واشتغل وَسمع الحَدِيث واخذ عَن الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك وتعانى الأداب واتقن الْخط وَالنّظم والانشاء وَكتب فِي الدِّيوَان زَمَانا ثمَّ أَصَابَهُ سهم فِي وقْعَة حمص فِي صُدْغه سنة 680 فَكَانَ سَبَب عماه فَلَزِمَ بَيته وَكَانَ يحب جمع الْكتب حَتَّى انه لما مَاتَ ترك نَحْو الْعشْرين خزانَة ملأى من الْكتب النفيسة وَمَات فِي شعْبَان سنة 730 وَكَانَ من شدَّة حبه للكتب إِذا لمس الْكتاب يَقُول هَذَا الْكتاب الْفُلَانِيّ ملكته فِي الْوَقْت الْفُلَانِيّ واذا طلب مِنْهُ اى مُجَلد كَانَ قَامَ إِلَى الخزانة فتناوله كانه كَمَا وَضعه فِيهَا وَله من التصانيف ديوَان شعره وشنف الآذان فِي مماثلة تراجم قلائد العقيان وسيرة النَّاصِر وسيرة الْمَنْصُور وسيرة الْأَشْرَف وقلائد الفرائد فِيمَا للعصر من الْفَوَائِد والدر المنتظم فِي مفاخرة السَّيْف والقلم وافاضل الْحلَل على جَامع قلعة الْجَبَل وَمُخَالفَة الرسوم فِي الوشى المرقوم وَمن نظمه
(قَالُوا أَلا تنظر مَا قد جرى ... من حنبلي زَاد فِي لغوه)
(فَقلت هَذَا خشكنان انا ... وَالله مَا ادخل فِي حشوه)(2/335)
وَله
(قَالَ لي من رأى صباح مشيبي ... عَن شمال من لمتى وَيَمِين)
(أَي شَيْء هَذَا فَقلت مجيباً ... ليل شكّ محاه صبح يَقِين) وَله
(سلبتنا شَبابَة بهواها ... كل مَا ينْسب اللبيب إِلَيْهِ)
(كَيفَ لَا والمحسن القَوْل فِيهَا ... آخذ أمرهَا بكلتا يَدَيْهِ) وَله
(كم راينا من أبي دلف ... خَبره يُربي على خَبره)
(ثمَّ ولي بالممات وَمَا ... ولت الدُّنْيَا على اثره) وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ عَنهُ انه نقل النّسَب الْمَذْكُور من خطّ أَبِيه إِلَّا عبد الله فَإِنَّهُ بِخَط شَافِع بن فَارس قَالَ وَفَارِس هُوَ ابْن بكر ابْن شَدَّاد ابْن عَامر بن الملوح بن يعمر السراج بن عَوْف بن كَعْب بن عَامر ابْن لَيْث بن بكر بن عبد مَنَاة بن كنَانَة كَذَا قَالَ قَالَ وَكَانَ أبي سماني باسمه عليا وَرَأَيْت بِخَطِّهِ عَليّ بن عَليّ وَذكر ابْن رَافع فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ انه سبط القَاضِي محيي الدّين عبد الله بن عبد الظَّاهِر ويلقب نَاصِر الدّين قَالَ وَسمع من جده لِأَبِيهِ وَمن خطيب المزة وَعبد الرَّحِيم الدَّمِيرِيّ وَأَجَازَ لَهُ جمال الدّين ابْن مَالك قَالَ وَرَأَيْت خطه لَهُ بِالْإِجَازَةِ قَالَ وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن النّحاس وَذكره البرزالي فَقَالَ كَانَ مَشْهُورا بالفضيلة(2/336)
وَفِي الْأَدَب كثير الحكايات والنوادر وتصدر لإقراء النَّحْو بالجامع الصَّالِحِي قلت وَهُوَ ابْن اخت محيي الدّين لَا سبطه وَمَات فِي لَيْلَة رَابِع عشرى شعْبَان سنة 730
1923 - شَافِع بن عمر بن إِسْمَاعِيل الجيلي الْحَنْبَلِيّ تفقه على القَاضِي تَقِيّ الدّين الزريراتي وَغَيره وَسمع من ابْن الطبال وَالِد واليبى وَغَيرهمَا واعاد بالمستنصرية ودرس بالمجاهدية وَكَانَ ماهراً فِي الطِّبّ وَالْفِقْه وَالْأُصُول مَاتَ فِي شَوَّال سنة 741
1924 - شَافِع بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن شَافِع السلَامِي الصعيدي الاصل الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي جلال الدّين وَاسم أبي مُحَمَّد هجرس بِكَسْر الْهَاء وَالرَّاء بَينهمَا جِيم سَاكِنة ثمَّ مُهْملَة ولد سنة 673 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والأبرقوهي وَحفظ التَّنْبِيه وتنزل فِي الْمدَارِس وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحدث سمع مِنْهُ الْمزي والذهبي وَذكره فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ ابْن عَمه تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن رَافع بن أبي مُحَمَّد وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 744 بِدِمَشْق
1925 - شَاكر بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر عبد الرَّحِيم جلال الدّين ولد سنة خمسين تَقْرِيبًا وَسمع من أَبِيه وَاحْمَدْ بن عبد الدَّائِم والكمال(2/337)
ابْن عبد وايوب الفقاعي وَأبي بكر النشبي وَالْفَخْر على ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ كثير السّفر لِلْحَجِّ بِسَبَب الزَّيْت الْمَحْمُول إِلَى الْمَدِينَة من دمشق وَكَانَ محباً للرواية وَمَات فِي تَاسِع شعْبَان سنة 726 بِدِمَشْق
1926 - شَاكر بن ريشة القبطي الْوَزير تَاج الدّين ولي نظر الْخَاص بعد مقتل صرغتمش وَولي الوزارة بعد ابْن خصيب وَكَانَ يتعانى الْآدَاب وينظم الشّعْر مَاتَ سنة 760
1927 - شاه شُجَاع بن مُحَمَّد بن مظفر اليزدي ملك شيراز وَغَيرهَا من عراق الْعَجم سياتي فِي تَرْجَمَة وَالِده مَا وَقع لَهُ مَعَه انه اسْتَقر فِي المملكة بعد ان سجن اباه وَكَانَ اخوه شاه مظفر مقدما عِنْد أَبِيه عَلَيْهِ فَمَاتَ فِي حَيَاته وَقرر شاه شُجَاع أَخَاهُ شاه مَحْمُود اصبهان وقم وقاشان وَقد اشْتغل بِالْعلمِ واشتهر بِحسن الْفَهم ومحبة الْعلمَاء وَكَانَ ينظم الشّعْر وَيُحب الأدباء ويجيز على المدائح وَمن قصد من الْبِلَاد وَيُقَال انه كَانَ يقرئ الْكَشَّاف وَكتب مِنْهُ نُسْخَة بِخَطِّهِ الْفَائِق وَرَأَيْت خطه وَهُوَ فِي غَايَة الْجَوْدَة وَكَانَ ينظم الشّعْر الْحسن ويدرى الْأُصُول والعربية وَله اشعار كَثِيرَة بِالْفَارِسِيَّةِ وطالت أَيَّامه وَكَانَ حسن السِّيرَة فَلَمَّا(2/338)
استولى اللنك على بِلَاد الْعَجم وعراق الْعَرَب فبادر شاه شُجَاع إِلَى مهادنته ومهاداته فَكفى شَره فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت أوصى بمملكته لوَلَده زين العابدين وارسل إِلَى اللنك يوصيه عَلَيْهِ فاستقر وَلَده مَكَانَهُ وَاسْتقر عَمه أَبُو يزِيد مُحَمَّد بن مظفر اتابكه وَكَانَ شاه شُجَاع قد ابتلى بعلة عدم الشِّبَع فَكَانَ يَأْكُل وَلَا يشْبع حَتَّى كَانَ إِذا توجه إِلَى جِهَة تسير البغال محملة بالقدور الَّتِي عَلَيْهَا الْأَطْعِمَة فَلَا يزَال يَأْكُل وَهُوَ يسير وَلم يكن يقدر على الصَّوْم فَكَانَ يكفر وَكَانَ يبتهل إِلَى الله كثيرا أَن لَا يجمع بَينه وَبَين اللنك فاجيبت دَعوته وَمَات فِي سنة 787 قبل ان يَجِيء اللنك إِلَى عراق الْعَجم وَاسْتقر بعده فِي شيراز وَلَده زين العابدين وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بِالْملكِ وَقرر فِي كرمان اخاه أَحْمد وَقرر فِي أَصْبَهَان ابْن أَخِيه شاه مَنْصُور وَفِي يزدْ شاه يحيى ابْن اخيه وَقد قدمت فِي تَرْجَمَة زين العابدين مَا جرى لَهُ مَعَ أَقَاربه
1928 - شاه مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مظفر اخو شاه شُجَاع وثب على زين العابدين ابْن أَخِيه فكحله واستقل بالمملكة فَبلغ ذَلِك اللنك فَجعله(2/339)
سَبِيلا إِلَى قصد تِلْكَ الْبِلَاد فنازلها ودافع شاه مَنْصُور وَظَهَرت مِنْهُ شجاعة عَظِيمَة إِلَى ان قتل فِي المعركة
1929 - شاه ولي صَاحب مملكة مازندران هُوَ أول من قَصده اللنك من مُلُوك عراق الْعَجم فَوَقَعت بَينهمَا مصَاف ثَبت فِيهَا شاه ولي ثباتاً عَظِيما فعطف عَلَيْهِ من أكَابِر امرائه مُحَمَّد جوكان فَقتله غدراً وتقرب بِرَأْسِهِ إِلَى اللنك
1930 - شرف بن أَسد الْمصْرِيّ ولد سنة 670 تَقْرِيبًا وتعاني النّظم بالطبع لَا بِالْعلمِ وسلك فِي المجون مسالك لم يسْبق إِلَيْهَا وَعمل على طَريقَة ابْن مَوْلَاهُم فِي الصَّنَائِع فَكَانَ كِتَابه أَضْعَاف كتاب الأول وَفِيه مِائَتَا صَنْعَة للنِّسَاء خَاصَّة وَله من البلاليق والمشاشاة والزوائد مَا هُوَ مَشْهُور عِنْد لطفاء المصريين وَمَات فِي سنة 738
1931 - شرف خاتون بنت دَاوُد بن ظافر بن ربيعَة الْعَسْقَلَانِي الفاضلي اخت الشَّيْخ جمال الدّين الفاضلي ولدت سنة 648 وأحضرت سنة 49 على ابي الْفَهم اليلداني وَغَيره وَحدثت حَدثنَا عَنْهَا التقى ابْن عبيد الله بِالسَّمَاعِ وَمَاتَتْ سنة وَعشْرين وَسَبْعمائة
1932 - شرف بنت مُحَمَّد بن حسن بن مَسْعُود ام عَليّ بنت نقيب المنصورية والخطيب سَمِعت على أَحْمد بن ادريس بن مزيز عدَّة اجزاء سمع مِنْهَا(2/340)
الْبُرْهَان مُحدث حلب وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيرهمَا وَعَاشَتْ إِلَى بعد سنة 780
1933 - شريك بن نجام الطَّائِي اللامي من بني لَام قَبيلَة من طَيئ يكنى أَبَا الصَّهْبَاء من بادية الْحجاز قَالَ ابْن فضل الله لَقيته سنة 738 فانشدني لنَفسِهِ قصائد قَالَهَا فِي وقْعَة كَانَت بَينهم وَبَين بني مري مِنْهَا من قصيدة
(نواسل للقاء إِذا اجْتَمَعنَا ... عددنا مثل أقمار السَّمَاء)
(وَلما أَن أَتَوا قمنا إِلَيْهِم ... مقَام الاسد تقدم للضراء)
(وَقد جاؤا بعد لَا يباري ... يسد بِبَعْضِه رحب الفضاء)
(فلولا اننا كُنَّا رجَالًا ... تعود طفلنا ولغَ الدِّمَاء)
(لما اسقتهم منا رجال ... كؤوس الْمَوْت تحسى كالطلاء)
(وَلَكنَّا لآباء اقاموا ... على الصهوات شامخة الْبناء)
1934 - شطي بن عبِّيَّة امير آل عقبَة عرب البلقاء والكرك إِلَى تخوم الْحجاز مَاتَ فِي لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سنة 748(2/341)
1935 - شعْبَان بن أبي بكر بن عمر الأربلي ولد باربل سنة 24 وَنَشَأ بحلب وَصَحب جمال الدّين ابْن الطاهري وَسمع مَعَه من جمَاعَة بِدِمَشْق ومصر وَخرج لَهُ ابْن الطاهري مشيخة حدث بهَا بِدِمَشْق فَسمع مِنْهُ الْعَلامَة تَاج الدّين ابْن الفركاح وَغَيره وَحدث عَن عُثْمَان الشارعي وَعلي ابْن شُجَاع وَمُحَمّد بن انجب النِّعَال وَعبد الْغَنِيّ بن بَنِينَ وَغَيرهم وَكَانَ يعرف شُيُوخه ويحكى اشياء حَسَنَة مَاتَ بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة 711
1936 - شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الْأَشْرَف ابْن الْأَمِير الأمجد ابْن النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور ولد سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة بقلعة الْجَبَل وَقرر فِي السلطنة بعد خلع ابْن عَمه الْملك الْمَنْصُور بن المظفر حاجي فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس عشر شعْبَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وعمره عشر سِنِين وَكَانَ فِي أول أمره لَا تصرف لَهُ فِي شَيْء(2/342)
وانما الحكم ليلبغا فَلَمَّا قتل يلبغا اسْتَقل بالحكم وَكَانَ يعْزل ويولي من غير مشورة وَصَارَ فِي الْملك من غير مُنَازع وَلَا معاند وَحسنت سيرته وحبته الرّعية إِلَى الْغَايَة وَخرج إِلَى الْحَج فِي شَوَّال حَتَّى إِذا نزل بِالْبركَةِ على عَادَة الْحجَّاج فَأَقَامَ بهَا إِلَى يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي عشْرين شَوَّال ورحل بعساكره وأمرائه إِلَى جِهَة الْحجاز ثمَّ إِذا كَانَ رَابِع ذى الْقعدَة ففر من عقبَة ايلة إِلَى الْقَاهِرَة فاختفى بِالْقَاهِرَةِ فِي بَيت مغنية إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وَمَات فِي سنة 778 وعمره أَربع وَعِشْرُونَ سنة(2/343)
1937 - شعْبَان بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن كَامِل بن دربل الْمُؤَذّن البابي الْحلَبِي ولد سنة 660 تَقْرِيبًا واسمع على ابْن أبي عمر الْمَقْدِسِي وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ نَشأ بالصالحية وَصَارَ مُؤذنًا بِجَامِع دمشق وَحج مَرَّات وَمَات فِي لَيْلَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة 737
1938 - شعْبَان بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الْكَامِل بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور ولي السلطنة فِي ربيع الآخر سنة 746 بعد أَخِيه الصَّالح إِسْمَاعِيل بِعَهْد مِنْهُ إِلَيْهِ وَكَانَ شقيقه وَامْتنع جمَاعَة من الْأُمَرَاء ثمَّ وافقوا وسلطنوه فِي رَابِع شهر ربيع الآخر فاتفق انه لما ركب من بَاب النَّصْر إِلَى(2/344)
الأيوان يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع الشَّهْر ليحضر دَار الْعدْل لعب بِهِ الْفرس فَنزل عَنهُ وَمَشى خطوَات حَتَّى دخل الايوان فتطير النَّاس وَقَالُوا لَا يُقيم إِلَّا قَلِيلا فَكَانَ كَذَلِك واستعفى الْحَاج آل ملك من النِّيَابَة لِأَنَّهُ كَانَ يعرف طيش شعْبَان وتهوره فاعفاه الْكَامِل سَرِيعا لِأَنَّهُ كَانَ بلغه انه كره سلطنته فاعفاه وأرسله لأمرة صفد ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد ذَلِك واخرج يلبغا اليحياوي نَائِب حلب لنيابة دمشق وأحضر أرقطاي نَائِب دمشق لنيابة مصر وباشر السلطنة بمهابة فخافوه وَلكنه اقبل على اللَّهْو وَالنِّسَاء وَصَارَ يُبَالغ فِي تَحْصِيل الْأَمْوَال ويبذرها عَلَيْهِنَّ وولع بلعب الْحمام وَسَهل فِي النُّزُول عَن الاقطاعات فضم بذلك الْفَا دِينَار فثار عَلَيْهِ يلبغا اليحياوي بِدِمَشْق وأشاع خلعه مُعْتَمدًا على أَن النَّاصِر كَانَ أوصاه وَأوصى غَيره أَن من تسلطن من أَوْلَاده وَلم يسْلك الطرائق المرضية فجروا بِرجلِهِ وملكوا غَيره فَلَمَّا بلغ الْكَامِل جهز إِلَيْهِ عسكرا كثيفا فثار بِهِ من بَقِي من الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ فخلعوه بعد سنة وَدون الشَّهْر وَقرر أَخُوهُ المظفر حاجي وَذَلِكَ أول يَوْم من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 747 كَمَا تقدم فِي تَرْجَمَة حاجي واعدم بعد ذَلِك
1939 - شُعَيْب بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن شُعَيْب بن أَحْمد بن شُعَيْب بن أَحْمد ابْن شُعَيْب رضى الدّين أَبُو مَدين التّونسِيّ قَرَأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ انه كَانَ أحد اذكياء الْعَالم قَالَ وَذكر لي انه ولد فِي شعْبَان(2/345)
سنة 727 وانه اخذ عَن ابْن عبد السَّلَام والهواري وَمُحَمّد بن ابراهيم الاربلى وابى عبد الله بن بَحر التَّمِيمِي وَكَانَ عَلامَة فِي الْفِقْه والنحو واللغة والفرائض والحساب والمنطق جيد القريحة وافر الْفضل اتقن علوما عدَّة حَتَّى الْكِتَابَة والتزميك وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة سنة 57 ثمَّ سَافر إِلَى حماة وَتزَوج بهَا وبلغتنا وَفَاته فِي سنة 770 انْتهى
وانشد لَهُ اشعارا مِنْهَا
(يَا أوحد الْحسن هذى قصتي رفعت ... إِلَى مقامك والاشواق تنهيها)
(فَاكْتُبْ عَلَيْهَا يمسى وَصله ابدا ... حَتَّى ارى لي على العشاق تنويها)
1940 - شُعَيْب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَيْمُون المري المغربي الاصل ولد بطرِيق الْحجاز سنة 660 وتعاني النّظم والادب فاجاد وَله
(هزوا الغصون معاطفا وقدودا ... وجلوا من الْورْد الجنى خدودا)
(وَغدا الْجمال باسره فِي اسرهم ... فتقسموه مطارفا وتليدا)(2/346)
(فاذا ولدن اهلة واذا سرحن جآذرا واذا حملن اسودا)
(واذا لووا زرد العذار على النقا ... جعلُوا اللوا فَوق العقيق زرودا)
(رحلوا عَن الْوَادي فَمَا لنسيمه ... أرج وَلم أر فِي رباه الغيدا)
(وذوت غصون البان فِيهِ فَلم تمس ... طَربا وَلم أسمع بِهِ تغريدا)
(وكأنما هم بِأَنَّهُ وغصونه ... وظباء رباه وظله ممدودا) قَرَأت بِخَط إِبْرَاهِيم بن القطب الْحلَبِي فِي تَارِيخ مصر يكنى أَبَا مَدين والمرى بِضَم الْمِيم وبالمهملة وَذكر مولده وَقَالَ أَنه تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَأعَاد بِبَعْض الْمدَارِس وَمهر وَكَانَ فَقِيها فَاضلا
وَأنْشد لَهُ
(يَا ماطلين لقد أتعبتم الأملا ... وَلنْ يُطيق فُؤَادِي فَوق مَا أحتملا)
(تداركوا قبل أَن يقْضِي محبكم ... فَرُبمَا نَدم الْجَانِي إِذا قتلا)(2/347)
وَمَات فِي سنة 719
1941 - شُعَيْب بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَزِيز المحمدى الجنياوي ثمَّ الصفراوى ثمَّ الفاسى أَبُو مَدين أَخذ عَن أَبِيه وَعَن أبي زَكَرِيَّا السبتى وَأبي عبد الله بن النُّعْمَان وَالشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وَغَيرهم ذكره الاقشهري فِي فَوَائِد رحلته وَقَالَ أنتفعت بمجالسته والبسنى خرقَة التصوف عَن أَبِيه وَكَانَ زَاد عمره على الْمِائَة
1942 - شُعَيْب بن يُوسُف بن مُحَمَّد الاسيوطي شرف الدّين أَبُو مَدين الإسنائي مولدا ولد سنة 699 وَقَرَأَ على أَبِيه وتقي الدّين ابْن الْهمام وَعَطَاء الله بن عَليّ والخطيب عبد الرَّحِيم السمهودي وناب عَن ابْن جمَاعَة وَكَانَ خيرا منجمعاً وَمَات فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ
1943 - شهَاب بن عَليّ بن عبد الله المحسني أَبُو عَليّ شيخ أُمِّي مُقيم بتربة(2/348)
أقطاى بالقرافة سمع الْكثير من أبي الْحسن بن المقير وَابْن رواج وَحدث بالكثير وَتفرد بعدة أَجزَاء أَخذ عَنهُ ابْن سامة والسبكي ومحمود ابْن خَليفَة والذهبي وَغَيرهم قَالَ البرزالي كَانَ عِنْده عَن ابْن رواج نَحْو خمسين جُزْءا وَمَات فِي ربيع الأول سنة 708
1944 - شهدة بنت القَاضِي بدر الدّين أبي الْحسن بن عبد الْعَظِيم أم الحير المصرية الحصنية حضرت على السبط وَسمعت من الرشيد الْعَطَّار
1945 - شهدة بنت قَاضِي الْقُضَاة عز الدّين عبد الْعَزِيز بن قَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة سَمِعت بِقِرَاءَة أَبِيهَا وتعلمت الْكِتَابَة وَتَزَوَّجت بِالْقَاضِي تَاج الدّين المناوى وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الاخرة سنة 757
1946 - شهدة بنت الصاحب كَمَال الدّين عمر بن العديم ولدت يَوْم عَاشُورَاء سنة 621 وَسمعت من الكاشغري وَأَجَازَ لَهَا ثَابت بن مشرف وَسمعت أَيْضا من عمر بن بدر بن سعيد الْموصِلِي حضورا وتفردت عَنهُ وَكَانَت قد تزهدت وَتركت اللبَاس الفاخر بعد وَفَاة أَخِيهَا مجد الدّين وَمَاتَتْ(2/349)
فِي حلب سنة 709
1947 - شُهُود بنت عبد الْقَادِر بن عُثْمَان الْحَنْبَلِيّ النابلسي سَمِعت من عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نعْمَة الْعلم لأبي خَيْثَمَة سمع مِنْهَا الْبُرْهَان الْحلَبِي مُحدث حلب
1948 - شيبَة بن عَليّ بن جَابر أُسَمِّهِ مُحَمَّد سَيَأْتِي
1949 - شيخو الفارابي الناصري الساقي أحد الْأُمَرَاء بِمصْر وَالشَّام وَكَانَ يكْتب خطا حسنا كتب بِخَطِّهِ ربعَة بقلم الْمُحَقق فِي الْقطع الْبَغْدَادِيّ الْكَبِير ووقفها بالجامع الاموي وَمَات بِمصْر فِي ربيع الاخر سنة 752
1950 - شيخو الناصري تقدم فِي أَيَّام المظفر حاجي وأستقر فِي أول دولة النَّاصِر حسن من رُؤْس المشورة ثمَّ كَانَت الْقَصَص تقْرَأ عَلَيْهِ وَصَارَ زِمَام الْملك بِيَدِهِ وَعظم شَأْنه إِلَى أَن كَانَ فِي شَوَّال سنة 51 فَكتب لَهُ بنيابة طرابلس وَهُوَ فِي الصَّيْد فَسَارُوا بِهِ إِلَى دمشق فوصل الامر باقامته بهَا فَلم يلبث أَن أمسك ثمَّ سجن بالإسكندرية فَلَمَّا أستقر الصَّالح صَالح أفرج عَنهُ فِي رَجَب سنة 52 وأستقر على عَادَته أَولا وَتوجه مَعَ الصَّالح فِي نوبَة أرغون الكاملي وَخرج إِلَى الأحدب بالصعيد وأبلى(2/350)
فِي الْعَرَب المفسدين بلَاء حسنا ثمَّ أَنه قَامَ فِي خلع الصَّالح واعادة النَّاصِر حسن فِي شَوَّال سنة 55 وأستقر هُوَ مُدبر المملكة وزادت عَظمته وَكثر دخله حَتَّى قيل أَنه كَانَ يدْخل لَهُ من أقطاعاته وأملاكه ومستاجراته فِي كل يَوْم مِائَتَا ألف وَلم يسمع بِمثل ذَلِك فِي الدولة التركية وَعمر الْجَامِع والخانقاه بالصليبة فَلَمَّا كَانَ فِي ثامن شعْبَان سنة 58 وثب عَلَيْهِ مَمْلُوك يُقَال لَهُ آي قجا من مماليك السُّلْطَان المرتجعة عَن منجك فجرحه بِالسَّيْفِ فِي وَجهه وَفِي يَده فِي دَار الْعدْل بِحَضْرَة السُّلْطَان فَكَانَت سَاعَة صعبة مَاتَ فِيهَا من الزحام عدد كثير وَركب عشرَة من مقدمي الالوف فتوجهوا إِلَى قبَّة النَّصْر وَأمْسك آى قجا فقرر فَقَالَ مَا امرني أحد وَلَكِنِّي قدمت لَهُ قصَّة فَمَا قضى لي حَاجَتي فسمر آى قجا وطيف بِهِ وقطبت جراحات شيخو فَأَقَامَ مُدَّة وَلم يطلع بعْدهَا إِلَى القلعة بل الْعَسْكَر كُله يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ ويقفون فِي خدمته وتكرر نزُول السُّلْطَان إِلَيْهِ ليعوده(2/351)
إِلَى أَن مَاتَ فِي سادس عشرى ذِي الْقعدَة من سنة 758
1951 - شير زَاد بن مَمْدُود بن شير زَاد بن على شرف الدّين الرُّومِي الترجمان كَانَ أَبوهُ من بعلبك وتحول إِلَى دمشق وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم بِدِمَشْق وَحدث عَنهُ ثمَّ سَافر إِلَى الرّوم صُحْبَة الطواشي صَوَاب الأوحدي فَأَقَامَ نَحْو عشر سِنِين وَولي بهَا الانشاء وَترسل إِلَى الْمُلُوك ثمَّ توجه فِي الْبَحْر إِلَى مصر وتقرر ترجمانا للدولة للكتب الَّتِي ترد من بِلَاد الْعَجم فِي سلطنة قطز إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة 707 بِالْقَاهِرَةِ
وَقَالَ البرزالي فِي تَارِيخه كَانَ شَيخا حسن الْهَيْئَة وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ
(وَمن يقْصد الامر الَّذِي لَيْسَ مُمكنا ... ويطمع أَن يمسى بِهِ وَهُوَ ظافر)
(كباحث صَخْر يبتغى فِيهِ حَاجَة ... أنامله تدمى وتحفى الأظافر)(2/352)
1952 - شيرين شيخ الخانقاه البيبرسية بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي سَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 749 قَرَأت وَفَاته بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ
حرف الصَّاد الْمُهْملَة
1953 - صاروجا صارم الدّين نقيب النُّقَبَاء فِي الايام الناصرية مَاتَ فجاءة فِي سنة 736
1954 - صاروجا المظفرى صارم الدّين أحد الْأُمَرَاء الناصرية ثمَّ امسك بعد مَجِيء النَّاصِر من الكرك فِي وَاقعَة مير مُوسَى بن الصَّالح عَليّ ثمَّ أمره بصفد ثمَّ بِدِمَشْق كَانَ خير الطباع سليم الصَّدْر وَكَانَ مِمَّن أمسك بعد تنكز وأعتقل ثمَّ أَمر بكحله فَعميَ وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 743
1955 - صافى بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان بن علوان بن غُبَار بن مُحَمَّد الْحُرَيْثِيُّ الجبريني أَبُو الْقَاسِم ولد سنة 671 وَسمع عَليّ ابْن الْمُجبر الاربعين تَخْرِيج ابْن بلبان وَحدث وَمَات فِي نقلته من خطّ مُحَمَّد بن يحيى ابْن سعد من شُيُوخ حلب سنة 748
1956 - صَالح بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن نَاصِر وَيُقَال قَاسم الحوراني ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ أَبُو مُحَمَّد الحافظي ولد سنة 67 وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَابْن شَيبَان وَأبي بكر الهروى وَحدث حَدثنَا عَنهُ(2/353)
بِالسَّمَاعِ شَيخنَا أَبُو اسحاق التنوخي وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ ولد فِي عَاشر الْمحرم عِنْد وُرُود الْعَسْكَر من أنطاكية سنة 66 وَيُقَال مولده سنة 67 قَالَ البرزالي كَانَ رجلا خيرا لَهُ مَحْفُوظ وَهُوَ مكثر عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَمَات فِي لَيْلَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة 740
1957 - صَالح بن أَحْمد بن الانجب بن الكسار الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ الْمَدْعُو بِالْقَاضِي قوام الدّين أَبُو الْفضل بن الْحَافِظ صدر الدّين أسمعهُ وَالِده الْكثير من الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَابْن الملكاوي وَأَجَازَ لَهُ الشريف أَبُو الْبَدْر المراغي وَابْن ربيعَة الوَاسِطِيّ وَعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَسمع من الحريري مقاماته وَخرج لَهُ السرمرى مشيخة وَحدث وَمَات فِي سنة 744
1958 - صَالح بن أَحْمد بن عُثْمَان بن حَامِد بن عَليّ الهكاري البعلي صَلَاح الدّين القواس الشَّاعِر العابر ولد سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَصَحب الْفُقَرَاء وتعاني النّظم وتعبير الرُّؤْيَا فاجاد وَمَات سنة 723 وَهُوَ صَاحب الابيات السائرة ذَوَات الاوزان
(دَاء ثوى بفؤاد شفه سقم ... لمحنتي من دواعي الْهم والكمد)
(بأضلعي لَهب تذكو شرارته ... من الضنى فِي مَحل الرّوح من جَسَد)
(يَوْم النَّوَى ظلّ فِي قلبِي بِهِ ألم ... وحرقتي بلائي فِيهِ بالرصد) وَيُقَال أَنه يقْرَأ على ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ وَجها وَذكره الذَّهَبِيّ والبرزالي فِي معجميهما ووصفاه بالديانة والتواضع والفضيلة(2/354)
1959 - صَالح بن اسحاق بن مُحَمَّد بن ضرغام بن صَالح العامري جمال الدّين ابْن السوا العادلى ولد سنة 64 باسيوط وَسمع من أبن خطيب المزة الغيلانيات وَمن ابْن التَّاج المهروانيات وَمن أبي عبد الله بن النُّعْمَان وَأبي بكر بن الانماطي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَقَالَ كَانَ سَاكِنا وَبِيَدِهِ ثَبت بمسموعاته مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 743
1960 - صَالح بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد السنجاري الاصل الاسكندراني تَقِيّ الدّين ولد سنة 666 بدمنهور الْوَحْش وَنَشَأ بالإسكندرية وأسمع على مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ترْجم وَمُحَمّد بن عبد الْخَالِق بن طرخان والأبرقوهي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد والفوى وَآخَرُونَ ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ رَئِيسا يحب الْفُقَرَاء ودرس بالإسكندرية وَكَانَ أَمِين الحكم بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي أَمَانَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ومشيخة الطيبرسية وَحدث وَمَات فِي وَذكره الْبَدْر النابلسي فِي مُعْجَمه
1916 - صَالح بن تامر بن حَامِد الجعبري تَاج الدّين أَبُو الْفضل الشَّافِعِي ولد سنة بضع وَعشْرين وَسمع من يُوسُف بن خَلِيل والضياء صقر والنظام الْبَلْخِي وَالْمجد ابْن تَيْمِية فِي آخَرين وَولي الْقَضَاء فِي الْبِلَاد كبعلبك وَأول(2/355)
مَا تولى سنة 57 وناب بِدِمَشْق وَمهر فِي الْفَرَائِض ونظم فِيهَا وَكَانَ خيرا متواضعاً خطب بالجامع الاموي وأستسقى بِالنَّاسِ سنة 94 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مليح الشكل طَويلا وقورا حميد الاحكام حسن الْخلق خيرا عفيفا سعى الطرفة وَهُوَ صَاحب الجعبرية فِي الْفَرَائِض وَمَات فِي ربيع الأول سنة 706
1962 - صَالح بن سليم بن مَنْصُور بن سليم الحسباني ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ أَبُو التقي ولد بعد السبعمائة وَسمع من ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
1963 - صَالح بن عبد الْعَظِيم بن يُونُس بن عبد الْقوي بن ياسين بن سوار الفهمي تَقِيّ الدّين الْعَسْقَلَانِي سمع من النجيب الْحَرَّانِي وشمس الدّين بن الْعِمَاد وتقي الدّين بن رزين وَكَانَ دلالاً بالكتبيين وَحدث وَمَات فِي خَامِس عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 734 بِالْقَاهِرَةِ قلت حَدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ شَيخنَا أَبُو الْفرج بن حَمَّاد الْغَزِّي
1964 - صَالح بن عبد الله بن جَعْفَر بن عَليّ بن صَالح الاسدي محيي الدّين ابْن الصّباغ الْحَنَفِيّ الْكُوفِي ذكره التَّاج عبد الْبَاقِي فِي ذيل الوفيات فَقَالَ كَانَ فريداً فِي عُلُوم التَّفْسِير وَالْفِقْه والفرائض والادب نادرة الْعرَاق فِي ذَلِك مَعَ الزّهْد وَالْفضل والورع ألْقى الْكَشَّاف دروساً من صَدره ثَمَانِي(2/356)
مَرَّات مَعَ بحث وتدقيق وأيراد وتشكيك وَطلب لرئاسة الْحَنَفِيَّة بالمستنصرية فَامْتنعَ وَمَات فِي سنة 727 وَله 88 سنة وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه فِي حرف الصَّاد وَقَالَ ولد فِي ربيع الآخر سنة 39 وَأَجَازَ لَهُ سنة 50 الصغاني ثمَّ أنْشد عَنهُ بِالْإِجَازَةِ شعرًا عَن الصغانى وَقَالَ مَاتَ فِي سَابِع عشرى صفر وَذكره الصَّفَدِي فِي حرف الْعين الْمُهْملَة فَقَالَ عبد الله ابْن جَعْفَر إِلَى آخِره وَأَظنهُ وهم فِي ذَلِك ثمَّ رَأَيْته تبع الذَّهَبِيّ فَإِنَّهُ ذكره فِي سير النبلاء كَذَلِك وَكَانَ قد ذكره قبل ذَلِك فَقَالَ صَالح بن عبد الله إِلَى آخر مَا ذكر التَّاج عبد الْبَاقِي وَذكر أَنه أجَاز لَهُ الصغاني وَأَنه كَانَ يتفقه ويتزهد حَتَّى صَار عَالم الْكُوفَة وَمِنْهُم من زعم أَنه كَانَ إماميا أنْتَهى كَلَامه وَالتَّحْقِيق أَن اسْمه صَالح وَقد حدث صاحبنا القَاضِي تَاج الدّين النعماني قَاضِي بَغْدَاد بعد الْعشْرين وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق عَن عَمه حسام الدّين عَن محيي الدّين أبي الْفضل صَالح بن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد الله ابْن الصّباغ الْكُوفِي الرَّاشِدِي فَهَذَا هُوَ الْحق فِي أُسَمِّهِ وَوَصفه
1956 - صَالح بن عبد الله البطائحي شيخ المنيبيع بِالشَّام كَانَ لبيدرا حَال نيابته عَن السُّلْطَان بالديار المصرية فِيهِ اعْتِقَاد وَكَانَ أَصله من بِلَاد الْعرَاق(2/357)
وَلما دخل التتار دمشق فِي وقْعَة غازان عرفه جمَاعَة مِنْهُم فأكرموه وَنزل عِنْده قطلوه أحد أكَابِر أمرائهم وَكَانَت لَهُ شهرة بَين طائفته وَمَات فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 707 أرخه البرزالي
1966 - صَالح بن عبد الله القيمري أحد طلبة الحَدِيث المكثرين اعتنى بِالطَّلَبِ وَدَار على الشُّيُوخ من بعد سنة 30 فَأكْثر بِمصْر والاسكندرية ودمشق وَغَيرهَا وَكَانَ فِي خدمَة جلال الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود ثمَّ فِي خدمَة عَلَاء الدّين ابْن فضل الله وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 748 فِي شَوَّال
1967 - صَالح بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن سَحْنُون الْخَطِيب تَقِيّ الدّين أَبُو الْبَقَاء الْحَنَفِيّ ولد فِي صفر سنة 57 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وخطب بِجَامِع النيرب وَكَانَ فصيحاً مَاتَ فِي رَجَب سنة 70
1968 - صَالح بن عِيسَى بن عبد الله بن عبد الْكَرِيم الْعقيلِيّ تَقِيّ الدّين ولد بمنية عقبَة على شاطئ النّيل وَأَجَازَ لَهُ ابْن العلاق والنجيب وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر والكرماني وَآخَرُونَ وَخرج لَهُ ابْن ايبك عَنْهُم جُزْءا وَحدث بِهِ بِبَلَدِهِ وَمَات فِي سادس عشري رَجَب سنة 738 بِبَلَدِهِ ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
1969 - صَالح بن غَازِي بن قرا أرسلان بن إيلغازي بن ارتق التركماني(2/358)
الْملك الصَّالح صَاحب ماردين مَاتَ بهَا فِي سنة 766 أَو فِي آخر الَّتِي قبلهَا وَهُوَ أصوب فَإِنَّهُ صلى عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 766 قَالَ ابْن كثير كَانَ قد جَاوز الثَّمَانِينَ مِنْهَا فِي الْملك سِتِّينَ قلت لم يبلغ السِّتين فِي المملكة فَإِن أَبَاهُ مَاتَ سنة 714
1970 - صَالح بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن رسْلَان بن المحاسن الْكُلِّي الْمصْرِيّ صَلَاح الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين الْكُلِّي ولد سنة 72 وأحضر على وَالِده فِي الثَّالِثَة مشيخة ابْن الخرستاني وَحدث بهَا ذكره ابْن رَافع وروى عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَمَات فِي
1971 - صَالح بن مُحَمَّد بن عربشاه الهمذاني الأَصْل أَبُو البركات شرف الدّين ولد فِي الْعشْرين من شَوَّال سنة 55 وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة مولده أَبُو عَليّ الْبكْرِيّ والفقيه أَبُو عبد الله اليونيني ومكي بن عبد الرَّزَّاق وَغَيرهم وَسمع من أَحْمد بن عبد الله بن طعان وَعلي بن الأوحد وَالْمجد بن عَسَاكِر والكرماني وَغَيرهم وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مشيخته فَقَالَ إِنْسَان مطبوع متواضع يدْرِي الموسيقى وَيقْرَأ فِي الترب مَاتَ فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة(2/359)
سنة 716
1972 - صَالح بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الصَّالح بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور الْمَعْرُوف بِابْن التنكزية لِأَن أمه كَانَت بنت تنكز نَائِب الشَّام ولى السلطنة بعد خلع النَّاصِر حسن فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 52 وَكَانَ الَّذين قَامُوا بأَمْره طاز ومغلطاي أَمِير آخور ومنكلي بغا الفخري وَغَيرهم ثمَّ ركب هَؤُلَاءِ بعد أَيَّام يسيرَة إِلَى قبَّة النَّصْر على طاز فانتصر طاز ثمَّ خرج بالصالح إِلَى الشَّام بِسَبَب بيبغاروس وَلما خامر بيبغاروس نَائِب حلب وَوَافَقَهُ أَحْمد الساقي نَائِب حماة وَغَيره وَتوجه إِلَى دمشق فملكها وَتوجه الصَّالح بالعساكر إِلَيْهِ فوصل دمشق فِي أول رَمَضَان واحتفل النَّاس للقائه وَصلى بالجامع وتوجهت العساكر لطلب بيبغاروس فَإِنَّهُ فربمن مَعَه لما بَلغهُمْ مَجِيء السُّلْطَان فاتفق أَنه قصد حلب فطمع فِيهِ من لم يكن على رَأْيه ونهبوا خزانته ففر واستجار بدلغادر التركماني فأجاره فكوتب فِيهِ فَلم يُوَافق وَصلى الصَّالح صَلَاة الْعِيد وخطب بِهِ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ قَاضِي الْعَسْكَر وَرجع إِلَى مصر فَدَخلَهَا فِي خَامِس عشرى شَوَّال وَهُوَ الَّذِي(2/360)
وقف نَاحيَة سردوس على كسْوَة الْكَعْبَة وَكَانَ فِي سلطنته لَا تصرف لَهُ وانما الْأَمر لصرغتمش ثمَّ لشيخو فتواطأ مَعَ طاز على الْقَبْض على شيخو فانعكس الْأَمر وخلع من السلطنة فِي شَوَّال سنة 55 وَكَانَ قوي الذكاء بِحَيْثُ أَنه تعلم صناعَة القزازة وعدة صناعات يحضر للصانع فَيعْمل عِنْده نَحْو أُسْبُوع فَيصير هُوَ ماهراً فِيهِ ثمَّ خلع فِي شَوَّال سنة 55 وَحبس بالقلعة عِنْد أمه إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 762 وَكَانَ مولده فِي ربيع الأول سنة 38 وَمَا أكمل أَرْبعا وَعشْرين سنة
1973 - صَالح بن مُخْتَار بن صَالح بن أبي الفوارس تَقِيّ الدّين أَبُو التقي وَأَبُو الْخَيْر الأشنهي العجمي الأَصْل الأعزازي المولد الْمصْرِيّ ولد فِي رَمَضَان سنة 642 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَمن الْفَخر وَابْن أبي عمر وَمن اسحاق بن أَسد العامري وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَعبد الله ابْن الخشوعي ومكي ابْن عبد الرَّزَّاق وَخرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك جُزْءا وَمَات فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة 738 وَله 96 سنة أَقَامَ بقبة الشَّافِعِي زَمَانا وَكَانَ صَالحا مُبَارَكًا قَالَه الذَّهَبِيّ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ صَالحا خيرا مُقيما بتربة الشَّافِعِي وَكَانَ قَدِيما مُؤذنًا خياطاً وَحج فِي آخر عمره وَحدث(2/361)
بِمَكَّة وأشنه بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَفتح النُّون قَرْيَة من أذر بيجان وَآخر من حَدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ زين الدّين ابْن حُسَيْن المراغي بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة
1974 - أَبُو صَالح بن الْخَطِيب معِين الدّين خطيب رَأس الْعين حدث عَن زين الدّين ابْن الْأُسْتَاذ بِالْإِجَازَةِ وَكَانَ إِمَام مَسْجِد رَأس درب الْحجر وَمَات سنة 704
1975 - صبيح بن عبد الله التكروري الكلوتاتي الحارس سمع مَعَ وَلَدي سَيّده من النجيب وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْعِمَاد وَغَيرهمَا وَحدث بِدِمَشْق وبالقاهرة وَكَانَ صَالحا مُعْتَقدًا ذكره ابْن رَافع وَقَالَ ذكر لي أَنه اشْترى نَفسه من سَيّده بِخَمْسِمِائَة دِرْهَم جمعهَا من صَنْعَة الكلوتات مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 731 وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة
1976 - صبيح عَتيق الضياء ابْن النصيبي سمع من مَوْلَاهُ وَأحمد بن الْكَمَال الأول من حَدِيث عمار وَحدث بِهِ سنة 732 سمع مِنْهُ بدر الدّين بن حبيب وَغَيره(2/362)
1977 - صَدَقَة بن الشرابيشي كَانَ من رُؤَسَاء الْقَاهِرَة ذَوي الْأَمْوَال الواسعة وَكَانَ كثير الْمَعْرُوف وقف على الخانقاه السعيدية وَقفا وعَلى الْجَامِع الْأَزْهَر وَغير ذَلِك مَاتَ فِي شَوَّال سنة 745
1978 - صرغتمش الناصري جلبه ابْن الصَّواف التَّاجِر سنة بضع وَثَلَاثِينَ فَاشْتَرَاهُ النَّاصِر بِثَمَانِينَ ألفا وَهِي يَوْمئِذٍ بِنَحْوِ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار وَكتب لَهُ توقيعاً بمسامحة كَبِيرَة فِي متاجره بِمَا يزِيد عَن ألف أُخْرَى وَلم يسمع بِمثل ذَلِك فِي ثمن مَمْلُوك وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لم يكن فِي ذَلِك الزَّمَان أجمل صُورَة وَلَا أحسن شكلاً مِنْهُ وَلم يتَقَدَّم مَعَ ذَلِك فِي أَيَّام النَّاصِر كَانَ أول مَا ظهر أمره أَنه خرج مُسْفِرًا لفخر الدّين اياس بنيابة حلب وَكَانَ أحد الْأَسْبَاب فِي فتْنَة قوصون مَعَ المماليك السُّلْطَانِيَّة لِأَنَّهُ طلب صرغتمش وشيخو وأيتمش أَن يمشوا فِي خدمته ويبيتوا عِنْده فانفوا من ذَلِك فتعصب لَهُ المماليك حَتَّى كَانَ من أَمر قوصون مَا كَانَ فَسلم صرغتمش إِلَى الْأَمِير الطنبغا المارداني وشيخو وبيبغا أَمِير سلَاح وايتمش(2/363)
إِلَى الْأَمِير أيدغمش أَمِير آخور ثمَّ أَرَادَ آقسنقر أَن يمشي صرغتمش فِي خدمته وَكَانَ شيخو يمِيل إِلَيْهِ فَامْتنعَ وَقَالَ لبَعض الْأُمَرَاء ان لم يتركني وَإِلَّا قتلت نَفسِي ثمَّ ترقى إِلَى أَن تَأمر طبلخاناة ثمَّ تقدمة فِي سنة 49 فَلَمَّا سجن شيخو بالإسكندرية فِي سنة 51 أخرج صرغتمش إِلَى كشف الجسور ثمَّ فِي سنة 52 فِي الْمحرم اسْتَقر رَأس نوبَة كَبِيرا فتصرف فِي الْولَايَة والعزل وَكَانَ طائشاً وَعظم فِي دولة الصَّالح صَالح حَتَّى عمل على الْوَزير علم الدّين ابْن زنبور حَتَّى أمسك وصودر ثمَّ انْفَرد بتدبير الْملك بعد شيخو وَعظم قدره واستقل بِالتَّدْبِيرِ وصبر لَهُ النَّاصِر حسن إِلَى أَن افرط فِي الادلال فأمسكه فِي الْعشْرين من رَمَضَان سنة 759 وجهزه إِلَى الاسكندرية مَعَ جمَاعَة من الْأُمَرَاء نَحْو الْعشْرَة فَأصْبح دونهم مقتولاً وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة بِالْقربِ من الْكَبْش وَكَانَ يعظم الْعَجم ويؤثرهم ويشارك(2/364)
فِي كثير من الْفَضَائِل ويتعصب للحنفية وَوجد لَهُ من الْأَمْوَال مَا يعجز الْوَصْف عَنهُ قَالَ الصَّفَدِي قَرَأت بِخَطِّهِ فِي حَائِط الْمدرسَة السُّلْطَانِيَّة بحلب
(أبدا تسترد مَا تهب الدُّنْيَا ... فيا لَيْت جودها كَانَ بخلا) وَكتب صرغتمش الناصري قَالَ فَكَأَنَّهُ خَاطب نَفسه بذلك وَيُقَال أَن شيخو قَالَ لصرغتمش مَا دَامَ طاز بحلب لَا يستجرئ عَلَيْك أحد فَإِن وَافَقت على قَبضه لم تقم بعده إِلَّا يَسِيرا فَكَانَ كَذَلِك وَلما قبض على صرغتمش وَمن مَعَه ركب أَحْمد بن طشتمر حمص أَخْضَر فِي مماليك صرغتمش ومماليك المقبوضين فَقَاتلهُمْ مماليك السُّلْطَان من بكرَة إِلَى الْعَصْر فانكسر أَحْمد وَمن مَعَه وَقبض عَلَيْهِ ونهبت دَار صرغتمش ودور من يَلِيهِ حَتَّى حوانيت الْعَجم لكَوْنهم كَانُوا ينتمون إِلَيْهِ وَكَانَت رُؤْسهمْ بِهِ مُرْتَفعَة وَقبض على شَاهد ديوانه ضِيَاء الدّين ابْن خطيب بَيت الْآبَار وأهين جدا بأنواع من الْعَذَاب
1979 - صَفِيَّة بنت أَحْمد بن أَحْمد بن عبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة المقدسية الصالحية أم مُحَمَّد زوج الْبَهَاء ابْن الْعِزّ عمر ولدت سنة 660 وَسمعت من الْكرْمَانِي منتقى من الْأَرْبَعين الشحامية وَمن ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم وَغَيرهمَا وَحدثت بِصَحِيح مُسلم وَغَيره وَمَاتَتْ فِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة سنة 741
1980 - صَفِيَّة بنت الْمجد أَحْمد بن عبد الله بن الْمُسلم بن حَمَّاد بن ميسرَة(2/365)
الْأَزْدِيّ سِتّ الشَّام ولدت سنة 640 وَسمعت من جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة 704
1981 - صمعان بن سنقر الْأَشْقَر كَانَ أَبوهُ من مشاهير الْأُمَرَاء وَقد رام الْملك وتسلطن بِدِمَشْق وتلقب الْكَامِل ثمَّ بَطل أمره وَقتل وَنَشَأ وَلَده هَذَا مَشْهُورا بالشجاعة فَأمر بِمصْر طبلخاناة وَمَات فِي ثَالِث عشري الْمحرم سنة 731
1982 - صَوَاب بن عبد الله المحمودي أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ شمس الدّين سمع من الْجمال المطري وخالص البهائي كتاب اتحاف الزائر لِابْنِ عَسَاكِر سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْحسن الهيثمي وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ
1983 - صَوَاب الركني بيبرس كَانَ مقدم المماليك لاستاذه المظفر بيبرس فَلَمَّا تسلطن النَّاصِر بعد عوده من الكرك وهرب المظفر صرفه بالمقدم جَوْهَر ثمَّ لما مَاتَ جَوْهَر سنة 721 أعَاد صَوَابا الْمَذْكُور إِلَى تقدمة المماليك وَاسْتمرّ إِلَى
1984 - صَوَاب السُّهيْلي الطواشي شمس الدّين الظَّاهِرِيّ كَانَ لالا خضر وَلَده ثمَّ كَانَ فِي خدمَة الْملك المسعود خضر بن الظَّاهِر بالكرك وَاسْتمرّ بهَا فَلَمَّا قبض الْمَنْصُور فِي سنة 81 عَليّ خضر واحضره من الكرك أكْرم(2/366)
صَوَابا هَذَا وَكَانَ قد حج فِي تِلْكَ السّنة فَقبض عَلَيْهِ عبِّيَّة أَمِير عرب من عقبَة تَبُوك وَحمله إِلَى الْمَنْصُور فَأكْرمه ورده إِلَى الكرك وَأقرهُ على مَا كَانَ عَلَيْهِ من الحكم وَزِيَادَة مَعْلُوم وثوقاً بديانته وأمانته وَكَانَ صَاحب بر ومعروف كثير المَال طَوِيل الْعُمر قَارب الْمِائَة قَالَه الْجَزرِي فِي تَارِيخه وأرخ وَفَاته فِي سنة 706
حرف الضَّاد الْمُعْجَمَة
1985 - ضلداي وَالِي الشرقية ثمَّ كاشف الْوَجْه القبلي كَانَ فاتكاً سفاكاً للدماء مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 731
1986 - ضوء الصَّباح هِيَ خَدِيجَة بنت الْفَخر عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التوزري تقدّمت
1987 - ضوء بن صباح بن حميد(2/367)
1988 - ضِيَاء بن سعد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان القرمي ابْن قَاضِي القرم العفيفي الشَّيْخ ضِيَاء الدّين الْقزْوِينِي الْفَقِيه الشَّافِعِي أَخذ عَن أَبِيه وشمس الدّين الخلخالي والبدر التسترِي وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث لما حج من الْعَفِيف المطري وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة وحظي عِنْد الْأَشْرَف شعْبَان وَولي مشيخة البيبرسية بعد الرضي فِي سنة 67 وتدريس الشَّافِعِيَّة بالشيخونية وَغير ذَلِك وولاه الْأَشْرَف مشيخة مدرسته ودرس فِيهَا قبل أَن تكمل وَسَماهُ شيخ الشُّيُوخ وَأمر باسقاط هَذَا الِاسْم عَن شيخ سرياقوس وَكَانَ ماهراً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان ملازماً للاشغال لَا يمل من ذَلِك وَكَانَ من ذَوي المروآت كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة سليم الْبَاطِن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 780 عَن خَمْسَة وَخمسين سنة قَالَ شَيخنَا طَاهِر(2/368)
ابْن حسن بن حبيب كتبت إِلَيْهِ
(قل لرب الْعلي وَمن طلب الْعلم مجداً إِلَى سَبِيل السوَاء)
(إِن أردْت الْخَلَاص من ظلمَة الْجَهْل فَمَا تهتدي بِغَيْر الضياء) قَالَ فَأجَاب
(قل لمن يطْلب الْهِدَايَة مني ... خلت لمع السراب بركَة مَاء)
(لَيْسَ عِنْدِي من الضياء شُعَاع ... كَيفَ تبغي الْهدى من اسْم ضِيَاء)
1989 - ضِيَاء بن عُثْمَان بن مُوسَى الْبناء يكنى أَبَا عَليّ من مشيخة ابْن الكويك
1990 - ضِيَاء بن عَليّ بن النصير بن نبا بن سُلَيْمَان زين الدّين النّحاس ابْن أخي الشهَاب ابْن نبا ويدعى عتيقاً ويكنى أَبَا بكر ولد بعد السّبْعين وسِتمِائَة وَسمع من عبد الله بن أَحْمد بن فَارس مشيخة الخرستاني وَمن القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَمن الصفي خَلِيل المراغي وشامية بنت الْبكْرِيّ فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ ببلبيس وَمَات فِي
1991 - ضِيَاء بن مُحَمَّد بن نصر الله بن عمر بن أبي طَالب ابْن الْقَمَر أَبُو بكر الْكفْر بطناوي الفاكهي ولد سنة 706 وَحضر فِي الْخَامِسَة على هَدِيَّة بنت عَليّ بن عَسْكَر عدَّة أَجزَاء مِنْهَا الْعلم للمروزي ومسائل خطاب بن(2/369)
بشر وَالنّصف الثَّانِي من الْمِائَة المنتقاة من البُخَارِيّ لِابْنِ تَيْمِية وَسمع من أبي بكر الدشتي وَحدث وَهُوَ صهر الذَّهَبِيّ أَخُو زَوجته وَكَانَ شَيخا حسنا نير الشيبة مليح الْهَيْئَة يتجر فِي السفرجل وَغَيره مَاتَ فِي 11 شَوَّال سنة 771
1992 - ضِيَاء العجمي قدم إِلَى دمشق وَقرر فِي الخانقاه الشميساطية واقرأ بالكلاسة فِي النَّحْو وَكَانَ يثنى على مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب واستفاد مِنْهُ جمَاعَة وَكَانَ حسن والأخلاق لكنه مغرم بمشاهدة المردان لَا يَنْفَكّ عَن هوى وَاحِد فيتهتك فِيهِ وَيخرج عَن طور الْعقل مَعَ الْعِفَّة وَكَانَ يمشي وَفِي يَده حزمة من الرياحين فَمن لقِيه من المرد أدناها إِلَى انفه فيشمها اياه فَإِن التمس مِنْهُ ذُو لحية ذَلِك قَلبهَا وضربه على أَنفه ثمَّ علق بصبي من أَبنَاء الْجند فَكَانَ يخرج إِلَى سوق الْخَيل ليشاهده إِذا ركب فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن الزملكاني لم عشقت هَذَا وَلم تعشق أَخَاهُ وَهُوَ أحسن مِنْهُ فَقَالَ اعشقه أَنْت فَقَالَ ان أَذِنت لي قَالَ أَنْت مَا تحْتَاج إِلَى إِذن وَقَالَ لَهُ شخص فِي مجْلِس ابْن فضل الله إِلَى مَتى أَنْت فِي عشقة بعد عشقة(2/370)
فَأَنْشد ابْن فضل الله
(الْحبّ أولى بذاتي فِي تصرفه ... من أَن يغادرني يَوْمًا بِلَا شجن) فصاح وخر مغشياً عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق قَالَ نطقت عَن ضميري وأنشده الشهَاب مَحْمُود يَوْمًا
(يَقُولُونَ لَو دبرت بِالْعقلِ حبها ... وَلَا خير فِي حب يدبر بِالْعقلِ) فصاح حبه حبه حبه حَتَّى سقط مغشياً عَلَيْهِ وَاتفقَ أَنه دخل مصر فَرَأى نَصْرَانِيّا نازعه فِي أَمر من الْأُمُور فَضَربهُ بعكازه ضَرْبَة قضى مِنْهَا فِي الْحَال فتعصب عَلَيْهِ كريم الدّين الْكَبِير إِلَى أَن أَمر السُّلْطَان بقتْله فَقتل رَحمَه الله تَعَالَى
1993 - ضِيَاء المعبدي الصُّوفِي ضِيَاء الدّين وَكَانَ حسن الشكل حَار النادرة وَله وجاهة عِنْد الْمُلُوك قَالَ للشَّيْخ مُحَمَّد الْقصار وَهُوَ يرقص فِي سَماع يَا شيخ مُحَمَّد انجست الْخِرْقَة فَقَالَ من دوك الْخَارِج وَهُوَ الَّذِي حسن للمنصور لاجين ولَايَة ابْن دَقِيق الْعِيد وَقَالَ لَهُ لما أحضرهُ مَجْلِسه جئْتُك بسفيان الثَّوْريّ وَأولى بِهِ حَكَاهُ الصَّفَدِي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719
1994 - ضيغم بن قراسنقر العلمي الدواداري سيف الدّين أَبُو اللَّيْث(2/371)
سمع من أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر النصيبي كتاب الشَّمَائِل سنة 77 وَمن أبي صَالح عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان بن عبد الرَّحِيم ابْن العجمي وَحدث بالشمائل سنة 40 وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ رفيقي فِي الْمكتب وَكَانُوا يسمعُونَ مِنْهُ لأجل اسْمه فَحدث وَهُوَ شَاب وَسمعت مِنْهُ جُزْء الْأنْصَارِيّ أَنا الْفَخر قَالَ ورأيتهم يذمونه ثمَّ انصلح وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744 قلت وَحدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْبُرْهَان التنوخي وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه سمع من ابْن النصيبي الشَّمَائِل وبدمشق من الْفَخر وقرأت بِخَط أبي الْحُسَيْن ابْن ايبك أَنه سمع الْجُزْء الثَّانِي من فَوَائِد أبي الْقَاسِم النسيب بِقِرَاءَة الْمزي فِي سنة 679 عَليّ تَمام بن مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ أَنا مُحَمَّد بن غَسَّان انا ابْن عَسَاكِر أَنا النسيب
1995 - ضيفة بنت الْمُحدث شمس الدّين مُحَمَّد بن بِشَارَة بن ذبيان الْكلابِي أم نَاصِر الدّين سَمِعت من أَحْمد بن أبي الْخَيْر وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهمَا وَكَانَت تعظ النِّسَاء وَمَاتَتْ فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة 763
حرف الطَّاء الْمُهْملَة
1996 - طابطا وَالِد يلبغا اليحياوي كَانَ قدم لم سمع بحظوة وَلَده عِنْد النَّاصِر وصحبته ابناه أسندمر وقراكز فَأمره السُّلْطَان ثمَّ خرج مَعَ(2/372)
ابْنه إِلَى حماة ثمَّ تامر بعد ذَلِك فَلَمَّا ولي وَلَده نِيَابَة الشَّام خرج فِي صحبته فَلَمَّا كَانَ من صفته مَا كَانَ وَقتل سجن طابطاً بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ بعد قَلِيل وَأمر طبلخاناة بحلب وَتوجه إِلَيْهَا وَمَات بهَا فِي صفر سنة 750
1997 - طاجار المارديني الناصري امْرَهْ النَّاصِر عشرَة فِي شَوَّال سنة 709 ثمَّ أمره طبلخاناة بعد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ اسْتَقر دويدارا بعد بغا فَتمكن من السُّلْطَان تمَكنا كَبِيرا ثمَّ تمكن من الْمَنْصُور أبي بكر فَيُقَال أَنه حسن إِلَيْهِ الفتك بقوصون فاستشعر قوصون بذلك فأمسكه وأرسله إِلَى الاسكندرية فَقتل وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 742 وَكَانَ مغرماً بالرقص حَتَّى قيل أَنه كَانَ ينزل من الْخدمَة فَيعْمل سَمَاعا ويرقص إِلَى أَن يَجِيء وَقت الْخدمَة فَيطلع إِلَى القلعة وَحَتَّى قيل أَنه كَانَ يركب الْبَرِيد فِي الْأَمر المهم فَإِذا نزل ليستريح قَامَ يرقص إِلَى أَن يركب وَكَانَ مليح الشكل يغلب عَلَيْهِ اللَّهْو وَوجد لَهُ بعد امساكه سِتّ صناديق مَمْلُوءَة ذَهَبا
1998 - طاز بن قطغاج بقاف وغين مُعْجمَة ثمَّ جِيم الْأَمِير الشهير كَانَ بداية تقدمه فِي دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل لِأَنَّهُ كَانَ فِي أَيَّام النَّاصِر الْكَبِير صَغِيرا(2/373)
ثمَّ كَانَ مَعَ النَّاصِر أَحْمد فِي الكرك ثمَّ كبر الى أَن كَانَ فِي الدولة المظفرية أحد السِّتَّة الَّذين يدبرون المملكة ثمَّ زَادَت وجاهته فِي ولَايَة النَّاصِر حسن وَهُوَ الَّذِي أمسك بيبغاروس فِي طَرِيق الْحجاز وَالْملك الْمُجَاهِد صَاحب الْيمن وثقبة صَاحب مَكَّة وطفيل صَاحب الْمَدِينَة وَقدم بِالْجَمِيعِ الْقَاهِرَة ثمَّ ولى نِيَابَة حلب فِي أول دولة النَّاصِر حسن الثَّانِيَة ثمَّ أَنه رام الْعِصْيَان وَجمع جموعا فثار عَلَيْهِ بعض أُمَرَاء حلب فخذل ثمَّ عزل من نِيَابَة حلب وَطلب إِلَى مصر فَامْتنعَ من الْمَجِيء إِلَّا فِي طلبه وأخوته وجيشه فَلم يُوَافقهُ نَائِب الشَّام أَمِير على المارديني ممتثلاً لأمر السُّلْطَان أَنه لَا يَجِيء إِلَّا فِي عشر سروج فآل الْأَمر إِلَى أَن أجَاب فَلَمَّا جَاوز دمشق بِيَوْم أدْركهُ أَخُو النَّائِب فأمسكه فَأمر بكحل عَيْنَيْهِ فَعميَ واعتقل بالكرك ثمَّ بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ يلبغا بعد قتل حسن وَأقَام بالقدس ثمَّ نقل إِلَى دمشق فِي أَوَاخِر سنة 762 وَأعْطى أمرة طرخانا إِلَى أَن مَاتَ فِي الْعشْرين من ذِي الْحجَّة سنة 763 وَكَانَ بطلاً شجاعاً محباً للْعُلَمَاء مُعظما لَهُم كثير الْخَيْر وَالرُّجُوع إِلَى الْحق رَحمَه الله وَقد تقدم أَن الصَّالح بن التنكزية كَانَ أفرده بتدبير الْملك من أجل ميله لِأَخِيهِ جنتمر واختصاصه بِهِ حَتَّى ملك قياده فَكَانَ ذَلِك سَبَب خلع الصَّالح واعادة النَّاصِر حسن وَكَانَ طاز قد خرج إِلَى الْبحيرَة فَلَمَّا عَاد وبلغه الْخَبَر فَرجع وَنَجَا ثمَّ أظهر الرِّضَا وَقَامَ مَعَه جمَاعَة فَلم يسْتَطع مقاومة شيخو وَقرر فِي نِيَابَة حلب فَتوجه إِلَيْهَا باخوته وَجَمِيع حَوَاشِيه فِي شَوَّال سنة 755
1999 - طاز آخر(2/374)
2000 - أَبُو طَالب بن عَبَّاس بن أبي طَالب بن أَحْمد بن حميد شمس الدّين نَاظر الْجَيْش بِدِمَشْق التنوخي البعلي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 660 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَحدث قَالَ البرزالي كَانَ من الصُّدُور الْأَعْيَان أَمر نظر الْجَيْش بِالشَّام وَمَات فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة 741
2001 - طالوت بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب بن سُوَيْد التكريتي تَاج الدّين ابْن نصير الدّين ابْن وجيه الدّين ولد سنة 683 وَسمع من عمر بن القواس وَحدث مَاتَ فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 733
2002 - طامغاز بغين مُعْجمَة ابْن الْأَمِير سنقر الْأَشْقَر ولد بِبِلَاد التتار وَقدم الْقَاهِرَة فَأمر بهَا خمسين وَكَانَ حسن الشكل جواداً وَكَانَ لَهُ أَخ اسْمه إِبْرَاهِيم قدم رَسُولا من بوسعيد قبل وَفَاة أَخِيه بِقَلِيل وَمَات فِي طامغاز فِي الْمحرم سنة 731
2003 - طاسيرق اليوسفي كَانَ من مماليك يُوسُف بن الْملك النَّاصِر وَكَانَ مفرط الْجمال فانتزعه مِنْهُ أَخُوهُ المظفر حاجي فِي شَوَّال سنة 747 فَأعْطَاهُ إمرة مائَة فانتقل من الجندية إِلَى التقدمة دفْعَة وَاحِدَة وَلم يتَّفق ذَلِك لغيره ثمَّ عظم فِي أَيَّام النَّاصِر حسن ثمَّ ولي نِيَابَة حماة مرَّتَيْنِ أَولهمَا سنة 51 ثمَّ أمسك ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر أَمِير مائَة فِي شعْبَان(2/375)
سنة 52 ثمَّ نقل إِلَى دمشق بطالاً إِلَى أَن أُعِيد إِلَى نِيَابَة حماة فِي رَمَضَان سنة 53 ثمَّ عزل فِي سنة 55 وَنقل إِلَى أمرة دمشق ثمَّ اعتقل ثمَّ أفرج عَنهُ وَأعْطى بِدِمَشْق تقدمة بعد قتل حسن ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة حماة ثمَّ نقل إِلَى طرابلس فِي سنة 763 وَمَات بعد ذَلِك بهَا سنة 764
2004 - طرجاي بن بيسرى صَلَاح الدّين ابْن الْأَمِير الْمَشْهُور أمره النَّاصِر ثمَّ سجنه وَمَات سنة 735
2005 - طرجي بِالْجِيم الساقي ثمَّ السِّلَاح دَار الناصري مَاتَ فِي سنة 731
2006 - طرجي أَخُو أرغون شاه نَائِب الشَّام كَانَ أَخُوهُ لأمه من النَّاصِر فسيره إِلَيْهِ وَجعله أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة 749
2007 - طرغاي الجاشنكير الناصري أَصله من مماليك الطباخي تمّ انْتقل للناصر فتنقل إِلَى أَن أمره وصيره جاشنكيره ثمَّ ولاه(2/376)
نِيَابَة حلب فِي ربيع الأول سنة 39 ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر بعد الْقَبْض على تنكز ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس سنة 43 فِي سلطنة الصَّالح إِسْمَاعِيل فاستمر بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 744
2008 - طرغاي الطباخي كَانَ من مماليك النَّاصِر ثمَّ تنقل فِي الخدم حَتَّى أخرج فِي عَسْكَر إِلَى الكرك فِي طلب النَّاصِر أَحْمد فَامْتنعَ وقلد طرغاي نِيَابَة الكرك فَلم يُمكنهُ أَحْمد ثمَّ
2009 - طرنطاي بن عبد الله الزيني العادلي حسام الدّين دويدار الْعَادِل كتبغا سمع من الابرقوهي وَأبي الْحسن بن الصَّواف وَكَانَ حسن الشكل محباً لأهل الْعلم ظَاهر الدّيانَة مَاتَ أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731
2010 - طرنطاي البشمقدار الناصري ثمَّ بَاشر الحجوبية بِدِمَشْق نَحْو عشْرين سنة مُتَوَالِيَة مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ تغير عَلَيْهِ تنكز فعزل سنة 32 من الحجوبية وَاسْتمرّ بطالاً حَتَّى ولي الطنبغا نِيَابَة دمشق فاختص بِهِ ثمَّ ولي(2/377)
نِيَابَة حمص فِي نِيَابَة الفخري بِدِمَشْق ثمَّ نقل إِلَى غَزَّة ثمَّ ولي الحجوبية بِمصْر فِي شعْبَان سنة 44 ثمَّ نِيَابَة حمص لم يصل إِلَيْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَى دمشق أَمِيرا ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة حمص ثمَّ أعْطى أمرة مائَة فِي نِيَابَة يلبغا اليحياوي دفْعَة إِلَى أَن مَاتَ بِدِمَشْق وَهُوَ أَمِير تقدمه بهَا فِي شعْبَان سنة 748 وَقد جَاوز السّبْعين
2011 - طرنطاي الجوكنداري وَالِي غَزَّة فِي أَيَّام تنكز
2012 - طرنطاي الْحَاجِب كَانَ من مماليك بعض ولد النَّاصِر مُحَمَّد ثمَّ ترقى إِلَى أَن ولي الحجوبية الْكُبْرَى بِدِمَشْق ثمَّ ولاه الظَّاهِر برقوق نِيَابَة دمشق فَلَمَّا كَانَت فتْنَة الناصري وجهز الظَّاهِر الْعَسْكَر من مصر خرج مَعَهم طرنطاي إِلَى خَان لاجين فانكسروا وَقبض على طرنطاي فاعتقله الناصري بقلعة حلب فَلَمَّا خرج الظَّاهِر من الكرك وَبلغ كمشبغا وَهُوَ بحلب خَبره أفرج عَن طرنطاي وَغَيره وَقَاتل مَعَه أهل بانقوسا بحلب وَسَار مَعَه إِلَى شقحب فَحَضَرَ الْوَقْعَة فَقتل طرنطاي فِي الْوَقْعَة وفر كمشبغا إِلَى حلب(2/378)
وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 792 وَكَانَ عمره يزِيد على الْخمسين وَمن آثاره بحلب أَنه جدد خطْبَة بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي خَارج بَاب النيرب وَجعل لَهَا وَقفا
2013 - طرنطاي الزيني كَانَ من مماليك كتبغا وَكَانَ يحب سَماع الحَدِيث وَالْعُلَمَاء مَاتَ فِي سنة 728
2014 - طرنطاي المحمدي كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وشارك فِي قتل الْأَشْرَف خَلِيل ثمَّ أَمر ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد فرار المظفر قطز فسجن سبعا وَعشْرين سنة وَأَفْرج عَنهُ سنة 737 وَأخرج إِلَى دمشق فَمَاتَ بهَا فِي
2015 - طشبغا الدوادار الناصري كَانَ أَولا جمدارا عِنْد آنوك بن النَّاصِر وَكَانَ آنوك مغرماً بِهِ ثمَّ عمل الدويدارية فِي أول دولة النَّاصِر حسن الأولى فِي رَمَضَان سنة 48 ثمَّ وَقع بَينه وَبَين عَلَاء الدّين بن فضل الله بِسَبَب ابْن الفقاعي فَإِنَّهُ تعصب لَهُ وَتوقف ابْن فضل الله فَدخل طشبغا إِلَى الدِّيوَان وسل السَّيْف على عَلَاء الدّين وَشَتمه فشق ذَلِك على الْأُمَرَاء فَأخْرج إِلَى دمشق فاقام بهَا ثمَّ أُعِيد فِي ذِي الْقعدَة سنة 51 ثمَّ نقل إِلَى دمشق ثَانِيًا فِي أَيَّام الصَّالح صَالح بطالاً وَذَلِكَ فِي سنة 52 فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن(2/379)
مَاتَ فِي شَوَّال سنة 752 وَكَانَ يحب الْفُضَلَاء وَيكْتب خطا حسنا ويدمن مطالعة الْكتب الأدبية
2016 - طشبغا الساقي كَانَ من مماليك النَّاصِر ثمَّ ترقى بعده إِلَى أَن أَمر مائَة فِي دولة النَّاصِر حسن الأولى ثمَّ أخرج إِلَى حماة أَمِير طبلخاناة وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي ذِي الْحجَّة سنة 749
2017 - طشتمر البدري الساقي الناصري أَخْضَر لِأَنَّهُ كَانَ يحب أكله فلقب بِهِ وَكَانَ النَّاصِر اشْتَرَاهُ صَغِيرا فرباه وحظي عِنْده ثمَّ قبض عَلَيْهِ وعَلى جمَاعَة اتهموا بإثارة فتْنَة ثمَّ أُفرج عَنهُ لما ظَهرت لَهُ بَرَاءَته فَأَطْلقهُ وَحج وَعَاد فَأعْطَاهُ ألفي دِينَار وأوسع عَلَيْهِ فِي الْخلْع والملابس وَاسْتقر من الْأُمَرَاء الخاصكية وَكَانَ قطلوبغا الفخري يَدعُوهُ أخي فاتفق أَن النَّاصِر أمسكهما مَعًا فِي سنة 727 فشفع فيهمَا تنكز نَائِب الشَّام فَقَالَ لَهُ خُذ الفخري مَعَك إِلَى الشَّام ودع طشتمر عِنْدِي ثمَّ لما حج النَّاصِر سنة 732 كَانَ طشتمر مِمَّن أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أخرجه إِلَى صفد وَأسر إِلَيْهِ أَن يمسك تنكز فِي وَقت مَعْلُوم فَفعل ثمَّ ولاه نِيَابَة حلب فِي سنة 41 فَأَقَامَ بهَا وباشرها مُبَاشرَة قَوِيَّة الى أَن حوصر النَّاصِر أَحْمد بالكرك ففر هُوَ إِلَى الرّوم وحصلت لَهُ مشقة عَظِيمَة وَلما انتظم أَمر أَحْمد رَجَعَ وَتوجه مَعَ الفخري إِلَى النَّاصِر أَحْمد فَدَخَلُوا إِلَى مصر(2/380)
وَاسْتقر طشتمر فِي النِّيَابَة بِمصْر والفخري فِي نِيَابَة دمشق ثمَّ أمسك أَحْمد طشتمر بعد شهر وَتوجه النَّاصِر إِلَى الكرك وَهُوَ مَعَه وَأرْسل من أمسك الفخري وسجنهما فِي الكرك ثمَّ فرا من السجْن وَذَلِكَ فِي أَوَائِل الْمحرم سنة 743 وَكَانَ طشتمر شجاعاً كثير الْآثَار وَاسع الصَّدْر وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع بالصحراء وَالْحمام بالزريبة وَالرّبع بالحريريين وَلما فر إِلَى الرّوم تنقلت بِهِ الْأَحْوَال حَتَّى مَاتَ فِي أثْنَاء سنة 743
2018 - طشتمر العلائي مَاتَ سنة 84
2019 - طشتمر الطباخي أرخ الْحَافِظ ابْن ايبك وَفَاته سنة 731 فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من شعْبَان
2020 - طشتمر الفاسي كَانَ حَاجِب الْحجاب ثمَّ قبض عَلَيْهِ عِنْد الْقَبْض(2/381)
على صرغتمش وَقتل وَذَلِكَ فِي سنة 759
2021 - طشتمر طللية الناصري كَانَ من مماليك النَّاصِر ثمَّ ترقى فِي الخدم إِلَى أَن أَمر سنة 46 وَاسْتقر أَمِير سلَاح فِي سلطنة المظفر وَمَات فِي شَوَّال سنة 749
2022 - ططق الأحمدي كَانَ دويدارا عِنْد ارغون الكاملي بحلب وَكَانَ حسن الْخط والمعرفة ثمَّ أَمر فِي الدولة الكاملية ثمَّ أخرجه النَّاصِر حسن إِلَى طرابلس فِي شَوَّال سنة 51 ثمَّ أُعِيد فِي أَيَّام الصَّالح وَاسْتقر حاجباً ثَانِيًا فِي رَجَب سنة 52 ثمَّ استعفى من الحجوبية وَاسْتقر فِي أَمرته ثمَّ ولي نِيَابَة الرحبة فِي أَيَّام الْمَنْصُور مُحَمَّد بن المظفر سنة 62 فباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 763
2023 - طغاي أَمِير آخور تنكز كَانَ قد تقدم فِي ولَايَة أستاذه فَلَمَّا أمسك خمل ثمَّ وسط هَذَا بسوق الْخَيل على يَدي بشتاك الناصري فِي سنة 741 وَوجدت عِنْده أَمْوَال كَثِيرَة جدا
2024 - طغاي بن سوتاي صَاحب ديار بكر تقدم ذكر أَبِيه وَقَامَ هُوَ مَكَان أَبِيه فحاربه عَليّ باشا خَال بوسعيد فَلم يزل يقاومه حَتَّى قتل(2/382)
عَليّ ثمَّ قَتله إِبْرَاهِيم شاه أَخُو عَليّ فِي سنة 743 وَكَانَ ردأ للْمُسلمين فِي مدافعة التتار رَحمَه الله
2025 - طغاي أم آنوك زوج النَّاصِر اشْتَرَاهَا تنكز بتسعين ألف دِرْهَم قيمتهَا يَوْمئِذٍ نَحْو خَمْسَة آلَاف دِينَار لِأَن سَيِّدهَا كَانَ مشغوفاً بهَا وَبلغ خَبَرهَا النَّاصِر فَأرْسل إِلَى تنكز يطْلبهَا فبذل جهده إِلَى أَن اشْتَرَاهَا وجهزها إِلَى النَّاصِر فحظيت عِنْده وَيُقَال أَن سَيِّدهَا نَدم على بيعهَا وَتوجه إِلَى مصر ووقف للسُّلْطَان وتوصل إِلَى أَن شكا إِلَيْهِ حَاله فَأعْطَاهُ ألف دِينَار وَكتب لَهُ مسموحاً بألفي دِينَار أُخْرَى وَولدت للناصر فِي سنة 721 وَلَده آنوك فسر بِهِ واستأذنته فِي الْحَج فَفعل وجهزها تجهيزاً اشْتهر وبسببها أبطل النَّاصِر عَن مَكَّة المكس الَّذِي كَانَ يُؤْخَذ على الْقَمْح حَتَّى يُقَال أَنه لم يسمع بِامْرَأَة سُلْطَان حجت مثل حجتها وَلَا أنفقت على حجتها مثل نَفَقَتهَا وَكَانَت عفيفة كَرِيمَة وَكَانَت معظمة فِي أَيَّامه وَبعده إِلَى أَن مَاتَت فِي شَوَّال سنة 749 وَبَلغت عدَّة معتقاتها من الْجَوَارِي ألف نسمَة وَمن الخدام ثَمَانِينَ طواشيا وَلم يسْتَمر النَّاصِر على محبَّة غَيرهَا من النِّسَاء مثلهَا وَلم تنكب قطّ إِلَى أَن مَاتَت(2/383)
2026 - طغاي الحسامي الناصري كَانَ من مماليك النَّاصِر وَأول مَا أمره سنة 709 وَعظم مَحَله عِنْده وَتمكن مِنْهُ حَتَّى كَانَ يعودهُ فِي مَرضه ثمَّ مَرضت زَوجته فعادها ثمَّ مَاتَت فَأمر جَمِيع الْأُمَرَاء أَن يشهدوها وَكَانَ قَرَّرَهُ رَأس نوبَة فَكَانَ يشد بأسه على خاصكية السُّلْطَان ويبالغ فِي الإخراق بهم فحقد عَلَيْهِ ذَلِك وصبر عَلَيْهِ مُدَّة إِلَى أَن عدد عَلَيْهِ ذنوباً كَثِيرَة مِنْهَا أَن السُّلْطَان مرض فخلى بِهِ وأوصاه على أَوْلَاده أَن صَار الْملك إِلَيْهِ فَلم يتنصل من ذَلِك فنقم عَلَيْهِ وَكَانَ الْقَبْض عَلَيْهِ فِي أَوَاخِر صفر سنة 718 وَكَانَ مُتَمَكنًا مِنْهُ إِلَى الْغَايَة ثمَّ تغير عَلَيْهِ فَأَبْعَده إِلَى الشَّام وولاه نِيَابَة صفد ثمَّ امرة مائَة ثمَّ أمْسكهُ واعتقله بالإسكندرية وَمَات بهَا بعد أَن وصل إِلَيْهَا بأَرْبعَة اشهر وَذَلِكَ فِي شعْبَان
2027 - طغجي
2028 - طغريل بن عبد الله العلمي أَبُو المهند سيف الدّين مولى سنجر سمع بافادة مَوْلَاهُ من ابْن علاق جُزْء ابْن عَرَفَة وَمن النجيب وَغَيرهمَا وَكَانَ أديباً فَاضلا وَكَانَ مَوْلَاهُ عَلَاء الدّين يُحِبهُ ويثني عَلَيْهِ وَأوصى إِلَيْهِ عِنْد مَوته وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ والبرزالي فِي معجميهما وأثنيا عَلَيْهِ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 708 قَالَ البرزالي كَانَ من الأخيار(2/384)
وَكَانَ سَيّده يقدمهُ ويؤثره قَالَ وَسَأَلت عَن عمره فَقَالَ لي فَوق الْخمسين يحرر تَارِيخ وَفَاته من تَارِيخ البرزالي وَحدث عَنهُ ابْن رَافع بِالْإِجَازَةِ
2029 - طغريل الاتقاني كَانَ من مماليك اتقان الملقب سم الْمَوْت ثمَّ صَار للمنصور قلاون فتنقل إِلَى أَن ولي نِيَابَة نظر طرابلس ثمَّ تَأمر بِمصْر حَتَّى مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 707 وَكَانَ شجاعاً كَرِيمًا
2030 - طغلق الأشرفي كَانَ من مماليك الْأَشْرَف خَلِيل ثمَّ تامر وَقبض عَلَيْهِ النَّاصِر بعد فرار المظفر بيبرس فِي سنة 12 فسجنه فَلَمَّا كَانَ فِي رَجَب سنة 737 أفرج عَنهُ فَمَاتَ بعد اسبوع
2031 - طغيتمر الْعمريّ كَانَ من مماليك النَّاصِر فحظي عِنْده لجماله البارع وسكونه وعقله فترقى فِي خدمته حَتَّى زوجه ابْنَته وَصَارَ أحد أُمَرَاء المشورة وَأَعْطَاهُ عِنْد دُخُوله على بنته خمسين ألف دِينَار وَذَلِكَ فِي سنة 734
2032 - طغيتمر النجمي أحد المماليك الناصرية ترقى وَلم يتأمر إِلَى أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ عمل دويدارا كَبِيرا فِي أَيَّام المظفر حاجي وَعظم أمره وزادت وجاهته إِلَى أَن نَفَاهُ المظفر هُوَ ووزير بَغْدَاد وبيدمر البدري إِلَى الشَّام فَلَمَّا وصلوا إِلَى غَزَّة أَمر بِقَتْلِهِم وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 748 وَكَانَت عِنْده مُرُوءَة وعصبية فِي الْخَيْر وَعمر الخانقاه الدويدارية بالصحراء الْمَعْرُوفَة بالنجمية خَارج بَاب البرقية(2/385)
2033 - طغيتمر النظامي اسْتَقر فِي تَدْبِير المملكة بعد قتل يلبغا الخاصكي الْكَبِير ثمَّ اراد امساك اسندمر الناصري وَكَانَ اتّفق مَعَه أَن يَكُونَا يدا وَاحِدَة فَكَانَت الْغَلَبَة لاسندمر فَأمْسك طغيتمر واعتقل بالإسكندرية
2034 - طفيل بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا بن دَاوُد بن قَاسم بن عبد الله بن طَاهِر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْهَاشِمِي الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة فِي الْأَيَّام الناصرية مُحَمَّد بن قلاون وَهُوَ الَّذِي منع من دفن جوبان بمدرسته فَدفن بِالبَقِيعِ مَاتَ طفيل فِي شهر رَمَضَان سنة 752 وَأول مَا ولي فِي شعْبَان سنة 728 بعد قتل أَخِيه قَاسم ثمَّ عَزله النَّاصِر سنة 36 وَولى ودى بن جماز ثمَّ هجم طفيل على الْمَدِينَة سنة 43 بعد موت ودى وَأرْسل أَخَاهُ حميدا إِلَى مصر فَأَتَاهُ بالتقليد ثمَّ عزل فِي سنة 50 بِابْن عَمه سعد بن ثَابت بن جماز فهجم الْمَدِينَة وَنهب مَا كَانَ بهَا للْحَاج ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي موسم سنة 51 وسجن بِالْقَاهِرَةِ فاستمر إِلَى أَن مَاتَ
2035 - طقتمر الأحمدي الملقب طاسة كَانَ من مماليك النَّاصِر وتنقل(2/386)
حَتَّى اسْتَقر استادارا عوضا عَن آقبغا عبد الْوَاحِد فِي الْمحرم سنة 42 ثمَّ نَاب فِي صفد ثمَّ فِي حماة ثمَّ نِيَابَة حلب ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر فتأمر بهَا إِلَى ان مَاتَ سنة 747
2036 - طقتمر الدِّمَشْقِي كَانَ من مماليك النَّاصِر وَهُوَ صبي وَكَانَ يمِيل إِلَيْهِ كثيرا فَأمره سنة 712 وَمَات فِي رَجَب سنة 716 وَكَانَ مفرط الْجمال شَدِيد الشُّح إِلَى الْغَايَة
2037 - طقتمر الشريفي السِّلَاح دَار أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي شَوَّال سنة 750 بعد مَا عُميّ
2038 - طقتمر الصلاحي أحد المماليك الناصرية وتنقل إِلَى أَن تَأمر وناب فِي حمص وَمَات فِي سنة 747
2039 - طقتمر الكلتاوي تنقل بِهِ الْحَال إِلَى ان ولي نِيَابَة البيرة وسنجار وَغَيرهمَا ثمَّ أستقر أَمِير مائَة بحلب ثمَّ أستقر حاجباً كَبِيرا بهَا وأنشا(2/387)
مدرسة للحنفية بالبياضة وَكَانَ شكلاً ضخماً شَدِيد العسف مَعَ انه كَانَ يحب الْعلمَاء وَيقْرَأ عِنْده البُخَارِيّ وَمَات فِي رَمَضَان سنة 787
2040 - طقتمر الناصري تامر فِي آخر دولة النَّاصِر وَحضر مَعَ بشتاك فِي الحوطة على مَوْجُود تنكز نَائِب الشَّام وَتقدم فِي الْأَيَّام الصالحية والكاملية ثمَّ ولي نِيَابَة حمص وَمَات بهَا فِي سنة 747 وَكَانَ ظَالِما غاشماً
2041 - طقتمر نَائِب بهسنا مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر سنة 756
2042 - طقزتمر الناصري كَانَ من مماليك الْمُؤَيد صَاحب حماة ثمَّ قدمه النَّاصِر وأمّره وَزوج ابْنَتَيْهِ لِوَلَدَيْهِ الْمَنْصُور والصالح إِسْمَاعِيل وَلم يزل مُعظما فِي دولة النَّاصِر إِسْمَاعِيل إِلَى ان مَاتَ وَولي نِيَابَة السلطنة بِمصْر فِي دولة الْمَنْصُور ثمَّ ولي نِيَابَة حماة وَنقل الْأَفْضَل صَاحبهَا إِلَى دمشق أَمِيرا فعاب النَّاس عَلَيْهِ ذَلِك حَتَّى الطنبغا نَائِب دمشق وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 742 فَلم تتمّ لَهُ بهَا سنة وَنقل فِي صفر سنة 743 إِلَى نِيَابَة حلب ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة دمشق فِي رَجَب سنة 743 فاستمر بهَا إِلَى سلطنة الْكَامِل شعْبَان فاحضره إِلَى مصر وَهُوَ مَرِيض فَقَدمهَا فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة 746 وَمَات بِمصْر فِي جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا وَهُوَ صَاحب الْحمام وَالرّبع والحكر بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ عَاقِلا عديم الشَّرّ(2/388)
2043 - طقصبا الظَّاهِرِيّ تنقل فِي الخدم وصاهر كراى الَّذِي كَانَ نَائِب الْغَيْبَة عَن كتبغا فَلَمَّا تسلطن لاجين وفر كتبغا أرْسلهُ إِلَى كراى فأماله عَن الْمُجَاهِد بن كتبغا وَدخل فِي طَاعَة لاجين فامره لاجين ثمَّ ولي نِيَابَة قوص وغزا النّوبَة مرَّتَيْنِ مرّة سنة 705 وَمرَّة سنة 716 وَاسْتمرّ طقصبا إِلَى أَن كبر وَدخل فِي الْهَرم وَجَاوَزَ الْمِائَة وَهُوَ يَرْمِي النشاب ويركب الْخَيل وَيَأْكُل الْأكل الْجيد وَمَات سنة 745
2044 - طقطاي بن منكوتمر بن ساين خَان بن جنكز خَان المغلي صَاحب القبجاق كَانَت مَمْلَكَته وَاسِعَة جدا وعساكره تفوت الرمل عدا حَتَّى يُقَال انه جهز جَيْشًا فَأخْرج من كل عشرَة وَاحِدًا فبلغوا مِائَتي ألف وَملك مُدَّة ثَلَاث وَعشْرين سنة وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 712 وَلم يسلم بل كَانَ يحب الْمُسلمين وخصوصاً الْفُضَلَاء مِنْهُم وَمن كل الْملَل ويميل إِلَى الْأَطِبَّاء والسحرة وَأسلم وَلَده وَيُقَال أَن طول مَمْلَكَته ثَمَانِيَة أشهر(2/389)
وعرضها سِتَّة قَالَ بَعضهم وَكَانَ يحب السَّحَرَة وَفِيه عدل وميل إِلَى أهل الْخَيْر وَكَانَ يحب الْأَطِبَّاء ومملكته وَاسِعَة جدا يُقَال ثَمَانمِائَة فَرسَخ فِي سِتّمائَة فَرسَخ وجيوشه لَا يُحصونَ كَثْرَة يُقَال انه جهز مرّة جَيْشًا فَكَانَ عَددهمْ مِائَتي ألف فَارس وَكَانَ لَهُ ولد حسن الشكل فَأسلم وَأحب الْقُرْآن وسماعه فَمَاتَ قبل أَبِيه
2045 - طقطاي الدوادار الناصري كَانَ من مماليك النَّاصِر فعمله جمدارا ثمَّ اضافه يلبغا اليحياوي وَغلب على يلبغا اليحياوي فَمَا كَانَ يقطع أمرا دونه وولاه دويدارا ثمَّ تامر بعد ذَلِك ثمَّ ولي الدويدارية للصالح صَالح سنة 752 ثمَّ امْرَهْ تقدمة بعد قتل بيبغاروس ثمَّ امسك بعد شيخو سنة 58 واعتقل بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ واخرج إِلَى طرابلس فَمَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة 760
2046 - طقطاي الناصري الجمدار أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ثمَّ ولي نِيَابَة الكرك وَمَات فِي شعْبَان سنة 718
2047 - طَلْحَة بن عبد الله الْمُقْرِئ الشَّافِعِي الْحلَبِي كَانَ اسْمه سنجر فَسمى طَلْحَة تفقه وتمهر فِي الْفِقْه والعربية وَقَرَأَ بالسبع على الْمُوفق ابْن أبي الْعَلَاء واقرأ النَّاس وَأخذ وَهُوَ كَبِير عَن الجعبري وَمَات قبله وَكَانَ يقرئ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي أصُول الْفِقْه ويقرره تقريراً حسنا وَكَانَ يُرَاعِي الْإِعْرَاب فِي دروسه وَفِي كَلَامه وشاخ ولحيته سَوْدَاء(2/390)
مَاتَ سنة 725 وَقد أناف على السِّتين
2048 - طه الْحلَبِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه ولد بعد السِّتين وَأخذ الْقُرْآن عَن الْمُوفق وتصدر للاشتغال بحلب زَمَانا وَكَانَ عِنْده كياسة وَمَكَارِم ويلقب علم الدّين وَله ذكر فِي تَرْجَمَة صدر الدّين ابْن الْوَكِيل مُحَمَّد بن عمر كَمَا سَيَأْتِي وَمَات فِي سنة 725
2049 - طهربغا وَيُقَال طايربغا أَصله من الْمغل وَولي مَدِينَة خلاط وَكَانَ قريب وَالِدَة النَّاصِر فاستدعاه من جوبان حَاكم دولة بوسعيد فَقدم مصر وَمَعَهُ ابْنه يحيى فِي رَجَب سنة 726 فَأكْرمه النَّاصِر وَأمره طبلخاناة وَأعْطى أبنه امرة عشرَة ثمَّ أَمر بِهِ طهربغا مائَة فِي محرم سنة 727 وَلم يزل حَتَّى
2050 - طوغان الشمسي مَنْسُوب إِلَى سنقر الطَّوِيل تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي الأشمونين ثمَّ ولي شاد الدَّوَاوِين فِي وزارة مغلطاي الجمالي ثمَّ نقل إِلَى شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق فَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سنة 741(2/391)
وَكَانَ مفرطاً فِي الظُّلم وَسَفك الدِّمَاء وينسب إِلَيْهِ استهتار زَائِد وكلمات مؤذنة بالزندقة والانحلال
2051 - طوغان المنصوري كَانَ من مماليك قلاون وتنقل فِي خدمته إِلَى أَن قَرَّرَهُ فِي نِيَابَة البيرة فاستمر بهَا مُدَّة طَوِيلَة فَلَمَّا كَانَ فِي أَوَاخِر سنة 710 تحيل عَلَيْهِ النَّاصِر حَتَّى أحضرهُ من مصر واعتقله ثمَّ افرج عَنهُ وولاه شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق وَكَانَ مَوْصُوفا بالعسف والحمق المفرط وَهُوَ الَّذِي عمر قلعة صفد وَقبض عَلَيْهِ وسجن بالكرك إِلَى أَن مَاتَ سنة نَيف وَعشْرين
2052 - طولو بنت طغاي بن بكوريف سخاف بن جنكز خَان زَوجهَا عَمها ازبك وامهرها ثَلَاثِينَ ألف دِينَار ببلادهم تكون بمعاملة الْقَاهِرَة نَحْو مِائَتي عشر ألف دِينَار وجهزها لَهُ فِي سنة فوصلت فِي وصحبها جمع كثير من جِهَة عَمها فعقد عَلَيْهَا على ثَلَاثِينَ ألف دِينَار مصرية وخلع على من كَانَ صحبتهَا من الرُّسُل
2053 - طيبرس بن عبد الله الجندي عَلَاء الدّين النَّحْوِيّ اشْتَرَاهُ بعض الْأُمَرَاء بالبيرة واعتقه فَقدم دمشق بعد الْعشْرين وتفقه وَمهر فِي(2/392)
الْأَدَب وفَاق أقرانة فِي الْفُنُون ونظم الألفية ومقدمة ابْن الْحَاجِب جَامعا بَينهمَا وَسَماهُ الطرفة فَجَاءَت تِسْعمائَة بَيت وَكَانَ ابْن عبد الْهَادِي يثني عَلَيْهَا وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالصَّلَاة بِاللَّيْلِ حسن المذاكرة لطيف المعاشرة وَله شعر متوسط فَمِنْهُ
(بِكفْر بَطنا لقد طلبنا على نزه ... من مشمش كنجوم غشت الشجرا)
(أحلى من الْوَصْل لَكِن فِي لطافته ... أرق من نسمَة هبت لنا سحرًا) مَاتَ بالصالحية فِي سنة 749
2054 - طيبرس الخزنداري عَلَاء الدّين كَانَ أَصله من مماليك بيليك الخزندار نَائِب السلطنة بِمصْر ثمَّ انْتقل لبيدرا فباشر ديوانه بِدِمَشْق ولازم لاجين وَهُوَ نَائِب الشَّام فولاه لما تسلطن نقابة الْجَيْش فباشرها إِلَى ان مَاتَ وَهُوَ الَّذِي بنى الْمدرسَة بجوار الْجَامِع الْأَزْهَر وَالْجَامِع والخانقاه بأراضي بُسْتَان الخشاب ظَاهر الْقَاهِرَة وَكَانَ حسن السياسة(2/393)
أَمينا مهاباً عفيفاً وَخلف أَمْوَالًا جمة وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 719 وَدفن بمدرسته بجوار جَامع الْأَزْهَر
2055 - طيبرس الساقي عَلَاء الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 748
2056 - طيبغا الإبراهيمي أحد الْأُمَرَاء بصفد وَولي نيابتها قَلِيلا وَمَات فِي شَوَّال سنة 756
2057 - طيبغا الدوادار الآنوكي كَانَ من مماليك النَّاصِر فَأعْطَاهُ لوَلَده آنوك وَكَانَ بديع الْحسن فاستقر عِنْده جمدارا فَكَانَ من إفراط محبته فِيهِ يحمل سر موزته تَحت قَمِيصه على جِسْمه وَيَقُول يَا طيبغا أَنا جمدارك ثمَّ لما مَاتَ آنوك اسْتمرّ فِي خدمَة النَّاصِر ثمَّ فِي خدمَة أَوْلَاده إِلَى أَن ولي الْملك الصَّالح فاستقر دويدارا صَغِيرا ثمَّ عمل فِي دولة النَّاصِر حسن الأولى لما أخرج جرجيب دويدارا كَبِيرا وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة 48 فباشر بصلف زَائِد وَضبط الْأُمُور وَحجر على الموقعين وَصَارَ يتَأَمَّل الْقَصَص الَّتِي تدخل دَار الْعدْل وَالَّتِي تخرج والكتب الَّتِي تكْتب والتواقيع والمراسيم كل ذَلِك قبل دُخُولهَا إِلَى الْعَلامَة وَإِذا تأملها أخيرا أعْطى مَا أَرَادَ لصَاحبه وَلم يحفظ عَنهُ انه أَخذ من أحد شَيْئا فَلم يزل إِلَى أَن ضَاقَ بِهِ عَلَاء الدّين ابْن فضل الله ذرعاً فَشَكا إِلَى الْأُمَرَاء انه أَسَاءَ الْأَدَب على بعض الموقعين بِغَيْر ذَنْب وضربه بِيَدِهِ فَأمر النَّائِب بِإِخْرَاجِهِ إِلَى دمشق على الْبَرِيد فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا بطالاً وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 749(2/394)
ثمَّ زوجه ايتمش نَائِب دمشق بنته بعد أَن أعطي طبلخاناة فَلَمَّا أمسك منجك سعى لَهُ مغلطاي حَتَّى أُعيد إِلَى مصر فِي سنة 751 فَأقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان وَقَررهُ فِي الدويدارية على مَا كَانَ وَلما جرى لأرغون الكاملي مَا تقدم ذكره كَانَ هُوَ مسفره إِلَى حلب فَحصل لَهُ شَيْء كثير وَعَاد إِلَى دمشق فَخلع النَّاصِر حسن وَاسْتقر الصَّالح صَالح وَأخرج بعد قَلِيل من الدويدارية فِي شعْبَان سنة 52 إِلَى دمشق وَأقَام بهَا بطالا فَلم تطل أَيَّامه حَتَّى مرض وَمَات فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَيُقَال انه كَانَ فِي مُبَاشَرَته الأولى أصلح حَالا من الثَّانِيَة فِيمَا يتَعَلَّق بالنزاهة وَالْأَمَانَة والعفة وَكَانَت كِتَابَته غَايَة فِي الْحسن كَانَ قد تعلم الْخط الْمَنْسُوب ويميل إِلَى الْفُضَلَاء ويدمن المطالعة فِي الْكتب فَلَا يزَال يستعير مِنْهَا مَا يُعجبهُ فَلَا يردهُ حَتَّى يطالعه
2058 - طيبغا حاجي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق بعد أَن كَانَ رَئِيس نوبَة الجمدارية بالديار المصرية ثمَّ اعتقل بعد امساك تنكز ثمَّ أُفرج عَنهُ قبل موت النَّاصِر ثمَّ ولي نِيَابَة حلب وَمَات سنة 743
2059 - طيبغا الطَّوِيل أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار فِي دولة النَّاصِر حسن أمره هُوَ ويلبغا فِي سنة 58 جَمِيعًا طبلخاناة ثمَّ قدمهما بعد صرغتمش(2/395)
وَلما قتل حسن اسْتَقر طيبغا أَمِير سلَاح ثمَّ امسكه يلبغا وحبسه بالإسكندرية فِي سنة 67 ثمَّ أُفرج عَنهُ بعد قتل يلبغا وأُعطيّ نِيَابَة حلب فِي سنة 769 عوضا عَن منكلي بغا الشمسي فِي أوائلها فَمَاتَ بعد قَلِيل فِي شَوَّال سنة 769
2060 - طيبغا الكميتي مولى عَلَاء الدّين ابْن الْكُمَيْت الْحلَبِي سمع من إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن العجمي عشرَة الْحداد وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
2061 - طيبغا المحمدي أحد مماليك النَّاصِر تنقل فِي الخدم إِلَى أَن تَأمر ثمَّ تَأمر بحماة ثمَّ عمل استادارية بِمصْر ثمَّ أَمر بِدِمَشْق سنة 753 ثمَّ أُعيد إِلَى مصر وَلزِمَ بَيته بطالاً وَمَات بعد ذَلِك
2062 - طيبغا قوين بقاف وَنون مُصَغرًا أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولي نِيَابَة حمص وغزة وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 732
2063 - طيب أحد الْأُمَرَاء بصفد ثمَّ أَمر بِمصْر ثمَّ اعتقل بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَمَات فِي حُدُود السِّتين
2064 - أَبُو الطّيب بن مُحَمَّد التّونسِيّ نَشأ بِبَلَدِهِ وأشتغل على مَذْهَب مَالك ثمَّ انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي الْجَمَاعَة هُنَاكَ فتحول هُوَ إِلَى مصر فَنزل بزاوية الصاحب أَمِين الْملك ثمَّ أَقَامَ بالروضة وَقصد بالزيارة وَكَانَ يتَكَلَّم فِي التَّفْسِير كلَاما متيناً ثمَّ حج وجاور مُدَّة(2/396)
ثمَّ رَجَعَ فِي سنة 750 فَأَقَامَ بالروضة ثمَّ انْتقل إِلَى حماة فَمَاتَ بهَا فِي سنة 751 وَذكر انه فِي اللَّيْلَة الَّتِي مَاتَ فِي صبيحتها كَانَ يواعد كل من يحضر عِنْده إِلَى بكرَة ثمَّ أيقظ أَصْحَابه فِي اللَّيْل وَتَوَضَّأ وَأمرهمْ ان يتوضؤا فطلعوا فوجدوه قد مَاتَ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي وفياته
2056 - طيدمر الْحَاجِب الْإِسْمَاعِيلِيّ كَانَ أحد أُمَرَاء حلب أرْسلهُ ارغون شاه النَّائِب إِلَى النَّاصِر ثمَّ أَمر بِدِمَشْق حاجباً ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَفِي سنة 39 أُفرج عَنهُ وَطلب إِلَى الديار المصرية فَأَقَامَ أَيَّامًا يتجهز وشاع أَنه يسْتَقرّ مقدم ألف فَفِي أثْنَاء ذَلِك قبض عَلَيْهِ واعتقل وَمَات بعد ذَلِك
2066 - طينال الأشرفي الْحَاجِب وَولي نِيَابَة طرابلس فِي ربيع الآخر سنة 726 فباشرها بعظمة وَكبر وحمق وَقدم فِي رحيله لسبع وَعشْرين وأُعيد إِلَى نِيَابَة طرابلس ثمَّ نقل لنيابة غَزَّة سنة 733 اهانة لَهُ بشكوى تنكز مِنْهُ وأضيفت حِينَئِذٍ نِيَابَة غَزَّة لنائب الشَّام فباشرها قَلِيلا ثمَّ اعيد إِلَى نِيَابَة طرابلس سنة 35 فوطن نَفسه على طَاعَة تنكز وَصَارَ يكاتبه وَإِذا احْتَاجَ إِلَى مُكَاتبَة السُّلْطَان أرسل مطالعته مَفْتُوحَة ليقف عَلَيْهَا تنكز قبل ان تصل إِلَى السُّلْطَان ثمَّ نقل مِنْهَا فِي سنة 41 وَأمر بِدِمَشْق ثمَّ أُعِيد إِلَى طرابلس ثمَّ إِلَى نِيَابَة صفد فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل فَمَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة 743 وَكَانَ دخل الْيمن فِي تجريدة ألفي فَارس نجدة لصَاحِبهَا سنة 25 وَهُوَ صَاحب القاعة الْعَظِيمَة بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر(2/397)
2067 - طينال الجاشنكير ترقى فِي الخدم إِلَى ان أَمر ثمَّ نفي لدمشق فِي أَيَّام الصَّالح صَالح فِي شعْبَان سنة 752 وَمَات بعد ذَلِك
حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة
2068 - ظافر بن جَعْفَر بن أبي الْقَاسِم السّلمِيّ أَبُو عَامر الدِّمَشْقِي سمع من مكي بن عَلان وَإِسْمَاعِيل الْعِرَاقِيّ وَمُحَمّد بن أبي الْقَاسِم الْقزْوِينِي وَغَيرهم ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ سنة 702 وَيُقَال إِنَّه ولد سنة 715
2069 - ظافر بن بن مُحَمَّد بن صَالح بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الْعَدوي نِسْبَة إِلَى الشَّيْخ عدي الطناني بِمُهْملَة ونونين الأولى خَفِيفَة نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من عمل قليوب كَانَ فَقِيرا خيرا لَهُ نظم حسن أَخذ عَنهُ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان
(فَمن نظمه ... تميس فتخجل الأغصان مِنْهَا)
(وتزرى فِي التلفت بالغزال ... وتحسب بالازار لقد تغطت)
(وَقد أبدت بِهِ كل الْجمال ... سلوها لم تغطى الْبَدْر تيهاً)
(وتسمح للنواظر بالهلال ... وَلم تصلى الحشا بالعتب نَارا)
(وَفِي ألفاظها برد الزلَال ... )
2070 - ظبْيَان فِي ذيبان
2071 - ظبْيَان بن فَارس بن ظبْيَان الْحلَبِي وَلم يتَقَدَّم فِي ذبيان ذكره(2/398)
ابْن أيبك الدمياطي مِمَّن مَاتَ فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719 فَقَالَ فِيهِ الشَّيْخ زين الدّين وَقَالَ حدث بِجُزْء ابْن جوصا عَن أَصْحَاب الخشوعي رَحمَه الله
2072 - ظَبْيَة ام الرمال بنت الشَّيْخ فَخر الدّين عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التوزري يَأْتِي نَسَبهَا فِي تَرْجَمَة والدها وَكَانَت تسمى أَيْضا خَدِيجَة وتلقب ضوء الصَّباح أَيْضا ولدت سنة 669 وأسمعها أَبوهَا أبي بكر بن الْأنمَاطِي كتاب مَكَارِم الْأَخْلَاق للخرائطي وَغير ذَلِك وَسمعت من أَبِيهَا وَغَيره وتحولت من مَكَّة بعد موت أَبِيهَا إِلَى الْقَاهِرَة فسكنتها إِلَى أَن مَاتَت فِي أَوَاخِر جُمَادَى الاخرة سنة 734
2073 - ظهر بغا المغلي أحد الْأُمَرَاء بالديار المصرية حضر إِلَى الْقَاهِرَة سنة 26 فقدمه السُّلْطَان وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ كتب بوسعيد الَّتِي ترد بالمغلى وَيكْتب الْأَجْوِبَة وَكَانَ يفد عَلَيْهِ من أَقَاربه على مدى الْأَيَّام من عشرَة إِلَى مائَة فيبرهم ويصلهم فَمنهمْ من يُقيم بِالْقَاهِرَةِ وَمِنْهُم من يرجع مَاتَ فِي سنة 738
2074 - ظهير بن حَاج بن عمر الارزنجاني كَانَ يصحب تنكز نَائِب الشَّام وَحضر مَعَه لما ولي النِّيَابَة وَأقَام عِنْده مُعظما مكرماً وَجَرت لَهُ كائنة مَعَ القَاضِي جمال الدّين بن جملَة فعززه بِسَبَبِهَا ثمَّ انتصر لَهُ تنكز وَلم يزل ظهير بعد ذَلِك مكرماً إِلَى أَن مَاتَ سنة 749(2/399)
الدُّرَر الكامنة فى أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة
الْجُزْء الثَّالِث(3/1)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم حرف الْعين الْمُهْملَة
2075 - عَامر بن عَامر الْبَصْرِيّ رَأَيْت لَهُ تصنيفاً فِي التصوف ذكر أَنه أَلفه سنة 731
2076 - عَامر بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقشيرِي عز الدّين ابْن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد سمع الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن الْأنمَاطِي وَغَيرهمَا وَلم يكن مرضِي الطَّرِيقَة فَأَبْعَده أَبوهُ بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ قد جلس مَعَ الشُّهُود فَلَمَّا ولي أَبوهُ الْقَضَاء أَقَامَهُ وَمنعه مَاتَ سنة 711
2077 - عَامر بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق المريني أَبُو ثَابت صَاحب فاس ولي المملكة فِي آخر سنة 707 وَقيل قبل ذَلِك وَكَانَ شجاعاً نَافِذ الْكَلِمَة قتل سنة 708
2078 - عَامر الحسباني قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ مَاتَ فِي سَابِع رَجَب سنة 749(3/1)
2079 - عَائِشَة بنت إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الله بن غَدِير ابْنة القواس زوج عَلَاء الدّين بن المنجا ولدت سنة 45 وَأَجَازَ لَهَا أَحْمد ابْن مسلمة والبهاء زُهَيْر ومحى الدّين ابْن زيلاق وَابْن دفتر خوان والسليماني وَنور الدّين ابْن سعيد والنور الاسعردي والشهاب التلعفرى وَآخَرُونَ مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة 718
2080 - عَائِشَة بنت إِبْرَاهِيم بن صديق زوج الْحَافِظ الْمزي ولدت سنة 61 وَسمعت من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَغَيره وَحدثت وَكَانَت تحفظ الْقُرْآن وتلقنه النِّسَاء قَالَ ابْن كثير وَكَانَ زوج ابْنَتهَا كَانَت عديمة النظير لِكَثْرَة عبادتها وَحسن تأديتها لِلْقُرْآنِ تفضل فِي ذَلِك على كثير من الرِّجَال وأقرأت عدَّة من النِّسَاء وختمن عَلَيْهَا وانتفعن بهَا وَكَانَت زاهدة فِي الدُّنْيَا متقللة مِنْهَا مَاتَت فِي جُمَادَى الأولى سنة 741
2081 - عَائِشَة بنت إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن الخباز أُخْت مُحَمَّد وَزَيْنَب وَهِي الصُّغْرَى ولدت بعد التسعين وَسمعت بافادة أَبِيهَا من أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وَحدثت سمع مِنْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمَاتَتْ فِي ... . وَآخر من أجازت لَهُ عبد الرَّحْمَن بن عمر القبانى
2082 - عَائِشَة بنت إِسْمَاعِيل ... سَمِعت من الحجار سمع مِنْهَا الْبُرْهَان الْحلَبِي الْمُحدث فِي رحلته(3/2)
2083 - عَائِشَة بنت أبي بكر بن عِيسَى بن مَنْصُور بن قواليج بنت عَم بدر الدّين الْمسند سَمِعت عَليّ الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْن سعد وَابْن الشّحْنَة وَحدثت وَمَاتَتْ فِي رَابِع شَوَّال سنة 793
2084 - عَائِشَة بنت عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله ابْن جمَاعَة ام عبد الله بنت الْخَطِيب اخت قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين ابْن جمَاعَة اسمعت على الواني جُزْء أبي مُحَمَّد بن فَارس وَحدثت واستوطنت دمشق إِلَى أَن مَاتَت فِي سنة 789 حدث عَنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ
2085 - عَائِشَة بنت عبد الله بن أبي جَعْفَر أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر ام الْهدى بنت الْخَطِيب تَقِيّ الدّين الطَّبَرِيّ رَوَت عَن جدها الإِمَام محب الدّين الطَّبَرِيّ وعمها وَلَده جمال الدّين بِالْإِجَازَةِ وَأَجَازَ لَهَا غَيرهمَا وَمَاتَتْ بعد السِّتين وَسَبْعمائة حدث عَنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ
2086 - عَائِشَة بنت عبد الله بن عَاصِم الأندلسية قَالَ الذَّهَبِيّ أَقَامَت عشْرين سنة وأزيد لَا تَأْكُل شَيْئا الْبَتَّةَ وأمرها فِي ذَلِك شَائِع لَا ريب فِيهِ حَدثهُ بِهِ أَبُو عبد الله بن ربيع الْمُحدث وَمُحَمّد بن سعد العاشق وَغَيرهمَا(3/3)
وهى خَالَة العابد أبي اسحاق بن بِلَال وَكَانَت مُقِيمَة بغرفة لَهَا بِأَعْلَى الْجَامِع الْمُعَلق بالجزيرة الخضراء بالأندلس مَاتَت سنة 705 وَذكر الشَّيْخ عز الدّين الفاروئى أَن امْرَأَة كَانَت بِنَاحِيَة وَاسِط اقامت مُدَّة مثل هَذِه لَا تَأْكُل شَيْئا وَذَلِكَ بعد الستمائة وَأُخْرَى كَانَت فِي دولة المعتضد بخوارزم وقصتها صَحِيحَة ذكرهَا الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور
2087 - عَائِشَة بنت عبد الله بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْفَتْح الصُّورِي ولدت سنة ... . وأسمعت على خطيب مردا وَحدثت وَمَاتَتْ ...
2088 - عَائِشَة بنت عُثْمَان بن علاق المدلجى المقرىء سَمِعت من النجيب وَابْن علاق
2089 - عَائِشَة بنت عَليّ بن عمر بن شبْل الصنهاجي الْحِمْيَرِي أسمعها أَبوهَا من ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا وَحدثت بالكثير حَدثنَا عَنْهَا بِالسَّمَاعِ أَبُو الْمَعَالِي الازهري وَغَيره وَمَاتَتْ بِمصْر فِي مستهل ربيع الأول سنة 739
2090 - عَائِشَة بنت عمر بن مُحَمَّد بن العجمي وَالِدَة الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب سَمِعت على إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن العجمى زوج عَمَّتهَا وَحدثت سمع مِنْهَا وَلَدهَا وَمَاتَتْ فِي خَامِس شهر رَجَب سنة 789(3/4)
2091 - عَائِشَة بنت مُحَمَّد بن قَاسم بن الاحمر الْحلَبِي سَمِعت من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ أَرْبَعِينَ حَدِيثا من مشيخته تَخْرِيج ابْن بلبان وَسمعت أَيْضا من أَحْمد بن شَيبَان وَكَانَت تزوجت بخرستا فاستمرت بهَا إِلَى أَن مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة 763
2092 - عَائِشَة بنت مُحَمَّد بن الْمُسلم الحرانية ولدت سنة 747 وسمعها أَخُوهَا فى الْخَامِسَة من إِسْمَاعِيل بن الْعِرَاقِيّ وَفَرح الْقُرْطُبِيّ وَمُحَمّد بن أبي بكر الْبَلْخِي واليلداني وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل فِي آخَرين وَهِي أُخْت الْمُحدث محَاسِن وَحدثت بالكثير وتفردت بأجزاء وَكَانَت تتكسب بالخياطة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت خيرة قانعة مَاتَت فِي شَوَّال سنة 736
2093 - عَائِشَة بنت مُحَمَّد بن يحيى بن بدر بن يعِيش الْجَزرِي الصالحية سَمِعت من الْفَخر على مشيخته وَحدثت وَمَاتَتْ بصالحية دمشق فِي ربيع الأول سنة 743
2094 - عَائِشَة بنت نصر الله بن أبي مُحَمَّد السلَامِي بنت عَم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع ذكرهَا فِي الوفيات وَقَالَ أجَاز لَهَا اسحاق بن قرقين وَغَيره وَحدثت وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة 762
2095 - عبَادَة بن عبد الْغَنِيّ بن مَنْصُور بن مَنْصُور بن سَلامَة الْحَنْبَلِيّ(3/5)
الْحَرَّانِي الْمُفْتى الْمُؤَدب زين الدّين أَبُو سعد وَأَبُو مُحَمَّد ولد سنة 71 وَسمع من الْقَاسِم الإربيلى والرشيد العامري ثمَّ طلب بِنَفسِهِ بعد التسعين وَسمع من جمَاعَة كالغسولي وَابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وتفقه فمهر وَذكر وتميز وَولي الْعُقُود والفسوخ وَأفْتى فأجاد ولازم ابْن تَيْمِية وَغَيره وَذكره البرزالي فِي الشُّيُوخ المتوسطين وَقَالَ فَقِيه فَاضل يعْقد الانكحة ويلازم الشُّهُود وَفِيه تواضع ومروئة وَكَانَ يُفْتى فِي مذْهبه ويبحث ويناظر قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دينا متهجداً متواضعاً حسن الْأَخْلَاق متودداً متصوناً سَمحا وَنعم الرجل كَانَ وَيَا ليته كَانَ لَا شهد وَلَا عقد وَكَانَ تهَيَّأ للحد فَتوفي لَيْلَة ثَالِث عشرى شَوَّال سنة 739 وَكَانَ قد حصل لَهُ أَذَى من القَاضِي السُّبْكِيّ تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي وَمنعه من فسخ النِّكَاح بِعَمَل الْمَحْلُوف عَلَيْهِ فَأَنَّهُ كَانَ يُفْتى بِهِ وَلَا يعد الْفَسْخ طَلَاقا وَكَانَ يحصل من ذَلِك جملَة فتألم لذَلِك وكمد وَكَانَ القَاضِي تَقِيّ الدّين أَرَادَ أَن يُعِيدهُ فعاجله الْمَوْت وَقد كَانَ الشَّيْخ برهَان الدّين الْفَزارِيّ يدل الْمُخَالفين عَلَيْهِ وَالْمَسْأَلَة مركبة من مَذْهَب الشَّافِعِي وَأحمد
2096 - عَبَّاس بن حُسَيْن بن بدر الْمصْرِيّ شرف الدّين تفقه على وَمهر فِي الْفِقْه وتصدى للتدريس فِي الْفِقْه والقراآت فَكَانَ الطَّالِب(3/6)
يلازمه إِلَى أَن يتيقظ فَيتَوَجَّه إِلَى درس الشَّيْخ سراج الدّين فَكَانَ كثير النَّفْع للطلبة إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 792
2097 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن درع اللخمى الشطنوفي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّافِعِي جمال الدّين الحريري ولد سنة 651 وَسمع من النجيب من أمالى بن الْحصين وَمن أمالي ابْن مِلَّة وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَكَانَ صَالحا يحب الحَدِيث وَأَهله ورتب فِي المؤذنين بالجامع الحاكمي وَمَات فِي ثَانِي عشر شَوَّال سنة 733
2098 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حمدَان بن عبد الله بن أبي البركات بن إِبْرَاهِيم ابْن حمدَان بن عبد الله بن أبي البركات بن اسحاق بن حمدَان الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الدمياطي روى بِالْإِجَازَةِ عَن أبي المنجا بن اللتي وكريمة سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي وَأَجَازَ للقطب الْحلَبِي
2099 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سَالم الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ سمع على الشَّمْس ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ وَحدث مَاتَ فِي ثَانِي عشر صفر سنة 715
2100 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر شرف الدّين ابْن الْعِزّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أَبُو مُحَمَّد ولد فِي رَجَب سنة 663 واحضر على الْكرْمَانِي وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَابْن أبي عمر وَأحمد ابْن شَيبَان وَغَيرهم واجاز لَهُ أَبُو شامة وَحسن بن حُسَيْن بن المهير وَجَمَاعَة وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ هُوَ أحد الْأُخوة السِّتَّة رجل خير وَكَانَت حصلت لَهُ رعشة فِي يَدَيْهِ فضعف خطه(3/7)
وَمَات فِي خَامِس عشرى شعْبَان سنة 731 بصالحية دمشق
2101 - عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْقَاسِم الْقزْوِينِي الْحَنَفِيّ الْعدْل جمال الدّين الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن الهجين سمع من جده عدَّة أَجزَاء مِنْهَا أَحَادِيث شَاكر بن جَعْفَر وجزء ابْن أبي غرزة وجزء الكديمى ونسخة نَافِع القارىء جمع ابْن المقرىء وَسمع من فتح الدّين ابْن القيسراني ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَنقل عَن القطب الْحلَبِي أَنه طعن عَلَيْهِ فِي الشَّهَادَة قَالَ وسماعه صَحِيح وَلكنه اخْتَلَط فِي آخر عمره وَمَات فِي صفر سنة 731
2102 - عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم ابْن زنبور علم الدّين ابْن القَاضِي تَاج الدّين أول مَا ظهر من امْرَهْ أَن ولي اسْتِيفَاء الْوَجْه القبلي ثمَّ كتب فى الإصطبلات سنة 737 ثمَّ ولي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة سنة 742 ثمَّ نظر الْخَاص بعد موفق الدّين فِي سنة 746 ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد سنة 48 ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نظر الْجَيْش بعد أَمِين الدّين ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الوزارة بعد امساك منجك سنة 51 فَجمع الْوَظَائِف الثَّلَاث وَهُوَ أول من جمعهَا وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن خرج الصَّالح صَالح إِلَى الشَّام لسَبَب بيبغاروس فَخرج مَعَه وَأظْهر بِدِمَشْق عَظمَة زَائِدَة فَلَمَّا رجعُوا وَذَلِكَ فِي سنة 53 تنكر لَهُ صرغتمش إِلَى أَن صادره فَأخذ لَهُ من الْأَمْوَال مَا يفوق(3/8)
الْوَصْف وَبَقِي تَحت الْعقُوبَة زَمَانا فشفع فِيهِ شيخو وجهزه إِلَى قوص فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 755 وَيُقَال انه سم وَيُقَال بل نهسه ثعبان قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي نقلت من خطّ بدر الدّين الحمصى قَالَ من إملاء شمس الدّين البهنسي من ثَبت مَا حمل من جِهَة القَاضِي علم الدّين ابْن زنبور فِي المصادرة أواني ذهب وَفِضة سِتُّونَ قِنْطَارًا لُؤْلُؤ أردبان كَيْلا حياصات ذهب سِتَّة آلَاف كنابيس زركش سِتَّة آلَاف قماش مفصل على قدر بدنه الفان وسِتمِائَة قِطْعَة معاصر سكر خمس وَعِشْرُونَ معصرة خيل وبغال ألف جوَار سَبْعمِائة عبيد مائَة طواشيه سِتُّونَ بساتين مِائَتَا بُسْتَان سواقي ألف وَأَرْبَعمِائَة ساقية إِلَى غير ذَلِك
2103 - عبد الله بن أَحْمد بن تركي تقدم فِي أبي بكر بن أَحْمد
2104 - عبد الله بن أَحْمد بن تَمام بن حسان التلى الْحَنْبَلِيّ ولد سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة خمس وَحج سنة 51 وبخط الْكَمَال جَعْفَر ولد سنة 35 وَسمع من يحيى بن القميرة والكفرطابى والمرسى(3/9)
واليلدانى فى آخَرين وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن مَالك وعَلى وَلَده بدر الدّين ولازمه وَصَحبه وَكَانَ خيرا صَالحا مليح المذاكرة حسن النّظم وَصَحب الشهَاب مَحْمُودًا وأختص بِهِ حَتَّى كَانَ الشهَاب يَقُول لخزنداره مهما طلب مِنْك أعْطه بِغَيْر مشورة وَلم يكن لَهُ أثاث وَلَا قماش وَلَا شَيْء فِي بَيته الْبَتَّةَ وَكتب إِلَيْهِ الشهَاب مَحْمُود من مصر قصيدة أَولهَا
(هَل عِنْد من عِنْدهم برئى وأسقامي ... علم بِأَن نواهم أصل آلامى) فَأَجَابَهُ بقصيدة أَولهَا
(يَا سَاكِني مصر فِيكُم سَاكن الشَّام ... يكايد الشوق من عَام إِلَى عَام) وَمن شعره (معَان كدت أشهدها عيَانًا ... وَأَن لم تشهد الْمَعْنى الْعُيُون)
(والفاظ إِذا فَكرت فِيهَا ... فَفِيهَا من محاسنها فنون) وَله من قصيدة
(تبدىء فَهُوَ أحسن من رَأينَا ... وألطف من تهيم بِهِ الْعُقُول) يَقُول فِيهَا
(تخال الخد من مَاء وخمر ... وَفِيه الْخَال نشوان يجول) وَكم لَام العذول عَلَيْهِ جهلا ... وَآخر مَا جرى عشق العذول)(3/10)
وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ ظريفاً حسن المحاضرة والصحبة متقللاً من الدُّنْيَا سمع مِنْهُ الْكِبَار وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه شيخ حسن من أهل الصالحية لَدَيْهِ فَضِيلَة وأدب وَصَحب جمَاعَة من الْفُقَرَاء وتخلق بالاخلاق الجميلة وَصَحب بدر الدّين بن مَالك وَقَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى وَالِده من قبله واستوطن الْقَاهِرَة من سنة الجفل وَأثْنى عَلَيْهِ الشهَاب مَحْمُود وعظمه وَخرج لَهُ عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البعلى مشيخة وَحدث بهَا وَمَات فِي ثَالِث ربيع الآخر سنة 718 قلت حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا أَبُو اسحاق التنوخي باجازته مِنْهُ بالجزء الرَّابِع من فَوَائِد إِسْمَاعِيل ابْن مُحَمَّد الصفار وَقد سمع مِنْهُ الْجُزْء الْمَذْكُور الْحَافِظ قطب الدّين وَحدث بِبَعْضِه عَنهُ
2105 - عبد الله بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي مُوسَى بن الْحَافِظ عبد الْغنى الْمَقْدِسِي تَقِيّ الدّين الصَّالِحِي ابْن أخي شرف الدّين عبد الله بن الْحسن ولد سنة 676 وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَأحمد ابْن شَيبَان والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهم واشتغل بالفقه وناب عَن عَمه الشّرف ابْن الْحَافِظ وَأفْتى وَكَانَ دينا متواضعاً مَاتَ فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 744
2106 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن حَامِد بن حسن ابْن ادريس بن حميد الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد فِي سادس(3/11)
عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 65 وَحضر عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وأسمع على الْفَخر ابْن البخارى وَعبد الْوَهَّاب بن الناصح وَابْن أبي عمر وَغَيرهم وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ من أَوْلَاد المقادسة كثير المسموع وَمَات فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 728
2107 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن حَامِد ابْن خلف الْمَعْرُوف بِابْن الناصح سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَكَانَ رجلا صَالحا مُبَارَكًا ملازما للجامع نَحْو السِّتين سنة وَكَانَ يتعانى التِّجَارَة ثمَّ ترك وَمَات فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة 757
2108 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن تافواكين الْحَاجِب أَبُو مُحَمَّد التّونسِيّ كَانَ أَبوهُ أَحْمد مقدما عِنْد السُّلْطَان أبي عصيدة يستخلفه إِذا سَافر واتصل وَلَده عبد الله بأبى ضَرْبَة بن اللحياني فاستوزره وَجعله شيخ الْمُوَحِّدين سنة 742 ثمَّ قدمه إِلَى الحجابة واستوزر أَخَاهُ فَقتل بيد الْعَرَب(3/12)
سنة 47 ثمَّ غلب السُّلْطَان أَبُو الْحسن على الْبَلَد فهرب أَبُو مُحَمَّد إِلَى مصر فحج سنة 50 ثمَّ رَجَعَ وَجمع العساكر وَدخل تونس فَقبض على أبي الْعَبَّاس وَأقَام أَخَاهُ إِبْرَاهِيم وَهُوَ غُلَام لم يبلغ الْحلم وَحجر عَلَيْهِ واستبد بالأمور وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي أول سنة 766
2109 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد السَّعْدِيّ محب الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 82 وسَمعه أَبوهُ من الْفَخر وَغَيره وَطلب بِنَفسِهِ من آخر سنة 97 وهلم جرا إِلَى أَن مَاتَ فَلَا تحصى عدَّة شُيُوخه وَقَرَأَ العالي والنازل قَالَ الذَّهَبِيّ انتقيت لَهُ جُزْءا وَسمع مني وَكَانَ خيرا متصونا مليح الشكل طيب الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ سريع السرد نَافِعًا فِي المواعيد لَهُ زبون(3/13)
ومجون وَقَرَأَ مَالا يعبر عَنهُ كَثْرَة وانتقى لبَعض شُيُوخه وَنسخ عدَّة أَجزَاء وَمَات فِي ربيع الأول سنة 737 وطاب الثَّنَاء عَلَيْهِ
2110 - عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن رَاجِح الْمَقْدِسِي الجماعيلي تَقِيّ الدّين ولد فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى سنة 664 وأحضر على ابْن عبد الدَّائِم وَسمع من عبد الْوَهَّاب ابْن الناصح وَأحمد بن أبي الْخَيْر وَابْن أبي عمر وَغَيرهم وَحدث ذكره البزرالى فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ شَاهدا وخدم فِي جِهَات ثمَّ عمي وَانْقطع وزمن وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَكَانَ أول حُضُوره سنة 67 وَقَالَ ابْن رَافع ولي نظر طرابلس وَمَات فِي ثَانِي رَمَضَان سنة 729
2111 - عبد الله بن أَحْمد بن رشيد الدّين عُثْمَان بن هبة الله بن أَحْمد بن عقيل ابْن أبي الحوافر شرف الدّين قَالَ القطب الْحلَبِي سمع النجيب وَكَانَ طَبِيبا فَاضلا من بَيت الْأَطِبَّاء مَاتَ فِي شَوَّال سنة 711
2112 - عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن الفصيح الهمذاني ثمَّ الْكُوفِي ثمَّ الدِّمَشْقِي جمال الدّين ابْن فَخر الدّين أبي طَالب ولد فِي شَوَّال 702(3/14)
وَسمع بِبَغْدَاد من جمَاعَة مِنْهُم ابْن الدواليبي وَعلي بن عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَقدم مَعَ أَبِيه دمشق فاستوطنها وَسمع بهَا وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ فَاضلا لَهُ نظم حسن وَكِتَابَة قَوِيَّة وَمَات فِي الْمحرم سنة 745
2113 - عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن عَامر أَبُو أَحْمد سديد الدّين سمع أَبَا الْفرج ابْن الصبقل وَغَيره وَطلب بِنَفسِهِ وَحصل الْكثير وَمَات فِي سنة 705 وَله 61 سنة ذكره القطب
2114 - عبد الله بن أَحْمد بن عَليّ بن المظفر الْحلَبِي بهاء الدّين نَاظر الجيوش بالديار المصرية وَكَانَ قد سمع من النجيب عبد اللَّطِيف وَحدث عَنهُ وَمَات فِي شَوَّال سنة 709
2115 - عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ عفيف الدّين أبومحمد بن زين الدّين ابْن القَاضِي جمال الدّين ابْن الْمُحب ولد بِمَكَّة سنة 23 وَسمع من عِيسَى الحجي والوادياشي والأمين الأقشهري وَالزُّبَيْر بن عَليّ الأسواني فِي آخَرين من أهل الْحَرَمَيْنِ وَأَجَازَ لَهُ من مصر جمَاعَة مِنْهُم الدبوسي وَمن دمشق جمَاعَة مِنْهُم ابْن الشّحْنَة وَسمع من القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله شَيْئا من شعره وَمَات بِالْمَدِينَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 787 حدث عَنهُ(3/15)
أَبُو حَامِد بن ظهيرة
2116 - عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سلمَان بن غَانِم تَاج الدّين ابْن الشَّيْخ شهَاب الدّين ولد سنة 93 وَسمع من جمَاعَة وَكتب فِي ديوَان الانشاء وَكَانَ حسن الْخط سريعة جدا مَاتَ شَابًّا فِي الْمحرم سنة 728 فِي حَيَاة أَبِيه ورثاه بمرات كَثِيرَة وَكَانَ هَذَا الشَّاب ينظم نظماً متوسطاً فَمِنْهُ مَا كتب إِلَى عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير من قصيدة
(لَك اشتهرت يَا ابْن الْأَثِير مآثر ... بآثرها الْحسنى مَلَأت بِهِ الملا)
(وجودك قد عَم الْوُجُود وَأَهله ... فَمَا منزل من فيض فضلك قد خلا)
2117 - عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن مرتضى فَخر الدّين ابْن المغيزل الْحَمَوِيّ ولي مشيخة الشُّيُوخ بحماة بعد أَبِيه أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ سمع من أَبِيه وَغَيره وَكَانَ عابداً خيرا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 733 وَولي المشيخة بعده القَاضِي شرف الدّين ابْن الْبَارِزِيّ وَهُوَ عَم جد الشَّيْخ نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن شهَاب الدّين مُحَمَّد بن نور الدّين عَليّ ابْن زين الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد كَاتب الحكم بحماة فِي عصرنا أَخْبرنِي أَنه ولد سنة 55 وَأخذ عَن شرف الدّين يَعْقُوب بن عبد الرَّحِيم بن عُثْمَان خطيب القلعة وَغَيره لَقيته فِي أَوَاخِر سنة 836 وَله ولد يحبني كثير(3/16)
الِاشْتِغَال بِالْعلمِ سمع عَليّ كثيرا وَكتب بِيَدِهِ من تصانيفي وَهُوَ يتعاطى التِّجَارَة حفظه الله
2118 - عبد الله بن أَحْمد بن مَحْمُود النَّسَفِيّ عَلامَة الدُّنْيَا أَبُو البركات ذكره الْحَافِظ عبد الْقَادِر فِي طبقاته فَقَالَ أحد الزهاد الْمُتَأَخِّرين صَاحب التصانيف المفيدة فِي الْفِقْه وَالْأُصُول لَهُ المستصفي فِي شرح الْمَنْظُومَة وَله شرح النافع سَمَّاهُ بالمنافع وَله الْكَافِي فِي شرح الوافي والوافى تصنيفه أَيْضا وَله كنز الدقائق وَله الْمنَار فِي أصُول الْفِقْه وَله الْعُمْدَة فِي أصُول الدّين تفقه على شمس الْأَئِمَّة الكردري وروى الزِّيَادَات عَن أَحْمد بن مُحَمَّد العتابي سمع مِنْهُ الصغناقي انْتهى قلت وَهُوَ مِمَّن يلْزم الْمُؤلف ذكره فَإِنَّهُ توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة من شهر ربيع الأول سنة 701 وَدفن بِبَلَدِهِ إيذج فَأَما أَن الْمُؤلف لم يقف عَلَيْهِ أَو أهمله لكَونه حنفياً(3/17)
فَإِنَّهُ يصنع فِي الْغَالِب كَذَلِك وَكَثِيرًا مَا يُدَلس ذكر مذْهبه أَو ينكت عَلَيْهِ
2119 - عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن الزرندي جلال الدّين الْمدنِي ولد سنة عشْرين وحبب إِلَيْهِ الطّلب فَسمع بالحرمين وبلاد الشَّام وَقَرَأَ بِنَفسِهِ الْكثير وَحفظ كتبا وَمهر وَمَات شَابًّا فِي شعْبَان سنة 749
2120 - عبد الله بن أسعد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن فلاح اليافعي الشَّافِعِي اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ عفيف الدّين أَبُو السعادات وَأَبُو عبد الرَّحْمَن ولد قبل السبعمائة بِسنتَيْنِ أَو ثَلَاث وَذكر أَنه بلغ الْحلم سنة 711 وَأخذ بِالْيمن عَن الْعَلامَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الذهيني الْمَعْرُوف بالبصال وَعَن شرف الدّين أَحْمد بن عَليّ الْحرَازِي قَاضِي عدن ومفتيها وَنَشَأ على خير وَصَلَاح وَانْقِطَاع وَلم يكن فِي صباه يشْتَغل بِشَيْء غير الْقُرْآن وَالْعلم وَحج سنة 12 وَصَحب الشَّيْخ عليا الطواشي فسلكه وَحفظ الْحَاوِي والجمل(3/18)
ثمَّ جاور بِمَكَّة من سنة 18 وَتزَوج بهَا ولازم مَشَايِخ الْعلم وَمن شُيُوخه الْفَقِيه نجم الدّين الطَّبَرِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي فِي سنة ... . . وَسمع الحَدِيث من الرضي الطَّبَرِيّ ثمَّ فَارق ذَلِك وتجرد عشر سِنِين يتَرَدَّد فِيهَا بَين الْحَرَمَيْنِ ورحل إِلَى الْقُدس سنة 34 وَدخل دمشق ثمَّ دخل مصر وزار الشَّافِعِي وَأقَام بالقرافة عِنْد حُسَيْن الجاكي وَالشَّيْخ عبد الله المنوفي وزار الشَّيْخ مُحَمَّدًا المرشدي وَذكر أَنه بشره بِأُمُور ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْحجاز وجاور بِالْمَدِينَةِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة وَتزَوج وَدخل الْيمن سنة 38 لزيارة شَيْخه الشَّيْخ عَليّ الطواشي ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا مَعَ أَنه فِي طول الْمدَّة الَّتِي قبل هَذَا لم يفته الْحَج أثنى عَلَيْهِ الأسنوي فِي الطَّبَقَات وَقَالَ كَانَ كثير التصانيف وَله قصيدة تشْتَمل على عشْرين علما وأزيد وَكَانَ كثير الايثار للْفُقَرَاء كثير التَّوَاضُع مترفعاً على الْأَغْنِيَاء معرضًا عَمَّا بِأَيْدِيهِم نحيفاً ربعَة كثير الْإِحْسَان للطلبة إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ ابْن رَافع اشْتهر ذكره وَبعد صيته وصنف فِي التصوف وَفِي أصُول الدّين وَكَانَ يتعصب للأشعري وَله كَلَام فِي ذمّ ابْن تَيْمِية وَلذَلِك(3/19)
غمزه بعض من يتعصب لِابْنِ تَيْمِية من الْحَنَابِلَة وَغَيرهم وَمِمَّنْ حط عَلَيْهِ الضياء الْحَمَوِيّ لقَوْله فى قصيدة لَهُ (يَا لَيْلَة فِيهَا السَّعَادَة والمنى ... لقد صغرت فِي جنبها لَيْلَة الْقدر)
ولكلمات أُخْرَى وَتَأَول طَائِفَة كَلَامه وَكَانَ مُنْقَطع القرين فِي الزّهْد أَخْبرنِي شَيْخي أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ أَنه قَالَ لَهُم فِي كَلَام ذكر فِيهِ الْخضر أَن لم تَقولُوا إِنَّه حى وَإِلَّا غضِبت عَلَيْكُم وَحفظ عَنهُ تَعْظِيم ابْن الْعَرَبِيّ وَالْمُبَالغَة فِي ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 768
2121 - عبد الله بن إِسْمَاعِيل الصنهاجى الإِمَام أَبُو مُحَمَّد كَانَ فَقِيها أصوليا يحفظ الْمُوَطَّأ مَاتَ فِي 7 شَوَّال سنة 719
2122 - عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح الدِّمَشْقِي ثمَّ الْحلَبِي الْكَاتِب(3/20)
أَمِين الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 625 بِدِمَشْق وانتقل مَعَ أَبِيه صَغِيرا إِلَى حلب وخدم فِي الْجِهَات الديوانية قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه اشْتهر بالكفاءة وَالْأَمَانَة وَمَعْرِفَة الْكِتَابَة فَأسلم فِي أول ذِي الْحجَّة سنة 54 وَأقَام بِمصْر مُدَّة واتصل بحسام الدّين طرنطاي فَتَوَلّى ديوانه وَحج فِي سنة 86 قَالَ وَكَانَ عِنْده سُكُون وَعدم شَرّ وَمَات فِي صفر سنة 712
2123 - عبد الله بن الأكرم بن أبي البركات بن عبد الله بن أبي الْفرج بن أبي الْفضل بن فضل الْمصْرِيّ أَبُو بكر بن الأكرم النعماني زكي الدّين الْمَعْرُوف بزراق ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 637 وَسمع من عبد الْغَنِيّ ابْن سُلَيْمَان بن بَنِينَ وَأبي العشائر فراس بن عَليّ بن زيد الْعَسْقَلَانِي والصائين مُحَمَّد بن الأنجب والرشيد الْعَطَّار والنجيب وَشَيخ الشُّيُوخ وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن عبد الحميد وشمس الدّين بن نباتة وَمُحَمّد بن عَاصِم الزيدي وَعمر بن حُسَيْن ابْن حبيب وَابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ لطيف الذَّات دمث الْأَخْلَاق كثير المداعبة لَهُ نظم ومجاميع وَعرف بالنعماني لصحبته الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النُّعْمَان وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ فِي حادي عشرى رَمَضَان سنة 719 حكى بعض شُيُوخنَا عَن عَتيق الْعمريّ أَنه دخل عَلَيْهِ مَعَ جمَاعَة فِي لَيْلَة وَفَاته فَقَالُوا(3/21)
أما تذكر الشَّهَادَة فَذكرهَا ثمَّ قَالَ لمثل هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ وَقضى وَذكر ابْن سيد النَّاس عَمَّن أخبرهُ أَنه كَانَ حَالَة الْوَفَاة يتَلَفَّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ ثمَّ قَالَ فزت وَرب الْكَعْبَة وَمَات فى وقته
2124 - عبد الله بن اياس المنجنيقي الدِّمَشْقِي سمع الْفَخر بن البُخَارِيّ وَغَيره ذكره عبد الله الواني فِي مُعْجَمه ... ... وَمَات فجاءة فِي ثَانِي ربيع الآخر سنة 742
2125 - عبد الله بن أَيُّوب بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع من أبي الْفرج بن أبي عمر وَعبد الرَّحْمَن بن الزين وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَغَيرهم وَكَانَ يشْتَغل بِالْعلمِ وينسخ وَيشْهد ويحضر الْمدَارِس وَفِيه خير وَدين وَحدث مَاتَ فِي ثامن شعْبَان سنة 735
2126 - عبد الله بن أبي بكر بن عرام بن إِبْرَاهِيم بن فَارس بن أبي الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن على الشافعى تَاج الدّين الاسكندراى ولد بدمنهور سنة 54 وَسمع الحَدِيث وَمهر فِي الْعَرَبيَّة أَخذهَا عَن محى الدّين حافي رَأسه وَصَحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي تلميذ جده لأمه وَاسْمهَا زَيْنَب بنت الشَّيْخ أبي الْحسن الشاذلي وَكَانَ يحفظ كثيرا من شعر الْعَرَب وَكَانَ خيرا يذكر عَنهُ كرامات مَاتَ فِي شعْبَان سنة 721 وَهُوَ عَم(3/22)
الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر ابْن عرام مُحدث الاسكندرية
2127 - عبد الله بن أَبى بكر بن عمر الإسكندراى جمال الدّين ولد سنة 691 وَسمع من التَّاج الغرافي الخلعيات وَمن جمَاعَة من أَصْحَاب السبط وَابْن رواج وَحدث وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخه فِي الْمحرم سنة 767 لما وَقعت الكائنة بالإسكندرية صعد المنارة ليؤذن فطلع إِلَيْهِ افرنجي فَرَمَاهُ فَسقط مَيتا
2128 - عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن جَعْفَر بن يحيى بن حُسَيْن الاسكندراني الدماميني بهاء الدّين ولد سنة 705 وَسمع من الْجلَال ابْن عبد السَّلَام وَتفرد بالرواية عَنهُ وَسمع من مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المراكشي من أول الرَّابِع إِلَى آخر السَّابِع من الثقفيات وَتفرد بالرواية عَنهُ أَيْضا وَكَانَ فَاضلا دينا لَهُ نظم وَمَعْرِفَة وَحدث بالموطأ عَن أبي الْحُسَيْن يحيى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن عبد السَّلَام بن عَتيق وَمَات فى شهر الآخر سنة 794
2129 - عبد الله بن تَاج الرِّئَاسَة القبطي أَمِين الدّين الْوَزير ابْن أُخْت السديد الشَّاعِر تدرب على يَد خَاله المستوفي وَولي مَكَانَهُ ثمَّ أسلم على يَد بيبرس الجاشنكير ونال فى وَظِيفَة الِاسْتِيفَاء من أُمُور الدِّينَا مَالا مزِيد عَلَيْهِ حَتَّى أَنه ولي الوزارة ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ يتأسف على وظيفته(3/23)
الأولى وَكَانَ حسن الْخط سريع الْكِتَابَة جدا متواضعاً جدا يقوم لكل وَاحِد وَاسْتمرّ على ذَلِك بعد أَن أسن وَكتب بِخَطِّهِ ربعَة أتقنها وعدة من المدائح النَّبَوِيَّة وَكَانَ ولي الوزارة بعد بكتمر الْحَاجِب سنة 11 فَأَقَامَ سنتَيْن ثمَّ وَليهَا ثَانِيًا ثمَّ أخرج إِلَى نظر طرابلس فِي سنة 18 ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس بطالاً ثمَّ أُعِيد إِلَى الوزارة بعد أَن أمسك كريم الدّين سنة 22 فَأَقَامَ سنتَيْن أَيْضا ثمَّ عزل بِغَيْر مصادرة ثمَّ ولي نظر الدولة فِي سنة 28 وَلم يول بعده وزيراً وَذَلِكَ أَنه استعفى السُّلْطَان مرَارًا فَأبى أَن يعفيه فَشَكا عَلَيْهِ توقف الْحَال عَلَيْهِ وَأَن الوزارة إِن لم يتقلدها تركي فسد الْحَال وَأَشَارَ عَلَيْهِ بتقرير مغلطاي الجمالي فَأَجَابَهُ وَقَالَ لَهُ نفذ أشغالك وَأعلم النَّاس آخر النَّهَار فَفعل فَلَمَّا أَمْسَى ركب إِلَى بَيته وَالنَّاس مَعَه فَلَمَّا أَرَادوا الِانْصِرَاف أعلمهم بِأَن الْوَزير غَدا مغلطاي وَأمرهمْ أَن يتوجهوا إِلَى بَابه فَلم يسمع بعزل الْوَزير نَظِير هَذَا الْعَزْل ثمَّ ولى نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق فِي سنة 33 ثمَّ طلب فِي سنة 40 بعد امساك النشو فَأَقَامَ فِي بَيته بطالاً يَسِيرا ثمَّ أمسك هُوَ وَولده تَاج الدّين نَاظر الدولة وكريم الدّين مُسْتَوفى الصُّحْبَة وَبسط عَلَيْهِم الْعَذَاب إِلَى أَن مَاتَ هُوَ خنقاً سنة 740 وَالأَصَح أَنه كَانَ مَوته فِي جُمَادَى الأولى سنة 741
2130 - عبد الله بن جَعْفَر بن على بن صَالح الأسدى مُحي الدّين ابْن الصّباغ(3/24)
الْكُوفِي الْحَنَفِيّ ولد سنة 639 وَأَجَازَ لَهُ الصَّاغَانِي والموفق الكواشي وَكَانَ لَهُ أدب وَفضل وَعبادَة وزهادة وجلالة نظم الْفَرَائِض والقى الْكَشَّاف دروساً مَرَّات وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء المستنصرية فَامْتنعَ وَكَانَ فَاضل الْكُوفَة فِي وقته أَخذ عَنهُ المطري وَابْن الفصيح فَخر الدّين وَأَجَازَ لتقي الدّين ابْن رَافع وَمَات فِي صفر سنة 727 قلت نقلت هَذِه التَّرْجَمَة من سير النبلاء وَذكره التَّاج عبد الْبَاقِي بن صَالح بن عبد الله بن جَعْفَر وأرخ وَفَاته فِي هَذِه السّنة وَقد تقدم فَمَا أَدْرِي مَا هَذَا
2131 - عبد الله بن جَعْفَر التهامي عفيف الدّين أَبُو جَعْفَر كَاتب الانشاء صَاحب الْيمن ولد قبل سنة خمسين وَمهر فِي الأداب وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَكتب للمؤيد بِالْيمن قَالَ التَّاج عبد الْبَاقِي كَانَ يملي على أَرْبَعَة أنفس قريضاً من فِيهِ على وفْق غَرَض مستدعيه من غير لعثمة وَلَا فأفأة(3/25)
وَلَا تمتمة فى أوزان مُخْتَلفَة وقوافى غير مؤتلفة وَمن شعره قصيدة فِي صَاحب الْيمن أَولهَا
(أَرَأَيْت من قاد الْجبَال خيولا ... وأفاض من لمع السيوف سيولا) يَقُول فِيهَا
(ملك إِذا هاج هوائج بأسه ... ترك الْعَزِيز من الْمُلُوك ذليلا)
(بَحر إِلَى بَحر يسير بِمثلِهِ ... والثلج أَحْقَر أَن يكون مثيلا) وَله وَقد أَمر الْمُؤَيد ندماءه بِقطع عناقيد من عِنَب واحضارها فَقطع عنقوداً وألقاه بَين يَدي السُّلْطَان وَهُوَ ينشد (جَاءَ ابْن جَعْفَر حَامِلا بِيَمِينِهِ ... عنقود كرم وَهُوَ من نعماكا)
(يقْضى الزَّمَان بِأَن نصرك عَاجل ... يَأْتِي إِلَيْك بِرَأْس من عاداكا) وَله قد حضر الخروف المغنى من الشَّام وغنى بَين يَدي الْمُؤَيد
(هَيْبَة مِنْك صالحت بَين سرحا ... ن وسخل بَين صقر وكدري)
(وَمن المعجزات أَن خروفاً ... يرفع الصَّوْت وَهُوَ عِنْد الهزبر) وَكَانَ الْمُؤَيد يلقب هزبر الدّين مَاتَ سنة 714
2132 - عبد الله بن أبي جَمْرَة السبتي الْمَالِكِي ... . وروى عَن أبي(3/26)
الرّبيع ابْن سَالم بِالْإِجَازَةِ ... ثمَّ ولي خطابة غرناطة فِي أَوَاخِر عمره فاتفق أَنه صعد الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة فَسقط مَيتا وَذَلِكَ فِي سنة 710 نقلته من ذيل سير النبلاء فَأَما عبد الله بن أبي جَمْرَة الإِمَام الْقدْوَة الَّذِي شرح مُخْتَصره للْبُخَارِيّ فَمَاتَ قبل الْقرن
2133 - عبد الله بن أبي الْجُود بن حسان بن مُحَمَّد بن حمد بن قدامَة المرداوي أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 645 وَسمع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا الأول من حَدِيث عَليّ بن حجر وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي بمردا وَذكره فِي مُعْجَمه قَالَ ابْن رَافع أجَاز لي سنة 708 كَانَ آخر الْعَهْد بِهِ سنة 728
2134 - عبد الله بن حجاج بن عمر الكاشغري الْحَنَفِيّ الصُّوفِي أَخذ عَن الحسام حُسَيْن بن عَليّ بن حجاج السغناقي وَأخذ عَنهُ شَيخنَا شمس الدّين ابْن سكر بِمَكَّة ودرس بالشبلية بصالحية دمشق عوضا عَن شمس الدّين الْأَذْرَعِيّ فِي سنة 712 وَمن إنشاده عَنهُ عَن السغناقى عَن حَافظ الدّين النسابة(3/27)
عَن شمس الدّين الكردى عَن برهَان الدّين المرغيناني صَاحب الْهِدَايَة قَالَ أَنْشدني معِين الدّين أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بن مَحْمُود الغزنوي النَّيْسَابُورِي لنَفسِهِ
(لكسرة من جشيب الْخبز تشبعني ... وشربة من قراح المَاء يرويني)
(وخرقة من جريش الثَّوْب تسترني ... حَيا وَإِن مت تكفيني لتكفيني
(وَلَا أردد فِي الْأَبْوَاب مضطهداً ... كَمَا يردد ثَوْر فِي الْفَدادِين)
(لأجعلنَّ ولايات فتنت بهَا ... فدَاء عرضي وَالدُّنْيَا فدا دينى)
2135 - عبد الله بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ ابْن سرُور الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْحَافِظ ولد فِي رَمَضَان سنة 46 وأحضر فِي سنة 48 عِنْد مُحَمَّد بن سعد ومكي بن عَلان وَغَيرهمَا وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي واليلداني وخطيب مردا وَعلي بن يُوسُف(3/28)
الصُّورِي وسبط ابْن الْجَوْزِيّ وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيرهم وَمن مسموعه على الْعِمَاد عبد الحميد بن عبد الْهَادِي نُسْخَة أَحْمد بن أبي الْحوَاري عَن أبي مُعَاوِيَة وَمن الْعِزّ عبد الرَّحْمَن ابْن التقي مُحَمَّد بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الثَّانِي من حَدِيث الْبَغَوِيّ وَأَجَازَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن أَبى بكر الرعينى وَعلي بن عبد اللَّطِيف ابْن الخيمي وَفضل الله الجيلي وَمُحَمّد بن نصر بن الحصري وَأحمد ابْن المفرج والزكي عبد الْعَظِيم وَابْن عبد السَّلَام والرشيد الْعَطَّار وَعبد الْغنى ابْن بَنِينَ وَذكره البرزالي فَقَالَ شيخ جليل صَالح فَاضل من أهل الْعلم وَالدّين يقْرَأ الحَدِيث قِرَاءَة حَسَنَة فصيحة وَولى مشيخة الحَدِيث بالصادرية وَغَيرهَا وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على ابْن عبد الدَّائِم وَتفرد بالكثير وتفقه وبرع فِي مذْهبه وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم ثمَّ ولي الْقَضَاء(3/29)
فِي أَوَاخِر عمره فَمَا غير حَالَته وَلَا ركب بغلة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مليح الذِّهْن حسن المناظرة وَلم يكن بالمتحزلق بل كَانَ سليم الْبَاطِن وَكَانَ دينا صينا زكي النَّفس وَكَانَ لَا يصبر على الحَدِيث وَكَانَت مدَّته فى الْقَضَاء سنة وشهرا وأياما وَكَانَ سَاكِنا وقوراً حسن السمت طَوِيل الْقَامَة مَاتَ فجاءة وَهُوَ يتَوَضَّأ لصَلَاة الْمغرب فِي أول جُمَادَى الأولى سنة 732
2136 - عبد الله بن الْحُسَيْن بن أبي التائب بن أبي الْعَيْش الأنصارى بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد أَخُو إِسْمَاعِيل ولد سنة 42 أَو 43 وبخط ابْن رَافع سنة 44 وَسمع من أَخِيه الْكثير من الرشيد الْعِرَاقِيّ والرشيد الْبَلْخِي وَعُثْمَان ابْن خطيب القرافة وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل ومكي بن عَلان وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَتفرد بأَشْيَاء وَيُقَال أَنه الْحق بِخَطِّهِ فِي بعض الْأَجْزَاء فَلم يُوَافقهُ أحد على ذَلِك وَلَا سمعُوا عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْئا وَكَانَ يدعى أَنه جَازَ الْمِائَة فغلط فِي عشر سِنِين من مولده وقرأت بِخَط الْحُسَيْنِي نقلا عَن غَيره أَنه رَجَعَ عَن ذَلِك مَاتَ فِي ثَالِث عشر صفر سنة 735 قَالَ ابْن رَافع سمع من مكي بن الْمُسلم نُسْخَة أبي مسْهر وجزء ابْن ملاس وَأول بغية المستفيد والمنتخب من السَّفِينَة للسلفي وَأول الهاشميات ومجلس السّلمِيّ وَابْن بَالَوَيْهِ وَمن أول فَوَائِد أبي نصر السمسار إِلَى آخر(3/30)
الْخَامِس مِنْهَا وَمن الْعِرَاقِيّ أول طَلْحَة بن أَبى الصَّقْر وذم الْغَيْبَة وَأول الدَّيْر عاقولى وَشرط الْقِرَاءَة للسلفي وجزء حَنْبَل وَثَانِي العيسوي وَأحد عشر مَجْلِسا لِابْنِ البخْترِي وَسِتَّة من أَمَالِيهِ وَالرَّابِع من حَدِيثه وَقطعَة من أول السَّادِس من ابْن السماك وسداسي التَّابِعين لأبي مُوسَى الْمَدِينِيّ ومشيخة ابْن شَاذان الصُّغْرَى وَمن النُّور الْبَلْخِي جُزْء إِسْمَاعِيل الصفار وَأنس الْعَاقِل وجزء الخانساري ونسخة إِبْرَاهِيم بن فَهد وجزء ابْن الْأَنْبَارِي وَأول مشيخة أَبى وجزءى الفاكهى وجزء عمرَان ابْن مُوسَى وَثَانِي عَليّ بن حَرْب وثالث عشر الْخُرَاسَانِي ورابع عشْرين ابْن بَشرَان وَفِيه أَرْبَعَة مجَالِس وجزء الحكايات لخميس ومسند أنس للحنيني وَحَدِيث على بن المحسن وَحَدِيث مَنْصُور بن عمار والثقلاء للخلال وَمن عُثْمَان بن خطيب القرافة جُزْء سُفْيَان وجزء الذهلى وجزء ابْن عمشليق وجزء ابْن رزقويه رِوَايَة جَعْفَر وجزء ابْن السماك ودعلج وانتخاب الصورى على العلوى وَمن ابراهيم بن خَلِيل المعجم الصَّغِير وَمن عبد الله بن الخشوعى نُسْخَة نبيط ومجلس أَبى مُوسَى الذى آخِره الْمُرُوءَة وَمن أبي عَليّ الْبكْرِيّ ايضاح مَالا يسع الْمُحدث جَهله وَأَشْيَاء(3/31)
كَثِيرَة من هَؤُلَاءِ وَمن غَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الباذرائي وَابْن مسلمة واليونيني وسبط ابْن الْجَوْزِيّ وَآخَرُونَ وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ لَهُ ملك وثروة ويداخل الْأُمَرَاء ويتوكل لَهُم وَيشْهد على بعض الْقُضَاة واسمعه أَبوهُ كثيرا وَحدث بغالب مروياته وَطَالَ عمره وانتفع بِهِ وَترك الشُّهُود أخيراً وَصَارَ يسمع عَلَيْهِ بالأشرفية سمع مِنْهُ الْمزي والبرزالي والذهبي وَحدث عَنهُ فِي مُعْجَمه وَكَذَلِكَ ابْن رَافع وَحدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ غير وَاحِد من شُيُوخنَا مِنْهُم الْبُرْهَان التنوخي
2137 - عبد الله بن خلف بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن عَليّ بن عبد الْبَاقِي ابْن عَليّ أَبُو مُحَمَّد الجذامي الاسكندراني نَاصِر الدّين ابْن الصَّواف ولد سنة 645 وَسمع على سبط السلَفِي التَّوَكُّل لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو عبد الله ابْن المهندس وَرَافِع وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين قَالَ وَهُوَ آخر من حدث عَن سبط السلَفِي بِالسَّمَاعِ بالإسكندرية وَلم يعرف بِمَوْتِهِ حَتَّى رَحل أَبُو الْحُسَيْن ابْن ايبك إِلَى الثغر فَطَلَبه ليسمع مِنْهُ فِي رَجَب سنة 725 فَوَجَدَهُ قد مَاتَ قبل ذَلِك فِي ذِي الْقعدَة سنة 724 قلت وَبَقِي بعده بِالْقَاهِرَةِ على بن عمر الواني يروي عَن سبط السلَفِي بِالسَّمَاعِ لَكِن تفرد عبد الله بن خلف بِجُزْء التَّوَكُّل فَلم يكن فِي مسموع الواني وَالله أعلم
2138 - عبد الله بن خَلِيل الأسداباذى جلال الدّين البسطامى ونزيل بَيت الْمُقَدّس ولد بِبَغْدَاد وَصَحب الشَّيْخ عَلَاء الدّين العسفي البسطامي لما(3/32)
قدم من خُرَاسَان فلازمه وسلك طَرِيقه وَصَحبه إِلَى الشَّام ثمَّ إِلَى بَيت الْمُقَدّس وَترك مَا كَانَ فِيهِ بِبَغْدَاد وَكَانَ قد قَرَأَ واشتغل وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ السُّلْطَانِيَّة للشَّافِعِيَّة فَترك وظائفه ووقف كتبه على الطّلبَة وَخرج مَعَ شَيْخه على قدم التَّجْرِيد والمجاهدة الشاقة بعد البزة وَالنعْمَة واستمرت اقامته بِبَيْت الْمُقَدّس مُقبلا على أَنْوَاع المجاهدة والرياضة وَعمل الخلوات إِلَى أَن اشْتهر أمره وَعلا شَأْنه وَاتفقَ أَنه سَافر فِي حَاجَة لَهُ فَحَضَرت شَيْخه الْوَفَاة فاتفق مَوته سَاعَة حُضُوره فَقَامَ مقَامه فِي تربية المريدين وتأديب الطالبين وأوقع الله لَهُ المهابة فِي الْقُلُوب والانقياد لَهُ من الْخَاص وَالْعَام وَكَانَ بهي المنظر ظَاهر الْوَضَاءَة منور الشيبة كثير البشاشة والتواضع وَله رِسَالَة مَعْرُوفَة فِيهَا آدَاب حَسَنَة وَمِمَّنْ تلمذ لَهُ وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ مُحَمَّد الأطعاني وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 785 بالقدس
2139 - عبد الله بن دَاوُد بن عبد الله بن ظافر الْمصْرِيّ ولد فِي غَزَّة ربيع الآخر سنة 700 وَسمع الصَّحِيح على الحجار وست الوزراء بفوت وَكَانَ يذكر أَنه أُعِيد لَهُ على الحجار لما قدم الْقَاهِرَة سنة 23 وَسمع من الْبَدْر ابْن جمَاعَة وَغَيره وَحدث سنة 781 سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الحلبى(3/33)
مُحدث حلب وَغَيره وَمَات فِي ... ...
2140 - عبد الله بن ريحَان بن عبد الله التَّقْوَى نِسْبَة إِلَى تَقِيّ الدّين صَالح القليوبي جمال الدّين الدَّلال ولد سنة 32 أَو 23 وَسمع من ابْن المقير وَابْن الصابونى والسادى وَالْمُنْذِرِي وَابْن الجميزي وَابْن رواج وَغَيرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على بَعضهم وَسكن الكاملية روى عَنهُ عُثْمَان بن الظَّاهِرِيّ وَكَانَ عسراً فِي التحديث مَاتَ فِي صفر سنة 710
2141 - عبد الله بن الزبير الْمصْرِيّ ثمَّ الْمدنِي ولد بهَا وَنَشَأ وتفقه بالكازروني فبرع وَمَات فِي حُدُود السّبْعين كَذَا ذكره العثماني قَاضِي صفد فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء
2142 - عبد الله بن أبي السعادات بن مَنْصُور بن أبي السعادات بن مُحَمَّد الْأَنْبَارِي أَبُو بكر نجم الدّين البابصري شيخ المستنصرية بِبَغْدَاد وخطيب جَامع الْمَنْصُور ولد سنة 32 وَسمع من ابْن بهروز وأنجب الحمامي وَأحمد المارستاني وَغَيرهم وَحدث وَتفرد بأجزاء وَكَانَت ولَايَته المستنصرية بعد ابْن الطبال وَمن مسموعاته الابانة الصُّغْرَى لِابْنِ بطة على المارستاني بِسَمَاعِهِ من ابْن اللحاس عَن ابْن اليسري باجازته من ابْن بطة وَتفرد بذلك وَمَات فِي رَمَضَان سنة 710(3/34)
2143 - عبد الله بن سعد الله الشَّيْخ ضِيَاء الدّين القرمي تقدم فِي ضِيَاء وَيُقَال كَانَ أَبوهُ سَمَّاهُ عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ فَلَمَّا ترعرع واشتغل بِالْعلمِ غير اسْمه فَقَالَ عبد الله نفرة من مُوَافقَة اسْم عبيد الله بن زِيَاد قلت وَمَا كَانَ يكْتب بِخَطِّهِ إِلَّا ضِيَاء العفيفي فَلذَلِك ذكرت تَرْجَمته فِي حرف الضَّاد
2144 - عبد الله بن سعد بن مَسْعُود بن عَسْكَر الماسوحي ولد بعد سنة 10 وتفقه ولازم الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح وَطلب الحَدِيث وَكتب الْأَجْزَاء وفَاق فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره وَكَانَ كثير النَّقْل صَحِيح الْعقل مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 771 وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْفَقِيه الْمُحدث الشَّافِعِي ثمَّ الْحَنْبَلِيّ ثمَّ الْمُجْتَهد جيد الذِّهْن كثير النَّقْل وَالله يصلحه ولد سنة 12 وتفقه بالشيخ برهَان الدّين وَله اعتناء وَمَعْرِفَة بِكَثِير من الْمُتُون والأسانيد وَالتَّفْسِير قَالَ ابْن كثير كَانَ مشتغلاً بارعاً وَكَانَ هُوَ وَأمه مِمَّن يخْدم فِي بَيت الشَّيْخ برهَان الدّين وتفقه عَلَيْهِ وَحفظ التَّنْبِيه والمنهاج وَيُقَال كَانَ يستحضر الرَّوْضَة وماسوح بمهملتين قَرْيَة من قرى حسبان قَالَ عَلَاء الدّين ابْن حجي كَانَ الماسوحي إِذا دخل حَلقَة فَخر الدّين الْمصْرِيّ يعظمه جدا وَكَانَ لَهُ شعر حسن وَلكنه كَانَ فِي الآخر قد حصل لَهُ خمول زَائِد وَصَارَ يستحذي بِشعرِهِ بعد أَن كَانَ مُعظما مُعْتَقدًا وَحدث عَن ابْن الشّحْنَة(3/35)
وَبنت الْكَمَال وَغَيرهمَا وَكتب الطباق والأجزاء قَالَ ابْن كثير كَانَ قد نسب إِلَى شَيْء من النّظر إِلَى النِّسَاء وَكَانَ يسكن الصالحية وعظمه الْحَنَابِلَة
2145 - عبد الله بن سعيد الدولة القبطي الْوَزير موفق الدّين وَكَانَ يُسمى هبة الله ولي نظر الدَّوَاوِين فِي أَوَاخِر دولة النَّاصِر ثمَّ نظر الدولة ثمَّ نظر الْخَاص بعد جمال الكفاة ثمَّ ولي الوزارة بعد ابْن زنبور وأقيم مَعَه نَاصِر الدّين ابْن المحسني مُشِيرا وَكَانَ موفق الدّين يحب الْفُضَلَاء ويؤثر الْفُقَرَاء مَعَ الْأَخْلَاق الرضية والخط الْفَائِق وَتزَوج حظية للصالح إِسْمَاعِيل اسْمهَا اتِّفَاق سَوْدَاء فَكَانَ أَصْحَابه يقضون الْعجب من محبته لَهَا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 755
2146 - عبد الله بن صَالح بن حَامِد البصرى أَبُو مُحَمَّد احْمَد الرؤساء بِبَغْدَاد كَانَ فَاضلا لَهُ نظم وأموال كَثِيرَة وَكَانَ من أهل السّنة المحبين لأَهْلهَا مَاتَ فِي سادس عشرى الْمحرم سنة 742
2147 - عبد الله بن صَنِيعَة القبطي الْوَزير شمس الدّين غبريال كَانَ كَاتب(3/36)
الخزانة فِي أَيَّام لاجين ثمَّ أسلم فِي سنة 701 ولقنه ابْن الزريرة مُدَّة وَبَقِي يسمع البُخَارِيّ عِنْده فِي ليَالِي رَمَضَان ثمَّ ولي نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق فِي سنة 13 فدام فِيهَا إِلَى سنة 33 وَلم يعْزل مِنْهَا إِلَّا أَيَّامًا قَلَائِل فِي سنة 24 طلب إِلَى مصر وَقرر فِي نظر الدولة ثمَّ سعى حَتَّى عَاد إِلَى دمشق سنة 26 ثمَّ امسك وصودر ثمَّ دخل الْقَاهِرَة بعد رُجُوع السُّلْطَان من الْحَج فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ شَوَّال سنة 734 وَكَانَ جملَة مَا خص السُّلْطَان من مَال مصادرته ثَمَانِي مائَة ألف ألف دِرْهَم قَالَ الصَّفَدِي وزن فِي الشَّام أَرْبَعمِائَة رَطْل ثمَّ طلب إِلَى مصر فَأنْزل بطبقة من القلعة فَدخل عَلَيْهِ النشو نَاظر الْخَاص وانا عِنْده فَلم يعرفهُ فاسررت إِلَيْهِ أَنه النشو فَقَامَ وعامله بِمَا يجب لَهُ وَحلف لَهُ أَنه مَا عرفه فَقَالَ لَهُ يَقُول لَك السُّلْطَان كمل لنا ألف ألف دِرْهَم فَقَالَ السّمع وَالطَّاعَة فَأنْزل إِلَى بَيته مكرما وَاسْتمرّ يُورد قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن بَقِي مِائَتَا ألف فاستوهبها لَهُ قوصون وَفِي طول نكبته ماشكا عَلَيْهِ أحد يَقُول وَلَا رفع فِيهِ قصَّة لَا فِي الشَّام وَلَا فِي مصر ثمَّ ذكر للناصر أَن لَهُ فِي دمشق ودائع فَكتب إِلَى تنكز يتتبعها فَحصل مِنْهَا شَيْئا كثيرا ثمَّ لما مَاتَ ونم ابْنه يُوسُف على أخوته فَأخذ مِنْهُم من الْحلِيّ شَيْء كثير جدا وَكَانَ يُبَاشر على الْغَالِب الجائر لَكِن مَعَ رفع المصادرات والمرافعات وأفعال الْخَيْر وَالْبر(3/37)
وَكَانَت أَيَّامه مواسم وثغور الزَّمَان فِي رحابه فرحابه بواسم وَكَانَ حُلْو النادرة مليح التذنيب وَكَانَ الاكابر بالديار المصرية لَا يعتمدون فِي جَمِيع أُمُورهم ومستاجراتهم وأملاكهم ومتاجرهم إِلَّا عَلَيْهِ وَكَانَ يحتفل بالمولد النَّبَوِيّ وَسَمَاع البُخَارِيّ وَلما أمسك عمل عَلَيْهِ محْضر بِأَنَّهُ خَان فِي مَال السُّلْطَان وَاشْترى بِهِ أملاكا وَشهد فِي الْمحْضر كَمَال الدّين مدرس الناصرية وَابْن اخيه عماد الدّين وعلاء الدّين ابْن القلانسي وَعز الدّين بن المنجا وَغَيرهم فَأَرَادَ النَّاصِر بيع أملاكه فاستوهبها مِنْهُ قوصون وَاسْتمرّ بهَا على وقفيتها على أَوْلَاده قَالَ الذهبى عمل هُوَ والدويدار عمله بموافقة نَاظر الصاغة وَابْن البحشور الصيرفى وسلكوا الْغِشّ فِي الذَّهَب فحملوا المثقال نَحْو أَرْبَعَة قراريط فضَّة وَاسْتمرّ هَذَا سنوات والرعية بل الدولة فِي غَفلَة إِلَى أَن تفطن لذَلِك وَقد امْتَلَأت الْأَيْدِي من الذَّهَب البحشورى فَقبض على النَّاظر والصيرفى وحبسا ثمَّ برطل النَّاظر فَأطلق وتسحب إِلَى الشرق ودام ابْن البحشورى فِي الْحَبْس بضع سِنِين وَكَانَ الدِّينَار بعد ذَلِك يُبَاع بأنقص من الْخَالِص بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف وَكَانَ عَلَيْهِ كشفة بَيِّنَة ثمَّ لم يلبث الدويدار وغبريال بعد ذَلِك أَن صودرا ونكبا وبذل الدويدار نَحْو ألف ألف وصودر غبريال أَيْضا وَكَانَ فِي غبريال مداراة ورفق وخبث ومودة فِي النَّصَارَى وَيُقَال ان بعض بَنَاته لم يسلمن
2148 - عبد الله بن أبي الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن أبي المكارم مُحَمَّد الْمَقْدِسِي(3/38)
ثمَّ المرداوي أَبُو عبد الرَّحِيم وَأَبُو مُحَمَّد ولد سنة 30 تَقْرِيبًا أَو بعْدهَا وَسمع من الضياء الْمَقْدِسِي سنة 36 وَمن خطيب مردا وَأبي سُلَيْمَان ابْن الْحَافِظ واليلداني وتلقى بمدرسة أبي عمر وَحدث قَدِيما فِي حَيَاة ابْن عبد الدَّائِم وهلم جرا وَهُوَ آخر من بَقِي مِمَّن سمع من الضياء وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ شيخ كَبِير من أهل الْخَيْر وَقد سمع عَلَيْهِ إِسْمَاعِيل ابْن الخباز سنة 65 وَكتب خطه فِي الاستدعاآت من ذَلِك التَّارِيخ وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة 721 بقرية مردا وَقد جَاوز التسعين وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنة لأتى بالعوالي قَالَ ابْن رَافع وَقد ذكره فِي مُعْجَمه وَأخرج عَنهُ بِالْإِجَازَةِ هُوَ آخر من حدث عَن الضياء بِالسَّمَاعِ
2149 - عبد الله بن ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة المخزوى الْمَكِّيّ عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد وَالِد القَاضِي جمال الدّين أبي حَامِد ولد بِمَكَّة فِي سنة 28 وَسمع من عِيسَى الحجي وَعِيسَى بن عمر بن الْمُلُوك واشتغل وَأفَاد وَكَانَ ذكياً متديناً لَهُ نظم وشهرة بِالْخَيرِ وَمَات فِي الْعشْرين من شهر ربيع الأول سنة 794 حدث عَنهُ وَلَده أَبُو حَامِد
2150 - عبد الله بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله عفيف الدّين الْعَسْقَلَانِي ولد بِمصْر ورحل إِلَى دمشق فَكَانَ يشْهد فِي قيم الاملاك عِنْد الْقُضَاة بِغَيْر أُجْرَة وَلَا يقبل هَدِيَّة لأحد وَمَات فِي الْمحرم سنة 731(3/39)
2151 - عبد الله بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْمَالِكِي صَلَاح الدّين ابْن عَلَاء الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الشريش ولد سنة 699 وأسمع على أبي الْحسن ابْن هَارُون الثَّعْلَبِيّ وَأخذ عَن الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخه فِي صفر سنة 765
2152 - عبد الله بن الْقدْوَة أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمرْجَانِي الْمَكِّيّ يكنى أَبَا مَرْوَان حدث بِمَكَّة بنسخة رزين عَن أَبِيه فِي سنة 714 روى عَنهُ شَيخنَا أَبُو عبد الله ابْن سكر نزيل مَكَّة
2153 - عبد الله بن عبد الله الرهاوي سمع من ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَطلب بِنَفسِهِ بعد السبعمائة وَكتب الْأَجْزَاء وارتزق بِالْكِتَابَةِ فِي زرع وَغَيرهَا وَكَانَ تربية ابْن الكريدي مَاتَ سنة 741(3/40)
2154 - عبد الله بن عبد الْأَحَد بن عبد الله بن خَليفَة الْحَرَّانِي أَمِين الدّين ابْن شقير ولد بحران فِي نصف شعْبَان سنة 33 وَسمع من يُوسُف بن خَلِيل وَعِيسَى بن سَلامَة الْخياط وَالْمجد ابْن تَيْمِية وَغَيرهم وَكَانَ مَحْمُودًا مشكوراً مُعظما عِنْد أَرْبَاب الدولة وَغَيرهم اثنى عَلَيْهِ البرزالي وَابْن الزملكاني والذهبي وَحَدثُوا عَنهُ وَحدث عَنهُ ابْن رَافع بالاجازة مَاتَ بغزة فِي ثَالِث عشرى رَمَضَان سنة 708 وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى الْقَاهِرَة
2155 - عبد الله بن عبد الْحق بن عبد الله بن عبد الْأَحَد المَخْزُومِي الْمصْرِيّ الدلاصي ولد فِي رَجَب سنة 630 وتلا على أبي مُحَمَّد لب بن خيرة وَأبي مُحَمَّد بن فَارس وَسمع الشاطبية على ابْن الأرزق قارىء مصحف الذَّهَب بِسَمَاعِهِ بقوله من الشاطبي وسمعها أَيْضا على الْكَمَال إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن فَارس وَعبد الصَّمد بن عبد الْوَهَّاب بن عَسَاكِر بسماعهما على السخاوي بِسَمَاعِهِ على الشاطبي وَسمع من لب بن خيرة الْمَذْكُور كتاب التَّيْسِير وَأقَام بِمَكَّة يقرىء النَّاس زَمَانا مَعَ الدّين وَالْعِبَادَة وَكَانَ تفقه مالكياً ثمَّ شافعيا وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَحْمد بن الرضي الطَّبَرِيّ وَالشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي وَأَبُو أَحْمد(3/41)
الزواوى نزيل مَكَّة وَغَيرهم روى عَنهُ الوادياشى وَأَبُو فَارس عبد الْعَزِيز ابْن عبد الرَّحْمَن بن أبي زكنون وَغَيرهمَا وَحدث عَنهُ ابْن رَافع بالاجازة وَقَالَ أَقَامَ سِتِّينَ سنة يقرىء الْقُرْآن تجاه الْكَعْبَة أَحْيَانًا مَاتَ فِي رَابِع عشر الْمحرم سنة 721
2156 - عبد الله بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن خضر بن تَيْمِية الْحَرَّانِي شرف الدّين أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين سمع الْكثير من ابْن أبي الْخَيْر وَابْن أبي عمر وَابْن الدرجي وَغَيرهم وتفقه ودرس وَلم يشْتَغل بالتصنيف وَكَانَ أَخُوهُ يُكرمهُ ويعظمه وَكَانَ فضلاء عصرهما يَقُولُونَ هُوَ أقرب من أَخِيه إِلَى طَرِيق الْعلمَاء وأفقه بمباحث الْفُضَلَاء مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 727 قبل أَخِيه بِسنة
2157 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عقيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن بهاء الدّين الْحلَبِي البالسي الاصل نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة سَبْعمِائة وقرأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ ولد سنة 694 وَقدم الْقَاهِرَة مملقاً فلازم الِاشْتِغَال إِلَى أَن مهر ولازم ابا حَيَّان حَتَّى كَانَ من أجل تلامذته وَحَتَّى صَار يشْهد لَهُ بالمهارة فِي الْعَرَبيَّة حَتَّى قَالَ مَا تَحت أَدِيم السَّمَاء انحى من ابْن عقيل وَأخذ عَن الزين الكتناني وَسمع من أبي الْهدى أَحْمد بن مُحَمَّد بداية(3/42)
الْهِدَايَة للغزالى وَمن حسن بن عمر الْكرْدِي وَابْن الصاعد وَابْن الشّحْنَة وست الوزراء وَغَيرهم ولازم القونوي ثمَّ الْقزْوِينِي واستنابه فِي الحكم بالحسينية وتفقه على القونوي والجلال الْقزْوِينِي قَرَأت بِخَط إِبْرَاهِيم ابْن القطب الْحلَبِي فِي تَارِيخ أَبِيه قَرَأَ النَّحْو وبرع فِيهِ وَولي نِيَابَة الحكم بالحسينية عَن الْقزْوِينِي قَالَه إِبْرَاهِيم بن القطب قلت وَسمع على جمَاعَة من متأخرى شُيُوخنَا وَتَوَلَّى نِيَابَة الحكم بِمصْر والجيزة عَن عز الدّين ابْن جمَاعَة وَسَار سيرة حَسَنَة جَيِّدَة ثمَّ نَاب عَن عز الدّين ابْن جمَاعَة ثمَّ عَزله لوَاقِع وَقع مِنْهُ فِي حق القَاضِي موفق الدّين الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ سَببه أَن القَاضِي عمل لوَلَده سراج الدّين أجلاساً بِجَامِع الْأَقْمَر فِي صفر سنة 44 فحضره أَعْيَان الْمذَاهب فَجرى الْبَحْث بَين القَاضِي موفق الدّين وَالشَّيْخ بهاء الدّين حَتَّى أدّى إِلَى الْخُرُوج إِلَى الْإِسَاءَة فَغَضب عز الدّين لرفيقه وعزل الشَّيْخ بهاء الدّين عَن نيابته وولاها تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ ثمَّ تعصب صرغتمش لِابْنِ عقيل فقرره فِي الْقَضَاء وعزل ابْن جمَاعَة وَذَلِكَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 759 فَلَمَّا أمسك صرغتمش أُعِيد عز الدّين فَكَانَت مُدَّة ولَايَة ابْن عقيل ثَمَانِينَ يَوْمًا وَكَانَ قوي النَّفس يتيه على أَرْبَاب الدولة وهم يخضعون لَهُ يعظمونه وَقد درس بالقطبية وَغَيرهَا ودرس بِجَامِع القلعة ولي الزاوية الخشابية بعد عز الدّين(3/43)
ابْن جمَاعَة وَكَانَ يتعاني التأنق الْبَالِغ فِي ملبسه ومأكله ومسكنه وَمَات وَعَلِيهِ دين وَكَانَ لَا يبقي على شَيْء رَحمَه الله قَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات عرف النَّاس فِي تِلْكَ الْمدَّة اللطيفة مِقْدَار الرجلَيْن قَالَ وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة والمعاني وَالْبَيَان وَيتَكَلَّم فِي الْفِقْه وَالْأُصُول كلَاما حسنا وتلا بالسبع على التقى ابْن الصَّائِغ وَكَانَ غير مَحْمُود فى التَّصَرُّفَات الْمَالِيَّة حاد الْخلق وَقد درس بزاوية الشَّافِعِي أخيراً ودرس بأماكن مِنْهَا التَّفْسِير بالجامع الطولوني قلت ختم فِيهِ الْقُرْآن تَفْسِيرا فِي مُدَّة ثَلَاث وَعشْرين سنة ثمَّ شرع من أول الْقُرْآن بعد ذَلِك فَمَاتَ فِي أثْنَاء ذَلِك وَشرح الألفية والتسهيل وهما معروفان وَقطعَة من التَّفْسِير وَكَانَ عَزله فِي رَمَضَان مِنْهَا وَكَانَ شرع فِي كتاب مطول سَمَّاهُ تيسير الاستعداد لرتبة الِاجْتِهَاد وَسَماهُ التأسيس لمَذْهَب ابْن إِدْرِيس أَطَالَ فِيهِ النَّفس جدا وَكَانَ جواداً مهيباً لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد وَلَا يَخْلُو من كثير من النَّاس يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَلما عزل ابْن جمَاعَة لم يعْزل من شَيْء من التداريس بل عوض عَن مَعْلُوم الْقَضَاء من الجوالي فِي كل شهر بِأَلف دِرْهَم وَجَاء إِلَى القَاضِي بهاء الدّين إِلَى منزله فهنأه ثمَّ جَاءَهُ ابْن عقيل بعد ذَلِك إِلَى منزله فَجَلَسَ بَين يَدَيْهِ وَقَالَ أَنا نائبك وَقَالَ شَيخنَا ابْن الْفُرَات وَكَانَ الْقُضَاة قبله(3/44)
أمروا أَن لَا يكْتب أحد من الشُّهُود وَصِيَّة إِلَّا بأذن القَاضِي فَأبْطل ذَلِك وَقَالَ إِلَى أَن يحصل الْأذن قد يَمُوت الرجل قَالَ وَفرق على الْفُقَرَاء والطلبة فِي ولَايَته مَعَ قصرهَا نَحْو سِتِّينَ ألف دِرْهَم يكون اكثر من ثَلَاثَة آلَاف مِثْقَال ذَهَبا وَوَقعت فِي ولَايَته وَصِيَّة بِمِائَة ألف وَخمسين ألف دِرْهَم ففرقها كلهَا من دِينَار إِلَى عشرَة وَمَا بَين ذَلِك وَذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ فِي سنة 727 فَقَالَ هُوَ الإِمَام بهاء الدّين ابْن عقيل وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الْأَسدي مَا أنصف الأسنوي ابْن عقيل وَكَلَامه فِيهِ تحامل لِأَنَّهُ كَانَ لَا ينصفه فِي الْبَحْث وَرُبمَا خرج عَلَيْهِ وَله فِي ذَلِك خبر وَمَات فِي ثَالِث عشري ربيع الأول سنة 769
2158 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مرهج بن عَليّ بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ المرداوي أَبُو أَحْمد الْمَعْرُوف بالمبارز ولد تَقْرِيبًا سنة 35 وَسمع من خطيب مردا الْأَرْبَعين الآجرية وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ فَقير صَالح وَحدث عَنهُ ابْن رَافع بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 719
2159 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة(3/45)
شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الشَّيْخ شمس الدّين أبي الْفرج الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي ولد سنة 39 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا وأحضره أَبوهُ على الضياء كتاب الْجِهَاد لَهُ ومجلس الصعلوكي وجزء اسحاق وجزء ايوب وجزء عبد الْوَهَّاب الْكلابِي وعَلى المرسي مجْلِس الصعلوكي وجزء اسحاق وَسمع من عبد الرَّحْمَن ابْن أَبى الْفَهم وَمن يحيى بن أبي السُّعُود وَابْن القميرة رَابِع حَدِيث الصفار وَمن أَحْمد بن المفرج وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ وَعلي بن يُوسُف الصُّورِي وخطيب مردا وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن الصَّابُونِي وَابْن الْجبَاب وَابْن رواج ويوسف الساوي وَآخَرُونَ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَاقِلا متواضعاً على ذهنه شَيْء من الْعلم وَقَالَ البرزالي رجل حسن من أَوْلَاد الشُّيُوخ صحب الْفُقَرَاء وتخلق بأخلاقهم وَكَانَ فِيهِ مُرُوءَة وديانة وملازمة للتلاوة وَحدث عَنهُ ابْن رَافع بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ مَاتَ فِي تَاسِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 708
2160 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبَّاس ابْن الناصح الصالحى ولد سنة 681 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والرضى الطَّبَرِيّ وَحدث وَكَانَ يُبَاشر أوقاف الْحَنَابِلَة وَكَانَ بِهِ صمم وَمَات فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة 757 وَقد تقدم ذكر ابْن أَخِيه عبد الله بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن(3/46)
2161 - عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الفارقي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ مشيخته وعَلى ابْن أبي عصرون جُزْء الْأنْصَارِيّ وَحدث وَمَات ... .
2162 - عبد الله بن عبد الْكَافِي بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام الْحِمْيَرِي الصنهاجي الْمَالِكِي زكي الدّين الْمَعْرُوف بالمأمون كَانَ فَاضلا ولي نظر الكرك وَكَانَ مشاركاً فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَله نظم وسط مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 735 بِالْقَاهِرَةِ وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ ذكر لي أَنه سمع من النجيب قَالَ وَرَأَيْت لَهُ سَمَاعا على الْعلم سنجر الدواداري وَسمعت مِنْهُ قصيدة من نظمه وَكَانَ حسن الْهَيْئَة والشكل
2163 - عبد الله بن عبد الْمُؤمن بن الْوَجِيه بن عبد الله بن عَليّ بن الْمُبَارك التَّاجِر الوَاسِطِيّ تَاج الدّين وَيُقَال نجم الدّين المقرىء ولد سنة 671 فِي أوائلها بواسط وَقَرَأَ القراآت على جمَاعَة بِتِلْكَ الْبِلَاد وَقدم دمشق وَقَرَأَ بهَا على الْعِمَاد أَحْمد بن المحروق وعَلى الشَّيْخ عَليّ بن خريم وعَلى ابْني غزال وَغَيرهم ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فَقَرَأَ بِمصْر على التقي الصَّائِغ ختمة بعدة كتب فِي سَبْعَة عشر يَوْمًا ذكر ذَلِك الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ لَهُ كتاب نَفِيس(3/47)
فِي القراآت الْعشْر قلت اسْمه الْكِفَايَة ونظمها وَقد أثنى عَلَيْهَا الْبُرْهَان الجعبري وَهُوَ أكبر مِنْهُ وَقَالَ الذهبى أَخذ عَنهُ عني وَأخذت عَنهُ واقرأ النَّاس بِبَغْدَاد وواسط وَالْبَصْرَة والبحرين وهرمز وجزيرة قيس وَمَكَّة وَالشَّام وَغَيرهَا من الْبِلَاد وَكَانَ تَاجِرًا سفارا وَقَالَ فِي الطَّبَقَات عني بِهَذَا الْفَنّ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْعِزّ حسن العسكري وَطَائِفَة وَلم تبلغنَا وَفَاته ثمَّ قدم علينا فَإِذا هُوَ كهل وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه قدم علينا فَسمع من الواني والدبوسي وَحدث بِشَيْء من نظمه وَذكره البرزالي فَقَالَ قَرَأَ بِبَعْض الْعشْر على عَليّ بن عبد الْكَرِيم الْمَعْرُوف بخريم ثمَّ قَرَأَ على النَّجْم ابْن غزال وأخيه والعماد أَحْمد بن المحروق وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن الْمعلم بِالْبَصْرَةِ وَحج سنة 20 وصنف فِي القراآت الْمُخْتَار والكنز ونظمه فِي قصيدة لامية سَمَّاهَا الْكِفَايَة ألف ومائتان وَثَلَاثَة وَسَبْعُونَ بَيْتا ونظم الارشاد للقلانسي وَزَاد عَلَيْهِ الْإِدْغَام الْكَبِير لأبي عَمْرو وَسَماهُ رَوْضَة الأزهار فى قراآت الْعشْرَة أَئِمَّة الْأَمْصَار وَهُوَ ألف وَمِائَة(3/48)
وَثَلَاثَة وَخَمْسُونَ بَيْتا وصنف تحفة الإخوان فِي مآرب الْقُرْآن وَله مُقَدّمَة فِي النَّحْو سَمَّاهَا اللمْعَة الجلية قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه قدم علينا فرأيته من عُلَمَاء هَذَا الشان قَالَ واشتهر اسْمه وَكَانَ بَصيرًا بالقراآت وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي سَمِعت من لَفظه والإرشاد للقلانسي وَذكر لي أَنه قَرَأَ على النَّجْم أَحْمد بن غزال بن مظفر وأخيه مُحَمَّد بن غزال وَأحمد ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن المحروق بِسَمَاع الأول على الْمَشَايِخ الثَّلَاثَة الْبَدْر مُحَمَّد ابْن عمر بن أبي الْقَاسِم الدَّاعِي والمرجا ابْن شقيرة والمنتخب مصدوق بن مكي بِسَمَاع الثَّلَاثَة على المُصَنّف وبسماع الثَّالِث على الأول عَنهُ وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 26 وَقَالَ الْعَفِيف المطري أجمع على تقدمه فِي الْفَنّ فِي زَمَانه وقصيدته فِي القراآت الْعشْر أَولهَا (بدأت أَقُول الْحَمد لله أَولا ... الاهاً عَظِيما وَاحِدًا صمداً علا) (سميعاً بَصيرًا بَاقِيا متكلماً ... عليماً مرِيدا قَادِرًا متفضلاً) وَمَات فِي شَوَّال سنة 741 وَقَالَ غَيره سنة 40 وفيهَا أرخه ابْن رَافع فِي ذِي الْقعدَة وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ
2164 - عبد الله بن عبد الْوَاحِد بن أحمدالمعرى أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف(3/49)
بِابْن اللوز وَمن شعره (بِي من بني التّرْك ظَبْي سَاحر الحدق ... شَقِيق خديه يَحْكِي حمرَة الشَّفق)
(يُرِيك من خَدّه الزاهى وطرته ... ضوءاً منيراً تبدى فِي دجى الغسق)
(إِذا تبدى فبدر فِي السُّعُود بدا ... وان تثنى فغصن البانة الْوَرق)
(ناديته حِين أبدى جفوة وقلى ... والطرف فِي غرق وَالْقلب فِي حرق)
(صلني فقد ذبت من وجدى وَمن كمدى ... واعطف بوصلك هَذَا آخر الرمق)
(فَقَالَ لى بفتور من لواحظه ... إِن العناق لإثم قلت فِي عنقِي)
2165 - عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن حَمْزَة بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حَمْزَة البهراني نَاصِر الدّين الْحَمَوِيّ ولد سنة 45 وَحضر فِي السّنة الأولى على وَالِدَة جده صَفِيَّة بنت عبد الْوَهَّاب جُزْءا من حَدِيث أبي بكر بن زِيَاد وَحدث بِهِ مَرَّات بحماة ودمشق وَكَانَ شَاهدا وَكَانَ جده قَاضِيا مَاتَ فى صفرسنة 715(3/50)
2166 - عبد الله بن عبد الْوَهَّاب بن فضل الله صَلَاح الدّين ابْن اخي القَاضِي محيي الدّين كَاتب السِّرّ كَانَ جندياً وَهُوَ وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد مَاتَ فِي رَجَب سنة 719
2167 - عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الله بن عَتيق الْمَعْرُوف بِابْن حَدِيدَة يَأْتِي فِي المحمدين ان شَاءَ الله
2168 - عبد الله بن عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْفُرَات جمال الدّين الْحَنَفِيّ موقع الحكم سمع من ابْن الشّحْنَة وست الوزراء وَحدث وَكَانَ عَارِفًا بتذهيب الْكتب متحرزاً فِي الشَّهَادَة مَعَ التَّوَاضُع وَالْفضل حسن الْعبارَة وَمَات فِي الْعشْرين من رَمَضَان سنة 769 وَهُوَ عَم شَيخنَا نَاصِر الدّين ابْن الْفُرَات صَاحب التَّارِيخ الْكَبِير
2169 - عبد الله بن عَليّ بن الْحسن بن أبي نصر بن عزون الْحلَبِي الأَصْل البعلي الْكَاتِب سبط الْفَقِيه أبي عبد الله البونينى سمع من ابْن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَكَانَ من الْكتاب المصريين وباشر نِيَابَة الِاسْتِيفَاء بِدِمَشْق مُدَّة وَهُوَ من ذَوي الْبيُوت وَحدث وَمَات فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة 741(3/51)
2170 - عبد الله بن عَليّ بن سُلَيْمَان الغرناطي كَمَال الدّين رَحل إِلَى الْحَج وَأقَام بِدِمَشْق وَسمع من ابْن البُخَارِيّ مشيخته تَخْرِيج على بن بلبان وأقرأ النَّاس بحلب نَحْو عشرسنين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْمغرب ثمَّ عَاد إِلَى الشَّام فسكن الْقُدس ودرس للمالكية واقرأ القراآت وَولي الْإِمَامَة وَحدث سمع مِنْهُ القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَمَات سنة 711
2171 - عبد الله بن على بن طغربل بن عمر المهراني حسام الدّين الدِّمَشْقِي كَانَ كَبِير الْقدر فَاضلا خيرا كثير الِاشْتِغَال والمطالعة والانجماع عَن النَّاس مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة 706
2172 - عبد الله بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مشكور بن سَالم بن سَعْدَان ابْن برد بن لهام بن حسن بن عَليّ بن مهنا الهاشمى الحجازى الشَّاعِر وَمن نظمه (لَام العذول متيماً فِي حبها ... كم بَين ولهان وَآخر سَالم)
(أخْفى الْهوى والوجد يزعج ناظري ... لَا أَخذ بيَدي وَلَا لي رَاحِم) قلت وَهُوَ شعر بَارِد
2173 - عبد الله بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن ظافر ابْن هبة الله المَخْزُومِي الْقرشِي الْمَكِّيّ الأَصْل الْمصْرِيّ رشيد الدّين أَبُو مُحَمَّد الطّيب الْعَطَّار الْمَعْرُوف بِابْن الكبلج والكبلج هُوَ ظافر كَانَ(3/52)
يخنع بِرجلِهِ فلقب ولد فِي رَابِع عشرى صفر سنة 673 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وَحدث وَمَات فِي ... . وَذكره أَبُو جَعْفَر التكريتي فِي مشيخته
2174 - عبد الله بن عَليّ بن عبد الْملك بن عبد الله بن أَبى حَامِد بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن أَبُو حَامِد زين الدّين ابْن العجمي سمع من أبي طَالب بن العجمي قَرِيبه شَيْئا من المقامات وَغَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب وَقَالَ لم نلق من بني العجمي أقعد نسبا مِنْهُ قلت ولد بحلب فِي سَابِع عشري رَمَضَان سنة 697 وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة 777
2175 - عبد الله بن عَليّ بن عبد الْهَادِي بن عبد الْقَادِر بن عَليّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الاطرياني تَاج الدّين ولد سنة نَيف وَسِتِّينَ وَسمع من الْعِزّ الحرانى(3/53)
ويوسف بن عبد المحسن الْحَمَوِيّ وَاحْمَدْ بن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ كَاتب الانشاء عَاشَ نَحوا من ثَمَانِينَ سنة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 743 قَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه كَانَ خيرا متواضعاً حسن الْبشر كثير التودد
2176 - عبد الله بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد الاطفيحي تَاج الدّين القلعي الْمصْرِيّ ولد سنة ... . وَسمع من الْبَهَاء مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن خلكان وَحسن بن عمر الْكرْدِي والواني والدبوسي وَعبد الله بن يُوسُف الدلاصي وَحدث قَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه كَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود بالجيزة ثمَّ بَاشر بعض مطابخ السكر وَكَانَ كريم النَّفس متودداً محباً للمحدثين بشوشا
2177 - عبد الله بن عَليّ بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى بن سُلَيْمَان المارديني الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن التركماني الْحَنَفِيّ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن عَلَاء الدّين ولد سنة 719 وَسمع من الواني والختني وَغَيرهمَا واشتغل ودرس وَأفْتى وَحدث ودرس بالكاملية نزل لَهُ عَنْهَا القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة ودرس فِي التَّفْسِير بالجامع الطولوني وَاسْتمرّ إِلَى ان مَاتَ مطعوناً فِي شهر رَمَضَان سنة 769 قَالَ ابْن رَافع كَانَ محسناً لطائفته وَقَالَ ابْن حبيب(3/54)
كَانَ وافر الْوَقار لطيف الذَّات مقدما عِنْد الْمُلُوك رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ لين الْجَانِب شَدِيدا على المفسدين متواضعاً مَعَ أهل الْخَيْر وسد أَبْوَاب الريب وَامْتنع من استبدال الْأَوْقَاف وصمم على ذَلِك وَلم يخلف بعده مثله خُصُوصا من الْحَنَفِيَّة
2178 - عبد الله بن عَليّ بن عمر بن شبْل بن رَافع بن مَحْمُود الصنهاجي نجم الدّين أَبُو بكر ولد فِي سادس عشر رَجَب سنة 58 واسمعه أَبوهُ من ابْن عزون والنجيب وَابْن عبد الدَّائِم وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي والقطب الْقُسْطَلَانِيّ واخيه التَّاج عَليّ وَمن الْكَمَال ابْن عبد وَابْن أَبى عَمْرو الْفَخر وَيحيى بن الصَّيْرَفِي وَغَيرهم وَحصل لَهُ أصولاً مليحة قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن ايبك كَانَ فَاضلا جميلا الصُّورَة ذَا كرا لمسموعاته ومشايخه شرِيف النَّفس نَشأ فِي سَعَادَة وَقَالَ ابْن رَافع ظهر فِي سنة 18 فازدحموا عَلَيْهِ وَكَانَ يقظاً وَاسع الرِّوَايَة شرِيف النَّفس مليح الصُّورَة محباً لأهل الحَدِيث وَكَانَ أَبوهُ أَمِيرا نبيلاً لَهُ وجاهة عِنْد الْمَنْصُور قلاون قَالَ ابْن رَافع هُوَ شيخ مكثر خير لَهُ عوالي وتساعيات وَسمع وَحدث بالكثير وَكَانَ صبوراً على التسميع كتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ على بعض الشُّيُوخ ثمَّ املق وَبَاعَ أُصُوله مَاتَ فِي عَاشر شعْبَان سنة 724
2179 - عبد الله بن عَليّ بن عمر بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْوَلِيّ بن سَابق(3/55)
السنجاري الْحَنَفِيّ الشهير بِابْن قَاضِي الصُّور
2180 - عبد الله بن عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ المضري بِضَم الْمِيم وبالمعجمة الْبَصْرِيّ بِالْمُوَحَّدَةِ مولدا الْبَغْدَادِيّ جمال الدّين النَّاسِخ قَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه ولد سنة 678 وَكَانَ فَاضلا قدم الْقَاهِرَة وَله نظم وَله تصنيف فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا فَكتب عَنهُ بعض أَصْحَابنَا سنة 34 يَعْنِي القطب الْحلَبِي قَالَ ابْن رَافع فانتقل إِلَى دمشق فقطنها وَضعف بَصَره وَمَات سنة ... . . قَالَ القطب أَنْشدني لنَفسِهِ من قصيدة
(نعم تتعب النَّفس الْكَبِيرَة وجسمها ... إِذا لم تكن تقنع من المَال بالبزر)
(وكل امرىء ساع على قدر همه ... وهم ذَوي الأخطار مكتسب الْفَخر)
2181 - عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل جمال الدّين بن الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن غَانِم ولد سنة 11 وتعانى الْأَدَب وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ خطه قَوِيا سَرِيعا وَمَات شَابًّا فِي شَوَّال أَو ذِي الْقعدَة سنة 744(3/56)
وَكَانَ لَهُ نظم وسط فَمِنْهُ قصيدة يتشوق اولها (ذكرت قلبِي حِين شط مزارهم ... بهم فناب عَن الجوى تذكارهم)
(وَبكى فُؤَادِي وَهُوَ منزل حبهم ... وأحق من يبكي الْأَحِبَّة دَارهم)
وَكتب إِلَى الصَّفَدِي حِين دخل ديوَان الانشاء
(تَقول جمَاعَة الدِّيوَان فِيهِ ... فَسَاد لَا يزَال وَلَا يزاح)
(فَقلت فَسَاده سيزول عَمَّا ... قَلِيل اذ بدا فِيهِ الصّلاح) وَكتب يَسْتَدْعِي بعض أَصْحَابه
(قد أصبح الْمَمْلُوك يَا سَيِّدي ... يخْتَار أَن يفترع الربوة)
(وَقد أَتَى صحبتكم خاطباً ... فأسعفوا وأغتنموا الْخلْوَة) وَقَالَ ابْن حبيب فِي حَقه فَاضل بارع مجيد لطيف الذَّات ذكي النَّبَات وَهُوَ الْقَائِل (وغزال غازل الشَّمْس وَقد ... وقفت فَوق ثنيات الْأَصِيل) (فتعوضناه مِنْهَا بَدَلا ... وتفارقنا على وَجه جميل)
2182 - عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن خطاب الْبَاجِيّ جمال الدّين ابْن الْعَلامَة عَلَاء الدّين ولد سنة 2 أ 3 أَو 706 وَسمع من عبد الرَّحْمَن ابْن مخلوف ابْن جمَاعَة ومُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَمُحَمّد بن على(3/57)
ابْن ساعد وَمُحَمّد بن النصير ابْن أَمِين الدولة وَعبد الله بن عَليّ الصنهاجي فِي آخَرين وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ عدَّة من مَشَايِخنَا ثمَّ من أقراننا وَلم يحصل لى لقاؤه وَالسَّمَاع رزق وَمَات فِي شعْبَان سنة 788 بِالْقَاهِرَةِ
2183 - عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ البالسي الحريري نجم الدّين ابْن ضِيَاء الدّين احضره على ابْن القميرة وَحدث مَاتَ فِي الْمحرم سنة 705
2184 - عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْمُسلم بن الْحسن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هِلَال شهَاب الدّين أَبُو الْقَاسِم ابْن الصَّدْر نجم الدّين ابْن عماد الدّين ولد فِي الْمحرم سنة 681 وأحضره أَبوهُ عَليّ ابْن ابى الْيُسْر فى ثَالِث شهر من عمره الأول وَالثَّانِي من فَوَائِد الْجَصَّاص ثمَّ أحضرهُ على يحيى بن الحنبلى فى أولى الرحلة للخطيب وأسمعه من الْفَخر وَالْمُسلم ابْن عَلان وَابْن أَبى عمر وَمُحَمّد بن عبد الْمُؤمن وَسمع بِمَكَّة من أبي الْيمن بن عَسَاكِر وبالقاهرة من الابرقوهي وَأَجَازَ لَهُ ابْن علاق والنجيب وَعُثْمَان بن عَوْف وَحدث وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ سَاكِنا(3/58)
متواضعاً وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الْخلق والخلق كثيرالتودد مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 744 ووالده نجم الدّين حدثونا عَنهُ
2185 - عبد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الكازروني ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي الأديب جلال الدّين ابْن ظهير الدّين كَانَ جده مُحَمَّد أصوليا وجد أَبِيه مَحْمُود شَيخا قدوة وَولد الْجلَال سنة 51 وتفقه واشتغل وَكَانَ لغوياً أديباً بارع الْخط يكْتب بالكوفي وَيذْهب وَسمع أَبَاهُ وَعبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش وَكَانَ إِلَى حسن تذهيبه المنتهي وَكَانَ متصوناً خيرا حُلْو المحاضرة وكف بَصَره فِي الآخر وَمَات بخانقاه الطاحون فِي رَمَضَان سنة 741 وَمن نظمه
(يَا من بغنج عُيُون السود عيرني ... وَمن بحمرة خدود الْبيض صفرني) (أَمُوت أَنا كلما رَأَيْتُك تؤخرني ... وتنصب الْغَيْر فِي حسنك على قَرْني)
2186 - عبد الله بن عمرَان بن موسي البسكري المغربي قَالَ القطب الْحلَبِي كَانَ رجلا صَالحا متواضعاً مَقْصُود الزِّيَارَة وَله نظم وَكَلَام حسن مَاتَ فِي ثامن الْمحرم سنة 713 بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ فَاضلا صلفاً لَهُ حَظّ من عبَادَة ونظم وَكَانَت ... . تتبرك بِهِ(3/59)
وَله مدائح نبوية مِنْهَا قصيدته الَّتِي أَولهَا
(دَار الحبيب أَحَق أَن تهواها ... وتحن من طرب إِلَى ذكرَاهَا) يَقُول فِيهَا
(مَاذَا يَقُول المادحون لمن لَهُ ... قَالَ الْإِلَه كفا بذلك جاها) (إِن الَّذين يُبَايعُونَك إِنَّمَا ... فِيمَا يَقُول يبايعون الله)
2187 - عبد الله بن عمر بن أَحْمد بن عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين خطيب زملكاً روى عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَكَانَ دينا خيرا مَاتَ بقرية زملكاً من غوطة دمشق فِي رَجَب سنة 701
2188 - عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الطوسي ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو مُحَمَّد ضِيَاء الدّين ولد فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة 654 وَسمع من عمر بن مُحَمَّد الكرمانى وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر واسرائيل ابْن أَحْمد ويوسف بن الْحسن النابلسي وَعلي بن عبد الْوَاحِد وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ من عدُول دمشق يؤم بِمَسْجِد القلعة وَله شعر وانشاء ودرس بالأمجدية وَمَات فِي ربيع الأول سنة 721
2189 - عبد الله بن عمر بن دَاوُد الكفيري الْمَعْرُوف بأخي يَعْقُوب جمال الدّين اشْتغل وَأذن لَهُ ابْن الخابوري بالإفتاء ودرس بالقوصونية(3/60)
عوضا عَن تَقِيّ الدّين بن رَافع بعناية القَاضِي تَاج الدّين وَكَانَ يُحِبهُ ويكرمه وَقَررهُ فى قِرَاءَة درسه وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 770 وَلم يكمل الْأَرْبَعين وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ شمس الدّين
2190 - عبد الله بن عمر بن أبي الرضى الْفَارِسِي الفاروقي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من قرى شيراز يلقب نصير الدّين ويكنى أَبَا بكر وَكَانَ من كبار الشَّافِعِيَّة قَالَ الذَّهَبِيّ قدم دمشق وَتكلم فظهرت فضائله وَمَات بِبَغْدَاد فِي سنة 706
2191 - عبد الله بن عمر بن عَامر بن الْخضر بن الرّبيع العامري جمال الدّين ابْن قَاضِي الكرك كَانَ كَاتب الحكم عِنْد السُّبْكِيّ الْكَبِير وَاسْتمرّ عِنْد وَلَده وباشر ديوَان النَّائِب وَحدث بالبخاري عَن ابْن الشّحْنَة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 772 عَن سِتّ وخسمين سنة
2192 - عبد الله بن عمر بن عَليّ بن هبة الله بن سَلامَة ابْن بنت الجميزي أثير الدّين سمع جده وَابْن المقير وَغَيرهمَا وَمَات سنة 706
2193 - عبد الله بن عمر بن عِيسَى بن عمر الباريني جمال الدّين ابْن زين الدّين كَانَ فَاضلا ذكياً أَخذ عَن أَبِيه وَعَن الْأَذْرَعِيّ ودرس بالنورية وعلق(3/61)
الْفَوَائِد وَمَات سنة 782
2194 - عبد الله بن مَالك بن مَكْنُون بن نجم العجلوني سمع من الْعِزّ الفاروثي وَأبي الْعَلَاء الفرضي وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ رجلا جيدا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 739
2195 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم ابْن المهندس صَلَاح الدّين ولد سنة 691 وَسمع من أَحْمد بن عبد الْمُنعم وَمُحَمّد بن مَرْوَان وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وأحضر على عمر بن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَأَجَازَ لَهُ التقي الوَاسِطِيّ وَجَمَاعَة وَنزل بحلب وَحدث بالكثير وَتفرد وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل قَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه خرج لَهُ وَالِده أَرْبَعِينَ حَدِيثا من عواليه وَكتب بِخَطِّهِ بعض الطباق وأشتغل وَنزل بالمدارس وَحج مرَارًا على قدمه من مصر ودمشق وَأَخْبرنِي أَنه حفظ الْمُخْتَار وَعرضه على القَاضِي الحريري سنة عشر وَحفظ قِطْعَة من الْهِدَايَة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا بِالْأُجْرَةِ ولنفسه وَجمع تَارِيخا كَبِيرا لفقهاء الْحَنَفِيَّة وتعب عَلَيْهِ فانه طالع عَلَيْهِ كتبا كَثِيرَة بِبِلَاد مفرقة وَقدم الْقَاهِرَة سنة 31 وَسمع قَلِيلا وَمَات فِي حادي عشر الْمحرم سنة 769
2196 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الواني شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد(3/62)
الْحَنَفِيّ ولد سنة ... ... وأحضر على أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم وَيحيى بن سعد وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَسمع عَلَيْهِمَا وعَلى زَيْنَب بنت شكر وَطلب بِنَفسِهِ فَأكْثر وَكَانَ فصيح الْقِرَاءَة سريعها حاد الذِّهْن وَعمل أَرْبَعِينَ بلدانية مَاتَ سنة ... . وَسَبْعمائة
2197 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن فَهد الدِّمَشْقِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمروزِي الْعَطَّار أَبُو مُحَمَّد تَقِيّ الدّين الْمَعْرُوف بِابْن قيم الضيائية مُسْند الْوَقْت ولد فِي آواخر سنة 669 وأسمع من الْفَخر شَيْئا كثيرا وَمن ابْن أبي عَمْرو ابْن الزين وَابْن الْكَمَال وَابْن طرخان وَأحمد بن شَيبَان وَغَيرهم سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع والحسيني وذكروه فِي معاجيمهم وَتفرد بِكَثِير من مسموعاته وَذكره البرزالي فِي الشُّيُوخ فَقَالَ رجل جيد ملازم للصَّلَاة بالجامع وَحدث بالكثير وَطَالَ عمره وأنتفع بِهِ وَأكْثر عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ مَاتَ فِي خَامِس عشرى الْمحرم سنة 761 بالصالحية وَصلى عَلَيْهِ بالجامع المظفرى وَله إِحْدَى وَتسْعُونَ سنة وَزِيَادَة.(3/63)
2198 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطبرى ثمَّ المكى عفيف الدّين ابْن الْبُرْهَان ولد بِمَكَّة وَسمع بهَا صَحِيح البُخَارِيّ من الرضى الطَّبَرِيّ وسداسيات الرَّازِيّ وَغَيرهَا وَسمع من الْفَخر التوزري وَخرج لَهُ ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد الشِّيرَازِيّ وَمَات قبل السّبْعين بِسنة أَو نَحْوهَا وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
2199 - عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمصْرِيّ الأَصْل الْمُؤَذّن بِالْحرم النبوى وَكَانَ أَبوهُ وجده كَذَلِك وَكَانَ رَضِي الْأَخْلَاق مَحْمُود الصِّفَات ولد سنة 704 وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه أَحْمد الْحَنَفِيّ مَاتَ سنة 751
2200 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن نصر بن صَغِير القيسراني الْحلَبِي الصاحب فَخر الدّين ولد سنة 23 وَسمع الْكثير من ابْن الجميزي ويوسف الساوي ويوسف بن خَلِيل وَأبي الْقَاسِم(3/64)
ابْن رَوَاحَة وَغَيرهم وَحدث واشتغل وتعانى الْأَدَب وَكتب الْخط الْحسن وَعمل كتابا فِي الصَّحَابَة وَخرج من أَحَادِيثه عَنْهُم بأسانيده وَكَانَ حسن المذاكرة وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا روى عَنهُ الْحَافِظ الدمياطي وَمن بعده وَكَانَ قد ولي الوزارة بِدِمَشْق فى أَيَّام السعيد ابْن الظَّاهِر سِتَّة أشهر فَكَانَ الْقُضَاة يركبون فِي خدمته وَفِي أَيَّام كتبغا أَيْضا وَله نظم حسن فَمِنْهُ (يُوَجه معذبى آيَات حسن ... فَقل مَا شِئْت فِيهِ وَلَا تحاشى)
(ونسخة حَسَنَة قُرِئت وَصحت ... وَهَا خطّ الْكَمَال على الحواشى) وَله من أَبْيَات كتبهَا إِلَى محى الدّين بن عبد الظَّاهِر (يَا ذَا الَّذِي أُوتِيَ الْكتاب بِقُوَّة ... فَأتى بِهِ وَهُوَ الْأَخير الأول)
(لافاضل سلواه فِيهِ وَلَا مَشى ... فِي مثل مَنْطِقه البديع الأفاضل) مَاتَ فى ربيع الآخر الاخر سنة 703
2201 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف بن عِيسَى بن عساس بن يُوسُف ابْن بدر بن عَليّ بن عُثْمَان الخزرجي الْعَبَّادِيّ كَانَ يذكر أَنه من ولد سعد ابْن عبَادَة الْأنْصَارِيّ نقيب الْخَزْرَج وَوجد بِخَطِّهِ خليف بِالتَّصْغِيرِ فِي نسبه وعساس بمهملات المدنى الْمُؤَذّن عفيف الدّين أَبُو جَعْفَر وَأَبُو مُحَمَّد(3/65)
ابْن جمال الدّين المطري ولد سنة 698 وعني بِالْحَدِيثِ فَرَحل فِيهِ إِلَى الْبِلَاد وَسمع من قَاضِي الْمَدِينَة عمر بن أَحْمد السودي وَمن الرضي الطَّبَرِيّ بِمَكَّة وَمن الدبوسي والواني بِمصْر وَمن ابْن مخلوف ابْن جمَاعَة بالإسكندرية وبالشام من الْقَاسِم بن المظفر وَأبي الْعَبَّاس الحجار وَمن الدواليبي بِبَغْدَاد وَطَاف الْبِلَاد وَحصل الْفَوَائِد وَسمع مِنْهُ البرزالي والذهبي والحسيني وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ قدم علينا طَالب حَدِيث وَله فهم وذكاء ورحلة ولقاء وَقدم علينا من بَغْدَاد فأفادنا أَشْيَاء حَسَنَة قلت وَخرج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا سَمعه مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص ارتحل فِي سَماع الحَدِيث إِلَى الشَّام ومصر وَالْعراق وَحصل ثمَّ امتحن فِي سنة 42 ونهبت دَاره وَأخذ مِنْهَا المَال الْكثير وَحبس ثمَّ أطلق وَقَالَ زين الدّين ابْن رَجَب كَانَ المطري هَذَا حَافظ وقته وَكَانَ حسن الاخلاق كثير الْعِبَادَة حسن الْمُلْتَقى للواردين من أهل الْعلم وَقَالَ ابْن رَافع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وعنى بِالطَّلَبِ والتواريخ وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات على ابي عبد الله الْقصرى وَأَنه جمع كتابا سَمَّاهُ الْأَعْلَام فِيمَن دخل الْمَدِينَة من الْإِعْلَام وَمَات بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فِي شهر ربيع الأول سنة 765
2202 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عَليّ بن سَالم بن مكي زين الدّين ابْن الشَّيْخ تقى الدّين ابْن الصَّائِغ المقرىء ولد فِي ربيع الأول سنة 674 وَسمع من ابْن خطيب المزة وام بالطيبرسية بعد أَبِيه وَجلسَ(3/66)
مَعَ الشُّهُود وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه مَاتَ سنة 725
2203 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الفارقي أَبُو الدَّرْدَاء ابْن الْحَافِظ الذهبى ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وأحضره أَبوهُ على ابْن الموازيني وأسمعه من مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الجرائدي وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وَخلق كثير وَحدث سمع مِنْهُ ابْن سَنَد وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 754 وعاش اخوه أَبُو هُرَيْرَة بعده 45 سنة
2204 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عزاز بن نابل تَقِيّ الدّين المرداوي وَالِد القَاضِي شمس الدّين ابْن التقي سمع من يُوسُف الغسولي وَمَات فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة 742
2205 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن خلف ابْن الْحَاج التجِيبِي الأندلسي ثمَّ التّونسِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَالِكِي فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن أبي الْوَلِيد ابْن أبي الْقَاسِم ابْن أبي الْوَلِيد إِمَام محراب الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وَابْن إمَامهمْ ولد سنة 675 وَقدم مَعَ أَبِيه فى سنة 84 وَسمع من الْفَخر عَليّ والتاج الْفَزارِيّ وَالْجمال ابْن الشريشي وَغَيرهم قَالَ البرزالي رجل فَاضل مضبوط الْأَمر مصون نزه الْعرض من خِيَار الْفُقَهَاء اشْتغل وَحفظ وَله عباده وَورد فِي اللَّيْل وَانْقِطَاع وَقَالَ الذَّهَبِيّ لَازم حَلقَة شهَاب الدّين ابْن فَرح وَحمل جملَة من فقه الحَدِيث وَكتب الطباق وبرع فِي مذْهبه وَقَالَ ابْن كثير كَانَ رجلا صَالحا مجمعا على(3/67)
جلالته وَدينه وَمَات فِي ثامن عشر صفر سنة 743 وَكَانَ أَصْغَر من أَخِيه بِثَلَاث سِنِين
2206 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْحُسَيْنِي النَّيْسَابُورِي الْعَالم الشهير والامام الَّذِي لم يكن لَهُ فِي وقته نَظِير عين أَئِمَّة علم الْمَعْقُول وبارع عصره فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ذكره وَالِدي رَحمَه الله فِي تَارِيخه فِيمَن توفّي سنة 776 فوصفه بِأَنَّهُ كَانَ زمخشري زَمَانه وَقد ذكره ابْن حبيب فِي تَارِيخه وَابْن خطيب الناصرية وَغَيرهم وَعَجِبت لشَيْخِنَا كَيفَ أهمله مَعَ مَا أشتهر من كَونه شَافِعِيّ الْمَذْهَب صرح بذلك ابْن حبيب ثمَّ ابْن خطيب الناصرية وَكَانَ يعرف بحلب بمدرس الأَسدِية وَهِي من أجل مدارس الشَّافِعِيَّة لَكِن رَأَيْته ينتصر للحنفية فِي شَرحه للمنار وَإِذا ذكر أدلتهم قَالَ عندنَا كَذَا وَعند الشَّافِعِي كَذَا وَيُوجه غَالِبا كَلَام الْحَنَفِيَّة فَلَا أَدْرِي هَل ذَلِك تَوْجِيه اعْتِرَاف بِالْحَقِّ مَعَ مُخَالفَة الْمَذْهَب أَو تَوْجِيه مذهبي وَمن أدل مَا رَأَيْت لَهُ على كَونه حنفياً قَوْله فِي بحث الِاسْتِثْنَاء وَالْحَاصِل أَن قدر الْمُسْتَثْنى لَا يثبت فِيهِ حكم الصَّدْر بِالْإِجْمَاع إِلَّا ان عندنَا انما لَا يثبت لعدم النَّص الْمُوجب فِي حَقه كَأَن صدر الْكَلَام انْتهى عِنْد الِاسْتِثْنَاء وَعِنْده إِنَّمَا لَا يثبت لتِلْك الْمُعَارضَة فَصَارَ عندنَا تَقْرِير قَوْله لفُلَان عَليّ ألف دِرْهَم الا مائَة لفُلَان عَليّ تسع مائَة بِسُقُوط الْمِائَة تكلما وَحكما وَعِنْده الا مائَة فَأَنَّهَا لَيست عَليّ لعدم سُقُوطهَا تكلما وَقَوله فِي بحث الِاحْتِجَاج بِالْوَصْفِ الْمُخْتَلف(3/68)
فِيهِ مَا نَصه قَالَ الِاخْتِلَاف بَيْننَا وَبَين الشَّافِعِي ظَاهر وَالله أعلم ثمَّ انني رَأَيْت شَيخنَا ذكره فى إنباء الْغمر فِيمَن مَاتَ فِي السّنة الْمَذْكُورَة فَقَالَ الشريف جمال الدّين كَانَ بارعاً فِي الْأُصُول والعربية وَولى تدريس الاسدبة بحلب وَغَيرهَا وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة وبالقاهرة مُدَّة وَولي مشيخة بعض الخوانق وَهَذَا مَأْخُوذ من كَلَام ابْن حبيب ثمَّ نكت عَلَيْهِ على عَادَته فِي تَغْلِيب التنكيت على الْحَنَفِيَّة فَقَالَ وَكَانَ يتشيع عَاشَ سبعين سنة ثمَّ أنْشد لَهُ مَا أنْشدهُ لَهُ ابْن حبيب من نظمه (هذب النَّفس بالعلوم لترقى ... وتنرى الْكل فَهِيَ للْكُلّ بَيت)
(إِنَّمَا النَّفس كالزجاجة وَالْعقل سراج وَحِكْمَة الله زَيْت)
(فَإِذا أشرقت فَإنَّك حَيّ ... وَإِذا أظلمت فَإنَّك ميت) وَلم يذكرُوا شَيْئا من مصنفاته الجيدة كشرح التسهيل واللب فِي النَّحْو وَشرح الْمنَار فِي الْأُصُول وَغير ذَلِك وَلَا وصفوا عَظمته عِنْد الْمُلُوك والأعيان وَأَنه كَانَ لَا يجلس فِي المحافل أحد فَوْقه بل كَانَ يجلس فِي جَانب وقضاة الْقُضَاة فِي جَانب وَقد أَخْبرنِي عمي فتح الدّين قاضى قُضَاة حلب إِن اتّفق للسَّيِّد الْمشَار إِلَيْهِ فِي ذَلِك كَلَام عَجِيب مَعَ شيخ الْإِسْلَام البُلْقِينِيّ فَفَارَقَ البُلْقِينِيّ الْمجْلس غَضبا مِنْهُ فَإِنَّهُ وجده بِمَجْلِس الْأَمِير الجائي جَالِسا فِي جَانب والقضاة فِي آخر وَكَذَلِكَ كَانَت عَادَة البُلْقِينِيّ فَلَمَّا حضر البُلْقِينِيّ الصق الشريف مَنْكِبه بمنكب الجائي فَلَمَّا رأى البُلْقِينِيّ ذَلِك وقف وَقَالَ أَجْلِس فِي أَيْن فأساء عَلَيْهِ الشريف أَجْلِس فِي كَذَا وَكَذَا يَا كَذَا وَكَذَا فى لاتدخل على أَيْن قَالَ أَيْن أَجْلِس فانحرف البُلْقِينِيّ وَرجع(3/69)
وَلم يجلس وَلم يُصَرح شَيخنَا ابْن حجر بِكَوْنِهِ شافعياً وَلَا حنفياً وَالله أعلم تَنْبِيه إِنَّمَا كنت أتوقف فِي كَونه حنفياً لِأَنَّهُ كَانَ مدرس الأَسدِية وَهِي شافعية ثمَّ أنني رَأَيْت الْحَافِظ قطب الدّين صرح فِي تَرْجَمَة ابْن الْوراق مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعد الله بِأَنَّهُ حَنَفِيّ وَلَا شكّ فِي كَونه حنفياً ثمَّ قَالَ ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الأَسدِية ظَاهر دمشق وَهَذِه أسدية حنفية وَبِهَذَا يَزُول الشَّك من خاطري وَالله الْمُوفق فَظهر أَن ابْن حبيب وَابْن الْخَطِيب حملا ذَلِك على مَا كنت حملت عَلَيْهِ وَلم يقفا على مَا وقفت آخرا عَلَيْهِ وَالله اعْلَم
2207 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أَبى بكر بن إِسْمَاعِيل بن أَبى البركات بن مكى ابْن أَحْمد الزريراتي المولد الْبَغْدَادِيّ المنشأ الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين مدرس المستنصرية ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 68 وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع وتفقه وَمهر وصنف ودرس وَسمع من إِسْمَاعِيل بن الطبال وَمن أبي الْفضل مُحَمَّد بن نَاصِر بن حلاوة الرصافى وتفقه بالشيخ مُفِيد الدّين بِبَغْدَاد(3/70)
وزين الدّين ابْن المنجا وَالْمجد الْحَرَّانِي بِدِمَشْق وبرع فِي الْعُلُوم وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفِقْه بِبَغْدَاد وَكَانَ يذكر أَنه طالع المغنى للموفق ثَلَاثًا وَعشْرين مرّة حَتَّى كَانَ يكَاد يستحضره وَمن محفوظه الْهِدَايَة لأبى الْخطاب والخرقى وناب فِي الحكم بِبَغْدَاد وَكَانَ قد قدم دمشق فى حُدُود سنة تسعين وتفقه بهَا قَالَ الذَّهَبِيّ محاسنه جمة وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه كَانَ إِمَامًا فَاضلا كثير النَّقْل للفروع دينا فصيحاً صَحِيح الِاعْتِقَاد حسن الشكل متواضعاً خيرا وَله معرفَة بالفرائض واللغة وَقَالَ ابْن رَجَب كَانَ فَقِيه الْعرَاق ومفتي الْآفَاق يُورد دروساً مُطَوَّلَة منقحة وَله الْيَد الطُّولى فِي المناظرة والبحث وَكَثْرَة النَّقْل وَكَانَ المخالفون لمذهبه يعترفون لَهُ بالتقدم فِي معرفَة مذاهبهم حَتَّى ابْن المطهر الْحلِيّ الشيعي وَكَانَ فى أول أمره متزهدا قبل الْقَضَاء وَكَانَ ذَا جلالة ومهابة وَحسن شكل ولباس حسن وذكاء مفرط وعفة وصيانة تردد فِي آخر عمره وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 729
2208 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْحَنْبَلِيّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين بن قيم الجوزية ولد سنة 23 وَصلى بالقران سنة 31 وأشتغل على أَبِيه وَغَيره وَكَانَ مفرط الذكاء حفظ سُورَة الْأَعْرَاف فِي يَوْمَيْنِ ثمَّ درس الْمُحَرر فِي الْفِقْه وَالْمُحَرر فِي الحَدِيث والكافية الشافية وَسمع الْكثير فَأكْثر على(3/71)
أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَسمع من الصَّحِيح على الحجار وَمهر فِي الْعلم وَأفْتى ودرس وَحج مرَارًا وَصفَة الْعِمَاد ابْن كثير بالذهن الحاذق وَقَالَ ابْن رَجَب كَانَ أعجوبة زمانة مَاتَ فِي شعْبَان سنة 756
2209 - عبد الله بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مجلى الدنيسري أَبُو الْفضل بن أبي الْمَعَالِي شمس الدّين ابْن الْمُهَذّب ولد بماردين فِي رَجَب سنة 46 وَسمع من أَبِيه وَمن الْوَزير مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن التيتى وَغَيرهمَا وَكَانَ أَبوهُ من أهل دنيسر وَولي قَضَاء ماردين خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 66 فقرر وَلَده هَذَا مَكَانَهُ وَحج سنة 81 وَسنة 706 وَسنة 715 وَقدم دمشق وَدخل بَغْدَاد مَعَ صَاحب ماردين ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ رجل حسن عَاقل كريم النَّفس لَهُ حُرْمَة وَعَلِيهِ سكينَة وَله نواب فِي الْبِلَاد وَمَات فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 720
2210 - عبد الله بن مُحَمَّد بن الصفي بن أبي الْمَعَالِي الْمَقْدِسِي ابْن الْوَاعِظ قَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ بثغر دمياط قصيدة أَولهَا
(سرت نسمَة مسكية الْعرف معطار ... لَهَا أرج فِي طي مسراه أسرار) يَقُول فِيهَا
(خليلي إِن الْقلب وَالنَّفس والهوى ... لعينيه أعوان عَليّ وأنصار)(3/72)
2211 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن يحيى ابْن أبي عبد الله بن فَارس بن أبي عبد الله بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن سعيد ابْن طَلْحَة بن مُوسَى بن إِسْحَاق بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ابان بن عُثْمَان بن عَفَّان الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمَكِّيّ نزيل الْقَاهِرَة العثمانى الشَّيْخ بهاء الدّين وَيعرف بِالْقَاهِرَةِ باليمنى وَعند الْمُحدثين بِابْن خَلِيل ولد سنة 694 بِمَكَّة وأشتغل بِالْحَدِيثِ فَسمع بِمَكَّة ودمشق وحلب والقاهرة من بيبرس العديمي وست الوزراء والدشتي والتوزري والرضى فَأكْثر جدا وَقَرَأَ فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ حسن المذاكرة كثير الانجماع رابط بالإسكندرية مُدَّة وَكَانَ تَلا بالسبع وأنتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي الزّهْد ورفض الدُّنْيَا والاقبال على الْعَمَل وَقَالَ الذَّهَبِيّ قَرَأَ الْكثير وَكَانَ جيد الْمعرفَة يُؤثر الْعُزْلَة والانقطاع والخمول كَبِير الْقدر ثمَّ قَرَأَ الْمنطق وَحصل جامكية ثمَّ ترك وَانْقطع بالإسكندرية ثمَّ انْقَطع فِي خلْوَة بالجامع الحاكمى فَصَارَ لَا يخرج مِنْهَا أصلا وأضر بَصَره وَكَانَ أهل مصر يعدونه من الأبدال وَلَهُم فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير يعدونه ن مفاخرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ ذَاكِرًا لحديثه يردا لخطأ ردا جيدا بِحَيْثُ يتعجب مِنْهُ لبعد عَهده بالمطالعة وَكَانَت بِيَدِهِ مشيخة الخانقاه الكريمية إِلَى أَن(3/73)
مَاتَ لَيْلَة ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة 777 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَدفن بِالْقربِ من ابْن عَطاء ويحكي المصريون عَنهُ عجائب وكرامات قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْكثير وَسمع مِنْهُ الهيثمي والأبناسي وَعَامة المصريين والرحالة وَمن شُيُوخه فِي الْقُرْآن الْعَفِيف الدلاصي وَفِي الْعَرَبيَّة أَبُو حَيَّان وَفِي الْفِقْه عَلَاء الدّين القونوي وَفِي الْأُصُول شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فى مُعْجَمه الْكَبِير هُوَ كَون عَجِيب فِي الْوَرع وَالدّين وَحسن السمت وَالتَّعَفُّف وَهُوَ جيد الْفِقْه قوى المذاكرة فِي كل حَال كثير الْعلم
2212 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن تَمام السُّبْكِيّ ولي الدّين أَبُو ذَر بن أبي الْبَقَاء بهاء الدّين ولد بِمصْر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 25 وأحضر على زهرَة بنت الختني وأسمع على مُحَمَّد بن غالي وَيحيى بن فضل الله وَأبي نعيم الأسعردي وبدمشق من زَيْنَب بنت الْكَمَال والجزري والمزي وَابْن القريشة وَغَيرهم وَحفظ الْحَاوِي وتفقه على أَبِيه وَغَيره واشتغل فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وناب فِي الحكم عَن قَرِيبه تَاج الدّين السُّبْكِيّ ثمَّ عَن أَبِيه واستقل بالحكم بِدِمَشْق بعد مَوته وَله نظم حسن ودرس بعدة أَمَاكِن وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء وَالصَّبْر على الْأَذَى وَمَات وَهُوَ على الْقَضَاء فِي سَابِع شَوَّال سنة 785 بِدِمَشْق وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ أديبا بارعا لَهُ نظم فائق وَكَانَ يحفظ الْحَاوِي ويذاكر بِهِ ويدرس مِنْهُ وَمن الْكَشَّاف مَعَ مُشَاركَة(3/74)
فِي الْعَرَبيَّة مَعَ جودة فهم وَمَعْرِفَة بالأمور
2213 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن قدامَة أَبُو مُحَمَّد محب الدّين ولد سنة 51 وأحضر على خطيب مردا وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم والكرماني وَغَيرهمَا وَمَات فِي ربيع الاخر سنة 707 وَهُوَ وَالِد شمس الدّين مُحَمَّد الرَّاوِي عَن الْفَخر الذى مَاتَ سنة 769
2214 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر ابْن أبي الْقَاسِم البعلي الأَصْل الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْفَخر الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين ابْن شمس الدّين ابْن الإِمَام فَخر الدّين حضر على زَيْنَب بنت مكي فِي الثَّانِيَة وَسمع من جمَاعَة ومولده سنة 687 وَهُوَ وَالِد شمس الدّين مُحَمَّد وَكَانَ يشْهد تَحت السَّاعَات مَاتَ فِي رَجَب سنة 744
2215 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الأربلي جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الجندي الْمَعْرُوف بِابْن السديد ولد سنة 68 تَقْرِيبًا وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَابْن أبي عمر وَغَيرهمَا وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي سادس عشري رَمَضَان سنة 741 بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ أَخُو الْبَدْر حسن ابْن مُحَمَّد
2216 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن جمال الدّين ابْن القَاضِي جلال الدّين(3/75)
الْقزْوِينِي ولد بعد السّبْعين وَحفظ التَّنْبِيه وَغَيره ودرب الْأَحْكَام وناب عَن أَبِيه بِمصْر لما حج مَعَ النَّاصِر وَكَانَ أَولا قد قرر فِي كِتَابَة الْإِنْشَاء بِدِمَشْق قَالَ الصَّفَدِي وَكَانَ شكلا حسنا جميلاً إِلَى الْغَايَة وَلما أسن صَار ضخماً جدا ثقيل الْحَرَكَة وَكَانَت لَهُ رَغْبَة فِي أقتناء الْخُيُول المسومة والمسابقة عَلَيْهَا فَأخْرجهُ السُّلْطَان مرَّتَيْنِ من الديار المصرية وَعمر بِجَزِيرَة الْفِيل دَارا يُقَال أَنه انفق عَلَيْهَا ألف ألف دِرْهَم فَلَمَّا أخرج من الْقَاهِرَة بَاعهَا ليشبك بِأَرْبَعِينَ ألف دِرْهَم فَبَاعَ مِنْهَا شبابيك خَاصَّة بِرَأْس مَاله وَكَانَ كثير التنعم بالجواري الحسان والآنية الثمينة وَعِنْده من الْكتب النفيسة مَا ينيف على ثَلَاثَة آلَاف مُجَلد وَكَانَ خطيب الْجَامِع الْأمَوِي قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن أَبِيك سمع من جمَاعَة بِمصْر وَالشَّام وَلم يكن فِي دينه بِذَاكَ مَاتَ فِي خَامِس عشرى جُمَادَى الأولى سنة 743
2217 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق الخربوى عماد الدّين ابْن الخوام الْعِرَاقِيّ الحيسوب الطَّبِيب ولد سنة 43 وتمهر فِي المعقولات والحساب والطب ولازم النصير الطوسي وصنف فِي الطِّبّ والحساب وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة فى فنون من الْجد والهزل وصنف تصانيف وَله أنشاء وبلاغة(3/76)
ودرس فِي مَذْهَب الشَّافِعِي بدار الذَّهَب وَولي رياسة الطِّبّ ومشيخه الرِّبَاط بِبَغْدَاد وادب هَارُون ابْن الْوَزير وَأَوْلَاد عَمه عَلَاء الدّين صَاحب الدِّيوَان وَكَثُرت أَمْوَاله وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ لما طلبني عَلَاء الدّين لتعليم أَوْلَاده الْحساب قَالَ لي كم أَرْبَعَة فِي أَرْبَعَة فَقلت مَتى أَجَبْته بِالْعَادَةِ لم يَقع الْموقع فَقلت نصف اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثلث ثَمَانِيَة وَأَرْبَعين وَخمْس ثَمَانِينَ واستمريت فِي ذَلِك فَقَالَ حَسبك بَان فضلك وَكَانَ يصلح مزاجه بالمفرحات والمعاجين وَفِي أَيَّام الْورْد يمْلَأ بَيته مِنْهُ يعلقه فِي قصب فِي السقوف والحيطان وَكَانُوا قد شهدُوا عَلَيْهِ بالْكفْر بِسَبَب أَنه قرظ تَفْسِير الْوَزير رشيد الدولة فَقَالَ فِي تقريظه فَهُوَ انسان رباني بل رب انساني تكَاد تخال عِبَادَته بعد الله فثاروا عَلَيْهِ بعد قتل رشيد الدولة فبادر هُوَ إِلَى الْحَاكِم فَأعْطَاهُ ذَهَبا فعقد لَهُ مَجْلِسا واستسلمه وَحكم بحقن دَمه فَقَالَ مُحَمَّد الْعلوِي فِي ذَلِك (يَا حزب إِبْلِيس أَلا فأبشروا ... أَن فَتى الخوام قد أسلما)
(وَكَانَ فِيمَا قَالَ فِي كفره ... أَن رشيد الدّين رب السما) (وَقَالَ لي شيخ خَبِير بِهِ ... مَا أسلم الشَّيْخ بل أستسلما)(3/77)
2218 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم بن عَليّ فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد بن السقطى ابْن أخي القَاضِي جمال الدّين ولد سنة سبعين تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن خطيب المزة وَأبي الْعَبَّاس ابْن الظَّاهِرِيّ وَأبي المعالى ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهم وصنف مَنَاسِك وَيُقَال أَنه شرح التَّنْبِيه وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَأعَاد بالمنكوتمرية وَكَانَ شَاهدا بالخزانة وَتشهد على الْعِمَارَة بِمَكَّة سنة 728 وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ فِيهِ دين وَخير وَعبادَة ومحبة فِي الصَّالِحين وتواضع مَاتَ فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة 733 بِالْقَاهِرَةِ
2219 - عبد الله بن ل بن عبد الْعَظِيم الواسطى المقرىء نجم الدّين قَرَأَ بواسط على الشَّيْخ خريم وعَلى حسن الكوسانى وَأحمد وَمُحَمّد ابْني غزال وَغَيرهم ثمَّ قدم دمشق فقطنها وَجلسَ للافادة ونظم قِرَاءَة يَعْقُوب فِي كراسة قَالَ الذَّهَبِيّ جودها وَمَات فِي شَوَّال سنة 722 وَله خَمْسُونَ سنة
2220 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن نَاصِر بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْأنْصَارِيّ الخليلي زين الدّين ابْن قَاضِي الْخَلِيل ولد سنة 654 واشتغل وَمهر وَسمع من الْفَخر وَابْن أبي عمر وَأحمد بن شَيبَان وَغَيرهم وَحدث وناب فِي الحكم وَقضى ببعلبك ثمَّ بحمص ثمَّ بحلب وطالت مدَّته بهَا وزادت على الْعشْرين وَكَانَ حسن الشكل والمذاكرة حُلْو المحاضرة وقورا مهيباً(3/78)
حسن البزة وَمَات فِي رَجَب سنة 724 وَله نظم وسط فَمِنْهُ قصيدة قَالَهَا لما قدم الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة أَولهَا
(قد بَدَت طيبَة لاحت رباها ... فابتدر قربَة بلثم ثراها)
(حبذا لَيْلَة أتيناه فِيهَا ... وصباحاً وَسَاعَة سرناها)
قَالَ البرزالي نَشأ فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَكَانَ مليح الْهَيْئَة تَامّ الْمُرُوءَة وافر الْعقل حسن البزة ولي قَضَاء حمص مُدَّة ودرس بهَا وشكرت سيرته ثمَّ ولي قَضَاء بعلبك ثمَّ ولي قَضَاء حلب وَكَانَ يتَكَلَّم معرباً ويشارك فِي الْعُلُوم وَله نظم ونثر وَكَانَت ولَايَته قَضَاء حلب فِي أول الْقرن فَأَقَامَ بهَا أَكثر من عشْرين سنة وَأثْنى عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ وَابْن الزملكاني وَمن نظمه فِي وَاقعَة حَال (وَلما أَتَى سيل عَظِيم عَرَمْرَم ... بوادي الْقرى يَعْلُو على السهل والوعر)
(ركبنَا ظُهُور اليعملات تَحَصُّنًا ... فَكَانَت لنا فِي الْبر سفنا إِلَى الْبَحْر)
2221 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مَيْمُون الهرغي تَقِيّ الدّين قَاضِي الركب المغربي ولد سنة 705 وَحج سنة 47 وَدخل دمشق وَمن نظمه ملغزا فِي البربر
(وَمَا أمة سكناهم نصف وَصفهم ... وعيش أعاليهم إِذا ضم أَوله)
(ومقلوبه بِالضَّمِّ مشروب جلهم ... وبالفتح من كل عَلَيْهِ معوله) مَاتَ سنة(3/79)
2222 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله المراكشي فَخر الدّين ولد فِي حُدُود سنة 30 وَسمع من مُحَمَّد بن سعد وَعبد الله بن الخشوعي والرشيد الْعِرَاقِيّ والسديد ابْن عَلان والبلخي وَغَيرهم وَحدث واشتغل كثيرا وَقَرَأَ القراآت على الزواوي وَأم بالرواحية وَمَات فِي ربيع الأول سنة 712 دخل حَماما فَوَقع فَمَاتَ فِي الْحَال
2223 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عبد الْبَاقِي الربعِي الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ موفق الدّين ولد فِي أَوَائِل سنة 691 أَو فِي أَوَاخِر الَّتِي قبلهَا كَذَا كتب بِخَطِّهِ وَولي قَضَاء الديار المصرية للحنابلة فِي سنة 38 فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من أبي الْحسن بن الصَّواف وَسعد الدّين الْحَارِثِيّ ومُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب والشريف الزَّيْنَبِي وَحسن الْكرْدِي وموفقية بنت وردان وَزَيْنَب بنت شكر وست الوزراء والحجار وبدمشق من عِيسَى الْمطعم وَأبي بكر ابْن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وبمكة من الرضي الطَّبَرِيّ وَغَيره وتفقه وَحدث عَنهُ جمَاعَة من الْأَئِمَّة قَالَ الذَّهَبِيّ عَالم ذكي خير صَاحب مُرُوءَة وديانة وأوصاف حميدة قدم علينا طَالب حَدِيث وَسمع من أبي بكر بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى(3/80)
الْمطعم وَغَيرهمَا وعني بالرواية وَسمع معي وَهُوَ مِمَّن أحبه فِي الله وَولي الْقَضَاء فحمدت سيرته وَالله يسدده وَكَانَ وَاسع الْمعرفَة بالفقه وَفِي زَمَنه انْتَشَر مَذْهَب الْحَنَابِلَة بالديار المصرية وَكَانَ يتعبد ويتهجد وَيُحب الصلحاء وَالْعُلَمَاء ويصمم فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة وَكَانَ محبباً فِي النَّاس مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام مَاتَ فِي سَابِع عشرى الْمحرم سنة 769 وَاسْتقر بعده فِي الحكم صهره أَبُو الْفَتْح نصر الله بن أَحْمد وَولي درس الحَدِيث بالقبة المنصورية بعده بدر الدّين ابْن أبي الْبَقَاء قَرَأت فِي تَارِيخ اليوسفي أَن ولد تَقِيّ الدّين الْحَرَّانِي كَانَ كلما وَقع بيع انقاض وقف فِي ولَايَة وَالِده يقترض ذَلِك الْقدر من الْمُودع الْحكمِي إِلَى أَن صَار فِي ذمَّته جملَة مستكثرة فَرفع ذَلِك للسُّلْطَان وَكَانَ عقب غَضَبه على ابْن عبد الْحق قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِسَبَب أَوْلَاده فعزل وَأخرج هُوَ وَأَوْلَاده إِلَى الشَّام فَلَمَّا شكى إِلَيْهِ ولد الْحَنْبَلِيّ سَأَلَ من يصلح للْقَضَاء من الْحَنَابِلَة فَأَشَارَ عَلَيْهِ جنكلى ابْن البابا بموفق الدّين فولاه
2224 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَسْكَر بن مظفر بن نجم بن شادي بن هِلَال شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد القيراطي وَالِد الْعَلامَة برهَان الدّين ولد سنة 72 ببلبيس وقيراط الَّتِي ينْسب إِلَيْهَا قَرْيَة من عَملهَا على نَحْو عشرَة أَمْيَال وَسمع من الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وشهاب ابْن على المحسنى وَأبي الْحسن بن هَارُون وَغَيرهم وتفقه بِابْن الرّفْعَة ثمَّ بِابْن القماح وَطلب بِنَفسِهِ ورحل إِلَى(3/81)
الاسكندرية سنة سَبْعمِائة فَسمع بهَا وَقَرَأَ الْأُصُول على الْبَاجِيّ والجزري والعربية على أبي حَيَّان وَولي الْقَضَاء بالمنوفية ودمياط وأسيوط ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الْمُجَاورَة للشَّافِعِيّ والمشهد النفيسي وَعين لقَضَاء حلب فَبكى بَين يَدي السُّلْطَان واستعفى وَترك الحكم بآخرة وَقَالَ مَا عدت أَدخل فِيهِ وَكَانَت بَينه وَبَين السُّبْكِيّ مباحثات وماجريات وَمَات بعد ارتحال السُّبْكِيّ إِلَى دمشق بِقَلِيل وَذَلِكَ فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة 739 وَكَانَ شغل مُدَّة بالجامع الْأَزْهَر وبخط ابْن رَافع فِي مُعْجَمه سنة 740 وَوَافَقَ على الشَّهْر لَكِن لَيْلَة الثَّانِي وَالْعِشْرين بِالْقَاهِرَةِ وَقَالَ كَانَ حسن الْخلق والخلق كتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْكتب العلمية وَله نظم وسط فَمِنْهُ (ودعت طيب حياتى يَوْم فرقتهم ... فالطرف فِي لجة وَالْقلب فِي نَار)
(لله عَيْش مَضَت أَيَّامه هدرا ... لم يبْق فِيهَا سوى أَوْهَام تذكار)
2225 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حَمَّاد بن ثَابت الوَاسِطِيّ جمال الدّين الشَّافِعِي الْعِرَاقِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العاقولي ولد سنة 38 وَكَانَ يذكر أَنه سمع من محيي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وَسمع من الْكَمَال الْكَبِير وَابْن السَّاعِي وَمهر فِي الْعلم وَالْفِقْه والفتيا ودرس بالمستنصرية وَولي الْقَضَاء ورزق(3/82)
الحظوة فِي فَتَاوِيهِ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا عَالما مهيبا عَالما مهيباً شهماً حميد الطَّرِيقَة أفتى نَحوا من سبعين سنة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 728 وَله تسعون سنة وَثَلَاثَة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا وَأقَام مدرساً بالمستنصرية خمسين سنة وَيُقَال إِنَّه مَا رئى جمع اكثر من جنَازَته فِي تِلْكَ الْبِلَاد وَأَجَازَ لشَيْخِنَا بِالْإِجَازَةِ أبي هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ وَسَيَأْتِي تَرْجَمَة وَلَده وَولد وَلَده فِيمَن اسْمه مُحَمَّد
2226 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْحسن جمال الدّين ابْن معِين الدّين الْقيم بالكاملية وبالجامع الْأَقْمَر ولد سنة 708 وَسمع من عبد الرَّحْمَن بن مخلوف وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان المراكشي سمع مِنْهُ الْجَمَاعَة والبرهان مُحدث حلب وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَأَبُو زرْعَة بن الْعِرَاقِيّ وَآخَرُونَ
2227 - عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَالب بن سُوَيْد بن معالي الربعِي التغلبي نصير الدّين ابْن وجيه الدّين التكريتي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب ولد فِي سنة 57 فِي شَوَّال أرخه الدمياطي وَيُقَال سنة 55 ذكر ابْن رَافع انه وجده بِخَطِّهِ وَيُقَال قبل ذَلِك وَسمع من الرضى ابْن الْبُرْهَان والنجيب ابْن عبد الدَّائِم فَأكْثر وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن عبد الهادى وَعبد الله ابْن بَرَكَات الخشوعي وَغَيرهمَا وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ من بَيت كَبِير وَصدر مُحْتَرم وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا كَبِيرا مقدما فِي الدولة وَقَالَ الصَّفَدِي كَانَ مَعَ أَبِيه فِي بِلَاد الْعَجم وَله الْأَمْوَال الْكَثِيرَة(3/83)
وَحج مرّة فَبَالغ الْملك الظَّاهِر فِي إكرامه وإكرام أَبِيه بِحَيْثُ أَنه بعث مَعَه أَمِيرا فِي خدمته وَسلم على محفة أمه بِنَفسِهِ وَكَانَ نصير الدّين مليح الشكل مهيباً ولي نظر المرستان الصَّغِير بِدِمَشْق وَحدث عَنهُ ابْن رَافع بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي الْعشْرين من رَجَب سنة 722
2228 - عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم فَرِحُونَ بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْيَعْمرِي الاندلسي الأَصْل نزيل الْمَدِينَة بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَالِكِي نَاب فِي الحكم وَحدث عَن الدمياطي والفوي والطبري وَغَيرهم وَحج نيفاً وَأَرْبَعين حجَّة وَلم يخرج مُنْذُ سكن الْمَدِينَة إِلَّا إِلَى مَكَّة سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمَات فِي رَجَب سنة 769 وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة وَمَات أَخُوهُ مُحَمَّد سنة خمس وَخمسين وَمَات أخوهما عَليّ سنة 746
2229 - عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُوسَى النشاوري الأَصْل الْمَكِّيّ عفيف الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد بِمَكَّة فِي سنة 705 وَسمع من الرضي الطَّبَرِيّ صَحِيح البُخَارِيّ والثقفيات وَالْأَرْبَعِينَ للثقفي وَالْأَرْبَعِينَ البلدانية للسلفي وَغير ذَلِك وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الدشتي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ والتقي سُلَيْمَان وَعِيسَى الْمطعم وَابْن عَسَاكِر وَابْن عبد الدَّائِم وست الوزراء وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ وَحدث بِمَكَّة والقاهرة وَكَانَ قد(3/84)
خدم الشَّيْخ نجم الدّين الْأَصْبَهَانِيّ فَعَادَت عَلَيْهِ أنني وقفت على استدعاء بِخَط الْحَافِظ بهاء الدّين ابْن خَلِيل مؤرخ بِسنة 710 واستجاز فِيهِ لجَماعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الْمَكِّيّ وَولده وَأَجَازَ فِيهِ جمَاعَة من شُيُوخ المصريين القدماء وَكُنَّا نظنٍ أَن شَيخنَا هَذَا هُوَ المُرَاد بقول الشَّيْخ وَولده ثمَّ تَأَمَّلت الْكِتَابَة فَإِذا بِالْوَاو فَوق كشط وَكَذَلِكَ الْهَاء وَتبين مِمَّا فَوق الْمَكْتُوب على الكشط أَنَّهَا كَانَت الْمَكِّيّ مولداً فتوقفت فِي الرِّوَايَة بهَا مَعَ احتياجي إِلَى ذَلِك فِي عدَّة أَجزَاء يتفرد بهَا أُولَئِكَ الْمَشَايِخ وَمِنْهَا مايعلو فِيهِ السَّنَد فان من جُمْلَتهمْ ابْن الصَّواف وَابْن رَمَضَان والجلال ابْن مكرم وَمَا عِنْد الله خير وَأبقى وَقد يحْتَمل أَن يكون الَّذِي أصلح ذَلِك هُوَ كَاتب الاستدعاء ويقويه أَنه كتبه بِمَكَّة فيبعد أَن يكون خَفِي عَلَيْهِ أَن يكون عبد الله قد ولد لَهُ مَعَ جَوَاز أَن يكون نَسيَه ثمَّ تذكره وَالله أعلم وَهَذَا الشَّيْخ هُوَ أول شيخ أعرف أنني سَمِعت عَلَيْهِ الحَدِيث وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة 785 وَأَنا مجاور مَعَ بعض أَهلِي وَصليت فِي تِلْكَ السّنة بِالنَّاسِ التَّرَاوِيح وأحضر هَذَا الشَّيْخ إِلَى الْمَكَان الَّذِي يُقْرِئُنِي فِيهِ الْمُؤَدب فَقَرَأَ عَلَيْهِ شهَاب الدّين السلاوي صَحِيح البُخَارِيّ فِيمَا بَين الظّهْر وَالْعصر كل يَوْم وَنحن نسْمع ولكنني لَا أضبط مَا فَاتَنِي عَلَيْهِ وَذكر لي الشَّيْخ نجم الدّين الْمرْجَانِي هَذِه الْوَاقِعَة وأفادني أَنه حضر مجْلِس الْخَتْم بالشيخ جمال الدّين الأميوطي(3/85)
وانه استجيز لمن سمع الْمجْلس الْمَذْكُور وَلم أحدث عَن الأميوطي أَيْضا لأنني لَا أتحقق هَل سَمِعت مجْلِس الْخَتْم أَو أَولا
2230 - عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله الْحلَبِي أَبُو مُحَمَّد المنعوت زكي الدّين ابْن النصيبي ولد فِي أحد الربيعين سنة 666 وَسمع من عَمه الْكَمَال أَحْمد وَعبد الْكَرِيم بن عُثْمَان ابْن العجمي وَحدث روى عَنهُ ابْن رَافع بِالْإِجَازَةِ وَذكره فِي مُعْجَمه وَلم يؤرخ وَفَاته
2231 - عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ نجم الدّين الشَّافِعِي ولد سنة 643 وتعاني التصوف وَصَحب المرسي تلميذ الشاذلي والعماد الحرامي وتفقه وأتقن الْأُصُول ثمَّ رَحل إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا بضعاً وَعشْرين سنة وَكَانَ صَالحا عابداً وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد وَلم يتَّفق لَهُ زِيَارَة الْمَدِينَة فِي طول عمره قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَيخا مهيباً منقبضاً عَن النَّاس نقل عَنهُ أَمر يتَعَلَّق بشطحات الصُّوفِيَّة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 721
2232 - عبد الله بن مُحَمَّد بن معن سراج الدّين الأسكندراني كَانَ أحد شُهُود بَيت المَال بِالْقَاهِرَةِ وَولي حسبَة الأسكندرية وَعمر دهراً طَويلا وَقد قَارب الْمِائَة أَو بلغَهَا قَالَه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
2233 - عبد الله بن مُحَمَّد بن نصر بن عبد الرَّزَّاق بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلي(3/86)
أَبُو سعد الْبَغْدَادِيّ ولد سنة خمسين تَقْرِيبًا وَسمع الحَدِيث من عَم وَالِده فضل الله بن عبد الرَّزَّاق وَمَات فِي سَابِع عشر شَوَّال سنة 707
2234 - عبد الله بن مُحَمَّد بن هَارُون بن عبد الْعَزِيز بن إِسْمَاعِيل الطَّائِي الأندلسي الْقُرْطُبِيّ أَبُو مُحَمَّد نزيل تونس ولد فِي رَمَضَان سنة 603 وَقَرَأَ القراآت على جده لأمه مُحَمَّد بن قادم الْمعَافِرِي ولازم خَال أمه عِصَام بن أَبى جَعْفَر ابْن خلصة وخاله وَهُوَ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد بن قادم وَقَرَأَ على قَرِيبه أبي زَكَرِيَّا الْحِمْيَرِي الفصيح والأشعار السِّتَّة وَالرَّوْض الْأنف وَسمع من أبي الْقَاسِم بن بَقِي الْمُوَطَّأ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْكَامِل للمبرد وَسمع صَحِيح مُسلم عَليّ أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة وصحيح البُخَارِيّ على أبي بكر بن سيد النَّاس والسيرة من أَحْمد بن عَليّ الفحام النَّحْوِيّ وَأخذ كتاب سِيبَوَيْهٍ تفهماً على أبي عَليّ الشلوبين وَأبي الْحسن الدباج وَقَرَأَ المقامات تفهماً على عَامر بن بسام الْأَزْدِيّ وَتفرد بالكثير من مروياته وَحدث بالشفاء عَن سهل ابْن مَالك أَنا أَبُو جَعْفَر بن حكم سَمَاعا أَنا الْمُؤلف سَمَاعا وَعمر إِلَى أَن أختلط قبل أَن يَمُوت وَمَات فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة 702 وأرخه بَعضهم سنة ثَلَاث فَوَهم وبخط(3/87)
نَاصِر الدّين الغرناطي شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد ابْن هَارُون فِيهِ تشيع وانحراف عَن مُعَاوِيَة وَأبي سُفْيَان فطعن عَلَيْهِمَا نظماً ونثراً وَكَانَت بَدَت مِنْهُ مبادى أختلاط عِنْد أجتماعي بِهِ على مَا قيل لي وَلم أطلع مِنْهُ على شَيْء من ذَلِك ثمَّ بعد انفصالى عَنهُ بِنَحْوِ خمسن سِنِين بَلغنِي عَنهُ من جِهَات أَنه قد اخْتَلَط
2235 - عبد الله بن مُحَمَّد بن يحيى بن الفويرة شرف الدّين ابْن بدر الدّين الْحَنَفِيّ أشتغل وَكتب الْإِنْشَاء وَولى توقيع الدست ودرس بالزنجيلية سقط عَلَيْهِ بَيت بالصالحية فِي الْمحرم سنة 756 فَمَاتَ لوقته وَهُوَ شَاب فِي الكهولة لم يكمل أَرْبَعِينَ كأبيه
2236 - عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور الْمَقْدِسِي ثمَّ النابلسي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْعَفِيف بن التقي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 649 وَأَجَازَ لَهُ سبط السلفى والبلخى وَعبد الله ابْن الخشوعي واليلداني وَأَبُو عَليّ الْبكْرِيّ وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيرهم وأحضر على خطيب مردا وَسمع من عَم وَالِده عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم وشامية بنت الْبكْرِيّ وَابْن أبي عمر وَمُحَمّد بن عبد الْمُنعم ابْن الخيمي وَغَيرهم وَكَانَ رجلا خيرا مُبَارَكًا حسن السمت فصيح الْعبارَة كثير الْعِبَادَة والتلاوة مُنْقَطِعًا عَن النَّاس أم بِمَسْجِد الْحَنَابِلَة بنابلس أَكثر من سبعين سنة ذكره البرزالي بذلك وَقَالَ فِي مُعْجَمه رجل جيد صَالح فَقِيه مبارك حسن السمت فصيح(3/88)
الْقِرَاءَة طيب النغمة وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة 737 وَهُوَ آخر من حدث بِتِلْكَ الْبِلَاد عَن أَكثر مشايخه سمع مِنْهُ القدماء وَآخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ بِالْقَاهِرَةِ القَاضِي نَاصِر الدّين نصر الله بن أَحْمد قَاضِي الْحَنَابِلَة بِالْقَاهِرَةِ
2237 - عبد الله بن مَرْوَان بن عبد الله بن فَيْرُوز الفارقي أَبُو مُحَمَّد زين الدّين ولد فِي أول سنة 33 وَسمع من ابْن الصّلاح والسخاوي وَابْن خَلِيل وكريمة وَغَيرهم وتفقه وَقَرَأَ على الشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وَغَيره وَكَانَ ذَا مهابة وفصاحة حسن الْخط كثير التسرع فى الْإِفْتَاء وَحصل لَهُ بِسَبَب ذَلِك أُمُور مشكلة وَولي دَار الحَدِيث الأشرفية بعد النَّوَوِيّ ودرس بالشامية والناصرية وباشر الخطابة فِي جُمَادَى الأولى سنة 702 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فصيحاً متقناً متحرياً لَدَيْهِ فَضِيلَة جَيِّدَة مَعَ دين وصيانة وَقُوَّة فى الْحق وَله هَيْئَة وزعارة قَالَ وَلم يكن بالماهر فِي الخطابة لِأَنَّهُ دخل فِيهَا وَقد شاخ قَالَ فسعى ابْن الْوَكِيل وَحضر على الْبَرِيد بجهاته وَنزل بدار الخطابة وَصلى فثار النَّاس وكرهوا إِمَامَته ومضوا(3/89)
إِلَى الأقزم فأخبروه وَكَانَ من القائمين عَلَيْهِ ابْن الحريري وَابْن صصرى وَابْن الشريشى وَابْن تَيْمِية وَابْن قوام وَالشَّيْخ على السغناقى والمختصر فِي محفة يُرِيد عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار لِأَنَّهُ كَانَ يُقَال لَهُ مُخْتَصر النَّوَوِيّ وَكَانَ قد أقعد فَكَانَ يدار بِهِ فِي محفة وَابْن الزملكاني والصوفية وَخلق حَتَّى أُعِيد الفارقى وقرأت بِخَط العثمانى قاضى صفدأنه حضر دَار الْعدْل فَرَأى على الأفرم قبَاء حَرِير وَخَاتم فضَّة ودواة مذهبَة فَقَالَ إِذا سَأَلَني الله عَن هَذَا مَا حجتي إِذْ قَالَ لى لم لم تقل إِن هَذَا حرَام بِالْإِجْمَاع وَبكى فابكى الْحَاضِرين والأفرم وبادر إِلَى نزع القباء والخاتم وأستبدل بهما وبالدواة قَالَ فَكَانَ آمرا بِالْمَعْرُوفِ قَائِما بالحقوق كثير الإيثار عَظِيم التَّوَاضُع رَحمَه الله مَاتَ فِي صفر سنة 703
2238 - عبد الله بن مشكور الحلبى ناظرالجيش بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَله مآثر مَعْرُوفَة بحلب مِنْهَا أَنه أجْرى المَاء إِلَى الْجَامِع الناصري من الْقَنَاة بعد أَن بني بِهِ بركَة لذَلِك وَله جَامع بِقِنِّسْرِينَ ووقف على المحبوسين من الشَّرْع وَكَانُوا قبل فِي حبس أهل الجرائم قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين كَانَ يحب الْفُقَرَاء وَالْعُلَمَاء وَيحسن إِلَيْهِم كثيرا وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 778(3/90)
2239 - عبد الله بن مغلطاي بن قليج بن عبد الله التركي البكجري جمال الدّين أَبُو بكر بن الْعَلامَة عَلَاء الدّين ولد سنة 19 وَبكر بِهِ أَبوهُ فأسمعه صَحِيح البُخَارِيّ على الحجار وَهُوَ فِي الْخَامِسَة وأسمعه على الدبوسي والواني والصنهاجي وَغَيرهم سمع مِنْهُ جمَاعَة من أقراننا وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة 791
2240 - عبد الله بن مقبل بن الياس بن مقبل بن عبد الرَّحْمَن البعلي الأَصْل الْمصْرِيّ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْخَطِيب ولد بحصن الأكراد سنة 681 وَسمع من الأبرقوهي سنَن ابْن مَاجَه ومجلس رزق الله وَمن أبي الْحسن ابْن الصَّواف والدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَمن بعدهمْ وَصَحب الْفُقَهَاء والأمراء والصلحاء وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد بِلَال المغيثي وَعِنْده ديانَة وكرم ومحبة لأهل الْعلم وَمَات فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة 749 ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
2241 - عبد الله بن مكي بن عبد الرَّحْمَن بن شَافِع النابلسي أَبُو مكي حدث عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا بِالْإِجَازَةِ وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ وَلم يؤرخ وَفَاته
2242 - عبد الله بن مُوسَى بن عمر بن يُونُس الزواوي الْفَقِيه ولد قبل التسعين وَحج وَأقَام بِمَكَّة وبالمدينة وَأخذ عَن ابْن دَقِيق الْعِيد والتقى(3/91)
عبيد وَسمع من مؤنسة خاتون بنت الْملك الْعَادِل وَحدث عَنْهَا بالسباعيات بِمَكَّة وَكَانَ يحفظ الْمُوَطَّأ وَمَات بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فِي شهر ربيع الأول سنة 734
2243 - عبد الله بن مُوسَى الْجَزرِي نزيل دمشق كَانَ فَاضلا خيرا ذَا فهم وَمَعْرِفَة وهيبة ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَأقَام بالجامع مُنْقَطِعًا وَحدث عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وجاور بِمَكَّة وَتعبد أثني عَلَيْهِ الْعِمَاد ابْن كثير وَمَات فِي صفر سنة 725 وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
2244 - عبد الله بن يحيى بن مَنْصُور الْمَالِكِي كَمَال الدّين كَانَ يَنُوب عَن القَاضِي الْمَالِكِي وَكَانَ فَقِيها مُجَردا مَاتَ صفر سنة 701
2245 - عبد الله بن يَعْقُوب بن سيدهم الإسكندراى ثمَّ الصالحى جمال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن أردبين سمع من إِسْحَاق النّحاس والتقي سُلَيْمَان وَابْن سعد وَغَيرهم وَكتب الطباق وَقَرَأَ الْكثير وَحصل الاجزاء وَعمل المواعيد وَكتب الْكثير من فَتَاوَى ابْن تَيْمِية تكلم فِيهِ الذَّهَبِيّ وَمَات فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة 754 وَوَقع فِي وفيات شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِيمَن مَاتَ سنة 49 وَكَأن بعض الْوَرق انْقَلب وَإِلَّا فَالْأول هُوَ الَّذِي جزم بِهِ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع
2246 - عبد الله بن يُوسُف بن إِسْحَاق بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ جلال الدّين أَبُو بكر ابْن الصفي الدلاصي إِمَام الْجَامِع الازهر ولد سنة 46 وَسمع من النجيب والعز وَابْن خطيب المزة وَأَجَازَ لَهُ ابْن بنت الجميزى والساوى(3/92)
والمرسي والبكري والرشيد الْعَطَّار وَغَيرهم وَكَانَ صَالحا يتبرك بدعائه مَاتَ فِي سنة 729 وَقد قَارب التسعين
2247 - عبد الله بن يُوسُف بن أبي بكر الاصطرلابي الاسعردي ثمَّ الدِّمَشْقِي أتقن معرفَة الاصطرلاب ففاق فِيهِ وَعمل أوضاعاً حَسَنَة وَكَانَ خاملاً منحرف المزاج لشدَّة فقره وَلذَلِك لم يحصل بِهِ الِانْتِفَاع لأحد وَمَات فِي ربيع الأول سنة 734
2248 - عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد النحوى الْفَاضِل الْمَشْهُور ولد فى ذِي الْقعدَة سنة 708 وَلزِمَ الشَّيْخ شهَاب الدّين عبد اللَّطِيف ابْن المرحل وتلا على ابْن السراج وَسمع من أَبى حَيَّان ديوَان زُهَيْر بن أبي سلمى وَلم يلازمه وَلَا قَرَأَ عَلَيْهِ وَحضر دروس الشَّيْخ تَاج الدّين التبريزي وَقَرَأَ على الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَاكِهَانِيّ جَمِيع شرح الْإِشَارَة لَهُ إِلَّا الورقة الْأَخِيرَة وتفقه للشَّافِعِيّ ثمَّ تحنبل فحفظ مُخْتَصر الْخرقِيّ فِي دون أَرْبَعَة أشهر وَذَلِكَ قبل مَوته بِخمْس سِنِين وأتقن الْعَرَبيَّة ففاق الأقران بل الشُّيُوخ وَحدث جمَاعَة بالشاطبية وَتخرج بِهِ جمَاعَة من أهل مصر وَغَيرهم وَله تَعْلِيق على ألفية ابْن مَالك ومغنى اللبيب عَن كتب الأعاريب أشتهر فِي حَيَاته وَأَقْبل النَّاس عَلَيْهِ وَكَانَ كثير الْمُخَالفَة لأبي حَيَّان شَدِيد الانحراف عَنهُ رَحمَه الله وتصدر الشَّيْخ جمال الدّين لنفع الطالبين وَانْفَرَدَ بالفوائد الغربية والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة وَالتَّحْقِيق(3/93)
الْبَالِغ والاطلاع المفرط والاقتدار على التَّصَرُّف فِي الْكَلَام والملكة الَّتِي كَانَ يتَمَكَّن بهَا من التَّعْبِير عَن مَقْصُوده بِمَا يُرِيد مسهبا وموجزا مَعَ التَّوَاضُع وَالْبر والشفقة ودماثة الْخلق ورقة الْقلب قَالَ لنا ابْن خلدون مَا زلنا وَنحن بالمغرب نسْمع أَنه ظهر بِمصْر عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ يُقَال لَهُ ابْن هِشَام انحى من سِيبَوَيْهٍ وَمن تصانيفه غير المغنى عُمْدَة الطَّالِب فِي تَحْقِيق تصريف ابْن الْحَاجِب مجلدان رفع الْخَصَاصَة عَن قراء الْخُلَاصَة أَربع مجلدات التَّحْصِيل وَالتَّفْصِيل لكتاب التذييل والتكميل عدَّة مجلدات شرح الشواهد الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى قَوَاعِد الْأَعْرَاب شذور الذَّهَب وَشَرحه الْجَامِع الصَّغِير قطر الندي وبل الصدى وَشَرحه الْكَوَاكِب الدرية فِي شرح اللمحة البدرية لأبي حَيَّان شرح بَانَتْ سعاد شرح الْبردَة إِقَامَة الدَّلِيل على صِحَة النحيل التَّذْكِرَة فِي خَمْسَة عشر مجلداً شرح التسهيل مسودة ورثاه ابْن نَبَاته بقوله
(سقى ابْن هِشَام فِي الثرى نوء رَحْمَة ... يجر على مثواه ذيل غمام)
(ساروى لَهُ من سيرة الْمَدْح مُسْندًا ... فَمَا زلت أروى سيرة ابْن هِشَام) ورثاه ابْن الصاحب بدر الدّين (تهنأ جمال الدّين بالخلد انني ... لفقدك عيشى ترحة ونكال)(3/94)
(فَمَا لدروس غبت عَنْهَا طلاوة ... وَلَا لزمان لست فِيهِ جمال)
وَمن شعر الشَّيْخ جمال الدّين ابْن هِشَام (وَمن يصطبر للْعلم يظفر بنيله ... وَمن يخْطب الْحَسْنَاء يصبر على الْبَذْل)
(وَمن لم يذل النَّفس فى طلب العلى ... يَسِيرا يَعش دهرا طَويلا أَخا ذل)
وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس ذِي الْقعدَة سنة 761
2249 - عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن أبي السفاح الْحلَبِي شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد كَاتب الانشاء بحلب ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وَمهر فِي الانشاء وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق وَالْكِتَابَة مليح المحضرة كريم النَّفس أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَغَيره وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة 764 وَهُوَ الْقَائِل لما تغرب إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة يعْتَذر عَن الْعود إِلَى بَلَده
(أأرضى حمى الشَّهْبَاء دَارا وَقد علت ... عَلَيْهَا لأبناء الْيَهُود سناجق)
(فان نكست اعلامهم انا رَاجع ... اليها وَإِلَّا فهى مني طَالِق)
2250 - عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد الزَّيْلَعِيّ الْحَنَفِيّ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد اشْتغل كثيرا وَسمع من أَصْحَاب النجيب وَأخذ عَن الْفَخر الزَّيْلَعِيّ شَارِح الْكَنْز وَعَن القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن التركماني وَغير وَاحِد ولازم مطالعة كتب الحَدِيث إِلَى أَن خرج الْهِدَايَة وَأَحَادِيث الْكَشَّاف واستوعب ذَلِك استيعابا بَالغا وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي الْمحرم سنة 762 ذكر لي شَيخنَا(3/95)
الْعِرَاقِيّ أَنه كَانَ يرافقه فِي مطالعة الْكتب الحديثية لتخريج الْكتب الَّتِي كَانَا قد أعتنيا بتخريجها فالعراقي لتخريج أَحَادِيث الاحياء والاحاديث الَّتِي يُشِير إِلَيْهَا التِّرْمِذِيّ فِي الْأَبْوَاب والزيلعي لتخريج أَحَادِيث الْهِدَايَة وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْكَشَّاف فَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا يعين الآخر وَمن كتاب الزَّيْلَعِيّ فِي تَخْرِيج الْهِدَايَة أَسْتَمدّ الزَّرْكَشِيّ فِي كثير مِمَّا كتبه من تَخْرِيج الرافعى
2251 - عبد الله التمرتاشى الْحَاجِب بِدِمَشْق والوالى بهَا ثمَّ بِالْبرِّ ثمَّ عزل من جَمِيع وظائفه وَكَانَ يحْكى انه دخل عَلَيْهِ شيخ فاعترف عِنْده بِشرب الْخمر وَسَأَلَهُ ان يحده فَفعل وَأَنه أخبرهُ أَنه من الْجِنّ فَطَلَبه فَلم يقدر عَلَيْهِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 762
2252 - عبد الله الدربندى ضِيَاء الدّين نَشأ بِدِمَشْق واقرأ بهَا النَّحْو فاتفق أَنه ولع بشاب فتوله فِي عقله بِسَبَبِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يعاشره مَعَ الْعِفَّة فَوَقَعت بَينهمَا مغاضبة فَحصل للضياء حرج وَحلف لَا انام بِالْبَلَدِ حَتَّى يقتل وَترك الْبَلَد وَخرج هائماً على وَجهه إِلَى مصر وَذَلِكَ فِي سنة 23 وَهُوَ بزى البوسد فتحزم بعد قدومه بِشَهْر فَقيل لَهُ إِلَى أَيْن قَالَ أجاهد فِي سَبِيل الله وطلع إِلَى القلعة فَرَأى مُسلما سَالَ نَصْرَانِيّا من الْكتاب فِي حَاجَة فَامْتنعَ(3/96)
فتلطف بِهِ إِلَى أَن قبل يَده فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَكَانَ مَعَ الدربندى طبر فَضرب بِهِ النَّصْرَانِي هدل كتفه وَهُوَ يَصِيح يَا عَدو الله تفعل بِالْمُسلمِ هَكَذَا فَقَامَ كل من حضر مذعوراً وقبضوا عَلَيْهِ فوجدوه كَالْمَجْنُونِ فَبلغ النَّاصِر ذَلِك فَظَنهُ من الفداوية فَأمر بقتْله فَقتل وَكَانَ الطبر دائرا مَعَه دَائِما يحملهُ على كتفه
2253 - عبد الله الزولي الْحَنَفِيّ سمع من الدمياطي وَعلي بن الصَّواف وَغَيرهمَا وَحدث وَنسخ بِخَطِّهِ الصَّحِيحَيْنِ وقدمهما لشيخو فقرره فى تدريس الحَدِيث بالشيخونية فَكَانَ أول من وَليهَا وَقَررهُ أَيْضا فِي خطابة الْجَامِع فباشرهما إِلَى أَن مَاتَ فتقرر فى الخطابة بعده القَاضِي زين الدّين البسطامي الْحَنَفِيّ وَاسْتقر فِي درس الحَدِيث صدر الدّين عبد الْكَرِيم القونوي فسعى كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي السُّبْكِيّ بجاه قَرِيبه الشَّيْخ بهاء الدّين بِسَبَب أَنه أحد الطّلبَة بالدرس وان الْوَاقِف شَرط أَن لايقدم أحد من الغرباء عَلَيْهِم فاستقر وَلم يحضر القونوى أصلا
2254 - عبد الله الشريفي تقدم فِي طنبغا
2255 - عبد الله المغربي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَشْهُور بالمنوفي ولد بِبَعْض قرى مصر وتلمذ للشَّيْخ سُلَيْمَان التنوخي الشاذلي وخدمه وَهُوَ ابْن تسع فَعلمه الْقُرْآن وانتفع بِهِ وَأخذ عَن الشَّيْخ ركن الدّين ابْن القوبع وشمس الدّين التّونسِيّ وَالِد القَاضِي نَاصِر الدّين وَشرف الدّين الزواوي وشهاب الدّين المرحل وجلال الدّين امام الْفَاضِلِيَّةِ الْمعبر ومجد الدّين الأقفهسي وَذكر أَنه(3/97)
كَانَ من الصلحاء وَغَيرهم وَانْقطع بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية فَكَانَ لَا يخرج إِلَّا إِلَى صَلَاة الْجَمَاعَة أَو الْجُمُعَة ثمَّ أَقَامَ مُدَّة فِي تربة كَانَت أُخْته سَاكِنة بهَا وتقلل من مَتَاع الدُّنْيَا وَامْتنع من الِاجْتِمَاع بالسلطان وَعين لكثير من المناصب فَلم يجب واشتهر بالديانة وَالصَّلَاح وَالْعِبَادَة والزهادة وحكيت عَنهُ الكرامات الْكَثِيرَة قَالَ الشَّيْخ خَلِيل فِي تَرْجَمته كَانَ يتَكَلَّم فِي المعارف كَلَام من هُوَ قطب رحاها وشمس ضحاها وَكَانَ يتَكَلَّم على رِسَالَة الْقشيرِي وَتَفْسِير الواحدي والشفاء للْقَاضِي عِيَاض وَكَانَ يشغل فِي الْعَرَبيَّة والاصول وَلَكِن فِي الْفِقْه أَكثر وَقد شهد لَهُ معاصروه بانه كَانَ أحسن النَّاس القاء للتفسير وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر لكنه يفْطر إِذا دعى إِلَى وَلِيمَة ويتعبد ويشغل عَامَّة نَهَاره واكثر لَيْلَة قَالَ وَحل ابْن الْحَاجِب مرَارًا قبل أَن يظْهر لَهُ شرح وَكَانَ يفتح عَلَيْهِ فِيهِ بِمَا لم يفتح لغيره قَالَ وَكَانَ إِذا تكلم يخرج من فِيهِ نور وَكَانَ فِي غَايَة التَّوَاضُع والزهد والورع وَكَانَ لَا يكتسى إلامن غزل أُخْته لعلمه بِحَالِهَا ويتبلغ من زرعه لَان الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي سَأَلَهُ ان ينزله بخانقاه سعيد السُّعَدَاء فَامْتنعَ فألح عَلَيْهِ وَقَالَ إِنَّه كَانَ مَكَان مبارك وَفِيه جمَاعَة من أهل الْخَيْر فَقَالَ نعم وَلَكِن شَرط الْوَاقِف أَن يكون الْمنزل بهَا صوفيا وانا وَالله لست بصوفي وَكَانَ كثير الِاحْتِمَال وَلَا سِيمَا من جفَاء الطّلبَة من المغاربة وَأهل الرِّيف وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي رَمَضَان سنة 749 وقبره مَشْهُور يتبرك بزيارته وَكَانَ فَقِيها مالكياً ذَاكِرًا للمسائل مُقبلا على اشغال الطّلبَة يَنْقَضِي(3/98)
وقته فِي ذَلِك مَعَ وفائه بالأوراد الَّتِي وظفها على نَفسه من صِيَام وَقيام وتلاوة وَذكر قَالَ ألجائي الدوادار وَقع فِي نَفسِي إِشْكَال فقصدت بعض الْعلمَاء بالصالحية لأسأله عَنهُ فَلم أَجِدهُ فَوجدت الشَّيْخ عبد الله المنوفي فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ لي لَعَلَّك تشتغل بِشَيْء من الْعلم فَقلت نعم فَذكر لي الْمَسْأَلَة بِعَينهَا والإشكال بِعَيْنِه فَقلت لَهُ مِنْكُم يُسْتَفَاد قَالَ فَأَجَابَنِي جَوَابا شافياً وأزال الأشكال فَسَأَلته أَنا عَن مَسْأَلَة أُخْرَى فَقَالَ لي قُم فقد حصل الْمَقْصُود وَقد جمع الشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي لَهُ تَرْجَمَة مفيدة وَذكر فِيهَا من كراماته شَيْئا وَمن أَوْصَافه الجميلة وأخلاقه المرضية مَا يشْهد بِعظم مقَامه وَذكر أَن مولده كَانَ فِي قَرْيَة من قرى مصر يُقَال لَهَا سَابُور فِي سنة 686
2256 - عبد الْأَحَد بن سعد الله بن عبد الْأَحَد بن سعد الله بن عبد القاهر ابْن عبد الاحد بن عمر الْحَرَّانِي شمس الدّين أَبُو الْفضل بن نجيح التَّاجِر الشَّافِعِي ولد سنة 68 وَسمع الْكثير بِبَغْدَاد وبدمشق من ابْن البخارى(3/99)
وَابْن شَيبَان والكمال ابْن الفويرة والرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَغَيرهم وشيوخه يزِيدُونَ على الْمِائَة وَخرج لَهُ البرزالي وَذكره فى مُعْجَمه فَقَالَ اشْتغل بالفقه وتميز صَار من نبهاء الطّلبَة وطريقته حَسَنَة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ ذَا سمت وَتعبد وَخير وَمَات فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 735 وَكَانَ مرض بالفالج عدَّة سِنِين
2257 - عبد الْأَحَد بن عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن عطاف المنبجي ثمَّ الْغَزِّي نجم الدّين ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 41 ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع مُتَأَخِّرًا وَأَجَازَ لي وَسكن الْقَاهِرَة وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَمَات فِي ربيع الأول سنة 714
2258 - عبد الْأَحَد بن عبد الله بن عبد الْأَحَد بن شقير الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة ... وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث بِدِمَشْق والإسكندرية ذكره البرزالي والذهبي وَابْن رَافع فِي معاجيمهم وَمَات فِي الْعشْرين من رَمَضَان سنة 709
2259 - عبد الْأَحَد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الْغَنِيّ خطيب حران فَخر الدّين ابْن تَيْمِية شرف الدّين أَبُو البركات التَّاجِر الْحَرَّانِي ولد سنة 630 وَسمع من ابْن اللتي وَابْن رَوَاحَة والمرجا بن شقيرة وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ لَهُ(3/100)
حَانُوت فى الْبَز ثمَّ انْقَطع قَالَ الذهبى كَانَ من خِيَار عباد الله مَاتَ فِي شعْبَان سنة 712
2260 - عبد الْأَحَد بن يُوسُف بن الرزيز برَاء ثمَّ زَاي مصغر كَانَ فَاضلا خيرا خطب بِجَامِع كريم الدّين بالقبيبات ظَاهر دمشق وَحضر النَّاس عِنْده لبركته وَحسن خطابته وَكَانَ ... وَمَات ...
2261 - عبد الْأَحَد الْحَرَّانِي قَالَ الْبُرْهَان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي قَرَأت عَلَيْهِ ختمة لأبي عَمْرو
2262 - عبد الْبَارِي بن الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن الأرمنتي كَمَال الدّين الْبكْرِيّ تفقه لمَالِك ثمَّ الشَّافِعِي وفَاق فِي المذهبين حفظ أَولا مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ثمَّ التَّعْجِيز لِابْنِ يُونُس وَقَالَ لَهُ ابْن دَقِيق الْعِيد أكتب على بَاب بلدك أَنه مَا خرج مِنْهُ أفقه مِنْك وَسمع من ابْن دَقِيق الْعِيد وَابْن النُّعْمَان وَغَيرهمَا وَكَانَ شَدِيد الْوَرع كَانَ عِنْده قَمح قد انتقاه وغسله بِالْمَاءِ فَكَانَ يزرعه فِي أَرض يختارها ثمَّ يطحنه ويخبزه بِنَفسِهِ وَكَانَ عِنْده طين طَاهِر يعْمل مِنْهُ لأكله وشربه وَلم يزل يُبَالغ فِي ذَلِك إِلَى أَن خرج بِهِ إِلَى حد الوسواس ثمَّ أفرط حَتَّى غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء وَفَسَاد التخيل فطلع يَوْمًا الْمِنْبَر بقوص بعد الْجُمُعَة وَادّعى انه الْخَلِيفَة ثمَّ صلح حَاله وَمَات بقوص سنة 706(3/101)
2263 - عبد الْبَاقِي بن عبد الْمجِيد بن عبد الله بن مَتى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى ابْن يُوسُف بن عبد الْمجِيد الْيَمَانِيّ المَخْزُومِي تَاج الدّين ولد فِي رَجَب سنة 680 بِمَكَّة وَدخل الْيمن فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ وَقدم مصر بعد السبعمائة بِيَسِير فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَقدم الشَّام فِي زمن الافرم فرتب لَهُ راتباً على الْجَامِع وأشتغل النَّاس عَلَيْهِ فِي الْعرُوض وَفِي المقامات ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْيمن فِي سنة 716 وَعمل فِي كِتَابَة الدرج هُنَاكَ ثمَّ ولي الوزارة فَلَمَّا ان مَاتَ الْمُؤَيد وَولي الظَّاهِر قربه وعظمه فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ المملكة صادره الْمُجَاهِد وَاحْتَاجَ أَمْوَاله ففر مِنْهُ إِلَى مَكَّة وَوصل فِي الرُّجُوع إِلَى الديار المصرية وَذَلِكَ فِي سنة 730 وَقدم الشَّام ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر فدرس بالمشهد النفيسي وَولي شَهَادَة المرستان واستوطن بَيت الْمُقَدّس مُدَّة فتردد بَين دمشق وحلب وطرابلس وَولي بالقدس تصديراً ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام فِي سنة 741 حَتَّى مَاتَ وَكَانَت لَهُ قدرَة على النّظم والنثر إِلَّا أَنه لَيْسَ لَهُ غوص على الْمعَانِي وَكَانَ يحط على القَاضِي الْفَاضِل ويرجح الضياء ابْن الْأَثِير عَلَيْهِ وَعمل تَارِيخا لليمن وتاريخاً للنحاة وَكتب عَنهُ أَبُو حَيَّان سنة 708 وقرظه واثنى عَلَيْهِ ومدحه ببيتين وَله مطرب السّمع فِي حَدِيث ام زرع وَغير ذَلِك(3/102)
وَمن نظمه
(تجنب أَن تذم بك اللَّيَالِي ... وحاول أَن يذم لَك الزَّمَان)
(وَلَا تحفل إِذا كملت ذاتا ... أصبت الْعِزّ أم حصل الهوان) وَله (بخلت لواحظ من راينا مُقبلا ... برموزها ورموزهن سَلام) فعذرت نرجس مقلتيه لِأَنَّهُ ... يخْشَى العذار لِأَنَّهُ تَمام)
أنشدهما أبن فضل الله وَذكره البرزالي فَقَالَ كَانَ من اعيان الأدباء نظماً ونثراً وَله قصائد بليغة وفوائد وفنون وَذكره ابْن فضل الله فَقَالَ تَاج الدّين أَبُو المحاسن مكمل فَضَائِل ومجمل أَوَاخِر وأوائل وَاسْتمرّ فِي وَصفه إِلَى ان قَالَ حَتَّى وظفت لَهُ بالقدس وظائف دَامَ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ وبخط الْبُرْهَان ابْن جمَاعَة فِي الْهَامِش بل عَاد إِلَى مصر تَارِكًا الْوَظَائِف القدسية فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَمَات أنْشد لَهُ فِي حمَار وَحشِي عياني (حمَار وَحش نقشه معجب ... فَلَا يضاهى حسنه فِي الملاح)
(ومذ غَدا فِي حسنه مُفردا ... تشاركاً فِيهِ الدجى والصباح) وَله فِي عدن (عدن إِذا رمت الْمقَام بربعها ... فَلَقَد أَقمت على لهيب الهاويه) (بلد خلا عَن فَاضل فصدوره ... أعجاز نخل إِذْ ترَاهَا خاويه)
وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ من أَعْيَان الْفُضَلَاء لَهُ النّظم والنثر والخطب البليغة وَله أشتغال كثير فِي الْعُلُوم من الْفِقْه وَالْأُصُول وفنون الْأَدَب قدم الديار المصرية والشامية ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْيمن فِي سنة 716(3/103)
وَاسْتقر فِي التوقيع عِنْد صَاحب الْيمن وَذكره ابْن رَافع فَنقل كَلَام البرزالي ثمَّ قَالَ قدم علينا الْقَاهِرَة فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ مَاتَ فِي أَوَاخِر سنة 3 أَو أَوَائِل سنة 744 كَذَا قَالَ الصَّفَدِي وبخط ابْن رَافع مَاتَ فِي لَيْلَة التَّاسِع وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة 743 وَكَذَا بِخَط أبي الْحُسَيْن ابْن ايبك وَزَاد حضرت دَفنه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وقرأت بِخَط أبي الْحُسَيْن ابْن ايبك أَنه كَانَ يَقُول أَنه سمع بِمَكَّة من الْعِزّ الفاروثي وبمصر من الدمياطي قَالَ وَقد سمع من جمَاعَة من شُيُوخنَا قَالَ وَذكره بعض أَصْحَابنَا فَأثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ وَأما بَاب الرِّوَايَة فانه مِمَّن لَا يعْتَمد عَلَيْهِ فِي شَيْء مِنْهَا قَالَ أَبُو الْحُسَيْن وَكَانَ حسن المحاضرة جميل الْهَيْئَة لَا تمل مُجَالَسَته صحبته مُدَّة وَله أختصارً الصِّحَاح وَشرح ... .
2264 - عبد الْحَافِظ بن عبد الْمُنعم بن غَازِي بن عمر بن عَليّ الكوري الْمَقْدِسِي ولد سنة ... . وَسمع من الضياء الْمَقْدِسِي ومكي بن عَلان وَأحمد بن المفرج وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَإِسْمَاعِيل الْعِرَاقِيّ والصدر الْبكْرِيّ وخطيب مردا والنجم الْبَلْخِي والكفرطابي والضياء صقر وَغَيرهم(3/104)
وَكتب الطباق وَضبط الْأَسْمَاء وَنسخ بِخَطِّهِ لنَفسِهِ وَلغيره كثيرا وَوَقع بَين يَدي الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أَبى عمر فِي الحكم ... . هَذَا للنَّاس من سنة تسعين وَبعدهَا فانه أطلع مِنْهُ على تخبيط رُبمَا يكون فَوت للانسان فَيثبت لَهُ كَامِلا من أجل الدَّرَاهِم مَاتَ فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 703
2265 - عبد الْحق بن أبي عَليّ بن عَمْرو بن أَحْمد بن عَمْرو الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن البارع ولد سنة 651 وَكَانَ من أقَارِب القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة من جِهَة النِّسَاء وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة وَكَانَ لَهُ نظم كثير فَمِنْهُ
(وَمَالِي لَا أعطي الشَّبَاب نصِيبه ... وغصناه يهتزان فِي عوده الرطب) (رَأَيْت الليالى ينتهين شبيتى ... فسارعت باللذات فِي ذَلِك النهب)
مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة 711 فِي الْعشْرين من الْمحرم وَله سِتُّونَ سنة قَالَ البرزالي كَانَ فَاضلا عَاقِلا كثير الْأَدَب جيد النّظم والترسل مُفردا بِحل المترجم
2266 - عبد الْحق بن مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ يَأْتِي تَمام نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه عبد الْغفار ولد سنة ... . وَسمع الْكثير من عبد الْهَادِي الْقَيْسِي والنجيب وَمن مسموعه على عبد الْهَادِي مُسْند الثَّوْريّ جمع أبي بشر الدولابي بإجازته من أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الحصري أَنا الرَّازِيّ أَنا عبد الرَّحْمَن ابْن المظفر أَنا أَبُو بكر المهندس بِسَنَدِهِ قَالَ الْبَدْر النابلسي كَانَ يسكن فِي جوَار أَخِيه عبد الْغفار وَبَينهمَا مهاجرة وَقَالَ أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي(3/105)
مشيخته مَاتَ فِي صفر سنة 733 قلت وَقد حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا
2267 - عبد الْحق بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المنبجي أَمِين الدّين التَّاجِر سمع من النجيب ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ يتعاني التِّجَارَة ثمَّ انْقَطع وَحدث وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح بن السُّبْكِيّ وَقَالَ ابْن رَافع فِي غَالب ظَنِّي اني سَمِعت مِنْهُ ولي مِنْهُ إجَازَة مُحَققَة وَكَانَ قد اخْتَلَط قبل مَوته بِيَسِير وَمَات فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من صفر سنة 726
2268 - عبد الْحق الْعَبَّاس مَنْسُوب إِلَى الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْبَصِير كَانَ من أَتبَاع الشَّيْخ مُحَمَّد السلاوي صَاحب أبي الْعَبَّاس وَأقَام عِنْد ضريحه باشبول من الشرقية يَخْدمه وَيطْعم الواردين ذكره شَيخنَا الابناسي
2269 - عبد الحميد بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن بن عبد الحميد بن عبد المحسن ابْن عبد الصَّمد بن الْحسن بن الْحُسَيْن الْخُزَاعِيّ أَبُو مُحَمَّد بن قرناص الْحَمَوِيّ ولد سنة بضع وَخمسين وَسمع من مُحَمَّد بن أبي بكر العامري والتاج يحيى وَغَيرهمَا وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة ذكره البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما وأرخا وَفَاته فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة 731
2270 - عبد الحميد بن سُلَيْمَان بن معالي بن أبي سعد الْحلَبِي ولد سنة 34 وَسمع من الصَّدْر الْبكْرِيّ الأول من مُسْند السراج وَسمع جُزْء الْحسن ابْن عَرَفَة على أَصْحَاب أبي الْفرج بن كُلَيْب ذكره البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما وَسمع عَلَيْهِ ابْن جمَاعَة وَولده عمر وَابْن سعد والعلائي وَآخَرُونَ وَأَجَازَ لشَيْخِنَا أبي إِسْحَاق التنوخي وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 725
2271 - عبد الحميد بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد(3/106)
ابْن قدامَة عماد الدّين الحنبلى ولد سنة نَيف وَسِتِّينَ وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم للمحاملي وَحدث وَمَات فِي الثَّامِن من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسَبْعمائة قَالَ البرزالي كَانَ فَقِيها فَاضلا أم بالجامع الحاكمي للحنابلة
2272 - عبد الْخَالِق بن أبي عَليّ أَخُو عبد الْحق الْمَاضِي مَاتَ بِدِمَشْق سنة 712
2273 - عبد الدَّائِم بن عبد المحسن بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْحسن بن عبد الْغفار الْبَغْدَادِيّ أَبُو مُحَمَّد بن أبي المحاسن ابْن الدواليبي سمع من جده الْعَفِيف مُحَمَّد بن عبد المحسن صَحِيح مُسلم أَنا أَحْمد بن عمر الباريني أَنا الْمُؤَيد وعدة كتب وأجزاء وَأَجَازَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّطِيف المكبر والرشيد ابْن أَبى الْقَاسِم وَإِسْمَاعِيل ابْن الطبال والعفيف عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن مزروع وَآخَرُونَ وَحدث عَنهُ جمَاعَة من أهل بَلَده وَغَيرهم وَحدث عَنهُ(3/107)
بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِمَكَّة وَمَات فِي سنة ... ...
2274 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي عز الدّين ابْن الْخَطِيب شرف الدّين ولد سنة 56 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَمن أَبِيه وَعم أَبِيه شمس الدّين والكرماني وَأبي بكر الْهَرَوِيّ فِي آخَرين وَكَانَ قد أتقن الْفَرَائِض ونفع النَّاس فِيهَا مَعَ الْمُوَاظبَة على أَفعَال الْخَيْر وَالْبر مَاتَ فِي رَجَب سنة 732
2275 - عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن قنينو بدر الدّين الاربلي الأديب أَبُو مُحَمَّد كَانَ مَشْهُورا بالبلاغة وَحسن النّظم مدح الْمُلُوك وتعانى التِّجَارَة وَمَات سنة 717 وَله سبع وَسَبْعُونَ سنة وَهُوَ الْقَائِل (وغريرة هيفاء باهرة السنى ... طوع العناق سقيمة الأجفان)
(غنت وماس قوامها فَكَأَنَّهَا الورقاء ... تسجع فِي غصون البان)
2276 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَجَب واسْمه عبد الرَّحْمَن بن الْحسن ابْن مُحَمَّد بن أبي البركات مَسْعُود الْبَغْدَادِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الشَّيْخ الْمُحدث الْحَافِظ زين الدّين ولد بِبَغْدَاد فِي ربيع الأول سنة 706 وَقدم دمشق مَعَ وَالِده فَسمع مَعَه من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الخباز وبن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد(3/108)
الْعَطَّار وَغَيرهمَا وبمصر من أبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ وَأبي الْحرم القلانسي وَغَيرهمَا وَأكْثر من المسموع واكثر الِاشْتِغَال حَتَّى مهر ... وصنف شرح التِّرْمِذِيّ وَقطعَة من البُخَارِيّ وذيل الطَّبَقَات للحنابلة واللطائف فِي وظائف الْأَيَّام بطرِيق الْوَعْظ وَفِيه فَوَائِد وَالْقَوَاعِد الْفَقِيه أَجَاد فِيهِ وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَأكْثر عَن الشُّيُوخ وَخرج لنَفسِهِ مشيخة مفيدة وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 795 وَيُقَال أَنه جَاءَ إِلَى شخص حفار فَقَالَ لَهُ احْفِرْ لي هُنَا لحدا وَأَشَارَ إِلَى بقْعَة قَالَ الحفار فحفرت لَهُ فَنزل فِيهِ فأعجبه واضطجع وَقَالَ هَذَا جيد فَمَاتَ بعد أَيَّام فَدفن فِيهِ
2277 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْأَعْلَى الدقوقي أَبُو مُحَمَّد ولد بِبِلَاد الخطا سنة 68 وَنَشَأ بالموصل وَقَرَأَ على الْعِزّ مُحَمَّد بن أبي بكر الضَّرِير وَعمر بن خروف وَقدم الشَّام وصنف الْحَوَاشِي المفيدة فِي شرح القصيدة ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء(3/109)
2278 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْغفار القَاضِي عضد الدّين الأيجي ولد بايج من نواحي شيراز بعد السبعمائة وَأخذ عَن مَشَايِخ عصره ولازم الشَّيْخ زين الدّين الهنكي تلميذ الْبَيْضَاوِيّ وَغَيره وَكَانَت أَكثر اقامته بالسلطانية ثمَّ ولى أَيَّام أبي سعيد قَضَاء الممالك وَكَانَ إِمَامًا فِي الْمَعْقُول قَائِما بالأصول والمعاني والعربية مشاركاً فِي الْفُنُون وَله شرح الْمُخْتَصر والمواقف فِي علم الْكَلَام وَغير ذَلِك وأنجب تلامذة عظاماً اشتهروا فِي الْآفَاق مثل شمس الدّين الْكرْمَانِي وضياء الدّين العفيفي وَسعد الدّين التَّفْتَازَانِيّ وَغَيرهم وَوَقع بَينه وَبَين الْأَبْهَرِيّ منازعات وماجريات وَكَانَ كثير المَال جدا كريم النَّفس يكثر الإنعام على الطّلبَة وَجَرت لَهُ محنة مَعَ صَاحب كرمان فحبسه بالقلعة فَمَاتَ مسجوناً فِي سنة 756 أرخه السُّبْكِيّ وأرخه الاسنوي قبل ذَلِك
2279 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الهادى ابْن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام بن نصر النابلسي الأَصْل الصَّالِحِي(3/110)
زين الدّين ابْن عماد الدّين ولد سنة ... . واسمع على التقى سُلَيْمَان وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ والحجار وَغَيرهم وَحدث وَمَات بالصالحية فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة 779
2280 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الله بن رَاجِح الْمَقْدِسِي زين الدّين ولد فى سَابِع عشر صفر اسْمَع عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وَحدث عَنهُ بِجُزْء الْحسن ابْن عَرَفَة وَالْمِائَة الفراوية حضوراً وَغير ذَلِك وَمَات سنة 725 فِي ثامن رَجَب
2281 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عَليّ الوَاسِطِيّ الأَصْل الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْبَغْدَادِيّ نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة إِحْدَى أَو ثِنْتَيْنِ أَو ثَلَاث وَسَبْعمائة وتلا بالسبع على التقي الصَّائِغ وَسمع عَلَيْهِ الشاطبية وَسمع البُخَارِيّ على سِتّ الوزراء والحجار وصحيح مُسلم على الشريف الموسوي وَسمع من حسن ابْن عبد الْكَرِيم سبط زِيَادَة وَتفرد بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَسمع من التَّاج ابْن دَقِيق الْعِيد وَجَمَاعَة وتصدر للإقراء مُدَّة وَشرح الشاطبية ونظم كتاب غَايَة الْإِحْسَان لشيخه أبي حَيَّان فِي النَّحْو وعرضها عَلَيْهِ فأعجبه وقرظها وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 781 حدث عَنهُ القاضى شمس الدّين(3/111)
البسطامى قَاضِي الْمَالِكِيَّة فِي عصرنا وَجَمَاعَة وَأَجَازَ للبرهان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي
2282 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن أبي بكر بن شكر بن عَلان الْحَنْبَلِيّ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ولد سنة ... . واسمع على ابْن أبي الْفضل المرسي والنور البلخى وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعِرَاقِيّ فِي آخَرين وَحدث وَمَات سنة ... .
2283 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن الْمُبَارك بن حَمَّاد بن تركي بن عبد الله الْغَزِّي ثمَّ القاهري أَبُو الْفرج الْبَزَّاز الفتوحي الْمَعْرُوف بِابْن الشيخة ولد سنة 15 أَو نَحْوهَا وَسمع من يُوسُف بن عمر الختني وَأبي الْحسن عَليّ بن عمر الواني وَيُونُس بن إِبْرَاهِيم الدبوسي وَعلي بن إِسْمَاعِيل بن قُرَيْش وَعبد الله بن عَليّ الصنهاجي وَجمع جم من أَصْحَاب الرشيد الْعَطَّار والنجيب وطبقتهما وَمن بعدهمْ وَسمع من حفاظ مصر كالفتح ابْن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي وَغَيرهمَا فَأكْثر قَرَأت عَلَيْهِ كثيرا من الْكتب الْكِبَار مثل الْمُسْتَخْرج لأبي نعيم على صَحِيح مُسلم وَنَحْو الثُّلُث الأول من صَحِيح ابْن حبَان ومسند أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَقطعَة من الْحِلْية وَقطعَة من الدَّلَائِل للبيهقي وبشرى(3/112)
اللبيب لِابْنِ سيد النَّاس وَالسّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة المزنى والكثيرمن الْأَجْزَاء الحديثية وَكَانَ عِنْده مُسْند أَحْمد وصحيح مُسلم وَالسّنَن الْكَبِيرَة للبيهقي والمجالسة للدينوري وَغير ذَلِك وَحدث قَدِيما سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَكَانَ كثير التودد لأبى النَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَكَانَ يقظاً نبيها يستحضر كثيرا من أَلْفَاظ الْمُتُون وَيرد على القارىء ردا مصيباً وَكَانَ صَالحا عابداً قَانِتًا ووقفت لَهُ على اجازة شامية فِيهَا أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَابْن الشّحْنَة وَجَمَاعَة وَكَانَ قد حضر دروس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السبكى وَغَيره واشتغل بالتكسب فى حَانُوت بن بِبَاب الْفتُوح ثمَّ كبر فَترك وَحدث بالكثير وَكَانَت وَفَاته فِي تَاسِع عشرى ربيع الآخر سنة 799 وَقد تغير قَلِيلا من أول هَذِه السّنة
2284 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُونُس الْمَقْدِسِي الْحداد ولد سنة بضع وَخمسين وسِتمِائَة وَسمع من ... وَمَات فى ثامن عشر صفر سنة 732
2285 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله الْحَمَوِيّ الزَّاهِد نَاصِر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن المغيزل اشْتغل كثيرا وَولي تدريس العصرونية وَكَانَ دينا متواضعاً عابداً مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 707(3/113)
2286 - عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المرداوى ولد سنة 660 وَسمع من عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد أَنا الخشوعي الأول من حَدِيث أبي مُسلم وَسمع مِنْهُ أَيْضا جُزْء ابْن جوصاء وجزء المؤمل بن إهَاب وَمن أبن عبد الدَّائِم من صَحِيح مُسلم روى عَنهُ ... . وَمَات فِي منتصف ربيع الآخر سنة 748
2287 - عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الله بن مُوسَى الْمَقْدِسِي زين الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة ... وأسمع على اليلداني وَحدث وَمَات ...
2288 - عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الْفراء الدِّمَشْقِي عفيف الدّين ولد سنة 648 وأسمع على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا وَمَات سنة 724 فِي مستهل شَوَّال
2289 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره واشتغل بالفقه والفرائض وَكَانَ مقداماً مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 711
2290 - عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد بن جرير بن مكي زين الدّين(3/114)
الدِّمَشْقِي ابْن قيم الجوزية أَخُو الشَّيْخ شمس الدّين ولد سنة 93 وَسمع أَبَا بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم والشهاب العابر وَغَيرهم وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 769 وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة وَتفرد بالرواية عَن الشهَاب العابر
2291 - عبد الرَّحْمَن بن أَبى بكر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود البسطامي ثمَّ الْحلَبِي كَمَال الدّين نزيل الْقَاهِرَة كَانَ فَاضلا فِي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة يحفظ الْهِدَايَة وَسمع من النجيب وَحدث عَنهُ وناب فِي الحكم ... . والنحو ودرس بالفارقانية وَكَانَ عفيفاً خيرا مَاتَ فِي رَجَب سنة 728 وَهُوَ وَالِد القَاضِي زين الدّين عمر بن عبد الرَّحْمَن الَّذِي ولي الْقَضَاء بعد الحسام الغورى
2292 - عبد الرَّحْمَن بن أَبى مقريء الكرك ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ سنة 727
2293 - عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أبي البركات مَسْعُود البغدادى المقرىء لقبه رَجَب تقدم فِي عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَجَب(3/115)
2294 - عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن يحيى اللَّخْمِيّ القبابي بِكَسْر الْقَاف وموحدتين الأولى خَفِيفَة نِسْبَة إِلَى القباب قَرْيَة من نَاحيَة دمياط نجم الدّين ولد سنة 68 وَسمع قَلِيلا وتفقه على مَذْهَب أَحْمد وَنزل فِي الْمدَارِس ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وتحول إِلَى حمص فَنزل بهَا فتكسب بصنع الفاخور فَكَانَ يُنَبه المُشْتَرِي على عيب الشربة ثمَّ تحول إِلَى حماة فَفتح فِي القماش الخليع فَجرى على ذَلِك حَتَّى جَاءَهُ إِنْسَان يسوم فوطة يَشْتَرِيهَا مِنْهُ فَقَالَ مشتراها سِتَّة وَثَلَاثُونَ فَقَالَ وَلَك دِرْهَم فَرضِي فَلَمَّا أَخذهَا مِنْهُ قَالَ لَهُ أرخيصة هِيَ قَالَ لَا بل قيمتهَا ثَلَاثُونَ فَتَركهَا المُشْتَرِي وأشتهر أمره بالزهد وَالْعِبَادَة وَأَقْبل عَلَيْهِ ملكشاه السُّلْطَان الْمُؤَيد وَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 734 وَكَانَت جنَازَته حفلة إِلَى الغابة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ زكي النَّفس ثخين الْوَرع ذَا حَظّ من صدق وعزم وتأله وقنوع قَالَ لي أَبُو عبد الله الدباهي مَا رَأَيْت مثل القبابي
2295 - عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن نصر بن المعمر الوَاسِطِيّ الْبكْرِيّ تَقِيّ الدّين ابْن فَخر الدّين سمع من يحيى بن عبد الله الوَاسِطِيّ وَغَيره وَحدث بِالْمَدِينَةِ بالمشارق للصغانى سمع مِنْهُ شَيخنَا الزين ابْن حُسَيْن المراغي
2296 - عبد الرَّحْمَن بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس بن عُثْمَان السنجاري ثمَّ الْحلَبِي زين الدّين كَاتب الانشاء بحلب كَانَ من الْفُضَلَاء لَهُ النّظم والنثر مَعَ دماثة الْخلق ومحبة الْعلمَاء وَأهل الحَدِيث(3/116)
وَمَات بحلب سنة 744 وَمن نظمه
(حمام الإراك أَرَاك الْهوى ... شجوناً غَدَوْت لَهَا مستكينا)
(فلولا النَّوَى مَا ألفت النواح ... وَلَوْلَا الشجا مَا الفت الشجونا)
2297 - عبد الرَّحْمَن بن رَوَاحَة بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مظفر بن نصر بن رَوَاحَة الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ نزيل أسيوط ولد سنة 628 وَسمع من جده لأمه أبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة عدَّة أَجزَاء مِنْهَا القناعة لِابْنِ مَسْرُوق وَسمع من صَفِيَّة بنت عبد الْوَهَّاب الثَّامِن وَالسبْعين من الْمعرفَة لِابْنِ مَنْدَه وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه والشهاب السهروردي وَغَيرهمَا وتعاني الْكِتَابَة فارتزق بهَا وخفى على الْمُحدثين أمره ثمَّ ظهر فِي أَوَاخِر عمره فأخدوا عَنهُ وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 722
2298 - عبد الرَّحْمَن بن سكر بن عَليّ بن مُوسَى بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْبَانِيّ ولد بحلب وتحول إِلَى الْيمن فَأَقَامَ بهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام وَسكن يلدان وصطار إِلَى خيبها أَن مَاتَ فِي سنة 712
2299 - عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن الملجلج الْحَرَّانِي البغدادى مُفِيد الدّين الضَّرِير أَبُو مُحَمَّد سمع من الْمجد ابْن تَيْمِية وَفضل بن الجيلي(3/117)
وَغَيرهمَا وتفقه وَتقدم إِلَى أَن صَار عين الْحَنَابِلَة بَغْدَاد فِي زَمَانه وَمهر فِي الْفِقْه والعربية والْحَدِيث قَرَأَ عليهابن الدقوقي وَجَمَاعَة وَمَات فِي أول الْقرن
22300 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن تَيْمِية زين الدّين أَبُو الْفرج أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ولد سنة 63 بحران وَحضر فِي الْخَامِسَة على أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وَثَمَانِية أَحَادِيث من جُزْء أَيُّوب وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر حَدِيث الخصائرى ونسخه وَكِيع وَمن الْكَمَال ابْن عبد وَالقَاسِم الاربلي وَابْن أبي الْخَيْر وَالْجمال ابْن الصَّيْرَفِي والقطب ابْن أَبى عصرون وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَالْفَخْر وَابْن شَيبَان فِي آخَرين جمع لَهُ مِنْهُم البرزالي سِتَّة وَثَمَانِينَ شَيخا وَكَانَ يتعانى التِّجَارَة وَهُوَ خير دين حبس نَفسه مَعَ أَخِيه بالإسكندرية وبدمشق محبَّة لَهُ وايثار لخدمته وَلم يزل عِنْده ملازماً مَعَه للتلاوة وَالْعِبَادَة إِلَى أَن مَاتَ الشَّيْخ وَخرج هُوَ وَكَانَ مَشْهُورا بالديانة والامانة وَحسن السِّيرَة وَله فَضِيلَة وَمَعْرِفَة وَمَات فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة 747
2301 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْخَالِق بن مُحَمَّد بن السّري الْمزي شهَاب الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة ... ... وأحضر على خطيب مردا جُزْء البطاقة وَحدث هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَمَات سنة 721 بالمزة(3/118)
2302 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل العثماني القوصي سديد الدّين الكيزاني ولد سنة 624 بقوص ولازم الشَّيْخ مجد الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد وأخد عَن ابْن عبد السَّلَام وَابْن برطلة وَحدث بقوص والقاهرة وَكَانَ اطيب المحاضرة وَله بالشيخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد أنسة وَكَانَ الشَّيْخ يمازحه وينشد اذا رَآهُ (بَين السديد والسداد سد ... كسد ذِي القرنين أَو أَشد) مَاتَ سنة 715
2303 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الحلبى ابْن العجمى زين الدّين يكنى أَبَا طَالب ولد سنة 659 وَسمع من وَالِده وَغَيره وَتُوفِّي بحلب سنة 734
2304 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّزَّاق بن إِبْرَاهِيم بن مكانس القبطي الْمصْرِيّ فَخر الدّين ولد فِي سلخ ذِي الْحجَّة سنة 45 وَكَانَ أَبوهُ من الْكتاب فِي الدَّوَاوِين فَنَشَأَ فِي ذَلِك وَكَانَ ذكيا فتولع بالأدب فَأخذ عَن القيراطي وَغَيره وَصَحب الشَّيْخ بدر الدّين البشتكي ونظم الطَّرِيقَة النباتية فاجاد مَعَ قُصُور بَين فِي الْعَرَبيَّة لكنه كَانَ قوي الذِّهْن حسن الذَّوْق حاد النادرة يتوقد ذكاء وَولي نظر الدولة وَغَيرهَا من المناصب بِالْقَاهِرَةِ(3/119)
وصودر مرّة مَعَ الصاحب كريم الدّين أَخِيه ثمَّ ولي وزارة الشَّام فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَدخل إِلَى حلب صُحْبَة الظَّاهِر برقوق وطارح فضلاء الشَّام فِي البلدين ثمَّ طلب من دمشق ليلى الوزارة بالديار المصرية فَيُقَال أَنه اغتيل بالسم وَهُوَ رَاجع فوصل إِلَى بَيته مَيتا وَذَلِكَ فِي ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة 794 وَلم يكمل خمسين سنة اجْتمعت بِهِ غير مرّة وَسمعت مِنْهُ شَيْئا من الشّعْر وَهُوَ الْقَائِل (علقتها معشوقة خالها ... قد عَمها بالْحسنِ بل خصصا)
(يَا وَصلى الغالى وَيَا جسمها ... لَهُ مَا أغْلى وَمَا أرخصا)(3/120)
2305 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن هِلَال فَخر الدّين الازدي الدمشقى ولد سنة 63 وَسمع من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَغَيره وَحدث وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مَاتَ فِي صفر سنة 714
2306 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الغفور بن عبد الْكَرِيم الْحلَبِي عماد الدّين ابْن أَمِين الدولة من بَيت مَعْرُوف سمع من سنقر الزيني وَسمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو البركات مُوسَى الْحلَبِي ذكره القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخه
2307 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَادِر بن عمر بن أبي الْحسن الصعبي فتح الدّين المصرى سمع من النجيب مشيخته وَحدث مَاتَ سنة ... ...
2308 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الكافى بن عبد الْملك بن عبد الكافى الربعِي ضِيَاء الدّين ابْن جمال الدّين ولد بِدِمَشْق سنة 29 وأسمع على السخاوي وَابْن اللتي وتعانى الشُّرُوط فمهر فِيهَا وَكَانَ حسن الْكِتَابَة مليح الْعبارَة مشكور السِّيرَة وَكَانَ فِي آخر أمره أكبر عدل بِالشَّام مَاتَ فِي رَجَب سنة 701(3/121)
2309 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن صَالح أَبُو طَالب ابْن العجمي ولد بعد السبعمائة وَسمع من قَرِيبه أبي طَالب عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن العجمي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي سمع مِنْهُ رباعيات يُوسُف بن خَلِيل أَنا أَبُو طَالب أَنا يُوسُف حضورا ومجالس عبد كويه بِسَمَاعِهِ من أبي بكر ابْن العجمي أَنا أَبُو الْقَاسِم بن رَوَاحَة سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَمن بعدهمْ مِنْهُم الْبُرْهَان مُحدث حلب وَأَبُو حَامِد ابْن ظهيرة مُحدث مَكَّة وَمَات فى ثَالِث عشر صفر سنة 776
2310 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم المشرقى ثمَّ المصرى المقرىء زين الدّين قَرَأَ بالسبع على التقي الصَّائِغ وأقرأ وَولى مشيخة بكتمر الساقي بالقرافة وَمَات فِي سَابِع عشرى ربيع الآخر سنة 772
2311 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الْحَلِيم الأغماتي أَبُو زيد كَانَ من كبار الصَّالِحين ومربي السالكين كثير الْفَضَائِل وَكَانَ يخْتم بَين الْمغرب وَالْعشَاء ويخبر عَن الكوائن الْوَاقِعَة فى الشرق والغرب ولايقبل من أحد شَيْئا وَلَا تعرف من أَيْن معيشته مَاتَ بفاس سنة 707 ذكره الاقشهري
2312 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد جمال الدّين(3/122)
ابْن القيسراني ولد سنة نَيف وَخمسين بحلب وَنقل إِلَى الْقَاهِرَة فَنَشَأَ بهَا وتعانى الجندية وَكَانَ سمع من أبي طَالب شرف الدّين ابْن العجمي بحلب وبمصر من الرضى بن الْبُرْهَان وَحدث مَعَ تعسره فِي الرِّوَايَة كتب عَنهُ البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 720
2313 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الجبرتي نزيل مَكَّة سمع بِمَكَّة من الواديا شى وَمن الزين الطَّبَرِيّ وَغير وَاحِد ورحل إِلَى دمشق فَسمع بهَا من الْحَافِظ المزى وتعانى القراآت وأدب الْأَطْفَال وَمَات بِمَكَّة فِي صفر سنة 773 وَكَانَ خيرا صَالحا حدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
2314 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الصاحبى الصوفى سمع من أَبى طَاهِر المليحى قصيدة كَعْب بن زُهَيْر وَحدث بهَا وَمَات بالحسينية فِي شعْبَان سنة 741
2315 - عبد الرَّحْمَن بن عبد المحسن بن حسن بن ضرغام المنشاوي الْحَنْبَلِيّ كَمَال الدّين الْكِنَانِي ولد سنة 627 وَسمع من سبط السلفى عدَّة أَجزَاء وَحدث عَنهُ وَمَات سنة 720 بعد أَن اختبل بأَرْبعَة اشهر(3/123)
2316 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن الشَّيْخ شهَاب الدّين عمر بن مُحَمَّد السهروردي نزيل بَغْدَاد يلقب جمال الدّين كَانَ نَاظر أوقاف الْعرَاق وَتزَوج بنت رشيد الدولة الْوَزير فنظم شَأْنه وَكَانَ شَابًّا محتشماً تياهاً قَلِيل التَّقْوَى متظاهرا بِالْمَعَاصِي والجبروت والعتو قَالَ الذَّهَبِيّ بَلغنِي أَنه كَانَ يتهتك الحرمات ثار عَلَيْهِ ابْن الْبَلَدِي وأعوانه فَقَتَلُوهُ فِي ذِي الْحجَّة سنة 737
2317 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الولى بن إِبْرَاهِيم اليلدانى الصحراوى سبط أَبى الْفَهم اليلداني ولد سنة 640 وَسمع من جده تقى الدّين اليلدانى كثيرا والرشيد العراقى وَابْن خطيب القرافة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ السخاوي والضياء آخَرُونَ وَتفرد بأَشْيَاء وَكَانَ قد عمي وَمَات فِي ربيع الأول سنة 725
2318 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْملك الهوريني زين الدّين اشْتغل وأسمع على الحجار وَولي قَضَاء قوص ثمَّ قَضَاء الْمَدِينَة فِي سنة 45 فباشرها برياسة وسياسة وَكَانَ حسن الصُّورَة مهاباً متصلباً فِي الْحق وَنصر الشَّرْع وَحدث وَكَانَ قد أَصَابَهُ عمى فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة 57 وقدح فأبصر وَصرف بِابْن الصَّدْر عمر ثمَّ أُعِيد عَن قرب وَمَات فِي صفر سنة 760
2319 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن سَلامَة المعري(3/124)
الْمَقْدِسِي السراج ولد سنة ... . . وأسمع على عبد الله بن بَرَكَات الخشوعي جُزْء ابْن أبي ذِئْب لابي سُلَيْمَان بن زبر وَحدث وَمَات سنة ... .
2320 - عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن أَحْمد بن عقيل السّلمِيّ الْخَطِيب البعلبكي ولد سنة 624 وَسمع من أبي الْمجد الْقزْوِينِي كتاب شرح السّنة فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَسمع من ابْن اللتي وَابْن الصّلاح وَغَيرهمَا وَكَانَ خطيب بَلَده فَوق الْخمسين سنة وَعنهُ أَخذ ابْن اخيه شمس الدّين ابْن خطيب بعلبك الْخط الْمَنْسُوب واستمرت الخطابة بعده فِي وَلَده نَحْو مائَة سنة أُخْرَى وَمَات فِي صفر سنة 703
2321 - عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد النابلسي الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ مَاتَ سنة 719 سمع من ابْن البُخَارِيّ وَابْن شَيبَان وَحدث
2322 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم البعلبكي شُجَاع الدّين خَادِم الْفَقِيه اليونيني ولد سنة 666 وَسمع من الْفَخر عَليّ وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي سادس عشر ربيع الآخر سنة 756 أرخه الْحُسَيْنِي وأرخه ابْن رَافع فِي سنة 57 وَلم يذكر الشَّهْر
2323 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن حُسَيْن بن مناع بن حُسَيْن التكريتي ثمَّ الصَّالِحِي التَّاجِر ولد فِي رَمَضَان سنة 62 وَقيل سنة 61 وَوجد بِخَطِّهِ سنة 63(3/125)
وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم والمشيخة تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وعَلى عمر الكرمانى مجَالِس المخلدى وَمن الْفَخر وَابْن أبي عمر وَفَاطِمَة بنت المحسن وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ تَاجِرًا حسن الشكل مهيباً منور الشيبة كريم الْأَخْلَاق وَمَات فِي شعْبَان سنة 745
2324 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن شعْبَان الْعَدنِي وجيه الدّين كَانَ فَقِيها صَالحا انْتفع بِهِ خلق كثير وَمَات سنة 744
2325 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر بن قدامَة الْمَقْدِسِي شمس الدّين الْمَعْرُوف بالتتري لِأَنَّهُ كَانَ أسر سنة قازان ولد سنة 89 واسمع على إِسْمَاعِيل الْفراء والتقي سُلَيْمَان وَعَائِشَة بنت الْمجد بن الْمُوفق وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ فَاضلا متعبداً حسن الْأَخْلَاق قَالَه ابْن رَافع وأرخه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 765
2326 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَطاء بن حسن ابْن عَطاء بن جُبَير بن جَابر بن وهيب الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ الشَّيْخ الْفَقِيه جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 651 وَمَات فِي الْعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة 719
2327 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعلي ابْن على السكرِي خطيب الْجَامِع الحاكمي بهاء الدّين مَاتَ فِي حَيَاة وَالِده سنة 710(3/126)
2328 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الْغَنِيّ بن تَيْمِية الْحَرَّانِي الأَصْل جمال الدّين أَبُو الْقَاسِم الْحَنْبَلِيّ مَاتَ هُوَ وَأَبوهُ فِي أَوَائِل سنة 701
2329 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد البصروي الأَصْل الدِّمَشْقِي مجد الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين ابْن الصفي مَاتَ ببستانه فِي تَاسِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744 سقط من مَكَان عَال
2330 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن هَارُون الثَّعْلَبِيّ زين الدّين أَبُو الْفرج الْمَعْرُوف بِابْن القارىء ولد سنة أَربع أَو خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وأسمع على الأبرقوهي جُزْء ابْن الطلاية وَهُوَ فى الْخَامِسَة وعَلى أَبِيه البخارى والدارمى وَعبد بن حميد وعدة أَجزَاء وَعلي أبي الْحسن بن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَمن إِبْرَاهِيم بن الحبوبي وَعلي عبد الْغَنِيّ بن تَيْمِية وعَلى آخَرين وَقدم حلب سنة 48 فَأَقَامَ عِنْد النَّائِب بهَا ثمَّ رَجَعَ وَحدث بحلب عَن الأبرقوهي وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 776 فِي ذِي الْقعدَة أَو ذِي الْحجَّة
2331 - عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن المظفر الشَّافِعِي الْعَالم الْفَاضِل أَبُو مُحَمَّد كتب عَنهُ سعيد بن عبد الله الذهلي من شعره وَهُوَ نَازل الطَّبَقَة
2332 - عبد الرَّحْمَن بن على بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن يحيى بن هبة الله بن حسان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد الْبَارِزِيّ الصَّدْر زين الدّين ابْن الْوَلِيّ(3/127)
الْحَمَوِيّ وَكيل بَيت المَال بحماه وَكَانَ كَبِير الْمنزلَة عِنْد الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 733 وَقد جَاوز السِّتين وَفِيه يَقُول ابْن نباتة (أمولاي لَا زَالَت مساعيك للعلا ... ويمناك للجدوى ورأيك للحزم)
(مضى السّلف الأزكي وأبقاك للندى ... فَللَّه مَا أبقى الْوَلِيّ من الوسمى)
2333 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْحسن بن عَليّ الأرمنتي كَمَال الدّين ابْن المشارف تعانى الْكِتَابَة وتنقل فِي الخدم ونظم الشّعْر الْحسن فَمِنْهُ (حبست جفني على الأرق ... نغمات الْوَرق فِي الْوَرق)
(وانعطاف الْغُصْن صيرني ... وَاخْتِلَاف النُّور فِي نسق)
(هائماً لم أدر مَا فعلت ... يَد هَذَا الْبَين بالأفق) مَاتَ سنة 709
2334 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن حَمَّاد بن عبد الله بن ثَابت الربعِي الْخلال الْبَغْدَادِيّ الحريري ولد سنة 686 وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي الْعَبَّاس بن المحروق صَاحب الشريف الداعى وَسمع من مُحَمَّد بن أَحْمد بن حلاوة بِبَغْدَاد وَمن إِسْحَاق الْآمِدِيّ بحماة وَمن أبي حَيَّان بِمصْر وَأخذ عَن(3/128)
الْبَارِزِيّ من تصانيفه وَكَانَ كثير التطواف وَحدث بالبلاد الَّتِي دَخلهَا حَتَّى ذكر أَنه حدث بخان بالق من بِلَاد الخطا وَكَانَ حسن الْخلق كثير التِّلَاوَة وَهُوَ مولى الْمُحدث سعيد الذهلي قَالَ ابْن رَافع أَنْشدني سعيد قَالَ أَنْشدني سَيِّدي عبد الرَّحْمَن الْمَذْكُور لنَفسِهِ
(بَكَى صَاحِبي لما رأى الْمَوْت محدقاً ... وأعمل فِينَا سمهريا وأبترا)
(فَقلت لَهُ لَا تبك واعجب بأنني ... على طيب صفو الْعَيْش اخْتَار مَا ترى) مَاتَ بِبَغْدَاد فِي شعْبَان سنة 739
2335 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن على الجعبرى التسترى الطَّبِيب نور الدّين تفقه بالنظامية وَمهر فِي الطِّبّ وبرع فِي الْإِنْشَاء وفنون الْأَدَب والخط الْمَنْسُوب وَأخذ عَن ابْن الصّباغ وَابْن البسيس وَغَيرهمَا واتصل بِصَاحِب الدِّيوَان عَلَاء الدّين ثمَّ أقبل على التصوف وَدخل فى تِلْكَ المضايق وَعمر لنَفسِهِ خانقاه وَقعد فِيهَا شَيخا وَعظم شَأْنه عِنْد خربندا وانثالت عَلَيْهِ الدُّنْيَا حَتَّى كَانَ يُقَال أَن مغله فِي كل سنة بلغ سبعين ألفا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 723 وَقد شاخ وَهُوَ وَالِد نظام الدّين يحيى شيخ الربوة(3/129)
2336 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الشهرستاني حدث عَن الْعِزّ الْحَرَّانِي بِالْإِجَازَةِ مَاتَ فى رَجَب سنة 363
2337 - عبد الرَّحْمَن بن عمر بن مُحَمَّد السيواسي أَمِين الدّين الْحَكِيم الْمَعْرُوف بالأبهري كَانَ بارعاً فِي الطِّبّ والهيئة يعرف الْحساب والمساحة والاصطرلاب اقتطفه الْمُؤَيد صَاحب حماة وأجرى عَلَيْهِ رزقا فَلم يزل بحماة إِلَى أَن مَاتَ الْمُؤَيد فتحول إِلَى حلب يعالج الْأَبدَان ويشغل الطّلبَة إِلَى ان مَاتَ فِي سنة 733 وَله ثَمَان وَأَرْبَعُونَ سنة
2338 - عبد الرَّحْمَن بن عمر الخليلي شرف الدّين ابْن الصاحب فَخر الدّين كَانَ شَابًّا عَاقِلا ولي نظر الدِّيوَان بِدِمَشْق لسلار وَمَات فِي صفر سنة 709
2339 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي الْخَطِيب شمس الدّين أَبُو الْفرج ابْن عز الدّين ابْن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ الفرضى ولد سنة 698 فِي رَجَب وَسمع من الْحسن بن عَليّ الْحَلَال وَعِيسَى المغاري والتقي سُلَيْمَان وَغَيرهم واشتغل بِالْعلمِ وَمهر فى الْفَرَائِض وانتفع النَّاس بِهِ فِيهَا وَكَانَ من الأخيار أَقرَأ بالجامع المظفري مُدَّة وَمَات(3/130)
فى جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل مستهل سنة 763 وَهُوَ عَم شَيخنَا الْعِمَاد أبي بكر بن إِبْرَاهِيم ابْن الْعِزّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الفرضي
2340 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمَنَاوِيّ تَقِيّ الدّين ابْن الضياء الشَّافِعِي تفقه وتميز وَولي قَضَاء بعض الْعَمَل وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 764
2341 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف المطري تَقِيّ الدّين الَّذِي كَانَ ماهراً فِي الْفِقْه وَقد تقدم ذكر أَخِيه الْعَفِيف عبد الله وَقَالُوا كَانَ هَذَا أعلم بالفقه وَذَاكَ أعلم بِالْحَدِيثِ مَاتَ سنة 765 أَو بعْدهَا بحلب
2342 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ البجدي ولد تَقْرِيبًا سنة 660 وَمَات بِبَيْت الْمُقَدّس تَاسِع ربيع الآخر سنة 738 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَمن غَيره وَكَانَ أَبوهُ من كبار المسندين حَدثنَا عَنهُ وَعَن وَلَده جمَاعَة من شُيُوخنَا
2343 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن قايماز التركماني الأَصْل الدِّمَشْقِي أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ شهَاب الدّين ابْن الْحَافِظ شمس الدّين ولد سنة 715 وَأَجَازَ لَهُ التقي سُلَيْمَان وست الوزراء وأحضر عَلَيْهَا وَسمع الْكثير من عِيسَى الْمطعم وأبى نصر ابْن الشيرازى وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَيحيى بن سعد وَجَمَاعَة فَأكْثر جدا وَخرج لَهُ أَبوهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن نَحْو الْمِائَة نفس وَحدث قَدِيما بعد الْأَرْبَعين وَاسْتمرّ يحدث إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 799(3/131)
2344 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا شمس الدّين التنوخي الْحَنْبَلِيّ روى عَن القَاضِي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وَعِيسَى الْمطعم وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيرهم مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 764 وَهُوَ أَخُو شيختنا فَاطِمَة الَّتِي عاشت إِلَى سنة 803 وانفردت بالرواية بِالْإِجَازَةِ عَن مَشَايِخ أَخِيهَا بِالسَّمَاعِ
2345 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مناع التكريتي سمع من ابْن عبد الدَّائِم لَعَلَّه ابْن عَليّ بن حُسَيْن بن مناع الْمُتَقَدّم قَرِيبا
2346 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح المرداوى عفيف الدّين ابْن الْخَطِيب ولد سنة 630 تَقْرِيبًا وَسمع من أَبِيه وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وباشر الخطابة مُدَّة طَوِيلَة وَمَات بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة 712
2347 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي حَامِد التبريزي تَاج الدّين الْوَاعِظ ولد سنة 661 وتعاني الْوَعْظ وَكَانَ مِمَّن بَالغ فِي الطعْن على الرشيد وَزِير الْمغل وَطعن فِي نحلته فَمَا قدر الرشيد مِنْهُ على شَيْء لجلالته فِي نفوس أهل تبريز وَكَانَ التَّاج حسن الِاعْتِقَاد وقوراً مهيباً قوالاً بِالْحَقِّ ذَا سكينَة وإخلاص قَالَ الذَّهَبِيّ قدم علينا حَاجا بِأَبِيهِ وَأَوْلَاده فزرناه وَمَات رَاجعا من الْحَج بِبَغْدَاد فِي صفر سنة 719(3/132)
2348 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن قدامَة الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الْمُقِيم بِالْمَدْرَسَةِ العادلية ولد سنة 657 تَقْرِيبًا سمع على ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم وَحَدِيث بكر بن بكار وَغير ذَلِك وَسمع من عمر الْكرْمَانِي وَعبد الْوَهَّاب بن الناصح وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَإِسْمَاعِيل بن الْعَسْقَلَانِي وجوشن بن دَغْفَل وَغَيرهم وأقدمه وَزِير بَغْدَاد إِلَى الديار المصرية فَحدث بِصَحِيح مُسلم مرَارًا مِنْهَا بالصالحية وَكَانَ الْجمع متوفرا جدا بِحَيْثُ رتب أَسمَاء السامعين ضابطها مُحَمَّد بن المغيثي على حُرُوف المعجم فَحدث عَنهُ الْكثير مِنْهُم بِهِ إِلَى أَن كَانَ آخِرهم موتا الرئيس شرف الدّين أَبُو الطَّاهِر ابْن الكويك وَرجع عبد الرَّحْمَن إِلَى الشَّام فَمَاتَ بالصالحية فِي سنة ... . .
2349 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُحدث فَخر الدّين ابْن الْفَخر أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 685 وَسمع فِي الْخَامِسَة من الْفَخر بن البخارى والتقى الواسطى وَابْن القواس وَنَحْوهم ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَحصل الْكثير وَسمع بِمصْر والاسكندرية وحلب وحماة وحمص وبعلبك والحجاز وَخرج لنَفسِهِ وَلغيره وتعب وَدَار وَكتب وأتقن الْفِقْه على مَذْهَب أَحْمد قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهِ دين وَخير ونفع للعامة(3/133)
وَحج مَرَّات وجاور وزار الْقُدس مرَارًا وَله مجموعات حَسَنَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 732
2350 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السجلماسي الْمَعْرُوف بِابْن الْحَفِيد أَبُو الْقَاسِم الْمَالِكِي ولد سنة بضع عشرَة وَقدم من بِلَاده إِلَى الحح فَدخل الْقَاهِرَة ثمَّ دخل حلب تَاجِرًا ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد فِي التِّجَارَة ثمَّ حج وَدخل الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَى حلب قَاضِيا للمالكية فباشره إِلَى ان عزل فِي سنة 87 بِالْقَاضِي جمال الدّين التحريرى وَكَانَ فَاضلا كثير الاستحضار للعربية واللغة وَالْأُصُول قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخه كَانَ كَلَامه أَكثر من علمه وَكَانَ عفيفاً فِي الْقَضَاء وَكَانَ يزْعم أَن ابْن الْحَاجِب لَا يعرف مَذْهَب مَالك وَلَا يرفع لأحد من الْمُتَأَخِّرين قدرا وَكَانَت عِنْده حِدة خلق فِي الْبَحْث وصياح وَجَرت بَينه وَبَين القَاضِي شهَاب الدّين ابْن أبي الرضي مبَاحث أدَّت إِلَى منافرة شَدِيدَة وَكَانَ أَكثر الْفُضَلَاء من أهل حلب مَعَه عَليّ ابْن أبي الرضي لما كَانُوا ينقمونه من ابْن أَبى من الأزدراء ثمَّ لما انْفَصل الْحَفِيد من الْقَضَاء سكن فِي غَزَّة مُدَّة وَفِي الْقُدس مُدَّة إِلَى ان مَاتَ فِي سنة 789 أرخه طَاهِر بن حبيب فِي ذيل تَارِيخ وَالِده قَالَ الْبُرْهَان الْمُحدث أنشدنا ابْن زيد(3/134)
(كَيفَ نرجو الْإِلَه فِي كل كرب ... ثمَّ ننساه عِنْد كشف الكروب)
(كَيفَ نرجو استجابة لدعاء ... قد سددنا طَرِيقه بِالذنُوبِ)
2351 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْكَهْف الأسكندراني سمع على أبي البركات بن زوين حضوراً
2352 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد ابْن الْأُسْتَاذ الْحلَبِي الضَّرِير احضر على سنقر كتاب الصمت لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَغَيره وَحدث وللبرهان الْمُحدث مِنْهُ اجازة وَمَات فِي سنة 788
2353 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَسْكَر الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي شهَاب الدّين ولد فِي الْمحرم سنة 644 وَسمع من الشَّيْخ ذِي الفقار مُحَمَّد بن أشرف الْعلوِي مُسْند الشَّافِعِي بِسَمَاعِهِ من مُحَمَّد بن سعيد ابْن الخازن وَمن عَليّ بن مُحَمَّد الاستراباذي والعماد ابْن الطبال والعز الفاروثي وبمكة من زين الدّين ابْن الْمُنِير فِي آخَرين وَدخل الْيمن ودرس بالمستنصرية بِبَغْدَاد وتعانى التصوف فَكَانَ يحضر السماعات ويتواجد وَلَا يُرَاعِي الناموس فِي ذَلِك وصنف عُمْدَة السالك والناسك ومصنفات غير ذَلِك وَمَات فِي شَوَّال سنة 732 بِبَغْدَاد وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه شرف الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الَّذِي درس بعده وَقد مضى ذكره(3/135)
2354 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد ابْن الزملكاني تَقِيّ الدّين ابْن الشَّيْخ كَمَال الدّين ولد ... وبرع فِي حل المترجم والألغاز وَكَانَ عرياً مِمَّا عدا ذَلِك وباشر ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَكَانَ دخل مَعَ أَبِيه لمصر فَمَاتَ أَبوهُ ببليس فقرر هُوَ فِي تدريس بِدِمَشْق فِي كِتَابَة الْإِنْشَاء فباشر ذَلِك إِلَى ان مَاتَ فِي سنة 739 وَقرر فِي ديوَان الْإِنْشَاء مَكَانَهُ صَلَاح الدّين الصَّفَدِي
2355 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمصْرِيّ تَاج الدّين ابْن الْعَلامَة فَخر الدّين الْفَقِيه ولد سنة 726 وَحفظ الْمِنْهَاج وَتقدم فِي الدُّعَاء وناب عَن أَبِيه فِي التدريس وَحج مَعَ أَبِيه فجاور أَبوهُ وَرجع هُوَ فِي أول سنة 749 فَمَاتَ فِي الطَّاعُون فِي شهر رَمَضَان مِنْهَا
2356 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن قطب الدّين أَبُو طَالب ابْن العجمي من بَيت كَبِير بحلب ولد سنة 46 وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب بِالْعلمِ وَقَالَ درس بالشرفية وَغَيرهَا وَنظر فِي الْأَوْقَاف وَمَات سنة 716(3/136)
2357 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن خير الْأنْصَارِيّ الاسكندراني الْمَالِكِي القَاضِي جمال الدّين ولد بالإسكندرية فِي سَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 21 وَسمع الْمُوَطَّأ من أبي الْقَاسِم التلبنتي وَالصَّلَاح ابْن الملقي وَنور الدّين الهمذاني بروايتهم عَن الدمياطي ثمَّ سَمعه من الوادياشي وتفقه وَمهر فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم ثمَّ ولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا بِالْقَاهِرَةِ فحمدت سيرته ودرس وَحدث وَمَات فِي تَاسِع عشر رَمَضَان سنة 791
2358 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله بن عبد القاهر ابْن عبد الْوَاحِد بن هبة الله بن ظافر بن يُوسُف شهَاب الدّين ابْن النصيبي من بَيت كَبِير أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَقَالَ ولي وكَالَة بَيت المَال والحسبة وَغير ذَلِك وَمَات سنة 728 عَن سِتِّينَ سنة
2359 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر الإسفرايتنى مجد الدّين بن الصفار ولد سنة 635 وَسمع من كَرِيمَة وَابْن الصّلاح والصريفيني والبراذعي وَغَيرهم وَكَانَ فَاضلا خيرا وَقَرَأَ كتاب التَّعْجِيز وجود حفظه ولازم الِاشْتِغَال وَولي المشيخة البهائية وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 701(3/137)
2360 - عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يعِيش الْحلَبِي الشيبي خَادِم الْخَلِيل سمع من الرشيد الْعَطَّار والكمال الضَّرِير وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات سنة ...
2361 - عبد الرَّحْمَن بن أبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلْطَان القرامزى الْحَنْبَلِيّ أَبُو مُحَمَّد ولد سنة 644 وَسمع من ابْن أَبى الْيُسْر وَابْن التشبى وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وتلا بالروايات على الشَّيْخ حسن الصّقليّ وَحدث بِدِمَشْق والقاهرة وَكَانَ صَالحا مَشْهُورا ممتعاً بحواسه قَلِيل الشيب لَا يقوم لأحد وَكَانَ الْكِبَار تَتَرَدَّد إِلَيْهِ وَكَانَ اولاً تفقه على الْحَنَابِلَة ثمَّ تزهد ولازم الْجَامِع واشتهر وَصَارَ لَهُ قبُول عَظِيم قَالَ الذَّهَبِيّ عظم عِنْد الأكابر قدره فنال بذلك سَعَادَة دنيوية وَصَارَ يتمتع ويتنعم بِمَا لَا يُنَاسب أهل الزهادة وَكَانَ قوي النَّفس وَمن حَسَنَاته أَنه كَانَ يلعن الاتحادية وَمَات فِي أول يَوْم من الْمحرم سنة 732
2362 - عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن قرطاس القوصي مجد الدّين أَخذ عَن ابْن الْوَكِيل وَأبي حَيَّان والطوفي والمجير عمر ابْن اللمطي وتعانى الْأَدَب والتصوف وَعمل تعاليق حَسَنَة وَولي الخطابة بِجَامِع الصارم بقوص وَمن نظمه مرئية أَولهَا
(كاس الْحمام على الْأَنَام تَدور ... يسقى بهَا ذُو الصحو والمخمور)(3/138)
مَاتَ سنة 724
2363 - عبد الرَّحْمَن بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عُبَيْدَان الْحَنْبَلِيّ البعلي زين الدّين أحد فضلاء الْحَنَابِلَة مَاتَ فِي نصف صفر سنة 734 ببعلبك وَلم يكمل السِّتين وَهُوَ أَخُو شمس الدّين مُحَمَّد الْآتِي ذكره
2364 - عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بن عبد الرَّحْمَن بن مخلوف ابْن جمَاعَة بن رَجَاء الربعى الإسكندرانى محى الدّين أَبُو الْقَاسِم الْمَالِكِي ولد سنة 27 تَقْرِيبًا وَسمع من على بن زيد السارسى الثَّالِث من الثقفيات وعَلى جَعْفَر الهمذاني الدُّعَاء للمحاملي والمجالس السلماسية وَسمع أَيْضا من ابْن رواج وَغَيرهم وَتفرد بأجزاء وَكَانَ من خِيَار الشُّيُوخ وَكَانَت لَهُ معرفَة بِالشُّرُوطِ وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 722 بالإسكندرية
2365 - عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن أَحْمد بن مَسْعُود الْحَارِثِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين ابْن سعد الدّين ولد سنة 671 واسمعه أَبوهُ الْكثير من مَشَايِخ عصره مثل الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي الحلاوي وخليل المراغي وبدمشق من الْفَخر وَنَحْوه وَأخذ النَّحْو عَن بهاء الدّين ابْن النّحاس وَالْأُصُول عَن ابْن دَقِيق الْعِيد ودرس بعدة مدارس وَأفْتى وناظر مَعَ الدّين والصيانة وَالْوَقار والسمت الصَّالح وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ(3/139)
عَالم الْحَنَابِلَة رئيسهم وَأحد النظار فِي الْمجَالِس مَعَ الْعلم بالفروع وَالْأُصُول واستحضار الْمُتُون ولد سنة 671 فِي أوائلها وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة 732
2366 - عبد الرَّحْمَن بن معالي بن أَسد بن أبي الْقَاسِم المعري زين الدّين أَبُو الْفرج ولد بالمعرة سنة سَبْعمِائة وَسمع من الصفى مَحْمُود بن مُحَمَّد ابْن حَامِد الأرموي جُزْء الْحسن بن عَرَفَة وَأذن بِجَامِع المعرة نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالسَّمَاعِ والبرهان الْحلَبِي مُحدث حلب بِالْإِجَازَةِ وَكَانَت وَفَاته سنة 776
2367 - عبد الرَّحْمَن بن مكى بن إِسْمَاعِيل بن على بن إِسْمَاعِيل بن مكى بن عِيسَى ابْن عَوْف الزُّهْرِيّ وجيه الدّين أَبُو الْقَاسِم الْعَوْفِيّ الاسكندراني قَالَ فِيهِ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ أعجوبة الزَّمَان جَاوز الْعشْرين وَمِائَة أَرَانِي مولده بِخَط وَالِده على صدَاق أمه فِي سلخ ذِي الْحجَّة سنة 635 لكننا لم نجد لَهُ سَمَاعا وَلَا إجَازَة مَعَ أَنه كَانَ من بَيت علم وَحَدِيث وَلكنه سَافر فِي حداثته إِلَى الْيمن وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة قَالَ وقرأت عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عدَّة أَجزَاء عَن القبيطي وَابْن الخازن وَابْن الْخَيْر وَابْن رواج وسبط السلَفِي فِي آخَرين وَسمع مِنْهُ شَيخنَا تَقِيّ الدّين ابْن عرام وَآخَرُونَ وَمَات فِي(3/140)
رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 757 وجده مكي مَاتَ فِي يَوْم عيد الْأَضْحَى سنة 656 وَأَبُو جده عبد الْعَزِيز مَاتَ سنة 47 عَن ثَمَانِينَ سنة سَوَاء قَالَ الذَّهَبِيّ أتعجب كَيفَ لم يسمعوه من السلَفِي
2368 - عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن عُثْمَان بن يغمراس بن عبد الواد الزناتى البريرى أَبُو تاشفين ابْن أبي حمو المغربي صَاحب تلمسان حاصره أَبُو الْحسن المريني صَاحب تونس مُدَّة فبرز أَبُو تاشفين فِي شهر رَمَضَان لمكيدة كَانَ دبرهَا فانعكس عَلَيْهِ فَقتل على ظهر جَوَاده فِي شهر رَمَضَان سنة 737 وَكَانَت دولته نيفاً وَعشْرين سنة وَكَانَ أَبُو تاشفين قد نظر فِي الْعلم وتفقه على ابْني الإِمَام وَقد قتل أَبَاهُ وَيذكر عَنهُ سوء سيرة وقبائح مَعَ حزم وشجاعة وحروب
2369 - عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى بن عمر النَّاسِخ ابْن المناديلي كَانَ دلالاً فِي الْكتب وَنسخ كثيرا من الدَّوَاوِين الشعرية وَكَانَ خطه حسنا وَقد تقدم فى تَرْجَمَة أَحْمد القارىء انه قطعت يَده بِسَبَبِهِ وَنَدم الأفرم على قطع يَده لِأَنَّهُ قَالَ لَهُ يَا خوند قطعت يَدي على دِرْهَمَيْنِ فَإِن هَذَا أَعْطَانِي دِرْهَمَيْنِ وَقَالَ اكْتُبْ هَذَا الْكتاب فكتبته فَمَاذَا فرق لَهُ ووهبه جملَة دَرَاهِم ثمَّ صَار يكْتب بِشمَالِهِ واسن وَكَانَ يَقُول مَا وَقع فى(3/141)
فِي أُذُنِي الذ من قَول الأفرم اقْتُلُوا هَذَا واقطعوا يَد هَذَا يَعْنِي أَن الْقطع أخف من الْقَتْل مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 715
2370 - عبد الرَّحْمَن بن نصر الله بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن طلائع أَبُو الْقَاسِم الْكِنَانِي الدمنهوري سمع على الْجلَال ابْن عبد السَّلَام من الْمُوَطَّأ وَمن الْعُتْبِي مشيخة السبط وَحدث قَالَ شَيخنَا فِي وفياته عني بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الطباق سمعنَا مِنْهُ وَمَات فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 765 بدمنهور
2371 - عبد الرَّحْمَن بن نصر بن عبيد السوادي الأَصْل الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ زين الدّين ولد سنة 648 وَسمع من الرشيد الْعِرَاقِيّ والمرسي وسبط ابْن الْجَوْزِيّ واليلداني وَغَيرهم وتفقه وَمهر فِي الشُّرُوط وَكَانَ يجيد تَعْبِير الرُّؤْيَا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ سَاكِنا وقوراً كثير التِّلَاوَة بَصيرًا بالفقه عالج الشَّهَادَة وَكتب الشُّرُوط دهراً ثمَّ عجز وَانْقطع وَمن مسموعه على المرسي كتاب الْأَرْبَعين لِلْحسنِ بن سُفْيَان وَالرَّابِع وَالْخَامِس من فَوَائِد عَبْدَانِ وَمَات فى الْحجَّة سنة 724
2372 - عبد الرَّحْمَن بن لَاحق الْكِنْدِيّ نزيل كوفان روى عَن على ابْن أبي الْقَاسِم ابْن تَمِيم الاسنائي اجازة سنة 771 حدث عَنهُ صاحبنا تَاج الدّين النعماني قَاضِي بَغْدَاد بِالْإِجَازَةِ
2373 - عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن على(3/142)
ابْن عبد الْعَزِيز كَمَال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة مُحي الدّين أَبى الْفضل بن قاضى الْقُضَاة مُحي الدّين أبي الْمَعَالِي بن زكي الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة منتخب الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة زكي الدّين الْقرشِي الْمَعْرُوف بِابْن الزكي ولد فِي سَابِع عشر رَجَب سنة 668 بعد موت أَبِيه بِثَلَاثَة أَيَّام وَسمع من الْفَخر مشيخته وَحدث ودرس بالعزيزية والكلاسة وتصدر بالجامع وَأفْتى وأمَ مُدَّة بمحراب الصَّحَابَة وخطب بالشامية البرانية لما جددت الْخطْبَة بهَا سنة 32 وَكَانَ حسن الْخلق وَكَانَ أول تدريسه بالكلاسة فِي سنة 86 وَهُوَ شَاب وَاسْتمرّ نَحوا من سِتِّينَ سنة
2374 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ نجم الدّين الاصفوني الشَّافِعِي ولد سنة 677 وتفقه على الْبَهَاء القفطي وبرع فِي الْفِقْه والفرائض وَقَرَأَ القراآت وَحج مرَارًا وجاور فاتفق أَنه مَاتَ بمنى فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة 750 وَهُوَ الَّذِي اختصر الرَّوْضَة وَهُوَ مُخْتَصر جيد نَفِيس
2375 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سحلول الْحلَبِي شمس الدّين كَانَ من رُؤَسَاء الحلبيين وَكَانَ مُعظما عِنْد الاسعردي النَّائِب بحلب وَبني لَهُ الأسعردي خانقاه خَارج بَاب الْجنان على شط النَّهر وَهِي تعرف بِهِ(3/143)
وَكَانَ شمس الدّين غَايَة فِي الْجُود وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَمَات فِي تَاسِع عشرى الْمحرم سنة 782 وأنجب وَلَده نَاصِر الدّين مُحَمَّدًا
2376 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْمزي الْحلَبِي الأَصْل ولد الْحَافِظ جمال الدّين ولد سنة 87 وأحضر على الْفَخر وَغَيره واسمعه أَبوهُ الْكثير وَحدث بِمصْر وَالشَّام وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
2377 - عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْحَرَّانِي خطيب الْمَسْجِد الْأَقْصَى كَانَ صَاحب فَضَائِل وفنون وَولي الخطابة بعده بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 702
2378 - عبد الرَّحْمَن ابْن العيادة التّونسِيّ قدم من بِلَاده فاستوطن حلب وأقرأ أَوْلَاد الرؤساء كَانَ لَهُ نظم وفضيلة فَمِنْهُ فِي حمام البطائق (الله ايد أهل مِلَّة أَحْمد ... بحمائم تنكى بهَا الْكفَّار) (تدني على بعد المزار رسائلا ... فَكَأَنَّمَا تطوى لَهَا الأقطار) مَاتَ بعد السّبْعين وَسَبْعمائة ذكره القَاضِي عَلَاء الدّين
2379 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر التنوخي تَاج الدّين أَبُو الْفضل ولد سنة 74 وَسمع الْكثير على جده لِأَبِيهِ إِسْمَاعِيل مغازي مُوسَى بن عقبَة والرحلة وَالْجَامِع واقتضاء الْعلم وعوالي مَالك كلهَا للخطيب وطرق اسمح يسمح لَك وَفضل الْخَلِيل للقاسم ورابع المخلص انْتِفَاء الْبَقَّال وجزء ابْن جوصا وفضيلة الشُّكْر والقناعة للخرائطي وجزء المؤمل وجزء الحريري ونسخة وَكِيع وجزء الْقصار عَن ابْن أبي حَاتِم(3/144)
وَالْأول وَالثَّانِي من الْجَصَّاص وَفضل شهر رَجَب للكتاني وَثَانِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ وَأول أَبى مُسلم وَمن أول الجنائيات إِلَى آخر الْحَادِي عشر سوى الأول وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَالسَّادِس وَالتَّاسِع ورسالة الايمان لأبي عبيد
2380 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن كاميار بِكَسْر الْمِيم وَتَخْفِيف التَّحْتَانِيَّة وَآخره مُهْملَة الْقزْوِينِي ثمَّ الدِّمَشْقِي زين الدّين ولد سنة 650 وَأَجَازَ لَهُ عُثْمَان ابْن خطيب القرافة والفقيه أَبُو عبد الله اليونيني والصدر الْبكْرِيّ وَعبد الله ابْن الخشوعي والرضي ابْن الْبُرْهَان وَعلي النشبي وَآخَرُونَ وَحدث بالكثير وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا وَكَانَ صَالحا خيرا من طلبة دَار الحَدِيث الأشرفية وَكَانَ عَامل العصرونية وَمَات فِي ثَالِث عشر صفر سنة 743 وَوهم من أرخه سنة أَربع كالحسيني وَهُوَ آخر من حدث عَن ابْن خطيب القرافة
23781 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم ابْن هبة الله بن الْمُسلم بن هبة الله بن حسان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد الْجُهَنِيّ نجم الدّين ابْن شمس الدّين ابْن الشَّيْخ شرف الدّين الْبَارِزِيّ ولد سنة 708 مَاتَ أَبوهُ فِي حَيَاة جده الشَّيْخ شرف الدّين واشتغل هُوَ على جده وَغَيره وَمهر وَتقدم وناب بحماة فِي الحكم عَن جده لأمه ثمَّ وليه اسْتِقْلَالا سِتا وَعشْرين سنة قَالَه ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 765 وَأما ابْن رَافع فَقَالَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 764 وَهُوَ الْمُعْتَمد(3/145)
وَكَانَ خيرا دينا أصيلاً حكم بحماة ثَمَانِينَ سنة
2382 - عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم التبريزي الْمَعْرُوف بجحا الْخَطِيب تفقه وبرع وَصَارَ عين الْفُقَهَاء بتبريز واشتهر ذكره وَله مصنفات وَكَانَ مولده تَقْرِيبًا سنة 710
2383 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم الْحلَبِي التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن الترجمان ولد قبل الثَّلَاثِينَ وَسمع من الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن العجمى حضورا وَسمع على غَيره وَهُوَ كَبِير وَحدث فَسمع على الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخه كَانَ ذَا ثروة ظَاهِرَة وتجار من تَحت يَده يسافرون لَهُ وَكَانَ دينا خيرا عَلَيْهِ سُكُون وَله مكتب للأيتام تجاه الْمدرسَة الشرفية بحلب وقف عَلَيْهِ وَقفا جيدا وَمَات يَوْم عيد الْفطر سنة 786
2384 - عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن عَليّ ابْن الفصيح الهمذاني الْكُوفِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة بضع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَسمع من أبي عَمْرو بن المرابط السّنَن الْكُبْرَى للنسائي وَمن ابْن الخباز مُسْند أَحْمد وَحدث بهما بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ خيرا متواضعاً وَهُوَ وَالِد صاحبنا شهَاب الدّين الْخَادِم(3/146)
مَاتَ فِي شَوَّال سنة 795
2385 - عبد الرَّحِيم بن ادريس بن مُحَمَّد بن مفرج بن ادريس بن مزيز التنوخي الْحَمَوِيّ أَخُو أَحْمد الْمُقدم ذكره سمع من شيخ الشُّيُوخ بحماة وَمن أَبى الْيُسْر بِدِمَشْق وَمن إِسْمَاعِيل بن عزون بِمصْر وَمن غَيرهم ذكره البرزالي والذهبي فِي معجميهما
2386 - عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن على بن عمر بن على بن إِبْرَاهِيم الْأمَوِي الأسنوي نزيل الْقَاهِرَة الشَّيْخ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد فِي الْعشْر الْأَخير من ذِي الْحجَّة سنة 704 على مَا ذكر هُوَ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة لَهُ باسنا من صَعِيد مصر وَقدم الْقَاهِرَة سنة 21 وَقد حفظ التَّنْبِيه وَيُقَال أَنه حفظ التَّنْبِيه فِي سِتَّة أشهر وَسمع الحَدِيث من الدبوسي وَعبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَالْحسن بن أَسد بن الْأَثِير وَعبد المحسن بن الصَّابُونِي وَغَيرهم وَحدث بِالْقَلِيلِ وَأخذ الْعلم عَن القطب السنباطي والجلال الْقزْوِينِي وَالْمجد الزنكلوني والقونوي وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن النَّحْوِيّ وَالِد شَيخنَا سراج الدّين ابْن الملقن وَعَن أبي حَيَّان وَغَيرهمَا وَكتب لَهُ أَبُو حَيَّان(3/147)
بحث عَليّ الشَّيْخ فَسَماهُ أَوله ثمَّ قَالَ لم أشيخ أحدا فِي سنك ولازم الِاشْتِغَال ثمَّ الأشتغال والتصنيف فَكَانَت أوقاته مَحْفُوظَة مستوعبة لذَلِك وَولي وكَالَة بَيت المَال والحسبة ودرس بالملكية والاقبغاوية والفاضلية ودرس التَّفْسِير بالجامع الطولوني وصنف التصانيف المفيدة مِنْهَا والمهمات والتنقيح فِيمَا يرد على التَّصْحِيح والتمهيد والكوكب وَالْهِدَايَة إِلَى أَوْهَام الْكِفَايَة وزائد الْأُصُول وتلخيص الرَّافِعِيّ الصَّغِير وصل فِيهِ إِلَى البيع وَله الْأَشْبَاه والنظائر لم يبيض وَله البدور الطوالع فِي الفروق والجوامع لم يبيضه وتناقض الْبَحْرين وَشرح الْمِنْهَاج للنووي لم يكمل وَشرح الْمِنْهَاج للبيضاوي وَأَحْكَام الخناثى وَشرح عرُوض ابْن الْحَاجِب وَغير ذَلِك وَكَانَ فَقِيها ماهراً ومعلما ناصحا ومفيدا صَالحا مَعَ الْبر وَالدّين والتودد والتواضع وَكَانَ يقرب الضَّعِيف المستهان ويحرص على إِيصَال الْفَائِدَة للبليد وَكَانَ رُبمَا ذكر عِنْده المبتدىء الْفَائِدَة المطروقة فيصغى إِلَيْهِ كَأَنَّهُ لم يسْمعهَا جبرا لخاطره وَكَانَ مثابراً على ايصال الْبر وَالْخَيْر لكل مُحْتَاج هَذَا مَعَ فصاحة الْعبارَة(3/148)
وحلاوة المحاضرة والمروءة الْبَالِغَة وَكَانَت ولَايَته الْحِسْبَة بعد مسك صرغتمش فِي رَمَضَان سنة 59 وعزل نَفسه عَنْهَا لكَلَام وَقع بَينه وَبَين الْوَزير ابْن قزوينة فِي سنة 62 وَاسْتقر عوضه الْبُرْهَان الاخنائي ثمَّ عزل نَفسه من الْوكَالَة فِي سنة 66 وانتفع بِهِ جمع جم وَقد أفرد لَهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ تَرْجَمَة ذكر فِيهَا كثيرا من فضائله ومناقبه وَمن نظمه أَيْضا وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ هُوَ يحب شَيخنَا ويعظمه وَذكره فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة فِي أثْنَاء تَرْجَمَة ابْن سيد النَّاس وَوَصفه بِأَنَّهُ حَافظ عصره وَذكره فِي مَوضِع آخر من الْمُهِمَّات قَالَ ابْن حبيب امام يم علمه عجاج وَمَاء فَضله ثجاج ولسان قلمه عَن المشكلات فجاج كَانَ بحراً فِي الْفُرُوع وَالْأُصُول محققاً لما يَقُول من النقول تخرج بِهِ الْفُضَلَاء وانتفع بِهِ الْعلمَاء وَذكر أَن فَرَاغه من تصنيف جَوَاهِر الْبَحْرين سنة 735 وَمن الْمُهِمَّات سنة 60 وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الْأَسدي تصدى للاشغال من سنة 27 وَشرع فِي التصنيف بعد الثَّلَاثِينَ وَشرح الْمِنْهَاج مهذب منقح وَهُوَ أَنْفَع شروخ الْمِنْهَاج مَعَ كثرتها قَالَ شَيخنَا ابْن الملقن الشَّيْخ جمال الدّين شيخ الشَّافِعِيَّة ومفتيهم ومصنفهم ومدرسهم ذُو الْفُنُون وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ اشْتغل فِي الْعُلُوم حَتَّى صَار أوحد أهل زَمَانه وَشَيخ الشَّافِعِيَّة فِي أَوَانه وصنف التصانيف النافعة السائرة وَتخرج بِهِ طلبة الديار المصرية وَكَانَ حسن الشكل والتصنيف لين الْجَانِب كثير الْإِحْسَان وَكَانَ فَرَاغه من الْمُهِمَّات سنة 60 وَعمل قبلهَا التَّنَاقُض الَّذِي سَمَّاهُ جَوَاهِر الْبَحْرين فِي سنة 35 وَفرغ من التَّمْهِيد(3/149)
سنة 68 وَمن طَبَقَات الْفُقَهَاء سنة 69 وَمن الألغاز سنة 70 وَهُوَ آخر مَا كمل من تصانيفه وَكَانَت وَفَاة الشَّيْخ جمال الدّين فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشر جُمَادَى الأولى سنة 772 وَله سبع وَسِتُّونَ سنة وَنصف سنة رَحمَه الله تَعَالَى رَأَيْت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ كَانَت جنَازَته مَشْهُودَة تنطق لَهُ بِالْولَايَةِ
2387 - عبد الرَّحِيم بن دَاوُد بن جَوْهَر شهَاب الدّين ولد سنة 36 وَذكر أَنه سمع من ابْن الجميزي
2388 - عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نصر الْموصِلِي الإِمَام نجم الدّين ابْن الشحام الشَّافِعِي ولد سنة 653 وتفقه ببلاده ثمَّ قدم دمشق سنة 724 وَولي مشيخة خانقاه القصرين ودرس بالجاروخية والظاهرية والبرانية وَكَانَ يعرف الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي والطب وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 730
2389 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْعَظِيم الدندري بنُون بَين الْمُهْمَلَتَيْنِ نِسْبَة إِلَى دندرة من الصَّعِيد يعرف بالفصيح اعتنى بالأدب وَمهر وَقَالَ الشّعْر ومدح الْأَعْيَان وَمَات سنة 704 قَالَ الْكَمَال جَعْفَر ظنا قَالَ وَكَانَ خَفِيف الرّوح قانعاً بِمَا يسر الله من الْفتُوح وَأنْشد لَهُ فِي ابْن دَقِيق الْعِيد(3/150)
2390 - عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن الزريراتي الْحَنْبَلِيّ الْمُفْتِي شرف الدّين قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه شَاب كتبت عَنهُ حِكَايَة وَمَات فِي ذى الْحجَّة سنة 741 وَذكره فِي سير النبلاء فِي تَرْجَمَة أَبِيه فَقَالَ وَهُوَ وَالِد صاحبنا الْمُفْتِي شرف الدّين عبد الرَّحِيم
2391 - عبد الرَّحِيم بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد شَاهد الْجَيْش ولد سنة ... . وَسمع من عُثْمَان ابْن عبد الرَّحْمَن بن رَشِيق والمعين الدِّمَشْقِي وَابْن عزون وَأَجَازَ لَهُ الرشيد الْعَطَّار والكمال الضَّرِير وَآخَرُونَ وَحدث بِالصَّحِيحِ مَرَّات وَهُوَ آخر من حدث بِهِ عَالِيا من طَرِيق المصريين وَمَات فِي يَوْم الْجُمُعَة سَابِع شهر ربيع الأول سنة 746
2392 - عبد الرَّحِيم بن عبد المحسن بن حسن بن ضرغام بن صمصام الْكِنَانِي الْمصْرِيّ المنشاوي كَمَال الدّين ولد بالمنشية بقناطر الأهرام سنة 27 واسمع من صدر الدّين الْبكْرِيّ وسبط السلَفِي وَطَائِفَة وَحدث قَدِيما واختل قبل مَوته بأشهر وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 720 وَهُوَ فِي عشر الْمِائَة أجَاز الْجَمَاعَة من شُيُوخنَا(3/151)
2393 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْكَرِيم بن الْحُسَيْن بن مُوسَى ابْن عِيسَى بن مُوسَى العامري نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد ابْن رزين ولد سنة 707 وَسمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَمن يُونُس الدبوسي وَحدث وَعمر سَمِعت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة مُحدث مَكَّة أبي حَامِد بن ظهيرة فِي سنة 86 وَمَات فِي خَامِس جُمَادَى الأولى سنة 791
2394 - عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَهَّاب بن فضل بن يحي السمنودي تَاج الدّين ابْن تَقِيّ الدّين تعانى الْكِتَابَة والخدم وترقى إِلَى أَن ولي نظر الدولة فباشرها مُدَّة سِتِّينَ سنة لم ينكب فِيهَا مَعَ كَثْرَة من رافقه من الوزراء وَمَات مصروفاً عَنْهَا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع شهر ربيع الآخر سنة ... . . وَقد جَاوز الْمِائَة وَكَانَ خيرا دينا أَمينا خَبِيرا بالأمور جواداً كثير الْبر كثير التبذيرات
2395 - عبد الرَّحِيم بن عُثْمَان بن عَليّ النصيبي ثمَّ الصَّالِحِي المقرىء الْمَعْرُوف بِابْن الطباخ ولد سنة 684 وَكَانَ يقرىء بمدرسة الشَّيْخ أبي عمر أسره التتار فَأَقَامَ عِنْدهم مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 747
2396 - عبد الرَّحِيم بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله زين الدّين ابْن العجمي الْمَعْرُوف بِابْن العكيك ولي حسبَة حلب مرَارًا وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا مَاتَ بعد سنة 790(3/152)
2397 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن الْحُسَيْن ابْن الْفُرَات الْحَنَفِيّ عز الدّين ولد سنة 703 واشتغل بالفقه فمهر فِيهِ وتفقه على مُحي الدّين الدِّمَشْقِي وشمس الدّين الحريري وَغَيرهمَا وَسمع من بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيره ودرس بالحسامية وَأعَاد بالمنصورية وناب فِي الحكم فأجاد وَمهر فِي الشُّرُوط ودرس وَأفْتى وَأعَاد وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 741 وَهُوَ وَالِد شَيخنَا نَاصِر الدّين مُحَمَّد المؤرخ رَحمَه الله
2398 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم الْبَغْدَادِيّ الْأُسْتَاذ فِي شدّ البياكيم وَيعرف بالساعاتي ولد سنة 41 تَقْرِيبًا وَقدم الشَّام بعد الْخمسين وتفقه بِمصْر على الشَّمْس ابْن الْعِمَاد وَسمع من الرشيد الْعَطَّار والنجيب والكمال الضَّرِير وَابْن علاق وعنى بالرواية ثمَّ قدم دمشق فَسمع من ابْن أبي عمر وَابْن عَلان وَكَانَ مليح الشكل حسن الْبشر خيرا عَالما يدْرِي القراآت وينسخ الْقُرْآن على الرَّسْم وَكَانَ يعْتَمد على بياكيمه لتحريرها وأمَّ بالرباط الناصري مُدَّة وَمَات بالحمام فجاءة فِي جُمَادَى الأولى سنة 719
2399 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن عمر الأسنوي جمال الدّين عَم الشَّيْخ جمال الدّين اشْتغل ببلاده وَحفظ كتبا وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي بالإفتاء وناب فِي الحكم فِي جِهَات وَمَات فِي سنة 704 وَفِي هَذِه السّنة ولد الشَّيْخ جمال الدّين فَسمى باسمه(3/153)
2400 - عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن هبة الله الأسنائي الصُّوفِي كَانَ من أَصْحَاب الْحسن ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم القنائي وَكَانَ أديباً فَاضلا فنظم كتابا فِي النَّحْو سَمَّاهُ الْمُفِيد وَله شعر وسط مَاتَ فِي سنة 709 وَمن نظمه من قصيدة
(على لمعات النَّهر زهر تفتقت ... لَهَا فى شُعَاع الشَّمْس لون منوع) وَيَقُول فِيهَا
(تراهن يحمين الحيا فَكَأَنَّهُ ... على وجنات الأَرْض در مرصع)
(كَأَن عراها عِنْد مَا مَسهَا الحيا ... سحيقة مسك نشره متضوع)
2401 - عبد الرَّحِيم بن غَنَائِم بن إِسْمَاعِيل بن خَلِيل التدمرى الأَصْل الْبَيَانِي سمع صَحِيح مُسلم من الشّرف ابْن عَسَاكِر وَهُوَ فِي الرَّابِعَة وَحدث بِهِ مرَارًا وَسمع أَيْضا من سِتّ الْأَهْل بنت علوان وَأَيوب بن أبي بكر ابْن النّحاس وَكَانَ أَبوهُ عِنْده فهم ويحفظ جملَة من اللُّغَة مَعَ حسن الْخلق والخلق وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ الشَّيْخ عبد الرَّحِيم خيرا يذكر لجَماعَة التَّنْبِيه وَمَات فِي شعْبَان سنة 769
2402 - عبد الرَّحِيم بن قَاسم بن إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي يعرف بالشجاع مَاتَ فِي ثَالِث رَجَب سنة 718 ومولده فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ حدث عَن الشّرف الاربلي والنجم بن النشبي
2403 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة القَاضِي(3/154)
زين الدّين أَبُو مُحَمَّد خطيب الْقُدس وَهُوَ وَالِد القَاضِي برهَان الدّين ابْن جمَاعَة مَاتَ فِي سنة 739
2404 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن كَامِل الْمَقْدِسِي ولد سنة ... . وأسمع على ... . وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث وَمَات سنة ... . .
2405 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد بن أبي النَّجْم الحدادي والحدادية قَرْيَة بِقرب بَغْدَاد ولد فِي ربيع الأول سنة 671 وَسمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَعبد الْوَهَّاب بن الياس وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن الدباب وَابْن الزّجاج وَالْفَخْر وَابْن أبي عمر وَابْن شَيبَان وَغَيرهم وَسمع مقامات الجزرى عَلَيْهِ وَكَانَ مناولا بخزانة الْكتب المستنصرية كأبيه وَله بهَا معرفَة تَامَّة وَكَانَ أَبوهُ صَاحب ابْن السَّاعِي ووصيه مَاتَ بِبَغْدَاد فِي أَوَاخِر سنة 741
2406 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْحسن ابْن العجمي شرف الدّين أَبُو طَالب ولد فِي سنة أَرْبَعِينَ وأحضر على يُوسُف بن خَلِيل وَسمع من صقر بن يحيى وَمُحَمّد بن أبي الْقَاسِم الْقزْوِينِي وجده أبي طَالب وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن خَلِيل وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس وَكَانَ أُسرَ بأيدي التتار فَأَقَامَ عِنْدهم مُدَّة(3/155)
ثمَّ أطلقهُ الله فَعَاد إِلَى بِلَاده وَمَات بحلب فِي يَوْم عيد الْفطر سنة 720 أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
2407 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقزْوِينِي تَاج الدّين ولد القَاضِي جلال الدّين ولد فِي حُدُود سنة عشر وَكَانَ أعلم الشّفة لكنه فصيح وَلما مَاتَ أَخُوهُ بدر الدّين اسْتَقر فِي خطابة الْجَامِع بِدِمَشْق الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فَلَمَّا ملك الفخري دمشق أعَاد الخطابة لتاج الدّين هَذَا وَلما دخل السُّبْكِيّ الْقَاهِرَة مَطْلُوبا فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل بلغ تَاج الدّين أَنه ولي الخطابة فَصَعدَ الْمِنْبَر يَوْم الْجُمُعَة وَقَالَ وَهُوَ جَالس قبل الْخطْبَة هَذَا السُّبْكِيّ أَخذ منا الخطابة وَقطع رزقنا وَبكى فَبكى الْعَوام مَعَه وتعصبوا لَهُ فَلَمَّا جَاءَ السُّبْكِيّ كَادُوا يرجمونه فَترك لَهُ الخطابة فاستمر فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 قَالَ الصفدى كَانَ يخْطب بلحن ويوردها بِلَا لحن وَيقْرَأ طيبا فِي محرابه وَيَأْتِي من نَغمَة النِّعْمَة بِمَا هُوَ أَحْرَى بِهِ وَكَانَ يتعاجم فِي كَلَامه وَله عِنْد الْعَوام قبُول عَظِيم وَكَانَ مدرس الشامية الجوانية وَكَانَ قد قَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على ابْن عقيل وَفِي الْأُصُول على شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَلم يكن لَهُ يَد فِي شَيْء من الْعُلُوم الْبَتَّةَ وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا
2408 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ البمياني بموحدة مَفْتُوحَة وَمِيم سَاكِنة بعْدهَا تَحْتَانِيَّة نِسْبَة إِلَى قَرْيَة من أسوان تَقِيّ الدّين كَانَ(3/156)
فَاضلا دينا لطيفاً وَله قصيدة أَولهَا
(لعلا جنابك كل أَمر يدْفع ... وَإِلَيْك حَقًا كل خطب يرفع) وَله بليق فِي ابْن المصوص أَوله (إِنَّك قد أرى فِي اللُّصُوص ... يَا ابْن المصوص) مَاتَ سنة أوفى الَّتِي قبلهَا 706
2409 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن خلف بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الله جلال الدّين عرف بِابْن الصَّواف الاسكندراني روى عَن جده لأمه وَعَن الْعِزّ الْحَرَّانِي بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة 742 ذكره أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك
2410 - عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف السمهودي الْخَطِيب الأديب تفقه بِبَلَدِهِ وَدخل دمشق فَأخذ بهَا عَن الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ وَقَرَأَ على الزكي عبد الله السمرباوي وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ ضيق الرزق قَالَ الْكَمَال جَعْفَر حُكيَ لي أَنه كَانَ رُبمَا ألجأته الْفَاقَة إِلَى أَن يَأْخُذ وَرقا معتقاً فَيكْتب فِيهِ قلفطريات ويبيعه بجملة فيقتات بِهِ قَالَ وَحكى لي ذَلِك أَبُو حَيَّان عَنهُ وَكَانَ ضيق الْخلق لكنه على مَذْهَب أهل الْأَدَب فِي حب الشَّرَاب والشباب وَمن شعره (وافى نظامك فِيهِ كل بديعة ... أخذت من الْحسن البديع نَصِيبا)(3/157)
(فَلَقَد ملكت من البلاغة سرها ... وحويت من فن البديع غَرِيبا) (ونصبت من بيض الطروس منابراً ... أضحى يراعك فوقهن خَطِيبًا) تبدي ضروب محَاسِن لسنا نرى ... بَين الوري يَوْمًا لَهُنَّ ضريبا)
وَله
(وَروض حللنا من حماه خمائلاً ... يُنَبه مِنْهَا النشر غير نبيه) وأضحى
(لِسَان الزهر فَوق غصونها ... يخبر بالسر الَّذِي هُوَ فِيهِ) وَله
(كَأَنَّمَا الْبَحْر إِذْ مر النسيم بِهِ ... والموج يصعد فِيهِ وَهُوَ منحدر) بَيْضَاء فى أَزْرَق تمشى على عجل ... وطى أعطاتها يَبْدُو ويستتر) مَاتَ بسمهود فِي شهور سنة 720
2411 - عبد الرَّحِيم بن مَحْمُود بن أبي النُّور بن مَحْمُود الْأنْصَارِيّ الصَّالِحِي الْخياط ولد سنة 47 واسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء الترقفي وثالث عَليّ بن حجر وَحدث بهما وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 739
2412 - عبد الرَّحِيم بن يحيى بن عبد الرَّحِيم بن المفرج بن مسلمة الْأمَوِي الدِّمَشْقِي أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي ولد سنة 642 فِي رَمَضَان وأحضر على السخاوي وعتيق السَّلمَانِي وَعمر بن البراذعي وَسمع الْكثير من عَم أَبِيه أَحْمد ابْن المفرج ومكي بن عَلان وعدة وَحدث وَكتب فِي الاجازات قَدِيما(3/158)
من زمن ابْن أبي الْيُسْر وَكَانَ يعْمل الكوافي وَيقْرَأ على الترب وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَمَات فِي سنة 719 قلت آخر من حَدثنَا عَنهُ فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن المنجا
2413 - عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن عبد الله بن الزبير بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ الخابوري تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد الشَّافِعِي خطيب جَامع حلب مَاتَ سنة 701 بحلب ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ
2414 - عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبن الْمَعَالِي مُحَمَّد ابْن مَحْمُود بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي الْمفضل بن عَبَّاس بن عبد الله ابْن معن بن زَائِدَة الشَّيْبَانِيّ ابْن الصَّابُونِي الْمَعْرُوف بِابْن الفوطي وَهُوَ جده لأمه كَمَال الدّين أَبُو الْفضل الْمروزِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ كَانَ يَقُول أَنه من ذريه معن بن زَائِدَة ولد فِي الْمحرم سنة 642 وَأسر فى كائنة بَغْدَاد فاتصل بالنصير الطوسى فخدمه ستغل عَلَيْهِ وَسمع من مُحي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ وباشر كتب خزانَة الرصد بمراغة وَهُوَ على مَا نقل أَرْبَعمِائَة ألف مُصَنف أَو مُجَلد واطلع على نفائس الْكتب فَعمل تَارِيخا حافلا(3/159)
جدا ثمَّ أَخْتَصِرهُ فِي آخر سَمَّاهُ مجمع الْآدَاب ومعجم الْأَسْمَاء على الألقاب فِي خمسين مجلداً وَله دُرَر الأصداف فِي بحور الْأَوْصَاف وَله الدُّرَر الناصعة فِي شعراء الْمِائَة السَّابِعَة وَولي خزن كتب المستنصرية إِلَى أَن مَاتَ وعنى بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح كثيرا جدا وَذكر أَنه سمع من مُحي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ ومبارك بن المستعصم فِي آخَرين قَالَ إِنَّهُم يبلغون خَمْسمِائَة إِنْسَان وَكَانَ لَهُ نظم حسن وَخط بديع جدا قلت ملكت بِخَطِّهِ خريدة الْقصر للعماد الْكَاتِب فِي أَربع مجلدات فِي قطع الْكَبِير وقدمتها لصَاحب الْيمن فأثابني عَلَيْهَا ثَوابًا جزيلاً جدا وَكَانَ لَهُ نظر فِي عُلُوم الْأَوَائِل وَكَانَ مَعَ حسن خطه يكْتب فِي الْيَوْم أَربع كراريس قَالَ الصَّفَدِي أَخْبرنِي من رَآهُ ينَام وَيَضَع ظَهره إِلَى الأَرْض وَيكْتب ويداه إِلَى جِهَة السّقف وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ يَد بَيْضَاء فِي النّظم وترصيع التراجم وَله ذهن سيال وقلم سريع وَخط بديع وبصر بالْمَنْطق وَالْحكمَة وَيُقَال أَنه كَانَ يتَنَاوَل الْمُسكر ثمَّ تَابَ وَصلح حَاله فِي الآخر وَكَانَ رَوْضَة معارف وبحر أَخْبَار وَقد ذكر فِي بعض تواليفه أَنه طالع تواريخ الْإِسْلَام فسردها فَمن المستغرب تَارِيخ خوارزم تَارِيخ أَصْبَهَان لِحَمْزَة وَلابْن مرْدَوَيْه وَلابْن مَنْدَه تَارِيخ قزوين للرافعي تَارِيخ الرّيّ للابي تَارِيخ مراغة تَارِيخ آران تَارِيخ الْبَصْرَة لِابْنِ دهجان تَارِيخ الْكُوفَة لِابْنِ مجَالد تَارِيخ وَاسِط للدبيثي تَارِيخ سامرا تَارِيخ تكريت تَارِيخ الْموصل تَارِيخ ميافارقين تَارِيخ العميد ابْن القلانسي تَارِيخ صقلية تَارِيخ(3/160)
الْيمن وسرد شَيْئا كثيرا جدا قَالَ ابْن رَجَب تكلم فِي عقيدته وَفِي عَدَالَته سَمِعت من شُيُوخنَا بِبَغْدَاد شَيْئا من ذَلِك روى عَنهُ وَلَده بِبَغْدَاد وَسمع مِنْهُ مَحْمُود بن خَليفَة وَمَات فِي ثَالِث الْمحرم سنة 723
2415 - عبد الرَّزَّاق بن عبد الله بن الزبير الخابوري الْحلَبِي الْخَطِيب بحلب مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 701
2416 - عبد الرَّزَّاق بن عَليّ بن سليم بن ربيعَة الْمَعْرُوف بِابْن الضياء الدِّمَشْقِي اشْتغل كثيرا وَحفظ الْوَجِيز وكتابين فِي الطِّبّ وَأقَام مُدَّة بالبادرانية وَمَات فِي ثَالِث عشر رَمَضَان سنة 736
2417 - عبد السَّلَام بن سعيد بن غَالب أَبُو عبد الْغَالِب الْقَرَوِي الْمَالِكِي قَالَ ابْن فَرِحُونَ كَانَ من عُلَمَاء الْمَالِكِيَّة وَجمع إِلَى الْعلم الْكثير الدّين المتين وَالْعقل الرَّاجِح وَحفظ فى الْفِقْه وَغَيره كتبا وأقرأ التَّهْذِيب وَابْن الْحَاجِب وَكَانَ من كبار أَصْحَاب الشَّيْخ هادي مَاتَ فِي الْمحرم سنة خمس أَو 766
2418 - عبد السَّلَام بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم ابْن العجمي شهَاب الدّين سمع على سنقر صَحِيح البُخَارِيّ بفوت ومشيخته الصُّغْرَى تَخْرِيج الذَّهَبِيّ ومشيخته الْكُبْرَى تَخْرِيج المقاتلى بفوت وعَلى أبي بكر ابْن العجمي ثَمَانِينَ الْآجُرِيّ وَأَرْبَعَة مجَالِس ابْن عبد كويه وسَمعه مَعَه أَخُوهُ عبد الْعَزِيز نقلت ذَلِك من خطّ مُحَمَّد بن يحيى بن سعد فِي شُيُوخ حلب سنة 748(3/161)
2419 - عبد السَّيِّد بن اسحاق بن يحيى الاسرائيلي الْحَكِيم الْفَاضِل بهاء الدّين ابْن الْمُهَذّب كَانَ ديان الْيَهُود وَكَانَ يحب الْمُسلمين ويحضر مجَالِس الحَدِيث وسَمعه الْمزي ثمَّ هداه الله تَعَالَى وَأسلم وَتعلم الْقُرْآن وجالس الْعلمَاء وَكَانَ ماهراً فِي صناعَة الطِّبّ والكحل قَالَ ابْن كثير كَانَ إِسْلَامه يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع ذى الْحجَّة سنة 701 وَحضر هُوَ وَأَوْلَاده إِلَى دَار الْعدْل فاسلموا جَمِيعًا فاكرموا اكراماً زَائِدا لأَنهم أَسْلمُوا طائعين على بَصِيرَة وَعمل فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فِي دَاره ختمة ووليمة عَظِيمَة حضرها الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَأسلم على يَده جمَاعَة من الْيَهُود من أَقَاربه وَخَرجُوا يَوْم عيد الْأَضْحَى يكبرُونَ مَعَ الْمُسلمين وَفَرح النَّاس بهم فَرحا زَائِدا وأكرموهم إِكْرَاما عَظِيما وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 715
2420 - عبد الصَّمد بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل الْبَغْدَادِيّ جمال الدّين أَبُو أَحْمد يعرف بِابْن الحصري كَانَ حنبلياً طلب الحَدِيث فَسمع الْكثير وَأخذ عَن ابْن الدواليبي وَابْن عبد الصَّمد والدقوقي وطبقتهم وَمهر فِي الْوَعْظ وصنف الْخطب ومجالس الْوَعْظ ونظم الشّعْر وَجمع ديوَان مدائح نبوية من نظمه وأختصر تَفْسِير الرَّسْعَنِي بعد أَن أَلْقَاهُ دروساً من لَفظه بِمَسْجِد بالس بَغْدَاد قَالَ ابْن كثير كَانَ مُحدث بِبَغْدَاد وواعظها وَكَانَ من أهل السّنة وَقَالَ ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات لَازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الزربراتى ومدحه ورثاه بعد أَن مَاتَ وَله مرثيه فِي ابْن تَيْمِية وَكَانَ مُحدثا بِمَسْجِد بالس وَله ديوَان شعر وخطب ومواعظ وَمَات فِي(3/162)
رَمَضَان سنة 765 بِبَغْدَاد
2421 - عبد الصَّمد بن الْحُسَيْن بن على بن مُحَمَّد بن عَزِيز الدّين أبي حَامِد ابْن الْعِمَاد الْكَاتِب وَهُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن ألّه بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام بعْدهَا هَاء وَهُوَ اسْم أعجمي مَعْنَاهُ الْعقَاب القرشى الأصبهانى الأَصْل الدمشقى أَمِين الدّين ابْن شرف الدّين حضر على ابْن القواس وَسمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَهُوَ من بَيت مَشْهُور مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 743
2422 - عبد الصَّمد بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المغيزل الْحَمَوِيّ بهاء الدّين أَبُو الْقَاسِم بن بدر الدّين ولد سنة ... . وَسمع من أَصْحَاب طبرزذ شَيْئا كثيرا وَحدث وَكَانَ قد ولي الوزارة بحماة فِي سنة 708 عوضا عَن شرف الدّين ابْن صصرى ثمَّ تَركهَا وَولى الخطابة بعد أَخِيه معِين الدّين سنة وَاحِدَة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 725
2423 - عبد العالى بن عبد الْملك بن عبد الكافى بن عَليّ الربعِي ولد سنة 623 وَسمع من ابْن اللتي والسخاوي ومكرم وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ يشْهد على الْقُضَاة وَمَات هُوَ وَزَوجته فِي يَوْم وَاحِد تَاسِع الْمحرم سنة 702
2424 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْجَزرِي الْمَعْرُوف بِابْن الذّكر كَانَ أحد المتمولين بِدِمَشْق وَأوصى حِين مَاتَ بأموال كَثِيرَة فِي الْبر والقربات مَاتَ فِي الْمحرم سنة 702(3/163)
2425 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرَّجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقَاسِم التنوخي الدِّمَشْقِي عز الدّين أَبُو مُحَمَّد بن السلعوس ولد فِي ربيع الأول سنة 92 وأسمع على عمر بن القواس والأبرقوهى وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره وَمَات فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة 760
2426 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن عُثْمَان الهكاري ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عماد الدّين أَبُو الْعِزّ بن تَقِيّ الدّين يعرف بِابْن خطيب الأشمونين سمع من عبد الصَّمد ابْن عَسَاكِر بِمَكَّة وَغير وَاحِد وَسمع بِدِمَشْق سنة 705 وتفقه تعانى الْفُنُون وفَاق الأقران وَمن تصانيفه الْكَلَام على حَدِيث المجامع فِي مجلدين أبدى فِيهِ ألف فَائِدَة وَفَائِدَة وَكَانَ قد عين لقَضَاء الشَّام بعد ابْن صصرى فَلم يتَّفق وَعين لقَضَاء الْقُضَاة بعد أَن صرف القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة بِسَبَب عماه وَذَلِكَ فِي سنة 27 فَطلب من الْمحلة وَكَانَ يَنُوب عَن الْبَدْر بهَا فَدخل الْقَاهِرَة وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ بعد قَلِيل فِي ثامن شهر رَمَضَان سنة 727 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا فهم وَمَعْرِفَة وتواضع وسودد قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي أَنه سمع عَلَيْهِ الْأَرْبَعين البلدانية لأبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر
2427 - عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن شيخ السلامية فَخر الدّين الدمشقى ولى(3/164)
الْحِسْبَة بِدِمَشْق
2428 - عبد الْعَزِيز بن ادريس بن مُحَمَّد بن أَبى الْفرج مفرج بن إِدْرِيس ابْن مزيز الْحَمَوِيّ عز الدّين ولد سنة 48 وَسمع من ابْن عزون وَشَيخ الشُّيُوخ وَحدث وَمَات فِي سلخ الْمحرم سنة 732
2429 - عبد الْعَزِيز بن حَمْزَة بن أسعد بن المظفر التَّمِيمِي القلانسي عماد الدّين ابْن الصاحب عز الدّين ولد سنة ... . واسمع على زَيْنَب بنت مكي وَحدث وَمَات سنة ...
2430 - عبد الْعَزِيز بن زكنون التّونسِيّ نزيل الْمَدِينَة وَشَيخ الْقِرَاءَة بهَا أَقرَأ بالروايات وَكَانَ يستحضر التَّارِيخ مَاتَ فِي سنة 746
2431 - عبد الْعَزِيز بن سَرَايَا بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن أَحْمد بن نصر ابْن أبي الْعِزّ بن سَرَايَا بن بَاقِي بن عبد الله بن العريض السنبسي الطَّائِي الْحلِيّ صفي الدّين ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة 677 وتعانى الأداب فمهر فِي فنون الشّعْر كلهَا وَتعلم الْمعَانِي وَالْبَيَان وصنف فِيهَا وتعاني التِّجَارَة فَكَانَ يرحل إِلَى الشَّام ومصر وماردين وَغَيرهَا فى التِّجَارَة ثمَّ يرجع إِلَى بِلَاده(3/165)
وفى غُضُون ذَلِك يمدح الْمُلُوك والأعيان وأنقطع مُدَّة إِلَى مُلُوك ماردين وَله فِي مدائحهم الْغرَر وأمتدح النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون والمؤيد إِسْمَاعِيل بحماة وَكَانَ يتهم بالرفض وَفِي شعره مَا يشْعر بِهِ وَكَانَ مَعَ ذَلِك يتنصل بِلِسَان قَالَه وَهُوَ فِي أشعاره مَوْجُود وَأَن كَانَ فِيهَا مَا يُنَاقض ذَلِك وَأول مَا دخل الْقَاهِرَة سنة بضع وَعشْرين فمدح عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فاقبل عَلَيْهِ وأوصله إِلَى السُّلْطَان وأجتمع بِابْن سيد النَّاس وابي حَيَّان وفضلاء ذَلِك الْعَصْر فَاعْتَرفُوا بفضائله وَكَانَ الصَّدْر شمس الدّين عبد اللَّطِيف ... . يعْتَقد أَنه مَا نظم الشّعْر أحد مثله مُطلقًا وديوان شعره مَشْهُور يشْتَمل على فنون كَثِيرَة وبديعيته مَشْهُورَة وَكَذَا شرحها وَذكر فِيهِ أَنه استعد من مائَة وَأَرْبَعين كتابا وَمن محَاسِن شعره (إِذا لم أبرقع بالحيا وَجه عفتى ... فَلَا أشبهته راحتي فِي التكرم)
(وَلَا أَنا مِمَّن يكسر الجفن فى الوغى ... إِذا أَنا لم أغضضه عَن فعل محرم) وَله
(لَا يسمع الْعود منا غير خاضبه ... من لبة الشوس يَوْم الروع بالعلق)
(وَلَا يعاطى كميتاً غيرٍ مصدرها ... يَوْم الصدام بلَيْل الْعَطف بالعرق) وَمِنْه يَسْتَدْعِي مشمشاً (يَا جوادا أكفه فى مجَال الْحَرْب ... حتف وفى النوال غمامه)(3/166)
(جد بِتَضْعِيف عكس مشطور تَصْحِيف مثنى ترخيم مثل عَلامَة) وَكَأَنَّهُ نسج على منوال الْقَائِل (تصدق عَليّ بمعكوس ضد ... مصحف قولي خبت تاره) وللحلى فى نَحْو ذَلِك يستهدي فلفلا
(أعوزتنا إِحْدَى العقاقير فِي الدّرّ ... ياق أتحف بهَا تكن خير تحفه)
(ضعف تَصْحِيف ضد مشطور مثل ... لمثنى معكوس ترخيم دفه) وَمن مستغرباته
(تَقول بسك منى لقَوْل صدك عَنى بالخنى والغدر) يَا شَقِيق الْبَدْر
(وَكَانَ ظَنك أَنى يكون ذَلِك فنى عِنْد ضيق الصَّدْر) يَا جليل الْقدر(3/167)
فان هذَيْن الْبَيْتَيْنِ إِذا قرئا بالهجاء حرفا حرفا خرج مِنْهُمَا موالياً موزونة مَاتَ سنة 752 قَالَ الصَّفَدِي تخميناً وَأما زين الدّين ابْن حبيب فأرخه سنة خمسين
2432 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْجَلِيل النمراوي عز الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي قَالَ الْكَمَال جَعْفَر الأدفوي كَانَ من فضلاء الشَّافِعِيَّة المتقنين مشاركاً فِي فنون من الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية مَعَ ذكاء الْفطْرَة وَقُوَّة الحافظة وَكَانَ قد قَرَأَ على عبد الْكَرِيم ابْن بنت الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَسمع من ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره أَخذ عَن الْبَهَاء ابْن النّحاس وَغَيره وَولي تدريس النابلسية ودرس فِي التَّفْسِير بالمنصورية وَكَانَ ابْن الْوَكِيل لما قدم الْقَاهِرَة وَعقد لَهُ مجْلِس المناظرة انتدب عز الدّين هَذَا للبحث مَعَه فصوب ابْن دَقِيق الْعِيد كَلَام النمراوي فَصَارَت لَهُ بذلك صُورَة عِنْد الدولة وَصَحب الامير سلار وَكَذَا اتَّصل ببيروس وتسلطن وَهُوَ يلازمه وَقَالَ البرزالي هُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْفَقِيه كَانَ من فُقَهَاء الْقَاهِرَة الْمَشْهُورين أفتى ودرس وَصَحب سلار وترقى بجاهه وَمَات فِي تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة 710
2433 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْحق بن شعْبَان بن عَليّ ابْن الشياح بمعجمه وَآخره مُهْملَة الْأنْصَارِيّ عز الدّين الدِّمَشْقِي سمع من عبد الله بن الخشوعي(3/168)
وَابْن عبد الدَّائِم وَكتب فِي الدِّيوَان وتعانى التِّجَارَة وَولي عمَارَة جَامع تنكز ثمَّ الإشراف عَلَيْهِ ثمَّ مشارفة يبرود وَغير ذَلِك وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 724
2434 - عبد الْعَزِيز بن الشّرف بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم ابْن العجمي تقدم ذكره قَرِيبا فِي تَرْجَمَة أَخِيه عبد السَّلَام يلقب عز الدّين سمع من أبي بكر بن العجمي ثَلَاثَة مجَالِس ابْن عبد كويه وَكَانَ خيرا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس يرتزق من مَكَان موقوق عَلَيْهِ وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي وَمَات رَاجعا من الْحَج فِي ثَالِث الْمحرم سنة 780
2435 - عبد الْعَزِيز بن عمر بن أبي بكر بن مُوسَى الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بسبط غازى ولد بحماة سنة 644 وَسمع من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن قَاضِي الْقُضَاة الدِّمَشْقِي والنجيب عبد اللَّطِيف الْحَرَّانِي والتاج الْقُسْطَلَانِيّ وَسمع بِدِمَشْق من أَصْحَاب ابْن طبرزذ وبمكة من الْمُحب الطَّبَرِيّ وَحدث بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَمَات سنة 721 قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك الْحَافِظ الدمياطي كَانَ شَيخا صَالحا عفيفاً خيرا وَله نظم وخطب وَكَانَ على طَريقَة حَسَنَة عَزِيز النَّفس كثير الْعِبَادَة سَمِعت مِنْهُ سداسيات الرَّازِيّ(3/169)
2436 - عبد الْعَزِيز بن أبي فَارس عبد الْغَنِيّ بن أَبى الأفراح سرُور ابْن أبي الرَّجَاء سَلامَة بن أبي الْيمن بَرَكَات بن أبي الْحَمد دَاوُد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا ابْن الْقَاسِم ابْن أبي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن طَبَاطَبَا بن أسعد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن ابْن الْحسن بن عَليّ المنوفي الحسني أَصله من الينبع وانتقل سلفه إِلَى الأسكندرية وَسكن الصَّعِيد مُدَّة وتعانى التصوف فَتقدم فِيهِ ورى عَن الْمَشَايِخ الَّذين لَقِيَهُمْ وَأخذ عَن أبي الْحجَّاج الأقصري ومحي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ وَالشَّيْخ فتح الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَنقل عَن عبد الْغفار كرامات كَثِيرَة جدا وَلم يزل على طَرِيقَته حَاضر الْحسن سليم الْحَواس حَتَّى مَاتَ قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه ذكر لي أَن لَهُ اسمعة كَثِيرَة وَله ديوَان شعر نقلت مِنْهُ نَحْو أَرْبَعِينَ قصيدة وقرأت عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْئا وَأَجَازَ لي قَالَ وَرَأَيْت فِي ديوانه مَا ملخصه أَن الأقطاب سَبْعَة والابدال والأعين وهم النجباء كَذَلِك والأديان أَرْبَعَة والغوث يجمعهُمْ وَهُوَ مُقيم بِمَكَّة وَالْخضر يجول وَلَا حكم لَهُ إِلَّا على أَرْبَعَة أَشْيَاء إغاثة ملهوف أَو إرشاد ضال أَو بسط سجادة شيخ أَو تَوْلِيَة الْغَوْث إِذا مَاتَ والغوث يحكم على الأقطاب والأقطاب على الأبدال والأبدال على الْأَوْتَاد فَإِذا مَاتَ الْغَوْث ولي الْخضر من يكون قطباً بِمَكَّة غوثاً وَجعل بدل مَكَّة قطباً وَعين مَكَّة بَدَلا وَبدل مَكَّة رشيدا وَهَكَذَا أبدا فَإِن مَاتَ الْخضر صلى الْغَوْث فى(3/170)
حجر إِسْمَاعِيل تَحت الْمِيزَاب فَتسقط عَلَيْهِ ورقة باسمه فَيصير خضرًا وَيصير قطب مَكَّة غوثاً وَهَكَذَا قَالَ وَالْخضر فى هَذَا الزَّمَان هُوَ حسن ابْن يُوسُف الزبيدِيّ من أهل زبيد الْيمن وَقد أَكثر عَنهُ عبد الْغفار بن نوح القوصي النَّقْل فِي كِتَابه الوحيد فِي سلوك أهل التَّوْحِيد ولازمه كثيرا وَبَالغ فِي تَعْظِيمه وَأما أَبُو حَيَّان فَنقل عَن الرضي الشاطبي أَن عبد الْعَزِيز هَذَا كَانَ من أَتبَاع ابْن عَرَبِيّ وَأنْشد عَنهُ أَبُو حَيَّان أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ بِجَامِع عَمْرو فِي رَجَب سنة 680 (وجدت بقائي عِنْد فقد وجودي ... فَلم يبْق حد جَامع لحدودى)
(وألفيت سرى عَن ضميرى ملوحا ... برمز إشاراتي وَفك قيودي) (فَأَصْبَحت مني دانياً بمعارفى ... وَقد كنت غنى نَائِيا بحمودى) وَهَذَا نفس الاتحادية لَا شكّ فِيهِ وَمن شعره
(وَمن يدعى فِي هَذِه الدَّار أَنه ... يرى الْمُصْطَفى جَهرا فقد كَانَ مشتطى)
(وَلَكِن بَين النّوم واليقظة الَّتِي ... تعاين هَذَا الْأَمر مرتبَة وسطى)
وَله قصيدة تسمى اليعسوبة طَوِيلَة جدا قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه الشَّيْخ عبد الْعَزِيز هَذَا من أَصْحَاب الشَّيْخ أبي الْحجَّاج الأقصري فحكي لَهُ من اجْتمع بِهِ بقوص سنة 76 أَنه توجه لزيارة شَيْخه فَمَرض فزاره بعض(3/171)
الرؤساء فَوَجَدَهُ قد أُغمي عَلَيْهِ فَلَمَّا آفَاق قَالَ لَهُ كَيفَ تجدك فَأَنْشد (هذي الجفون وَإِنَّمَا أَيْن الْكرَى ... مِنْهَا وَهَذَا الْجِسْم أَيْن الرّوح)
قلت وَهَذَا من قصيدة قَالَ يَعْقُوب بن أَحْمد بن الصَّابُونِي أنشدنا لنَفسِهِ (لَوْلَا بروق بالعذيب تلوح ... مَا كَانَ قلبِي يغتدي وَيروح)
(قسما بأيام مَضَت بطويلع ... إِذْ ضمني وهم النقا والشيح) (لاحلت عَن عهدي الْقَدِيم وَرُبمَا ... جددت عهدا وَالْقَدِيم صَحِيح) (يَا سائلي عني وَعَن حَالي أَنا ... رجل بِمَدِينَة هجرهم مَذْبُوح) قَالَ وأنشدنا لنَفسِهِ موالياً
(لم تدعى الذَّوْق والوجدان وَالْأَحْوَال ... وَأَنت خَال من الْإِخْلَاص فِي الْأَعْمَال)
(ارْجع لجسمك فسم الْبَين لَك قتال ... ترمى حجر مَا يشيله خَمْسمِائَة عتال)
وَقد أَخذ عَنهُ عبد الْغفار القوصي وَأكْثر النَّقْل عَنهُ فِي كِتَابه الوحيد وَابْن الصَّابُونِي الأقصري وَأَبُو الْحسن الوثابي وَذكر الْكَمَال جَعْفَر شَيْئا من قصيدته النونية الَّتِي سَمَّاهَا اليعسوبة وَقَالَ مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة 703 وَقد أكمل مائَة وَعشْرين سنة كَذَا قَالَ وَقد وجدت أَن مولده سنة 607 فَيكون عَاشَ سِتا وَتِسْعين سنة فَقَط(3/172)
2437 - عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر بن أبي الْكَرم بن أبي الدّرّ الربعِي نجم الدّين الْبَغْدَادِيّ ولد سنة 662 بِبَغْدَاد وَسمع فِي سنة 677 بهَا وَقدم الشَّام وَسمع على الْفَخر عَليّ وَعبد الرَّحْمَن ابْن الزين أَحْمد بن عبد الْملك وَأحمد ابْن شَيبَان ومحي الدّين الكحال وَزَيْنَب بنت مكي وَسمع من ابْن الصّقليّ المقامات الَّتِي أَنْشَأَهَا وَحدث بهَا عَنهُ وَكَانَت نباهة وصنف كتاب نتائج الشيب من مدح وعيب فِي مُجَلد وَله رِسَالَة فِي الرَّد على من أنكر الكيميا وَغير ذَلِك سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم ... وَكَانَت وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ بعد أَن تعين لمشيخة سعيد السُّعَدَاء فَقدم غَيره عَلَيْهِ مَعَ أَهْلِيَّته وَكبر سنه فساءه ذَلِك وَتغَير مزاجه حَتَّى مرض فَمَاتَ فى سنة 748 وَمن نظم عبد الْعَزِيز بن عبد الْقَادِر الربعِي
(يَا صَاح قد صَاح بِي مشيبي ... شمسك مَالَتْ إِلَى الْغُرُوب)
(أَتَى نَذِير الْحمام فَاعْلَم ... وارجع إِلَى الْخَيْر من قريب ذنوبى) (يَا رب قد جِئْت مستجيراً ... بعفوك الْيَوْم من قريب)
2438 - عبد الْعَزِيز بن عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام ابْن تَيْمِية(3/173)
أَبُو مُحَمَّد الْحَرَّانِي ولد فِي شعْبَان سنة 664 وأحضر فِي الرَّابِعَة على ابْن عبد الدَّائِم وَسمع من يحيى بن أبي مَنْصُور وَأبي بكر الهروى وَأحمد بن شَيبَان وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعَسْقَلَانِي وَأحمد بن عبد السَّلَام بن أبي عصرون وَغَيرهم وَسمع بِمصْر والاسكندرية قَالَ البرزالي رجل صَالح ملازم للخير وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن رَافع وَمَات فِي سنة 736
2439 - عبد الْعَزِيز بن عبد المحيي بن عبد الْخَالِق الأسيوطي عز الدّين ولد بعد السبعمائة وعني بالفقه وَمهر وَأخذ عَن القَاضِي جمال الدّين الزرعي وَابْن عَدْلَانِ وَغَيرهمَا ودرس قَدِيما وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْمَشَايِخ وَكَانَ يذكر أَن شَيخنَا البُلْقِينِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ وَحدث بالسنن للشَّافِعِيّ عَن أبي الْحسن ابْن قُرَيْش وروى أَيْضا عَن الدبوسي الْأَرْبَعين للْحَاكِم وَعَن مُحَمَّد بن غالي وَأحمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي وَغَيرهمَا وَمَات فِي سادس عشرى ذِي الْحجَّة سنة 784
2440 - عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى المارديني تفقه وَحصل وَأفَاد ودرس وَكَانَ فَاضلا عَاقِلا فجع بِهِ أَبوهُ فاحتسبه وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
2441 - عبد الْعَزِيز بن عُثْمَان بن يُوسُف بن الْمجد التبريزي قدم من(3/174)
بِلَاد الْعَجم فَادّعى أَنه يحفظ الصَّحِيحَيْنِ والمقامات والمفتاح والكشاف وجامع المسانيد وَقَرَأَ من حفظه بِجَامِع دمشق على ابْن كثير قِطْعَة من أول البُخَارِيّ فَذكر أَنه سردها جيدا إِلَّا أَنه رُبمَا صحف وَقد يلحن ثمَّ كارمه الدماشقة فَتوجه إِلَى الديار المصرية
2442 - عبد الْعَزِيز بن عدي بن عبد الْعَزِيز عز الدّين الْبَلَدِي كَانَ فِي بدايته صيرفياً فِي سوق الْغَزل ثمَّ اشْتغل وبرع وأتقن الطِّبّ والفرائض والجبر والمقابلة وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير وتميز فِي الْمَذْهَب وَكَانَ أَكثر الِاشْتِغَال على السَّيِّد ركن الدّين وَدخل الشَّام فولاه الصَّالح صَاحب أرزن الرّوم الْقَضَاء والمشورة فظلم وتمرد وَصَارَ يركب فِي زِيّ الْملك فاتفق أَنه قتل شخصا لفساد بدا مِنْهُ فثار عَلَيْهِ أَقَاربه وَشَكَوْهُ إِلَى غازان فَطَلَبه فَشد مِنْهُ صَاحب ماردين وَأصْلح حَاله مَعَ خصومه وَفَارق أرزن وَقدم الْموصل ودرس وناب فِي الْقَضَاء وَنسب إِلَيْهِ رأى النصيرية فَطلب وهرب إِلَى أرزن الرّوم وَكَانَ صَاحبهَا على هَذَا الرَّأْي فاتصل بِهِ وبقى بهَا مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ سنة 710 أَو بعْدهَا وقرأت بِخَط العثماني أَنه لما فَارق الْموصل أقبل على نشر الْعلم وَشرح تَنْبِيه ابْن يُونُس فِي مجلدين وَمَات سنة 719 كَذَا قَالَ وَلَا يوثق بِهِ(3/175)
2443 - عبد الْعَزِيز بن عمر بن أبي بكر بن مُوسَى بن أبي الْفضل بن أَحْمد ابْن عَبَّاس ابْن لطيف الْأَزْدِيّ الغساني سبط غَازِي الْحَمَوِيّ ولد سنة 644 وَسمع من أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف والنجيب الْحَرَّانِي وَإِسْحَاق البروجردي والتاج ابْن الْقُسْطَلَانِيّ وأخيه القطب وَمن ابْن أبي عمر بِدِمَشْق وَمن الْفَخر وَمن الْمُحب الطَّبَرِيّ بِمَكَّة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن مُضر وَابْن عزون وَالْمجد عَليّ الْقشيرِي وَابْن علاق مُحي الدّين ابْن الزكي وَغَيرهم وَحدث قَدِيما فِي سنة 98 سمع مِنْهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَأَبُو مُحَمَّد الْحلَبِي وَذكره البرزالي والذهبي وَابْن رَافع فِي معاجيمهم وَقَالُوا كَانَ صهر القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن رزين وَكَانَ طلبه مَعَ القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَكتب الطباق وَحصل من مسموعه شَيْئا كثيرا وَكَانَ على الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة وخطب بِبَعْض الْأَمَاكِن وَله نظم وَمَات فِي ربيع الأول سنة 720 بِدِمَشْق
2444 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن صَخْر الكناتى الشَّافِعِي عز الدّين قَاضِي الْمُسلمين ولد فِي تَاسِع عشر الْمحرم سنة 694 وأحضر على عمر بن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر والعز الْفراء بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن أبي عصرون وَزَيْنَب بنت مكي وَعبد الْخَالِق من بعلبك وَسمع بِمصْر من الأبرقوهي والدمياطي والفوي وَأَجَازَ لَهُ النَّجْم ابْن حمدَان وغازي المشطوبي والبوصيري الأديب وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد ابْن وريدة وَابْن الطبال وَمن الْمغرب أَبُو جَعْفَر ابْن الزبير وَأكْثر(3/176)
من السماع وَالْقِرَاءَة فَبلغ عدد شُيُوخه ألفا وثلاثمائة نفس وتفقه على وَالِده وَالْجمال الوجيرنى وأخد على عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ وَأبي حَيَّان ودرس من سنة 14 إِلَى أَن مَاتَ وَحدث وصنف وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص قدم علينا بولده سنة 25 فَقَرَأَ الْكثير وَسمع وَكتب الطباق وعنى بِهَذَا الشَّأْن وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق كثير الْفَضَائِل وَأثْنى عَلَيْهِ فِي مُعْجَمه بالتصون والديانة وَولي قَضَاء الديار المصرية سنة 38 وَقَالَ ابْن رَافع جمع شَيْئا على الْمُهَذّب وَعمل الْمَنَاسِك الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى وَخرج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَتكلم على مَوَاضِع من الْمِنْهَاج وَقَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات نَشأ فِي الْعلم ومحبة أهل الْخَيْر ودرس وَأفْتى وصنف تصانيف حسانا وخطب بالجامع الْجَدِيد وَسَار سيرة حَسَنَة فِي الْقَضَاء وَكَانَ حسن المحاضرة سريع الْخط سليم الصَّدْر محبا لأهل الْعلم شَدِيد التصميم فى الْأُمُور الَّتِى تصل إِلَيْهِ قَالَ وَكَانَت فِيهِ عجلة فى الْجَواب قد تُؤدِّي إِلَى الضَّرَر وَلم يكن فِيهِ حذق وغالب أُمُوره بِحَسب من يتوسط بِخَير أَو شَرّ وَكَانَت أول ولَايَته الْقَضَاء بعد عزل الْجلَال الْقزْوِينِي فِي جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة وباشر بعفة وعزل جَمِيع نواب الْقزْوِينِي لأَنهم كَانُوا يتولون بِالْمَالِ خُصُوصا فِي الْبِلَاد(3/177)
وَجعل النَّاصِر إِلَيْهِ تعْيين قُضَاة الشَّام وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن عزل نَفسه فِي سنة 54 وَاسْتَأْذَنَ فِي الْحَج فَأذن لَهُ وَلم يزل بِهِ أُمَرَاء الدولة إِلَى أَن قبل التَّوْلِيَة واستخلف التَّاج الْمَنَاوِيّ فِي غيبته فَلَمَّا كَانَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 59 عزل بنائبه بهاء الدّين ابْن عقيل وأعيد فِي أَوَاخِر رَمَضَان مِنْهَا بعض الْقَبْض على صرغتمش وَكَانَ هُوَ الَّذِي تعصب لِابْنِ عقيل فَلم يزل إِلَى أَيَّام الْوَزير فَخر الدّين ابْن قزوينة فَكَانَ يعاند فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة فعزل نَفسه ثمَّ ألْقى الله فِي نَفسه كَرَاهَة المنصب فاستعفى فِي سنة 66 وَحمل فى اكمه ختمة شريفة فتوسل بهَا للسُّلْطَان فأعفى ثمَّ تحيلوا عَلَيْهِ بأنواع من الْحِيَل ليعود فصمم حَتَّى أَن يلبغا ركب إِلَيْهِ فِي دسته وَكرر سُؤَاله فصمم أَيْضا فقرر أَبُو الْبَقَاء عوضا عَنهُ وَاسْتمرّ مَعَه تدريس الخشابية ودرس الْفِقْه والْحَدِيث بِجَامِع ابْن طولون وَحج من سنته وجاور وزار فِي أثْنَاء سنة 767 وَرجع إِلَى مَكَّة فَمَرض بهَا وَمَات وَدفن بالحجون قَالَ مُحي الدّين سمعته يَقُول أشتهي أَن أَمُوت بِأحد الْحَرَمَيْنِ معزولاً عَن الْقَضَاء فنال مَا تمنى وَكَانَ مَوته فى العشرالثانى من جُمَادَى الأولى مِنْهَا وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب إِلَّا أَنه كَانَ غير ماهر فِي الْفِقْه وَكَانَ مَعَ التَّاج الْمَنَاوِيّ كالمحجور لَهُ الِاسْم والمناوي هُوَ الْقَائِم بأعباء المنصب فَلَمَّا مَاتَ عجز الْعِزّ عَن الْقيام بِهِ فاستعفى وَكَانَ يعاب أَيْضا بالامساك فَكَانَ الْفُقَهَاء بِسَبَب ذَلِك يخدمون أهل الدولة وَلم يحفظ(3/178)
عَنهُ مَعَ ذَلِك زلَّة فِي دينه تشينه رَحمَه الله تَعَالَى قَرَأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي مَاتَ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ فِي ربيع الآخر سنة 65 وَكَانَ كَبِير النواب عِنْد القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة فقرر عوضه القَاضِي بهاء الدّين أَبَا الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَكَانَ تَاج الدّين قَائِما بأعباء المنصب كلهَا وَعز الدّين مقبل على شَأْنه بالاشتغال بِالْحَدِيثِ وَالْعِبَادَة وَالْحج والمجاورة فَلَمَّا مَاتَ بَاشر عز الدّين الْأُمُور بِنَفسِهِ إِلَى أَن كَانَ فِي السَّادِس عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 66 فَتوجه إِلَى الْأَمِير يلبغا مُدبر المملكة وَهُوَ فِي الصَّيْد فِي بعض بِلَاد الجيزة فَنزل بخيمة أيبك أَمِير آخور إِلَى أَن حضر يلبغا فَسلم عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَن سَبَب حُضُوره فَأخْرج مُصحفا كَانَ مَعَه وَسَأَلَهُ بِهِ وَأقسم أَن يعفيه من الْقَضَاء فَامْتنعَ فألح عَلَيْهِ إِلَى أَن قَالَ عزلت نَفسِي وَذكر مَا يَقْتَضِي ترقيق قلبه عَلَيْهِ وَقبُول عذره وَتوجه من عِنْده وَهُوَ منبسط وَيَقُول لمن يلقاه أعفيت من الْقَضَاء وعزلت نَفسِي وكل من يسمع ذَلِك يتألم فَلَمَّا رَجَعَ يلبغا إِلَى الْقَاهِرَة أرسل لَهُ خواصه شَيْئا بعد شَيْء يسألونه ويضرعون إِلَيْهِ وَهُوَ مصمم على الِامْتِنَاع إِلَى أَن ركب يلبغا إِلَيْهِ فَدخل عَلَيْهِ وَهُوَ فِي جَامع الْأَزْهَر وصحبته قَاضِي الْحَنَفِيَّة جمال الدّين ابْن التركماني وقاضي الْحَنَابِلَة موفق الدّين الْحَنْبَلِيّ واستعان بهما عَلَيْهِ فَامْتنعَ فألحوا عَلَيْهِ فصمم وَحلف بأيمان مُغَلّظَة أَنه لَا يعود ثمَّ اتّفق الرَّأْي على تَوْلِيَة أبي الْبَقَاء وَيُقَال أَن ذَلِك كَانَ بمشورة القَاضِي عز الدّين فَلَمَّا ولي أَبُو الْبَقَاء حضر إِلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ وأحس إِلَى من هُوَ من جِهَته وَحج القَاضِي عز الدّين(3/179)
من سنته وجاور إِلَى أَن مَاتَ فِي السّنة الْمُقبلَة وَكَانَ يَقُول أَتَمَنَّى أَن أَمُوت فِي أحد الْحَرَمَيْنِ معزولاً عَن الْقَضَاء فنال أمْنِيته فِي الْأَمريْنِ وَدفن بِالْقربِ من الفضيل بن عِيَاض بِبَاب المعلاة وَكَانَ الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون فوض إِلَيْهِ تعْيين من يصلح للْقَضَاء بِالشَّام وَغَيرهَا وللسبكي مَعَه فِي ذَلِك حِكَايَة عِنْد ولَايَته قَضَاء الشَّام
2445 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ عز الدّين أَبُو البركات ابْن العديم ولد سنة 633 وَسمع من يُوسُف ابْن خَلِيل وأخويه يُونُس وَإِبْرَاهِيم وَمن الضياء صقر وَأبي طَالب ابْن العجمي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من بَغْدَاد وَكَانَت لَهُ عناية بالكشاف والمفتاح وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء حماة نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة ودرس بأماكن وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن الزملكاني بالمشاركة فِي كثير من الْعُلُوم وَحدث مَاتَ فى ربيع الآخر 711
2446 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن الْفضل الْهَاشِمِي العباسي بهاء الدّين الحلبى سمع من سنقر وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر وَقَالَ كَانَ من بقايا السّلف وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن يحيى ابْن سعد كَانَ مُقيما بقرية مِمَّا يَلِي شمَالي حلب سمع من سنقر مشيخته(3/180)
والتوكل وأربعي الْبلدَانِ ومحاسبة النَّفس وقصيدة الوضاحي
2447 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الفيشي الْمَالِكِي أحد الْعُدُول المعتبرين بِمصْر سمع مسموع ابْن الصَّواف من سنَن النَّسَائِيّ مِنْهُ سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته فِي رَجَب سنة 764
2448 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن مُحَمَّد ابْن نصر بن صَغِير القيسراني المَخْزُومِي الْحلَبِي الأَصْل عز الدّين ابْن شرف الدّين ابْن الصاحب فتح الدّين أبي بكر بن الصاحب عز الدّين أبي حَامِد الشَّافِعِي ولد فِي حُدُود السّبْعين وَهُوَ من بَيت كَبِير فِي الشاميين وَسكن مصر وخدم فِي كتاب الْإِنْشَاء وَله نظم كتب عَنهُ مِنْهُ البرزالي وَله سَماع من ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره وَولي تدريس الْمدرسَة الفخرية بِالْقَاهِرَةِ قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ لطيفاً ظريفاً كَرِيمًا مَاتَ فِي الثَّامِن من صفر سنة 709 بعد وَالِده بِسنتَيْنِ وَقَالَ ابْن حبيب كَاتب همى قلبه بغيث صيب وَقيل لبيته الَّذِي نَشأ مِنْهُ وكل مَكَان ينْبت الْعِزّ طيب كَانَ ذَا همة سَابِقَة ورتبة شائقة ثمَّ أنْشد لَهُ
(من طلبالأرزاق من عِنْد من ... يطعمهُ الله ويسقيه)
(يكون قد ضل سَبِيل الْهدى ... وحاد عَن نيل أمانيه)
(لِأَن من يعجز عَن نَفسه ... يعجز عَن أرزاق راجيه) وَكتب إِلَيْهِ السراج الْوراق
(مولَايَ عز الدّين لي حَاجَة ... أَنْت ترَاهَا فرْصَة المنتهز)
(شبعت ذلاً فَعَسَى مرّة ... تجعلني آخذ رِزْقِي بعز)(3/181)
2449 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عمر بن مُسلم بن عمر الطَّحَّان سمع من الْعِزّ الْفراء وَحدث مَاتَ فِي شَوَّال سنة 757 بِدِمَشْق ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
2450 - عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن يحيى ابْن الصيرفى ثمَّ الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة 702
2451 - عبد الْعَزِيز بن مَنْصُور الكريمي عز الدّين التَّاجِر الكارمي أحد الْمَشْهُورين بِكَثْرَة الْأَمْوَال كَانَ أَبوهُ من يهود حلب فَأسلم فِي آخر الدولة الظَّاهِرِيَّة وَتعلم هُوَ الْخياطَة يكْتَسب بهَا فلازم بعض التُّجَّار بِسَبَب ذَلِك فَرَأى مِنْهُ نهضة فَصَرفهُ فِي حَوَائِجه فسافر مَعَه إِلَى بِلَاد الخطا فَغَاب مُدَّة وَعَاد إِلَى حلب وَمَعَهُ شَيْء كثير من الْحَرِير ثمَّ كثر مَاله إِلَى أَن كَانَ لَهُ سِتّ خدام بيد كل وَاحِد مِنْهُم مِائَتَا ألف دِينَار للتِّجَارَة ثمَّ ازْدَادَ وَصَارَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي كَثْرَة المَال وَعجز عَن حصر مَاله بِحَيْثُ أَنه بلغ مكس مَا أحضرهُ إِلَى مصر فى سنة وَاحِدَة أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَكَانَ متسعاً فِي نفقاته على خلاف طرائق التُّجَّار وَكَانَ يكثر الْبر وَالْمَعْرُوف وَيخرج زَكَاة مَاله فيقصد من الْآفَاق فيعطي وَله عدَّة أوقاف على مكَاتب سَبِيل وبر وَمَات بالإسكندرية سنة 713 فَأخذ كريم الدّين الْكَبِير من مَاله صندوقاً مَمْلُوءَة جَوَاهِر نفيسة لَا يقدر قدر ثمنهَا
2452 - عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ ذؤالة بن يَعْقُوب بن يعمور الحمداني الْحَرَّانِي أَبُو يُوسُف المرحل سمع من النجيب جُزْء ابْن عَرَفَة والمسلسل وَحدث هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد وَابْنه يُوسُف وَمَات قبله بِمدَّة(3/182)
وَتَأَخر مُحَمَّد وَكَانَ مولد عبد الْعَزِيز فِي حُدُود الْخمسين ذكره ابْن رَافع وَكَانَت لَهُ حَانُوت بالمرحلين وَمَات فِي أول الْمحرم سنة 730 وَهُوَ وَالِد شهَاب الدّين مُسْند حلب
2453 - عبد الْعَزِيز الْمَعْرُوف بِابْن الفصيح الْمُغنِي كَانَ أعجوبة زَمَانه فِي صناعَة الْغناء وَفِيه يَقُول عَلَاء الدّين الوداعي
(لحن هَذَا الفصيح احسن من إِعْرَاب ذَاك الفصيح فِي كل حَال)
(بَين هذَيْن فِي الملاحة بون ... ذَاك من ثَعْلَب وَذَا من غزال) وَله
(وَلَيْلَة مَا لَهَا نَظِير ... فِي الطّيب لَو ساعفت بطول)
(كم نوبَة للفصيح فِيهَا ... أطرب من نوبَة الْخَلِيل) مَاتَ فِي سنة 710 فِي جُمَادَى الأولى بِالْقَاهِرَةِ
2454 - عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن مُحَمَّد بن ثَابت بن عبد الْغَالِب ابْن مُحَمَّد بن ماهان الماكسيني ولد سنة 58 وَسمع من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَأبي بكر بن النشبي وَإِبْرَاهِيم بن الدرجي وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي رَجَب سنة 749 وَمن مسموعه على ابْن أبي الْيُسْر شرف أَصْحَاب الحَدِيث للخطيب أَنا الخشوعي بِسَنَدِهِ وجزء ابْن زيد الصَّغِير وَعلي الْجمال الْبَغْدَادِيّ جُزْء ابْن السرى التمار وَمَا مَعَه وعَلى الْمِقْدَاد القيسى صفة الْمُنَافِق ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
2455 - عبد الْغفار بن أَحْمد بن عبد الْمجِيد بن نوح بن حَاتِم بن عبد الحميد(3/183)
القوصى أَصله من الأقصر ولد سنة ... . . وَسمع الحَدِيث من الدمياطي والمحب الطَّبَرِيّ ولازم عبد الْعَزِيز المنوفي وَأَبا الْعَبَّاس الملثم وَغَيرهمَا من أجل الطَّرِيق وصنف كتابا فِي ذَلِك ضاهى بِهِ رِسَالَة الْقشيرِي فِي سرد من اجْتمع بِهِ مِنْهُم وَسَماهُ الوحيد فِي سلوك أهل التَّوْحِيد وَهُوَ فِي مجلدين وَبنى بِظَاهِر قوص رِبَاطًا حسنا وَوَقع لَهُ أَمر يتسلق بالنصارى بقوص وكنائسهم فِي سنة 700 فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 708 كتب عَنهُ أَبُو حَيَّان والقطب الْحلَبِي وعلاء الدّين القونوي وَآخَرُونَ وَكَانَ يُخَفف صلَاته جدا مُرَاعَاة لحضوره فِيهَا وانفقت لَهُ كائنة مَعَ النَّاصِر فِي سنة 21 قَامَ بعد صَلَاة الْجُمُعَة وَصَاح يَا فقرأه أخرجُوا إِلَى هدم الْكَنَائِس فهدم فِي الْحَال سِتّ كنائس وَذكر ابْن الدماميني التَّاجِر أَنه اجْتمع بِهِ مُتَعَجِّبا من ذَلِك الْفِعْل مَعَ أَنه كَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح فَأَجَابَهُ بِأَنَّهُم زادوا فِي الطغيان وَالْفساد فَفعل بهم ذَلِك وكوتب النَّاصِر فِي ذَلِك فَأمر بإحضاره إِلَى الْقَاهِرَة
2456 - عبد الْغفار بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْغَنَائِم بن فضل البندنيجى(3/184)
الْبَغْدَادِيّ سمع من أبي المنجا بن اللتي سمع مِنْهُ أَبُو الْعَلَاء البُخَارِيّ وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 708
2457 - عبد الْغفار بن عَليّ الْمصْرِيّ ... ... وَسمع على الْعِزّ الموسوي الشريف صَحِيح مُسلم وَعلي ابْن عبد الحميد وست الوزراء وَحدث
2458 - عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي بن عوض السَّعْدِيّ الْمصْرِيّ تَاج الدّين أَبُو الْقَاسِم ولد سنة 650 وَسمع ابْن عزون والمعين الدِّمَشْقِي وَمُحَمّد بن مهلهل والنجيب الْحَرَّانِي وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَابْن الصَّابُونِي وَابْن الخيمي وجمال الدّين اليغموري وَالْفضل بن رَوَاحَة وَغَيرهم من مَشَايِخ الْقَاهِرَة وبالاسكندرية من عُثْمَان بن عَوْف وَابْن الدهان وَابْن الْفُرَات وَأَجَازَ لَهُ من دمشق أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغير وَاحِد وَجمع لنَفسِهِ معجماً فِي ثَلَاث مجلدات واعتنى بِالْحَدِيثِ وَكَانَ ذَاكِرًا لشيوخه وسماعه حسن الْخط نَاب فِي الحكم عَن تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ وَولي مشيخة الحَدِيث بالصاحبية وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على أَمِين الدّين الْمحلي وَكَانَ يَقُول فِي أَوَاخِر عمره انه كتب بِخَطِّهِ مَا يزِيد على خَمْسمِائَة مُجَلد مَا بَين فقه وَحَدِيث وَغَيرهمَا وَخرج لنَفسِهِ تساعيات ومسلسلات وَسمع التساعيات لِابْنِ دَقِيق الْعِيد تَخْرِيجه لنَفسِهِ فِي سنة 679 وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 732(3/185)
2459 - عبد الْغنى بن إِسْمَاعِيل بن طيى الْمحلي يعرف بِابْن خندش لَهُ تخميس قصيدة الْمُحب الطَّبَرِيّ الدالية الَّتِي نظمها لما كَانَ بِالْيمن يتشوق إِلَى الْحرم الشريف الْمَكِّيّ أَولهَا
(مَرِيض من صدودك لَا يُعَاد ... بِهِ ألم لغيرك لَا يُعَاد)
2460 - عبد الْغَنِيّ بن الْحُسَيْن بن يحيى الْجَزرِي الْمَعْرُوف بِابْن القلا صدر الدّين ابْن رشيد الدّين التَّاجِر الأديب تنقل فِي الْبِلَاد للتِّجَارَة وَدخل الْهِنْد وَغَيرهَا ثمَّ دخل دمشق سنة 81 واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه كَانَ أديباً فَاضلا حسن النّظم وَلم يكن لَهُ اشْتِغَال فِي الْعرُوض والعربية وَكَانَ حسن الْخط كتب لنَفسِهِ وَلغيره بِغَيْر أُجْرَة شَيْئا كثيرا قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ قصيدة أَولهَا
(كَيفَ يصحو من خمر فِيك النديم ... وَهُوَ لَا شكّ قرقف مختوم)
(شكّ لبي وَأَنت كل سروري ... يَا حَياتِي أَنْت النَّعيم الْمُقِيم)
(عمك الْخَال بالمحاسن حَتَّى ... كل قلب إِلَى لقاك يهيم)
قَالَ ابْن الْجَزرِي فِي تَارِيخه وَأَخْبرنِي أَنه خرج إِلَى بانياس ليَشْتَرِي حَرِيرًا فادركه الْمسَاء وَمَعَهُ رفْقَة عِنْد قَرْيَة مِنْهَا فَبَاتَ فِي مَسْجِد خَارج الْقرْيَة فَجَاءَهُمْ إِمَام الْمَسْجِد ليُصَلِّي الْعشَاء فَصلي بهم وحذرهم من الْأسد وَقَالَ لَو علمت بكم منعتكم أَن تبيتوا هُنَا فانه فِي كل لَيْلَة يأوى هُنَا قَالَ فأخذنا(3/186)
حطباً نتدفأ بِهِ وصرنا نوقده وَكَانَ مَعنا حمَار فربطناه فِي حَلقَة بَاب الْمَسْجِد من خَارج فجَاء الْأسد يهدر فخاف الْحمار مِنْهُ فَدفع الْبَاب بِرَأْسِهِ فانفتح فَدخل الْمَسْجِد فَدخل الْأسد خَلفه فَخرج الْحمار فأغلق الْبَاب لِخُرُوجِهِ وَصَارَ الْأسد مَعنا لَا يهجم علينا بِسَبَب النَّار إِلَى أَن أصبح الصُّبْح فجاءالإمام فَدفع الْبَاب فَوَثَبَ عَلَيْهِ الْأسد فَأَخذه وَانْصَرف وَهُوَ يَصِيح فَكَانَ ذَلِك آخر الْعَهْد بِهِ وَخَرجْنَا سَالِمين مَاتَ فِي ثامن عشر شعْبَان سنة 702
2461 - عبد الْغَنِيّ بن عُرْوَة بن عبد الصَّمد بن عُثْمَان الرسغى ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسمع من عبد الرَّزَّاق الرَّسْعَنِي وَغَيره وَكَانَ لطيف المزاج كثير المزاح خَفِيف الرّوح يتَرَدَّد إِلَى أَعْيَان دمشق من نائبها الأفرم إِلَى من دونه وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 718
2462 - عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد تَقِيّ الدّين ابْن القَاضِي شمس الدّين ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ ... ودرس بالمنصورية وَكَانَ فَاضلا فِي مذْهبه مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710
2463 - عبد الْغَنِيّ بن مَنْصُور بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن عبَادَة الْحَرَّانِي الْمُؤَذّن جمال الدّين أَبُو عبَادَة ولد سنة أَربع أَو 635 بحران وَسمع من عِيسَى ابْن سَلامَة الْخياط ومجد الدّين ابْن تَيْمِية وتفقه وَمهر وَكَانَ من أَعْيَان(3/187)
المؤذنين وَله نظم حسن ذكره الذَّهَبِيّ وَمَات فِي ثَالِث شهر ربيع الآخر سنة 705
2464 - عبد الْغَنِيّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن نصر بن مُحَمَّد ابْن أبي بكر الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ شرف الدّين ابْن بدر الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة خمس أَو 646 وَسمع من شيخ الشُّيُوخ بحماة سنة 56 وَسمع بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا من النجيب وَابْن الْعِمَاد وَأَجَازَ لَهُ الْمجد ابْن تَيْمِية وَعِيسَى الْخياط وَعُثْمَان بن أَحْمد وَغَيرهم وَكَانَ متوسطاً فِي الْفِقْه مَحْمُود السِّيرَة كثير المكارم صَدرا كَبِيرا ودرس بالصالحية وَغَيرهَا روى عَنهُ أَبُو حَيَّان والبرزالي وَابْن رَافع وذكراه فِي معجميهما وباشر بِالْقَاهِرَةِ نظر الخزانة مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ قرر فِي قَضَاء الْحَنَابِلَة عوضا عَن بدر الدّين ابْن عوض وَمَات فِي ربيع الأول سنة 709
2465 - عبد الْقَادِر بن أبي البركات بن أبي الْفضل بن أبي عَليّ الدِّمَشْقِي مُحي الدّين بن القريشة البعلي ولد سنة 52 وَسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم حَدِيث بكر بن بكار وفضائل مُعَاوِيَة لِابْنِ أبي عَاصِم وجزء أبي سعد الْبَغْدَادِيّ وَسمع أَيْضا من يُوسُف بن الْحسن النابلسى وَإِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَأبي مُحَمَّد بن عَطاء وَعبد الرَّحْمَن بن سلمَان وَالْمُسلم بن مُحَمَّد ابْن عجلَان وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ خُصُوصِيَّة بِابْن صصرى وَمَات فِي الطَّاعُون سنة 749
2466 - عبد الْقَادِر بن عبد الْعَزِيز بن الْمُعظم عِيسَى بن الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب(3/188)
أَسد الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْملك المغيث شهَاب الدّين ولد بالكرك سنة 642 وَسمع من خطيب مردا السِّيرَة لِابْنِ هِشَام وَالثَّانِي من الطَّهَارَة وَالْجُمُعَة وجزء البطاقة وَغير ذَلِك وَأَجَازَ لَهُ الصَّدْر البكرى وَمُحَمّد ابْن عبد الْهَادِي وَأَخُوهُ عبد الحميد وَعبد الله بن الخشوعي وَغَيرهم وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مليح الشكل كثير الْبشر شَدِيد البنية يُقَال أَنه لم يتَزَوَّج وَلَا تسرى مَاتَ فِي آخر شهر رَمَضَان بالرملة فَنقل إِلَى الْقُدس فِي سنة 737
2467 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن سبع بن عَليّ بن عبد الْحق بن هِلَال بن شَيبَان الهلالى مُحي الدّين ولد سنة 87 وَسمع من الدمياطي وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته فى ربيع الأولى سنة 761
2468 - عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَبى الْحُسَيْن اليونينى مُحي الدّين وَابْن الْحَافِظ شرف الدّين ابْن الْفَقِيه أَبى عبد الله البونينى البعلي ولد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسمع من الْفَخر وَابْن الزين وَابْن عبد الْمُؤمن وَغَيرهم وَحدث وَدخل مصر وَسمع بهَا وَخرج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا وَذكره فِي مُعْجم شُيُوخه فَقَالَ فَقِيه عَالم خير كَانَ وقوراً كريم النَّفس جميل الْهَيْئَة انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة بِبَلَدِهِ على قَاعِدَة سلفه وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 747 وَأَجَازَ لشَيْخِنَا زين الدّين ابْن الْحُسَيْن
2469 - عبد الْقَادِر بن عمر بن أبي الْقَاسِم بن عمر السلاوى سمع من الْفَخر(3/189)
وَغَيره وَحدث وَكَانَ حسن الشكل كثير الْمُرُوءَة مَعْرُوفا بَين الْفُقَرَاء مَاتَ رَاجعا من الْحَج على مرحلَتَيْنِ من مَكَّة فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة 741
2470 - عبد الْقَادِر بن أبي الْقَاسِم بن عَليّ الاسنائي نَاصِر الدّين الشَّافِعِي ولد قبل السِّتين واشتغل بالفقه وناب عَن بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيره وَكَانَ كثير الْحَج وَأعَاد بالمنصورية وَغَيرهَا وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ فِي رَجَب سنة 730
2471 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الصَّمد بن تَمِيم ابْن أبي الْحسن بن عبد الصَّمد بن تَمِيم المقريزى البعلبكى محى الدّين الْحَنْبَلِيّ ولد فِي سنة 677 وَسمع ببعلبك من زَيْنَب بنت كندي وبدمشق من أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَابْن مشرف والتقي سُلَيْمَان وَابْن سعد وَابْن عبد الدَّائِم واسحاق بن النّحاس وأبى المكارم النصيبى وَعبد الْأَحَد ابْن تَيْمِية وَأبي الْحسن بن الصَّواف وبمصر من الْبَهَاء ابْن الْقيم وسبط زِيَادَة وجد فِي الطّلب واعتنى بالفن وَكتب الطباق وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع ببعلبك ودمشق وحمص وحلب ومصر والاسكندرية وَغَيرهَا من الْبِلَاد وَولى درس الحَدِيث بالبهائية بِدِمَشْق قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه كَانَ فَاضلا فَقِيها محصلاً وَقَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ مُشَاركَة فِي الْعُلُوم وَولي مشيخة الحَدِيث بالبهائية وَغير ذَلِك علقت عَنهُ فَوَائِد وَمَات فِي أَوَاخِر(3/190)
ربيع الأول سنة 2 أَو 3 أَو 734 قلت هُوَ جد صاحبنا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين أَحْمد ابْن عَليّ بن عبد الْقَادِر ابقاه الله تَعَالَى فِي خير قدم وَالِده عَلَاء الدّين الْقَاهِرَة فقرر فِي موقعي الانشاء وصاهر الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الصَّائِغ على ابْنَته فَولدت لَهُ تقى الدّين أَحْمد فَكَانَ يذكر أَن اباه ذكر لَهُ انه من ذُرِّيَّة تَمِيم بن الْمُنْتَصر بِأَنِّي الْقَاهِرَة وَلَا يظْهر ذَلِك إِلَّا لمن يَثِق بِهِ وأخبرته اني رَأَيْت فِي تَرْجَمَة جده عبد الْقَادِر بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع انه أَنْصَارِي فَلم يلْتَفت إِلَى ذَلِك
2472 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن الْفَخر عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر ابْن أَبى الْقَاسِم البعلى ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 89 واحضر على ابْن القواس وَعلي التقي الوَاسِطِيّ وَسمع من ابْن الموازيني والتقي سُلَيْمَان وَغَيرهم وبرع فِي كِتَابَة الشُّرُوط وَكَانَ قارىء الحَدِيث بمدرسة ام الصَّالح مَاتَ فِي شعْبَان سنة 741
2473 - عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن سَالم بن أبي الْوَفَاء القرشى مُحي الدّين الْحَنَفِيّ أَبُو مُحَمَّد ولد فِي شعْبَان سنة 696 وعني بالفقه حَتَّى مهر ودرس وافتى واجاز لَهُ الدمياطي وَغَيره وَسمع بِمَكَّة من الرضى الطبرى وَسمع من أَبى الْحسن ابْن الصَّواف وَحسن بن عمر الْكرْدِي والرشيد ابْن الْمعلم والشريف عَليّ بن عبد الْعَظِيم الرسى وموفقيه سِتّ الأحباس وَعبد الله بن عَليّ الصنهاجي وَجمع كثير وعني بِالطَّلَبِ وَكتب(3/191)
الْكثير وَلم يكن بالماهر وَجمع طَبَقَات الْحَنَفِيَّة وَخرج أَحَادِيث الْهِدَايَة وَغير ذَلِك وخطه حسن جدا مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 775 سمع مِنْهُ الْكِبَار وَحدث عَنهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَمن بعده
2474 - عبد الْقَادِر بن مهذب بن جَعْفَر الادفوي ابْن عَم الْكَمَال جَعْفَر ذكره فِي الطالع السعيد فَقَالَ كَانَ ذكياً جواداً متواضعاً دخل إِلَى قوص واشتغل بالتنبيه فَمَا فتح لَهُ فِيهِ وَكَانَ مُقبلا على كتاب الدعائم لِابْنِ النُّعْمَان شيخ الاسماعيلية وَكَانَ يقرىء الفلسفة ويعتقد نبوة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وينزله غَايَته من التَّعْظِيم إِلَّا انه كَانَ يرى سُقُوط الاركان الأسلامية عَمَّن حصلت لَهُ الْمعرفَة بربه الْأَدِلَّة الَّتِي يعتقدها وَكَانَ هُوَ على ذَلِك مواظباً على الصَّلَاة وَالصِّيَام ويعتقد ان الْقيام بالتكاليف الشَّرْعِيَّة يَقْتَضِي الزِّيَادَة فِي الْخَيْر وَلَو حصلت الْمعرفَة وَكَانَ يفكر طَويلا وَيقوم يرقص وَيَقُول (يَا قطوع من أفنى عمره فِي المحلول ... فَأتوا العاجل والآجل ذَا البهلول) قَالَ وَمرض فَلم اصل إِلَيْهِ وَمَات فَلم أصل عَلَيْهِ وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 725
2475 - عبد الْقَادِر بن يُوسُف بن مظفر الحظيري الدِّمَشْقِي أَبُو مُحَمَّد ولد(3/192)
سنة 35 وَسمع من ابْن رواج وَأَجَازَ لَهُ على بن مُخْتَار والصفراوي وَجَمَاعَة وَولي نظر الْجَامِع الْأمَوِي والخزانة وَكَانَ من عقلاء الْكتاب تنقل فِي المباشرات إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 716 قلت حَدثنَا عَنهُ أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد
2476 - عبد القاهر بن عبد الله بن يُوسُف بن أبي السفاح الْحلَبِي نجم الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد سنة بضع وَتِسْعين واشتغل وتفقه وَمهر وَولي حسبَة حلب ثمَّ نَاب فِي الحكم بهَا عَن ابْن العديم فَكَانَ شافعياً يحكم بمذهبه وينوب عَن الْحَنَفِيّ ثمَّ ولي قَضَاء حلب اسْتِقْلَالا وَكَانَ يعرف الْفِقْه والعربية ويحاضر محاضرة حَسَنَة ويلعب الشطرنج عالية وَكَانَ حسن الشكل جَهورِي الصَّوْت تَامّ الْقَامَة عِنْده شهامة وَهُوَ ابْن أخي كَاتب السِّرّ بحلب زين الدّين عمر بن يُوسُف بن أبي السفاح مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 750 قَالَ ابْن حبيب فَاضل نجمه سعيد وَرَئِيس مداه بعيد وماجد جد فوصل وعارف بالعزم على الْعِزّ حصل إِلَى أَن قَالَ كتبت فِي مَجْلِسه وَحَضَرت دروسه(3/193)
2477 - عبد القاهر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى التبريزي ثمَّ الْحَرَّانِي نزيل دمشق جمال الدّين أَبُو بكر الْخَطِيب قَاضِي صفد وَكَانَ سكنه فِي بخاراً ولد بحران سنة 48 واشتغل وَنَشَأ بِدِمَشْق وتفقه وناب عَن الزرعي بصفد ثمَّ كَانَ قد نَاب فِي سلمية وعجلون ثمَّ ولي فِي الآخر قَضَاء دمياط وَحكى الذَّهَبِيّ عَنهُ قَالَ قدم بِي أبي دمشق وَأَنا ابْن سِتّ فَمَاتَ فكفلنى عمى عبد الْخَالِق وَكَانَ أبي خلف مَالا فَخَلا بِي عمي وخنقني حَتَّى غشي عَليّ فرمانى فى حُفْرَة وطم التُّرَاب فَمر بعد ذَلِك شخص جلس يَبُول فَرَأى الْمدر يَتَحَرَّك بتحرك رجلى فَقلب حجرا فَرَأى بعض رجْلي فاستخرجني فَقُمْت أعدو إِلَى المَاء فَشَرِبت من شدَّة الْعَطش قَالَ وتوجهت إِلَى بعض أقاربنا من النِّسَاء فأقمت عِنْدهَا مختفياً حَتَّى بلغت وحفظت الْقُرْآن فمررت يَوْمًا فاذا بعمي فَقَالَ هاه جمال الدّين أمش بِنَا قَالَ فَمَا كَلمته ثمَّ رَأَيْته مرّة أُخْرَى بالجامع فغيبت مِنْهُ وَتوجه هُوَ إِلَى الْيمن فَأَقَامَ بهَا وتفقهت انا على الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ والنجم الموغاني وقرأت الْقُرْآن على الزواوي وَنبت فِي الْقَضَاء من جِهَة ابْن الصَّائِغ وَغَيره واستنابنى ابْن جمَاعَة فِي الخطابة فَقيل لَهُ ان دَامَ هَذَا راحت مِنْك الخطابة قَالَ الذَّهَبِيّ لِأَنَّهُ كَانَ مليح الصُّورَة أَبيض مستدير اللِّحْيَة فصيح الْعبارَة فاخر البزة عَارِفًا باللغة خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ قوي الْمُشَاركَة وَله نظم رائق ومحاسن كَثِيرَة انْتهى وَمن شُيُوخه مجد الدّين(3/194)
ابْن الظهير سمع مِنْهُ القصيدة البائية الَّتِي أَولهَا (كل حَيّ إِلَى الْمَمَات ذَهَابه) وانشأ خطبا سَمَّاهَا تحفة الألباء وَهِي على حُرُوف المعجم فِي مُجَلد ونظم فِي وقْعَة التتار بشقحب قصيدة اولها
(الله أكبر جاءالنصر وَالظفر) وَهِي منسجمة وَمن شعره فِي قلعة صفد لما حاصرها الظَّاهِر بيبرس
(ترى منجنيقاً يذهب الْعقل حسه ... إِذا بَات فِي أقطارها النَّاس رصدا)
(إِذا مَا اراها السهْم مِنْهُ رُكُوعه ... يخر لَهُ أَعلَى الشراريف سجدا)
قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ عَالما فَاضلا على مُعْتَقد السّلف حسن الشكل قَالَ الذَّهَبِيّ عَزله الْقزْوِينِي لكَونه اثْبتْ وَلم يتَأَوَّل فَسَار التبريزي إِلَى مصر فولاه ابْن جمَاعَة نِيَابَة دمياط فَلَمَّا نقل الْقزْوِينِي إِلَى مصر انعكس التبريزي وَكَانَ يكْتب خطا قَوِيا جود على الشريف حُسَيْن السهروردي قَالَ وَهُوَ صَاحب القصيدة الموعظة الملاحة الَّتِي أَولهَا
(كم بَين بَان الأجرع ورامة ولعلع من قلب صب موجع)
(سَكرَان وجد لَا يعي)
(ترَاهُ مَا بَين الْحلَل ... جريح اسياب الْمقل فارفق بِهِ وَلَا تسل)(3/195)
(عَن قلبه المضيع
)
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 740 بدمياط وَله 92 سنة وَهُوَ الْقَائِل فِي الشبابة وناطقة بافواه ثَمَان الأبيات
2478 - عبد الْقوي بن عبد الْكَرِيم الْقَرَافِيّ الْحَنْبَلِيّ الطوفي الرافضي يلقب نجم الدّين هَكَذَا تَرْجمهُ الصَّفَدِي وَأَظنهُ سقط عَلَيْهِ أُسَمِّهِ فانه سُلَيْمَان ابْن عبد الْقوي الْمُقدم ذكره وَقَالَ فِي تَرْجَمته لَهُ مُصَنف فِي أصُول الْفِقْه ونظم كثير وعزر على الرَّفْض بِالْقَاهِرَةِ لكَونه قَالَ من ابيات
(كم بَين من شكّ فِي خِلَافَته ... وَبَين من قيل أَنه الله) وَهُوَ الْقَائِل عَن نَفسه (حنبلي رَافِضِي ظاهري ... أشعرى هَذِه أحدى الْكبر) مَاتَ بِبَلَد الْخَلِيل سنة 716 وَيُقَال انه تَابَ فِي الآخر
2479 - عبد الْكَافِي بن عُثْمَان الحاسب الْمَعْرُوف بِابْن بصاقة مَاتَ فِي شعْبَان سنة 734 وَقد اسن(3/196)
2480 - عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف زين الدّين السُّبْكِيّ الشَّافِعِي وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وتفقه على الظهير التزمنتي وَأخذ عَن الْقَرَافِيّ وناب فِي قَضَاء الْمحلة وَمَات بهَا سنة 735 وَكَانَ سمع عَليّ ابْن خطيب المزة وَغَيره وَخرج لَهُ قرَابَته أَبُو الْفَتْح السُّبْكِيّ مشيخة وَحدث بهَا وَسمع مِنْهُ حفيده تَاج الدّين وَالشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي وَهُوَ الْقَائِل
(قَطعنَا الاخوة عَن معشر ... بهم مرض من كتاب الشفا) فماتوا على دين رسطالس
وعشنا على مِلَّة الْمُصْطَفى ...
2481 - عبد الْكَرِيم بن الْحُسَيْن بن عبد الله الآملي الطَّبَرِيّ كريم الدّين أَبُو الْقَاسِم شيخ الخانقاه السعيدية بِالْقَاهِرَةِ تعانى الِاشْتِغَال بالتصوف وخاض تِلْكَ الغمرات وَكَانَ ينتمي إِلَى سعد الدّين ابْن حمويه حَتَّى تكلم مرّة بِحَضْرَة ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ فهمت مُفْرَدَات كَلَامه وَمَا فهمت تراكيبها وَكَانَ ابْن تَيْمِية كثير الْحَط عَلَيْهِ وَقَامَ عَلَيْهِ الصُّوفِيَّة مرّة فاثبتوا فسقه من سِتَّة عشر وَجها فَأخْرج من الخانقاه وَاسْتقر ابْن جمَاعَة ثمَّ اعيد كريم الدّين وَكَانَ محببا إِلَى الْأَعْيَان وَله صُورَة كَبِيرَة ورياضة قديمَة وتمزق وَمَات فِي شَوَّال سنة 710 وَقد شاخ وَاسْتقر بهَا بعده الشَّيْخ(3/197)
عَلَاء الدّين القونوي وَلبس الخلعة وباشر الْوَظِيفَة
2482 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عبد الرَّحْمَن بن حسان ابْن رَافع بن رَافع ابْن موقا بن خَليفَة البعلبكى صفى الدّين أَبُو طَالب ابْن المخلص ولد فِي شَوَّال سنة 676 وَسمع بِبَلَدِهِ من التَّاج عبد الْخَالِق وَاحْمَدْ ابْن أبي الْحُسَيْن الْقطَّان والضياء خطيب بعلبك وبدمشق من الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ ويوسف الغسولي وَابْن عَسَاكِر وَزَيْنَب بنت كندي والفاروثي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة قَالَ ابْن كثير كَانَ يغْتَسل بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الشتَاء وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَغَيره وأرخ وَفَاته فِي شهر ربيع الاخر سنة 760
2483 - عبد الْكَرِيم بن عبد الْملك بن عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن عبد القاهر الطوسي أَبُو المحاسن الحبدلى ولد فِي الْمحرم سنة 668 وَسمع من أَبِيه بحلب عَن ابْن اللتي وَتُوفِّي سنة 734 ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ صَاحب همة ونباهة وعقل وَكَانَ اسْمه فِي الدِّيوَان عبد الله وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي بصرى
2484 - عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور بن مُنِير بن عبد الْكَرِيم بن على(3/198)
ابْن عبد الْحق بن عبد الصَّمد بن عبد النُّور الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَافِظ قطب الدّين أَبُو عَليّ ابْن أُخْت الشَّيْخ نصر المنبجي ولد فِي رَجَب سنة 64 واعتنى بالرواية فَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي الحلاوي وَابْن خطيب المزة وَغَيرهم وبدمشق من الْفَخر وَغَيره واستكثر من الشُّيُوخ جدا وَكتب العالي والنازل فَلَعَلَّ شُيُوخه يبلغون الْألف وَخرج لنَفسِهِ التساعيات والمتباينات والبلدانيات وَكَانَ خيرا متواضعاً تَلا بالسبع على أبي الطَّاهِر المليحي وعَلى خَاله الشَّيْخ نصر وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَجمع لمصر تَارِيخا حافلاً لَو كمل لبلغ عشْرين مجلدة بيض مِنْهُ المحمدين فِي أَرْبَعَة وَاخْتصرَ الالمام فحرره وَشرح سيرة عبد الْغَنِيّ وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ وَهُوَ مطول أَيْضا بيض أَوَائِله إِلَى قريب النّصْف قَالَ الذهبى كيسا متواضعا محببا إِلَى الطّلبَة غزير الْمعرفَة متقناً لما يَقُول وَرُوِيَ الْكثير لكنه قَلِيل فِي جنب مَا سمع سمع مني وَسمعت مِنْهُ وَكنت أحبه فِي الله لسمته وَدينه وَحسن سيرته وكثيرة محاسنه وادامته للمطالعة والإفادة مَعَ الْفَهم وَالْبَصَر فِي الرِّجَال والمشاركة فِي الْفِقْه وَغير ذَلِك وَقد حج مَرَّات وَقَالَ فِي ... فِي أوراق شيوخي الَّذين لقيتهم فِي الْبِلَاد فَبلغ عَددهمْ ألفا(3/199)
وثلاثمائة وَزِيَادَة ثمَّ نظرت فَإِذا أَعلَى من فيهم من روى عَن ابْن طبرزذ فَجمعتهمْ فَكَانُوا أحد عشر نفسا فَخرج عَنْهُم جُزْءا ودرس بأماكن وَشرح السِّيرَة النَّبَوِيَّة الَّتِي اختصرها الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ لطيف الْكَلَام حسن الْمُلْتَقى والخلق كثير التَّوَاضُع طَاهِر اللِّسَان عديم الْأَذَى وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 735
2485 - عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان ابْن العجمي ولد بحلب فِي ربيع الآخر سنة 705
2486 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف القونوي صدر الدّين الشَّافِعِي ولد الشَّيْخ عَلَاء الدّين قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين فِي الطَّبَقَات كَانَ فِي الدّيانَة وَالْعِبَادَة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق والمواظبة على الِاشْتِغَال نَحوا من أَخِيه وانتصب لشغل الطّلبَة وَكَانَ حسن الصُّورَة والشكل ومولده بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة 29 وانتقل مَعَ أَهله إِلَى مصر وَنَشَأ بهَا نشأة حَسَنَة إِلَى أَن مَاتَ شَابًّا فِي الْمحرم سنة 762
2487 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن عمر الْأنْصَارِيّ علم الدّين الْعِرَاقِيّ سبط الشَّيْخ أبي اسحاق الْعِرَاقِيّ الشَّافِعِي خطيب جَامع مصر ولد بِمصْر سنة ثَلَاث(3/200)
أَو 622 وَكَانَ أَصله من وَادي آش وَكَانَ جده لأمه مصرياً دخل الْعرَاق فَعرف بالعراقي واعتنى علم الدّين بالعلوم الشَّرْعِيَّة فمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَكتب الْخط الْحسن وَمهر فِي الْكِتَابَة والحساب وَله نظم ونثر وَكَانَ لَهُ اقتدار على التَّعْلِيم وصبر على الطّلبَة حَتَّى أَن مُعظم من كَانَ بالديار المصرية مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ وَمثل بَين يَدَيْهِ وَكَانَ حسن الفكاهة متواضعاً لَا يسأم من المذاكرة كثير التودد والانبساط وأضر فِي أَوَاخِر عمره ودرس التَّفْسِير بالمنصورية بعد بهاء الدّين ابْن النّحاس وَوضع كتابا فِي الِانْتِصَار للزمخشري من ابْن الْمُنِير وَعُوتِبَ على ذَلِك فَقَالَ هَذَا الْكتاب رد الرَّد وكتاباً فِي التَّفْسِير وَنسخ بِخَطِّهِ الْحَاوِي للماوردي مرَّتَيْنِ أَخذ عَنهُ أَبُو حَيَّان والسبكي وَآخَرُونَ وَكَانَ أَبُو حَيَّان لَا يصفه بالمهارة وَقد تعرض لذَلِك فى تسفيره الْكَبِير قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ كيساً متواضعاً ومدحه بهاء الدّين ابْن النّحاس وَكَانَ ذَا دعابة وتواضع واطراح التَّكَلُّف وَمَات فِي سَابِع صفر سنة 704 وَقد بلغ الثَّمَانِينَ
2488 - عبد الْكَرِيم بن عَليّ الشهرزوري ثمَّ القوصي زين الدّين ولي ديوَان الزَّكَاة بقوص وَكَانَ كثير الهجاء فَمن ذَلِك مَا قَالَه فى شرف الدّين ابْن هبة
(وكرشة مَمْلُوءَة ... من الحرا مطنبه)
(شبهتها رَوْضَة ... بدمها مختضبه)(3/201)
(فَلَعَلَّهُ القاضى الشها ... ب النجيب ابْن هبة)
وَكَانَ ينظم الازجال والبلاليق فِي الهزليات كثيرا مَاتَ فِي حُدُود سنة 710 قَالَ الْجمال جَعْفَر كَانَ يتطور فَتَارَة يُبَاشر المكوس وَتارَة يَنْقَطِع فِي بعض الْأَرْبَعَة فِي زِيّ الْفُقَرَاء وَأنْشد لَهُ من شعره هَذَا البليق أَوله
(قد حلا العنقود وطاب ... قُم بِنَا حَتَّى نطيب)
(آه على كأس كَبِير ... وعَلى سَاق صَغِير ... وَأَقُول لَهُ حِين يُدِير)
(خش على هَذَا الشَّبَاب ... هَات على رغم المشيب)
(لَو تراني يَا فَقِيه ... ومعى من تشتهيه ... حِين نسكر ونتيه)
(وَكنت تشرب بِالْكتاب ... لَو تكون ابْن الْخَطِيب)
2489 - عبد الْكَرِيم بن أبي الْفرج بن الحكم الْحَمَوِيّ شرف الدّين الْمُحْتَسب بَاشر الْحِسْبَة مُدَّة ثمَّ انْقَطع بزاويته وقصده النَّاس للتبريك إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 711
2490 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن صَالح بن هَاشم بن أبي حَامِد بن عبد الرَّحْمَن شمس الدّين ابْن العجمي الْحلَبِي ولد سنة بضع وَخمسين وأشتغل وَكتب الشُّرُوط للحكام وَكَانَ أصيلاً عفيفاً قَلِيل الْكَلَام مَاتَ بطرِيق الْحجاز(3/202)
وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا فِي سنة 727
2491 - عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْقزْوِينِي صدر الدّين ابْن القَاضِي جلال الدّين
2492 - عبد الْكَرِيم بن هبة الله بن السديد المصرى القاضى كريم الدّين الْكَبِير أَبُو الْفَضَائِل وَكيل السُّلْطَان ومدبر الدولة الناصرية أسلم كهلا ايام بيبرس الجاشنكير وَكَانَ كَاتبه فَلَمَّا هرب بيبرس وَدخل النَّاصِر الْقَاهِرَة تطلبه إِلَى ان ظفر بِهِ وصادره على مائَة ألف دِينَار فالتزم بهَا وَلم يزل طغاى وفخر الدّين نَاظر الْجَيْش يتلطفان امْرَهْ عِنْده إِلَى أَن سامحه بجملة بقيت مِنْهَا وَقَررهُ فِي نظر الْخَاص فَهُوَ أول من بَاشَرَهَا وَتقدم بعد ذَلِك عِنْد النَّاصِر وأحبه حَتَّى صَارَت الخزائن كلهَا فِي تَسْلِيمه وَإِذا طلب السُّلْطَان شَيْئا نزل إِلَيْهِ قَاصد من عِنْده يَسْتَدْعِي مِنْهُ مَا يُرِيد فيجهزه إِلَيْهِ من بَيته وَعظم جدا حَتَّى أَن فَخر الدّين كَانَ فِي مبدأ الامر إِذا ركب وَحده ينتظره فيركب فِي خدمَة فَخر الدّين فَصَارَ فَخر الدّين يبكر إِلَى بَابه فينتظره حَتَّى يركب فى خدمته إِلَى القلعة وَكَانَ هُوَ فى كل يَوْم ثلاثاء يجىء إِلَى دَار فَخر الدّين فيتغدى عِنْده وَصَارَ يركب فِي عدَّة مماليك نَحْو السّبْعين كلهم بكبابيش عمل الدَّار وطرز ذهب(3/203)
والامراء تركب فِي خدمته وَبلغ من عظم قدره أَنه مرض مرّة فَلَمَّا عوفي دخل مصر إِلَى دَار العقد فزينت لَهُ الْبَلَد وَكَانَ عدد الشمع ألفا وسِتمِائَة شمعة وَركب حراقة فلاقاه التُّجَّار الكارمية ونثروا عَلَيْهِ الذَّهَب وَالْفِضَّة فتناهبها النواتية وَعمر بالزريبة جَامعا وفى طرق الرمل عدَّة آبار وَأصْلح الطرقات وَلما دخل دمشق سنة 18 عمر جَامع القبيبات وجامع القابون وَبلغ من ارْتِفَاع الْمنزلَة أَنه بَاشر الْخلْع على الامراء الْكِبَار بِأَمْر السُّلْطَان وَالسُّلْطَان دَاخل الْخَيْمَة وَكَانَ النَّاصِر إِذا أَرَادَ أَن يحدث شرا على أحد فَحَضَرَ كريم الدّين تَركه وَقَالَ هَذَا مَا تركنَا نعمل مانريد وَمن مكارمه مَا استفاض ان امْرَأَة رفعت إِلَيْهِ قصَّة تطلب مِنْهُ ازاراً فَوَقع لَهَا بِصَرْف ثَمَانمِائَة فَاسْتَكْثر الصيرفى ذَلِك فَرَاجعه فَقَالَ اردت ان اكْتُبْ لَهَا ثَمَانِينَ وَلَكِن هَذَا من الله وزادها ثَمَانِينَ وبلغه ان عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر قَالَ هَذِه المكارم مَا يَفْعَلهَا كريم الدّين إِلَّا لمن يخافه فأسرها فِي نَفسه وَرَاح إِلَيْهِ يَوْمًا على غَفلَة فأضافه بِمَا حضر ثمَّ ارسل احضر إِلَيْهِ أنواعاً من المآكل والملابس وَدفع إِلَيْهِ كيسا فِيهِ خَمْسَة آلَاف دِرْهَم وتوقيعاً بِزِيَادَة فِي رواتبه من الدَّرَاهِم وَالْغلَّة والملبوس وَغير ذَلِك وَخرج من عِنْده فَلَمَّا خرج عَلَاء الدّين يودعه قَالَ لَهُ يَا مَوْلَانَا وَالله لَا أفعل هَذَا تكلفا وَأَنا وَالله لَا أرجوك وَلَا أخافك وَكَانَ قد ولي نظر المرستان فكثرت أوقافه وَكَانَ كل مَا دخل إِلَيْهِ تصدق بِعشْرَة آلَاف حَتَّى مَاتَ مرّة من الزحمة على تِلْكَ الصَّدَقَة ثَلَاثَة انفس وَمن رياسته أَنه كَانَ إِذا قَالَ نعم استمرت وَإِذا قَالَ لَا استمرت وَكَانَ(3/204)
يُوفى ديوَان من فِي الحبوس من أول شهر رَجَب وَيُطلق من فِيهَا دَائِما وَكَانَ مَعَ جوده عَاقِلا وقوراً جزل الرَّأْي بعيد الْغَوْر يحب الْعلمَاء والفضلاء وَيحسن إِلَيْهِم كثيرا وَهُوَ الَّذِي استحضر سِتّ الوزراء والحجار إِلَى الْقَاهِرَة فَسمع عَلَيْهِمَا صَحِيح البخارى ووصلهما بجملة من المَال قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ لَا يتَكَلَّف فِي ملبس وَلَا زِيّ وَكَانَ عَاقِلا وقوراً جزل الرَّأْي داهية بعيد الْغَوْر وَكَانَ نَظِير رشيد الدولة بِبِلَاد الشرق وَلما انحرف عَنهُ السُّلْطَان أَمر أرغون النَّائِب بأمساكه واوقع الحوطة على دوره وموجوده وَذَلِكَ فِي رَابِع عشر ربيع الاخر سنة 23 ثمَّ أَمر بِلُزُوم تربته بالقرافة ثمَّ نقل فِي جُمَادَى الاخرة إِلَى الشوبك ثمَّ نقل إِلَى(3/205)
الْقُدس فِي شَوَّال ثمَّ اعيد إِلَى الْقَاهِرَة فِي ربيع الأول سنة 24 ثمَّ سفر إِلَى أسوان فاصبح مشنوقاً وَيُقَال انه لما أُرِيد قَتله تَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ هاتوا عِشْنَا سعداء ومتنا شُهَدَاء وَكَانَ الْعَوام يَقُولُونَ مَا أحسن أحد لَاحَدَّ مثل مَا احسن النَّاصِر لكريم الدّين أسعده فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ اليوسفى فى تَارِيخه كَانَ اقترح المتجر للسُّلْطَان وَضبط الاموال فكثرت الاموال بِيَدِهِ وَأطلق السُّلْطَان عَلَيْهِ نَاظر الْخَاص فاستمرت وَلما أحيط بِهِ وامر السُّلْطَان بِنَقْل موجوده إِلَى القعله على بغال فَكَانَ أَولهَا بِبَاب بَيته وَآخِرهَا بِبَاب القعله وَحمل على الاقفاص مائَة وَثَمَانِينَ قفصاً ثَلَاثَة أَيَّام فِي كل يَوْم ثَلَاث دفعات أَو مرَّتَيْنِ سوى مَا كَانَ ينْقل مَعَ الخدام من الْأَشْيَاء الفاخرة الَّتِي لَا يُؤمن عَلَيْهَا مَعَ غَيرهم وَوجد لَهُ من النَّقْد خَاصَّة نَحْو من ثَمَانِينَ ألف قِنْطَار وَمن الْعَسَّال ثَلَاثَة وَخمسين ألف مطر وَكَانَ عدد الصناديق الَّتِي فِيهَا أَصْنَاف الْعطر من اللبان وَالْعود والعنبر والمسك أحدا وَأَرْبَعين صندوقاً
2493 - عبد الْكَرِيم بن يحيى بن مُحَمَّد بن الزكي تَقِيّ الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة مُحي الدّين ابْن الزكي تَقِيّ الدّين ولد سنة 64 وَسمع من الْفَخر وَحدث(3/206)
وَكَانَ من اعيان الدمشقيين وَبَقِيَّة أهل بَيته وَكَانَ أول مَا درس فِي سنة 86 بالمجاهدية وَولي مشيخة الشُّيُوخ سنة 703 لما تَركهَا الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ فِي ذِي الْقعدَة وَحضر مَعَ تَقِيّ الدّين الْقُضَاة وَالْعُلَمَاء وَكَانَ رَئِيسا محتشماً مَاتَ فِي شَوَّال سنة 747
2494 - عبد اللَّطِيف بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح بن مَحْمُود بن أبي الْقَاسِم التكريتي الاصل سراج الدّين ابْن الكويك التَّاجِر الاسكندراني الربعِي ولد سنة 659 وَسمع من النجيب جُزْء ابْن عَرَفَة وَحدث بِهِ مرّة فَفرق على كل من سمع عَلَيْهِ دِينَارا دِينَارا وتفقه للشَّافِعِيّ وَمهر ورحل إِلَى دمشق فَسمع بهَا من اسحاق الأسدى وَإِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم وَبنت البطائحى وَغَيرهم وَكَانَ من رُؤَسَاء الكارم وَبني مدرسة بالثغر وَهُوَ جد شَيخنَا أَبى الطَّاهِر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف وأنجب هُوَ أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْيمن قَرَأت بِخَط وَلَده أبي جَعْفَر انه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 34 بِبِلَاد التكرور وَمن شعره (لله در مسَائِل ... هذبتها ... وبغيت خلفا عد خلفا نَقله)(3/207)
(وحللت اذ قيدت بالشرطين مَا ... أعيا على الْعلمَاء قبلك حلّه)
(فعلا على الشَّرْطَيْنِ قدرك صاعدا ... اوج الْعُلُوم وَفَوق ذَاك مَحَله)
كتب عَنهُ الشَّيْخ رَافع وَابْن حبيب وَذكره ابْن رَافع فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 712
2495 - عبد اللَّطِيف بن بلبان السعودي خَليفَة الشَّيْخ عمر سمع من ابْن عزون وَإِبْرَاهِيم بن عمر بن مُضر والنجيب والمعين الدِّمَشْقِي وَغَيرهم وَكَانَ خيرا دينا يكْتب خطا متوسطاً وَله شعر على طَريقَة الصُّوفِيَّة مَاتَ فِي ربيع الاخر سنة 736
2496 - عبد اللَّطِيف بن خَليفَة شمس الدّين اخو النجيب كَحال غازان الاسرائيلي كَانَ من اكابر خَواص الْمغل حَتَّى لقب الْملك الصَّالح وَأسلم قَدِيما قدم الْقَاهِرَة وحظي عِنْد النَّاصِر واكابر دولته وَحصل رواتب كَثِيرَة وَهُوَ مِمَّن ساعد الْجلَال القزوينى على تَوْلِيَة قَضَاء الشَّام ثمَّ قَضَاء الديار المصرية وَذكر أَنه قَرَأَ الْمنطق على الاثير الابهري وَكَانَ حسن المناظرة جميل المحاضرة قوي الْخط جدا يستحضر من كَلَام الْحُكَمَاء جملَة وافرة وَمن الْآدَاب والاخبار وَمَات غريقاً ببركة الْفِيل بعد أَن حصل لَهُ فالج انْقَطع لَهُ مُدَّة وجد غريقاً فِي الْمحرم سنة 731(3/208)
2497 - عبد اللَّطِيف بن رشيد بن مُحَمَّد بن سديد الربعِي التكريتي نزيل الاسكندرية سمع من النجيب جُزْء ابْن عَرَفَة وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ ابْن حبيب من رُؤَسَاء الكارم مَعْرُوف بالمكارم لَهُ نظم فائق وَكِتَابَة جَيِّدَة وَذكره شمس الدّين الْجَزرِي فِي تَارِيخه وَنقل عَن الْملك الْمَنْصُور أَنه كَانَ يَقُول مَا لأحد عَليّ فضل وَأَنا أَمِير مثل سراج الدّين مَاتَ سنة 714 وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة قلت ينظر فِيهِ وفى عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُسْند الَّاتِي قَرِيبا
2498 - عبد اللَّطِيف بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ عَزِيز بن نعْمَة ابْن ذوالة الْحَرَّانِي الأَصْل الشافعى الْمَعْرُوف بِابْن المرحل الْعَلامَة شهَاب الدّين النَّحْوِيّ يكنى أَبَا الْفرج ابْن عز الدّين سمع من ابْن الحبوبي وَعلي الْبكْرِيّ وشهاب المحسني وَغَيرهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَخرج لَهُ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع جُزْءا من حَدِيثه وتصدر بالجامع الحاكمي وانتفع بِهِ النَّاس وَقَالَ الأسنوى فى الطَّبَقَات كَانَ ابوه يَبِيع الرّحال للجمال فَلذَلِك قيل لَهُ ابْن المرحل وَكَانَ فَاضلا فى النَّحْو واللغة والمعانى وَالْبَيَان والقراآت وَكَانَ هُوَ تَاجِرًا فِي الْكتب اعتنى بِالْعَرَبِيَّةِ وخصوصاً الفية ابْن مَالك فَكَانَ فِيهَا ماهراً وأقرأها فَأَخذهَا جمَاعَة بحلب والقاهرة عَنهُ وَكَانَ(3/209)
شَدِيد التثبت فِي النَّقْل وَكَانَ أَخُوهُ فَاضلا وَكَانَ اسن مِنْهُ وَمَات قبله وَكَانَ لابيه سَماع من النجيب وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي الْمحرم سنة 744 وَقد أَخذ عَنهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن هِشَام وَهُوَ الَّذِي نوه بِهِ وَعرف بِقَدرِهِ وَكَانَ يطريه ويفضله على أَبى حَيَّان وَغَيره وَيَقُول كَانَ الِاسْم فِي زَمَانه لابي حَيَّان وَالِانْتِفَاع بِابْن المرحل وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الصَّائِغ ورثاه لما مَاتَ بقصيدة على قافية الْبَاء الْمُوَحدَة أَولهَا (سما الفضلا وأنقض بعد شهَاب ... فَقل فِي مُصِيب عز فِيهِ مصاب) يَقُول فِيهَا
(وطار ابْن عُصْفُور بذكراه فِي الورى ... كَمَا طَار فِي جو السَّمَاء عِقَاب)
(فَمن يَا شهَاب الدّين بعْدك يستضا ... لَهُ لمع يقْرَأ عَلَيْهِ الْكتاب)
وَذكر الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الصَّائِغ ان الشَّيْخ عبد الله المنوفي الزَّاهِد الْمَشْهُور بَات عِنْده لَيْلَة دَفنه وَقَرَأَ عَلَيْهِ ختمة وَمن الأوهام أَن الأسنوى فى الطَّبَقَات ذكر هَذَا فَسَماهُ أَحْمد وانما هُوَ عبد اللَّطِيف(3/210)
وَأحمد أَخُوهُ وَهُوَ شهَاب الدّين الْمُحدث وَقد تَأَخّر بعده دهراً وَلم يكن فَقِيها وقرأت فِي تَارِيخ حلب للْقَاضِي عَلَاء الدّين ابْن خطيب الناصرية مَا نَصه وَهَذَا شهَاب الدّين اسْمه عبد اللَّطِيف واخوه أَحْمد يلقب ايضاً شهَاب الدّين فغلط الاسنوى فَظن ان النَّحْوِيّ هُوَ الْمُحدث
2499 - عبد اللَّطِيف بن عبد المحسن بن عبد الْمجِيد بن يُوسُف البتنوني قطب الدّين ابْن اخت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ ولد بعد السبعمائة وَسمع من أبي الْحسن بن الصَّواف وأبى الْحسن بن هَارُون وَغَيرهمَا وتفقه وَتقدم واستوطن دمشق مَعَ خَاله وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 788 سمع مِنْهُ أَبُو المعالى بن حَمْزَة الْحُسَيْنِي وَمَات قبله وَأَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَغَيرهمَا
2500 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن معضاد بن شَدَّاد بن ملك بن ماجد الجعبرى يكنى أَبَا الِاعْتِرَاف كَانَ واعظا ماهرا وعظ بِالْقَاهِرَةِ وبحلب ودمشق وَغَيرهَا وَكَانَ فَاضلا ماهراً فِي فنه يُقَال إِنَّه سُئِلَ عَن(3/211)
ابْن سَنَد والقرشى فَقَالَ ابْن سَنَد يخْشَى كشى والقرشي لَيْسَ بشىء مَاتَ بِدِمَشْق ... سمع مِنْهُ شَيخنَا بدر الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم والشرف أَبُو بكر بن أَحْمد بن عمر العجلوني والبرهان مُحدث حلب سبط ابْن العجمي حزب الْبَحْر للشاذلي بِسَمَاعِهِ من الشَّيْخ أَحْمد الحريري عَن ياقوت عَن أبي الْعَبَّاس المرسي عَنهُ وقرأت بِخَطِّهِ لم أر فِي الْوَعْظ انبل مِنْهُ وَكَانَ حسن الْمنطق عذب الايراد وَكَانَ يخرج فِي بعض الأحيان من الميعاد عُريَانا وَقد حلف لي بِالطَّلَاق انه لَا يفعل ذَلِك بِاخْتِيَارِهِ بل يحصل لَهُ حَال وَقَالَ أَيْضا سالنى لم سمي ابْن سبعين فَقلت لَا أَدْرِي فَقَالَ لِأَنَّهُ ابْن كن فالكاف بِعشْرين وَالنُّون بِخَمْسِينَ قَالَ فَقلت لَهُ فَالنَّاس كلهم كَذَلِك وَأَيْضًا فَلَا اخْتِصَاص لعدد السّبْعين بِهَذَيْنِ الحرفين فان حُرُوف ليل كَذَلِك وَكَذَا حُرُوف مكى وكمى وكلك إِلَى غير ذَلِك وفلعله ولد لَيْلًا
2501 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين الْحَمَوِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي بدر الدّين أَبُو البركات بن القَاضِي تَقِيّ الدّين ولد بِدِمَشْق سنة 49 وَسمع من عُثْمَان بن خطيب القرافة وَعبد الله بن الخشوعي وَغَيرهمَا وَحفظ الْمُحَرر فِي الْفِقْه وَمهر فِي الْفِقْه ودرس وَأفْتى وَتَوَلَّى الْإِعَادَة لوالده(3/212)
وناب فِي الحكم بقليوب وَولي قَضَاء الْعَسْكَر أَكثر من ثَلَاثِينَ سنة ودرس بالظاهرية وَغَيرهَا بعد أَبِيه وخطب بالجامع الْأَزْهَر وَكَانَت لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ وَالرِّوَايَة وَمَات سنة 710
2502 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي سراج الدّين ابْن الشامية موقع الحكم بالديار المصرية مَاتَ فى سنة 768 وَقد ناهز السّبْعين
2503 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُسْند الاسكندراني الكارمي سراج الدّين التَّاجِر سمع من مُحَمَّد بن النجيب وَأبي مُحَمَّد بن فَارس وَغَيرهمَا وَحدث ووقف بالثغر مدرسة وَعمل مدائح نبوية أَخذ عَنهُ أَبُو حَيَّان وَغَيره وَمن شعره قصيدة نبوية أَولهَا
(لي بالاجيرع دون وَادي المنحنى ... قلب تقلبه الصبابة والضنا)
(اتبعتهم يَوْم اسْتَقَلت عيسهم ... بحشاشة الفت معاناة العنا)
(وَنَثَرت من جفني عقيق مدامع ... حِين التَّفَرُّق فاستحالت أعينا)
وَأُخْرَى أَولهَا (مَا بعد رامة للقلوب مرام)
. . وَأُخْرَى أَولهَا
(وَمَا شاقه البان وَلَا يشوقه) وَمَات سنة 714
25004 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَبى الْفتُوح بن أَبى سعيد الْخُرَاسَانِي نزيل حلب وَأَبُو سعيد جده الْأَعْلَى هُوَ فضل الله الميهني ولي عقب موت وَالِده مشيخة الشُّيُوخ بحلب وَهُوَ صَغِير فاستمر فِيهَا(3/213)
إِلَى أَن مَاتَ سنة 787 وَقد جَاوز السّبْعين وَكَانَ مشكور السِّيرَة ذكره طَاهِر بن حبيب فِي ذيل تَارِيخ التّرْك لوالده وَقَالَ فِيهِ كَانَ كثير الانبساط والايناس جيدا فِي اموره مَعَ النَّاس يحب الرياضة وَيتَكَلَّم عَلَيْهَا. و ... . . إِلَى الْفُنُون ويميل إِلَيْهَا وَكَانَ قد سمع كتاب الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي مَعَ وَالِده وَحدث
2505 - عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن يُوسُف الزرندى الْحَنَفِيّ سراج الدّين أَبُو أَحْمد كَانَ عفيفاً فَاضلا رَأس بعد وَالِده وَسمع من الْجمال المطرى تَارِيخ الْمَدِينَة لَهُ وَحدث لَهُ بِهِ سَمعه مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَمَات فِي ... .
2506 - عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان بن عبد الرَّحِيم بن الْحسن ابْن العجمي معِين الدّين ابْن تَاج الدّين بَاشر الانشاء بحلب دهراً ثمَّ انْقَطع وَمَات سنة 749 عَن أَكثر من سبعين سنة قَالَ ابْن حبيب كَانَ كَاتبا اصيلاً ماجداً جَلِيلًا بَاشر الانشاء مُدَّة ثمَّ اعْرِض عَنْهَا وَمَات على ذَلِك
2507 - عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل ابْن هبة الله بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ نجم الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 688 بِدِمَشْق وأسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ جُزْء الْأنْصَارِيّ والاول وَالثَّانِي من(3/214)
حَدِيث الْمُزَكي وَالْأول وَالثَّانِي من مشيخة القَاضِي أَبى بكر ومجلسا من امالى أبي سعد والجزء الَّذِي انتقاه الضياء لِابْنِ اخيه الْفَخر
2508 - عبد المحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الصَّابُونِي أَمِين الدّين أَبُو الْفضل حفيد الْحَافِظ أبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 57 وَسمع من ابْن عزون والمعين الدِّمَشْقِي وَابْن علاق والنجيب وَغَيرهم بِالْقَاهِرَةِ وَمن ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عبد وَجَمَاعَة بِدِمَشْق وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود وَيحدث وعاش إِلَى ان ضعف بَصَره وارتعش خطه وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 736
2509 - عبد المحسن بن الْحسن بن سُلَيْمَان الباريني جمال الدّين انشد لَهُ أَبُو حَيَّان فى كتاب مجانى الْعَصْر قصيدة أَولهَا
(مَتى يَا اهيل الْحَيّ أحظي بقربكم ... ويبلغ قلبِي من لقائكم القصدا) وَأنْشد لَهُ (مَنْهَج فَخر الدّين فِي حكمه ... وشرعه أقوم منهاج)
(قد وسع النَّاس بأخلاقه ... فَمَا لَهُ فى النَّاس من هاج)
2510 - عبد المحسن بن عبد القدوس بن إِبْرَاهِيم الشعراوي أَبُو أَحْمد الْحَنْبَلِيّ سمع من مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي حضوراً وَمن ابْن عبد الدَّائِم وَشَيخ الشُّيُوخ(3/215)
بحماة وَغَيرهم وَمَات سنة 719 وَكَانَ مولده سنة 49
2511 - عبد المحسن بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين ولد الَّذِي تقدم ولد فِي صفر سنة 696 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي وَغَيرهمَا وَحدث وتفقه واشتغل إِلَى ان مهر ودرس قَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه سمع بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وحلب وَغَيرهَا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ عدَّة أَجزَاء ودرس بالظاهرية والأشرفية والسيفية وَكَانَ صَدرا مهيباً وقوراً دينا قَالَ الأسنوي كَانَ عَارِفًا بالأدب والتاريخ يَأْتِي فِي دروسه بأَشْيَاء غَرِيبَة وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن أَبنَاء الدُّنْيَا وَذكر انه سمع الْكثير وقرا بِنَفسِهِ على الدمياطي وَحصل أصولاً من سماعاته وَذكره الأسنوي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَوَصفه بِالْعلمِ وَشرف النَّفس والتودد وكرم الْعشْرَة ومحبة الانجماع وَأثْنى على دروسه وفضائله وَكَانَ سَاكِنا وقورا خطب بالجامع الْأَزْهَر وَمَات فِي شعْبَان سنة 733
2512 - عبد المحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْغنى بن تَيْمِية أَمِين الدّين التَّاجِر قَرَأَ الْخرقِيّ بحران وَسمع من النجيب الْحَرَّانِي بعض الْحِلْية وَبَعض المشيخة والموافقات وَحدث وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود وَمَات فِي سادس شهر ربيع الأول سنة 730
2513 - عبد المحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن أبي جَرَادَة العقيلى بهاء الدّين ابْن الصاحب مُحي الدّين ولد سنة 632(3/216)
وَسمع الحَدِيث من يُوسُف بن خَلِيل وَحدث عَنهُ بطبقات ابْن سعد أَكثر عَنهُ ابْن سيد النَّاس وَله سَماع من صقر بن يحيى وَيُونُس وَإِبْرَاهِيم أخوي يُوسُف بن خَلِيل وتزهد وَانْقطع وانفق مَاله على الْفُقَرَاء وَفهم الْكثير من كَلَامهم وَله أَتبَاع وَمر يدون وَلم يدْخل فِي شَيْء من المناصب وَكَانَ جَلِيلًا كَبِيرا مَاتَ بِمصْر سنة 704 72 سنة ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وارخ مولده سنة 32 وَذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ
2514 - عبد الْمَحْمُود بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الله السهروردي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْقَاسِم بن أبي المكارم ابْن أبي جَعْفَر بن الشَّيْخ شهَاب الدّين لبس الْخِرْقَة من جده أبي جَعْفَر عماد الدّين وَسمع مِنْهُ سداسيات الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر وَكَانَ سَاكِنا قدوه وقوراً وَكَانَت كَلمته بِبَغْدَاد نَافِذَة وَكَانَ يجلس للوعظ ويحضر مَجْلِسه الْجمع الجم مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 714
2515 - عبد الْمَحْمُود بن عبد السَّلَام بن حَاتِم بن أبي مُحَمَّد بن عَليّ البعلبكي مجد الدّين ابو حَامِد ولد بعد الْخمسين وتفقه على النووى ولازم الْبُرْهَان الاسكندري وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّنْبِيه وَسمع من شمس الدّين ابْن عَطاء والكرخي وَابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ يدعى أَنه من ذُرِّيَّة أبي فراس بن حمدَان مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 727
2516 - عبد الْمطلب بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن مُحَمَّد الماكسينى زين الدّين(3/217)
الشافعى ولد سنة ... . . وأسمع على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر من شرف أَصْحَاب الحَدِيث للخطيب وعَلى عبد الرَّحْمَن بن سلمَان الْبَغْدَادِيّ جُزْءا من حَدِيث أبي بكر بن السرى التمار وَحدث مَاتَ سنة ... . .
2517 - عبد الْمطلب بن مرتضى الْحُسَيْنِي الشريف الْجَزرِي النَّحْوِيّ ولد سنة بضع وَخمسين واشتغل فِي النَّحْو وَالْفِقْه حَتَّى أَقرَأ فِي الْحَاوِي ودرس بالنورية بالموصل وَشرح الفية ابْن معطى وَكَانَ سَمعهَا من تَقِيّ الدّين يُوسُف بن مطير الْجَزرِي بِسَمَاعِهِ من ناظمها وَتخرج بِهِ فضلاء الْموصل وَمَات فِي الْمحرم سنة 735
2518 - عبد المغيث بن أبي تَمام بن جَعْفَر شرف الدّين أَبُو الْفضل ابْن الخالويه العباسى الحربى سمع الْجُزْء الثَّانِي من حَدِيث أَحْمد بن عَليّ الْآبَار فِي سنة 637 من إِبْرَاهِيم بن عمر بن الدرداية واعز بن كرم بِسَمَاعِهِ واجازة الأول من يحيى بن ثَابت بن بنْدَار بِسَنَدِهِ وَسمع من غَيرهمَا وَكَانَ يرتزق بِالْوكَالَةِ على أَبْوَاب الْقُضَاة وَعمر مَاتَ فِي الْمحرم سنة 723
2519 - عبد الْملك بن أَحْمد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ تَقِيّ الدّين الارمنتي ولد بارمنت سنة 632 وَسمع من الشَّيْخ مجد الدّين القشيرى وتفقه(3/218)
للشافعى وأجيز بالإفتاء وَله أرجوزة فِي الْخلاف ونظم تَارِيخ الْأَزْرَقِيّ وَكَانَ يكْتب خطا رديئا غلى الْغَايَة وَمن نظمه
(قَالَت لي النَّفس وَقد شاهدت ... حَالي لَا يصلح أَو يَسْتَقِيم)
(باي وَجه تلتقي رَبنَا ... وَالْحكم الْعدْل هُنَاكَ الْغَرِيم)
(فَقلت حسبي حسن ظَنِّي بِهِ ... ينيلني مِنْهُ النَّعيم الْمُقِيم) مَاتَ بقوص سنة 722
2520 - عبد الْملك بن الْأَعَز بن عمرَان الثَّقَفِيّ تَقِيّ الدّين الأسنائي كَانَ فَاضلا أديباً إِلَّا انه يمِيل إِلَى الرَّفْض وَله ديوَان شعر فَمِنْهُ
(لَا تلم من يحب عِنْد سراه ... فغرام الحبيب قد أسراه)
(جذبته يَد الغرام لمن يهواه ... فاعذره فِي الَّذِي قد عراه) مَاتَ سنة 707
2521 - عبد الْملك بن عبد القاهر بن عبد الْغَنِيّ ابْن تَيْمِية ابْن عَم عبد المحسن الْمَاضِي ولد بحران فِي شهر ربيع الأول سنة 646 واسمع عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر فِي آخَرين سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي واجاز لَهُ الْأَعَز بن العليق والمؤتمن بن القميرة وَغَيرهمَا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 720(3/219)
2522 - عبد الْملك بن عَليّ بن عبد الْملك الكانمي الكدري سمع من النجيب مشيخة ابْن الْجَوْزِيّ وَحدث بِمصْر سنة 720
2523 - عبد الْمُنعم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن أبي بكر بن أَحْمد الصلتي جلال الدّين ولد سنة 721 فِي شعْبَان وَسمع من زَيْنَب بنت أَحْمد بن عمر بن شكر وَمن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الجرائدي وَحدث سمع عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي بِبَيْت الْمُقَدّس ثلاثيات الدَّارمِيّ وَغَيرهَا وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيره وَغَيره وَمَات سنة 788
2524 - عبد الْمُنعم بن فتوح بن عوض بن عبد الدَّائِم بن علوي الْحلَبِي جمال الدّين ولد سنة اربعين تَقْرِيبًا وتفقه وقرا على التَّاج الْفَزارِيّ ولازمه وَجلسَ مَعَ الشُّهُود تَحت السَّاعَات بِدِمَشْق وَكَانَ كثير الصَّلَاة وَالذكر والتلاوة سمع الغيلانيات على أبي بكر الْهَرَوِيّ وَذكر انه قَرَأَ على الخابوري والكمال المعري بحلب ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَسمع من الْأَصْبَهَانِيّ فِي الْأُصُول وأكرمه برهَان الدّين السنجاري ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا إِلَى ان مَاتَ فِي صفر سنة 724 ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَكَذَا الذَّهَبِيّ وَزَاد أَنه تكلم فِي شَهَادَته(3/220)
2525 - عبد الْمُؤمن بن أبي بكر بن يُوسُف الفارقي تَقِيّ الدّين قَرَأَ على الشّرف ابْن مُجَاهِد واشتهر بِمَعْرِِفَة الْفَنّ وتصدر للاقراء واخذ عَنهُ جمع جم مَاتَ فِي خَامِس عشري شهر ربيع الأول سنة 711
2526 - عبد الْمُؤمن بن خلف بن أبي الْحسن بن شرف الدمياطي أَبُو أَحْمد وَأَبُو مُحَمَّد شرف الدّين ولد بتونة من تبريز من عمل تنييس فِي آخر سنة 13 وَنَشَأ بدمياط وَكَانَ يعرف بِابْن الجامد وَكَانَ جميل الصُّورَة جدا حَتَّى كَانَ أهل دمياط إِذا بالغوا فِي وصف الْعَرُوس قَالُوا كَأَنَّهَا ابْن الجامد وتشاغل أَولا بالفقه ثمَّ طلب الحَدِيث بعد أَن دخل الْعشْرين وجاوزها فَسمع بالإسكندرية فِي سنة 36 من أَصْحَاب السلفى وبالقاهرة مِنْهُم وَمن ابْن المقير والطبقة ولازم الْمُنْذِرِيّ وَحج سنة 43 فَسمع بالحرمين وَدخل الشَّام سنة 45 ثمَّ دخل الجزيرة وَالْعراق وَكتب الْكثير وَبَالغ وَجمع مُعْجم شُيُوخه فِي أَربع مجلدات وَحدث وأملى(3/221)
فِي حَيَاة مشايخه وَكتب عَنهُ جمَاعَة من رفقائه وَبلغ عدد مشايخه ألف شيخ ومائتى شيخ وَخمسين شَيخا وَله إجَازَة من ابْن اللتى وأبى نصر ابْن الشيرازى قَالَ المزى مَا رَأَيْت احفظ مِنْهُ وصنف كتابا فِي الصَّلَاة الْوُسْطَى وَآخر فى الْخَيل وقبائل الْخَزْرَج وقبائل الْأَوْس وَالْعقد الْمُثمن فى من اسْمه عبد الْمُؤمن والمتباينة والسيرة النَّبَوِيَّة وَغير ذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ مليح الْهَيْئَة حسن الْخلق بساماً فصيحاً لغوياً مقرئاً جيد الْعبارَة كَبِير النَّفس صَحِيح الْكتب مُفِيدا جيد المذاكرة وَقَالَ ابْن سيد النَّاس سمعته يَقُول دخلت على جمَاعَة يقرؤن الحَدِيث فَمر عبد الله ابْن سَلام فشددوا لأمه فَقلت سَلام عَلَيْكُم سَلام سَلام وَكَانَ لَهُ نظم متوسط وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن الْمُؤَيد الطوسي وَغَيره وَحدث عَنهُ كَمَال الدّين ابْن العديم وَمَات قبله بدهر وَأَبُو الْحُسَيْن اليونيني وَهُوَ من أقرانه والأخنائيان القاضيان والقونوي وَأَبُو حَيَّان والمزي وخلائق من مصر والقاهرة والرحالين وَطَالَ عمره وَتفرد بأَشْيَاء فانه كَانَ(3/222)
قد أَكثر عَن يُوسُف بن خَلِيل وَكَانَ تَلا بالسبع على الْكَمَال العباسي وأجازاته فِي مُجَلد وَحمل عَن الصغاني عشْرين كتابا من تصانيفه فِي اللُّغَة والْحَدِيث وأربي فِي علم النّسَب على الْمُتَقَدِّمين وَرَأَيْت بِخَط أبي حَيَّان نَا حَافظ الْمشرق وَالْمغْرب فَذكره قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ موسعاً عَلَيْهِ فِي الرزق وَله حُرْمَة وجلالة مَاتَ فِي خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة 705 أرخه البرزالى وَكَانَ قد قرىء عَلَيْهِ ميعاد من الحَدِيث وَصعد إِلَى بَيته فَغشيَ عَلَيْهِ فِي السّلم واصعد مَيتا رَحمَه الله تَعَالَى
2527 - عبد الْمُؤمن بن عبد الْحق بن عبد الله بن عَليّ بن مَسْعُود الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ أَبُو الْفَضَائِل صفي الدّين ولد سنة 58 وتفقه على النُّور عبد الرَّحْمَن ابْن عمر الْبَصْرِيّ واشتغل كثيرا وعنى بِالْحَدِيثِ وَحمل عَن عبد الصَّمد ابْن أبي الْجَيْش والكمال ابْن الفويرة وَابْن الدباب وَغَيرهم ورحل إِلَى(3/223)
دمشق فَسمع من ابْن عَسَاكِر وَابْن البيتي وَحدث بهَا بشىء من شعره فَسمع مِنْهُ البرزالي إِذْ ذَاك قبل السبعمائة وَسمع بِمَكَّة من الْفَخر التوزرى وَغَيره وَخرج لنَفسِهِ معجماً عَن نَحْو ثَلَاثمِائَة وتخرح بِهِ الْفُضَلَاء واثنوا على فضائله وَله من التصانيف شرح الْمُحَرر ومختصر فِي الْفَرَائِض وَله نظم رائق ومحاسن غزيرة وَلم يتَزَوَّج قَالَ سعيد الذهلي كَانَ عَلامَة فى الْفَرَائِض والحساب والجبر والمقابلة وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد الْكَمَال على ابْن مُحَمَّد بن وضاح وَالْمجد ابْن بلدجي وَمُحَمّد بن الْأَشْرَف وَابْن أبي الدينة وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحِيم بن الْحسن وَمن دمشق الْفَخر بن البخارى وَآخَرُونَ قَالَ وَكَانَ زاهدا خيرا ذَا مُرُوءَة وفتوة وتواضع ومحاسن كَثِيرَة طارحاً للتكلف على طَريقَة السّلف محباً للخمول وَكَانَ شيخ الْعرَاق على الأطلاق وصنف عدَّة مصنفات مِنْهَا ادراك الْغَايَة فِي أختصار الْهِدَايَة وَتَحْقِيق الامل فِي الْأُصُول والجدل وتحرير الْمُقَرّر فِي تَقْرِير الْمُحَرر وَالْعدة فِي شرح الْعُمْدَة قَالَ وشيوخه بِالسَّمَاعِ والاجازة نَحْو الثلاثمائة أَخذ عَنهُ فَخر الدّين ابْن الفصيح وَعمر بن عَليّ معيد الْحَنَابِلَة(3/224)
قَالَ وَله مدائح نبوية ومقاطيع حَسَنَة وَمَات فِي صفر سنة 739
2528 - عبد الْمُؤمن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْحسن ابْن العجمي عز الدّين الْكَاتِب صَاحب الْخط الْمَنْسُوب ابْن قطب الدّين أبي طَالب ابْن عماد الدّين أبي بكر ابْن أبي الْقَاسِم زين الدّين ولد عز الدّين فِي رَجَب سنة 674 بحلب وَسمع من الْكَمَال النصيبي الشَّمَائِل وَحدث بهَا وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ البرزالي وَهُوَ من بَيت كَبِير بحلب وَقدم الْقَاهِرَة فحظي بهَا واتجر فى الْكتب فَحصل مِنْهَا مَالا جما وَكَانَ لَهُ فضل ومروءة وتودد وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَانْقطع مُدَّة فِي آخر عمره لَا يخرج إِلَّا الى صَلَاة أَو عِيَادَة مَرِيض أَو سوق الْكتب وَمَات فِي ثامن عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة 741 وَهُوَ اخو الْخَطِيب شمس الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمُتَقَدّم ذكره
2529 - عبد الْمُؤمن بن عبد الْوَهَّاب الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المجير التَّاجِر الْموصِلِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الرافضي قدم الْقَاهِرَة واتصل بقوصون فحظى عِنْده إِلَى أَن قربه النَّاصِر فَعمل عِنْده على النشو إِلَى أَن جرى لَهُ مَا جرى وَكَانَ مقداماً جريئاً فخشى النَّاصِر من شَره فابعده إِلَى قوص فاستقر بهَا والياً عَلَيْهَا وَكَانَ فتاكاً سفاكاً فَمَاتَ النَّاصِر وَهُوَ بهَا وَولي ابْنه(3/225)
الْمَنْصُور أَبُو بكر فَلَمَّا خلع وارسل إِلَى قوص راسل قوصون عبد الْمُؤمن هَذَا فَقتله فَلَمَّا جَاءَ النَّاصِر أَحْمد من الكرك طلب هَذَا من قوص وَسمر على جمل وطيف بِهِ فاعترف فِي تِلْكَ الْحَال انه الَّذِي خرج النشو نَاظر الْخَاص واكد وانشد
(يبكي علينا وَلَا نبكي على أحد ... لنَحْنُ أغْلظ أكبادا من الابل) وَمَات فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة 742
2530 - عبد الْمُؤمن بن عَليّ بن عبد الله الدمراوي ياتي ذكره فِي تَرْجَمَة أَبِيه وَكَانَ قَائِما بزاوية وَالِده بفرجوط أثنى عَلَيْهِ شَيخنَا الأبناسي
2531 - عبد الْمُؤمن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن نسيم بن طَاهِر بن يُوسُف ابْن عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح بن عبد الله الْأنْصَارِيّ البلبيسي رشيد الدّين أَبُو الْفتُوح ولد سنة 648 واجاز لَهُ ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر والكمال ابْن عبد والنجيب الْحَرَّانِي وَسمع هُوَ من الْعِزّ الْحَرَّانِي والقطب القسطلانى وَالْفضل ابْن رَوَاحَة وَمُحَمّد بن يحيى بن هُبَيْرَة وَغَيرهم قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك طلب بِنَفسِهِ وَكتب وَحصل الْأَجْزَاء وَنعم الرجل كَانَ وَله نظم وَنقل أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك عَنهُ عَن عَمه ان مولده سنة 44 قَالَ وَقد سَمِعت مِنْهُ ببلبيس وَخرج لَهُ بَعضهم مشيخة وَنعم الرجل كَانَ مَاتَ فى شعْبَان(3/226)
سنة 742
2532 - عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الزردالى ولد سنة 635 واخذ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف القلعى صَاحب الشَّيْخ أَبى مَدين روى عَنهُ وَلَده مَاتَ سنة 710
2533 - عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل بن ياسين بن أَبى فيض الإفريقى المصرى الْحَنَفِيّ كَاتب السِّرّ الشريف بالديار المصرية القَاضِي أوحد الدّين
2534 - عبد الْوَاحِد بن ذِي النُّون بن عبد الْغفار بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم الصردى تَاج الدّين ولد سنة بضع عشرَة وَسمع من أَبى الْحسن الواني وتفقه وناب فِي الحكم بِبَعْض الْقرى وَمَات فى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 797 سَمِعت مِنْهُ جُزْء سُفْيَان بن عُيَيْنَة انا الواني وَقطعَة من صَحِيح مُسلم عَنهُ وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَغَيره والصردي بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء نِسْبَة إِلَى صرد قَرْيَة بِالْوَجْهِ البحري من الديار المصرية
2535 - عبد الْوَاحِد بن عبد الحميد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن الْمُسلم بن الْحسن بن هِلَال بن الْحسن بن عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ مخلص الدّين أَبُو المكارم ولد سنة 52 وَسمع من جده فَخر الدّين وَمن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَابْن النشبي وَأَجَازَ لَهُ إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَعبد الله ابْن الخشوعي وَغَيرهمَا وَكَانَ قد حفظ التَّنْبِيه وَلم يزل يُكَرر عَلَيْهِ واشتغل على الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ ثمَّ خدم فِي الْجِهَات(3/227)
الدِّينِيَّة وَكَانَ متعففاً وَانْقطع فِي الآخر وَله نظم مَاتَ فى ربيع الآخر سنة 727 وعاش أَخُوهُ مُحَمَّد بعده خمس عشرَة سنة
2536 - عبد الْوَاحِد بن عبد الله القيرواني قدم الْقَاهِرَة فاستوطنها وفَاق فِي نظم الشّعْر ثمَّ دخل مَكَّة فمدح صَاحبهَا أَبَا نمي فراج عِنْده وَله فِيهِ غرر المدائح وَيُقَال انه تعرض فِي بعض شعره لسب بعض الصَّحَابَة فَقتل بِمَكَّة اشنع قتلة وَذَلِكَ فِي ... وَمن شعره
(غزال تضاهيه الغزالة فِي الضُّحَى ... وتشبهه فِي الْبعد عَن مستهامه)
(يَمُوت جبنى الْورْد غما بخده ... الم تنظروه مدرجاً فِي كمامه)
2537 - عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين الْقرشِي كَانَ صَالحا فَاضلا لَهُ نظم مِنْهُ
(لَعَلَّك يَا نسيم صبا زرود ... تعود فقد ذوى بالسير عودى)
(وَيَا نفحات أنفاس الخزامي ... على المشتاق من لبنان عودي) قَالَ أَبُو حَيَّان سمعنَا مِنْهُ بالحكر وَكَانَت اقامته فِيهِ وَمَات ... . .
2538 - عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن هبة الله بن مُحَمَّد بن أبي الْفَضَائِل بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ الْحَنَفِيّ الْحلَبِي نزيل حماة وَسمع من الْفَخر عَليّ بِدِمَشْق وَحدث عَنهُ وَأَجَازَ لشَيْخِنَا زين الدّين أبي بكر بن حُسَيْن المراغي وَحدث عَنهُ فِي الْأَرْبَعين الَّتِي خرجت لَهُ عَن شُيُوخه بِالْإِجَازَةِ(3/228)
2539 - عبد الْوَاحِد بن مَنْصُور بن الْمُنِير الاسكندراني فَخر الدّين عز الْقُضَاة ابْن شرف الدّين الْمَالِكِي ولد سنة 651 واشتغل على عَمه الْعَلامَة نَاصِر الدّين وَله أرجوزة فى السَّبع وَسمع من سراج الدّين بن فَارس وَغَيره وَحدث وناب فِي الحكم ونظم ارجوزة فِي السَّبع وَله فَضَائِل قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ مخرج فضلاء الْمَالِكِيَّة وصدرهم سمع الْمُوَطَّأ على نجم الدّين عبد الْعَزِيز بن سُلْطَان بن مَحْمُود بن غالي الربعِي فِي سنة 71 بِسَمَاعِهِ من أبي الْحسن بن الْمفضل وَسمع مِنْهُ الْأَرْبَعين المسلسلات لِابْنِ الْمفضل وَله ديوَان مدائح نبوية وَمن نظمه
(يَمُوت الْمَرْء عضوا بعد عُضْو ... وَتذهب بعد ذَاك الرّوح جمله)
(فَلَا تفرح بطول الْعُمر يَوْمًا ... إِذا هُوَ مر فى لَهو وغفله)
(فتب لله وَالنَّفس أطرحها ... تفز واحمل على الشَّيْطَان حمله) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 733 وسيأتى ذكره وَلَده محب الدّين مُحَمَّد
2540 - عبد الْوَهَّاب بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن هَاشم بن أبي حَامِد عبد الله(3/229)
ابْن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن ابْن العجمى الْحلَبِي يلقب تَاج الدّين ولد بعد السبعمائة وبرع هُوَ فِي الشُّرُوط وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة مَاتَ سنة 762 ذكره ابْن حبيب وَقَالَ لم يبلغ سِتِّينَ وَكَانَ ظَاهر الدّيانَة وافر الْأَمَانَة قلت وَقد تقدم أَبوهُ وَكَانَ مُسْند حلب فِي عصره
2541 - عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن وهبان الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ولد قبل الثَّلَاثِينَ واشتغل وتمهر وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والقراآت وَالْأَدب ودرس وَولي قَضَاء حماة فِي سنة 60 وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى ان مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 768 لكنه كَانَ عزل فِي اثناء سنة 62 ثمَّ أُعِيد فِي أثْنَاء سنة ثَلَاث وَكَانَ مشكور السِّيرَة ماهراً فِي الْفِقْه وَالْأَدب ونظم قصيدة على قافية الرَّاء من بَحر الطَّوِيل ألف بَيت ضمنهَا غرائب الْمسَائِل فِي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَشَرحهَا فِي مجلدين وَهِي نظم جيد مُتَمَكن وَله شرح دُرَر الْبحار تصنيف الشَّيْخ شمس الدّين القونوي الَّذِي جمع فِيهِ مجمع الْبَحْرين وَضم إِلَيْهِ مَذْهَب أَحْمد وعاش القونوي بعده مُدَّة طَوِيلَة(3/230)
2542 - عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد بن يحيى بن فضل الله الْعَدوي شرف الدّين ابْن شهَاب الدّين ابْن مُحي الدّين كتب فِي ديوَان الانشاء مَعَ وَالِده بِمصْر وَمَعَ عَمه عَلَاء الدّين ثمَّ لما حضر وَالِده كَاتب سر دمشق كتب مَعَه وَكَانَ يدْخل بالعلامة إِلَى النَّائِب ثمَّ اسْتَقر فِي توقيع الدست فِي أَوَائِل سنة 50 وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ يكْتب جيدا وَكَانَ جواداً فِيهِ حِدة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 754
2543 - عبد الْوَهَّاب بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الشِّيرَازِيّ نجيب الدّين إِمَام جَامع المظفري بِالْقَاهِرَةِ ذكر أَنه سمع من مَحْمُود بن بَابا رتن الْهِنْدِيّ عَن أَبِيه روى عَنهُ شمس الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْجَزرِي وَذكر أَنه اجْتمع بِهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة 712
2544 - عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن أبي الْفَهم عبد الْوَهَّاب بن عبد الله بن عَليّ بن أَحْمد بن فَارس بن حَمْزَة الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي نجم الدّين أَبُو الْجُود ابْن الشيرجي ولد فِي مستهل الْمحرم سنة 688 وأحضر فِي الثَّالِثَة على الْفَخر جُزْء الْأنْصَارِيّ وَسمع على غَيره وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ متودداً كثير الْمُرُوءَة مَاتَ عِنْد قدومه إِلَى دمشق فِي عَاشر صفر سنة 761 أرخه الْحُسَيْنِي وَابْن رَافع وأرخه شَيخنَا فِي رَمَضَان فَلَعَلَّهُ ببلوغ الْخَبَر(3/231)
2545 - عبد الْوَهَّاب بن عبد الْوَلِيّ بن عبد السَّلَام الْمصْرِيّ الأخميمي أَبُو الْأَزْهَر هَارُون وَهُوَ لقبه ويلقب بهاء الدّين ولد فِي أول الْقرن وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير فِي كبره وَسمع الحَدِيث وَجمع كِتَابه الْمَشْهُور فِي الْكَلَام سَمَّاهُ المنقذ من الزلل قَالَ ابْن كثير كَانَت لَهُ يَد طولى فِي الْأُصُول وَترْجم لَهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات ينْقل مِنْهُ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 764 مطعوناً
2546 - عبد الْوَهَّاب بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الحوافر ... .
2547 - عبد الْوَهَّاب بن عُثْمَان بن عبد الْمُنعم بن هبة الله بن أَمِين الدولة الإِمَام النَّحْوِيّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ولد سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة وَسمع من حيية الحرانية وَأَجَازَ لَهُ ابْن الجميزي وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي صفر سنة 725
2548 - عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ أَبُو نصر(3/232)
تَاج الدّين ابْن تَقِيّ الدّين ولد سنة 727 وَأَجَازَ لَهُ ابْن الشّحْنَة وَيُونُس الدبوسي واسمع على يحيى ابْن الْمصْرِيّ وَعبد المحسن الصَّابُونِي وَابْن سيد النَّاس وَصَالح بن مُخْتَار وَعبد الْقَادِر ابْن الْمُلُوك وَغَيرهم ثمَّ قدم مَعَ وَالِده دمشق سنة 39 فَسمع بهَا من زَيْنَب بنت الْكَمَال وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على الْمزي ولازم الذَّهَبِيّ وَتخرج بتقي الدّين ابْن رَافع وأمعن فِي طلب الحَدِيث وَكتب الْأَجْزَاء والطباق مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال بالفقه وَالْأُصُول والعربية حَتَّى مهر وَهُوَ شَاب وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة حدث بهَا وأجاد فِي الْخط وَالنّظم والنثر وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب ومنهاج الْبَيْضَاوِيّ وَعمل فِي الْفِقْه التوشيح والترشيح ولخص فِي الْأُصُول جمع الْجَوَامِع وَعمل عَلَيْهِ منع الْمَوَانِع وَعمل الْقَوَاعِد الْمُشْتَملَة على الاشباه والنظائر وَكَانَ ذَا بلاغة وطلاوة اللِّسَان عَارِفًا بالأمور وانتشرت تصانيفه فِي حَيَاته ورزق فِيهَا السعد وَعمل الطَّبَقَات الْكُبْرَى وَالْوُسْطَى وَالصُّغْرَى وَكَانَ جيد البديهة طلق اللِّسَان أذن لَهُ ابْن النَّقِيب بالإفتاء والتدريس ودرس فِي غَالب مدارس دمشق وناب عَن أَبِيه فِي الحكم ثمَّ اسْتَقل بِهِ بِاخْتِيَار أَبِيه وَولي دَار الحَدِيث الأشرفية بِتَعْيِين أَبِيه وَولي توقيع الدست فِي سنة 754 وَولي خطابة الْجَامِع وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْقَضَاء والمناصب بِالشَّام وَحصل لَهُ بِسَبَب الْقَضَاء محنة شَدِيدَة مرّة(3/233)
بعد مرّة وَهُوَ مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الثَّبَات وَلما عَاد إِلَى منصبه صفح عَن كل من أَسَاءَ إِلَيْهِ وَكَانَ جواداً مهيباً وَكَانَ أول مَا ولي الْقَضَاء فِي حَيَاة أَبِيه فِي ربيع الأول سنة 57 ثمَّ عزل فِي شعْبَان سنة 9 ووليه أَبُو الْبَقَاء ثمَّ أُعِيد فِي أول شَوَّال ... . وَكَانَ من أقوى الْأَسْبَاب فِي عَزله الْمرة الْأَخِيرَة ان السُّلْطَان لما رسم بِأخذ زكوات التُّجَّار فِي جُمَادَى الأولى سنة 69 وجد عِنْد الأوصياء جملَة مستكثرة لَكِنَّهَا صرفت بِعلم القَاضِي بوصولات لَيْسَ فِيهَا تعْيين اسْم الْقَابِض فَأُرِيد من نَاظر الايتام أَن يعْتَرف أَنَّهَا وصلت للْقَاضِي فَامْتنعَ فآل الْأَمر إِلَى عزل القَاضِي قَرَأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي لما قتل يلبغا طلب الْأَشْرَف أَمِير عَليّ المارداني ومنكلي بغا من دمشق فاستقر أَمِير على نَائِب السلطنة ومنكلي بغا أتابك العساكر فَكَانَ أول شَيْء تكلم فِيهِ أَمِير على عزل تَاج الدّين وَقرر فِي الْقَضَاء عوضا عَنهُ الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ فولي الْقَضَاء والخطابة وَتوجه وكشفوا على تَاج الدّين وَحكم ابْن قَاضِي الْجَبَل بِحَبْس تَاج الدّين سنة وهرب أَخُوهُ بهاء الدّين فاختفي عِنْد التَّاج الملكي وَهُوَ يَوْمئِذٍ مبَاشر بِالشَّام قبل أَن يسلم واجتهدوا فِي طلبه فَلم يظفروا بِهِ وَلم يزل من يتعصب للسبكي يلح على أَمِير عَليّ حَتَّى أذن فِي احضار تَاج الدّين وأخيه من دمشق فَقدم بهاء الدّين الْقَاهِرَة وَأقَام تَاج الدّين فى دمشق فَلَمَّا بلغ ذَلِك البلقينى توجه إِلَى مصر(3/234)
فَأَقَامَ قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فتسلط عَلَيْهِ أهل الشَّام وَكَتَبُوا فِيهِ محضراً واسمعوه مَا يكره وسعى بهاء الدّين لِأَخِيهِ حَتَّى ولي الخطابة فَخَطب أول يَوْم من شَوَّال فشق ذَلِك على البُلْقِينِيّ وَخرج بأَهْله وَعِيَاله إِلَى الْقَاهِرَة فأعيد تَاج الدّين إِلَى الْقَضَاء وَهِي الْولَايَة الْأَخِيرَة الَّتِي مَاتَ فِيهَا قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي أَخْبرنِي أَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النَّقِيب أجَاز لَهُ بالإفتاء والتدريس وَلم يكمل الْعشْرين لِأَن عمره لما مَاتَ ابْن النَّقِيب كَانَ ثَمَانِيَة عشر عَاما وَأول مَا نَاب فِي الحكم بعد وَفَاة أَخِيه حُسَيْن قَالَ وَقد صنف تصانيف كَثِيرَة جدا على صغر سنة قُرِئت عَلَيْهِ وانتشرت فِي حَيَاته وَبعد مَوته وَقَالَ ابْن كثير جرى عَلَيْهِ من المحن والشدائد مالم يجر على قَاض قبله وَحصل لَهُ من المناصب والرياسة مالم يحصل لأحد قبله وانتهت إِلَيْهِ الرياسة بِالشَّام وَأَبَان فِي أَيَّام محنته عَن شجاعة وَقُوَّة على المناظرة حَتَّى أفحم خصومه مَعَ كثرتهم ثمَّ لما عَاد عَفا وصفح عَمَّن قَامَ عَلَيْهِ وَكَانَ كَرِيمًا مهيباً وَمَات فِي سَابِع ذِي الْحجَّة سنة 771 خطب يَوْم الْجُمُعَة(3/235)
فطعن لَيْلَة السبت رابعه وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء
2549 - عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الْعَدوي شرف الدّين أَخُو محى الدّين ولد فِي سنة 623 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لَهُ الرشيد بن مسلمة وَغَيره وتعانى الْكِتَابَة فأجاد الْخط وفَاق فِي الترسل المنسجم العاري عَن التَّكَلُّف والتصنع وَكَانَ فِي بدايته يعْمل السماعات الطبية ويعاشر الْفُضَلَاء ويتنوع فِي المأكولات الشهية والقماش الفاخر فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى دَاخل الدولة دولتين فانسلخ من جَمِيع ذَلِك واقتصد فى مأكوله وملبوسه وانجمع عَن النَّاس انجماعا كلياً وَلما مَاتَ فتح الدّين ابْن عبد الظَّاهِر ولي بعده عماد الدّين ابْن الاثير يَسِيرا ثمَّ قرر الْأَشْرَف خَلِيل شرف الدّين هَذَا فِي كِتَابَة السِّرّ فباشرها بَقِيَّة مُدَّة الْأَشْرَف وَمن بعده إِلَى ان رَجَعَ النَّاصِر من الكرك سنة تسع فَنقل شرف الدّين إِلَى كِتَابَة سر دمشق عوضا عَن أَخِيه مُحي الدّين فَدَخلَهَا فى الْمحرم سنة 712 وَاسْتقر فى كِتَابَة السِّرّ بِمصْر عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير وَاسْتمرّ شرف الدّين بِدِمَشْق إِلَى ان مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 717 ممتعاً بسمعه وبصره وحواسه وكتابته وَخلف نعْمَة ظَاهِرَة جدا من الْأَمْوَال وَمَا اتّفق انه كتب قُدَّام أحد إِلَّا وعظمه من السلاطين والأمراء(3/236)
والأمراء حَتَّى كَانَ تنكز يذكرهُ فَيجْعَل أَفعاله قَوَاعِد يمشي عَلَيْهَا وَلما مَاتَ رثاه الشهَاب مَحْمُود وعلاء الدّين ابْن غَانِم وَمن نظمه فِيمَن ختن
(لم يروع لَهُ الْخِتَان جنَانًا ... قد أصَاب الْحَدِيد مِنْهُ الحديدا)
(مثل مَا تنقص المصابيح بالقط ... فتزداد فِي الضياء بِهِ وقوداً)
2550 - عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الْكَاتِب شرف الدّين النشو خدم أَولا مَعَ أَبِيه عِنْد بكتمر ثمَّ خدم هُوَ عِنْد ايدغمش وَكَانَ حِينَئِذٍ فِي غَايَة الضّيق حَتَّى حكى انه يَوْم خدم عِنْده كَانَ لم يبْق عِنْده وَلَا عِنْد أَبِيه مَا يقتاتون بِهِ إِلَّا أَنهم جمعُوا السراميز الْعتْق وباعوها فاكلوا بِثمنِهَا ذَلِك الْيَوْم وَلم يكن بَقِي لَهُ قَمِيص إِلَّا وَاحِد إِذا خرج لبسه وَإِذا خرج أَخُوهُ المخلص لبسه قَالَ ففى الْيَوْم الثانى طلبت إِلَى ايدغمش فخدمت عِنْده فتوجهت بالبغلة فبعتها واشتريت بِثمنِهَا قمصاناً لما دخل فِي قُلُوبنَا من حرارة عدم القمصان ثمَّ طلب النَّاصِر كتاب الْأُمَرَاء فَرَآهُ شَابًّا طَويلا حُلْو الْوَجْه فاستدعاه فَقَالَ مَا اسْمك قَالَ النشو قَالَ انا أجعلك نشوى ورتبه مُسْتَوْفيا فِي الجيزة فَمَلَأ عينه بالنهضة والكفاية فنقله إِلَى اسْتِيفَاء(3/237)
الدولة وَهُوَ نَصْرَانِيّ ثمَّ استسلمه السُّلْطَان وَسَماهُ عبد الْوَهَّاب وَجعله ديوَان وَلَده آنوك ثمَّ قَرَّرَهُ فِي نظر الْخَاص لما مَاتَ فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش وَولي نظر الْجَيْش لشمس الدّين مُوسَى الذى كَانَ نَاظر الْخَاص وَذَلِكَ فِي سنة 32 وَحج مَعَ السُّلْطَان تِلْكَ السّنة وَكَانَ النشو قبل ان يَلِي نظر الْخَاص حسن الْمُعَامَلَة كثير البشاشة متسرعاً إِلَى قَضَاء حوائج النَّاس فَلَمَّا كثر عَلَيْهِ الطّلب وَأكْثر السُّلْطَان من الانعامات واثمان المماليك وَزوج بَنَاته وَحج عظمت الكلفة على النشو وَسَاءَتْ أخلاقه وَلبس للنَّاس جلد النمر فاكثر المصادرات للْكتاب وَأَصْحَاب الْأَمْوَال فَأكْثر الْأُمَرَاء فِيهِ الشكاوي فاحتال السُّلْطَان عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَنا اريد ان امسك الْأَمِير الْفُلَانِيّ فتعال سحرًا أَنْت وجماعتك لتحتاطوا عَلَيْهِ فَفعل فَقَالَ لبشتاك أمْسكهُ فَفعل فَلم يفته من أَقَاربه وحواشيه أحد إِلَّا أَخَاهُ الْكَبِير الْمَعْرُوف بالمخلص فانه كَانَ فِي الدَّيْر ثمَّ امسك أَيْضا فعوقبوا فَمَاتَ المخلص وامه فِي الْعقُوبَة ثمَّ مَاتَ النشو أَيْضا وَكَانَ جملَة مَا تحصل من المَال من مصادرتهم ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار قَالَ الصَّفَدِي اراني النشو ثمن المماليك الَّذين اشتراهم النَّاصِر فِي أول سنة 32 إِلَى سنة سبع وَثَلَاثِينَ أَرْبَعَة آلَاف دِينَار وَسَبْعمائة ألف دِينَار وَكَانَت وَفَاته فِي ثَانِي صفر سنة 740(3/238)
2551 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى بن أَسد القروى محى الدّين الاسكندراني ولد سنة 702 وَسمع من عبد الرَّحْمَن بن مخلوف ابْن جمَاعَة بالإسكندرية والجلال الشريشى وَمن الرُّكْن عمر العتبى وَإِبْرَاهِيم ابْن الغرافي واجاز لَهُ الرضي الطَّبَرِيّ ثمَّ حج فَسمع مِنْهُ الثانى من حَدِيث سَعْدَان ومسلسلات ابْن شَاذان وَمَات فِي آخر شَوَّال سنة 788 وَكَانَ قد حدث بِمَكَّة فَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَحدث بالكثير بِبَلَدِهِ سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم الشَّيْخ سراج الدّين ابْن الملقن
2552 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن ذُؤَيْب الاسدي كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة ولد سنة 53 وَسمع من ابْن أبي الْخَيْر وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَابْن عَلان وَابْن الدرجي وَغَيرهم ولازم الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ فِي الْفِقْه واخاه شرف الدّين فِي الْعَرَبيَّة فمهر وَاقْبَلْ على شغل الطّلبَة ففاق اقرانه فِي ذَلِك حَتَّى انْتفع بِهِ جمع جم وَكَانَ يشغل النَّاس فِي الْجَامِع ويعتكف فِيهِ شهر رَمَضَان كُله إِلَى ان مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 726
2553 - عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان البلخى ثمَّ الْحلَبِي فتح الدّين ابْن نظام الدّين ولد فِي ربيع الآخر سنة 38 وَسمع من وَالِده صَحِيح مُسلم وجزء ابْن نجيد وتفقه عَلَيْهِ ذكره ابْن رَافع فِي(3/239)
مُعْجَمه وَقَالَ كَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وَيجْلس مَعَ الشُّهُود وَقدم الْقَاهِرَة وَأم بالأشرفية وَهُوَ من بَيت علم وَكَانَت فِيهِ نباهة وجودة ذهن وَمَعْرِفَة بالفقه وَمَات فِي رَجَب سنة 720
2554 - عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن السلار بن مَحْمُود بن بختيار امين الدولة شيخ الْقُرَّاء ولد سنة 698 وقرا بِالشَّام على ابْن بصخان وبمصر على التقي الصَّائِغ وَدخل بَغْدَاد والمعرة ولقى الْمَشَايِخ وَسمع من الْحجاز والمزي وَأَسْمَاء بنت صصرى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَجَمَاعَة وَخرج لَهُ الْجمال السرمري مشيخة وَحدث بهَا وَألف فى القراآت وَكَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة والفرائض وَله خطب مدونة اكثر عَنهُ أهل الشَّام وَغَيرهم فِي الْقِرَاءَة وَكَانَ يقظاً دينا صَحِيح النَّقْل وَمَات فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة 782
2555 - عبد الْوَهَّاب ابْن القماط الْمَعْرُوف بالتاج اسحاق اسْلَمْ فَسمى عبد الْوَهَّاب وخدم فى الدِّيوَان وباشر الِاسْتِيفَاء ثمَّ انْتقل إِلَى نظر الدولة فِي سنة 717 وَتمكن فِي أَيَّام كريم الدّين الْكَبِير تمَكنا كَبِيرا وَكَانَ وافر الْعقل ثمَّ ارْتقى إِلَى نظر الْخَاص فى ربيع الآخر سنة 23 وَكَانَ منجمعاً وَكَانَ الَّذِي قبله كثير الرهج وَكَانَ لَهُ بر ومعروف وَيُقَال أَنه(3/240)
كَانَ يسر النَّصْرَانِيَّة وَكَانَت وَفَاته فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731 وَاسْتقر فِي نظر الْخَاص ابْنه مُوسَى
2556 - عبد الْوَهَّاب الْمصْرِيّ الفخري كَاتب الدرج هُوَ ابْن. . وَكَانَ صَاحب نَوَادِر ومجون وسلك طَرِيقه ابْن حجاج فِي الشّعْر السخيف وَهُوَ الْقَائِل ...
2557 - عبس بِفَتْح أَوله وَسُكُون الْمُوَحدَة ثمَّ مُهْملَة ابْن عِيسَى بن على ابْن علوان العليمي الدِّمَشْقِي الزَّاهِد كَانَ مُعْتَقدًا زاهداً يقْصد بالزيارة ويفزع إِلَيْهِ فِي الْمُهِمَّات وَله شَفَاعَة لَا ترد وكرامات مَذْكُورَة مَاتَ سنة 707 ذكره ابْن حبيب وَمن إنشاده
(جعلت حبك زادي ... يَا منيتي لمعادي)
(وَكَيف أخْشَى ضلالا ... وَنور وَجهك هادي)
(كم قد وقفت بشجو ... على الغوير أنادي)
(جواداً على سِهَام ... لليلة عَلَيْهِ أنادى) وَكَانَت إِقَامَته بقرية قريب المعرة يُقَال لَهَا سرجة وَبهَا مَاتَ(3/241)
2558 - عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ بن سعد الله الشَّيْخ ضِيَاء الدّين تقدم فِي ضِيَاء فِي الضَّاد الْمُعْجَمَة
2559 - عبيد الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن هِلَال الأزدى حضر على التقى إِسْمَاعِيل بن أَبى الْيُسْر وَعند سيف الدّين يحيى بن الْحَنْبَلِيّ كتاب الرحلة للخطيب فِي سنة 671 بِسَمَاعِهِ من الخشوعي
2560 - عبيد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز السمرقندى ولى الدّين الحنفى الْمَعْرُوف بالبار شاه نزيل دمشق كَانَ فَاضلا عابداً قدم دمشق فشغل النَّاس بالجامع والظاهرية ثمَّ ولي تدريس النورية قبل مَوته بِسِتَّة أَيَّام ثمَّ وَقع لَهُ مَعَ بواب الظَّاهِرِيَّة شَيْء فاغتاله ورماه فِي الفسقية فَأصْبح غريقاً فَأمْسك البواب بعد شَهْرَيْن وَقرر فاعترف فشنق على بَاب الْمدرسَة وَذَلِكَ فِي صفر سنة 701 وَكَانَ مكباً على المطالعة والتعليم كثير الْفَضَائِل كثير الأوراد يُقَال أَن ورده فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة رَكْعَة
2561 - عبيد الله بن مُحَمَّد الهاشمى الْحُسَيْنِي الفرغاني الشريف الْمَعْرُوف بالعبري بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُوَحدَة كَانَ عَارِفًا بالأصلين وَشرح(3/242)
مصنفات القَاضِي نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ الْمِنْهَاج والمطالع والغاية فِي الْفِقْه والمصباح وَسكن سلطانية ثمَّ تبريز وَولي قضاءها ذكره الأسنوي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَيُقَال أَنه كَانَ يقرىء المذهبين وَكَانَ أَولا حنفياً وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المشتبه فِي العبري فَقَالَ عَالم كَبِير فِي وقتنا وتصانيفه سائرة مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 743 قلت رَأَيْت بِخَط بعض فضلاء الْعَجم أَنه مَاتَ فِي غرَّة ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَهُوَ اثْبتْ وَوَصفه فَقَالَ هُوَ الشريف المرتضى قَاضِي الْقُضَاة كَانَ مُطَاعًا عِنْد السلاطين مَشْهُورا فِي الْآفَاق مشاراً إِلَيْهِ فِي جَمِيع الْفُنُون ملاذاً للضعفاء كثير التَّوَاضُع والانصاف وَمَال فِي أَوَاخِر عمره إِلَى الِاشْتِغَال فِي الْعُلُوم الدِّينِيَّة وَشرح كتاب المصابيح فى الْمَسْجِد الْجَامِع يحضرهُ الْخَاص وَالْعَام بعبارات عذبة فصيحة قريبَة من الافهام وَكَانَت وَفَاته بتبريز وفيهَا كَانَ الغلاء المفرط بخراسان وَالْعراق وَفَارِس وأذربيجان وديار بكر حَتَّى جَاوز الْوَصْف وَأكل الرجل أَبوهُ وَالِابْن أَبَاهُ وبيعت لُحُوم الْآدَمِيّين فِي الْأَسْوَاق جَهرا ودام سِتَّة أشهر وَكَانَ أخف الْبِلَاد فِي ذَلِك أهل تبريز
2562 - عَتيق بن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَتْح الْمُحدث تَقِيّ الدّين أَبُو بكر الْقرشِي الْمصْرِيّ الْمَالِكِي ولد بعد الثَّلَاثِينَ واشتغل ثمَّ تجرد للطلب(3/243)
وَسمع الْكثير وَأخذ عَن النجيب والمعين الدِّمَشْقِي وَابْن علاق وَجَمَاعَة وَولى مشيخة الخانقاه الجليلة بِمصْر وَكَانَ فِيهِ تعبد وتزهد وَحصل لَهُ فِي آخر عمره فالج وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 722 وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ
2563 - عَتيق بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المَخْزُومِي الدماميني تَاج الدّين حفظ التَّنْبِيه واشتغل بقوص ثمَّ تحول إِلَى الاسكندرية واستوطنها وَرَأس بهَا وَكَانَ ذكياً أديباً لَهُ مدرسة بالرحابيين وَكَانَت وَفَاته بِمصْر فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731
2564 - عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْمُنعم الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي وقْعَة حمص واشتغل وَله نظم وسط كتب عَنهُ الْبَدْر النابلسي فِي مُعْجم شُيُوخه شَيْئا مدح بِهِ القَاضِي شمس الدّين ابْن الْمُسلم الْحَنْبَلِيّ لما تولى الحكم
2565 - عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن أبي عَليّ الْحِمصِي المقرىء سمع الْكثير من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتى والضياء وَغَيرهم وَحدث أَخذ عَنهُ التقى السُّبْكِيّ وَابْن الواني والمقاتلي والمحب وَغَيرهم وَكَانَ خيرا متودداً مَاتَ فِي رَجَب سنة 710(3/244)
2566 - عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى التركماني ولد سنة 660 وتفقه على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة فبرع حَتَّى شرح الْجَامِع الْكَبِير فِي عدَّة مجلدات وَأَقَرَّاهُ لمدرسة المنصورية دروساً وَكَانَ ينظر فِي أوقافها نِيَابَة عَن النَّاظر التركي قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي قَرَأت عَلَيْهِ قِطْعَة صَالِحَة من الرَّوْضَة فِي أصُول الْفِقْه للشَّيْخ الْمُوفق فِي مجْلِس دروسه بالمنصورية وَكَانَ سمع من الابرقوهي والدمياطي وَغَيرهمَا وَحدث قَرَأَ عَلَيْهِ ولداه عَلَاء الدّين وَأَخُوهُ تَاج وَكَانَ فَاضلا جميل المحاضرة حسن المذاكرة فصيح الْعبارَة وَمَات فِي رَجَب سنة 731
2567 - عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن هبة الله بن أَحْمد بن عقيل بن أبي الحوافر جمال الدّين الطَّبِيب ولد سنة 629 وَأَجَازَ لَهُ ابْن اللتى وَابْن المقير وَغَيرهمَا مَاتَ فِي ثَانِي صفر سنة 701
2568 - عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان امام جَامع الكلاسة سمع الرضي بن الْبُرْهَان وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي شعْبَان سنة 702
2569 - عُثْمَان بن أَحْمد بن عَمْرو بن أَحْمد بن هرماس بن نجا بن مشرف ابْن مُحَمَّد بن ورقة فَخر الدّين قَاضِي طرابلس الْمَعْرُوف بِابْن شمر نوح كَانَ(3/245)
مَشْهُورا بِحسن السِّيرَة وَيُقَال أَنه بَاعَ ملكا لَهُ بِثَلَاثِينَ ألفا فأنفقها فِي مُدَّة ولَايَته الحكم وَكَانَ كثير الاستحضار لمسائل المحاكمات كتب عَنهُ البرزالي من نظمه وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 768 وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة وَهُوَ وَالِد عَلَاء الدّين الَّذِي ولي قَضَاء حلب وَغَيرهَا
2570 - عُثْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الظَّاهِرِيّ فَخر الدّين الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولد سنة 671 وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات وَحفظ الفية ابْن مَالك واسمعه أَبوهُ الْكثير ثمَّ رَحل بِهِ فاسمعه بِدِمَشْق وبعلبك وحمص وحماة وحلب والقدس ونابلس والاسكندرية وَعمل لَهُ ثبتاً فَبلغ عدد شُيُوخه سِتّمائَة نفس وَذَلِكَ فِي سنة 685 ثمَّ ازْدَادَ بعد ذَلِك وَطلب بِنَفسِهِ وَنسخ بعض الْأَجْزَاء وَكتب الطباق وَصَارَ لَهُ المام بالفن وَمن شُيُوخه بالحضور النجيب وَابْن علاق وبالسماع الْعِزّ وعامر القلعي وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة وَجلسَ فِي مَسْجِد الزاوية الَّتِي كَانَت لِأَبِيهِ وَقَرَأَ بِبَعْض الرِّوَايَات وَحدث عَنهُ البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما وَحدث بالكثير وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 730
2571 - عُثْمَان بن ادريس بن عبد الله بن عبد الْحق بن محيو المريني أَبُو سعيد ابْن أبي الْعَلَاء ولد بعد سنة خمسين وفَاق فِي الفروسية وَتقدم على جيوش غرناطة وَكَانَت لَهُ فِي الْوَاقِعَة الْعُظْمَى الكائنة فِي(3/246)
سنة 719 الْيَد الْبَيْضَاء فانه نزل فِي ذَلِك الْيَوْم إِلَى الأَرْض فَسجدَ وتضرع ثمَّ ركب وَقَالَ لجيشه احملوا وَكَانُوا دون الالفين فحملوا وقصدوا الْبَيْت وَفِيه مُلُوك الفرنج فَقَتَلُوهُمْ وَلم يفلت مِنْهُم وَاحِد وَوَقع فِي الفرنج الْقَتْل بعد الْعَزِيمَة إِلَى أَن يُقَال إِن عدَّة من قتل مِنْهُم فِي تِلْكَ المعركة سِتُّونَ الْفَا وَجَمِيع من قتل من الْمُسلمين ثَلَاثَة عشر فَارِسًا وغنم الْمُسلمُونَ غنمة عَظِيمَة وَيُقَال ان عُثْمَان هَذَا شهد مِائَتي غَزْوَة وأربعاً وَثَلَاثِينَ غَزْوَة وَعمل عَلَيْهِ الْوَزير المحروق فَأَبْعَده من الحضرة ثمَّ عَاد إِلَى منصبه بعد هَلَاك الْوَزير فِي سنة 729 وَمَات فِي آخر سنة 730 أَو أول سنة 731
2572 - عُثْمَان بن إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان حَاجِب صفد ولد سنة 657 وَولي أَخُوهُ شدّ الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَنظر الْقُدس والخليل وَولي هُوَ الحجوبية بصفد وَكَانَ جده من مماليك الدوادار الرُّومِي مَاتَ رَاجعا من ملطية صُحْبَة تنكز نَائِب الشَّام فِي ربيع الأول سنة 715 وَدفن بالمعرة
2573 - عُثْمَان بن ايوب بن مُجَاهِد الفرجوطي اعتنى بالآداب ثمَّ تجرد وانجمع عَن النَّاس وَكَانَ مَوْصُوفا بالقناعة كثير الْمحبَّة فِي الصَّالِحين مَاتَ فِي شَوَّال سنة 739 وَمن شعره قصيدة أَولهَا (إِلَّا فِي سَبِيل الْخَيْر مَا أَنا صانع ... بقلب لَهُ من وشكة الْبَين صادع)(3/247)
(هَل الدَّهْر يَوْمًا بعد تَفْرِيق شملنا ... بِذَاكَ الْحمى النجدي للشمل جَامع)
2574 - عُثْمَان بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمصِي فَخر الدّين ابْن اللبنية بموحدة وَنون مَكْسُورَة ومثناة تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة سمع من أبي الْعَبَّاس ابْن الشّحْنَة شَيْئا من صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بحمص سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَمَات ... .
2575 - عُثْمَان بن أبي بكر بن سعيد الأربلي يكنى أَبَا الْفضل حدث بِمصْر فِي سنة 749 عَن رتن الْمصْرِيّ انه سمع مِنْهُ فِي رَجَب سنة 655 انه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر نُسْخَة فِيهَا نَحْو من سبعين حَدِيثا مِنْهَا قَالَ رتن كنت فِي زفاف فَاطِمَة انا واكثر الصَّحَابَة وَكَانَ هُنَاكَ من يُغني فطابت نفوسنا ورقصنا لضربهم الدُّف فَلَمَّا كَانَ من الْغَدَاة سَأَلنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك فَدَعَا لنا وَلم يُنكر علينا وَقد افترى عُثْمَان هَذَا فِيمَا أدعاه من لَقِي رتن فان الَّذين جَاءَت عَنْهُم الرِّوَايَات فى(3/248)
قصَّة رتن زَعَمُوا أَنه مَاتَ بعد الستمائة بِقَلِيل وَأقرب مَا قَالُوا فِي وَفَاته انها كَانَت فِي سنة 632 فَزعم هَذَا انه عَاشَ بعد ذَلِك وَمُقْتَضى دَعْوَاهُ انه هُوَ زَاد على الْمِائَة وَمَا عرفت من حَاله شَيْئا وانما نقلته كَمَا وجدته من خطّ صاحبنا الْحَافِظ شمس الدّين ابْن نَاصِر الدّين مُحدث الشَّام فى وقته وَقد كتبته فبمن جَازَ الْمِائَة وَفِي لِسَان الْمِيزَان
2576 - عُثْمَان بن بلبان الرومى فَخر الدّين المقاتلى الكفتى الدمشقى ولد سنة 675 وَسمع من يُوسُف الغسولي وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وَعمر بن القواس وسنقر الزيني والدمياطي وعني بالرواية وَكتب الطباق وَنسخ الاجزاء وَخرج لبَعْضهِم وداخل الرؤساء وَولي اعادة درس الحَدِيث بالمنصورية وَكَانَ حُلْو المحاضرة وَمَات فى شَوَّال سنة 717
2577 - عُثْمَان بن جمال بن عبد الله بن حَدِيد بن نوشتكين الدمياطي سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي الحلاوي وَابْن الظَّاهِرِيّ وَغَيرهم وَحدث بدمياط قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن ايبك سَمِعت مِنْهُ وَمَات فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة 742
2578 - عُثْمَان بن خَمِيس بن عَليّ الرقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن بالصالحية سمع من الْعِزّ بن الْفراء وَحدث مَاتَ فِي شَوَّال سنة 753
2579 - عُثْمَان بن دَاوُد بن مُحَمَّد أَبُو مُحَمَّد الشَّافِعِي الشَّيْخ الْفَقِيه فَخر الدّين(3/249)
عرف بِابْن الحريري من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء مَاتَ فِي 22 ربيع الآخر سنة 719
2580 - عُثْمَان بن سَالم بن خلف بن فضل بن أبي بكر البذي الْمَقْدِسِي الصَّالِحِي الملقن ولد سنة بضع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ سنة 53 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم وجزء ابْن الْفُرَات وَمن الْفَخر والتقي الوَاسِطِيّ وَأبي الْفرج عبد الرَّحْمَن بن الزين أَحْمد بن عبد الْملك وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعَسْقَلَانِي وَغَيرهم وَحدث واسمع ابْنه عمر من الْفَخر وَغَيره وَكَانَ شَيخا مهيباً يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى بذا بِفَتْح الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْمُعْجَمَة مَقْصُور قَرْيَة من السَّاحِل قَالَ ابْن رَافع مَاتَ فِي شعْبَان سنة 745 وَقَالَ الشريف انه جَاوز الْمِائَة
2581 - عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول بن يُوسُف بن خَلِيل بن نوح الكرادى نسبه إِلَى قَبيلَة من التركمان قدم الْقَاهِرَة فِي دولة الْأَشْرَف وتعرف ببرقوق قبل السلطنة بل قبل الأمرة وَكَانَا تعارفا قبل ذَلِك فَلَمَّا تَأمر جعله امامه ثمَّ ولاه قَضَاء الْعَسْكَر ومشيخة البيبرسية وَكَانَ عالى الهمة حسن المحاضرة مشاركاً فِي الْفَضَائِل مَاتَ فِي رَابِع عشري ربيع الآخر سنة 791 وانجب وَلَده القَاضِي محب الدّين مُحَمَّد بن الْأَشْقَر وَقد ولي كِتَابَة السِّرّ فِي دولة الْأَشْرَف وَنظر الْجَيْش فِي دولة الظَّاهِر جقمق وَنظر المرستان وَغير ذَلِك وَكَانَ حسن الْمعرفَة بالأمور خَبِيرا بِعشْرَة أهل الدولة وَغَيرهم قوى الرَّأْي مَسْعُود الحركات(3/250)
2582 - عُثْمَان بن سيف القواس ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَقَرَأَ على علم الدّين الْقَاسِم الاندلسي وَسمع عَلَيْهِ التَّيْسِير وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 717
2583 - عُثْمَان بن شُجَاع بن عِيسَى الدمياطي نزيل مَكَّة ذكره أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشيخته
2584 - عُثْمَان بن عبد الصَّمد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن أبي الْفضل الخرستاني بدر الدّين ابْن جمال الدّين ولد سنة 48 وَسمع من جده وَعبد الله بن الخشوعي وَابْن النشبي وَابْن أبي اليسروغيرهم وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود وَحصل لَهُ فى أَوَاخِر عمره فالج وَعجز وَانْقطع إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 726
2585 - عُثْمَان بن عبد الْكَرِيم بن عِيسَى بن درباس الْمصْرِيّ الْكرْدِي الاصل سمع من أَبِيه وتعانى النّظم حَتَّى مهر وَله ديوَان شعر ذكره ابْن رَافع فِيمَن كَانَ بِمصْر من شُيُوخ الرِّوَايَة سنة 720
2586 - عُثْمَان بن عبد الْكَرِيم بن يحيى بن مُحَمَّد الْقرشِي الشَّافِعِي فَخر الدّين ابْن تَقِيّ الدّين ابْن الزكى ولد بعد سنة 90 إِمَّا فِي سنة 94 أَو 95 وَذكر ابْن كثير عَن ابْن عَمه الْعِمَاد عَنهُ انه كَانَ لَهُ عِنْد دُخُول قازان الشَّام نَحْو الْعشْر وَسمع من التقي سُلَيْمَان وَيحيى بن سعد وَغَيرهمَا واشتغل ودرس بالعزيزية وَكَانَ جده شمس الدّين قَاضِي الشَّام ودرس فَخر الدّين أَيْضا بالمجاهدية والكلاسة والفلكية وَكَانَ لَا يدرس إِلَّا فِي أصُول الْفِقْه(3/251)
يذكر عبارَة الْفَخر الرَّازِيّ ثمَّ يتَكَلَّم عَلَيْهَا بِعِبَارَة طَلْقَة إِلَّا أَن غالبها سهل بِحَيْثُ يتعجب مِنْهُ الْفُضَلَاء قَالَ ابْن كثير كَانَ إِذا أَخذ الدَّرْس يعبر عَمَّا يرومه أَنه فهمه من عبارَة الْمَحْصُول بِمَا لَا حَاصِل فِيهِ وَكَانَ يكْتب على الفتاوي أَيْضا بعجائب وَلكنه كَانَ دينا صيناً مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 772
2587 - عُثْمَان بن عبد الله بن النُّعْمَان بن عَليّ بن عبيد الحمصى الحزار ولد سنة 699 وَسمع من ابْن الشّحْنَة من الصَّحِيح لما قدم عَلَيْهِم سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي
2588 - عُثْمَان بن عبد الله الدوكالى الصُّوفِي كَانَ من الخانقاه الشميساطية فَدَعَا طَائِفَة إِلَى مقالات الباجر بَقِي فشاع امْرَهْ فامسك وَقَامَت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بالأمور الْمُنكرَة فحبس ثمَّ حضر الْمزي والذهبي وشهدا عَلَيْهِ بالاستفاضة عَلَيْهِ بِمَا نسب إِلَيْهِ فَحكم القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي باراقة دَمه فَقتل وَلم يكن ذَلِك رأى النَّائِب الطنبغا وَلَا التقى السبكى وَلَكِن نفذ أَمر الله فِيهِ وَكَانَت كائنته فِي شَوَّال سنة 741 فَادّعى ان لَهُ دوافع فِيمَا شهد عَلَيْهِ بِهِ فَأخر ليبديها فَبَدَا مِنْهُ اساءة مفرطة على القَاضِي الْحَنْبَلِيّ فصرف من ذَلِك الْمجْلس ثمَّ عقد لَهُ مجْلِس ثَان فِي ثَانِي ذِي الْقعدَة فَحكم عَلَيْهِ الْمَالِكِي فَضربت عُنُقه(3/252)
2589 - عُثْمَان بن عبد الله الصعيدي ثمَّ الحلبوني كَانَ صَالحا عابداً متعففاً تُؤثر عَنهُ احوال واقام مُدَّة ببعلبك وَمُدَّة ببرزة وَكَانَ لَا يَأْكُل الْخبز وَيَزْعُم انه يتَضَرَّر بِأَكْلِهِ مَاتَ ببعلبك فِي الْمحرم سنة 708 قَالَ الذَّهَبِيّ رَأَيْته شَيخا مهيباً حسن الْهَيْئَة قَلِيل الشيب مَحْفُوظ الْوَقْت فِيهِ تأله وَصدق وتؤثر عَنهُ احوال وَتوجه وتأثير وَأقَام ببعلبك مُدَّة وَكَانَ قانعا متعففا حسن الِاعْتِقَاد وَكَانَ قد ترك اكل الْخبز من مُدَّة سِنِين وَكَانَ يَقُول إِنَّه يتَضَرَّر بِأَكْلِهِ
2590 - عُثْمَان بن عبد الله القريري بِالْقَافِ مصغر كَانَ مُقيما ببعلبك وَيظْهر مِنْهُ كرامات كَثِيرَة وَمَات فِي سنة 708
2591 - عُثْمَان بن على الْفَقِيه فَخر الدّين كَانَ من أهل مصر واشتغل بهَا ثمَّ ولي قَضَاء الْخَلِيل ثمَّ سكن الرملة وَاقْبَلْ على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ والتدريس والوعظ وَمَات بالخليل فِي الْمحرم سنة 734
2592 - عُثْمَان بن عَليّ بن بِشَارَة بن عبد الله الشبلي سَابق الدّين الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ ولد سنة 72 وَسمع على الْفَخر وَغَيره وَولي نظر الشبلية(3/253)
وَحدث وَكَانَ لَهُ محافيظ ونظم كتب عَنهُ ابْن رَافع وَغَيره وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 755 وَقد اكمل ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة
2593 - عُثْمَان بن عَليّ بن أَبى بكر بن على الجبلجيوى بهاء الدّين قَاضِي شيراز سمع من عز الدّين ابْن جمَاعَة وَهُوَ من اقرانه وَكَانَ مولده قبل السبعمائة وتفقه على لِسَان الدّين نوح بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد السمناني والخطيب شمس الدّين المظفر بن مُحَمَّد الحطيني الخلخالي وَشرح الْحَاوِي والشامل الصَّغِير وَكَانَ أماماً محققاً مَاتَ سنة 782 ذكره بِابْن الجزرى فى مشيخة الْجُنَيْد
2594 - عُثْمَان بن عَليّ بن عَبَّاس بن حميد البعلي فَخر الدّين سمع من القطب اليونيني وَكَانَ بزى الْجند وَحدث ببعلبك سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَحدث عَنهُ
2595 - عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان الهذباني الْكرْدِي نور الدّين سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَكَانَ فَقِيها خيرا مواظباً على حُضُور الْجَمَاعَة ملازما لاهل الْخَيْر مَاتَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة 701
2596 - عُثْمَان بن على بن عمر بن إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن(3/254)
يُوسُف بن يَعْقُوب بن على بن عبد الله بن نَاجِية الطَّائِي الْحلَبِي فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد كَمَا وجد بِخَطِّهِ فِي ربيع الأول سنة 662 وَمهر فِي الْفُنُون حَتَّى كَانَ يدرس لكل من قَصده فِي أَي كتاب اراده من أى علم أحضرهُ وَلم ير النَّاس لَهُ فى ذَلِك نظيرا إِلَّا مَا حكى عَن ابْن يُونُس فَكَانَ يقرىء فِي الْحَاوِي وَغَيره من الْفُرُوع وَفِي الْمَحْصُول وَغَيره من أصُول الْفِقْه وفى الشاطبية وَغَيرهمَا من القراآت وَفِي الْفَرَائِض وانواع الْحساب وَفِي الْعَرَبيَّة والتصريف وَفِي الْحِكْمَة والطب وَغير ذَلِك وناب فِي الحكم وَكَانَ فِي خلال الدَّرْس وَفِي اخلال الحكم يلازم السبحة وَمن شُيُوخه فِي الْعلم نجم الدّين ابْن مكي وشمس الدّين ابْن بهْرَام قَرَأَ عَلَيْهِ التَّعْجِيز بقرَاءَته لَهُ على مُصَنفه ابْن يُونُس وَقَرَأَ الْحَاوِي على تَاج الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الآملى عَن قِرَاءَته على جلال الدّين ولد مؤلفة عِنْد سَمَاعا وَمن تصانيفه شرح التَّعْجِيز وَشرح الشَّامِل الصَّغِير وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرح البديع لِابْنِ الساعاتي وَشرح على الْحَاوِي كالحاشية ونظم فِي الْفَرَائِض وصنف فى الْمَنَاسِك وَفِي اللُّغَة وَغير ذَلِك وَشرح مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَولي قَضَاء حلب بعد الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النَّقِيب فِي جُمَادَى الاخرة سنة 36 ثمَّ طلب إِلَى الْقَاهِرَة فَمثل بَين يدى السطان هُوَ وَولده فبدر من السُّلْطَان فِي حَقه كَلَام أغْلظ لَهُ فِيهِ فَرجع مَرْعُوبًا فَمَرض هُوَ وَولده وَمَاتَا جَمِيعًا بالمرستان(3/255)
المنصوري بعد جُمُعَة وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 738 هَكَذَا قَالَ الصفدى وَقَالَ غَيره كَانَ عزم السُّلْطَان أَن يوليه الْقَضَاء بعد الْقزْوِينِي لما أَرَادَ نَقله إِلَى الشَّام فقدمه وَقد اسْتَقر عز الدّين ابْن جمَاعَة وَقد أنْشد لَهُ الصَّفَدِي من نظمه فى أَسمَاء الولائم
(بوليمة سم كل دَعْوَة مَا كل ... بتقيد لَكِن لعرس أطلق)
(فلذى الْخِتَان فَذَاك إعذار وَمَا ... للطفل فهى عقيقة بتحقق)
(وسلامة الحبلى من الطلق اجعلا ... خرسا لَهَا وَلأَجل غَائِب أنطق)
(بنقيعة ووكيرة لعمارة ... ووضيمة لمصيبة بتصدق)
(وسم اللتيا مَا لَهَا سَبَب بمأدبة ... وَخذ يَا صَاح قَول مُحَقّق)
قَالَ وَهُوَ شعر نَازل متكلف جدا وَله فِي مقلمة أَيْضا وَهُوَ اليق من الأول
(تامل ترى حالى بديعا وقصتي ... وانعم رعاك الله فكرك فِي أَمْرِي)
(حويت الَّذِي رزق الْخَلَائق كلهم ... واحكامهم طول الزَّمَان بِهِ تجْرِي)
(وَلَو رمت مِمَّا فِي يَد النَّاس حَبَّة ... عجزت وَلم ابلغ مرامي مدى عمري)
اثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب فَقَالَ حَاكم قدره كَبِير وعالم لَيْسَ لَهُ نَظِير قدوة فِي(3/256)
معرفَة الْأُصُول وَالْفُرُوع مشار إِلَيْهِ بالتقدم فِي المحافل والجموع وَذكر أَنه بَاشر توقيع الحكم وَنظر الْأَوْقَاف والحسبة ووكالة بَيت المَال ثمَّ اسْتَقل بِالْقضَاءِ بحلب مُدَّة وَقَالَ سبطه القَاضِي عَلَاء الدّين انه ولي خطابة الْجَامِع فِي إِمَارَة قبجق المنصوري وَذكره الاسنوي فِي الطَّبَقَات فَقَالَ كَانَ إِمَامًا عَالما بالفقه وَالْأُصُول وَغَيرهمَا وَقَالَ زين الدّين ابْن الوردى سمعته يَقُول الِالْتِفَات إِلَى الاسباب شرك فِي التَّوْحِيد والأعراض عَنْهَا قدح فِي الشَّرْع ومحوها نقص فِي الْعقل فَمن جعل السَّبَب مُوجبا فقد أَخطَأ وَمن محاه وَلم يَجْعَل لَهُ أثرا فقد أَخطَأ وَمن جعل لَهُ السَّبَب سَببا والمسبب هُوَ الْفَاعِل الْمُخْتَار فقد أصَاب وَهُوَ الْجد الْأَعْلَى لقَاضِي حلب الْآن الإِمَام عَلَاء الدّين ابْن خطيب الناصرية من قبل امهِ وَعم جده لابيه
2597 - عُثْمَان بن عَليّ بن يحيى بن هبة الله بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن بنت أبي سعد المصرى فَخر الدّين الأنصارى ولد بداريا من ارْض دمشق فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَحدث عَن الْكَمَال الضَّرِير والرضي ابْن الْبُرْهَان وتعانى الخدم الديوانية وَوَقع عَن ابْن رزين وَولي الْقَضَاء بقوص ودرس وَأفْتى وَكَانَ غزير المَال مشاركاً فِي الْأَدَب والموسيقي حسن الْخط وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 717 وَله تسعون سنة وَقد وزر(3/257)
أَبوهُ للصالح إِسْمَاعِيل بن الْعَادِل وَأخذ هُوَ عَن شرف الدّين ابْن التلمسانى فِي الْأُصُول وَعَن ابْن بنت الجميزي وَابْن عبد السَّلَام والضياء السقطى فِي الْفِقْه وَغَيره وتفنن فِي الْعُلُوم ودرس بالجامع الطولوني وَمن نظمه ... وجلا بَيَاض النَّهر فِي مخضرها
فَكَأَنَّهُ اذ لَاحَ للأبصار ... سك اللجين على بِسَاط زمرد
وَالشَّمْس فِيهِ تلوح كالدينار ...
2598 - عُثْمَان بن عَليّ بن يحيى بن يُونُس الزَّيْلَعِيّ فَخر الدّين الْحَنَفِيّ الْفَقِيه كَانَ فَاضلا فِي مذْهبه شغل النَّاس فِيهِ مُدَّة وَولي مشيخة الخانقاه الطقزدمرية بالقرافة ودرس وَأفْتى وَكَانَ خيرا صَالحا مَاتَ بالخانقاه الْمَذْكُورَة وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة سنة 705 وَمَات فِي رَمَضَان سنة 743
2599 - عُثْمَان بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب فَخر الدّين ابْن الْملك المغيث ولد بالكرك سنة 652 وأقدمه الظَّاهِر بيبرس بعد قَبضه على المغيث وَأمره مائَة فسكن القطبية ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي سنة 29 وَكَانَ قد بلغه ان الشهزورية قد عزموا على الْقيام مَعَه ثمَّ أطلقهُ(3/258)
الْأَشْرَف سنة 90 بشفاعة بِلَال المغيثي فَلَزِمَ دَاره فَكَانَ لَا يخرج إِلَّا للْجُمُعَة وَالْحمام وَاقْبَلْ على الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَكَانَ قد سمع من عَمه جده مونسة بنت الْعَادِل وَغَيرهَا وَحدث وَجمع مجاميع حَسَنَة بِخَطِّهِ الْمليح وَكَانَ نَاظر المرستان الْقَدِيم وَمَات فِي الْمحرم سنة 735 حَدثنَا عَنهُ ... .
2600 - عُثْمَان بن عمر بن عُثْمَان الخرستانى الْمُؤَذّن سمع موافقات تَارِيخ بَغْدَاد على ... . . وَحدث بهَا
2601 - عُثْمَان بن أَبى الْعَلَاء إِدْرِيس تقدم
2602 - عُثْمَان بن غَانِم بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي ولد سنة 677 وَسمع من التقي الوَاسِطِيّ وَحدث وَولي نظر المرستان مَاتَ فى صفر سنة 754 بِدِمَشْق قرأته بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ
2603 - عُثْمَان بن قارا بن حيار بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع ابْن حُذَيْفَة بن فضل أَمِير عرب آل فضل بِالشَّام وَالْعراق كَانَ شَابًّا(3/259)
شجاعاً جواداً مُقبلا على اللَّهْو مَاتَ سنة 787 وَهُوَ ابْن أخى نعير وتاجر بعده دهرا وَذكره صَاحب تَارِيخ حلب
2604 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَبى بكر بن حسن الحرانى ثمَّ الدمشقى فَخر الدّين بن المغربل وَيُقَال لَهُ أَيْضا ابْن سنبل وَابْن القماح ولد سنة 98 وَسمع من أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَطلب بِنَفسِهِ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شَاب حسن متواضع تفقه قَلِيلا وَحج وَدَار مَعَ الْمُحدثين وَقَالَ ابْن رَافع رافقته فِي السماع وَطلب كثيرا قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فى تَارِيخه كَانَ يجلس مَعَ الْعُدُول بِبَاب الْجَامِع ويقرىء فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ للنَّاس فِيهِ اعْتِقَاد وَمَات فى أَوَاخِر ذى الْحجَّة سنة سنة 773 قلت سمع عَلَيْهِ الْبُرْهَان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي فِي سنة 70 عدَّة أَجزَاء وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
2605 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن خَلِيل العزازي أَبُو يُوسُف ولد سنة 650 وَأول سَمَاعه سنة 668 من ابْن عبد الدَّائِم وَعبد الْوَهَّاب بن الناصح وَغَيرهمَا وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ رجل جيد من أهل الامانة(3/260)
مَاتَ فِي شَوَّال سنة 725
2606 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ الْبَارِزِيّ فَخر الدّين ولد سنة 68 وَسمع من ابْن النصيبي وَأخذ عَن جده نجم الدّين وَعَن عَمه شرف الدّين وَولي قَضَاء حمص فَوَقع بَينه وَبَين النَّائِب فَخرج عَنْهَا وَرجع إِلَى حماة فولى الخطابة ونيابة الحكم مُدَّة ثمَّ ولى قَضَاء حلب سنة 727 بعد ابْن الزملكاني فباشرها إِلَى أَن مَاتَ فجاءة فِي صفر سنة 730 وَكَانَ يعرف الْحَاوِي ويقرئه ويدرس الْعَرَبيَّة فِي الالفية وَغَيرهَا وَمَات قبل عَمه شيخ الْإِسْلَام شرف الدّين بِمدَّة وَهُوَ جد القاضى نَاصِر الدّين كَاتب السِّرّ فى الدولة المؤيدية وَقد ولي قَضَاء حماة وَقَضَاء حلب وَغير ذَلِك من المناصب الجليلة
2607 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْملك بن عِيسَى بن درباس الماراني ولد سنة 48 وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَكَانَ قد تعانى الْآدَاب ونظم الشّعْر الْجيد وَكَانَ مَقْبُول القَوْل عِنْد الْقُضَاة وَمَات فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة 725(3/261)
وَمن نظمه
(كَيفَ الْمقَام بدار لَا أَرَاك بهَا ... وأى معنى لمغنى لم تكن فِيهِ)
(يفديك بِالروحِ صب لَو حصلت لَهُ ... وَفَاته كل شَيْء كنت تكفيه)
2608 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي بكر التوزري الْمَالِكِي نزيل مَكَّة ولد سنة 630 وَأَجَازَ لَهُ ابْن المقير وَغَيره وَسمع من أبي الْحسن ابْن الجميزي والسبط وَطلب بِنَفسِهِ فَقَرَأَ صَحِيح مُسلم على ابْن الْبُرْهَان وَأكْثر عَن الْمُنْذِرِيّ وَابْن عزون والنجيب وَغَيرهم وتلا بالسبع على أبي اسحاق ابْن وثيق والكمال الضَّرِير وَكَانَ يَقُول أَنه قَرَأَ البُخَارِيّ ثَلَاثِينَ مرّة وَبَلغت مشيخته نَحْو الْألف وَحدث بالكثير وَانْقطع بِمَكَّة متعبداً وَله أصُول وَفهم حسن ومحاضرة مليحة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 713
2609 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مَحْمُود الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الشهير بِابْن حجر وبابن الْبَزَّاز سكن ثغر الْإسْكَنْدَريَّة فانتهت إِلَيْهِ رئاسة الافتاء فِي مَذْهَب الشَّافِعِي هُنَاكَ ذكر ذَلِك الْعَفِيف المطري فِي ذيل الطَّبَقَات وَقَالَ الْعَلامَة فَخر الدّين أَبُو عَمْرو مفتى الثغر وفقيه الشَّافِعِيَّة فِي زَمَانه تفقه بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الدمنهوري وَابْن الكويك وَهُوَ وَالِد نَاصِر الدّين أَحْمد الْفَقِيه انْتهى مَاتَ فِي نسة 714 وَهُوَ عَم وَالِدي رَحمَه الله(3/262)
2610 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن فَخر الدّين الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ كَانَ يكْتب فِي ديوَان الانشاء وَله نظم وسط مَاتَ سنة 770 ذكره ابْن حبيب
2611 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن لُؤْلُؤ الدمشقى أحد الْأُمَرَاء بهَا ولى شدّ الدَّوَاوِين بصفد وَولَايَة الْبر إِلَى أَن مَاتَ فى رَمَضَان سنة 736 وَكَانَ خيرا دينا وقوراً وَيُقَال أَنه كَانَ يُقيم أَيَّامًا لَا يشرب المَاء
2612 - عُثْمَان بن مُحَمَّد بن يُوسُف السنباطي الْكَاتِب الْحَنَفِيّ سمع من الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي وَحدث عَنهُ وَحدث عَن الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني وَكتب الْمَنْسُوب حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل ابْن الْحُسَيْن وَغَيره قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ شرِيف النَّفس متقللاً من الدُّنْيَا قلت عَاشَ بعد ذَلِك زَمَانا
2613 - عُثْمَان بن أبي مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الْخضر بن عبد الْمجِيد بن الْحسن ابْن المفرح بن الْعَبَّاس الْحَرَّانِي الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْبَاب ولد سنة 637 وَسمع من يُوسُف بن خَلِيل روى عَنهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَأَنه سمع مِنْهُ بِالْقَاهِرَةِ وَأَنه مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 712
2614 - عُثْمَان بن أبي الْمَعَالِي بن خضر بن جِيَاد بن أبي الْجَيْش التنوخي المعري فَخر الدّين الْمُؤَذّن ولد سنة 644 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر الأول من حَدِيث الْجَصَّاص روى عَنهُ البرزالي وَابْن رَافع وَقَالَ كَانَ عدلا ًوافر الْمُرُوءَة كثير الْأَمَانَة مواظباً على الصَّدَقَة والتلاوة اشْتهر بالامانة(3/263)
لرده وَدِيعَة عز الدّين الخفاجي وَكَانَ خرج فِي تجريدة فَمَاتَ فِيهَا فَرد مَا عِنْده لوَرثَته وَجُمْلَته نَحْو سِتِّينَ ألف دِينَار
2615 - عُثْمَان بن نصر الدَّارَانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الفاكهي اسْمَع على يُوسُف الغسولي وَحدث مَاتَ فِي رَجَب سنة 765
2616 - عُثْمَان بن أبي النوق المعري الشَّاعِر كَانَ ذَا اقتدار على الارتجال لَا يتَكَلَّم إِلَّا مَوْزُونا وَقدم دمشق ثمَّ حلب وجال فِي تِلْكَ الْبِلَاد ذكر ابْن فضل الله أَنه رأى فِي يَده كتابا لَهُ فواتح ذهب فأنشده كَأَنَّهُ يتَكَلَّم
(أَرَاك تنظر فِي شىء من الْكتب ... ولى وَفِي أَوَائِله شَيْء من الذَّهَب)
(لَو شِئْت تصرف نَقْدا من فواتحه ... صرفت مِنْهُ دَنَانِير لذِي الْأَدَب) قَالَ وَكتب إليّ
(دموع كميتي على خَدّه ... من الْجُوع تطلب مني الْعلف)
(وَلَيْسَ معي ذهب حَاضر ... وَلَا فضَّة وَعلي الكلف)
(ولي مِنْك وعد فَعجل بِهِ ... فَمن عجل الْوَعْد حَاز الشّرف) قَالَ الصَّفَدِي كَانَ ينص مَا ينظمه نصا مليحاً محكماً بالنقط والضبط قَالَ وَآخر عهدي بِهِ بحلب سنة 723
2617 - عُثْمَان بن يحيى بن مُحَمَّد بن حراز التلمساني كَانَ من أَعْيَان أهل تلمسان فَقبض عَلَيْهِ أَبُو تاشفين صَاحبهَا وسجنه فهرب إِلَى فاس فَأكْرمه صَاحبهَا فتنسك وَخرج إِلَى الْحَج فَصَارَ قَائِد الركب عدَّة سِنِين فَلم يزل إِلَى(3/264)
أَن ولي أَبُو الْحسن فَأَعَادَهُ إِلَى ولَايَة تلمسان فاستبد اشهراً فَبعث إِلَيْهِ السُّلْطَان عسكراً فثارت بِهِ الْعَامَّة فَأخذ وسجن فَمَاتَ فِي رَمَضَان سنة 749
2617 - عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق أَبُو سعيد المريني صَاحب مراكش وفاس ولي المملكة بعد أَخِيه يُوسُف 22 سنة فامتدت أَيَّامه واتسعت ممالكه وَتوفى فى ذى الْقعدَة سنة 731 وَله بضع وَسِتُّونَ سنة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا حلم وَسُكُون وَنظر فِي الْعلم لَهُ همة فِي الْجِهَاد وَحصل فِي أَيَّامه غلاء وَفتن وَخَالف عَلَيْهِ ابْنه عمر فَملك سجلماسة وَجَرت لَهما أُمُور طَوِيلَة وَاسْتقر فِي المملكة بعده وَلَده عَليّ وَسَيَأْتِي
2618 - عُثْمَان بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يحيى بن عبد الله ابْن غَدِير الطَّائِي الدِّمَشْقِي فَخر الدّين ولد سنة 695 وأحضر على قريبَة عمر بن القواس فِي الثَّالِثَة جُزْء أبي الْفرج الدَّارمِيّ وَتفرد بالرواية عَنهُ حضوراً وَسمع من جده إِبْرَاهِيم وَغَيره وَكَانَ من قدماء الْعُدُول بِدِمَشْق كتب فِي الحكم وَتقدم فِي ذَلِك وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 781(3/265)
2619 - عُثْمَان بن يُوسُف بن أبي بكر النويري الْمَالِكِي الْفَقِيه الصَّالح الْمُحدث فَخر الدّين ولد سنة 663 وَصَحب أَبَاهُ الْقدْوَة علم الدّين وتفقه بِهِ وَبِغَيْرِهِ وَمهر وَأفْتى ودرس وَأكْثر الْحَج والمجاورة مَعَ الدّين المتين والورع والاخلاص بَالغ الذهبى فى الثَّنَاء عَلَيْهِ قَالَ شَيخنَا كَانَ أحد الْعلمَاء الصَّالِحين الزاهدين فِي الدُّنْيَا والتاركين للمناصب يَقُول الْحق وَلَو كَانَ مرا وَقَالَ زين الدّين بن رَجَب عَنهُ أَنه قَالَ لم يكْتب الْملك عَليّ كذبا وَلَا كَبِيرَة وَمَات فِي أول سنة 757 بِبَلَدِهِ النويرة وأرخه أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة 756
2620 - عُثْمَان الحلبوني وَعُثْمَان الدكالي اسْم وَالِد كل مِنْهُمَا عبد الله تقدماً
2621 - عُثْمَان الْمجْلس الأندلسي نزيل الْمَدِينَة اشْتغل قَدِيما ثمَّ انْقَطع وَتعبد وَأقَام برباط مراغة بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَظَهَرت مِنْهُ أَحْوَال وكرامات ومكاشفات ذكره ابْن فَرِحُونَ واطنب فِيهِ جدا وَقَالَ مَاتَ سنة 754
2622 - عجلَان بن رميثة بن أبي نمى الْحُسَيْنِي أَمِير مَكَّة كَانَ أول قدومه مصر سنة 46 فَخلع عَلَيْهِ وَاسْتقر عوض أَبِيه وَهُوَ حَيّ ثمَّ قدم سنة 51 وَقد ركب عَلَيْهِ أَخُوهُ ثقبة فاستخدم جنداً وَاسْتمرّ هُوَ وَأَخُوهُ(3/266)
ثقبة شَرِيكَيْنِ
2623 - عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْحُسَيْنِي شرف الدّين ابْن أَمِين الدّين ابْن أبي الْحسن الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد فِي حُدُود التسعين وَولي نقابة الْأَشْرَاف بعد أَبِيه سنة 14 وَقدم على غَيره لعقله وفهمه وَمَات فِي الْمحرم سنة 733
2624 - عراق الْأَمِير الْكَبِير المعمر ولى تقدمه ألف ثمَّ أعْطى طبلخاناة وعفي من الْخدمَة وعاش دهراً طَويلا يُقَال جَازَ الْمِائَة مَاتَ فِي صفر سنة 773
2625 - عريف بن عبد الله أَبُو زَيْدَانَ شيخ عرب سجلماسة كَانَ جليل الْقدر نبيه الذّكر وافر الْعقل مشاركاً فِي الْعلم وَالْأَدب والتاريخ وَكَانَت لَهُ منزلَة من السُّلْطَان أبي الْحسن المريني وَحج سنة 738
2626 - الْعِزّ الاقصرائي فِي ذيل طَبَقَات الشَّيْخ مجد الدّين مدرس العزبه البرانية وخطيبها ونائب قَاضِي الْقُضَاة الْحَنَفِيّ كَانَ ذَا فضل كثير وأدب غزير وَكِتَابَة حَسَنَة بشوشا متوددا إِلَى النَّاس مَاتَ سنة 749
2627 - عضد بن قَاضِي يزدْ التَّاجِر الخواجا كَانَ مَشْهُورا بِكَثْرَة(3/267)
الْبَيَان والمعرفة وأرسله أَبُو سعيد إِلَى السُّلْطَان مُحَمَّد بن طغلق ملك الْهِنْد فَبَالغ فِي اكرامه وَيُقَال أَنه أدخلهُ خزانته وَأمره بتمكينه من أَخذ كل مَا يُعجبهُ مِنْهَا فَلم يَأْخُذ إِلَّا مُصحفا فَبلغ السُّلْطَان فَعجب وَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ إِن السُّلْطَان أغناني احسانه وَلم يكن لي غنى عَن كَلَام رَبِّي فَاسْتحْسن ذَلِك ووهبه جملَة من المَال
2628 - عَطاء الله بن عَليّ بن جَعْفَر الْحِمْيَرِي الاسنائي نور الدّين ابْن الثِّقَة ذكره الْكَمَال جَعْفَر الأدفوي وَقَالَ أَخذ عَن الشَّيْخ بهاء الدّين القفطى وَغَيره وَكَانَ عَالما فَاضلا مُتَقَدما فِي عدَّة فنون لما قدم نجم الدّين ابْن مكي إِلَى اسنا اجْتمع بِهِ وَتكلم مَعَه فِي الْفَرَائِض والحساب فَقَالَ مَا ظَنَنْت أَن أحدا فِي كتاب الصَّعِيد بِهَذِهِ المثابة قَالَ وَكَانَ سليم الصَّدْر زاهداً عابداً أَقَامَ بِالْمَدْرَسَةِ الافرمية باسنا سِتِّينَ سنة لَا يخرج إِلَّا للصَّلَاة فِي مَسْجِد لَهُ أَو لضَرُورَة وَلَيْسَ عِنْده إِلَّا عِمَامَة وفروة وشملة وفوقانية طاق قَالَ الْكَمَال جمع دَرَاهِم ليحج فسرقت فَأَرَادَ الْوَالِي أَن يمسك انساناً بِسَبَبِهِ فَامْتنعَ وَحكى عَنهُ أَنه كَانَ يَقُول الْجِنّ بِاللَّيْلِ يمسكون اصبعي وَيَقُولُونَ هَذَا اصبع عَطاء الله وَوَقع يَوْم مَوته مطر عَظِيم فَقَالَ أَنا أَمُوت فِي هَذَا الْيَوْم فَإِن والدتي أَخْبَرتنِي أنني ولدت فِي يَوْم مطر عَظِيم وَمَات فِي سنة 718(3/268)
2629 - عطيفة بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن قَتَادَة بن ادريس الحسني أَمِير مَكَّة قَرَّرَهُ بيبرس الجاشنكير لما حج مَعَ أَخِيه أبي الْعقب عوضا عَن حميضة ورميثة فِي سنة 701 ثمَّ حج بيبرس سنة 4 فَقبض عَلَيْهِمَا وأعادحميضة ورميئة وَقدم بعطيفة وأخيه مصر فرتب لَهما راتباً ثمَّ أعادهما لمَكَّة بِغَيْر امرة ثمَّ قبض النَّاصِر على رميئة لما حج سنة 18 وَأَخذه صحبته إِلَى مصر فَقدم عطيفة فولاه سنة 19 وجرد مَعَه عسكراً فَلَمَّا قتل حميضة اطْمَأَن عطيفة وَكَانَ قد أحسن السِّيرَة وَلم يتَعَرَّض لأموال النَّاس وكف العبيد حَتَّى أَنه رهن سَيْفه مرّة عِنْد بعض التُّجَّار على مبلغ بِرِبْح فَأَحبهُ النَّاس فَلَمَّا وَقع الْقَحْط بالحجاز قدم إِلَى مصر سنة 22 فاستمر على امرته مُنْفَردا إِلَى أَن سَأَلَ فِي الرضى عَن أَخِيه رميثه وَأَن يركب مَعَه فى الإمرة فَأَجَابَهُ النَّاصِر إِلَى ذَلِك فِي سنة 33 ثمَّ قبض على عطيفة فى سنة 38 بالإسكندرية وسجن مَعَه وَلَده مبارك وَمَات عطيفة ... . .
2630 - عطيفة الْغَزِّي كَانَ شَيخا وقوراً عَارِفًا بِالْقُرْآنِ والعربية وَأقَام(3/269)
بِمصْر مُدَّة ثمَّ تحول إِلَى حلب فِي نِيَابَة طاز ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق
2631 - عَطِيَّة بن المكين إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن الْمُسلم بن رَجَاء اللَّخْمِيّ الاسكندراني الْمَالِكِي جمال الدّين أَبُو الْمَاضِي سمع كرامات الْأَوْلِيَاء للالكائي من مظفر بن الفوي أَنا السلَفِي وَتفرد بذلك وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 714 وَقد أناف على الثَّمَانِينَ
وفى نُسْخَة أههنا مَا لَفظه
آخر النّصْف الأول من كتاب الدُّرَر الكامنة نفع الله بِهِ يتلوه فى الذى يَلِيهِ من اسْمه على يسر الله إِتْمَامه فى خير صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل
وفى نُسْخَة ب
آخر المجلدة الأولى من الدُّرَر الكامنة فى أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة وَالْحَمْد لله أَولا وآخرا وظاهرا وَبَاطنا ويتلوه الثانى إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَوَافَقَ الْفَرَاغ من نسخه يَوْم الْأَحَد الْمُبَارك التَّاسِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الأول السعيد ثَالِث شهور سنة 876 غفر الله لمؤلفه وكاتبه وقارئه والناظر فِيهِ وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين آمين بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآله وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل
وفى نُسْخَة ر
تمّ الْجُزْء الأول من الدُّرَر الكامنة فى أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة للعلامة الْحَافِظ(3/270)
الشهَاب أَحْمد بن حجر العسقلانى نفعنا الله بِهِ فى الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وحشرنا فى زمرته تَحت لِوَاء الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آمين ويتلوه الْجُزْء الثانى الذى أَوله ذكر من اسْمه على بن إِبْرَاهِيم ابْن أَسد المصرى
وفى نُسْخَة ص
عبارَة على الصفحة الأولى من المجلد الأول
وهى الضَّعِيف الراجى رَحْمَة ربه المنان ... . ختم الله لَهُ بالأمن والأمان فى شهر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة بعد الْألف من هِجْرَة سيد الْإِنْس والجان صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وعَلى آله ... الجديدان مطابقا للسّنة الرَّابِعَة من جُلُوس سُلْطَان الزَّمَان ... . ابْن مُحَمَّد شاه سلمه الله الرَّحْمَن تمت(3/271)
خَاتِمَة الطَّبْع
قد تمّ بِحَمْد الله تَعَالَى وَحسن توفيقه طبع الْجُزْء الثَّالِث من الدُّرَر الكامنة فى أَعْيَان المانة الثَّامِنَة بالطبعة الثَّانِيَة يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر رَجَب سنة 1394 هـ = 13 أغسطس سنة 1974 م تَحت مراقبة مدير الدائرة وعميدها أحد أَعْلَام الْهِنْد من أولى الْأَلْبَاب أفضل الْعلمَاء بروفسور السَّيِّد عبد الْوَهَّاب البخارى أبقاه الله لخدمة الْعلم وَالدّين
واعتنى بِتَصْحِيحِهِ ثَانِيًا وَالتَّعْلِيق عَلَيْهِ وَوضع الاستدراكات الملحقة بآخر الْكتاب موَاضعهَا فى الْمَتْن مصحح الدائرة الْحَافِظ عَزِيز بيك كَامِل الْفِقْه من الجامعة النظامية - حفظه الله تَعَالَى وَقد رمز فى الْهَامِش إِلَى تَصْحِيحه هَذَا بِحرف ع كَمَا رمز الى تَصْحِيح الْمُصَحح الأول المستشرق المرحوم سَالم كرنكو الألمانى بِحرف ك
وعنى بتنقيحه خَادِم الْعلم وَالْعُلَمَاء رَاقِم هَذِه الخاتمة غفر الله لَهُ ولوالديه أَو يَلِيهِ الْجُزْء الرَّابِع إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَوله وَذكر من اسْمه على
وفى الختام نَدْعُو الله سُبْحَانَهُ ان ينفعنا بِهِ ويوفقنا لما يُحِبهُ ويرضاه وَهُوَ المسؤل لحسن الخاتمة ونصلى ونسلم على من علم فواتح الْخَيْر وخواتمه سيدنَا ومولانا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَآخر دعوانا أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين الْفَقِير إِلَى رَحْمَة الله الْغنى الحميد السَّيِّد مُحَمَّد حبيب الله القادري الرشيد رَئِيس قسم التَّصْحِيح من الدائرة المعارف العثمانية(3/272)
الدُّرَر الكامنة فِي أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة(4/1)
رب أعن وَيسر يَا كريم
ذكر من اسْمه عَليّ
1 - عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَسد الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ عَلَاء الدّين ابْن الأطروش السكاكيني ولد قبل الْقرن وَسمع من الأبرقوهي وَمن الدمياطي وَسمع عَلَيْهِ سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَحدث بهَا عَنهُ وَمن بيبرس العديمي وَولي حسبَة دمشق سنة 43 فباشر بمهابة ونزاهة ثمَّ صرف عَنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة ودرس بالخانونية الجوانية انتزعها من نجم الدّين ابْن الطرسوسي ونازعه فِي ذَلِك وَكتب النَّجْم محضرا بِأَنَّهُ لَا يصلح وساعده السُّبْكِيّ وَكَاتب فِيهِ النَّائِب إِلَى مصر وَمَا أَفَادَ إِلَى أَن طلب هُوَ إِلَى مصر فولي حسبَة الْقَاهِرَة فِي(4/1)
سنة 45 ثمَّ عَاد إِلَى دمشق على الْحِسْبَة وَنظر الأسرى وتدريس الخانونية أَيْضا ثمَّ رَجَعَ وَولى المرستان المنصورى والحسبة أَيْضا وَكَانَ يتناوب هُوَ والضياء ابْن خطيب بَيت الْآبَار واستقل عَلَاء الدّين بِهِ مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ كثير السَّعْي عَارِفًا بِطرقِهِ كثير الْخدمَة لِلْأُمَرَاءِ وأرباب الدولة وَأول مَا اشْتهر بذلك أَنه تردد إِلَى الجاولي وهاداه ثمَّ تمارض وسعى مَعَ بعض أَصْحَاب الجاولي أَن يحسن للجاولي أَن يعودهُ فَفعل فطار الْخَبَر فِي النَّاس أَن الجاولي عَاد فلَانا لما مرض فَصَارَت لَهُ بذلك شهرة وَكَانَ قد عَبث بالخياط الشَّاعِر الملقب بالضفدع بِدِمَشْق فَضَربهُ واعتقله وَأمر بحلق لحيته فشفع فِيهِ ابْن فضل الله إِلَى أَن خلصه مِنْهُ فتسلط على عرضه وهجاه بقصائد كَثِيرَة ومقاطيع مَذْكُورَة فِي ديوانه وَهُوَ ابْن أخي شمس الدّين بن الأطروش الآتى ذكره قَالَ الكتبي كَانَت فِيهِ مَكَارِم الْأَخْلَاق ومداخلة وتودد وَمَات بِمصْر وَهُوَ محتسبها وقاضي الْعَسْكَر بهَا قَالَ ابْن رَافع سمع مِنْهُ الأمني وَابْن سَنَد وَمَات فِي أَوَائِل جُمَادَى الْآخِرَة سنة 758 بِالْقَاهِرَةِ(4/2)
- 2 على بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن عبد الظَّاهِر يَأْتِي فِي عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر
- 3 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن تَمِيم عَلَاء الدّين ابْن معاسين الْحلَبِي كَاتب السِّرّ ولد سنة بضع وَسَبْعمائة واشتغل بالقرآت وتعانى الْأَدَب وَتقدم إِلَى أَن ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب سنة 62 بعد تحول نَاصِر الدّين ابْن يَعْقُوب عَنْهَا فباشرها نَحْو عشْرين سنة ذكره ابْن حبيب فَقَالَ كَاتب حسنت أَغْصَان سعده وانْتهى غراب مجده وساد على أَبنَاء جنسه وَكَانَ حازما عَازِمًا ثمَّ امتحن فعزل وصودر وَضرب وَوَصفه بِأَنَّهُ كَانَ يكْتب أَولا فِي الْإِنْشَاء ثمَّ ترقى إِلَى كِتَابَة السِّرّ وَمَات سنة 773
- 4 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن خَالِد بن النّحاس عَلَاء الدّين وَالِي دمشق وَكَذَا كَانَ وَالِده سمع هَذَا على شمس الدّين ابْن عَطاء فِي سنَن أبي دَاوُد عَن ابْن طبرزذ وَمَات فِي حوران فِي شهر رَجَب سنة 720(4/3)
- 5 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن خضر الْأنْصَارِيّ الأوسي أَبُو الْحسن بن معَاذ الظَّاهِرِيّ تعانى النّظر فِي كتب الكيميا والسيميا وَكتب بِخَطِّهِ من ذَلِك شَيْئا كثيرا وَكَانَ قد سمع من ابْن سيد النَّاس ولازمه وَأحب الْمَذْهَب الظَّاهِرِيّ فمهر فِيهِ وَنسخ بِخَطِّهِ غَالب تصانيف ابْن حزم وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب الْمَذْكُور حَتَّى كَانَ مُنْفَردا بذلك كثير الاستحضار جدا وَكَانَ كثير الْعشْرَة للقبط وَعنهُ أَخذ الشَّيْخ أَحْمد الْقصار ولازمه وَمَات فِي رَابِع شَوَّال سنة 774
- 6 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد ابْن الْعَطَّار الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن ابْن الْعَطَّار تلميذ النَّوَوِيّ كَانَ أَبوهُ عطارا يلقب موفق الدّين وجده طَبِيبا ولد سنة 654 وَسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَإِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر والكمال بن عبد وَابْن أبي الْخَيْر وجمال الدّين ابْن مَالك وَابْن النشبي والكمال ابْن فَارس وَغَيرهم واخذ عَن ابْن مَالك وَغَيره وَسمع بالحرمين ونابلس والقاهرة من عدَّة أَشْيَاخ يزِيدُونَ على الْمِائَتَيْنِ وَخرج لَهُ أَخُوهُ لأمه من الرضَاعَة الشَّيْخ شمس الدّين الذَّهَبِيّ معجما وَهُوَ الَّذِي استجاز للذهبي سنة مولده فَانْتَفع الذَّهَبِيّ بعد ذَلِك بِهَذِهِ الأجازه(4/4)
انتفاعا شَدِيدا وَنسخ الشَّيْخ عَلَاء الدّين الْأَجْزَاء وَكتب الطباق وَغلب عَلَيْهِ الْفِقْه وَصَحب الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ واشتغل عَلَيْهِ وَحفظ التَّنْبِيه بَين يَدَيْهِ حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ مُخْتَصر النَّوَوِيّ وَقد يختصر فَيُقَال الْمُخْتَصر وَأُصِيب بفالج سنة 701 وَكَانَ يحمل فِي محفة وَيُطَاف بِهِ وَكتب بِشمَالِهِ مُدَّة وَولى درس الحَدِيث بالنورية والقوصية والعلمية وَشرح الْعُمْدَة وَلم يكن بالماهر مثل الأقران الَّذين نبغوا فِي عصره حَتَّى أَنه عقد مجْلِس فحضره الْعلمَاء فأحضر هُوَ فِي محفته فَلَمَّا رَآهُ الزملكاني قَالَ من قَالَ لكم تحضرون هَذَا نَحن طلبنا إِجْمَاع الْعلمَاء مَا قُلْنَا لكم تحضرون الصلحاء قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ محَاسِن جمة وزهد وَتعبد وَأمر بِالْمَعْرُوفِ على زعارة كَانَت فِي أخلاقه وَله أَتبَاع ومحبون وَفِي ذِي الْقعدَة سنة 704 تكلم الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النَّقِيب وَغَيره فِي فَتَاوَى تصدر عَن أبي الْحسن ابْن الْعَطَّار وَادعوا أَن فِيهَا تخبيطا وَمُخَالفَة لمَذْهَب الشَّافِعِي واجتمعوا عِنْد بعض الْحُكَّام فبادر جمَاعَة من محبي الشَّيْخ عَلَاء الدّين فَقَالُوا لَهُ انهم هيؤا شَهَادَات يشْهدُونَ عَلَيْك بهَا فخارت قوته وبادر إِلَى الْحَنَفِيّ وصدرت عَلَيْهِ دَعْوَى فَحكم بِإِسْلَامِهِ(4/5)
وحقن دَمه وَبَقَاء جهاته عَلَيْهِ ونفذوا ذَلِك الحكم فلامه النَّاس على عجلته بذلك فتألم وَاعْتذر وَبلغ ذَلِك الأفرم فَغَضب وأحضر ابْن النَّقِيب وَغَيره ورسم عَلَيْهِم أَربع لَيَال ثمَّ أطْلقُوا وَمَات فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 724
- 7 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سلمَان النَّقِيب سمع من النجيب الحرانى ذكره ابْن رَافع فِيمَن كَانَ بِمصْر من الروَاة سنة 720 وأرخ ابْن الكويك وَفَاته فِي 24 صفر سنة 735 وَقَالَ أَنه سمع مِنْهُ المسلسل
- 8 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم ابْن الْمصْرِيّ الْكَاتِب تَاج الدّين كَاتب قطلبك وَهُوَ وَالِد الْعَلامَة فَخر الدّين الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ تَاج الدّين عَاقِلا متوددا إِلَى النَّاس سَاكِنا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 735 وَكَانَ أَبوهُ قبطيا فَأسلم وَنَشَأ وَلَده تَاج الدّين فأنجب ابْنه فَخر الدّين واشتغل بِالْعلمِ فَسَاد أهل زَمَانه رَحمَه الله تَعَالَى
- 9 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن بن قرناص الْخُزَاعِيّ الْحَمَوِيّ عَلَاء الدّين ولد سنة 654 وَسمع من ابْن خطيب المزة وَأبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَطلب بِنَفسِهِ قَلِيلا وَكَانَ فصيح الْقِرَاءَة وَله نظم مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 712 بِدِمَشْق وَهُوَ من بَيت كَبِير بحماة وَمن نظمه(4/6)
(جفن بحبك قد جفاه هجوعه ... وَالْقلب دَاخِلَة عَلَيْك ولوعه ... وسقام جسمي فِيك عز ذَهَابه ... وَالنَّوْم عز على المبغون مجوعه)
يَقُول فِيهَا
(يَا مخجل الْبَدْر الْمُنِير إِذا بدا ... فِي أفقه عِنْد التَّمام طلوعه)
( ... ... . . عَلَيْك ضلوعه)
(صب بذرب أسى ويعذب فِي الْهوى ... تعذيبه ويلذ فِيك خضوعه ... وَيرى الشَّقَاء بكم نعيما والتذلل
عزة وَلكم بلذ نفوعه ... وَإِذا تألق بارق من حيكم
سحت لَهُ مثل السَّحَاب دُمُوعه)
- 10 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن خضر بن سعيد بن صاعد الصهيانى المعمر الحصكفي ثمَّ الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين الجنائزي ولد سنة 680 وَسمع من ابْن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَمن الشّرف ابْن عَسَاكِر وَغَيره وَمَات بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة 764 وَهُوَ أَخُو أَحْمد الْمُتَقَدّم
- 11 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يَعْقُوب بن عبد الْمجِيد بن وَفَاء عَلَاء الدّين(4/7)
الوَاسِطِيّ الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الفردة ولد سنة 697 فى شعْبَان وتعانى الْآدَاب والوعظ وَتغَير فِي آخر عمره بِالسَّوْدَاءِ وَهُوَ مَعَ ذَلِك ينظم الشّعْر العذب قَالَ الصَّفَدِي رَأَيْته فِي تِلْكَ الْحَال يجاري ابْن فضل الله بَيْتا بَيْتا ويسبق إِلَى نظم الْبَيْت أَحْيَانًا وَكَانَ يَدعِي أَنه سرق لَهُ من بَغْدَاد من الْكتب بِقدر ألفي مجلدة وَأَن جمَاعَة من التُّجَّار باعوها بِدِمَشْق فَلم يجد من يشْهد لَهُ وَلَا من ينصره فازداد تألمه لذَلِك وَتمكن اخْتِلَاطه وَكَانَ لَا يقبل من أحد شَيْئا بل من أعطَاهُ شَيْئا لما يرى من سوء حَاله يَقُول لَهُ أَنْت مِمَّن سرق كتبي فتريد تبرطلني قَالَ وَكنت أعرض عَلَيْهِ الدَّرَاهِم وألح عَلَيْهِ فَلَا يزِيد على أَخذ دِرْهَم وَاحِد ونظم فِي تِلْكَ الْحَال إِلَى نَائِب الشَّام قصيدة يشكو فِيهَا حَاله أَولهَا
(يَا نَائِب السُّلْطَان لَا تَكُ غافلا ... عَن قتل قوم للظواهر زوقوا)
(مَا هم تجار بل لصوص كلهم ... فَأمر بهم أَن يقتلُوا أَو يشنقوا ... وأراك لَا تجدي إِلَيْك شكاية ... إِلَّا كَأَنَّك حَائِط لَا ينْطق)
(لَا تعف عَن قوم سعوا بفسادهم ... فِي الأَرْض بغيا مِنْهُم وتخرقوا)
(واكشف ظلامة من شكا من خَصمه ... فَالْحق حق وَاضح هُوَ مشرق)
وَهِي طَوِيلَة وَمَات على حَالَته تِلْكَ فِي ربيع الْأُخَر سنة 750(4/8)
- 12 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن جَعْفَر بن طَارق بن مِسْمَار ابْن الصَّيْرَفِي
- 13 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البَجلِيّ كَانَ يحفظ الْمُهَذّب والوسيط مَعَ الزّهْد وَالْعِبَادَة وَله كرامات ظَاهِرَة مَاتَ بِبِلَاد تهَامَة سنة 715 نقلته من كتاب العثماني قَاضِي صفد
- 14 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حسان الدِّمَشْقِي أَبُو الْحسن ابْن الشاطر ولد فِي ربيع الأول سنة 704 وَمهر فِي علم الْهَيْئَة والفلك والنجوم وتلمذ لعَلي بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الشاطر(4/9)
- 15 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن يُوسُف التواريخي الدِّمَشْقِي سمع من ابْن حَامِل وَحدث وَسمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي صفر سنة 744
- 16 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف المنبجي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من عبد الْحَافِظ ابْن بدران سنَن ابْن ماجة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَكَانَ بواب الْمدرسَة القليجية مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 743 وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ مُحَمَّد بن نعْمَة من أمه
- 17 عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَبى الهيجا الكركى الدمشقى نور الدّين ابْن الضياء ولد على رَأس السبعمائة ورافق ابْن كثير فِي الْمكتب وصليا مَعًا فِي التَّرَاوِيح فِي سنة 711 وَنَشَأ فِي عفاف وصيانة وَقَرَأَ فِي القراآت عَليّ ابْن بصخان وَقَرَأَ كثيرا من الْمِنْهَاج وَكَانَ يستحضر مِنْهُ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة خَفِيف الرّوح وَكَانَ صَوته جهوريا وَولى مشيخة الحلبية بالجامع وَكَانَ مَقْبُولًا عِنْد الْعَامَّة وَلم يزل على حَالَته إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 766
- 18 عَليّ بن احْمَد بن أَسد السكاكينى عَلَاء الدّين ابْن الأطروش تقدم فِي عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أَسد قَرِيبا
- 19 على بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مهْدي الْكِنَانِي(4/10)
نور الدّين النَّحْوِيّ الشَّافِعِي الجوال ولد فِي حُدُود الْعشْرين وَسمع من أبي حَيَّان وَابْن شَاهد الْجَيْش وَمُحَمّد بن غالى وَابْن أَبى نعيم الأسعردي وَعبد الْعَزِيز ابْن أبي ذَر والميدومى وَغَيرهم وَسمع بِدِمَشْق وحلب وَغَيرهمَا من الْبِلَاد الشامية وطوف بولده أبي الطّيب فأسمعه الْكثير وتفقه وَمهر وأختى ودرس وَحدث مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي 25 جُمَادَى الأولى سنة 782
- 20 عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر بن عبد الْوَلِيّ ابْن الْحُسَيْن بن عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الميمون بن عبد الله ابْن يحيى بن عبد الله بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي هَاشم بن دَاوُد ابْن الْقَاسِم بن إِسْحَاق بن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب الْهَاشِمِي الْجَعْفَرِي القوصي نزيل اخميم الشَّيْخ كَمَال الدّين أَبُو الْحسن القوصي ابْن عبد الظَّاهِر الْعَالم العابد الْمَشْهُور ولد سنة 638 بقوص ذكره الأسنوي فَقَالَ(4/11)
ذُو الْعلم وَالْعَمَل والطريقة المثلى والمناقب المأثورة والكرامات الْمَشْهُورَة ولد بقوص وتفقه بالشيخ مجد الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد الْقشيرِي وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَأذن لَهُ فِي التدريس فِي سنة 657 وَكتب لَهُ الْإِجَازَة بِخَط الْبَهَاء القفطي ثمَّ قدم قوص شيخ صَالح يُقَال لَهُ الشَّيْخ عَليّ الْكرْدِي فلازمه الشَّيْخ جلال الدّين الدشناوي وَابْن دَقِيق الْعِيد وَابْن عبد الظَّاهِر وَجَمَاعَة وجدوا فِي الْعِبَادَة وَلم يسْتَمر على طَرِيقَته إِلَّا ابْن عبد الظَّاهِر هَذَا ثمَّ صحب بِالْقَاهِرَةِ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الجعبري ثمَّ استوطن أخميم وَبنى بهَا رِبَاطًا وانتصب لنفع النَّاس بِالْعلمِ والتذكير وَجَرت لَهُ مكاشفات وأحوال سنية قد ذكر الْكثير مِنْهَا الشَّيْخ عبد الْغفار فِي كتاب الوحيد وَلم يزل على طَرِيقَته إِلَى أَن مَاتَ فِي عشري رَجَب سنة 701 وَهِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا ابْن دَقِيق الْعِيد وَكَانَ قد سمع من ابْن بنت الجميزي وَغَيره وَأول مَا جَاهد بِهِ نَفسه أَنه لما كَانَ مُنْقَطِعًا مَعَ رفقته رأى الكساح أخرج مَا فِي مرحاض الْمَسْجِد فنازعته نَفسه أَن يحملهُ إِلَى الكوم فَلم يزل يُجَاهد حَتَّى طاوعته وَفعل ذَلِك وَمَشى بِالنَّهَارِ على حوانيت الشُّهُود فنسبوه إِلَى خبل فِي عقله ثمَّ اسْتمرّ على عِبَادَته ومجاهدته إِلَى أَن ظهر حَاله السّني وَكَثُرت مكاشفاته وكراماته وَكَانَ يتَكَلَّم على الخواطر يَبْدُو مِنْهُ فِي ذَلِك الْعَجَائِب وَكَانَ يحضر السماع وَله فِيهِ(4/12)
أَحْوَال عَجِيبَة مَعَ مُلَازمَة أُمُور الشَّرِيعَة وَالْجمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَفِيه يَقُول الشَّيْخ تَاج الدّين الدشناوي يمدحه من قصيدة
(أَلا إِن لله الْكَمَال جَمِيعه ... وَمَا لسواه مِنْهُ حَبَّة خَرْدَل)
وَمن شعر الشَّيْخ كَمَال الدّين دو بَيت
(يَا عين بِحَق من تحبي نامي ... نامي فهواه فِي فُؤَادِي نامي)
(وَالله مَا قلت ارقدي عَن ملل ... إِلَّا لعسى أرَاهُ فِي الأحلام)
- 21 عَليّ بن أَحْمد بن حَدِيدَة الأندلسي ولد فِي حُدُود سنة 65 وَحفظ الْمُوَطَّأ وَقَرَأَ صَحِيح مُسلم ببجاية على ابْن كحيلة وَأخذ التصوف عَن خطيب مالقة أبي عبد الله الساحلي وَأبي عَليّ الْمرْجَانِي وتعانى الْوَعْظ وَالْكَلَام على النَّاس وَله أَتبَاع محبون ورحل إِلَى الشَّام فقطنها وَأقَام قبل بالإسكندرسة مُدَّة وَعمر عدَّة زَوَايَا بأماكن وَحج مَرَّات وَمَات بِبَيْت الْمُقَدّس فِي رَمَضَان سنة 719
- 22 عَليّ بن أَحْمد بن حسن بن تَمِيم الْحلَبِي تقدم فى على بن إِبْرَاهِيم ابْن حسن
- 23 عَليّ بن أَحْمد بن حُسَيْن الشَّيْخ على الْحداد الْمُؤَذّن الدِّمَشْقِي ولد سنة 55 تَقْرِيبًا وانتهت اليه رئاسة الْأَذَان بِالشَّام وَكَانَ لَهُ نظم فِي المدائح النَّبَوِيَّة(4/13)
ينشدها فِي الْمجَالِس ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَكتب عَنهُ من نظمه وَكَذَلِكَ ابْن رَافع وَمَات فِي رَمَضَان سنة 726
- 24 عَليّ بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الأصفوني ذكره الْكَمَال جَعْفَر وَقَالَ أَخذ الْفِقْه عَن الْبَهَاء القفطي وَالْأَدب عَن الغضنفر الأصفوتى والجلال ابْن الشواق الدشنائي وَغَيرهمَا وَكَانَ أديبا ذكيا كريم الْأَخْلَاق وخدم فِي الدِّيوَان وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَمَات فِي رَمَضَان سنة 731 وَهُوَ الْقَائِل فِي بعض الْقُضَاة وَكَانَ ضَعِيف الْبَصَر
(قَالُوا تولى الصَّعِيد أعمى ... فَقلت لَا بل بِأَلف عين)
وَهُوَ الْقَائِل يُنَاقض قَول الشَّيْخ عبد الْقَادِر الجيلى ... مَا فى الْمَوَارِد يستنكد ... إِلَّا ولى فِيهِ الْأَمر الأنكد)
(أَنا قنبر الأحزان املأ دوحها ... حزنا وَفِي السُّفْلى غراب أسود)
وَهُوَ الْقَائِل فِي دَاوُد بن سُلَيْمَان بن العاضد لما خرج بالصعيد وَزعم أَنه يتَحَمَّل التكاليف عَن أَتْبَاعه من أَبْيَات
(وَزَعَمت أَنَّك للتكاليف حَامِل ... وَكَذَا الْجمال تحمل الاثقالا)(4/14)
وَكَانَ خُرُوج دَاوُد هَذَا فِي سنة 697 وَقيل بعد ذَلِك وَمَات عَلَاء الدّين الأصفوني هَذَا فِي رَمَضَان سنة 731
- 25 عَليّ بن أَحْمد بن زفر بن أَحْمد بن مظفر الأربلي الدنباوندى عز الدّين الصُّوفِي ولد سنة 63 واشتغل بِالْعلمِ وَمهر فِي معرفَة الطِّبّ وَكَانَ حسن المجالسة وسافر الْبِلَاد وَأقَام بتبريز وبماردين مُدَّة ثمَّ دمشق فَمَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 726
- 26 عَليّ بن أَحْمد بن سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد بن الْأَثِير الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ عَلَاء الدّين ولد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وتعانى الخدم الديوانية وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الموقعين ثمَّ بَاشر صحابة الدِّيوَان مُدَّة خلفوا عَمه إِسْمَاعِيل ابْن سعيد وَكَانَ هُوَ ذكيا نبيها حسن الْكِتَابَة كثير الْبر وَالْمَعْرُوف وَكتب فِي الْإِنْشَاء فَلَمَّا توجه النَّاصِر إِلَى الكرك توجه صحبته ووعده بِكِتَابَة السِّرّ فَلَمَّا قدم النَّاصِر القاهر قدم لَهُ عَلَاء الدّين حلوى بِمِائَة وَعشْرين درهما بَاعَ لأجل شِرَائهَا اكديشا فتذكره وَقَالَ لداوداره اكْتُبْ إِلَى محيى الدّين ابْن فضل الله يكْتب إِلَى أَخِيه شرف الدّين أَن يطْلب مني دستورا إِلَى الشَّام فانى أستحيى أَن أواجهه بذلك فَكتب مُحي الدّين(4/15)
إِلَى أَخِيه فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَقَالَ أَنا مَا أعيش بِفعل مُحي فَلَمَّا بلغ السطان ذَلِك لم يجد بدا أَن يفصح لَهُ بِالْأَمر فرسم لَهُ أَن يسْتَقرّ فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن أَخِيه فَخرج من الْقَاهِرَة إِلَى دمشق وَاسْتقر عَلَاء الدّين مَكَانَهُ فَعَظمهُ السُّلْطَان وأكرمه ونوه بِقَدرِهِ وَبلغ عِنْده مالم يبلغهُ غَيره حَتَّى كَانَ يَأْمُرهُ أَن يكْتب إِلَى نواب الشَّام بأَشْيَاء يَأْمُرهُم بهَا عَن نَفسه فَعظم قدره جدا وباشر الْوَظِيفَة مُبَاشرَة جَيِّدَة وَكَانَ يركب فِي سِتَّة عشر مَمْلُوكا من الأتراك مشترى كل وَاحِد مِنْهُم عَلَيْهِ أَكثر من خَمْسمِائَة دِينَار وَكَانَ هَؤُلَاءِ يقفون بالديوان سماطين وَلَا يتَكَلَّم مَعَ أحد إِلَّا مَعَهم بالتركي وهم يترجمون عَنهُ للنَّاس وَكَانَ يكْتب خطا قَوِيا مَنْسُوبا وَله اقتدار على إصْلَاح اللَّفْظَة وإبرازها من صُورَة إِلَى صُورَة وَمَا كَانَ يخرج من الدِّيوَان كتاب حَتَّى يتأمله وَلَا بُد أَن يزِيد فِيهِ شَيْئا بقلمه وَهُوَ الَّذِي أنشأ توقيع الشَّيْخ مجد الدّين الأقصرائي بمشيخة سرياقوس لما انْتَهَت عمارتها ومدحه الشُّعَرَاء فِي عصره وللشهاب مَحْمُود وَابْن نَبَاته فِيهِ غرر المدائح وَلم يزل يتزايد فِي سعادته إِلَى أَن حصل لَهُ مبادي فالج ثمَّ تزايد بِهِ وَظهر ذَلِك للسُّلْطَان فَصَبر عَلَيْهِ إِلَى أَن أَرَادَ يَوْمًا أَن يقوم من بَين يَدَيْهِ فَسَقَطت الدواة من يَده فتألم(4/16)
السُّلْطَان وَقَالَ للدويدار اكْتُبْ إِلَى نَائِب الشَّام فليجهز لنا القَاضِي مُحي الدّين ابْن فضل الله وَأرْسل إِلَى عَلَاء الدّين أَن ينزل إِلَى بَيته بالروضة فتغافل عَن ذَلِك وَلزِمَ الدِّيوَان مَرِيضا إِلَى أَن وصل مُحي الدّين إِلَى قطيا فَحَضَرَ إِلَيْهِ الدويدار وَقَالَ لَهُ أنزل إِلَى بَيْتك فقد وصل صَاحب الْوَظِيفَة فَنزل فِي أَوَائِل الْمحرم وعالجه الْأَطِبَّاء فَلم ينجع بل تزايد إِلَى أَن صَار لَا يَتَحَرَّك مِنْهُ شَيْء أصلا إِلَّا جفونه فَكَانَ إِذا أَرَادَ شَيْئا قَرَأَ لَهُ خادمه حُرُوف المعجم فَإِذا مر بِحرف هُوَ أول الْكَلِمَة أطبق جفْنه ثمَّ يعود إِلَى أَن يتَحَصَّل لَهُ كلمة بعد كلمة فَيعرف مِنْهُ مُرَاده فَلم يطلّ ذَلِك بِهِ بل مَاتَ فِي منتصف الْمحرم سنة 730 قَالَ ابْن حبيب ماجد سَاد عصره بِوُجُودِهِ على الْأَعْصَار وَسَار بِنَا سيرته إِلَى الْأَمْصَار وَكَانَ يتلطف بذوي الْحَاجَات وَيفتح لَهُم أَبْوَاب الْقرى والقربات قلت وَلابْن نباتة فِيهِ مرثية طنانة وَمن قَوْله فِيهَا
(لَا عدمنا لِابْنِ الْأَثِير يراعا ... جَارِيا للعفاة بالأرزاق)(4/17)
كلما مَاس فى المهارق كالغصن ... رَأَيْت الندى على الأوراق)
- 27 عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حَدِيد الحديدي الْأنْصَارِيّ المغربي أَخذ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن الجذامي بمالقة روى عَنهُ أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عراض الجزائري قصَّة المعمر ذكرهَا الأقشهري فِي فَوَائِد رحلته وأرخ وَفَاته سنة ...
- 28 عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قدامَة الْمَقْدِسِي فَخر الدّين ابْن القَاضِي نجم الدّين ابْن القَاضِي شمس الدّين ولد سنة بضع وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع من الْفَخر عَليّ وَغَيره وَولى خطابة الْجَامِع المظفري وَمَات فِي شعْبَان سنة 727
- 29 عَليّ بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن المراغي أَبُو الْحسن بن أبي الْقَاسِم كَانَ أَبوهُ من الصلحاء الْمَشْهُورين وَكَانَ فِي ابْتِدَاء أمره يعرف بِأبي الْقَاسِم الصَّغِير فَقَالَ شَيْخه أَبُو الْحسن ابْن الصّباغ بل هُوَ أَبُو الْقَاسِم الْكَبِير وَقد جمع أَبُو الْقَاسِم جُزْءا من كَلَام شَيْخه وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ(4/18)
شيخ شُيُوخنَا بدر الدّين الفارقي وَكَانَ كثيرا مَا ينشد هَذَا الْبَيْت)
غرست غروسا رمت أجني ثمارها ... فَلَا ذَنْب لي إِن حنظلت شجراتها)
وَكَانَ عَليّ يتعانى الْعُزْلَة والتقنع بالكفاف ويتكسب بضفر الخوص ويحكى عَنهُ كرامات وَكَانَت وَفَاته باخميم سنة 716 ذكره الْكَمَال جَعْفَر وَالشَّيْخ أَبُو الْقَاسِم جد شَيخنَا شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَبى الْقَاسِم المراغى شيخ الْمَالِكِيَّة بِمصْر
- 30 عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري لَهُ تَرْجَمَة فِي أنباء الْغمر ومعجم الْمُؤلف وأغفله من هُنَا وَذكر أَن مولده سنة 724 وَأَنه مَاتَ فِي سنة 799(4/19)
- 31 على بن أَحْمد بن المحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن عبد الله بن مُوسَى الكاظم الْحُسَيْنِي الغرافي بِالْمُعْجَمَةِ وَالْفَاء بَينهمَا رَاء ثَقيلَة الإسْكَنْدراني ولد سنة 628 وَسمع من مُحَمَّد بن عماد وظافر بن نجم ومرتضى بن حَاتِم وَعلي بن جبارَة وَطَائِفَة وببغداد من أبي الْحسن الْقطيعِي وَمُحَمّد بن سعيد بن هَارُون وَابْن القبيطي وَغَيرهم وَحدث فَأكْثر وَخرج لنَفسِهِ وانتقى على غَيره وَكَانَت لَهُ معرفَة بالفن وَكِتَابَة حَسَنَة ولي دَار الحَدِيث النبيهية بالإسكندرية وَحمل عَنهُ المغاربة والرحالة وَحَدثُوا عَنهُ فِي حَيَاته وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ قَالَ أَبُو عبد الله بن المهندس كَانَ شَيخنَا الغرافي كثير التِّلَاوَة معمور الْأَوْقَات بِالْخَيرِ وَإِذا حصل لَهُ من الشَّهَادَة مَا يقوته اقْتصر عَلَيْهِ وَقَامَ وَله ورد بِاللَّيْلِ وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء الفرضي كَانَ عَالما فَاضلا مُحدثا مكثراً مُسْندًا مُفِيدا عابداً وَأثْنى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي وَغَيرهمَا وَكَانَ يرتزق بالوراقة وَإِذا حصل قوته لَا يتجاوزه وَله ورد بِاللَّيْلِ وَقد نَاب فِي الحكم فِي بعض بِلَاد الصَّعِيد وَكَانَ عَارِفًا بشيوخ بَلَده وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وَخرج لنَفسِهِ وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 704 وَكَانَ قل أَن يخبر بِسنة مولده
- 32 عَليّ بن أَحْمد بن عبد المحسن بن عِيسَى بن أبي الْمجد بن الرّفْعَة الْعَدوي ولد سنة 669 وَسمع الغيلانيات من غَازِي وَعمر وَحدث وَسمع مِنْهُ ابْن أيدغدى فِي سنة 61 وَمَات فِي الَّذِي بعْدهَا وَوَقع فِي وفيات ابْن رَافع وصل كتاب فِي جُمَادَى الأولى سنة 62 من مصر بَان أَحْمد بن أَحْمد(4/20)
ابْن عبد المحسن مَاتَ فِيهِ وَأَنه سمع من غَازِي فَالله أعلم
- 33 عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد الطرسوسي الْحَنَفِيّ عماد الدّين بن مُحي الدّين ولد فِي منية ابْن خصيب بالديار المصرية سنة 669 وتفقه على ... . وَسمع الحَدِيث على ... . . وناب فى الحكم أَولا فَشَكَرت سيرته وَولى قَضَاء دمشق سنة 27 ودرس بالنورية والقايمازية وَغَيرهمَا وَكَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ حسن الشكالة والسياسة وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَسَأَلَ فِي آخر عمره أَن يُقرر وَلَده فِي المنصب فَأُجِيب إِلَى ذَلِك فاستقر فِي ذِي الْحجَّة سنة 46 وَأَقْبل هُوَ على مُلَازمَة بَيته والاشتغال بِالْقِرَاءَةِ(4/21)
وَالْعِبَادَة إِلَى أَن مَاتَ فِي تَاسِع عشري ذِي الْحجَّة سنة 748 قرأته بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ
- 34 عَليّ بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرَّجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقَاسِم التنوخي عَلَاء الدّين ابْن السلعوس ولد سنة 89 وباشر الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ نزل وَانْقطع وَحج وَمَات على خير كثير وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة حسن الْعشْرَة مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة 735
- 35 عَليّ بن الشهَاب أَحْمد بن عَسْكَر القصيري الْحمال ولد سنة ... . وَسمع من سبط ابْن الْجَوْزِيّ أبي المظفر يُوسُف بن قزغلي كتاب الْعلم لجده لأمه بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَسمع أَيْضا من مُحَمَّد بن سعد الْمَقْدِسِي وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ وَحدث وَمَات سنة ... . .
- 36 عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الحنفى جمال الدّين(4/22)
قَاضِي حصن الأكراد سمع من ابْن الزبيدِيّ وجعفر وَعبد الْحق ابْن خلف وَهُوَ جد وَالِده لأمه وَحدث مَاتَ فِي الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 702
- 37 عَليّ بن أَحْمد بن عمر البعلى الْمَعْرُوف بِابْن المقرىء سمع من ابْن الشّحْنَة وَحدث سمع مِنْهُ نور الدّين النَّوَى وَمَات قبله وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي سنة ... ... .
- 38 عَليّ بن أَحْمد بن قُصُور بِضَم الْقَاف والمهملة مخففا عَلَاء الدّين الْحَمَوِيّ سمع من أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزير جُزْء البيتوتة وَغَيره سمع مِنْهُ جمَاعَة من أهل مَكَّة وَمن الرحالة وَحدث عَنهُ شَيخنَا سراج الدّين ابْن الملقن وَغَيره وَمَات فِي سنة ... . .
39 - عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبكْرِيّ كَمَال الدّين ابْن الشربشى وَالِد الإِمَام جمال الدّين ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وَسمع مُسْند الشَّافِعِي من سِتّ الوزراء بِدِمَشْق وَسمع بِمصْر من مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ فِي الْخَامِسَة جُزْء هِلَال الحفار وَحدث مَاتَ فِي سنة ... . . سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
- 40 عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن ندي العرضي عَلَاء الدّين الْمسند التَّاجِر الدِّمَشْقِي ولد سنة 77 أَو قبلهَا واسمع الْكثير على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَعبد الرَّحْمَن بن الزين وَابْن المجاور وَابْن الْكَمَال وَابْن مُؤمن وَغَيرهم وَحدث بالكثير بِدِمَشْق ومصر والإسكندرية أَخذ عَنهُ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع وتقي الدّين ابْن عرام وأقرانهم وَمن قبلهم وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَحدث بالمسند بِالْقَاهِرَةِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ شَيخنَا قَالَ ابْن رَافع كَانَ ثِقَة صَحِيح السماع مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764
- 41 عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ العباسي عَلَاء الدّين بن شرف الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولد بشيزر وَأَبوهُ يَوْمئِذٍ خطيبها سنة 681 واحضر على شامية بنت الْبكْرِيّ وَهُوَ فِي الرَّابِعَة بقلعة شيزر عدَّة مجَالِس من حَدِيث أبي مُحَمَّد بن الْجَوْهَرِي وَحدث بهَا هُوَ وأختاه سِتّ الْقُضَاة وست الْفُقَهَاء وَكَانَ شكلا حسنا مهيبا كَانَ واليا على الْقُدس ثمَّ استخدمه تنكز فى استاداربته ثمَّ ولي شدّ الْأَوْقَاف بعده وَمَات على ذَلِك وعينه الفخري للخلافة لما خرج على المصريين لكَونه عباسيا وَلم يتم الْأَمر وَكَانَ طَويلا عبوسا قَلِيل الشَّرّ مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة 752 وَقيل مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة(4/23)
- 40 عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن ندي العرضي عَلَاء الدّين الْمسند التَّاجِر الدِّمَشْقِي ولد سنة 77 أَو قبلهَا واسمع الْكثير على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَعبد الرَّحْمَن بن الزين وَابْن المجاور وَابْن الْكَمَال وَابْن مُؤمن وَغَيرهم وَحدث بالكثير بِدِمَشْق ومصر والإسكندرية أَخذ عَنهُ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع وتقي الدّين ابْن عرام وأقرانهم وَمن قبلهم وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَحدث بالمسند بِالْقَاهِرَةِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ شَيخنَا قَالَ ابْن رَافع كَانَ ثِقَة صَحِيح السماع مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764
- 41 عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ العباسي عَلَاء الدّين بن شرف الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولد بشيزر وَأَبوهُ يَوْمئِذٍ خطيبها سنة 681 واحضر على شامية بنت الْبكْرِيّ وَهُوَ فِي الرَّابِعَة بقلعة شيزر عدَّة مجَالِس من حَدِيث أبي مُحَمَّد بن الْجَوْهَرِي وَحدث بهَا هُوَ وأختاه سِتّ الْقُضَاة وست الْفُقَهَاء وَكَانَ شكلا حسنا مهيبا كَانَ واليا على الْقُدس ثمَّ استخدمه تنكز فِي استاداريته ثمَّ ولي شدّ الْأَوْقَاف بعده وَمَات على ذَلِك وعينه الفخري للخلافة لما خرج على المصريين لكَونه عباسيا وَلم يتم الْأَمر وَكَانَ طَويلا عبوسا قَلِيل الشَّرّ مَاتَ فِي أَوَائِل ذِي الْحجَّة سنة 752 وَقيل مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة(4/24)
- 42 عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عُثْمَان الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْعَفِيف تقدم ذكر أَبِيه وَأَنه كَانَ آخر من سمع من ابْن الصّلاح وَفَاة وَأما هَذَا فَأجَاز لَهُ أَبُو الْفضل بن عَسَاكِر وَسمع من مُحَمَّد بن أبي بكر النّحاس وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 764
- 43 عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن نجيب بن سعيد الخلاطي ثمَّ الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين ولد فِي ربيع الأول سنة 68 وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم ابْن القواس والمقداد الْقَيْسِي وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ رجلا حسنا مَاتَ فِي ثَالِث صفر سنة 742
- 44 عَليّ بن أَحْمد بن يحيى بن أبي بكر الْحَرَّانِي ذكره ابْن رَافع وَقَالَ ولد سنة 666 وَسمع من الْكَمَال النصيبي وَكَانَ مُعظما فِي بَلَده حران حَتَّى كَانُوا يحلفُونَ بحياته وَمَات فِي الْمحرم سنة 740
- 45 عَليّ بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْخضر الآمدى الحنبلى زين العابر أخد عَن عبد الصَّمد بن أَبى الْجَيْش المقرىء بِبَغْدَاد وَغَيره وصنف التبصير فِي التَّعْبِير وتعاليق فِي الْفِقْه وتعاني تَعْبِير المنامات وَكَانَ هُوَ يرى المنامات الصائبة وَكَانَ يتجر فِي الْكتب واضر فَلم يكن يخفى عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء بل كَانَ إِذا طلب مِنْهُ المجلد الأول مثلا من الْكتاب(4/25)
الْفُلَانِيّ قَامَ وَأخرجه وَكَانَ يمس الْكتاب فَيَقُول هَذَا يشْتَمل على كَذَا وَكَذَا فَلَا يخطىء فَإِن كَانَ الْكتاب مثلا بخطين قَالَ هُوَ بخطين أَو بقلم أخف من الآخر قَالَ كَذَلِك فَلَا يخطىء قطّ وَكَانَ لَا يُفَارق الِاشْتِغَال الإشتغال وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ قبُول وَأهْدى إِلَيْهِ بعض أَصْحَابه نصفية فسرقت فَرَأى فِي مَنَامه الشَّيْخ مجد الدّين عبد الصَّمد فدله على الَّذِي أَخذهَا وَالَّذِي أودعت عِنْده فَتوجه إِلَى الرجل فَقَالَ لَهُ أعْطى النصفية الَّتِي أودعها عنْدك فلَان فأخرجها لَهُ فَأَخذهَا وَرَاح فجَاء السَّارِق فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ فلَان جَاءَ وطلبها على لسَانك وَأَخذهَا فبهت السَّارِق وَقَالَ أَيْضا رَأَيْت شخصا أَطْعمنِي دجَاجَة فَأكلت مِنْهَا فانتبهت وَفِي يَدي مِنْهَا وَلما دخل غازان بَغْدَاد قبل السبعمائة سمع بِهِ فَحَضَرَ المستنصرية وَاجْتمعَ النَّاس لتلقيه وَحضر الشَّيْخ زين الدّين فَأمر غازان من مَعَه أَن يدخلُوا الْمدرسَة وَاحِدًا وَاحِدًا كل مِنْهُم يُوهم الشَّيْخ زين الدّين أَنه غازان امتحانا لَهُ فَجعل النَّاس كلما وصل أَمِير يزهزهون لَهُ ويعظمونه ويأتون بِهِ إِلَى زين الدّين ليسلم عَلَيْهِ فَيرد السَّلَام عَلَيْهِ وَلَا يَتَحَرَّك حَتَّى جَاءَ غازان فَلَمَّا سلم عَلَيْهِ وَصَافحهُ نَهَضَ لَهُ قَائِما وَقبل يَده واعظم ملتقاه وَبَالغ فِي الدُّعَاء لَهُ بالمغلي ثمَّ بالتركي ثمَّ بالفارسي ثمَّ بالرومي ثمَّ بالعربي وَرفع صَوته فأعجب غازان بِهِ وخلع عَلَيْهِ فِي الْحَال وَأمر لَهُ بِمَال ورتب لَهُ فِي كل شهر(4/26)
ثَلَاثمِائَة وحظى عِنْد وَعند من يَلِيهِ وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ بِبَغْدَاد سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة
- 46 عَليّ بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي عَلَاء الدّين سمع من التقي سُلَيْمَان وَعِيسَى الْمطعم وَيحيى بن سعد وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 770 وَهُوَ من بَيت حَدِيث هُوَ وَأَبوهُ وجده وَعَمه
- 47 عَليّ بن الْحَاج ارقطأي الناصري أحد الْأُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق قَرَّرَهُ فِي الأمرة تنكز وَهُوَ شَاب فَأَقَامَ عِنْده بدار السَّعَادَة مُدَّة ثمَّ جهزه إِلَى أَبِيه بِمصْر وَولي وَالِد عَلَاء الدّين هَذَا نِيَابَة صفد وطرابلس وحمص وحلب والقاهرة كَمَا فِي تَرْجَمته وَمَات عَلَاء الدّين هَذَا بِالْقَاهِرَةِ بعد الْخمسين وَسَبْعمائة
- 48 عَليّ بن إِسْحَاق بن لُؤْلُؤ الْموصِلِي عَلَاء الدّين بن الْمُجَاهِد بن بدر الدّين صَاحب الْموصل ولد سنة 657 بالجزيرة وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع من النجيب وَابْن علاق والعز الْحَرَّانِي وَغَيرهم وَقرر فِي الأجناد بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 731
- 49 عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش المَخْزُومِي تَاج الدّين ولد سنة 652 واحضر على الزكي الْمُنْذِرِيّ وَعبد المحسن بن مُرْتَفع وَسمع من(4/27)
مُحَمَّد بن أَنْجَب والرشيد الْعَطَّار وَشَيخ الشُّيُوخ الْحَمَوِيّ كَمَال الدّين الضَّرِير وَالشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام والرضي ابْن الْبُرْهَان وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود مَعَ الدّيانَة وَالْخَيْر مَاتَ فِي سنة 732 روى عَنهُ السرُوجِي وَمُحَمّد بن رَافع وَأحمد بن ايبك الدمياطي وَآخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ شَيخنَا أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي قَالَ ابْن رَافع مكثر جدا شَاهد دَار السِّلَاح بِالْقَاهِرَةِ قَالَ الْبَدْر النابلسي قَرَأت بِخَط أَبِيه ولد على فى سَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة 651 فَغَدَوْت بِهِ على الْحَافِظ زكي الدّين فَدَعَا لَهُ وَقَالَ أجزت لَهُ جَمِيع مَا تجوز لي رِوَايَته قلت ثمَّ أحضرهُ عِنْده وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ
- 50 عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن كسيرات المَخْزُومِي تَاج الدّين ابْن صَاحب مجد الدّين كَانَ كَاتبا لطيفا اشْتغل ونظم وخدم فِي الدِّيوَان بطرابلس وَمَات ... . .
- 51 عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن الْعَبَّاس بن قرقين البعلي ولد بعد التسعين واحضر عَليّ زَيْنَب بنت كندي والتاج عبد الْخَالِق وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَكَانَ(4/28)
عِنْده سنَن ابْن مَاجَه إِلَّا الْجُزْء الأول مِنْهَا وَأول الْجُزْء الثَّانِي كتاب الطَّهَارَة وَحدث بِهِ عَن زَيْنَب والتاج بالحضور وَالْإِجَازَة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 772
- 52 عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم البعلي الْمَعْرُوف بالبراذعي عَلَاء الدّين سمع من القطب اليونيني وَحدث عَنهُ بِجُزْء سُفْيَان بن عُيَيْنَة وروى عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ
- 53 عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يحيى بن جهبل مَاتَ سنة 781
- 54 عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف القونوي عَلَاء الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 68 بقونية من بِلَاد الرّوم وَقدم دمشق سنة 93 فدرس بالإقبالية ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء وَسمع من إِبْرَاهِيم بن عنبر المارديني وَأحمد بن عبد الْوَاحِد الزملكاني وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر والأبرقوهي وَعمر بن القواس وَابْن الْقيم والدمياطي وَابْن الصَّواف وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم ولازم شمس الدّين الأيكي وَقَرَأَ الْأُصُول على تَاج الدّين الحلافي وَتقدم عَلَاء الدّين الْمَذْكُور فِي معرفَة التَّفْسِير وَالْفِقْه وَالْأُصُول والتصوف وَأقَام على قدم وَاحِد ثَلَاثِينَ سنة يُصَلِّي الصُّبْح جمَاعَة(4/29)
ثمَّ ينْتَصب للأشغال إِلَى الظّهْر ثمَّ يُصليهَا وَيَأْكُل فِي بَيته شَيْئا ثمَّ يتَوَجَّه إِلَى زِيَارَة صَاحب أَو عِيَادَة مَرِيض أَو شَفَاعَة أَو سَلام على غَائِب أَو تهنئة أَو تَعْزِيَة ثمَّ يرجع وَقت حُضُور الخانقاه ويشتغل بِالذكر إِلَى آخر النَّهَار وَولى تدريس الشريفية وَسكن بهَا دهرا طَويلا يشغل بعد صَلَاة الصُّبْح إِلَى أَذَان الظّهْر فَتخرج بِهِ جمع كثير فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم وَكَانَ النَّاصِر يعظمه ويثني عَلَيْهِ وَكَذَا ارغون النَّائِب حَتَّى كَانَ يَقُول مَا مَلأ عَيْني غَيره وَلما طلب ابْن الزملكاني لتولي الْقَضَاء بِدِمَشْق فَمَاتَ ببلبيس ولي النَّاصِر عَلَاء الدّين الْمَذْكُور قَضَاء دمشق فَتوجه إِلَيْهَا فِي سنة 727 فِي شَوَّال فباشرها أحسن مُبَاشرَة وتصلب زَائِد وعفة وَلم يكن لَهُ فِي الحكم نهمة بل هُوَ على عَادَته من الإقبال على الأشغال وَكَانَ كثير الْفُنُون منصفا فِي المباحث كثير الرياضة مُعظما للسنن وَلم يُغير عمَامَته الصُّوفِيَّة واحضر صحبته من الْكتب مَا حمل على نَحْو الْعشْرين فرسا وَلما اسْتَقر فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق اخْرُج من وَسطه كيسا فِيهِ ألف دِينَار بِحَضْرَة الْفَخر الْمصْرِيّ وَابْن جملَة وَقَالَ هَذِه حضرت معي من الْقَاهِرَة وَكَانَ محكما للعربية قوي الْكِتَابَة لَهُ يَد طولى فِي الْأَدَب وَله شرح للحاوي ومختصر الْمِنْهَاج للحليمي وَالتَّصَرُّف فِي شرح التعرف فِي التصوف وَكَانَ يترسل جيدا من غير سجع وَيسْتَشْهد بِالْآيَاتِ والأبيات وَالْأَحَادِيث اللائقة بذلك وَكَانَ قد لَازم ابْن دَقِيق الْعِيد وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَتَّى كتب لَهُ(4/30)
بِخَطِّهِ على نسخته من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب باحثت صَاحب هَذَا الْكتاب فلَانا فَوَجَدته يُطلق عَلَيْهِ اسْم الْفَاضِل استحقاقا وَقد خرج لَهُ ابْن طغريل وَابْن كثير فوصلهما وَخرج لَهُ الذهنى فَجَلَسَا سمعناه من شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي بِسَمَاعِهِ مِنْهُمَا وَكَانَ عَلَاء الدّين يَقُول اخملني السُّلْطَان بتوليتي قَضَاء دمشق بِحَيْثُ أَنه لَو ولاني قَضَاء الْقَاهِرَة يَوْمًا وَاحِدًا وَسَأَلته الإعفاء من ذَلِك ثمَّ طلب الْإِقَالَة من قَضَاء دمشق فَلم يجبهُ السُّلْطَان لذَلِك وَكَانَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين يمِيل إِلَى مُحي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ مَعَ تصنيفه فِي الرَّد على أهل الِاتِّحَاد وَكَانَ يُقرر حَدِيث أبي هُرَيْرَة من عادى لي وليا تقريرا حسنا وَيبين المُرَاد بقوله كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ بَيَانا شافيا وَكَانَ يكْتب بِخَطِّهِ على مَا يقتنيه من الْكتب الَّتِي تخَالف السّنة مَا نَصه
(عرفت الشَّرّ لَا للشر لَكِن لتوقيه ... وَمن لَا يعرف الشَّرّ ... من الْخَيْر يَقع فِيهِ)
وَكَانَ يعظم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية ويذب عَنهُ مَعَ مُخَالفَته لَهُ فِي أَشْيَاء وتخطئته لَهُ وَيُقَال إِن النَّاصِر قَالَ لَهُ إِذا وصلت إِلَى دمشق قل للنائب يفرج عَن ابْن تَيْمِية فَقَالَ يَا خوند لأي معنى سجن قَالَ لأجل الفتاوي قَالَ فَإِن كَانَ رَجَعَ عَنْهَا أفرجنا عَنهُ فَيُقَال كَانَ هَذَا الْجَواب سَببا فِي اسْتِمْرَار الشَّيْخ ابْن تَيْمِية فِي السجْن إِلَى أَن مَاتَ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يتَصَوَّر(4/31)
رُجُوعه قَالَ الذَّهَبِيّ حَدثنِي ابْن كثير أَنه حضر مَعَ الْمزي عِنْد القونوي فَجرى ذكر الفصوص فَقَالَ القونوي لَا ريب أَن الْكَلَام الَّذِي فِيهِ كفر وضلال فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه فَلَا يتأوله مَوْلَانَا فَقَالَ لَا إِنَّمَا يتَأَوَّل كَلَام الْمَعْصُوم قَالَ وحدثنى أَمِين الدّين الوانى أَنه قَالَ لَهُ أَنا أحب أهل الْعلم وَأحب من بَينهم أهل الحَدِيث أَكثر وَلما خرج ابْن قيم الجوزية من القلعة أَتَاهُ فبش بِهِ وأكرمه وَوَصله وَكَانَ يثني على بحوثه وَحضر عِنْده ابْن جملَة فحط على ابْن تَيْمِية فَقَالَ القونوي بالتركي هَذَا مَا يفهم كَلَام الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَقَالَ الأسنوى فى الطَّبَقَات مَلأ بالرئاسة والسيادة أرجاء شامه ومصره وَارْتَفَعت مَنْزِلَته فَمَا داناه أحد من أهل عصره وَكَانَ صَالحا ضابطا متثبتا كثير الْإِنْصَاف مثابرا على تَحْصِيل الْفَائِدَة طَاهِر اللِّسَان مهيبا وقورا إِلَى أَن قَالَ وَكَانَ أجمع من رَأَيْنَاهُ للعلوم مَعَ الاتساع فِيهَا خُصُوصا الْعَقْلِيَّة واللغوية لَا يشار فِيهَا إِلَّا إِلَيْهِ وَكَانَ قَلِيل الْمثل من عقلاء الرِّجَال وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة سنة 700 وَبِه تخرج أَكثر عُلَمَاء المصريين قَالَ وتحيل عَلَيْهِ جمَاعَة من الْكِبَار فِي أَن يبعد عَن الديار المصرية لأغراض فحسنوا للسُّلْطَان تَوليته الشَّام فَفعل عِنْد انْتِقَال القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي مِنْهَا إِلَى قَضَاء الديار المصرية فَسَأَلَهُ السُّلْطَان فِي ذَلِك وتلطف بِهِ فَاعْتَذر فَذكر لي أَنه قَالَ لَهُ لي أَطْفَال يتأذون بالحركة فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان وَبسط يَدَيْهِ أَنا احملهم على كفوفي إِلَى الشَّام فَقبل إِذا حَيَاء فقدرت وَفَاته بِالشَّام فَقَدمهَا فى(4/32)
ذِي الْقعدَة سنة 727 فباشرها سنتَيْن وَمن شعر الشَّيْخ عَلَاء الدّين
(غمرتني المكارم الغر مِنْكُم ... وتوالت عَليّ مِنْهَا فنون)
(شَرط إحسانكم تحقق عِنْدِي ... لَيْت شعري الْجَزَاء كَيفَ يكون)
وَله
(إِذا رمت إحصاء الشجاج فهاكها ... مفسرة أسماؤها متواليه)
(فحارصة إِن شقَّتْ الْجلد ثمَّ مَا ... أسالت دَمًا وَهِي الْمُسَمَّاة داميه)
(وباضعة مَا تقطع اللَّحْم وَالَّتِي ... لَهَا الغوص فِيهِ للذى مر تاليه)
(وَتلك لَهَا وصف التلاحم ثَابت ... وَمَا بعْدهَا السمحاق فافهمه واعيه)
(وَقل ذَاك مَا أفْضى إِلَى الْجلْدَة الَّتِي ... تكون وَرَاء اللَّحْم للعظم غاشيه)
(الَّتِي هِيَ آتِيَة)
(وموضحة مَا أوضح الْعظم باديا ... وهاشمة بِالْكَسْرِ للعظم باغية)
(ومأمومة أمت من الرَّأْس أمه ... وَقد بقيت أُخْرَى بهَا الْعشْر وافيه)
(فَفِي الْخَمْسَة الأولى الْحُكُومَة ثمَّ مَا ... بإيضاح عمد فالقصاص وجانيه)
(وَإِن حصلت من غير عمد أَو انْتَهَت ... إِلَى المَال عفوا فاقدر الْأَرْش ثَانِيه)
(الأبيات أوردهَا فِي شرح الْحَاوِي
وَفِيه يَقُول ابْن الوردي)
(إِن رمت تذكر فِي زَمَانك عَالما ... متواضعا فأبدأ بِذكر القونوي)
(ولي الْقَضَاء وَصَارَ شيخ شيوخهم ... وَالْقلب مِنْهُ على التصوف منطوي)
(زادوه تَعْظِيمًا فَزَاد تواضعا ... الله أكبر هَكَذَا الْبشر السوى)
(مَاتَ فِي الرَّابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة 729 بعد أَن مرض أحد عشر يَوْمًا(4/33)
بورم الدِّمَاغ تأسف النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله وإيانا
- 55 عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْعَلَاء بن رَاشد بن محسن الدِّمَشْقِي القواس عَلَاء الدّين الوتار سمع من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَعلي بن الأوحد وَعمر ابْن الْكرْمَانِي وَغَيرهم وَكَانَ حسن المجالسة ملازما للسوق وَحدث وَكَانَ دينا أديبا لَهُ نظم وَكَانَ الَّذين يقرؤن المواعيد يصححون عَلَيْهِ وَله عمل فِي ذَلِك وَحدث برسالة الشَّافِعِي عَن ابْن أبي الْيُسْر سَمَاعا مَاتَ فى صفر سنة 736
- 56 عَليّ بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي الإِمَام نور الدّين تعانى الْعُلُوم وَأكْثر الِاشْتِغَال أَخذ بِدِمَشْق عَن الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي وَكَانَ حفظَة ذكيا إِلَى الْغَايَة فَكَانَ يدْخل فِي الْعُلُوم بالصدر وَيُحب أَن يعرف كل شَيْء وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن شَيْء أسْرع الْجَواب فَإِن لم يُوَافق الصَّوَاب تحيل على نصر مَا قَالَ بِكُل طَرِيق وَكَانَ قد أحكم الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَلم يكن لَهُ حَظّ فَدخل الْيمن وَقرر مدرسا هُنَاكَ وَلم تطل مدَّته وَكَانَ جمال الدّين يُوسُف الصُّوفِي نظم فِيهِ لما رأى مَا هُوَ عَلَيْهِ
(وَسَائِل يسْأَل مستفهما ... من أَيْن ذَا الْمولى علينا ورد)
(قلت لَهُ من صفد قَالَ لي ... وَلَا أرى أولى بِهِ من صفد)
وَمَات فِي سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
- 57 عَليّ بن اسمح اليعقوبي الشَّافِعِي عَلَاء الدّين الْمَعْرُوف عَليّ منلا نَشأ(4/34)
بِبِلَاد التتار ثمَّ قدم الرّوم ثمَّ تزهد وَدخل دمشق سنة بضع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة فقطنها وَكَانَ يلف رَأسه بمئزر صَغِير كثير الصيانة والقناعة شَدِيد الْحَط على ابْن تَيْمِية وَحج سنة 710 وَمَات باللجون رَاجعا عَفا الله عَنهُ وإيانا
- 58 عَليّ بن أغرلو العادلي عَلَاء الدّين أحد الطبلخاناة بِدِمَشْق كَانَ أَبوهُ نَائِب الشَّام فِي أَيَّام أستاذه كتبغا وَمَات عَليّ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 749
- 59 على بن أيدمر أحد أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ أَمِير جندار وَنَشَأ هُوَ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدم دمشق أَمِيرا فِي سنة سِتِّينَ وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 762
- 60 عَليّ بن أَمِير حَاجِب كَانَ أَبوهُ من الْأُمَرَاء الظَّاهِرِيَّة وَنَشَأ هُوَ على طَريقَة حَسَنَة إِلَى أَن قَرَّرَهُ النَّاصِر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة فباشرها مُدَّة ثمَّ أعطي إمرة عشرَة وَكَانَت لَهُ عناية قَوِيَّة يجمع المدائح النَّبَوِيَّة فَوجدَ تركته لما مَاتَ خَمْسَة وَتسْعُونَ مجلدا كلهَا مدائح مَاتَ فِي سنة 739(4/35)
- 61 عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور بن الزبير الْمَقْدِسِي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الملقب عليان بِالتَّصْغِيرِ وَكَانَ يَكْتُبهَا بِخَطِّهِ أَولا ولد سنة 666 تَقْرِيبًا وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن الزين وَغَيرهمَا وعني بِالْحَدِيثِ وَطلب بِنَفسِهِ واشتغل بالفقه على مَذْهَب الشافعى فَقَرَأَ على التَّاج الفركاح وعَلى وَلَده وَنسخ الْمِنْهَاج وحرره ضبطا واتقانا وبرع فِي الْفِقْه والعربية ودرس بالأسدية وبحلقة صَاحب حمص وَأعَاد بالبادرائية ثمَّ ولي تدريس الصلاحية بالقدس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَكَانَ يحب كَلَام ابْن تَيْمِية وَنسخ مِنْهُ الْكثير وَله أشعار على طَرِيقَته فى الِاعْتِقَاد وامتحن وأوذى بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ يكْتب خطا صَحِيحا فِي غَايَة الضَّبْط وَحصل لَهُ فِي أَوَاخِر عمره مبادىء اخْتِلَاط فَكَانَ يلهج بِذكر الْجِنّ وَأَنَّهُمْ وعدوه أَن يجروا لَهُ نَهرا من النّيل إِلَى منزله بالقدس ونهرا من الزَّيْت من نابلس إِلَى منزله أَيْضا وَشرع فِي إعداد أَمَاكِن لذَلِك فَأخذُوا على يَده وَبَاعُوا كتبه فِي حَيَاته وتغالى النَّاس فِي أثمانها رَغْبَة فِي صِحَّتهَا وانتزعت عَنهُ الْمدرسَة الصلاحية فنزعها صَلَاح الدّين العلائي قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص الإِمَام الْفَقِيه البارع المتقن الْمُحدث بَقِيَّة السّلف قَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ أَجزَاء وَكتب الْكثير من الْفِقْه وَالْعلم بِخَطِّهِ المتقن وَأعَاد بالبادرائية وَكَانَ يستحضر الْعلم جيدا ثمَّ تحول إِلَى الْقُدس ودرس بالصلاحية ثمَّ تغير وخف دماغه فِي سنة 42 وَكَانَ إِذا(4/36)
سمع عَلَيْهِ مَعَ ذَلِك فى حَال تَغْيِيره يحضرهُ ذهنه ثمَّ اسْتمرّ إِلَى أَن عالج من الْفقر شدَّة شَدِيدَة وَمَات فَقِيرا مدقعا فِي شهر رَمَضَان سنة 748
- 62 عَليّ بن بكتوت بن ايبك العصروني الدِّمَشْقِي ولد سنة 677 وَسمع من أَحْمد بن شَيبَان وَالْفَخْر وَكَانَ مُؤذنًا بالعادلية وطالبا بهَا وَمَات فِي شَوَّال سنة 745
- 63 عَليّ بن بكتوت الطنوبي الْمَالِكِي كَانَ ماهرا فِي مذْهبه وَله نظم فَمِنْهُ
(لقد ظَهرت فِي مصر أكبر آيَة ... فَكل امرىء أضحى بهَا يتعجب)
(رَأَيْت بهَا العصفور ينْسَخ ختمة ... واعجب من ذَا الْفِيل فِيهَا يذهب)
يُشِير إِلَى عَلَاء الدّين عُصْفُور النَّاسِخ وَإِلَى الْفِيل الْمَذْهَب مَاتَ فِي سنة 771
- 64 عَليّ بن بكتمر البوبكري نَشأ بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ بِدِمَشْق بعد أَبِيه وَولى نِيَابَة الرحبة وَكَانَ يقرىء وَيكْتب ويجتمع بالأفاضل وَيُحب المطارحة والألغاز مَعَ همة عالية وشكل تَامّ وَكَانَ النَّاصِر حسن استحضره إِلَى الْقَاهِرَة وَأمره بهَا وَحضر مَعَه الْوَقْعَة بَينه وَبَين يلبغا فأصابت عليا جِرَاحَة فِي وَجهه فَمَاتَ مِنْهَا وَذَلِكَ فِي سنة 762
- 65 عَليّ بن بلبان الْفَارِسِي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ ولد(4/37)
سنة 675 وَسمع من الدمياطي وَمُحَمّد بن عَليّ بن ساعد وبهاء الدّين ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وتفقه على السرُوجِي وَالْفَخْر ابْن التركماني وَصَحب ارغون النَّائِب وعظمت مَنْزِلَته فِي أَيَّام المظفر بيبرس وَشرح الْجَامِع للخلاطي ورتب صَحِيح ابْن حبَان ومعجم الطَّبَرَانِيّ الْكَبِير بِإِشَارَة القطب الْحلَبِي وَكَانَ قد عين مرّة للْقَضَاء لسكونه وَعلمه وتصونه وَكَانَ ابْنه جمال الدّين قد تفقه على مذْهبه ثمَّ تحول شافعيا فتألم أَبوهُ لذَلِك قَالَ الذهبى سمع بقراءتى جُزْءا وَكَانَ جيد الْفَهم حسن المذاكرة مليح الشكل وافر الْجَلالَة وَكَانَ عَلَاء الدّين ينظم نظما وسطا فَمن عنوانه قصيدة أَولهَا
(سرت نسمَة طابت بِطيبَة الذّكر ... فأزجت الأرجاء من عرفهَا العطري)
وَمَات فِي سنة 739
- 766 عَليّ بن بلبان البدري ولي نِيَابَة نابلس وَغَيرهمَا فحمدت سيرته وَكَانَ وافر الْأَمَانَة شَدِيد الصيانة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 751
- 67 عَليّ بن بيبرس ... . . ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وَولى حجوبية دمشق ثمَّ حجوبية حلب وَتردد بَينهمَا وَكَانَ فَاضلا ذكيا يستحضر كثيرا من أشعار الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين وَمن التواريخ والوقائع مَعَ حلاوة(4/38)
الْمنطق وفصاحة اللِّسَان وَكَثْرَة الاستحضار والتمثل بِالْبَيْتِ النَّادِر فِي وقته مَاتَ فِي سنة 756
- 68 عَليّ بن أَبى بكر بن أَحْمد البالسي الْمصْرِيّ نور الدّين النَّحْوِيّ أَخذ عَن ابْن هِشَام والاسنوي وَغَيرهمَا وَسمع من ابْن عبد الْهَادِي والميدومي وبرع وتميز وَمَات كهلا وَلم يحدث وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 767
- 69 عَليّ بن أبي بكر بن شَدَّاد التعزي موفق الدّين اليمني شيخ الْقُرَّاء بِالْيمن سمع من أَحْمد بن أبي الْخَيْر بن مَنْظُور الشماخي وَأَجَازَ لَهُ الرضى الطَّبَرِيّ والعفيف الدلاصي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عيه خلق كثير وانتشر أَصْحَابه وَأَصْحَاب أَصْحَابه لقِيت من أَصْحَابه نَفِيس الدّين سُلَيْمَان الْعلوِي بتعز فَحَدثني عَنهُ وَمَات فِي شَوَّال سنة 771
- 70 عَليّ بن أبي بكر بن عز الْعَرَب بن غَازِي الخزرجي الْمَعْرُوف بِابْن الحومي ولد سنة 677 وَسمع من ابْن فَضَائِل وَأحمد بن حمدَان وَحدث وَمَات فِي شعْبَان سنة 744
- 71 عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سُلَيْمَان الْحلَبِي عَلَاء الدّين ابْن شرف الدّين ابْن شمس الدّين بن الشهَاب كَانَ كَاتب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَمَات بهَا فى سنة 764 أرخه ابْن حبيب(4/39)
- 72 عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الكازروني نور الدّين الْحَنَفِيّ سمع من الْفَخر بعض المشيخة قَالَ البرزالى كَانَ رجلا جيدا يتعانى الشَّهَادَة وَأم مُدَّة بمحراب الْحَنَفِيَّة وَمَات فِي التَّاسِع عشر من ذِي الْحجَّة سنة 710 وَكَانَ قد حج وَرجع فَمَاتَ بعد رَابِع وَلم يحدث
- 73 عَليّ بن أبي بكر بن نصر بن بحتر بن خولان الْحَنَفِيّ الصَّالِحِي ولد سنة 48 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن الناصح وَابْن أبي عمر وَغَيرهم وَحدث وَأفْتى ودرس قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ متواضعا دينا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 720 قلت حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي بِإِجَازَة مِنْهُ
- 74 عَليّ بن أبي بكر البلعبكي ابْن اليونيني نزيل حماة ومدرس العصرونية بهَا كَانَ فَاضلا مُفِيدا مَاتَ فِي سنة 778
- 75 عَليّ بن أبي بكر التبريزي وَزِير التتار خدم القان بو سعيد وَتمكن مِنْهُ وَكَانَ فِي أول أمره سمسارا وَكَانَ محبا لأهل السّنة مصافيا للناصر وَقد أهْدى إِلَيْهِ رقْعَة بليقة ذهبية كلهَا وَكَانَ مغرى بالعمارة حَتَّى إِنَّه عمر بستانا فِي دَاخله أَربع ضيَاع وَعمر حَماما بِغَيْر القمين بل ركب قدرهَا على أَربع منافخ للحدادين فَكلما أوقدوا نارهم حميت الْقدر(4/40)
فسخن المَاء وَأَنْشَأَ جَامعا كَبِيرا بتبريز وَمَات بارجان فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724 وَهُوَ فِي نَحْو السِّتين
- 76 عَليّ بن التنان بن دَاوُد بن أيدغمش الحلبى نزيل الصالحية سمع من ابْن أَبى عَمْرو من ابْن أَخِيه الْعِزّ إِبْرَاهِيم وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 727
- 77 عَليّ بن تنكز عَلَاء الدّين بن نَائِب الشَّام سعى أَبوهُ إِلَى أَن جَاءَتْهُ الإمرة فِي رَمَضَان سنة 732 فَركب وَمَشى النَّاس فِي خدمته فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 733 وفجع بِهِ أَبوهُ وتأسف عَلَيْهِ
- 78 عَليّ بن جَابر بن عَليّ بن مُوسَى بن خلف بن مَنْصُور بن عبد الله بن أبي بكر الْيَمَانِيّ الْهَاشِمِي أَبُو الْحسن نور الدّين ذكر أَنه ولد سنة سِتّ وَيُقَال ثَمَان وَأَرْبَعين بِمَكَّة يَوْم عَاشُورَاء وقرأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزركشى انه ولد سنة 47 وَبِه جزم الذَّهَبِيّ كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا سفارا فَكَانَ مَعَه أَيَّام اسْتِبَاحَة هلاكو الْعرَاق بِبَغْدَاد صَغِيرا وَسمع بِالْيمن من زكي بن الْحُسَيْن البيلقاني صَاحب الْمُؤَيد الطوسي وبالقاهرة من الْعِزّ(4/41)
الْحَرَّانِي وبدمشق من الْفَخر وَجَمَاعَة وَكَانَ فَاضلا جوادا حسن المخالطة جَهورِي الصَّوْت متواضعا وَكَانَ يَقُول أَنه يحفظ الْوَجِيز وَقد نسبه أَبُو عَمْرو ابْن سيد النَّاس إِلَى التزيد وَمِنْهُم من يطعن فِي نسبه وَنقل الذَّهَبِيّ عَن الْفَخر النويري أَنه كَانَ مَعَ علمه لَيْسَ متحريا فِي النَّقْل وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ أَصْحَابنَا ينسبونه إِلَى شَيْء من التساهل فِيمَا يَقُوله ويدعيه وَقَالَ التقي السُّبْكِيّ استعرت مِنْهُ جُزْءا فَوجدت فِيهِ فِي الأبيات الضادية المنسوبة للشافعى الَّتِى أَولهَا
(ياراكبا قف بالمحصب من منى)
بَيْتا زَائِدا وَهُوَ (قف ثمَّ نَاد بأنني لمُحَمد ... ووصيه وابنيه لست بباغض)
(قَالَ فتأملت خطّ الْبَيْت الزَّائِد فَإِذا هُوَ خطّ نور الدّين الْهَاشِمِي وَمن لَهُ معرفَة بِعلم أَن الشَّافِعِي لَا يسْتَعْمل اسْم فَاعل من أبْغض وَكَانَ لنُور الدّين شعروسط فَمِنْهُ
(قوم إِلَى الثيران أقرب نِسْبَة ... وَحَقِيقَة قد ألبسوا أثوابا)
(سترت عمائمهم شُعُور قرونهم ... أَو مَا ترى عذباتهم أذنابا)
وَمِنْه فِي الْغَزل
(نَالَ من ضدها الْفُؤَاد سلوا ... رب خير أَتَى بِغَيْر اعْتِمَاد ... شِيمَة فِي الحسان بغض المحبين ... فَلَا ترجون صفو الوداد)(4/42)
وَمن نظمه
(يَا فرحتى يَوْم حلولى رمسى ... فِيهِ سروري وألاقي أنسي)
(فَارَقت يَا صَاح كثيف الْحس ... بِمَوْت جسمي وحياة نَفسِي)
وَيُقَال إِنَّه خلف سِتَّة آلَاف مجلدة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 725
- 79 عَليّ بن جَعْفَر بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي نزيل دمشق ولد سنة 630 وَسمع من ابْن الفهيرة والمرسي وَابْن سعد والرشيد العامري وَغَيرهم وَمَات فِي الْمحرم سنة 709 وَله تسع وَسَبْعُونَ سنة ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه
- 80 على بن جَعْفَر بن يُوسُف البلبيسى الْمَعْرُوف بِابْن الجروش بِفَتْح الْمُهْملَة وبتشديد الرَّاء المضمومة وَآخره مُعْجمَة حدث بِالْإِجَازَةِ عَن الْعِزّ الحرانى والقطب القسطلانى وأبى طَاهِر المليجى والصفى المراغى والدمياطى والأبررقوهى وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 741
- 81 عَليّ بن حسام بن حُسَيْن البهنسي الْمصْرِيّ الْخَطِيب سمع من النجيب وَابْن علاق ... .
- 82 عَليّ بن الْحسن بن أَحْمد الشَّافِعِي أَبُو الْحسن الوَاسِطِيّ ذكر أَنه كَانَ(4/43)
فى وَاقعَة هلاكو بِبَغْدَاد رضيعا ثمَّ صحب الشَّيْخ عز الدّين الفاروثى وَسمع من أَمِين الدّين ابْن عَسَاكِر وَقَرَأَ القراآت وَنظر فِي الْفِقْه وَكَانَ منجمعا متزهدا لَهُ كرامات وأموال حج سِتِّينَ حجَّة وجاور قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ كَبِير الشان مُنْقَطع القرين منجمعا عَن النَّاس ذَا حَظّ من تهجد وتلاوة وَصِيَام وَله كشف وَحَال وَهُوَ كلمة وفَاق وَله محبون يتغالون فِي تَعْظِيمه وَكَانَ على طَريقَة السّلف فِي العقيدة مَاتَ محرما ببدر سنة 733(4/44)
- 83 عَليّ بن حسن بن الْأَفْضَل الأيوبي ابْن أخي الْمُؤَيد صَاحب حماة ولد سنة نَيف وَعشْرين وتأمر طبلماناة بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي صفر سنة 749
- 84 عَليّ بن الْحسن بن خَمِيس البابي عَلَاء الدّين نزيل حلب أَخذ عَن الشَّيْخ محب الدّين ابْن خطيب جبرين وَدخل إِلَى دمشق فَأخذ عَن مشايخها ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب وتصدر للأشغال وَنشر الْعلم وَكَانَ بارعا فِي عدَّة فنون حسن الطَّرِيقَة على طَرِيق السّلف كثير الصمت حسن السمت أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَمَات سنة 774 عَن بضع وَسِتِّينَ سنة
- 85 عَليّ بن حسن بن صبح الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين أحد الْأُمَرَاء بهَا ولد سنة 77 وَكَانَ مقدم العشرات بالبقاع وَلما مر الْجَيْش على الْبِقَاع فِي سنة قازان مكسورا تلقاهم بِالْمَاءِ والزاد فشكروا لَهُ ذَلِك وَأعْطِي إمرة طبلخاناة بِدِمَشْق وَكَانَ من رجال الدَّهْر رَأيا وحزما ثمَّ غضب عَلَيْهِ النَّاصِر وسجنه فِي كائنة الأفرم بالإسكندرية لِأَنَّهُ كَانَ آوى الافرم ثمَّ افرج عَنهُ فِي سنة 14 وَاسْتمرّ على إمرته بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة 724 وَهُوَ وَالِد الْأَمِير شهَاب الدّين ابْن صبح وَالِي الْوُلَاة بِدِمَشْق
- 86 عَليّ بن الْحسن بن عبد الله بن الجابي الْخَطِيب بِجَامِع جراح كَانَ مَشْهُورا بِحسن تأدية الخطابة فصيح التِّلَاوَة وَكَانَ قد أغري بالكيميا(4/45)
وَحصل فِيهَا كتبا كَثِيرَة جدا وَكَانَ يزْعم أَنَّهَا صحت مَعَه قَالَ ابْن الجزرى كَانَ صاحبى وَكَانَ يعرف بالكيميا معرفَة تَامَّة وَلما مَاتَ توجه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فَاشْترى مِنْهَا جملَة وغسلها فِي الْحَال وَقَالَ هَذِه الْكتب كَانَ النَّاس يضلون بهَا وتضيع أَمْوَالهم فافتديتهم بِمَا بذلته فِي ثمنهَا وَمَات ابْن الجابي فِي سَابِع عشر ربيع الآخر فِي سنة 701 بعد أَن عذب بأيدي التتار فِي دُخُول دمشق وعاش بعد ذَلِك متألما إِلَى أَن مَاتَ سنة ... .
- 87 عَليّ بن الْحسن بن عبد الله ... .
- 88 عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن أبي نصر بن عمرون الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي كَانَ أَبوهُ من أكَابِر التُّجَّار وَذَوي الْأَمْوَال الواسعة وَمَات بالإسكندرية سنة 667 وَسمع وَلَده هَذَا بهَا من ابْن النّحاس عَن ابْن موقا واشتغل بِكِتَابَة الْحساب وَولى الْوكَالَة وَالزَّكَاة وخدم فِي عدَّة جِهَات وَكَانَ من عقلاء النَّاس مشكور السِّيرَة وَمَات فِي نصف شهر رَجَب سنة 706
- 89 عَليّ بن الْحسن بن عَليّ الحويزاني كَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس طارحا للتكلف محبا للخلوة مَاتَ فِي خَامِس عشر صفر سنة 737 ذكره ابْن رَافع
- 90 عَليّ بن الْحسن بن عَليّ الارموي الشَّافِعِي ولد سنة 652 أَو 653 باقصرا وَقدم دمشق وَسمع بهَا من الْفَخر على السّنَن الْكُبْرَى للبيهقى(4/46)
سَمعه مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الْفرج بن الْغَزِّي بفوت وَسمع عَلَيْهِ أَيْضا مُسْند أبي دَاوُد الطيالسى وَولى مشيخة خانقاه كريم الدّين وَحدث بالكثير بِالْقَاهِرَةِ وَمَات بهَا فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة 736 قَالَ الْبَدْر النابلسي كَانَ عَالما عَاملا من أهل السّنة وَكَانَ يُقَال إِنَّه رأى الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام
- 91 عَليّ بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي مُحَمَّد بن أبي البركات ابْن الْفُرَات الْمَالِكِي حدث عَن القطب القسطلانى بشء من جَامع الترمذى وَكَانَ مولده فى سنة 663 وَمَات فِي لَيْلَة ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة 742
- 92 عَليّ بن حسن بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ عَلَاء الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة نَيف وَخمسين وسِتمِائَة وَقدم حلب فَأَقَامَ بهَا وتصدر لإقراء مذْهبه وَكَانَ شيخ الخانقاه المقدمية بهَا وَمَات فِي سنة 722 أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
- 93 عَليّ بن الْحسن بن أبي الْفضل بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن كثير الْحلَبِي الرافضي قدم دمشق وَأقَام بهَا سنوات فاتفق أَنه شقّ الصُّفُوف وَالنَّاس فِي صَلَاة جَنَازَة بالجامع الْأمَوِي وَهُوَ يلعن ويسب من ظلم آل مُحَمَّد انتهره عماد الدّين ابْن كثير وأغرى بِهِ الْعَامَّة وَقَالَ إِن هَذَا يسب الصَّحَابَة فَحَمَلُوهُ إِلَى القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فاعترف بسب أبي بكر وَعمر فعقدوا لَهُ مَجْلِسا فَحكم نَائِب الْمَالِكِي بِضَرْب عُنُقه بعد أَن كررت عَلَيْهِ التَّوْبَة ثَلَاثَة أَيَّام فأصر فَضربت عُنُقه بسوق الْخَيل وَحرق الْعَوام جسده وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 755
- 94 عَليّ بن حسن المرواني ولي شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ ولَايَة الْبَرِيد بِدِمَشْق(4/47)
ثمَّ ولي الصَّعِيد ثمَّ أعطي ولَايَة الْقَاهِرَة فباشرها بصرامة وَشدَّة حَتَّى صَار يضْرب بجوره الْمثل وداخل النشو وَقتل بأَمْره جمَاعَة من الْكتاب وأضيفت إِلَيْهِ الْحِسْبَة على الْخبز فِي أَيَّام الغلاء فساس النَّاس سياسة جَيِّدَة وَمَات قبل الْأَرْبَعين
95 - عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِسْحَاق بن سَلام عَلَاء الدّين ابْن سَلام تفقه ودرس وَأفْتى قَالَ ابْن كثير كَانَ مشكورا فِي دروسه أثنى عَلَيْهِ ابْن كثير وَابْن رَافع وَابْن حبيب مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 753 وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ كَمَال الدّين بن سَلام جد الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن سَلام الذى أدركناه بِدِمَشْق بعد الثَّمَانمِائَة
- 96 عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن بِشَارَة الشبلي الْحَنَفِيّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 69 وَسمع من اليونيني وَأعَاد بالشبلية فنسب إِلَيْهَا وَكَانَ متأهلا فَاضلا وَمَات فِي شعْبَان سنة 734
- 97 عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن خلف بن مُحَمَّد الْحسنى الارموي شرف الدّين أَبُو الْحسن نقيب الْأَشْرَاف الْمَعْرُوف بِابْن قَاضِي الْعَسْكَر ولد سنة 691 وَأمه بنت الصاحب فَخر الدّين الخليلي وَقد سمع وَمن زَيْنَب بنت شكر وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وتفقه للشَّافِعِيّ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَسمع من جمَاعَة ودرس بالآقبغاوية والمشهد(4/48)
الحسينى وَولى حسبَة الْقَاهِرَة مرّة ووكالة بَيت المَال والتوقيع وَكَانَ مليح الْهَيْئَة طلق الْعبارَة فصيح الْإِشَارَة كثير الْمُشَاركَة فِي الْعُلُوم ينشىء الْإِنْشَاء الْحسن شرح المعالم فِي أصُول الْفِقْه قَالَ ابْن رَافع عين مرّة لقَضَاء الشَّافِعِيَّة وَكَانَ من أذكياء الْعَالم وَقَالَ تَاج الدّين السُّبْكِيّ هُوَ وَابْن نباتة وَابْن فضل الله أدباء الْعَصْر فِي النثر ويفوق هُوَ عَلَيْهِمَا فِي الْعُلُوم ويفوقان عَلَيْهِ فِي الشّعْر قلت مَا يقرن ابْن نباتة بِابْن فضل الله فى الشّعْر إِلَّا قَاصِر فِي النّظم جدا وَمَات فِي النّصْف من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 757 قَالَه ابْن رَافع وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشرَة وَهُوَ الْمُعْتَمد
- 98 عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحُسَيْن الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْبناء نور الدّين كَانَ من أهل مصر وَسمع مَعَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كثيرا على الْمَيْدُومِيُّ وَغَيره ثمَّ رافقه إِلَى الشَّام فِي الرحلة فَسمع مَعَه الْكثير بِدِمَشْق وحمص وحماة وطرابلس وحلب وَغَيرهَا وَحصل الْأَجْزَاء وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الطباق وخطه ضَعِيف مَعْرُوف وَدخل هُوَ بَغْدَاد ثمَّ سكن دمشق وَصَارَ يعظ النَّاس بهَا وَيُعلمهُم الْوَاجِب من الْوضُوء وَالصَّلَاة فِي الْجَامِع وَفِي السُّوق بِعِبَارَة طَلْقَة لَطِيفَة سهلة المأخذ يتلقاها الْعَامَّة بِالْقبُولِ وينجع فيهم كثيرا مَعَ مَا هُوَ فِيهِ من القناعة(4/49)
وخفة الْمُؤْنَة ومساعدة الْفُقَرَاء وَكَانَ كثير التقشف وعاجله الْمَوْت قبل أَن يتصدر للتحديث مَاتَ بِدِمَشْق فى 3 شَوَّال سنة 748 ووقف كتبه على طلبة الْعلم وأكثرها بِخَطِّهِ مِنْهَا الْمُجْتَبى للنسائي وَالسّنَن لِابْنِ مَاجَه قَالَ ابْن عشائر عاتبنى على قَول الشّعْر فَأَنْشَدته
(يَا أَيهَا الصَّالح بَين الورى ... هَل قَارن الْأَعْمَال إخلاص)
(حاذر ودع فكري وشيطانه ... فالفكر يَا بِنَاء غواص)
- 99 عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر الْعَلامَة عز الدّين الْموصِلِي الشَّاعِر الْمَشْهُور نزيل دمشق مهر فِي النّظم وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بِدِمَشْق تَحت السَّاعَات وَأقَام بحلب مُدَّة وَجمع ديوَان شعره فِي مُجَلد وَله البديعية الْمَشْهُورَة قصيدة نبوية عَارض بهَا بديعية الصفي الْحلِيّ وَزَاد عَلَيْهِ أَن الْتزم أَن يودع كل بَيت اسْم النَّوْع البديعي بطرِيق التورية أَو الِاسْتِخْدَام وَشَرحهَا فِي مجلدة وَاحِدَة وَله أُخْرَى لامية على وزن بَانَتْ سعاد مَاتَ فِي سنة 789 أنشدنا الشَّمْس مُحَمَّد بن بركَة المزين يرثي الْعِزّ الْموصِلِي
(يَقُولُونَ عز الدّين وافى لقبره ... فَهَل هُوَ فِيهِ طيب أَو معذب)
(فَقلت لَهُم قد كَانَ مِنْهُ نبائه ... وكل مَكَان ينْبت الْعِزّ طيب)
- 100 عَليّ بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن مَنْصُور بن عَليّ الْموصِلِي زين الدّين أَبُو الْحسن ابْن شيخ العوينة الشافعى وَشَيخ العوينة جده الْأَعْلَى على
-(4/50)
يُقَال إِنَّه كَانَ مُنْقَطِعًا بزاوية بالموصل وَكَانَ المَاء بَعيدا عَنهُ فَرَأى رُؤْيا فحفر حفيرة فِي الزاوية فنبع مِنْهَا وَجَرت مِنْهُ عين لَطِيفَة فَقيل لَهُ شيخ العوينة ولد فِي رَجَب سنة 681 بالموصل وَنَشَأ فِي تِلْكَ الْبِلَاد وَحج صُحْبَة بنت صَاحب ماردين فِي سنة 750 وَقَرَأَ القراآت على الشَّيْخ عبد الله الوَاسِطِيّ النحرير وَأخذ الشاطبية عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْوراق وَشَرحهَا عَلَيْهِ وَحفظ مُخْتَصرا فِي الْفِقْه يُسمى الْحصن النافع تأليف القَاضِي تَاج الدّين مفرج التكريتي مدرس النظامية وَشرح الْحَاوِي على القَاضِي عز الدّين أبي السعادات عبد الْعَزِيز بن عدي الْبَلَدِي وعَلى السَّيِّد ركن الدّين وَأخذ عَنهُ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشَرحه وَأخذ ألفية ابْن معطي عَن الشَّيْخ شمس الدّين المعيد الْمَعْرُوف بِابْن عَائِشَة وَقَرَأَ اللمع بِبَغْدَاد على الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن فضل الله الحجري بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم التبريزي الْمدرس بالمستنصرية وَقَرَأَ اللمع لِابْنِ جني على مهذب الدّين النَّحْوِيّ بِبَغْدَاد وَسمع بعض جَامع الْأُصُول على تَاج الدّين بلدجي النَّحْوِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ يرويهِ عَن ابْن الحامض عَن الْمُؤلف وَسمع أَكثر شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ على تَاج الدّين عبد الله ابْن الْمعَافي وَقدم دمشق سنة 38 فَأخذ عَن فضلائها وَسمع الحَدِيث من زَيْنَب بنت الْكَمَال والسلاوي والمزي وَغَيرهم وَشرع فِي التصانيف(4/51)
فشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَالْفُرُوع والبديع لِابْنِ الساعاتي ونظم الْحَاوِي الصَّغِير وَشرح الْمِفْتَاح اثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَشرع فِي شرح التسهيل لِابْنِ مَالك وَغير ذَلِك وَذكر أَن جده الْأَعْلَى زين الدّين عَليّ وَالِد مَنْصُور كَانَ زاهدا مُنْقَطِعًا بمَكَان من جبانة الْموصل وَلم يكن عِنْده مَاء يشرب مِنْهُ قريب فَكَانَ يقاسي لذَلِك شدَّة فَرَأى رُؤْيا فحفر حفيرة فَظهر لَهُ المَاء وَجَرت عين فنسب إِلَيْهَا فَقيل لَهُ شيخ العوينة بِالتَّصْغِيرِ وَكَانَ لَهُ نظم حسن فَمِنْهُ قصيدة نبوية أَولهَا
(دَعَاهَا تواصل سَيرهَا بسراها ... وَلَا تردعاها فالغرام دَعَاهَا)
قَالَ ابْن رَافع فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد كَانَ حسن الْعبارَة لطيف المحاضرة مليح البزة جميل الْهَيْئَة كثير التودد متواضعا خيرا دينا قَالَ الصَّفَدِي كتبت إِلَيْهِ
(أَلا إِنَّمَا الْقُرْآن أكبر معجز ... لأَفْضَل من يهدى بِهِ الثَّقَلَان)
(وَمن جملَة الإعجاز كَون اختصاره ... بايجاز أَلْفَاظ وَبسط معَان)
(ولكنني فِي الْكَهْف أَبْصرت آيَة ... بهَا الْفِكر فِي طول الزَّمَان عناني)
(وَمَا ذَاك إِلَّا استطعما أَهلهَا فقد ... يرى أستطعماهم مثله بِبَيَان)(4/52)
(فَمَا الْحِكْمَة الغراء فِي وضع ظَاهر ... مَكَان ضمير أَن ذَاك لشان)
قَالَ فَأجَاب
(سَأَلت لماذا استطعما اهلها أَتَى ... عناستطعماهم إِن ذَاك لشان)
(وَفِيه اخْتِصَار لَيْسَ ثمَّ وَلم تقف ... على سَبَب الرجحان مُنْذُ زمَان)
(فهاك جَوَابا رَافعا لنقابه ... بَصِير بِهِ الْمَعْنى كراي عيان)
(إِذا مَا اسْتَوَى الحالان رجح مِنْهُمَا ال ... ضمير وَأما حِين يَخْتَلِفَانِ)
(فَإِن كَانَ فِي التَّصْرِيح إجهار حِكْمَة ... لرفعه شَأْن أَو حقارة جَان)
(كَمثل أَمِير الْمُؤمنِينَ يَقُول ذَا ... وَمَا بحن فِيهِ صَرَّحُوا بِأَمَان ... وَهَذَا على الإيجاز وَاللَّفْظ جَاءَ فِي ... جوابى منشورا بِحسن بَيَان)
(فَلَا تمتحن بالنظم من بعد عَالما ... فَلَيْسَ لكل بالقربض يدان)
(وَقد قيل إِن الشّعْر يزري بهم فَلَا ... يكَاد يرى من سَابق برهَان)
(وَلَا تنسنى عِنْد الدُّعَاء فاننى ... سابدى مزيا كم بِكُل مَكَان)
(واستغفر الله الْعَظِيم لما طَغى ... بِهِ قلمي أَو طَال فِيهِ لساني)
قلت وشعره أَكثر انسجاما وَأَقل تكلفا من شعر الصَّفَدِي وَمَات بالموصل فِي رَمَضَان سنة 755
- 101 عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عدنان الْحُسَيْنِي نقيب الْأَشْرَاف كَانَ يتظاهر بِمذهب الاعتزال فَإِذا حوقق فِي ذَلِك رَجَعَ فِي الْحَال وَلم يكن عَارِفًا بِشَيْء من الْعلم وَمَات فِي شعْبَان سنة 747(4/53)
- 102 عَليّ بن حمد بن عطاف من مُعْجم الذَّهَبِيّ فِي عَليّ بن مُحَمَّد
- 103 عَليّ بن حَمْزَة بن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة الشريف عَلَاء الدّين الحسني نقيب الْأَشْرَاف بحلب ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وباشر ديوَان الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ وَولى وكَالَة بَيت المَال أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَمَات بهَا فِي سنة 755 عَن نَيف وَسبعين سنة
- 104 على بن خلف بن خَلِيل عَطاء الله السَّعْدِيّ الْغَزِّي ولد سنة 709 وَسمع من الحجار الصَّحِيح بِدِمَشْق وَسمع بهَا أَيْضا من أَبى بكر ابْن عنتر وَزَيْنَب بنت ابْن عبد السَّلَام فِي آخَرين واشتغل قَدِيما وَمهر وتميز قَرَأَ عَلَيْهِ الْفِقْه أَخُوهُ شمس الدّين مُحَمَّد وَالشَّيْخ عماد الدّين إِسْمَاعِيل الحسباني قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي أجَاز لي وَلم ألقه وَلما اجْتمع بِهِ الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ سَأَلَهُ عَن شىء امتحانا فاستشاط وَقَالَ تمتحنى وَأَنا لى تلميذان افتخر بهما أخى وعماد الدّين الحسبانى وَولى قَضَاء غَزَّة مُدَّة وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان مُحدث حلب وَغَيره من الرحالة وَحدثنَا عَنهُ مُحَمَّد بن جَيِّدَة الْغَزِّي بهَا وَآخَرُونَ وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه وَصرف عَن الْقَضَاء فَانْقَطع على الْعِبَادَة إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 792(4/54)
- 105 عَليّ بن دَاوُد بن يحيى بن كَامِل بن يحيى بن جبارَة بن عبد الْملك بن مُوسَى ابْن جبارَة بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن كُلَيْب بن جميل بن عبد الله بن مُصعب ابْن ثَابت بن عبد الله بن الزبير الزبيرِي نجم الدّين الخبازى الْحَنَفِيّ الدِّمَشْقِي كَذَا أمْلى نسبه فَإِن يكن مضبوطا فقد سقط مِنْهُ عدَّة آبَاء ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 668 وَقيل فِي سنة 667 وَسمع على ابْن الدرجي عدَّة أَجزَاء وَسمع الْمُوَطَّأ وَغَيره وَلم يحدث وَقَرَأَ القراآت بالروايات وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ جلال الدّين الخازى وَالْقَاضِي صدر الدّين والعربية عَن الشَّيْخ شرف الدّين الفزارى وَقَرَأَ على بدر الدّين ابْن النحوية ضوء الْمِصْبَاح وَشَرحه أسفار الصَّباح واعتنى بالأدب مهر فِي الْعرُوض وَحل المترجم وَكَانَ مطبوعا حاذقا للفضائل كثير النَّوَادِر فِي دروسه وَقل أَن اتّفق مَجْمُوعَة فِي وَاحِد قَالَ الصَّفَدِي سَأَلته أَن أَقرَأ عَلَيْهِ المقامات الحريرية فَقَالَ وَالله أَنا قَلِيل الْأَدَب وَلما عمر تنكز الْجَامِع دخل ليراه فَوجدَ الشَّيْخ نجم الدّين فَتحدث مَعَه فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُ تنكز مَا تَقول فِي هَذَا الْجَامِع فَقَالَ وَالله صحن مليح إِلَّا أَنه مَا يَلِيق أَن يكون فِيهِ الكشك وَكَانَ تنكز عين الخطابة للكشك فَضَحِك وَقرر فِي الخطابة القحفازي فَخَطب بِهِ فى شعْبَان(4/55)
سنة 718 وَولى تدريس الركنية سنة 719 فباشرها ثمَّ تَركهَا وَاعْتذر بِأَنَّهُ لَا يقوم بشرطها ثمَّ ولي الظَّاهِرِيَّة سنة 722 وَكَانَ بَقِيَّة أَعْيَان الشاميين فِي الْعَرَبيَّة كتب عَنهُ البرزالى من نظمه وَوَصفه بالتميز فِي الْفِقْه والعربية وَصِحَّة المناظرة وملازمة الِاشْتِغَال قَالَ وَولى تدريس الركنية بالصالحية ثمَّ تَركهَا لما اطلع على أَن شَرط واقفها أَن يكون الْمدرس مُقيما بِالْجَبَلِ وَعين مرّة للْقَضَاء فَلم يُوَافق وَكَانَ حسن المحاضرة دميم الْخلقَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه كَانَ من أذكياء وقته مَعَ الدّيانَة والورع تخرج بِهِ جمَاعَة فِي الْعَرَبيَّة وَحدث عَنهُ بِشَيْء من نظمه فَمن نظمه قصيدة نبوية أَولهَا
(يَا ربة السِّرّ هَل لي نَحْو مغناك ... من عودة اجتلى فِيهَا محياك) وَله
(لما غَدا قازان فخارا بِمَا قد نَالَ بالْأَمْس وغراه البطر)
(جَاءَ يُرْجَى مثلهَا ثَانِيَة ... فَانْقَلَبَ الدست عَلَيْهِ فانكسر)
يُشِير إِلَى أَن قازان بالتركى قذر
وَله (عَاتَبَنِي فِي حبكم عاذل ... يزْعم نصحي وَهُوَ فِيهِ كذوب)(4/56)
(وَقَالَ مَا فِي قَلْبك بَينه لي ... فَقلت فِي قلبِي الْمَعْنى قُلُوب)
وَله
(أضمرت فِي الْقلب هوى شادن ... مشتغل بالنحو لَا ينصف)
(وصفت مَا أضمرت يَوْمًا لَهُ ... فَقَالَ لي الْمُضمر لَا يُوصف)
وَله
(أليلتنا الْيَتِيمَة أَي قلب ... سلبت من المتيم غيرراض)
(بِلَفْظ مثل منظوم اللآلي ... يحاكي حسن منثور الرياض)
وَله
(أَقبلت تختال فِي حلل ... وشيها من صَنْعَة الْيمن)
(فرعها يملى خلاخلها ... مَا يَقُول القرط فِي الْأذن)(4/57)
مَاتَ فِي 24 رَجَب سنة 745
- 106 عَليّ بن دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْملك الْمُجَاهِد ابْن الْمُؤَيد بن المظفر بن الْمَنْصُور أَبُو الْحسن صَاحب الْيمن ولي السلطنة بعد أَبِيه فِي ذِي الْحجَّة سنة 721 وثار عَلَيْهِ ابْن عَمه الظَّاهِر بن الْمَنْصُور فغلبه وَاسْتولى أَبوهُ الْمَنْصُور وَقبض على الْمُجَاهِد ثمَّ مَاتَ فَقَامَ الظَّاهِر وَجَرت بَينه وَبَين الْمُجَاهِد حروب ثمَّ اسْتَقر الظَّاهِر بالبلاد وَاسْتقر تعز بيد الْمُجَاهِد فحوصر فخربت من الْحصار ثمَّ كَاتب الْمُجَاهِد النَّاصِر صَاحب مصر فَأرْسل لَهُ عسكرا فجرت لَهُم قصَص طَوِيلَة إِلَى أَن آل الْأَمر إِلَى الْمُجَاهِد وَاسْتولى على الْبِلَاد كلهَا وَحج سنة 742 وأحضر كسْوَة الْكَعْبَة وبابا على أَن يركبه ويكسو الْكَعْبَة وَفرق على المكيين مَالا كثيرا فَلم يمكنوه من ذَلِك فَلَمَّا رَجَعَ وجد وَلَده غلب على المملكة وَملك ولقب الْمُؤَيد فحاربه إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فقلته ثمَّ حج فِي سنة 51 فَقدم محمله على محمل المصريين فَاخْتَلَفُوا وَوَقع بَينهم الْحَرْب وساعد أهل مَكَّة الْمُجَاهِد ثمَّ استحر الْقَتْل فِي أهل الْيمن فَانْهَزَمُوا وَأسر الْمُجَاهِد وَأمْسك وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة بعد أَن وَقع بَينه وَبَين الْأُمَرَاء الَّذين حجُّوا مهاداة ومصاحبة وَكَانَ مَعَه الشريف ثقبة فأغراه أَن يسْتَقلّ بِملك مَكَّة ويقرره بهَا نَائِبا فتعصب الْأُمَرَاء لِأَخِيهِ عجلَان(4/58)
فجرت بَينهم مقتلة عَظِيمَة إِلَى أَن انهزم عَسْكَر الْمُجَاهِد وَأسر فَأكْرمه السُّلْطَان النَّاصِر وَحل قَيده وَقدر مَالا يحملهُ وخلع عَلَيْهِ وجهزه إِلَى بِلَاده وَأرْسل مَعَه قشتمر المنصوري فَلَمَّا وصل إِلَى الينبع فر مِنْهُ فأمسكه وأعيد إِلَى مصر فَجهز إِلَى الكرك فحبس بهَا إِلَى أَن خلع النَّاصِر حسن فافرج عَنهُ فِي شعْبَان سنة 52 وأعيد إِلَى بِلَاده ومملكته فَسَار من طَرِيق عيذاب وَكَانَ ذَلِك بشفاعة بيبغاروس لِأَنَّهُ كَانَ سجن بالكرك أَيْضا فتخلص فشفع فِيهِ وَأقَام فِي مَمْلَكَته إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت والدته لما حج قد دبرت أُمُور المملكة وَلما بلغَهَا أسر وَلَدهَا أَقَامَت وَلَده الصَّالح وكتبت إِلَى التُّجَّار بِالْقَاهِرَةِ أَن يقرضوا وَلَدهَا مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ فأقرضوه نَحْو مائَة ألف دِينَار وَذكر بعض التُّجَّار أَنه رَآهُ بعد أَن أطلق رَاكِبًا حصانا وَهُوَ على شاطىء النّيل فعطش الحصان ونازعه إِلَى شرب المَاء فَسَقَاهُ ثمَّ شرع يبكي أحر بكاء وَإنَّهُ سَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ لَهُ إِن بعض المنجمين ذكر لَهُ أَنه يملك الديار المصرية ويسقي فرسه من النّيل فَكَانَ يظنّ وُقُوع ذَلِك فَلَمَّا رأى فرسه يشرب من مَاء النّيل عرف أَن ذَلِك الْقدر هُوَ الَّذِي أُشير إِلَيْهِ وَأَنه يسْقِيه من مَاء النّيل وَلَا يلْزم من ذَلِك أَن يملك الديار المصرية مَاتَ الْمُجَاهِد فِي جُمَادَى الأولى سنة 764 وَقيل فِي سنة 767(4/59)
- 107 عَليّ بن رزق الله بن مَنْصُور الْقُدسِي النابلسي سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأبي حَامِد بن الصَّابُونِي وَسكن الْقَاهِرَة وتعانى الشُّرُوط بدار الحكم وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 733
- 108 عَليّ بن زِيَادَة بن عبد الرَّحْمَن القَاضِي عَلَاء الدّين الحبكي بِمُهْملَة ثمَّ مُوَحدَة نِسْبَة إِلَى حبك من قرى حوران قدم الشَّام صَغِيرا فاشتغل ولازم الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن اسلام وَالِي وَالشَّيْخ عَلَاء الدّين بن حجي ثمَّ حضر دروس القَاضِي بهاء الدّين أبي الْبَقَاء وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَقَرَأَ شَيْئا من الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْفِقْه مَعَ الدّين والورع وَعِنْده وسواس فِي الطَّهَارَة وَقد درس بالمجاهدية والعادلية وَغَيرهمَا نِيَابَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 782
- 109 عَليّ بن سَالم بن عبد النَّاصِر الْغَزِّي الشَّافِعِي ولي التوقيع بغزة وَكَانَ لَهُ شعر وسط وَخمْس الْبردَة ودرس بالجراحية بالقدس وَمَات فِي سنة 747
- 110 عَليّ بن سَالم بن مَكَارِم الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ الصُّوفِي يعرف بعلي سمع من النجيب
- 111 عَليّ بن أبي سَالم بن اسماعيل بن أبي سَالم بن عَفَّان السَّعْدِيّ الْبَصْرِيّ سمع من أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر النصيبى بحلب الشَّمَائِل وَحدث وَأَجَازَ لشَيْخِنَا زين الدّين بن حُسَيْن(4/60)
- 112 عَليّ بن سعيد بن سَالم الْأنْصَارِيّ عَلَاء الدّين إِمَام المشهد مشْهد عَليّ بِدِمَشْق وَالِد الشَّيْخ بهاء الدّين مُحَمَّد أثنى عَلَيْهِ ابْن كثير وَمَات فِي رَمَضَان سنة 721
- 113 عَليّ بن سعيد الصبيبي بِمُهْملَة وموحدتين مُصَغرًا عَلَاء الدّين أَبُو سعيد الْخياط الشَّاعِر يلقب بالشوش بمعجمتين الأولى مَضْمُومَة وَالْوَاو سَاكِنة ولد بعد السبعمائة وَكَانَ يتعانى النّظم ويدعى إِنَّه أشعر من المتنبي وَأبي تَمام وينشد من شعره الْكثير فيعجب بِهِ وَيحلف إِن الْإِنْس وَالْجِنّ يعجزون أَن يَأْتُوا بِمثلِهِ وَكَانَ قَلِيل البضاعة من الْعلم قَالَ الصَّفَدِي قَالَ لي مرّة يَا مَوْلَانَا مَا هَذَا الْحَاتِمِي إِلَّا كَانَ إِمَامًا عَظِيما يَأْتِي بأسماء شعراء مَا سمعنَا بهم مثل الحطبة قَالَه بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ ثمَّ الْمُوَحدَة والطرماخ قَالَه بِضَم ثمَّ سُكُون وَآخره مُعْجمَة فصحفهما مَعًا قَالَ وأنشدني مرّة قصيدة جَاءَ مِنْهَا بِهَذَا الْبَيْت
(وَاللَّيْل أسود كالزنجي حالكه ... والبرق سيف لَهُ فِيهِ جراحات)
فَقلت انتقدوا عَلَيْك فتعرف وَقَالَ أَنْت الآخر مِنْهُم قَلِيل الْعقل
وَكتب عَنهُ الذَّهَبِيّ موشحا أَوله
(هَل لكم نم شُعُور ... بأفاعي الشُّعُور)
(حِين يلذعن قلبِي ... من كثيب الخصور)
مَاتَ فجاءة فِي رَجَب سنة 738(4/61)
- 114 عَليّ بن سعيد المعيصري ثمَّ الحوراني الشَّيْخ الصَّالح السطوحي ولد بعد التسعين وَأسر فِي وقْعَة قازان صَغِيرا ثمَّ خلص وَأقَام بِمصْر مُدَّة فِي زَاوِيَة ثمَّ انْتقل إِلَى دمشق فسكن الشامية البرانية ثمَّ أَقَامَ بزاويته الَّتِي بناها من سنة خمسين إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ صَالحا مَشْهُورا بِالْخَيرِ مُعْتَقدًا طارحا للتكلف متواضعاً سَاكِنا مَقْصُودا بالزيارة مَاتَ فِي شعْبَان سنة 772 وَكَانَ الْجمع فى جنَازَته متوفرا جدا شَبِيها بِجنَازَة الشَّيْخ يحيى الصنافيري وَمَاتَا جَمِيعًا فِي سنة وَاحِدَة وَشهر وَاحِد
- 115 عَليّ بن سُلَيْمَان بن أَحْمد الْهَادِي بن المستكفي بن الْحَاكِم ولد فى سنة 718 عهد إِلَيْهِ أَبوهُ بالخلافة فعاجلته الْمنية وَمَات فِي شَوَّال سنة 733
- 116 عَليّ بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن حسن بن عَلَاء الدّين معِين الدّين البرداناه الرّوم معنى برداناه الْحَاجِب وَكَانَ ابوه زعيم بِلَاد الرومى فَلَمَّا دخل الظَّاهِر بيبرس الرّوم وحاصر قيصرية قَاتله معِين الدّين هَذَا فَهَزَمَهُ الظَّاهِر وَاسْتولى على الْمَدِينَة ثمَّ رَجَعَ فَغَضب أبغا ملك الططر على معِين الدّين واتهمه بموالاة الظَّاهِر فَأرْسل ابْنه عليا إِلَى مصر فقطنها إِلَى أَن ترقى فولي نِيَابَة دَار الْعدْل فَجَلَسَ بهَا وَبَين يَدَيْهِ الْقَضَاء فَحكم وأمضى الْأُمُور على السداد وَكَانَ حسن الْخط جدا عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ عَاقِلا محبا فِي الْعدْل مَاتَ سنة 708(4/62)
- 117 عَليّ بن سليم بن ربيعَة الْأَذْرَعِيّ ضِيَاء الدّين ولد سنة 57 واشتغل بِالْعلمِ ونظم التَّنْبِيه فِي سِتَّة عشر ألف بَيت وَله تخميس الوترية فِي مُجَلد وَله قصيدة مخلعة خَمْسُونَ بَيْتا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ حَاكما محسنا للأمور أَخذ عَن الشَّيْخ تَاج الدّين وَغَيره وناب فِي الحكم بِدِمَشْق وتنقل فِي قَضَاء النواحي نَحوا من سِتِّينَ سنة من جِهَة ابْن الصَّائِغ وَغَيره وَولى طرابلس وَكَانَ منطبعا بساما عَاقِلا مَاتَ بالرملة فِي ربيع الأول سنة 731 وَرَأَيْت فِي كتاب العثماني أَن آخر مَا ولي قَضَاء عجلون قَالَ وَكَانَ من أَصْحَاب النَّوَوِيّ وَذكر أَن صَاحب الفرنج أرسل رَسُولا إِلَى طرابلس فَحَضَرَ عِنْد القَاضِي فَحَضَرت الْمغرب فصلى وجهر بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ لَهُ الرَّسُول لما سلم كَيفَ تجْهر وَقد قَالَ الله {وَلَا تجْهر بصلاتك} قَالَ المُرَاد بِالصَّلَاةِ فِي النَّهْي الدُّعَاء وَلَكِن مَا الْحِكْمَة فِي تَعْظِيم الصَّلِيب عنْدكُمْ قَالَ لِأَن الْمَسِيح صلب عَلَيْهِ فَقَالَ الْحَيَوَان عنْدكُمْ أشرف أم الجماد فَقَالَ الْحَيَوَان فَقَالَ يَنْبَغِي لكم تَعْظِيم الْحمار لِأَن عِيسَى ركب الْحمار فبهت الْكَافِر
- 118 عَليّ بن سنجر الْبَغْدَادِيّ تَاج الدّين بن قطب الدّين أَبُو الْحسن ابْن أبي النجيب بن السماك الْحَنَفِيّ ولد سنة 61 أَو قبلهَا وَسمع الْأَحْكَام للمجد ابْن تَيْمِية مِنْهُ وَأَحْيَاء عُلُوم الدّين من محد بن الْمُبَارك المَخْزُومِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفضل بن الزيات وَغَيره وَأخذ القراآت عَن مبارك بن(4/63)
عبد الله الْموصِلِي وتفقه على ظهير الدّين مُحَمَّد بن عمر البُخَارِيّ وعَلى مظفر الدّين أَحْمد بن عَليّ الساعاتي صَاحب مجمع الْبَحْرين وَقَرَأَ الْفَرَائِض على أبي الْعَلَاء الفرضي الكلاباذي وَالْأَدب على الْحُسَيْن بن أياض وَشرح أَكثر الْجَامِع الْكَبِير ونظم أرجوزة فِي الْفِقْه وَكَانَ يكْتب خطا حسنا جيدا وَأخذ عَنهُ أَبُو الْخَيْر الذهلي والعفيف المطري وَآخَرُونَ وَلما ولى حسام الدّين الفورى قَضَاء بَغْدَاد دخل عَلَيْهِ وَهُوَ شَيْخه فَقَالَ لَهُ وَهُوَ بالخلعة الْحَمد لله الَّذِي جعل من غلمانك قَاضِي الْقُضَاة وَله نظم وسط فَمِنْهُ
(هَل أرى للفراق آخر عهد ... أَن عمر الْفِرَاق عمر طَوِيل)
(طَال حَتَّى كأننا مَا اجْتَمَعنَا ... وَكَانَ التقاءنا مُسْتَحِيل)
وَله
(يَا نَهَار الهجير قد طلت بِالصَّوْمِ ... كَمَا طَال ليل هجر الحبيب)
ذَاك قد طَال بانتظار طُلُوع ... مثل مَا طلت بانتظار مغيب)
وَكَانَ قد انْتَهَت رئاسة الْفِقْه بِبَغْدَاد وَكَانَ قيمًا بالعلوم الأدبية وَمَات فِي سنة 750 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فصيحا بليغا ذكيا كَبِير الشَّأْن
- 119 عَليّ بن شَافِع بن أبي مُحَمَّد السلَامِي الصميدي الْقطَّان ابْن عَم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن رَافع سمع من أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث عَنهُ مَاتَ فى أَوَاخِر شَوَّال سنة 771 وَله سَبْعُونَ سنة(4/64)
- 120 عَليّ بن شرِيف بن يُوسُف الزرعي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الوحيد أَخُو الشَّيْخ شرف الدّين سمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر ودرس بالبادرائية وَولى قَضَاء الْقُدس ثمَّ الرملة وَمَات بهَا فِي صفر سنة 744
- 121 عَليّ بن شُجَاع
- 122 عَليّ بن شهَاب بن على بن عَسْكَر القصيرى الصَّالِحِي الْجمال ولد سنة 38 وَسمع من مُحَمَّد بن سعد والمرسي وسبط ابْن الْجَوْزِيّ وَغَيرهم وَتفرد بأجزاء حدث وَمَات فِي رَجَب سنة 723
- 123 عَليّ بن شَوْكَة الْقطَّان الزَّاهِد الْحَرْبِيّ الْبَغْدَادِيّ قَرَأَ عَليّ الشَّيْخ تقى الدّين الزريرانى ولازمه ذكره ابْن رَجَب فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة
- 124 عَليّ بن صَالح بن أَحْمد بن خلف بن أبي بكر الطَّيِّبِيّ نور الدّين ولد سنة 705 وَسمع من عبد الرَّحْمَن بن مخلوف وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَحدث وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة 780 حدث عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
- 125 عَليّ بن صَلَاح بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ عَلَاء الدّين السحومي القرمي نزيل حلب كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالتَّفْسِير أَقَامَ بحلب مُدَّة بشغل وينفع النَّاس إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة 774 عَن بضع وَسِتِّينَ سنة ذكره ابْن حبيب وَقَالَ فِي حَقه عَالم جليل الْقدر يسر الْقلب ويشرح(4/65)
الصَّدْر كَانَ عَارِفًا بالفقه وَالتَّفْسِير وَالْأُصُول والعربية وَكَانَ كثير الانجماع مُقبلا على شَأْنه وَقَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخ حلب كَانَ دينا كثير الْعِبَادَة انْتفع بِهِ الطّلبَة
- 126 عَليّ بن طرنطاى المنصورى أَمر عشرَة بالديار المصرية وَكَانَ حسن الشكل مَاتَ فِي شَوَّال سنة 766
- 127 عَليّ بن طريف بن زكي المحجمي يلقب الكتيلة سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَابْن أبي عمر وَغَيرهم وَحدث سنة 714 روى عَنهُ البرزالي وَمَات فى سنة ... ... .
- 128 عَليّ بن طغربل الْحَاجِب بِدِمَشْق كَانَ أحد الرؤساء الْأَبْطَال نقل من الحجوبية بِدِمَشْق بسؤاله إِلَى مصر بإمرة مائَة وَكَانَ مَعْرُوفا بِحسن اللّعب بالكرة مقدما فِي ذَلِك وَهُوَ أحد من كَاتب السُّلْطَان فِي أَمر يلبغا اليحياوي وسَاق وَرَاءه وَحده إِلَى أَن أَلْجَأَهُ إِلَى دُخُول حماة وَمَات عَليّ فِي الطَّاعُون بِالْقَاهِرَةِ سنة 749
- 129 عَليّ بن طيبغا كَانَ أَبوهُ نَائِب حمص وغزة وفقده أَبوهُ فِي ربيع الأول سنة 723
- 130 على بن طبيغا الحلبى الموقت كَانَ اشْتغل بغلم الْهَيْئَة فغلب عَلَيْهِ إِلَى أَن انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِيهِ وَكَانَ عَارِفًا بالهيئة والحساب والجبر والمقابلة(4/66)
والأصلين وانتهت إِلَيْهِ معرفَة الْمِيقَات بحلب وَأخذُوا عَنهُ وانتفعوا بِهِ وَكَانَ ينْسب إِلَى رقة الدّين والتهاون بِالصَّلَاةِ حَتَّى نقل عَن القَاضِي شرف الدّين أبي البركات قَاضِي حلب أَنه كَانَ يَأْخُذ عَنهُ فِي علم الْمِيقَات فَإِذا حضرت الصَّلَاة يستحيي مِنْهُم فَيقوم وَيتَوَضَّأ وَيُصلي وَكَانَ ينْسب إِلَى تَركهَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أكَابِر عُلَمَاء حلب كَأبي البركات مُوسَى الْأنْصَارِيّ وشمس الدّين يَعْقُوب النابلسي وَالشَّيْخ شرف الدّين الداديخي والعز الحاضري وَيُقَال إِنَّه دَار بَينه وَبَين الإِمَام جمال الدّين ابْن الْحَافِظ بحث كفره فِيهِ ابْن الْحَافِظ فَقَالَ ابْن طبيغا الْكَافِر من لَا يعرف الله فَسكت فَقيل إِنَّه بعد ذَلِك صَار يعظمه وَيُقَال إِن منطاش استرشده فِي بعض حروبه فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِعَدَمِ الْمُلْتَقى فأطاعه وفرفى ليلته وَكَانَ خاملا لم يكن عَلَيْهِ وضاءة يُقَال إِنَّه مَاتَ سنة 793
- 131 على بن طيدمر ككز بكافين مضموتين ثمَّ زَاي كَانَ أَمِير عشرَة بِدِمَشْق وَكَانَ حسن الشكل مَاتَ فِي رَجَب سنة 749
- 132 عَليّ بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن بكير الفندقي الْفَقِيه نور الدّين ولد سنة 35 أَو 36 وَسمع من جده لأمه خطيب مردا وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي والرشيد الْعَطَّار وتفقه وبرع وَأفْتى ودرس مَعَ الدّين والتواضع وَسكن نابلس مُدَّة(4/67)
ودمشق واضر بآخرة ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات بجبل نابلس فِي شهر رَجَب سنة 707 قَالَ البرزالي كَانَ فَقِيها فَاضلا صَالحا عفيفا من أَعْيَان الْفُقَهَاء وَكَانَ أَبوهُ سكن بِهِ فِي بلبيس مُدَّة ثمَّ قدم دمشق وَتردد الى الْقَاهِرَة وأضرفى آخر عمره
- 133 عَليّ بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن وَفَاء الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التراكيشي عَلَاء الدّين أَبُو الْحسن سمع من أَحْمد بن أبي الْخَيْر بِالشَّام واشتغل بِمذهب الْحَنَابِلَة فمهر فِيهِ ودرس وناظر وباحث وجادل وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي شَوَّال سنة 709
- 134 عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المغيزل الْحَمَوِيّ نور الدّين بن تَاج الدّين الْحَمَوِيّ الْكَاتِب سبط شيخ الشُّيُوخ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْحَمَوِيّ كَانَت وجاهة عِنْد الْمَنْصُور ثمَّ المظفر وَكتب فِي الدرج فِي آخر عمره بحماة وَصَارَ مقدم ديوَان الْإِنْشَاء وَله نظم حسن جيد وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 701 فَمن نظمه
(غفل الرَّقِيب فزارني من سربه ... من كَانَ عني طيفه مَمْنُوع)
(اشفقت من ضمي إِلَيْهِ يَدي فَمَا ... ضمته إِلَى مهجة وضلوع)
- 135 عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن العثماني عَلَاء الدّين الصَّفَدِي اشْتغل وتمهر ودرس وَأفْتى وخطب وَقَامَ بِأَمْر الْفَتْوَى بعد موت ابْن الرسام وناب فِي الحكم كل ذَلِك بصفد وصنف مُخْتَصرا فِي الْفِقْه سَمَّاهُ النافع(4/68)
مَاتَ بعد رُجُوعه من الْحَج سنة 759 ذكره أَخُوهُ قَاضِي صفد وَقَالَ إِنَّه رَآهُ فِي الْمَنَام فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَقَالَ دخلت الْجنَّة فَقلت بالتقوى قَالَ بل بِفضل الله قلت فَمَا كَانَ من أَمر الْفِقْه قَالَ مَا نَفَعَنِي إِلَّا الْقُرْآن
- 136 عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة بن سُلْطَان بن سرُور الْمَقْدِسِي فَخر الدّين النابلسي ولد سنة 630 وَسمع من ابْن الجميزي وَابْن رواج ومحى الدّين بن الْجَوْزِيّ وَغَيرهم ودرس وَأفْتى مَعَ الدّين وَالْخَيْر والتواضع وانجب وَلَده عماد الدّين وَمَات فِي الْمحرم سنة 702 وَكَانَت جنَازَته حافلة وَهُوَ أَخُو الشهَاب أَحْمد العابر الَّذِي مَاتَ سنة 697 وَكَانَ السَّيْف ابْن اخيه يتغالى يه ويعظمه وَيَقُول لم يكن فِي أَصْحَاب ابْن الْعِمَاد مثله وَقَالَ البرزالى كَانَ شَيخا صَالحا كثير التَّوَاضُع أفتى بنابلس مُدَّة أَرْبَعِينَ سنة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَارِفًا بِالْمذهبِ ثِقَة صَالحا ورعا
- 137 عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن شبيب بن حمدَان بن شبيب الْحَنْبَلِيّ الْحَرَّانِي(4/69)
نور الدّين الشَّيْخ الإِمَام المتطبب الأديب صَاحب جَامع الْفُنُون وَهُوَ ابْن بنت الشَّيْخ نجم الدّين أَحْمد بن حمدَان عَم وَالِده عبد الرَّحْمَن سمع من جدته وَسمع مِنْهُ إِبْرَاهِيم ابْن آقوش سنة 747 بِالْقَاهِرَةِ
- 138 عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر ابْن أبي عمر الْمَقْدِسِي عَلَاء الدّين بن بهاء الدّين بن عز الدّين بن القَاضِي تَقِيّ الدّين ولد سنة 14 واحضر على جد أَبِيه وأسمع على يحيى بن سعد وَابْن الشّحْنَة وَجَمَاعَة وتفقه وَكَانَ نبيها رَئِيسا جوادا وَولي مشيخة دَار الحَدِيث النفيسية مَاتَ فِي ثَانِي عشري شعْبَان وَقيل فِي شهر رَمَضَان سنة 794
- 139 عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن على البالسى ابو الْحسن ابْن أَمِين الدّين ابْن ضِيَاء الدّين الدِّمَشْقِي سمع من جده لأمه عبد الْوَاسِع الْأَبْهَرِيّ وَحدث وَمَات فِي ثامن عشر الْمحرم سنة 737 ذكره ابْن رَافع
- 140 عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الواني الْمَعْرُوف بِابْن الْفراء مقدم البريدية بِدِمَشْق وَكَانَ لَهُ عِنْد تنكز نَائِب الشَّام قدر مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة 749
- 141 عَليّ بن الشجاع عبد الرَّحْمَن بن أبي الْفَتْح الدِّمَشْقِي ابْن البطاع(4/70)
سمع من الْفَخر مشيخة العشاري وَحدث وَكَانَ مُقيما بقرية زملكا وَمَات فِي خَامِس رَجَب سنة 764
- 142 عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن أبي سُلَيْمَان بن سَالم بن عبد الله بن مراحل عَلَاء الدّين الْحَمَوِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْكَاتِب كَانَ أديبا فَاضلا ماهرا فِي صناعَة الْحساب وَيعرف التركي جيدا إِلَّا أَنه كَانَ كثير التقلب فِي الْبِلَاد وَمن شعره وَهُوَ بِمصْر قَوْله
(أَقُول فِي مصر إِذْ طَال الْمقَام بهَا ... وساء من ملقى على حلقي)
(هَل فِيكُم من يُرْجَى للنوال وَمن ... يلقى لوفد بِوَجْه ضَاحِك طلق)
(فَقيل ذَلِك مِمَّا لَيْسَ نعرفه ... وَإِنَّمَا سفننا تجْرِي على الملق)
مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة 703 وَهُوَ وَالِد نَاظر الْجَامِع الْأمَوِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان بن عَليّ الْمَاضِي ذكره
- 143 عَليّ بن عبد الرَّحِيم الارمنتي كَمَال الدّين ابْن الْأَثِير الشَّافِعِي كَانَت لَهُ أَصَالَة بالصعيد وَكَانَ أَبوهُ حياكاً بقوص فولي هَذَا قَضَاء الشرقية وَأم الرُّمَّان وَغَيرهمَا قَالَ الْكَمَال الادفوي أخبرنى أَبُو الظَّاهِر(4/71)
ابْن السَّقطِي قَالَ كَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد عزل نَفسه ثمَّ أُعِيد فولاني بلبيس فَلَمَّا جَلَست للْحكم بلغ الْكَمَال الارمنتي فراسل فِي ذَلِك فَسَأَلَ ابْن دَقِيق الْعِيد أَن يعزلني فَقَالَ لم أعزله فراسلوه بذلك فاستمر على الحكم فَبلغ القَاضِي فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ أَنا قلت لم أعزله وَهُوَ صَحِيح لم أعزله وَلكنه انْعَزل بعزلي وَلما أعدت لم أعده مَاتَ فِي سنة 706
- 144 عَليّ بن عبد الرَّزَّاق بن أَحْمد بن عبد الله بن الزبير الخابوري عَلَاء الدّين سمع من سنقر صَحِيح البُخَارِيّ نقلته من خطّ مُحَمَّد بن يحيى ابْن سعد فِي شُيُوخ حلب سنة 748
- 145 عَليّ بن عبد الصَّمد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أبي الْحسن بن عبد الله أَبُو الرّبيع بن أبي أَحْمد الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ محب الدّين وَيُقَال إِنَّه كَانَ يدعى عبد الْمُنعم ولد فِي ربيع الآخر سنة 656 بعد كائنة بَغْدَاد بِنَحْوِ شَهْرَيْن وَسمع من وَالِده وَابْن أَبى الدنية وَابْن بلدجي وَجَمَاعَة وَأم بِمَسْجِد حمويه وَولي قبل مَوته مشيخة المستنصرية مَاتَ فِي نصف صفر سنة 742
- 146 عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعلي بن عَليّ بن معرف ابْن السكرِي عماد الدّين بن مجد الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين ذكر الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد أَن الصَّوَاب فِي جده الْأَعْلَى عبد عَليّ قَالَ وَكَانَ من مشيخة الاسماعيلية ولد فِي الْمحرم سنة 638 واشتغل بِالْعلمِ وَحدث عَن ابْن الجميزي وَهُوَ جده لأمه وَعَن(4/72)
جده لِأَبِيهِ الْعِمَاد أبي الْقَاسِم وَعَن أَبِيه الْفَخر ابْن السكرِي ودرس بمشهد الْحُسَيْن وَولي نظر المشهد النفيسى وإمامته وَكَانَ مَشْهُورا بَين رُؤَسَاء المصريين بِالْعقلِ والديانة وَرشح مرّة للوزارة وجهز إِلَى التتار رَسُولا فَأحْسن السفارة وَتوجه فِي سنة 703 وَرجع فِي جُمَادَى الأولى وَمِمَّا اتّفق لَهُ أَنه لما وصل وجد غازان قد مَاتَ على مَا قيل مسموما وَاسْتقر بعده أَخُوهُ خربندا فَلَمَّا اجْتمعَا خلع عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ قدح خمر فَأَخذه وَلم يشربه فَسَأَلَ عَن ذَلِك فَقيل لَهُ إِنَّه فَقِيه وَمَا يقدر يشرب هَذَا فَأَخذه مِنْهُ وناوله رغيفا فَأَخذه وجذمه وَأكله فأعجبه ذَلِك وَكتب جَوَابه وَأرْسل مَعَه رَسُولا فَطلب الصُّلْح سنة 705 ليعمر الْبِلَاد قَالَ ابْن رَافع كَانَ عِنْده عقل وافر وديانة وَحدث بالمسلسل بالأولية عَن ابْن الجميزي وَنقل عَن ابْن سيد النَّاس عَن ابْن دَقِيق الْعِيد أَنه كَانَ يَقُول عبد الْمُعَلَّى جد ابْن السكرِي كَانَ فِي الأَصْل عبد عَليّ سمي بذلك فِي الدولة المصرية الفاطمية ثمَّ غير بعد زَوَال دولتهم وَذكره الأسنوي فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء وَقَالَ نقل عَنهُ ابْن الرّفْعَة وَمَات فِي أَوَاخِر صفر سنة 713 ودرس بمنازل الْعِزّ وخطب بالجامع الحاكمي وانتقلت بعد الخطابة لتاج الدّين ابْن المناوى(4/73)
- 147 عَليّ بن عبد الْغَنِيّ ابْن الشَّيْخ فَخر الدّين خطيب حران وعالمها مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن تَيْمِية الْحَرَّانِي عَلَاء الدّين الشُّرُوطِي نزيل مصر ولد سنة 619 وَسمع من الْمُوفق عبد اللَّطِيف وأبى الْحسن بن روزيه وَغَيرهمَا وَجلسَ فِي الشُّهُود وَكَانَ عَاقِلا مرضِي الطَّرِيقَة مَاتَ فِي سَابِع عشري شهر ربيع الآخر سنة 701 وَمَات وَلَده عبد الرَّحْمَن قبله بِقَلِيل فشق عَلَيْهِ وتألم وَمَات عَن قريب
- 148 عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى بن تَمام ابْن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن سوار بن سليم السُّبْكِيّ تَقِيّ الدّين أَبُو الْحسن الشَّافِعِي ولد بسبك العبيد أول يَوْم من صفر سنة 683 وتفقه على وَالِده وَدخل الْقَاهِرَة واشتغل على ابْن الرّفْعَة وَأخذ الْأَصْلَيْنِ عَن الْبَاجِيّ وَالْخلاف عَن السَّيْف الْبَغْدَادِيّ والنحو عَن أبي حَيَّان وَالتَّفْسِير عَن الْعلم الْعِرَاقِيّ والقراآت عَن التقي الصَّائِغ والْحَدِيث عَن الدمياطي والتصوف عَن ابْن عَطاء الله والفرائض(4/74)
عَن الشَّيْخ عبد الله الغماري وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ ورحل فِيهِ إِلَى الشَّام والاسكندرية والحجاز فَأخذ عَن ابْن الموازيني وَابْن مشرف وَعَن يحيى بن الصَّواف وَابْن الْقيم والرضى الطَّبَرِيّ وَآخَرين يجمعهُمْ مُعْجَمه الذى خرجه لَهُ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك وَولي بِالْقَاهِرَةِ تدريس المنصورية وجامع الْحَاكِم والهكارية وَغَيرهَا وَكَانَ كريم الدّين الْكَبِير والجاي الدوادار وجنكلي بن البابا والجاولي وَغَيرهم من أكَابِر الدولة الناصرية يعظمونه ويقضون بِشَفَاعَتِهِ الأشغال وَلما توفّي القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي بِدِمَشْق طلبه النَّاصِر فِي جمَاعَة ليختار مِنْهُم من يقرره مَكَانَهُ فَوَقع الِاخْتِيَار على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فوليها على مَا قَرَأت بِخَطِّهِ فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 739 وَتوجه إِلَيْهَا مَعَ نائبها تنكز فباشر الْقَضَاء بهمة وصرامة وعفة وديانة وأضيفت إِلَيْهِ الخطابة بالجامع الْأمَوِي فباشرها مُدَّة فِي سنة 742 ثمَّ أُعِيدَت لِابْنِ الْجلَال الْقزْوِينِي وَولي التدريس بدار الحَدِيث الأشرفية بعد وَفَاة الْمزي وتدريس الشامية البرانية بعد موت ابْن النَّقِيب فِي أَوَائِل سنة 46 وَكَانَ طلب فِي جُمَادَى الأولى إِلَى الْقَاهِرَة بالبريد ليقرر فِي قَضَائهَا فَتوجه إِلَيْهَا وَأقَام قَلِيلا وَلم يتم الْأَمر وأعيد على وظائفه بِدِمَشْق وَوَقع الطَّاعُون الْعَام فِي سنة 749 فَمَا حفظ عَنهُ فِي التركات وَلَا فِي الْوَظَائِف(4/75)
مَا يعاب عَلَيْهِ وَكَانَ متقشفا فِي أُمُوره متقللا فِي الملابس حَتَّى كَانَت ثِيَابه فِي غير الموكب تقوم بِدُونِ الثَّلَاثِينَ درهما وَكَانَ لَا يستكثر على أحد شَيْئا حَتَّى إِنَّه لما مَاتَ وجدوا عَلَيْهِ اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم دينا فالتزم ولداه تَاج الدّين وبهاء الدّين بوفائها وَكَانَ لَا يَقع لَهُ مَسْأَلَة مستغربة أَو مشكلة إِلَّا وَيعْمل فِيهَا تصنيفا يجمع فِيهِ شتاتها طَال أَو قصر وَذَلِكَ يبين فِي تصانيفه وَقد جمع وَلَده فَتَاوِيهِ ورتبها فِي أَربع مجلدات قَالَ الصَّفَدِي لم ير أحدا من نواب الشَّام وَلَا من غَيرهم تعرض لَهُ فافلح بل يَقع لَهُ إِمَّا عزل وَإِمَّا موت جربنَا هَذَا وشاع وذاع حَتَّى قلت لَهُ يَوْمًا فِي قَضِيَّة يَا سَيِّدي دع أَمر هَذِه الْقرْيَة فَإنَّك قد اتلفت فِيهَا عددا وَملك الْأُمَرَاء وَغَيره فِي نَاحيَة وَأَنت وَحدك فِي نَاحيَة وأخشى أَن يَتَرَتَّب على ذَلِك شَرّ كثير فَمَا كَانَ جَوَابه إِلَّا أنْشد قَوْله
(وليت الَّذِي بيني وَبَيْنك عَامر ... وبيني وَبَين الْعَالمين خراب) قلت رَأَيْت بِخَطِّهِ عدَّة مقاطيع ينظمها فِي ذَلِك كَأَنَّهُ يتوسل بهَا إِلَى الله فَإِذا انْقَضتْ حَاجته طمس اسْم الَّذِي كَانَ دَعَا عَلَيْهِ فمما رَأَيْت من ذَلِك وقرأته من تَحت الطمس قَوْله
(رب اكْفِنِي قراجا ... وأوله اعوجاجا)
(ضيق عَلَيْهِ سبلا ... ورجه ارتجاجا)
وَكتب إِنَّه نظمها فِي ربيع الآخر سنة 705 وقراجا كَانَ دويدار بعض(4/76)
نواب الشَّام إِذْ ذَاك وقرأت بِخَطِّهِ
(الهى ارغون تظاهر جاهدا ... ليؤذيني مَعَ طيبغا بمطالعه)
(فيا رب أهلكه وَحل دون قَصده ... ليخشى وَيجْرِي عَن قريب مشارعه)
وبخطه سَافر طيبغا بالمطالعة فى الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة 52 فَوجدت لطف الله فِيمَا قلت وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة ارغون أَنه لم تطل مدَّته فِي نِيَابَة دمشق وَحكم بِالْقَاهِرَةِ عَن النَّاصِر أَحْمد بن النَّاصِر مُحَمَّد فِي شَيْء وَاحِد وَذَلِكَ أَن الفخري لما سَار بالعساكر الَّتِي أَطَاعَته بِسَبَب النَّاصِر أَحْمد ليلقى النَّاصِر أَحْمد من الكرك وجد النَّاصِر سبقهمْ إِلَى الْقَاهِرَة فحثوا السّير واجتمعوا بالسلطان وَكَانَ من جملَة مَا اتّفق قَضِيَّة حسام الدّين الغوري فَرفع بعض النَّاس فِيهَا قضايا مُنكرَة ففوض السُّلْطَان الحكم فِيهِ للْقَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فَحكم بعزله فنفذ القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة حكمه وسفر الغوري من يَوْمه على الْبَرِيد إِلَى بِلَاده وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة 742 وَقد استوعب وَلَده عدَّة تصانيفه فِي تَرْجَمته الَّتِى أفردها وأفرد مسَائِله الَّتِي انْفَرد بتصحيحها أَو باختيارها فِي كِتَابه التوشيح قَرَأت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ كتب إِلَى أَبُو الْفَتْح(4/77)
يَعْنِي قرَابَته ورقة بِسَبَب شخص أَن أكتب إِلَى شخص فِي حَاجَة لَهُ وَذَلِكَ قبل ولايتى الشَّام بِسنة فأجبته وقفت على مَا أَشرت إِلَيْهِ وَالَّذِي تَقوله صَحِيح وَهُوَ الَّذِي يتَعَيَّن على الْعَاقِل وَلَكِنِّي مَا أجد طباعي تنقاد إِلَى هَذَا بل تأبى مِنْهُ أَشد الإباء وَالله خلق الْخلق على طبائع مُخْتَلفَة وتكلف مَا لَيْسَ فِي الطَّبْع صَعب إِلَى أَن قَالَ وَأَنا من عمري كُله لم أجد مَا يخرجني عَن هَذِه الطَّرِيقَة فَإِنِّي نشأت غير مُكَلّف بِشَيْء من جِهَة وَالِدي وَكنت فِي الرِّيف قَرِيبا من عشْرين سنة وَكَانَ الْوَالِد يتَكَلَّف لي وَلَا أتكلف لَهُ وَلَا أعرف من النَّاس فِيهِ غير الِاشْتِغَال ثمَّ ولي وَالِدي نِيَابَة الحكم بِغَيْر سُؤال فصرت أَتكَلّم الْكَلَام بِسَبَبِهِ وَأما فِي حق نَفسِي فَلَا أكاد أقدم على سُؤال أحد إِلَّا نَادرا بطرِيق التَّعْرِيض اللَّطِيف فَإِن حصل الْمَقْصُود وَإِلَّا رجعت على الْفَوْر وفى نفسى مَالا يُعلمهُ إِلَّا الله وَأما فِي حق غَيْرِي من الْأَجَانِب فَكَانُوا يلجؤن إِلَى فأتكلف فأقضى من حوائجهم مَا يقدره الله وَلم أزل يكون معي عشرَة أوراق أَو أَكثر وَلَا أتحدث فِيهَا مَعَ الْمَطْلُوبَة مِنْهُ إِلَّا مُعَرفا وشغلت بذلك عَن مصلحتي ومصلحة أَوْلَادِي لِأَن اجتماعي بهم كَانَ قَلِيلا يروح فِي حوائج النَّاس وَلَا ينقضى بهَا حَاجَة حَتَّى يزِيد تَفُور نَفسِي عَن الحَدِيث فِيهَا وَكَانَ آخر ذَلِك أَن طلبت حَاجَة تَقِيّ الدّين الاقفهسي فَأَجَابَنِي(4/78)
الْمَطْلُوب مِنْهُ بِجَوَاب لَا يرضاه فَحَلَفت لَا أسأله حَاجَة بعْدهَا فَمَاتَ بعد نَحْو نصف سنة حصلت لي الرَّاحَة بترك السُّؤَال وَلَكِن اسْتمرّ الْوَالِد فِي نِيَابَة الْمحلة فَعرض من الْجلَال وَولده مَا يَقْتَضِي أَن خاطري يغريه فَحصل لي ضجر فَقدر الله وَفَاة الْوَالِد وَمَاتَتْ الوالدة بعده بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا فعزفت نَفسِي عَن الدُّنْيَا وَأَنا الْآن ابْن اثْنَتَيْنِ وَخمسين سنة وَقد تعبت نفسى فى حوائج النَّاس مُدَّة فَأُرِيد أَن أُرِيح نَفسِي فِيمَا بَقِي وَأَيْضًا فلي نَحْو عشر سِنِين لَا أتحرك فِي الدُّنْيَا فأحمدها فَأَخَاف إِذا تحدثت لغيري أَن لَا ينجح فأندم ويتعجب قلبِي فالعزلة أصلح إِلَى أَن قَالَ وليعلم أَن الْإِنْسَان إِنَّمَا يفعل ذَلِك إِمَّا لطبع فطري أَو مكتسب وهما مفقودان عِنْدِي أَو لحامل عَلَيْهِ من إِيجَاب شَرْعِي وَلَيْسَ من صُورَة الْمَسْأَلَة أَو غَرَض دُنْيَوِيّ وَأَرْجُو أَن لَا يكون عِنْدِي أَو اكْتِسَاب أجر بِأَن يكون مَنْدُوبًا وَمثل هَذَا الظَّاهِر إِن تَركه هُوَ الْمَنْدُوب ثمَّ لَو سلم فَالنَّفْس لَا تنقاد إِلَيْهِ فِي أَكثر الْأَحْوَال كَمَا يتْرك الْإِنْسَان الْمَنْدُوب لطبع أَو ضعف باعث والمندوبات قل من يصل إِلَى الْمُحَافظَة على جَمِيعهَا وَذَلِكَ بِحَسب قُوَّة الْبَاعِث وَضَعفه وَالسَّلَام انْتهى مُلَخصا وقرأت بِخَط الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الصَّائِغ الْحَنَفِيّ على جُزْء من تَفْسِير الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مَا نَصه(4/79)
يَقُول
(أتيت لنا من الدُّرَر النظيم ... سلوكا للصراط الْمُسْتَقيم)
(جمعت بِهِ الْعُلُوم فيا لفرد ... حوى تصنيفه جمع الْعُلُوم)
وَكَانَ ينظم كثيرا وشعره وسط فَمِنْهُ مَا وصّى بِهِ وَلَده مُحَمَّدًا قَالَ
(ابْني لَا تهمل نصيحتي الَّتِي ... أوصيك واسمع من مقالي ترشد)
(احفظ كتاب الله وَالسّنَن الَّتِي ... صحت وَفقه الشَّافِعِي مُحَمَّد)
(وَتعلم النَّحْو الَّذِي يدني الْفَتى ... من كل فهم فِي الْقُرْآن مُسَدّد)
(وَاعْلَم أصُول الْفِقْه علما محكما ... يهديك للبحث الصَّحِيح الأيد)
(واسلك سَبِيل الشَّافِعِي وَمَالك ... وَأبي حنيفَة فِي الْعُلُوم وَأحمد)
وَمِنْهَا قَوْله أَيْضا
(واقطع عَن الْأَسْبَاب قَلْبك واصطبر ... واشكر لمن أولاك خيرا وَاحْمَدْ)
وَمِنْهَا قَوْله ايضا
(وَخذ الْعُلُوم بهمة بهمة وتيقظ ... وقريحة سمحاء ذَات توقد)(4/80)
وَمِنْهَا قَوْله أَيْضا
(فاقف الْكتاب وَلَا تمل عَنهُ وقف ... متأدبا مَعَ كل حبر أوحد)
وَمِنْهَا قَوْله أَيْضا
(وَطَرِيقَة الشَّيْخ الْجُنَيْد وَصَحبه ... والسالكين سبيلهم بهم اقتد)
(واقصد بعلمك وَجه رَبك خَالِصا ... تظفر سَبِيل الصَّالِحين وتهتد)
يَقُول فِي آخرهَا
(هذي وصيتي الَّتِي أوصيكها ... أكْرم بهَا من وَالِد متودد)
وعدتها نَحْو الْعشْرين هَذَا مختارها(4/81)
وَله أَيْضا
(إِن الْولَايَة لَيْسَ فِيهَا رَاحَة ... إِلَّا ثَلَاث يبتغيها الْعَاقِل)
(حكم بِحَق أَو إِزَالَة بَاطِل ... أَو نفع مُحْتَاج سواهَا بَاطِل)
لَهُ أَيْضا فِي الألغاز
(مِثَال عَم وخال بقول صدق وجيه ... بنى بأخت أَخِيه لأمه لِأَبِيهِ)
(وَذَاكَ لَا بَأْس فِيهِ فِي قَول كل فَقِيه ... فيحله وَهُوَ دَاع بِذَاكَ لَا شكّ فِيهِ)
حكى الصَّفَدِي أَنه نظم فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَكَأَنَّهُ عِنْد مَا ولي الْقَضَاء بَيْتا وَاحِدًا وَهُوَ قَوْله
(لعمرك إِن لي نفسا تسامى ... إِلَى مالم ينل دَارا ابْن دَارا)
قَالَ وَتركته إِلَى أَن أضفت إِلَيْهِ آخر فِي سنة 747 وَهُوَ
(فَمن هذاارى الدُّنْيَا هباء ... وَلَا أرْضى سوى الفردوس دَارا)
ثمَّ رَأَيْته بِخَطِّهِ أَنه نظم الأول فِي سنة 19 وَالثَّانِي فِي جُمَادَى الأولى سنة 47 وَقَالَ إِن لكل مِنْهُمَا إِشَارَة وقرأت بِخَطِّهِ من نظمه
(إِذا أتتك يَد من غير ذِي مقة ... وجفوة من صديق كنت تَأمله)
(خُذْهَا من الله تَنْبِيها وموعظة ... بِأَن مَا شَاءَ لَا مَا شِئْت يَفْعَله)
وَقد كَانَ نزل عَن منصب الْقَضَاء لوَلَده تَاج الدّين بعد أَن مرض ثمَّ تمائل فَلَمَّا اسْتَقر تَاج الدّين وباشر توجه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين إِلَى الْقَاهِرَة(4/82)
وَأقَام بهَا قَلِيلا فِي دَار على شط النّيل وَهُوَ موعوك إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة 756 فَكَانَت إِقَامَته بِالْقَاهِرَةِ نَحْو الْعشْرين يَوْمًا وَكَانَ وُصُول التَّقْلِيد لتاج الدّين ثَالِث عشر شهر رَجَب ربيع الأول ولب س الخلعة فِي النّصْف مِنْهُ وباشر ثمَّ عوفي أَبوهُ وَركب وَحضر مَعَه بعض الدُّرُوس وَحكم بِحَضْرَتِهِ وسربه وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فِي سادس عشري شهر ربيع الآخر من السّنة وَلما دَخلهَا أشاع بعض النَّاس إِن وَلَده بهاء الدّين سعى لَهُ فِي قَضَاء الديار المصرية ثمَّ لما مَاتَ سعى وَلَده أَن يدْفن عِنْد الإِمَام الشَّافِعِي دَاخل الْقبَّة فَامْتنعَ شيخو من إِجَابَة سُؤَاله فدفنه بِسَعِيد السُّعَدَاء قَالَ الاسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ انْظُر من رَأَيْنَاهُ من أهل الْعلم وَمن أجمعهم للعلوم وَأَحْسَنهمْ كلَاما فِي الْأَشْيَاء الدقيقة وأجلهم على ذَلِك وَكَانَ فِي غَايَة الْإِنْصَاف وَالرُّجُوع إِلَى الْحق فِي المباحث وَلَو على لِسَان آحَاد الطّلبَة مواظبا على وظائف الْعِبَادَات مراعيا لأرباب الْفُنُون محافظا على تَرْتِيب الْأَيْتَام فِي وظائف آبَائِهِم وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ طلب الحَدِيث فِي سنة 703 ثمَّ انتصب للإقراء وتفقه بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وانتشر صيته وتواليفه وَلم يخلف بعده مثله وَمن ماجرياته أَنه بحث مَعَ ابْن الْكِنَانِي فَنقل عَن الشَّيْخ أبي(4/83)
إِسْحَاق شَيْئا فِي الْأُصُول فَلَمَّا رَجَعَ بعث إِلَيْهِ قَاصِدا يَقُول لَهُ الْمَسْأَلَة الَّتِى ذكرتها مَا هِيَ فِي اللمع فَكتب إِلَيْهِ
(سَمِعت بإنكار مَا قلته ... عَن الشَّيْخ إِذْ لم يكن فِي اللمع)
(ونقلي لذَلِك من شَرحه ... وَخير خِصَال الْفَقِيه الْوَرع)
لَو وقفت على شرح اللمع مَا أنْكرت النَّقْل فَانْظُر فِيهِ فَإِنَّهُ كتاب مُفِيد فَلَمَّا وقف ابْن الْكِنَانِي على الْجَواب تألم تألما كثيرا وَكَانَ أسن من السُّبْكِيّ بِكَثِير لَكِن تقدم السُّبْكِيّ واشتهر وَاسْتمرّ هُوَ على حَالَة وَاحِدَة وَلذَا كَانَ ابْن عَدْلَانِ وَابْن الْأنْصَارِيّ يمتعضان من السُّبْكِيّ لِكَوْنِهِمَا أسن مِنْهُ وَتقدم عَلَيْهِمَا
- 149 عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن طرخان بن تَقِيّ الْحَمَوِيّ عَلَاء الدّين الكحال وَكيل بَيت مَال بصفد ولد سنة 650 تَقْرِيبًا وتعانى صناعَة الطِّبّ وشارك فى الأداب وَكَانَ خيرا متواضعا وَله تصانيف فِي الْكحل وَغَيره وَمَات فِي حُدُود سنة 720
- 150 عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن عبد النُّور الْحلَبِي يلقب ضِيَاء الدّين ولد سنة 688 وأحضره أَبوهُ على غَازِي الحلاوي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن ترْجم الابرقوهي ووهبان بن عَليّ وسيدة بنت المارداني وَأَجَازَ لَهُ ابْن البُخَارِيّ وَجَمَاعَة وَحدث وَكتب الطباق وَكَانَ حفظ كتابا فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَنزل فِي الْمدَارِس وَاسْتقر فى زَاوِيَة(4/84)
خَال وَالِده الشَّيْخ نصر المنبجي وَمَات فِي رَابِع عشري رَمَضَان سنة 745
- 151 عَليّ بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْعَلَاء العسري ظهير الدّين خَال ابْن الزملكاني كَانَ من الْكتاب الْمَشْهُورين وَله نظم جيد فَمِنْهُ
(أسكنت حبك فِي فؤاد ... لم تكن حركاته إِلَّا من الإسكان)
(أَنا عَبدك الْأَقْصَى وقلبك صَخْرَة ... عجبا لقلبك كَيفَ لَا يلقاني)
(يَا وَاحِد الْحسن الَّذِي مَا عَنهُ لي ... ثَان وَلَا لي فِي هَوَاهُ ثانى) مَاتَ فِي محرم سنة 702
- 152 عَليّ بن عبد الله بن أبي الْحسن بن ابى بكر الأردبيلى تَاج الدّين أَبُو الْحسن التبريزي الشَّافِعِي ولد فِي حُدُود السّبْعين ثمَّ حَرَّره فِي سنة 77 وَسمع بعض الْوَسِيط على شمس الدّين ابْن الْمُؤَذّن وَبَعض جَامع الْأُصُول على قطب الدّين الشِّيرَازِيّ وَأخذ فِي النَّحْو وَالْفِقْه عَن ركن الدّين وَعلم الْبَيَان عَن النظام الطوسي وَالْحكمَة والمنطق عَن برهَان الدّين عبد الله وَشرح الحاجبية عَن مُؤَلفه ركن الدّين السَّيِّد وَعلم الْخلاف عَن عَلَاء الدّين النُّعْمَان الْخَوَارِزْمِيّ والحساب والهندسة عَن فيلسوف الْوَقْت جمال الدّين حسن الشِّيرَازِيّ وَالْوَجِيز فِي الْفِقْه عَن(4/85)
الشَّيْخ سراج الدّين الاردبيلي والفرائض والحساب عَن الصّلاح الصَّفَدِي مُوسَى والمصابيح وَشرح السّنة عَن فَخر الدّين جَار الله الجنداري وَكَانَ يَقُول أخذت عَن شيخ كَبِير أجَاز لي أدْرك الْفَخر الرازى وَأدْركت البيضاوى وَمَا أخذت عَن شَيْئا وأفتيت وَأَنا ابْن ثَلَاثِينَ سنة وَخرجت إِلَى بَغْدَاد بعد سنة سِتّ عشرَة وأتيت المشهد والحلة ومراغة وَحَجَجْت ثمَّ دخلت مصر سنة 22 انْتهى وَكَانَ دُخُوله لَهَا من مَكَّة مَعَ الركب الْمصْرِيّ وَسمع بِالْقَاهِرَةِ من الواني والختنى والدبوسى وَابْن جمَاعَة وَطلب الْكثير وَنسخ بِخَطِّهِ وَحصل كثيرا وشغل النَّاس فِي عدَّة عُلُوم وجرد الْأَحَادِيث الَّتِى فى الْمِيزَان للذهبى ورتبها على الْأَبْوَاب وَله على الْحَاوِي حواش مفيدة وَاخْتصرَ عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح اختصارا مُفِيدا قَالَ شَيخنَا أَبُو الْفضل ابْن الْعِرَاقِيّ كَانَ من خِيَار الْعلمَاء دينا ومروءة فَانْتَفع النَّاس بِهِ وَتخرج بِهِ مثل الشَّيْخ برهَان الدّين الرشيدى ومحب الدّين نَاظر الْجَيْش وشهاب الدّين ابْن النَّقِيب وَجمع كتابا كَبِيرا فِي الْأَحْكَام وَحدث بِهِ وَحصل لَهُ فِي آخر عمره صمم وَكَانَ يسكن الْمدرسَة الحسامية مدرسة حسام الدّين طرنطاي وجدد لَهُ ولد حسام الدّين بهَا تصديرا فَلَمَّا مَاتَ(4/86)
الْمدرس قَرَّرَهُ فِي تدريسها وصنف فِي التَّفْسِير وَعلم الحَدِيث وَفِي الْأُصُول واقرأ الْحَاوِي كُله سبع مَرَّات فِي شهر وَاحِد وَكَانَ يرويهِ عَن عَليّ بن عُثْمَان عَن مُصَنفه وَكَانَ من عُلَمَاء زَمَانه فِي أَكثر الْفُنُون قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ كَانَت لَهُ فَضَائِل من فقه وعربية ومعقول وحساب وَغير ذَلِك وَولي تدريس الحسامية وَقَالَ الذَّهَبِيّ حصل جملَة من كتب الحَدِيث وشغل فِي فنون وناظر وَكَثُرت طلبته واقرأ الْحَاوِي كُله فِي نصف شهر فَرَوَاهُ عَن شرف الدّين عَليّ بن عُثْمَان العفيفي عَن مُصَنفه قَالَ وَهُوَ عَالم كَبِير كثير التلامذة حسن الصيانة كاتبني غير مرّة وذكرني فِي تواليفه وَحصل نُسْخَة الْمِيزَان وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن ايبك قدم علينا الْقَاهِرَة سنة 20 اوفى حُدُودهَا فَسمع على شُيُوخنَا واعتنى بِهَذَا الشان اعتناء كَبِيرا وَحصل غَالب مسموعاته وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة الْعلمَاء الجامعين لأنواع الْعُلُوم وَكَانَ يشغل فِي عُلُوم وصنف فِي الْكَلَام وَاخْتصرَ عُلُوم الحَدِيث وَجمع فِي الحَدِيث مجاميع وَلم يكن بِهَذَا الشان خَبِيرا وَلَا بأنواعه بَصيرًا وَحدث بِبَعْض مجاميعه وَكَانَ بِهِ صمم فَكَانَ يقْرَأ للطلبة من كتبه ثمَّ يشْرَح لَهُم وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي 17 شهر رَمَضَان سنة 746 قَالَ ابْن ايبك(4/87)
وَدفن فِي تربة أعدهَا لنَفسِهِ خَارج بَاب البرقية
- 153 عَليّ بن عبد الله بن زيان بن حَنْظَلَة السناني بِمُهْملَة ونونين الْحَضْرَمِيّ ولد سنة 664 وتعانى الأداب وشارك فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم بجهات من الشرقية وَكَانَت لَهُ معرفَة بِالنّسَبِ وَله نظم حسن فَمن شعره قَوْله
(أسامر النَّجْم إِذا جن الدجي ... شوقا إِلَى غيد كأمثال الظبا)
(مَا أنصفت زَيْنَب لما أَن نأت ... وغادرتنى دنفا معذبا)
مَاتَ فِي سنة ...
- 154 عَليّ بن عبد الله بن عبد الْمولى بن أبي الْحسن بن أَبى الْمجد بن ناجى ابْن سُلَيْمَان المدلجي الشَّافِعِي جلال الدّين أَبُو الْحسن العصلوجي ولد سنة 646 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار واشتغل بالفقه ودرس بِمصْر وناب فِي الحكم عَن ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره وَمَات فِي الْمحرم سنة 717
- 155 عَليّ بن عبد الله بن عمر بن أبي الْقَاسِم الْحَنْبَلِيّ زين الدّين أَخُو رشيد الدّين سمع من فضل الله الجيلى ثَلَاثَة أَجزَاء أَبى الْأَحْوَص وَمن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْخطاب بن الإخميمى جُزْء التراجم للبخارى وَمن مجد الدّين ابْن تَيْمِية أَحْكَامه وَمن مُحي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ عدَّة من تواليفه(4/88)
وَأَجَازَ لَهُ ابْن العليق وَجَمَاعَة وَحدث وَكتب فِي الإجازات وَكَانَ عاميا وَكَانَ أَخُوهُ ينْهَى عَن الْأَخْذ عَنهُ لتهاونه بِأُمُور الدّين قَالَ عمر ابْن عَليّ الْقزْوِينِي تركته لما فِيهِ مِمَّا لَا يَلِيق بِهِ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 724
- 156 عَليّ بن عبد الله بن مَالك الدمياطي نور الدّين أَبُو الْحسن الشَّافِعِي كَانَ فَاضلا يعرف الْأَنْسَاب والتاريخ وَله نظم وَمَات فِي صفر سنة 727
- 157 عَليّ بن عبد الله بن يُوسُف بن الْحسن البيرى ثمَّ الْحلَبِي عَلَاء الدّين نَشأ بحلب وتعانى الْأَدَب فمهر فِي النّظم والنثر والإنشاء وَكتب الْخط الْحسن ورتب فِي توقيع الدست وَكَانَ أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن عبد الله الأندلسى فى الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَقَررهُ يبلغَا الناصري فِي كِتَابَة السِّرّ بحلب وَفِي توقيعه وَاسْتمرّ صحبته لما استولى على مصر وَكتب فِي توقيع الدست عِنْد ابْن فضل الله وَاسْتمرّ إِلَى أَن سَافر مَعَ الظَّاهِر إِلَى حلب فَلَمَّا قتل الناصري وَعَاد قتل فِي سنة 794 بِالْقَاهِرَةِ بعد عوده قلت(4/89)
رَأَيْت لَهُ مراسلة مَعَ أَمِين الدّين الْحِمصِي وَابْن الثريا من الثرى وطبقة أَمِين الدّين فى الجو وطبقة البيرى فى الْبِئْر وَمن شعره وكتبهما إِلَى صديق لَهُ كَانَ يجالسه بِصَحْنِ الْجَامِع
(غبت عَن الصحن يَا حَبِيبِي ... فَمَا على حسنه طلاوه)
(يَا حُلْو يَا رائق الْمعَانِي ... مَا راق صحن بِلَا حلاوه)
وَمِنْه مَا كتب يهنىء إِلَى شمس الدّين بن المُهَاجر كَاتب السِّرّ بحماة وَهُوَ قَوْله
(تهن بحلك عرس ... بعرس خير كريمه)
(يَا مَالك أَمَان أمانى ... أحوالها مستقيمه)
(وَأَقْبل غنيمَة عبد ... يرى الْقبُول غنيمه)
فَأَجَابَهُ ابْن المُهَاجر
(يَا من غَدا ذَا أياد ... قد أخجلت كل ديمه)
(الْغنم بالغرم يَجْزِي ... وَالْعَبْد يحصي غَرِيمه)
(غنيمَة لَك خُذْهَا ... والبعد عَنْك غنيمه) وَكَانَ بَينهمَا شنآن
- 158 عَليّ بن عبد الله الدومراني أَخذ عَن الشَّيْخ عبد الله الغماري صَاحب الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس الْبَصِير وسلك طريقهم وَكثر أَتْبَاعه وَكَانَ كثير المجاهدة فِي الْعِبَادَة يُقَال أَقَامَ ببانياس مُدَّة لم يضع جنبه على(4/90)
الأَرْض وَأقَام مُدَّة على ذَلِك وَكَانَ لَهُ كمر ينَام فِيهِ وَقيل إِنَّه أَقَامَ سبع سِنِين لم يشرب مَاء وَأَصله من دومرية واقام بصنافير وَمَات بفرشوط من بِلَاد الصَّعِيد وَله كرامات كَثِيرَة وحكايات شهيرة مَاتَ فِي سنة 710 وَله زَاوِيَة متسعة هُنَاكَ وضريح أَقَامَ بِهِ وَلَده عبد الْغَنِيّ يطعم الواردين وَالزُّوَّارِ ذكره شَيخنَا الأبناسى
- 159 عَليّ بن عبد الله القطباني الرباني أَخذ عَن شيخ الطَّائِفَة الرفاعية قَالَ ابْن رَافع كَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وَالْكَرم والجود وَكَانَ مواظبا على عمل السماعات وَمد الأسمطة ويقصده الأكابر مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 747
- 160 عَليّ بن عبد الله المارديني أَمِير عَليّ النَّائِب كَانَ من مماليك صَاحب ماردين وَكَانَ يضْرب بِالْعودِ فَبلغ النَّاصِر بن قلاون خَبره فاستهداه من صَاحبه فَأرْسلهُ فِي سنة 728 فحظي عِنْده إِلَى الْغَايَة فَلَمَّا مَاتَ النَّاصِر تَابَ من ضرب الْعود وَكسر آلاته مَعَ أَنه كَانَ لَا نَظِير لَهُ فِيهِ وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن والقدوري وَاسْتمرّ جمدارا ثمَّ اسْتَقر راس(4/91)
نوبَة كَبِير فِي الدولة الْملك الصَّالح صَالح ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام مرَارًا أَولهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 53 فباشرها نَحْو سِتّ سِنِين ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حلب سنة 759 ثمَّ أُعِيد فِيهَا إِلَى نِيَابَة الشَّام ثمَّ عزل فِي شهر رَجَب سنة 61 ثمَّ نقل الى نِيَابَة حماة ثمَّ ولى النِّيَابَة بِالشَّام ثَالِث مرّة فِي شهر رَمَضَان سنة 62 دون السّنة ثمَّ عز وَأقَام بطالا ثمَّ ولي النِّيَابَة فِي سنة 69 بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ جيدا محببا إِلَى النَّاس منقادا إِلَى الشَّرْع وَكَانَ يحب الْعلمَاء ويقربهم مَعَ الدّين والعفة والمعرفة ولين الْجَانِب وَيُقَال إِنَّه لم يسمع مِنْهُ أحد كلمة سوء فِي جد وَلَا هزل وَكَانَ شيخو يُبَالغ فِي تَعْظِيمه ويعتقد دينه وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ بتقريره نَائِب الْغَيْبَة بقلعة الْجَبَل فِي كائنة بيبغاروس ثمَّ أَشَارَ بتوليته نِيَابَة الشَّام فَامْتنعَ فَأكْرمه لذَلِك وَكَانَ منحرفا عَن تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَهُوَ من أعظم أَسبَاب المحنة الْكُبْرَى الَّتِي جرت لَهُ فِي سنة 769 وَمَات أَمِير على فى سادس الْمحرم سنة 772
- 161 عَليّ بن عبد الْملك بن الْملك القاهر بن الْملك الْمُعظم عِيسَى بن الْعَادِل الأيوبي مَاتَ فِي رَجَب سنة 706
- 162 عَليّ بن عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن عمر بن عبد الْمُنعم بن اميرالدولة عَلَاء الدّين سمع على سنقر البُخَارِيّ بفوت وعَلى ابْن العجمي(4/92)
الثَّمَانِينَ للآجري عده يحيى بن مُحَمَّد بن سعد فِي شُيُوخ الزاوية بحلب لما دخل إِلَيْهَا فِي سنة 748
- 163 عَليّ بن عبد الْمُؤمن بن عبد الْعَزِيز بن الْخضر بن عبد الْحَارِثِيّ الدِّمَشْقِي أَبُو الْحسن ولد سنة 56 وَسمع من جده لِأَبِيهِ وجده لأمه إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْيُسْر الرحلة للخطيب وَالْجَامِع لَهُ وَفضل الْخَلِيل للقاسم ابْن عَسَاكِر وجزء ابْن جوصا والضعفاء للنسائي وَحَدِيث أبي الْقَاسِم الْكُوفِي وَالسَّابِع وَالثَّامِن والعاشر وَالْحَادِي عشر من الحنائيات وَالثَّانِي من حَدِيث عمر بن يُوسُف الغرناطي والرسالة للشَّافِعِيّ ونسخة وَكِيع وَحَدِيث مُحَمَّد بن هَارُون بن شُعَيْب وَمَغَازِي مُوسَى بن عقبَة بفوت الْمجْلس السَّابِع وَمن عمر الْكرْمَانِي الثَّانِي من مُسْند أبي عوَانَة وَمن ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم فِي آخَرين وَحدث بالكثير وَكَانَ قد ... . . مَاتَ فِي لَيْلَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة 743
- 164 عَليّ بن عبد النصير بن عَليّ بن عبد الْخَالِق السخاوي نور الدّين الْمَالِكِي تفقه وَمهر فِي الْمَذْهَب إِلَى أَن فاق الأقران وَحج مَرَّات ثمَّ دخل دمشق صُحْبَة القَاضِي فَخر الدّين أَحْمد بن سَلامَة وناب عَنهُ فِي الحكم وَكَانَ لَهُ تصدير فِي الْجَامِع وَأقَام بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فِي أَوَاخِر عمره ولازم شيخو وَقَررهُ فِي مدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا ثمَّ قَامَ لَهُ فِي تَوْلِيَة الْقَضَاء فَوَلِيه فِي صفر سنة 56 ثمَّ لم يلبث أَن مرض(4/93)
فَمَاتَ بعد 72 يَوْمًا من يَوْم ولَايَته فِي جُمَادَى الأولى من هَذِه السّنة فشارك الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فِي كَون كل مِنْهُمَا عَالم مذْهبه وَأقَام كل مِنْهُمَا بِالشَّام زَمَانا طَويلا وحضركل مِنْهُمَا إِلَى الْقَاهِرَة فِي هَذِه السّنة فَلم يلبث كل مِنْهُمَا أَن مَاتَ بهَا وَكَانَ ولي الْقَضَاء عوضا عَن تَاج الدّين الاخنائي فَلَمَّا مَاتَ أُعِيد تَاج الدّين وَكَانَ النُّور السخاوي قد سمع بالإسكندرية وَغَيرهَا من الدمياطي وَيحيى بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَالْجمال مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن نصر بِفَتْح الصَّاد وَغَيرهم وَحدث بِدِمَشْق وَقَرَأَ عَلَيْهِ شهَاب الدّين الغرناطي الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى قَالَ ابْن رَافع كَانَ كثير النَّقْل وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ رَأْسا فِي مَذْهَب مَالك وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ شيخ الْمَالِكِيَّة وفقيههم بالديار الشامية والمصرية
- 165 عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد بن صَغِير الرئيس عَلَاء الدّين رَئِيس الْأَطِبَّاء بالديار المصرية انْتَهَت إِلَيْهِ معرفَة العلاج وَمهر فِيهِ بِحَيْثُ كَانَ يصف للْفُقَرَاء الدَّوَاء بفلس ويصف لذَلِك الدَّاء بِعَيْنِه للغني بِمِائَة وَكَانَ حسن الصُّورَة بهي الشيبة تَامّ الْقَامَة كَانَ شَيخنَا عز الدّين ابْن جمَاعَة يثني عَليّ معارفه وَكَانَ قد أفرد طَائِفَة من مَاله للقرض بِغَيْر زِيَادَة وَمِمَّا حَكَاهُ لنا التقي الْقزْوِينِي عَنهُ أَن بَعضهم شكا لَهُ أَنه حدث بِابْنِهِ رُعَاف وَزَاد حَتَّى انْحَلَّت قُوَّة الصَّغِير فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَشرط أُذُنَيْهِ فتوقف ثمَّ أقدم فَفعل فبرأ الصَّبِي وَإِن شخصا شكا إِلَيْهِ السعال فَقَالَ لَعَلَّك تنام بِغَيْر(4/94)
سَرَاوِيل فَقَالَ نعم قَالَ فَلَا تفعل قَالَ ثمَّ لَقيته فَسَأَلته فَقَالَ واظبت النّوم بالسراويل فبرئت توجه القَاضِي عَلَاء الدّين بحلب صُحْبَة الْملك الظَّاهِر فَمَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 796 ثمَّ أرْسلت ابْنَته فحولته إِلَى الْقَاهِرَة فدفنته بتربتهم
- 166 عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن خلف مَاتَ سنة ... . .
- 167 عَليّ بن عبيد الله بن أَحْمد بن الإِمَام زين الدّين أبي المفاخر الشهير بزين الْعَرَب أحد شارحي المصابيح
- 168 عَليّ بن عَتيق بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الفاسي أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بِابْن الصياد رَحل من بِلَاده لِلْحَجِّ ثمَّ دخل صفد فَأَقَامَ بهَا واقرأ الْآدَاب ثمَّ رَحل إِلَى بِلَاده وَكَانَ ماهرا فِي الْأُصُول وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير قَلِيل ذَات الْيَد وَله نظم نَازل فَمِنْهُ
(مَا جَاءَك الوغد إِلَّا رحت تكرمه ... وَمَا أَتَيْتُك إِلَّا كنت منحرفا)
(كَذَلِك الْكَلْب لم يعبأ بجوهرة ... وَمن سجيته أَن يَأْكُل الجيفا)
وَله أَيْضا
(إِنَّنِي من أَرض فاس ... كنت فِيهَا كَالْقَمَرِ)
(فخرجنا فكسفنا ... هَكَذَا جرى الْقدر)(4/95)
وَمَات فِي سنة ... .
- 169 عَليّ بن عُثْمَان بن أَحْمد بن شطي العبلي سمع من ابْن الشّحْنَة شَيْئا من صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالسَّمَاعِ وَمَات ... .
- 170 عَليّ بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عُثْمَان بن هبة الله بن أَحْمد بن عقيل الْقَيْسِي بهاء الدّين ابْن أبي الحوافر الْمصْرِيّ ولد سنة ... . وتعانى صناعَة الطِّبّ فمهر وَكَانَ حسن العلاج جيد الْخط وَكَانَ قد سمع من النجيب وَابْن الْعِمَاد والقطب الفسطلانى وَابْن الانماطي وَغَيرهم وَحدث وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي شعْبَان سنة 734
- 171 عَليّ بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن هرماس البعلي الزرعى ثمَّ الدمشقى عَلَاء الدّين ابْن شمرنوخ أحد رُؤَسَاء دمشق ولد سنة 691 وَولي قَضَاء حلب سنة 743 ثمَّ وكَالَة بَيت المَال بِدِمَشْق وَقَضَاء(4/96)
الْعَسْكَر وَنظر الْجَامِع وتدريس الشامية وَغير ذَلِك وَكَانَ يلقب القرع وَلم تطل ولَايَته للْقَضَاء بحلب فَعمل فِيهِ الْبَدْر حسن الزغاري وَقَالَ
(رَأَيْت القرع فِي حلب تولى ... وظني أَنهم لم يعرفوه)
(غليظ الْجلد مر لست أَدْرِي ... بِلَا طعم لماذا سيروه)
وَلما ولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بِدِمَشْق عمل الشَّيْخ شمس الدّين الْجَزرِي فَقَالَ
(باكر إِلَى دَار عدل جلق يَا ... طَالب رزق فالخير فِي الْبكر)
(فالدست قد طَابَ واستوى وغلا ... بالقرع والقرنبيط والجزري)
والجزري هُوَ النَّاظِم وَكَانَ مَعَه فِي الدِّيوَان والقرنبيط الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ قد كَانَ يلقب بذلك
وَمن نظم عَلَاء ابْن شمرنوخ(4/97)
.. أحسن إِلَى من أساما اسْتَطَعْت وأعف إِذا
قدرت واصبر على حفظ المودات ... وَمَاء وَجهك خير السلعتين فَلَا
تبعه بخسا وَلَو باليوسفيات ... وَاضع جميلا وَلَا تمنن بِهِ وَإِذا وليت فاشكر وَلَا تنس الْأَمَانَات ... فَكل مَا كَانَ مَقْدُورًا ستبلغه
وكل آتٍ على رغم العدى آتٍ ...
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 776 وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه نجم الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان إِن شَاءَ الله تَعَالَى
- 172 عَليّ بن عُثْمَان بن حسان بن محَاسِن الدِّمَشْقِي الشاغوري عَلَاء الدّين ابْن الخرائط ولد سنة 4 أَو 55 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان وَالقَاسِم الاربلي وَالنَّوَوِيّ والتقي الوَاسِطِيّ وَابْن أبي عَمْرو الْمِقْدَاد الْقَيْسِي وَالْفَخْر عَليّ وطبقتهم وَطلب بِنَفسِهِ فَأكْثر وتلا بالسبع على الْبُرْهَان الاسكندراني وشارك فِي الْفَضَائِل وناب فِي الخطابة وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا فَمن ذَلِك اخْتِصَار تَفْسِير الطَّبَرِيّ وَكَانَ فِيهِ انجماع عَن النَّاس مَعَ مُلَازمَة الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ خرجت لَهُ مشيخة عَن نَحْو الْمِائَة وَكَانَت فِيهِ فَضِيلَة وَلم يتَزَوَّج فِيمَا علت وَمَات فِي ربيع الأول سنة 739(4/98)
- 173 عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن فَارس الْمَقْدِسِي الْقرشِي كَانَ متصدرا بالجامع الحاكمي وَفِيه خير وَصَلَاح وانجماع مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 732
- 174 عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الْوَاحِد ابْن الطيوري عَلَاء الدّين الحاسب كَانَ فَاضلا يشغل فِي الْحساب وَيشْهد على الْقيمَة وَله حَلقَة بالجامع الْأمَوِي مَاتَ فِي شَوَّال سنة 726
- 175 عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الْوَلِيّ بن مَحْمُود الْحلَبِي الْحَنَفِيّ كَاتب الْمَنْسُوب عَلَاء الدّين الْمَعْرُوف بِالتَّلِّ حبشِي مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 772 وَقد جَاوز التسعين أرخه ابْن حبيب وَأثْنى على كِتَابَته
- 176 عَليّ بن عُثْمَان بن عَليّ بن عُثْمَان الطابى الْحلَبِي زين الدّين بن فَخر الدّين خطيب جبرين ولد سنة 710 بحلب وَأخذ عَن وَالِده وَغَيره وَحصل فِي الْفِقْه وَالْأُصُول طرفا ودرس بالسيفية وخطب بالناصرية وَكَانَ محبوبا لأهل حلب كثير التَّوَاضُع وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وعلق بِخَطِّهِ فِي الْأُصُول كتابا تَركه مسودة فَعدم فِي وَاقعَة حلب مَعَ النكيه بعده وَكَانَ غَالب فضلاء حلب تلامذة وَالِده وَهُوَ جد قَاضِي حلب عَلَاء الدّين صَاحب التَّارِيخ لأمه وأرخ مَوته فِي رَابِع عشري شهر ربيع الآخر سنة 769 وَلم يكمل السِّتين(4/99)
- 177 عَليّ بن الْفَخر عُثْمَان بن عمر بن عُثْمَان الدِّمَشْقِي ابْن الحرستاني عَلَاء الدّين كَانَ رَئِيس المؤذنين بالجامع الْأمَوِي وَسمع من ابْن الموازيني وَإِسْحَاق النّحاس وَحدث وَمَات فِي ربيع الأول سنة 770
- 178 عَليّ بن أبي عَفَّان بن الْحُسَيْن الخطيبى البغدادى محى الدّين أَبُو عَفَّان الْمَعْرُوف بِابْن شيخ النجل ولد سنة 628 وَسمع من الكاشغري وَغَيره وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 708 أرخه البرزالي
- 179 عَليّ بن عُثْمَان بن مصطفى المارديني الأَصْل عَلَاء الدّين ابْن التركماني الْحَنَفِيّ ولد سنة 683 وتفقه وتمهر وَأفْتى ودرس وصنف التصانيف الحافلة ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي شَوَّال سنة 748 وَنزل بخلعته إِلَى منزل القَاضِي زين الدّين البسطامي الَّذِي كَانَ قبله فَلَمَّا رَآهُ بهت وَاسْتمرّ عَلَاء الدّين فِي الْوَظِيفَة إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 750 وَله من التصانيف غَرِيب الْقُرْآن ومختصر ابْن الصّلاح والجوهر النقي وَتَخْرِيج أَحَادِيث الْهِدَايَة(4/100)
ومختصر المحصل والكفاية فِي مُخْتَصر الْهِدَايَة وَأَشْيَاء كَثِيرَة لم تكمل وَله نظم وسط فَمِنْهُ قصيدة مدح بهَا الجاولي الدويدار أَولهَا
(إِذا شغل الْبَريَّة فِيك فاها ... فكلي عَنْك بالخيرات فاها)
- 180 عَليّ بن أبي سعيد عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق بن مَحْبُوب ابْن حمامة المريني أَبُو الْحسن صَاحب مراكش وفاس تسلطن بعد أَبِيه أبي سعيد عُثْمَان فِي سنة 731 وَكَانَ فَقِيها عادلا عَالما شجاعا وَأمه نوبية وَكَانَ كَامِل السودد شَدِيد المهابة كهلا شَدِيد الأدمة كثير الحيوش ذَا همة عالية فِي الْجِهَاد وَنشر الْعدْل أبطل مكوسا وخمورا وَيُقَال إِن عسكره أَزِيد من مائَة ألف وافتتح تلمسان سنة 37 حاصرها فبرز صَاحبهَا ليكبسه فَقتل على جَوَاده وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان وَكَانَت وَفَاته بجبال المصامدة فى سنة 752 وصادق الْملك النَّاصِر وهاداه وكاو وُصُول كِتَابه إِلَى الْقَاهِرَة بالتعزية عَن النَّاصِر مَعَ كَاتبه ابْن أبي مَدين فِي شعْبَان سنة 745 بعد موت النَّاصِر بِمدَّة وَذَلِكَ فِي ولَايَة الصَّالح إِسْمَاعِيل
- 181 عَليّ بن عُثْمَان بن يُوسُف البعلي الْقطَّان الْمَعْرُوف بِابْن المسلوب سمع من ابْن الشّحْنَة شَيْئا من صَحِيح البُخَارِيّ سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَحدث عَنهُ وَمَات فِي سنة ... . .(4/101)
- 182 عَليّ بن عُثْمَان بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ عَلَاء الدّين عرف بِابْن الرسام الشَّاهِد روى عَن ابْن المرسي وَغَيره وَمَات فِي سلخ صفر سنة 704
- 183 عَليّ بن عرب أحد أَتبَاع الشَّيْخ على الدومرانى ذكره شَيخنَا الأبناسى
- 184 عَليّ بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن جَعْفَر بن طَارق بن مِسْمَار عَلَاء الدّين ابْن الصَّيْرَفِي سمع من الْفَخر وَابْن شعْبَان وَابْن الزين وَزَيْنَب بنت مكي وشامية بنت الْبكْرِيّ وَغَيرهم وَمَات فِي حُدُود سنة 740
- 185 عَليّ بن عَليّ بن أسمح اليعقوبي الشَّافِعِي أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالشيخ عَليّ ببلاده أَخَذته التتار من بعقوبا سنة 656 حِين دخلُوا بَغْدَاد وَكَانَ صَغِيرا نَحْو الْعشْر فَأَقَامَ عِنْد إِنْسَان فَقِيه ببلغار يُقَال لَهُ الشَّيْخ صَالح الهسكورى فحفظ المصابيح والمفصل والمفتاح وتميز ثمَّ سكن الرّوم وَولى مشيخة الحَدِيث بهَا ثمَّ تزهد وَلبس دلقا ولف رَأسه بمئزر صَغِير وَقصد دمشق من سنة بضع وَثَمَانِينَ فاقتات من النّسخ وتصدى للإفادة وَكَانَ مِمَّن يحط على ابْن تَيْمِية وَكَانَ دينا خيرا وَخرج قَاصِدا لِلْحَجِّ فَمَاتَ باللجون فِي شَوَّال سنة 710 وَله نَيف وَسِتُّونَ سنة(4/102)
- 186 عَليّ بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلْطَان أَبُو الْحسن بن الزكي سمع من أَحْمد بن الْفرج بن مسلمة والكمال ابْن العديم وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهم وَحدث روى عَنهُ البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 707
- 187 عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي سوَادَة بهاء الدّين كَاتب السِّرّ بحلب وَمن نظمه فِي تَعْزِيَة
(وحقك مَا تركت الْكتب عمدا ... بتعزية على هَذَا الْمُصَاب)
(وَلَكِن كلما أثبت سطرا ... محته دموع عَيْني من كتابي)
وَله فِي وَاقعَة غازان قصائد جليلة أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَقَالَ مَاتَ سنة 724 وَقد جَاوز السّبْعين
- 188 عَليّ بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الْحَنَفِيّ قَاضِي الْقُضَاة بِدِمَشْق ثمَّ بالديار المصرية ثمَّ بِدِمَشْق وَهُوَ الَّذِي امتحن بِسَبَب اعتراضه على قصيدة ابْن ايبك الدِّمَشْقِي مولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة ووفاته سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة ثمَّ تلمذ الْمُؤلف وَكَانَ يلْزمه ذكره وَذكره بالأسماء فَسَماهُ مُحَمَّدًا وَالصَّوَاب عَليّ وَالله أعلم(4/103)
- 189 على بن على الحريرى مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ ابْن سنتَيْن لِأَن مولد هَذَا سنة 43 ثمَّ نَشأ هَذَا على طَريقَة أَبِيه بِبَلَدِهِ وَصَارَ لَهُ أَتبَاع ومعتقدون ووجاهة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 715
- 190 عَليّ بن عمر بن التقي أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد المؤمن الصورى الأَصْل ثمَّ الصالحى ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وسِتمِائَة سمع من جده التقي أَحْمد بن عبد الْمُؤمن والعز الْفراء والتقي سُلَيْمَان وَغَيرهم وَسمع من عِيسَى المغاري مشيخته تَخْرِيج ابْن الْمُحب وَمن التقي سُلَيْمَان كتاب الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفضل ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَجَمَاعَة فِي سنة 67 وَكَانَ يتوكل على الطواحين ولحقه صمم وَكَانَ يَتْلُو الْقُرْآن كثيرا وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 772 وَقد بلغ الثَّمَانِينَ وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
- 191 عَليّ بن الْعِزّ عمر بن أَحْمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد الْأنْصَارِيّ الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ بهاء الدّين أَبُو الْحسن بن الْعِزّ الْمَقْدِسِي(4/104)
الشُّرُوطِي ولد سنة سِتِّينَ فِي رَجَب وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وَغَيرهمَا واشتغل فمهر فِي الشُّرُوط وأجاد الْخط ومتع بحواسه حَتَّى قَارب التسعين وَهُوَ يقْرَأ الْخط الدَّقِيق وَكَانَ يستحضر أَسمَاء النَّاس وتواريخهم وَكَانَ قد شهد عِنْد قَاضِي الْقُضَاة ابْن خلكان فَمن بعده إِلَى أَن مَاتَ قَالَ السُّبْكِيّ كنت إِذا اشكلت على قِرَاءَة كتاب اورايه إِلَيْهِ فقرأه بِلَا كلفة وَقد خرجت لَهُ مشيخة وَحدث فَمن مسموعاته على ابْن عبد الدئم الْأَرْبَعين للآجري وجزء ابْن الْفُرَات والمبعث لهشام بن عمار وجزء ابْن عَرَفَة وصحيح مُسلم وجزء بكر بن بكار وتاسع الحنائيات وعَلى الكرمانى مجَالِس المخلدى وَغير ذَلِك وَمَات فِي منتصف الْمحرم سنة 749 وقرأت بِخَط السُّبْكِيّ كَانَ عديم النظير فِي معرفَة الخطوط والشروط والمكاتيب الْحكمِيَّة وَكَانَ يحفظ شعرًا كثيرا وَكَانَ نزه النَّفس عدلا عَارِفًا وَكَانَ قد قَارب التسعين وَهُوَ يكْتب الْخط الْمليح وَيقْرَأ الْخط الدَّقِيق وَوَجهه أَحْمَر نضر رَحمَه الله وَأَسْكَنَهُ الْجنَّة انْتهى مَا وجدته بِخَطِّهِ
- 192 عَليّ بن عمر بن عبد الرَّحِيم بن بدر الْجَزرِي ثمَّ الصَّالِحِي لقبه أَبُو الهول ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وَسمع الْكثير من التقى سُلَيْمَان ابْن حَمْزَة وَسمع أَيْضا من ابْن الزراد وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وَفَاطِمَة(4/105)
بنت الغراء وَكَانَ فِيهِ خير ومحبة لأهل الحَدِيث وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 89 وَمن مسموعه على التقي سُلَيْمَان السرائر للعسكري والفرائض للنووي وَالتَّاسِع من فَوَائِد الحمامى وَالْمِائَة الشريحية وجزء أبي الجهم والطبقات لمُسلم وَالثَّانِي من المحامليات والرباعي لعبد الْغَنِيّ بن سعيد وامالي ابْن السماك والخلدى والطستي وَمن حدث هُوَ وَولده وَولد وَلَده وَالْأَرْبَعُونَ لعبد الْوَهَّاب الصابونى وَسمع ايضا من يحيى بن سعد وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة
- 193 عَليّ بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي جَرَادَة الْحلَبِي الْحَنَفِيّ عَلَاء الدّين ابْن العديم أَخُو القَاضِي نَاصِر الدّين الْآتِي ذكره سمع من جده جُزْء ابْن عَرَفَة أَنا ابْن خَلِيل وَسمع السِّيرَة الهاشمية من الابرقوهي وَسمع(4/106)
من بيبرس جُزْء البانياسي وَمَات سنة 762
- 194 عَليّ بن عمر بن عبد الله بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عمر بن كَامِل عَلَاء الدّين ابْن خطيب بَيت الْآبَار ولد سنة 47 وَسمع من جده لِأَبِيهِ وَمن عمي أَبِيه يُوسُف وَمُحَمّد وَمن النجيب نصر الله ابْن الصفار وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ مُؤذنًا بالجامع وَكَانَ قد مرض وتغيرت أَحْوَاله إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 730 بعد أَخِيه مُحَمَّد بأَرْبعَة أَيَّام
- 195 عَليّ بن عمر بن عبد الله الْحَمَوِيّ الْعَطَّار سمع من أَحْمد بن ادريس ابْن مزيز الْحَنَفِيّ الْحَمَوِيّ جُزْء البيتوتة وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
- 196 عَليّ بن عمر بن مُحَمَّد الاسكندراني الْمَعْرُوف بِابْن المحلوبة سمع من أبي البركات بن روين وَقَرَأَ على الْبَصِير المربوطي وَغَيره قَالَ الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته كَانَ عَالما مفرطا مُنْقَطِعًا منحرف المزاج حَتَّى أَنه ردم بَابه بِالْحِجَارَةِ من دَاخل وَكَانَ لَهُ جَار يقوم لَهُ بِمَا يرتفق بِهِ ويلي أمره ويدلي لَهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من سطحه فتشفعنا بجاره حَتَّى أدخلنا إِلَيْهِ
- 197 عَليّ بن عمر بن أبي بكر الواني الخلاطي الصُّوفِي الْمَعْرُوف بِابْن الصّلاح نزيل مصر ولد سنة 35 تَقْرِيبًا وَسمع من ابْن رواج والسبط(4/107)
والمرسي وَغَيرهم وَخرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن بن ايبك وَكَانَ صَالحا سهل القياد وَتفرد فِي عصره بِرِوَايَة حَدِيث السلَفِي بِالسَّمَاعِ بِغَيْر إجَازَة وَلَا حُضُور وَقد تَأَخّر بعده الختني لَكِن كَانَ سَمَاعه وَهُوَ محْضر وَكَانَ قد أضرّ بآخرة ثمَّ عولج فأبصر وَمَات فِي الْمحرم سنة 727 قَالَ ابْن رَافع فِي جُزْء شُيُوخ مصر سنة عشْرين هُوَ أسْند من بَقِي من الشُّيُوخ قلت حَدثنَا عَنهُ الصردي وَابْن الْقُرْبَى والمهدوي وَمَرْيَم بِالسَّمَاعِ وَغَيرهم بِالْإِجَازَةِ
- 198 عَليّ بن عمر بن أبي بكر المرسي كَاتب الحكم بحلب سمع على سنقر البُخَارِيّ بفوت ذكره يحيى بن مُحَمَّد بن سعد فِي مَشَايِخ الرِّوَايَة بحلب لما رَحل إِلَيْهَا سنة 748
- 199 عَليّ بن عمر بن أبي الْفتُوح الدماميني أجَاز لعبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي
- 200 عَليّ بن عمر الجبرتي ملك الْمُسلمين بِبِلَاد الْحَبَشَة يَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة حفيده مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر
- 201 عَليّ بن عمر الرقي ثمَّ الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين التعجيزي ولد سنة 3 أَو 684 واشتغل وَحفظ التَّعْجِيز لِابْنِ يُونُس فنسب إِلَيْهِ وَأخذ عَن الْبُرْهَان الْفَزارِيّ وَكَانَ يستحضر أَشْيَاء حَسَنَة وَمَات فِي شعْبَان سنة 764 أرخه ابْن رَافع(4/108)
- 202 عَليّ بن عوض بن مُحَمَّد القاهري السماك بِبَاب القنطرة من أَصْحَاب النجيب الْحَرَّانِي
- 203 عَليّ بن عِيسَى بن دَاوُد بن شيركوه الْكرْدِي الدمشقى أحد أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق كَانَ بِيَدِهِ أنظار كَثِيرَة من أوقاف الْبَيْت الأيوبى وَولى نِيَابَة حمص فِي أَوَاخِر عمره فَدخل إِلَيْهَا وباشرها سنة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 757 وَاتفقَ أَن مَاتَ ابْن عَمه أَسد الدّين أَبُو بكر بن الأوحد بِدِمَشْق فِي يَوْم وَفَاته
- 204 عَليّ بن عِيسَى بن سُلَيْمَان بن رَمَضَان بن أبي الْكَرم الثَّعْلَبِيّ الشَّافِعِي بهاء الدّين أَبُو الْحسن بن الْقيم ولد سنة 613 وَسمع من الْفَخر الْفَارِسِي وَعبد الْعَزِيز بن باقا وسبط السلَفِي وَغَيرهم وَكَانَ قد بَاشر بركَة الظَّاهِر بيبرس وَولي نظر الاحباس وصاهر الصاحب ابْن حنا وَحدث وَتفرد بالرواية عَن الْفَخر سمع مِنْهُ الْفَخر الْفَارِسِي ومسعود الْحَارِثِيّ وَأَبُو الْفَتْح ابْن سيد النَّاس والنور الْهَاشِمِي وَابْن رَافع واحضر وَلَده عِنْده السُّبْكِيّ والكبار وَكَانَ ممتعا بقواه يركب الْخَيل وَيقوم لكل من يدْخل عَلَيْهِ وَيَمْشي فِي حَوَائِجه مَعَ الدّين وَالْخَيْر والتواضع واللطف إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 710 وَقد قَارب الْمِائَة وَكَانَ سَمَاعه من الْفَخر سنة 620 فَعَاشَ بعد سَمَاعه تسعين سنة
- 205 عَليّ بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أبي مهْدي القهري البستي بِفَتْح الْمُوَحدَة(4/109)
وَسُكُون الْمُهْملَة من شُيُوخ الْمُحدثين مِنْهُم الْمُحدث برهَان الدّين سبط ابْن المعجمى بحلب كتب مِنْهُ أَشْيَاء نَشأ بِبَلَدِهِ وتعانى الْأَدَب وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَدخل الْمشرق فحج ثمَّ دخل إِلَى حلب فِي سنة 90 فَكتب عَنهُ الشَّيْخ برهَان الدّين سبط ابْن العجمي من نظمه وَذكره القَاضِي عَلَاء الدّين فِي ذيل تَارِيخ حلب وَقَالَ كَانَ عَالما قيمًا بالنحو يحفظ التسهيل وَكَانَ سريع الْحِفْظ يعْمل مجْلِس الْوَعْظ فِي شهر رَجَب وَشَعْبَان ورمضان فى كل سبت فيرتبه ويكتبه نَحوا من سَبْعمِائة سطر وَينظر فِيهِ فِي يَوْم ترتيبه يَوْم الْأَرْبَعَاء ثمَّ يُكَرر عَلَيْهِ فِي يَوْم الْخَمِيس وَالْجُمُعَة ثمَّ يمليه من صَدره فِي يَوْم السبت وَكَانَ يحفظ فَوَائِد فِي مَعَاني القراآت والحساب وَغير ذَلِك وتصدر لإقراء الْعَرَبيَّة بحلب ثمَّ دخل الديار المصرية ثمَّ الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ دخل الرّوم فحصلت لَهُ ثروة وَأقَام ببرصا إِلَى أَن مَاتَ سنة 719 أَنْشدني شمس الدّين مُحَمَّد بن الْخضر الْحلَبِي بِالْقَاهِرَةِ عَنهُ ملغزا فِي مسك قَوْله
(كتبتم رموزا وَلم تكْتبُوا ... لهَذَا الَّذِي سلبه واضحه)
(فَمَا اسْم جرى ذكره فِي الْكتاب ... فَإِن شِئْتُم فاقرؤا الفاتحه)
(فَفِيهَا مصحف مقلوبه ... يخبر عَن حَالَة صَالحه)(4/110)
(وَلَيْسَت بغادية فاقيموا ... وَلكنهَا أبدا رائحه)
فنظمت الْجَواب
(قَرَأنَا الْكتاب جهازا وَقد ... تبدى لَهُ السِّرّ فِي الفاتحه)
(وَجَدْنَاهُ من قبل تصحيفه ... سهل لَهُ سبله الواضحه)
(وسل قبل تسع قبيل البروج ... يرى ثمَّ كالأنجم اللاتحه)
(بتغيير ثَانِيه مَعَ قلبه ... وَمَعَ حذفه ثمَّ بالرائحه)
- 206 عَليّ بن عِيسَى بن مَسْعُود بن مَنْصُور الزواوي ثمَّ الْمصْرِيّ نور الدّين ابْن الشَّيْخ شرف الدّين يَأْتِي نسبه فِي تَرْجَمَة وَالِده ولد بِمصْر سنة 13 وتفقه على أَبِيه وعَلى برهَان الدّين السفاقسي وَأخذ عَن الشَّيْخ برهَان الدّين الرَّشِيدِيّ فِي عدَّة عُلُوم وَسمع من التقى الدلاصى وَابْن القماح وأبى حَيَّان وَغَيرهم وَدخل دمشق فلقي الْحفاظ بهَا الْمزي والبرزالي والذهبي وَسمع على الحجار وعَلى زَيْنَب بنت الْكَمَال وَنزل لَهُ أَبوهُ عَن التدريس كَمَا يَأْتِي فِي تَرْجَمته ثمَّ غلب عَلَيْهِ نخبة التصوف فَرَحل إِلَى زِيَارَة الصَّالِحين فلقي مِنْهُم جمعا وَظهر على سرهم وَتكلم على طريقتهم وَظَهَرت فضائله وجاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة سنة 52 وَقبلهَا مرَارًا وَرَأى الشَّيْخ عبد السَّلَام بن سعيد بن علوان المالكى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول قل لِابْنِ الزواوي يتَكَلَّم غَدا فَتكلم يَوْم الْجُمُعَة فِي الرَّوْضَة بعد الْعَصْر وَحضر مَجْلِسه الْعلمَاء والصلحاء وَعَاد إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا بعد ذَلِك فِي سنة 769 وَهُوَ وَالِد شمس الدّين نَاظر الْأَوْقَاف بِمصْر
- 207 عَليّ بن عِيسَى بن المظفر بن مُحَمَّد بن إلْيَاس بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد(4/111)
ابْن عَليّ بن حَمْزَة الْأنْصَارِيّ الشيرجي بهاء الدّين الدِّمَشْقِي ولد سنة 3 أَو 56 وَحضر على جده الْمطعم وعَلى عبد الرَّحْمَن بن سَالم وَسمع من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال الضَّرِير وَأَبُو مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَمُحَمّد بن انجب والرشيد الْعَطَّار وَغَيرهم وَحدث وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَكَانَ حسن الْخلق كثير التودد قوي الْخط وَكَانَ عانى الجندية فِي وَقت ثمَّ ترك وَانْقطع إِلَى الْخَيْر وَالْعِبَادَة واتجر فِي حَانُوت وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 741
- 208 عَليّ بن عِيسَى بن مُوسَى بن غَانِم عَلَاء الدّين الصَّفَدِي ثمَّ البعلي سمع من ابْن الشّحْنَة من صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث ببعلبك سمع مِنْهُ ابو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره
- 209 عَليّ بن عِيسَى الْمَعْرُوف بالدهش ولد سنة 83 ذكره ابْن رَافع وَقَالَ أَخْبرنِي أَنه سمع بعض الصَّحِيح وَكَانَ كَاتبا خيرا متوددا مَاتَ فِي رَجَب سنة 760
- 210 عَليّ بن غَازِي بن قرارسلان الْعَادِل بن الْمَنْصُور بن المظفر صَاحب ماردين وَليهَا بعد أَبِيه فِي ربيع الآخر سنة 712 فَعَاشَ سَبْعَة عشر يَوْمًا وَمَات مسموما
- 211 عَليّ بن الْفضل بن رَوَاحَة سمع من نقط الْمُنْذِرِيّ وَحدث(4/112)
وَمَات سنة ... ...
- 212 عَليّ بن أبي الْفَتْح بن هبة الله بن معمر الْمصْرِيّ ثمَّ الْحلَبِي سمع من أبي طَالب ابْن العجمي والتاج النصيبي وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ ابْن عبثة وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة والبرهان الْمُحدث الْحلَبِي
- 213 عَليّ بن أبي الْفضل بن مُحَمَّد بن حُسَيْن الْحلَبِي الرافضي قدم دمشق فاظهر الرَّفْض وجاهر بِهِ حَتَّى دخل الْجَامِع الْأمَوِي رَافعا صَوته بسب أول من ظلم آل مُحَمَّد وَكَانَ النَّاس حِينَئِذٍ فِي صَلَاة الظّهْر فَأَخَذُوهُ بَين يَدي السُّبْكِيّ فَسَأَلَهُ من تَعْنِي قَالَ أَبَا بكر الصّديق ثمَّ رفع صَوته فَقَالَ لعن الله فلَانا وَفُلَانًا وَذكر الْخُلَفَاء الثَّلَاثَة الرَّاشِدين باسمائهم وَعطف عَلَيْهِم مُعَاوِيَة وَيزِيد وَكرر ذَلِك فَأمر بِهِ إِلَى السجْن ثمَّ أحضرهُ بعد فَعرض عَلَيْهِ التَّوْبَة فَامْتنعَ فعقد لَهُ مجْلِس فَأمر الْمَالِكِي بضربه بالسياط فَلم يرجع وأعيد عَلَيْهِ ذَلِك مرَارًا وَهُوَ يُبَالغ فِيمَا هُوَ فِيهِ من السب واللعن الصَّرِيح فَحكم الْمَالِكِي بسفك دَمه وَذَلِكَ فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 755 فَقتل واحرق الْعَامَّة جسده وطيف بِرَأْسِهِ
- 214 على بن قراسنقر عَلَاء الدّين أخرج من الْقَاهِرَة بعد وَفَاة أَبِيه فِي الْبِلَاد الشرقية إِلَى دمشق أَمِير طبلخاناة فَدَخلَهَا فِي ربيع الآخر سنة(4/113)
729 - فَعَظمهُ تنكز وأحبه ثمَّ ترقى عَلَاء الدّين إِلَى أَن ولي تقدمة ألف أخيرا وَكَانَ فِيهِ ود وتواضع يحضر الْعُقُود والمحافل وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 748
- 215 عَليّ بن قشمير الناصري الشهير بالوزير أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَذكر أَنه بَاشر الحجوبية الثَّانِيَة مَعَ تقدمة ألف بالأبواب الشَّرِيفَة وأرخ وَفَاته سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
- 216 عَليّ بن قيران الكريحى أَبُو الْحُسَيْن السكزى بِمُهْملَة وكاف وزاي طلب الحَدِيث وَهُوَ كهل فَسمع الْكثير وَكتب الطباق وَنسخ بِخَطِّهِ الردىء مَالا يُوصف ثمَّ دخل دمشق وَسمع من شيوخها وَمَات فِي رَمَضَان سنة 744 وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص كَانَ فِيهِ تعفف وصبر
- 217 عَليّ بن قيران التركي الْأَعْمَى الشطرنجي ذكر الصَّفَدِي فِي شرح لامية الْعَجم أَنه رَآهُ بِالْقَاهِرَةِ 728 يلْعَب مَعَ أَقوام ويحطهم ويغلبهم قَالَ وَكَانَ يتحدث مَعنا ويشاركنا فِي جَمِيع مَا نَحن فِيهِ وَلَا يغيب عَنهُ شَيْء من مُتَعَلق الدست الَّذِي يلعبه وَيقوم إِلَى الْخَلَاء ويحضر وَلَا يغيب عَنهُ شَيْء مِمَّا هُوَ فِيهِ وَهُوَ مَشْهُور بِالْقَاهِرَةِ
- 218 عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد البصروي صدر الدّين الْحَنَفِيّ ولد فِي رَجَب سنة 42 وتفقه وَسمع الحَدِيث من ابْن عبد(4/114)
الدَّائِم وَابْن الدرجي وَغَيرهمَا ودرس بالنورية والخاتونية ولازم القَاضِي شمس الدّين ابْن عَطاء وزوجه ابْنَته وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى ثمَّ ولي هُوَ الْقَضَاء أَكثر من عشْرين سنة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بِبَلَدِهِ وَكَانَ عفيفا متمولا مُعظما عِنْد الدمشقيين عَالما بمذهبه مليح الشكل حسن الْبشَارَة حُلْو المذاكرة وَمَات فِي شعْبَان سنة 727
- 219 عَليّ بن مبارك شاه بن أَبى بكر الساوى الشِّيرَازِيّ يلقب إِمَام الدّين ولد سنة 709 وَسمع من الْحَافِظ الْمزي وَغَيره قَالَ ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني كَانَ إِمَامًا عَلامَة جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَسمع بِدِمَشْق ومصر وَقدس وَغَيرهَا وَرجع إِلَى شيراز بِعلم كثير وَشهر السّنة بهَا وَلم يؤرخ وَفَاته
- 220 عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يُوسُف بن يُونُس بن إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَان الارموي ثمَّ الصَّالِحِي أَبُو الْحسن ولد فِي رَجَب سنة 677 وَسمع مشيخة الْفَخر مِنْهُ وَغير ذَلِك وَكَانَ مَقْصُودا بالزيارة مُعْتَقدًا حسن الْمُلْتَقى والخلق كريم النَّفس مَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَخمسين وَسَبْعمائة
- 221 عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن خَلِيل الشيحي بِمُعْجَمَة مَكْسُورَة بعْدهَا مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ حاء مُهْملَة نِسْبَة إِلَى شيحة من عمل(4/115)
حلب الْبَغْدَادِيّ الصُّوفِي عَلَاء الدّين خَازِن الْكتب بالسميساطية ولد سنة 678 بِبَغْدَاد وَسمع بهَا من ابْن الدواليبي وَقدم دمشق فَسمع من الْقَاسِم بن مظفر ووزيرة بنت عمر واشتغل كثيرا وَجمع تَفْسِيرا كَبِيرا سَمَّاهُ التَّأْوِيل لمعالم التَّنْزِيل وَشرح الْعُمْدَة وَهُوَ الَّذِي صنف مَقْبُول الْمَنْقُول فِي عشر مجلدات جمع فِيهِ بَين مُسْند الشافعى وَأحمد والستة والموطأ والدارقطنى فَصَارَت عشرَة كتب ورتبها على الْأَبْوَاب وَجمع سيرة نبوية مُطَوَّلَة وَكَانَ حسن السمت والبشر والتودد قَالَه ابْن رَافع مَاتَ فِي آخر شهر رَجَب أَو مستهل شعْبَان سنة 741 بحلب 222 عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السَّمرقَنْدِي الْحَنَفِيّ شيخ الخانقاه بِدِمَشْق وَكَانَ فَاضلا وقورا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 703
- 223 عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله اليونيني الشَّيْخ شرف الدّين أَبُو الْحُسَيْن ولد فِي رَجَب سنة 62 واحضر على الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن وَسمع من ابْن الصَّباح وَابْن الزبيدِيّ والاربلي وجعفر ومكرم وَابْن الجميزي والزكي الْمُنْذِرِيّ والرشيد الْعَطَّار وَابْن عبد السَّلَام وَغَيرهم وعني بِالْحَدِيثِ وَضَبطه وَقَرَأَ البُخَارِيّ على ابْن مَالك تَصْحِيحا وَسمع مِنْهُ ابْن مَالك رِوَايَة وأملى عَلَيْهِ فَوَائِد مَشْهُورَة وَكَانَ عَارِفًا بِكَثِير من اللُّغَة حَافِظًا لكثير من الْمُتُون عَارِفًا بِالْأَسَانِيدِ وَكَانَ شيخ بِلَاده(4/116)
والرحلة إِلَيْهِ وَدخل دمشق مرَارًا وَحدث بهَا وَكَانَ وقورا مهابا كثير الود صحابه فصيحا مَقْبُول القَوْل وَالصُّورَة قَالَ الذَّهَبِيّ حصل الْكتب النفيسة وَمَا كَانَ فِي وقته أحد مثله وَكَانَ حسن اللِّقَاء خيرا دينا متواضعا منور الْوَجْه كثير الهيبة جم الْفَضَائِل انتفعت بِصُحْبَتِهِ وَقد حدث بِالصَّحِيحِ مَرَّات وَاتفقَ أَنه قدم دمشق فِي شعْبَان ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فِي أول رَمَضَان فَدخل عَلَيْهِ فَقير يُقَال لَهُ مُوسَى وَهُوَ فِي خزانَة كتبه فَضَربهُ على رَأسه بعصا ثمَّ بسكين فجرحه فَأمْسك مُوسَى فاظهر الاختلال وتجانن وَضرب مرَارًا وَهُوَ يظْهر الاختلال وَمرض الشَّيْخ إِلَى أَن مَاتَ فِي عَاشر شهر رَمَضَان سنة 701 وَكَانَ ضربه فِي أَوَائِل رَمَضَان
- 224 عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن جَعْفَر الحسينى الحلبى زين الدّين نقيب الْأَشْرَاف قَالَ ابْن حبيب فِيهِ سَمِعت وَسُكُون ومواظبة على فعل الْخَيْر وَمَات فِي سنة 769 عَن سِتّ وَسِتِّينَ(4/117)
سنة وَيُقَال إِنَّه كَانَ بهي المنظر حسن الشكل رَحمَه الله وَفِيه يَقُول الأديب عبد الرَّحْمَن بن الْحسن السخارى قَوْله
(ابا الْحسن المرضى سرت من النقى ... بِأَحْسَن سير يَا أَبَا الحسنين)
(وَلَا عجب أَن قَامَ بِالْحَقِّ أَهله ... وَسَار عَليّ سيرة العمرين)
- 225 على بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الأزدى الخليلى الْمَالِكِي إِمَام مقَام الْخَلِيل سمع من مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن الجرائدي بالقدس سفينة من حَدِيث السّلمِيّ والتوكل لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَغَيرهمَا وَحدث روى عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ
- 226 عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْكِنَانِي ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ سنة 727 وَهُوَ آخر مَذْكُور عِنْده
- 227 عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن مفرج الْأنْصَارِيّ شمس الدّين الفوى بالاسكندرى الشَّافِعِي ولد فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَسمع من الدمياطي وَابْن دَقِيق الْعِيد وعلق عَنهُ من شرح الالمام وَغَيرهمَا وتفقه عِنْد الْعلم الْعِرَاقِيّ وشارك فِي الْفَضَائِل وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وَولي مدرسة ابْن السديد بقوص وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا من الْفِقْه واللغة والتصوف وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد نَدبه فِي تركته فَرفع عَلَيْهِ فِيهَا بعد مَوته شَيْء إِلَى ابْن جمَاعَة فَأنكرهُ ثمَّ بلغه أَن الفوي جلس مَعَ الموقعين وَذكر ان(4/118)
القَاضِي أذن لَهُ فِي الْقعُود فَأنكرهُ أَيْضا فَتوجه إِلَى قوص وولاه ابْن السديد مدرسة الخاتونية ثمَّ توجه إِلَى أسوان فَأكْرمه قاضيها ثمَّ تجرد مُدَّة وَكَانَ فَقِيرا مدقعا ثمَّ اقْرَأ شعث بن يُوسُف فَأحْسن عَلَيْهِ أَبوهُ وَكَانَ لَهُ نظم حسن فَمِنْهُ فِيمَن على أَنفه خَال
(إِن الَّذِي برأَ الحواجب صاغها ... نونين فِي وَجه الحبيب بِلُطْفِهِ)
(فَتَنَازَعَ النونان نقطة حسنه ... فاقرها ملك الْجمال بِأَنْفِهِ)
ثمَّ صحب محب الدّين نَاظر الْجَيْش فولاه شَهَادَة الكارم بعيذاب ثمَّ شفع لَهُ عِنْد القَاضِي جلال الدّين القزوينى فآجازه بالإفتاء وولاه قَضَاء فوة ثمَّ نَقله إِلَى قَضَاء أسيوط ثمَّ صرفه فَتوجه من عيذاب إِلَى الْحَج وَأَرَادَ دُخُول الْيمن فَمَاتَ هُنَاكَ فى الْمحرم سنة 740 قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ جيد الذِّهْن حاد القريحة مشاركا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَالْأَدب كثير التَّوَاضُع
- 228 عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي طَالب الْحَمَوِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن مَرْيَم خَال القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة ولد بعد سنة 660 وَسمع من أبي عبد الله بن مُحَمَّد بن حسان العامري وَحدث وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي شعْبَان سنة 74
- 229 عَليّ بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن عَوْف فتح الدّين القنائي سمع من أبي بكر الانماطي وَمن خَاله التقي(4/119)
ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهمَا وتعانى الْآدَاب وَمهر فِي حل الألغاز وَكَانَ سَاكِنا عفيفا متواضعا وَمن شعره ملغزا فِي كمون
(يَا أَيهَا الْعَطَّار أعرب لنا ... عَن اسْم شَيْء قل فِي سومك)
(تبصره بِالْعينِ فِي يقظة ... كَمَا ترى بِالْقَلْبِ فِي نومك)
مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَسَبْعمائة
- 230 عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الخلاطي الْحَنَفِيّ علم الدّين الملقب بالقادوس لطول تكوير عمَامَته وَيعرف أَيْضا بمزلقان وَكَانَ يُقَال لَهُ الركابي لِأَنَّهُ كَانَ يزْعم ان عِنْده ركاب رَسُول الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يزْعم أَيْضا أَن عِنْده من شعره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتفقه اشْتغل وَتقدم ودرس بالظاهرية وَولي إمامتها وَهُوَ أول من أم بهَا ودرس بالديلمية وَكتب على الْهِدَايَة شرحا وناب فِي الحكم عَن معز الدّين نعْمَان بالحسينية وَمَات فِي النّصْف من جُمَادَى الأولى سنة 708
- 231 عَليّ بن مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الْكَافِي الْجواد الْمَعْرُوف بِابْن قندس سمع من أبي الْعَبَّاس بن الحجار وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي مُحدث حلب وَمَات سنة 780
- 232 عَليّ بن مُحَمَّد بن خطاب الْبَاجِيّ عَلَاء الدّين الشَّافِعِي ولد سنة 31 وَدخل الشَّام فَسمع بهَا من أبي الْعَبَّاس التلمساني وَحدث عَنهُ بِجُزْء ابْن جوصا وَمهر فِي الْفُنُون وفَاق فِي الْأُصُول وَأفْتى ودرس وَحضر درس ابْن دَقِيق الْعِيد فَعَظمهُ جدا فَإِنَّهُ مر فِي الدَّرْس شَيْء(4/120)
من كَلَام الْغَزالِيّ فِي الْوَسِيط فَقَالَ الْبَاجِيّ يرد على هَذِه الْعبارَة خَمْسَة عشر سؤالا ثمَّ سردها فَقَالَ لَهُ الْمدرس كم سنك قَالَ كَذَا قَالَ وَهَذَا الْعلم كُله حصل لَك فِي هَذَا السن وَقَالَ الشَّيْخ نجم الدّين الاصفوني كُنَّا عِنْد ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ يَا فُقَهَاء حضر شخص يَهُودِيّ يطْلب المناظرة قَالَ فسكتنا فبادر الْبَاجِيّ فَقَالَ احضروه فَنحْن بِحَمْد الله ندفع الشُّبْهَة وَكَانَ يَحْكِي عَن نَفسه أَن ابْن تَيْمِية لما دخل الْقَاهِرَة حضرت فِي الْمجْلس الَّذِي عقدوه لَهُ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ هَذَا شيخ الْبِلَاد فَقلت لَا تطرئنى مَا هُنَا إِلَّا الْحق وحاققته على أَرْبَعَة عشر موضعا فَغير مَا كَانَ كتب بِهِ خطه وَكَانَ الْبَاجِيّ قد ولي وكَالَة بَيت المَال بالكرك ودرس بالسيفية بِالْقَاهِرَةِ وَأعَاد بالمنصورية وَكَانَ السُّبْكِيّ يطريه ويعظمه وَقد وَقعت لَهُ كائنة وَنسب إِلَيْهِ مقَالَة واختفى بِسَبَبِهَا مُدَّة وَكَانَ نَاب فِي الحكم بالشارع وَله اخْتِصَار الْمُحَرر فِي الْفِقْه وكشف الْحَقَائِق فِي الْمنطق وَالرَّدّ على الْيَهُود وصنف فِي الْفَرَائِض والحساب ثمَّ تقشف وَلبس فرجية مَفْتُوحَة وعمامته مَفْتُوحَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد يَقُول عَلَاء الدّين الْبَاجِيّ يُطلق عَلَيْهِ عَالم وَله نظم وسط فَمِنْهُ
(قَول لعذلي إِذْ عاتبوني ... وسحب مدامعي مثل الْعُيُون)
(وراموا كحل عَيْني قلت كفوا ... فَأصل بليتي كحل الْعُيُون)(4/121)
وَله أَيْضا
(حَيَاة وَعلم قدرَة وَإِرَادَة ... وَسمع وأبصار كَلَام مَعَ البقا)
صِفَات لذات الله جلّ قديمَة ... لَدَى الْأَشْعَرِيّ الحبر ذِي الْعلم والتقى)
مَاتَ الْبَاجِيّ فِي ذِي الْقعدَة سنة 714
- 233 عَليّ بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن دلفة المكناسى المغربى ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته وَقَالَ كتبت عَنهُ من نظمه
- 234 عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد بن سَالم بن يَعْقُوب بن قمر عَلَاء الدّين الْأنْصَارِيّ ابْن إِمَام المشهد الْمَعْرُوف بِابْن الفامى محتسب دمشق ولد سنة 721 وَحفظ التَّنْبِيه والعمدة ومقدمة ابْن الْحَاجِب ومختصره وَسمع من الْمزي وَبنت الْكَمَال والجزري وَغَيرهم واشتغل بِالْعلمِ على ابْن عَمه بهاء الدّين ابْن إِمَام المشهد وَتخرج بِهِ وَتزَوج بابنة أبي النجيح نَائِب الْحَنْبَلِيّ وَكتب عَنهُ فِي الحكم بالجوزية وَتَوَلَّى تدريس الأمينية بعد وَفَاة شَيْخه وَابْن عَمه بهاء الدّين وَولي الْحِسْبَة فِي أَوَائِل سنة 54 ثمَّ عزل نَفسه فِي سنة 7 ثمَّ أُعِيد سنة 62 ثمَّ مرض فثقل فِي الْمَرَض فَتَركهَا وَكَانَ لَهُ نظم وسط وفضائل جمة وَخلف مَالا جزيلا وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الشكل كريم النَّفس متوددا وَمَات فِي صفر سنة 763(4/122)
- 235 على بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حمائل الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين ابْن غَانِم وغانم أَبُو جدته من أَبِيه كَانَ زاهدا ولد سنة 651 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والزين خَالِد وَابْن النشبي وَجَمَاعَة وتعانى الْأَدَب وَقَالَ الصَّفَدِي كتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَعرض عَلَيْهِ كِتَابَة السِّرّ بحلب فَامْتنعَ وَله نظم ونثر وأعمال جَيِّدَة فِي الْآدَاب ومكاتبات ومراجعات مَعَ فضلاء عصره من زمن مُحي الدّين بن عبد الظَّاهِر وهلم جرا وَكَانَ رَئِيسا كَبِيرا كثير الْقَضَاء لحوائج النَّاس حَتَّى كَانَ صدر الدّين بن الْوَكِيل يَقُول مَا أعرف أحدا فِي الشَّام إِلَّا ولعلاء الدّين ابْن غَانِم فى عُنُقه مأنة وَكَانَ وقورا مهيبا منور الشيبة ملازما للْجَمَاعَة منطرح الكلفة وَكَانَ ابْن الزملكاني لَا يُحِبهُ وَمَعَ ذَلِك فَقَالَ مَا أردْت أَن أذكرهُ إِلَى وَاحِد بِسوء إِلَّا قَالَ لي مَا فِي الدُّنْيَا مثل عَلَاء الدّين ابْن غَانِم قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دينا وقورا مليح الْهَيْئَة منور الشيبة ملازما للجماعات ذَا مُرُوءَة وفتوة وَقَضَاء لأشغال النَّاس لَا سِيمَا فِي دولة الافرم وَكَانَت لَهُ يَد طولى فِي النّظم والنثر وَفِيه تواضع وَترك تكلّف وَمَات على خير وبر وتلاوة وَفِيه يَقُول ابْن نباتة
(عَلَوْت اسْما ومقدارا وَمعنى ... فيا لله من وصف جلي)
(كأنكم الثَّلَاثَة ضرب خيط ... عَليّ فِي عَليّ فِي عَليّ)
وَمن شعره
(سلب المهجة مني ... بالجفون الفاترات)
(لَو يزور الْبَيْت لم برم ... الحشى بالجمرات)(4/123)
مَاتَ بتبوك فِي ثَالِث عشر الْمحرم سنة 737 وَهُوَ عَائِد من الْحَج
- 236 عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي سعد الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بالديواني تَلا على الشَّيْخ عَليّ خريم وَغَيره ورحل فَتلا على الْبُرْهَان الاسكندراني بِدِمَشْق وعَلى الْبُرْهَان الجعبري بالخليل ثمَّ رَجَعَ واشتهر وَذكر أَنه مولده سنة بضع وَسِتِّينَ ونظم الْإِرْشَاد للقلانسي لامية مرموزة ونظم اللوامع فِي الشواذ أرجوزة وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة حسن الْأَخْلَاق ذكره الذَّهَبِيّ فِي طبقاته
- 237 عَليّ بن مُحَمَّد بن صَالح بن الرسام الصَّفَدِي كَانَ أَبوهُ جنديا وَنَشَأ هُوَ فتعلم الرَّسْم على القماش ثمَّ رغبه الشَّيْخ النَّجْم الصَّفَدِي فِي الِاشْتِغَال بِالْعلمِ فاشتغل هُوَ وَحفظ التَّعْجِيز وتفقه على النَّجْم حسن بن الْكَمَال مُحَمَّد خطيب صفد ثمَّ صحب بِدِمَشْق ابْن الْوَكِيل وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ يغتبط بِهِ وَسمع بِدِمَشْق ومصر وَصَحب الْأَمِير بكتمر وتوكل لَهُ وَتَوَلَّى فِي حَال نيابته على صفد وتدريس الْجَامِع بهَا ووكالة بَيت المَال وَكَانَ يُشَارك فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول ويلثغ فِي الْجِيم يَجْعَلهَا كافا مشوبة بشين مُعْجمَة وَكَانَ لَو أكل فستقة وَاحِدَة عرق كُله وَهُوَ الَّذِي نشر الْعلم بصفد خُصُوصا علم الْفَرَائِض مَعَ التَّوَاضُع قَالَ العثماني قَاضِي صفد عمر حَتَّى الْحق الأحفاد بالأجداد وَمَات فِي الْعشْر الْأَخِيرَة من ربيع الآخر سنة 749(4/124)
- 238 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم القواس عَلَاء الدّين ولد سنة ... ... وأسمع على ابْن عبد الدَّائِم وَحدث وَمَات سنة ... . .
- 239 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن هبة الله الشَّافِعِي البابي بموحدتين ولي قَضَاء الْبَاب وَكَانَ مولده سنة ارْبَعْ أَو خمس وَتِسْعين وتفقه وَولى الحكم بِالْبَابِ وَغَيرهَا من الْأَعْمَال الحلبية وَسمع من الْبُرْهَان الجعبري وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 768
- 240 على بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن العبي بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُوَحدَة نِسْبَة إِلَى بيع العبي الْمصْرِيّ الأَصْل الْحلَبِي وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي عزاز فولد هُوَ بهَا سنة 690 وتعانى القراآت وجاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة ثمَّ تحول إِلَى حلب فولى توقيع الدست بهَا وَكَانَ حسن النّظم سمع من نظمه الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة فَمِنْهُ
(حلاوية ألفاظها سكرية ... قلتنى وقوت نَار قلبى بالعجب)(4/125)
(ومسير دمعي فِي خدودي مشبك ... وَمن أجل سِتّ الْحسن قد زَاد السكب) وَمِنْه فِي الجلنار
(انْظُر إِلَى الرَّوْض البديع وَحسنه ... فالزهر بَين منظم ومنضد)
(والجلنار على الغصون كَأَنَّهُ ... قطع من المرجان فَوق زبرجد) قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخه أَصله من الْقَاهِرَة وَسكن حَلبًا ثمَّ حج جاور بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ أديبا فَاضلا يَأْخُذ الشّعْر وَقَرَأَ القراآت وَعرض لَهُ فِي الآخر وسواس فَصَارَ يحدث نَفسه وَهُوَ لَا يشْعر وباشر توقيع الدست كتب عَنهُ الْبُرْهَان الْمُحدث من نظمه وَمَات فِي غرَّة الْمحرم سنة 790 بحلب
- 241 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن فتوح بن إِبْرَاهِيم بن أَبى بكر بن الْقَاسِم ابْن سعيد بن مُحَمَّد بن هِشَام بن عمر الثعلبى الشافعى الموصلى تَاج الدّين مَعْرُوف بِابْن الدريهم وَهُوَ لقب سعيد جده الْأَعْلَى ابْن أُخْت الشَّيْخ بهاء الدّين الْحُسَيْن الْموصِلِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْخَيْر ولد فِي شعْبَان سنة 712 وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات على أبي بكر بن الْعلم سنجر الْموصِلِي(4/126)
وتفقه على الشَّيْخ نور الدّين عَليّ بن شيخ العوينة الْمُقدم ذكره وَحفظ الْحَاوِي وَبحث فِي الْحَاوِي على شرف الدّين عبد الله بن يُونُس وَحفظ الفيتي ابْن معطي وَابْن مَالك وَبحث فِي التسهيل وَأخذ عَن عَلَاء الدّين ابْن التركماني وشمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ بِقِرَاءَة نور الدّين الهمذاني وَغير ذَلِك وَقَرَأَ على أبي حَيَّان بعض تصانيفه وَكَانَ أَبوهُ مَاتَ وَهُوَ صَغِير وَخلف نعْمَة طائلة فاستولى عَلَيْهَا الْغَيْر وَنَشَأ يَتِيما لكنه فتح عَلَيْهِ واجتهد فِي الِاشْتِغَال فَلَمَّا كبر وتميز سلموه بعض المَال فسافر بِهِ إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فأثرى وتمول وَكَانَ أول قدومه الْقَاهِرَة تَاجِرًا فِي سنة 32 أَو 33 ثمَّ عَاد إِلَى الْبِلَاد ثمَّ رَجَعَ واختص بِكَثِير من أُمَرَاء الدولة وأخيرا بالكامل شعْبَان ثمَّ أخرجه المظفر حاجي إِلَى الشَّام سنة 748 وَكَانَ لَهُ فى ديوَان الْخَاص ثمن مبيعات بِمِائَتي ألف دِرْهَم فتردد إِلَى الْقَاهِرَة ليحصل لَهُ مِنْهَا شَيْء فَلم يتَّفق ثمَّ ورد كتاب عَن لِسَان بيبغاروس باخراجه من دمشق فكبس بَينه وَأخذت كتبه وَأخرج من دمشق فى إِحْدَى الجماديين سنة 49 فَتوجه إِلَى حلب ثمَّ عَاد إِلَى دمشق ثمَّ دخل مصر ليخلص شَيْئا من مَاله ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق ورتب مدرسا بالجامع الْأمَوِي ثمَّ فِي صحابة ديوَان الْجَامِع فباشر جيدا ثمَّ رتب فِي ديوَان الأسرى ثمَّ دخل مصر فِي سنة 60(4/127)
فَبَعثه النَّاصِر حسن رَسُولا إِلَى الْحَبَشَة وَهُوَ مكره على ذَلِك فوصل إِلَى قوص فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة 762 وَكَانَ ماهرا فى الأحاجى والألغاز وَحل المترجم والأوفاق وَالْكَلَام على الْحُرُوف وخواصها حَتَّى كَانَ يُقَال لَهُ ضمير عَن شَيْء يَكْتُبهُ السَّائِل بِخَطِّهِ فيكتبه هُوَ حروفا مُنْقَطِعَة ثمَّ يكسر تِلْكَ الْحُرُوف فَيخرج الْجَواب عَن ذَلِك الضَّمِير شعرًا لَيْسَ مِنْهُ حرف وَاحِد خَارِجا عَن حُرُوف الضَّمِير وَكَانَ مشاركا فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأُصُول والقراآت وَالتَّفْسِير والحساب وَيتَكَلَّم فِي جَمِيع ذَلِك مجدا من ذهن حاد وقاد وَله نظم وسط كثير التعسف والتكلف أجوده مَقْبُول فَمِنْهُ قَوْله
(صد عني فَلَا تلم يَا عذولي ... لست أسلو هَوَاهُ حَتَّى الْمَمَات)
(لَا تقل قد أسا فَفِي الْوَجْه مِنْهُ ... حَسَنَات يذْهبن بالسيئات)
وَله من التصانيف وَهِي كَثِيرَة جدا النسمات الفائحة فِي آيَات الْفَاتِحَة وإشراق النَّفس فِي الجدلات الْخمس الْآثَار الرائعة فِي أسرار الْوَاقِعَة كنز الدُّرَر فِي حُرُوف أَوَائِل السُّور سبر الصّرْف فِي سر الْحَرْف غَايَة(4/128)
الْمغنم فِي الِاسْم الْأَعْظَم الزين فِي مَعَاني الْعين الْإِنْصَاف بِالدَّلِيلِ فِي أَوْصَاف النّيل نفع الجدوى الْجمع بَين أَحَادِيث الْعَدْوى الْمُبْهم فِي حل المترجم غَايَة الإعجاز فِي الأحاجي والألغاز سلم الحراسة فِي علم الفراسة تصاريف الدَّهْر فِي تعاريف الزّجر إقناع الحذاق فِي أَنْوَاع الأوفاق بسط الْفَوَائِد فِي حِسَاب الْقَوَاعِد تنائي المناظر فِي الْمرَائِي والمناظر رِسَالَة الراضي بَين الْأَمِير والقاضى إيقاظ الْمُصِيب فِيمَا فِي الشطرنج من المناصيب رَحمَه الله
- 242 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر ابْن الصَّائِغ عَلَاء الدّين أَخُو بدر الدّين أبي الْيُسْر كَانَ يشْهد على الْحُكَّام وغالب أشغال الْبَلَد تَدور عَلَيْهِ وَمَات فِي سنة 73
- 243 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن البركات بن إِبْرَاهِيم بن طَاهِر الخشوعي سمع من ... . وَمُحَمّد السمان سرني الْعَسْقَلَانِي والخرستاني وَحدث وَمَات فِي سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِي عشر وَسَبْعمائة
- 244 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الظَّاهِر السَّعْدِيّ الرئيس(4/129)
عَلَاء الدّين ولد سنة 676 وَأدْخل ديوَان الْإِنْشَاء فى الدولة المنصورية وعمره احدى عشرَة سنة وَسمع الحَدِيث قَلِيلا من ابْن الْخلال بِقِرَاءَة الذَّهَبِيّ وَكَانَ عَلَاء الدّين فَاضلا محسنا إِلَى النَّاس حسن الشكل والعمامة والملبوس قوي النَّفس وبيته مجمع الْفُضَلَاء وَكَانَ يسْعَى فِي حوائج النَّاس ويقضيها وَاسْتمرّ فِي توقيع الدست دهرا طَويلا وَكَانَ النَّاصِر يكرههُ لِأَنَّهُ كَانَ يُوقع بَين يَدي سلار أَيَّام حجره على السُّلْطَان ثمَّ فِي أَيَّام بيبرس وَهُوَ الَّذِي كتب تَقْلِيد بيبرس عَن الْخَلِيفَة وَيَقُول إِذا رَآهُ سُبْحَانَ الرَّزَّاق هَذَا يَأْكُل رزقه على رغم أنفي وَحكى شهَاب الدّين ابْن فضل الله أَن النَّاصِر كَانَ يَقُول مَا كرهته إِلَّا أَنه خَان مخدومه لِأَنَّهُ استكتمه شَيْئا فعرفني بِهِ وَكَانَ هُوَ اخْتصَّ بسلار فَلَمَّا كَانَ النَّاصِر بالكرك ثمَّ رَجَعَ نقم على كل من كَانَ من جِهَة سلار وبيبرس وَكَانَ رسْلَان الدويدار أَولا فِي خدمَة عَلَاء الدّين هَذَا فرتبه وهذبه وَكَانَ خصيصا بِهِ جدا ثمَّ تقدم رسْلَان بعد مَجِيء النَّاصِر من الكرك فولاه الدويدارية فَلم يشك أحد أَن عَلَاء الدّين يَلِي كِتَابَة السِّرّ فَحكى رسْلَان قَالَ قَالَ لي النَّاصِر إِذا جَاءَك مَأْكُول من عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر فأقبله قَالَ فَلم ألبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى حضر الْمَأْكُول من عِنْده فَعرفت النَّاصِر فَقَالَ سيبعث إِلَيْك غنما وأوزا وسكرا وَيَقُول مَا عِنْدِي من يطْبخ فدع المماليك يشوون لَك فَجرى الْأَمر كَذَلِك فَعرفت النَّاصِر فَقَالَ السَّاعَة يُجهز إِلَيْك ذَهَبا وَيَقُول لَك أُرِيد(4/130)
أَن يكون عنْدك وَدِيعَة قَالَ فَوَقع ذَلِك فَعرفت النَّاصِر وأريته الورقة وفيهَا أَنِّي بِعْت ملكا وأخاف أَن يسرق ثمنه وَقد أرصدته لِلْحَجِّ وَأُرِيد أَن يكون وَدِيعَة عنْدك فَإِنَّهُ أحرز لَهُ قَالَ فَقَالَ لي النَّاصِر اقلب الورقة واكتب فى ظهرهَا يَا عَلَاء الدّين نَحن مَا نصرف شرف الدّين ابْن فضل الله وَإِن صرفناه فَمَا نولي إِلَّا عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فوفر عَلَيْك ذهبك ينفعك قَالَ فَفعلت قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من كبار البلغاء وبيته مجمع الأدباء نسخ عدَّة كتب وَكَانَ دينا نبيلا ولشعراء الْعَصْر فِي عَلَاء الدّين هَذَا غرر المدائح كالشهاب مَحْمُود وَابْن نباتة وَغَيرهمَا وَكَانَ جوادا مفضالا قل إِن اجْتمعت صِفَاته فِي غَيره وَله نظم وسط ونثر حسن وَهُوَ صَاحب رِسَالَة مراتع الغزلان والمفاخرة بَين السَّيْف وَالرمْح وَغير ذَلِك وَمن شعره لما رتبت جوامكهم على شطنوف
(يَا أَمِير لَهُ من الْجُود بَحر ... فَهُوَ جَار لنا بِغَيْر وقُوف)
(قد غرقنا فِي بحرهم وغم ... وطلعنا بِذَاكَ من شطنوف)
وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 707(4/131)
- 245 على بن مُحَمَّد بن عبد الله الختى الْفَقِيه الزَّاهِد التركي ولد فِي حُدُود سنة سبعين وَقدم دمشق صَغِيرا فلازم الشَّيْخ نَاجٍ الدّين الْفَزارِيّ ثمَّ وَلَده شهَاب الدّين ولازم الِاشْتِغَال وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والواسطي وَالْجَمَاعَة وَمَات سنة 717 فى الْمحرم ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه
- 246 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الاندلسي نور الدّين بن لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب قدم الْقَاهِرَة بعد قتل أَبِيه ولقى الْمَشَايِخ بهَا وَرجع فَمَاتَ غريقا فِيمَا بَلغنِي قبيل الثَّمَانمِائَة وَمن شعره مَا كتب بِهِ إِلَى الأديب شهَاب الدّين ابْن الشاطر
(يَا فَارس الْآدَاب يعلم حزمها ... يَا ذَا البديهة كالسحاب الماطر)
فِي أَبْيَات
- 247 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الاسكندراني الْمَعْرُوف بِابْن الْوَاعِظ ولي الحكم بِبَعْض الْبِلَاد وَحدث عَن وجيهة وَابْن المصفي وَغَيرهمَا مَاتَ سنة 760 أرخه شَيخنَا العراقى(4/132)
- 248 عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن سَالم الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن السَّبع عَلَاء الدّين بن شمس الدّين ولد سنة 712 واحضر على سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة بعض الصَّحِيح وَسمع من يحيى بن فضل الله وَمُحَمّد بن غالي وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات سنة 795
- 249 عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد التنوخي المعري الْمَعْرُوف بالعزازي الشَّافِعِي نزيل دمشق ثمَّ حلب تفقه وبرع وشغل النَّاس وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مَاتَ بِدِمَشْق سنة 732 ذكره ابْن حبيب
- 250 عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان البعلي النامي حدث عَن الْمُسلم بن عَلان بِشَيْء من مُسْند أَحْمد وَمَات فِي سنة 742
- 251 عَليّ بن مُحَمَّد بن عطاف الرسعنى النشاب الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 634 مَعَ أَخ لَهُ توأما وَكَانَ بِرَأْس الْعين جده لأمه الشَّيْخ عُثْمَان بن عَليّ الصرصري وَمَات بهَا سنة 41 وَكَانَ أدْرك الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَعمر وَقدم عَليّ دمشق سنة 758 فَقَامَ بهَا وَسمع من الرضي الطَّبَرِيّ وَعُثْمَان ابْن رَشِيق واسمع على الرضى ابْن الْبُرْهَان وَغَيره وقرأت بِخَط(4/133)
ابْن الْمُحب فِي وَصفه زاهد عَابِد ورع قدوة من بقايا السّلف وَمَات فِي أول سنة 723
- 252 عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر التَّمِيمِي الهمذاني الشَّيْخ نور الدّين الْمُحدث ولد سنة 682 وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر عَليّ وَجَمَاعَة وَسمع من الابرقوهي وَغَيره واعتنى بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ الْكثير وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة جدا طيب النغمة بهي الصُّورَة حسن الْخط وَله نظم حسن وَجمع وفيات وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن الْفَخر عَليّ وَغَيره وَمَات فِي سنة ... . .
- 253 عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن علوان الْمزي عَابِر المنامات كَانَ يعرف بالزعيم مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 707 أرخه البرزالي
- 254 عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ بن عَاصِم الشهرزوري الْكرْدِي شمس الدّين عَليّ بن صَلَاح الدّين بن شمس الدّين الشَّافِعِي مدرس القيمرية كَانَ جده من خِيَار الشَّافِعِيَّة أنشأ لَهُ الْأَمِير نَاصِر الدّين القيمرى الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بِدِمَشْق وَقرر تدريسها لَهُ ولذريته الْعلمَاء فدرس وَلَده لما مَاتَ سنة 675 بعده مُدَّة ثمَّ مَاتَ شَابًّا وَخلف عليا هَذَا فدرس عَنهُ بهَا نِيَابَة بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيره إِلَى أَن تاهل وأحيز بالإفتاء والتدريس ودرس بِنَفسِهِ بعد السبعمائة واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ سنة ... .(4/134)
- 255 عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع الْقشيرِي محب الدّين ابْن الْعَلامَة تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ولد بقوص سنة 657 وتفقه فِي مَذْهَب الشَّافِعِي ففضل وعلق على التَّعْجِيز شرحا جيدا وناب فِي الحكم عَن أَبِيه لما تزوج بنت الْخَلِيفَة الْحَاكِم ودرس بالفاضلية والكهارية والسيفية وَكَانَ عَزِيز النَّفس مترفعا طلب مِنْهُ بعض خواصه أَن يكْتب إِلَى بعض نواب اخميم الْمَمْلُوك فَامْتنعَ فَحلف بِالطَّلَاق فَكتب الْمَمْلُوك لله وَكَانَ يعاب عَلَيْهِ أَخذ المَال مِمَّن يسْعَى فِي الْوَظَائِف عِنْد أَبِيه مَاتَ فِي سنة 716
- 256 عَليّ بن مُحَمَّد بن على بن أَبى الْقَاسِم الْعَدوي الصَّالِحِي عَلَاء الدّين الْمَعْرُوف بِابْن السكاكري ولد سنة 646 وَأَجَازَ لَهُ عبد الْعَزِيز بن الزبيدِيّ وَابْن العليق والتستري ويوسف بن خَلِيل وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَحدث وَتفرد بِالْإِجَازَةِ عَن بعض شُيُوخه وَكَانَت لَهُ معرفَة بِبَعْض شُيُوخه وَمهر فِي الشُّرُوط حَتَّى صَار يعرف اتِّفَاق الْمذَاهب واختلافها وغوامضها وَكَانَ قوي النَّفس يتقى لِسَانه ثمَّ كبر وَعجز واعتراه نِسْيَان وغفلة وَكَانَ يلازم الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 726
- 257 عَليّ بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عَليّ الحريري وَكَانَ يلقب هُوَ وَأَخُوهُ الْحق(4/135)
وَالْبر ودخلا فِي أذية النَّاس سنة قازان وغرق عَليّ هَذَا بعد ذَلِك بالسيل فِي بعلبك فِي صفر سنة 717
- 258 عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الحاضري الْحَنَفِيّ عَلَاء الدّين كَانَ قد تفقه وَمهر فِي الْفَرَائِض وَمَات فِي شَوَّال سنة 749 عَن إِحْدَى وَسِتِّينَ سنة
- 259 عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الارموي ثمَّ الدِّمَشْقِي زوج سِتّ الْعَرَب بنت مُحَمَّد بن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ أَبُو الْحسن قَرَأَ شَيخنَا أَبُو الْفضل بن الْعِرَاقِيّ عَلَيْهِ بإجازته من الْفَخر كثيرا مِمَّا قَرَأَهُ على سِتّ الْعَرَب بحضورها على جدها وإجازته مِنْهُ وَكَانَت وَفَاته فِي شَوَّال
- 260 عَليّ بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن هِلَال نجم الدّين الْأَزْدِيّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 649 وَسمع من عمر الْكرْمَانِي وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ ابْن الجميزي وَعُثْمَان بن خطيب القرافة وَغَيرهمَا وَكَانَ يستحضر أَشْيَاء من التواريخ ويذاكر وَيفهم وَيَقُول إِنَّه حفظ المستظهري فِي الْفِقْه وَحدث بِدِمَشْق ومصر والقدس وَخرجت لَهُ مشيخة عَن مائَة وَخمسين شَيخا وَكَانَ رَئِيسا بَاشر نظر الْأَيْتَام بنهضة وكفاية وَكَانَ يعْمل فى بَيته الْحَلْوَاء الْعَرَبيَّة الصَّنْعَة ويهادي بهَا واشتهر بذلك واشتهر أَيْضا بِعَمَل الْقرن ياروق وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 729 قلت حَدثنَا شَيخنَا بدر الدّين ابْن قوام بالموطأ لأبى مُصعب بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَحدثنَا عَن غَيره(4/136)
- 261 عَليّ بن مُحَمَّد بن غَالب بن مري عَلَاء الدّين بن نَاصِر الدّين الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي ولد فِي رَمَضَان سنة 645 وَحدث بالشاطبية بِسَمَاعِهِ بقوله من الْكَمَال الضَّرِير وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَإِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ النَّحْو على ابْن مَالك وَكَانَ عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ والحساب وَمهر فِي الشُّرُوط وَحصل مِنْهَا مَالا كثيرا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا مُرُوءَة وَسُكُون وَمَات فِي صفر سنة 725
- 262 عَليّ بن مُحَمَّد بن قلاون عَلَاء الدّين بن النَّاصِر وصل إِلَى أَبِيه من الكرك بعد أَن دخل أَبوهُ الْقَاهِرَة وَلم يكن لَهُ يَوْمئِذٍ ولد غَيره وَكَانَ يُحِبهُ لذَلِك فقدرت وَفَاته وَأَبوهُ فِي الصَّيْد سنة 710
- 263 عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ الْمدنِي نور الدّين الْمَالِكِي ولد سنة 698 وتفقه على ... . وَسمع الحَدِيث وبرع فِي الْفُنُون وشارك فِي الْعُلُوم وصنف التصانيف وَله ديوَان شعر وَدخل دمشق والقاهرة غير مرّة وَجمع لَهُ أَخُوهُ بدر الدّين عبد الله تَرْجَمَة طَوِيلَة قَالَ الصَّفَدِي كتب إِلَيّ يستنجز مني مَوْعُودًا
(قد طَال هَذَا الْعَهْد يَا سَيِّدي ... فَانْظُر لمقصودي وَكن مسعدي)
(أَنْت صَلَاح الدّين حَقًا فَكُن ... صَلَاح دنياي الَّتِي تعتدى)
(بدأت بِالْإِحْسَانِ فاختم بِهِ ... يَا خَاتم الْخَيْر وَيَا مبتدي)
قَالَ فأجبته
(يَا من لَهُ نظم علا ذرْوَة ... وهادها تعلو على الفرقد)(4/137)
(لقد تطولت وَلم تقتصر ... وَمن بدا فِي فَضله يَزْدَدْ)
(وَأَيْنَ من نَالَ نهاياته ... مِمَّن كَمَا قلت لَهُ مبتدي)
وَكَانَ قد عمد إِلَى لامية الْعَجم فَركب لكل صدر عجزاء وَلكُل عجز صَدرا
قَالَ أَولهَا
(أَصَالَة الرَّأْي صانتني عَن الخطل ... وشرعة الحزم ذادتني عَن المذل)
(وحلة الْعلم أغنتني ملابسها ... وَحلية الْفضل زانتني لَدَى العطل)
(مجدي أخيرا ومجدي أَولا شرع ... وسوددى ذاع فى حلى ومرتحلى)
(وهمتي فِي الْغنى والفقر وَاحِدَة ... وَالشَّمْس رأد الضُّحَى كَالشَّمْسِ فِي الطِّفْل)
مَاتَ فِي سنة 746 كَذَا ذكره الْمُؤلف فِي تَرْجَمَة أَخِيه الْبَدْر عبد الله
- 264 عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن قرناص الْحَمَوِيّ نزيل حلب سمع(4/138)
نخوة بنت النصيبي وَحدث عَنْهَا سمع مِنْهُ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الْمُحدث وَمَات سنة 787
- 265 عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الْأنْصَارِيّ صدر الدّين سمع من الْمعِين وَابْن عزون وَغَيرهمَا
- 266 عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن مَحْمُود ... ابْن حجر وَالِد الْمُؤلف(4/139)
- 267 عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة التَّمِيمِي عَلَاء الدّين ابْن القلانسي الشَّافِعِي تقدم ذكر أَخِيه أَحْمد ومولد عَليّ هَذَا فِي سنة 673 وَسمع من الْفَخر عَليّ وَعبد الْوَاسِع الْأَبْهَرِيّ وَغَيرهمَا وتفقه وَحصل وَأفْتى ودرس وتعاني الْآدَاب وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء ثمَّ أسره التتار فِي نوبَة قازان فَبَقيَ معتقلا بِأَذربِيجَان مُدَّة ثمَّ هرب فاختفى بتبريز شَهْرَيْن وسمى نَفسه يُوسُف وتوصل فِي زِيّ فَقير إِلَى حلب فَأكْرمه تائها وَبَعثه على خيل الْبَرِيد إِلَى دمشق فاستبشروا بِهِ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 701 ثمَّ ولي نظر المرستان ثمَّ نظر ديوَان تنكز مَعَ توقيع الدست ثمَّ لما مَاتَ أَخُوهُ جمال الدّين أَحْمد أَخذ وظائفه مُضَافا لما بِيَدِهِ وَهِي قَضَاء الْعَسْكَر وعدة أنظار وتداريس وَكَانَ متواضعا محبا لأَصْحَابه وَكَانَ تنكز فِي آخر الْأَمر قد صادره فِي سنة 734 وَخرجت عَنهُ وظائفه فَلم يبْق مَعَه سوى تدريس(4/140)
الأمينية والظاهرية قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ كيسا متواضعا حسن الْمُشَاركَة فِي الْفَضَائِل وَمَات فجاءة فِي صفر سنة 736
- 268 عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن أبي العشائر الْحلَبِي الْخَطِيب عَلَاء الدّين وَالِد الْحَافِظ الْخَطِيب أبي الْمَعَالِي ولد قبل سنة عشْرين بحلب وتفقه بهَا وَسمع من الْعِمَاد أبي بكر الْهَرَوِيّ الْمِائَة الفراوية بِسَمَاعِهِ من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَسمع من الوادى درس آشى وَحضر الْفَخر ابْن خطيب جبرين روى عَنهُ ابْنه والبرهان سبط ابْن العجمى اثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَقَالَ ولي بِآخِرهِ خطابة الْجَامِع بحلب وَمَات سنة 773
- 269 عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ سمع من فَاطِمَة بنت سُلَيْمَان واشتغل وناب فِي الحكم وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 746
- 270 عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الرفاء سبط عبد الرَّحِيم بن الزّجاج ولد فِي سنة 662 واشتغل بالقراءات والْحَدِيث وَسمع من ابْن أبي الدنية وَعبد الله بن ورخز صَاحب ابْن الاخضر وَمن عبد الصَّمد بن أَحْمد وجده لأمه وَأَجَازَ لَهُ الشريف الدَّاعِي وَغَيره من وَاسِط وَكَانَ قد أَقَامَ بقرية يُقَال لَهَا برقطا وَاشْترى بهَا أَرضًا يشْتَغل مِنْهَا كِفَايَته ولقن هُنَاكَ خلقا كثيرا وَمَات فِي وسط سنة 740
- 271 عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن أبي الْعِزّ بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم(4/141)
الكازروني ثمَّ الْبَغْدَادِيّ ظهير الدّين الشَّافِعِي ولد سنة 611 وَسمع من الْحسن بن السَّيِّد على بن المرتضى العلوى الحسينى والدبيثى وَغَيرهمَا وتمهر فِي الْفُنُون وصنف التصانيف مِنْهَا رَوْضَة الأريب فى سَبْعَة عشر سفرا تَارِيخ ونبراس الْمُفْتى فى الْفِقْه وكنز الْحساب فِي الْحساب مُجَلد والسيرة النَّبَوِيَّة والملاحة فِي الفلاحة وَمن نظمه
(زارني فِي الظلام أهيف كالبدر ... بِوَجْهِهِ مِنْهُ يلوح النُّور)
(قلت أَهلا لَو كنت زرت نَهَارا ... قَالَ مهلا فِي اللَّيْل تبدو البدور)
مَاتَ بعد السبعمائة فِيمَا ذكره البرزالي وَقَالَ الأدفوي فِي ربيع الأول سنة 697 وَقَالَ الذَّهَبِيّ كتب إِلَيّ بمروياته سنة 697 فَالله أعلم
- 272 عَليّ بن مُحَمَّد بن مَمْدُود بن جَامع بن عِيسَى الْبَنْدَنِيجِيّ أَبُو الْحسن ابْن الْمُحدث محب الدّين ولد سنة 43 وَسمع على الْعِزّ أَحْمد بن يُوسُف(4/142)
الأكاف مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وعَلى أَحْمد بن عمر الباذبيني صَحِيح مُسلم فِي سنة 650 أَنا الْمُؤَيد وعَلى الْعَفِيف أبي مَنْصُور مُحَمَّد بن المنى ابْن عَليّ بن عبد الصَّمد جَامع التِّرْمِذِيّ فِي سنة 49 أَنا الكروخي وَأَجَازَ لَهُ النشتبري وَمُحَمّد بن عَليّ بن السباك وَابْن الحصري وَعلي بن عبد اللَّطِيف الخيمي وَآخَرُونَ من الْموصل وبغداد وَكَانَ يَقُول إِنَّه سمع عدَّة كتب وأجزاء كَانَت لَهُ إِثْبَات عدمت فِي كائنة بَغْدَاد وَكَانَ على ذهنه أَشْيَاء كَثِيرَة من أَخْبَار الْوَقْعَة بِبَغْدَاد وَغَيرهَا وَأقَام مُدَّة بوابا بدار الْوكَالَة بِبَغْدَاد وَسمع على عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وضاح جُزْءا صنفه فِي مدح الْعلمَاء وذم الإباحية بِقِرَاءَة الْحَافِظ عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن الزّجاج سنة 62 وَأَجَازَ لَهُ بإفادة ابْن الزّجاج الْمَذْكُور زَيْنَب بنت نصر بن عبد الرَّزَّاق وتدعى أمة الْإِلَه وَعبد الرَّزَّاق بن أسعد بن مكي بن ورخز وَمُحَمّد بن عَليّ بن شُجَاع وَعبد الصَّمد بن أَحْمد بن أبي الْجَيْش وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن صَالح الدقاق وَآخَرُونَ فِي سنة 660 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ يتعاسر على الطّلبَة وَيطْلب على الرِّوَايَة قَالَ وَسَأَلته كَيفَ نجوت من التتار فَقَالَ كنت صَغِيرا فَتركت وَكَانَ تَامّ الشكل أَبيض اللِّحْيَة ظهر سَمَاعه من مُحَمَّد بن المنى بعد مَوته وَقيل إِنَّه سمع من ابْن أبي الْخَيْر ايضا(4/143)
وَمن عبد الله بن عَليّ بن ثَابت النِّعَال وَقدم دمشق فَحدث بالكثير وَكَانَ يجلس للسماع والقارورة مشدودة على وَسطه لضعف قوته الماسكة وَمَات فِي الْمحرم سنة 736
- 273 عَليّ بن مُحَمَّد بن معن بن مشكور الشَّافِعِي الْمصْرِيّ سمع من ابْن علاق جُزْء البطاقة
- 274 عَليّ بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عباد السَّعْدِيّ الْحَرَّانِي الذَّهَبِيّ ولد سنة 689 وَسمع من أبي الْحُسَيْن اليونينى والسفارى روى عَنهُ الحسينى وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 753
- 275 عَليّ بن مُحَمَّد بن نَبهَان بن عمر بن نَبهَان الرقي الأَصْل الجبريني شيخ الْبِلَاد الحلبية جلس مَكَان أَبِيه فِي قَرْيَة بَيت جبرين وزاره النَّاس وَكَانَ سماطه ممدودا لكل وَارِد صَغِيرا أَو كَبِيرا حَقِيرًا كَانَ أَو جَلِيلًا وَكَانَت قَاعِدَة أسلافه وَكَانَت لَهُ ثروة وحشم وخدم وَمَات فِي الطَّاعُون سنة 749 فِي ذِي الْقعدَة وَقد زَاد على الْخمسين ذكره ابْن حبيب وأرخه ابْن كثير فِي ذِي الْحجَّة بِحَسب وُصُول الْخَبَر إِلَى دمشق
- 276 عَليّ بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن هَارُون بن على بن أَحْمد التغلبى(4/144)
القارىء الدِّمَشْقِي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 626 وَسمع فِي الرَّابِعَة وَالْخَامِسَة من ابْن الزبيدِيّ وَابْن الصَّباح والناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَالْفَخْر الأربلي وَالْمُسلم الْمَازِني ومكرم وَغَيرهم وروى بِالْإِجَازَةِ عَن ابْن باقا وَابْن عماد وَغَيرهمَا وَكَانَ عِنْده عَن ابْن المقير الثَّانِي من حَدِيث سَعْدَان وَعَن عبد الْكَرِيم بن خلف الزملكاني الثَّالِث من الطوالات وَعَن مكرم جُزْء الفلكي والموطأ وَعَن الْمُسلم الثَّانِي والعاشر من حَدِيث الميانجي وجزء من فَوَائِد الذهلي وَعَن ابْن صابر مُعْجم أبي يعلي وَحدث بالكثير وَكَانَ يقْرَأ بِنَفسِهِ للعامة فَلذَلِك يُقَال لَهُ القارىء وَتفرد بأجزاء وَأكْثر عَنهُ الرحالة وَكَانَ خيرا ناسكا متواضعا محببا إِلَى النَّاس وَخرج لَهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ مشيخة وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن الصَّباح بِالسَّمَاعِ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 712
- 277 عَليّ بن مُحَمَّد بن هبة الله الأنصارى الإسكندرى نجم الدّين ابْن زين الدّين ابْن جمال الدّين ولد سنة 667 وَسمع من تَاج الدّين الغرافى وَعبد الرَّحْمَن ابْن مخلوف وَغَيرهمَا وَحدث قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ عَالما عَاملا خَاشِعًا ناسكا نَاب فِي الحكم بالثغور ودرس
- 278 عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن أسعد بن عبد الْوَهَّاب الوَاسِطِيّ فَخر الدّين ابْن البيع الْمَعْرُوف بِابْن الشيرجي سمع من زَيْنَب بنت مكي شَيْئا من مُسْند(4/145)
أَحْمد وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخ وَفَاته فِي شهر الْمحرم سنة 758
- 279 عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف المشهدي أَبُو الْحسن سمع الأبرقوهي وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته فِي ربيع الأول سنة 761
- 280 عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن هبة الله العباسي الْحَنَفِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع صَحِيح مُسلم على عبد الْكَرِيم بن بلدجي وَأَحْكَام ابْن تَيْمِية على الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم عَنهُ وَولي قَضَاء بَغْدَاد ونقابة الْأَشْرَاف ودرس وخطب وَمَات فِي رَجَب سنة 767
- 281 عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْجَزرِي الْخَطِيب بِجَامِع ابْن طولون مَاتَ سنة 749 أرخه التقي السُّبْكِيّ
- 282 عَليّ بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْموصِلِي الْمَعْرُوف بالبالي بموحدة وَلَام نزيل دمشق سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحفظ التَّنْبِيه واشتغل على التَّاج ابْن الفركاح وَكَانَ صَالحا مُبَارَكًا وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد عُثْمَان من الْجَامِع الْأمَوِي وَمَات فِي رَمَضَان سنة 734
- 283 على بن مُحَمَّد الدوادارى عَلَاء الدّين ابْن الكلاس وَيعرف أَيْضا بِابْن الريش كَانَ أديبا ماهرا يتوقد ذكاء وَيكْتب خطا جيدا وَكَانَ من أجناد الْحلقَة بِدِمَشْق وَوَقع بَينه وَبَين زين الدّين الصَّفَدِي شَيْء فعبث زين الدّين بِهِ وصنع فِيهِ مقامة وَمن شعر عَلَاء الدّين الْمَذْكُور(4/146)
(خليلي مَا أحلى الْهوى وَأمره ... وأعلمني بالحلو مِنْهُ وبالمر)
(بِمَا بَيْننَا من حُرْمَة هَل رَأَيْتُمَا ... أرق من الشكوى وأقسى من الهجر)
وَله
(نقدم فضلا من تَأَخّر مُدَّة ... بوادي الحيا طل وعقباه وابل)
(وَقد جَاءَ وتر فى الصَّلَاة مُؤَخرا ... بِهِ ختمت تِلْكَ الشفوع الْأَوَائِل)
(وَله هَمَمْت برشف الثغر مِنْهُ فصدني ... عذار لَهُ فِي منع تقبيله عذر)
(حمى ثغره المعسول نمل عذاره ... وَمن عجب نمل يصان بِهِ ثغر)
مَاتَ فِي قَرْيَة حطين من بِلَاد صفد فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة
- 284 عَليّ بن مُحَمَّد الحجار الْفراش الْوَقَّاد بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ ذكره ابه مَرْزُوق فِي مشيخته وَقَالَ معمر صَالح سمع من غَازِي الحلاوي الغيلانيات مَاتَ سنة ... . .
- 285 عَليّ بن مُحَمَّد الْحَرَّانِي عَلَاء الدّين الصَّفَدِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمقَاتل بَاشر فى أول أمره عَنهُ فَخر الدّين أقجبا الْفَارِسِي بصفد ثمَّ عِنْد أيدمر الشجاعي وَكَانَ إِذْ ذَلِك يجمع الْفُضَلَاء فى منزله وَيحسن عشرتهم وَفِيه مَكَارِم وخدمة النَّاس ثمَّ تجرد وَلبس زِيّ الْفُقَرَاء وَأخذ السطل فِي(4/147)
يَده وَلبس الثَّوْب الغسلي وَطَاف الْبِلَاد فِي تِلْكَ الْحَالة حَتَّى دخل الْيمن وَحصل لَهُ فى غيبته من الْأَمْرَاض والفقر والوحشة مَالا يُوصف ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَدخل مصر وخدم عِنْد بكتمر الْحَاجِب ثمَّ عِنْد مغلطاي الجمالي الْوَزير ثمَّ عِنْد طغاي صهر السُّلْطَان واشتهر بالكفاية وَالْأَمَانَة حَتَّى جهزه السُّلْطَان نَاظرا بالكرك فقلق من ذَلِك فأعفي ثمَّ خدم عِنْد قوصون ثمَّ أرْسلهُ السُّلْطَان إِلَى دمشق وزيرا عوضا عَن الصاحب أَمِين الدّين فَلم يقبل عَلَيْهِ تنكز وأهانه وَتَركه وَاقِفًا لكنه لم يَسعهُ إِلَّا امْتِثَال أَمر السُّلْطَان فباشر الوزارة بعفة وصلف وَأَمَانَة زَائِدَة وَلم يلبث أَن أمسك تنكز وَجَاء الفخري على الحوطة فَقَامَ لَهُ ابْن الْحَرَّانِي بِكُل مَا أَرَادَ وَمنعه من أَشْيَاء كَانَ يرومها من مصادرات النَّاس وَقَالَ لَهُ مهما طلبت فَأَنا أقوم لَك بِهِ وَتوجه مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة واستقال من الوزارة فرتب لَهُ راتب ثمَّ إِن الْكَامِل شعْبَان جهزه ثَانِيًا إِلَى دمشق وزيرا فاتفق خُرُوج يلبغا اليحاوى على السلطنة فَقَامَ بِهِ على مَا أَرَادَ وَلم يُمكنهُ من أَذَى النَّاس ثمَّ استقال وَتوجه إِلَى الْقُدس وَانْقطع بِهِ ثمَّ لما أمسك يلبغا أَمر بالحوطة على موجوده فضبطه وحرره ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس مُنْقَطِعًا إِلَى الله تَعَالَى وَفِي جَمِيع ولاياته لم يُغير لَهُ هَيْئَة وَلَا وسع لَهُ دَائِرَة وَلَا اتخذ مماليك وَلَا جواري وَلَا خدما وَلَا حشما بل لَهُ غُلَام يحمل الدواة وَآخر للخيل آخر يطْبخ لَهُ وَيغسل وَإِذا تفرغ سمع الحَدِيث أَو طالع فِي كتاب وَكَانَ بِهِ فتق فِي عانته فَعظم وتزايد إِلَى أَن كَانَ يعلقه فِي فوطة فِي رقبته ثمَّ تفاقم أمره إِلَى أَن(4/148)
قَتله وَمَات فِي رَمَضَان سنة 752
- 286 عَليّ بن أبي مُحَمَّد بن نمين الدمراني الصَّالِحِي ولد سنة 60 تَقْرِيبًا بالصالحية وَسمع جُزْء ابْن زبان على عبد الْوَهَّاب بن الناصح أَنا الخشوعي وَحدث وَمَات فِي رَجَب سنة 740
- 287 عَليّ بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم التَّاجِر عَلَاء الدّين بن جوامرد الْفراء كَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 731
- 288 عَليّ بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن سعد البعلبكي عَلَاء الدّين سمع قَدِيما من الْمُسلم بن عَلان وَغَيره وَكَانَ أَبوهُ تَاجِرًا فَتعلق هُوَ بالدولة وخدم إِلَى أَن ولى شدّ الْأَوْقَاف ولَايَة الْبر وَغير ذَلِك وَكَانَ مفرطا فِي الطول ضخما إِلَى الْغَايَة خَبِيرا بالأمور سيوسا وَولي إمره طبلخاناة بِدِمَشْق وَكَانَ تنكز يمِيل إِلَيْهِ لمعرفته وشهامته وَأول مَا ولي الأمرة على غَزَّة فِي سنة 705 ثمَّ لم يزل يتنقل وَكَانَ لشدَّة بدانته إِذا نَام حرسه اثْنَان فاذا غظ انبهاه فاتفق أَن غفلا عَنهُ فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 723(4/149)
- 289 عَليّ بن مَحْمُود بن حميد الْحَنَفِيّ عَلَاء الدّين القونوي قدم دمشق فولي بهَا تدريس القليجية وَسمع الحَدِيث من الْحجاز والجزري وَغَيرهمَا وَطَاف الْبِلَاد على الشُّيُوخ مُدَّة ولازم الكلاسة يقرىء فِيهَا الْعُلُوم حَتَّى أَنه أَقرَأ الْحَاوِي الصَّغِير فِي فقه الشَّافِعِيَّة وَكَانَ يترجم الْكتب الَّتِي ترد على الدِّيوَان بالعجمية مَعَ الصيانة والديانة والنزاهة وَلما مَاتَ شرف الدّين الْمَالِكِي شغرت مشيخة الشُّيُوخ بالسميساطية فوليها هَذَا وَكَانَ شرف الدّين يَأْخُذ من كل خانقاه فِي الشَّام فِي كل شهر عشرَة دَرَاهِم وَفِي كل يَوْم نَصِيبين فَلَمَّا اسْتَقر القونوي أبطل ذَلِك وَلم يتَنَاوَل مِنْهُ شَيْئا وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَمَضَان سنة 749
- 290 عَليّ بن مَحْمُود بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن سِيمَا بن عَامر بن إِبْرَاهِيم بن سَالم السلمى محى الدّين الدِّمَشْقِي ولد سنة 631 واحضر فِي الثَّالِثَة على وَالِده فضل رَمَضَان لِابْنِ أبي الدُّنْيَا أَنا عمر بن الْحسن الاشناني عَنهُ وجزء من حَدِيث أبي ذَر عَن شُيُوخه فِيهِ خطْبَة أبي بكر الصّديق ووصيته بِهَذَا السَّنَد إِلَى ابْن مهتدى عَنهُ وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن ابى الْخطاب بن دحْيَة بتصنيفه الَّذِي سَمَّاهُ الصارم الْهِنْدِيّ وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ بِسَمَاعِهِ من ابْن بشكوال بأخبار ابْن وهب وفضائله من جمعه وَمَات فى صفر سنة 715 عَن ارْبَعْ وَثَمَانِينَ سنة فى بستانه بِدِمَشْق(4/150)
- 291 عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود بن ثَانِي بن أَوْس بن قرقين الْحَرَّانِي عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار سبط زين الدّين الباريني ولد بعد سنة سِتِّينَ واشتغل على شرف الدّين الْأنْصَارِيّ قَاضِي حلب وَغَيره وَكَانَ يتوقد ذكاء يُقَال حفظ ألفية الْعِرَاقِيّ فِي يَوْم ودرس بعدة أَمَاكِن بحلب وَكَانَ تَامّ الْفَضِيلَة وَلَو عَاشَ لفاق الأكابر وَله نظم وَمَات فِي منتصف رَمَضَان سنة 795 نقلت تَرْجَمته من خطّ القَاضِي عَلَاء الدّين قَاضِي قُضَاة حلب لما رحلت إِلَيْهَا
- 292 عَليّ بن مَحْمُود جد الَّذِي قبله سمع على رشيد بن كَامِل وَأحمد بن جبارَة بِبَيْت الْمُقَدّس سداسيات الرَّازِيّ أَنا ابْن خطيب مردا وَسمع على سنقر القضائي وَحدث بحلب سمع عَلَيْهِ ابْن عشائر سنة سِتِّينَ وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد فِي شُيُوخ حلب سنة 48 أَنه سمع من سنقر الثلاثيات وَالصَّحِيح كُله بفوت وَمَات سنة ... . وَفِي مُعْجم البرزالي
- 293 عَليّ بن مَحْمُود بن عَليّ بن مَحْمُود التركماني البعلي وَأَظنهُ هُوَ تَأَخّر بعد البرزالي زَمنا طَويلا(4/151)
- 294 عَليّ بن مخلوف بن ناهض بن مُسلم النويري الْمَالِكِي قَاضِي الْقُضَاة زين الدّين ولد سنة 634 وَسمع من المرسي وَابْن عبد السَّلَام وَالْمُنْذِرِي وَغَيرهم واشتغل على مَذْهَب مَالك وَمهر وَعمل أَمِين الحكم ثمَّ اسْتَقر فِي الْقَضَاء بعد ابْن شَاس فِي أَوَاخِر سنة 685 فباشره إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَن النَّاصِر عَزله لما رَجَعَ من الكرك فِي سنة 711 وَأمر القَاضِي الشَّافِعِي أَن يتَّخذ نَائِبا مالكيا من جِهَته فاستناب القَاضِي بدر الدّين بن رَشِيق ثمَّ بعد قَلِيل أُعِيد ابْن مخلوف وَكَانَ مشكور السِّيرَة كثير الِاحْتِمَال وَالْإِحْسَان للطلبة وَقد تعرض لَهُ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل لكائنة جرت فَقَالَ فِيهِ من أَبْيَات
(إِلَى مَالك يعزونه ونويرة ... فَلَا عجب أَن كَانَ يدعى متمما)
وَكَانَت قد وَقعت لَهُ فِي سلطنة الْأَشْرَف كائنة شنعاء فِي حكمه بِإِبْطَال وقف بنت الْأَشْرَف ابْن الْعَادِل أملاكها وَكَانَ الشجاعي التمس من الْقُضَاة ذَلِك فاحجموا عَنهُ واقدم ابْن مخلوف عَلَيْهِ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهِ مُرُوءَة وَاحْتِمَال وَله دربة بِالْقضَاءِ وَبت الْأَحْكَام مَاتَ فِي حادي عشري جُمَادَى الْآخِرَة سنة 718 وَاسْتقر بعده تَقِيّ الدّين الاخنائي
- 295 عَليّ بن مَرْزُوق بن أبي الْحسن الربعِي السلَامِي زين الدّين أَصله من الْموصل ولد سنة 650 وتعانى التِّجَارَة ذكر عَن جمال الدّين(4/152)
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطَّيِّبِيّ أَن بعض أُمَرَاء الْمغل تنصر فَحَضَرَ عِنْده جمَاعَة من كبار النَّصَارَى والمغل فَجعل وَاحِد مِنْهُم ينتقص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُنَاكَ كلب صيد مربوط فَلَمَّا أَكثر من ذَلِك وثب عَلَيْهِ الْكَلْب فخمشه فخلصوه مِنْهُ وَقَالَ بعض من حضر هَذَا بكلامك فِي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ كلا بل هَذَا الْكَلْب عَزِيز النَّفس وَآل أُشير بيَدي فَظن أَنِّي أُرِيد أَن أضربه ثمَّ عَاد إِلَى مَا كَانَ فِيهِ فَأطَال فَوَثَبَ الْكَلْب مرّة أُخْرَى فَقبض على زردمته فقلعها فَمَاتَ من حِينه فَأسلم بِسَبَب ذَلِك نَحْو أَرْبَعِينَ ألفا من الْمغل وَمَات عَلَاء الدّين هَذَا فِي سنة 720
- 296 عَليّ بن مَسْعُود بن نَفِيس بن عبد الله أَبُو الْحسن الْموصِلِي ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 634 وَسمع من يُوسُف بن خَلِيل وَضاع ذَلِك مِنْهُ وبمصر من الْكَمَال الضَّرِير والرشيد الْعَطَّار وَغَيرهمَا ثمَّ نزل إِلَى أَن أَخذ عَن أَصْحَاب ابْن ملاعب ثمَّ أَصْحَاب ابْن اللتي والضياء وعني بِالْحَدِيثِ وَقَرَأَ الْكثير وَحصل الْأُصُول وَأكْثر بِدِمَشْق عَن ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وَكَانَ صَالحا مفتيا وَلم يزل يقْرَأ ويفيد إِلَى آخر عمره قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ حسن الْخلق مَعَ الدّين وَالتَّقوى وَعدم لَهُ من ذَلِك شَيْء كثير فِي وقْعَة التتار ووقف بقيتها وَمَات فِي(4/153)
صفر فِي سنة 704
- 297 عَليّ بن مطرف بن حسن بن طريف بن غبشان بن مُعلى بن غالى ابْن يحيى بن مُوسَى بن عِيسَى بن دَاوُد بن عبد الله بن سَالم بن عبد الله بن عمر الْقرشِي الْعَدوي الْعمريّ ذكره الشهَاب ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ كَانَ من خَواص أَمِير الْمَدِينَة وذى بن جماز فَلَمَّا آلت الإمرة إِلَى طفيل أوقع بِابْن مطرف وَذَوِيهِ فجفلوا إِلَى الْقَاهِرَة فأقاموا بهَا ولعلي شعر مِنْهُ
(حمامة بطن الواديين أبيني ... أدينك فِي شرع الْمحبَّة ديني)
(حنينك لَا يزْدَاد إِلَّا صبَابَة ... كَذَلِك من دون الْأَنَام حنيني
- 298 عَليّ بن المظفر بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن يزِيد الوداعي الْكِنْدِيّ الاسكندراني ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 640 تَقْرِيبًا وتلا بالسبع على علم الدّين اللورقي وَابْن أبي الْفَتْح وَطلب الحَدِيث فَسمع من ابْن أبي طَالب ابْن السروري وَمن عبد الله بن الخشوعى وَعبد الْعَزِيز الكفرطابى والصدر الْبكْرِيّ وَعُثْمَان بن خطيب القرافة وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل قَرَأَ عَلَيْهِ بِنَفسِهِ(4/154)
المعجم الصَّغِير للطبراني وَابْن عبد الدَّائِم وَمن بعدهمْ قَالَ البرزالي جمعت شُيُوخه بِالسَّمَاعِ من سنة اربعين فَمَا بعْدهَا فبلغوا نَحْو الْمِائَتَيْنِ واشتغل فِي الْآدَاب فمهر فِي الْعَرَبيَّة وَقَالَ الشّعْر فأجاد وَكتب الدرج بالحصون مُدَّة ثمَّ دخل ديوَان الْإِنْشَاء فِي آخر عمره بعد سعي شَدِيد وَكَانَ لِسَانه هجاء فَكَانَ النَّاس ينفرون عَنهُ لذَلِك كَانَ شَدِيدا فِي مَذْهَب التَّشَيُّع من غير سبّ وَلَا رفض وَزَعَمُوا أَنه كَانَ يخل بِالصَّلَاةِ وَولى الشَّهَادَة بديوان الْجَامِع ومشيخة الحَدِيث النفيسية وَجمع تذكرة فِي عدَّة مجلدات تقرب من الْخمسين وَقفهَا بالسميساطية وَهِي كَثِيرَة الْفَوَائِد وَكَانَت لَهُ ذؤابة بَيْضَاء إِلَى أَن مَاتَ وفيهَا يَقُول
(يَا عائبا مني بَقَاء ذؤابتي ... مهلا فقد أفرطت فى تعيبها)
(قد واصلتني فِي زمَان شبيبتي ... فعلى م اقطعها أَوَان مشيبها)
وَمن لطائفه قَوْله
(وَيَوْم لنا بالنير بَين رقيقَة ... حَوَاشِيه خَال من رَقِيب يشينه)
(وقفنا فسلمنا على الدوح غدْوَة ... فَردَّتْ علينا بالرؤوس غصونه) وَله
(وَلَا تَسْأَلُونِي عَن لَيَال سهرتها ... أراعي نُجُوم الْأُفق فِيهَا إِلَى الْفجْر)
(حديثى عَال فى السَّمَاء لأنى ... أخذت الْأَحَادِيث الطوَال عَن الزهر)(4/155)
وَله وكتبهما عَنهُ الرشيد الفارقي وَكَانَ يستجيدهما
(وَلَو كنت أنسى ذكره لنسيته ... وَقد نشأت بَين المحصب والحمى)
(سَحَابَة لؤم أرعدت ثمَّ أبرقت ... بسمر وبيض أمْطرت عَنْهُمَا دَمًا)
وَله
(فتنت بِمن محاسنه ... إِلَى عرب النقا تنمي)
(عذار من بني لَام ... وطرف من بنى سهم)
(وعذالى بَنو ذهل ... وحسادي بَنو فهم)
وَله
(خليلي لَا تَسْقِنِي ... سوى الصّرْف فَهُوَ الهني)
(ودع كأسها أطلسا ... وَلَا تَسْقِنِي مَعَ دني)
وَله
(قسما بمرآك الْجَمِيل فَإِنَّهُ ... عَرَبِيّ حسن من بنى زهران)
(لاحلت عَنْك وَلَو رَأَيْتُك من بنى ... لحبان لَا بل من بني شَيبَان)
أَخْبرنِي أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد بِقِرَاءَتِي أنشدنا الوداعي لنَفسِهِ إجَازَة وَهُوَ أخر من حدث عَنهُ
(قَالَ لي العاذل المفند فِيهَا ... حِين وافت سلمت مختاله)
(قُم بِنَا نَدع النُّبُوَّة فى الْعِشْق ... فقد سلمت علينا الغزاله)
وَله
(إِذا رَأَيْت عارضا مسلسلا ... فِي وجنة كجنة يَا عاذلي)
(فَاعْلَم يَقِينا أنني من أمة ... تقاد للجنة بالسلاسل)(4/156)
مَاتَ فِي رَجَب سنة 716 وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى ابْن ودَاعَة وَهُوَ عز الدّين عبد الْعَزِيز ابْن مَنْصُور بن ودَاعَة الْحلَبِي كَانَ النَّاصِر بن الْعَزِيز ولاه شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ثمَّ ولاه الظَّاهِر بيبرس وزارة الشَّام فَكَانَ عَلَاء الدّين الوداعي كَاتبه فاشتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ لطول ملازمته لَهُ قَالَ الذَّهَبِيّ لم يكن عَلَيْهِ ضوء فِي دينه وَكَانَ يخل بِالصَّلَاةِ وَيَرْمِي بعظائم وَكَانَت الحماسة من محفوظاته حَملَنِي الشره على السماع من مثله قَالَ ابْن رَافع سمع مِنْهُ الْحَافِظ الْمزي وَغَيره وَكَانَ قد سمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الْأُصُول وَمهر فِي الْأَدَب وَكتب الْخط الْمَنْسُوب سَأَلت الْكَمَال الزملكاني عَنهُ فَقَالَ اشْتغل فِي شبيبته كثيرا بأنواع من الْعُلُوم وَقَرَأَ بالسبع وَقَرَأَ الحَدِيث وسَمعه وَحصل طرفا من اللُّغَة وَكَانَ لَهُ شعر فِي غَايَة الْجَوْدَة فِيهِ الْمعَانِي المستكثرة الحسان الَّتِي لم يسْبق إِلَى مثلهَا وَكَانَ يكْتب للوزير ابْن ودَاعَة ويلازمه ثمَّ نقصت حَاله بعده وَلم يحصل لَهُ إنصاف من جِهَة الوصلة وَلم يزل يُبَاشر فِي الدِّيوَان السلطاني وَقَالَ البرزالي بَاشر مشيخة دَار الحَدِيث النفيسية عشْرين سنة إِلَى أَن مَاتَ
- 299 عَليّ بن المظفر بن أَحْمد الصَّالِحِي أجَاز لَهُ شيخ الشُّيُوخ بحماة وَابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَغَيرهم وَحدث عَنْهُم بِجُزْء ابْن عَرَفَة وَيُقَال إِنَّه جَازَ الْمِائَة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 742
- 300 عَليّ بن معالي الْحَرَّانِي عَلَاء الدّين ابْن الْوَزير الْكَاتِب كَانَ مشكور السِّيرَة وَمَات فِي صفر سنة 705(4/157)
- 301 عَليّ بن أبي الْمَعَالِي بن خضر التنوخي المعري ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو الْحسن ولد سنة 51 وَحمل إِلَى دمشق وَهُوَ ابْن خمس سِنِين وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم الْخياطَة وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وعَلى بن الأوحد والمقداد الْقَيْسِي وَيحيى بن أبي مَنْصُور وَغَيرهم وَحدث واقرأ الْأَطْفَال وَكَانَ يلازم الْجَامِع وَمن مسموعه على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر فضل الْخَلِيل للقاسم بن عَسَاكِر بِسَمَاعِهِ مِنْهُ مَاتَ فِي رَابِع جُمَادَى الأولى سنة 737
- 302 عَليّ بن مقَاتل الْأنْصَارِيّ الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الزريزير بن الْكَاتِب الحاسب ولد سنة 65 تَقْرِيبًا وَكَانَ يعلم النَّاس الْحساب وانتفع بِهِ جمَاعَة وَمَات فِي صفر سنة 750
- 303 عَليّ بن مقَاتل بن عبد الْخَالِق الْحَمَوِيّ التَّاجِر الزجال ولد سنة 674 بحماة وتعانى الْأَدَب فنظم الشّعْر قَلِيلا وَغلب عَلَيْهِ نظم الأزجال فاشتهر بهَا فَمن نظمه فِي الشّعْر
(إِن كانون فِي الكوانين أَمْسَى ... وَبِه خيلة من النيرَان)
(كصديق لَهُ ثَلَاث وُجُوه ... كل وَجه مِنْهَا بِأَلف لِسَان)
وَله
(يَا مرقصا يَا مطربا غنى لنا ... أنعم لإخوان الصَّفَا بتلاق)
(فَلَقَد رميت مقَاتل الفرسان بَين ... يَديك عِنْد مصَارِع العشاق)(4/158)
وَأما أزجاله فَهِيَ فِي ديوَان مُفْرد فِي مجلدين وَكَانَ هَذَا الْفَنّ قد انْتهى إِلَيْهِ فِي زَمَنه بَلغنِي أَن ابْن نباتة والصفي الْحلِيّ اجْتمعَا عِنْد الْمُؤَيد صَاحب حماة فَدخل عَلَيْهِ ابْن مقَاتل فأنشده زجلا قَالَه فِيهِ الْتزم أُمُور كَثِيرَة وَهُوَ فى نِهَايَة الانسجام جَاءَ فِي آخِره ملحون بِأَلف مُعرب فَالْتَفت ابْن نباتة إِلَى الصفي فَقَالَ شيخ صفي الدّين ملحون بِأَلف مُعرب وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَائِل سنة 761
- 304 عَليّ بن مقلد البدوي الدِّمَشْقِي كَانَ حَاجِب الْعَرَب فِي أَيَّام تنكز وَله عِنْده منزلَة عَظِيمَة وَكَانَ يتعاظم جدا ثمَّ غضب عَلَيْهِ بعد دهر طَوِيل فِي خدمته فأكحله ثمَّ قطع لِسَانه فَمَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 733
- 305 عَليّ بن أبي الْحرم مكي بن السراج القلانسي الدِّمَشْقِي كَانَ ملازما للتلاوة مُنْقَطِعًا عَن النَّاس وَقد حدث عَن ابْن الزبيدِيّ وَابْن الصَّباح وَالْفَخْر الاربلي بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي الْمحرم سنة 702
- 306 عَليّ بن منجا بن عُثْمَان بن أَسد بن المنجا التنوخي عَلَاء الدّين ابْن زين الدّين ولد لَيْلَة نصف شعْبَان سنة 677 وَفِي طَبَقَات ابْن رَجَب سنة ثَلَاث سمع من الْفَخر وَأحمد بن شَيبَان وَغَيرهمَا واشتغل على مَذْهَب الْحَنَابِلَة إِلَى أَن ولي قَضَاء الْحَنَابِلَة فِي رَجَب سنة 732 وَكَانَ كثير الرِّئَاسَة والمرافاة للنَّاس عجبا فِي ذَلِك مَاتَ فِي ثامن شعْبَان سنة(4/159)
خمسين وَسَبْعمائة قَرَأت تَارِيخ وَفَاته ومولده بِخَط التقي السُّبْكِيّ قَالَ ابْن رَجَب قَرَأت عَلَيْهِ الْأَحَادِيث الَّتِي رَوَاهَا مُسلم عَن أَحْمد بِسَمَاعِهِ عَن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن أبي عصرون عَن الْمُؤَيد قراءتين بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ عفيفا دينا زاهدا طيب الْمطعم وَالْمشْرَب لَا يَأْكُل لأحد شَيْئا وَلَا يشرب وَلَو كَانَ صديقه ورفيقه ودرج على ذَلِك
- 307 عَليّ بن مَنْصُور بن نَاصِر الْحَنَفِيّ عَلَاء الدّين الْقُدسِي سمع من الشّرف ابْن عَسَاكِر وطبقته وتفقه وَشرح الْمُغنِي فِي أصُول الْفِقْه ودرس بالتنكزية بالقدس وَهُوَ وَالِد صدر الدّين ابْن مَنْصُور الَّذِي ولي الْقَضَاء بالديار المصرية مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 746 وَقيل سنة 748 وَهُوَ وهم
- 308 عَليّ بن منكلي بن عبد الله الصَّالِحِي الذَّهَبِيّ روى عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَمن طغريل المحسني مَذْكُور فِي مُعْجم الذَّهَبِيّ قَالَ أَبُو الْحسن الْحلَبِي سَمِعت مِنْهُ وَكَانَ خيرا صَالحا مُنْقَطِعًا بمدرسة أبي عمر وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 712 وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ
- 309 عَليّ بن نصر الله بن عمر بن عبد الْوَاحِد الْقرشِي الْمصْرِيّ أَبُو الْحسن نور الدّين ابْن الصَّواف الْخَطِيب سمع أَكثر النَّسَائِيّ من ابْن باقا فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَسمع أَيْضا من ابْن الصَّابُونِي وجعفر وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ(4/160)
أَبُو الْوَفَاء ابْن مَنْدَه والمديني وَغَيرهمَا ورحل النَّاس إِلَيْهِ وَأَكْثرُوا عَنهُ قَالَ الذَّهَبِيّ ظهر بعد رحلتي فَلم ألقه وأثنوا عَلَيْهِ أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ والواني وَابْن المهندس وَغَيرهم قلت آخِرهم جوَيْرِية بنت الهكاري وَمَات فِي رَجَب سنة 712 وَقد جَاوز التسعين
- 310 عَليّ بن نوح بن أبي الْفضل بن وَحشِي بن عماد الْمُؤَذّن بِجَامِع دمشق سمع من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر سمع مِنْهُ ابْن الْمُحب وَولده مُحَمَّد وَابْن سعد وَآخَرُونَ وَمَات قَدِيما فِي ذِي الْقعدَة سنة 727
- 311 عَليّ بن هِلَال الدولة الشيرزى ولد بشيرز ثمَّ قدم مصر وباشر شدّ الْعِمَارَة وخدم عِنْد أَحْمد بن عبَادَة فِي نظر الْخَاص والأوقاف وندبه السُّلْطَان النَّاصِر لعمارة الْمَسْجِد الْحَرَام فِي شَوَّال سنة 727 وَأصْلح مَا وَهن من سقوفه وجدرانه وسَاق عين ثقبة إِلَى مَكَّة وَأَنْشَأَ الْمِيضَاة الناصرية بالمسعى وَلما عَاد قَرَّرَهُ النَّاصِر فِي شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ صودر فِي سنة 734 وَكَانَ كثير الْخَيْر وَالْمَعْرُوف والشفقة والعفة فَلم يحصل لَهُ فِي المصادرة كَبِير إهانة ثمَّ سجن بالإسكندرية ثمَّ شفع فِيهِ تنكز وَطَلَبه الى دمشق ثمَّ آخر بِإِخْرَاجِهِ الى شيرز فَمَاتَ بهَا سنة 739
- 312 عَليّ بن هبة الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة نور الدّين ابْن شهَاب الدّين الاسنائي الْفَقِيه الشَّافِعِي تفقه على بهاء الدّين القفطى وَالشَّيْخ جلال الدّين الدشناوي وبرع فِي الْفِقْه وَكتب الرَّوْضَة بِخَطِّهِ وَكَانَ يستحضر غالبها وَهُوَ أول من أدخلها إِلَى قوص وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى بقوص(4/161)
ودرس بعدة مدارس وصاهر الصاحب نجم الدّين الاصفوني فَلَمَّا مَاتَ هرب أَصْحَابه فَغَاب هُوَ سبعين يَوْمًا فحفظ فِيهَا الْمُنْتَخب فِي الْأُصُول وَكَانَ يحفظ مُخْتَصر مُسلم لِلْمُنْذِرِيِّ وَجَرت لَهُ محنة بِسَبَب إِلْحَاق أَطْفَال من نَصْرَانِيّ بجد لَهُم أسلم فَيُقَال إِنَّهُم دسوا عَلَيْهِ من سقَاهُ سما فَمَاتَ فِي سنة 707
- 313 عَليّ بن يحيى بن أسعد بن عبد الْوَهَّاب
- 314 عَليّ بن يحيى بن إِسْمَاعِيل الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين ابْن القيسراني اشْتغل بالأدب وَحفظ المقامات والملحة وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ فِي ذهنه وَقْفَة لكنه كتب جيدا وَكَانَ عَاقِلا وقورا وَمَات أَبوهُ قبله بِشَهْر وَاحِد مَاتَ هُوَ فِي شعْبَان سنة 753
- 315 عَليّ بن يحيى بن عُثْمَان بن أَحْمد بن أَبى المنى الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين ابْن نحلة الشَّافِعِي ولد سنة 658 وَحفظ الْمُحَرر وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره ولازم زين الدّين الفارقي مُدَّة ودرس بالدولعية والركنية وباشر نظر بَيت المَال مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 723
- 316 عَليّ بن يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَبى بكر النجيبى الشاطبي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّاهِد ولد سنة 636 وَسمع من الرشيد ابْن مسلمة وَالْمجد الاسفرايينى والرشيد الْعِرَاقِيّ والنور الْبَلْخِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن الجميزي وَغَيره وَخرجت لَهُ مشيخة وَطَالَ عمره وَتفرد وَكَانَ طَوِيل الرّوح صبورا وَكَانَ لَهُ مَسْجِد وحلقة وَعجز أخيرا وَانْقطع وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 721(4/162)
- 317 عَليّ بن يحيى بن فضل الله بن مجلى الْعَدوي تقدم نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه أَحْمد أَبُو الْحسن عَلَاء الدّين كَاتب السِّرّ بحلب وليه بعد موت أَبِيه فباشره ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة نِيَابَة عَن أَبِيه واستقلالا وخدم اثْنَي عشر سُلْطَانا وَكَانَ مولده سنة 712 واشتغل قَلِيلا وَلم يمهر كَمَا مهر أَخُوهُ وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ الْحَظ لَهُ لرزانته وعقله فَإِن النَّاصِر غضب من أَحْمد ونفاه إِلَى الشَّام فَأمر أَبَاهُ أَن يحضر إِلَيْهِ ابْنه عَلَاء الدّين ليقْرَأ الْبَرِيد وَينفذ الأشغال على عَادَة أَخِيه فِي حَيَاة أَبِيه فَاعْتَذر أَبوهُ بصغر سنه وَكَانَ سنة إِذْ ذَاك خمْسا وَعشْرين سنة فَقَالَ لَهُ النَّاصِر أَنا أربيه واعلمه وأدربه فباشر ذَلِك سنة وشيئا ثمَّ مَاتَ أَبوهُ فقرره النَّاصِر فِي مَكَانَهُ اسْتِقْلَالا وَكَانَ حسن الْخط جدا لَا يلْحق فِيهِ وَلَا سِيمَا قلم الثُّلُث فَلم يلْحقهُ فِيهِ أحد وَلَا كتبه بعد الْوَلِيّ العجمي أحد مثله وَهُوَ قَلِيل البضاعة من الْعلم كَانَ سَاكِنا وقورا وَقد سمع الحَدِيث من أَبِيه وَأَسْمَاء بنت صصرى وَغَيرهمَا وَحدث وَله نظم وسط وَكَانَ يعْتق الْوَرق والحبر وينقل الْقطع بِخَط الْوَلِيّ العجمي وَابْن البواب وَغَيرهمَا مِمَّن تقدم وَتَأَخر فَلَا يشك من ينظر ذَلِك من كتاب الْمَنْسُوب أَنه خطّ من نَقله مِنْهُ إِلَّا الْفَرد النَّادِر وَحكى شَيخنَا ابو على الزفتاوى أَنه حضر هُوَ وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن ابى رقيبة محتسب مصر وَكَانَت رئاسة كِتَابَة الْمَنْسُوب انْتَهَت إِلَيْهِ فَأرَاهُ عَلَاء الدّين قِطْعَة بِخَط ابْن البواب قد أتقنها وعتقها حَتَّى كَانَ لَا يشك أحد أَنَّهَا خطّ ابْن البواب فتأملها ابْن أبي رقيبة وَقَالَ أسعد الله الأنامل(4/163)
الَّتِي خطتها فَتغير ابْن فضل الله وسبه ودعا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ فَقدر الله أَن ابْن فضل الله مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 769 وَله سبع وَخَمْسُونَ سنة وعاش بعده الْمُحْتَسب ثَمَانِي سِنِين وَكَانَ الْمُحْتَسب مَعَ ذَلِك أسن مِنْهُ فَإِنَّهُ أَخذ عَن الشَّيْخ عماد الدّين ابْن الْعَفِيف ولازمه طَويلا وَكَانَ فِي حَيَاته من الكملة فِي كِتَابَة الْمَنْسُوب وَمَات الْعِمَاد سنة 737
- 318 عَليّ بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين ابْن الفويرة كَانَ جيد الْخط حسن الضَّبْط ولي شَهَادَة الخزانة وَنظر الأسرى ثمَّ عزل عَنْهُمَا مرَارًا وحصلت لَهُ بِسَبَب ذَلِك كلف كَثِيرَة ثمَّ قرر فِي توقيع الدست فِي أَوَاخِر عمره فباشره دون نصف سنة وَمَات فِي شَوَّال سنة 754
- 319 عَليّ بن يحيى بن أبي الثَّنَاء الذَّهَبِيّ ولد سنة ... . وأسمع على بن إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْيُسْر وَحدث وَمَات ... ...
- 320 عَليّ بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن الصَّابُونِي اسْمَعْهُ أَبوهُ الْكثير بِدِمَشْق والقاهرة فَمَاتَ شَابًّا ابْن ثَلَاثِينَ سنة فِي جُمَادَى الأولى سنة 710
- 321 عَليّ بن يَعْقُوب بن جِبْرِيل الْبكْرِيّ نور الدّين أَبُو الْحسن الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْفَقِيه ولد سنة 673 واشتغل بالفقه وَالْأُصُول وَقَرَأَ بِنَفسِهِ مُسْند الشَّافِعِي على سِتّ الوزراء لما قدمت الْقَاهِرَة وَجَرت لَهُ محنة بِسَبَب(4/164)
القبط فتعصبوا عَلَيْهِ وَأغْروا بِهِ السُّلْطَان وَكَانَ هُوَ قد بسط لِسَانه فِي الْإِنْكَار فَأمر بِقطع لِسَانه فَبلغ ذَلِك الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ فطلع إِلَى القلعة وشفع فِيهِ فَقبل السُّلْطَان شَفَاعَته بعد جهد وَشرط أَن يخرج من مصر فَخرج إِلَى دهروط وَكَانَ سَبَب ذَلِك أَنه لما كَانَ فِي النّصْف من الْمحرم سنة 714 بلغه أَن النَّصَارَى قد استعاروا من قناديل جَامع عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر شَيْئا وعلقوه فِي مجمع كَانَ بالكنيسة الْمُعَلقَة فَأخذ مَعَه طَائِفَة كَبِيرَة من النَّاس وهجم الْكَنِيسَة وَالنَّصَارَى فِي الْمُجْتَمع وَنكل بهم وَبلغ مِنْهُم مبلغا عَظِيما وَعَاد إِلَى الْجَامِع وأهان قومته وَأكْثر من الوقيعة فِي خَطِيبه فَبلغ ذَلِك الْفَخر نَاظر الْجَيْش فاتفق دُخُول الْبكْرِيّ إِلَى أرغون النَّائِب فشنع القَوْل على كريم الدّين الصَّغِير نَاظر النظار وَعلي كريم الدّين نَاظر الْخَاص وَإِن ذَلِك جرى بأمرهما فَبلغ السُّلْطَان فَأمر بإحضار الْقُضَاة وَفِيهِمْ ابْن الْوَكِيل واحضر الْبكْرِيّ فَتكلم وَوعظ وَذكر آيَات من الْقُرْآن وَأَحَادِيث وَاتفقَ أَنه أغْلظ فِي عِبَارَته وواجه السُّلْطَان يَقُول أفضل الْجِهَاد كلمة حق عَنهُ سُلْطَان جَائِر فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان وَقد اشْتَدَّ غَضَبه أَنا جَائِر قَالَ نعم أَنْت سلطت الأقباط على الْمُسلمين وقويت دينهم فَلم يَتَمَالَك السُّلْطَان نَفسه أَن أَخذ السَّيْف وهم بِالْقيامِ ليضربه فبادره أَمِير طغاي وأمسكه بِيَدِهِ فَالْتَفت إِلَى ابْن مخلوف وَقَالَ يَا قَاضِي يتجرأ عَليّ هَذَا مَا الَّذِي يجب عَلَيْهِ قَالَ(4/165)
لم يقل شَيْئا يُوجب عُقُوبَة فصاح السُّلْطَان بالبكري أخرج عني فَقَامَ وَخرج فَقَالَ ابْن الْوَكِيل مَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يغلظ وَيتَكَلَّم بِرِفْق فأعجب السُّلْطَان فَقَالَ ابْن جمَاعَة قد تجرأ وَمَا بقى إِلَّا مراحم السُّلْطَان فأنزعج أَيْضا وَقَالَ اقْطَعُوا لِسَانه فبادر طغاي الدويدار ليفعل فَحَضَرَ الْبكْرِيّ وارتعد وَصَاح واستغاث بالأمراء فرقوا لَهُ وألحوا على السُّلْطَان فِي السُّؤَال فِي أمره حَتَّى رق وَأمر بنفيه وَدخل ابْن الْوَكِيل وَهُوَ يبكي وينتحب فَظن السُّلْطَان أَنه أَصَابَهُ شَيْء فَقَالَ لَهُ خير خير قَالَ الْبكْرِيّ عَالم صَالح لكنه ناشف الدِّمَاغ قَالَ صدقت وَسكن غَضَبه وَأمر بِإِخْرَاجِهِ وَكَانَ نور الدّين الْمَذْكُور جوادا مقلا فَقِيها فَاضلا مناظرا وَهُوَ مِمَّن كَانَ يشدد على ابْن تَيْمِية لما امتحن بِالْقَاهِرَةِ وَذكر الْكَمَال جَعْفَر الادفوي أَن ابْن الرّفْعَة أوصاه أَن يكمل شرح الْوَسِيط ولنور الدّين كتاب تَفْسِير الْفَاتِحَة وَكتاب فِي الْبَيَان وَغير ذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دينا متعففا منطرحا للتجمل نهاء عَن الْمُنكر وَكَانَ وثب مرّة على ابْن تَيْمِية ونال مِنْهُ وَأكْثر القلاقل وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 724
- 322 عَليّ بن يُوسُف بن الأوحد سادر بن الزَّاهِر بن صَاحب حمص أحد الْأُمَرَاء العشراوات بِدِمَشْق وَمَات وَله دون الْعشْرين بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة(4/166)
وَدفن بِالبَقِيعِ فِي ذِي الْقعدَة سنة 754 وَلم يكن بِدِمَشْق أجمل صُورَة مِنْهُ
- 323 عَليّ بن يُوسُف بن حريز بن معضاد بن مُحَمَّد بن أَحْمد القارىء الْمَشْهُور بالشيخ نور الدّين الشطنوفي اللَّخْمِيّ الشَّافِعِي كَانَ أَصله من الشَّام من البلقاء وَولد بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة 647 وَأخذ القراآت عَن تَقِيّ الدّين ابْن الجرائدي وزين الدّين ابْن الجزائرى وَغَيرهمَا والعربية عَن صَالح ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الاسعردي إِمَام جَامع الْحَاكِم وَسمع من النجيب والصفي الْخَلِيل وَغَيرهمَا وَولي تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني والإقراء بِجَامِع الْحَاكِم وَكَانَ النَّاس يكرمونه ويعظمونه وينسبونه إِلَى الصّلاح وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي القراآت وَجمع هُوَ مَنَاقِب الشَّيْخ عبد الْقَادِر وسمى الْكتاب الْبَهْجَة قَالَ الْكَمَال جَعْفَر وَذكر فِيهَا غرائب وعجائب(4/167)
وَطعن النَّاس فِي كثير من حكاياته وَمن أسانيده فِيهَا وَكَانَ عَالما تقيا مشكور السِّيرَة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فى تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 713 رَحمَه الله
- 324 عَليّ بن عز الدّين يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الزرندي ثمَّ الْمدنِي الْحَنَفِيّ نور الدّين أَبُو الْحسن ابْن أبي المظفر ابْن الزرندي ولد سنة عشر أَو قبلهَا وَقَيده بَعضهم سنة ثَمَان وَسمع من إِسْمَاعِيل النفليس [وَمن ابْن شَاهد الْجَيْش وَكَانَ قد حفظ ربع الْوَجِيز فِي الْفِقْه على مَذْهَب الإِمَام الشَّافِعِي ثمَّ تحول حنفيا وتفقه على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَنظر فِي الْآدَاب وشارك فِي الْفَضَائِل وَطلب الحَدِيث وَسمع(4/168)
بِدِمَشْق والقاهرة وبغداد ورحل الى خوارزم وَغَيرهَا وشارك فى الْفَضَائِل وَولى قُضَاة الْمَدِينَة والتدريس بهَا والحسبة فِي سنة 766 وَكَانَ سَيْفا لأهل السّنة قامعا للمبتدعة وَهُوَ أول قَضَاء الْحَنَفِيَّة بِالْمَدِينَةِ وَمن شُيُوخه الْوَادي آشي وَابْن حُرَيْث وَالزُّبَيْر بن عَليّ الاسواني وَالْجمال المطري وَمُحَمّد بن عَليّ بن يحيى الغرناطي قَالَ ابْن حبيب حدث بحلب بالشفاء عَن الزبير وَله مقامة بديعة فِي الْمُفَاخَرَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة قَرَأت عَلَيْهِ بحلب فِي رَجَب سنة وَفَاته وَمَات بِالْمَدِينَةِ فِي سَابِع أَو ثامن ذِي الْحجَّة سنة 772
- 325 عَليّ بن يُوسُف بن الْحُسَيْن بن أبي حَامِد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن العجمي العجرم سمع من سنقر الصَّحِيح بفوت وَحدث وَكَانَ من شُيُوخ الحَدِيث وَذكره ابْن سعد فِيمَن لقِيه سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 749
- 326 عَليّ بن يُوسُف بن سُلَيْمَان صدر الدّين ابْن جمال الدّين ابْن الصَّدْر سُلَيْمَان الْحَنَفِيّ نَاب فِي الحكم عَن القَاضِي برهَان الدّين بن عبد الْحق ثمَّ نَاب فِي الحكم بِدِمَشْق ذكره الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وقدح فِي حكمه وَفِي شُهُوده حَتَّى قَالَ وَلَا يجوز لأحد أَن ينفذ حكمه لما اشْتهر عَنهُ
- 327 عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن بدران الاربلي عَلَاء الدّين ثمَّ الدِّمَشْقِي التَّاجِر سمع بِبَغْدَاد من ابْن الدواليبي وَحدث عَنهُ وَكَانَ لَهُ علم وخدم عِنْد(4/169)
تقزدمر لما كَانَ نَائِب دمشق وَمَات سنة 752
- 328 عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن أَبى الْعِزّ وهيب صدر الدّين الْحَنَفِيّ قَرَأَ الْعلم واشتغل على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَمهر وناب فِي الحكم ودرس وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة 737
- 329 عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ الصنهاجي المالقي الْمَعْرُوف بِابْن مصامد أَخذ عَن ابيه وابى صَالح النجيبى وأبى مُحَمَّد البابلى وَغَيرهم ذكره ابو الْقَاسِم النجيبى فِي فَوَائِد رحلته وَقَالَ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي سنة 617 وأرخ وَفَاته فِي سنة 702
- 330 عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ الأَصْل ابْن المهتار الدِّمَشْقِي عَلَاء الدّين ولد فِي ربيع الأول سنة 649 وَسمع من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر والكرماني وَابْن أبي عمر وَابْن عَطاء وَغَيرهم وَكَانَ اماما بِمَسْجِد الرَّأْس وَيشْهد تَحت السَّاعَات وَله حَلقَة بالجامع ثمَّ ضعف بَصَره وَانْقطع وَمَات فِي الْمحرم سنة 736
- 331 عَليّ بن يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن الزكي زكي الدّين ابْن بهاء الدّين الدِّمَشْقِي سمع من الْفَخر وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 746
- 332 عَليّ بن يُوسُف بن يَعْقُوب السنجاري الأديب ... سمع مِنْهُ(4/170)
عبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي بَيْتَيْنِ من نظمه
- 333 عَليّ بن يُوسُف بن رَيَّان الْكَاتِب سمع من ... . وَكَانَت لَهُ إجَازَة ثمَّ بَاشر عدَّة جِهَات فظلم فتحاشاه المحدثون ووصفوه بِسوء السِّيرَة وَمنع العلائي النَّاس عَن الْأَخْذ عَنهُ فَمَاتَ وَلم يحدث فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 761
- 334 عَليّ الاقصرائي الملقب قوركان يذكر أَنه سمع بعد التسعين شرح السّنة وجامع الْأُصُول وَحدث وَكَانَ مَعَه مَا يدل على صدقه وَحدث أَيْضا بالعوارف عَن بعض أَصْحَاب الْمُؤلف وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 767 عَن سنّ عالية
- 335 عَليّ الْأَوَانِي الفرضي قَاضِي اوانا تفقه على الْجمال أَحْمد بن عَليّ البابصري الَّذِي مَاتَ سنة 750 ذكره ابْن رَجَب فى الطَّبَقَات
- 336 على بالبراومى الْبَغْدَادِيّ خَادِم الشَّيْخ أَسد كَانَ من أَعْيَان الصَّالِحين وَله مَال يتجر لَهُ فِيهِ ويبر مِنْهُ وَيتَصَدَّق وَيَأْمُر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر ويشفع فَلَا يرد وَمَات فِي رَجَب سنة 766 بِدِمَشْق
- 337 عَليّ الدَّمِيرِيّ اشْتغل بِالْعلمِ وَانْقطع بالجامع الْأَزْهَر وَكَانَ يعبر(4/171)
الرُّؤْيَا وَله فِي ذَلِك بَاعَ وَاسع ويصوم الدَّهْر ويقرىء النَّاس الْقُرْآن مُتَبَرعا وَكَانَ قد سمع من ابْن عبد الْهَادِي وَمَات فِي الْمحرم سنة 768
- 338 عَليّ الْغَزِّي نزيل الصالحية قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ كَانَ رجلا مُبَارَكًا فِيهِ ذوق وَتَأمل فِي كَلَام أَرْبَاب الطَّرِيق مَاتَ فِي ثَالِث رَجَب سنة 749 قَالَ وَكَانَ ينْسب لِابْنِ تَيْمِية
- 339 عَليّ الفوطي الدِّمَشْقِي كَانَ كثير الكرامات والمكاشفات وَمَات فِي ربيع الأول سنة 766 وَقد جَاوز السّبْعين بِدِمَشْق
- 340 عَليّ المغربل أحد من كَانَ يعْتَقد بالديار المصرية مَاتَ فِي خَامِس جُمَادَى الأولى سنة 792 وَصلى عَلَيْهِ شَيخنَا البُلْقِينِيّ
- 341 أَبُو عَليّ بن مَسْعُود بن أبي عَليّ الْحَرَّانِي خَال عماد الدّين أبي بكر ابْن الْكُمَيْت سمع من مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم القواس جُزْء الْأنْصَارِيّ وَمِنْه وَمن أَخِيه عمر مُعْجم ابْن جَمِيع رَأَيْت ذَلِك بِخَط ابْن سعد
- 342 عماد بن يُوسُف الرضوى وَكَانَ اسْمه سنجر بن عبد الله الْآمِدِيّ الأَصْل النصيبي المولد ولد سنة 13 أَو 15 أَو 16 وَسمع مَعَ سَيّده عماد الدّين عمر بن أبي بكر عَليّ الْموصِلِي من الْمعِين الدِّمَشْقِي وَأبي الطَّاهِر بن عزون والنظام عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن رَشِيق وَغَيرهم وَله نظم وعَلى ذهنه حكايات وَفِيه خير وَسُكُون ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي سادس جُمَادَى الأولى سنة 738 بِمصْر وَكَانَ آخر كَلَامه(4/172)
سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم
- 343 عمار بن مَحْمُود بن حسن بن عمار بن عَليّ بن سعد الله بن أبي الْفضل العاني ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو الْيَقظَان عفيف الدّين ابْن حيينة ولد سنة 688 سمع مِنْهُ من نظمه ابو الْحُسَيْن بن ايبك وَابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَأنْشد عَنهُ من نظمه قصيدة أَولهَا
(لهف قلبى على القوام القويم ... حِين أضحى فِيهِ العرام غريمي)
وأرخ وَفَاته فِي رَجَب سنة 735
- 344 عمر بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن عشائر الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة يُقَال لَهُ القَاضِي جمال الدّين أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ سالكا طَرِيق الْفُقَرَاء وَحدث عَن نسيبة ابى حَامِد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن عشائر برسالة الْقشيرِي سمع عَلَيْهِ سعد الدّين الْحَارِثِيّ وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه
- 345 عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْقَرَافِيّ ولد بِمصْر سنة 53 وَسمع من عبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 742
- 346 عمر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْحسن بن العجمي كَمَال الدّين أَبُو الْفضل ابْن تَقِيّ الدّين ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704 وَأخذ عَن الشّرف الْبَارِزِيّ بحماة وفخر الدّين(4/173)
ابْن خطيب جبرين بحلب والبرهان الغزارى بِدِمَشْق وشمس الدّين الاصبهاني بِمصْر وَسمع سنة 711 من أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد العجمي وَطلب بعد ذَلِك بِنَفسِهِ فَسمع من الحجار وَابْن مزيز وشارك فِي الْفَضَائِل وَسمع بِمصْر والإسكندرية وَأفْتى ودرس وَكتب الطباق وَخرج وَكَانَ بارعا فِي عدَّة عُلُوم وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص وَمن شُيُوخه شمس الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد العجمي وَإِبْرَاهِيم بن صَالح وَأحمد ابْن إِدْرِيس بن مزيز وَابْن الشخنة والمزى والبرزالي وَكَانَ شيخ الخانقاه الزيدية وَله إِلْمَام قوي بِعلم الحَدِيث وَقد درس بالظاهرية والرواحية بحلب وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى بهَا مَعَ الشهَاب الاذرعي قَالَ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي بَلغنِي أَنه شرح فِي تدريس الْحَاوِي بِالدَّلِيلِ وَالتَّعْلِيل وَالْتزم أَن يدرس مِنْهُ كل يَوْم ربعه قَالَ وَجلسَ بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة فَقَرَأَ عَلَيْهِ طَالب فمررت بِهِ وَقت الضُّحَى وَهُوَ يُقرر فِي كتاب الْحيض وَاسْتمرّ إِلَى الظّهْر فسئموا وَتَفَرَّقُوا وتحققوا أَنه يَفِي بِمَا ادَّعَاهُ قَالَ وَكَانَ أديبا كَرِيمًا ذَا أَخْلَاق جميلَة ومحاضرة حَسَنَة وَله يَد طولى فِي الْفَرَائِض والحساب مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 777
- 347 عمر بن إِبْرَاهِيم بن عمرَان البهنسي نجم الدّين كَانَ فَاضلا ولي(4/174)
نِيَابَة الحكم بأسنا وأدفو وَكَانَ حسن الْخط جيد الذَّوْق مرضِي الطَّرِيقَة مَاتَ بقوص سنة 710 عَن ثَمَان وَأَرْبَعين سنة
- 348 عمر بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن بشر البعلبكي الْحَنْبَلِيّ سمع من أبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيره وجدت سمع مِنْهُ شهَاب الدّين ابْن حجي وَقَالَ كَانَ شَيخا صَالحا فَقِيها حنبليا مَاتَ فِي سنة ... . . وَهُوَ أَخُو بشر ابْن إِبْرَاهِيم الْمَاضِي
- 349 عمر بن إِبْرَاهِيم بن نصر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الكنانى الدمشقى الصَّالح زين الدّين النقبي سمع من عمر بن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وجزء ابْن عبد الصَّمد وَمن إِسْمَاعِيل بن الْفراء وَغَيره وَحدث وَمَات فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة 774
- 350 عمر بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الرَّزَّاق بن يحيى بن عمر بن كَامِل الحافظي سمع من أبي الْعَبَّاس الحجار مُسْند عبد بن حميد وَمن عَمه أَرْبَعِينَ الفراوي أَنا ابْن ابى جَعْفَر وَغير ذَلِك سمع مِنْهُ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي مُحدث حلب
- 351 عمر بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُؤمن أَمِين الدولة الحلبى زين الدّين ابو حَفْص ولد سنة 710 وباشر ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة ثمَّ أعرض عَنهُ وَقَالَ ابْن حبيب تعلق بِمذهب أَحْمد ولازم التَّوَاضُع(4/175)
واشتغل بِالْكِتَابَةِ وَالْأَدب والْحَدِيث وَقدم دمشق ومصر وَرجع إِلَى حلب فَمَاتَ بهَا فِي سنة 777 وَله سبع وَسِتُّونَ سنة
- 352 عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي المدلجي الشَّيْخ عز الدّين النسائى تعانى الِاشْتِغَال بالفقه وَغَيره وتفقه وبرع وَسمع الحَدِيث من الدمياطي وَحدث يَسِيرا وانتفع بِهِ جمَاعَة مِنْهُم وَلَده الشَّيْخ كَمَال الدّين وَالشَّيْخ مجد الدّين الزنكلوني ودرس بالفاضلية والكهارية والظاهرية وَبهَا كَانَ يسكن واقرأ النَّحْو بالجامع الْأَقْمَر وصنف مشكلات الْوَسِيط فِي مجلدين لم تكمل قَالَ الاسنوي كَانَ إِمَامًا بارعا فِي الْفِقْه والنحو والحساب وَالْأُصُول محققا دينا ورعا وَكَانَ يحب السماع ويحضره وَنقل التَّاج السُّبْكِيّ عَنهُ فِي التوشيح أَنه كَانَ يَقُول لَا يحل أَن ينْسب إِلَى الرَّافِعِيّ شَيْء مِمَّا فِي الرَّوْضَة وَهُوَ كَلَام ينفر مِنْهُ السّمع وَلكنه مَحْمُول على معنى صَحِيح وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ بارعا فِي الْفِقْه مدققا يعرف الْأُصُول والنحو مَعَ التقشف والزهد وَكَانَ يحضر السماع ويخشع ويطيب وَيحصل لَهُ حَالَة ويبكي إِذا سمع الْقُرْآن وَمَات فِي أول ذِي الْحجَّة سنة 716 وَكَانَ قد توجه لِلْحَجِّ من طَرِيق عيذاب(4/176)
- 353 عمر بن أَحْمد بن الْخضر بن ظافر بن طراد بن أبي الْفتُوح الْأنْصَارِيّ الْمصْرِيّ الْخَطِيب سراج الدّين القَاضِي الْمدنِي ولد سنة خمس اَوْ سِتّ أَو 637 بصندقا وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وتفقه على ابْن عبد السَّلَام والنصير ابْن الطباخ والسديد التزمنتي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ المرسي وَالْمُنْذِرِي وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وولاه الْمَنْصُور قلاون الخطابة بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة نَحْو أَرْبَعِينَ عَاما فَقَدمهَا سنة 682 فانتزعها من أيدى الرافضة وَكَانَ الخطابة وَالْقَضَاء مَعَ آل سِنَان ابْن عبد الْوَهَّاب بن نميلَة الْحُسَيْنِي فَلَمَّا اسْتَقر فِي الخطابة استمروا فِي الحكم وَكَانَ السَّبَب فِي ولَايَته أَن الرافضة كَانُوا يُؤْذونَ أهل السّنة كثيرا لغَلَبَة الرَّفْض على أُمَرَاء الْبَلَد وإقامتهم الْحُكَّام من قبلهم فَكَانَ السُّلْطَان يُرْسل مَعَ الْمَوْسِم إِمَامًا يؤم النَّاس إِلَى رَجَب ثمَّ يُرْسل مَعَ الرجية غَيره إِلَى الْمَوْسِم وَلَا يُمكن أحدا أَن يُقيم أَكثر من ذَلِك لِكَثْرَة الأذية فَلَمَّا اسْتَقر السراج رسخت قدمه وصبر على الْأَذَى وصودر مرّة فَانْتزع السُّلْطَان بِمصْر عوض مَا صودر بِهِ من إقطاع أهل الْمَدِينَة فكفوا عَنهُ وَكَانَ إِذا خطب اصطف الخدام قدامه صفا يحمونه من الرَّجْم ثمَّ صاهر السراج بعض الإمامية فخف عَنهُ الْأَذَى ثمَّ جَاءَ تَقْلِيده من النَّاصِر بِولَايَة الْقَضَاء فَأخذ الخلعة وَتوجه بهَا إِلَى الْأَمِير مَنْصُور بن جماز وَقَالَ لَهُ جاءنى مرسوم السُّلْطَان بِكَذَا وَأَنا لَا أقبل حَتَّى تَأذن فَقَالَ رضيت بِشَرْط أَن لَا تتعرض لحكامنا وَلَا لأحكامنا(4/177)
فاستمر على ذَلِك وَبَقِي آل سِنَان على حَالهم وغالب الْأُمُور الأحكامية مناطة بهم حَتَّى الْحَبْس والاعوان والاسجلات وَكَانَ السراج يداربهم ويواسي الضُّعَفَاء ويتفقد الأرامل والأيتام وَكَانَ بآخرة قد تنكرت أخلاقه ثمَّ مرض فَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة ليتدارى فأدركه الْمَوْت بالسويس فِي الْمحرم سنة 726 وَصلى عَلَيْهِ نجم الدّين الاصفوني وَدفن هُنَاكَ
- 354 عمر بن أَحْمد بن طَاهِر بن طراد بن أبي الْفتُوح هُوَ عمر بن أَحْمد بن الْخضر بن ظافر الْمُتَقَدّم
- 355 عمر بن أَحْمد بن عبد الله بن حلاوات زين الدّين الصَّفَدِي كَانَ أَبوهُ تَاجِرًا وَنَشَأ لَهُ أَخَوان احدهما ابراهيم كَانَ كَبِير التُّجَّار بصفد وَالْآخر يُونُس وَكَانَ سفارا وَتعلق عمر هَذَا بصناعة الْإِنْشَاء وتدرب إِلَى أَن صَار يكْتب الدرج عِنْد نجم الدّين الصَّفَدِي ثمَّ كتب عِنْد شهَاب الدّين ابْن غَانِم ثمَّ اشْتغل بِكِتَابَة السِّرّ بعد أَو وَقع بَين النَّائِب وَبَين شهَاب الدّين بن غَانِم وَحصل لِابْنِ غَانِم محنة كَبِيرَة حِينَئِذٍ واشتغل زين الدّين بِكِتَابَة السِّرّ فباشرها بخبرة وسياسة ومروءة وأضيفت إِلَيْهِ الخطابة وَكَانَ يتجرأ على مَالا يعرفهُ من الْعُلُوم ويدعى أَنه يعرف سِتَّة عشر علما وَرُبمَا كتب على الْفَتْوَى ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بطرابلس لأجل وَاقعَة وَقعت لَهُ مَعَ تنكز فَأخْرجهُ من صفد وأهانه وصادره فتعصب لَهُ عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير كَاتب السِّرّ بِمصْر عِنْد السُّلْطَان فاتفق موت كَاتب السِّرّ بطرابلس فَكتب لَهُ بهَا على يَد بريدي فَدَخلَهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 19 فاستمر فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ خَبِيرا بالتنجيم والرمل والموسيقى وَكَانَ(4/178)
ينتمى إِلَى مقَالَة مُحي الدّين ابْن الْعَرَبِيّ وَكَانَ مَوْصُوفا بالدهاء والمعرفة بالسعي والتحريش بَين النواب وَالْقِيَام بمهمات من يَقْصِدهُ وينتمي إِلَيْهِ وَلَكِن كَانَ عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير يُحِبهُ ويتعصب لَهُ حَتَّى إِنَّه قَالَ للسُّلْطَان لما قَالَ حِين ضعف من يصلح لكتابة السِّرّ قَالَ أما الْقَاهِرَة فَلَا أعرف فِيهَا أحدا أما الشَّام فَلَو كَانَ ابْن حلاوات حَيا لَكَانَ يصلح وَمن شعره فِي كأس مرصع
(ولابسة البلور ثوبا جسمها ... عقيق وَقد حفت سموط لآل)
(إِذا جليت عَايَنت شمسا منيرة ... وبدرا حلاه من نُجُوم لَيَال)
وَله فِي المديح
(خصت يداك بِسِتَّة محمودة ... ممدوحة فِي الْبَأْس وَالْإِحْسَان)
(قلم وَسَهْم واصطناع مَكَارِم ... ومثقف ومهتد وعنان)
مَاتَ سَابِع رَمَضَان سنة 736
- 356 عمر بن أَحْمد بن عبد الله بن المُهَاجر زين الدّين الْحلَبِي تفقه على زين الدّين الباريني وَأخذ عَن أبي عبد الله وَأبي جَعْفَر الأندلسيين وَكتب الْإِنْشَاء بحلب وَكَانَ لَهُ نظم حسن فَمِنْهُ مَا كتب بِهِ إِلَى ابْن فضل الله لِمَعْنى اقْتَضَاهُ
(أيا بدر فضل قد علا الشَّمْس قدره ... لَك الدَّهْر لم أَبْرَح محبا وداعيا)
(وَمَا أَنا مِمَّن يَسْتَحِيل وداوده ... فيا لَيْت شعري لم كرهت وداعيا)
وَمِنْه
(تَقول لى الْعَذْرَاء إِذا رمت وَصلهَا ... مقَال فتاة شابت الْمَنْع بالمنح)(4/179)
(تفكه بتفاح بحدى وسكرى ... حديثى جنانى يغوض عَن فتح)
ذكر وَلَده عبد الرَّحْمَن أَنه مَاتَ سنة 778
- 357 عمر بن أَحْمد بن عبد النصير ... سمع الشاطبية ... . وَمَات بالإسكندرية سنة 760
- 358 عمر بن أَحْمد بن عمر بن عبد الحميد السكندري الْمَعْرُوف بِابْن المراوحي سبط الشَّيْخ أبي الْحسن الشاذلي ذكره شَيخنَا فِي وفياته وَقَالَ نَاب فِي الحكم عَن المراكشي وَمَات بهَا فِي ثَانِي شهر ربيع الآخر سنة 760 وأرخه ابْن عرام سنة 759 فَوَهم
- 359 عمر بن أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ عز الدّين ابْن تَقِيّ الدّين الْمَعْرُوف بِابْن عوض ولد بقرية كوم الريش فِي صفر سنة 16 وأحضر على الواني واسمع على ابْن الشّحْنَة والدبوسي وَسمع أَيْضا من مُحَمَّد بن الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات فِي ... .
- 360 عمر بن أَحْمد بن عمر بن مُسلم بِالتَّشْدِيدِ بن عمر بن أبي بكر العوفى الصالحى زين الدّين الْمُؤَذّن بالجامع الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالكتاني بِالْمُثَنَّاةِ المثقلة ولد سنة 699 وَسمع من مُحَمَّد بن مشرف وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم والتقى سُلَيْمَان وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 777
- 361 عمر بن أَحْمد بن قُطْبَة الزرعي التَّاجِر مَاتَ بِدِمَشْق فِي صفر سنة 775(4/180)
- 362 عمر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن قيس الشَّافِعِي ولد سنة 699 وَسمع على الْعِمَاد السكرى
- 363 عمر بن أَحْمد بن مرداس الحلى نَاصِر الدّين الناصري الْمَعْرُوف بِابْن الطنبا كَانَ أَبوهُ مقرب السُّلْطَان الْعَزِيز ابْن الظَّاهِر فولد لَهُ هَذَا وَاسْتمرّ وَسمع الحَدِيث وَكَانَ مُقيما بمقصورة الحلبيين بِجَامِع دمشق وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد وَله حُرْمَة ومكانة عِنْد الرؤساء والأمراء وللفقراء بِهِ رَاحَة ونفع وروى الحَدِيث بِمصْر ودمشق سمع من أبي طَالب بن السروري وَعبد الله بن الخشوعي وَغَيرهمَا وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 701 بِدِمَشْق
- 364 عمر بن أرغون النَّائِب ولد بِالْقَاهِرَةِ وَسمع على وزيرة والحجار وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة أَيَّام نِيَابَة أَبِيه الديار المصرية وابوه هُوَ الذى أقسمهما وَسمع بِمَكَّة من الرضي الطَّبَرِيّ وَحدث وَولي نِيَابَة الكرك وصفد وَولي تقدمة ألف وَحفظ قلعة الْجَبَل بِالْقَاهِرَةِ فى وَاقعَة يلبغا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 773
- 365 عمر بن إِدْرِيس الْأَنْبَارِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ قَرَأَ على جمال الدّين أَحْمد بن عَليّ البانصري وَغَيره وتفقه حَتَّى مهر فِي الْمَذْهَب وَقَامَ فِي إِقَامَة السّنة وقمع المبتدعة وَإِزَالَة الْمُنْكَرَات حَتَّى لم يكن بِبَغْدَاد من يدانيه فِي ذَلِك فتعصب عَلَيْهِ جمَاعَة من الرافضة فعاقبوه مُدَّة فَصَبر ثمَّ اسْتشْهد(4/181)
فِي سنة 765 وتأسف عَلَيْهِ أهل بَغْدَاد ورثوه وَكَانَ قد حج سنة 763 ذكره ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات
- 366 عمر بن إِسْحَاق بن أَحْمد الغزنوي الْعَلامَة الْحَنَفِيّ القَاضِي سراج الدّين الْهِنْدِيّ كَانَ عَارِفًا بالأصلين والمنطق والتصوف وَالْحكم وَكَانَ قدومه إِلَى الْقَاهِرَة قبل الْأَرْبَعين وَهُوَ متأهل للْعلم فتميز بهَا وَسمع من بعض أَصْحَاب النجيب سمع مِنْهُ الصَّدْر الياسوفي وَغَيره وَكَانَ مستحضرا لفروع مذْهبه تخرج بالشمس الاصبهانى وَابْن التركماني وصنف التصانيف المبسوطة وَشرح الْمُغنِي فِي أصُول الْفِقْه والبديع لِابْنِ الساعاتي وَالْهِدَايَة وَهُوَ مطول لم يكمل وَكَانَ دمش الْأَخْلَاق طلق الْعبارَة ولي قَضَاء الْعَسْكَر وناب فِي الْقَضَاء عَن جمال الدّين ابْن التركماني مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ عَزله لما وَقع ينْه وَبَين هرماس ثمَّ ولي الْقَضَاء اسْتِقْلَالا فِي شعْبَان سنة 69 بعد موت ابْن التركماني وَكَانَ شهما مقداما فصيحا لَهُ حظوة عِنْد الْأُمَرَاء وَلما ولي قدم الشاميين على المصريين فِي النِّيَابَة وَكَانَ قد تكلم مَعَ أهل الدولة واستنجز توقيعا أَن يلبس الطرحة نَظِير القَاضِي الشافعى وَأَن(4/182)
يَسْتَنِيب فِي الْبِلَاد المصرية وَيجْعَل لَهُ مودعا لأيتام الْحَنَفِيَّة فَحصل لَهُ مرض فاعتل واشتغل بِنَفسِهِ وعد ذَلِك من بركَة الإِمَام الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي لما أمسك النَّاصِر حسن انحطت رُتْبَة الْهِنْدِيّ عِنْد يلبغا إِلَى أَن قتل يلبغا فصحب منكلى بغا الشمسى وأمير عَليّ المارديني واسنبغا البوبكري والجاي اليوسفي وأرغون شاه وَغَيرهم فقرره فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بعد جمال الدّين التركماني وَعمر حِينَئِذٍ دَاره الَّتِي برحبة الْعِيد وأضيف لَهُ تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني لما مَاتَ البسطامي سنة 771 وَتكلم فِي أوقاف الشَّافِعِيَّة تجاه الجاي اليوسفي لما اسْتَقر نَاظرا عَلَيْهَا وَتكلم أَيْضا فِي نظر جَامع ابْن طولون واستعاد وقف الطرحي من نقيب الْأَشْرَاف بمساعدة الجاي لِأَن نظره بِشَرْط الْوَاقِف للحنفي وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ قَامَ على الجاي قيَاما عَظِيما لما كشف وقف الأشرفية وَقد ذكرت ذَلِك فى تَرْجَمته قُضَاة مصر وَمَات فِي سَابِع شهر رَجَب سنة 773
- 367 عمر بن آقش الشبلى الذهلى الْمَعْرُوف بِابْن الحسام الافتخاري يلقب براطيش وَقيل شراشيط ولد سنة 684 واشتغل بالأدب وَسمع(4/183)
الحَدِيث بآخرة من الحجار وَغَيره وَكَانَ حسن الصُّحْبَة طَاهِر اللِّسَان وَمن شعره
(أَمر على الْمنَازل وَهِي تَشْكُو ... من الأحباب مَا أَشْكُو إِلَيْهَا)
(كِلَانَا نشتكى لَهُم فراقا ... فَمَا عطفوا عَليّ وَلَا عَلَيْهَا)
وَله وَكَانَ قد أَحَالهُ يَعْقُوب على أَيُّوب
(بليت بِالصبرِ من أَيُّوب حِين غَدا ... يُنكر الْعَيْش فِي أكلي ومشروبي)
(وَزَاد يَعْقُوب فِي حزني لغيبته ... فَصَبر أَيُّوب لي مَعَ حزن يَعْقُوب)
مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 749
- 368 عمر بن الطنبا تقدم فِي عمر بن أَحْمد قَرِيبا
- 369 عمر بن الياس بن يُونُس المراغي أَبُو الْقَاسِم الصُّوفِي كَمَال الدّين ولد بِأَذربِيجَان سنة 643 وَقدم دمشق سنة 729 وَهُوَ ابْن نَيف وَثَمَانِينَ سنة وجاور قبل ذَلِك بالقدس ثَلَاثِينَ سنة وَأقَام قبلهَا بِمصْر خمس عشرَة سنة قَالَ الْبَدْر النابلسي سمع صَحِيح البُخَارِيّ على الْعِزّ الْحَرَّانِي وَالتِّرْمِذِيّ على مُحَمَّد ابْن ترْجم وَسمع على القَاضِي نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ الْمِنْهَاج والغاية القصوى والطوالع وَلما كَانَ بِدِمَشْق كَانَ يذكر أَن الْجلَال الْقزْوِينِي قَرَأَ عَلَيْهِ قَدِيما وَيَعْتِبُ عَلَيْهِ فِي عدم إنصافه لَهُ قَالَ الْبَدْر وأجازني مروياته فِي سنة 732 بالقدس وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه كَانَ شَيخنَا حسنا صَالحا خيرا لَهُ حَظّ من الِاشْتِغَال قَدِيما وحديثا وَقدم الشَّام سنة نَيف وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَحكى لنا أَنه جَالس خواجا نصير الدّين الطوسى وَحضر دروس الْعَفِيف التلمساني فَحكى لي أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ فِي(4/184)
المواقف للنغزي فجَاء مَوضِع يُخَالف الشَّرْع فحاققته عَلَيْهِ فَقَالَ إِن كنت تُرِيدُ تعرف علم الْقَوْم فَخذ الشَّرْع وَالْكتاب وَالسّنة فلفها واطرحها قَالَ فمقته وانقطعت من ذَلِك الْيَوْم
- 370 عمر بن أبي بكر بن أَيُّوب الدنيسري زين الدّين سمع من ابْن الصّلاح وَغَيره قِطْعَة من صَحِيح مُسلم ذكره ابْن رَافع فِيمَن كَانَ من الشُّيُوخ بِمصْر سنة 720
- 371 عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بدر الدّين الشرابيشي شَاهد بَيت المَال كَانَ من رُؤَسَاء المصريين وَقد سمع الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة وست الوزراء وَهُوَ وَالِد صاحبنا الشَّيْخ تَاج الدّين مَاتَ فِي رَجَب سنة 769
- 372 عمر بن أبي بكر بن معالي بن إِبْرَاهِيم بن زيد الحمصى زين الدّين الميهنى البسطي التَّاجِر الدِّمَشْقِي ولد سنة 664 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مشيخته سمع مِنْهُ البرزالي وَغَيره قَالَ ابْن كثير صحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فَانْتَفع بِصُحْبَتِهِ وَحدث وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالْبر وَالصَّلَاة وَحُضُور مجَالِس الذّكر مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة 742
- 373 عمر بن بلبان بن عبد الله الْجَوْزِيّ مولى سبط ابْن الْجَوْزِيّ ولد سنة 658 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن الْفُرَات وجزء بكر بن بكار وَأول جُزْء عَليّ بن حجر وَمن أَحْمد بن شَيبَان وَالْفَخْر عَليّ وَغَيرهم(4/185)
وَكتب بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب الطباق وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَحدث قَدِيما سمع مِنْهُ البرزالي وَكَانَ يعرف طرفا من اللُّغَة وَنزل لَهُ الْمزي عَن مشيخة المعزية قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه إِمَام فَاضل أديب قَرَأَ مُدَّة على الْمزي وَله نظم رائق وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك كَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الْخلق جميل الْهَيْئَة وَله نظم وَمَعْرِفَة بِالْعَرَبِيَّةِ أَنْشدني لنَفسِهِ قصيدة أَولهَا
(مناي فلي دمع عَلَيْهِ سفوح ... وقلب بتبريح الغرام جريح)
وَمن مسموعه على الْفَخر مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَمَات فِي رَمَضَان سنة 742
- 374 عمر بن جَامع بن يُوسُف السلَامِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الزَّاهِد العابد كَانَ مَشْهُورا بِالْعبَادَة سرد الصَّوْم خمس عشرَة سنة وَكَانَ قَلِيل الْكَلَام مَعْرُوفا بِكَثْرَة الْحَج والتلاوة مَاتَ بالخانقاه بالسميساطية فِي صفر سنة 757
- 375 عمر بن حسن بن عمر بن حبيب الدِّمَشْقِي ثمَّ الْحلَبِي أَبُو الْقَاسِم ولد سنة 63 تَقْرِيبًا وَأول سَمَاعه للْحَدِيث سنة 75 ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَأحمد بن شَيبَان وَجَمَاعَة وعني بالرواية وَسمع الْكثير بِدِمَشْق والقاهرة وَنسخ وَحصل الْأَجْزَاء وَعمل لنَفسِهِ فهرسا حافلا وَخرج لَهُ الذهبى معجما عَن نَحْو خَمْسمِائَة شيخ وَولي حسبَة حلب ثمَّ دخل الرّوم وَعمل لنَفسِهِ فهرست مروياته فِي مُجَلد وقفت عَلَيْهَا ثمَّ وصل إِلَى مراغة فَمَاتَ بهَا فِي شهور سنة 726 وَهُوَ وَالِد المؤرخ الأديب بدر الدّين حسن وَإِخْوَته وَمن شعره
(كتمت الْهوى صونا لكم فوشت بِهِ ... مدامع لَا تَدْرِي بِمن أَنا مغرم)(4/186)
قَالَ وَلَده الْبَدْر حسن فِي تَارِيخه للدولة التركية أَمَام عَليّ الْمقَام ومحدث عَن خير الْأَنَام وعالم لَا يغْفل عَن احْتِرَاز وعامل يُقَابل فرص الانتهاز كَانَ محبا للْفُقَرَاء خَبِيرا بِالْحَدِيثِ والأسانيد والمتون وباشر بحلب نظر الْحِسْبَة ومشيخة الحَدِيث وعدة وظائف وَمن شعره
(مَا ضرهم لَو سامحوا بخيالهم ... إِن كَانَ عز على البعاد لفاهم)
(وأظنهم سمحوا وَلَكِن طيفهم ... منع الزِّيَارَة خائنا حاشاهم)
وَمن نظمه
(نصبت على التَّمْيِيز إِنْسَان مقلتي ... أشاهد قدا مِنْهُ نصبا على الظّرْف)
(أأخشى لَدَيْهِ فرقة وقساوة ... وَقد جَاءَ وَاو الصدغ للْجمع والعطف)
- 376 عمر بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْفُرَات سراج الدّين موقع الحكم بالديار المصرية مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة أَو فِي ربيع الأول سنة 772 وَله سِتّ وَثَمَانُونَ سنة وَفِي آل بَيته عبد الرَّحِيم مَاتَ سنة 741 وَعبد الله مَاتَ سنة 769
- 377 عمر بن حسن بن مزِيد بن أميلة بن جُمُعَة بن عَبْدَانِ المراغي ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمزي الْمَشْهُور بِابْن أميلة مُسْند الْعَصْر ولد سنة 679(4/187)
فِي ثامن عشر شهر رَجَب وَوهم من أرخه بعد ذَلِك فَإِنَّهُ أحضر على الْمجد بن حملون فِي الأولى من عمره فِي صفر سنة ثَمَانِينَ واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَسنَن أبي دَاوُد والمشيخة تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وَالشَّمَائِل وعَلى ابْن المجاور أمالى ابْن شَمْعُون وعَلى الْعِزّ الفاروثى الذُّرِّيَّة الطاهرة وعَلى الصُّورِي وَابْن القواس والعز بن عَسَاكِر وَمُحَمّد بن يَعْقُوب بن النّحاس وَغَيرهم وَخرج لَهُ الياسوفى مشيخة وَكَانَ صبورا على الإسماع رُبمَا حدث الْيَوْم الْكَامِل بِغَيْر ضجر وَحدث بالكثير وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَحدث نَحوا من خمسين سنة وَكَانَ كثير التِّلَاوَة تفرد بِكَثِير من مروياته وَقد أسمع قَدِيما كتب عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه ثمَّ ابْن رَافع وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته خُصُوصا الشاميين والمصريين وَمَات فِي ثامن ربيع الآخر سنة 778
- 378 عمر بن حسن بن أبي بكر المحمودي البعلبكي شمس الدّين سمع من القَاضِي جمال الدّين أبي بكر بن الخابوري وَحدث وَمَات فِي رَمَضَان سنة 763 -
379 - عمر بن حُسَيْن بن عمر بن حُسَيْن زين الدّين ابْن المهندس الجندي يكنى أَبَا بكر ولد سنة ... . . واستمع من زَيْنَب بنت مكي وَحدث وَمَات فِي ربيع الأول سنة 743
- 380 عمر بن حُسَيْن بن مكى بن مفرج الشطنوفي القَاضِي سراج الدّين(4/188)
ابْن الْعِمَاد ولد سنة ... . . وَسمع من النجيب وَحدث وَولي مشارفة جَامع الْحَاكِم وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 747 حَدثنَا عَنهُ سبطه عَلَاء الدّين ابْن رزين وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ وَغَيرهمَا
- 381 عمر بن حَمْزَة بن يُونُس بن حَمْزَة بن عَبَّاس الْعَدوي الأربلي ثمَّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الصَّالِحِي نزيل صفد ولد فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 696 وَسمع على مُحَمَّد بن شرف والتقي سُلَيْمَان فَأكْثر جدا وَكَانَ مُحدث صفد فِي زَمَانه وَحمل عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَمَات قبله وَسمع مِنْهُ شَيخنَا العراقى وَغَيره من مَشَايِخنَا وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن وَولده عَليّ وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 782
- 382 عمر بن أبي الْحَمْرَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يُونُس الدِّمَشْقِي ثمَّ المصرى زين الدّين الكتانى الشَّافِعِي ولد سنة 653 وَأَجَازَ لَهُ أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَسمع من إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْيُسْر وأسعد بن القلانسي وشمس الدّين بن(4/189)
أبي عمر وَلم يحدث إِلَّا باليسير وَلم يكثر وتفقه على الْبُرْهَان مَحْمُود بن عبد الله المراغي وَأخذ عَنهُ التَّحْصِيل بعد أَن حفظه وتاج الدّين الْفَزارِيّ وَغَيرهمَا واستنابه ابْن بنت الْأَعَز وَابْن دَقِيق الْعِيد وَولي الشرقية ودمياط ثمَّ الغربية ثمَّ وَقعت لَهُ فِي ولَايَة ابْن جمَاعَة قَضِيَّة فعزل نَفسه وَانْقطع عَن ابْن جمَاعَة وَصَارَ يتَكَلَّم فِيهِ ثمَّ شرع فِي الْكَلَام فِي غَيره وَبَالغ فِي ذَلِك وتعدى إِلَى الْأَمْوَات وتصدر بالجامع الحاكمي وَولي تدريس المنكوتمرية وَأعَاد بالقراسنقرية ثمَّ ولاه جمال الدّين آقوش نَائِب الكرك درس الحَدِيث بالقبة المنصورية وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب سنة 25 فَتكلم النَّاس فِي ذَلِك وَصَارَ صغَار الطّلبَة ينقلون إِلَى ابْن سيد النَّاس وقائعه وَيَقُولُونَ صحف فى كَذَا وَكَذَا وهم فِي كَذَا حَتَّى قَالَ الْكَمَال جَعْفَر
(بالجاه تبلغ مَا تُرِيدُ فَإِن ترد ... رتب الْمَعَالِي فَلْيَكُن لَك جاه)
(أَو مَا ترى الزين الدِّمَشْقِي قد ولي ... درس الحَدِيث وَلَيْسَ يدْرِي مَا هُوَ)
وَكَانَ هُوَ يعرف هَذَا فَيَقُول ولونا مَا يضْحك فِيهِ الصّبيان منا يَعْنِي درس الحَدِيث ومنعونا مَا نضحك فِيهِ على الْأَشْيَاخ يَعْنِي درس الْفِقْه لِأَنَّهُ كَانَ فِيهِ ماهرا قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ يُؤْذِي من يبْحَث مَعَه ويحرص على تخطئته قلت مرّة نقل الرَّافِعِيّ أَن الْأَكْثَر على جَوَاز النّظر إِلَى الْأَجْنَبِيَّة لوجهها وكفيها إِذا أَمن من الْفِتْنَة فَأنْكر ذَلِك ثمَّ اجْتَمَعنَا(4/190)
فَقَالَ النَّقْل كَمَا قلت لَكِن من أَيْن للرافعي ذَلِك وَقيل لَهُ أَن النَّوَوِيّ صحّح الْعَفو عَن دم البراغيث فَأنكرهُ فأحضروا لَهُ الْمِنْهَاج فشرع يؤول كَلَامه وَله من ذَلِك شَيْء كثير وَكَانَ مَعَ ذَلِك محققا مدققا كثير النَّقْل مستحضرا للنظائر والأشباه وَلم يكن أحد فِي عصره يُشَارِكهُ فِي الْفِقْه ثمَّ ولي مشيخة خانقاه طيبرس ثمَّ عزل مِنْهَا وَكَانَ ابْن سيد النَّاس إِذا ذكرُوا عِنْده وسوسته يَقُول هَذَا تصنع مِنْهُ ويستدل على ذَلِك بِأَنَّهُ لما ولي خطابة الْجَامِع الصَّالح ترك الوسوسة وَكَانَ فى أَيَّام ولَايَته القضاه مَحْمُود السِّيرَة ظَاهر الْعِفَّة كثير الِاشْتِغَال دَائِم المطالعة وَكتب على الرَّوْضَة حَوَاشِي غالبها تعنت وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَت عِنْده مُنَازعَة فِي النَّقْل فَإِذا أحضروا لَهُ النَّقْل يَقُول من أَيْن هَذَا لفُلَان وَكَانَ مَعَ ذَلِك محققا مدققا كثير النَّقْل يستحضر الْأَشْبَاه والنظائر حَتَّى كَانَ يُقَال مَا فِي زَمَانه فِي الْفِقْه مثله وَلَكِن لم يصنف شَيْئا وَلَا انْتفع بِهِ أحد من الطّلبَة وَلَا تصدى للفتيا وَكَانَ يَقُول لمن أحضر إِلَيْهِ فتيا رح بهَا إِلَى الْقَضَاء الَّذين لَهُم من المعاليم فِي كل شهر كَذَا وَكَانَ يحب النّظر إِلَى الصُّور الحسان فَكَانَ من أَرَادَ أَن يقْضِي لَهُ حَاجَة من الْفَتْوَى أَو غَيرهَا يتَوَجَّه إِلَيْهِ وَمَعَهُ شَاب حسن الصُّورَة فيسارع إِلَى قَضَاء حَاجته قَالَ الصفدى تَوَجَّهت إِلَيْهِ صُحْبَة الْأَمِير بدر الدّين ابْن جنكلي بن البابا فصعدنا فِي سلم وطرقنا الْبَاب فَقَالَ من قَالَ مُحَمَّد بن جنكلي قَالَ ومليحك مَعَك قَالَ نعم قَالَ ادخل وَكَانَ فِي صحبته مَمْلُوك جميل الصُّورَة فبادر وَفتح الْبَاب وَبشر بِنَا وأحضر لنا شراب ليمون(4/191)
وحماض بقلب فستق وبندق ثمَّ حضر طَعَاما طيبا وانبسط مَعنا كثيرا وَمن أخباره أَن آقش نَائِب الكرك أَشَارَ على السُّلْطَان أَن يوليه قَضَاء الشَّام فاستدعاه ولاطفه فَأبى فَقَالَ لَهُ وَمَا تكره من ولَايَة قَضَاء الشَّام قَالَ مَا يُوَافق أخلاقي لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مداراة وملاطفة وَمَتى فعلت ذَلِك خَالَفت أَمر الله فطال بَينهمَا الْجِدَال فِي ذَلِك إِلَى أَن قَالَ لَهُ السُّلْطَان هَذَا أَمر لَا بُد مِنْهُ فَقَالَ أستخير الله قَالَ قُم فاستخر الله هُنَا فَقَامَ وَصلى رَكْعَتَيْنِ للإستخارة ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ استخرت الله إِنَّنِي مَا إِلَى وَقَامَ فَأَعْرض عَنهُ السُّلْطَان وَكَانَ سمح النَّفس لَا يكَاد يحضر عِنْده أحد إِلَّا أَتَاهُ بمأكول وَكَانَ كثير الْأكل جميل المحاضرة حسن المفاكهة وَيُقَال أَن طَالبا بحث مَعَه فَطلب مِنْهُ النَّقْل فَأخذ نَعله وكشف رَأس الطَّالِب وَصَارَ يضْربهُ وَيَقُول هَذَا النَّقْل الَّذِي طلبت وَكَانَ إِذا خطب فوصل إِلَى الدُّعَاء للسُّلْطَان قَالَ اللَّهُمَّ أصلح فَسَاد سلطاننا وَخذ الظلمَة أَخذ عَزِيز مقتدر يعرض بالنشو وَكَانَ وَقع لَهُ مَكْتُوب للنشو نعت فِيهِ بالشافعي فاغتاظ وَقَالَ من ايْنَ وَإِلَى أَيْن مَا جرى على الشَّافِعِي قَلِيل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ تَامّ الشكل حسن الْهَيْئَة جيد الذِّهْن كثير الْعلم عَارِفًا بِالْمذهبِ مائلا إِلَى الْحجَّة خطب ودرس واشتهر اسْمه وَذكر للْقَضَاء لَكِن كَانَ فِي خلقَة زعارة وَعِنْده قُوَّة نفس وَقلة إنصاف وَمَا عَلمته تأهل وَكَانَ يوهي بعض الْمسَائِل لضعف(4/192)
دليلها ويلقي دروسا مفيدة ويزبر من يُعَارضهُ وَكَانَ متصوفا متدينا مليح البزة لَا يخضع لقاض وَلَا لأمير وَله أَخْبَار فِي نفوره وزعارته وَقل من تفقه بِهِ قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كنت أَعْطَيْت مِنْهُ حظا فَكَانَ النَّاس يتحامون سُؤَاله وَكنت أسأله فيجيبني ويضحك معي وَلَقَد تَوَجَّهت إِلَيْهِ فِي يَوْم نوروز إِلَيّ رِبَاط طيبرس فتعجب منى ذَلِك الْيَوْم وَسَأَلته عَن مَسْأَلَة فَأَجَابَنِي عَنْهَا وَهُوَ قَول الاستاذ أبي اسحاق لَا كره وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 738 رَحمَه الله وسامحه
- 383 عمر بن خضر بن زَاده الدشتي جمال الدّين أَبُو سعيد الْكرْدِي الْمُغنِي كَانَ أَبوهُ قد اتَّصل بهلاكو ثمَّ سخط عَلَيْهِ فَقتله وَبَاعَ أَوْلَاده فَاشْترى الصاحب شرف الدّين هَارُون الْجُوَيْنِيّ عمر هَذَا وَهُوَ صَغِير جدا فَإِن مولده كَانَ سنة 661 فاجتهد عمر حَتَّى فلق فِي الْغناء ثمَّ آل أمره إِلَى أَن قدم الشَّام فاختص بتنكز فقربه وَصَارَ يعلم جواري عِنْده وَكَانَ قبل ذَلِك اتَّصل بملوك ماردين ثمَّ بِصَاحِب حماة وَبلغ خَبره النَّاصِر فاستدعاه وَأَعْطَاهُ خبز حلقته ثمَّ رتب لَهُ راتبا وصنف الْكَنْز الْمَطْلُوب فى الدَّوَائِر والضروب أَجَاد فِيهِ وَمَات(4/193)
سنة ... . .
- 384 عمر بن خَلِيل بن عبد الْعَزِيز الْأَسدي الْحِمصِي ثمَّ الْحلَبِي ... . وَخرج لَهُ ابْن عشائر جُزْءا حدث بِهِ عَن شُيُوخه بِالْإِجَازَةِ سمع مِنْهُ شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ الشريف عز الدّين أَبُو جَعْفَر وَمَات سنة 764
- 385 عمر بن دَاوُد بن هَارُون بن يُوسُف الصَّفَدِي ثمَّ النيني زين الدّين كَاتب الْإِنْشَاء ولد سنة 93 بصفد لَازم نجم الدّين الصَّفَدِي فهذبه ودربه واستكتبه عِنْده وَهُوَ كَاتب سر صفد فَتخرج وَكَانَ ذكيا فراج فِي الْوَظِيفَة وَكتب الدرج لسنجر ثمَّ دخل دمشق بعد انْفِصَال سنجر فَأَقَامَ بهَا مُدَّة بطالا يتَرَدَّد إِلَى الشهَاب مَحْمُود وَابْن فضل الله ثمَّ توجه صُحْبَة شمس الدّين ابْن مَنْصُور إِلَى غَزَّة فَكتب عِنْده الدرج مُدَّة ثمَّ عَاد إِلَى دمشق فَأَقَامَ مُدَّة بطالا ثمَّ جهزه تنكز موقعا بالرحبة فَأَقَامَ بهَا سِنِين ثمَّ طلبه تنكز فَكتب لَهُ فى ديوَان الْإِنْشَاء بِإِشَارَة ابْن فضل الله ثمَّ طلبه شهَاب الدّين ابْن فضل الله إِلَى الْقَاهِرَة فَكتب عِنْده فِي الْإِنْشَاء ثَمَان سِنِين ثمَّ أخرج إِلَى صفد بعد صرف شهَاب الدّين ابْن فضل الله ثمَّ دخل ديوَان الْإِنْشَاء بعد تنكز وَبَطل مرّة ثمَّ أُعِيد فِي حَال مُبَاشرَة بدر الدّين ابْن فضل الله لكتابة السِّرّ وَعظم عِنْده جدا ثمَّ طلبه القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن فضل الله إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة 747 فقرره فِي توقيع الدست إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 749 وَكَانَ شَدِيد المداخلة للنَّاس لطيف المؤانسة جريئا فِي الإدلال وَله شعر(4/194)
وسط ونثر كَذَلِك وَلكنه كَانَ إِذا ترسل من غير سجع أَتَى بِمَا يحمد وَكَانَ صبورا على الْكِتَابَة لَا يسأم مِنْهَا وَمن شعره
(نظرت فِي الشهب وَقد أحدقت ... بالبدر مِنْهَا فِي الدياجي عُيُون)
(وَالرَّوْض يستجلي سنا نوره ... فتحسد الأَرْض عَلَيْهَا الغصون)
(وَكلما صانته أوراقه ... نازعها الرّيح فلاح المصون)
(فَقلت حَتَّى الْبَدْر لم يخله ... ريب اللَّيَالِي فِي السما من عُيُون)
- 386 عمر بن زيد بن طريف بن بدران الْأنْصَارِيّ القرماني كَمَال الدّين سمع من الْفَخر وَغَيره وَحدث وَكَانَ شَاهدا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 742
- 387 عمر بن سَالم بن بدر الدارينى المغربي سمع بِدِمَشْق من الْمزي وَعمر ابْن بلبان الجوزى وَعبد الرَّحْمَن بن تَيْمِية وَسَعِيد بن فلاح وَغَيرهم ثمَّ حج فَأَقَامَ بِمَكَّة وبالمدينة دهرا طَويلا إِلَى أَن مَاتَ فِي ... . وَكَانَ صَالحا زاهدا حدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ
- 388 عمر بن سعد الله بن عبد الله بن بجيح الْحَرَّانِي زين الدّين الْحَنْبَلِيّ ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وَفِي طَبَقَات ابْن رَجَب سنة 5 وأحضر(4/195)
على الْفَخر واسمع على مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي ويوسف الغسولي وَغَيرهمَا وَسمع بِمصْر والقاهرة وبغداد وتفقه بِابْن تَيْمِية حَتَّى مهر وناب عَن ابْن المنجا ودرس بالضيائية وَكَانَ يحكم بالمسائل الَّتِي انْفَرد بهَا ابْن تَيْمِية وَطَالَ امْتنَاع السُّبْكِيّ من تَنْفِيذ ذَلِك حَتَّى قَالَ لمستنيبه ابْن المنجا هَذَا الَّذِي يحكم بِهِ نائبك أَن قلت لي إِنَّه مَذْهَب أَحْمد بن حَنْبَل نفذته فَقَالَ لَا أَقُول ذَلِك لَكِن إِذا حكم بشىء حكمت بِصِحَّتِهِ قَالَ ابْن رَجَب أَخْبرنِي عز الدّين ابْن شيخ السلامية عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ لم أقض قَضِيَّة إِلَّا وأعددت لَهَا جَوَابا بَين يَدي الله قَالَ ابْن رَجَب وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق دينا متواضعا بشوش الْوَجْه فَقِيها فرضيا متثبتا وَقَالَ الصَّفَدِي أَخْبرنِي عز الدّين ان شيخ السلامية قَالَ رَأَيْته فِي الْمَنَام فَقلت هَل رَأَيْت الله تَعَالَى قَالَ نعم فَقَالَ لي أَهلا بعبدي ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ عَالم ذكي خير وفقير متواضع بَصِير بالفقه والعربية مَاتَ فِي أول شهر رَجَب سنة 749 مطعونا وقرأت بِخَط السُّبْكِيّ مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سادس رَجَب
- 389 عمر بن سعيد بن يحيى التلمساني أَبُو جَعْفَر الْمَالِكِي مَشْهُور بكنيته ولد قبل الْقرن وَكَانَ أَمينا بِدِمَشْق فِي طاحون أشنان ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الطنبغا نَائِب الشَّام فاستخدمه وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكَانَ يتَوَجَّه مَعَ نَاظر قمامة شَاهدا فَلَمَّا عزل الشهَاب الرياص من قصاء حلب(4/196)
فِي سنة 52 اسْتَقر هَذَا بعد سعي شَدِيد وتعجب النَّاس من إقدامه على ذَلِك لما يعرفونه من جَهله المفرط وعدوها من المعضلات فاستمر هُوَ فى قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 56 وَخلف أَمْوَالًا كَثِيرَة وكتبا جمة هَكَذَا قَالَ الصَّفَدِي وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ جهولا وَأما ابْن حبيب فَأثْنى عَلَيْهِ بالعفة وَحسن التأني وَعدم الشَّرّ وَقيل أَنه أطراه لِبُغْض ابْن حبيب فِي الرباحي الَّذِي كَانَ قبله
- 390 عمر بن الشّحْنَة الزَّاهِد بحماة مَاتَ فى سنة 762 ذكره ابْن حبيب وَوَصفه بِالْعبَادَة وَكَثْرَة اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وتلمذ لَهُ صَاحب حماة لما تَابَ وتزهد وَفِي ذَلِك يَقُول ابْن نباتة
(يَا مليك الْهدى تهنى بشيخ ... تتهادى لَهُ قُلُوب الْبَريَّة)
(سرت فيهم براية طَالب الله ... فأهلا بالسيرة العمرية) مَاتَ سنة 764
- 391 عمر بن صبيح النصيبى الزَّاهِد العابد زين الدّين الْحلَبِي سمع من التَّاج النصيبي جُزْء مُحَمَّد بن الْفرج وجزء أسيد بن عَاصِم وَسمع مِنْهُ ابْن عشائر وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد انه سمع من سنقر مُسْند الشَّافِعِي وَالصَّحِيح بفوت والثلاثيات
- 392 عمر بن طيدمر ركن الدّين أحد الْأُمَرَاء العشراوات بِدِمَشْق(4/197)
مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 756
- 393 عمر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن بن يحيى بن عبد المحسن اللخمى القباني الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ سراج الدّين ابْن الشَّيْخ زين الدّين ولد بعد السبعمائة واسمع على عِيسَى الْمطعم وست الوزراء وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وتمهر بِهِ وسلك طَرِيق الزّهْد والعفاف وَأقَام بالقدس وَولي مشيخة الْمَالِكِيَّة بالقدس أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَابْن رَجَب وَغَيرهمَا وَخرج لَهُ الحسينى مشيخة وَكَانَ ملْجأ للواردين كثير الإيثار وَالْمَعْرُوف أفتى وَحدث واسمع ودرس وَمَات بالقدس فى آوخر ذِي الْحجَّة سنة 755
- 394 عمر بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن عبد الرَّحْمَن الْمزي حفيد الْحَافِظ جمال الدّين اسْمَعْهُ جده من التقي سُلَيْمَان فَمن بعده فَأكْثر وَمَات فِي شعْبَان سنة 752 قَالَ ابْن رَافع وَلَا أعلم أَنه حدث
- 395 عمر بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر البسطامى الحنفى زين الدّين سبط القَاضِي شمس الدّين السرُوجِي ولد سنة 694 وَسمع من وَالِده من أَصْحَاب النجيب واشتغل وَحفظ الْهِدَايَة وَولي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بعد الحسام(4/198)
الغوري فِي ذِي الْحجَّة سنة 742 فاستمر إِلَى أَن صرف بِابْن التركماني سنة 48 وَاسْتقر فِي تدريس الأشرفية والآقبغاوية والفارقانية ثمَّ ولي تدريس الْجَامِع الطولوني وخطابة جَامع منجك وتدريس الْحَنَفِيَّة بالجامع الْأَزْهَر ثمَّ ولى فى أَوَاخِر عمره خطابة جَامع طولون وَكَانَ يظْهر السرُور بإنفصاله عَن الحكم وَذكر ابْن رَافع أَنه كَانَ يحفظ الْهِدَايَة وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 771 وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا من الروَاة عَن النجيب وَهُوَ جد القَاضِي صدر الدّين الْمَنَاوِيّ لأمه
- 396 عمر بن عبد الرَّحِيم بن ولي الدّين عبد الرَّحْمَن أبي الْفَهم بن مُحَمَّد النصيبي ثمَّ الْمصْرِيّ التَّاجِر سراج الدّين سمع من الابرقوهي وَجَمَاعَة وناب فِي الحكم وَمَات فِي سادس شَوَّال سنة 742
- 397 عمر بن عبد الرَّحِيم بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن على بن جَعْفَر بن عبيد الله ابْن الْحسن الزُّهْرِيّ عماد الدّين النابلسي ولد سنة 670 وتفقه وَمهر إِلَى أَن تأهل للإفتاء وَولي الخطابة بِبَيْت الْمُقَدّس وَقَضَاء نابلس ثمَّ قَضَاء الْقُدس وَكَانَ سريع الْكِتَابَة وَالْحِفْظ وَكَانَ يقْرَأ فى الْمِحْرَاب قِرَاءَة رَدِيئَة حَتَّى إِن ابْن الزملكاني استقرأه الْفَاتِحَة فقرأها عَلَيْهِ وصححها لَهُ ثمَّ صلى مرّة فقرأها أردأ من الأولى وَكَانَ فَخر الدّين نَاظر الجيوش كثير(4/199)
الاعتناء بِهِ وَشرع الْعِمَاد الْمَذْكُور فِي شرح على صَحِيح مُسلم وَمَات فِي الْمحرم سنة 734
- 398 عمر بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد الانطاكي زين الدّين الْحلَبِي الشهير بالزاهد ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَعْرِِفَة الشُّرُوط وَغَيرهَا وَكَانَ عفيفا كتب فِي الحكم وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى وَمَات بحلب سنة 753
- 399 عمر بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الخليلي الدَّارِيّ الصاحب فَخر الدّين ولد قبل سنة 40 وَيُقَال بعد الْأَرْبَعين واشتغل بِالْعلمِ وَسمع الحَدِيث من المرسي وَحدث عَنهُ وتعانى الْكِتَابَة وَكَانَ أَبوهُ مجد الدّين من الصلحاء ثمَّ لَاذَ فَخر الدّين بالصاحب ابْن حنا وَولي نظر الصُّحْبَة وديوان الصَّالح عَليّ بن الْمَنْصُور ثمَّ ولي الوزارة فِي دولة كتبغا وَبعدهَا وَكَانَ أول مَا ولي الوزارة نزل بخلعته إِلَى بَيت الصاحب تَاج الدّين وَقبل يَده وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَنه كَانَ ولي ديوَان الصَّالح عَليّ فَلَمَّا مرض الصَّالح أوصى أَبَاهُ بِابْن الخليلي فولاه بعد موت الصَّالح نَاظر النظار ثمَّ عَزله الْأَشْرَف فباشر ديوَان كتبغا وتاج الدّين وَزِير فَلَمَّا تسلطن كتبغا فوض الوزارة للخليلي وعزل ابْن حنا فانتقل ابْن الخليلي إِلَى وظيفته وَكَانَ قبل ذَلِك فِي خدمته وَكَانَ ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة 694 فباشر وَقد توقفت الْأَحْوَال بِسَبَب الغلاء وَغَيره وأحدث أَخذ مَال من يَمُوت وَله وَارِث وتكلف الْوَارِث إِثْبَات مَا يَدعِيهِ فَإلَى أَن يثبت اسْتهْلك مَاله فيحال على تَرِكَة أُخْرَى فَلَا يزَال أهل الْمَوَارِيث فِي الْمُطَالبَة وغالب من يطالبهم لَا يحصل على طائل فَلَمَّا تسلطن(4/200)
لاجين عزل وَاسْتقر سنقر الأعسر فِي رَجَب سنة 96 ثمَّ أُعِيد بعد الأعسر فِي ربيع الآخر سنة 97 فَلَمَّا قتل لاجين صرفه النَّاصِر بسنقر الأعسر أَيْضا فِي رَمَضَان سنة 98 ثمَّ أُعِيد إِلَى الوزارة بعد عود النَّاصِر من الكرك فى شَوَّال سنة 709 ثمَّ صرف عَن الوزارة فى سنة 710 وَلزِمَ دَاره وَكَانَ جوادا ممدحا مدحه السراج الْوراق وَغَيره وَكَانَ يكْتب عَنهُ فِي التواقيع بِالْإِشَارَةِ الْعَالِيَة الصاحبية الوزيرية سيد الْعلمَاء والوزراء وَمَات مصروفا عَن الوزارة فِي يَوْم عيد الْفطر سنة 711 وَكَانَ لَا يمْنَع سَائِلًا وزر أَربع مَرَّات وصودر وَلَكِن مَا اتّفق أَن كشف لَهُ رَأس لِكَثْرَة من كَانَ يتعصب لَهُ وَلم يكن مَذْمُوم السِّيرَة فِي ولَايَته إِلَّا فِي الْمرة الَّتِي فِيهَا كتبغا كَمَا تقدم
400 - عمر بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن رَشِيق قطب الدّين الربعِي الْمَالِكِي ولد سنة 621 وَسمع من ابْن المقير ومحى الدّين ابْن الجوزى وَغَيرهمَا روى عَنهُ المصريون والرحالون ولبعض شُيُوخنَا مِنْهُ إجَازَة مَاتَ سنة 718 وَقد قَارب الْمِائَة
401 - عمر بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن ابْن هِلَال روى عَن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر والمؤمل بن مُحَمَّد البالسى وَمُحَمّد ابْن عبد الْمُنعم القواس وَغَيرهم مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 733
- 402 عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ(4/201)
القَاضِي كَمَال الدّين ابْن العديم قَاضِي حلب ولد سنة 670 تَقْرِيبًا وَمَات سنة 720 وَقد مدحه جمال الدّين ابْن نباتة وَغَيره وَولي قَضَاء حلب عشر سِنِين وَكَانَ أول من أضيف فِي حماة إِلَى القَاضِي الشَّافِعِي وَلم يكن بهَا إِلَّا قَاض وَاحِد إِلَى سنة عشر فجدد فِيهَا حَنَفِيّ وَهُوَ هَذَا ثمَّ أضيف إِلَيْهِمَا مالكي وحنبلي فاتفق وُقُوع نَحْو ذَلِك بِمَكَّة المشرفة بعد نَحْو تسعين سنة
- 403 عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ ابْن جمَاعَة بن حَازِم بن صَخْر الْكِنَانِي سراج الدّين ابْن القَاضِي عز الدّين ولد سنة عشْرين واسمعه أَبوهُ من جده وَمن عَليّ بن عمر الوالى وَابْن الْمصْرِيّ وَغَيرهمَا ورحل بِهِ إِلَى دمشق فَأدْرك ابْن الشّحْنَة واسمعه من جمَاعَة مِنْهُم اسحاق الآمدى وايوب بن نعْمَة الكحال وَابْن أبي التائب وست الْفُقَهَاء وتفقه وتقرر فِي مدارس وَمَات بعد أَبِيه بِعشر سِنِين بِمصْر فِي سنة 776
- 404 عمر بن عبد الْعَزِيز الطوخي رَئِيس المغسلين للموتى بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ الذى(4/202)
غسل الْحَاكِم خَليفَة لما مَاتَ سنة 701 وَبَقِي بعده إِلَى أَن مَاتَ سنة ... . .
- 405 عمر بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله الْحَمَوِيّ شمس الدّين ابْن المغيزل ولد بعد الْخمسين واشتغل بالأدب وَقَالَ الشّعْر وَكَانَ فصيحا أديبا يُقَال إِنَّه لم يكمل الْخمسين مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 704
- 406 عمر بن عبد الله بن عبد الْأَحَد بن عبد الله بن سَلامَة بن الْخَلِيفَة بن شقير الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين ابْن شقير سمع من الْقَاسِم الاربلي وَالْفَخْر عَليّ وَابْن شَيبَان وَغَيرهم وعنى بالرواية وَنسخ الْأَجْزَاء وَدَار على الْمَشَايِخ وَكَانَ دينا صينا قَالَ الذَّهَبِيّ سمع واشتغل وَحصل وَقَالَ البرزالي رجل جيد فَقِيه فَاضل سمع الْكثير وَحصل كتبا جَيِّدَة ولد سنة 666 مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744
- 407 عمر بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُحب الْمَقْدِسِي أحد الْأُخوة ولد سنة 28 واعتنى بِهِ أَبوهُ فاسمعه الْكثير من شُيُوخ عصره وَجمع لَهُ ثبتا وَقد حدث عَن ابْن الرضي وحبيبة بنت الزين وَزَيْنَب بن الْكَمَال والجزري وَغَيرهم مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 781
- 408 عمر بن عبد المحسن بن إِدْرِيس جمال الدّين الْحَنْبَلِيّ محتسب بَغْدَاد(4/203)
وقاضى الْحَنَابِلَة بهَا كَانَ من قُضَاة الْعدْل كثير الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ تعصب عَلَيْهِ الروافض ونسبوه الى مَالا يَصح عَنهُ فَضرب بَين يَدي الْوَزير ضربا مبرحا فَمَاتَ فِي شهره وَذَلِكَ فِي صفر سنة 677
- 409 عمر بن المحسن بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين الْحَمَوِيّ الأَصْل صدر الدّين ولد قبل الْعشْرين وَسمع على الدبوسي والحافظين القطب واليعمري وَمن أَحْمد وَمُحَمّد ابْني كشتغدي وَغَيرهم وتفقه وبرع وَأَجَازَ لَهُ من دمشق ابْن الشّحْنَة وَابْن الزراد وَجَمَاعَة وناب فِي الحكم فحمدت سيرته وَكَانَ مهيبا صليبا فِي الحكم ودرس بالظاهرية بعد أَخِيه عز الدّين من سنة 749 قَرَأت ذَلِك بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السبكى وَمَات سنة 793 أَدْرَكته وَلم يقدر لي السماع مِنْهُ وَقد سمع عَلَيْهِ أَصْحَابنَا وَسمعت على قَرِيبه نجم الدّين عبد الرَّحِيم وَهُوَ أَعلَى وأسن مِنْهُ
- 410 عمر بن عبد النصير بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عز الْعَرَب الْقرشِي السَّهْمِي القوصي ثمَّ الاسكندراني الْمَعْرُوف بالزاهد وَيُقَال لوالده نصير ولد سنة 615 وأسمع على ابْن المقير وَابْن الجميزي وَغَيرهمَا وروى عَنهُ أَبُو حَيَّان وَابْن سيد النَّاس وَعمر بن حسن بن حبيب وَآخَرُونَ وَأَجَازَ لبَعض شُيُوخنَا وَله شعر فَمِنْهُ (قف بالحمى ودع الرسائل ... وَعَن الْأَحِبَّة قف وَسَائِل)
(وَاجعَل خضوعك والتذلل ... فِي طلابهم وَسَائِل)(4/204)
(والدمع من فرط الْبكاء ... وَعَلَيْهِم جَار وَسَائِل)
(واسأل مراحمهم فهن ... لكل محروم وَسَائِل)
قَالَ البرزالى كَانَ كثير الاسفار وَله شعر جيد وَخمْس قصائد الفادادي وَكَانَ شَيخا صَالحا مَاتَ بالإسكندرية فِي منتصف الْمحرم سنة 711
- 411 عمر بن عبد الْوَهَّاب بن ذُؤَيْب الْأَسدي نجم الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة تفقه واشتغل وَسمع من ابْن أبي عمر وَأخذ عَن الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَولي قَضَاء شُهْبَة السويداء مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 727
- 412 عمر بن عبيد الله بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الصَّالِحِي الْمَاوَرْدِيّ خدم الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر ولد فِي رَمَضَان سنة 663 وأحضر على ابْن عبد الدَّائِم وَسمع من فَاطِمَة بنت الْملك المحسن وَحدث سمع مِنْهُ الذهبى والبرزالى وذكراه فى معجميهما والعماد أَبُو بكر ابْن الْكُمَيْت وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 733
- 413 عمر بن عُثْمَان بن سَالم بن خلف بن فضل الله الْمَقْدِسِي البذي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب ولد سنة 678 واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ سنَن أبي دَاوُد(4/205)
وَغير ذَلِك وَمن التقي الوَاسِطِيّ والعز الْفراء وَجَمَاعَة وَحدث بِدِمَشْق والكرك وَغَيرهمَا وَكَانَ يكْتب خطا حسنا مَعَ الدّين وَالْخَيْر قَالَ ابْن رَافع كَانَ عَامل الضيائية كثير التَّحْصِيل للكتب الحديثية وَنزل بدار الحَدِيث الأشرفية مَاتَ فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة 760
- 414 عمر بن عُثْمَان بن عبد الْحق المرينى أَبُو عَليّ بن السُّلْطَان أبي سعيد كَانَ احب اولاد ابيه إِلَيْهِ ورشحه للْملك بعده وَهُوَ شَاب وَصَرفه فِي الْأُمُور ثمَّ بَعثه فِي سنة 714 إِلَى فاس فَخلع أَبَاهُ ودعا لنَفسِهِ وَجمع عسكرا فَالتقى بِهِ أَبوهُ فَانْهَزَمَ الْأَب وجرح ثمَّ تراجع لَهُ الْعَسْكَر وأعانه وَلَده أَبُو الْحسن عَليّ على أَخِيه فحاصرهما أَبُو عَليّ بتازي إِلَى أَن وَقع الصُّلْح على أَن ينزل عُثْمَان عَن الْأَمر لوَلَده أبي عَليّ ويقتصر على تازي فَملك عمر فاس فاتفق أَنه مرض فتسلل النَّاس إِلَى أَبِيه فَعَسْكَرَ وحاصر وَلَده فَوَقع الصُّلْح على خُرُوج أبي عَليّ إِلَى سجلماسة وَيسلم أَبوهُ المملكة فاستقر أَبُو عَليّ بسجلماسة ورتب لَهَا مملكة واستخدم جندا وافتتح حصونا وَخَالف على أَبِيه سنة 720 وَملك مراكش سنة 722 وَكَانَت بَينه وَبَين أَبِيه وقعات فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ وَاسْتقر أَخُوهُ ترك سجلماسة فَخرج(4/206)
عَلَيْهِ فَسَار ابو الْحسن على عَلَيْهِ فِي سنة 732 وحاربه سنة إِلَى أَن ظفر بِهِ فِي سنة 733 وَقَتله بعد أشهر وَترك من الْأَوْلَاد عبد الْحَلِيم وعليا وَعبد الْمُؤمن وناصرا ومنصورا وَأَبا زيان فاخرجهم أَبُو عنان بن أبي الْحسن إِلَى الأندلس فنزلوا بجوار ابْن الْأَحْمَر ثمَّ ملك عبد الْحَلِيم سجلماسة فِي سنة 763 ثمَّ نازعه عبد الْمُؤمن على أَخِيه ففر عبد الْحَلِيم إِلَى بِلَاد التكرور فَقدم مَعَ الركب إِلَى مصر فَأكْرمه يلبغا وأنزله وأعانه على الْحَج فَلَمَّا رَجَعَ وَأَرَادَ بِلَاده مَاتَ بتروجة سنة 767
- 415 عمر بن عُثْمَان بن مُوسَى بن دارم بن يحيى بن هرماس الشريف الْجَعْفَرِي شرِيف الدّين خطيب جَامع التَّوْبَة من العقيبة ولد بعد سنة 710 وَأَجَازَ لَهُ من حماة أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز ونخوة بنت النصيبي وَغَيرهمَا وَسمع قبل الثَّلَاثِينَ من أَسمَاء بنت صصرى وَغَيرهَا وَكتب الْخط الْحسن وأجاد الْخطْبَة فولى خطابة جَامع التَّوْبَة مُدَّة طَوِيلَة فَلَمَّا عزم على الْحَج سنة 72 نزل عَنْهَا لصهره عماد الدّين الحسبانى فباشرها وَاسْتمرّ وَكَانَ بِيَدِهِ تدريس الْمدرسَة الخاتونية فَنزل عَنْهَا أَيْضا للعماد قَالَ ابْن كثير(4/207)
وَكَانَ من أمائل النَّاس وأكارمهم وَقد درس وَأفْتى وَقَرَأَ الحَدِيث قِرَاءَة حَسَنَة وَكَانَ يلبس الثِّيَاب الفاخرة وَله هَيْئَة وبزة حَسَنَة وَحج فَمَاتَ رَاجعا من الْحَج بِقرب معَان فِي الْمحرم سنة 773 عَن بضع وَسِتِّينَ سنة
- 416 عمر بن عُثْمَان بن هبة الله بن معمر المعرى كَمَال الدّين ولد سنة 702 وتفقه على الْبَارِزِيّ بحماة ثمَّ ولي قَضَاء المعرة ثمَّ نقل إِلَى حلب عوضا عَن نجم الدّين الزرعي فباشر قَلِيلا ثمَّ أُعِيد سنة 758 فدام بهَا أَربع عشرَة سنة ثمَّ نقل بعد موت التَّاج السُّبْكِيّ إِلَى قَضَاء دمشق وَجَرت لَهُ مَعَ الحلبيين كائنة فَإِنَّهُ حج سنة 63 فَكَتَبُوا فِي غيبته محاضرة وجهزوها للناصر تشْتَمل على مثالب كَثِيرَة فَبَلغهُ ذَلِك فَعدل عَن الْحَج إِلَى الْقَاهِرَة وَعَاد إِلَى يلبغا وَكَانَ يعتني بِهِ فَذكر لَهُ تعصبهم عَلَيْهِ فَأرْسل فِي طَلَبهمْ فَلَمَّا حَضَرُوا تحاققوا فَأصْلح بَينهم ورده عَلَيْهِم وَاسْتمرّ وَلم يؤاخذهم وَكَانَ كثير الِاحْتِمَال وَمَات وَهُوَ قَاضِي حلب سنة 783 وَقد حدث عَن الْمجَاز والميدومي سمع مِنْهُ ابْن عشائر والبرهان الْمُحدث وَمن عَجِيب أمره أَنه انتزع درس الحَدِيث بالأشرفيه من الشَّيْخ عماد الدّين ابْن كثير فمقته الطّلبَة وعدوا عَلَيْهِ غلطات وفلتات وتصحيفات وَكَانَ(4/208)
يَقُول لَيْسَ فِي قُضَاة الْإِسْلَام أقدم هِجْرَة مني وَكَانَ كثير الصّيام وَالْحج والمداراة
- 417 عمر بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد عز الدّين بن عَلَاء الدّين الْقُدسِي الْأمَوِي أَخُو تَاج الدّين المعيد ذكره العثماني قَاضِي صفد وَقَالَ كَانَ أحد الْفُقَهَاء مَاتَ سنة 749
- 418 عمر بن عَليّ بن سَالم بن صَدَقَة اللَّخْمِيّ الاسكندري تَاج الدّين الْفَاكِهَانِيّ سمع على ابْن طرخان والمكين الأسمر وعتيق الْعمريّ وَغَيرهم وتفقه لمَالِك وأخد على ابْن الْمُنِير وَغَيره وَمهر فِي الْعَرَبيَّة والفنون وصنف شرح الْعُمْدَة وَغَيرهَا وَمن تصانيفه الْإِشَارَة فِي النَّحْو والمورد فِي المولد واللمعة فِي وَقْفَة الْجُمُعَة والدرة القمرية فِي الْآيَات النظرية وَحج من طَرِيق دمشق سنة 730 وَرجع وَمَات بِبَلَدِهِ سنة 731 قَرَأت بِخَط الْمُحدث بدر الدّين حسن النابلسي قَالَ حكى لنا شمس الدّين مُحَمَّد ابْن عبد المحسن بن أبي الرّبيع العباسي الدمنهوري قَالَ قَالَ الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَاكِهَانِيّ كَانَ الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس الشاطر الدمنهوري يَقُول لَا يحجبني عَن أَصْحَابِي التُّرَاب فَكَانَ فطلبت من الله تَعَالَى عِنْد قَبره ثَلَاث حوائج(4/209)
تَزْوِيج الْبَنَات من فُقَرَاء صالحين وَحفظ كتاب الله كَانَ تعسر عَليّ وَالْحج وَكنت أعوز من النَّفَقَة ألف دِرْهَم فَرَأَيْت الشَّيْخ فِي الْمَنَام قبل طُلُوع الشَّمْس وَهُوَ يَقُول يَأْتِيك فلَان التَّاجِر بِأَلف دِرْهَم كف بهَا حالك وَمَا تدخل مَكَّة حَتَّى يفتح عَلَيْك بهَا قَالَ فافترض الْألف وسافرت حَتَّى وصلت إِلَى الْمُعَلَّى وَلم يفتح عَليّ شَيْء فَلَمَّا طلعت الحدرة وَأَنا ماش وَإِذا رجل يسْأَل عني فأشاروا إِلَيّ فناولني ألف دِرْهَم وَقَالَ رَأَيْت البارحة قَائِلا يَقُول خُذ مَعَك ألف دِرْهَم وألق بهَا فلَانا فَفعلت فأخذتها وأتيت إِلَى الَّذِي اقترضت مِنْهُ الْألف فدفعتها إِلَيْهِ فَقَالَ مَا أريدها فإنني اشْتريت بضَاعَة بِثَلَاثِينَ ألفا فكسدت فَلَا تَسَاوِي الْآن النّصْف قَالَ فَلَمَّا كَانَ أمس رَأَيْت رجلا عَلَيْهِ ثِيَاب خضر وطاقية بَيْضَاء فَقَالَ الْألف الَّتِي بعث بهَا إِلَيْك أَبوك مَعَ الشَّيْخ تَاج الدّين لَا تأخذها مِنْهُ وَأَنت تبيع البضاعة فِي أَيَّام منى بِخَمْسَة وَأَرْبَعين ألفا فَكَانَ كَذَلِك
- 419 عمر بن عَليّ بن عبد الله الهواري التّونسِيّ الْمَالِكِي ولد قبل سنة 650 واشتغل وتفقه على أبي أَحْمد الزواوي وَغَيره وفَاق الأقران فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ ذَا عبَادَة وتقشف ومهن أَخذ عَنهُ الشَّيْخ برهَان الدّين السفاقسي وَكَانَ يُبَالغ فِي تَعْظِيمه وَمَات فِي يَوْم عَرَفَة سنة 736
- 420 عمر بن عَليّ بن عُثْمَان بن مَمْدُود الدِّمَشْقِي الطواويسي الْمَعْرُوف بِابْن زُرَيْق زين الدّين ولد سنة 720 وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَأحمد بن عَليّ الجيلي صَاحب ابْن الصّلاح وَحدث وَكَانَ سمسارا فِي الْبَز مَاتَ فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة 771(4/210)
- 421 عمر بن عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 706 وأحضر على أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث وَمَات ...
- 422 عمر بن عَليّ بن عمر بن أبي الْقَاسِم البقاعي نَائِب الحكم بحمص ولد سنة 704 وَسمع بهَا من ابى الْعَبَّاس الْمجَاز صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث عَنهُ سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة قَدِيما وَسمع مِنْهُ الْمُحدث برهَان الدّين سبط ابْن العجمي لما رَحل من حلب إِلَى الْقَاهِرَة سنة 780
- 423 عمر بن عَليّ بن عمر الْقزْوِينِي الْحَافِظ الْكَبِير مُحدث الْعرَاق سراج الدّين ولد سنة 683 وعني بِالْحَدِيثِ وَسمع من الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَمُحَمّد بن عبد المحسن الدواليبي والنجم أَحْمد بن غزال وَجمع جم وَأَجَازَ لَهُ التقي سُلَيْمَان وَغَيره من دمشق وصنف التصانيف وَعمل الفهرست أَجَاد فِيهِ وَمَات سنة 750 روى عَنهُ جمَاعَة من آخِرهم شَيخنَا مجد الدّين مُحَمَّد بن يَعْقُوب الشِّيرَازِيّ صَاحب الْقَامُوس
- 424 عمر بن عَليّ بن مُوسَى بن خَلِيل الْبَغْدَادِيّ الازجي الْبَزَّار سراج الدّين أَبُو حَفْص جد صاحبنا قَاضِي الْحَنَابِلَة محب الدّين أَحْمد بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ لأمه ولد سنة 688 تَقْرِيبًا وَسمع من إِسْمَاعِيل بن الطبال وَعلي بن أبي الْقَاسِم وَهُوَ أَخُو الرشيد وَابْن الدواليبي وَجَمَاعَة وعني بِالْحَدِيثِ ورحل إِلَى دمشق فَقَرَأَ بهَا على أبي الْعَبَّاس ابْن الشّحْنَة وجالس ابْن(4/211)
تَيْمِية وَأخذ عَنهُ وَكَانَ تَلا بِبَغْدَاد على عبد الله بن عبد الْمُؤمن وَغَيره وَحج مرَارًا وَأعَاد بالمستنصرية وَأم بِجَامِع الْخَلِيفَة ثمَّ كَانَ حسن الْقِرَاءَة لَهُ عبَادَة وبهجة وصنف فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالرَّقَائِق وَحج من بَغْدَاد فَمَاتَ فِي الطَّرِيق فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 ذكره ابْن رَجَب فِي طبقاته
- 425 عمر بن عَليّ بن أبي بكر بن الْحسن الأسيوطى شرف الدّين ابْن شيخ الدولة سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي مشيخته وصحيح البُخَارِيّ وَسمع من ابْن خطيب المزة جُزْءا من حَدِيث أبي حَفْص الزيات وَتفرد بِالسَّمَاعِ عَنْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 769 بأسيوط
- 426 عمر بن عَليّ الدمراوى من شُيُوخ شَيخنَا برهَان الدّين الأبناسى وَصفه بِالدّينِ وَالْعلم وَكَذَا وَالِده
- 427 عمر بن عمرَان بن صَدَقَة البلالي نِسْبَة إِلَى بِلَال بن الْوَلِيد بن هِشَام بن عبد الْملك بن مَرْوَان الاموى زين الدّين البدوي ولد سنة 685 وَسمع الصَّحِيح على ابْن الشّحْنَة وَسمع بِبِلَاد كيلان من شمس الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّزَّاق بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَحدث سمع مِنْهُ شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ رَأَيْته بِبَغْدَاد بالمستنصرية(4/212)
وَجَرت لَهُ قصَّة مَعَ ملك التتار وَذَلِكَ أَنه اتهمه بمكاتبة المصريين بأخبارهم فَأَلْقَاهُ إِلَى الْكلاب وَمَعَهُ آخر فَأكلت الْكلاب رَفِيقه وَلم تؤذه وَكَانَ فِي تِلْكَ الْحَالة ملازما للذّكر فَعظم فِي أَعينهم وأكرموه وَأقَام مَعَهم مُدَّة يُجَاهد الرافضة والمبتدعة ثمَّ قدم دمشق واتفقت لَهُ كائنة فسجن بقلعة دمشق حِين كَانَ الشَّيْخ ابْن تَيْمِية بهَا وَأقَام بعده مسجونا خمس سمنين ثمَّ أطلق وَذكر أَن ابْن تَيْمِية أنْشدهُ وهما فى الاعتقال
(لَا تفكرن وثق الله إِن لَهُ ... ألطافا دقَّتْ عَن الأذهان والفطن)
(يَأْتِيك من لطفه مَا لَيْسَ تعرفه ... حَتَّى تظن الَّذِي قد كَانَ لم يكن)
مَاتَ سنة 754
- 428 عمر بن عوض بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب الشارعي قطب الدّين ابْن قَليلَة روى عَن حَاتِم بن الْعَفِيف روى عَنهُ أَبُو حَيَّان وَغَيره من شعره وَهُوَ حسن بَالغ فَمِنْهُ قَوْله وَهُوَ سَائِر
(الا يَا سَائِر فِي بطن قفر ... ليقطع فِي الفلا وعرا وسهلا)
(بلغت نقا المشيب وَبنت عَنهُ ... وَمَا بعد النقا إِلَّا الْمصلى)
وَمِنْه وَهُوَ سَائِر أَيْضا
(عزمنا على تَزْوِيج بنت مدامة ... بِمَاء قراح والليالي تساعد)
(فأمهرتها دس الْحباب وَإنَّهُ ... إِذا جليت لَيْلًا عَلَيْهَا القلائد)(4/213)
(وَجَاءَت رياحين الْبَسَاتِين عرفت ... فطابت بِذَاكَ النَّفس والورد شَاهد)
(وَكَانَ حُضُور النبق فألا مهنئا ... لنا بالبقا فِي العقد واللوز عَاقد) مَاتَ فِي سنة ... . . وَسَبْعمائة
- 429 عمر بن عِيَاض بالتحتانية الْأنْصَارِيّ الأندلسي الجزار كَانَ لَهُ مَعَ الفرنج وقائع عَجِيبَة ثمَّ قدم الْمَدِينَة وَصَحب أَبَا الْحسن الجزار وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ عبد الله والفقيه عبد الْوَاحِد ذكره ابْن فَرِحُونَ وَقَالَ كَانَت لَهُ مَنَاقِب مَاتَ فِي سنة 742
- 430 عمر بن أبي الْقَاسِم عِيسَى بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي الْمكَاتب بن مُحَمَّد بن أبي الطّيب البَجلِيّ نجم الدّين مولده سنة 626 أَو 627 وَيُقَال بل 632 يُقَال كَانَ جده أَبُو الطّيب فارسيا وَهُوَ من بَيت قديم بِدِمَشْق وَنَشَأ نجم الدّين هَذَا فى صُحْبَة محى الدّين ابْن الزكي ثمَّ تعلق بالمنصور صَاحب حماة وَكَانَ نَاظر ديوانه ثمَّ اخْتصَّ بالأفرم وَولي وكَالَة بَيت المَال وَنظر الخزانة والمرستان وَكَانَ يجْرِي بَينه وَبَين شمس الدّين ابْن غَانِم منازعات وأفانين فى المجون والهزل والتناديب بِمَجْلِس الأفرم قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ قد سمع من الْجمال الْعَسْقَلَانِي وَصدر الدّين ابْن سناء الدولة وَابْن عبد الدَّائِم وَحدث حمل عَنهُ البرزالي وَغَيره قَالَ وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وتواضع وَحب للصالحين وَحسن المحاضرة أعجبني(4/214)
سمته قَالَ وَهُوَ وَالِد الْمُفْتِي نجم الدّين وَكيل بَيت المَال وَمَات نجم الدّين فِي جُمَادَى الأولى سنة 704
- 431 عمر بن عِيسَى بن عمر الباريني الْحلَبِي ولد ببارين قَرْيَة من عمل حلب فِي سنة 711 وَسمع من الحجار وَأبي صَالح ابْن العجمي وتفقه على الْبَارِزِيّ وَحفظ كتبا على مَذْهَب الشَّافِعِي وتفقه وبرع وَأفْتى ودرس وَكَانَ أصل نشأته ببعلبك وَكتب الْمَنْسُوب على خطيبها وَكَانَ عِنْده تواضع وَسُكُون وعفة قَرَأت فِي تَارِيخ حلب لِابْنِ خطيب الناصرية كَانَ فَاضلا فِي الْفَرَائِض والعربية ودرس بعدة أَمَاكِن وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من الْفُضَلَاء كشمس الدّين البابي وشمس الدّين ابْن الزكي وزين الدّين عمر بن الكركي وَشرف الدّين الداديخي وَله نظم وَكَانَ يقدر قَوَاعِد للنحو مفيدة وَمن إنشاده فى لُغَات لَعَلَّ
(زد لاما أَو را قبل عل عَن غن ... أَو زد وَقل إِن ولعلت وَلِأَن)
(وَيُزَاد عَلَيْهِ ثمَّ لعلن ولعا ... فَهَذِهِ عشرَة وَأَرْبع لن يُزَاد لن)
وَمَات بحلب فِي شَوَّال سنة 764(4/215)
- 432 عمر بن عِيسَى بن أبي بكر الكتاني نقيب الحكم سمع من عبد الرَّحْمَن ابْن مخلوف ابْن جمَاعَة وَغَيره وَحدث وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 763 عَن سنّ عالية
- 433 عمر بن أبي الْفتُوح بن سعد بن عَليّ تَقِيّ الدّين الصحراوي الصَّالِحِي نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 617 وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وجعفر وَحدث وَكَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر وَمَات فى ربيع الآخر سنة 701
- 434 عمر بن أبي الْفَتْح بن أبي الْقَاسِم بن عمر اليونيني ولد سنة 665 وَسمع من أبي عبد الله اليونيني وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَولي مشيخة السلاوية وَهُوَ ابْن أُخْت الشَّيْخ نَاصِر الدّين السلاوي قَالَ البرزالي كَانَ مُبَارَكًا بشوش الْوَجْه خيرا مَاتَ فِي أول ذِي الْحجَّة سنة 707
- 435 عمر بن أبي الْقَاسِم بن عبد الْمُنعم تقدم قَرِيبا
- 436 عمر بن أبي الْقَاسِم بن يُونُس الْعَدنِي بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الدَّال الْمَعْرُوف بالزيلعي ولد بعد الْعشْرين وَكَانَ يذكر أَنه سمع من ابْن الشّحْنَة وَكَانَ خيرا صَدُوقًا حدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه
- 437 عمر بن أبي الْقَاسِم بن أبي الطّيب اشْتغل بالفقه وَسمع من النَّجْم الْعَسْقَلَانِي الْأَرْبَعين للفراوي أَنا مَنْصُور وَولي ديوَان الخزانة ودرس بالكروسية وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704(4/216)
- 438 عمر بن كثير بن ضوء بن كثير البصروي قَالَ البرزالي كَانَ فَاضلا لغويا شَاعِرًا حَدثنِي بِشَيْء من شعره بِحَضْرَة الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَكَانَ يخْطب بالقرية من عمل بصرى وَهُوَ وَالِد الْحَافِظ عماد الدّين إِسْمَاعِيل مَاتَ فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة 703
- 439 عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْأمَوِي الْقرشِي عز الدّين بن عَلَاء الدّين الشَّافِعِي تصدر بِمَسْجِد الصَّخْرَة بالقدس ودرس سمع مِنْهُ الْبَدْر النابلسي جُزْءا بِسَمَاعِهِ لَهُ على شرف الدّين منيف بن سُلَيْمَان بن كَامِل الزرعي سنة 705
- 440 عمر بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عبد القاهر بن أبي البركات وَيُقَال بَرَكَات ابْن أبي الْفَتْح الْحَمَوِيّ الْحَنَفِيّ ابْن كَمَال الدّين التاذقى سمع من ابْن أبي عمر جُزْء الْأنْصَارِيّ وَحدث بِهِ غير مرّة ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ فَاضلا لَهُ نظم حسن
- 441 عمر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي النُّور الشحطبي الدِّمَشْقِي سمع من الْفَخر مشيخته وَغَيرهَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من شَوَّال سنة 765 بالنيرب من غوطة دمشق(4/217)
- 442 عمر بن أبي بكر بن يُوسُف الْحَمَوِيّ زين الدّين الْمَعْرُوف بِابْن السمين ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وَسمع من نخوة بنت النصيبي الثَّانِي من الْمُسْتَخْرج لأبي نعيم على البُخَارِيّ وَحدث مَاتَ بحماة فِي 12 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 778
- 443 عمر بن مُحَمَّد بن أَبى بكر الكوفى سراج الدّين ولد فِي صفر سنة 714 وَسمع بِدِمَشْق من عَليّ بن عبد الْمُؤمن بن عبد وَأحمد بن عَليّ الْجَزرِي وَغَيرهمَا واشتغل بالفقه وَمهر وَحدث وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 797
- 444 عمر بن مُحَمَّد بن أبي الْحرم الحزيراتي الدِّمَشْقِي صَلَاح الدّين ولد سنة بضع وَثَمَانِينَ وتفقه إِلَى أَن درس وَأفْتى وَأعَاد وَسمع الْحسن ابْن على الْخلال وَغَيره وَكَانَ يعرف بالصلاح الْأَزْرَق وَكَانَ لَهُ ثروة وَمَات فِي صفر سنة 746
- 445 عمر بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل الجعبري جمال الدّين ابْن غَانِم أحد الْإِخْوَة سمع منسد أَحْمد على الْمُسلم بن عَلان وَكَانَ منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الِاخْتِلَاط بهم قانعا باليسير مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 720
- 446 عمر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الدماميني ثمَّ الاسكندراني نجم الدّين كَانَ(4/218)
رَئِيسا من الكارم مَشْهُورا بالمكارم مَاتَ فى سنة 707
- 447 عمر بن مُحَمَّد بن عبد الحكم بن عبد الرَّزَّاق بن جَعْفَر البلفيائي زين الدّين الشَّافِعِي ولد سنة 681 تَقْرِيبًا وَسمع من الابرقوهي والدمياطي وَابْن الْقيم وتفقه على الْعلم الْعِرَاقِيّ واشتغل على الْبَاجِيّ وَغَيره وَكَانَ يحفظ التَّنْبِيه ونبغ فِي الْفِقْه حَتَّى كَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يَقُول مَا رَأَيْت أفقه نفسا مِنْهُ وَكَانَ المصريون لَا يعدلُونَ بِهِ فِي الْفَتْوَى أحدا من أهل عصره وَكَانُوا يَقُولُونَ لَو حلف أَن يستفتي أفقه الشَّافِعِيَّة فاستفتاه لم يَحْنَث واستنابه القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة أول مَا ولي الْقَضَاء بالبهنسا ثمَّ ولي قَضَاء حلب فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا فتعصب عَلَيْهِ كَاتب سرها ابْن القطب فصرف بعد شَهْرَيْن وَقَالَ فِيهِ ابْن الوردي
(كَانَ وَالله عفيفا نزها ... وَله عرض عريض مَا اتهمَ)
(كَانَ لَا يدرى مَدَاره الورى ... ومداراة الورى أَمر بهم)(4/219)
ثمَّ ولاه تنكز تدريس النورية بحمص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة فتعصبوا عَلَيْهِ فَتَركهَا وَدخل الْقَاهِرَة فولاه ابْن جمَاعَة المنوفية مُدَّة ثمَّ ولاه الحكم بِبَاب الْفتُوح ثمَّ ولي قَضَاء حلب سنة 49 فَلم يتم لَهُ ذَلِك فَنقل إِلَى قَضَاء صفد فِي أَوَاخِر صفر فَأَقَامَ بهَا تَقْدِير خمسين يَوْمًا وَمَات بهَا فِي الطَّاعُون الْعَام فِي ربيع الآخر سنة 749 قَالَ الاسنوي كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه غواصا على الْمعَانِي منزلا للحوادث على الْقَوَاعِد والنظائر تَنْزِيلا عجيبا لم أر مثله فِي هَذَا الْبَاب قَالَ وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة وَشَرحه للمختصر للتبريزي يشْتَمل على فَوَائِد غَرِيبَة وَقد ترْجم لَهُ التَّاج السُّبْكِيّ وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وبلفياء بِكَسْر الموحد وَاللَّام وَسُكُون الْفَاء بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ممدودة
- 448 عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبيد الله بن عُثْمَان بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن العجمي كَمَال الدّين الْحلَبِي بن شهَاب الدّين بن ضِيَاء الدّين كَانَ من بَيت الْعلم والرئاسة ولد بعد الْقرن وتفقه وتمهر عِنْد فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين وَأخذ عَن الْكَمَال الزملكاني وَسمع الحَدِيث بِمصْر وَالشَّام وتميز وتفنن وتصدر للإفادة بحلب وَكَانَ ذهنه وقادا إِلَّا أَنه كَانَ فِيهِ رهج وطيش قَالَ ابْن حبيب درس بظاهرية حلب وَتقدم فِي عدَّة فنون وَكَانَ حسن المجالسة والمذاكرة وَذكر أَن ابْن الوردي كَانَ يَقُول لَهُ وَالله مَا تفلح وَإِن افلحت مت وَكَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ مَاتَ وَالِده فتعلل قَلِيلا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 744 عَن نَحْو أَرْبَعِينَ سنة ورثاه ابْن الوردي بقصيدة عَيْنِيَّة يَقُول فِيهَا
(إِن كَانَ قد مَاتَ الْكَمَال فَذكره ... بَاقٍ وَنشر علومه يتضوع)(4/220)
- 449 عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي رَجَاء بن أبي الزهر تَقِيّ الدّين ابْن الصاحب شمس الدّين ابْن السلعوس نَشأ بِدِمَشْق وَولي نظر الدِّيوَان بِدِمَشْق وَغير ذَلِك ثمَّ نظر الدولة بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ الوزارة فباشرها يَوْمًا وَاحِدًا وَكَانَ النَّاصِر يُكرمهُ انْقَطع يَوْمًا وَاحِدًا وَلم يسمع مِنْهُ إِلَّا أَنا ميت وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 731
- 450 عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الدِّمَشْقِي جمال الدّين المجود تخرج بِهِ جمَاعَة فِي الْكِتَابَة من الْأَعْيَان بِمصْر وَالشَّام وَحصل بذلك مَالا جما حَتَّى قَالَ مرّة حصل لي من التكتيب خَمْسَة آلَاف دِينَار وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من المجلدات وَكَانَ معمرا مَاتَ فِي صفر سنة 749
- 451 عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ التركماني ولد سنة 727 سمع من ... . . رَأَيْت بِخَطِّهِ فِي استدعاء للبرهان سبط ابْن العجمي مُحدث حلب سنة ثَمَانِينَ وَلم أعرف من خَبره شَيْئا
- 452 عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ الدينَوَرِي نزيل مَكَّة سمع من حسن بن عمر الْكرْدِي والرضى الطَّبَرِيّ وست الوزراء وَحدث وبرع فِي النَّحْو والقراآت والْحَدِيث قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ قَرَأت عَلَيْهِ عدَّة ختمات وَأخذت عَنهُ التجويد مَاتَ بِمَكَّة سنة 751
- 453 عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن هبة الله بن أَحْمد بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ نجم الدّين ابْن جمال الدّين ابْن الصاحب كَمَال الدّين ابْن(4/221)
العديم ولد سنة 689 وَسمع من الابرقوهي وَحدث عَنهُ وتفقه وَولي عدَّة تداريس ثمَّ ولي الْقَضَاء فِي سنة 721 إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 734 لَا يحفظ أَنه سبّ أحدا طول ولَايَته وَكَانَ الْمُؤَيد يثني عَلَيْهِ وعَلى فضائله وَمن نظمه
(كَأَن وَجه النَّهر إِذْ حفت بِهِ ... أشجاره فصافحته الأغصن)
(مرْآة غيد قد وقفن حولهَا ... ينظرن فِيهَا أبهن أحسن) ورثاه ابْن الوردي بقوله
(قد كَانَ نجم الدّين شمسا أشرقت ... بحماة للداني بهَا والقاصي)
(عدمت ضِيَاء ابْن العديم فأنشدت ... مَاتَ فى الْمُطِيع فيا هَلَاك العَاصِي)
- 454 عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن حسن بن خواجا إِمَام الْفَارِسِي شرف الدّين ولد سنة 618 وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وفخر الدّين ابْن الشيرجي وَتفرد عَنهُ وَغَيرهم وَكَانَ ينْسَخ الختمات والربعات ويذهبها وَيجْلس مَعَ الشُّهُود وَكَانَ أَبوهُ نَاظر الناصرية فَحصل لَهُ مشيخة الحَدِيث بهَا بعد موت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ وَكَانَ شرف الدّين دينا كَرِيمًا حسن الشكل من بقايا الْفُقَرَاء الحريرية وَله نصيب من ذكر ومشيخة وَكَانَ خطه حسنا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 702 وَله أَربع وَثَمَانُونَ سنة وَهُوَ ممتع بحواسه وَمَات وَالِده ضِيَاء الدّين سنة 664(4/222)
- 455 عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن سُلَيْمَان بن عِيسَى بن إلْيَاس الصرخدي ثمَّ البعلبكي سمع من ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بِهِ عَنهُ سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
- 456 عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد المعري كَمَال الدّين العجلوني سمع الابرقوهي وَابْن القواس وتفقه على الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح فِي عدَّة أَمَاكِن وَمَات بمعرة سنة 728
- 457 عمر بن مُحَمَّد بن عمر مَحْمُود وَيُقَال عبد الحميد بن أبي بكر الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي القَاضِي الْمَعْرُوف بِابْن باطر اسْمَعْهُ أَبوهُ الْفَقِيه أَبُو عبد الله من الشّرف ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَالْفراء وَغَيرهم واسمعه البُخَارِيّ من اليونينى وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْن وَغَيره وَمَات فِي شَوَّال سنة 764
- 458 عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي الْقَاسِم بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن الْحسن ابْن على بن مُحَمَّد بن أبي الطّيب الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن ابى الطّيب اشْتغل وتميز وَأخذ عَن أبي الْعَبَّاس الاندرشي فِي الْعَرَبيَّة وَولي نظر الخزانة وتوقيع الدست ودرس فِي أَمَاكِن وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالْبر للْفُقَرَاء مَاتَ بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة 769 وَكَانَ قد سمع من الْبَنْدَنِيجِيّ مشيخته وَأَظنهُ حدث بهَا عَنهُ
- 459 عمر بن مُحَمَّد بن عمر الْموصِلِي الْموقع سمع من الابرقوهي وَحدث(4/223)
وَكَانَ متواضعا يلقب رَضِي الدّين مَاتَ فِي شعْبَان سنة 747
- 460 عمر بن مُحَمَّد بن ماو الحميدى ذكره أَبُو حَيَّان وَأنْشد لَهُ
(أفديه عطارا شهي اللمى ... أحور فتانا كحور الْجنان)
(بِي غمرة مِنْهُ فيا ليته ... الوجاد لي يَوْمًا بِمَاء اللِّسَان)
- 461 عمر بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عشائر كَمَال الدّين الْحلَبِي أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَقَالَ توفّي سنة 750 عَن أَرْبَعِينَ سنة
- 462 عمر بن مُحَمَّد بن يحيى بن عُثْمَان العرشي الْعُتْبِي الاسكندراني ركن الدّين أَبُو حَفْص الْفَقِيه الشَّافِعِي ابْن جابي الاحباس ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 639 وَسمع من سبط السلَفِي عدَّة أَجزَاء مِنْهَا جُزْء ابْن عُيَيْنَة وَالدُّعَاء والتوكل ومشيخة السبط السلَفِي عدَّة أَجزَاء مِنْهَا جُزْء ابْن عُيَيْنَة وَالدُّعَاء والتوكل ومشيخة السبط كتب عَنهُ الرحالة وَكَانَ شَاهدا أَخذ عَنهُ الْيَعْمرِي والقطب الْحلَبِي والذهبي والسبكي والواني وَآخَرُونَ آخِرهم شَيخنَا تَاج الدّين ابْن مُوسَى الشَّافِعِي وَمَات بالثغر فِي صفر سنة 724
- 463 عمر بن مُحَمَّد بن يُوسُف تَقِيّ الدّين الْمَالِكِي تفقه وَأعَاد بالمنصورية وتعانى الخدم عِنْد ايدمر ثمَّ ولي نِيَابَة الحكم فباشره مُدَّة يسيرَة وَمَات فِي شَوَّال سنة 769 مطعونا
- 464 عمر بن مُحَمَّد بن شيخ السلامية زين الدّين الجندي ولد سنة 80(4/224)
وَسمع من أَحْمد بن عَسَاكِر وَغَيره وَمَات فِي ثَالِث ربيع الأول سنة 737 ذكره ابْن رَافع
- 465 عمر بن مَحْمُود بن عَليّ الْآدَمِيّ ابْن النَّقِيب الْحَمَوِيّ سمع من أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الْحلَبِي سبط ابْن العجمي فِي رحلته إِلَى حماة
- 466 عمر بن مَحْمُود ابْن الطفال شرف الدّين سمع مَعَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد بِدِمَشْق من مشايخها وَسمع من الشَّيْخ جلال الدّين الدشنائي وتعانى الْأَدَب فَقَالَ الشّعْر الْجيد والبلاليق وَغَيرهَا وَمَات بقوص سنة 722
- 467 عمر بن مَحْمُود بن فتح بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ الْحَنَفِيّ زين الدّين ولد سنة واسمع على أَحْمد بن شَيبَان وَحدث وَمَات سنة ... ... .
- 468 عمر بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الكركي زين الدّين نزيل حلب ولد سنة 728 قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخ حلب أخذت عَنهُ وَكَانَ فَاضلا دينا متواضعا مواظبا على الِاشْتِغَال والأشغال وقرأت عَلَيْهِ الْمِنْهَاج وَكَانَ قدم حلب سنة 49 وَأخذ عَن الزين الباريني وَأخذ بِدِمَشْق عَن أبي الْبَقَاء والحسباني وَغَيرهمَا وَاسْتقر بحلب يُفْتِي ويدرس(4/225)
وَكَانَ يتكسب أَولا بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ترك وَأَقْبل على شَأْنه وَمَات فِي رَابِع رَمَضَان سنة 797
- 469 عمر بن مَحْمُود بن أبي بكر بن عبد الْقَادِر بن أبي بكر الرَّازِيّ سراج الدّين الْحَنَفِيّ ولد فِي صفر سنة 645 وتفقه وتعانى الشَّهَادَة ثمَّ نَاب فِي الحكم بالحسينية فَلَمَّا امْتنع القاضى شمس الدّين الحنفى الحريرى من استبدال الأمكان الَّتِى أَرَادَ النَّاصِر ستبدالها وصمم على ذَلِك بعد أَن سَأَلَهُ النَّاصِر فِيهِ فَشَكَاهُ لكريم الدّين الْكَبِير فَتكلم سراج الدّين الْمَذْكُور مَعَ كريم الدّين أَنه إِن فوض لَهُ الحكم حكم بذلك واحضر لَهُ النَّقْل من مَذْهَبهم بذلك فسر كريم الدّين وَركب فِي الْحَال إِلَى السُّلْطَان فَأعلمهُ فَأجَاب سُؤَاله وَقَررهُ فِي قَضَاء مصر خَاصَّة وَأبقى الحريري فِي قَضَاء الْقَاهِرَة فَنزل السراج إِلَى مصر وَحكم بهَا اسْتِقْلَالا وشق ذَلِك على الحريري وصنف فِي منع الِاسْتِبْدَال جُزْءا فتعقبه عَلَيْهِ عَلَاء الدّين ابْن التركماني بعد وَاتفقَ أَن السراج مَاتَ بعد مُضِيّ اثْنَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْمًا فعد ذَلِك كَرَامَة للحريري وَكَانَت وَفَاة السراج فِي تَاسِع عشر شهر رَجَب سنة 717
- 470 عمر بن مَسْعُود بن عمر الأديب سراج الدّين المحار الحلبى نزيل(4/226)
حماة الكتانى الشَّاعِر الْمَشْهُور تعانى الْآدَاب ونظم الموشحات ففاق فِيهَا وَله شعر حسن فَمِنْهُ
(انْظُر إِلَى النَّهر فِي تطرده ... وصفوه قد وشى على السّمك)
(توهم الرّيح صيدها فغدا ... ينسج متن الغدير كالشبك)
وَمِنْه
(قَالُوا هوى بِابْن الْأَمِير جَوَاده ... فَقُلُوبنَا كَادَت عَلَيْهِ تفطر)
(فأجبتهم لَا تعجبوا لوُقُوعه ... إِن السَّحَاب إِذا سرى يتقطر)
وَمِنْه
(أرى لِابْنِ سعد لحية قد تكاملت ... على وَجهه واستقبلت غير مقبل)
(ودارت على أنف عَظِيم كَأَنَّهُ ... كَبِير أنَاس فِي بجاد مزمل)
وديوان موشحاته مَشْهُورَة وَله مدائح فِي الْمَنْصُور صَاحب حماة وَولده الْأَفْضَل عَليّ وَغَيرهمَا وَمَات سنة 711 أَو 722
- 471 عمر بن مُسلم بتَشْديد اللَّام بن سعيد بن عمر بن بدر بن مُسلم الدِّمَشْقِي الشَّيْخ زين الدّين الْقرشِي ولد فِي شعْبَان سنة 24 وَدخل دمشق بعد الْأَرْبَعين وتفقه على شرف الدّين قَاسم خطيب جَامع جراح وعلاء الدّين حجي وَسمع الحَدِيث وتعانى عمل المواعيد وتصدى(4/227)
للإفادة والتدريس وَولى تدريس الناصرية فنازعه فيا برهَان الدّين ابْن جمَاعَة وَجَرت لَهُ فِيهَا محنة ثمَّ عوضه الاتابكية ثمَّ نزعت مِنْهُ ثمَّ لما ولي ابْنه شهَاب الدّين الْقَضَاء فوض إِلَيْهِ الاتابكية والناصرية والخطابة ثمَّ لما عَاد الظَّاهِر إِلَى الْملك قبض على وَلَده وَعَلِيهِ وصودرا واعتقلا بالقلعة وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي كَانَ بارعا فِي التَّفْسِير يحفظ الْمُتُون وَيعرف أَسمَاء الرِّجَال ويشارك فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ مَشْهُورا بِقُوَّة الْحِفْظ وَعدم النسْيَان وَالْقِيَام فى الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَكَانَت لَهُ سمعة وصيت بِسَبَب ذَلِك مَعَ الشجَاعَة والإقدام والصدع بِالْحَقِّ على الصَّغِير وَالْكَبِير مَعَ عدم المدارة والمحاباة ونقموا عَلَيْهِ إِنَّه كَانَ مِمَّن بَالغ فِي الْقيام على تَاج الدّين السُّبْكِيّ لما امتحن مَعَ أَنه هُوَ الَّذِي أدخلهُ فِي الْفُقَهَاء وَكَانَ كثير الإقبال على الِاشْتِغَال والمطالعة لَا يمل من ذَلِك وَملك من الْكتب النفيسة شَيْئا كثيرا فَلَمَّا امتحن بالمصادرة رهن أَكْثَرهَا على ذَلِك وَمَا أَفَادَهُ بل مَاتَ فِي الاعتقال فِي ذى الْحجَّة سنة 792
- 472 عمر بن المظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس المعري زين الدّين(4/228)
ابْن الوردي الْفَقِيه الشَّافِعِي الشَّاعِر الْمَشْهُور نَشأ بحلب وتفقه بهَا ففاق الأقران وَأخذ عَن القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة وَعَن الْفَخر خطيب جبرين بحلب ونظم الْبَهْجَة الوردية فِي خَمْسَة آلَاف بَيت وَثَلَاث وَسِتِّينَ بَيْتا أَتَى على الْحَاوِي الصَّغِير بغالب أَلْفَاظه وَأقسم بِاللَّه لم ينظم أحد بعده الْفِقْه إِلَّا وَقصر دونه وَله ضوء الدرة على ألفية ابْن معطي وَشرح الألفية لِابْنِ مَالك والرسائل المهذبة فِي الْمسَائِل الملقبة وَله مقامات ومنطق الطير نظم ونثر وَله الْكَلَام على مائَة غُلَام مائَة مَقْطُوع لَطِيفَة والدراري السارية فِي مائَة جَارِيَة مائَة مَقْطُوع كَذَلِك وَضمن كثيرا من الملحة للحريرى فِي أرجوزة غزل وَاخْتصرَ ألفية ابْن مَالك فِي مائَة وَخمسين بَيْتا وَشَرحهَا وَغير ذَلِك وَكَانَ يَنُوب فِي الحكم فِي كثير من معاملات حلب وَولي قَضَاء منبج فتسخطها وعاتب ابْن الزملكاني بقصيدة مَشْهُورَة على ذَلِك ورام الْعود الى نِيَابَة الحكم بحلب فَتعذر ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام آخر سنة 749 بعد أَن عمل فِيهِ مقامة سَمَّاهَا النبا فِي الوباء ملكت ديوَان شعره فِي مُجَلد لطيف وَذكر الصَّفَدِي فِي أَعْيَان الْعَصْر أَنه اختلس مَعَاني شعره وَأنْشد فِي ذَلِك شَيْئا كثيرا وَلم يَأْتِ بِدَلِيل على أَن ابْن الوردي هُوَ المختلس بل الْمُتَبَادر إِلَى الذِّهْن عكس ذَلِك نعم اسْتشْهد الصَّفَدِي على صِحَة دَعْوَاهُ بقول ابْن الوردي(4/229)
(واسرق مَا أردْت من الْمعَانِي ... فَإِن فقت الْقَدِيم حمدت سيري)
(وَإِن ساويته نظما فحسبي ... مُسَاوَاة الْقَدِيم وَذَا لخيرى)
(وَإِن كَانَ الْقَدِيم أتم معنى ... فَهَذَا مبلغي ومطار طيري)
(وَإِن الدِّرْهَم الْمَضْرُوب باسمي ... أحب إِلَى من دِينَار غيرى)
فَمَا أوردهُ الصَّفَدِي قَوْله
(سل الله رَبك من فَضله ... إِذا عرضت حَاجَة مقلقة)
(وَلَا تقصد التّرْك فِي حَاجَة ... فأعينهم أعين ضيقَة) فَزعم أَنَّهَا من قَول الصفدى
(اترك هوى الأتراك إِن شِئْت إِن ... لَا تبتلي فيهم بهم وضير)
(وَلَا ترج الْجُود من وصلهم ... مَا ضَاقَتْ الْأَعْين مِنْهُم لخير)
وَهُوَ الْقَائِل
(قيل لى تبذل الذَّهَب ... تتولى قَضَاء حلب)
(قلت هم يحرقونني ... وَأَنا أَشْتَرِي الْحَطب)
وَمِنْه أَخذ ابْن عشائر قَوْله
(قيل برطل على القضا ... ترغم الْحَسَد العدى)
(قلت هم يذبحونني ... وَأَنا أشحذ المدى)(4/230)
أَنْشدني أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ بِدِمَشْق قَالَ انشدنا الشَّيْخ زين الدّين بن الوردي لنَفسِهِ
(إِنِّي تركت عقودهم وقروضهم ... وفسوخهم وَالْحكم بَين اثْنَيْنِ)
(ولزمت بَيْتِي قانعا ومطالعا ... كتب الْعُلُوم وَذَاكَ زين الزين)
الأبيات وَله فِي ابْن الزملكاني غرر المدائح
- 473 عمر بن نجم بن يَعْقُوب الْمُجَرّد الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بالهدفي نزيل الْخَلِيل ولد بِبَغْدَاد سنة 712 وتجرد إِلَى أَن سكن بلد الْخَلِيل يقرىء الْأَطْفَال وَحدث عَن الحجار سمع مِنْهُ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي مُحدث حلب سنة 780
- 474 عمر بن نصر الله بن نصر الله بن عُثْمَان الْجريرِي زين الدّين سمع من الْفَخر وَابْن أبي عمر وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ رجلا خيرا كثير التِّلَاوَة وَمَات فِي ثامن عشري شهر ربيع الآخر سنة 737 ذكره ابْن رَافع
- 475 عمر بن يَعْقُوب بن أَحْمد السعودي أحد اتِّبَاع الشَّيْخ أبي السُّعُود كَانَت لَهُ وجاهة وَكَانَ مقداما ونال حظوة فِي أَيَّام الْمَنْصُور قلاون وَكَانَ كثير الْبر للْفُقَرَاء مَوْصُوفا بالمروءة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 707
- 476 عمر بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن أَبى السفاح الحلبى زين الدّين ابْن عز الدّين ابْن زين الدّين ابْن شرف الدّين تعانى الآدب(4/231)
وَكتب فى الانشاء وَولى وكَالَة بَيت المَال وَنظر الأحباس ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب عوضا عَن جمال الدّين بن الشهَاب مَحْمُود فِي سنة 749 فباشرها بِحسن سياسة وَمَكَارِم الْأَخْلَاق إِلَى أَن عزل بشهاب الدّين الْحُسَيْنِي وصودر ابْن السفاح وَجرى عَلَيْهِ مَا لم يجر على كَاتب سر غَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى وظائفه الأولى فَأَقَامَ بحلب إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 754 ورثاه الأديب شمس الدّين الضفدع الشَّاعِر بِدِمَشْق بِأَبْيَات مِنْهَا
(ويحق لي سفح المدامع إِن بَكت ... عين الزَّمَان على فَتى السفاح)
وَمَات وَهُوَ ابْن سِتِّينَ سنة وَزِيَادَة
- 477 عمر بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نابل بن عزاز الْمَقْدِسِي المرداوي زين الدّين الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 621 وَسمع من أبي عبد الله ابْن الزراد وَزَيْنَب بنت الْكَمَال واحضر على الشّرف ابْن الْحَافِظ سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي الْمُحدث وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ وَمَات ... . .
- 478 عمر الصَّفَدِي سراج الدّين انْتقل من صفد إِلَى الْقَاهِرَة فتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن ولي مشيخة الخانقاه الصُّوفِيَّة بدويرة سعيد السُّعَدَاء وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749(4/232)
- 479 عمر بك الْمَلْطِي التركماني مَاتَ وَهُوَ أَمِير ملطية فى الْمحرم سنة 762 وتسلم ملطية بعده النَّائِب بكخطا ثمَّ أضيفت ملطية إِلَى القلاع المضافة إِلَى حلب
- 480 عمر شاه التركي أول مَا تَأمر طبلخاناة ثمَّ ولي نِيَابَة حماة مرّة بعد أُخْرَى وَقبض عَلَيْهِ فِي أَيَّام النَّاصِر حسن ثمَّ أطلق بعده ثمَّ أَمر تقدمة فِي دمشق وَعمل حَاجِب الْحجاب وَبنى بهَا الخانقاه الَّتِي بالقنوات وباشر الحجوبية بصرامة وشهامة فَوَقع بَينه وَبَين الْقُضَاة فَقَامَ عَلَيْهِ تَاج الدّين السُّبْكِيّ إِلَى أَن عزل وأعيد إِلَى نِيَابَة حماة وعزل وَعَاد إِلَى دمشق فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة 771 وَكَانَت سيرته فِي حماة مشكورة
- 481 عنبر المنصوري خدم الْمَنْصُور قلاون فَمن بعده وَاسْتقر زِمَام الْوَقْف إِلَى أَن مَاتَ فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 724
- 482 عنبر بن عبد الله الساقي العزيزي الطواشي شُجَاع الدّين سمع من ابْن عزون والنجيب
- 483 عنبر السحرتي الناصري ترقى فِي الخدم حَتَّى أَمر طبلخاناة وَاسْتقر مقدم المماليك ثمَّ صرف فِي سنة 35 ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 47 وداخل النَّاصِر أَحْمد فِي الْقَبْض على الْأُمَرَاء ثمَّ صرف فِي رَمَضَان سنة 48 وصودر وَنفي إِلَى الْقُدس وَكَانَ متعاظما يتعانى(4/233)
الفروسية وَيكثر من لعب الكرة وَرمي النشاب وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام بالقدس
- 484 عوض بن نصر بن عبد الرَّحْمَن بن شيركوه الْمصْرِيّ الحنفى شرف الدّين ابو خلف عَنى بِالْحَدِيثِ وَحفظ كتابا فِي الْفِقْه على مَذْهَب أبي حنيفَة واعتنى بالقراآت وَسمع الْكثير وَكَانَ جميل الْوَجْه حسن الصُّحْبَة إِلَّا أَنه حصلت مِنْهُ يَوْمًا غَفلَة فَقَالَ لبَعض الطّلبَة لأي معنى قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي أول الْمفصل الله أَحْمد وَمَا قَالَ إِبْرَاهِيم أَو مُوسَى فضبطوها عَلَيْهِ وَعمد بَعضهم إِلَى أسئلة من الْمفصل فوضعها عَلَيْهِ مثل قَوْله لم قَالَ بَاب الْموصل وَلم يقل بَاب الشبابة وَلم قَالَ بَاب التَّرْخِيم وَلم يقل بَاب التبليط وَلم قَالَ بَاب الْعلم وَلم يقل بَاب السنجق ثمَّ شرع فِي تَعْلِيل ذَلِك وَقَالَ لَهُ بعض الطّلبَة أَنْت فِيك عيب لِأَنَّهُ مَا فِي الْقُرْآن شَيْء على وزن اسْمك وَلَا تسمى بِهِ أحد من أهل الْعلم فشرع يتتبع الْأَجْزَاء والمعاجم والمشيخات والتواريخ إِلَى أَن جمع جُزْءا سَمَّاهُ شِفَاء الْمَرَض فِيمَن تسمى بعوض وَذكر فِي الْخطْبَة أَن فِي الْقُرْآن على وزن اسْمه عِنَب ورحل إِلَى دمشق بعد سنة 740 فَأحْسن إِلَيْهِ(4/234)
السُّبْكِيّ وَرجع وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 747
- 485 عَيَّاش بن الطُّفَيْل بن عَيَّاش بن مُحَمَّد بن عَيَّاش بن مُحَمَّد بن الطُّفَيْل الْعَبْدي أَبُو عَمْرو بن أبي الْفضل وَمن أهل اشبيلية وذوى الْبيُوت مِنْهَا أَخذ عَن أَبِيه وتلا على أبي الْحسن الدباج ثمَّ انْتقل إِلَى الجزيرة الخضراء واقرأ بهَا وَولى الْإِمَامَة بهَا وَكَانَ كثير الصَّدَقَة وَالْخَيْر وَهُوَ آخر أهل بَيته وَمَات فِي رَجَب سنة 702 ذكره الْقَاسِم التجِيبِي فِي أَوَائِل رحلته
- 486 عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن ثَوْبَان الماردي الشَّاعِر مجد الدّين أَبُو الْحسن النَّحْوِيّ تفقه على الشَّيْخ أَحْمد بن دَاوُد بن مندك وعَلى النَّجْم النَّحْوِيّ وَمهر وَاخْتصرَ المعالم للفخر وَكَانَ مَعَ اشْتِغَاله على ابْن مندك يكثر الوقيعة فِيهِ ويذمه لقلَّة دينه وإنهماكه على الشّرْب حَتَّى قَالَ فِيهِ لما مَاتَ
(تعجب النَّاس حِين أضحى ... فلَان فِي الْحَال وَهُوَ ميت)
(فَقلت لَا تعجبوا لهَذَا ... قد داس فِي بَطْنه الْكُمَيْت) وَمن شعر الْمجد
(وافى الْكتاب فَلَا عدمت أناملا ... رقمت على ذَاك الْبيَاض سطورا)
(منظوم در لَو تجسم لَفظه ... لحسبت ذَلِك لؤلؤا منثورا)
(لي عين رَأس رَأس عين بعدكم ... أضحى يفجرها النَّوَى تفجيرا)(4/235)
وَكتب إِلَى الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية قصيدة من جُمْلَتهَا
(يَا أَيهَا الحبر الَّذِي علمه ... وفضله فِي النَّاس مَشْهُور)
(كَيفَ اخْتِيَار العَبْد أَفعاله ... وَالْعَبْد فِي الْأَفْعَال مجبور)
(نعم وَلَوْلَا الْجَبْر كنت امْرَءًا ... لَهُ إِلَى لقياك تشمير)
(يقيمني الشوق ولكنني ... تقعدني عَنْك الْمَقَادِير)
فَيُقَال أَن ابْن تَيْمِية أَجَابَهُ بِجَوَاب فِي عدَّة كراركيس غير منظوم وَمَات الْمجد فِي الْمحرم سنة 746 وَهُوَ فِي عشر السّبْعين
- 487 عِيسَى بن ابرحجى بن سَابق بن هِلَال بن الشَّيْخ يُونُس بن يُوسُف ابْن يُوسُف بن مساعد الشَّيْبَانِيّ الْمحَاربي شيخ الطَّائِفَة اليونسية مَاتَ فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة 705 وَكَانَ دينا صَالحا حسن الْمُلْتَقى سَمحا مَاتَ بزاويتهم الَّتِي على الشّرف بِدِمَشْق وَمَات أَبوهُ بعده بِسنة وَنصف فِي شهر رَجَب وَكَانَ قدم دمشق فِي زمن الْمَنْصُور فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَجلسَ مَكَانَهُ وَلَده فضل وَكَانَ الشَّيْخ سيف الدّين ابْن ايرحجي من أجمل النَّاس صُورَة وهيئة وَله طباع جَيِّدَة وسلامة صدر ذكره الْجَزرِي فِي تَارِيخه
- 488 عِيسَى بن أَحْمد بن غَانِم بن عَليّ النابلسي الأَصْل شرف الدّين الْوَاعِظ(4/236)
سمع من ... . . مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة 739 وَهُوَ أَخُو الْوَاعِظ عز الدّين عبد السَّلَام بن أَحْمد بن غَانِم الَّذِي مَاتَ فِي شَوَّال سنة 678 فَعَاشَ هَذَا بعده زِيَادَة على سبعين سنة
- 489 عِيسَى بن إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عماد بن صَالح الهيثمي عماد الدّين الْجُهَنِيّ الصَّالِحِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 645 وَسمع من مكي ابْن عبد الرَّزَّاق وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي وَابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَأحمد بن شَيبَان وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهم وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ كرر على التَّعْجِيز وسافر إِلَى الْموصل وَالروم وخالط الْفُقَرَاء ولازم الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 733
- 490 عِيسَى بن تركي بن فَاضل بن سُلْطَان بن زغلي الْأمَوِي السرُوجِي نزيل دمشق ولد سنة 647 باربل وَسمع من الْمِقْدَاد الْقَيْسِي وَعمر بن أبي عصرون وَالشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَغَيرهم وَكَانَ يتكسب بِالشَّهَادَةِ ويحضر بعض الْمدَارِس ذكره البرزالي والذهبي وَابْن رَافع فِي معاجيمهم وَحدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي أثنى البرزالي على دينه وَمَات فِي ربيع الأول سنة 734
- 491 عِيسَى بن ثروان بن مُحَمَّد بن ثروان بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْبَاقِي ابْن أبي الْحسن التدمري شيخ البيانية ولد فِي رَمَضَان سنة 631 وَكَانَ جد وَالِده من أَصْحَاب أَبى الببان ثمَّ صَار هَذَا شيخ الطَّائِفَة وَكَانَ(4/237)
لَهُ صيت وَقبُول وَكلمَة نَافِذَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 701
- 492 عِيسَى بن حسن العائذي خدم النَّاصِر وَهُوَ بالكرك إِلَى أَن عَاد إِلَى الْملك فَسلم إِلَيْهِ الهجن السُّلْطَانِيَّة وَاعْتمد عَلَيْهِ فعظمت مرتبته وَكَثُرت أَمْوَاله وَصَارَت الشرقية كلهَا فِي حكمه فَلَمَّا ولي النَّاصِر حسن قبض عَلَيْهِ بسعاية ازدمر الكاشف فِي حَقه فأحيط بأمواله وسلمت الهجن للأميربقر وسجن عِيسَى ثمَّ أُعِيد ثمَّ خشِي من شيخو فقر إِلَى الطّور سنة 52 فأقيم بعض عرب العائذ عوضه ثمَّ تعصب لَهُ الْأَمِير صرغتمش حَتَّى أَعَادَهُ إِلَى الإمرة ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي ربيع الآخر سنة 754 وَسمر ثمَّ سلم لأَهله وَلم ير أجلد مِنْهُ فِي حَال تسميره حَتَّى إِنَّه لم يسمع مِنْهُ كلمة وَاحِدَة وَترك عدَّة أَوْلَاد ورثوه واشتهروا فِي إمرة الْعَرَب
- 493 عِيسَى بن دَاوُد بن شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق الْمُعظم بن الزَّاهِر بن الْمُجَاهِد ولد فِي رَمَضَان سنة 655 وَدخل الْقَاهِرَة لطلب زِيَادَة فِي إقطاعه فَأَجَابَهُ السُّلْطَان إِلَى ذَلِك(4/238)
فأدركه أَجله هُنَاكَ وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 719
- 494 عِيسَى بن دَاوُد الْبَغْدَادِيّ الْحَنَفِيّ سيف الدّين المنطقي ولد فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة أَخذ عَن الْبَدْر الطَّوِيل وَالْفَخْر بن البديع وبرع فِي الْمنطق وَتخرج وفَاق الأقران وأملى على الموجز للخونجي شرحا وعَلى الْإِرْشَاد كَذَلِك وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة بَين القصرين وَأخذ عَنهُ السُّبْكِيّ وَابْن الاكفاني وَغَيرهمَا وَكَانَ سليم الْبَاطِن متواضعا مقتصدا سَمحا لطيف الشكل وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 705 وَله سَبْعُونَ سنة على مَا تقل عَنهُ السُّبْكِيّ قَالَ وَكَانَ قَالَ لي كَانَ لي وَقت بِنَاء المستنصرية سبع أَو ثَمَان سِنِين فَهَذَا يُخَالف قَوْله الآخر وَفِيه يَقُول الشَّيْخ شرف الدّين مُحَمَّد بن مُوسَى الْقُدسِي
(إِذا أتيت لسيف الدّين ملتمسا ... علما لترفع مَا بِالْجَهْلِ من حجب)
(خل الْكتاب وَخذ من لَفظه حكما ... السَّيْف أصدق أنباء من الْكتب)
- 495 عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم المقرىء مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد البعلبكي سمع جُزْء البطاقة من عبد الرَّحْمَن بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ وَحدث عَنهُ ببعلبك وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 714
- 496 عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن معالي بن أَحْمد أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ السمسار الْمطعم ولد سنة 626 وَسمع من ابْن الزبيدِيّ(4/239)
وَابْن اللتي وجعفر وكريمة وَالْفَخْر الاربلي والضياء فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن الصَّباح ومكرم وَابْن روزبه والقطيعي وَنصر بن عبد الرَّزَّاق وَغَيرهم وَعمر وَتفرد وروى الْكثير وَكَانَ يطعم الْأَشْجَار ويسمسر فِي الدّور وَسَار إِلَى بَغْدَاد وَطعم بُسْتَان المستعصم وَكَانَ أُمِّيا بعيد الْفَهم على جودة فِيهِ وصبر على الطّلبَة وأقعد بِآخِرهِ مَاتَ فى ذى الْحجَّة سنة 717
- 497 عيس بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم ابْن مَكْتُوم الْقَيْسِي شرف الدّين الشَّاهِد بالرواحية ولد فِي شعْبَان سنة 75 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر مغازي مُوسَى بن عقبَة كَامِلا عَلَيْهِ وعَلى بن الأوحد وَسمع من الْمجد بن عَسَاكِر وَعبد الله بن حسان العامري وَغَيرهم وَكَانَ أَبوهُ إِمَام البادرائية قَالَ البرزالي رجل جيد يشْهد على الْقُضَاة انْتهى ثمَّ كبر وَضعف واضر وَانْقطع فِي بَيته وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ الصَّالح بدر الدّين مُحَمَّد مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 741
- 498 عِيسَى بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عمرَان الفارسى الأَصْل النخلى بنُون ومعجمة سَاكِنة الْمَعْرُوف بالحجي أَبُو عبد الله الْمَكِّيّ ولد بِمَكَّة سنة 641 وَسمع من مُحَمَّد بن أبي البركات الهمذاني وَيَعْقُوب ابْن أبي بكر الطَّبَرِيّ وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد موهوب الجواليقي وَأَبُو السعادات الْبَنْدَنِيجِيّ وَمُحَمّد بن عَليّ بن بَقَاء السباك وَيحيى بن القميرة والصرصري وَآخَرُونَ وَحدث مُدَّة سمع مِنْهُ جمَاعَة من الأكابر(4/240)
وَمَات فِي الْمحرم سنة 740 بوادي نَخْلَة من عمل مَكَّة
- 499 عِيسَى بن عُثْمَان بن عِيسَى الْغَزِّي الشَّيْخ شرف الدّين ولد قبل الْأَرْبَعين وَقدم دمشق فِي سنة 59 فَأخذ عَن ابْن قَاضِي شُهْبَة والعماد الحسباني وشمس الدّين الْغَزِّي وعلاء الدّين ابْن حجي ولازم القَاضِي تَاج الدّين السُّبْكِيّ ورحل إِلَى صدر الدّين الخابوري بطرابلس وَإِلَى جمال الدّين الاسنائي بِمصْر وواظب على الِاشْتِغَال والمطالعة وتصدر بالجامع الْأمَوِي فِي ولَايَة القَاضِي ولي الدّين بن أبي الْبَقَاء والتفت إِلَيْهِ الطّلبَة بعد موت الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الْجَانِي وتصدى للإفتاء بعد موت ابْن الشريشي والمزهري وَشرح الْمِنْهَاج شرحا كَبِيرا وشرحا صَغِيرا ومتوسطا وَتعقب على النشائي فِي نكته وَاخْتصرَ الرَّوْضَة وزادها زيادات كَثِيرَة وَاخْتصرَ الْمُهِمَّات وَعمل كتاب آدَاب الْقَضَاء وَله تعقب على الْمُهِمَّات سَمَّاهُ مَدِينَة الْعلم وناب فِي الحكم عَن سري الدّين وَغَيره ولخص زيادات الْكِفَايَة على الرَّافِعِيّ فِي مجلدين وَكَانَ بَينه وَبَين الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى مَا يكون بَين الاقران وَمَعَ ذَلِك فَقَالَ فِي تَرْجَمته كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء إِلَّا أَنه لم يكن بالمحب للنَّاس وَكَانَ يتساهل فِي النَّقْل ويأتيه ذَلِك من جِهَة الْفَهم لَا بالوجد وَكَانَ فِي(4/241)
أول أمره فَقِيرا ثمَّ اسْتغنى من جِهَة زَوْجَة تزَوجهَا فَمَاتَتْ فورث مِنْهَا مَالا ثمَّ انتفق ذَلِك فِي أُخْرَى ثمَّ أُخْرَى فأثرى وَكثر مَاله وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 799
- 500 عِيسَى بن على بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى البسطي الأندلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ يصْبغ الْحَرِير ثمَّ صحب الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الرقي وَتخرج بِهِ وَقَرَأَ الحَدِيث على الْعَامَّة وَتعلم على الْوَقْت ورتب فِي مؤذني الْجَامِع وَكَانَ حسن الْأَذَان فصيحا حسن النغمة وَحدث عَن التقي الوَاسِطِيّ وَكَانَ ينظم شعرًا وسطا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ لَا تمل مُجَالَسَته وَهُوَ على هناته صويحبي مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 734 وَمن نظمه
(وَمَا زَالَت الركْبَان تخبر عَنْكُم ... بِكُل جميل وَالزَّمَان يُحَقّق)
(فَلَمَّا الْتَقَيْنَا خلت فَوق الَّذِي بِهِ ... سَمِعت فَنقل الْمجد عَنْكُم مُصدق)
- 501 عِيسَى بن عمر بن خَالِد بن عبد المحسن بن نشوان بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن عبد المحسن بن عَطاء بن خَالِد بن عمر بن خَالِد ابْن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام المخزومى مجد الدّين أَبُو الرّوح ابْن الخشاب ولد سنة 638 وَسمع من الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ والرشيد الْعَطَّار وَعبد الله بن علاق وَغَيرهم وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الْكَمَال الضَّرِير وَغَيره وتفقه على ابْن عبد السَّلَام وَولي وكَالَة بَيت المَال وَنظر(4/242)
الأحباس والحسبة ودرس بزاوية الشَّافِعِي بالجامع الْعَتِيق بعد ابْن بنت الجميزي دهرا طَويلا فَصَارَت تعرف بالخشابية واشتهرت بِهِ ودرس أَيْضا بالقراسنقرية والناصرية وَأفْتى وَكَانَ كَبِير الْمُرُوءَة والهمة كثير الْفَضِيلَة والدعابة والتظاهر بِالْهَزْلِ حسن الْعبارَة كثير الْكتب جدا متسع الْحَال وَكَانَ الشجاعي يُحِبهُ وينبسط مَعَه كثيرا قَالَ أَبُو حَيَّان دخل الشجاعي المرستان وَأَنا مَعَه وَابْن الخشاب وَأنْشد بعض المجانين وَأَشَارَ إِلَى ابْن الخشاب
(محتسب قصير ... يوسس ويسكر)
(تَارَة من محمض ... وَتارَة من معنبر)
قَالَ فَقَالَ الشجاعي أَنا قلت لهَذَا الْمَجْنُون يَقُول لَك هَذَا وَكَانَ الْوَزير فَخر الدّين عمر بن الخليلي يكرههُ حَتَّى كَانَ إِذا كتب ورقة وَأَرَادَ أَن يكْتب الْحِسْبَة يكْتب حَسبنَا الله فَقَط فَإِذا وقف عَلَيْهَا ابْن الخشاب تأذى فَعَاتَبَهُ على ذَلِك يَوْمًا فَقَالَ يَا مَوْلَانَا مجد الدّين حَسبنَا الله فعد ذَلِك من لطافة الْوَزير وَاسْتمرّ ابْن الخشاب فِي الْوكَالَة إِلَى أَن مَاتَ قَالَ الْكَمَال جَعْفَر قَرَأَ على الْكَمَال الضَّرِير وَغَيره وَسمع من اصحاب البوصيرى وَتعلق بِخِدْمَة بليك الخزندار الظاهرى فترقت مَعَه حَاله وَولى أَشْيَاء بعنايته وَكَانَ مشكورا فِي تدريسه وفتاويه حضرت درسه مَرَّات وَكَانَ عِنْده الزين الكتناني والوجيزي معيدين وَمَات(4/243)
فِي شهر ربيع الأول سنة 711 وَدفن بالقرافة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ
- 502 عِيسَى بن عمر بن عِيسَى الكردى شرف الدّين البرطاسى ولد سنة 665 وباشر ولَايَة الْبر بِدِمَشْق ثمَّ ولي شدّ الدَّوَاوِين بطرابلس وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَذْكُورا بِالْخَيرِ وَعمر مدرسة للشَّافِعِيَّة وَمَات بطرابلس فِي شهر رَمَضَان سنة 725
- 503 عِيسَى بن عمر بن أبي بكر مُحَمَّد بن أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن ابى بكر مُحَمَّد ابْن أَيُّوب شرف الدّين بن المغيث بن الْعَادِل بن الْكَامِل بن الْعَادِل الأيوبي سمع من عمَّة جده تؤنسه خاتون بنت الْملك الْعَادِل الْكَبِير الثمانيات ولد فِي الْمحرم سنة 655 وَكَانَ أَبوهُ صَاحب الكرك إِلَى أَن أخرجه الظَّاهِر بيبرس مِنْهَا وَقَررهُ هُوَ وَأَوْلَاده بِمصْر ورتب لَهُم راتبا وَمَات عِيسَى هَذَا فِي ... . .
- 504 عِيسَى بن فضل الله بن عِيسَى بن مهنا شرف الدّين ابْن شُجَاع الدّين مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 744 وَيُقَال إِنَّه كَانَ من خِيَار أهل بَيته ولي الأمرة بعد وَفَاة مُوسَى بن مهنا سنة مَوته ثمَّ صرف عَنْهَا وَمَات بعد قَلِيل وَدفن بمقبرة خَالِد بن الْوَلِيد
- 505 عِيسَى بن أبي الْقَاسِم بن عِيسَى بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي سمع من عَم أَبِيه مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الْقزْوِينِي جُزْء الْكُدَيْمِي فِي صفر سنة 655 وَحدث سمع مِنْهُ ابْن المهندس ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه(4/244)
- 506 عِيسَى بن محب النابلسي شرف الدّين النَّاسِخ قدم الْقَاهِرَة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَاتخذ التزوير صناعه إِلَى أَن يكْتب على هوامش الْقَصَص بِمَا يُرِيد ويحاكي خطّ كَاتب السِّرّ إِذْ ذَاك عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فَيتَوَجَّه صَاحب الْقِصَّة إِلَى الدوادار فَيدْخل بهَا الْعَلامَة فمشت بذلك حَاله إِلَى أَن عثر ابْن الْأَثِير عَلَيْهِ فرفعه للسُّلْطَان فَأمر بحبسه سبع سِنِين إِلَى أَن انْفَصل ابْن الْأَثِير فأفرج عَنهُ فَلم يلبث أَن بَات لَيْلَة وَفِي يَده طوافة فنعس فَاحْتَرَقَ وَأصْبح مَيتا وَكَانَ ينظم شعرًا حسنا فَمِنْهُ
(شَكَوْت الَّذِي ألْقى سهادا وعبرة ... فَوكل جفني أَنه قطّ لَا يغفو)
(فَلَانَتْ لي الأعطاف والخصر رق لي ... وَلَكِن تجافى الشّعْر وأثاقل الردف)
مَاتَ فِي سنة 732 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا
- 507 عِيسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قراجا سُلَيْمَان بن ياروق السهروردى الْوَاعِظ شرف الدّين أَبُو الرضى ذكره أَبُو حَيَّان فِي مجاني الْعَصْر وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ سهروردى الْخِرْقَة لَهُ أدب كثير فَمن ذَلِك
(مَا زَالَ يهوى المقلا ... قلبِي إِلَى أَن قتلا)
(الْحَمد لله الَّذِي ... مَاتَ وَلَا قيل سلا)
وَمِنْه
(يَا سيد الْعلمَاء إِن موشحي ... حرم لكعبته البدائه تسْجد)(4/245)
(قلدته من بَحر جودك جوهرا ... فأتاك وَهُوَ موشح ومقلد)
قَرَأت على سارة بنت عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ عَن أَبِيهَا سَمَاعا أَنْشدني الشَّيْخ الْفَاضِل شرف الدّين أَبُو الرضى لنَفسِهِ فَذكر الموشح وأوله
(سأصبر فِي هَوَاهُ وَلَا أُبَالِي ... ... ... ملاما)
(وَلَو قطعت فِي طلب الْوِصَال ... ... ... . . غراما) وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن عمر للشَّيْخ حميد موشح فِي مرثية ابْن أبي الرضي على هَذَا الْوَزْن لَكِنَّهَا على الرَّاء بدل الْمِيم مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 729
- 508 عِيسَى بن أبي مُحَمَّد بن صَالح بن عبد الله الابلستاني نجم الدّين الْمَعْرُوف بالسيوفي كَانَ شَيخا مَقْصُود الزِّيَارَة مَقْبُول الْكَلِمَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 716
- 509 عِيسَى بن ابى مُحَمَّد بن عبد الرازق بن هبة الله المغاري الصَّالِحِي الْعَطَّار ولد سنة 625 وَكَانَ أَبوهُ شيخ مغارة الدَّم وَسمع من عِيسَى بن الزبيدِيّ وَابْن الصَّباح وَابْن الاربلي وجعفر وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ سهلا فِي التسميع محبا للخير وَبلغ الثَّمَانِينَ وَهُوَ يتَرَدَّد مَاشِيا إِلَى المغارة وَإِلَى بَيته بالصالحية مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 704
- 510 عِيسَى بن مَسْعُود بن مَنْصُور بن يحيى بن يُونُس بن عبد الله بن أبي الْحَاج(4/246)
المنجلاتي القَاضِي شرف الدّين أَبُو الرّوح الْحِمْيَرِي المالكى ولد سنة 664 بزواوة وتفقه ببجاية على أبي يُوسُف يَعْقُوب الزواوي ثمَّ قدم الْإسْكَنْدَريَّة فتفقه بهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى قابس وَولي الْقَضَاء بهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ دخل مصر يشغل النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَسمع من الدمياطي وَكَانَ يذكر أَنه حفظ مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي سِتَّة أشهر وَنصف وَعرضه وَأَنه حفظ الْمُوَطَّأ وَعرضه ثمَّ دخل دمشق فِي سنة 707 فناب عَن جمال الدّين الْمَالِكِي فِي الحكم سِنِين ودرس بالجامع الْأمَوِي ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة فناب فى الحكم عَن زين الدّين ابْن مخلوف ثمَّ عَن تقى الدّين الاخنائى وَولى تدريس الْمَالِكِيَّة بالزاوية الَّتِي بِمصْر وَأعْرض عَن الحكم وَأَقْبل على التصنيف فَكتب شرح مُسلم فِي اثْنَي عشر مجلدا وَسَماهُ إِكْمَال الْإِكْمَال جمع فِيهِ بَين الْمعلم وإكماله وَشرح النَّوَوِيّ وَزَاد فِيهِ فَوَائِد ومسائل من كَلَام الْبَاجِيّ وَابْن عبد الْبر وَأبْدى فِيهِ سُؤَالَات مفيدة وأجوبة عَنْهَا وَشرح الْمُخْتَصر فى الْفِقْه لِابْنِ الْحَاجِب فوصل إِلَى الصَّيْد فِي سَبْعَة أسفار وَشرح مُخْتَصر ابْن يُونُس فِي سِتَّة وَله كتاب فِي الوثائق وَآخر فِي الْمَنَاسِك وَفِي مَنَاقِب مَالك ورد على ابْن تَيْمِية فى مسالة الطَّلَاق وَشرح فِي جمع تَارِيخ من الْمُبْتَدَأ(4/247)
كتب مِنْهُ عشرَة أسفار قَالَ ابْن فَرِحُونَ انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى فى الْمَذْهَب بِمصْر وَالشَّام وفَاق الأقران وَحج سنة 732 بعد أَن نزل لوَلَده عَليّ عَن التدريس بالزاوية وَاسْتقر هُوَ معيدا عَنهُ وَلَده وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن توفّي فِي مستهل شهر رَجَب سنة 743
- 511 عِيسَى الطرابلسي سمع من الْجلَال بن عبد السَّلَام سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخ وَفَاته سنة 760
- 512 عِيسَى القاضى شرف الدّين الزنكلونى ولد سنة 683 واشتغل وَمهر وَتقدم فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم بِمصْر والقاهرة وقليوب وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 768
- 513 عِيسَى المغيلي من أَقْرَان الشَّيْخ نَاصِر الدّين الْعِرَاقِيّ
حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة
- 514 غازان مَحْمُود بن أرغون بن ابغا بن هلاكو بن تولى بن جنكزخان السُّلْطَان معز الدّين واسمعه مَحْمُود وَيَقُول الْعَامَّة قازان بِالْقَافِ عوض الْغَيْن الْمُعْجَمَة كَانَ جُلُوسه على تخت الْملك سنة 693 وَحسن لَهُ نَائِبه نوروز الْإِسْلَام فَأسلم فِي سنة 94 ونثر الذَّهَب وَالْفِضَّة واللؤلؤ على(4/248)
رُؤْس النَّاس وَفَشَا بذلك الْإِسْلَام فِي التتار وَكَانَ فى مَمْلَكَته خُرَاسَان بأسرها والعرفان وَفَارِس وَالروم وآذربيجان والجزيرة وَكَانَ إِسْلَامه على يَد الشَّيْخ صدر الدّين إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن حمويه الجيوينى وعمره يَوْمئِذٍ بضع وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ يَوْم إِسْلَامه يَوْمًا عَظِيما دخل الْحمام فاغتسل وَجمع مَجْلِسا وَشهد شَهَادَة الْحق فِي الْمَلأ الْعَام فَكَانَ لمن حضر ضجة عَظِيمَة وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة 4 ولقنه نوروز شَيْئا من الْقُرْآن وَعلمه الصَّلَاة وَصَامَ رَمَضَان كل السّنة وَكَانَ غازان يتَكَلَّم بِالْفَارِسِيَّةِ مَعَ خواصه وَيفهم أَكثر مَا يُقَال لَهُ بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ وَلما ملك أَخذ نَفسه بطرِيق جده الْأَعْلَى جنكز خَان وَصرف همته إِلَى إِقَامَة العساكر وسد الثغور وَعمارَة الْبِلَاد والكف عَن سفك الدِّمَاء وَلما أسلم قيل لَهُ إِن دين الْإِسْلَام يحرم نِكَاح نسَاء الْآبَاء وَكَانَ قد استضاف نسَاء أَبِيه إِلَى نِسَائِهِ وَكَانَ أحبهنَّ إِلَيْهِ بلغان خاتون وَهِي أكبر نسَاء أَبِيه فهم أَن يرْتَد عَن الْإِسْلَام فَقَالَ لَهُ بعض خواصه إِن اباك كَانَ كَافِرًا وَلم تكن بلغان مَعَه فِي عقد نِكَاح صَحِيح إِنَّمَا كَانَ مسافحا بهَا فاعقد أَنْت عَلَيْهَا فانها تحل لَك فَفعل وَلَوْلَا ذَلِك لارتد عَن الْإِسْلَام وَاسْتحْسن ذَلِك من الَّذِي أفتاه بِهِ لهَذِهِ الْمصلحَة وَكَانَ هلاكو وَمن بعده يعدون أنفسهم نوابا لملك السراي فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ قدم غازان تسمى بالقان وَقطع مَا كَانَ يحمل إِلَيْهِم وأفرد نَفسه بِالذكر وَالْخطْبَة وَضرب السِّكَّة(4/249)
باسمه وطرد نائبهم من بِلَاد الْعرَاق وَقَالَ أَنا أخذت الْبِلَاد بسيفي لَا بغيري وَكَانَ غازان إِذا غضب خرج إِلَى الفضاء وَقَالَ الْغَضَب إِذا خزنته زَاد فَإِن كَانَ جائعا أكل أَو بعيد الْعَهْد بِالْجِمَاعِ جَامع وَيَقُول آفَة الْعقل الْغَضَب وَلَا يصلح للْملك أَن يتعاطى مَا يضر عقله وَأول مَا وَقع لَهُ الْقِتَال مَعَ نوروز بن أرغون الَّذِي كَانَ حسن لَهُ الْإِسْلَام فَإِن نوروز خرج عَلَيْهِ فحاربه ثمَّ لَجأ نوروز إِلَى قلعة خُرَاسَان فَأخذ مِنْهَا وَقتل ثمَّ عَاد غازان إِلَى الأكراد الَّذين أعانوا نوروز فأوقع بهم فَقتل فِي المعركة خَمْسُونَ ألف نفس وبيعت الْبَقَرَة السمينة فِي هَذِه الْوَقْعَة بِخَمْسَة دَرَاهِم وَالرَّأْس من الْغنم بدرهم وَالصَّبِيّ الْحسن الصُّورَة الْمُرَاهق والبالغ بِاثْنَيْ عشر درهما ثمَّ طرق الْبِلَاد الشامية فِي سنة 699 فَكَانَت الْوَقْعَة العظيمه بوادي الخزندار وَالظفر لغازان وَدخل دمشق وخطب لَهُ على الْمِنْبَر واستمرت من ربيع الآخر إِلَى رَجَب وَحصل فى ذَلِك الْوَقْعَة لأهل الشَّام من سبي الْحرم والذرية وتعذيب الْخلق بِسَبَب المَال مَالا يُوصف وَهلك خلائق من الْعَذَاب والجوع ثمَّ رَجَعَ ثمَّ عَاد مرّة أُخْرَى سنة سَبْعمِائة فأوقع بِبِلَاد حلب أشهرا ثمَّ جهز قطلوشاه بالعساكر ليغزيهم على حلب وَأمره أَن لَا يُجَاوز حمص فَلَمَّا حضر وجد العساكر قد تقهقرت فَجَاز الْبِلَاد إِلَى أَن وصل إِلَى دمشق وَاسْتمرّ طَالبا مصر فَكَانَت الكسرة الْعَظِيمَة عَلَيْهِ فِي وقْعَة شقحب وَذَلِكَ فِي سنة 702(4/250)
وَحمل غازان على نَفسه بِسَبَب ذَلِك فَلم يلبث أَن مَاتَ وَكَانَ غازان أشقر ربعَة خَفِيف العارضين غليظ الرَّقَبَة كَبِير الْوَجْه وَكَانَ يعف عَن الدِّمَاء لَا عَن المَال وَكَانَت وَفَاته فى 12 شَوَّال سنة 703 بقزوين قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَابًّا عَاقِلا شجاعا مهيبا مليح الشكل مَاتَ وَلم يتكهل واشتهر أَنه سم فِي منديل ملطخ تمسح بِهِ بعد الْجِمَاع فتعلل وَهلك وَكَانُوا أشاعوا مَوته مرَارًا وَلَا يَصح ثمَّ تحقق فَقَالَ الوداعي
(قد مَاتَ غازان بِلَا مرية ... وَلم يمت فى المدد الْمَاضِيَة)
(وَكَانَ الْأَخْبَار مَا أفصحت ... عَنهُ فَكَانَت هَذِه القاضيه)
- 515 غَازِي بن أَحْمد الْكَاتِب شهَاب الدّين ابْن الْوُسْطَى ولد بحلب سنة بضع وَثَلَاثِينَ وخدم بديوان الِاسْتِيفَاء ثمَّ فِي كِتَابَة الْجَيْش بحلب ثمَّ كتب الْإِنْشَاء بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَولى نظر الصُّحْبَة فِي الْأَيَّام المنصورية فَظهر جوره ثمَّ ولي نظر الدَّوَاوِين بحلب ثمَّ بِدِمَشْق عوضا عَن شرف الدّين ابْن هُرْمُز وَولي نظر الدولة بديار مصر فَلَمَّا صَار التَّاج ابْن سعيد الدولة مشير الدولة عمل عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ السَّبَب فِي أَن ضربه سنقر الأعسر حَتَّى أسلم فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى أخرجه إِلَى حلب فَلَمَّا نظر إِلَى توقيعه قَالَ وَالله لقد كنت رَاضِيا فسنقر خير لي(4/251)
من مرافقة ابْن تعيس الدولة وَكَانَت لَدَيْهِ فَضِيلَة وأدب ونكت وَكَانَ حسن الْخط طَوِيل اللِّسَان قوي الْقلب كثير الذِّهْن وَيعرف اللِّسَان التركي واضر فِي آخر عمره وَمَات بحلب فِي ربيع الآخر سنة 712 عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة وَأنْشد لَهُ ابْن حبيب قَوْله
(إِن الزَّمَان الَّذِي قد كَانَ يجمعني ... بكم وينشى مسراتى وأفراحى)
(هُوَ الذى صَار ينشى بعدكم ... حزنى وَيجْعَل دمعى مزج أقداحي)
- 516 غَازِي بن دَاوُد بن عِيسَى بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شاذي بن هَارُون المظفر بن النَّاصِر بن الْمُعظم بن الْعَادِل الأيوبي ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 39 بقلعة الكرك وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ كَبِير الْقدر مُحْتَرما عِنْده فَضِيلَة وتواضع سمع من خطيب مردا والصدر الْبكْرِيّ وَحدث وَمَات فِي رَجَب سنة 712 هُوَ وَزَوجته بنت عَمه المغيث عمر بن الْمُعظم فأخرجت جنازتهما جَمِيعًا ودفنا مَعًا
- 517 غَازِي بن عبد الرَّحْمَن بن أبي مُحَمَّد الْكَاتِب المجود بِدِمَشْق شهَاب الدّين ولد سنة 630 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحدث وتعانى الْخط فأجاد كِتَابَة الْمَنْسُوب وَاتبع طَريقَة الْوَلِيّ العجمي وَكَانَ يَقُول مَا كتب أحد مثله وَكتب غَازِي النَّاس أَكثر من خمسين سنة وَكتب عَلَيْهِ عَامَّة من أَجَاد الْخط بِدِمَشْق كَابْن أسيد النجار وَابْن البصيص وَابْن الاخلاطي وَكَانَت معرفَة الشهَاب بالخط أَكثر من تعاطيه بِيَدِهِ وَكَانَ سَفِيه اللِّسَان مَاتَ فِي شَوَّال سنة 709 وَله ثَمَانُون سنة أَو نَحْوهَا(4/252)
- 518 غَازِي بن عُثْمَان بن غَازِي بن خضر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الأديب سمع من الشهَاب أَحْمد بن أبي بكر الْقَرَافِيّ والارموي وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن النشو وَكتب الْخط الْحسن ونظم الشّعْر وعارض الصرصري فِي أَكثر قصائده وَكَانَ كثير التِّلَاوَة بشوش الْوَجْه يعْمل المواعيد مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 755 وَقع من طَاقَة فَمَاتَ
- 519 غَازِي بن عمر بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب شهَاب الدّين ابْن المغيث ابْن الْعَادِل بن الْكَامِل بن الْعَادِل الأيوبي ولد سنة 659 وَسمع من مؤنسة خاتون بنت الْملك الْعَادِل الْكَبِير وَحدث وَكَانَ مرض مُدَّة وَمَات فِي ... . .
- 520 غَازِي بن قرا ارسلان بن أرتق بن غازى بن ألتى بن تمرتاش ابْن غازى بن أرتق الماردينى الْمَنْصُور بن المظفر بن السعيد الْمَنْصُور صَاحب ماردين وَليهَا بعد أَخِيه السعيد دَاوُد وَكَانَ الْمَنْصُور سمينا فَكَانَ لَا يركب إِلَّا والمحفة صحبته خشيَة أَن يتعب فَيركبهَا ودامت(4/253)
سلطنه بماردين عشْرين سنة قَالَ الذَّهَبِيّ قدم فِي خدمَة غازان دمشق وَكَانَ يسكر وَيظْلم إِلَّا أَنه يناصح السُّلْطَان فِي السِّرّ ثمَّ تزوج خربندا ابْنَته وَلما تسحب الأفرم وقراسنقر مرا بِهِ فاكرمهما فَيُقَال إنَّهُمَا سقياه وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 712 وَاسْتقر وَلَده بعده الْملك الْعَادِل عَليّ فَعَاشَ فِي المملكة سَبْعَة عشر يَوْمًا فَيُقَال سم أَيْضا فاستقر أَخُوهُ الصَّالح وَهُوَ أَمْرَد فدامت مَمْلَكَته أَرْبعا وَخمسين سنة ودامت مملكة ... ... الظَّاهِر عِيسَى بن الْمَنْصُور أَحْمد بن الصَّالح إِحْدَى وَثَلَاثِينَ سنة وبقتله فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وثماني مائَة انقرضت دولتهم بماردين وَكَانَ ابتداءها فِي أَيَّام تتش أخي ملكشاه السلجوقي بعد سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَت الْمدَّة ثَلَاثمِائَة سنة وبضع عشرَة سنة فسبحان من لَا يَزُول ملكه
- 521 غَانِم بن إِسْمَاعِيل بن خَلِيل التدمري ولد قبل سنة أَرْبَعِينَ وَسمع الحَدِيث واعتنى بِالْعبَادَة وَكَانَ من اتِّبَاع البيانية وَأخذ عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الوَاسِطِيّ وَكَانَ لَهُ فهم وَشعر ويستحضر جملَة من اللُّغَة وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق وَاتفقَ أَنه أخبر بِالْيَوْمِ الَّذِي يَمُوت فِيهِ فَصدق وَمَات فِي شَوَّال سنة 724
- 522 غَانِم بن أطلس كَانَ من أَتبَاع المظفر بيبرس فخامر عَلَيْهِ إِلَى(4/254)
النَّاصِر بالكرك فَمَا أَفَادَهُ ذَلِك وسجنه من سنة 710 إِلَى أَن أفرج عَنهُ بعد خمس وَعشْرين سنة فِي رَجَب سنة 735
- 523 غَانِم بن عبيد الصخري من بادية الشَّام قَالَ ابْن فضل الله رَأَيْته فِي طَرِيق الْحَج الشَّامي بِالْقربِ من الْعلَا سنة 723 وَهُوَ شَاب كَمَا انْفَكَّ من غمده وَأول مَا برز كريم بنده قد علا شرفا وتلثم بعمامة مد مِنْهَا طرفا فأنشدني من شعره من قصيدة
(خف الله فِي صب أُصِيب بنظرة ... فؤاد لَهُ أعشاره لَا تشعب)
(وَإِنِّي بالحي الخلوف لمولع ... وَإِن لم يكن فِي الْحَيّ أهل ومرحب)
- 524 غبريال الْوَزير تقدم فِي عبد الله بن صَنِيعَة واما
- 525 غبريال الْمَعْرُوف بالأسعد النَّصْرَانِي فَإِنَّهُ كَانَ خصيصا عِنْد الصاحب أَمِين الدّين ابْن الغنام وَكَانَ كثير الْأَذَى والمرافعة فسلمه النَّاصِر للْعلم سنجر الخازن فَضَربهُ بالمقارع وصادره وَمَات بعد أُسْبُوع من الْعقُوبَة 526 غرلو نَائِب دمشق لكتبغا كَانَ مشكور السِّيرَة شجاعا عَاقِلا
- 527(4/255)
أَبيض أشقر جَلِيلًا وَلما خلع كتبغا اسْتمرّ هُوَ أَمِير كَبِيرا بِدِمَشْق إِلَى أَن توفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة 719 وَقد ناهز السِّتين
- 527 غلبك بِضَم أَوله وثالثه وَسُكُون ثَانِيه بلام ثمَّ مُوَحدَة ثمَّ كَاف ابْن عبد الله أَبُو سعيد التركى البدرى الظاهرى الخزندارى سمع النجيب والعز الحرانيين وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي رَمَضَان أَو شَوَّال سنة 741 سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَولده وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا حَدثنَا عَنهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا
- 528 غلبك بن عبد الله الجاشنكير تنقل إِلَى أَن ولي الحجوبية بحلب وَكَانَ صَارِمًا شَدِيدا على المفسدين مواظبا على الصَّلَاة وَله أوقاف على وُجُوه من الْبر مَاتَ سنة بضع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة
- 529 أَبُو الْغَيْث بن مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني أَمِير مَكَّة أَخُو حميضة كَانَ قد ولي إمرة مَكَّة وَوَقع بَينه وَبَين أَخِيه حميضة مناكدة كَثِيرَة إِلَى أَن قتل فِي المعركة سنة 715 وَكَانَ شجاعا جوادا حسن الْأَخْلَاق
حرف الْفَاء
- 530 فاخر المنصوري شهَاب الدّين مقدم المماليك أَمر فِي سلطنة الْمَنْصُور وَكَانَ مهابا ذَا سطوة وأخلاق حَسَنَة مُحْتَرما فِي جَمِيع الدول دينا محبا فِي الْفُقَرَاء مَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 704
- 531 فَارس بن عَليّ بن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الحميد المرينى ابو عنان(4/256)
ابْن أبي الْحسن ملك الْمغرب ولي السلطنة خمس سِنِين وَمَات سنة 759
- 532 فَارس بن أبي فراس بن عبد الله الجعبري الجوائصي أَبُو مُحَمَّد ولد بعد الْأَرْبَعين وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَمن عبد الْهَادِي ابْن الناصح وَحدث سمع مِنْهُ البرازالى والذهبي وَابْن رَافع وأخرجوا عَنهُ فِي معاجيمهم وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَشَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي وَغَيرهمَا وَكَانَ دلالا مواظبا على الصَّلَاة ثمَّ كبر وأسن وأضر بآخرة وَمَات فِي سنة 736 فِي أَوَاخِر شعْبَان بِدِمَشْق وبخط أبي جَعْفَر بن الكويك جَاوز الثَّمَانِينَ
- 533 فَاضل بن عبد الله أَخُو بيبغاروس تَأمر بعد النَّاصِر وَلما كَانَت فتْنَة أَخِيه أَصَابَته طعنة فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة 753 وَكَانَ ظلوما غشوما جريئا
- 534 فَاضل بن عَليّ بن فضل الله الخالدي المعينى قَاضِي الْقصير يلقب كَمَال الدّين كَانَ يشْتَغل مَعَ الْفُقَهَاء وَله أدب وَشعر مَاتَ سنة 704
- 535 فَاطِمَة بنت إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن نصر الهكاري الْكرْدِي ولدت(4/257)
سنة 683 واحضرت على الْفَخر مشيخته وَحدثت بهَا عَنهُ سمع مِنْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمَاتَتْ فِي شهر رَمَضَان سنة 758
- 536 فَاطِمَة بنت الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن الْخَطِيب شرف الدّين عبد الله بن أَبى عمر المقدسية أم أبراهيم ولدت سنة 656 أَو 654 وأحضرت على أبراهيم ابْن خَلِيل مشيخة أبي مسْهر وَحَدِيث ابْن أَبى الفراتى تفردت بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَسمعت على ابْن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن الْفُرَات واربعين الآجرى وانتخاب الطَّبَرَانِيّ وجزء أَيُّوب ابْن عَرَفَة والمبعث لهشام ومشيخته تَخْرِيجه لنَفسِهِ وثالث عَليّ ابْن حجر وَسمعت على والدها وَعم والدها الشَّمْس بن أبي بكر وَعبد الْوَلِيّ ابْن جبارَة وَأحمد بن جميل وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَأَجَازَ لَهَا مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وَعبد الحميد بن عبد الهادى وخطيب مردا وَأَبُو طَالب ابْن السرُور يوتفردت بالرواية عَنْهُم وَكَانَت عابدة خيرة وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة 747
- 537 فَاطِمَة بنت إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم القزوينى ام ايوب وَيُقَال لَهَا شرف النِّسَاء
- 538 فَاطِمَة بنت أبراهيم بن مَحْمُود بن جَوْهَر البطائحي وَهِي وَالِدَة إِبْرَاهِيم ابْن بَرَكَات ابْن القرشية ولدت سنة 625 وَسمعت الصَّحِيح من ابْن الزبيدِيّ وَسمعت من غَيره وَحدثت قَدِيما من زمَان ابْن عبد الدَّائِم(4/258)
وَمَاتَتْ فِي لَيْلَة 25 صفر سنة 711 بقاسيون ودفنت هُنَاكَ اخذ عَنْهَا السُّبْكِيّ
- 539 فَاطِمَة بنت إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم أُخْت الْمُحدث أبي عبد الله بن المهندس سَمِعت من زَيْنَب بنت مكي وَحدثت سمع مِنْهَا الذَّهَبِيّ وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَكَذَا ابْن رَافع
- 540 فَاطِمَة بنت أَحْمد بن عطاف بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَمِين الدّين الرهاوي الْكِنْدِيّ وَهِي أم أَحْمد سبطة الْكَمَال ابْن عبد سَمِعت مِنْهُ جُزْء ابْن جوصا وأسمعت على مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البابشرقى الأول من حَدِيث الْجَصَّاص وَمن غَيرهمَا وَأَجَازَ لَهَا ابْن عبد الدَّائِم وَابْن نصر وَغَيرهمَا وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَة أَو فِي رَجَب سنة 739
- 541 فَاطِمَة بنت أَحْمد بن عمر بن نجيب الكنجي جدها أم عبد الله الدمشقية ولدت فِي رَمَضَان سنة 654 وَحَضَرت على إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَحدثت وَسمع مِنْهَا البرزالي مَاتَت فِي مستهل الْمحرم سنة 736 ذكرهَا ابْن رَافع
- 542 فَاطِمَة بنت أَحْمد بن قَاسم الْحرَازِي والدها المكية سَمِعت من الرضى الطَّبَرِيّ روى عَنْهَا ابْن شكر وبالإجازة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي الْمَقْدِسِي وَعبد الرَّحِيم بن الطرابلسي صاحبنا مَاتَت سنة 783 فِي(4/259)
خَامِس شَوَّال بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ومولدها بِمَكَّة بعد سنة 710
- 543 فَاطِمَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الحريري كَانَت امْرَأَة صَالِحَة وَقد حدثت بِالصَّحِيحِ عَن سِتّ الوزراء التنوخية وَكَانَت كَثِيرَة التِّلَاوَة وَالتَّسْبِيح مَاتَت فِي سلخ الْمحرم سنة 766
- 544 فَاطِمَة بنت أَحْمد بن مَنْعَة بن منيع بن مطرف القنوي الصَّالِحِي أم أَحْمد بنت الْعِمَاد الصالحية ولدت ... . واسمعت على خطيب مردا مشيخته تَخْرِيج الضياء وَحدثت سمع مِنْهَا عبد الله بن الْمُحب وَابْن رَافع وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَت فِي تَاسِع عشري ربيع الآخر سنة 719
- 545 فَاطِمَة بنت إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش أم عمر المخزومية ولدت سنة بضع وَسِتِّينَ واحضرت على أبي حَامِد الصَّابُونِي وَحدثت ذكرهَا ابْن رَافع وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة 742 وَقد تقدّمت فِي سِتّ الْفُقَهَاء
- 546 فَاطِمَة بنت إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن على البعلبكية ام الْحسن بنت النبحانى ولدت سنة عشْرين وَسمعت من القطب اليونيني جُزْء أبي مُسلم وَحدثت سمع مِنْهَا الفوي وأجازت لأبي حَامِد بن ظهيرة
- 547 فَاطِمَة بنت الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن يُونُس الصالحية بنت الْمسند أبي عَليّ الْخلال سَمِعت من الْفَخر عَليّ وَحدثت مَاتَت فِي صفر سنة 747
- 548 فَاطِمَة بنت سُلَيْمَان بن عبد الْكَرِيم بن عبد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيَّة الدمشقية أم عبد الله ولدت سنة 40 واسمعها أَبوهَا من الْمُسلم بن(4/260)
أَحْمد وكريمة وَابْن رَوَاحَة وَأَجَازَ لَهَا الْفَتْح ابْن عبد السَّلَام وابو مَنْصُور ابْن عفيجة وَأَبُو الْقَاسِم بن صصرى وتفردت عَنْهُم قَالَ البرزالي رَوَت لنا عَن الْمُسلم وكريمة وَابْن رَوَاحَة بِالسَّمَاعِ وبالإجازة عَن الْمجد الْقزْوِينِي وَالْفَتْح ابْن عبد السَّلَام والمهذب بن فنيدة والداهري وَعبد السَّلَام بن سكينَة وَشرف بنت الآبنوسي فِي آخَرين نَحْو الْمِائَة نفس سمع مِنْهَا الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَكَانَت آخر من روى عَن الْمُسلم بِالسَّمَاعِ مَاتَت فِي ربيع الآخر سنة 708
- 549 فَاطِمَة بنت أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان أم مُحَمَّد بنت الزين سَمِعت من النجيب وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدَّائِم وَحدثت سمع مِنْهَا البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَحَدثُوا عَنْهَا فِي معاجيمهم وأرخوا وفاتها فِي سَابِع عشري رَجَب سنة 726 وَكَانَ مولدها سنة 652
- 550 فَاطِمَة بنت عبد الدَّائِم بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم أم الْحسن ولدت سنة 666 وَسمعت من جدها جُزْء ابْن عَرَفَة وجزء أَيُّوب وَغير ذَلِك وَحَضَرت عَلَيْهِ جُزْء ابْن الْفُرَات سمع مِنْهَا البرزالي وأرخ وفاتها فِي ثَانِي شهر رَمَضَان سنة 734 وَكَذَلِكَ ابْن رَافع
- 551 فَاطِمَة بنت عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن الْفراء سَمِعت من ابْن الزبيدِيّ ميعادين من البُخَارِيّ وَحدثت بهما عَنهُ وَمَاتَتْ سنة 717 وَقد جَاوَزت التسعين وَهِي أُخْت الْعِزّ إِسْمَاعِيل ابْن الْفراء(4/261)
- 552 فَاطِمَة بنت عبد الرَّحْمَن بن عيس بن الْمُسلم بن كثير الذهبى أم زينت ولدت سنة 656 واحضرت على أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء أَيُّوب وانتخاب الطَّبَرَانِيّ وَغير ذَلِك وعَلى جدها لأمها التقي الوَاسِطِيّ وَأمّهَا هِيَ سِتّ الْفُقَهَاء الْمسند الْمَاضِي ذكرهَا وَسمعت على إِبْرَاهِيم بن خَلِيل نُسْخَة أَبى مسْهر وجزء ابْن الْفُرَات وعَلى ايبك الجمالي جُزْء زَكَرِيَّا الْبَلْخِي وَسمعت أَيْضا من حسن بن الْحَافِظ والعز إِبْرَاهِيم وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن أَبى عمر وَغَيرهم وَمَاتَتْ فى ربيع الاأول سنة 740 وَأَجَازَ لَهَا ابْن المهير وَابْن عبد الْهَادِي
- 553 فَاطِمَة بنت عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش أم عمر بنت الناصح حدثت بِالْإِجَازَةِ عَن ابْن القبيطي وَابْن أبي الفخار والكاشغري والمرستاني وَابْن الخازن وَابْن النجار وَغَيرهم وَمَاتَتْ فِي تَاسِع عشر شهر رَمَضَان سنة 716
- 554 فَاطِمَة بنت عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن عبد الله بن مُوسَى الْمَقْدِسِي أم مُحَمَّد بنت الْكَمَال أُخْت زَيْنَب ولدت سنة 652 وأحضرت على خطيب مردا واسمعت على ابْن أبي عمر سمع مِنْهَا البرزالي وَابْن رَافع وَغَيرهمَا وَقَالُوا مَاتَت فِي حادي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 725
- 555 فَاطِمَة بنت عبد الله بن عمر بن عوض حضرت على خطيب مردا وَسمعت من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدَّائِم وَعبد الحميد بن عبد الْهَادِي(4/262)
وَحدثت وَمَاتَتْ فِي سَابِع عشري الْمحرم سنة 734 وَقد جَاوَزت الثَّمَانِينَ
- 556 فَاطِمَة بنت عبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن أبي عمر المقدسية الصالحية ولدت سنة 660 وَسمعت على ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم وجزء ابْن عَرَفَة وَسمعت أَيْضا من ابْن الزين والتقي الوَاسِطِيّ والنجيب وَأَجَازَ لَهَا أَبُو شامة وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا كتب عَنْهَا البرزالي وَسمع مِنْهَا الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَقَالَ مَاتَت فى ثَالِث عشرى شهر ربيع الآخر سنة 732
- 557 فَاطِمَة بنت أبي البركات عبد الْوَلِيّ بن تَاج الدّين عَليّ بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ أم الْخَيْر بنت شرف الدّين لَهَا إجَازَة من السبط والمرسي وَغَيرهمَا وَحدثت وَيُقَال لَهَا شرفية مَاتَت فِي ثَالِث عشر صفر سنة 724
- 558 فَاطِمَة بنت عُثْمَان بن عُثْمَان بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عبيد السلمِيَّة ام عُثْمَان الزرعية المعقلية تعرف ببنت شُهْبَة سَمِعت من ابْن عبد الدَّائِم وَحدثت سمع مِنْهَا البرزالي وَقَالَ مَاتَت فِي ثَالِث عشر شَوَّال سنة 721
- 559 فَاطِمَة بنت عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ أسن أَوْلَاده اسمعها مَعَه مسموع ابْن الصَّواف من النَّسَائِيّ سمع مِنْهَا الْعِزّ ابْن جمَاعَة
- 560 فَاطِمَة بنت عَليّ بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سَلامَة بن نصر المقدسية أم عَليّ الصالحية حضرت على أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي سمع(4/263)
مِنْهَا الذَّهَبِيّ وَذكرهَا فِي مُعْجَمه وَابْن رَافع وَكَانَت تدعى أمة الرَّحْمَن
- 561 فَاطِمَة بنت عَليّ بن عمر بن خَالِد المخزومية بنت ابْن الخشاب ولدت سنة 708 وَسمعت من وزيرة والحجار صَحِيح البُخَارِيّ وَحدثت سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين
- 562 فَاطِمَة بنت عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد اليونينية البعلية أم الْخَيْر بنت الْحَافِظ شرف الدّين أبي الْحُسَيْن ولدت سنة 65 وَسمعت من نصر الله بن عبد الْمُنعم بن حوران وَحدثت وَمَاتَتْ فِي 24 ذِي الْقعدَة سنة 730
- 563 فَاطِمَة بنت عَليّ بن مَسْعُود بن ربيع الصَّالِحِي ولدت سنة 648 وَأَجَازَ لَهَا سبط السلَفِي وَالْمُنْذِرِي وَالشَّيْخ عز الدّين ابْن عبد السَّلَام وَمُحَمّد ابْن انجب وَغَيرهم وَحدثت وَمَاتَتْ فِي 12 محرم سنة 277 وَكَانَت صَالِحَة خيرة متعبدة
- 564 فَاطِمَة بنت عَليّ بن يحيى بن عمر بن حمود البعلبكية سَمِعت من القطب اليونيني مجْلِس أموسان وَحدثت مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ببعلبك
- 565 فَاطِمَة بنت ابى الْقَاسِم عمر بن الْحسن بن عمر بن حبيب الحلبية اسمعها أَبوهَا الْكثير من سنقر والعماد البالسي وَغَيرهمَا وَكَانَ مولدها سنة سَبْعمِائة وَسمعت أَيْضا من التَّاج النصيبي وَغَيره وَحدثت بسنن ابْن مَاجَه وَغير ذَلِك وَمَاتَتْ سنة 763(4/264)
- 566 فَاطِمَة بنت عَيَّاش بن أبي الْفَتْح البغدادية أم زَيْنَب الواعظة كَانَت تَدْرِي الْفِقْه جيدا وَكَانَ ابْن تَيْمِية يثني عَلَيْهَا ويتعجب من حرصها وذكائها وانتفع بهَا نسَاء أهل دمشق لصدقها فِي وعظها وقناعتها ثمَّ تحولت إِلَى الْقَاهِرَة فَحصل بهَا النَّفْع وارتفع قدرهَا وَبعد صيتها وَكَانَت قد تفقهت عِنْد المقادسة بالشيخ ابْن أبي عمر وَغَيره وَقل من أَنْجَب من النِّسَاء مثلهَا مَاتَت لَيْلَة عَرَفَة سنة 714
- 567 فَاطِمَة بنت فخراور بن الكنجي العالمة أُخْت خَدِيجَة تكنى أم الْحسن وَأم مَحْمُود ولدت سنة 658 وَسمعت من عبد الرَّحْمَن ابْن يُوسُف المنبجى جُزْء ابْن ترتال وعَلى ابْن علاق جُزْء البطاقة وعَلى ابْن عزون الْجُمُعَة للنسائي والناسخ لِابْنِ مرداس النَّحْوِيّ وَسمعت من آخَرين وَحدثت سمع مِنْهَا القطب الْحلَبِي وَغَيره وَمَاتَتْ فِي نصف شَوَّال سنة 733
- 568 فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ وتدعى أمة الرَّحِيم بنت القطب سَمِعت من مُحَمَّد بن عبد الله المنبجي وَأَجَازَ لَهَا ابْن الْخَيْر وَابْن العليق وَغَيرهمَا سمع مِنْهَا البرزالي والعز ابْن جمَاعَة وَغَيرهمَا وَحدثت وَمَاتَتْ فِي تَاسِع عشر رَجَب بِمَكَّة سنة 721
- 569 فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن جميل بن حمد المقدسية أُخْت عَائِشَة ولدت(4/265)
سنة 656 وَحَضَرت على والدها وَأَجَازَ لَهَا سبط السلفى وَغَيره وَحدثت حَدثنَا عَنْهَا شَيخنَا ابْن برهَان الدّين الشامى وَمَاتَتْ فى تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730
- 570 فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البكرى ولدت فى نصف شعْبَان سنة 635 وَسمعت من ابْن علاق نُسْخَة إِبْرَاهِيم بن سعد حَدثنَا عَنْهَا الْبُرْهَان التنوخي وَغَيره وَتوفيت فِي رَابِع عشر رَمَضَان سنة 747
- 571 فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل بن أبي الفوارس بن أَحْمد بن عَليّ بن خَالِد أم الْحسن الدربندي أَبوهَا وتدعى سِتّ الْعَجم سَمِعت من النجيب والعز الخرانبين وَمن الْمعِين الدِّمَشْقِي وَابْن عزون وَابْن علاق وَعِنْدهَا عَنهُ مشيخته تَخْرِيج ابْن الحبيلي والمحنة وَالرَّدّ على الْأَهْوَاء لمُحَمد بن جرير وَغير ذَلِك وَسمعت على أبي المحاسن اليغموري وَأَجَازَ لَهَا الْكرْمَانِي وَآخَرُونَ وَكَانَت مكثرة سَمَاعا وشيوخا ذكرهَا ابْن رَافع وأرخ وفاتها فِي تَاسِع عشري شهر رَمَضَان سنة 737 وَلها سِتّ وَسَبْعُونَ سنة
- 572 فَاطِمَة بنت الشَّيْخ الْقدْوَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعْمَان ولدت سنة ... . . وَسمعت على ابْن علاق جُزْء البطاقة ... . . وَمَاتَتْ سنة ... .(4/266)
- 573 فَاطِمَة بنت مُحَمَّد بن نصر الله بن الْقَمَر الدمشقية زوج الْحَافِظ الذَّهَبِيّ سَمِعت بإفادته من مُحَمَّد بن مشرف وَإِبْرَاهِيم المخرومى وهدية بنت عَسْكَر وَغَيرهم روى عَنْهَا وَلَدهَا أَبُو هُرَيْرَة وَغَيره وَمَاتَتْ فِي سنة ... . . وَخمسين وَسَبْعمائة
- 574 فَاطِمَة بنت نصر الله بن مُحَمَّد بن عَبَّاس بن حَامِد بن خليف السكاكيني أم عبد الْقَادِر ولدت سنة 660 تَقْرِيبًا واسمعت على عمر بن مُحَمَّد الْكرْمَانِي أَرْبَعِينَ عبد الْخَالِق بن زَاهِر وَسمعت من حَبِيبَة بنت أبي عمر وَزَيْنَب بنت مكي وَخَدِيجَة بنت الشهَاب بن رَاجِح
- 575 فتح بن عبد الله يَأْتِي فِي مُحَمَّد بن نصر
- 576 فَخر بن عبد الله القبطي أحد المسالم الملقب السعيد ولي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة أَيَّام الْكَامِل شعْبَان ثمَّ ولي نظر الْخَاص بعد ابْن زنبور ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال وصودر إِلَى أَن اسْتَقر فِي نظر الدولة سنة 53 وَمَات فِي ... .
- 577 فرج الله بن علم السُّعَدَاء القبطي ابْن الْعَسَّال أَمِين الدّين أسلم وباشر صحابة الدِّيوَان بِدِمَشْق وَنظر ديوَان تنكز مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 703
- 578 فرج بن طوغان أحد مقدمي الْحلقَة يُقَال سمع من الحجار وَمَات سنة 761(4/267)
- 579 فرج بن عبد الله المغربي الصَّفَدِي الزَّاهِد الْفَقِيه الشَّافِعِي نزيل صفد كَانَ من الْعَرَب وَنَشَأ بصفد ثمَّ دخل الْعرَاق فَقَرَأَ بواسط القراآت وَتعلم الْعلم وَطَاف فِي الشرق وَلَقي الصلحاء ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده فَوجدَ أَن حَاله قد تغير وسلب مَا كَانَ حصل لَهُ إِلَى أَن فتح الله عَلَيْهِ على يَد الشَّيْخ عبد الْعَزِيز المغربي بِبِلَاد عجلون فَلم يزل عِنْده حَتَّى مَاتَ فتحول إِلَى قرب طبرية فَأَقَامَ بهَا واشتهر وَقصد بالزيارة من كل مَكَان وَصَارَ لَهُ أَصْحَاب وَأَتْبَاع وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْعلم ويستحضر الرَّوْضَة وأدلة الْكتاب وَالسّنة ويسردها على لِسَانه كَأَنَّهَا مرآته وَمَات سنة 751 حكى العثماني قَاضِي صفد أَنه توجه لزيارته صُحْبَة الشَّيْخ تَاج الدّين الْمَقْدِسِي فجرت مَسْأَلَة النّظر إِلَى الْأَمْرَد وَأَن الرَّافِعِيّ يحرم بِشَرْط الشَّهْوَة وَالنَّوَوِيّ يَقُول يحرم مُطلقًا فَقَالَ الشَّيْخ فرج رَأَيْت النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْمَنَام فَقَالَ لي الْحق فِي هَذِه الْمَسْأَلَة مَعَ النَّوَوِيّ فصاح الشَّيْخ تَاج الدّين وَقَالَ صَار الْفِقْه بالمنامات فخضع الشَّيْخ فرج وَقَالَ اسْتغْفر الله أَنا حكيت مَا رَأَيْت والبحث لَهُ طَرِيق فَسكت الشَّيْخ تَاج الدّين وَقَالَ نَحن فِي بَيْتك وَقَالَ وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ جمال الدّين شبيب الغزى وَولى الدّين المنفلوطي وَرَيْحَان الدِّمَشْقِي وَأَبُو بكر بن نبيه العجلوني وحازم الكفرماوي وَله عدَّة أَصْحَاب يعْرفُونَ بالخشوع على الْكتاب وَالسّنة
- 580 فرج بن عبد الله الحافظي الشرفي مولى القَاضِي شرف الدّين بن(4/268)
الْحَافِظ ولد سنة عشْرين تَقْرِيبًا وَسمع من يحيى بن مُحَمَّد بن سعد وَأبي عبد الله بن الزراد وَغَيرهمَا وَمَات فِي شَوَّال سنة 798 وَقد أجَاز لي وأفادني عَنهُ الْمُحدث صَلَاح الدّين ابْن الأفقهسى
- 581 فرج بن على بن صَالح الحنبلى الجيتى سمع الْفَخر وَابْن شَيبَان وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْعشْرين من رَمَضَان سنة 748 نقلته من خطّ السُّبْكِيّ التقي وَمن مسموعه على الْفَخر مشيخة ابْن المهندس حدث بهَا سنة 737
- 582 فرج بن قراسنقر المنصوري كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِمصْر ثمَّ أخرجه النَّاصِر إِلَى دمشق على أَمر طبلخاناة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 734
- 583 فرج بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَبى الْفرج الأردبيلى نزيل دمشق نور الدّين الشَّافِعِي الْفَقِيه الْمَشْهُور تفقه بِبِلَاد تبريز وَأخذ عَن الْفَخر الجاربردي وَقدم دمشق فلازم الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ ودرس بالناصرية والجاروخية وَغَيرهمَا وَكَانَ كثير الْفَضِيلَة منجما عَن النَّاس دينا خيرا يُقرر الْكَشَّاف تقريرا بليغا وعلق على الْمِنْهَاج شرحا حافلا وصل فِيهِ إِلَى أثْنَاء ربع الْبياعَات فى سِتّ مجلدات مَا لَهُ نَظِير فِي التَّحْقِيق وَشرح منهاج الْأُصُول للبيضاوي قَالَ التَّاج السُّبْكِيّ كَانَ مجموعا على نَفسه من أَكثر أهل الْعلم اشتغالا ذَا همة علية فِي التَّحْصِيل وَكَانَ يدرس دروسا بديعة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ دينا خيرا متواضعا حسن المناقب وَمَات فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة 749 قَرَأت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ مَاتَ الشَّيْخ الْعَالم نور الدّين فَذكره(4/269)
- 584 فرحة بنت أَحْمد بن عبد الله قريبَة مُحَمَّد بن غالي الدمياطي سَمِعت عَلَيْهِ وعَلى عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان النقاش سمع عَلَيْهَا الْمُحدث برهَان الدّين الْحلَبِي خطْبَة كتاب الشفعاء فِي رحلته إِلَى الْقَاهِرَة
- 585 الْفضل بن عَرَبِيّ بن مَعْرُوف بن كلاب الجرفي الادفوي والجرف بِضَم الْجِيم وبالفاء قَرْيَة بادفو كَانَ مَشْهُورا بالصلاح ويحكي عَنهُ أهل ناحيته كرامات وَكَانَت وَفَاته سنة 725
- 586 فضل بن عَليّ بن خَليفَة بن مَحْمُود أجَاز لفاطمة بنت خَلِيل العسقلانية ... ... ... ...
- 587 فضل بن عِيسَى بن قنديل العجلوني الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 649 تعانى تَعْبِير الرُّؤْيَا فمهر فِيهَا وَانْقطع وَكَانَ لَا يقبل من أحد شَيْئا ونواب الشَّام فَمن دونهم يزورونه فِي الْمدرسَة المسمارية وَكَانَ مُقيما بهَا وَكَانَ تخرج بالشهاب العابر الْحَنْبَلِيّ مَاتَ سنة 735
- 588 فضل بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة بن غضية بن فضل بن ربيعَة أَمِير آل فضل شُجَاع الدّين أَمر سنة 16 عوضا عَن مهنا لما توجه إِلَى بِلَاد التتار وَكَانَ مشكور السِّيرَة مائلا إِلَى الْعقل حَافِظًا للأطراف جوادا مَاتَ فِي سنة ... ...
- 589 فضل بن قَاسم بن قَاسم بن جماز بن شيحة كَانَ شجاعا مهيبا لَهُ رَأْي مُصِيب ودهاء ولي إمرة الْمَدِينَة بعد ابْن عَم أَبِيه سعد بن ثَابت بن جماز(4/270)
وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 753 ذكره ابْن فَرِحُونَ وَقَالَ ولى بعده ابْن عَمه مَانع بن عَليّ بن مَسْعُود بن جماز
- 590 فضل الله بن أبي الْخَيْر بن غالي الهمذاني الْوَزير رشيد الدولة أَبُو الْفضل كَانَ أَبوهُ عطارا يَهُودِيّا فَأسلم هُوَ واتصل بغازان فخدمه وَتقدم عِنْده بالطب إِلَى أَن استوزره وَكَانَ يناصح الْمُسلمين ويذب عَنْهُم وَيسْعَى فِي حقن دِمَائِهِمْ وَله فِي تبريز آثَار عَظِيمَة من الْبر وَكَانَ شَدِيدا على من يعاديه أَو ينتقصه يثابر على هَلَاكه وَكَانَ متواضعا سخيا كثير الْبَذْل للْعُلَمَاء والصلحاء وَله تَفْسِير على الْقُرْآن فسره على طَريقَة الفلاسفة فنسب إِلَى الْإِلْحَاد وَقد احترقت تواليفه بعد قَتله وَكَانَ نسب إِلَى أَنه تسبب فى قتل خربندا ملك التتار فَطَلَبه جوبان إِلَى السُّلْطَان على الْبَرِيد فَقَالَ لَهُ أَنْت قتلت القان فَقَالَ معَاذ الله أَنا كنت رجلا عطارا ضَعِيفا بَين النَّاس فصرت فِي أَيَّامه وَأَيَّام أَخِيه متصرفا فِي الممالك ثمَّ أحضر الْجلَال الطَّبِيب ابْن الحزان الْيَهُودِيّ طَبِيب خربندا فَسَأَلُوهُ عَن موت خربندا فَقَالَ أَصَابَته هيضة قَوِيَّة انسهل بِسَبَبِهَا ثَلَاثمِائَة مجْلِس وتقيأ قيئا كثيرا فطلبني بِحُضُور الرشيد والأطباء فاتفقنا على أَن نُعْطِيه أدوية قابضة مخشنة فَقَالَ الرشيد هُوَ إِلَيّ الْآن يحْتَاج إِلَى الاستفراغ فسقيناه بِرَأْيهِ مسهلا فانسهل بِهِ سبعين مَجْلِسا فَسَقَطت قوته فَمَاتَ وَصدقه الرشيد على ذَلِك فَقَالَ الجوبان للرشيد فَأَنت قتلته وَأمر بقتْله فَقتل(4/271)
وفصلوا أعضاءه وبعثوا إِلَى كل بلد بعضو وأجروا بَقِيَّة جسده وَحمل رَأسه إِلَى تبريز وَنُودِيَ عَلَيْهِ هَذَا رَأس الْيَهُودِيّ الملحد وَيُقَال إِنَّه وجد لَهُ ألف ألف مِثْقَال وَكَانَ مَوته بعد موت خربندا وَكَانَ موت خربندا كَمَا سَيَأْتِي فِي شهر رَمَضَان سنة 716 وَوصل الْخَبَر بقتْله إِلَى دمشق سنة 718 وفيهَا أرخه البرزالي وَتَبعهُ ابْن حبيب وَالْأول اتقن وَقَالَ فِي تَرْجَمته كَانَ حسن البراعة وطبيب صَادِق فِي القناعة واستوزره خربندا وغازان وَسبق بِعِلْمِهِ وَحكمه فِي الممالك وَبنى عدَّة من الخوانك والمدارس كَانَ لَهُ من الْأَمْوَال من كل جنس وَنَوع الْكثير سوى مآكله فبصفات مَعْرُوفَة قَالَ وعاش نَحوا من ثَمَانِينَ سنة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ لَهُ رَأْي ودهاء ومروءة وَكَانَ الشَّيْخ تَاج الدّين الأفضلى يذمه ويرميه بدين الْأَوَائِل وَقدر عَلَيْهِ فصفح عَنهُ وَفِي الْجُمْلَة فَكَانَت لَهُ مَكَارِم وشفقة وبذل وتودد لأهل الْخَيْر وعاش بضعا وَسبعين سنة
- 591 فضل الله بن أبي الْفَخر بن الصقاعي الْكَاتِب كَانَ كثير النّظر فى(4/272)
التواريخ عمل ذيلا على تَارِيخ ابْن خلكان فِي عدَّة مجلدات وَكَانَ فى حُدُود الْعشْرين وَسَبْعمائة
- 592 فَقِيه بن أَحْمد الرُّومِي قيل هُوَ اسْم الشَّيْخ جلال الدّين التباني كَذَا ذكره ابْن خطيب الناصرية فِي ذيل تَارِيخ حلب ثمَّ قَالَ وَقيل كَانَ اسْمه رَسُولا وَكَانَ هُوَ يكْتب بِخَطِّهِ جلال قلت قد تقدّمت تَرْجَمته فِي حرف الْجِيم
- 593 فلفلة بنت عبد الله البعلبكية عتيقة ابْن معبد سَمِعت من الصَّحِيح قِطْعَة على الحجار سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ببعلبك
- 594 فلاح بن غَنَّام بن قدامَة الْعَبَّادِيّ الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الأديب أَبُو الْخَيْر ولد بِبَغْدَاد سنة 675 تَقْرِيبًا وَسكن دمشق قَالَ البرزالي فِيهِ فَضِيلَة وَله شعر وَمَعْرِفَة بِالْوَقْتِ وَكَانَ أحد الْفُقَهَاء بالبادرائية وَكتب عَنهُ البرزالي من شعره مَاتَ فِي رَجَب سنة 742
- 595 فياض بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن نَافِع بن حَدِيثَة الفضلي أَمِير الْعَرَب من آل فضل ولى الإمرة من النَّاصِر ثمَّ وَليهَا بعد أَخِيه أَحْمد ثمَّ عزل بأَخيه حيار فى أَيَّام صرغتمش وَكَانَ قد خلع عَلَيْهِ فَقَامَ جمَاعَة من التُّجَّار وأدعوا عَلَيْهِ عِنْد منجك بِأَنَّهُم نهبوا فِي قفل عَظِيم فألزمه بتوفية حُقُوقهم فجفا فِي الْكَلَام فَسَبهُ منجك فَقَالَ لَهُ وَأَنت بدين النَّصْرَانِيَّة(4/273)
تَشْتمنِي فَأمر بِهِ فقيد وأرسله إِلَى سجن الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ أطلق بعد مُدَّة وَوَقعت بَينه وَبَين ابْن عَمه سيف بن مهنا بن فضل بن عِيسَى وقْعَة بنواحي حلب انتصر فِيهَا فياض فِي سنة 740 وأعيد فِي سنة سنة سِتِّينَ وَدخل مصر وَرجع بإنعام وإكرام ثمَّ خشِي من كائنة اتّفقت ففر إِلَى الْعرَاق وَمَات هُنَاكَ فى سنة 61 وَكَانَ سيىء السِّيرَة
- 596 فَيْرُوز بن عبد الله الصَّفَدِي نجم الدّين أحد الْأُمَرَاء بصفد كَانَ شجاعا مَاتَ بِدِمَشْق بطالا سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
- 597 أَبُو الْفَتْح بن عبد الله بن مظفر بن عبد الله بن أبي الْفَتْح بن مُحَمَّد بن المحسن بن عبد الله بن طَاهِر بن الْحُسَيْن الطاهري الْخُزَاعِيّ اشْتهر بكنيته وَيُقَال اسْمه مظفر فتح الدّين عرف بِابْن قرناص وبابن مزيز ولد سنة 649 بحماة وَسمع من ابْن الْيُسْر وَابْن النشبي وَغَيرهمَا كتب عَنهُ البرزالي وَقَالَ كَانَ من أَعْيَان بَلَده وعدولها وَمَات فِي منتصف الْمحرم سنة 730 بحماة
- 598 أَبُو الْفَتْح بن مَحْمُود بن أبي الْوَحْش أَسد بن سَلامَة الشَّيْبَانِيّ الْعَطَّار وَالِد يُوسُف سمع من الرشيد العامرى من دَلَائِل النُّبُوَّة وَكَانَ فَاضلا متعبدا قَلِيل التَّكَلُّف مَاتَ فجاءة فِي ذِي الْحجَّة سنة 723 وَأثْنى عَلَيْهِ النَّاس ذكره ابْن كثير
- 599 أَبُو الْفَتْح بن يُوسُف بن الْحسن بن عَليّ الشجري الْفَقِيه الْحَنَفِيّ(4/274)
نزيل مَكَّة صحب الشَّيْخ أَحْمد الأهدل بِالْيمن ثمَّ قدم مَكَّة فجاور بهَا وَأم بمقام الْحَنَفِيَّة ثمَّ تزهد وَصَارَ يَدُور وفى عُنُقه زنبيل وَمَات سنة 773
- 600 أَبُو الْفَتْح الْحَرَّانِي يَأْتِي فِي نصر الله
- 601 أَبُو الْفَتْح بن أبي الْخَيْر بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُجَاهِد رَأَيْت خطه فِي استدعاء سنة ثَمَانِينَ لِابْنِ سكر وَبَقِي فِيهِ عبد الرَّحِيم ابْن الطرابلسي
- 602 أَبُو الْفضل بن أبي الْحسن بن غالي الْوَزير رشيد الدّين الهمذاني تقدم فِي فضل الله
حرف الْقَاف
- 603 قار ابْن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن مَانع أحد أُمَرَاء آل فضل مَاتَ سنة 781 بِأَرْض السِّرّ من عمل حلب أثنى عَلَيْهِ طَاهِر بن حبيب
- 604 الْقَاسِم بن أَحْمد بن عبد الْأَحَد بن عبد الله بن سَلامَة بن خَليفَة بن شقير الْحَرَّانِي التَّاجِر ولد سنة 674 حضر على الْفَخر مشيخته الَّتِي خرجها لَهُ ابْن بلبان وَحدث وَمَات فِي سلخ شهر رَمَضَان سنة 746
- 605 قَاسم بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر البعلبكي التَّاجِر رَضِي الدّين ابْن الحبوبي(4/275)
الْمَعْرُوف بِابْن قسيم سمع من الحجار ثلاثيات الدَّارمِيّ وثلاثيات البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين ببعلبك
- 606 قَاسم بن سُلَيْمَان بن قَاسم بن جَابر الحوراني شرف الدّين الْأَذْرَعِيّ نزيل الْقُدس ولد سنة 678 وَسمع من دَاوُد الهكاري وَحدث وَمَات بالقدس سنة 755
- 607 قَاسم بن محسن الاربدي شرف الدّين الْفَقِيه ولد فِي حُدُود السبعمائة أَو قبلهَا وَسمع من ابْن شرف وَحفظ الْمِنْهَاج واشتغل إِلَى أَن أعَاد بالاتابكية وَحدث وناب فِي الحكم باذرعات وَغَيرهَا وَمَات فِي شعْبَان سنة 764 أرخه ابْن رَافع
- 608 الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن غَازِي بن عَليّ بن شير التركماني الأَصْل الصَّالِحِي شرف الدّين الْمَعْرُوف بالحجازي سمع من أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الأصبهانية بحارة الغرباء بِدِمَشْق وَأم بتربة بني الزكي بعد وَالِده وَكَانَ يخْطب بالشامية ويلازم لبس العذبة وَأمه بنت عز الدّين أبي الْقَاسِم بن الرّبيع اللَّخْمِيّ قَالَ البرزالي فِي تَرْجَمَة أَبِيه عَن الْقَاسِم هَذَا إِنَّه اشْتغل وَحصل وَحفظ وَمَات فِي صفر سنة 772(4/276)
- 609 الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف البرزالى علم الدّين أَن بهاء الدّين الدِّمَشْقِي الْحَافِظ ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 665 واجاز لَهُ ابْن عبد الدَّائِم وَابْن عزون والنجيب وَابْن علاق وَغَيرهم واسمع صَغِيرا فِي سنة 73 من أَبِيه وَالْقَاضِي عز الدّين ابْن الصَّائِغ ثمَّ أحب الطّلب وَسمع بِنَفسِهِ وَدَار على الشُّيُوخ وَأكْثر عَن ابْن أبي الْخَيْر وَالْمُسلم بن عَلان وَابْن شَيبَان وَالْفَخْر والمقداد الْقَيْسِي ورحل إِلَى حلب وبعلبك ومصر والحرمين وَغَيرهَا وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ بلدية وَنقل ابْن كثير أَن ابْن تَيْمِية كَانَ يَقُول نقل البرزالي نقر فِي حجر وَخرج لنَفسِهِ وَلغيره وتفقه بالشيخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وجود القراآت على الرضى ابْن دبوقا وَتقدم فى معرفَة الشُّرُوط وَولى تدريس الحَدِيث بالنورية والنفيسية وَكتب الْخط الْجيد وَبلغ عدد مشايخه بِالسَّمَاعِ ألفي نفس وبالإجازة أَكثر من ألف وجمعهم فِي مُعْجم حافل قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيّ
(إِن رمت تفتيش الخزائن كلهَا ... وَظُهُور أَجزَاء بَدَت وعوالي)
(ونعوت أَشْيَاخ الْوُجُود وَمَا رووا ... طالع أَو اسْمَع مُعْجم البرزالي) وَقَالَ فِيهِ ابْن حبيب(4/277)
(يَا طَالبا نعت الشُّيُوخ وَمَا رووا ... وَرَأَوا على التَّفْصِيل والإجمال)
(دَار الحَدِيث انْزِلْ تَجِد مَا تبتغي ... لَك بارزا فِي مُعْجم البرزالي)
وَله تَارِيخ بَدَأَ فِيهِ من عَام مولده وَهُوَ السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَبُو شامة فَجعله ذيلا على تَارِيخ أبي شامة وَكَانَ باذلا لكتبه وأجزائه مؤثرا متصدقا وَكَانَ وافر الْعقل جدا بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ يصحب المتعاديين فَلَا يكتم وَاحِد مِنْهُمَا مِنْهُ سره لوثوقه بِهِ وَبلغ ثبته بضعا وَعشْرين مجلدا أثبت فِيهِ كل من سمع مَعَه وانتفع بِهِ المحدثون من زَمَانه إِلَى آخر الْقرن قَالَ الذهبى جلس فى شبيبته مُدَّة مَعَ الشُّهُود وَتقدم فِي الشُّرُوط وَكتب بِخَطِّهِ الْمليح الصَّحِيح كثيرا جدا وَحصل كتبا جَيِّدَة فِي أَربع خَزَائِن وَكَانَ رَأْسا فِي صدق اللهجة وَالْأَمَانَة صَاحب سنة وَاتِّبَاع وَلُزُوم للفرائض خيرا دينا متواضعا حسن الْبشر عديم الشَّرّ فصيح الْقِرَاءَة قوي الدربة عَالما بالأسماء والألفاظ سريع السرد مَعَ عدم اللّحن والدمج قَرَأَ مَالا يُوصف وَحدث بجملة كَثِيرَة وَكَانَ حَلِيمًا صبورا متوددا لَا تنكر فضائله وَلَا ينتقص فَاضلا بل يُوفيه فَوق حَقه ويلاطف النَّاس وَله ود فِي الْقُلُوب وَحب فِي الصُّدُور حُلْو المحاضرة قوي المذاكرة عَارِفًا بِالرِّجَالِ وَلَا سِيمَا شُيُوخ زَمَانه وَأهل عصره وَلم يخلف فِي مَعْنَاهُ مثله وَلَا عمل أحد فِي الطّلب عمله وَكَانَ باذلا لكتبه وأجزائه سَمحا فِي أُمُوره متصدقا مقصدا لمن يلْتَمس الِاسْتِمَاع قَالَ وَهُوَ الَّذِي حبب إِلَيّ طلب الحَدِيث فَإِنَّهُ رأى خطي فَقَالَ خطك يشبه خطّ(4/278)
الْمُحدثين فأثر قَوْله فِي وَسمعت مِنْهُ وتخرجت بِهِ فِي أَشْيَاء وَقَالَ الصَّفَدِي كَانَ يصحب الْخَصْمَيْنِ فَكل مِنْهُمَا رَاض بِصُحْبَتِهِ واثق بِهِ حَتَّى كَانَ كل من ابْن تَيْمِية وَابْن الزملكاني يذيع سره فِي الآخر إِلَيْهِ وثوقا بِهِ وسعى فِي صَلَاح ذَات بَينهمَا فَلم يَتَيَسَّر لَهُ ورثاه الشهَاب ابْن فضل الله بقصيدة أَولهَا
(شط المزار وَبَان البان وَالْعلم)
وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ حسن الْوَجْه واللباس كثير التَّوَاضُع كريم النَّفس كثير الْحلم ضحوك السن يحْتَمل الْأَذَى ويغضى عَمَّن يغض مِنْهُ وَمَات ذَاهِبًا إِلَى مَكَّة غَرِيبا فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 739 وَدفن بخليص
- 610 الْقَاسِم بن أبي غَالب المظفر بن مَحْمُود بن تَاج الْأُمَنَاء أبي الْفضل أَحْمد بن الْحسن بن هبة الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَسَاكِر الدِّمَشْقِي الطَّبِيب بهاء الدّين ولد سنة 629 فِي صفر واحضر فِي سنة مولده على الْمَشْهُور النيرباني وَفِي الثَّانِيَة على كَرِيمَة وَفِي الثَّالِثَة على مُحَمَّد بن غَسَّان والاربلي ومكرم وَعم جده أبي نصر عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد وَفِي الرَّابِعَة على ابْن المقير وَسمع بعد ذَلِك من ابْن اللتي وَابْن سني الدولة والعز النسابة فِي آخَرين وَسمع بِطَلَبِهِ من الرشيد الْعِرَاقِيّ وَعُثْمَان بن خطيب القرافة(4/279)
وَشَيخ الشُّيُوخ وَغَيرهم وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن الْقطيعِي وَأبي الْوَفَاء بن مَنْدَه وَغَيرهمَا وَكَانَ يعالج المرضى احتسابا وَله من وَقفه وَملكه شَيْء وافر وخدم فِي ديوَان الخزانة مُدَّة ثمَّ ترك وَكَانَ يتودد إِلَى الْمُحدثين وَخرج لَهُ البرزالي والعلائي وَابْن الصَّيْرَفِي وَكَانَ يتَصَدَّق ويؤثر وَجعل دَاره دَار حَدِيث وروى الْكثير وَعمر وَتفرد وارتعش خطه لكنه متع بحواسه وذهنه قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ كثير المحاسن صبورا على الطّلبَة وينسب إِلَى تَخْلِيط فِي نحلته قَرَأَ عَلَيْهِ البرزالى نَحوا من خَمْسمِائَة جُزْء وَمَات فِي شعْبَان سنة 723 قلت حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم بِالسَّمَاعِ أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي الْمجد الدِّمَشْقِي بِالْقَاهِرَةِ وَخَدِيجَة بنت إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن سُلْطَان بِدِمَشْق وَمِنْهُم بِالْإِجَازَةِ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق التنوخي وَغَيره
- 611 الْقَاسِم بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن على التجيبى السيتى النجار الْمُحدث علم الدّين ولد فِي حُدُود السّبْعين وسِتمِائَة وَسمع بِبَلَدِهِ وَحج فَسمع من الْعِرَاقِيّ وَابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ خرجت لَهُ مائَة حَدِيث عَن مائَة شيخ وَحصل أصولا وكتبا وَله فَضِيلَة جَيِّدَة قلت وقفت على رحلته وَهِي ثَلَاث مجلدات ضخمة وَقد حذا فِيهَا حَذْو(4/280)
ابْن رشيد وَكَانَ رَحل قبله بِنَحْوِ عشر سِنِين وَزَاد هُوَ على رحْلَة ابْن رشيد بتضمين الرحلة مشيخة لَهُ مستوعبة بِذكر تَرْجَمَة الشَّيْخ وَمَا يُمكن من مروياته وَيبين مَا سَمعه مِنْهُ بأسانيده وَيخرج عَنهُ بعد ذَلِك شَيْئا من حَدِيثه وفوائده وإنشاداته وَيفْعل ذَلِك فِي كل بلد دَخلهَا
- 612 الْقَاسِم التكروري أحد الصلحاء الزهاد كَانَ يُقيم بِالْمَدِينَةِ ويسبح فِي الْجبَال فَلَا يدْخل إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 747
- 613 قاسي بن سمكان النَّقِيب سمع من النجيب الْحَرَّانِي
- 614 قان بن أيبك التركمانى من مُعْجم الذهبى
- 615 قانماز ... .
- 616 قبجق المنصوري أَصله من الْمغل كَانَ قد وَقع فِي نوبَة الابلستين لما دَخلهَا الظَّاهِر بيبرس سنة 45 فَأعْطَاهُ للمنصور قلاون وَكَانَ مواخيا للاجين فِي أَيَّام أستاذهما وَلم يزل قبجق مقدما فِي الْبَيْت المنصوري وأستاذه مَعَ ذَلِك لَا يركن إِلَيْهِ وَلَا يُخرجهُ مَعَه إِلَى حروب الشَّام وَكَانَ يتفرس فِيهِ الْميل إِلَى الْمغل وَسُئِلَ فِيهِ مرّة أَن يجرده فِي عَسْكَر فَامْتنعَ وَقَالَ مَتى خرج قبحق غلى الشَّام لحق بالتتار فَلَمَّا مَاتَ الْمَنْصُور قدمه الْأَشْرَف وَكَانَ يستشيره فَلَمَّا قتل وَكَانَ كتبغا يقْصد لاجين وقبجق فعملا عَلَيْهِ إِلَى أَن طرداه وَملك لاجين وَاخْتَارَ قجبق نِيَابَة الشَّام فوليها فِي ربيع الأول سنة 96 فباشرها إِلَى أَن أوقع الافرم بَينه وَبَين(4/281)
لاحين فَانْقَلَبت الصداقة عَدَاوَة إِلَى أَن خرج مقدما لعساكر الشَّام إِلَى التتار لما شاع خبر قدومهم وَخرج قبجق فِي تجمل زَائِد إِلَى الْغَايَة وَذَلِكَ فِي النّصْف الأول من الْمحرم سنة 98 فَبَلغهُ أَن لاجين دس عَلَيْهِ من يسمه بتدبير مَمْلُوكه ونائبه منكونمر فتحيل من ذَلِك وهرب إِلَى جِهَة التتار وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر مِنْهَا فَلم يكن بعد هروبه إِلَّا قدر أُسْبُوع حَتَّى جَاءَ الْخَبَر بقتل لاجين فساق بعض البريدية إِلَى قبجق واعلمه بالْخبر فكذبه وَاسْتمرّ حَتَّى وصل إِلَى غازان فَقبل وفادته واقطعه همذان وَأَعْطَاهُ عشرَة آلَاف وَأكْرم من مَعَه وَكَانُوا خَمْسمِائَة نفس مِنْهُم عشرَة أُمَرَاء وَاتفقَ أَنه وجد أَبَاهُ وَإِخْوَته فى خدمته غازان فَاجْتمعُوا بعد طول الغربة وَلم يزل عِنْد غازان حَتَّى بدا لَهُ فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِقصد الشَّام فقصدها وَكَانَ من وقْعَة وَادي الخزندار مَا كَانَ وَكَانَ قبجق يَقُول لَوْلَا أَنا مَا قتل من الْمُسلمين أحد وَلَوْلَا أَنا مَا نجا مِنْهُم أحد فَإِذا سُئِلَ عَن ذَلِك قَالَ لما وَقع المصاف حمل الْمُسلمُونَ حَملَة صَادِقَة فهم غازان بِالرُّجُوعِ فطلبنى ليضْرب عنقى نفطنت لذَلِك فَقلت لَهُ يَا خوند أَصْحَابنَا لَهُم فَرد حَملَة فألقان يصبر ويبصر كَيفَ مَا يبْقى مِنْهُم أحد فَكَانَ كَذَلِك فَلَمَّا انكسروا وَأَرَادَ أَن يتبعهُم فَقلت لَهُ إِن عَادَتهم تَرْتِيب الكمائن فَلَا نَأْمَن أَن يَكُونُوا انْهَزمُوا مكيدة فيردوا عَلَيْكُم فَوقف حَتَّى أبعدوا وَكَانَ غازان لما وصل إِلَى مرج راهط جعل الحكم بِدِمَشْق(4/282)
لقبجق وَكَانَ مَعَ ذَلِك مَغْلُوبًا مَعَ التتار لَكِن كَانَ يدافع بِجهْدِهِ عَن الْمُسلمين لما رَجَعَ غازان جعل إِلَيْهِ نِيَابَة الشَّام فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة رَابِع عشر شهر ربيع الآخر سنة 699 خطب بمنبر دمشق باسم غازان ثمَّ قرىء تَقْلِيد قبجق نِيَابَة الشَّام ودمشق وحلب وحماة وحمص ومعاملات ذَلِك على سدة المؤذنين وَهُوَ يتَضَمَّن أَنه نَائِب الشَّام ورحل غازان فِي جُمَادَى الأولى وَجعل عَنهُ قبجق بعض عُظَمَاء دولته اسْمه قطلوشاه فِي عشْرين الف فَمَا عدا غازان الْفُرَات جمع قبجق لقطلوشاه مَالا وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْمَسِيرِ إِلَى حلب فَلَمَّا كَانَ فِي أول جُمَادَى الْآخِرَة رتب أُمُور الْبَلَد على مَا كَانَت عَلَيْهِ قبل مَجِيء غازان فَخرج بِمن مَعَه يُرِيد مصر بعد أَن خرجت العساكر قاصدة إِلَيْهِ فلحق قبجق بيبرس وسلار بَين غَزَّة وعسقلان فَاجْتمعُوا ثمَّ توجه سلار وبيبرس إِلَى دمشق وَوصل قبجق إِلَى مصر فأكرموه إِلَى أَن عَاد سلار وبيبرس فَسَأَلَ قبجق أَن ينعم عَلَيْهِ بِبَلَد يُقيم بِهِ ثمَّ راسل المصريين واستعان عَلَيْهِم بِمُحَمد بن عِيسَى فلَان لَهُ سلار وَلم يزل بيبرس الجاشنكير إِلَى أَن أذعن وَأَرْسلُوا لَهُ بالأمان فأفردوا الشوبك إِلَى أَن وَقعت وقْعَة شقحب فَكَانَ لَهُ فِيهَا الْعَمَل الْكَبِير وَالْبَلَاء الْعَظِيم فَإِنَّهُ سبق التتار إِلَى المَاء وَحَال بَينهم وَبَينه فَكَانَ ذَلِك من أعظم أَسبَاب النَّصْر ثمَّ أعطي نِيَابَة حماة بعد ذَلِك فباشرها فى سلطنة بيبرس كالملك المستقل فَلَمَّا عَاد النَّاصِر من الكرك لاقاه وَدخل مَعَه مصر فقلده نِيَابَة حلب فِي شَوَّال سنة 709 فَلم يزل بهَا إِلَى أَن(4/283)
مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 710 وَكَانَ بطلا شجاعا عَارِفًا جيد الرَّأْي قَلِيل الطمع وَالظُّلم رَحمَه الله تَعَالَى
- 617 قبلاي الناصري ولي نِيَابَة الكرك ثمَّ الحجوبية فِي أَيَّام النَّاصِر حسن بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ النِّيَابَة فِي أَيَّام الصَّالح صَالح وَمَات فِي سنة 756
- 618 قجا البريدي كَانَ خَادِمًا فَلم يزل يترقى إِلَى أَن ولي تقدمة البريدية ثمَّ ولى إمرة طبلخاناة وَمَات فِي شَوَّال سنة 756
- 619 قجليس الناصري السِّلَاح دَار كَانَ من خَواص النَّاصِر يندبه فِي الْمُهِمَّات وَلَا يمسك أَمِير بِالشَّام غَالِبا إِلَّا على يَده وَكَانَ عَارِفًا بالميقات وَله أوضاع نفيسة وَكَانَ الْفُضَلَاء يلازمونه وَكَانَ جميل الْمَوَدَّة حسن الصُّحْبَة وَالْعشرَة وَكَانَ لَهُ شغف بالكتب يجمع نفائسها وَتزَوج بنت الْملك وَكَانَ يُقَال لَيْسَ بِالْقَاهِرَةِ لَهَا نَظِير فِي الْحسن وَكَانَ يُحِبهَا محبَّة مفرطة وَينْفق عَلَيْهَا نفقات بَالِغَة فَلَمَّا مَاتَ لم تتَزَوَّج بعده وَكَانَ قَوِيا شَدِيد الْبَأْس شجاعا يَأْكُل عظم الْفَخْذ ثمَّ يكسرهُ بيد وَاحِدَة وَكَانَ قد نَالَ من النَّاصِر منزلَة عَظِيمَة فكثرت مهابته وعظمت حرمته حَتَّى كَانَ معدا للأمور الْعَظِيمَة يقذف بِهِ فِيهَا ويعتمد عَلَيْهِ فِيمَا يرومه مِنْهَا وَكَانَت وَفَاته فى صفر سنة 731(4/284)
- 620 قديدار وَالِي الْقَاهِرَة كَانَ خَفِيف الرّوح مليح الْعبارَة تَامّ الْخلقَة عَارِفًا فتنقل إِلَى ولَايَة الْقَاهِرَة فِي سنة 34 فِي رَمَضَان فَأول شَيْء فعله ضرب الخبازين والسوقة بالمقارع وَسمر بَعضهم ثمَّ عرض السجْن ووسط جمَاعَة من المفسدين وتتبع من عصر الْخمر فأراق الْكثير مِنْهَا وكبس بَاب اللوق فَأحرق الْحَشِيش وَأقَام قدر شهر لَا يَخْلُو بَاب زويلة فِي يَوْم مِنْهُ من كسر جرار خمر وتحريق حشيش فأعجب النَّاصِر ذَلِك مِنْهُ وشكره شكرا زَائِدا ومكنه تمكينا قَوِيا وَكَانَ النَّائِب أرغون يبغضه وَمَعَ ذَلِك لم يتَمَكَّن مِنْهُ وَمَات فِي صفر سنة 730 فَكَانَت مُدَّة ولَايَته سِتّ سِنِين وَكَانَ من مماليك برلغي وترقى إِلَى أَن ولي الْبحيرَة فَسَار فِيهَا سيرة عنيفة وَكَانَ شَدِيد الْبَأْس
- 621 قرابغا دوادار أرغون شاه نَائِب دمشق تقدم عِنْده حَتَّى كَانَ لَا يُخَالف لَهُ أمرا مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي شَوَّال سنة 749
- 622 قراجا بن دلغادر بن خَلِيل التركماني نَائِب الابلستين كَانَ مُعظما عِنْد تنكز ورزق من السَّعَادَة بعد الصيت مَا لم يبلغهُ غَيره وَهُوَ الَّذِي غدر(4/285)
بِأَحْمَد الشهَاب الناصري وبيبغاروس وبكلمش لما هربوا إِلَيْهِ فأرسلهم إِلَى السُّلْطَان وَكَانَ بيباغاروس لما عصى راسله فَحَضَرَ إِلَيْهِ بعسكره فَلم يزل بهم الْعَسْكَر الْمصْرِيّ فِي بيبغاروس مَعَ قراجا إِلَى بِلَاده فَسَار أرغون الكاملي فِي طَلَبهمْ وَذَلِكَ فِي سنة 54 فنازلوا الابلستين فهرب قراجا فتبعوه وانتهبت بيُوت التركمان أَتْبَاعه وَاسْتمرّ هُوَ فِي هزيمته إِلَى أَن وصل إِلَى ارتنا صَاحب الرّوم فغدر بِهِ وجهزه إِلَى مصر فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَلم يزل على طغيانه إِلَى أَن امسك واعتقل بقلعة حلب ثمَّ فر إِلَى الرّوم فَقبض عَلَيْهِ صَاحبهَا فجهزه إِلَى الْقَاهِرَة فوسط بهَا فِي ذى الْقعدَة سنة 754
- 623 قراد مرداش تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن اسْتَقر أَمِيرا كَبِيرا بحلب ثمَّ اسْتَقر من أُمَرَاء الألوف بِمصْر فَلَمَّا عَصا يلبغا الناصري كَانَ من أمرائه وعظمت مَنْزِلَته فِي ولَايَته فَلَمَّا قَامَ منطاش حبس بالإسكندرية فَلَمَّا عَاد برقوق إِلَى السلطنة أطلقهُ وجهزه مَعَ الناصري لطرد منطاش فَلَمَّا الْتَقَوْا قتل الجوباني فِي المعركة وَرجع الناصري إِلَى دمشق فقرره برقوق فِي أَمَرتهَا وَولي قراد مرداش نِيَابَة حلب وَنقل نائبها كمشبغا الْحَمَوِيّ إِلَى مصر وَذَلِكَ كُله فِي سنة 792 فَلَمَّا وصل برقوق إِلَى حلب فِي سنة 793 صرفه عَن نيابتها بحلبان وَرجع فى ذى الْحجَّة مِنْهَا وصحبته قراد مرداش الْمَذْكُور فَقبض عَلَيْهِ فى السّنة الْمُقبلَة فَكَانَ(4/286)
آخر الْعَهْد بِهِ سنة 794
- 624 قراسنقر العلمي أَبُو اللَّيْث وَأَبُو ضيغم سمع من تَقِيّ الدّين إِسْمَاعِيل ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عبد الدَّائِم وَكَانَ يذكر أَن مولده تَقْرِيبًا سنة 43 وَحدث فِي شعْبَان سنة 732 وعاش إِلَى سنة 736 نقلته من خطّ الْبَدْر النابلسي وَهُوَ فِي مُعْجم الذَّهَبِيّ مَذْكُور
- 625 قراسنقر الجوكندار الجركسي المنصوري اشْتَرَاهُ الْمَنْصُور قلاون قبل أَن يتسلطن فَيُقَال إِنَّه كَانَ من أَبنَاء نَصَارَى قارة سبي وَهُوَ امرد ثمَّ جعله ساقيا ثمَّ رقاه وَعرف من صغره بِحسن التأنى وَهُوَ من أَقْرَان طرنطاى وكتبغا وَولى نِيَابَة حلب لأستاذه وأغراه بِهِ طرنطاي وَتوجه للكشف عَلَيْهِ فَلم يظفر مِنْهُ بطائل بل اسْتمرّ إِلَى سلطنة الْأَشْرَف فأغراه ابْن السلعوس الْوَزير فَلم يزل إِلَى أَن صرفه عَن نِيَابَة حلب وَقدم مصر فَأمره أَمِير جندار ثمَّ كَانَ فِيمَن سعى فِي قتل الْأَشْرَف فَلَمَّا تسلطن كتبغا أخفاهما وَجعل يُنَادي عَلَيْهِمَا وهما عِنْده ثمَّ أخرجهُمَا بعد وَأَمرهمَا وعظمهما ثمَّ نَاب قراسنقر فِي السلطنة لما تسلطن لاجين فَلم يزل منكوتمر بغريه بِهِ إِلَى أَن اعتقله فِي ذِي الْقعدَة سنة 696 وَاسْتقر منكوتمر فِي النِّيَابَة ثمَّ لما تسلطن الْملك النَّاصِر نَاب فِي الصبيبة ثمَّ نَاب فِي حماة بعد كتبغا ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حلب فَلم يزل بهَا إِلَى أَن رَجَعَ النَّاصِر من الكرك كَانَ فِيمَن تلقى السُّلْطَان فَعَظمهُ وترجل لَهُ وَقَامَ قراسنقر بتدبير المملكة وَصَارَ النَّاصِر تبعا لَهُ فِيمَا يُرِيد فَلَمَّا اسْتَقَرَّتْ(4/287)
قدمه استنابه فِي الشَّام فوصلها فِي ذِي الْقعدَة سنة 709 فباشرها على حذر إِلَى أَن خرج مِنْهَا فِي سنة 711 فَاسْتَجَارَ بمهنأ أَمِير الْعَرَب ثمَّ توصل إِلَى خربندا ملك التتار فَدخل ماردين فِي ربيع الأول سنة 712 فَتَلقاهُمْ صَاحبهَا وَأحسن إِلَيْهِم وَكَانَ قد توَافق هُوَ والأفرم والزردكاش ثمَّ توجهوا إِلَى خربندا فَتَلقاهُمْ وَأحسن إِلَيْهِم واقطع قراسنقر مراغة والافرم همذان والزردكاش نهاوند وتفقدهم بالأنعام حَتَّى عمهم وَكَانَ يَقُول إِن أرجحهم عقلا قراسنقر لِأَنَّهُ اختبرهم عَن مآربهم فَكل طلب شَيْئا إِلَّا قراسنقر فَقَالَ أُرِيد امْرَأَة كَبِيرَة الْقدر أَتَزَوَّجهَا فَقَالَ خربندا هَذَا يُشِير إِلَى أَنه عزم على الْإِقَامَة عندنَا فأعجبه كَلَامه وَأَجْلسهُ فَوق الافرم وزوجه بنت قطلوشاه وَغير اسْمه فَسَماهُ آق سنقر لأَنهم يكْرهُونَ السوَاد وعاش قراسنقر بعد الافرم دهرا ودس النَّاصِر إِلَيْهِ الفداوية مَرَّات فَلم يظفروا بِهِ حَتَّى يُقَال إِن الَّذين هَلَكُوا بِسَبَبِهِ مِنْهُم ثَمَانُون رجلا وَكَانَ لَهُ عُيُون تطالعه بالأخبار وَلم يزل مُعظما فِي تِلْكَ الْبِلَاد إِلَى أَن مَاتَ فِي مراغة سنة 728 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا خبْرَة ودهاء وأموال عَظِيمَة وَلما ولي نِيَابَة دمشق كَانَ يرتشي ويجور وَكَانَ يعظم ابْن تَيْمِية فَكتب إِلَيْهِ مرّة كتابا يعظمه فِيهِ وَيَقُول فِيهِ فَإِنَّهُ ضاعف الله بركاته قد أحيى سنَن هَذِه الْملَّة وَكَانَ مِمَّن وصف بقوله {الآمرون بِالْمَعْرُوفِ والناهون عَن الْمُنكر} وَفِيه يَقُول الْبَهَاء عَليّ بن أَبى سوَادَة الحلبى(4/288)
(إِذا قيل لي من أَفرس التّرْك فِي الوغى ... وأثبتهم فَوق الْجِيَاد السوابق)
(أَقُول كَفِيل الْملك والبطل الَّذِي ... لَهُ صولة الآساد تَحت السناجق)
(قراسنقر الْمَنْصُور فِي كل مرقب ... وحامي حمى الْإِسْلَام عِنْد الْحَقَائِق)
- 626 قراجين المنصوري كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وترقى فِي الخدم إِلَى أَن عمل استادارا وَكَانَ جيدا قَلِيل الشَّرّ سليم الْبَاطِن مَاتَ ثَالِث عشر شعْبَان سنة 715
- 627 قراطاى الأشر فى الجو كنوار وَأول مَا ترقى عمل حاجبا بحلب ثمَّ نَاب فِي طرابلس وَكَانَ من الْأَبْطَال ثمَّ أَمر بِدِمَشْق سنة 726 ثمَّ أُعِيد إِلَى نِيَابَة طرابلس فِي سنة 33 فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة 734 وَكَانَ مَشْهُورا بالفروسية والحشمة وَالْحكم والمعرفة
- 628 قردمر أَمِير آخور فى أَيَّام الْملك الصَّالح صَالح ثمَّ نقل إِلَى دمشق أَمِيرا ثمَّ سجن فى نوبَة بيبغاروس وَمَات فِي رَمَضَان سنة 756
- 629 قرمشى من كبار أُمَرَاء الْمغل فِي أَيَّام خربندا تقدم ذكره فى تَرْجَمَة جوبان
- 630 قرمشى بن أفطوان الْحَاجِب نَشأ بصفد على خير وَعبادَة واعتقاد فِي ابْن تَيْمِية وَأَتْبَاعه وَكَانَ تنكز يُحِبهُ ثمَّ ولي الحجوبية بِالْقَاهِرَةِ بعد إِمْسَاكه ثمَّ ولي نِيَابَة صفد فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ آل أمره إِلَى أَن(4/289)
خنق فِي شعْبَان سنة 747 بِدِمَشْق
- 631 قررنه السلحدار كَانَ من الاويراتية الَّذين وفدوا فِي سلطنة كتبغا ثمَّ ترقى إِلَى أَن أرْسلهُ السُّلْطَان إِلَى بو سعيد ملك التتار ثمَّ اسْتَقر سلحدارا ثمَّ توجه فِي الرسلية فِي سلطنة الصَّالح إِسْمَاعِيل وأخيه الْكَامِل إِلَى شيخ حسن بِبَغْدَاد وَاسْتقر فى إمرة طبلخاناة وَكَانَ فَارِسًا كَرِيمًا مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
- 632 قُرَّة الْعين هَاجر بنت عَليّ بن عمر بن شبْل الصنهاجية ... . سَمِعت من الْعِزّ الْحَرَّانِي ... . .
- 633 قشتمر زفر - بِفَتْح الزَّاي وَالْفَاء - نَائِب الرحبة ثمَّ أُعِيد إِلَى دمشق وَمَات فِي شَوَّال سنة 762
- 634 فشتمر المنصوري كَانَ من بقايا مماليك النَّاصِر وتنقل فِي الخدم بعده إِلَى أَن ولي نِيَابَة السلطنة بعد قتل حسن ثمَّ نِيَابَة دمشق ثمَّ صفد ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر ثمَّ ولي حَاجِب الْحجاب بعد قتل يلبغا الأتابك ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حلب سنة 70 ثَانِيَة ذكره العثماني فِي تَارِيخ صفد وَقَالَ كَانَ كَبِير الْقدر كثير الْخَيْر وَالْإِحْسَان ملازما لِلْقُرْآنِ وَيكْتب الْخط الْحسن مَاتَ(4/290)
مقتولا بضواحي حلب فِي ذِي الْقعدَة سنة 770 لِأَنَّهُ بعد دُخُولهَا نَائِبا بِقَلِيل بلغه أَن كثيرا من الْعَرَب المفسدين يقطعون الطرقات على الْحجَّاج وَغَيرهم من الْمُسَافِرين فتجهز واستصحب عسكرا من الحلبيين فَلَمَّا وصل إِلَى تل السُّلْطَان وجد قوما نزولا من الْعَرَب فِي مضاربهم فَاسْتَاقُوا كثيرا من مَوَاشِيهمْ وجمالهم ونهبوا بُيُوتهم فاستنهض من كَانَ نازلا من الْعَرَب من قرب مِنْهُم من آل مهنا وَغَيرهم فأدركوا الْعَسْكَر مَشْغُولًا بالنهب فحملوا عَلَيْهِم فكسروهم ونهبوا مَا مَعَهم وَقتل الْأَمِير قشتمر فِي المعركة وَدخل الْعَسْكَر الْبَلَد دُخُولا شنيعا وَكَانَ قشتمر شجاعا عَارِفًا يكْتب الْخط الْحسن وَيتَكَلَّم بالعربي فصيحا وَقد أَنْجَب وَلَده عليا ونبغ من مماليكه جمَاعَة وَفِي الْوَقْعَة الْمَذْكُورَة قَالَ ابْن حبيب
(تَبًّا لجيش طمعوا فوقعوا ... فى شرك العراب والأعراب)
(وَعَاد كل مِنْهُم مُجَردا ... من الثَّوَاب وَمن الأثواب)
- 635 قُضَاة بنت عبد الرَّحْمَن تَأتي فِي مَرْيَم
- 636 قطر الندى هِيَ سكرة تقدّمت فِي حرف السِّين الْمُهْملَة(4/291)
- 637 قطز أَمِير اخور بِالْقَاهِرَةِ فِي أَيَّام الْمَنْصُور حاجي فِي رَجَب سنة 48 ثمَّ نَاب فِي صفد ثمَّ نقل إِلَى دمشق أَمِيرا وَمَات بهَا فِي سنة 749
- 638 قطز الْحَاج الظَّاهِرِيّ كَانَ من مماليك الظَّاهِر بيبرس وَحضر مَعَه الابلستين وَهُوَ رجل كَبِير وَأمره النَّاصِر طبلخاناة وَمَات وَقد بلغ الْمِائَة وَكَانَ دينا عفيفا
- 639 قطلقتمر بك الناصري أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ثمَّ بحلب مَاتَ فى جُمَادَى الاخرة سنة 705
- 640 قطلقتمر صهر الجالق ولي نِيَابَة غَزَّة قبل الجاولي وَمَات سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة
- 641 قطلوبغا الساقي الناصري الْمَعْرُوف بالفخرى كَانَ أخص مماليك النَّاصِر وَأَكْثَرهم عَلَيْهِ إدلالا إِلَى أَن أمره فِي سنة 16 وَكَانَ يتجاسر عَلَيْهِ ويجاوبه فَيَقُول لَهُ أَنْت مَجْنُون فَلم يزل عِنْده أَمِيرا عالي المكانة إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ لِكَثْرَة مجاوباته لَهُ وَيُقَال بل وجد فِي مرقده ورقة تَتَضَمَّن أَن الفخري وطشتمر عزما على الفتك بِهِ فَقبض عَلَيْهِمَا فارتجت القلعة وَكثر الْبكاء وَامْتنع المماليك سكان الطباق من الطَّعَام فَلم يزل بكتمر يتلطف بالسلطان إِلَى أَن أَمر بِإِخْرَاجِهِ إِلَى الشَّام مَعَ تنكز نَائِب الشَّام فِي ربيع الآخر سنة 727 وَكَانَ تنكز حِينَئِذٍ قدم إِلَى مصر فَسَار بِهِ صحبته فَصَارَ يتَقرَّب إِلَى خاطر تنكز بِالْخدمَةِ والملازمة الجيدة إِلَى أَن أحبه فَعَظمهُ وَأمره طبلخاناة وترضى لَهُ السُّلْطَان إِلَى أَن قدر الله(4/292)
بإمساك تنكز فَكَانَ الفخري من جملَة من كَاتبه السُّلْطَان يَأْمُرهُ بامساكه فباشر إِمْسَاكه مَعَ غَيره ثمَّ توجه إِلَى مصر بِإِذن السُّلْطَان فَعَظمهُ السُّلْطَان وَأمره وَاسْتمرّ فِي أعز مَكَانَهُ إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان فَمَال الفخري إِلَى قوصون وَقَامَ بنصره فَأعْطَاهُ عشرَة آلَاف دِينَار وَقيل خَمْسَة عشر وَأمره على عَسْكَر وَخرج إِلَى حِصَار أَحْمد بن النَّاصِر بالكرك فحاصره وافحش فِي خطابه وَكَانَ ذَلِك فِي زمن الشتَاء فَحصل لعسكره شدَّة فاتفق وُصُول كتاب أَخِيه طشتمر من حلب يُنكر عَلَيْهِ مَا فعل وَيُشِير عَلَيْهِ أَن يُوَافق النَّاصِر أَحْمد فَفعل وَحلف لِأَحْمَد فَبلغ حِينَئِذٍ خُرُوج الطنبغا نَائِب دمشق إِلَى الْحَلب لقِتَال طشتمر نائبها فاغتنم ذَلِك فَعَاد من الكرك من توجه إِلَى دمشق وَترك الكرك بِغَيْر حِصَار واقترض من مَال الْأَيْتَام أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم فأنفقها وَضم إِلَيْهِ العساكر وحلفهم للناصر أَحْمد واستخدم الأجناد وَمَال النَّاس إِلَيْهِ وَقَامَ فِي ذَلِك الْأَمر بعزم وحزم ودافعه نَائِب غَزَّة ونائب صفد وقصده الطنبغا من حلب بعساكر الشَّام وهى نَحْو تِسْعَة عشر ألف فَارس فَلم يظفروا مِنْهُ بِشَيْء بل مَال غَالب الْعَسْكَر إِلَى الفخري ففر الطنبغا وَدخل الفخري دمشق وملكها وَأرْسل إِلَيْهِ النَّاصِر أَحْمد بالنيابة وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة 742 وَأَعْطَاهُ مائَة ألف دِرْهَم وَأَرْبَعَة آلَاف دِينَار ثمَّ غدر النَّاصِر بِهِ وَأَرَادَ إِمْسَاكه فهرب فأمسكه ايدغمش وجهزه إِلَى الْقَاهِرَة فاعتقله النَّاصِر بالكرك قَلِيلا ثمَّ قَتله هُوَ وطشتمر وَكَانَ الفخري(4/293)
شجاعا مقداما داهية جوادا لَا يستكثر شَيْئا يطْلب مِنْهُ وَكَانَ يلقب والغول المقشر ورفيقه طشتمر الحمص الْأَخْضَر فَلَزِمَ طشتمر اللقب دون الفخري وَيُقَال إِنَّه لما قدم للْقَتْل قَالَ لَهُم ابدؤابي قبل طشتمر فَإِنَّهُ لَا ذَنْب لَهُ فَلَعَلَّ يحصل فِيهِ شَفَاعَة وَكَانَ قَتله فِي الْمحرم سنة 744
- 642 قطلوبغا الناصرى الْمَعْرُوف بالمغربى أحد الْأُمَرَاء المقدمين وَمِمَّنْ سفر رَسُولا إِلَى بوسعيد ملك التتار فوصل إِلَى الْفُرَات وَرجع وَمَات بعد وُصُوله إِلَى الْقَاهِرَة فِي رَمَضَان سنة 727 وَكَانَ دينا خيرا حج بالركب الْمصْرِيّ مرّة وحمدت سيرته
- 643 قطلوبغا الاحمدي نَائِب حلب مَاتَ صفر سنة 765 وَكَانَت ولَايَته نِيَابَة حلب سنة 762 ثمَّ عزل بمنكلى بغا فى سنة ثَلَاث ثمَّ عَاد إِلَيْهَا سنة أَربع إِلَى أَن مَاتَ
- 644 قطلوبك المنصورى الْكَبِير كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وَكَانَ مواخيا لسلار وَولى الشد بِدِمَشْق سنة 697 ثمَّ الحجوبية بمصرسنة 98 فباشر الحجوبية بمهابة وَحُرْمَة حَتَّى كَانَ فِي الْحُرْمَة أعظم من النَّائِب ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس فَلم يقم بهَا وَطلب النقلَة عَنْهَا فَأعْطِي إمرة مائَة(4/294)
بِدِمَشْق فَمشى على عَادَته فِي البذخ وَالْعَظَمَة والإفراط فى التجمل والمكارم فَثقلَتْ وطأته على الافرم لفرط تكبر قطلوبك فَوَقع بَينهمَا فاتفق أَن الْحَاج بهادر أصلح بَينهمَا وَقَامَ قطلوبك بالشكرانة بالمرج فَيُقَال إِنَّه أنْفق على ذَلِك ثَلَاثِينَ الف دِينَار وَكَانَ الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله كنت مِمَّن حضرها وَهِي تزيد على الْوَصْف وَالْخلْع فِي تِلْكَ الْأَيَّام مستمرة على الْأُمَرَاء والحواشي قَالَ وَقد تدْرك الرحبة مرّة فجر نَحْو مائَة جنيب من الْخَيل بِجلَال الْحَرِير وحلي الذَّهَب وَالْفِضَّة وجميعها باسمه ورنكة وَأقَام بهَا عشرَة أشهر فَكَانَ يُقيم بِأَكْثَرَ الْجند المضافين إِلَيْهِ فضلا عَن حَاشِيَته وَبنى بهَا جَامعا وقصرا وميدانا ومنازل للجند وَكَانَ راتبه فِي الشّرْب خاناة فِي كل يَوْم من السكر قِنْطَارًا بالمصري وَقس على هَذَا ثمَّ ولي نِيَابَة صفد فَعمل بهَا عيد النَّحْر وَلِيمَة فجافت صفد مُدَّة من كَثْرَة مَا نحر من الْأَنْعَام وَفضل فَلم يجد من يَأْكُلهُ وَكَانَ يتزيا بزِي الْمغل وَيكْتب خطا قَوِيا ويشارك فِي شَيْء من الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والْحَدِيث وَالسير وَكَانَ ظَالِما مُتَعَدِّيا لَا يدْفع لأحد ثمن مَا يَشْتَرِيهِ مِنْهُ إِلَّا بعسر وحيل وَيُقَال إِن ابْن تَيْمِية دخل عَلَيْهِ مَعَ تَاجر يشفع لَهُ فِي قَضَاء حَقه فَقَالَ لَهُ قطلوبك إِذا رَأَيْت الْأَمِير بِبَاب الْفَقِير فَنعم الْأَمِير وَنعم الْفَقِير وَإِذا رَأَيْت الْفَقِير بِبَاب الْأَمِير فبئس الْأَمِير وَبئسَ الْفَقِير فَقَالَ لَهُ ابْن تَيْمِية كَانَ فِرْعَوْن أنحس مِنْك ومُوسَى خيرا مني وَكَانَ يَأْتِي إِلَى بَابه كل يَوْم يَأْمُرهُ بِالْإِيمَان وَأَنا(4/295)
آمُرك أَن تدفع لهَذَا حَقه فَلم يَسعهُ إِلَّا امْتِثَال أمره ووفى الرجل حَقه وَهُوَ الَّذِي توجه للناصر فِي الْعَسْكَر المجهز من الافرم محاربة إِلَى النَّاصِر بالكرك فَمَال مَعَ النَّاصِر وأحضره من الكرك إِلَى الشَّام وَقَامَ لَهُ بشعار المملكة فَلَمَّا قدم مصر أعطَاهُ نِيَابَة صفد فَخرج إِلَيْهَا فى شَوَّال سنة 709 ثمَّ كَانَ عَاقِبَة امْرَهْ مَعَه أَن أمْسكهُ من صفد فِي جُمَادَى الأولى سنة 711 وَحمل مِنْهَا إِلَى الكرك فسجن بهَا فَلم يزل فِي السجْن إِلَى أَن قتل فِي سنة 716 وَكَانَ شكلا جميلا مهيبا لَهُ نَوَادِر وَشعر بَارِد عَفا الله عَنهُ قَرَأت بِخَط قطلوبك المنصوري من شعره لنَفسِهِ
(لاتنكرى شيب رَأْسِي يَا معذبتي ... مَا الشيب عَار إِذا فعلي غَدا حسنا)
(وسائلي من شباب الْحَيّ حِين لقوا ... فوارس الْمغل كَيفَ كَانُوا وَكنت أَنا)
- 645 قطلوبك بن قراسنقر أحد أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق وباشر الحجوبية بِدِمَشْق ثمَّ عمر الْقَنَاة الَّتِي أجراها بِنَاء إِلَى الْقُدس وَطَلَبه النَّاصِر فَقَالَ لَهُ وَلمن مَعَه من الصناع أُرِيد أَن أجري خليجا من بركَة الْجَيْش إِلَى سوق الْخَيل ثمَّ يدْخل من ثمَّ إِلَى الْقَاهِرَة فتوجهوا إِلَى حلوان ووزنوا مجْرى المَاء فَأخْبرُوا السُّلْطَان بِإِمْكَان ذَلِك لَكِن يحْتَاج إِلَى صرف ثَمَانِينَ ألف دِينَار فى طول عشر سِنِين فاستعظم السُّلْطَان الْمدَّة وَلم يستكثر المَال وفتر عزمه عَن ذَلِك إِلَى أَن عمل الخليج الَّذِي أجراه من فَم الجزر وَمَات قطلوبك هَذَا فِي ربيع الأول سنة 729
- 646 قطلوبك الشيخى أَخذ الْأُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق أَيْضا مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 712(4/296)
- 647 قطلوتمر الخليلي كَانَ من الْحجاب بِدِمَشْق ثمَّ ولي نِيَابَة صفد فَمَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 746
- 648 قطلوشاه الططرى كَانَ أحد أكَابِر المغلبين مقدم الْمغل فى وقْعَة شقحب من الوقعات الَّتِى هى بَينهُنَّ مَشْهُورَة فِي سنة 702 فِي شهر رَمَضَان مِنْهَا وَهِي مَشْهُورَة وجهزه خربندا بعد ذَلِك إِلَى أهل كيلان قتل فِي أَيَّام خربندا لما أغزاه بِلَاد كيلان فنازلوهم ففتحوا عَلَيْهِم المَاء فكادوا يغرقون حِين هجم عَلَيْهِم مَاء بِاللَّيْلِ وظنوها كبسة فَقتل بَعضهم بَعْضًا وَقتل قطلوشاه من جُمْلَتهمْ وَيُقَال إِن خربندا فَرح بقتْله وَكَانَ ذَلِك فِي أول سنة 707
- 649 قطلوا بنت سيف الدّين عبد الله أم نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشجاعي قَالَ ابْن سكر أَذِنت فى الْكِتَابَة عَنْهَا فى الاستدعاءات وَهِي من مسندات الشَّام مَاتَت سنة 785
- 650 قطليجا الْحَمَوِيّ الجمدار كَانَ من أخصاء النَّاصِر ثمَّ أَمر بِدِمَشْق بعده أَمِير عشرَة فِي ايام النَّاصِر ثمَّ أَرْبَعِينَ بعده ثمَّ ولي نِيَابَة حماة فِي سنة 47 فأساء السِّيرَة ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حلب فِي ربيع الآخر سنة 50(4/297)
فَمَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمسين وَسَبْعمائة وَقد عين لنيابة الشَّام وجاءته الْولَايَة وَهُوَ مَرِيض فَمَاتَ بحلب قبل أَن يحصل لَهُ المأمول
- 651 قطليجا بن بلبان الجوكندار أحد الْأُمَرَاء الْأَرْبَعين من دمشق كَانَ فَارِسًا بطلا خَفِيف الحركات يُقَال إِنَّه سَاق فرسه فَأخذ نصف سفرجلة من غصنها وَبَقِي نصفهَا الآخر مَكَانَهُ وَكَانَ فِي لعب الكرة غَايَة وَمَات فِي جُمَادَى الآولى سنة 720
- 652 قطليجا البتلتمرى كَانَ من مماليك بكتمر الساقي فَتمكن مِنْهُ وَتصرف فى أَحْوَاله وَكَثُرت أَمْوَاله وَولى بعده نِيَابَة الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ أحضر إِلَى الْقَاهِرَة وَاسْتقر وإليها أشهرا وَمَات فِي الطَّاعُون سنة 749
- 653 قفجق فِي قبجق تقدم
- 654 قلبوس بن طبرس الوزيري كَانَ مُقيما بِدِمَشْق مواظبا على الصَّلَاة خيرا دينا مَاتَ فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة 730
- 655 قلقلة خَان المغلي صَاحب الدشت وَليهَا فى سنة 62 بعد قتل بردى بك خَان ثمقتل بعد قَلِيل وَاسْتقر بعده نوروز خَان(4/298)
- 656 قماري أَمِير شكار كَانَ حظيا عِنْد النَّاصِر حَتَّى تزوج بنته وَأمره تقدمة فِي سنة 738 ثمَّ ولي فى أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل أَمِير آخور وَمَات فِي أَوَاخِر سنة خمس أَو أَوَائِل سنة 746
- 657 قماري الناصري أَخُو بكتمر الساقي أمره النَّاصِر بعد موت بكتمر وَكَانَ أحضرهُ من بِلَاد التّرْك من أجل أَخِيه وَعمل الاستادارية فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل وَخرج مَعَ الفخري لحصار النَّاصِر أَحْمد بالكرك ثمَّ أخرجه الْكَامِل إِلَى نِيَابَة طرابلس ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي أَوَاخِر سنة 746 وَنقل إِلَى مصر فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ فَإِنَّهُ نقل إِلَى سجن الْإسْكَنْدَريَّة فَقتل فِي سنة 747
- 658 قمارى المارداني أَخُو أَمِير عَليّ كَانَ بِهِ عرج يسير وتأمر بِأخرَة وَمَات بعلة الصرع فِي ربيع الأول سنة 757
- 659 قمارى الْحَمَوِيّ أحد الْأُمَرَاء مَاتَ بسجن الْإسْكَنْدَريَّة سنة 753
- 660 قمر بن مُحَمَّد بن حميد بن محَاسِن النيربى أَخُو سُلَيْمَان كَانَ يذكر أَنه سمع صَحِيح البُخَارِيّ على سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَكَانَ مولده سنة سَبْعمِائة
- 661 قوام بنت عبد الله مولاة سنجر عَتيق ابْن عطاف أم إِبْرَاهِيم(4/299)
سَمِعت من يُوسُف الغسولي وَابْن القواس وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة 742 عَن ثَمَانِينَ سنة
- 662 قوصون الساقى الناصرى حضر مَعَ الْجَمَاعَة الدّين أحضروا ابْنة القان أزبك زوج النَّاصِر فَرَآهُ السُّلْطَان فَالْزَمْ كَبِير الْجَمَاعَة بِبيعِهِ مِنْهُ فَاشْتَرَاهُ بِثمَانِيَة آلَاف دِرْهَم فسلمها التَّاجِر الْمَذْكُور لِأَخِيهِ صوصون ثمَّ عظمت مَنْزِلَته عِنْد النَّاصِر وَأمره تقدمة فَكَانَ يفتخر وَيَقُول أَنا اشتراني السُّلْطَان وَكنت من خواصه وَأَمرَنِي وقدمني وزوجني بنته وَأما غَيْرِي فتنقل من التُّجَّار إِلَى الطباق إِلَى الإصطبلات وَكَانَ النَّاصِر يُبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وزوجه بنته فِي سنة 27 واحتفل السُّلْطَان بعرسه حَتَّى كَانَت قيمَة التقادم الَّتِي حملت إِلَيْهِ من الْأُمَرَاء خمسين ألف دِينَار وَهُوَ صَاحب الْجَامِع الْكَبِير بِالْقَاهِرَةِ والخانقاه الْمَشْهُورَة بِبَاب القرافة وَلما توفّي النَّاصِر تعصب للمنصور أبي بكر حَتَّى سلطنه وَقَامَ هُوَ بتدبير المملكة ثمَّ قبض على بشتاك وسجنه بالإسكندرية وَأرْسل إِلَيْهِ من قَتله واستبد بتدبير السلطنة على طَرِيق النِّيَابَة للمنصور ثمَّ وَقعت الوحشة بَينهمَا فَعمل على الْمَنْصُور حَتَّى أخرجه إِلَى قوص ثمَّ دس إِلَيْهِ من قَتله وَاسْتمرّ قوصون يجلس فى مجْلِس نَائِب السلطنة فِي أَيَّام الْأَشْرَف كجك ثمَّ ترفع عَن ذَلِك فَبنى لَهُ دَارا دَاخل بَاب الْقلَّة وَصَارَ يجلس(4/300)
فِيهَا ويمد السماط بهَا أعظم من سماط السُّلْطَان ثمَّ نَازع النَّاصِر أَحْمد وَهُوَ بالكرك وأساء إِلَيْهِ إِلَى أَن ثار لطلب السلطنة فَجهز قطلبغا الفخري إِلَى حِصَار النَّاصِر أَحْمد بالكرك ثمَّ انعكس الْأَمر وأغرى الفخري الْأُمَرَاء بقوصون فَقَامُوا عَلَيْهِ لما بَلغهُمْ أَنه يُرِيد أَن يستبد بالمملكة وَأَنه يَقُول فِي ملكي سَبْعمِائة مَمْلُوك ألْقى بهم أهل الأَرْض فَلَمَّا انهزم الطنبغا نَائِب الشَّام مِمَّن تعصب للناصر احْمَد وَحضر إِلَى مصر خرج قوصون لتلقيه فخامر الْأُمَرَاء عَلَيْهِ وثار الْعَوام فنهبوا إسطبله وخانقاته ثمَّ أَمْسكُوا قوصون وقيدوه واعتقل بالإسكندرية إِلَى أَن حضر النَّاصِر إِلَى مصر فَجهز أَحْمد ابْن صبح فَقتل قوصون فِي محبسه بالإسكندرية وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة 742 وَكَانَ خيرا كَرِيمًا يُعْطي الْألف أردب قَمح وَالْعشرَة آلَاف الْفضة وَنَحْو ذَلِك إِذا انْفَرد عَن السُّلْطَان فِي الصَّيْد يروح مَعَه ثلث الْعَسْكَر واحضر أَخَاهُ صوصون(4/301)
فَأمره وَابْن أَخِيه بلجك وَأمره وَلما نهبت دَاره أَخذ مِنْهَا مَا يُجَاوز الْوَصْف حَتَّى أَن الذَّهَب الْمَخْتُوم كَانَ أَرْبَعمِائَة الف دِينَار وَأما الزركش والحوائض الذَّهَب والأواني الذهبية والفضية نقيمة ذَلِك مائَة ألف دِينَار وَكَانَ فِيمَا نهب لَهُ ثَلَاثَة أكياس ملىء جَوَاهِر نفيسة يُقَال إِن قيمتهَا مائَة ألف دِينَار وَمِنْهَا نوبَة خام حَرِير أطلس إِلَى غير ذَلِك وَاسْتغْنى الْعَوام والرعاع حَتَّى صَارُوا يتبايعون الدِّينَار بَينهم بِأحد عشر درهما والقمح بِسِتَّة دَرَاهِم الاردب وَقس على ذَلِك
- 663 قلاون الجمدار أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ثمَّ ولي نِيَابَة حمص ثمَّ كَانَ فِيمَن فر مَعَ يلبغا اليحياوي فَمَاتَ مَعَه بحماة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 748
- 664 قيران المنصوري كَانَ أَمِير عشرَة ثمَّ عمل شدّ الدَّوَاوِين بطرابلس ثمَّ بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة 709
- 665 قيران الحسامي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق نقل إِلَيْهَا من الْقَاهِرَة سنة 717 فَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ ...
- 666 قيران السلاري كَانَ من مماليك سلار ثمَّ اسْتَقر نقيب المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن مَاتَ بعد موت النَّاصِر مُحَمَّد
- 667 قيس بن حَيَاة بن عَليّ بن قيس بن سُلْطَان بن رحال الْحَرَّانِي شرف الدّين أَبُو إِسْمَاعِيل التَّاجِر ولد سنة 685 وَسمع من الْعِزّ أَحْمد ابْن عبد الحميد الْمَقْدِسِي مشيخته تَخْرِيج الذهبى وَحدث وَكَانَ حسن الشكل(4/302)
مشكور السِّيرَة سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي سنة ... . .
- 668 قيس بن عبد الرَّحْمَن بن حمدَان المتعيش أَبُو الْيمن بِفتْحَتَيْنِ الشَّامي سمع من الْمَشَايِخ الْأَرْبَعَة وَالثَّلَاثِينَ جُزْء أَيُّوب مِنْهُم ... ... . . وَسمع مِنْهُ منتقى من جُزْء أَيُّوب الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث الْحلَبِي
- 669 أَبُو الْقَاسِم بن عبد السَّلَام بن أبي عبد الله بن عبد السَّلَام الدِّمَشْقِي شرف الدّين ابْن الرَّامِي وَيعرف بِابْن الْمصلى ولد سنة 654 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَمن عَليّ بن الأوحد وَابْن أَبى الْيُسْر وَغَيرهم سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروه فِي معاجيمهم وَمَات فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 728 بِدِمَشْق
- 670 أَبُو الْقَاسِم بن عُثْمَان بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد التميمى البصروى الحنفى صدر الدّين أحد الْأُمَرَاء الْفُقَهَاء كَانَ النَّاصِر يحب أَخَاهُ نجم الدّين الأحل خدمته لَهُ لما كَانَ بالكرك فَلَمَّا مَاتَ أعْطى أَخَاهُ إقطاعا وتدريس الْمدرسَة ببصرى فَكَانَ يلبس قبَاء وعمامة مُدَوَّرَة ثمَّ ألزمهُ النَّاصِر بِلبْس الكلوتة بآخرة فَترك التدريس لوَلَده ثمَّ ولي نابلس فباشرها بشهامة وَأَمَانَة ومهابة مُدَّة سِنِين وَتَوَلَّى نظر الْقُدس والخليل بآخرة وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 759 أَو أول الَّتِي بعْدهَا عَن نَحْو السِّتين وَله نظم وسط وَحج بِالنَّاسِ فِي سنة 756 وَعمر بركَة الرجيع الَّتِي هِيَ كالمدد لبركة عطاف فغرم فِي عمارتها من مَاله عشرَة آلَاف وباشرها(4/303)
فِي الْحر الشَّديد فَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته وأرخ ابْن كثير وَفَاته عَن برهَان الدّين بن جمَاعَة فِي خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة 760
- 671 أَبُو الْقَاسِم بن عَيَّاش بن عَليّ الدَّيْر ملكي ولد سنة ... . سمع من ... . . وَأَجَازَ للعز بن جمَاعَة وَغَيره من بَغْدَاد فِي سنة 703
- 672 أَبُو الْقَاسِم بن عز الْقُضَاة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد الاسكندراني ولد سنة ... . وَأَجَازَ من الْإسْكَنْدَريَّة للعز بن جمَاعَة وَمَات عشر سنة أَو إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة
- 673 أَبُو الْقَاسِم بن نصر الله بن فَخر الدولة بن يحيى الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ فَخر الدّين ولد سنة 629 وبرع فِي الْفِقْه والنحو ودرس بالمنكوتمرية فِي الْقَاهِرَة أول مَا فتحت وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 708 وَله تسع وَسَبْعُونَ سنة
- 674 أَبُو الْقَاسِم بن يحيى بن زِيَاد الْحَرَّانِي الحنبلى بهاء الدّين خطيب بَيت لهيا سمع من ابْن عبد الدَّائِم كَانَ شيخ المواعيد بغوطة دمشق وَكَانَ قبل ذَلِك شمس الدّين ابْن عمار الْحَنْبَلِيّ صَار يجمع النَّاس ويقرؤن ختمة كَامِلَة وَيدعونَ بِدُعَاء طَوِيل وَذَلِكَ فِي عشي كل سبت لَيْلَة الْأَحَد وَاسْتمرّ ذَلِك وَكَانَ بهاء الدّين مشكور السِّيرَة كثير الْحَج مَاتَ فِي سَابِع الْمحرم سنة 706(4/304)
حرف الْكَاف
- 675 كافور بن عبد الله الْهِنْدِيّ وَقد حدث عَن الحجار بِالْإِجَازَةِ
- 676 كافور المظفري الْمَعْرُوف بالحريري ولي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة سنة سَبْعمِائة فأثر آثارا حَسَنَة مِنْهَا المنارة الَّتِي على بَاب السَّلَام فِي سنة 706 وَهُوَ الَّذِي بنى الْكل وَكَانُوا يَأْخُذُونَ سعف الجريد كل لَيْلَة بعد الْعشَاء فِي الْمَسْجِد وَيخرجُونَ بهَا فَجعل بدل ذَلِك الفوانيس وَمَات سنة 711
- 677 كَامِل بن عَليّ المارديني ولد سنة ... . واشتغل وتعانى الْوَعْظ فمهر فِيهِ وَحج سنة 707 فعقد مجْلِس الْوَعْظ بِدِمَشْق بِالْقصرِ بِحَضْرَة النَّائِب والقضاة والمشايخ فِي ثَانِي شهر رَمَضَان ثمَّ عقد آخر بالجامع قَالَ البرزالي لما قدم من الْحَج أَقَامَ مديدة بِدِمَشْق اجْتمعت بِهِ وكتبت من نظمه
- 678 كاوزكا المنصوري أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِدِمَشْق مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 706
- 679 كبك بن عبد الله المسعودى البريدي سيف الدّين سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ أَخْبَار بشر بن الْحَارِث أَنا ابْن طبرزذ روى عَنهُ وَلَده(4/305)
أَحْمد وَبَعض شُيُوخنَا وَمَات سنة ... . .
- 680 كبيس بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي تقدم نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه طفيل الشريف أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ولي الإمرة اسْتِقْلَالا فِي شهر رَمَضَان سنة 725 وَقتل فِي شهر رَجَب سنة 728
- 681 كتبغا المغلي المنصوري زين الدّين الْملك الْعَادِل كَانَ أسمر قَصِيرا صَغِير اللِّحْيَة فِي حنكه فَقَط أسر من عَسْكَر هلاكو فِي آخر سنة 48 ثمَّ اشْتَرَاهُ الْملك الْمَنْصُور وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَعظم فى دولته ثمَّ ازْدَادَ فى دولة الْأَشْرَاف حَتَّى كَانَ مِمَّن بَاشر قتل بيدرا بعد قَتله الْأَشْرَف وَولى النِّيَابَة للناصر فى سلطنته الأولى وَكَانَ هُوَ الْملك فِي الْحَقِيقَة وثار على الشجاعى فحاربه عدَّة أَيَّام وانتصرت البرجية للشجاعى ثمَّ آل الْأَمر إِلَى أَن قبض على الشجاعي بعد أَن اشْتَدَّ الْحصار على القلعة بِسَبَبِهِ فَقتل فخمدت الْفِتْنَة ثمَّ اسْتَقل بعد سنة وَاحِدَة وتسلطن ولقب الْعَادِل وَذَلِكَ فِي حادي عشر الْمحرم سنة 694 ودبر الملكه مَعَه ... . .(4/306)
لاجين وقراسنقر وَطَائِفَة كَانَ اصطنعهم بعد قتل الْأَشْرَف مِمَّن كَانَ توثب على الْأَشْرَف وَوصل الْخَبَر بذلك إِلَى دمشق فِي ثامن عشرَة ثمَّ دخل كتبغا دمشق فِي ذِي الْقعدَة سنة 95 وَتوجه إِلَى حمص ثمَّ توجه إِلَى مصر فَوَثَبَ عَلَيْهِ لاجين فَقتل بتخاص والأزرق وَكَانَا ركني كتبغا فهرب كتبغا وَذَلِكَ فِي صفر سنة 96 وَدخل قلعة دمشق فَلم يجمع لَهُ أَمر وبذل الطَّاعَة للاجين فَقَالَ هُوَ خشداشي وَمَا مني لَهُ خلاف وَدخل لاجين إِلَى مصر سُلْطَانا فاستقر لَهُ الْأَمر بِغَيْر مُنَازع وَجلسَ التخت فِي عَاشر صفر وشق الْمَدِينَة فِي سادس عشرَة فَأمره لاجين أَن يُقيم بقلعة صرخد واطلق لَهُ بعض غلمانه ونسائه فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن كَانَ بعد وقْعَة غازان فَأعْطَاهُ النَّاصِر النِّيَابَة بحماة بعناية بيبرس وسلار فانهما كَانَا الْعُمْدَة فِي تَدْبِير المملكة وَلَيْسَ للناصر حِينَئِذٍ سوى الِاسْم وَكَانَ بيبرس فِي خدمَة كتبغا فَصَارَ كتبغا بعد زمن يسير فِي خدمَة بيبرس فباشر نِيَابَة حماة إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ يُؤثر أُمُور الدّيانَة شجاعا مقداما سليم الْبَاطِن رَفِيقًا بالرعية وَوَقع فِي سلطنته الغلاء الْكَبِير الْمَشْهُور فتشاءم النَّاس بِهِ فَإِن النّيل فِي تِلْكَ السّنة قصر إِلَى أَن بلغ فِي آخر السّنة مائَة وَخمسين درهما ثمَّ بلغ إِلَى مائَة وَتِسْعين وَلم يمطر(4/307)
بِأَرْض الشَّام ثمَّ تزايد الوباء بِالْقَاهِرَةِ حَتَّى ضبط فِي الْيَوْم الْوَاحِد فِي ديوَان الْمَوَارِيث خَاصَّة سَبْعَة آلَاف نفس سوى من لم يضْبط وَلَوْلَا أَنه فرق الْفُقَرَاء على الْأُمَرَاء كل وَاحِد على قدره وَإِلَّا لمات الْجَمِيع من الغلاء وَفِي سلطنته قدم الاويراتية من بِلَاد التتار ومقدمهم طوغان فأكرمهم كتبغا وهم على دين الْكفْر وصاروا يَأْكُلُون جهارا فِي رَمَضَان وَرَأَيْت فِي رحْلَة التجِيبِي أَن كتاب الْمَنْصُور لاجين ورد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فِي استقراره فِي السلطنة وَفِيه أَن السَّبَب فِي الْقيام على كتبغا أَنه مَال إِلَى جنسه من الططر فَفطن الْأُمَرَاء لذَلِك وَأَرَادُوا قَتله فهرب فِي ثَلَاثِينَ نفسا وَذَلِكَ بِقرب غَزَّة فِي الْمحرم سنة 696 فاتفقوا على عقد السلطنة للاجين فَبَايعُوهُ وحلفوا لَهُ قَالَ فِي فصل من فُصُول الْكتاب إِنَّا لَو أردنَا الْقَبْض على كتبغا مَا عجز بِنَا لَكنا أبقينا عَلَيْهِ لكَونه كَانَ من إخوتنا قَالَ وَمن الْعَجَائِب ان الْكتاب قرىء على أهل الْبَلَد بالجامع فسمعوه وافترقوا وَلم يبالوا بشىء مِمَّا وَقع وَلَا غلق سوق وَلَا كَانَ عِنْد أحد من النَّاس بِسَبَب ذَلِك حَرَكَة وَلَو اتّفق بعض ذَلِك بِبِلَاد الْمغرب لاشتعلت الْبِلَاد نَارا للفتنة وانقطعت المعايش قَالَ وَمَا ذَاك إِلَّا لقلَّة فضولهم واشتغالهم بِمَا يعنيهم وَكَانَت وَفَاته فِي يَوْم النَّحْر من سنة 702 وأرخه ابْن حبيب سنة 701 وَهُوَ وهم(4/308)
- 682 كتبغا العادلي الْحَاجِب زين الدّين كَانَ نَائِب الشَّام تنكز يُحِبهُ ويعظمه وَيقبل شَفَاعَته وَكَانَ كثير التهكم بِأَكْثَرَ النَّاس مَعَ الاهتمام بِقَضَاء حوائجهم وَلَيْسَ فِي وَقت بالفقيري ثمَّ ولي شدّ الدَّوَاوِين والأستادارية وَغير ذَلِك وَمَات فِي شَوَّال سنة 721
- 683 كتبغا المنصوري رَأس النوب ذكر البرزالي أَنه ولي إمرة الْحَج من دمشق فِي سنة 710 وَدخل بالركب فِي 29 الْمحرم سنة 711
- 684 كتيلة بن قرانغان الْمُغنِي الجنكلي المارديني يُقَال اسْمه مُحَمَّد خدم النَّجْم يحيى الشَّاعِر الْموصِلِي من صغره فرباه وهذبه ثمَّ وَقع بَينهمَا فَيُقَال إِن كتيلة ثلم ليحيى بركَة فأنشده بديها
(قل للَّذي ثلم لي بركَة ... مَا يَأْخُذ النَّاس وَلَو هدها)
(ثلمت فِي أَسْفَله ثغرة ... لَو عَاشَ ذُو القرنين مَا سدها) ثمَّ خدم كتيلة صَاحب ماردين وَولي أَبوهُ نظر دنيسر وَتعلم كتيلة الْخط حَتَّى فاق فِيهِ وَقَرَأَ فِي النَّحْو وَالْأَدب وَنقل أصواتا مَشْهُورَة وَحفظ كثير من ديوَان الصفي عبد الْمُؤمن ونادم الصَّالح صَاحب ماردين(4/309)
فَسمع بِهِ النَّاصِر بن قلاون فاستدعاه فراج عَلَيْهِ فَبلغ عِنْده مكانة عَظِيمَة فَكَانَ يلازم تَعْلِيم الْجَوَارِي فَتخرج بِهِ كثير مِنْهُنَّ وانْتهى إِلَيْهِ حسن الطَّرب بالجنك العجمي وَكَانَ يسْأَل فِي الْعود إِلَى ماردين فيقيم مُدَّة وَيرجع بِطَلَب السُّلْطَان وَحصل بذلك على مَال جزيل بحظوته عِنْد الْملك تَرْجمهُ الشهَاب ابْن فضل الله فَقَالَ كَانَ كَامِل الْأَدَب وافر الْمُرُوءَة حسن الْخلق جميل الْعشْرَة طيب الأعراق وَكَانَت بَينه وَبَين الْكَمَال التوزرى مَا يكون بَين الأقران من المنافسة وَمَات كل مِنْهُمَا بِالْقربِ من موت صَاحبه قبل الْأَرْبَعين
- 685 كجكن بن لاقوش الجوكنداري أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 761
- 686 كجكن المنصوري أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِدِمَشْق مَاتَ فِي سنة 739
- 687 كجك بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الْأَشْرَف بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور الصَّالِحِي ولي السلطنة وعمره خمس سِنِين تَقْديرا وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر صفر سنة 742 وَاسْتمرّ مُدَّة بسيره وقوصون مدير المملكة إِلَى أَن حضر النَّاصِر أَحْمد من الكرك فَخلع وَأدْخل الدّور إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 746 فِي أَيَّام أَخِيه الْكَامِل شعْبَان
- 688 كرب الناصري أَخُو لغاي كَانَ أحد الْأُمَرَاء الصغار بِدِمَشْق ثمَّ ولي نِيَابَة جعبر وَمَات فى سنة 744(4/310)
- 689 كراي المنصوري نَائِب السلطنة بِدِمَشْق وبصفد قبلهَا وَكَانَ أول أمره أَنه كَانَ من مماليك قلاون وَأمر فى سلطنة لاجين فَلَمَّا فر البكى مَعَ قبجق إِلَى الْعرَاق قرر هَذَا فِي نِيَابَة صفد وَصرف مِنْهَا فِي سنة سَبْعمِائة وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ أَمِيرا فَلَمَّا رأى استبداد سلار وبيبرس بالأمور أنف من ذَلِك وَاتفقَ أَن النَّاصِر خرج إِلَى الكرك فاستعفى هُوَ من الإمرة فرتب نَاظر بالقدس والخليل براتب يَكْفِيهِ فَرضِي بذلك وَأقَام بالقدس بطالا فَلَمَّا خرج النَّاصِر من الكرك حضر عِنْده وَقَالَ لَهُ من ملك غَزَّة ملك مصر فَقَالَ أَنْت لَهَا فَأمره على غَزَّة فضبطها لَهُ ضبطا حسنا وَدخل مَعَه الْقَاهِرَة ثمَّ جهزه إِلَى حلب فوصل إِلَى حمص فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَسَار مِنْهَا إِلَى حلب فِي لَيْلَة وَاحِدَة فصبحها بالعساكر وامسك اسندمر ثمَّ حضر إِلَى دمشق نَائِبا فِي أول سنة 711 فضيق على النَّاس كَافَّة وَقرر على الْأَمْلَاك أَمْوَالًا تُؤْخَذ فِي كل شهر وَاجْتمعَ الْقُضَاة والخطيب والعامة وحملوا الْمُصحف ووفقوا لَهُ بسوق الْخَيل فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ لَهُم انْقَضى الشّغل فامتنعوا فَأَشَارَ عَلَيْهِم الْحَاجِب بعصا مَعَه فَفرُّوا فهرول الَّذِي يحمل الْمُصحف فَسقط مِنْهُ فرجموا الْحَاجِب فَرد كراي إِلَى الْقصر وأخرق بِالْقَاضِي نجم الدّين ابْن صصرى وبالخطيب فصاح فِيهِ الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ كفرت فَأمر بضربه فَضرب ضربا شَدِيدا وَأمر بإلقاء الْخَطِيب جلال الدّين الْقزْوِينِي ليضْرب فشفعوا فِيهِ(4/311)
فَنقل ذَلِك كُله إِلَى النَّاصِر فَأنكرهُ أَشد الْإِنْكَار وَأرْسل أرغون الدوادار بإمساكه فَلم يمض إِلَّا أَيَّام يسيرَة حَتَّى حضر أرغون بإمساكه فقيد فِي الْحَال وجهز إِلَى الكرك وَذَلِكَ فى 23 جُمَادَى الأولى 711 فَكَانَت مُبَاشرَة النِّيَابَة دون نصف سنة واعتقل كراي إِلَى أَن أفرج عَنهُ فى سنة 717 هُوَ وسنقر الكمالي فَحَضَرَ إِلَى بلبيس فلاقاهما مغلطاي الجمالي وسجنهما فِي قلعة الْجَبَل فَلم يزل فِي السجْن حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة 719 وَكَانَ محتشما مقداما شجاعا جوادا صَعب الْخلق أهوج وَمَا كَانَت أُمُوره تستقيم إِلَّا بالخظر هَذَا كُله كَلَام الصَّفَدِي وقرأت فِي تَارِيخ البرزالي فِي حوادث سنة 711 وَفِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من الْمحرم قدم سيف الدّين كراي الناصري من حلب لنيابة السلطنة بِالشَّام فباشرها فَلم يقبل من أحد رشوة وَلَا هَدِيَّة وَسَار سيرة حَسَنَة وَوصل تَقْلِيده والخلعة صُحْبَة أرغون فى 25 فقرىء التَّقْلِيد وَلَيْسَ الخلعة
- 690 كسان بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْحَنْبَلِيّ المشهدي يلقب جمال الدّين سمع من عَليّ بن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَسمع على الْحسن بن الْحُسَيْن ابْن أبي عَليّ بن جِبْرِيل بن عزاز الْأنْصَارِيّ الْأَرْبَعين المخرجة من حَدِيث أبي الْحسن ابْن المقير وَكَانَ نقيب الْحَنَابِلَة بالأشرفية وَكَانَ أحد الْعُدُول وَمَات فِي سنة أَرْبَعِينَ تَقْرِيبًا قرأته بِخَط الْبَدْر النابلسي
- 691 كستاي بِضَم أَوله وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا مثناة ترقى فِي خدمَة(4/312)
النَّاصِر حَتَّى صَار أَمِير سلَاح وَتمكن من السُّلْطَان ثمَّ اسْتَقر فِي نِيَابَة طرابلس فِي ربيع الآخر سنة 715 وباشرها بمهابة زَائِدَة وَحُرْمَة وافرة فَلم تطل مدَّته فِي نِيَابَة طرابلس وَكَانَ حسن السِّيرَة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 716 وَكَانَ شَدِيد الْبَأْس قوي الْبدن كَانَ يأخد الْعظم الْكَبِير من الشَّاة فيكسره بِيَدِهِ قطعتين وَكَانَ معجبا بِنَفسِهِ شَدِيد الْغَضَب وَيُقَال إِن النَّاصِر سمه فِي رمانة
- 692 كشتغدي الخطائي المعزي الصَّيْرَفِي اسْمَع ولديه مُحَمَّدًا وَأحمد من النجيب وَغَيره وَعمر هُوَ وقارب التسعين وَحدث عَن النجيب وَغَيره سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وَمَات فِي 13 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 717
- 693 كلثم بنت مُحَمَّد بن مَحْمُود بن معبد البعلي أم مُحَمَّد سَمِعت من الحجار صَحِيح البُخَارِيّ وَحدثت سَمعهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة ببعلبك
- 694 كَلْبِي بن ماجد العامري الْعقيلِيّ من أُمَرَاء الْبَحْرين ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَقَالَ كَانَ شيخ وقار وإجلال وَكَانَ يفد على السُّلْطَان وَيَأْتِي بِالْخَيْلِ الْعَرَبيَّة فِي سرعَة السّير وَكَانَ السُّلْطَان يكرم وفادته فَيرجع مَسْرُورا قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ سنة 732 من قصيدة(4/313)
(لعمر سليمى إِنَّهَا يَوْم ودعت ... نعيم نفوس فِي الورى وعذابها)
(لقد أَصبَحت من خلف رَملَة عالج ... فَهَل بعد هَذَا الْبعد يدنو اقترابها)
- 695 كلوى باك خَان المغلي صَاحب مملكة الدشت وَكَانَ من الْأُمَرَاء عِنْد جانى خَان فخاف مِنْهُ فهرب إِلَى بِلَاد الجركس فَأَقَامَ عِنْدهم فَلَمَّا قتل خضر خَان ملك الدشت واستدعى امراء الْمغل كلوى هَذَا فَحَضَرَ من بِلَاد الجركس فَملك الدشت ثمَّ قتل فى سنة 763 وَاسْتقر بعده مماي
- 696 كَمَال المهمازي الشَّيْخ كَمَال الدّين كَانَ من الْعَجم فَقدم حلب وَاسْتقر شيخ رِبَاط قرا سنقر وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا يقْصد للزيارة والتبرك بِهِ مَوْصُوفا بِالْعبَادَة وَحسن الْخلق والخلق مَاتَ سنة 733 ذكره ابْن حبيب
- 697 كمالية بنت أبي الذّكر أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أبي الذّكر الدمراوي الاسكندراني ولدت سنة 51 وَسمعت من والدها وَمن معِين الدّين الدمراوي مشيخته تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم وَأَجَازَ لَهَا أَحْمد بن عمر الْقُرْطُبِيّ وَابْن أبي الْفضل المرسي وَالشَّيْخ عبد السَّلَام وَالْمُنْذِرِي والسفاقسي وَآخَرُونَ وَمَاتَتْ فى الْعشْرين من شعْبَان سنة 731
- 698 كندغدى الْعمريّ وَالِي نَائِب القلعة بِمصْر ثمَّ نَائِب البيرة مَاتَ بِدِمَشْق سنة 745(4/314)
- 699 كهرداس الزراق المنصورى كَانَ يتَوَلَّى النقط وَغير ذَلِك وَهُوَ الذى تولى عمَارَة المئذنة المنصورية لما انْهَدَمت فِي الزلزلة سنة 712 وَقدم على الشواني المتوجهة لفتح جَزِيرَة أرواد فَلَمَّا وصل إِلَى طرابلس والجزيرة الْمَذْكُورَة مقابلها جهز مَعَه عسكرا فَقَاتلُوا الفرنج فهزموهم إِلَى أَن أخذوهم أسرى وَوجد بهَا من سلَاح الفرنج شَيْء كثير وعدة أسرى كَانَ الفرنج يأخذونهم من تجار الْمُسلمين نَحْو ثَلَاثمِائَة نفس وَكَانَ مُولَعا بِالشرابِ ثمَّ تَابَ لما حج مَعَ السُّلْطَان سنة 702 فَلَمَّا عَاد أرْسلهُ وَكَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ذكيا فطنا لَهُ عناية بالكتب العلمية وأقتنى مِنْهَا الخطوط المنسوبة وَمَات فِي شعْبَان سنة 714
- 700 كوكاي صهر تنكز نَائِب الشَّام كَانَ متمولا جدا مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 فِي جمادة الأولى
- 701 كوكي المحمدي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فى ذى الْقعدَة سنة 730
- 702 كيتم بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا مثناة أحد الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام فِي شعْبَان سنة 749(4/315)
- 703 كيكلدي بن عبد الله الدِّمَشْقِي عَتيق ابْن الشرجى سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ جُزْء الْأنْصَارِيّ وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 742
حرف اللَّام
- 704 لاجين الرُّومِي أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِالْقَاهِرَةِ اسْتشْهد فِي وقْعَة شقحب فِي شهر رَمَضَان سنة 702
- 705 لاجين الْحَمَوِيّ استادار الْملك الْمُؤَيد ثمَّ أَمر بِدِمَشْق مَاتَ بِدِمَشْق فِي صفر سنة 746
- 706 لاجين المنصوري الْمَعْرُوف بالصغير اُحْدُ الْأُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق وَولي نِيَابَة البيرة وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 729 وَنقل إِلَى دمشق وَولي نِيَابَة البيرة وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 729 وَنقل إِلَى دمشق فِي صفر سنة 732 فَدفن بهَا
- 707 لاجين بن عبد الله الذَّهَبِيّ ولد سنة 659 وَنَشَأ بِدِمَشْق وتولع بالأدب حَتَّى نظم الشّعْر أنْشد عَنهُ الْبَدْر النابلسي مِمَّا أنْشدهُ لنَفسِهِ
(ميلوا عَن الدُّنْيَا ولذاتها ... فَإِنَّهَا لَيست بمحموده)
(اتبعُوا الْحق كَمَا يَنْبَغِي ... فَإِنَّمَا الأنفاس معدوده)
(وَأطيب الْمَأْكُول من نحلة ... وأفخر الملبوس من دوده)
- 708 لاجين الأزهرى أحد من كَانَ يعْتَقد بِالْقَاهِرَةِ جاور بالجامع الْأَزْهَر سبعين سنة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 714 وَيُقَال إِنَّه جَازَ الْمِائَة
- 709 لاجين البدري حسام الدّين عَتيق بدر الدّين السعودي سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ منتقى الضياء من الغيلانيات وَغَيرهَا وَحدث(4/316)
بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي ثَانِي عيد الْفطر سنة 739
- 710 لاجين المنصورى يعرف بالزيرباج الجاشنكير أحد الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ سجنه النَّاصِر بعد مَجِيئه من الكرك فَأَقَامَ سَبْعَة عشر عَاما ثمَّ افرج عَنهُ فِي لَيْلَة عَرَفَة سنة 27 أَو 28 وَكَانَ يعْمل فِي اعتقاله الصُّوف المرعز وينسجه كوافي فتباع لحسنها بأزيد ثمن وَيتَصَدَّق بِهِ وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 731
- 711 لاجين الإبراهيمي أَمِير جندار أحد الْأُمَرَاء كَانَ دينا خيرا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 729
- 712 لاجين الغيمي والى الرحبة وَولى الْبِقَاع قبلهَا ونابلس وَكَانَ شهما كَافِيا فِيمَا يَلِيهِ الْتزم لتنكز يَكْفِيهِ مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الرحبة مِنْهَا ووفر تَجْرِيد الْعَسْكَر الشامى إِلَيْهَا ووفى بِمَا الْتَزمهُ وشكا مِنْهُ آل مهنا وبالغوا فى ذَلِك ورافعوه فَلم يفد فِيهِ ذَلِك وَكَانَ مبذرا سفاكا للدماء ينوع للنَّاس الْعَذَاب مَاتَ بالرحبة فِي شهر شَوَّال سنة 734
- 713 لاجين الناصري أَمِير آخور تنقل فِي الخدم إِلَى أَن اسْتَقر فِي الْأَيَّام المظفرية أَمِير آخور وَفِي الْأَيَّام الكاملية ثمَّ أخرج إِلَى دمشق بإمرة مائَة سنة 748 ثمَّ أُعِيد بإمرة مائَة إِلَى مصر سنة 749 وَمَات سنة 751 وَخلف مَالا جما فورثه وَلَده وَمَات بعده بأَرْبعَة أشهر(4/317)
- 714 لاجين العلائي تنقل فِي الخدم إِلَى أَن اسْتَقر أَمِير جندار فِي أَيَّام المظفر حاجي ثمَّ عزل بعد قتل المظفر وَأمر بحلب سنة 749
- 715 لُقْمَان بن الْحُسَيْن بن حيدرة الدجوي الشَّافِعِي ذكره الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته وَقَالَ كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ سنة 730
- 716 لوزة بنت عبد الله مولاة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد سَمِعت على ابْن خطيب المزة وَابْن الخيمي وَابْن الانماطي وَحدثت مَاتَت فِي ذِي الْقعدَة سنة 725 وَقد زَادَت على الْخمسين
- 717 لُؤْلُؤ بن سنقر الْحَرَّانِي أَبُو يُوسُف مولى الشهَاب ابْن تَيْمِية سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم سمع مِنْهُ البرزالي والذهبي والمقاتلي وَجَمَاعَة وَمَات بالإسكندرية سنة 703 - أرخه البرزالى
- 718 لُؤْلُؤ الفندشي الْحلَبِي غُلَام فندش بفاء مَفْتُوحَة وَنون سَاكِنة ودال مَفْتُوحَة بعْدهَا شين مُعْجمَة كَانَ فِي أول أمره جزارا وَرُبمَا دَار بأسفاط الْغنم على رَأسه ثمَّ توصل إِلَى أَن خدم عِنْد فندش فباشر ضَمَان حلب فَصَارَ يُؤْذى النَّاس ويرافعهم وَوصل إِلَى مصر مَرَّات بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ فَخر الدّين نَاظر الْجَيْش يصده عَن مُرَاده ويكذبه عِنْد السُّلْطَان النَّاصِر فَلَمَّا مَاتَ فَخر الدّين حضر إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة 32 قُدَّام السُّلْطَان وَرمى بَين يَدَيْهِ دِينَارا ودرهما وفلسا وَقَالَ يَا خوند(4/318)
الدِّينَار للمباشرين وَالدِّرْهَم للنائب والفلس لَك فَغَضب السُّلْطَان وَطلب الْجَمِيع من حلب فَلَمَّا وصلوا وتبرأوا مِمَّا رافعهم بِهِ حاققهم وَالْتزم بِثَمَانِينَ ألف دِينَار فَسَلمُوا لَهُ فَكَانَ يقْعد فِي ديوَان الوزارة ويعاقب وَيضْرب ويعذب وَبَالغ فِي أَذَى النَّاس فَقَامَ عَلَيْهِ النَّاس فأرادوا رجمه فسيره السُّلْطَان إِلَى حلب وصيره شاد الدَّوَاوِين بهَا فَبَالغ فِي أذية النَّاس أَيْضا إِلَى أَن باعوا أَوْلَادهم ثمَّ أحضرهُ السُّلْطَان إِلَى الْقَاهِرَة وولاه شدّ الْجِهَات فاستمر على وظيفته فى الْأَذَى وَكَانَ النشو يعْنى بِهِ ثمَّ ولاه شدّ الدَّوَاوِين فباشره بجبروت وطغيان زَائِد إِلَى أَن أَخذ يعاكس النشو الَّذِي كَانَ يساعده فَتكلم مَعَ بشتاك أَن يسلم لَهُ النشو وحاشيته وَيقوم بأربعمائة ألف دِينَار فَبلغ ذَلِك النشو فَعمل عَلَيْهِ إِلَى أَن عَزله السُّلْطَان فِي سنة 737 وأحيط بِمَالِه فصودر ثمَّ أفرج عَنهُ بشفاعة تنكز وَأخرج إِلَى الشَّام على شدّ الْعداد فِي سنة 739 ثمَّ توجه إِلَى حلب فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حضر طشتمر حمص أَخْضَر نَائِبا عَلَيْهَا فَقتله بالمقارع إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 742 قَالَ ابْن حبيب فِي تَارِيخه ولي شدّ الدَّوَاوِين بحلب فبادر وصادر وتنمر وتجير وَنهى وَأمر وهمز وهمر وعزل وأهان الْأُمَرَاء الأكابر وروع الْحرم والأصاغر وَضرب بالعصى والسياط وكلف النَّاس إِدْخَال الْجمل فِي سم الْخياط وَفِيه يَقُول زين الدّين ابْن الوردي
(الؤلؤ قد ظلمت النَّاس لَكِن ... بِقدر طلوعك اتّفق النُّزُول)
(كَبرت فَكنت مُحْتَرما فَلَمَّا ... صغرت سحقت سنة كل لُؤْلُؤ)
- 719 لُؤْلُؤ بن عبد الله السباك الخواتيمي عَتيق رضوَان المغلي سمع من(4/319)
عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَسَاكِر الْمُنْتَقى الصَّغِير من الغيلانيات انا ابْن طبرزذ وَحدث وَمَات ... ...
- 720 لُؤْلُؤ بن عبد الله القبطي البعلي اليونيني سمع من غَرِيب البعلبكي مشيخته وَحدث بهَا عَنهُ سَمعهَا مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخ وَفَاته سنة 760 ببعلبك وَسمع أَيْضا من التَّاج عبد الْخَالِق
- 721 لُؤْلُؤ بن عبد الله ابو الدّرّ عَتيق القَاضِي أبي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلَاء بن حسن بن عَلَاء الاذرعي الْحَنَفِيّ سمع من مَوْلَاهُ الْمَذْكُور وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الدَّائِم سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والسبكي
حرف الْمِيم
- 722 ماجد بن قروينة فَخر الدّين الْوَزير القبطى ولي وزارة الشَّام أَولا ثمَّ نقل إِلَى مصر وأضيف إِلَيْهِ الْخَاص وَكَانَ كَاتبا مجيدا عَارِفًا لكنه كَانَ ظَالِما جماعا لِلْمَالِ كثير الأنفة مستطيلا على الأكابر بجاه يلبغا وَقد خلف لما مَاتَ بيُوت الْأَمْوَال عامرة بِالذَّهَب وَالْفِضَّة والاهراء بالغلال حَتَّى قيل إِنَّه ترك تكفية ثَلَاث سِنِين ثمَّ سلم بعد يلبغا لشاد الدَّوَاوِين فأذاقه أَنْوَاع الْعَذَاب حَتَّى لف مشاق الْكَتَّان على أَصَابِعه وغمرت بالزيت وَأوقدت فِي النَّار إِلَى غير ذَلِك إِلَى أَن هلك فِي 18 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 768(4/320)
- 723 ماجد بن تَاج الدّين مُوسَى بن أبي شَاكر القبطي الْمصْرِيّ فَخر الدّين صَاحب ديوَان يلبغا وَولى الوزارة فِي دولة الْأَشْرَف وَنظر الْخَاص وَمَات فِي سنة 776 وَأَبوهُ حَيّ
- 724 ماجد بن التَّاج أبي إِسْحَاق القبطي نَاظر الْخَاص بِدِمَشْق مَاتَ سنة 775
- 725 مارى حاطه بن منشا بن مغا بن منشا مُوسَى بن أبي بكر التكروري ملك التكرور ملك بعد أَبِيه وَسَار سيرة قبيحة وَبَالغ فِي التبذير وَالْفِسْق حَتَّى مَاتَ فِي سنة 775 وَولى بعده ابْنه منشا مُوسَى
- 726 مبارك بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الصُّوفِي اللبناني سمع من التَّاج عبد الْخَالِق بن علوان والشهاب الابرقوهي وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ حسن الفكاهة والمزاح وَكَانَ من صوفية الخانقاه الاندلسية وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه فَقَالَ مبارك بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله سمع الْكثير بِمصْر والقاهرة ودمشق وحماة والإسكندرية وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ لَهُ أنس بالفن
- 727 مبارك بن مَحْمُود بن مَسْعُود قطب الدّين ابْن عَلَاء الدّين الغزنوي ملك الْهِنْد ولي فِي سنة 716 وَقتل فِي سنة 736 وَقَامَ بالمملكة بعده مَمْلُوكه خسرو التركي
- 728 مبارك بن نصر القوصي كَانَ فَقِيها صَالحا مواظبا على الْخَيْر وَالْعِبَادَة والاشتغال بِالْعلمِ وَكَانَ يخْدم الطّلبَة بِنَفسِهِ وَيقوم بالوظائف عَمَّن غَابَ من إِمَامَة وإعادة وأذان وَغير ذَلِك ثمَّ توجه إِلَى الْحَج(4/321)
فغرق فِي الْبَحْر سنة 701
- 729 مبارك المنصوري زين الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق كَانَ أضرّ ثمَّ قدح فأبصر وَمَات فِي شعْبَان سنة 717
- 730 مبارك شاه وَزِير خربندا قتل فِي شَوَّال سنة 711 وَسَيَأْتِي ذكر سَبَب قَتله فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن عَليّ السارجي
- 731 مِثْقَال بن عبد الله الأشرفي المَسْعُودِيّ الصلاحي سَابق الدّين أَبُو الْخَيْر مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 713 سمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة
- 732 مِثْقَال بن عبد الله المغيثى أَخذ الخدام النجباء ذكره ابْن مَرْزُوق فِي مشيخته وَقَالَ سمع من ابْن مزروع بِدِمَشْق وَحدث وَكَانَ كثير الصَّدَقَة والتلاوة
- 733 مِثْقَال بن عبد الله الحبشى الملقب سَابق الدّين أحد النجباء من الْحَبَشَة تقدم حَتَّى صَار من مقدم المماليك عِنْد الْأَشْرَف شعْبَان ابْن حُسَيْن وارتقت مَنْزِلَته وَبنى لَهُ بَين القصرين مدرسة مليحة مَشْهُورَة وَكَانَ محبا فِي أهل الْعلم وَالْخَيْر وَلم يزل بَاقِيا إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ يلبغا مُدبر المملكة فَضَربهُ سِتّمائَة وَأمر بنفيه إِلَى أسوان وَقرر مَكَانَهُ فِي(4/322)
تقدمة المماليك مُخْتَارًا الملقب شادروان وَلم يلبث يلبغا بعد ذَلِك أَن نكب فِي سنة وَمَات سنة 776
- 734 محسن بن عبد الْملك بن أَيهمْ بن عبد المحسن بن جبلة الغساني الْمَكِّيّ ذكره الشهَاب ابْن فضل الله وَقَالَ لَقيته بِمَكَّة فَأَخْبرنِي أَنه من ذُرِّيَّة جبلة بن الْأَيْهَم وأنشدني من شعره
(مَا حلت عِنْد عهودى فى محبتكم ... وَلَا تكلفت فِي حبي لكم كلفى)
(وَلَا أردْت بشعرى بقائكم وَكفى ... فَلم أردتم ومتم بعْدهَا تلفى)
- 735 مَحْفُوظ بن عبد الله الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر رَحل إِلَى الشَّام ومدح المظفر صَاحب حماة وَغَيره وَكَانَ كثير الهجاء لهجا بذلك وَكَانَ توصل إِلَى المظفر بِابْن قرناص فَأخر الإستئذان لَهُ فَأَنْشد (وَلَقَد ركبت هجين عزم سَاقه ... منى الوحاء إِلَى الْأَغَر الأبلج)(4/323)
(ملك توعره جنود حوله ... كالروض بَات مسيجا بالعسوج)
قَالَ فَلَمَّا مثل بَين يَدي المظفر استنشدهما لَهُ فَغَيره
(ملك يزين بِهِ جنود حوله ... كالروض بَات مسيجا ببنفسج)
فَقَالَ لَهُ المظفر مَا هَكَذَا قلت أَولا قَالَ كَانَ ذَلِك قبل وصولي إِلَيْك وَهُوَ الْقَائِل
(ركب الله فِي فاءة بني فلَان ... معنى النيرَان والجنات)
(أوجه الْقَوْم بالمكارم حفت ... وفروج النِّسَاء بالشهوات)
وَقَالَ
(فرقت بَيْننَا الْحَوَادِث لَكِن ... لي نفس إِلَيْكُم أدنيها)
(فَكَأَنِّي فِي الود فارة مسك ... أفرغوها وفائح الْمسك فِيهَا)
مَاتَ بعد السبعمائة
- 736 مَحْفُوظ بن عَليّ بن عمر التَّمِيمِي ولد فِي شهر رَجَب سنة 658 بالفيوم وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 730
- 737 مَحْفُوظ بن عمر بن عبد الْوَلِيّ الصَّالِحِي الصحراوي الفيجي روى عَن الْفَخر وَمَات فى صفر سنة 747(4/324)
خَاتِمَة الطَّبْع
قد تمّ بِحَمْد الله تَعَالَى وَحسن توفيقه طبع الْجُزْء الرَّابِع من الدُّرَر الكامنة فى أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة بالطبعة الثَّانِيَة يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأولى سنة 1395 = = 5 \ يونيو سنة 1975 م تَحت مراقبة مدير الدائرة وعميدها أفضل الْعلمَاء بروفسور السَّيِّد عبد الْوَهَّاب البخارى - ابقاه الله لخدمة الْعلم وَالدّين
وأعتنى بِتَصْحِيحِهِ ثَانِيًا وَالتَّعْلِيق عَلَيْهِ وَوضع الاستدراكات الملحقة بآخر الْكتاب موَاضعهَا فى الْمَتْن مصحح الدائرة سَابِقًا الْحَافِظ السَّيِّد خورشيد على كَامِل التَّفْسِير من الجامعة النظامية - حفظه الله تَعَالَى وَقد رمز فى الْهَامِش إِلَى تَصْحِيحه هَذَا بِحرف خَ كَمَا رمز إِلَى تَصْحِيح الْمُصَحح الأول المستشرق المرحوم سَالم كرنكو الالمانى بِحرف ك
وعنى بتنقيحه خَادِم الْعلم وَالْعُلَمَاء رَاقِم هَذِه الخاتمة - غفر الله لَهُ ولوالديه ويليه الْجُزْء الْخَامِس إِن شَاءَ الله تَعَالَى أَوله ذكر من اسْمه مُحَمَّد
وفى الختام نَدْعُو الله سُبْحَانَهُ أَن ينفعنا بِهِ ويوفقنا لما يُحِبهُ ويرضاه وَهُوَ المسؤل لحسن الخاتمة ونصلى ونسلم على من علم فواتح الْخَيْر وخواتمه سيدنَا ومولانا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَآخر دعوانا أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين
الْفَقِير إِلَى رَحْمَة الله الْغنى الحميد السَّيِّد مُحَمَّد حبيب الله القادرى الرشيد رَئِيس قسم التَّصْحِيح من الدائرة المعارف العثمانية(4/325)
الدُّرَر الكامنة فِي أَعْيَان الْمِائَة الثَّامِنَة
الْجُزْء الْخَامِس(5/1)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
ذكر من اسْمه مُحَمَّد على تَرْتِيب آبَائِهِم
738 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن حَازِم الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة 644 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَشَيخ الشُّيُوخ بحماة وَابْن النشبي واشتغل فِي الْفِقْه على الرشيد سعيد بن عَليّ بن سعيد وَابْن الشماع عماد الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان المارديني وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن مَالك واشتغل فِي الْفُنُون فمهر ودرس بالشبلية وَغَيرهَا بِدِمَشْق وَأقَام بحلب مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء دمشق فِي ذِي الْقعدَة سنة 705 وَاتفقَ أَن البريدي الَّذِي أحضر توقيعه غلط فَتوجه بِهِ إِلَى القَاضِي المستقر وَهُوَ شمس الدّين أبي الحريري فَفرج وَظن أَنه لَهُ باستمراره فَلَمَّا قرئَ علم الْغَلَط فَرجع بِهِ البريدي إِلَى الاذرعي ثمَّ صرف الاذرعي بعد سنة ونعل الْقَاهِرَة فِي سنة 712 فَمَرض بهَا أَيَّامًا وَمَات فِي خَامِس شهر رَجَب مِنْهَا(5/1)
739 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الله بن غَدِير أَبُو الْمَعَالِي كَمَال الدّين الطَّائِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن القواس ولد سنة 52 أحضر على الرشيد الْعَطَّار وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَأبي عبد الله اليونيني وَشَيخ الشُّيُوخ والمعين الدِّمَشْقِي وَإِسْمَاعِيل بن صارم وَغَيرهم وَحدث وَمَات بِدِمَشْق فِي خَامِس شعْبَان سنة 720
740 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بِابْن الْعِمَاد وبابن النَّاسِخ القَاضِي شمس الدّين ولد سنة 666 واحضر عِنْد الْكرْمَانِي وَسمع من ابْن ابي عَمْرو الْفَخر وَابْن الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي 17 ذِي الْقعدَة سنة 747
741 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن الْعَطَّار بدر الدّين ابْن الْمُوفق الدِّمَشْقِي ولد سنة 659 وَسمع من يحيى بن أبي الْخَيْر وَعبد الْوَهَّاب الْمَقْدِسِي وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 732
742 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن ظافر
743 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن نصر الْكرْدِي الهكاري ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة 685 وَسمع من التقي الوَاسِطِيّ والشرف ابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَولي نظر الصَّدقَات الْحكمِيَّة وَأم بمشهد عَليّ بالجامع الْأمَوِي وَكَانَ يحفظ التَّنْبِيه ويتورع ويفتى وَمهر فِي صناعَة الْحساب وَمَات فِي(5/2)
تَاسِع ذِي الْقعدَة سنة 759 وَآخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ عبد الرَّحْمَن ابْن عمر القبابي الْمَقْدِسِي
744 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن ساعد السنجاري الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الاكفاني ولد بسنجار وَطلب الْعلم ففاق فِي عدَّة فنون واتقن الرياضي وَالْحكمَة وصنف فِيهَا التصانيف الْكَثِيرَة وَكَانَ يحل اقليدس بِلَا كلفة كَأَنَّهُ تمثل بَين عَيْنَيْهِ وَتقدم فِي معرفَة الطِّبّ فَكَانَ يُصِيب حَتَّى يتعجب الحذاق فِي الْفَنّ مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي إِلَى الْمَرِيض بخواص ومفردات بِغَيْر كيفيتها فيتناولها فَيبرأ وَكَانَ مَعَ ذَلِك كُله مستحضرا للتواريخ وأخبار النَّاس وحفظة للأشعار وَله فِي فنون الْآدَاب أَيْضا تصانيف قَالَ ابْن سيد النَّاس مَا رَأَيْت من يعبر عَمَّا فِي ضَمِيره بأوجز من عِبَارَته وَلم أر أمتع مِنْهُ وَلَا أفكه من محاضراته وَكَانَ يحفظ من الرقى والعزائم شَيْئا لَا يُشَارِكهُ فِيهَا أحد وَله الْيَد الطُّولى فِي الروحانيات وَمهر أَيْضا فِي معرفَة الْجَوَاهِر والعقاقير حَتَّى رتب بالمرستان والزم النَّاظر بِأَن لَا يَشْتَرِي شَيْئا إِلَّا بعد عرضه عَلَيْهِ فَمَا أجَازه أَمْضَاهُ وَإِلَّا فَلَا وَله كَلَام جيد فِي الْخط الْمَنْسُوب وَلم يكن ماهرا فِي الْكِتَابَة وَمن تصانيفه إرشاد القاصد إِلَى أَسْنَى الْمَقَاصِد وَهُوَ كتاب نَفِيس ونخب الذَّخَائِر فِي معرفَة الْجَوَاهِر واللباب فِي الْحساب وغنية اللبيب عِنْد غيبَة الطَّبِيب وَكَانَ كثير(5/3)
التجمل فِي ملبسه ومركبه وَكَانَ فِي الآخر قد امْتنع من التَّرَدُّد إِلَى المرضى وَهُوَ الْقَائِل فِي كَحال
(وَلَقَد عجبت لعاكس للكيميا ... فِي كحله قد جَاءَ بالشنعاء)
(يلقِي على الْعين النّحاس يحيلها ... فِي لمحة كالفضة الْبَيْضَاء) وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
745 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن فَضِيلَة الْمعَافِرِي المريني أَبُو عبد الله مستدعي اللَّبن ولد سنة 680 قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ لَهُ نظم وسط واعتنى بإختصار كتب غَيره وَمَات فِي رَمَضَان سنة 749
746 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن حَازِم بن صَخْر بن حجر الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الْبَيَانِي الشَّافِعِي ولد بحماة سنة 639 وَأَجَازَهُ فِي سنة 46 الرشيد ابْن الْمسلمَة ومكي بن عَلان وَإِسْمَاعِيل الْعِرَاقِيّ والصفي البراذعي وَغَيرهم وَسمع فِي سنة خمسين من شيخ الشُّيُوخ بحماة وَمن ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عبد وَابْن الْأَزْرَق والنجيب وَابْن علاق والمعين(5/4)
الدِّمَشْقِي والرشيد الْعَطَّار وَابْن أبي عمر والتاج الْقُسْطَلَانِيّ وَابْن مَالك وَالْمجد ابْن دَقِيق الْعِيد وتفقه وَمهر فِي الْفُنُون ودرس بالقيمرية بِدِمَشْق ثمَّ ولي قَضَاء الْقُدس فِي سنة 87 ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الديار المصرية فوليها فِي رَمَضَان سنة تسعين عَن ابْن بنت الْأَعَز فَأحْسن السِّيرَة إِلَى أَن قتل الْأَشْرَف فأعيد ابْن بنت الْأَعَز وَصرف هُوَ وَبَقِي مَعَه بعض التداريس نقل إِلَى قَضَاء الشَّام بعد الخوتي فِي سنة 93 فباشرها مَعَ الخطابة أضيفت إِلَيْهِ بعد موت شرف الدّين الْمَقْدِسِي وَكَانَ مَاتَ فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 94 ثمَّ ولي مشيخة الشُّيُوخ مَعَ التدريس والإنظار ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية ثَانِي مرّة بعد ابْن دَقِيق الْعِيد فَطلب من أهل الدولة فسافر من دمشق فِي تَاسِع عشر صفر ووصوله فِي مستهل شهر ربيع الأول وخلع عَلَيْهِ فِي الرَّابِع مِنْهُ بِقَضَاء الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية فباشرها إِلَى أَن حضر النَّاصِر من الكرك فَصَرفهُ سنة 709 واقام عوضه نَائِبه جمال الدّين الذرعي فباشر سنة وشهرا ثمَّ أُعِيد ابْن جمَاعَة فِي صفر سنة عشر ودرس بالصالحية والناصرية وجامع ابْن طولون والكاملية والزاوية المنسوبة للشَّافِعِيّ وأضر بِأخرَة ثمَّ استعفي فصرف فِي جُمَادَى الأولى سنة 727 وَقيل إِنَّه أَقَامَ مُدَّة بعد أَن عمي يُبَاشر الْقَضَاء وَهُوَ مُنْقَطع فِي منزله فِي صُورَة أرمد وَلما صرف اسْتمرّ مَعَه تدريس الخشابية وَأقَام فِي منزله يسمع عَلَيْهِ وَكَانَ يخْطب من إنشائه ويؤديها بفصاحة وَيقْرَأ فِي الْمِحْرَاب طيبا وَاجْتمعَ لَهُ(5/5)
من الوجاهة وَطول الْعُمر ودوام الْعِزّ مَا لم يتَّفق لغيره وصنف كثيرا فِي عدَّة فنون قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ قوي الْمُشَاركَة فِي الحَدِيث عَارِفًا بالفقه وأصوله ذكيا فطنا مناظرا متفننا ورعا صيتًا تَامّ الشكل وافر الْعقل حسن الْهَدْي متين الدّيانَة ذَا تعبد وأوراد وَكَانَ فِي ولَايَته الثَّانِيَة قد كثرت أَمْوَاله فَترك الْأَخْذ على الْقَضَاء عفة ثمَّ ثقل سَمعه ثمَّ أضرّ فصرف نَفسه وَكَانَ صَاحب معارف يضْرب فِي كل فن بِسَهْم وَله وَقع فِي النُّفُوس وجلالة فِي الصُّدُور قَالَ وَكَانَ مليح الْهَيْئَة أَبيض مسمتا مستدير اللِّحْيَة نقي الشيبة جميل البزة دَقِيق الصَّوْت سَاكِنا وقورا وَحج مرَارًا وَكَانَ عَارِفًا بطرائق الصُّوفِيَّة وَقصد بالفتوى وَكَانَ مسعودا فِيهَا وَيُقَال إِن النَّوَوِيّ وقف على فتيا بِخَطِّهِ فاستجادها وهجاه النصير الحمامي بمقطوعة وناوله إِيَّاهَا فحلم عَنهُ وَأحسن إِلَيْهِ وَهِي
(قَاضِي الْقُضَاة الْمَقْدِسِي ... صحب الْأُمُور المطاعه)
(سَأَلته عَن أَبِيه ... فَقَالَ لي ابْن جمَاعه) وَقَالَ القطب من بَيت علم وزهادة وَكَانَت فِيهِ رئاسة وتودد ولين جَانب وَحسن أَخْلَاق ومحاضرة حَسَنَة وَقُوَّة نفس فِي الْحق قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ علاقَة وقته ولي الْقَضَاء والخطابة والتصادير الْكِبَار ورزق(5/6)
الْحَظ فِي ذَلِك وَبعد صيته وطالت مدَّته وَحسنت سيرته وَكَانَ متقشفا مقتصدا فِي مآكله وملبسه ومركبه ومسكنه حسن التربية من غير عنف وَلَا تخجيل وَمن ورعه أَنه لما ولي تدريس الكاملية رأى فِي كتاب الْوَقْف فِي شَرط الطّلبَة الْمبيت فَجمع مَا كَانَ أَخذه وَهُوَ طَالب وعاده للْوَقْف لِأَنَّهُ كَانَ لَا يبيت وَلما عزل وَاسْتقر جلال الدّين الْقزْوِينِي مَكَانَهُ ركب من منزله من مصر وَجَاء إِلَى الصالحية حَتَّى سلم عَلَيْهِ فعد ذَلِك من تواضعه وَلما مَاتَ كَانَ الْجمع فِي جنَازَته متكاثرا وَدفن بالقرافة بِالْقربِ من الشَّافِعِي وَانْقطع فِي منزله قَرِيبا من سِتّ سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 733 وَقد جَاوز التسعين بِأَرْبَع سِنِين وَأشهر
747 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سُلْطَان بن عبد الْوَهَّاب بن سُلْطَان البعلي أَبُو عبد الله شمس الدّين سمع من عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم الْحِمصِي الثَّانِي وَالثَّالِث من أمالي أبي أَحْمد الْحَاكِم بِسَمَاعِهِ من الضياء سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
748 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سنبلي بن ايوب بن قراجا بن يُوسُف الْمُقْرِئ حَافظ الدّين بن تَاج الدّين القيصري الح لبي الْحَنَفِيّ كَانَ عَالما مواظبا على التِّلَاوَة وَكَانَ اخذ عَن ابْن بصخان القرا ات وَعَن شمس الدّين الْمَقْدِسِي وَلبس الْخِرْقَة من ابْن الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَأخذ الْفِقْه عَن بدر الدّين ابْن الفويرة وباشر التدريس وَولي قَضَاء الْعَسْكَر بحلب ثمَّ بِدِمَشْق مُدَّة(5/7)
ثمَّ ترك الْوَظَائِف وَانْقطع لِلْعِبَادَةِ إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 780 وَاسْتقر وَلَده جمال الدّين مَحْمُود فِي وظائفه
749 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سَلامَة بن دَاوُد بن مَحْمُود بن فتيَان بن غَانِم المدلجي ولد يَوْم عيد الْفطر سنة 652 وَسمع على وَمَات فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة 719
750 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن شُرَيْح الرَّحبِي الْبَهَاء الْمَعْرُوف بِابْن الْحَكِيم ولد بِدِمَشْق سنة 643 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَحدث عَنهُ بالترغيب والترهيب بِمصْر وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 711
751 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد القَاضِي شمس الدّين أَبُو نصر ابْن الشِّيرَازِيّ سمع من جده أَحْمد
752 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْعَيْش أَبُو عبد الله الْأنْصَارِيّ النيرباني ولد سنة 624 وروى عَن جَعْفَر الهمذاني جُزْء الْجمال روى عَنهُ القطب الْحلَبِي والعز ابْن جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ وَغَيرهمَا بِسَمَاعِهِ من إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 702 وَسمع مِنْهُ أَبُو الْقَاسِم بن حبيب
753 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الوَاسِطِيّ الشَّيْخ الْقدْوَة نَاصِر الدّين ابْن شيخ الحرامية أبي إِسْحَاق تقدم ذكر أَخِيه أَحْمد وَأَنه مَاتَ بِدِمَشْق سنة 711 وعاش هَذَا بواسط إِلَى سنة 738 وَمَات عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة نقلته من سير النبلاء(5/8)
754 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي أَبُو عبد الله أَمِين الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الشماع ولد بِدِمَشْق سنة 698 وَسمع بهَا من وزيرة صَحِيح البُخَارِيّ ومسند الشَّافِعِي بفوت يسير وَمن الْمُقْرِئ تَقِيّ الدّين أبي بكر بن المشيع الْجَزرِي والرئيس شهَاب الدّين ابْن غَانِم وبمصر من عبد المحسن ابْن الصَّابُونِي وبالإسكندرية من أبي الع باس ابْن العشاب واشتغل بالفقه وَأفْتى بِإِذن الإِمَام شرف الدّين الْبَارِزِيّ وناب فِي الحكم عَن ابْن جمَاعَة وَولي قَضَاء الْقُدس والخليل ثمَّ ترك وجاور بِمَكَّة مُدَّة إِلَى أَن توفّي بهَا فِي الْمحرم سنة 783 وَهُوَ مِمَّن أجَاز لعبد الرَّحِيم ابْن الطرابلسي صاحبنا
755 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الْمَنَاوِيّ ضِيَاء الدّين ولد سنة 655 بمنية الْقَائِد واشتغل بالفقه فمهر وَأخذ عَن الْأَصْبَهَانِيّ والقرافئ وَابْن النّحاس وَابْن الرّفْعَة وَشرع فِي شرح مطول للتّنْبِيه وأكمله وَتَوَلَّى وكَالَة بَيت المَال وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وقليوب وَكَانَ يسكن مصر ثمَّ قطن الْقَاهِرَة ولازم مجْلِس الْوَعْظ عِنْد الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الجعبري ودرس بالشافعي والفاضلية والصيرمية قَالَ السُّبْكِيّ فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ اشْتغل(5/9)
بالصاحبية ثمَّ ولي إِعَادَة المنصورية ونيابة الحكم وَولي قَضَاء الغربية عدَّة سِنِين ثمَّ عَاد إِلَى النِّيَابَة وأضيفت إِلَيْهِ القليوبية ثمَّ ولي تدريس الْفَاضِلِيَّةِ ثمَّ تدريس الشَّافِعِي بعد ابْن القماح وَكَانَ من الْقُضَاة الْجِيَاد والملازمين للخير الْكثير وَقَالَ الاسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ كثير الصمت سليم الصَّدْر دينا مهيبا مصمما فِي احكامه لَا يحابي احدا قَلِيل الِاجْتِمَاع بِالنَّاسِ ملازما لصلاتي الصُّبْح وَالْعشَاء بالجامع الْأَزْهَر وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَحدث عَن مُحَمَّد بن يُوسُف الدلاصي وَالْحسن بن عَليّ الصَّيْرَفِي وَمَات فِي سادس شهر رَمَضَان سنة 746
756 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن النقجواني شمس الدّين شيخ خانقاه سعيد السُّعَدَاء مَاتَ فِي حادي عشر الْمحرم سنة 738
757 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بِابْن الخباز كتب عَنهُ الْبَدْر النابلسي بِالشَّام من نظمه فِي سنة 732 وَذكر أَن مولده فِي رَجَب سنة 711
758 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ بن إِبْرَاهِيم بن فتيَان الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ البعلبكي الدِّمَشْقِي ولد فِي 13 ذِي الْقعدَة سنة 645 وَسمع من القَاضِي ابْن سني الدولة وَالْفَخْر ابْن وزمان وَيَعْقُوب بن سني الدولة وَعلي ابْن النشبي والنجيب ابْن الصفار وَغَيرهم وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 729
759 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ بن بَنِينَ نجم الدّين أَبُو بكر الشَّافِعِي(5/10)
الْمصْرِيّ ولد فِي مستهل ربيع الآخر سنة 661 وَسمع من النجيب وَحدث وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 721
760 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن رَاشد الْقرشِي الذَّهَبِيّ ولد سنة 661 سمع من ابْن الصَّيْرَفِي ومؤمل البالسي والرشيد العامري فِي آخَرين وَحدث بِأَرْبَعِينَ الصُّوفِيَّة لابي نعيم ويجزء الْأنْصَارِيّ وَغير ذَلِك وَسمع مِنْهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي وَهُوَ خَاله وَحدثنَا مِنْهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الخليلي بغزة وَمَات بالقدس سنة 744
761 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن روبيل الْأنْصَارِيّ الغرناطي الْمَعْرُوف بِابْن السراج الطَّبِيب ولد سنة 654 قَرَأَ الطِّبّ على أبي جَعْفَر الكربي وَأبي عبد الله الرقوطي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن ابْن الصَّائِغ والقرا آتٍ عَن أبي جَعْفَر بن الطباع وَسمع الْكثير من أبي جَعْفَر بن الزبير وَألف كتابا فِي النَّبَات وَفِي الرُّؤْيَا وَفِي فَضَائِل غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ جميل الصُّورَة حسن المجالسة والدعابة لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة وَالتَّفْسِير عَارِفًا بالأعشاب وَكَانَ كثير الْحَظ من السُّلْطَان كثير الْإِحْسَان للمحتاجين يعالجهم مجَّانا ويعينهم من عِنْده وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الأول سنة 730(5/11)
762 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يُوسُف بن القَاضِي شمس الدّين ابْن عَطاء الْحَنَفِيّ الدِّمَشْقِي سمع من الْفَخر من مشيخته وَتُوفِّي بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة 764 - أرخه ابْن رَافع
763 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يُوسُف الأرموي أَبُو عبد الله الصَّالِحِي ولد سنة 645 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ شيخ صَالح يقْصد بالزيارة وَله اشْتِغَال وفضيلة مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 711
764 - مُحَمَّد بن ابراهيم بن ع بُد الله بن أبي عمر عز الدّين ابْن الْعِزّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 663 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم وَالتَّرْغِيب والترهيب وعَلى الْكرْمَانِي الْأَرْبَعين لعبد الْخَالِق وَأَجَازَ لَهُ إِسْمَاعِيل بن الدرجي وَغَيره وَمهر فِي الْفِقْه ودرس وخطب بالجامع المظفري وَكَانَ على سمت السّلف خرج لَهُ ابْن الْمُحب مشيخة وَحدث بهَا مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 748 وَسَيَأْتِي ذكر حفيده مُحَمَّد بن ابراهيم بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم
765 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله صَلَاح الدّين ابْن الْبُرْهَان الطَّبِيب ولد سنة واقرأه أَبوهُ الْقُرْآن والطب على الْعِمَاد النابلسي ثمَّ على ابْن(5/12)
النفيس وَسمع الحَدِيث من الدمياطي وعَلى بن الْقيم وَغَيرهمَا وَسمع الْبردَة من ناظمها وَمهر فِي الْكحل أَولا ثمَّ تصرف فِي الطِّبّ وَكَانَ مشاركا فِي الْحِكْمَة والنجوم وَكَانَ يثبت الكيميا وَكَانَ يلثغ بالراء لثغة مصرية ولازم الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْفَهَانِي وَهُوَ كَبِير فِي سَماع الشِّفَاء لِابْنِ سينا وَغير ذَلِك وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن النّحاس وشارك فِي الْآدَاب وَكَانَ علمه بالطب أحسن من معالجته بِخِلَاف ابْن المغربي وَكَانَ كثير الْأَمْوَال والتجارات وَكَانَ بَينه وَبَين ابْن المغربي نفاسة فَسَأَلَ النَّاصِر أَن يعفيه من الْخدمَة بالطب وَأَن يكون تَاجِرًا من تجار الْخَاص فَقَالَ النَّاصِر نَحن نَعْرِف أَنه يأنف من كَون ابْن المغربي رَئِيسا وَلَكِن هُوَ عندنَا أكبر وَأفضل من ابْن المغربي فَبَلغهُ ذَلِك ففرح وَسكن خاطره وَلم يزل على حَاله حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 743 وَخلف مَالا ضخما فاحتيط عَلَيْهِ وَهُوَ فِي النزع وَبَلغت تركته ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم
766 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الآبلي بِمدَّة وموحدة مَكْسُورَة كَانَ أَبوهُ من قواد تلمسان وَأمه ابْنة قَاضِي تلمسان مُحَمَّد بن غلبون فولد لَهُ مُحَمَّد هَذَا فِي سنة 781 فربى عِنْد جده وتفقه واشتغل فمهر فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة والآلية حَتَّى فاق أقرانه فِي ذَلِك ثمَّ أكرهه صَاحب تلمسان على الْقيام بِمَا كَانَ أَبوهُ فِيهِ فكره ذَلِك وَلبس مسحا وتسحب فِي زِيّ سَائل ورافق بعض الْأَشْرَاف فَكَانَ يَحْتَلِم كثيرا فاستحيى من رَفِيقه من كَثْرَة الِاغْتِسَال فَتَنَاول شَيْئا من الكافور فَحصل لَهُ فِي عقله خلل وَحج مَعَ ذَلِك وَصَحب(5/13)
الشريف الْمَذْكُور إِلَى الْعرَاق فزوده وأرسله إِلَى بِلَاده فَعَاد إِلَى تلمسان وَأخذ بفاس عَن خلوف المغيلي الْيَهُودِيّ وَكَانَ أبرع أهل عصره فِي فنون الْحِكْمَة وَأخذ عَن أبي الْعَبَّاس ابْن الْبناء ثمَّ تصدى للأشغال فانثال عَلَيْهِ الطّلبَة وانتشر ذكره وَأقَام مُدَّة بتونس يدرس ويفيد وَأقَام مُدَّة ببجاية يشغل النَّاس ثمَّ عَاد إِلَى تلمسان فقربه أَبُو عنان وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ سنة 757 أَخذ عَنهُ ابْن خلدون شَيخنَا وترجمه
767 - مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي أَمِين الدّين الشهير بِابْن عبد الْحق كَانَ من أَعْيَان الدماشقة جوادا ممدحا مدحه ابْن نباتة وَغَيره وَمَات سنة 775 عَن بضع وَسِتِّينَ سنة
768 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن بَاقٍ الْأمَوِي المرسي الأَصْل الغرناطي ثمَّ المالقي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ كَاتبا أديبا قَرَأَ على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي عُثْمَان بن عِيسَى وَكَانَ قوي الذكاء وَكَانَ مملقا ثمَّ أثرى بآخرة وَمَات فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 753
769 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن حسن الجعبري ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين بواب دَار الزَّكَاة بِدِمَشْق ولد سنة 650 وَحدث عَن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 735 كتب عَنهُ النابلسي وَقَالَ مولده سنة 651
770 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن خضر الحصكفي شمس الدّين الصهيوني ولد باللاذقية واشتغل وَمَات سنة 750(5/14)
771 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن غشم بن عطاف البعلي شمس الدّين سمع بهَا من مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المنجا اقْتِضَاء الْعلم للْعَمَل للخطيب أَنا إِسْمَاعِيل بن الْيُسْر وَحدث بِهِ عَنهُ وَمَات
772 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن بغا الْبَغْدَادِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 88 وأحضر على ابْن الزين نُسْخَة تَمام وَسمع من الْفَخر حصورا جُزْء ابْن هزار مرد وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والسروجي وَابْن سَنَد وَشَيخنَا الْعِرَاقِيّ وآخ رون قَالَ ابْن رَافع كَانَ يلقن الْقُرْآن وَله تصوف بالخاتونية وخطب بجبل سمْعَان قَالَه ابْن سعد وَمن خطه نقلت وَمَات فِي صفر سنة 759 بِدِمَشْق ذكره ابْن رَافع
773 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن الْمُسلم بن أبي سعد الرقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة 648 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم روى عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ ولي قَضَاء بصرى وَغَيرهَا وَكَانَ كيسا متواضعا فَاضلا مدرسا مَاتَ سنة 720
774 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مَنْصُور بن نصر بن عبد الله بن عَدْلَانِ الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي جمال الدّين أَبُو عبد الله الاسكندري ولد سنة 630 وَسمع من أبي عبد الله المرسي روى عَنهُ المقاتلي وَابْن عرام وَابْن جمَاعَة وَابْن البوري وَغَيرهم وَمَات فِي سادس شهر رَمَضَان سنة 720(5/15)
775 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ القوصي تفقه على أَبِيه وَولي الْقَضَاء بسمنود ثمَّ استوطن الْقَاهِرَة وَولي الْعُقُود الْحكمِيَّة وَمَات فِي سنة 734
776 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن أبي الْبَدْر بن شُجَاع الخالدي الْبَغْدَادِيّ ابْن الحمامي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 658 وتفقه للحنابلة وَسمع من التقي عَليّ ابْن عبد الْعَزِيز الاربلي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن أبي الدنية وَابْن أبي الْجَيْش وَغَيرهمَا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 740
777 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن بدران قطب الدّين ابْن جمال الدّين ابْن ضِيَاء الدّين كتب عَنهُ الْبَدْر النابلسي فِي مُعْجَمه قصيدة نبوية سَمعهَا مِنْهُ بِدِمَشْق فِي سنة 732 وَهُوَ من أقَارِب القَاضِي علم الدّين الاخنائي
778 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَالب بن مُحَمَّد بن سري الطَّحَّان ولد فِي شهر رَجَب سنة 645 وَحدث عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا وَأحمد ابْن عبد الدَّائِم وَمَات فِي 19 صفر سنة 725
779 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم بن وَافد بن غَنَائِم بن سعيد الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ ابْن المهندس شمس الدّين أَبُو عبد الله ولد سنة 665 تَقْرِيبًا وَسمع الْكثير من ابْن عمر وَابْن شَيبَان وَالْفَخْر وَغَيرهم ورحل إِلَى مصر(5/16)
وَكتب العالي والنازل وَحصل الْأُصُول وَخرج وَأفَاد وَكَانَ رَأسه يضطرب دَائِما لَا يقر قَالَ البرزالي عادلته إِلَى مَكَّة فَرَأَيْت مِنْهُ الْخَيْر والتواضع والمواظبة على الْأُمُور النافعة وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة وَقَالَ الذَّهَبِيّ خرج وَأفَاد مَعَ التصون والتواضع وَطيب الْخلق وَصِحَّة النَّقْل وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن جمَاعَة والبرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَجَمَاعَة وَحدثنَا عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين بِسَمَاعِهِ مِنْهُ مَاتَ فِي شَوَّال سنة 733 ووقف أجزاءه وتحول وَلَده عبد الله إِلَى حلب فسكنها
780 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح بن مُحَمَّد بن حَاتِم الجذامي ولد سنة وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَقَالَ قَرَأَ الْقُرْآن وَبَعض الْفِقْه وَصَارَ عاقدا وروى عَن ابْن أبي الْيُسْر وَغَيره وَمَات فِي شَوَّال سنة 716 وَله خَمْسُونَ سنة أَو نَحْوهَا
781 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن كثير الصُّوفِي أَبُو عبد الله البالسي كَانَ فَاضلا أديبا عَارِفًا أدب الْوَزير أَبَا عبد الله بن الْحَكِيم فَلَمَّا رَأس عظم قدره فَلَمَّا تحول إِلَى مالقة فقطنها إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 721 وَقد عمر 93 سنة
782 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن العزعبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي نَاصِر الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْفَرَائِضِي سمع من عِيسَى الْمطعم مشيخته وَمن الحجار وَأبي الْحسن بن السكاكري(5/17)
وَهُوَ أَخُو شَيخنَا الْعِمَاد أبي بكر بن الفرضي سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَتقدم ذكر جده لِأَبِيهِ وَهُوَ سميه وسمى أَبِيه
783 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الواني أَمِين الدّين ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمُؤَذّن أَبُو عبد الله ولد سنة 684 وَطلب الحَدِيث فَسمع من ابْن عَسَاكِر وَابْن مُؤمن وَجَمَاعَة وَكتب وتعب وَحصل الْأُصُول وَكَانَ أَبوهُ رَئِيس المؤذنين وَقد تقدم ذكره قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من أنبه الطّلبَة وأجودهم نقلا مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 735 بعد وَالِده بِشَهْر وَنصف قَالَ شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن يحيى بن السراج رَأَيْته فِي الْمَنَام على بَاب حَانُوت وَعَلِيهِ ثِيَاب حَسَنَة فَقلت مَا حالك قَالَ بِخَير وَرَأَيْت دَاخل الْحَانُوت خيمة فَقلت لَهُ أَخْبرنِي عَن الْفَخر البعلي فَقَالَ لي هُوَ فِي السَّمَاء الَّتِي فِيهَا ابْن تَيْمِية وَالْفَخْر الْمَذْكُور هُوَ عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن يُوسُف البعلبكي قَالَ الذَّهَبِيّ ختم وَهُوَ صَغِير وَسمع من سنة 694 وَبعدهَا من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَغَيره ثمَّ طلب بِنَفسِهِ سنة سَبْعمِائة فَسمع الْكثير بِدِمَشْق والحرمين وحلب ونقب عَن الشَّيْخ وَأفَاد وَخرج ورحل إِلَى مصر ثَلَاث مَرَّات وَخرجت لَهُ جُزْءا منتقى(5/18)
حدث بِهِ غير مرّة وَأَجَازَ لَهُ الابرقوهي وَغَيره وَكَانَ ذكيا فكها وَله تعبد وَقَالَ ابْن رَافع طبق الدُّنْيَا بِالسَّمَاعِ وَصَارَ عَالما حَافِظًا وَقَالَ البرزالي كَانَ يعرف العوالي ويفيدها للرحالة وَكَانَ يشْهد على الْحُكَّام ثمَّ ترك وَكَانَ يسْعَى فِي مصَالح أهل الْحَرَمَيْنِ
784 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّالِحِي ابْن النِّعَال الْمَعْرُوف بالحفة ويصغر فَيُقَال الحفيفة سمع مشيخة الْفَخر مِنْهُ وَحدث سمع مِنْهُ ابْن رَافع والحسيني وَشَيخنَا وَآخَرُونَ وَكَانَ يلقن الْقُرْآن بالجامع المظفري وَمَات بالصالحية عَن سنّ عالية فِي عَاشر ربيع الأول سنة 759
785 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طرخان بن مُحَمَّد بن رَيَّان بدر الدّين ابْن عز الدّين السويدي من سويداء حوران رَئِيس الْأَطِبَّاء كَانَ ينتسب إِلَى سعد بن معَاذ وَولى اسْتِيفَاء الاوقاف غير ذَلِك وَكَانَ مولده سنة 635 وَسمع من الرشيد بن مسلمة ومكي بن عَلان وَعبد الله بن الخشوعي والصدر الْبكْرِيّ وَغَيرهم قَالَ البرزالي كَانَ شَيخا كَبِيرا جَاوز السّبْعين وشيوخه فَوق الْمِائَة وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد جمَاعَة من أَصْحَاب شهدة وَابْن شاتيل وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 711
786 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الغرناطي الْمَعْرُوف بالصنادع الصَّالح قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير(5/19)
وسلك على يَد أبي عبد الله الساحلي وَكَانَ حسن السمت طَاهِر الْوَضَاءَة كثير الذّكر وَكَانَ على سنَن الْخِيَار من الْفُضَلَاء لَهُ حَظّ من طلب ومشاركة يقوم بهَا على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أَمر دينه وَيتَكَلَّم على طَريقَة شَيْخه وَكَانَ يمِيل إِلَى الكيميا ليستعين بهَا زعم على مَا يؤمله من الْخَيْر فَلم يحظ بطائل وَكَانَ محببا إِلَى أهل الثغور والبادية يعْمل الرحلة إِلَى حصونهم فيتألفون عَلَيْهِ تألف النَّحْل على اليعسوب معلنين بِالذكر مهرولين يغشون مثواه بأفدانهم على حَالهَا ويتنافسون فِي الْقرب مِنْهُ ويباشرون الْعَمَل فِي أَرض لَهُ كَانَ يَزْرَعهَا فَيَعُود عَلَيْهِ نَفعهَا وَمَات فِي 7 شَوَّال سنة 749 وَكَانَت جنَازَته حافلة
787 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب بن الباس الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْبَيَانِي الْمَقْدِسِي الشَّاهِد كَانَ يعرف بِابْن إِمَام الصَّخْرَة ولد سنة 686 واحضر على زَيْنَب بنت مكي فِي الثَّانِيَة وعَلى الْفَخر وَابْن المجاور فِي الثَّالِثَة وَسمع على أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد ابْن وريدة وَابْن الطبال وَغَيرهمَا وَحدث بالكثير وَدخل دمشق والقاهرة فَأَكْثرُوا عَنهُ وَخرج لَهُ ابْن رَافع مشيخة وذيل عَلَيْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَخرج لَهُ فهرست مرويات بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 766(5/20)
788 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السياري الغرناطي الْمَعْرُوف بالبياني قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي الْوَلِيد الْحَضْرَمِيّ وَأبي الْمجد بن أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَغَيرهم وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة لين العريكة مفزعا فِي المشكلات بليغ الْخطْبَة يُشَارك فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والفرائض وَغَيرهَا مَاتَ مدرسا بِالْمَدْرَسَةِ النصرية فِي ثامن عشر الْمحرم سنة 753
789 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الأوسي نزيل غرناطة أَبُو عبد الله ابْن الرقام قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فريد دهره فِي علم الْحساب والهيئة والطب والهندسة اقْرَأ بغرناطة وانتفع النَّاس بِهِ لِحلِّهِ المشكلات وَدون فِي هَذِه الْفُنُون عدَّة تواليف وَقيد على أبكار الأفكار فِي الْأُصُول قَالَ وتصانيفه كَثِيرَة مَاتَ عَن سنّ عالية فِي صفر سنة 715
790 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ الْحُسَيْنِي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ متفصحا ثرثارا مَقْبُول الصُّورَة ظَاهر الأبهة توسع فِي التَّسَرِّي جدا وَكَانَ ينْسب إِلَى التهور وَقَرَأَ لعاصم وتفقه للشافذعي وَنسب إِلَى بعض التَّشَيُّع وَكَانَ أول قدومه الْمغرب من مَكَّة على أبي سعيد بن عبد الْحق المريني فخف عَلَيْهِ فتأثل مَالا وجاها ثمَّ دخل غرناطة بنية الْجِهَاد فَأكْرمه صَاحبهَا وَقرب مَجْلِسه فاستوطنها إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 731 قَتله بعض مماليكه فَقتل بعده وَخلف مَالا عَظِيما جدا يبلغ حد نواب(5/21)
الْمُلُوك قَالَه ابْن الْخَطِيب قَالَ وَخلف ولدا بارع الْجمال كريم النَّفس مبذول الْبشر جَالس السُّلْطَان مُدَّة وَمَات شَابًّا سنة 751 بالطاعون
791 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد النابلسي الأَصْل الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي الرئيس فتح الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن الشَّهِيد ولد سنة 728 واشتغل فَحصل فنونا من الْعلم وبرع فِي الْأَدَب وَكَانَ أوحد عصره فِي النّظم والنثر وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء فتنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن صَار صَاحب الدِّيوَان بِدِمَشْق وَولي مَعَ ذَلِك مشيخة الشُّيُوخ بهَا ثمَّ جرت لَهُ محنة اختفى بِسَبَبِهَا مُدَّة نظم فِيهَا السِّيرَة فِي بضع عشرَة ألف بَيت مَعَ زيادات دلّت على سَعَة بَاعه فِي الْعلم وَحدث بهَا بِالْقَاهِرَةِ قَرَأَهَا عَلَيْهِ الْعَلامَة شمس الدّين الغماري وَأثْنى شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ على فضائله وَمَات بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي شعْبَان سنة 793 مقتولا بِسيف السُّلْطَان
792 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن سُلَيْمَان بن فَهد أَبُو الْفضل بن الْكَمَال ابْن الشهَاب الْحلَبِي كتب الْإِنْشَاء بحلب والقاهرة أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَأنْشد لَهُ شعرًا وسطا كَانَت وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ فِي رَمَضَان سنة 769 مطعونا وَله ثَلَاث وَأَرْبَعُونَ سنة
793 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مري بن ربيعَة الْمَقْدِسِي الطَّحَّان ولد سنة 645 وَسمع على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم مَاتَ سنة 725(5/22)
794 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن معافى المتمني سمع من ابْن الشّحْنَة ثلاثيات الدَّارمِيّ وثلاثيات البُخَارِيّ وَحدث بذلك عَنهُ ببعلبك سمع مِنْهُ القَاضِي جمال الدّين بن ظهيرة
795 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن معضاد بن شَدَّاد بن ماجد بن مَالك الشَّيْخ نَاصِر الدّين الجعبري ولد بقلعة جعبر سنة 50 تَقْرِيبًا وَسمع من الرضى ابْن الْبُرْهَان والنجيب والتاج الْقُسْطَلَانِيّ وَابْن الْعِمَاد وَغَيرهم وَصَارَ يتَكَلَّم على النَّاس وَيذكر فِي مَجْلِسه أَشْيَاء من الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَالْكَلَام على الخواطر وَكَانَ حسن الصُّورَة بهي المنظر وَمَات فِي 24 شهر الله الْمحرم سنة 737 وَله شعر حسن يكْتب من التَّذْكِرَة قَالَ السُّبْكِيّ هم أهل بَيت علم لَا يتَكَلَّم مِنْهُم وَاحِد حَتَّى يَمُوت قبله وَاحِد قَالَ القطب كَانَ صَالحا حسن الصُّورَة والمنظر وقرأت بِخَط شَيخنَا أبي الْفضل سمع مِنْهُ نَاصِر الدّين الفارقي وَقد حضرت مَجْلِسه للتذكير غير مرّة قلت كَانَ شَيخنَا ابْن عشر حِينَئِذٍ وَكَانَ أَبوهُ يحضرهُ عِنْد الْمَشَايِخ فَسمع مِنْهُم وَلَو كَانَ أَبوهُ من أهل الْفَنّ لحصل لَهُ الْإِسْنَاد الْقَدِيم
796 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مكي النويري قَاضِي الْمحلة نَاصِر الدّين ذكره الاسنوي فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وَقَالَ كَانَ خَبِيرا بِالْمذهبِ مستحضرا لدسائس فِي الرَّوْضَة ضنينا بِمَا عِنْده لَا يذكرهُ مَعَ توكد السُّؤَال وَكَانَ مَعَ ذَلِك خيرا عفيفا ولي قَضَاء الْمحلة وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الحسامية وَمَات بالمحلة فِي صفر سنة 751 والنويري مَنْسُوب إِلَى النويرة قَرْيَة بالبهنساوية(5/23)
797 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن عَليّ الْمزي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من ابْن مشرف والتقي سُلَيْمَان وَغَيرهمَا وبمصر من الْحسن الْكرْدِي وَحدث وَأَجَازَ لَهُ ابْن الموازيني وَآخَرُونَ وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب الطباق وَكَانَ يشْهد على الْقُضَاة مَاتَ فِي صفر سنة 752
798 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحسن الْبكْرِيّ سعد الْملك ابْن النبيه ولد فِي رَمَضَان سنة 633 وَمَات فِي 27 شهر رَمَضَان سنة 716
799 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عَليّ الْأنْصَارِيّ جمال الدّين الكتبي الأديب الْمَشْهُور الْمَعْرُوف بالوطواط ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 632 وَكَانَ أديبا ماهرا عَارِفًا بالكتب وَجمع مجامع أدبية وَهُوَ صَاحب الرسائل الْمَشْهُورَة الْمَعْرُوفَة بِعَين الفتوة ومرآة الْمُرُوءَة كتب لَهُ عَلَيْهَا ابْن النّحاس وَابْن عبد الظَّاهِر وَابْن النَّقِيب والسراج الْوراق والنصير الحمامي وَالْعلم الْعِرَاقِيّ وَابْن الْعَفِيف وَابْن دانيال وَغَيرهم وَله كتاب مناهج الْفِكر ومباهج العبر وَكتاب الدُّرَر وَالْغرر وَله حواش على الْكَامِل لِابْنِ الْأَثِير فِي التَّارِيخ مفيدة وَله يَقُول ابْن دانيال وَقد رمد
(وَلم اقْطَعْ الوطواط بخلا بكحله ... وَلَا أَنا من يعييه يَوْمًا تردد)
(وَلكنه ينبو عَن الشَّمْس طرفه ... وَكَيف بِهِ لي قدرَة وَهُوَ أرمد)(5/24)
وَفِيه عمل ابْن عبد الظَّاهِر التَّقْلِيد الْمَشْهُور الَّذِي كتبه لِابْنِ غراب بإمرة الطُّيُور أَوله أَنه من سُلَيْمَان وَأَنه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فتلعب فِيهِ بالوطواط تلعبا عجيبا وَهُوَ مَشْهُور وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة 718 وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة ذكره السرُوجِي فِي مَشَايِخ الْعِزّ ابْن جمَاعَة
800 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى الْمَالِكِي الصنهاجي ثمَّ الدِّمَشْقِي كَانَ فَاضلا صَالحا أم بمحراب الْمَالِكِيَّة بِجَامِع بني أُميَّة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 702
801 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى الجعبري الاعيالي إِمَام مشْهد أبي بكر بِجَامِع دمشق مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 701 وَكَانَ ملازما للتلاوة والإمامة لَا يمشى إِلَى أحد
802 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن الْمُعْتَمد العادلي شرف الدّين روى عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مَاتَ فِي 4 ربيع الأول سنة 742
803 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن حَامِد الشَّيْخ تَاج الدّين المراكشي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بِالْقَاهِرَةِ بعد السبعمائة وتفقه على عَلَاء الدّين القونوي وتمهر بالشيخ ركن الدّين بن القوبع وَتقدم فِي الْفُنُون وَكَانَ قوي النَّفس فاستطال على القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي فَشَكَاهُ إِلَى النَّاصِر فَأمر بِإِخْرَاجِهِ إِلَى الشَّام فَأَقَامَ بهَا وَكَانَ قد أعَاد بدرس الشَّافِعِي ثمَّ ولي تدريس المسرورية بِدِمَشْق ثمَّ سكنها وَانْقطع بِالْمَدْرَسَةِ الأشرفية ملازما للْقِرَاءَة والاشتغال صبورا على ذَلِك جدا بِحَيْثُ يمْتَنع من الْأكل وَالشرب والملاذ(5/25)
بِسَبَب ذَلِك وَمن مشايخه أثير الدّين أَبُو حَيَّان وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن غالي وَابْن القماح والطبقة وَذكروا أَن سَبَب تَركه للمسرورية أَنه رأى فِي شَرط واقفها أَن شَرط مدرسها أَن يكون عَارِفًا بِالْخِلَافِ قَالَ وَأَنا لَا أعرفهُ فدرس بهَا القَاضِي السُّبْكِيّ فِي أول سنة 51 وَكَانَ مطموس الْعَينَيْنِ يبصر بِإِحْدَاهُمَا قَلِيلا وَكَانَ يُعْطي الْأُجْرَة لمن يطالع لَهُ قَالَ الاسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ عجولا محتقرا للنَّاس كثير الوقيعة فيهم وَقَالَ التَّاج السُّبْكِيّ كَانَ فَقِيها نحويا مفتيا مواظبا على طلب الْعلم وَقَالَ ابْن كثير كَانَ سريع التَّصَوُّر قوي الْمُشَاركَة وَقَالَ الشَّيْخ عَلَاء الدّين حجي كَانَ يتناظر هُوَ وَالْفَخْر الْمصْرِيّ فَكَانَ من حضر لَا يفهم كثيرا مِمَّا يَقُولَانِ لسرعة عبارتهما وَكَانَ قد حصلت لَهُ أول النَّهَار حمى فَصَبر إِلَى أَن صلى الظّهْر بالجامع ثمَّ جَاءَ إِلَى بَيته فصلى الْعَصْر بِالْمَدْرَسَةِ ثمَّ دخل الْبَيْت فَوَقع مَيتا فِي ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 752 رَحمَه الله
804 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وسبط ابْن الرضى كَانَ يُقَال لَهُ رغوان سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ من مشيخته وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 764 أرخه ابْن رَافع
805 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم السنجاري ثمَّ الاسكندراني(5/26)
الشاذلي سمع من حسن الْكرْدِي وَزَيْنَب بنت شكر وَغَيرهمَا وَمَات بالإسكندرية فِي أَوَائِل سنة 759 سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخ وَفَاته
706 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز الْجَزرِي شمس الدّين الدِّمَشْقِي ولد سنة 658 وَسمع من الْفَخر عَليّ وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن كَامِل والتقي الوَاسِطِيّ وَابْن المجاور والدمياطي والعراقي وَابْن دَقِيق الْعِيد والابرقوهي وَغَيرهم قَالَ الْجَعْفَرِي كَانَ حسن المذاكرة سليم الْبَاطِن جمع تَارِيخا مَشْهُورا وَله شعر وسط فَمِنْهُ مَا كتبه عَنهُ البرزالي من أَبْيَات
(إلهي قد أَعْطَيْتنِي مَا أحبه ... واطلبه من أَمر دنياي وَالدّين)
(وَقطعت عَن كل الْأَنَام مطامعي ... فنعماك تكفيني إِلَى حِين تكفيني)
وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة عَن عشرَة من الشُّيُوخ وَحدث بهَا سنة 38 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ حسن المذاكرة سليم الْبَاطِن صَدُوقًا فِي نَفسه لَكِن فِي تَارِيخه عجائب وغرائب وَكَانَ متواضعا محبا فِي الصَّالِحين وَكَانَ يرحب بهم وَكَانَ لَهُ ملك جيد وَرُبمَا شهد على الْحُكَّام مَاتَ فِي وَاسِط سنة 739 قلت وَسَيَأْتِي وَلَده نصر الله بن مُحَمَّد
807 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح الفِهري الْوَزير كَانَ نبيها نَشأ فِي السَّعَادَة ثمَّ صاهر رضوانا النصري مولى بني نصر صَاحب الأندلس فولي الوزارة فِي رَمَضَان سنة 760 وباشر مُبَاشرَة مذمومة إِلَى(5/27)
أَن قبض عَلَيْهِ فَمَاتَ غريقا فِي 17 رَمَضَان سنة 762 وَسَيَأْتِي ذكر جده
808 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم الاصبحي أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ يلقب الجردون ولي الوزارة لبَعض مُلُوك غرناطة وَكَانَ مليح الشيبة وقورا مَعْرُوفا بالأمانة ولي أنظارا جليلة وَمَات فِي آخر عَام ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
809 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الزنجيلي الدمشقى ولد بعد السِّتين وسِتمِائَة وَقَرَأَ بالروايات على الفاضلي والدمياطي وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْفِقْه ودرس بالرنجيلية وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وبرع فِي الشُّرُوط وَصَحب ابْن صصرى مُدَّة حكمه قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عدلا صينا جيد الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون بَاشر مشيخة الإقراء بالتربة العادلية مرّة
810 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْعَسْقَلَانِي الشَّافِعِي الموقت بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ذكره ابْن مَرْزُوق فِي مشيخته وَقَالَ كَانَ صَالحا متعففا خَاشِعًا وَكَانَ يَنُوب فِي الخطابة وينشد الأمداح النَّبَوِيَّة وَيقْرَأ الْمُصحف بعد الْعَصْر كل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة حدث عَن أبي الْيمن بن عَسَاكِر وَذكر أَنه مَاتَ فِي حُدُود سنة 727
811 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجيلي شمس الدّين مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 قرأته بِخَط السُّبْكِيّ
812 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم العجمي الْخُرَاسَانِي قَالَ ابْن الْخَطِيب قدم غرناطة وَهُوَ ظريف الشكل مليح الشيبة أعجم اللِّسَان منتحلا طَرِيق الْقَوْم فَأَقَامَ بالرباط خَارج غرناطة على وقار وسمت وإستقامة إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع(5/28)
الآخر سنة 733 عَن سنة عيالية
813 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْخُرَاسَانِي الأَصْل التلمساني المولد نزيل مصر موفق الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 614 وَسمع من ابْن المقير وَابْن الجميزي وَابْن رواج وَغَيرهم وَطلب قَلِيلا وَلزِمَ طَرِيق الصّلاح وَالْعِبَادَة مَعَ سَلامَة الْبَاطِن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704
814 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن خَالِد بن مكي بن هِلَال القَاضِي تَاج الدّين الاسكندري الأَصْل البلبيسي قَاضِي بلبيس ولد سنة تسعين وسِتمِائَة وَمَات فِي الْمحرم سنة 765 وَكَانَ فَاضلا وَله نظم ونثر ورسائل
815 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حيدرة بن عَليّ بن عقيل الْمصْرِيّ شمس الدّين أَبُو عبد الله بن القماح الْفِقْه الشَّافِعِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 656 وَسمع من الرضى ابْن الْبُرْهَان صَحِيح مُسلم بفوت وَمن النجيب الْحَرَّانِي وأخيه الْعِزّ وَابْن خطيب المزة وتقي الدّين ابْن رزين فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة من الشاميين وتفقه وَمهر وَأفْتى ودرس وَحدث وناب فِي الحكم بِجَامِع الصَّالح وَلكنه كَانَ ينْسب إِلَى التساهل فِي الْأَحْكَام فِيمَا يُقَال فَكَانَ القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة يمنعهُ من إِثْبَات كتب الْأَوْقَاف وَلما ولي وَلَده عز الدّين امْتنع من استنابته فَأقبل على(5/29)
الِاشْتِغَال والأشغال ودرس بالشافعي بالقرافة فِي أَوَاخِر عمره إِلَى أَن مَاتَ بعد أَن أعَاد بِهِ خمسين سنة وَأعَاد بالجامع الطولوني وَأم بِهِ وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ أعجوبة زَمَانه إِذا سُئِلَ عَن آيَة قَرَأَ مَا قبلهَا وَبعدهَا وَكَذَلِكَ كَانَ يصنع فِي مسَائِل التَّنْبِيه وَكَانَ مفننا فِي عُلُوم شَتَّى وَله مجاميع كَثِيرَة مُشْتَمِلَة على فَوَائِد غزيرة وَكَانَ محبا فِي الْعلم وَأَهله خُصُوصا أَصْحَاب الحَدِيث حسن المحاضرة مُعظما عِنْد الْكِبَار سريع الْحِفْظ بعيد النسْيَان قَالَه الاسنوي وَقَالَ كَانَ حَافِظًا لتواريخ المصريين وَكَانَ نَقله يزِيد على تصرفه قلت حَدثنَا عَنهُ سعد الدّين القمي وَغَيره من شُيُوخنَا وَكَانَ شَيخنَا سراج الدّين البُلْقِينِيّ يحدث عَنهُ بِصَحِيح مُسلم ويفتخر بِهِ على أقرانه كالعراقى وَابْن الملقن ثمَّ ظهر أَنه إِنَّمَا سمع مِنْهُ من صَحِيح مُسلم شَيْئا يَسِيرا فَعَاد يحدث بِهِ عَن ابْن عبد الْهَادِي كالقوم مَاتَ فِي الْعشْرين من شهر ربيع الآخر سنة 741
816 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير الغرناطي أَبُو عَمْرو بن الْحَافِظ أبي جَعْفَر قَالَ ابْن الْخَطِيب جنح إِلَى الرَّاحَة فِي أول أمره وشرق وَجَرت لَهُ خطوب ثمَّ عَاد فَنزل مالقة وخدم فِي بعض الخدم المخزنية فِي حَالَة إملاق وَكَانَ أَبوهُ استجاز لَهُ شُيُوخ عصره شرقا وغربا مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَأَبُو عبد الله الغافقي وَمُحَمّد بن صَالح الْكِنَانِي وَأَبُو الْيمن ابْن عَسَاكِر وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغير هم قَالَ وَله شعر بضاعته(5/30)
فِيهِ مزجاة وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 750
817 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة ابْن مِقْدَام الْمَقْدِسِي أَبُو عبد الله صَلَاح الدّين ابْن أبي عمر الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 684 وَسمع من الْفَخر عَليّ بن البُخَارِيّ مشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ ومسند الإِمَام أَحْمد بفوت يسير وَهُوَ وَالشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي وَالسَّادِس وَالسَّابِع من أمالي الْجَوْهَرِي ومشيخة الْجَوْهَرِي الصُّغْرَى وَسمع من التقي إِبْرَاهِيم بن عَليّ الوَاسِطِيّ وَمن أَخِيه مُحَمَّد وَمن شمس الدّين مُحَمَّد بن الْكَمَال عبد الرَّحِيم وَمن الْعِزّ إِسْمَاعِيل بن الْفراء وَمن التقي أَحْمد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي وَمن عِيسَى المغاري فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفَتْح ابْن المجاور وَزَيْنَب بنت مكي وَعبد الرَّحْمَن ابْن الزين أَحْمد بن الْملك وَزَيْنَب بنت الْمعلم وَغَيرهم وَولي الْإِمَامَة بمدرسة جده أبي عمر وَحدث بِأَكْثَرَ مسموعاته سمع مِنْهُ القدماء وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير وَعمر دهرا طَويلا حَتَّى صَار مُسْند عصره وَتفرد بِأَكْثَرَ مسموعاته ومشايخه وَكَانَ صبورا على السماع محبا للْحَدِيث وَأَهله وَمَات فِي 24 شَوَّال سنة 780 وَنزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة وَهُوَ آخر من حدث عَن الْفَخر بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة الْخَاصَّة وَآخر من كَانَ بَينه وَبَين النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِسْعَة أنفس بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل بِشَرْط الصَّحِيح وَقد أجَاز لمن أدْرك حَيَاته(5/31)
خُصُوصا للمصريين فَدخلت فِي ذَلِك وَلم أظفر لي مِنْهُ بِإِجَازَة خَاصَّة مَعَ إِمْكَان ذَلِك وَالله الْمُسْتَعَان وَخرج لَهُ الصَّدْر الياسوفي مشيخة وَحدث بهَا وَآخر من سَمعهَا مِنْهُ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي
818 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي شمس الدّين ابْن عماد الدّين تقدم ذكر أَبِيه ولد سنة وَسمع من ابْن مسلمة والمرسي وخطيب مردا بِبَغْدَاد وَحدث وَمَات فِي رَمَضَان سنة 705
819 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ محب الدّين أَبُو البركات كَانَ حفيد الرضى إِمَام الْمقَام ولد بِمَكَّة سنة 727 وَسمع بهَا من عِيسَى بن عبد الله الحجي وَمن الْوَادي آشي وَعِيسَى ابْن الْمُلُوك وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَابْن أبي التائب والشرف ابْن الْحَافِظ وَأَبُو نعيم ابْن الاسعردي وَآخَرُونَ وَحدث وَكَانَ من بَيت صَلَاح وَرِوَايَة وَعلم مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 795
820 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى الفيومي شرف الدّين أَبُو الْفَتْح سمع من القَاضِي جمال الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْعَظِيم ابْن السَّقطِي كتاب تحفة الرَّاغِب تَخْرِيج الْحَافِظ تَقِيّ الدّين عبيد من حَدِيثه قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو مَحْمُود الْمَقْدِسِي فِي شَوَّال سنة 739 نقلت ذَلِك من خطه
821 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يَعْقُوب الْمَكِّيّ جمال الدّين ابْن الْبُرْهَان(5/32)
سمع الرضى والصفي الطبريين واشتغل وَأخذ عَن الشَّيْخ عفيف الدّين اليافعي وتفقه ودرس وباشر الْعُقُود والخطابة نِيَابَة عَن الْحرَازِي بِمَكَّة وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة 765 أرخه شَيخنَا ابْن سكر
822 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف ولي الدّين الديباجي الْمَعْرُوف بالمنفلوطي وَكَانَ يعرف أَيْضا بِابْن خطيب ملوى تفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَنَشَأ على قدم صدق فِي الْعِبَادَة وَالْأَخْذ عَن أدب الشُّيُوخ وَله الْيَد الطُّولى فِي الْمنطق والأصلين وَالْفِقْه والتصوف كثير التَّوَاضُع والانطراح وَكَانَ قد سمع بِدِمَشْق من الحجار وَأَسْمَاء بنت صصرى والبندنيجي وَغَيرهم وتجرد إِلَى الرّوم وخدم جمَاعَة من الْمُؤمنِينَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا ثمَّ استوطنها ودرس بالقبة المنصورية وَغَيرهَا وَكَانَ قَلِيل التَّكَلُّف إِذا لم يجد مَا يركب مَشى كثير الانصاف خَبِيرا بِدِينِهِ ودنياه وَكَانَ ابْن عقيل ولي درس مدرسة حسن من قبل صَاحبهَا فَلَمَّا قتل أَرَادَ يلبغا هدمها ثمَّ تَركهَا وَولى تدريسها لولى الدّين فَغَضب مِنْهُ ابْن عقيل فَتوجه إِلَيْهِ حَتَّى ترضاه وَتغَير عَنهُ الخشابية وَكَانَ يمِيل إِلَى مقَالَة ابْن الْعَرَبِيّ ويدندن حولهَا فِي تواليفه ويحمحم وَلَا يكَاد يفصح وَكَانَ يحضر السماعات(5/33)
ويرقص أَحْيَانًا وَنقل العثمان الصَّفَدِي قَاضِي صفد فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة أَنه حصل لَهُ عِنْد مَوته مَا يدل على نجاته وَأَنه قَالَ انزعوا عني ثِيَابِي فقد احضرت لي ثِيَاب من الْجنَّة أَو نَحْو هَذَا من الْكَلَام وَكَانَ رَحل إِلَى حلب وَدخل ملطية وَمن كَلَامه الرشيق لما سُئِلَ أَيهمَا أفضل الإِمَام أَو الْمُؤَذّن فَقَالَ لَيْسَ الْمُنَادِي كالمناجي وَمَات فِي لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس عشري ربيع الأول سنة 774 عَن ثَمَانِينَ
سنة 823 مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْعَيْش الدِّمَشْقِي أَمِين الدّين روى عَن ابْن أبي الْيُسْر من البُخَارِيّ وَتُوفِّي فِي الْمحرم سنة 734 عَن بضع وَسبعين سنة
824 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى الاسيوطي القَاضِي عز الدّين ولد سنة 650 وتفقه على الضياء بن عبد الرَّحِيم والنصير بن الطباخ والسديد التزمنتي وَبحث فِي مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الفروعي على الْفَقِيه نَاصِر الدّين الانباري قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة وَأخذ الْمنطق عَن سيف الدّين الْبَغْدَادِيّ وَقَرَأَ بالسبع على النُّور الكفتي وَقَرَأَ أَجزَاء عدَّة عَن الرضى وتصدر للإقراء وَتخرج بِهِ جمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من جلة الْعلمَاء وَولي قَضَاء الكرك مُدَّة طَوِيلَة نَحْو ثَلَاثِينَ سنة وَمَات فِي شعْبَان سنة 725 وَهُوَ وَالِد شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ جمال الدّين إِبْرَاهِيم نزيل مَكَّة
825 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي الشَّيْخ شمس الدّين شيخ الْوضُوء حدث عَن عز الدّين بِالْإِجَازَةِ سمع مِنْهُ الْمُحدث برهَان الدّين الْحلَبِي وَقَالَ(5/34)
قَرَأت عَلَيْهِ فِي الْفِقْه
826 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن النّحاس كَمَال الدّين الْمَعْرُوف بالزيرباج الْحلَبِي سمع على الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح بن العجمي وَحدث سمع مِنْهُ الياسوفي والحاضري وسبط ابْن العجمي وَغَيرهم وَمَات سنة تسعين وَسَبْعمائة
827 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عمر النشائي سمع من أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ
828 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شيرين الجذامي الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْخَيْر وَالْعَدَالَة والعفة حسن الْخط لَهُ حب فِي الْأَدَب وَولى الْقَضَاء بِبَعْض جِهَات غرناطة وَله شعر مَقْبُول فَمِنْهُ
(ذَرْنِي فقد ساعد وَقت وطاب ... إِذْ الْأَمَانِي سمحت باقتراب)
(أبذل جهدي فِي طلاب الْعلَا ... فباذل الْجهد حميد المآب) مَاتَ فِي آخر صفر سنة 752
829 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن نعْمَة بن أَحْمد بن جَعْفَر النابلسي نَاصِر الدّين ابْن خطيب الشامية شرف الدّين ولد سنة 68 وَسمع من الْفَخر مشيخته وَغَيرهَا وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَهُوَ أسن مِنْهُ وَقَالَ روى لنا عَن الْفَخر علل التِّرْمِذِيّ قَالَ ابْن رَافع مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل شهر(5/35)
ربيع الآخر سنة 755
830 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن افتكين كَانَ كَبِير شُهُود الْقيمَة وَمَات بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة 760
831 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَمِين بن معَاذ بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الاقشهري مَنْسُوب إِلَى اقشهر بقونية ولد بهَا سنة 665 ورحل إِلَى مصر ثمَّ إِلَى الْمغرب فَسمع من أبي جَعْفَر بن الزبير بالأندلس وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن منتصر بفاس وَغَيرهمَا وَجمع رحلته إِلَى الْمشرق وَالْمغْرب فِي عدَّة أسفار وَجمع كتابا فِيهِ أَسمَاء من دفن بِالبَقِيعِ سَمَّاهُ الرَّوْضَة قَالَ القطب الْحلَبِي تناولته مِنْهُ وَحدث عَنهُ أَبُو الْفضل النويري قَاضِي مَكَّة وجاور بِالْمَدِينَةِ ثمَّ اتخذها موطنا إِلَى أَن مَاتَ سنة 731
832 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن بصخان بموحدة وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا مُعْجمَة شمس الدّين ابْن عين الدولة الدِّمَشْقِي ولد سنة 668 وَسمع بعد الثَّمَانِينَ من الْعِزّ ابْن الْفراء والعز الفاروثي والليموني وَغَيرهم وعني بالقراآت فَقَرَأَ على الرضى بن دبوقا والفاضلي والدمياطي والاسكندري وَشرف الدّين(5/36)
ابْن الفركاح وَالْمجد التّونسِيّ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَدخل الْقَاهِرَة سنة الجفل من التتار فَجَلَسَ تَاجِرًا فِي حَانُوت ثمَّ قدم دمشق وتصدى للإقراء وَظَهَرت فضائله ثمَّ تبسط فِي الإقراء إِلَى أَن قَرَأَ بإذعام الرَّاء فِي اللَّام من قَوْله {وَالْحمير لتركبوها} وَزعم أَن ذَلِك يخرج من الشاطبية مَعَ اعترافه بِأَنَّهُ لم يقلهُ أحد فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن الزملكاني وساعده الْمجد التّونسِيّ وَغَيره فَطَلَبه ابْن صصرى وَعقد لَهُ مجْلِس فباحثوه وحاققوه فَلم يرجع فَمَنعه القَاضِي من الإقراء بذلك وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 714 فتألم وَامْتنع من الإقراء جملَة ثمَّ عَاد واقرأ بالجامع ثمَّ ولي مشيخة التربة الصالحية بعد الْمجد التّونسِيّ وَشرط الْوَاقِف أَن يكون شيخها أعلم أهل الْبَلَد بالقراآت وَكَانَ وقورا مهيبا بهي الْمحيا شامخ الْأنف ظريف الملبس لَهُ ناموس وقعدد وَإِذا أَقرَأ لَا يَتَنَحْنَح وَلَا يتنخم وَلَا يلْتَفت واشتهر عَنهُ أَنه كَانَ لَا يَأْكُل اللَّحْم إِلَّا مصلوقة وَلَا الْحَلْوَى إِلَّا سكرية وَيُقَال إِنَّه لم يَأْكُل المشمش قطّ وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ طيب النغمة لَا يَأْكُل إِلَّا مَا يُوَافق إصْلَاح الصَّوْت أَمر مرّة بعض أَتْبَاعه أَن يصلح لَهُ قطائف بشراب التفاح ودهن اللوز فَلم يجد شراب التفاح فأصلحها بقطر النَّبَات فَغَضب وألزم الَّذِي أحضرها بِأَكْلِهِ وَوَقع بَينه وَبَين الذَّهَبِيّ لكَونه ذكره فِي طَبَقَات الْقُرَّاء بِبَعْض مَا ذكر فَكتب بِخَط غليظ على الصفحة الَّتِي بِخَط الذَّهَبِيّ كلَاما أقذع فِيهِ فِي حق الذَّهَبِيّ بِحَيْثُ صَار خطّ الذَّهَبِيّ لَا يقْرَأ غالبه فانتقم الذَّهَبِيّ مِنْهُ بِأَن تَرْجمهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وَوصف مَا وَقع إِلَى أَن قَالَ فمحى اسْمه من ديوَان الْقُرَّاء وَكَانَ لَهُ ملك(5/37)
يرتفق بِهِ وَلَا يتَنَاوَل من الْجِهَات شَيْئا وَكَانَ يدْخل الْحمام وعَلى رَأسه قبع لباد غليظ إِذا تغسل رَفعه وَإِذا ترك أَعَادَهُ فاعتراه بِسَبَب ذَلِك ضعف فِي بَصَره وَكَانَ لَهُ نظم نَازل قلق إِلَى الْغَايَة كَقَوْلِه
(ارحموا معذبا حِين يبكي فقد فقد ... إلفه وَقَلبه من لهيب وَقد وَقد) مَاتَ فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة 743
833 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن بدادة المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ يحفظ صَحِيح مُسلم عَن ظهر قلب ويلقي غالبه سندا ومتنا بالجامع مَعَ عذوبة لفظ وَطيب نَغمَة ويضيف إِلَى ذَلِك من كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ أَشْيَاء فَكَانَت لَهُ بذلك سوق مَعَ ديانَة وعفة وَندب إِلَى الْإِمَامَة بالسلطان أبي عبد الله بن نصر أَيَّام كَونه بمالقة وَمَات بغرناطة سنة 704
834 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن بدر بن تبع البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْقصير ولد سنة 642 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وسافر إِلَى بَغْدَاد لاستنقاذ وَلَده من أسر التتار وَحدث بهَا وَكَانَ دينا مواظبا على قِرَاءَة الْقُرْآن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 710
835 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن حسان الصَّالِحِي أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين عبد الله الْمُقدم ذكره ولد سنة 651 وَسمع من عمر بن عوة جُزْء ابْن(5/38)
فيل وَمن ابْن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن الْفُرَات وَالْأَرْبَعِينَ للآجري وجزء أَيُّوب وجزء أبي الشَّيْخ وجزء بكر بن بكار والمبعث لهشام وعوالي قَاضِي المرستان وجزءا فِيهِ مواعظ وآثار للشَّيْخ نصر الْمَقْدِسِي وَالْأول من حَدِيث عَليّ بن حجر وَالثَّالِث من حَدِيث عمر بن شبة وَسمع من ابْن الشِّيرَازِيّ جُزْء ابْن الْفُرَات وَسمع أَيْضا من الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَإِسْمَاعِيل بن الْعَسْقَلَانِي وَعبد الْوَلِيّ بن جبارَة وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَعبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد وَغَيرهم وتفقه قَلِيلا وَصَحب شمس الدّين ابْن الْكَمَال وتأدب بآداب الصَّالِحين من التَّقْوَى وَالْإِخْلَاص والتواضع والبشاشة والأوراد والقناعة وَكَانَ صَالحا منجمعا مُقْتَصرا على الِاكْتِسَاب من الْخياطَة كَانَ مُعْتَقدًا يتَرَدَّد إِلَيْهِ الأكابر إِلَى رباطه وَكَانَ تنكز يركب إِلَيْهِ ويزوره وَكَانَ هُوَ يشفع عِنْده قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي صفته الْعَالم الزَّاهِد لَهُ المراقبة التَّامَّة على مُلُوك الدُّنْيَا كَانَ تنكز ملك الْأُمَرَاء يدْخل عَلَيْهِ وَهُوَ يخيط الثِّيَاب وَإِحْدَى رجلَيْهِ مَنْصُوبَة وَالْأُخْرَى ممدودة فَلَا يتَغَيَّر عَن هَيئته وَكَانَ يفرق كل شَيْء يهدى إِلَيْهِ على الْحَاضِرين وَلَا يقتات إِلَّا من الْخياطَة ومتع بحواسه وَخرج لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا كَبِيرا وَقَالَ كَانَ مليح الْوَجْه بساما لين الْكَلَام أمارا بِالْمَعْرُوفِ لَهُ وَقع فِي الْقُلُوب ومحبة فِي الصُّدُور نَشأ فِي تصون وعفاف مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 741 روى عَنهُ العلائي وَابْن سعد والعز ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ من أواخرهم بِالسَّمَاعِ شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي(5/39)
836 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن السراج مَاتَ سنة 749
837 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عبد الْحق بن مُحَمَّد بن جَعْفَر السّلمِيّ أَبُو عبد الله ابْن جَعْفَر من ذُرِّيَّة خفاف قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا جميل اللِّقَاء على قدم الإيثار لَهُ قبُول فِي الْقُلُوب فَكَانَت الْخَاصَّة لَا تعتقده والعامة تعتقده وَكَانَ لَقِي فِي رحلته التَّاج بن عَطاء فَأخذ عَنهُ طَريقَة الشاذلي وَله كتاب الْأَنْوَار جمع فِيهِ كَلَام شَيْخه وَشَيخ شَيْخه وحكايات لَهُم وَكَانَ قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وحرس الْبَسَاتِين مُدَّة وَمَات فِي شعْبَان فِي الطَّاعُون الْعَام عَام 750 وَله اثْنَان وَثَمَانُونَ سنة
838 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْفُرَات الْحَنَفِيّ تَقِيّ الدّين اشْتغل بِالْعلمِ وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وَفِي الشُّرُوط حَتَّى كَانَ عَمه سراج الدّين يفضله فِي ذَلِك على نَفسه وعَلى أَبِيه مَعَ أَنَّهُمَا كَانَ قد انْتَهَت إِلَيْهِمَا الرِّئَاسَة فِي معرفَة الشُّرُوط وَيُقَال إِنَّه لم يكْتب مَكْتُوبًا فعثر أحد فِيهِ على لحنة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة هُوَ وَولده تَاج الدّين فِي لَيْلَة وَاحِدَة بالطاعون(5/40)
839 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حُسَيْن بن أَحْمد بن حسان الأولسي الشاطبي ولد سنة 635 وَأخذ عَن أبي مُحَمَّد بن برطلة وَغَيره وَجَاز لَهُ أَبُو الْحُسَيْن ابْن السراج وَطَائِفَة وَكَانَ مقرئا فَاضلا سكن تونس وَمَات فِي رَجَب سنة 718
840 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن ظافر بهاء الدّين ابْن أبي الْمَنْصُور الازدي الْمَالِكِي درس بالقمحية بِمصْر وناب فِي الحكم وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724
841 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الركب الشريف شمس الدّين نقيب الْأَشْرَاف صَاحب الْمدرسَة الشريفية بحارة بهاء الدّين كَانَت منزل سكنه وَأول من درس بهَا الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي مَاتَ سنة 763
842 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن يحيى الْقَيْسِي أَبُو الطَّاهِر ابْن صَفْوَان المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ خَبِيرا بطرِيق الْقَوْم عابدا خَاشِعًا ناصحا يَأْتِي فِي مواعظه بالعجائب وَقد حج وَكَانَ يتَكَلَّم على منَازِل السائرين للهروي(5/41)
وَكَانَت لَهُ منزلَة عَظِيمَة فِي الْفِقْه وخطب بالجامع وَله كتاب فِي التصوف وعلق على منَازِل السائرين وَمن شعره
(هربت بِهِ مني إِلَيْهِ فَلم يكن ... فِي الْبعد من بعدِي يَصح بِهِ قربي)
(وَكَانَ بِهِ سَمْعِي كَمَا بَصرِي بِهِ ... وَكَانَ بِهِ شأني لساني مَعَ قلبِي) وَمَات فِي شعْبَان سنة 749 ذهب ليستقي مَاء لوضوئه فتردى فِي الحفرة فَأخْرج مِنْهَا وَكَانَ ذَلِك سَبَب وَفَاته
843 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان بن شبيب الْحَرَّانِي بدر الدّين أَبُو عبد الله كَانَ وَالِده شيخ الْحَنَابِلَة فِي زَمَانه وَهُوَ مؤلف كتاب الرِّعَايَة سمع من أبي بكر بن الْعِمَاد وَغَيره سمع مِنْهُ شَيخنَا إِبْرَاهِيم بن دَاوُد الْآمِدِيّ وَآخَرُونَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744
844 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حيدرة الْأنْصَارِيّ كَانَ بعد السّبْعين وَسَبْعمائة وَله شعر حسن فَمِنْهُ
(أيا من لروحي ملك ... تعطف لصب هلك)
(وَيَا متلفى فِي الْهوى ... اغث مغرما حَيّ لَك)
845 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن عِيسَى بن عَامر بن يُوسُف بن بدر بن عَليّ بن عمر الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ جمال الدّين المطري الْمدنِي ولد سنة 671(5/42)
وَحضر على أبي الْيمن بن عَسَاكِر وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وَحدث وَله نظم وَكَانَ أحد الرؤساء المؤذنين بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَمن أحسن النَّاس صَوتا وصنف تَارِيخا مُفِيدا وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم وَفِي الخطابة وفضائله جمة وَكَانَت الْمَدِينَة خَالِيَة من عَارِف بالميقات فندب من مصر ثَلَاثَة وَكَانَ وَالِده أحدهم فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ اسْتَقر عوضه وَبقيت فِي يَد آله وَمَات بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فِي سَابِع عشري شهر ربيع الآخر سنة 741 وَكَانَ مولده سنة 676 وبرع وَلَده فِي الحَدِيث ورحل فِيهِ وعاش إِلَى سنة 765
846 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الفارقي الأَصْل الْمصْرِيّ بدر الدّين ولد سنة 660 وَحفظ التَّنْبِيه وَقَرَأَ القراآت واعتنى بِهِ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ لإحسان أَبِيه إِلَيْهِ فاسمعه الْكثير وَخرج لَهُ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا حدث بهَا مرَارًا وَخرج لَهُ إِبْرَاهِيم ابْن القطب الْحلَبِي معجما فِي مجلدين قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ أَبوهُ من التُّجَّار الكارمية فورث مِنْهُ مَالا كثيرا فأنفقه وتنعم ثمَّ املق وَسمع بِالْقَاهِرَةِ والإسكندرية وَمَكَّة وَالْمَدينَة وَغَيرهَا وَأَعْلَى من عِنْده النجيب وَأَخُوهُ الْعِزّ وَابْن الْعِمَاد والمنقذي وَابْن خطيب المزة وَحدث بالكثير وَكَانَ دينا خيرا كثير الْمُرُوءَة محبا للسماع سَار إِلَى الْيمن وَغَيرهَا وَطلب بِنَفسِهِ فَقَرَأَ الْكثير وَسمع وَكتب بِخَطِّهِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 741(5/43)
حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا بِالسَّمَاعِ مِنْهُم أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي وقرأت بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ ثَنَا عَنهُ ابْن الملقن وَغَيره قلت وَابْن الملقن من شيوخي
847 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد بن مُوسَى بن مَالك اللَّخْمِيّ اليكي أَبُو عبد الله ابْن الْكَمَال قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد قبل الْأَرْبَعين وَقَرَأَ بمرسية على أبي الْحسن ابْن لب الداني وَسمع من أبي عبد الله البرقوطي وَأبي عَمْرو بن عيسوب اللَّخْمِيّ وَأبي بكر عَتيق بن رَشِيق وشارك فِي فنون من الْعَرَبيَّة واللغة وَالْفِقْه وَالْأَدب وَأَجَازَ لَهُ القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَأَبُو الْيمن ابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَألف الْمقنع فِي القراآت وَشَرحه بالممتع قَالَه ابْن الْخَطِيب قَالَ وَمن شعره
(عَلَيْك بِالصبرِ وَكن رَاضِيا ... بِمَا قضى الله تلقى النجاح)
(واسلك طَرِيق الْجد والهج بِهِ ... فَهُوَ الَّذِي يرضاه أهل الصّلاح) وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن الْمحرم سنة 712
848 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن رَمَضَان بن عبد الله الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ شمس الدّين ولد سنة 646 وَسمع على ابْن أبي عَمْرو ابْن عَسَاكِر وَابْن(5/44)
القواس وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن أبي الْخَيْر وَابْن علاق وَابْن شَيبَان وَالْفَخْر وَابْن المجاور وَآخَرُونَ وَخرج لَهُ مُحَمَّد بن سعد مشيخة سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَشَيخنَا وَآخَرُونَ قَالَ ابْن رَافع كَانَ يشْهد ويؤم بِمَسْجِد بالجزيرة وَتُوفِّي فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 758
849 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن زيد بن أَحْمد بن زيد بن الْحسن بن ايوب بن خَلِيل ابْن زيد بن منجك الغافقي أَبُو بكر الغرناطي أَصله من إشبيلية وَقَرَأَ على أبي عبد الله بن الفخار وَغَيره وَكَانَ جَهورِي الصَّوْت قَلِيل البهت فِي الْحِيَل اتَّصل بِصَاحِب غرناطة وَقَامَ مَعَه لما غلب عَلَيْهِ ثمَّ اتَّصل بِالَّذِي بعده إِلَى أَن غضب عَلَيْهِ فأودعه المطبق هُوَ وَولده ثمَّ أخرجهُمَا إِلَى بجاية فِي الْبَحْر فَخرج عَلَيْهِم الفرنج فقاتل هَذَا حَتَّى اسْتشْهد فِي سنة 702 وَأسر وَلَده وَمن مَعَه ثمَّ خلصوا وعاش وَلَده إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 762
850 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سبع بن مُحَمَّد بن فَضَائِل بن يُوسُف بن هَارُون العقبي الْكَاتِب سجي الدّين هُوَ الْقَائِل
(لبابك تَاج الدّين قد جِئْت مهديا ... جَوَاهِر نظم لم ينلهن تَاجر)
(وَلكنهَا زَادَت بذكراك بهجة ... وَفِي التَّاج أنمى مَا تكون الْجَوَاهِر) وَقَالَ
(تَقول فتاة الْحَيّ عجل بعودة ... وَلَا نَاب رزق الله فَهُوَ يدافع)
(فَقلت لَهُم لَا تحسبوه بحاجتي ... يضيق فرزق الله لَا شكّ وَاقع)(5/45)
851 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد أَبُو الْقَاسِم الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 694 وَكَانَ من أهل الْخَيْر وَالتَّعَفُّف تصرف فِي الْقَضَاء بجهات كَثِيرَة وَكَانَ متوسط الْمعرفَة ثمَّ انْقَطع إِلَى الْعِبَادَة وَمَات فِي شَوَّال سنة 750
852 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد عماد الدّين ابْن فَخر الدّين ابْن الشيرجي كَانَ كثير الْعِبَادَة وباشر نظر الْأَيْتَام فِي أَيَّام الْقزْوِينِي بِدِمَشْق وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعقلِ والرئاسة والسكون والتواضع مَاتَ قرب سنة 728
853 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الرّبيع سُلَيْمَان الدلاصي الْمصْرِيّ صدر الدّين ولد سنة بضع وَسبعين وَسمع من ابْن خطيب المزة وَمُحَمّد بن عبد الْخَالِق وَمُحَمّد بن عبد الله ابْن أبي الزهر الصرفندي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الْفضل وَآخَرُونَ مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 756
854 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شاطر اللَّخْمِيّ أَبُو عبد الله المراكشي قَالَ ابْن الْخَطِيب فَقير متجرد مليح الشيبة جميل الصُّورَة حسن الملبس مستظرف الشكل كثير الذّكر قَالَ وَآخر عهدي بِهِ بفاس سنة 756 وَقد أربى على السِّتين
855 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شَاس تَقِيّ الدّين الْمَالِكِي قَاضِي مصر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 760 أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
856 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شبْل الحريري الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي ولد سنة 647 وأسره التتار صَغِيرا فَنَشَأَ بِبَغْدَاد وتفقه لمَالِك وَكَانَ كثير الِاشْتِغَال والأشغال وأقى ودرس وَعرض عَلَيْهِ نِيَابَة الحكم فَامْتنعَ وَقَالَ الشَّهَادَة أسلم وَمَات فِي شعْبَان سنة 713
857 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شويش الْفَقِيه نجم الدّين الْحَنَفِيّ الْمُحْتَسب كَانَ كثير التِّلَاوَة وَخيرا وَمَات فِي ثامن شَوَّال سنة 730
858 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شَيبَان بن تغلب الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي سمع من أَبِيه وَابْن أبي عمر سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والعز ابْن جمَاعَة والعلائي وَشَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَاضلا حَنِيفا متمزا مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 743 وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة
859 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن صفي بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن الصُّوفِي أَبُو عبد الله شمس الدّين الغزولي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 697 وَسمع من أبي الْحسن ابْن الْقيم قِطْعَة من صَحِيح الاسماعيلي وَمن حسن بن عبد الْكَرِيم سبط زِيَادَة جُزْء الجابردي وَمن الْعِمَاد بن الْمَقْدِسِي جُزْء ابْن اشتة وَمن عبد الله ابْن ريحَان جُزْءا من مَالِي أبي مُطِيع من زَيْنَب بنت الإسعري مُسْند الشَّافِعِي وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ حسن الْخط أم بالخانقاه البيبرسية مُدَّة وَمَات فِي أَوَائِل سنة 777 وَآخر من كَانَت لَهُ مِنْهُ إجَازَة(5/46)
ذِي الْحجَّة سنة 760 أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
856 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شبْل الحريري الْبَغْدَادِيّ الْمَالِكِي ولد سنة 647 وأسره التتار صَغِيرا فَنَشَأَ بِبَغْدَاد وتفقه لمَالِك وَكَانَ كثير الِاشْتِغَال والأشغال وَأفْتى ودرس وَعرض عَلَيْهِ نِيَابَة الحكم فَامْتنعَ وَقَالَ الشَّهَادَة أسلم وَمَات فِي شعْبَان سنة 713
857 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شويش الْفَقِيه نجم الدّين الْحَنَفِيّ الْمُحْتَسب كَانَ كثير التِّلَاوَة وَخيرا وَمَات فِي ثامن شَوَّال سنة 730
858 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن شَيبَان بن تغلب الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي سمع من أَبِيه وَابْن أبي عمر سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والعز ابْن جمَاعَة والعلائي وَشَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فَاضلا حنفيا متميزا مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 743 وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة
859 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن صفي بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن الصُّوفِي أَبُو عبد الله شمس الدّين الغزولي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 697 وَسمع من أبي الْحسن ابْن الْقيم قِطْعَة من صَحِيح الاسماعيلي وَمن حسن بن عبد الْكَرِيم سبط زِيَادَة جُزْء الجابردي وَمن الْعِمَاد بن الْمَقْدِسِي جُزْء ابْن اشتة وَمن عبد الله ابْن ريحَان جُزْءا من أمالي أبي مُطِيع وَمن زَيْنَب بنت الاسعردي مُسْند الشَّافِعِي وَحدث وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكَانَ حسن الْخط أم بالخانقاه البيبرسية مُدَّة وَمَات فِي أَوَائِل سنة 777 وَآخر من كَانَت لَهُ مِنْهُ إجَازَة(5/47)
يعْنى من الرِّجَال عبد الله بن عمر بن الْعِزّ عبد الْعَزِيز ابْن جمَاعَة
860 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن صفي بن قَاسم الغزولي أَخُو الَّذِي قبله ولد سنة 705 وَسمع من أبي الْعَبَّاس الحجار كتاب السّنة للالكائي وَحدث سمع مِنْهُ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وَحدث عَنهُ بحلب وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة شَيْئا من مستخرج الاسماعيلي بإجازته من ابْن الصفي الْمَذْكُور فَالْتبسَ عَلَيْهِ بأَخيه الَّذِي قبله وَلم يدْرك الشَّيْخ برهَان الدّين الَّذِي قبله لِأَنَّهُ مَاتَ قبل رحلته إِلَى الْقَاهِرَة إِلَّا أَن يكون لَهُ مِنْهُ إجَازَة وَلم نقف على ذَلِك بعد وكات وَفَاة الشَّيْخ الثَّانِي فِي سنة 790
861 - مُحَمَّد بن أَحْمد طَاهِر بن عبد الله الإِمَام أَبُو عبد الله البالسي الْمُقْرِئ إِمَام مَسْجِد السَّبْعَة تَلا على الشّرف الْفَزارِيّ ولازمه وتصدر للإقراء فَتخرج بِهِ جمَاعَة كَانَ محققا للقراآت عَاقِلا خيرا صَالحا حسن السمت وَله شعر ونظم فِي الْعَرَبيَّة وَمَات فِي شَوَّال سنة 713 فِي عشر الثَّمَانِينَ 862 مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق بن عَليّ بن سَالم بن مكي الْمصْرِيّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصَّائِغ ولد سنة 636 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَغَيره من أَصْحَاب البوصيري وأقرانه وَمن الرضي ابْن الْبُرْهَان وَغَيره وتلا على الْكَمَال الضَّرِير وَسمع مِنْهُ الشاطبية وعَلى الْكَمَال بن فَارس والتقي النَّاشِرِيّ وَمهر فِي القراآت وصنف خطبا واشتهر بفن الإقراء وَأخذ عَنهُ الْأَئِمَّة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ شَاهدا عاقدا خيرا صَالحا متواضعا صَاحب(5/48)
فنون صحب الرضى الشاطبي مُدَّة وتضلع من اللُّغَة وَله خطب أَنْشَأَهَا وجودهَا وَكَانَ كيسا طَوِيل الرّوح موطأ الأكناف كَبِير الْقدر وتلا عَلَيْهِ جمع لَا يُحصونَ وَشهد عَلَيْهِ أَبُو حَيَّان فِي إجَازَة فَقَالَ اشهدني شَيخنَا الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة شيخ المقرئين وَرَئِيس المتصدرين حَامِل راية الرِّوَايَة والإسناد الْإِسْنَاد مُلْحق الأحفاد بالأجداد تَقِيّ الدّين بِكَذَا فِي سنة 719 وَكتب أَيْضا فِي حَقه الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة شيخ الشُّيُوخ بَقِيَّة السّلف جَامع فضيلتي الرِّوَايَة والدراية الْمُنْتَهى فيهمَا إِلَى الْغَايَة الْحَائِز قصب السَّبق المرحول إِلَيْهِ من الغرب والشرق بَقِيَّة المهرة المسندين تَقِيّ الدّين وَذَلِكَ فِي سنة كَذَا وَكتب التقي الْمَذْكُور فِي آخر ذَلِك الْإِجَازَة الْمَذْكُورَة لحيان ولد الشَّيْخ أثير الدّين وَكَانَت الْقِرَاءَة وَالسَّمَاع بِمحضر من وَالِده وَقد أجزت لَهما وأذنت لَهما أَن يقرءا بذلك ويقرئا بِهِ حَيْثُ حلا وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 24 وَكتب التقي السُّبْكِيّ فِي هَذِه الْإِجَازَة اشهدني شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة شيخ مشيخة الْإِسْلَام قدوة الْعلمَاء شيخ الْفُقَهَاء والنحاة بركَة الْأَنَام ماحق الصغار بالكبار وَاسْتمرّ فِي التَّرْجَمَة مبالغا إِلَى أَن قَالَ وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 24 وَقَالَ الأسنوى كَانَ الشَّيْخ الْقُرَّاء فَقِيها مشاركا فِي عدَّة فنون وَكَانَت لَهُ الرحلة من الأقطار للْقِرَاءَة لعلو الْإِسْنَاد والدراية وَقَالَ ابْن رَافع وَمن خطه نقلت هُوَ شيخ المتصدرين بِمصْر وَمَات التقي الصَّائِغ بعد ذَلِك بِقَلِيل فِي لَيْلَة 18 صفر سنة 725 وَدفن بالقرافة(5/49)
863 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم البعلي أَبُو عبد الله بن الفويمي بِالْفَاءِ والتصغير سمع من القطب اليونيني جُزْء ابْن عُيَيْنَة بروايته لَهُ إجَازَة عَن عبد الْوَهَّاب بن رواج سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة وَحدث عَنهُ فِي مُعْجَمه وَلم يؤرخ وَفَاته
864 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ المالقي أَبُو عبد الله الساحلي قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على عبد الْعَظِيم بن السي وعَلى أبي عبد الله ابْن لب وَغَيرهمَا وتسلك على الشَّيْخ أبي الْقَاسِم المريد وَكَانَ مُقبلا على نَفسه مستوعبا ضروب الْخَيْر وأنواع الْقرب من الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالذكر وَالْقِرَاءَة وملازمة الْخلْوَة مَعَ الفصاحة وَالدُّعَاء إِلَى الله اقْتدى بِهِ طوائف من النَّاس وخطب النَّاس بمالقة وغرناطة وَكَانَ قد عمي بعد السّبْعين وَظهر مِنْهُ من الصَّبْر والرضاما كَانَ يَقُول سَأَلت الله ذَلِك خوفًا من الْفِتْنَة وتبعات النّظر وَكَانَت لَهُ شهرة كَبِيرَة حَتَّى كَانَ الإِمَام نَاصِر الدّين المشدالي يكاتبه وَمن كتبه إِلَيْهِ من العَبْد الْأَصْغَر والمحب الْأَكْبَر فلَان إِلَى سيد العارفين وَإِمَام الْمُحَقِّقين وَمِمَّنْ سلك على يَدَيْهِ أَبُو الْحسن بن الْجبَاب وَله كتاب الْحجَّة فِي رسوم المحجة وَمَات فِي شَوَّال سنة 735
865 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الْقرشِي الجعبري ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو عبد الله الشهير بِابْن خطيب يبرود ولد سنة 701 وَسمع(5/50)
من أبي الْعَبَّاس الحجار وَأخذ الْفِقْه عَن الْعَلامَة برهَان الدّين ابْن الفركاح ومحيي الدّين ابْن جهبل وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدّين الاصبهاني وبرع فِيهِ وَفِي الْعَرَبيَّة وَكَانَت لَهُ معرفَة بالأدب أفتى ودرس فِي أَمَاكِن بِبِلَاد مصر وَالشَّام وَولي الْقَضَاء والخطابة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن القَاضِي سُلَيْمَان وَغَيره وتفقه بِهِ جمَاعَة وَكَانَ من أَعْيَان الشَّافِعِيَّة مَاتَ بِدِمَشْق سنة 777
866 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الصَّالِحِي
867 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد القوصي تَاج الدّين الدشناوي ولد سنة 46 وتفقه بِأَبِيهِ وَالْمجد بن دَقِيق الْعِيد والبهاء القفطي وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَالْمُنْذِرِي وَقَرَأَ على النَّجْم عبد السَّلَام بن حفاظ ودرس بالمعزية وَغَيرهَا بقوص وَحدث وَأفْتى ودرس وَكَانَ قوي الْجنان فصيح اللِّسَان وَمن شعره
(لَيْت يدا صدت حبيبا أَتَى ... للوصل يشفي غلتي غلت)
(قضيت قدما مَعَه عيشة ... يَا لَيْت فِيهَا مدتي مدت) وَله
(عجزت عَن قصَّة الطَّبِيب وَعَن ... قصَّة أَخذ الشّرْب إِن وَصفه)
(وَالْحَال أَبَت لمن يميزها ... تَعَجبا سَاءَ مصدرا وَصفه) مَاتَ بقوص سنة 722(5/51)
868 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الاسمري المنبجي الأَصْل الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو عبد الله ولد سنة 706 وَسمع الْكثير من إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مَكْتُوم وَعِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن معالي الْمطعم وَأبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَحدث بِمُسْنَد الشَّافِعِي بِسَمَاعِهِ من سِتّ الوزراء وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر ابْن الموازيني وَإِسْحَاق النّحاس وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وشهدة بنت العديم وَعُثْمَان الْحِمصِي والعماد النابلسي وَمُحَمّد بن مشرف وَابْن الْقيم وَابْن الصَّواف والعماد بن أبي بكر الْمَقْدِسِي وَحسن بن عمر الْكرْدِي وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 790
869 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ البجدي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَالْجِيم نِسْبَة إِلَى بجد قَرْيَة من الزبداني الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ سمع محققا من المرسي وخطيب مردا وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن القبيطي وكريمة وَغَيرهمَا وَكَانَ حدث عَن ابْن الزبيدِيّ فِي حَيَاة ابْن الدَّائِم بثلاثيات البُخَارِيّ مَرَّات ثمَّ شكوا فِيهِ لِأَنَّهُ أخْبرهُم بِمَا يَقْتَضِي أَن مولده سنة 36 وَأَنه كَانَ لَهُ أَخ باسمه فَهُوَ الَّذِي سمع من ابْن الزبيدِيّ وَمَات قَدِيما قَالَ الذَّهَبِيّ سَأَلته سنة ثَلَاث فَذكر مَا يَقْتَضِي أَن مولده سنة سِتّ وَأَنه من أَقْرَان عبد الله بن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر قَالَ وَكَانَ لي أَخ من أَقْرَان القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان مَاتَ صَبيا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَاحب التَّرْجَمَة متواضعا(5/52)
لَهُ نصيب من صَلَاة وَصِيَام وَكَثْرَة تِلَاوَة وَكَانَ ساذجا قَالَ لنا مرّة اشْتهيت أَن اتفرج فِي الْحلق الَّتِي يتفرج فِيهَا النَّاس فَنزلت إِلَى تَحت القلعة ووقفت أتأمل المرامي الَّتِي فِي أبرجة القلعة وأظن أَنَّهَا الْحلق الَّتِي قَالُوا إِن النَّاس يتفرجون فِيهَا وَكَانَ دينا قنوعا مَاتَ فِي صفر سنة 722
870 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمَنَاوِيّ أحد فضلاء الطّلبَة مَاتَ فِي صفر سنة 761 أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي الواح مَاتَ قبله بِشَهْر من السّنة
871 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عمر بن عُثْمَان بن عبد المحسن بن أبي الْبَهَاء بن نصر بن سعد الدنيسري الأَصْل ثمَّ الْموصِلِي الدمشقى شمس الدّين الباجربقى اشْتغل بِالْعلمِ ودرس بمدرسة جده الفتحية وَكَانَ كثير القناعة فَلَمَّا كَانَ فِي رَمَضَان سنة 61 أدعى عَلَيْهِ أَنه قَالَ لَيْسَ كل الْحق مَعَ أهل السّنة بل بعض أَقْوَال الْمُعْتَزلَة قد تكون حَقًا أَو نَحْو ذَلِك فعزره القَاضِي تَاج الدّين السُّبْكِيّ بكشف رَأسه وَنُودِيَ عَلَيْهِ من العادلية إِلَى الشامية البرانية ثمَّ سجن ثمَّ أطلق وكلف أَن يسْأَل ابْن الكفري أَن يحكم بِإِسْلَامِهِ فَفعل وَلما أطلق عزت نَفسه فانعزل عَن جهاته ففرقها القَاضِي وَأقَام هُوَ بمنزله من الفتحية إِلَى أَن عزل عَنْهَا للعماد الحسباني فِي مَرضه وَلم يزل مُهَاجرا للْقَاضِي إِلَى أَن صَالحه فِي أَوَاخِر عمره وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 765(5/53)
872 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 644 وَسمع من خطيب مردا والصدر الْبكْرِيّ وَمُحَمّد بن سعد وَأحمد بن عبد الدَّائِم وَغَيرهم واحضر على المرسي وَكَانَ يخالط الْفُقَرَاء ويحضر الْغَزَوَات وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 713
873 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم المرى الموقت ولد قبيل التسعين وَحفظ الشاطبية وعني بالقراآت والعربية ثمَّ برع فِي الْهَيْئَة والحساب والفلك وَعمل الأوضاع الغريبة من الاصطرلابات والأرباع فَكَانَ لَا يلْحق فِي ذَلِك وَكَانَ على ذهنه أَشْيَاء من حيل بني مُوسَى وَكَانَ قَرَأَ على ابْن الاكفاني بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ سكن دمشق وَكَانَ اصطرلابه يُبَاع فِي حَيَاته بِعشْرَة دَنَانِير وأزيد وَالرّبع من صناعته بدينارين وَله رِسَالَة كشف الريب فِي الْعَمَل بالجيب ونظم متوسط وَكَانَ من ملازمته للشمس قد نزل فِي عَيْنَيْهِ مَاء ثمَّ قدح فأبصر بالواحدة وَمَات فِي أَوَائِل سنة 750
874 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن(5/54)
عبد الله النويري ثمَّ الْمَكِّيّ أَبُو الْفضل كَمَال الدّين قَاضِي مَكَّة وخطيبها ولد بِمَكَّة سنة 722 فِي شعْبَان فَسمع بهَا من جده لأمه القَاضِي نجم الدّين الطَّبَرِيّ وَعِيسَى بن عبد الله الحجي وَأبي عبد الله الْوَادي آشي وَعِيسَى ابْن الْمُلُوك وَغَيرهم وَسمع بِالْمَدِينَةِ من جمال الدّين المطري وَالزُّبَيْر بن عَليّ الاسواني وَسمع بِدِمَشْق من أَحْمد بن عَليّ الحريري والحافظ الْمزي وتفقه على الْعَلامَة شمس الدّين ابْن النَّقِيب والعلامة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ والتاج المراكشي واشتهر ذكره وَبعد صيته وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة بالأقطار الحجازية وَاسْتمرّ فِي الْقَضَاء نَحوا من ثَلَاث وَعشْرين سنة وانتفع النَّاس بِهِ وَحدث بِكَثِير من مسموعاته وَمَات فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة 786 وَهُوَ مُتَوَجّه من الطَّائِف إِلَى مَكَّة وَدفن بالمعلاة روى عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وتفقه بِهِ وَكَانَ يطريه ويثني عَلَيْهِ وَقد سَمِعت خطبَته مرَارًا وَلم اسْمَع عَلَيْهِ شَيْئا وَيُقَال إِنَّه كَانَ يستحضر شرح مُسلم للنووي
875 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الجبرتي الأَصْل الْحِجَازِي الْمدنِي الشهير بجده ولي نظر الْحرم الشريف وَكَانَ مشكور السِّيرَة مَاتَ سنة 765
876 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز الدِّمَشْقِي الشَّيْخ نَاصِر الدّين القونوي الْمَعْرُوف بالربوة الْفَقِيه الْحَنَفِيّ ولد كَمَا كتب بِخَطِّهِ فِي أول سنة 679(5/55)
واشتغل بِالْعلمِ وتفقه وَأفْتى ودرس وَأعَاد بمدارس وَكَانَ مدرس المقدمية دَاخل بَاب الفراديس وخطيب الْجَامِع اليلبغاوي وَاخْتصرَ الْمنَار فِي أصُول الْفِقْه وَشَرحه وَشرح الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة وَكَانَ من أَعْيَان الْحَنَفِيَّة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 764
877 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن رَافع الدمراوي الْمَالِكِي جلال الدّين أَبُو البركات ابْن كَمَال الدّين أبي الذّكر سمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق ابْن طرخان وَمن الصفي عبد الْوَهَّاب بن الْحسن بن الْفُرَات وَغَيرهمَا ذكره الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته وَأنْشد عَنهُ لنَفسِهِ
(أزل ذَا السّمع عَن قَالَ وَقيل ... فَقَوْل النَّاس زور بِالدَّلِيلِ)
(ذئاب فِي ثِيَاب إِن تراهم ... فَكُن حذرا بجهدك يَا خليلي) وَقَالَ كَانَ عَالما متقللا يكْتَسب مَعَ الشُّهُود بِقدر مَا يَكْتَفِي بِهِ أَيَّامًا وَيَنْقَطِع فِي منزله دَائِما عمل المراوح فَبَاعَهَا لنفقته ونفقه عِيَاله وَله يَد طولى فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا يقتنصها من الْحُرُوف والإشارات فَلَا يُخطئ
878 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْقوي الكتاني
879 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد اللَّطِيف جمال الدّين الرندي التكريتي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي نزل مصر كَانَ من ذَوي الْأَمْوَال الواسعة والكارمية الْمَشْهُورَة(5/56)
وَله قصَّة لما حج أَصَابَهُ خلط أقعد مِنْهُ فَلَمَّا دخل إِلَى الْمَدِينَة اسْتَغَاثَ عِنْد الْحُجْرَة فَوجدَ خفَّة فَقَامَ يمشي وَلم يعاوده ذَلِك الْأَلَم مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 723
880 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن مكي بن طراد الْأنْصَارِيّ الخزرجي الْمَكِّيّ جمال الدّين ولد فِي سادس صفر سنة 702 وَسمع من جده لأمه الصفي الطَّبَرِيّ وَمن عَمه الرضي وَعُثْمَان التوزري وَغَيرهم واشتغل وتفقه وبرع فِي الْفَرَائِض وَالْفِقْه سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَتفرد بِبَعْض مسموعاته وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن الصفي فينسب لجده لأمه وَكَانَ خيرا فَاضلا مَاتَ فِي تَاسِع عشر شهر رَجَب سنة 776
881 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مهَاجر الْحلَبِي شمس الدّين ولد سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وتفقه على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وبرع ودرس وَكتب خطّ الْمَنْسُوب وتعانى الْآدَاب وَالنّظم والنثر ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بحلب فباشرها مُدَّة ثمَّ عزل عَنْهَا وَقدم الْقَاهِرَة فتحول شافعيا وَولى قَضَاء حماة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ قَضَاء حلب ثمَّ صرف بِابْن أبي الرضى فِي فتْنَة يلبغا الناصري فَلَمَّا عَاد النَّاصِر إِلَى ملكه رَحل إِلَيْهِ وسعى فِي الْقَضَاء فَلم يتَّفق لَهُ وولاه نظر الْجَيْش بحلب فَلم يُعجبهُ ثمَّ صرف عَن قريب(5/57)
وَاسْتمرّ على جهاته وَظِيفَة التدريس والأشغال ومشيخة خانقاه الصَّالح وَمَات فِي رَمَضَان سنة 764 وَمن شعره
(قُولُوا لمن عَابَ شعري ... بِالْجَهْلِ مِنْهُ إِلَى كم)
(عَليّ نحت القوافي ... وَمَا عَليّ إِذا لم)
882 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر الله بن أَحْمد بن رسْلَان البعلي الْحَنَفِيّ ولد سنة وَسمع من الْفَخر وَحدث عَنهُ بِجَامِع التِّرْمِذِيّ وَشهد عِنْد الْحُكَّام وباشر الْقَضَاء بِبَعْض الْبِلَاد وَمَات فِي رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة 742 ذكره ابْن الواني
883 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بدر الدّين بن جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ(5/58)
اسْمَعْهُ أَبوهُ من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي الحلاوي وَغَيرهمَا وَحدث عَن أَبِيه وَعَن جمَاعَة من مشايخه وَكَانَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 742
884 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الْعَطَّار من أهل المرية قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ وسيما وقورا صينا نَاب فِي الْقَضَاء عَن أبي البركات البلفيقي وَكَانَ ينظم نظما حسنا مَاتَ مطعونا سنة 750
885 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القَاضِي بدر الدّين ابْن الحبال الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 65 فِي ذِي الْحجَّة وَقَرَأَ الْفِقْه على ابْن حمدَان وَالْفَخْر عَليّ بن البُخَارِيّ وعَلى غَيرهمَا وَسمع من أبي الْحسن بن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَمن ابْن خطيب المزة من جَامع التِّرْمِذِيّ وبرع فِي الْفُنُون وَجمع وتصدر للتدريس مُدَّة وناب فِي الحكم وَكَانَ قَلِيل الْحَظ مغموضا عَلَيْهِ من جِهَة من يُؤْذِي النَّاس هَكَذَا قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي قَالَ التقي السُّبْكِيّ فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ كَانَ فَاضلا نَاب عَن التقي الْحَنْبَلِيّ وَحكي عَن تَقِيّ الدّين ابْن رزين حِكَايَة وانشد عَنهُ لنَفسِهِ فِي قصَّة وَقعت لَهُ
(تحالف النَّاس وَالزَّمَان ... فَحَيْثُ كَانَ الزَّمَان كَانُوا)
(عاداني الدَّهْر نصف يَوْم ... فانكشف النَّاس لي وبانوا)
(يَا أَيهَا المعرضون عني ... عودوا فقد عاود الزَّمَان) وَذكر أَن سَببهَا أَنه عزل فِي كائنة اتّفقت فَجَاءَهُ الْخَبَر أول النَّهَار وَعِنْده جمع كَبِير فانفل ذَلِك الْجمع فِي الْحَال ثمَّ جَاءَتْهُ الْولَايَة آخر النَّهَار قَالَ فكاد بَاب منزلي يتكسر من الزحام فَقلت ذَلِك مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 749(5/59)
886 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْملك الفشتالي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب أقدمه أَبُو عنان إِلَى فاس فولاه قَضَاء الْجَمَاعَة بهَا وَنفذ عَنهُ رَسُولا إِلَى الأندلس فَظهر فَضله وَعرف قدره وَهُوَ من بَيت كَبِير كَانَ حسن السمت طَوِيل الصمت صَدرا فِي الوثائق وَالْأَحْكَام جميل الْعشْرَة وَذكر بَينه وَبَينه مراجعات وَقعت فِي سنة 761 قَالَ وَهُوَ الْآن قَاضِي الْجَمَاعَة بهَا
887 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُؤمن الأسعردي ثمَّ الدِّمَشْقِي نزيل الْقَاهِرَة شمس الدّين ابْن اللبان ولد سنة 85 أَو نَحْوهَا وَسمع بِدِمَشْق من ابْن غَدِير وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ من الدمياطي وَغَيره وتفقه وبرع فِي الْفُنُون ودرس بزاوية الشَّافِعِي بالجامع وَتكلم على النَّاس على طَرِيق الشاذلية فطار لَهُ بذلك صيت عَظِيم وَلكنه ضبطت عَلَيْهِ كَلِمَات على طَرِيق الاتحادية فَقَامَ عَلَيْهِ الْفُقَهَاء وَحضر إِلَى مجْلِس القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي وَادّعى عَلَيْهِ عِنْده وانتصر لَهُ ابْن فضل الله إِلَى أَن اسْتَنْفَذَ من يَد القَاضِي الْمَالِكِي شرف الدّين عِيسَى الزواوي بعد أَن منع من الْكَلَام وَله تَرْتِيب الْأُم للشَّافِعِيّ(5/60)
وَاخْتصرَ الرَّوْضَة لكنه تعانى تعقيد الْأَلْفَاظ فَلَا يفهم وَاخْتصرَ عُلُوم الحَدِيث وَله مُخْتَصر فِي النَّحْو وَتَفْسِير سور وَكتاب على لِسَان الصُّوفِيَّة وَفِيه من إشارات أهل الْوحدَة وَهُوَ فِي غَايَة الْحَلَاوَة لفظا وَفِي الْمَعْنى سم ناقع قَالَ الأسنوي كَانَ عَارِفًا بالفقه والأصلين والعربية أديبا ذكيا فصيحا ذَا همة وصرامة وانجماع وَعمل فِي كائنة الْكَمَال جَعْفَر الأدفوي مقامة حط عَلَيْهِ فِيهَا قَالَ العثماني قَاضِي صفد رَأَيْته بِمَكَّة وَقت صَلَاة الْجُمُعَة وأمير الْحَج يضْرب الطائفين وَيَقُول اجلسوا للصَّلَاة فَقَامَ عَلَيْهِ وَأمْسك بكتفيه وَقَالَ نبيك قَالَ لَا تمنعوا أحدا طَاف بِهَذَا الْبَيْت أَي سَاعَة شَاءَ من ليل أَو نَهَار فَسَقَطت الْعَصَا من يَد الْأَمِير وَقبل يَد الشَّيْخ قَالَ فاتفق أَنه لما خرج الْخَطِيب جلس النَّاس دفْعَة وَاحِدَة مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
888 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف ابْن مُحَمَّد بن قدامَة المقدسى الحنبلى شمي الدّين أحد الأذكياء ولد فِي رَجَب سنة 705 وَقيل قبلهَا وَقيل بعْدهَا وَسمع من التقي سُلَيْمَان والمطعم وَابْن سعد وطبقتهم وتفقه بِابْن مُسلم وَتردد إِلَى ابْن تَيْمِية وَمهر فِي الحَدِيث وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا قَالَ الصَّفَدِي لَو عَاشَ كَانَ آيَة كنت إِذْ لَقيته سَأَلته عَن مسَائِل أدبية وفوائد عَرَبِيَّة فينحدر كالسيل وَكنت أرَاهُ يُوَافق الْمزي فِي أَسمَاء الرِّجَال وَيرد عَلَيْهِ فَيقبل مِنْهُ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص الْفَقِيه البارع الْمُقْرِئ المجود الْمُحدث الْحَافِظ النَّحْوِيّ(5/61)
الحاذق ذُو الْفُنُون كتب عني واستفدت مِنْهُ وَقَالَ ابْن كثير كَانَ حَافِظًا عَلامَة ناقدا حصل من الْعُلُوم مَا لَا يبلغهُ الشُّيُوخ الْكِبَار وبرع فِي الْفُنُون وَكَانَ جبلا فِي الْعِلَل والطرق وَالرِّجَال حسن الْفَهم جدا صَحِيح الذِّهْن وَقَالَ الْحُسَيْنِي درس بالصدرية والضيائية وتصدر وَقد حدث الذَّهَبِيّ عَن الْمزي عَن السرُوجِي عَنهُ وَقَالَ المزى مَا التقيت بِهِ إِلَّا واستفدت مِنْهُ وَنقل الْحُسَيْنِي هَذَا الْكَلَام عَن الذَّهَبِيّ أَنه قَالَ فِي جنَازَته وَله كتاب الْأَحْكَام فِي ثَمَان مجلدات وَالرَّدّ على السُّبْكِيّ فِي رده على ابْن تَيْمِية وَالْمُحَرر فِي الحَدِيث اخْتَصَرَهُ من الْإِلْمَام فجوده جدا وَاخْتصرَ التَّعْلِيق لِابْنِ الْجَوْزِيّ وَزَاد عَلَيْهِ وحرره وَشرح التسهيل فِي مجلدين وَله مناقشات لأبي حَيَّان فِيمَا اعْترض بِهِ على ابْن مَالك فِي الألفية وَغير ذَلِك وَله كَلَام على أَحَادِيث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب وَشرع فِي كتاب الْعِلَل على تَرْتِيب كتب الْفِقْه وقفت مِنْهُ على المجلد الأول وَجمع التَّفْسِير الْمسند لم يكمل أَيْضا قَالَ الذَّهَبِيّ مَا اجْتمعت بِهِ قطّ إِلَّا واستفدت مِنْهُ وَكثر التأسف عَلَيْهِ لما مَاتَ وَحضر جنَازَته من لَا يُحْصى كَثْرَة وَمَات فِي عَاشر جُمَادَى الأولى سنة 744
889 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ نَاصِر الدّين أَخُو صاحبينا(5/62)
عبد الْوَارِث وَنور الدّين كَانَ فَاضلا اشْتغل على جمَاعَة وَولي الْإِعَادَة بدرس الشَّافِعِي بالقرافة وَمَات فِي شَوَّال سنة 776 وَمَات أَبوهُ قبله بِقَلِيل سنة 774
890 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر العلائي شهَاب الدّين ابْن عَلَاء الدّين الشهير بِابْن بنت الْأَعَز ولد سنة وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَابْن الزين والإبرقوهي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ القطب الْقُسْطَلَانِيّ والعز الْحَرَّانِي وَابْن الْأنمَاطِي وشامية بنت الْبكْرِيّ وَطَائِفَة وَحدث بالبردة بِسَمَاعِهِ من البوصيرى ناظمها سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَالْقَاضِي صدر الدّين الْمَنَاوِيّ وَآخَرُونَ وَكَانَ حسن الشكل والملبس ظَاهر الحشمة يعد من أَعْيَان الْبَلَد ولي نظر بَيت المَال والأحباس وَغَيرهمَا وَمَات فِي ثامن عشر شهر ربيع الأول سنة 762 وَهُوَ بَقِيَّة الْبَيْت الْمَشْهُور وَذكر ابْن رَافع أَنه أم بالصالحية وَولي الْحِسْبَة بِمصْر
891 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عَدْلَانِ بن مَحْمُود بن لَاحق ابْن دَاوُد الْكِنَانِي الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي شمس الدّين ولد سنة سِتِّينَ أَو بعْدهَا بِقَلِيل تحرر أَن مولده فِي صفر سنة ثَلَاث وَسمع من النظام ابْن الخليلى وغازى الحلاوى والعز الحرانى وَابْن ترْجم والدمياطى وَابْن دَقِيق الْعِيد وَأَجَازَ لَهُ ابْن علاق وَغَيره وتفقه على الْوَجِيه البهنسي وَابْن السكرِي وجعفر التزمنتي والشهاب الْعِرَاقِيّ وَأخذ عَن ابْن النّحاس(5/63)
والأصبهاني وبرع فِي الْفِقْه ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم عَن ابْن دَقِيق الْعِيد وباشر وكَالَة أَمِير مُوسَى ابْن الصَّالح لَهُ سلطنة الجاشنكير وَتوجه رَسُولا إِلَى صَاحب الْيمن فِي أَوَائِل سنة 707 وعينه بيبرس الجاشنكير وَكَانُوا أَرَادوا غَزْو الْيمن فَأَشَارَ التُّجَّار بِتَأْخِير ذَلِك وبالمراسلة فأجيبوا فعين شمس الدّين سنقر السَّعْدِيّ وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن عَدْلَانِ لذَلِك فَلَمَّا عَاد النَّاصِر إِلَى السلطنة بعد قتل الجاشنكير نقم ذَلِك عَلَيْهِ وَلم يرْتَفع لَهُ رَأس فِي سلطنة حَتَّى أَن شهَاب الدّين ابْن فضل الله قَرَأَ لَهُ قصَّة فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قل لَهُ الَّذين يعترفوك مَاتُوا ثمَّ قدر أَنه ولي قَضَاء الْعَسْكَر فِي أَيَّام النَّاصِر أَحْمد وَكَانَ قد شرع فِي شرح مُخْتَصر الْمُزنِيّ شرحا مطولا فَلم يكمله قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَكَانَ أفقه من بَقِي فِي زَمَانه من الشَّافِعِيَّة وَكَانَ مدَار الْفتيا عَلَيْهِ وعَلى الشهَاب الْأنْصَارِيّ وَقَالَ الأسنوي كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه يضْرب بِهِ الْمثل مَعَ معرفَة بالأصلين والعربية وَالْقِرَاءَة وَكَانَ ذكيا نظارا فصيحا يعبر عَن الْأُمُور الجليلة بالعبارة الوجيزة مَعَ السرعة والديانة والمروءة وسلامة الصَّدْر وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ عَلامَة وقته متفننا فِي عُلُوم كَثِيرَة وَكَانَ نَظِير الشَّيْخ زين الدّين الكتناني فِي الْفِقْه وَيزِيد عَلَيْهِ بِالْعَرَبِيَّةِ والقراآت وَالتَّفْسِير وَلما حج الْجلَال الْقزْوِينِي استنابه فِي درس الْفِقْه بالناصرية وَكَانَت الْعَادة أَن يقْرَأ الْقَارِي أَيَّة بعد تَفْرِقَة الربعة فيتكلم عَلَيْهَا ابْن عَدْلَانِ كلَاما(5/64)
وَاسِعًا بِحَيْثُ يظنّ من سَمعه أَنه بَيته وَلَيْسَ كَذَلِك فان الْقَارئ كَانَ من جِهَة أَوْلَاد القَاضِي جلال الدّين وَكَانَ بَين ابْن عَدْلَانِ وَبينهمْ منافرة مَشْهُورَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 749 وَقد أسن
892 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن سياوش الخلاطي ثمَّ الدِّمَشْقِي إِمَام الكلاسة ولد سنة 644 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب الطباق وَمهر فِي القراآت وَالْفِقْه وَالْكِتَابَة والخطابة وَكَانَ دينا خيرا وقورا متواضعا حسن الشكل طيب النغمة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ النَّاس يتبركون بِهِ ويتنافسون فِي تَقْبِيل يَده قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ينطوي على خير وَعبادَة وَله سَمِعت وَصمت وشكل تَامّ وَصَوت مطرب ولي الخطابة سنة بعد موت الشّرف الْفَزارِيّ وَمَات فِي ثامن شَوَّال سنة 706 فجاءة قَالَ الْجَزرِي صلى الْعِيد بالمصلى وَرجع النَّاس مَعَه فَصَارَ يسلم على أهل الْأَسْوَاق وَصَامَ الْأَيَّام السِّتَّة وَدخل الْحمام قبل مَوته بِقَلِيل وَصلى الْفجْر ثمَّ غشي عَلَيْهِ فصلى غَيره الصُّبْح وَمَات هُوَ من سَاعَته
893 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عمر التركستاني نزيل الْقُدس الشَّيْخ شمس الدّين القرمي العابد الْمَشْهُور ولد سنة عشْرين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَتخرج بالشيخ قطب الدّين وَجَمَاعَة وَدخل دمشق وَهُوَ كَبِير فَأَقَامَ بهَا ثمَّ تحول إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَأَقَامَ بهَا مستوطنا مُقبلا على شَأْنه من الْعِبَادَة والتخلي عَن الدُّنْيَا والانقطاع وإدامة الذّكر والتلاوة إِلَى أَن شاع ذكره واشتهر أمره وَكَثُرت أَتْبَاعه وَكَانَ كثير التِّلَاوَة سريعها جدا قَالَ(5/65)
الْبُرْهَان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي دخلت الْقُدس سنة 782 فَرَأَيْت الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي يُصَلِّي صَلَاة الْمغرب ثمَّ صلى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سِتّ رَكْعَات فَأَخْبرنِي الشَّيْخ مُحَمَّد الْحلَبِي الْمَعْرُوف بالألواحي وَكَانَ قَرِيبا مِنْهُ فِي الصَّفّ لَيْسَ بَينهمَا إِلَّا مَا يسع شخصا وَاحِدًا أَنه قَرَأَ فِي السِّت رَكْعَات من أول الْقُرْآن إِلَى سُورَة الْأَنْبِيَاء وَانْصَرف بَين العشائين واشتهر عَنهُ أَنه يقْرَأ فِي كل يَوْم ثَلَاث ختمات وَأَنه كَانَ يَقُول مَا بَلغنِي عَن أحد من النَّاس أَنه تعبد عبَادَة إِلَّا تعبدت نظيرها وزدت عَلَيْهِ وَكَانَ وجيها عِنْد الْخَاصَّة والعامة مَقْبُول القَوْل عِنْد الْمُلُوك لَا ترد شَفَاعَته أنشدنا قَاضِي الْمُسلمين أَبُو سعد الْمَقْدِسِي ابْن الديري أجازة أنشدنا الشَّيْخ مُحَمَّد القرمي لنَفسِهِ
(أَسِير وحدي بِلَا مَاء وَلَا زَاد ... إِلَى الْحمى مستهاما ظامئا صادى)
(وَلَا رَفِيق وَلَا خل يؤنسي ... خلعت نَعْلي مني شاطئ الْوَادي)
(أدناني الْحبّ مِنْهُ ثمَّ قربني ... كقاب قوسين أَو أدنى ورا الهادى) وَمن شعره
(مَا زلت أقيم مَذْهَب الْعِشْق زمَان ... حَتَّى ظَهرت أَدِلَّة الْحق وَبَان)
(مَا زلت أوحد الَّذِي أعبده ... حَتَّى ارتحل الشّرك عَن الْحق وَبَان) وَكَانَت وَفَاته فِي تَاسِع شهر رَمَضَان سنة 788
894 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن قايماز بن عبد الله التركماني الأَصْل الفارقي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَافِظ أَبُو عبد الله شمس الدّين الذَّهَبِيّ ولد فِي ثَالِث ربيع الآخر سنة 673 وَأَجَازَ لَهُ فِي تِلْكَ السّنة بعناية أَخِيه من الرضَاعَة السيخ عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار أَحْمد بن أبي الْخَيْر وَابْن الدرجي وَابْن عَلان وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن أبي عَمْرو الْفَخر عَليّ وَجمع جم وَطلب بِنَفسِهِ بعد التسعين فَأكْثر عَن ابْن غَدِير وَابْن عَسَاكِر ويوسف الغسولي وَمن بَقِي من تِلْكَ الطَّبَقَة وَمن بعْدهَا ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الأبرقوهى والدمياطى وَابْن الصَّواف والغرفى وَغَيرهم وَخرج لنسفه ثَلَاثِينَ بلدانية وَمهر فِي فن الحَدِيث وَجمع تَارِيخ الْإِسْلَام فأربى فِيهِ على من تقدم بتحرير أَخْبَار الْمُحدثين خُصُوصا وَقطعَة من سنة سَبْعمِائة وَاخْتصرَ مِنْهُ مختصرات كَثِيرَة مِنْهَا العبر وسير النبلاء وَمُلَخَّص التَّارِيخ قدر نصفه وطبقات الْحفاظ وطبقات الْقُرَّاء وَالْإِشَارَة وَغير ذَلِك وَاخْتصرَ السّنَن الْكَبِير للبيهقي فهذبه وأجاد فِيهِ وَله الْمِيزَان فِي نقد الرِّجَال أَجَاد فِيهِ أَيْضا وَاخْتصرَ وتهذيب الْكَمَال لشيخه المزى وَخرج لنَفسِهِ المعجم الْكَبِير وَالصَّغِير والمختص بالمحدثين فَذكر فِيهِ غَالب الطّلبَة من أهل ذَلِك الْعَصْر وعاش الْكثير مِنْهُم بعده إِلَى نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَخرج اغيره من شُيُوخه وَمن أقرانه وَمن بلامذته وَرغب النَّاس فِي توايفه ورحلوا إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا وتداولوها قِرَاءَة ونسخا وسماعا وَولي تدريس الحَدِيث بتربة أم الصَّالح وبالمدرسة النفيسية وَقد مضى بَيَان تَوليته فِي(5/66)
الآخر سنة 673 وَأَجَازَ لَهُ فِي تِلْكَ السّنة بعناية أَخِيه من الرضَاعَة الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار أَحْمد بن أبي الْخَيْر وَابْن الدرجي وَابْن عَلان وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن أبي عَمْرو الْفَخر عَليّ وَجمع جم وَطلب بِنَفسِهِ بعد التسعين فَأكْثر عَن ابْن غَدِير وَابْن عَسَاكِر ويوسف الغسولي وَمن بَقِي من تِلْكَ الطَّبَقَة وَمن بعْدهَا ثمَّ رَحل إِلَى الْقَاهِرَة وَأخذ عَن الأبرقوهى والدمياطى وَابْن الصَّواف والغرافي وَغَيرهم وَخرج لنَفسِهِ ثَلَاثِينَ بلدانية وَمهر فِي فن الحَدِيث وَجمع فِيهِ المجاميع المفيدة الْكَثِيرَة حَتَّى كَانَ أَكثر أهل عصره تصنيفا وَجمع تَارِيخ الْإِسْلَام فأربى فِيهِ على من تقدم بتحرير أَخْبَار الْمُحدثين خُصُوصا وَقطعَة من سنة سَبْعمِائة وَاخْتصرَ مِنْهُ مختصرات كَثِيرَة مِنْهَا العبر وسير النبلاء وَمُلَخَّص التَّارِيخ قدر نصفه وطبقات الْحفاظ وطبقات الْقُرَّاء وَالْإِشَارَة وَغير ذَلِك وَاخْتصرَ السّنَن الْكَبِير للبيهقي فهذبه وأجاد فِيهِ وَله الْمِيزَان فِي نقد الرِّجَال أَجَاد فِيهِ أَيْضا وَاخْتصرَ تَهْذِيب الْكَمَال لشيخه الْمزي وَخرج لنَفسِهِ المعجم الْكَبِير وَالصَّغِير والمختص بالمحدثين فَذكر فِيهِ غَالب الطّلبَة من أهل ذَلِك الْعَصْر وعاش الْكثير مِنْهُم بعده إِلَى نَحْو أَرْبَعِينَ سنة وَخرج لغيره من شُيُوخه وَمن أقرانه وَمن تلامذته وَرغب النَّاس فِي تواليفه ورحلوا إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا وتداولوها قِرَاءَة ونسخا وسماعا وَولي تدريس الحَدِيث بتربة أم الصَّالح وبالمدرسة النفيسية وَقد مضى بَيَان تَوليته فِي(5/67)
تَرْجَمَة تنكز نَائِب الشَّام قَالَ الصَّفَدِي لم يكن عِنْده جمود الْمُحدثين وَلَا كودنة النقلَة بل كَانَ فَقِيه النَّفس لَهُ دربة بأقوال النَّاس وَهُوَ الْقَائِل مضمنا
(إِذا قَرَأَ الحَدِيث على شخص ... وأخلى موضعا لوفاة مثلي)
(فَمَا جازى بِإِحْسَان لِأَنِّي ... أُرِيد حَيَاته وَيُرِيد قَتْلِي) قَالَ الصَّفَدِي فَأَنْشَدته لنَفْسي
(خَلِيلك مَا لَهُ فِي ذَا مُرَاد ... فدم كَالشَّمْسِ فِي أَعلَى مَحل)
(وحظي أَن تعيش مدى اللَّيَالِي ... وَأَنَّك لاتمل وَأَنت تملي) قَالَ فأعجبه قولي خَلِيلك لِأَن فِيهِ إِشَارَة إِلَى بَقِيَّة الْبَيْت الَّذِي ضمنه هُوَ مَعَ الِاتِّفَاق فِي اسْم خَلِيل قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته كَانَ عَلامَة زَمَانه فِي الرِّجَال وأحوالهم حَدِيد الْفَهم ثاقب الذِّهْن وشهرته تغني عَن الإطناب فِيهِ وَأول مَا ولي تصدير حَلقَة قَرَأَ بِجَامِع دمشق فِي أول رواق زَكَرِيَّا عوضا عَن شمس الدّين الْعِرَاقِيّ الضَّرِير الْمُقْرِئ فِي الْمحرم سنة 699 بعد رُجُوعه من رحلته من مصر بِقَلِيل وَكَانَ قد أضرّ قبل مَوته بسنوات وَكَانَ يغْضب إِذا قيل لَهُ لَو قدحت عَيْنك لأبصرت لِأَنَّهُ كَانَ نزل فِيهَا مَاء وَيَقُول لَيْسَ هَذَا مَاء أَنا مَا زلت أعرف بَصرِي ينقص قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن تَكَامل عَدمه وَمَات فِي لَيْلَة الثَّالِث من ذِي الْقعدَة سنة 748
895 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان الهكاري عماد الدّين ابْن تَقِيّ الدّين أَخُو القَاضِي عز الدّين بلبيس كَانَ من طلبة الحَدِيث عِنْد الْحَافِظ أبي أَحْمد(5/68)
الدمياطي واشتغل كثيرا وَمَات فِي رَجَب سنة 708 بالأشمونين
896 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان التسترِي الأَصْل الْمدنِي أَبُو عبد الله شمس الدّين ولد بِطيبَة سنة 710 فِي ربيع الأول وَسمع من أبي عبد الله ابْن حُرَيْث كتاب الشِّفَاء فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَأَجَازَ لَهُ عبد الرَّحْمَن ابْن مخلوف وَعمر بن يحيى العتبى والوانى والدبوسي وَزَيْنَب بنت شكر فِي آخَرين وَكَانَ صَالحا خيرا وَحدث عَن الْجمال المطري وَحدث فِي حلب فِي سنة 773 سمع مِنْهُ بهَا برهَان الدّين سبط ابْن العجمي وَمَات لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة 785
897 - مُحَمَّد بن التقي أَحْمد بن أبي الْعِزّ الْحَرَّانِي شمس الدّين بن الصار ولد سنة واسمع على الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات سنة
898 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن برطال المالقي أَبُو عبد الله ولد سنة 629 وَأخذ عَن أَبِيه وخاله أبي عبد الله بن عَسْكَر وَعِيسَى بن سُلَيْمَان الرعيني(5/69)
وَمُحَمّد بن عِيسَى الفاسي وَأبي بكر بن خَمِيس وَأبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَأبي الْقَاسِم بن الطيلسان وَأَجَازَ لَهُ بعض أَصْحَاب السلَفِي سنة ثَلَاثِينَ قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من جلة الْفُقَهَاء عَارِفًا بالنوازل ذَا نزاهة مفرط الْوَقار مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة سليم الصَّدْر صليبا فِي الْحق مهيبا عالي الهمة مقتصدا متقللا من الدُّنْيَا قديم الْعَدَالَة قوالا بِالْحَقِّ متعففا مُقْتَصرا على مَا يحصل لَهُ من أَمْلَاك صيرها إِلَيْهِ الْمِيرَاث عَن آبَائِهِ وَولي قَضَاء مالقة وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن الْمحرم سنة 720 وَهُوَ فِي عشر الْمِائَة
899 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن بشر الْحَرَّانِي الأَصْل الْحلَبِي بدر الدّين ولد سنة 706 وَسمع على الحجار وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم والمطعم سنة 717 وَحدث عَنْهُم بِالصَّحِيحِ وَسمع غَيره وَحدث سمع مِنْهُ ابْن عشائر وبرهان الدّين الْمُحدث وَكَانَ خيرا محبا للْعلم دينا يسترزق من وقف عَلَيْهِ ويتجر فِي الْبَز بحلب وَعَلِيهِ وضاءة يقبل الإنقياد للإسماع مَاتَ فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة 771 أَو 772
900 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَابر الأندلسي أَبُو عبد الله الهواري الْمَالِكِي الْأَعْمَى ولد سنة 698 وَقَرَأَ الْقُرْآن والنحو على مُحَمَّد بن يعِيش وَالْفِقْه على مُحَمَّد بن سعيد الرندي والْحَدِيث على أبي عبد الله الزواوي ثمَّ رَحل إِلَى الديار المصرية وَصَحبه أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف الغرناطي فَكَانَ ابْن(5/70)
جَابر ينظم والغرناطي يكْتب ثمَّ نبغ الغرناطي فِي النّظم أَيْضا لَكِن المكثر هُوَ ابْن جَابر ونظم الْحلَّة السيراء فِي مدح خير الورى على قافية الْمِيم بديعية غلى طَريقَة الصفي الْحلِيّ وَشَرحهَا صَاحبه أَبُو جَعْفَر ثمَّ حجا ورجعا إِلَى الشَّام فأقاما بِدِمَشْق قَلِيلا ثمَّ تحولا إِلَى حلب وسكنا البيرة فاستمرا بهَا نَحوا من خمسين سنة ثمَّ فِي الآخر تزوج ابْن جَابر فتهاجرا ذكر لي ذَلِك صَاحبهمَا الشَّيْخ برهَان الدّين سبط ابْن العجمي وَقَالَ لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة نظم ابْن جَابر فصيح ثَعْلَب وكفاية المتحفظ وَغير ذَلِك وَكَانَ كثير النّظم عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ انْتفع بِهِ أهل تِلْكَ الْبِلَاد وَحدث بهَا عَن الْمزي والجزري وَابْن كاميار وَغَيرهم حَدثنِي عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن أَحْمد بن الحريري قَاضِي حلب وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 780 بالبيرة
901 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن جَامع الدِّمَشْقِي شمس الدّين ابْن اللبان الْمُقْرِئ ولد سنة عشر أَو سنة ثَلَاث عشرَة وَقَرَأَ على أبي حَيَّان القراآت بالثماني يَعْنِي مُقْتَصرا على منظومته فِي السَّبْعَة وعَلى منظومته فِي قِرَاءَة يَعْقُوب وَقَرَأَ على غَيره كَابْن السراج سنة 31 ثمَّ رَحل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَقَرَأَ على الْمرَادِي ابْن العشاب وَمهر فِي ذَلِك إِلَى أَن تصدى(5/71)
للإقراء بِدِمَشْق وَأكْثر النَّاس عَنهُ وَكَانَ يحفظ الشوارد وَرُبمَا قَرَأَ بِبَعْضِهَا فِي الصَّلَاة فَأنْكر عَلَيْهِ بعض الشَّافِعِيَّة وَكَانَ لَهُ سَماع من ابْن الشّحْنَة وَحدث عَنهُ وَعَن وجيهية بنت عَليّ بن الصعيدي الإسكندرانية وَغَيرهَا وَكَانَ قد طلب بِنَفسِهِ وقتا وَكتب الطباق وَحدث ودرس بتربة أم الصَّالح وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 776
902 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ بن الزيات أَبُو بكر الكلَاعِي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من بَقِيَّة أَبنَاء الْمَشَايِخ ظرفا وأدبا ومروءة وَله حَظّ بديع وَرِوَايَة عالية ومشاركة فِي فنون من قراآت وَفقه وعربية وأدب وَمَعْرِفَة بالوثائق ولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وَخلف أَبَاهُ فِي الخطابة والإمامة وأقرأ بِبَلَدِهِ وَكَانَ أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَابْن رشيد وجده لأمه وخال أَبِيه الْحَكِيم أبي جَعْفَر بن الْخَطِيب الْمذْحِجِي وَأبي عبد الله بن طَال وَأبي اسحاق الغافقي وَعلي بن عمر القيجاطي وَآخَرين وَجَاز لَهُ أَبُو الْعَبَّاس ابْن الغماز وَمَنْصُور بن عبد الْحق بن أَحْمد المشدالى وَله شعر مَقْبُول
903 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْحِجَازِي ثمَّ الْمصْرِيّ الرفاء الشَّيْخ(5/72)
شمس الدّين ولد سنة 721 تَقْرِيبًا وَسمع من الدلاصي والميدومي والقلانسي وَجَمَاعَة وَأكْثر عَن الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَحدث وَكَانَ سَاكِنا منجمعا كثير الْمُجَاورَة وَكَانَ يلقب حمام الْحرم وَكَانَ يذكر أَنه سمع الْمدْخل لأبي عبد الله بن الْحَاج مِنْهُ وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 792
904 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْغَنِيّ الرقي الْمُقْرِئ الْحَنَفِيّ شمس الدّين ولد سنة بضع وَسِتِّينَ قَالَ الْمزي هُوَ من ولد عمار بن يَاسر وتلا بالسبع على الفاروتي وَابْن مزهر وَغَيرهمَا وَسمع من الْفَخر وَإِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن ظافر وَعبد الْكَافِي بن وَعبد الْملك الربعِي وَغَيرهم وَحدث وأقرأ ودرس وَأفْتى قَالَ الذَّهَبِيّ عني بِالسَّمَاعِ وَدَار على الروَاة وتميز فِي الْفِقْه والقراآت وَرُوِيَ الْكثير قَالَ وَكَانَ عَالما فَاضلا متواضعا تصدر للاقراء وَولى مشيخة الإقراء بدار الحَدِيث الأشرفية وَجلسَ مَعَ الشُّهُود مُدَّة وَمَات فِي سلخ صفر وَدفن غرَّة ربيع الأول سنة 742 وَكَانَ تصدر للقراآت بِالْمَدْرَسَةِ الأشرفية
905 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر الأسنوي ابْن عَم الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي عبد الرَّحِيم بن الْحسن بن عَليّ اشْتغل قَدِيما بِبَلَدِهِ اسنا وَغَيرهَا وَأقَام باسنا مُدَّة ثمَّ بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَكَانَ الشَّيْخ عبد الله اليافعي يعظمه جدا وَكَانَ بارعاً عَالما عَاملا شرح مُخْتَصر مُسلم والألفية وَاخْتصرَ الشِّفَاء وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 763(5/73)
906 - مُحَمَّد حق الدّين بن أَحْمد حَرْب أرعد بن عَليّ صَبر الدّين بن ولسمع عمر الجبرتي الحبشي ملك الْحَبَشَة كَانَ جده عمر أول من تَأمر بِبَلَد يُقَال لَهَا وَفَاتَ بِضَم أَوله وَكَانَ أَصله من مَكَّة من بني عبد الدَّار وَقيل من بني عقيل بن أبي طَالب وَكَانَ يسكن بهَا جمَاعَة من الْمُسلمين تَحت حكم الحطى ملك الْحَبَشَة فَأمر عَلَيْهِم عمر الْمَذْكُور فطالت مدَّته فَملك أَوْلَاده مِنْهُم صَبر الدّين عَليّ فِي سنة سَبْعمِائة فَقَوِيت شوكته وَخرج عَن طَاعَة الحطى ثمَّ عَاد إِلَيْهَا للإختلاف عَلَيْهِ فَأَقَامَ الحطى وَلَده أَحْمد حَرْب أرعد مَكَانَهُ وألزم عليا الْإِقَامَة عِنْده فَأَقَامَ ثَمَان سِنِين ثمَّ أَعَادَهُ واستدعى ابْنه أَحْمد عِنْده ثمَّ رَضِي الحطى عَن أَحْمد فولاه مَا عمل من عمل أَبِيه ثمَّ مَاتَ أَحْمد فَأَقَامَ أَبوهُ عوضه ابْنه الآخر واسْمه أَبُو بكر وَخلف أَحْمد أَوْلَادًا مِنْهُم سعد الدّين مُحَمَّد وَحقّ الدّين مُحَمَّد فاشتغل حق الدّين بِالْعلمِ وَتقدم فِيهِ فهجره جده عَليّ وَعَمه ملا اصفح حَتَّى ألزمهُ بِالْإِقَامَةِ فِي عمله وَأخرجه لجباية بعض الْبِلَاد فحنق من ذَلِك وَجمع النَّاس على الْعِصْيَان على عَمه فانتصر حق الدّين وَكَانَ عَمه استنصر بالحطى فأنجده فَقتل الْعم فِي المعركة وَانْهَزَمَ الْجَيْش وَصَارَ حق الدّين إِلَى جده فتأدب مَعَه وأمده بِمَال فَبنى حق الدّين مَدِينَة اسماها وَحل وأسكن بهَا أَكثر أهل مَدِينَة وَفَاتَ وَاسْتمرّ على محاربة جيوش الحطى حَتَّى قيل أَنه وَقعت بَينهم فِي مُدَّة تسع سِنِين عشرُون وقْعَة كلهَا ينتصر عَلَيْهِم فَلَمَّا كَانَ فِي الْوَقْعَة الْأَخِيرَة اسْتشْهد وَذَلِكَ سنة 776 وَكَانَ مقداما شجاعا عجولا ملك تسع سِنِين وَاسْتقر بعده أَخُوهُ سعد الدّين أَبُو البركات مُحَمَّد
907 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن غَدِير الوَاسِطِيّ الشَّيْخ شمس الدّين ابْن غَدِير(5/74)
الْمُقْرِئ أَخذ القراآت عَن الْعِزّ الفاروثي وَصَحبه مُدَّة وجاور مَعَه بِمَكَّة وَسمع من عبد الله ابْن مَرْوَان الفارقي وَغَيره وَكَانَ ماهرا فِي القراآت عَارِفًا بطرقها مستحضرا تصدر للإقراء بِجَامِع الْحَاكِم وَكَانَ سيء الْخلق بِذِي اللِّسَان قَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ من فضلاء المقرئين على مزاح فِيهِ وَلعب وَبَلغنِي عَنهُ سوء سيرة انْتهى حضر عِنْده طَالب قِرَاءَة فَقرب مِنْهُ فزجره وَقَالَ أتقعد مني مقْعد الْقَابِلَة هلا جَلَست مزجر الْكَلْب مَاتَ فِي رَابِع الْمحرم سنة 739
908 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن قَاسم بن حسن الْمذْحِجِي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مقرئا كَاتبا بليغا كتب وَقيد وَأخذ عَنهُ أقرانه وَمن دونه وَمن شُيُوخه أَبُو عبد الله بن الغماز وَأَبُو جَعْفَر بن الزيات وَأَبُو عبد الله بن ربيع وَأَبُو عبد الله بن بكر وَغَيرهم وَمَات فِي شعْبَان سنة 734 وَله سِتّ وَأَرْبَعُونَ سنة
909 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الغساني من أهل مالقة أَبُو بكر ابْن حفيد الْأمين قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ إِمَامًا جَلِيلًا حَافِظًا لفروع الْفِقْه يدرس مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي الْفُرُوع عمره وَكَانَ قد عرضه كُله فِي مجْلِس وَاحِد وَكَانَ متواضعا جميل الإعتقاد مثابرا على الْخَيْر قَلِيل التصنع مَاتَ فِي سنة 726
910 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ البطروجي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ يُشَارك فِي مبادئ الْعَرَبيَّة وَكَانَ يكْتب الوثائق للْقَاضِي أبي البركات ثمَّ أبعده(5/75)
وانتقل إِلَى رندة ثمَّ عَاد إِلَى مالقة ثمَّ ولي الخطابة بغرناطة بعناية السُّلْطَان أبي الْحجَّاج واستقرا خير أبسلا ثمَّ بَالغ ابْن الْخَطِيب فِي الغض مِنْهُ والحط عَلَيْهِ وَبَقِي بعد ابْن الْخَطِيب زَمَانا
911 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَليّ العباسي يلقب المستمسك بِاللَّه كَانَ أكبر من أَخِيه المستكفي مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه الْحَاكِم مسجونا بالبرج من القلعة سنة 736 وَقد ولي وَلَده الْخلَافَة بعد المستكفي
912 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن إلْيَاس الرهاوي الْكَاتِب كَانَ ماهرا فِي صناعته وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 713
913 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عوض صدر الدّين بن القَاضِي عز الدّين الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ سمع من الْعِمَاد مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي وتقي الدّين عبد الله بن أَحْمد بن تَمام وَغَيرهمَا ودرس للحنابلة بالمنصورية وَغَيرهَا وَكَانَ حسن الشكل متواضعا وَكَانَ يعتني بِالْخَيْلِ وَكَانَ أَبوهُ قَاضِيا حَتَّى اجْتمع عِنْده خَمْسُونَ رَأْسا وَلها عدَّة خدم حَتَّى يُقَال إِن ذَلِك كَانَ سَبَب عزل أَبِيه مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 761
914 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ عز الدّين بن عز الدّين ابْن عز الدّين سمع مشيخة الكاشغري على الحجار وَحدث(5/76)
915 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مَحْبُوب سمع من الشّرف ابْن الْحَافِظ جُزْء ابْن نجيد سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْمُحدث الْحلَبِي بِدِمَشْق
916 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعْمَان ولد فِي الْمحرم سنة 14 وَكتب فِي استدعاء فِي رَجَب بِخَط ابْن سكر وَآخر من بَقِي فِيهِ عبد الرَّحِيم ابْن الطرابلسي صاحبنا
917 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الْمرْجَانِي ولد سنة 690 وَسمع من ابْن عبد الْمُؤمن والفاروثي وَابْن عَسَاكِر وَأَجَازَ لَهُ التقي الوَاسِطِيّ وَابْن القواس وَآخَرُونَ وَنَشَأ بزِي الجندية ثمَّ ترك ذَلِك وَلبس بزِي الْفُقَرَاء وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع الفوقاني بالمزة وَأول من خطب فِيهِ عماد الدّين ابْن كثير سنة سِتّ وَأَرْبَعين أثنى عَلَيْهِ ابْن رَافع والحسينى وَغَيرهمَا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 749
918 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان القليوبي فتح الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 62 وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَمهر فِي الْفِقْه وَالْأَدب وناب فِي الحكم ثمَّ ولي قَضَاء صفد مُدَّة لَطِيفَة وَكَانَ كثير التخيل فَتوهم من ابْن جمَاعَة شَيْئا فحصلت بَينهمَا وَحْشَة فجفاه وأبعده فَاحْتَاجَ لقِيَام الصُّورَة أَن يَنُوب عَن القَاضِي عز الدّين الاشموني بِمَدِينَة الْمحلة ثمَّ حصلت بَينهمَا أَيْضا منافرة فَعَاد عَنهُ إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وَمَات وَكَانَ كثير النَّوَادِر وَالرِّوَايَات المصرية وَمن لطائفه أَنه سمع فَخر الدّين ابْن الْقَابِلَة يَقُول(5/77)
كَانَ وَالِدي يَدْعُو الله أَن يرزقه ولدا نجيبا فَقَالَ لَهُ فِي الْحَال قد اسْتَجَابَ الله دَعوته فَجئْت أَنْت كَذَلِك وَكَانَ الْمَذْكُور أحدب وقرأت هَذِه النادرة بِخَط الْكَمَال جَعْفَر فَقَالَ فَجئْت أَنْت نجيبا قلت وَقد نظم صباحبنا الْوَزير فَخر الدّين ابْن مكانس ببيتين هَذَا ثَانِيهمَا
(دَعَوْت الله يَأْتِي نجيبا ... أُجِيب دعَاك فِيهِ فصرت بخْتِي) قَالَ القليوني كنت أَجْلِس عِنْد ابْن مخلوف القَاضِي فيجلس الصَّدْر سُلَيْمَان دوني فجَاء مرّة فَجَلَسَ فَوقِي فشكوت ذَلِك للْقَاضِي فَقَالَ ابْن شَاس كَانَ مَالك يكره طول اللِّحْيَة جدا وَكَانَ الصَّدْر طَوِيل اللِّحْيَة فَقَالَ ذَاهِبًا قَالَ وَقَالَ لَهُ مرّة من أَي بلد أَنْت قَالَ من شبر امريق قَالَ مَا حَالهَا قَالَ مَا فِيهَا أَكثر من الشّعير فَقلت لأجل ذَا علقت فِي وَجهك مخلاة وأرسلوه مرّة رَسُولا إِلَى الْعرَاق فَقَالَ لَهُ القليوبي مَا غنمت فِي سفرتك قَالَ كَبرت لحيتي فَقَالَ لَهُ هَذِه الْغَنِيمَة الْبَارِدَة وَله كتاب نتف الْفَضِيلَة فِي نتف اللِّحْيَة الطَّوِيلَة وَمن نظمه قَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ
(تظافر الْمَوْت والغلاء ... هَذَا لعمري هُوَ الْبلَاء)
(وَالنَّاس فِي غَفلَة وَجَهل ... لَو فطن النَّاس مَا أساؤا) وَله
(علقته مُحدثا ... شرد عَن عَيْني الوسن)
(حَدِيثه وَوَجهه ... كِلَاهُمَا عندى حسن
نظمك من شعرك أحبولة ... لَا غرو أَن صيد بهَا شَاعِر
لَا حكم للنادر لكنما حسنك وَالْحكم لَهُ نَادِر ...
كَانَت وَفَاته فِي جماى الأول سنة 725
919 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم بن مَكْتُوم الْقَيْسِي بدر الدّين السويدي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد بعد الْأَرْبَعين وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الحادى وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير ولازم قِرَاءَة البُخَارِيّ بالجامع بعد الظّهْر فِي رَمَضَان ولازم الْعِمَاد الحسباني فتفقه بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن العنبي وبرع فِيهِ وتصدر بالجامع مُدَّة وَأفْتى وَأعَاد وَكَانَ دينا خيرا عابدا كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة والمؤاساة للْفُقَرَاء وَالْبر والصلة لأقاربه مَعَ نزاهة النَّفس والتواضع والاجماع مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 7 // 7
920 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عيسون فتلخمى المرسى الأَصْل الغرناطى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ سخيا وقورا مليح الشكل وَولي الْأَعْمَال وَسعد الْمُلُوك وَله حَظّ من الْأَدَب وَنظر فِي الطِّبّ وَكَانَت وَفَاته بالمرية فِي جُمَادَى الأول سنة 723
921 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن فتوح الصغوني بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة أَبُو الْفضل(5/78)
وَله
(نظمك من شعرك أحبولة ... لَا غرو أَن صيد بهَا شَاعِر)
(لَا حكم للنادر لكنما حسنك وَالْحكم لَهُ نَادِر ... ) كَانَت وَفَاته فِي جماى الأول سنة 725
919 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر بن سعد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم بن مَكْتُوم الْقَيْسِي بدر الدّين السويدي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد بعد الْأَرْبَعين وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الْحَادِي وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير ولازم قِرَاءَة البُخَارِيّ بالجامع بعد الظّهْر فِي رَمَضَان ولازم الْعِمَاد الحسباني فتفقه بِهِ وَأخذ النَّحْو عَن العنابي وبرع فِيهِ وتصدر بالجامع مُدَّة وَأفْتى وَأعَاد وَكَانَ دينا خيرا عابدا كثير الْإِحْسَان الى الطّلبَة والمؤاساة للْفُقَرَاء وَالْبر والصلة لأقاربه مَعَ نزاهة النَّفس والتواضع والانجماع مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 797
920 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عيسون اللَّخْمِيّ المرسى الأَصْل الغرناطى قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ سخيا وقورا مليح الشكل وَولي الْأَعْمَال وَسعد الْمُلُوك وَله حَظّ من الْأَدَب وَنظر فِي الطِّبّ وَكَانَت وَفَاته بالمرية فِي جُمَادَى الأولى سنة 723
921 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن فتوح الصغوني بِمُهْملَة ثمَّ مُعْجمَة أَبُو الْفضل(5/79)
معِين الدّين الاسكندراني قدم دمشق وَطلب الحَدِيث سنة 13 وهلم جرا وَسمع من التقي سُلَيْمَان وَمن بعده وَكَانَ دينا عَاقِلا فَاضلا حدث بِدِمَشْق عَن التَّاج الغرافي بِمَجْلِس أبي المظفر ابْن السَّمْعَانِيّ وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 740 وَزَاد على السِّتين - ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته
922 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْعمريّ تَقِيّ الدّين الْحرَازِي ثمَّ الْمَكِّيّ ولد سنة 706 وَسمع الْكثير من جده لأمه الرضى الطَّبَرِيّ وأخيه الصفي وَالْفَخْر التوزري وَغَيرهم وتفقه على وَالِده وعَلى القَاضِي شرف الدّين الْبَارِزِيّ بحماة وَأَجَازَ لَهُ أَن يُفْتِي ويدرس وَحدث ودرس وَأفْتى فَكَانَ فَرد زَمَانه بِبَلَدِهِ ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد وَفَاة القَاضِي شهَاب الدّين الطَّبَرِيّ والخطابة بعد الضياء الْحَمَوِيّ ثمَّ سعى عَلَيْهِ أَبُو الْفضل النويري فولي عوضه الْقَضَاء والخطابة فِي سنة 63 وَلزِمَ الْحرَازِي بَيته حَتَّى مَاتَ لَا يخرج إِلَّا إِلَى الصَّلَاة وَكَانَ فِي أَحْكَامه عفيفا نزها وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الأولى سنة 765 رَحمَه الله تَعَالَى
923 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن قَاسم الْقطَّان أَبُو عبد الله المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَالما فَقِيها قَرَأَ وَعقد الشُّرُوط ثمَّ تجرد وَصدق فِي مُعَامَلَته ونفض يَده من الدُّنْيَا وَصَارَ يشار إِلَيْهِ فِي الزّهْد والورع وَاسْتمرّ على مُلَازمَة الدّين والتواضع والإفادة وَكَانَ يعظ النَّاس وَيتَكَلَّم فِي عدَّة فنون وَيحمل النَّاس على الزّهْد والإيثار وَتَابَ على يَده خلق كثير وَمَات فِي الطَّاعُون فِي صفر سنة 750(5/80)
924 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن سيدهم بن أبي الْخَيْر الدِّمَشْقِي نَاصِر الدّين الدجاجية ولد سنة أَربع وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع من الابرقوهي جُزْء ابْن الطلابة وتعانى الشَّهَادَات وَصَارَ يشْهد فِي الْقيمَة وتمول سمعُوا مِنْهُ وَمَات فِي شَوَّال سنة سبع وَخمسين وَسَبْعمائة
925 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد الْمَقْدِسِي ولد قبل الْأَرْبَعين وسِتمِائَة وَمَات فِي صفر سنة 714 ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه
926 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَاتِم الْأنْصَارِيّ أَبُو الْبَقَاء تَقِيّ الدّين ولد فِي رَجَب سنة 718 وَسمع بافادة وَالِده من الحجار والواني والدبوسي والختني وَأبي بكر الصنهاجي والحافظين القطب الْحلَبِي وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي وَالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن الْعَلامَة تَاج الدّين التبريزي وَغَيره وخطب بعد أَبِيه بِجَامِع ابْن الرّفْعَة ودرس بدرس الحَدِيث بالقبة البيبرسية وبدرس الْفِقْه بالشريفية وَغَيرهَا مُدَّة طَوِيلَة وَمَات فِي أول ذِي الْقعدَة سنة 793 بِالْقَاهِرَةِ وَلم يقدر لي السماع مِنْهُ مَعَ إِمْكَان ذَلِك وَقد أجَاز لمن أدْرك حَيَاته
927 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَليّ بن شبرين الجذامي أَبُو بكر أَصله من إشبيلية وَولى جده قضاءها وانتقل أَبوهُ عِنْد تغلب الْعَدو سنة 36 عَلَيْهَا فسكن رندة ثمَّ غرناطة(5/81)
ثمَّ سبتة وَبهَا ولد أَبُو بكر ثمَّ انْتقل إِلَى غرناطة فَكتب للسُّلْطَان وَولي الْقَضَاء بعدة جِهَات وَصَارَ من أعيانها وَكَانَ حسن الْخط حسن الشارة طيب المجالسة وقورا عَظِيم الأبهة دينا فَاضلا أديبا مُنْقَطِعًا مقتدرا على النّظم حَتَّى تعدّدت أسفار ديوانه وَكَانَ يستكثر مِنْهُ وَلَا ينقحه ذكره بذلك وَأكْثر مِنْهُ ابْن الْخَطِيب وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ قَرَأَ على جده لأمه أبي بكر ابْن عُبَيْدَة الاشبيلي وَسمع من أبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي عبد الله بن حُرَيْث وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله بن ربيع وَأبي عَليّ المشدالي وَأبي إِسْحَاق بن عبد الرفيع وَأَجَازَهُ ابْن دَقِيق الْعِيد وزين الدّين ابْن النّحاس وَشرف الدّين الدمياطي والابرقوهي وَخلق كثير من مصر والحجاز وتونس وَغَيرهَا وَأورد من شعره كثيرا وَقيد وَفَاته فِي ثَالِث شعْبَان سنة 747
928 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد العزفي أَبُو عبد الله الشيبي من نسل أَمِير شيبَة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا على سنَن سلفه وَمَات ببر العدوة فِي ذِي الْقعدَة سنة 709 وَله خمس وَأَرْبَعُونَ سنة
929 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن أبي عَمْرو أَحْمد بن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْوَلِيد مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي جَعْفَر بن الْحَاج أَبُو الْوَلِيد التجِيبِي الأندلسي نزيل دمشق ولد سنة 638 وَمَات أَبوهُ وجده مَعًا فِي سنة 641 وَنَشَأ يَتِيما وَكَانَ لَهُ مَال جزيل إِلَى الْغَايَة فتمزق بأيدى(5/82)
الظلمَة حَتَّى يُقَال إِن ابْن الْأَحْمَر أَخذ مِنْهُ فِي دفْعَة وَاحِدَة عشْرين ألف دِينَار وعدمت لَهُ كتب جليلة وَسكن شريش ثمَّ غرناطة ثمَّ تونس ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق فسكن دمشق وَأم بمحراب الْمَالِكِيَّة وَسمع من الْفَخر وَغَيره وَكَانَ وقورا دينا منقبضا منور الشيبة كتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْفِقْه واللغة والْحَدِيث وَعرض عَلَيْهِ نِيَابَة الحكم فَامْتنعَ وَكَانَت لَهُ عدَّة كَامِلَة من السِّلَاح وَالْخَيْل أعدهَا للغزاة من مَاله قَالَ الذَّهَبِيّ فِي ذيل العبر كَانَ نبيلا من بَيت علم وَكتب تصانيف نافعة بالمغرب ومحاسنه جمة وَقَالَ فِي سير النبلاء كَانَ وقورا منور الشيبة حسن الْفَضِيلَة متين الدّيانَة والتاله منقبضا مَاتَ فِي ثامن عشر رَجَب سنة 718
930 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن سحمان أَبُو بكر بن الشريشي الأَصْل نزيل دمشق جمال الدّين بن كَمَال الدّين الْبكْرِيّ الوابلي ولد سنة أَربع أَو خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة واحضر على ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَسمع من جمَاعَة وَحصل لَهُ أَبوهُ إجازات واشتغل فِي صباه وتفنن فِي الْعُلُوم واشتهر بالفضيلة وَيُقَال إِن ابْن تَيْمِية حضر درسه وفضله على أَبِيه وَله يَوْمئِذٍ اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة ثمَّ درس فِي عدَّة أَمَاكِن وَأفْتى وولاه الْعَلَاء القونوي قَضَاء حمص ثمَّ قدم دمشق بعد مُدَّة فولي تدريس البادرائية وَغَيرهَا ثمَّ صَار يلازم شغل النَّاس بالجامع تدريسا وإفتاء إِلَى ان ولى تدريس الشامية البرانية عقب عزل القَاضِي تَاج الدّين(5/83)
وناب فِي الحكم عَن البُلْقِينِيّ وَمَات عَن قرب فِي شَوَّال سنة 769 وَكَانَ حسن المحاضرة دمث الْأَخْلَاق وَله زَوَائِد الْحَاوِي الصَّغِير على الْمِنْهَاج ومختصر الرَّوْضَة وَشرح الْمِنْهَاج من الصَّغِير للرافعي وَله خطب ونظم وَقد حدث بِمصْر سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَله شعر حسن فَمِنْهُ
(ومذ رأى أَلا بدان فِي شركَة ... أبطلها من بعد أَخذ العينان)
(وَقَالَ إِن كنت تكفلتني ... فمت غراما وَعلي الضَّمَان) وَله ونقلته من خطّ الشَّيْخ بدر الدّين الزر كشي
(يَا من إِذا بالمرد ذالوعة ... مَا أَنْت فِي حبهم بالمصيب)
(فِي الخرد الْعين الَّذِي تستهي ... مِنْهُم ويفضلن نَحْو الحبيب) وَقَالَ ... وباتت تناجيني بدر حَدِيثهَا ... فكاد جفاها أَن يذكرنِي حيني
وادركها غنج الدَّلال فاعرضت ... وَقَالَت حَدِيثي رده قلت من عَيْني ...
931 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْعَسْقَلَانِي أَبُو الْفَتْح الطولوني إِمَام الْجَامِع الطولوني ولد سنة 704 وَقَرَأَ على التقي الصَّائِغ وَسمع مِنْهُ الشاطبية وَعمر حَتَّى صَارَت إِلَيْهِ الرحلة وَهُوَ آخر من حدث بِالسَّمَاعِ(5/84)
عَن التقي الصَّائِغ وَمَات فِي الْمحرم سنة 793
932 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف الْهَاشِمِي الطنجالي المالقي ولد سنة 13 وَكَانَ غلى سنَن سلفه فِي الْوَقار والاحتشام والورع تقدم خَطِيبًا ثمَّ قَاضِيا بِبَلَدِهِ فَكَانَ غَايَة فِي النزاهة وَالْعَدَالَة وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض والحساب واستعفى من الْقَضَاء فأعفي وَمَات فِي رَجَب سنة 752 وَأَبوهُ فِي قيد الْحَيَاة
933 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نَاصِر بن حيدرة بن الْقَاسِم بن الْحسن ابْن الْحُسَيْن بن إِدْرِيس بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب الشريف أَبُو عبد الله الحسني الاشبيلي ولد سنة 697 وَقَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عبد الله بن هاني وَأخذ عَن أبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله بن حُرَيْث وَغَيرهم وتعانى الْأَدَب ونظم الشّعْر ورتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بغرناطة ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء مالقة ثمَّ جمع لَهُ الْقَضَاء والخطابة بغرناطة فِي ربيع الآخر سنة 743 فباشره بالمهابة والصدع بِالْحَقِّ وَلم يزل إِلَى أَن صرف فِي رَمَضَان سنة 747 وَأَقْبل على التدريس فِي الْفِقْه والعربية ثمَّ ولي قَضَاء وَادي آش ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بغرناطة إِلَى يَوْم عيد الْفطر سنة 755 فأصابته محنة يَوْم هَلَاك(5/85)
السُّلْطَان ثمَّ خلص وَبَقِي على الْقَضَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 760 بَالغ ابْن الْخَطِيب فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَمن جملَة مَا قَالَ فِيهِ إِنَّه كَانَ بارعا فِي الحكم والتدريس والتصنيف غزير الْحِفْظ حَاضر الذّكر فصيح اللِّسَان
934 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْكحل أَبُو يحيى قَالَ ابْن الْخَطِيب شيخ حسن الشيبة رَاكب فِي متن دَعْوَى عريضة فِي مقَام التصوف والتوحيد يكذبها أَحْوَاله لاستيلاء الشره عَلَيْهِ واستغراق وقته فِي القواطع عَن الله وَقد أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى محنة واعتقال ثمَّ من الله بخلاصه وَله شعر وسط وَكَانَ قد ولي خططا نبيهة مِنْهَا خطة الِاشْتِغَال مَعَ رداءة خطه قلت رَأَيْت ولد هَذَا بِالْقَاهِرَةِ شامخ الْأنف عريض الدَّعْوَى فِي الطِّبّ تقدم عِنْد يشبك المتحدث فِي الدولة الناصرية فراج ثمَّ خمل بعد ذَلِك وَمَات بعد الْعشْرين
935 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سَالم بن إِبْرَاهِيم الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْقَزاز شمس الدّين أَبُو عبد الله ابْن أُخْت سراج الدّين ابْن شحانة ولد سنة 618 وَسمع من ابْن روزبة القلانسي وَابْن الْخَيْر(5/86)
والمؤتمن بن القميرة وَمن ابْن بنت الجميزي وَصَالح المدلجي والضياء الْمَقْدِسِي وَأبي الْمَعَالِي ويوسف بن خَلِيل وَغَيرهم وَكَانَ عابدا زاهدا كثير التِّلَاوَة صَاحب نَوَادِر ودعابة وَحدث بِدِمَشْق والحجاز قَالَ الذَّهَبِيّ أَخْبرنِي أَنه تَلا بِمَكَّة زيد من ألف ختمة وَأَنه اتكأ فِي الْحجر من جِهَة الْمِيزَاب فَتلا فِيهِ ختمة قَالَ الذَّهَبِيّ لَعَلَّه قَرَأَ سُورَة الْإِخْلَاص ثَلَاثًا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة رَاجعا من مَكَّة سنة 705
936 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَاوُد الغساني أَبُو يحيى كَانَ خيرا مرضيا ذكره ابْن الْخَطِيب وَأنْشد لَهُ
(إِذا الأقوام خصوا بالعطاء ... وفازوا بالهبات وبالثراء)
(وأضحى حظنا منعا لِمَعْنى ... فَمنع للرضا عين الْعَطاء) وَقَالَ مَاتَ سنة 749 وَلم يبلغ الْأَرْبَعين
937 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب بن عبد الْملك بن سُهَيْل الْقَيْسِي قَالَ ابْن الْخَطِيب لَقِي أَبَا الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَأَبا الْقَاسِم الْعرفِيّ وَأَبا عَليّ ابْن أبي الْأَحْوَص وَغَيرهم وَكَانَ مولده سنة 625 وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 701
938 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن العسجدي أَبُو الْمَعَالِي ولد بِالْقَاهِرَةِ وَسمع بهَا من عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَأحمد بن كشتغدي وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي رَجَب سنة 777(5/87)
939 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن سعيد ابْن فائد الْهِلَالِي الاسكندري الْمَالِكِي كَمَال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الربعِي قَاضِي الْإسْكَنْدَريَّة ولد بهَا فِي ربيع الأول سنة 703 وَسمع من عبد الرَّحْمَن ابْن مخلوف والخطيب أبي الْحُسَيْن السفاقسي وَسمع بِمَكَّة من عِيسَى الحجي وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَغَيره وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 767
940 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْحسن الصَّالِحِي الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الدجاجية نَاصِر الدّين سمع من الابرقوهي وَحدث روى عَنهُ الْحُسَيْنِي فِي مُعْجَمه وَقَالَ تغير بآخرة وَمَات فِي رَجَب سنة 761 وجده عبد الْعَزِيز كَانَ من الروَاة عَن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ابْن عَسَاكِر
941 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن هبة الله الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن النصيبي تَاج الدّين أَبُو المكارم ولد فِي رَمَضَان سنة 41 وَسمع من يُوسُف بن خَلِيل الْكثير وَمن أبي طَالب بن العجمي وَجَمَاعَة وتفقه للشَّافِعِيّ ودرس بالعصرونية وَولي وكَالَة بَيت المَال بحلب وَكِتَابَة الدرج وَكَانَ قد احضر وَهُوَ صَغِير على المؤتمن ابْن القميرة وَحدث واتفقت لَهُ مصادرة فِي أَيَّام الْمَنْصُور وسجن بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ أطلق وَكَانَ من الرؤساء الْمَشْهُورين مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 715
944 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف ابْن جزي الْكَلْبِيّ الغرناطي يكنى أَبَا الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ على(5/88)
طَريقَة مثلي من العكوف على الْعلم والاشتغال بِالنّظرِ وَالتَّقْيِيد مشاركا فِي فنون من عَرَبِيَّة وَفقه وأصول وأدب وَحَدِيث تقدم خَطِيبًا بِبَلَدِهِ على حَدَاثَة سنة فاتفقوا على فَضله وَكَانَ قد قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي الْحسن بن سمعون وَقَرَأَ على أبي عبد الله بن الْعِمَاد ولازم الْحَافِظ ابْن رشيد وروى أَيْضا عَن أبي عبد الله بن أبي عَامر بن ربيع وَأبي الْمجد بن أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَله تصانيف مِنْهَا وَسِيلَة الْمُسلم فِي تَهْذِيب مُسلم والبارع فِي قِرَاءَة نَافِع والفوائد الْعَامَّة فِي لحن الْعَامَّة وَمن شعره
(لكل بني الدُّنْيَا مُرَاد ومقصد ... وَإِن مرادي صِحَة وفراغ)
(لأبلغ فِي علم الشَّرِيعَة مبلغا ... يكون بِهِ لي فِي الْحَيَاة بَلَاغ)
(فَفِي مثل هَذَا فلينافس أولو النهى ... وحسبي من الدُّنْيَا الْغرُور بَلَاغ)
(فَمَا الْعَيْش إِلَّا فِي نعيم مؤبد ... بِهِ الْعَيْش رغد وَالشرَاب يساغ) قتل فِي الكائنة بطريف فِي سَابِع جُمَادَى الأولى سنة 741
943 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن خَمِيس الْأنْصَارِيّ قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ على أَبِيه وَابْن الزبير وَابْن رشيد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْمجد بن أبي الْأَحْوَص وَمُحَمّد بن أبي عَامر ابْن ربيع وَغَيرهم وَكَانَ أحد بلغاء عصره وصنف النفحة الأرضية(5/89)
فِي العروة المرضية وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 750
944 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمجِيد بن أبي الْفضل بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن عبد الْبَاقِي بن زيد الْأنْصَارِيّ الخزرجي البعلبكي الْفَقِيه الشَّافِعِي أَبُو عبد الله بن زيد تفقه على ودرس وَأفْتى وَكَانَ فَقِيها عَالما مفتيا وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن الحجار سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَمَات سنة
945 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم السَّعْدِيّ أَبُو الْيُسْر ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 719
946 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أسعد بن المنجا التنوخي عز الدّين ابْن الشَّيْخ وجيه الدّين ولد فِي أول سنة 88 وأحضر على زَيْنَب بنت مكي وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ ذكيا مخالطا للشَّافِعِيَّة جماعا للكتب وَولي حسبَة دمشق وَنظر الْجَامِع ودرس فِي أَمَاكِن وَكَانَ صَدرا رَئِيسا كثير الحشمة والمروءة حسن الشكل محبا لأهل الْعلم وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 746 قلت وَهُوَ وَالِد الشيخة أم الْحسن فَاطِمَة الَّتِي أكثرت عَنْهَا فِي رحلتي إِلَى دمشق
947 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سرُور التَّمِيمِي التّونسِيّ أَصله من غرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب حمل عَن ابْن هَارُون وَابْني الخباز وَابْن عبد السَّلَام وَله شعر جيد وَمَات سنة 751
948 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم شرف الدّين ابو السُّعُود(5/90)
ابْن الصاحب زين الدّين ابْن الصاحب فَخر الدّين بن الصاحب بهاء الدّين الشهير بِابْن حنا ولد سنة وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وغازي الحلاوي وَغَيرهمَا وَحدث قَالَ ابْن رَافع درس بالشريفية بِمصْر وَكَانَ آخر من بَقِي من رُؤَسَاء مصر ومدرسيها مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 747 وَهُوَ وَالِد شَيخنَا بدر الدّين
949 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الصاحب شمس الدّين الْمصْرِيّ تفقه وَولي الْحِسْبَة بِالْقَاهِرَةِ وَنظر الأحباس وَمَات فجاءة وَهُوَ بَين القصرين رَاكِبًا على بغلته وَذَلِكَ فِي آخر سنة 748 أَو أول سنة 749
950 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الغساني المالقي ابْن ابْن عَم مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَليّ الْمَاضِي يكنى أَبَا الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْفضل وَالْعلم استظهر جَوَاهِر ابْن شَاس وَكَانَ من حفاظ الْمَذْهَب وَكَانَ معيلا فَقِيرا كَأَنَّهُ على زِيّ الصَّالِحين مَعَ سذاجة وَشدَّة إِنْكَار على الْبدع تصدر للإقراء بالجامع وَمن شُيُوخه أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَأَبُو جَعْفَر بن الزبير وَأَبُو مُحَمَّد بن الرداد وَله تَقْيِيد حسن فِي الْفَرَائِض وجزء فِي تَفْضِيل التِّين على التَّمْر وَكَلَام على نَوَازِل من الْفِقْه وفقد فِي الكائنة العظمي بطريف قلت وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 741 وَأَخُوهُ أَبُو الحكم(5/91)
951 - مُحَمَّد قَرَأَ على أبي مُحَمَّد الْبَاهِلِيّ وروى عَن الْخَطِيب أبي عبد الله الطنجالي وَكَانَ من أهل الدّين المتين عقد الشُّرُوط بمالقة مُدَّة وتصدر بالجامع وَلم يزل على حَاله من الْعِبَادَة وَالْخَيْر إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 749
952 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيَاض الْيحصبِي من ذُرِّيَّة القَاضِي عِيَاض السبتي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الحشمة والعفاف وَاسْتظْهر كتبا كَثِيرَة وَكَانَ آيَة فِي الْحِفْظ ثمَّ مَاتَ شَابًّا سنة 750
953 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فَرح اللَّخْمِيّ الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ مشاركا فِي الْأَصْلَيْنِ أَخذ القراآت عَن الْأُسْتَاذ أبي الْحسن ابْن أبي العنبس وَقَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله ابْن رشيد وَأبي جَعْفَر بن الزيات وَغَيرهم وَوَقعت لَهُ محنة مَعَ بعض الوزراء فَأخْرجهُ إِلَى إفريقية فَأَقَامَ بهَا ثمَّ أَرَادَ الرُّجُوع فوصل إِلَى بِلَاد الْعنَّاب فَمَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة
954 - مُحَمَّد بن أَحْمد بت المتأهل العذري قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن الْخط ولي الأشغال السُّلْطَانِيَّة فَلم تحمد سيرته وَكثر ذاموه حَتَّى يرصد بِهِ لَيْلًا فأصيب بجراحة ثمَّ مَاتَ فِي حُدُود سنة 743 وَكَانَ لَهُ شعر نَازل
955 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَمْرو مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد النَّاس(5/92)
الْيَعْمرِي صَلَاح الدّين ابْن أخي الْحَافِظ فتح الدّين سمع بإفادة عَمه من حسن الْكرْدِي والحجار سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخه فِي صفر سنة 763
956 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ نجم الدّين الشَّافِعِي اشْتغل كثيرا وَكَانَ ذكيا نجيبا صينا عفيفا ذكر لقَضَاء الشَّافِعِيَّة بِمَكَّة فَلم يتَّفق ذَلِك وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 765
957 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق العجيسي التلمساني شمس الدّين أَبُو عبد الله ولد بتلمسان سنة 711 وَسمع بهَا من أبي بدر بن أبي عبد الله بن الإِمَام وأخيه أبي مُوسَى ورحل قَدِيما وَحج سنة 36 فلقي بِالْمَدِينَةِ جمَاعَة وَحمل عَنْهُم مِنْهُم الزبير بن عَليّ الاسواني وَعبد الله بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ والخطيب بهَا الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل الوَاسِطِيّ وجمال الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف المطري وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُؤذن الْمَسْجِد الْحَرَام وَأحمد بن مُحَمَّد الصَّنْعَانِيّ نَائِب الحكم وَشرف الدّين مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد الاميوطي الْحَاكِم بهَا ومثقال بن عبد الله المغيثي ومُوسَى بن سَلامَة الشَّافِعِي الْمصْرِيّ الْخَطِيب وأيمن التّونسِيّ الشَّاعِر يكنى أَبَا البركات وَعبد الْوَارِث بن عبد الْوَاحِد بن أبي زكنون التّونسِيّ يكنى أَبَا فَارس وَغَيرهم وَأخذ بِمَكَّة عَن عِيسَى بن عبد الله الحجي والزين أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ وَالْفَخْر عُثْمَان التوزرى وَنجم الدّين مُحَمَّد بن(5/93)
الْكَمَال عبد الله بن الْمُحب الطَّبَرِيّ والجلال مُحَمَّد بن أَحْمد بن الاقشهري وَغَيرهم وبمصر من يُونُس الدبوسي وَصَالح الاسنوي والقطب الْحلَبِي والبدر الفارقي والجلال الْقزْوِينِي وَأحمد بن مَنْصُور الجوهرى ويحي ابْن الْمصْرِيّ وَأحمد بن مُحَمَّد الْحلَبِي والحافظ فتح الدّين الْيَعْمرِي وَالشَّيْخ أثير الدّين وتقي الدّين الأكفانى وَأحمد بن بكر ابْن طى وَمُحَمّد بن كشتغدي وَمُحَمّد بن غالي وَأحمد بن عبيد الأشعردى والوادي آشي والتاج التبريزي وَعبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَغَيرهم وبالقدس من الشَّيْخ عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الْقُدسِي وبالخليل من إِبْرَاهِيم بن عمر الجعبري وبدمشق من شمس الدّين ابْن الْمُسلم قَاضِي الْحَنَابِلَة وبرهان الدّين الرَّازِيّ وبالإسكندرية من أَحْمد بن مُحَمَّد الْمرَادِي العشاب وَعز الْقُضَاة ابْن الْمُنِير وبطرابلس الْمغرب من الْخَطِيب الزندى وَأبي عبد الرفيع وبتونس من ابْن عبد السَّلَام وَالْإِمَام بِجَامِع الزيتونة هَارُون بن التلمساني والحافظ يحيى بن مُحَمَّد بن يحيى بن عُصْفُور وببجاية والزاب وبلاد الجريد وتلمسان وَقد جمع أَسمَاء شُيُوخه فِي تصنيف مُفْرد سَمَّاهُ عجالة المستوفي قَالَ ابْن الْخَطِيب بعد أَن وَصفه باللطف والنزاهة وَالْوَقار مَعَ الدعابة والتعصب لأَصْحَابه وإخوانه وَمَعْرِفَة الصُّحْبَة للملوك والتهدي إِلَى أَخْلَاقهم واستجلاب مَوَدَّتهمْ أَنه مشارك فِي فنون كَثِيرَة من أصُول وفروع متسع الرِّوَايَة كثير(5/94)
السداد فَارس الْمِنْبَر وَكَانَت رحلته مَعَ أَبِيه وَلما عَاد إِلَى الْمغرب فَاشْتَمَلَ على السُّلْطَان أبي الْحسن فخلطه بِنَفسِهِ وَترسل لَهُ فِي سنة 748 فَلَمَّا نكب أَبُو الْحسن انْتقل ابْن مَرْزُوق من الْبَلَد فَأَقَامَ بالأندلس بعد أَن كَانَ مُقيما بتلمسان وسجن بالمطبق مُدَّة فَأكْرمه سلطانها وَذَلِكَ فِي سنة 752 فقلده الْخطْبَة واقعده للإقراء بِالْمَدْرَسَةِ ثمَّ توجه فِي سنة 754 إِلَى فاس فاستقر بِبَاب أبي عنان وَأنْشد لَهُ من شعره يُخَاطب بعض الْمُلُوك
(انْظُر إِلَى النوار فِي أغصانه ... يَحْكِي النُّجُوم إِذا تلفت فِي الحلك)
(حَيّ أَمِير الْمُسلمين وَقَالَ قد ... عميت بَصِيرَة من بغيرك مثلك)
(يَا يوسفا حزت الْجمال بأسره ... فمحاسن الْأَيَّام تؤتي هيت لَك)
(أَنْت الَّذِي صعدت بِهِ أَوْصَافه ... فَيُقَال فِيهِ إِذا مليك أَو ملك) قَالَ فَلم يزل عِنْد أبي عنان إِلَى أَن نكب مرّة ثَانِيَة ثمَّ خلص فَتوجه إِلَى الشرق وَذَلِكَ فِي سنة 765 فوصل فِيهَا إِلَى تونس فَقَرَأت بِخَط ابْن مَرْزُوق فِي هَامِش تَارِيخ غرناطة أَنه وصل إِلَى تونس فِي سنة 765 فقرر فِي الخطابة والتدريس ومجالسة السُّلْطَان إِلَى ربيع الأول سنة 773 قَالَ ثمَّ تَوَجَّهت فِي الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة فحللت بهَا وَلَقِيت من ملكهَا الَّذِي لم أر من الْمُلُوك مثله الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن حلما وفضلا وجودا وتلطفاً ورحمى وأجرى عَليّ وعَلى وَلَدي مَا قَامَ بِهِ الْحَال وقلدني دروسا ومدارس وأهلني بقول بِحَضْرَتِهِ وَكتب ذَلِك فِي سنة 75 قلت وَاسْتمرّ على حَاله على أَن مَاتَ فِي سنة 781 وَله سَبْعُونَ سنة وَقد أجَاز لمن(5/95)
أدْرك حَيَاته وَقدم علينا حفيده مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله بن مَرْزُوق الْقَاهِرَة وَحج بعد الْعشْرين وَكَانَ قد وَقع لي شرح الشِّفَاء بِخَط جده فاتحفته بِهِ وسر بِهِ سُرُورًا كثيرا وَنعم الرجل هُوَ معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والفنون وَحسن الْخط والخلق وَالْوَقار والمعرفة وَالْأَدب التَّام وَرجع إِلَى بِلَاده بعد أَن حدث وشغل وَظَهَرت فضائله - حفظه الله تَعَالَى
958 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله بن المظفر بن أسعد بن حَمْزَة بن أَسد بن عَليّ بن مُحَمَّد التَّمِيمِي أَمِين الدّين بن جمال الدّين بن شرف الدّين ابْن جمال الدّين ابْن أبي الْفَتْح ابْن أبي غَالب بن مؤيد الدّين ابْن أبي الْمَعَالِي الْوَزير ابْن العميد بن أبي يعلى الدِّمَشْقِي الرئيس الْمَعْرُوف بِابْن القلانسي ولد سنة 701 وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي وَغَيره وَسمع من ابْن مَكْتُوم والمطعم وَغَيرهم واعتنى بالآداب وَقَرَأَ على الشهَاب مَحْمُود وَوَقع فِي الدست فِي أَوَاخِر دولة تنكز وَكَانَ يسد الْغَيْبَة فِي كِتَابَة السِّرّ وَولي وكَالَة بَيت المَال مُدَّة وَولي قَضَاء الْعَسْكَر مُدَّة ودرس(5/96)
بالعصرونية وَغَيرهَا ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ سنة سِتِّينَ بِدِمَشْق عوضا عَن نَاصِر الدّين وانتقل نَاصِر الدّين إِلَى كِتَابَة السِّرّ بحلب عوضا عَن الصَّفَدِي وانتقل الصَّفَدِي إِلَى دمشق وَكيل بَيت المَال وموقع الدست فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء سنة 62 أُعِيد نَاصِر الدّين الْمَذْكُور إِلَى كِتَابَة السِّرّ وأهين أَمِين الدّين الْمَذْكُور وصودر على نَحْو ثَمَانِيَة آلَاف دِينَار بَاعَ فِيهَا جَمِيع مَا يملكهُ حَتَّى الْوَظَائِف ثمَّ افرج عَنهُ فَطرح الرِّئَاسَة وَصَارَ يمشي بِغَيْر أبهة ودام على ذَلِك سَبْعَة أشهر ثمَّ ضعف يَوْمَيْنِ وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 763 قَالَ ابْن كثير كَانَ آخر من بَقِي من رُؤَسَاء دمشق
959 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن رَاشد المرداوي الصحراوي ولد سنة 658 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم من صَحِيح مُسلم وَعلي الْكرْمَانِي مجَالِس المخلدي الثَّلَاثَة وعَلى عبد الْوَاحِد بن الناصح جُزْء المؤمل ابْن اهاب وَغَيره ومجلس أبي مُسلم الْكَاتِب وَسمع أَيْضا على الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عَمْرو أَخِيه عز الدّين وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 743
960 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْعقيلِيّ عز الدّين بن القلانسي ولد سنة 793 وَسمع من الْفَخر وَغَيره بَاشر الْحِسْبَة وَكَانَ مهابا مُطَاعًا مَعَ أَنه لم يضْرب أحدا ضربا مبرحا وَلَا زَاد على الْعشْر تأديبا وَولى نظر الخزانة بِدِمَشْق وَكَانَ كَافِيا فِيمَا يَتَوَلَّاهُ متثبتا فِي أمره لما صودر الشَّمْس غبريال الْوَزير طلب مِنْهُ أَن يحل أوقافه بِحكم أَنه لما وَقفهَا كَانَ فَقِيرا فَشهد بعض(5/97)
النَّاس بذلك وَالْتمس من عز الدّين هَذَا أَن يشْهد فَقَالَ كَيفَ أشهد وَهُوَ كَانَ يصرف لَهُ فِي كل شهر عشرَة آلَاف دِرْهَم مُدَّة طَوِيلَة يَتَنَاوَلهَا غير مَقْطُوعَة فَكيف يكون مثل هَذَا فَقِيرا فَبلغ السُّلْطَان النَّاصِر ذَلِك فأعجبه وَأثْنى على دينه وثباته مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 726
961 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُسلم الْحَرَّانِي أَبُو عبد الله ابْن الْبناء مُؤذن اليغمورية بِدِمَشْق سمع من
962 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الوهراني المغربي ولد بالأندلس سنة 715 وَكتب خطه فِي استدعاء بِخَط ابْن سكر سنة 780 بِمَكَّة
963 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الاسعردي أَبُو عبد الله الغرناطي الْمَعْرُوف بِابْن المحروق وَكيل السُّلْطَان ولد سنة 672 وَنَشَأ محيا فِي الْفَضَائِل وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وشارك فِي الْفَضَائِل وَكَانَ شَاهدا ثمَّ ترقى إِلَى أَن صَار منشئا ثمَّ صَار وَكيل ابْن الْأَحْمَر أبي الجيوش ثمَّ أبي الْوَلِيد فَلَمَّا مَاتَ أَبُو الْحسن مَسْعُود الْوَزير بعد مصرع أبي الْوَلِيد وَاسْتقر المحروف وزيرا فَتمكن فِي دولة مُحَمَّد بن أبي الْوَلِيد وَأخذ فِي إبعاد الْكِبَار بِحَيْثُ أَنه عمد إِلَى قَائِد الجيوش عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى أخرجه من غرناطة فغلب ابْن أبي الْعَلَاء على اندرش برغبة أَهلهَا وَكثر عسكره فَلَمَّا كَانَ وسط أول سنة 29 تنمر مُحَمَّد بن أبي الْوَلِيد وهيأ للمحروق من قَتله وَرجع ابْن أبي الْعَلَاء إِلَى غرناطة وَتمكن إِلَى أَن كَانَ قتل مُحَمَّد بن(5/98)
أبي الْوَلِيد على يَد وَلَده إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء سنة 731 قبل أَن يفعل وَلَده مَا فعل
964 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ عماد الدّين ابْن تَاج الدّين ولد سنة ولى عدَّة ولايات مِنْهَا الْحِسْبَة وَنظر الْجَامِع وَغير ذَلِك وَكَانَ من رُؤَسَاء الدمشقيين مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي شعْبَان سنة 749
965 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الإسْكَنْدراني شمس الدّين ابْن القوية كَانَ أديبا ظريفا تعانى الْآدَاب فمهر فِيهَا وأجاد النّظم مَعَ حسن المحاضرة وجودة المذاكرة ثمَّ تنسك وتزهد وَهُوَ الْقَائِل
(أعجامنا قد أَصبَحت قُلُوبهم ... وجدا بحب الخانقاه حانقة)
(لَا تعجبوا فَالْكل كلب نابح ... وَلَا يحب الْكَلْب إِلَّا خانقه) وَله فِي نجم الدّين وَكيل الْفَخر وَكَانَ أَعور
(يَا رَبنَا لي صَاحب ... بالذنب مدحو شقي)
(غطيت مِنْهُ عَورَة ... يَا خير بر مُشفق)
(وسترت مِنْهُ مَا مضى ... يَا رب فاستر مَا بَقِي) مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام بِمصْر سنة 749 وَهُوَ الَّذِي طارحه ابْن نباتة بالموشح الَّذِي أَوله
(أجرنا من سوالف الخشف ... والنواعس الوطف) فَأَجَابَهُ ابْن الفوية بموشح أَوله
(زهر أم الزهر يَانِع القطف ... من كمائم السجف) وَوَقع لَهُ فِي خرجتها(5/99)
(وغادة دون حسنها الْوَصْف ... يثقلها عِنْد خطوها الردف)
(قَالَت وأمواج ردفها تطفو ... هَذَا الثقيل ردفي)
(يعْتَمد خَلْفي ... أَمْسَى يَنْقَطِع خَلْفي) قلت وَهَذِه الخرجة استلبها السديد ابْن كَاتب المرج فعملها خرجَة موشحة لَهُ يَقُول فِي آخرهَا
(هَذَا الثقيل فأعيت ... على انقطاعو خَلْفي)
966 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد العذري المالقي أَبُو الْقَاسِم الْمَعْرُوف بالوادي آشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من أهل الْوَرع والزهد كثير التِّلَاوَة ظريف المجالسة لَقِي جملَة من الصَّالِحين وَحدث عَن أبي عبد الله بن لب بنوادر وَأقَام بمنارة الْمَسْجِد خمسين سنة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 748
967 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد التلمساني الأَصْل نزيل سبتة أَبُو الْحُسَيْن قَالَ ابْن الْخَطِيب ولد سنة 679 وَأخذ عَن أَبِيه وَأبي حَاتِم بن أبي الْقَاسِم العزفي وَأبي عبد الله بن حَدِيث وَأبي عبد الله بن الْحصار وَابْن رشيد وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَأبي عبد الله بن ربيع وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ خَال أَبِيه مَالك بن المرحل وَابْن الزبير وَابْن سمعون وَابْن الغماز وَابْن هَارُون وَمن مصر الدمياطي وَابْن النّحاس وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم وَولي الْحِسْبَة بغرناطة قَالَ ثمَّ نَاب عني فِي مجْلِس السُّلْطَان فِي الْعرض وَالْجَوَاب(5/100)
أحسن مناب وَكَانَ مشاركا فِي الحَدِيث وَالْأَدب قَائِما على حفظ كتاب الله طيب النغمة بِهِ حَتَّى يُقَال إِن رجلا فاظت نَفسه لشجو نغمه وَلم يُؤثر عَنهُ فِي أحد وقيعة مَعَ اتِّصَاله بالسلطان وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 762 وَقد أسن
968 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد النبهاوي سمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَغَيره
969 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الدوسي أَبُو عبد الله بن قُطْبَة ولد سنة 669 قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَسمع من عبد الْمُنعم بن سماك وَابْن رشيد وَغَيرهم قَالَ ابْن الْخَطِيب وَكَانَ مقدما فِي صناعَة التوثيق كثير الحض على الصَّدَقَة مَقْصُودا بهَا لفكاك الأسرى نفع الله بِهِ خلقا كثيرا فِي ذَلِك مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 793
970 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أَسد بن سَلامَة بن سلمَان بن قتيان الدِّمَشْقِي بدر الدّين بن كَمَال الدّين بن الْعَطَّار ولد سنة 670 واحضر على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَابْن علاق وَغَيرهم وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وشارك فِي الْآدَاب وَولي نظر الْجَيْش عِنْد الافرم وحظي لَدَيْهِ ثمَّ صودر بعده وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 725
971 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود بن أبي الْقَاسِم بن الزقاق وَيعرف بِابْن الجوخي(5/101)
الْمُقْرِئ جده جمال الدّين سمع من ابْن طَلْحَة وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا قَالَ البرزالي كَانَ من أَصْحَاب الْمُرُوءَة وَله صَدَقَة ومعروف وَكَانَ الثَّنَاء عَلَيْهِ جميلا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 707 وَهُوَ وَالِد أَحْمد ابْن الزقاق الْمسند شيخ شُيُوخنَا
972 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مفضل بن فضل الله الْمصْرِيّ الْكَاتِب علم الدّين ابْن قطب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن القطب نَاظر الْجَيْش بِالشَّام ولد قبل الْقرن اسْمَع على التقي سُلَيْمَان وَعِيسَى الْمطعم وَطَائِفَة وَحدث وَنَشَأ فِي خدمَة عَمه محيى الدّين كَاتب قبجق وناب عَنهُ فِي ديوَان تنكز وَاسْتقر فِي ديوَان الْأَشْرَاف وَغير ذَلِك وَكَانَ عَارِفًا دربا واستخص أخيرا بتنكز وَكَانَ يستكتبه فِي الْأُمُور الَّتِي لَا يحب أَن يطلع كَاتب السِّرّ عَلَيْهَا فَيَأْتِي بمراده غَالِبا فاعجب بِهِ إِلَى أَن سعى لَهُ فِي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فقرر فِيهَا فِي شعْبَان سنة 736 عوضا عَن جمال الدّين ابْن الْأَثِير فباشر الْمَذْكُور أعظم مُبَاشرَة وَتمكن من تنكز جدا وَتوجه مَعَه إِلَى مصر فشكره السُّلْطَان واطنب فِيهِ فَخلع السُّلْطَان عَلَيْهِ تَشْرِيفًا بطرحة فَعظم ذَلِك على شهَاب الدّين ابْن فضل الله وَتكلم فِيهِ حَتَّى رَاجع السُّلْطَان وَقَالَ لَهُ فِيمَا قَالَ يَلِيق أَن يَلِي كِتَابَة السِّرّ شخص قبْطِي فَلم يسعف لَهُ النَّاصِر طلبا بل كَانَ ذَلِك من أعظم الْأَسْبَاب فِي حنق السُّلْطَان على شهَاب الدّين ثمَّ تغير عَلَيْهِ تنكز فِي سنة 738 وضربه بالعصى ضربا مؤلما واحتاط على موجوده واعتقله مُدَّة ثمَّ افرج عَنهُ وَأمره بِأَن لَا يجْتَمع بِأحد فَأَقَامَ قَلِيلا إِلَى أَن امسك تنكز وَحضر بشتاك للحوطة عَلَيْهِ فاستعان بِهِ بِإِشَارَة السُّلْطَان لَهُ حَتَّى أطلعهم(5/102)
على جَمِيع مَا يتَعَلَّق بتنكز وَبَالغ فِي ذَلِك وَدخل مَعَ بشتاك إِلَى مصر فقرره فِي اسْتِيفَاء الصُّحْبَة فعاشر الكتبة أحسن معاشرة ثمَّ ولي وزارة الشَّام بعد النَّاصِر فِي سنة 44 فباشرها بِحرْمَة ومهابة وَتمكن غَايَة التَّمَكُّن وتقلبت الدولة وَهُوَ مُسْتَمر فِي عزة ووجاهة قَالَ ابْن رَافع كَانَ كريم النَّفس كثير الْمُرُوءَة وَقَالَ ابْن كثير كَانَ حسن السياسة وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ وجيه الشَّام فِي وقته وَكَانَ جميل الصُّورَة أنيق الشكل حسن البزة عطر الرَّائِحَة نظيف اللبَاس كثير التأنق فِي المأكل وَالْمشْرَب والملبس وَمَات وَهُوَ فِي وَظِيفَة نظر الْجَيْش مستهل جُمَادَى الأولى سنة 760
973 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور الْجَوْهَرِي ولد فِي سنة 689 وَمَات فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة 736
974 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْعَة بن مطرف بن طريف بن منيع القنوي بقاف وَنون الصَّالِحِي ولد سنة 35 وَسمع من ابْن عبد الْحق بن خلف حضورا وَابْن قميرة والمرسي واليلداني وَأَجَازَ لَهُ الضياء وَإِبْرَاهِيم بن الخشوعي ويعيش ابْن على النَّحْوِيّ وَغَيرهم وَكَانَ خيرا وَحدث بالكثير مَاتَ فِي الْمحرم سنة 727
975 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُنِير بن سُلَيْمَان الذَّهَبِيّ أَبُو عبد الله بن أبي الْفضل الْمَعْرُوف بالشاطر ولد سنة وأسمع على الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ سنة(5/103)
976 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن عِيسَى بن أبي الْفَتْح البطرني أَبُو الْحسن الغربي نزيل الأندلس آخر من حدث عَن أبي جَعْفَر بن الزبير الثَّقَفِيّ بِالْإِجَازَةِ وقرأت بِخَط أبي عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد الغرياني أَنه ولد بِمَدِينَة تونس سنة 703 وخطب بِجَامِع الزيتونة وَحدث بالكثير قَالَ وَله رحْلَة إِلَى الْمغرب ورحلة إِلَى الْمشرق صُحْبَة أَخِيه يحيى قَالَ وَحدث عَن أَبِيه بِالْإِجَازَةِ لِأَن أَبَاهُ مَاتَ سنة 707 وَمن شُيُوخه أَبُو الْعِزّ ماضي بن سُلْطَان التَّمِيمِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن السقاء اللَّخْمِيّ وَمُحَمّد بن عبد السَّيِّد التَّمِيمِي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرفيع الربعِي قَاضِي الْجَمَاعَة وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْبَراء التنوخي وَإِسْمَاعِيل بن مُنْقد الاصبحي وَإِسْمَاعِيل بن عبد الله الغرياني وَأَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الْحسن بن حُبَيْش اللَّخْمِيّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الْقرشِي الزبيرِي وَمُحَمّد بن عبد الْعَزِيز الْقرشِي الزبيرِي وَعلي بن منتصر الصَّدَفِي وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن منتصر المومناني وَأَبُو جَعْفَر أَحْمد بن ابراهيم بن كرْدُوس المنتصفي وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي طَالب الحجار والرضي الطَّبَرِيّ إِمَام الْمقَام أجَاز لَهُ وَلم يلقه لِأَنَّهُ رَحل بعد مَوته وَالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَثِيرَة نقلته من خطه وَأَكْثَره مُخْتَلف سأبينه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَقَالَ(5/104)
إِنَّه مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 793 عَن تسعين سنة وَأشهر
977 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله الْأمَوِي الاسكندراني ابْن البوري جمال الدّين ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 79 وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق ابْن طرخان جَامع التِّرْمِذِيّ حَدثنَا عَنهُ شَيخا الْعِرَاقِيّ وَمَات سنة 767 بالإسكندرية
978 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى الدَّاعِي بدر الدّين سمع على الدمياطي وَأبي الْحسن الْعِرَاقِيّ جُزْء ابْن زنبور قَرَأَهُ عَلَيْهِ أَبُو مَحْمُود الْمَقْدِسِي سنة 739 نقلته من خطه
979 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى الْمُقْرِئ الاسكندراني فَخر الدّين الموقت ابْن السيوري سمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن طرخان الاسكندراني وَحدث وَهُوَ من مشيخة الْبَدْر النابلسي وَسمع مِنْهُ تَقِيّ الدّين بن عرام
980 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن فضل بن طرخان بن الْمسيب الزَّيْنَبِي الشريف كَمَال الدّين الْجَعْفَرِي الدِّمَشْقِي كَانَ ينْسب إِلَى جَعْفَر الصَّادِق ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وَسمع من الْعَفِيف إِسْحَاق الْآمِدِيّ وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة فِي آخَرين وَأكْثر السماع وَكتب الطباق وَذكره(5/105)
الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص قَالَ وَله محفوظات وَله فَضِيلَة وَقَالَ ابْن رَافع ولي كِتَابَة السِّرّ بالرحبة ووكالة بَيت المَال بعد الثَّلَاثِينَ ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق ثمَّ وَقع بدار السَّعَادَة بِدِمَشْق وباشر ديوَان تنكز وَحج ثمَّ نقل إِلَى غَزَّة فولي كِتَابَة السِّرّ بهَا ثمَّ إِلَى مصر فَمَاتَ بهَا فِي صفر سنة 766
981 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يمن الْحَنَفِيّ ولد سنة وَولى قَضَاء طرابلس فَكَانَ أول من اسْتَقر بهَا من الْحَنَفِيَّة وَلم يكن بهَا قبل ذَلِك إِلَّا قَاض وَاحِد شَافِعِيّ وَكَانَت ولَايَة هَذَا فِي حُدُود سنة 744 وَوجد فِي بَيته مذبوحا فِي جُمَادَى الأولى سنة 755
982 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الطنجالي الْهَاشِمِي نزيل مالقة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا سهل اللِّقَاء عطوفا على الضُّعَفَاء حسن السمت كثير الصمت شَدِيد الْوَرع أَخذ عَن أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَأبي جَعْفَر بن الطباع وَأبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَأَجَازَهُ الْمُحب الطَّبَرِيّ وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر وَابْن دَقِيق الْعِيد وَجَمَاعَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 724 وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة
983 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن الْحسن شمس الدّين الزرندي الْمدنِي نزيل كازرون من بِلَاد الْعَجم يكنى أَبَا الْخَيْر كَأَنَّهُ كَانَ مَعَ عَمه مُحَمَّد بن يُوسُف لما أَقَامَ بشيراز وَمَات بهَا فتحول إِلَى شيراز إِلَى أَن مَاتَ بعد الثَّمَانِينَ وسِتمِائَة لخصته من مشيخة الْجُنَيْد الكازروني تَخْرِيج الْجَزرِي وَمَات أَبوهُ بِالشَّام هُوَ وَولده عبد الله بن أَحْمد(5/106)
سنة 49 فبرع هُوَ بعده فِي الْفَرَائِض ودرس بِالْمَدِينَةِ
984 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْبَقَاء الْحُسَيْنِي السبتي أَبُو عبد الله أَصله من صقلية من بَيت علم وأدب ونالته محنة من صَاحب سبتة يحيى بن أبي طَالب أخرجه إِلَى الأندلس فأسرته الفرنج فافتداه أَبُو سعيد يَعْقُوب بن عُثْمَان ابْن عبد الْحق المريني هُوَ وولداه أَحْمد ورفيع بِسِتَّة آلَاف وَخَمْسمِائة مِثْقَال وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة 720 فَأَقَامَ بغرناطة ثمَّ انْصَرف إِلَى العدوة ثمَّ رَجَعَ إِلَى سبتة لما مَاتَ يحيى بن أبي طَالب الْمَذْكُور فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن أسن وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 752
985 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الصَّمد بن مرجان الصَّالِحِي الْمُقْرِئ الْحَنْبَلِيّ أَبُو عبد الله ولد سنة 705 وَسمع من التقي سُلَيْمَان جُزْء أبي الجهم والمنتقى من الرَّابِع من حَدِيث سَعْدَان وَمن الْمطعم مشيخته وجزء بيبي والمبعث وَمن ابْن سعد وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو الْحسن الفوي وَآخَرُونَ وَمَات فِي سنة 774
986 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن عرام بن إِبْرَاهِيم بن ياسين بن أبي الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الربعِي الشَّيْبَانِيّ الاسواني الأَصْل الاسكندراني الشَّافِعِي تَقِيّ الدّين أَبُو عبد الله الإِمَام الْمُحدث الْفَقِيه الْمُفْتِي ولد فِي ثامن عشر شَوَّال سنة 703 وَسمع من الْعَلامَة رشيد الدّين إِسْمَاعِيل بن الْمعلم وَالْحسن بن عمر الْكرْدِي والحجار والشريف مُوسَى بن أبي طَالب وَالْعلم(5/107)
ابْن درادة والتاج ابْن دَقِيق الْعِيد وَأحمد بن مُحَمَّد بن الْكَمَال والشريف عَليّ الزيني وَعمر الْعُتْبِي وَزَيْنَب بنت شكر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الْمطعم وَابْن عبد الدَّائِم وَابْن النّحاس وَيحيى بن سعد وَمن مَكَّة الرضى الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وَحدث وَأفْتى ودرس وصنف وَخرج وَتفرد بأَشْيَاء من مسموعاته وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 777
987 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْمُقْرِئ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الحسام الصَّابُونِي رَأَيْت بِخَطِّهِ فِي استدعاء لِابْنِ سكر مؤرخ بِسنة ثَمَانِينَ وَكتب مولدِي بِدِمَشْق سنة 715
988 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن مكي بن عبد الصَّمد بن عَطِيَّة العثماني الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي سمع من ابْن أبي عصرون واشتغل بِالْعلمِ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق متوددا وَهُوَ ابْن عَم صدر الدّين ابْن الْوَكِيل مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 753
989 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يُوسُف الْمزي شرف الدّين الحريري الدِّمَشْقِي ولد سنة 701 وَسمع من التقي سُلَيْمَان والمطعم وَابْن سعد وَابْن الشِّيرَازِيّ فَمن بعدهمْ وَسمع بِمصْر وَغَيرهَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ حصل وَقَرَأَ وَنسخ وَقَالَ ابْن رَافع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الْأَجْزَاء ودرس بالقليجية وَقَرَأَ بالسبع وَكتب الْخط الْحسن وَمَات فِي شعْبَان سنة 766(5/108)
990 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح بن أَحْمد بن رسْلَان البعلبكي شمس الدّين بن أَمِين الدّين بن بدر الدّين بن مجد الدّين سمع بِالشَّام من عبد الرَّحْمَن بن الزين أَحْمد بن عبد الْملك السّنَن الصُّغْرَى للنسائي رِوَايَة ابْن السّني وَحدث بِهِ بِالشَّام وَقدم مصر سنة أَرْبَعِينَ وَسمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَرجع إِلَى الشَّام فَمَاتَ بهَا
991 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الْحَرَّانِي كَانَ شَيخا حسنا كثير التِّلَاوَة وَالْحج سمع الْكثير وَحدث وَمَات بِالْمَدِينَةِ قبل أَن يصل إِلَى الْحَج فِي آخر سنة خمس أَو أَوَائِل سنة سِتّ
992 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر الرقوطي المرسي أَبُو بكر قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ عَارِفًا بالفنون الْقَدِيمَة من الْمنطق والهندسة والطب والموسيقى وَلما تغلب الرّوم على مرسية أكْرمه ملكهم وَبنى لَهُ مدرسة وَكَانَ يقرئ بهَا الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى جَمِيع مَا يرغبون فِيهِ بألسنتهم وَيُقَال إِن الْملك أدنى مَجْلِسه ونوه بِهِ وَعرض عَلَيْهِ التنصر فَقَالَ أَنا أعبد وَاحِدًا وَقد عجزت عَمَّا يجب لَهُ عَليّ من الْحق فَكيف حَالي لَو عبدت ثَلَاثَة ثمَّ استنقذه ثَانِي الْمُلُوك من بني نصر وأشاد بِذكرِهِ وَأخذ عَنهُ الجم الْغَفِير وَكَانَ يعده لمن يفد عَلَيْهِ من أَصْحَاب الْفُنُون فيجاريهم فيغلبهم غَالِبا وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ
993 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْعِزّ الْحَرَّانِي شمس الدّين ابْن الصَّاد ولد سنة واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات سنة(5/109)
994 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عَليّ العباسي يلقب المستمسك بِاللَّه كَانَ أكبر من أَخِيه المستكفي مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه الْحَاكِم مسجونا بالبرج من القلعة سنة 736 وَقد ولي وَلَده الْخلَافَة بعد المستكفي
995 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن سَيّده ثمَّ ابْن أبي الْخَيْر الدِّمَشْقِي نَاصِر الدّين ابْن الدجاجية ولد سنة 674 وَسمع من الابرقوهي جُزْء ابْن الطلابة وتعانى الشَّهَادَات وَكَانَ يشْهد فِي الْقيمَة وتمول سمعُوا مِنْهُ وَمَات فِي شَوَّال سنة 757
996 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي نصر الدباهي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ كَانَ تَاجِرًا ثمَّ ترك وتزهد وَلَقي الْمَشَايِخ وَتكلم على النَّاس وَقدم دمشق فلازم ابْن تَيْمِية قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا صدق وتأله وَأَمَانَة جاور مُدَّة وَلَقي الْمَشَايِخ وَله مواعظ نافعة قَالَ وَكَانَ مِمَّن يَقُول الْحق وَإِن كَانَ مرا وَفِيه صِفَات حميدة حدث عَن النشتبري بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي ربيع الأولى سنة 711
997 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الهيجاء ابْن الزراد الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الحريري ولد سنة 646 وَسمع بعد الْخمسين من الْبَلْخِي وَابْن عبد الْهَادِي والعماد ابْن النّحاس واليلداني والصدر الْبكْرِيّ وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل والفقيه اليونيني وَغَيرهم وَسمع الْكتب الْكِبَار وَتفرد وروى الْكثير وَكَانَ خيرا متواضعا يتجر ويرتفق وَكَانَ لَهُ نظم وسط وَفهم ثمَّ سَاءَ ذهنه قبل مَوته وَضعف حَاله واملق وَمَات فِي شَوَّال سنة 726(5/110)
998 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي يحيى بن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو يحيى قَالَ ابْن الْخَطِيب أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره وَكَانَ أحد الْوُجُوه حسنا وفضلا خطب بِبَلَدِهِ وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْجِهَات فَحَمدَ وَمَات عَام 720
999 - مُحَمَّد بن أَحْمد المراكشي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ مَسْتُورا على الْكَلَام فِي الصَّنَائِع من غير تدرب وَلَا حِيلَة انتحل الطِّبّ وتصدر للعلاج ثمَّ اخْرُج أخلوطة زعم أَنه يسْتَخْرج مِنْهَا الخبايا والأنذار بالكوائن وسماها الزايرجة تشْتَمل على أعداد وخطوط ومدارك واصطلاحات يسْتَخْرج مِنْهَا بِالْقِسْمَةِ وَالضَّرْب حروفا إِذا اجْتمعت خرج مِنْهَا شعر وأولها
(يَقُول سبيتني وبحمد رَبِّي ... مضل على هاد إِلَى النَّاس أرسلا) وَصَارَ يتحدى بالإعلام بالكائنات فَأقبل النَّاس عَلَيْهِ إقبالهم على الممخرقين وَاتفقَ أَنه أصَاب فِي بعض القضايا فازدحموا عَلَيْهِ حَتَّى سُئِلَ مرّة فِي مَسْأَلَة فقهية فَزعم أَنَّهَا يُوجد فِيهَا نَص فِي كتاب فِي مالقة فَكَانَ كَذَلِك وَكَانَ أَبُو الْحسن بن الْجبَاب يظْهر زيغه وَينْهى عَن تَصْدِيقه وَقَامَت لَهُ سوق بغرناطة وتلمسان وَمَات فِي أول سنة 737 قلت ووقفت على الزايرجة عِنْد شَيخنَا القَاضِي ولي الدّين ابْن خلدون وَكَانَ يُوهم أَنه يعرفهَا وَلَا يعْتَرف بهَا صَرِيحًا وانتسخها مِنْهُ جمَاعَة وذهبوا بهَا واطلعت على أَن بَعضهم ينظم الْبَيْت الشّعْر فِي الْحَال وَيَدعِي أَنه من استخراجه وَالْعلم عِنْد الله تَعَالَى(5/111)
1000 - مُحَمَّد بن أَحْمد البصال اليمني جمال الدّين أَبُو عبد الله ولد بِالْيمن وتفقه على عبد الرَّحْمَن بن شعْبَان وَصَحب الشَّيْخ عمر الصفار وَشرح التَّنْبِيه وَعين لقَضَاء عدن فَامْتنعَ أَخذ عَنهُ الشَّيْخ عبد الله اليافعي وَلبس مِنْهُ خرقَة التصوف وَذكره الاسنوي فِي الطَّبَقَات وَقَالَ مَاتَ فِي سنة 748 وَكَانَ صَاحب كشف وكرامات
1001 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد الْقَمُولِيّ نجم الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد الْفُضَلَاء النبلاء كَانَ يستحضر الرَّوْضَة وَأكْثر شرح مُسلم وَالْوَجِيز لِلْوَاحِدِيِّ مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول والحساب وَكَانَ لَا يستغيب أحدا وَلَا يُمكن أحدا يستغيب بِحَضْرَتِهِ مَعَ مُلَازمَة الِاشْتِغَال وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ والتقلل من الدُّنْيَا حج وزار وَعَاد إِلَى قوص فَتوفي بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 709
1002 - مُحَمَّد باك بن ارتنا صَاحب الرّوم اسْتَقر فِي مملكة الرّوم بعد موت أَبِيه سنة 753 وَهُوَ صَغِير وَقَامَ بتدبير دولته على شاه الْكرْدِي وَكَانَ جَعْفَر بن أرتنا توجه إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا واستبد أَخُوهُ مُحَمَّد وَفِي سنة 765 ثار عَلَيْهِ خواجا على شاه أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بالروم فَوَقع بَينهمَا فضعف أَمر مُحَمَّد باك فكاتب الاشرف صَاحب مصر فأنجده بعسكر كَبِير بعناية يلبغا مُدبر المملكة إِذْ ذَاك فوصل الْعَسْكَر إِلَى قيسارية فقوي بهم مُحَمَّد باك وأوقعوا بخواجا عَليّ فكسروه فَقتل عَليّ شاه وَرَجَعُوا فتعرض(5/112)
لَهُم بعض التتار ونهبوا بعض أثقالهم وَرَجَعُوا سَالِمين وَمَات مُحَمَّد باك سنة ثَمَانِينَ أَو بعْدهَا وَاسْتقر وَلَده وَهُوَ صَغِير وكفله بعض الْأُمَرَاء حَتَّى قتل سنة 792 وَملك بعده أَبُو يزِيد بن عُثْمَان
1003 - مُحَمَّد بن ارغون بن ابغا بن هلاكو بن تولى بن جنكز خَان المغلي السُّلْطَان غياث الدّين القان الْمَعْرُوف بخدا بندا وعَلى أَلْسِنَة الْعَامَّة خربندا وَمَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ عبد الله ملك الْعرَاق وخراسان وآذربيجان بعد أَخِيه غازان ولد سنة نَيف وَسبعين وَكَانَ جميل الْوَجْه إِلَّا أَنه أَعور وَكَانَ حسن الْإِسْلَام لَكِن لعبت بعقله الإمامية فترفض واسقط من الْخطْبَة فِي بِلَاده ذكر الْأَئِمَّة إِلَّا عليا وَكَانَ جوادا سَمحا يُؤثر اللّعب وَيُحب الْعِمَارَة أنشأ مَدِينَة جَدِيدَة بِأَذربِيجَان سَمَّاهَا السُّلْطَانِيَّة وَقد حاصر الرحبة فِي سنة 712 وَأَخذهَا بالأمان وَعَفا عَن أَهلهَا وَلم يسفك فِيهَا دَمًا ثمَّ رَحل عَنْهَا بَغْتَة بِغَيْر سَبَب ظَاهر وَكَانَ مَعَه فِي حصارها الافرم وَغَيره من الْأُمَرَاء الَّذين فروا إِلَيْهِ من النَّاصِر وَكَانَ فِيمَا يُقَال قد رَجَعَ عَن الرَّفْض واظهر شعار أهل السّنة فَقَالَ بَعضهم فِي ذَلِك
(رَأَيْت لخربندا اللعين دراهما ... يشابهها فِي خفَّة الْوَزْن عقله)
(عَلَيْهَا اسْم خير الْمُرْسلين وَصَحبه ... لقد رَابَنِي هَذَا التسنن كُله)(5/113)
وَفِي رحلته عَن الرحبة يَقُول الوداعي
(مَا فر خربندا عَن الرحبة الْعُظْمَى إِلَى أوطانه شوقا ... بل خَافَ من مَالِكهَا أَنه يلْبسهُ من سَيْفه طوقا) وَلما ترحل عَن الرحبة التمس القَاضِي والأمير وَطَائِفَة أَصْحَاب الْوَظَائِف من النَّاصِر عزلهم لأجل الْيَمين فَفعل مَاتَ خربندا فِي شهر رَمَضَان سنة 716 وَقد ذكرنَا سَبَب مَوته فِي تَرْجَمَة رشيد الدولة فضل الله الطَّبِيب
1004 - مُحَمَّد بن ارغون نَاصِر الدّين ابْن النَّائِب كَانَ أحد الْأُمَرَاء الطبلخاناة بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ حسن الصُّورَة جوادا قَرَأَ على أبي حَيَّان فِي الْعَرَبيَّة وَسكن حلب لما توجه إِلَيْهَا نَائِبا فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 727
1005 - مُحَمَّد بن أزبك البدري الخزنداري نَاصِر الدّين الدِّمَشْقِي يُقَال لَهُ ابْن الدقاق أَيْضا وَابْن الصارم ولد فِي حُدُود سنة 680 واسمع على مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي وَحدث وَكَانَ قد حفظ كتبا للحنفية وَنزل فِي الْمدَارِس وَجلسَ مَعَ الْعُدُول وَكَانَ حسن الْخلق ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة من الْمَغَازِي وَكتب بِخَطِّهِ جُزْءا من ذَلِك وَنسخ تَفْسِير الْفَخر الرَّازِيّ مرَّتَيْنِ وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 765 أَو 766 حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وأرخ أَبُو جَعْفَر بن الكويك وَفَاته فِي سنة سِتّ فِي رَجَب(5/114)
1006 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الْمَنَاوِيّ الشَّافِعِي تَاج الدّين ولد سنة وَسمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهمَا وتفقه ودرس بالمشهد الْحُسَيْنِي وَالشَّافِعِيّ وَغَيرهمَا وَحدث وناب فِي الحكم وَولى قَضَاء الْعَسْكَر ووكالة الْخَاص وَكَانَ قَائِما بأعباء الحكم فِي غَالب ولَايَة القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة قد ألقِي إِلَيْهِ مقاليد الْأُمُور كلهَا حَتَّى فِي الأقاليم قَالَ الاسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ على نمط أَخِيه وبهجته وَزَاد عَلَيْهِ بولايات واشتغل بِالْقضَاءِ يَوْمًا وَاحِدًا بسؤال ابْن جمَاعَة بعد استعفائه فأعفي وَولي هَذَا ثمَّ قَامَ جمَاعَة من الدولة حَتَّى أُعِيد عز الدّين وَصَارَ تَاج الدّين على حَاله وَكَانَ مَحْمُود الْخِصَال مشكور السِّيرَة مهابا صَارِمًا لكنه قَلِيل البضاعة فِي الْعُلُوم مَعَ صرامته فِي القضايا وَالْعَمَل بِالْحَقِّ والنصرة للعدل والدربة بِالْأَحْكَامِ والاعتناء بالمستحقين من أهل الْعلم وَغَيرهم وَكَانَ ابْن عَمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم لما مَاتَ وَبِيَدِهِ تدريس الشَّافِعِي قرر مَكَانَهُ بعناية القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن اللبان وتعصب مَعَه جنكلي ابْن البابا وَغَيره من الْأُمَرَاء إِلَى أَن عزل السُّلْطَان تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ وَقرر ابْن اللبان عوضه فاستمر بِيَدِهِ وَكَانَ ابْن جمَاعَة يعْتَمد عَلَيْهِ فِي جَمِيع أُمُور الْقَضَاء بِحَيْثُ كَانَ الِاسْم لعز الدّين وَأُمُور الْقَضَاء بأسرها بيد تَاج الدّين وتصريفه فَلَمَّا مَاتَ اخْتَلَّ على عز الدّين أمره وَطلب الإعفاء مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 765(5/115)
1007 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن عمر السرُوجِي الْحَنَفِيّ العديمي الْعدْل شمس الدّين سمع من أبي مُحَمَّد بن علاق الْمعِين وَحدث وتفقه وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود بميدان الْقَمْح وَمَات فِي شعْبَان سنة 733 من مشيخة الْبَدْر النابلسي
1008 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر بن صقر الْحلَبِي شمس الدّين نَاظر الْأَوْقَاف ولد سنة 633 كَانَ يذكر أَنه سمع من قرَابَته الضياء صقر وَمن يُوسُف بن خليلي وَغَيرهمَا وَلم يُوجد لَهُ إِلَّا عَن النجيب سمع مِنْهُ بِالْقَاهِرَةِ مشيخة ابْن كُلَيْب وَكَانَ شَيخا أَبيض أَحْمَر الْوَجْه نقي الشيبة نظيف الثِّيَاب وَكَانَ يلبس لبس الْفُقَرَاء وهمته همة الْأُمَرَاء يقوم بِحُقُوق الواردين إِلَى حلب ويمدحه الشُّعَرَاء فيجيزهم أحسن الجوائز وَكَانَ يَأْخُذ قصيدة من ناظمها فَيكْتب فِيهَا اسْم شاعرها وتاريخ وصولها إِلَيْهِ وَمِقْدَار الْجَائِزَة فَإِذا تقدم ذَلِك الشَّاعِر أَو صَارَت لَهُ دولة أَو صُورَة أخرج تِلْكَ الورقة وَكَانَ أهل حلب يَشكونَ فِي شهاداته مَاتَ فِي شعْبَان سنة 726 وَقد جَاوز التسعين وَفِيه يَقُول ابْن نباتة
(أَقُول لساكني حلب جَمِيعًا ... يعزونني دمشق وَأهل مصر)
(دعوا صيد المحامد والمعالي ... فقد صَاد الْجَمِيع ندى ابْن صقر) وَله فِيهِ
(يَا سائلي عَن حلب لَا تطل ... وَالله لَوْلَا شمسها المجتبي)
(لم يلق راجي طيب زبدة ... وَلم يُصَادف لَبَنًا طيبا)(5/116)
وَله فِيهِ أَيْضا
(حمى الله شمس المكرمات من الْأَذَى ... وَلَا نظرت عَيْنَاك يَوْم مغيبه)
(لقد أبقت الْأَيَّام فِيهِ لأَهْلهَا ... بَقِيَّة صافي المزن غير مشوبه)
(كَأَن سجاياه اللطيفة قهوة ... حباب حمياها يُنَاجِي مشيبه)
1009 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن مرتضي البلبيسي عماد الدّين تفقه على ابْن الرّفْعَة وَالْجمال الوجيزي من قبله وبرع ودرس وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ امتحن فعزل ودرس بالملكية والاقسنقرية وَكَانَ صبورا على الِاشْتِغَال مُولَعا بالألغاز الْفِقْهِيَّة وَكَانَ يحث على الِاشْتِغَال بالحاوي وَيكثر الْمحبَّة للْفُقَرَاء والأيتام وَكَانَت دروسه لاتمل لِكَثْرَة تفننه وَكَانَ مقلا من الدُّنْيَا قَالَ شَيخنَا فِي الوفيات انْتفع بِهِ خلق كثير من المصريين وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي رَمَضَان سنة 749
1010 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يحيى الْآمِدِيّ تقدم فِي أَحْمد بن إِسْحَاق
1011 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق جلال الدّين بن الْمُجَاهِد بن السُّلْطَان عز الدّين لُؤْلُؤ الْموصِلِي نزيل مصر سمع من النجيب وَابْن علاق وَمَات سنة عشْرين وَسَبْعمائة وأرخه شَيخنَا فِي الرّبيع الآخر مِنْهَا(5/117)
1012 - مُحَمَّد بن أَسد بن النجار كَاتب الْمَنْسُوب كتب عَلَيْهِ جمع بمدرسة القليجية بِدِمَشْق وَانْقطع فِي آخر عمره بداره مُدَّة وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 726
1013 - مُحَمَّد بن أسعد بن حَمْزَة القلانسي التَّمِيمِي نجم الدّين كَانَ كتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء ثمَّ بَاشر صحابة ديوَان الْجَيْش مُدَّة وَكَانَت بِيَدِهِ أوقاف وأنظار وَكَانَ لَا يَأْكُل إِلَّا من وقف والدته وَلَا يَأْكُل من وقف وَالِده وجده شَيْئا وَكَانَ مؤتمنا بَالغ السُّبْكِيّ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي مباشراته وَكَانَ لَا ينظم وَلَا ينثر فَإِذا عوتب فِي ذَلِك يَقُول لَا أحب أَن أضْحك النَّاس عَليّ وقف لنائب الشَّام يَوْمًا وَرفع لَهُ قصَّة يسْأَله الإعفاء عَن الجامكية إِلَّا من الْكسْوَة لَا غير فتعجبوا من ذَلِك وَرجع هُوَ فَمَرض فَمَا جَاءَ مثل ذَلِك الْيَوْم إِلَّا وَقد مَاتَ وَذَلِكَ فِي خَامِس شَوَّال سنة 748
1014 - مُحَمَّد بن أسعد بن عبد الْكَرِيم بن سُلَيْمَان بن طحا القاياتي الثَّقَفِيّ كَمَال الدّين أَبُو بكر ولد سنة 650 فِيمَا كتب بِخَطِّهِ فِيمَا رَأَيْت بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَسمع من النجيب والعز الحرانيين وَمن مَحْفُوظ بن الحامض وَغَيرهم وَأعَاد بزاوية الشَّافِعِي بالجامع وبالمجدية وناب فِي الحكم وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ قَالَ ابْن رَافع كَانَ إِمَامًا مُحدثا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730(5/118)
1015 - مُحَمَّد بن أسعد التسترِي بدر الدّين ذكره الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي واطراه فِي الْعلم والفهم ثمَّ ضعفه بقلة الدّين والرفض وَترك الصَّلَاة قَالَ وَلذَلِك لم يكن عَلَيْهِ نور أهل الْعلم وَلَا حسن هيئتهم مَعَ الْمُرُوءَة الزَّائِدَة وَحسن الشكالة قَالَ وَكَانَ فَقِيها فائقا فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق وَالْحكمَة وَله شرح ابْن الْحَاجِب والبيضاوي والطوالع والمطالع والغاية القصوى وَقدم الديار المصرية سنة 27 فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ فَكَانَ يصيف بهمذان ويشتي بِبَغْدَاد وَمَات بهمذان سنة نَيف وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1016 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن بَرَكَات بن سعد بن بَرَكَات الدِّمَشْقِي الْأنْصَارِيّ الْعَبَّادِيّ من ولد عبَادَة بن الصَّامِت الْمَعْرُوف بِابْن الخباز ولد فِي رَجَب سنة 667 وَبكر بِهِ أَبوهُ فاحضره على أَحْمد بن عبد الدَّائِم والكمال بن عبد وَإِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَغَيرهم فتفرد بالرواية عَن أَكْثَرهم وأسمعه الْكثير من الْمُسلم ابْن عَلان وَعِنْده الْمسند بِكَمَالِهِ وَمن الْقَاسِم الاربلي عِنْده عَنهُ صَحِيح مُسلم وَمن ابْن أبي الْخَيْر وَابْن الصَّابُونِي وَابْن الصَّيْرَفِي وَجمع جم من أَصْحَاب الْكِنْدِيّ وحنبل وَابْن طبرزذ أجَاز لَهُ عمر الْكرْمَانِي وَالنَّوَوِيّ وَغَيرهمَا وَخرج لَهُ البرزالي إِلَى مشيخة(5/119)
وَسمع عَلَيْهِ هُوَ والمزي والذهبي والسبكي وَابْن رَافع والعلائي وَابْن جمَاعَة والحسيني والعراقي وَقَالَ كَانَ مُسْند الْآفَاق فِي زَمَانه وَتفرد بِرِوَايَة مُسلم بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل وَكَانَ صَدُوقًا مَأْمُونا محبا للْحَدِيث وَأَهله وَحدث قَدِيما مَعَ أَبِيه وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وَاسْتمرّ يحدث نَحوا من سبعين سنة وَتَأَخر إِلَى أَن صَار مُسْند دمشق فِي عصره أَكثر عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَذكر لي أَنه كَانَ صبورا على السماع وَكَانَ يكْتب بالنسج قَالَ فَكُنَّا نَقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ يعْمل فِي منزله من بكرَة إِلَى الْعَصْر مَاتَ فِي ثَالِث شهر رَمَضَان سنة 756 عَن تسعين سنة إِلَّا عشرَة أشهر وَمن مسموعاته صَحِيح مُسلم على الْقَاسِم الاربلي واحضر فِي الأولى على أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وعَلى يحيى بن الْحَنْبَلِيّ الرحلة للخطيب وعَلى النَّجْم بن النشبي الْعلم لأبي خَيْثَمَة وعَلى الْكَمَال ابْن عبد جُزْء ابْن جوصا وَفضل الْخَيل وعَلى ابْن أبي الْيُسْر القناعة للخرائطي وجزء المؤمل وَثَانِي الْجَصَّاص وَالْجَامِع للخطيب وَالثَّانِي وَالْخَامِس وَالتَّاسِع من الحنائيات
1017 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي سَالم دَاوُد بن أَحْمد بن غَنَائِم الْحلَبِي ولد فِي شعْبَان سنة 646 وَسمع من طغربل المحسني أَجزَاء من سنَن أبي دَاوُد وَمن فَاطِمَة بنت الْملك الْحسن وَأَجَازَ(5/120)
لَهُ جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَولي ديوَان الصَّدقَات بِالْقَاهِرَةِ وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي شهر ربيع الآخر سنة 733
1018 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عشائر الْحلَبِي الْكَاتِب سمع من طغربل المحسني سنة 55
1019 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن نَاصح نَاصِر الدّين ابْن القواس الْخَطِيب نَشأ بِدِمَشْق وَأخذ عَن علمائها ثمَّ انْتقل إِلَى حلب فولي الخطابة بِجَامِع الطنبغا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 725 وَله إِحْدَى وَخَمْسُونَ سنة أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
1020 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير كَمَال الدّين موقع الدست بالديار المصرية كَانَ فَاضلا فِي صناعته حسن الْخط والإنشاء مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 721
1021 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أسعد بن أَحْمد بن عَليّ بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الشَّيْبَانِيّ شمس الدّين ابْن الصاحب شرف الدّين الْآمِدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن التيتي بمثناتين الأولى مَكْسُورَة بَينهمَا تَحْتَانِيَّة سَاكِنة ولد سنة 637 وَكَانَ وزيرا بماردين وَحضر فِي الرسلية صُحْبَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن الطواشي وَمَات الَّذِي أرْسلهُ وَحبس الرُّسُل فَمَاتَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَطلب(5/121)
شمس الدّين هَذَا إِلَى مصر وترقى إِلَى أَن صَار نَائِب دَار الْعدْل فِي أَيَّام لاجين وَكَانَ فَاضلا مشاركا فِي نَحْو ولغة سمع من ابْن بنت الجميزي وَابْن المقير وَغَيرهمَا وَحدث روى عَنهُ ابْن سيد النَّاس والقطب الْحلَبِي وَغَيرهمَا وَمن شعره فِي أَبْيَات
(وَلَا تركن إِلَى الدُّنْيَا وبادر ... بِفعل الْخَيْر واغتنم البدارا)
(فَإِن أَخا الْجَهَالَة من تولى ... وَلم ينظر إِلَى الدُّنْيَا اعْتِبَارا) مَاتَ فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704 جفل بِهِ فرس فَوَقع فَمَاتَ
1022 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أَمِين الدولة بن الرغباني الْحَنَفِيّ الْحلَبِي ولد بحلب سنة ثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا واشتغل وَمهر وَسمع الحَدِيث ثمَّ انْتقل إِلَى الْقَاهِرَة فقطنها وناب فِي الحكم وَمَات بِحَضْرَة الْجَامِع الطولوني سنة 764
1023 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن بَرَكَات بن عبد الله الاخميمي فَخر الدّين عرف بِابْن بَيَاض موقع الحكم للشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ شهد على القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة فِي شهور سنة 706
1024 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سود كين بن عبد الله السوري الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ أَبُو عبد الله بن أبي الطَّاهِر الجندي ولد سنة 644 بجبل الصالحية وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الْحَافِظ يُوسُف بن الْخَلِيل وَمَات بصفد سنة 727 أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ وَأنْشد عَنهُ عَن أَبِيه(5/122)
(وَفِي كل شئ لنا عِبْرَة ... وَلكنه أَيْن من يعبر)
(وكل يحث على ذكره ... وَذكر الْإِلَه لنا أكبر) وَبِه
(أَتَانِي من أحب وَقد قضينا ... من الهجران عَاما ثمَّ عَاما)
(وَحل لثامه فَرَأَيْت بَدْرًا ... تبدى عِنْد مَا شقّ الغماما)
(وَقَالَ تمن بِي يَا من تعنى ... وذاق لهجري الْمَوْت الزؤاما)
(فَلَمَّا أَن مددت إِلَيْهِ كفي ... لوى عني واظهر لي احتشاما)
(وَولى وَهُوَ يمجن من دلال ... فأرجفني وأعدمني المناما)
1025 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى بن أبي بكر بن أَيُّوب بن شادي ابْن مَرْوَان نَاصِر الدّين بن الْعَادِل بن الْعَزِيز بن الْمُعظم بن الْعَادِل الأيوبي الْمَعْرُوف بِابْن الْمُلُوك ولد سنة 674 وَسمع جده لأمه الْعِزّ الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وَابْن الانماطي وَغَيرهم وَحدث وَتفرد قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ مولده فِي سنة 647 وَحدث بالكثير وَكَانَ صوفيا بِسَعِيد السُّعَدَاء قَالَ لي شَيخنَا الْعِرَاقِيّ سمعنَا عَلَيْهِ جُزْءا فَكتب الْقَارئ الطَّبَقَة فَنظر الشَّيْخ فِيهَا يعرف بِابْن الْمُلُوك فَغَضب وَقَالَ مَا مَعْنَاهُ كَأَنِّي مَا أَنا مِنْهُم وَلَكِن أعرف بهم فَقَط وَحلف أَن لَا يُحَدِّثهُمْ قلت وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَقد حدث قَدِيما وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي جُمَادَى الأولى سنة 756 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وجمال الدّين الرَّشِيدِيّ وَآخَرُونَ(5/123)
1026 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عَطِيَّة بن الْمُسلم بن رجا التنوخي الْمَالِكِي جمال الدّين شرف الْقُضَاة أَبُو عبد الله ابْن المكين أبي الطَّاهِر الاسكندراني سمع من ابْن الفوي كرامات الْأَوْلِيَاء وَمن ابْن رواج وَمن غَيرهمَا سمع مِنْهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَأَبُو الْفَتْح ابْن سيد النَّاس وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ من أَعْيَان أهل الاسكندرية وَمَات فِي أول يَوْم من شهر رَمَضَان سنة 707
1027 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن شاهنشاه ابْن أَيُّوب الْملك الْأَفْضَل بن الْمُؤَيد بن الْأَفْضَل بن المظفر بن الْمَنْصُور بن المظفر تولى سلطنة حماة بعد أَبِيه سنة 732 وَكَانَ أَبوهُ لقبه الْمَنْصُور فَغَيره هُوَ لما ولي السلطنة وَكَانَ النَّاصِر قَرَّرَهُ فِي مَكَان أَبِيه وَأمر النواب أَن يكاتبوه بالسلطنة ويجروه على عَادَة أَبِيه وَقدم هُوَ على السُّلْطَان النَّاصِر وافدا فَأكْرم وفادته وخلع عَلَيْهِ التشاريف الفاخرة وَكَانَ كثير الاستحضار للأمثال والأشعار جوادا على الشُّعَرَاء وَغَيرهم إِلَّا أَنه لم يزل مروعا فِي مَمْلَكَته تَارَة من جِهَة السُّلْطَان وَتارَة من جِهَة نَائِب الشَّام بِسَبَب أَقَاربه حَيْثُ يَشكونَ عَلَيْهِ وَمن جِهَة العربان حَيْثُ يَأْخُذُونَ من إقطاعاته وَلما ولي الْأَشْرَف كجك نقل الْأَفْضَل إِلَى دمشق أَمِيرا وَقرر فِي نِيَابَة حماة طقزدمر الْمَذْكُور مَمْلُوك الْمُؤَيد وَالِد الْأَفْضَل وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 742 فَأَقَامَ بِدِمَشْق يَسِيرا وَمَات فِي ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَمن الْعَجَائِب أَن زَوجته كَانَت مَرضت واشفت(5/124)
على الْمَوْت فَعمل لَهَا تابوتا ليضعها فِيهِ ويحملها إِلَى حماة لتدفن عِنْد أقاربها فَمَاتَ هُوَ قبلهَا فَوَضَعته والدته فِي ذَلِك التابوت بِعَيْنِه وتوجهت بِهِ إِلَى حماة وَمَاتَتْ زَوجته أَيْضا فِي نَهَار مَوته ثمَّ توجه وَلَده إِلَى مصر فَأعْطِي إمرة سبعين فَمَاتَ قبل خُرُوجه من مصر وَإِلَى ذَلِك يُشِير ابْن نباتة بقوله
(تغرب عَن مغنى حماة مليكها ... وأودى بهَا من بعد ذَاك مماته)
(وَمَا مَاتَ حَتَّى مَاتَ بعض نِسَائِهِ ... بهم وكادت أَن تَمُوت حماته)
1028 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن الْمُسلم بن حسن بن نصر بن يحيى الدِّمَشْقِي عز الدّين ابْن ضِيَاء الدّين ابْن الْحَمَوِيّ ولد سنة 680 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَجَمَاعَة فَوق الْمِائَة الْكثير وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن أبي عَمْرو أحضر على الرشيد العامري وَالْحق الْكِبَار بالصغار قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه مكثر جدا عَن الْفَخر وَغَيره وَقَالَ ابْن رَافع عني بِهِ أَبوهُ فاسمعه كثيرا وَقَالَ ابْن رَجَب تفرد بِسَمَاع السّنَن الْكَبِير وَله مسموعات فِي مجلدين قلت أَكثر عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
1029 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن فرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن نصر بن أَحْمد بن خَمِيس بن عقيل الْأنْصَارِيّ الخزرجي ولد فِي ثامن الْمحرم سنة 715 وَقرر فِي السلطنة بالأندلس يَوْم مهلك أَبِيه فِي سَابِع عشري رَجَب سنة 727 وَقَامَ فِي تَدْبِير دولته وزيره المتغلب(5/125)
عَلَيْهِ عُثْمَان بن أبي الْعَلَاء إِلَى أَن فتك بِهِ وَهُوَ بعد فِي سنّ الشَّبَاب لم يبقل خَدّه وَكَانَ من نبلاء الْمُلُوك صرامة وَعزة وشهامة وجمالا وخصالا وشجاعة مغرما بالصيد يحب الْأَدَب ويرتاح إِلَى الشّعْر وينبه على عَيبه وعيوبه ويلم بالمنادرة وَكَانَت لَهُ فِي الْكفَّار وقائع وَفتح الله عَلَيْهِ مَدِينَة باغة وحصن قشتال وَغير ذَلِك وَلم يزل فِي عزة وعزمة إِلَى أَن كَانَ فِي ثَالِث عشر ذِي الْحجَّة سنة 733 عزم على ركُوب الْبَحْر بِظَاهِر جبل الْفَتْح فثار بِهِ الْجند وَكَلمه بعتاب لطيف ثمَّ أتبعه بِكَلَام غليظ وبادر بَعضهم فطعنه فَقضى لحينه وَبَايَعُوا أَخَاهُ أَبَا الْحجَّاج يُوسُف ورثاه الشُّعَرَاء فَأَكْثرُوا فَمن ذَلِك قَول الشَّاعِر أبي بكر بن شيرين
(عين بَكَى لمَيت غادروه ... فِي ثراه ملقى وَقد غذروه)
(دفنوه وَلم يصل عَلَيْهِ ... أحد مِنْهُم وَلَا غسلوه)
(إِنَّمَا مَاتَ يَوْم مَاتَ شَهِيدا ... فأقاموا رسما وَلم يقصدوه)
1030 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن فرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر الْأنْصَارِيّ الخزرجي وَبَاقِي نسبه فِي الَّذِي قبله أَبُو عبد الله ولد فِي رَجَب سنة 732 وَنَشَأ دميم الْخلق لئيم الْخلق كلفا بالأحداث يتخطفهم من الطّرق ومولعا بالصيد بالكلاب على أظهر مهنة وَكَانَ السُّلْطَان أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن أبي الْوَلِيد بن نصر زوجه ابْنَته فَلَمَّا مَاتَ سنة وَولي بعده قَامَ أهل الدولة على هَذَا والزموه أَن لَا يدْخل القلعة لسوء سيرته(5/126)
فَصَارَ يتَصَرَّف على عَادَته السَّيئَة فِي الْبَلَد وضواحيها ثمَّ راسل أم زَوجته فأمدته بِالْمَالِ وسعى فِي تصيير الْملك لولدها شَقِيق زَوجته فثار مَعَه الْجُهَّال والدعار فَهَجَمُوا على القلعة فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 761 فَقتلُوا نَائِب السلطنة الْمَعْرُوف برضوان وَجَمَاعَة من الشُّيُوخ ونصبوا الْوَلَد الْمَذْكُور وَقَامَ هَذَا فِي خدمته وبذل نَفسه وتبذل حَتَّى كَانَ يمشي بَين يَدَيْهِ فِي زِيّ الشَّرْط ثمَّ حسن لَهُ التبسط فِي اللَّذَّات فانصاع لَهُ وانهمك وَصَارَ هُوَ يظْهر للنَّاس الْإِنْكَار لصنعه واستكثر من ضم الرِّجَال إِلَى نَفسه موهما للْمُبَالَغَة فِي الِاسْتِظْهَار على حفظ صهره إِلَى أَن كَانَ فِي رَابِع شعْبَان سنة 761 فثار بالسلطان الْمَذْكُور وَقَتله وَاسْتولى على المملكة وَسَار السِّيرَة السَّيئَة وتطور فَتَارَة يلبس الصُّوف وَيظْهر التَّوْبَة ونازله ملك الفرنج فَضَاقَ بِهِ الْحَال وَاحْتَاجَ إِلَى المَال حَتَّى كسر الْآنِية والحلية وَبَاعَ الْعقار ثمَّ توجه السُّلْطَان إِلَى جِهَته فَانْهَزَمَ بعد أَن استولى على الذَّخَائِر وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 763 واستمرت بِهِ الْهَزِيمَة إِلَى صَاحب قشتالة الفرنجي متذمما بِهِ ضَامِنا لَهُ إِتْلَاف الإٍسلام واستباحة الْبِلَاد والعباد فغدر بِهِ وَقبض عَلَيْهِ وعَلى من مَعَه وهم زهاء ثَلَاثمِائَة نفس مِنْهُم شيخ الْجند المغربي إِدْرِيس بن عُثْمَان بن إِدْرِيس بن عبد الله بن عبد الْحق وَاسْتولى على مَا مَعَهم من النفائس ثمَّ أَمر بهم فَأَخَذتهم السيوف جَمِيعًا وَذَلِكَ فِي ثَانِي شهر رَجَب سنة 763 وَمن عجائب مَا يحْكى عَنهُ أَن امْرَأَة رفعت إِلَيْهِ أَن دارها سرقت فَقَالَ إِن كَانَ ذَلِك لَيْلًا بعد مَا قفل(5/127)
بَاب الْحَمْرَاء عَليّ وعَلى حاشيتي فَهِيَ وَالله كَاذِبَة إِذْ لم يبْق هُنَاكَ سَارِق وَكَانَ استوزر على طَرِيقَته مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْفَتْح فقاسى النَّاس مِنْهُ شدَّة شَدِيدَة فِي أبدانهم وَأَمْوَالهمْ ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَأعْرض فِي شهر رَمَضَان ثمَّ اسْتَقر مُحَمَّد بن عَليّ بن مَسْعُود فَكَانَ أدهى وَأمر وأسوأ مُعَاملَة
1031 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُوسَى الْحُسَيْنِي الشريف تَقِيّ الدّين الْأَشْقَر الْوَكِيل ذكره الصَّفَدِي فَقَالَ ركبته الدُّيُون فشنق نَفسه وَكتب فِي عُنُقه ورقة بِخَطِّهِ ان الْحَامِل لَهُ على ذَلِك خشيَة من ضرب المقارع بِسَبَب أَصْحَاب الدُّيُون لأَنهم كَانُوا هددوه بذلك وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 731 بِدِمَشْق وَكتبه أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشايخه فَكَانَ أجَاز لَهُ
1032 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر الله بن جهبل الْكلابِي الْحلَبِي الأَصْل صَلَاح الدّين الدِّمَشْقِي سمع مُعْجم ابْن جَمِيع من ابْن القواس وَسمع من ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخه فِي رَمَضَان سنة 764 بِالْقَاهِرَةِ
1033 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الزنكلوني محب الدّين حفيد الشَّيْخ مجد الدّين تفقه وَسمع من الدبوسي وَغَيره وَحدث وَكَانَ متواضعا وَله معرفَة جَيِّدَة بِالْحِسَابِ مَاتَ فِي شَوَّال سنة 776
1034 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الصَّفَدِي نَاظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَغير ذَلِك وَهُوَ أَخُو صارم الدّين حَاجِب صفد وَكَانَ بِيَدِهِ إمرة عشرَة بِدِمَشْق وَكَانَ تنكز يَثِق بِهِ ويكرمه وَمَات فِي شعْبَان سنة 744(5/128)
1035 - مُحَمَّد بن اسندمر الجوكندار أحد الْأُمَرَاء العشراوات بِدِمَشْق مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 755
1036 - مُحَمَّد بن أضحى الْهَمدَانِي أَبُو عبد الله الغرناطي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ خَاتِمَة أهل بَيته فضلا وتواضعا قَرَأَ وتأدب وَقفا أثر سلفه فِي الوزارة ومجالسة السُّلْطَان وَتَوَلَّى الولايات السُّلْطَانِيَّة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 709
1037 - مُحَمَّد بن افتكين مدرس الإقبالية مَاتَ فِي سلخ صفر سنة 750 لقبه نَاصِر الدّين قَرَأت ذَلِك بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ
1038 - مُحَمَّد بن آقوش المطروحي قَالَ البرزالي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 735
1039 - مُحَمَّد بن آقوش تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن ولي إمرة عشرَة بحلب ثمَّ ولي نِيَابَة بعلبك ثمَّ حمص ثمَّ ولي إمرة طبلخاناة بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة 762
1040 - مُحَمَّد بن ايبك الطَّوِيل ولي شدّ السَّاحِل فِي أَيَّام تنكز وَغير ذَلِك وَولي فِي آخر الْأَمر إمرة بصفد وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة 749
1041 - مُحَمَّد بن ايبك السكرِي الْمَعْرُوف بالمشطوب حدث عَن
1042 - مُحَمَّد بن أيدغدي بن عبد الله الْحلَبِي اليزيدي سمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَحدث(5/129)
1043 - مُحَمَّد بن ايدمر الدوا دَار بدر الدّين ابْن خَالَة القلانسي مَاتَ فِي حادى عشرى شَوَّال سنة 761 بالعقيبة
1044 - مُحَمَّد بن أَيُّوب بن إِسْمَاعِيل الزرعي قَالَ البرزالي طلب الحَدِيث مُدَّة وَنسخ الْكثير وَجمع مجاميع وفوائد وَله شعر كَانَ فَقِيرا ضَعِيف الْحَال مرض مرضة طَوِيلَة إِلَى أَن توفّي بالمرستان فِي الثَّامِن من شهر ربيع الآخر سنة 711 بِدِمَشْق
1045 - مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عبد القاهر التادفي الْحَنَفِيّ الْحلَبِي ولد سنة 628 وَسمع من ابْن علاق وَابْن العديم وتلا على الفاسي وَتقدم فِي القرا آتٍ واقرأ بالروايات وَكَانَ عَارِفًا بهَا حسن المناظرة والبحث واقرأ النَّاس زَمَانا بِدِمَشْق وَأعَاد بمدارس الحنفيه واقرا الْعَرَبيَّة وَشرح قصيدة الصرصري الطَّوِيلَة فِي مجلدين وَكَانَ ينْسَخ الْمَصَاحِف على الرَّسْم وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 705
1046 - مُحَمَّد بن أَيُّوب بن عَليّ بن حَازِم الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي نقيب السَّبع الْمَعْرُوف بِابْن الطَّحَّان ولد فِي ربيع الأول سنة 652 وَسمع من عُثْمَان خطيب القرافة جُزْءا وَمن الزين خَالِد ويوسف الاربلي وَغَيرهم وَكَانَ فَاضلا حسن الْخلق لَكِن فِيهِ وَسْوَسَة فِي الْمِيَاه وَكَانَ تفقه وَقَرَأَ بالروايات ثمَّ عجز وَانْقطع بالشامية وَذكره الذَّهَبِيّ فِي سير النبلاء وَمَات فِي رَجَب سنة 735 وَرَأَيْت فِي مشيخة أبي جَعْفَر ابْن الكويك أَنه(5/130)
مَاتَ فِي سنة 737
1047 - مُحَمَّد بن أَيُّوب شمس الدّين أَبُو عبد الله الْأَشْقَر الزرعي سمع الْكثير وَدَار على الشُّيُوخ وَله نظم وَمَات فِي سنة 711 وَقد جَاوز الْخمسين
1048 - مُحَمَّد بن بَادِي بن أبي بكر بن عُثْمَان بن بَادِي الطَّيِّبِيّ بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة ولد سنة 688 واشتغل فِي فنون وأدب الْأَطْفَال مُدَّة وَكَانَ يحل التَّقْوِيم ونظم الشّعْر وَكَانَ تَارَة يُقيم بِدِمَشْق وَتارَة ببيروت وَتارَة بطرابلس وَيقْرَأ الحَدِيث بالجامع وَلَا تمل محاضرته وَمن نظمه
(قَالُوا أتبكيى والديار قريبَة ... والكأس تجلى والشباب تجمعَا)
(فأجبتهم نيران قلبِي صعدت ... كأسي فتقطر من جفوني أدمعا) مَاتَ ببيروت فِي رَمَضَان سنة 756
1049 - مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان البعلي ولد سنة 678 وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق والزكي الْمصْرِيّ وَغَيرهمَا وَكَانَ أحد الْعُدُول ببعلبك وَيقْرَأ على كرْسِي بالجامع لَدَيْهِ فَضَائِل وَمَات فِي أَوَاخِر شهر رَمَضَان سنة 745 وَهُوَ أَخُو الْمجد إِسْمَاعِيل
1050 - مُحَمَّد بن بكتاش وَالِي دمشق كَانَ مهيبا عَارِفًا تنقلت بِهِ الْأَحْوَال وَمَات فِي الطَّاعُون فِي ربيع الآخر سنة 749
1051 - مُحَمَّد بن بكتاش كَانَ أَبوهُ أَمِير سلَاح وَمَات هَذَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724
1052 - مُحَمَّد بن بكتمر بن الجوكندار انْتَهَت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فِي لعب الكرة(5/131)
فَلم يكن فِي زَمَانه من يجاريه إِلَّا عَلَاء الدّين قطليجا فَكَانَا إِذا اجْتمعَا رأى النَّاس مِنْهُمَا الْعَجَائِب وَكَانَ النَّاصِر يكرم مُحَمَّدًا هَذَا ويدعوه أخى وَمَات عقب مجىء النَّاصِر من الكرك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710
1053 - مُحَمَّد بن عبد الله الْقرشِي الناصري سمع من ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا ذكره ابْن رَافع فِي شُيُوخ مصر سنة عشْرين
1054 - مُحَمَّد بن بكتوت بدر الدّين القرندلي الْكَاتِب المجود كتب على ابْن خطيب بعلبك وَنسخ من الْمَصَاحِف وَكتب الْعلم الْكثير وَكَانَ يضع المحبرة فِي يَده الشمَال والمجلد من الْكَشَّاف على يَده وَيكْتب وَهُوَ يُغني وَلَا يغلط وَإِنَّمَا قيل لَهُ القرندلي لِأَنَّهُ تزيا بزيهم وَدخل إِلَيْهِم وَجلسَ ينْسَخ فَقَالُوا لَهُ مَا هَذَا طريقنا فَقَالَ فَقلت لَهُم أَنْتُم تعلمُونَ قلائد الصُّوف فَمَا الْفرق فاقترح عَلَيْهِ بَعضهم أَن ينزل هُوَ وإياه فِي بركَة مَاء قَالَ فنزلنا فِي يَوْم بَارِد فبقينا نغطس إِلَى أَن عجز هُوَ ثمَّ تغلبُوا عَلَيْهِ وأخرجوه من بَينهم فَبَقيَ عَلَيْهِ هَذَا اللقب وَكَانَ قد أَقَامَ عِنْد الْمُؤَيد بحماة يكْتب لَهُ فَأحب امْرَأَة نَصْرَانِيَّة فَكَانَ ينْفق عَلَيْهَا مَا يُمكنهُ وهام بهَا إِلَى أَن أَمرته أَن يكوي فِي رَأسه صليبا فَفعل وَكَانَ رُبمَا التهى بهَا عَن كِتَابَة مَا يُريدهُ السُّلْطَان فَبَلغهُ خَبَرهَا فَأمر بنفيها إِلَى شيزر فَكَانَ الْمَذْكُور يُقيم بحماة إِلَى الْمغرب وَيَمْشي من حماة إِلَى شيزر فيبيت عِنْدهَا وَيقوم من الْفجْر يمشي إِلَى حماة فلازم على ذَلِك سنة وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الأول سنة 735(5/132)
1055 - مُحَمَّد بن بكرون بن حرز الله المالقي قَالَ ابْن الْخَطِيب قَرَأَ القراآت على عبد الْوَاحِد بن أبي الشداد وَأخذ عَن أبي عبد الله بن برطال وَيَعْقُوب ابْن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن الزبير وَغَيره وَعمر إِلَى أَن صَار فِي نمط من يستجاز وَهُوَ حسن اللِّقَاء قويم الطَّرِيقَة على سنَن الْفُضَلَاء
1056 - مُحَمَّد بن بلبان البدري أحد الْأُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق ولي الحجوبية وَمَات فِي سنة
1057 - مُحَمَّد بن بلبان نَاصِر الدّين ابْن المهمندار أحد الْأُمَرَاء بحلب ونائب القلعة بهَا ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى مَعَ يلبغا الناصري على برقوق فَلَمَّا خرج من الكرك وظفر طلبه من حلب وصادره على مَال كثير وَكَانَ وَاسع الثروة جدا وَقَتله منطاش بِدِمَشْق سنة 792
1058 - مُحَمَّد بن بلبان القاهري الْخياط سبط الشَّيْخ شمس الدّين بن زين الدّين ولد سنة واسمع على جده لأمه وعَلى أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَحدث وَمَات سنة
1059 - مُحَمَّد بن بهادر بن عبد الله التركي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّيْخ بدر الدّين(5/133)
الزَّرْكَشِيّ ولد سنة 745 وعني بالاشتغال من صغره فحفظ كتبا وَأخذ عَن الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي وَالشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ ولازمه وَلما ولي قَضَاء الشَّام اسْتعَار مِنْهُ نسخته من الرَّوْضَة مجلدا بعد مُجَلد فعلقها على الهوامش من الْفَوَائِد فَهُوَ أول من جمع حَوَاشِي الرَّوْضَة للبلقيني وَذَلِكَ فِي سنة 69 وملكتها بِخَطِّهِ ثمَّ جمعهَا القَاضِي ولي الدّين ابْن شَيخنَا الْعِرَاقِيّ قبل أَن يقف على الزركشية فَلَمَّا أعرتها لَهُ انْتفع بهَا فِيمَا كَانَ قد خَفِي من أَطْرَاف الهوامش فِي نُسْخَة الشَّيْخ وَجعل لكل مَا زَاد على نُسْخَة الزَّرْكَشِيّ زايا وعني الزَّرْكَشِيّ بالفقه وَالْأُصُول والْحَدِيث فأكمل شرح الْمِنْهَاج واستمد فِيهِ من الاذرعي كثيرا وَكَانَ رَحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن ابْن كثير فِي الحَدِيث وَقَرَأَ عَلَيْهِ مُخْتَصره ومدحه ببيتين ثمَّ توجه إِلَى حلب فَأخذ عَن الاذرعي ثمَّ جمع الْخَادِم على طَرِيق الْمُهِمَّات فاستمد من التَّوَسُّط للاذرعي كثيرا لكنه شحنه بالفوائد الزَّوَائِد من الْمطلب وَغَيره وَجمع فِي الْأُصُول كتابا سَمَّاهُ الْبَحْر فِي ثَلَاثَة أسفار وَشرح عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح وَجمع الْجَوَامِع للسبكي وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ فَتَركه مسودة وقفت على بَعْضهَا ولخص مِنْهُ التَّنْقِيح فِي مُجَلد وَشرح الْأَرْبَعين للنووي وَولي مشيخة كريم الدّين وَكَانَ مُنْقَطِعًا فِي منزله لَا يتَرَدَّد إِلَى أحد إِلَّا إِلَى سوق الْكتب وَإِذا حَضَره لَا يَشْتَرِي شَيْئا وَإِنَّمَا يطالع فِي حَانُوت الكتبي طول نَهَاره وَمَعَهُ ظُهُور أوراق يعلق فِيهَا مَا يُعجبهُ ثمَّ يرجع فينقله إِلَى تصانيفه وَخرج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَمَشى(5/134)
فِيهِ على جمع ابْن الملقن لكنه سلك طَرِيق الزَّيْلَعِيّ فِي سوق الْأَحَادِيث بأسانيد خرجها فطال الْكتاب بذلك وَمَات فِي ثَالِث رَجَب سنة 794 بِالْقَاهِرَةِ
1060 - مُحَمَّد بن بهادر الشجاعي نَاصِر الدّين كَانَ رجلا حسنا كثير التِّلَاوَة وَنسخ بِخَطِّهِ تَفْسِير ابْن كثير وَمَات فِي شعْبَان سنة عَن نَحْو سبعين سنة
1061 - مُحَمَّد بن أبي البركات بن أبي الْفضل بن أبي عَليّ تَقِيّ الدّين البعلي الْمَعْرُوف بِابْن القرشية ولد سنة 645 وَسمع من الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني وَشَيخ الشُّيُوخ بحماة وَابْن النشبي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وَولى مشيخة الخانقاه الشبلية وَمَات فِي رَمَضَان سنة 724
1062 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نجدة بن حمدَان الدِّمَشْقِي القَاضِي شمس الدّين ابْن النَّقِيب الشَّافِعِي ولد سنة إِحْدَى أَو 662 وَسمع من الْفجْر ابْن البُخَارِيّ وَأحمد بن شَيبَان وَأبي حَامِد بن الصَّابُونِي وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم ولازم الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ حَتَّى حفظ عَنهُ أَنه قَالَ لَهُ يَوْمًا يَا قَاضِي شمس الدّين لَا بُد أَن تلِي درس الشامية فوليها بعد مُدَّة وَكَانَ يظنّ أَنه يَلِي قَضَاء الشَّام فولي قَضَاء حمص ثمَّ طرابلس ثمَّ حلب ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فولي الشامية وَحدث وَخرجت لَهُ مشيخة سمع مِنْهُ البرزالي وَجَمَاعَة غَيره وَقَالَ الْعِمَاد ابْن كثير كَانَ شَيخا عَالما(5/135)
دينا قَلِيل الشَّرّ والغيبة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ كريم النَّفس محبا فِي الصَّالِحين وَقد أفتى ودرس وَكَانَ قد تفقه بالشيخ شرف الدّين الْمَقْدِسِي وَكَانَ لَهُ ذكر قبل السبعمائة أَخذ عَنهُ جمال الدّين ابْن جملَة قَدِيما وَتفرد وَتقدم أهل طبقته بِالْمَوْتِ وَكَانَ يعرف شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد ويقرئه جيدا وَولي قَضَاء حمص فِي سنة 718 ثمَّ قَضَاء طرابلس ثمَّ قَضَاء حلب ثمَّ لما رَجَعَ مِنْهَا ولي تدريس الشامية وَكَانَ من قُضَاة الْعدْل وبقايا السّلف مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة 745 قلت أَخذ عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين البعلي بحلب وَأذن لَهُ
1063 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن طَارق الْأَسدي الْحلَبِي نزيل دمشق الصفار أَمِين الدّين أَخُو إِسْحَاق بن النّحاس ولد فِي حُدُود سنة 635 وَسمع من صَفِيَّة القرشية وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي ويوسف الساوي وَابْن الجميزي ويوسف بن خَلِيل فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الكاشغري وَطَائِفَة وَبَطل حانوته قبل مَوته وَحدث بالكثير وَتفرد بِبَعْض مروياته وَكَانَ سَاكِنا خيرا دينا وَلم يتَزَوَّج طول عمره وَلَا احْتَلَمَ وَكَانَ أضرّ ثمَّ قدح فابصر مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة 720 أَخذ عَنهُ السُّبْكِيّ
1064 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْمَقْدِسِي ولد سنة ثَمَان أَو 649 وَسمع من جده السراجيات الْخَمْسَة وَالْمِائَة الفراوية واربعين(5/136)
الْآجُرِيّ وجزء ابْن جوصا وجزء ابْن الْفُرَات وجزء أَيُّوب وجزء ابْن عَرَفَة والمبعث وصحيح مُسلم واقتضاء الْعلم للْعَمَل ومشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وعوالي قَاضِي المرستان وَالتَّرْغِيب والعمدة وجزء البرقفي وانتخاب الطَّبَرَانِيّ وجزء بكر وَسمع أَيْضا من خطيب مردا والرضي ابْن الْبُرْهَان وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ حَدثنَا بمشيخة جده وَحدث بالكثير وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 743
1065 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن هَارُون بن أسعد السّلمِيّ ابْن الساوجى سبط الش يخ شرف الدّين ابْن حمويه سمع جَامع التِّرْمِذِيّ على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث
1066 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد الزعبي الملقب نميلَة ولد سنة وَسمع على ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ يتعانى تجليد الْكتب
1067 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن سعد بن حريز الزرعي الدِّمَشْقِي شمس الدّين ابْن قيم الجوزية الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 691 وَسمع على التقي سُلَيْمَان وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم والمطعم وَابْن الشيرازى وَإِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم والطبقة وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على ابْن أبي الْفَتْح وَالْمجد التّونسِيّ وَقَرَأَ الْفِقْه على الْمجد الْحَرَّانِي وَابْن تَيْمِية ودرس بالصدرية وَأم بالجوزية وَكَانَ لِأَبِيهِ فِي الْفَرَائِض يَد فَأَخذهَا عَنهُ وَقَرَأَ فِي الْأُصُول على الصفي الْهِنْدِيّ وَابْن تَيْمِية(5/137)
وَكَانَ جرئ الْجنان وَاسع الْعلم عَارِفًا بِالْخِلَافِ ومذاهب السّلف وَغلب عَلَيْهِ حب ابْن تَيْمِية حَتَّى كَانَ لَا يخرج عَن شئ من أَقْوَاله بل ينتصر لَهُ فِي جَمِيع ذَلِك وَهُوَ الَّذِي هذب كتبه وَنشر علمه وَكَانَ لَهُ حَظّ عِنْد الْأُمَرَاء المصريين واعتقل مَعَ ابْن تَيْمِية بالقلعة بعد أَن أهين وطيف بِهِ على جمل مَضْرُوبا بِالدرةِ فَلَمَّا مَاتَ افرج عَنهُ وامتحن مرّة أُخْرَى بِسَبَب فتاوي ابْن تَيْمِية وَكَانَ ينَال من عُلَمَاء عصره وينالون مِنْهُ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُخْتَص حبس مرّة لإنكاره شدّ الرحل لزيارة قبر الْخَلِيل ثمَّ تصدر للأشغال وَنشر الْعلم وَلكنه معجب بِرَأْيهِ جرئ على الْأُمُور وَكَانَت مُدَّة ملازمته لِابْنِ تَيْمِية مُنْذُ عَاد من مصر سنة 712 إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ ابْن كثير كَانَ ملازما للاشتغال لَيْلًا وَنَهَارًا كثير الصَّلَاة والتلاوة حسن الْخلق كثير التودد لَا يحْسد وَلَا يحقد ثمَّ قَالَ لَا أعرف فِي زَمَاننَا من أهل العل أَكثر عبَادَة مِنْهُ وَكَانَ يُطِيل الصَّلَاة جدا ويمد ركوعها وسجودها إِلَى أَن قَالَ كَانَ يقْصد للإفتاء بِمَسْأَلَة الطَّلَاق حَتَّى جرت لَهُ بِسَبَبِهَا أُمُور يطول بسطها مَعَ ابْن السُّبْكِيّ وَغَيره وَكَانَ إِذا صلى الصُّبْح جلس مَكَانَهُ يذكر الله حَتَّى يتعالى النَّهَار وَيَقُول هَذِه غدوتي لَو لم أقعدها سَقَطت قواي وَكَانَ يَقُول بِالصبرِ والفقر ينَال الْإِمَامَة فِي الدّين وَكَانَ يَقُول لَا بُد للسالك من همة تسيره وترقيه وَعلم يبصره ويهديه وَكَانَ مغرى بِجمع الْكتب فَحصل مِنْهَا مَا لَا يحصر حَتَّى كَانَ أَوْلَاده يبيعون مِنْهَا بعد مَوته دهرا طَويلا سوى مَا اصطفوه مِنْهَا لأَنْفُسِهِمْ(5/138)
وَله من التصانيف الْهَدْي وأعلام الموقعين وبدائع الْفَوَائِد وطرق السعادتين وَشرح منَازِل السائرين وَالْقَضَاء وَالْقدر وجلاء الأفهام فِي الصَّلَاة وَالسَّلَام على خير الْأَنَام ومصايد الشَّيْطَان ومفتاح دَار السَّعَادَة وَالروح وحادي الْأَرْوَاح وَرفع الْيَدَيْنِ وَالصَّوَاعِق الْمُرْسلَة على الْجَهْمِية والمعطلة وتصانيف أُخْرَى وكل تصانيفه مَرْغُوب فِيهَا بَين الطوائف وَهُوَ طَوِيل النَّفس فِيهَا يتعانى الْإِيضَاح جهده فيسهب جدا ومعظمها من كَلَام شَيْخه يتَصَرَّف فِي ذَلِك وَله فِي ذَلِك ملكة قَوِيَّة وَلَا يزَال يدندن حول مفرداته وينصرها ويحتج لَهَا وَمن نظمه قصيدة تبلغ سِتَّة آلَاف بَيت سَمَّاهَا الكافية فِي الِانْتِصَار للفرقة النَّاجِية وَهُوَ الْقَائِل(5/139)
(بني أبي بكر كثير ذنُوبه ... فَلَيْسَ على من نَالَ من عرضه إِثْم)
(بني أبي بكر غَدا متصدرا ... يعلم علما وَهُوَ لَيْسَ لَهُ علم)
(بني أبي بكر جهول بِنَفسِهِ ... جهول بِأَمْر الله أَنى لَهُ الْعلم)
(بني أبي بكر يروم ترقيا ... إِلَى جنَّة المأوى وَلَيْسَ لَهُ عزم)
(بني أبي بكر لقد خَابَ سَعْيه ... إِذا لم يكن فِي الصَّالِحَات لَهُ سهم)
(بني أبي بكر كَمَا قَالَ ربه ... هلوع كنُود وَصفه الْجَهْل وَالظُّلم)
(بني أبي بكر وَأَمْثَاله غَدَتْ ... بفتواهم هذى الخليقة تأتم)
(وَلَيْسَ لَهُم فِي الْعلم بَاعَ وَلَا التقى ... وَلَا الزّهْد وَالدُّنْيَا لديهم هِيَ الْهم)
(بني أبي بكر غَدا متمنيا ... وصال الْمَعَالِي والذنُوب لَهُ هم) وَجَرت لَهُ مِمَّن مَعَ الْقُضَاة مِنْهَا فِي ربيع الأول طلبه السُّبْكِيّ بِسَبَب فتواه بِجَوَاز الْمُسَابقَة بِغَيْر مُحَلل فَأنْكر عَلَيْهِ وَآل الْأَمر إِلَى أَنه رَجَعَ عَمَّا كَانَ يُفْتى بِهِ من ذَلِك وَمَات فِي ثَالِث عشر شهر رَجَب سنة 751 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا ورئيت لَهُ منامات حَسَنَة وَكَانَ هُوَ ذكر قبل مَوته بِمدَّة أَنه رأى شَيْخه ابْن تَيْمِية فِي الْمَنَام وَأَنه سَأَلَهُ عَن مَنْزِلَته فَقَالَ إِنَّه أنزل منزلَة فَوق فلَان وسمى بعض الأكابر قَالَ لَهُ وَأَنت كدت تلْحق بِهِ وَلَكِن أَنْت فِي طبقَة ابْن خُزَيْمَة
1068 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي البركات بن الأكرم بن أبي الْفرج المعري فَخر الذوات الْكَاتِب سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وشامية بنت الْبكْرِيّ وَأبي صَادِق بن الرشيد العلائي وَغَيرهم وأجازله النَّوَوِيّ وَالْقَاضِي شمس الدّين ابْن خلكان سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 755 عَن بضع وَثَمَانِينَ سنة(5/140)
1069 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل بن مُحَمَّد الاعزازي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ ولد فِي الْمحرم سنة 676 واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والعز بن الْفراء وَمُحَمّد بن عبد الْمُؤمن وَآخَرين وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَحج فِي آخر عمره قَالَ شَيخنَا سَمِعت مِنْهُ وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 761 وأرخه غَيره فِي ثَانِي عشري الْمحرم سنة 762
1070 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن شَجَرَة بن أبي بكر التدمري الأَصْل الدِّمَشْقِي بدر الدّين بن شَجَرَة اشْتغل بالفقه فأتقنه وناب فِي الحكم فِي الْبِلَاد فَلم يحمد وَآخر مَا ولي قَضَاء الْقُدس عَن الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ فَجَاءَت كتب أعيانهم مشحونة بالحط عَلَيْهِ فصرف وَرجع إِلَى دمشق فدرس بِبَعْض الْمدَارِس وتصدر بالجامع قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي كَانَ يُعجبنِي فهمه واستنباطه فِي الْفِقْه وغوصه على اسْتِخْرَاج الْمسَائِل الْحَوَادِث من أُصُولهَا وردهَا إِلَى قواعدها إِلَّا أَنه كَانَ سيئ السِّيرَة فِي حكمه وَفِي فَتَاوِيهِ واشتهر عَنهُ أَنه كَانَ يتحيل للمستفتي بِمَا يُوَافق هَوَاهُ ويستعجل على ذَلِك وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 787 عَن نَحْو سِتِّينَ سنة
1071 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن ظافر بن عبد الْوَهَّاب الْهَمدَانِي بِسُكُون الْمِيم شرف الدّين بن معِين الدّين نَشأ بالديار المصرية واشتغل ثمَّ قدم الْقَاهِرَة(5/141)
فقطنها وَولي قضاءها وَكَانَ تنكز يُحِبهُ ويعظمه وَكَانَ وقورا نظيف الثِّيَاب طيب الرّيح كثير التجمل والصمت قَلِيل الْأَذَى مَاتَ فِي ثَالِث الْمحرم سنة 748
1072 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد السَّلَام بن إِبْرَاهِيم الصَّالِحِي الْمُقْرِئ الحفار الْمَعْرُوف بِابْن الطبيل كَانَ شَيخا معمرا ذَا همة وجلادة وملازمة للْجَمَاعَة سمع الصَّحِيح من ابْن الزبيدِيّ وَحدث قَدِيما مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 701 وَكَانَ الْوَجِيه نقل عَنهُ أَنه قَالَ ولدت فِي سنة 611 ثمَّ فِي الآخر صَار يَقُول جزت الْمِائَة وَهُوَ مِمَّن عذب فِي وقْعَة غازان وأوذي
1073 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الْمُنعم بن ظافر بن مبادر اللَّخْمِيّ نَاصِر الدّين الدمنهوري ثمَّ الفاقوسي ثمَّ الاسكندراني ولد سنة 611 وَسمع من مَنْصُور ابْن سليم وَمُحَمّد بن سُلَيْمَان الْمعَافِرِي وَغَيرهمَا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 718 حَدثنِي عَنهُ ابْن البوري بالإسكندرية وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ
1074 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عُثْمَان بن مشرف الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي الْكِنَانِي ثمَّ الخشاب وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن رزين ولد فِي رَمَضَان سنة 731 وَسمع عدَّة أَجزَاء من تَقِيّ الدّين أَحْمد بن الْعِزّ تفرد بهَا وَأَجَازَ لَهُ ابْن اللتي وَابْن المقير وَابْن الصفراوي وجعفر وَآخَرُونَ وَحدث بالكثير حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة بِالْإِجَازَةِ وَحدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد وَكَانَ منور الشيبة حسن السمت سهل القياد وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 721(5/142)
وَقد جَاوز التسعين دفن بقاسيون
1075 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن أبي مُحَمَّد بن عبد الله بن طَارق الابلي بِكَسْر الْهمزَة والموح دة نِسْبَة إِلَى إبل السُّوق بوادي بردا - الأَصْل ثمَّ الصَّالِحِي عز الدّين الْمَعْرُوف بالسوقي ولد سنة أَو يُقَال سنة 82 وَكَانَ بحارا ثمَّ حجارا بالقلعة ثمَّ عمل قطانا وَتزَوج عدَّة نسْوَة وَتفرد بِالسَّمَاعِ من ابْن القواس والعز الْفراء وَأحمد بن مُؤمن وَعلي بن مُحَمَّد بن بَقَاء وَطَائِفَة وَحدث بمعجم ابْن جَمِيع وجزء مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الصَّمد عَن ابْن القواس وَقطعَة من سنَن ابْن مَاجَه عَن الْفراء وَغير ذَلِك وَله إجَازَة من عمر العقيمى وَأبي الْفَصْل بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَقَرَأَ عَلَيْهِ نور الدّين الفوي بإجازته من الْفَخر فغلطوه فِي ذَلِك وَهُوَ من بَيت رِوَايَة مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 773 وَقد أجَاز لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة
1076 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي النوجا باذي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْمغل برهَان الدّين ولد سنة 643 وتفقه ببلاده وَقدم بَغْدَاد مرار وروى عَن سيف الدّين الفاخوري بِالْإِجَازَةِ قَالَ الذَّهَبِيّ لم يَصح سَمَاعه مِنْهُ وَكَانَ صَدرا مُعظما كثير اللطائف حسن المذاكرة اتّفق أَنه لما أكمل ثَمَانِينَ سنة عمل وَلِيمَة حافلة فَمَاتَ بعْدهَا بجمعة فِي شهر رَمَضَان(5/143)
سنة 723 وَقد سمع من مُحَمَّد بن يُوسُف الزرندي والسراج الْقزْوِينِي وَأَجَازَ للذهبي وَأَوْلَاده ونوجاباذ - بِضَم النُّون وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا جِيم وَبعد الْألف مُوَحدَة وَبعد الْألف الثَّانِيَة ذال مُعْجمَة - من بخارا
1077 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر الدينَوَرِي العجمي الصَّالِحِي ولد سنة واسمع على مُحَمَّد بن بدر بن يعِيش الْجَزرِي الأول من أَفْرَاد ابْن شاهين وَحدث بِهِ مَعَ الْمزي وَمَات سنة
1078 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَيَّاش بن عَسْكَر الخابوري صدر الدّين ولد فِي حُدُود السبعمائة واعتنى بالفقه فَحمل عَن الشَّيْخ كَمَال الدّين الزملكاني وَالشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح وَالشَّيْخ زين الدّين الكتناني وَغَيرهم ودرس وَأفَاد وَولي قَضَاء صفد وطرابلس وَبهَا مَاتَ وَسمع بِمصْر من يُوسُف الختى وَغَيره سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره وَيُقَال إِن رجلا جَاءَ إِلَى الْفَخر الْمصْرِيّ بِفُتْيَا فَقَالَ من أَيْن قَالَ من صفد قَالَ أَلَيْسَ عنْدكُمْ الشَّيْخ صفى الدّين الخابوري هُوَ أعلم مني فسله ورد عَلَيْهِ الْفتيا حَكَاهَا العثماني قَاضِي صفد وَكَانَ مشاركا فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ الطّلبَة يقصدونه ليأذن لَهُم فِي الافتاء وَقد أذن لجمع كثير وَمَات(5/144)
وَهُوَ عَالم طرابلس ومفتيها بعد الْوَقْعَة الكائنة بهَا مَعَ الفرنج فِي سَابِع عشري الْمحرم سنة 769
1079 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران بن رَحْمَة الاخنائي السَّعْدِيّ الشَّافِعِي علم الدّين ولد فِي رَجَب سنة 664 وَسمع من أبي بكر الانماطي والابرقوهي وَغَيرهمَا ولازم الدمياطي ثمَّ شهد بالخزانة السُّلْطَانِيَّة وَولي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ ولي قَضَاء الشَّام بعد موت عَلَاء الدّين القونوي وَكَانَ عَالما دينا وافر الْجَلالَة مَحْمُود السِّيرَة مَاتَ فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة سنة 732 فَلم تطل مدَّته فِي قَضَاء دمشق قَالَ الذَّهَبِيّ تفقه وشارك فِي الْفَضَائِل وَكَانَ عَالما ذكيا صينا نزها وافر الْجَلالَة حميد السِّيرَة متوسطا فِي الْعلم محبا فِي الرِّوَايَة
1080 - مُحَمَّد بن أبي بكر الإخنائي الْمَالِكِي تَقِيّ الدّين أَخُو الَّذِي قبله ولد سنة 660 تَقْرِيبًا وَسمع من الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي الْكثير وَمن شرف الدّين الْحسن بن عَليّ الصَّيْرَفِي وَمن الشَّيْخ نصر بن سُلَيْمَان بن عمر المنبجي وَغَيرهم واشتغل بالفقه على مَذْهَب مَالك وَغَيره وَتقدم وتميز ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية للمالكية وَكَانَ النَّاصِر يُحِبهُ وَيرجع إِلَيْهِ فِي أَشْيَاء وَحضر مرّة فِي دَار الْعدْل فَنظر إِلَيْهِ السُّلْطَان فتفرس فِيهِ أَنه أشرف على الْعَمى فَكَانَ كَذَلِك فالتمس من السُّلْطَان أَن يُمْهل عَلَيْهِ إِلَى أَن يعالج نَفسه فأمهل عَلَيْهِ سِتَّة أشهر فقدح عَيْنَيْهِ فأبصر قَرَأت ذَلِك بِخَط(5/145)
الْبَدْر النابلسي وَذكر فِي تَرْجَمته أَنه قَرَأَ صَحِيح البُخَارِيّ فِي مِائَتي وَعشرَة مجَالِس فِي مُدَّة سنتَيْن قِرَاءَة بحث وَنظر وَتَأمل وَكَانَ ذَلِك سنة 732 وَاسْتمرّ فِي وَظِيفَة الْقَضَاء يُقَال إِنَّه قَالَ لَا أعزله أبدا وَلَو اسْتمرّ أعمى حَتَّى يَمُوت وَمِمَّا اتّفق من سعادته لما ولي الْقَضَاء أَن القَاضِي شمس الدّين الحريري الْحَنَفِيّ استصغره لِأَنَّهُ كَانَ أَصْغَر نواب الْمَالِكِيَّة فَأنْكر ولَايَته واستكتب فِيهِ محضرا بخطوط وُجُوه الْمَالِكِيَّة بِعَدَمِ أَهْلِيَّته وأكمله وَأَخذه فِي كمه وَتوجه إِلَى القلعة فَلَمَّا قرب من بَابهَا ألقته بغلته فتهشمت عِظَامه وَحمل على الْأَعْنَاق إِلَى منزله فَأَقَامَ مُدَّة معطلا من الرّكُوب وَالْحَرَكَة مشتغلا بِنَفسِهِ عَن الاخنائي وَغَيره فتمت ولَايَته وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي إِن السُّلْطَان كَانَ يَقُول لَهُ إِذا انْقَطع عَن الموكب لعذر الْمجْلس لَا يحسن إِلَّا بك وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي أول سنة 750
1081 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مجلي البطرني قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ جم الْفَضَائِل حسن الْعشْرَة وزر لبَعض مُلُوك بني مرين ثمَّ دخل غرناطة وحمدت سيرته وَكَانَ كثير المَال جدا مَاتَ فِي صفر سنة 718
1082 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان المَخْزُومِي الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بِابْن الدماميني سمع من الْجلَال ابْن عبد السَّلَام وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ بالإسكندرية وَمَات سنة 760 أرخه شَيخنَا
1083 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان بن أبي الْحسن شمس الدّين ولد سنة 655 واحضر على إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَأبي طَالب بن السروري(5/146)
وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن الناصح وَكتب الْمَنْسُوب وتأدب وَقَالَ الشّعْر وَحدث وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب الطباق حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا بِالسَّمَاعِ مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 735 بسفح قاسيون وَبِه دفن)
1084 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق الْقزْوِينِي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ سمع قِطْعَة من مُسْند إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه على وَحدث بِبَغْدَاد مَاتَ فِي شعْبَان سنة 708 أرخه البرزالي
1085 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام بن عَليّ بن قوام بن مَنْصُور بن مُعلى البالسي ثمَّ الصَّالِحِي نور الدّين بن نجم الدّين ولد سنة 717 وَسمع من ابْن الشّحْنَة والعفيف إِسْحَاق وَغَيرهَا وتفقه ودرس وَحدث سمع مِنْهُ ابْن سَنَد وَشَيخنَا أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ وَغَيرهمَا ودرس بالناصرية وَغَيرهَا قَالَ ابْن كثير كَانَ من الْفُضَلَاء فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ يحب السّنة وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الْخلق وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ لَهُ ورع وديانة ومناقبه جمة مَاتَ فِي أَوَاخِر ربيع الآخر أَو أول جُمَادَى الأولى سنة 765
1086 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَحْمُود الدقاق سمع من مُحَمَّد بن انجب والزكي الْمُنْذِرِيّ وَغَيرهمَا
1087 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن معالي بن زيد الْأنْصَارِيّ الهيثمي ثمَّ الدِّمَشْقِي(5/147)
الْحَنْبَلِيّ سمع من الْفَخر عَليّ وَابْن الْكَمَال والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ حسن الشكل بشوش الْوَجْه كثير التودد قَالَ ابْن رَجَب صحب الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَمَات فِي الْمحرم سنة 755
1088 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْقَاسِم الهمذاني ثمَّ الدِّمَشْقِي السكاكيني الشيعي ولد سنة 635 بِدِمَشْق وَطلب الحَدِيث وتأدب وَسمع وَهُوَ شَاب من إِسْمَاعِيل ابْن الْعِرَاقِيّ والرشيد بن مسلمة ومكي بن عَلان فِي آخَرين وتلا بالسبع وَمن مسموعاته مُسْند أنس للحنيني على إِسْمَاعِيل عَن السلفى وَمن فَوَائِد أبي النَّرْسِي بالسند عَنهُ روى عَنهُ البرزالي والذهبي وَآخَرُونَ من آخِرهم ابو بكر بن الْمُحب وبالاجازة شَيخنَا برهَان الدّين التنوخي وأقعد فِي صناعَة السكاكين عِنْد شيخ رَافِضِي فافسد عقيدته فَأخذ عَن جمَاعَة من الامامية وَله نظم وفضائل ورد على الْعَفِيف التلمساني فِي الِاتِّحَاد وَأم بقرية جسرين مُدَّة وَأقَام بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عِنْد أميرها مَنْصُور ابْن جماز مُدَّة طَوِيلَة وَلم يحفظ لَهُ سبّ فِي الصَّحَابَة بل لَهُ نظم فِي فضائلهم إِلَّا أَنه كَانَ يناظر على الْقدر وينكر الْجَبْر وَعِنْده تعبد وسعة علم قَالَ ابْن تَيْمِية هُوَ مِمَّن يتسنن بِهِ الشيعي ويتشيع بِهِ السّني وَقَالَ الذَّهَبِيّ(5/148)
كَانَ حُلْو المجالسة ذكيا عَالما فِيهِ اعتزال وينطوي على دين وَإِسْلَام وَتعبد سمعنَا مِنْهُ وَكَانَ صديقا لأبي وَكَانَ يُنكر الْجَبْر ويناظر على الْقدر وَيُقَال إِنَّه رَجَعَ فِي آخر عمره وَنسخ صَحِيح البُخَارِيّ وَوجد بعد مَوته بِمدَّة سنة فِي سنه 750 بِخَط يشبه خطه كتاب يُسمى الطرائف فِي معرفَة الطوائف يتَضَمَّن الطعْن على دين الْإِسْلَام وَأورد فِيهِ أَحَادِيث مشكلة وَتكلم على متونها بِكَلَام عَارِف بِمَا يَقُول إِلَّا أَن وضع الْكتاب يدل على زندقة فِيهِ وَقَالَ فِي آخِره وَكتبه مُصَنفه عبد الحميد بن دَاوُد الْمصْرِيّ وَهَذَا الِاسْم لَا وجود لَهُ وَشهد جمَاعَة من أهل دمشق أَنه خطه فَأَخذه تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ عِنْده وقطعه فِي اللَّيْل وغسله بِالْمَاءِ وَنسب إِلَيْهِ عماد الدّين ابْن كثير الأبيات الَّتِي أَولهَا يَا معشر الْإِسْلَام ذمِّي دينكُمْ الأبيات وَمَات هَذَا السكاكيني فِي صفر سنة 721
1089 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أبي الْوَقار بن أبي الْفضل شمس الدّين ابْن الرقاقي سمع من سمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَتُوفِّي سنة 749
1090 - مُحَمَّد بن أبي بكر السنجاري محيى الدّين الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ كَانَ يدْرِي الْفِقْه على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة ودرس وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالتَّأْذِينِ كثير السَّعْي فِي قَضَاء حوائج النَّاس مكينا عَنهُ أُمَرَاء الْمَدِينَة حسن الْأَخْلَاق مَعَ دين وورع كَمَا ذكره ابْن فَرِحُونَ وَقَالَ إِنَّه مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 751
1091 - مُحَمَّد بن بيليك المحسني نَاصِر الدّين الْجَزرِي ولد بِمصْر وَخرج(5/149)
مَعَ أَبِيه وَهُوَ صَغِير إِلَى طرابلس وَقدم مَعَه فِي الْمحرم سنة 42 ثمَّ ولي نَاصِر الدّين ولَايَة الْقَاهِرَة ثمَّ عزل وَأخرج إِلَى الشَّام وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال ثمَّ اسْتَقر مشير الدولة فِي سنة 54 بِمصْر وَقعد مَعَ الْوَزير موفق الدّين هبة الله بن إِبْرَاهِيم فِي قاعة الصاحب فِي شباك الوزارة وَتصرف ثمَّ انْقَطع فِي دَاره فَمَاتَ فِي سنة
1092 - مُحَمَّد بن بيليك السدوي صَاحب الْجَامِع بالبياضة دَاخل بَاب الْقَنَاة بحلب أَنْشَأَهَا بهَا وَكَانَ محبا لأهل الْخَيْر وَمَات سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
1903 - مُحَمَّد بن تازمرت المغربي شمس الدّين أحد الْفُضَلَاء قدم لِلْحَجِّ فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ صَاحب فنون فَتكلم على النَّاس بالجامع الْأَزْهَر وَصَارَ مَشْهُورا كثير المحبين وَلما منع النَّاصِر الوعاظ وَالْقصاص من الْولَايَة فِي الْمجَالِس توصل ابْن تازمرت بالجاي الدوادار الْكَبِير إِلَى أَن أذن لَهُ بمفرده فَصَارَت لَهُ سوق كَبِيرَة بِسَبَب ذَلِك وَذَلِكَ فِي سنة 738
1094 - مُحَمَّد بن تمر الساقي كَانَ دينا خيرا مَاتَ فِي صفر سنة 728 وَله خمس وَثَمَانُونَ سنة
1095 - مُحَمَّد بن تَمِيم الاسكندراني تولع بالأدب ثمَّ دخل الْيمن ثمَّ الْهِنْد وَأقَام بالمعبر مِنْهَا وَكتب لصَاحِبهَا تَقِيّ الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد السواملي ثمَّ وَفد بعد مَوته على الْمُؤَيد دَاوُد صَاحب الْيمن فاستكتبه وَعمل مقامات(5/150)
جَيِّدَة وَكَانَ يسميها تواضعا القمامات وَمن نظمه
(أَتَذكر ليلى عهدنا المتقدما ... أم الْبَين أَنْسَاهَا عهودا على الْحمى) وَهِي قصيدة جَيِّدَة قَالَ التَّاج عبد الْبَاقِي كنت مَعَه على بَاب الْبَحْر بعدن فَمر خَادِم هندي اسْمه جَوْهَر فَذكر أَنه أنْشد فِي نَظِيره وَهُوَ بِالْهِنْدِ فَذكر أبياتا فِيهَا مجون مَاتَ سنة 715
1096 - مُحَمَّد بن ثَابت الحبشي الْحَنْبَلِيّ طلب الحَدِيث وَلكنه مَاتَ شَابًّا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 727
1097 - مُحَمَّد بن ثَعْلَب الْمصْرِيّ الْمَالِكِي تفقه ودرس بالقمحية بِمصْر وَمَات فِي رَابِع شَوَّال سنة 776
1098 - مُحَمَّد بن أبي الثَّنَاء بن ماضي قطب الدّين الْقُدسِي الْمَعْرُوف بالهرماس ولد قبل التسعين فِيمَا كَانَ يذكر وَكَانَ يَقُول أَنه سمع فِي سنة 694 عَن أَبى الْعَبَّاس بن مرى وَولى الْإِمَامَة بالجامع الحاكمي ثمَّ اتَّصل بالناصر حسن وحظي عِنْده وَكَانَ يعرف أَشْيَاء من السيمياء وَرُبمَا أخبر عَن شئ من المغيبات فَيَقَع لكنه كَانَ مُتَّهمًا بالتحيل فِي ذَلِك وَرُبمَا حدث عَن سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة ثمَّ غضب عَلَيْهِ النَّاصِر حسن وطرده وَذَلِكَ أَنه غضب من السراج الْهِنْدِيّ فِي شئ فَأمر مستنيبه بعزله من نِيَابَة الحكم على لِسَان السُّلْطَان ثمَّ وَقع بَينه وَبَين أبي أُمَامَة بن النقاش وسعى فِي مَنعه من الْإِفْتَاء فتوصل الْهِنْدِيّ والنقاش حَتَّى صحبا السُّلْطَان وحظيا عِنْده(5/151)
وسعيا فِي إبعاد الهرماس واستفتيا عَلَيْهِ وَلم يَزَالَا بِهِ حَتَّى أبعده بعد أَن ضربه بالمقارع ونفاه إِلَى مصياف وَكَانَ شهما مقداما قوى النَّفس وَلما وصل دمشق مُتَوَجها الى مصياف لقِيه الْعِمَاد ابْن كثير فَأثْنى عَلَيْهِ وَذَلِكَ فِي سنة 761 ثمَّ إِنَّه رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بعد النَّاصِر حسن وَأقَام بهَا وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن خَلِيل يكثر الْحَط عَلَيْهِ يعلن بذلك إِلَى أَن اتّفق لَهُ مَا اتّفق وَمَات فِي أثْنَاء شهور سنة 769 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
1099 - مُحَمَّد بن جَابر بن مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حسان الْقَيْسِي الْوَادي آشي الأندلسي شمس الدّين ثمَّ التّونسِيّ الْمَالِكِي ولد سنة 673 فِي جُمَادَى الْآخِرَة بتونس وتفقه على مَذْهَب الْمَالِكِيَّة وَسمع من أَبِيه وَابْن الغماز وَأبي إِسْحَاق بن عبد الرفيع وَخلف بن عبد الْعَزِيز وَيُونُس بن إِبْرَاهِيم بن عَفَّان الجذامي وَأبي مُحَمَّد بن هَارُون وَقَرَأَ السَّبع على أبي الْقَاسِم بن أبي عِيسَى الالبيري وَأحمد بن مُوسَى بن عِيسَى الطبرني وَغَيرهمَا ورحل فَسمع من الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر بِدِمَشْق والرضى الطبرى بِمَكَّة والجعبري بالخليل وعَلى عَليّ بن عمر الواني بِمصْر وَعبد الرَّحْمَن بن مخلوف بالإسكندرية وَقَرَأَ على أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبد الْحق الدلاصى بِمَكَّة وَكتب بِخَطِّهِ كثير وَخرج التخاريج وَقَرَأَ الحَدِيث بفصاحة وَكَانَت رحلته إِلَى الْمشرق مرَّتَيْنِ الأولى فِي حُدُود الْعشْرين ثمَّ رَجَعَ(5/152)
فجال فِي بِلَاد الْمغرب حَتَّى وصل إِلَى طنجة وَالثَّانيَِة سنة 34 وَكَانَ حسن الْمُشَاركَة عَارِفًا بالنحو واللغة والْحَدِيث وَالْقِرَاءَة سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو إِسْحَاق التنوخي كثيرا وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة بِمصْر وَالشَّام والإسكندرية قَالَ ابْن الْخَطِيب نَشأ بتونس وجال فِي الْبِلَاد المشرقية والمغربية واستكثر من الرِّوَايَة وَأكْثر من ذَلِك حَتَّى صَار راوية الْوَقْت وَكَانَ عَظِيم الْوَقار يتَصَرَّف فِي شئ يسير من المَال فِي التِّجَارَة واسمع فِي الرحلة الثَّانِيَة الْكثير وَخرج الْأَرْبَعين البلدانية وَحدث بهَا وَحدث بالموطأ مرَارًا عَن ابْن الغماز وَغَيره وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق لطيف الذَّات قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي بلغنَا أَنه قتل شَهِيدا كَذَا قَالَ وَالِدي وَقَالَ غَيره إِنَّه مَاتَ مطعونا فَكَأَنَّهُ رأى من وَصفه بِالشَّهَادَةِ فَظَنهُ قتل قَالَ الْبَدْر وَكَانَ من الْعلمَاء العاملين وَرجع إِلَى بِلَاده فَمَاتَ فِي تونس فِي شهر ربيع الأول سنة 749 فِي الطَّاعُون الْعَام وَكَانَ لَهُ ولد اسْمه مُحَمَّد ولي قَضَاء بسطة فحسنت سيرته ذكره ابْن الْخَطِيب وَقَالَ مَاتَ سنة 752
1100 - مُحَمَّد بن جَامع السلَامِي التَّاجِر الْكَبِير مَاتَ بِدِمَشْق سنة 733 وَهُوَ أَخُو الزَّاهِد عمر بن جَامع الْمَاضِي ذكره
1101 - مُحَمَّد بن جِبْرِيل الْقطَّان الْأمَوِي مَاتَ سنة 703 فِي 13 صفر
1102 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن إِسْمَاعِيل البالسي الْمَعْرُوف بالزجاج سمع من مُحَمَّد وَإِسْمَاعِيل وَلَدي عبد الْمُنعم بن الخيمي وَأحمد بن عبد الْكَرِيم الوَاسِطِيّ وَمُحَمّد بن عبد الْقوي ابْن عزون وَغَيرهم من السّنَن للنسائي وَحدث وَمَات فِي شؤال سنة 740 ومولده ببالس سنة 656(5/153)
1103 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن ضوء البعلبكي الْفَقِيه شمس الدّين الشَّافِعِي كَانَ أحد المتفقهة بالقيمرية حسن الشكل وَالصُّورَة والتودد مَاتَ فِي شعْبَان سنة 725
1104 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن أَحْمد بن أَحْمد بن حجون القنائي الشريف تَقِيّ الدّين الشَّافِعِي ولد سنة نَيف وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من عبد الْغَنِيّ ابْن بَنِينَ وَإِبْرَاهِيم بن مُضر وَغَيرهمَا وَحدث بِالْقَاهِرَةِ ودرس بالمسرورية وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَولي مشيخة خانقاه رسْلَان وَكَانَ أَبوهُ صاهر وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد تزوج أُخْته علما ورزق مِنْهَا ابْنَيْنِ جَاءَا عَالمين وَهُوَ الْقَائِل فِي الزلزلة الَّتِي وَقعت سنة 702
(مجَاز حَقِيقَتهَا فاعبروا ... وَلَا تعمروا هونوها تهن)
(وَمَا حسن بَيت لَهُ زخرف ... ترَاهُ إِذا زلزلت لم يكن) قَالَ التَّاج البارنباري عَنهُ أَنه قَالَ لما نظمتها بَقِي فِي نَفسِي شئ لكوني ذكرت أَسمَاء سور من الْقُرْآن فِي نظمي فَأتيت ابْن دَقِيق الْعِيد فَقلت يَا سَيِّدي نظمت بَيْتَيْنِ فاسمعهما فَقَالَ قل فأنشدتهما فَقَالَ لي لَو قلت وَمَا حسن كَهْف لَكَانَ أحسن فَقلت لَهُ يَا سَيِّدي أفدتني وأفتيتني ولتقي الدّين أَيْضا لغز فِي الْعين
(ومحبوبة عِنْد الْمَنَام ضممتها ... أحس بهَا لكنني مَا نظرتها)
(لذيذة ضم لَا أُطِيق فراقها ... وَرب لَيَال فِي هَواهَا سهرتها)(5/154)
وَله فِي شيخ منحن مطيلس وَهُوَ تَشْبِيه لطيف وتخيل غَرِيب
(كَالْعَيْنِ شيخ منحن ... مطيلس أعرفهُ)
(تقويسها كظهره ... ورأسها رفرفة) مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 727 وَهُوَ الَّذِي سمى شَيخنَا زين الدّين الْعِرَاقِيّ لِأَن وَالِد شَيخنَا كَانَ يَخْدمه كثيرا فَلَمَّا ولد أحضرهُ لَهُ فَبَارك فِيهِ وَسَماهُ باسم جده الْأَعْلَى فَعَادَت عَلَيْهِ بركَة ذَلِك
1105 - مُحَمَّد بن جنكلي بن مُحَمَّد بن البابا بن خَلِيل بن جنكلي بن عبد الله ولد سنة 697 بديار بكر وَقدم مَعَ وَالِده الْقَاهِرَة سنة 703 وتفقه للحنفية ثمَّ تحول حنبليا وَسمع من الحجار والواني وَآخَرين وَحدث واشتغل فِي عدَّة فنون وَتخرج بِابْن سيد النَّاس وَصَارَ عَلامَة فِي معرفَة فقه السّلف وَنقل مذاهبهم مَعَ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة والطب والموسيقى ونظم نظما متوسطا كتب على طبقَة بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب
(بك استجار الْحَنْبَلِيّ ... مُحَمَّد بن جنكلي)
(فَاغْفِر لَهُ ذنُوبه ... فَأَنت ذُو التفضل) وَكَانَ لَهُ ذوق وَفهم جيد فِي الْأَدَب ويهتز للفظ السهل ويطرب للنكت الَّتِى للمتأخرين كالولااق والجزار وَابْن دانيال وَابْن النَّقِيب وَابْن الْعَفِيف ويستحضر من مجون ابْن حجاج جملَة وَكَانَ عَارِفًا بالشطرنج والنرد وَكَانَ كثير الْبر والإيثار لأهل الْعلم والفقراء حسن الْخلق والخلق والمحاضرة كثير التَّوَاضُع رَقِيق الْقلب وخالط الشَّيْخ فتح الدّين ابْن سيد النَّاس وتأدب بِهِ وَتخرج فِي معرفَة أَسمَاء الرِّجَال ومذاهب السّلف(5/155)
لَا يزَال متيما بِمن يهواه يذوب صبَابَة ويفنى وجدا مَعَ الْعِفَّة والصيانة وَخرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن الدمياطي أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بهَا قبل مَوته وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَجَب سنة 741 قَرَأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر جمع بَين فضيلتي السَّيْف والقلم وَكَانَ يجمل الْمجَالِس ويزين الدُّرُوس ويفرج الكروب ويقيل العثرة قَرَأَ فِي الْأُصُول على التَّاج التبريزي إِلَى أَن مَاتَ وَلم يزل متصفا بِكُل جميل
1106 - مُحَمَّد بن حَازِم بن عبد الْغَنِيّ بن حَازِم الْمَقْدِسِي سبط تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان سمع من الْفَخر وَغَيره وَحدث بِجُزْء الْأنْصَارِيّ ذكره الذَّهَبِيّ وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 745
1107 - مُحَمَّد بن حَامِد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن حميد بن بدران الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي ولد بِبَيْت الْمُقَدّس سنة 702 أَو 703 سمع من مُحَمَّد بن يَعْقُوب الجرائدي السَّفِينَة الْمُشْتَملَة على سَبْعَة أَجزَاء من حَدِيث السلَفِي وتفقه وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَحدث بهَا وَمَات فِي شعْبَان سنة 782
1108 - مُحَمَّد بن أبي حَامِد بن هَاشم بن نصار بتَشْديد الصَّاد الْمُهْملَة الْحَكِيم بدر الدّين كَانَ فائقا فِي فنه أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَقَالَ كَانَ قدوة الْأَطِبَّاء فِي معالجة الْأَبدَان ورحلة الْأَوْلِيَاء المعروفين بالعرفان مَاتَ بحلب فِي سنة 732 عَن نَيف وَثَمَانِينَ سنة
1109 - مُحَمَّد بن أبي الْحرم بن نَبهَان النيرباني ابْن الرداد ولد(5/156)
سنة وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم مشيخته تَخْرِيج ابْن الخباز وَحدث
1110 - مُحَمَّد بن الحسام الاستادار فِي مُحَمَّد بن لاجين
1111 - مُحَمَّد بن حسب الله بن خَلِيل بن حَمْزَة الْخَثْعَمِي الْحَنْبَلِيّ بدر الدّين ولد سنة 699 وَسمع من أبي الْحسن بن هَارُون والسراج القوصي وَعمر ابْن عبد النصير وَالْحسن بن عمر الْكرْدِي وَغَيرهم سمع مِنْهُ القَاضِي جمال الدّين ابْن ظهيرة برهَان الدّين الْحلَبِي وَابْن الفاقوسي وَغَيرهم وَمَات قبل التسعين وَسَبْعمائة
1112 - مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ القمني شرف الدّين سبط الرضى أبي بكر بن أبي عمر القسنطيني سمع من النجيب الْحَرَّانِي وَيحيى ابْن تامتيت والعز بن عبد السَّلَام والكمال بن شُجَاع والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم وأجيز بالفتوى من جده لأمه وَمن شرف الدّين السنجاري خطيب الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ودرس بِمصْر والقاهرة وبالثغر وَانْقطع أخيرا وسلك طَرِيق التصوف وَحدث بالإسكندرية سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1113 - مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْحُسَيْنِي الشريف عز الدّين نقيب الْأَشْرَف ابْن نقيب الْأَشْرَاف ابْن الشريف عز الدّين ولد سنة 710 وَسمع من ابْنة الْكَمَال جُزْء الذهلي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَذكره أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة فِي مُعْجَمه وَلم يؤرخ وَفَاته وَكَانَت ولَايَته نقابة الْأَشْرَاف بعد وَفَاة وَالِده فِي الْمحرم سنة 761 أرخه البرزالي(5/157)
158
- 1114 مُحَمَّد بن الْحسن بن إِسْرَائِيل بن أَحْمد بن أبي الْحُسَيْن الْقرشِي الشهير بِابْن الْحَكِيم نَاصِر الدّين الشَّافِعِي ورد مَعَ أَبِيه إِلَى طرابلس وَسمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ بِقِرَاءَة البرزالى جُزْء الْأنْصَارِيّ وَكَانَ كَاتبا فِي الشُّرُوط عِنْد الْحُكَّام وَحدث وَمَات سنة 733
1115 - مُحَمَّد بن الْحسن بن بلبان بن عبد الله نَاصِر الدّين نقيب الْملك الظَّاهِر وَيعرف بِابْن النَّقِيب ولد سنة 692 بقاسيون وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَحدث بهَا مَرَّات بالقدس والمعرة وَغَيرهمَا وَأقَام بحماة مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَيت الْمُقَدّس فَمَاتَ فِي سنة 749 وَدفن هُنَاكَ من تَارِيخ حلب
1116 - مُحَمَّد بن الْحسن بن الْحَارِث بن الْحسن بن خَليفَة بن نجاء بن الْحسن ابْن مُحَمَّد بن مِسْكين زين الدّين أَبُو حَامِد ابْن مِسْكين الشَّافِعِي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 682 بِمصْر وتفقه إِلَى أَن برع ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم بِمصْر وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
1117 - مُحَمَّد بن الْحسن بن دَاوُد بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن أَيُّوب صَلَاح الدّين ابْن الأمجد بن الْمُعظم ولد سنة 664 وَسمع من ابْن البخارى والفاروثي وَجَمَاعَة وَحضر على أَبِيه وَمَات فِي رَمَضَان سنة 726
1118 - مُحَمَّد بن الْحسن بن سِبَاع الدِّمَشْقِي الأديب شمس الدّين ابْن الصَّائِغ ولد فِي صفر سنة 645 وتعانى الْآدَاب وَشرح الدريدية والملحة وَاخْتصرَ صِحَاح الْجَوْهَرِي فجرده من الشواهد وَمن نظمه(5/158)
(مَا اسْم إِذا عكسته ... رَأَيْته فِي نَفسه)
(كَذَاك إِن ضاعفته ... لم يخْتَلف بعكسه) قَالَ الذَّهَبِيّ برع فِي النّظم والنثر واقرأ الطّلبَة وَكَانَ لَهُ حَانُوت بالصاغة وَفِيه ود وتواضع وَله فَضَائِل وَله قصيدة فِي نَحْو ألفي بَيت فِي الصَّنَائِع والفنون وَكَانَ يقرئى فِي حانوته اقْرَأ ديوَان المتنبي والمقامات والحماسة وَغير ذَلِك وَلَو أنصف لَكَانَ من كبار الموقعين لِاجْتِمَاع الْآلَات فِيهِ مَاتَ فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة 720
1119 - مُحَمَّد بن الْحسن بن طَلْحَة الْمصْرِيّ مَاتَ فِي شَوَّال سنة 776
1120 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّيِّد بن محَاسِن الصرصري الْحَنْبَلِيّ ظهير الدّين كَانَ رَئِيس الْعرَاق فِي دولة ابغا وَمن بعده وافر الْجَلالَة مُحْتَرم الجناب ولد سنة 652 وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وجود وَمَكَارِم وجاه وَله مطالعة فِي الْعلم ومشاركة كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ حكام الْبَلَد فيتحفهم ويتفضل وَكَانَ يفْطر فِي رَمَضَان كل لَيْلَة مائَة فَقير وفقيرة وَكَانَت لَهُ نَحْو عشْرين ضَيْعَة لَا يُؤَدِّي عَنْهَا شَيْئا وَكَانَ على بَابه نَحْو عشرَة خدام وَبلغ من رئاسته أَنه تزوج زبيدة بنت هَارُون بن الْوَزير الْجُوَيْنِيّ فَأَصْدقهَا اثْنَي عشر ألف مِثْقَال ذَهَبا وَاتفقَ أَنه كَانَ وعد غُلَاما لَهُ بزواج بنت جَارِيَة لَهُ ثمَّ بدا لَهُ فَزَوجهَا لغيره فبادر الْمَذْكُور وَقتل الزَّوْج فَبلغ ذَلِك ظهير الدّين فَخرج فَضَربهُ الْقَاتِل بسكين فِي خاصرته فَعَاشَ بعْدهَا لَيْلَة وَاحِدَة وَمَات(5/159)
عَن تَوْبَة وإنابة فِي شَوَّال سنة 706
1121 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عبد الله الْحُسَيْنِي الوَاسِطِيّ نزيل الْقَاهِرَة ولد سنة 717 واشتغل ببلاده ثمَّ قدم فَسمع الحَدِيث بِمصْر وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَشرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي ثَلَاث مجلدات جمعه من شرح الْأَصْبَهَانِيّ وَمن شرح تَاج الدّين السبكى وَله كتاب الرَّد على التَّنَاقُض للاسنوى وَجمع تَفْسِيرا كَبِيرا مَاتَ سنة 776
1122 - مُحَمَّد بن الْحسن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة الحسني الْحلَبِي نقيب الْأَشْرَاف بحلب يلقب بدر الدّين أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَكَانَ أَيْضا وَكيل بَيت المَال بهَا وَمَات بهَا سنة 733 عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة
1123 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن خَليفَة بن يخلف بن عبدون التّونسِيّ الأَصْل نزيل مصر أَبُو عبد الله عرف بِابْن الإِمَام الجزائري وَكَانَ يعرف أَيْضا بالرصدي ولد فِي صفر سنة 635 وَسمع الْمُنْذِرِيّ والمرسي وَابْن العديم ولاحق الأرتاحى سمع عَلَيْهِ الدَّلَائِل للبيهقى وَغَيرهم أَخذ عَنهُ(5/160)
السبكى وَمَات بِمصْر فِي 16 وَدفن بالقرافة
1124 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن عمر الاسنائي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي عماد الدّين أَخُو الشَّيْخ جمال الدّين ولد فِي حُدُود سنة 695 واشتغل بالفقه وَغَيره على وَالِده وَأخذ عَن شُيُوخ الْقَاهِرَة وَالشَّام وَلَقي الشّرف البارزى بحماة وَسمع الحَدِيث من التَّاج ابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيره قَالَ أَخُوهُ فِي الطَّبَقَات كَانَ فَقِيها إِمَامًا فِي الْأَصْلَيْنِ وَغَيرهمَا نظارا بحاثا فصيحا حسن التَّعْبِير عَن الْأَشْيَاء الدقيقة بالعبارات الرشيقة دينا خيرا كثير الصَّدَقَة وَالْبر رَقِيق الْقلب مطرحا للتكلف مؤثرا للتقشف كثير التخيل من النَّاس وَلم يفتح عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة مَعَ ذَلِك وَكَانَ قد استوطن حماة مُدَّة ودرس بهَا ثمَّ عَاد إِلَى الديار المصرية وَله الْمُعْتَبر فِي علم النّظر وَشَرحه وحياة الْقُلُوب فِي التصوف وَشرع فِي شرح الْمِنْهَاج للبيضاوي وَيُقَال إِنَّه الَّذِي أكمله أَخُوهُ ودرس فِي الخشابية وَغَيرهَا وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومنوف مُدَّة قَليلَة مَاتَ فِي رَجَب سنة 764
1125 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ بن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن بن عبد الْكَرِيم بن عِيسَى بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الله بن مُحَمَّد بن(5/161)
مُوسَى بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ الحسني أَبُو عَليّ بن أبي سعيد أَمِير مَكَّة وثب على عَم أَبِيه إِدْرِيس بن قَتَادَة فِي سنة سبعين فَقتله واستقل بالإمرة وَكَانَ شجاعا تَامّ الْقَامَة حسن الصُّورَة مهيبا كَرِيمًا عَاقِلا جدا ذَا رَأْي صائب ومروءة وَكَانَ شجاعا يُقَال إِنَّه لم يكن فِي بدنه مِقْدَار شبر إِلَّا وَفِيه جرح وَمَا قَصده أحد فؤجع خائبا وَكَانَ يخفر الْحَاج بِنَفسِهِ وَأَهله وَلم يحفظ أَنه نهب أحدا قطّ وَكَانَ الْحَاج والمجاورون يدعونَ بحياته لشفقته عَلَيْهِم وَله شعر جيد وأنجب أَوْلَادًا يُقَال إِن عدتهمْ كَانَت أَرْبَعِينَ نفسا ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ ذُكُورا والبقية إناث قَالَ ابْن فضل الله كَانَ مَعَه جرءة ومفرج كرب والملوك ترَاهُ بِعَين الإجلال وتتراآه كرأي الْهلَال هُوَ يبعد عَنْهُم بعد الصَّائِد من فحه وينفر نفرة الْغُرَاب من فرخه إِلَى أَن أدْركهُ أَجله وخانه أمله وَأنْشد لَهُ مَا كتب بِهِ إِلَى بعض الْمُلُوك
(أَرَاك طَبِيب المستغرقين وإنني ... لمن بَيت أهل الْخَيْر بَيت مُحَمَّد)
(وهاد أرى الْبَطْحَاء فِي بطن مَكَّة ... وفيهَا مماتي إِذْ أَمُوت ومولدي)
(وَمن زَمْزَم الفيحاء وردي على الظمى ... فَهَل ثمَّ مَاء فِي الْمِيَاه كموردي)(5/162)
مَاتَ بِمَكَّة فِي 14 شهر ربيع الأول سنة 701 وَصلي عَلَيْهِ صَلَاة الْغَائِب بِالْقَاهِرَةِ
1126 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عِيسَى اللَّخْمِيّ تَقِيّ الدّين ابْن الصَّيْرَفِي ولد فِي سنة وَسمع من أَبِيه والعز الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة وغازي والابرقوهي وَابْن الصَّواف واحضر على ابْن الانماطي وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب وَخرج وَألف وَأخذ علم الحَدِيث عَن الدمياطي وَغَيره وَولي مشيخة الحَدِيث بالفارقانية مَاتَ فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة 738
1127 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْرَائِيل الخبري عرف بِابْن النَّقِيب ولد بعد السبعمائة وَسمع الْكثير وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الطباق بِدِمَشْق وَغَيرهَا فَأخذ عَن أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم وَأكْثر عَن الْمزي والذهبي وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ كَانَ على ذهنه متون ومسائل وعلق كثيرا وقراءته جَيِّدَة
1128 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عمار بن متوج بن جرير الْحَارِثِيّ جمال الدّين أَبُو عبد الله ابْن محيى الدّين ابْن قَاضِي الزبداني الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 688 وَسمع من ابْن مَكْتُوم وَابْن الجرائدي وست الوزراء وَغَيرهم وَكتب الطباق بِخَطِّهِ وَمن مروياته مُسْند الشَّافِعِي(5/163)
سَمعه على سِتّ الوزراء والبسملة لأبي شامة سَمعه على عَليّ بن يحيى الشاطبي بِسَمَاعِهِ من مُؤَلفه وَكَانَ الْبُرْهَان ابْن الفركاح شَيْخه يثني على فهمه وعَلى فَتَاوِيهِ المحررة وَيُقَال إِنَّه لم يضْبط عَلَيْهِ فَتْوَى أَخطَأ فِيهَا وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة مَقْبُول القَوْل عِنْد الأكابر كثير التَّوَاضُع مَعْرُوفا بِقَضَاء حوائج النَّاس وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن الْعِزّ ابْن جمَاعَة وقرأت بِخَط الشّرف الْقُدسِي سَمِعت عَلَيْهِ من مُسْند الشَّافِعِي وَقَالَ لَيْسَ فِي الْفُقَهَاء من يكْتب على الفتاوي مثله وتفقه على الْبُرْهَان ابْن الفركاح والكمال الزملكاني وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَتقدم فِي الْفِقْه وَغَيره وبرع وَصَارَ مشارا إِلَيْهِ فِي الْفَتْوَى ودرس وَحدث وَمَات فِي أول يَوْم من الْمحرم سنة 776
1129 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد العثماني الصَّفَدِي كَمَال الدّين ابْن نجم الدّين الْقُرْطُبِيّ الأَصْل الْخَطِيب ولد سنة بضع وَسَبْعمائة وتأدب وَكتب الْخط الْحسن وخطب فِي حَيَاة وَالِده وَهُوَ أَمْرَد ثمَّ اجْتهد بعد موت أَبِيه فِي الِاشْتِغَال إِلَى أَن مهر فِي الْآدَاب ونظم ونثر وَكتب وَأقَام فِي الخطابة سِتا وَثَلَاثِينَ سنة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 759 فجاءة
1130 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد المالقي الْمَالِكِي نزيل دمشق كَانَ من أَئِمَّة الْمَالِكِيَّة وشيوخ الْعَرَبيَّة وَكَانَ حسن التَّعْلِيم شرح التسهيل وَشرع فِي شرح الْمُخْتَصر الفقهي وانتفع بِهِ الطّلبَة وَولي مشيخة النجيبية ودرس وَكَانَ متواضعا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 771(5/164)
1131 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْيحصبِي أَبُو عبد الله الباروني نزيل تلمسان قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ من صُدُور الْفُقَهَاء حسن التَّعْلِيم أَخذ عَن القَاضِي أبي الْحسن الصَّغِير وَأبي زيد الْجُزُولِيّ وَغَيرهمَا ودرس بغرناطة وسبتة وَغَيرهمَا وَكَانَت فِيهِ خدمَة وَجَرت عَلَيْهِ بِسَبَبِهَا محنة وَمَات بتلمسان 13 شَوَّال سنة 734
1132 - مُحَمَّد بن الْحسن بن هِلَال النقاش أحد أَصْحَاب القطب الْقُسْطَلَانِيّ سمع الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ صَالحا مَاتَ فِي صفر سنة 701
1133 - مُحَمَّد بن الْحسن بن أبي الْحسن الْغَزِّي الشَّافِعِي الضَّرِير بدر الدّين ابْن شمس الدّين إِمَام الْجَامِع الْأَقْمَر ولد سنة 655 واسمع على النجيب وَابْن علاق وَعبد الْملك بن أبي حَامِد بن العجمي حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين الشَّامي بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَمَات سنة
1134 - مُحَمَّد بن الْحسن النسابي أحد الْأُمَرَاء العشرات بِدِمَشْق وَكَانَ أحد الحجبة وحكام البندق وَمَات فِي رَمَضَان سنة 711
1135 - مُحَمَّد بن حسن العثماني الشريف الفاسي قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ حسن البزة ساذجا ينظم الشّعْر وَيذكر كثيرا من الْمسَائِل الفروعية والفرضية مَعَ حسن الْعَهْد وَقلة التصنع وَله شعر حسن وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَمَضَان سنة 738
1136 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن إِسْمَاعِيل بن أبي المحاسن بن عبد الله بن حَرْب ابْن طلائع الْكِنَانِي شمس الدّين البهنسي نزيل حلب سمع من سنقر(5/165)
الصَّحِيح بفوت وعَلى ابْن السكرِي المسلسل عَن ابْن الجميزي بطريقته
1137 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن خلف الْكِنَانِي الاسكندراني الْمَعْرُوف بِابْن الصفي أَخُو شيخ الثغر شرف الدّين أَحْمد تقدم ذكره وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن الْمُصَفّى ولد سنة 646 وَسمع من مَنْصُور ابْن سليم وَحدث وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ من الصَّالِحين المنقطعين
1138 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن مُحَمَّد بن عوض أَبُو عبد الله الْحَارِثِيّ الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد بِبَغْدَاد وَقدم الديار المصرية ورافق مَسْعُود الْحَارِثِيّ فِي السماع بِدِمَشْق ومصر وَحدث وَكَانَ صَالحا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724
1139 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن بن أبي بكر بن ورد الغساني اللوشي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ شَيخا من ذَوي الْبيُوت بلَى بنظم الشّعْر وبلى الشّعْر بِهِ فَكَانَ ينظم مَا يغلب عَلَيْهِ فِيهِ السَّلامَة المفضية إِلَى الثول والغفلة ثمَّ ولي الْقَضَاء أَيَّامًا قَليلَة ثمَّ صرف فاستمر يكْتَسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَت وَفَاته بالمرية سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1140 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور شمس الدّين الْحلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن النِّعَال ولد بالحلة فِي جُمَادَى الأولى سنة 708 وتعانى الْآدَاب فمهر وَقدم حلب ومدح أعيانها كتب عَنهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر من نظمه مَا كتب بِهِ إِلَى الشريف عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي يعاتبه من أَبْيَات(5/166)
(قل للشريف المرتضى علم الْهدى ... وَابْن الغطارف من ذؤابه هَاشم)
(أيضيع حقى عنْدكُمْ وولاءكم ... ديني وَلم احلل عُقُود تمائمي) وَمن نظمه
(يَا صَاحِبي بِأَرْض النّيل لي قمر ... جمال بهجته أبهى من الْقَمَر)
(ورد الخدود ورمان النهود على ... بَان القدود بِهِ قد عيل مصطبري) وَكَانَ فِي حُدُود الثَّمَانِينَ 1141 مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن سَمُرَة البهنسي يكنى أَبَا النَّجَاء سمع من ابْن الصَّواف وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخه فِي رَمَضَان سنة 764 1142 مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن حسون بن أبي مُحَمَّد بن حسون بن مُوسَى الْقرشِي الفوي سمع الخلعيات من ابْن عماد وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي دمياط وَولد هُوَ بِمصْر سنة 614 وَكَانَ عدلا خيرا عمر وَتفرد مَاتَ فِي الْمحرم سنة 703 وَله تسع وَثَمَانُونَ سنة
1143 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد الْوَلِيّ الْبكْرِيّ جمال الدّين الدهروطى ولد سنة 666 وَلم يسمع على قدر سنه وَإِنَّمَا سمع هُوَ وَهُوَ كهل من سِتّ الوزراء وَمن ابْن الشّحْنَة وَحدث عَنْهَا وَكَانَ يذكر أَنه سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد لَكِن قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ لم أَقف على ذَلِك مَاتَ فِي نصف الْمحرم سنة 761(5/167)
1144 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَتيق بن رَشِيق الْمَالِكِي علم الدّين سمع من ابْن الجميزي وَابْن مُضر وَمهر فِي الْفِقْه وناب فِي الْقَضَاء بالإسكندرية وَأفْتى ودرس وعينه بدر الدّين ابْن جمَاعَة لقَضَاء دمشق وَمَات فِي الْمحرم سنة 720
1145 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن بِشَارَة بن عبد الله الشبلي عز الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 684 واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مشيخته والجزء الَّذِي أخرجه لَهُ الضياء وَحدث وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 768 وَله أَربع وَثَمَانُونَ سنة
1146 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن رستم الْأنْصَارِيّ الشِّيرَازِيّ ثمَّ الْمدنِي شمس الدّين نَشأ بِالْمَدِينَةِ ثمَّ قدم حلب فَأَقَامَ بهَا وَحدث بتلخيص الْمِفْتَاح بِسَمَاعِهِ من مُؤَلفه وبتاريخ الْمَدِينَة للمطري بِسَمَاعِهِ من مُؤَلفه قرأهما عَلَيْهِ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر ثمَّ ضرب على ذَلِك فِي ثبته وَكتب مُقَابل التَّارِيخ أَخْبرنِي الْعَفِيف عبد الله ابْن الْمصْرِيّ الْمُؤلف أَن مُحَمَّد ابْن الْحُسَيْن الْمَذْكُور لم يسمع التَّارِيخ من أَبِيه وَشك ابْن عشائر بعد ذَلِك فِي سَمَاعه للتلخيص فَضرب عَلَيْهِ أَيْضا وَذكر أَنه يحْتَاج إِلَى تَحْرِير وَأَوْمَأَ إِلَى أَنه لَا يوثق بقوله
1147 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عَليّ بن سَلام الدِّمَشْقِي كَمَال الدّين كَانَ فَاضلا أَخذ عَن تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَغَيره وَمَات فِي شَوَّال سنة 763 وَهُوَ جد صاحبنا الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن سَلام(5/168)
1148 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن بن زيد الْحُسَيْنِي شمس الدّين قَاضِي الْعَسْكَر نقيب الْأَشْرَاف صَاحب الشريفية بحارة بهاء الدّين وَكَانَ قد عَملهَا قبل مَوته مدرسة ودرس فِيهَا الشَّيْخ جمال الدّين الاسنوي وَمَات سنة 762 وَمَات أَبوهُ السَّيِّد شهَاب الدّين حُسَيْن قبله بِسنة
1149 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم بن عَليّ بن الْحسن بن هبة الله بن عَسَاكِر بدر الدّين ابْن الْعِمَاد بن الْبَهَاء روى عَن إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَغَيره وَكَانَ يشْهد على الْحُكَّام بِدِمَشْق وَحج وَدخل الْيمن فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 712
1150 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن يحيى الارمنتي أَخذ عَن بهاء الدّين القفطي وجلال الدّين الدشناوي والشهاب الْقَرَافِيّ وشمس الدّين الْجَزرِي الْخَطِيب وَكَانَ ابْن دَقِيق الْعِيد يثنى عَلَيْهِ وَيَقُول ذكي جدا فَاضل ولي الحكم بادفو وَكَانَ ناظما ناثرا وَبنى بارمنت مدرسة ودرس بهَا وَمن نظمه
(غَرِيب النقا قلبِي بِنَار الجوى يكوى ... وجيدي عَنْكُم دَائِم الدَّهْر لَا يلوى)(5/169)
مَاتَ بارمنت سنة 711
1151 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْفَتْح بن الكويك الربعِي التكريتي ثمَّ الْمصْرِيّ شرف الدّين كَانَ من أَعْيَان التُّجَّار الكارمية وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الْكَبِيرَة بِمصْر وَجعلهَا دَار حَدِيث وَجعل لَهَا أوقافا كَثِيرَة وَمَات هُوَ مجاورا بِمَكَّة سنة 764 وَترك مَالا كثيرا جدا فأفسده وَلَده تَاج الدّين مُحَمَّد فِي سنة وَاحِدَة فَيُقَال إِنَّه أتلف فِيهَا سبعين ألف مِثْقَال ذَهَبا
1152 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بن يُوسُف بن يحيى الْحُسَيْنِي الشريف أَبُو الْقَاسِم قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ نَسِيج وَحده وسامة وصرامة وفصاحة وظرفا وجمال صُورَة وفصاحة لِسَان مليح الْخط ولي الْقَضَاء بمكناسة وَدخل غرناطة رَسُولا عَن أبي عنان سنة 754 وَأورد بَينه وَبَين ابْن الْخَطِيب مُخَاطبا أَخذ عَن أبي زيد عبد الرَّحْمَن وَأبي مُوسَى عِيسَى ابْني مُحَمَّد بن عبد الله بن الامام وَعَن عمرَان بن مُوسَى بن يُوسُف المشدالي وَعبد الله ابْن عبد الْوَاحِد المجاصي وَغَيرهم وَأورد ابْن الْخَطِيب من أشعاره كثيرا فَمن ذَلِك قَوْله من أَبْيَات
(لَا تعجبن لظبي قد دها أسدا ... فقد دها أغيد من قبل سَحْنُون) وَقَالَ فِي آخر تَرْجَمته مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 758 واتصل بِنَا ذَلِك فِي الْمحرم سنة تسع
1153 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن النوري الْمدرس كَانَ فِي لِسَانه عجمة وَكتب(5/170)
بِخَطِّهِ كتبا فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ الْفَخر عُثْمَان النصيبي يُؤْذِيه ويختلق عَنهُ حكايات مضحكة مَاتَ فِي سنة 721
1154 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن البالسي أحد كبار التُّجَّار مَاتَ سنة 748 مُحَمَّد بن الْحُسَيْنِي الشريف ولي توقيع الدست بِمصْر لما ولي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ بحلب وَكَانَ يكْتب من إنْشَاء أَبِيه وَلم يسمع لَهُ هُوَ بنظم وَلَا نثر وَكَانَت وَفَاته فِي شهر ربيع الأول سنة 763
1156 - مُحَمَّد بن حسنون الْحِمْيَرِي الغرناطي أَبُو عبد الله قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ فَاضلا صَالحا مَشْهُورا ابالكرامات يَقْصِدهُ النَّاس فِي الشدائد لبركة دُعَائِهِ وَكَانَ أَصله من بياسة وَقَرَأَ على أشياخها وَمن محفوظاته التحبير فِي شرح الْأَسْمَاء الْحسنى لأبي الْقَاسِم الْقشيرِي وَكَانَ يتقوت من عمل يَدَيْهِ فِي الحلفاء وَهُوَ من غرر الزهاد وَيُقَال إِنَّه سمع صَبيا يَقُول لآخر اذْهَبْ إِلَى الْحَبْس فَقَالَ الْخطاب لي وَذهب إِلَى الْحَبْس فَبلغ السُّلْطَان فَأمر بِإِخْرَاج المحابيس فَكَانَ ذَلِك ببركته وَمَات سنة 705
1157 - مُحَمَّد بن حمد بن عبد الْمُنعم بن حمد بن منيع بن أبي الْفَتْح الْحَرَّانِي التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن البيع ولد سنة 681 وَسمع جُزْء البانياسي بِقِرَاءَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية على عمته سِتّ الدَّار بنت مجد الدّين ابْن تَيْمِية حَاضرا فِي سنة 683 وَسمع بقرَاءَته أَيْضا على عبد الْوَاسِع الابهري شَيْئا من الْمَغَازِي لِابْنِ إِسْحَاق رِوَايَة يُونُس بن بكير وَسمع ثلاثيات البُخَارِيّ(5/171)
على ابْن قوام الرصافي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفضل ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس والعقيمي وَآخَرُونَ وَذكر البرزالي فِيمَن سمع سنَن أبي دَاوُد على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم ابْن البيع الْحَرَّانِي فَيحْتَمل أَنه سقط اسْم أَبِيه وَكَانَ يُمكنهُ ذَلِك أَو هُوَ عَمه وَهُوَ آخر من حدث عَن عبد الْوَاسِع وست الدَّار وَعَائِشَة بنت الْمجد عِيسَى مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 772 وَقد جَاوز التسعين وَقد أجَاز لعبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز ابْن جمَاعَة
1158 - مُحَمَّد بن حمد بن أبي الْفَتْح الْحلَبِي شمس الدّين بن شرف الدّين حضر فِي الرَّابِعَة على بيبرس العديمي جُزْء البانياسي أَنا الكاشغري وَذَلِكَ فِي سنة 685 وَحدث بِهِ فِي سنة 760 سَمعه مِنْهُ ابْن عشائر وقرأت اسْمه فِي أَسمَاء شُيُوخ حلب بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد الدّين كَانُوا بعد الْأَرْبَعين
1159 - مُحَمَّد بن حَمْزَة بن عبد الْمُؤمن الأصفوني أَمِين الدّين الشَّافِعِي كَانَ فَقِيها فَاضلا متدينا ولي الحكم بأماكن من الصَّعِيد وَمَات سنة 722
1160 - مُحَمَّد بن حَمْزَة بن معد الفرجوطي مجد الدّين كَانَ فَاضلا دينا من نظمه
(يَا سيد أسندنى جاهه ... بِجَانِب عز بِهِ جَانِبي)
(عساك أَن تنظر فِي قصَّة ... وَاجِبَة تطلق لي واجبي) مَاتَ بفرجوط سنة 713
1161 - مُحَمَّد بن الْخضر بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن عَليّ تَاج الدّين(5/172)
ابْن الزين خضر كَانَ فِي ابْتِدَاء أمره كَاتب درج بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ نقل إِلَى كِتَابَة سر حلب فباشرها من أَوَائِل سنة 33 إِلَى سنة 39 فصرف وَأقَام بِمصْر بطالا إِلَى أَن رتب فِي موقعي الدست بعناية الْأَمِير طاجار ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق سنة 46 فِي شعْبَان فِي سلطنة الْملك الْكَامِل فباشرها إِلَى شهر ربيع الآخر سنة 747 وَمَات وَقد جَاوز السِّتين وَكَانَ مشكور السِّيرَة متواضعا محبا لأهل الْخَيْر قَالَ غَيره وَكَانَ يحب قَضَاء حوائج النَّاس وَلَا ينظر إِلَى الْبَذْل
1162 - مُحَمَّد بن خلف بن كَامِل بن عَطاء الله الشَّيْخ شمس الدّين الْغَزِّي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 716 بغزة ثمَّ قدم دمشق وَسمع من أبي الْحسن الْبَنْدَنِيجِيّ وشمس الدّين ابْن النَّقِيب واشتغل وتميز وبرع فِي الْفِقْه وَأفْتى ودرس وَجمع وَألف كتاب ميدان الفرسان وناب فِي الحكم عَن القَاضِي تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَقَامَ مَعَه فِي محنته قيَاما عَظِيما وحاقق عَنهُ وَغَضب مِنْهُ البُلْقِينِيّ فَانْتزع مِنْهُ الناصرية ثمَّ استعادها الغزى بمرسوم سلطاني وَلما عَاد تَاج الدّين استنابه وعظمه وَكَانَ قد جمع زَوَائِد الْمطلب على الرَّافِعِيّ فِي عدَّة مجلدات وَكَانَ يديم الِاشْتِغَال ويستحضر الْمَذْهَب مَعَ الْإِحْسَان للطلبة وَيُقَال إِنَّه كَانَ يستحضر الرَّافِعِيّ وغالب مَا فِي الْمطلب مَعَ مُشَاركَة فِي الْفُنُون وَدين وَعبادَة ولين جَانب رَحمَه الله(5/173)
مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 770
1163 - مُحَمَّد بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن شاهنشاه بن حبيب بن سرُور بن عَليّ ابْن شاد بن خَلِيل بن عبد الله الاربلي الصُّوفِي سمع من غَازِي الحلاوي وَأبي بكر الْمَقْدِسِي وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ يَدعِي أَن جده الْأَعْلَى شاهين وَكَانَ كثير التِّلَاوَة مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 732 وَله سبع وَسِتُّونَ سنة
1164 - مُحَمَّد بن خَلِيل بن عَليّ الارمنتي الاوسي الطودي كَمَال الدّين ابْن علم الدّين قَرَأَ على جمال الدّين مُحَمَّد بن سراج الدّين بن أبي الْوَفَاء وَعبد الله ابْن يحيى بن عراق بن عبد الْمُنعم بن أبي الْحرم بن عَليّ بن شبْل بن حُسَيْن ابْن الْهَيْثَم الشَّافِعِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الاقصري كَانَ من جملَة أَصْحَاب التقى الصَّائِغ قَرَأت إِجَازَته للشَّيْخ زكي الدّين أبي بكر بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى القوصي بقوص فِي سنة 775 وَوَصفه بالفقيه الْفَاضِل وفيهَا شَهَادَة عبد الله بن التَّاج وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن النظام وَمُحَمّد بن حَمْزَة ابْن مُحَمَّد بن عَليّ وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن دَقِيق الْعِيد ويوسف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن دَقِيق الْعِيد وَعبد الْغفار بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار وَجَمَاعَة لقِيه بعض أَصْحَابنَا بقوص بعد الْأَرْبَعين وَقد عمي وَقَرَأَ عَلَيْهِ بالسبع وَأَجَازَهُ وَمَات بعد ذَلِك فِي أول سنة 744
1165 - مُحَمَّد بن خَلِيل بن أبي بكر بن مُحَمَّد المراغي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَذّن بالخانقاه الصلاحية شرف الدّين بن صفي الدّين سمع من أَبِيه وَغَيره وَحدث(5/174)
1166 - مُحَمَّد بن دانيال بن يُوسُف المراغي الْموصِلِي الْحَكِيم شمس الدّين الكحال الْفَاضِل الأديب تعانى الْآدَاب ففاق فِي النّظم وسلك طَرِيق ابْن حجاج ومزجها بطريقة متأخري المصريين يَأْتِي بأَشْيَاء مخترعة وصنف طيف الخيال الشَّاهِد لَهُ بالمهارة فِي الْفَنّ وَله أرجوزة سَمَّاهَا عُقُود النظام فِيمَن ولي مصر من الْحُكَّام وَكَانَ كثير النَّوَادِر وَالرِّوَايَة توجه مرّة صُحْبَة الْأَمِير سلار إِلَى قوص فاتفق أَن بعض الخصيان الَّذين فِي خدمَة الْأَمِير توجه إِلَى النزهة فِي بُسْتَان مَعَ شخص من أَتبَاع الْأَمِير يُقَال لَهُ الحليق فبحث الْأَمِير عَنْهُمَا إِلَى أَن وجدهما فَأَرَادَ معاقبتهما فَنَهَضَ ابْن دانيال فَقَالَ يَا خوند احْلق ذقن هَذَا القواد وَأَشَارَ إِلَى الحليق واخص هَذَا الْخَادِم وَأَشَارَ إِلَى الْخصي فَضَحِك الْأَمِير سلار وَسكن غَضَبه وَأَعْطَاهُ الْأَشْرَف فرسا ليركبه إِذا طلع القلعة للْخدمَة فَرَآهُ على حمَار أعرج فاستدعاه وَسَأَلَهُ فَقَالَ يَا خوند بِعْت الْفرس وزدت عَلَيْهِ واشتريت هَذَا فَضَحِك مِنْهُ وَدخل على سلار وَقد قطع الْوَزير راتبه من اللَّحْم فتعارج فَقَالَ مَا لَك قَالَ لي قطع لحم فَضَحِك وَأمر برده عَلَيْهِ وَحكى ابْن سيد النَّاس قَالَ أجتزت بِهِ فِي جمَاعَة فَقَالُوا تَعَالَوْا نتمازح مَعَه فنهيتهم فَأَبَوا فَقَالُوا لَهُ وَهُوَ يكحل فِي حانوته يَا حَكِيم تحْتَاج إِلَى عصيات فَقَالَ لَا إِلَّا إِن كَانَ مِنْكُم من يَشْتَهِي أَن يَقُود طلبا للثَّواب فليجىء قَالَ فَقلت لَهُم أَنْتُم ظلمتم أَنفسكُم هَكَذَا ذكر الصَّفَدِي عَن ابْن(5/175)
سيد النَّاس وقرأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر اجتاز الْوراق والجزار بِابْن دانيال وَهُوَ شَاب يكحل النَّاس فَقَالَ لَهُ أَحدهمَا خُذ هَذِه الرزمة العكاكير عنْدك فَقَالَ لَا بل قودوا أَنْتُم وَله ديوَان شعر فَمِنْهُ القصيدة الَّتِي أَولهَا
(قد تجاسرت إِذْ كتبت كتابي ... طَمَعا فِي مَكَارِم الْأَصْحَاب) وَهِي طَوِيلَة وَالْقَصِيدَة الَّتِي أَولهَا لما أبطلت الْمُنْكَرَات
(رَأَيْت فِي النّوم أَبَا مره ... وَهُوَ حَزِين الْقلب فِي مره) وَهِي طَوِيلَة أَيْضا وَمن مقاطيعه الرائعة قَوْله
(قد عقلنا وَالْعقل أَي وثاق ... وصبرنا وَالصَّبْر مر المذاق)
(كل من كَانَ فَاضلا كَانَ مثلي ... فَاضلا عِنْد قسْمَة الأرزاق) لَهُ
(يَا سائلي عَن صنعتي فِي الورى ... وضيعتي فيهم وإفلاسي)
(مَا حَال من دِرْهَم إِنْفَاقه ... يَأْخُذهُ من أعين النَّاس) وَله
(كم قيل لي إِذْ دعيت شمسا ... لَا بُد للشمس من طُلُوع) فَكَانَ ذَاك الطُّلُوع دَاء يرقى إِلَى السَّطْح من ضلوعى ...
لَهُ
(لقد منع الإِمَام الْخمر فِينَا ... وصير حَدهَا حد الثماني)(5/176)
(فَمَا طمعت مُلُوك الْجِنّ خوفًا ... لأجل السَّيْف تدخل فِي القناني) مَاتَ فِي 12 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710
1167 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن عبد الله بن ظافر الْبُرُلُّسِيّ الْمصْرِيّ ولد فِي ربيع الآخر سنة 701 وَسمع من الْبَدْر بن جمَاعَة وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَكتب مرّة كتبه مُحَمَّد ويدعى عبد الله بن دَاوُد سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَذكره فِي مُعْجَمه وَلم يؤرخ وَفَاته ولعلها كَانَت بعد الثَّمَانِينَ
1168 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَليّ بن عمر بن قزل شمس الدّين ابْن مجد الدّين ابْن سيف الدّين المشد سبط المحافظ ابْن السعيد بن الأمجد اشْتغل بالفقه فمهر فِي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وتعانى الْآدَاب فشارك فِي الْعَرَبيَّة وأتقن الرياضي وآلات الْمَوَاقِيت وَكَانَ فِي حل المترجم آيَة وَولي نظر الْجَيْش بصفد ثمَّ طرابلس وَحدث بثلاثيات الْمسند سَمَاعا عَن أَحْمد بن شَيبَان وَكَانَ سمع أَيْضا بالإسكندرية وبمصر وَهُوَ الْقَائِل فِي خليج مصر
(لله در الخليج إِن لَهُ ... تفضلا لَا نزال نشكره)
(حَسبك مِنْهُ بِأَن عَادَته ... يجْبر من لَا يزَال يكسرهُ) وَقَالَ فِي وَاقعَة جرت تظهر من النّظم
(وَذي شنب مَالَتْ إِلَى فِيهِ شمعة ... فَردَّتْ لإشفاق الْقُلُوب عَلَيْهِ)
(فمالت إِلَى أقدامه شغفا بِهِ ... فَقبلت الْبَطْحَاء بَين يَدَيْهِ)(5/177)
(وَقَالَت بدا من فِيهِ شهد فهزني ... تذكر أوطاني فملت إِلَيْهِ)
(فحالت يَد الْأَيَّام بيني وَبَينه ... فعفرت أجفاني على قَدَمَيْهِ) مَاتَ فِي تَاسِع عشر الْمحرم سنة 734
1169 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عمر بن كَامِل شرف الدّين أَبُو الْفَضَائِل بن خطيب بَيت الْآبَار ولد سنة 34 وَسمع من السخاوي وتاج الدّين ابْن حمويه وَابْن مسلمة والبراذعي وَإِسْحَاق بن طرخان والمرجا بن شقيرة والضياء وَابْن الصّلاح فِي آخَرين وَحدث قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه كَانَ خيرا متواضعا متوددا مَاتَ فِي رَجَب سنة 713 وَهُوَ من أقدم شيخ لشَيْخِنَا عَلَاء الدّين ابْن أبي الْمجد بِالْإِجَازَةِ وَأخذ عَنهُ السُّبْكِيّ
1170 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن مُحَمَّد بن منتاب شمس الدّين الْموصِلِي التَّاجِر ولد بعد سنة سبعين حفظ التَّنْبِيه والشاطبية وَسمع من أبي جَعْفَر بن الموازيني وتعانى التِّجَارَة فمهر فِيهَا ثمَّ قطن دمشق بعد الْعشْرين وَكَانَ مهيبا جميل اللبَاس كثير الصَّدَقَة حسن الْبشر كثير المحاسن خَبِيرا بالأمتعة قَالَ الذَّهَبِيّ قل أَن رَأَيْت مثله فِي الدّين والمحاسن وَالْوَقار والإيثار علقت عَنهُ حكايات ومدحته بقصيدة ووقف كتبا كبارًا بِدِمَشْق وبغداد وَكَانَ لَهُ حَظّ من تهجد ومروءة وَكَانَ التُّجَّار يخضعون لَهُ ويحتكمون إِلَيْهِ وثوقا بِعِلْمِهِ وورعه وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 728 وَورثه أَخُوهُ الْحَاج منتاب
1171 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن نَاصِر الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي شمس الدّين أَبُو عبد الله(5/178)
ابْن نجم الدّين روى بِمَكَّة نُسْخَة رتن عَن أبي مَرْوَان عبد الله بن الْقدْوَة أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التّونسِيّ الْمَعْرُوف بالمرجاني عَن النَّجْم أبي مُحَمَّد بعد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ عَن عبد الله بن رتن عَن أَبِيه سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو عبد الله بن سكر فِي سنة 758
1172 - مُحَمَّد بن دَاوُد نَاصِر الدّين ابْن الزيبق كَانَ أَمِير عشرَة بِدِمَشْق ثمَّ ولي نِيَابَة الرحبة ثمَّ أعطي ولَايَة دمشق الصقعة الْقبلية وَكَانَ صَارِمًا مهيبا وَمَات فِي شعْبَان سنة 756
1173 - مُحَمَّد بن دمور بن مصطفى الرُّومِي ضِيَاء الدّين نزيل الصالحية سمع من ابْن أبي عمر وَحدث وتفقه وَكَانَ لَهُ مَسْجِد يؤم فِيهِ فِي الصالحية وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه مَاتَ فِي رَجَب سنة 730
1174 - مُحَمَّد بن أبي الدّرّ بن أَحْمد بدر الدّين ابْن السّني بتَخْفِيف النُّون) التَّاجِر كَانَ يعرف بِابْن النّحاس وَهُوَ من أَعْيَان التُّجَّار وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الشِّيعَة بحلب وَكَانَت لَهُ حَانُوت يَبِيع فِيهِ الطّعْم فَبعث بعض أَوْلَاد ابْن العجمي بحلب غُلَاما لَهُ ليَشْتَرِي عسلا فَاشْترى من ابْن السّني بِدِينَار عسلا واحضره فَقَالَ لَهُ مِمَّن اشْتَرَيْته فَقَالَ من ابْن السّني فَقَالَ رده فَلَمَّا أَعَادَهُ قَالَ لَهُ من هُوَ سيدك قَالَ ابْن العجمي قَالَ وَوضع سيدك اصبعه فِي الْعَسَل قَالَ نعم فبدده وَقَالَ خُذ دِينَار أستاذك رده إِلَيْهِ فَأَعَادَ ذَلِك على أستاذه فَقَالَ أردنَا إهانته فأهاننا مَاتَ فِي سنة 709
1175 - مُحَمَّد بن ذِي النُّون بن عمر بن عَبَّاس بن مُحَمَّد بن موهوب(5/179)
الاسعردي سمع من النجيب الثَّالِث وَالرَّابِع من أمالي الْخلال ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته وأرخ وَفَاته فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الأول سنة 736
1176 - مُحَمَّد بن رَافع بن أبي مُحَمَّد هجرس بن مُحَمَّد بن شَافِع بن مُحَمَّد بن نعْمَة بن فتيَان بن مُنِير بن كَعْب السلَامِي تَقِيّ الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن رَافع الصميدي الحوراني الأَصْل الْمُحدث الْمَشْهُور الْمصْرِيّ نزيل دمشق ولد فِي ذِي الْقعدَة وَقيل ذِي الْحجَّة سنة 704 وَسمع من حسن سبط زِيَادَة وَابْن الصَّواف وعَلى ابْن الْقيم وَجَمَاعَة وارتحل بِهِ أَبوهُ وأسمعه من التقي سُلَيْمَان وَأبي بكر بن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي وَعُثْمَان بن الْحِمصِي وَفَاطِمَة بنت البطائحي وَفَاطِمَة بنت سُلَيْمَان وَغَيرهم وحبب إِلَيْهِ هَذَا الشَّأْن فَأكْثر جدا عَن شُيُوخ مصر وَالشَّام وَجمع مُعْجَمه فِي أَربع مجلدات وَهُوَ فِي غَايَة الإتقان والضبط مشحون بالفوائد ويشتمل على أَزِيد من ألف شيخ ثمَّ سكن دمشق ودرس وَجمع ذيلا على تَارِيخ بَغْدَاد لِابْنِ النجار فِي ثَلَاث مجلدات أَو أَربع وَرَأَيْت بعضه بِخَطِّهِ وَكَانَ قد حدث لَهُ وسواس فِي الطَّهَارَة خرج بِهِ عَن الْحَد وَكَانَ استيطانه دمشق سنة 739 فَأَقَامَ فِي كنف السُّبْكِيّ وَكَانَ يفضل عَلَيْهِ وَكَذَا وَلَده تَاج الدّين وَجمع كتابا فِي الوفيات ذيل فِيهِ على تَارِيخ البرزالى(5/180)
وَهُوَ كثير الْفَوَائِد وَرَأَيْت من حرصه على الطّلب أَن نسخ تَخْرِيج أَحَادِيث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب لِابْنِ كثير وَقد ذكر لي شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ أَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ كَانَ يرجحه فِي معرفَة اصْطِلَاح أهل الحَدِيث على ابْن كثير قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص سمع من الْحسن سبط زِيَادَة وَابْن الْقيم وارتحل بِهِ أَبوهُ سنة 14 فأسمعه من القَاضِي سُلَيْمَان وَابْن عبد الدَّائِم وَطَائِفَة وَسمع جَمِيع تَهْذِيب الْكَمَال من مُصَنفه ثمَّ حج فَقدم سنة 23 وَقد صَار ذَا معرفَة فَسمع الْكثير ثمَّ رَجَعَ ثمَّ قدم من الْعَام الْقَابِل فازداد واستفاد ثمَّ قدم سنة تسع وَعشْرين وَذهب إِلَى حماة وحلب ثمَّ تحول إِلَى دمشق سنة 39 وروى لنا عَن أبي حَيَّان قصيدة مَاتَ فِي 18 جُمَادَى الأولى وَقيل 14 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 774 بِدِمَشْق
1177 - مُحَمَّد بن رشيد الدولة هُوَ مُحَمَّد بن فضل الله يَأْتِي
1178 - مُحَمَّد بن الرشيد بن شهوان بدر الدّين الدِّمَشْقِي كَانَ أديبا وَله نظم مَاتَ فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة 701
1179 - مُحَمَّد بن رضوَان بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن العذرى الْمحلى زين الدّين بن الرعاد كَانَ أديبا فَاضلا يكْتَسب بالخياطة ويتعفف ويتفف وَكَانَ قد لقى أَبَا عَمْرو بن الْحَاجِب وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة ومدح بهاء الدّين ابْن النّحاس بِأَبْيَات ولقيه أَبُو حَيَّان وَأنْشد لَهُ فِي مجاني الْعَصْر عدَّة مقاطيع حسان فَمِنْهَا(5/181)
(نَار قلبِي لَا تقري لهباً ... وامنعي أجفان عينى أَن تناما)
(فَإِذا نَحن اعتنقنا فارجعي ... نَار إِبْرَاهِيم بردا وَسلَامًا) وَله
(اشكو إِلَى الله قصاصا يجرعنى ... بالصد والهجر أنواعا من الْغصَص)
(أَن تحسن القص يمناه فمقلته أَيْضا تقص علينا أحسن الْقَصَص) وَله
(رَأَيْت حَبِيبِي فِي الْمَنَام معانقى ... وَذَلِكَ للمهجور مرتبَة عليا)
(وَقد جاد لي من بعد هجر وقسوة ... وَمَا ضرّ إِبْرَاهِيم لَو صدق الرُّؤْيَا) قَالَ أَبُو حَيَّان أَخْبرنِي ابْن الرعاد قَالَ لما كَانَ الخوئي قَاضِي الْمحلة أرسل إِلَيّ يَقُول أعد إِلَيّ الْكتاب الَّذِي استعرته مني فَقلت لَهُ لم أستعر من اُحْدُ كتابا قطّ فَأَعَادَ السُّؤَال فَكتبت إِلَيْهِ
(غنيتم فأطغاكم غناكم فأغنتنا ... قناعتنا عَنْكُم وَمن قنع استغني)
(إِلَّا مَا لكم سدتم فَسَاءَتْ ظنونكم ... وَمن عَادَة الساداة أَن يحسنوا الظنا)(5/182)
(عَسى سفرة شرقية حلبية ... تروح بكم منا وتغدو بكم عَنَّا) قَالَ فَمَا استتم قرَاءَتهَا إِلَّا وَقد وصل البريدي يَطْلُبهُ أَن يتَوَجَّه إِلَى حلب قَاضِيا مَاتَ على رَأس السبعمائة
1180 - مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن يحيى بن مَسْعُود الْمَقْدِسِي الْحَنَفِيّ بدر الدّين ابْن شرف الدّين الْوَاعِظ سمع من ابْن مُضر والنجيب وَغَيرهمَا وَحدث بالمسلسل بالاسكندرية فِي سنة 723 ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته
1181 - مُحَمَّد بن أبي الزهر بن سَالم بن أبي الزهر الغسولي الصَّالِحِي ولد سنة 654 واسمع على خطيب مردا وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ الْحَافِظ العلائي وَمن قبله وَآخرهمْ شَيخنَا أَبُو اسحاق التنوخي وَكَانَ مَشْهُورا بالزهد وَالصَّلَاح وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 737
1182 - مُحَمَّد بن سَالم بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْحَضْرَمِيّ الأَصْل اليمني ثمَّ الْمَكِّيّ جمال الدّين ولد سنة 686 بِمَكَّة وَسمع بهَا من الشّرف يحيى الطَّبَرِيّ وَالْفَخْر التوزري والرضى الطَّبَرِيّ والصفي أَحْمد أَخِيه وَسمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَمن أبي الْحسن بن هَارُون مُسْند الدَّارمِيّ وَمن مُحَمَّد بن عبد الحميد الْمُؤَذّن صَحِيح مُسلم أَيْضا وَمن ابْن الْقيم وَعبد الرَّحْمَن بن مخلوف والعقبى وَغَيرهم وَقَرَأَ بالروايات على أبي مُحَمَّد الدلاصي وَحدث وَكَانَ خيرا صَالحا متعبدا متمولا من التِّجَارَة مَاتَ(5/183)
بِمَكَّة سنة 762 وَمَات ابْنه عبد الرَّحْمَن بعده سنة 766
1183 - مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الدّرّ الدِّمَشْقِي عز الدّين سمع من الشّرف ابْن عَسَاكِر وَحدث وَمَات فِي صفر سنة 765
1184 - مُحَمَّد بن أبي النجا سَالم بن سلمَان الْبكْرِيّ التّونسِيّ الْمَالِكِي سمع مِنْهُ ابْن عرام مَاتَ بِعَرَفَة سنة 753 ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي وفياته
1185 - مُحَمَّد بن سَالم بن عبد النَّاصِر بن سَالم بن مُحَمَّد الْكِنَانِي الْغَزِّي الشَّيْخ شمس الدّين ولد سنة واسمع من التقي سُلَيْمَان والمطعم وَابْن الصَّواف وَبنت شكر وَعلي بن مُحَمَّد بن هَارُون الثَّعْلَبِيّ وَغَيرهم وَحدث وَأفْتى ودرس وَحكم بالقدس وَمَات سنة نَيف وَخمسين وَسَبْعمائة وَهُوَ أَخُو سُلَيْمَان الْمَاضِي
1186 - مُحَمَّد بن سَعَادَة بن عمر بن سَعَادَة بن أَحْمد جمال الدّين الفارقي ثمَّ اليمني أحد كبار التُّجَّار ولد سنة 653 وَنَشَأ مَعَ أَخِيه يُوسُف وتعانى الْأَسْفَار إِلَى أَن حصل أَمْوَالًا كَثِيرَة جدا واشتهر اسْمه وَعلا قدره وَعمر عمرا طَويلا وَمَات يَوْم عَاشُورَاء سنة 748 وَله خمس وَتسْعُونَ سنة
1187 - مُحَمَّد بن سَعْدَان بن سعيد بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن بَقِي أَبُو عبد الله بن لب قَرَأَ على أَبِيه وَأبي عبد الله بن الفخار وَأبي عبد الله(5/184)