصَّة وَلَو كمل لَكَانَ أَكثر من عشْرين مجلدة بِخَطِّهِ المتقن السَّرِيع وَخرج لنَفسِهِ مائَة حَدِيث متباينة الْإِسْنَاد أَجَاد فِيهَا جدا وَقَالَ الذَّهَبِيّ سمعنَا مِنْهُ تسعين مِنْهَا ثمَّ كملها بعد قَالَ الصَّفَدِي وَكَانَ فِيهِ مَعَ ذَلِك ذوق الأدباء وَفهم الشُّعَرَاء وخفة روح الظرفاء وَكَانَ يستحضر من الشّعْر الْقَدِيم والْحَدِيث(5/311)
جملَة كَثِيرَة وَفِي الْجُمْلَة فَهُوَ مَعْدُود فِي زمرة الْحفاظ وَلَو علت سنه لَكَانَ أعجوبة الزَّمَان
1512 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن بجير الْحَنَفِيّ سمع من الْفَخر سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع وَقَالَ كَانَ أحد الشُّهُود بمركز الشركسية جيدا سَاكِنا وَله تربة يقْرَأ فِيهَا وعائلة من بَنَاته وأولادهن وَعِنْده قناعة وعفة مَاتَ فِي صفر سنة 736
1513 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر المقدادي ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد وَقَالَ سمع عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن الطبال لقبه مظهر الدّين
1514 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الرقي شهَاب الدّين ابْن العدسية شيخ الخانقاه المجاهدية سمع على عمر بن القواس ويوسف الغسولي وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 736
1515 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر العنصري شيخ الخانقاه الخاتونية بالربوة مَاتَ فِي أَوَاخِر شهر رَمَضَان سنة 755
1516 - مُحَمَّد بن عَليّ بن جَابر بن عَليّ بن مُوسَى بن خلف بن مَنْصُور بن عبد اللَّطِيف بن مَالك بن ذويب بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْهَاشِمِي بدر الدّين ولد سنة 673 وأحضر على زكي الدّين البيلقاني جُزْء ابْن نجيد بعدن وسَمعه بعد ذَلِك على مُحَمَّد بن عمر بن الفارض وَعلي بن(5/312)
عبد الْعَزِيز الْحَضْرَمِيّ وَحدث بالإسكندرية سنة 729 وَحدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا
1517 - مُحَمَّد بن عَليّ بن حرمي بن مَكَارِم بن مهنا بن عَليّ الدمياطي عماد الدّين سمع من الأبرقوهي والدمياطي ولازمه والموازيني وَابْن شرف وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَالشَّام وَغَيرهمَا وَمهر فِي الْفَرَائِض وتفنن فِي عُلُوم مَعَ الْمُرُوءَة وكرم النَّفس وَكَانَ خصيصاً بِالْقَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة مَعَ التودد وَحسن المحاضرة واللطف وَولي مشيخة الكاملية وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 749 بِالْقَاهِرَةِ
1518 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن حَمْزَة بن أبي المحاسن مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن احْمَد بن إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق الْحُسَيْنِي الْحَافِظ شمس الدّين أَبُو المحاسن الدِّمَشْقِي ولد سنة 715 وَسمع من مُحَمَّد ابْن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأبي مُحَمَّد بن أبي التائب والمزي وخلائق وَطلب بِنَفسِهِ فَأكْثر وَكتب بِخَطِّهِ فَبَالغ ورحل إِلَى مصر فَسمع من الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وَقَرَأَ الْكثير وانتقى عَليّ بعض الشُّيُوخ وصنف(5/313)
التصانيف وذيل على العبر وَخرج لنَفسِهِ معجماً قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص الْعَالم الْفَقِيه الْمُحدث طلب وَكتب وَهُوَ فِي زِيَادَة من التَّحْصِيل والتخريج والإفادة وَقَالَ ابْن كثير جمع رجال الْمسند وَجمع كتابا سَمَّاهُ التَّذْكِرَة فِي رجال الْعشْرَة اختصر التَّهْذِيب وَحذف مِنْهُ من لَيْسَ فِي السِّتَّة وأضاف إِلَيْهِم من فِي الْمسند والموطأ ومسند الشَّافِعِي ومسند أبي حنيفَة للحارثي وَولي مشيخة دَار الحَدِيث البهائية دَاخل بَاب توما وَكَانَ يشْهد بالمواريث وَاخْتصرَ الْأَطْرَاف ورتبه على الْأَلْفَاظ وَله مجيليد لطيف فِي آدَاب الْحمام وَله الْعرف الذكي فِي النّسَب الزكى وَله ذيل على العبر للذهبي وَمَات كهلاً فِي آخر شعْبَان سنة 765 وَله خَمْسُونَ سنة رَحمَه الله تَعَالَى قلت وَالنّسب الَّذِي ذكرته سَاقه الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَلَكِن سقط مِنْهُ بَين على وَحَمْزَة الْحسن وَكَذَا يُوجد بِخَط الْحُسَيْنِي نَفسه وَلَا أَشك أَنه سقط من نسبه عدَّة آبَاء من أَثْنَائِهِ فَالله أعلم وَله تَعْلِيق على الْمِيزَان بَين فِيهِ كثيرا من الأوهام واستدرك عَلَيْهِ عدَّة أَسمَاء وقفت على قدر يسير مِنْهُ قد احترقت أَطْرَافه لما دخلت دمشق سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وقرأت بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ أَنه شرع فِي شرح سنَن النَّسَائِيّ وقرأت بِخَطِّهِ ذيلاً على طَبَقَات الْحفاظ للذهبي وخطه مَعْرُوف حُلْو وَكَانَ سريع الْكِتَابَة قَرَأت بِخَطِّهِ فِي آخر العبر أَنه نسخه خَمْسَة
1519 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن رَاجِح الْحُسَيْنِي التّونسِيّ أَبُو عبد الله ذكر أَنه أَخذ عَن نَاصِر الدّين المشدالي الْفَقِيه وَعَن أبي إِسْحَاق بن عبد الرفيع(5/314)
وَأبي الْعَبَّاس بن الغماز وَغَيرهم ومشيخته يزِيدُونَ على الْمِائَة سرد ابْن الْخَطِيب مِنْهُم جمَاعَة وأحال فِي عَهده ذَلِك عَلَيْهِ وَفِي الْأَسْمَاء الَّتِي أوردهَا تَخْلِيط كثير قَالَ ورحل إِلَى غرناطة سنة 750 وَأنْشد لَهُ شعرًا أنْشدهُ إِيَّاه سنة سِتّ وَخمسين وَذكر أَنه مَاتَ فِي شعْبَان سنة 765 عَن نَحْو سبعين سنة قَالَ وَكَانَ عذب الفكاهة حسن الْخلق قَالَ وَكتب إِلَيّ معتذراً ومعاتباً
(لقد أشعرتني النَّفس أَنَّك معرض ... عَن الوامق الْآتِي لبابك يستهدي)
(فَإِن زلَّة مني بَدَت لَك جهرة ... فصفحاً وَمَا وَالله أذنبت عَن قصد)
1520 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الله بن حميد أثير الدّين الْمَالِكِي ابْن الأنفي الدِّمَشْقِي ولد سنة 713 وَسمع بِدِمَشْق من الحجار والبندنيجي والمزي وَبنت الْكَمَال وَغَيرهم وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من أبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره وعني بِالْحَدِيثِ ولازم البرزالي ثمَّ الذَّهَبِيّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا وناب فِي الحكم عَن زين الدّين المازوني الْمَالِكِي ثمَّ ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب سنة 769 بعد وَفَاة قاضيها قبله صدر الدّين الدَّمِيرِيّ وَكَانَ الأنفي أديباً فَاضلا مشاركاً فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ عادلاً فِي أَحْكَامه وَجمع أَشْيَاء حَسَنَة كتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره وَمَات قبله وَفِيه يَقُول ابْن عَسَاكِر(5/315)
(وشي صنعاء وَروض أنف ... من صناعات كتاب الأنفي)
(أَيهَا الحبر وودي صَادِق ... أَنْت فِي قلبِي فَقل لي أَنا فِي)
1521 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن جمال الدّين أَبُو عبد الله الْهَرَوِيّ الْحلَبِي الشهير بالشيخ زَاده الْحَنَفِيّ أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب بِالْفَضْلِ وَقَالَ مَاتَ سنة 755 وَقد جَاوز الْخمسين
1522 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن المرواني كَانَ أَبوهُ وَالِي الْقَاهِرَة وَهُوَ وَالِي مصر ثمَّ ولي طبلخاناة بِدِمَشْق وَكَانَ محتشماً متودداً مَاتَ بعد الْخمسين
1523 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن سَالم بن الْحُسَيْن شمس الدّين أَبُو جَعْفَر ابْن الموازيني ولد سنة بضع عشرَة وأرخه البرزالي سنة أَربع عشرَة فِي منتصف ربيع الأول سمع فِي سنة 22 من أبي الْقَاسِم بن صصري والبهاء عبد الرَّحْمَن وَتفرد بالرواية عَنْهُمَا وَسمع من إِسْمَاعِيل بن ظفر والضياء وَغَيرهمَا وَورث من أَبِيه مَالا وعقارا فأنفده فِي الْبر والقربات وجاور مُدَّة ثمَّ تزهد وَملك عقاره لبنته وَلم يبْق لنَفسِهِ سوى دِرْهَمَيْنِ فِي كل يَوْم قَالَ البرزالي سكن فِي آخر عمره قَرْيَة بالغوطة وَكَانَ حج ثَلَاثِينَ حجَّة وَقسم مِيرَاثه وَأقَام فَقِيرا وَكَانَت بنته تعطيه كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ وَثقل سَمعه وَضعف بَصَره وَمَات فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة 708(5/316)
1524 - مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمْزَة بن عَليّ بن الْحسن حَمْزَة الشريف بدر الدّين الحسني نقيب الْأَشْرَاف بحلب ولد بِالْقَاهِرَةِ وَقدم حلب بعد موت أَبِيه فباشر الْوَظِيفَة إِلَى أَن مَاتَ سنة 762
1525 - مُحَمَّد بن عَليّ بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَمَوِيّ أَبُو عبد الله ابْن البحشور سمع من أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز جُزْء البيتوتة والمسلسل بالأولية وجزء أبي عمر بن عبد الْوَهَّاب ومجلس نفي التَّشْبِيه لِابْنِ عَسَاكِر سمع مِنْهُ شَيخنَا ابْن الملقن وَولده وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيرهم
1526 - مُحَمَّد عَليّ بن الزبير بن سُلَيْمَان الْحلَبِي مولده سنة 638 وَسمع من الْبَلْخِي وَأبي إِسْحَاق بن رَشِيق الْمُقْرِئ والرشيد الْعِرَاقِيّ وَعنهُ الذَّهَبِيّ وَقَالَ إِنَّه أَصمّ مُدَّة وانهرم وَتغَير قبل مَوته وَمَات فِي شَوَّال سنة 721
1527 - مُحَمَّد بن عَليّ بن ساعد بن إِسْمَاعِيل بن سليم بن ساعد أَبُو عبد الله المحروسى الخالدي الرقي الأَصْل المشهدي ولد بحلب سنة 637 وَسمع بهَا من الْحَافِظ يُوسُف بن خَلِيل وَسمع من الرشيد أَحْمد بن الْفرج بن مسلمة مشيخته وَمن أبي عبد الله مُحَمَّد بن سعد الْمَقْدِسِي وَعمر بن سعيد بن تخميس ويوسف بن عَليّ وَحدث سمع مِنْهُ ابْن سيد النَّاس وَغَيره وَمَات فِي سنة 714 بِالْقَاهِرَةِ كَمَا جزم بِهِ البرزالي وأيده الْعِرَاقِيّ
1528 - مُحَمَّد بن عَليّ سَالم بن رضوَان المري الْمُؤَذّن النجار سمع فِي الْخَامِسَة من خطيب مردا وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَمَات فِي ذِي الْقعدَة(5/317)
سنة 722
1529 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سَالم بن إِسْمَاعِيل بن أبي سَالم بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان السَّعْدِيّ الْحلَبِي بدر الدّين ابْن الْمسند عَلَاء الدّين سمع بحلب من الْعِزّ إِبْرَاهِيم ابْن العجمي مسلسلات التَّيْمِيّ والمنتقى من مُسْند الْحَارِث وَحدث وَمَات بحلب فِي شهر رَمَضَان سنة 777 سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خَلِيل ابْن العجمي
1530 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد بن عمر الخلاطي تَقِيّ الدّين سمع من أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ
1531 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد الْأنْصَارِيّ بهاء الدّين أَبُو الْمَعَالِي إِمَام المشهد ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 696 وَسمع بِمصْر ودمشق والإسكندرية وحلب من أَشْيَاخ عصره كَابْن مشرف وست الوزراء وَابْن الشِّيرَازِيّ وَمن بعدهمْ وَكتب الطباق وتفقه بالشيخ برهَان الدّين الْفَزارِيّ وَابْن الزملكاني وقرا الْقرَاءَات على الكفري والعربية على الْمجد التّونسِيّ ولازم نجم الدّين القحفازي كثيرا وَكَانَ حسن الْخط وَالنّظم درس بالقوصية والأمينية بِدِمَشْق وَأم بدار الحَدِيث الأشرفية وَولي الْحِسْبَة بِدِمَشْق مرَارًا وخطب بِجَامِع العقيبة وَهُوَ الْقَائِل(5/318)
(وَلَوْلَا مَا أَخَاف من الأعادي ... وَأَن حديثنا فيهم يسير)
(جننت بهم كَمَا مَجْنُون ليلى ... وَأَن طَال المدى فَكَذَا يصير) قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص ظَهرت فضائله وَألف أحكاماً وَسمع مني وَقَالَ ابْن رَافع جمع مجلدات على كتاب التَّمْيِيز فِي الْفِقْه للبارزي وَقَالَ ابْن كثير كَانَ مَجْمُوع الْفَضَائِل وَله تصانيف وفوائد حَسَنَة مَاتَ فِي شهر رَمَضَان وَقيل فِي ذِي الْحجَّة سنة 752
1532 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الشَّيْخ المعمر شمس الدّين الرقي ثمَّ الْحلَبِي ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَأورد عَنهُ حكايات رَوَاهَا ابْن شاهين الشَّافِعِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِيهِ من أَبنَاء ثَمَانِينَ جالسته وَتُوفِّي فِي صفر سنة 707
1533 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان الزُّهْرِيّ المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مُعظما عِنْد الْقَضَاء حَافِظًا لنصوص الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة ذَاكِرًا للنوادر نَاب فِي الْقَضَاء وَولي الْحِسْبَة وَمَات سنة 731
1534 - مُحَمَّد بن عَليّ بن شَمْعُون الإِمَام نَاصِر الدّين الموقت وَكَانَ فَاضلا فِي عُلُوم كَثِيرَة ماهرا فِي الْقرَاءَات مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 737
1535 - مُحَمَّد بن عَليّ بن صَالح الْمصْرِيّ جمال الدّين ولد بعد الْعشْرين وَقَرَأَ على الدَّاعِي الرَّشِيدِيّ بطرق الْمنْهَج وَقَرَأَ بالروايات على الْكَمَال الضَّرِير ورحل إِلَى الْعرَاق ثمَّ قدم دمشق فقطنها وَأم بِمَسْجِد الْأَشْرَاف وَكَانَ خَازِن كتب البادرائية ويلقن جمَاعَة الْقُرْآن وَمَات فِي رَجَب سنة 701(5/319)
1536 - مُحَمَّد بن عَليّ بن صَلَاح الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ أَبُو عبد الله شمس الدّين الْمَعْرُوف بالحريري ولد بِالْقَاهِرَةِ وَسمع بهَا من الْوَادي أشي وَابْن غالى وَجَمَاعَة واشتغل وَحصل وناب فِي الحكم وَأم بِالْمَدْرَسَةِ الصرغتمشية وَحدث سمع مِنْهُ ابْن ظهيرة وَغَيره وَمَات فِي رَجَب سنة 797
1537 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب بن أبي عبد الله الشريف شمس الدّين الْمَعْرُوف بعطوف سمع صَحِيح مُسلم من الْمَشَايِخ الاثْنَي عشر وَمن جده لأمه مُحَمَّد بن أبي بكر النَّيْسَابُورِي وَسمع من ابْن مسلمة وَله إجَازَة من الْقطيعِي وَنصر بن عبد الرَّزَّاق وَابْن الشِّيرَازِيّ وَابْن ماسويه والأربلي وَابْن صباح وَغَيرهم مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 720
1538 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار الدِّمَشْقِي الياسري الشَّافِعِي ولد سنة 625 وَسمع من خطيب مردا وَأبي شامة والكرماني وَطَائِفَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خيرا وقوراً مسمتاً يحضر الْمدَارِس ويؤم بِمَسْجِد بِالْجَبَلِ مَاتَ سنة 708
1539 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْحق الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ دمث الْأَخْلَاق خطب بالجامع الْأَعْظَم مُدَّة يسيرَة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 740
1540 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن(5/320)
طَاهِر الدِّمَشْقِي عز الدّين ابْن سراج سمع من أَحْمد بن شَيبَان وَحدث وَولي قَضَاء الشربكختا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 747
1541 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي سمع من زَيْنَب بنت شكر وَحدث عَنْهَا بثلاثيات مُسْند الدَّارمِيّ وَكَانَ خَادِم الخانقاه الصلاحية بالقدس مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 757
1542 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم الدَّمِيرِيّ علم الدّين ابْن بهاء الدّين بن محيي الدّين ولد سنة 675 وَسمع من الأبرقوهي وَمَات فِي
1543 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد السَّلَام الْمُؤَذّن الْمَكِّيّ ذكره ابْن الجرزى فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني وَقَالَ كَانَ رَئِيس المؤذنين بِمَكَّة وَسمع من الرضي الطَّبَرِيّ
1544 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعلي بن السكرِي الْمصْرِيّ تَاج الدّين ابْن عماد الدّين ابْن القَاضِي فَخر الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين ابي الْقَاسِم الشافغي سمع من أَبِيه وجده وَولي وكَالَة بَيت المَال وخطابة جَامع الْحَاكِم وحسبة القلعة وَكَانَ يخْطب بالسلطان يَوْم الْعِيد وَحدث وَمَات فِي شعْبَان سنة 740 ذكره ابْن رَافع وَكَانَ مولده سنة 655
1545 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن مصطفى قطب الدّين القطرواني الْمصْرِيّ ولد بعد السّبْعين وَسمع الصَّحِيح على الْعِزّ الْحَرَّانِي وَغَيره وَسمع السِّيرَة على مُحَمَّد بن ربيعَة بن حَاتِم بِقِرَاءَة الْمزي قَرَأَهَا عَلَيْهِ شَيخنَا(5/321)
قَالَ وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ مَاتَ فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 760
1546 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بالجملي قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن أبي عبد الله الطنجالي وَسَعِيد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا محققاً حسن الْخط وَقد عرف بكتب الشُّرُوط مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 729
1547 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر التَّمِيمِي الهمذاني الْمصْرِيّ كَمَال الدّين ولد سنة وأسمع على النجيب وَمَات سنة
1548 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْقوي بن عبد الْبَاقِي التنوخي المعري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الشَّيْخ محيي الدّين شيخ الْحَنَفِيَّة ابْن المرستاني الْحَنَفِيّ وَهُوَ وَالِد الْمُحدث نور الدّين ولد سنة 647 وَسمع من عُثْمَان بن عَليّ خطيب القرافة وَإِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وَعبد الله بن الخشوعي وَفرج مولى الْقُرْطُبِيّ وَغَيرهم وَخرج لَهُ الْحَافِظ ابو الْحُسَيْن بن ايبك الدمياطي مشيخة - كَذَا رَأَيْت بِخَط ابْن رَافع وَكَانَ مديماً للاشتغال ورعاً زاهداً متواضعاً ماهراً فِي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة انْتفع بِهِ الطّلبَة وَحدث وَمَات فِي رَمَضَان سنة 724
1549 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن الكبكج الْمصْرِيّ المَخْزُومِي(5/322)
الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الشَّيْخ كَانَ من أَصْحَاب ابْن الرّفْعَة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 737
1550 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن الْحَاج الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَارِفًا بالهندسة وجر الأثقال بَصيرًا باتخاذ الْآلَات الحربية والعمارية واتصل بِابْن الاحمر فقرره فِي وزارة وَلَده نصر وَكَانَ بعيد الْغَوْر عميق الْفِكر مبذول الْبشر عَارِفًا بِلِسَان الرّوم وسيرهم كثير الِاسْتِحْسَان لذَلِك فَلَمَّا ثار النَّاس لمخدومه خرج هُوَ فِي خفارة شيخ الْجند عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء فلحق بالعدو فاتصل بعمر بن أبي سعيد فَلَمَّا ثار على أَبِيه ودعا لنَفسِهِ قدرت وَفَاة ابْن الْحَاج هَذَا فِي تِلْكَ الوقائع فِي شَوَّال سنة 714
1551 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الْفَتْح أَبُو عبد الله بن الشَّيْخ أبي الْحسن الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي المولد القاهري الدَّار الاستر التمار الصَّابُونِي الضَّرِير الْمَعْرُوف بالفخري ولد بحلب فِي رَمَضَان سنة 640 وَسمع بهَا من يُوسُف بن خَلِيل وَعبد الله بن رَوَاحَة وَمُحَمّد بن سعد الْكَاتِب وَحضر فِي الْخَامِسَة على صقر بن يحيى وَسمع عَلَيْهِ وَحدث سمع عَلَيْهِ الْأَئِمَّة كالذهبي والبرزالي وَقَالَ شيخ حسن كَانَ يَبِيع الصابون ثمَّ صَار يَبِيع أصنافاً من المآكل وَهُوَ قدير وَقَالَ غَيره فِيهِ عفة وَصَلَاح وملازمة للخير ومحبة لسَمَاع الحَدِيث وإسماعه سهل العريكة لين الْجَانِب(5/323)
مَاتَ فِي سنة 710 بِالْقَاهِرَةِ
1552 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله الفربلياني أَبُو عبد الله الملقب السقرة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ساذجاً عَارِفًا بالطب عَارِفًا بالأخشاب تصدر مُدَّة للعلاج وَكَانَ رَدِيء الْخط وَله تصنيف فِي النَّبَات وَسكن فِي مراكش مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى غرناطة فَمَاتَ بهَا إِثْر وُصُوله إِلَيْهَا سنة 761
1553 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله المسيحي المالقي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مشاركاً فِي الْعَرَبيَّة والقرا ات من أهل الْأَدَب وَله شعر فَمِنْهُ قصيدة أَولهَا
(حنانيك يَا من قد وكلت لَهُ امري ... ورحماك فِي مستصرخ يَا ذخري) مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 758
1554 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله اليمني شمس الدّين أَبُو الْقَاسِم أَقَامَ بِمصْر مُدَّة ملازماً للْقَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة ثمَّ ولى درس الْقرَاءَات بالشيخونية إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين الشَّيْخ أكمل الدّين فَخرج إِلَى الشَّام فاستوطنها وَأحسن إِلَيْهِ التقي السُّبْكِيّ قَالَ ابْن حجي كَانَ فَاضلا يستحضر أَشْيَاء من غَرِيب الحَدِيث وَأَسْمَاء الرِّجَال وَفقه الشافعيه ينْقل ذَلِك فِي كتاب(5/324)
الْبَيَان وَكَانَ يرويهِ بِإِسْنَاد لَهُ فِي مُصَنفه وَكَانَ فَاضلا ملازما يخضب لحيته بِالْحِنَّاءِ مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776 عَن سِتِّينَ سنة قلت وَكَانَ مَشْهُورا بكنيته وقفت على جُزْء لَهُ فِي وجوب تَرْتِيب كَلِمَات التَّشَهُّد دَال على سَعَة اطلَاع وَمَعْرِفَة بأصول الْفِقْه
1555 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد النُّور بن أَحْمد الشاذلي كَمَال الدّين ولد سنة 725 وأحضر على الدبوسي فِي الرَّابِعَة ثلاثية الفرضي وجزء الْحسن بن عرفه عَلَيْهِ وَعلي مُحَمَّد بن غالي وَجَمَاعَة وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَمَات فِي سنة 790
1556 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن يحيى بن عبد الرَّحِيم الدكالي ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو أُمَامَة ابْن النقاش ولد فِي نصف شهر رَجَب سنة 720 وَأخذ الْقرَاءَات عَن الْبُرْهَان الرَّشِيدِيّ والعربية عَن الْمُحب ابْن الصَّائِغ وَأبي حَيَّان وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير وَكَانَ يَقُول إِنَّه أول من حفظه بِالْقَاهِرَةِ وَتقدم فِي الْفُنُون وصنف شرح الْعُمْدَة فِي ثَمَانِي مجلدات وَتَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وشرحاً على التسهيل وشرحاً على الألفية وكتاباً فِي الفروق وكتاباً فِي التَّفْسِير مطولا جدا ذكر فِي أَوله أَن الْحَامِل لَهُ عَلَيْهِ أَنه شرع فِي إِلْقَاء التَّفْسِير فِي الْجَامِع الْأَزْهَر فِي شهر رَمَضَان فأكمله فَبَلغهُ أَن بعض النَّاس استقصر علمه فشرع فِي إملاء تَفْسِير على الْفَاتِحَة فاقام فِيهِ(5/325)
مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ شرع فِي كِتَابَة التَّفْسِير وَالْتزم أَن لَا ينْقل فِيهِ حرفا عَن كتاب من تَفْسِير أحد مِمَّن تقدمه قَالَ الصَّفَدِي قدم دمشق سنة 55 فَنزل عِنْد السُّبْكِيّ وَكَانَت بَينه وَبَين النَّائِب معرفَة فَأكْرمه وعظمه ثمَّ توجه إِلَى حماة فَعَظمهُ نائبها أَيْضا وَوعظ بِدِمَشْق فنفقت لَهُ سوق عَظِيمَة حَتَّى كتبت إِلَيْهِ
(أَتَيْنَا لمجلس حبر الورى ... فسر الْقُلُوب بماقد قرا)
(وحرك أعطافنا نشره ... وَلَا تسْأَل الدمع عَمَّا جرى) قَالَ وَكَانَت طَرِيقَته فِي التَّفْسِير غَرِيبَة مَا رَأَيْت لَهُ فِي ذَلِك نظيراً وَكَانَ يصحب الْأُمَرَاء ثمَّ صحب النَّاصِر حسن بن النَّاصِر وحظي عِنْده إِلَى أَن أبعد عَنهُ قطب الدّين الهرماس وَكَانَ السَّبَب فِي حطه على الهرماس أَنه كَانَ أفتى بعض القبط بِفُتْيَا تخَالف مَذْهَب الشَّافِعِي فَبلغ الهرماس ذَلِك فشنع عَلَيْهِ وَبَالغ فِي ذَلِك حَتَّى وصل الْأَمر للْقَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة فَمَنعه من الْفتيا بعد أَن عقد لَهُ مجْلِس بالصالحية فَكَانَ بعد ذَلِك يحط عَلَيْهِ هُوَ والسراج الْهِنْدِيّ كَمَا ذَكرْنَاهُ فِي تَرْجَمَة الهرماس وَلم يزل على حَاله إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 763 عَن تسع وَثَلَاثِينَ سنة بِالْقَاهِرَةِ قَالَ ابْن كثير وَهُوَ من أَبنَاء الْأَرْبَعين وَقَالَ ابْن حبيب وَله ثَلَاث وَأَرْبَعُونَ وَقَالَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل فِي وفياته مولده سنة 723 وَقَالَ ابْن رَافع مولده سنة 725 قلت فعلى هَذَا الْأَخير يكون شَيخنَا اعْتمد وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي أَن السُّلْطَان لما قتل انحطت مرتبَة ابْن النقاش وَضعف وَاسْتمرّ ضَعِيفا خاملاً إِلَى أَن مَاتَ قلت وعاش(5/326)
بعده دون السّنة وقرأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ صنف كتابا فِي التَّفْسِير سَمَّاهُ السَّابِق اللَّاحِق وَكَانَ يَقُول النَّاس الْيَوْم رافعية لَا شافعية ونووية لَا نبوية قَالَ ابْن كثير كَانَ واعظاً بارعاً وفقيهاً نحوياً شَاعِرًا لَهُ يَد طولى فِي فنون مُتعَدِّدَة وقدرة على سجع الْكَلَام وَمن شعر أبي أُمَامَة
(طرقت وَقد نَامَتْ عُيُون الْحَسَد ... وتوارت الرقباء غير الفرقد)
(وَاللَّيْل قد نشرت غلائل بردهَا ... لما طوى الإمساء حلَّة عسجد)
(وَأَتَتْ وَلم تضرب لوصل موعداً ... أحلى المنى مَا لم يكن عَن موعد) وَقَالَ الصَّفَدِي فِي السَّادِس وَالْعِشْرين من تَذكرته أَنه كتب إِلَيْهِ ملغزاً فِي شعْبَان سنة خمسين
(يَا إِمَام الْأَنَام فِي كل علم ... وَإِلَيْهِ الورى ترى منتهاه)
(وَهُوَ شمس التَّحْقِيق فِي كل فن ... وسواه يكون فِيهِ سهاه)
(أَيّمَا اسْم تركيبه من ثَلَاث ... وَهُوَ ذُو أَربع تَعَالَى الْإِلَه)
(حَيَوَان وَالْقلب مِنْهُ نَبَات ... لم يكن عِنْد جوعه يرْعَى)
(فِيك تصحيفه وَلَكِن إِذا مَا ... رمت عكساً يكون لي ثُلُثَاهُ)
(فإبنه لَا زلت فِي ظلّ سعد ... مَا تملي طرف بِطيب كراه) فَأجَاب
(يَا إِمَامًا قد حَاز علما وفضلاً ... وَسموا على الورى وعداه)
(وَهُوَ للدّين والعلوم صَلَاح ... جلّ رب بِكُل حسن حباه)
(إِن لغزا ابدعت فِيهِ لعمري ... يقصري الْفَهم عَن بُلُوغ مداه)(5/327)
(قلبه بالعراق فِي النّخل باد ... وَهُوَ بالهندي كل عين ترَاهُ)
(مَا أخذت الشطرنج الا بدا لي ... مِنْهُ خصم دَاع لِحَرْب أَخَاهُ)
(هُوَ عني باد فَإِن رَاح مِنْهُ ... آخر عدت فِي جَهرا أرَاهُ)
(دمت لي مهديا جَوَاهِر علم ... لَك كل الورى ترى منتهاه) قلت وَهُوَ وَالِد صاحبنا الشَّيْخ زين الدّين أبي هُرَيْرَة ابْن النقاش
1557 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي ابْن الزملكاني كَمَال الدّين أَبُو الْمَعَالِي ولد فِي شَوَّال سنة 667 وَسمع من الْمُسلم ابْن عَلان وَالْفَخْر عَليّ وَابْن الوَاسِطِيّ وَابْن القواس وَغَيرهم وَطلب الحَدِيث وقتا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكَانَ فصيح الْقِرَاءَة سريعها لَهُ خبْرَة بالمتون وتفقه على الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن بدر الدّين ابْن مَالك وَأخذ عَن الخوئي والأيكي وَابْن الزكي وَغَيرهم قَالَ الْكَمَال الادفوي أحد الْمُتَقَدِّمين فِي الْفَتْوَى والتدريس والمشاورين فِي الْمجَالِس والمرجوع إِلَيْهِ فِي المناظرة وَكَانَ ذكي الْفطْرَة نَافِذ الذِّهْن فصيح الْعبارَة قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي قَالَ لي نجم الدّين ابْن الْكَمَال الصَّفَدِي قلت للشَّيْخ كَمَال الدّين فرطت فِي الْمنطق فَقَالَ كَانَ فِي طلبي لَهُ شخص يُقَال لَهُ الأقشنجي وَكنت قد تميزت ودرست وَالْعلم الْمَذْكُور صَعب وَعبارَة الشَّيْخ فِيهَا عجمة فَإِذا أردْت مِنْهُ زِيَادَة بَيَان أدَار وَجهه فأنفت مِنْهُ تركته وَحفظ الشَّيْخ كَمَال الدّين أَشْيَاء من المختصرات وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَأطلق عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ عَالم الْعَصْر وامير الشَّافِعِيَّة قَالَ وَكَانَ(5/328)
بَصيرًا بِالْمذهبِ وأصوله قوي الْعَرَبيَّة ذكياً فطناً فَقِيه النَّفس لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي النّظم والنثر وَكَانَ يضْرب بذكائه الْمثل أفتى وَله نَيف وَعِشْرُونَ سنة وَتخرج عَلَيْهِ غَالب عُلَمَاء الْعَصْر وَلم يرَوا مثل كرم نَفسه وعلو همته وتجمله فِي مأكله وملبسه وَكَانَ يزهزه لطلبته ويعظمهم وينوه بهم وَكَانَ لَا يعيب على أحد من التلامذة بل أَن رَآهُ قَاصِر الذِّهْن أبعده إِلَى غَيره وَإِذا رَآهُ ماهراً قربه ونوه بِهِ وَعرف بِقَدرِهِ وسعى لَهُ وَرفع دَرَجَته وصنف رِسَالَة فِي الرَّد على ابْن تَيْمِية فِي الطَّلَاق وَأُخْرَى فِي الرَّد عَلَيْهِ فِي الزِّيَارَة وعلق على الْمِنْهَاج وَكَانَ يلقِي دروسه فِي النِّهَايَة لإِمَام الْحَرَمَيْنِ وَلما دخل ديوَان الْإِنْشَاء كَانَ رَابِع أَرْبَعَة فَنكتَ عَلَيْهِ بَعضهم بذلك فَعمل رِسَالَة فِي ذَلِك نظما ونثراً وَوَقع فِي الدست مُدَّة وَولي نظر المرستان سنة 707 ودرس بالشامية والظاهرية والرواحية وَولي نظر ديوَان الأفرم وَنظر وكَالَة بَيت المَال وَنظر الخزانة ثمَّ صرف عَن نظر الأفرم بزين الدّين ابْن عَدْلَانِ وَعَن وكَالَة بَيت المَال قَالَ ابْن كثير انْتَهَت اليه رئاسة الْمَذْهَب تدريساً وإفتاء ومناظرة وساد أقرانه بذهنه الْوَقَّاد وتحصيله الَّذِي مَنعه الرقاد وَعبارَته الرائقة وَأَلْفَاظه الفائقة قَالَ وَلم أسمع أحدا من النَّاس يدرس أحسن مِنْهُ وَلَا سَمِعت أحلى من عِبَارَته وجودة تَقْرِيره واحترازاته وَصِحَّة ذهنه وَقُوَّة قريحته - انْتهى وَله نظم وسط وسيرة الورى(5/329)
من نظمه ثمَّ ولي قَضَاء حلب فِي سنة 24 ثمَّ صرف عَنْهَا فَدخل إِلَى دمشق سنة 27 وَطَلَبه النَّاصِر على الْبَرِيد ليوليه قَضَاء دمشق فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فَمَاتَ ببلبيس فَيُقَال مَاتَ مسموماً وَكَانَ كثير التخيل فَكَانَ يتَأَذَّى من أَصْحَابه ويعاديهم ويعادونه وَعمل عَلَيْهِ مَرَّات بِسَبَب ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي سادس عشر شهر رَمَضَان سنة 727 وَحمل من بلبيس إِلَى القرافة فَدفن بِالْقربِ من الإِمَام الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى قَرَأت فِي كتاب العثماني قَاضِي صفد كتب الْمَنْسُوب حَتَّى قيل مَا كتب على النَّجْم ابْن البصيص أحسن مِنْهُ وَكتب الْكُوفِي طبقَة وَكَانَ حسن الشكل بهي المنظر فصيحاً من رَآهُ أحبه وَذكر العثماني عَن وَلَده أَنه لما مرض قَالَ أَنا ميت لَا محَالة وَلَا أتولى بعد قَضَاء حلب شَيْئا لِأَنَّهُ كَانَ لي شيخ أدخلني الْخلْوَة وامرني بصيام ثَلَاثَة أَيَّام افطر فِيهَا على المَاء واللبان الذّكر فاتفق آخر الثَّلَاث يَوْم النّصْف من شعْبَان فخيل إِلَيّ وَأَنا قَائِم فِي الصَّلَاة قبَّة عظيمه بَين السَّمَاء والارض وظاهرها مراق فَصَعدت فَكنت أرى على مرقاة مَكْتُوبًا نظر الخزانة وعَلى أُخْرَى الْوكَالَة وعَلى أُخْرَى مدرسة كَذَا وعَلى آخر مرقاة قَضَاء حلب وأفقت من غيبتي وعدت إِلَى حسي فَقَالَ لي الشَّيْخ الْقبَّة الدُّنْيَا والمراقي الْمَرَاتِب وَهَذَا الَّذِي رَأَيْته تناله كُله فَكَانَ كَذَلِك وَقَالَ اليوسفي لما عزل النَّاصِر الزرعي عَن قَضَاء دمشق وَولى الْجلَال الْقزْوِينِي كتب مَعَه تَقْلِيد ابْن الزملكاني بِقَضَاء حلب وَكَانَ بلغ النَّاصِر أَن قاضيها فِي السِّيَاق فَامْتنعَ ابْن الزملكاني من قبُول الولايه(5/330)
فَغَضب مِنْهُ النَّائِب وَأمر بعزله من جَمِيع وظائفه فَمَا مضى إِلَّا الْقَلِيل حَتَّى ورد الْخَبَر بِمَوْت قاضيها فَقبل ابْن الزملكاني الْولَايَة حِينَئِذٍ وَعظم قدره عِنْد النَّائِب لكَونه امْتنع من قبُول الْولَايَة عَن رجل حَتَّى مَاتَ
1558 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَلِيّ العوادي قَرَأَ على عميه أبي جَعْفَر وَأبي عبد الله وعني بالقراآت فأتقن السَّبْعَة وَحصل الشواذ فَجمع بَين حسن النغمة واستحضار الْخلاف ولازم أَبَا الْقَاسِم بن جزي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ذَا معارف غَرِيبَة وَفِيه حسن التَّعْلِيم وتدريب المتعلمين وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة خمسين وَسَبْعمائة
1559 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عَتيق الترياقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْخَيْر والعفاف كَاتب الشُّرُوط الْحكمِيَّة وَعرف بهَا مُدَّة مَعَ حسن الْحَال والنباهة مَاتَ فِي رَجَب سنة 752
1560 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن سَعَادَة الفارقي أحد كبار التُّجَّار مَاتَ سنة 765
1561 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق المريني أَبُو الْفضل ابْن أبي الْحسن بن أبي سعيد ولد سنة وَأقَام أَبوهُ بتونس عِنْد توجهه عَن إفريقية فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ وَاسْتقر أَخُوهُ بَعثه إِلَى سلا وأقامه بغرناطة فِي حَالَة ضيقَة ثمَّ اتّفق أَن بعض الأتباع حسن لَهُ الثورة فَفطن بِهِ ففر ليلحق ببر العدوة فاتفق أَن ظفر بِهِ أَخُوهُ فَقتله خنقاً فِي أَوَائِل سنة 755
1562 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عصم بن عطاف البعلي التَّاجِر ولد سنة 665 فِي(5/331)
رَمَضَان وَسمع من الْمُسلم بن عَلان عدَّة مسانيد من مُسْند احْمَد وَمَات فِي سنة 743
1563 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْعِزّ بن خروف الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الْوراق ولد سنة 640 فاشتغل بالموصل وتلا على عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش بِبَغْدَاد وَقَرَأَ على عبد الله بن رفيع وَسمع من السراج عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الشرساحي بِسَمَاعِهِ من عبد الْعَظِيم بن عبد الْغفار بِسَمَاعِهِ من ابْن ظفر كتاب خير الْبشر عَن خير الْبشر وَسمع من جمَاعَة وَقَرَأَ تَفْسِير موفق الدّين الكواشي على المُصَنّف وَسمع التِّرْمِذِيّ على مُحَمَّد بن مَسْعُود بن العجمي وَسمع كَمَال الدّين بن وضاح وَكَانَت رحلته فِي طلب الْعلم سنة 62 وَحفظ مُخْتَصر الْخرقِيّ ونظم الْعَرَبيَّة وتصدر زَمَانا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 727 وَقد قَارب التسعين وَقدم الى دمشق سنة 718 فَحدث بهَا وَسَار إِلَى مصر وَجلسَ للإقراء بالتربة الأشرفية بِدِمَشْق ثمَّ نزل عَنْهَا وحن إِلَى وَطنه فَرجع وَله نظم حسن ورواء ومنظر وَشَيْبَة بهية وَكَانَ شاخ وَنسي بعض محفوظه - قَالَه الذَّهَبِيّ وَحفظ مُخْتَصر الْخرقِيّ وَنظر الْعَرَبيَّة وتصدر زَمَانا ثمَّ قدم دمشق سنة 717 وَولي مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية وَكَانَ فِي سَمعه ثقل - نقلته من خطّ الذَّهَبِيّ
1564 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن خَالِد المَخْزُومِي الْمَعْرُوف بِابْن الخشاب(5/332)
ولد سنة 710 وَسمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَأبي الْحسن الواني وَحدث وَمَات فِي سنة 789
1565 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن يحيى الغساني يعرف بِابْن الْغَزِّي أَخذ عَن أبي الْحسن بن أبي الْعَيْش وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي جَعْفَر بن الريان وَأبي عبد الله بن الفخار وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين كثير الْحيَاء والتبسم حسن السمت لَهُ عناية بالقراءات والعربية مبارك النِّيَّة حسن التَّعْلِيم تخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 748 وَله سِتّ وَسِتُّونَ سنة
1566 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر الْمَازِني الدهان شمس الدّين الدِّمَشْقِي كَانَ فَاضلا أديباً عَارِفًا بِالْغنَاءِ ويجيد اللّعب بالقانون وَعمر مَكَانا بالربوة وزخرفه فَكَانَ يجْتَمع فِيهِ عِنْده الظرفاء وَيَأْخُذ عَنهُ أهل الملاهي الألحان وَقَالَ فِيهِ شهَاب الدّين ابْن فضل الله مضمناً
(رَأَيْتُك أَيهَا الدهان تبغي ... مزيداً فِي التودد بالمساعي)
(وَلَو صورت نَفسك لم تزدها ... على مَا فِيك من كرم الطباع) وَكَانَ قد اشْترى مَمْلُوكا فهذبه وأدبه ورباه وأحبه فاتفق أَن مَاتَ فَحزن عَلَيْهِ حزنا عَظِيما ونظم فِيهِ أشعاراً كَثِيرَة وَكَانَ يلحن الأبيات ويغني بهَا على قانونه على طَرِيق الْحزن فَلَا يكون لَهُ فِي ذَلِك نَظِير فَقَالَ فِيهِ الْجمال يُوسُف بن حَمَّاد الصوفى(5/333)
(لَئِن مَاتَ يَا دهان مملوكك الَّذِي ... بلغت بِهِ فِي الْعِشْق مَا كنت ترتجي)
(فَمثله بالأصباغ وَجها وقامة ... وخصراً وردفاً ثمَّ عانقه وأصلج) وَمن نظمه فِي مَمْلُوكه قبل ان يَمُوت
(مَا سيج الْورْد فِي خديك ريحَان ... إِلَّا ووجهك فِي التَّحْقِيق بُسْتَان)
(وَلَا تعطف مِنْك الْعَطف من صلف ... أَلا وَرِيقك خمر وَهُوَ نشوان) وَمن نظمه فِيهِ بعد أَن مَاتَ قصيدة أَولهَا
(سلوا طول هَذَا اللَّيْل يُخْبِركُمْ عني ... بِأَنِّي لم يغمض لفقدكم جفني) وَمن شعر الدهان ملغزاً
(ومضروب لَهُ جرم ... بِلَا جرم وَلَا ذَنْب)
(يُعَاقب وَهُوَ من كرم ... السجية طيب الْقلب) مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 721
1567 - مُحَمَّد بن على بن عمر العبذرى الشاطبي الأَصْل التّونسِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا من أَبنَاء النعم ولي أَبوهُ الحجابة فَلَمَّا نكب لحق وَلَده بالمشرق فحج وَرجع فَدخل الأندلس يكْتب ويشعر ثمَّ رَجَعَ إِلَى تونس وقلد خطة الْعَلامَة بهَا وَمن نظمه فِي أبي الْحسن السُّلْطَان من قصيدة
(طلعت بأفق الغرب شمساً منيرة ... أنار على كل الْبِلَاد محياها)(5/334)
أَظُنهُ مَاتَ قبل السّبْعين
1568 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عِيسَى بن أبي الْقَاسِم بن مَنْصُور الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ بدر الدّين أَبُو عبد الله بن الْبَهَاء أبي الْحسن بن الْمُوفق ابْن قواليح ولد سنة 695 بِدِمَشْق وأحضر فِي سنة 3 على ابْن القواس وَفِي الرَّابِعَة على الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن اليونيني وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وَابْن يعِيش وست الْأَهْل بنت علوان وَكَانَ يذكر أَنه درس بعد أَبِيه بِالْمَدْرَسَةِ المعزية وَمَات سنة 778
1569 - مُحَمَّد بن عَليّ بن فرج بن مُحَمَّد بن حذلم ولد سنة 703 وَأخذ عَن خَاله القَاضِي أبي جَعْفَر بن قعنب وانتفع بِهِ وَكتب بَين يَدَيْهِ وَكَانَ حُلْو النادرة وَقَرَأَ على أبي الْحسن القيجاطي وَأبي عبد الله بن بكر وَغَيرهمَا وناب فِي الْقَضَاء وَمَات فِي الْمحرم سنة 750
1570 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعد الْأنْصَارِيّ الحفار الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب خير مَشْهُور حسن الْخلق وَالْعشرَة كثير الصمت مقتصد وَكتب على ابْن المُصَنّف فِي الْهَامِش يثلبه وينسبه إِلَى قلَّة الْوَفَاء وَالْعلم وَإِلَى الْحَسَد فتعقبه بعض تلامذة الحفار بِأَن الحفار كَانَ من بَيت خير وعفاف وَكَانَ أَبوهُ يتعيش فِي الْحَرِير وَكَانَ جده أحد شُيُوخ أَبى جَعْفَر بن الزبير قَالَ وَقد بَقِي الحفار نَحوا من عَاميْنِ أوأزيد يخرج للصلوات الْخمس يهادى بَين رجلَيْنِ لشَيْء كَانَ بِرجلِهِ حَتَّى كَانَ بعض أَصْحَابه يَقُول(5/335)
الحفار حجَّة الله على من لم يحضر الْجَمَاعَة وَكَانَ مولده سنة 18 أَو 19 وعاش إِلَى رَأس الْقرن وَرَأَيْت فِي الْهَامِش أَنه عَاشَ إِلَى سنة 10 وَقَالَ وَأَظنهُ مَاتَ سنة 711 قَرَأَ على مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد الْخَولَانِيّ وَأخذ عَن أبي عبد الله بن عبد الْوَلِيّ وَأبي سعيد بن لب وَبِه كثر انتفاعه
1571 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن احْمَد بن الفخار الجذامى أَبُو بكر المالقي ثمَّ الشريشي قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أبي بكر بن النباح وعَلى الْخَطِيب أبي عبد الله بن خَمِيس وَأبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَغَيرهم وَكَانَ خيرا صَالحا كثير الْوَرع والانقباض قَلِيل التصنع وَكَانَ نَجوا فِي الصَّلَاة وَاسْتقر بمالقة يُفِيد الْعُلُوم ويدون التصانيف مِنْهَا شرح الرسَالَة قَالَ وشعره غَرِيب النزعة فِي السَّلامَة وَمَات فِي سنة 723 عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة
1572 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سامع قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 683 وَكَانَ من أولى الْخَيْر وَالْعَدَالَة وَعمر وَمَات سنة 763
1573 - مُحَمَّد بن الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن عَليّ بن الْفَقِيه أبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد اليونيني ثمَّ البعلبكي الْحَنْبَلِيّ تقى الدّين أَبُو عبد الله ولد فِي رَمَضَان سنة 667 وَأَجَازَ لَهُ احْمَد ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وأسمع من الْمُسلم بن عَلان مُسْند أَحْمد وَمن الْفَخر مشيخته وَمن ابْن أبي عمر وَيحيى بن أبي مَنْصُور وَغير وَاحِد(5/336)
وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ حسن الْعبارَة مليح الْهَيْئَة مَاتَ بِدِمَشْق فِي ثامن شهر ربيع الأول سنة 737 وَدفن بالسفح ذكره ابْن رَافع
1574 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة الشريف مجد الدّين أَبُو سَالم الْحُسَيْنِي الْحلَبِي كَانَ فَاضلا بليغاً سَافر إِلَى بِلَاد الْعَجم وَأخذ عَن عُلَمَاء عصره وَلَقي جمَاعَة بِبِلَاد خُرَاسَان وَمَا وَرَاء النَّهر ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ ذَا أدب وفصاحة وَسمع من الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفَسّر شمس الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن ابْن أبي الْعَلَاء الفيروزاباذى مَشَارِق الأنور للصاغاني وَحدث بشئ من ذَلِك بحلب بروايته عَن الْمَذْكُور وَعَن الْفَقِيه الْمُحدث شمس الدّين أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم النيسابورى الْمَعْرُوف بالخليفة هَكَذَا نقل من خطه وروى غير ذَلِك وَمن نظمه
(أَبَا سَالم اعْمَلْ لنَفسك صَالحا ... فَمَا كل مالاقى الْحمام بسالم)
(ومالى سوى حب النَّبِي وَآله ... يقيني يقيني بَارك الله يَا حمى) توفّي لَيْلَة الْخَمِيس 23 ربيع الأول سنة 779
1575 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد بن حَمْزَة التَّمِيمِي ابْن القلانسي شرف الدّين ولد سنة 636 وَسمع من السخاوي والقرطبي وَابْن الْمسلمَة وَغَيرهم وصاهر القَاضِي صدر الدّين ابْن سناء الدولة وَكَانَ يحب الصَّالِحين وَهُوَ صَاحب حمام الزهور وَهُوَ خَال عز الدّين ابْن القلانسي مَاتَ فِي حادي عشرى جُمَادَى الأولى سنة 704(5/337)
1576 - م حمد بن عَليّ ببن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الظَّاهِر فتح الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن عَلَاء الدّين ابْن فتح الدّين ابْن مُحي الدّين ولد سنة 709 وأسمع على زَيْنَب بنت شكر وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهمَا وَولى توقيع الدست بِالْقَاهِرَةِ وَمَات سنة 776
1577 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَنْصُور بن المؤمل البالسي ثمَّ الدِّمَشْقِي عماد الدّين أَبُو الْمَعَالِي ولد فِي صفر سنة 638 وأحضر وأسمع على السخاوى وكريمة وَابْن الصّلاح وَعمر بن المنجا وَإِسْحَاق بن طرخان الشاغوري وَعبد الْحق بن خلف والضياء وَابْن قميرة والمرجا بن شقيرة وَابْن مسلمة وَابْن عَلان وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن القبيطي وَابْن الفخار وَجَمَاعَة وَخرج لَهُ الذَّهَبِيّ معجما حدث بِهِ وَكَانَ يشْهد على الْحُكَّام متحرياً جَلِيلًا وَحدث بالكثير وانتفعوا بِهِ بِمصْر وَالشَّام وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 711 أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ وَولده أَبُو الْحسن عَليّ
1578 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَامِد الْأنْصَارِيّ من أهل المرية أَبُو عبد الله تأدب بأَخيه ونظم وَكَانَ حسن الْخط وَهُوَ الْقَائِل
(الرّفْع نعتكم لاخانكم أمل ... والخفض شِيمَة مثلى والهوى دمل)
(هَل مِنْكُم لي عطف بعد بعدكم ... إِذْ لَيْسَ لي مِنْكُم يَا سادتي بدل)
1579 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد قطرال الْقُرْطُبِيّ الْأنْصَارِيّ ثمَّ المراكشي ولد سنة 655 وَكَانَ قد سمع(5/338)
كثيرا ببلاده ثمَّ رَحل فَدخل مصر وَالشَّام والحجاز وَسمع بهَا وَمن شُيُوخه ابْن الزبير وَابْن عَيَّاش وَابْن أبي الرّبيع وَابْن أبي الْأَحْوَص وَجَمَاعَة وجاور بِمَكَّة وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة 710 سقط من سقف رِبَاط الخوزى فَمَاتَ وأرخ ابْن الْخَطِيب وَفَاته فِي سنة 709 فَوَهم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا مُحدثا من أهل الْخَيْر ذَا ثروة وَاسِعَة وتخلى ولازم الْعِبَادَة وَله نظم رائق وَخط فائق وَكَلَام فِي التصوف ورحل إِلَى الْحجاز سنة 703
1580 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر الْأنْصَارِيّ الغرناطي أَبُو عبد الله ابْن الْأَصْفَر قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَقِيها ورعاً زاهداً كثير الْعِبَادَة على سنَن الصَّالِحين مَاتَ فِي آخر سنة 744 عَن مرض أَصَابَهُ أَنْهَك جِسْمه وَلم ينقص من وظائف الْعِبَادَة شَيْئا حَتَّى أَنه انْصَرف من بعض الصَّلَوَات فَسقط وَاحْتمل خطى يسيرَة وَقضى نحبه
1581 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَحدث بِمصْر وَكَانَ أحد الْعُدُول مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 745
1582 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن يعلى البعلي الْحَنْبَلِيّ الإِمَام الْعَلامَة الْبَدْر أَبُو عبد الله شيخ الْحَنَابِلَة ببعلبك الشهير بِابْن أسبهادر سمع من(5/339)
أبي الْفَتْح اليونيني وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ إِمَامًا عَالما عَلَيْهِ مدَار الْفَتْوَى بِبَلَدِهِ وَألف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه على الْفَتْوَى وَمَات سنة 778
1583 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن غَانِم بدر الدّين بن عَلَاء الدّين ولد سنة 688 وَحفظ الْقُرْآن والمنهاج ومختصر ابْن الْحَاجِب والحاجيبه وَعرض ذَلِك على التقي الوَاسِطِيّ وَسمع بِنَفسِهِ من ابْن عَسَاكِر وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ والطبقة عَنى بِالْحَدِيثِ وَحدث وتفقه بالشيخ برهَان الدّين وَكَانَ يُكَرر على محفوظاته وَأذن لَهُ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني بالإفتاء وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة ثمَّ استعفى وَسَأَلَ أَن يكون لَهُ نَظِير معلومه على الْجَامِع للإفادة فِيهِ قَالَ ابْن رَافع كَانَ عفيفاً دينا خيرا قَلِيل الْكَلَام كثير التودد مَعَ الإنجماع ملازماً للاشتغال والإفادة وَفِيه بر ومعروف ودرس بالعمادية والدماغية نزل عَنْهُمَا أَبُو الْيُسْر بن الصَّائِغ لما ولي ابْن الصَّائِغ خطابة الْقُدس عِنْد إِعْرَاض زين الدّين عبد الرَّحِيم بن القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة فِي رَمَضَان سنة 734 فباشرها إِلَى أَن ترك أَبُو الْيُسْر الخطابة قَالَ الصّلاح الكتبي كَانَ يحب جمع الْكتب وَخلف مِنْهَا شَيْئا بيع بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم ودرس بالقليجية وَغَيرهَا وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس لَا يتَكَلَّم إِلَّا فِيمَا يعنيه يكون فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَهُوَ يُكَرر على محافيظه وَكَانَ حسن السمت وقورا وَكَانَ لَا يكْتب إِلَّا مَاتَ وَافق الشَّرْع مَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 740 وَوهم الشريف الْحُسَيْنِي فارخه سنة 741(5/340)
1584 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَامِد ابْن أبي المكارم عبد الْمُنعم بن أبي العشائر أَبُو الْمَعَالِي السّلمِيّ الْحلَبِي نَاصِر الدّين الْخَطِيب ولد سنة 42 فِي ربيع الأول وَحفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الزين الباريني وَغَيره وَأخذ عَن الأعميين وَغَيرهمَا الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ الْأُصُول على تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَابْن قَاضِي الْجَبَل وطارحه بِأَبْيَات فَأَجَابَهُ ومدحه واعتنى بِالْحَدِيثِ فَسمع بِبَلَدِهِ من صَلَاح الدّين عبد الله المهندس وَصَلَاح الدّين خَلِيل الصَّفَدِي والخطيب شمس الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن العجمي والظهير مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم ابْن العجمي وَأَوْلَاد ابْن حبيب كَمَال الدّين وَشرف الدّين وَبدر الدّين وبدمشق سنة 67 من جمَاعَة من أَصْحَاب الْفَخر وَتخرج بِابْن رَافع وَغَيره وَأخذ عَن مَحْمُود بن خَليفَة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من جمَاعَة من الشُّيُوخ وَأخذ الْعلم عَن جمع جم بِهَذِهِ الْبِلَاد وَذكر للْقَضَاء وَكَانَ فَاضلا عَالما حسن الْخط جدا جيد الضَّبْط وَالشعر والتذكير مشاركاً فِي الْعُلُوم وَله تعاليق وتخاريج ومجاميع مفيدة وخطب بِجَامِع حلب بعد أَبِيه وَكَانَ بليغاً مفوهاً وَكَانَ سريع الْحِفْظ جدا حَتَّى قيل إِنَّه حفظ الْأَنْعَام وَهُوَ شَاب من مرّة وَاحِدَة وَكَانَ متسع الْحَال من الدُّنْيَا مَعَ الرياسة التَّامَّة وَيكْتب فِي الاستدعاآت
(للسائلين أجزت ذَلِك لافظاً ... ومعظماً لشرائع وشعائر)
(واسمي الشهير مُحَمَّد بن عَليّ بن ... مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عشائر)(5/341)
وَمن نظمه
(لَا تحفلن بِذِي العذار وَإِن يكن ... قد بَالغ الشُّعَرَاء فِيهِ وأطنبوا)
(فلربما عاف الصدي وُرُوده ... عذباً زلالاً قد علاهُ الطّلب) مَاتَ بِمصْر فِي شهر ربيع الأول سنة 789 وبخط القَاضِي عَلَاء الدّين فِي سادس عشرى ربيع الآخر
1584 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان الصُّوفِي الْحلَبِي شمس الدّين شيخ زَاوِيَة جده بقرية جبرين الكائنة بِظَاهِر حلب وَكَانَ يقوم بِمن يزوره ويضيفهم وهم يكثرون التَّرَدُّد إِلَيْهِ وَله بذلك سوق قَائِمَة وَله سَماع عَن عَم أَبِيه صافي بن نَبهَان وَحدث وَمَات فِي تَاسِع صفر سنة 783
1585 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن نصر الله بن إِسْمَاعِيل بن نصر الله بن الْخضر ابْن خَليفَة بن عَليّ بن فَضَائِل كَمَال الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن النّحاس ولد فِي ربيع الآخر سنة 706 وَسمع من جده الْكَمَال مُحَمَّد بن نصر الله وَمن أبي طَالب ابْن العجمي وَمن الْمطعم بِدِمَشْق وَحدث بِدِمَشْق وَغَيرهَا وَمَات فِي
1586 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْغَزِّي شمس الدّين كتب عَنهُ الْبَدْر النابلسي من نظمه فِي سنة 732 بِدِمَشْق قَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ
(يَقُول لي الحبيب وَقد رَآنِي ... أَبيت سَماع من فِي الْحبّ لاما)
(وَعين مدامعي من تَحت جفني ... دَمًا يجْرِي على الْخَدين لاما)(5/342)
(بِمن قد خطّ فِي صفحات خدي ... لعَيْنِي عاشقي بالمسك لاما)
(أما تخشى التهتك فِي جمالي ... غراما واشتياقا قلت لَا مَا) قَالَ وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ عمري نصف اسْمِي يَعْنِي 46
1587 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سيف النَّحْوِيّ الشَّافِعِي رَأَيْت بِخَطِّهِ فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر فِي سنة 79 وَقد كتب نسبه هَكَذَا وَقَالَ مولدِي سنة 699 بقوص
1588 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَضْرَمِيّ الْقُرْطُبِيّ نزيل غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن أبي عَامر ربيع وَأَجَازَ لَهُ سهل بن مَالك الغرناطي وَأَبُو الْحسن الساري وَغَيرهمَا وَولي اختزان الدَّار السُّلْطَانِيَّة ثمَّ ترقى إِلَى الْوكَالَة وَلم يتلبس بِشَيْء من الأدناس وَلَا فَارق التقشف والاقتصاد وَمَات سنة 732 وَله اثْنَان وَثَمَانُونَ سنة
1589 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الكحيلي الغرناطي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أحد الرؤساء بِبَلَدِهِ حسن الْخلق عريض النِّعْمَة نالته محنة السُّلْطَان ثمَّ خلص مِنْهَا واستقامت حَاله فَلَمَّا كَانَت الْوَقْعَة الْكُبْرَى بِظَاهِر طريف فَخرج بِنَفسِهِ على الْعَدو بعد أَن استاك وتكحل فَقتل فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة 747 وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة
1590 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الأديب الْمصْرِيّ ثمَّ الْغَزِّي يعرف بِابْن أبي طرطور ولد سنة 85 وَتعلم بحماة الْخط الْمَنْسُوب والتنجيم وَالْأَدب(5/343)
وَسكن دمشق ثمَّ حماة وَكَانَ حسن الْعشْرَة كثير التندير حاد النادرة حسن الشكل ظريف الملبس لَا تمل محاضرته وَمن نظمه
(مر فِي الفستقي يجلو علينا ... طلعة حلوة الرضاب شهيه)
(قلت من للْفَقِير لَو ذاق فِي السطلة ... من ذِي الْحَلَاوَة الفستقية) وَله
(أتشكي مَعَ البعاد إِلَيْكُم ... ترقبوا الْعين فرط اشتياقي)
(فكانى الورقا من فرقة الالف ... تلهت بالسجع فِي الأوراق) وَوجد فِي بَيته مَيتا فِي بَيته بحماة فِي ذِي الْقعدَة سنة 761 كَذَا أرخه الصَّفَدِي وأرخه ابْن حبيب سنة 762 وَلم يذكر الشَّهْر قَالَ عَاشَ سبعا وَسبعين سنة وَهُوَ الْقَائِل فِي زهر اللوز
(أبدي وأهدي الزهر أحسن منْظرًا ... وشذى بنفحته النسيم يمسك)
(فَكَأَنَّمَا الدُّنْيَا لبهجتها بِهِ ... من كتاب ناجيه بِعُذْر يضْحك) وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب فِي تَارِيخه
1591 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد البلنسي ثمَّ الغرناطي أَبُو عبد الله لَازم أَبَا عبد الله ابْن الفخار السَّابِق قَرِيبا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت(5/344)
حسن التَّقْرِير قَالَ وحصلت لَهُ محنة مَعَ السُّلْطَان ثمَّ صفح عَنهُ لحسن تِلَاوَته كَانَت بِحَضْرَتِهِ وصنف الِاسْتِدْرَاك على التَّعْرِيف والإعلام لِلسُّهَيْلِي وَجمع تَفْسِيرا كَبِيرا قَالَه ابْن الْخَطِيب
1593 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْعَبدَرِي الْمَالِكِي أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف باليتيم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أحد الظرفاء حسن الشكل رَشِيق النّظم رائق الْخط وَكَانَ يقْرَأ فِي كتب الرَّقَائِق للعامة بِالْمَسْجِدِ نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وخطب بالقصبه وَله شعر حسن فَمِنْهُ قصيدة أَولهَا
(أما الغرام فَلم أحامل بمذهبه ... فَلم حرمتم فُؤَادِي نيل مطلبه) وَكَانَ فِي آخر عمره قد أقبل على الْعِبَادَة وَمَات على حَالَة حَسَنَة فِي صفر سنة 750
1594 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد العرادي الْقَيْسِي الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ دمث الْأَخْلَاق حسن الْخط وَأَبوهُ من تجار سوق الْعطر فتعانى هُوَ الْأَدَب فجَاء مِنْهُ الْعجب استرسالاً وسهولة واقتداراً فخدم بدار السُّلْطَان لكنه اخترمته الْمنية شَابًّا فَمن شعره قصيدة اولها
(شِفَاء صدائي ام تِلْكَ المنامل ... وري غليلي أم تِلْكَ الغلائل) وَكَانَت وَفَاته مبطوناً فِي سنة 755 وَله أَربع وَعِشْرُونَ سنة
1595 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن مقبل بن سُلَيْمَان بن دَاوُد ابْن الدقوقي الْبَغْدَادِيّ ولد سنة 687 وَسمع من ابْن أبي الدنية مُسْند احْمَد وَمن(5/345)
أبي مُحَمَّد بن ورخز وَابْن أبي الْجَيْش وَالْمجد بن بلدجي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن المخرمي وَأحمد بن أبي الْحَدِيد وَنصر النعماني وَغَيرهم وَمَات بِبَغْدَاد سنة 741
1596 - مُحَمَّد بن على بن مخلوف بن ناهض المالكى محيى الدّين ابْن القَاضِي زين الدّين نَاب عَن أَبِيه وَكَانَ مشكور السِّيرَة عَاقِلا دينا يفضله النَّاس على أَبِيه مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 711 وَله نَحْو أَرْبَعِينَ سنة
1597 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مَسْعُود الْبَغْدَادِيّ ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد وَقَالَ سمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَمَات سنة نَيف وَسبعين
1598 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مَسْعُود الطرابلسي محب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الملاح ذكره ابْن حبيب وَوَصفه بِالْفَضْلِ وَقَالَ كَانَ جيد النّظم وَالْكِتَابَة عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ وافر الدّيانَة مَاتَ سنة 765 بطرابلس
1599 - مُحَمَّد بن عَليّ بن المهتار أَمِين الدّين درويش كَاتب الْمَنْسُوب ولد تَقْرِيبًا سنة 707 وَكَانَ أَبوهُ ركاباً بصفد ثمَّ قدم هُوَ دمشق فَعمل بوابا بِالْمَدْرَسَةِ الرواحية وَكَانَ خطه حسنا فجود على الْكتاب ثمَّ توجه إِلَى بَغْدَاد وَكتب أَصْحَاب ياقوت ثمَّ دخل الْهِنْد واليمن بزِي الْفُقَرَاء ثمَّ سكن الْقَاهِرَة وناب فِي الْحِسْبَة عَن ضِيَاء الدّين ابْن الْخَطِيب وَكَانَ ينظم نظماً وسطا مَعَ انحراف مزاج وطيش وَكَانَ ذَلِك سَبَب تَأَخره قَالَ الصَّفَدِي لم أر مثل الصفاء الَّذِي كَانَ فِي خطه والتحرير الذى لم تشاهد الْعُيُون مثله وَكَانَت وَفَاته فِي الطَّاعُون الْعَام فِيمَا أَظن سنة 749(5/346)
1600 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن مُحَمَّد الصنهاجى قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 669 وَكَانَ من أولي الْفضل وَالدّين وَالْعَدَالَة والخط البارع مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 744
1601 - مُحَمَّد بن عَليّ بن هانى اللَّخْمِيّ السبتي أَصله من إشبيلية قَرَأَ على أَبى إِسْحَاق الفافقي وَأبي عبد الله بن حُرَيْث وَغَيرهمَا وَمهر وَشرح التسهيل لِابْنِ مَالك شرحاً نفيساً وَعمل الْغرَّة الطالعة فِي شعراء الْمِائَة السَّابِعَة وأرجوزة فِي الْفَرَائِض قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ كثير القناعة حَافِظًا لمروءته وصون مَاء وَجهه بارع الْخط متوسط النّظم وَأنْشد لَهُ قَالَ وَهُوَ حسن فِي مَعْنَاهُ
(مَا للنوى مدت لغير ضَرُورَة ... ولقل مَا عهدي بهَا مقصوره)
(أَن الْخَلِيل وَأَن دَعَتْهُ ضَرُورَة ... لم يرض ذَاك فَكيف دون ضروره) وَكَانَت وَفَاته بجبل الْفَتْح أَصَابَهُ حجر المنجنيق فَقتله فِي ذِي الْقعدَة سنة 733
1602 - مُحَمَّد بن عَليّ بن وَارِث الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله ابْن الْحصار قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا ورعاً كتب الشُّرُوط وَكَانَ يُبَالغ فِي التَّحَرِّي(5/347)
والتحرير وَأم بِالْمَسْجِدِ الْأَعْظَم وَمَات فِي رَمَضَان سنة 749
1603 - مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة المنفلوطي الأَصْل الْمصْرِيّ القوصي المنشأ الْمَالِكِي ثمَّ الشَّافِعِي نزيل الْقَاهِرَة ولد فِي شعْبَان بِنَاحِيَة يَنْبع فِي الْبَحْر سنة 625 وَسمع بِمصْر من أبي الْحسن بن المقير وَابْن رواج والسبط ورحل إِلَى دمشق فَسمع عَن أَحْمد بن عبد الدَّائِم والزين خَالِد وَغَيرهمَا وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ تساعية حدث فِيهَا عَن ابْن الجميزي وَنَحْوه وَأخذ أَيْضا عَن الرشيد الْعَطَّار والزكي الْمُنْذِرِيّ وَابْن عبد السَّلَام وصنف الْإِلْمَام فِي أَحَادِيث الْأَحْكَام وَشرع فِي شَرحه فَخرج مِنْهُ أَحَادِيث يسيرَة فِي مجلدين أَتَى فيهمَا بالعجائب الدَّالَّة على سَعَة دائرته فِي الْعُلُوم خُصُوصا فِي الاستنباط وَجمع كتاب الإِمَام فِي عشْرين مجلدة عدم أَكْثَره بعده وصنف الاقتراح فِي عُلُوم الحَدِيث وَشرح مُقَدّمَة المطرزى فِي أصُول الْفِقْه وَشرح بعض مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي الْفِقْه قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا متفنناً مجوداً محرراً فَقِيها مدققاً أصولياً مدْركا اديبا ذكياً غواصاً على الْمعَانِي وافر الْعقل كثير السكينَة تَامّ الْوَرع مديم السّنَن مكباً على المطالعة وَالْجمع سَمحا جواداً زكي النَّفس نزر الْكَلَام عديم الدَّعْوَى لَهُ الْيَد الطُّولى فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول وبصير بِعلم الْمَنْقُول والمعقول وَغلب عَلَيْهِ الوسواس فِي الْمِيَاه والنجاسة وَله فِي ذَلِك أَخْبَار وَيُقَال أَن جده لأمه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين المفرج الأصولي الْمَشْهُور كَانَ يشدد ويبالغ فِي الطَّهَارَة تفقه بِأَبِيهِ وَابْن(5/348)
عبد السَّلَام وَغَيرهمَا واشتهر اسْمه فِي حَيَاة مشايخه وشاع ذكره وَتخرج بِهِ أَئِمَّة وَكَانَ لَا يسْلك المراء فِي بَحثه بل يتَكَلَّم كَلِمَات يسيرَة بسكينة وَلَا يُرَاجع قَالَ تَقِيّ الدّين بن رَافع حَدثنَا عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ قَالَ حكى لي الشَّيْخ قطب الدّين السنباطي قَالَ قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين لكاتب الشمَال سِنِين لم يكْتب عَليّ شَيْئا وَقَالَ قطب الدّين الْحلَبِي كَانَ مِمَّن فاق بِالْعلمِ والزهد عَارِفًا بالمذهبين إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ حَافِظًا فِي الحَدِيث وعلومه يضْرب بِهِ الْمثل فِي ذَلِك وَكَانَ آيَة فِي الإتقان والتحري شَدِيد الْخَوْف دَائِم الذّكر لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا يقطعهُ مطالعة وذكراً وتهجداً وَكَانَت أوقاته كلهَا معمورة قَالَ وَكَانَ شفوقاً على المشتغلين كثير الْبر لَهُم قَالَ أَتَيْته بِجُزْء سَمعه من ابْن رواج والطبقة بِخَطِّهِ فَقَالَ حَتَّى انْظُر فِيهِ ثمَّ عدت إِلَيْهِ فَقَالَ هُوَ خطي وَلَكِن مَا أحقق سَمَاعه وَلَا أذكرهُ وَلم يحدث بِهِ وَكَذَلِكَ لم يحدث عَن ابْن المقير مَعَ صِحَة سَمَاعه مِنْهُ لَكِن شكّ هَل نعس حَال السماع أم لَا قَالَ الذَّهَبِيّ بَلغنِي أَن السُّلْطَان لاجين لما طلع إِلَيْهِ الشَّيْخ قَامَ لَهُ وخطا من مرتبته وَقَالَ البرزالي مجمع على غزارة علمه وجودة ذهنه وتفننه فِي الْعُلُوم واشتغاله بِنَفسِهِ وَقلة مخالطته مَعَ الدّين المتين وَالْعقل الرصين قَرَأَ مَذْهَب مَالك ثمَّ مَذْهَب الشَّافِعِي ودرس بالفاضلية فيهمَا وَهُوَ خَبِير بصناعة الحَدِيث عَالم بالأسماء والمتون واللغات وَالرِّجَال وَله الْيَد الطُّولى فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وَالْأَدب نَشأ بقوص وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ شيخ الْبِلَاد وعالم الْعَصْر فِي آخر عمره وَيذكر(5/349)
أَنه من ذُرِّيَّة بهز بن حَكِيم الْقشيرِي وَكَانَ لَا يُجِيز إِلَّا بِمَا حدث بِهِ وَقَالَ ابْن الزملكاني إِمَام الْأَئِمَّة فِي فنه وعلامة الْعلمَاء فِي عصره بل وَلم يكن من قبله من سِنِين مثله فِي الْعلم وَالدّين والزهد والورع تفرد فِي عُلُوم كَثِيرَة وَكَانَ يعرف التَّفْسِير والْحَدِيث وَكَانَ يُحَقّق المذهبين تَحْقِيقا عَظِيما وَيعرف الْأَصْلَيْنِ والنحو واللغة وَإِلَيْهِ النِّهَايَة فِي التَّحْقِيق والتدقيق والغوص على الْمعَانِي أقرّ لَهُ الْمُوَافق والمخالف وعظمته الْمُلُوك وَكَانَ السُّلْطَان لاجين ينزل لَهُ عَن سَرِيره وَيقبل يَده وَكَانَ صَحِيح الِاعْتِقَاد قَوِيا فِي ذَات الله وَلَيْسَ الْخَبَر كالعيان وَقَالَ ابْن سيد النَّاس لم أر مثله فِيمَن رَأَيْت وَلَا حملت عَن أجل مِنْهُ فِيمَن رويت قَرَأت عَلَيْهِ جملَة من الْمَحْصُول وَكنت مستملي تصانيفه والمتصدر لافادته طلبته بدار الحَدِيث من جِهَته وَكَانَ للعلوم جَامعا وَفِي فنونها بارعاً وَلم يزل حَافِظًا لِلِسَانِهِ مُقبلا على شَأْنه ونفع نَفسه على الْعلم وقصرها وَلَو شَاءَ الْعَاد أَن يحصر كَلِمَاته لحصرها وَله تخلق وبكرامات الصَّالِحين تحقق وعلامات العارفين تعلق وَقَالَ قَالَ لي جمال الدّين مُحَمَّد بن عَليّ الهمذاني قَرَأنَا البُخَارِيّ فِي نوبَة حمص سنة 8 لدفع الْبلَاء فَلَقِيت ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ لي قد انْقَضى الشّغل من بعد الْعَصْر فَقلت عَن يَقِين فَقَالَ وَهل يُقَال هَذَا عَن غير يَقِين وَله فِي الْأَدَب بَاعَ(5/350)
وشاع وكرم طباع وَحسن انطباع حَتَّى لقد كَانَ الشهَاب مَحْمُود يَقُول لم تراذ عَيْني آدب مِنْهُ وَلَو لم يدْخل فِي الْقَضَاء لَكَانَ ثوري زَمَانه وأوزاعي أَوَانه انْتهى كَلَام الْيَعْمرِي قَالَ البرزالي فِي تَارِيخه وَفِي يَوْم السبت الثَّامِن عشر من جُمَادَى الأولى سنة 695 ولي الْقَضَاء بالديار المصرية الشَّيْخ الإِمَام مفتي الْفرق بَقِيَّة السّلف تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح الْقشيرِي الْمَعْرُوف بِابْن دَقِيق الْعِيد عوضا عَن تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز قلت فاستمر فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 702 قَرَأت بِخَط الشَّيْخ الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن ابْن أيبك الْمصْرِيّ سَمِعت الصاحب شرف الدّين مُحَمَّد بن الصاحب زين الدّين أَحْمد بن الصاحب بهاء الدّين رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ كَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد يُقيم فِي منزلنا بِمصْر فِي غَالب الْأَوْقَات فَكُنَّا نرَاهُ فِي اللَّيْل أما مُصَليا وَإِمَّا يمشي فِي جَوَانِب الْبَيْت وَهُوَ مفكر إِلَى طُلُوع الْفجْر فَإِذا طلع الْفجْر صلى الصُّبْح ثمَّ اضْطجع إِلَى ضحوة قَالَ الصاحب شرف الدّين وَسمعت الشَّيْخ الإِمَام شهَاب الدّين أَحْمد بن إِدْرِيس الْقَرَافِيّ الْمَالِكِي يَقُول أَقَامَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَرْبَعِينَ سنة لَا ينَام اللَّيْل إِلَّا أَنه كَانَ اذا صلى الصُّبْح اصطجع على جنبه إِلَى حَيْثُ يتضحى النَّهَار وَمِمَّا يدل على تقدم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي الْعلم ان زكي الدّين عبد الْعَظِيم بن أبي الْأَصْبَغ صَاحب البديع ذكره فِي كِتَابه فَقَالَ ذكرت للفقيه الْفَاضِل تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب الْقشيرِي أبقاه الله تَعَالَى وَهُوَ من الذكاء والمعرفة على حَالَة لَا أعرف أحدا فِي زمني عَلَيْهَا وَذكرت لَهُ عدَّة وُجُوه الْمُبَالغَة فِيهَا وَهِي عشرَة وَلم أذكرها مفصلة وغبت عَنهُ قَلِيلا ثمَّ اجْتمعت بِهِ فَذكر لي أَنه استنبط فِيهَا أَرْبَعَة وَعشْرين وَجها من الْمُبَالغَة(5/351)
يَعْنِي فِي قَوْله تَعَالَى {أيود أحدكُم أَن تكون لَهُ جنَّة من نخيل وأعناب} الْآيَة فَسَأَلته أَن يَكْتُبهَا لي فكتبها بِخَطِّهِ وَسمعتهَا مِنْهُ بِقِرَاءَتِي وَاعْتَرَفت لَهُ بِالْفَضْلِ فِي ذَلِك انْتهى وَقد عَاشَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بعد ابْن أبي الْأَصْبَغ زِيَادَة على أَرْبَعِينَ سنة وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العثماني قَاضِي صفد أَخْبرنِي الْأَمِير سيف الدّين بلبان الحسامي قَالَ خرجت يَوْمًا إِلَى الصَّحرَاء فَوجدت ابْن دَقِيق الْعِيد فِي الْجَبانَة وَاقِفًا يقْرَأ وَيَدْعُو ويبكي فَسَأَلته فَقَالَ صَاحب هَذَا الْقَبْر كَانَ من أَصْحَابِي وَكَانَ يقْرَأ عَليّ فَمَاتَ فرأيته البارحة فَسَأَلته عَن حَاله فَقَالَ لما وضعتموني فِي الْقَبْر جَاءَنِي كلب أنفط كالسبع وَجعل يروعني فارتعبت فجَاء شخص لطيف فِي هَيْئَة حَسَنَة فطرده وَجلسَ عِنْدِي يؤنشنى فَقلت من أَنْت فَقَالَ أَنا ثَوَاب قراءتك سُورَة الْكَهْف يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ أول من عمل الْمُودع الْحكمِي وَقرر أَن من مَاتَ وَله وَارِث إِن كَانَ كَبِيرا قبض حِصَّته وَإِن كَانَ صَغِيرا عمل المَال فِي الْمُودع وَإِن كَانَ للْمَيت وَصِيّ خَاص وَمَعَهُ عدُول يندبهم القَاضِي لينضبط أصل المَال على كل تَقْدِير وَاسْتمرّ الْحَال على ذلم كتب عَنهُ خلق كثير مَاتُوا قبله مِنْهُم الْعَلامَة أَبُو الْعَلَاء الفرضي فَقَالَ فِي حرف الْبَاء الْمُوَحدَة من المشتبه لَهُ وَمن خطه نقلت ذكره شخنا الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد ابْن عَليّ بن وهب الْقشيرِي أعَاد الله بركته فِي بعض تخاريجه(5/352)
1604 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن عَليّ الغرناطي الْمَعْرُوف بالشامي ولد بغرناطة سنة 671 وَسمع من أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره وَقَرَأَ بالسبع على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وعَلى الْفَخر التوزري وَحج فَأَقَامَ بالحرمين مُدَّة وَحدث وَكَانَ أديباً فَقِيها مشاركاً فِي عدَّة فنون يناظر فِي الْفِقْه على مَذْهَب مَالك وَالشَّافِعِيّ ويقرئ الْعَرَبيَّة والفلك وَله شعر جيد وَله شرح الْجمل فِي النَّحْو ومدائح نبوية تزيد على ألفي بَيت قَالَ الذَّهَبِيّ تَرْجَمَة الْعَفِيف المطري وَقَالَ كَانَت لَهُ دنيا يتجر فِيهَا وَفِيه سنة وإيمان مَاتَ بِالْمَدِينَةِ فِي صفر سنة 715 وَمن نظمه قصيدة نبوية أَولهَا
(أأخاف من ذَنْب وَأَنت شفيعي ... وأخاف من جَدب وَأَنت ربيعي)(5/353)
1605 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن عمر بن حمود بن محسن بن غَازِي بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْأَسدي البعلي تَقِيّ الدّين ابْن الرضي سمع الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة وَسمع من أبي بكر بن عَبَّاس الخابوري وَحدث ببعلبك سمع عَلَيْهِ بهَا الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1606 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن فضل الله بدر الدّين بن عَلَاء الدّين الْعَدوي ولد سنة 705 واشتغل قَلِيلا فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب وَقَررهُ المشرف فِي وَظِيفَة كِتَابَة السِّرّ بعد أَبِيه فِي أَوَاخِر شهر رَمَضَان سنة 769 فباشر إِلَى أَن تسلطن الظَّاهِر فِي شَوَّال سنة 84 فَعَزله وَولي أوحد الدّين عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل فَلَزِمَ بدر الدّين منزله إِلَى أَن أُعِيد فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 86 فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن زَاد تمكنه وَصَارَت الولايات والعزل بإشارته فَلَمَّا زَالَت الدولة الظَّاهِرِيَّة اسْتمرّ إِلَى أَن عَاد الظَّاهِر فاتفق أَن بدر الدّين تعوق مَعَ منطاش فَعَزله الظَّاهِر وَقرر عوضه عَلَاء الدّين على بن عبسى الكركي ثمَّ تحيل بدر الدّين إِلَى أَن وصل الْقَاهِرَة هُوَ وَأَخُوهُ حَمْزَة فَأَقَامَ بداره إِلَى أَن أَرَادَ الظَّاهِر السّفر إِلَى الشَّام فِي سنة 93 فَسَأَلَهُ أَن يُسَافر فِي ركابه بطالاً وَقدم لَهُ مَالا لَهُ صُورَة فَأذن لَهُ فاتفق مرض الكركي فَأَعَادَهُ الظَّاهِر لوظيفته فِي 22 شَوَّال فَلم يزل إِلَى أَن سَافر الظَّاهِر ثَانِي مرّة إِلَى الشَّام فَمَاتَ بِدِمَشْق فِي الْعشْرين من شَوَّال سنة 796 وَمَات بعده أَخُوهُ حَمْزَة بِقَلِيل وَانْقطع بموتهما بَيت ابْن فضل الله وَكَانَ لَهُ شعر نَازل رَحمَه الله تَعَالَى(5/354)
1607 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى بن أبي بكر الشاطبي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد فِي شَوَّال سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وبخط الْبَدْر النابلسى سنة 666 واحضر على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر عدَّة أَجزَاء مِنْهَا الرحلة للخطيب وجزء ابْن جوصا ونسخة وَكِيع وَأول أبي مُسلم الْكَاتِب ومنتقى الغازى وَالْخَامِس من الحنائيات وَحدث وَكَانَ يقْرَأ فِي الأسباع مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 747
1608 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الأسنوي كَمَال الدّين الأطروش ولد سنة وَنَشَأ بهَا وَحفظ التَّعْجِيز فِي الْفِقْه وَكَانَ يستحضر مسَائِله وَكتب عَلَيْهِ شرحاً حسنا وَقدم الْقَاهِرَة فناب فِي الحكم طَويلا وَكَانَ عَالما صَالحا ذَا مهابة وصيانة وعفة وديانة مشدداً فِي أَحْكَامه كتب على قصَّة رفعت إِلَيْهِ فِي يلبغا وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُدبر المملكة ليحضر فَتوجه بهَا الرَّسُول إِلَى يلبغا فاستشاط ثمَّ سَأَلَ عَنهُ فَأَثْنوا عَلَيْهِ فَركب إِلَيْهِ فترضاه والقصة مَشْهُورَة عِنْد المصريين وَكَانَ يُقرر الكافية الشافية تقريراً حسنا وَكَذَلِكَ الْمِنْهَاج فِي أصُول الْفِقْه وَأخذ النَّحْو عَن أبي الْحسن الأندلسى الملقن وَالِد شَيخنَا سراج الدّين ورحل إِلَى الْخَلِيل فَأخذ عَن الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري محفوظه وَهُوَ التَّعْجِيز وَكَانَ الشَّيْخ يرويهِ عَن مُصَنفه وَكَانَ ملازماً لبيته لَا يتَرَدَّد إِلَى وَاحِد وَثقل سَمعه فَصَارَ يعرف بالأطروش وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 784(5/355)
1609 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن إِدْرِيس الدمياطي الحراوي نَاصِر الدّين الطبردار ولد بدمياط سنة 687 وَسمع بإفادة خَاله الْعِمَاد الدمياطي من الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي كتاب الْخَيل لَهُ وَفضل الْعلم للمرهبي وَتفرد بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَسمع أَيْضا من عَليّ بن عِيسَى الْقيم وَحسن بن عمر الْكرْدِي وَغَيرهمَا وَحدث بالكثير وَعمر وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة 788 وَكَانَ خيرا صَالحا يلبس بزِي الْجند
1610 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد السكرِي ابْن اللؤلؤة قَالَ ابْن الْخَطِيب أَصله من ممارس ورحل عَنْهَا طَالبا يَعْنِي الرِّوَايَة وَلَقي عدَّة شُيُوخ ثمَّ رَجَعَ بفوائد وفضائل فولى بِبَلَدِهِ الخطابة والإمامة وَكَانَ مُسْتَقِيم الطَّرِيقَة وَمَات بالطاعون الْعَام سنة 750
1611 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْفَتْح بن نصر بن عَسْكَر شمس الدّين ابْن مجد الدّين السنجاري ولد سنة وَسمع من إِسْمَاعِيل بن الْعِرَاقِيّ ومكي بن عَلان وَخرج لَهُ البرزالى مشيخة عَن خَمْسَة وَعشْرين شَيخا وشيخة وَمَات فِي لَيْلَة 16 رَمَضَان سنة 722 أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ
1612 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْكَرم الْحِمصِي الْحَنَفِيّ بدر الدّين ولد بحمص سمع بهَا الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة وَكَانَ كَاتب الْإِنْشَاء بهَا ومحتسباً(5/356)
وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1613 - مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي المكارم بن أبي طَاهِر بن أبي طَالب الْقَيْسِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن البلوط شمس الدّين ولد فِي شهر ربيع الأول سنة سِتِّينَ وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم المبعث لهشام وَمن ابْن أبي الْيُسْر وَمن الْمُؤَيد ابْن القلانسي أمالى القطيعى والوراق وَحَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة للبغوى وَمن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن القواس وَزَيْنَب بنت مكى وَغَيرهم سمع مِنْهُ البرزلى وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَذَا الذَّهَبِيّ وَمَات فِي جُمَادَى الآخر سنة 745
1614 - مُحَمَّد بن عَليّ الطوسي شيخ الْخَلِيل ماصر الدّين الْمصْرِيّ ولد فِي حُدُود الْعشْرين وَسمع من ابْن عبد الْهَادِي من صَحِيح مُسلم وتعانى الْكِتَابَة وترقى إِلَى أَن صَار مَعَ الدست وبرع فِي الْأَدَب أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَمَات سنة 793
1615 - مُحَمَّد بن عَليّ تَاج الدّين البارنباري الْمَعْرُوف بطوير اللَّيْل قَرَأَ على حسن الراشدى الْقرَاءَات السَّبع وَقَرَأَ الْمَعْقُول على شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَحفظ التَّعْجِيز وَكَانَ يستحضر إِلَى آخر وَقت وَحفظ الجزولية وَكَانَ جيد المناظرة متوقد الذِّهْن عبدم التَّكَلُّف وَلم يكن بِيَدِهِ بِدِمَشْق تدريس قَالَ السبكى قَالَ لى ابْن الرّفْعَة وَقد عددت لَهُ الْفُضَلَاء بمدرسة الظَّاهِرِيَّة مثل القطب السنباطي وَغَيره مَا فِيهِنَّ ذكر مثل تَاج الدّين وَمَات سنة 717
1616 - مُحَمَّد بن عَليّ السراج الْحِمصِي شمس الدّين الْمُقْرِئ سمع بحمص فِي سنة 718 على ابْن الشّحْنَة الميعاد الْأَخير من الصَّحِيح وَحدث مَاتَ بحمص سنة 767
1617 - مُحَمَّد بن عَليّ السادجى العجمي كَانَ من الْكِبَار بالعراق وَأَنْشَأَ بِبَغْدَاد جَامعا غرم عَلَيْهِ ألف ألف وَغَضب عَلَيْهِ خربتدا فَأمر بقتْله وَقتل الْوَزير مبارك شاه ويحى بن إِبْرَاهِيم ابْن صَاحب سنجار فَقتلُوا جَمِيعًا فِي شَوَّال سنة 711 بِسَبَب أَن الشريف تَاج الدّين رفع عَلَيْهِم عِنْد خربتدا انهم توطؤا على قَتله وَيُقَال أَن الساوجي حِين قدم للْقَتْل صلى رَكْعَتَيْنِ وودع أَهله وَثَبت للْقَتْل وخلع فرجيته على قَاتله
1618 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفراء أحد الْأُمَرَاء الشراوات بِدِمَشْق مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 761
1619 - مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْمُؤَذّن الْمَعْرُوف بِأبي خَرشَة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ آيَة فِي عبارَة الرُّؤْيَا قَلِيل التصنع وَكَانَ يشْتَغل بِعَمَل التِّجَارَة وَكَانَ قد أَخذ عَن الْأُسْتَاذ أبي عبد الله ابْن الرقام وَاتفقَ أَن صَاحب غرناطة رأى رُؤْيا فَطلب من يعبرها فدلوه عَلَيْهِ فَقَصَّهَا عَلَيْهِ وَلم يعمله أَنه الرّيّ فعبرها لَهُ بمكروه يحصل للرائي فَأمر بضربه بالسياط ونفاه إِلَى مراكش فَأَقَامَ بهَا قيللا وَظهر صدق عِبَارَته وَكَانَ سنسب إِلَى السذاجة وَمَات سنة بضع وأربعيم وَسَبْعمائة(5/357)
مثل القطب السنباطى وَغَيره مَا فِيمَن ذكر مثل تَاج الدّين وَمَات سنة 717
1616 - مُحَمَّد بن عَليّ السراج الْحِمصِي شمس الدّين الْمُقْرِئ سمع بحمص فِي سنة 718 على ابْن الشّحْنَة الميعاد الْأَخير من الصَّحِيح وَحدث مَاتَ بحمص سنة 767
1617 - مُحَمَّد بن عَليّ السادجي العجمي كَانَ من الْكِبَار بالعراق وَأَنْشَأَ بِبَغْدَاد جَامعا غرم عَلَيْهِ ألف ألف وَغَضب عَلَيْهِ خربندا فَأمر بقتْله وَقتل الْوَزير مبارك شاه وَيحيى بن إِبْرَاهِيم ابْن صَاحب سنجار فَقتلُوا جَمِيعًا فِي شَوَّال سنة 711 بِسَبَب أَن الشريف تَاج الدّين رفع عَلَيْهِم عِنْد خربندا أَنهم تواطؤا على قَتله وَيُقَال أَن الساوجي حِين قدم للْقَتْل صلى رَكْعَتَيْنِ وودع أَهله وَثَبت للْقَتْل وخلع فرجيته على قَاتله
1618 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْفراء أحد الْأُمَرَاء الشراوات بِدِمَشْق مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 761
1619 - مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْمُؤَذّن الْمَعْرُوف بِأبي خَرشَة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ آيَة فِي عبارَة الرُّؤْيَا قَلِيل التصنع وَكَانَ يشْتَغل بِعَمَل النجارة وَكَانَ قد أَخذ عَن الْأُسْتَاذ أبي عبد الله ابْن الرقام وَاتفقَ أَن صَاحب غرناطة رأى رُؤْيا فَطلب من يعبرها فدلوه عَلَيْهِ فَقَصَّهَا عَلَيْهِ وَلم يُعلمهُ أَنه الرَّائِي فعبرها لَهُ بمكروه يحصل للرائي فَأمر بضربه بالسياط ونفاه إِلَى مراكش فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَظهر صدق عِبَارَته وَكَانَ ينْسب إِلَى السذاجة وَمَات سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة(5/358)
1620 - مُحَمَّد بن عَليّ الجذامي الغرناطي أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بالغزال قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ شيخ الصُّوفِيَّة خدم الشَّيْخ أَبَا عبد الله المحروق وجال مَعَه الْبِلَاد وَخَلفه فِي رباطه بِخَارِج غرناطة نَحوا من سِتّ وَعشْرين سنة وَكَانَ صَاحب خلق ومعاملة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 727
1621 - مُحَمَّد بن عمرانى الْحَرَّانِي الوطائي الضَّرِير أَبُو عبد الله الْحَنْبَلِيّ حفظ التَّيْسِير وعنى بالقراءات وَسمع بِبَغْدَاد بعد الثَّمَانِينَ وَقدم دمشق فَأخذ عَن الفاضلي وَغَيره وَكَانَ بارعاً متقناً مَاتَ سنة 720
1622 - مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من عمر ابْن القواس وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ كثير الْمُرُوءَة وَنزل بالنفيسية وَمَات فِي صفر سنة 749
1623 - مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الجعبري أَبُو عبد الله مولده سنة 642 تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهُ يُوسُف بن خَلِيل أَخذ عَنهُ البرزالي وَقَالَ شيخ مبارك مُقيم بمشهد جَعْفَر الطيار بِالْقربِ من الكرك أَكثر من عشْرين سنة وَثقل سَمعه قَرَأت عَلَيْهِ سنة 728 وَمَات سنة
1624 - مُحَمَّد بن عمر بن إِبْرَاهِيم الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بِابْن صديق سمع الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَعنهُ الْبَدْر النابلسى سمع مِنْهُ سنة 732
1625 - مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن عمر الْمثنى المنبجي بدر الدّين الشَّاعِر ولد قبل الْخمسين وتعانى الْأَدَب وَتخرج بِابْن الظهير وَله بعض معرفَة بِفقه الشَّافِعِيَّة وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم والنجيب وَحدث وَهُوَ الْقَائِل(5/359)
(ومهفهف ناديته ومحاجري ... تذري دموعاً كالجمان مبدداً)
(يامن أرَاهُ على الملاح مؤمراً ... بِاللَّه قل لي هَل أَرَاك مُجَردا) وَله
(وَكَأن زهر اللوز صب عاشق ... قد هزه شوق إِلَى أحبابه)
(وَأَظنهُ من هول يَوْم فراقهم ... وبعادهم قد شَاب قبل شبابه) مَاتَ بِمصْر فِي شَوَّال سنة 723
1626 - مُحَمَّد بن عمر ابْن إِسْحَاق بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ المراكشي كَانَ أَبوهُ يلقب المرتضي وَولي المملكة نَحْو الْعشْرين سنة ثمَّ خرج عَلَيْهِ الواثق أَبُو دبوس فَأسرهُ ثمَّ قَتله واعتقل أَوْلَاده وَهَذَا مِنْهُم وَذَلِكَ فِي سنة 665 فَلَمَّا استولى المريني على المملكة انتزعه إِلَى الأندلس فأقاموا باشبيلية ثمَّ انتقلوا إِلَى غرناطة وَكَانَ مُحَمَّد هَذَا وقورا قرب صَاحب غرناطة مَجْلِسه وأجرى عَلَيْهِ كِفَايَته وَاسْتَعْملهُ على الْحَمْرَاء وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 715
1627 - مُحَمَّد بن عمر بن إِسْمَاعِيل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ تعانى كِتَابَة الشُّرُوط بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ترقى فناب فِي الحكم عَن الحريري ودرس بالأشرفية وَمَات بهَا فِي شهر رَمَضَان سنة 716
1628 - مُحَمَّد بن عمر بن إلْيَاس أَبُو الْعِزّ الرهاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيُسمى الْكَاتِب سمع من النجيب وَابْن أبي الْيُسْر والرضي ابْن الْبُرْهَان وَطَائِفَة وَطلب الحَدِيث وَدَار على الشُّيُوخ وَكتب الطباق مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 714(5/360)
1629 - مُحَمَّد بن عمر بن إلْيَاس المراغي ثمَّ الْمَقْدِسِي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 674 وَوجد لَهُ سَماع على زَيْنَب بنت شكر فَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وأرخ وَفَاته فِي ربيع الأول سنة 761 وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنه لأتى بعلو الْإِسْنَاد
1630 - مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن شاتيل المجدلي ثمَّ الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالخابوري الشَّافِعِي سمع من الْفَخر والتقى الوَاسِطِيّ وَغَيرهمَا وَحدث تحول قبل مَوته إِلَى صفد فَمَاتَ بهَا فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 755
1631 - مُحَمَّد بن عمر بن حسن بن عمر بن حبيب بن عمر بن شويخ بن عمر الدِّمَشْقِي الأَصْل الْحلَبِي كَمَال الدّين ولد فِي مستهل شهر ربيع الأول سنة 703 وأحضر على سنقر الْمُوَطَّأ للقعنبي ومسند الشَّافِعِي وَالْبُخَارِيّ وَابْن مَاجَه ومعجم ابْن قَانِع والناسخ لأبي عبيد والصمت والمحاسبة كليهمَا لِابْنِ أبي الدُّنْيَا والمقامات وَسمع أَيْضا من الْعِمَاد بن السكرِي وبيبرس العديمي وَأبي المكارم بن النصيبي وَأبي بكر وَأبي طَالب ابْن ابنى العجمى وَإِسْمَاعِيل وَإِبْرَاهِيم وَعبد الرَّحْمَن أَوْلَاد صَالح العجمي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي وَأَبُو جَعْفَر ابْن الموازيني وَعُثْمَان الْحِمصِي وعَلى ابْن الْقيم وَآخَرُونَ وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بحلب وَحدث بالكثير وَتفرد ورحل النَّاس إِلَيْهِ وَأكْثر عَنهُ أهل مَكَّة حِين(5/361)
جاور بهَا سنة 773 وَكَانَت وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 777
1632 - مُحَمَّد بن عمر بن حَمَّاد الظفاري التَّمِيمِي الْوَاعِظ الْمَعْرُوف بالأبلوج قدم من بِلَاده وَنزل دمشق وَوعظ بهَا ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فسكنها وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة عشْرين وَسَبْعمائة
1633 - مُحَمَّد بن عمر بن خضر بن عبد الْوَلِيّ الْمَقْدِسِي الديرسطائي الصحراوي ابْن قيم الصاحبية روى عَن الْفَخر وَكَانَ من أهل الْقُرْآن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 747
1634 - مُحَمَّد بن عمر بن خَلِيل التركماني ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِيمَن قَرَأَ على التقي الصَّائِغ ثمَّ تصدر بعده بِمصْر سنة 727
1635 - مُحَمَّد بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح البُلْقِينِيّ بدر الدّين ابْن شَيخنَا سراج الدّين ولد سنة بضع وَخمسين وَهُوَ سبط بهاء الدّين بن عقيل فَنَشَأَ فِي كنف أَبِيه وجده وَحفظ عدَّة كتب فِي صغره فعرضها على مَشَايِخ الشَّام سنة 69 لما ولي أَبوهُ قضاءها وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من القلانسي وتفقه على أَبِيه ولازمه إِلَى أَن برع وَكَانَ حفظَة ذكياً مفرط الذكاء وتعانى الْآدَاب فمهر ونظم الشّعْر الْحسن وَكَانَ جميل الصُّورَة حسن الْعشْرَة مليح الصِّفَات والذات وَولي قَضَاء الْعَسْكَر عوضا عَن وَالِده سنة 89 وَكَانَ أَبوهُ يعظمه ويقدمه حَتَّى كَانَ يرد عَلَيْهِ فِي الدَّرْس ويعارضه فِي التَّرْجِيح فيخضع لَهُ وَمَات بعلة الاسْتِسْقَاء فِي(5/362)
شعْبَان سنة 791 وفجع بِهِ أَبوهُ وتألم عَلَيْهِ حَتَّى دَفنه فِي الْخلْوَة الَّتِي لَهُ بِالْمَدْرَسَةِ وَقدر أَنه دفن عَلَيْهِ بعد أَربع عشرَة سنة
1636 - مُحَمَّد بن عمر بن سَالم بن جميل المشهدي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي سمع من غَازِي الحلاوي وَغَيره وَطلب الحَدِيث وَكتب الطباق وبرع فِي كِتَابَة السجلات وَحصل مِنْهَا مَالا وَكَانَ سكن دمشق مُدَّة وَمَات كهلاً سنة 828 وَكَانَ مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 666
1637 - مُحَمَّد بن عمر بن عَامر القطناني المقريء الْحَرَّانِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الملقن بالجامع الْأمَوِي كَانَ عَارِفًا بالتجويد حسن الاداء مَاتَ شهر رَجَب سنة 710
1638 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْحق الْمصْرِيّ فَخر الدّين الرصاص سمع من النجيب
1639 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن خَلِيل الجرزى ولد فِي رَمَضَان سنة 681 وَسمع من زَيْنَب بنت مكي وَالْفَخْر عَليّ وَابْن القواس وَغَيرهم وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 754
1640 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد ابْن هبة اللهبن أَحْمد بن يحيى بن زُهَيْر بن أبي جراده الْعقيلِيّ نَاصِر الدّين(5/363)
ابْن كَمَال الدّين ابْن العديم ولد سنة 689 وَسمع من الأبرقوهي وَغَيره وَولي قَضَاء حماة ثمَّ قَضَاء حلب وَطلب إِلَى الْقَاهِرَة عِنْد مَا أخرج الحسام الغوري ليستقر فِي الْقَضَاء فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق وصل المرسوم بعوده إِلَى حلب على حَاله وَكَانَ صَدرا رَئِيسا ممدحاً وطالت مدَّته بحلب وَليهَا بضعاً وَثَلَاثِينَ سنة وَمَات فِي شَوَّال سنة 752 وَهُوَ جد كَمَال الدّين عمر بن جمال الدّين إِبْرَاهِيم قَاضِي الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية فِي زَمَاننَا قَرَأت بِخَط مُحَمَّد ابْن يحيى بن سعد فِي شُيُوخ حلب سنة 748 سمع من الأبرقوهي السِّيرَة وَمن الحجار البُخَارِيّ ثمَّ ثلاثيات الدَّارمِيّ وجزء أبي الجهم وَالْأَرْبَعِينَ تَخْرِيج ابْن البعلي وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه سمع من الأبرقوهي السِّيرَة وَسمع من جده وَعم أَبِيه وَحدث
1641 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حَامِد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن العجمي نَاصِر الدّين الطرائفي سمع جُزْء البانياسي من سنقر وبيبرس
1642 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمَحْمُود بن زباطر الْفَقِيه أَبُو عبد الله الْحَنْبَلِيّ ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه فَقَالَ ولد بحران وَقدم دمشق بعد الْخمسين فَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وخطيب مردا واليلداني وَكَانَ ذَا علم وَعمل وسمت وورع وَكَانَ رَحل إِلَى مصر فَأسرهُ الفرنج بالعريش فباعوه بقبرس فَبَقيَ فِي الاسرنحوا من عشر سِنِين وَمَات سنة 718 أَو قبلهَا(5/364)
1643 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْوَهَّاب بن خلف العلامي مُحي الدّين بن صدر الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز سمع من عبد الرَّحِيم ابْن خطيب المزة وَغَيره وَحدث وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة وَنظر بَيت المَال بِالْقَاهِرَةِ وَمَات سنة 753 أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَوهم الشَّيْخ جمال الدّين فِي الطَّبَقَات فَقَالَ فِي تَرْجَمَة جده وَكَانَ لصدر الدّين ولد يُقَال لَهُ مُحي الدّين مَاتَ سنة 62 فَكَأَنَّهُ الْتبس عَلَيْهِ بِابْن عَمه شهَاب الدّين
1644 - مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن عمر الْخَطِيب موفق الدّين ابْن نجيب الدّين خطيب بَيت الْآبَار ولد فِي ربيع الآخر سنة 655 وَسمع من الضياء يُوسُف بن خطيب بَيت الْآبَار وَحدث حج وَولي الخطابة بعد أَبِيه أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ تفقه على الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ حسن الْخط والخلق متواضعاً مَاتَ فِي شعْبَان سنة 730
1645 - مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم المليكشي أَبُو عبد الله اخذ عَن عُلَمَاء بَلَده وَحج وَأخذ عَن الرضي الطَّبَرِيّ وَمُحَمّد بن عبد الحميد الْقرشِي وَغَيرهم وعني بِالْكِتَابَةِ وَالْأَدب وَله فِي التصوف قدم راسخ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا كتب عِنْد الْأُمَرَاء بإفريقية وَدخل الأندلس سنة 18 ومدح الكبراء ثمَّ رَجَعَ إِلَى وَطنه وامتحن مُدَّة ثمَّ خلص وَله شعر رائق فَمِنْهُ
(قفى للسلى لوعة الْبَين يَا علوي ... وَلَا يَك هَذَا آخر الْعَهْد يَا شجوى)
(قفي سَاعَة فِي عرضة الدَّار وانظري ... إِلَى عاشق مَا يستفيق من الْبلوى)(5/365)
وَله
(أرى لَك يَا قلبِي بقلبي مُنْذر ... بعثت بهَا سري إِلَيْك رَسُولا)
(فقابله بالبشرى وَأَقْبل بمنه ... فقد هَب مسكي النسيم دَلِيلا)
(وَلَا تعتذر بالقطر أَو بَلل الندى ... فَأحْسن مَا يلقى النسيم بليلا) قَالَ وَبَينه وَبَين الشَّيْخ ابي بكر بن شرين مطارحات فمدح بهَا صَاحبهَا يحيى ابْن أبي طَالب العزفي وبسجلماسة ومدح بهَا الْأَمِير أَبَا عَليّ وَكَانَت وَفَاته بتونس سنة 740
1646 - مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الكركي شمس الدّين سمع من ابْن الشّحْنَة وتفقه وَأعَاد بالبادرائية وَولي قَضَاء الكرك وَمَات سنة 769
1647 - مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن عمر الْقزْوِينِي فَخر الدّين ولد الْمُحدث الْمَشْهُور سراج الدّين حدث عَن أَبِيه سنة 773
1648 - مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الْقرشِي أَبُو بكر إِمَام مَسْجِد الْقصر بغرناطة وَولي قَضَاء بعدة جِهَات أثنى عَلَيْهِ ابْن الْخَطِيب وَقَالَ أَخذ عَن أبي عبد الله ابْن رشيد وَأبي عبد الله بن الفخار وانشد لَهُ شعرًا وقصائد فَمن ذَلِك قَوْله فِي احول
(يَا لائمين لحواً فِي حب ذِي حول ... جفونه أبدا تَشْكُو لنا مَرضا)
(لَا تنكروا واحذروا من سهم مقلته ... فَإِنَّمَا هُوَ رام يَأْخُذ الغرضا) مَاتَ فِي الْمحرم سنة 765 وَله نَحْو خمس خمسين سنة
1649 - مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ النابلسي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين ولد سنة 724(5/366)
بنابلس وَسمع بهَا من عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْمَقْدِسِي الْعلم لأبي خَيْثَمَة وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي
1650 - مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي الْبَغْدَادِيّ محب الدّين كَانَ إِمَام الْجَامِع بِبَغْدَاد وَحدث عَن أَبِيه وَغَيره وَمَات سنة 775 عَن خمس وَسِتِّينَ سنة
1651 - مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ الجزائري ولد سنة 674 واشتغل وتزهد وَحج سنة 712 ومدح النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون بِمَكَّة لما حج وَمن نظمه
(بلد رَملَة مَا أتم سناكا ... قد فضل الله الْعَظِيم نداكا)
(قَالَت عَائِشَة الصدوقة عندنَا ... فعدت لطيبة أَن ترى مداكا)
1652 - مُحَمَّد بن عمر بن الْفضل الفضيلي القَاضِي قطب الدّين التبريزي الملقب بأخوين ولد سنة 668 واشتغل ببلاده وَولي قَضَاء بَغْدَاد قَالَ سراج الدّين الْقزْوِينِي كَانَ فَقِيها أصولياً مُفَسرًا نحوياً كَاتبا بارعاً وحيداً فريداً أتقن علمي اللِّسَان وشارك فِي الْفُنُون وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَفِيه بر للْفُقَرَاء وشفقة على الضُّعَفَاء مَعَ التودد والحلم والمروءة إِلَّا أَنه يُقَال لم يكن من قُضَاة الْعدْل مَاتَ فِي الْمحرم سنة 736
1653 - مُحَمَّد بن عمر بن فياض الباريني نَائِب الخطابة بِبَغْدَاد سمع من الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَابْن حلاوة وَغَيرهمَا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 741
1654 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف(5/367)
الْأَسدي الشَّيْخ شمس الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ولد فِي الْعشْرين من ربيع الأول سنة 691 وتفقه بِعَمِّهِ كَمَال الدّين والبرهان ابْن الفركاح وَأخذ النَّحْو عَن عَمه كَمَال الدّين وَكَانَ يُقرر فِي حلقته ودرس فِيهَا بعده فِي ذِي الْحجَّة سنة 726 وَاسْتمرّ إِلَى أَن انْقَطع بعد السّبْعين وَكَانَ منجمعاً عَن النَّاس لَا يلْتَفت إِلَى أُمُور الدُّنْيَا يخْدم نَفسه وَيَشْتَرِي حَاجته ويرضى بخشونة اللبَاس وَقد أَخذ النَّاس عَنهُ طبقَة بعد طبقَة فَمن الأولى ابْن الْخَطِيب يبرود والأذرعي وَابْن كثير وَمن الثَّانِيَة جمَاعَة من شُيُوخ الشهَاب ابْن حجي وَمن الثَّالِثَة طبقَة ابْن حجي وَولي فِي آخر عمره تدريس الشامية البرانية بِغَيْر سُؤال وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 777 فباشرها سنة وَثَلَاثَة أشهر ثمَّ تَركهَا وَكَانَ قد سمع من أبي جَعْفَر الموازيني كتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد فَسَمعهُ مِنْهُ جمَاعَة وَسمع أَيْضا من سِتّ الْأَهْل بنت علوان وست الوزراء وَطَائِفَة قَالَ ابْن حجي كَانَ مَشْهُورا بِمَعْرِِفَة الْفِقْه وَشَرحه وَحسن تَقْرِيره وَكَذَا الجرجانية فِي النَّحْو وَلم يحضر المحافل وَلَا يُفْتِي وَكَانَ ولي نِيَابَة الحكم عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بإشارته لَهُ وَلم يتصدر لذَلِك وَكَانَ ابْن خطيب يبرود يَقُول كَانَ الشَّيْخ معيداً لي فِي الصغر مُفِيدا عني فِي الْكبر يَعْنِي فِي الشامية البرانية وَكَانَ يستحضر الرَّافِعِيّ وينزله على التَّنْبِيه وَكَانَ أهل عصره يسلمُونَ لَهُ ذَلِك ويخضعون لَهُ وَذكر شرف الدّين الْغَزِّي أَنه لما اجْتمع بالأسنوي وَوصف لَهُ ابْن قَاضِي شُهْبَة قَالَ هَذَا نَظِير الشَّيْخ مجد الدّين الزنكلوني فِي الْجمع بَين الْعلم وَالْعَمَل مَاتَ فِي 8 الْمحرم سنة 782 وَله إِحْدَى(5/368)
وَتسْعُونَ سنة
1655 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن سعيد بن مَسْعُود ابْن حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن رشيد أَبُو عبد الله الفِهري السبتي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 657 وَأخذ عَن أبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع الْعَرَبيَّة وَسمع من أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره فَأكْثر واحتفل فِي صباه بالأدبيات حَتَّى برع فِي ذَلِك ثمَّ رَحل إِلَى فاس فَأَقَامَ بهَا وَطلب الحَدِيث فمهر فِيهِ وصنف الرحلة المشرقية فِي سِتّ مجلدات وَفِيه من الْفَوَائِد شَيْء كثير وقفت عَلَيْهِ وانتخبت مِنْهُ وتفقه وأقرأ وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن ابْن زيتون وَغَيره وَحج سنة 85 وجاور وَدخل مصر وَالشَّام فَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَابْن طرخان الاسكندراني وغازي الحلاوي وَلَقي ابْن دَقِيق الْعِيد واستفاد مِنْهُ كثيرا وَكَانَ تولى الْإِمَامَة والخطابة بغرناطة بعناية الْوَزير ابْن الْحَكِيم وَكَانَ هَذَا الْوَزير يُسمى مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَكِيم الرندي اللَّخْمِيّ وَكَانَ قد رافق ابْن رشيد فِي الرحلة فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَلَده غرناطة أكْرمه سلطانها إِلَى أَن اسْتَقر كَاتب سره فاستدعي ابْن رشيد وَكَانَ إِذا فرغ من الْخدمَة يَجِيء إِلَى ابْن رشيد فيباشر خدمته بِنَفسِهِ أَحْيَانًا ويبالغ فِي إكرامه وَاسْتمرّ ابْن رشيد فِي الْجَامِع يشْرَح من البُخَارِيّ حديثين يتَكَلَّم على سندهما وَمَتْنهمَا أتقن كَلَام ودرس دروساً مُبينًا للرواية فَلَمَّا قتل ابْن حَكِيم فِي شَوَّال سنة 708 خرج مِنْهَا إِلَى العدوة فَبَقيَ فِي اياله صَاحبهَا عُثْمَان بن أبي يُوسُف المريني إِلَى أَن مَاتَ(5/369)
مكرماً وَله إِيضَاح الْمذَاهب فِيمَن ينْطَلق عَلَيْهِ اسْم الصاحب وَكتاب ترجمان التراجم على أَبْوَاب البُخَارِيّ أَطَالَ فِيهِ النَّفس وَلم يكمل وَله خطب وقصائد وتصانيف صغَار كَثِيرَة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي سير النبلاء وَلما رَجَعَ من رحلته فسكن سبتة ملحوظاً عِنْد الْخَاصَّة والعامة ثمَّ ارتحل فِي سنة 91 كَانَ ورعاً مقتصداً منقبضاً عَن النَّاس ذَا هَيْبَة ووقار يساع فِي حوائج النَّاس بجلب الْمصَالح وردء الْمَفَاسِد يُؤثر الْفُقَرَاء والغرباء والطلبة لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم قَالَ وَأَخْبرنِي ابْن المرابط قَالَ كَانَ شَيخنَا ابْن رشيد على مَذْهَب أهل الحَدِيث فِي الصِّفَات يمرها وَلَا يتَأَوَّل وَكَانَ يسكت لدعاء الاستفتاح وَيسر الْبَسْمَلَة فأنكروا عَلَيْهِ وَكَتَبُوا عَلَيْهِ محضراً بِأَنَّهُ لَيْسَ مالكياً فاتفق ابْن القَاضِي الَّذِي شرع فِي الْمحْضر مَاتَ فجاءة وَبَطل الْمحْضر وَقَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فريد دهره عَدَالَة وجلالة وحفظاً وأدباً وهدياً عالي الْإِسْنَاد صَحِيح النَّقْل تَامّ العنايه عَارِفًا بالقراءات بارع الْخط كهفاً للطلبة وكل تواليفه مفيدة وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 721 بفاس
1656 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن خَمِيس الحجري التلمساني أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ نَسِيج وَحده زهداً وهمة مَعَ سَلامَة(5/370)
الصَّدْر وَحسن الْهَيْئَة وَقلة التصنع قَائِما على صناعَة الْعَرَبيَّة والأصلين عالي الطَّبَقَة فِي الشّعْر وَكتب بتلمسان عَن مُلُوكهَا ثمَّ فر مِنْهُم وَقدم غرناطة فَتَلقاهُ الْوَزير أَبُو عبد الله ابْن الْحَكِيم وأكرمه جدا وَله قصائد كَثِيرَة تعانى فِيهَا حَوَاشِي الْكَلَام فأجاد وقصائد يجْتَنب ذَلِك فِيهَا فَأحْسن فَمِنْهُ قصيدة أَولهَا
(لَيْت العدى العامات ألفت ... فلي الهناء وللعدى الْكتب)
(يَا من إِلَيّ جدوى أنامله ... تزجي السفين وترجى النجب) وَهِي طَوِيلَة وَكَانَت وَفَاته يَوْم مقتل صَاحبه يَوْم عيد الْفطر سنة 708
1657 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اله الْقرشِي الْأَصْبَهَانِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب سبط ابْن الشيرجي وَهُوَ مجد الدّين وجد ابيه وَهُوَ الْعِمَاد الْكَاتِب ولد فِي سلخ ربيع الأول سنة 637 أَو سنة ثَمَان وَمَات وَالِده سنة 642 فَكَفَلَهُ جده ابْن الشيرجي نجم الدّين مظفر وأسمعه من التَّاج الْقُرْطُبِيّ واليلداني وَآخَرين وَحدث بِجُزْء الْأنْصَارِيّ عَن أَرْبَعَة وَأَرْبَعين شَيخا وَأَجَازَ لَهُ ابْن القبيطي وَمُحَمّد بن سعيد الخازن وَجَمَاعَة وَعرض الْقُرْآن على الْكَمَال ابْن فَارس وَكَانَ كثير التِّلَاوَة خدم فِي نظر ديوَان زرع وَفِي نظر بعلبك وَله نظم وَفهم وَحسن مذاكرة وَحدث بِدِمَشْق ثمَّ رَجَعَ إِلَى زرع فَمَاتَ فِي 13 ذِي الْقعدَة سنة 726(5/371)
1658 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن دَاوُد الْمَقْدِسِي صَلَاح الدّين ابْن الْأَمِير فَخر الدّين الطوري سمع من زَيْنَب بنت شكر ثلاثيات الدَّارمِيّ وَحدث عَنْهَا بهَا فِي بَيت الْمُقَدّس وسمعها مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَسمع أَيْضا من منيف بن سُلَيْمَان جُزْء ابْن الْفُرَات سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث الْحلَبِي وَذكر أَنه حصل لَهُ صمم فِي سنة 782
1659 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْوَاسِع بن عَليّ ابْن أبي الْقَاسِم الْهَرَوِيّ العجمي أَبُو عبد الله الصَّالِحِي وَيعرف بمحمود الأعسر سمع من الضياء والمرسي وَأَجَازَ لَهُ الكاشغري وَابْن القبيطي وَابْن السّديّ وَابْن النجار والمرجا بن شقيرة والصرصري والصغاني اللّغَوِيّ وقمر بن هِلَال وَأحمد بن يَعْقُوب المرستاني وَابْن الفخار وَآخَرُونَ وَمَات فِي رَمَضَان سنة 714
1660 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن الخباز الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالحلبي ولد سنة 698 وَكَانَ أَبوهُ خبازاً فَنَشَأَ هُوَ طَالب علم فَقَرَأَ على الْمجد التّونسِيّ والقحفازي وَابْن قَاضِي شُهْبَة والبرهان ابْن الفركاح وفخر الدّين ابْن خطيب جبرين وَطَلْحَة وَكَمَال الدّين الزملكاني وَحفظ التَّنْبِيه والمختصر والألفية وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَكَانَت بحوثه محررة واستحضاره جيدا وَكَانَت يَده شلاء وَبِه أَفْوَاه الْعُرُوق وَله قدرَة على المحاكاة مَاتَ فِي ذى الْحجَّة 752
1661 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن الشِّيرَازِيّ شمس الدّين ابْن الْجد سمع من(5/372)
حسن الْكرْدِي مشيخته وَقطعَة من أول ابْن السماك وَمن الْعلم ابْن درادة مجْلِس أبي سهل بن زِيَاد وَمن زاهدة بنت الظَّاهِرِيّ وَمُحَمّد بن عبد الحميد الْهَمدَانِي وَأحمد بن عَليّ المشتولي وَغَيرهم وَكَانَ طباخاً بالخانقاه الصلاحية بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي 775
1662 - مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود البابي الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن جحفلة كَانَ سَاكِنا خيرا فَقِيها شافعياً يُعِيد بالبادرائية وَمَات سنة 715 وَله نَحْو السّبْعين
1663 - مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود بن أبي بكر بن عمار بن سَالم الْحَرَّانِي أَبُو عبد الله ابْن زباطر ولد سنة 637 وَسمع من الْمجد ابْن تَيْمِية وَعِيسَى بن سَلامَة وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي واليلداني وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدَّائِم وَحدث وسافر لجِهَة مصر ففقد فِي الطَّرِيق سنة 77 وَيُقَال أَنه أسرته الفرنج بالعريش وَأقَام بقبرس فِي الْأسر مُدَّة وَيُقَال إِنَّه بَقِي إِلَى سنة 718
1664 - مُحَمَّد بن عمر بن مَحْمُود الْحَنَفِيّ سبط السرُوجِي ولد فِي شعْبَان سنة 693 وَحفظ الْهِدَايَة وَسمع صَحِيح مُسلم على الْعِزّ الموسوي وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ودرس بالجامع الحاكمي وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 766
1665 - مُحَمَّد بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد بن عَطِيَّة بن أَحْمد الْأمَوِي صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَابْن المرحل وَيُقَال لَهُ ابْن الْخَطِيب أَيْضا ولد فِي شَوَّال سنة 65 بدمياط وَقيل بأشموم وَسمع من الْمُسلم بن عَلان وَالقَاسِم الاربلي وَغَيرهمَا وتفقه بِأَبِيهِ وبشرف الدّين الْمَقْدِسِي وتاج الدّين ابْن(5/373)
الفركاح وَأخذ عَن بدر الدّين ابْن مَالك والصفي الْهِنْدِيّ وَتقدم فِي الْفُنُون وفَاق الأقران وَقَالَ الشّعْر فَلم يتقدمه فِيهِ أحد من أَبنَاء جنسه وأتى فِيهِ بالمرقص والمطرب وَكَانَ أعجوبة فِي الذكاء حفظ الْمفصل فِي مائَة يَوْم وَكتب لَهُ عَلَيْهِ الشَّيْخ شرف الدّين الْمَقْدِسِي قَرَأَهُ فِي مائَة يَوْم لَا أَرَانِي الله لَهُ يَوْمًا وَحفظ ديوَان المتنبي فِي جُمُعَة والمقامات فِي كل يَوْم مقامة وَكَانَ لَا يمر بِشَاهِد للْعَرَب إِلَّا حفظ القصيدة كلهَا وَكَانَ نظاراً مستحضراً أفتى وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وَكَانَ لَا يقوم بمناظرة ابْن تَيْمِية أحد سواهُ حَتَّى أَنَّهُمَا تناظرا يَوْمًا بالكلاسة فاستشهد ابْن تَيْمِية بعض الْحَاضِرين فَأَنْشد الصَّدْر فِي الْحَال
(إِن انتصارك بالإخوان من عجب ... وَهل رأى النَّاس منصوراً بمنكسر) ودرس بالمدارس الْكِبَار مثل دَار الحَدِيث الأشرفية والشامية البرانية والجوانية والعذراوية وَجَرت لَهُ كائنات مِنْهَا أَنه أَقَامَ بِمصْر مُدَّة يدرس بعدة أَمَاكِن مِنْهَا فسعى عَلَيْهِ جمَاعَة فِي جهاتها بِالشَّام فولي الْأمين سَالم إِمَام مدرسة ابْن هِشَام الشامية والصدر سُلَيْمَان الْكرْدِي العذراوية وَاتفقَ وُصُول ابْن الْوَكِيل بعد ذَلِك بجمعة فسعى عِنْد سندمر نَائِب حماة فأعيدتا لَهُ ثمَّ اتّفق سندمر إِلَى حماة فسعى الصَّدْر سُلَيْمَان فِي إِعَادَة العذراوية فَبلغ ذَلِك ابْن الْوَكِيل أَنهم رتبوا عَلَيْهِ أموراً أَرَادوا إِثْبَاتهَا عَلَيْهِ فبادر إِلَى(5/374)
القَاضِي سُلَيْمَان الْحَنْبَلِيّ وَسَأَلَهُ أَن يحكم بِصِحَّة إِسْلَامه وحقن دَمه وَرفع التَّعْزِير عَنهُ وَالْحكم بعدالته وإبقائه على وظائفه فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك كُله وَحكم لَهُ بردهَا عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 708 وَفِي ربيع الأول أُعِيدَت العذراوية للصدر سُلَيْمَان فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الأولى انتدب لِابْنِ الْوَكِيل جمَاعَة وأحضروا وَالِي الْبَز وكبسوه بالصالحية مَعَ جمَاعَة شربة فَأمر النَّائِب بمصادرة ابْن الْوَكِيل فبادر فِي ثَانِي يَوْم إِلَى القَاضِي وَأثبت محضراً شهد فِيهِ الَّذين كتبوه أَنهم لم يروه سَكرَان وَلَا شموا مِنْهُ رَائِحَة خمر وَإِنَّمَا وجدوه فِي ذَلِك الْبَيْت وَفِي الْمَكَان زبدية خمر فَأثْبت القَاضِي الْمحْضر وَسَأَلَ بِبَقَاء عَدَالَته وشفع لَهُ بعض النَّاس فأعفي من المصادرة ثمَّ جَاءَ فِي الْعشْرين من رَجَب كتاب من السُّلْطَان بعزله من جَمِيع جهاته فَتوجه إِلَى سندمر بحلب فَأَقَامَ عِنْده ورتب لَهُ راتباً وَكَانَ بِمصْر لما مَاتَ الشَّيْخ زين الدّين الفارقي وَبِيَدِهِ مُعظم وظائف الْبَلَد فعين نَائِب الشَّام إِذْ ذَاك الْوَظَائِف لكبراء الْبَلَد فَحَضَرَ توقيع النَّاصِر لِابْنِ الْوَكِيل بِجَمِيعِ الْوَظَائِف فَقَامَ كبار الشَّام من جَمِيع الْوَظَائِف فِي وَجهه بِسَبَب الخطابة وَكَتَبُوا فِيهِ محَاضِر بِعَدَمِ أَهْلِيَّته لذَلِك فجَاء الْجَواب بِأَنا لم نظن أَن من ينْسب إِلَى الْعلم يشْتَمل على هَذِه القبائح وَأمر بتعين الخطابة والإمامة لشرف الدّين الْفَزارِيّ وَكَانَ بَاشَرَهَا أَيَّامًا ثمَّ توقف بِسَبَب هَذِه الكائنة ثمَّ اسْتَقر وفرحوا بِهِ وباشر صدر الدّين الْمدَارِس واشتهر صيته وَكَانَت لَهُ وجاهة وَتقدم عِنْد الدولة ونادم الأفرم مُدَّة وَكَانَ مِمَّن أفتى بِأَن النَّاصِر لَا يصلح للْملك ودس أعداؤه إِلَى النَّاصِر قصيدة ذكرُوا أَنه هجاه بهَا فَأَرَادَ الْفَخر نَاظر(5/375)
الْجَيْش الْقَبْض عَلَيْهِ والتعريف إِلَى السُّلْطَان بذلك فأحس بِالشَّرِّ فهرب إِلَى غَزَّة قَالَ جلال الدّين الْقزْوِينِي كنت عِنْد النَّاصِر بغزة فَدخل بكتمر الْحَاجِب فَقَالَ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل بِالْبَابِ فَقَالَ يدْخل فَلَمَّا دخل قَالَ لَهُ بكتمر بس الأَرْض فَامْتنعَ وَقَالَ مثلي لَا يبوس الأَرْض إِلَّا لله قَالَ فَمَا شَككت أَن دَمه يسفك فَقَالَ لَهُ النَّاصِر أَنْت فَقِيه تركب الْبَرِيد وَتَروح إِلَى مصر وَتدْخل بَين الْمُلُوك لتغير الدول وتهجو السُّلْطَان فَقَالَ حاشى لله وَإِنَّمَا أعدائي وحسادي نظموا مَا أَرَادوا على لساني وَهَذَا الَّذِي نظمته أَنا معي ثمَّ أخرج قصيدة فِي وزن تِلْكَ القصيدة الَّتِي نسبوها إِلَيْهِ تَجِيء مِائَتي بَيت فأنشدها فصفح عَنهُ قَالَ جلال الدّين فَلَمَّا أَصْبَحْنَا رَأَيْت ابْن الْوَكِيل يُسَايِر السُّلْطَان فِي الموكب والعسكر سَائِر وَعظم عِنْد السُّلْطَان حَتَّى كَانَ يَقُول إِن صدر الدّين يجمل التشريف إِذا ألبسهُ وأعجب مَا اتّفق لَهُ أَنه ولي الخطابة فَقَامُوا فِي وَجهه وَأثبت شمس الدّين الحريري محضراً بِعَدَمِ أَهْلِيَّته وَلما ولى قرا سنقر نِيَابَة الشَّام نازعوه فِي الْمدَارِس الَّتِي بِيَدِهِ وتعصبوا عَلَيْهِ كثيرا وساعدهم النَّائِب عَلَيْهِ فخشي على نَفسه فَتوجه إِلَى القَاضِي الْحَنْبَلِيّ وَسَأَلَهُ أَن يحكم بِإِسْلَامِهِ وَإِسْقَاط التَّعْزِير عَنهُ وَالْحكم بعدالته فَفعل فَتوجه إِلَى حلب فَأقبل عَلَيْهِ سندمر نائبها فَأَقَامَ سنة وَكَانَ يَقُول الَّذِي حصل لي من مكارمات الحلبيين أَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم ثمَّ قدم مصر ودرس بالمشهد النفيسي والخشابية بِمصْر والناصرية الجديدة الَّتِي بَين القصرين وجهزه النَّاصِر رَسُولا إِلَى مهنا فَكَانَ يذكر أَنه حصل لَهُ ثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم وَلما قدم مصر قَدِيما أول مَا قدمهَا أفهم الْكِبَار أَنه لَيْسَ فِي الْبَلَد مثله وَادّعى(5/376)
دَعْوَى عريضة فعقدوا لَهُ مجْلِس وحضره ابْن دَقِيق الْعِيد وَكَانَ صدر الدّين رتب شَيْئا فَلَمَّا شرع فِيهِ قَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد هَذَا كَلَام معى وَإِنَّمَا يقْرَأ شخص آيَة فَقَرَأَ بعض الْحَاضِرين آيَة فَقَالَ الشَّيْخ يتَكَلَّم عَلَيْهَا وَأورد سؤالاً فشرع صدر الدّين يُجيب فاعترضه عز الدّين النمراوي فاستصوب ابْن دَقِيق الْعِيد كَلَامه وَقَالَ الزم هَا فانحرفا فانفصل الْمجْلس على ذَلِك وَخرج صدر الدّين مقهوراً وَذكر العثماني قَاضِي صفد أَنه كَانَ فِي الْحِفْظ آيَة حَتَّى قيل أَنه حفظ كتبا وضع بَعْضهَا على بعض فَكَانَت قامة وَحفظ الْمفصل فِي مائَة يَوْم والمقامات فِي خمسين يَوْمًا وديوان أبي الطّيب فِي جُمُعَة وقرأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر كَانَ فَاضلا ذكي الْفطْرَة متصرفاً فِي فنون كَثِيرَة فصيح الْعبارَة حُلْو المحاضرة جواداً سَمحا أفتى وَهُوَ ابْن 22 سنة وَكَانَ من محَاسِن دهره مَقْبُول الصُّورَة محبباً إِلَى الأكابر مَشْهُورا بالدعابة حَتَّى أَنه لما سعى فِي خطابة جَامع ابْن طولون سعى لَهُ بعض الْأُمَرَاء فولاه قَامُوا فِي وَجهه وَلم يمكنوه من طُلُوع الْمِنْبَر وَكَتَبُوا عَلَيْهِ محضراً بِعَدَمِ أَهْلِيَّته للخطابة أثْبته القَاضِي شمس الدّين ابْن الحريري الْحَنَفِيّ قَالَ وَكَانَ لَهُ ذهن وقاد وطبع منقاد وَكَانَ مَعَ ذَلِك يَدعِي شعر غَيره أَخْبرنِي أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي أَنه أنْشدهُ قصيدة قَالَ فَلَقِيت الْبَدْر المنبجي فأرانيها فِي ديوانه قَالَ الْكَمَال جَعْفَر وَكَانَ يتساهل فِي النَّقْل ولصدر الدّين كتاب الْأَشْبَاه والنظائر من محَاسِن الْكتب إِلَّا أَنه لم ينقحه فَوَقَعت فِيهِ أَوْهَام وَشرع فِي شرح الْأَحْكَام(5/377)
لعبد الْحق فَكتب مِنْهُ ثَلَاث مجلدات دالات على تبحره فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يعظمه ويثني عَلَيْهِ ويسميه فَاضل عصره وَقَالَ ابْن فضل الله أَنه كَانَ يعرف الطِّبّ علما لَا علاجاً فاتفق أَن الأفرم حصل لَهُ سوء هضم فرتب لَهُ سفوفاً فَاسْتَعْملهُ فأفرطه الإسهال فَأَرَادَ مماليك الأفرم قتل صدر الدّين وتدارك أَمِين الدّين سُلَيْمَان الرئيس الْأَمر فعالجه بِرِفْق إِلَى أَن نصل عَن قرب فَأنْكر الأفرم على مماليكه مَا فَعَلُوهُ مَعَ صدر الدّين وعاتبه بلطف وَقَالَ لَهُ كدت أروح مَعَك غَلطا وَقَالَ لَهُ أَمِير الْعَرَب يَا شيخ صدر الدّين أقبل على فقهك ودع الطِّبّ فَإِن غلط الْمُفْتِي يسْتَدرك وَغلط الطَّبِيب لَا يسْتَدرك فاستصوب الأفرم مقَالَته وخجل صدر الدّين ثمَّ تلافاه الأفرم وَأَعْطَاهُ مَالا
وثياباً وَكَانَ فِي صدر الدّين لعب وَلَهو قَالَ الصَّفَدِي حكى لي جمَاعَة مِمَّن كَانَ يعاشره فِي خلواته انه كَانَ إِذا فرغ تَوَضَّأ وَلبس ثيابًا نظافاً وَصلى ومرغ وَجهه على التُّرَاب وتضرع فِي طلب التَّوْبَة وَالْمَغْفِرَة وَكَانَ إِذا مرض غسل مَا نظمه من الشّعْر وَكَانَ قَادِرًا على النّظم مطبوعاً فِيهِ غواصاً على الْمعَانِي لَكِن كَانَ فِي الْمُهِمَّات يَسْتَعِين بِشعر غَيره وَقع لَهُ ذَلِك مَعَ الْملك النَّاصِر لما بنى قصر قلعة الْجَبَل أنْشدهُ قصيدة طَوِيلَة أَولهَا
(لولاك يَا خير من يمشي على قدم ... خَابَ الرَّجَاء وَمَاتَتْ سنة الْكَرم)(5/378)
يَقُول فِيهَا
(بنيت قصراً بدا بالسعد طالعه ... قَامَت لهيبته الدُّنْيَا على قدم) وَهَذِه القصيدة فِي ديوَان ابْن التعاويذي لم يُغير فِيهَا إِلَّا قصرا كَانَ بدله دَارا وَكَانَ جواداً قَالَ العسجدي كنت مَعَه لَيْلَة عيد فَوقف لَهُ فَقير فَقَالَ شئ لله فَالْتَفت إِلَيّ وَقَالَ مَا مَعَك قلت مِائَتَا دِرْهَم قَالَ ادفعها إِلَيْهِ فدفعتها إِلَيْهِ ثمَّ قلت لَهُ يَا سَيِّدي غَدا الْعِيد وَلَيْسَ عندى شئ فَقَالَ امْضِ إِلَى القَاضِي كريم الدّين فَقل لَهُ الشَّيْخ يهنئك بِهَذَا الْعِيد فَفعلت فَقَالَ كَأَن الشَّيْخ يعوز نفقه ادفعوا لَهُ ألفي دِرْهَم فَرَجَعت بهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لي الْحَسَنَة بِعشْرَة أَمْثَالهَا وَكَانَ العسجدى وَسليمَان بن إِبْرَاهِيم المنوفي خصيصين بِهِ وَكَانَا يحكيان عَن مكارمه وصدقاته وبره للصالحين شَيْئا عجيباً وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ كَانَ فِي أول عشرته فِي غَايَة اللطف ثمَّ يَسْتَحِيل إِذا طَالَتْ حَتَّى قَالَ فِيهِ بَعضهم قلت أَظُنهُ ابْن الزملكاني
(وداد ابْن الْوَكِيل لَهُ مِثَال ... كلبادين جلق فِي المسالك)
(فأوله حلي ثمَّ طيب ... وَآخره زجاج مَعَ لوالك) وَلما بلغ ذَلِك ابْن الْوَكِيل قَالَ فِيهِ
(دماغ الزملكي لَهَا مِثَال ... كعقرب أخفيت فِي الْبَيْت مَعنا)(5/379)
(فَمَا مرت بشئ قطّ إِلَّا ... وتضربه سَرِيعا لَا لِمَعْنى) وَجمع ابْن الْوَكِيل موشحاته وسماها طراز الدَّار وَأَشَارَ بذلك إِلَى ديوَان ابْن سناء الْملك الموشحات فَإِنَّهُ كَانَ يسميها دَار الطّراز فقلبه ابْن الْوَكِيل فتلطف إِلَى الْغَايَة وَمن شعره وَهُوَ تخيل لطيف
(كَأَنَّمَا الْبَدْر خلال السما ... من فَوق غيم لَيْسَ بالكابي)
(طراز تبر فِي قبا أَزْرَق ... من تَحْتَهُ فَرْوَة سنجاب) وَقَالَ
(رَاح بهَا الْأَعْمَى يرى مَعَ الْعَمى ... وهاك برهاناً على هذي الْملح) (للخمر بالأقداح قلب دَائِما ... والحدق أنظرها تَجِد قلب الْقدح) قَالَ الصفدى وَمن عَجِيب مَا مربي مَا رَأَيْت فِي دمية الْقصر للباخرزي أورد فِي تَرْجَمَة الْفَقِيه عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي قَول الشَّيْخ أبي عَامر الْجِرْجَانِيّ
(غذيرى من شادن أغضبوه ... فَجرد لي مرهفاً فاتكا)
(وَقَالَ أَنا لَك يَا ابْن الْوَكِيل ... وَهل لي رَجَاء سوى ذالكا) قَالَ الصَّفَدِي وَقَوله أَنا لَك بِقَرِينَة تَجْرِيد المرهف تهديد فَأتى الْجِرْجَانِيّ بالْقَوْل الْمُوجب وَنَقله إِلَى الْملك وَكَانَ الْجِرْجَانِيّ يعرف بِابْن الْوَكِيل فجَاء صدر الدّين ابْن الْوَكِيل بعد ثَلَاثمِائَة سنة فنظم
(وَبِي من قسا قلباً ولان معاطفا ... إِذا قلت أدنانى يضاعق تبعيدى)(5/380)
(أقرّ برق إِذْ أَقُول أَنا لَهُ ... وَإِن قَالَهَا أَيْضا وَلَكِن لتهديدي) قَالَ الصَّفَدِي فَكَأَن لِسَان الْحَال يَقُول أَنا لَك يَا ابْن الْوَكِيل تنظمنى فِيهِ فيجئ الْمَعْنى أحسن وَأبين من نظم الْجِرْجَانِيّ فَتكون أَنْت أَحَق بِهِ قلت لَا يظْهر لي وَجه إِلَّا حقية وَلَا إِلَّا حسنية إِلَى العصبية بل نظم الْجِرْجَانِيّ عِنْدِي فِي الذرْوَة لما فِيهِ من لطف الْإِشَارَة وظرف الْعبارَة ورقة الْحَاشِيَة وَإِن كَانَ فِي شعر الصَّدْر معنى أوضح قَالَ وَلما سمع ابْن تَيْمِية قَوْله فِي الموشحة الْمَشْهُورَة
(لَا تعذلني فَكلما تلحاني ... زَادَت حرقي)
(يستأهل من يَقُول بالسلوان ... ضرب الْعُنُق) قَالَ لَهُ يَا شيخ صدر الدّين يستأهل من يَقُول بالصبيان قَالَ الصَّفَدِي الْجيد من شعره طبقَة عليا وَيَقَع فِيهِ اللّحن الْخَفي مَعَ مهارته فِي الْعَرَبيَّة حَتَّى قَالَ الْمجد التّونسِيّ مَا اجْتمعت بِهِ قطّ إِلَّا اسْتَفَدْت مِنْهُ فِي الْعَرَبيَّة وَلما دخل حلب وجد علم الدّين طَلْحَة رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة لَكِن كَانَت دائرته ضيقَة لِأَنَّهُ كَانَ يُقرر الحاجبية وَشَرحهَا فَقَط فَأخذ صدر الدّين شرح سِيبَوَيْهٍ للسيرافي فَصَارَ يطالعه ويذاكر بِهِ طَلْحَة فَيَنْقَطِع طَلْحَة من يَده فِي الْغَالِب واشتهرعنه أَنه كَانَ يجازف فِي النَّقْل فَإِنَّهُ قَالَ للأفرم احفظ للاسد ثَلَاثَة آلف اسْم وَإنَّهُ قَالَ فِي مجْلِس حافل الكرامية بِالتَّخْفِيفِ فأنكروا عَلَيْهِ وَقَالُوا بل هُوَ بِالتَّشْدِيدِ فَأَنْشد فِي الْحَال
(الْفِقْه فقه أبي حنيفَة وَحده ... وَالدّين دين مُحَمَّد بن كرام)(5/381)
فأطبقوا على أَنه نظمه فِي الْحَال قلت لَكِن ظهر بعد دهر أَنهم ظلموه وَوجد البيتان من نظم أبي الْفَتْح البستي الشَّاعِر الْمَشْهُور فِي رَأس الأربعمائة وَالْأول
(إِن الَّذين بجهلهم لم يقتدوا ... فِي الدّين بِابْن كرام غير كرام) وَكَانَ البستى لهجا ينظم الجناس التَّام وَغير التَّام قَالَ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ عدته فِي مرض مَوته فَقلت كَيفَ تجدك فَقَالَ
(رجعت لَا أَدْرِي الطَّرِيق من البكا ... رجعت عداك المغضبون كمرجعي) وَكَانَت وَفَاته بِمصْر فِي 24 ذِي الْحجَّة سنة 716 وَلما بلغت وَفَاته ابْن تَيْمِية قَالَ أحسن الله عزاء المسليمن فِي ك يَا صدر الدّين وتأسف النَّاس عَلَيْهِ كثيرا رَحمَه الله تَعَالَى
1666 - مُحَمَّد بن عمر بن نصر الله الْمزي أَبُو عبد الله القواس سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 725
1667 - مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن ظافر بن أبي سعد نَاصِر الدّين أَبُو الْفضل الْبَصْرِيّ الأَصْل الْحَنْبَلِيّ ولد فِي ربيع الأول سنة 637 وَسمع من الْجبَاب وَابْن الجميزي وسبط السلَفِي والمرجا بن شقيرة والساوي وَغَيرهم وَكَانَ إِمَام مَسْجِد ويلقن الْقُرْآن وَكَانَ من الْفُقَهَاء بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية مَاتَ فِي صفر سنة 711 قَالَ البرزالي حدث بِصَحِيح مُسلم عَن ابْن الْجبَاب(5/382)
قلت وَحدث بِمُسْنَد أبي يعلي عَن يَعْقُوب الهذباني عَن مَنْصُور بن عَليّ الطَّبَرِيّ
1668 - مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن حصن الدولة أبي مَنْصُور بختيار أَبُو بكر بن السلار ولد فِي رَمَضَان سنة 652 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وفَاق فِي الشّعْر وَهُوَ من بَيت رئاسة وَمَات بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 716
1669 - مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام البالسي ولد سنة 630 وتعانى الزهادة وَالْعِبَادَة وَانْقطع بزاوية جده وَجمع لَهُ سيرة وَعرض عَلَيْهِ بعض أَرْبَاب الدولة أَن يرتب لَهُ راتباً فَامْتنعَ ووقف عَلَيْهَا بعض التُّجَّار بعض قَرْيَة فقنع بهَا وَكَانَ يحب الحَدِيث وَحدث عَن بعض أَصْحَاب ابْن طبرزذ وَكَانَ متواضعاً سَاكِنا وقوراً متمسكاً بِالسنةِ جواداً لَهُ قبُول زَائِد مَاتَ فِي سنة 718
1670 - مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن مَحْمُود بن مَسْعُود بن تاشيل المجدلى الخابورى الأَصْل الدمشقى ولدسنة 675 وَسمع على الْفَخر على والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو الْفضل شَيخنَا جُزْء المهندري أَخذ عَنهُ ابْن رَافع وَجَمَاعَة وَكَانَ يؤم بتربة الجيبغا وَكَانَ مقرئاً خيرا أَقَامَ بالصالحية مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى صفد فاتفق مَوته بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 755(5/383)
1671 - مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْقَاسِم بن عمر السلاوي ثمَّ الدِّمَشْقِي يكنى أَبَا مُحَمَّد كاسمه ولد سنة 659 وَقيل فِي الَّتِي بعْدهَا وأسمع على أَحْمد ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم وعَلى ابْن أبي الْيُسْر سنَن النَّسَائِيّ وَسمع من غَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 749
1672 - مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْقَاسِم نجم الدّين ابْن أبي الطّيب وَكيل بَيت المَال بِدِمَشْق كَانَ عَارِفًا بتراجم أهل عصره ووقائعهم وَمَا جرياتهم وباشر الْوَظَائِف الْكِبَار وَكَانَ قَائِلا بِالْحَقِّ عديم الشَّرّ حسن الشكل تَامّ الْخلق شَافِعِيّ الْمَذْهَب تزوج بنت مُحي الدّين ابْن فضل الله وَكَانَ أَبوهُ وَكيل بَيت المَال ثمَّ رجعت إِلَيْهِ بعد أَن بَاشَرَهَا خَمْسَة أشهر ودرس هُوَ بالكروسية والصلاحية وَأَبوهُ كَذَلِك قبله وَسمع هُوَ الصَّحِيح من أبي الْحُسَيْن اليونيني وَحدث وَكَانَ مولده سنة 685 تَقْرِيبًا وَمَات فِي شعْبَان سنة 742
1673 - مُحَمَّد بن عمر بن سراج الْوراق ولد سنة وأسمع وَأَبوهُ هُوَ الشَّاعِر الْمَشْهُور
1674 - مُحَمَّد بن عمر تَقِيّ الدّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الصَّدْر عمر ولي حسبَة الْقَاهِرَة وَمَات مطعوناً فِي رَجَب سنة 769
1675 - مُحَمَّد بن عمر الصَّفَدِي نَاصِر الدّين الشجاعي كَانَ أَمِير طبلخاناة(5/384)
بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أَبوهُ يتَصَرَّف فِي المباشرات السُّلْطَانِيَّة بصفد وتقلبت الْأَيَّام بولده إِلَى أَن ولي الحجوبية بصفد ثمَّ اعتقل بالإسكندرية فِي وَاقعَة بيبغاروس ثمَّ ولي الحجوبية بحلب وَجعله شيخو على ديوانه بحلب فاجتهد فِي مناصحته ثمَّ أعْطى طبلخاناة بِمصْر وَولي شدّ العمائر السُّلْطَانِيَّة وَولي قبض مغل منفلوط بآخرة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 762 وَله نَحْو الْخمسين وَكَانَ مشكورا فِي سيرته
1676 - مُحَمَّد بن عنبر جى البان المغلي بن نوين أقيم فِي المملكة بعد قتل بوسعيد وَكَانَ بوسعيد لما مَاتَ زعمت سَرِيَّة لَهُ أَنَّهَا حُبْلَى فَوضعت وَكَانَ مُحَمَّدًا هَذَا فَلَمَّا هزم الشَّيْخ حسن جموع مُوسَى بن عَليّ فِي سنة 38 وَقتل مُوسَى عمد الشَّيْخ حسن إِلَى هَذَا الصَّبِي فأقامه فِي السلطنة وَله عشر سِنِين وناب لَهُ واضطربت المملكة فِي زَمَانه فَأقبل من الرّوم ولدا تمرتاش ومعهما محفة أوهما أَن أباهما فِيهَا وَأَنه لم يقتل وَأَن النَّاصِر لما أَمر بقتْله عمد بكتمر وبكلمش إِلَى تركي يُشبههُ فقطعا رَأسه فأحضراه للناصر واختفى تمرتاش ثمَّ بعثاه سرا فِي الْبَحْر إِلَى بِلَاد الرّوم فَلَمَّا وَقع ذَلِك هرب الشَّيْخ حسن الْكَبِير إِلَى خُرَاسَان وهاج النَّاس وَاشْتَدَّ الْبلَاء وكثرالظلم والنهب وانقطعت السبل ثمَّ هلك مُحَمَّد هَذَا وَمَاجَتْ الْبِلَاد وَذَلِكَ فِي آخر سنة 738 وَأَرْسلُوا إِلَى طغاي تمر ملك خُرَاسَان وَهُوَ ابْن عَم أرتكون الْمَقْتُول فتوقف ووثب جمَاعَة على الَّذِي زعم أَنه تمرتاش فطردوه فَقدم الْعرَاق فِي زِيّ الصُّوفِيَّة ثمَّ خمل ذكره وَقتل واستولت ساطي بك(5/385)
بنت خربندا أُخْت أبي سعيد على الممالك وتسلطنت وخطب لَهَا وَذَلِكَ فِي سنة 739
1677 - مُحَمَّد بن عوض بن سُلْطَان بن عبد الْمُنعم الْبكْرِيّ نَاصِر الدّين الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن قَبيلَة ولد سنة سَبْعمِائة وتفقه وَولي التدريس بِمَدِينَة الفيوم مُدَّة وَكَانَ ماهراً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية والهيئة وصنف تصانيف مفيدة وأنجب وَلَده الشَّيْخ نور الدّين ابْن قَبيلَة وَمَات بدهروط وَهُوَ يُصَلِّي الصُّبْح فِي شهور سنة 774 قَرَأت بِخَط الشَّيْخ شمس الدّين بن الْقطَّان فِي ذيل الطَّبَقَات لَهُ سَمِعت الشَّيْخ يحيى الْجُزُولِيّ الْمَالِكِي يَقُول سَمِعت الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الْمَالِكِي يَقُول كَانَ بيني وَبَين الشَّيْخ نَاصِر الدّين ابْن قَبيلَة وَقْفَة فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فَقَالَ لي اصْطلحَ مَعَ مُحَمَّد الْبكْرِيّ وَأَشَارَ إِلَيْهِ فَلَمَّا استيقظت سَافَرت إِلَيْهِ حَتَّى اصطلحت مَعَه قلت وَاتفقَ أَنَّهُمَا مَاتَا فِي شهر وَاحِد فِي هَذِه السّنة كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته
1678 - مُحَمَّد بن عوض بت عبد الْخَالِق بن عبد الْمُنعم بن يحيى بن الْحسن بن مُوسَى بن يحيى بن يَعْقُوب التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الْمَالِكِي نَاصِر الدّين ولد سنة 644 تخميناً وَسمع من النجيب من مُسْند أَحْمد وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ الحرانى وَغَيره وتفقه وبرع فِي الْأُصُول على الْقَرَافِيّ وَيُقَال إِنَّه طلب للْقَضَاء بِمصْر فَامْتنعَ(5/386)
وَمَات بديروط فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 733 وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله
1679 - مُحَمَّد بن عَيَّاش بن
1680 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن حسن بن كرّ الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين المرواني من ولد مَرْوَان بن مُحَمَّد آخر خلفاء بني مَرْوَان قدم أَبوهُ من بَغْدَاد حِين غلب عَلَيْهَا هلاكو وَكَانَ من الْأُمَرَاء فولد لَهُ مُحَمَّد بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر ربيع الأول سنة 681 وَحفظ الْقُرْآن والعمدة وكتاباً فِي مَذْهَب أَحْمد وملحة الْأَعْرَاب وَسمع من الدمياطي وغازي الحلاوي ومؤنسة خاتون بنت الْعَادِل وَغَيرهم وَولي مشيخة الزاوية الَّتِي بجوار المشهد الْحُسَيْنِي وَأُخْرَى بِالْقربِ من الدكة بشاطئ الخليج سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَأخذ علم الموسيقى عَن غير وَاحِد ففاق الأقران وصنف فِيهِ تصنيفاً بديعاً وَصَارَ فِي فنه فَردا لَا يلْحق وَنقل مَذَاهِب القدماء وحررها وَأخذ نَفسه بِأَن لَا يمر بِهِ صَوت مِمَّا ذكره ابو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ إِلَّا ويجئ بِهِ على وَجهه وَكَانَ عَزِيز النَّفس شهماً عفيفاً وَلم يتكسب بصناعة الموسيقى ذكر ذَلِك ابْن فضل الله وَقَالَ كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ ويتورد وَلَقَد رَأَيْته يَوْمًا غنى فأضحك ثمَّ غنى فأبكى ثمَّ غنى فنوم فَرَأَيْت بعيني مَا كنت سَمِعت بأذني عَن الفارابي وَقَالَ ابْن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ مر ابْن كرّ على قوم يغنون فحرك بغلته حَتَّى مشت على إيقاعهم(5/387)
وَهَذَا أعجب مَا يحْكى مَاتَ سنة 763
1681 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم بن مَكْتُوم الْقَيْسِي بدر الدّين الْعَطَّار كَانَ فَاضلا من أَصْحَاب الشَّيْخ حَمَّاد الزَّاهِد وَسمع من الشَّيْخ برهَان الدّين بن الفركاح وَغَيره وَمَات هُوَ وَأَخُوهُ جَمِيعًا فِي سنة 776 فَمَاتَ مُحَمَّد فِي شهر الْمحرم
1682 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عبد الله السكْسكِي الْمصْرِيّ نزيل دمشق مهر فِي الْعَرَبيَّة وشغل النَّاس بهَا وَكَانَ كثير المطالعة والمذاكرة وَله أرجوزة التصريف وَكتب شَيْئا على منهاج النَّوَوِيّ وَله سَماع من عبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَغَيره وَكَانَ كثير الْعِبَادَة حسن الْبشر جيد التَّعْلِيم درس وَأفْتى وَولي الخانقاه الشهابية وَكَانَت إِقَامَته بهَا وَله أسئلة فِي الْعَرَبيَّة سَأَلَ عَنْهَا السُّبْكِيّ الْكَبِير فَأَجَابَهُ وَكَانَ وَفَاته فِي 12 شهر ربيع الأول سنة 760
1683 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عُثْمَان بن عَليّ الْحِمْيَرِي الصنهاجي الفاسي تلميذ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد بن أبي جَمْرَة واشتهر بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وَالْقِيَام فِي الْحق وَانْقطع أخيراً بالإسكندرية وَمَات بهَا فِي الْمحرم سنة 726
1684 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ التدلي الصنهاجي الأندلسي ثمَّ الدمشقى دلال الْكتب ولد فِي سنة 610 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر الرسَالَة للشَّافِعِيّ وَالْجَامِع للخطيب وَحدث وَمَات لَيْلَة عيد الْأَضْحَى(5/388)
سنة 726
1685 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الْقشيرِي شمس الدّين بن شرف الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ابْن أخي تَقِيّ الدّين ولد سنة 666 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وشامية بنت البكرى وَعبد الْوَهَّاب بن الْفُرَات وَغَيرهم وَحدث ودرس وَولي نظر الْمَوَارِيث وَمَات فِي 25 جُمَادَى الأولى سنة 745
1686 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن ذُؤَيْب بن مشرف الْأَسدي ثمَّ الغاضري شمس الدّين بن شرف الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ولد سنة 711 وحرص عَلَيْهِ أَهله وشغلوه بِالْعلمِ ثمَّ تعلم الْكِتَابَة والحساب وباشر فِي جِهَات ثمَّ تعلق بالإنشاء وَكَانَ النثر وَالنّظم سهلاً عَلَيْهِ وَتَوَلَّى توقيع حمص ثمَّ تولى نظر نابلس ثمَّ كتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق ثمَّ ولي توقيع غَزَّة فِي سنة 61 ثمَّ ولي كِتَابَة سر صفد فِي سنة 62 ثمَّ كِتَابَة سر غَزَّة مرّة ثَانِيَة إِلَى أَن مَاتَ بالطاعون فِي غَزَّة فِي أَوَائِل رَمَضَان سنة 764 وأرخه ابْن حبيب سنة 62 وَلم يذكر الشَّهْر قَالَ الصفدى كتب إِلَى قرين جبن صرخدي أهداه لي يَا شُجَاع الْعُلُوم والجود وَالْفضل وَشَيخ الْوُجُود فِي كل فن قد تجاسرت فِي الْهَدِيَّة فاسمح بالتغاضى واستر بِحِلْمِك جبني وَله من لغز فِي ديك
(مَا اسْم ثاو فِي الأَرْض بَين البرايا ... وَله صَاحب حوته السَّمَاء)
(وَهُوَ عَار ملبس ثوب حسن ... عِنْده الصَّيف والشتاء سَوَاء)(5/389)
(قَامَ بِالْعرْفِ آمرا وعَلى الْعَادة ... يجْرِي وَلَيْسَ فِيهِ رئاء)
1687 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن بدر بن رزيك الغساني أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي عز الدّين النَّاسِخ ولد سنة 677 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ المشيخة وَحدث بهَا وَمَات فِي 18 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 740 وَله شعر حسن كتب عَنهُ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه قَوْله
(مَا قل سَمْعِي بخود أَتَت ... بِلَفْظ حلا فجلا السكرا)
(وَمَا بِي من صمم عَارض ... وَلَكِن يلذ إِذا كررا)
1688 - مُحَمَّد بن الْمجد عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف البعلي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمجد ولد سنة 666 وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق ببعلبك وَابْن مشرف بِدِمَشْق وسنقر وبحلب تفقه وتفنن ثمَّ ولي قَضَاء بعلبك مُدَّة ثمَّ طرابلس ثمَّ ترك وَسكن دمشق ودرس بالقوصية ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس وَسمع بِنَفسِهِ الْكثير من ابْن مشرف والموازيني وسنقر وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَلامَة مناظراً وَقَالَ غَيره أَخذ عَن القَاضِي شمس الدّين ابْن بهْرَام وَأخذ عَن نجم الدّين ابْن مكي فِي الْمَعْقُول وَكَانَ كثير الْفُنُون مواظباً على المطالعة درس وَأفْتى ونفع النَّاس مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 730 بطرابلس ذكره ابْن رَافع وَقَالَ كَانَ فَاضلا فِي فنون من الْعلم
1689 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي كَانَ فَقِيها مُحدثا فَاضلا ورعاً زاهداً مَاتَ بِأَبْيَات حُسَيْن سنة 744 وَذكره الأسنوي(5/390)
1690 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن مهنا أَمِير آل فضل كَانَ حسن الشكل لَهُ معرفَة ودربة وَهُوَ أَخُو مهنا مَاتَ فِي رَجَب سنة 724 عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة وَكَانَ اخوه مِنْهَا لما غضب عَلَيْهِ النَّاصِر وَعصى عَلَيْهِ قدم مُحَمَّد هَذَا فَاعْتَذر عَنهُ فِي شعْبَان سنة 715 فَقبل النَّاصِر عذره وخلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ مكرماً فَلَمَّا جهز خربندا مَعَ حميضة عسكرا ليَأْخُذ لَهُ مَكَّة كبسهم مُحَمَّد بن عِيسَى هَذَا وَقتل مِنْهُم كثيرا وَأرْسل إِلَى النَّاصِر مِنْهُم أَرْبَعمِائَة أَسِير فأعجب النَّاصِر ذَلِك وَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ
1691 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَسْعُود الصُّوفِي أَبُو الْخطاب بن الشَّيْخ عِيسَى السبتي يلقب مجد الدّين ولد بِمصْر سنة 673 وَسمع من ابْن ترْجم جَامع التِّرْمِذِيّ وتحول إِلَى دمشق فسكنها وَولي بهَا مشيخة دروس جمة عِنْد بَاب الْبَرِيد وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 745
1692 - مُحَمَّد بن عِيسَى الأقصرائي ثمَّ الدِّمَشْقِي عز الدّين الْحَنَفِيّ حدث وتفقه ودرس وخطب وَكَانَ متواضعاً حسن الْخلق دينا خيرا مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 749 وَولده بدر الدّين سمع من الْمزي وتفقه ودرس وخطب وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 773
1693 - مُحَمَّد بن عِيسَى بدر الدّين التركماني تعانى الخدم وَولي شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ اسْتمرّ بعد صرف النَّاصِر الوزراء هُوَ ونظار الدولة فتوفرت حرمته(5/391)
وعظمت مكانته ثمَّ صرف وجرد إِلَى مَكَّة للقبض على حميضة فنزلها وَمنع العبيد من حمل السِّلَاح ثمَّ طردهم ونادى بِالْعَدْلِ ثمَّ أخرج إِلَى دمشق أَمِيرا ثمَّ نقل إِلَى شدّ الدَّوَاوِين بطرابلس فِي سنة 726
1694 - مُحَمَّد بن عِيسَى اليافعي الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد فضلاء الْيمن ولي قَضَاء عدن وَكَانَ دينا خيرا فَاضلا وَهُوَ وَالِد صاحبنا الْفَقِيه عمر بن عِيسَى قَاضِي عدن مَاتَ سنة 775
1695 - مُحَمَّد بن غَازِي بن عَليّ بن شير بن حَاتِم التركماني الأَصْل الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بِابْن الْحِجَازِي نِسْبَة إِلَى جده لأمه مُحَمَّد بن عمر بن حسن الحجازى لكَونه رباه وهوصغير لِأَن أَبَاهُ مَاتَ وَله ثَلَاث سِنِين ثمَّ كَانَ هُوَ يسكن بتربة بني الزكي ويؤم بهَا وَله بهم اخْتِلَاط ومولده سنة 654 وروى عَن القَاضِي مُحي الدّين ابْن الزكي والنجيب الْحَرَّانِي وَغَيرهمَا وَمَات فِي نصف شَوَّال سنة 728 وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة ذكره البرزالي
1696 - مُحَمَّد بن غَالب بن سعيد الجياني ولد بعد الْعشْرين وسِتمِائَة وَطلب الحَدِيث وَحج وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان وَابْن عبد الدَّائِم وجاور بِمَكَّة وَمَات سنة 702
1697 - مُحَمَّد بن غَالب بن يُونُس بن غَالب بن مُحَمَّد بن سعيد الْأنْصَارِيّ الأندلسي الجياني قدم مصر وَحج وَأخذ النَّحْو عَن ابْن مَالك وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وَكَانَ ورعاً زاهداً مَاتَ سنة 703 وَله(5/392)
أَربع وَسَبْعُونَ سنة
1698 - مُحَمَّد بن غالي بن نجم بن عبد الْعَزِيز الدمياطي شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن الشماع ولد سنة 650 وَسمع من ابْن علاق والمعين والنجيب فَأكْثر والبروجردى وَعبد الهادى وَإِسْمَاعِيل المليجى وَالشَّيْخ حُسَيْن بن عَليّ بن أبي مَنْصُور وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ من الْعُدُول بِالْقَاهِرَةِ حَدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ جمَاعَة مِنْهُم ابْن حَمَّاد والحلاوي والزينبي وَأَبُو بكر بن حُسَيْن وَآخَرُونَ قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته كَانَ نظيف الثِّيَاب حسن الفكاهة وأسمع الْكثير وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 741
1699 - مُحَمَّد بن غَانِم الغانمي الْمَقْدِسِي ولد سنة 712 وَهُوَ مِمَّن أجَاز لعبد الرَّحِيم ابْن الطرابلسي صاحبنا فِي سنة ثَمَانِينَ
1700 - مُحَمَّد بن أبي غَانِم بن أبي سعد بن أبي غَانِم النابلسي التَّاجِر ولد فِي الْمحرم سنة 38 وَسمع من الْمعِين وَابْن عزون وَابْن مُضر وَحدث وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام والمخالطة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 721 ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 23 ذِي الْحجَّة
1701 - مُحَمَّد بن غَنَائِم بن حسان الدِّمَشْقِي ولد سنة 670 تَقْرِيبًا وَسمع من الْفَخر وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَكَانَ صوفياً بخانقاه الطواويس ويتعانى الشَّهَادَات مَعَ حسن السمت وَكَثْرَة الْوَقار مَاتَ فِي 11 شعْبَان سنة 755 سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ(5/393)
1702 - مُحَمَّد بن غَنَائِم بن مُحَمَّد البعلي التَّاجِر شمس الدّين سمع من إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد بن حَاتِم المشيخة الصُّغْرَى لأبي عَليّ بن شَاذان وَحدث بهَا عَنهُ سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1703 - مُحَمَّد بن الْفُرَات الْحِجَازِي نزيل دمشق اشْتغل بالفقه بالبادرائية ثمَّ حصل عِنْده غيبَة ثمَّ أصمت فَأَقَامَ عشر سِنِين لَا يكلم أحدا يقْعد على الرض الأَرْض بميدان الْحَصَى غربي الْمصلى صيفاً وشتاء وَتَحْت المنظر لَا يتَغَيَّر وَمن أحضر لَهُ مَأْكُولا أكل مِنْهُ تَارَة وَتارَة لَا يَأْكُل وَلَا يطْلب ثمَّ تكلم مَعَ بعض النَّاس يَسِيرا ثمَّ صمت ثمَّ صَار يمشي إِلَى بَاب الخانقاه أَحْيَانًا وَإِلَى سوق الْخَيل وَلَا يَأْخُذ من أحد شَيْئا إِلَّا إِن جَاع فَيَأْخُذ درهما أَو نصيفا أَو فُلُوسًا فيعطي ذَلِك لطباخ أَو خباز فيعطيه مِمَّا بَين يَدَيْهِ فيأكل فَيذْهب ويتبرك النَّاس بِمَا يفضل مِنْهُ ذكر ذَلِك كُله شمس الدّين الْجَزرِي فِي تَارِيخه وَقَالَ كَانَ لي مِنْهُ نصيب وافر وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الأولى سنة 706
1704 - مُحَمَّد بن فَرح بن اسماعيل بن يُوسُف بن نصر أَخُو السُّلْطَان أبي الْوَلِيد كَانَ ساذجا كثير التهورمنهمكا فِي الْأكل ثمَّ انْتقل بعد أَبِيه لما ولي أَخُوهُ الْملك إِلَى تلمسان ثمَّ ثار مِنْهَا قصداُ للْملك فَلم يتَّفق وَاسْتمرّ مشرداً إِلَى أَن أُعِيد إِلَى بعض الْبِلَاد فقطنها إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 735
1705 - مُحَمَّد بن فضل الله بن أبي الْحُسَيْن بن غالي غياث الدّين خواجاً الْوَزير ابْن الْوَزير رشيد الدولة الهمذاني لما قتل وَالِده تسلم هُوَ وَكبر فاشتغل بِالْعلمِ(5/394)
وَصَحب أهل الْخَيْر فَلَمَّا توفّي الْوَزير على شاه طلبه بوسعيد وفوض إِلَيْهِ الوزارة ومكنه من الْأُمُور وَألقى إِلَيْهِ مقاليد الممالك إِلَى أَن صَار فِي مرتبَة نظام الْملك وأنظاره وَكَانَ جميل الصُّورَة وافر الْعقل صائب الرَّأْي حسن الْإِسْلَام أثر اثار جميلَة من تخريب الْكَنَائِس وَالسَّعْي فِي الصُّلْح بَين التتار وَأهل الْإِسْلَام ورد الْمَوَارِيث إِلَى مَذْهَب أبي حنيفَة من تَوْرِيث ذَوي الْأَرْحَام وَكَانَ إِلَيْهِ تَوْلِيَة النواب فِي الممالك وعزلهم لَا يُخَالِفهُ صَاحبه فِي ذَلِك وَلما مَاتَ بوسعيد قَامَ هَذَا الْوَزير بتدبير المملكة فَخرج عَلَيْهِ عَليّ باشا خَال أبي سعيد فانفل جمعه وَآل أمره إِلَى أَن قتل هُوَ وَالَّذِي سلطنه بعد أبي سعيد واسْمه أرباخان وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة 736
1706 - مُحَمَّد بن فضل الله بن أبي نصر بن أبي الرضي القبطي سديد الدّين الْمَعْرُوف بِابْن كَاتب المرج الصعيدي تعانى الْآدَاب وَالْكِتَابَة وَقَرَأَ فِي النَّحْو وَالْأُصُول على نجم الدّين الطوفي لما قدم عَلَيْهِم بقوص وَقَرَأَ التَّقْرِيب على أبي حَيَّان مُؤَلفه وَأخذ عَن التَّاج الدشناوي وفخرالدين اللمطي وَشرف الدّين النصيبي وَغَيرهم من الأدباء ونظم الشّعْر الرَّقِيق الظريف وَولي وكَالَة(5/395)
بَيت المَال بقوص وتنقل فِي الولايات قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ أَبوهُ نَصْرَانِيّا لكنه أعْطى من سَعَة الْعَطاء مَا يعز الْآن وجوده فجازاه الله بِإِسْلَام أَوْلَاده أحسن إِسْلَام وهداهم إِلَى اتِّبَاع سنة الْمُصْطَفى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَمن نظم السديد
(إِذا حملت طيب الشذى نسمَة الصِّبَا ... فَذَاك سلامي والنسيم فَمن رُسُلِي)
(وَإِن طلعت شمس النَّهَار ذكرتكم ... بصالحة والمثل يذكر بِالْمثلِ) وَله
(أوصيك يَا مرتحلاً ... بقلب من قد وَدعك)
(إِن عَاشَ أَو مَاتَ فَلَا ... تفض عَلَيْهِ أدمعك)
(وأردده لي مصبراً ... فالقلب وَالصَّبْر مَعَك)
وَله
(أَقُول لجنح اللَّيْل لَا تحك شعر من ... هويت وَهَذَا القَوْل من جهتي نصح)
(فقد رام ضوء الصُّبْح يَحْكِي جَبينه ... مرار فَمَا حاكاه وَافْتَضَحَ الصُّبْح) وَأنْشد لَهُ الْكَمَال أبياتاً خاطبه بهَا لما أَرَادَ أَن يرحل إِلَى مصر يَقُول فِيهَا
(أَبَا الْفضل صيرت الصَّعِيد وطالما ... شكا أَهله إِلَّا محاله وصارا نَهَارا)(5/396)
(فسر أَو أقِم فِينَا فَمَا زَالَ جَعْفَر ... يسَار الْقَرَائِن أَقَامَ وَإِن سارا) وَمن لطائفه القصيدة الرائية الَّتِي أَولهَا
(أحدثكُم بِهِ وأقيم عُذْري ... ودع يدْرِي بِنَا من لَيْسَ يدْرِي)
(غزال يوسفي الْحسن لَكِن عَزِيز لَا يُبَاع بِملك مصر) يَقُول فِيهَا
(وَلما فاق شمس الْحسن حسنا ... مَشى مستمهلاً وَالشَّمْس تجْرِي) قَالَ الْكَمَال أديب عَاقل كريم وَذكر أَنه نظم قصيدة نبوية على وزن بَانَتْ سعاد أَجَاد فِيهَا وَأنْشد لَهُ من قصيدة
(إِن رمت صبرا نهتني عَنهُ مقلته ... وَهِي الَّتِي أمرت بالعشق كل خلي)
(لم يرض بِالصبرِ من بخل على فَمه ... فَكيف يسمح لي من فِيهِ بالعسل) قَالَ الصَّفَدِي مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
1707 - مُحَمَّد بن فضل الله الْعَدوي بدر الدّين أَخُو كَاتب السِّرّ مُحي الدّين ولد سنة 634 وَسمع من إِسْمَاعِيل الْعِرَاقِيّ وَفرج الحبشي وَشرف الدّين الأربلي وَغَيرهم وَكَانَ من أَعْيَان الْكتاب المتصرفين أسر فِي أَيَّام غازان وَدخل مَعَهم الْبِلَاد ثمَّ خلص وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 706
1708 - مُحَمَّد بن فضل الله القبطي فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش ولد سنة 59 وَلما(5/397)
أسلم أعرض عَن النَّصَارَى جملَة وَتسَمى مُحَمَّدًا وَلم يُمكن نَصْرَانِيّا أَن يدْخل دَاره أصلا وَحج عشر مَرَّات وزار الْقُدس وَأحرم مرّة من الْقُدس إِلَى مَكَّة وَدخل كَنِيسَة قمامة فَسمع وَهُوَ يَقُول {رَبنَا لَا تزغ قُلُوبنَا بعد إِذْ هديتنا} وَكَانَت صدقته فِي كل يَوْم ألف دِرْهَم وَبنى عدَّة مَسَاجِد وعدة أحواض يسقى فِيهَا المَاء فِي الطرقات وَله مارستان بالرملة وَآخر بنابلس وَكَانَ شَدِيد العصبية وَكَانَ شرف الدّين ابْن زنبور خَاله يصفه بالصلابة فِي الدّين قبل أَن يسلم وَترك اسْتِعْمَال الْخمر والإقبال على الصَّلَاة وَبنى بالديار المصرية عدَّة مَسَاجِد وأحواضاً ومدرسة بنابلس وبالرملة مرستاناً وَكَانَ كثير التعصب لأَصْحَابه وَالْقِيَام بأمورهم وَكَانَ فِي أول أمره كَاتب المماليك إِلَى أَن مَاتَ بهاء الدّين الْحلِيّ فولى نظر الْجَيْش مَكَانَهُ واتصل بِخِدْمَة النَّاصِر مُحَمَّد وَغَضب عَلَيْهِ لما حضر من الكرك فِي الْمرة الثَّالِثَة وَقرر قطب الدّين ابْن شيخ السلامية مَكَانَهُ وَأخذ مِنْهُ أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 712 ثمَّ أُعِيد إِلَى وظيفته بعد شهر وَأمر بِإِعَادَة مَا أَخذ مِنْهُ فَقَالَ ياخوند أَنِّي خرجت عَنْهَا لَك وَأُرِيد أَن ابْني لَك بهَا جَامعا فَبنى لَهُ الْجَامِع الْجَدِيد وَبلغ من أمره أَن جندياً طلب من النَّاصِر إقطاعاً فَقَالَ لَهُ لَو كتب ابْن قلاون مَا أَعْطَاك القَاضِي فَخر الدّين خَبرا يعْمل أَكثر من ثَلَاثَة آلَاف وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ على النَّاصِر أَن لَا يستوزر أحدا فَأبْطل ذَلِك بعد مغلطاى وَصَارَت أُمُور الممكة مُتَعَلقَة بفخر الدّين كلهَا وَغَضب النَّاصِر مِنْهُ لِكَثْرَة معارضته لَهُ فصاح عَلَيْهِ اخْرُج من وَجْهي وَلَا أرى وَجهك من بعْدهَا فَخرج(5/398)
وَهُوَ يَقُول لقد أراحني الله فَغَضب مِنْهُ وَنزع خفيه وضربه بهما فَقَالَ وسطني مَا أخدمك بعْدهَا فَأمر بِإِخْرَاجِهِ ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ عَن قرب ووصاه أَن لَا يعْتَرض عَلَيْهِ فِي الْمجْلس الْعَام وَكَانَ لَا يَأْخُذ من معاليمه سوى كماجة وَاحِدَة يزْعم أَنه يتبرك بهَا كل يَوْم صودر أَهله بعد مَوته وَكَانَ جملَة مَا حمل إِلَى النَّاصِر من أَمْوَاله ألف ألف دِرْهَم سوى مَا ترك لأولاده وأوقافه وَكَانَ أرغون النَّائِب يكرههُ فَلم يزل فَخر الدّين يعْمل عَلَيْهِ إِلَى أَن أخرج إِلَى الشَّام فَقَالَ للناصر يَوْمًا مَا يقتل الْمُلُوك إِلَّا نوابهم فتخيل النَّاصِر من أرغون فَلَمَّا رَجَعَ أرْسلهُ نَائِبا بحلب وَيُقَال أَنه لما مَاتَ لَعنه النَّاصِر وسبه وَقَالَ لَهُ خمس عشرَة سنة مَا يدعني أعمل مَا أُرِيد وَمن بعده تسلط السُّلْطَان على النَّاس وصادرهم وعاقبهم وتجرأ على كل شئ وانتفع بِهِ خلق كثير فِي الدولة الناصرية من الْأُمَرَاء والقضاة وَالْعُلَمَاء والصلحاء والأجناد وَلم يكن أحد من الْأُمَرَاء والمتعممين فِي مَنْزِلَته عِنْد النَّاصِر وَكَانَ يمازحه ويطلعه على أسراره وَتمكن مِنْهُ إِلَى أَن صَار من اجْتمع بِهِ من غير علمه تروح روحه وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 732
1709 - مُحَمَّد بن الْفضل بن سُلْطَان بن عماد بن تَمام الجعبري ثمَّ الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن الْخَطِيب ولد بقلعة جعبر فِي رَجَب سنة 624 وَسمع من مُحَمَّد بن حَامِد بن أبي العميد الْقزْوِينِي وَحدث وَكَانَ صَالحا عابداً ورعاً كثير الزّهْد والورع وانتقل إِلَى الْقَاهِرَة وَسكن بِمَسْجِد عرف بِهِ فَقيل لَهُ مَسْجِد الْحلَبِي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 713(5/399)
وَحسن بن المهير وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وعني بالرواية وَحصل الْأُصُول وأتقن الْفِقْه وبرع فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ عَن ابْن مَالك ولازمه وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَكَانَ متعبداً متواضعاً حسن الشَّمَائِل جيد الْخِبْرَة بِأَلْفَاظ الحَدِيث وصنف شرحاً كَبِيرا للجرجانية قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا دينا متواضعاً متصوناً متعبداً ريض الْأَخْلَاق تَارِكًا للتكلف مدمناً للاشتغال كثير المحاسن كَانَ أَبُو الْحسن حموه يَقُول هُوَ جبل علم يمشي وَتوجه من دمشق إِلَى الْقُدس فَدخل الديار المصرية بِسَبَب مَعْلُوم لَهُ فَدَخلَهَا مَرِيضا فَمَرض بهَا أَيَّامًا يسيرَة وَمَات بالمرستان فِي الْمحرم سنة 709
1717 - مُحَمَّد بن قَاسم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الجياني الأَصْل المالقي الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله لقبه السديد بتثقيل الْيَاء قَالَه ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أَبِيه وَحفظ الرسَالَة والشهاب وَغَيرهمَا وعنى بالقراءات وَأخذ عَن جمَاعَة بغرناطة وتونس وَكَانَ طيب النغمة حسن الصَّوْت وعظ النَّاس وَكَانَ ظريف المجالسة وتقلد شَهَادَة الدِّيوَان بمالقة وَنظر فِي الْحِسْبَة ثمَّ طَرَأَ عَلَيْهِ طرش عافاه الله مِنْهُ
1718 - مُحَمَّد بن قَاسم بن أَحْمد الفِهري الْمُؤَدب أَبُو عبد الله المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أبي عبد الله بن سمعون وَأبي حعفر بن الطباع وَغَيرهمَا وَكَانَ مولده سنة بضع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ حسن التَّعْلِيم(5/401)
كثير النَّوَادِر حسن الشّعْر لَهُ مُشَاركَة فِي فنون وَعمر إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 733 عَن نَحْو سبع وَتِسْعين سنة
1719 - مُحَمَّد بن قَاسم الْأَحْمَر الخليلي الْمُقْرِئ سمع من ابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَأبي البركات ابْن النّحاس وَغَيرهم وَكَانَ حسن الصَّوْت طيب الإنشاد مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 703
1720 - مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن عَليّ الغساني المالقي كَانَ عَارِفًا بالقراءات مَعَ مُشَاركَة فِي فنون قَالَ الْحَافِظ وَهُوَ من مَشَايِخ الشَّيْخ قَاسم بن مُحَمَّد المالقي أحد مشايخي بِالْإِجَازَةِ مَاتَ سنة 775
1721 - مُحَمَّد بن قَاسم بن ربيع الْهَاشِمِي أَبُو عبد الله الغرناطي روى عَن البَجلِيّ الرندي وَأبي الْخطاب ابْن وَاجِب وَأبي الْقَاسِم الملاحي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ وَالْفضل وأقرأ فِي أَوْقَات كَثِيرَة ثمَّ اتّفق أَنه دخل فِي شئ من عمل السُّلْطَان فَصَرفهُ النَّاس عَن الصَّلَاة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 732
1722 - مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد النويري المالقي الإسْكَنْدراني وصنف تصنيفاً فِي ثَلَاث مجلدات عمل فِيهِ صفة الكائنة الْعُظْمَى الَّتِي وَقعت للفرنج فِي أول سنة 67 حَيْثُ ملكوا الْإسْكَنْدَريَّة ونهبوا أموالها وأسروا نساءها ورجالها وَإِنَّمَا اطاله باستطراده من شئ إِلَى شَيْء فَإِنَّهُ بَدَأَ بِفَتْح الْإسْكَنْدَريَّة فَأطَال فِي ذَلِك وسَاق أَخْبَارهَا فَكَانَ خبر الْوَقْعَة فِي جَانب مَا ذكر كَالشَّامَةِ(5/402)
1723 - مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد البرزالي ولد سنة 695 واسمعه أَبوهُ الْكثير وَحصل لَهُ الإجازات من شُيُوخ عصره وَمهر وَهُوَ شَاب فِي الْفِقْه والنحو والخط وَمَات قبل أَن يبلغ الْعشْرين فِي شهر الله الْمحرم سنة 713
1724 - مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد الْوَادي آشي كَانَ حسن الْخط فائقاً فِي التذهيب ولي الْقَضَاء بِبَعْض الْأَمَاكِن فَشَكَرت سيرته قَالَه ابْن الْخَطِيب وَأنْشد لَهُ شعرًا وَلم يُقيد وَفَاته وَلكنه عده فِيمَن أدْرك وقته من أدباء وقته وَكَأَنَّهُ تَأَخَّرت وَفَاته بعده
1725 - مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن أبي الْبَدْر المليحي الوَاسِطِيّ الْوَاعِظ اشْتغل بالفقه وَالْأُصُول وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أَحْمد بن غزال وَمهر فِي الْفَنّ حَتَّى نظم قصيدا فِي الْقرَاءَات الْعشْر وَكَانَ حسن الصَّوْت بعيد الصيت فِي الْوَعْظ وَأَنْشَأَ خطباً وتصاديق ومدائح وخطب بِبَغْدَاد بالجامع الَّذِي أنشأه الْوَزير مُحَمَّد بن الرشيد وَمَات بواسط سنة 744
1726 - مُحَمَّد بن قَاسم بن أبي بكر الْقرشِي المالقي نزيل غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ كَاتبا بارع الْكِتَابَة وَالنّظم حسن النادرة عَارِفًا بالطب ولي النّظر على المرستان بفاس وَمَات فِي وسط سنة 757 وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة
1727 - مُحَمَّد بن قَاضِي بن سَنَد الْهِنْدِيّ ولد سنة 712 بمدنة دهلي وَقدم بِمَكَّة فجاور بهَا وَكتب بِخَطِّهِ فِي استدعاء لِابْنِ سكر مِنْهُ سنة ثَمَانِينَ(5/403)
وَآخر لعبد الرَّحِيم الطرابلسي صاحبنا
1728 - مُحَمَّد بن قايماز بن عبد الله الدِّمَشْقِي شمس الدّين ابْن الصارم عَتيق بشر الطَّحَّان ولد فِي أَوَائِل سنة عشْرين وَسمع من الزبيدِيّ والسخاوي وَابْن اللتي وَابْن الصَّباح وَالْفَخْر الأربلي وَابْن باسويه وَغَيرهم وَتفرد بِالسَّمَاعِ من ابْن باسويه وَمُحَمّد بن نصر وَابْن تامر بن قوام وَمَات فِي 17 صفر سنة 702 وَكَانَ تَلا بالسبع على السخاوي ولكنة لم يقرئ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خيرا متواضعاً حسن السمت
1729 - مُحَمَّد بن قطلبك بن قراسنقر بدر الدّين ابْن الجاشنكير ولي ولَايَة الْبر فِي أَيَّام تنكز وَولي الحجوبية فِي سنة 741 فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق مَاتَ قبل أَن يُبَاشِرهَا فِي يَوْم الْأَضْحَى من السّنة
1730 - مُحَمَّد بن قليج بن كيكلدي العلائي ابْن أخي الشَّيْخ صَلَاح الدّين يلقب بدر الدّين ولد سنة 15 وَسمع بعناية عَمه من أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَالقَاسِم بن مظفر وَغَيرهمَا وأحضره عِنْد حسن بن عمر الْكرْدِي وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَيُونُس الدبوسي وَجَمَاعَة وَحدث بالكثير وَكَانَ فَاضلا خيرا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 776 مطعوناً بِبَيْت الْمُقَدّس
1731 - مُحَمَّد بن قلاون بن عبد الله الصَّالِحِي الْملك النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور(5/404)
ولد فِي صفر وَقيل فِي نصف الْمحرم سنة 684 وشوهد مِنْهُ أَنه ولد وَكَفاهُ مقبوضتان ففتحتهما الداية فَسَالَ مِنْهُمَا دم كثير ثمَّ صَار يقبضهما فاذا فتحتهما سَالَ مِنْهُمَا دم كثير فَأَنْذر ذَلِك بِأَنَّهُ يسفك على يَدَيْهِ دِمَاء كَثِيرَة فَكَانَ كَذَلِك وَأول مَا ولي السلطنة عقب قتل أَخِيه الْأَشْرَف فِي نصف الْمحرم سنة 93 وعمره تسع سِنِين سَوَاء وَاسْتقر كتبغا نَائِبا والشجاعي وزيراً ثمَّ وَقع بَينهمَا وانفق الشجاعي فِي يَوْم وَاحِد ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَكَاد أَن يغلب ثمَّ انتصر بيسري وبكتاش لكتبغا وحاصروا الشجاعي فِي القلعة فأغلقت أم النَّاصِر بَاب القلعة وَبَقِي الشجاعي محصوراً فِي دَار الوزارة فأنفل جُمُعَة فَطلب الْأمان فآل أمره إِلَى الْقَتْل وطلع كتبغا إِلَى القلعة وجددت العهود للناصر وخطب لَهُ بعد ذَلِك بِدِمَشْق ولولي عَهده كتبغا واستقل كتبغا بتدبير المملكة إِلَى أَن تسلطن فِي الْمحرم سنة 694 فَكَانَت مُدَّة سلطنة النَّاصِر الأولى سنة إِلَّا ثَلَاثَة أَيَّام خلع كتبغا فِي صفر سنة 96 فَكَانَت مُدَّة سلطنته سنتَيْن وشهراً وَاسْتقر لاجين فَكَانَت سلطنته أَيْضا سنتَيْن وشهرين وَكَانَ كتبغا قد جهز النَّاصِر إِلَى الكرك بعد أَن حلف لَهُ أَنه إِذا ترعرع وترجل يفرغ لَهُ عَن المملكة بِشَرْط أَن يُعْطِيهِ مملكة الشَّام اسْتِقْلَالا كصاحب حماة فَلَمَّا قتل لاجين فِي شهر ربيع الآخر سنة 698 أحضروا النَّاصِر من الكرك وتسلطن الثَّانِيَة وَله يَوْمئِذٍ أَربع عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَاسْتقر فِي نِيَابَة السلطنة سلار وَاسْتقر بيبرس الجاشنكير دويدارا(5/405)
وَلم يكن للناصر مَعَهُمَا حكم الْبَتَّةَ وَاسْتقر آقش الأفرم نَائِب دمشق وَحضر النَّاصِر وقْعَة غازان سنة 699 بوادي الخزندار وَثَبت الثَّبَات الْقوي وَجرى لغازان بِدِمَشْق مَا اشْتهر وَقطعت خطْبَة النَّاصِر من دمشق إِلَى رَجَب فأعيدت ثمَّ تحرّك غازان فِي الْعود فِي سنة سَبْعمِائة فوصل إِلَى حلب ثمَّ رَجَعَ وَفِي ولَايَة النَّاصِر ألبست الْيَهُود العمائم الصفر وَالنَّصَارَى العمائم الزرق وَذَلِكَ فِي سنة سَبْعمِائة وَفِي سنة 702 فتحت جَزِيرَة أرواد من بِلَاد الفرنج وأحضرت الأسرى إِلَى دمشق وَفِي شعْبَان مِنْهَا كَانَت وقْعَة شقحب وَكَانَ للناصر فِيهَا الْيَد الْبَيْضَاء من الثَّبَات وَوَقع النَّصْر للْمُسلمين وَفِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَقعت الزلزلة الْعَظِيمَة بِمصْر وَالشَّام والإسكندرية وَذَهَبت تَحت الرَّدْم مَا لَا يُحْصى وغرق من المراكب الْعدَد الْكثير وهدمت الْجَوَامِع والمزارات وانتدب سلار والجاشنكير وأكابر الْأُمَرَاء فِي إصْلَاح مَا وَهِي من ذَلِك وَلما كَانَ فِي رَمَضَان سنة 708 أظهر النَّاصِر أَنه يطْلب الْحَج فَتوجه إِلَى الكرك وَأقَام بِهِ وطرد نَائِب الكرك إِلَى مصر وَأعْرض عَن المملكة لاستبداد سلار وبيبرس دونه بالأمور وَكتب النَّاصِر إِلَى الْأُمَرَاء بِمصْر يترقق لَهُم ويستعفيهم من السلطنة ويسألهم أَن يتْركُوا لَهُ الكرك وبلادها برسم من يَنْقَطِع عِنْده من الخدم والمماليك فوافقوه على ذَلِك وَاتفقَ أَنه يَوْم دُخُوله الكرك انْكَسَرَ الجسر وَسلم هُوَ وَمن سبق مَعَه وَسقط فِي الْوَادي نَحْو الْخمسين من خواصه فَمَاتَ مِنْهُم أَرْبَعَة وَخرج من بَقِي مصاباً وَبحث النَّاصِر عَن الْقَضِيَّة فَوَجَدَهَا وَقعت اتِّفَاقًا فَخلع على النَّائِب وأعلمه بعزمه على الْإِقَامَة بالكرك وَأمره بالتوجه إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بالكرك يدبر أمورها وَيحكم بَين من(5/406)
يتحاكم إِلَيْهِ وَوصل كتاب النَّاصِر بِمَا عزم عَلَيْهِ عصر يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشرى شَوَّال وتسلطن بيبرس الجاشنكير فِي ثَالِث عشرى شَوَّال فَلَمَّا كَانَ فِي شهر رَجَب سنة 709 سَاق جمَاعَة من مصر إِلَى الكرك وحملوا النَّاصِر إِلَى دمشق فتلاحق بِهِ أَكثر الْأُمَرَاء فَنزل بِالْقصرِ ثمَّ توارد عَلَيْهِ نواب الْبِلَاد فقصد مصر فِي رَمَضَان ففر الجاشنكير مغرباً وَلم يفر سلار بل أَقَامَ وَخرج للقاء النَّاصِر وَأظْهر الطَّاعَة وَوصل النَّاصِر إِلَى القلعة وَاسْتقر فِي دست مَمْلَكَته وَهِي السلطنة الثَّالِثَة وَذَلِكَ فِي يَوْم عيد الْفطر وَلما اسْتَقَرَّتْ قدمه قبض على أَكثر الْأُمَرَاء ثمَّ عزل بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَولي الْقَضَاء نَائِبه جمال الدّين الزرعي فَلَمَّا انْقَضتْ السّنة أَعَادَهُ وعزل السرُوجِي عَن قَضَاء الْحَنَفِيَّة وَقرر شمس الدّين ابْن الحريرى مَكَانَهُ وَكَانَ نقم عَلَيْهَا مبايعتهما للجاشنكير وَلما تقدم الْخَلِيفَة إِلَى السَّلَام عَلَيْهِ قَالَ لَهُ كَيفَ تسلم على الْخَارِجِي وَكَيف تبَايع بيبرس هَل ثَبت عنْدك أَنه من بني الْعَبَّاس فَسكت مصفراً ثمَّ الْتفت إِلَى عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر كَاتب السِّرّ فَقَالَ يَا أسود الْوَجْه فَقَالَ على الْفَوْر يَا خوند أبلق خير من أسود فَقَالَ حَتَّى لَا تتْرك رنكه يَعْنِي رنك سلار وَكَانَ عَلَاء الدّين من ألزامه ثمَّ الْتفت إِلَى ابْن جمَاعَة فَقَالَ كَيفَ تُفْتِي الْمُسلمين بِجَوَاز قتالي فتبرأ من ذَلِك ثمَّ قَالَ للصدر ابْن الْوَكِيل كَيفَ تَقول مَا للصَّبِيّ وللملك شَأْن الصَّبِي يحْتَاج من يكفله فتنصل وَقَالَ للدويدار قل لِابْنِ عَدْلَانِ لَا يصل إِلَى ويكفيه قَول الشَّاعِر
(وَمن يقوم ابْن عَدْلَانِ بنصرته ... وَابْن المرحل قل لي كَيفَ ينتصر)(5/407)
وَأعْطى الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل سلطنة حماة وَاسْتقر تنكز نَائِب الشَّام فِي ربيع الأول سنة 712 فاستمر بهَا بضعاً وَعشْرين سنة وَفِي سنة 712 حج النَّاصِر عيد بالقلعة بِمصْر ثمَّ وصل إِلَى دمشق فِي ثَالِث عشرى شَوَّال ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى الْحجاز وَرجع بعد الْحَج إِلَى مصر وَفِي سنة 715 فتح تنكز ملطية وَفِي سنة 725 كمل بِنَاء الخانقاه السريا قويسة وَبني فِي سلطنته من الْجَوَامِع والمدارس والخوانق الشئ الْكثير جدا وَفتحت فِي أَيَّامه قلعة جعبر وملطية ودارندة وآياس وطرسوس وَاشْترى المماليك فَبَالغ فِي ذَلِك حَتَّى اشْترى وَاحِد ابنحو أَرْبَعَة آلَاف دِينَار بل أَزِيد وَلم ير أحد مثل سَعَادَة ملكه وَعدم حَرَكَة الأعادي عَلَيْهِ برا وبحراً مَعَ طول الْمدَّة فمنذ وقْعَة شقحب إِلَى أَن مَاتَ لم يخرج عَلَيْهِ أحد وَوجدت لَهُ إجَازَة بِخَط البرزالي من ابْن مشرف وَعِيسَى المغاري وَجَمَاعَة وَسمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَخرج لَهُ بعض الْمُحدثين جُزْءا وَكَانَ مُطَاعًا مهيباً عَارِفًا بالأمور يعظم أهل الْعلم والمناصب الشَّرْعِيَّة لَا يُقرر فِيهَا إِلَّا من يكون أَهلا لَهَا ويتحرى لذَلِك ويبحث عَنهُ ويبالغ وَأسْقط من مَمْلَكَته مكس الأقوات وَحج بعد استقراره فِي ذَلِك ثَلَاث حجج أَولهَا سنة 12 وَثَانِيها سنة 20 وَثَالِثهَا سنة 32 وَفِي سنة 27 أرسل النَّاصِر الْوَزير الجمالي إِلَى الاسكندرية فصادر الكارم وأهان القَاضِي إهانة مفرطة وصير قاضيها شافعياً وَفِي سنة 32 حج النَّاصِر أَيْضا من مصر واحتفل بذلك احتفالاً زَائِدا وَكَانَ ملكا مُطَاعًا مهيباً محظوظاً ذَا دهاء وحزم ومكر طَوِيل الصَّبْر(5/408)
على مَا يكره إِذا حاول أمرا لَا يسْرع فِيهِ بل يحْتَاط غَايَة الِاحْتِيَاط وَيُقَال أَن بَين غَضَبه من تنكز وهمه بإمساكه إِلَى أَن أمسك ثَمَانِي سِنِين وَكَانَ راتب اللَّحْم فِي زَمَانه فِي كل يَوْم سِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف رَطْل وتسلطن من أَوْلَاده ثَمَانِيَة أنفس على الْوَلَاء وَكَانَ لَهُ عدَّة أَوْلَاد وَهُوَ الَّذِي أحدث وَظِيفَة نظر الْخَاص وَكَانَت وَفَاته فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 741 بالقلعة فِي آخر النَّهَار وَحمل لَيْلًا إِلَى المنصورية فَغسل بهَا وَصلى عَلَيْهِ عز الدّين ابْن جمَاعَة القَاضِي إِمَامًا بِمحضر نَاس قَلِيل من الْأُمَرَاء
1732 - مُحَمَّد بن قَيْصر بن عبد الله البغدادى الأَصْل الماردينى نجم الدّين النَّجْوَى كَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا لبَعض التُّجَّار واشتغل هُوَ ففاق فِي النَّحْو والتصريف والمعاني والقراءات وَالْعرُوض وَغير ذَلِك وصنف فِي جَمِيع ذَلِك وَله قصيدة على وزن الشاطبية بِغَيْر رمز وَلحق ياقوت المستعصمي فَكتب عَلَيْهِ وجود طَرِيقَته وَعَلِيهِ كتب أهل ماردين وَكَانَ كثير الهجاء سيئ السِّيرَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 721 نقلته من خطّ الشَّيْخ بدر الدّين بن سَلامَة
1733 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن مظفر الفارقي ولد سنة 676 وَسمع من ابْن خطيب المزة والنجم بن حمدَان وَعبد الله بن الشمعة وَسمع بالإسكندرية من تَاج الدّين الغرافي وَغَيره وَقَرَأَ بِنَفسِهِ كثيرا وَكَانَ لَا يتْرك(5/409)
قِرَاءَة صَحِيح البُخَارِيّ فِي الْجَامِع الْأَزْهَر سمع مِنْهُ شُيُوخنَا قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَلم يخلف بعده أقدم طلبا مِنْهُ مَاتَ فِي نصف الْمحرم سنة 761
1734 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن أَنْجَب بن يزِيد بن مبارك العرضي أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي أَمِين الدّين ولد سنة 659 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر والمقداد الْقَيْسِي وَابْن القواس وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَمَات فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 719
1735 - مُحَمَّد بن ابي الْقَاسِم بن زِيَاد الْعَوْفِيّ وَقَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض وَمَات عَن سنّ عالية سنة 747
1736 - مُحَمَّد بن ابي عبد الْحق التينملي أَبُو عبد الله بن الْكَاتِب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من طرف الْوَقْت ذكياً حسن المرأى مُقبلا على شَأْنه لَا من يَده وَلَا من لِسَانه إِلَّا أَنه كَانَ كثير الخلاعة وَولي الشَّهَادَة المخزنية وَمَات سنة 740
1737 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن جميل الربعِي التّونسِيّ الْمَالِكِي شمس الدّين وَالِد نَاصِر الدّين ولد سنة 39 وَسمع فِي سنة 73 من الْكَمَال ابْن عبد والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَابْن الزبير واليغموري وَغَيرهم واشتغل فِي الْفُنُون وَأفْتى ودرس بالمنكوتمرية وَأم بالصالحية وَكَانَت دروسه فصيحة فِي غَايَة الْجَوْدَة وناب فِي الحكم بالحسينية ثمَّ ولي قَضَاء الاسكندرية فَلم يحمد وَيُقَال أَنه كَانَ يَقُول أَنا أعرف كَيفَ آخذ الدَّرَاهِم فِي قَضَاء(5/410)
الْحَوَائِج وَله اخْتِصَار تَفْسِير ابْن الْخَطِيب وقواعد الْقَرَافِيّ وَغير ذَلِك وَمَات فِي صفر سنة 715
1738 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الله اليونيني البعلي معِين الدّين سبط أبي الْحُسَيْن اليونيني ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 678 وَسمع من الْفَخر وَغَيره وَكَانَ من بَيت المشيخة وَالصَّلَاح كَرِيمًا متودداً من أَعْيَان بَلَده مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 741
1739 - مُحَمَّد بن أبي عبد الله بن عمر بن أبي الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ رشيد الدّين أَبُو عبد الله الْمُقْرِئ النَّاسِخ الْحَنْبَلِيّ ولد فِي سنة 23 وأسمع الْكثير من عمر ابْن كرم وَالْحُسَيْن بن السَّيِّد وزكرياء العلبلي وَابْن روزبه وَابْن بهزوز والسهروردى وَآخَرين وَتفرد بعدة أَجزَاء ورحل إِلَيْهِ وَكَانَ بديع الْخط كَامِل الْعقل متبن الدّيانَة لَهُ فضل وصيانة أَخذ عَنهُ ابْن الفوطي وَابْن الفرضي وَابْن سامة والسراج الْقزْوِينِي ومحمود بن خَليفَة وَآخَرُونَ وباشر مشيخة المستنصرية بعد الْكَمَال ابْن الفويرة وَمَات فِي رَجَب سنة 707
1740 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ الشريشي قَرَأَ بالروايات وَسمع من ابْن الغماز وَأبي جَعْفَر اللبلي وَجَمَاعَة وَحج وَسمع بالإسكندرية ومصر وَمَكَّة وَمَات فِي ربيع الول سنة 708
1741 - مُحَمَّد بن كَامِل بن مُحَمَّد بن تَمام بن شعْبَان بن معالي بن سَالم التدمري كَانَ خطيب تدمر ثمَّ سكن الشَّام ودرس بالبادرائية بعد ابْن الوحيد(5/411)
وَولي قَضَاء الْقُدس يُقَال أَنه كَانَ ساذجاً وَأَن القَاضِي قَالَ لَهُ يَا شيخ شمس الدّين عين لنا رجلا صَالحا ورعاً عفيفاً نبعثه إِلَى قَضَاء الْقُدس ففكر طَويلا ثمَّ قَالَ مَا وجدت غَيْرِي فَعرف القَاضِي صدقه وولاه وَذَلِكَ سنة 34 ثمَّ عزل وَولي تدريس البادرائية عوضا عَن عَلَاء الدّين بن الوحيد وَأعْطى الْعَلَاء قَضَاء الْقُدس وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 740 ثمَّ ولي قَضَاء الْخَلِيل وَمَات بِهِ فِي سنة 741 قَالَ العثماني قَاضِي صفد اجْتمعت بِهِ فَرَأَيْت من ورعه وتواضعه عجبا وَكَانَ سليم الصَّدْر كَبِير الْقدر وقرأت بِخَط إِبْرَاهِيم بن يُونُس البعلي فِي فَوَائِد رحلته قَالَ ذكر لي أَنه ولد سنة 661 وَأَنه صحب الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الرقي وَكَانَ اجتماعه بِهِ فِي سنة 730 وَهُوَ يَوْمئِذٍ يَلِي الخطابة بِبَلَد الْخَلِيل
1742 - مُحَمَّد بن كجكي نَاصِر الدّين كَانَ أَمِير شكار بِدِمَشْق وأمير طبلخاناة وَكَانَ وقوراً متودداً وَولي فِي آخر عمره نِيَابَة حمص وَمَات بهَا فِي رَجَب سنة 755
1743 - مُحَمَّد بن كشتغدي بن عبد الله الصَّيْرَفِي الغزى أَخُو أَحْمد وَمُحَمّد وَهُوَ الْأَكْبَر ولد سنة 661 وَكتب بِخَطِّهِ سنة 64 وَسمع من الْمعِين الدِّمَشْقِي والنجيب الْحَرَّانِي وَغير وَاحِد وَحدث وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الآخرسنة 729
1744 - مُحَمَّد بن الكندوف الاسكندراني أَخذ عَن الشَّيْخ شمس الدّين(5/412)
الْأَصْبَهَانِيّ وَغَيره واستوطن الاسكندرية وناب فِي الحكم وَكَانَ فَقِيرا مَاتَ سنة 771
1745 - مُحَمَّد بن كندي بن عمر ولد سنة 702 وَمن مسموعه على عمر الْكرْمَانِي الثَّامِن من أبي عوَانَة وَمن ابْن أبي الْيُسْر الدَّلَائِل للبيهقي وَحدث مَاتَ فِي الْمحرم سنة 771
1746 - مُحَمَّد بن كوندك نَاصِر الدّين دوادار تنكز نَائِب الشَّام كَانَ مَشْهُورا بالعفة والنزاهة وَكَانَ تمكن من أستاذه تمَكنا زَائِدا وَكَانَ حسن السياسة جدا عَارِفًا فِي تَنْفِيذ الْمُهِمَّات مَا يتَعَلَّق بالدولة والمباشرات وَكَانَ قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ وَالْخطاب لَهُم وَلم يضْبط عَنهُ أَنه ارتشى من أحد على شئ من الْوَظَائِف شَيْئا عظمت أَو هَانَتْ ثمَّ تغيظ عَلَيْهِ تنكر بعد اثْنَيْنِ وَعشْرين سنة فأهانه وضربه بالمقارع وأغرمه ثَمَانِيَة عشر ألف دِينَار وَذَلِكَ فِي سنة 733 ثمَّ حَبسه بالقلعة ثمَّ نَفَاهُ إِلَى الْقُدس وتغيرت أَحْوَاله جدا وأملق إِلَى أَن مَاتَ بعد ذَلِك بِمدَّة فِي ربيع الأول سنة 761
1747 - مُحَمَّد بن لُؤْلُؤ الدِّمَشْقِي عَتيق ابْن خلكان سمع من التقي الوَاسِطِيّ الْأَجْزَاء الْعشْرَة من الْإِفْرَاد للدارقطنى أَنا ابْن ملاعب وَحدث وَكَانَ جابي الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 751
1748 - مُحَمَّد بن اللَّيْث البغدادى أحد أَعْيَان التِّجَارَة كَانَ يسكن الْخَلِيل وَأوصى عِنْد مَوته لكل من أهل الْحرم مَكَّة وَالْمَدينَة والقدس والخليل بثمانمائة دِينَار الْجُمْلَة ثَلَاثَة آلَاف وَمِائَتَا دِينَار وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام(5/413)
سنة 749
1749 - مُحَمَّد بن مَالك بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن فرج أَبُو عبد الله ابْن المرحل قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن أَبِيه الشَّاعِر الْمَشْهُور وَعَن أبي الْحُسَيْن بن السراج وَأبي جَعْفَر بن فرتون وَغَيرهم وَكَانَ إِمَامًا فِي الشُّرُوط مَاتَ بمالقة فِي حُدُود سنة 710
1750 - مُحَمَّد بن مبارك بن عبد الله الْهِنْدِيّ الْعَطَّار حدث عَن أبي الْحسن ابْن الصَّواف بمسموعه من النَّسَائِيّ مِنْهُ
1751 - مُحَمَّد بن مبارك بن عُثْمَان السافي الْحلَبِي الرُّومِي الأَصْل الْحَنَفِيّ شمس الدّين قَرَأَ الْهِدَايَة على التَّاج ابْن الْبُرْهَان وَأخذ عَن شمس الدّين مُحَمَّد ابْن عُثْمَان بن الْأَقْرَب وَحج مَعَه ولازمه وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَن علمائها ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا بفتى ويدرس ويشتمل مَعَ الْخَبَر والسكون وَالْوَقار مَاتَ فِي 12 شهر رَمَضَان سنة ثمانائة
1752 - مُحَمَّد بن مُجَاهِد بن أبي الفوارس بدر الدّين النابلسي كَانَ ولي نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَمَات فِي شَوَّال سنة 719
7153 - مُحَمَّد بن محَاسِن بن حُسَيْن بن مَسْعُود البعلي شمس الدّين ابْن الششميطارى سمع من التقي أبي بكر بن شرف الصَّالِحَة أربيعن ألآجرى وَحدث بهَا عَنهُ مسع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1754 - مُحَمَّد بن محسن شرف الدّين أَبُو عبد الله الْمَكِّيّ كَاتب الشريف رميثة ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَأثْنى عله فِي النظموالنثر وَأنْشد لَهُ قصيدة خَاطب بهَا السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّدًا عَن سُلْطَانه لما استعطف خاطر السُّلْطَان واريل إِلَيْهِ النجاب الْمَعْرُوف بشكر فَأَجَابَهُ غلى مَا سَله من قصيدة يَقُول فِيهَا ... وَلما أَتَى النجاب شكر مخبرا ... شكرت إِلَيْهِ الْخلق إِذْ جَاءَنِي شكر
وناديت يَا بشرى فال مبارم ... أَمِين بربي بعد مَا ضَاقَ بِي الْفِكر
لوما فضضت الطرس أذعنت طَائِعا وَمَا شَأْن عرفاني لطاعته نكر ...
1755 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بَنِينَ ذكره ابْن رَافع وَأنْشد عَنهُ ... تسائلني عَن حالتي وصبابتى ... فَأَعْرض مِنْهَا موهماأن بِي وقرا
وَمَا بِي مَا أوهمتها من تصامم ... وَلَكِن قصدي نطقها مرّة أُخْرَى ...
1756 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة الْخَطِيب جمال الدّين ولد سنة 706 وَسمع من الاضى والمطعم وَغَيرهمَا قَالَ الذَّهَبِيّ شَارك فِي الْفَضَائِل واشتغل وتقدموولى خطابة جَامع دمشق قَالَ غَيره إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ شَيخا مهيباً رَشِيق الْقَلَم فِي الْفَتَاوَى مَاتَ سنة 764
1757 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْخياط الدِّمَشْقِي المولد نزيل حلب كَانَ لهحانوت تجاه الشرفية ومولده تَقْرِيبًا سنة 675 وَسمع جُزْء البانياسي من سنقر وعَلى إِبْرَاهِيم ابْن الشِّيرَازِيّ جُزْء سُفْيَان وَمن ابْن العجمي سادس المحامليات(5/414)
1754 - مُحَمَّد بن محسن شرف الدّين أَبُو عبد الله الْمَكِّيّ كَاتب الشريف رميثة ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَأثْنى عَلَيْهِ فِي النّظم والنثر وَأنْشد لَهُ قصيدة خَاطب بهَا السُّلْطَان النَّاصِر مُحَمَّدًا عَن سُلْطَانه لما استعطف خاطر السُّلْطَان وَأرْسل إِلَيْهِ النجاب الْمَعْرُوف بشكر فَأَجَابَهُ إِلَى مَا سَأَلَهُ من قصيدة يَقُول فِيهَا
(وَلما أَتَى النجاب شكر مخبرا ... شكرت إِلَه الْخلق إِذْ جَاءَنِي شكر)
(وناديت يَا بشراي فال مبارك ... أَمِين بربي بعد مَا ضَاقَ بِي الْفِكر)
(وَلما فضضت الطرس أذعنت طَائِعا ... وَمَا شَأْن عرفاني لطاعته نكر)
1755 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن بَنِينَ ذكره ابْن رَافع وَأنْشد عَنهُ
(تسائلني عَن حالتي وصبابتي ... فَأَعْرض مِنْهَا موهماً أَن بِي وقرا)
(وَمَا بِي مَا أوهمتها من تصامم ... وَلَكِن قصدي نطقها مرّة أُخْرَى)
1756 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة الْخَطِيب جمال الدّين ولد سنة 706 وَسمع من القَاضِي والمطعم وَغَيرهمَا قَالَ الذَّهَبِيّ شَارك فِي الْفَضَائِل واشتغل وَتقدم وَولي خطابة جَامع دمشق قَالَ غَيره إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ شَيخا مهيباً رَشِيق الْقَلَم فِي الْفَتَاوَى مَاتَ سنة 764
1757 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْخياط الدِّمَشْقِي المولد نزيل حلب كَانَ لَهُ حَانُوت تجاه الشرفية ومولده تَقْرِيبًا سنة 675 وَسمع جُزْء البانياسي من سنقر وعَلى إِبْرَاهِيم ابْن الشِّيرَازِيّ جُزْء سُفْيَان وَمن ابْن العجمي سادس المحامليات(5/415)
1758 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْخَولَانِيّ الْمَعْرُوف بالشريشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مشاركاً فِي فنون من عَرَبِيَّة وأدب وفرائض وَتصرف فِي الشَّهَادَة المخزنية ثمَّ ترك ذَلِك تعففاً ثمَّ أدب ولد السُّلْطَان فحصلت لَهُ حظوة وَله شعر وسط كَانَ مَوْجُودا سنة 764
1759 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن دَاوُد الْحِمْيَرِي المالقي يعرف بِابْن عِيسَى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أديباً حسن الْخط جيد النّظم مطبوعاً جامحاً فِي بَيَان البطالة مَعَ إتقان الْمُرُوءَة والنفع بجاهه وَمَاله كتب للسُّلْطَان بمالقة ثمَّ بالعدوة وَمن شعره
(يَا نازحين وَلم أُفَارِق بعدهمْ ... سَمحا لمخ فِي الضلوع دَوَامه)
(غيبتم عَن ناظري وشخصكم ... حَيْثُ اسْتَقر من الضلوع مقَامه) مَاتَ ببجاية فِي صفر عَام 702
1760 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الحمرى كَانَ ترجمان السُّلْطَان للروم بالأندلس وَكَانَ بارع الشكل سخي النَّفس مَاتَ فِي شعْبَان سنة 739
1761 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سوار بن أَحْمد بن حرز الله بن عَامر بن سعد الْخَيْر بن أبي عَتيق بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن عَنْبَسَة بن حَارِثَة بن عَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ أَبُو البركات البلفيقي ابْن الْحَاج ولد سنة 664 وَنَشَأ بالمرية وَأخذ عَن(5/416)
أبي الْحسن بن أبي الْعَيْش وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقرَاءَات إفراداً ثمَّ جمعا وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجمل للزجاجي وعروض التبريزي وتفقه فِي رِسَالَة ابْن أبي زيد وَأخذ عَن أبي عبد الله بن خَمِيس الشَّاعِر الْمَعْرُوف المقامات وَغير ذَلِك ورحل وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله المعماري وَأبي عبد الله الْحَضْرَمِيّ وَأبي عبد الله بن أبي الشّرف وَعَن أبي الْعَبَّاس بن أبي الثَّنَاء وَأبي عبد الله بن الفخار وَأبي الْحسن بن مَنْظُور وَأبي عبد الله بن رَافع وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْأَمَاكِن سنة 15 وَجلسَ بالجامع للْكَلَام على صَحِيح مُسلم فَبلغ الْغَايَة فِي ذَلِك ثمَّ ولي قَضَاء مالقة سنة 35 عقب وَفَاة أبي عَمْرو بن مَنْظُور ثمَّ ولي الْقَضَاء والخطابة بالمرية بعد أبي مُحَمَّد بن الصَّائِغ سنة 49 ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء غرناطة ثمَّ ولي قَضَاء المرية وَله من التصانيف الْكَثِيرَة مِنْهَا كَيْفيَّة الْجواد وسلوة الخاطر والإيضاح فِيمَن ذكر بالأندلس بالصلاح وتاريخ المرية والعلن فِي أنباء الزَّمن الدَّرك فِي اللَّفْظ الْمُشْتَرك وَغير ذَلِك وَمن نظمه وَهُوَ فِي غَايَة الإجادة خَاطب شخصا معتذراً عَن جُلُوسه مستدبره(5/417)
(إِن كنت أَبْصرت فَلَا أَبْصرت ... بصيرتي فِي الْحق برهانها)
(لَا غرو أَنِّي لم أشاهدكم ... فالعين لَا تبصر إنسانها) وَمِنْه
(إِذا مَا كتمت السِّرّ عَمَّن أوده ... توهم أَن الود غير حقيق)
(وَلم أخف عَنهُ السِّرّ من ظنة بِهِ ... ولكنني أخْشَى صديق صديقي)
وَمِنْه
(كَفَفْت عَن قومِي الْأَذَى إِذْ هم ... يؤذونني طراً أَشد الْأَذَى)
(أَصبَحت عينا فيهم واغتدوا ... فِيهَا على حكم زمَان قذى) وَمِنْه
(رعا الله إخْوَان الْخِيَانَة إِنَّهُم ... كفونا مؤنات الْبَقَاء على الْعَهْد)
(وَلَو قد وفوا كُنَّا اسارى حُقُوقهم ... نراوح مَا بَين النَّسِيئَة والنقد) وَقد سمع مِنْهُ أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق وَآخَرُونَ وَكَانَ ابْن خلدون عَظِيم الإجلال لَهُ لَا يقدم عَلَيْهِ أحدا وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 774
1762 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن المظفر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي البركات البعلي نَاصِر الدّين سمع من ابْن الشّحْنَة الصَّحِيح بفوت وَسمع من أبي بكر بن مشرف أربعي الْآجُرِيّ وَأَجَازَ لَهُ التقى سُلَيْمَان والدشتى وَجَمَاعَة وَحدث ببعلبك سمع مِنْهُ بهَا الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1763 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز(5/418)
الْقرشِي الْجَزرِي أَبُو الْمَعَالِي الدِّمَشْقِي نصير الدّين ابْن المؤرخ شمس الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 710 وَسمع من الْمطعم الأول وَالثَّانِي من فَوَائِد الديباجي أَنا جَعْفَر وَمن الْقَاسِم بن عَسَاكِر التَّاسِع عشر من فَوَائِد الْحسن ابْن رَشِيق وأسمع أَيْضا من ابْن الشِّيرَازِيّ وَابْن الشّحْنَة وَطَائِفَة ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَكتب الطباق والأجزاء ودرس وَأفَاد وَكَانَ عفيفاً نزهاً تعتمده الْقُضَاة مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 778
1764 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن عنان الْمَيْدُومِيُّ صدر الدّين أَبُو الْفَتْح ولد فِي شعْبَان سنة 64 وَبكر بِهِ أَبوهُ فأسمعه من النجيب وَابْن علاق وَابْن عزون وَمن وَالِده وَجَمَاعَة وَهُوَ خَاتِمَة من سمع من النجيب وَابْن علاق وَابْن عزون وَفَاة وَحدث بالكثير بِالْقَاهِرَةِ ومصر ورحل إِلَى الْقُدس زَائِرًا بعد الْخمسين فَأَكْثرُوا عَنهُ وَتَأَخر بعض من سمع مِنْهُ بعد ذَلِك زِيَادَة على ثَمَانِينَ سنة وَهُوَ أَعلَى شَيخنَا عِنْد الْعِرَاقِيّ من المصريين وَلَقَد أَكثر عَنهُ وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 754
1765 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم السفاقسي ولد سنة نَيف وَسَبْعمائة وَقدم دمشق وَكَانَ فَاضلا لَهُ تصنيف على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب(5/419)
فِي الْعرُوض وَشرع فِي شرح على مُخْتَصره فِي الْأُصُول وَكَانَ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يثني عَلَيْهِ وَسكن باخرة مَدِينَة حلب وحظي بهَا وَمَات فِي رَمَضَان سنة 744 وَلم يكمل الْأَرْبَعين وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ برهَان الدّين السفاقسي صَاحب الْأَعْرَاب
1766 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الإسكندري الأَصْل البلبيسي ولد سنة 688 وَسمع من أبي الْحسن عَليّ بن الْقيم وَمُحَمّد بن عمر بن ظافر وست الوزراء وَأبي مُحَمَّد بن تَمام وَغَيرهم وَحدث حمل عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَولده وَولي مشيخة تربة الجيبغا خَارج بَاب النَّصْر مَاتَ فِي 11 شعْبَان سنة 763 وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة وَكَانَ صَحِيح السماع وَهُوَ وَالِد مجد الدّين مُحَمَّد البلبيسي موقع الحكم للمالكية قلت ومسند أبي يعلى من طَريقَة بنزول وَإِن كَانَ مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ
1767 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْخياط الشهير بِابْن الطباخ سمع من إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ وَأبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن العجمي وَغَيرهمَا وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن عشائر وَغَيره وَمَات بعد السِّتين
1768 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة نَيف وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَسمع من ابْن الخباز وَابْن تبع وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَالْقِرَاءَة وَكَانَ ذكياً محبباً إِلَى النَّاس وَله نظم وَكَانَ يؤم بمشهد عَليّ كأبيه وجده وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 772 وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ(5/420)
1769 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر سعد الدّين ابْن الْمسند صَلَاح الدّين سمع الْكثير وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 772 وعاش أَبوهُ بعده مُدَّة
1770 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أبي الْمجد عبد الله اللَّخْمِيّ الشَّافِعِي شرف الدّين أَبُو الْفَتْح بن عز الدّين بن كَمَال الدّين الأميوطي ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْقعدَة سنة 674 وبرع فِي الْفِقْه وَسمع الحَدِيث من غَازِي الحلاوي الغيلانيات وَمن أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَمن القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وَولي قَضَاء نابلس وَولي الْإِعَادَة بالناصرية وَغَيرهمَا ودرس بالجامع الظافري ثمَّ ولي الْقَضَاء والخطابة والإمامة بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فباشرها إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي صفر سنة 745 وَاشْتَدَّ على الشِّيعَة وَكَانَ مهاباً فسطاً على فقهائهم الإمامية وسبهم على الْمِنْبَر ووبخهم فِي المحافل وَكَانَ يحمل على نَفسه فِي اتِّبَاع السّنة وَالْجد فِي الْعِبَادَة ويحج على حمَار وَلم يكن يدْخل الْمِحْرَاب بل يُصَلِّي على يسَاره وأبطل صَلَاة نصف شعْبَان بعد أَن اعتادوها دهراً وأبطل زِينَة الْمَسْجِد وَكَثْرَة الوقيد فارتفع فَسَاد وَمنع من الْهياج فِي الْمَسْجِد وَله خطب مدونة تسمى الْجَوَاهِر السّنيَّة نزل مرّة من الْمِنْبَر وَضرب رجلا من الإمامية تنفل أَرْبَعَة كَهَيئَةِ الظّهْر وَمَعَ ذَلِك لم يقدر على رفع حكام الإمامية وَلم يزل على ولَايَته وشهامته(5/421)
حَتَّى مَاتَ ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ الَّذِي يعرف بالأميوطي هُوَ جد أَبِيه إِبْرَاهِيم
1771 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْمرَادِي ابْن العشاب الْقُرْطُبِيّ الأَصْل ثمَّ التّونسِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا حيياً سخياً ورد الأندلس بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة لما نكب أَبوهُ على طَريقَة من الْوَقار والديانة وَكَانَ يقوم على الْقُرْآن تجويدا ويشارك فِي الطِّبّ وَرجع إِلَى تونس فَأَقَامَ بهَا على بعض الْأَعْمَال النبيهة وَقد حج وَرجع وَله شعر وسط فَمِنْهُ يُخَاطب سُلْطَانه بقصيدة أَولهَا
(لَعَلَّ عفوك بعد السخط يَغْشَانِي ... يَوْمًا فينعش قلبِي الواله العاني) وَمِنْه
1772 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَلِيل أَبُو بكر بن أبي عَمْرو الاشبيلى نزيل سبته روى عَن جده الْأَعْلَى أبي الْخطاب عَن السلَفِي وَابْن زرقون وَغَيرهمَا وَكَانَ كثير الْمَشَايِخ وقوراً عفيفاً مَاتَ فِي سنة 702 عَن 62 سنة
1773 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سَفَرِي العزازي نزيل حلب شمس الدّين الْحَنَفِيّ نَشأ بِبَلَدِهِ وَقدم حلب فاشتغل على ابْن الْأَقْرَب وصاهره وَسكن بانقوسا وَكَانَ يدرس ويفتى مَعَ الدّين المتين وَالْوَقار وَكَانَ مُعظما عِنْد الأتراك ثمَّ تحول من بانقوسا فِي فتْنَة كمشبغا وَسكن الجاولية دَاخل حلب وَتُوفِّي بهَا فِي ربيع الأول سنة سبع أَو ثَمَان وَتِسْعين وَهُوَ وَالِد(5/422)
صاحبنا شهَاب الدّين أَحْمد الَّذِي ولي قَضَاء الْعَسْكَر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس فِي طاعون سنة 819
1774 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شَاس الْمَالِكِي فتح الدّين ابْن تَقِيّ الدّين مَاتَ بِمَكَّة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة قَالَ شَيخنَا وَكَانَ أحد الْفُضَلَاء
1775 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن شلطور الْهَاشِمِي المريني أَبُو عبد الله كَانَ فَاضلا بارعاً ذكياً نَشأ فِي نعْمَة جليلة فمزقها وَله شعر لَا بَأْس بِهِ وناب عَن خَاله الْقَائِد أبي عَليّ وَولي أسطول المثلث مُدَّة وَمَات بمراكش سنة 755
1776 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَفْوَان الْقَيْسِي أَبُو عبد الله بن أبي الطَّاهِر المالقي كَانَ فَاضلا نبيلاً وَكَانَ أَبوهُ يتبرم بجداله وَمن نظمه
(بدر تجلى على غُصْن من الآس ... يبري ويسقم فَهُوَ الممرض الآسي)
(عادي الْمنَازل والألقاب منزله ... فَمَا لَهُ من جَمِيع النَّاس من ناسي) مَاتَ سنة 710
1777 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ الساحلي المالقي الْمَعْرُوف بالمعمم قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن أَبِيه وَأبي مُحَمَّد بن أبي السداد وَأبي عبد الله بن أبي بكر بن عَيَّاش وَأبي عبد الله الطنجالي(5/423)
وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَأبي عبد الله ابْن الفخار وَأبي مُحَمَّد بن هَارُون وَأبي عَمْرو بن مَنْظُور وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن أبي عَامر ابْن ربيع وَأبي جَعْفَر ابْن مسْعدَة وَابْن رشيد وَابْن صَالح وَغَيرهم وصنف كتابا فِي شعب الْإِيمَان زَاد فِي شرح أَلْفَاظ الصَّحِيح والنفحة القدسية وَغير ذَلِك وَله مَسْجِد غربي الْمَسْجِد الْأَعْظَم وعدة مَسَاجِد ثمَّ انْقَطع وَولي الخطابة بِالْمَسْجِدِ الْأَعْظَم وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت وَكَانَ بَادِي الْوَقار نبيه الرُّتْبَة وَمَات بمالقة فِي نصف شعْبَان سنة 754
1778 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي الربعِي أَبُو عَمْرو بن أبي بكر ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 645 وَسمع ببجاية من أَبِيه وَمن أبي عبد الله ابْن الْأَبَّار وَأبي الْحُسَيْن ابْن السراج وبتونس من أبي إِسْحَاق بن عَبَّاس وبالإسكندرية من مَنْصُور بن سليم وبمصر من النجيب وَابْن علاق وبمكة من أبي الْيمن بن عَسَاكِر وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وَنسخ وأسمع أَوْلَاده وهم أَبُو الْفَتْح وَأَبُو الْقَاسِم وَأَبُو سعيد وَسَتَأْتِي تراجمهم وَله إجَازَة من عبد الرَّحِيم بن عبد الْمُنعم ابْن القرشى وَاحْمَدْ بن فرمون وَابْن عبد الدَّائِم وَشَيخ الشُّيُوخ وَكَانَ يدْرِي اللُّغَة والعربية وَله نظم وفضائل(5/424)
وَولي مشيخة الكاملية بعد ابْن دَقِيق الْعِيد ثمَّ انتزعها مِنْهُ بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 705
1779 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله البصروي ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين ابْن المغربل ولد سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع من شرف الدّين الْفَزارِيّ أَكثر سنَن الْبَيْهَقِيّ وَمن عَليّ بن المظفر الوادعي وَالْقَاضِي شمس الدّين ابْن مُسلم الحنبلى وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَحدث وَمَات سنة 776
1780 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ نجم الدّين أَبُو عَليّ ابْن جمال الدّين ابْن الْعَلامَة محب الدّين الْمَكِّيّ ولي قَضَاء مَكَّة بعد وَالِده فِي سنة 94 فحمدت سيرته وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730 وَكَانَت ولَايَته من قبل الشريف مُحَمَّد بن أبي نمي وَكَانَ مولده سنة 58 وَسمع من عَم جده يَعْقُوب بن أبي بكر الطَّبَرِيّ وَمن جده محب الدّين والفاروثي وَأَجَازَ لَهُ ابْن مسدي وَغَيره وبرع فِي الْفِقْه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى فِي بَلَده ونظم الشّعْر الْوسط سمع مِنْهُ شَيخنَا ابْن خمسين الإسْكَنْدراني
1781 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الْكُوفِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الأتراري الأَصْل جلال الدّين أَبُو هَاشم الْهَاشِمِي من ولد ربيعَة بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب(5/425)
ولد فِي رَمَضَان سنة 663 وَكَانَ أَبوهُ واعظ بَغْدَاد فِي زَمَانه وَله مراثي فِي المستعصم وَآل بَيته كَانَ ينشدها فِي مجالسه بالمستنصرية وَنَشَأ وَلَده على طَرِيقَته وَسمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم والنظام الْهَرَوِيّ وَعِنْده عَن ابْن ورخز جَامع التِّرْمِذِيّ وَسمع من غَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ عبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش والموفق الكواشى وَآخَرُونَ ورتب مسمعا للْحَدِيث بالمستنصرية بعد تَقِيّ الدّين الدقوقي وَكَانَ أكبر أُمَنَاء بَغْدَاد قَالَه ابْن رَافع وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 746 بِبَغْدَاد ذكره أَبُو الْعَبَّاس ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه وسَاق ابْن رَافع فِي مُعْجَمه نسبه إِلَى ربيعَة بن الْحَارِث فَقَالَ بعد عبد الله بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن يحيى بن يحيى بن زيد بن يحيى بن أَحْمد بن دَاوُد ابْن صَالح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب ابْن ربيعَة
1782 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن خلف ابْن نَبهَان الْأنْصَارِيّ عماد الدّين بن فتح الدّين الدِّمَشْقِي ابْن الزملكاني ولد سنة 692 وأسمع فِي الْخَامِسَة على عمر بن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وعَلى الأبرقوهي جُزْء ابْن الطلابة وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَغَيره وَدخل الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم وَله اشْتِغَال بِالْعلمِ وَقد درس بِبَعْض الْمدَارِس وانتقى عَلَيْهِ البرزالي جُزْءا وَمَات فِي رَجَب سنة 762 وَهُوَ ابْن الْعَلامَة كَمَال الدّين وَأَخُوهُ عَليّ مَاتَ سنة 750
1783 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن فضل الله الوَاسِطِيّ أَبُو عبد الله ابْن الطَّحَّان وَيعرف بِابْن جَار الله ولد سنة 652 وَحضر على ابْن عبد الدَّائِم(5/426)
أَحَادِيث على بن حجر وجزء ابْن عَرَفَة وَسمع من عمر الْكرْمَانِي وَغَيره وَمَات فِي 17 جُمَادَى الأولى سنة 721 ذكره ابْن رَافع
1784 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ ولد سنة 717 وَكتب بِخَطِّهِ فِي استدعاء لِابْنِ سكر مؤرخ سنة 780
1785 - مُحَمَّد بن أبي بكر مُحَمَّد ابْن الْكَمَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الشريشي بدر الدّين بن جمال الدّين بن كَمَال الدّين تقدم ذكر أَبِيه كَانَ هَذَا قد أَخذ عَن أَبِيه وَعَن العنابي وتعانى اللُّغَة حَتَّى صَار يستحضر الصِّحَاح والجمهرة وَالنِّهَايَة وَغَيرهَا وَحفظ الْفَائِق للزمخشري كُله والمنتهى وغريب أبي عبيد وَقد عقدت لَهُ مجَالِس مُتعَدِّدَة بِسَبَب ذَلِك ويحضر هَذِه الْكتب وَغَيرهَا وَيَأْخُذ كل من الْحَاضِرين مجلدة من الْكتب ويمتحنه فيمر فِيهَا حكى ذَلِك الصّلاح الصَّفَدِي وَالشَّيْخ عماد الدّين ابْن كثير وَشَيخنَا مجد الدّين اللّغَوِيّ وَكَانَ دينا صيناً وَكَانَ أَخُوهُ شرف الدّين يَقُول أخي بدر الدّين خير مني وأزهد وَكَانَ قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ وَكَانَ قد حفظ قِطْعَة من شرح التَّنْبِيه لِابْنِ الرّفْعَة فَكَانَ يوردها سرداً فِي درسه بالإقبالية وَمن محفوظه الألفية مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة 770 وَله سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة
1786 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أخمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر ابْن النصيبي فَخر الدّين ابْن تَاج الدّين بن كَمَال الدّين ولد تَقْرِيبًا سنة 673 وَسمع من جده الشَّمَائِل وَالْأول من مُسْند عمار وجزء ابْن زنبور وَمَا مَعَه والافراد(5/427)
للدارقطى ومنتقى من مشيخة ابْن علوان وثلاثيات البُخَارِيّ سمع مِنْهُ ابْن عشائر سنة 56 وَمَات سنة
1787 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن ابْن يُوسُف بن جزي بن سعيد بن جزي الْكَلْبِيّ أَبُو عبد الله من أهل غرناطة كَانَ أَبوهُ من أَعْلَام الغربيين وتعانى هَذَا الْأَدَب فبرز فِيهِ وابتدأ فِي جمع تَارِيخ غرناطة فَحصل مِنْهُ جملَة مستكثرة وَكَانَ من سَعَة الْحِفْظ وثقوب الْفَهم فَوق الْوَصْف وَله نُسْخَة فِي الْكِتَابَة السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ جلدا على الْعَمَل بسيط الْبَيَان فانتقل إِلَى فاس فَكتب عِنْد ملكهَا أبي عنان وَهُوَ يحسن فِي بلاغة بارعة وَحجَّة على بَقَاء الْفطْرَة الْعَرَبيَّة بالبلاد المغربية بَالِغَة وفريد وقته أصَاب من قَالَ فِيهِ نادرة ونابغة وَله قصيدة حذف مِنْهَا حرف الرَّاء أَولهَا
(قسما بوضاح السنا الْوَهَّاج ... من تَحت مسدول الذوائب داج)
(وبابلج كالمسك خطت نونه ... من فَوق وَسنَان اللواحظ سَاج)
(وَبِحسن قد دبجت صفحاته ... فغدت تحاكي مَذْهَب الديباج) وَهِي طَوِيلَة وَمن قصائده الغريبة
(إِن قلبِي لعهدة الصَّبْر ناكث ... عَن غزال فِي عقدَة السحر نافث)
(كم عذول أَتَى يناجين فِيهِ ... كَانَ تعذاله على الْحبّ باعث)(5/428)
(ومين آليتها بالتسلي ... فَقضى حسنه بِأَنِّي حانث) وَهِي طَوِيلَة جَيِّدَة وَمِنْهَا
(تعال نقاسم النَّجْم السهادا ... ونستمطر من الدمع العهادا)
(وتسقيك الْحمام أسى وشوقاً
ليعلم أَيّنَا أشجى فؤادا) وَمن مقطوعاته
(نَهَار وَجه وليل شعر ... بَينهمَا الشوق يستثار)
(وَكَيف يَبْغِي النجَاة عان ... يَطْلُبهُ اللَّيْل وَالنَّهَار) وَله
(أفنيت فِيهِ نسيب شعري طامعاً ... وسكبت دمعي كالحيا المدرار)
(وَأرَاهُ مَا حفظ الوداد وَمَا رعى ... ذمم النسيب وَلَا حُقُوق الْجَارِي) مَاتَ فِي شَوَّال سنة 756 وَله سِتّ وَثَلَاثُونَ سنة
1788 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم شمس الدّين ابْن الصاحب شرف الدّين ابْن الصاحب زين الدّين ابْن الصاحب فَخر الدّين واشتغل وتفقه ودرس بمدرسة جده الصاحب بهاء الدّين وبالشريفية أَيْضا وَولي الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فَجَاءَهُ سقط من يغلته فَمَاتَ فِي أَوَاخِر شهر ربيع الْآخِرَة سنة 760
1789 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَحْطَبَةَ الدوسي يكنى(5/429)
قَالَ ابْن الْخَطِيب ارتسم فِي ديوَان الْجند ولديه فَضَائِل وَشعر قَالَ وكتبت إِلَيْهِ فِي غَرَض عرض
(جوانحنا نَحْو اللِّقَاء جوانح ... وَمِقْدَار مَا بَين اللِّقَاء قريب)
(تمْضِي اللَّيَالِي والتزاور معوز ... على الرغم منا إِن ذَا لغريب)
(فديتك عجلها لعَيْنِي زِيَارَة ... وَلَو مثل مَا رد اللحاظ مريب)
(وَإِن لِقَاء حل عَن قرب موعد ... لاكرم مَا يهدي الاريب أريب) قَالَ فَأَجَابَنِي
(لعمرك مَا يومي إِذا كنت حَاضرا ... سوى سَاعَة مِنْهُ غَدَاة تغيب)
(أَزور فَلَا ألْقى لديك بشاشة ... فيبعد عني الخطو وَهُوَ قريب)
(فَلَا ذَنْب للأيام فِي الْبعد بَيْننَا ... فَإِنِّي لداعي الْقرب مِنْك مُجيب)
(وَإِن لِقَاء جَاءَ عَن غير موعد ... ليحسن لَكِن مرّة ويطيب)
1790 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قَحْطَبَةَ يكنى أَبَا بكر أَخُوهُ قَالَ ابْن الْخَطِيب تلوه فِي الْفضل وَحسن الصُّورَة وَيزِيد عَلَيْهِ بالبشاشة والتودد وَينْقص عَنهُ فِي بعض الْخلال كتب الشُّرُوط بَين يَدي ابيه وَنسخ كثيرا كتب الْفِقْه وَاسْتظْهر كتبا مِنْهَا مقامات الحريري وَولى الخطط العلمية وَكِتَابَة ديوَان الْعَسْكَر وَكَانَ مولده سنة 710
1791 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن الْخلق عَارِفًا بالطب تصدر ببلاده ثمَّ حج وَعظم صيته وَصَارَ أَمينا على الخدام بِالْمَدِينَةِ لِأَنَّهُ جرت لَهُ كائنة فجب ذكره فَسَقَطت لحيته(5/430)
وَصَارَ من جملَة الخدام وَقَالَ ابْن مَرْزُوق اشْتهر بِالْفَضْلِ المتين وَالدّين وَكَانَ كثير الإيثار للضعفاء وَمَات بعد الْخمسين
1792 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن عمر الْهَاشِمِي أَبُو بكر الطنجالي قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أَبِيه الْخَطِيب الْوَلِيّ أبي عبد الله وروى عَن جده أبي جَعْفَر وَسمع من أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي الْقَاسِم بن بشكوال وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل الْعلم والتثبت فِي المعارف وَجمع بَين الرِّوَايَة والدراية وَالصَّلَاح مَعَ خفَّة وسذاجة محبوباً للنَّاس لفرط تواضعه وَقد خطب بِالْمَسْجِدِ الْأَعْظَم ودرس ورحل لِلْحَجِّ وَأقَام بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 733
1793 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي زيد ابْن الْأُخوة الْقرشِي ضِيَاء الدّين الْمُحدث ولد سنة 684 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَمن أبي مُضر صَحِيح مُسلم وَحدث هُوَ وَأَبوهُ وَأَخُوهُ ذكر ذَلِك ابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ فِي ثَانِي رَجَب سنة 729
1794 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشهير بِابْن الصفي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نَاصِر الدّين ابْن العتال ولد فِي ربيع الأول سنة 709 واشتغل مُدَّة تفقه وبرع فِي النَّحْو والحساب وأتقن المساحة حَتَّى صَار إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي معرفَة ذَلِك وفَاق أهل عصره وَكَانَ يقْصد للاشتغال عَلَيْهِ فِي ذَلِك وَكَانَ ماذوناً لَهُ فِي الْإِفْتَاء ويفتي ويدرس فِي الْفِقْه وينظم وَأَقْبل فِي آخر عمره على التِّلَاوَة(5/431)
إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 774 وأرخ ابْن عشائر وَفَاته بحلب فِي سنة 775 فِي ربيع الآخر وَله شعر نَازل فَمِنْهُ
(حَدِيثك لي أحلى من الْمَنّ والسلوى ... وذكرك شغلي فِي السريرة والنجوى)
(سلبت فُؤَادِي بالتجلي وأنني ... صبور لما ألْقى وَإِن زَادَت الْبلوى)
1795 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بالكمال الطَّبِيب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَارِفًا بصناعة جده لامه ابي خعفر الكرني وَحسن بصيرته وَمَات فِي شَوَّال سنة خمسين وَسَبْعمائة
1796 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الحاكمي تَاج الدّين شَاهد بَيت المَال سمع من حسن الْكرْدِي وَأبي الْعَبَّاس ابْن الشّحْنَة وست الوزراء وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي شعْبَان سنة 769
1797 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَمِين الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن قطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ الْآتِي وَلَده وحفيده ولد سنة 635 بدار العجلة بِمَكَّة وأسمع من ابْن بنت الجميزي وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا فِي الحَدِيث درس بالمظفرية بِمَكَّة وَمَات فِي أَوَائِل سنة 704 وَقيل فِي الْمحرم وَقيل فِي جُمَادَى الأولى وَهُوَ ابْن سبعين أَو نَحْوهَا وَقيل عَاشَ ثمانياً وَسِتِّينَ سنة(5/432)
1798 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْكِنْدِيّ جلال الدّين ابْن تَاج الخطباء القوصي سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد وَكَانَ فَقِيها فَاضلا ولي أَمَانَة الحكم بقوص والعقود والفروض وَكَانَ حسن الْخط مَاتَ بغرب قمولا سنة 724
1799 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن مَالك بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْملك الْقُضَاعِي أَبُو بكر القالوسي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وَكَانَ شَدِيد التعصب لسيبويه مَعَ خفَّة فِيهِ حَدثنِي شَيخنَا أَبُو الْحسن ابْن الْجبَاب قَالَ ورد أَبُو بكر القالوسي على القَاضِي أبي عَمْرو وَكَانَ شَدِيد المهابة فَتكلم فِي مَسْأَلَة فِي الْعَرَبيَّة نقلهَا عَن سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ لَهُ القَاضِي أَخطَأ سِيبَوَيْهٍ فكاد يجن وَلم يقدر على جَوَابه لمَكَان منصبه فَجعل يَدُور فِي الْمَسْجِد ودموعه تنحدر وَهُوَ يَقُول أَخطَأ من خطأه وَلَا يزِيد عَلَيْهَا وَكَانَ مشاركاً فِي فنون من الْفِقْه قِرَاءَة ولغة وَله تواليف حسان ونظم فِي الْعرُوض وَفِي الْفَرَائِض وَشرح الفصيح وَكَانَ قَرَأَ على أبي الْحُسَيْن بن ابي الرّبيع وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَغَيرهمَا وَله شعر مِنْهُ قصيدة أَولهَا
(أطلع بأفق الراح شمس الراح ... وصل الزَّمَان مساءه بصباح) وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 707
1800 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أسعد بن عبد الْكَرِيم الثَّقَفِيّ القاياتي عَلَاء الدّين ابْن كَمَال الدّين سمع من مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الفوي وَعلي بن نصر الله ابْن(5/433)
الصَّواف وَغَيرهمَا وَوَقع فِي الحكم وَتقدم وَهُوَ وَالِد فَخر الدّين قَاضِي مصر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 761
1801 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن عشائر السّلمِيّ الْحلَبِي نَاصِر الدّين ولد سنة وَسمع الصَّحِيح من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة سمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر سنة 762
1802 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل بن ابراهيم بن نَاصح تَقِيّ الدّين بن نَاصِر الدّين بن شرف الدّين الْحَمَوِيّ الأَصْل ثمَّ الْحلَبِي الشهير بِابْن القواس ولد بحماة وَنَشَأ بهَا وانتقل إِلَى حلب وَولي خطابة الْجَامِع العلائي ظَاهر حلب وشغل ودرس وَوعظ وَمَات بحلب سنة 766
1803 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن العجمي نَاصِر الدّين سمع من سنقر البُخَارِيّ بفوت وَمن ابْن الشِّيرَازِيّ جُزْء سُفْيَان وَمن شمس الدّين ابْن العجمي الثَّمَانِينَ للآجري
1804 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل بن يحيى الحسني اليمني عز الدّين أَبُو عبد الله الْمُؤَذّن بالجامع الحاكمي سمع من غَازِي الحلاوي الْمُنْتَقى الْكَبِير من الغيلانيات ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
1805 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل بن يُوسُف الْبكْرِيّ جمال الدّين ابْن الْعِمَاد الفيومي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 637 وَسمع سداسيات الرَّازِيّ من ابْن علاق وَمن النجيب جُزْء ابْن عَرَفَة وَحدث هُوَ وَأَوْلَاده وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 726(5/434)
1806 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام بن حُسَيْن الكوراني الْمدنِي ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين الشَّافِعِي قَاضِي حلب ولد سنة 625 وَأخذ بِمصْر عَن ابْن عبد السَّلَام وَغَيره وَمَات سنة 705 نقلته من كتاب العثماني قَاضِي صفد وبرع فِي الْمَذْهَب وَأفْتى ودرس ثمَّ ولي قَضَاء حلب فَأَقَامَ بهَا دهراً طَويلا وَكَانَ مَحْمُود الْأَحْكَام على ضيق خلقه إِلَى أَن عزل بِسَبَب كَثْرَة مُخَالفَته لقراسنقر وَبقيت مَعَه الخطابة وَاسْتمرّ شيخ الْجَمَاعَة ومفتي الْبَلَد إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 705
1807 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن تَمام بن حراز بن مَحْمُود بن عبد السَّيِّد بن نصر بن سَرَايَا بن نصر الآباري أَبُو عبد الله سمع من دَاوُد الْخَطِيب اقْتِضَاء الْعلم للخطيب وَحدث عَنهُ البرزالي وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ سنة 727
1808 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن شتمل السّلمِيّ أَبُو عبد الله يعرف بالبلياني من أهل المرية أَخذ عَن أَبِيه وَأبي البركات البلفيقي وَعَن غَيرهمَا وَأنْشد لَهُ شعرًا نازلاً وَكَانَ مَوْجُودا قبيل السّبْعين وَسَبْعمائة
1809 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَازِم بن عبد الْغَنِيّ بن حَازِم الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ صَلَاح الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 708 وَسمع من جد أَبِيه لأمه سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة وَابْن سعد واسحاق الامدي وَغَيرهم وَحدث
1810 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي(5/435)
ولد سنة 731 وَسمع من عبد الرَّحْمَن البجدي وَفَاطِمَة وحبيبة ابْنَتي الْعِزّ وَغَيرهمَا وَحدث أَخذ عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَمَات
1811 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسان الغافقي الإشبيلي ثمَّ الغرناطي ابو عبد الله بن حسان قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ وَالِي الْأَشْرَاف وخطة الأشغال وَله أدب ومشاركة وَحسن سيرة وجودة خاطر وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 713
1812 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله بن احْمَد بن الْمَيْمُونِيّ جمال الدّين الْقُسْطَلَانِيّ ابْن تَقِيّ الدّين بن مجد الدّين ابْن تَاج الدّين كَانَ وَالِده تَقِيّ الدّين سبط الشَّيْخ مجد الدّين الإخميمي الْخَطِيب وَمِنْه انْتَقَلت اليهم الخطابة وتاج الدّين وَهُوَ أَخُو قطب الدّين وَكَانَ مولد جمال الدّين سنة 673 تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن خطيب المزة وَصَحب الْمرْجَانِي وَحج مَعَه وَولي إِمَامَة جَامع مصر وخطابته مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ ولي خطابة القلعة وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 725 وَسَيَأْتِي وَلَده
1813 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن دَاوُد بن عِيسَى بن أبي بكر بن أَيُّوب سيف الدّين أَبُو بكر بن صَلَاح الدّين بن الأمجد بن النَّاصِر بن الْمُعظم الْعَادِل كَانَ بِدِمَشْق وَسكن حماة مُدَّة واشتغل وتأدب ونظم ومدح السُّلْطَان وَغَيره وَكَانَ سمع على الفاروثي وَغَيره مَاتَ فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ التجِيبِي الإسكندري عز الدّين ابْن(5/436)
التّونسِيّ ولد سنة 670 وَسمع من عبد الْوَهَّاب بن الْفُرَات مشيخته تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم وَمن جده لأمه أبي الذّكر الدمراوي وَكَانَ من بَيت رئاسة وَمَات بِمصْر فِي صفر سنة 733
1815 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي صَالح بن عَليّ بن يحيى بن طَاهِر ابْن مُحَمَّد بن الْخَطِيب عبد الرَّحِيم بن نباتة الْمُحدث شمس الدّين الْمصْرِيّ ولد فِي ربيع الأول سنة 666 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي وَابْن الْأنمَاطِي وَغَيرهم ثمَّ سكن دمشق وَحدث بالكثير وَكَانَ حسن الْخط بَاشر شَهَادَة الْخَاص بداريا وَغَيرهم بِالشَّام والمشيخة بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة بهَا وَكَانَ بِمصْر شَاهد ديوَان الجاشنكير وَولي دَار الحَدِيث النورية بعد الْمزي وَمَات فِي صفر سنة 750 وَكَانَ كل مَا يحصله يُنْفِقهُ على أَوْلَاد وَلَده الشَّيْخ جمال الدّين بن نباتة وَسَيَأْتِي ذكر جمال الدّين وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا شَاعِرًا
1816 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن الْحَوَاشِي صَلَاح الدّين ولد سنة 699 وَسمع من الْبَدْر ابْن جمَاعَة الشاطبية وَحدث بهَا قَرَأَهَا عَلَيْهِ الكلوتاتي وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْبردَة بِسَمَاعِهِ لَهَا من عَليّ بن جَابر الْهَاشِمِي بِسَمَاعِهِ من ناظمها وَسمع أَيْضا من مُوسَى بن عَليّ الزرزاري وقرأت بِخَط الكلوتاتي مَاتَ لَيْلَة 27 ذِي الْقعدَة سنة 787(5/437)
1817 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن تَمِيم بن ظافر بن الأشقري الجزائري ولد سنة 656 وَسمع من اسماعيل بن ابي الْيُسْر الاول وَالْخَامِس وَالسَّابِع مَعَ الحنائيات وَحدث بِدِمَشْق وحلب سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
1818 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن رَشِيق زين الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن علم الدّين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي ولد سنة 628 وَسمع من ابْن الجميزي وَحدث عَنهُ وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة مُدَّة طَوِيلَة قلت كَانَ ولَايَته قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة عقب موت قاضيها شرف القضاه ابْن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سعيد بن الْقَائِد الْهِلَالِي الْمَعْرُوف بِابْن الربعِي فِي ربيع الأول سنة 696 وعينه ابْن جمَاعَة لقَضَاء دمشق فَلم يتَّفق وَلما صرف النَّاصِر زين الدّين ابْن مخلوف عَن قَضَاء الْمَالِكِيَّة وَأمر القَاضِي الشَّافِعِي أَن يَسْتَنِيب عَنهُ مالكياً استناب ابْن جمَاعَة ابْن رَشِيق هَذَا فِي الحكم على مَذْهَب الْمَالِكِيَّة إِلَى أَن عَاد ابْن مخلوف وَكَانَ شَيخا وقوراً دينا فَقِيها معمراً قَالَ الْكَمَال جَعْفَر نقلت عَنهُ أَحْكَام أَخطَأ فِيهَا فعزل يَعْنِي عَن الْإسْكَنْدَريَّة بعد أَن حكم فِيهَا مُدَّة اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَكَانَ ينظم نظماً نازلاً وَمَات فِي الْمحرم سنة 720 وَله مَعَ النشو قصَّة طَوِيلَة وَكَانَ النشو حط عَلَيْهِ حَتَّى عَزله النَّاصِر
1819 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْحلَبِي صَلَاح الدّين الشاذلي تلميذ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الميلق ولد سنة سَبْعمِائة تَقْرِيبًا وَسمع على القَاضِي(5/438)
بدر الدّين ابْن جمَاعه وَغَيره وأدب الْأَطْفَال فَعَادَت عَلَيْهِم بركاته فَلم يقْرَأ عَلَيْهِ أحد إِلَّا انْتفع وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي يَقُول انا اشاهد على الشَّيْخ صَلَاح الدّين جلالة ثمَّ انْقَطع فِي منزله سِنِين وَتُوفِّي فِي ذِي الْقعدَة سنة 787 وَله شعر وسط فِيهِ مدائح نبوية فَمِنْهُ قصيدة أَولهَا
(أَلا هَل لمشتاق إِلَى أَرض طيبَة ... وُصُول لما يهواه من ذَلِك الْحمى)
(وَهل ناظري قبل الْمَمَات يرى الَّذِي ... تحجب فِي ثوب الفخار مُعظما) وَله
(وَالله لَو عِشْنَا بكم دهراً لما ... فَاء الْوِصَال بساعة التوديع)
(يَا نازحين عَن الديار وحبهم ... قد حل بَين حشاشتي وضلوعي)
(رفقا فقلبي فِيهِ نيران بَدَت ... أسفا وَلم تطفاً بفيض دموعي)
1820 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حكم الْوَادي آشي قَرَأَ على أبي إِسْحَاق الغافقي وَغَيره وَكَانَ حَرِيصًا على الإفادة وَمَات فِي شَوَّال سنة 742 قَالَه ابْن الْخَطِيب
1821 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ نَاصِر الدّين ولد سنة 708 وأحضر على مُحَمَّد ابْن عَليّ بن عبد الله النَّحْوِيّ جُزْء ابْن ملاس وَمن عَم أَبِيه التقي سُلَيْمَان شَيْئا كثيرا وَمن يحيى بن سعد وابراهيم بن غَالب وَأبي بكر بن أَحْمد بن(5/439)
عبد الدَّائِم فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الرضي الطَّبَرِيّ وَأَخُوهُ الصفي وَالْفَخْر التوزري وَالْعلم بن درادة وَإِسْمَاعِيل بن الْمعلم وبيبرس العديمي والتاج النصيبي وَإِسْحَاق النّحاس وَآخَرُونَ وَحدث بالكثير وَتفرد بِبَعْض شُيُوخه ومسموعاته وَكَانَ صَالحا خيرا وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 796
1822 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زُرَيْق الْبَقَّال كتب عَنهُ ابْن كثير
1823 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن يحيى بن مَسْعُود السويداوي سمع الْكثير وَكَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ وَمَات فِي رَمَضَان سنة 731 وَهُوَ جد شَيْخي أَحْمد بن بدر الدّين حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا
1824 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَالم بن عبد الْعَزِيز بن سَالم بن خلف الْقَيْسِي أَبُو عبد الله الطَّبِيب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مليح المحاضرة حفظَة للأدب والطب أَخذ عَن أبي جَعْفَر الكركي وانتصب للعلاج وخدم بِالْبَابِ السلطاني وَولي الْحِسْبَة وَله شعر وسط مَاتَ فِي رَجَب سنة 717
1825 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعد الله الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو عبد الله الشهير بالقواس مولده بِدِمَشْق وَسمع بهَا من الحجار الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ الفوي وروى عَنهُ ابْن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ وَمَات
1826 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الهندى الأَصْل الْحَنَفِيّ نزيل الْحرم مَاتَ 780(5/440)
1827 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الغساني من أهل المرية قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ دمث الْأَخْلَاق عَارِفًا بصناعة الْحساب قَرَأَ على ابْن عبد النُّور وَله شعر وسط وَمَات سنة 764 وَقد ناهز الثَّمَانِينَ
1828 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الزُّهْرِيّ المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من صُدُور الْفُضَلَاء أهل الدّين وَالْخَيْر ولين الْجَانِب منقبضا عَن النَّاس أم بسجد مالقة وخطب بعد الساحلي وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 741
1829 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سماك بن عبد الْحق بن سماك العاملي أَبُو الْعَلَاء الغرناطي سمع من أبي الْحسن بن أبي الْعَيْش وَأبي عبد الله بن الفخار وَأبي عبد الله بن بكر وَأبي الْقَاسِم بن جزي وعني وَحصل وَقيد واجتهد(5/441)
وفَاق فِي الْعرُوض وَكتب فِي الدَّار السُّلْطَانِيَّة أثنى عَلَيْهِ ابْن الْخَطِيب بِالْفَضْلِ وَالْأَدب وَأنْشد لَهُ عدَّة قصائد فِيهَا قصيدة أَولهَا
(فتح قَضَاهُ الْمَالِك الديَّان ... ذلت لعزة نَصره الصلبان) وَمن أُخْرَى أَولهَا
(بشرى بهَا صبح الْهِدَايَة مُسْفِر ... من لَفظهَا مَاء البشاشة يقطر) وَمن أُخْرَى أَولهَا ... أما الْفتُوح فَهَذَا بَابهَا انفرجا ... لقد تفجر فجر النَّصْر وانبلجا ...
كَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 750
1830 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل بن مُحَمَّد بن مَالك بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ابْن مَالك الْأَزْدِيّ الغرناطي أَبُو الْقَاسِم ابْن الْوَزير أبي عبد الله وَهُوَ بلقبه أشهر مَاتَ أَبوهُ سنة سبعين وَهُوَ صَغِير وَكَانَ رَئِيس غرناطة أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي جَعْفَر بن الطباع والبهاء بن النّحاس والشرف الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم واشتغل كثيرا وَمَال إِلَى مَذْهَب الظَّاهِر وَحج سنة 87 ثمَّ قدم دمشق سنة عشْرين وَقَرَأَ على الحجار صَحِيح البُخَارِيّ ثمَّ حج وجاور وَقَرَأَ بالسبع فِي صغره على ابْن أبي الْأَحْوَص وَأبي جَعْفَر بن الزبير وبرع فِي معرفَة الاصطرلاب وَكَانَ وافر الْجَلالَة بِبَلَدِهِ ويلقب بالوزير وَكَانُوا يرجعُونَ إِلَى رَأْيه وَفِيه ورع وَفِيه فَضَائِل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَيخا وقوراً لَا يتعمم بل كَانَ يتطيلس على طاقية وَقَالَ القطب كَانَ فَاضلا عَارِفًا لَهُ دين متين وورع وزهد(5/442)
وَكَانَ لَا يقبل لأحد شَيْئا وَيكثر التَّصَدُّق مِمَّا يَأْتِيهِ من أملاكه بالمغرب لَكِن سرا وَله فِي ذَلِك أَخْبَار وَوَصفه ابْن الْخَطِيب بالرئاسة ومجالسة السُّلْطَان وملازمة التِّلَاوَة وتفقد أهل الْخَيْر وَذكر أَنه فِيمَن تمالا على السُّلْطَان فِي سنة ثَلَاث عشرَة فَلَمَّا كَانَت النُّصْرَة لَهُ فروا وَتركُوا أَمْوَالهم ثمَّ لطف الله بِأبي الْقَاسِم فَعَاد إِلَى وظيفته وَاسْتمرّ إِلَى أَن بدا لَهُ فَرَحل إِلَى الْمشرق فِي سنة 721 مَاتَ بِمصْر فِي رُجُوعه من الْحَج فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ ذَا فنون وَله شعر فَمِنْهُ
(يَا صَاحِبي اعذر اني فِي الْهوى وسلا ... هَل كنت مِمَّن رأى محبوبه فسلا)
(أَبيت والشوق يبكيني ويحرقني ... كأنني الشمع لما فَارق العسلا) وَله أَخ اسْمه أَيْضا مُحَمَّد هَذَا الْآتِي بعده
1831 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل أَخُو الَّذِي قبله يكنى أَبَا عبد الله أثنى عَلَيْهِ ابْن الْخَطِيب وَقَالَ كَانَ سليم الْبَاطِن محافظاً على الْجَمَاعَة مقتصداً فِي أمره وَكَانَ قد أسر فِي بعض الوقعات فَبَقيَ فِي أَيدي الْعَدو مُدَّة ثمَّ افتدى بِمَال جزيل وَمَات بغرناطة فِي ربيع الآخر سنة 731 بِمَرَض الإسهال وَكَانَت وَفَاة أَبِيهِمَا سنة سبعين وسِتمِائَة ووفاة جده مُحَمَّد بن سهل سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة(5/443)
1832 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن سَالم بن أبي الْحسن بن بمنوب المعمر الماكسيني رَئِيس المؤذنين بِدِمَشْق ولد سنة 682 وَسمع من الْفَخر وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ والشريف الْحُسَيْنِي وَقَالَ كَانَ مقرئاً صَالحا مَاتَ يَوْم عَرَفَة بِدِمَشْق سنة 767 أرخه ابْن كثير
1833 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن صارو بن أبي الضَّوْء بن عَليّ البعلي أَمِين الدّين سمع من التَّاج عبد الْخَالِق من سنَن ابْن مَاجَه وَحدث وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 767
1834 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَاصِم بن مُحَمَّد بن أبي عَاصِم الْأنْصَارِيّ يكنى أَبَا عبد الله من أهل غرناظه وَيعرف بِابْن عَاصِم كَانَ حسن الْخط كتب بالديار السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ لين العريكة طيب النَّفس سليم الصَّدْر وَولي الْحِسْبَة وناب عَن صَاحب الْقَلَم الْأَعْلَى وَكَانَ سمع من جده لأمه أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن سماك وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَغَيره وَمن قصائده
(شيدت بملكك للهدى أَرْكَان ... وسما بِهِ فَوق السها أَرْكَان)
(وَالله أسعدنا بدولتك الَّتِي ... هِيَ للعباد وللبلاد أَمَان) ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 696 وَمَات فِي صفر سنة 743
1835 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْبَارِي بن حَمْزَة الْأنْصَارِيّ الأقفهسي الأديب أحد شُهُود الْقيمَة بِالْقَاهِرَةِ سمع من ابْن علاق وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي أول سنة 719(5/444)
1836 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سَلامَة البلوي الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي جمال الدّين أَبُو الْفرج بن نجم الدّين ابْن أبي البركات سبط الْمسند صفي الدّين عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن الْفُرَات سمع من جده لأمه وَحدث عَنهُ ودرس بالإسكندرية فَلَمَّا وَقعت وَاقعَة القَاضِي عماد الدّين الْكِنْدِيّ سنة 27 وعزل ترك جمال الدّين هَذَا التدريس فاستقر فِيهِ كَمَال الدّين الربعِي الَّذِي ولي الْقَضَاء حِينَئِذٍ قَرَأت ذَلِك بِخَط الْبَدْر النابلسي وَكَانَ رجلا حسن الشكل كثير المكارم مليح الْقَامَة
1837 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْحُسَيْنِي الفاسي ثمَّ الْمَكِّيّ ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة 44 وَمَات فِي 27 صفر سنة 719 وَسَيَأْتِي ذكره وَلَده مُحَمَّد
1838 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَلِيل الْجَعْفَرِي التّونسِيّ ركن الدّين أَبُو عبد الله ابْن القوبع الْمَالِكِي ولد بتونس سنة 664 فِي رَمَضَان وَقَرَأَ بِبَلَدِهِ على يحيى بن الْفرج بن زيتون وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن قَاضِي تونس وَأخذ عَن ابْن حُبَيْش وَابْن الدارس وَقدم سنة تسعين سمع بِدِمَشْق من إِبْرَاهِيم بن عَليّ الوَاسِطِيّ سمع مِنْهُ فَوَائِد الاخميمى وَمن عمر بن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَسمع أَيْضا من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَالْخضر بن عبد الرَّحْمَن وَغَيرهم ودرس بالمنكوتمرية وَأعَاد بالناصرية وَغَيرهَا ودرس فِي(5/445)
الطِّبّ بالمرستان وَاسْتمرّ على الِاشْتِغَال والأشغال وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى النَّاس من غير حَاجَة إِلَى أحد وَلَا سعي فِي منصب وَكتب على تَفْسِير سُورَة ق مجلدة لَطِيفَة وعَلى عدَّة آيَات وَكتب على ديوَان المتنبي كِتَابَة جَيِّدَة وَكَانَ يستحضر جملَة من الشّعْر وَيعرف خطوط الْأَشْيَاخ وَكَانَ ذهنه يتوقد ذكاء قد مهر فِي الْفُنُون حَتَّى صَار إِذا تحدث فِي شئ من هَذِه الْعُلُوم تكلم فِي دقائقه وغوامضه حَتَّى يَقُول الْقَائِل إِنَّه أفنى عمره فِي ذَلِك الْفَنّ وَكَانَ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يَقُول مَا أعرف أحدا مثله وَقَالَ الصَّفَدِي قَالَ لي ابْن سيد النَّاس لما قدم قعد بسوق الْكتب وَالشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس هُنَاكَ وَمَعَ الْمُنَادِي ديوَان ابْن هَانِئ فَنظر فِيهِ ابْن القوبع فترنم بقوله
(فتكات لحظك أم سيوف أَبِيك ... وكؤوس خمرك أم مراشف فِيك) فقرأه بِالنّصب فِي الْجَمِيع فَقَالَ لَهُ ابْن النّحاس يَا مَوْلَانَا هَذَا نصب كثير فَقَالَ لَهُ بفترة أَنا أعرف الَّذِي تُرِيدُ من رَفعهَا على أَنَّهَا أَخْبَار لمبتدءات مقدرَة وَالَّذِي ذهبت أَنا إِلَيْهِ أغزل وأمدح وَتَقْدِيره أقاسي فتكات لحظك إِلَى آخِره فَقَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا فَلم لَا تتصدر وتشغل النَّاس فَقَالَ وأيش هُوَ النَّحْو فِي الدُّنْيَا حَتَّى يذكر قَالَ وَقَالَ لي أَيْضا كنت أَنا وشمس الدّين ابْن الْأَكْفَانِيِّ نشتغل عَلَيْهِ فِي المباحث المشرقية فأبيت لَيْلَتي أطالع الدَّرْس وأجهد قريحتى إِلَى أَن يظْهر لى شئ فَإِذا تكلم الشَّيْخ(5/446)
ركن الدّين أكون فِي وَاد وَهُوَ فِي وَاد آخر قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَت فِيهِ بادرة وحدة لَعَلَّهَا أَخَّرته عَن نيل المناصب فَلم يل فِي بَلَده إِلَّا وَظِيفَة جامكية فِي الْأَطِبَّاء بالمرستان قَالَ ابْن رَافع حدث بِالْقَاهِرَةِ وَكتب عَنهُ القطب الْحلَبِي وَكَانَ صَحِيح الذِّهْن مَشْهُورا بِالْعلمِ يُفْتِي على مَذْهَب مَالك وَأعَاد بِبَعْض الْمدَارِس وَقَالَ قَالَ لي ابْن سيد النَّاس ابْن القوبع ثَبت ثَبت وأعادها سِتا أَو سبعا قَالَ الصَّفَدِي أَخْبرنِي الشَّيْخ تَاج الدّين المراكشي عَنهُ قَالَ أوقفني ابْن سيد النَّاس على السِّيرَة الَّتِي عَملهَا فَعلمت فِيهَا على أَكثر من مائَة مَوضِع أَوْهَام قَالَ الصَّفَدِي وَلَقَد رَأَيْته أَنا مَرَّات وَقَالَ أَخْبرنِي ابْن سيد النَّاس قَالَ جَاءَ إِلَيْهِ إِنْسَان يصحح عَلَيْهِ فِي أمالي القالي فَكَانَ يسابقه إِلَى أَلْفَاظ الْكتاب فبهت الرجل فَقَالَ لَهُ ابْن القوبع لي عشرُون سنة مَا كررت عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة حسن الود جميل الصُّحْبَة يتَصَدَّق سرا فيكثر وَكَانَ إِذا رأى أحدا يضْرب كَلْبا يخاصمه وَيَقُول هَذَا مَا هُوَ شريكك فِي الحيوانية وَكَانَت فِيهِ سآمة وملل وضجر ويلثغ بالراء فيجعلها همزَة وَكَانَ لَا يخل بالمطالعة فِي كتاب الشِّفَاء لِابْنِ سينا كل لَيْلَة قَالَ ابْن سيد النَّاس فَقلت لَهُ يَوْمًا إِلَى مَتى تنظر فِي هَذَا الْكتاب فَقَالَ أُرِيد أَن أهتدي وَمن نظمه
(تَأمل صحيفات الْوُجُود فَإِنَّهَا ... من الْجَانِب السَّامِي إِلَيْك رسائل)
(وَقد خطّ فِيهَا إِن تَأَمَّلت خطها ... أَلا كل شئ مَا خلا الله بَاطِل) وَله قصيدة يائية طَوِيلَة فِي مديح ابْن دَقِيق الْعِيد يَقُول فِيهَا
(صبا للْعلم صبا فِي صباه ... فأعلن نهية الصب الصَّبِي)(5/447)
(فأتقن والشباب لَهُ لِبَاس ... أَدِلَّة مَالك وَالشَّافِعِيّ) وَيَقُول فِيهَا
(بِعدْل عَم أَصْنَاف البرايا ... تساوى فِيهِ دَان بالقصي)
(جمعت ندى وجودا حاتمياً ... إِلَى رَأْي وحلم أحنفي)
(وَنور جلالة يرْتَد عَنهُ ... رَسُول الطّرف بالْحسنِ الْغَنِيّ)
(وَمن كثرت صَلَاة اللَّيْل مِنْهُ ... يحسن وَجهه قَول النَّبِي) قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ أَخْبرنِي جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود كَاتب سر حلب قَالَ سَأَلَني الْمُؤَيد صَاحب حماة عَن معنى قَول الشَّاعِر
(وطرقت بالمنايا السود بيضهم ... فاعجب لذاك وَمَا فِيهَا سوى ذكر) فَقلت لَا أَدْرِي فَقَالَ سل لي أَبَاك قَالَ فَسَأَلته فَلم يعرف فطلع ابْن القوبع فَسَأَلَهُ وَالِدي فَقَالَ نعم يُقَال طرقت النَّاقة إِذا اعْترض وَلَدهَا فِي بَطنهَا فَمَاتَتْ مَاتَ فِي 17 ذِي الْحجَّة سنة 738 والقوبع على الْأَلْسِنَة بِضَم الْقَاف وَنقل ابْن رَافع عَنهُ أَنه قَالَ أَنه بِفَتْح الْقَاف وَذكر عَن بعض المغاربة أَن القوبع طَائِر
1839 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الزبيرِي عَزِيز الدّين الميبجي الشَّافِعِي مولده فِي صفر سنة 705 بِالْقَاهِرَةِ وَسمع بهَا من الحجار ووزيرة والواني وَالْحسن الْكرْدِي وَآخَرين وناب فِي الحكم فِي أَعمال الْقَاهِرَة فحمدت طَرِيقَته وَحدث سمع مِنْهُ ابْن ظهيرة وَغَيره من الْفُضَلَاء(5/448)
وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 793
1840 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن التَّمِيمِي أَبُو عبد الله الحلفاوي التّونسِيّ نزيل غرناطة يعرف بِابْن الْمُؤَذّن قَالَ ابْن الْخَطِيب قدم وَمَعَهُ مَال فِي تِجَارَة فأنفقه فِي سَبِيل الْبر وتجرد وَأَقْبل على الْعِبَادَة والتلاوة إِلَى أَن اشْتهر بِالْخَيرِ والصدق فَصَارَ يقْصد بالصدقات فيفرقها فِي المحاويج فانثال عَلَيْهِ الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان وَمَعَ ذَلِك فرفده يعمهم وَكَانَ صَاحب مقامات وكرامات حسن الصَّلَاة جدا وَكَانَ يخْتم فِي رَمَضَان مائَة ختمة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 715 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا
1841 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقزْوِينِي بدر الدّين ابْن القاضى جلال الدّين خطيب جَامع دمشق ولد بعد السبعمائة فأرخه الذَّهَبِيّ سنة سَبْعمِائة وَغَيره سنة 701 وأحضر على ابْن الموازيني وَأَجَازَ لَهُ ابْن مشرف شرف الدّين الْفَزارِيّ وتفقه وَمهر فِي الخطابة وخطب قبل أَن يلى أَبوهُ قَضَاء الْقُضَاة فِي حَيَاة الْمَشَايِخ الْكِبَار وَلما ولي أَبوهُ الْقَضَاء اسْتمرّ على خطابته وَكَانَ يدْخل مصر كل سنة فيقيم مُدَّة وَيرجع بتشريف فَكَانَت لَهُ بذلك وجاهة ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر وَكَانَ نَاب لِأَبِيهِ بل كَانَ الْأَمر كُله مفوضاً إِلَيْهِ وَولي نظر الأمينية ودرس بعدة أَمَاكِن ثمَّ نزع مِنْهُ السُّبْكِيّ نظر الأمينية بعض رُؤَسَاء وَإِلَى مصر وَكَانَ وافر الحشمة جميل السِّيرَة حسن التأدية للخطبة طيب النغمة وَلما مَاتَ أَبوهُ سمت همته إِلَى ولَايَة الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ ذَلِك وانعكست لَهُ(5/449)
أَحْوَاله إِلَى أَن أكمده الْحزن وَيُقَال طلعت على قلبه دبلة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 742
1842 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم الخزرجي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَارِفًا بِقِرَاءَة الدَّوَاوِين كثير التَّوَاضُع وَالِاحْتِمَال ولي الْأَشْرَاف بعدة بِلَاد مِنْهَا بغرناطة إِحْدَى عشرَة سنة مَاتَ بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة
1843 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن صَالح الْعَنْبَري يعرف بِابْن مُبشر سمع الرشيد الْعَطَّار ذكره بدر الدّين النابلسي فِي مشيخته
1844 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن أَحْمد بن عقيل السّلمِيّ البعلبكي جلال الدّين أَبُو ذَر ابْن خطيب بعلبك ولد سنة 709 وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَأبي بكر بن عنتر وَأَسْمَاء بنت صصري ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ سبط شَيخنَا أبي الْحُسَيْن اليونيني سمع من الحجار وَطَائِفَة ببعلبك وبدمشق وَدَار على الشُّيُوخ وَنسخ كتابي طَبَقَات الْحفاظ والكاشف وقرأه وخطه مَنْسُوب وديانته متينة وَنَفسه زكية قَالَ ابْن رَافع حدث وتفقه وخطب وَكتب بِخَط الْمَنْسُوب كثيرا وناب فِي الحكم بِبَلَدِهِ وَكَانَ دينا وَهُوَ أَخُو الْكَاتِب بهاء الدّين مَحْمُود كتبا على والدهما وخطب بالجامع ببعلبك إِلَى أَن مَاتَ وناب فِي الحكم وَكَانَ دينا خيرا وَكَانَ فِي آخر خطْبَة خطبهَا قد سَقَطت عمَامَته من رَأسه وَهُوَ(5/450)
على الْمِنْبَر فَمَاتَ فِي الْجُمُعَة الْمُقبلَة سَابِع ذِي الْقعدَة سنة 772 وَمَات أَبوهُ بدر الدّين سنة 743
1845 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم البعلي أَخُو الَّذِي قبله يلقب صدر الدّين ولد فِي ربيع الآخر سنة 704 وأحضر فِي الرَّابِعَة على مُحَمَّد بن شرف والشهاب الأرموي وأسمع على الْمطعم وَأبي الْفَتْح وَابْن الشّحْنَة وَآخَرين وَحدث وَمَات فِي
1846 - مُحَمَّد ابْن أبي الطَّاهِر مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْعمريّ الْمَالِكِي الْمُؤَذّن بمنارة الندوة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام حدث عَن الْفَخر التوزري بالموطأ ليحيى بن يحيى وَكَانَ أعجوبة فِي كَثْرَة الْأكل مَاتَ بعد سنة 760
1847 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْأَعْلَى بن السكرِي جمال الدّين ولد سنة 655 وأسمع على ابْن علاق وَسمع على النجيب رِوَايَة الْآبَاء عَن الْأَبْنَاء للمنجنيقي وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة 738
1848 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عطايا سعد الدّين الْوَزير ترقى فِي الْخدمَة بِالْكِتَابَةِ إِلَى أَن ولي نظر الْبيُوت ثمَّ ولي الوزارة فِي نِيَابَة سلار سنة 704 فاتفق أَنه جلس بخلعته بقاعة الصاحب وَوَقع فِي الْوَرق والجاولي يرمل عَلَيْهِ وَكَانَ قبل ذَلِك بِثَلَاثَة أَيَّام وَاقِفًا بَين يَدي الجاولي يقْرَأ عَلَيْهِ أوراق حِسَاب لكَون الجاولي كَانَ فِي وَظِيفَة الاستادارية نِيَابَة(5/451)
عَن بيبرس الجاشنكير فعد النَّاس وقُوف هَذَا فِي خدمَة هَذَا وانعكاس الْأَمر بعد ثَلَاثَة أَيَّام من الْعَجَائِب ثمَّ قبض على ابْن عطايا بسعي ابْن سعيد الدولة فِي الْمحرم سنة 706 فصودر ثمَّ أفرج عَنهُ وَولي بعد ذَلِك نظر الأحباس وَمَات فِي شعْبَان سنة 730 وَكَانَ خيرا دينا محب الْخَيْر وَأَهله
1849 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْقَيْسِي أَبُو عبد الله الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كتب الْخط الْحسن ونظم ورحل فَحصل وَقَرَأَ على قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْقَاسِم الْحُسَيْنِي وَأبي سعيد بن لب وَغَيرهمَا وَمن شعره قصيدة أَولهَا
(دمع هتون وَوجد قد بَرى الجسدا ... فَهَل يُطيق فُؤَادِي الصَّبْر والجلدا)
1850 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْحَرَّانِي ابْن البطائني بدر الدّين ولد فِي آخر رَمَضَان سنة 678 وَسمع جُزْء الغطريف من أَحْمد بن شَيبَان وَمن الْفَخر مشيخته وَمن الشّرف بن عَسَاكِر وَنصر الله بن عَبَّاس وَغَيرهم وباشر نِيَابَة الْحِسْبَة وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَتَوَلَّى قَضَاء الركب الشَّامي وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ والحسيني وَغَيرهمَا وَمَات فِي رَجَب سنة 756 وَذكر ابْن رَافع فِي الوفيات مثل هَذِه التَّرْجَمَة وَقَالَ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 41 فَليُحرر فلعلها تَرْجَمَة أَبِيه أَو أَخِيه
1851 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن رضوَان بن عبد الْعَزِيز الْموصِلِي الأَصْل(5/452)
البعلي المولد نزيل طرابلس ثمَّ نزل دمشق ولد سنة 699 وَقَرَأَ على الشجاع عبد الرَّحْمَن خَادِم اليونيني وَسمع من القطب اليونيني وَابْن أبي الْفَتْح والعفيف إِسْحَاق والمزي وَابْن جهبل فِي آخَرين وتفقه بحماة على الشّرف الْبَارِزِيّ والبدر التبريزي قَاضِي بعلبك وَمهر فِي الْفُنُون وَقَالَ الشّعْر وصنف التصانيف ونظم مطالع الْأَنْوَار لِابْنِ قرقول ونظم الْمِنْهَاج فِي الْفِقْه وَكَانَ يجيد الْخطب وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وتصدر بالجامع الأموى للخطابة قَالَ الصَّفَدِي قَاضِي صفد فِي طبقاته رافقته من طرابلس إِلَى دمشق وَكَانَ استوطن دمشق وَحصل فِيهَا وظائف ثمَّ عوند فِيهَا فَأَعْرض عَنْهَا وأتجر فِي الْكتب فربح فِيهَا حَتَّى أَنه لما مَاتَ خلف نَحوا من ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَمَات بطرابلس فِي سنة 774 وأرخه قَاضِي صفد فِي سنة ثَلَاث فَوَهم
1852 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن ظافر المَخْزُومِي الْمصْرِيّ زين الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الكيلح ولد سنة 661 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَعبد الرَّحِيم بن يُوسُف ابْن خطيب المزة وَعبد الرَّحِيم ابْن الدَّمِيرِيّ وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 726 قَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن(5/453)
الْخلق لَهُ فهم وَمَعْرِفَة
1853 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم التبريزى شمس الدّين بن نظام الدّين الْمُقْرِئ ابْن الْغَزِّي مَاتَ سنة 710 فِي الكهولة
1854 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم شمس الدّين بن عَطاء أَبُو البركات الجذامي الإسكندري الشاذلي سمع من الشريف تَاج الدّين الغرافي وَلبس الْخِرْقَة من أبي عبد الله بن النُّعْمَان فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ سَمِعت مِنْهُ ولبست مِنْهُ الْخِرْقَة وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ تَاج الدّين بن عَطاء مَاتَ فِي 18 شهر ربيع الآخر سنة 758
1855 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف ابْن مُوسَى بن تَمام الْأنْصَارِيّ الخزرجي السُّبْكِيّ بدر الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن تَقِيّ الدّين أبي الْفَتْح ولد سنة سِتّ وَقيل سنة 34 بِالْقَاهِرَةِ وأحضره أَبوهُ على عَائِشَة بنت الصنهاجي وأسمعه بِدِمَشْق من الْجَزرِي وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ وَكتب الطباق واشتغل فِي الْفِقْه وَمهر فِي عدَّة فنون وَكَانَت لَهُ همة عالية مَعَ الذكاء والفهم وَحسن الشكل والتودد إِلَى النَّاس وَقد درس بالركنية وَهُوَ صَغِير جدا فِي حَيَاة جده لأمه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ثمَّ درس بالشامية الجوانية ثمَّ بالبرانية نِيَابَة عَن خَاله تَاج الدّين وناب عَنهُ فِي الحكم وَولي قَضَاء الْعَسْكَر وَكَانَ يَنُوب فِي الخطابة وَكَانَ حسن الخطابة كثير الحشمة ثمَّ توجه إِلَى الْقُدس ليزور خَاله بهاء الدّين السُّبْكِيّ لما قدمه ليصوم بِهِ رَمَضَان فضعف فِي الطَّرِيق فوصل إِلَى الْقُدس(5/454)
ضَعِيفا وَلَقي خَاله وَاسْتمرّ فِي ضعفه أَيَّامًا فَمَاتَ فِي لَيْلَة السَّابِع من شَوَّال سنة 771 وَدفن بِبَاب الرَّحْمَة رَحمَه الله تَعَالَى
1856 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سَالم بن هِلَال الْحلَبِي شمس الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْعِرَاقِيّ اشْتغل وَأخذ عَن الْكَمَال ابْن الضياء العجمي وتميز وتصدر للاشغال بحلب وعلق على الْحَاوِي تَعْلِيقا حسنا قَالَ ابْن رَافع بلغتنا وَفَاته فِي صفر سنة 769 قلت وأرخه ابْن حبيب وَهُوَ أعرف بِهِ فِي 27 ذِي الْحجَّة سنة 768 وَأثْنى عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَالْفضل وَتقدم ذكر وَالِده وَأَنه سمع من سنقر قلت وَهُوَ وَالِد صاحبنا نَائِب الحكم جمال الدّين عبد الله ابْن الْعِرَاقِيّ ذكر لي وَلَده أَن أَبَاهُ كَانَ صديق الشهَاب الْأَذْرَعِيّ وَأَنه أوصاه على أَوْلَاده
1857 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن صَغِير نَاصِر الدّين الطَّبِيب ولد سنة 691 وَقَرَأَ الطِّبّ على وَالِده وَالْأَدب على القونوي وخدم فِي بَاب السُّلْطَان وَحج مَعَه فِي سنة 32 وأرسله إِلَى الطنبغا المارداني بحلب وَكَانَ ظريفاً لطيفاً لَا يطب إِلَّا أَصْحَابه أَو بَيت السُّلْطَان وَكَانَ يحب المجون وَيضْرب بِالْعودِ سرا قَالَ الصَّفَدِي قلت لَهُ لَو جَلَست على دكان عطار لحصل لَك كل يَوْم أَرْبَعُونَ خَمْسُونَ درهما فَقَالَ يَا مَوْلَانَا هَؤُلَاءِ النِّسَاء إِن لم يكن الطَّبِيب يَهُودِيّا شَيخا مائل الرَّقَبَة سَائل اللعاب لم يكن لَهُنَّ عَلَيْهِ إقبال قَالَ يُشِير بذلك إِلَى السديد الدمياطى فَإِنَّهُ كَانَ بِهَذِهِ الصّفة وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ فَخر الدّين عبد الْوَهَّاب لما دخل الْخَلَاء فعلق بِرجلِهِ(5/455)
شئ من القذر فتأذى بِهِ وَبَالغ فِي غسل رجله الرسَالَة الَّتِي أَولهَا والشئ بالشئ يذكر يَقُول فِيهَا على أَنه أَكثر مُحَافظَة مِنْهُ ووداً وأرعى ذمَّة وعهداً كم أحرقته نَار وجد من أوطانه وأزعجبته من مَكَانَهُ وَهُوَ لَا يضمر الأحباء وَلَا يطْلب مِنْك الأقرباء لَا شكّ إِذا أبوكما وَاحِد أنكما من طِينَة وَاحِدَة وَكتب إِلَيْهِ فَخر الدّين عبد الْوَهَّاب النصري أَيْضا أبياتا فِي الوباء يتلعب بِهِ فِيهَا مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي ذِي الْقعدَة سنة 749
1858 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن عبد الْقَاهِرَة الدِّمَشْقِي نجم الدّين الْعَسْقَلَانِي سمع من ابْن خطيب القرافة وَابْن مُضر وَعبد الله بن الخشوعي وَحدث وَعِنْده عَن ابْن مُضر الْمُوَطَّأ رِوَايَة أبي مُصعب سَمعه مِنْهُ شَيْخي بدر الدّين ابْن قوام مَاتَ فِي 3 شهر ربيع الآخر سنة 730
1859 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الفِهري أَبُو عبد الله الشاطبي قَالَ ابْن الْخَطِيب شَاعِر أَكثر الشّعْر جدا فِي أَعلَى دَرَجَات الْوسط وقفت لَهُ على ثَلَاثَة أشعار فِي مدح الْوَزير أبي إِسْحَاق بن سهل خَاصَّة ومدح مُلُوك بني نصر ووزراءهم
1860 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن حافي رَأسه أَبُو عبد الله الزناتي الإسكندري سمع من مَنْصُور بن سليم الْجُزْء الْخَامِس من فضل الْمحرم من تَخْرِيجه وَأَجَازَ لَهُ الأديب مظفر بن محَاسِن الذَّهَبِيّ وَحدث بالإسكندرية ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه قلت مَاتَ فِي شهر(5/456)
رَجَب سنة 725
1861 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الله بن مَالك شمس الدّين ابْن الْعَلامَة جمال الدّين بن مَالك سمع جُزْء الْأنْصَارِيّ على الْفَخر وَغَيره وَلم يحدث وَكَانَ شَيخا حسنا بهي المنظر كثير التِّلَاوَة لقن بالجامع الْأمَوِي أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ يسْأَل الطّلبَة فَإِذا قَالَ أحدهم قَرَأت ألفية ابْن مَالك يفرح وَيَقُول ألفية وَالِدي وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ بدر الدّين الَّذِي شرح ألفية أَبِيه وَمَات قَدِيما مَاتَ هَذَا فِي شهر رَمَضَان سنة 719
1862 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَخُوهُ سمع من الْفَخر أَيْضا وَسكن الْقَاهِرَة وَله نظم وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق بَاشر بعض الْجِهَات فخلف مَالا جزيلاً مَاتَ فِي شَوَّال سنة 722
1863 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين ولد سنة 704 وأحضر على ابْن مشرف وأسمع على التقي سُلَيْمَان الْمُرُوءَة للضراب ومشيخة ابْن وَغير ذَلِك وَسمع على الْمطعم وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ شرف الدّين الْفَزارِيّ وَأَبُو جَعْفَر ابْن الموازيني وَعبد الْأَحَد ابْن تَيْمِية وَإِسْحَاق النّحاس وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل بن عَسَاكِر وَفَاطِمَة بنت سُلَيْمَان والدمياطي وَابْن الصَّواف وعَلى بن الْقيم وَحسن سبط زِيَادَة وَابْن السَّقطِي وَابْن النيني وَآخَرُونَ وَحدث بالكثير وَتفرد وَكَانَ بيطاراً بالصالحية وَمَات بالمرستان فِي شعْبَان سنة 793(5/457)
1864 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عوض الهوريني سمع من أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ
1865 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو الْحُسَيْن جمال الدّين ابْن القاضى كَمَال الدّين بن فَهد الْهَاشِمِي ولد سنة 735 تَقْرِيبًا وَسمع من الْفَخر النويري والسراج الدمنهوري وَكَانَ صَالحا خيرا متعبداً مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة 770
1866 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الْفَقِيه مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد اللوشي من أهل غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ كثير الْحسب والأصالة تأدب وَمهر فِي الشّعْر ثمَّ تنسك وآثر الخمول والتقشف مَعَ سَلامَة صدر وَأنْشد لَهُ
(سيخطب قس الْعَزْم فِي مِنْبَر السرى ... وهذى الدنى منى اذا تستطلق)
(واقطع زند الْفَخر وَالْقطع حَقه ... فَمَا زَالَ مني طيب الْعُمر يسرق) مَاتَ سنة 752 وَله أَربع وَسِتُّونَ سنة
1867 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الْفَقِيه مُحَمَّد بن مساعد الجذامي من أهل لورقه قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مشاركاً فِي عدَّة عُلُوم بارعاً فِي الْحساب كريم النَّفس طيب المجالسة عِنْده كتب كَثِيرَة جدا وَله دربة بنظم الشّعْر مَاتَ بمالقة سنة 713
1868 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مقَاتل أَبُو بكر المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ نَابِغَة بَلَده وَكَانَ أديباً بليغاً رَحل إِلَى الْمشرق فغرق هُوَ وَجَمَاعَة وَذَلِكَ فِي نَحْو سنة 758 وَكَانَ كثير النّظم وَاسع الْأَدَب فَمن شعره(5/458)
(يسدد إِذْ يَرْمِي قسي حواجب ... وأسهمها من مقلتيه كسوم)
(وتسقمني عَيناهُ وَهِي سقيمة ... وَمن عجب سقم جناه سقيم) وَله فِي المديح
(يَا من بِهِ جمع أُلُوف مفرق ... وتفرق العلياء فِيهِ مجمع)
(أبوابه محجوبة فجبينه ... بدر وبطن الْكَفّ مِنْهُ يَنْبع)
1869 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مهلهل بن غياث بن نصر نجم الدّين ابْن الْعَنْبَري الْوَاعِظ أَخذ عَن عبد السَّلَام بن غَانِم وَكَانَ صَوته عَالِيا مطرباً مَاتَ فِي شَوَّال سنة 710
1870 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله الخشاب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من الْعُدُول يتحرف بالتوثيق مَعَ الْخَيْر والتقلل ولي الْقَضَاء بِبَعْض الْجِهَات وَمَات فِي شَوَّال سنة 748
1871 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو البركات ابْن الشَّيْخ أبي الْقَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن الهنا قَالَ ابْن الْخَطِيب كتب بِالدَّار السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ خَفِيف الْحَرَكَة على دمامة مفرطة برع فِي معرفَة الرِّوَايَات والأسماء والكنى حَتَّى فاق أهل عصره فِي ذَلِك وَلكنه مَاتَ عَن قرب فِي شَوَّال سنة خمسين وَسَبْعمائة
1872 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن العاقولي جمال الدّين ولد(5/459)
فِي رَجَب سنة 732 وَمَات سنة 797
1873 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأَشْعَرِيّ أَبُو عبد الله المحروق قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ شَيخا بالرباط الَّذِي ابتناه بغرناطة عَارِفًا بالطرق وَكَانَ لَهُ بَاعَ طَوِيل فِي ذَلِك وَهُوَ الَّذِي جدد رسوم التصوف بهَا وَمَات سنة 701
1874 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن سعد الأوسي ولد فِي 10 ذى الْقعدَة سنة 634 وَسمع على أَبِيه الإِمَام الْعَلامَة التاريخي وتأدب بِهِ وَقَرَأَ على أبي عُثْمَان سعيد بن عبد الله فِي الْعَرَبيَّة وعَلى أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عُثْمَان بن الْبناء التعاليمي كثيرا من تصانيفه فِي الْعدَد والنحو والبديع وَسمع من أبي عَليّ بن الزهر السلاوي وعَلى الْخَطِيب أبي عبد الله المسترزقي وَلَقي شيخ الأدباء مَالك بن المرحل وَسكن مالقة بعد أَن تقلبت بِهِ الْأَحْوَال وَله شعر حسن فَمِنْهُ
(وليت ولَايَة أَحْسَنت فِيهَا ... لتعلم أَنَّهَا شرف بقدرك)
(وَكم وَال أَسَاءَ فَقيل فِيهِ ... دنئ الْقدر لَيْسَ لَهَا بمدرك) وَمَات قَتِيلا فِي وقْعَة كَانَت للْمُسلمين مَعَ الفرنج حول سبتة فِي ذِي الْقعدَة سنة 743
1875 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن عمر بن عبد الله بن غَدِير الطَّائِي(5/460)
أَبُو الْفضل بدر الدّين الدِّمَشْقِي ولد فِي رَمَضَان سنة 54 وأحضر على عبد الله ابْن الخشوعي وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَسمع من إِسْمَاعِيل بن صارم مجْلِس البطاقة وَمن شيخ الشُّيُوخ جُزْء ابْن عرفه وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 714
1876 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم القَاضِي تَاج الدّين أَبُو سعد السَّعْدِيّ الزفتاوي الْموقع ولد فِي ربيع الأول سنة 696 وتعانى الْآدَاب قَالَ ابْن رَافع سمع من عَليّ بن الْقيم وَكَانَ يحب أهل الدّين وَكَانَ اشْتغل بِشَيْء من الْعَرَبيَّة وَكتب خطا حسنا انْتهى وَكتب فِي الْإِنْشَاء فِي رَجَب سنة 713 واستكتبه عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فِي الْبَرِيد وَلما مَاتَ شهَاب الدّين ابْن غَانِم بطرابلس توجه مَكَانَهُ فباشر الْوَظِيفَة أتم مُبَاشرَة وَدخل النَّائِب وَصَارَ عبارَة عَن الدولة فَلَمَّا كَانَ فِي سنة 45 وَكَانَ فِي الشتَاء نَائِما هُوَ وَأَوْلَاده فجَاء سيل عَظِيم وَقَامَت ضجة فَقَامَ من فرَاشه وَخرج ليعرف الْخَبَر وَعَاد وَلم يجد دَارا وَلَا سكناً وَرَاح الْبَيْت بِجَمِيعِ من فِيهِ وَفِيه ولداه وَأَحَدهمَا موقع وَالْآخر نَاظر الْجَيْش وَأصْبح كئيباً فَركب النَّائِب فقذف الموج ولديه وهما ميتان وداخله هلع عَظِيم وَاخْتَلَطَ عقله وَبعث إِلَى مصر يسْأَل الإعفاء وَالْإِقَالَة وَحضر إِلَى دمشق فِي أَوَاخِر سنة 47 ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة فرتب بتوقيع الدست بِدِمَشْق فَلم يزل على حَاله(5/461)
إِلَى أَن توجه إِلَى الْقُدس زَائِرًا فَمَاتَ بِهِ فجاءة فِي ربيع الأول سنة 756 وَكَانَ ينظم نظماً وسطا وَمن نظمه ملغزاً فِي كتاب من قصيدة
(مَا صَامت تنطق أَلْفَاظه ... وكاتم للسر فِي الصَّدْر)
(تصلحه الرَّاحَة لكنه ... يتعب فِي الطي وَفِي النشر) وملغزاً فِي شاش مرّة أُخْرَى وَهُوَ شعر نَازل
(مَا ملغز وَالْفَاء مِنْهُ كَلَامه ... وحروفه مَا شابهن قليلها)
(إِن طَال مل وخيره يَا صَاح مَا ... قد طَال والنعماء طَابَ طويلها) قَالَ الصَّفَدِي هُوَ أمثل كتاب الْإِنْشَاء الَّذين رَأَيْتهمْ وَكَانَ أعرف أهل الدِّيوَان بالمصطلح لَو أعطي أَي كتاب من أَي بلد كتب الْجَواب من رَأس الْقَلَم من غير مسودة بالغرض وَزِيَادَة
1877 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد البلوي من أهل المرية أَبُو يحيى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أديباً بارعاً حسن الْخط نَاب فِي الحكم وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأنْشد لَهُ شَيْئا من نظمه فِي سنة 749
1878 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الفوي حسام الدّين ولد فِي منتصف جُمَادَى الأولى سنة 663 وَسمع من الْعِزّ الفاروثي وَأبي عبد الله بن النُّعْمَان وَغَيرهمَا سمع مِنْهُ إِبْرَاهِيم بن يُونُس البعلي وَقَالَ لَقيته بفوة سنة 730(5/462)
وأنشدني قصيدة لنَفسِهِ أَولهَا
(إِذا تَابَ قلب وَهُوَ بِاللَّه عَامر ... تجلت عَلَيْهِ للعلوم سرائر) وَهِي طَوِيلَة قَالَ وأنشدني لغيره
(قد نسيت الَّذِي حفظت قَدِيما ... من معَان غر وسحر بَيَان)
(ضَاعَ مني فليت قلبِي وفكري ... شَارِب من بلادر النسْيَان)
1879 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عَمْرو بن مُحَمَّد قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين الزرعي الشَّافِعِي ولي قَضَاء حلب سنة 778 عوضا عَن ابْن عَمه القَاضِي فَخر الدّين أثنى عَلَيْهِ طَاهِر بن حبيب وَقَالَ مَاتَ فِي سنة 782 وَقد قَارب الْأَرْبَعين
1880 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا التنوخي الدِّمَشْقِي شرف الدّين ابْن الْوَجِيه سمع من ابْن أبي الْيُسْر فَضِيلَة الشُّكْر وَغَيرهمَا وَمن ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهم ولد سنة 63 وَمَات فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 725
1881 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عمر بن عبد الْخَالِق بن حسن الْقرشِي الْمصْرِيّ فَخر الدّين ابْن محيي الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْمعلم ولد فِي شَوَّال سنة 660 وَسمع من ابْن علاق مجْلِس البطاقة وَمن ابْن النّحاس مشيخته تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم وَمن عبد الْهَادِي الْقَيْسِي والنجيب الْحَرَّانِي وَغَيرهم(5/463)
وَحدث وَكَانَ فَاضلا حفظ المقامات وَولي قَضَاء بلد الْخَلِيل وَأَذْرعَات وَأعَاد بالبادرائية وَكَانَ جواداً لَهُ مصنفات ونظم وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 725 بِدِمَشْق
1882 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُوسَى الْآمِدِيّ الْحَنْبَلِيّ إِمَام مقَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة وليه بعد أَبِيه نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وَمَات سنة 759
1883 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الجردي البعلي سمع من ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1884 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عرب شاه بن أبي بكر الدِّمَشْقِي الْفراء بدر الدّين أَبُو المفاخر ولد سنة 664 وَسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم الأول من حَدِيث ابْن نجيح وَأول الدَّيْر عاقولى والمشيخة تَخْرِيج الظَّاهِرِيّ وجزء بكر ابْن بكار وأحضر فِي الرَّابِعَة على ابْن أبي الْيُسْر فضل الْخَلِيل وَالْأول من الْجَصَّاص وعَلى ابْن الرقي مجْلِس التَّوَاضُع وَسمع أَيْضا من الكهفي والنيني وَسمع أَيْضا من عمر القوصي وأسعد القلانسي وَإِسْرَائِيل الطَّبِيب وَمَات فِي سلخ شَوَّال سنة 741
1885 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ مجد الدّين الدِّمَشْقِي ابْن الصَّيْرَفِي الشَّافِعِي أَبُو الْمَعَالِي سبط ابْن الحبوبي ولد سنة 61 وَسمع من مُحَمَّد ابْن النشبي وَيحيى بن أبي الْخَيْر والتقى بن أبي الْيُسْر(5/464)
وَابْن مَالك وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَحضر الْمدَارِس وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَنسخ للنَّاس ولنفسه وَعمل لنَفسِهِ معجماً وَله نظم قَالَ الذَّهَبِيّ لَا بَأْس بِهِ مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 722 وعاش أَبوهُ بعده عشر سِنِين وَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَسمَاء الصَّحَابَة للذهبي نسخه بِخَطِّهِ وَمَات قبل الذَّهَبِيّ بِمدَّة وَهُوَ أسن مِنْهُ وأقدم سَمَاعا
1886 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن حُرَيْث الْعَبدَرِي البلنسي حدث بالموطأ عَن أبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وتفنن فِي الْعُلُوم وخطب بسبتة مُدَّة وأقرأ الْفِقْه مُدَّة ثمَّ تزهد ووقف كتبه وعقاره ثمَّ حج وجاور وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 722
1887 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله ابْن أَحْمد بن مَيْمُون الْقُسْطَلَانِيّ كَمَال الدّين الْمصْرِيّ حفيد تَاج الدّين سمع من ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات سنة 708
1888 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حرز الله الْوَادي آشي قدم حلب فَسمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث شَيْئا من نظمه وَذكره لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة فَقَالَ يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف باسم جده وَهُوَ فَاضل دمث الْأَخْلَاق سهل الْجَانِب خَفِيف الرّوح كثير الدعابة لَهُ(5/465)
خطّ حسن واقتدار على النّظم وَأَحْكَام لبَعض الصناعات واتصل بِابْن سُلْطَان الْمغرب وارتسم من جملَة الْكتاب لَهُ فارتاش وَحسنت حَاله وَجَرت بَينه وَبَين أبي الْحجَّاج المتسافري مكاتبات ومطارحات لما دخل رندة قَالَ وَكَانَ أَبُو الْحجَّاج معمراً أديباً فَقِيها قَالَ فخاطبته بِقَوْلِي مرتجلاً
(لَا تجزعي نَفسِي لفقد معاشري ... وَذَهَاب مَالِي فِي سَبِيل الْقَادِر)
(فِي رندة مَا أَنْت حبر بِلَاده ... وَبهَا أَبُو حجاجها المتسافري) قَالَ فَأَجَابَنِي ارتجالاً
(بشراي يَا قلبِي المشوق وناظري ... لمزار ذى الشّرف السّني الطَّاهِر) وَهِي طَوِيلَة قلت ورحل الْمَذْكُور إِلَى الْمشرق فحج ثمَّ زار بَيت الْمُقَدّس فاستوطنه ولقيه الْمُحدث برهَان الدّين ابْن العجمي وَحمل عَنهُ من نثره ونظمه وَمَات فِي حُدُود التسعين وَسَبْعمائة
1889 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سَوْدَة أَبُو الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب من نبهاء بيوتات الأندلس وتولع هُوَ بالعلوم الْعَقْلِيَّة وَقَرَأَ على الشريف أبي عبد الله الْعلوِي وَمهر فِي الطِّبّ وتصدر للعلاج ونظم الشّعْر
1890 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أَحْمد بن أبي بكر الْحِمْيَرِي الْمَقْدِسِي الفندقي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين سمع من(5/466)
يحيى بن سعد السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة ابْن عبد الحكم وَحدث سمع مِنْهُ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَذكر شمس الدّين ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني أَنه سمع من التقي سُلَيْمَان وَأبي بكر أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهم وَأَنه مَاتَ بعد السّبْعين وَسَبْعمائة
1891 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد العلى ابْن السكرِي زين الدّين بن تَاج الدّين بن عماد الدّين ولد وَهُوَ بمنازل الْعِزّ وخطب بِجَامِع الْحَاكِم مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 749 رَأَيْت ذَلِك بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَهُوَ ابْن أخي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْمَاضِي
1892 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عمر بن إِبْرَاهِيم الكتاني القيجاطي قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن جده وَأبي سعيد فرج بن قَاسم بن لب وَأبي عبد الله ابْن الفخار وَأبي البركات البلفيقي والشريف أبي الْقَاسِم الحسني وَغَيرهم
1893 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن فَهد الدهان ولد ببعلبك وَسمع جُزْء البطاقة من القطب اليونيني وَحدث بِهِ عَنهُ سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة فِي رحلته
1894 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ البالسي ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين ابْن عماد الدّين سمع من أبي جَعْفَر ابْن الموازيني وطبقته وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 745
1895 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم بن حنا الصاحب تَاج الدّين ابْن فَخر الدّين ابْن الصاحب بهاء الدّين الْمصْرِيّ ولد فِي سنة 640 وَسمع من سبط السلَفِي جُزْء الذهلي وَمن المرسي وَابْن عبد الدَّائِم(5/467)
وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وَحدث وَولي الوزارة بعد ابْن السلعوس فِي أَوَائِل الدولة الناصرية فِي صفر سنة 693 وَكَانَ يتعاطى الفروسية ويتصيد بالجوارح ويحضر الْغَزَوَات وَكَانَ جواداً ممدحاً مدحه الشهَاب مَحْمُود والسراج الْوراق وَابْن دانيال قَالَ الشهَاب مَحْمُود كنت عِنْده فَدخل عَلَيْهِ شَاعِر فاستأذنه فِي إنشاد قصيدة فَأذن لَهُ فاستمعها إِلَى آخرهَا وَأخذ الورقة مِنْهُ فوضعها إِلَى جَانِبه وَلم يتَكَلَّم وَلَا أَشَارَ فَحَضَرَ خَادِم وَمَعَهُ صرة فِيهَا عشرَة دَنَانِير وتفصيلة فَدَفعهَا للشاعر فَأَخذهَا وَخرج وَقيل إِن أَحْوَاله دَائِما فِي بَيته كَانَت مرتبَة على هَذِه الصُّورَة لَا يحْتَاج أَن يَقُول شَيْئا بِحَضْرَة النَّاس بل يعْمل جَمِيع مَا يُرِيد على أتم مَا يُرِيد من غير أَن يتَكَلَّم أَو يُشِير حَتَّى قيل من الْمَأْكُول والمشروب والمشموم والفواكه والحلوى على أتم الجوه مَعَ كَونه لم يقم من مَكَانَهُ وَلَا تكلم وَلَا أَشَارَ بِيَدِهِ وَلَا طرفه وَلَا أسر إِلَى أحد شَيْئا وَلَا جهر بِهِ وَكَانَ لَهُ إِنْسَان مُرَتّب مَعَه حمام إِذا خرج من القلعة أطلقها إِلَى الدَّار فيرمون الططماج وَغير ذَلِك من الْأَشْيَاء الَّتِي يحْتَاج إِلَيْهَا سَاعَة يصل إِلَى منزله فيجد مَا يُرِيد على غَايَة الْكَمَال وَله نظم حسن جمع فِي ديوَان لطيف سَمعه ابْن شامة وَغَيره وَمن مقاصده الجملية أَنه بنى مكتباً بالقرافة وَشرط فِي كتاب وَقفه أَن أَلْوَاح الصّبيان إِذا غسلت يصب على قَبره وَهُوَ الَّذِي اشْترى الْآثَار النَّبَوِيَّة بمبلغ سِتِّينَ ألف دِرْهَم وَبنى لَهَا الْمَكَان الْمَنْسُوب إِلَيْهِ ووقف عَلَيْهَا الْبُسْتَان الْمَعْرُوف بالمعشوق وَغير ذَلِك وَعمر الْجَامِع بدير الطين وَقَالَ(5/468)
الشهَاب مَحْمُود لما ولي فَخر الدّين الخليلي الوزارة حضر بالخلعة إِلَى بَيت الصاحب تَاج الدّين وَجلسَ بَين يَدَيْهِ وَقبل يَده فَالْتَفت الصاحب تَاج الدّين إِلَى بعض خدمه فأحضر توقيعاً بمرتب يخْتَص بذلك الشَّخْص وَقَالَ للخليلي مَوْلَانَا يعلم على هَذَا التوقيع فَأَخذه مِنْهُ وَقَبله وَكتب عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ فَكَانَت تِلْكَ تعد إجَازَة لوزارة الخليلي وَكَانَ جده بهاء الدّين يؤثره على أَوْلَاده لصلبه وَأقر لَهُ عِنْد مَوته أَن فِي ذمَّته لَهُ ولأخيه سِتِّينَ ألف دِينَار وَكَانَ لَهُ نظم ونثر لطيف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة مصر فِي عصره وَكَانَ ذَا سَمِعت وسودد وشكل حسن قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ محباً للْفُقَرَاء كثير الصَّدَقَة والتواضع متناهياً فِي الْمطعم والملبس والمنكح والمسكن وَلما نكب على يَد الشجاعي جرده من ثِيَابه وَأَرَادَ ضربه فَلم يتَمَكَّن من أَكثر من مقرعة وَاحِدَة فَوق الْقَمِيص مَعَ عَظمَة الشجاعي وجبروته مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 707
1896 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن همام بن راجي الله بن سَرَايَا بن نَاصِر بن دَاوُد الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الإِمَام أَبُو الْفَتْح تَقِيّ الدّين ابْن تَاج الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 677 وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأَجْزَاء تخرج بالدمياطي وَسمع مِنْهُ وَمن الأبرقوهي وَابْن الصَّواف وشهاب المحسني وَجَمَاعَة وَهُوَ صَاحب كتاب سلَاح الْمُؤمن(5/469)
وَله كتاب الاهتداء فِي الْوَقْف والابتداء وَكتاب متشابه الْقُرْآن قَالَ الأسنوي كَانَ يؤم بِجَامِع الصَّالح وَمَات فِي ربيع الأول سنة 745 فجاءة قلت اشْتهر سلَاح الْمُؤمن فِي حَيَاة مُصَنفه وَرَأَيْت الذَّهَبِيّ قد ظفر بِهِ وَاخْتَصَرَهُ بِخَطِّهِ فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَاخْتَصَرَهُ أَيْضا شهَاب الدّين العرياني ورأيته بِخَطِّهِ وَهُوَ اخْتِصَار مُعْتَبر مستوف لمقاصده
1897 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع كَمَال الدّين بن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ولد سنة. . وَسمع من الْمَيْدُومِيُّ والنجيب وَغَيرهمَا وَكرر على الْوَجِيز ومختصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ ودرس بالنجيبية بقوص وَجلسَ بالوراقين بِالْقَاهِرَةِ وَلما ولي أَبوهُ الْقَضَاء أَقَامَهُ وَكَانَ قوي النَّفس كثير الصَّدَقَة مَعَ الْفَاقَة مَاتَ فِي سنة 718
1898 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد محب الدّين أَخُوهُ ولد سنة ... وصاهر إِلَى الْخَلِيفَة فَتزَوج ابْنَته وانتفع أهل الْخَلِيفَة بذلك لما مَاتَ فَإِن الشَّيْخ قَامَ مَعَهم إِلَى أَن ولي المستكفي الْخلَافَة
1899 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر اليونيني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن دلقة ولد سنة 699 وأحضر فِي الثَّالِثَة على أبي الْحُسَيْن اليونيني سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَقَالَ سَأَلته عَن لقبه فَقَالَ جدي كَانَ حسن الْمُلْتَقى فَسمى ذَا اللِّقَاء ثمَّ غَيره لِكَثْرَة الِاسْتِعْمَال مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 761(5/470)
وَله اثْنَان وَسِتُّونَ سنة
1900 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الطَّاهِر شمس الدّين بن جلال الدّين الموسوي الْمَعْرُوف بقاضي ملطية ولد سنة 659 وَولي الخطابة بملطية ثمَّ أضيف إِلَيْهَا الْقَضَاء وَحج من دمشق قَاضِي الركب ودرس بالخاتونية وَكَانَ عِنْده مُشَاركَة فِي الْأَدَب ونظم وسط مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719
1901 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَزْدِيّ أَبُو عبد الله ابْن الخشاب الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب روى عَن أبي تَمام بن سيد بونة وَغَيره وَكَانَ حسن السمت مَوْصُوفا بإتقان التجويد فِي الْقُرْآن وَولي الخطابة وَمَات فِي 13 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710
1902 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ أَبُو عبد الله الجباس قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن التَّعْلِيم خرج جملَة من الطّلبَة وانتفعوا بِهِ مَاتَ فِي صفر سنة 719
1903 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الرندي الْمُؤَذّن بِجَامِع مصر مَاتَ سنة 731
1904 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وخطيب بَيت الْآبَار شمس الدّين بن موفق الدّين سمع الحَدِيث وخطب بقريته مُدَّة وَحج مرَارًا وَكَانَ حسن الْخلق وَمَات فِي رَمَضَان سنة 765 وَله سَبْعُونَ سنة أرخه ابْن رَافع
1905 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن عبد الله بن خواجا إِمَام الْفَارِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي إِمَام الدّين بن شرف الدّين الْكَاتِب ولد(5/471)
سنة 48 وَسمع من جده وَعم وَالِده والرضي بن الْبُرْهَان وَابْن مَالك وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وخدم فِي عدَّة جِهَات وَكَانَ مشكوراً مَعْرُوفا بالكفاءة كثير التِّلَاوَة تفقه عِنْد ابْن الْمَقْدِسِي وجود الْكِتَابَة وَأحكم التذهيب وَتعلم النجارة والحدادة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذهبه وَرقا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 725
1906 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن هِلَال الْأَزْدِيّ أَمِين الدّين سمع صَحِيح مُسلم وموطأ أبي مُصعب من الرضي بن الْبُرْهَان وأسمع وَلَده وَولي نظر الدِّيوَان الْكَبِير بِدِمَشْق وَالْجَامِع والخزانة وَكَانَ صدر نبيلاً مَشْهُورا بالأمانة والكفاية والعفة والهمة الْعلية مَاتَ فِي آخر رَجَب سنة 702
1907 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن الياس بن الْخضر الصَّدْر نَاصِر الدّين ابْن الْعدْل شمس الدّين الرهاوي سمع من الْفَخر مشيخته وَمن زَيْنَب بنت مكي جُزْء الْأنْصَارِيّ وَمن ابْن النصيبي الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي ذكره ابْن رَافع وَقَالَ كَانَ يخْدم فِي جِهَة الْكِتَابَة وَيُحب الْفُقَرَاء وَالصَّالِحِينَ مَاتَ فِي الْمحرم سنة 738 بِدِمَشْق
1908 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خلف بن الْمَالِكِي الْمصْرِيّ الْعدْل قطب الدّين سمع من ابْن خطيب المزة سَابِع شَيبَان وَحدث
1909 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام البالسي كَانَ تَاجِرًا ثمَّ انْقَطع بالزواية وَهُوَ وَالِد شَيخنَا بدر الدّين مَاتَ فِي الْمحرم سنة 747(5/472)
1910 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله صَلَاح الدّين البلبيسي ولد سنة 705 وَسمع من الشريف عز الدّين الموسوي وَبدر الدّين ابْن جمَاعَة وَمُحَمّد بن عبد الحميد وَغَيرهم وَحدث بِصَحِيح مُسلم وَمَات فِي الْمحرم سنة 792
1911 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عِيسَى بن الْحسن بن أبي الْقَاسِم جلال الدّين أَبُو عبد الله بن أبي الْفَتْح ابْن الطباخ روى عَن أبي الْقَاسِم بن قميرة ويوسف ابْن مَحْمُود الساوي وسبط السلَفِي وَغَيرهم روى عَنهُ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 718
1912 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الكابلي الْهِنْدِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أم بمقام الْحَنَفِيَّة وناب فِي الحكم عَن أبي الْفضل النويري وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي شَوَّال سنة 772 أَو 773
1913 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن منتصر المؤمناني ولد سنة وَأخذ عَن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم وَولي قَضَاء فاس وَعمر وَمَات فِي سنة بضع وَسَبْعمائة وَآخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَارَة مُسْند تونس أَبُو الْحسن البطرني(5/473)
1914 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف البعلبكي تَقِيّ الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْمجد ولد سنة 701 وأسمع فِي سنة سِتّ من مُحَمَّد بن مشرف وَغَيره واشتغل على وَالِده معِين الدّين وتميز وناظر وَحفظ جملَة من أَسمَاء الرِّجَال وَوعظ وَذكر ودرس ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس بعد وَالِده قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص أَن فِي سيرته مقَالا وَقَالَ الْحُسَيْنِي لم تحمد سيرته وَكَانَ ولي قَضَاء بعلبك قبل طرابلس قَالَ الذَّهَبِيّ عزل عَن طرابلس فَدخل مصر وَرجع إِلَى تدريس النورية ببعلبك وَقد عدم ثمَّ أُعِيد إِلَى بعلبك وَجهد أَهلهَا فِي عَزله فَلم يوافقهم مستنيبه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَاسْتمرّ إِلَى ربيع الأول سنة 63 فَنقل إِلَى حمص ثمَّ أُعِيد إِلَى بعلبك بعد شَهْرَيْن ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء وَعَن التدريس وَقَالَ ابْن رَافع خرج لَهُ بعض الطّلبَة مشيخة وَقد درس وَأفْتى وَدخل بَغْدَاد ومصر تَاجِرًا وَقَالَ ابْن كثير كَانَ لَدَيْهِ فنون وعلوم وَترك أَمْوَالًا جزيلة وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ عَالما ماهراً مناظراً متكلماً فِي الْمجَالِس والمحافل كثير الْفَضَائِل كثير النبل وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 768 وَقد مدحه تَاج الدّين عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ مَاتَ قبله بِخمْس وَعشْرين سنة
1915 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن نحام بن نجدة بن معتوق الشَّيْبَانِيّ النصيبي(5/474)
ثمَّ القوصي الشَّاعِر سمع الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن الخليلي وَإِسْمَاعِيل المليحي وَحدث وشارك فِي الأدبيات وفنونها وَكَانَ ظريفاً لطيفاً خَفِيفا لَهُ قدرَة على ارتجال الْحِكَايَة المطولة وَالشعر والنادرة قَالَ الْكَمَال الأدفوي شعره يدْخل فِي ثَلَاث مجلدات وَكَانَ رزقه مِنْهُ يمدح الْأَعْيَان وَكَانَ يَقُول لما دخلت إِلَى قوص قَالَ لي ابْن دَقِيق الْعِيد أَنْت رجل فَاضل والسعيد من تَمُوت سيئاته مَعَه فَلَا تهج أحدا فَلم أهج أحدا مَاتَ بقوص سنة 707
1916 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الأقصراني الْحَنَفِيّ بدر الدّين اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم دمشق ودرس بالمعزية البرانية بالشرف الْأَعْلَى وَسمع على الْمزي وَغَيره وخطب بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 773
1917 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن الْأَحْمَر الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي إِمَام مَسْجِد وَاثِلَة بن الْأَسْقَع ولد سنة 674 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَأحمد بن شَيبَان والفاروثي وَحدث مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 753
1918 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قديم أَبُو عبد الله الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ كثير السّكُون وَالْخَيْر علم أَوْلَاده الْكِتَابَة ولازم الطَّرِيق السديدة وَمَات فِي 23 رَمَضَان سنة 750
1919 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل البلبيسي مجد الدّين(5/475)
الاسكندراني الأَصْل ولد فِي شهر ربيع الأول سنة 721 وَسمع من الواني والدبوسي والختني ويوسف بن مُحَمَّد الْكرْدِي وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَمَات سنة 779 وَقد تقدم ذكر وَالِده
1920 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن سيد النَّاس ابْن أبي الْوَلِيد بن مُنْذر بن عبد الْجَبَّار بن سُلَيْمَان أَبُو الْفَتْح فتح الدّين الْيَعْمرِي الشَّافِعِي الْحَافِظ الْعَلامَة الأديب الْمَشْهُور ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 671 وَكَانَ من بَيت رئاسة فِي بِلَاده وَكَانَ ابْن عَمه خيرا قائداً حاجباً باشبيلية وَكَانَ أَبوهُ قد قدم الديار المصرية وَمَعَهُ أُمَّهَات من الْكتب كمصنف ابْن أبي شيبَة وَمُسْنَده ومصنف عبد الرَّزَّاق والمحلى والتمهيد والاستيعاب والاستذكار وتاريخ ابْن أبي خَيْثَمَة ومسند الْبَزَّار وأحضره أَبوهُ فِي سنة مولده على النجيب فَقبله وَأَجْلسهُ على فخده وكناه أَبَا الْفَتْح ثمَّ أحضرهُ فِي الرَّابِعَة على شمس الدّين الْمَقْدِسِي وَسمع على القطب الْقُسْطَلَانِيّ والعز الْحَرَّانِي وَابْن الْأنمَاطِي وغازي وَابْن الخيمي وشامية بنت الْبكْرِيّ وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وأكثرعن أَصْحَاب الْكِنْدِيّ وَابْن طبرزذ ورحل إِلَى دمشق فاتفق وُصُوله عِنْد موت الْفَخر ابْن البُخَارِيّ فتألم لذَلِك وَأكْثر عَن الصورى ابْن عَسَاكِر وَابْن المجاور(5/476)
وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمع جم من الْعرَاق وإفريقية وَغَيرهَا وَحفظ التَّنْبِيه وَلَعَلَّ مشيخته يقاربون الْألف ولازم ابْن دَقِيق الْعِيد وَتخرج عَلَيْهِ فِي أصُول الْفِقْه وَأعَاد عِنْده وَكَانَ يُحِبهُ ويؤثره وَيسمع كَلَامه ويثني عَلَيْهِ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن بهاء الدّين ابْن النّحاس وَكتب الْخط المغربي والمصري فأتقنهما قَالَ الْكَمَال الادفوي حفظ التَّنْبِيه فِي الْفِقْه وصنف فِي السِّيرَة كِتَابه الْمُسَمّى عُيُون الْأَثر وَهُوَ كتاب جيد فِي بَابه وَشرع لشرح التِّرْمِذِيّ وَلَو اقْتصر فِيهِ على فن الحَدِيث من الْكَلَام على الْأَسَانِيد لكمل لكنه قصد أَن يتبع شَيْخه ابْن دَقِيق الْعِيد فَوقف دون مَا يُرِيد قَالَ الذَّهَبِيّ كَاد يدْرك الْفَخر ففاته بليلتين وَلَعَلَّ مشيخته يقاربون الْألف وَنسخ بِخَطِّهِ وانتقى ولازم الشَّهَادَة مُدَّة وَكَانَ طيب الْأَخْلَاق بساماً صَاحب دعابة وَلعب صَدُوقًا فِي الحَدِيث حجَّة فِيمَا يَنْقُلهُ لَهُ بصر نَافِذ فِي الْفَنّ وخبرة بِالرِّجَالِ وَمَعْرِفَة بالاختلاف وَيَد طولى فِي علم اللِّسَان ومحاسنه جمة قَالَ وَلَو أكب على الْعلم كَمَا يَنْبَغِي لشدت إِلَيْهِ الرّحال وَلكنه كَانَ يتلهى عَن ذَلِك بِمُبَاشَرَة الكتبة وَكَانَ النّظم عَلَيْهِ بِلَا كلفة وَكَانَ بساماً كيساً معاشراً لَا يحمل هما وَقَالَ البرزالي كَانَ أحد الْأَعْيَان معرفَة وإتقاناً وحفظاً للْحَدِيث وتفهماً فِي علله وَأَسَانِيده عَالما بصحيحه وسقيمه مستحضراً للسيرة لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة حسن التصنيف صَحِيح العقيدة سريع الْقِرَاءَة جميل الْهَيْئَة كثير التَّوَاضُع طيب المجالسة خَفِيف الرّوح ظريفاً كيساً لَهُ الشّعْر الرَّائِق والنثر الْفَائِق وَكَانَ محباً لطلبة الحَدِيث(5/477)
وَلم يخلف فِي مَجْمُوعه مثله وَقَالَ القطب إِمَام مُحدث حَافظ أديب شَاعِر بارع جمع وَألف وَخرج وأتقن وَصَارَت لَهُ يَد طولى فِي الحَدِيث وَالْأَدب مَعَ الإتقان ثَبت فِيمَا ينْقل ويضبط من أحسن النَّاس محاضرة وَقَالَ ابْن فضل الله كَانَ أحد أَعْلَام الْحفاظ وَإِمَام أهل البلاغة الواقفين بعكاظ بَحر مكثار وَحبر فِي نقل الْآثَار وَله أدب أسلس قيادا من الْغَمَام بأيدى الرِّيَاح وأسهل مرَادا من الشَّمْس فِي خيمة الصَّباح فَانْظُر كَلَام من يشْهد الصَّفَدِي لَهُ مَعَ أَنه كَانَ متحرفا عَنهُ فالفضل مَا شهِدت بِهِ الْأَعْدَاء وَقَالَ الصّلاح الصَّفَدِي كَانَ حَافِظًا بارعاً متفنناً فِي البلاغة ناظما ناثرا مترسلا حسن الْحَظ جدا حسن المحاورة لطيف الْعبارَة أَخْبرنِي عماد الدّين ابْن القيسراني قَالَ كَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد إِذا حَضَرنَا درسه وَجَاء ذكر أحد من الصَّحَابَة وَالرِّجَال قَالَ ايش تَرْجمهُ هَذَا يَا أَبَا الْفَتْح فَيَأْخُذ فِي الْكَلَام ويسرد وَالنَّاس سكُوت وَالشَّيْخ مصغ إِلَى مَا يَقُول قَالَ وَكَانَ صَحِيح الْقِرَاءَة سريعها لم أسمع أفْصح مِنْهُ وَلَا أسْرع وَكَانَ يكْتب الْمُصحف فِي جُمُعَة وَاحِدَة وعيون الْأَثر فِي عشْرين يَوْمًا قَالَ لي لم أكتب على أحد وَلم يكن لي فِي الْعرُوض شيخ فَنَظَرت فِيهِ جُمُعَة فَوضعت فِيهِ تصنيفاً وَله مُخْتَصر السِّيرَة سَمَّاهُ نور الْعُيُون وبشرى اللبيب(5/478)
بذكرى الحبيب قصائد نبوية وَشَرحهَا فِي مُجَلد وَله منح الْمَدْح والمقامات الْعلية فِي الكرامات الجلية وَولي درس الحَدِيث بالظاهرية ومدرسة أبي حليقة وَمَسْجِد الرصد وخطابة جَامع الخَنْدَق وَله رزق بالديار المصرية وراتب بصفد قَالَ الصَّفَدِي مَا رَأَيْت أحدا لَهُ مثل خطه مَا رَآهُ أحد إِلَّا أحبه كَانَ علم الدّين الدواداري يُحِبهُ ويلازمه كثيرا وَدخل بِهِ إِلَى الْمَنْصُور لاجين وَقد مدحه بقصيدة فرتبه فِي جملَة الموقعين فَرَأى الشَّيْخ الْمُلَازمَة صعبة فَسَأَلَ الإعفاء فَقَالَ اجعلوا معلومه راتباً فَلم يزل يتَنَاوَلهُ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ الكمالي ينَام مَعَه وَكَانَ كريم الدّين يمِيل إِلَيْهِ كثيرا وَكَانَ أرغون النَّائِب يتعصب لَهُ وَلَا اسْتثْنى أحدا من الْأُمَرَاء بالديار المصرية إِلَّا الجاي الدوادار فَإِنَّهُ كَانَ منحرفاً عَنهُ وَكَذَا الْفَخر نَاظر الْجَيْش وَابْن فضل الله وَقَالَ الذَّهَبِيّ أَيْضا فِي حَقه ذُو الْفُنُون والذهن الْوَقَّاد قَالَ وَكَانَ عديم النظير فِي مَجْمُوعه رَأْسا فِي الْأَدَب قل أَن ترى الْعُيُون مثله فِي فهمه وَعلمه وسيلان ذهنه وسعة معارفه وَحسن خطه وَكَثْرَة أُصُوله وَكَانَ طيب الْأَخْلَاق ذَا كرم وبذل وإعارة لكتبه تخرج بِهِ جمَاعَة وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ يعاشر بعض الأكابر فَوَقع لَهُ من الْبَدْر ابْن جمَاعَة زجر فَصَرفهُ عَن إِعَادَة الحَدِيث الْجَامِع الطولوني وَأنْشد لَهُ قصيدة طَوِيلَة مدح بهَا ابْن عَمه الْمَذْكُور أَولا وأرسلها إِلَيْهِ أَولهَا(5/479)
(تعلقهَا وَمَا عقد التمائم ... وشاب وحبها فِي الْقلب جاثم) يَقُول فِي مديحها
(يلوذ النَّاس مِنْهُ بأريجي ... يرى فِيمَا عَلَيْهِ جود حَاتِم) قَالَ الصَّفَدِي وأقمت عِنْده بالظاهرية قَرِيبا من سنتَيْن فَكنت أرَاهُ يُصَلِّي كل صَلَاة مَرَّات كَثِيرَة فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ لي خطر لي أَن أُصَلِّي كل صَلَاة مرَّتَيْنِ فَفعلت ثمَّ ثَلَاثًا فَفعلت وَسَهل عَليّ ثمَّ أَرْبعا فَفعلت قَالَ واشك هَل قَالَ خمْسا قَالَ وَكَانَ صَحِيح العقيدة جيد الذِّهْن يفهم النكت الْعَقْلِيَّة ويسارع إِلَيْهَا وَلَو كَانَ اشْتِغَاله على قدر ذهنه لبلغ الْغَايَة القصوى وَلكنه كَانَ يتلهى عَن ذَلِك بمعاشرة الْكِبَار قَالَ وَكَانَ النّظم عَلَيْهِ بِلَا كلفة قَالَ وكتبت إِلَيْهِ إِلَى الديار المصرية وَأَنا بالرحبة
(أَهلا بهَا من تَحِيَّة صدرت ... عَن رَاحَة بالفضائل اشتهرت) وفيهَا نظم ونثر فأحابني يَقُول
(حيت فاحيت فَعِنْدَ مَا حسرت ... خمارها كل مهجة سحرت)
(يَا خجلة الشَّمْس عِنْد مَا سفرت ... وغضة الْغُصْن كلما حضرت) وَهِي طَوِيلَة وَمن شعره
(فقري لمعروفك الْمَعْرُوف يغنيني ... يَا من أرجيه وَالتَّقْصِير يرجيني)
(إِن أوبقتني الْخَطَايَا عَن مدى شرف ... نجا بإدراكه الناجون من دوني)(5/480)
(أَو غض من أملي مَا سَاءَ من عَمَلي ... فَإِن لي حسن الظَّن فِيك يَكْفِينِي) وَله
(عذيري من دهر تصدى معاتبا ... لمستمنع العتبى فأقصد من قصد)
(رَجَوْت بِهِ وصل الحبيب فعندما ... تبدى لي المعشوق قابله الرصد) وَله ملغزاً فِي قراقوش
(ظَبْي من التّرْك هضيم الحشا ... مهفهف الْقد رَشِيق القوام)
(للطرف من تذكاره عِبْرَة ... وَالْقلب شوق أرق المستهام) وَكتب إِلَى ابْن عَمه قصيدة أَولهَا
(تمناها وَمَا عقد التمائم ... وشاب وحبها فِي الْقلب دَائِم)
(وطارحها الغرام بهَا فَقَالَت ... علمت فَقَالَ مَاذَا فعل عَالم) وَله قصيدة أَولهَا
(يَا بديع الْجمال سل من جمالك ... أَن يوافي عشاقه بوصالك) ذكر الصَّفَدِي أَنه رَآهُ فِي الْمَنَام فَعَاتَبَهُ على قَوْله فِي تَرْجَمته كَانَ يتلعب قيل ان النَّاصِر رأى جنَازَته خافلة فَسَأَلَ من الْجلَال الْقزْوِينِي فِي صَبِيحَة ذَلِك الْيَوْم عَنْهَا فَذكر لَهُ مِقْدَاره وَكَانَ الْفَخر نَاظر الجيوش كَمَا تقدم يغض مِنْهُ فَقَالَ للناصر إِنَّه كَانَ مَعَ ذَلِك يعاشر الْأُمَرَاء والوزراء(5/481)
قَدِيما قَالَ وينشد عِنْدهم فَذكر ذَلِك النَّاصِر للجلال الْقزْوِينِي والتقي الاخنائي فبرأاه من ذَلِك وشهدا بعدالته ونزاهته وعفته يرحم الله الْجَمِيع وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 734
1921 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن احْمَد بن سيد النَّاس سعد الدّين أَبُو سعد ابْن الْحَافِظ أبي عَمْرو ابْن الْحَافِظ أبي بكر ابْن سيد النَّاس الْيَعْمرِي ولد سنة سبعين وسِتمِائَة وَهُوَ أَخُو الْحَافِظ فتح الدّين سمع من ابْن الْأنمَاطِي والعز الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي وشامية بنت الْبكْرِيّ فِي آخَرين وَحدث وَكَانَ ينظم وَيشْهد مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 728
1922 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد النَّاس أَبُو سعيد أَخُو الَّذِي قبله
1923 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد النَّاس أَبُو الْقَاسِم اخو الْمَذْكُور سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي امالي الْقطيعِي وَمن ابْن خطيب المزة وَأبي بكر ابْن الْأنمَاطِي وَغَيرهم وَأعَاد بالأشرفية ودرس بِجَامِع الصَّالح سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ مَاتَ فِي سنة 749
1924 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ زين الدّين وَالِد مُحَمَّد الْآتِي ولد سنة وَسمع من ابْن علاق مشيخة الرَّازِيّ وَسمع أَيْضا من إِبْرَاهِيم بن نصر والنجيب وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْمحرم سنة 731 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من بَيت علم وَفضل(5/482)
1925 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قحطبه أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب شَاب فَاضل جميل الصُّورَة حسن الشكل حفظ كتبا فِي النَّحْو وَكتب خطا حسنا وارتسم فِي ديوَان الْجند كابيه عِنْد مَا اجْتمع لوجهه وَمن شعره
(اليلي أَن أقوت معاهد أنسنا ... وأقفر مِنْهَا كل نَاد ومعهد)
(وسارت بِي الاظعان عَسْكَر زائل ... مناي وَلَا بلغت غَايَة مقصدي)
(فَمَا يئست نَفسِي وَلَا قطعت رجا ... وَلَا استمسكت إِلَّا بِحَبل التجلد) وَقد تقدم ذكر عميه فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد
1926 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَحْطَبَةَ أَخُوهُ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ دون أَخِيه فِي السن وَلكنه فتح عَلَيْهِ فِي الْأَدَب ففاق غَيره واشتهر بالإجادة فمما أنْشد لَيْلَة المولد النَّبَوِيّ سنة 754
(دعها تحن إِلَى أبارق لعلع ... وَتفِيض مدمعها بِذكر الأجرع)
(بِاللَّه قل لي كَيفَ حَال من ... قد بَان من يهواه غير مُودع) وَهِي طَوِيلَة
وَكَانَ يلقب الحطيئة لِكَثْرَة هجائه حَتَّى أدبه السُّلْطَان بِسَبَب ذَلِك ونفاه وَلم يرجع وَمِمَّا كتب إِلَى الْخَطِيب
(خليلي والتصبر غير عَار ... وَلَا صَبر إِذا ينأى الْخَلِيل)(5/483)
(وَإِن مطل الزَّمَان لنا بوعد ... وَإِن ابْن الْخَطِيب بِهِ كَفِيل) قَالَ وَشرع فِي جمع أدباء غرناطة وَلم يكمل
1927 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد زين الدّين أَبُو حَامِد ابْن الشريشي ثمَّ القنائي الشَّافِعِي أَخذ عَن الشَّيْخ جلال الدّين الدشناوي الْفِقْه والْحَدِيث وَأَجَازَ لَهُ بالإفتاء وشارك فِي الْفُنُون والنحو وَالْأَدب وَحسن الْخط وفَاق فِي التوريق وناب فِي الحكم بقفط وادفو وأسوان وقنا وعيذاب وَغَيرهَا وَكَانَ مرضِي الطَّرِيقَة مَاتَ فِي رَجَب سنة 705
1928 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اسماعيل الْبكْرِيّ نَاصِر الدّين وَقد تقدم ذكر وَالِده سمع من ابْن علاق أَيْضا ولد سنة 660 وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا كَأبي إِسْحَاق التنوخي وَأبي بكر بن الْحُسَيْن وَغَيرهمَا وَمَات فِي 14 شَوَّال سنة 747
1929 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بليش الْعَبدَرِي الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مقدما فِي الْعَرَبيَّة مشاركاً فِي الطِّبّ أثرى من التكسب بالكتب وَسكن سبتة مُدَّة ثمَّ رَجَعَ وأقرأ بغرناطة وَكَانَ أَقرَأ على ابْن الزبير وَابْن رشيد وَابْن الْعِمَاد وَغَيرهم وَمن شعره
(نحلتني طَائِعا فؤاداً ... فَصَارَ إِذْ حُزْته مَكَاني)
(لَا غرو إِذْ كَانَ لي مُضَافا ... أَنِّي على الْكسر فِيهِ باني) وَكَانَت وَفَاته بغرناطة فِي شهر رَجَب سنة 753(5/484)
1930 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحَارِث بن مِسْكين الزُّهْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي عز الدّين وَالِد فَخر الدّين مُحَمَّد الْآتِي سمع من الرشيد الْعَطَّار وَغَيره واشتغل فِي الْفِقْه ففاق ودرس بِالْمَدْرَسَةِ بجوار الشَّافِعِي وَكَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء عين لقَضَاء الشَّام فَامْتنعَ وَكَانَ متزهداً مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 710 وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده فَخر الدّين
1931 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسان الغافقي أَبُو عبد الله الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب صدر من صُدُور الأدباء مُتَقَدم فِي الْحساب شَاعِر مجيد كَاتب بليغ وَأنْشد لَهُ قصيدة أَولهَا
(برق أَضَاء بحاجر مَا يهدأ ... وسناه فِي جنح الدجى يتلألأ) وَهِي طَوِيلَة وَهَذَا عنوان شعره وتأخرت وَفَاته إِلَى بعد السّبْعين تقدم ذكر أَبِيه
1932 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي الْحسن بن صَالح بن عَليّ ابْن يحيى بن طَاهِر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن نباتة الفارقي الأَصْل الْمصْرِيّ أَبُو الْفَضَائِل وَأَبُو الْفَتْح وَأَبُو بكر وَهِي أشهر ولد بزقاق الْقَنَادِيل فِي ربيع الأول سنة 676 وأحضره أَبوهُ على غَازِي الحلاوي أَرْبَعَة أَجزَاء من الغيلانيات فَكَانَ آخر من حدث بهَا عَنهُ وَسمع السِّيرَة من الأبرقوهي وَتفرد بهَا وَسمع عَلَيْهِ وعَلى غَيره غير ذَلِك وَكَانَ آخر من حدث بِالسَّمَاعِ عَن التقي عبيد وبهاء الدّين ابْن النّحاس وَعبد الرَّحِيم ابْن الدَّمِيرِيّ وجده شرف الدّين ابْن نباتة وأحضره على ابْن خطيب المزة(5/485)
وَعبد الْعَزِيز ابْن الحصري وَعبد الرَّحِيم ابْن الدَّمِيرِيّ وَسمع من التقي عبيد وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الْعِزّ الْحَرَّانِي وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَابْن المجاور وَابْن الزين وَغَيرهم وَنَشَأ بِمصْر وتعانى الْآدَاب فمهر فِي النّظم والنثر وَالْكِتَابَة حَتَّى فاق أقرانه وَمن تقدمه ورحل إِلَى الشَّام سنة 716 قلت وَقد كَانَ أَبوهُ يَقُول أَنه دخل بِهِ على ابْن دَقِيق الْعِيد وَهُوَ فِي وسط كتبه فَنَاوَلَهُ كتاب الحماسة وَذكر شَيخنَا أَبُو الْفضل الْحَافِظ أَنه حكى لَهُ أَنه دخل مَعَ أَبِيه وَهُوَ شَاب على ابْن دَقِيق الْعِيد فَبعث أَبَاهُ فِي حَاجَة وَتَركه عِنْده وَكَانَ الشَّيْخ فِي بَيت كتبه وَهُوَ يوعد بِسَعْد قَالَ فَنَاوَلَهُ كتابا فَإِذا هُوَ فِي الْأَدَب أَحْسبهُ من الذَّخِيرَة لِابْنِ بسام فَنَظَرت فِيهِ فاستغرقت فجَاء أبي وَلم أشعر بمجيئه فتعجب من تَمْكِين الشَّيْخ إيَّايَ لنظري فِي كتبه وَكَانَ ذَلِك كشف من الشَّيْخ وتولعت بالنظم من ذَلِك الْحِين وَكَانَ ذَلِك قبل السبعمائة وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة تقَارب الْخمسين سنة ويتردد إِلَى حماة وحلب وَغَيرهمَا ومدح رؤساءها وَله فِي الْمُؤَيد صَاحب حماة غرر المدائح وَفِي وَلَده وَفِي رثائهما وَكَانَ متقللاً لَا يزَال يشكو حَاله وَقلة مَا بِيَدِهِ وَكَثْرَة عِيَاله وَفِي آخر الْحَال أَدخل الدِّيوَان وَكتب فِي التوقيع قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه أَبُو الْفَضَائِل جمال الدّين صَاحب النّظم البديع وَله مُشَاركَة حَسَنَة فِي فنون الْعلم وشعره فِي الذرْوَة وَقَالَ ابْن رَافع حدث وبرع فِي الْأَدَب وَقَالَ ابْن كثير كَانَ حَامِل لِوَاء الشّعْر(5/486)
فِي زَمَانه وَله تصانيف رائقة مِنْهَا الْقطر النباتي اقْتصر فِيهِ على مقاطيع شعره وَمِنْهَا سوق الدَّقِيق اقْتصر فِيهِ على إغزال قصائده وَمِنْهَا مطلع الْفَوَائِد وَهُوَ كتاب نَفِيس فِي الْأَدَب وقرظه جمَاعَة من الْفُضَلَاء فَجمع لَهُم تراجم وسماها سجع المطوق وَله الْفَاصِل من إنْشَاء الْفَاضِل وزهر المنثور وَشرح رِسَالَة ابْن زيدون وَغير ذَلِك وَفِي آخر عمره استدعاه النَّاصِر حسن إِلَى مصر وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة 761 وَكتب فِي المرسوم أَن يصرف لَهُ مَا يتجهز بِهِ وَأَن يجمع لَهُ مَا انْقَطع لَهُ من المعاليم إِلَى تَارِيخه فَجمع لَهُ ذَلِك وتجهز إِلَى مصر فَقَدمهَا وَهُوَ شيخ كَبِير عَاجز فَلم يتمش لَهُ حَال وَقرر موقع الدست ثمَّ أعفي من الْحُضُور وَأمر السُّلْطَان إِجْرَاء معلومه فَرُبمَا صرف لَهُ وَرُبمَا لم يصرف وَأقَام خاملاً إِلَى أَن مَاتَ فِي 7 صفر سنة 768 بالمرستان وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة وَله 72 سنة(5/487)
مَا بَينهمَا من شرف الْمُنَاسبَة لما رضى سجع الْحمام لمطارحته نوعا من الأطيار وَلَا قبل فصحاء الأول مراجعه الصدى من الديار وَلَا قنع غمز حواجب الْأَحِبَّة برد الْقُلُوب الهائمة فِي أَوديَة الأقطار وَلَكِن تَقول الأكابر والأذكياء تبذل من الْأَجْوِبَة جهدها وتنفق مِمَّا عِنْدهَا وتجرد الأماثل سيوف الْمنطق وَلَا تتعدى من الطَّاعَة حَدهَا وَلما كنت أَيهَا الراقم برد هَذَا الاستدعاء ببيانه والمنشى روض هَذَا السُّؤَال بآثار السحب من بنانه والسائل الذى بهرت الأفكار فضائله وسحرت أَرْبَاب الْعُقُول عقائله وَأقَام المسؤول مقَاما لَيْسَ من أَهله فليتق الله سائله فريد فن الْأَدَب الذى لَا يُبَارى وبحره الذى لَا يهدى عَارض قلمه الدّرّ إِلَّا كبارًا وَذَا الْيَد الْبَيْضَاء الذى طالما آنس من جَانب الذِّهْن الشريف نَارا وخليله الَّذِي اطلع على أسراره الدقيقة ورئيسه الذى لَو طارح ابْن المعتز وتمت ولَايَته لَكَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ على الْحَقِيقَة وناظمه الَّذِي يسير الطائيان تَحت علمه المنشور وكاتبه الذى يبجح العبدان بِالدُّخُولِ تَحت رقّه الْمَأْثُور طالما شافه من الْقَلَم وَجها جميلا وَقدرا جَلِيلًا ولاقى من لَا ينْدَم على صحبته فَيَقُول يَا ليتنى لم اتخذ فلَانا خَلِيلًا فَهُوَ الْغَرْس الذى يقصر عَن امالى وَصفه الشجرى ويفخر الدّين وَالْعلم بشخصه وَلَفظه هَذَا يَقُول غرسي وَهَذَا يَقُول ثمرى كم أغْنى بمفرد شخصه عَن فضلاء جيل وَكم بدا للسمع وَالْبَصَر من بَنَات فكره بثينة وَمن وَجهه جميل كم تنزهت الأفكار من لَفظه بَين آس وَورد لما بَين اذخر وجليل وَكم دَامَ عَهده ووده حَتَّى كَاد يبطل قَول الأول دَلِيل على أَن لَا يَدُوم خَلِيل تود الشهب لَو كَانَت حَصْبَاء غَدِير طرسه ويغار الْأُفق إِذا طرز يراع دَرَجه بالظلماء من اردية شمسه ويتحاسد النّظم والنثر على مَا تنْتج مُقَدمَات منْطقَة من النتائج وينشد كل مِنْهُمَا إِذا حاول القَوْل خَلِيل الصفاء هَل أَنْت بالرمل عالج إِن كتب أغضى ابْن مقلة من الْحَسَد على قذاه وَحمل ابْن البواب بحجبته عَصا الْقَلَم قَائِلا مَا ظلم من أشبه أَبَاهُ وَإِن نحا النَّحْو بناه عشرا ولانت اعطاف الْحُرُوف قسرا وتشاجرت على لَفظه الْأَمْثِلَة فَلَا غرو إِن ضرب(5/488)
زيد عمرا يترجل قلم الفارسى بَين يَدَيْهِ ويطير لفظ ابْن عُصْفُور حذرا من البازى المطل عَلَيْهِ وَإِن شعر هامت الشُّعَرَاء بِذكرِهِ فِي كل وَاد وخمل ذكرهَا فِي كل نَاد ونصبت بيُوت نظمه على يفاع الشّرف كَمَا نصبت بيُوت الأجواد طالما بلد لبيدا وَولى عَنهُ شعر ابْن مقبل شَرِيدًا وَقَالَت الْآدَاب لبحترى لَفظه ألم نربك فِينَا وليدا إِن نثر فَمَا الدّرّ الْيَتِيم إِلَّا تَحت حجره وَلَا الزهر النظيم إِلَّا مَا ارتضع من اخلاف قطره وَلَا المترسلون إِلَّا من تصرف فِي ولَايَة البلاغة تَحت نَهْيه وَأمره وَإِن تكلم فِي فنون الْأَدَب روى الظماء وجلا مَعَاني الْأَلْفَاظ كالدمى وَقَالَت الأعاريض لَهُ وَلابْن أَحْمد خليلى هبا بَارك الله فيكما هَذَا وَكم أثنى قديم علم الْأَوَائِل على فكره الْحَكِيم وَشهِدت رُوَاة الاحاديث النَّبَوِيَّة بفضله وَمَا أحلى من شهد لَهُ الحَدِيث وَالْقَدِيم
(علت بِهِ دَرَجَات الْفضل واتضحت ... دقائق من معانى لَفظه البهج)
(هَذَا وليل الشَّبَاب الجون منسدل ... فَكيف لما يجِئ الشيب بالسرج)
(يَا حبذا أعين الْأَوْصَاف ساهرة ... بَين الدقائق من عليان والدرج) بدأتنى أعزّك الله من الْوَصْف قل عَنهُ مكانى واضمحل عناني وَكَاد من الخجل يضيق صدرى وَلَا ينْطَلق لسانى وحملت كاهلى من الْبر مَا لم يسْتَطع وَضربت لذكرى فِي الْآفَاق نوبَة خليلية لَا تَنْقَطِع سألتنى مَعَ مَا عنْدك من المحاسن الَّتِي لَهَا طرب من نَفسهَا وثمر من غرسها أَن أجيبك وأجيزك وأوازن بمثقال كلمى الْحَدِيد أبريزك وأقابل لسنك الْمُطلق بلسانى المحصور وَأثبت استدعاءك على بَيت مَال نطقى المكسور فتحيرت بَين أَمريْن امرين وَدفع ذهنى السقيم بَين داءين مضرين إِن فعلت مَا أمرت بِهِ فَمَا أَنا من أَرْبَاب هَذَا الْقدر العالى والصدر الحالى وَمَا أَنا من أَبنَاء مصر حَتَّى أتقدم لهَذَا الْملك الْعَزِيز وَكَيف أطالب مَعَ إقتار علمى بِأَن أمدح أَو أصل وَأَيْنَ لمقيد خطوى هَذِه الوثبات وَإِنِّي يماثل قُوَّة هَذَا الْغَرْس ضعف هَذَا النَّبَات وان منعت فقد أَسَأْت الادب وَالْمَطْلُوب(5/489)
حسن الْأَدَب منى وأهلت الطَّاعَة الَّتِى أَقرع بعْدهَا بِرُمْح الْقَلَم سنى وفاتنى شرف الذّكر الَّذِي امْتَلَأَ بِهِ حَوْض الْأُفق وَقَالَ قطنى ثمَّ ترجح عندى أَن أُجِيب السُّؤَال وأقابل بالامتثال وأتحامل على ضلع الْأَقْوَال صَابِرًا على تهكم سائلى مُعظما قدرى كَمَا قيل بتغافلى منقادا إِلَى جنَّة استدعايك من السطور بسلاسلى فأجزت لَك أَن تروى عَنى مَا تجوز لي رِوَايَته من مسموع ومأثور ومنظوم ومنثور وإجازة ومناولة ومطارحة ومراسلة وَنقل وتصنيف وتنضيد وتفويف وماض ومتردد وَآت على رأى بعض الروَاة ومتجدد وَجَمِيع مَا تضمنه استدعاؤك بأجمع مَا يكون لَفظه المتفرد كَاتبا لَك بذلك خطى مشترطا عَلَيْك الشَّرْط الْمُعْتَبر فَلْيَكُن قبولك يَا عَرَبِيّ اللِّسَان مَكَان اعراب شرطى ذَاكِرًا من لمع خبرى مَا أَبْطَأت بِذكرِهِ وَأَرْجُو أَن أبطئ وَلَا أخطئ فَأَما مولدى فبمصر المحروسة فِي شهر ربيع الأول سنة 686 بمنزلنا بزقاق الْقَنَادِيل وَأما شُيُوخ الحَدِيث الَّذين رويت عَنْهُم سَمَاعا وحضورا فَمن اقدمهم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو الهيجاء غازى بن أبي الْفضل بن عبد الْوَهَّاب الْمَعْرُوف بالرداف وَالشَّيْخ عز الدّين أَبُو نصر عبد الْعَزِيز بن أبي الْفرج الحصرى البغدادى وَالشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن أبي مُحَمَّد إِسْحَاق بن مُحَمَّد الأبرقوهى وَأما ذَوُو الْإِجَازَة فِي مصر وَغَيرهَا فكثير وَأما الْفُضَلَاء والأدباء الَّذين رويت عَنْهُم وَرويت مِنْهُم فَمنهمْ القاضى الْفَاضِل مُحي الدّين ابو مُحَمَّد بن الشَّيْخ رشيد الدّين عبد الظَّاهِر بن نشوان الْكَاتِب المصرى وَالشَّيْخ الإِمَام بهاء الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم بن النّحاس الْحلَبِي النحوى والأمير الْفَاضِل شمس الدّين مُحَمَّد ابْن الصاحب شرف الدّين ابْن التيتى اقترح على أَن انظم فِي زِيَادَة النّيل فَقلت
(زَادَت أَصَابِع نيلنا ... وطمت فاكمدت الأعادى)
(وَأَنت بِكُل جميلَة ... مَا ذى أَصَابِع ذى أيادى) وَالشَّيْخ علم الدّين حسن بن سُلْطَان المصرى من أهل منية ابْن خصيب قَرَأت عَلَيْهِ كثيرا من الْكتب الأدبية وَكَانَ كثيرا مَا يستنشدني إِلَى أَن أنشدته
(يَا غائبين تعللنا لغيبتهم ... بِطيب عَيْش وَلَا وَالله لم يطب)(5/490)
(ذكرت والكأس فِي كفى لياليكم ... فالكأس فِي رَاحَة وَالْقلب فِي تَعب) فَقَالَ وَالله أتعب جدك الْفَرح وَالشَّيْخ الْعَالم بهاء الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الْمُفَسّر أَنْشدني لَهُ
(لَا ارى لى فِي حَياتِي رَاحَة ... ذهبت لَذَّة عيشى بِالْكبرِ)
(بقى الْمَوْت لمثل ستْرَة ... يَا إلهى أَنْت أولى من ستر) فَأَنْشَدته عَن ذَلِك لنَفْسي
(بقلت وجنة الحبيب وَقد ولى ... زمَان الصبى الذى كنت أملك)
(يَا عذار الحبيب دعنى فَإِنِّي ... لست فِي ذَا الزَّمَان من خل بقلك) وَالشَّيْخ الأديب سراج الدّين عمر الْوراق المصرى انشدني لنَفسِهِ
(يَا خجلتي وشمائلي سود غَدَتْ ... وصحائف الْأَبْرَار فِي إشراق)
(ومونج لي فِي الْقِيَامَة قَائِل ... أكذا تكون صَحَائِف الْوراق) والأديب الْفَاضِل نصير الدّين الْمَنَاوِيّ أَنْشدني لنَفسِهِ
(أحب من الدُّنْيَا إِلَى وَمَا حوت ... غزال تبدى لى بكأس رحيق)
(وَقد شهِدت لي سنة اللَّهْو أننى ... أحب من الصَّهْبَاء كل عَتيق) فَأَنْشَدته لي
(إِنِّي إِذا آنست هما طَارِقًا ... عجلت باللذات قطع طَريقَة)
(ودعوت أَلْفَاظ الْمليح وكأسه ... فنعمت بَين حَدِيثه وعتيقة) وَجَمَاعَة يطول ذكرهم ويعز على أَن لَا يحضرنى الْآن إِلَّا شعرهم وَأما مصنفاتي الَّتِي هِيَ كالياسمين لَا تساوى جمعهَا وَلَوْلَا جبر الخزائن الشَّرِيفَة السُّلْطَانِيَّة لما استجزت نصبها ورفعها فهى كتاب مطلع الْفَوَائِد وَمجمع الفرائد وَكتاب الْقطر النباتي وَكتاب سرح الْعُيُون فِي شرح رِسَالَة ابْن زيدون وَكتاب منتخب(5/491)
1933 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْمَيْمُونِيّ الْقُسْطَلَانِيّ كَمَال الدّين ولد سنة 000 وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَحدث وَكَانَ بليغاً مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 761
1934 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَليفَة بن نصر الله أَمِين الدّين ابْن النّحاس ولد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وخدم عِنْد طقطاي الجمدار لما نَاب فِي الكرك ثمَّ استخدمه تنكز فِي ديوانه فَرَأى من الْعِزّ والوجاهة فَوق مَا يُوصف ثمَّ انحرف عَنهُ وَاسْتقر فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَنظر الخزانة مَاتَ فجاءة عقب دُخُول الْحمام فِي رَجَب سنة 757
1935 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سنقر العادلي سعد الدّين أَبُو سعد ولد سنة 657 وَسمع من النجيب كثيرا وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي جُزْء ابْن عَرَفَة وأخبار رَابِعَة وَمن الْمعِين الدِّمَشْقِي مجْلِس البطاقة وَمَات فِي شعْبَان سنة 731 وَكَانَ خيرا(5/492)
1936 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شُعْبَة الغساني من أهل المرية أَبُو الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب جرى على طَريقَة أَبِيه وَولي الْقَضَاء على حَدَاثَة سنه فحمدت سيرته وَله شعر لطيف فَمِنْهُ
(يبكي على مر الْجَدِيد من الْهوى ... وهواك يَا ليلى جَدِيد بَاقٍ)
(أَنْت المنى فَصلي الْمُحب أَو اهجري ... لَا بُد مِنْك على نوى وتلاق)
قَالَ وَهُوَ الْآن بِحَالهِ قَاضِي برشانة
1937 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن مُحَمَّد بن الْحَكِيم أَبُو الْقَاسِم اللَّخْمِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب تعانى الْآدَاب وَهُوَ من بَيت كِتَابَة وبلاغة وَكتب فِي الدَّار السُّلْطَانِيَّة وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْجِهَات وَمن شعره
(يحدثها عَن كرمها مَاء مزنها ... فتبدي ابتسام الزهر أَو لثمة الخد)
(عجبت لَهَا لما رَأينَا مديرها ... بدر حباب الكأس يلْعَب بالنرد) مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي شهر ربيع الآخر سنة 706
1938 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر الزبيرِي تَاج الدّين أَبُو عبد الله المليجي الشَّافِعِي مولده بِالْقَاهِرَةِ وَسمع بهَا من غلبك وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَولي نظر الْحِسْبَة وَنظر الجوالي بِالْقَاهِرَةِ وخطب بمدرسة السُّلْطَان حسن وَكَانَ خيرا صَالحا منقبضاً عَن النَّاس مَاتَ فِي صفر سنة 796(5/493)
1939 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي ثمَّ الْمَكِّيّ أَبُو الْخَيْر ولد بِمَكَّة سنة 698 وَسمع بهَا الْكثير من الْفَخر التوزري والصفي والرضي الطبريين وَغَيرهم ورحل فَسمع بِدِمَشْق والإسكندرية وَأخذ بهَا عَن الْفَاكِهَانِيّ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَرجع إِلَى مَكَّة فاستمر بهَا يُفْتِي ويدرس واشتهر بِالْخَيرِ وَالْعِبَادَة إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 747
1940 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ بدر الدّين القوصي الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن العلاف سمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة البُخَارِيّ وَمن الدبوسي وَأحمد بن إِسْحَاق بن مزيز وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَإِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ وَحدث وَمَات سنة 776 وَقد قَارب الْمِائَة وَلَو سمع على قدر سنه لَكَانَ مُسْند مصر سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1941 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الأرتاحي الْمصْرِيّ بهاء الدّين أَبُو عبد الله ابْن الْمُفَسّر محتسب مصر ولد سنة 698 وَسمع من الْجمال ابْن مكرم وَمن ابْن الشّحْنَة ووزيرة وَولي حسبَة مصر والقاهرة ووكالة(5/494)
بَيت المَال وَحدث وَمَات بِمصْر فِي مستهل رَجَب سنة 778
1942 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الْخَالِق بن خَلِيل شعادة بدر الدّين أَبُو الْيُسْر ابْن القَاضِي عز الدّين ابي المفاخر ابْن الصَّائِغ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَخُو القَاضِي نور الدّين ولد سنة 676 وَسمع من أَبِيه وَأحمد بن شَيبَان وَالْفَخْر عَليّ وأحضر على الْمُسلم بن عَلان وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن اليونيني وَحفظ التَّنْبِيه ولازم الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح وَلما صرف القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي عَن قَضَاء الشَّام حمل إِلَيْهِ تشريفه وتقليده فَامْتنعَ فَعظم فِي عين تنكز واحبه واعتقده فامره الْأُمَرَاء أَن يعاودوه فِي ذَلِك فعاودوه فأصر على الِامْتِنَاع فولاه خطابة بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بهَا فثقل أمره على النَّاظر من كَثْرَة الشفاعات فَشَكا أمره فِي الْبَاطِن إِلَى تنكز فَبَلغهُ ذَلِك فَترك الخطابة وَعَاد إِلَى دمشق ثمَّ زار الْقُدس فتعلل وَمَات بِدِمَشْق بعد أَن رَجَعَ إِلَيْهَا عليلاً وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 739
1943 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر ابْن الصَّائِغ نور الدّين ابْن عَم الَّذِي قبله ولد سنة 696 وَسمع من أَحْمد بن عَسَاكِر مشيخته فِي أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن مُحَمَّد بن القواس جُزْء ابْن عبد الصَّمد وأمالي الْقطيعِي والوراق وَولي قَضَاء الْعَسْكَر بِدِمَشْق وتدريس الدماغية ثمَّ ولي قَضَاء حلب بعد بدر الدّين ابْن الخشاب سنة 744 فباشرها جيدا وأحبه أَهلهَا لحسن سيرته وَمَات فِي الطَّاعُون بحلب فِي شَوَّال سنة 749(5/495)
1944 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الْكِنَانِي نَاصِر الدّين الْقرشِي رَئِيس المؤذنين بالجامع الحاكمي ولد سنة 696 أَو 693 وَسمع الصَّحِيح من سِتّ الوزراء وَابْن الشحنه بفوت وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَمَات سنة 776
1945 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد البلوي من أهل المرية أَبُو بكر قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على ابْن عبد النُّور وتلا عَليّ ابي عَليّ بن الْأَحْوَص وَله أرجوزة فِي الْفَرَائِض وَكَانَ عَاقِلا فَاضلا عَارِفًا بأقدار النَّاس ساعياً فِي مصالحهم مَعَ الذكاء وعذوبة الْأَلْفَاظ وَطيب المجالسة كثير التَّوَاضُع تَكَرَّرت لَهُ الولايات وَله شعر حسن فَمِنْهُ قصيدة هَنأ بهَا السُّلْطَان أَبَا الْحجَّاج يُوسُف ابْن الْأَحْمَر بالسلطنة أَولهَا
(حَيّ الْخلَافَة فتحت لَك بَابهَا ... فَادْخُلْ على اسْم الله هَذَا بَابهَا) يَقُول فِيهَا
(بلغت بكم آرابها من بعد مَا ... قَالَت لذَلِك نسْوَة مَا رابها) كَانَت تراود كفؤها حَتَّى إِذا ... ظَفرت بِيُوسُف غلقت أَبْوَابهَا ...
فاستحسنت هَذِه الْإِشَارَة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 738 عَن سنّ عالية بتونس
1946 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَيَّاش بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف بن عَيَّاش(5/496)
الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْقُرْطُبِيّ الأَصْل ثمَّ المالقي أَبُو عبد الله كَانَ جده عَيَّاش الْأَدْنَى آخر من خطب بِجَامِع قرطبة وَكَانَ مولد هَذَا بمالقة فِي رَمَضَان سنة 688 وَأخذ عَن جده ابي عبد الله بت عَيَّاش الْقُرْآن وَبَعض كتاب المسلسلات لأبي الْقَاسِم ابْن الطيلسان بِسَمَاعِهِ من مؤلفها وَقَرَأَ على أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الفخار وعَلى سعيد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى وَأبي زيد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد اللوشي وَأبي عبد الله بن بكر وابي مُحَمَّد بن أبي السداد واشتغل بالفقه وَقيد كثيرا من الْأُمَّهَات بِخَطِّهِ وَكَانَ حسن الْخط كثير الاعتناء بالكتب وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة من الْعَدَالَة والتودد والإتقان وَأكْثر من النّظر فِي دواوين الْفِقْه ومسائل الْخلاف حَتَّى علا ذكره فِي أَشْيَاخ بَلَده فضلا عَن أترابه ثمَّ ولي الْقَضَاء فَشَكَرت سيرته وَكَانَت النُّفُوس تحذر مِنْهُ لانقباضه فَرد شَهَادَة كثير مِنْهُم وَاشْتَدَّ على أهل الجاه وَأخذ نَفسه بِالِاجْتِهَادِ على مُقَابلَة النُّصُوص ومطابقة الْأَمر فاشمأزوا مِنْهُ فَأَرَادَ الِامْتِنَاع من الحكم فصرف فَلَزِمَ منزله فَصَارَت الْفَتْوَى ترد عَلَيْهِ وَالنَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَكَانَ رُبمَا قرض الشّعْر ثمَّ استدعي إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة بعد أبي عبد الله بن بكر فولي قَلِيلا ثمَّ اخْتَار الِانْصِرَاف إِلَى وَطنه فصرف فولي الخطابة بِبَلَدِهِ فَقَامَ بالخطابة والإمامة أحسن قيام وباشر بورع ونزاهة بِحَيْثُ لم يتَنَاوَل الْمُرَتّب من الأحباس فَأَحبهُ النَّاس وَكَانَ رُبمَا نظم شَيْئا من الشّعْر وَلم يزل على حَاله إِلَى أَن مَاتَ بمالقة فِي آخر رَجَب سنة 759
1947 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ إِمَام الدّين(5/497)
ابْن زين الدّين بن أَمِين الدّين أبي الْمَعَالِي ابْن الْعَلامَة قطب الدّين ولد سنة 691 وَسمع من الرضى الطبرى وَغَيره وَحدث وَكَانَ من رُؤَسَاء مصر لَهُ ثروة ويتعانى التِّجَارَة وَمَات بِمَكَّة فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 754 وَقد مضى ذكر وَالِده
1948 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحَارِث بن مِسْكين فَخر الدّين الزُّهْرِيّ ولد سنة ارْبَعْ اوست اوسبع أَو 668 روى عَن النَّاشِرِيّ وَعبد الرَّحِيم ابْن الدَّمِيرِيّ وَالشَّيْخ شهَاب الدّين الْقَرَافِيّ وَحضر دروسه وتفقه على الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الرّفْعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَابْن ابي عَمْرو ابْن خطيب المزة والمحب الطَّبَرِيّ وَآخَرُونَ نَحْو الْألف وَولي قَضَاء الاسكندرية مرّة ثمَّ ولي نِيَابَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر قَالَ ابْن رَافع كَانَ أديباً من بَيت كَبِير بِمصْر وَمَات فِي شعْبَان سنة 761 وَله نَيف وَتسْعُونَ سنة وَوهم من ارخه سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وأفحش مِنْهُ من أرخه سنة 53 وَتقدم ذكر وَالِده عز الدّين
1949 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن نَبَاته يلقب محيي الدّين ابْن الشَّاعِر الْمَشْهُور الْمُتَقَدّم تعانى الْأَدَب فنظم وسطا وَكتب النّسخ وقلم الْحَاشِيَة وَالْغُبَار وتكسب من ذَلِك بِدِمَشْق وَقدم الْقَاهِرَة بعد التسعين وَمَات بِالْقربِ من ذَلِك(5/498)
1950 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر ابْن الصَّائِغ نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي ولد سنة 707 واشتغل بِالْعلمِ وَطلب الحَدِيث وَنظر فِي الرِّجَال وعني بالمتون وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ لَهُ عبَادَة وإمامة وتسنن وَقَالَ غَيره مَاتَ سنة 747 فِي الطَّاعُون
1951 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن ابي سعد عبد الصَّمد ابْن حمويه بهاء الدّين أَبُو عبد الله الْجُوَيْنِيّ الشَّافِعِي ولد فِي رَمَضَان سنة 672 وَسمع من غَازِي الحلاوي الغيلانيات وَمن ابْن الخيمي جَامع التِّرْمِذِيّ وَحدث وتفقه واشتغل كثيرا وَأعَاد بمشهد الْحُسَيْنِي وَمَات فِي 4 ذِي الْقعدَة سنة 749
1952 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الاسكندري الْمَالِكِي الْكَمَال ابْن التنيسِي الْعَلامَة الأوحد ذُو الْفُنُون قَاضِي الاسكندرية وَابْن قاضيها ولد بهَا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَسمع من الْوَادي آشي وَابْن الصفي وَابْن مَنْصُور التجِيبِي وَحدث وَمَات سنة 777
1953 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رشيد الجمالي أَبُو الْفَيَّاض(5/499)
وَأَبُو حَامِد وَأَبُو الْمجد ولد سنة 707 وسلك طَرِيق الزّهْد والورع واشتهر بذلك حَتَّى قيل أَنه لم يلمس دِينَارا وَلَا درهما بِيَدِهِ وَكَانَ لَا يتَغَيَّر عَن حَالَته وَلَو دخل عَلَيْهِ من دخل وَكَانَ قد طلب بِنَفسِهِ وَسمع من أبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَلم يملك الا مَا هُوَ لابسه وَلَا يتَكَلَّف لما يَأْكُل وَلَا مَا يلبس وَإِنَّمَا يمشي وعَلى رَأسه طاقية سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث بحلب وَحدث عَنهُ بالمسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وَحج مرَارًا مِنْهَا سنة 75 لَهُ عدَّة مقاطيع لَطِيفَة وَلم يكن سَماع الجمالي على قدر سنه وَإِنَّمَا طلب بِنَفسِهِ بعد الْكبر وَله قصيدة مِنْهَا سيف اللواحظ وَأنْشد هُنَاكَ قصيدة لامية نبوية عدتهَا مائَة وَثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ بَيْتا كتبهَا عَنهُ وَله قصيدة أُخْرَى على وزن بَانَتْ سعاد عدتهَا مائَة وَسِتُّونَ بَيْتا فَأَما الأولى فأولها
(بَين العذيب وبارق لي منهل ... سهل المشارب سلسبيل سلسل) وَأول الْأُخْرَى
(سيف اللواحظ من جفنيك مسلول ... فَضَاقَ عَيْنَيْك قلب الصب مقتول) مَاتَ سنة 783
1954 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود البُخَارِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن خطيب الزنجيلية جلال الدّين ولد سنة 706 وَحفظ الْقُرْآن واشتغل فِي النافع(5/500)
وَسمع الحَدِيث وَكتب الطباق وَأخذ عَن يحيى بن سعد وَابْن عشائر الطَّبِيب وَغَيرهمَا وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 735
1955 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمفضل بن الغرنوق الحوراني الأَصْل الْحلَبِي بدر الدّين ولد سنة 706 وَسمع من الْكَمَال مُحَمَّد بن نصر الله ابْن النّحاس عوالي الْعِمَاد الْأَصَم وَحدث بحلب سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَابْن عشائر والمحدث برهَان الدّين الْحلَبِي وَقَالَ كَانَ من اهل الْمُرُوءَة وَالدّين ولد فِي الْمحرم سنة 706 وَكَانَ صَالحا لَهُ ملك يرتزق مِنْهُ أثنى عَلَيْهِ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي ذيل تَارِيخ حلب
1956 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بدر الدّين بن قطب الدّين الشُّرُوطِي الْموقع الْمَعْرُوف بِابْن الشامية فاق فِي فنه وَكَانَ ماهراً فِيهِ ثمَّ حصل لَهُ اختلال فِي آخر عمره فَضرب نَفسه بسكين ثَلَاث مَرَّات وَمَات بعد أَيَّام فِي شهر رَمَضَان سنة 766
1957 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور المنوفي الْمصْرِيّ الشّرف ابو عبد الله ابْن الشامية ولد سنة 692 وَسمع الصَّحِيح من سِتّ الوزراء والحجار بالمنصورية سنة 715 وَحدث بِهِ بِالْقَاهِرَةِ سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ بن جمَاعَة وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 778
1958 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون البلوي الأندلسي أَبُو الْحسن رَحل(5/501)
إِلَى الْقَاهِرَة فحج وَسمع بالحجاز ومصر وَالشَّام وحلب فاكثر جدا عَن ابْن اميله الْمَوْجُودين وَأخذ عَن ابْن رَافع ورافقه الْحَافِظ أَبُو زرْعَة لما رَحل إِلَى دمشق بِنَفسِهِ فَسمع مَعَه اكثر مسموعاته وَحدث عَنهُ شَيخنَا مجد الدّين الشِّيرَازِيّ والبرهان الْمُحدث بحلب وَغير وَاحِد وَمَات قبل أَن يتَصَدَّى للرواية فِي سنة 787
1959 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير ابْن السراج شمس الدّين الْكَاتِب المجود المقريء ولد سنة نَيف وَسبعين وسِتمِائَة وبخط الذَّهَبِيّ سنة 70 وَسمع من شامية بنت الْبكْرِيّ واعتنى بالقراءات فَقَرَأَ على النُّور الكفتي والمكين الأسمر سنة تسعين وأجاد النّسخ قَالَ ابْن رَافع كَانَ نعم الشَّيْخ وَقَالَ غَيره تصدى لإقراء الْقُرْآن وَتَعْلِيم الْخط الْمَنْسُوب وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ حسن النَّقْل يعرف الْعَرَبيَّة ويغلب عَلَيْهِ سَلامَة الصَّدْر مَاتَ فِي نصف شعْبَان سنة 747 حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي بِالسَّمَاعِ وَمن القدماء أَبُو الْعَبَّاس السمين النَّحْوِيّ احْمَد بن يُوسُف وَالْمجد الكفتي واسماعيل بن مُحَمَّد والبدر ابْن المهتار قَالَ الذَّهَبِيّ كتب إِلَيّ بترجمته أَبُو بكر بن أيدغدي وَذكر لي أَنه ذُو تنسك وَصَلَاح وَقلة معاشرة وَله حَلقَة وافرة يتعلمون الْكِتَابَة وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو بكر سنة 719(5/502)
1960 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن بنْدَار بن مميل الْفَارِسِي الأَصْل ابْن الشِّيرَازِيّ أَبُو نصر ابْن الْعِمَاد بن أبي نصر الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي ولد سنة 629 فِي شَوَّال أَو رَجَب وأحضر على جده واسمع عَلَيْهِ وعَلى السخاوي وَابْن الصَّابُونِي وَابْن القميرة وَابْن الجميزي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي وبهاء الدّين ابْن شَدَّاد واسماعيل بن باتكين وَابْن روزبه وَالْحسن بن السَّيِّد وَابْن الزبيدِيّ وَمُحَمّد بن زُهَيْر شعرانه وزكرياء الْعلي وَمُحَمّد بن عبد الْوَاحِد الْمَدِينِيّ وَعلي بن أبي مُحَمَّد بن أبي رشيد وَعز الدّين ابْن الْأَثِير وَالْمبَارك بن أَحْمد المستوفي ومجلي بن اسماعيل ابْن جبارَة ومرتضى بن الْعَفِيف وَحسن بن دِينَار وأنجب الحمامي وَآخَرُونَ وَتفرد بأجزاء وعوالي وَالْحق الاحفاد بالاجداد انتقى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي والواني والعلائي وَكَانَ سَاكِنا وقوراً متواضعاً منجمعاً وَكَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي تذهيب الْمَصَاحِف كَمَا انْتَهَت لابيه الرِّئَاسَة فِي حسن الْخط الْمَنْسُوب وَلَا سِيمَا فِي قلم الريحان وَكَانَ لأبي نصر ملك يعِيش مِنْهُ مُقيما بالمزة وَيدخل الْبَلَد أَحْيَانًا وَكَانَ طَوِيل الرّوح على الْمُحدثين وَفِي آخر عمره تغير وَظَهَرت فِيهِ مبادىء الِاخْتِلَاط وَلم يتوقفوا عَن الْأَخْذ عَنهُ مَاتَ فِي لَيْلَة عَرَفَة سنة 723 وَهُوَ خَاتِمَة المسندين بِدِمَشْق كَانَ هُوَ وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر فتقدمه ابْن عَسَاكِر فِي شعْبَان وعاش هَذَا إِلَى آخر ذِي الْحجَّة(5/503)
1961 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر ابْن الْأَحْمَر الأندلسي أَمِير الأندلس ولي بعد أَبِيه فَأَقَامَ ثَمَانِيَة أَعْوَام ثمَّ وثب عَلَيْهِ أَخُوهُ ابو الجيوش نصر فخلعه وسجنه بشلو بينية وَاتفقَ أَن مرض نصر فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فأحضر الْجند أَخَاهُ مُحَمَّدًا فافاق نصر فامر بتغريفه فغرق وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة 710 قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أعاظم أهل بَيته صيتًا وهمة وَكَانَ قد دبر الْملك فِي حَيَاة أَبِيه فجَاء غَايَة فِي الْإِدْرَاك والفخامة والنبل وَكَانَت أَيَّامه أعياداً وَكَانَ ينظم ويصغي إِلَى الشّعْر وَيضْرب فِي كل فن بِسَهْم وَكَانَ حسن التوقيع حاد النادرة وَهُوَ الْقَائِل من قصيدة
(واعدني وَعدا وَقد أخلفا ... أقل شَيْء فِي الملاح الوفا) وَهُوَ الَّذِي بنى الْمَسْجِد الْأَعْظَم بالحمراء وَله الْيَد الْبَيْضَاء فى الْجِهَاد وَفتح مَدِينَة المنظر وَغير ذَلِك
1962 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بدر الدّين الْمَالِكِي الْقُدسِي سمع من الْمَيْدُومِيُّ المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وَمن القلانسى ثمانيات مؤنسة وَحدث بِبَيْت الْمُقَدّس وَخرج لبَعض الشُّيُوخ وَمَات فِي
1963 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر البعلي ابْن الْكرْدِي ولد ببعلبك بعد سنة عشْرين وَسَبْعمائة وأحضر فِي الرَّابِعَة على القطب اليونيني الأول(5/504)
من حَدِيث أبي مُسلم الْكَاتِب وجزء البطاقة وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
1964 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَبى الْحرم بن ابي طَالب أبوالحرم بن أبي الْفَتْح القلانسي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي 13 ذِي الْحجَّة سنة 683 وأسمع على غَازِي الحلاوي وَابْن حمدَان وسيدة بنت مُوسَى الماردانية وأحضر على ابْن خطيب المزة وَابْن الخيمي وَابْن الشمعة والأبرقوهي والدمياطي وَآخَرين وَخرج لَهُ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع مشيخة وَحدث بهَا وذيل عَلَيْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَكَانَ يَلِي عُقُود الانكحة إِلَى أَن مَاتَ وولاه تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ سَماع الدَّعْوَى بَين الزَّوْجَيْنِ وَفِي بيع أنقاض الْأَوْقَاف ثمَّ اقْتصر على الْعُقُود وَكَانَ خيرا دينا متواضعاً وَحدث بالكثير وَصَارَ مُسْند الديار المصرية فِي زَمَانه مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع جُمَادَى الأولى سنة 765
1965 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْبري كَانَ من أهل الصّلاح وَالْعِبَادَة قانعاً باليسير ملازماً للصبر على الْوحدَة مَاتَ سنة 743 قَالَه ابْن الْخَطِيب
1966 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ المالكى اليعمرى الأبدى الاصل نزيل المدينه وَذكره القَاضِي بدر الدّين فِي تَارِيخه وَوَصفه بِالْعبَادَة والانجماع وَقَالَ مولده فِي شَوَّال سنة سَبْعمِائة وَقَالَ شَيخنَا أَبُو الْفضل نَاب فِي الحكم بِالْمَدِينَةِ لِأَخِيهِ وَكَانَ(5/505)
أحد الْفُضَلَاء مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 755 بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَكَانَ سمع من الْجمال المطري وَحدث عَنهُ
1967 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبكْرِيّ أَبُو عبد الله ابْن الْحَاج الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ صَالحا شَدِيدا على أهل الدُّنْيَا لَا تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم كثير النصح للنَّاس ساعياً فِي مصالحهم سلك على يَد أبي الْعَبَّاس ابْن مَكْنُون وَمَات سنة 715
1968 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصّقليّ الشَّيْخ فَخر الدّين تفقه على القطب الْقُسْطَلَانِيّ حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَكَانَ دنيا ورعاً نَاب فِي الحكم وَولي قَضَاء دمياط وصنف التَّنْجِيز على التَّعْجِيز وَمَات فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة 727
1969 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ضِيَاء لدين الْوراق الْمصْرِيّ ولد بعد التسعين وَسمع من القَاضِي سُلَيْمَان وَإِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم وَطَائِفَة وَكَانَ لَهُ خطّ حُلْو وَخلق حسن مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة 741
1970 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الغرناطي نزيل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة قَرَأَ بالروايات وَأحكم الْفَرَائِض والحساب وأتقن صناعَة الدهان ثمَّ اتَّصل بالخدام بِالْمَدِينَةِ فركنوا إِلَيْهِ وَاسْتقر مُؤذنًا بِالْحرم الشريف وأميناً على الحواصل واشتهر بالعفة والمعرفة وتأثل بِالْمَدِينَةِ مَالا فَكَانَ يصل بِهِ أَقَاربه لِأَنَّهُ كَانَ فِي بداية أمره قد جب مذاكيره ثمَّ نَدم على ذَلِك لانْقِطَاع نَسْله فَلَمَّا مَاتَ(5/506)
وجدوا لَهُ طائلاً ووقف كتبه وَأعْتق أرقاءه وَمَات سنة 754 وَله إِحْدَى وَثَمَانُونَ سنة ذكره ابْن فَرِحُونَ
1971 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الخيمي صدر الدّين سمع من ابْن الصَّواف وَعبد الرَّحْمَن بن مخلوف وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخه فِي ذِي الْحجَّة سنة 761
1972 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْوراق صدر الدّين الْحَنْبَلِيّ قَالَ الْبَدْر النابلسي كَانَ فَاضلا عَارِفًا باللغة
1973 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الطباخ أجَاز للبرهان الْمُحدث بحلب
1974 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الْحَاج أَبُو عبد الله الْعَبدَرِي الْفَارِسِي نزيل مصر سمع ببلاده ثمَّ قدم الديار المصرية وَحج وَسمع الْمُوَطَّأ من الْحَافِظ تَقِيّ الدّين عبيد الأسعردي وَحدث بِهِ وَلزِمَ الشَّيْخ أَبَا مُحَمَّد بن أبي جَمْرَة فَعَادَت عَلَيْهِ بركاته وَصَارَ ملحوظاً بالمشيخة وَالْجَلالَة بِمصْر وَجمع كتابا سَمَّاهُ الْمدْخل كثير الْفَوَائِد كشف فِيهِ من معايب وبدع يفلعها النَّاس ويتساهلون فِيهَا وأكثرها مِمَّا يُنكر وَبَعضهَا مِمَّا يحْتَمل وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 737 وَقد بلغ الثَّمَانِينَ أَو جاوزها وأضر فِي آخر عمره(5/507)
وأقعد ولشيخنا شمس الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن ضرغام بن سكر مِنْهُ إجَازَة
1975 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن بنْدَار التبريزي الأَصْل عز الدّين الْمَقْدِسِي المولد البعلي سمع من الجرائدي وَحدث واشتغل وَولي قَضَاء غَزَّة وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وجامع الْأُصُول وَرجع من غَزَّة إِلَى دمشق فَأَعَادَ بالناصرية أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ قَلِيل الْأَذَى مشتغلاً بِنَفسِهِ سمع الْكثير وأسمع
1976 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي بدر الدّين بن شمس الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود ولد سنة 699 وأسمع فِي سنة 19 من إِبْرَاهِيم ابْن النصير جُزْء سُفْيَان أَنا السخاوي وَمن الْأمين النّحاس الْأَرْبَعين البلدانية وَسمع على الحجار وَمُحَمّد بن أبي بكر ابْن النّحاس وَغَيرهمَا وَولي بِدِمَشْق نظر الْجَيْش وَنظر الْأَوْقَاف وَغير ذَلِك وَحدث أَخذ عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره ووصفوه بِأَنَّهُ كَانَ جواداً ممدحاً مَاتَ سنة 774
1977 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ تَقِيّ الدّين أَخُو الذى قبله كَانَ موقع الدست بِالْقَاهِرَةِ توفّي سنة 777
1978 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن غَازِي بن أَيُّوب ابْن الشّحْنَة الحلبى(5/508)
كَمَال الدّين وَالِد محب الدّين الْحَنَفِيّ اشْتغل كثيرا حَتَّى مهر وَأفْتى ودرس فِي مذْهبه وَمَات فِي ربيع الأول سنة 776 وأنجب وَلَده الإِمَام الْعَلامَة محب الدّين قَاضِي حلب
1979 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن قَاسم الْحَنْبَلِيّ الرُّومِي الْعِرَاقِيّ ولد فِي شَوَّال سنة 681 واشتغل فِي الْفُنُون وَسمع من الْعِمَاد ابْن الطبال وَابْن أبي الْقَاسِم وَغَيرهمَا وَكَانَ شَيخا عَلامَة ذكياً قوي الْمُشَاركَة بَصيرًا بِالْمذهبِ والعربية رَأْسا فِي الطِّبّ سَافر إِلَى الْهِنْد وَله نظم جيد وسطوة وشهامة درس بالمستنصرية بعد الزريراتى وَمَات فِي شَوَّال سنة 734
1980 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مكى بن دمرداش الدِّمَشْقِي الشَّاهِد ولد سنة 638 وخدم جندياً مُدَّة عِنْد الْمَنْصُور صَاحب حماة وَقَالَ الشّعْر الرَّائِق حَتَّى لقب بالبحتري وَله ديوَان شعر وَعمل طَبِيبا فِي الآخر بِدِمَشْق وارتزق بِالشَّهَادَةِ وَعمر مَاتَ فِي صفر سنة 723 وَهُوَ الْقَائِل
(انْظُر إِلَى الْأَشْجَار تلق رؤوسها ... شابت وطفل ثمارها مَا أدْركَا)
(وعبيرها قد ضَاعَ من أكمامها ... وَغدا بأذيال الصِّبَا متمسكا)
1981 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مقسم الْعَطَّار سمع من الرشيد الْعَطَّار
1982 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مكرم بن أبي الْحسن الْأنْصَارِيّ قطب الدّين(5/509)
ابْن جمال الدّين سمع من وأبية وَابْن الصَّواف وَابْن الْقيم والرضي الطَّبَرِيّ وَحدث مَاتَ سنة 751 ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي وفياته وَنقل أَنه مَاتَ سنة 752 بِبَيْت الْمُقَدّس وَكَانَ أحد موقعي الدست ثمَّ ترك ذَلِك وَكَانَت لَهُ دَار ملاصقة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَهِي الَّتِي صَارَت للأفضل صَاحب الْبَهَاء وعملها مدرسة وَكَانَ كثير الْمُجَاورَة بالمساجد الثَّلَاثَة وَقد حدث بالكثير
1983 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن منتصر بن إِبْرَاهِيم أَبُو بكر بن ابى عبد الله المؤمناتي الفاسي سمع الْمُوَطَّأ على أبي الْحسن على بن عبد الله ابْن قطرال وَسمع ثلاثيات البُخَارِيّ على أبي الْعَبَّاس الْبَيَانِي وَكتاب سِيبَوَيْهٍ على الشلوبين وَكَانَ مولده فِي صفر سنة 622 وَمَات فِي 22 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 706 بِمَدِينَة فاس ذكره الأقشهري فِي فَوَائِد رحلته
1984 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المنجا بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن مُحَمَّد بن المنجا التنوخي صَلَاح الدّين أَبُو البركات ابْن الشَّيْخ شرف الدّين ابْن الْعَلامَة زين الدّين أبي البركات المنجا ولد سنة بضع عشرَة وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَحفظ الْمُحَرر واشتغل ودرس بالمسمارية والصدرية وناب فِي الحكم وَكَانَ شكلاً حسنا محتشماً رَئِيسا وَصفه ابْن كثير بِالسنةِ وَالدّين والصيانة وَكَانَ تزوج بنت القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 770 وَقد جَاوز الْخمسين وَقرر فِي وظائفه بعده وَلَده عَلَاء الدّين وَهُوَ ابْن عشْرين سنة
1985 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور ابْن الشامية شرف الدّين تقدم فِي(5/510)
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَنْصُور
1986 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون الخزرجي أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بالأسلم المرسي ثمَّ الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ يُشَارك فِي الْفُنُون مَعَ حسن الظَّاهِر والإزراء بِنَفسِهِ وَله فِي الْحِيَل حكايات وَكَانَ حسن العلاج عَارِفًا بالطب وَمَات بعد السبعمائة وَمَات ابْنه إِبْرَاهِيم وَكَانَ على طَرِيقه بعد سنة 750 وَكَانَ إِبْرَاهِيم يلقب بالحكيم
1987 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مينا بن عُثْمَان البعلبكي الشَّافِعِي ولد على رَأس الْقرن وتفقه ففاق الأقران وَكَانَ الزملكاني يثني عَلَيْهِ وَدخل بَغْدَاد سنة 34 وَأعَاد بالنظامية وَعَاد إِلَى دمشق فَخَطب بالمزة وناب فِي الحكم فِي بعض الْبِلَاد وتفقه واشتغل وَأعَاد ودرس وَأفْتى وَسمع بِبَغْدَاد من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَكَانَ محباً فِي الْعلم كثير الِاشْتِغَال وَكَانَ سمع من الْمطعم وَالقَاسِم الطَّبِيب والتقي سُلَيْمَان وَغَيرهم وبرع فِي الْفِقْه وَكَانَت على ذهنه اشكالات فِي الْمَذْهَب مَعَ انحراف فِي مزاجه قَالَ ابْن رَافع جمع كتابا سَمَّاهُ فكاهة الخاطر ونزهة النَّاظر وَمَات فِي رَجَب سنة 749 بالطاعون وَأوصى أَن يصرف ثلث مَاله لكل فَقير عشرَة دَرَاهِم
1988 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن أبي الْفضل الْفراء الْحِمصِي نزيل حلب الشهير بِابْن ريَاح ولد بحمص سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَسمع(5/511)
الصَّحِيح من ابي الْعَبَّاس ابْن الشحنه وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث بحمص وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة 19 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 784 وَدفن من الْغَد
1989 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن اسماعيل بن نصر الله بن الْخضر بن خَليفَة بن عَليّ بن طلائع الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَعْرُوف بِابْن النّحاس ولد سنة 19 وأحضر على ابْن الشِّيرَازِيّ وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَسمع من ابْن الشحنه وَغَيره وَحدث وَكَانَ صَالحا كثير السماع مَاتَ بِدِمَشْق سنة 794 وَمَا بَينه وَبَين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَليفَة الْمَاضِي قرَابَة
1990 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن كثير بن أَسد بن عَليّ بن مُحَمَّد التَّمِيمِي شرف الدّين ابْن القلانسي ولد سنة 46 وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان وَله إجَازَة من عُثْمَان ابْن خطيب القرافة وَعبد الله الخشوعي وَغَيرهمَا وباشر وكَالَة السُّلْطَانِيَّة مُدَّة وَله حُرْمَة وافرة مَاتَ فِي صفر سنة 715
1991 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هِشَام من أهل شَرق الأندلس أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْمعرفَة وَالْفضل أديباً بليغاً سليم الصَّدْر وثيق الْعلم قطع حظاً من عمره بدار الْعَدو ثمَّ لحق بِبَلَد الْإِسْلَام وَفَشَا فَضله وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء وَادي آش فَامْتنعَ ثمَّ قدمه السُّلْطَان لقَضَاء حَضرته بغرناطة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 704(5/512)
1992 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نعْمَة الْمُؤَذّن الْمَقْدِسِي سمع مشيخة أَحْمد بن عبد الدَّائِم تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ مِنْهُ وَحدث قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الشَّيْخ بدر الدّين الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن بجامعها ولد سنة 655 بحنا روى عَن ابْن عبد الدَّائِم وَعمر الْكرْمَانِي مَاتَ فِي صفر سنة 738 ثمَّ روى عَنهُ حَدِيثا
1993 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْكَرِيم الْعَسْقَلَانِي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ مظفر الدّين ابْن النّحاس وَيُقَال لَهُ أَيْضا الْعَطَّار ولد سنة 680 وأسمع حَاضرا فِي الرَّابِعَة على الْعِزّ الْحَرَّانِي فَكَانَ خَاتِمَة من روى عَنهُ بِالسَّمَاعِ بِالْقَاهِرَةِ سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخه فِي 12 ذِي الْقعدَة سنة 761 وَوهم من أرخه سنة 713 وَقَالَ كَانَ مكثراً صَحِيح السماع وَسمع أَيْضا على ابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي والعز ابْن الحصري وَابْن الشمعة وَغَيرهم
1994 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن ثَابت البالسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ بدر الدّين بن الحراسي نَائِب الحكم بِدِمَشْق ولد سنة 703 وَسمع من أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهمَا ودرس وَأعَاد وَأفْتى وَحج وَحدث وَكَانَ عِنْده ديانَة وتصميم فِي الْأَحْكَام وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 773
1995 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الْأنْصَارِيّ عماد الدّين ابْن النويري ولد سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا وَسمع وخدم فِي الأنظار الْكِبَار بِدِمَشْق(5/513)
وَولى صحابة الدِّيوَان بهَا ثمَّ طرابلس وَكَانَ يَتْلُو الْقُرْآن كثيرا ويصوم الْخَمِيس دَائِما مَاتَ فِي شعْبَان سنة 717
1996 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الخشاب أَبُو عبد الله الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عاقداً للشروط وَولي قَضَاء بعض الْمَوَاضِع وَمَات فِي شَوَّال سنة 748
1997 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الألبيري أَبُو عبد الله الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ شَيخا صَالحا منقبضاًً ملازماً للذّكر وَالْعِبَادَة وَمَات فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة
1998 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن المهتار الدِّمَشْقِي الْآتِي ذكر وَالِده سمع من وَالِده وَحدث مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 768
1999 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الخزرجي أَبُو عبد الله ابْن نَاصِر الدّين سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد والشريف تَاج الدّين الغرافي وَنور الدّين ابْن الشهَاب القوصي وَغَيرهم قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته كَانَ عَالما عَاملا مُنْقَطِعًا متقللاً من الدُّنْيَا وَكَانَت بِيَدِهِ إِعَادَة الْفِقْه بالصالحية وَكَانَ يسكنهَا فِي خلْوَة بهَا على تخت جَدِيد بجوار خلْوَة أبي حَيَّان وَمن إنشاده عَن ابْن دَقِيق الْعِيد أَنه أنْشدهُ أَبُو الْعَبَّاس الميوقي وَكَانَ من الْعَجَائِب فِي الاسْتقَامَة وَكَانَ يُعجبهُ كَلَام الْغَزالِيّ فِي الْوَسِيط فَقَالَ
(كتاب الْوَسِيط تفاريقه ... أحاطت بجل خَفِي النّظر)
(فَالله در أبي حَامِد ... لقد كَانَ روح عُلُوم الْبشر)(5/514)
2000 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نصر ابْن الْأَحْمَر الأندلسي أَمِير الأندلس أَبُو عبد الله ولد بغرناطة عَام 633 ولي الْملك بعد أَبِيه فَأَقَامَ فِي المملكة ثَلَاثِينَ سنة وشهراً وَسَبْعَة أَيَّام وَكَانَ فَارِسًا بطلاً شجاعاً تلقب بالفقيه افْتتح قيجاطة عنْوَة سنة 94 ثمَّ افْتتح القبذاق عنْوَة سنة 99 ونازل أرجونة سنة سَبْعمِائة وَكَانَ فِيهِ عدل وتصون مَعَ الصمت وَالْوَقار وَحسن السياسة والتجنب للدماء وَمَات فِي ثامن من شعْبَان سنة 701 وَقد نَيف على السّبْعين قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أحد الْمُلُوك جلالة وصرامة وحزماً مهد الدولة ورتبها وَأقَام رسوم الْملك وَكَانَ حسن الْخط جيد الشّعْر وَقد تقدم ذكر وَلَده مُحَمَّد
2001 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْبَقَاء أَبُو عبد الله المرسي كَانَ كَاتبا مجيداً لَهُ شعر جيد ذكره ابْن الْخَطِيب وَقَالَ مَاتَ فِي أخريات سنة 757
2002 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْأنْصَارِيّ شمس الدّين ولد سنة 713 حضر على جده جُزْءا من حَدِيث أبي شُعَيْب وَسمع من أَبِيه وَمن ابْن الزراد صَحِيح ابْن حبَان وَحدث وعني بِالْحَدِيثِ وتفقه وَكتب ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَمَات بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة 794 وَقيل سنة خمس وَتِسْعين
2003 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن الكنجي الدِّمَشْقِي ولد(5/515)
سنة 675 وتعانى الطِّبّ وَسمع من ابْن القواس وتاج الدّين الْفَزارِيّ وَكتب الطباق قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ عمل قَلِيل فِي هَذَا الْفَنّ وَهُوَ قَانِع متعفف لَا بَأْس بِهِ مَعَ خفَّة فِيهِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 731
2004 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد السَّلَام ابْن إِبْرَاهِيم بن اسماعيل بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد عِيسَى بن الْوَلِيد بن عبد الله ابْن خلف بن عبد الله بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد الديباج بن عبد الله بن عَمْرو ابْن عُثْمَان بن عَفَّان العثماني الديباحي ابْن الْمَهْدَوِيّ ولد فِي ربيع الأول سنة 661 وَسمع من النجيب وَابْن علاق وَغَيرهمَا فَعنده عَن الْمعِين الْجُمُعَة للنسائي وَعَن ابْن علاق وَابْن عزون وَابْن النّحاس سداسيات الرَّازِيّ مَاتَ فِي تَاسِع شَوَّال سنة 727
2005 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران الأخنائي تَاج الدّين ابْن القَاضِي علم الدّين السَّعْدِيّ سمع من حسن الْكرْدِي وست الوزراء والحجار واشتغل على مَذْهَب عَمه تَقِيّ الدّين وَولي نظر الخزانة ثمَّ ولي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بعد عَمه تَقِيّ الدّين إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ غير أَنه عزل فِي سنة 56 أشهراً ثمَّ أُعِيد وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَأَخُوهُ
2006 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر أَخُو الَّذِي قبله درس فِي حَيَاة وَالِده بِدِمَشْق وَهُوَ صَغِير بالصارمية ثمَّ اسْتمرّ مَعَه الى ان نزل عَنْهَا لما اضر فِي سنة 705 وَمَات بعد ذَلِك
2007 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَسْقَلَانِي الْمُحدث الْفَاضِل الصَّالح تَقِيّ الدّين(5/516)
ابْن الْعَطَّار مَاتَ فِي 21 رَمَضَان سنة 749 نقلته من خطّ التقي السُّبْكِيّ وَأَبُو بكر جده هُوَ ابْن عَليّ بن عبد الله بن عكاش ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع من الأبرقوهي صفة الْمُنَافِق للفريابي وتفقه بِالْعلمِ الْعِرَاقِيّ وَحدث وَكَانَ خيرا فَاضلا كثير الِاشْتِغَال
2008 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن ابي الْحسن بن اسماعيل الاسكندراني نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله بن الْمَوَّاز عرف بِابْن اللّغَوِيّ سبط أبي الذّكر الدمراوي سمع منجده لأمه وَمن عبد الْوَهَّاب بن الْفُرَات ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
2009 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن صَالح بن أبي الْعِزّ بن وهب بن عَطاء ابْن حسن بن جَابر بن وهب الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ شمس الدّين بن شرف الدّين ابْن عز الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 63 وتفقه وَأفْتى ودرس وخطب وناب فِي الحكم بِدِمَشْق عشْرين سنة وَكَانَ دينا حج ثَلَاثًا وَمَات فِي الْمحرم سنة 722
2010 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الْحَنَفِيّ بدر الدّين ابْن الحرانية المارديني ولد سنة 702 وتفقه واشتغل فِي الْفُنُون ثمَّ تقدم وَمهر وفَاق الأقران ودرس بماردين مُدَّة أَخذ عَنهُ الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة وأرخ وَفَاته فِيمَا نقلت من خطه فِي 16 الْمحرم سنة 780 وَقَالَ صَاحب الذيل مَاتَ فِيهِ سنة 779 وَحدث عَنهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي بِالْإِجَازَةِ ولبدر الدّين هَذَا(5/517)
تصانيف مِنْهَا أرجوزة فِي الْخلاف بَين الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة وأرجوزة فِي الْفَرَائِض ومختصر فِي أصُول الْفِقْه
2011 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح بن مكي الدلاصي ولد فِي تَاسِع شهر رَجَب سنة 624 وَسمع وَحدث مَاتَ فِي 12 شهر ربيع الأول سنة 711
2012 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن جميل الربعِي التّونسِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ نَاصِر الدّين الْمَالِكِي ولد فِي صفر سنة 681 وَيُقَال سنة 84 وَسمع من ابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي وَعبد الْعَزِيز ابْن الحصري وَابْن الشمعة ومحى الدّين بن عبد الظَّاهِر وَابْن دَقِيق الْعِيد فِي آخَرين قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل خرجت لَهُ مشيخة ثمَّ ذيلت عَلَيْهَا وَكَانَ قد تفرد بِكَثِير من مسموعاته مِنْهَا الملخص للفاسي وَحضر عَلَيْهِ أَبُو زرْعَة ابْن شَيخنَا فِي السّنة الأولى من عمره مَاتَ فِي حادي عشر صفر سنة 763
2013 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي اللَّيْث اللَّخْمِيّ الاسكندراني ولد سنة 673 وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن طرخان قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخه سنة 764
2014 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي النَّجْم بن رزين الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن السراد سمع الْمُؤَيد ابْن القلانسي حدث مِنْهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744
2015 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الغرناطي قَرَأَ بالسبع على ابْن سمعون(5/518)
وَسمع من أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل التصاون بديع التِّلَاوَة وَكَانَ قيمًا بِكِتَاب الله وتزاحم النَّاس عَلَيْهِ للْأَدَاء مَاتَ فِي رَجَب سنة 751
2016 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الخشبي الْمدنِي قَرَأت بِخَط ابْن سكر سمع الْكثير بِالْمَدِينَةِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكَانَ مُؤذن الْحرم النَّبَوِيّ
2017 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأُمِّي أَبُو بكر ابْن صَاحب الصَّلَاة الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 663 وَكَانَ من أهل الْخَيْر وَكتاب الشُّرُوط بِبَلَدِهِ مكرماً عِنْد الْخَاصَّة والعامة ردىء الْخط جدا وأقعد بِأخرَة وَضعف بَصَره فلازم منزله ذَاكِرًا لله إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 705
2018 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الاسكندراني صدر الدّين الْحَنَفِيّ قَاضِي الاسكندرية مَاتَ سنة 775
2019 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الصريخى من أهل مالقة أَبُو عبد الله بن أبي الْحسن قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من صُدُور المقرئين عَارِفًا بِالْحِسَابِ قَائِما على الْعَرَبيَّة مشاركاً فِي الْفِقْه وَكثير من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة درس فِي الطِّبّ وَشرع فِي تَقْيِيد على التسهيل فَلم يكمله وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 750(5/519)
2020 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد البدوي الْخَطِيب أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَت لَهُ قدم فِي الْفِقْه وَمَعْرِفَة بالأصلين مَعَ جودة شعر وبلاغة قَرَأَ على أبي جَعْفَر ابْن الريان وَأبي عبد الله بن الْعِمَاد وَأبي عَمْرو بن مَنْظُور وَأبي عبد الله بن سَلام وَمن شعره
(أَيهَا الظبي ترفق ... بكئيب قد هلك)
(إِنَّمَا أَنْت هِلَال ... فلك الْقلب فلك) كَانَت وَفَاته فِي آخر سنة 750
2021 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ الْوَادي آشي قَالَ ابْن الْخَطِيب اشْتغل وَمهر فِي أَعمال الدِّيوَان وَولي ولايات ثمَّ برح وَطنه سنة 756 فولي بعض أَعمال إفريقية وَله شعر وسط
2022 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الفرجوطي اشْتغل فِي الْفِقْه والقراءات والآداب وَكَانَ حسن الْخلق خَفِيف الرمْح أضرّ بآخرة وَهُوَ الْقَائِل
(وشاعر يزْعم من غرَّة ... وفرط جهل أَنه يشْعر)
(وينظم الشّعْر وَلكنه ... يحدث من فِيهِ وَلَا يشْعر) مَاتَ بفرجوط سنة 737
2023 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأرسوفي
2024 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد القطب التحتاني يَأْتِي فِي مَحْمُود
2025 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الزفتاوي نَاصِر الدّين الْمُؤَذّن كَانَ عَارِفًا بالميقات(5/520)
وباشر الرياسة فِي ذَلِك بالجامع الْأَزْهَر وبجامع القلعة واتصل بالأشرف شعْبَان وحظي عِنْده وَكَانَ يلقب سباسب مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 774
2026 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن السنا الْمصْرِيّ كَانَ أحد الْفُضَلَاء الْفُقَهَاء مَعَ الدّين والتواضع وإطراح التَّكَلُّف مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776
2027 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد عز الدّين الشَّافِعِي سبط ابْن القماح ولد سنة 728 واشتغل وأجيز بالإفتاء ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي وَمَات فِي ربيع الأول سنة 761
2028 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمَالِكِي ذكره الذَّهَبِيّ فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ فِي سنة 727
2029 - مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل اللَّخْمِيّ أَبُو عبد الله الاسكندراني جمال الدّين ابْن الْعَطَّار سمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق ابْن طرخان وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 733
2030 - مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد التبريزي اشْتغل بِبَلَدِهِ وَقدم دمشق فَأخذ عَن القطب التحتاني وبرع فِي الْمَعْقُول ثمَّ دخل مصر وَقرر لَهُ منكلى بغا بِالْقَاهِرَةِ عَليّ المرستان المنصوري مَعْلُوما للتدريس بِهِ ثمَّ ولي تدريس الْجَامِع المارديني وَأعَاد بدرس الشَّافِعِي وشغل النَّاس كثيرا وانتفعوا بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 776(5/521)
2031 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُهَذّب بن أبي الْغَنَائِم بن أبي الْقَاسِم التنوخي شمس الدّين الْموقع فِي الشُّرُوط على الْقُضَاة كَانَ من أَعْيَان الشُّهُود وَكتب للقضاة وَكَانَ كثير التجمل وَسمع من جمَاعَة وَمَات سنة 714 وَكَانَ أَبوهُ فائقاً فِي هَذِه الصِّنَاعَة وَمَات سنة 688 وَكَذَلِكَ وَلَده أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَاضِي
2032 - مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد الطوسي شمس الدّين أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي سمع من الْقَاسِم بن مظفر بن عَسَاكِر وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي سنة 774(5/522)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
2033 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أَحْمد البابرتي الشَّيْخ أكمل الدّين الْحَنَفِيّ وَيُقَال مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود ولد سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة وَأخذ عَن أبي حَيَّان وَعَن الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَقَررهُ شيخو فِي مشيخة الشيخونية وَعظم عِنْده جدا ثمَّ عِنْد من بعده إِلَى أَن زَادَت عَظمته عِنْد الظَّاهِر برقوق بِحَيْثُ كَانَ يَجِيء إِلَى شباك الشيخونية فيكلمه وَهُوَ رَاكب وينتظره حَتَّى يخرج فيركب مَعَه وَكَانَ فَاضلا صَاحب فنون وافر الْعقل وَيُقَال إِنَّه كَانَ يعْتَقد مَذْهَب الْوحدَة ذكره ذَلِك عَنهُ ابْن خلدون وصنف النُّقُود والردود شرحاً لمختصر ابْن الْحَاجِب وَشرح عقيدة النصير الطوسي وَشرح مَشَارِق الْأَنْوَار للصغاني شرحاً وسطا غزير الْفَائِدَة مَاتَ سنة 786 وَقد جَاوز السّبْعين(6/1)
2034 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْحَاق بن أَحْمد الْحلَبِي ثمَّ الْمَقْدِسِي أَبُو مُوسَى الْمُحدث سمع الْكثير من ابْن الخباز وَابْن الْحَمَوِيّ وَغَيرهمَا ولازم صَلَاح الدّين العلائي وَأَبا مَحْمُود وَتخرج بهما وبرع فِي هَذَا الشَّأْن وَجمع الوفيات وأتقن الْفَنّ وصنف تَارِيخ بَيت الْمُقَدّس وَكَانَ حنفياً فتحول عِنْد القَاضِي تَاج الدّين السُّبْكِيّ شافعياً مَاتَ سنة 776 وَلم يتكهل
2035 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي بكر بن أبي طَاهِر السّلمِيّ أَبُو عبد الله الْحِمصِي الْمَعْرُوف بِابْن الخيمي سمع صَحِيح مُسلم على الرضي ابْن الْبُرْهَان وَحدث مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 738 وَله ثَمَان وَخَمْسُونَ سنة
2036 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن حسن الْموصِلِي ذكره ابْن حبيب فِيمَن مَاتَ سنة 714 وَوَصفه بِأَنَّهُ معمر صَالح زاهد كَانَ يُقَال إِنَّه عَاشَ مائَة وَسِتِّينَ سنة وَمَات بِمصْر كَذَا قَالَ
2037 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي الرئيس شمس الدّين بن الشهَاب مَحْمُود ولد سنة 669 وَسمع من الْفَخر وَغَيره وتعانى الْخط فأجاده جدا وباشر مَعَ أَبِيه كِتَابَة السِّرّ وَكَانَ يُسَافر مَعَ النَّائِب إِذا خرج للصَّيْد ثمَّ ولي مَكَانَهُ بعد مَوته وَكَانَ كثير التَّوَاضُع فَلم يُغَيِّرهُ المنصب وَكَانَ تنكز يُحِبهُ ويكرمه وَمن شعره فِي مَمْلُوك اسْمه اسندمر
(ثلث اسْم من تيمني ... بَين الورى عذاره)(6/2)
(وَثلثه الثَّانِي لَهُ ... صوغه عطاره)
(وَثلثه الْأَخير قد ... جرعني نفاره)
وَمَات عَن قرب فِي شَوَّال سنة 727
2038 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح بن مَحْمُود بن أبي الْقَاسِم شمس الدّين ابْن الكويك التكريني نزيل الْإسْكَنْدَريَّة التَّاجِر الْمَشْهُور وَكَانَ لَهُ بِبَلَدِهِ صُورَة ومعروف وبر وَهُوَ عَم وَالِد أبي جَعْفَر وَأبي الْيمن الْمُحدثين وَلَدي عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مَحْمُود مَاتَ فِي 28 ذِي الْقعدَة سنة 714
2039 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن بنْدَار الشَّافِعِي بدر الدّين التبريزي كَانَ مَعْرُوفا بالصلاح وَالْخَيْر وناب فِي الحكم وَولي قَضَاء الْقُدس وبعلبك وخطب بالخليل وَمَات بِهِ فِي شَوَّال سنة 725
2040 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عُبَيْدَان بن عبد الْبَاقِي الْحَنْبَلِيّ البعلي شمس الدّين سمع من أَحْمد بن أبي الْخَيْر جُزْء ابْن عَرَفَة وَحدث وَكَانَ يلقن الْقُرْآن بِمَسْجِد الْحَنَابِلَة مَاتَ فِي ثَانِي عشري الْمحرم سنة 741
2041 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أبي المكارم البعلي تَقِيّ الدّين ولد سنة 703 وَسمع من أبي الْحُسَيْن والخطيب ضِيَاء وَالْقَاضِي عبد الْخَالِق وَمَات فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 758
2042 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن معبد البعلبكي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق كَانَ يحب(6/3)
الْفُضَلَاء ويلزمهم وَكَانَ مستحضراً للتاريخ وَمَات فِي سنة 747
2043 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن نَاصِر بن إِبْرَاهِيم شمس الدّين الزرعي ابْن البصال الْمُقْرِئ تصدر للإقراء وَأم بالأشرفية وَكَانَ حسن الصَّوْت جدا وَكَانَ النَّاس يقصدونه للصَّلَاة خَلفه فِي التَّرَاوِيح ويزدحمون وَكَانَ صيناً متواضعاً ظَاهر الْخَيْر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 738
2044 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن نصر الْآمِدِيّ عرف بالبشاشي تفقه واشتغل وَأخذ عَن عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ وَسمع من ابْن الشّحْنَة وست الوزراء أَخذ عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَمَات فِي 22 شهر رَمَضَان سنة 769
2045 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي نصر ابْن وَالِي الصالحية الدِّمَشْقِي ولد سنة ... . وأسمع على ... . وَحدث وَمَات سنة ... . .
2046 - مُحَمَّد بن مَحْمُود بن هرماس بن ماضي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي قطب الدّين الملقب بالهرماس ولد فِي حُدُود سنة 690 وَسمع من وزيرة والحجار وَأم بالجامع الحاكمي مُدَّة ثمَّ توصل حَتَّى تعرف بالسلطان حسن وَالسَّبَب أَنه كَانَ مجاوراً بِمَكَّة وَكَانَ يكثر الِاجْتِمَاع بِبَعْض الْمَشَايِخ الَّذين تقع لَهُم المكاشفات فَكَانَ عِنْده يَوْمًا بمفرده فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله جلس حسن فِي دست المملكة فَقَامَ من فوره إِلَى عز الدّين ازدمر الخزندار وَكَانَ قد جاور فَقَالَ لَهُ اللَّفْظ الَّذِي سَمعه وَزَاد فِيهِ وخلع الصَّالح صَالح وأوهمه أَن هَذَا من كشفه فاتفق أَن وَقع ذَلِك كَمَا قَالَ فأبلغ ازدمر ذَلِك(6/4)
السُّلْطَان فراج عَلَيْهِ واخص بِهِ إِلَى أَن صَار يدْخل عَلَيْهِ بِغَيْر إِذن وَكَانَ الهرماس يغار من أبي أُمَامَة ابْن النقاش لاختصاصه بالسلطان وَكَانَ يحب ابْن جمَاعَة فنافر السراج الْهِنْدِيّ وألزم الْجمال التركماني بعد عَزله من نِيَابَة الحكم فَفعل ثمَّ طلب ابْن النقاش إِلَى ابْن جمَاعَة وَادّعى عَلَيْهِ أَنه يُفْتِي بِغَيْر مَذْهَب الشَّافِعِي فَمنع من الْإِفْتَاء وَمن عمل الميعاد بعد أَن حبس فَأخذ ابْن النقاش يغري السُّلْطَان بالهرماس وَاتفقَ أَن الهرماس خرج إِلَى مَكَّة مَعَ الرجبية سنة سِتِّينَ وَانْفَرَدَ ابْن النقاش بالسلطان وأعانه السراج الْهِنْدِيّ فَلَمَّا عَاد الهرماس من الْحَج منع من الدُّخُول إِلَى السُّلْطَان وَأمر بهدم دَاره بجوار جَامع الْحَاكِم وَقبض شرف الدّين الزَّرْكَشِيّ عَلَيْهِ وعَلى وَلَده وضربه بالمقارع عشرا ونفاه إِلَى مصياف وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 769 ومولده تَقْرِيبًا سنة 690
2047 - مُحَمَّد بن مُخْتَار الْحَنَفِيّ شرف الدّين كَانَ عَارِفًا بالْمَنْطق والهيئة والحساب وَكَانَ فِي الأَصْل صائغاً فتسلط على كتاب الْحِيَل لبني مُوسَى وَكَانَ يصنع بِيَدِهِ مِنْهَا أَشْيَاء غَرِيبَة وراج بذلك عِنْد قجليس الناصري وَكَانَ يحب الْأَدَب وَلَيْسَ لَهُ فِيهِ ذوق وَكَانَ يمِيل إِلَى رَأْي الفلاسفة وَفِيه يَقُول العسجدي من قصيدة أَولهَا (لَيْسَ ابْن مُخْتَار فِي كفر بمختار ... وَإِنَّمَا كفره تَقْلِيد كفار) مَاتَ فِي سنة ...
2048 - مُحَمَّد بن مرشد بن هبة الله الْمَعْرُوف بِابْن بارزين الْجُهَنِيّ ولد(6/5)
بحماة سنة 613 وسلك طَرِيق الزّهْد وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق وصنف فِي التصوف وَله شعر وسلوك وَكَانَ عَارِفًا عَاقِلا حسن الطَّرِيقَة مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 702
2049 - مُحَمَّد بن مَرْوَان ...
2050 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أوحد بن الخطير نَاصِر الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولد سنة 26 وَمَات أَبوهُ وَهُوَ أَمِير عشرَة فسعى أَن قرر فِي طبلخاناة وَكَانَ سعيد الحركات حسن التأني طَوِيل الرّوح كثير التجمل مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 763
2051 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن سُلَيْمَان بن سومر الزواوي فَخر الدّين الْمَالِكِي ابْن أخي القَاضِي الْمَالِكِي اشْتغل وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم عَن عَمه وَغَيره نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وسافر صحبته إِلَى الْحجاز فَمَاتَ هُوَ فِي غيبته وَكَانَ مَشْهُورا بالتصميم فِي الْأَحْكَام والصيانة والنزاهة قَالَ ابْن رَافع كَانَ مصمماً كثير الذّكر وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ من قُضَاة الْعدْل مَاتَ فِي ...
2052 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن عَامر بن عَبَّاس بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْكِنَانِي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي صَلَاح الدّين بن مَسْعُود المقرىء تَلا بالسبع على التقي الصَّائِغ وأقرأ مُدَّة وَحدث بِالصَّحِيحِ عَن ابْن الشّحْنَة وست الوزراء مَاتَ سنة 790(6/6)
2053 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن خواجه إِمَام مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عمر بن إِسْمَاعِيل ابْن الشَّيْخ أبي عَليّ الدقاق البلياني الكازروني ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ من لَفظه من جَامع المسانيد لِابْنِ الْجَوْزِيّ بِسَمَاعِهِ من التقي أبي الثَّنَاء مَحْمُود بن عَليّ بن مقبل ابْن الدقوقي أَنا عبد الصَّمد بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن أَنا ابْن الْجَوْزِيّ وَأَنه صافحهم وَقَالَ صَافَحَنِي شرف الدّين مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الدرازيني أَن الرضي مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل الْمَكِّيّ صافحه عَن عبد الرَّحْمَن بن نَاصِر الْمَكِّيّ عَن عبد الله بن الْجَبَّار العثماني عَن السلَفِي عَن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن زَنْجوَيْه عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن بَالَوَيْهِ عَن الْحسن بن سعيد المطوعي عَن أبي عَاصِم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء بِنَجْد عَن مُحَمَّد بن كَامِل العثماني عَن أبان الْعَطَّار عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُعِيد التسلسل بالمصافحة كَذَا فِيهِ وَسقط مِنْهُ شَيْء سأحرره ثمَّ قَالَ كَانَ سعيد الدّين مُحدثا فَاضلا سمع الْكثير وَأَجَازَ لَهُ الْمزي وَبنت الْكَمَال وَجَمَاعَة وَخرج المسلسل وَألف المولد النَّبَوِيّ فأجاد وَمَات فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 758
2054 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن أَيُّوب بن مَسْعُود بن أبي الْفضل بن أَيُّوب(6/7)
التوزي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي بدر الدّين ولد سنة 633 بحلب وَسمع من الصَّدْر الْبكْرِيّ وخطيب مردا وإبرهيم بن خَلِيل وصقر بن يحيى والكفرطابي وَطلب بِنَفسِهِ وَخرج أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا وَأقَام بحمص وَصَارَ محدثها وناب فِي الحكم بهَا عَن القَاضِي تَقِيّ الدّين الجعبري وَولي مشيخة الخانقاه وَمَات فِي رَمَضَان سنة 705 أَخذ عَنهُ البرزالي وَقَالَ وَصفه لي شَيخنَا ابْن الظَّاهِرِيّ بِالدّينِ وَالْخَيْر
2055 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن يحيى بن مَسْعُود الْمحَاربي أَبُو بكر ولد سنة 18 وَهُوَ عَاشر قَاض من أهل بَيته وَولي أَبوهُ وجده قَاضِي الْجَمَاعَة بغرناطة وَكَانَ هُوَ عطلاً من المعارف قَالَه ابْن الْخَطِيب وَذكر أَنه ولي قَضَاء بعض الْجِهَات وَمَات عَن قرب فِي ذِي الْقعدَة سنة 745
2056 - مُحَمَّد بن مَسْعُود العزفي الصُّوفِي شمس الدّين شيخ الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء وَشَيخ رِبَاط ابْن الصَّابُونِي بجوار قبَّة الشَّافِعِي كَانَ الْمَنْصُور لاجين يَعْتَقِدهُ ويعظمه مَاتَ فِي أول جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710
2057 - مُحَمَّد بن مَسْعُود الْمَالِكِي المقرىء صَلَاح الدّين تَلا على الصَّائِغ وأقرأ النَّاس بِالْقَاهِرَةِ وَمَات سنة 775 قَرَأت ذَلِك بِخَط ابْن سكر بِمَكَّة فِي استدعاء لشَيْخِنَا ابْن الملقن أجَاز لَهُ ولولده عَليّ
2058 - مُحَمَّد بن مَسْعُود قَالَ الصَّفَدِي أَنْشدني لنَفسِهِ بقلعة الْجَبَل سنة سبع وَثَلَاثِينَ(6/8)
(صرف الزبيبي لصرف همي ... نَص على نَفعه طبيبي)
(آه على سكرة لعَلي ... أَن أخلط الْهم بالزبيبي ... )
قلت ورأيتهما فِي ديوَان إِبْرَاهِيم المعمار
2059 - مُحَمَّد بن مُسلم - بتَشْديد اللَّام - ابْن أَحْمد البالسي الأَصْل التَّاجِر الشهير يُقَال كَانَ أَبوهُ حمالاً ثمَّ كثر مَاله وَنَشَأ وَلَده نَاصِر الدّين على صِيَانة وجده لأمه شمس الدّين أَحْمد بن بشير كَانَ من كبار التُّجَّار بِمصْر ورزق الْحَظ الوافر فِي التِّجَارَة وَفِي العبيد السفارة فَكَانَ يرحل إِلَى الْهِنْد والحبشة واليمن والتكرور ويعودون لَهُ بالأرباح الْكَثِيرَة المفرطة غَابَ مرّة فِي قوص فأشاع وَلَده نور الدّين عَليّ أَنه مَاتَ وبذل للأشرف شعْبَان مَالا عريضاً من مَاله حَتَّى مكنه من حواصله فَبلغ ذَلِك أَبَاهُ فَحَضَرَ فِي أَيَّام يسيرَة واستعاد بعض المَال وَذهب أَكْثَره وَلما مَاتَ سنة 776 وَرثهُ وَلَده عَليّ وَغَيره من وَلَده فَكَانَ حِصَّة الذّكر أَكثر من مِائَتي ألف دِينَار وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة بالفسطاط من أحسن الْمدَارِس وَلم تكمل إِلَّا بعد مَوته وَعمر مطهرة بجوار جَامع عَمْرو وَكَانَ كثير الصَّدقَات كثير التقتير على نَفسه
2060 - مُحَمَّد بن مُسلم - بتَشْديد اللَّام - بن مَالك بن مزروع بن جَعْفَر الْمزي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ القَاضِي ولد فِي صفر سنة 662 واحضر على ابْن عبد الدَّائِم وَسمع من ابْن أبي عَمْرو الْفَخر والطبقة(6/9)
وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من المصريين مِنْهُم النجيب وَمن أَصْحَاب البوصيري وَغَيره مَاتَ أَبوهُ وَله سِتّ سِنِين فَلم يكن لَهُ سوى مكتب بالصالحية فِيهِ خَمْسَة دَرَاهِم فِي الشَّهْر فَنَشَأَ فِي تصون وتقنع وَسمع الْكثير وَخرج لَهُ ابْن الْفَخر مشيخة فِي مجلدة على نَحْو أَرْبَعمِائَة شيخ وَكَانَ قد تعلم الْخياطَة ثمَّ اشْتغل وَحفظ الْقُرْآن وَمهر فِي الْفِقْه والعربية إِلَى أَن تصدر لإقرائها وَلم يدْخل فِي وَظِيفَة تدريس وَطلب الحَدِيث حَتَّى كتب الطباق وَصَارَ يذاكر فَلَمَّا مَاتَ القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان عين للْقَضَاء وأثني عَلَيْهِ عِنْد السُّلْطَان بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة وَالْوَقار فولاه فتوقف فطلع ابْن تَيْمِية إِلَيْهِ ولأمه على التّرْك وَقَوي عزمه فَأجَاب بِشُرُوط أَن لَا يركب بغلة وَلَا يحضر الموكب فَأُجِيب وَاسْتقر فِي صفر سنة 716 فباشر أحسن مُبَاشرَة وَعمر الْأَوْقَاف وحاسب الْعمَّال وَاسْتمرّ إِحْدَى عشرَة سنة وَحج مَرَّات وَكَانَ ينزل من الصالحية مَاشِيا وَرُبمَا يركب مكارياً وَكَانَ مِئْزَره سجادته ودواة الحكم من زجاج وَاتخذ فرجية مقتصدة وَكبر الْعِمَامَة قَلِيلا فَلَمَّا كَانَ فِي شَوَّال سنة 726 توجه إِلَى الْحجاز بنية الْمُجَاورَة فَمَرض من الْعلَا فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة تحامل حَتَّى وقف مُسلما على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أَدخل إِلَى منزل فَمَاتَ وَقت السحر فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة وَدفن بِالبَقِيعِ قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي الْفِقْه والعربية وَتخرج بِهِ فضلاء وَلم يزل قانعا رَاضِيا يرتزق من الْخياطَة وَلَيْسَ سوى الضيائية بِقدر عشْرين درهما ولباسه لِبَاس النساك وعَلى رَأسه عِمَامَة لَطِيفَة لم يزاحم على وَظِيفَة تدريس وَلَا غَيرهَا ثمَّ قَالَ(6/10)
كَانَ دينا صينا سَاكِنا حسن السمت خَفِيف اللِّحْيَة ذَا حلم وإناة وَدين وورع شهد لَهُ أهل الْعلم وَالدّين بِأَنَّهُ من قُضَاة الْعدْل وَكَانَت لَهُ أوراد وَتعبد وَحج مَرَّات
2061 - مُحَمَّد بن مِسْمَار القَاضِي فَخر الدّين سبط ابْن سكر ولي نظر الاسكندرية وَمَات فِي سنة 760 عَن سنّ عالية ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي وفياته 2062 - مُحَمَّد بن مصطفى بن زَكَرِيَّاء بن خواجا بن حسن التركي الأَصْل الدوركي المولد فَخر الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 631 بدورك من بِلَاد الرّوم وَهُوَ الْآن من مُعَاملَة حلب - واشتغل بِالْعلمِ وتأدب حَتَّى نظم الْقَدُورِيّ فِي الْفِقْه وجوده وقصيدة فِي الْعَرَبيَّة واستوعب فِيهَا الحاجبية قَالَ أَبُو حَيَّان أَخذنَا عَنهُ وَكَانَ يعرف التركية والفارسية إفرادا وتركيبا وأعانه على ذَلِك مشاركته فِي علم الْعَرَبيَّة وَله قصيدة فِي قَوَاعِد لِسَان التّرْك ونظم كثيرا فِي عدَّة فنون ودرس بالحسامية فِي الْفِقْه وَتَوَلَّى الْحِسْبَة بغزة قَدِيما وأدب الْملك النَّاصِر قَلِيلا وأضر فِي آخر عمره وَله من قصيدة نبوية
(يَا قطب دَائِرَة الْوُجُود بأسره ... لولاك لم يكن الْوُجُود الْمُطلق)
(مذ كنت أَوله وَكنت أخيره ... فِي الْخَافِقين لِوَاء مجدك يخْفق)
(كنت النَّبِي وآدَم فِي طِينَة ... مَا كَانَ يعلم أَي خلق يخلق)(6/11)
.. فَأتيت وَاسِطَة لعقد نبوة ... مِنْهَا أنار عقيقها والأبرق ...
قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ جيد الْخط حسن النغمة متواضعاً كثير التِّلَاوَة مَاتَ فِي سنة 713
2063 - مُحَمَّد بن مطرف الأندلسي قدم مَكَّة فَأَقَامَ بهَا نحواُ من سِتِّينَ سنة ملازماً لِلْعِبَادَةِ يطوف فِي الْيَوْم خمسين أسبوعاً وَمَات فِي رَمَضَان سنة 706 وَحمل جنَازَته حميضة أَمِير مَكَّة
2064 - مُحَمَّد بن مظفر بن أَحْمد الصَّالِحِي أَبُو عبد الله المعمار يعرف بِابْن النَّبِيل ولد سنة 650 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم جُزْء أبي الشَّيْخ وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَقَالَ مَاتَ فِي 22 جُمَادَى الأولى سنة 726
2065 - مُحَمَّد بن مظفر شمس الدّين الخطيي الْمَعْرُوف بِابْن الخلخالي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بنواحي السُّلْطَانِيَّة كَانَ إِمَامًا فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية وصنف التصانيف الْمَشْهُورَة كشرح المصابيح وَشرح الْمُخْتَصر وَشرح الْمِفْتَاح وَشرح التَّلْخِيص وَله تصنيف فِي الْمنطق ذكره الشَّيْخ جمال الدّين فِي الطَّبَقَات وَمَات سنة 745 تَقْرِيبًا
2066 - مُحَمَّد بن مظفر اليزدي وَالِد شاه شُجَاع ملك شيراز كَانَ من أهل الْبَوَادِي فَنَشَأَ ذَا بَأْس شَدِيد واشتهر بالشجاعة فاتفق أَنه كَانَ بَين يزدْ وشيراز قَاطع طَرِيق يُقَال لَهُ الْحمال لوك شَدِيد الْبَأْس انْضَمَّ إِلَيْهِ جمَاعَة فَكَانَت القوافل لَا تأمن فِي زَمَانه وَأكْثر من النهب وَالسَّلب فَبلغ خَبره مُحَمَّد بن مظفر فكمن لَهُ فِي بعض الْأَمَاكِن الصعبة فَلَمَّا مر بِهِ برز لَهُ فصارعه وَقطع رَأسه وتقرب بِهِ إِلَى خاطر الْملك يَوْمئِذٍ - وَهُوَ شيخ بن مَحْمُود - فقدمه وقربه وخلع عَلَيْهِ وَقَررهُ صَاحب دَرك يزدْ فاشتهر أمره وانضم إِلَيْهِ جمع جم وصاهر بعض الأكابر من أهل يزدْ فَلَمَّا مَاتَ شيخ بن مَحْمُود وثب مُحَمَّد بن مظفر على يزدْ فملكها وساعده أصهاره وأعوانه فاستقرت قدمه وَسَار سيرة جميلَة ثمَّ ملك شيراز وَغير ذَلِك وَكَانَ لَهُ ولد بقرية يُقَال لَهَا شاه مظفر فَمَاتَ فِي حَيَاته ثمَّ آل أَمر مُحَمَّد بن مظفر إِلَى أَن وثب عَلَيْهِ وَلَده شاه شُجَاع فَقبض عَلَيْهِ بعد حَرْب جرت بَينهمَا فانتصر شاه شُجَاع وَقبض أَبَاهُ وسجنه فِي بعض القلاع إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة وَاسْتقر شاه شُجَاع فِي مَمْلَكَته كَمَا مر فِي تَرْجَمته
2067 - مُحَمَّد بن معتوق بن دَاوُد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من زوج أمه أبي الذكاء عبد الْمُنعم بن يحيى الْقرشِي وَحدث وَكَانَ فَقِيها بالمدارس وَشَاهدا بالمراكز مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 741
2068 - مُحَمَّد بن مفضل بن فضل الله القبطي الْمصْرِيّ محيي الدّين الْكَاتِب ولد سنة 73 وتعانى الْكِتَابَة وَصَارَ يعرف بكاتب قبجق ثمَّ صَار صَاحب ديوَان تنكز وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَتَوَلَّى اسْتِيفَاء الْأَوْقَاف وَلم يكن عِنْد تنكز لَهُ نَظِير فِي الْمنزلَة وَكَانَ يحب الصَّالِحين ويودهم وَسَار سيرة(6/12)
الْبَوَادِي فَنَشَأَ ذَا بَأْس شَدِيد واشتهر بالشجاعة فاتفق أَنه كَانَ بَين يزدْ وشيراز قَاطع طَرِيق يُقَال لَهُ الْحمال لوك شَدِيد الْبَأْس انْضَمَّ إِلَيْهِ جمَاعَة فَكَانَت القوافل لَا تأمن فِي زَمَانه وَأكْثر من النهب وَالسَّلب فَبلغ خَبره مُحَمَّد بن مظفر فكمن لَهُ فِي بعض الْأَمَاكِن الصعبة فَلَمَّا مر بِهِ برز لَهُ فصارعه وَقطع رَأسه وتقرب بِهِ إِلَى خاطر الْملك يَوْمئِذٍ - وَهُوَ شيخ بن مَحْمُود - فقدمه وقربه وخلع عَلَيْهِ وَقَررهُ صَاحب دَرك يزدْ فاشتهر أمره وانضم إِلَيْهِ جمع جم وصاهر بعض الأكابر من أهل يزدْ فَلَمَّا مَاتَ شيخ بن مَحْمُود وثب مُحَمَّد بن مظفر على يزدْ فملكها وساعده أصهاره وأعوانه فاستقرت قدمه وَسَار سيرة جميلَة ثمَّ ملك شيراز وَغير ذَلِك وَكَانَ لَهُ ولد بقرية يُقَال لَهُ شاه مظفر فَمَاتَ فِي حَيَاته ثمَّ آل أَمر مُحَمَّد بن مظفر إِلَى أَن وثب عَلَيْهِ وَلَده شاه شُجَاع فَقبض عَلَيْهِ بعد حَرْب جرت بَينهمَا فانتصر شاه شُجَاع وَقبض أَبَاهُ وسجنه فِي بعض القلاع إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة وَاسْتقر شاه شُجَاع فِي مَمْلَكَته كَمَا مر فِي تَرْجَمته
2067 - مُحَمَّد بن معتوق بن دَاوُد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من زوج أمه أبي الذكاء عبد الْمُنعم بن يحيى الْقرشِي وَحدث وَكَانَ فَقِيها بالمدارس وَشَاهدا بالمراكز مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 741
2068 - مُحَمَّد بن مفضل بن فضل الله القبطي الْمصْرِيّ محيي الدّين الْكَاتِب ولد سنة 73 وتعانى الْكِتَابَة وَصَارَ يعرف بكاتب قبجق ثمَّ صَار صَاحب ديوَان تنكز وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَتَوَلَّى اسْتِيفَاء الْأَوْقَاف وَلم يكن عِنْد تنكز لَهُ نَظِير فِي الْمنزلَة وَكَانَ يحب الصَّالِحين ويودهم وَسَار سيرة(6/13)
جميلَة وَكَانَ مغرى بالمصاحف فَيُقَال أَنه وجد فِي منزله أَرْبَعمِائَة مصحف وَهُوَ عَم علم الدّين ابْن القطب نَاظر الْجَيْش بِالشَّام وَسَيَأْتِي وَمَات محيي الدّين فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة 719 وَله سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة
2069 - مُحَمَّد بن مُفْلِح بن مُحَمَّد بن مفرج القاقوني الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين ولد فِي حُدُود سنة عشر وَقَالَ الذَّهَبِيّ سنة بضع وَسَبْعمائة وَقيل سنة 712 وَسمع من عِيسَى الْمطعم وَجَمَاعَة واشتغل فِي الْفِقْه وبرع فِيهِ إِلَى الْغَايَة وصاهر القَاضِي جمال الدّين المرداوي وناب عَنهُ فِي الحكم وصنف الْفُرُوع فِي مجلدين أَجَاد فِيهِ إِلَى الْغَايَة وَأورد فِيهِ من الْفُرُوع الغريبة مَا بهر الْعلمَاء قَالَ ابْن كثير كَانَ بارعاً فَاضلا متقناً فِي عُلُوم كَثِيرَة وَلَا سِيمَا فِي الْفُرُوع وَله على كتاب الْمقنع شرح فِي نَحْو ثَلَاثِينَ مجلدة وعلق على الْمُنْتَقى للمجد ابْن تَيْمِية وَقَالَ ابْن سَنَد كَانَ ذَا حَظّ من زهد وتعفف وصيانة مشكور السِّيرَة فِي الْأَحْكَام وَقد درس فِي أَمَاكِن ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات فِي رَجَب سنة 763
2070 - مُحَمَّد بن مقلد بن عَليّ العاني نِسْبَة إِلَى عانة الَّتِي إِلَى جَانب الْفُرَات الدَّلال المقسمي ولد سنة 653 وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة من النجيب ومشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ إِلَّا الشَّيْخ الْحَادِي وَالسِّتِّينَ وَحدث ذكره ابْن رَافع(6/14)
فِي مُعْجم شُيُوخه وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي 13 ذِي الْحجَّة سنة 721
2071 - مُحَمَّد بن مقلد بن النصير التكريتي أَبُو الْهدى الْقَرَافِيّ عرف بِابْن الصَّائِغ سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَحدث وَكَانَ مُقيما بالقرافة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 734
2072 - مُحَمَّد بن مكرم بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الإفْرِيقِي ثمَّ الْمصْرِيّ جمال الدّين أَبُو الْفضل كَانَ ينتسب إِلَى رويفع بن ثَابت الْأنْصَارِيّ ولد سنة 630 فِي الْمحرم وَسمع من ابْن المقير ومرتضى بن حَاتِم وَعبد الرَّحِيم ابْن الطُّفَيْل ويوسف ابْن المخيلي وَغَيرهم وَعمر وَكبر وَحدث فَأَكْثرُوا عَنهُ وَكَانَ مغرى بِاخْتِصَار كتب الْأَدَب المطولة اختصر الأغاني وَالْعقد والذخيرة ونشوار المحاضرة ومفردات ابْن البيطار والتواريخ الْكِبَار وَكَانَ لَا يمل من ذَلِك قَالَ الصَّفَدِي لَا أعرف فِي الْأَدَب وَغَيره كتابا مطولا إِلَّا وَقد اخْتَصَرَهُ قَالَ وَأَخْبرنِي وَلَده قطب الدّين أَنه ترك بِخَطِّهِ خَمْسمِائَة مجلدة وَيُقَال إِن الْكتب الَّتِي علقها بِخَطِّهِ من مختصراته خَمْسمِائَة مجلدة قلت وَجمع فِي اللُّغَة كتابا سَمَّاهُ لِسَان الْعَرَب جمع فِيهِ بَين التَّهْذِيب والمحكم والصحاح والجمهرة جوده مَا شَاءَ ورتبه تَرْتِيب الصِّحَاح وَهُوَ كَبِير وخدم فِي ديوَان الْإِنْشَاء طول عمره وَولي قَضَاء طرابلس قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عِنْده تشيع بِلَا رفض قَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ
(ضع كتابي إِذا أَتَاك إِلَى الأر ... ض وَقَلبه فِي يَديك لماما)(6/15)
(فعلى خَتمه وَفِي جانبيه ... قبل قد وضعتهن تؤاما)
(كَانَ قصدي بهَا مُبَاشرَة الأر ... ض وكفيك بالتثامي إِذا مَا)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(النَّاس قد أثموا فِينَا بظنهم ... وَصَدقُوا بِالَّذِي أردي وتدرينا)
(مَاذَا يَضرك فِي تَصْدِيق قَوْلهم ... بِأَن يُحَقّق مَا فِينَا يظنونا)
(حملي وحملك ذَنبا وَاحِدًا ثِقَة ... بِالْعَفو أجمل من إِثْم الورى فِينَا)
قَالَ الصَّفَدِي هُوَ معنى مطروق للقدماء لَكِن زَاد فِيهِ زِيَادَة وَقَوله ثِقَة بِالْعَفو من أحسن متمات البلاغة وَذكر ابْن فضل اتلله أَنه عمي فِي آخر عمره وَكَانَ صَاحب نكت ونوادر وَهُوَ الْقَائِل
(بِاللَّه إِن جزت بوادي الْأَرَاك ... وَقبلت عيدانه الْخضر فَاك)
(ابْعَثْ إِلَى عَبدك من بَعْضهَا ... فإنني وَالله مَا لي سواك)
وَمَات فِي شعْبَان سنة 711
2073 - مُحَمَّد بن مكي بن سعد بن جَامع الْقرشِي الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله سمع الْكثير من الرشيد الْعَطَّار وَغَيره وَعِنْده عَن النجيب مشيخة ابْن الْجَوْزِيّ وَعَن الرضي ابْن الْبُرْهَان وَحدث سمع مِنْهُ القطب الْحلَبِي وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 27 الْمحرم سنة 730
2074 - مُحَمَّد بن مكي بن عُثْمَان المشهدي الشاذلي ...
2075 - مُحَمَّد بن مكي بن أبي الثَّنَاء الدنيسري كَانَ تَاجِرًا حسن الْخط ثمَّ حبب إِلَيْهِ الحَدِيث فأكب على الطّلب وَسمع الْكثير وَنسخ بِخَطِّهِ مَا لَا يُحْصى من(6/16)
الْأَجْزَاء وَكتب الطباق فَأكْثر من ذَلِك وَسمع من بعد الثَّلَاثِينَ وهلم جراً وَذكر لي بعض شُيُوخنَا أَنه أملق بآخرة وَمَات فِي شعْبَان سنة 757
2076 - مُحَمَّد بن مكي بن أبي الْغَنَائِم بن مكي التنوخي المعري هُوَ ابْن مكي ابْن سعد الْمَاضِي قَرِيبا فِيمَا جزم بِهِ الشهَاب ابْن حجي وَهُوَ وهم وَالْحق أَنه غَيره فَإِن هَذَا شَامي وَذَاكَ مصري وَأَيْضًا فَإِن هَذَا أجَاز لشَيْخِنَا زين الدّين بن الْحُسَيْن المراغي فِي السّنة الْمَذْكُورَة لَكِن بعد شهر الْمحرم والاستدعاء الْمَذْكُور شَامي لَيْسَ فِيهِ سوى شُيُوخ الشَّام
2077 - مُحَمَّد بن مكي بن أبي الْغَنَائِم الدِّمَشْقِي ثمَّ الطرابلسي بدر الدّين ابْن نجم الدّين ولد سنة ... وتعانى الْآدَاب وَكَانَ وَكيل بَيت المَال بطرابلس وَكَاتب الْإِنْشَاء بهَا وَكَانَ قد فتح لَهُ دكاناً فِي سوق الْكتب بِدِمَشْق قَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه سمع من الْفَخر والصوري وَغَيرهمَا وَعِنْده عَن ابْن المجاور تَارِيخ بَغْدَاد بِكَمَالِهِ وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ جليل الْمِقْدَار بَادِي الْوَقار حسن الْخلق وَالنّظم والنثر جمع ونفع وَأفَاد وَحدث ثمَّ أَقَامَ بطرابلس وَقَالَ الصَّفَدِي كَانَ من رجال الزَّمَان وَكَانَ يعرف فنوناً من الْعُلُوم قَالَ وَأَخْبرنِي شرف الدّين ابْن رَيَّان قَالَ كنت أَنا وَهُوَ فِي شباك فَجَاءَت الشَّمْس فَرددت الْبَاب فَقَالَ
(لَا تحجب الشَّمْس عَن أَمر تحاوله ... فَإِن مقصودها أَن تبلغ الشرفا)
قَالَ فَأَنْشَدته
(فِي الشَّمْس حر لهَذَا الْأَمر نحجبها ... وحسبنا الْبَدْر فِي أنواره وَكفى)(6/17)
وَمن شعره
(أهواه كالبدر لَكِن فِي تبدله ... والغصن فِي ميله عَن لوم لائمه)
(سمح بمهجته مَا رد نائله ... كَأَنَّمَا حَاتِم فِي فص خَاتمه)
وَله
(كَأَن الشَّمْس إِذْ غربت غريق ... هوى فِي الْبَحْر إِذْ وافى مغاصا)
(فأتبعها الْهلَال على غرُوب ... بزورقه يُرِيد لَهَا خلاصا)
وَكتب إِلَيْهِ ابْن نباتة
(تغير بدر الدّين من بعد وده ... وحالت بِهِ الْأَيَّام عَن ذَلِك الوفا)
(وَقد صَحَّ أَن الود كَانَ تكلفا ... وَلَا عجب للبدر أَن يتكلفا)
فَأَجَابَهُ
(وحقك أَنِّي مَا عدلت عَن الوفا ... وَلَا ملت عَن طرق الْمَوَدَّة والصفا)
(وَلَكِن وَجْهي من حَيَاء وخجلة ... بِهِ كلف قدرتموه تكلفا)
وَمَات فِي أَوَائِل سنة 742 فِي 6 شهر ربيع الأول
2078 - مُحَمَّد بن المنجا بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا بن بَرَكَات بن مُؤَمل التنوخي شرف الدّين بن أبي البركات التنوخي المعري الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة بضع وَسبعين وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْمُسلم بن عَلان وَالْفَخْر وَابْن الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَكَانَ مَعْرُوفا بِالدّينِ وَالْعلم والمروءة وعلو الهمة وَقَضَاء الْحُقُوق وَمَات فِي شَوَّال سنة 724(6/18)
2079 - مُحَمَّد بن الْمُنْذر فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش الدِّمَشْقِي بَاشر أَولا فِي ديوَان الْجَيْش بِدِمَشْق ثمَّ فِي نظر الْجَيْش بطرابلس ثمَّ بحلب وَمَات ...
2080 - مُحَمَّد بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن رشيد الْحلَبِي نزيل مصر بدر الدّين الْجَوْهَرِي ولد فِي صفر سنة 652 بحلب وَسمع من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بحلب وَمن ابْن عزون والنجيب والكمال الضَّرِير وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وتلا بالروايات على الصفي خَلِيل وتفقه وَحفظ الْمُحَرر بعد أَن كَانَ حنفيا فتحول شافعياً وشارك فِي الْفَضَائِل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ جلالة وَصُورَة كَبِيرَة وَكَانَ لَهُ خلق حاد وَقَالَ البرزالي وافر الدّيانَة شَدِيد التَّحَرِّي ذُو وقار وجلالة عرضت عَلَيْهِ الوزارة فَامْتنعَ وَكَانَ رَحل إِلَى دمشق صُحْبَة الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ فَسمع بهَا من المسندين إِذْ ذَاك بعد الثَّمَانِينَ وسِتمِائَة وَحدث بِدِمَشْق ومصر وَمَات فِي 16 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719 أَخذ عَنهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَغَيرهم وذكروه فِي معاجيمهم وَذكروا أَنه كَانَ رَئِيسا كَامِلا كَانَ حنفياً فتحول شافعياً وتفقه على التقي ابْن رزين وَمن مسموعه جُزْء الْقَدُورِيّ من ابْن علاق وجزء ابْن برثال من الْكَمَال الضَّرِير وَحدث بهما قبل مَوته بِيَسِير
2081 - مُحَمَّد بن مَنْصُور الْحَنَفِيّ كَانَ من أَعْيَان الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق أفتى ودرس وناب فِي الحكم وَمَات فِي الْمحرم سنة 768 وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَقيل سنة ثَمَانِي وَسِتِّينَ - وَالله أعلم(6/19)
2082 - مُحَمَّد بن مَنْصُور بن مُوسَى الشَّيْخ شمس الدّين أَبُو عبد الله الحاضري الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ قَرَأَ القراءآت على الْكَمَال الضَّرِير وَالشَّيْخ عَليّ الْبُرْهَان والعربية عَن ابْن مَالك وتصدى للإقراء بِدِمَشْق وَكَانَ أحد شُيُوخ الإقراء بالدولة العادلية وَكَانَ مقرئاً طرياً متوسطاً فِي النَّحْو وَالْقِرَاءَة توفّي فِي خَامِس صفر سنة سَبْعمِائة بِدِمَشْق وَدفن ببانقوسا
2083 - مُحَمَّد بن مَنْصُور الْموقع شمس الدّين بَاشر التوقيع بِدِمَشْق وصفد وطرابلس وغزة وَكَانَ حسن الْخط وَله نظم فَمِنْهُ فِي الصاحب تَقِيّ الدّين تَوْبَة لما أُعِيد إِلَى الوزارة
(عتبت على الزَّمَان وَقلت مهلا ... أَقمت على الْخَنَا ولبست ثَوْبه)
(أَفَاق من التجاهل والتعامي ... وَعَاد إِلَى التقي وأتى بتوبه)
وَمَات فِي ...
2084 - مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور بن عبد الْمُنعم بن حسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الباهي الْمَعْرُوف بِابْن الشيبي صدر الدّين ولد سنة 639 وتفقه وَشرح التَّنْبِيه وَأعَاد بطرابلس وشغل النَّاس وَرَأَيْت بعض الْأَوَائِل من شرح التَّنْبِيه بِخَطِّهِ وَذكر فِي آخِره أَنه فرغ مِنْهُ سنة 706 وَهُوَ طَوِيل النَّفس فِيهِ جدا وَكَانَ كثير الْبكاء غزير الدمعة مَاتَ فِي صفر سنة 720(6/20)
2085 - مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور بن أبي النُّور بن أبي المحاسن بن عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 649 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر الضُّعَفَاء للنسائي وَمن الْمُسلم بن عَلان مُسْند أَحْمد وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَحدث عَنهُ وَمَات فِي 14 شهر رَمَضَان سنة 716 بِدِمَشْق
2086 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن علوان بن مُحَمَّد الشقراوي شمس الدّين بن نجم الدّين الصَّالِحِي ولد سنة 674 وأسمعه أَبوهُ الْكثير من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر عَليّ وَبنت مكي وَغَيرهم وَهُوَ أحد شُيُوخ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَأول من سمع مِنْهُ فِي رحلته بِدِمَشْق وَفَاة أرخ وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 754 وَقَالَ تكلم فِي شَهَادَته وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وأرخه
2087 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد الطوري أَبُو عبد الله الْمَقْدِسِي ولد سنة 668 واشتغل كثيرا حَتَّى صَار أحد الْفُضَلَاء وَصَاحب كتاب تحفة السَّائِل فِي أصُول الْمسَائِل منظوم وَمَات فِي شعْبَان سنة 721
2088 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْأنْصَارِيّ عماد الدّين أَبُو عبد الله بن أبي البركات الدِّمَشْقِي الشهير بِابْن الشيرجي ولد سنة 682 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ جُزْء الْأنْصَارِيّ وَحدث بِهِ وَتفرد بِهِ عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَسمع مِنْهُ ابْن كثير وَشَيخنَا الْعِرَاقِيّ(6/21)
وَكَانَ قد ولي نظر الخزانة والحسبة والشامية وَغير ذَلِك وَكَانَ مشكوراً فِي مُبَاشَرَته عفيفاً نزهاً وَمَات فِي الْمحرم سنة 770 وَله ثَمَان وَثَمَانُونَ سنة وَقَالَ ابْن حبيب عَاشَ نيفاً وَتِسْعين سنة
2089 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن فياض بن عبد الْعَزِيز بن فياض شمس الدّين بن شرف الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ذكره ابْن حبيب فِيمَن مَاتَ سنة 765 وَقَالَ كَانَ حسن السمت مُقبلا على الْخَيْر ورعاً متقشفاً نَاب عَن أَبِيه بحلب
2090 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن عِيسَى البعلي اليونيني تَقِيّ الدّين بن قطب الدّين ابْن الشَّيْخ أبي عبد الله سمع وَحدث وَكَانَ رَضِي النَّفس قَلِيل الْكَلَام حسن الْخلق مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 765
2091 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ الْقرشِي الصَّالِحِي سمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر والكمال عبد الرَّحِيم وَحدث وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 747
2092 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن خلف بن رَاجِح بن بِلَال الْمَقْدِسِي أَبُو عبد الله الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 641 وَسمع من ابْن القميرة والبكري والمرسي وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَكَانَ لَهُ شعر وَفضل وخطب مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 717(6/22)
2093 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن خَلِيل الْمَقْدِسِي الْموقع الْكَاتِب قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ حسن الْأَخْلَاق كريم الْعشْرَة حسن الْخط لَهُ نظم ونثر وَخمْس شذور الذَّهَب تخميساً حسنا وَكَانَ قد كتب عِنْد الشجاعي واشتهر أَولا بكاتب أَمِير سلَاح وَكتب الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ وَمن نظمه القصيدة الْمَشْهُورَة الَّتِي رصعها بِذكر أسامي الْكتب العلمية وَهِي قصيدة لَطِيفَة جدا وأولها
(مَا ملت عَنْك لجفوة وملال ... يَوْمًا وَلَا خطر السلو ببالي)
(عَن من أخذت جَوَاز منعي ريقك ال ... معسول يَا ذَا المعاطف الْعَسَّال)
(عَن شعرك الفحام أَو عَن ثغرك الن ... ظام أَو عَن طرفك الغزال)
وَله
(حركت سَاكن نَفسه نَحْو الندى ... فحرمته وحظي سواي بخيره)
(فَإِذا تأملها اللبيب أَصَابَهَا ... كالغصن يعطفه النسيم لغيره)
وَمَات فِي شعْبَان سنة 712
2094 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن سَنَد بن نعيم الْحَافِظ شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس اللَّخْمِيّ الْمصْرِيّ الأَصْل الشَّامي الْمَعْرُوف بِابْن سَنَد ولد فِي ربيع الآخر سنة 729 وتفقه قَلِيلا وَأخذ عَن شرف الدّين قَاسم خطيب جراح وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي ثمَّ صحب القَاضِي تَاج الدّين ولازمه وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ تصانيفه فِي الدُّرُوس وولاه(6/23)
القَاضِي تَاج الدّين عدَّة وظائف وَقَرَأَ على التَّاج المراكشي الْعَرَبيَّة وَأَجَازَهُ بهَا وَكَانَ ذكياً وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء ابْن كثير وتاج الدّين والعلائي وَطلب الحَدِيث بعد الْأَرْبَعين فَسمع من جمَاعَة بِدِمَشْق ومصر وَقَرَأَ بِنَفسِهِ ورافق شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَكتب بعض الطباق وناب فِي الحكم عَن القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي ثمَّ عَن القَاضِي ولي الدّين بن أبي الْبَقَاء وَولي مشيخة الحَدِيث بعدة أَمَاكِن وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص - وَهُوَ آخر الْمَذْكُورين فِيهِ وَفَاة - فَقَالَ شَاب يقظ طلب الحَدِيث وَحصل أَجزَاء وخطه مليح وَلسَانه منطلق قَرَأَ عَليّ طَبَقَات الْحفاظ وَقَالَ الشهَاب ابْن حجي كَانَ من أحسن النَّاس قِرَاءَة للْحَدِيث قلت وَقد ذيل على العبر للذهبي بعد ذيل الْحُسَيْنِي رَأَيْته بِخَطِّهِ وذيل فِيهِ إِلَى قرب الثَّمَانِينَ فَقَط وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ متباينة الْإِسْنَاد وَخرج لغيره وَفِي أَوَاخِر عمره تغير ذهنه وَنسي غَالب محفوظاته حَتَّى الْقُرْآن وَيُقَال إِن ذَلِك كَانَ عُقُوبَة لَهُ لِكَثْرَة وقيعته فِي النَّاس - عَفا الله تَعَالَى عَنهُ بمنه وَكَرمه وَمَات فِي صفر سنة 792
2095 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مظفر بن أبي الْعِزّ الشَّافِعِي نجم الدّين وَيُقَال لَهُ أَيْضا فتح الدّين سمع من ابْن مُضر وَغَيره
2096 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن ياسين بن مَسْعُود شمس الدّين أَبُو عبد الله الحوراني ثمَّ الدِّمَشْقِي ولي قَضَاء الْقُدس وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وَحدث عَن الحجار وَمَات بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة 773(6/24)
2097 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُوسُف بن حَاتِم الحبراصي الْحَنْبَلِيّ ...
2098 - مُحَمَّد بن مُوسَى ابْن النصيبي أَمِين الدّين بن نجم الدّين كتب على وَالِده وأسمعه من الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَغَيره وَحدث وَمَات فِي سنة 766
2099 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن أبي نصر الأسعردي شهَاب الدّين الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بِابْن اللبان قَرَأَ على الزواوي والعماد الْموصِلِي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الطَّبَقَات كَانَ من خِيَار الْقُرَّاء وَهُوَ وَالِد شمس الدّين نزيل مصر مَاتَ فجاءة فِي جُمَادَى الأولى سنة 706
2100 - مُحَمَّد بن مينا البعلبكي شمس الدّين ...
2101 - مُحَمَّد بن نَاصِر بن إِبْرَاهِيم ابْن الزيات سمع الصَّحِيح من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَحدث وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 761
2102 - مُحَمَّد بن نَاصِر بن عَليّ الحريري فَخر الدّين تنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَمَشى بالفقراء بالطاقية والأزار العسلي ثمَّ خدم بِالْكِتَابَةِ عِنْد قرطائي نَائِب طرابلس وَتقدم عِنْده إِلَى أَن صَار لَيْسَ لأحد مَعَه كَلَام ثمَّ بَاشر اسْتِيفَاء النّظر بِدِمَشْق ثمَّ نظر الدَّوَاوِين بطرابلس ثمَّ نظر الْجَيْش بِدِمَشْق ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بطرابلس وَكَانَ أَبيض بشوشاً سَاكِنا دمث الْأَخْلَاق ذَا هَيْبَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 751
2103 - مُحَمَّد بن ناهض بن سَالم بن نصر الله الْحلَبِي بدر الدّين ابْن الضَّرِير(6/25)
ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ بِالدّينِ وَالْخَيْر وَقَالَ مَاتَ سنة 731 بحلب وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ
2104 - مُحَمَّد بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان الجبريني الزَّاهِد الْقطع بزاوية فِي بَيت جبرين واشتهر بهَا وَكَانَ يطعم كل من يرد إِلَيْهِ وَلم يشهر عَنهُ أَنه قبل من أحد شَيْئا ثمَّ وقف طشتمر حمص أَخْضَر أَرضًا على الزاوية فَامْتنعَ الشَّيْخ فَلم يزل بِهِ حَتَّى سكت ثمَّ وقف عَلَيْهَا طقتمر أَرضًا أُخْرَى وَكَانَ النواب يعظمونه وَالنَّاس لَهُم فِي ذَلِك تبع وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس كثير التِّلَاوَة سرا وَمَات فِي سنة 744 وَجَاوَزَ السِّتين وَقد حدث عَن ابْن الْمُحب بِجُزْء تَخْرِيج ابْن بلبان من سَماع ابْن الْمُحب وَفِيه يَقُول ابْن الوردي
(وَكنت إِذا قابلت جبرين زَائِرًا ... يكون لقلبي بالمقابلة الْجَبْر)
(كَأَن بني نَبهَان يَوْم وَفَاته ... نُجُوم سَمَاء خر من بَينهَا الْبَدْر)
2105 - مُحَمَّد بن نجم بن مُحَمَّد ابْن النجار الْحلَبِي شمس الدّين أَبُو عبد الله الْحَنَفِيّ كَانَ أَبوهُ نجاراً فَنَشَأَ فِي صناعته ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ فمهر وتميز إِلَى أَن أفتى ودرس وناب فِي الحكم عَن القَاضِي جمال الدّين ابْن العديم مُدَّة وَكَانَ لَهُ مَال وثروة وَسكن بالحلاوية مَعَ حسن الشكالة وَمَات سنة 794 أَو 795 بحلب ذكره القَاضِي عَلَاء الدّين فِي ذيل تَارِيخ حلب
2106 - مُحَمَّد بن نجيب بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن الخلاطي الْكَاتِب المجود ولد سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَغَيره وتعانى الْخط الْمَنْسُوب ففاق وَكتب النَّاس عَلَيْهِ بعد الشهَاب غَازِي مُدَّة وَكَانَ(6/26)
إِمَام الْقرْيَة القيمرية بالقبيبات من دمشق وَحدث وَكَانَ حسن الْهَيْئَة كريم الْأَخْلَاق ثمَّ أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 727
2107 - مُحَمَّد بن نصر الله بن إِسْمَاعِيل بن نصر الله بن الْخضر بن خَليفَة بن فَضَائِل بن طلائع الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي جمال الدّين ابْن النّحاس ولد فِي شهر رَجَب سنة 639 وَسمع من نسيبه الْعِمَاد ابْن النّحاس وخطيب مردا وَابْن سناء الدولة والعماد ابْن الخرستاني ومظفر الْحَنْبَلِيّ وخَالِد النابلسي وَعبد الرَّحْمَن بن سَالم فِي آخَرين وتفقه بالشيخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَمهر فِي أول أمره فِي الْفِقْه وَكَانَ يثني على ذهنه وجودة إِدْرَاكه حَتَّى أَنه كَانَ يَقُول هَذَا الَّذِي يخلفني فاتفق أَن الْكَمَال أعرض وتشاغل بِالْكِتَابَةِ فمهر فِيهَا واشتهر بجودتها وَتَمَادَى على ذَلِك قَالَ البرزالي كَانَ من أَرْبَاب الْمُرُوءَة وَله فِي الْكِتَابَة تصرف وَفِيه بر وَخير وتواضع ولازم فِي آخر عمره التِّلَاوَة وَالْقِيَام بِاللَّيْلِ والمحافظة على الأوراد وَكَانَ يحب إسماع الحَدِيث وَحدث بِصَحِيح مُسلم والسيرة وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة عَن ثَلَاثَة عشر شَيخا حدث بهَا توفّي فِي عَاشر ذِي الْقعدَة سنة 719
2108 - مُحَمَّد بن نصر الله بن عبد الْوَهَّاب الْجَوْجَرِيّ عَلَاء الدّين الْمَالِكِي ولد بعد سنة سِتِّينَ وَولي نظر خزانَة الْخَاص ودرس فِي الْفِقْه بالجامع الحاكمي وناب فِي الحكم عَن تَقِيّ الدّين الأخنائي وَمَات فِي الْمحرم سنة 736(6/27)
2109 - مُحَمَّد بن نصر الله بن عَليّ بن هبة الله بن الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ الدِّمَشْقِي بهاء الدّين ابْن سناء الدولة ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 49 وأحضر على مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله ابْن الْوزان وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 725
2110 - مُحَمَّد بن نصر الله بن عمر بن أبي طَالب بن الْقَمَر الكفربطناوي سمع من مُحَمَّد بن مشرف وَحدث عَنهُ سمع مِنْهُ سبطه أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ وَمَات فِي الْعشْرين من صفر سنة 734 بكفربطنا وَقد قَارب الثَّمَانِينَ
2111 - مُحَمَّد بن نصر الله بن مَنْصُور بن عبد الْوَهَّاب بن عمر بن غَنَائِم شُجَاع الدّين الصرخدي من بَيت الْآبَار ولد سنة 49 واشتغل بالنحو على الْبَدْر يُونُس الصرخدي وَحفظ كتبا وتعانى النّظم وَلكنه ترك واشتغل بالفلاحة وَصَارَ ينظم أَشْيَاء غير مُسْتَقِيمَة الْوَزْن وَلَا الْمَعْنى وَله أَشْيَاء حَسَنَة وَسمع من دَاوُد خطيب بَيت الْآبَار كتب عَنهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وتاريخه مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة 723
2112 - مُحَمَّد بن نصر الله بن نصر الله بن عُثْمَان الْجَزرِي التَّاجِر ولد سنة 759 أَو قبلهَا وَسمع من ابْن أبي عمر وَابْن الْكَمَال وَابْن الزين وَغَيرهم وَكَانَ خيرا صَالحا وَمَات فِي 17 الْمحرم سنة 742
2113 - مُحَمَّد بن نصر الله بن هجرس السلَامِي ابْن عَم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع نَشأ بِمصْر واشتغل وَحفظ كتبا وَسمع بِدِمَشْق من أبي بكر(6/28)
ابْن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وَحدث وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 768
2114 - مُحَمَّد بن نصر الله بن يُوسُف بن أبي مُحَمَّد عز الدّين الأبراري مُؤذن الْحرم النَّبَوِيّ سمع الْكثير بِالْقَاهِرَةِ وَمَات بِالْمَدِينَةِ فجاءة بعد فَرَاغه من آذان الصُّبْح بكرَة الْعشْرين من ربيع الآخر سنة 710 وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة
2115 - مُحَمَّد بن نصر بن جِبْرِيل بن مريفع بن مهلهل بن غياث بن عُثْمَان الْأنْصَارِيّ الْعَنْبَري الْحَنَفِيّ فتح الدّين يعرف بِفَتْح ابْن عبد الله ولد سنة عشْرين وَسمع من أبي بكر بن باقا وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ سنة 702
2116 - مُحَمَّد بن نصر بن حُسَيْن الرَّسْعَنِي شمس الدّين ابْن خطيب رَأس الْعين مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 704
2117 - مُحَمَّد بن النصير بن تَمام بن معالي الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن ابْن الْمُؤَذّن ولد سنة 634 وَسمع من المظفر ابْن الشيرجي وَعبد الْوَهَّاب ابْن الْحُسَيْن ابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ ساعياً فِي الْخَيْر ويواظب على زِيَارَة قبر أَبِيه فِي كل يَوْم وَلَو فِي الوحل مَاتَ فِي شَوَّال سنة 720
2118 - مُحَمَّد بن نصير بن صَالح بن جِبْرِيل بن خلف الْمصْرِيّ نزيل دمشق قَرَأَ على الرشيد بن أبي الدّرّ والزواوي وَحدث عَن الْكَمَال بن عبد وَعَن جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزذ وَكَانَ قيمًا بِمَعْرِِفَة الْقرَاءَات بَصيرًا بهَا(6/29)
عَاقِلا خيرا تصدر للإقراء والتلقين بعد الثَّمَانِينَ وَقرر شيخ الإقراء بالأشرفية قَالَ البرزالي وَكَانَ يحفظ التَّنْبِيه وَعِنْده ديانَة وصيانة وَمَات فِي الثَّامِن من ذِي الْحجَّة سنة 718
2119 - مُحَمَّد بن النصير بن عبد الله علم الدّين بن أَمِين الدولة الْمَعْرُوف بِابْن الصفر الْأنْصَارِيّ الْحَنَفِيّ ولد سنة 629 أَو ثَلَاثِينَ وَحفظ الْقُرْآن فِي صباه وَقَرَأَ على عبد الظَّاهِر وتفقه وَسمع من ابْن رواج وَأبي الْفضل ابْن الْجبَاب وَابْن الجميزي وَخرج لَهُ الرشيد الْعَطَّار مشيخة وَحدث سمع مِنْهُ القطب وَذكره ابْن رَافع وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ مَاتَ فِي رَجَب سنة 713 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا
2120 - مُحَمَّد بن نعْمَة بن سُلَيْمَان بن سَالم أَو سليم الصَّالِحِي الحجار ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسمع من ابْن أبي الْفضل المرسي وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي رَجَب سنة 719 سقط من سطح فَمَاتَ
2121 - مُحَمَّد بن نعْمَة بن مَحْمُود بن زعبان الْأنْصَارِيّ التدمري السفاري ولد بعد السّبْعين وسِتمِائَة وَطَاف الْبِلَاد وَدخل بَغْدَاد وَأقَام فِي آخر عمره بِدِمَشْق وَله نظم كتب عَنهُ مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَقَالَ فِيهِ لحن وَكَانَ صَالحا منور الشيبة طلق الْمحيا مُعظما عِنْد النَّاس وَكَانَ يحب الحَدِيث(6/30)
وَأَهله وَسمع على كبر وَمَات فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 742
2122 - مُحَمَّد بن نوح رَأَيْت خطه فِي استدعاء أرخ فِي سنة 730
2123 - مُحَمَّد بن نوامير ويدعى عبد الله بن عمر بن الْحُسَيْن الجيلي الكيلاني شمس الدّين الْحُسَيْنِي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من الْعُدُول وَفرض لَهُ القَاضِي تَقِيّ الدّين سَماع الدَّعْوَى فِي السجْن سمع على ابْن أبي الْفَتْح الْحَنْبَلِيّ الْأَرْبَعين الطّيبَة الَّتِي جمعهَا وَشَرحهَا وَذَلِكَ فِي سنة 698 وَسمع بِالشَّام على نَاصِر الدّين عمر بن عبد الْمُنعم القواس مَنَاقِب عَليّ للْإِمَام أَحْمد ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَكَانَ يذكر أَنهم من بَيت كَبِير فِي كيلان وَأَنه كَانَت لَهُم دَار كَبِيرَة للضيافة وَحدث فِي سنة 727 سمع مِنْهُ القطب الْحلَبِي وَابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 745
2124 - مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَامِد بن أبي المكارم بن عشائر الْحلَبِي سمع من أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر النصيبي وَحدث وَأَجَازَ لشَيْخِنَا أَبُو بكر بن حُسَيْن مولده بِالْقَاهِرَةِ سنة 649
2125 - مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن يعلى الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ بدر الدّين يعرف بِابْن الشجاع تفقه وتميز وَأخذ عَن الْعِزّ ابْن الْفُرَات وَسمع من القطب الْحلَبِي وَابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا ودرس وَأعَاد وَاتفقَ أَن السراج الْهِنْدِيّ استنابه فِي الحكم فَحكم يَوْم الْخَمِيس أول يَوْم من رَمَضَان وَمن الْغَد فتوعك ثمَّ طعن وَمَات فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خامسه من سنة 769(6/31)
2126 - مُحَمَّد بن هبة الله بن معمر الشَّيْخ الْمسند الْفَقِيه الْمُحدث المعمر الصَّالح شمس الدّين أَبُو عبد الله المعري ثمَّ الْحلَبِي سمع من التَّاج ابْن المكارم مُحَمَّد ابْن الْكَمَال أَحْمد النصيبي جُزْء مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ ابْن عشائر وَمَات ...
2127 - مُحَمَّد بن همام بن إِبْرَاهِيم بن الْخضر بن همام بن فَارس الْقرشِي نَاصِر الدّين سمع من النجيب وَغَيره وَحدث وَكَانَ حسن الْخط محباً فِي الْفُقَرَاء والطلبة وَله نظم وسط وباشر فِي الخدم وَكَانَ جواداً وناب فِي نظر المرستان فحسنت سيرته مَاتَ فِي سنة 707
2128 - مُحَمَّد بن أبي الهيجا بن مُحَمَّد الهذباني الأربلي عز الدّين قدم حلب شَابًّا واشتغل وجالس الْعِزّ الضَّرِير وَكَانَ جيد الْمُشَاركَة فِي الأدبيات وَكَانَ مهيباً يلبس عِمَامَة مُدَوَّرَة وَيُرْسل شعره على أكتافه وَكَانَ مُتَوَلِّي مَدِينَة دمشق وَفِيه تشيع وَمَات سنة ... وَسَبْعمائة
2129 - مُحَمَّد بن وعد الله ... ينْقل من مُحَمَّد بن خَلِيل ...
2130 - مُحَمَّد بن وَفَاء الشاذلي ولد سنة ... وَأخذ عَن الشَّيْخ ياقوت وَغَيره ونبغ فِي النّظم وَأَنْشَأَ قصائد على طَرِيق ابْن الفارض وَغَيره من الاتحادية وَاجْتمعَ عَلَيْهِ خلق كثير يعتقدونه وينسبون إِلَيْهِ وَنَشَأ ابْنه على طَرِيقَته فاشتهر فِي عصرنا كاشتهار أَبِيه ثمَّ أَخُوهُ أَحْمد من بعده ثمَّ ذُرِّيتهمْ ولأتباعهم فيهم غلو مفرط وَمَات الشَّيْخ مُحَمَّد فِي شهر ربيع الآخر سنة 765(6/32)
2131 - مُحَمَّد بن أبي الْوَلِيد ابْن الْأَحْمَر صَاحب غرناطة كَانَ غَايَة فِي الشجَاعَة وتسلطن بعد أَبِيه وَقتل فِي الْمحرم سنة 733 وَكَانَت دولته ثَمَانِيَة أَعْوَام وعمره عشرُون سنة وَكَانَت أمه أمة رُومِية وأقيم أَخُوهُ أَبُو الْحجَّاج يُوسُف وَله حِينَئِذٍ سبع عشرَة سنة تَقْرِيبًا وَكَانَ لمُحَمد من الْإِقْدَام والشجاعة والجرأة أَمر عَجِيب بِحَيْثُ أَنه هجم على مَدِينَة للفرنج فِي أَرْبَعِينَ فَارِسًا وَبعث إِلَى ملكهم أَن ابرز فقد حصلت فِي قبضك فَمَا هجم عَلَيْهِ بل أَضَافَهُ وخدمه
2132 - مُحَمَّد بن لاجين الصقري المنجكي الْمَعْرُوف بِابْن الحسام الْأَمِير نَاصِر الدّين ذكره طَاهِر بن حبيب فِي ذيل تَارِيخ وَالِده وَأثْنى عَلَيْهِ بالمعرفة بتدبير المملكة وَقد ولي نَاصِر الدّين الْمَذْكُور الوزارة فِي أَيَّام الْملك الظَّاهِر وباشرها بِحرْمَة ومهابة ورتب بِحَضْرَتِهِ من كَانَ وزيراً قبله وَكَانُوا أَرْبَعَة فرتبهم فِي اسْتِيفَاء الدولة وَكَانُوا يَجْلِسُونَ بِحَضْرَتِهِ ويكتبون وَكَانَ من جُمْلَتهمْ سعد الدّين ابْن البقري وَقد كَانَ نَاصِر الدّين قبل ذَلِك خدم عِنْده وَهُوَ شَاب دويداراً فَكَانَ اسْتَقر فِي خدمته ثمَّ انعكس الْأَمر وَمَات سنة 794
2133 - مُحَمَّد بن لاقوش الجوكنداري أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وناب بحمص وبعلبك ثمَّ نفي من دمشق بعد صرغتمش ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ يلبغا وَأمره طبلخاناة بِدِمَشْق فَمَاتَ عقب ذَلِك وَله آثَار حَسَنَة مِنْهَا خَان عِنْد(6/33)
عقبَة الرُّمَّان وجامع وخان وحمام ببعلبك وَمَات فِي شَوَّال سنة 762 وَله سِتّ وَخَمْسُونَ سنة
2134 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن سَالم الدِّمَشْقِي بدر الدّين ابْن الخشاب دخل فِي الجندية وتنقل فِي المباشرات إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 741
2135 - مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن عَليّ بن ياسين شمس الدّين الْحِمْيَرِي ابْن الْمعلم ولد سنة 53 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن الْفُرَات وَمن عمر الْكرْمَانِي أَرْبَعِينَ عبد الْخَالِق وَمن ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغير وَاحِد وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي صفر سنة 704
2136 - مُحَمَّد بن يحيى بن ثَابت بن أَحْمد بن الْحَافِظ رشيد الدّين الْعَطَّار الْمصْرِيّ ولد ...
2137 - مُحَمَّد بن يحيى بن الْخضر بن غَانِم بن سُلْطَان الْأنْصَارِيّ القليوبي مجد الدّين ابْن قمر الدولة ولد فِي ربيع الأول سنة 33 وَسمع بإفادة عَمه صَالح من ابْن رواج وَحدث عَنهُ وَاسْتقر أحد الشُّهُود بقليوب وَولي الْحِسْبَة بهَا سمع مِنْهُ البرزالي وَحدث عَنهُ فِي مُعْجَمه وَمَات سنة ...
2138 - مُحَمَّد بن يحيى بن الزكي روى عَن ابْن النّحاس ودرس وَمَات فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
2139 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن ربيع الْقُرْطُبِيّ الْمَالِكِي الْأَشْعَرِيّ نزيل مالقة ولد بقرطبة سنة 626 وَسمع من أَبِيه فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ وَأخذ عَن الدباج والشلوبين وَابْن الطيلسان وَغَيرهم(6/34)
وَصَارَ مُحدث مالقة وفقيهها ووزيرها وَمن جملَة محفوظاته المقامات وانْتهى إِلَيْهِ علو الْإِسْنَاد بمالقة مَاتَ فِي 17 ذِي الْقعدَة سنة 719
2140 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد العزفي من أهل سبتة أَبُو الْقَاسِم بن أبي زَكَرِيَّاء بن أبي طَالب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل البراعة والذكاء وانتهت إِلَيْهِ الرياسة بسبتة بَلَده كسلفه وهم من رؤسائها فَلَمَّا خلع عَنهُ تغلب ابْن عَمه عَلَيْهَا انْتقل إِلَى غرناطة فَأَقَامَ بهَا واشتهر أدبه وَله يَد فِي الطِّبّ وذوق فِيهِ ثمَّ انْتقل إِلَى العدوة فَكتب عَن مُلُوكهَا وَمن شعره فِي بعض الْقُضَاة بفاس
(وليت بفاس أُمُور الْقَضَاء ... فأحدثت فِيهَا أموراً شنيعة)
(فتحت لنَفسك بَاب الْفتُوح ... وغلقت للنَّاس بَاب الشَّرِيعَة)
يُشِير إِلَى بَابَيْنِ من أَبْوَاب الْمَدِينَة الْمَذْكُورَة
2141 - مُحَمَّد بن يحيى بن عبيد بن سَلامَة بن نَاصِر بن غَازِي بن هَاشم بن منقذ بن سليم الْأَذْرَعِيّ الشَّاعِر ولد فِي صفر سنة 662 سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَأنْشد لَهُ قصيدة أَولهَا
(أغصن رطيب مَا حوته الغلائل ... وَهل شمأل ماست بِهِ أم شمائل 9
(يذكرنِي دَاعِي الصبابة قده ... إِذا مَاس غُصْن أَو ترنح ذابل)
2142 - مُحَمَّد بن يحيى بن عمر بن فَزَارَة الكفري ولد سنة 648 وَسمع من أول سنة 52 من مُحَمَّد بن طَلْحَة سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه(6/35)
وَقَالَ مَاتَ سنة 708
2143 - مُحَمَّد بن يحيى بن غَالب الْكلابِي الْوَادي آشي أَبُو عبد الله الطرائفي كَانَ أحد مشيخة بَلَده وَصدر الْقُضَاة بهَا قَرَأَ على الْأُسْتَاذ مُحَمَّد بن عبد النُّور وَغَيره وباشر الْقَضَاء والتدريس والفتيا وَله نظم ومدائح مِنْهَا يُخَاطب بعض السلاطين لما ولي
(أَضَاءَت بك الدُّنْيَا وأشرق نورها ... ولاح عَلَيْهَا بشرها وسرورها)
وَهَذَا عنوان نظمه وَمَات فِي شَوَّال سنة 729 وَقد أسن ذكره ابْن الْخَطِيب
2144 - مُحَمَّد بن يحيى بن فضل الله بدر الدّين ابْن محيي الدّين كَاتب السِّرّ ولد سنة 710 وتعانى صناعَة أَبِيه وَكَانَ فِي خدمته بِدِمَشْق ومصر ثمَّ اسْتَكْتَبَهُ أَخُوهُ فِي توقيع الدست بدار الْعدْل وأرسله أَخُوهُ عَلَاء الدّين إِلَى دمشق فباشر كِتَابَة السِّرّ بهَا عوضا عَن أَخِيه شهَاب الدّين وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة 43 وَهُوَ شَقِيق شهَاب الدّين وَكَانَ أحب إخْوَته إِلَيْهِ وَإِلَى أَبِيه وسد بدر الدّين الْوَظِيفَة عَن أَخِيه عَلَاء الدّين لما توجه إِلَى الكرك صُحْبَة النَّاصِر أَحْمد وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا كثير الصمت حسن السِّيرَة أحبه النَّاس وَمَات فِي رَجَب سنة 746
2145 - مُحَمَّد بن يحيى بن بدر بن مُحَمَّد بن يعِيش الْجَزرِي التَّاج أَخُو الإِمَام أَحْمد بن بدر ولد فِي أول سنة خمس أَو آخر سنة 54 وأحضر على جده فِي الثَّانِيَة فِي سنة 56 واسمع على ابْن عبد الدَّائِم وَعبد الْوَهَّاب ابْن الناصح وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهم سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي(6/36)
مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي صفر سنة 708
2146 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح بن عبد الله بن نمير الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي ولد سنة 703 وأحضر على ابْن مشرف وأسمع على سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وهدية بنت عَسْكَر وَعُثْمَان ابْن إِبْرَاهِيم الْحِمصِي وَأَبِيهِ والدشتي وَابْن تَمام وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم والمطعم وَغَيرهم فَأكْثر جدا وَأَقْبل على الطّلب فَسمع بِدِمَشْق وبعلبك ونابلس وحلب وَغَيرهَا وَحدث هُوَ وَأَبوهُ وجده وجد وَالِده وَكتب مَا لَا يحصر ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ مُفِيد الطّلبَة الْفَاضِل البارع طلب بِنَفسِهِ سنة 21 ورحل وَخرج للشيوخ قلت وخطه مليح قوي إِلَى الْغَايَة وَكَانَ جيد الْمعرفَة بالأجزاء والطباق وشيوخ الرِّوَايَة قَالَ ابْن رَافع خرج المتباينات والمشيخات وَأكْثر جدا وَكَانَ حسن الْخلق كثير الْمُرُوءَة متواضعاً وَقَالَ ابْن كثير شرع فِي عمل مشيخة كَبِيرَة للبرزالي فَلم يتم وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 759
2147 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحَنَفِيّ بدر الدّين ابْن الفويرة ولد سنة 693 واشتغل بِالْعلمِ وَسمع على جمَاعَة وَحدث وشغل النَّاس بالجامع ودرس بالخاتونية وخطب بالزنجيلية وَكَانَ رَفِيقًا للْقَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ يجاريه فِي الِاشْتِغَال فَنًّا بفن قَالَ الصَّفَدِي لم يكن فِي طبعه مَعَ(6/37)
تفننه وزن الشّعْر وَمَات فِي شعْبَان سنة 735 وَهُوَ وَالِد شرف الدّين عبد الله الْمَاضِي ذكره واغتبط بِهِ أَبوهُ وعاش بعده بضع سِنِين
2148 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر بن سعد الْأَشْعَرِيّ أَبُو عبد الله الْمَالِكِي يعرف بِابْن بكر ولد سنة 674 وَسمع من أبي الْقَاسِم ابْن الطيلسان وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عَبَّاس وَأبي عبد الله بن ربيع وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله بن الْعِمَاد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن هَارُون والدمياطي والأبرقوهي فِي آخَرين من أهل مصر والحجاز قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من صُدُور الْعلمَاء وأعلام الْفُضَلَاء نزاهة وَمَعْرِفَة عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ والقراءآت مبرزاً فِي الحَدِيث تَارِيخا وأنساباً وَأَسْمَاء قَائِما على الْعَرَبيَّة مشاركاً فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول واللغة حسن الْخلق منطرح التصنع مقتصداً فِي الملبس والمطعم عَزِيز النَّفس ولي المشيخة بِبَلَدِهِ ثمَّ ولي الخطابة وَالْقَضَاء بغرناطة فِي الْمحرم سنة 3 فصدع بِالْحَقِّ وبهرج الشُّهُود فزيف مِنْهُم أَكثر من سبعين نفسا وناله بذلك مشقة شَدِيدَة وَاسْتمرّ على رَأْيه وَلم يقبل فِي أحد مِنْهُم شَفَاعَة وَكَانَ يقرئ فنوناً جمة وَكَانَ لَهُ مَعَ كل قولة صولة وعَلى كل من لَا يعرف دره درة وَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ شَهِيدا بيد الْعَدو فِي الْوَقْعَة الْكُبْرَى بِظَاهِر طريف فِي جُمَادَى الأولى سنة 741
2149 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن الحكم الْأمَوِي الشَّافِعِي جمال الدّين(6/38)
أَبُو الْفَتْح الشَّاعِر الْفَاضِل الْمَعْرُوف بالمصري ولد سنة 671 سمع مِنْهُ البرزالي وَحدث عَنهُ من شعره فِي مُعْجَمه وَقَالَ قدم علينا من الْقَاهِرَة وَسكن الرواحية ومدح ابْن صصري وَغَيره من أَعْيَان الْبَلَد ثمَّ نزح إِلَى حلب وَكَانَ آيَة فِي النّظم والنثر يملي على جمَاعَة فِي آن وَاحِد يملي على هَذَا نصف بَيت وعَلى آخر وَآخر ثمَّ يكمل للْأولِ ثمَّ للثَّانِي ثمَّ للثَّالِث بِحَيْثُ يسْبق بنظمه كِتَابَة الْمُسْتَمْلِي وَمَات سنة 721 وَأنْشد لَهُ
(هِلَال فُؤَادِي ضل فِي حسن وَجهه ... وَذَا عجب شَأْن الْأَهِلّة أَن تهدي)
(جعلت الْهوى سعي والدر حَقه ... فَلم يثنه للْعَطْف سؤلي وَلَا قصدي)
وَطَاف الْبِلَاد إِلَى الْعرَاق والحجاز والشامات وَكَانَ أديباً بارعاً وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 722 وَله إِحْدَى وَخَمْسُونَ سنة
2150 - مُحَمَّد بن يحيى بن مُوسَى الصَّائِغ شرف الدّين بن أبي البركات الْمَعْرُوف بِابْن صَعب عذاره مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة 719
2151 - مُحَمَّد بن يحيى الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الأبري سمع من الصفي عبد الْمُؤمن وَأخذ عَنهُ الْفَرَائِض وَكَانَ ماهراً فِيهَا وَفِي الْجَبْر والمقابلة مَشْهُورا بذلك وَسمع على كبر من الْمزي وَغَيره وَمَات فِي الْمحرم سنة 743(6/39)
2152 - مُحَمَّد بن يحيى بن الهنتاتي الْمَنْصُور أَبُو عصيدة بن الواثق ملك تونس وَكَانَ مهيباً جيد الرَّأْي حميد السِّيرَة وَكَانَ جَيْشه سَبْعَة آلَاف نفس مَاتَ سنة 709
2153
- مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إلْيَاس ابْن النحوية الدِّمَشْقِي بدر الدّين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الإِمَام البارع النَّحْوِيّ بدر الدّين أَبُو عبد الله الْحَمَوِيّ ولد سنة بضع وَخمسين وَأخذ عَن القَاضِي نجم الدّين الْبَارِزِيّ وجمال الدّين ابْن وَاصل وَغَيرهمَا وَصَارَ رَأْسا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان خيرا كيساً متواضعاً وقوراً مقتصداً فِي أُمُوره وَكَانَ مُقيما بحماة ثمَّ تحول إِلَى دمشق وَأخذ عَنهُ نجم الدّين القحفازي وَاخْتصرَ الْمِصْبَاح فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَسَماهُ ضوء الْمِصْبَاح وَشَرحه فِي مجلدين سَمَّاهُ أسفار الصَّباح عَن ضوء الْمِصْبَاح وَشرح ألفية ابْن معطي قَالَ الْجلَال الْقزْوِينِي سَأَلته عَن قَول أبي النَّجْم
(قد أَصبَحت أم الْخِيَار تَدعِي ... عَليّ ذَنبا كُله لم أصنع)
فِي تَقْدِيم حرف النَّفْي وتأخيره فَمَا أجَاب بِشَيْء قَالَ الصَّفَدِي قد تكلم ابْن النحوية فِي شرح الْمِصْبَاح على هَذَا الْبَيْت كلَاما جيدا فَلَعَلَّهُ لم يستحضره حِينَئِذٍ قلت أَو كَانَ لَهُ عذر عَن ذَلِك قَالَ النَّجْم القحفازي أَنْشدني شَيخنَا بدر الدّين ابْن النحوية من لَفظه لنَفسِهِ يُخَاطب شَاعِرًا مدح صَاحب حماة بقصيدة(6/40)
839 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن بن أَحْمد بن حسان الأولسى الشاطبي ولد سنة 635 وَأخذ عَن أبي مُحَمَّد بن برطلة وَغَيره وَجَاز لَهُ أَبُو الْحُسَيْن ابْن السراج وَطَائِفَة وَكَانَ مقرئا مُحدثا فَاضلا سكن تونس وَمَات فِي رَجَب سنة 718
740 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن ظافر بهاء الدّين ابْن أبي الْمَنْصُور الازدي الْمَالِكِي درس بالقمحية بِمصْر وناب فِي الحكم وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724
841 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الركب الشريف شمس الدّين نقيب الْأَشْرَاف صَاحب الْمدرسَة الشريفية بحارة بهاء الدّين كَانَت منزل سكنه وَأول من درس بهَا الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي مَاتَ سنة 763
842 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن يحيى الْقَيْسِي أَبُو الطَّاهِر ابْن صَفْوَان المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ خَبِيرا بطرِيق الْقَوْم عابدا خَاشِعًا ناصحا يَأْتِي فِي مواعظه بالعجائب وَقد حج وَكَانَ يتَكَلَّم على منَازِل السائرين للهروي(6/41)
وَكَانَت لَهُ منزلَة عَظِيمَة فِي الْفِقْه وخطب بالجامع وَله كتاب فِي التصوف وعلق على منَازِل السائرين
وَمن شعره
(هربت بِهِ مني إِلَيْهِ فَلم يكن ... فِي الْبعد من بعدِي يَصح بِهِ قربي)
(وَكَانَ بِهِ سَمْعِي كَمَا بَصرِي بِهِ ... وَكَانَ بِهِ شأني لساني مَعَ قلبِي)
وَمَات فِي شعْبَان سنة 749 ذهب ليستقي مَاء لوضوئه فتردى فِي الحفرة فَأخْرج مِنْهَا وَكَانَ ذَلِك سَبَب وَفَاته
843 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان بن شبيب الْحَرَّانِي بدر الدّين أَبُو عبد الله كَانَ وَالِده شيخ الْحَنَابِلَة فِي زَمَانه وَهُوَ مؤلف كتاب الرِّعَايَة سمع من أبي بكر بن الْعِمَاد وَغَيره سمع مِنْهُ شَيخنَا إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الْآمِدِيّ وَآخَرُونَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744
844 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة الْأنْصَارِيّ كَانَ بعد السّبْعين وَسَبْعمائة وَله شعر حسن
فَمِنْهُ
(أيا من لروحي ملك ... تعطف لصب هلك)
(وَيَا متلفي فِي الْهوى ... اغث مغرما حَيّ لَك)
845 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن عِيسَى بن عَامر بن يُوسُف بن بدر عَليّ بن عمر الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ جمال الدّين المطري الْمدنِي ولد سنة 671(6/42)
وَحضر على أبي الْيمن بن عَسَاكِر وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وَحدث وَله نظم وَكَانَ أحد الرؤساء المؤذنين بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَمن أحسن النَّاس صَوتا وصنف تَارِيخا مُفِيدا وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم وَفِي الخطابة وفضائله جمة وَكَانَت الْمَدِينَة خَالِيَة من عَارِف بالميقات فندب من مصر ثَلَاثَة وَكَانَ وَالِده أحدهم فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ اسْتَقر عوضه وَبقيت فِي يَد آله وَمَات بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فِي سَابِع عشري شهر ربيع الآخر سنة 741 وَكَانَ مولده سنة 676 وبرع وَلَده فِي الحَدِيث ورحل فِيهِ وعاش إِلَى سنة 765
846 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الفارقي الأَصْل الْمصْرِيّ بدر الدّين ولد سنة 660 وَحفظ التَّنْبِيه وَقَرَأَ القراآت واعتنى بِهِ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ لإحسان أَبِيه إِلَيْهِ فاسمعه الْكثير وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا حدث بهَا مرَارًا وَخرج لَهُ إِبْرَاهِيم ابْن القطب الْحلَبِي معجما فِي مجلدين قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ أَبوهُ من التُّجَّار الكارمية فورث مِنْهُ مَالا كثيرا فأنفقه وتنعم ثمَّ املق وَسمع بِالْقَاهِرَةِ والإسكندرية وَمَكَّة وَالْمَدينَة وَغَيرهَا وَأَعْلَى من عِنْده النجيب وَأَخُوهُ الْعِزّ وَابْن الْعِمَاد والمنقذي وَابْن خطيب المزة وَحدث بالكثير وَكَانَ دينا خيرا كثير الْمُرُوءَة محبا للسماع سَار إِلَى الْيمن وَغَيرهَا وَطلب بِنَفسِهِ فَقَرَأَ الْكثير وَسمع وَكتب بِخَطِّهِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 741(6/43)
حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا بِالسَّمَاعِ مِنْهُم أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي وقرأت بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ ثَنَا عَنهُ ابْن الملقن وَغَيره قلت وَابْن الملقن من شيوخي
847 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد بن مُوسَى بن مَالك اللَّخْمِيّ اليكي أَبُو عبد الله ابْن الْكَمَال قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد قبل الْأَرْبَعين وَقَرَأَ بمرسية على أبي الْحسن ابْن لب الداني وَسمع من أبي عبد الله البرقوطي وَأبي عَمْرو بن عيسوب اللَّخْمِيّ وَأبي بكر عَتيق بن رَشِيق وشارك فِي فنون من الْعَرَبيَّة واللغة وَالْفِقْه وَالْأَدب وَأَجَازَ لَهُ القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَأَبُو الْيمن ابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَألف الْمقنع فِي القراآت وَشَرحه بالممتع قَالَه ابْن الْخَطِيب قَالَ وَمن شعره
(عَلَيْك بِالصبرِ وَكن رَاضِيا ... بِمَا قضى الله تلقى النجاح)
(واسلك طَرِيق الْجد والهج بِهِ ... فَهُوَ الَّذِي يرضاه أهل الصّلاح)
وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن الْمحرم سنة 712
848 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَمَضَان بن عبد الله الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ شمس الدّين ولد سنة 646 وَسمع على ابْن أبي عَمْرو ابْن عَسَاكِر وَابْن(6/44)
بِعَمِّهِ عبد الْعَزِيز ابْن السُّلْطَان أبي الْحسن فظفر بالوزير الْمَذْكُور فَقتله وَاسْتمرّ إِلَى سنة 74 فَلَمَّا مَاتَ قَامَ وَلَده ثمَّ عزل وَقرر ابْن عَمه أَبُو الْعَبَّاس نقلت ذَلِك كُله من خطّ ابْن مَرْزُوق
2158 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ محب الدّين ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة 697 وَسمع من الرشيد ابْن الْمعلم والشريف مُوسَى بن عَليّ الموسوي والشريف الزَّيْنَبِي وَابْن هَارُون وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَحسن الْكرْدِي ومُوسَى بن عطوف فِي آخَرين واشتغل وَحصل فنوناً من الْعلم وَقَرَأَ بالسبع على التقي الصَّائِغ وَتخرج بالبرهان الرَّشِيدِيّ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن حَيَّان وَالتَّلْخِيص عَن الْجلَال مُصَنفه وَأخذ عَن التقي السُّبْكِيّ والقطب السنباطي والتاج التبريزي وَشرح التسهيل شرحاً حسنا وترقى إِلَى أَن ولي نظر الْجَيْش بالديار المصرية ففاق من قبله من الأكابر فضلا عَن أقرانه فِي الْمُرُوءَة والعصبية لجَمِيع النَّاس مِمَّن يَقْصِدهُ خُصُوصا طلبة الْعلم فَكَانَ لَهُم فِي أَيَّامه من المكارم والأفضال مَا لَا يعبر عَنهُ وَلَا يُحْصى كَثْرَة حَتَّى أَنِّي لم أدْرك أحدا من الْمَشَايِخ إِلَّا ويحكي عَنهُ فِي هَذَا الْبَاب مَا لَا يحكيه الآخر وَلم يزل فِي عزه وجاهه ومهابته إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ مَعَ تفرط إحسانه ومكارمه بَخِيلًا على الطَّعَام جدا حَتَّى حكى لي حموي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ مِمَّن يلازمه أَنه كَانَ يسمعهُ يَقُول إِذا رَأَيْت شخصا أمعن فِي طَعَامي أَظن أَنه يضْرب بَطْني بسكين وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ بِمصْر سنة 27 وعاش بعد ذَلِك أَكثر من خمسين سنة وَبَلغنِي أَنه أعَاد(6/45)
الْقِرَاءَة على بعض أَصْحَاب الصَّائِغ لبعد عَهده بالفن وَلم يزل فِي عزه وجاهه إِلَى أَن مَاتَ فِي 12 ذِي الْحجَّة سنة 778 وَكَانَ تخلف عَن الْأَشْرَف لما خرج لِلْحَجِّ بِسَبَب ضعفه فَسلم من الْفِتْنَة لكنه اسْتمرّ فِي ضعفه حَتَّى مَاتَ
2159 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الاسكندري شرف الدّين ابْن غنوم سمع من عَليّ بن أَحْمد الْقَرَافِيّ سَابِع الخلعيات أَنا ابْن الصَّباح وَحدث عَنهُ بالإسكندرية سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
2160 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِسْحَاق بن يُوسُف الصعبي الدلاصي زين الدّين أَبُو الْمَعَالِي سمع من الْمُنْذِرِيّ ثمَّ ولي حسبَة الحسينية خَارج الْقَاهِرَة وَحدث أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ وَكَانَ مرضياًَ مَاتَ فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة 717 بِالْقَاهِرَةِ وَدفن بالقرافة
2161 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن فرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خَمِيس بن مقبل الخزرجي الْأنْصَارِيّ أَبُو عبد الله ولي السلطنة بالأندلس فِي يَوْم عيد الْفطر سنة 755 عِنْد موت أَبِيه وَهُوَ يافع وَكَانَ وقورا كثير الرأفة ظَاهر الشَّفَقَة مائلاً إِلَى الْخَيْر وطالت أَيَّامه إِلَى سنة 764
2162 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن إلْيَاس الرُّومِي الْحَنَفِيّ الشَّيْخ شمس الدّين(6/46)
القونوي ولد سنة بضع عشرَة واشتغل بِالْعلمِ فِي بِلَاده ثمَّ قدم دمشق فَأَقَامَ بهَا يشغل النَّاس ويشتغل بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة والانقطاع وَلم يتول بهَا وَظِيفَة وَلَا تدريساً إِلَى أَن فاق أهل زَمَانه فِي الْعِبَادَة والزهادة وارتفع صيته وَقبلت شَفَاعَته وخضع لَهُ الْكِبَار وصنف التصانيف المفيدة واشتهر وَكَانَ يُبَالغ فِي إِنْكَار الْمُنكر إِلَى أَن مَاتَ سنة 788(6/47)
.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... . .(6/48)
.. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . .(6/49)
2163 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن الزرندي الْمدنِي الْحَنَفِيّ شمس الدّين أَخُو نور الدّين عَليّ قَرَأت فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني تَخْرِيج الْحَافِظ شمس الدّين الْجَزرِي الدِّمَشْقِي نزيل شيراز أَنه كَانَ عَالما وأرخ مولده سنة 693 ووفاته بشيراز سنة بضع وَخمسين وَسَبْعمائة وَذكر أَنه صنف دُرَر السمطين فِي مَنَاقِب السبطين وبغية المرتاح جمع فِيهَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا بأسانيدها وَشَرحهَا قَالَ وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة عَن مائَة شيخ قلت مَاتَ البرزالي قبله بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ سنة وَرَأس بعد أَبِيه بِالْمَدِينَةِ وصنف كتبا عديدة ودرس فِي الْفِقْه والْحَدِيث ثمَّ رَحل إِلَى شيراز فولي الْقَضَاء بهَا حَتَّى مَاتَ سنة سبع أَو ثَمَان وَأَرْبَعين ذكره ابْن فَرِحُونَ
2164 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن خسرو الذَّهَبِيّ نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله سمع من الأبرقوهي مجْلِس رزق الله وَسمع من آخَرين وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب الطباق ثمَّ ترك وَلزِمَ صناعته ذكره ابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ سنة 749
2165 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن دَاوُد بن حسن بن حُسَيْن بن كافور الْعمريّ نَاصِر الدّين ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وخدم جندياً دهراً طَويلا ثمَّ انْقَطع ولازم الْجَامِع وَكَانَ سمع من الْمُسلم بن عَلان والقطب بن أبي عصرون جُزْء الْأنْصَارِيّ وَمن مُحَمَّد بن إِسْرَائِيل الشَّاعِر سمع مِنْهُ فَضِيلَة الْبيُوت(6/50)
وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ سنة 726 قلت حدث بعد موت البرزالي مرَارًا مِنْهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة 38 وأرخه ابْن رَافع فِي شَوَّال سنة 743
2166 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سُلَيْمَان بن يُوسُف القليبي أَبُو الْقَاسِم الرندي الْمَعْرُوف بِابْن الحبالة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل السمت وَالْوَقار حسن الْخط لَهُ شعر وسط ومدائح وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وَمن شعره قصيدة أَولهَا
(أعد التَّذَكُّر فِي الْهوى لمتيم ... يشكو النَّوَى من ظَالِم متظلم)
وَمَات فِي صفر سنة 743
2167 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن صَالح الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي شمس الدّين القفصي ولد سنة 701 وَسمع من القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ قَاضِي حماة وَغَيره وَولي مشيخة الحَدِيث السامرية وناب فِي الحكم وَله نظم وفضائل مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 774
2168 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الحميد بن عَليّ الزُّهْرِيّ الطوسي شرف الدّين الاسكندراني سمع من ابْن أبي الذّكر وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وأرخه مَاتَ سنة ...
2169 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْمزي ولد الْحَافِظ جمال الدّين(6/51)
[ولد سنة 97 و -] مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بماردين رَأَيْته بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة المارديني وَذكر أَن أول قدومه إِلَى ماردين كَانَ سنة 36 قلت ذَلِك فِي حَيَاة وَالِده
2170 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي نقيب دروس الْحَنَفِيَّة أجَاز فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكتب عَنهُ ابْن سكر
2171 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْغَنِيّ بن ترشك الْبَغْدَادِيّ تَاج الدّين الْمُقْرِئ الصُّوفِي ولد فِي رَجَب سنة 668 وَسمع من ابْن الْحصين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَقَرَأَ بالروايات وَكَانَ ذَا سمت حسن وَخلق طَاهِر وَنَفس عفيفة حسن الصَّوْت مطرب إِلَى الْغَايَة وَقدم دمشق مرَارًا وَحدث وَحج غير مرّة ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده وأضر بآخرة وَمَات فِي سنة 750
2172 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن سعد الله بن مَسْعُود الخليلي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 95 وأسمع على التقي سُلَيْمَان والمطعم وَابْن الشِّيرَازِيّ وَغَيرهم فَأكْثر وَخرج لَهُ الْحُسَيْنِي مشيخة وَحدث بهَا وَكَانَ فَقِيها صيناً متعففاً أثنى عَلَيْهِ ابْن رَافع وَغَيره مَاتَ فِي شَوَّال سنة 767
2173 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين سمع من حسن بن عمر الْكرْدِي وَمن ابْن الشّحْنَة وست الوزراء وَحدث وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان 769 مطعونا(6/52)
2174 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن رَجَاء بن فَارس الزبيدِيّ الدِّمَشْقِي الهمذاني ثمَّ الشاغوري سبط الْبُرْهَان أخي أبي شامة ولد سنة نَيف وَخمسين فَإِنَّهُ حضر فِي الرَّابِعَة سنة 56 وَسمع من جده لأمه حَدِيث المؤمل بن إهَاب وَسمع من أبي شامة وَعمر الْكرْمَانِي وَأحمد بن عبد الدَّائِم وخَالِد النابلسي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ رجل جيد ظَاهر الْخَيْر يُؤذن بالتربة الأشرفية ويحج كثيرا وَخرجت لَهُ مشيخة وَحدث بهَا وَمَات فِي 7 شعْبَان سنة 738
2175 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن عبد الْبَاقِي زكي الدّين أَبُو الْقَاسِم الْبكْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن نَهَار الْمَالِكِي الْخَطِيب سمع من ابْن الجميزي وَغَيره وَحدث وَكَانَت وَفَاته فِي آخر سنة 711 عَن اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة
2176 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد الْيحصبِي اللوشي - بِفَتْح اللَّام وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا شين مُعْجمَة - وَبهَا يعرف الغرناطي سمع على أبي جَعْفَر بن الزبير السّنَن الْكُبْرَى للنسائي والشفاء والموطأ وَأخذ عَن أبي الْحسن فضل بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي وَكَانَ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ معتنياً بضبط مشكله مشارا إِلَيْهِ فِي القراءآت عَارِفًا بطرقها مشاركاً فِي الْفِقْه مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 773 أَخذ عَنهُ شَيخنَا قَاسم بن عَليّ المالقي الَّذِي مَاتَ سنة 811 وَذكره لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب فَقَالَ جيائي الأَصْل يعرف باللوشي ولد سنة 692 وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد(6/53)
وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَأبي عبد الله بن الْعِمَاد وَأبي عَامر بن مُحَمَّد بن ربيع قَالَ وَكَانَ أصيل الباع فِي الجاه وَالْجدّة متواضعاً قَلِيل التصنع حُلْو الحَدِيث ظريف التنكيت عَن الْجِهَاد ويعين ضعفة الْجند ويتعانى الزِّرَاعَة يقوم على الْقُرْآن حفظا وتجويداً وأقرأ الْقُرْآن وخطب بالجامع وَعقد مجْلِس السماع للموطأ مُدَّة
2177 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الْجَزرِي شمس الدّين الْخَطِيب كَانَ أَبوهُ صيرفياً بالجزيرة يعرف بِابْن الحشاش ولد فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَقدم الديار المصرية مُجَردا فسكن فِي قوص فَقَرَأَ على الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَهُوَ يَوْمئِذٍ حاكمها وأتقن الْفُنُون ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَأَعَادَ بالصاحبية ودرس بالشريفية وانتصب للإقراء فَكَانَ لَا يفرغ لنَفسِهِ سَاعَة وَاحِدَة وَيقْرَأ عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى وَصَحب الجاشنكير وَارْتَفَعت مَنْزِلَته عِنْده ثمَّ تعصب عَلَيْهِ الشَّيْخ نصر المنبجي فَعَزله من خطابة جَامع القلعة ثمَّ ولي خطابة جَامع طولون ومشي حَاله فِي الدولة الناصرية ودرس بالمعزية بِمصْر وصنف شرح التَّحْصِيل فِي ثَلَاث مجلدات وَعمل أجوبة على مسَائِل من الْمَحْصُول وَشرح ألفية ابْن مَالك قَالَ الْكَمَال(6/54)
الأدفوي جِئْته لأقرأ عَلَيْهِ فَقَالَ لي مَا لَك شغل قلت لَا قَالَ احضر بعد الْعَصْر فَإِن اتّفق أَقرَأ فَفعلت ذَلِك فَلم يخل يَوْمًا بِالْخرُوجِ إِلَيّ وَكَانَ حسن الصُّورَة مليح الشكل حُلْو الْعبارَة عَالما بالفنون من الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو والمنطق وَالْأَدب والرياضيات وَشرح منهاج الْبَيْضَاوِيّ فِي مجلدة لَطِيفَة وَاعْتذر فِي خطبَته بكبر السن وَكَانَ كريم الْأَخْلَاق يسْعَى فِي قَضَاء حوائج النَّاس ويبذل جاهه لمن يَقْصِدهُ وَله ديوَان خطب وَشعر فَمِنْهُ من قصيدة
(يَا لامع الْبَرْق أما لحت مُعْتَرضًا ... لَا تَسْتَقِر لقلب عزه القلق)
(إِنِّي أخال خفوقاً مِنْك اقلقني ... يهدأ وقلبي لَا يهداً بِهِ الْفرق)
وَمن أُخْرَى أَولهَا
(يعيذك من نَار حوتها ضلوعه ... مشوق أَحَادِيث البعاد تروعه)
وَمن أُخْرَى
(سل عَن أَحَادِيث أشواقي إِذا خطرت ... رسل النسيم فقد أودعتها لمعا)
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 711
2178 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ شمس الدّين الْخياط الشَّاعِر الْمَشْهُور الملقب بالضفدع ولد فِي شهر رَجَب سنة 693 وتعانى(6/55)
الْأَدَب فلازم شمس الدّين ابْن الصَّائِغ الدِّمَشْقِي ثمَّ تردد إِلَى الْمجد الخونجي والشهاب مَحْمُود ومدح ابْن صصري فِي حُدُود سنة عشر بقصيدة أَولهَا
(أما ولواحظ الحدق السواجي ... لقد أَصبَحت مِنْهَا غير نَاجِي)
فقرظها الشهَاب مَحْمُود ثمَّ أَكثر النّظم وَكَانَ سهلاً عَلَيْهِ وديوانه قدر سِتّ مجلدات ومدح أَعْيَان الدماشقة ثمَّ دخل الديار المصرية فمدح أعيانها ومدح النَّاصِر بقصيدة قَرَأَهَا عَلَيْهِ قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه أديب فَاضل كثير النّظم قَادر عَلَيْهِ جمع من شعره مجلدتين وَهُوَ ابْن عشْرين سنة ثمَّ زَاد شعره وَكثر وَهُوَ مواظب على النّظم وَالْعَمَل فِي التهاني والتعازي - انْتهى وَسمع الْخياط الحَدِيث من ابْن الشّحْنَة والشهاب مَحْمُود وَجلسَ مَعَ الشُّهُود تَحت السَّاعَات وَنزل فِي مدارس الْحَنَفِيَّة وَلما نظم ابْن نباتة التائية فِي ابْن الزملكاني وَجعل غزلها فِي وصف الْخمر عَارضه الْخياط وَعرض بِهِ حَيْثُ قَالَ فِي أواخرها
(مَا شَأْن مدحي لكم ذكر المدام وَلَا ... أضحت جَوَامِع لَفْظِي وَهِي حانات)
(وَلَا طرقت حمى ضمارة سحرًا ... وَلَا اكتست لي بكأس الراح راحات)
(عَن منظر الرَّوْض يغنيني القريض وَعَن ... رقص الزجاجات تلهيني الزجاجات)
(عشوت مِنْهَا إِلَى نور الْكَمَال وَلم ... يدر على خاطري دير ومشكاة)(6/56)
قَالَ الصَّفَدِي وَكَانَ قد تسلط على ابْن نباتة كلما نظم شَيْئا عَارضه فِيهِ وناقضه قلت وَلَكِن أَيْن الثريا من الثرى
(لَا يضر الْبَحْر أمسي زاخراً ... إِن رمى فِيهِ غُلَام بِحجر)
وَمن شعر الْخياط فِيمَن التحي
(كم تظهر الْحسن البديع وتدعي ... وَبَيَاض وَجهك فِي النواظر مظلم)
(هَل تصدق الدَّعْوَى لمن فِي وَجهه ... بالذقن كذبة السوَاد الْأَعْظَم)
وَله
(قد طَال فكري فِي قريضي الَّذِي ... من نَفعه لست على طائل)
(أَمرنِي زيدا فصرت امْرَءًا ... صَاحب ديوَان بِلَا حَاصِل)
قَالَ الصَّفَدِي كَانَ طَوِيل النَّفس فِي الشّعْر لَكِن لم يكن لَهُ غوص على الْمعَانِي وَلَا احتفال بطريقة الْمُتَأَخِّرين ذَات المباني لكنه مقراض الْأَعْرَاض وكنانة نبل أنفذ من سِهَام الْأَغْرَاض وَكَانَ هجوه أَكثر من مدحه وَقد أهين بِسَبَب ذَلِك وصفع وجرس وَذَلِكَ أَنه حج سنة 55 فَلم يتْرك فِي الركب من الْأَعْيَان أحدا إِلَّا هجاه فَاجْتمعُوا عَلَيْهِ ورفعوه إِلَى أَمِير الركب فَاسْتَحْضرهُ وأهانه جدا وَحلق لحيته وطوفه يُنَادى عَلَيْهِ فانزعج من ذَلِك وكمد مَاتَ عَن قرب قَالَ الصَّفَدِي وَكَانَ مَعَ ذَلِك كثير التِّلَاوَة حج مَرَّات وقدرت وَفَاته بمعان بعد أَن رَجَعَ من الْحَج سنة 756 فِي لَيْلَة 14 الْمحرم وَدفن على قَارِعَة الطَّرِيق وَقَالَ ابْن كثير كَانَ يذاكر فِي شَيْء من التَّارِيخ ويحفظ شعرًا كثيرا وَكَانَ حسن المحاضرة وَكَانَ(6/57)
قد أثرى من كَثْرَة مَا أَخذ من النَّاس بِسَبَب المديح والهجاء وَكَانَ النَّاس يخَافُونَ مِنْهُ لبذاءة لِسَانه
2179 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان الغرناطي أثير الدّين أَبُو حَيَّان الأندلسي الجياني ولد فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة 654 وَقَرَأَ الْقُرْآن على الْخَطِيب عبد الْحق بن عَليّ إفراداً وجمعاً ثمَّ على الْخَطِيب أبي جَعْفَر ابْن الطباع ثمَّ على الْحَافِظ أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص بمالقة وَسمع الْكثير بِبِلَاد الأندلس وإفريقية ثمَّ قدم الاسكندرية فَقَرَأَ القراءآت على عبد النصير بن عَليّ المربوطي وبمصر على أبي طَاهِر إِسْمَاعِيل بن عبد الله المليجي خَاتِمَة أَصْحَاب أبي الْجُود ولازم بهَا الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس فَسمع عَلَيْهِ كثيرا من كتب الْأَدَب وَمن عوالي أشياخه على مَا كتب بِخَطِّهِ أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَمُحَمّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع والوجيه بن الْبُرْهَان والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَابْن الْأنمَاطِي والعز الْحَرَّانِي وَأَبُو مُحَمَّد بن هَارُون وَمُحَمّد بن عبد الله بن البن وَابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي ومؤنسة بنت الْعَادِل وشامية بنت الْبكْرِيّ قَالَ وعدة من أخذت عَنهُ أَرْبَعمِائَة وَخَمْسُونَ شخصا وَأما من أجازني فكثير جدا وَسمع أَيْضا من عبد الْوَهَّاب ابْن الْفُرَات وَعبد الله بن أَحْمد بن فَارس قَالَ الصَّفَدِي لم أره قطّ إِلَّا يسمع أَو يشغل أَو يكْتب أَو ينظر فِي كتاب وَلم أره على غير ذَلِك وَكَانَ لَهُ إقبال على أذكياء الطّلبَة يعظمهم وينوه بقدرهم وَكَانَ كثير النّظم من الْأَشْعَار والموشحات وَكَانَ ثبتاً فِيمَا يَنْقُلهُ عَارِفًا(6/58)
باللغة وَأما النَّحْو والتصريف فَهُوَ الإِمَام الْمُطلق فيهمَا خدم هَذَا الْفَنّ أَكثر عمره حَتَّى صَار لَا يذكر أحد فِي أقطار الأَرْض فيهمَا غَيره وَله الْيَد الطُّولى فِي التَّفْسِير والْحَدِيث وتراجم النَّاس وَمَعْرِفَة طبقاتهم وخصوصاً المغاربة وَله التصانيف الَّتِي سَارَتْ فِي آفَاق الأَرْض واشتهرت فِي حَيَاته وأقرأ النَّاس قَدِيما وحديثاً حَتَّى ألحق الصغار بالكبار وَصَارَت تلامذته أَئِمَّة وأشياخا فِي حَيَاته وَهُوَ الَّذِي جسر النَّاس على قِرَاءَة كتب ابْن مَالك ورغبهم فِيهَا وَشرح لَهُم غامضها وَكَانَ يَقُول عَن مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب هَذِه نَحْو الْفُقَهَاء وألزم أحدا أَن لَا يقرىء أحدا إِلَّا فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ أَو فِي التسهيل لِابْنِ مَالك أَو فِي مصنفاته وَقَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ سَبَب رحلته عَن غرناطة أَنه حَملته حِدة شبيبته على التَّعَرُّض للأستاذ أبي جَعْفَر ابْن الطباع وَقد وَقعت بَينه وَبَين أستاذه أبي جَعْفَر بن الزبير وَحْشَة فنال مِنْهُ وتصدى للتأليف فِي الرَّد عَلَيْهِ وَتَكْذيب رِوَايَته فَرفع أمره للسُّلْطَان بغرناطة فانتصر لَهُ وَأمر بإحضاره وتنكيله فاختفى ثمَّ أجَاز الْبَحْر مختفياً وَلحق بالمشرق وتكررت رحلته إِلَى أَن حل بالديار المصرية قَالَ وشعره كثير بِحَيْثُ يُوصف بالإجادة وضدها وَقدم أَبُو حَيَّان سنة 679 فَأدْرك أَبَا طَاهِر المليجي وَكَانَ آخر من قَرَأَ على أبي الْجُود فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَحضر مجْلِس الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَكَانَ ظاهرياً وانتمى إِلَى الشَّافِعِيَّة وَاخْتصرَ الْمِنْهَاج وَكَانَ أَبُو الْبَقَاء يَقُول أَنه لم يزل ظاهرياً قلت كَانَ أَبُو حَيَّان يَقُول محَال أَن يرجع عَن مَذْهَب الظَّاهِر من علق بذهنه ذكر مصنفاته منقولة من خطه الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير كَبِير غَرِيب الْقُرْآن(6/59)
فِي مُجَلد الْأَسْفَار الملخص من كتاب الصفار وَشرح التسهيل التَّذْكِرَة الموفور التَّذْكِير الْمُبْدع التَّقْرِيب التدريب غَايَة الْإِحْسَان والنكت الحسان الشذى فِي مَسْأَلَة كَذَا اللمحة الشذرة الارتضاء عقد اللآلىء نكتب الأملى النافع المورد الْغمر وَالرَّوْض الباسم المزن الهامر الرمزة تقريب النائي غَايَة الْمَطْلُوب والنثر الْجَلِيّ الْوَهَّاج فِي اخْتِصَار الْمِنْهَاج الأنور الأجلى فِي اخْتِصَار الْمحلى الْحلَل الحالية الْأَعْلَام ونثر الزهر فِي نظم الزهر الْقطر الحبى والفهرست نوافث السحر مجاني الهصر تحفة الندس فِي نحاة الأندلس الأبيات الوافية فِي القافية الْإِدْرَاك للسان الأتراك وزهو الْملك فِي نَحْو التّرْك الْأَفْعَال فِي لِسَان التّرْك منطق الخرس بِلِسَان الْفرس وَنور العبش فِي لِسَان الْحَبَش المحبور فِي لِسَان اليحمور مَسْلَك الرشد مَنْهَج السالك نِهَايَة الْإِعْرَاب خُلَاصَة التِّبْيَان بَعْضهَا لم يكمل وَمن شعره
(رَاض حَبِيبِي عَارض قد بدا ... يَا حسنه من عَارض رائض)
(وَظن قوم أَن قلبِي سلا ... وَالْأَصْل لايعتد بالعارض)
وَله
(رجاؤك فلسًا قد غَدا فِي حبائلي ... قنيصاً رَجَاء للنتاج من العقم)(6/60)
(أأتعب فِي تَحْصِيله وأضيعه ... إِذا كنت معتاضاً من الْبُرْء بِالسقمِ)
وَله
(إِن الدَّرَاهِم وَالنِّسَاء كِلَاهُمَا ... لَا تأمنن عَلَيْهِمَا إنْسَانا)
(ينزعن ذَا اللب المتين عَن التقى ... فَيرى إساءة فعله إحسانا)
وَله
(أَتَى بشفيع لَيْسَ يُمكن رده ... دَرَاهِم بيض للجروح مراهم)
(تصير صَعب الْأَمر أَهْون مَا ترى ... وتقضي لبانات الْفَتى وَهُوَ نَائِم)
وَله
(عداتي لَهُم فضل عَليّ ومنة ... فَلَا صرف الرَّحْمَن عني الأعاديا)
(هم بحثوا عَن زلتي فاجتنبتها ... وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا)
وَمن قصائده المطولة القصيدة الَّتِي مدح بهَا الشَّافِعِي أَولهَا
غذيت بِعلم النَّحْو أَن صَار لي ثديا يَقُول فِيهَا شأى الشَّافِعِي النَّاس وَالْقَصِيدَة الدالية الَّتِي مدح بهَا النَّحْو والخليل وسيبويه وختمها بمدح ابْن الْأَحْمَر أَولهَا
(هُوَ الْعلم لَا كَالْعلمِ شَيْء يراوده ... لقد فَازَ باغيه وأنجح قاصده)
وَهِي تزيد على مائَة بَيت وَالْقَصِيدَة السينية الَّتِي أَولهَا
(أهاجك ربع حَائِل الرّبع دارسه ... كوحي كتاب أَضْعَف الْخط دارسه)
ونظم قصيدة على وزن الشاطبية فِي القراءآت بِغَيْر رموز وَهِي أخصر(6/61)
وَأكْثر فَوَائِد وَلَكِن مَا رزقت حَظّ الشاطبية قَالَ الْكَمَال جَعْفَر فِي تَرْجَمته شيخ الدَّهْر وعالمه ومحيي الْفَنّ الأدبي بعد مَا درست معالمه ومجرى اللِّسَان الْعَرَبِيّ فَلَا يُقَارِبه أحد فِيهِ وَلَا يقاومه وَذكر أَنه لَازمه من سنة ثَمَانِي عشرَة إِلَى أَن مَاتَ وَذكر جملَة كَثِيرَة من شُيُوخه وَأَنه بحث فِي الْمُحَرر للرافعي على الْعلم الْعِرَاقِيّ وَحفظ الْمِنْهَاج وَاخْتَصَرَهُ وَاخْتصرَ الْمحلى لِابْنِ حزم وَذكر تصانيفه وَذكر أَنه كَانَ صَدُوقًا حجَّة ثبتاً سالما فِي العقيدة من الْبدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم وَجرى على مَذْهَب الْأَدَب فِي الْميل إِلَى محَاسِن الشَّبَاب وَمَال إِلَى مَذْهَب أهل الظَّاهِر وَإِلَى محبَّة عَليّ بن أبي طَالب والتجافي عَن من قَاتله وَكَانَ يتَأَوَّل قَوْله لَا يحبك إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضك إِلَّا مُنَافِق وَكَانَ كثير الْخُشُوع يبكي عِنْد قِرَاءَة الْقُرْآن وَعند الأبيات الغزلية قَالَ وامتدحه الْأَعْيَان مِنْهُم ابْن عبد الظَّاهِر وشافع والصدر بن الْوَكِيل والشرف بن الوحيد والنجم الطوفي وَأَبوهُ الْحُسَيْن الجزار والشهاب العزازي وَإِسْحَاق بن المنجا التركي والمجير القوصي ابْن الخيمي - انْتهى ووقفت على كتاب لَهُ سَمَّاهُ النضار عَن المسلاة عَن نضار بِخَطِّهِ فِي مُجَلد صخم ذكر فِيهِ أوليته وَابْتِدَاء أمره وَصفَة رحلته وتراجم الْكثير من أشياخه وأحواله إِلَى أَن استطرد إِلَى أَشْيَاء كَثِيرَة تشْتَمل على فَوَائِد غزيرة قد لخصتها فِي التَّذْكِرَة وَمِمَّا ذكر فِي نسبه النفزي قَالَ هِيَ نِسْبَة إِلَى نفزة قَبيلَة من البربر والبربر فِيمَا يَزْعمُونَ من ولد بربر بن قيس بن عيلان بن مُضر وهم قبائل زناتة وهوارة وصنهاجة ونفزة وكتامة ولواتة وصدينة وسنانة ومرانة وَكَانُوا كلهم بفلسطين(6/62)
مَعَ جالوت فَلَمَّا قتل تفَرقُوا وَقصد أَكْثَرهم الْجبَال فِي السوس وَغَيرهَا وَقَالَ غرناطة قَاعِدَة بِلَاد الأندلس تشبه دمشق فِي كَثْرَة الْفَوَاكِه وَهِي إسلامية قَالَ وَكَانَ أبي من جيان - بِالْجِيم فَكَانَ يُقَال لأبي حَيَّان الجياني - بِالْجِيم والمهملة وَيُقَال أَنه ضعف مرّة فعاده جمَاعَة مِنْهُم ابْن دانيال الْمُقدم ذكره فأنشدهم قصيدة من مطولاته فَلَمَّا فرغ قَالَ ابْن دانيال يَا جمَاعَة أبشركم أَن الشَّيْخ عوفي وَغدا يدْخل الْحمام فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ لم يبْق عِنْده فضلَة إِلَّا استفرغها قَالَ الصَّفَدِي كَانَ شَيخا طوَالًا حسن النغمة مليح الْوَجْه ظَاهر اللَّوْن مشرباً بحمرة منور الشيبة كَبِير اللِّحْيَة مسترسل الشّعْر فِيهَا لم تكن كثة وعباراته فصيحة بلغَة الأندلس يعْقد الْقَاف قَرِيبا من الْكَاف لكنه لاينطق بهَا فِي الْقُرْآن إِلَّا فصيحة متقنة قد مدحه جمَاعَة من الأدباء البلغاء وَأخذ عَنهُ كبار الْمَشَايِخ مِمَّن مَاتَ فِي حَيَاته أَو بعده بِقَلِيل لِأَنَّهُ عمر طَويلا وَكَانَ اخْتصَّ بأرغون النَّائِب وَصَارَ يبيت عِنْده بالقلعة وَلما مَاتَت بنته نضار سَأَلَ من السُّلْطَان النَّاصِر أَن يَأْذَن لَهُ أَن يدفنها فِي بَيته بالشرقية فَأذن لَهُ وَكَانَ ظاهري الْمَذْهَب فَلَمَّا قدم الْقَاهِرَة وَرَأى مَذْهَب الظَّاهِر مَهْجُورًا فِيهَا تمذهب للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ على الْعلم الْعِرَاقِيّ فِي الْمُحَرر وَفِي الْمِنْهَاج ثمَّ درس الْمِنْهَاج فحفظه إِلَّا يَسِيرا مِنْهُ قلت ونسخه بِخَطِّهِ ورأيته ثمَّ اخْتَصَرَهُ وَقَرَأَ شَيْئا من أصُول الْفِقْه على أبي جَعْفَر بن الزبير فِي الْإِشَارَة للباجي وَمن المستصفي وَقَرَأَ فِي أصُول الدّين على ابْن الزبير أَيْضا وَقَرَأَ شَيْئا فِي الْمنطق على بدر الدّين مُحَمَّد بن سُلْطَان وَقَرَأَ عَلَيْهِ من الْإِرْشَاد للحميدي فِي الْخلاف وبرع فِي(6/63)
النَّحْو إِلَى أَن صَار لَا يعرف إِلَّا بِهِ وَكَانَ عرياً من الفلسفة بَرِيئًا من الاعتزال والتجسيم متمسكاً بطريقة السّلف وَكَانَ يعظم ابْن تَيْمِية ومدحه بقصيدة ثمَّ انحرف عَنهُ وَذكره فِي تَفْسِيره الصَّغِير بِكُل سوء وَنسبه إِلَى التجسيم فَقيل إِن سَبَب ذَلِك أَنه بحث مَعَه فِي الْعَرَبيَّة فأساء ابْن تَيْمِية على سِيبَوَيْهٍ فسَاء ذَلِك أَبَا حَيَّان وانحرف عَنهُ وَقيل بل وقف لَهُ على كتاب الْعَرْش فَاعْتقد أَنه مجسم وَأكْثر من سَماع الحَدِيث حَتَّى بلغت عدَّة شُيُوخه أَرْبَعمِائَة وَأَجَازَ لَهُ جمع جم وَقد جمعهم فِي كتاب الْبَيَان فِي شُيُوخ أبي حَيَّان فبلغوا ألفا وَخَمْسمِائة وتصانيفه يزِيد على خمسين قَالَ جَعْفَر الأدفوي جرى على طَرِيق كثير من أَئِمَّة النُّحَاة فِي حب عَليّ حَتَّى قَالَ مرّة لبدر الدّين ابْن جمَاعَة قد روى عَليّ قَالَ عهد إِلَيّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحبني إِلَّا مُؤمن وَلَا يبغضني إِلَّا مُنَافِق هَل صدق فِي هَذِه الرِّوَايَة فَقَالَ لَهُ ابْن جمَاعَة نعم فَقَالَ فَالَّذِينَ قَاتلُوهُ وسلوا السيوف فِي وَجهه كَانُوا يحبونه أَو يبغضونه قَالَ الأدفوي أَيْضا كَانَ الشَّيْخ سيء الظَّن بِالنَّاسِ كَافَّة وَتعقبه الصَّفَدِي بِأَنَّهُ لم يسمع مِنْهُ فِي حق أحد من الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَات إِلَّا خيرا قَالَ وَكَانَ يبلغنِي أَنه كَانَ يحط على ابْن دَقِيق الْعِيد لَكِن لم أسمع مِنْهُ فِي ذَلِك شَيْئا وَسمعت مِنْهُ التنفير عَن الَّذين ينسبون إِلَى الصّلاح حَتَّى قلت لَهُ يَوْمًا يَا سَيِّدي فَمَا تَقول فِي الشَّيْخ أبي مَدين قَالَ رجل مُسلم دين وَإِلَّا مَا كَانَ يطير فِي الْهَوَاء وَلَا يُصَلِّي الْخمس بِمَكَّة كَمَا يَدعِي فِيهِ هَؤُلَاءِ الجهلة قَالَ وَكَانَ فِيهِ خشوع ويبكي إِذا سمع الْقُرْآن وَيجْرِي دمعه إِذا سمع الْأَشْعَار الغزلية وَكَانَ يَقُول يُؤثر فِي من الْأَشْعَار(6/64)
مَا كَانَ غزلاً أَو حماسة إِلَّا أشعار الْكَرم فَإِنَّهَا لَا تُؤثر فِي وَكَانَ يفتخر بالبخل كَمَا يفتخر النَّاس بِالْكَرمِ وَيَقُول أوصيك احفظ دراهمك ودع يُقَال بخيل وَلَا تحْتَاج إِلَى الأرذال قَالَ وَكَانَ يلومني على بذل الدَّرَاهِم فِي شِرَاء الْكتب وَيَقُول إِذا أردْت كتابا استعرته من كتب الْأَوْقَاف وقضيت حَاجَتي وَإِذا احتجت إِلَى دِرْهَم لم أجد من يعيرني إِيَّاه وَكَانَ يَقُول يَكْفِي الْفَقِير فِي مصر فِي كل يَوْم أَرْبَعَة أفلس يَشْتَرِي طلمة بائتة بفلس للعشاء وَأُخْرَى للغداء وبفلس زيتاً وبفلس مَاء وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص أَبُو حَيَّان ذُو فنون حجَّة الْعَرَب وعالم الديار المصرية لَهُ عمل جيد فِي هَذَا الشَّأْن وَكَثْرَة طلب وَقَالَ الأسنوي كَانَ إِمَام زَمَانه فِي علم النَّحْو إِمَامًا فِي اللُّغَة عَارِفًا بالقراءات والْحَدِيث شَاعِرًا مجيداً صَادِق اللهجة كثير الإتقان والاستحضار شافعياً لكنه يمِيل إِلَى الظَّاهِر وَيُصَرح بِهِ أَحْيَانًا وأضر قبل مَوته بِقَلِيل قلت حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم حفيده أَبُو حَيَّان مُحَمَّد بن حَيَّان ابْن أبي حَيَّان وَالشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق التنوخي وَشَيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ وَمَات بمنزله خَارج بَاب الْبَحْر فِي 28 صفر سنة 745
2180 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن مُحَمَّد الْفَزارِيّ الصبري قَاضِي تعز من بِلَاد الْيمن كَانَ فَاضلا فِي فنون مَعَ الصّلاح والورع مَاتَ حَاجا يَوْم عَرَفَة بِعَرَفَة سنة 742
2181 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن شاهنشاه شرف الدّين الْقرشِي السكرِي المقرئى الْمصْرِيّ كَانَ من التُّجَّار واعتنى بالقراءات(6/65)
وَالْكَلَام على النَّاس بِجَامِع مصر وَمَات فجاءة فِي 25 الْمحرم سنة 705 وَله ثَمَانُون سنة
2182 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ الزَّرْكَشِيّ الشَّافِعِي مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 726
2183 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ الْكرْمَانِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 717 وَأخذ عَن أَبِيه بهاء الدّين وَجَمَاعَة بِبَلَدِهِ ثمَّ ارتحل إِلَى شيراز فَأخذ عَن القَاضِي عضد الدّين ولازمه اثْنَتَيْ عشرَة سنة حَتَّى قَرَأَ عَلَيْهِ تصانيفه ثمَّ حج واستوطن بَغْدَاد وَدخل إِلَى الشَّام ومصر لما شرع فِي شرح البُخَارِيّ فَسَمعهُ بالجامع الْأَزْهَر من لفظ الْمُحدث نَاصِر الدّين الفارقي وَذكر لي شَيخنَا الْعِرَاقِيّ أَنه اجْتمع بِهِ بِمَكَّة وسمى شَرحه للْبُخَارِيّ الْكَوَاكِب الدراري وَهُوَ فِي مجلدين ضخمين وَفِي الْغَالِب يُوجد فِي أَرْبَعَة أَو خَمْسَة سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم صاحبنا القَاضِي محب الدّين الْبَغْدَادِيّ وَولده الشَّيْخ تَقِيّ الدّين يحيى الْكرْمَانِي وَهُوَ شرح مُفِيد على أَوْهَام فِيهِ فِي النَّقْل لِأَنَّهُ لم يَأْخُذ إِلَّا من الصُّحُف وَقد عَابَ فِي خطْبَة شَرحه على شرح ابْن بطال ثمَّ على شرح القطب الْحلَبِي وَشرح مغلطاي وَله شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب سَمَّاهُ السَّبْعَة السيارة لِأَنَّهُ جمع فِيهِ سَبْعَة شُرُوح فالتزم استيعابها وَذكر أَنه أردفها(6/66)
بسبعة أُخْرَى لَكِن بِغَيْر اسْتِيعَاب فجَاء شرحاً حافلاً مَعَ مَا فِيهِ من التّكْرَار وصنف فِي الْعَرَبيَّة والمنطق قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي تصدى لنشر الْعلم بِبَغْدَاد ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه لَا يتَرَدَّد إِلَى أَبنَاء الدُّنْيَا قانعاً باليسير ملازماً للْعلم مَعَ التَّوَاضُع وَالْبر بِأَهْل الْعلم وَتُوفِّي رَاجعا من الْحَج فِي الْمحرم سنة 786
2184 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن غنيمَة بن حُسَيْن أَبُو نصر الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي المولد ولد فِي شعْبَان سنة 629 وَسمع من ابْن اللتي وَهُوَ صَغِير وَحدث عَنهُ مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَجَب سنة 704
2185 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن قَاسم بن يُوسُف بن مُحَمَّد أجَاز لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده سنة 771 قَرَأت بِخَط شَيخنَا ابْن سكر هُوَ أحد شُيُوخ الْعلم وَخَلِيفَة الحكم بِبَغْدَاد
2186 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الضَّرِير مجد الدّين حفيد الْفَخر(6/67)
الْفَارِسِي ولد فِي الْمحرم سنة 642 واسمع من ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ صَالحا سَاكِنا وَمَات فِي رَمَضَان سنة 725 ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
2187 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الصريحي أَبُو عبد الله ابْن زمرك ولد بِبَعْض قرى غرناطة فِي شَوَّال سنة 33 وَنَشَأ بهَا وَأخذ عَن أبي عبد الله الفخار وَأبي البركات ابْن الْحَاج وَأبي الْحُسَيْن التلمساني وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من صُدُور الطّلبَة والنجباء شعلة فِي الذكاء نَشأ عَفا طَاهِرا ثاقب الذِّهْن جيد الْفَهم فاشتهر فَضله ثمَّ تصدى للوعظ فاستظهر بفنون من الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير وَالْبَيَان والتصوف ثمَّ ترقى إِلَى كِتَابَة السُّلْطَان أبي الْحسن التّونسِيّ ثمَّ كتب لصَاحب الأندلس وَلما وَقعت الْحَادِثَة وَعَاد قدمه لكتابة السِّرّ فاضطلع بالوظيفة خطا وإنشاء وتفنناً فاشتهر فَضله وَكَثُرت مشاركته وصدرت أمداح فِيهِ كَثِيرَة قَالَ ابْن الْخَطِيب وشعره يترامى إِلَى هدف الإجادة وسَاق لَهُ عدَّة قصائد وَوجدت فِي الهوامش بِخَط عَليّ بن لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب أَشْيَاء كَثِيرَة تشْتَمل على الغض من هَذَا الْفَاضِل وينسبه إِلَى جَمِيع أضداد الْأَوْصَاف الَّتِي وَصفه بهَا أَبوهُ وَمِنْهَا أَن لِسَان الدّين كَانَ ينظم لَهُ أَكثر شعره ويكمله لَهُ وَأَنه قَابل إحسانه لَهُ بالإساءة المفرطة بعد أَن كَانَ ربيب نعْمَته وغذي حَضرته وَبَالغ عَليّ فِي سبه واستفدت من كَلَامه(6/68)
أَنه عِنْد كِتَابه على ذَلِك كَانَ فِي قيد الْحَيَاة وَذَلِكَ قبل التسعين وَسَبْعمائة
2188 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْمصْرِيّ الأَصْل ابْن المهتار الدِّمَشْقِي نَاصِر الدّين ولد فِي رَجَب سنة 637 وَسمع من ابْن الصّلاح والمرجا بن شقيرة ومكي بن عَلان وَابْن خطيب القرافة وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ ظافر بن شَحم وَابْن المقير والسخاوي والسبط وَابْن رواج والتسارسي وَابْن الصَّابُونِي وَمُحَمّد بن يحيى بن ياقوت وَشَيخ الشُّيُوخ ابْن حمويه والتاج بن أبي جَعْفَر وَعبد الْحق بن خلف وَغَيرهم وَتفرد بعدة أَجزَاء وَعمل نِيَابَة الحكم لجلال الدّين الْقزْوِينِي وَمن مسموعاته الطوالات للتنوخي والزهد للْإِمَام أَحْمد وعلوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَغير ذَلِك وَمَات فِي 26 ذِي الْحجَّة سنة 715 قلت حَدثنَا أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد بإجازته مِنْهُ بعلوم الحَدِيث وَبِغَيْرِهِ وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَيْضا سمع من الْكَمَال عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم بن خلف الزملكاني شَيْئا من تصنيفه قَالَ وَمن مسموعه على ابْن الصّلاح الْقدر الَّذِي قرىء عَلَيْهِ من(6/69)
السّنَن الْكَبِير للبيهقي وَهُوَ من أَوله إِلَى قَوْله فِي كتاب النِّكَاح بَاب الرجل يطوف على نِسَائِهِ بِغسْل وَاحِد وَسمع من ابْن أبي الْفضل المرسي كتاب الْأَدَب والاعتقاد كِلَاهُمَا للبيهقي وَغير ذَلِك
2189 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف الحسامي الشبلي الْفَقِير ولد سنة 629 وَسمع من ابْن اللتي والتاج الْقُرْطُبِيّ واليلداني وَكَانَ يتكسب بالسؤال ثمَّ ترك وَأقَام بوابا بالشبلية وَحسنت حَاله قَالَ إِسْمَاعِيل ابْن الخباز مَاتَ فِي شعْبَان سنة 701 وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَاتَ سنة 703
2190 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أبي الْمجد الْحلَبِي الأَصْل بدر الدّين المرشدي الْمُؤَذّن ولد فِي شَوَّال سنة 647 وَسمع من الْكَمَال ابْن نعْمَة وَابْن النشبي وَأبي الْيمن ابْن عَسَاكِر ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَحدث وَكَانَ أديباً فَاضلا مَاتَ فِي شَوَّال سنة 731 وَله أَربع وَتسْعُونَ سنة وَقيل مَاتَ فِي 9 ذِي الْقعدَة سنة 728
2191 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مرهف شرف الدّين ابْن قرصة وَكَانَ عَارِفًا بِالْكِتَابَةِ الديوانية وَله سَماع فِي الحَدِيث مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 712 وَهُوَ وَالِد صَلَاح الدّين وأخويه
2192 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُوسَى بن غَانِم الْمَقْدِسِي شمس الدّين الْمَعْرُوف بعربيد سمع من هَدِيَّة بنت عَليّ بن عَسْكَر الأول من أمالي الْهَاشِمِي وَالْأول من مشيخة الفسوى وَحدث عَنْهَا بِبَيْت الْمُقَدّس سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة(6/70)
2193 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الزكي الْقرشِي الدِّمَشْقِي ولد بِمصْر فِي ربيع الأول سنة 666 واشتغل فِي الْفِقْه فبرع ودرس بِدِمَشْق وَسمع من ... وَحدث وَكَانَ حسن الْخلق كثير البشاشة مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 721
2194 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عُثْمَان بن أبي طَاهِر بن مفضل الأربلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ ولد سنة 24 وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد ابْن البن وَسمع من الْمُسلم الْمَازِني وَابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي ومكرم والزكي البرزالي والمرسي وَغَيرهم وَكَانَ عامياً أَكْثرُوا عَنهُ وَمَات فِي رَمَضَان سنة 704 سقط من سلم فَمَاتَ لوقته وَكَانَ تفرد بأَشْيَاء وَمن مسموعاته السّنَن الْكَبِير على المرسي وَكَانَ غير صبور على التحديث وَقَالَ البرزالي كَانَ ضجوراً عامياً
2195 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن مهْدي الغماري الْمَالِكِي سمع من الْفَخر وَزَيْنَب بنت مكي وتفقه وَمَات بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة 725
2196 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي بكر بن هبة الله شمس الدّين الْجَزرِي الْمَعْرُوف بِابْن الْعَوام المحوجب قَرَأَ بالسبع وتفقه للشَّافِعِيّ ودرس بالمعزية بعد الْبُرْهَان السنجاري ودرس أَيْضا بالمنكوتمرية وَولي الْعُقُود والفروض(6/71)
عَن القَاضِي الشَّافِعِي وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 711 وَولي المعزية بعده شمس الدّين مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله الْجَزرِي خطيب الْجَامِع الطولوني شَرِيكه فِي اسْمه وَاسم أَبِيه وبلده ولقبه قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ فَاضلا عَارِفًا بالأصول والقراءآت وَأخذ الْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ بقوص وَكَانَ يُشَارك فِي الطِّبّ ثمَّ غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء حَتَّى كَانَ رُبمَا ركب دَابَّته وَسَار على غير مقصد وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر الْتبس هَذَا بِالَّذِي أخر عَنهُ بعده على كثير من النَّاس حَتَّى ظنوهما وَاحِدًا وَالصَّوَاب التَّفْرِقَة
2197 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ بن عَزِيز الْمَعْرُوف بِابْن دوالة وَابْن المرحل الْحَرَّانِي شمس الدّين سمع من النجيب الْحَرَّانِي المسلسل بالأولية وَسمع من ابْن الخيمي والعماد الْمَقْدِسِي وَغير وَاحِد وَحدث بِدِمَشْق وحلب سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وحدثونا عَنهُ بالمسلسل بِشَرْطِهِ مَاتَ فِي سنة 738 وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
2198 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح بن نَاصِر الدّين الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ نزيل دمشق محيي الدّين بن تَقِيّ الدّين ولد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَسمع من ابْن الجميزي وَابْن رواج وَغَيرهمَا بِمصْر وبدمشق من محيي الدّين ابْن الزكي والزين خَالِد النابلسي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ القراءآت على أَصْحَاب أبي الْجُود وَتعلم الْعَرَبيَّة وَكَانَ يعلم النَّاس الْعَرَبيَّة وَله قبُول فِي ذَلِك لحسن تَعْلِيمه لمن لم يفهم فيهيئه للفهم وأقرأ القراءآت وَحدث وَكَانَ مشكور السِّيرَة سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن الزملكاني(6/72)
وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 703 وَهُوَ أَخُو المعمر شرف الدّين يحيى شيخ شُيُوخنَا
2199 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْمصْرِيّ الْمَالِكِي تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله كَانَ حسن الشكل فَاضلا نَاب فِي الحكم وَمَات فِي شَوَّال سنة 769
2200 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْمَالِكِي شمس الدّين نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَمَات سنة 705 نقلته من خطّ التقي السُّبْكِيّ
2201 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَلِيمِيّ الْحَنَفِيّ نزيل دمشق ثمَّ الْمَدِينَة أَخذ عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي الْحَنَفِيّ وشغل وَأفَاد وَكَانَ خيرا ورعاً قَالَ ابْن فَرِحُونَ كَانَ حَسَنَة زَمَانه ونادرة أقرانه مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة 766
2202 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن بن جَامع الْأنْصَارِيّ الْمُؤَذّن الْحَنَفِيّ بدر الدّين أَبُو عبد الله ولد فِي شَوَّال سنة 47 وأسمع على الْكرْمَانِي وتعانى الشَّهَادَة وتنزل بالمدارس وَكَانَ قَرَأَ القراءآت على الشَّيْخ يحيى المنبجي وَعرف الْحساب وجاور بِمَكَّة مُدَّة أَربع سِنِين وتجرد مُدَّة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 728
2203 - مُحَمَّد بن يُونُس بن حَمْزَة بن عَبَّاس الأربلي الأَصْل الصَّالِحِي الْقطَّان الْعَدوي روى عَن ابْن عبد الدَّائِم وَعبد الْوَهَّاب ابْن الناصح وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ فَاضلا عَالما بالفنون ذَا ورع وزهد وَمَات فِي الْمحرم سنة 746 وَله أَربع وَثَمَانُونَ سنة وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ وَمَات(6/73)
قبله بِمدَّة
2204 - مُحَمَّد بن يُونُس بن عَليّ بن يُوسُف بن يُونُس بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي ثمَّ الْحلَبِي تَاج الدّين ولد سنة 679 وَسمع من زَيْنَب بنت مكي مُسْند ابْن عمر ومسند جَابر ومسند النِّسَاء ومسند أنس ومسند أبي سعيد ومسند الْعشْرَة ومسند عَائِشَة كلهَا من مُسْند أَحْمد ونسخة نعيم بن حَمَّاد وَسمع من ابْن السكرِي المسلسل أَنا ابْن الجميزي قَرَأت ذَلِك بِخَط مُحَمَّد بن يحيى ابْن سعد فِي شُيُوخ حلب سنة 748 وَأَظنهُ مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 وَقد أجَاز لشَيْخِنَا أبي بكر بن الْحُسَيْن
2205 - مُحَمَّد بن يُونُس بن فتيَان أَبُو زرْعَة الكتاني الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ولد فِي حُدُود سنة 25 وَطلب الحَدِيث ثمَّ قدم إِلَى دمشق سنة أَرْبَعِينَ فَأكْثر عَن الْجَزرِي والمزي والذهبي والموجودين وشارك وَكتب الطباق وتميز وَحصل ثمَّ أُصِيب فِيمَن أُصِيب بالطاعون سنة 749 وَهُوَ شَاب حسن الْوَجْه كثير التَّوَاضُع ذكره ابْن حبيب فِي مُعْجَمه
فصل
هَؤُلَاءِ جمَاعَة لم أستحضر أَسمَاء آبَائِهِم فكتبتهم هُنَا ليلحقهم من عثر على ذَلِك
2206 - مُحَمَّد العقبي ثمَّ الدِّمَشْقِي المقرىء أحد الْأَئِمَّة فِي الْقِرَاءَة أَخذ عَن. . أَقرَأ بِدِمَشْق زَمَانا ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة فأقرأ بهما وَكَانَ يعد من الأبدال أرخه ابْن فَرِحُونَ سنة 764
2207 - مُحَمَّد الخجندي شمس الدّين نزيل الْمَدِينَة كَانَ صَالحا عابداً مواظباً(6/74)
على الصَّفّ الأول مُنْقَطِعًا عَن النَّاس يقطع اللَّيْل بِالذكر ويحكى عَنهُ فِي تَكْثِير الطَّعَام عجائب أرخ ابْن فَرِحُونَ وَفَاته سنة 764
2208 - مُحَمَّد الْمُقْرِئ الأربلي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بالإسكاف أَقرَأ بالسبع بحلب مُدَّة طَوِيلَة أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله ابْن الزكي وَغَيره بحلب وَكَانَ رَئِيسا حسن الشكل وَمَات سنة نَيف وَسبعين وَسَبْعمائة
2209 - مُحَمَّد ابْن قَاضِي بيا - بموحدتين الأولى مَكْسُورَة وَالثَّانيَِة خَفِيفَة - تَقِيّ الدّين تفقه على الْعِمَاد البلبيسي وَابْن الْكِنَانِي وَغَيرهمَا وبرع فِي الْفِقْه فَكَانَ أذكى الْمَوْجُودين بِمصْر مَعَ فقه النَّفس والورع التَّام وَكَانَ يتكسب بِالتِّجَارَة فيسافر إِلَى الاسكندرية مرَّتَيْنِ فِي السّنة ذكره شَيخنَا فِي الوفيات وَقَالَ مَاتَ سنة 709
2210 - مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ نظام الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي ذكره مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصَّفَدِي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَقَالَ كَانَ من أكَابِر الْعلمَاء الشَّافِعِيَّة ودرس بالجامع الطولوني وَمَات فِي 12 شهر رَجَب سنة 773
2211 - مُحَمَّد أَبُو الطَّاهِر تَقِيّ الدّين الْمَالِكِي المغربي الأَصْل الْبَصْرِيّ رَئِيس المؤذنين بِجَامِع شيخو كَانَ أوحد زَمَانه فِي الأوضاع الهيئية وَهُوَ والدالشيخ أبي البركات الْمَالِكِي مدرس الْفِقْه والطب الَّذِي تَأَخّر إِلَى حُدُود التسعين مَاتَ فِي رَجَب سنة 772
2212 - مُحَمَّد البقاعي الْمَالِكِي قَاضِي طرابلس هُوَ أول من ولي قضاءها(6/75)
من الْمَالِكِيَّة اسْتِقْلَالا مَاتَ سنة 776
2213 - مُحَمَّد ابْن الْبَقَّال الْمعبر الدِّمَشْقِي انْتَهَت إِلَيْهِ رياسة معرفَة التَّعْبِير فِي وقته وَمَات فِي شَوَّال 776
2214 - مُحَمَّد تَاج الدّين إِمَام جَامع الصَّالح غرق فِي بَحر النّيل فِي شهر ربيع الآخر سنة 776
2215 - مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ القصيري التّونسِيّ حج سنة تسع وَتردد إِلَى الْحَرَمَيْنِ وَأقَام بِالْمَدِينَةِ من سنة عشْرين وأقرأ بهَا القراءآت والنحو وَغير ذَلِك وَكَانَ لَهُ أَتبَاع وشهرة وَكَانَ يعْمل المواعيد ويصدع بِالْحَقِّ فَأخْرج من تونس فَأَقَامَ بِالْمَدِينَةِ يعْمل المواعيد كل جُمُعَة وَيحصل لَهُ حَال فِي أثْنَاء وعظه فَيقوم ويصيح وشهرت عَنهُ كرامات وَمَات فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة 723 وَكَانَ فَاضلا ذكياً ورعاً مدينا ذَا تواضع حسن الشكل والسمت
2216 - مُحَمَّد الْقرشِي الْمدنِي المقرىء شمس الدّين ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَقَالَ رَأَيْته بِالشَّام وبالمدينة وَكَانَ كثير الاستحضار كتب إِلَى وَالِدي وَنحن بِالشَّام
(تصدق بِصَرْف المنبجي فَإِنَّهُ ... بَدَت حَاجَة مني وآن رحيل)(6/76)
(وَمَا شِئْت بلغت النَّبِي مُحَمَّدًا ... فَعجل فَإِنِّي للرسول رَسُول)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ من أَبْيَات أَولهَا
(يَا زماني على العقيق اعدلي ... مَا مضى فِيك واترك الاعتذارا)
(كَانَ لي فِي لقاك أَي سرُور ... لست أَدْرِي من دهشتي كَيفَ طارا)
(قد تقضي وَكَانَ بالرغم مني ... غير أَنِّي ألقن الأعذارا)
2217 - مُحَمَّد الأقصري الصعيدي نزيل دمشق سمع ابْن عبد الدَّائِم وَحدث وَكَانَ لَهُ خطّ حسن وتفقه ودرس وروى الْكثير ذكره الذَّهَبِيّ فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ فِي سنة 727
2218 - مُحَمَّد بن الْبَزَّار تَقِيّ الدّين كَذَلِك ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص
2219 - مُحَمَّد ابْن الْوَاعِظ الْمَقْدِسِي رَحل إِلَى مصر وتفقه ودرس بالجامع الْأَزْهَر دهراً طَويلا لَهُ نظم مَاتَ سنة 731
2220 - مُحَمَّد فَخر الدّين ابْن الْبَزَّار الاسكندراني لَهُ نظم فَمِنْهُ
(أرى كل إِنْسَان يرى عيب غَيره ... ويعمى عَن الْعَيْب الَّذِي هُوَ فِيهِ)
(فَلَا خير فِيمَن لَا يرى عيب نَفسه ... ويبصر فِي الْعَيْب الَّذِي بأَخيه)
2221 - مُحَمَّد التركماني الشهير بقرًا مُحَمَّد وَالِد قرا يُوسُف أَمِير التركمان بديار بكر وَملك تبريز بعد أَن جَاءَ إِلَيْهَا تمرلنك سنة 788 مَاتَ مقتولاً فِي صفر سنة 791 ذكره الْعَلَاء ابْن خطيب الناصرية فِي ذيله
2222 - مُحَمَّد اليمني المقرىء الشَّيْخ الصَّالح الزَّاهِد العابد الْوَرع نزيل حلب كَانَ من عباد الله الصَّالِحين ملازم التِّلَاوَة وَالذكر وَالصَّلَاة وَالِاعْتِكَاف(6/77)
لَا يخرج من الْمَسْجِد إِلَّا نَادرا غير صَلَاة الْجُمُعَة وَكَانَ لَا يطْلب من أحد شَيْئا وَإِذا قلت نَفَقَته يذهب يقْعد أَمينا فِي مصبنة مُدَّة أَيَّام ثمَّ يعود إِلَى مَسْجده فينفق عَلَيْهِ مَا حصله إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثامن عشرى الْمحرم سنة 794
ذكر من اسْمه مَحْمُود
2223 - مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عَبدة بن عَطاء بن يس بن زُهَيْر البصروي الأَصْل الصَّالِحِي جمال الدّين أَبُو عبد الرَّحِيم ولد فِي رَمَضَان سنة 758 وَسمع من الْفَخر وَابْن أبي عمر وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْمحرم سنة 744
2224 - مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يُوسُف الْقرشِي المَخْزُومِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن مزبيل الشَّيْخ رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 643 وَسمع على أبي الْفَضَائِل عَليّ بن عبد الرَّزَّاق العامري بن الْقطَّان صَاحب البوصيري والشريف يُوسُف بن يحيى الْهَاشِمِي وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وَكَانَت وَفَاته فِي ...
2225 - مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ كَانَ مُنْقَطِعًا فِي مدرسة أبي عمر ثمَّ قتل على الرَّفْض بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 766(6/78)
2226 - مَحْمُود بن أَحْمد بن ظهيرة اللارندي شمس الدّين تفقه على الصَّدْر سُلَيْمَان وأتقن الْفِقْه والفرائض وَكَانَ ورعا فِي لِسَانه عجمة صنف الْإِرْشَاد فِي الْفَرَائِض وَشرح عرُوض الأندلسي وَله شعر نَازل مَاتَ قبل سنة 720
2227 - مَحْمُود بن أَحْمد بن عَمْرو بن أَحْمد بن هرماس بن نجا بن مشرف ابْن مُحَمَّد بن ورقة الثَّعْلَبِيّ أَبُو مُحَمَّد الزرعي شرف الدّين ولد سنة 635 وأسمع على ابْن عبد الدَّائِم والنجيب الْمِقْدَاد وَغَيرهمَا وَولي وكَالَة بَيت المَال بزرع نِيَابَة عَن عز الدّين ابْن المرحل وكل بَصَره فِي آخر عمره وَأقَام بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 716 حدث عَنهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع
2228 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الرضي نور الدّين أَبُو الْقَاسِم البعلبكي ولد سنة 636 وأسمع على عبد الرَّحِيم الْعَبَّادِيّ وَكَانَ(6/79)
موقع الحكم بِبَلَدِهِ وَإِمَام النورية بهَا وَحدث ببعلبك وَغَيرهَا مَاتَ سنة 724 فِي شَوَّال وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
2229 - مَحْمُود بن أَحْمد بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن القونوي جمال الدّين بن سراج الدّين الْحَنَفِيّ أَبُو المحاسن الْمَعْرُوف بِابْن السراج بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الرَّاء وَبعد الْألف جِيم ولد قبل السبعمائة وَكَانَ فَاضلا فِي الْأُصُول وَالْفِقْه وقوراً سَاكِنا يرتل عِبَارَته وَله مؤلفات ودرس بالخاتونية والريحانية وَغَيرهمَا ثمَّ ولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق مرَّتَيْنِ وَاخْتصرَ شرح الْهِدَايَة وَشرح المغنى والعمدة ومسند أبي حنيفَة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 770 وَيُقَال فِي الَّتِي بعْدهَا وَقد ناف على السّبْعين قَالَ ابْن رَافع شغل بِالْعلمِ مُدَّة بالجامع وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ رَأْسا فِي مذْهبه وَمَات عَن سِتّ وَسبعين سنة كَذَا قَالَ
2230 - مَحْمُود بن أوحد بن خطير شرف الدّين أَخُو مَسْعُود كَانَ بِدِمَشْق ثمَّ طلب إِلَى مصر فولي الحجوبية بِمصْر ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 بالطاعون
2231 - مَحْمُود بن خَليفَة بن مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بن عقيل المنبجي ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو الثَّنَاء التَّاجِر ولد سنة سِتّ أَو 687 وأحضر(6/80)
على الفاروثي وأسمع على أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر والعز الْفراء وَغَيرهمَا وعَلى الدمياطي وَابْن الصَّواف والغرافي وَسمع بِبَغْدَاد عَليّ الرشيد بن أبي الْقَاسِم وأخيه عَليّ والعماد ابْن الطبال وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والتقي الوَاسِطِيّ وَجَمَاعَة قَالَ البرزالي ثمَّ الذَّهَبِيّ فِي معجميهما الْمعدل الْمُحدث الْفَاضِل الصَّادِق دخل إِلَى خُرَاسَان وخوارزم وأصبهان للتِّجَارَة وَله كتب متقنة زَاد البرزالي وأجزاء نظيفة زَاد الذَّهَبِيّ وَذكره فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص فَقَالَ نسخ وَحصل الْأُصُول وجود الْفُرُوع بالمقابلة مَعَ الدّين والصدق وَالْأَمَانَة وَمَعْرِفَة متوسطة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ دينا خيرا ذَا مُرُوءَة وبر وَكَانَ لَا يسمع إِلَّا من أصل صَحِيح وَحدث بالكثير حدث عَنهُ الذَّهَبِيّ وَمَات قبله والعز ابْن جمَاعَة وَأَبُو زرْعَة بن الْعِرَاقِيّ وعاش بعد الذَّهَبِيّ نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة مَاتَ مَحْمُود بن خَليفَة بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة 767 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
2232 - مَحْمُود بن رَمَضَان شرف الدّين ابْن وَالِي اللَّيْل تعانى الْآدَاب وخدم فِي النيابات قَالَ الْكَمَال الأدفوي رَأَيْته واليا بأدفو ثمَّ أسنا وَمن نظمه من قصيدة
(ومذ أَطَعْت هواكم مَا عصيب لكم ... أمرا وَلَا ملت فِي حبي عَن الْأَدَب)
(فَمَا بطرفي لَا يَغْشَاهُ طيفكم ... بخلا عَليّ وَأَنْتُم أكْرم الْعَرَب)
مَاتَ بِمصْر سنة 729(6/81)
2233 - مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد بن مَحْمُود الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو الثَّنَاء شهَاب الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 644 وَسمع من الرضي بن الْبُرْهَان وَيحيى ابْن عبد الرَّحْمَن الْحَنْبَلِيّ وجمال الدّين ابْن مَالك وتأدب بِهِ وبابن الظهير وتفقه بِابْن المنجا وَغَيره وبرع إِلَى أَن عين مرّة لقَضَاء الْحَنَابِلَة وفَاق الأقران فِي حسن النّظم والإنشاء وَالْكِتَابَة وَكَانَ يذكر أَن لَهُ إجَازَة من ابْن خَلِيل وَكتب الْإِنْشَاء أَولا بِدِمَشْق ثمَّ نَقله ابْن السلعوس إِلَى الديار المصرية عقب موت محيى الدّين بن عبد الظَّاهِر فَكتب بهَا فِي ديوَان الْإِنْشَاء ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد موت شرف الدّين بن فضل الله إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ نَائِب السلطنة يحترمه وَكَانَ محباً لأهل الْخَيْر مواظباً على التِّلَاوَة والأدعية والنوافل وقوراً سَاكِنا وقصائده كَثِيرَة تدخل فِي ثَلَاث مجلدات وَأما المقاطيع فقليلة ونثره يدْخل فِي ثَلَاثِينَ مجلدة كَذَا قَالَ الصَّفَدِي وَقَالَ وَهُوَ أحد الكملة الَّذين عاصرتهم وَأخذت عَنْهُم وَلم أر من يصدق عَلَيْهِ اسْم الْكَاتِب غَيره لِأَنَّهُ كَانَ ناظماً ناثرا عَارِفًا بأيام النَّاس وتراجمهم وَمَعْرِفَة خطوط الْكتاب مَعَ الْأَدَب الْكثير والديانة وَالْعلم وَالرِّوَايَة وَله كتاب حسن التوسل فِي صناعَة الترسل جوده وَكتاب أهنى المنائح فِي أَسْنَى المدائح أفرد من شعره المدائح(6/82)
النَّبَوِيَّة قَالَ الذَّهَبِيّ لم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله وَقَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه فَاضل كتب فِي الْإِنْشَاء وَفِي جودة الشّعْر فاق أهل عصره وأربى على كثير مِمَّن تقدمه وأضحى المنظور إِلَيْهِ فِي الْبِلَاد الشامية والمصرية وَكَانَ يكْتب التقاليد الْكِبَار والتواقيع بديهة من غير مسودة واشتهر بِحسن الْخلق فَكَانَت أَكثر التقاليد والتواقيع تظهر بِخَطِّهِ وثوقاب بِهِ حَتَّى جمع مِنْهَا بعض الراغبين مجلدين وَكَانَ اشْتغل على ابْن مَالك فِي النَّحْو وعَلى ابْن المنجا فِي الْفِقْه وَأَجَازَ لَهُ يُوسُف بن خَلِيل وَذكر أَنه سمع من لَفظه ديوَان المدائح النَّبَوِيَّة الَّذِي سَمَّاهُ أهنى المنائح فِي أَسْنَى المدائح وَعدد أبياته ألفا بَيت وثلاثمائة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ بَيْتا وَمن مَشْهُور نظمه
(تثنى وأغصان الْأَرَاك نواضر ... فنحت وأسراب من الطير عكف)
(فَعلم بانات النقا كَيفَ تنثني ... وَعلمت وَرْقَاء الْحمى كَيفَ تهتف)
وَمِنْه
(رأنى وَقد نَالَ من النحول ... وفاضت دموعي على الخد فيضا)
(فَقَالَت بعيني هَذَا السقام ... فَقلت صدقت وبالخصر أَيْضا)
وَله
(عريب سبوا لومي وَلم تدر مقلتي ... كَمَا سلبوا قلبِي وَلم تشعر الأعضا)
(وَطلقت نومي والجفون حوامل ... فَمن أجل ذَا فِي الخد أبقت لَهَا فرضا)
(وطارحه من أدباء عصره السراج ... الْوراق وناصر الدّين ابْن النَّقِيب)
وشهاب الدّين العزازي وَغَيرهم وَمن غَرِيب قصائده خَاطب بهَا فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر
(هَل الْبَدْر إِلَّا مَا حواه لثامها ... أَو الصُّبْح إِلَّا مَا جلاه ابتسامها)(6/83)
وَهِي طَوِيلَة وَمن محَاسِن نثره الْكتاب الَّذِي فِي وصف الْخَيل والرسالة الَّتِي فِي وصف البندق قَالَ ابْن سيد النَّاس قَالَ لي ابْن سَلمَة الغرناطي مَا رَأَيْت أجل من الدمياطي والشهاب مَحْمُود والشهاب فِي بَابه أجل وَله ذيل على ذيل القطب اليونيني فِي التَّارِيخ مَاتَ بِدِمَشْق فِي لَيْلَة السبت بعد آذان الْعشَاء الْآخِرَة 22 شعْبَان سنة 725
2234 - مَحْمُود بن سنجر صَاحب دلى من بِلَاد الْهِنْد مَاتَ سنة 715 وَخلف ثَمَانِي مائَة فيل بيض وثلاثمائة سود وكل وَاحِد مِنْهَا يُقَاتل عَلَيْهِ سِتُّونَ نَفرا وَأَنَّهَا كلهَا تقَاتل الْكفَّار وَلَا تقَاتل الْمُسلمين وَكَانَ افْتتح كثيرا من بِلَاد الْهِنْد فِي سنة 699 ذكر ذَلِك شمس الدّين الْجَزرِي
2235 - مَحْمُود بن طريف بن زكري المحجي أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بكتيلة سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ سنة 714 بحلب
2236 - مَحْمُود بن طي العجلوني جمال الدّين الصُّوفِي قَالَ الصَّفَدِي كَانَ فَقير الْحَال كثير الْعِيَال دَاعِيَة إِلَى مقَالَة الْعَفِيف التلمساني يحفظ أَكثر ديوانه وينضال عَن معتقده وأغوى جمَاعَة من أهل صفد لَكِن من الله بإنقاذهم من ضلاله وَكَانَ يرتزق من شَهَادَة الْقسم فِي خَاص السُّلْطَان كَانَ لَهُ نظم وسط أَنْشدني مِنْهُ فَمِنْهُ تخميس قصيدة لشيخه أَولهَا
(بالناظر الفاتر الْوَسْنَان ذِي الدعج ... وَمَا بخد الَّذِي نهوى من الضرج)(6/84)
(قُم يَا نديم فَمَا فِي الْوَقْت من حرج ... انْظُر إِلَى حسن زهر الرَّوْضَة البهج)
(واسمع ترنم هَذَا الطَّائِر الهزج ...
مَاتَ بصفد فِي سنة 734 وَقد قَارب السّبْعين
2237 - مَحْمُود بن عبد الحميد بن سلمَان بن معالي المعري الأَصْل الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين بن نجم الدّين الْوراق ولد سنة 682 وأسمع على الْفَخر مشيخته وجزء الغطريف وَحدث وَكَانَ لَهُ حَانُوت بالوراقين بالصالحية مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 757
2238 - مَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ الْعَلامَة شمس الدّين أَبُو الثناة الْأَصْبَهَانِيّ كَانَ ينتسب إِلَى عَلَاء الدولة الهمذاني وَكَانَ مولده بأصبهان فِي شعْبَان سنة 674 واشتغل فِي بِلَاده وَمهر وَتقدم فِي الْفُنُون وَقَرَأَ على وَالِده وعَلى جمال الدّين بن أبي الرَّجَاء وَغَيرهمَا ثمَّ حج فِي سنة 24 وَقدم دمشق بعد زِيَارَة الْقُدس فِي صفر سنة 25 فبهرت فضائله وَسمع كَلَامه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فَبَالغ فِي تَعْظِيمه قَالَ مرّة اسْكُتُوا حَتَّى نسْمع كَلَام هَذَا الْفَاضِل الَّذِي مَا دخل الْبِلَاد مثله وَكَانَ يلازم الْجَامِع الْأمَوِي لَيْلًا وَنَهَارًا مكباً على التِّلَاوَة وشغل الطّلبَة ودرس بعد الزملكاني بالرواحية وَفِي يَوْم الإجلاس بَالغ الْفُضَلَاء فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ ثمَّ طلب على الْبَرِيد إِلَى الْقَاهِرَة(6/85)
فِي ربيع الآخر سنة 32 بسفارة الشَّيْخ مجد الدّين الأقصرائي شيخ خانقاه سريا قَوس فَنزل عِنْده وَعمل لَهُ سَماع وَبنى لَهُ قوصون الخانقاه ورتبه شَيخا بهَا قَالَ الأسنوي كَانَ بارعاً فِي العقليات صَحِيح الِاعْتِقَاد محباً لأهل الصّلاح طارحاً للتكلف مجموعاً على الْعلم انْتهى وصنف شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب قبل أَن يقدم الْبِلَاد وَشرح الْمطَالع للأرموي وَتَجْرِيد النصير الطوسي وَشرح قصيدة الساوي فِي الْعرُوض وصنف نَاظر الْعين فِي الْمنطق وَشَرحه وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب وَشرح بِالْقَاهِرَةِ البديع لِابْنِ الساعاتي وطوالع الْبَيْضَاوِيّ ومنهاجه وَعمل تَفْسِيرا وَكَانَ بعض أَصْحَابه يَحْكِي أَنه كَانَ يمْتَنع كثيرا من الْأكل لَيْلًا لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى الشّرْب فَيحْتَاج إِلَى دُخُول الْخَلَاء فيضيع عَلَيْهِ الزَّمَان وَكَانَ خطه قَوِيا وقلمه سَرِيعا قَالَ الصَّفَدِي رَأَيْته يكْتب فِي تَفْسِيره من خاطره من غير مُرَاجعَة وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا وَأذن لجَماعَة فِي الْإِفْتَاء بِمصْر وَالشَّام وَكَانَت تعتريه فَتْرَة من شغل باله بالتفكر ومسائل الْعلم وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 بالطاعون الْعَام
2239 - مَحْمُود بن الْجمال عبيد الله بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي المنجنيقي سمع من ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَحدث سمع مِنْهُ الشريف الْحُسَيْنِي(6/86)
وَكَانَت رئاسة عمل المنجنيق انْتَهَت إِلَيْهِ فاتفق أَنه كَانَ فِي حِصَار المنجنيق فَرفع المنجنيق ليصلحه فَسقط مَيتا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 754
2240 - مَحْمُود بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف التبريزي محب الدّين ابْن الإِمَام عَلَاء الدّين القونوي ولد سنة 719 واشتغل بِالْعلمِ فَأخذ عَن الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي حَيَّان والجلال الْقزْوِينِي وَغَيرهم ودرس وَأفْتى وشغل وَقَالَ ابْن رَافع أَنه سمع بِدِمَشْق وَهُوَ صَغِير وَقَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ عَالما بالفقه وأصوله فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة متعبداً صَحِيح الذِّهْن قَلِيل الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ انْتفع بِهِ كَثِيرُونَ وَشرع فِي التصنيف فَشَغلهُ عَنْهَا انخرام عمره وَقد درس بالشريفية وَغَيرهَا وَولي مشيخة الخانقاه الدوادارية إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 758
2241 - مَحْمُود بن عَليّ بن أصفر عينه السودوني جمال الدّين الاستادار فِي أَيَّام الْملك الظَّاهِر برقوق جَاءَ إِلَى حلب قبل أَن يَلِي الاستادارية ثمَّ سَافر إِلَى مصر وَبنى بِالْقَاهِرَةِ مدرسة خَارج بَاب زويلة ووقف عَلَيْهَا كتب ابْن جمَاعَة الَّتِي اشْتَرَاهَا بعد مَوته وَهِي كَثِيرَة جدا وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَحصل أَمْوَالًا جزيلة تفوق الْحصْر وصودر مرَارًا بعد الْحُرْمَة الْعَظِيمَة والوجاهة فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة مَاتَ فِي سنة 799
2242 - مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار الْبَاب شَرْقي جمال الدّين المعمار ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 656 وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر(6/87)
وَحدث ذكره البرزالي وَابْن رَافع وَقَالا مَاتَ فِي الْعشْر الأول من ذِي الْحجَّة سنة 736
2243 - مَحْمُود بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن رضوَان الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الطرائفي جمال الدّين ابْن الْحَاجة ولد سنة ثَمَان أَو 649 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم الْمِائَة الفراوية وَغَيرهَا سمع مِنْهُ البرزالي وَابْن رَافع والذهبي وذكروه فِي معاجيمهم وأرخوا وَفَاته فِي 19 ذِي الْحجَّة سنة 737
2244 - مَحْمُود بن عَليّ شاه بن غالي رَأَيْت خطه فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر مؤرخ بِسنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
2245 - مَحْمُود بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ الْحلَبِي نور الدّين أَبُو الثَّنَاء ولد سنة 704 وَسمع جُزْء البانياسي من بيبرس العديمي وَحدث ذكره ابْن سعد فِي مَشَايِخ حلب سنة 748 وَتَأَخر بعد ذَلِك ذكره أَبُو جَعْفَر فِي مَشَايِخ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَسمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر بعد السِّتين وَغَيره وَمَات سنة 775
2246 - مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن عبد اللَّطِيف السّلمِيّ يُقَال لَهُ وَدِيعَة الله يَأْتِي فِي حرف الْوَاو
2247 - مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن مقبل بن سُلَيْمَان بن دَاوُد الْعِرَاقِيّ تَقِيّ الدّين(6/88)
أَبُو الثَّنَاء الدقوقي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 663 وأسمعه أَبوهُ على عَليّ بن أَنْجَب المؤرخ وَعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَابْن أبي الدنية وَغَيرهم وَأكْثر وَطلب هُوَ بِنَفسِهِ وَكَانَ يعْمل المواعيد وَيقْرَأ على كرْسِي ويحضره الْخلق الْكثير وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنحو وَله نظم حسن كثير وَهُوَ مِمَّن رثى ابْن تَيْمِية لما بلغته وَفَاته وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت فحببا إِلَى النَّاس وَولي مشيخة الإسماع بالمستنصرية بعد ابْن الدواليبي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ يَأْتِي بِكُل نفيسة من النّظم والنثر متقناً متحرياً وَمن مروياته جُزْء الْأنْصَارِيّ حدث بِهِ عَن ابْن ورخز عَن ابْن الْأَخْضَر بِسَنَدِهِ وَقَالَ البرزالي كَانَ كثير الِاحْتِيَاط فِي الضَّبْط للألفاظ وَقَالَ غَيره كَانَ يجْتَمع فِي مَجْلِسه أُلُوف من النَّاس وَله نظم كثير ونثر وخطب وَمَات فِي أَوَائِل الْمحرم وَقيل فِي عشْرين الْمحرم سنة 733 وَكَانَت جنَازَته حافلة وَلم يخلف شَيْئا
2248 - مَحْمُود بن عَليّ بن هِلَال العجلوني ولد بعد السبعمائة وَسمع من ابْن الشّحْنَة فِيمَا قيل وَحدث عَنهُ وَسمع أَيْضا من زَيْنَب بنت شكر وَأبي بكر بن عنتر وتفقه بِجَمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ شرف الدّين الْبَارِزِيّ فِيمَا ذكر وَأَنه أجَاز لَهُ بالإفتاء والتدريس وَكَذَلِكَ أذن لَهُ فَخر الدّين خطيب جبرين بحلب وبرع ودرس وَأفْتى وَطَاف الْبِلَاد وَأخذ عَنهُ جمَاعَة(6/89)
وَأذن لَهُم فِي الْإِفْتَاء وَكَانَ يتساهل فِي ذَلِك وَيَأْخُذ عَلَيْهِ الْبَذْل حَتَّى اشْتهر بذلك وَحدث بالثقفيات عَن زَيْنَب بنت شكر أَنا جَعْفَر وَطعن فِي ذَلِك الياسوفي والبدر وَمن ذكر لي ذَلِك الْبُرْهَان الْحلَبِي وَكَانَ سَمعهَا عَلَيْهَا فتوقف فِي رِوَايَتهَا عَنهُ وتزهد فِي آخر عمره وتقشف وَيُقَال أَن أَبَا الْبَقَاء نقم عَلَيْهِ مُوَافقَة ابْن تَيْمِية فِي مسَائِله فَبَلغهُ إِنْكَاره فَكتب إِلَيْهِ أَن الله أَعْطَانِي من الْعلم مَا يَكْفِينِي لديني وَمن الرزق مَا يَكْفِينِي وَمن الْعُمر فَوق مَا يتَذَكَّر فِيهِ من تذكر وَاسْتقر مُقيما بالقدس إِلَى أَن مَاتَ وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
2249 - مَحْمُود بن عَليّ بن شروين الْبَغْدَادِيّ نجم الدّين وَزِير بَغْدَاد كَانَ ثمَّ قدم الديار المصرية فِي سنة 738 وَكَانَ رَفِيقه الحسام الغوري وَالسَّبَب فِي قدومه أَنه كَانَ وزيراً بِبَغْدَاد فَلَمَّا رأى كَثْرَة الِاخْتِلَاف فاتفق مَعَ جمَاعَة عِنْد إِرَادَة الفتك بِهِ فتوجهوا إِلَى الشَّام وَاسْتَأْذَنَ تنكز عَلَيْهِم فَإِذن فِي قدومهم فأكرمهم تنكز وَغَيره من نواب الْبِلَاد بِأَمْر السُّلْطَان ثمَّ قدمُوا الْقَاهِرَة فَلَمَّا سلم على النَّاصِر وَقبل الأَرْض قبل يَده فَوضع فِيهَا حجر بلخش وَزنه أَرْبَعُونَ درهما قوم بِأَكْثَرَ من عشرَة آلَاف دِينَار فَأكْرمه السُّلْطَان وَقَررهُ أَمِير طبلخاناة وَأَعْطَاهُ إمرة وتشريفاً ووصى السُّلْطَان أَن يرتب وزيراً بعده فولى الوزارة فِي أول دولة الْمَنْصُور فعامل النَّاس بالجميل وَاسْتمرّ إِلَى أَن ولي الصَّالح إِسْمَاعِيل فحظي عِنْده ثمَّ عزل فِي دولة الْكَامِل شعْبَان فَلَمَّا ولي المظفر حاجي أُعِيد إِلَى أَن خرج فِي أَوَائِل شهر(6/90)
رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين هُوَ وطغيتمر النجمي الدوادار وَغَيرهمَا إِلَى غَزَّة ثمَّ قتلوا بهَا فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَكَانَ جواداً كثير الصَّدقَات وَهُوَ الَّذِي أقدم ابْن عبد الْهَادِي إِلَى الْقَاهِرَة حَتَّى سمعُوا مِنْهُ صَحِيح مُسلم
2250 - مَحْمُود بن عمر بن عبد الله الْفَارِسِي الشَّيْخ تَاج الدّين التَّفْتَازَانِيّ
2251 - مَحْمُود بن عمر الْهَرَوِيّ تقدم فِي مُحَمَّد بن عمر
2252 - مَحْمُود بن غزي بن مشمعل جمال الدّين البصروي الشَّافِعِي كَانَ يحفظ الْوَجِيز ويستحضره وَمَات فِي شعْبَان سنة 745
2253 - مَحْمُود بن قطلو شاه السرائي الْحَنَفِيّ أرشد الدّين ولد قبل الْقرن وَقدم من بِلَاده وَهُوَ كَبِير فَأَقَامَ بِالشَّام مُدَّة فشغل النَّاس وَأفَاد وَتخرج بِهِ جمَاعَة ثمَّ أقدمه صرغتمش فدرس بمدرسته بعد القوام الْأَتْقَانِيّ وَكَانَ عَارِفًا بالفنون الآلية عُمْدَة فِي الْأُصُول والمعقول والمنطق سَاكِنا وَأكْثر الانجماع عَن النَّاس مُعظم الْقدر عَنهُ أهل الدولة مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 775 عَن ثَمَانِينَ سنة أَو أَزِيد أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
2254 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة الْخَطِيب جمال الدّين ولي(6/91)
خطابة الْجَامِع بعد تَاج الدّين الْقزْوِينِي فِي سنة 49 وَكَانَ قد سمع من التقي سُلَيْمَان وَابْن سعد وَغَيرهمَا وَحفظ التَّعْجِيز لِابْنِ يُونُس وتفقه على عَمه وتصدر بالجامع وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم عَن عَمه يَوْمًا وَاحِدًا وَلما ولي الخطابة أعرض عَن جَمِيع جهاته فتفرقها الطّلبَة وَاسْتمرّ هُوَ مواظباً على الأشغال والإفتاء وَالْعِبَادَة وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ دينا خيرا وَله تواليف وَكَانَ منجمعاً عَن النَّاس ملازماً لقاعة الخطابة لَا يخرج مِنْهَا وَلَا يجْتَمع بِأحد بل الأكابر يزورونه ويتطفلون عَلَيْهِ وَكَانَ مَقْبُول الشَّفَاعَة عِنْد الْأُمَرَاء والنواب وَلما دخل يلبغا دمشق مَعَ الْمَنْصُور زَارَهُ وَالسُّلْطَان مَعَه فَمَا احتفل بهما بل رد عَلَيْهِمَا السَّلَام وَهُوَ بالمحراب وَكَانَت جنَازَته لما مَاتَ حافلة جدا مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764 بالطاعون وَلم يكمل السِّتين
2255 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سنبلي جمال الدّين بن حَافظ الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة ... وتفقه وَمهر فِي الْمَذْهَب وناب فِي الحكم عَن جمال الدّين ابْن العديم ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ ولاه الظَّاهِر لما عَاد من الكرك إِلَى السلطنة قَضَاء حلب عوضا عَن محب الدّين ابْن الشّحْنَة(6/92)
وَذَلِكَ فِي سنة 93 فباشر مُدَّة يسيرَة ثمَّ انْفَصل ثمَّ عَاد وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ قَاض فِي 25 شهر رَمَضَان سنة 799 وعاش ثَلَاثًا وَسِتِّينَ سنة وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة مشكور السِّيرَة عفيفاً وَله حُرْمَة عِنْد التّرْك وَغَيرهم
2256 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح الصرخدي شرف الدّين ولد قبل الثَّلَاثِينَ وَقدم دمشق وَهُوَ شَاب فاشتغل بالفقه واشتهر بالورع حَتَّى كَانَ يشبه بالنووي ثمَّ تمهر وَشرع فِي الإفادة فَكَانَ يقرئ بالجامع احتساباً شرحاً وتصحيحاً وَهُوَ مقبل على شَأْنه خَاشِعًا متبذلاً كثير الأوراد وَضعف بَصَره بآخرة فَانْقَطع عَن الْجَامِع وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 781
2257 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد شرف الدّين ابْن الشريشي ولد سنة 29 بحمص وَأخذ عَن أَبِيه وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْأُصُول والنحو والمعاني وشارك فِي الْفَضَائِل مُشَاركَة قَوِيَّة وَنَشَأ فِي عبَادَة وتقشف وانجماع وَنزل لَهُ وَالِده جمال الدّين عَن البادرائية فَانْقَطع بهَا منجمعاً عَن النَّاس إِلَى أَن مَاتَ وَقد نَاب فِي الحكم عَن التَّاج السُّبْكِيّ وَكَانَ هُوَ الْمَقْصُود بالفتاوى من الْبِلَاد والجهات لحسن كِتَابَته وإتقانها وَكَانَ زين الدّين الْقرشِي يَقُول يقبح علينا أَن نفتي مَعَ وجود شرف الدّين وَكَانَ عديم الشَّرّ بل كُله خير وَهُوَ يحسن النّظم والنثر(6/93)
قَالَ الشهَاب ابْن حجي بورك لَهُ فِي رزقه وَلم يكن لَهُ إِلَّا البادرائية والتدريس بالجامع وَمَعَ ذَلِك فَيحسن إِلَى الطّلبَة كثيرا ويكرر الْحَج قَالَ وَلم أر فِي مشايخي أحسن من طَرِيقَته وَرَأَيْت بِخَطِّهِ فِي استدعاء مؤرخ سنة 780 كتب فِيهِ أجزت لَهُم
2258 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَاشم بن أَحْمد بن عمرالصالحي سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ كتاب الشَّمَائِل وَحدث وَكَانَ جندياً مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 746
2259 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حَامِد الأرموي صفي الدّين أَبُو الثَّنَاء بن أبي بكر الصُّوفِي الْمُحدث ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 647 وَسمع من النجيب وَابْن علاق وَالْفَخْر الْحَرَّانِي فِي آخَرين بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من ابْن الدهان وَابْن الْفُرَات وَغَيرهمَا بالإسكندرية وبالشام من الْكَمَال ابْن عبد وَابْن الدرجي وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي حادي عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 723 ذكره الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع وَغَيرهمَا
2260 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن حمدَان بن جراح النميري نجم الدّين أَبُو بكر الْكفْر بطناوي الْمُؤَدب أَصله من حران ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع من ابْن شقيشقة وَعبد الْعَزِيز بن صديق وَمن الشّرف الأربلي المقامات وَله إجَازَة من سبط السلَفِي قَالَ وَهُوَ رجل جيد فِي نَفسه مَاتَ سنة 717(6/94)
وَقد قَارب السّبْعين وَكَانَ إِمَام مَسْجِد تربة الْقُضَاة وَابْن إِمَامه وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها أديباً روى عَنهُ الدمياطي فِي مُعْجَمه وَحضر النَّجْم على الْمُحب الْمُحدث
2261 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن دَاوُد الْقَسرِي جمال الدّين الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بالعجمي ولد سنة ... وَقدم الْقَاهِرَة قبيل السّبْعين وتوصل بِصُحْبَة الْأُمَرَاء إِلَى مَقَاصِد كَثِيرَة إِلَى أَن ولي الْحِسْبَة فَسَار فِيهَا سيرة حَسَنَة وأحبه النَّاس ثمَّ ترقى إِلَى أَن ولي نظر الْجَيْش ثمَّ استضاف إِلَيْهِ الْقَضَاء وَكَانَ رَئِيسا كَامِلا وفاضلاً جَامعا وَله بسط لِسَان وبنان وَبَيَان وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 799
2262 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب السّلمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن خطيب بعلبك بهاء الدّين المجود ولد فِي جُمَادَى ... سنة 688 واشتغل وعني بالخط فجوده إِلَى الْغَايَة وَكَانَ يخْطب جيدا بنغمة حَسَنَة وَكتب عَلَيْهِ جمَاعَة من أهل دمشق وَغَيرهم وَكَانَ مؤتمناً على أَوْلَاد النَّاس كريم الْأَخْلَاق محبوباً حسن الشكل تَامّ الْخلق وَجَرت لَهُ محنة مَعَ تنكز لِأَنَّهُ وصف لَهُ حسن خطه فَأحْضرهُ وَسَأَلَهُ أَن ينْسَخ لَهُ صَحِيح البُخَارِيّ فَاعْتَذر بِأَنَّهُ مَشْغُول بتعليم أَوْلَاد النَّاس فَقَالَ لَهُ أَنا أَصْبِر عَلَيْك فَأعْطَاهُ الْوَرق وَالْأُجْرَة وأغفله سنة ثمَّ طلبه فأحضر لَهُ(6/95)
مِنْهُ مجلداً فَرَمَاهُ إِلَى الأَرْض وضربه ضربا مبرحاً قَالَ الصَّفَدِي رَأَيْت المجلد وَهُوَ نسخ عَجِيب إِلَى الْغَايَة قلت رَأَيْت بِخَطِّهِ نُسْخَة كَامِلَة فِي ثَلَاث مجلدات وَهِي باسم تنكز وقابلها الْمزي بِقِرَاءَة ابْن كثير وَهِي أعجوبة فِي الْحسن وَالصِّحَّة فَكَأَنَّهُ أكمل المجلد الْمَذْكُور وَمَات رَحمَه الله بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة 735
2263 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن عُثْمَان تَقِيّ الدّين الْقَيْسِي الْحَنَفِيّ قَاضِي حماة الشهير بِابْن الْحَكِيم سمع من الحجار وَحدث عَنهُ وَولي قضاءها مرَّتَيْنِ وطالت مدَّته وَكَانَ حسن السِّيرَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 760 وَله سبع وَسِتُّونَ سنة
2264 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عبد الله القيصري أَبُو الثَّنَاء جمال الدّين نَشأ(6/96)
ببلاده واشتغل وتفقه وَمهر فِي الْمعَانِي والعربية وَقدم الْقَاهِرَة فَنزل بالصرغتمشية مملقاً فَكَانَ يخْدم الطّلبَة ويتقاضى حوائجهم ثمَّ أَقرَأ مماليك بعض الْأُمَرَاء فَلَمَّا قتل الْأَشْرَف وثارت الْفِتْنَة سعى لَهُ مخدومه فِي الْحِسْبَة فوليها فِي ذِي الْقعدَة سنة 78 فاستعار دَارا من صديق لَهُ حَتَّى نزلها وَأَعْطَاهُ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فرجية لبسهَا وَفِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ توجه إِلَى الجيزة فهدم كَنِيسَة أَبُو النمرس وعملها مَسْجِدا فَلَمَّا كَانَ فِي ربيع الأول سنة 82 صرف بشمس الدّين الدَّمِيرِيّ بِسَبَب أَنه كَانَ صديق بركَة فَغَضب مِنْهُ برقوق لما قبض على بركَة وَأَرَادَ أَن يَنْفِيه ثمَّ تَركه فَقَامَ الْعَوام فطلبوا من برقوق أَن يُعِيدهُ فَأجَاب سُؤَالهمْ وَاسْتقر فِي جُمَادَى الأولى فاتفق أَن الغلال كَانَت متحسنة فرخصت فتيمنوا بِهِ ثمَّ صرف فِي شعْبَان سنة ثَلَاث بتاج الدّين المليجي فارتفع السّعر فَقَامَ الْعَامَّة وطلبوه أَيْضا فأعيد فِي ذِي الْقعدَة ثمَّ صرف فِي رَمَضَان سنة 89 بِنَجْم الدّين الطنبذي وَاسْتقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر بعد موت شمس الدّين القرمي وَتزَوج بنت الطولوني وَأُخْتهَا تَحت برقوق ثمَّ ولي نظر الْجَيْش فِي ربيع الأول سنة 91 وَاسْتقر شرف الدّين ابْن الْأَشْقَر فِي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ صرف عَن نظر الْجَيْش فِي عود برقوق ثمَّ أُعِيد وَولي الْقَضَاء وَعظم قدره ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ مشيخة الشيخونية فَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ سنة 799 وَكَانَ فَاضلا مشاركاً محظوظاً فِي جَمِيع أُمُوره تمكن من السُّلْطَان وَأهل الدولة تمَكنا زَائِدا وَكَانَ مستكثراً من أَنْوَاع الترف والملاذ عَفا الله عَنهُ(6/97)
2265 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار الدِّمَشْقِي ولد سنة 654 وأسمع على عمر الْكرْمَانِي وَغَيره وَحدث فِي سنة 732 وَمَات فِي ...
2266 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن المدايني الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الصَّالِحِي الْأَصَم سبط الشَّيْخ أبي عمر ولد سنة ... وَسمع على أَحْمد بن المفرج والبلخي والمرسي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن يَعْقُوب المرستاني وَإِبْرَاهِيم ابْن عُثْمَان الكاشغري وَابْن القبيطي وَغَيرهم وَمَات فِي 26 شعْبَان سنة 716
2267 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْقرشِي الطَّالِبِيُّ الدركزيني نِسْبَة إِلَى دركزين قَرْيَة من همذان كَانَ فَاضلا عَالما زاهدا كثير الكرامات مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة طَوِيل الْقَامَة جَهورِي الصَّوْت حسن الْخلق والخلق كثير الْجُود والبذل صنف نزل السائرين فِي شرح منَازِل السائرين ذكره الأسنوي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 743 وَهُوَ فِي عشر الْمِائَة
2268 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة التَّمِيمِي الدِّمَشْقِي ابْن القلانسي محيى الدّين بن شرف الدّين ولد سنة 677 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَعبد الْوَاسِع الْأَبْهَرِيّ وَغَيرهمَا واشتغل وَحصل وَكَانَ خيرا متواضعاً قَلِيل المخالطة بِالنَّاسِ وباشر(6/98)
نظر الْبيُوت وأوقاف الْحَرَمَيْنِ وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 730
2269 - مَحْمُود بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي عز الدّين بن شمس الدّين ابْن الشهَاب ولد سنة 701 وَسمع من إِبْرَاهِيم بن غَالب جُزْء ابْن عُيَيْنَة أَنا السخاوي وَمن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن النّحاس الْأَرْبَعين البلدانية وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين بحلب والبرهان الْحلَبِي بعد الثَّمَانِينَ
2270 - مَحْمُود بن مُحَمَّد الرَّازِيّ الْمَعْرُوف بالقطب التحتاني وَيُقَال اسْمه مُحَمَّد وَبِه جزم ابْن كثير وَابْن رَافع وَابْن حبيب وبالأول جزم الأسنوي كَانَ أحد أَئِمَّة الْمَعْقُول أَخذ عَن الْعَضُد وَغَيره وَقدم دمشق فشرح الْحَاوِي وَكتب على الْكَشَّاف حَاشِيَة وَشرح الْمطَالع والإشارات قَالَ الأسنوي كَانَ ذَا عُلُوم مُتعَدِّدَة قَالَ ابْن كثير كَانَ أوحد الْمُتَكَلِّمين بالْمَنْطق وعلوم الْأَوَائِل وَكَانَ لطيف الْعبارَة ضَعِيف الْعَينَيْنِ وَله مَال وثروة قلت رَأَيْت لَهُ سؤالاً سَأَلَ فِيهِ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ عَن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة) وَجَوَاب السُّبْكِيّ لَهُ عَمَّا استشكله فنقض هُوَ ذَلِك الْجَواب وَبَالغ فِي التَّحْقِيق والتدقيق فَأَجَابَهُ السُّبْكِيّ وَأطلق لِسَانه فِيهِ وَنسبه إِلَى عدم فهم مَقَاصِد الشَّرْع وَالْوُقُوف مَعَ ظواهر قَوَاعِد الْمنطق وَبَالغ فِي ذمه بِسَبَب ذَلِك وَقد سكن الظَّاهِرِيَّة إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 766 وَقد جَاوز السّبْعين قَالَ الأسنوي وَإِنَّمَا قيل لَهُ التحتاني تمييزاً لَهُ عَن قطب آخر كَانَ سَاكِنا(6/99)
مَعَه بِأَعْلَى الْمدرسَة
2271 - مَحْمُود بن مَسْعُود بن مصلح الْفَارِسِي قطب الدّين الشِّيرَازِيّ الشَّافِعِي الْعَلامَة ولد فِي شيراز سنة 634 وَكَانَ أَبوهُ طَبِيبا فَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى عَمه وعَلى الزكي البركشائي وَالشَّمْس الكتبي ورتب طَبِيبا بالمرستان وَهُوَ شَاب ثمَّ سَافر إِلَى النصير الطوسي فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْهَيْئَة وَبحث عَلَيْهِ الإشارات وبرع قَالَ لَهُ أبغا بن هلاوو أَنْت أفضل تلامذة النصير وَقد كبر فاجتهد أَن لَا يفوتك شَيْء من علومه فَقَالَ لَهُ قد فعلت وَمَا بَقِي لي بِهِ حَاجَة ثمَّ دخل الرّوم فَأكْرمه صَاحبهَا وَولي قَضَاء سيواس وملطية وَقدم الشَّام رَسُولا من جِهَة أَحْمد ثمَّ أكْرمه أرغون وَسكن تبريز وأقرأ بهَا الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَحدث بِجَامِع الْأُصُول عَن الصَّدْر القونوي عَن يَعْقُوب الهذباني عَن المُصَنّف وَكَانَ كثير المخالطة للملوك متحرزاً وَكَانَ ظريفاً مزاحا لَا يحمل هما وَلم يُغير زِيّ الصُّوفِيَّة وَكَانَ يجيد اللّعب بالشطرنج ويديمه حَتَّى فِي أَوْقَات اعْتِكَافه وَكَانَ دخله فِي الْعَام ثَلَاثِينَ ألفا فَكَانَ لَا يدّخر مِنْهَا شَيْئا بل يُنْفِقهُ على تلامذته وقصده صفي الدّين المطرب فوصله بألفي دِرْهَم ودرس بِدِمَشْق الْكَشَّاف والقانون والشفاء وَغَيرهَا وَكَانَ إِذا صنف كتابا صَامَ ولازم السهر ومسودته مبيضة وَكَانَ يخضع للْفُقَرَاء ويلازم الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة وَكَانَ يتقن الشعبذة وَيضْرب بالرباب وَكَانَ يُورد الهزليات فِي دروسه وَكَانَ غازان يعظمه وَيُعْطِيه وَكَانَ كثير الشفاعات وَكَانَ من بحور الْعلم وَمن أَفْرَاد الذكاء وَيُقَال كَانَ(6/100)
أَجود فنونه الرياضي وَمن تصانيفه شرح الْمُخْتَصر وَشرح الْمِفْتَاح للسكاكي وَشرح الكليات لِابْنِ سينا وشح الْإِشْرَاق للسهروردي وصنف كتابا فِي الْحِكْمَة سَمَّاهُ غرَّة التَّاج وَكَانَ من أذكياء الْعَالم ولقبه عِنْد الْفُضَلَاء الشَّارِح الْعَلامَة قَالَ الذَّهَبِيّ قيل كَانَ فِي الِاعْتِقَاد على دين الْعَجَائِز وَكَانَ يخضع للفقهاء ويوصي بِحِفْظ الْقُرْآن وَكَانَ إِذا مدح يخشع وَكَانَ يَقُول أَتَمَنَّى أَن لَو كنت فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يكن لي سمع وَلَا بصر رَجَاء أَن يلحظني بنظره وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وأخلاق حسان ومحاسن وتلاميذه يبالغون فِي تَعْظِيمه وَمَات فِي 24 رَمَضَان سنة 710
2272 - مَحْمُود بن مَسْعُود الغزنوي صَاحب الْهِنْد عَلَاء الدّين بن شهَاب الدّين كَانَ ملكا مهيباً وَبنى بدلي مَنَارَة عَظِيمَة عرضهَا من أَسْفَل رمية بِسَهْم وَترى من مسيرَة يَوْمَيْنِ وارتفاعها مائَة وَخَمْسُونَ ذِرَاعا وَله غير ذَلِك من الْأَبْنِيَة الدَّالَّة على علو همته مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة 714 أَو أَوَائِل 715 وتسلطن بعده ابْنه غياث الدّين فدام سنة وَخرج عَلَيْهِ أَخُوهُ قطب الدّين فغلب على الْملك وسجن غياث الدّين وَبَقِي قطب الدّين إِلَى(6/101)
سنة عشْرين فَقتل وتسلطن مملوكهم خسرو التركي
2273 - مَحْمُود بن نصر بن أبي بكر بن نصر بن صَالح بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ البارنباري ثمَّ الدمياطي جلال الدّين الْخَطِيب ولد سنة 699 وَذكر أَنه سمع من سِتّ الوزراء والحجار الصَّحِيح سنة 715 وَحدث فَسَمِعُوا مِنْهُ بقوله وَكَانَ بعد السّبْعين
2274 - مَحْمُود بن يحيى بن عمر بن أبي الْحسن التَّمِيمِي ثمَّ الْموصِلِي الدِّمَشْقِي أثير الدّين ابْن المرحل ولد سنة 66 تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي 14 شَوَّال سنة 733 وَحدث فِي سنة 732 سمع مِنْهُ الْبَدْر النابلسي وَكتب عَنهُ فِي مُعْجَمه
2275 - مَحْمُود بن أبي بكر بن حَامِد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن يحيى بن الْحُسَيْن اللّغَوِيّ صفي الدّين أَبُو الثَّنَاء الأرموي ثمَّ الْقَرَافِيّ ولد بالقرافة سنة 647 وَسمع من النجيب والكمال بن عبد وَابْن علاق وَابْن الدرجي وَابْن الصَّابُونِي وَابْن الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وَحفظ التَّنْبِيه وَعمل على نِهَايَة ابْن الْأَثِير ذيلاً وَله كتاب فِي اللُّغَة جمع فِيهِ بَين الْمُحكم والصحاح والتهذيب(6/102)
للأزهري قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ سريع الْقِرَاءَة فصيحاً عذب الْعبارَة دينا صيناً متقناً ثمَّ حصلت لَهُ سَوْدَة فَكَانَ يشْتم من يحاضره ويفيق تَارَة فَيحسن الْأَدَب ولازم الْوحدَة وَبَقِي يحدث نَفسه وَيجمع مَعَ ذَلِك وينسخ ويسد أُذُنَيْهِ بِقطن وَيَزْعُم أَنه يسمع من يُؤْذِيه وَكَانَ يُقيم بالسميساطية بِدِمَشْق وسافر مرَّتَيْنِ مَعَ الْحجَّاج فَإِذا وصل إِلَى الْمَدِينَة أَقَامَ بهَا حَتَّى يرجع مَعَهم وَلَا يحجّ مَاتَ بالمرستان النوري بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 723
2276 - مَحْمُود بن أبي بكر بن مَحْمُود بن أبي بكر بن طَاهِر بن معالي الْمَعْرُوف بِابْن عترة الْخفاف البعلبكي ولد سنة 645 ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ رجل خير سمع من الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني ولازم الإقراء بِجَامِع بعلبك وَكَانَ حسن السمت والاعتقاد
2277 - مَحْمُود بن أبي الْحرم بن عُثْمَان بن يحيى بن أبي الْقَاسِم الصَّالِحِي ابْن السنبوسكي أَبُو الْحسن ولد سنة بضع وَخمسين وَسمع على عمر الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهم وَحدث بِالشَّام وَطَرِيق الْحجاز سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ رجل خير مَعْرُوف بالديانة والجودة مَاتَ فِي صفر سنة 723
2278 - مَحْمُود بن أبي بكر بن أبي الْعَلَاء مُحَمَّد السنجاري الكلاباذي أَبُو الْعَلَاء الفرضي الصُّوفِي الْحَنَفِيّ مولده سنة 644 ببخارا وتفقه بهَا(6/103)
وَسمع بهَا الحَدِيث من أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد التوبني وَأبي الْفضل مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن نصر الْحَارِثِيّ وَأبي نصر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي المعصفر وهم من أَصْحَاب أبي رشيد الغزال وَسمع بِبَغْدَاد من مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الدنية وَآخَرين وبالموصل من الْمُوفق اللؤْلُؤِي أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن الْمُفَسّر وَسمع بمرو وأبيورد وهوامند من بِلَاد خوارزم وسرخس والدامغان وَقدم دمشق سنة 684 فَسمع بهَا من ابْن شَيبَان وَابْن البُخَارِيّ وَابْن مُؤمن وَابْن الْعِمَاد وَزَيْنَب بنت مكي ثمَّ دخل مصر فَسمع بهَا من خطيب المزة وغازي وَابْن حمدَان والأبرقوهي والبرجي سمع من سَبْعمِائة وَخمسين شَيخا وَحدث سمع مِنْهُ الْمزي وَأَبُو حَيَّان والقطب الْحلَبِي والبرزالي والذهبي وَابْن سيد النَّاس وَابْن المهندس وَآخَرُونَ وَكتب بِخَطِّهِ الْحسن كثيرا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وعني بِالطَّلَبِ وَكَانَ إِمَامًا فَقِيها دينا خيرا بارعاً فِي الْفَرَائِض شرح السِّرَاجِيَّة وَسَماهُ ضوء السراج وَهُوَ كثير الْفَوَائِد وَكَانَ نزهاً ورعاً متحرياً كثير المعارف حسن الْعشْرَة كثير الإفادة محباً للطلبة وسود لنَفسِهِ معجماً وَكَانَ لَا يمس الْأَجْزَاء إِلَّا على وضوء وروى عَنهُ الدمياطي فِي معجمعه وَفَاة ابْن أبي الدنية ذكره ابْن رَافع والبرزالي فِي معجميهما وَمَات فِي ربيع الأول سنة سَبْعمِائة بماردين
2279 - مَحْمُود الْكرْدِي الْحَنَفِيّ شمس الْأَئِمَّة كَانَ شَيخا بالدويدارية النجمية(6/104)
ومدرساً بمدرسة حسن وَكَانَ سليم الْبَاطِن يحفظ الْمَنْظُومَة وَله وجاهة عِنْد يلبغا وَمَات فِي رَمَضَان سنة 767
2280 - مَحْمُود فَخر الدّين نَائِب الْحلَّة أَيَّام أبي سعيد وَبعده وَكَانَ مَوْصُوفا بالشجاعة والإقدام وَكَانَ رَفِيق نجم الدّين وَزِير بَغْدَاد فِي الرحيل من بَغْدَاد وَهُوَ الَّذِي بَاشر قتل ابْن السهروردي لما قدم بَغْدَاد لإِرَادَة مصادرة أَهلهَا وَلما وصلوا إِلَى دمشق اسْتَقر مَحْمُود هَذَا أَمِيرا بِأَرْبَعِينَ فرسا
2281 - مَحْمُود ديوانا وَكَانَ صَاحب زَاوِيَة بتبريز وكلمته عِنْد الْمغل مسموعة وَيعْمل بهَا السماعات فاتفق أَن بعض أَوْلَاد الْمُلُوك حضر عِنْده وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء فَعمل لَهُ سَمَاعا ورقص الشَّيْخ فَلَمَّا طَابَ جذب الشَّاب إِلَيْهِ وَألبسهُ طاقية كَانَت على رَأسه وَقَالَ لَهُ أَعطيتك السلطنة فنقلت الْكَلِمَة إِلَى غازان فَضرب عنق الشَّاب بَين يَدَيْهِ وأحضر الشَّيْخ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ أَهلا بالشيخ الَّذِي يولي المملكة بطاقية وَأمر بِهِ فَشد بَين دفتين وَنشر نِصْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِك فِي سنة ...
2282 - مُخْتَصّ بن عبد الله الأشرفي الْحِمصِي شرف الدّين الْخَادِم سمع من الرشيد الْعَطَّار جُزْء البطاقة وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَذكره ابْن رَافع وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 720
2283 - مُخْتَصّ الخزنداري شرف الدّين خَادِم الْحرم الشريف الْمدنِي اسْتَقر بعد عزل عز الدّين دِينَار فباشر بِحرْمَة ومهابة وحذق وَعمر الْأَوْقَاف وَكَانَ شَدِيد الحقد مَعَ لين الْكَلِمَة وطلاقة الْوَجْه ثمَّ عزل سنة 45 وأعيد 106 عز الدّين دِينَار وَمَات مُخْتَصّ سنة ...
2284 - مُخْتَار البلبيسي الطواشي الخزندار بقلعة دمشق يلقب ظهير الدّين ولي التقدمة بعد الطواشي فَأمر بِمصْر ثمَّ ولي حفظ القلعة بِدِمَشْق وَكَانَ حسن الشكل والخلق وقوراً سَاكِنا يحفظ الْقُرْآن ويتلوه بِصَوْت حسن وَأَنْشَأَ مكتباً مُقَابل القلعة وَمَات فِي عَاشر شعْبَان سنة 716
2285 - مُخْتَار الأشرفي شيخ الخدام بِالْمَدِينَةِ قَرَّرَهُ النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون لما حج سنة 719 عوضا عَن سعد الدّين الزُّهْرِيّ وَكَانَ لَهُ مُدَّة أعمى مُنْذُ اسْتَقر عوضا عَن كافور المظفري فَقَامَ بالمشيخة أحسن قيام وتعصب لأهل السّنة وقمع الرافضة وَكثر فِي أَيَّامه المجاورون وعمرت الْأَوْقَاف إِلَى أَن مَاتَ سنة 723
2286 - مرجان الطواشي مولى أويس صَاحب بَغْدَاد وَالْعراق وَغَيرهَا كَانَ أويس استنابه ثمَّ استوحش مرجان مِنْهُ فاستقل بِأَمْر بَغْدَاد وَكَاتب الْأَشْرَف صَاحب مصر يُخبرهُ بِأَنَّهُ خطب لَهُ بِبَغْدَاد وَالْتمس مِنْهُ التَّقْلِيد بالنيابة فَأرْسل غليه ذَلِك مِنْهُ وَمن الْخَلِيفَة وَأرْسل إِلَيْهِ الْأَعْلَام وَالْخلْع وَأذن لَهُ أَن يدْخل الديار المصرية أَن رابه من أويس ريب ثمَّ أَن استاذه تجهز إِلَيْهِ فِي عَسَاكِر كَثِيرَة وحاصره إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ وَيُقَال أَنه كحله وَذَلِكَ فِي سنة 768 وَالصَّحِيح أَنه حضر إِلَيْهِ طَائِعا فَعَفَا عَنهُ وَقَررهُ نَائِبا عَنهُ بِبَغْدَاد لما علم من شهامته وَحفظ الطرقات فِي زَمَانه وَكَانَت(6/105)
عز الدّين دِينَار وَمَات مُخْتَصّ سنة ...
2284 - مُخْتَار البلبيسي الطواشي الخزندار بقلعة دمشق يلقب ظهير الدّين ولي التقدمة بعد الطواشي فَأمر بِمصْر ثمَّ ولي حفظ القلعة بِدِمَشْق وَكَانَ حسن الشكل والخلق وقوراً سَاكِنا يحفظ الْقُرْآن ويتلوه بِصَوْت حسن وَأَنْشَأَ مكتباً مُقَابل القلعة وَمَات فِي عَاشر شعْبَان سنة 716
2285 - مُخْتَار الأشرفي شيخ الخدام بِالْمَدِينَةِ قَرَّرَهُ النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون لما حج سنة 719 عوضا عَن سعد الدّين الزُّهْرِيّ وَكَانَ لَهُ مُدَّة أعمى مُنْذُ اسْتَقر عوضا عَن كافور المظفري فَقَامَ بالمشيخة أحسن قيام وتعصب لأهل السّنة وقمع الرافضة وَكثر فِي أَيَّامه المجاورون وعمرت الْأَوْقَاف إِلَى أَن مَاتَ سنة 723
2286 - مرجان الطواشي مولى أويس صَاحب بَغْدَاد وَالْعراق وَغَيرهَا كَانَ أويس استنابه ثمَّ استوحش مرجان مِنْهُ فاستقل بِأَمْر بَغْدَاد وَكَاتب الْأَشْرَف صَاحب مصر يُخبرهُ بِأَنَّهُ خطب لَهُ بِبَغْدَاد وَالْتمس مِنْهُ التَّقْلِيد بالنيابة فَأرْسل إِلَيْهِ ذَلِك مِنْهُ وَمن الْخَلِيفَة وَأرْسل إِلَيْهِ الْأَعْلَام وَالْخلْع وَأذن لَهُ أَن يدْخل الديار المصرية أَن رابه من أويس ريب ثمَّ أَن استاذه تجهز إِلَيْهِ فِي عَسَاكِر كَثِيرَة وحاصره إِلَى أَن غلب عَلَيْهِ وَيُقَال أَنه كحله وَذَلِكَ فِي سنة 768 وَالصَّحِيح أَنه حضر إِلَيْهِ طَائِعا فَعَفَا عَنهُ وَقَررهُ نَائِبا عَنهُ بِبَغْدَاد لما علم من شهامته وَحفظ الطرقات فِي زَمَانه وَكَانَت(6/106)
الطّرق فِي أَيَّام عصيانه قد فَسدتْ فَلَمَّا أُعِيد إِلَى النِّيَابَة انصلحت فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ سنة 774
2287 - مرشد بن عبد الله الخزندار الطواشي شهَاب الدّين المنصوري مقدم المماليك كَانَ دينا خيرا لَهُ حُرْمَة وكرم مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس 3 ذِي الْقعدَة سنة 716
2288 - مَرْوَان بن كَمَال الدّين ابْن الزكي قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ مَاتَ فِي ثَانِي عشر شهر رَجَب سنة 749
2289 - مَرْيَم بنت عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور بن رَافع بن حسن بن جَعْفَر النابلسية وتدعى قُضَاة ولدت سنة إِحْدَى أَو 692 وأسمعت من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَحدثت وَمَاتَتْ بنابلس فِي شهر الْمحرم سنة 758 وَهِي وَالِدَة شمس الدّين ابْن عبد الْقَادِر
2290 - مُسَافر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حسان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن منيع بن خَالِد بن عبد الرَّحْمَن ابْن خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي الخالدي الْمعَافِرِي الشَّافِعِي ولد سنة ثَلَاث أَو 674 وَسمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم والعز الفاروثي وعفيف الدّين الدواليبي والعفيف ابْن مزروع وَابْن حُصَيْن وَحدث قَالَه ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه وَقَالَ التَّاج عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ كَانَ روح الْعرَاق وَعِنْده بشاشة وَصدق ولديه فَضَائِل فِي فنون مِنْهَا الْخط الْمَنْسُوب مَاتَ(6/107)
سنة 744 فِي شَوَّال
2291 - مسْعدَة بن حبيب بِالتَّصْغِيرِ مخفف ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَضَبطه وَسمي جده مشيخة البلوي وَقَالَ فِي حَقه شيخ فتي الهمة فِي المهم والمهمة لَقيته بطرِيق الشَّام فتسامرنا فأنشدني
(سيري بِنَا سيري بِنَا يَا شديم ... وثبتي وَطْء الثرى والمتم)
(لنلتقي ذَات اللمى والمبسم)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(وَمَا كنت أَدْرِي قبل مية مَا الْهوى ... وَلَا كنت أَدْرِي كَيفَ يضنى المتيم)
(إِلَى أَن رمتني فِي الْوَدَاع بنظرة ... تسكب مِنْهَا الْحبّ وَالله يرحم)
2292 - مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم الْكرْمَانِي قوام الدّين أَبُو الْفتُوح الْحَنَفِيّ ولد سنة 662 وتفقه ببلاده وَقدم مصر سنة 720 فَانْقَطع بسطح الْجَامِع الْأَزْهَر ودرس وَأفْتى وَله حَاشِيَة على الْغنى للخبازي فِي أصُول الْفِقْه وَشرح كتاب الْكَنْز فِي الْفِقْه شرحاً لطيفاً وَمَات فِي شَوَّال سنة 748
2293 - مَسْعُود بن أَحْمد بن مَسْعُود بن زيد الْحَارِثِيّ سعد الدّين الْعِرَاقِيّ(6/108)
ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ مَنْسُوب إِلَى الحارثية قَرْيَة من قرى بَغْدَاد ولد سنة 652 وعني بِالْحَدِيثِ فَسمع من الرضي بن الْبُرْهَان والنجيب وَعبد الله بن علاق وطبقتهم وبدمشق من أَحْمد بن أبي الْخَيْر وَالْجمال ابْن الصَّيْرَفِي وَابْن أبي عمر وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب العالي والنازل واتسعت معارفه فِي الْفَنّ وَكَانَ قد ولي مشيخة الحَدِيث النورية بِدِمَشْق ثمَّ تَركهَا وَرجع إِلَى مصر وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَنَشَأَ هُوَ فِي رئاسة وبزة فاخرة وَحُرْمَة وافرة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ رَئِيسا فصيح الْإِيرَاد عذب الْعبارَة قوي الْمعرفَة بالمتون والأسانيد صيناً ودرس بالصالحية وجامع طولون ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي ربيع الآخر سنة 709 بعد موت عبد الْغَنِيّ ابْن يحيى الْحَرَّانِي من قبل المظفر بيبرس فاستمر إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ متيقظاً فِيهِ محتاطاً وَقدم الْفُضَلَاء من كل طَائِفَة وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد ينفر مِنْهُ لقَوْله بالجهة وَيَقُول هَذَا دَاعِيَة وَيمْتَنع من الِاجْتِمَاع بِهِ وَيُقَال أَنه الَّذِي تعمد إعدام مسودة كتاب الإِمَام لِابْنِ دَقِيق الْعِيد بعد أَن كَانَ أكمله فَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ بيض فِي حَيَاة مُصَنفه وَحكى الْجمال الأدفوي عَن شمس الدّين ابْن القماح قَالَ خاطبته فِي الْجِهَة فَقَالَ كل مَا يلْزم على القَوْل بالجهة أَقُول بِهِ وَقَالَ الذَّهَبِيّ طلبت مِنْهُ مجْلِس رزق الله التَّمِيمِي هبة فَمَا سمح بِهِ وَشرح سعد الدّين قِطْعَة من سنَن أبي دَاوُد كَبِيرَة أَجَاد فِيهَا وَقطعَة من الْمقنع للحنابلة أَتَى فِيهِ بمباحث ونقول وفوائد(6/109)
وَلم يكمل وَخرج مُعْجم الأبرقوهي فجوده وَغير ذَلِك سمع مِنْهُ السُّبْكِيّ وَعز الدّين ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَآخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ شَيخنَا شهَاب الدّين ابْن الْعِزّ مَاتَ فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 711
2294 - مَسْعُود بن أوحد بن الحظير الْأَمِير بدر الدّين ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 683 وَولي إمرة عشرَة سنة 713 والحجوبية سنة 17 وجهزه تنكز إِلَى النَّاصِر سنة 727 فأعجبه وَأمره بالْمقَام وَأَعْطَاهُ طبلخاناة ثمَّ ولاه الحجوبية وَصَارَ يمشي فِي خدمته الْأُمَرَاء الْكِبَار ثمَّ ولاه نِيَابَة غَزَّة بعد إمْسَاك تنكز ثمَّ نَقله إِلَى دمشق ثمَّ أُعِيد بعد إمْسَاك قوصون إِلَى الحجوبية بِمصْر ثمَّ نَاب بغزة مرّة أُخْرَى ثمَّ مرّة ثَالِثَة ثمَّ نِيَابَة طرابلس وسد نِيَابَة دمشق بعد قتل أرغون شاه ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة طرابلس مرّة بعد مرّة وناب أخيراً فِي الْغَيْبَة بِدِمَشْق لى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 754 أرخه جمَاعَة من الدمشقيين وَوَقع فِي الوفيات لشَيْخِنَا الْعِرَاقِيّ أَنه مَاتَ فِي شَوَّال سنة 749 وَهُوَ وهم وَأَظنهُ أَعَادَهُ فِي سنة 754 على الصَّوَاب ثمَّ عرفت سَبَب الْوَهم فَإِن الَّذِي مَاتَ سنة 749 أَخُوهُ مَحْمُود كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته فَلَعَلَّ قَوْله فِي سنة 49 مَسْعُود سبق قلم وَإِنَّمَا هُوَ مَحْمُود
2295 - مَسْعُود بن زحر بن عَليّ بن ماسارة استوزره أَبُو عنان لبَعض أَوْلَاده نقلت ذَلِك من خطّ ابْن مَرْزُوق(6/110)
2296 - مَسْعُود بن سعيد بن يحيى الجيزي الْمَعْرُوف بِابْن الحمامية ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وتعانى الْآدَاب وَكَانَ وَاسع الصَّدْر كثير الِاحْتِمَال وَتقدم فِي أَيَّام بيدرا وَمن شعره
(علام الْأُم فِي حُلْو الشَّمَائِل ... ويعذب فِي الْهوى عذل العواذل)
(غزال هَمت من غزلي لَدَيْهِ ... إِذا وافى بجفنيه يغازل)
قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ شَيخا حسنا حسن المحاضرة حسن الْخط كثير التَّوَاضُع مَاتَ بالجيزة فِي سنة 719
2297 - مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن بن صَالح الجعبري لبس خرقَة التصوف من القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَعمر نَحوا من تسعين سنة لبس مِنْهُ الْخِرْقَة جمَاعَة من شُيُوخنَا وَمَات بالجيزة سنة 755
2298 - مَسْعُود بن عبد الله الأعزازي قَرَأَ الْقرَاءَات على الزواوي ولقن الْقُرْآن مُدَّة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه ولد سنة 46 وَأم بِمَسْجِد الشاغور وَكَانَ خيرا متواضعاً مَاتَ سنة 720
2299 - مَسْعُود بن عُثْمَان بن مَسْعُود بن عُثْمَان بن عَليّ الْحَرَّانِي سعد الدّين النشوي ابْن صَلَاح الدّين سمع من عبد الْغَنِيّ بن سُلَيْمَان بن بَنِينَ جُزْء البطاقة وَمن النجيب الْحَرَّانِي جُزْء ابْن عَرَفَة وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ ولد بعد الْخمسين وسِتمِائَة وَمَات سنة ...(6/111)
2300 - مَسْعُود بن عمر التَّفْتَازَانِيّ الْعَلامَة الْكَبِير صَاحب شرحي التَّلْخِيص وَشرح العقائد فِي أصُول الدّين وَشرح الشمسية فِي الْمنطق وَشرح التصريف الْعزي وَيُقَال أَنه أول تصانيفه والإرشاد فِي النَّحْو اختصر فِيهِ الحاجبية والمقاصد فِي أصُول الدّين وَشَرحهَا والتلويح فِي أصُول فقه الْحَنَفِيَّة عمله حَاشِيَة على توضيح صدر الشَّرِيعَة وحاشية شرح الْمُخْتَصر للْقَاضِي عضد الدّين وحاشية الْكَشَّاف وَالَّذِي تحرر مِنْهَا من أول الْقُرْآن إِلَى أثْنَاء سُورَة يُونُس وَمن سُورَة الْفَتْح وَله غير ذَلِك من التصانيف فِي أَنْوَاع الْعُلُوم الَّذِي تنافس الْأَئِمَّة فِي تَحْصِيلهَا والاعتناء بهَا وَكَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِ معرفَة عُلُوم البلاغة والمعقول بالمشرق بل بِسَائِر الْأَمْصَار لم يكن لَهُ نَظِير فِي معرفَة هَذِه الْعُلُوم مَاتَ فِي صفر سنة 792 وَلم يخلف بعده مثله وَكَانَ مولده سنة 712 على مَا وجد بِخَط ابْن الْجَزرِي وَذكر لي شهَاب الدّين ابْن عربشاه الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ أَن الشَّيْخ(6/112)
عَلَاء الدّين كَانَ يذكر أَن الشَّيْخ سعد الدّين توفّي سنة 791 عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة
2301 - مَسْعُود بن قراسنقر ابْن الجاشنكير ولي الحجوبية بِدِمَشْق ثمَّ نِيَابَة الْقُدس وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 719
2302 - مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سهل قوام الدّين أَبُو مُحَمَّد بن برهَان الدّين ابْن شرف الدّين الْكرْمَانِي الصُّوفِي الْحَنَفِيّ ولد سنة 664 واشتغل فِي تِلْكَ الْبِلَاد وَمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَكَانَ نظاراً بحاثاً وَقدم دمشق سنة 722 وَظَهَرت فضائله ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَمَعَهُ جمَاعَة وشغل النَّاس بِالْعلمِ وَكَانَ ماهراً فِي الْأُصُول وَالْفِقْه والعربية وَالنّظم فصيح الْعبارَة وَأقَام بسطح الْجَامِع الْأَزْهَر مُدَّة أَخذ عَنهُ البرزالي وَابْن رَافع وَمَات فِي منتصف شَوَّال سنة 748 أرخه ابْن رَافع وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
2303 - مصطفى البيري الْأَمِير بدر الدّين كَانَ نَاظرا بِدِمَشْق ثمَّ ترقى إِلَى أَن ولي إمرة أَرْبَعِينَ وَولي شدّ الدَّوَاوِين وإمرة الْحَاج وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 769 وَبنى حَماما بالخضراء كَانَ أحسن حمام دَاخل الْبَلَد وَدفن بتربته الْمَشْهُورَة بطرِيق الصالحية عِنْد جسر البط
2304 - مطر بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خلف بن مُحَمَّد بن مطر الغافقي ولد سنة 671 قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن الْعشْرَة لطيف الشَّمَائِل وَكَانَ شجاعاً وَعمر إِلَى أَن مَاتَ قائداً بِبَعْض الْحُصُون فِي أخريات شَوَّال سنة 758
2305 - مظفر بن عبد الله بن مظفر بن قرناص بدر الدّين أَبُو الْفَتْح الْحَمَوِيّ(6/113)
مَشْهُور بكنيته وَقد تقدم فِي حرف الْفَاء
2306 - مظفر ابْن النّحاس هُوَ مظفر الدّين مُحَمَّد بن ... .
2307 - معتقل بن فضل بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة أَمِير الْعَرَب من آل فضل ولي الإمرة شَرِيكا لِابْنِ عَمه زامل وَكَانَ محبوباً إِلَى النَّاس حسن السِّيرَة مَاتَ بِأَرْض برقع من بِلَاد الشَّام سنة 736 وَقد قَارب السّبْعين
2308 - معتوق بن مَحْفُوظ بن معتوق بن أبي بكر بن عمر بن مُحَمَّد بن عمَارَة الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْبزورِي الْوَاعِظ نجم الدّين ولد سنة 651 وتعانى الْوَعْظ فبرع فِيهِ وَكَانَ ينظم فِي الْحَال مَاتَ سنة 702
2309 - معتوق بن مَسْعُود بن عبد الله الصُّوفِي تَاج الدّين مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة 703
2310 - مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الْحَنَفِيّ الحكري الْحَافِظ عَلَاء الدّين صَاحب التصانيف ولد بعد التسعين وسِتمِائَة كَذَا ضَبطه الصَّفَدِي وَكَانَ مغلطاي يذكر أَن مولده سنة 689 وَسمع من التَّاج أَحْمد ابْن عَليّ بن دَقِيق الْعِيد أخي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَالْحُسَيْن بن عمر الْكرْدِي والواني والختني والدبوسي وَأحمد بن الشجاع الْهَاشِمِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الطباخ وَأكْثر جدا من الْقِرَاءَة بِنَفسِهِ وَالسَّمَاع وَكتب الطباق وَكَانَ قد لَازم الْجلَال الْقزْوِينِي فَلَمَّا مَاتَ ابْن سيد النَّاس تكلم لَهُ مَعَ(6/114)
السُّلْطَان فولاه تدريس الحَدِيث بالظاهرية فَقَامَ النَّاس بِسَبَب ذَلِك وقعدوا وَلم يبال بهم وبالغوا فِي ذمه وهجوه فَلَمَّا كَانَ فِي سنة 45 وقف لَهُ العلائي لما رَحل إِلَى الْقَاهِرَة بِابْنِهِ شَيخنَا أبي الْخَيْر ليسمعه على شُيُوخ الْعَصْر وَهُوَ بسوق الْكتب على كتاب جمعه فِي الْعِشْق تعرض فِيهِ لذكر الصديقة عَائِشَة فَأنْكر عَلَيْهِ ذَلِك وَرفع أمره إِلَى الْمُوفق الْحَنْبَلِيّ فاعتقله بعد أَن عزره فانتصر لَهُ جنكلي بن البابا وخلصه وَكَانَ يحفظ الفصيح لثعلب وكفاية المتحفظ وَمن تصانيفه شرح البُخَارِيّ وذيل المؤتلف والمختلف والزهر الباسم فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة ودرس أَيْضا بِجَامِع القلعة مُدَّة وَكَانَ سَاكِنا جامد الْحَرَكَة كثير المطالعة وَالْكِتَابَة والدأب وَعِنْده كتب كَثِيرَة جدا قَالَه الصَّفَدِي وَقَالَ ابْن رَافع جمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَولي مشيخة الظَّاهِرِيَّة للمحدثين وقبة الركنية بيبرس وَغير ذَلِك وَقَالَ الشهَاب ابْن رَجَب عدَّة تصانيفه نَحْو الْمِائَة أَو أَزِيد وَله مآخذ على أهل اللُّغَة وعَلى كثير من الْمُحدثين قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي الْوَاضِح الْمُبين شعرًا يدل على(6/115)
استهتار وَضعف فِي الدّين وَقَالَ وَلَده زين الدّين ابْن رَجَب وغالب مَا قَالَه من تَرْجَمَة مغلطاي الَّتِي أفردها شَيخنَا بعد أَن سمى جمَاعَة من الْمَشَايِخ الَّذين ادّعى السماع مِنْهُم لَا يَصح ذَلِك قَالَ وَذكر أَنه سمع من الْحَافِظ الدمياطي وَأَنه سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد درساً بالكاملية فِي سنة 702 وَابْن دَقِيق الْعِيد انْقَطع فِي أَوَاخِر سنة 701 ببستان ظَاهر الْقَاهِرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَائِل صفر وَلم يحضر درساً فِي سنة 702 قَالَ وَله ذيل على تَهْذِيب الْكَمَال يكون فِي قدر الأَصْل وَاخْتَصَرَهُ مُقْتَصرا على الاعتراضات على الْمزي فِي نَحْو مجلدين ثمَّ فِي مُجَلد لطيف وغالب ذَلِك لَا يرد على الْمزي قَالَ وَكَانَ عَارِفًا بالأنساب معرفَة جَيِّدَة وَأما غَيرهَا من متعلقات الحَدِيث فَلهُ بهَا خبْرَة متوسطة وَله شرح البُخَارِيّ وَقطعَة من أبي دَاوُد وَقطعَة من ابْن مَاجَه وَقَالَ شَيخنَا ادّعى أَنه أجَاز لَهُ الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَلم يقبل أهل الحَدِيث ذَلِك مِنْهُ ورتب المبهمات على أَبْوَاب الْفِقْه رَأَيْت مِنْهُ بِخَطِّهِ وَكَذَا رتب بَيَان الْوَهم لِابْنِ الْقطَّان وأضافها إِلَى الْأَحْكَام وَسَماهُ مَنَارَة الْإِسْلَام وصنف زَوَائِد ابْن حبَان على الصَّحِيحَيْنِ وذيل على ابْن نقطة وَمن بعده فِي المشتبه وتصانيفه كَثِيرَة جدا مَاتَ فِي 24 شعْبَان سنة 762
2311 - مغلطاي الجمالي وَيعرف بخرز بِضَم الْمُعْجَمَة وَالرَّاء بعْدهَا زَاي وَمَعْنَاهُ ديك وَكَانَ من مماليك النَّاصِر فترقى إِلَى أَن أمره وندبه لعدة مهمات وأرسله أَمِيرا على الْحَج سنة 718 فَلَمَّا رَجَعَ سَاق بِالنَّاسِ وشق(6/116)
عَلَيْهِم وَدخل فِي تَاسِع عشر الْمحرم فَانْقَطع خلق كثير فَأرْسل النَّاصِر إِلَيْهِم مِائَتي جمل مَعهَا المَاء والزاد فتلقوا من سلم ثمَّ اسْتَقر استادارا سنة 723 وَصَارَ من أكبر الْأُمَرَاء الناصرية ثمَّ ولي الوزارة بعد الصاحب أَمِين الدّين فِي رَمَضَان سنة 24 مُضَافَة إِلَى الاستادارية ثمَّ خرج لكشف القلاع وروك المملكة الحلبية ثمَّ أرْسلهُ إِلَى الاسكندرية فِي الْفِتْنَة الَّتِي وَقعت بهَا فِي سنة 27 فسفك دِمَاء كَثِيرَة وصادر أَهلهَا حَتَّى كَانَ جملَة مَا أحضرهُ صحبته مِائَتي ألف دِينَار وَسِتِّينَ ألف دِينَار ثمَّ تنكر عَلَيْهِ النَّاصِر وَصَرفه عَن الوزارة فِي شَوَّال سنة 729 وَاسْتمرّ استاداراً وَكَانَ جواداً صبوراً إِلَّا أَنه كَانَ يَأْخُذ الْأَمْوَال بِسَبَب الْولَايَة والعزل وَلكنه لم يصادر قطّ أحدا وَلَا جدد مظْلمَة وَكَانَ كلما توقف النَّائِب أرغون عَن إمضائه أَمْضَاهُ هُوَ وَله مدرسة بدرب ملوخية وَحج فِي آخر عمره فَمَاتَ عَائِدًا من الْحَج بعقبة أَيْلَة سنة 730
2312 - مغلطاي البيسري أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَله معرفَة بالطيور مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 707
2313 - مغلطاي الْغَزِّي نَائِب آياس كَانَ جواداً عَاقِلا شجاعاً عادلاً مَاتَ سنة 741
2314 - مغلطاي الخازن كَانَ نَائِب قلعة دمشق وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة(6/117)
2315 - مغلطاي البعلي عَلَاء الدّين كَانَ من الْأُمَرَاء البرجية وتنقل فِي الخدم حَتَّى أرْسلهُ المظفر بيبرس لما تسلطن لإحضار مَا استصحبه النَّاصِر لما توجه إِلَى الكرك من الْأَمْوَال فخاشنه فِي القَوْل فَأمر بسجنه فَلَمَّا عَاد إِلَى المملكة أحضرهُ ووبخه فَسَأَلَهُ الْعَفو فَعَفَا عَنهُ ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد ذَلِك وسجنه مُدَّة طَوِيلَة إِلَى أَن أفرج عَنهُ فِي الْمحرم سنة 720
2316 - مغلطاي المرتيني أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولي الحجوبية بهَا ونيابة القلعة وَمَات فِي الطَّاعُون سنة 749
2317 - مغلطاي الناصري أَمِير شكار ثمَّ صَار أَمِير آخور كَانَ غلب على النَّاصِر حسن فِي سلطنته الأولى إِلَى أَن خلع النَّاصِر حسن فَأمْسك هُوَ وسجن بالإسكندرية وَكَانَت مُدَّة حكمه ثَمَانِيَة أشهر أمسك فِيهَا عدَّة أُمَرَاء وقلب فِيهَا عدَّة دوَل وَأمْسك منجك عِنْد سفر أَخِيه بيبغاروس إِلَى الْحجاز ثمَّ كَانَ الْقَبْض عَلَيْهِ بعد سلطنة الصَّالح صَالح بأَرْبعَة أَيَّام فِي ثَانِي شهر رَجَب ثمَّ أفرج عَنهُ من الاعتقال فَقدم دمشق بطالاً ليسير إِلَى طرابلس فتعلل بِدِمَشْق وَمَات فِي رَمَضَان سنة 755 وَكَانَ حاد الْخلق قوي النَّفس
2318 - مقبل بن جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنأ بن حُسَيْن ابْن مهنا الْحُسَيْنِي قريب أَمِير الْمَدِينَة وَولد مستوليها طرقها من شعْبَان سنة 709 فتغيظ مِنْهُ كبيش بن مَنْصُور بن جماز وَهُوَ ابْن أَخِيه وَكَانَ إِذْ ذَاك يخلف أَبَاهُ على الإمرة فدهمهم مقبل لَيْلًا وَنصب سلما خشباً(6/118)
كَانَ مَعَه مقطعاً وَصعد مِنْهُ إِلَى السُّور فَاسْتَيْقَظَ لَهُ كبيش وتقاتلاً إِلَى أَن قتل مقبل وَقتل مَعَه من أَقَاربه قَاسم بن قَاسم بن جماز واستمروا حزبين
2319 - مِقْدَام بن شماس البدوي أحد عربان الصَّعِيد كَانَ قد اشْتهر أمره وَكَثُرت أَمْوَاله وَأَوْلَاده وَأَتْبَاعه وزراعاته وَاسْتمرّ فِي علو مَنْزِلَته من أَوَاخِر الدولة الظَّاهِرِيَّة البيبرسية إِلَى سنة 713 فطمع فِي الأجناد وَصَارَ وَألا يحصل لَهُم التَّمَكُّن من اسْتِخْرَاج خراجهم لَكِن يحسن عشرَة من يصل إِلَيْهِ ويضيفه ويوفيه خراجه فَلَمَّا توجه النَّاصِر إِلَى الصَّعِيد متصيداً قبض على مِقْدَام فَوجدَ لَهُ ثَمَانِينَ ولداُ فيهم من تكهل وَأَقلهمْ من قَارب الْبلُوغ وَوجد لَهُ أَرْبَعمِائَة جَارِيَة إِلَى غير ذَلِك من العبيد والبهائم فسجنه بقلعة الْجَبَل مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعْطَاهُ مَالا وغلالاً وَأمره أَن يتَحَوَّل إِلَى الناصرية الَّتِي أَنْشَأَهَا على خليج الاسكندرية فأطاع وَسَار بأَهْله وَأَوْلَاده وعبيده وَأَتْبَاعه فَأَقَامَ بهَا وعمرها وَأَنْشَأَ بهَا السواقي الْكَثِيرَة(6/119)
إِلَى أَن مَاتَ واستمرت أَوْلَاده من بعده هُنَاكَ
2320 - مَكَارِم بن سَالم بن مَكَارِم بن سُوَيْد بن عَليّ الْحَرَّانِي أَبُو الْفضل الصُّوفِي شهَاب الدّين يُقَال لَهُ عَليّ ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 636 وَسمع من النجيب وَحدث وَمَات فِي حادي عشر الْمحرم سنة 724
2321 - مكي بن عُثْمَان بن حُسَيْن بن عَليّ بن صَالح زكي الدّين أَبُو الْحرم ولد قبل السِّتين وسِتمِائَة فَإِن ابْن رَافع قَالَ سَأَلته عَن مولده فِي سنة 739 فَقَالَ جَاوَزت الثَّمَانِينَ وَكَانَ سمع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْأنمَاطِي الْأَرْبَعين لأبي الأسعد وَحدث بهَا عَنهُ وَمَات فِي ...
2322 - مكتمر العزوي نِسْبَة إِلَى عزية بِمُهْملَة وزاي منقوطة مُشَدّدَة كَانَ رَئِيس بَلَده وَله بفياض بن مهنا علاقَة وَكَانَ فياض يَبْعَثهُ خفيرا للقفول قَالَ الشهَاب ابْن فضل الله أَنْشدني لنَفسِهِ فِي سنة 742
(أورد على الْخمس الْإِبِل ... أورد وُرُود طَائِر ذِي عجل)
(فَرب صاب كامن فِي الْعَسَل)
2323 - ملك آص الناصري كَانَ أَولا جاشنكير بِمصْر وباشر شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ونيابة جعبر وتأمر طبلخاناة ثمَّ اعتقل بالإسكندرية سنة 53 فِي أَيَّام الصَّالح صَالح ثمَّ أفرج عَنهُ وَعَاد إِلَى دمشق بطالاً إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 756
2324 - ملكتمر الناصري الْحِجَازِي وَأَصله من أَوْلَاد بَغْدَاد فاتصل بشمس الدّين أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن السهروردي وَكَانَ(6/120)
مفرط الْجمال فَبلغ خَبره النَّاصِر فبذل فِيهِ نَحْو الْخمسين ألف دِرْهَم فَلم يقبل وَاعْتذر بِأَنَّهُ حر لَا يُبَاع فَلم يزل النَّاصِر بالمجد السلَامِي التَّاجِر حَتَّى تحيل على السهروردي وَأَخذه مِنْهُ وأحضره للناصر وعَلى رَأسه فوطة زهرية وَعَلِيهِ قبَاء تتري فلقب بالحجازي وشغف بِهِ النَّاصِر وَكَانَ شَابًّا طَوِيل الْقَامَة حسن الْوَجْه خَفِيف الْحَرَكَة مفرط الْكَرم وهب لبَعض الْفُقَهَاء مرّة ألف دِينَار وَتقدم فِي آخر أَيَّام الْملك النَّاصِر وَتزَوج بنته وحظي عِنْده حَتَّى كَانَ النشو يَقُول لَو واظب خدمَة السُّلْطَان لأخذ مِنْهُ مَا لَا يُحْصى وَكَانَ من محبَّة السُّلْطَان فِيهِ لَا يَدعه يلْعَب بالكرة مَعَه فِي الْجمع الْكثير وَكَانَ يَقُول لَهُ إِذْ لعبت الكرة تبرقع حَتَّى لَا تُؤثر الشَّمْس فِي وَجهك وَكَانَ يمنعهُ من حُضُور الْخدمَة إِلَّا أَحْيَانًا حَتَّى لَا يرَاهُ أحد ثمَّ إِن النَّاصِر زَاد فِي أقطاعه التحريرية فِي رَمَضَان سنة 739 وَكَانَ يحب اللَّهْو وَيعرف الموسيقى فَأقبل على اللّعب وَالشرب وَالصَّيْد والتهتك والتنزه واتصل بالمنصور أبي بكر واختص بِهِ هُوَ ورفقته وعكفوا مَعَه على اللَّهْو حَتَّى قبض عَلَيْهِم قوصون وسجنهم فِي صفر سنة 742 ثمَّ نقلهم إِلَى الاسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وأعيد إِلَى امْرَأَته فَلَمَّا كَانَ فِي أَيَّام المظفر نزل إِلَى لعب الأكرة فَكَانَت الْغَلَبَة لملكتمر فَعمل وَلِيمَة عَظِيمَة وحضرها المظفر ثمَّ وشى إِلَيْهِ بِأَنَّهُ يُرِيد أَن يركب عَلَيْهِ فَقبض عَلَيْهِ فِي ربيع الآخر سنة 748 وَقَالَ العسجدي كَانَ على ذهنه مسَائِل فقهية وَكَانَ يصف لَهُ ثَلَاثَة أرؤس من الْخَيل ثمَّ يهمز فيعد بهَا إِلَى الأَرْض من ذَلِك الْجَانِب الآخر من غير أَن(6/121)
يضع يَده إِلَى شَيْء مِنْهَا وَأَبَان فِي وقْعَة الْكَامِل عَن فروسية ورجلة ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ بدولة المظفر وَعظم فِي دولته ثمَّ أمْسكهُ المظفر لما تخيل مِنْهُ وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 748 فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ
2325 - ملكتمر السعيدي قدم من بِلَاد التتر وَأقَام بِمصْر إِلَى أَن أمسك صرغتمش فَأمر بِإِخْرَاج هَذَا إِلَى قلعة الْمُسلمين بالروم وَتوجه وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ فجاءة فِي ذِي الْقعدَة سنة 749
2326 - ملكتمر الملقب الدَّم الْأسود كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 714
2327 - ملكتمر المارديني تنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار رَأس نوبَة كَبِيرا فِي أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَمَات فِي شعْبَان سنة 767
2327 - ملكتمر المارديني تنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار رَأس نوبَة كَبِيرا فِي أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَمَات فِي شعْبَان سنة 767
2328 - ملكتمر السرخواني أحد المماليك الناصرية ترقى حَتَّى أمره وناب بالكرك وَأرْسل صحبته إِبْرَاهِيم بن النَّاصِر سنة 31 ثمَّ زوجه أم وَلَده أَحْمد وَاسْمهَا بَيَاض وَسلمهُ لَهُ ليربيه ثمَّ لما خَالف أَحْمد بالكرك أخرج ملكتمر فَقدم مصر وَاسْتمرّ وزيراً عوضا عَن وَزِير بَغْدَاد فِي شعْبَان لتوقف أَحْوَال الدولة فَطلب الإعفاء وَخرج لنيابة الكرك فِي سنة 745 لزم مَا تشعث من قلعتها وَعمارَة ضياعها وصحبته مائَة مَمْلُوك وَقَررهُ الْكَامِل فِي نيابتها سنة 746 ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ فِي أول الْمحرم سنة 747
2329 - ملكة بنت إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن سَالم بن الْحسن بن صصري تكنى(6/122)
أم طالوت البعلبكية ثمَّ الدمشقية أمهَا أَسمَاء بنت مُحَمَّد بن سَالم بن صصري ولدت سنة ... وَسمعت من جدها لأمها مُحَمَّد بن سَالم بن الْحسن بن صصري وَحدثت سمع مِنْهَا البرزالي والعز ابْن جمَاعَة وَذكرهَا أَبُو جَعْفَر فِي مشيخة الْعِزّ وَمَاتَتْ فِي ثامن عشر شهر رَجَب سنة 749 أرخها ابْن رَافع
2330 - مماي المغلي ملك الدشت كَانَ من كبار الْأُمَرَاء فَوَقع بَينه وَبَين ملك الدشت كلدي جاك خَان فَوَقَعت بَينهمَا مقتلة فَانْهَزَمَ مماي فَتوجه إِلَى مَدِينَة كفا وَرجع كلدي جاك آمنا ففتك بِهِ بعض أَتْبَاعه لأمر نقمه عَلَيْهِ وفر إِلَى مماي فَأخْبرهُ فساق مَعَه إِلَى أَن هجم على مملكة الدشت فاستولى عَلَيْهَا فَأَقَامَ فِي المملكة نَحْو عشْرين سنة وَقتل فِي سنة 782
2331 - منتصر بن الْحسن بن منتصر الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الأكفوفي ... سمع من ابْن الْعِمَاد وَابْن النُّعْمَان وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْفِقْه ثمَّ تصوف وَعمر رِبَاطًا ذكره الْكَمَال الأدفوي وَقَالَ كَانَ كَبِير الْمُرُوءَة والحلم يبْذل نَفسه وجاهه وَمَاله فِي مصَالح النَّاس وَكَانَ كثير الاستحضار للتواريخ والمحاضرات حسن الخطابة يشجي من سَمعه مَاتَ فِي سنة 734
2332 - منجك اليوسفي تنقل فِي خدمَة النَّاصِر حَتَّى رتب سلَاح دَار(6/123)
ثمَّ كَانَ هُوَ الَّذِي أحضر رَأس النَّاصِر أَحْمد وَمن حِينَئِذٍ أَمر واشتهر وَتردد إِلَى الشَّام فِي الْمُهِمَّات ثمَّ اسْتَقر حاجباً بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة 748 ثمَّ أُعِيد وَاسْتقر وزيراً واستاداراً فِي شَوَّال من السّنة فباشر بِحرْمَة ومهابة وَتمكن من الدولة وَكَانَ بيبغاروس نَائِب السلطنة أَخَاهُ فوفر نَحْو ثَلَاثَة آلَاف دِينَار فِي الشَّهْر من جوامك الممالك ووفر من جوامك الخدم أَو الْجَوَارِي والبيوتات وَمن رواتب المغاني وَمن الآخورية وخدام الإسطبل شَيْئا كثيرا وَقطع الكابزية وَكَانُوا خمسين جوقة وَأبقى مِنْهُم جوقتين فَقَط وأبطل ديوَان العمائر جملَة وَكَانَ النَّاصِر استجده فَكَانَ مصروفه فِي الشَّهْر نَحْو مِائَتي ألف نقرة وَلم يدع فِي جَمِيع الْجِهَات سوى شَاهد وعامل فِي كل جِهَة مِنْهَا وَغير وُلَاة الْأَعْمَال وَفتح بَاب الْأَخْذ على الولايات وَالنُّزُول عَن الإقطاعات لَكِن ترَتّب على ذَلِك من الْمَفَاسِد فَحصل من ذَلِك مَالا كثيرا جدا وَوصل الأوباش إِلَى الْمَرَاتِب واستقرار الْعَوام وآحاد الباعة فِي الجندية فتلاشى أَمر أجناد الْحلقَة بِسَبَب ذَلِك وَصرف عَن الوزارة مرّة ثمَّ أُعِيد بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد سفر أَخِيه إِلَى الْحجاز وسجن بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ بعد وأعيدت لَهُ أملاكه وَاسْتقر أَمِير ألف فَلَمَّا كَانَت كائنة بيبغاروس اختفى ثمَّ قبض عَلَيْهِ من مطمورة فِي دَار استاداره فسجن بالإسكندرية سنة 752 ثمَّ أفرج عَنهُ وَسَار إِلَى صفد بطالاً فِي ربيع الآخر سنة 755 ثمَّ اسْتَقر نِيَابَة طرابلس(6/124)
ثمَّ ولي حلب سنة 759 وَمَات فِي سنة 776
2333 - مَنْصُور بن أَحْمد بن عبد الْحق بن سدرمان بن فلاح بن تَمِيم بن فائد بن يعلي المشدالي - بِفَتْح الْمِيم والمعجمة وَتَشْديد اللَّام نِسْبَة إِلَى قَبيلَة من زواوة نَاصِر الدّين - أَبُو عَليّ الزواوي البجاوي ولد سنة 632 وَأخذ عَن الشُّيُوخ ثمَّ رَحل مَعَ أَبِيه قَالَ ابْن رشيد فِي رحلته رَحل فِي صغره إِلَى مصر مَعَ أَبِيه فَقَرَأَ بهَا وتهذبت أخلاقه ورقت طباعه وَقَرَأَ على الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وَسمع صَحِيح مُسلم وموطأ أبي مُصعب على أبي إِسْحَاق بن مُضر وعَلى القطب الْقُسْطَلَانِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَيره أَخذ أَيْضا عَن أبي الْفضل المرسي ونبغ وَرجع بعلوم جمة من الْأُصُول وَالْفِقْه وَالْأَدب وَالْكَلَام والتصوف وَجمع تصانيف وَأَقْبل على الْعِبَادَة والأشغال بِالْعلمِ وَشرح رِسَالَة ابْن أبي زيد وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق وَمَات سنة 731
2334 - مَنْصُور بن إِسْحَاق بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن شَافِع الصميدي نَاصِر الدّين أَبُو الْفَتْح الدِّمَشْقِي ولد سنة 680 تَقْرِيبًا وأحضر عِنْد الشَّيْخ شمس الدّين(6/125)
ابْن أبي عمر أَحْمد بن شَيبَان وَسمع من الْفَخر وَزَيْنَب بنت مكي - ذكره ابْن رَافع وَقَالَ حدث وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَنزل بالمدارس وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ تكلمُوا فِيهِ مَاتَ بِدِمَشْق فِي ثَانِي شهر ربيع الآخر سنة 751 وَهُوَ ابْن بنت الشقراوي
2335 - مَنْصُور بن جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن الْحُسَيْن ابْن مهنا بن دَاوُد بن قَاسم بن طَاهِر بن يحيى بن عبد الله بن الْحسن بن جَعْفَر بن عبيد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْحُسَيْنِي صَاحب الْمَدِينَة وَالِد طفيل اسْتَقل بالإمرة فِي حَيَاة وَالِده سنة سَبْعمِائة ثمَّ أحضر أَخُوهُ مقبل فَقتل مقبل ثمَّ توجه إِلَى مصر فَأَقَامَ وَلَده كبيش بهَا وَأعَاد النَّاصِر منصورا إِلَى الأمرة سنة 716 فاستمر بهَا إِلَى أَن قَتله ابْن ابْن أَخِيه حَدِيثَة بن قَاسم بن جماز وَقتل قَاتله فِي الْحَال سنة 725 وَأول من عرف من أُمَرَاء هَذَا الْبَيْت قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا كَانَ فِي أَيَّام السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَمَات أَخُوهُ سَالم فِي طَرِيق الشَّام إِلَى الْمَدِينَة سنة 619 وَكَانَ دخل دمشق مَعَ الْمُعظم لما حج وَولي بعده آل بَيته الْمَدِينَة يتناقلونها وَلم يتَمَكَّن مَنْصُور وَقتل فِي شهر رَمَضَان سنة 725 بعد أَن كبر وَعجز وَاسْتقر بعده وَلَده كبيش
2336 - مَنْصُور بن خَليفَة بن مُحَمَّد بن خلف المنبجي أَخُو مَحْمُود ولد سنة 689 وَسمع من ابْن مخلوف بالإسكندرية وَمن موفقية بنت وردان بِمصْر وَسمع مسموع ابْن الصَّواف من النَّسَائِيّ مِنْهُ وَمن ابْن الدواليبي بِبَغْدَاد(6/126)
وَمن غَيرهم وَكَانَ تَاجِرًا جيدا أَمينا خيرا مَاتَ فِي 24 الْمحرم سنة 734
2337 - مَنْصُور بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مَنْصُور بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن ابْن مَحْبُوب الْحِمْيَرِي الأَصْل ثمَّ المغربي ثمَّ البعلبكي عماد الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْفَتْح الْمَعْرُوف بالحرتعلي ولد سنة 641 ببعلبك وأسمع على عُثْمَان بن خطيب القرافة جُزْء الذهلي ومجلسين من أمالي أبي الْفضل التَّمِيمِي وَغير ذَلِك وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْعِرَاقِيّ مشيخة ابْن شَاذان الصغري وَمن البلداني وَغَيرهم وَحدث روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي صفر سنة 724
2338 - مَنْصُور بن عَليّ بن عبد الله الزواوي أَبُو عَليّ قَالَ ابْن الْخَطِيب حَرِيص على الإفادة والاستفادة مثابر على تعيم الْعلم لَهُ مُشَاركَة حَسَنَة فِي كثير من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والنقلية درس فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وَغير ذَلِك أَخذ عَن أَبِيه وَمَنْصُور بن أَحْمد المشدالي وَعبد الْمُهَيْمِن الْحَضْرَمِيّ وَأبي الْقَاسِم الْحُسَيْنِي
2339 - مَنْصُور بن نجم بن زيان - بزاي مُعْجمَة - بن حسان بن سُلَيْمَان اللَّيْثِيّ أَبُو الْفَتْح القرتاوي نَاصِر الدّين ولد سنة 650 تَقْرِيبًا وَسمع من(6/127)
عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحِيم بن عَسَاكِر أول مشيخة ابْن طبرزذ تَخْرِيج الدبيثي وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ شيخ فَقِيه واشتغل على الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَابْن الْمَقْدِسِي وَغَيرهمَا وَعرض التَّنْبِيه وَكَانَ مَوْصُوفا بِالدّينِ وَحدث بالبلاد الَّتِي كَانَ يَلِي قضاءها وَمَات فِي ...
2340 - مَنْصُور بن نصر الله بن مَنْصُور بن عبد الْوَهَّاب ولد سنة 646 وَسمع من دَاوُد وَمُحَمّد ابْني عمر خطيب بَيت الْآبَار اقْتِضَاء الْعلم وَحدث ذكره البرزالي وَابْن رَافع وَقَالا مَاتَ فِي شَوَّال سنة 719
2341 - مَنْصُور بن نصر الله بن مَنْصُور الزقيلي - بزاي وقاف مصغر - نَاصِر الدّين المفعلي ولد سنة. . وَسمع من أبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَحدث مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة 734
2342 - منطاش الاشرفي - نِسْبَة إِلَى الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن كَانَ اسْمه تمربغا وَيُقَال لَهُ أَخُو تمربيه وَكَانَت لتمربيه منزلَة من الْأَشْرَف وتنقل منطاش إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر برقوق نِيَابَة السلطنة بملطية فِي سنة 788 فَجمع كثيرا من التركمان وَأظْهر الْعِصْيَان وانضوى إِلَيْهِ كثير من الأشرفية الَّذين شردهم برقوق لما تسلطن فِي الْبِلَاد فَلَمَّا بلغ الظَّاهِر ذَلِك جهز إِلَيْهِ عَسْكَر حلب مَعَ أَرْبَعَة أُمَرَاء من مقدمي الألوف بِالْقَاهِرَةِ فانضوى منطاش إِلَى برهَان الدّين صَاحب سيواس فحوصر ثمَّ آل الْأَمر إِلَى رُجُوع(6/128)
الْعَسْكَر وَقد فر منطاش وَاتفقَ أَن الناصري عصى وَكَاتب نواب الْبِلَاد فوافقوه فراسل منطاش فَجمع من أطاعه وَحضر إِلَى حلب وَذَلِكَ سنة 91 فجهزه الناصري إِلَى حماة فملكها إِلَى أَن قدم الناصري بالعسكر فتوجهوا إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتولى الناصري على المملكة وَأعَاد السُّلْطَان حاجي - كَمَا سَيَأْتِي بَيَانه فِي تَرْجَمَة يلبغا وَاسْتقر منطاش أَمِيرا كَبِيرا ثمَّ إِنَّه تمارض فِي شعْبَان فعاده الجوباني وَكَانَ من أخصاء الناصري فعوقه عِنْده فَجهز إِلَيْهِ الناصري طَائِفَة فاستعد لَهُم وَصعد أَعلَى الْمدرسَة الحسنية وَنصب المنجنيق فِي منارتها وَرمى على من فِي الاسطبل وَآل الْأَمر إِلَى أَن هزم يلبغا وَمن مَعَه وَاسْتولى منطاش على المملكة فطاش وَكَانَ أهوج كثير العطايا كَمَا قيل نهاباً وهاباً فاعتقل النَّاصِر والجوباني وَغَيرهمَا بالإسكندرية وَفِي غُضُون ذَلِك بعد دُخُول سنة 92 بلغه أَن الظَّاهِر خلص من سجن الكرك وانضم إِلَيْهِ جمَاعَة فَجهز الْعَسْكَر وَتوجه إِلَى جِهَته فَوَقَعت لَهُم الْوَقْعَة الشهيرة فَانْهَزَمَ منطاش واحتوى الظَّاهِر على المملكة وعَلى غَالب من كَانَ مَعَه من رُؤُوس المملكة فَتوجه بهم إِلَى مصر وَاتفقَ حِين غلبته وَأَتْبَاعه خَرجُوا من الْحَبْس بالقلعة وغلبوا عَلَيْهَا وطردوا النَّائِب الَّذِي كَانَ بهَا من جِهَة منطاش فَدخل الظَّاهِر وَاسْتولى على المملكة كَمَا كَانَ أول وَفَرح النَّاس بِهِ لعقله وتثبته ثمَّ جهز عسكراً إِلَى منطاش فحاصروه بِدِمَشْق مِنْهُم الناصري وَقد ولاه نِيَابَة حلب والجوباني وَقد ولاه نِيَابَة دمشق فحاصروه إِلَى أَن خرج مِنْهَا فانضوى إِلَى نعير أَمِير الْعَرَب وَكَانَ مِمَّن عصى على برقوق فَاجْتمعُوا بحمص وَوَقعت بَينهم وقْعَة فانكسر الْعَسْكَر السلطاني وَقتل الجوباني وَرجع الناصري إِلَى دمشق فولاه(6/129)
الظَّاهِر نيابتها وَتوجه منطاش ونعير إِلَى حلب فحاصروها وَبهَا كمشبغا - وَكَانَ قبل ذَلِك نَائِب القلعة فاستولى على الْبَلَد لما بلغ نائبها كسرة منطاش فضبطها فَلَمَّا رأى نعير أَنه لايحصل على أَخذ حلب توجه وصحبته منطاش لناحية وجهة الشمَال فنهبوا أعزاز ثمَّ عينتاب وأميرها مُحَمَّد بن شميري التركماني فحاصروه بالقلعة ثمَّ وصل العساكر السُّلْطَانِيَّة إِلَى قرب عينتاب ففر منطاش إِلَى مرعش فانفرج الكرب عَن نَائِب عينتاب وَمن مَعَه بعد أَن هلك الْكثير مِنْهُم فِي الْحصار وَذَلِكَ فِي سنة 93 وَتوجه منطاش من جِهَة العمق إِلَى أَن وصل إِلَى قرب دمشق وَلما لم يحصل للعسكر السلطاني مِنْهُ غَرَض رجعُوا إِلَى أوطانهم ونازل منطاش دمشق فَجهز لَهُ الناصري من هَزَمه فَتوجه إِلَى بِلَاد نعير فَأَقَامَ عِنْده ثمَّ راسل الظَّاهِر نعيراً فِي أَمر منطاش واسترضاه ورد عَلَيْهِ أَمرته وأوسع لَهُ فِي الْوَعْد فغدر بمنطاش وَقبض عَلَيْهِ وجهزه إِلَى حلب فاعتقل بقلعتها إِلَى أَن جَاءَ الْأَمر بقتْله وتجهيز رَأسه فَفعل بِهِ ذَلِك فِي سنة 795 وطيف بِرَأْسِهِ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ علق على بَاب زويلة وَكَانَ شجاعاً قتالاً عالي الهمة كثير الْبَذْل أهلك جَمِيع مَا كَانَ الظَّاهِر حصله من الْأَمْوَال فِي أيسر مُدَّة
2343 - منكلي بغا الناصري السلاحدار كَانَ من أخوة أرغون النَّائِب وتأمر مائَة وَكَانَ طَوِيل الْقَامَة مليح الشكل كَبِير اللِّحْيَة أكولاً نهماً مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 731 فِي سادس صفر
2344 - منكلي بغا الناصري الفخري كَانَ النَّاصِر وَقَاه إِلَى أَن صيره أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق سنة 39 وَكَانَ حسن الشكل فِيهِ خير ومروءة وعصبية(6/130)
ثمَّ نَاب بطرابلس ثمَّ عظمت مَنْزِلَته فِي أَيَّام النَّاصِر حسن الأولى وَصَارَ من أكبر أُمَرَاء المشورة بِمصْر ثمَّ أمسك فِي دولة الصَّالح صَالح واعتقل فِي رَجَب سنة 752 إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 753
2345 - منكلي بغا الشمسي أحد مماليك النَّاصِر حسن أمره طبلخاناة بعد الْقَبْض على شيخو فِي ذِي الْحجَّة سنة 758 ثمَّ أمره مائَة بعد الْقَبْض على صرغتمش سنة 759 ثمَّ ولي نِيَابَة حلب سنة 763 فباشر جيدا وتوخى الْعدْل وَالْإِحْسَان وَعمر الْجَامِع بهَا ثمَّ ولي نِيَابَة دمشق سنة 764 عوضا عَن قشتمر فَفتح فِي سنة 65 بَاب كيسَان وَعقد عَلَيْهِ قنطرة وَمد جِسْرًا يسْلك عَلَيْهِ وَبنى هُنَاكَ جَامعا وَكَانَ مغلقاً فِي أَيَّام الْعَادِل مَحْمُود بن زنكي ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حلب فِي صفر سنة 68 ثمَّ اسْتَقر نَائِب السلطنة بِمصْر فِي سنة 769 ثمَّ استعفى من النِّيَابَة فاستقر أتابكاً وَكَانَ الْأَشْرَف بعد قَتله يلبغا قرر فِي الأتابكية اسندمر ثمَّ طقتمر النظامي ثمَّ ملكتمر المحمدي ويلبغا المنصوري مَعًا ثمَّ استقدم منكلي بغا من حلب فقرره فِي النِّيَابَة ثمَّ فِي الأتابكية وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 769 وَولي نظر المرستان فَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 774 وَكَانَ مهاباً عَاقِلا عَارِفًا يتَكَلَّم فِي عدَّة عُلُوم
2346 - منكلي بغا الأحمدي الْأَمِير سيف الدّين نَائِب السلطنة بحلب(6/131)
وَيعرف بالبلدي ذكره طَاهِر بن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ وَمَات فِي سنة 782 بحلب عَن نَيف وَأَرْبَعين سنة
2347 - منكوتمر عبد الْغَنِيّ الأشرفي كَانَ دوادار الْأَشْرَف شعْبَان اسْتَقر فِي رَمَضَان سنة سبعين بإمرة طبلخاناة ثمَّ أعطي تقدمة ألف بعد ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي 23 جُمَادَى الأولى سنة 772
2348 - منيف بن سُلَيْمَان بن كَامِل بن مَنْصُور بن علوان بن ربيعَة بن بَرَكَات ابْن سَالم السّلمِيّ العباسي ولد بزرع سنة 643 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر ويوسف بن مَكْتُوم وَغَيرهم أثنى عَلَيْهِ السُّبْكِيّ وَعز الدّين ابْن جمَاعَة وَالشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وَآخَرُونَ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 713
2349 - مهنا بن إِبْرَاهِيم بن مهنا الفوعي - بِضَم الْفَاء وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا مُهْملَة - نِسْبَة إِلَى الفوعة من عمل حلب كَانَ جده صَاحب أَحْوَال وَنَشَأ هُوَ على طَريقَة أَبِيه وجده يَقْصِدهُ النَّاس للتبرك وَمَات فِي سنة 736 ذكره ابْن حبيب
2350 - مهنا بن سِنَان بن عبد الْوَهَّاب بن نميلَة الْحُسَيْنِي الأمالي الْمدنِي قَاضِي الْمَدِينَة اشْتغل كثيرا وَكَانَ حسن الْفَهم جيد النّظم ولأمراء الْمَدِينَة فِيهِ اعْتِقَاد وَكَانُوا لَا يقطعون أمرا دونه وَكَانَ كثير النَّفَقَة متحبباً إِلَى المجاورين ويحضر مواعيد الحَدِيث ويترضى عَن الصَّحَابَة إِذا ذكرُوا(6/132)
ويتبرأ من فُقَهَاء الإمامية مَعَ تَحْقِيق الْمعرفَة وَحسن المحاضرة وَمَات سنة 754
2351 - مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة بن عصية بن فضل بن ربيعَة التدميرى أَمِير آل فضل من بني طي ولد بعد سنة 650 وَكَانَت أولية هَذَا الْبَيْت من أَيَّام أتابك زنكي وَكَانَ مري بن ربيعَة أَخُو فضل أَمِير عرب الشَّام أَيَّام طغتكين وَكَانَ مهنا يلقب حسام الدّين وَكَانَ ابْن عَمه أَبُو بكر بن عَليّ بن حَدِيثَة أَمِيرا على الْعَرَب فاتفق أَن الظَّاهِر بيبرس قبل السلطنة رمته اللَّيَالِي فِي بُيُوتهم فَطلب من ابْن عَليّ فرسا فَلم يُعْطه فَرَآهُ عِيسَى بن مهنا فتوسم فِيهِ فضمه إِلَيْهِ وَأَعْطَاهُ فرسا وَبَالغ فِي إكرامه فَلَمَّا تسلطن انتزع الإمرة من أبي بكر وَأَعْطَاهَا لعيسى ثمَّ تَأمر وَلَده مهنا هَذَا فِي أَيَّام الْمَنْصُور قلاون وَكَانَ مُعظما خليقاً بالإمرة قَالَ الشهَاب مَحْمُود حضرت طرنطاي المنصوري وَهُوَ مخيم بالحزبة وَعَن يَمِينه مهنا هَذَا وَعَن يسَاره أَحْمد بن حجي أَمِير آل مري فَادّعى أَحْمد بِأَلف بعير أَخذهَا عرب آل فضل من عربه فألح فِي الْمُطَالبَة واحتد وَرفع صَوته ومهنا سَاكِت فَلَمَّا طَال الْأَمر قَالَ طرنطاي لمهنا يَا ملك الْعَرَب مَا تَقول قَالَ مَا أَقُول نعطيهم مَا ذكرُوا هم أَوْلَاد عمنَا إِن كَانَت لَهُم عندنَا هَذِه البعران فَهِيَ حَقهم وَإِن كَانَ مَا لَهُم شَيْء فَمَا هُوَ كثير إِذا أعطيناهم هَذَا الْقدر فَلَمَّا سمع أَحْمد هَذَا الْكَلَام لم يُعجبهُ وَأطَال القَوْل فِي الِاحْتِجَاج وَالْخُصُومَة فَقَالَ لَهُ مهنا يَا أَحْمد إِن كَانَ كلامك عَلَيْك هَين فكلامي(6/133)
عَليّ مَا هُوَ هَين وَهَذِه الأباعر أقل من أَن يحصل فِيهَا كَلَام أَنا أُعْطِيك إِيَّاهَا وَقَامَ فَقَالَ طرنطاي هَكَذَا وَالله يكون الْأَمِير وَكَانَ الْأَشْرَف غضب على مهنا بعد فتح قلعة الرّوم فأمسكه وسجنه وسجن أَهله قَالَ مُوسَى ابْن مهنأ كَانَ عمي مُحَمَّد بن عِيسَى حِين حبسنا يدْخل المرتفق فيطيل فِيهِ فَخرج يَوْمًا وَقَالَ الْبُشْرَى سَمِعت صائحة من النِّسَاء تَقول واسلطاناه فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أطْلقُوا ثمَّ ندموا على إِطْلَاق مهنا فَأرْسل إِلَيْهِ ليعود فَامْتنعَ ثمَّ صَار يقدم الْقَاهِرَة وَهُوَ حذر ثمَّ خدم النَّاصِر لما كَانَ بالكرك وَلما ولي قراسنقر حلب زَارَهُ فِيهَا مهنا وَكَانَ صديقه فَأرَاهُ كتاب النَّاصِر يَأْمُرهُ فِيهِ بإمساك مهنا وتحالفا فَلَمَّا فر قراسنقر بالغت عَائِشَة بنت عساف زَوْجَة مهنا فِي خدمته وَكتب مهنا إِلَى النَّاصِر يستعطفه على قراسنقر وَغَيره مِمَّن فر فَأرْسل إِلَيْهِم الْأمان فَلم يطمئنوا وتجهزوا إِلَى خربندا وَكتب مهنا مَعَهم إِلَى خربندا فقابلهم بالإكرام وخلع على سُلَيْمَان بن مهنا وجهز لمهنا مَعَه أَمْوَالًا جمة وخلعاً وَأَعْطَاهُ الْبِلَاد الفراتية وَبلغ النَّاصِر فَغَضب وَأعْطى الإمرة لِأَخِيهِ فضل فَتوجه مهنا إِلَى خربندا فَأكْرمه وَقرر مَعَه أَمر الركب الْعِرَاقِيّ فَأعْطَاهُ مهنا مَعَه عَصَاهُ خفارة لَهُم وَجهد النَّاصِر أَن يحضر إِلَيْهِ مهنا فَصَارَ يسوف بِهِ من وَقت إِلَى وَقت وَفِي طول الْمدَّة يُرْسل أخوته وَأَوْلَاده والناصر ينعم عَلَيْهِم بالأموال والإقطاعات وهم يمنونه حُضُوره وَلَا يحضر وَمَعَ ذَلِك فالمراسلات بَين مهنأ والناصر لَا تَنْقَطِع وَإِذا ظَهرت لَهُ نصيحة للْمُسلمين نبه عَلَيْهَا وَأَشَارَ إِلَيْهَا وبادر النَّاصِر لقبولها إِلَى أَن كَانَ(6/134)
فِي سنة 733 فَتوجه مهنا من قبل نَفسه إِلَى النَّاصِر فَأكْرمه إِكْرَاما زَائِدا ورده على أَمرته إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 735 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مهنا وقوراً متواضعاً لَا يحفل بملبس دينا حَلِيمًا ذَا مُرُوءَة وسؤدد وَله من الْأَوْلَاد مُوسَى تَأمر بعده وَسليمَان وَأحمد وفياض وحيار وقارا وسعنة وَغَيرهم
2352 - مهْدي الْحلَبِي عز الدّين كَانَ يعْمل أوتار القسي ثمَّ توصل وَعمل الجندية ثمَّ عمل إمرة عشرَة وَعمل ولَايَة حلب وَشد الدَّوَاوِين وَكَانَ حسن الشكل حُلْو الْعبارَة عَلَيْهِ قبُول ثمَّ قتل فِي شَوَّال سنة 753
2353 - مهلهل بن سعيد الخليلي نجم الدّين الشَّافِعِي اشْتغل ودرس بالفرخشاهية وَغَيرهَا بِدِمَشْق وَولي الْعُقُود الْحكمِيَّة وَكَانَ فِي بَصَره ضعف مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 710
2354 - مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُجَاهِد الدعجائي شرف الدّين سمع من الأبرقوهي جُزْء ابْن الطلاية وَسمع من أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ
2355 - مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن علوان - مضى نسبه فِي تَرْجَمَة وَلَده مُحَمَّد - نجم الدّين الشقراوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الشُّرُوطِي ولد سنة 624 واشتغل بِالْعلمِ وَسمع من إِسْمَاعِيل بن ظفر والضياء وَغَيرهمَا قَرَأَ الْكثير وَكتب وَجمع وَكَانَ كيسا عَالما حُلْو الْفَاكِهَة ينْقل كثيرا من اللُّغَة وَله نظم ومدح ابْن تَيْمِية بِأَبْيَات ويفتي فِي مذْهبه وَحدث قَالَ الذَّهَبِيّ فِي(6/135)
المعجم الْمُخْتَص كتب وَحصل وَكَانَ كثير الْمَحْفُوظ والنوادر والمزاح وَكَانَ إِذا قَرَأَ أدمج الْإِسْنَاد فتجنب بَعضهم التحديث بِمَا سمع بقرَاءَته مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 702 روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ
2356 - مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْأَذْرَعِيّ عماد الدّين إِمَام مَسْجِد أبي الدَّرْدَاء كَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ ملازماً للاشتغال بِالْعلمِ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 763
2357 - مُوسَى بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن بدران بن أَحْمد قطب الدّين ابْن شيخ السلامية ولد سنة 661 واشتغل وتمهر ثمَّ عني بالمباشرات فولي ديوَان الْجَيْش بِدِمَشْق زمن الأفرم ثمَّ ولي نظر الْجَيْش فِي أول ولَايَة النَّاصِر الْأَخِيرَة بعد رُجُوعه من الكرك ثمَّ ولي نظر الْجَيْش بِمصْر سنة 12 بعد الْفَخر ثمَّ أُعِيد إِلَى الشَّام وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه أشرك مَعَه معِين الدّين بن حشيش وَكَانَ القطب محباً فِي الْفُضَلَاء وقوراً مهيباً كثير الْمُوَاسَاة وَرَأى فِي أَيَّام تنكز من الْعِزّ والتمكن مَا لَا رَآهُ غَيره وَله نظم وسط فَمِنْهُ
(مَا اخْتَرْت مقَامي بذرى لبنان ... فَردا ومشرداً عَن الأوطان)
(إِلَّا لأرَاك أَو أرى من نظرت ... عَيناهُ إِلَى جمالك الفتان)
قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من رجال الدَّهْر وَله فَضَائِل وَحُرْمَة وَقَالَ ابْن كثير كَانَ لَهُ فضل وأفضال وإحسان إِلَى أهل الْخَيْر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة(6/136)
سنة 732 وَدفن بترتبه الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصالحية
2358 - مُوسَى بن أَحْمد بن عمر بن حسن المعري الأَصْل البعلبكي شرف الدّين ولد فِي سنة 706 تَقْرِيبًا وَسمع من الحجار من الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين
2359 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلكان كَمَال الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن القَاضِي شمس الدّين ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة 651 وَأَجَازَ لَهُ السبط وَسمع من النجيب وَحدث وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال وذكاء ودرس بالنجيبية فِي حَيَاة أَبِيه وَبعده وَولي نظر الدَّوَاوِين الْحكمِيَّة وَلم يكن حسن السِّيرَة وَيُقَال أَنه كَانَ السَّبَب فِي عزل أَبِيه لسوء سيرته وطواعية أَبِيه لَهُ حَتَّى قَالَ فِيهِ ابْن ظهيرة
(وَكَيف يُؤْتى رشده حا ... كم حكم فِي لحيته مُوسَى)
مَاتَ فِي شهر ربيع الأول 717
2360 - مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْمُنْذِرِيّ الشَّيْخ مجد الدّين الأربلي ولد فِي شعْبَان سنة 645 وتفقه وتعانى الْأَدَب وَالنّظم وَمَات سنة 717
2361 - مُوسَى بن أَحْمد بن مَحْمُود الأقصري الشَّيْخ مجد الدّين شيخ الخانقاه بسرياقوس قدم أَولا الاسكندرية فَأَقَامَ بهَا شَيخا للخانقاه الَّتِي أَنْشَأَهَا بيليك المحسني بهَا ثمَّ قرر فِي مشيخة خانقاه كريم الدّين بالقرافة ثمَّ نقل إِلَى الخانقاه الجديدة الناصرية وَكَانَ النَّاصِر يعظمه وَكَانَ لَهُ ذكر رتبه فَكَانَ يَقُوله هُوَ وطائفته بعد صَلَاة الْمغرب وَلَا يَنْقَضِي حَتَّى يُؤذن الْعشَاء(6/137)
وَكَانَ جواداً عَلَيْهِ أنس وخصوصاً فِي السماع وَكَانَ لَهُ سَماع من عبد الله ابْن عَليّ الصنهاجي وَعلي بن جَابر اليمني وَكَانَ يكثر الشفاعات عِنْد كريم الدّين عبد الْكَرِيم إِلَى أَن أضجره فَسَأَلَهُ أَن يُخَفف من ذَلِك فَقَالَ لَا يسعني أَن أرد أحدا ولكنني أَنا أَسأَلك فَإِن منعت منعت من مَنْعَة الله وَإِن أَعْطيته فَمن فضل الله مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة 17 شهر ربيع الأول 7 سنة 40 وَقد أناف على السّبْعين وَكَانَ دينا عفيفاً بشوشاً كثير الْخَيْر وقوراً سَاكِنا
2362 - مُوسَى بن إِسْحَاق ويدعى عبد الْوَهَّاب بن عبد الْكَرِيم الْمصْرِيّ القبطي شمس الدّين بن تَاج الدّين الْكَاتِب هُوَ الَّذِي عناه عَلَاء الدّين بن فضل الله بقوله
(يَا أهل مصر نجا مُوسَى ونيلكم ... وفا وَفرْعَوْن وَهُوَ النشو قد هلكا)
وَكَانَ النشو لما أمسك وَأهْلك أطلق مُوسَى الْمَذْكُور من الاعتقال وَكَانَ ولي نظر الْخَاص بعده وَسلمهُ لشاد الدَّوَاوِين لُؤْلُؤ فعاقبه بأنواع الْعَذَاب وَأقَام فِي الإهانة والعقوبة سِتَّة أشهر وَكَانَ قبل أَن يقبض عَلَيْهِ مسقاماً كثير الْأَمْرَاض فَلَمَّا خلص من الْعقُوبَة عوفي من جَمِيع مَا كَانَ يَعْتَرِيه وَكَانَ النشو يظنّ أَنه يَمُوت فِي الْعقُوبَة وَلم يكن يَجْسُر أَن يَأْمر بقتْله فاتفق موت النشو قبله وعاش هُوَ بعده أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة وَولي نظر الْجَيْش بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي الوزارة بِدِمَشْق مَرَّات وتنقل فِي أَحْوَاله بَين ولَايَة ومصادرة وإهانة وَعز وَآخر مَا ولي الوزارة سنة سبعين إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 771 وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين
2363 - مُوسَى بن حاجي بن مُحَمَّد البتريزي مصلح الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 669(6/138)
وتفقه وَمهر وَقدم دمشق وَله شرح على البديع لِابْنِ الساعاتي مَاتَ رَاجعا من الْحَج فِي وَادي بني سَالم فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة 736
2364 - مُوسَى بن الْحسن الْموصِلِي تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد ذكره الشهَاب ابْن فضل الله كَانَ أَبوهُ من كتاب الديار المصرية فِي ديوَان الْإِنْشَاء فِي زمن الظَّاهِر بيبرس وَكَانَ يعرف بسمسار الْخَيْر فاتفق أَن وَلَده هَذَا قدم الْيمن سنة سِتِّينَ فِي شحانة فَأقبل عَلَيْهِ المظفر صَاحبهَا فولاه ديوَان الْإِنْشَاء فمهر فِي ذَلِك وَجمع كتابا سَمَّاهُ الْبرد الْمُوشى فِي صناعَة الْأَعْشَى قَالَ التَّاج عبد الْبَاقِي جَمِيع الْكتب الْوَارِدَة عَن المظفر إِلَى الظَّاهِر وَمن بعده صادرة عَن التَّاج هَذَا وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ فِي الْوَاقِعَة الَّتِي جرت للأشرف أَن يعتقل أَخَاهُ الْمُؤَيد من قصيدة
(وَلَوْلَا أَن صدر مِنْك قُلْنَا ... مقَالا مِنْهُ تنفجر الصخور)
(ولكننا نرجي السخط مِنْكُم ... يعود رضى وتنجبر الْأُمُور) قَالَ فنفعني ذَلِك حِين خرج الْمُؤَيد من الاعتقال
2365 - مُوسَى بن دولت شاه الشرواني الملقن قَالَ البرزالي كَانَ صَالحا مُبَارَكًا حسن الْبشر لَهُ أنس بِالْعلمِ وَكَانَ يلقن عِنْد بَاب الخطابة وَعَلِيهِ سكينَة ووقار مَاتَ فِي ثَانِي عشرى صفر سنة 721
2366 - مُوسَى بن رَافع بن مفرج بن رَافع بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد الْحِمصِي(6/139)
كَانَ خيرا صَالحا ولد سنة 663 وَسمع من ابْن حَامِل وَحدث مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 735
2367 - مُوسَى بن الْحَاج رقطاي مظفر الدّين تربى فِي حجر السَّعَادَة إِلَى أَن أَمر تقدمة أَو نَاب بصفد وَمَات سنة 774
2368 - مُوسَى بن سِنَان بن مَسْعُود بن شبْل الْجَعْفَرِي الشَّافِعِي شرف الدّين نَائِب الحكم بحلب كَانَ مشكور السِّيرَة ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ بالأدب وَالْعلم وَقَالَ مَاتَ سنة 762 وَقد جَاوز السِّتين
2369 - مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن سَلامَة المدلجي بهاء الدّين ولد سنة 665 وتعانى الْخط الْحسن وَكتب عدَّة ختمات وَولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بالديار المصرية ثمَّ ولي خطابة الْمَدِينَة فِي سنة 726 وَحدث عَن مُحَمَّد بن أبي الذّكر وَحسن بن عمر الْكرْدِي وَغَيرهمَا قَالَ البرزالي كتبت عَنهُ أبياتاً من نظم غَيره وَكَانَ كثير الذّكر محباً فِي الصَّالِحين وَمَات فِي ثامن عشر شهر رَجَب سنة 744
2370 - مُوسَى بن عبد الله الناصري كَانَ نَائِب البيرة قَالَ ابْن حبيب كَانَ حسن السِّيرَة مَاتَ سنة 756
2371 - مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد الشهير بِابْن البصيص نجم الدّين المجود كَاتب الْمَنْسُوب ولد بحماة سنة 651 وتعانى الْمَنْسُوب فأتقنه وَكتب الأقلام كلهَا ثمَّ اخترع قَلما سَمَّاهُ المعجز وانتفع بِهِ الدمشقيون وَكتب(6/140)
هُوَ بِخَطِّهِ كثيرا ورزق الحظوة وَكَانَ مَعَ ذَلِك يعْمل بالفأس فِي بستانه وَيضْرب اللَّبن وَيَبْنِي بِيَدِهِ وَكَانَ ينظم نظماً سافلاً عرياً عَن الْأَعْرَاب على طَريقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ مَأْمُونا عفيفاً من شعره
(تشفع بِالنَّبِيِّ فَكل عبد ... يجار إِذا تشفع بِالنَّبِيِّ)
(وَلَا تجزع إِذا ضَاقَتْ أُمُور ... فكم لله من لطف خَفِي)
مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 716
2372 - مُوسَى بن عَليّ بن بيدو بن طوغان من هولاؤ المغلي نَشأ غربيا فِي سَواد الْعرَاق وَيُقَال أَنه كَانَ يتكسب بالنساخة وَكَانَ حسن الشكل جيد الْعقل صَحِيح الْإِسْلَام قَالَ الذَّهَبِيّ رَأَيْت القَاضِي حسام الدّين الغوري يثني على عقله وَدينه ثمَّ إِن عَليّ باشا لما توثب على المملكة بعد موت بوسعيد استحضر مُوسَى هَذَا وسلطنه ثمَّ قَامَ عَلَيْهِ الشَّيْخ حُسَيْن فَقتل عَليّ باشا وَبَقِي مُوسَى فِي جبال الأكراد أَرْبَعَة أشهر ثمَّ قصد بَغْدَاد وَقتل طوغان وَكَانَ ظلوماً غشوماً فاستخف بمُوسَى وبرز لقتاله فَقل طوغان وَقصد مُوسَى أذربيجان فتلاقى مَعَ الشَّيْخ حُسَيْن ففر مُوسَى واستجار بكردي كَانَ أحسن عَلَيْهِ فأجاره ثمَّ غدر بِهِ وَحمله إِلَى حُسَيْن فَقتل وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 737 وَهُوَ من أَبنَاء الْأَرْبَعين ثمَّ قتل الَّذِي غدر بِهِ
2373 - مُوسَى بن عَليّ بن قلاون الْأَمِير مظفر الدّين ابْن الْملك الصَّالح بن السُّلْطَان الْمَنْصُور ولد قبيل سنة تسعين وَنَشَأ بقلعة الْجَبَل وَكَانَ أحد الْأُمَرَاء فِي دولة ابْن عَمه النَّاصِر أمره لما أُعِيد إِلَى السلطنة فِي الْمرة الثَّانِيَة(6/141)
سنة 698 وَكَانَ حسن الشكل محبوباً إِلَى النَّاس وزوجه سلار نَائِب السلطنة ابْنَته فِي سنة 704 وجهزها جهازاً عَظِيما يُقَال أَن قِيمَته مائَة وَسِتُّونَ ألف دِينَار ثمَّ اتّفق بكتمر الخزندار وبتخاص المنصوري مَعَه على إِقَامَته فِي المملكة فاستمالا كثيرا من الْجند فوشى بيبرس الجمدار بذلك فبادر النَّاصِر بِالْقَبْضِ على بكتمر وبتخاص وَأرْسل سنجر الجاولي لإحضار مُوسَى فتغيب وَكَانَ سنجر حضر إِلَيْهِ وَمَعَهُ آقش نَائِب الكرك فَسَأَلَاهُ أَن يُجيب ابْن عَمه لشَيْء يسْأَله عَنهُ فَسَأَلَهُمَا عَن السَّبَب فَلم يعرفاه فاستدعى بِالْوضُوءِ وَقَامَ إِلَى الْخَلَاء فَخرج من بَاب السِّرّ فانتظراه إِلَى أَن تحققا أَنه فر فندب بكتمر الْحَاجِب وايدغدي لإمساكه فَلم يُوجد فحنق النَّاصِر وَطلب كشتغدي وَالِي الْقَاهِرَة وألزمه بإحضاره فَأمْسك حَوَاشِيه وعرضوا وَنُودِيَ بِالْبَلَدِ من أحضرهُ فَلهُ خبزه وَألف دِينَار إِن كَانَ من الْعَوام وَمن أخفاه شنق فَلم يظفر بِشَيْء وَأمر بإحراق الْقَاهِرَة فتضرع إِلَيْهِ أرغون النَّائِب إِلَى أَن سكن غَضَبه وأمسكوا مَمْلُوكا صَغِيرا وضربوه فَأقر على الْفَقِيه فَضرب الْفَقِيه فدلهم على دَار فَلم يَجدوا فِيهَا أحدا إِلَى أَن عثروا بِهِ فِي مَكَان مظلم فطلعوا بِهِ إِلَى القلعة فَعظم الصياح فِي دور الْحرم بِسَبَبِهِ وشفعت فِيهِ أردكي الَّتِي كَانَت زوج الْأَشْرَف ثمَّ تزَوجهَا النَّاصِر فَأمر بسجنه وَذَلِكَ سنة عشر وَسَبْعمائة ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر مَعَ قجليس إِلَى قوص فَلَمَّا كَانَت فِي سنة 718 أشيع مَوته وَكَانَ لَهُ فهم وعقل ومحبة فِي الْفَضَائِل وَكَانَ ابْن عَدْلَانِ وَصِيّه فَشَكا إِلَيْهِ أَن السرمساحي هجاه فَأحْضرهُ واستنشده الشّعْر فأنشده إِيَّاه فَأمر بضربه وأرسله إِلَى السجْن وَحمل لَهُ فِي السِّرّ مَا لَا يترضاه بِهِ(6/142)
2374 - مُوسَى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الطارابي ...
2375 - مُوسَى بن عَليّ بن منكوتمر شرف الدّين كَانَ شَابًّا ظريفاً نظيف اللبَاس طيب الرَّائِحَة أَقَامَ بِدِمَشْق وَأمر بطرابلس طبلخاناة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 757
2376 - مُوسَى بن عَليّ بن مُوسَى بن يُوسُف بن مُحَمَّد الزرزاري القطبي ضِيَاء الدّين ولد سنة 658 باربل وبخط ابْن رَافع سنة 51 وَكَانَ أَبوهُ قَاضِيا بهَا وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن الفويرة وَسمع من النجيب وَابْن عزون بِالْقَاهِرَةِ وَقَرَأَ على الكواشي التَّفْسِير الصَّغِير وَسمع مِنْهُ التَّفْسِير الْكَبِير قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ سَاكن النَّفس حسن الصُّورَة كثير الْفَضَائِل نظم الْوَجِيز وَهُوَ الْقَائِل
(تواضع كَمَا النَّجْم استبان لناظر ... على صفحات المَاء وَهُوَ رفيع)
(وَلَا تَكُ كالدخان يرفع نَفسه ... إِلَى طَبَقَات الجو وَهُوَ وضيع)
وتصدر للإقراء بِجَامِع الظَّاهِر بالحسينية وخطب بِجَامِع كزاي وَكَانَ قد أَخذ الْقرَاءَات عَن الْعلم القمني والنور الكفتي وَغَيرهمَا وَمَات وَهُوَ ساجد للصَّلَاة فِي حادي عشر شهر رَجَب سنة 730 حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي وَكَانَ سمع عَلَيْهِ من الْحِلْية وَغَيرهَا
2377 - مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب بن أبي عبد الله بن أبي البركات الْعلوِي الْحُسَيْنِي عز الدّين أَبُو الْقَاسِم الموسوي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 628 وَسمع حضوراً من الْفَخر الأربلي وَمن مكرم الْمُوَطَّأ وَمن ابْن الصّلاح(6/143)
والسخاوي وجده رشيد الدّين النَّيْسَابُورِي مدرس المعينية وَغَيرهم وَحدث بالموطأ وصحيح مُسلم وَكَانَ حسن الشكل مليح البزة سكن مصر فِي سنة سَبْعمِائة وَمَات وهم يسمعُونَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسلم فِي ذِي الْحجَّة سنة 715
2378 - مُوسَى بن عمر بن مُوسَى الْمدنِي ولد فِي سَابِع عشر رَمَضَان سنة 703 ... .
2379 - مُوسَى بن فياض بن مُوسَى بن فياض أَبُو البركات شرف الدّين الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ قدم إِلَى حلب ودرس وَكَانَ سمع من الحجار فَحدث عَنهُ وَسمع عَلَيْهِ ابْن عشائر وبرهان الدّين الْمُحدث وَهُوَ أول من ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة بحلب سنة 48 وَاسْتمرّ خمْسا وَعشْرين سنة وَكَانَ صَالحا ورعا منطرح التَّكَلُّف مُعظما للشَّرْع مَاتَ سنة 778 عَن نَيف وَتِسْعين سنة - قَالَه ابْن حبيب وَقَالَ الْبُرْهَان صَاحبه كَانَ مولده سنة نَيف وَتِسْعين فعلى هَذَا مَا جَاوز التسعين وَكَانَ ترك الْقَضَاء لوَلَده أَحْمد قبل مَوته بِخمْس سِنِين قَرَأت بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد فِي ذكر شُيُوخ حلب سنة 748 أَن شرف الدّين هَذَا سمع الصَّحِيح من الحجار وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم سنة 12 وَسمع على التقي سُلَيْمَان جُزْء ابْن مخلد وعَلى أبي بكر والحجار(6/144)
2380 - مُوسَى بن كجك الشَّيْخ شرف الدّين الطَّبِيب كَانَ أَبوهُ يَهُودِيّا وَكَانَ يعالج أهل الْعلم ويخدمهم فهدى الله وَلَده إِلَى الْإِسْلَام واشتغل على الشَّيْخ تَاج الدّين التبريزي وَالشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَصَارَ يشغل فِي الْحَاوِي والعلوم الْعَقْلِيَّة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ يلاطف الطّلبَة وَيحسن إِلَيْهِم وَمَات فِي شَوَّال سنة 761
2381 - مُوسَى بن السَّيْف مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي ولد سنة ... وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم من مشيخة ابْن عبد الدَّائِم تَخْرِيج ابْن الخباز وَحدث عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وَهُوَ ابْن عَم القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 733
2382 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن شَهْري شرف الدّين أحد الْأُمَرَاء بحلب سبط الْملك الْمُؤَيد صَاحب حماة ولي نِيَابَة سَاس وَغَيرهَا من الْبِلَاد وَكَانَ مِمَّن جمع بَين فضيلتي السَّيْف والقلم وبرع فِي الْفضل حَتَّى أذن لَهُ الباريني بالإفتاء وللشهاب ابْن أبي الرضي فِيهِ مدائح وَكَانَ مُعظما فِي الدول حسن الْفَهم والخط والشكل جميل الْوَجْه وَكَانَ يحب الْعلمَاء ويكرمهم ويجالسهم ويبحث مَعَهم وَكَانَ يمِيل إِلَى الْعدْل والإنصاف وَنصر الْحق مَاتَ سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة(6/145)
2383 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُونُس الأربلي القَاضِي كَمَال الدّين ابْن الرضي بن يُونُس تفقه ببلاده وَولي قَضَاء الْموصل وَهُوَ من بَيت كَبِير وَكَانَ فَاضلا عَلامَة وَحضر رَسُولا إِلَى النَّاصِر من عِنْد غازان وَمَعَهُ جمَاعَة فِي معنى الصُّلْح فقرى الْكتاب وخطب هُوَ خطْبَة بليغة وَهُوَ قَائِم بِحَضْرَة النَّاصِر فَأكْرم وأعيد جَوَابه وجهز صحبته حَمَّاد الدّين عَليّ ابْن السكرِي خطيب الْجَامِع الحاكمي مَاتَ الْكَمَال فِي جُمَادَى الأولى سنة 715
2384 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن يحيى اليوسفي عماد الدّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشَّيْخ يحيى أحد مقدمي الْحلقَة بِالْقَاهِرَةِ ولد سنة 696 وَأحب التَّارِيخ وتعانى النّظم والنثر مَعَ عدم الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ فَكَانَ يَأْتِي مَعَ ذَلِك بالعجائب وَجمع تَارِيخا كَبِيرا فِي نَحْو خمس عشرَة مجلدة سَمَّاهُ نزهة النَّاظر فِي سيرة الْملك النَّاصِر ابْتَدَأَ بدولة الْمَنْصُور وانْتهى فِيهِ إِلَى سنة 755 وَأفَاد فِيهِ كثيرا من الوقائع والتراجم الَّتِي يحكيها عَن مُشَاهدَة وَهُوَ كثير التَّحَرِّي فِي النَّقْل مَا يتحققه يَنْقُلهُ وَمَا لَا يضيفه إِلَى قَائِله وَرُبمَا تَبرأ من عهدته واختص بِجَمَال الكفاة وبعلم الدّين ابْن زنبور وَالْقَاضِي كريم الدّين وَبدر الدّين جنكلي بن البابا والحاج رقطاي وَغَيرهم وَكَانَ غزير الْمُرُوءَة كثير العصبية وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَائِل سنة 759
2385 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن سَالم بن حسان المرداوي الْحَنْبَلِيّ ولد بمردا سنة 45 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وخطيب مردا وَعمر الْكرْمَانِي وَغَيرهمَا وَحفظ الْمقنع وَغَيره واشتغل وَحصل وشغل النَّاس وَكَانَ(6/146)
صَالحا مرض بالفالج وَانْقطع وَمَات فِي رَجَب سنة 719
2386 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن اليونيني الْحَنْبَلِيّ البعلبكي قطب الدّين ابْن الْفَقِيه أبي عبد الله ولد فِي صفر سنة 640 وَسمع من أَبِيه وَشَيخ الشُّيُوخ والرشيد الْعَطَّار وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن رواج والساوي وَغَيرهمَا وَكَانَ شيخ بعلبك بعد أَخِيه أبي الْحُسَيْن اختصر الْمَرْأَة فِي نَحْو النّصْف وذيل عَلَيْهَا ذيلاً فِي أَربع مجلدات وَكَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ كَبِير الصُّورَة عَظِيم الْجَلالَة والمروءة وَالْكَرم صَار شيخ بعلبك بعد أَخِيه أبي الْحُسَيْن عَليّ ثمَّ شاخ وَعمر وَمَات فِي شَوَّال سنة 726
2387 - مُوسَى بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة مظفر الدّين أَمِير آل فضل تقدم ذكر أَبِيه قَرِيبا وَكَانَ يغتبط بعقله لِأَنَّهُ فِي طول غضب النَّاصِر على آل بَيته لم يخرج عَن الطَّاعَة وَلَا يتَنَاوَل من الْمغل إقطاعا وَكَانَ ينْتَقل فِي الإمرة وَكَانَت لَهُ على النَّاصِر وفادات وَهُوَ كثير الجرأة عَلَيْهِ والناصر فيكثر من الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَقَررهُ فِي إمرة أَبِيه بعد موت أَبِيه فِي سنة 735 وَقدم على النَّاصِر سنة 38 فأنعم عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ ضيعتين زِيَادَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 742 بتدمر
2388 - مُوسَى بن يحيى بن فضل الله ولد سنة 710 وتزيا بزِي الأجناد وَأَعْطَاهُ النَّاصِر أقطاعاً ثمَّ أَخذ فِي أَيَّام النَّاصِر أَحْمد إمرة عشرَة وَكَانَ(6/147)
مُقيما عِنْد أَخِيه عَلَاء الدّين وَهُوَ شقيقه وَكَانَ شكلاً حسنا محبباً إِلَى الْعَامَّة مَاتَ فِي سنة 760
2389 - مُوسَى بن يلكحت المعمودي قَرَأت بِخَط ابْن مَرْزُوق كَانَ من أَعَاجِيب الزَّمَان فِي الْحِفْظ يستظهر صَحِيح البُخَارِيّ حفظا حَتَّى لقب البُخَارِيّ وَعرف بهَا وَكَانَ يعرف الْفُرُوع المذهبية وَكَانَ يقْصد للافتاء بالرخص فامتحن بِسَبَب ذَلِك مرَارًا قَالَ وَكَانَ يعْقد مجَالِس الْفِقْه فِي كل بلد دخله قَالَ وَكَانَت وَفَاته فِي حُدُود سنة 730
2390 - مُوسَى بن أبي بكر سَالم التكروري ملك التكرور قدم حَاجا سنة 724 فِي رَجَب وَأدْخل إِلَى النَّاصِر فَامْتنعَ من تَقْبِيل الأَرْض وَقَالَ لَا أَسجد لغير الله فأعفاه السلطاه وقربه وأكرمه وَأحسن تَجْهِيزه إِلَى الْحجاز وَكثر فِي أَيدي النَّاس الذَّهَب من التكاررة وانحط سعر الدِّينَار وَسَار فِي ركب بمفرده وَكَانَ مهاباً فِي قومه فَلَا يخاطبه أحد إِلَّا وَرَأسه مَكْشُوف وَأقَام بعد الْحَج ثَلَاثَة أشهر بِمَكَّة وَرجع وَمَات من رِجَاله عدد كثير من الْبرد واقترض من التُّجَّار لما رَجَعَ مَالا كثيرا فَسَار مَعَه جمَاعَة إِلَى بِلَاده لقبض أَمْوَالهم وَكَانَ عفيفاً دينا اشْترى جملَة من الْكتب وَيُقَال أَن جملَة مَا كَانَ مَعَه من المَال مائَة حمل فأنفقها فِي طَرِيقه حَتَّى اسْتَدَانَ وَلما رَجَعَ وفى جَمِيع مَا عَلَيْهِ وَأرْسل لجَماعَة مِمَّن رافقه فِي الْحَج من أكَابِر المصريين حَتَّى وَالِي مصر انعامات كَثِيرَة وَكَانَت هديته إِلَى السُّلْطَان خَمْسَة آلَاف مِثْقَال وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة جدا وَقدم للخزانة السُّلْطَانِيَّة(6/148)
شَيْئا كثيرا من التبر المعدني الَّذِي لم يصنع وَلما رَجَعَ بعث للسُّلْطَان من هَدَايَا الْحجاز شَيْئا كثيرا وجامله بالجميل والألطاف والمبلغ لَهُ ولأصحابه وَلم يدع هُوَ أَمِيرا وَلَا صَاحب وَظِيفَة سلطانية حَتَّى وَصله بحملة من الذَّهَب وَبَقِي مُوسَى فِي مَمْلَكَته خمْسا وَعشْرين سنة وَاسْتقر ابْنه فِيهَا أَربع سِنِين ثمَّ تملك عَمه سُلَيْمَان
2391 - مُوسَى بن أبي بكر الأزكشي الْأَمِير بدر الدّين نَائِب الرحبة كَانَت لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي قتال التتار نازله خربندا وَمَعَهُ العساكر ونصبوا على بَلَده المنجنيق فقاتل وصبر وَثَبت إِلَى أَن رحلوا عَنهُ وَمَات بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة 715
2392 - مُوسَى الزرعي التَّاجِر بالرياحين بِدِمَشْق مَاتَ فِي صفر سنة 711 قَالَ البرزالي كَانَ خيرا صَالحا مَعْرُوفا بالديانة وَالْأَمَانَة من أهل الْقُرْآن مَاتَ فِي أول صفر سنة 711
2393 - مُوسَى الشَّيْخ الغزاوي أَصله مغربي وَسكن غَزَّة فنسب إِلَيْهَا وَكَانَت لَهُ أَحْوَال ومكاشفات وَرُبمَا قتل بِالْحَال مَاتَ سنة 755
2394 - مُوسَى التركي كَانَ حاجباً بحلب ثمَّ ولي نِيَابَة البيرة وقلعة الرّوم وَمَات بالبيرة فِي ربيع الآخر سنة 750
2395 - مُوسَى الزهْرَانِي ذكره أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشيخة الْعِزّ بن جمَاعَة سمع من الرضي الطَّبَرِيّ
2396 - موفقية بنت أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن عَتيق بن وردان لقبها(6/149)
سِتّ الْأَجْنَاس ولدت سنة 636 وأسمعت من حسن بن دِينَار وَعبد الْعَزِيز ابْن النقار وَابْن الصَّابُونِي وَطَائِفَة وتفردت بِسَمَاع أَجزَاء أَخذ عَنْهَا ابْن سيد النَّاس والعز ابْن جمَاعَة والسبكي وَابْن الْفَخر وَالنَّاس وَمَاتَتْ يَوْم نصف شعْبَان سنة 712
2397 - مُؤمنَة بنت عبد الله بن يحيى الفاسي أَبوهَا نزيلة الْقُدس أجازت لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة
2398 - مؤنسة بنت صبيح بن عبد الله أم مُحَمَّد عتيقة الْجمال عبد الْملك أحضرت على الْعِزّ الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لَهَا الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدثت وَمَاتَتْ فِي ثامن عشر شعْبَان سنة 749 بِالْقَاهِرَةِ
2399 - مؤنسة بنت عبد الْخَالِق بن عبد الْخَالِق المعمري رَوَت عَن التَّاج ابْن النصيبي سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ببعلبك بعد السّبْعين
2400 - مؤنسة بنت الْأَمِير الْعِمَاد عَليّ بن الْفَارِس بن عبد الله بن الناصري الصلاحي الفخري سَمِعت من ابْن علاق وعمرت وَهِي وَالِدَة نجم الدّين عبد الله بن عَليّ الصنهاجي حدثت وَمَاتَتْ فِي 4 شهر رَجَب سنة 732 ذكرهَا أَبُو جَعْفَر فِي مشيخة الْعِزّ ابْن جمَاعَة
2401 - مؤنسة بنت الشَّيْخ مُحَمَّد بن عَليّ بن البيطار الْمُقْرِئ أَبوهَا كَانَت فاضلة أديبة لَهَا أشعار كَثِيرَة سمع بَعْضهَا مِنْهَا مُحَمَّد بن يحيى بن سعد وشيخانا أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الذَّهَبِيّ فِي سنة 749(6/150)
فَمِنْهُ
(مَوَدَّة شراب السلاف مدامة ... تميد بهم عِنْد انْقِضَاء الْمجَالِس)
(إِذا جئتهم يَوْمًا لدفع ملمة ... رجعت بمأمول من الْفضل آيس)
(لَهُم صُحْبَة لَا روح فِيهَا كَأَنَّهَا ... شَبيه التصاوير الَّتِي فِي الْكَنَائِس)
واقترح عَلَيْهَا الشهَاب ابْن فضل الله وَغَيره وَكَانَت وفاتها فِي سنة ...
2402 - مير أَمِير بن نور الدّين أَمِير ملطية كَانَ مُسلما متديناً اسْتَعْملهُ جوبان وَأقَام مَعَه مندوه الْكرْدِي لجباية الْخراج فتلطف النَّاصِر بمير أَمِير فِي تسلمه ملطية وأرسله إِلَى تنكز فَسَار بالعساكر إِلَى ملطية فتسلمها بِغَيْر قتال وَخرج إِلَيْهِ مير أَمِير فَخلع عَلَيْهِ خلعة السلطنة وَقبض على مندوه وكف النهب من ملطية واسترد جَمِيع مَا أَخذ لأَهْلهَا وَأسر جمَاعَة من الأرمن وَأرْسل مير أَمِير وَلَده إِلَى النَّاصِر فِي ثَلَاثِينَ رجلا فَأمره عشرَة وَأقَام مُدَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ حِين بلغه أَنه يُكَاتب الملطية ففر وَلَده إِلَى قوص ثمَّ توجه إِلَى مَكَّة ثمَّ توجه مَعَ ركب الْعرَاق فَشَكا إِلَى جوبان مَا وَقع لَهُ ولأبيه فَكتب جوبان يشفع فِي مير أَمِير فَقبل النَّاصِر شَفَاعَته وَأطْلقهُ وَذَلِكَ فِي سنة 724
حرف النُّون
2403 - نارنج بنت عبد الله أم إِبْرَاهِيم عتيقة مُفْلِح أبي الْحسن ابْن مناع التكريتي سَمِعت من ابْن عبد الدَّائِم بعض مُسلم ومنتقى من فَوَائِد(6/151)
تَمام وَغير ذَلِك سمع مِنْهَا الْعِزّ ابْن جمَاعَة جُزْءا من حَدِيث أبي الشَّيْخ وَذكرهَا ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ اخْتلطت قبل مَوتهَا بِثَلَاث سِنِين مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 741 وَقَالَ غَيره تغير عقلهَا سنة 740
2404 - نَاصِر بن دَاوُد بن قايماز البصروي نَاصِر الدّين الْحَنَفِيّ سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 732
2405 - نَاصِر بن أبي الْفضل بن إِسْمَاعِيل الْمُقْرِئ الصَّالِحِي ابْن الهيتي ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَنَشَأ جميلاً جدا وَكَانَ صَوته مطرباً فَكَانَ يقْرَأ فِي الْخَتْم والترب وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ صحب الباجربقي عَليّ فَصَارَ يَقع مِنْهُ كَلِمَات معضلة وسلك سَبِيل التزهد وَدخل إِلَى بَغْدَاد مَعَ ركب الْعرَاق فَيُقَال أَنهم نقموا عَلَيْهِ شَيْئا وهموا بِهِ فَتوجه إِلَى ماردين ثمَّ فر مِنْهَا إِلَى حلب فَجرى على عَادَته فِي الشطح فَأنْكر عَلَيْهِ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي حلب فَقبض عَلَيْهِ وأرسله مُقَيّدا إِلَى دمشق فَقَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بالزندقة عِنْد القَاضِي شرف الْمَالِكِي فأعذر إِلَيْهِ فَمَا أبدى عذرا بل تشهد وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَجهد بِتِلَاوَة الْقُرْآن ثمَّ ضربت عُنُقه وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 726 وَيُقَال أنْشد حِين قدم ليقْتل
(إِن كَانَ سفك دمي أقْصَى مرامهم ... فَمَا غلت نظرة مِنْهُم بسفك دمي)
قَالَ ابْن حبيب قلت فِيهِ لما قتل
(يَا أَيهَا الهيتي هيت إِلَى الردى ... كم تجتري بِلِسَان حب هَالك)
(أرْسلت من حلب لجلق موثقًا ... ونقلت بعد الشَّافِعِي لمَالِك)(6/152)
2406 - نَاصِر بن مَنْصُور بن شرف التغلبي الزرعي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولي خطابة زرع ثمَّ قضاءها وَقَضَاء بلادها وبلاد كَثِيرَة بحمص وصفد وطرابلس وَغَيرهَا وَكَانَ مشكور السِّيرَة حسن الْخلق والخلق نزهاً عفيفاً مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 728
2407 - ناصرية بنت إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن السبكية وَالِدَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ مَاتَت بعد وَفَاة زَوجهَا عبد الْكَافِي بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي سنة 735
2408 - نَافِع بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْقَيْسِي معِين الدّين الْمَالِكِي سمع من الشريف عز الدّين الموسوي جُزْءا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن ابْن عبد الله بن عبد الحكم وَحدث بِهِ عَنهُ سَمعه مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين
2409 - نبيه بن بَيَان بن ثَابت بن أبي الفتيان الْحلَبِي أَبُو مُحَمَّد الشَّافِعِي بدر الدّين ولد سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ وَسمع من الْكرْمَانِي والزين ابْن الأوحد وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ لَهُ اشْتِغَال ونباهة من أَصْحَاب التَّاج ابْن الفركاح مَاتَ بالبادرائية فِي رَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة 717 بِدِمَشْق قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَاحب طرف ونوادر وَكَانَ الشَّيْخ برهَان الدّين يُكرمهُ ويثني عَلَيْهِ بالفضيلة وَكَانَ أَبوهُ يَهُودِيّا فهدى الله وَلَده هَذَا إِلَى الْإِسْلَام فِي صفر على(6/153)
يَد الشّرف التادلي ثمَّ نَشأ مَعَ الْفُقَهَاء
2410 - نجم بن أَحْمد بن نجم الحطيني يُقَال لَهُ نجيم وَيُقَال كَانَ اسْمه أَيُّوب كَانَ فِي أول أمره يظْهر الْفقر واتصل بِخِدْمَة شمس الدّين شيخ حطين ثمَّ حارده فَتوجه إِلَى مصر فَدخل الصَّعِيد وَجَرت لَهُ قضايا ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن كَانَ مجئ النَّاصِر إِلَى دمشق عِنْد عوده من الكرك فداخل النَّجْم بعض الخاصكية وَعمل ملحمة وعتقها وَذكر فِيهَا حلية الخاصكي وَذكر فِيهَا علائم فِي جسده كَانَ اطلع عَلَيْهَا مِمَّن رأها وَلعب بعقل الخاصكي وَتوجه مَعَه إِلَى مصر ثمَّ رَجَعَ إِلَى حطين فَبلغ النَّاصِر الْخَبَر فَأحْضرهُ إِلَى الْقَاهِرَة على الْبَرِيد وسمره وأرسله إِلَى دمشق فَدَخلَهَا مسمرا فِي ربيع الأول سنة 715 وَقيل فِي ربيع الآخر وَذكر الْجَزرِي فِي تَارِيخه أَن النَّاصِر أمسك بهادر المعزي وأيدغدي شقير وبكتمر الْحَاجِب وحاولجين الخازن بِسَبَب أَنه رفع إِلَيْهِ أَنهم اتَّفقُوا على الْخُرُوج عَلَيْهِ قَالَ وَيُقَال أَن النَّجْم الحطيني كَانَ هُوَ الَّذِي حسن لَهُم ذَلِك فَأمْسك هُوَ أَيْضا وَسمر ثمَّ أدخلوه إِلَى دمشق وَهُوَ مسمر مغطى الْوَجْه على جمل وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يتَكَلَّم فِيمَا لَا يعنيه واستمروا يطوفون بِهِ بِلَاد الشَّام إِلَى أَن وصلوا الْفُرَات فألقوه فِي المَاء وَكَانَ ذَلِك فِي ربيع الآخر من السّنة
2411 - نجمة بن عبد الله التركماني كَانَ قد جمع جمعا من المفسدين فَصَارَ يقطع بهم الطَّرِيق وجهز النَّاصِر إِلَيْهِ الفداوية مرَارًا فجرحوه مرّة وَلم يمت إِلَى أَن وَقع عَلَيْهِ صَاحب ماردين فَقتله وجهز رَأسه إِلَى حلب(6/154)
وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة 752
2412 - نجيب بن بَيَان بن أبي الْبَيَان الْحلَبِي الْكَاتِب نجيب الدّين ابْن الصفي أَخُو نبيه الْمُقدم ذكره وَهُوَ الْأَكْبَر ولد سنة 46 وَسمع من الْكرْمَانِي المجلد التَّاسِع من مُسْند أبي عوَانَة وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن المهندس البرزالي والسبكي والعز ابْن جمَاعَة وَابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ فِي 18 الْمحرم سنة 729 بِالْقَاهِرَةِ
2413 - نخوة بنت زين الدّين مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر بن عبد الْوَاحِد بن النصير الْحلَبِي أم مُحَمَّد بنت النصيبي ولدت سنة 634 وَسمعت من يُوسُف بن خَلِيل التَّاسِع والعاشر من الْمُسْتَخْرج على صَحِيح البُخَارِيّ لأبي نعيم وتفردت بِرِوَايَة ذَلِك وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الأولى سنة 719 قَالَ الذَّهَبِيّ مَا أَظن روى عَن ابْن خَلِيل امْرَأَة سواهَا
2414 - نسيب بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الصفي بن عَمْرو الحلاوي سمع من الحجار وَحدث عَنهُ ...
2415 - نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن هَاشم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ الحجاوي الأَصْل نَاصِر الدّين ولد سنة(6/155)
718 - وَسمع من عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بنابلس من أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي بِدِمَشْق وَمن الْحسن بن السديد بِمصْر وَغَيرهم وتفقه فمهر وناب فِي الحكم عَن صهره موفق الدّين نَحْو عشْرين سنة ثمَّ اشْتغل بِالْقضَاءِ بعده قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ صَارِمًا مهيباً متعففاً عفيفاً متصوناً وَمَات فِي شعْبَان سنة 795 قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا
2416 - نصر الله بن دَاوُد بن نصر الله بن مُحَمَّد بن فَارس الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 648 واشتغل بِالْعلمِ وَحفظ الْجَامِع الْكَبِير وتفقه وَكَانَ سمع من النجيب وَحدث ودرس بالفخرية من الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم قبيل مَوته وَمَات فِي 13 شعْبَان سنة 730
2417 - نصر الله بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نصر الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ جلال الدّين أَبُو الْفَتْح ولد سنة 704 وَكَانَ يَدعِي أَنه من ذُرِّيَّة الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَآل بَيت عبد الْقَادِر يُنكرُونَ ذَلِك وَكَانَ يعرف بِابْن السمين سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين قصائد نبوية
2418 - نصر الله بن مُحَمَّد ابْن الإِمَام جمال الدّين يحيى بن أبي مَنْصُور بن أبي الْفَتْح بن رَافع بن عَليّ الْحَرَّانِي الأَصْل الدِّمَشْقِي أَبُو الْفَتْح الْمَعْرُوف جده بِابْن الصَّيْرَفِي وبابن الحبيشي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 664 وَسمع من جده(6/156)
يحيى ابْن الصَّيْرَفِي وَمن الْجمال عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي وَمن أَحْمد ابْن شَيبَان وَالْفَخْر وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَأَجَازَ لَهُ النجيب الْحَرَّانِي وَطَائِفَة قَالَ البرزالي رجل جيد لَهُ مَسْجِد يؤم فِيهِ وباشر عمَارَة الْجَامِع وَكَانَ فِيهِ سُكُون وَاحْتِمَال وَقَالَ الذَّهَبِيّ مَشْهُور بكنيته وَكَانَ مَشْهُورا مَعْرُوفا بالأمانة مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة 743
2419 - نصر الله بن هجرس بن مُحَمَّد الصميدي نَاصِر الدّين ولد سنة 645 وَسمع من عبد الْعَزِيز بن عَسَاكِر وَأحمد بن أبي الْخَيْر وَابْن أبي عمر وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي تَاسِع شهر ربيع الأول سنة 730 بِدِمَشْق
2420 - نصر الله بن أبي بكر بن نصر الله التنوخي نور الدّين أَبُو أَحْمد الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن النعنع ولد سنة 658 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر الأول من الْجَصَّاص وَسمع من جمَاعَة آخَرين ويلتبس بِعَبْد الحميد ابْن النغنغ - بالمعجمتين وَقد تقدم وَقد حدث وَمَات فِي 25 شعْبَان سنة 727
2421 - نصر الله بن أبي بكر بن نصر الله المقرىء نَاصِر الدّين تعانى القراءآت واشتهر بهَا حَتَّى مهر وتصدى للإقراء وَأخذ النَّاس عَنهُ مِنْهُم تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَلم يكن إِسْنَاده عَالِيا إِلَّا أَنه كَانَ يرغب فِيهِ لجودة مَعْرفَته مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 776
2422 - نصر بن إِسْمَاعِيل بن نصر قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مَوْصُوفا بالفروسية وَكَانَ أَرَادَ الثورة بوادي آش وتقليد المملكة بهَا فَظهر عَلَيْهِ(6/157)
فَعبر إِلَى الفرنج ثمَّ رَجَعَ فَمَاتَ فِي الْبَحْر سنة 723
2423 - نصر بن سلمَان بن عمر المنبجي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 638 وَسمع بحلب من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وبمصر من الْكَمَال الضَّرِير وتلا عَلَيْهِ بعدة كتب وعَلى الْكَمَال بن فَارس وتصدر فِي القراءآت وشارك فِي الْعُلُوم ثمَّ انْعَزل وَتعبد وَانْقطع وَأقَام بزاويته بِبَاب النَّصْر وارتفع ذكره فِي دولة الجاشنكير لِأَنَّهُ كَانَ يَعْتَقِدهُ وَلَا يُخَالف أمره وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ الْكِبَار فيهرب مِنْهُم غَالِبا وَهُوَ خَال الشَّيْخ قطب الدّين الْحلَبِي وَكَانَ يَقُول مَا دخلت عَلَيْهِ قطّ إِلَّا وجدته مَشْغُولًا بِمَا يَنْفَعهُ وَكَانَ يحط على ابْن تَيْمِية من أجل حطه على ابْن الْعَرَبِيّ وَلكنه كَانَ لَا يعرف مَا يعاب بِهِ ابْن الْعَرَبِيّ إِلَّا لكَونه مَنْسُوبا إِلَى الزّهْد قَالَ الذَّهَبِيّ جَلَست مَعَ الشَّيْخ بزاويته وأعجبني سمته وعبادته قل أَن ترى الْعُيُون مثله وَذكر القطب فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن عبد العال أَنه سمع ابْن عَطاء يَقُول الشَّيْخ نصر حجَّة لنا على إِبْلِيس - يَعْنِي أَنه لَو ادّعى أَنه لم يبْق على الأَرْض قَائِم بِاللَّه لَقلت كذبت يَا إِبْلِيس هَذَا الشَّيْخ نصر بِهَذِهِ الصّفة مَاتَ بزاويته فِي شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719
2424 - نصر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد أَبُو الجيوش صَاحب الأندلس ولي السلطنة أَربع سِنِين بعد أَن غلب على أَخِيه واعتقله(6/158)
ثمَّ خرج عَلَيْهِ ابْن أُخْته الْغَالِب فصيره إِلَى وَادي آش أَمِيرا فاستمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ بعد عشر سِنِين فِي حُدُود سنة 723 وَاسم الْغَالِب إِسْمَاعِيل وَقد تقدم ثمَّ رَأَيْت فِي تَارِيخ غرناطة أَنه مَاتَ فِي سادس ذِي الْقعدَة سنة 722
2425 - نصر الشمسي الطواشي نَاصِر الدّين صَاحب التربة بِالْقربِ من تربة سعيد السُّعَدَاء وَله أوقاف جَيِّدَة وَكَانَ مقدما فِي الدول ثمَّ ولي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فباشرها مُبَاشرَة جَيِّدَة وَكَانَ مهاباً صَارِمًا يحفظ الْقُرْآن وَيكثر الصّيام وَكَانَ جاور بِالْمَدِينَةِ مُدَّة قبل أَن يَلِي المشيخة ثمَّ وَليهَا بعد موت مُخْتَار الأشرفي سنة 723 ذكر ذَلِك ابْن فَرِحُونَ وَمَات فِي سنة 727
2426 - نصير بن إِبْرَاهِيم بن نصير بن إِبْرَاهِيم الفِهري أَبُو الْفَتْح قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ خيرا عفيفاً وَكَانَ مرشحاً للوزارة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 745
2427 - نصير بن أَحْمد بن عَليّ الْمَنَاوِيّ الْمصْرِيّ الحمامي ولد سنة 669 وتعانى نظم الشّعْر ففاق فِيهِ مَعَ عاميته وَكَانَ يرتزق بِضَمَان الحمامات قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ أديباً كيس الْأَخْلَاق أَنْشدني لنَفسِهِ
(إِن الغزال الَّذِي هام الْفُؤَاد بِهِ ... استأنس الْيَوْم عِنْدِي بَعْدَمَا نَفرا)
(أظهرتها ظاهريات وَقد ربضت ... بهَا الْأسود رَآهَا الظبي فانكسرا)(6/159)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(لي منزل مَعْرُوفَة ... ينهل غيثاً كالسحب)
(أقبل ذَا الْعذر بِهِ ... وَأكْرم الْجَار الْجنب)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(ومذ لَزِمت الْحمام صرت فِي ... خلا يُدَارِي من لَا يداريه)
(أعرف حر الْأَشْيَاء وباردها ... وآخذ المَاء من مجاريه)
وَكَانَت بَينه وَبَين السراج الْوراق وَابْن النَّقِيب وَابْن دانيال وَغَيرهم من المصريين مداعبات ومكاتبات يطول ذكرهَا وَمِنْهَا مَا كتب إِلَى الْوراق
(رب راو عَن النَّبِي حَدِيثا ... مُسْندًا ثَابتا كلَاما فصيحا)
(قَالَ قَالَ النَّبِي قولا صَحِيحا ... قلت قَالَ النَّبِي قولا صَحِيحا)
(ففهمت الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ... وَسمعت الَّذِي رَوَاهُ صَرِيحًا)
(قَالَ لي يَا أديب أَنْت فَقِيه ... قلت لَا قَالَ حزت ذهنا مليحا)
فَأَجَابَهُ الْوراق
(إِن فعلا جعلته أَنْت قولا ... لَيْسَ فِيهِ يحْتَاج مِنْك وضوحا)
(فَابْن مِنْهُ مضارعاً يظْهر الخا ... فِي ويبدو الَّذِي كتبت صَرِيحًا)
(وتراه يَبْدُو لعينك مقب ... لَا وَقد قلت فِيهِ قولا صَحِيحا)
(وَهُوَ فعل لم تأته أَنْت يَا شي ... طان فَافْهَم مَقَالَتي تَلْوِيحًا) وَكتب إِلَى سراج الْوراق(6/160)
(من الرَّأْي عِنْدِي أَن تواصل خلْوَة ... لَهَا كبد حرى وفيض عُيُون)
(تراعي نجوماً فِيك من حر قَلبهَا ... وتبكي بدمع قارح وحزين)
(غَدا قَلبهَا صبا عَلَيْك وَأَنت إِن ... تَأَخَّرت أضحى فِي حِيَاض منون)
مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسَبْعمائة
2428 - نضار بنت مُحَمَّد بن يُوسُف أم الْعِزّ بنت الشَّيْخ أبي حَيَّان ولدت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 702 وَأَجَازَ لَهَا أَبُو جَعْفَر ابْن الزبير وأحضرت على الدمياطي وَسمعت من شُيُوخ مصر وحفظت مُقَدّمَة فِي النَّحْو وَكَانَت تكْتب وتقرأ وَخرجت لنَفسهَا جُزْءا ونظمت شعرًا وَكَانَت تعرب جيدا وَكَانَ أَبوهَا يَقُول لَيْت أخاها حَيَّان مثلهَا ثمَّ مَاتَت فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730 فَحزن والدها عَلَيْهَا وَجمع فِي ذَلِك جُزْءا سَمَّاهُ النضار فِي المسلاة عَن نضار وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَهُوَ كثير الْفَوَائِد كتب عَنْهَا الْبَدْر النابلسي فَقَالَ الفاضلة الكاتبة الفصيحة الخاشعة الناسكة قَالَ وَكَانَت تفوق كثيرا من الرِّجَال فِي الْعِبَادَة وَالْفِقْه مَعَ الْجمال التَّام والظرف
2429 - النُّعْمَان بن دولات شاه بن عَليّ الْخَوَارِزْمِيّ ولد سنة 47 وَكَانَ فَاضلا لطيفاً طَاف الْبِلَاد وفَاق فِي المعقولات وخدم عِنْد القان أزبك طَبِيبا وأرسله إِلَى طقطاي بن بركَة صَاحب الدشت فحظي عِنْده وَحج سنة 718 وَأقَام بِمصْر مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده سنة 721 وَأقَام بهَا(6/161)
إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة ...
2430 - النُّعْمَان بن ... . الأزبكي كَانَ الْملك أزبك المغلي صَاحب الرّوم يَعْتَقِدهُ ويعظمه وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن طقطاي الْملك الَّذِي كَانَ من قبل أزبك كَانَ يَعْتَقِدهُ فَإِذا زَارَهُ فَرَأى أزبك خلا بِهِ وعده بالسلطنة فَلَمَّا تسلطن عظم قدره عِنْده وَلما جهز أزبك بنته إِلَى النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون بعد أَن زوجه إِيَّاهَا أرْسلهُ صحبتهَا وَأرْسل صحبته مَالا كثيرا وَأمره أَن يَشْتَرِي لَهُ مَكَانا بالقدس أَو الْخَلِيل وَيُوقف عَلَيْهِ أوقافاً فَلَمَّا قدم الديار المصرية لم ينصفوه فَرجع إِلَى أزبك فَعرفهُ بِمَا لَقِي فَغَضب وراسل النَّاصِر يعاتبه أَنه لم يُمكن الشَّيْخ النُّعْمَان من بِنَاء الْمدرسَة بالقدس وَأذن بعمارة كَنِيسَة لملك الكرج
2431 - نعمون بن مُحَمَّد بن نعمون بن عَزِيز - وبخط البرزالي عبد الْعَزِيز - نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن ولد سنة 61 أَو 62 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَيحيى بن أبي مَنْصُور وَغَيرهم وَمن مروياته التَّجْرِيد لِابْنِ الفحام سَمعه من الْمجد ابْن عَسَاكِر بِسَمَاعِهِ من أبي طَاهِر الخشوعي وَحدث وَله نظم فِيمَا يتَعَلَّق بالمأذنة وَكَانَ خَفِيف الرّوح دينا مَاتَ فِي تَاسِع شعْبَان سنة 725 حَدثنَا عَنهُ بِالْإِجَازَةِ شَيخنَا الْبُرْهَان التنوخي فِي مُعْجَمه
2432 - نَفِيس بن دَاوُد بن عانان الدَّاودِيّ التبريزي قدم إِلَى الْقَاهِرَة سنة 654 فِي خدم وحشم فَاشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْيَهُود وفرحوا بِهِ فاتصل(6/162)
بالأمير قبلاي النَّائِب وعالجه من وجع المفاصل فبرأ فأركبه بغلة فَأنْكر عَلَيْهِ وَعرف بالتقدم فِي علم الطِّبّ وَمَعْرِفَة الْجَوَاهِر فَطَلَبه النَّاصِر حسن وألزمه بِالْإِسْلَامِ فَلم يبعد مِنْهُ ثمَّ دخل أَبُو أُمَامَة ابْن النقاش فناظره حَتَّى أذعن وَأسلم فَسَماهُ عبد السَّلَام وأقطعه قطاعا ورتب لَهُ رواتب وَأسلم بِإِسْلَامِهِ خلق كثير وَعَاد وَالِده معتصم إِلَى تبريز وَولد لَهُ فتح الله وَأقَام بديع بن نَفِيس بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن مَاتَ أَبوهُ فِي ...
2433 - نفيسة بنت إِبْرَاهِيم بن سَالم أُخْت إِسْمَاعِيل ابْن الخباز - تقدم ذكر أَخِيهَا إِسْمَاعِيل وولديها ولدت نفيسة فِي سنة 663 وَسمعت بإفادة أَخِيهَا عَليّ ابْن عبد الدَّائِم جُزْء الدُّعَاء وجزء ابْن عَرَفَة وَمن أول الْخَامِس إِلَى آخر التَّاسِع من مشيخته تَخْرِيج أَخِيهَا وَسمعت أَيْضا من عبد الْوَهَّاب ابْن الناصح وَعبد الرَّحِيم بن عبد ... . وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعَسْقَلَانِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهَا الضياء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن خواجا إِمَام وَأَيوب الفقاعي وَأَبُو شامة وَسمع مِنْهَا البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروها فِي معاجيمهم وَحدثت كثيرا إِلَى أَن مَاتَت فِي 15 جُمَادَى الأولى سنة 749 أرخها ابْن رَافع
2434 - نفيسة بنت إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن قُرَيْش سَمِعت على الأنجب النِّعَال من أول مشيخته وَمن غَيره وَحدثت وَمَاتَتْ سنة ... .(6/163)
2435 - نفيسة بنت عَليّ بن عبد الْقَادِر البعلبكية بنت الْخياط سَمِعت من القطب اليونيني مجْلِس أموسان وَحدثت سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين
2436 - نفيسة بنت مُحَمَّد بن تَمام بن يحيى بن عَبَّاس الحميرية أم عَليّ سَمِعت من خَالِد النابلسي سباعيات الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَحدثت سمع مِنْهَا البرزالي وَغَيره وَمَاتَتْ فِي 23 جُمَادَى الأولى سنة 719 بِدِمَشْق
2437 - نو روز خَان المغلي صَاحب مملكة الدشت ولي عوضا من فلة خَان فَأَقَامَ فِي المملكة نَحْو نصف سنة وثار عَلَيْهِ خضر خَان فَقتل وَولى خضر مَكَانَهُ ثمَّ وثب تمر خَان بن خضر خَان على أَبِيه فَقتله وَاسْتقر بعده ثمَّ قتل وَولي بعده كلدي باك - كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته - وَذَلِكَ فِي سنة 763
2438 - نوروز الناصري كَانَ من الْأُمَرَاء فِي أَيَّام أَوْلَاد النَّاصِر ثمَّ أخرج إِلَى دمشق فِي سنة 752 لأجل كَثْرَة الْكَلَام ثمَّ اعتقل فِي أَيَّام الصَّالح صَالح بالقلعة ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر سنة 753 وَمَات فِي شَوَّال سنة 762
2439 - نوغاي المنصوري الجمدار تقدم إِلَى أَن تقرر فِي الْأُمَرَاء وَحج بِالنَّاسِ سنة 707 فأثار فتْنَة بِمَكَّة وَقتل خلقا كثيرا بِغَيْر حق ثمَّ لما تحرّك النَّاصِر بالكرك أَرَادَ المظفر بيبرس الْقَبْض عَلَيْهِ فَخرج فِي حمية فِي سِتِّينَ مَمْلُوكا واحتوى على حمل قطباً وَمضى إِلَى الكرك ثمَّ بَعثه النَّاصِر عينا إِلَى دمشق على قراسنقر فَكَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وانهمك على اللَّهْو ثمَّ غضب عَلَيْهِ النَّاصِر واعتقله إِلَى أَن مَاتَ بالقلعة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710(6/164)
2440 - نوغاي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق أَيْضا مَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة 746
حرف الْهَاء
2441 - هَارُون بن أسعد بن عبد الْكَرِيم بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن عَليّ بن طحا القاياتي نجم الدّين أَخُو كَمَال الدّين ذكره أَبُو جَعْفَر فِي مشيخة القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة
2442 - هَارُون بن عبد الْوَلِيّ يُقَال ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَلِيّ بن عبد السَّلَام المراغي الأَصْل الإخميمي نزيل دمشق أَبُو الأذر حفظ الْحَاوِي الصَّغِير وتفقه على عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ وَغَيره وَسمع الحَدِيث وَمهر وَجمع كتابا سَمَّاهُ المنقذ من الزلل فِي أصُول الدّين وَهُوَ يشْتَمل على منطق وطبيعي وآلهي وَله فِيهِ مخالفات كَثِيرَة للأشعرية وَكَانَ فضلاؤهم ينقمون عَلَيْهِ ذَلِك وَله مَعَهم مناظرات وَله شرح على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَكَانَ يلازم الِاشْتِغَال بِالْعلمِ بالجامع وَيحل الْحَاوِي الصَّغِير وَغَيره من الْكتب قَالَ ابْن سَنَد كَانَ بارعا فِي المعقولات تخرج بالقونوي وَسمع بِمصْر من الدبوسي وَحدث وَكَانَ متقشفاً متقللاً كثير الانطراح والتواضع مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 764
2443 - هَارُون بن عِيسَى بن مُوسَى الْأَزْرَقِيّ زين الدّين أَبُو مُحَمَّد ... . من شعره مَا أنْشدهُ لَهُ الشهَاب بن فضل الله فِي الذهبية(6/165)
(رَجَوْت الله فِي عسري ويسري ... يفرج كربتي ويشد أزري)
(ويعتقني وشيبي من جحيم ... بجاه مُحَمَّد ويفك أسرِي)
2444 - هَارُون بن مُوسَى بن مُحَمَّد رشيد الدّين الأرمنتي الْمَعْرُوف بِابْن الْمصلى قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ ينظم بالطبع وَلم يعْهَد لَهُ اشْتِغَال وَهُوَ الْقَائِل من قصيدة
(غنني يَا ساقي الراح بهَا ... لَيْسَ يُغني فَاقَتِي إِلَّا غناها)
(وأمل لي حَتَّى تراني مَيتا ... إِن موت السكر للنَّفس حياها)
(رامت الخضراء تحكي فعلهَا ... قتلوها بعد تقطيع قفاها)
مَاتَ فِي سنة 730
2445 - هَاجر - وتلقب قُرَّة الْعُيُون - بنت عَليّ بن عمر بن شبْل الصنهاجية أُخْت عبد الله وَعَائِشَة سَمِعت على الْعِزّ الْحَرَّانِي
2446 - هَاشم بن عبد الله بن عَليّ التنوخي نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد البعلي الشَّافِعِي ولد سنة ... . واشتغل على الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَغَيره وَسمع بِدِمَشْق والقاهرة وَولي تدريس الصارمية وَنسخ وَحصل الْأَجْزَاء وَكَانَ لَهُ نظم وَهُوَ الْقَائِل
(لَا تركنن إِلَى الخريف فحده ... كدر خَفق نسيمه خطَّاف)
(يجْرِي مَعَ الْأَبدَان جري صديقها ... من لطفه وَمن الصّديق يخَاف)
وَقَالَ
(لقد سَمِعت بسكر من فَضلكُمْ ... فعساكم أَن تجعلوه مكررا)(6/166)
(وَأَظنهُ حلواً لذيذاً طعمه ... إِذْ كنت أسمع بالوصال وَلَا أرى)
مَاتَ فِي الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731
2447 - هَاشم بن عمر بن مُحَمَّد الْخياط الْحلَبِي ... . وَسمع جُزْء الجابري من إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن العجمي سَمعه مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر فِي رَجَب سنة 768 وَالشَّيْخ برهَان الدّين سبط ابْن العجمي وَهُوَ خَاله وَكَانَ عامياً يحفظ من المواليا شَيْئا كثيرا وَمَات بالنحرارية من أَعمال مصر سنة بضع وَسبعين وَسَبْعمائة
2448 - هَاشم بن مَنْصُور بن هَاشم الْعمريّ الصرخدي جمال الدّين نزيل دمشق قَالَ أَبُو حَامِد بن ظهيرة أنشدنا لنَفسِهِ بِدِمَشْق
2449 - هبة الله بن سعد الدولة إِبْرَاهِيم وَتسَمى لما أسلم عبد الله وَكَانَ يُقَال لَهُ الأسعد القبطي الْوَزير موفق الدّين ولي نظر الْخَاص فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل سنة 745 بعد جمال الكفاة وَنظر الْجَيْش والوزارة إِحْدَاهُنَّ بعد الْأُخْرَى حَتَّى اجْتمعت لَهُ الْوَظَائِف الثَّلَاث بعد علم الدّين ابْن زنبور فِي دولة الصَّالح صَالح فَأَقَامَ سنتَيْن وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 755 أرخه ابْن كثير وَشَيخنَا أَبُو الْفضل وَقَالا كَانَ من خِيَار القبط مشكور السِّيرَة محباً فِي أهل الْعلم ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ بِنَحْوِ ذَلِك وعاش نَحْو السّبْعين سنة
2450 - هبة الله بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن الْمُسلم بن هبة الله الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة(6/167)
شمس الدّين الْبَارِزِيّ الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ولد فِي 25 رَمَضَان سنة 645 وَسمع من أَبِيه وجده وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم الأرموي وَابْن هامل والفاروثي وتفقه بِأَبِيهِ وجده وتلا بالسبع على التادفي وَأَجَازَ لَهُ البادرائي والكمال الضَّرِير وَابْن العديم وَابْن عبد السَّلَام واشتغل بالفقه ففاق الأقران وَحج مَرَّات وَأخذ النَّاس عَنهُ فَأَكْثرُوا وَأذن لجَماعَة فِي الْإِفْتَاء وَعظم قدره جدا حَتَّى كَانَ برهَان الدّين ابْن الفركاح يَقُول اشتهي أَن أروح إِلَى حماة وأقرأ التَّنْبِيه على القَاضِي شرف الدّين وَكَانَ لَا يرى الْخَوْض فِي الصِّفَات ويثني على الطَّائِفَتَيْنِ وَكَانَ عِنْده من الْكتب مَا لَا يُحْصى كَثْرَة وَإِذا سمع بتصنيف لأحد من أهل عصره جهز الدَّرَاهِم واستحثه واستنسخه وباشر قَضَاء حماة بِغَيْر مَعْلُوم وَمَا اتخذ درة وَلَا عزّر أحدا قطّ وَعين لقَضَاء الديار المصرية فَلم يُوَافق وَكَانَ عَظِيم الْقدر وَالْجَلالَة بِبَلَدِهِ إِلَى الْغَايَة مَعَ التَّوَاضُع المفرط وَلما مَاتَ أغلقت أَبْوَاب حماة لمشهده وَله من التصانيف التَّمْيِيز فِي الْفِقْه وَشرح الشاطبية وَتَفْسِير وَكتاب الشرعة فِي السَّبْعَة وَاخْتصرَ جَامع الْأُصُول مرَّتَيْنِ وَله كتاب فِي الْأَحْكَام على تَرْتِيب التَّنْبِيه والزبد فِي الْفِقْه والمنتهى على الْحَاوِي وَغير ذَلِك وَمن لطيف مَا صدر عَنهُ قَوْله سور حماة بربها(6/168)
محروس وَهُوَ مِمَّا لَا يَسْتَحِيل بالإنعكاس وَعمي فِي آخر عمره وَاسْتمرّ يحكم ثمَّ نزل عَن وَظِيفَة الْقَضَاء لحفيده نجم الدّين عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم ابْن أبي الْقَاسِم وَاسْتمرّ يشاور فِي الْأُمُور وَكَانَت مُدَّة ولَايَته الْقَضَاء بحماة أَرْبَعِينَ سنة قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي الْفِقْه وشارك فِي الْفَضَائِل وانتهت إِلَيْهِ الْإِمَامَة فِي زَمَانه ورحل إِلَيْهِ وَكَانَ من بحور الْعلم قوي الذكاء مكباً على الطّلب لَا يمل مَعَ التصون والديانة وَالْفضل والرزانة وَكَانَ خيرا متواضعاً عرياً عَن الْكبر جم المحاسن كثير الزِّيَارَة للصالحين والخضوع لَهُم حسن المعتقد وَقَالَ الأسنوي فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء كَانَ إِمَامًا راسخاً فِي الْعلم صَالحا خيرا محباً للْعلم ونشره محسناً إِلَى الطّلبَة لَهُ المصنفات العديدة المفيدة وَصَارَت إِلَيْهِ الرحلة وقف على شَيْء من كَلَامي فَأذن لي ارسالاً بالإفتاء قلت كَانَ الشَّيْخ جمال الدّين جهز إِلَيْهِ أسئلة فَأَجَابَهُ عَنْهَا وَأذن لَهُ وَهِي أجوبة مَشْهُورَة قد ذكر الشَّيْخ جمال الدّين بَعْضهَا فِي مصنفاته وَقَالَ التَّاج السُّبْكِيّ كَانَ محباً للْعلم حَافِظًا للفقه محسناً للطلبة ولقب وَالِده نجم الدّين وجده شمس الدّين أَبُو الطَّاهِر وَمَات فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 738
2451 - هبة الله بن عَليّ بن السديد الأسنائي مجد الدّين أَخذ عَن الْبَهَاء القفطي وَبنى مدرسة بأسنا وقف عَلَيْهَا وقوفاً وباشر تدريسها بِنَفسِهِ(6/169)
وَيعْمل للطلبة الْأَطْعِمَة وينشد من غَابَ
(أَرض لمن غَابَ عَنْك غيبته ... فَذَاك ذَنْب عِقَابه فِيهِ)
وَكَانَ أول من درس بهَا ابْن دَقِيق الْعِيد بسؤال صَاحبهَا فِي ذَلِك وَقيل لَهُ اسْتَأْذن الشَّيْخ على أَن تدرس أَنْت فَامْتنعَ وَقَالَ أخْشَى أَن يَقُول لَا أَو يسكت فَلَا أتمكن بعد ذَلِك من التدريس فعد ذَلِك من وفور عقله وَولي الخطابة بأصفون وانتهت إِلَيْهِ رئاسة بَلَده وَمَات فِي سنة 709
2452 - هبة الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْفَضَائِل أَمِين الدّين بن قرناص الْخُزَاعِيّ الْحَمَوِيّ ولد سنة 649 وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة من شيخ الشُّيُوخ وَحدث مرَارًا وَولي التدريس بِبَعْض الْمدَارِس بحماة ثمَّ ترك وَصَحب الْفُقَرَاء وَغير ملابسه وَمَات على ذَلِك فِي ربيع الآخر سنة 727
2453 - هبة الله بن مَسْعُود بن أبي الْفَضَائِل معِين الدّين ابْن حشيش ولد سنة 666 وتنقل فِي الخدم بِمصْر وَالشَّام وَولي نظر الْجَيْش وَغير ذَلِك وَكَانَ ينظم وَيكْتب قَوِيا وَلَيْسَ لَهُ نثر إِلَّا أَنه يترسل بليغاً ويوفي الْمقَام حَقه وَكَانَت فِيهِ حافظة جَيِّدَة وَأول مَا ولي ديوَان الْجَيْش بِمصْر سنة 729 ثمَّ ولي نظر الْجَيْش بِدِمَشْق سنة 12 ثمَّ ولي نِيَابَة نظر الْجَيْش لما حج فَخر الدّين بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 729
2454 - هَدِيَّة بنت عَليّ بن عَسْكَر البغدادية اللبان أَبوهَا الهراس جدها الصالحية ولدت سنة 626 وروت عَن الزبيدِيّ حضوراً وَعَن ابْن اللتي(6/170)
كثيرا وَعَن جَعْفَر الهمذاني وَغَيرهم وَكَانَت صَالِحَة كَثِيرَة الصَّلَاة تحولت إِلَى الْقُدس إِلَى أَن مَاتَت هُنَاكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 712
2455 - هَدِيَّة بنت مُحَمَّد بن النَّجْم بن الْأسد البعلبكية تعرف ببنت ابْن الفامي وَكَانَ أَبوهَا حداداً سَمِعت من القطب اليونيني الثَّانِي من مشيخة ابْن الجميزي سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ببعلبك
2456 - هُذَيْل بن أبي الحكم بن هُذَيْل الْفَزارِيّ أَبُو يحيى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَاقِلا فَاضلا ولي أَحْكَام الْمَدِينَة بغرناطة فَأَقَامَ الْحُدُود الشَّرْعِيَّة وَكَانَ إِلَيْهِ أَمر الإقليم فِي قَود الْجَيْش وَمَات بمالقة فِي ربيع الأول سنة 733
2457 - هرماس هُوَ قطب الدّين مُحَمَّد بن أبي الثَّنَاء - تقدم
2458 - هِلَال بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي أَبُو مُحَمَّد البصروي الدِّمَشْقِي سمع من أبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي والخليلي وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروه فِي معاجيمهم وَقَالُوا مَاتَ مستهل ذِي الْقعدَة سنة 727
2459 - هِلَال بن عَليّ بن أبي الْعِزّ ابْن يُوسُف بن أبي الْعِزّ ابْن دوالة الْحَرَّانِي أَبُو الْبَدْر النساج ولد فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 2 - أَو 653 وَسمع من النجيب والعز الحرانيين وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر وَأحمد بن طرخان وَغَيرهم سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَقَالُوا مَاتَ سنة 723 بِدِمَشْق
2460 - هِلَال بن أبي الْحُسَيْن العامري ثمَّ الْعقيلِيّ ذكره الشهَاب ابْن فضل الله(6/171)
وَقَالَ كَانَ من كبار قومه وَله وفادات على النَّاصِر ويهدى إِلَيْهِ الْخَيل الْكِرَام قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(وديمومة تيهاء كلفت حاجبي ... سرى اللَّيْل فِيهَا واجتباء الْمَحَارِم)
(قطعت بهَا الظلماء فِي كل وجهة ... أشق الدجى فِيهَا إِلَى أم سَالم)
(دآج براها الله للعين فتْنَة ... إِلَّا هَكَذَا أَفعَال غر المناسم)
2461 - هِلَال الأحمري أَصله من سبى الفرنج فأهداه ابْن الْأَحْمَر صَاحب غرناطة لعُثْمَان بن يغمر اسن صَاحب تلمسان وَنَشَأ مَعَ ولد صَاحب تلمسان ثمَّ لما تسلطن صيره حاجباً وَكَانَ مهيباً فظاً فأرهب النَّاس بسطوته وَاسْتولى على الْأَمر ثمَّ تخيل من السُّلْطَان فَاسْتَأْذن فِي الْحَج فَأذن لَهُ فَركب الْبَحْر وَحج سنة 724 ثمَّ عَاد إِلَى تلمسان فدارى سُلْطَانه مُدَّة ثمَّ قبض عَلَيْهِ سنة 729 وسجنه إِلَى أَن مَاتَ
2462 - همام بن صَالح بن همام بن صَالح الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الصَّالِحِي أَبُو الْحَارِث الْمُؤَدب سمع من الْفَخر مشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 19 شهر ربيع الآخر سنة 735
2463 - همام بن مُنَبّه بن هجرس الصميدي أَبُو الْحَارِث ولد فِي ربيع الأول سنة 676 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ سنَن أبي دَاوُد وَمن الأبرقوهي جُزْء ابْن الطلاية وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع قَرِيبه(6/172)
وذكروه فِي معاجيمهم وَمَات فِي 13 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 749 أرخه ابْن رَافع
حرف الْوَاو
2464 - وجيهية بنت عَليّ بن يحيى بن عَليّ بن سُلْطَان الْأَنْصَارِيَّة الصعيدية ثمَّ الإسكندرانية زين الدَّار ولدت قبل سنة أَرْبَعِينَ وَقَالَ ابْن رَافع والصفدي ولدت سنة 639 سَمِعت من ابْن زوين وَابْن النّحاس وَسمعت على أَحْمد بن عبد المحسن الغرافي مجلسين من حَدِيث أبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ ومشيخة عبد الْكَرِيم بن عبد الْبَارِي الصعيدي تَخْرِيجه لنَفسِهِ بسماعها مِنْهُ ومشيخة أبي بكر مُحَمَّد بن فتوح بن خلف الصُّوفِي تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم سَمِعت مِنْهُ من أَولهَا إِلَى الرَّابِع وَأَجَازَ لَهَا يُوسُف الساوي وَابْن رواج وَيَعْقُوب الهمذاني وَغَيرهم وَخرج لَهَا تَقِيّ الدّين ابْن عرام مشيخة سَمِعت بَعْضهَا على تَاج الدّين ابْن مُوسَى بِسَمَاعِهِ مِنْهَا وَهُوَ آخر من حدث عَنْهَا وَهِي آخر من حدث عَن كثير مِنْهُم بالثغر وَخرج لَهَا قبله ابْن رَافع مشيخة مَاتَت فِي شهر رَجَب سنة 732 بالإسكندرية
2465 - وَدِيعَة الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سِيمَا ابْن عَامر بن إِبْرَاهِيم بن سَالم السّلمِيّ الدِّمَشْقِي فَخر الدّين أَبُو الثَّنَاء وَيُقَال لَهُ أَيْضا مَحْمُود ولد سنة 660 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 17 ذِي الْحجَّة سنة 726 بقرية البلاط من غوطة دمشق(6/173)
2466 - ودي بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة يلقب بدر الدّين ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَأنْشد لَهُ شعرًا مَقْبُولًا كتب بِهِ إِلَيْهِ وَهُوَ فِي الْحَبْس سنة 729 أَوله
(أيا ابْن الْكِرَام الطيبين بني عمر ... وَمن بهم فِي الجدب يسْتَنْزل الْمَطَر)
(وَمن لَهُم فِي فَضلهمْ ولجدهم ... ضجيع النَّبِي الْمُصْطَفى حسن السّير)
وَقَالَ فِي وَصفه سيد الْوَادي ومسند النادي مُقيم السّنة ومعليها ورافض الرافضة ومقصيها وَكَانَ السُّلْطَان قبض عَلَيْهِ ثمَّ أطلقهُ بعد مُدَّة وقيض لَهُ وَزِير صدق وَهُوَ مُحَمَّد بن عبد الله بن مطرف الْعمريّ فَلم يزل يحسن لَهُ المساعي ويحسم الْأَعْدَاء الدَّوَاعِي حَتَّى انْحَلَّت عقدَة شدته وتجلت غمامه
2467 - وزيرة بنت عمر بن أسعد التنوخية سِتّ الوزراء تقدّمت فِي حرف السِّين الْمُهْملَة
2468 - وسناء بنت عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي سَمِعت من زَيْنَب بنت الرضي جُزْءا من حَدِيث أبي الدحداح وَأَجَازَ لَهَا سنة سَبْعمِائة الأبرقوهي وَعلي بن الْقيم وَالشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي وَابْن الفوي ومسعود الْحَارِثِيّ وَآخَرُونَ من المصريين أَخذ عَنْهَا ابْن رَافع وَغَيره وَقَالَ مَا أحسبها حدثت بِغَيْر جُزْء أبي الدحداح مَاتَت فِي 27 جُمَادَى الأولى سنة 772
2469 - وضاح الْخياط الْحلَبِي كَانَ يصحب الْفُقَرَاء ويحترف بصناعة(6/174)
الْخياطَة فأزله الشَّيْطَان فَادّعى النُّبُوَّة فسجن أَيَّامًا ثمَّ استتيب فَتَابَ وَعذر وَأطلق وَذَلِكَ فِي سنة 753
2470 - وضاح هُوَ الَّذِي قبله لَعَلَّ الَّذِي قبله بِحرف آخر
2471 - ولادمر بن عبد الله السيفي عَتيق بكتمر الساقي العزيزي بدر الدّين أَبُو أَحْمد ولد سنة 644 وَسمع من ابْن علاق مجْلِس البطاقة وَغَيره وَحدث وَمَات فِي 16 شهر رَمَضَان سنة 710 بقرية بحوران يُقَال لَهَا طيرة ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
حرف الْيَاء الْأَخِيرَة
2472 - يَاسر بن عون بن عبد الْمُنعم الْهُذلِيّ ذكره الشهَاب بن فضل الله وَقَالَ لَقيته بِمَكَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَقد بلغ الْخمسين أَو قاربها وألفيته شافعا يَا من صبوة وغرام وَأنْشد لَهُ من أَبْيَات
(وَطَائِفَة بِالْبَيْتِ لم تَبْغِ حسبَة ... محجبها من حَيْثُ رابت أمورها)
(خف الله فِي هَذَا الْجَحِيم فَإِنَّهُم ... أصيبوا بِعَين لايكف فتورها)
2473 - ياسين أم هَدِيَّة بنت عبد الله الحلبية عتيقة الْحَاج عَليّ الْحمال - بِالْحَاء الْمُهْملَة سَمِعت من التَّاج يُوسُف بن إِسْمَاعِيل ابْن العجمي منتقى من الْجُزْء الثَّانِي من المعجم الصَّغِير أَنا صقر وَحدثت سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة والبرهان الْحلَبِي وعمرت وَكَانَت دينة خيرة
2474 - ياقوت بن عبد الله الحبشي الشاذلي تلميذ المرسي مَشْهُور نقل(6/175)
العثماني ابْن قَاضِي صفد أَنه قَالَ أَنا أعلم الْخلق بِلَا إِلَه إِلَّا الله مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 732
2475 - ياقوت الخزندار افتخار الدّين خَادِم الْحرم الشريف النَّبَوِيّ اسْتَقر لما عجز عز الدّين دِينَار فباشر بِحرْمَة وعقل وَكَانَ دينا وَقد خدم فِي قلعة الْجَبَل خمْسا وَعشْرين سنة لم يتَنَاوَل مَعْلُوما إِلَّا من الْجِزْيَة تورعاً وَكَانَت شَهَادَته مَقْبُولَة عِنْد الْقُضَاة وَله مواظبة على سَماع الحَدِيث ومطالعة الْكتب وملازمة الصَّلَاة فِي الصَّفّ الأول وَلما ولي المشيخة لم يتَنَاوَل مِمَّا شَرط لَهُ فِي الْأَوْقَاف شَيْئا فعظمت مهابته فِي النُّفُوس وَكَانَ قوي النَّفس مستبداً بِرَأْيهِ وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ
2476 - يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام عز الدّين أَبُو البركات السّلمِيّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 658 وَسمع من قرا بن عَليّ بن زيد بن أبي العشائر الْعَسْقَلَانِي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَله شعر روى عَنهُ البرزالي وَمَات سنة 710 وَكَانَ يُبَاشر بالمرستان بِدِمَشْق
2477 - يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى البرغواطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل بَيت عماد يعْرفُونَ بني الترجمان أولى شهرة وَشدَّة فعزف عَنْهُم وَانْقطع إِلَى لِقَاء الصَّالِحين وتجرد وَنزل برباط السودَان من مالقة واشتهر وانثال عَلَيْهِ النَّاس وَكَانَ طلق اللِّسَان ذَاكِرًا لكل غَرِيبَة على طَرِيق الصُّوفِيَّة يستظهر كتاب منَازِل السائرين للهروي وتائية ابْن الفارض مليح الملبس يسترفع مَعَ الكدية عَزِيز النَّفس وَكَانَ جمَاعَة يَغُضُّونَ مِنْهُ(6/176)
لولوعه بِالنَّقْدِ والمخالفة لكل مَا يطْرق بهمته وَكَثْرَة فلتات لِسَانه وَكَانَ يَدعِي لِقَاء جمَاعَة من الْمَشَايِخ وَله مصنفات شاهدة بِكَثْرَة هذيانه وفلتات لِسَانه وَهُوَ الْآن بِحَالهِ قد ناهز حد الاكتهال قلت وَرَأَيْت حَاشِيَة بِخَط ابْن مَرْزُوق توفّي هَذَا البرغواطي الشَّيْطَان المارق على يَد المُصَنّف بعد أَن كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ مقتولا بالسياط وأراح الله مِنْهُ الْعباد والبلاد وَالنَّاس فِي سَبَب قَتله اخْتِلَاف وبجانب الْحَاشِيَة الْمَذْكُورَة بِخَط ابْن الْخَطِيب اتَّقِ الله يَا أَبَا عبد الله فَإنَّك لم تحضره وَلَا نَقله لَك عدل واطلب من رَبك الْعَافِيَة وَلَا تأمن الْمَكْر يَا ابْن مَرْزُوق واترك القحة مَعَ الغربة
2478 - يحيى بن إِبْرَاهِيم السنجاري ولي إمرة سنجار ولقبه نَاصِر الدّين وَكَانَ قَتله على يَد خربندا سنة 711
2479 - يحيى بن أَحْمد بن صَفْوَان القيني المغربي الْمَالِكِي أَبُو زَكَرِيَّاء المقرىء سمع بِبَلَدِهِ من أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَيُّوب وَجَاوَزَ بِمَكَّة وَأم فِي مقَام الْمَالِكِيَّة نِيَابَة واشتغل بالقراءآت والعربية وَكَانَ خيرا مَاتَ سنة 772
2480 - يحيى بن أَحْمد بن خداداد الخلاطي وحيد الدّين أَبُو حَامِد الرُّومِي المقرىء قَرَأَ على الصائن الْبَصْرِيّ صَاحب الْمُنْتَخب وَقدم دمشق فَقَامَ بالكلاسة مُدَّة طَوِيلَة قَالَ الذَّهَبِيّ قدم دمشق أَيَّام الْفَاضِل وَكَانَ بَصيرًا بالقراءآت ودقائقها مستظهراً للْخلاف عَارِفًا بالقصيد وبالمقاطيع والبادي(6/177)
تَامّ السكينَة حسن الدّيانَة كثير التَّوَاضُع وَالْحيَاء ولد سنة 641 ثمَّ قَالَ وَبَلغنِي أَنه يترفض وَيَأْخُذ على الْإِجَازَة فَالله أعلم وَولي مشيخة الأَسدِية وَكَانَ الْمجد الطوسي يُكرمهُ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 720 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
2481 - يحيى بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الْبَاقِي بن عَليّ بن الصَّواف الجذامي الاسكندراني شرف الدّين أَبُو الْحُسَيْن ابْن نجيب الدّين ولد فِي أحد الربيعين سنة 609 وَسمع من ابْن عماد وناصر الأغماتي وَعبد الْخَالِق بن إِسْمَاعِيل التنيسِي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْجبَاب ومرتضى بن الْعَفِيف وَغَيرهم وَقَرَأَ بالروايات لعنان على ابْن الصفراوي وَحدث قَدِيما وَحصل لَهُ صمم فِي آخر عمره وكف وَكَانَت فِيهِ جلادة وشهامة سمع مِنْهُ الْمزي وَجَمَاعَة وَكَانَ كَبِير الشُّهُود بالإسكندرية كأبيه وجده قَالَ الذَّهَبِيّ فَوَجَدته صَعب المراس فَقَرَأت عَلَيْهِ فَانْقَطع صوتي مِمَّا أرفعه فَسمِعت مِنْهُ ثَلَاثَة أَجزَاء وَتركت الْقِرَاءَة ولحقه بعدِي القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ بآخر رَمق فلقنه أَحَادِيث سَمعهَا مِنْهُ وَهُوَ آخر من حدث عَن ابْن عماد بِالسَّمَاعِ وَآخر من قَرَأَ على الصفراوي
2482 - يحيى بن أَحْمد بن مسعر الكفرطابي شرف الدّين القَاضِي أَبُو سَالم المعري كتب عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه قَوْله فِي فوطة شاشية(6/178)
(ومشمولة رقت وراقت فَأَصْبَحت ... على الشّرْب تزهو حِين تجلى على الكأس)
(مُعتقة مَا شمست بعد عصرها ... لَا ثمَّ وَكم فِيهَا مَنَافِع للنَّاس)
(وَلَا عصرت يَوْمًا بِرَجُل وَكم لَهَا ... إِذا مَا أديرت من صعُود إِلَى الرَّأْس)
مَاتَ كهلاً سنة 707 تَقْرِيبًا
2483 - يحيى بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد بن جَعْفَر حُسَيْن بن حَمَّاد محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء أَخُو الْعَلامَة شرف الدّين النابلسي خطيب الشَّام ولدسنة 630 تَقْرِيبًا أَو سنة 629 وَسمع من سنة أَرْبَعِينَ وهلم جراً من مكي بن عَلان وَأبي عبد الله اليونيني وَشَيخ الشُّيُوخ وَإِسْمَاعِيل الْعِرَاقِيّ والنجم الْبَلْخِي وَابْن خطيب القرافة وَغَيرهم وَله إجَازَة من السخاوي وَابْن الصّلاح والعز ابْن عَسَاكِر والبراذعي وَغَيرهم واشتغل بِالْعلمِ فِي أول عمره وَأعَاد بمدراس الْقَاهِرَة وَالشَّام وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَالدّين قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَيخا فَقِيها عَارِفًا بِالْمذهبِ ذَا خير وتواضع وإطراح للتكلف حسن الْأَخْلَاق كبر وَضعف وَترك التدريس وقنع بمشيخة دويرة حمد وَحدث بالكثير وَتفرد بأجزاء مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 716
2484 - يحيى بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن هُذَيْل التجِيبِي الغرناطي أَبُو زَكَرِيَّاء فيلسوف الأندلس قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أبي بكر ابْن الفخار الْعَرَبيَّة(6/179)
وَالْأَدب وعَلى أبي عبد الله بن خَمِيس الْمنطق والتصوف وَأبي عبد الله الأركسي الطِّبّ وعَلى أبي الْقَاسِم بن شاطر الْأُصُول وعَلى رَاشد بن رَاشد الْحساب وعَلى أبي إِسْحَاق البرغواطي الهندسة وعَلى أبي عبد الله ابْن الرقام أَكثر هَذِه الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة قَالَ وَهُوَ خَاتِمَة الْعلمَاء فِي الطِّبّ والهندسة والهيئة وَنَحْوهَا مَعَ الْأَدَب وإمتاع المحاضرة والمجالسة وَعُمُوم الْفَائِدَة وَكَانَ مؤثراً للخمول وخدم فِي آخر عمره بَاب السُّلْطَان بالطب وَقعد فِي مدرسة يقرىء الْأُصُول والفرائض والطب وصنف الإيجاز وَالِاعْتِبَار فِي الطِّبّ وَشرح كراسة الإِمَام فَخر الدّين فِي الطِّبّ شرحاً غَرِيب المأخذ وَغير ذَلِك وَمن شعره
(أناديك والأشواق يرْكض جمرها ... بصفحة خدي من دموع سوائق)
(أبارق ثغر من عذيب رضابه ... فصب مهجتي بَين العذيب وبارق)
مَاتَ فِي 25 ذِي الْقعدَة سنة 753
2485 - يحيى بن أَحْمد بن يُوسُف بن كَامِل الْحُسَيْنِي عماد الدّين البصروي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 626 وَسمع من ابْن الصّلاح والسخاوي وَابْن سَلمَة وعتيق السَّلمَانِي وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ خيرا متواضعاً سنياً شافعياً يحب الصَّحَابَة ويتبرأ من التَّشَيُّع وَكَانَ عَالما بالتاريخ حفظَة للْأَخْبَار وَالنّظم والنوادر وَكَانَ يقسم مَا يتَحَصَّل لَهُ أَثلَاثًا ثلثا يتَصَدَّق بِهِ وَثلثا يصرفهُ لأقاربه وَثلثا يكتسي بِهِ وَكَانَ مَوْصُوفا بالأمانة فِي مُبَاشَرَته لَا يقبل(6/180)
من فلاح هَدِيَّة وَكَانُوا يتحيلون عَلَيْهِ فِي ذَلِك فَلَا يغْفل وَبَالغ حَتَّى كَانَ لَا يَشْتَرِي من أحد سكن فِي شَيْء يتَعَلَّق بالأشراف حَاجَة وَكَانَ محافظاً على الْوضُوء وَقد بَاشر نظر الْأَوْقَاف مُدَّة وديوان الْأَيْتَام وَتَركه اخْتِيَارا وَاعْتذر بعد الْقيام بأمرهم وَولي نظر ديوَان الْأَشْرَاف وَمَات فِي ربيع الأول سنة 705
2486 - يحيى بن أَحْمد بن أبي بكر ابْن الْأَشْقَر أَبُو زَكَرِيَّا الْمَالِكِي البجائي كَانَ من أَئِمَّة الْفُقَهَاء العارفين بِالْمذهبِ مَاتَ فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة 714 ذكره الأقشهري فِي فَوَائِد رحلته
2487 - يحيى بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ أجَاز لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة
2488 - يحيى بن إِسْحَاق بن خَلِيل بن فَارس محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء الشَّيْبَانِيّ ولد سنة 648 وَسمع من وَالِده وَابْن أبي عمر وَأحمد بن أبي الْخَيْر والقطب ابْن أبي عصرون وَغَيرهم وَصَحب الشَّيْخ شرف الدّين ابْن الفركاح واشتغل وَحصل الْكثير وَولي الْقَضَاء بأذرعات وَغَيرهَا وَكَانَ حسن السِّيرَة كثير التَّوَاضُع وَخرج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا وَحدث بِهِ وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 724
2489 - يحيى بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر القيسراني المَخْزُومِي شهَاب الدّين ولد سنة سَبْعمِائة وَورد مَعَ أَبِيه من حلب فباشر أَبوهُ توقيع الدست وباشر هُوَ كِتَابَة الْإِنْشَاء وَكَانَ حسن الشكل جدا تَامّ الْخلق متودداً صبوراً على الْأَذَى كثير التجمل فِي ملبوسه وهيئته كلهَا حَتَّى كَانَ ابْن فضل الله يَقُول الْمولى شهَاب الدّين(6/181)
جمال الدِّيوَان وَكَانَ يكْتب قلم الرّقاع قَوِيا إِلَى الْغَايَة ثمَّ بَاشر توقيع الدست بعد أَبِيه سنة 736 ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بعناية تنكز ثمَّ أمسك بعد وصودر فَلَزِمَ بَيته مُدَّة ثمَّ بَاشر كِتَابَة الدست فِي إمرة الفخري ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فَكتب بهَا الْإِنْشَاء ثمَّ عَاد إِلَى توقيع الدست بِدِمَشْق قَالَ الصَّفَدِي صحبته أَكثر من عشْرين سنة وَمَا رَأَيْت مِنْهُ سوءا قطّ وَكَانَ يتودد للصالحين وَيكثر الصَّوْم وَالْعِبَادَة ويصبر على الْأَذَى وَلَا يُعَامل صديقه وعدوه إِلَّا بِالْخَيرِ وطلاقة الْوَجْه وَكَانَ مرض بعلة الاسْتِسْقَاء وَطَالَ بِهِ الْأَمر إِلَى أَن مَاتَ فِي 22 رَجَب سنة 753 وأرخه السُّبْكِيّ بِخَطِّهِ يَوْم الْأَحَد حادي عشر شهر رَجَب وَذكر أَنه صلى عَلَيْهِ بالجامع الْأمَوِي بعد الْعَصْر
2490 - يحيى بن إلْيَاس بن أَمِين الدولة القونوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ذكره البرزالي فِي الشُّيُوخ المتوطنين فَقَالَ فَقِيه فَاضل معيد بِبَعْض الْمدَارِس وَله حَظّ من الْعلم وَالْأَدب وَحسن الْخط سمع من ابْن القواس والغسولي وَحدث وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الْخلق والتودد وَمَات فِي شعْبَان سنة 743
2491 - يحيى بن ثَابت بن يحيى حضر الرشيد الْعَطَّار ...
2492 - يحيى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مجدف الْحُسَيْنِي الْمصْرِيّ الْعدْل ضِيَاء الدّين ولد بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسمع من عبد الْغَنِيّ ابْن بَنِينَ وَابْن مُضر وَغَيرهمَا وَمَات فِي 21 ذِي الْحجَّة سنة 731(6/182)
2493 - يحيى بن حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الجذامي عرف بِابْن قصاصة ولد فِي رَمَضَان سنة 640 وَأَجَازَ للعز ابْن جمَاعَة ...
2494 - يحيى بن الْخضر بن الْعَبَّاس بن الْفضل بن عقيل العباسي الشريف كَمَال الدّين ولد سنة ... وأسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَمَات فِي 12 الْمحرم سنة 737 ذكره ابْن رَافع
2495 - يحيى بن رخو بن تاشفين بن معطي الزناتي أَبُو زَكَرِيَّاء شيخ قبيلته قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ وحيد دهره فِي النبل والفطنة والحشمة حسن التَّوَصُّل لأغراضه بعيد الْغَوْر بَصيرًا بالسياسة كثير الظفر بالملوك غير رَاض بسيرهم وَلَو بلغُوا مَعَه من الْإِكْرَام مَا بلغُوا جماعا لِلْمَالِ يذب عَنهُ بعصى التقتير وَبِمَا غمس فِيهِ إبرة الصَّدَقَة وَجَرت لَهُ خطوب وانتهبت أَمْوَاله الَّتِي جمعهَا وَلم ير النَّاس لَهُ نظيراً فِي إثارة الْفِتَن وإشعالها وإعمال الْحِيَل فِي خراب الدول وَكَانَ مَعَ ذَلِك كُله نَاصح الرَّأْي لمن استنصحه قواماً فِيهِ بِالْقِسْطِ وَلَو على نَفسه وَمَات فِي بعض الحروب بِظَاهِر سجلماسة فِي الْمحرم سنة 764
2496 - يحيى بن خَلِيل بن زَكَرِيَّاء المغيثي نجم الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء الاسكندراني مَاتَ سنة 705 سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة شعرًا
2497 - يحيى بن زَكَرِيَّا بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عقبَة البصروي الصَّالِحِي مجد الدّين ابْن الزكي سمع من عبد الله بن الناصح عبد الرَّحْمَن الْحَنْبَلِيّ(6/183)
وَحدث وَمَات بعد سنة 745 بحوران
2498 - يحيى بن سُلَيْمَان بن عَليّ الرُّومِي محيي الدّين الأسمر الْحَنَفِيّ كَانَ فَاضلا اشْتغل الطّلبَة بالجامع الْأمَوِي وَولي الْمدرسَة الركنية بعد ابْن الْمعلم وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 728
2499 - يحيى بن صَالح بن عَتيق الزواوي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي نَاب فِي الحكم مُدَّة وَمَات فِي شَوَّال سنة 710
2500 - يحيى بن طَلْحَة بن مجلى الْوَزير قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مجموعاً رائقاً حسن شكل واستجادة بزَّة جلدا على الْحِسْبَة والملازمة محباً للأدب متواضعاً للْفُقَرَاء تولى وزارة السُّلْطَان أبي الْحسن بفاس وَمن شعره
(أَنا ابْن طَلْحَة وَلَا أُبَالِي ... لَيْث الشرى فِي الْحَرْب والنزال)
(يحيى قناة الْبيض والعوالي ... أَن يسمعوا باسمي فِي مجَال)
(يلْقوا بِأَيْدِيهِم فِي النكال)
وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَاخِر سنة 735
2501 - يحيى بن ظهر بغا المغلي أَبوهُ يَنُوب عَن أبي سعيد بن خربندا وَكَانَت بَينه وَبَين النَّاصِر مُحَمَّد قرَابَة فاستدعاه فَحَضَرَ مَعَ رسل أبي سعيد فِي رَجَب سنة 726 فَأعْطى أَبَاهُ إمرة أَرْبَعِينَ وَيحيى إمرة عشرَة
2502 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم ابْن الْحَكِيم أَبُو زَكَرِيَّاء الرندي أَخُو الْوَزير أبي عبد الله ابْن الْحَكِيم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ جَلِيلًا وقورا استبد ببلدة رندة مُدَّة بِإِسْنَاد لَهُ من ملك فاس أبي يَعْقُوب المرسي ثمَّ انتقله(6/184)
أَخُوهُ إِلَى غرناطة بِحَيْثُ أناك أَن يصير ثَانِي مُلُوكهمْ فسما جاهه فِي دولة أَخِيه فَلَمَّا فتك بأَخيه نهبت أَمْوَاله وَرجع إِلَى فاس فأدركه أَجله بهَا فِي شَوَّال سنة 710
2503 - يحيى بن عبد الرَّحْمَن الجعبري نظام الدّين الْمَعْرُوف بِابْن النُّور الْحَكِيم أَصله من بَغْدَاد وَكَانَ أَبوهُ من فضلاء المتميزين فِي صناعَة الْكحل وخالط الْوَزير وَكثر مَاله واشغل ابْنه يحيى وتأدب وَكتب الْخط الْجيد واتصل بِأبي سعيد فَكَانَ يكْتب عَنهُ الْكتب الَّتِي بِالْعَرَبِيَّةِ وَيكْتب عَنهُ إِلَى مصر وَغَيرهَا بِعِبَارَة جَيِّدَة وَحج بِالنَّاسِ مرّة على الركب الْعِرَاقِيّ ثمَّ قدم دمشق مَعَ الْوَزير نجم الدّين ثمَّ دخل صحبته إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر نجم الدّين أَمِير مائَة وَبَقِي هُوَ فِي خدمَة قوصون وَكَانَ حاذقا بالموسيقى فَكَانَ قوصون يستدعى ذَلِك مِنْهُ خلْوَة فمل من ذَلِك فَسَأَلَ السُّلْطَان أَن يَأْذَن لَهُ فِي الْعود إِلَى دمشق فَأذن لَهُ فاستقر بهَا فِي مشيخة الربوة وَطلب الحَدِيث فَسمع بِدِمَشْق والقاهرة فَأكْثر وَكتب الْخط الْجيد كثيرا وَكَانَ فِي أول أمره يكْتب الْإِنْشَاء عَن حكام بَغْدَاد وَعَاد عَلَيْهَا بعد مُدَّة فأعيد إِلَى وظيفته ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ أَبوهُ طَبِيبا واشتغل هُوَ فأحرز الموسيقى وجود الْكِتَابَة والإنشاء وَكَانَ يضع بِخَطِّهِ أَشْيَاء من النقوش فِي الْبيُوت والدروج فِي غَايَة الإتقان وَكَانَ لَهُ نظم حسن فَمِنْهُ لغز فِي مَاء(6/185)
(مَا اسْم شَيْء مُنَاسِب الْأَجْزَاء ... مستطيل إِذا سعى فِي فنَاء)
(مستدير لكَونه فلكا فِي ... هـ نُجُوم طوالع فِي سَمَاء)
(عَم حينا مَشَارِق الأَرْض والغر ... بن وَطَاف الدُّنْيَا باستيلاء)
(منزل غير أَنه لَيْسَ قرآ ... نَا وآياته بِلَا إحصاء)
(ذُو عُيُون لَهُ فَم وَعَلِيهِ ... شَارِب وَهُوَ مفرط بِالْحَيَاءِ)
(وتراه طوراً على جبل عا ... ل وطوراً يرى يسير المَاء)
(فِيهِ نون وَأول الِاسْم مِنْهُ ... ألف تلوه بِغَيْر مراء)
(وَاحِد فِي صِفَاته ثَانِي اثْنَيْنِ ... لتخمير طِينَة الْأَشْيَاء)
وَهُوَ طَوِيل وَمِنْه
(أَلا لَيْت شعري مَتى نَلْتَقِي ... وَمن مُدَّة الهجر كم قد بَقِي)
(لقد طَال عهد النَّوَى بَيْننَا ... كَأَن التَّوَصُّل لم يخلق)
وَمَات بعد السّبْعين وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد
2504 - يحيى بن عبد الرَّحِيم بن زُكَيْرٍ القوصي محيي الدّين قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ جيد الْإِدْرَاك يجيد الْفَهم أَخذ عَن الْجلَال الدشنائي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَبدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيرهم ودرس بقوص مُدَّة وَكَانَ درسه مُفِيدا جدا وَولي الحكم نِيَابَة وناب بقوص وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة إِلَّا أَنه كَانَ يسْتَعْمل الْعينَة كثيرا وَيَقُول إِذا طولبت يَوْم الْقِيَامَة قلت أفتى بهَا أَصْحَاب الشَّافِعِي وَأَنا مقلد ثمَّ صودر وَأخذ مِنْهُ مَال كثير وَلَقي وبال تِلْكَ الْخصْلَة(6/186)
الشنيعة وتضعضع حَاله وَمَات سنة 718
2505 - يحيى بن عبد الرَّحِيم الأرمنتي تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي كَانَ من بَيت علم وجلالة ودرس بأسيوط وَولي الحكم بمنفلوط وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ سنة 708
2506 - يحيى بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُسْند التَّاجِر الكارمي ولد سنة 677 وتعانى التِّجَارَة وَدخل الْيمن فحظي عِنْد ملكهَا واستوزره مُدَّة وَكَانَ لَهُ حظوة عِنْد النَّاصِر مُحَمَّد أَيْضا وَكَانَ يحفظ كثيرا من الشّعْر والنثر وَكَانَ وَاسع الْبَذْل مفرط الْكَرم وَكَانَ إِذا عوتب على ذَلِك يَقُول قَالَ لي جمَاعَة من أهل الْكَشْف تَمُوت سعيداً فَكَانَ كَذَلِك وَمَات سنة 723
2507 - يحيى بن عبد الله بن عبد الْملك الوَاسِطِيّ الشَّافِعِي فَقِيه الْعرَاق فِي زَمَانه ولد سنة 662 وتفقه على وَالِده وَسمع من الفاروثي وَأَجَازَ لَهُ ابْن أبي الدنية وَغَيره وَله مؤلف فِي النَّاسِخ والمنسوخ وَكتاب مطالع الْأَنْوَار النَّبَوِيَّة فِي صِفَات خير الْبَريَّة قَالَ الذَّهَبِيّ قَرَأَ الْقُرْآن وَالْفِقْه والأصلين والعربية وبرع فِي الْفِقْه وَتخرج بِهِ الْأَصْحَاب وَكَانَ يُقَال فِي حَقه هُوَ فَقِيه الْعرَاق فِي زَمَانه وَله إجَازَة من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَابْن أبي الدنية وَمَات بواسط فِي ربيع الآخر سنة 738
2508 - يحيى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن(6/187)
أَحْمد بن أبي عَرَفَة اللَّخْمِيّ العزفي - بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة مفتوحتين ثمَّ فَاء - الرئيس أَبُو عَمْرو بن أبي طَالب بن أبي الْقَاسِم ولد سنة 677 وَأخذ عَن أبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي الْقَاسِم البلفيقي وَأبي عَليّ بن طَاهِر وَعَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ قيمًا على الحَدِيث رِوَايَة وضبطاً وتخريجاً مَعَ براعة الْخط وجودة الشّعْر تكلم فِي رئاسة سبتة نِيَابَة عَن صَاحب فاس أبي سعيد بن عبد الْحق وَكَانَ مقداماً شجاعاً ثمَّ جرت لَهُ محنة وانتقل إِلَى الأندلس وَأمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 719
2509 - يحيى بن عبد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن قمر الفارقي ثمَّ الدِّمَشْقِي فتح الدّين بن زين الدّين ولد سنة 672 بِالْقَاهِرَةِ وَسمع من ابْن أبي عمر فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَمن الْفَخر وَابْن شَيبَان وَغَيرهم وَأم بالأشرفية وَكَانَ خَازِن الْكتب بهَا وَأذن بالجامع أثنى عَلَيْهِ البرزالي وَجَمَاعَة قَالَ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل سَأَلت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَن يشفع لي عِنْده ليحدثني فَامْتنعَ وَقَالَ هَذَا رجل صَالح لَا أحب تَكْلِيفه ثمَّ إِنَّنِي بعد ذَلِك سَمِعت عَلَيْهِ قلت حَدثنِي عَنهُ بِجُزْء حَدِيثي وَكَذَا قَالَ ابْن سَنَد وَابْن رَافع أَنه امْتنع أَن يحدثهما وَقَالَ التَّاج السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الصُّغْرَى فتح الدّين الثِّقَة الثبت الْكَبِير السَّيِّد ولي الله وَقَالَ ابْن كثير أَتَت عَلَيْهِ تسعون سنة فِي خير وصيانة وتلاوة وانجماع وَكَانَ أول مَا حدث سنة 710 وَهُوَ بطرِيق الْحَج ببصرى ثمَّ لما كبر واحتيج إِلَيْهِ صَار يتعسر تورعاً وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 763(6/188)
2510 - يحيى بن عبد الله بن أبي الْعَلَاء بن عبد الله بن عبد الْحق المريني أَبُو يحيى شيخ الْجند بمالقة ولد سنة 664 قَالَ ابْن الْخَطِيب اشْتهر بِالْفَضْلِ وَالْعقل وَالدّين كَانَ يُجَالس الْفُقَهَاء ويصاحب الصلحاء ويقتني الْكتب وَيفْعل الْخَيْر وَلم يزل رَأْسا يرجع إِلَيْهِ فِي حل المعضلات إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 740 وَقد أكمل فِي مُدَّة عمره ثَلَاثًا وَسبعين غَزْوَة
2511 - يحيى بن عبد الله الْمَالِكِي الشَّيْخ شرف الدّين الرهوني كَانَ من أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة ودرس بالشيخونية ودرس للمحدثين بالصرغتمشية مَاتَ فِي شَوَّال سنة 773 ورثاه ابْن الصَّائِغ أَنبأَنَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ثَالِث أنشدنا الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الصَّائِغ لنَفسِهِ
(سلبتني اللَّذَّات أَيدي الْمنون ... وتقاضت مَا أسلفت من ديوني)
(قبضت مَالهَا من الدّين حَتَّى ... قد نقلت من بعد ذَا للرهون)
2512 - يحيى بن عبد النَّاصِر بن فَخر الْقُضَاة نصر الله بن أبي الْعِزّ هبة الله ابْن أبي مُحَمَّد ابْن الفارقي الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن بصاقة محيي الدّين ولد سنة 668 وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَابْن الزبير وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود مَاتَ فِي شَوَّال سنة 752(6/189)
وَكَانَت وَفَاة جده فَخر الْقُضَاة الْكَاتِب الشَّاعِر الْمَشْهُور سنة 650
2513 - يحيى بن عبد الْوَلِيّ بن أبي الْمجد بن خولان البعلي حسام الدّين أَبُو زَكَرِيَّاء ولد سنة 655 تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن هامل وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث وَمَات فِي سلخ الْمحرم سنة 739
2514 - يحيى بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحِيم الدمنهوري الشَّافِعِي تَاج الدّين كَانَ فَقِيها فَاضلا نحوياً تصدر لإقراء الْعَرَبيَّة بِجَامِع الصَّالح وصنف مصنفات وَكَانَ يُؤثر الانجماع وَالْعِبَادَة ووقف كتبه عِنْد مَوته بالجامع الظَّاهِرِيّ وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 721
2515 - يحيى بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان الهذباني الدِّمَشْقِي محيي الدّين ولد سنة 669 وَسمع بإفادة خَاله عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار من أَحْمد بن شَيبَان وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَابْن الزين وَغَيرهم وَولي عمَارَة دَار الحَدِيث الأشرفية وباشر الصَّدقَات الْحكمِيَّة وَغَيرهَا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 743
2516 - يحيى بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى السُّبْكِيّ صدر الدّين عَم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالْأُصُول وَله سَماع من ابْن خطيب المزة وَأخذ عَن الْعِرَاقِيّ والأصبهاني والظهير التزمنتي والسديد الأرمنتي ودرس بالسيفية بِالْقَاهِرَةِ إِلَى حِين وَفَاته فتلقاها بعده ابْن أَخِيه سمع مِنْهُ(6/190)
حفيده تَقِيّ الدّين أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد اللطيف وَكَانَ قد ولي قَضَاء الْمحلة وَغير ذَلِك وَمَات فِي صفر سنة 725
2517 - يحيى بن عَليّ بن مجلي بن طَاهِر بن مُحَمَّد الصَّالِحِي ابْن الْحداد هُوَ الَّذِي بعده
2518 - يحيى بن عَليّ بن أبي الْحسن مجلي بن أبي الْفرج مُحَمَّد بن طَاهِر بن مُحَمَّد الصَّالِحِي ابْن الْحداد الْحَنَفِيّ ولد سنة 666 بِدِمَشْق وأسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَكَانَ يذكر أَن وَالِده أحضرهُ إِلَى النَّوَوِيّ وَهُوَ أَمْرَد فَاعْتَذر وَقَالَ أَنا أرى أَن النّظر إِلَى الْأَمْرَد حرَام مُطلقًا فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى الشَّيْخ تَاج الدّين وَكَانَ يذكر أَنه رَآهُ وَأَنه سمع مِنْهُ قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَلم أَقف على ذَلِك قَالَ ابْن رَافع كَانَ قد ولي التوقيع بطرابلس ثمَّ عزل وَأقَام بجبل الصالحية وَحدث وَكَانَ أَصله من الرقة وَسكن الْقَاهِرَة وباشر بهَا نظر الْوكَالَة ثمَّ ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بطرابلس بعد شمس الدّين الطَّيِّبِيّ فاستمر بهَا دهراً طَويلا وَكَانَ ينظم نظماً وسطا فَمِنْهُ من أَبْيَات
(أخجل النّظم مِنْك نظم وازري ... نثره الشهب من مقالك نثر)
(وَإِذا مَا نظمت شعرًا فللشع ... رى احتشام مِنْهُ وللشعر فَخر)
ثمَّ عَاد الْمَذْكُور من طرابلس إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا بطالاً وَمَات فِي شَوَّال سنة 757
2519 - يحيى بن عمر بن حمود بن محسن بن غَازِي بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن عَليّ بن الْأسد البعلي رَضِي الدّين الْمُؤَذّن ولد سنة 653 وَسمع من الْفَقِيه اليونيني جُزْء ابْن زبان وجزء الْأنْصَارِيّ وَغير ذَلِك وَحدث(6/191)
وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 735
2520 - يحيى بن عمر بن رخو بن عبد الله بن عبد الْحق المريني شيخ الْغُزَاة بالأندلس قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 691 وَكَانَ رَئِيسا أصيلاً شجاعاً داهية شَدِيد التيقظ عَارِفًا بأحوال قبيلته تولى رياستهم سنة 727 عوضا عَن شيخ الْغُزَاة عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء بعناية الْوَزير ابْن المحروق فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ عَاد ابْن أبي الْعَلَاء إِلَى المشيخة وَذَلِكَ فِي سنة 729 ثمَّ رَجَعَ الْأَمر إِلَى أبي زَكَرِيَّا سَاعَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن صَارَت الدولة لمُحَمد بن إِسْمَاعِيل ابْن نصر سنة ... وَسِتِّينَ فَعَزله ففر إِلَى الفرنج فَأكْرمه ملكهَا ثمَّ رَضِي عَنهُ السُّلْطَان فَأَعَادَهُ إِلَى مَكَانَهُ وَاسْتمرّ إِلَى أَن قبض السُّلْطَان على وَلَده عُثْمَان وأخيه وَآل بَيته فسجنوا أَجْمَعِينَ ثمَّ نفاهم أَجْمَعِينَ
2521 - يحيى بن عمر بن أبي الْقَاسِم الكركي ولد سنة 699 واشتغل بِالْعلمِ حَتَّى ولي قَضَاء الكرك ثمَّ الشوبك ثمَّ قدم دمشق وَنزل دَار الحَدِيث وَأم بهَا ثمَّ عين لتدريس الصلاحية بالقدس فَلم يتَمَكَّن من ذَلِك فولي تدريس مدرسة الرملة إِلَى أَن مَاتَ بالقدس فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة 762
2522 - يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن نصر بن مَنْصُور(6/192)
ابْن عبيد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر الْعَدوي محيي الدّين أَبُو الْمَعَالِي ولد بالكرك فِي شَوَّال سنة 645 وَأَجَازَ لَهُ مكي ابْن عَلان وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعِرَاقِيّ والرشيد بن مسلمة وَغَيرهم وَحدث بِشَيْء كثير بِالْإِجَازَةِ وَكَانَ يكْتب خطا حسنا إِلَى الْغَايَة وَأول مَا كتب الْإِنْشَاء فِي سنة 61 بِدِمَشْق وَأَخُوهُ شرف الدّين عبد الْوَهَّاب كَاتب السِّرّ بهَا ثمَّ نقل إِلَى حمص فَمَكثَ بهَا مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ استحضره الْمَنْصُور لاجين لما ضعف أَخُوهُ شرف الدّين فِي سنة 697 وناب عَنهُ ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فاستقر فِي كِتَابَة السِّرّ إِلَى أَن عَاد النَّاصِر من الكرك ثمَّ اسْتَقر بعد ذَلِك أَخُوهُ شرف الدّين فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عطل هُوَ ثمَّ صودر هُوَ وَبَقِي مُدَّة بطالاً ثمَّ وَقع فِي الدست بِدِمَشْق عَن تنكز ثمَّ اسْتَقر فِي كِتَابَة السِّرّ بعد شمس الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود سنة 727 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا ثمَّ اسْتَقر فِيهَا بِمصْر بعد عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فِي أول سنة 729 وَاسْتقر عوضه بِدِمَشْق حفيد الشهَاب مَحْمُود ثمَّ نوقلا فِي الوظيفتين فِي شعْبَان سنة 732 ثمَّ رَجَعَ كل مِنْهُمَا إِلَى وظيفته فِي أول سنة 733 فاستمر محيي الدّين فِي كِتَابَة السِّرّ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ ابْنه شهَاب الدّين يقْرَأ على السُّلْطَان إِلَى أَن مَاتَ بعد أَن اشْتَدَّ ضعفه لعلو سنه وَطلب التَّوَجُّه إِلَى دمشق فَأذن لَهُ وَاسْتقر وَلَده عَلَاء الدّين فِي سد الْوَظِيفَة فِي حَيَاته لما كبر وَضعف واستقل بعده وعظمت منزلَة محيي الدّين أخيراً عِنْد النَّاصِر حَتَّى أَمر أَن يكْتب لَهُ - لما ثقل فِي مَرضه وَاسْتَأْذَنَ أَن يرجع إِلَى دمشق(6/193)
ليَمُوت بهَا - توقيع فِي قطع الثَّلَاثِينَ أَن يسْتَمر على صحابة ديوَان الْإِنْشَاء بالممالك الإسلامية وَأَن يكون جَمِيع المباشرين لَهَا نوابه وتجهز ليرحل إِلَى دمشق فأدركه أَجله وَكَانَ سعيد الحركات وَرَأى من السَّعَادَة فِي أَوْلَاده وأملاكه ووظائفه وَطول عمره مَا لم يُشَارِكهُ فِيهِ أحد وَكَانَ قَلِيل الْأَذَى كثير الانجماع عَن النَّاس قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَدرا مُعظما وقوراً كَامِل الْعقل حسن الصيانة تَارِكًا لمعاشرة النَّاس خَبِيرا بوظيفته بديع الْكِتَابَة جزل الْعبارَة كثير الْأَنْوَار خرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك معجماً سمعناه من شَيخنَا برهَان الدّين التنوخي بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَكَانَ لَا يكَاد يتَكَلَّم إِلَّا جَوَابا وَله نظر جيد وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن شهر رَمَضَان سنة 738 وَدفن بالقرافة ثمَّ نقل تابوته إِلَى دمشق وَدفن بالصالحية بعد مَوته بأشهر
2523 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الجزار الْحَارِثِيّ الْكُوفِي النَّحْوِيّ سبط الشريف شرف الدّين عبد الله بن يحيى الْأَبْزَارِيِّ ولد فِي شعْبَان سنة 678 بِالْكُوفَةِ واشتغل بهَا وببغداد وصنف فِي النَّحْو كتابا سَمَّاهُ مِفْتَاح الْأَلْبَاب لعلم الْإِعْرَاب وَقدم دمشق وسمعوا عَلَيْهِ من نظمه وَمَات بِالْكُوفَةِ سنة 752
2524 - يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ البيساني محيي الدّين بن عز الدّين ابْن القَاضِي الْأَشْرَف ابْن القَاضِي الْفَاضِل مَاتَ فِي تَاسِع ربيع الأول سنة 702(6/194)
2525 - يحيى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام بن عَتيق بن مُحَمَّد السفاقسي التَّمِيمِي الإسْكَنْدراني الْمَالِكِي جلال الدّين ولد سنة 632 وَسمع من ابْن عَم أَبِيه أبي بكر مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد السَّلَام مشيخته تَخْرِيج ابْن الْعمادِيَّة وَمن ابْن أبي الْفضل المرسي الْمُوَطَّأ وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والعز ابْن جمَاعَة وَمَات سنة 721
2526 - يحيى بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن مُحَمَّد بن يحيى العامري الْمَعْرُوف بِابْن الخباز الشَّاعِر الزجال ولد سنة 697 وتلمذ للسراج المحار وَنظر الْفُنُون وَمهر فِي البلاليق والأزجال قَالَ الصَّفَدِي اجْتمعت بِهِ غير مرّة وأنشدني كثيرا من نظمه وَكَانَ لَهُ غوص على الْمعَانِي وَفِيه تشيع وغلو مَاتَ فِي شهر الْمحرم سنة 773 بحماة أرخه ابْن حبيب
2527 - يحيى بن مُحَمَّد بن سعد بن عبد الله بن سعد بن مُفْلِح الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي ربيع الأول سنة 631 وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه والقطيعي وَالْحسن بن صباح وَعلي بن مُخْتَار وَعبد المحسن السطي وَأَبُو الْقَاسِم الصفراوي وَعلي بن مُخْتَار وَآخَرُونَ وأحضر فِي الثَّالِثَة على ابْن اللتي وأسمع فِي الْخَامِسَة وَمَا بعْدهَا على جَعْفَر بن عَليّ والشرف المرسي والكفرطابي وَغَيرهم وَكَانَ اسْمه فِي الطباق سعد بن مُحَمَّد ابْن سعد فَيُقَال كَانَ لَهُ اسمان وَلم يكن لَهُ أَخ أصلا وَحدث بالكثير وَكَانَ خيرا متواضعاً حسن الْخلق روى الْكثير على سداد وَخير وَحُضُور(6/195)
ذهن جَاوز التسعين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي حَقه العَبْد الصَّالح بَقِيَّة السّلف تفرد فِي زَمَانه وَنعم الشَّيْخ كَانَ خيرا وسكينة وتواضعاً وَقد ولي مشيخة الضيائية وَمَات فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 721
2528 - يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حفاظ السّلمِيّ الدِّمَشْقِي كَمَال الدّين بن بدر الدّين ابْن الفويرة الْحَنَفِيّ ولد سنة 666 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان وَيحيى ابْن الصَّيْرَفِي وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر والعامري وَابْن الصَّابُونِي وَغَيرهم ودرس وَولي نظر الأسرى وَشَهَادَة الخزانة وَهُوَ من بَيت بِدِمَشْق مَعْرُوف بالثروة وَالْفضل وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الْحَنَفِيَّة مَاتَ وَهَذَا صَغِير قَالَ الذَّهَبِيّ فِيهِ شهامة وَقُوَّة نفس وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ من الصُّدُور الْأَعْيَان مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة 742 وَقد مضى ذكر وَلَده بدر الدّين مُحَمَّد وحفيده شرف الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى وَحدثنَا عَن كَمَال الدّين الْمَذْكُور شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي سمع عَلَيْهِ جُزْء الْأنْصَارِيّ وَحدثنَا بِهِ
2529 - يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن زيد بن هبة الله الْحَنَفِيّ رشيد الدّين أَبُو طَالب الشَّاعِر الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ الْقَائِل
(إِن كنت من أهل الصبابة والهوى ... فاسمع وَلَا تبخل بِنَفْسِك فِي الجوى)(6/196)
(من لايذل لمن يحب فحظه ... من حبه إِمَّا الصدود أَو النَّوَى)
مَاتَ فِي سنة 701
2530 - يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي محيي الدّين ابْن القباقبي سمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأبي مُحَمَّد بن عَطاء وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 721
2531 - يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْعَدوي الدِّمَشْقِي بدر الدّين ابْن السكاكري ولد سنة 654 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهمَا وفَاق فِي كِتَابَة الشُّرُوط وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَكَانَ كثير التَّزْوِيج يُقَال أَنه أحصن مائَة امْرَأَة مَاتَ فِي 16 ربيع الأول سنة 732 بِدِمَشْق
2532 - يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن دَاوُد ابْن الْأَبَّار الْأَصْبَهَانِيّ الاسكندراني أَبُو الْحُسَيْن الْمَالِكِي وجيه الدّين ولد فِي ربيع الأول سنة 667 وَسمع من أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن طرخان وَحدث وتفقه واشتغل وانتفع بِهِ النَّاس وناب فِي الحكم وَمَات فِي 29 رَمَضَان سنة 737
2533 - يحيى بن مُحَمَّد المغراوي التّونسِيّ ذكره ابْن مَرْزُوق فِي مشيخته وَقَالَ صَالح مخلق معمر حدث عَن النَّوَوِيّ بالأربعين النووية بِسَمَاعِهِ لَهَا مِنْهُ
2534 - يحيى بن مَسْعُود بن عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مَسْعُود(6/197)
البُخَارِيّ أَبُو بكر الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 653 فِي شَوَّال وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي جَعْفَر أَحْمد بن سعيد الْقَزاز وَأبي جَعْفَر ابْن الطباع وَأبي عَليّ ابْن أبي الْأَحْوَص وَكَانَ عالي الهمة ولي الْقَضَاء بالمرية وَغَيرهَا فحسنت سيرته ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة فَأمْضى الْأَحْكَام وَاشْتَدَّ على أهل الجاه وَأقَام الْحق وأرسله السُّلْطَان إِلَى فاس سنة 727 فلقي صَاحبهَا فَسَأَلَهُ فاتفقت وَفَاته بهَا فِي سَابِع ذِي الْقعدَة
2535 - يحيى بن مصطفى البيري أحد الْأُمَرَاء العشراوات بِدِمَشْق كَانَ شَابًّا حسن الْوَجْه وَالْعقل ملازماً للصلوات مَاتَ فِي رَجَب سنة 757
2536 - يحيى بن مكي بن عبد الرَّزَّاق بن يحيى الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي خطيب عقربا المارستاني سمع من أَخِيه واليلداني والبادرائي وَكَانَ منور الْوَجْه لابأس بِهِ - قَالَه الذَّهَبِيّ قَالَ وَحدث وَسَمعنَا مِنْهُ وَمَات فِي صفر سنة 724
2537 - يحيى بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم القسطنطيني سمع بِالْمَدِينَةِ من الْجمال ابْن المطري وَحدث بِالْمَدِينَةِ روى عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ فِي مُعْجَمه
2538 - يحيى بن مُوسَى بن عمر الزواوي الْمَالِكِي ... رَأَيْت خطه فِي إجَازَة سنة 771 بِالْقَاهِرَةِ وَمَعَهُ الْجمال الأسنوي والأكمل مُحَمَّد بن مَحْمُود ابْن أَحْمد
2539 - يحيى بن يحيى بن عمرَان بن بكران بن عمرَان بن بكران بن عُثْمَان بن(6/198)
إِسْرَائِيل ابْن أبي مَنْصُور الربعِي الْجَزرِي تَقِيّ الدّين يعرف بِالْقَاضِي ولد سنة 651 وأحضر فِي الثَّانِيَة على الْحَافِظ أبي عَليّ الْبكْرِيّ الأول من حَدِيث عَبْدَانِ وجزء نصر الله ابْن الصفار وَمُحَمّد بن حميد السّلمِيّ الصرخدي ويوسف بن يَعْقُوب الأربلي ويوسف بن قزغلي وَإِسْحَاق بن عبد المحسن ابْن صَدَقَة بن عبد المحسن الْمصْرِيّ سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة جُزْء ابْن نجيد وَمَات فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ ذكره البرزالي وَقَالَ غَيره مَاتَ بعد الثَّلَاثِينَ وَله ثَمَانُون سنة
2540 - يحيى بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى الْحِجَازِي ولد سنة 714 وَسمع من ... وَكتب بِخَطِّهِ فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ
2541 - يحيى بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن يحيى الرَّحبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي التَّاجِر محيي الدّين أَبُو زَكَرِيَّا سمع من الحجار بِدِمَشْق الصَّحِيح ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَسمع من أبي الْعَبَّاس الْجَزرِي والمزي وَغَيرهمَا وَكتب عَن ابْن كثير فَوَائِد حَدِيثِيَّةٌ أَكْثَرهَا يتَعَلَّق بِالصَّحِيحِ وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات فِي ربيع الأول سنة 794(6/199)
2542 - يحيى بن يُوسُف بن أبي مُحَمَّد بن أبي الْفتُوح الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو زَكَرِيَّا ولد سنة بضع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة واستجاز لَهُ أَخُوهُ محيي الدّين مُحَمَّد النَّحْوِيّ من ابْن رواج وَابْن الجميزي والمرسي وَالْمُنْذِرِي وَنَحْوهم وعاش إِلَى أَن حدث بِهَذِهِ الْإِجَازَة فَأَكْثرُوا عَنهُ جدا لِأَنَّهُ تفرد بالرواية عَن الْمَذْكُورين وَكَانَ يتعاسر فِي التحديث وَخرج لَهُ ابْن رَافع وَغَيره وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَيخا حسنا لَا بَأْس بِهِ وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَحدث عَنهُ حَدثنَا عَنهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الشَّامي وَأَبُو الْعَبَّاس الغضائري وَغَيرهمَا مَاتَ فِي سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة 737 عَن تسعين سنة
2543 - يحيى بن يُوسُف القسطنطيني
2544 - يحيى بن يُوسُف الْبَحْر اباذي الْجُوَيْنِيّ ... رَأَيْت خطه فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة
2545 - يحيى بن أبي بكر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله الغماري التّونسِيّ أَبُو زَكَرِيَّا الصُّوفِي ولد سنة 643 وَقَرَأَ على أبي الْحسن بن عُصْفُور فِيمَا كَانَ يزْعم وَلَقي ابْن مَالك بِدِمَشْق ثمَّ قَرَأَ على الْبَهَاء ابْن النّحاس وَأخذ عَن عبد الْحق بن سبعين كتب عَنهُ ابْن سيد النَّاس وَابْن رَافع وَقَالَ(6/200)
مَاتَ فِي 13 ذِي الْحجَّة سنة 724 وَمن شعره
(بِعَيْنَيْك هَل أَبْصرت أحسن منْظرًا ... على طول مَا أَبْصرت من هرمي مصر)
(أناخا بأعنان السَّمَاء وأشرفا ... على الأَرْض إشراف السماك أَو النسْر)
(وَقد وفيا نشزاً من الأَرْض عَالِيا ... كَأَنَّهُمَا نهدان قاما على صدر)
2546 - يحيى الصنافيري نِسْبَة إِلَى صنافير - بِمُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون مُخَفّفَة وَبعد الْألف فَاء مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ثمَّ رَاء - من عمل القليوبية صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس الْبَصِير ثمَّ سكان بزاويته بصنافير ثمَّ تحول إِلَى تربة شَيْخه فسكنها بِطرف القرافة وَكَثُرت مكاشفاته حَتَّى صَارَت فِي حد التَّوَاتُر فإنني لم ألق أحدا من المصريين أدْركهُ إِلَّا ويحكي عَنهُ فِي هَذَا الْبَاب مَا لَا يحكيه الآخر حَتَّى أَن وَالِدي نظم فِيمَا شَاهده مِنْهُ فِيمَا يخْتَص بالوالد أرجوزة ذكر فِيهَا جملَة من الكرامات وَكَانَ لي أَخ من أبي قَرَأَ الْفِقْه وَفضل وَعرض الْمِنْهَاج ثمَّ أَدْرَكته الْوَفَاة فَحزن الْوَالِد عَلَيْهِ جدا فَيُقَال أَنه حضر إِلَى الشَّيْخ فبشره بِأَن الله سيخلف عَلَيْهِ غَيره ويعمره أَو نَحْو ذَلِك فَولدت أَنا لَهُ بعد ذَلِك بِيَسِير وَفتح الله بِمَا فتح وَمن الْمَشْهُور عَنهُ أَنه حذر يلبغا لما أَرَادَ الْخُرُوج على الْأَشْرَف بِمَا يَقع لَهُ فَمَا قبل فَكَانَ(6/201)
من أمره مَا كَانَ وقرأت بِخَط بعض الطّلبَة أَن الشَّيْخ نَشأ بالقرافة وَكَانَ يواظب زِيَارَة الشَّافِعِي ثمَّ لما ترعرع سكن صنافير فظهرت على يَده كرامات ثمَّ يرجع فَأَقَامَ بضريح الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس وهرع النَّاس إِلَى زيارته وَمِمَّا قيل فِيهِ من الشّعْر
(فيا سائيلي عَن فضل يحيى فَمَا الَّذِي ... تروم وَكم ميت بِرُؤْيَتِهِ يحيا)
(محيا سناه للقلوب حلاوة ... فَللَّه مَا أحلى وأطيبه محيا)
(مناقبه قد شاع فِي النَّاس ذكرهَا ... فَلَو جمعت كَانَت تفوق على الأحيا)
وَكَانَت وَفَاته فِي 26 شعْبَان سنة 772 وَحضر جنَازَته من لَا يُحْصى كَثْرَة يُقَال أَنهم حزروا بِخَمْسِينَ ألف نفس
2547 - يزْدَاد بن عبد الله من أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 737
2548 - يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عقبَة بن هبة الله بن عَطاء بن ياسين ابْن عبد الله بن زُهَيْر البصروي ثمَّ الصَّالِحِي شرف الدّين ابْن عصية ولد فِي شعْبَان سنة 642 واشتغل بالفقه وَسمع من الْمسند على ابْن أبي عَمْرو كَانَ خيرا دينا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 734
2549 - يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان الْحلَبِي الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن المقرىء وبابن الصَّابُونِي شرف الدّين كَانَ أَبُو حَامِد ابْن الصَّابُونِي زوج خَالَته فَعرف بِهِ ولد سنة 44 وَقيل سنة 45 وَسمع من ابْن عزون والمعين والنجيب وَابْن علاق وَابْن أبي الْيُسْر(6/202)
وَشَيخ شُيُوخ حماة وَجَمَاعَة وَقَرَأَ وَطلب بِنَفسِهِ وَمهر فِي الشُّرُوط وَنسخ الْأَجْزَاء وَولي مشيخة المنكوتمرية وَسكن دمشق زَمَانا وَمَات بِمصْر فِي رَجَب سنة 720 وَقد تغير ذهنه نَحْو سنة
2550 - يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن بن إِبْرَاهِيم الْموصِلِي الكفتي الدِّمَشْقِي أَبُو عوَانَة وَأَبُو مُحَمَّد وَأَبُو يُوسُف ولد سنة 57 وَسمع من الْجمال عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يُوسُف بن حيون الجزائري وَمن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن النشبي وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي 8 جُمَادَى الأولى سنة 737
2551 - يَعْقُوب بن الْحسن بن عَليّ بن عمر الأسنائي شرف الدّين أَخُو الشَّيْخ جمال الدّين اشْتغل قَلِيلا وَولي الْقَضَاء بمنية ابْن خصيب مَاتَ فِي الْمحرم سنة 761 أرخه شَيخنَا
2552 - يَعْقُوب بن عبد الْحق بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن أَيُّوب مجد الدّين ابْن الْأَشْرَف بن الصَّالح بن الْعَادِل كَانَ كثير الفكاهة حاد النادرة ضيق ذَات الْيَد مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة 727
2553 - يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن يَعْقُوب الشَّيْخ شرف الدّين ابْن خطيب القلعة الْحَمَوِيّ اشْتغل بالفقه على ابْن جوبر وَغَيره وَمهر فِيهِ وشارك فِي الْفُنُون حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْعلم ببلدته وانتفع بِهِ النَّاس وَكَانَ عَارِفًا بالقراءآت ماهراً فِي الْفِقْه والعربية أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب(6/203)
وَقَالَ كَانَ خَطِيبًا بليغاً واعظاً مذكراً مَاتَ سنة 774 هَكَذَا أرخه ابْن حبيب وَغَيره وَذكره قَاضِي صفد فِي الطَّبَقَات وَذكر أَنه مَاتَ فِي الْمحرم سنة 775 فَلَعَلَّهُ أرخه ببلوغ الْخَبَر وَقَالَ كَانَ إِمَامًا فَاضلا لَهُ مصنفات بديعة ونظم الْحَاوِي وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَلَقِيت صَاحبه نَاصِر الدّين ابْن المغيزل بحماة سنة 836 فوصفه لي وَبَالغ فِي وَصفه بِالْعلمِ وَالدّين - رَحمَه الله تَعَالَى
2554 - يَعْقُوب بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي الْحلَبِي شرف الدّين نَاظر الْجَيْش بحلب ثمَّ بطرابلس تنقل فِي هَاتين الولايتين مرَارًا عدَّة ثمَّ قدر أَن مَاتَ بحماة وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً جواداً يحب الْفُضَلَاء ويرعاهم متجملاً فِي زيه وملبسه وَهُوَ وَالِد الرئيس نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب الَّذِي ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب وبدمشق - وَقد مضى ذكره قَالَ ابْن كثير كَانَ محباً لأهل الْخَيْر وَفِيه كرم وإحسان مَاتَ بحماة فِي جُمَادَى ... سنة 729 وَقد جَاوز السِّتين
2555 - يَعْقُوب بن عبد الله الْقرشِي علم الدّين ولد سنة 686 وناب فِي الحكم عَن السراج بِالْمَدِينَةِ ثمَّ اشْتغل بعده وَكَانَ فَقِيها فَاضلا مهاباً مصمماً يشدد على الخدام بِسَبَب النذور الَّتِي تَجْتَمِع أَيَّام المواسم فِي صندوق ثمَّ يقتسمونها فَقَالَ لَهُم هَذَا إِنَّمَا هُوَ لمصَالح الْحرم الشريف ولايجوز لكم قسمته ومنعهم من ذَلِك وصمم فَضَاقَ بِهِ ذرعهم وَسعوا عَلَيْهِ إِلَى أَن(6/204)
عزل وَمَات سنة 745
2556 - يَعْقُوب بن عمر الْعَبدَرِي أَبُو عبد الرَّحْمَن الشاطبي الأَصْل الإفْرِيقِي قَالَ ابْن الْخَطِيب قدم غرناطة رَسُولا صُحْبَة الْحَاج فضل من جِهَة صَاحب إفريقية وَهُوَ شَاب جميل الصُّورَة ظَاهر الْبَأْس وَلما رَجَعَ استوزره صَاحبهَا وَكَانَ حازماً يقظاً هَين السطوة وولاه الْأَمر أَبُو رَيْحَانَة فباشره أحسن مُبَاشرَة إِلَى أَن مَاتَ سنة 717
2557 - يَعْقُوب بن عِيسَى بن عبد الْوَاحِد بن يَعْقُوب بن عبد الْحق الْقرشِي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَاقِلا فَاضلا قتل غيلَة فِي جُمَادَى الأولى سنة 714
2558 - يَعْقُوب بن مَحْفُوظ بن معتوق بن أبي بكر بن عمر بن عمَارَة الْبَغْدَادِيّ نجم الدّين رَئِيس الوعاظ الْمَعْرُوف بِابْن الْبزورِي مَاتَ سنة 702 وَله نَيف وَخَمْسُونَ سنة
2559 - يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن عبد الله التركماني الدِّمَشْقِي أَبُو مُحَمَّد الْفراش الدقاق تربية الشَّيْخ وجيه الدّين أَبُو سُوَيْد ولد سنة 648 تَقْرِيبًا وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث وَكَانَ جندياً مَاتَ فِي 8 شَوَّال سنة 725 بِدِمَشْق
2560 - يَعْقُوب بن مظفر بن مزهر الصاحب شرف الدّين ولد سنة 628(6/205)
وباشر النّظر بِدِمَشْق وحلب وطرابلس وَغَيرهَا وَكَانَ من شُيُوخ الْكتاب المعروفين بالكفاية مَاتَ فِي شعْبَان سنة 714 بحلب
2561 - يَعْقُوب بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الحريري شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 675 وَسمع على الْفَخر مشيخته وَحدث قَدِيما بعد الثَّلَاثِينَ وَاسْتمرّ وَكَانَ كثير الْمُعَامَلَات وَخلف أَمْوَالًا جمة مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 766 وَقد جَاوز التسعين سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأحضر عَلَيْهِ وَلَده أَبَا زرْعَة فِي أَوَائِل السّنة الثَّالِثَة من عمره
2562 - يَعْقُوب بن يُوسُف بن عوض الحريري الْمُؤَذّن أَبُو يُوسُف شرف الدّين الخيوطي ولد فِي حُدُود السِّتين وسِتمِائَة وَسمع من النجيب جُزْء ابْن عَرَفَة وَمن شمس الدّين ابْن الْعِمَاد والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي ثامن شهر رَجَب سنة 724
2563 - يَعْقُوب الشهرزوري بهاء الدّين كَانَ أَرَادَ الْقدوم إِلَى مصر فِي أَيَّام الصَّالح أَيُّوب فَلَمَّا خرج المظفر قطز إِلَى قتال التتار شهد مَعَه وقْعَة عين جالوت وَمَعَهُ جمع كثير من الشهرزورية وأبلوا بلَاء حسنا ثمَّ قبض عَلَيْهِ الْمَنْصُور وحبسه ثمَّ أفرج عَنهُ الْأَشْرَف خَلِيل وَأمره وَكَانَ من الأكابر لَهُ مَكَارِم وَأَتْبَاع وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 707
2564 - يلبغا بن طابطا الساقي اليحياوي الناصري ولد قبيل سنة عشْرين بِقَلِيل تَقْرِيبًا وَأَبوهُ فِي خدمَة النَّاصِر فَنَشَأَ بِحسن الصُّورَة إِلَى الْغَايَة(6/206)
قويم الشكل فَتقدم وحظي عِنْد النَّاصِر مُحَمَّد إِلَى أقْصَى غَايَة حَتَّى أَنه مرض مرّة فَكَانَ هُوَ الَّذِي يتَوَلَّى تمريضه وَمَات ابْنه إِبْرَاهِيم أكبر أَوْلَاده فَمَا رَآهُ شغلاً مِنْهُ بيلبغا وسَمعه مرّة يَقُول وَقد جرى ذكر المَال فَقَالَ أَنا وَالله عمري مَا رَأَيْت عشرَة آلَاف دِينَار فَجهز لَهُ خَمْسَة وَعشْرين ألف دِينَار إنعاما وَبنى لَهُ الاسطبل الَّذِي بسوق الْخَيل وَلم يعمر قبله مثله وَكَانَ هُوَ يهندس فِيهِ بِنَفسِهِ وَصرف عَلَيْهِ شَيْئا كثيرا جدا وَعمل لما فرغ سماطاً عَظِيما كَانَ فِيهِ ثَلَاثمِائَة قِنْطَار سكر برسم المشروب فَقَط وَهُوَ الَّذِي صَار الْآن مدرسة حسن وَكَانَ يُرْسل لَهُ الْخُيُول بسروجها المزركش والمرصع والتشاريف بالطرز الزركشية والحوائض المذهبة حَتَّى يتعجب من إنعاماته عَلَيْهِ وَلما مرض النَّاصِر كَانَ هُوَ الَّذِي تولى تمريضه هُوَ وملكتمر الْحِجَازِي ثمَّ قبض عَلَيْهِ قوصون ثمَّ أفرج عَنهُ وَولي فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل نِيَابَة حماة ثمَّ ولي حلب ثمَّ نِيَابَة دمشق وَاسْتقر المظفر حاجي وَاسْتمرّ يلبغا فِي نِيَابَة دمشق وَعمر بهَا الْجَامِع على نهر بردى ثمَّ أَرَادَ الْخُرُوج فخذل وَذَلِكَ أَن المظفر أَرَادَ إِمْسَاكه فخشي ففر من دمشق فضيقوا عَلَيْهِ حَتَّى دخل حماة فَأكْرمه نائبها قطليجا ثمَّ دخل الْحمام فأمسكه وَأمْسك أَبَاهُ وَإِخْوَته وَولده واسندمر وجهزوا إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ آخر أمره أَن خنق بقاقون فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة 748 وجهز رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة وجهز أَبوهُ إِلَى البيرة على الْبَرِيد وَكَانَ كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ وَيُحب الْفُقَرَاء ويجالسهم وَلم يكن فِيهِ شَرّ وَلَا انتقام رَحمَه الله تَعَالَى(6/207)
2565 - يلبغا بن عبد الله الخاصكي الناصري الْأَمِير الْكَبِير الْمَشْهُور أول مَا أمره النَّاصِر حسن تقدمة ألف عقب مسك صرغتمش ثمَّ اسْتَقر أَمِير مجْلِس فِي أَوَاخِر السّنة بعد موت تنكز بغا المارداني ثمَّ كَانَ يلبغا رَأس من قَامَ على أستاذه النَّاصِر حسن حَتَّى قتل وتسلطن الْمَنْصُور مُحَمَّد ابْن حاجي وَاسْتقر أتابك ثمَّ خلعه فِي شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وتسلطن الْأَشْرَف شعْبَان وَتَنَاهَتْ إِلَيْهِ الرِّئَاسَة ولقب نظام الْملك وَصَارَ صَاحب الْأَمر وَالنَّهْي والحل وَالْعقد وَهُوَ السُّلْطَان فِي الْبَاطِن والاشرف بِالِاسْمِ وانْتهى إِلَيْهِ إِلَى أَن صَار الْعدَد الْكثير من مماليكه نواب الْبِلَاد ومقدمي أُلُوف واستكثر من المماليك الجلبان وَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِم وَالْإِكْرَام حَتَّى صَارُوا يلبسُونَ الطرز الذهبية العريضة يركب مَعَه مِنْهُم نَحْو ألف نفس إِذا وَقعت الشَّمْس عَلَيْهِم تكَاد من شدَّة لمعانها تخطف الْبَصَر وَبَلغت عدَّة مماليكه ثَلَاثَة آلَاف وَكَانَ يسكن الْكَبْش بِالْقربِ من قناطر السبَاع فَكَانَ موكبه من أعظم المواكب وَيُقَال أَن فَخر الدّين ابْن قزوينة كَانَ يحمل إِلَى خزانَة يلبغا فِي كل يَوْم ألفي دِينَار وَكَانَت الطرقات فِي زَمَانه فِي غَايَة الْفساد من العربان والتركمان بالبلاد الشامية لقطعه أخبارهم وأغزى بعض الْأُمَرَاء أسوان ففتك بأولاد الْكَبِير فكر بَعضهم على أسوان فأخربها وفتك فِي أَهلهَا وصاروا يقطعون الطّرق على الْمُسَافِرين ثمَّ كَانَ فِي زَمَانه وقْعَة الاسكندرية وَأخذ الفرنج لَهَا فِي أَوَائِل سنة 767 فَقَامَ أتم قيام وَعمر مائَة شيني وَأَرَادَ غَزْو بِلَاد الفرنج ونزعها(6/208)
من أَيْديهم وصادر جَمِيع النَّصَارَى والرهبان واستنقذ من جَمِيع الديارات مَا بهَا من الْأَمْوَال فَحصل على شَيْء كثير جدا حَتَّى يُقَال اجْتمع عِنْده اثْنَا عشر ألف صَلِيب مِنْهَا صَلِيب ذهب وَزنه عشرَة أَرْطَال مصرية وَكَانَت ليلبغا صدقَات كَثِيرَة على طلبة الْعلم ومعروف كثير فِي بِلَاد الْحجاز وَهُوَ الَّذِي حط المكس عَن الْحجَّاج بِمَكَّة وَعوض أمراءها بَلَدا بِمصْر وَكَانَ يتعصب للحنفية حَتَّى كَانَ يُعْطي من يتمذهب لأبي حنيفَة الْعَطاء الجزيل ورتب لَهُم الجامكية الزَّائِدَة فتحول جمع من الشَّافِعِيَّة لأجل الدُّنْيَا حنفية وحاول فِي آخر عمره أَن يجلس الْحَنَفِيّ فَوق الشَّافِعِي فعاجله الْقَتْل وَذَلِكَ أَن مماليكه اجْتَمعُوا على قَتله وَهُوَ مَعَ السُّلْطَان بالبحيرة فَبَلغهُ الْخَبَر فهرب وَوصل إِلَى سَاحل الْقَاهِرَة وَضم إِلَيْهِ المراكب وَمنع الْعَسْكَر كُله من التَّعْدِيَة فَلَمَّا جَاءَ السُّلْطَان ركب هُوَ وَجَمِيع الْعَسْكَر فِي الشواني الَّتِي عمرها يلبغا لغزو الفرنج فحاربهم يلبغا بعد أَن قَامَ بِجَزِيرَة أروى وَنصب بهَا أنوك أَخا الْأَشْرَف سلطاناَ ومانعهم أَيَّامًا ثمَّ غلبوا عَلَيْهِ ففر ثمَّ جَاءَ طَائِعا فِي عُنُقه منديل فَأمر السُّلْطَان بحبسه ثمَّ أذن فِي قَتله فَقتله بعض مماليكه واسْمه فراسم وَفِيه يَقُول الشَّاعِر
(بدا شقا يلبغا وعدت ... عداهُ فِي سفنه إِلَيْهِ)
(والكبش لم يفده فأضحت ... تنوح غربانه عَلَيْهِ)
وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 768 وَكَانَ رَأس المماليك اليلبغاوية آقبغا(6/209)
الأحمدي وَمَعَهُ اسندمر الناصري وقجاس الطازي وآقبغا حرس وَكَانُوا تواطؤا مَعَ الْأَشْرَف فِي الفتك فاتفق أَن السُّلْطَان توجه إِلَى الطرانة للفتنة بالبحيرة فكبسوا على يلبغا فأحس بهم ففر وَدخل الْقَاهِرَة وَنزل بِجَزِيرَة أروى وَجمع المراكب والمعادي فَلَمَّا رَجَعَ السُّلْطَان مَعَ الْعَسْكَر لم يَجدوا مَا يعدون فِيهِ فأقاموا ثَلَاثًا وانضم إِلَى يلبغا جمَاعَة كَثِيرَة مِمَّن كَانَ تخلف بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ أرغون تتر وطشتمر النظامي ... فَرَجَعَا فَلَمَّا أَطَالَت على السُّلْطَان الْإِقَامَة بشاطىء النّيل ببولاق أَمر بتهيئة الأغربة الَّتِي عمرها يلبغا لغزو الفرنج فجهزت وعدوا فِيهَا إِلَى مصر فَلَمَّا بلغ ذَلِك من مَعَ يلبغا فارقوه وتوجهوا إِلَى السُّلْطَان وخذلوه فَسقط فِي يَد يلبغا وَكَانَ من أمره مَا كَانَ
2566 - يلبغا الناصري سيف الدّين كَانَ من أَتبَاع يلبغا الْكَبِير الناصري فنسب كنسبه وَأول مَا اشْتهر أمره أَنه كَانَ مقدما فِي أول دولة الصَّالح حاجي ابْن الْأَشْرَف فقرر فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن إينال اليوسفي وَفِي ولَايَته هَذِه وَقعت لَهُ وقائع مَعَ التركمان مِنْهَا مَعَ ابْن رَمَضَان باذنة وَفِي تِلْكَ الْوَقْعَة قلعت عينه وانكسر مَعَه عَسْكَر حلب ثمَّ لم ينتصر الْعَسْكَر وَاسْتمرّ فِي إمرته وَبنى بحلب جَامعا كَانَ أَولا مَسْجِدا بجوار دَار الْعدْل فجدد فِيهِ مَنَارَة ووسعه فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر برقوق عَزله عَن إمرة حلب وولاها السودون المظفري وَتوجه يلبغا إِلَى الْقَاهِرَة فسجن بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى إمرة حلب فِي سنة تسعين فَوَقَعت لَهُ فِي هَذِه الإمرة الثَّانِيَة وقْعَة مَعَ منطاش بملطية وَكَانَ أميرها قبل سلطنة برقوق(6/210)
وَكَانَ ينتمي إِلَى بركَة فَلَمَّا عَاد يلبغا إِلَى إمرة حلب أَمر بِأَن يواقع منطاش وتنتزع مِنْهُ ملطية فَفعل ذَلِك وَوَقعت لَهُ وقْعَة كَبِيرَة انْكَسَرَ فِيهَا منطاش وأنبأ يلبغا عَن شجاعة مفرطة وَاسْتمرّ فِي إمرة حلب فَبَلغهُ أَن بريدياً قدم بعزله فَركب فلاقاه وَأظْهر الْعِصْيَان وحاصر القلعة والنائب بهَا نَاصِر الدّين المهمندار إِلَى أَن أَخذهَا بالأمان فَحِينَئِذٍ مدحه الْبَهَاء خضر بن سحلول بقوله موالياً
(يَا ناصري سهم عزك فِي العدى مرشوق ... وَأَنت مَنْصُور وَمن حنت إِلَيْهِ النوق)
(اصبر فَمَا دَامَت الشدَّة على مَخْلُوق ... غَدا يَجِيء الخوخ تذْهب دولة البرقوق)
ثمَّ كَاتب يلبغا أُمَرَاء الْبِلَاد فأطاعوه وانضم إِلَيْهِ منطاش بِمن مَعَه فَبلغ ذَلِك الظَّاهِر فَجهز لَهُ عسكراً كثيفاً فِيهِ ايتمش الأتابك وجركس الخليلي أَمِير آخور وَيُونُس الدوادار وتذكار الْحَاجِب الْكَبِير وَأحمد بن يلبغا الْكَبِير وعدة من مماليك السُّلْطَان فوصلوا إِلَى دمشق وَعَلَيْهَا يَوْمئِذٍ طرنطاي وَعِنْده من أَعْيَان الْأُمَرَاء اينال اليوسفي فَاجْتمعُوا وراسلوا يلبغا فِي الصُّلْح مَعَ جمَاعَة من أَعْيَان الْفُقَهَاء والرؤساء فوجدوا بَين فَارًّا والنبك فَمَا أذعن لشَيْء والتقى العسكران فِي حادي عشر ربيع الأول سنة 791 على بريد من دمشق فانكسر الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَوَقع أَكْثَرهم فِي قَبْضَة الناصري فحبس ايتمش بقلعة دمشق وطرنطاي بقلعة حلب وهرب يُونُس فألفاه بعض(6/211)
أُمَرَاء الْعَرَب مِمَّن كَانَ أَسَاءَ إِلَيْهِ فَقتله وتحظى بإحضار رَأسه إِلَى الناصري ثمَّ جمع الناصري العساكر وَتوجه من دمشق فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى فوصلوا إِلَى الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة فخامر أَكثر الْعَسْكَر على الظَّاهِر وَكَانَ مَا كَانَ من الْقَبْض عَلَيْهِ وَدخل الناصري القلعة وَأعَاد الصَّالح حاجي إِلَى السلطنة ولقبه الْمَنْصُور وَذَلِكَ فِي السَّادِس من جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ قبض على الظَّاهِر فسجنه بالكرك بعد أَن صمم منطاش على قَتله فَمَنعه مِنْهُ فَلم ينشب يلبغا أَن ركب عَلَيْهِ منطاش فغلب وسجنه واستقل بتدبير المملكة وَكَانَ مَا كَانَ مِمَّا مضى فِي تَرْجَمته وخلص الظَّاهِر من سجن الكرك فَبلغ منطاش فَخرج بالعسكر الْمصْرِيّ وَمَعَهُ الْخَلِيفَة والقضاة فَوَقَعت لَهُ مَعَ الظَّاهِر وقْعَة شقحب فانكسر منطاش وَعَاد برقوق إِلَى الْقَاهِرَة فأفرج عَن يلبغا الناصري وَمن مَعَه من الْأُمَرَاء كالجوباني فأعيد الناصري إِلَى نِيَابَة حلب وَقرر الجوباني فِي نِيَابَة دمشق وَأمر الْجَمِيع بالتجهيز إِلَى قتال منطاش فَلَمَّا واقعوا احتمى بنعير أَمِير الْعَرَب فانكسر الْعَسْكَر الْمصْرِيّ وَقتل الجوباني وفر الناصري إِلَى دمشق فقلده الظَّاهِر إمرتها فحاصره منطاش ثمَّ وافى الظَّاهِر دمشق ففر منطاش وَمن انضوى إِلَيْهِ فاستمر إِلَى أَن دخل حلب فِي شَوَّال سنة 793 فَجهز الناصري وَجَمَاعَة إِلَى الْبِلَاد الشمالية لطرد منطاش فَفَعَلُوا فَلَمَّا كَانَ فِي ذِي الْحجَّة أمسك الناصري جمَاعَة من الْأُمَرَاء فحبسهم بالقلعة ثمَّ قَتلهمْ وَكَانَ يلبغا الْمَذْكُور شجاعاً عَاقِلا حَلِيمًا لايحب سفك الدِّمَاء وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ منطاش قتل الظَّاهِر وَلَكِن تَأَخّر أَجله(6/212)
ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا لخصت هَذِه التَّرْجَمَة من تَارِيخ حلب للْقَاضِي عَلَاء الدّين ابْن خطيب الناصرية وَقد ذكرنَا فِي التَّارِيخ الْمُسَمّى أنباء الْغمر بأبناء الْعُمر فِي الْحَوَادِث أتم من هَذَا
2567 - يلقطو بنت ابغا الخاتون عمَّة غازان كَانَت جَيِّدَة الْإِسْلَام كَثِيرَة المناصحة للْمُسلمين وَكَانَ يُقَال لزَوجهَا عرب طي وَلما قتل ركبت بِنَفسِهَا فقتلت قَاتله وخطبها الأفرم وَهُوَ نَائِب دمشق فنهرت رسله وامتنعت بعد أَن كَانَ بذل لَهَا حمص وبلادها مهْرا وحجت سنة 723 فِي تجمل زَائِد فَيُقَال تَصَدَّقت فِي الْحَرَمَيْنِ بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَكَانَت تركب بالجتر وَتَتَصَدَّق طول الطَّرِيق وَدخلت دمشق فتلقاها تنكز وَبَالغ فِي إكرامها وَرجعت إِلَى بلادها إِلَى أَن مَاتَت سنة ...
2568 - يمَان بن مَسْعُود بن يمَان الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة ... واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ من أمالي الْقطيعِي وَحدث مَاتَ سنة ...
2569 - يُنجي السِّلَاح دَار شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مَاتَ سنة 723
2570 - ينغجال الناصري نَائِب القلعة بِدِمَشْق وَولى أَيْضا نِيَابَة الرحبة ثمَّ بعلبك وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة 748
2571 - يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الله بن غَدِير الطَّائِي جمال الدّين ابْن القواس أَبُو المحاسن ولد فِي شَوَّال سنة 663 وَسمع من الْمِقْدَاد الْقَيْسِي وَعمر بن أبي عصرون وَغَيرهمَا وأحضر فِي الرَّابِعَة على(6/213)
أَحْمد بن عبد الدَّائِم كتاب التَّرْغِيب للأصبهاني وَحدث مَاتَ بِدِمَشْق فِي سادس ذِي الْقعدَة سنة 725
2572 - يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن جملَة بن مُسلم بن تَمام بن حُسَيْن بن يُوسُف أَبُو المحاسن المحجى الْفَقِيه الشَّافِعِي الحوراني ثمَّ الصَّالِحِي جمال الدّين ابْن جملَة ولد سنة سِتّ وَقيل سنة 682 وتفقه للحنابلة ثمَّ تحول شافعيا وَسمع من الْفَخر عَليّ وَجَمَاعَة وَأخذ عَن فضلاء عصره كَابْن الْوَكِيل وَغَيره وتمهر وفَاق الأقران ودرس بالدولعية وناب عَن الْقزْوِينِي ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد الْعلم الأخنائي فِي شهر ربيع الأول سنة 733 فباشره بصلف ونزاهة وَعزة وصيانة كَانَ شَدِيد الْمُعَارضَة فِي الْبَحْث فصيحاً بليغاً وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ تنكز بِسَبَب مبالغته فِي تَقْرِير الشَّيْخ ظهير الدّين فعقد لَهُ مجْلِس فِي رَمَضَان سنة 734 فتعصبوا عَلَيْهِ وَحكم الْمَالِكِي بِفِسْقِهِ فسجن بالقلعة فطال حَبسه إِلَى أَن شفع فِيهِ عِنْد تنكز فَتكلم مَعَه القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي فِي إِخْرَاجه فَقَالَ بِشَرْط أَن يشْهد أَن الحكم الَّذِي صدر فِي حَقه صَحِيح فَلم يجب إِلَى ذَلِك وَطَالَ التَّرَدُّد إِلَى أَن أجَاب بِأَن يمشي إِلَى مجْلِس الْمَالِكِي وَيسلم عَلَيْهِ فَخرج فِي صفر سنة 736 إِلَى دَار الْمَالِكِي ثمَّ إِلَى الْجَامِع ثمَّ إِلَى أَهله بالمسرورية ثمَّ درس بالرواحية والشامية البرانية وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 738(6/214)
قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ كثير الدعاوي حَتَّى أَنه يَوْم عقد لَهُ الْمجْلس قَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه أَنا على حَال كل شيخ الْإِسْلَام قَالَ وَكَانَ يُبَالغ فِي أَذَى ابْن تَيْمِية وجماعته ويتمقت ويعجب بِنَفسِهِ لكنه يحب الله وَرَسُوله ويؤذي المبتدعة وَفِيه ديانَة وَحسن مُعْتَقد يرحمه الله وَقَالَ البرزالي خرجت لَهُ جُزْءا عَن أَكثر من خمسين شَيخا وَحدث بِهِ بِدِمَشْق و ... قَالَ كَانَ فَاضلا فِي فنون تميز وَأفْتى وَأعَاد ودرس وناب فِي الحكم ثمَّ استقال وَكَانَ لَهُ همة عالية وَحُرْمَة وافرة وَقَالَ الأسنوي كَانَ فَقِيها بارعاً دينا قَوِيا قواماً بِالْحَقِّ وَلما ولي الْقَضَاء حاول سلوك الْحق الْمَحْض بِغَيْر سياسة فتعصبوا عَلَيْهِ حَتَّى عزل وَحبس
2573 - يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ الفِهري الساحلي من أهل غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب ولدسنة 667 وَقَرَأَ على ابْن الزبير وَأبي جَعْفَر ابْن الطباع وَأبي الْحسن بن فَضِيلَة وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَأخذ عَن نَاصِر الدّين المشدالي وَأبي عبد الله بن فرتون وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من مصر مِنْهُم حسن بن عمر الْكرْدِي والبدر بن جمَاعَة وشهدة بنت الحصني وَمُحَمّد بن أَحْمد ابْن الدّباغ وَغَيرهم وَمن شعره
(إِن كنت محموماً ضَعِيف القوى ... فإنني أحسد حماكا)
(مَا رضيت حماك إِذْ باشرت ... جسمك حَتَّى قبلت فاكا)
مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 752
2574 - يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي جمال الدّين(6/215)
الشَّافِعِي قَاضِي بردى أسمع على النجيب وَابْن علاق وَغَيرهمَا بِالْقَاهِرَةِ وَمن مُحَمَّد بن أبي بكر العامري وَأحمد بن أبي عصرون وَغَيرهمَا بِالشَّام وَحدث مَاتَ لَيْلَة عيد الْفطر سنة 722
2575 - يُوسُف بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَبُو المحاسن الإِمَام الْعَلامَة الْفَقِيه الْمُفْتِي جمال الدّين أَخُو الصّلاح ابْن أبي عمر ولد فِي سنة 721 وَسمع من الحجار وَابْن الزراد وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 798 حدث ودرس وَأفْتى وَالله يرحمه
2576 - يُوسُف بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم القناوي الْخَطِيب علم الدّين قَرَأَ على الْجلَال الدشناوي وَمهر وَله نظم حسن وَلَا سِيمَا فِي الألغاز وَهُوَ الْقَائِل فِي مغن
(مَا اسْم إِذا عكسته ... نظرت مَا سمعته)
(ينعم بالوصل مَتى ... صحفت مَا عكسته)
نَاب فِي الحكم بدشناء وَغَيرهَا وَمَات سنة 728
2577 - يُوسُف بن أَحْمد بن جَعْفَر بن يُوسُف بن عبد الْجَبَّار الشاطبي الشَّافِعِي اشْتغل وَحصل وتعانى النّظم وخطب بِجَامِع جراح من إنشائه وَكَانَ دينا أَمينا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 717
2578 - يُوسُف بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الكفري جمال الدّين ولد سنة 724 واشتغل بِالْعلمِ وَسمع الحَدِيث(6/216)
من ابْن الشّحْنَة وَزَيْنَب وَمُحَمّد ابْني الخباز وَأفْتى ودرس وخطب وَجعل مَعَ من ابْن وَالِده شَرِيكا فِي الْقَضَاء سنة 63 ولقب قَاضِي الْقُضَاة وخلع عَلَيْهِ ثمَّ نزل أَبوهُ عَن المنصب فاستقل بِهِ وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ قَرَأَ الْكثير لَهُ محفوظات فِي الْعُلُوم وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ بارعاً فِي الْعَرَبيَّة وَمَات فِي صفر سنة 766 عَاشَ أَبوهُ بعده عشر سِنِين
2579 - يُوسُف بن أَحْمد بن شَيبَان بن خضر الْمَدِينِيّ اللبان الْحَاج أَبُو يَعْقُوب ولد سنة 651 وأحضر على خطيب مردا جُزْء ابْن فيل وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَسمع من ابْن الْمُحب بِقِرَاءَة وَالِده سنة 719 وَمَات سنة 730 فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة
2580 - يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن الْحسن ابْن عبد الرَّحْمَن بن ظافر بهاء الدّين أَبُو المحاسن بن كَمَال الدّين ابْن العجمي سبط الْكَمَال ابْن العديم ولد سنة 655 وَسمع من النجيب وَغَيره وَقَرَأَ الْفِقْه واشتغل وَحصل وَكتب الْمَنْسُوب ودرس بحماة وناب فِي الحكم بهَا وَولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَكَانَ دينا مشكوراً أثنى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَابْن حبيب وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 716
2581 - يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الله بن قُطْبَة لَهُ ديوَان شعر سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات قبل الْعشْرين وَسَبْعمائة
2582 - يُوسُف بن أَحْمد بن عبيد الله بن جِبْرِيل الْموقع صَلَاح الدّين ولد(6/217)
فِي رَمَضَان سنة 660 وَسمع من النجيب الثمانيات والمسائل عَن ابْن قُتَيْبَة وَغير ذَلِك وَحدث مَاتَ فِي 14 ذِي الْحجَّة سنة 741
2583 - يُوسُف بن أَحْمد بن عِيسَى بن الْحسن بن أبي الْقَاسِم المشهدي ابْن عَم الشَّيْخ جلال الدّين ابْن الطباخ ولد سنة 627 وَسمع من ابْن المقير ويوسف بن مَحْمُود الساوي وَابْن الجميزي وَابْن رواج وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ السُّبْكِيّ والعز ابْن جمَاعَة وَكَانَ نقيب الْفُقَهَاء بالمشهد وَمَات فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة 708 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ - وأرخه البرزالي
2584 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُجَاهِد الدعجاوي سمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ
2585 - يُوسُف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْغَنِيّ بن مُوسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الجذامي الاسكندراني الْمَالِكِي صدر الدّين ابْن غنوم ولد سنة 686 واشتغل بِالْعلمِ وتعانى الْآدَاب وَمهر حَتَّى صَار أديباً فَاضلا ناظماً ناثراً وَقد سمع من ابْن أبي الذّكر والشريف الغرافي وَغَيرهمَا وَكتب التوقيع للقضاة بالثغر مُدَّة وَخمْس قصائد الصرصري قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أَنْشدني لنَفسِهِ قلت وأجاد
(وَبِي غَرِيب الدَّار مستأنس ... أسأَل دمعي مِنْهُ خد أسيل)
(فَإِن أمت شوقاً إِلَى وَصله ... فَفِي سَبِيل الله وَابْن السَّبِيل)
قَالَ وأنشدني لَهُ مضمناً
(جلا مسواك ثغرك خير در ... فجل بِذَاكَ واكتسب المزايا)
(وَأنْشد صَحبه تيهاً وزهواً ... أَنا ابْن جلا وطلاع الثنايا)(6/218)
مَاتَ بِبَلَدِهِ آخر سنة ثَلَاث أَو أول سنة 734 - كَذَا أرخه الصَّفَدِي وَجزم ابْن رَافع بِأَنَّهُ مَاتَ فِي 21 ربيع الآخر سنة 733 بالإسكندرية أسن وَانْقطع فِي منزله قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أَنْشدني أول مَا لَقيته وَسَأَلته أَن ينشدني من نظمه
(يَا من يسائل عَن شعري ليرويه ... مهلا فَلَيْسَ شعاري نظم أشعار)
(مذ حل زائر هَذَا الشيب صيرني ... بعد الصَّبِي وازارى ذكرا وزارى)
وَقَالَ الْبَدْر النابلسي أَنْشدني لنَفسِهِ سنة 728 بثغر الاسكندرية
(قُم نفترع بكر المدامة بكرَة ... فِي رَوْضَة حسنت وراقت منْظرًا)
(فالراح سيف قَاطع لهمومنا ... أَو مَا ترَاهُ بالحباب مجوهرا)
وَقَالَ كَانَ حسن الشكل والفكاهة
2586 - يُوسُف بن أَحْمد بن يزِيد الغرناطي ولد سنة 666 قَالَ ابْن الْخَطِيب روى عَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي الْحسن ابْن سمعون وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل التَّمَكُّن ولي الْقَضَاء بجهات
2587 - يُوسُف بن أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الله بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عبد الْخَالِق بن شكر نجم الدّين ابْن الصاحب درس بمدرسة جده بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 710
2588 - يُوسُف بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الرهاوي الْحلَبِي عز الدّين الْحَنَفِيّ سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وخليل المراغي وَغَيرهم وَحدث وَأفْتى ودرس وَكَانَ يذكر أَنه سمع من النجيب وَكَانَ مولده تَقْرِيبًا(6/219)
سنة خمسين أَخذ عَنهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 735 بِالْقَاهِرَةِ
2589 - يُوسُف بن إِسْرَائِيل بن يُوسُف بن أبي الْحسن الناصري الكركي جمال الدّين أَبُو الْحسن ولد سنة 646 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم مشيخته وَمن أبي مُحَمَّد بن عَطاء الغيلانيات وَسمع مِنْهُ الْحفاظ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروه فِي معاجيمهم وَقَالُوا مَاتَ سنة 734 فِي سادس رَمَضَان بِدِمَشْق
2590 - يُوسُف بن أسعد بن علم الْعَسَّال صَلَاح الدّين كَانَ صاهر الصاحب غبريال فَأدْخلهُ ديوَان الْإِنْشَاء وباشر فِيهِ وَكَانَ مطبوعاً ظريفاً فِيهِ رئاسة وحشمة فَلَمَّا أمسك صهره صودر هُوَ وَبَطل من كِتَابَة الْإِنْشَاء إِلَى أَن مَاتَ سنة 749
2591 - يُوسُف بن أسعد الدِّمَشْقِي الْأَمِير صَلَاح الدّين الدوادار تعانى الْكِتَابَة وَصَارَت لَهُ مُشَاركَة فِي استحضار التواريخ وتراجم النَّاس ثمَّ لبس الجندية وتوصل إِلَى أَن صَار دوادار قبجق ثمَّ ولي بحلب إمرة ثمَّ ولي نِيَابَة الاسكندرية سنة 724 ثمَّ تنقل فِي الولايات وَولي شدّ الدَّوَاوِين فِي وزارة الجمالي ثمَّ توجه رَسُولا إِلَى بور سعيد ثمَّ عَاد فاستقر دويدارا فاستطال على النَّاس خُصُوصا الْكتاب فعملوا عَلَيْهِ وأخرجوه كاشف الجسور ثمَّ أخرجه النَّاصِر أَمِيرا بصفد ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب وَكَانَ لما ولي شرف الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود كِتَابَة السِّرّ ناكده واستطال عَلَيْهِ وحجا جَمِيعًا فَلَمَّا قدما الْقَاهِرَة لم يزل يعْمل عَلَيْهِ حَتَّى أُعِيد إِلَى دمشق وأعيد ابْن فضل الله إِلَى الْقَاهِرَة(6/220)
فسلك مَعَ وَلَده شهَاب الدّين أَشد مِمَّا كَانَ مَعَ ابْن الشهَاب وَكَانَ الشهَاب قوي النَّفس فنافروه إِلَى أَن ترافعا إِلَى السُّلْطَان فاتفق أَن السُّلْطَان ترحم على الْفَخر نَاظر الْجَيْش فَقَالَ لَهُ صَلَاح الدّين لَا تترحم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَا كَانَ مُسلما فَغَضب وَقَالَ وَالله إِنَّه كَانَ يَقُول إِنَّك مَا أَنْت مُسلم فاغتنم ابْن فضل الله الفرصة إِلَى أَن أخرجه النَّاصِر وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وينهض فِيمَا يَتَوَلَّاهُ إِلَّا أَنه كَانَ مفرط الشُّح وَإِذا بَطل يكون مثل الزلَال الحلو الْبَارِد فِي اللطافة فَإِذا ولي وَلَو حراسة درب لَا يُطَاق وَلِهَذَا لم يطلّ لَهُ فِي شَيْء من ولاياته مُدَّة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 745
2592 - يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن ابْن العجمي تَاج الدّين ولد سنة 641 فِي شَوَّال وَسمع من الضياء صقر وَإِبْرَاهِيم بن الْخَلِيل وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ ابْن رَافع وَأثْنى عَلَيْهِ وَابْن حبيب وَحدث وَمَات فِي 27 شَوَّال سنة 729
2593 - يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن مُحَمَّد تَقِيّ الدّين ابْن الْمعلم الْفَقِيه الشَّافِعِي درس بالبلخية بِدِمَشْق وَكتب فِي الْفَتْوَى ثمَّ توجه مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة فماتا بهَا هُوَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 714 ثمَّ مَاتَ أَبوهُ بعد شهر
2594 - يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن فرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر الخزرجي أَبُو الْحجَّاج ابْن أبي الْوَلِيد ابْن الْأَحْمَر سُلْطَان الأندلس ولد سنة 718 ولى السلطنة فِي ذِي الْحجَّة سنة 733 بعد أَخِيه وَأمه(6/221)
أم ولد تسمى نَهَارا وَكَانَت فِي زَمَنه الْوَقْعَة الْعُظْمَى بِظَاهِر طريف بَين الْمُسلمين والفرنج فنازل صَاحب قشتالة الجزيرة الخضراء عشْرين شهرا وَقتل فِيهَا جمَاعَة من الْمُسلمين إِلَى أَن فرج الله عَن الْمُسلمين على يَدَيْهِ وَكَانَ مَوته مقتولاً بيد شخص مَجْنُون رمى بِنَفسِهِ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي صَلَاة عيد الْفطر سنة 755 قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ أَزْهَر أَبيض أيداً براق الثنايا رجل الشّعْر كث اللِّحْيَة يفضل النَّاس حسن مرأى وجمال هَيْئَة كَمَا يفضلهم مقَاما ورتبة مَعَ عذوبة اللِّسَان ووفور الْعقل وَعظم الهيبة وثقوب الذِّهْن والتبريز فِي كثير من الصَّنَائِع وَكَانَ كلفاً بالأبنية جماعاً للحلي والذخائر متميلاً لمن عاصره من الْمُلُوك
2595 - يُوسُف بن بدران بن بدر بن زعيم وَيُقَال سم بن نصر الحَجبي الْمَقْدِسِي تَقِيّ الدّين الشَّامي نزيل بلبيس أَبُو يَعْقُوب سمع من جَعْفَر بن عَليّ والضياء الْمَقْدِسِي وَابْن أبي الْفضل المرسي وَغَيرهم وَعِنْده عَن جَعْفَر جُزْء الغضائري وَغَيره وروى عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَغَيره وَسمع مِنْهُ السُّبْكِيّ والعز ابْن جمَاعَة وَمَات سنة 709 قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ سَأَلته سنة خمس وَسَبْعمائة عَن مولده فَقَالَ لَا أحققه وَلَكِن عمري الْيَوْم مائَة وَسَبْعَة عشر سنة
2596 - يُوسُف بن حَرْب الحسني الْمَكِّيّ الأَصْل المارديني الْغَزِّي ذكر أَنه قَرَأَ على الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وعَلى الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَأَنه سمع الشاطبية من الْكَمَال إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن فَارس أَنا النَّاظِم وعنى(6/222)
بالقراءآت وَشرح الشاطبية فِي مجلدين كبيرين قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ زين الدّين سريجا وَمَات فِي رَمَضَان سنة 743 وَله مائَة وَأَرْبع أَو خمس وَعِشْرُونَ سنة نقلته من خطّ الشَّيْخ بدر الدّين بن سَلامَة
2597 - يُوسُف بن الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي الْأَحْوَص قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 649 وَقَرَأَ على وَالِده أبي عَليّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر بن حوط الله وَأَبُو الْخطاب خَلِيل وَأَبُو الْقَاسِم بن ربيع وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْعلم والنزاهة ولي كثيرا من الْقَوَاعِد فحسنت سيرته وَمَات فِي رَجَب سنة 705
2598 - يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد مَحْمُود بن الْحسن الْأنْصَارِيّ عز الدّين أَبُو المظفر الزرندي ولد سنة 64 وَسمع بِبَغْدَاد من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَأبي وضاح ثمَّ رَحل إِلَى الشَّام ومصر وَغَيرهمَا وَطلب وَحصل وَجمع وَخرج وَحج أَرْبَعِينَ حجَّة وَكَانَ عدلا فَاضلا وعابداً ممعناً يحْكى عَنهُ كرامات وزرند من عمل الرّيّ مَاتَ وَهُوَ قَاصد إِلَى الْحجاز مَعَ الركب الْعِرَاقِيّ فِي سنة 712 وَله ذُرِّيَّة فِي الْمَدِينَة الشَّرِيفَة
2599 - يُوسُف بن حَمَّاد الْحُسَيْنِي المشهدي الشيعي مفتي الشِّيعَة حج مَرَّات وجاور وَله نظم مَاتَ فِي سنة 727 وَقد نَيف على السِّتين
2600 - يُوسُف بن دانيال بن منكلي بن صرفا الشوبكي بدر الدّين أَبُو المحاسن ابْن أبي الْفَضَائِل سمع من أَبِيه وَمن أبي الْفرج ابْن أبي الْفَخر وَغَيرهم(6/223)
وَكَانَ فَقِيها فَاضلا قَرَأَ على الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وعَلى وَلَده وَأقَام بالكرك مُدَّة يُفْتِي ويدرس ثمَّ ولي قَضَاء الشوبك وَكَانَ مليح الشكل حسن الْهَيْئَة كثير الْمُرُوءَة وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَمَات فِي رَمَضَان سنة 731
2601 - يُوسُف بن رزق الله الْموقع جمال الدّين ابْن أُخْت شرف الدّين بن فضل الله بَاشر التوقيع بصفد وبغزة قبلهَا وَكَانَ لَهُ كرم ومروءة وَله نظم وسط وَعمر طَويلا لَعَلَّه قَارب التسعين وَثقل سَمعه لَكِن حواسه كلهَا صَحِيحَة وهمته همة ابْن ثَلَاثِينَ وَمَات وَهُوَ يُبَاشر التوقيع بصفد فِي ربيع الآخر سنة 745
2602 - يُوسُف بن رضوَان بن يُوسُف بن رضوَان بن يُوسُف بن رضوَان ابْن يُوسُف بن رضوَان بن يُوسُف بن رضوَان بن مُحَمَّد بن جبر بن أُسَامَة الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْوَقار صَدرا من الصُّدُور ولي شَهَادَة الدِّيوَان بِبَلَدِهِ وَهِي أكبر الخطط العملية فحمدت سيرته وَهُوَ وَالِد أبي الْقَاسِم صدر الْفُضَلَاء وثقة الْخَواص بِبَلَدِهِ وَمَات يُوسُف ...
2603 - يُوسُف بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن إِبْرَاهِيم النابلسي جمال الدّين الْخَطِيب الشَّاعِر ولد بنابلس سنة 693 وَنَشَأ بِدِمَشْق وتأدب بِعَبْد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ والقحفازي واشتغل فِي الْفِقْه قَلِيلا وَكَانَ مليح النادرة سريع الْجَواب وَلما جدد شهَاب الدّين ابْن فضل الله رسوم الْمدرسَة البدرية الَّتِي(6/224)
فِي أَرض مقري جعل بهَا خطْبَة جمعية فَجعل فِيهَا جمال الدّين هَذَا خَطِيبًا فَكَانَ أول يَوْم خطب يَوْمًا مشهوداً حَضَره الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَاسْتمرّ على ذَلِك يخْطب من إنشائه إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ محيي الدّين ابْن فضل الله رتبه فِي ديوَان الْإِنْشَاء كَاتب غيبَة الموقعين فَكَانَ يحضر بكرَة وَالْعصر فَيكْتب اسْم من يغيب وَيَأْخُذ من معلومه مَا يخبر كل يَوْم وأمل أَن يكون من جملَة كتاب الْإِنْشَاء فتحيلوا عَلَيْهِ حَتَّى بَطل ذَلِك بتوسلهم بالفخر عُثْمَان النصيبي الَّذِي كَانَ مسخرة عِنْد تنكز فَإِنَّهُ أضْحك تنكز لَيْلَة ثمَّ قَالَ لَهُ لي صبي لَو حضر معي لكمل شغلي فَأمر بإحضاره فَحَضَرَ جمال الدّين فِي الْحَال وَهُوَ لَا يعرف الصُّورَة بل ظن أَن الْفَخر أَرَادَ نَفعه فَجَلَسَ بِجَانِب الْفَخر فَأخذ الْفَخر يتمسخر وَينزل فِي قذال الْجمال ففهم المُرَاد فكاد ينشق غيظاً وفطن الأدباء لذَلِك فنظموا فِيهِ كثيرا حَتَّى جمع ذَلِك عمر ابْن الحسام وصيرها مقامة فمما نظموا فِي ذَلِك
(يُوسُف الشَّاعِر من جَهله ... يروم نقصا رُتْبَة الْفَاضِل)
(تطلب التوقيع فِي جلق ... فَجَاءَهُ التوقيع فِي السَّاحِل)
وَمن نظم الْجمال يُوسُف مضمناً
(سقيا لمرآة الحبيب فَإِنَّهَا ... أمست لطلعته السعيدة مطلعا)
(واستقبلت قمر السَّمَاء بوجهها ... فأرتني القمرين فِي وَقت مَعًا)
وَله وَكَانَ حسن الْغَزِّي يدعيهما
(ونوار خشخاش ثناها نزوره ... وَقد دهش الرَّائِي لحسن صفوفه)(6/225)
(يُغني بِهِ الشحرور من فرط شجوه ... فنقط بالياقوت مثل دفوفه)
وَله
(كَأَن ضوء الْبَدْر لما بدا ... ونوره بَين غُضُون الغصون)
(وَجه حبيب زار عشاقه ... فاعترضت من دونه الكاشحون)
وَله وَكَانَ الْغَزِّي يدعيهما أَيْضا
(كَأَن السَّحَاب الجون لما تجمعت ... وَقد فرقت عَنَّا الهموم بجمعها)
(نياق وَوجه الأَرْض قَعْب ثلجها ... حليب وَمر الرّيح حالب ضرْعهَا)
قَالَ الصَّفَدِي كَانَت لَهُ بديهة مطاوعة وفكرة مسرعة لذيذ المفاكهة حسن الْعشْرَة وتنسك فِي آخر عمره وَحسن حَاله وَمَات لَهُ وَلَده سُلَيْمَان فتألم كثيرا وَحج وَذَلِكَ فِي سنة 747 وَبَقِي إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي ربيع الآخر سنة 750 وَقد كتب عَنهُ من شعره القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة
2604 - يُوسُف بن سُلَيْمَان الكركي كَانَ يتعانى عمل الكيميا فاشتهر بهَا واتصل بهادر التقوي بصفد فأتلف لَهُ مَالا كثيرا فاعتقله ثمَّ أفرج عَنهُ فَتوجه إِلَى تنكز نَائِب الشَّام فَأَرَادَ أَن يقْتله فَبلغ النَّاصِر فَطَلَبه فوصل على الْبَرِيد وَاجْتمعَ بِهِ فَخلع عَلَيْهِ وأجرى لَهُ راتبا وأفرد لَهُ مَكَانا فشرع يَسْتَدْعِي الْآلَات حَتَّى أحكم أمره وأحضر رَئِيس دَار الضَّرْب حضر جمَاعَة من الْأَعْيَان عِنْد السُّلْطَان وَعمِلُوا بوتقة فَألْقى يُوسُف فِيهَا شَيْئا وأوقدوا النَّار فَخرجت سبيكة ذهب جيد فأعجب النَّاصِر وخلع عَلَيْهِ ثَانِيًا فاشتهر(6/226)
أمره وَصَارَ غَالب حَاشِيَة النَّاصِر يَتَقَرَّبُون لَهُ ويخدمونه وَحصل مَالا طَويلا ثمَّ طلب أَن يُمكن من التَّوَجُّه إِلَى الكرك ليَأْتِي بالنبات الَّذِي هُوَ أصل صناعته فزوده وَكتب لَهُ إِلَى غَزَّة وَغَيرهَا بالإكرام فاتفق أَنه خَادع من مَعَه وفر فَكتب النَّاصِر إِلَى الْأَعْمَال بالتنقيب عَلَيْهِ فَقبض عَلَيْهِ من إخميم وَكَانَ آخر أمره أَن مَاتَ مسمراً مَشْهُورا على جمل فِي ذِي الْحجَّة سنة 731
2605 - يُوسُف بن سيف الدولة بن زماخ - بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الْمِيم وَآخره مُعْجمَة - ابْن بركَة بن ثُمَامَة التغلبي من ذُرِّيَّة سيف الدولة بن حمدَان فِيمَا يُقَال بدر الدّين ابْن مهمندار الْعَرَب ولد سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة وَكَانَ متجنداً وَله يَد فِي النّظم والتاريخ وَله تصانيف فِي الْأَنْسَاب والبديع وَغير ذَلِك كتب عَنهُ أَبُو حَيَّان وَابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا وَمن شعره من أَبْيَات
(أردفته فَوق دهم اللَّيْل مختفياً ... وَالصُّبْح يرْكض خَلْفي خيله الشهبا)
(مَا هِيَ أول عادات الصَّباح معي ... ليل الشَّبَاب بصبح الشيب كم هربا)
وَله
(كم بَيْننَا رشف ثغر حشوه برد ... وَكلما زِدْت لثما زادني لهبا)
وَمِنْهَا
... مَا إِن عجبت لكَون فضلك فإنني ... لسواد حظي وَهُوَ بَحر مُزْبِد
لكنني متعجب كَيفَ أختفي بَين ... الأيادي الْبيض خطّ أسود ...(6/227)
وَله وَهُوَ أَعلَى أسلوب القدماء
(مسَائِل دور شيب رَأْسِي وهجرها ... وكل على كل لَهُ سَبَب ينبي)
(فأحلف لَوْلَا الهجر مَا شَاب مفرقي ... وتقسم لَوْلَا الشيب مَا كرهت قربي)
مَاتَ على رَأس الْقرن
2606 - يُوسُف بن شادي بن دَاوُد بن شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شادي صَلَاح الدّين بن الأوحد بن الزَّاهِر بن الْمُجَاهِد ولد سنة 686 وَكَانَ أحد أُمَرَاء دمشق الطبلخاناة حسن الصُّورَة بهي المنظر ولي عدَّة أنظار وَله بُسْتَان فِي غَايَة الْحسن وَكَانَ يضيف فِيهِ الأكابر من حسن ملتقى وَجَمِيل عشرَة ومحبة فِي أهل الْعلم وَالصَّلَاح وَكَثْرَة الْبر لَهُم وَكَانَت لَهُ معرفَة بالهندسة وَله عِنْد تنكز منزلَة عالية وَمَات فِي صفر وَقيل فِي جُمَادَى الأولى سنة 741
2607 - يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان ابْن عَسَاكِر بدر الدّين بن عماد الدّين مَاتَ فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة 701
2608 - يُوسُف بن الزكي عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الْملك بن يُوسُف(6/228)
ابْن عَليّ بن أبي الزهر الْحلَبِي الأَصْل الْمزي أَبُو الْحجَّاج جمال الدّين الْحَافِظ ولد فِي ربيع الآخر سنة 654 بالمعقلية بِظَاهِر حلب فَلَو كَانَ لَهُ من يستجيز لَهُ لأدرك إجَازَة المرسي وَالْمُنْذِرِي واليلداني وَنَحْوهم وَلَو كَانَ لَهُ من يسمعهُ صَغِيرا لسمع من ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وَغَيرهمَا وَلكنه طلب بِنَفسِهِ فِي أول سنة خمس وَسبعين فَأكْثر عَن أَحْمد بن أبي الْخَيْر وَالْمُسلم ابْن عَلان وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَنَحْوهم من أَصْحَاب ابْن طبرزد والكندي والحرستاني وَسمع الْكتب الطوَال كالستة والمسند والمعجم الْكَبِير وتاريخ الْخَطِيب وَالنّسب للزبير وَالسّنَن الْكَبِير والمستخرج على مُسلم والحلية والدلائل وَمن الْأَجْزَاء الْوَفَاء ومشيخته نَحْو ألف شيخ وَأخذ عَن الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَغَيره وَسمع بِالشَّام والحرمين ومصر وحلب والإسكندرية وَغَيرهَا وأتقن اللُّغَة والتصريف وَكَانَ كثير الْحيَاء وَالِاحْتِمَال والقناعة والتواضع والتودد إِلَى النَّاس مَعَ الانجماع عَنْهُم قَلِيل الْكَلَام جدا حَتَّى يسئل فيجيب ويجيد وَكَانَ لَا يتكثر بفضائله وَلَا يغتاب أحدا وَيتَوَجَّهُ إِلَى الصالحية مَاشِيا إِلَى أَن دخل فِي الْعشْر التسعين وَهُوَ على ذَلِك وَكَانَ مغرى بالمطالب فَلَا يزَال فِي فقر وَأول مَا حصل لَهُ من الْوَظَائِف الناصرية بعد ابْن أبي الْفَتْح ثمَّ دَار الحَدِيث الأشرفية بعد ابْن الشريشي وَقَالَ ابْن تَيْمِية لما بَاشَرَهَا الْمزي لم يلها من حِين بنيت إِلَى الْآن أَحَق بِشَرْط الْوَاقِف مِنْهُ لقَوْل الْوَاقِف فَإِن اجْتمع من فِيهِ هَذِه الرِّوَايَة وَمن فِيهِ الدِّرَايَة قدم من فِيهِ الرِّوَايَة قَالَ الذَّهَبِيّ مَا رَأَيْت أحدا فِي هَذَا الشَّأْن أحفظ مِنْهُ وَكَانَ فِي شبيبته صحب الْعَفِيف التلمساني فَلَمَّا تبين لَهُ ضلاله هجره(6/229)
قَالَ وَكَانَ يترخص فِي الْأَدَاء من غير الأَصْل وَيصْلح من حفظه ويسامح فِي دمج القارى ولغط السامعين ويعتمد فِي ذَلِك الْإِجَازَة وَكَانَ يتَمَثَّل بقول ابْن مندة يَكْفِيك من الحَدِيث شمه وأوذي مرّة فِي سنة 705 بِسَبَب ابْن تَيْمِية لِأَنَّهُ لما وَقعت المناظرة لَهُ مَعَ الشَّافِعِيَّة وَبحث مَعَ الصفي الْهِنْدِيّ ثمَّ ابْن الزملكاني بِالْقصرِ الأبلق شرع الْمزي يقْرَأ كتاب خلق أَفعَال الْعباد للْبُخَارِيّ وَفِيه فصل فِي الرَّد على الْجَهْمِية فَغَضب بعض وَقَالُوا نَحن المقصودون بِهَذَا فَبلغ ذَلِك القَاضِي الشَّافِعِي يَوْمئِذٍ فَأمر بسجنه فَتوجه ابْن تَيْمِية وَأخرجه من السجْن فَغَضب النَّائِب فأعيد ثمَّ أفرج عَنهُ وَأمر النَّائِب - وَهُوَ الأفرم - بِأَن يُنَادي بِأَن من يتَكَلَّم فِي العقائد يقتل قَالَ الذَّهَبِيّ لم يخرج لنَفسِهِ شَيْئا لَا مشيخة وَلَا معجماً وَلَا فهرست وَلَا عوالي إِنَّمَا أملي قَلِيلا ثمَّ ترك وَكَانَ يلام على ذَلِك فَلَا يُجيب وصنف تَهْذِيب الْكَمَال فاشتهر فِي زَمَانه وَحدث بِهِ خمس مرار وَحدث بِكَثِير من مسموعاته الْكِبَار وَالصغَار عَالِيا ونازلا وغالب الْمُحدثين من دمشق وَغَيرهَا قد تلمذوا لَهُ واستفادوا مِنْهُ وسألوه عَن المعضلات فَاعْتَرفُوا بفضيلته وعلو ذكره وَبَالغ أَبُو حَيَّان فِي الْقطر الْحَيّ فِي تقريظه وَالثنَاء عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ ابْن سيد النَّاس فِي أجوبة أبي الْحُسَيْن بن أيبك قَالَ وَوجدت بِدِمَشْق من أهل الْعلم الإِمَام الْمُقدم والحافظ الَّذِي فاق من تَأَخّر من أقرانه وَمن تقدم أَبَا الْحجَّاج بَحر هَذَا الْعلم الزاخر وحبره - الْقَائِل كم ترك الأول للْآخر - احفظ النَّاس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم لَا تخص(6/230)
مَعْرفَته مصرا دون مصر وَلَا ينْفَرد علمه بِأَهْل عصر مُعْتَمدًا آثَار السّلف الصَّالح مُجْتَهدا فِيمَا نيط بِهِ فِي حفظ السّنة من الْمصَالح معرضًا عَن الدُّنْيَا وأسبابها مُقبلا على طَرِيقَته الَّتِي أربى بهَا على أَرْبَابهَا لَا يُبَالِي مَا ناله من الْأَزَل وَلَا يخالط جده بِشَيْء من الْهزْل وَكَانَ بِمَا يَضَعهُ بَصيرًا وبتحقيق مَا يَأْتِيهِ جَدِيرًا وَهُوَ فِي اللُّغَة أَيْضا إِمَام وَله بالقريض معرفَة وإلمام فَكنت أحرص على فَوَائده لأحرز مِنْهَا مَا أحرز وأستفيد من حَدِيثه الَّذِي إِن طَال لم يمل وَإِن أوجز وددت إِنَّه لم يوجز وَكَانَت رُؤْيَة ابْن سيد النَّاس لَهُ بعد سنة تسعين وَكَانَ معتدل الْقَامَة مشرباً حمرَة قوي الركب متع بذهنه وحواسه وَكَانَ يسْتَعْمل المَاء الْبَارِد مَعَ الشيخوخة وَيحكم ترقيق الْأَجْزَاء وترميمها ويعتني بِكِتَابَة الطباق عَلَيْهَا قَالَ الصَّفَدِي سمعنَا صَحِيح مُسلم على الْبَنْدَنِيجِيّ وَهُوَ حَاضر فَكَانَ يرد على الْقَارئ فَيَقُول الْقَارئ - وَهُوَ ابْن طغريل مَا عِنْدِي إِلَّا مَا قَرَأت فيوافق الْمزي بعض من حضر مِمَّن بِيَدِهِ نُسْخَة أما بِأَن يجد فِيهَا كَمَا قَالَ أَو يَقُول مطفر عَلَيْهِ أَو مضيف أَو فِي الْحَاشِيَة وَلما كثر ذَلِك مِنْهُ قلت لَهُ مَا النُّسْخَة الصَّحِيحَة إِلَّا أَنْت قَالَ وَلم أر بعد أبي حَيَّان مثله فِي الْعَرَبيَّة خُصُوصا التصريف وَلم يكن مَعَ توسعه فِي معرفَة الرِّجَال يستحضر تراجم غير الْمُحدثين لَا من الْمُلُوك وَلَا من الوزراء والقضاة والأدباء وَنَحْو ذَلِك حَتَّى إِنِّي سَأَلت عَن القالي - بِالْقَافِ فَقَالَ أعرف الفالي - بِالْفَاءِ واستفدت مِنْهُ فَوَائِد وقواعد فِي علم الحَدِيث لم أَجدهَا فِي كتاب وَلم آخذها عَن مجاب وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خَاتِمَة الْحفاظ وناقد(6/231)
الْأَسَانِيد والألفاظ وَهُوَ صَاحب معضلاتنا وموضح مشكلاتنا حفظ الْقُرْآن فِي صباه وتفقه للشَّافِعِيّ مُدَّة وعني باللغة فبرع فِيهَا وأتقن النَّحْو وَالصرْف وَله عمل فِي الْمَعْقُول وَمَعْرِفَة بِشَيْء من الْأُصُول وكتابته حلوة وَفِيه حَيَاء وحلم وسكينة وَاحْتِمَال وقناعة وَترك للتجمل وانجماع عَن النَّاس وصبر على من يُؤْذِيه وَقلة كَلَام إِلَّا أَن يسئل فَيُفِيد وَكَانَ معتدل الْقَامَة أَبيض أَبْطَأَ عَنهُ الشيب ومتع بحواسه وذهنه وَلم يكن لَهُ مركوب بل كَانَ يصعد إِلَى الصالحية مَاشِيا وَهُوَ فِي الْعشْر التسعين وَكَانَ طَوِيل الرّوح ريض الْخلق جدا لَا يرد بعنف وَلَا يتكثر بفضائله وَلَا يكَاد يغتاب أحدا وَكَانَ يستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الشيخوخة قَالَ وَمَا عَلمته خرج لنَفسِهِ عوالي وَلَا موافقات وَلَا معجما وَكنت ألومه على ذَلِك فيسكت قَالَ وَلَو كَانَ لي رَأْي للازمته أَضْعَاف مَا جالسته فإنني أخذت عَنهُ هَذَا الشَّأْن بحسبي لَا بِحَسبِهِ وَكَانَ لَا يكَاد يعرف قدره إِلَّا من أَكثر مُجَالَسَته قَالَ وَلَو كَانَ مَعَ حسن خطه ذَا إتقان قل إِن يُوجد لَهُ غلطة أَو يُؤْخَذ عَلَيْهِ لحنة وَكَانَ خيرا ذَا ديانَة وتصون من الصغر وسلامة بَاطِن وَعدم دهاء وَكَانَت فِيهِ سذاجة قد توقعه ... على أَمر فيأكله ويستأكله حَتَّى لَا يزَال فِي إفلاس حَتَّى احْتَاجَ إِلَى بيع أَصله بتهذيب الْكَمَال بِخَطِّهِ وَكَانَ مَأْمُون الصُّحْبَة حسن المذاكرة خير الطوية محبا للآثار مُعظما لطريقة السّلف جيد المعتقد وَكَانَ اغْترَّ فِي شبيبته وَصَحب الْعَفِيف التلمساني فَلَمَّا تبين لَهُ ضَلَالَة هجره وتبرأ مِنْهُ وَكَانَ أوذي مرّة واختفى بِسَبَب إسماعه لتاريخ الْخَطِيب(6/232)
وأوذي أُخْرَى بِسَبَب قِرَاءَته كتاب خلق أَفعَال الْعباد كَمَا تقدم مرض أَيَّامًا يسيرَة وَلم يَنْقَطِع وَعرض لَهُ - بعد أَن أسمع الحَدِيث إِلَى قرب التَّوَجُّه إِلَى الْجُمُعَة وَقَامَ ليتأهب - وجع فِي بَاطِنه ظَنّه قولنجا وَإِنَّمَا كَانَ طاعونا - قَالَه صهره ابْن كثير وَقَالَ فاستمر بِهِ إِلَى أَن مَاتَ بَين الظّهْر وَالْعصر من يَوْم السبت 12 صفر سنة 742 وَهُوَ يقْرَأ آيَة الْكُرْسِيّ وَصلي عَلَيْهِ من الْغَد بالجامع ثمَّ خَارج بَاب النَّصْر ثمَّ دفن بمقابر الصُّوفِيَّة بِالْقربِ من ابْن تَيْمِية وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته متوفراً جدا وَلما مَاتَ جمع الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي جُزْءا سَمَّاهُ سلوان التعزي عَن الْحَافِظ الْمزي وَمن نظمه
(إِن عَاد يَوْمًا رجل مُسلم ... أَخا لَهُ فِي الله أَو زَارَهُ)
(فَهُوَ جدير عِنْد أهل النَّهْي ... بِأَن يحط الله أوزاره)
2609 - يُوسُف بن عبد السَّيِّد بن الْمُهَذّب إِسْحَاق بن يحيى الإسرائيلي كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم مَعَ أَبِيه سنة 701 وَقد سمع من أَبِيه من مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي وَحدث عَنهُ وَكَانَ ماهراً فِي الطِّبّ قَلِيل الإنطراح على الدُّنْيَا إِذا حصل كِفَايَته فِي أول النَّهَار توجه إِلَى النزاهة لَا يخل بذلك مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 757 وَقد تقدم ذكر أَبِيه
2610 - يُوسُف بن عبد الصَّمد بن يُوسُف الْبكْرِيّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنَفِيّ جمال الدّين سمع من الْعَفِيف الدواليبي وروى عَن صَالح بن عبد الله بن عَليّ الصّباغ الْكُوفِي بِالْإِجَازَةِ وَعَن أبي البركات أَيمن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد(6/233)
المغربي نزيل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة روى عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ فِي مُعْجَمه
2611 - يُوسُف بن عبد الْغَالِب بن هِلَال الاسكندري العلاف كَانَ عامياً إِلَّا أَنه جيد النّظم كَقَوْلِه فِي الجناس التَّام
(كم قلت للحائك الظريف وَفِي ... رَاحَته طَاقَة يخلصها)
(هَل لَك فِي رد مهجة لفتى لي ... س لَهُ طَاقَة يخلصها)
مَاتَ فِي سنة 720 ذكره الْكَمَال جَعْفَر فِي الْبَدْر السافر
2612 - يُوسُف بن عبد الْكَرِيم بن هبيل الْموصِلِي نزيل الْيمن عز الدّين أَبُو المحاسن ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَنقل عَن التَّاج عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ أَنه ذكره فِي شعراء الْيمن وَقَالَ قدم من الْموصل فِي حُدُود الثَّمَانِينَ أَيَّام المظفر يُوسُف وَأقَام إِلَى سنة 726 وَركب الْبَحْر إِلَى الْهِنْد وَهُوَ فِي قَبْضَة التسعين وَكَانَ ذَا ذهن وقاد وَكَانَ يتشيع وينسج الْحَرِير الموشي وَمن شعره فِي ذَلِك
(يَا إِمَام الزَّمَان فِي كل فن ... وبديعاً قد بذ شأو البديع)
(قد رفعنَا إِلَى معاليك روضاً ... من حَرِير فِي غَايَة التوشيع)
(دوحة فِي أَوَاخِر الصَّيف فاختر ... هَا كَمَا جَاءَ فِي زمَان الرّبيع)
2613 - يُوسُف بن عبد الله بن عَليّ بن قَائِم ابْن الحبال الْجمال أَبُو المحاسن ولد فِي سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع بهَا من التَّاج عبد الْخَالِق القَاضِي(6/234)
وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وشمس الدّين بن أبي الْفَتْح وَحدث وَتفرد ورحل إِلَيْهِ سمع مِنْهُ ابْن ظهيرة وَمَات سنة 778
2614 - يُوسُف بن عبد الله بن عمر بن عَليّ بن خضر الْكرْدِي الكوراني الْمَعْرُوف بالعجمي أَخذ عَن الشَّيْخ نجم الدّين الْأَصْبَهَانِيّ والبدر التسترِي وَكَانَ أعجوبة زَمَانه فِي التسليك وَله أَتبَاع ومريدون وَله رِسَالَة سَمَّاهَا ريحَان الْقُلُوب فِي الْوَصْل إِلَى المحبوب تَتَضَمَّن شَرَائِط التَّوْبَة وَلبس الْخِرْقَة وتلقن الذّكر ورحل يَوْمًا لزيارة الشَّيْخ يحيى الصنافيري فَقَامَ إِلَى لِقَائِه وَهُوَ يَقُول
(ألم تعلم بِأَنِّي صيرفي ... أحك الأصدقاء على محكي)
(فَمنهمْ بهرج لَا خير فِيهِ ... وَمِنْهُم من أجوزه بشك)
(وَأَنت الْخَالِص الذَّهَب الْمُصَفّى ... بتزكيتي ومثلي من يزكّى)
فَحصل للشَّيْخ يُوسُف بذلك سرُور زَائِد وَجلسَ وَأَقْبل الشَّيْخ يحيى على مُحَمَّد ابْن الشَّيْخ يُوسُف فأنشده(6/235)
(أَن السّري إِذا سرى فبنفسه ... وَابْن السّري إِذا سرى أسراهما)
فازداد سرُور الشَّيْخ يُوسُف بذلك واشتهر عَنهُ الذّكر الَّذِي مَلأ الْآفَاق وَله زَاوِيَة بقرافة مصر مَشْهُورَة وعدة زَوَايَا فِي عدَّة بِلَاد وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وَزعم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ العرياني أَنه سمع مِنْهُ مَا يَقْتَضِي أَنه على طَريقَة ابْن الْعَرَبِيّ فَالله أعلم بسره مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 768
2615 - يُوسُف بن عبد الله بن الْعَفِيف مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور بن رَافع بن حُسَيْن بن جَعْفَر الْمَقْدِسِي النابلسي ولد سنة 691 بنابلس وَسمع من عبد الْحَافِظ بن بدران والتقي سُلَيْمَان وَغَيرهمَا وَحدث قَالَ ابْن كثير كَانَ من الْعباد الورعين كثير التِّلَاوَة وَقيام اللَّيْل وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ ودرس وَأفْتى ونفع النَّاس وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 754
2616 - يُوسُف بن عبد الله بن مُحَمَّد الْيحصبِي اللوشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من وُجُوه الْبَلَد طيب النَّفس عريض النِّعْمَة كثير الْمُشَاركَة مألفاً للإخوان مَاتَ سنة 702
2617 - يُوسُف بن عبد الله الطَّبِيب صَلَاح الدّين المغربي تقدم فِي الْفَنّ حَتَّى صَار رَئِيس الْأَطِبَّاء وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 776
2618 - يُوسُف بن عبد الْمَحْمُود بن عبد السَّلَام البتي الْحَنْبَلِيّ كَانَ من(6/236)
فضلاء الْعرَاق وَإِلَيْهِ المراجع فِي الْقرَاءَات والعربية مَاتَ فِي شَوَّال سنة 726
2619 - يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن سَالم بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَهَّاب الْمُقْرِئ الْأنْصَارِيّ ولد سنة 679 وَكتب عَنهُ إِبْرَاهِيم بن يُونُس البعلي سنة 730 بغزة شعرًا مِنْهُ
(يَا غُصْن لم لَا تميل نحوي ... والميل فِي الْغُصْن مُسْتَحبّ)
نقلته من ثبته
2620 - يُوسُف بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل الأعزازي شرف الدّين سمع من الْفَخر وَسكن بارين قَرْيَة من قرى حماة سمع مِنْهُ بهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَحدثنَا عَنهُ وأرخ وَفَاته سنة 760
2621 - يُوسُف بن عَليّ بن حُسَيْن المعقلي من أُمَرَاء نصر بن المعقل كَانَ بسجلماسة ثمَّ خَالف على صَاحب فاس الْأَمِير أبي الْعَبَّاس ابْن أبي سَالم فِي سنة 84 فَبعث لَهُ عَسْكَر فَهَزَمَهُ وَخَربَتْ بيوته وبساتينه وَأقَام بالصحراء ثمَّ كَانَ مِمَّن سَار إِلَى حِصَار فاس لما توجه يُوسُف إِلَى حِصَار مراكش فَجمع لَهُم العشائر من بني مَنْصُور بن أبي عَليّ وَأَبُو حمو صَاحب(6/237)
تلمسان ويوسف الْمَذْكُور الْعَسْكَر وحاصروا فاس فَلم يتم لَهُم أَمر ثمَّ صلح مَا بَينه وَبَين أبي الْعَبَّاس وَحج فِي سنة 793 وَاجْتمعَ مَعَ الظَّاهِر البرقوق وَلما رَجَعَ من الْحَج سنة 794 أرسل مَعَه هَدِيَّة حَسَنَة إِلَى السُّلْطَان أبي الْعَبَّاس فَأَعْجَبتهُ وَشرع فِي تجهيز هَدِيَّة من عِنْده إِلَى الظَّاهِر فَمَاتَ أَبُو الْعَبَّاس فِي الْمحرم سنة 796 وأقيم بعده أَبُو فَارس وَبَقِي يُوسُف إِلَى سنة ...
2622 - يُوسُف بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الخواجا الْكَبِير جمال الدّين الدروي نزيل حلب كَانَ تَاجِرًا رَئِيسا كَبِيرا شَيخا حسنا عِنْده حشمة ومروءة وَمَكَارِم أَخْلَاق وعصبية وَفِيه دين وكياسة ومواظبة على فعل الْخَيْر والصلوات وَالْقِيَام مَعَ الْأَصْحَاب وَقَضَاء حوائج النَّاس ووقف على قِرَاءَة البُخَارِيّ بِجَامِع حلب وَكَانَ يحتفل بِهِ وَيَجِيء من بَيته لَيْلًا وَرُبمَا كَانَ يجِئ فِي الشتَاء حافياً إِلَى الْجَامِع الْأَعْظَم لسَمَاع الصَّحِيح كل يَوْم بعد صَلَاة الصُّبْح وَيجْلس بالجامع بعد الْقِرَاءَة إِلَى أَن يُصَلِّي الضُّحَى ثمَّ يتَوَجَّه إِلَى حانوته لقَضَاء حوائج النَّاس وَيُعْطِي الْخلْع يَوْم خَتمه وَسَائِر أهل حلب يعظمونه ويحترمونه وكلمته نَافِذَة مسموعة عِنْد الْأُمَرَاء والحكام أنْفق عدَّة أُلُوف دَرَاهِم على جِهَات الْبر وَمَكَارِم النَّاس وَمَات سنة 795 بحلب وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
2623 - يُوسُف بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد المكناسي قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد(6/238)
سنة 701 وَكَانَ حسن الْخط صَدرا من صُدُور المشيخة وانتهت إِلَيْهِ الْمعرفَة بتجليد الْكتب فِي زَمَانه ومشيخته مُتعَدِّدَة
2624 - يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي جمال الدّين بن مجد الدّين ابْن المهتار ولد سنة 13 وأحضر على التقي سُلَيْمَان والدشتي وطبقتهما وأسمع على الحجار وَغَيره وَحدث بالكثير وَأم بِمَسْجِد الرَّأْس وأسن وَلم يتَزَوَّج وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 776 ولحيته سَوْدَاء كلهَا
2625 - يُوسُف بن عَليّ الطرطوشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا متواضعاً عذب الفكاهة حسن الْخط جيد الشّعْر عَارِفًا بالفرائض وَألف ... بالعدو ... وَكتب قبل ذَلِك فِي دَار سُلْطَان الأندلس وَمن شعره يمدح لوزير ابْن الْحَكِيم
(رضاكم أَن مننتم خير موهوب ... وَمَا سوى هجركم عِنْدِي بمرهوب)
وَمَات بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة
2626 - يُوسُف بن عمر بن حُسَيْن بن أبي بكر الختني - بِضَم الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُثَنَّاة الْخَفِيفَة بعْدهَا نون - الْحَنَفِيّ الْمصْرِيّ الشَّيْخ المعمر بدر الدّين ولد سنة 645 وَسمع من ابْن رواج وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَمن صَالح المدلجي وَابْن اللمطي وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ والمرسي والزكي الْمُنْذِرِيّ وَغَيرهم(6/239)
وَتفرد بأَشْيَاء وَخرجت لَهُ مشيخة عَن نَيف وَسِتِّينَ شَيخا وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة قَالَ الْبَدْر النابلسي كَانَ فِي إسماعه صعوبة وَكَانَ لَا يسمع إِلَّا بِالْأُجْرَةِ لِأَنَّهُ كَانَ مقلاً وَكَانَت زَوجته تشْتَرط عَلَيْهِ ذَلِك وَمَات فِي نصف صفر سنة 731
2627 - يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْغِفَارِيّ الْحِمصِي ثمَّ الْمَقْدِسِي ولد سنة 695 وَسمع الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة بحمص وجزء الجابري من الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن العجمي بحلب وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين بالقدس وَكَانَ استوطنها إِلَى أَن مَاتَ وقرأت بِخَطِّهِ مولدِي سنة 96 وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة
2628 - يُوسُف بن عمر بن عَوْسَجَة العباسي ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ بِمصْر سنة 727 وَكَانَ شيخ الْعَرَبيَّة قلت ... وَمَات سنة 749
2629 - يُوسُف بن قيس بن أبي بكر بن حَيَاة الشَّيْخ أَبُو قيس الْحَرَّانِي ولد سنة 633 بحران قَالَه البرزالي وَقَالَ الذَّهَبِيّ سنة 39 وَسمع من إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل الْأَرْبَعين لِابْنِ المعري وَسمع من غَيره وَحدث قَلِيلا روى عَنهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع وَغَيرهمَا وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد كثير وَهُوَ مُنْقَطع فِي مَكَانَهُ يقْصد للزيارة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719
2630 - يُوسُف بن ماجد بن أبي الْمجد بن عبد الْخَالِق المرداوي الْمَقْدِسِي(6/240)
الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْمُفْتِي جمال الدّين أَبُو الْعَبَّاس من أَصْحَاب ابْن تَيْمِية شرح الْمُحَرر سمع من الحجار وَغَيره وَمَات سنة 783
2631 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْخَطِيب قطب الدّين ابْن أصيل الدّين الْعَوْفِيّ الأسعردي خطيب جَامع الصَّالح مَاتَ فِي رَجَب سنة 713 فجاءة وَاسْتقر عوضه الزين الكتنائي
2632 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى الْكرْدِي سبط ابْن أبي الْيُسْر ولد سنة 652 وأسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَمَات بأذرعات فِي ذِي الْحجَّة سنة 727
2633 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل العزازي - من عزاز بِفَتْح الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الزَّاي وَآخره مثلهَا ولد سنة 637 وَأسر فِي الْوَقْعَة الْعُظْمَى مَعَ التتار ثمَّ خلص فَقدم دمشق فقطنها وَسمع من الْكَمَال ابْن عبد وَغَيره وَكَانَ يحفظ كثيرا من شعر الصرصري وينشده بنغمة طيبَة وَصَوت شجي وَهُوَ الَّذِي شهره بِدِمَشْق وَمَات فِي صفر سنة 708 ذكره البرزالي
2634 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن رَجَب الْحَنَفِيّ محتسب دمشق كَانَ من أَصْحَاب الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي بِدِمَشْق وَتعلق بالخدم وَأقَام فِي الْحِسْبَة مُدَّة مشكور السِّيرَة وَكَانَ بِيَدِهِ نظر المرستان النوري وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704(6/241)
2635 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أبي الْعِزّ بن وهب بن عَطاء جمال الدّين الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ ولد سنة 651 وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان وَله إجَازَة من عُثْمَان ابْن خطيب القرافة وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ وَغَيرهمَا وتعانى الخدم وتفقه ودرس بالإقبالية والعذراوية وَولي نظر الْجَامِع وتوكل لجَماعَة من الْأُمَرَاء ذكره البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي ثَالِث صفر سنة 728
2636 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن شاهنشاه بن بهْرَام شاه بن فروخ شاه بن شاهنشاه بن أَيُّوب الدِّمَشْقِي صَلَاح الدّين بن الْحَافِظ بن السعيد بن شاهنشاه بن أَيُّوب الدِّمَشْقِي صَلَاح الدّين بن الْحَافِظ بن السعيد بن الأمجد كَانَ جد أَبِيه صَاحب بعلبك وَولد هَذَا فِي سنة 646 وأحضره عَليّ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الْعِرَاقِيّ فِي الثَّالِثَة وَحدث مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 704
2637 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد الْحَرَّانِي المعسل سمع على الْفَخر من مشيخته
2638 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المغيزل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ولد سنة 68 وَسمع من ابْن أبي عمر وَغَيره وتفقه فمهر وفَاق الأقران وَأفْتى ودرس قَالَ شمس الدّين ابْن النصيبي كنت مرّة عِنْد القَاضِي شرف الدّين ابْن الْبَارِزِيّ بحماة وَعِنْده صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَصَلَاح الدّين ابْن المغيزل فتباحثا من بكرَة إِلَى أَن أذن الظّهْر فَقَالَ لَهما القَاضِي شرف الدّين طول الله للْمُسلمين فِي عمركما سُرُورًا(6/242)
بهما وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مفتياً مناظراً لَهُ محفوظات وفضائل مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719
2639 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن التقي عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المرداوي جمال الدّين القَاضِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة سَبْعمِائة تَقْرِيبًا وَسمع من أبي بكر ابْن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَفَاطِمَة بنت الْفراء وست الوزراء التنوخية وهدية بنت عَسْكَر والتقي سُلَيْمَان وَولي قَضَاء الْحَنَابِلَة سبع عشرَة سنة لِأَنَّهُ ولي فِي رَمَضَان بعد وَفَاة عَلَاء الدّين ابْن المنجا سنة خمسين بعد تمنع فاستمر إِلَى أَن عزل سنة 767 وَكَانَ نزهاً عفيفاً وقوراً خَاشِعًا وَكَانَ يركب الحمارة وَلَا يحضر مَعَ النَّائِب إِلَّا فِي دَار الْعدْل وَلَا يركب فِي الْمحمل وَلَا الْعِيد وَكَانَ ماهراً فِي مذْهبه مشاركاً فِي الْأُصُول والعربية حسن الْفَهم جيد الْإِدْرَاك مواظباً للجلوس بالجامع وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ أَبُو الْفضل شَاب خير إِمَام فِي الْمَذْهَب نسخ الْمِيزَان وَله عناية بِالْمَتْنِ والإسناد - انْتهى وَقَالَ ابْن حجي جمع كتابا فِي الْأَحْكَام وَكَانَ ابْن مُفْلِح عين تلامذته وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن شهر ربيع الأول سنة 769 وَقد جَاوز السّبْعين
2640 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبيد الله بن جِبْرِيل الْموقع صَلَاح الدّين كَاتب(6/243)
الدرج وتعانى ذَاك من شبيبته وَاسْتمرّ فِيهِ وَكَانَ فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر يعْتَمد عَلَيْهِ وَكَذَا من بعده مَعَ ضعف خطه ورداءته إِلَّا أَنه كَانَ مَأْمُونا قَلِيل الشَّرّ خيرا مُحْتملا للأذى حَتَّى كَانَ قطب الدّين ابْن مكرم يلعنه ويسبه صَرِيحًا وَيَقُول لَهُ مَعَ ذَلِك يَا عبد نحس لِأَنَّهُ كَانَ أسمر اللَّوْن جدا قطط الشّعْر صَغِير الذقن ضَعِيف النَّفس بِحَيْثُ أَنه لما مَاتَ عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير طلبه السُّلْطَان ليقْرَأ عَلَيْهِ شَيْئا فِي السِّرّ فَلَمَّا أَخذه الجاي الدوادار بِيَدِهِ وَدخل بِهِ فِي دهليز الْقصر أحدث فِي سراويله فأعفاه وَطعن فِي السن وَهُوَ يلازم الدِّيوَان فَإِذا لامه أحد يَقُول أخْشَى أَن يقطعوا معلومي وَلم يكن أحد يقدم على ذَلِك لقدم هجرته وَثُبُوت قدمه فِي الْخدمَة إِلَّا أَنه كَانَ كثير التخيل وَكَانَت مدَّته فِي الْخدمَة تزيد على الْخمسين سنة لم يَنْقَطِع عَن الدِّيوَان قطّ وَمَات سنة 741 هَذَا جَمِيعه تَرْجَمَة من الصّلاح الصَّفَدِي ويوسف بن أَحْمد الَّذِي تقدم وَكنت أَظن أَن الصَّفَدِي وهم فِي اسْم أَبِيه - وَالله أعلم ثمَّ تبين لي أَنَّهُمَا اثْنَان فَإِن هَذَا سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة من نظم وَالِده مُحَمَّد بن عبيد الله شَيْئا
2641 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم السَّرخسِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين ولد سنة 639 كَانَ يُنَادي على الْكتب بِدِمَشْق وينسخ الدَّوَاوِين اللطاف كشعر ابْن المشد والشواء وَكَانَ يَقُول قبلت مرّة قبْلَة بِأَلف دِرْهَم يفتخر بذلك لجهله وَقد سمع من أبي إِسْحَاق بن مُضر صَحِيح مُسلم والموطأ لأبي مُصعب وَأَجَازَ لَهُ عُثْمَان بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد خطيب القرافة وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَغَيرهمَا وَأخذ عَنهُ البرزالي(6/244)
والذهبي وَابْن رَافع وَمَات فِي رَابِع شهر رَجَب سنة 721
2642 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ القباقي مجد الدّين كَانَ نَاظر الفتوحات بِدِمَشْق وَطلب فِي سنة 95 إِلَى مصر وعزل من مناصبه وصودر ثمَّ أُعِيد وَكَانَ فَاضلا لَهُ أدب ونظم قَالَه فِي علم الدّين الدوادار
(يَا من كفاني وَحرب الدَّهْر قَائِمَة ... بنصرة سمتها من فضلَة الخدم)
(حللت من بابك العالي بِذِي سلم ... ليهنني أنني من جيرة الْعلم)
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 701 بِالْقَاهِرَةِ
2643 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر بن سَالم بن جميل المشهدي تَقِيّ الدّين بن الْعدْل نَاصِر الدّين ولد سنة بضع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَحضر فِي الأولى وَالثَّانيَِة على غَازِي الحلاوي وَفِي الْخَامِسَة على البوصيري قصيدته الْمَعْرُوفَة بالبردة وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بهَا بِالسَّمَاعِ حَدثنَا عَنهُ بهَا بعض الْمَشَايِخ سَمَاعا بِهِ وَمَات المشهدي فِي ربيع الآخر سنة 745 روى لنا عَنهُ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ أَبُو الْخَيْر ابْن الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وَغَيره
2644 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر بن قَاضِي شُهْبَة تقدم نسبه قَرِيبا فِي تَرْجَمَة وَالِده وَكَانَ مولده فِي رَمَضَان سنة 720 وتفقه على أَبِيه وَغَيره وَكَانَ أَبوهُ يثني على فهمه وَولي الحكم فِي بعض الْجِهَات ثمَّ ترك وَأقَام بِدِمَشْق وَنزل لَهُ أَبوهُ عَن وظائفه فِي حَيَاته ثمَّ درس بالعصرونية وَغَيرهَا وَكَانَ خيرا دينا منجمعاً حسن الشكل لكنه ثقل لِسَانه وعسر عَلَيْهِ الْكَلَام(6/245)
إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 789 بعد وَالِده بِسبع سِنِين
2645 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْفضل الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ذكياً وقاد الذِّهْن صَحِيح النَّقْل ولي الْقَضَاء بجهات وَأدْركَ أَبَا جَعْفَر بن الزبير وَقَرَأَ على أبي الْحسن القيجاطي وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 733
2646 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن قلاوون جمال الدّين ولد النَّاصِر دس عَلَيْهِ أَخُوهُ الْكَامِل شعْبَان لما ولي السلطنة من خنقه لَيْلًا وأشاع أَنه أَصَابَهُ قولنج وَمَات مِنْهُ فجاءة وَذَلِكَ سنة 747
2647 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر ابْن عبد الْوَاحِد بن هبة الله بن طَاهِر بن يُوسُف زين الدّين أَبُو بكر ابْن النصيبي الْحلَبِي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 645 بهَا وَسمع من شيخ الشُّيُوخ بحماة مُسْند الْعشْرَة من مُسْند أَحْمد وَحدث سمع مِنْهُ عبد الْقَادِر المقريزي وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البعلي وَابْن رَافع وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 731
2648 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الصَّالِحِي ...
2649 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي القباني جمال الدّين أَبُو المحاسن الشهير بِابْن الصَّيْرَفِي ولد فِي سنة 710 وأحضره أَبوهُ على أبي بكر الدشتي وَالْقَاضِي سُلَيْمَان وَابْن المهتار وأسمعه على إِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم وَابْن الحظيري وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم ووزيرة والمطعم وَابْن السّري وَابْن النّحاس ... وَابْن عَسَاكِر وَآخَرُونَ وَحدث(6/246)
وَمَات فِي سنة 788
2650 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْعَبَّادِيّ الْحَنْبَلِيّ جمال الدّين السرمري ثمَّ الدِّمَشْقِي الْعقيلِيّ نزيل دمشق سمع بِبَغْدَاد من الصفي عبد الْمُؤمن والدقوقي وَغَيرهمَا وبدمشق من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم فَمن بعدهمْ فَأكْثر وبرع فِي الْعَرَبيَّة والفرائض ونظم عدَّة أراجيز فِي عدَّة فنون وَخرج لغير وَاحِد وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن الحجار وَقد أَخذ عَنهُ ابْن رَافع مَعَ تقدمه وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَانَ يذكر أَن تصانيفه بلغت مائَة وزادت فِي بضعَة وَعشْرين علما وتفقه على سراج الدّين الْحُسَيْن بن يُوسُف التبريزي وَغَيره وَمن تواليفه كتاب الْأَرْبَعين الصَّحِيحَة فِيمَا دون أجر المنيحة وَنشر الْقلب الْمَيِّت بِفضل أهل الْبَيْت وغيث السحابة فِي فضل الصَّحَابَة وعقود اللآلي فِي الأمالي وعجائب الِاتِّفَاق والثمانيات وَغير ذَلِك وَمَات فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة 776 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ لِأَن مولده كَانَ فِي رَجَب سنة 696
2651 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مظفر بن حَمَّاد الْحَمَوِيّ جمال الدّين الْخَطِيب(6/247)
الشَّافِعِي وَقد ينْسب إِلَى جده فَيُقَال يُوسُف بن حَمَّاد ولد سنة 667 وَسمع من المؤمل البالسي والمقداد الْقَيْسِي وَغَيرهمَا وتفقه ففاق فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو ونظم الشّعْر الْجيد وَأخذ عَن الْفُضَلَاء وَكَانَ مفتي حماة وخطيبها كتب عَنهُ أَبُو حَيَّان من شعره قَدِيما وَهُوَ الْقَائِل
(وَلما أَن قضى أجلى بهجر ... وسرت كليم وجد لَا محاله)
(بِجَانِب خَدّه أنست نَارا ... وَلَكِنِّي وجدت بهَا ضلاله)
قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ على قدم متين من الْعلم وَالْعَمَل والتعبد وَنشر الْعلم وليوسف هَذَا
(حَبِيبِي طالما وافيت هجري ... لِأَنَّك لَا ترى إِلَّا خلافي)
(وخالفت الْوِصَال وملت عَنهُ ... لِأَنَّك بعض أَغْصَان الْخلاف)
قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أَخذ عَن جمال الدّين ابْن وَاصل وَغَيره وأرخ مولده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 69 وَمَوته فِي ذِي الْحجَّة سنة 736 وَذكر فِي تَرْجَمته تقريظه لمطلع الْفَوَائِد جمع الشَّيْخ جمال الدّين ابْن نباتة وَقد ترْجم لَهُ ابْن نباتة فِي سجع المطوق
2652 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن صَالح بن صارم بن مخلوف القَاضِي نور الدّين الْأنْصَارِيّ الفيومي تنقل فِي الخدم بِمصْر وصفد وحلب وَمن نظمه فِي العصفر
(أَتَت عصفراً فِي الرَّوْض يزهى ... ويشتهي لهيبه مقارب)
(ككنز فِيهِ بلور عَلَيْهِ ... دَنَانِير ومهلكه عقارب)(6/248)
وَله فِي قصب السكر
(فِي حلب أَبْصرت أعجوبة ... تخرج أذكى النَّاس من عقله)
(شخصا رَشِيق الْقد عذب اللمى ... لَا يقدر الرّوم على مثله)
(وَهُوَ بِلَا عقل جريح الحشا ... والدود لَا يشْبع من أكله)
(لَا يبرح الْبَوْل على رَأسه ... والقيد لَا يَنْفَكّ من رجله)
(يَا من سما بَين الورى قدره ... اكشف لنا عَنهُ وَعَن أَصله)
كتب عَنهُ الْبَدْر النابلسي قصيدة نبوية أَولهَا
(قف بالأبواب ولذ وسل ... تحظى بالفوز وبالأمل)
مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
2653 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عمر الحوراني الكفري أَبُو الْفضل الْهِلَالِي ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَصَحب مَحْمُودًا الزَّاهِد بِدِمَشْق وَسمع بعض تصانيفه وَسمع بِمصْر من الرشيد الْعَطَّار وَحدث وَنسخ أَحْكَام الضياء وقرأه على ابْن الْكَمَال وَكَانَ يقْرَأ على الْكُرْسِيّ من حفظه وَكَانَ دينا قانعاً آم بِمَسْجِد آدم بِدِمَشْق وَله كتب وأجزاء مَاتَ فِي رَجَب سنة 710
2654 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن يُونُس بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مَنْعَة الْموصِلِي القَاضِي انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة إقليمه وَشرح الْحَاوِي وَقدم رَسُولا من غازان إِلَى النَّاصِر مُحَمَّد فَأكْرمه وَكَانَ محتشماً مهيباً مَاتَ بِمَدِينَة سلطانية سنة 76 هَكَذَا نقلته من خطّ العثماني قَاضِي صفد وَلست مِنْهُ(6/249)
على وثوق
2655 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الْقَاسِم المعدني الْحَنْبَلِيّ جمال الدّين ولد سنة 664 وبخط ابْن رَافع سنة 51 وبخط غَيره سنة خمسين وَسمع من النجيب والعز الحرانيين وَابْن علاق وَغَيرهم والمعدني نِسْبَة إِلَى بلد الْمَعْدن بَين عبادان وأسعرد قَالَ الْبَدْر النابلسي كَانَ من الْعلمَاء العاملين تربى مَعَ شمس الدّين بن أبي بكر الْمَقْدِسِي وَسمع من الصفي المراغي أَنبأَنَا الحلاوي عَن يُوسُف المعدني قَالَ ألبسني خرقَة التصوف أَبُو بكر بن الْعِمَاد قَالَ ألبسني أَبُو مُحَمَّد بن قدامَة قَالَ ألبسني الشَّيْخ عبد الْقَادِر مَاتَ فِي 15 صفر سنة 745 وَقد أسن جدا
2656 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عَليّ أَبُو المحاسن الدِّمَشْقِي جمال الدّين الْقرشِي الْمَعْرُوف بِابْن الزكي حفظ التَّنْبِيه وَهُوَ صَغِير ثمَّ عني بالفقه والحساب واشتغل كثيرا وَولي بعض الْوَظَائِف بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ الرشيد بن أبي الْقَاسِم من بَغْدَاد وَجَمَاعَة وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 774
2657 - يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن حميد البعلبكي أَبُو المحاسن ابْن الْعِمَاد الْمَعْرُوف بِابْن أبي أصيبعة سمع من النَّجْم أَحْمد بن يحيى بن طي جُزْء ابْن فيل(6/250)
ومجلس البطاقة وَمن الشّرف أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حَاتِم سداسيات الرَّازِيّ وَمن الْمجد عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ وَحدث سمع مِنْهُ ابو حَامِد ابْن ظهيرة ببعلبك بعد السّبْعين
2658 - يُوسُف بن مُحَمَّد العيسى سَابق الدّين ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَنقل عَن التَّاج عبد الْبَاقِي أَنه كَانَ من عُظَمَاء أدباء الْيمن كتب الدرج للمؤيد وَغَيره وَكَانَ فِي النّظم على طَرِيق البداوة وَترك التصنع والتكلف وَمن نظمه
(أظهرت بالجيش العرمرم كلما ... أخْفى ظُهُور مِنْهُم وبطون)
(ضمنت لَك الْملك السيوف وكل مَا ... ضمن السيوف فَإِنَّهُ مَضْمُون)
2659 - يُوسُف بن المظفر بن أَحْمد بن أبي بكر عبد الله بن نصر الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي حران الْحَنَفِيّ الْجمال أَبُو المظفر ولد فِي منتصف رَجَب سنة 646 بحران وَسمع من شيخ الشُّيُوخ جُزْء ابْن عَرَفَة وَمن يحيى بن أبي مَنْصُور الصَّيْرَفِي وَحدث ذكره ابْن رَافع والذهبي فِي معجميهما وَقَالَ الْعدْل الْكَبِير نَاب فِي حسبَة دمشق مُدَّة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة 728
2660 - يُوسُف بن مظفر بن أَحْمد الْحَرَّانِي ولد سنة 650 تَقْرِيبًا وَسمع من ... روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وَمَات فِي نصف صفر سنة 745(6/251)
2661 - يُوسُف بن مظفر بن عمر بن أبي الفوارس مُحَمَّد المعري جمال الدّين ابْن الوردي أَخُو زين الدّين وَهُوَ الْأَكْبَر ولد قبل سنة 680 وَسمع المسلسل على ابْن السكرِي أَنا ابْن الجميزي وَكَانَ فَقِيها ماهراً حفظ التَّنْبِيه واشتغل بالحاوي وَكَانَ ينْقل من الرَّافِعِيّ الْكَبِير مَعَ فقه نفس وجود يَد وَولي قَضَاء بِلَاد معاملات حلب وَكَانَ ضَعِيفا فِي الْعَرَبيَّة طَوِيل الْقَامَة ولأخيه زين الدّين فِيهِ عدَّة مقطعات من مديح ومعاتبة وَغير ذَلِك مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 749 بالطاعون أَيْضا وَفِيه يَقُول أَخُوهُ
(أخي أبقى ببذل المَال ذكرا ... وَإِن لاموه فِيهِ ووبخوه)
(أَزَال فِرَاقه لذات ذكرى ... وكل أَخ مفارقه أَخُوهُ)
2662 - يُوسُف بن مظفر بن كوركيك بن الشّرف بن سماك الكحال ولد سنة 616 وَسمع من ... . روى عَنهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة والتقي السُّبْكِيّ وَغَيرهمَا وَمَات سنة ... وَسَبْعمائة
2663 - يُوسُف بن مُوسَى بن أَحْمد صَلَاح الدّين ابْن شيخ السلامية رَأس وَهُوَ شَاب وَكَانَ تنكز يقدمهُ ويكرمه وصاهر الشَّمْس غبريال الْوَزير فِي سنة 718 وَمَات قبل أَن يدْخل فِي سنّ الكهولة فِي ذِي الْحجَّة سنة 730
2664 - يُوسُف بن مُوسَى بن سُلَيْمَان بن فتح بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجذامي الرندي قَالَ ابْن الْخَطِيب روى عَن عبد الْوَاحِد بن أبي السداد وَأبي جَعْفَر ابْن الزبير وَابْن برطال وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن الطنجي وَأبي الْحُسَيْن بن(6/252)
مَنْظُور وَعلي بن مُحَمَّد بن سمعون وَمُحَمّد بن عِيَاض وَخلق كثير وصنف الخصائص النَّبَوِيَّة وَله ديوَان شعر وَخمْس الْبردَة وَله أرج الأرجاء فِي مسرح الْخَوْف والرجاء قَالَ وَكَانَ حسن اللِّقَاء والخلق وَالْعشرَة ولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وَقد أسن وَفِيه بَقِيَّة ظرف وَمن مدائحه النَّبَوِيَّة قصيدة أَولهَا
(لما تناهى الصب فِي تسويفه ... درت الدُّمُوع اعتاضها بعفيفه)
وَمن شعره
(لوعة الْحبّ فِي فُؤَادِي تعاصت ... أَن تداوى وَلَو أَتَى ألف راق)
(كَيفَ تبرى من عله وَعَلَيْهَا ... زَائِد عِلّة النَّوَى والفراق)
مَاتَ سنة 767
2665 - يُوسُف بن ندا بن نجا بن رجا بن قطامي الْبكْرِيّ الزرعي الخباز ولد سنة 658 وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة 723
2666 - يُوسُف بن هَارُون بن أسعد بن عبد الْكَرِيم الثَّقَفِيّ القاياني الْمصْرِيّ جلال الدّين بن نجم الدّين ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة 666 وَسمع(6/253)
من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَعبد الرَّحِيم ابْن خطيب المزة وَأبي بكر ابْن الْأنمَاطِي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ النُّور الهمذاني وَغَيره وَكتب عَنهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَمَات فِي 18 شعْبَان سنة 723 وعاش عَمه كَمَال الدّين مُحَمَّد بن أسعد بعده
2667 - يُوسُف بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام السّلمِيّ الدِّمَشْقِي جمال الدّين بن أبي البركات بن أبي الطَّاهِر ابْن شيخ الْإِسْلَام عز الدّين السّلمِيّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 688 وَسمع من مُحَمَّد بن مشرف مَجْلِسا من أمالي أبي مُوسَى الْمَدِينِيّ وَحدث سنة 76 سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَأَجَازَ لَهُ ابْن الموازيني وَابْن الْقيم الْمصْرِيّ وَغَيرهم وَكَانَ يُبَاشر فِي الْأَوْقَاف وعَلى ذهنه فَوَائِد مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 776 وَلَو سمع على قدر سنة لَكَانَ مُسْند عصره وَهُوَ قريب المسندة زَيْنَب بنت يحيى
2668 - يُوسُف بن يحيى بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن نجم الْحَنْبَلِيّ الشِّيرَازِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو المحاسن بن سيف الدّين ولد سنة 665 وأحضر على أَبِيه وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَاب الخشوعي وَمَات سنة 672 وَسمع عَلَيْهِ الْخَامِس وَالسَّابِع والعاشر وَالْحَادِي عشر من الحنائيات وجزء ابْن زبر الصَّغِير وأسمع من أبي عَمْرو ابْن شَيبَان وَابْن البُخَارِيّ وَابْن المجاور والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَولي تدريس الصالحية ونظرها ودرس بغَيْرهَا وَولي مشيخة الكاملية سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَأثْنى عَلَيْهِ وَآخَرُونَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 751(6/254)
2669 - يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق بن يحيوا المريني المغربي مرين عرب من ظواهر فاس فرسَان شجعان يُقَاتلُون بِغَيْر جنَّة وَكَانَ أول مظهر مَعَ رئيسهم أبي سعيد عبد الْحق جدا هَذَا فِي سنة عشر وسِتمِائَة وَكَانَ داهية مَاكِرًا شجاعاً فاستخاص لنَفسِهِ مملكة وَضم إِلَيْهِ قومه ثمَّ قَامَ أَخُوهُ عُثْمَان أَخُو عبد الْحق عَم هَذَا فِي حُدُود سنة 43 وَهِي الدولة المرينية وَملك فاس وَمَات فَقَامَ أَخُوهُ مُحَمَّد الْأَعْرَج ثمَّ أَخُوهُ أَبُو بكر ثمَّ عمر ثمَّ قَامَ يَعْقُوب وَتمكن ودانت لَهُ الْمغرب فَبَقيَ فِي الْملك ثمانياً وَعشْرين سنة فَمَاتَ بالجزيرة الخضراء فتملك ابْنه أَبُو يَعْقُوب هَذَا وتلقب الْأَصْفَر وحاصر تلمسان بعد السبعمائة فَقتل بظاهرها وثب عَلَيْهِ خَادِم أسود على فرَاشه ففتك بِهِ مواطأة من أَخِيه أبي بكر وَكَانَ قَتله ذِي الْقعدَة سنة خمس وَقتل بِهِ وتسلطن بعده حفيده عَامر بن عبد الله ثمَّ مَاتَ مسموماً بطنجة بعد سنة وَنصف وَولي أَخُوهُ أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان فَأَقَامَ ثَلَاثَة سِنِين وَمَات على رِبَاط الْفَتْح وتسلطن عَم أَبِيه أَبُو سعيد عُثْمَان ابْن يَعْقُوب بن عبد الْحق فامتدت أَيَّامه كَمَا تقدم ذَلِك فِي تَرْجَمته ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة أرخ قَتله فِي 7 ذِي الْقعدَة سنة 6 وَهُوَ الْمُعْتَمد وَقَالَ فِي تَرْجَمته كَانَ عالي الهمة وَله الوقعات الْمَشْهُورَة مَعَ(6/255)
الفرنج وَجَرت بَينه وَبَين ابْن الْأَحْمَر صَاحب الأندلس منافرات ثمَّ قدر أَنه وصل إِلَى يُوسُف مستعيناً وأعظمته الْمُلُوك شرقاً وغرباً وجاءته الْهَدَايَا من كل وجهة ونازل تلمسان فامتنعوا مِنْهُ فَحَاصَرَهُمْ وَبنى تجاهها مَدِينَة سَمَّاهَا تلمسان الجديدة وَأقَام على ذَلِك ثَمَانِيَة أَعْوَام إِلَى أَن قيض الله لَهُ عبدا خَصيا حَبَشِيًّا حقد عَلَيْهِ أَنه قتل قَرِيبا لَهُ فِي جِنَايَة جناها فَاسْتَقْبلهُ يَوْمًا وَهُوَ فِي قصره فوجأه بسكين فَأتى على نَفسه وضج الْقصر ففر الْقَاتِل العَبْد من تلمسان فصاحوا فِي أَثَره فامسك وَقتل من حِينه على ذَلِك وَكَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة 706 وَكَانَت مُدَّة ملكه إِحْدَى وَعشْرين سنة
2670 - يُوسُف بن يُوسُف بن إِسْرَائِيل بن يُوسُف بن أبي الْحسن الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ بدر الدّين بن جمال الدّين اشْتغل كثيرا وناظر وباشر الْإِعَادَة بالظاهرية وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 725 وَلم يكمل الْأَرْبَعين
2671 - يُوسُف بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حمويه الْجُوَيْنِيّ فَخر الدّين بن شرف الدّين بن تَاج الدّين شيخ الشُّيُوخ بالسميساطية مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 701 وَاسْتقر بعده فِي مشيخة الشُّيُوخ القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة قَاضِي دمشق يَوْمئِذٍ
2672 - يُوسُف بن أبي بكر ابْن خطيب بَيت الْآبَار ولد سنة 689 وتعانى المباشرات ثمَّ بَاشر فِي ديوَان تنكز وَكَانَ جواداً مطعاماً دَاره مألف الضيفان وَكَانَ القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي يُحِبهُ ويكرمه فَلَمَّا ولي الْقَضَاء بِمصْر طلبه على الْبَرِيد فولاه نظر الصَّدقَات والأيتام وَكَانَ يحضر دَار الْعدْل مَعَ الْقُضَاة(6/256)
وأحبه المصريون لفتوته ومكارمه وَولي نظر المطابخ والأسرى والمرستان مُدَّة وَحسنت فِيهَا سيرته وَولي الْحِسْبَة وَفِي الْآخِرَة عظمت مَنْزِلَته عِنْد صرغتمش فَلَمَّا أمسك صودر وَضرب وأهين وَنفي إِلَى قوص ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَاهِرَة بطالاً وَمَات على ذَلِك وَكَانَ شكلاً تَاما مهاباً فِي الْعَامَّة لطيفاً مَعَ أَصْحَابه فِي خلوته عَظِيم الرِّئَاسَة طَاهِر اللِّسَان لَا يذكر أحدا إِلَّا بِخَير وَكَانَ ملْجأ الشاميين فِي زَمَانه وَخرج لَهُ ابْن ايبك الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بهَا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 761 وَقد قَارب الثَّمَانِينَ
2673 - يُوسُف بن أبي الْبَيَان الإسرائيلي كَانَ يَهُودِيّا يخْدم فِي الِاسْتِيفَاء بصفد وخدم بِدِمَشْق عِنْد أرجواش وَغَيره وَأسلم اخْتِيَارا لِأَنَّهُ كَانَ يجْتَمع بِابْن تَيْمِية وَابْن الْوَكِيل وَكَانَ وادعاً لأشرفية وَمَات فِي رَجَب سنة 741 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
2674 - يُوسُف بن أبي عبد الله بن يُوسُف بن سعد النابلسي جلال الدّين أَبُو المحاسن الشَّافِعِي ولد قبل سنة أَرْبَعِينَ وَسمع من عَمه خَالِد بن يُوسُف النابلسي ومجد الدّين الإِسْفِرَايِينِيّ وَشَيخ الشُّيُوخ وَغَيرهم واشتغل بالفقه وَولي قَضَاء بعلبك وطرابلس ودرس وَأفْتى وَكَانَ مَحْمُودًا وَمَات قَرِيبا من سنة 710 وَقد روى عَنهُ القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة
2675 - يُوسُف بن أبي الْفَتْح بن مَحْمُود بن أبي الْوَحْش أَسد بن سَلامَة ابْن سُلَيْمَان بن فتيَان جمال الدّين الشَّيْبَانِيّ سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهمَا وَحدث وَهُوَ أَخُو كَمَال الدّين ابْن الْعَطَّار(6/257)
الشَّيْبَانِيّ مَاتَ فِي 19 رَجَب سنة 751 بديد من أَعمال عجلون وَكَانَ جندياً روى عَنهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع وَغَيرهمَا وَكَانَ قد انْقَطع فِي زاويته إِلَى أَن ضعف وانحنى وَالنَّاس يعظمونه ويهرعون إِلَى زيارته ويقبلون يَده ويلتمسون بركته
2676 - يُوسُف بن الكيال الْحلَبِي الصُّوفِي ذكر الشَّيْخ برهَان الدّين سبط ابْن العجمي أَنه حَدثهُ بالتائية لِابْنِ الفارض الْمُسَمَّاة نظم السلوك وَأَنه سَمعهَا على سبط ابْن الفارض بِسَمَاعِهِ من جده وَأَنه سمع على السبط أَيْضا التَّرْجَمَة الَّتِي جمعهَا لجده وَهِي فِي أول ديوانه قَالَ وَمَا أَظُنهُ مُتَعَمدا للكذب لِأَنَّهُ مولى متقشف متعفف كثير السّكُون وَلكنه لَيْسَ من أهل الحَدِيث فَيعرف استقامة شَيْء أم لَا وَكَانَ أَكثر إِقَامَته بقلعة الْمُسلمين من مُعَاملَة حلب
2677 - يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الأردبيلي مُصَنف كتاب الْأَنْوَار فِي الْفِقْه فِي مجلدين قَالَ العثماني قَاضِي صفد أَنه فِي سنة 79 كَانَ مَوْجُودا بأردبيل وَهُوَ شيخ الْمشرق فِي هَذَا الْعَصْر كَبِير الْقدر غزير الْعلم أناف على السّبْعين وَهُوَ جد الشَّيْخ جلال الدّين عبيد الله ابْن الشَّيْخ تَاج الدّين عوض بن مُحَمَّد الأردبيلي مولدا الشرواني منشأ لأمه وَكَانَ يقرئ(6/258)
فِي الْمَذْهَب
2678 - يُونُس بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْقوي بن قَاسم بن دَاوُد الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي فتح الدّين أَبُو النُّون الدبابيسي ولد سنة 635 وأسمع على أبي الْحسن ابْن المقير يَسِيرا فَكَانَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَجمع جم من أَصْحَاب السلَفِي وَغَيرهم وَخرج لَهُ عَنْهُم أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك معجماً جوده لِأَن غالبهم من مَشَايِخ الدمياطي فسهل عَلَيْهِ الْأَمر فِي ذَلِك وأفرد مِنْهُم أَصْحَاب السلَفِي فِي جُزْء ثمَّ ذيل على المعجم بذيل وَحدث قَدِيما سمعُوا مِنْهُ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ الْمزي والبرزالي وَابْن نباتة وَأَبُو الْعَلَاء الفرضي وَمَات قبله بدهر والقطب الْحلَبِي وَأَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي والسبكي وَابْن رَافع وَكَانَ سَاكِنا دينا صبوراً على السماع حسن السمت مَعَ أميته مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 729
2679 - يُونُس بن أَحْمد بن صَلَاح القرقشندي شرف الدّين الشَّافِعِي تفقه كثيرا واشتهر وَأفْتى وَأعَاد وَكَانَ لَهُ سَماع فِي الْمُوَطَّأ فقصدوه ليسمعوا عَلَيْهِ فَامْتنعَ استصغاراً لنَفسِهِ وَكَانَ يُعِيد بزاوية الشَّافِعِي بالجامع بِمصْر وَوَقع بَينه وَبَين المحوجب مُنَازعَة فانفصلا على غضب فبكر عَلَيْهِ المحوجب واستغفر لَهُ وَقَالَ رَأَيْت الشَّافِعِي فِي الْمَنَام فَقَالَ لَا تنازعه مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 725(6/259)
2680 - يُونُس بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن الْحسن بن الْعَبَّاس بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر الصَّادِق الْحُسَيْنِي أَبُو مُحَمَّد نَاصِر الدّين بن ولي الدولة بن شرف الْملك الدِّمَشْقِي ولد سنة 45 وَسمع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي 27 الْمحرم سنة 726
2681 - يُونُس بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن بن جَامع بن عبد الْكَرِيم الْأنْصَارِيّ الْحَنَفِيّ ولد سنة 617 واشتغل قَلِيلا وَسمع فِي سنة 629 من النجيب عبد الله بن عمر خطيب بَيت الْآبَار وَغَيره وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فِي رحلته بكرَة يَوْم السبت شَيْئا فاتفق أَنه مَاتَ يَوْم الْأَحَد 14 شَوَّال سنة 707 وعاش تسعين سنة وَكَانَ مُؤذن الْجَامِع الْأمَوِي قَالَ البرزالي كَانَ رجلا صَالحا
2682 - يُونُس بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن نَاصِر الدّين الْحُسَيْنِي كَبِير الْأَشْرَاف بِدِمَشْق ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 645 وَسمع من خطيب مردا من مُسْند أبي يعلي وَحدث عَنهُ وَكَانَ خيرا متودداً إِلَى النَّاس مَاتَ سنة سِتّ أَو 727
2683 - يُونُس بن حَمْزَة بن عَبَّاس الأربلي أَبُو مُحَمَّد الْقطَّان كَانَ يُقَال إِنَّه(6/260)
ولد سنة 606 باربل وَطَالَ عمره جدا وَلم يُوجد لَهُ سَماع وَلَا إجَازَة على قدر سنه فقرؤا عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن دَاوُد بن معمر بن الفاخر وَلم يقدموا على أَن يقرؤا عَلَيْهِ عَن أقدم مِنْهُ لتوقفهم فِي تَحْقِيق سنة مولده وَكَانَت وَفَاته فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة 718
2684 - يُونُس بن عبد الْمجِيد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ القَاضِي سراج الدّين الأرمنتي ولد بأرمنت سنة 644 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَعمر بن يُونُس العامري وَالْمجد ابْن دَقِيق الْعِيد وَأَجَازَهُ بالفتوى وَسمع من غَيرهم وتفقه على الظهير التزمنتي وَحدث وَأفْتى ورافق الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الرّفْعَة فِي الْإِعَادَة بمدرسة زين التُّجَّار فَحكى عَن ابْن الرّفْعَة قَالَ بكرت يَوْمًا فَوَجَدته فَكَانَ كل من يجِئ من الطّلبَة يجِئ عِنْدِي حَتَّى اتسعت الْحلقَة ووصلت إِلَيْهِ فَأخذ سجادته على كتفه وَنظر إِلَيّ فَقَالَ أروح إِلَى الْجَامِع ألقِي درسين فِي الْأُصُول والنحو يعرض بِأَنِّي لَا مهارة لي فيهمَا كالفقه قَالَ الْكَمَال الأدفوي كَانَ حسن المحاضرة مليح الْمُجَاورَة صنف الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَكتاب الْجمع وَالْفرق وَولي قَضَاء اخميم فِي ولَايَة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز ثمَّ ولي بهنسا فِي ولَايَة ابْن دَقِيق الْعِيد ثمَّ ولي قَضَاء قوص فِي ولَايَة ابْن جمَاعَة بعد أَن ولاه بلبيس والشرقية قَالَ وَرَأَيْت بِخَطِّهِ لنَفسِهِ
(الْحَال مني يَا فَتى ... يُغني عَن الْخَبَر الْمُفِيد)(6/261)
(وَبِغير سكين ذبحت ... وأدرجوني فِي الصَّعِيد)
قَالَ وَكَانَ كَذَلِك لم يزل بقوص إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ الْقَائِل
(شَرط الْكَفَاءَة سِتَّة قد حررت ... يُغْنِيك عَنْهَا بَيت شعر مُفْرد)
(نسب وَدين صَنْعَة حريَّة ... فقد الْعُيُوب وَفِي الْيَسَار تردد)
وَقيل وَفَاته أَن لَا يكون الزَّوْج بولِي للزَّوْجَة وَلَا لأَهْلهَا وَهَذَا مَرْدُود فَإِنَّهُ يدْخل فِي النّسَب وَله
(إِن ترمك الأقدار فِي أزمة ... أوجبهَا أجرامك السالفه)
(فافزع إِلَى رَبك فِي كشفها ... لَيْسَ لَهَا من دونه كاشفه)
وَله ثمَّ رَأَيْته فِي الْبَدْر السافر أنْشدهُ ليونس بن مُحَمَّد الحريري الْآتِي ذكره وَهُوَ بِهِ أشبه
(لما بَدَت بَين أتراب لَهَا من طي ... خود طوت ثوب وَصلى بعد نشر وطي)
(قلت سقيت بدمعي حبكم يَا مي ... قَالَت عجب مَا رَأينَا ميت يسْقِي حَيّ)
قَالَ الْكَمَال بن جَعْفَر أَنْشدني لنَفسِهِ
(يدل على أَن لَا اعْتِبَار بعلة ... مَوَانِع يبديها إِذا قَاس قائس)(6/262)
(فنقض وقلب ثمَّ قَول بِمُوجب ... يَلِي عدم التَّأْثِير وَالْفرق خَامِس)
مَاتَ من لسعة ثعبان فِي ربيع الْآخِرَة سنة 725
2685 - يُونُس بن عِيسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الأرمنتي قَالَ الْكَمَال الأدفوي كَانَ فَقِيها فَاضلا قَلِيل الْكَلَام كثير الحشمة وَاسع الصَّدْر سمع من أبي الْعَبَّاس الْقُرْطُبِيّ وَأخذ عَن خَاله الرضي الأرمنتي والجلال الدشناوي وَولي الْقَضَاء بأماكن كأدفو ودشنا وأسوان وقمولا وناب بقوص قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض والحساب والشروط ودرس بالمعزية بقوص وَأعَاد بالشمسية وَكَانَ حُلْو المحاضرة مَعَ المهابة وَفقه النَّفس وَكَانَ يتَكَلَّم على الْوَسِيط كلَاما حسنا وَلما حج أخيراً أعجب ابْن جمَاعَة سمته وَأحسن إِلَيْهِ وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الشرقية فَقَالَ أَنا فِي آخر الْعُمر مَا أخرج من وطني وأنأى من حضر قَاضِيا أقرني على حَالي والكد عَلَيْهِ وَرجع إِلَى قوص فَمَاتَ بهَا سنة 724 سقط من علو فَمَاتَ
2686 - يُونُس بن مُحَمَّد بن أَيُّوب البعلي أَبُو النُّون النساج سمع من الْحجاز ثلاثيات البُخَارِيّ وثلاثيات الدَّارمِيّ وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين وعاش بعْدهَا
2687 - يُونُس بن مُحَمَّد بن يُونُس بن أبي الْقَاسِم الْحَرَّانِي أَبُو النُّون ابْن الْقصار الدَّلال ولد سنة 650 وأسمع على النجيب الْحَرَّانِي السَّادِس والعاشر وَالْحَادِي عشر من موافقاته وَمن أبي بكر بن الْعِمَاد مصافحاته وَحدث مَاتَ(6/263)
فِي 12 جُمَادَى الأولى سنة 739 ذكره ابْن رَافع
2688 - يُونُس بن مُحَمَّد الجابري الحريري قَالَ الْكَمَال جَعْفَر نبغ فِي الشّعْر وبرع حَتَّى فاق أَبنَاء جنسه وَله من قصيدة
(جفناها فَإِن أهاجت بكاء ... يمْنَع النُّطْق فانعفا إِيمَاء)
(إِن هذي الْبِقَاع كَانَت لأسما ... ء قَدِيما فَأَصْبَحت أَسمَاء)
(أَيهَا الرّبع إِن عَيْني تبكيك ... وَإِن كنت كاتمي الأنباء)
(غادرتني دماك أبْكِي دِمَاء ... وَلَقَد زادني بلاك بلَاء)
(كل يَوْم لمهجتي يحدث الْبَين ... مد الدَّهْر غَارة شعواء)
قَالَ جَعْفَر مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود سنة 720
2689 - يُونُس بن أبي بكر ابْن الحسام الرَّازِيّ كَانَ جده قَاضِي الْقُضَاة وَكَانَ هُوَ يلبس الجندية وخدم دويدارا عِنْد منجك نَائِب الشَّام وَمَات على ذَلِك فِي شهر ربيع الأول سنة 772 وَله نَحْو الْأَرْبَعين
2690 - يُونُس النوروزي عَتيق الْأَمِير جرجي الناصري تنقل فِي الْخدمَة إِلَى أَن أَمر طبلخاناة وَولي إمرة ببعلبك ثمَّ اتَّصل بِالظَّاهِرِ برقوق فاستقر عِنْده دويداراً كَبِيرا وَتقدم فِي سلطنته الأولى وَكَانَت لَهُ حُرْمَة وافرة وتغلب عَلَيْهِ محبته لأهل الْخَيْر وَعمر الخان الْكَبِير الَّذِي بعد غَزَّة فِي طَرِيق مصر فَعظم النَّفْع بِهِ وَله آثَار حَسَنَة وَحضر عدَّة وقعات كَانَ النَّصْر على يَده فِيهَا إِلَى أَن كَانَت أول فتْنَة يلبغا الناصري فَخرج مَعَ الْأُمَرَاء الَّذين جهزهم الظَّاهِر برقوق لدفاع المتغلبين فانكسر فِي الْوَقْعَة(6/264)
بِجَانِب دمشق من جِهَة الشمَال فَلَمَّا انهزم مَعَ من انهزم ظفر بِهِ الْأَمِير عنقاء بن شطي من آل مري فَقتله وَقطع رَأسه وتقرب بِهِ إِلَى الناصري وَذَلِكَ فِي سنة 771(6/265)