ـ[الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة]ـ
المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)
المحقق: مراقبة / محمد عبد المعيد ضان
الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند
الطبعة: الثانية، 1392هـ/ 1972م
عدد الأجزاء: 6
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع](/)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
رب أعن وَيسر يَا كريم
مُقَدّمَة الْمُؤلف
الْحَمد لله الَّذِي يحيي وَيُمِيت وَله اخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء يخلق مَا يَشَاء ويختار وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده وَلَا شريك لَهُ رب الأَرْض وَالسَّمَاوَات وَمَا بَينهمَا الْعَزِيز الْغفار وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الْمُصْطَفى الْمُخْتَار صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى آله وَصَحبه الطيبين الْأَطْهَار
أما بعد فَهَذَا تَعْلِيق مُفِيد جمعت فِيهِ تراجم من كَانَ فِي الْمِائَة الثَّامِنَة من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة من ابْتِدَاء سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة إِلَى آخر سنة ثَمَانمِائَة من الْأَعْيَان وَالْعُلَمَاء والملوك والأمراء وَالْكتاب والوزراء والأدباء وَالشعرَاء وعنيت برواة الحَدِيث النَّبَوِيّ فَذكرت من اطَّلَعت على حَاله وأشرت إِلَى بعض مروياته إِذْ الْكثير مِنْهُم شُيُوخ شيوخي وَبَعْضهمْ أَدْرَكته وَلم ألقه وَبَعْضهمْ لَقيته وَلم أسمع مِنْهُ وَبَعْضهمْ سَمِعت مِنْهُ وَقد استمددت فِي هَذَا الْكتاب من أَعْيَان الْعَصْر لأبي الصفاء الصَّفَدِي ومجاني الْعَصْر لشيخ شُيُوخنَا أبي حَيَّان وذهبية الْعَصْر(1/2)
لشهاب الدّين بن فضل الله وتاريخ مصر لشيخ شُيُوخنَا الْحَافِظ قطب الدّين الْحلَبِي وذيل سير النبلاء لِلْحَافِظِ شمس الدّين الذَّهَبِيّ وذيل ذيل الْمرْآة لِلْحَافِظِ علم الدّين البرزالي والوفيات للعلامة تَقِيّ الدّين ابْن رَافع والذيل عَلَيْهِ للعلامة شهَاب الدّين ابْن حجي وَمِمَّا جمعه صاحبنا تَقِيّ الدّين المقريزي فِي أَخْبَار الدولة المصرية وخططها ومعاجم كَثِيرَة من شُيُوخنَا والوفيات لِلْحَافِظِ شمس الدّين أبي الْحُسَيْن ابْن أيبك الدمياطي والذيل عَلَيْهِ لشَيْخِنَا الْحَافِظ أبي الْفضل بن الْحُسَيْن الْعِرَاقِيّ وتاريخ غرناطة للعلامة لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب والتاريخ للْقَاضِي ولي الدّين ابْن خلدون الْمَالِكِي وَغير ذَلِك وَبِاللَّهِ الْكَرِيم عوني وإياه أسأَل عَن الْخَطَأ صوني إِنَّه قريب مُجيب(1/3)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
بَاب الْهمزَة وَهُوَ حرف الْألف
ذكر من اسْمه إِبْرَاهِيم
بدأت بِهِ تبركا وَأَن كَانَ الْأَلْيَق أَن نبدأ بِالْهَمْزَةِ الممدودة لِأَن بعْدهَا ألف وَهِي قبل الْبَاء وَلَكِن لم أجد فِي ذَلِك من الْفُقَهَاء أحدا بل وجدت مثل آقش من الأتراك وَنَحْوهم وآمنة من النِّسَاء وَغير ذَلِك فَجعلت آقش من اق وآمنة فِي ام وَنَحْو ذَلِك وَالله الْمُوفق
1 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الرعباني أَبُو إِسْحَاق كَمَال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن أَمِين الدولة وَهُوَ لقب هبة الله جده الْأَعْلَى ولد بحلب فِي ربيع الأول سنة 695 خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع بهَا من سنقر الْحلَبِي صَحِيح البُخَارِيّ ومشيخته وَمن أبي بكر بن أَحْمد بن العجمي الثَّمَانِينَ للآجري وعَلى أَخِيه أبي طَاهِر جُزْء الْكسَائي وَالذكر لِابْنِ فَارس وَمن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الشِّيرَازِيّ جُزْء سُفْيَان(1/4)
وَغَيرهم وَولي وكَالَة بَيت المَال بحلب وَنظر الدَّوَاوِين وَكتب الْإِنْشَاء وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً حدث بحلب ودمشق مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد ثامن جُمَادَى الأولى سنة 776 وَهُوَ من شُيُوخ الْحَافِظ أبي الْوَفَاء سبط ابْن العجمي بِالسَّمَاعِ وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِدِمَشْق وبحلب
2 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح بن مُحَمَّد بن حَاتِم بن شَدَّاد ابْن مقلد ابْن غَنَائِم الجذامي الاسكندراني الأَصْل الدِّمَشْقِي أَبُو إِسْحَاق كَانَ جده من أكَابِر الْقُرَّاء وَهُوَ ولد بِدِمَشْق سنة 695 وقرأت بِخَطِّهِ فِي ذِي الْقعدَة وأحضر عَليّ عمر بن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَسمع من الْخَطِيب شرف الدّين ابْن الفركاح وَابْن مشرف والموازيني وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ سَاكِنا منجمعاً عَن النَّاس مَاتَ فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 778 وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة وَمن مسمو عه من ابْن الْعَطَّار الْأَذْكَار والرياض للنووي
3 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْجَعْفَرِي الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ برع فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم ودرس مَاتَ فِي الْمحرم سنة 774
4 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن بركَة الْموصِلِي الْحَنَفِيّ شَارِح الْمَنْظُومَة وَالْمُخْتَار سَمَّاهُ تَوْجِيه الْمُخْتَار وَله كتاب سلالة الْهِدَايَة كَانَ عَالما بارعاً أَخذ عَن صَاحب(1/5)
الْمُخْتَار وَكَانَ مَوْجُودا بعد السّبْعين رَحمَه الله
5 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حَاتِم بن عَليّ البعلبكي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 631 وَسمع من أبي سُلَيْمَان بن الْحَافِظ وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل خطيب مردا واشتغل على الْفَقِيه اليونيني وتفقه وَطلب مُدَّة وَنسخ الْمُنْتَقى بِخَطِّهِ وَأَجَازَ لَهُ نصر بن عبد الرَّزَّاق وَابْن بهروز وَابْن روزبه وَابْن اللتي وَابْن القبيطي وَآخَرُونَ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خيرا ناسكاً فَقِيها ربانياً سكيناً متواضعاً يبْدَأ من لقِيه بِالسَّلَامِ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ بِرِفْق وأضر فِي أَوَاخِر عمره وَمَات فِي صفر سنة 712 ببعلبك
6 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أَحْمد بن الْحَارِث بن يُوسُف بن النّحاس ظَنّه شَيخنَا ابْن أَحْمد بن يُوسُف فَأَخَّرَهُ وَللَّه الْحَمد
7 - إيراهيم بن أَحْمد بن حسن بن عبد الله بن الْحَافِظ الْحَنْبَلِيّ الْجمال أَبُو مُحَمَّد سمع التقي سُلَيْمَان وَغَيره ذكره الْجَزرِي فِي مُعْجَمه
8 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الْحسن الجاربردي ولد الشَّيْخ الْعَلامَة فَخر الدّين وقفت لَهُ على رد الْعَضُد انتصاراً لوالده وَقدم دمشق وَولي تدريس(1/6)
الجاروخية وَمَات إِبْرَاهِيم بِدِمَشْق سنة 000 وَاسْتقر وَلَده فضل الله وَهُوَ صبي فِي تدريس الجاروخية وَجعل نَائِبه شهَاب الدّين الزُّهْرِيّ وَمَات فضل الله فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 771
9 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن ظافر الْقرشِي الْعمريّ الْبُرُلُّسِيّ برهَان الدّين الْمَالِكِي اشْتغل وتمهر وَتقدم وَرَأس وَولي عدَّة مناصب مِنْهَا نظر بَيت المَال وترشح للْقَضَاء فَلم يتَّفق ذَلِك وَكَانَ من الرؤساء ذَوي الْمُرُوءَة والعصبية وَمَات فِي خَامِس صفر سنة 708 قَرَأت تَرْجَمته بِخَط القطب الْحلَبِي فِي تَارِيخ مصر وَذكره البرزالي أَيْضا وأرخه كَذَلِك
10 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن حسن بن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن عبد الْوَاحِد ابْن مسرور الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْجمال أَبُو مُحَمَّد سمع التقي سُلَيْمَان وَغَيره ذكره الْجَزرِي فِي مُعْجَمه
11 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بن أَحْمد أَبُو إِسْحَاق الْمَقْدِسِي أَخُو الشَّيْخ محب الدّين عبد الله الصَّالِحِي السَّعْدِيّ ولد سنة 702 وَسمع من ابْن الموازيني وَالْقَاضِي وَبنت جَوْهَر وَطَائِفَة وَطلب الحَدِيث وقتا وَسمع(1/7)
جملَة وَقَرَأَ ولديه فَضِيلَة وذهنه جيد وكتابته سريعة حلوة وَالله يصلحه ويوفقه وَقَرَأَ للعامة بعد أَخِيه واشتهر انْتهى كَلَام المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ ابْن رَافع ولد سنة أَربع وَكتب بِخَطِّهِ الطباق وَسمع كثيرا وَلَا أعلمهُ حدث وَقَالَ ابْن كثير كَانَ يحدث بالجامع الْأمَوِي وجامع تنكز وَكَانَ مَجْلِسه كثير الْجمع لصلاحه وَحسن مَا يَأْتِي بِهِ مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام فِي الْعشْرين من رَجَب سنة 649
12 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد المحسن بن أَحْمد الْعلوِي الْحُسَيْنِي عز الدّين أَبُو إِسْحَاق الغرافى بِمُعْجَمَة ثمَّ الاسكندرانى ولد فى ربيع الآخر فى الرَّابِع وَالْعِشْرين سنة 638 وَسمع سنة 52 من البادرائي والعزيز خَالِد النابلسى وحليمة حفيدة جمال الْإِسْلَام جُزْءا من حَدِيث الميانجى فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الْمُوفق بن يعِيش وَابْن خَلِيل وَابْن الجميزي وَابْن رواج وكريمة وَآخَرُونَ وَحدث قَدِيما كتب عَنهُ الْوَجِيه السبتي وَكَانَ أَصْغَر من أَخِيه تَاج الدّين بِعشر سِنِين وَولي مشيخة دَار الحَدِيث النبيهية بعده وَكَانَ يحفظ الْوَجِيز للغزالي وإيضاح أبي عَليّ وَخرج لنَفسِهِ جُزْءا قَالَ الذَّهَبِيّ نعم الشَّيْخ كَانَ فِيهِ زهد ونزاهة وفضيلة غزيرة وَكَانَ يرتفق من النّسخ ثمَّ عجز وَقَامَ بمصالحة ابْنَته الصُّغْرَى وَقَالَ فِي المعجم الْمُخْتَص(1/8)
رَأَيْت بِخَطِّهِ جُزْءا أخرجه لنَفسِهِ سَمعه مِنْهُ الْوَجِيه السبتي سنة 666 وعاش تسعين عَاما وروى عَنهُ الذَّهَبِيّ وَآخَرُونَ وَآخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ شَيخنَا أَبُو 000 مَاتَ فى خَامِس الْمحرم سنة 728
13 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي المقدسى الصالحى ولد بِدِمَشْق سنة سِتّ وَعشْرين وَسَبْعمائة أحضر على الْحجاز فِي الرَّابِعَة وَأَجَازَ لَهُ الختني والواني وَجَمَاعَة من المصريين وَسمع من ابْن الرضي وَغَيره وَمَات سنة ثَمَانمِائَة فى شَوَّال
14 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْمُؤمن بن سعيد بن كَامِل بن علوان التنوخي البعلي الأَصْل الدِّمَشْقِي المنشأ نزيل الْقَاهِرَة ابْن القَاضِي شهَاب الدّين الحريري أَبُو إِسْحَاق وَأَبُو الْفِدَاء ولد سنة 709 وَأَجَازَ لَهُ التقي سُلَيْمَان وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء آخر نَحْو أَرْبَعمِائَة نفس مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مَكْتُوم وَعِيسَى الْمطعم وَأَبُو بكر بن أَحْمد ابْن عبد الدَّائِم وَآخَرُونَ وأسمع على الحجار وَأَيوب بن نعْمَة الكحال وَعبد الله بن الْحُسَيْن بن أبي التائب فِي آخَرين يجمعهُمْ فِي مُعْجَمه الذى(1/9)
خرجته لَهُ عَن أَكثر من سِتّمائَة نفس وَخرجت لَهُ الْمِائَة العشارية وَالْأَرْبَعِينَ التالية لَهَا وعني بالقراآت فَأخذ عَن الْبُرْهَان الجعبري وَابْن بصخان والرقي والمرادي وَأبي حَيَّان والوادي آشي والحكري وَابْن السراج وعني بالفقه فتفقه على الْبَارِزِيّ بحماة وَابْن النَّقِيب بحلب وَابْن القماح بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهم وَأذن لَهُ فِي التدريس والإفتاء والإقراء وَأَخْبرنِي من لَفظه أَن الذَّهَبِيّ شَيْخه سمع عَلَيْهِ جُزْءا فَكنت أتعجب من ذَلِك إِلَى أَن وقفت على الأَصْل فِي كتب القَاضِي برهَان الدّين ابْن جمَاعَة وَهُوَ تَلْخِيص الْأَرْبَعين المتباينة للْقَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة قَرَأَهَا الْبُرْهَان على شَيخنَا الْبُرْهَان فَسَمعَهَا الذَّهَبِيّ وَغَيره بِسَمَاع شَيخنَا من الْعِزّ ثمَّ وجدت فِي كتاب سير النبلاء للذهبي فِي تَرْجَمَة أبي الْعَبَّاس العشاب الْمرَادِي قَالَ الذَّهَبِيّ أَخْبرنِي ابْن علوان عَنهُ فَذكر شَيْئا وَابْن علوان هَذَا هُوَ برهَان الدّين وَتفرد شَيخنَا بِكَثِير من مسموعاته وَصَارَ شيخ الديار المصرية فِي القراآت والإسناد وَكَانَ قد أَصَابَته عِلّة ثقل مِنْهَا لِسَانه ثمَّ ذهب بَصَره فَصَارَ يعرف بالبرهان الشَّامي الضَّرِير وَكَانَ عسراً فِي التحديث فسهله الله لى إِلَى أَن أخذت عَنهُ الْكثير من الْكتب الْكِبَار والأجزاء ولازمته مُدَّة طَوِيلَة وتعرفت بركَة دُعَائِهِ وَمَات وَأَنا بالحجاز فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانمِائَة وَلم أخرج لَهُ فِي المعجم عَن التقي سُلَيْمَان(1/10)
لِأَنِّي مَا ظَفرت بذلك إِلَّا بعد وَفَاته
15 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان بن عبد الله بن غَدِير الطَّائِي الدِّمَشْقِي ابْن القواس ابْن عَم الْمسند نَاصِر الدّين ولد بِدِمَشْق سنة 623 وَسمع من أُخْت جدته كَرِيمَة الزبيرية وَمن سَالم بن صصرى وَابْن قميرة وبالإجازة عَن عمر بن كرم وَغَيره وَكَانَ يتعانى الشَّهَادَة على الْقُضَاة وَشهد فِي الْقيمَة ثمَّ حدث لَهُ فِي سَمعه ثقل وَكَانَ شَيخا وقوراً منور الشيبة حصل بعض مسموعه وَسمع أَوْلَاده وَمَات فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة 701
16 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن عمر بن خَالِد بن عبد المحسن بن نشوان القَاضِي بدر الدّين ابْن الخشاب ولد فِي ربيع الأول سنة 698 وَسمع من جده مجد الدّين عِيسَى وَمن عَليّ بن عِيسَى بن الْقيم وَمن الشريف عز الدّين الموسوي وَغَيرهم واشتغل كثيرا وَمهر وَأفْتى ودرس وَولي قَضَاء حلب بعد أَن نَاب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ عدَّة سِنِين ثمَّ ولى قَضَاء الْمَدِينَة المنورة فِي سنة 54 إِلَى أَن عزل مِنْهُ سنة 56 وَأقَام مصروفاً وَمَات رَاجعا إِلَى الْقَاهِرَة لمَرض عرض لَهُ وَدفن بِجَزِيرَة قَرِيبا من عُيُون الْقصب فِي جُمَادَى الأول سنة 775 عَن نَحْو ثَمَانِينَ سنة وَكَانَ فَاضلا خيرا فصيحاً بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ لَهُ تصنيف فِي الْمَنَاسِك ونظم وخطب وَقَرَأَ الْقُرْآن وَهُوَ كَبِير على شمس الدّين ابْن السراج قَرَأت ذَلِك بِخَط(1/11)
ابْن سكر وصنف فِي الْمَنَاسِك وَشرح قِطْعَة من الْمِنْهَاج وَذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخة
17 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عِيسَى بن يَعْقُوب الغا فقى الإشبيلي ثمَّ السبتي ولد بإشبيلية سنة 641 وَحمل صَغِيرا إِلَى سبتة سنة 46 لما تغلب الفرنج على إشبيلية وَسمع التَّيْسِير لأبى عَمْرو الداني على مُحَمَّد بن جرير الراوى عَن ابْن أَبى جَمْرَة وَسمع الْمُوَطَّأ والشفاء وَأكْثر عَن أبي عبد الله الْأَزْدِيّ وَقَرَأَ بالروايات على أبي بكر ابْن شلبون وَقَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ تفهماً على أبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة وَشرح كتاب الْجمل وصنف كتابا فِي قِرَاءَة نَافِع وَنزل سبتة فَصَارَ شيخها وساد أهل الْمغرب فِي الْعَرَبيَّة إِلَى أَن مَاتَ سنة 716 قَالَ الذَّهَبِيّ حَدثنِي بأخباره تِلْمِيذه أَبُو الْقَاسِم بن عمرَان الْحَضْرَمِيّ 18 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد العزفي بِعَين مُهْملَة ثمَّ زَاي ثمَّ فَاء أَبُو إِسْحَاق بن أبي حَاتِم أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَغَيره وَحج سنة 709 وَمَات بعد عوده إِلَى سبتة سنة 737(1/12)
19 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الأردبيلي ولد سنة 687 وَأَجَازَ فِي سنة بضع وَخمسين لعبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي
20 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن غَانِم الْمَقْدِسِي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد بِدِمَشْق سنة 699 واشتغل وَمهر فِي الْأَدَب وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ صَاحب دعابة ومجانة ونوادر وتواضع مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 761 وَأَبوهُ أَبُو الْعَبَّاس بن غَانِم الْفَاضِل الْمَشْهُور الَّذِي روينَا الألفية عَن شَيخنَا عَنهُ عَن ناظمها
21 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن خالويه نَاصِر الدّين الْعَنْبَري المالكى أَخذ عَن الدمياطي وَغَيره وَمَات فِي طَرِيق الْحجاز فِي ذِي الْقعدَة سنة 723
22 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد من معالي أَبُو إِسْحَاق الرقي الْحَنْبَلِيّ الْوَاعِظ نزيل دمشق ولد سنة بضع وَأَرْبَعين وتلا بالسبع عَن القفصى وَصَحب عبد الصمد بن أبي الْجَيْش وعني بالتفسير وَالْفِقْه والتذكير وبرع فِي الطِّبّ والوعظ وَكَانَ مُقيما بزاوية تَحت مئذنة الْجَامِع بِدِمَشْق وَله تَفْسِير الْفَاتِحَة أَتَى فِيهِ بالفوائد قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عذب الْعبارَة لطيف الْإِشَارَة ثخين الْوَرع قانعاً متعففاً دَائِم المراقبة دَاعيا إِلَى الله لَا يلبس عِمَامَة بل على رَأسه خرقَة فَوق طاقية وَعَلِيهِ سكينَة ووقار وَكَانَ(1/13)
رُبمَا حضر السماع مَعَ الْفُقَرَاء بأدب وَحسن قصد وَكَانَ طَويلا قَلِيل الشيب فِي جفونه صغر وَقَالَ فِي المعجم الْمُخْتَص وشارك فِي عُلُوم الْإِسْلَام وبرع فِي التَّذْكِير وَله المواعظ المحركة إِلَى الله وَالنّظم العذب والعناية بالآثار النَّبَوِيَّة والتصانيف النافعة وَحسن التربية مَعَ الزّهْد والقناعة باليسير فِي الْمطعم والملبس لكنه قَلِيل التَّمْيِيز للصحيح من الواهي فيورد الموضوعات وَهُوَ لَا يدْرِي وَقد سمعته يسْأَل عَن مُسْتَدْرك الْحَاكِم فلين أمره وَقَالَ فِيهِ أَحَادِيث تكلم فِيهَا مَاتَ فِي خَامِس عشر الْمحرم سنة 703 ثَلَاث وَسَبْعمائة وشيعه أُمَم لَا يُحصونَ وَكثر التأسف عَلَيْهِ وَقَالَ فِي المعجم الْمُخْتَص شيعه خلائق لَا يُحصونَ وَمَات وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين وَلم أشهد جمعا مثل جنَازَته مَا عدا جَنَازَة ابْن تَيْمِية
23 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن معن بن ضرغام بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أَحْمد بن النُّعْمَان بن مُحَمَّد بن مَحْبُوب بن مَنْصُور التَّمِيمِي أَبُو إِسْحَاق الحريري الدِّمَشْقِي ولد سنة 000 وَسمع على ابْن أبي عمر مُسْند عمر بن عبد الْعَزِيز للباغندي وَمن الْمُسلم بن عَلان وَالْفَخْر والمقداد القيسى وَعبد الرَّحْمَن ابْن الزين والرشيد العامري وَغَيرهم وَحدث بالكثير من الْكتب والأجزاء وَكَانَ رجلا مُبَارَكًا ملازماً للجامع بِدِمَشْق مَاتَ فِي لَيْلَة(1/14)
السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر سنة 737 ذكره ابْن رَافع وَكَانَ عِنْده عَن أَحْمد بن شَيبَان جُزْء نعيم بن حَمَّاد
24 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن هِلَال بن بدر القَاضِي برهَان الدّين الزرعي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 688 وَسمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر والموازيني وَابْن القواس واليونيني وَحدث وتفقه وبرع واشتغل على ابْن تَيْمِية وَابْن الزملكاني والقزويني وَمهر وَتقدم فِي الْفتيا ودرس بأماكن مِنْهَا الْمدرسَة الحنبلية عوضا عَن ابْن تَيْمِية حَيْثُ سجن فمقتته الْحَنَابِلَة لذَلِك وَكَانَ أَيْضا أشعري المعتقد فِي الْغَالِب من أَحْوَاله وَكتب الْخط الْحسن الْفَائِق قَالَ ابْن رَافع كَانَ من أذكياء النَّاس ذَا إنصاف فِي الْبَحْث دخل مصر وَعظم بهَا قَالَ الصَّفَدِي كَانَ وافر الْعقل حسن الشكل عالي الهمة نَاب فِي الحكم عَن عَلَاء الدّين بن المنجا وَغَيره وَكَانَ يصْبغ بالوسمة قلت وناب فِي الحكم من قبل عَن التقي سُلَيْمَان وَكَانَ لَهُ ميل إِلَى التسرى بالجوارى الأتراك فتعلم مِنْهُنَّ اللِّسَان فَتحدث بِهِ جيدا وَمَات فِي نصف شهر رَجَب سنة 741
25 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن طَارق بن سَالم الْأَسدي الْحلَبِي أَبُو إِسْحَاق ابْن النّحاس نجم الدّين بن جمال الدّين الْحَنَفِيّ كتب الحكم عِنْد ابْن العديم ودرس بالجرديكية بحلب وَكَانَ(1/15)
من أَعْيَان أهل بَيته توفّي فِي سنة 744 وَقد جَاوز التسعين
26 - إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن الْمصْرِيّ الطَّبِيب جمال الدّين ابْن المغربي 000 تقدم عِنْد النَّاصِر بن قلاون قَالَ الصَّفَدِي خدمه بالكرك وَقدم الْقَاهِرَة فحظي عِنْده وَكَانَ يدْخل إِلَيْهِ كل يَوْم قبل النَّاس أَجْمَعِينَ على الشمع فيسأله عَن مزاجه ويسأله هُوَ عَن أَحْوَال الْبَلَد فَكَانَ لذَلِك يخْشَى ويرجى قَالَ وَقل أَن يمر يَوْم خدمَة وَمَا رَأَيْته قد لبس فِيهِ تَشْرِيفًا أما من جِهَة السُّلْطَان أَو مِمَّن يلوذ بِهِ وَكَانَ مقتصداً فِي نَفَقَته مَعَ كَثْرَة الْأَمْوَال فَمَا كَانَ إِلَّا قَارون هَذَا الْقرن مَاتَ سنة 756 قلت رَأَيْت شخصا من ذُريَّته مملقاً فسبحان الله من لَا غَنِي سواهُ
27 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم شرف الدّين الْمَنَاوِيّ سمع من مُوسَى ابْن عَليّ بن أبي طَالب وست الوزراء وَعبد الله بن عَليّ الصنهاجي وَغَيرهم وتفقه بِعَمِّهِ ضِيَاء الدّين وَغَيره وناب فِي الحكم ودرس بالفارقانية وَغَيرهَا قَالَ الأسنوي كَانَ عَالما دينا ثبتاً وافر الْعقل كثير الْمُرُوءَة شرح فَرَائض الْوَسِيط شرحاً جيدا وباشر خلَافَة الحكم عَن القَاضِي عز الدّين بن جمَاعَة وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ أحد فضلاء الشَّافِعِيَّة وَكَانَ فِيهِ إِحْسَان للطلبة وتودد لأهل الْخَيْر وَهُوَ أَخُو القَاضِي تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ ووالد(1/16)
قَاضِي الْقُضَاة صدر الدّين مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 757 وأرخه شَيخنَا العراقى فى رَابِع شهر رَجَب وَقَالَ الأسنوى أَيْضا مَاتَ فى رَجَب وَقَالَ شَيخنَا ابْن الملقن شرح المعالم فِي الْأُصُول وقرأت عَلَيْهِ قِطْعَة مِنْهُ
28 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن لُؤْلُؤ قطب الدّين حفيد صَاحب الْموصل نزل مصر وَسمع من ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي رَابِع عشرى شَوَّال سنة 738 ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته
29 - إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن يحيى بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الْآمِدِيّ الأَصْل الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ عفيف الدّين ابْن فَخر الدّين ولد بِدِمَشْق فِي لَيْلَة عَاشُورَاء سنة 95 وَسمع من ابْن مشرف وَابْن الموازينى والقاضى سُلَيْمَان وَأَبِيهِ وشهدة بنت العديم وَغَيرهم اجاز لَهُ أَبُو الْفضل ابْن عَسَاكِر وَأَبُو الْفرج بن وريدة وَإِسْمَاعِيل بن الطبال والرشيد بن أبي الْقَاسِم فى آخَرين وَولى نظر الْجَيْش بِدِمَشْق والحسبة وَخرج لَهُ الْمُحدث صدر الدّين ابْن إِمَام المشهد مشيخة حدث بهَا بِدِمَشْق ومصر وَثقل سَمعه بآخرة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 778 قلت سمع مِنْهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا مِنْهُم الْمجد إِسْمَاعِيل الْبرمَاوِيّ وقريبه مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم ابْن فَارس وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَأَبُو مُحَمَّد سبط ابْن العجمي وَغَيرهم وَهُوَ من شيوخي بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة
30 - إِبْرَاهِيم بن اِسْعَدْ بن حَمْزَة بن القلانسيى مجد الدّين ابْن مؤيد الدّين(1/17)
كَانَ دينا خيرا فَاضلا حدث عَن سِتّ الوزراء بِمُسْنَد الشَّافِعِي وَمَات فِي الْمحرم سنة 765
31 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة ابْن أخي القَاضِي بدر الدّين ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فى مشيخته
32 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر التنوخي سمع من السخاوي وَابْن أبي جَعْفَر وَغَيرهمَا وَحدث مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 702
33 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر الله بن عبد الله الْبَقَّال الْحلَبِي سمع من القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَحدث عَنهُ بحلب كتاب ارتقاء الرُّتْبَة باللباس والصحبة من تأليفه سمع مِنْهُ الْحَافِظ نَاصِر الدّين بن عشائر وَغَيره وَحدث بذلك عَنهُ فى ثامن عشرى شَوَّال 768
34 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ القلقشندي الْمَقْدِسِي مَاتَ بهَا سنة 795
35 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن سُلْطَان اللبناني الْحَنَفِيّ روى عَنهُ الْفَخر ابْن البُخَارِيّ جُزْء مُحَمَّد بن جَعْفَر المطيري(1/18)
36 - إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم بن هبة الله بن الْمِقْدَاد الْقَيْسِي حدث عَن عَمه الْمِقْدَاد الْقَيْسِي بِجُزْء الْأنْصَارِيّ وَكَانَ طَبِيبا بالمارستان بالصالحية وَكَانَ أكبر إخْوَته الْأَرْبَعَة وَتَأَخر فِي الْوَفَاة عَنْهُم وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 741
38 - إِبْرَاهِيم بن إلْيَاس بن عَليّ جمال الدّين الأقصرائي قدم الْقَاهِرَة مَعَ الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي ثمَّ ولي الخانكاه بملطية ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فولي الخانكاه بالفيوم مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشرق فولي فِي سيواس وَغَيرهَا ولايات وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بطرِيق الصُّوفِيَّة متواضعاً كثير التودد مَاتَ سنة 729
38 - إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب بن أَحْمد الْحَنَفِيّ كتب عَنهُ سعيد بن عبد الله الذهلي من شعره وَمِنْه
(وحبِيب قلبى بالصدود مواصلى ... مَاذَا أَقُول وذنبه مغْفُور ... )
39 - إِبْرَاهِيم شاه بن بارنباى بن سوتاى أَمِير ديار بكر من جِهَة الْمغل قَامَ مقَام عَمه طوغاي بعد قَتله وَمَات سنة 751
40 - إِبْرَاهِيم بن بلبان بن عبد الله الصَّابُونِي الْحلَبِي صارم الدّين يلقب قايماز ولد على مَا أخبر سنة 7 أَو 8 وَقَالَ سنة سبع عشرَة أَو ثَمَانِيَة عشرَة وَقَالَ سنة خمس عشرَة كَأَنَّهُ يشك فِي ذَلِك سمع على إِبْرَاهِيم بن صَالح بن العجمي جُزْءا منتقى من عشرَة الْحداد وَفِيه عشرَة أَحَادِيث عَن(1/19)
عشرَة أنفس سمع مِنْهُ ابْن عشائر وسبط ابْن العجمي مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 777
41 - إِبْرَاهِيم بن أبي البركات بن أبي الْفضل البعلي الْحَنْبَلِيّ ابْن القرشية شيخ الخانقاه الأَسدِية ولد سنة 48 وَقَالَ مرّة سنة 50 سمع من الْفَقِيه اليونيني فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه سمع مِنْهُ فتح المقفل لأبي مُوسَى الْمَدِينِيّ بإجازته مِنْهُ وجزء الْقَاسِم بن عَليّ الحريري وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم فَضَائِل مُعَاوِيَة وجزء بكر وَمن على بن الأوحد ابْن أبي الْيُسْر وَابْن الصَّيْرَفِي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا حُرْمَة وجلالة بَين القادرية والسلاوية وَكَانَ صديقا لأبي وترافقنا إِلَى طرابلس وَفِيه كيس وأخلاق وَله مشيخة خرجها لَهُ البرزالي مَاتَ سنة 740 فِي شهر رَجَب
42 - إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن إِ براهيم بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الْبُرُلُّسِيّ ثمَّ السنجاري نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بِالْقربِ من برلس اشْتغل بِالْعلمِ وَغلب عَلَيْهِ الصّلاح وَكَانَ أَخُوهُ صَالح قد ولي أَمَانَة الحكم بِالْقَاهِرَةِ وتؤثر عَن إِبْرَاهِيم كرامات وخوارق وَيُقَال أَن بعض مقطعي سنجار ضمن السّمك فأساء الْأَدَب على الشَّيْخ فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ لَا تظلم تنكس فِي معاملتك فَقَالَ عندى من(1/20)
السّمك مَا يوقى عَنهُ والبحيرة ملْء سمكًا فَأصْبح ليصطاد فَلم يجد فِي الْبركَة شَيْئا فخضح للشَّيْخ وذل فَعَاد السّمك مَاتَ سنة 719 أَو نَحْوهَا وجده إِبْرَاهِيم كَانَ يلقب شرف الدّين وتفقه على الْفرج وَسمع من المطهر الْبَيْهَقِيّ وَسكن الاسكندرية وَولي الحكم بِبَعْض عمل مصر وَولي مُدَّة قَضَاء غَزَّة مَاتَ سنة 741
43 - إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن أَحْمد بن هبة الله بن الْحسن بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ شمس الدّين بن سني الدولة مدرس الركنية أَخذ عَن خطيب مردا والفقيه اليونينى وَمَات سنة 715 وَقد جَاوز السِّتين
44 - إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن شَدَّاد بن صابر مقدم الدولة كَانَ أَصله من الغربية ولي أَبوهُ تقدمة بالمحلة وَولى هُوَ أَولا جنداراً ثمَّ ترقى حَتَّى ولي تقدمة الدولة واشتهر فِي دولة النَّاصِر وَتمكن جدا بِحَيْثُ أَنه كَانَ يتحدث مَعَ السُّلْطَان بِغَيْر وَاسِطَة وَقبض عَلَيْهِ بعد النَّاصِر وَمَات تَحت الْعقُوبَة فِي صفر سنة 742
45 - إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن عمر بن بختيار الصَّالِحِي الدمشقى نَاصِر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن السلاد ولد سنة 704 وَسمع من عبد الله بن أَحْمد بن تَمام وَأبي عبد الله بن الزراد وعَلى بن الشّرف بن(1/21)
الْحَافِظ وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن البجدي وست الْفُقَهَاء بنت الوَاسِطِيّ وَأَجَازَ لَهُ الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالْإِجَازَةِ وَأَجَازَ لَهُ أَيْضا سبط زِيَادَة وَكَانَ أديباً فَاضلا ناظماً حدث بالكثير وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة 794 وَهُوَ من شُيُوخ أبي حَامِد بن ظهيرة بِالسَّمَاعِ
46 - إِ براهيم بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى أَبُو إِسْحَاق ملك تونس تسع عشرَة سنة وشهرين وَمَات فِي رَجَب سنة 70 وَقَامَ بعده ابْنه أَبُو الْبَقَاء خَالِد
47 - إِبْرَاهِيم بن أَبى بكر بن يَعْقُوب بن أبي بكر بن أَيُّوب عماد الدّين بن سيف الدّين بن مجد الدّين بن الْعَادِل ولد سنة ثَمَان تَقْرِيبًا وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر وَطلب فِي كهولته وأسمع أَوْلَاده الْكثير بِمصْر وَالشَّام وحماة وَغَيرهَا ووقف كثيرا من الْأَجْزَاء وَله معرفَة بالرواة وبشيء من سماعهم وأماكنهم وَحدث وَأَنْشَأَ مَسْجِدا بالخلخال وَكَانَ محباً فِي الحَدِيث كريم النَّفس مَاتَ فِي 23 ذِي الْحجَّة سنة 746 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص(1/22)
48 - إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد من الكحال الْعَبَّادِيّ الدِّمَشْقِي السكرِي سمع من الْمُسلم بن عَلان وَحدث وَدخل مصر وَكَانَ مشكوراً مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 744
49 - إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن الْحسن بن عَليّ بن الْمُبَارك الأسنائي تَاج الدّين الشَّافِعِي ولي قَضَاء أسنا وَأقَام بالقاهره مُدَّة وَكَانَ ذكياً حسن المحاضرة كثير النَّقْل للفقه قوي المحاكاة للأصوات مَاتَ فِي سنة 729
50 - إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن مَسْعُود الصُّوفِي الْحِمصِي الْمَعْرُوف بِابْن فِرْعَوْن سمع صَحِيح البُخَارِيّ من ابْن الشّحْنَة لما قدم عَلَيْهِم حمص وَحدث بِهِ وَسمع مِنْهُ ابْن ظهيرة وسبط ابْن العجمي وَلم يعرفا من حَاله شَيْئا
51 - إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن عَليّ بن عبد الرفيع الربعِي الْمَالِكِي التّونسِيّ القَاضِي وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الرعيني فِي سنة 55 صَحِيح البُخَارِيّ أَنا ابْن حوط الله أَنا ابْن بشكوال أَنا ابْن مغيث أَنا أَبُو عمر الْحذاء أَنا أَبُو مُحَمَّد بن أسيد أَنا أَبُو عَليّ بن السكن وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ عَن ابْن حوط الله عَن ابْن زرقون وَسمع على أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد الربعِي ابْن المريس وَسمع التَّيْسِير من ابْن الغماز وَكَذَلِكَ السِّيرَة وَغير ذَلِك وَولى قَضَاء تونس وَله السهل(1/23)
البديع فى اخْتِصَار التَّفْرِيع وَعمر دهراً مَاتَ سنة 734 وَهُوَ ابْن مائَة إِلَّا سنتَيْن أرخه ابْن المطري وَذكر أَنه كتب إِلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ وَخَلفه على الْقَضَاء وَالْعلم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن عبد السَّلَام شَارِح الْمُخْتَصر
52 - إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن عمر بن حمود البعلي ثمَّ المرقي سمع من ابْن الشّحْنَة وَغَيره مَاتَ فِي صفر سنة 776
53 - إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن بن صَدَقَة بن إِبْرَاهِيم الْبَغْدَادِيّ المخرمي ولد سنة 24 وَسمع أَبَا نصر بن عَسَاكِر وَابْن اللتي وَابْن المقير وَغَيرهم أجَاز لَهُ أَبُو الْوَفَاء ابْن مندة والناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وجعفر وَآخَرُونَ وَتفرد وروى الْكثير وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق يؤم بِمَسْجِد ويقرئ الصغار وَأخذ عَنهُ الْمزي والبرزالي وَابْن الْمُحب والسبكي وَآخَرُونَ وَمَات سنة 709 فِي شهر رَمَضَان
54 - إِبْرَاهِيم بن حُسَيْن بن أبي بكر بن مُوسَى الشِّيرَازِيّ الْخياط نزيل مَكَّة(1/24)
سمع من الرضى الطَّبَرِيّ سادس المحامليات وَربع الثقفيات وَغير ذَلِك مَاتَ فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة حدث عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
55 - إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن ظافر كَمَال الدّين أَبُو إِسْحَاق بن الشَّيْخ صفي الدّين ابْن أبي الْمَنْصُور كَانَ فَاضلا أديباً وَله قصائد جَيِّدَة كتب عَنهُ عَتيق الْعمريّ قصيدة نبوية سنة 89 وعاش إِلَى ... . وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ أَبَاهُ حَتَّى كتب لَهُ الرسَالَة الْمَشْهُورَة سنة ... . وَسَبْعمائة
56 - إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة الْحُسَيْنِي عماد الدّين بن صدر الدّين أَصله من بَغْدَاد وَقدم مصر واستوطنها وَحصل لَهُ بهَا وجاهة ثمَّ اتَّصل بيلبغا الْكَبِير فَأقبل عَلَيْهِ وَلم يزل وجيهاً عِنْده حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة 764 وَهُوَ وَالِد صاحبنا الشريف مرتضى
57 - إِبْرَاهِيم بن خَليفَة بن مُحَمَّد بن خلف المنبجي ولد سنة 84 واشتغل بِدِمَشْق ولازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية فَكَانَ لَا يُفَارِقهُ وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَكَانَ يداخل الرؤساء والكبراء مَعَ الْخَيْر وَالدّين وَمَات فِي سَابِع عشرى الْمحرم سنة 730
58 - إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن إِبْرَاهِيم الرَّسْعَنِي ثمَّ الْحلَبِي الشَّافِعِي ولد قبل سنة سبعين ثمَّ رَأَيْته محررا لَيْلَة السبت ثَانِي رَمَضَان سنة 62 وتفقه وبرع وَقدم إِلَى حلب ودرس بالعصرونية وناب فِي الحكم مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ ولي قَضَاء حلب اسْتِقْلَالا بعد البلقياني سنة 40 فَسَار سيرة حَسَنَة وَكَانَ(1/25)
متواضعا بَصِير بِالْأَحْكَامِ ملازماً للصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة مثابراً على مصَالح الرّعية مَاتَ فِي ثامن جُمَادَى الأولى سنة 742 ورثاه ابْن حبيب وَمن نظمه يتشوق لبلده
(بعيني ورأسي رَأس عين وَمن فِيهَا)
يَقُول فِيهَا
(إِذا راق لي مِنْهَا جواري عيونها ... أراق دمي فِيهَا عُيُون جواريها)
59 - إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن شعْبَان الصارم إستادار الأتابك أسندمر مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 774
06 - إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن عبد الله بن مَحْمُود بن يُوسُف بن تَمام بن بدر صارم الدّين البعلي الشرايحي الْمَعْرُوف بِابْن سمول سمع من القطب اليونيني وَغَيره وَحدث ببعلبك ودمشق وَهُوَ وَالِد صاحبنا الْحَافِظ جمال الدّين الشرايحي مُحدث دمشق مَاتَ فِي نصف الْمحرم سنة 795 وَسمع مِنْهُ وَلَده والمحدث جمال الدّين ابْن ظهيرة وَغَيرهمَا
61 - إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن عبد الله الْآمِدِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي برهَان الدّين نزيل الْقَاهِرَة مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ صَغِير على دين النَّصْرَانِيَّة فَحَمله وَصِيّه(1/26)
الشَّيْخ عبد الله الدِّمَشْقِي وأحضره مجْلِس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية فَأسلم على يَده وَصَحبه ثمَّ صحب أَصْحَابه وَأخذ عَنْهُم وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَسمع الحَدِيث الْكثير وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب الطباق وَدَار على الشُّيُوخ روى عَن أَحْمد كشتغدي وَإِبْرَاهِيم بن الخيمي وَالْحسن بن عبد الرَّحْمَن الأربلي وشمس الدّين ابْن السراج كَاتب الْمَنْسُوب وَأبي الْفَتْح الْمَيْدُومِيُّ وَغَيرهم وَكَانَ دينا خيرا فَاضلا قَرَأت عَلَيْهِ عدَّة أَجزَاء قلت لَهُ مرّة أخْبركُم رَضِي الله عَنْكُم وَعَن والديكم فَنظر إِلَيّ مُنْكرا وَقَالَ مَا كَانَا على الْإِسْلَام وَكَانَ ممتحناً بحب ابْن تَيْمِية وَنسخ غَالب تصانيفه بِخَطِّهِ وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر برياضة وتؤدة ويناظر فِي مسَائِل ابْن تَيْمِية من غير مماراة وَكَانَ حسن الْوَجْه منور الشيبة لطيف المحاضرة وَمَات فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي عشر شَوَّال سنة 797
62 - إِبْرَاهِيم بن دَاوُد بن نصر الهكاري الدِّمَشْقِي الْمَقْدِسِي المقرىء الزَّاهِد أَبُو مُحَمَّد ولد فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَقَرَأَ بالروايات على الخابوري بحلب وَأقَام بحماة مُدَّة وأقرأ القراآت بِدِمَشْق مُدَّة ثمَّ لزم بَيته وَانْقطع وَكَانَ كثير التَّعَبُّد والتواضع حسن الْخلق قَرَأَ الْقُرْآن بِجَامِع دمشق مُدَّة وَقد سمع أَكثر مُسْند أَحْمد على الشَّيْخ شرف الدّين الْأنْصَارِيّ وَحدث عَنهُ بِجُزْء ابْن عَرَفَة سمع مِنْهُ البرزالي وَقَالَ مَاتَ سنة 712(1/27)
63 - إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بن رَيَّان كَمَال الدّين أَخُو شرف الدّين بن جمال الدّين الطَّائِي الْموقع فِي الدست بحلب كتب الْمَنْسُوب وَترسل وَكَانَ لطيف الشكل سهل القياد وَمَات قبل الكهولة سنة 756 وَله دون الْأَرْبَعين قَالَ الصَّفَدِي كتبت إِلَى أَخِيه أعزيه فِيهِ فَذكر أبياتاً مِنْهَا
(إِن فِرَاق الْكَمَال صَعب ... حَتَّى على الْبَدْر فِي السَّمَاء)
64 - إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان المنطقي رَضِي الدّين الأبكرمي ثمَّ الْحَمَوِيّ وأبكرم من قرى قونية كَانَ إِمَامًا فِي الْمنطق ودرس بالقايمازية بِدِمَشْق وَمَات سنة 732
65 - إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْأنْصَارِيّ برهَان الدّين بن خطيب داريا عَم شَاعِر الشَّام جلال الدّين ولد بعد الثَّمَانِينَ وتعاطى الشُّرُوط فاتقنها وَكَانَ محظوظاً فِي ذَلِك وَولي حسبَة حلب ثمَّ دمشق وَكَانَ يشْهد تَحت السَّاعَات وَمَات فِي شعْبَان سنة 755
66 - إِبْرَاهِيم بن صَالح بن هَاشم بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن العجمي الْحلَبِي عز الدّين ولد بعد الْأَرْبَعين وَكتب بِيَدِهِ سنة 40 وأرخه غَيره سنة اثْنَتَيْنِ وَقيل ثَلَاث وَسمع من يُوسُف بن(1/28)
خَلِيل ثَلَاثَة أَجزَاء مِنْهَا عشرَة الْحداد ومنتقى الْحَارِث وَتفرد بهَا بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَسمع من خطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم وَنصر الله بن أبي الْعِزّ وَابْن الشقيشقة لَكِن لم يكثر وَكَانَ من بَيت الْعلم والرئاسة والوجاهة قَالَ ابْن رَافع كَانَ جنديا أَولا ثمَّ ترك ذَلِك وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَكَانَ سهلاً فِي التحديث بشوشاً سريع الدمعة ورحل النَّاس إِلَيْهِ وَمَات فِي سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731 وَهُوَ آخر من حدث عَن يُوسُف ابْن خَلِيل وَسمع مِنْهُ البرزالي والذهبي وَابْن حبيب وَأَوْلَاده
67 - إِبْرَاهِيم بن صرغتمش الناصري أحد الْأُمَرَاء العشرات مَاتَ فِي شَوَّال سنة 771 وَدفن بمدرسة أَبِيه
68 - إِبْرَاهِيم بن ظافر بن مُحَمَّد بن حَمَّاد الْكِنَانِي الشارعي ولد فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة 639 وَسمع من النجيب وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ دينا خيرا على طَريقَة السّلف وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724 - ذكره القطب
69 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَزِيز بن إِسْحَاق بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن قَاسم بن إِسْحَاق النميري الغرناطي كَانَ(1/29)
أَبوهُ يكْتب للرؤساء من أهل وَادي آش واختص بهم ثمَّ كَانَ وَلَده صَدرا من رُؤَسَائِهِمْ بارع الْخط فائق النّظم وَكتب فِي الْإِنْشَاء وَولد إِبْرَاهِيم هَذَا فِي سنة عشر أَو نَحْوهَا واشتغل بِالْعلمِ والْحَدِيث وَالشعر وَبلغ الْغَايَة فِي ذَلِك وَانْصَرف عَن الأندلس فِي الْمحرم سنة 37 وَحج وَدخل دمشق وَسمع من الْمزي وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَأثْنى عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَى إفريقية ثمَّ انْتقل إِلَى بجاية فَكتب عَن صَاحبهَا ثمَّ قدم تلمسان وَانْقطع فِي تربة الشَّيْخ أبي مَدين إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 4 أَو 765
70 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن بدران الزيتاوي النابلسي سمع سنَن ابْن ماجة من الْعِمَاد عبد الْحَافِظ بن بدران وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وأقراننا وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 772
71 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن سعد الغرناطي من أهل سبتة تفقه وتنسك وَله شعر عذب فَمِنْهُ
(أَتَيْنَاك بالفقر لَا بالغنى ... وَأَنت الَّذِي لم تزل محسنا)
(وعودّتنا كل فضل عَسى ... تديم الَّذِي مِنْك عودّتنا)
مَاتَ سنة 751 بغرناطة
72 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْحسن الْحلَبِي تَقِيّ الدّين ولد مستهل شَوَّال سنة 49 وَسمع على الْكَمَال النصيبي وَالْمجد مُحَمَّد بن خَالِد الْحَمَوِيّ توفّي سنة 734(1/30)
73 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عَليّ بن يحيى بن خلف المقرىء الشَّيْخ برهَان الدّين الحكري اعتنى بِالْعَرَبِيَّةِ والقراآت وَأخذ عَن بهاء الدّين ابْن النّحاس وتلا على التقي الصَّائِغ وعَلى نور الدّين عَليّ بن ظهير عرف بِابْن الكفتي وَسمع الحَدِيث من الأبرقوهي والدمياطي وَابْن الصَّواف ولازم درس الشَّيْخ أبي حَيَّان وَأخذ النَّاس عَنهُ فِي القراآت وَكَانَ حسن التَّعْلِيم أَخذ عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين وَغَيره وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 749 وَكَانَ مولده سنة نَيف وَسبعين وسِتمِائَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر الطَّبَقَات فِي أَصْحَاب الصَّائِغ سنة 727
74 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عمر الصنهاجي الْمَالِكِي برهَان الدّين ولد بِدِمَشْق سنة 18 وَحفظ الْمُوَطَّأ وَسمع من الْوَادي آشي الْمُوَطَّأ وَأخذ عَن القَاضِي صدر الدّين الْمَالِكِي بِدِمَشْق ولازمه وَتخرج بِهِ وصاهره وَكَانَ عَالما بالفقه والأصلين والعربية حسن المحاضرة فصيح الْعبارَة حج وَولى قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِدِمَشْق وَمَات معزولا فِي يَوْم السبت فِي تَاسِع عشر شهر ربيع الأول سنة 796 فَجَاءَهُ عِنْد مَا خرج من الْحمام وَله نَحْو ثَمَانِينَ
75 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن قَاسم الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ ذكره ابْن أيبك(1/31)
الحسامي فِيمَن مَاتَ سنة 728 من اللَّوْح يُقَال فِي ثَالِث الْمحرم توفّي الْفَقِيه كَمَال الدّين
76 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا بن فَضَائِل بن يحيى البيري الْحلَبِي أحد الشُّهُود بِبَاب الْجَامِع الشَّرْقِي بحلب وسبط الشَّيْخ قمر سمع من بيبرس مشيخة ابْن شَاذان وَالْأول من الثَّانِي من فَوَائِد الْحَاج للنجاد وَالْأول من ابْن السماك وَغير ذَلِك وَسمع من أبي المكارم النصيبي وَأَوْلَاد صَالح بن العجمي الثَّلَاثَة وشهدة بنت العديم ورشيد ابْن كَامِل وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ الأعميان بحلب وَمَات سنة ... . .
77 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَسْكَر بن مظفر بن نجم بن شادي ابْن هِلَال القيراطي الشَّيْخ برهَان الدّين عين الديار المصرية ولد فِي صفر سنة 726 وَسمع على السديد الأربلي وَابْن السراج وَأحمد بن عَليّ الشتولي وَابْن شَاهد الْجَيْش وَغَيرهم واشتغل بالفقه وَأخذ عَن جمَاعَة من فُقَهَاء عصره وَمهر فِي الْآدَاب وَقَالَ الشّعْر ففاق أهل زَمَانه وسلك(1/32)
طَرِيق الشَّيْخ جمال الدّين ابْن نباتة وتلمذ لَهُ وراسله وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالسبكي ثمَّ بأولاده وَله فيهم مدائح ومراثي وَبينهمْ مراسلات وَجمع ديوَان شعره ونثره وَعمل لَهُ خطْبَة حَسَنَة وَكَانَ جاور بِمَكَّة وَحدث بِهِ فِيهَا وَكتب عَنهُ جمَاعَة من علمائها والقادمين عَلَيْهَا وَمَات بهَا فِي شهر ربيع الآخر سنة 781 أَخذ عَنهُ شُيُوخنَا شيخ الْحفاظ أَبُو الْفضل الْعِرَاقِيّ وصهره الْحَافِظ نور الدّين وَالشَّيْخ بدر الدّين البشتكي والحافظ جمال الدّين ابْن ظهيرة والحافظ ولي الدّين ابو زرْعَة ابْن شَيخنَا والحافظ شمس الدّين ابْن الْجَزرِي وَالشَّيْخ نجم الدّين الْمرْجَانِي وَآخَرُونَ وَكتب من شعره عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الْحَافِظ تَقِيّ الدّين الفاسي ولي مِنْهُ إجَازَة عَامَّة لخُصُوص المصريين
78 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الأدمِيّ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 798
79 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي كَانَ خيرا معمراً شَيخا فِي بعض الرؤساء مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 776
80 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْحَرَّانِي الشهير بأمير قوصون كَانَ أحد أَعْيَان الْأُمَرَاء بحلب أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب بِمَعْرِِفَة السياسة وجودة الرَّأْي وَالْكِتَابَة ومحبة أهل الْعلم وَقَالَ مَاتَ سنة 667 وَسَيَأْتِي فِي أَوَاخِر من اسْمه إِبْرَاهِيم لِأَنَّهُ كَانَ يعرف بِابْن الْحَرَّانِي
81 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْحلَبِي الصُّوفِي أَقرَأ خلقا كثيرا وَكَانَ خيرا مَاتَ وَقد قَارب الْمِائَة سنة 799(1/33)
82 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الخلاطي الشريف الدربدي ولد سنة 20 تَقْرِيبًا وتفقه بِبَلَدِهِ وَمهر فِي عدَّة فنون وَقدم حلب فسكن فِي زَاوِيَة وتهزع النَّاس إِلَيْهِ وَكَانَ قوي النَّفس فَعظم عِنْد أهل الدولة وَكَانَ ينْسب إِلَى إتقان الطِّبّ وَغَيره من الْفُنُون فَبلغ الظَّاهِر خَبره فَاسْتَحْضرهُ من حلب وعظمه وَكَانَ ينْسب إِلَى عمل الكيميا وَالْمَشْهُور أَنه كَانَ ينفذ صناعَة اللازورد وَحصل مِنْهَا مَالا جماً وَكَانَ السُّلْطَان رُبمَا مر عَلَيْهِ وَهُوَ بداره يكلمهُ وَهُوَ رَاكب وَهُوَ يطلّ عَلَيْهِ من طاق وَكَانَ النَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلَا يخرج من منزله إِلَّا نَادرا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 799 وَكَانَت جنَازَته حافلة وَظَهَرت فِي تركته من آلَات الكيميا أَشْيَاء وَلم يسمح لأحد بتعليم مَا كَانَ يعرفهُ من اللازورد
83 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الْكرْدِي الْمَعْرُوف بالهدمة كَانَ مِمَّن يعْتَقد فِيهِ الصّلاح وَيذكر عَنهُ كرامات وَكَانَ يسكن بقرية بَين الْقُدس والخليل وَأصْلح لنَفسِهِ مَكَانا وزرعه وغرس فِيهِ شَجرا فأثمر وَعمر حَتَّى قَارب(1/34)
الْمِائَة وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730
84 - إِبْرَاهِيم بن الشَّيْخ عبد الله المنوفي الْمَالِكِي الْخَطِيب بِجَامِع الحسينية ظَاهر الْقَاهِرَة كَانَ وجيهاً عِنْد أهل بَلَده مَاتَ فِي رَجَب سنة 798
85 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله الوَاسِطِيّ كَانَ أحد من يعْتَقد بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 792
86 - إِبْرَاهِيم بن عبد الله القبطي الْوَزير الْمَعْرُوف بكاتب أرلان بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَآخره نون أسلم قَدِيما وخدم الْأُمَرَاء فاشتهر بِالْكِتَابَةِ والضبط إِلَى أَن اتَّصل ببرقوق فِي إمرته فخدم فِي ديوانه فَلَمَّا تسلطن قَلّدهُ الوزارة فباشرها بكفاية تَامَّة حَتَّى أَنه لما وزر لم يجد فِي الْحَاصِل درهما وَلَا قدحاً من الغلال وَلما مَاتَ وجد من النَّقْد فِي الحواصل ألف ألف دِرْهَم وثلاثمائة أردب وَسِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف راس من الْغنم إِلَى غيرذلك وَقيل أَن جملَة مَا تَركه حَاصِلا مَا قِيمَته خَمْسمِائَة ألف دِينَار فَكتب بهَا أوراقاً فِي مَرضه فَأرْسل بهَا إِلَى السُّلْطَان وَيُقَال أَنه ناولها للسُّلْطَان سرا لما عَاده فِي مَرضه وَكَانَ فِي مُدَّة وزارته مَعَه لم يُغير زيه وَلَا مركوبه وَلم يكن عِنْده فِي بَيته غير جوَار قَلَائِل فَإِذا ركب أغلق بَابه وَحمل الْمِفْتَاح مَعَه وَكَانَ لَا يُمكن أحدا من الرّكُوب مَعَه وَلَا يركب إِلَّا بغلامه فَقَط وَمَات سنة 789(1/35)
87 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْحَافِظ بن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن قَاضِي الْقُدس الْفَقِيه الْعَالم أَبُو إِسْحَاق النابلسي الْحَنْبَلِيّ كَانَ يفهم الْفِقْه والعربية وَله نظم وفصاحة وَقَرَأَ بِنَفسِهِ قَلِيلا وَسمع روى لنا عَن خطيب مردا وَمَات سنة 718 عَن سبعين سنة كَذَا فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ 17 ... .
88 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ الصعيدي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي برهَان الدّين ابْن الفركاح ولد سنة سِتِّينَ وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على عَمه وَالْفِقْه على أَبِيه وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَكَانَ مَعَ مُخَالفَته للشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية لَا يهجره وَلما مَاتَ شيع جنَازَته وَقعد لعزائه وَشرح التَّنْبِيه وعلق على الْمِنْهَاج وَكَانَ مشكور الدُّرُوس إِلَّا أَنه لَا يُعجبهُ من يشكك عَلَيْهِ وَلَا يسْتَشْكل وَكَانَ لَهُ حَظّ من عبَادَة وفتاويه مسددة وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بعد ابْن صصرى فَامْتنعَ وصمم وخطب بالجامع بعد عَمه بِولَايَة ثمَّ ترك لما بلغه أَنهم سعوا فِي البادرائية ودرس بالبادرائية وَكَانَ جده فَقِيها كَبِيرا يؤم بالرواحية وَمَات سنة 53 وَنَشَأ أَبوهُ وَعَمه فاشتهرا وَقَرَأَ هُوَ على أَبِيه فبرع فِي الْمَذْهَب وأتقن الْعَرَبيَّة على عَمه وَقَرَأَ الْأُصُول وتفنن وجود الْكِتَابَة وَنَشَأ فِي تصون وَخير وإكباب على الْعلم وَتخرج بِهِ الْفُضَلَاء وَأذن لجَماعَة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب وَكَانَ عذب الْعبارَة صَادِق اللهجة طلق اللِّسَان طَوِيل النَّفس فِي الدُّرُوس يوردها كَأَنَّهُ يقْرَأ الْفَاتِحَة وَكَانَ لَهُ حَظّ من(1/36)
صَلَاة وَصِيَام وَذكر ولطف وتواضع وَلُزُوم الْخَيْر والكف عَن الْغَيْبَة وأذية الْغَيْر مَعَ الفتوة والبذل وَالْإِحْسَان إِلَى النَّاس بالعيادة وشهود الْجَنَائِز والتودد إِلَى الطّلبَة فِي تفهيمهم وَطول روحه عَلَيْهِم وَكَانَ يسْعَى لَهُم وَكَانَ يثني على فاضلهم مَعَ لطافه مزاج وَكَانَ نحيفاً أَبيض حُلْو الصُّورَة رَقِيق الْبشرَة معتدل الْقَامَة قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ رُبمَا انزعج فِي المناظرة وَله مسَائِل ينْفَرد بهَا مغمورة فِي بَحر علمه كنظرئه وَكَانَت لَهُ جلالة وَوَقع فِي النُّفُوس فِي رَحْمَة ورفق وَكَرَاهَة للفتن والشرور قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص سمع الْكثير من ابْن عبد الدَّائِم فَمن بعده وَكتب بعض مسموعاته وَكَانَ يدْرِي عُلُوم الحَدِيث مَعَ الدّين والورع وَحسن السمت والتواضع وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ فَقِيها أصوليا متدينا ثِقَة انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة مَذْهَب الشَّافِعِي بإقليمه وتصدى للإقراء وانتفعوا بِهِ وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَولي وكَالَة بَيت المَال ثمَّ تَركهَا ازدراء لَهَا وَلم يزل مشتغلاً بِمَا يعنيه زاهداً فِي المناصب إِلَى أَن مضى على وَجه جميل ثمَّ قَالَ أنشدنا مُحَمَّد بن عَليّ الأنفي أنشدنا الْبُرْهَان الْفَزارِيّ لنَفسِهِ
(وَإِنِّي لأستحيي من الله كلّما ... وقفت خَطِيبًا واعظاً فَوق منبري)
(وَلست بَرِيئًا بَينهم فيبذهم ... أَلا إِنَّمَا يلقى المواعظ من بَرى)(1/37)
وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 729 وَله سَبْعُونَ سنة غير أشهر وَدفن عِنْد وَالِده وتأسف الْخلق عَلَيْهِ
89 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة ابْن حَازِم بن صَخْر بن عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ الأَصْل الْقُدسِي ولد سنة 6 أَو 708 وَبِالثَّانِي جزم أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته وَسمع من الشّرف ابْن عَسَاكِر وَغَيره وَسمع بِمَكَّة من الْعِزّ مُحَمَّد بن أبي بكر بن خَلِيل وَتفرد عَنهُ وَحدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْمجد الفيروز آبادي وَغَيره وَكَانَ يلبس الْخِرْقَة عَن وَالِده عَن جده عَن عَمه أبي الْفَتْح نصر الله بن جمَاعَة عَن مُحَمَّد بن الْفُرَات عَن أبي الْبَيَان وَكَانَ يَقُول لَا ألبسها من يحضر السماع وَكَانَ يَنُوب فِي الخطابة عَن قرَابَته وروى وَلَده إِسْمَاعِيل عَنهُ والحسيني وَابْن سَنَد وَكَانَ مُنْقَطِعًا جاور بالمساجد الثَّلَاثَة زَمَانا وَيُقَال كَانَ يَأْتِي الْمَسْجِد الْأَقْصَى فِي جَوف اللَّيْل فَيفتح لَهُ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ كَبِير الْقدر وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ زاهد وقته وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 764 وَقد ثقل سَمعه وأرخه ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه سنة خمس وَكَأَنَّهُ اعْتِبَار وُصُول الْخَبَر وَالْأول هُوَ الْمُعْتَمد وَمن إنشاده عَن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن إلْيَاس الْمَعْرُوف بِابْن النحوية قَالَ أنشدنا عَليّ بن هبة الله الْحَمَوِيّ أَنه رأى إِبْلِيس فِي النّوم على صُورَة أَمْرَد يطْلب مِنْهُ الْفَاحِشَة قَالَ فضربته بِحجر فولى(1/38)
هَارِبا ثمَّ الْتفت ينظر إِلَى السَّمَاء وَهُوَ ينشد
(أَهْوى النُّجُوم وأهوى كل بارقة ... تلوح فِي الجومن شوقي إِلَى الْقَمَر)
90 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد زين الدّين بن نجم الدّين الشِّيرَازِيّ ولد سنة 34 وَسمع من السخاوي وكريمة وتاج الدّين ابْن حمويه وَغَيرهم وَتفرد بعدة أَجزَاء قَالَ الذَّهَبِيّ شيخ بهي كثير التِّلَاوَة يؤم بِمَسْجِد وَيشْهد وَخرج لَهُ العلائي مشيخة مَاتَ سنة 714 وَله ثَمَانُون سنة سَوَاء قلت حَدثنَا عَنهُ أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد وَحده
91 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد بن نصر القيسراني شمس الدّين بن كَمَال الدّين بن فتح الدّين بن معِين الدّين موقع الدست بِدِمَشْق وبالقاهرة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 753 وَله ترسل ونظم قَلِيل وَفِيه يَقُول جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود
(قل لرب العلى فَتى القيسراني ... حِين تَأتي منشئة المهرابي)
(حل عقدي بِالْفَضْلِ مِنْك فَإِنِّي ... عاطل من قلائد العقيان)(1/39)
92 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ التكريتي قَالَ سعيد بن عبد الله الذهلي فِي أناشيده أَنْشدني الأديب أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن لنَفسِهِ
(تفكر سَاعَة تَخْلُو ببالي ... أحب إِلَى من أَهلِي وَمَالِي)
(وَلَا سِيمَا وأفكاري تربى ... بصفو صقالها رتب الْكَمَال)
93 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن نوح بن مُحَمَّد بهاء الدّين الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسمع من الرشيد بن مسلمة وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعِرَاقِيّ وَالْمجد الإِسْفِرَايِينِيّ والمرسي وخطيب مردا وَابْن عَلان وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْحباب وَابْن الجميزي وَمن بَغْدَاد المؤتمن بن قميرة وأعز ابْن العليق وَتفرد بأجزاء وَأخرج لَهُ البرزالي مشيخة مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة 720 سنة عشْرين أَو إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة وَله إِحْدَى وَثَمَانُونَ سنة وَكَانَ نَاظرا للمدرسة الرواحية وَغَيرهَا وَكَانَ يرجع إِلَى أَمَانَة وديانة وَله وقف على الصَّدَقَة
94 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن عَليّ بن حَاتِم البعلبكي أَبُو إِسْحَاق بن الحبال ولد فِي رَمَضَان سنة 602 وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهمَا وَمَات سنة 744
95 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن سعد الله بن جمَاعَة القَاضِي(1/40)
برهَان الدّين بن زين الدّين ابْن القَاضِي بدر الدّين ولد فِي نصف ربيع الآخر سنة 25 وأحضر على جده وَسمع على أَبِيه وَعَمه وَطلب بِنَفسِهِ وَسمع من شُيُوخ مصر كيحيى ابْن الْمصْرِيّ ويوسف الدلاصي وَأبي نعيم بن الأسعردي والميدومي وطبقتهم ورحل إِلَى الشَّام فلازم الْمزي والذهبي وَأكْثر عَنْهُمَا وَحصل الْأَجْزَاء وَطَاف على الشُّيُوخ وَلم يتمهر فِي الْفَنّ ثمَّ انْقَطع بِبَيْت الْمُقَدّس على الخطابة وَكَانَ أَبوهُ قد وَليهَا وَمَات ثمَّ صَارَت لوَلَده ثمَّ أضيف إِلَيْهِ التدريس بعد وَفَاة العلاتي ثمَّ خطب إِلَى الْقَضَاء بالديار المصرية فباشر بنزاهة وعفة ومهابة وَحُرْمَة وَكَانَ بلغه أَن بعض فُقَهَاء الْبَلَد غض مِنْهُ بِأَنَّهُ قَلِيل الْعلم وَلَا سِيمَا بِالنِّسْبَةِ للَّذي عزل بِهِ وَهُوَ أَبُو الْبَقَاء فأحضر بعض من قَالَ ذَلِك وَنكل بِهِ ثمَّ أوقع بآخر ثمَّ بآخر فهابه النَّاس ثمَّ إِن محب الدّين نَاظر الْجَيْش عَارضه فِي قَضِيَّة فعزل نَفسه فَبلغ الْأَشْرَف فَأرْسل يترضاه فصمم فألح عَلَيْهِ حَتَّى قيل لَهُ إِن لم تجب نزل إِلَيْك السُّلْطَان فَأجَاب وَركب صُحْبَة بعض الْأُمَرَاء بتخفيفة وملوطة إِشَارَة إِلَى أَنه ترك زِيّ الْقُضَاة فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ أقبل إِلَيْهِ وترضاه فَامْتنعَ فَلم يزَالُوا بِهِ حَتَّى أجَاب وخلع عَلَيْهِ وَنزل مَعَه أَكثر الْأُمَرَاء وَكَانَ يَوْمًا مشهوداً وَكَانَ أُعِيد على هَيْئَة أجمل من الأول وَأكْثر حُرْمَة وعزل نَفسه فِي أثْنَاء ولَايَته غير مرّة ثمَّ يسْأَل ويعاد وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس وَإِلَيْهِ انْتَهَت رئاسة الْعلمَاء فِي زَمَانه فَلم يكن أحد يدانيه فِي سَعَة الصَّدْر وَكَثْرَة الْبَذْل وَقيام الْحُرْمَة والصدع بِالْحَقِّ وقمع أهل الْفساد مَعَ الْمُشَاركَة الجيدة فِي الْعُلُوم واقتنى من الْكتب النفيسة بخطوط مصنفيها وَغَيرهم مَا لم يتهيأ(1/41)
لغيره وَلما صرف أخيراً من قَضَاء الديار المصرية أَقَامَ بالقدس على وظيفته إِلَى أَن خطب لقَضَاء الشَّام فباشره أحسن مُبَاشرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 790 وَقد استوعبت تَرْجَمته فِي قُضَاة مصر وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفِيد أحد من طلب وعني بتحصيل الْأَجْزَاء وَقَرَأَ وتميز وَهُوَ فِي ازدياد من الْفَضَائِل ولي خطابة بَيت الْمُقَدّس بعد وَالِده وَقَرَأَ عَليّ كثيرا وَقَالَ القَاضِي تَقِيّ الدّين الْأَسدي بَلغنِي أَنه كَانَ يَقُول مَا وليت طَالبا وَلَا معيداً وكل التدريس وليته كَانَ بِغَيْر سُؤال قلت ووقفت لَهُ على مجاميع مفيدة بِخَطِّهِ وَجمع تَفْسِيرا فِي عشر مجلدات وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَفِيه غرائب وفوائد وقرأت بِخَطِّهِ ...
96 - إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام بن أبي الْقَاسِم بن عبد السَّلَام بن المعلي شرف الدّين أَبُو الْقَاسِم الرقي ولد سنة ... وأسمع على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَغَيره وَمَات سنة ... .
97 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْعَظِيم بن حصن الْأنْصَارِيّ الصُّوفِي الْحَمَوِيّ سمع من مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن القواس جُزْء مُحَمَّد بن يزِيد بن عبد الصَّمد حدث عَنهُ ابْن رَافع مَاتَ سنة 744
98 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْقَادِر بن عُثْمَان النابلسي سمع من عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نعْمَة النابلسي سمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب فِي رحلته بنابلس سنة ثَمَانِينَ(1/42)
99 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن رَاشد بن عبد الْجَلِيل الْمُحدث برهَان الدّين أَبُو إِسْحَاق الْقرشِي الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ القطاع ولد سنة 630 تَقْرِيبًا وَطلب الحَدِيث فَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والزين خَالِد وَمن بعدهمَا وَكَانَ يحفظ متوناً ويذاكر بفوائد وَله أصُول بمسموعاته وَغَيره أفهم مِنْهُ وأوثق مَاتَ سنة 718 وَحصل لَهُ اخْتِلَاط قبل مَوته بِنَحْوِ من سنتَيْن فَمَا روى فيهمَا
100 - إِبْرَاهِيم بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْعِزّ بن مَكَارِم بن عُثْمَان التنوخي ابْن الْعَنْبَري ولد سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسمع من الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني الأول من حَدِيث أبي مُسلم وَغير ذَلِك وَحدث وَسمع مِنْهُ ابْن الْمُحب وَجَمَاعَة وَمَات سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فِي جُمَادَى الأولى
101 - إِبْرَاهِيم بن عبد المغيث القمني جمال الدّين اشْتغل بقوص ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة وناب فِي قَضَاء الجيزة ثمَّ ولي قَضَاء فرشوط(1/43)
وإسنا وأدفو نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وَمَات بقوص سنة 728 وَكَانَ عَارِفًا بالفرائض مشاركاً فِي الْفِقْه نزهاً مرضياً هَكَذَا تَرْجمهُ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ البرزالي
102 - إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن سيد الْأَهْل الإسكندري الغزولي سديد الدّين سمع من أبي البركات هبة الله بن زوين وَحدث وَمَات فِي شعْبَان سنة 745
103 - إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن أبي نصر الْحَرَّانِي ثمَّ الْحلَبِي المفروسي ابْن القيرواني المجمر بالجامع وخادم الصُّوفِيَّة سمع من أبي الْعَبَّاس النصيبي وروى عَنهُ الْكَمَال عمر بن إِبْرَاهِيم بن العجمي وَقَالَ مَاتَ فِي حادي عشر الْمحرم سنة 731
104 - إِبْرَاهِيم بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْحُسَيْنِي الشريف النَّقِيب ولد فِي ربيع الآخر سنة 17 وَسمع من أبي بكر بن عنتر وَغَيره ولي نقابة الْأَشْرَاف والحسبة وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً مشكور السِّيرَة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 777 وَقد حدث وروى عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ(1/44)
105 - إِبْرَاهِيم بن عَرَفَات بن صَالح القنائي زين الدّين ابْن أبي المنى ولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ كثير الْبر مَاتَ سنة 724
106 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن خشنام بن أَحْمد الْكرْدِي الْحميدِي الْحلَبِي الْحَنَفِيّ شمس الدّين ولد فِي رَجَب سنة 29 وتفقه وَسمع من أبي الْبَقَاء يعِيش النَّحْوِيّ وَابْن رَوَاحَة ومكي بن عَلان ويوسف بن خَلِيل والعماد بن النّحاس وَغَيرهم فِي صُحْبَة ابْن العديم ثمَّ ولي قَضَاء حمص ثمَّ إِمَامَة الْجَامِع بهَا وَنظر المشهد الخالدي وَكَانَ شهماً شجاعاً جَريا فَلَمَّا وصل التتار إِلَى حمص دَاخل غازان وَولي عَنهُ قَضَاء حمص وَحكم وظلم ثمَّ سَافر مَعَ التتر فولوه قَضَاء خلاط فَأَقَامَ بهَا سِتّ سِنِين وَمَات سنة 705 ذكر ذَلِك البرزالي
107 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن صَالح بن العجمي تقدم ذكر جده وَنَشَأ هَذَا يتعانى الْأَدَب فَقَالَ الشّعْر الْحسن وَتعلم النَّحْو والموسيقى وَمَات بحلب فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 وَقد جَاوز الْأَرْبَعين وَهُوَ الْقَائِل
(حدى بهَا حادي السرى فراقها ... ذكر الْمصلى إِذْ شكت فراقها)
(نُوق إِذا مَا عنقت ذكرت من ... ليلى وعهدي بالحمى عناقها)(1/45)
108 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن المظفر بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي برهَان الدّين الْمُؤَذّن بالجامع المظفري ولد سنة 695 وَسمع من الْعِزّ إِسْمَاعِيل الْفراء والدشتي وَعبد الله بن عَامر وَغَيرهم وَحدث وَمَات بِدِمَشْق فِي سنة 776 وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
109 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الْحلْوانِي بِفَتْح الْحَاء وَاللَّام كَانَ أَصله من الشَّام وَسكن مصر فَصَارَ يتَكَلَّم على النَّاس وَكَانَ حسن الصَّوْت ماهراً فِي فنه رائج السُّوق وَقد حج مرَارًا وجاور وامتحن عِنْد السراج الْهِنْدِيّ بِسَبَب كَلَام صدر مِنْهُ فِي حق أبي حنيفَة ثمَّ انتصر لَهُ القَاضِي برهَان الدّين ابْن جمَاعَة وَعَاد إِلَى حَاله فَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة 791(1/46)
110 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْمُنعم بن عبد الصَّمد الطرسوسي نجم الدّين بن عماد الدّين ولد سنة 21 وَكَانَ نَاب عَن أَبِيه ثمَّ ولي المنصب اسْتِقْلَالا فِي سنة 46 نزل لَهُ عَنهُ أَبوهُ فباشره مُبَاشرَة حَسَنَة لَكِن أَجْلِس الْمَالِكِي فَوْقه لكبر سنة إِلَى أَن مَاتَ الْمَالِكِي فَعَاد إِلَى مَكَانَهُ وَله نظم فَمِنْهُ
(من لي معيد فِي دمشق ليالياً ... قضيتها وَالْعود عِنْدِي أَحْمد)
(بلد يفوق على الشُّمُول شمائلا ... ويذوب غيظا من ثراه العسجد)
وَكَانَ لَهُ سَماع من أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ والحجار وَغَيرهمَا فَخرج لَهُ بعض الطّلبَة مشيخة وَلما نازعه عَلَاء الدّين ابْن الأطروش فِي تدريس الخاتونية كتب لَهُ أَئِمَّة الشَّام إِذْ ذَاك محضراً بالغوا فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ مِنْهُم أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَقَالَ فِيهِ أَنه شيخ الْحَنَفِيَّة بِالشَّام وَكتب فِيهِ أَيْضا الشَّيْخ نَاصِر الدّين ابْن الربوة وَغَيره وَمَات فِي شعْبَان سنة 758 وَكَانَت جنَازَته حافلة صلى عَلَيْهِ الْأَمِير عَليّ المارديني نَائِب دمشق إِمَامًا وَمن نظمه أرجوزة فِي معرفَة مَا بَين الأشاعرة وَالْحَنَفِيَّة من الْخلاف فِي أصُول الدّين وَكَانَ لَهُ
111 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن خَلِيل بن بديل الْحَرَّانِي السّديّ الْمَعْرُوف بِعَين بصل ذكره البرزالي فَقَالَ كَانَ أُمِّيا عامياً وَلكنه لطيف النّظم عمر طَويلا(1/47)
وَمَات فِي رَجَب سنة 709 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ وَمن شعره
(يَا ذَا الَّذِي فاق الغصون بقده ... وسما بطلعته على قمر السما)
(رفقا بِمن لَوْلَا جمالك لم يكن ... خلف الصبابة والغرام متيما)
112 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شاور الْحِمْيَرِي المقرىء الشَّيْخ جمال الدّين البدوي نزل دمشق ولد فِي حُدُود الْخمسين وَقَرَأَ على الْكَمَال ابْن فَارس والزواوي والعز الفاروثي والفاضلي وَغَيرهم وعني بفن الْقِرَاءَة واشتهر بمعرفته وَكَانَ يحل الشاطبية حلا حسنا وَيفهم الْعَرَبيَّة ويحفظ التَّنْبِيه ويحضر الدُّرُوس ويؤم بِمَسْجِد وَله حَلقَة بالجامع هَكَذَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ جالسته وانتفعت بِهِ وشرعت فِي الْجمع سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَكَانَ ظريفاً محباً للسّنة مزاحا وَقد سمع من ابْن عَلان وَغَيره وَلم يحدث وَقَالَ البرز إِلَى كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء قَرَأَ عَلَيْهِ الطّلبَة وَكَانَ يروي القراآت عَن ابْن فَارس وَابْن أبي الدّرّ وَغَيرهمَا وَولي مشيخة الْأُمَرَاء بالتربة الأشرفية وَمَات فِي ربيع الأول سنة 708 ويتفق مَعَه فِي اسْمه وَاسم(1/48)
أَبِيه وجده إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شاور الطوخي أحد مَشَايِخ الْقُرَّاء بِمصْر لكنه أسن مِنْهُ مَاتَ سنة 684 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
113 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عباد الدِّمَشْقِي الْحُسَيْنِي المجلد سمع من أبي عبد الله ابْن الزراد وَحدث بِدِمَشْق وحلب وَمَات سنة 764
114 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار الدِّمَشْقِي الْبَاب شَرْقي الْمُؤَذّن سمع من شرف الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الْبَاب شَرْقي وَمَات سنة 736
115 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن حمود الْأنْصَارِيّ الْحَنَفِيّ اشْتغل كثيرا وَمهر فِي الْمَذْهَب وَأخذ عَن الرضي مدمي بن عبد الْغَنِيّ وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ بالسيوفية بِالْقَاهِرَةِ وَسمع الحَدِيث وَمَات فِي صفر سنة 742
116 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن يَعْقُوب بن عبد الْحق المريني أَبُو سَالم لما مَاتَ أَخُوهُ أَبُو عنان فَارس سنة 59 فَإِنَّهُ قَلّدهُ وَهُوَ صبي ثمَّ حاصره مَنْصُور بن سُلَيْمَان بن مَنْصُور بن عبد الْوَاحِد بن يَعْقُوب بن عبد الْحق ثمَّ اخْتَلَّ أمره فهرب وَدخل أَبُو سَالم دَار الْملك والتفت عَلَيْهِ العساكر فاستمر فِي السلطنة إِلَى سنة 63 فاختل أمره وَخَالف عَلَيْهِ أَكثر عسكره(1/49)
فَذهب على وَجهه فَقتل بِظَاهِر الْبَلَد ورثاه أَبُو عَمْرو بن الْحَاج بقصيدة مَشْهُورَة وَقَالَ كَانَ وسيماً كثير الْحيَاء مؤثراً للجميل مؤثراً للراحة
117 - إِبْرَاهِيم بن بن عَليّ بن عمر القوصي الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الفهاد اشْتغل بقوص وَمهر فِي التَّفْسِير وَالْفِقْه وَالْأُصُول والْحَدِيث ولي قَضَاء دمامين وَكَانَ مرضِي السِّيرَة متقللا من الدُّنْيَا جدا منجعا عَن النَّاس مَاتَ بقوص فِي شَوَّال سنة 715
118 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي الفوارس السرُوجِي الْحلَبِي الشُّرُوطِي جمال الدّين ولد فِي حُدُود التسعين وَسمع من يَعْقُوب بن مُحَمَّد الصَّابُونِي وَإِبْرَاهِيم بن الْعِمَاد الْمَقْدِسِي وَأبي بكر بن العجمي وَغَيرهم بإفادة أبي الْقَاسِم ابْن حبيب ذكره مُحَمَّد بن سعد فِي شُيُوخ الرِّوَايَة بحلب وَمَات فِي خَامِس الْمحرم سنة 750 وَعِنْده عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن العجمي ثَمَانِينَ الْآجُرِيّ أَنا ابْن رَوَاحَة
119 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم الْمَالِكِي سبط الشاذلي حدث عَن جدته لِأَبِيهِ بأَشْيَاء من كَلَام جده وَمَات سنة بضعَة عشرَة وَسَبْعمائة
120 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة بن عَليّ الحبوبي الثجلي(1/50)
الدِّمَشْقِي الْفراش نزيل مصر روى عَن ابْن اللتي وَغَيره بِالسَّمَاعِ وَعَن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْمَدِينِيّ وَغَيره بِالْإِجَازَةِ وَحدث بِمصْر وَالشَّام وَمَات فِي شَوَّال سنة 708 وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ
121 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الْحَنَفِيّ برهَان الدّين بن كَمَال الدّين الْمَشْهُور بِابْن عبد الْحق وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي الْحصن وَكَانَ هُوَ سبط ضِيَاء الدّين عبد الْحق بن خلف الْحَنْبَلِيّ الوَاسِطِيّ فاشتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ قَرَأَ على أَبِيه وتفقه على الظهير الرُّومِي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْمجد التّونسِيّ وَالْأُصُول عَن الصفي الْهِنْدِيّ وَسمع من جده وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَابْن القواس وَغَيرهم وَمن مسموعه على جده شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف منتقى من سَبْعَة أَجزَاء المخلص أَنا مُوسَى بن عبد الْقَادِر وَحدث عَن إِسْمَاعِيل ابْن عبد الرَّحْمَن الْفراء وَأخذ بِمصْر عَن ابْن دَقِيق الْعِيد والسروجي وَغَيرهمَا وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة لَطِيفَة وَحدث وتفقه وبرع ودرس وَأعَاد وَمهر فِي معرفَة الْهِدَايَة وَولي الْقَضَاء بِمصْر بعد الحريري عشر سِنِين ثمَّ تحول إِلَى دمشق سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ ودرس بالعذراوية والخاتونية(1/51)
قَالَ جمال الدّين المسلاتي أذن لَهُ الصفي الْهِنْدِيّ فِي إقرائه الْأُصُول وَابْن دَقِيق الْعِيد بالإفتاء سنة 96 وَقَالَ غَيره انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب وَمَات بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة 744 وَله سِتّ وَسَبْعُونَ سنة قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ من أكَابِر الْعلمَاء يحفظ الْفُرُوع وَكَثِيرًا من الْمُتُون ويجانب أهل الْبدع طلبه النَّاصِر لما مَاتَ الحريري على الْبَرِيد فولاه قَضَاء الْحَنَفِيَّة وعزله بعد ذَلِك فَرجع إِلَى دمشق إِلَى أَن مَاتَ
122 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الشَّاهِد مجد الدّين ابْن الخيمي ولد سنة ... وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَإِبْرَاهِيم بن مُضر وَغَيرهمَا حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَمَات سنة ... .
123 - إِبْرَاهِيم بن عليا النصير بن مُحَمَّد بن غَالب الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي ولد سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَسمع من السخاوي سِتَّة أَجزَاء تفرد بروايتها مُدَّة وَهِي جُزْء سُفْيَان ومجلس الْقزْوِينِي وجزء الصفار وجزء خَالِد التَّاجِر وَمن مَعَه ونسخة فليح بن سُلَيْمَان وَثَلَاثَة مجَالِس ابْن عبد كويه بِسَمَاع السخاوي لَهَا على السلَفِي وَمَات فِي سنة 79 قلت أجَاز لشَيْخِنَا أبي الْمجد
124 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن فَرِحُونَ(1/52)
الْيَعْمرِي الْمَالِكِي الْمدنِي أَبُو الْوَفَاء ولد بِالْمَدِينَةِ وَنَشَأ بهَا وَسمع بهَا من الْوَادي آشي وَمن الزبير بن عَليّ الأسواني وَالْجمال المطري وَتفرد عَنهُ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ تَارِيخ الْمَدِينَة وَغَيرهم وتفقه وبرع وصنف وَجمع وَولي قَضَاء الْمَدِينَة وَألف كتابا نفيساً فِي الْأَحْكَام وَآخر فِي طَبَقَات الْمَالِكِيَّة وَمَات فِي عشر الْأَضْحَى من ذِي الْحجَّة سنة 799 عَن نَحْو من السّبْعين
125 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أبي طَالب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الفامغار مجد الدّين أَبُو الْفَتْح ابْن الخيمي الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الشَّاهِد ولد سنة 649 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ الْمُنْذِرِيّ ولاحق والبهاء زُهَيْر وَغَيرهم وَخرج لَهُ التقي عبيد مشيخة وَحدث بهَا قَدِيما وَطَالَ عمره نَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 738 وَله تسعون سنة إِلَّا سنة
126 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن يُوسُف بن سِنَان الزرزاري القطبي سمع من ابْن علاق والنجيب وَغَيرهمَا وَحدث بالكثير مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 741
127 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُحَمَّد الظهير الْجَزرِي سمع من الْمطعم وَنَحْوه(1/53)
وَكَانَ يعْمل المواعيد وَله قبُول مَاتَ فِي الْمحرم سنة 765 أرخه ابْن رَافع
128 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن شيخ السلامية جمال الدّين بن شمس الدّين كَانَ أَبوهُ مباشراً فِي عدَّة دواوين وَكتب هُوَ الدرج وَولي نظر بانياس وَله نظر مَاتَ سنة 703
129 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ المعمار الْمَشْهُور بِغُلَام النوري الشَّاعِر الْمَعْرُوف كَانَ عامياً إِلَّا أَنه كَانَ ذكي الْفطْرَة قوي القريحة لطيف الطَّبْع وَشعر سَائِر مَشْهُور وَكَانَ يلْزم القناعة وَلَا يتَرَدَّد إِلَى أحد من الأكابر إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة 749 بعد أَن نظم فِيهِ الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين
(يَا من تمنى الْمَوْت قُم فاغتنم ... هَذَا أَوَان الْمَوْت مَا فاتا)
(قد رخص الْمَوْت على أَهله ... وَمَات من لَا عمره مَاتَا)
وَمن شعره
(يَا قلب صبرا على الْفِرَاق وَلَو ... رميت مِمَّن تحب بالبين)
(وَأَنت يَا دمع إِن ظَهرت بِمَا ... يخفيه قلبِي سَقَطت من عَيْني)
وَله
(يَا أَغْنِيَاء الزَّمَان هَل لي ... جرائم عنْدكُمْ عظاما)(1/54)
(فضتكم لَا تزَال غَضَبي ... فَلَا سَلام وَلَا كَلَام)
(وَالذَّهَب الْعين لَا أرَاهُ ... عَيْني من عينه حرَام)
130 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل بن أبي الْعَبَّاس الجعبري الربعِي الخليلي وَكَانَ يُقَال لَهُ شيخ الْخَلِيل ولقبه بِبَغْدَاد تَقِيّ الدّين وبغيرها برهَان الدّين وَيُقَال لَهُ أَيْضا ابْن السراج واشتهر بالجعبري وَاسْتمرّ على ذَلِك سمع فِي صباه سنة نَيف وَأَرْبَعين من كَمَال الدّين مُحَمَّد بن سَالم المنبجي ابْن البواري قَاضِي جعبر جُزْء ابْن عَرَفَة ويوسف بن خَلِيل حَيّ وَأَجَازَ لَهُ يُوسُف بن خَلِيل وَسمع من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل ورحل إِلَى بَغْدَاد بعد السِّتين فَسمع بهَا من الْكَمَال ابْن وضاح والعماد ابْن أشرف الْعلوِي وَعبد الرَّحْمَن ابْن الزّجاج وَغَيرهم وتلا بالسبع على الوجوهي عَليّ ابْن عُثْمَان بن عبد الْقَادِر صَاحب الْفَخر الْموصِلِي وَسمع مِنْهُ وبالثغر على المنتجب وَقَرَأَ التَّعْجِيز حفظا على مُؤَلفه تَاج بن يُونُس وَسكن دمشق مُدَّة ثمَّ ولي مشيخة الْخَلِيل إِلَى أَن مَاتَ بهَا وصنف نزهة البررة فِي القراآت الْعشْرَة وَشرح الشاطبية وَشرح الرائية والتعجيز من نظمه فِي النثر وَله عرُوض ومناسك إِلَى غير ذَلِك من التصانيف المختصرة الَّتِي(1/55)
تقَارب الْمِائَة وَكَانَ منور الشيبة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ سَاكِنا وقوراً ذكياً وَاسع الْعلم أعَاد بالغزالية وباحث وناظر وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شيخ بلد الْخَلِيل لَهُ التصانيف المتقنة فِي القراآت والْحَدِيث وَالْأُصُول والعربية والتاريخ وَغير ذَلِك وَله مؤلف فِي عُلُوم الحَدِيث وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ عَارِفًا بفنون من الْعلم مَحْبُوب الصُّورَة بشوشاً وَكَانَ يكْتب بِخَطِّهِ السفلي فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ بِالْفَتْح نِسْبَة إِلَى طَرِيق السّلف مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 732 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ وَله شعر فَمِنْهُ
(لما أعَان الله جلّ بِلُطْفِهِ ... لم تسبني بحمالها الْبَيْضَاء)
(فَوَقَعت فِي شرك البلا متخيلا ... وتحكمت فِي مهجتي السَّوْدَاء)
131 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد بن عمرَان الحلبوني الْحلَبِي كَمَال الدّين ولد سنة 626 وَنَشَأ بحلب وَقَرَأَ الْقُرْآن وَأخذ عَن ابْن الوردي وَغَيره وبرع فِي النَّحْو وتصدى للأشغال فِيهِ وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب إِلَى أَن مَاتَ فِي سَابِع عشرى شهر رَمَضَان سنة 732 سمع مِنْهُ الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي(1/56)
132 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد بن عمر الخليلي ابْن خطيب قلعة حلب ولد سنة ... وأحضر على سنقر الزيني مشيخته وَمن بيبرس العديمي ثمَّ أسمع من سنقر وَغَيره وَحدث وَسمع من بيبرس جُزْء البانياسي
133 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن عبد الله الْعَطَّار الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بالنجمي ولد سنة 698 وَسمع من مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ ابْن مشرف وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ نور الدّين الفوي وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه
134 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن أبي المنجا التيزيني الْحلَبِي جمال الدّين ابْن الحكم ولد سنة 690 وتفقه بِبَلَدِهِ وبرع ثمَّ ولي قضاءها ثمَّ نَاب فِي الحكم بحلب عَن الْكَمَال المعري وناب عَنهُ فِي درس العصرونية وَغَيرهَا وَله سَماع من الْوَادي آشي وَحدث عَنهُ سمع مِنْهُ أَبُو بكر بن المحصوص وَمَات سنة سبعين تَقْرِيبًا(1/57)
135 - إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن رضوَان بن عبد الله الْعَسْقَلَانِي الأَصْل شرف الدّين بن القليوبي الشَّافِعِي مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 726
136 - إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن بن نبا الْمروزِي الدِّمَشْقِي ولد فِي شَوَّال سنة 672 بحماة وَسمع من البالسي وَالْقَاضِي سُلَيْمَان وَابْن مَكْتُوم وَغَيرهم قَالَ شرف الدّين ابْن حبيب فِي مُعْجَمه سمع الْكثير بِقِرَاءَة البرزالي وَكَانَ صَالحا مَاتَ فِي أَيَّام التَّشْرِيق سنة 755 قلت وَأَجَازَ لعبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي نزيل بَيت الْمُقَدّس
137 - إِبْرَاهِيم بن غالي بن شاور الْحِمْيَرِي البدوي قَالَ البرزالي كَانَ من أَعْيَان الْقُرَّاء قَرَأَ عَلَيْهِ الطّلبَة وَكَانَ يروي القراآت عَن ابْن فَارس وَابْن أبي الدّرّ وَغَيرهمَا وَولي مشيخة الإقراء بالتربة الأشرفية وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 708
138 - إِبْرَاهِيم بن فلاح بن مُحَمَّد بن حَاتِم برهَان الدّين سمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَفرج مولى ابْن الْقُرْطُبِيّ وَإِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر فِي آخَرين وَقَرَأَ بالسبع على جمَاعَة وأقرأ النَّاس وناب فِي الخطابة مُدَّة وَفِي الْقَضَاء عَن ابْن جمَاعَة ودرس وَأعَاد واشتهر بِالْخَيرِ وَالصَّلَاح وانتفع النَّاس بِهِ مَعَ التَّوَاضُع والتودد مَاتَ فِي رَابِع عشْرين من شَوَّال(1/58)
سنة 702 وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الاسكندراني قدم دمشق شَابًّا فَتلا بالسبع على الْقَاسِم الأندلسي وَغَيره فاعتنى بِالسَّمَاعِ فَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والزين خَالِد وَكتب بِخَطِّهِ وأسمع أَوْلَاده وَأعَاد ودرس وأقرأ النَّاس دهراً تَلَوت عَلَيْهِ السَّبْعَة وَنعم الشَّيْخ كَانَ علما وديناً وورعاً ووقاراً وَخيرا
139 - إِبْرَاهِيم بن قروينة علم الدّين أَخُو ماجد ولي الوزارة فِي سنة 769 نَحْو خَمْسَة أشهر ثمَّ نقل إِلَى نظر الْخَاص ثمَّ أُعِيد إِلَى الوزارة فِي رَمَضَان سنة سبعيي فباشرها أَرْبَعَة أشهر وأياماً ثمَّ استعفى وَأقَام بطالاً إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 771
140 - إِبْرَاهِيم بن لفيتة مجد الدّين نَاظر الدولة كَانَ نَصْرَانِيّا فَأسلم وتنقل فِي الخدم الديوانية إِلَى أَن ولي نظر الدولة رَفِيقًا لمغلطاي الجمالي الْوَزير وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 731 فجاءة بعد خُرُوجه من الْحمام وشربه قدح شراب فحين انْتهى شربه لَهُ مَاتَ
141 - إِبْرَاهِيم بن اللَّيْث الأغري أَسد الدّين سمع من ابْن البراذعي وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 702 وَله تسعون سنة
142 - إِبْرَاهِيم أبي الْمجد بن دَاوُد بن دَاوُد الكركي ولد بهَا سنة 624 وَكَانَ أَصله من الْقُدس وَكَانَ صَالحا ملازماً للخير وَالْعِبَادَة مَاتَ بِدِمَشْق فِي أَوَائِل سنة 702(1/59)
143 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الطويجن الْأنْصَارِيّ الساحلي ولد بغرناطة وَنَشَأ بهَا وتأدب ورحل فجال بِبِلَاد الْمغرب ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَدخل الشَّام وَالْعراق وَدخل الْيمن وَعَاد إِلَى مصر وَدخل بِلَاد السودَان واتصل بملوكها وَأقَام بهَا عدَّة سِنِين ثمَّ كرّ رَاجعا إِلَى بِلَاد السودَان وَاسْتقر بهَا حَتَّى مَاتَ سنة 739 وَكَانَ فَاضلا فِي عدَّة فنون حسن الْخط جدا كريم النَّفس
144 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ ولد القَاضِي شمس الدّين سمع من النجيب الْحَرَّانِي وَغَيره وَحدث يَسِيرا مَاتَ فِي شَوَّال 711
145 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ رَضِي الدّين أَمَام الْمقَام الشَّافِعِي ولد سنة 636 وَسمع من ابْن الجميزي وَشُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَعبد الرَّحْمَن بن أبي حرمي والمرسي وَجَمَاعَة وَخرج لنَفسِهِ تساعيات وَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار وَنسخ مسموعاته وأتقن الْمَذْهَب وَكَانَ صيناً مُنْفَردا فِي الدّين والتأله وَالْعِبَادَة قل أَن ترى(1/60)
الْعُيُون مثله مَعَ التَّوَاضُع وَالْوَقار وَالْخَيْر لم يخرج من الْحجاز فَكَانَ يَقُول مَا رَأَيْت فِي عمري يَهُودِيّا وَلَا نَصْرَانِيّا مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة 722 قلت حَدثنَا عَنهُ النشاوري بِالسَّمَاعِ وَجَمَاعَة من أشياخنا بِالْإِجَازَةِ وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ وَنسخ بِخَطِّهِ عدَّة أَجزَاء وَخرج لنَفسِهِ تساعيات وَسمع كتبا كبارًا مَعَ الْفَهم وَالْعلم والديانة والورع والمتابعة والمعرفة بِمذهب الشَّافِعِي وَقَالَ العلائي هُوَ أجل شيوخي توفّي فِي ربيع الأول عَن 86 سنة ...
146 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم الْقَيْسِي السفاقسي الْمَالِكِي ولد فِي حُدُود سنة 697 وَسمع ببجاية من شيخها نَاصِر الدّين ثمَّ حج وَأخذ عَن أبي حَيَّان بِالْقَاهِرَةِ وَعَن غَيره ثمَّ قدم هُوَ وَأَخُوهُ دمشق سنة 38(1/61)
فسمعا كثيرا من زَيْنَب بنت الْكَمَال وَأبي بكر بن عنتر وَأبي بكر بن الرضي والمزي وَغَيرهم وَمهر فِي الْفَضَائِل وَجمع إِعْرَاب الْقُرْآن وَكَانَ سَاكِنا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ لَهُ همة فِي الْفَضَائِل والعلوم وَذكر لي أَنه ولد فِي حُدُود سنة 98 وَأَنه سمع ببجاية من شيخها نَاصِر الدّين وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن عشر ذِي الْقعدَة سنة 742
147 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي الْمجد العباسي أَمِير الْمُؤمنِينَ الواثق بن المستمسك بن الْحَاكِم ولي الْخلَافَة بعد موت عَمه المستكفي بمبايعة النَّاصِر لَهُ سنة 740 وَقرر لَهُ مَا كَانَ مقرراً للمستكفي بعد أَن كَانَ النَّاس راجعوه فِي أمره ووسموه بِسوء السِّيرَة فأظهر التَّوْبَة فَلم يزل النَّاصِر بِالنَّاسِ حَتَّى بَايعُوهُ وَقدم أَحْمد بن المستكفي وَمَعَهُ محْضر فِيهِ شَهَادَة أَرْبَعِينَ عدلا على أَبِيه أَنه فوض لَهُ ولَايَة الْعَهْد مثبوت على قَاضِي قوص فَلم يعبأ بِهِ النَّاصِر وَقَررهُ فِي ذِي الْحجَّة فَأَقَامَ باسم الْخلَافَة بَقِيَّة دولة النَّاصِر سنة وَاحِدَة ثمَّ بعده وَكَانَ النَّاس يهزءون بإبراهيم ويلقبونه المستعطي بِاللَّه
148 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُحب مَاتَ فِي رَجَب سنة 747
149 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الواني الخلاطي الْهَمدَانِي(1/62)
برهَان الدّين الدِّمَشْقِي ولد سنة ... وَسمع من الرضي بن الْبُرْهَان وَأَيوب بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر الفقاعي الحمامي وَحدث وَكَانَ رَئِيس المؤذنين بِجَامِع دمشق وَكَانَ حسن الصَّوْت مَشْهُورا بذلك وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة عَن سِتَّة شُيُوخ من الروَاة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَأَجَازَ لشَيْخِنَا الْبُرْهَان الشَّامي وَحدثنَا عَنهُ وَمَات سنة ...
150 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نوح الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة 39 وَسمع الرشيد بن مسلمة وَابْن عَلان وَابْن الْعِرَاقِيّ والمرسي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ الشاوي وَابْن الجميزي وأعز بن العليق وَطَائِفَة وَتفرد بأجزاء وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وباشر نظر الرواحية وَغَيرهَا وَكَانَ يرجع إِلَى أَمَانَة وديانة وَله وقف على الصَّدَقَة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 721
151 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَحْمُود الْعقيلِيّ الدِّمَشْقِي جلال الدّين ابْن القلانسي ولد سنة 54 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وخدم بِالْكِتَابَةِ مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى مصر قبل الْقرن بِسَبَب التتار فَانْقَطع بِمَسْجِد(1/63)
وتزهد وَعمل المشيخة واشتهر وَقصد وَتردد إِلَيْهِ الْكِبَار فسعى لِأَخِيهِ عز الدّين القلانسي فِي الْحِسْبَة وَنظر الخزانة ثمَّ أنشأ زَاوِيَة ثمَّ تحول إِلَى الْقُدس وَقدم قبيل وَفَاته دمشق فَنزل بمغارة الْعَزِيز ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقُدس فَمَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 722
152 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي برهَان الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْمُخْتَار وبابن الْخَطِيب سمع من عِيسَى الْمطعم وَابْن سعد وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ القَاضِي وَكَانَ جده قيمًا بالشامية وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وروى عَنهُ فِي مُعْجَمه وَمَات فِي صفر 776
153 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْخَطِيب الْمُخْتَار من عِيسَى الْمطعم وَابْن سعد وَأَجَازَ لَهُ القَاضِي وَكَانَ جده قيمًا بالشامية وَحدث وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
154 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عريب البعلي الْقَزاز الْقطَّان سمع من الْخَطِيب ضِيَاء الدّين عبد الرَّحْمَن البعلي الْأَرْبَعين المنتقاة من شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ فِي سنة 702 وعاش إِلَى ذِي الْقعدَة سنة 772 فَمَاتَ(1/64)
عَن ثَمَانِينَ سنة أَو أَكثر ببعلبك وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد فِي ظهيرة بن مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ
155 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب بن قيم الجوزية ولد سنة 26 وأحضر على أَيُّوب الكحال وَغَيره وَسمع من جمَاعَة كَابْن الشّحْنَة وَمن بعده واشتهر وَتقدم وَأفْتى ودرس وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ تفقه بِأَبِيهِ وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَسمع وَقَرَأَ واشتغل بِالْعلمِ وَمن نوادره أَنه وَقع بَينه وَبَين عماد الدّين ابْن كثير مُنَازعَة فِي تدريس النَّاس فَقَالَ لَهُ ابْن كثير أَنْت تكرهني لأنني أشعري فَقَالَ لَهُ لَو كَانَ من رَأسك إِلَى قدمك شعر مَا صدقك النَّاس فِي قَوْلك أَنَّك أشعري وشيخك ابْن تَيْمِية وَقَالَ ابْن رَافع شرح ألفية ابْن مَالك وَقَالَ ابْن كثير كَانَ فَاضلا فِي النَّحْو وَالْفِقْه على طَريقَة أَبِيه ودرس بأماكن وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 767
156 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد السَّعْدِيّ الأخنائي الْمَالِكِي برهَان الدّين بن علم الدّين ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة ... وتفقه على مَذْهَب ابيه للشَّافِعِيّ وَحفظ التَّنْبِيه وَدخل دمشق مَعَ أَبِيه لما تولى قضاءها وَسمع بهَا من ابْن الشّحْنَة عدَّة أَجزَاء(1/65)
مِنْهَا جُزْء ابْن مخلد وَمن إِبْرَاهِيم بن الواني وَعبد الْغَالِب الماكسيني ثمَّ ولي قَضَاء الديار المصرية بعد أَخِيه تَاج الدّين سنة 63 وَكَانَ قبل ذَلِك يَنُوب عَنهُ فباشر بنزاهة وَحُرْمَة وعفة وَكَانَ شهماً مقداماً ولي قبل الْقَضَاء الْحِسْبَة وَنظر الخزانة وَنظر المرستان وَمَات فِي الثَّانِي من شهر رَجَب سنة 777 وَله فِي أَحْكَامه قضايا مَشْهُورَة فِي رد رسائل الرؤساء مَعَ الْمَرْوَة والإفضال والجود وَكَانَ مسعوداً فِي حركاته ومباشرته
157 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن جَابر الجذامي الْوَادي آشي نزيل غرناطة كَانَ كَاتبا بليغاً مشاركاً فِي الْعلم أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَأبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهم وخدم بِالْكِتَابَةِ ثمَّ ولي الْقَضَاء إِلَى حِين وَفَاته فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة 741 عَن 62 سنة ذكره لِسَان الدّين
158 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحسن الشارعي مَاتَ فِي سادس عشر ربيع الآخر سنة 736
159 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سعدي الطَّيِّبِيّ السفار الشهير بِابْن السواملي(1/66)
والسوامل أوعية من حرث كَانَ جده من بَلْدَة الطّيب فانتقل إِلَى وَاسِط ثمَّ تحول ابْنه مُحَمَّد إِلَى بَغْدَاد زمن النَّاصِر فتعلم جمال الدّين ثقب اللُّؤْلُؤ وَجمع دَرَاهِم وَدخل فِي تِجَارَة الصين فتوغل وتمول ثمَّ تقبل بلاداً بالعراق فَكَانَ يترفق بالرعية وَيُؤَدِّي مَا عَلَيْهِ وَكَانَ ينطوي على دين وكرم وبر واعتقاد فِي أهل الْخَيْر حَتَّى أَنه كَانَ يحمل للعز الفاروثي فِي كل عَام ألف مِثْقَال ثمَّ إِن التتار حطوا عَلَيْهِ فِي أَخذ أَمْوَاله إِلَى أَن تضعضع حَاله وَمَات سنة 706 وَله 76 سنة
160 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نوح الْمَقْدِسِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة 639 وَسمع من الرشيد بن مسلمة وَابْن عَلان وَابْن الْعِرَاقِيّ والمرسي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ الشاوي وَابْن الجميزي وأعز بن العليق وَطَائِفَة وَتفرد بأجزاء وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وباشر نظر الرواحية وَغَيرهَا وَكَانَ يرجع إِلَى أَمَانَة وديانة وَله وقف على الصَّدَقَة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 721
161 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أَحْمد اللَّخْمِيّ جمال الدّين الأسيوطي ولد سنة 715 وَسمع من ابْن الشّحْنَة والواني(1/67)
والدبوسي والختني والبدر ابْن جمَاعَة وَابْن سيد النَّاس وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم وَابْن سعد وَابْن الشِّيرَازِيّ وَآخَرُونَ وتفقه على الْمجد الزنكلوني والتاج التبريزي وَغَيرهمَا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن جمال الدّين ابْن هِشَام وَمهر فِي الْفِقْه والأصلين والعربية ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ تحول إِلَى مَكَّة فاستوطنها من سنة 76 إِلَى ان مَاتَ فِي الثَّامِن من رَجَب سنة 790 ذكر لي الشَّيْخ نجم الدّين الْمرْجَانِي أَنه أجَاز للْجَمَاعَة الَّذين سمعُوا مجْلِس الْخَتْم للْبُخَارِيّ على النشاوري وَأَنه كَانَ مِمَّن حضر قَالَ فاستجزته لمن حَضَرنَا فَأجَاز لَهُم وأظن أنني كنت فِيمَن حضر فَإِنِّي أتفق أنني سَمِعت على النشاوري لما قرئَ عَلَيْهِ صَحِيح البُخَارِيّ فِي شهر رَمَضَان بِمَكَّة عِنْد بَاب الصَّفَا لكنني لم أضبط الْقدر الَّذِي سمعته مِنْهُ للصغر وَلم أخرج عَن الشَّيْخ جمال الدّين هَذَا شَيْئا مَعَ احتياجي إِلَى ذَلِك لما ذكرته من التَّرَدُّد وَالسَّمَاع رزق وَحدث عَن الشَّيْخ جمال الدّين هَذَا جمَاعَة كَثِيرَة من أهل مصر والحجاز وَذكر أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ كثيرا من مروياته وَأَنه أجَاز لَهُ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء والتدريس وَحدث عَنهُ فِي مُعْجَمه
162 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر السمربائي عز الدّين ابْن تَقِيّ الدّين الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن وحية ولد سنة 693 وَسمع من أبي(1/68)
الْحسن بن الصَّواف وَأبي أَحْمد الدمياطي الْحَافِظ وَالْجمال السَّقطِي الْحَاكِم وَزَيْنَب بنت سُلَيْمَان الأسعردية وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَكَانَ أَمِين الحكم بِالْقَاهِرَةِ حج وجاور فَمَاتَ بِمَكَّة سنة 769 فِي وَسطهَا حدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالسَّمَاعِ
163 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله الْحلَبِي الظَّاهِرِيّ أَخُو الْحَافِظ جمال الدّين أَحْمد ابْن الظَّاهِرِيّ ولد سنة 47 وأحضر على يُوسُف بن خَلِيل وَسمع من خلق كثير بحلب ودمشق ومصر وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْخَيْر وَابْن العليق وَغَيرهمَا من بَغْدَاد وَحدث أَخذ عَنهُ الْمزي والبرزالي والقطب وَابْن سيد النَّاس مَاتَ فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 713 وَكَانَ مُنْقَطِعًا بزاوية أَخِيه بالمقس قَالَ الفرضي شيخ جليل من بَيت علم وزهد وَقَالَ الذَّهَبِيّ سليم الصَّدْر وَعِنْده عبَادَة وَشرف نفس
164 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْعَزِيز التزمنتي كَمَال الدّين الشَّاهِد النَّاسِخ ولد سنة 63 وَسمع من ... حَدثنَا عَنهُ أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي وَغَيره مَاتَ بقلعة الْجَبَل فِي سَابِع عشرى ربيع الأول سنة 742
165 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن تَيْمِية يلقب أَمِين الدّين سمع مَكَارِم الْأَخْلَاق للخرائطي على زين الدّين أبي بكر مُحَمَّد بن أبي طَاهِر إِسْمَاعِيل الْأنمَاطِي(1/69)
166 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عتاب الإعزازي الصَّالِحِي الحائك الْمَعْرُوف بِابْن الدقاق ولد سنة 686 وأسمع على ابْن القواس قِطْعَة من عمل يَوْم وَلَيْلَة لِابْنِ السّني وعَلى عَليّ بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى بن أبي مُحَمَّد المغاري وَدَاوُد بن حَمْزَة وَغَيرهم وَحدث بِشَيْء يسير قَالَ الشهَاب ابْن حجي مَا عَلمته حدث بِغَيْر الْجُزْء الثَّانِي من صفة النَّار للضياء وَكَانَ يتعانى الكرية وَلم يكن بالطائل مَاتَ فِي شَوَّال سنة 771
167 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن هبة الله ابْن المطهر بن عَليّ بن أبي عصرون بهاء الدّين بن عز الدّين بن شرف الدّين بن قَاضِي الْقُضَاة مُحي الدّين بن القَاضِي شرف الدّين أبي سعد التَّمِيمِي الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي ولد فِي حُدُود سنة 670 وَسمع من الرشيد العامري وَمن عَم وَالِده محيى الدّين عمر بن مُحَمَّد بن أبي عصرون وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر والمقداد الْقَيْسِي وَالْفَخْر وَعبد الرَّحْمَن بن الفاقوسي وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي رَجَب سنة 744
168 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الخليلي الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث برهَان الدّين(1/70)
الْمَقْدِسِي قدم علينا سنة أَرْبَعِينَ فَسمع من الْجَزرِي والمزي وَمن غَيرهمَا وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة معربها ولد سنة عشر وَسَبْعمائة واشتهر بِالْعلمِ وَالدّين وَمَات فِي صفر سنة 748 هَكَذَا تَرْجمهُ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ ابْن رَافع وَهُوَ أَخُو شَيخنَا شهَاب الدّين أَحْمد سمع بقول أَخِيه إِبْرَاهِيم كثيرا وَحدث وَتَأَخر بعده دهرا طَويلا
169 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الحريري كتب عَنهُ الذَّهَبِيّ من شعره قَوْله
(عاذلا كلفا نزرا بوجنتها ... أقصر فَلَو لاه لم يَزْدَدْ بهَا كلفي)
(حوت جَمِيع صِفَات الْبَدْر مكتملاً ... شَيْئا وشيئاً وَمَا فِيهِ من الكلف)
170 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ الْموصِلِي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْكَاتِب الْمَعْرُوف بِابْن الجحيش ولد فِي شعْبَان 676 وروى عَن أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْبَدْر ومحيى الدّين أبي عُثْمَان عَليّ بن عُثْمَان بن عَفَّان الطَّيِّبِيّ وبرع(1/71)
فِي كِتَابه الْمَنْسُوب وَكتب أهل بَلَده وَمَات فِي صفر سنة 744 روى عَنهُ شهَاب الدّين بن رَجَب بِالْإِجَازَةِ
171 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن سَالم المشهدي قطب الدّين حدث عَن الأبرقوهي وَغَيره وَكَانَ شَاهدا مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 745
172 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله ابْن أَحْمد بن يحيى ابْن زُهَيْر الْعقيلِيّ الْحلَبِي جمال الدّين ابْن العديم بن نَاصِر الدّين ابْن كَمَال الدّين من بَيت كَبِير مَشْهُور بحلب ولد فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة 711 تَقْرِيبًا وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ على الحجار بحماة وعَلى الْعِزّ إِبْرَاهِيم ابْن صَالح بن العجمي عشرَة الْحداد وَسمع من الْكَمَال ابْن النّحاس وَحفظ الْمُخْتَار وَولي قَضَاء حلب بعد أَبِيه فِي سنة 752 إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا أَنه تخَلّل فِي ولَايَته أَنه صرف مرّة بِابْن شحنة قَالَ عَلَاء الدّين فِي تَارِيخه كَانَ عَاقِلا عادلاً فِي الحكم خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ عفيفاً كثير الْوَقار والسكون إِلَّا أَنه لم يكن ناقداً فِي الْفِقْه وَلَا فِي غَيره من الْعُلُوم مَعَ أَنه درس بالمدارس الْمُتَعَلّقَة بِالْقَاضِي الْحَنَفِيّ كالحلاوية والشاذبختية وَكَانَ يحفظ الْمُخْتَار ويطالع فِي شَرحه وقرأت بِخَط الْبُرْهَان الْمُحدث أَن ابْن العديم هَذَا ادّعى عِنْده مُدع على آخر بمبلغ فَأنْكر فَأخْرج الْمُدَّعِي وَثِيقَة فِيهَا أقرّ فلَان ابْن فلَان فَأنْكر الْمُدعى عَلَيْهِ أَن الِاسْم الْمَذْكُور فِي الْوَثِيقَة اسْم أَبِيه قَالَ لَهُ فَمَا اسْمك أَنْت قَالَ فلَان وَاسم أَبِيك قَالَ فلَان فَسكت عَنهُ القَاضِي وتشاغل بِالْحَدِيثِ مَعَ من كَانَ عِنْده حَتَّى طَال ذَلِك وَكَانَ(1/72)
الْقَارئ يقْرَأ عَلَيْهِ فِي صَحِيح البُخَارِيّ فَلَمَّا فرغ الْمجْلس صَاح القَاضِي يَا ابْن فلَان فَأَجَابَهُ الْمُدعى عَلَيْهِ مبادراً فَقَالَ لَهُ ادْفَعْ لغريمك حَقه فَاسْتحْسن من حضر هَذِه الْحِيلَة الَّتِي استغفل الْمُدعى عَلَيْهِ حَتَّى التجأ إِلَى الِاعْتِرَاف وَكَانَت وَفَاته فِي سادس عشرى الْمحرم سنة 787 وقرأت بِخَط الْبُرْهَان الْحلَبِي كَانَ من بقايا السّلف وَفِيه مواظبة على الصَّلَوَات فِي الْجَامِع الْكَبِير نظيف اللِّسَان وافر الْفضل طَوِيل الصمت والمهابة فِي غَايَة الْعِفَّة مَعَ الْمعرفَة بالمكاتيب والشروط كَبِير الْقدر عِنْد الْمُلُوك والأمراء وَله مَكَارِم ومآثر وَكَانَ كثير النّظر فِي مصَالح أَصْحَابه
173 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عمر الدينَوَرِي أَبُو نعيم بن الْخَطِيب جمال الدّين الشَّاهِد ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ روى لنا جُزْء الْأنْصَارِيّ عَن ابْن القواس وَقَالَ مَاتَ فِي صفر سنة 742 وَقد قَارب السّبْعين
174 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مطير بن عَليّ بن عُثْمَان الْحكمِي الْيَمَانِيّ ضِيَاء الدّين ابْن جمال الدّين ابْن عماد الدّين وَكَانَ عَارِفًا بالفقه عَالما صَالحا درس وَأفْتى وَحدث عَن أَبِيه وَمُحَمّد بن عُثْمَان(1/73)
ابْن هَاشم الحجري وَغَيرهمَا وَكَانَ مُقيما بِأَبْيَات حُسَيْن من سواحل الْيمن وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعد الْأنْصَارِيّ مفتي بِلَاد الْيمن وَمَات سنة 774 حدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ
175 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح ابْن النّحاس الشَّيْخ الْعَالم الصَّالح أَبُو إِسْحَاق الْأنْصَارِيّ من صوفية الأندلس ولد سنة 75 وَسمع من زَيْنَب بنت مكي وَغَيرهَا فَأكْثر فِي كبره عَن الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر وَابْن الشِّيرَازِيّ وَنسخ بعض مسموعاته وَكَانَ من خِيَار الصُّوفِيَّة عبَادَة وتواضعاً وفتوة هَكَذَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص
176 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن قلاون جمال الدّين ابْن النَّاصِر أحد الْإِخْوَة مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة 738 فِي ذِي الْقعدَة وَكَانَ جواداً زوجه أَبوهُ بابنة جنكلي بن البابا وَبَعثه مَعَ أَخَوَيْهِ أَحْمد وَأبي بكر إِلَى الكرك ثمَّ استدعاه فَمَاتَ عِنْده فِي السّنة الْمَذْكُورَة
177 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْبكْرِيّ الشارعي القلعي برهَان الدّين ابْن الشَّيْخ جمال الدّين ولد سنة ... وَسمع من ابْن علاق وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي وَغَيره وَمَات سنة ... .
178 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن همام محب الدّين ابْن تَقِيّ الدّين(1/74)
ابْن الإِمَام كَانَ أَبوهُ إِمَام جَامع الصَّالح وَاسْتمرّ بعده فِي عقبه وَكَانَ الْمُحب يتعانى التِّجَارَة وَيكثر الْحَج وَمَات فِي صفر سنة ثَمَانمِائَة وَقد بلغ السّبْعين
179 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّفْتَازَانِيّ سمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَابْن الطبال ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد البلباني نزيل شيراز وَلم يعرف من أمره بِشَيْء بل قَالَ ولد بعد السبعمائة وَمَات بعد السِّتين كَذَا قَالَ
180 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن مري البعلي ولد يَوْم عَاشُورَاء سنة 686 وأسمع من التَّاج عبد الْخَالِق بعض ابْن ماجة وَكَانَ حسن الْوَجْه كثير الذّكر ولي بِبَلَدِهِ الْحِسْبَة وَغَيرهَا مَاتَ فِي صفر سنة 767
181 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن حمويه الْجُوَيْنِيّ صدر الدّين أَبُو المجامع ابْن سعد الدّين الشَّافِعِي الصُّوفِي ولد سنة 44 وَسمع من عُثْمَان بن الْمُوفق صَاحب الْمُؤَيد الطوسي وَسمع على عَليّ بن أَنْجَب وَعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَابْن أبي الدنية وَأكْثر عَن جمَاعَة بالعراق وَالشَّام والحجاز(1/75)
وَخرج لنَفسِهِ تساعيات وَسمع بالحلة وبتبريز وبآمل طبرستان والشوبك والقدس وكربلا وقزوين ومشهد عَليّ وبغداد وَله رحْلَة وَاسِعَة وعني بِهَذَا الشَّأْن وَكتب وَحصل وَكَانَ دينا وقوراً مليح الشكل جيد الْقِرَاءَة وعَلى يَده أسلم غازان وَكَانَ قدم دمشق وَسمع الحَدِيث بهَا فِي سنة 95 ثمَّ حج سنة 21 وَاجْتمعَ بِهِ العلائي قَالَ الظهير الكازروني فِي تَارِيخه تزوج صدر الدّين أَبُو المجامع بنت عَلَاء الدّين صَاحب الدِّيوَان فِي سنة 71 وَكَانَ الصَدَاق خَمْسَة آلَاف دِينَار ذَهَبا وَكَانَ يذكر أَن لَهُ إجَازَة من صَاحب الْحَاوِي الصَّغِير والعز الْحَرَّانِي وَابْن أبي عمر وَعبد الله ابْن دَاوُد بن الفاخر وَبدر الدّين مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن أبي بكر بن حيدر وَإِمَام الدّين يحيى بن حُسَيْن بن عبد الْكَرِيم وَبدر الدّين إسكندر بن سعد الطاوسي أَجَازُوا لَهُ من قزوين وَلَهُمَا إجَازَة من عفيفة الفارقانية قَالَ وشافهني يحيى الْكَرْخِي بهمذان عَن القَاضِي نجم الدّين أَحْمد بن أبي سَالم أَحْمد بن يزِيد بن نَبهَان الْأَسدي عَن أبي عَليّ الْحداد قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ حَاطِب ليل جمع أَحَادِيث ثنائيات وثلاثيات ورباعيات من الأباطيل(1/76)
المكذوبة وَقَالَ فِي المعجم الْمُخْتَص شيخ خُرَاسَان وَكَانَ حسن الصُّحْبَة ذَا اعتناء بِهَذَا الشَّأْن وعَلى يَده أسلم غازان وَمَات سنة 722 بالعراق قلت أجَاز لبَعض شُيُوخنَا مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَة ابْن الذَّهَبِيّ
182 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن ناهض بن سَالم بن نصر الله تَقِيّ الدّين ابْن الضَّرِير ولد أول سنة 695 بحلب وَسمع من أَبِيه ومحمود بن أبي بكر الأرموي وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ التقي سُلَيْمَان وَغَيره وَأخذ عَن ابْن الْوَكِيل بحلب كثيرا من نظمه وتأدب بِهِ وَسمع ديوَان الصفي الْحلِيّ مِنْهُ وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْأَشْعَار حَتَّى الْتزم مرّة أَنه ينشد عشرَة آلَاف بَيت من حفظه على رُوِيَ وَاحِد وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا من الْمَصَاحِف وَغَيرهَا وَكَانَ حسن الْعشْرَة جميل الصُّحْبَة أبي النَّفس وَكَانَت لَهُ منظرة بِأَعْلَى مشْهد الفردوس لَا يزَال يَدْعُو الأكابر إِلَيْهَا فَلَا يتَصَوَّر أَن أحدا من أكَابِر الْبَلَد مَا صعد إِلَيْهَا لحسن عشرته وَإِلَى هَذِه الطَّبَقَة أَشَارَ ابْن نباتة بقوله فِيمَا كتب إِلَيْهِ سباعية أَولهَا(1/77)
(أَواه من جَارِيَة جَاره ... )
يَقُول فِيهَا
(من دارة الْبَدْر ابتنى دَاره ... )
(منظرة مَا بَين زهر الدجى ... أَخْبَارهَا فِي الْفضل طياره)
قَالَ ابْن حبيب كَانَ حسن المحاضرة مُفِيد المذاكرة جمع وَسمع وَحصل ودأب وَكتب وتأدب وَأم بفردوس حلب وَمَات سنة 761 عَن بضع وَسِتِّينَ سنة
183 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن نصر الله بن إِسْمَاعِيل بن الْخضر بهاء الدّين ابْن النّحاس ولد سنة نَيف وَسبعين وَسمع من أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب(1/78)
بنت مكي وَطلب بِنَفسِهِ فَقَرَأَ الْكثير وَسمع قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من خِيَار الصُّوفِيَّة عبَادَة وتواضعاً وفتوة وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ كَمَال الدّين ابْن النّحاس مُسْند دمشق مَاتَ فِي شَوَّال سنة 753 على الْمُعْتَمد وأرخه شَيخنَا سنة 52 وَهُوَ ذُهُول
184 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خَلِيل الصَّالِحِي الْخياط الدقاق فِي القماش الْمَعْرُوف بِابْن الْمكنون سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث مَاتَ فِي صفر سنة 744
185 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الأربلي الأَصْل جمال الدّين الحسباني تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَولى قَضَاء حسبان فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ استنابه ابْن جملَة بِدِمَشْق فاستمر فِي نِيَابَة الحكم أَكثر من عشْرين سنة وَكَانَ مَشْهُورا بِالدّينِ والصرامة أثنى عَلَيْهِ ابْن كثير وَابْن رَافع وصاهره الشَّيْخ عماد الدّين الحسباني وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 755 وَكَانَ مولده فِي حُدُود سنة 670 وَلم يُوجد لَهُ سَماع
186 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم بن نعْمَة الْقُدسِي النابلسي الشَّيْخ الْمُقْرِئ عميد الدّين مَاتَ بالقدس وَدفن بمقبرة الظَّاهِرِيَّة فِي سادس رَجَب سنة 735 وَكَانَ مولده فِي ربيع الأول سنة 658 وَأَجَازَ لَهُ عبد اللَّطِيف بن عبد الْمُنعم الْحَرَّانِي وَغَيره وَحدث بنابلس ودمشق وَكَانَ أهل خير وَصَلَاح(1/79)
187 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُونُس بن مَنْصُور الدِّمَشْقِي القواس ولد سنة 677 وَقيل قبل ذَلِك وأسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَحدث بالكثير قَالَ ابْن رَافع كَانَ رجلا خيرا محباً للخير وَأَهله ملازماً لصنعته وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ صحب ابْن هود وخدمه ثمَّ هجره ولازم لصنعته وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ صحب ابْن هود وخدمه ثمَّ هجره ولازم ابْن تَيْمِية وَقَالَ ابْن رَجَب صحب الْعِمَاد الوَاسِطِيّ وانتفع بِهِ وَكَانَ ناصحاً فِي صناعته يَقْصِدهُ النَّاس لدينِهِ وخيره مَاتَ فِي ثامن عشرى شعْبَان سنة 761
188 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد القلقشندي برهَان الدّين ولد سنة 737 واشتغل قَلِيلا ثمَّ بَاشر أوقاف الْحَرَمَيْنِ بِالْقَاهِرَةِ وَوَقع فِي الحكم للشَّافِعِيَّة وَمَات فِي شعْبَان سنة 797
189 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الكركي جمال الدّين ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ كَانَ مِمَّن تحلى بالورع ووقف على الْبَاب وقرع تعاني الشّعْر فَتقدم فِيهِ وبرع وَأنْشد لَهُ
(يَا نَاسِيا لعهودي ... لم أنس وَالله عَهْدك)
(إِن كنت ضيعت ودّي ... فَمَا أضيع ودك)(1/80)
190 - إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي جمال الدّين ولد سنة 676 فِي شعْبَان وَسمع من الدمياطي والأبرقوهي وَحدث عَن أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر وَزَيْنَب بنت مكي حَدثنَا عَنهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الشَّامي وَغَيره وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة من حلب صُحْبَة أَبِيه فَكتب فِي الْإِنْشَاء وَكَانَ عَلَاء الدّين بن الْأَثِير يأنس بِهِ ويركن إِلَيْهِ وَاسْتقر هُوَ فِي كِتَابَة السرّ بحلب بعد عزل عماد الدّين ابْن القيسراني فباشرها سِتّ عشرَة سنة إِلَى أَن صرف بتاج الدّين ابْن الزين حضر فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ رتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق إِلَى أَن صرف ابْن أَخِيه شرف الدّين أَبُو بكر عَن كِتَابَة السرّ بهَا فعزل هُوَ بعزله وَأقَام فِي بَيته ثمَّ نَاب فِي ديوَان الْإِنْشَاء بِمصْر عَن عَلَاء الدّين بن فضل الله وباشر توقيع الدست ثمَّ أُعِيد إِلَى كِتَابَة السرّ بحلب فِي سنة 47 ثمَّ عزل بِابْن السفاح ثمَّ أُعِيد وَكَانَ ابْنه كَمَال الدّين يسدّ عَنهُ إِلَى أَن صرف فِي ربيع الأول سنة 59 وَاسْتمرّ بطالا إِلَى أَن مَاتَ يَوْم عَرَفَة أَو قبله فِي لَيْلَة سابعة وأرخه شَيخنَا فِي شَوَّال سنة 760 وَالْأول أقوى لِأَنَّهُ قَول الصَّفَدِي وَهُوَ أخبر بِهِ وَمن قَوْله شعره
(إِن اسْم من أهواه تصحيفه ... وصف لقلب المدنف العاني)
(وشطره من قبل تصحيفه ... يُعَاد فِيهِ المذنب الْجَانِي)
وَفِيه يَقُول الشريف ابْن قَاضِي الْعَسْكَر
(إِن مَحْمُود وَابْنه ... بهما تشرف الرتب)(1/81)
(فدمشق بذا سمت ... وَبِهَذَا سمت حلب)
191 - إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن إِبْرَاهِيم بن سعيد الإربلي ثمَّ القاهري الْمَعْرُوف بِابْن الجابي وبالمسروري ولد سنة 62 وَأقَام بِالْمَدِينَةِ وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي إقراء الْقرَاءَات وَكَانَ شَيخا مهيباً حسن السمت مليح الشيبة نَاب فِي الخطابة والإمامة وكفّ فِي آخر عمره قَالَ ابْن فَرِحُونَ مَاتَ فِي سنة 745
192 - إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود بن إِسْمَاعِيل الأغري الْحَنَفِيّ مَاتَ سنة 702
193 - إِبْرَاهِيم بن الْمسيب بن مُحَمَّد بن الْمسيب بن أبي الفوارس التغلبي نجم الدّين أَبُو إِسْحَاق الدِّمَشْقِي الْكَاتِب الْفَاضِل ولد سنة 647 وَطلب الحَدِيث مُدَّة وَدَار على الشُّيُوخ وَنسخ وَلم ينجب ثمَّ عالج كِتَابَة عمالة(1/82)
الصَّدقَات وَنسخ جملَة من تَارِيخ الْإِسْلَام روى عَن ابْن أبي الْيُسْر وَعبد الْوَهَّاب بن الناصح وَمَات سنة 725 هَكَذَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص
194 - إِبْرَاهِيم بن مُنِير بن الصياح الشَّامي البقاعي الشَّيْخ الصَّالح مَاتَ سنة 725 ورثاه الشَّيْخ جمال الدّين ابْن نباتة
195 - إِبْرَاهِيم بن مهنا بن مُحَمَّد بن مهنا الصرفي الْحَنَفِيّ كَانَ فَقِيها أصولياً نحوياً تقياً ورعاً مَاتَ سنة 747
196 - إِبْرَاهِيم بن نَاصِر بن جروان الْمَالِكِي من بني مَالك بطن من قُرَيْش صَاحب القطيف انتزع جده جروان الْملك من سعيد بن مغامس بن سُلَيْمَان بن رميثة القرمطي فِي سنة 705 وَحكم فِي بِلَاد الْبَحْرين كلهَا ثمَّ لما مَاتَ قَامَ وَلَده نَاصِر مقَامه ثمَّ قَامَ إِبْرَاهِيم مقَام أَبِيه وَكَانَ مَوْجُودا فِي الْعشْرين وَثَمَانمِائَة وهم من كبار الروافض
197 - إِبْرَاهِيم بن نصير بن أبي الْفَتْح الفِهري الغرناطي أحد وُجُوه قواد غرناطة كَانَ حسن السمت والمجالسة وقوراً مَاتَ فِي آخر شَوَّال سنة 741 ذكره ابْن الْخَطِيب
198 - إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ الْحِمْيَرِي نور الدّين الإسنائي الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بأسنا من بِلَاد الصَّعِيد وتفقه على الْبَهَاء القفطي وَأخذ عَن شمس الدّين الْأَصْفَهَانِي وبهاء الدّين بن النّحاس وناب فِي الحكم بقوص(1/83)
وباخيم وبأسيوط وَغَيرهَا وَكَانَ حسن السِّيرَة وَأخذ عَن نجم الدّين ابْن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الأصفوني الْجَبْر والمقابلة وَهُوَ يَوْمئِذٍ قَاضِي قوص وعَلى شهَاب الدّين المغربي فِي الطِّبّ وَله اخْتِصَار الْوَسِيط صحّح بِمَا صَححهُ الرَّافِعِيّ وَشرح الْمُنْتَخب والألفية وَلما كَانَ بقوص قدم النَّاصِر فَطلب مِنْهُ الْوَزير كريم الدّين مَال الزكوات فَقَالَ الْعَادة أَنَّهَا تفرق فِي الْفُقَرَاء فَلم يقبل مِنْهُ فتوسل بعلاء الدّين ابْن الْأَثِير كَاتب السِّرّ فأنهى الْأَمر إِلَى السُّلْطَان فَأمر بالكف عَنهُ فحقد عَلَيْهِ كريم الدّين وَلم يزل بِالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة إِلَى أَن عَزله فَقدم وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 721
199 - إِبْرَاهِيم بن هبة الله الْبَارِزِيّ القَاضِي شمس الدّين ابْن الشَّيْخ شرف الدّين الْجُهَنِيّ الْحَمَوِيّ ولد سنة ... وَولي قَضَاء الركب الدِّمَشْقِي فِي سنة 708 وَكَانَ أَمِير الركب حِينَئِذٍ قطلق صهر ركن الدّين الجالقي
200 - إِبْرَاهِيم بن أبي الْوَحْش بن أبي حليقة علم الدّين ابْن الرشيد رَئِيس الْأَطِبَّاء بِمصْر وَالشَّام كَانَ نَصْرَانِيّا فَبلغ فِي دينه أَن عين للبطريكية(1/84)
فَلم يُوَافق وَدخل فِي الْإِسْلَام وَاسْتقر رَئِيس الْأَطِبَّاء وَهُوَ أول من عمل شراب الْورْد الطري وعالج الظَّاهِر بيبرس فَعُوفِيَ فوهب لَهُ أُمَرَاء أَشْيَاء خَارج الْحَد فاستكثره السُّلْطَان فَأعْطَاهُ جُزْءا مِنْهُ وَيُقَال إِن تركته بلغت ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار مَاتَ سنة 708
201 - إِبْرَاهِيم بن لاجين بن عبد الله الرَّشِيدِيّ الأغري بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة ولد سنة 673 فَأخذ القراآت عَن التقي الصَّائِغ وَالْفِقْه عَن الْعلم الْعِرَاقِيّ والنحو عَن الْبَهَاء ابْن النّحاس وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَيْضا والمنطق عَن سيف الدّين الْبَغْدَادِيّ وأقرأ فِي الْحَاوِي وأصول ابْن الْحَاجِب وَسمع من الأبرقوهي والدمياطي وَابْن الصَّواف وتفقه وَكَانَ حسن الْمُشَاركَة وَولي خطابة جَامع أَمِير حُسَيْن بحكر جَوْهَر النوبي وَكَانَ مطرح التَّكَلُّف مؤثراً للخمول لَا يحتفل بمأكل وَلَا ملبس وَعرض عَلَيْهِ قَضَاء الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَامْتنعَ بعد أَن اجْتمع بالسلطان وفاوضه بِالْولَايَةِ وَكَانَت خطابته وقراءته روح لسلامتهما من التصنع واشتهر بالصلاح والتواضع وسلامة الْبَاطِن وَقد أَخذ عَنهُ الْأَعْيَان مِنْهُم شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَذكر لي عَنهُ فَضَائِل وكرامات وَمَات على جميل فِي الطَّاعُون الْكَبِير سنة 749 قَرَأت بِخَط السُّبْكِيّ كَانَ فَاضلا يعرف عَرَبِيَّة وقراآت وطباً وَغير(1/85)
ذَلِك مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة وَقَالَ الأسنوي كَانَ فَقِيها عَالما بالنحو وَالتَّفْسِير والقراآت والطب وَكَانَ خيرا متودداً كَرِيمًا مَعَ الْفَاقَة متواضعاً على طَريقَة السّلف فِي طرح التَّكَلُّف ذكر لي شَيخنَا الْعِرَاقِيّ أَنه قَالَ لَهُ أُرِيد أَن أحفظ الْحَاوِي فِي شهر فَقَالَ لَا يُمكن قَالَ فَقلت لَا بُد لي من ذَلِك قَالَ وشرعت فِي درسه فَحفِظت النّصْف فِي اثْنَي عشر يَوْمًا ثمَّ عرض لي ضعف فَتركت الدَّرْس وَلم يَتَيَسَّر لي بعد ذَلِك أَن أَعُود إِلَيْهِ وَذكر لنا قصَّة أُخْرَى جرت لَهُ مَعَه فِي القراآت
202 - إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز العزازي البصروي الْمُحدث عماد الدّين ابْن الكيال ولد فِي شهر رَجَب سنة 645 وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ على ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم وَالتَّرْغِيب والترهيب وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن النبشي والكمال ابْن عبد وَغَيرهم وَقَرَأَ غَالب مُسْند أَحْمد على شمس الدّين ابْن عَطاء أَنا حَنْبَل وَمِمَّا قَرَأَ على ابْن مَالك الكافية الشافية وَكَانَ مَشْهُورا بِحسن الْقِرَاءَة خرجت لَهُ مشيخة عَن نَحْو ثَمَانِينَ شَيخا ثمَّ دخل فِي الْجِهَات الديوانية وخدم فِي ديوَان الْجَيْش ثمَّ رأى رُؤْيا أزعجته فَقَالَ رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَقَالَ اذبحوه فَقلت يَا رَسُول الله أَنا أَتُوب فَأطلق فَتَابَ(1/86)
وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَأَشَارَ إِلَى هَذِه الْقِصَّة قَالَ كَانَ فصيح الْقِرَاءَة فلضلا وَحج سنة 708 وَترك الخدم وَانْقطع فِي مَسْجِد يَتْلُو ويعبد ربه وَبَقِي على ذَلِك نَحْو عشْرين سنة وَحصل لَهُ صمم فَكَانَ يقْرَأ الحَدِيث بِنَفسِهِ وَكَانَ يتعاسر فِي كِتَابَة الْإِجَازَة وَرُبمَا صرح بِعَدَمِ جَوَازهَا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 732 قلت وَأَجَازَ لشَيْخِنَا برهَان الدّين الشَّامي وَسَيَأْتِي ذكر وَلَده أَحْمد
203 - إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أَحْمد بن يحيى الدِّمَشْقِي شرف الدّين ابْن عليمة ولد سنة 652 واشتغل وَحصل وَولي نظر المرستان النوري وَكَانَ جيد الرَّأْي حسن الْعشْرَة بَاشر ديوَان نَائِب دمشق وَحصل مَالا كثيرا وَمَات
204 - إِبْرَاهِيم بن يحيى بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن زَكَرِيَّا بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْأنْصَارِيّ الأوسي المرسي نزيل غرناطة أَخذ الْعلم عَن أَبِيه وشارك فِي القراآت وَالْفِقْه والأصلين وَله نظم ولي الْقَضَاء بِبَعْض بِلَاد الْمغرب وَكَانَ حسن الْخط كثيرا وَله مُشَاركَة فِي الْعُلُوم ذكره لِسَان الدّين فِي تَارِيخ غرناطة وَقَالَ مولده فِي شعْبَان سنة 687 وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 751(1/87)
205 - إِبْرَاهِيم بن يحيى بن مُحَمَّد بن حمود بن أبي بكر بن مكي برهَان الدّين الصنهاجي الزنوري ولد فِي نَحْو الْعشْرين وَسَبْعمائة واشتغل بِالْعلمِ ورحل وأسمع من الْوَادي آشي الْمُوَطَّأ وَسمع بِدِمَشْق من أَيُّوب بن نعْمَة الكحال وَالْمجد مُحَمَّد بن عمر ابْن الْعِمَاد والحجار سمع مِنْهُ الصَّحِيح وَجَمَاعَة وَحدث وَأقَام بِمَكَّة دهراً نَحْو خمسين سنة وَمَات لَيْلَة التَّاسِع من ذِي الْحجَّة سنة 779 وَكَانَ خيرا صَالحا سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
206 - إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن عبد الْوَاحِد الدِّمَشْقِي ابْن قَاضِي مردا ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة 687 واشتغل كثيرا وَسمع من إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن بن صَدَقَة وَمُحَمّد بن مشرف والمطعم وَغَيرهم وَمَات فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 763
207 - إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن العجمي جلال الدّين أَخُو نَاظر الْأَوْقَاف كَانَ يشْهد تَحت القلعة وأسمع على سنقر صَحِيح البُخَارِيّ بفوت وعَلى شمس الدّين ابْن العجمي الثَّمَانِينَ للآجري
208 - إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الْكَاتِب الأندلسي وَزِير صَاحب الْمغرب كَانَ قد خَالف على أبي فَارس مَعَ أَخِيه أبي بكر فظفر بِهِ فصلبه سنة 799(1/88)
209 - إِبْرَاهِيم بن يُوسُف أَمِين الدّين نَاظر الْجَيْش كَانَ سامرياً فَأسلم فاستخدمه بكتمر الْحَاجِب وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي نظر الْجَيْش فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل وَكَانَ سَاكِنا محظوظاً مَشْهُورا بالأمانة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 754
210 - إِبْرَاهِيم بن يُونُس بن مُوسَى بن يُونُس بن عَليّ البعلي الغانمي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد فِي صفر 699 أحد طلبة الحَدِيث قَرَأَ كثيرا وَسمع بِمصْر وَالشَّام والحجاز على كبر سنه فَأخذ عَن ابْن الشّحْنَة والبندنيجي وَنَحْوهمَا وَعَن أَحْمد بن إِدْرِيس بحماة وَعَن المصفي والدمراوي بالإسكندرية وَعَن الصنهاجي وَابْن الرّفْعَة بِالْقَاهِرَةِ وَأكْثر وَكتب الْأَجْزَاء والطباق وَحج وجاور وَكتب عَنهُ بعض الطّلبَة وَكَانَ خيرا متودداً بشوشاً أم بتربة أم الصَّالح بِدِمَشْق ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْفَقِيه الْمُحدث دين فَاضل جيد الْفَهم سمع ورحل وعلق وَمَات فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 741
211 - إِبْرَاهِيم بن الصُّوفِي رَئِيس المؤذنين بِجَامِع الْحَاكِم وَغَيره كَانَ عَارِفًا بِوَضْع الأرباع وَغَيرهَا وَمَات فِي سنة 772
212 - إِبْرَاهِيم جمال الكفاة هُوَ أول من جمع لَهُ بَين نظر الْجَيْش وَالْخَاص(1/89)
فباشر ذَلِك فِي أَيَّام النَّاصِر تجاه مخدومه بشتاك وَاسْتمرّ فِي دولة الْمَنْصُور والأشرف والناصر أَحْمد ثمَّ الصَّالح إِسْمَاعِيل وأضيف إِلَيْهِ فِي دولته نظر الدولة ثمَّ عظم قدره إِلَى أَن كتب لَهُ الجناب العالي كالوزير ثمَّ رسم لَهُ بأمرة مائَة وتقدمة وَلبس الكلوتة وَكَانَ يتَكَلَّم بِاللِّسَانِ التركي فَعمل عَلَيْهِ أعداؤه فَأمْسك حِينَئِذٍ وصودر وَضرب إِلَى أَن مَاتَ تَحت الْعقَاب فِي أَوَائِل صفر سنة 745 وَكَانَ لطيف الشكل حسن البزة مُولَعا بحب الْفُضَلَاء وَقَضَاء أُمُورهم وَيُحب التَّصْحِيف فَيَأْتِي مِنْهُ بِكُل ظريف
213 - إِبْرَاهِيم السَّلمَانِي الشَّيْخ نزيل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة أَقَامَ بهَا مُدَّة يشغل بِالْعلمِ وَبِه تخرج الكازروني وَأَخُوهُ الْفَقِيه عبد السَّلَام وَكَانَت لَهُ كتب نفيسة وَقفهَا بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ ذكره ابْن فَرِحُونَ وَمَات سنة 755
214 - إِبْرَاهِيم الْبُرُلُّسِيّ الشَّيْخ المعمر كَانَ مِمَّن يعْتَقد فِيهِ الصّلاح وَكَانَ يذكر أَنه رأى الشَّيْخ علم الدّين السطوحي وَالشَّيْخ إِبْرَاهِيم الجعبري وَغَيرهمَا من الأكابر وَحج وجاور بِالْمَدِينَةِ مُدَّة وَيُقَال إِنَّه جَاوز الْمِائَة مَاتَ فِي آخر سنة 769
215 - إِبْرَاهِيم الْحَرَّانِي الْأَمِير الْمَعْرُوف بنائب قوصون قَالَ ابْن حبيب فِيمَن مَاتَ سنة 767 كَانَ أحد أَعْيَان الْأُمَرَاء بحلب رفيع الرُّتْبَة(1/90)
جميل الصُّحْبَة ذَا راي وتدبير وَمَعْرِفَة وَيُحب أهل الْعلم وَيقوم مَعَ من يَقْصِدهُ مَاتَ بحلب
216 - اتِّفَاق المولدة الْجِنْس نشأت عِنْد ضامنة المغاني ببلبيس ثمَّ انْتَقَلت إِلَى ضامنة المغاني بِمصْر فعلمتها عِنْد عَليّ العجمي ضرب الْعود ففاقت فِيهِ وَبَلغت الْغَايَة فقدمتها الضامنة لبيت النَّاصِر فحظيت عِنْد الصَّالح إِسْمَاعِيل ابْن النَّاصِر وولع بهَا فَأكْثر لَهَا من الْأَنْعَام حَتَّى اختصها بنفيس الْجَوَاهِر وَولدت مِنْهُ ثمَّ شغف بهَا بعده أَخُوهُ الْكَامِل وَولدت مِنْهُ أَيْضا وَلم تكن جميلَة وَإِنَّمَا تقدّمت بِالْغنَاءِ وَيُقَال أَنه عمل لَهَا عِنْد وِلَادَتهَا من الْكَامِل بشخاناة ودائر بَيت غمشا مهد الْمَوْلُود وَمَا يُنَاسِبه فَبلغ جَمِيع ذَلِك سِتَّة وَثَمَانِينَ ألف دِينَار مصرية وأحيط بهَا فِي ولَايَة المظفر حاجي فَوجدَ لَهَا أَرْبَعُونَ بذلة مكللة بالجواهر والللآلىء وَثَمَانُونَ مقنعة أقلهَا بِمِائَتي دِينَار وأكثرها بِأَلف ثمَّ أخرجت من القلعة ثمَّ استعادها المظفر وَتَزَوجهَا وَأَعْطَاهَا أَضْعَاف مَا كَانَ يُعْطِيهَا أَخَوَاهُ وهام بهَا فأفرط وَيُقَال أَن عصبتها بلغت قيمتهَا ألف دِينَار مصرية لاشتمالها على الْجَوَاهِر النفيسة الَّتِي حصلتها من ثَلَاثَة سلاطين ثمَّ أخرجت فِي أَيَّام النَّاصِر حسن وَقطعت رواتبها وَتَزَوجهَا الْوَزير موفق الدّين هبة الله بن السعيد إِبْرَاهِيم ورتب لَهَا(1/91)
فِي السّنة سَبْعمِائة ألف دِرْهَم إِلَى أَن مَاتَ عَنْهَا وتنقلت بهَا الْأَحْوَال إِلَى أَن مَاتَت
ذكر من اسْمه أَحْمد
217 - أَحْمد بن آقوش الشمسي سمع من عز الدّين ابْن جمَاعَة شعرًا وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
218 - أَحْمد بن آقوش العزيزي نقيب الجيوش بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي المهمندارية وَمَات فِي ربيع الأول سنة 719
219 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن رَاجع نجم الدّين بن عماد الدّين الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سبط الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا واشتغل وَسمع ثمَّ حصل لَهُ انحراف وساء مِنْهُ مزاجه فَكَانَ يقف فِي الطرقات وينشد أَشْيَاء مفيدة وَيتَكَلَّم بجد وهزل وَله تلامذة فِي تِلْكَ الْحَال ثمَّ يثوب إِلَيْهِ عقله ثمَّ يعود لحالته وَقيل كَانَ سَبَب ذَلِك أكل الْحَشِيش مَاتَ سنة 710
220 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عتبَة بن هبة الله بن عَطاء بن ياسين(1/92)
الْفَقِيه الْحَنَفِيّ البصروي ولد فِي أَوَائِل سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَمَات فِي 23 ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة قد حدث عَن خطيب مردا قَالَ أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك وَكَانَ شَيخا فَقِيها فَاضلا درس وَأفْتى
221 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عُثْمَان السنجاري ثمَّ الدِّمَشْقِي طلب بِنَفسِهِ وَسمع الْكثير بِدِمَشْق والقاهرة وَغَيرهمَا من ابْن الشّحْنَة والدبوسي وَغَيرهمَا وَله نظم وفضائل ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وخطب بِموضع من الغوطة وَكَانَ مولده فِي رَمَضَان سنة 696 وَمَات فِي أول ذِي الْقعدَة سنة 742
222 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الغرناطي من أهل لوشة وَيعرف بالنسكان كَانَ إِمَامًا بالجامع الْأَعْظَم بلوشة مُقبلا على الْقرَاءَات مبالغاً فِي التَّوَاضُع أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزيات وَأبي عبد الله الطحال وَغَيرهمَا وَله نظم وسط كَانَت وَفَاته فِي ربيع الآخر سنة 750
223 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن أبي يحيى الغزاوي كَذَا يعرف بِهَذِهِ النِّسْبَة شهَاب الدّين كَانَ أَبوهُ يَنُوب فِي الحكم وَنَشَأ ابْنه هَذَا فَتعلق(1/93)
بالمباشرات وخدم فِي الإسطبل وَفِي دواوين الْأُمَرَاء وَكَانَ حسن الْمُبَاشرَة لطيفاً كثير التؤدة وَقد ولي خطابة الصالحية وَمَات فِي أَوَاخِر صفر سنة 789
224 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر التنوخي الدِّمَشْقِي ولد سنة وَسمع من الْفَخر عَليّ وَابْن الزين وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 743
225 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب شهَاب الدّين العينتابي الْحَنَفِيّ قَاضِي الْعَسْكَر بِدِمَشْق تفقه ودرس وَجمع شرحاً للمغنى وَشرح مجمع الْبَحْرين فِي سِتّ مجلدات وَمَات فِي الْمحرم سنة 767
226 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن بدر البعلي الْمَعْرُوف بِابْن الألفي أحد شُيُوخ الرِّوَايَة بِبَلَدِهِ سمع من ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بِهِ عَنهُ سمع مِنْهُ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن ظهيرة
227 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جعد التجِيبِي من أهل وَادي آش ذكره ابْن(1/94)
الْخَطِيب فِي الْإِحَاطَة فَقَالَ يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن جعد كَانَ من القائمين على كتاب الله الحافظين لَهُ الْمُجْتَهدين العاكفين الناصحين انْتفع بِهِ فِي بَلَده قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي عبد الله بن جَابر وَابْن عبد الْعَظِيم والمقرىء أبي مُحَمَّد بن هَارُون توفّي فِي عَام ثَمَانِيَة وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَلَعَلَّه أَحْمد ابْن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الْمَذْكُور بعده لَكِن وَقع خلاف فِي اسْم جده فَالَّذِي وقفت عَلَيْهِ فِي الْإِحَاطَة تَسْمِيَة جده جَعدًا وتكنيته هُوَ بِأبي جَعْفَر
228 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر التجِيبِي أَبُو سعيد من أهل وَادي آش قَرَأَ على أبي مُحَمَّد بن هَارُون وَغَيره وَكَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ عاكفاً عَلَيْهِ انتفعوا بِهِ مَاتَ سنة 738
229 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْحسن بن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم القنائي تجرد واشتغل برعي الْغنم حَتَّى صَار رجلا ثمَّ اشْتغل وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ أَو نَحْوهَا وتفقه وَقَرَأَ النَّحْو وَغَيره حَتَّى مهر وشغل النَّاس بِبَلَدِهِ وَكَانَ ذكياً يحفظ أَرْبَعمِائَة سطر فِي يَوْم وَاحِد ثمَّ أقبل على الْعِبَادَة ولازم الطَّاعَة إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 728
230 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جملَة بن مُسلم بن عَامر بن حُسَيْن بن يُوسُف المحجي الصَّالِحِي أَخُو القَاضِي جمال الدّين ابْن جملَة ولد سنة 668 وَسمع من الْفَخر وَابْن شَيبَان وَابْن الزين وَابْن الْكَمَال وَغَيرهم وَحفظ التَّعْجِيز فِي الْفِقْه وَحضر الْمدَارِس وَقَالَ الشّعْر ثمَّ تجرد وَلبس بزِي الْفُقَرَاء(1/95)
وَكَانَ صحب صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وانتفع بِهِ ورافقه سفرا وحضراً مَاتَ يَوْم عَاشُورَاء سنة 742
231 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن داد التركي محيي الدّين تفقه على أَبِيه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْحَنَفِيَّة بحلب وَمَات سنة 728 وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة
232 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَاصِم بن مُسلم ابْن كَعْب الْعَلامَة أَبُو جَعْفَر الأندلسي الْحَافِظ النَّحْوِيّ ولد سنة 627 وتلا بالسبع على أبي الْحسن الشاري وَسمع مِنْهُ وَمن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطوسي بِفَتْح الطَّاء وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْكَمَال والمؤرخ أَحْمد بن يُوسُف بن فرتون وَأبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن يحيى الْأَزْدِيّ وَأبي الْحُسَيْن بن السراج وَمُحَمّد بن أَحْمد بن خَلِيل السكونِي وَغَيرهم وَجمع وصنف وَحدث بالكثير وَبِه تخرج الْعَلامَة أَبُو حَيَّان وَصَارَ عَلامَة عصره فِي الحَدِيث وَالْقِرَاءَة وَله ذيل على تَارِيخ ابْن بشكوال وَجمع كتابا فِي فن من فنون التَّفْسِير سَمَّاهُ ملاك التَّأْوِيل نحا فِيهِ طَرِيق الحصكفي الْخَطِيب فِي ذَلِك فلخص كِتَابه وَزَاد عَلَيْهِ أَشْيَاء نفيسة قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ مُحَرر اللُّغَة وَكَانَ أفْصح عَالم رَأَيْته وتفقه عَلَيْهِ خلق قَالَ ابْن عبد الْملك فِي التكملة أَحْمد بن(1/96)
إِبْرَاهِيم بن الزبير بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الزبير بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن الزبير ابْن عَاصِم بن مُسلم بن كَعْب بن مَالك بن عَلْقَمَة بن حَيَّان بن مُسلم بن عَليّ بن مرّة بن كَعْب الثَّقَفِيّ العاصمي نقل نسبه من خطه الجياني نزيل غرناطة ثمَّ ذكر جمعا من شُيُوخه ثمَّ قَالَ وتصدر لإقراء كتاب الله تَعَالَى وإسماع الحَدِيث وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة وتدريس الْفِقْه عاكفاً على ذَلِك عَامَّة نَهَاره مثابراً على إِفَادَة الْعلم ونشره انْفَرد بذلك وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ وَهُوَ من أهل التجويد والإتقان عَارِفًا بالقراءات حَافظ للْحَدِيث مُمَيّز لصحيحه من سقيمه ذَاكر لرجاله وتواريخهم متسع الرِّوَايَة عني بهَا كثيرا وصنف برنامج رواياته وتاريخ عُلَمَاء الأندلس وصل بِهِ صلَة ابْن بشكوال وَله كتاب الْأَعْلَام بِمن ختم بِهِ الْقطر الأندلسي من الْأَعْلَام وَكتاب ردع الْجَاهِل عَن اعتساف المجاهل فِي الرَّد على الشرذمة ومعجم شُيُوخه قَالَ حصلت لَهُ محنة وتحول بِسَبَبِهَا عَن وَطنه ثمَّ أعقبه الله الْحسنى إِلَى أَن قَالَ ومولده بحيان سنة 28 كَذَا فِي الأَصْل وَفِي الْهَامِش بل مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة 7 وَتُوفِّي فِي ثَانِي عشر ربيع الأول عَام 708 وَصلي عَلَيْهِ بغرناطة وَمن مناقبه أَن الفازازي السَّاحر لما ادّعى النُّبُوَّة قَامَ عَلَيْهِ أَبُو جَعْفَر بمالقة فاستظهر عَلَيْهِ بتقربه إِلَى أميرها بِالسحرِ وأوذي أَبُو جَعْفَر فتحول إِلَى غرناطة فاتفق قدوم الفازازي رَسُولا من أَمِير مالقة فَاجْتمع(1/97)
أَبُو جَعْفَر بِصَاحِب غرناطة وَوصف لَهُ حَال الفازازي فَأذن لَهُ إِذا انْصَرف بِجَوَاب رسَالَته أَن يخرج إِلَيْهِ بِبَعْض أهل الْبَلَد ويطالبه من بَاب الشَّرْع فَفعل فَثَبت عَلَيْهِ الْحَد وَحكم بقتْله فَضرب بِالسَّيْفِ فَلم يجل فِيهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَر جردوه فوجدوا جسده مَكْتُوبًا فَغسل ثمَّ وجد تَحت لِسَانه حجرا لطيفاً فَنَزَعَهُ فجال فِيهِ السَّيْف حِينَئِذٍ وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ ثِقَة قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر قامعاً لأهل الْبدع وَله مَعَ مُلُوك عصره وقائع وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة حسن التَّعْلِيم ناصحاً لَهُ عدَّة تصانيف وأرخ وَفَاته كالذهبي فَإِنَّهُ جزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 708 وَكَانَت وَفَاته فِي رَمَضَان سنة سبع أَو ثَمَان وَسَبْعمائة
233 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الأوسي الغرناطي أَبُو جَعْفَر يعرف بِابْن جَعْفَر كَانَ من أهل الْفضل والإدراك والسراوة وَحسن الْخلق جميل الْعشْرَة كريم الصُّحْبَة ثاقب الذِّهْن كتب بديوان الْحساب متصفاً بالأمانة وَصِحَّة الْحساب قانعا بِمَا دون الْكِفَايَة قَالَ المُصَنّف فِي التَّاج مَجْمُوع رائق وفاضل لم يعقه عَن الْفضل عائق مَا شِئْت من عَامر نَافق السُّوق وسرف فارع البسوق وذكاء متألق البروق وإصابة مَاضِيَة الْفَصْل مسددة الفوق ظهر فِي الْكِتَابَة بضبطه وتحقيقه وَفضل استقامته واستقامة طَرِيقه فشف على فريقه وأشرق حاسده بريقه فَمن شعره قَوْله من قصيده(1/98)
(املأ كؤوسك واسقني يَا صَاح ... مَا إِن أرى زمن الشَّبَاب بصاح)
(من كف ظَبْي كالهلال مهفهف ... أَو غادة مثل الْقَضِيب رداح)
(يُغني عَن الْمسك المفتق نشرها ... وجبينها يُغني عَن الْمِصْبَاح)
(يَا روض مَا لَك فِي الْجمال وَمَا لَهَا ... الخد وردي والثغور أقاحي)
وَله من أُخْرَى أَولهَا
(شعشع الكأس مترعاً يَا نديم ... وارتشفها من كف ريم رخيم)(1/99)
(كتب الْحسن فِي محياه خطا ... رقم الوشي فِيهِ أَي رقوم)
(مزج الْخمر لي بريقة فِيهِ ... فارتشفت الرَّحِيق من تسنيم)
(قد أدَار الكؤوس لفظا ولحظاً ... وسلافاً من نبت حب قديم)
(مَا استنارت من الزجاجة لَوْلَا ... مَا طفا من حبابها المنظوم)(1/100)
وَله
(وظبي دعتني للحروب لحاظه ... وهيهات من فتك اللحاظ خلاص)
(تصدى لِحَرْب المستهام وَمَا لَهُ ... سوى اللحظ سهم والعفاف دلاص)
(فَلَمَّا أجلت الطّرف أدميت خَدّه ... فأدمى فُؤَادِي والجروح قصاص)
مَاتَ يَوْم عيد الْأَضْحَى من عَام 764
234 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع بن ضِيَاء الْفَزارِيّ الصعيدي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين ابْن الفركاح ولد فِي رَمَضَان سنة 630 وتلا بِثَلَاث رِوَايَات على السخاوي وَقد تَلا بالسبع على جمَاعَة وَأحكم الْعَرَبيَّة على الْمجد الأربلي وَسمع من السخاوي وعتيق السَّلمَانِي والتاج الْقُرْطُبِيّ وَأبي عَمْرو ابْن صَلَاح وَغَيرهم وَأكْثر فِي طلبه بِنَفسِهِ عَن ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وَابْن أبي الْيُسْر وَحدث بِالصَّحِيحِ بإجازته من ابْن الزبيدِيّ وَولي خطابة الْجَامِع الْأمَوِي أَخذ عَنهُ ابْن أَخِيه الشَّيْخ برهَان الدّين وَالشَّيْخ نجم الدّين القحفازي وَكَانَ مليح الْقِرَاءَة لطيف الْإِشَارَة مُحَرر الْأَلْفَاظ عديم اللّحن كثير التَّوَاضُع والدعابة مَعَ الْخُشُوع والزهادة وَولي فِي آخر عمره مشيخة الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة وَحدث بالسنن الْكَبِير للبيهقي وتلا عَلَيْهِ البالسي وَابْن بصحان وَجَمَاعَة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص برع فِي النَّحْو وتصدى لإقرائه مُدَّة وَكَانَ فصيحاً مفوهاً وخطيباً بليغاً لَا يكَاد يلحن(1/101)
لين الْكَلِمَة طيب النغمة حسن التودد وَالدّين وَالْأَمَانَة قَالَ ومعرفته للرِّجَال متوسطة وَمَات فِي شَوَّال سنة 705
235 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن صارو البعلي ثمَّ الْحَمَوِيّ أحد الطّلبَة المهرة ولد سنة 710 وَطلب على كبر فَأكْثر عَن الْمزي وَبنت الْكَمَال والجزري وَكتب الطباق وَقَالَ الشّعْر قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص شَاب فَاضل لَهُ نظم حسن وفضيلة تَلا بالسبع على الجعبري وَمَات فِي رَمَضَان سنة 747
236 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر ابْن بصلَة كَانَ أَصله من بلقين واستوطن مالقة وَتردد إِلَى غرناطة وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط وَيقْرَأ الحَدِيث بالجامع وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة لَكِن كَانَ يعرب كَلَامه بتعجرف حَتَّى يتباغض وَمَال أخيراً إِلَى الْحَنَابِلَة ولازم الْأَسْفَار حَتَّى اسْتشْهد بِظَاهِر جبل الْفَتْح عَام 734 ذكره ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة
237 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم كَمَال الدّين ابْن أَمِين الدولة تقدم ذكر أَبِيه وَابْنه إِبْرَاهِيم ولد سنة ... وَسمع الصَّحِيح بفوت على سنقر وَحدث(1/102)
238 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي تَقِيّ الدّين ابْن الْعِزّ ولد فِي شعْبَان سنة 648 وَسمع من جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي كتب عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَعز الدّين ابْن جمَاعَة وَحدثنَا عَنهُ ... . مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 726
239 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الحميد الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الصنان بِمُهْملَة ونونين سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد الْأَرْبَعين الَّتِي خرجها لنَفسِهِ وَحدث روى عَنهُ شهَاب الدّين أَحْمد بن رَجَب فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ فِيهِ نزيل الاسكندرية قلت مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 741
240 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن عماد الدّين ابْن الشَّيْخ أبي إِسْحَاق شيخ الحزامية الوَاسِطِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الصُّوفِي ولد سنة 657 وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَتعبد وَانْقطع وَكَانَ يرتزق من النّسخ وخطه حسن جدا وَله اخْتِصَار دَلَائِل النُّبُوَّة وتسلك بِهِ جمَاعَة وَكَانَ يحط على الاتحادية قَالَ الذَّهَبِيّ تفقه وَكتب الْمَنْسُوب وتزهد وتجرد وَتعبد وصنف فِي السلوك وَشرح منَازِل السائرين وَكَانَ منقبضاً عَن النَّاس حَافِظًا لوقته لَا يحب الخوانك تسلك بِهِ جمَاعَة وَكَانَ ذَا ورع وإخلاص وَله نظم حسن مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 711
241 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْغَنِيّ الْحَنَفِيّ شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس السرُوجِي القَاضِي ولد سنة 637 وتفقه أَولا حنبلياً وَحفظ الْمقنع ثمَّ تحول(1/103)
حنفياً وَحفظ الْهِدَايَة وَأَقْبل على الِاشْتِغَال إِلَى أَن مهر واشتهر صيته وَشرع فِي شرح الْهِدَايَة شرحاً حافلاً ودرس بالصالحية والناصرية والسيوفية وَغَيرهَا ولي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ بعد موت نعْمَان الخطيبي فِي شعْبَان 691 مُدَّة عزل فِيهَا مرّة بالحسام الرَّازِيّ فِي سلطنة لاجين ثمَّ أُعِيد لما رَجَعَ النَّاصِر إِلَى السلطنة إِلَى أَن عَاد النَّاصِر من الكرك فَعَزله مَعَ غَيره من الْقُضَاة لقيامهم بدولة الجاشنكير فتألم وأساء الحريري الَّذِي ولي بعده فِي حَقه فَأخْرجهُ من سكن الْمدرسَة الصالحية بالنقباء فازداد ألمه وَضعف وَمَات فِي ربيع الآخر من السّنة الْمَذْكُورَة وَهِي سنة 710 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ نبيلاً وقوراً كثير المحاسن وَمَا أَظُنهُ روى شَيْئا من الحَدِيث وَله رد على ابْن تَيْمِية بأدب وسكينة وَصِحَّة ذهن ورد ابْن تَيْمِية على رده وَوجد لَهُ سَماع من مُحَمَّد بن أبي الْخطاب ابْن دحْيَة وَكَانَ فَاضلا مهاباً عالي الهمة سخياً طلق الْوَجْه لم ينْقل أَنه ارتشى وَلَا قبل هَدِيَّة وَلَا رَاعى صَاحب جاه ولاسطوة ملك وَيُقَال أَنه شرب مَاء زَمْزَم لقَضَاء الْقُضَاة فَحصل لَهُ قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ فَاضلا بارعاً فِي مذْهبه مشاركاً فِي النَّحْو وَالْأُصُول ولي(1/104)
الْقَضَاء وَشرح الْهِدَايَة وَلم يسمع عَنهُ أَنه ارتشى وَكَانَ كَرِيمًا قوي الهمة نَافِذ الْكَلِمَة شهماً فِي ولَايَته حضر أَبُو عبد الله الفاسي وَكَانَ مَشْهُورا بالصلاح فِي قَضِيَّة شخص فاتفق أَنه بَدَت مِنْهُ فِي حق القَاضِي الْمَالِكِي ابْن مخلوف إساءة أدب فلكمه السرُوجِي وَكَانَ إِلَى جَانِبه وانتهر بعض الْأُمَرَاء وانزعج مرّة أُخْرَى على الْمُحْتَسب فَقَالَ أَنْت ولايتك على فامي وخباز لَيْسَ لَك أَن تتعرض لموقعي الحكم وَذكر وَفَاته كَمَا تقدم
242 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر
243 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن عبد الْمُنعم كَمَال الدّين ابْن أَمِين الدولة
244 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي تَقِيّ الدّين ابْن الْعِزّ
245 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن عبد الْكَرِيم بن كَامِل البعلي شهَاب الدّين حضر على يُوسُف بن عمر بن الشَّيْخ اليونيني والرضي بن مَحْمُود وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ جمال الدّين ابْن ظهيرة فِي رحلته
246 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن خضر بن سعيد بن صاعد الحصكفي شهَاب الدّين الصهيوني ولد فِي سنة 682 باللاذقية وَسمع من ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر واليونيني وَغَيرهم واشتغل بالفقه والقراآت وَكَانَ يُؤذن بالجامع الْأمَوِي(1/105)
وهومشكور السِّيرَة مَاتَ فِي صفر سنة 761 وَكَانَ عِنْده عَن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَعَن الشّرف ابْن عَسَاكِر مشيخته قَالَ ابْن رَافع كَانَ خيرا حسن الْمُلْتَقى
247 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عُثْمَان بن عبد الْحق أَبُو الْعَبَّاس بن أبي سَالم ابْن أبي الْحسن المريني صَاحب فاس الْمُسْتَنْصر بِاللَّه ولد سنة ... وتقرر فِي السلطنة بعد ... ثمَّ اعتقل بطنجة حَتَّى بعث ابْن أَحْمَر صَاحب الأندلس إِلَى مُحَمَّد بن عُثْمَان أَمِير سبتة أَن يُخرجهُ ويساعده فَركب إِلَى طنجة فَأخْرجهُ وَبَايع لَهُ وَحمل النَّاس على طَاعَته وأمده ابْن الْأَحْمَر بعسكر فنازل فاس وَبهَا السعيد مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن أبي الْحسن فاختل أمره وَانْهَزَمَ وَحصر أَبُو الْعَبَّاس الْبَلَد فِي سنة 75 إِلَى سنة 76 واستقل السُّلْطَان أَبُو الْحسن بِملك فاس وَاسْتقر عبد الرَّحْمَن بن أبي تغلب على مراكش واستوزر مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المكاس ثمَّ غدر عبد الرَّحْمَن فآل أمره إِلَى أَن قتل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 784 ثمَّ نَازل أَبُو الْعَبَّاس تلمسان فهرب صَاحبهَا أَبُو حمو ثمَّ ثار مُوسَى بن أبي عنان على أبي الْعَبَّاس فَقَامَتْ الْحَرْب بَينهمَا(1/106)
إِلَى إِن قبض مُوسَى عَلَيْهِ وَقَيده وَحمله إِلَى الأندلس فَأكْرمه ابْن الْأَحْمَر فاتفق أَن مُوسَى مَاتَ عَن قرب فالتمس أهل فاس من ابْن الْأَحْمَر إِعَادَة أبي الْعَبَّاس فأجابهم ثمَّ بدا لَهُ فَأَعَادَهُ إِلَى الاعتقال ووثب مُحَمَّد بن أبي الْفضل ابْن الْحسن على فاس فملكها فِي شَوَّال سنة 88 فأركب ابْن الْأَحْمَر أَبَا الْعَبَّاس الْبَحْر من مالقة إِلَى سبتة فوصلها فِي صفر سنة 89 فاستولى عَلَيْهَا ثمَّ سَار إِلَى طنجة فملكها ثمَّ نَازل فاس مُدَّة ثمَّ ملكهَا وَلم يزل يتقلب بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 796
248 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عمر بن أَحْمد الْعمريّ ثمَّ الصَّالِحِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن زبيبة بزاي مَضْمُومَة وموحدة مُشَدّدَة مُصَغرًا الْحَنَفِيّ نزيل حلب أَقَامَ بهَا مُدَّة يشْتَغل ويدرس ثمَّ توجه إِلَى الْقَاهِرَة وناب فِي الحكم بهَا وَكَانَ حفظَة للنوادر والحكايات المضحكات كثير التبذير ثمَّ ولي الْقَضَاء بالإسكندرية وَهُوَ أول حَنَفِيّ ولي بهَا الْقَضَاء وَمَات بهَا فِي ربيع الأول سنة 772 أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب فَقَالَ أَنه عَاشَ سبعين سنة
249 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم بن وَافد بِالْفَاءِ الصَّالِحِي ابْن المهندس شهَاب الدّين سمع بإفادة أَخِيه من الْفَخر وَابْن الزين وشمس الدّين ابْن أبي عمر وَأحمد بن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَحدث مَاتَ بالصالحية فِي شَوَّال سنة 747(1/107)
250 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فلاح بن مُحَمَّد بن حَاتِم بن شَدَّاد ضِيَاء الدّين أَبُو الْفضل بن الشَّيْخ برهَان الدّين الإسكندري ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع صَحِيح مُسلم فِي الرَّابِعَة من أَحْمد بن عبد الدَّائِم سنة 66 وَحدث بِهِ عَنهُ وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن النشبي وَابْن أبي عَمْرو الْفَخر وَغَيرهم وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود وَحدث مَاتَ فِي شعْبَان سنة 729
251 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مجلي بن عبد الْملك المرداوي إبو إِبْرَاهِيم سمع من خطيب مردا مَاتَ بمردا سنة 718
252 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن بَابا جوك البعلي التركماني الأَصْل نجم الدّين ابْن شهَاب ولي قَضَاء شيزرة ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه فَقَالَ مَاتَ سنة 723
253 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم بن مَكَارِم الزُّهْرِيّ البقاعي ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد سنة بضع وَسَبْعمائة ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص
254 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مري بن ربيعَة الجيتي الصَّالِحِي الطحال يعرف(1/108)
بالجاموس ولد سنة 652 وأحضر على خطيب مردا وَسمع الْكثير من ابْن الْكَمَال وَابْن عبد الدَّائِم وَغَيرهمَا وَطلب الحَدِيث وَكتب الطباق وَكتب خطا دَقِيقًا وَكتب السماع مُدَّة قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص كَانَ بِهِ صمم وَفِيه سُكُون وَلم يعْمل شَيْئا فِي غير الطباق مَاتَ فِي 26 شعْبَان سنة 707 وَقَالَ البرزالي كَانَ مُبَارَكًا خيرا سَاكِنا وَفِي سَمعه ثقل
255 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن معضاد الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري الصُّوفِي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 702 وَتقدم ذكر وَالِده
256 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن صارم بن الجباس الدمياطي لَهُ شعر حسن
257 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي مَنْصُور بن عُرْوَة بن سيار الْموصِلِي الأَصْل الدِّمَشْقِي مَاتَ يَوْم الْخَمِيس سادس الْمحرم سنة 701
258 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن نصر الرقوقي روى الصَّحِيح عَن ابْن الزبيدِيّ وَابْن رَوَاحَة وَغَيرهمَا وَمَات فِي صفر سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة
259 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن أَحْمد بن الكيال العزازي تقدم ذكر أَبِيه قَرِيبا ولد فِي رَجَب سنة 72 وأسمعه أَبوهُ من أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ ابْن سَنَد والحسيني وَذكره ابْن رَافع وَقَالَ أَقَامَ بحلب(1/109)
مُدَّة وخدم فِي الدَّوَاوِين وَمَات فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 753
260 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن يُوسُف الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ شهَاب الدّين ولد سنة ... وَسمع من النجيب وَغَيره وَكَانَ يُؤَدب بمكتب الْملك الْمَنْصُور بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ سنة ...
261 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُونُس الدِّمَشْقِي ولد سنة 708 وَسمع الْكثير وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ فِي سنة 778
262 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المنفلوطي جمال الدّين الملوي نزيل دمشق ولد سنة 683 واشتغل بالفقه وَلما ولي الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي قَضَاء دمشق قدمهَا مَعَه فولاه قَضَاء بعلبك ثمَّ نِيَابَة الحكم بِدِمَشْق ثمَّ اسْتَقر بِهِ بعده القَاضِي علم الدّين الأخنائي إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 730 وَهُوَ وَالِد الْعَلامَة ولي الدّين الملوي
263 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المكتبي الصَّالِحِي كَانَ من فضلاء الْحَنَفِيَّة مَاتَ فِي رَجَب سنة 795
264 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ شهَاب الدّين البيقاري قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص تفقه وَسمع وَقَرَأَ وعلق وتنبه شَيْئا مولده سنة بضع وَسَبْعمائة وَقَالَ ... .(1/110)
265 - أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن عَامر السّلمِيّ أَبُو جَعْفَر قَرَأَ بمالقة على أبي بكر بن الفخار وَأخذ عَن الْخَطِيب أبي عبد الله الطحالي وَأبي جَعْفَر ابْن الزيات وَقَرَأَ الْقُرْآن بمالقة على أبي جَعْفَر الحريري الضَّرِير ولازم أَبَا مُحَمَّد بن سَلمُون وبرع فِي القراآت والفرائض وَكَانَ حسن الْخط صَحِيح النَّقْل كثير الْحِفْظ وَله نظم ورجز فِي عد آي السُّور وقصيدة فِي معرفَة وَقت الْفجْر وَذكر بعض أَصْحَاب أبي جَعْفَر بن عَامر الْمَذْكُور أَنه طلق اثْنَتَيْ عشرَة امْرَأَة على امتناعهن من الخفاض وَمَات سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
266 - أَحْمد بن أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن موسك الْكرْدِي الأَصْل الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو سعيد بن الشَّيْخ شهَاب الدّين أبي الْحُسَيْن الهكاري ولد سنة ... وأسمعه أَبوهُ من النُّور البعلي وَمُحَمّد بن عَليّ بن ساعد والموسوي وست الوزراء وَأخذ عَن - وَسمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَأبي الْحسن بن الْقيم وَغَيرهمَا وعني بِالطَّلَبِ وَكتب بِخَطِّهِ(1/111)
الْحسن المتقن شَيْئا كثيرا وَكَانَ عَارِفًا بِالرِّجَالِ جمع كتابا فِي رجال الصَّحِيحَيْنِ مَوْصُوفا بِالدّينِ وَالْخَيْر متواضعاً وَأعَاد بالجامع الحاكمي وَهُوَ وَالِد جوَيْرِية الَّتِي تَأَخَّرت وَسمع مِنْهَا أقراننا مَاتَ فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة 763 وهم من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ
267 - أَحْمد بن أَحْمد بن أبي بكر بن طرخان الْأَسدي أَبُو بكر سمع على يحيى ابْن سعد ثامن الثقفيات وَمن الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَحدث بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة 789
268 - أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن أبي الْمَنْصُور عَليّ بن ظافر بن عَليّ الْأَزْدِيّ القَاضِي بهاء الدّين بن جمال الدّين بن الشَّيْخ الْعَارِف صفي الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 651 وَسمع من جده والرشيد الْعَطَّار وَعبد الْهَادِي خطيب المقياس وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء بالديار المصرية ودرس بالناصرية وَمَات سنة 724 سمع مِنْهُ عز الدّين ابْن جمَاعَة فِي سنة 15
269 - أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن مُوسَى بن موسك الهكاري أَبُو الْحُسَيْن ولد سنة 674 واشتغل بِالْحَدِيثِ وَحمل عَن الدمياطي وَغَيره سمع من ابْن ترْجم نصف التِّرْمِذِيّ وَولي مشيخة الحَدِيث بالمنصورية وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ الْمليح المتقن وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الأولى سنة 750(1/112)
وأرخه ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه سنة 751 وَكَأَنَّهُ يحْسب مَا بلغه وَقد تقدم ذكر وَلَده
270 - أَحْمد بن أَحْمد بن خلف أَصله من الجزيرة الخضراء وَنَشَأ بمالقة ولأبيه بهَا حظوة فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة كَانَ طَالبا فَاضلا ذكياً عقد الشُّرُوط غير متخذها حِرْفَة قَرَأَ على أبي عَمْرو بن مَنْظُور وتأدب بالشيخ أبي جَعْفَر ابْن صَفْوَان الْمُقدم ذكره وَأخذ عَنهُ فك المعمي وأتقن الْخط بَين يَدَيْهِ ثمَّ انْتقل إِلَى غرناطة فارتسم بهَا فِي كتاب الْإِنْشَاء وَكَانَ ينتحل الجندية وَيحمل السِّلَاح ويرتزق من الْكِتَابَة فِي ديوَان الْجند وشعره وسط مِنْهُ
(لما رَأَوْا كلفي بِهِ سَأَلُوهُ من ... هَذَا الَّذِي تهواه أَو من هذي)
(فأجبتهم ومدامعي تنهل من ... خوف غُلَام من بني الْأُسْتَاذ)
وَمَات شَهِيدا فِي ئنة الصفتجة من ظَاهر حصن الطودون فِي منتصف ذِي الْقعدَة سنة 730
271 - أَحْمد بن أَحْمد بن عبد المحسن بن عِيسَى بن لرفعة يَأْتِي ذكر أَبِيه وَقيل اسْمه عَليّ وَيَأْتِي تَرْجَمته فِي الْعين
272 - أَحْمد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي رَجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقَاسِم التنوخي عماد الدّين الْمَعْرُوف بِابْن السلعوس كَانَ مُنْقَطِعًا بزاويته بالربوة وَفِيه مَكَارِم أَخْلَاق وَحج مَرَّات وَمَات سنة 719(1/113)
273 - أَحْمد بن أَحْمد بن عَطاء الْأَذْرَعِيّ الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين قدم بِهِ أَبوهُ إِلَى دمشق فَأول مَا كتب لبيليك الظَّاهِرِيّ ثمَّ المَسْعُودِيّ ثمَّ كتبغا لما ولي نِيَابَة حماة بعد السُّلْطَان ثمَّ الأفرم وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي المباشرات إِلَى أَن ولي الوزارة بِالشَّام يَسِيرا فِي سلطنة كتبغا وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 706
274 - أَحْمد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْقَادِر بن عبد الْهَادِي بن إِسْحَاق بن نصر بن أبي السعادات التَّمِيمِي الهمذاني الأَصْل الْمصْرِيّ شهَاب الدّين ولد سنة 694 وَسمع من ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ وَمن سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَمن ابْن الشّحْنَة جُزْء أبي الجهم وَمن الْعِزّ الموسوي صَحِيح مُسلم وَمَات فِي ... وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره
275 - أَحْمد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي كَانَ من النبهاء الشَّافِعِيَّة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 772 بِمصْر
276 - أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المراغي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الشهَاب الرُّومِي ولي إِمَامَة الْحَنَفِيَّة بالجامع وتدريس العينية ومشيخة الخاتونية وَكَانَت لَهُ زَاوِيَة بالشرق الشمالي مَاتَ فِي صفر سنة 742(1/114)
277 - أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان السَّعْدِيّ الشَّيْخ موفق الدّين ابْن تَاج الدّين بن شرف الدّين الشارعي الصُّوفِي سمع من جد وَالِده عُثْمَان وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَسمع من الرضي ابْن الْبُرْهَان فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَمن القدماء ابْن أيبك والسروجي وَابْن رَافع والواني وَغَيرهم ولد سنة ... وَمَات فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة 739
278 - أَحْمد بن أَحْمد بن مُنِير بن سُلَيْمَان القواس هُوَ الذَّهَبِيّ أَبوهُ الْحَاج شهَاب الدّين وَكَانَ يُقَال لَهُ أَخُو الشاطر ولد فِي سنة 658 وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث وَسمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ والعز ابْن جمَاعَة فِي رحلته وَمَات بِدِمَشْق فِي ثَانِي صفر سنة 737 ذكره ابْن رَافع وَمن مسموعه على ابْن أبي الْيُسْر جُزْء الْكُوفِي أَنا بِهِ جمَاعَة وفضائل الشَّام للربعي وجزء أَيُّوب
279 - أَحْمد بن أَحْمد بن هِشَام السّلمِيّ أَبُو جَعْفَر ولد سنة 720 وَقَرَأَ على أبي عبد الله ابْن الفخار وَولي الخطابة بِمَدِينَة بسطة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 750 ذكره لِسَان الدّين
280 - أَحْمد بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج مفرج بن إِدْرِيس بن الْحُسَيْن بن مزيز الْحَمَوِيّ تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 643 وأحضر على صَفِيَّة بنت عبد الْوَهَّاب فِي سنة 46 وأسمع من اليونيني وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي ومكي بن عَلان واليلداني وَمن شيخ الشُّيُوخ بحماة وَغَيرهم(1/115)
وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْخَيْر وَابْن العليق وَابْن القميرة وَحدث قَدِيما قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن تَيْمِية سنة 680 وَانْفَرَدَ بِرِوَايَة أَشْيَاء ورحله إِلَيْهِ الطّلبَة وَكَانَ دينا وقوراً رَئِيسا صيناً ذكر لوزارة حماة وَكَانَ أَبوهُ يكْتب الْخط الْفَائِق كتب كثيرا من الْكتب الْكِبَار يتقن ضَبطهَا كالصحاح وَالرَّوْض الْأنف وَمَات وَلَده التَّاج فِي تَاسِع رَمَضَان سنة 733 وَقد أجَاز لجَماعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان
281 - أَحْمد بن إِدْرِيس بن يحيى بن يُونُس المارداني أَبُو الْعَبَّاس الْحَنَفِيّ ذكره الْحَافِظ قطب الدّين وَذكر أَنه سمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَابْن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وروى عَنهُ دوبيت من شعر مَحْمُود بن عَابِد تحق رِوَايَته لَهُ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي المكارم عَن مَحْمُود الْمَذْكُور وأرخ وَفَاته سنة 728
282 - أَحْمد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد بن عَليّ الْهَمدَانِي الأَصْل الأبرقوهي نزيل مصر ثمَّ القرافة شهَاب الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن رفيع الدّين كَانَ أَبوهُ قَاضِي أبرقوه من عمل شيراز وَولد لَهُ هَذَا سنة 615 فأسمعه من أبي بكر بن سَابُور سنة 619 وأحضره فِي سنة 17 على عبد السَّلَام(1/116)
السرقولي وببغداد من ابْن عبد السَّلَام وَابْن صرماء وبدمشق من ابْن أبي لقْمَة وَابْن البن وَابْن صصرى وبمصر من ابْن الْجبَاب وبالقدس من الأوقي وَحدث وَقدم الديار المصرية فقطن القرافة إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة 701 وَكَانَ يَقُول أَنه رأى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْمَنَام وَأخْبرهُ أَنه يَمُوت بِمَكَّة فحج فِي آخر عمره فَمَاتَ بهَا حدث عَنهُ أَبُو الْعَلَاء الفرضي والمزي والبرزالي واليعمري والقونوي والذهبي وَكَانَ خيرا متواضعاً لَهُ كرامات وَله تلامذة وَكَانَ يعرف بَين الصُّوفِيَّة بالسهروردي لِأَنَّهُ كَانَ يلبس عَنهُ الْخِرْقَة مَاتَ بِمَكَّة فِي 19 ذِي الْحجَّة وَكَانَت وَفَاة أَبِيه رفيع الدّين سنة 623
283 - أَحْمد بن إِسْحَاق بن يحيى بن إِسْحَاق الْآمِدِيّ بدر الدّين بن الْعَفِيف يُقَال اسْمه مُحَمَّد ولد سنة 693 وأسمع على أَبِيه وعَلى عمر بن القواس والشرف ابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَولي حسبَة الصالحية وَحدث قَالَ ابْن رَافع كَانَ لين الْكَلِمَة محباً لأهل الْخَيْر مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 764 أرخه ابْن رَجَب سنة خمس فَوَهم(1/117)
284 - أَحْمد بن إسكندر الْحُسَيْنِي الصُّوفِي شهَاب الدّين ابْن صدر الدّين أَبُو ذَر شهرته بأذار قَرَأت لَهُ شرحاً على بَيْتَيْنِ لِابْنِ الْعَرَبِيّ فِي كراسة أملأها فِي رَجَب سنة 777 وفيهَا من شعره
(ووراء ذَاك وَلَا أُشير لِأَنَّهُ ... سر لِسَان النُّطْق عَنهُ أخرس)
(أَمر بِهِ وَله وَمِنْه تغيبت ... أعياننا ووجودنا المتلبس)
وَمِنْه
(لَئِن حجبت أشباحكم عَن عيوننا ... فَلم يحجب الْبَين الشتيت لكم معنى)
(وَلَا نظرت عَيْنَايَ إِلَّا جمالكم ... ولطفكم المرسوف وَالْحسن وَالْحُسْنَى)
(ويشتاقكم طرفِي وَأَنْتُم سوَاده ... فَمَا أبعد المشتاق مِنْكُم وَمَا أدنى)
285 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن آقش بن عبد الله الْحلَبِي سمع على الْكَمَال أَحْمد النصيبي الشَّمَائِل وَحدث بِهِ بحلب سنة 25 وعاش إِلَى سنة 734 وَأَجَازَ لشَيْخِنَا زين الدّين أبي بكر بن الْحُسَيْن العثماني نزيل الْمَدِينَة
286 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سلمَان بن حمائل بن عَليّ بن جَعْفَر الْمَقْدِسِي الْمَعْرُوف بِابْن غَانِم ولد سنة ... وَسمع من التقي ابْن(1/118)
الوَاسِطِيّ وَحدث وَكَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ مليح الْكِتَابَة مَاتَ سنة 735
287 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير الْحلَبِي الأَصْل ثمَّ القاهري الصَّدْر الْكَبِير نجم الدّين بن عماد الدّين كَانَ من كبار الرؤساء بِالْقَاهِرَةِ وَمن كتاب الْإِنْشَاء وَمِمَّنْ يحضر دَار الْعدْل بَين يَدي السُّلْطَان وَهُوَ من بَيت كَبِير وَأَبوهُ هُوَ الَّذِي استملى من ابْن دَقِيق الْعِيد شرح الْعُمْدَة مَاتَ نجم الدّين فِي ثَالِث عشرى صفر سنة 737 بِالْقَاهِرَةِ وَقد سمع الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة قَالَ ابْن رَافع مَا عَلمته حدث
288 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عمر المنبجي ثمَّ الْحلَبِي ابْن الناقوسي سبط الْكَمَال عمر ابْن العجمي كَانَ فَاضلا كثير الِاشْتِغَال بِالْعلمِ حصل طرفا صَالحا من الْفِقْه وَغَيره بحلب ودمشق ومصر وَغَيرهَا وَمَات فِي الطَّاعُون الْكَائِن فِي سنة 795
289 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن احْمَد بن عبد الله بن الزبير الْمَعْرُوف بِابْن الخابوري أحضر عِنْد سنقر الزيني صَحِيح البُخَارِيّ بفوت ومشيختي سنقر والثلاثيات وَحدث وَكَانَ شَاهدا على بَاب الحلاوية بحلب مَاتَ بقارا سنة 765 وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة
290 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر الْمَقْدِسِي نجم الدّين ولد(1/119)
سنة 268 قرأته بِخَطِّهِ وَحضر عقيقته الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر ثمَّ مَاتَ الشَّيْخ بعد قَلِيل فِي ربيع الآخر وَسمع النَّجْم هَذَا من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ سِتَّة أَجزَاء من أول مشيخته وأمالي ابْن سمعون وَمن التقي الوَاسِطِيّ أَرْبَعِينَ الْحَاكِم ومجلسي الْخلال وَمن أَخِيه مُحَمَّد ابْن عَليّ الوَاسِطِيّ وَعلي بن مُحَمَّد المعري وَأحمد بن مُؤمن الصُّورِي وَمُحَمّد بن حَازِم الْفَقِيه وَعِيسَى المغاري وَعبد الرَّحْمَن بن عمر بن صومع وَعَن أبي الْفضل بن عَسَاكِر مشيخته تَخْرِيج المهندس وَغَيرهم وَحدث وَعمر وَتفرد وَحدث بأمالي ابْن سمعون عَن الْفَخر وَغير ذَلِك وَمَات فِي ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة سنة 773 وَأَجَازَ لأبي حَامِد بن ظهيرة ولعَبْد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة
291 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن أبي عَائِد ابْن الْمُؤَذّن الْمَقْدِسِي ولد سنة نَيف وَخمسين وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 725
292 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي بن أبي الْعِزّ بن عزون بن دَاوُد ابْن عزون بن لَيْث بن مَنْصُور أَبُو الْعَبَّاس الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل(1/120)
الْمصْرِيّ ولد سنة 620 وَسمع جُزْء البطاقة سنة 25 وَسمع من جَعْفَر ابْن عَليّ كتاب الْعُزْلَة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحدث عَنهُ مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 708
293 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد الْأَصْبَهَانِيّ الْمَالِكِي الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن المقرىء روى بِالْإِجَازَةِ عَن الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَابْن الطبال وَابْن القويزة والعفيف بن مزروع ونظم الشّعْر وَله ديوَان مديح فِي النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم ذكره شهَاب الدّين بن رَجَب فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ
294 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن أبي الْفضل ابْن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن مَحْمُود بن زِيَادَة الله بن عبد الله ابْن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَغْلَب التَّمِيمِي السَّعْدِيّ أَبُو الْهدى فَخر الدّين ابْن الْجبَاب الْمصْرِيّ ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 643 وأسمع على سبط السلَفِي جُزْء الذهلي وَغَيره وعَلى الرشيد الْعَطَّار وَغَيره وَمَات فِي رَمَضَان سنة 720
295 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن صَالح بن أبي الْعِزّ بن وهيب(1/121)
الْأَذْرَعِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نجم الدّين ابْن الكشك ولد سنة 20 وأسمع على الحجار وَحدث عَنهُ وتفقه وَولي قَضَاء مصر سنة 77 أَيَّامًا قَلَائِل ثمَّ ولي قَضَاء دمشق مرَارًا وَلزِمَ دَاره أخيراً وَكَانَ عَارِفًا بمذهبه درس بأماكن وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 99 وَقد قَارب الثَّمَانِينَ وَأَجَازَ لي
296 - أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين ابْن الرُّومِي سمع من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة الصَّحِيح وناب فِي الحكم عَن جمال الدّين ابْن التركماني وَولي قَضَاء منية الشيرج والمرج وَمَات فِي ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة 760 أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
297 - أَحْمد بن الطنبا القواس الْحلَبِي العزيزي الشَّيْخ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الحلبية ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة 45 وَسمع ابْن خطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم وَحدث وَذكره الذَّهَبِيّ وَابْن رَافع فِي معجميهما وَكَذَا البرزالي قبلهمَا وَقَالَ شيخ صَالح من أهل الْقُرْآن وَالدّين وَالْفضل وَله نظم حسن كَانَ يقرىء الْقُرْآن بجبل قاسيون وانتفع بِهِ جمَاعَة وَيُقَال أَن اسْم وَالِده فِي طبقَة السماع بِخَط الْحَافِظ(1/122)
النابلسي خطلبا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 723
298 - أَحْمد بن آل مَالك الجوكندار أمره النَّاصِر بن قلاون ثمَّ ولي تقدمة فِي سلطنة حسن ثمَّ انْتقل فِي الولايات بغزة وَغَيرهَا ثمَّ طرح الإمرة فِي سنة 79 وَلبس زِيّ الْفُقَرَاء وَصَارَ يمشي فِي الطرقات وَحج كثيرا وجاور وَمَات على ذَلِك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 793
299 - أَحْمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي الدمياطي أَبُو الْحُسَيْن ولد سنة سَبْعمِائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن درادة وَحسن بن عمر الْكرْدِي وشهدة بنت الحصني وست الوزراء وَغَيرهم وبالإسكندرية من إِبْرَاهِيم الغرافي واشتغل بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وانتقى وذيل على ذيل الوفيات الَّتِي جمعهَا الْمُنْذِرِيّ ثمَّ الْحُسَيْنِي وَخرج للدبوسي معجماً وَلغيره من الشُّيُوخ وَجمع مجاميع ورحل إِلَى دمشق بآخرة فَسمع بهَا وَظَهَرت فضائله وَمَات فِي طاعون مصر سنة 749 قَرَأت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَنه مَاتَ فِي رَمَضَان وانتخب عَلَيْهِ الذَّهَبِيّ جُزْءا من حَدِيثه رَأَيْته بِخَط الذَّهَبِيّ وَحدث بِهِ ابْن أيبك وَمِمَّنْ سَمعه مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الْخَيْر ابْن(1/123)
العلائي وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص فَقَالَ الْمُحدث الْحَافِظ الْمُفِيد مُحدث مصر قدم علينا فظهرت معارفه وَحسن مشاركته وَخرجت لَهُ جُزْءا سمع مني وَسمعت مِنْهُ وقرأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ أَنه كَانَ شرع فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ وَلم يكمل وَكَانَ يكْتب خطا دَقِيقًا لكنه مضبوط متقن قوي كثير الْفَائِدَة رَحمَه الله تَعَالَى
300 - أَحْمد بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين ابْن المنفر الْقَرَافِيّ أحد المسندين بِالْقَاهِرَةِ حدث عَن أبي الْحسن الواني وَأبي النُّون الدبوسي ويوسف بن عمر الختني وَحدث وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 794
301 - أَحْمد بن أَيُّوب بن أبي فراس بن هبة الله البعلي يعرف بِابْن الغلفي ولد سنة 678 وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ إِمَام مَسْجِد الْحَنَابِلَة ببعلبك مَاتَ فِي شَوَّال سنة 745
302 - أَحْمد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن قدامَة بن مِقْدَام أَبُو الْعَبَّاس الْمَقْدِسِي شهَاب الدّين ابْن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه الْمُفْتِي ولد سنة 707 وأحضر على هَدِيَّة بنت عَسْكَر وَتفرد بهَا وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر التوزري من مَكَّة وَابْن رَشِيق وَطَائِفَة من مصر وَدخل فِي عُمُوم إجَازَة إِسْحَاق النّحاس لأهل الصالحية وَتفرد بِكُل ذَلِك وَسمع الْكثير من التقي سُلَيْمَان وَيحيى بن سعيد وَعِيسَى(1/124)
الْمطعم وَفَاطِمَة بنت جَوْهَر وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَكَانَ خَاتِمَة المسندين بِدِمَشْق مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 798 وَقد أجَاز لي غير مرّة
303 - أَحْمد بن أبي بكر بن برق شهَاب الدّين الْوَالِي بِدِمَشْق ولاه تنكز نقلا لَهُ من ولَايَة السَّاحِل بصيداء وَكَانَ مشكوراً حسن السياسة وَمَات بِدِمَشْق سنة 736
304 - أَحْمد بن أبي بكر بن حرز الله بن عَليّ السّلمِيّ المقرىء الشَّافِعِي ولد سنة 52 وتفقه بالنووي ولازمه وَكَانَ الشَّيْخ يُحِبهُ ويثني عَلَيْهِ حَتَّى أَنه زَكَّاهُ فِي شَهَادَة شَهِدَهَا عِنْد بعض الْقُضَاة وَأخذ أَيْضا عَن عز الدّين ابْن الصَّائِغ وَابْن عبد الْقوي وَولي الحكم فِي بِلَاد مِنْهَا الْخَلِيل وَبصرى وصرخد وَولي بِدِمَشْق مدارس وَكَانَ قد سمع من يحيى بن الْحَنْبَلِيّ والمقداد الْقَيْسِي وَابْن الصَّابُونِي والرشيد العامري وَغَيرهم وَكَانَ جواداً لَا يدّخر شَيْئا متواضعاً حسن الْأَخْلَاق مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 727
305 - أَحْمد بن أبي بكر بن سَمُرَة الْقطَّان الْحلَبِي حضر على بيبرس العديمي جُزْء البانياسي وَحدث بِهِ وسَمعه مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي بن عشائر سنة 774 وَمَات بعد ذَلِك فِي ...(1/125)
306 - أَحْمد بن أبي بكر بن طيىء بن حَاتِم بن جَيش بن بكار الزبيرِي الْمصْرِيّ الشَّاهِد الْمُحدث ولد فِي حُدُود سنة خمسين وسِتمِائَة وَسمع من الْمعِين الدِّمَشْقِي وَابْن علاق والنجيب وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيرهم وَطلب بِنَفسِهِ وَكتب وَحصل وَكَانَ حفظَة للنوادر متواضعاً قانعاً قَالَ الشهَاب ابْن عَسَاكِر وَمن خطه نقلت كَانَ خيرا مواظباً على الْجَمَاعَة بالجامع الْعَتِيق كثير الصَّدَقَة يقوم اللَّيْل وَكَانَ قبل رَحل مَعَ أبي الْفَتْح الْقشيرِي إِلَى الاسكندرية وَسمع بقرَاءَته كثيرا ولازمه وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة 67 جمع من المصريين والشاميين مِنْهُم الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَالشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَكَانَ يحب إسماع الطّلبَة فقصده الطّلبَة من الْجِهَات لسنه وعلو سَنَده وَذكر أَن أول مشايخه فِي السماع عبد الْهَادِي الْقَيْسِي سمع عَلَيْهِ مشيخته والموطأ وَالْأَرْبَعِينَ الألهية وَقطعَة من المعجم الْكَبِير وَقَالَ غَيره شاخ وَعجز وَتفرد بِبَعْض مروياته وَقَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت مِنْهُ بالإسكندرية قبل سنة سَبْعمِائة وَهُوَ آخر شيوخي فِي الرحلة المصرية وَفَاة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ لَقيته بالإسكندرية طلب وقتا وَسمع وَكتب الطباق وَلم يمهر وَقد عمر وعلت مروياته وَكَانَ حفظَة للنوادر وشاخ وَاحْتَاجَ وَحدث وَعجز وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وَقَالَ وَهُوَ آخر من لَقيته فِي الرحلة موتا مَاتَ فِي شعْبَان سنة 740
307 - أَحْمد بن أبي بكر بن ظافر مجد الدّين ابْن معِين الدّين الْمَالِكِي خطيب الفيوم وسبط الشَّيْخ الْمجد الأخميمي وأخو شرف الدّين الْمَالِكِي قَاضِي(1/126)
الشَّام صاهر الصاحب تَاج الدّين ابْن حنا وَكَانَ عَاقِلا فَاضلا قَالَ أَبُو حَيَّان أحد رجالات الْكَمَال صُورَة وكرماً وعلماً وأدباً مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 721
308 - أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الله الْحَضْرَمِيّ ثمَّ الزبيدِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي شهَاب الدّين انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْفتيا بِبِلَاد الْيمن وَكَانَ خيرا فَاضلا مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 787
309 - أَحْمد بن أبي بكر بن عرام الأسواني الأَصْل الاسكندراني الشَّافِعِي ولد سنة 664 وَأخذ عَن الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَالْعلم الْعِرَاقِيّ ومحيي الدّين حافي رَأسه وبهاء الدّين ابْن النّحاس وَقَرَأَ على الدلاصي وَسمع على جمَاعَة مِنْهُم مُحَمَّد بن طرخان وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس المرسي وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الشاذلي أستاذ المرسي جده لامه وَولي نظر الأحباس بالإسكندرية وعلق على الْمِنْهَاج وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 720 وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُحَمَّد بن عرام وَهُوَ الْقَائِل
(أيا طرس إِن جِئْت الثغور فقبلن ... أنامل مَا مدت لغير صَنِيع)
(وَإِيَّاك من رشح الندى وسط كَفه ... فتمحي سطور سطرت بدموع)
310 - أَحْمد بن أبي بكر بن عَليّ بن جعوان الديري الشَّافِعِي جمال الدّين(1/127)
كَانَ فَاضلا وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم مشيخته وَمن إِسْرَائِيل بن أَحْمد الطَّبِيب وَعبد الْمُنعم بن يحيى الْقرشِي وأسعد بن المظفر القلانسي وَغَيرهم وَصَحب الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وتفقه ونظم الشّعْر الْجيد وَدخل مَعَ الجفل إِلَى الديار المصرية ثمَّ رَجَعَ وَدخل الْبِلَاد الشامية وَولي الحكم بِبَعْضِهَا وَكَانَ أَولا يعرف بِابْن المثني ذكره البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 721
311 - أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد الشَّيْخ شهَاب الدّين الْعَبَّادِيّ الْحَنَفِيّ ذكره ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخه فَكتب عَلَيْهِ شَيخنَا الْمُؤلف مَا صورته ...
312 - أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل كتب فِي الْإِنْشَاء بِدِمَشْق ثمَّ بطرابلس ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ سنة 758 وَله أَربع وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ قوي الْكِتَابَة لَكِن لَا يحسن النّظم
313 - أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن طرخان الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين ولد سنة 663 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم عدَّة أَجزَاء مِنْهَا جُزْء أَيُّوب وَالْمِائَة الفراوية ومعجم أبي يعلى حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 736 وَقد تقدم ذكر وَلَده(1/128)
314 - أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عامري بن سُلَيْمَان الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن سلك ولد سنة 690 وبرع فِي الْفِقْه ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
315 - أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الْحلَبِي الأَصْل شهَاب الدّين بن شرف الدّين بن شمس الدّين بن الشهَاب ولد سنة سبع عشرَة وَكتب فِي الْإِنْشَاء وَكَانَ قوي الْيَدَيْنِ جدا حَتَّى كَانَ يَأْخُذ الْحَيَّة فيحملها بذنبها ويوقعها إِلَى فَوق ويقصفها إِلَى أَسْفَل ويرميها وَقد انْقَطع وَسطهَا وانخلعت فقارات ظهرهَا وَمَات شَابًّا فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة 754
316 - أَحْمد بن أبي بكر بن مَنْصُور بن عَطِيَّة الإسكندري شمس الدّين قَاضِي طرابلس كَانَ فَاضلا فِي أَنْوَاع من الْعُلُوم وَكَانَ شجاعاً وَعِنْده عدد لقِتَال الفرنج وَكَانَ قد أثرى وَكثر مَاله وَبنى بطرابلس مدرسة للشَّافِعِيَّة وَكَانَ كل من ورد عَلَيْهِ يُكرمهُ والكلمة مجتمعة فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ(1/129)
قَالَ الذَّهَبِيّ فَاضل متفنن عَارِف بِالْمذهبِ يتعانى التِّجَارَة مَعَ رَأْي جيد وحزم وَذكر أَنه سمع من الْمُنْذِرِيّ وَأخذ عَن ابْن عبد السَّلَام وَكَانَ مولده سنة 634 وَمَات سنة 707 قَالَ البرزالي بعد مرض طَوِيل حصل لَهُ فِي آخِره برسام فولي غَيره الْقَضَاء وَقَالَ الذَّهَبِيّ كتب إِلَيّ شهَاب الدّين ابْن مري أَن شمس الدّين الْمَذْكُور لما احْتضرَ اجْتَمَعنَا حوله فأظهر فَرحا واستبشاراً وَكرر كلمتي الشَّهَادَة وَقَالَ ساعدوني وآنسوني فَإِن للنَّفس انزعاجاً عِنْد الْفِرَاق وَإِذا رَأَيْتُمُونِي مت مُسلما فاشكروا ربكُم على الْهِدَايَة لهَذَا الدّين الْعَظِيم ثمَّ كرر الشَّهَادَة نَحْو ثَلَاثِينَ مرّة وَمَات
317 - أَحْمد بن بدليك الساقي شاد الشربخاناة التركماني أَصله من بِلَاد الشرق فَقدم هُوَ وأخوته شادي وحاجي وَعمر مصر فخدم أَحْمد عِنْد بكمتر الساقي ثمَّ رَآهُ السُّلْطَان فأعجبه فاستخدمه عِنْده وَجعله شاد الشربخاناة وَلم يزل فِي عداد الخاصكية إِلَى أَن مَاتَ السُّلْطَان فولى نيابه صفد ثمَّ عَاد إِلَى حلب ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر وَقَامَ فِي خلع المظفر هُوَ وشيخو ورفقتهما وَكَانَت المطالعات تكْتب إِلَى السُّلْطَان ونسختها إِلَيْهِم وَوَقع بَينهم مرّة خلف فصاح أَحْمد مَا فِيهَا هَذِه الْمرة من أَوْلَاد السُّلْطَان أحد إِلَّا من صَحَّ لَهُ جلس على التخت فحقدوها عَلَيْهِ وأخرجوه إِلَى صفد نَائِبا ثمَّ شقّ الْعَصَا وَعصى فجردت لَهُ العساكر إِلَى أَن أمسك واعتقل بالإسكندرية ثمَّ أخرج إِلَى نِيَابَة حماة فِي سلطنة النَّاصِر حسن الأولى ثمَّ شقّ الْعَصَا ثَانِيًا إِلَى أَن قتل بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 54 وَكَانَ(1/130)
حُلْو الْوَجْه خَفِيف اللِّحْيَة لَهُ فِي محبَّة الشَّبَاب تراجم مَشْهُورَة مَعَ نَفسه الأبية وهمته الْعَالِيَة
318 - أَحْمد بن بكتمر الساقي ولد سنة 13 تَقْرِيبًا فَأَحبهُ السُّلْطَان النَّاصِر وَهُوَ صَغِير حَتَّى كَانَ مرّة نَائِما على فَخذه حِين إِرَادَته الرّكُوب فَلم يُمكن أحدا من إزعاجه وَأَبوهُ وَاقِف خجلان حَتَّى كَانَ أَكثر النَّاس يَقُول هُوَ ابْن السُّلْطَان وَأمره مائَة وَهُوَ صَغِير وزوجه بنت تنكز نَائِب الشَّام وَعمل الْعرس بِنَفسِهِ واحتفل وَكَانَ يقْضِي عِنْد السُّلْطَان أشغالاً لَا يَقْضِيهَا غَيره وَلم يزل على ارتقائه إِلَى أَن حج مَعَ السُّلْطَان فَمَاتَ رَاجعا فِي الْمحرم سنة 733
319 - أَحْمد بن بكتوت بن عبد الله الْحلَبِي أَبُو الْعَبَّاس اشْتغل وتعانى الْآدَاب وَالْكِتَابَة إِلَى أَن ولي توقيع طرابلس وَنظر بَيت المَال مُدَّة ثمَّ رَجَعَ إِلَى حلب على نظر بَيت المَال ثمَّ ولي كِتَابَة السِّرّ بهَا وَمَات سنة 774 أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
320 - أَحْمد بن بلبان البعلبكي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ وَالِده نَقِيبًا فولد هُوَ سنة 694 وَنَشَأ فِي طلب الْعلم فَسمع من أبي الْعَبَّاس الحجار والشهاب مَحْمُود وَجَمَاعَة وَحفظ الْمِنْهَاج وَغَيره وَأخذ(1/131)
بِدِمَشْق عَن الْبُرْهَان الْفَزارِيّ وَالْمجد التّونسِيّ وعلاء الدّين ابْن الْعَطَّار فِي آخَرين وَأخذ بِمصْر عَن أبي حَيَّان والأصبهاني وَغَيرهمَا وَقَرَأَ القراآت على الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان الكفري وناب فِي الحكم عَن ابْن الْمجد وَغَيره وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل وَأفْتى ودرس وتصدر للإقراء ودرس بالعادلية قَالَ تَاج الدّين فِي الطَّبَقَات كَانَ صَحِيح الذِّهْن كثير الاستحضار متين الضَّبْط حسن الْخط وَقَالَ ابْن سَنَد كَانَ اسْم أَبِيه بلبان فَغَيره عبد الرَّحْمَن قلت وَسمي جده عبد الرَّحِيم على معنى أَن النَّاس كلهم عبيد رب الْعَالمين مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 764
321 - أَحْمد بن بلبان كَاتب الحكم الْمَالِكِي كَانَ يُفْتِي وَله مُرُوءَة مَاتَ فِي صفر سنة 773
322 - أَحْمد بن بيليك المحسني ولي أَبوهُ نِيَابَة الاسكندرية وَولد هُوَ سنة 699 وتفقه للشَّافِعِيّ وتأدب ثمَّ نادم تنكز نَائِب الشَّام فراج عِنْده وتعاطى نظم التَّنْبِيه فنظمه قصيدة بديعة على رُوِيَ الشاطبية كَانَ يعرض مَا يعمله مِنْهَا على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَولا فأولاً إِلَى أَن أكمله وَجَاء(1/132)
نظماً رائقاً وَلم يزل يتَرَدَّد بَين مصر وَالشَّام إِلَى أَن ولي نِيَابَة دمياط وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 753
323 - أَحْمد بن ترْكَان شاه بن أبي الْحسن شمس الدّين أَبُو مُحَمَّد الأقصرائي الصُّوفِي شيخ خانقاه بكتمر بالقرافة وَكَانَ أَولا صوفياً بِسَعِيد السُّعَدَاء وَله يَد فِي التصوف وَكَانَ تلقن الذّكر عَن الشَّيْخ عبد الله ابْن بدر بن عَليّ المراغي وَصورته أَنه يغمض عَيْنَيْهِ وَيجمع همته وَيَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله بانزعاج وَذكر أَن شَيْخه أَخذ ذَلِك من الشّرف الإِسْفِرَايِينِيّ سنة 630 عَن أبي النجيب السهروردي عَن مَحْمُود الزنجاني عَن أبي الْفتُوح الْغَزالِيّ عَن أبي الْعَبَّاس النهاوندي عَن ابْن حبيب عَن رُوَيْم عَن الْجُنَيْد عَن السّري عَن مَعْرُوف عَن دَاوُد الطَّائِي عَن حبيب العجمي عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عَليّ قَالَ قطب الدّين الْحلَبِي فِي تَارِيخ مصر(1/133)
الله أعلم بِصِحَّة اتِّصَال هَذَا الْإِسْنَاد فقد اشْتَمَل على جملَة من الْمَشَايِخ الصلحاء وَمَات أَحْمد سنة 730
324 - أَحْمد بن ثَابت بن أبي الْمجد النَّوَوِيّ اشْتغل على ابْن عَمه الشَّيْخ محيي الدّين وعَلى الشّرف الْمَقْدِسِي ثمَّ ولي قَضَاء شيزر وَكَانَ مشكور السِّيرَة فَاضلا مَاتَ بشيزر فِي شعْبَان سنة 707 أرخه البرزالي
325 - أَحْمد بن جَعْفَر بن أَحْمد بن أسعد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو الْعَبَّاس الدِّمَشْقِي الْحلَبِي المنعوت بالعز الْأَشْقَر قَالَ القطب كَانَ عبدا صَالحا مُقيما بالصارمية معيداً بهَا وَله إِعَادَة بالظاهرية وَكَانَ لَا يخرج إِلَّا لحَاجَة وَحدث عَن النجيب الْحَرَّانِي بأمالي ابْن مِلَّة وَمَات فِي الْعشْرين من الْمحرم سنة 708 وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة
326 - أَحْمد بن أبي جَعْفَر مُحَمَّد الْمُؤَيد الْحلَبِي وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عزون وَأبي الْفرج وَأبي الْعِزّ الحرانيين وَغَيرهم وَكَانَ حسن الشكل مليح(1/134)
البزة ولد فِي رَمَضَان سنة 647 واشتغل فِي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة إِلَى أَن ولي الْإِعَادَة بالفخرية ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 724
327 - أَحْمد بن حَامِد عصية الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ ولي قَضَاء بَغْدَاد وَعظم قدره عِنْد خربندا ثمَّ تغير عَلَيْهِ وَمَات سنة 721
328 - أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن أنو شرْوَان الرَّازِيّ الأَصْل ثمَّ الرُّومِي الْحَنَفِيّ أَبُو المفاخر ابْن أبي الْفَضَائِل جلال الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة حسام الدّين ابْن تَاج الدّين ولد سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة بانكورية من الرّوم وَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل فِي النَّحْو وَالتَّفْسِير وَالْفِقْه قَالَ القطب فِي تَارِيخ مصر اشْتغل كثيرا وَكَانَ جَامعا للفضائل وَيُحب أهل الْعلم مَعَ السخاء وَحسن الْعشْرَة وَقد ولي الْقَضَاء وَهُوَ صَغِير ابْن سبع عشرَة سنة بخرت برت ودرس بِدِمَشْق وَقدم مصر سنة 730 قَالَ ابْن رَافع حدث بِالسَّمَاعِ عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَقَالَ البرزالي ولي قَضَاء الشَّام وناب عَن وَالِده قبل ذَلِك ودرس بالخاتونية والقصاعين وَكَانَت لَهُ عناية بِجَامِع الْأُصُول أَلْقَاهُ دروساً ويحفظ مِنْهُ كثيرا وَكَانَ محبوباً إِلَى النَّاس كثير الصَّدَقَة جواداً متع بحواسه إِلَّا السّمع وَكتب الْخط الْمَنْسُوب على الْوَلِيّ الَّذِي كَانَ بِبِلَاد الرّوم وَمَات(1/135)
سنة 691 وَكَانَ قد انحنى من الْكبر وَإِذا مرض يَقُول أَخْبرنِي رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْمَنَام أَنِّي أعمر فَكَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ أكمل التسعين وَزَاد وَكَانَ سمع الحَدِيث من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث قَلِيلا وَكَانَ يحفظ فِي كل يَوْم من أَيَّام الدُّرُوس ثَلَاثمِائَة سطر وَكَانَت وَفَاته فِي تَاسِع عشر رَجَب سنة 745 وَقد أضرّ قَالَ الشهَاب ابْن فضل الله إِنَّه كَانَ كثير الْمُرُوءَة حسن المعاشرة سخي النَّفس أَقَامَ فَوق السّبْعين سنة يدرس بِدِمَشْق وغالب رُؤَسَاء مذْهبه من الْحُكَّام والمدرسين كَانُوا طلبة عِنْده وَقل مِنْهُم من أفتى ودرس بِغَيْر خطه وَحكي عَنهُ أَنه ذكر أعجوبة وَقعت لَهُ مَعَ امْرَأَة من الْجِنّ فقد ذكرهَا صَاحب آكام المرجان عَن ابْن فضل الله عَنهُ
329 - أَحْمد بن الْحسن بن أَحْمد الْمَقْدِسِي ولد سنة 714 وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ شرف الدّين الْبَارِزِيّ وَأَجَازَ للشَّيْخ برهَان الدّين الْحلَبِي فِي سنة 780(1/136)
330 - أَحْمد بن حسن بن باضة الْأَسْلَمِيّ الموقت الغرناطي كَانَ غَايَة فِي أَحْكَام الْآلَات الفلكية بَالغ ابْن الْخَطِيب فِي إطرائه بذلك وَذكر أَنه مَاتَ سنة 709
331 - أَحْمد بن حسن بن أبي بكر بن حسن الرهاوي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ لقبه طس سمع من الْحسن الْكرْدِي الْمِائَة الشريحية وَمن الواني أَحَادِيث مَنْصُور وَمن الدبوسي والختني وَابْن قُرَيْش وَغَيرهم وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَولي الْحِسْبَة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 776
332 - أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر بن عَليّ العباسي القبي بِضَم الْقَاف وَتَشْديد الْمُوَحدَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بن أبي عَليّ من ذُرِّيَّة المستظهر بن الْمُقْتَدِي اختفى فِي وَاقعَة بَغْدَاد وَتوجه إِلَى حُسَيْن بن فلاح أَمِير خفاجة فَأَقَامَ مُدَّة ثمَّ توصل إِلَى دمشق فَسمع بِهِ المظفر قطز فَطَلَبه وَقدم مصر فَقَامَ ببيعة الظَّاهِر بيبرس وَعقد لَهُ السلطنة وَكَانَ هُوَ بُويِعَ بالخلافة سنة 661 وخطب بِنَفسِهِ وَكَانَت لَهُ شجاعة وديانة وَكَانَ أَولا قد جمع عَسَاكِر من العربان وافتتح بهم عانة والأنبار ثمَّ كرّ عَلَيْهِم التتار فَرجع إِلَى الْعَرَب ثمَّ صَادف الْمُسْتَنْصر الْأسود فَبَايعهُ وَحضر مَعَه قتال التتار فَقتل الْمُسْتَنْصر وَنَجَا(1/137)
هُوَ فَأتى الرحبة ثمَّ سَار إِلَى الْقَاهِرَة ودخلها فِي أَوَاخِر ربيع الآخر سنة 661 وبويع بالخلافة وَعقد هُوَ السلطنة للظَّاهِر بيبرس وَضربت السِّكَّة باسمهما مُدَّة ثمَّ اقْتصر على اسْم السُّلْطَان وَأقَام عِنْده شرف الدّين ابْن الْمَقْدِسِي سنة يفقهه ويعلمه ويكتبه وَأقَام فِي الْخلَافَة أَرْبَعِينَ سنة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 701 فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته أَرْبَعِينَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام
333 - أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي شهَاب الدّين ابْن شرف الدّين ولد سنة 656 بِمصْر واشتغل وتمهر ودرس بالصالحية وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَولي قَضَاء الشَّام فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 ثَلَاثَة أشهر ثمَّ أُعِيد التقي سُلَيْمَان فِي شعْبَان وَكَانَ حسن الْعِبَادَة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 710
334 - أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ شرف الدّين ابْن شرف الدّين ابْن قَاضِي الْجَبَل ولد فِي شعْبَان سنة 693 وأسمع من إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن الْفراء وَمُحَمّد بن عَليّ الوَاسِطِيّ وَأحمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُؤمن فِي آخَرين وَطلب بِنَفسِهِ بعد الْعشْر فَسمع من التقي سُلَيْمَان وَنَحْوه وَأَجَازَ لَهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن القواس وَغَيرهمَا وَخرج لَهُ ابْن سعد مشيخة عَن ثَمَانِيَة عشر شَيخا حدث بهَا واشتغل بِالْعلمِ(1/138)
فبرع فِي الْفُنُون وَكَانَ بارعاً فِي الْعُلُوم بعيد الصيت قديم الذّكر وَله نظم وذهن سيال وَأفْتى فِي شبيبته يُقَال أَن ابْن تَيْمِية أجَازه بالإفتاء وَكَانَ يعْمل الميعاد فيزدحم إِلَيْهِ الْفُضَلَاء والعامة ولي الْقَضَاء فِي سنة 67 فَلم يحمد فِي ولَايَته وَكَانَ صَاحب نَوَادِر وَخط حسن وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الإِمَام الْعَلامَة شرف الدّين صَاحب فنون وذهن سيال وتودد سمع معي وَطلب الحَدِيث وقتا مولده سنة نَيف وَتِسْعين وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 771 وَمن تصانيفه الْقَصْد الْمُفِيد فِي حكم التوكيد وَمَسْأَلَة رفع الْيَدَيْنِ وَالْكَلَام على قَوْله تَعَالَى {أَأَنْت قلت للنَّاس اتخذوني} وَله نظم ونثر وَالْفَائِق فِي الْمَذْهَب
وَمن شعره
(نبيي أَحْمد وَكَذَا إمامي ... وشيخي أَحْمد كالبحر طامي)
(واسمي أَحْمد وبذاك أَرْجُو ... شَفَاعَة سيد الرُّسُل الْكِرَام)
335 - أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن خَليفَة الْحُسَيْنِي الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الشريف ولد سنة 91 واشتغل هُنَاكَ وَمهر ثمَّ تنزل دمشق وشغل(1/139)
بهَا وَمَات سنة 775
336 - أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى اللَّخْمِيّ تَاج الدّين ابْن الصَّيْرَفِي ويدعى هبة الرَّحْمَن ولد سنة ... وَسمع من أَبِيه والعز الْحَرَّانِي وخطيب المزة وغازي بن الحلاوي وَغَيرهم مَاتَ فِي ثَانِي عشْرين ذِي الْحجَّة سنة 743
337 - أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ الكلَاعِي البلنسي المقرىء الأديب ولد فِي حُدُود الْخمسين وتلا بالسبع على أبي جَعْفَر بن الطباع وروى بِالْإِجَازَةِ عَن أَحْمد بن يُوسُف الْهَاشِمِي صَاحب أبي الْخطاب ابْن وَاجِب وَأَجَازَ للوادي آشي نظماً فِي نَحْو مِائَتي بَيت أَولهَا
(الْحَمد لله إسراراً وإعلاناً ... منزل الذّكر تَفْصِيلًا وفرقانا)
كَانَ خطيب بَلَده ونظم فِي القراآت على وضع الشاطبية ونظم قصيدة فِي أصُول الدّين قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا فنون وتواضع ومروءة وَبَاعَ مديد فِي النَّحْو وَله أَخْلَاق كَرِيمَة فاق بهَا أقرانه وسمى قصيدته فِي القراآت لَذَّة السّمع فِي القراآت السَّبع(1/140)
338 - أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى اللَّخْمِيّ تَاج الدّين ابْن الصَّيْرَفِي
339 - أَحْمد بن الْحسن بن الزين مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ شهَاب الدّين سمع من عِيسَى الحجي والنجم الطَّبَرِيّ وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ يتكسب من كِتَابَة الوثائق وَكَانَ مولده سنة عشْرين تَقْرِيبًا وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 797
340 - أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْفُرَات الْحَنَفِيّ الْموقع ولد سنة 683 وَسمع من الدمياطي والصفي والرضي الطبريين فِي آخَرين سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَغَيره وَأثْنى عَلَيْهِ وَمَات فِي عَاشر ذِي الْقعدَة سنة 756 وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي كَانَ رَأْسا فِي صناعَة التوقيع وَالْكِتَابَة والحساب وَكَانَ يقْصد لذَلِك ويعتمد عَلَيْهِ وَاسْتقر وَلَده مَكَانَهُ
341 - أَحْمد بن حسن بن مُحَمَّد بن قلاون الصَّالِحِي كَانَ أكبر إخْوَته وَعين للسلطنة مرّة فَلم يتَّفق ذَلِك وَمَات فِي رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 788
342 - أَحْمد بن الْحسن بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي مجد الدّين ابْن الْخياط تأدب وَعمل الشّعْر إِلَّا أَنه عريض الدَّعْوَى قَلِيل الجدوى وديوانه فِي عدَّة مجلدات مَاتَ بِدِمَشْق سنة 735 وَمن شعره
(وَفِي متشاعري عصري أنَاس ... أقل صِفَات شعرهم الْجُنُون)
(يظنون القريض قيام وزن ... وقافية وَمَا شَاءَت تكون)(1/141)
343 - أَحْمد بن حسن بن منيع بن شُجَاع الحوراني الأَصْل الْحَمَوِيّ الخصائري نزيل حلب سمع بحماة من ابْن الشّحْنَة سنة 718 الصَّحِيح وجزء أبي الجهم وَحدث بحلب وَمَات بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 782 وَسمع مِنْهُ ابْن عشائر وَأَبُو الْوَفَاء سبط ابْن العجمي وَأَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
344 - أَحْمد بن حسن بن باضة الْأَسْلَمِيّ الموقت الغرناطي
345 - أَحْمد بن الْحسن الحسني الْبَغْدَادِيّ شهَاب الدّين الفرضي الضَّرِير جال الْبِلَاد على زمانته فَدخل مصر وأفريقية وَاسْتمرّ مغرباً إِلَى غرناطة وَكَانَ لَهُ نظر سديد فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وممارسة فِي الْأُصُول والمنطق وَقيام على القراآت وَكَانَ كثير الملاحاة شكس الْأَخْلَاق يقبل الصَّدَقَة ماناً بقبولها وَأقَام بغرناطة فِي ظلّ سلطانها إِلَى أَن ارتحل عَنْهَا سنة 753
346 - أَحْمد بن الْحسن بن يُوسُف الجاربردي الإِمَام فَخر الدّين نزيل(1/142)
تبريز تفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وفَاق فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة ذكره ابْن السُّبْكِيّ فِي طبقاته فَقَالَ كَانَ إِمَامًا فَاضلا دينا خيرا وقوراً مواظباً على الشّغل فِي الْعلم وإفادة الطّلبَة اجْتمع مَعَ القَاضِي نَاصِر الدّين الْبَيْضَاوِيّ وَأخذ عَنهُ على مَا بَلغنِي وَله شرح الْمِنْهَاج فِي أصُول الْفِقْه وَشرح تصريف ابْن الْحَاجِب وَشرح الْحَاوِي الصَّغِير وَلم يكمل وحواش على الْكَشَّاف مَشْهُورَة مَاتَ بتبريز فِي شهر رَمَضَان سنة 746 وَذكره الأسنوي فَقَالَ كَانَ عَالما صَالحا دينا وقوراً مواظباً على الأشغال والاشتغال والتصنيف وَذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي طبقاته وَقَالَ فِي آخر تَرْجَمته وجده يُوسُف أحد شُيُوخ الْعلم الْمَشْهُورين بِتِلْكَ الْبِلَاد والمتصدي لشغل الطّلبَة وَله تصانيف مَعْرُوفَة وَعنهُ أَخذ الشَّيْخ نور الدّين الأردبيلي وَغَيره كَذَا نقلته من خطّ بعض الْحفاظ
347 - أَحْمد بن أبي الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن خلف بن مخلف الكيال الاسكندراني الشهير بِابْن المصفي بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا فَاء ولد سنة 649 وَسمع من جمَاعَة من أَصْحَاب الرَّازِيّ مِنْهُم ...(1/143)
348 - أَحْمد بن أبي الْحسن النطوبسي قَرَأت فِي كتاب العقد المنظوم أَنْشدني لنَفسِهِ لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة 726 وَنحن بمنشية مرشد عدَّة أشعار جَيِّدَة
349 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن بدر بن أَحْمد بن شيخ السلامية ضِيَاء الدّين مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 701 أرخه ابْن كثير وَهُوَ وَالِد قطب الدّين مُوسَى الْآتِي
350 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة بن بدر الكفري شرف الدّين ابْن شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة 691 قَيده البرزالي وَأَجَازَ لَهُ التقي الوَاسِطِيّ وَأَخُوهُ أَحْمد وَابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَابْن أبي عصرون والفاروثي ويوسف الغسولي وَغَيرهم وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وتفقه ودرس وَأفْتى وَتسمع الحَدِيث وناب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ ولي قَضَاء دمشق اسْتِقْلَالا ثمَّ نزل عَنهُ لوَلَده جمال الدّين يُوسُف وَمَات يُوسُف سنة 766 وعاش أَبوهُ بعده عشر سِنِين وَمَات سنة 776(1/144)
351 - أَحْمد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن سَابق بن بشار الشبلي محيي الدّين سمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهمَا وَكَانَ خَازِن الْكتب بدار الحَدِيث الأشرفية مَاتَ فِي الْمحرم سنة 744
352 - أَحْمد بن حُسَيْن أَخُو السُّلْطَان أويس قَتله أَخُوهُ أويس فِي سنة 767 لِأَنَّهُ كَانَ السَّبَب فِي عصيان مرجان الطواشي على أويس فَلَمَّا ظفر أويس بالطواشي أَمر بقتل أَخِيه الْمَذْكُور وسر بقتْله أهل السّنة لِأَنَّهُ كَانَ ينصر الرافضة
353 - أَحْمد بن الْحُسَيْن البعلي الْمَعْرُوف بالمصري أَخذ عَن القطب اليونيني وَمَات فِي سنة 761
354 - أَحْمد بن حمدَان بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن سَالم بن دَاوُد بن يُوسُف بن خَالِد الشَّيْخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ أَبُو الْعَبَّاس ولد بأذرعات الشَّام فِي وسط سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَسمع من الحجار والمزي وَحضر عِنْد الذَّهَبِيّ وتفقه على ابْن النَّقِيب وَابْن جملَة وَدخل الْقَاهِرَة فَحَضَرَ درس الشَّيْخ مجد الدّين الزنكلوني ولازم الْفَخر الْمصْرِيّ وَهُوَ الَّذِي أذن لَهُ وَشهد لَهُ عِنْد السُّبْكِيّ بالأهلية ثمَّ ألزم بالتوجه إِلَى حلب وناب عَن قاضيها نجم الدّين ابْن الصَّائِغ فَلَمَّا مَاتَ ترك ذَلِك وَأَقْبل على الأشغال والاشتغال وراسل السُّبْكِيّ بالمسائل(1/145)
الحلبيات وَهِي فِي مُجَلد مَشْهُور واشتهرت فَتَاوِيهِ فِي الْبِلَاد الحلبية وَكَانَ سريع الْكِتَابَة منطرح النَّفس كثير الْجُود صَادِق اللهجة شَدِيد الْخَوْف من الله جمع التَّوَسُّط وَالْفَتْح بَين الرَّوْضَة وَالشَّرْح فِي عشْرين مجلداً كثير الْفَوَائِد وَشرح الْمِنْهَاج فِي غنية الْمُحْتَاج وَفِي قوت الْمُحْتَاج وحجمهما مُتَقَارب وَفِي كل مِنْهُمَا مَا لَيْسَ فِي الآخر إِلَّا أَنه كَانَ فِي الأَصْل وضع أَحدهمَا لحل أَلْفَاظ الْكتاب فَقَط فَمَا انضبط لَهُ ذَلِك بل انْتَشَر جدا وَقدم الْقَاهِرَة بعد موت الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 762 وَأخذ عَنهُ بعض أَهلهَا ثمَّ رَجَعَ ورحل إِلَيْهِ من فضلاء المصريين الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ فَقَرَأت بِخَطِّهِ رحلت إِلَيْهِ سنة 763 فأنزلني دَاره وأكرمني وحباني وأنساني الْأَهْل والأوطان وَالشَّيْخ برهَان الدّين البيجوري وَكتب عَنهُ شرح الْمِنْهَاج بِخَطِّهِ فَلَمَّا قدم دمشق أَخذ عَنهُ بعض الرؤساء وَذكر لي أَنه كَانَ يكْتب فِي اللَّيْل على شمعتين موكبيتين أَو أَكثر وَذكر لي بعض مَشَايِخنَا أَنه كَانَ يكْتب فِي الَّيْلِ كراساً تصنيفاً وَفِي النَّهَار كراساً تصنيفاً لَا يقطع ذَلِك وَلَكِن لَو كَانَ ذَلِك مَعَ الْمُوَاظبَة لكَانَتْ تصانيفه كَثِيرَة جدا لَكِن لَعَلَّه ترك ذَلِك مسودات فَضَاعَت من بعده وَمن نظمه
(يَا موجدي من الْعَدَم ... أقل فقد زل الْقدَم)
(واغفر ذنوباً قد مضى ... وُقُوعهَا من الْقدَم)
(لَا عذر فِي اكتسابها ... إِلَّا الخضوع والندم)
(إِن الْجواد شَأْنه ... غفران زلات الخدم)(1/146)
وَكَانَ فَقِيه النَّفس لطيف الذَّوْق كثير الإنشاد للشعر وَله نظم قَلِيل وَكَانَ يَقُول الْحق وينكر الْمُنكر ويخاطب نواب حلب بالغلظة وَكَانَ محباً للغرباء محسناً إِلَيْهِم مُعْتَقدًا لأهل الْخَيْر كثير الْمُلَازمَة لبيته لَا يخرج إِلَّا فِي الضَّرُورَة وَكَانَ كثير التَّحَرِّي فِي أُمُوره وَكَانَ لَا يَأْذَن لأحد فِي الْإِفْتَاء إِلَّا نَادرا وَكَانَ الباريني مَعَ جلالة قدره إِذا اجْتمعت عِنْده الفتاوي الَّتِي يستشكلها يحضرهُ ويجتمع بِهِ ويسأله عَنْهَا فَيُجِيبهُ فيعتمد على جَوَابه وَقد ذكرت عَنهُ كرامات ومكاشفات وَبَالغ ابْن حبيب فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ فِي ذيله على تَارِيخ وَالِده وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث بحلب وأجازنيه أنشدنا الإِمَام شيخ الشَّافِعِيَّة شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ لنَفسِهِ
(كم ذَا بِرَأْيِك تستبد ... مَا هَكَذَا الرَّأْي الْأسد)
(أأمنت جَبَّار السما ... ء وَمن لَهُ الْبَطْش الأشد)
(فَاعْلَم يَقِينا أَنه ... مَا من مقَام الْعرض بُد)
عرض بِهِ يقوى الضَّعِيف ... ويضعف الْخصم الألد)
(وَلذَلِك الْعرض اتقِي ... أهل التقى وَله اسْتَعدوا)
وَهِي طَوِيلَة مَاتَ فِي خَامِس عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 783(1/147)
355 - أَحْمد بن حمود بن عمر بن حمود بن سَلامَة بن حمود بن هامل بن حمود ابْن سَالم بن مُسلم بن حمود الْحَرَّانِي الْمَعْرُوف بالبطائني التَّاجِر ولد سنة 652 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم فَأكْثر وَمن عبد الله بن طعان والكمال ابْن عبد(1/148)
وَعلي بن الأوحد النشيبي وَالْمجد ابْن عَسَاكِر وَابْن أبي عمر وَيحيى ابْن أبي مَنْصُور الصَّيْرَفِي وَإِسْرَائِيل بن أَحْمد الطَّبِيب وَجمع جم أَخذ عَنهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع وذكروه فِي معاجمهم وَحدث بالكثير وَحفظ الشاطبية وَقَرَأَ بِنَفسِهِ مُدَّة وَكتب بِخَطِّهِ وَكَانَ خيرا أَمينا بشوشاً محباً للأسماع متواضعاً عَاقِلا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْفَقِيه المقرىء قدم دمشق فِي صغره واشتغل وَحفظ وَقَرَأَ وَسمع الْكثير وَأثبت حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْبُرْهَان التنوخي بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة 726
356 - أَحْمد بن خضر بن عبد الرَّحْمَن نور الدّين الشَّافِعِي أحد موقعي الدست سمع من عَليّ بن عبد النصير الزَّاهِد وَزَيْنَب بنت سُلَيْمَان الأسعردي وست الوزراء وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته فِي رَجَب سنة 764
357 - أَحْمد بن خضر الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين مفتي دَار الْعدْل سمع عِيسَى الْمطعم وَجَمَاعَة وَهُوَ مكثر كَذَا قَرَأت بِخَط الْقُدسِي وَلَعَلَّه الَّذِي قبله(1/149)
358 - أَحْمد بن خضر الدِّمَشْقِي هُوَ أحد مشاهير المؤذنين بالجامع الْأمَوِي بِدِمَشْق مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776
359 - أَحْمد بن خَلِيل البزاعي شهَاب الدّين التَّاجِر السراج ولد سنة بضع وَعشْرين وسِتمِائَة وتعانى الْآدَاب فنظم ونثر وَله ديوَان حدث بِشَيْء مِنْهُ سمع مِنْهُ النَّجْم الطوفي الْحَنْبَلِيّ والسراج عبد اللَّطِيف بن الكويك والسديد مُحَمَّد بن فضل الله بن كَاتب المزح وَغَيرهم مَاتَ يَوْم عَاشُورَاء سنة 725 وَقد قَارب الْمِائَة
360 - أَحْمد بن دَاوُد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن حسن بن شويخ الزراد أَبُو مُحَمَّد التَّاجِر سمع من مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي وَحدث وَمَات سنة ...
361 - أَحْمد بن دَاوُد بن أَحْمد الْحِمصِي الْمَعْرُوف بِابْن السَّابِق ولد سنة 709 وَسمع بعض الصَّحِيح من ابْن الشّحْنَة بحمص وَحدث وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين
362 - أَحْمد بن دَاوُد بن مندك الدنيسري الأَصْل الْموصِلِي تفقه على الشَّيْخ تَاج الدّين عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُونُس ثمَّ انْتقل إِلَى ماردين فَأخذ عَن السَّيِّد ركن الدّين وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْحَاوِي بحثا وعلق عَنهُ من فَوَائده ورافق فِي الِاشْتِغَال الشَّيْخ برهَان الدّين الرَّسْعَنِي وَقَرَأَ على السَّيِّد أَيْضا الحاجبية ومختصر الْمَحْصُول وَكَانَ كثير المجون والهزل مَاتَ سنة 743 وَله تسعون سنة
363 - أَحْمد بن دَاوُد بن يحيى بن دَاوُد الحريري الدِّمَشْقِي سمع من الْفَخر(1/150)
مشيخته وَحدث مَاتَ فِي شَوَّال سنة 744
364 - أَحْمد بن رَجَب بن الْحسن بن مُحَمَّد بن مَسْعُود السلَامِي الْبَغْدَادِيّ نزيل دمشق ولد سنة 644 بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بالروايات وأناب وَسمع مشايخها وَطلب الحَدِيث فَسمع من ... ورحل إِلَى دمشق ومصر وَغَيرهمَا وَسمع وَلَده الشَّيْخ زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن رَجَب الْمُحدث الْمَشْهُور الْكثير وَخرج لنَفسِهِ معجماً مُفِيدا رَأَيْته وَجلسَ للإقراء بِدِمَشْق وانتفع النَّاس بِهِ وَكَانَ دينا خيرا عفيفاً وَمَات سنة 4 أَو 775 كَذَا رَأَيْته بخطي وأظنني تلقيته مَعَ بعض الحلبيين وَكتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره فَقَالَ أنشدنا الشَّيْخ الْعَالم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد ابْن رَجَب بن مُحَمَّد الخالداني الْبَغْدَادِيّ المقرىء الْحَنْبَلِيّ لنَفسِهِ
(علمت السوء ثمَّ ظلمت نَفسِي ... وَقد آذَنت رَبِّي أَن أتوبا)
(فَهَب لي رَحْمَة واغفر ذُنُوبِي ... وَعجل مِنْك لي فرجا قَرِيبا)
365 - أَحْمد بن رضوَان بن إِبْرَاهِيم بن أبي الزهر بن الزنهار أَخُو السَّيِّد لأمه الأقباعي القلانسي ولد فِي رَمَضَان سنة 658 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم الْخَامِس من فَوَائِد الْقطيعِي وَغير ذَلِك وَمن عمر الْكرْمَانِي وَغَيرهمَا وَحدث ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات فِي 11 ذِي الْقعدَة سنة 742 حَدثنَا عَنهُ الْبُرْهَان التنوخي وَأَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي بِالْإِجَازَةِ(1/151)
وَمن مسموعه التَّرْغِيب للأصبهاني كَامِلا من ابْن عبد الدَّائِم ومشيخته تَخْرِيجه لنَفسِهِ
366 - أَحْمد بن رضوَان بن عبد الْعَظِيم بن خَالِد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن عبد الْعَظِيم بن جَعْفَر بن عبد الْعَظِيم الجذامي الغرناطي ذكره صَاحب الْكتاب المؤتمن فَقَالَ شَاب فَاضل حسن الصُّحْبَة كريم النَّفس من الفلاحين بِبَلَدِهِ لَدَيْهِ مَال يحوك الشّعْر بالطبع الذكي الَّذِي لَهُ كَقَوْلِه
(يَا سيداً ودعته ومدامعي ... تنهل من عَيْني يَوْم وداعه)
(مَا سَار شخصك عَن محبك إِنَّمَا ... غيبت عَن عَيْنَيْهِ فِي أضلاعه)
قَالَ صَاحب الإكليل شَاعِر طبع وعامر حَيّ من الْأَدَب وَربع حجَّة من حجج الغرائز فِي الْعَالم الحائر يتدفق تدفق الْفُرَات وَيتبع الْمعَانِي كَأَنَّمَا يطْلبهَا بالترات فَيَأْتِي بِكُل عَجِيبَة وَيفتح البديع بَين طبع فَحل وفكرة نجيبة كَقَوْلِه
(زار من بعد مَا طَال انتظاري ... مخجل الْبَدْر فِي ذهَاب السرَار)
(صادم الْبَحْر بالوصال كَمَا صا ... دم جَيش الظلام ضوء النَّهَار)(1/152)
(فشربنا مدامة وأدرنا ... رَاح عتب ممزوجة بعقار)
(وارتشفنا لمى الثغور اعتناقا ... وعزمنا على اقتضا الْإِفْطَار
وَقَوله وَهُوَ من طبقَة المرقص
(يَا من اخْتَار فُؤَادِي مسكنا ... بَابه الْعين الَّتِي ترمقه
(فتح الْبَاب سهادي بعدكم ... فَابْعَثُوا طيفكم يغلقه)
وَلَو امْتَدَّ بِهِ طول الْعُمر لأصبح مثلا فِي الإجادة مَاتَ شَهِيدا فِي جُمَادَى ... عَام 763 عَن إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَربع سنة
367 - أَحْمد بن زاكي بن أَحْمد البالسي الْخَواص سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وغازي الحلاوي وَالْفَخْر عبد الرَّحْمَن الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص حدث وَطلب بِنَفسِهِ وَكَانَ فِيهِ دين وتعفف قَالَ وَسمع معي مَاتَ فِي أول سنة 741 ببلبيس وَقيل فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة 740 قلت وروى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم الْجمال الأسيوطي وَشَيخنَا(1/153)
أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي وَمن مسموعه على الْفَخر عمل يَوْم وَلَيْلَة لِابْنِ السّني أَنا الْكِنْدِيّ وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ عابداً صَالحا خيرا ثمَّ انْقَطع وَصَارَ يتقوت من عمل الخوص وَصَارَ طَوِيل الفكرة عديم الضحك كثير المراقبة
368 - أَحْمد بن زكري بن أبي عَليّ الرَّسْعَنِي التَّاجِر سمع من أبي بكر ابْن النشبي وَغَيره وَكَانَ يُسَافر فِي التِّجَارَة وَحدث سنة 732 بِدِمَشْق
369 - أَحْمد بن زَكَرِيَّا بن أبي العشائر المارديني ولد سنة 629 وَسمع من أَحْمد بن مسلمة وَغَيره وَحدث بمشيخة ابْن مسلمة عَنهُ واستوطن دمشق مُدَّة ثمَّ جفل إِلَى الْقَاهِرَة فاستوطنها حدث عَنهُ ابْن سيد النَّاس والعز ابْن جمَاعَة وَمَات سنة 714 فِي رَمَضَان
370 - أَحْمد بن الزكي بن عبد الله الْموصِلِي الْجَزرِي الجندي شهَاب الدّين نَائِب البيسري كَانَ من أجناد الْحلقَة سمع من تَاج الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعد الله بن الْوزان وَحدث عَنهُ بمشيخته أَخذ عَنهُ الذَّهَبِيّ والبرزالي وَابْن رَافع وَقد قَالَ لم يكن عِنْده غَيرهَا مَاتَ بالمزة فِي الْمحرم سنة 727 فِي جُمَادَى الأولى وَله بضع وَثَمَانُونَ سنة قَالَ البرزالي كَانَ لَا يعرف اسْم أَبِيه وَلَا نسبه وَإِنَّمَا قُلْنَا لَهُ عِنْد كِتَابَة الطَّبَقَة ابْن من فَكتب الْكَاتِب(1/154)
الزكي فَصدقهُ
371 - أَحْمد بن زيد اليمني الْفَقِيه كَانَ من رُؤَسَاء أهل صعدة فَبلغ عَنهُ الإِمَام صَلَاح الدّين بن عَليّ أَمر فَأمر بقتْله فَحمل الْمُصحف وَصَارَ إِلَيْهِ مستجيراً بِهِ فَلم يغن عَنهُ ذَلِك وَقتل فأصيب الإِمَام بعد مَوته بِيَسِير فعد ذَلِك من كراماته وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 973
372 - أَحْمد بن سَالم بن مُحَمَّد بن حَاتِم البلبيسي نظام الدّين كَانَ معدلاً وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَمَات بِظَاهِر الْقَاهِرَة فِي الثَّالِث عشر من ذِي الْحجَّة سنة 741
373 - أَحْمد بن سَالم بن مَحْمُود الْكِنْدِيّ الشَّافِعِي كتب عَنهُ سعيد بن عبد الله الذهلي من شعره قصيدة أَولهَا
(ذَابَتْ عَلَيْك حشاشة المشتاق ... فأنعم عَليّ بنظرة وتلاق)
374 - أَحْمد بن سَالم بن أبي الهيجا بن حميد بن صَالح بن حَمَّاد الْأَذْرَعِيّ شهَاب الدّين ابْن قَاضِي بالس سمع من الْفَخر والصوري وَغَيرهمَا وَسمع كثيرا بِنَفسِهِ وَحدث وَله نظم وَكَانَ حسن السِّيرَة متوددا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 747(1/155)
375 - أَحْمد بن سَالم بن ياقوت الْمَكِّيّ الْمُؤَذّن ولد سنة سِتّ أَو سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَهُوَ الَّذِي رَأَيْته بِخَطِّهِ وَسمع على الرضي الطَّبَرِيّ وعَلى أَخِيه الصفي وَالْفَخْر التوزري وَتفرد بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وعَلى الدلاصي الشاطبية وَمَات فِي الْمحرم 778 سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ سنة 71 وَسمع مِنْهُ الْجُنَيْد البلياني نزيل شيراز
376 - أَحْمد بن سامة بن كَوْكَب الطَّائِي أَبُو الْعَبَّاس الصَّالِحِي الشُّرُوطِي ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْمُحدث قَرَأَ وَنسخ وَحصل وَكَانَ حنفياً متواضعاً مَاتَ فِي صفر سنة 703
377 - أَحْمد بن سعد الله بن مَرْوَان بن عبد الله الفارقي شرف الدّين ابْن الشَّيْخ سعد الله ولد فِي رَجَب سنة 673 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان جُزْء الْأنْصَارِيّ وَولي كِتَابَة الدرج بحماة وَكَانَ حسن الْخلق متودداً لطيف الْكَلِمَة وَمَات بالقدس فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة 737
378 - أَحْمد بن سعد بن عباد الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف بالنجار قَالَ لِسَان الدّين كَانَ من أهل النجابة والتحصيل عَارِفًا بِالشُّرُوطِ وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْأَمَاكِن وَمَات فِي رَمَضَان سنة 750
379 - أَحْمد بن سعد بن عبد الله العسكري الأندرشي النَّحْوِيّ ولد بعد(1/156)
التسعين وَقدم الْمشرق فحج واستوطن دمشق وأقرأ الْعَرَبيَّة وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَشرح التسهيل وَنسخ بِخَطِّهِ تَهْذِيب الْكَمَال ثمَّ اخْتَصَرَهُ وتلا بالسبع على التقي الصَّائِغ وَشرع فِي تَفْسِير كَبِير مَعَ الدّين وَالْأَمَانَة والانجماع عَن النَّاس قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي كُنَّا عِنْد القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فَجرى إمْسَاك تنكز نَائِب الشَّام فَقَالَ الأندرشي مَا علمت بِوُقُوع ذَلِك قَالَ وَكَانَ ذَلِك بعد إمْسَاك تنكز بِخمْس سِنِين وَقد ولي فِيهَا أَربع نواب فتعجبنا من إعراضه عَن أَحْوَال النَّاس وَكَانَ لَهُ بَيت فِي الْجَامِع تَحت المازنة وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ تخرج بِهِ عُلَمَاء وَكَانَ دينا منقبضاً عَن النَّاس شَارك فِي الْفَضَائِل وَنسخ تَهْذِيب الْكَمَال كُله وَاخْتَصَرَهُ وَشرع فِي تَفْسِير كَبِير وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة 750 ووقف كتبه على أهل الْعلم
380 - أَحْمد بن سعد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الجزيري كَانَ أَصله من مرسية وَسكن غرناطة وَكَانَ كثير الإتقان فِي تجويد الْقُرْآن مجوداً مبالغاً فِي الْعِبَادَة أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الطباع وَغَيره(1/157)
وَأَجَازَ لَهُ ابْن الغماز وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 712
381 - أَحْمد بن سعيد بن زيان بن يُوسُف بن زبان الطَّائِي الْحلَبِي عز الدّين كتب الْإِنْشَاء بحلب وَذكره ابْن حبيب وَقَالَ كَانَ حسن الْخط مُحَرر الضَّبْط جيد النّظم والنثر مَعَ أَخْلَاق رضية وشيم تدل على حسن الطوية وَأنْشد لَهُ
(رعى الله ألفاظاً أَتَتْنِي بديعة ... ليشرق مِنْهَا الطرس نظمك والنثر)
(فَقَبلتهَا لما أَتَت واقتنيتها ... وَلَا عجب فِي النَّاس أَن يقتنى الدّرّ)
382 - أَحْمد بن سعيد بن عمر السيواسي أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 719 وَسمع من الْجَزرِي والمزي وَغَيرهمَا وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ قَرَأَ وعني بالروايات وتنبه وَخرج المتباينات
383 - أَحْمد بن سعيد بن عمر الْأَزجيّ قَالَ الشهَاب ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه كَانَ شيخ دَار الحَدِيث المستنصرية ويلقب الْجلَال وَيعرف بِابْن السَّابِق ولد سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وَسمع من مُحَمَّد بن نَاصِر بن حلاوة أَنا مُحَمَّد ابْن يَعْقُوب ابْن أبي الدنية أَنا حَنْبَل قِطْعَة من الْمسند وَحدث وَمَات سنة 758
384 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن الْحسن بن أبي بكر العباسي أَبُو الْقَاسِم(1/158)
أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحَاكِم بن المستكفي بن الْحَاكِم تقدم ذكر جده قَرِيبا وَكَانَ مَعَ أَبِيه بقوص فِي أَوَاخِر دولة النَّاصِر فَلَمَّا مَاتَ عهد بالخلافة لوَلَده فَلم يمض النَّاصِر ذَلِك وَبَايع إِبْرَاهِيم بن أخي المستكفي فَلَمَّا ولي الْأَشْرَف كجك طلب قوصون أَبَا الْقَاسِم هَذَا وَاسْتقر بِهِ فِي الْخلَافَة فباشرها من سنة 42 إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي نصف سنة 753 وَكَانَ يلقب أَولا الْمُسْتَنْصر قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ سمع الحَدِيث على بعض الْمُتَأَخِّرين وَبَلغنِي أَنه حدث وَرَأَيْت بِخَط رفيقنا الشَّيْخ تَقِيّ الدّين المقريزي أَن عوده للخلافة كَانَ فِي أول سلطنة الْمَنْصُور أبي بكر بعناية طاجار الدويدار وَذَلِكَ فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة 741 وَأَنَّهُمْ لما أَرَادوا إِمْضَاء سلطنة الْمَنْصُور طعنوا فِي خلَافَة إِبْرَاهِيم فأحضروا هَذَا أَحْمد يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي الْمحرم سنة 742 وقرروه فِي الْخلَافَة وأثبتها الْقُضَاة ثمَّ فوض هُوَ للمنصور على الْعَادة فَالله أعلم
385 - أَحْمد بن سلسمان بن بيرم الْمَعْرُوف بِابْن الفرمراتي سمع من سنقر المنتقي من سَبْعَة أَجزَاء المخلص 386 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أبي الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن زبان الطَّائِي الْحلَبِي شهَاب الدّين أَخُو شرف الدّين كَانَ كَاتب الْإِنْشَاء بحلب أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 769 وَقد جَاوز الْخمسين(1/159)
387 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْمَقْدِسِي ابْن القَاضِي تَقِيّ الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 662 وَحدث بِصَحِيح مُسلم وَمَات فِي شعْبَان سنة 733 حَدثنَا عَنهُ الْبُرْهَان الشَّامي بِالْإِجَازَةِ
388 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن سَالم بن عَبْدَانِ الحوراني الأَصْل الصَّالِحِي مَاتَ بِدِمَشْق فِي 18 ربيع الأول سنة 718 مولده تَقْرِيبًا سنة 46 حدث عَن خطيب مردا
389 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أبي الطَّاهِر بن القرط الإسْكَنْدراني سمع سداسيات الرَّازِيّ على ابْن زوين
390 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب شرف الدّين ابْن الشيرجي ولد سنة 653 وَسمع الحَدِيث وَحدث وَكَانَ نَاظر الشامية الجوانية وباشر نظر الحسامية وَغير ذَلِك وَكَانَ قد نكب بعد فرار وَالِده إِلَى التتار وَأقَام مُدَّة فِي عيشة صعبة وَمَات فِي شهر ربيع الأول سنة 718
391 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي تفقه على الشَّيْخ شمس الدّين بن خطيب يبرود وَكَانَ حنبلياً ثمَّ تحول شافعياً فمهر فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَالْأَدب مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر صفر(1/160)
سنة 776
392 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن هِلَال الصاحب تَقِيّ الدّين ولد سنة 723 وسمت همته من صغره إِلَى الْوَظَائِف الْكِبَار فسعى فِي أَن يكون فِي كتاب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق فَمَا قدر ثمَّ ولي الوزارة فباشرها فِي رَمَضَان سنة 747 وَهُوَ شَاب حسن الصُّورَة مليح الشكل فاستخفوا بِهِ وَصرف بعد نصف سنة فَأَقَامَ بِدِمَشْق بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 748 وَفِيه يَقُول ابْن نباتة
(منيت مَا أُوتِيتهُ من دولة ... حَملتك فِي الْعشْر من أحلالها)
(فِي مقلة الأجفان أَنْت فَقل لنا ... أَنْت ابْن مقلتها أَو ابْن هلالها)
393 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان بن عَليّ بن سَحَاب البعلبكي ولد سنة 627 وَقَرَأَ على السخاوي وَحدث عَنهُ بالشاطبية مرَارًا وَحدث أَيْضا بِجُزْء سُفْيَان والصفار وَالْأَرْبَعِينَ البلدانية وَسمع من ابْن عَلان وَإِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وَغَيرهمَا وَكَانَ تَاجِرًا ثمَّ دخل فِي الشَّهَادَات وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 712
394 - أَحْمد بن سُلَيْمَان بن يُوسُف الغرناطي أَبُو جَعْفَر بن الْحداد قَرَأَ على أبي الْحسن المنجاطي وَأبي عبد الله بن الفخار وَغَيرهمَا وَكَانَ مشاركاً فِي الْفِقْه والفرائض والعربية وناب فِي الْقَضَاء ثمَّ ولي بِبَعْض الْبِلَاد وَكَانَ(1/161)
نزهاً عفيفاً اغتاله بعض الشطار لكَونه وَجه الحكم عَلَيْهِ فِي استخلاص مَال يَتِيم فَقبض على قَاتله فصلب بِالْمَكَانِ الَّذِي فتك بِهِ فِيهِ وَذَلِكَ فِي 25 شهر رَمَضَان سنة 752 ورثاه لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب بِأَبْيَات
395 - أَحْمد بن سُلَيْمَان الصّقليّ الْفَاضِل العابد شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس كَانَ كثير الْمحبَّة فِي الْعُزْلَة والتخلق بأخلاق السّلف وَولي خطابة الْمَدِينَة الشَّرِيفَة والإمامة بهَا فباشر ذَلِك وَكَانَ يسكن الحسينية بِالْقربِ من جَامع آل مَالك وَله نظم فَمِنْهُ
(يَا غَفلَة شَامِلَة للْقَوْم ... كَأَنَّمَا يرونها فِي النّوم)
(ميت غَد يحمل ميت الْيَوْم)
وَكَانَ لَا يجْتَمع بِالنَّاسِ إِلَّا لَحْظَة يسيرَة لَا يَخْلُو من مواعظه الحسان النافعة رَجَعَ من الْمَدِينَة إِلَى الْقَاهِرَة سنة 778 فَمَاتَ بهَا فِي ثامن ربيع الآخر مِنْهَا
396 - أَحْمد بن أبي الْخَيْر سَلامَة بن أَحْمد بن سَلامَة الإسكندري الْمَالِكِي ولد سنة 671 وَنَشَأ بالثغر وتفقه واشتغل فِي الْفُنُون وناب فِي الحكم وحمدت سيرته ثمَّ ولي قَضَاء دمشق فَدَخلَهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 717 وقدرت وَفَاته بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة 718 وَكَانَ مَحْمُود الطَّرِيقَة صَارِمًا نزهاً قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ من أوعية الْعلم أصولاً وفروعاً وَمن سروات(1/162)
الرِّجَال حشمة وسوددا وَمن خِيَار الْحُكَّام صرامة وعفة وَهُوَ من بَيت كريم بالإسكندرية
397 - أَحْمد بن سَلامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ شهَاب الدّين الْوَاعِظ كَانَ شَيخا بالخانقاه وخطيباً بالجامع كِلَاهُمَا لبشتك وَكَانَ عَلَيْهِ قبُول فِي وعظه ثمَّ تعصب عَلَيْهِ بَعضهم فَخرجت عَنهُ الخانقاه فَعوضهُ الله خانقاه سرياقوس فباشرها إِلَى أَن مَاتَ سنة 769 وصنف كتابا فِي الصُّوفِيَّة
398 - أَحْمد بن شرف بن مَنْصُور الذرعي سمع من أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر وناب فِي الحكم لِابْنِ الْمجد ثمَّ ولي قَضَاء طرابلس ودرس وَكَانَت وَفَاته بطرابلس فِي رَجَب سنة 747
399 - أَحْمد بن صابر أَبُو جَعْفَر الْقَيْسِي ذكر الْكَمَال أَنه قدم ديار مصر بعد السبعمائة وَحكى سَبَب قدومه وَأَنه سمع بهَا الحَدِيث
400 - أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن خطاب البقاعي الأَصْل الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين الزُّهْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 724 وَقيل سنة 21 وَقيل 22 وَقيل 23 وَقدم دمشق سنة 732 فَسمع من أبي مُحَمَّد عبد الله(1/163)
ابْن الْحُسَيْن بن أبي التائب والحافظ جمال الدّين الْمزي والبرزالي وَغَيرهم وَرجع ثمَّ قدمهَا فِي حُدُود الْأَرْبَعين اشْتغل بالفقه حَتَّى مهر فِيهِ وَأخذ عَن الْفَخر الْمصْرِيّ والنور الأربيلي وَأبي الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَأذن لَهُ وَعَن الْبَهَاء الإخميمي فِي الْأُصُول وَكَانَ أَولا يقرىء أَوْلَاد أبي الْبَقَاء ثمَّ درس بالقليجية ثمَّ العادلية وَنزل لَهُ ابْن قَاضِي شُهْبَة سنة 779 عَن الشامية البرانية وَولي الْإِفْتَاء بدار الْعدْل وَحضر دروس السُّبْكِيّ الْكَبِير وَمن بعده ودرس كثيرا وَأفْتى واشتهر وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وناب فِي الحكم عَن تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَمن بعده وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفِقْه وَالْفَتْوَى بِدِمَشْق لِأَنَّهُ تَأَخّر بعد عَلَاء الدّين حجي وعماد الدّين الحسباني وَغَيرهمَا واشتهر ذكره وَبعد صيته وَمَات بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 795
401 - أَحْمد بن صَالح بن غَازِي المارديني صَاحب ماردين يلقب الْملك الْمَنْصُور بن الْملك الصَّالح بن الْملك الْمَنْصُور ولي بعد أَبِيه فِي أول سنة 766 وَكَانَت مَمْلَكَته ثَلَاث سِنِين تَقْرِيبًا وَمَات فِي سنة 769 وَاسْتقر عوضه الصَّالح مَحْمُود فَأَقَامَ أَرْبَعَة أشهر ثمَّ ولي عَمه المظفر دَاوُد بن الصَّالح صَالح
402 - أَحْمد بن صَالح الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ شهَاب الدّين خطيب جَامع الْقصر(1/164)
بِبَغْدَاد كَانَ من فُقَهَاء الْحَنَابِلَة مَاتَ قَتِيلا بأيدي اللنكية لما هجموا بَغْدَاد سنة 795
403 - أَحْمد بن أبي طَالب بن مُحَمَّد أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ الحمامي نزيل مَكَّة سمع من قرَابَته الأنجب الحمامي وَحدث عَنهُ وَكَانَ الدباهي يثني على دينه ومروءته سمع مِنْهُ القَاضِي شمس الدّين ابْن مُسلم وَآخَرُونَ وَمَات بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 وَقد قَارب التسعين
404 - أَحْمد بن أبي طَالب بن أبي النعم نعْمَة بن حسن بن عَليّ بن بَيَان الصَّالِحِي الحجار أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 624 تَقْرِيبًا بل قبل ذَلِك فَإِن الذَّهَبِيّ قَالَ سَأَلته سنة سِتّ وَسَبْعمائة عَن عمره فَقَالَ أَحَق حِصَار النَّاصِر دَاوُد لدمشق وَكَانَ ذَلِك سنة 26 وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد الْقطيعِي وَابْن روزبه والكاشغري وَآخَرُونَ وَمن دمشق جَعْفَر بن عَليّ وَعمر حَتَّى ألحق الأحفاد بالأجداد وَأول مَا ظهر للمحدثين سنة 706 وجد اسْمه فِي أَجزَاء على ابْن اللتي مثل جُزْء ابْن مخلد ومسند عمر للنجار ثمَّ ظهر اسْمه فِي أَسمَاء السامعين على ابْن الزبيدِيّ فَحدث بِالصَّحِيحِ أَكثر من سبعين مرّة بِدِمَشْق والصالحية وبالقاهرة ومصر وحماة وبعلبك وحمص وكفربطنا وَغَيرهَا وَرَأى من الْعِزّ(1/165)
وَالْإِكْرَام مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ وانتحت عَلَيْهِ الْحفاظ ورحل إِلَيْهِ من الْبِلَاد وتزاحموا عَلَيْهِ من سنة 717 إِلَى أَن مَاتَ وَلما مَاتَ نزل النَّاس بِمَوْتِهِ دَرَجَة قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دموي اللَّوْن صَحِيح الركب أشقر طَويلا أَبْطَأَ عَنهُ الشيب وَكَانَت لَهُ همة وَفِيه عقل وَفهم يصغي جيدا وَمَا رَأَيْته نعس فِيمَا أعلم وَثقل سَمعه قَلِيلا فِي الآخر وَكَانَ خياطاً وَلما خدم حجاراً بالقلعة من سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة كَانَ يشد السَّيْف وَيقف بِالْخدمَةِ وَكَانَ رُبمَا أسمع فِي بعض الْأَيَّام أَكثر النَّهَار وَحصل لَهُ المَال وَقدر بالقلعة الْمَعْلُوم وعَلى بَيت المَال قَالَ وَكَانَ فِيهِ دين وملازمة للصَّلَاة ويصوم تَطَوّعا وَقد صَامَ وَهُوَ ابْن مائَة سنة رَمَضَان وَأتبعهُ بست من شَوَّال وَكَانَ حِينَئِذٍ يغْتَسل بِالْمَاءِ الْبَارِد وَلَا يتْرك غشيان الزَّوْجَة وَله بَوَادِر مِنْهَا أَنه سُئِلَ عَن عَاق وَالِديهِ فَقَالَ يقتل وَسُئِلَ عَن صَوْم سِتّ من شَوَّال فَقَالَ {وواعدنا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة وأتممناها بِعشر} قَالَ الذَّهَبِيّ وَلَا ارتاب فِي سَمَاعه من ابْن الزبيدِيّ فَإِنَّهُ لم يكن لَهُ أَخ باسمه قطّ شرع محب الدّين ابْن الْمُحب فِي قِرَاءَة الصَّحِيح قبل مَوته بِيَوْم ثمَّ قَرَأَ عَلَيْهِ الميعاد الثَّانِي يَوْم وَفَاته إِلَى الظّهْر فَمَاتَ قرب الْعَصْر فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من صفر سنة 730
405 - أَحْمد بن ظهير الدّين أبي بكر ظهيرة بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن مَرْزُوق(1/166)
المَخْزُومِي الْمَكِّيّ القَاضِي شهَاب الدّين ولد سنة 718 وَسمع من القَاضِي نجم الدّين الطَّبَرِيّ وأخيه وَأحمد بن الرضي وَالْجمال المطري وَعِيسَى الحجي والأمين الأقشهري والوادي آشي وَعرض عَلَيْهِ الشاطبية وتفقه على الأصفوني وَتخرج فِي الْحساب والفرائض وَأخذ عَن الأسنوي بِالْقَاهِرَةِ وَأخذ الْقرَاءَات عَن إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود المسروري وَأذن لَهُ الشَّيْخ صَلَاح الدّين العلائي فِي الْإِفْتَاء وتصدر للأشغال بِالْحرم مُدَّة فَانْتَفع بِهِ النَّاس وناب فِي الحكم عَن الْحرَازِي ثمَّ عَن أبي الْفضل النويري ثمَّ اسْتَقل بعده بِالْقضَاءِ والخطابة مُدَّة تقرب من سنتَيْن ثمَّ صرف عَن ذَلِك فلازم الأشغال إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث عشرى شهر ربيع الأول سنة 792 وَهُوَ عَم الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة ووالد أبي البركات قَاضِي مَكَّة أَيْضا وجد أبي السعادات قَاضِي مَكَّة أَيْضا قَرَأت بِخَط ابْن سكر أَنه رَحل إِلَى الْمغرب سنة 760 وَسمع بهَا من جمَاعَة(1/167)
406 - أَحْمد بن أبي الْعَافِيَة الأندلسي الرندي أَبُو الْعَبَّاس ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْمُحدث الْفَقِيه رجل فَاضل خير دين قدم علينا سنة أَربع فَأخذ عَن الموازيني وَابْن مشرف والموجودين وَسمع بالثغر من الْقَرَافِيّ وَمَات بِمصْر فِي الكهولة سنة 716
407 - أَحْمد بن عبد الْأَحَد بن أبي الْفَتْح الْحَرَّانِي ثمَّ الْمصْرِيّ سمع من الدمياطي وَابْن الصَّواف وَمُحَمّد بن الْحُسَيْن الفوي سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَحدثنَا عَنهُ أَبُو الْيمن الثَّقَفِيّ بِشَيْء من الخلعيات مَاتَ سنة 767
408 - أَحْمد بن عبد الْحق بن الطفال وَيعرف بِابْن الخيوطي كَمَال الدّين قَالَ شَيخنَا حَدثنَا بالإسكندرية عَن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بِبَعْض الثقفيات وَمَات بهَا فِي رَجَب سنة 760
409 - أَحْمد بن عبد الْحَلِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن أبي الْقَاسِم بن تَيْمِية الْحَرَّانِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن شهَاب الدّين ابْن مجد الدّين ولد فِي عَاشر ربيع الأول سنة 661 وتحول بِهِ أَبوهُ من حران سنة 67 فَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَالقَاسِم الأربلي وَالْمُسلم ابْن عَلان وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر فِي آخَرين وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَنسخ سنَن أبي دَاوُد وَحصل الْأَجْزَاء وَنظر فِي الرِّجَال والعلل وتفقه وتمهر وتميز وَتقدم وصنف ودرس وَأفْتى وفَاق الأقران وَصَارَ عجبا فِي سرعَة الاستحضار وَقُوَّة الْجنان والتوسع فِي الْمَنْقُول والمعقول(1/168)
والإطالة على مَذَاهِب السّلف وَالْخلف وَأول مَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ من مقالاته فِي شهر ربيع الأول سنة 698 قَامَ عَلَيْهِ جمَاعَة من الْفُقَهَاء بِسَبَب الْفَتْوَى الحموية وَبَحَثُوا مَعَه وَمنع من الْكَلَام ثمَّ حضر مَعَ القَاضِي إِمَام الدّين الْقزْوِينِي فانتصر لَهُ وَقَالَ هُوَ وَأَخُوهُ جلال الدّين من قَالَ عَن الشَّيْخ تَقِيّ الدّين شَيْئا عزرناه ثمَّ طلب ثَانِي مرّة فِي سنة 705 إِلَى مصر فتعصب عَلَيْهِ بيبرس الجاشنكير وانتصر لَهُ سلار ثمَّ آل أمره أَن حبس فِي خزانَة البنود مُدَّة ثمَّ نقل فِي صفر سنة 709 إِلَى الاسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وأعيد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ أُعِيد إِلَى الاسكندرية ثمَّ حضر النَّاصِر من الكرك فَأَطْلقهُ وَوصل إِلَى دمشق فِي آخر سنة 712 وَكَانَ السَّبَب فِي هَذِه المحنة أَن مرسوم السُّلْطَان ورد على النَّائِب بامتحانه فِي معتقده لما وَقع إِلَيْهِ من أُمُور تنكر فِي ذَلِك فعقد لَهُ مجْلِس فِي سَابِع رَجَب وَسُئِلَ عَن عقيدته فأملأ مِنْهَا شَيْئا ثمَّ احتضروا العقيدة الَّتِي تعرف بالواسطية فقرىء مِنْهَا وَبَحَثُوا فِي مَوَاضِع ثمَّ اجْتَمعُوا فِي ثَانِي عشرَة وقرروا الصفي الْهِنْدِيّ يبْحَث مَعَه ثمَّ أخروه وَقدمُوا الْكَمَال الزملكاني ثمَّ انْفَصل الْأَمر على أَنه شهد(1/169)
على نَفسه أَنه شَافِعِيّ المعتقد فأشاع أَتْبَاعه أَنه انتصر فَغَضب خصومه وَرفعُوا وَاحِدًا من أَتبَاع ابْن تَيْمِية إِلَى الْجلَال الْقزْوِينِي نَائِب الحكم بالعادلية فعزره وَكَذَا فعل الْحَنَفِيّ بِاثْنَيْنِ مِنْهُم ثمَّ فِي ثَانِي عشرى رَجَب قَرَأَ الْمزي فصلا من كتاب أَفعَال الْعباد للْبُخَارِيّ فِي الْجَامِع فَسَمعهُ بعض الشَّافِعِيَّة فَغَضب وَقَالُوا نَحن المقصودون بِهَذَا ورفعوه إِلَى القَاضِي الشَّافِعِي فَأمر بحبسه فَبلغ ابْن تَيْمِية فَتوجه إِلَى الْحَبْس فَأخْرجهُ بِيَدِهِ فَبلغ القَاضِي فطلع إِلَى القلعة فوافاه ابْن تَيْمِية فتشاجرا بِحَضْرَة النَّائِب واشتط ابْن تَيْمِية على القَاضِي لكَون نَائِبه جلال الدّين آذَى أَصْحَابه فِي غيبَة النَّائِب فَأمر النَّائِب من يُنَادي أَن من تكلم فِي العقائد فعل كَذَا بِهِ وَقصد بذلك تسكين الْفِتْنَة ثمَّ عقد لَهُم مجْلِس فِي سلخ رَجَب وَجرى فِيهِ بَين ابْن الزملكاني وَابْن الْوَكِيل مباحثة فَقَالَ ابْن الزملكاني لِابْنِ الْوَكِيل مَا جرى على الشَّافِعِيَّة قَلِيل حَتَّى تكون أَنْت رئيسهم فَظن القَاضِي نجم الدّين بن صصرى أَنه عناه فعزل نَفسه وَقَامَ فأعانه الْأُمَرَاء وولاه النَّائِب وَحكم الْحَنَفِيّ بِصِحَّة الْولَايَة ونفذها الْمَالِكِي فَرجع إِلَى منزله وَعلم أَن الْولَايَة لم تصح فصمم على الْعَزْل فرسم النَّائِب لنوابه بِالْمُبَاشرَةِ إِلَى أَن يرد أَمر السُّلْطَان ثمَّ وصل بريدي فِي أَوَاخِر شعْبَان بعوده ثمَّ وصل بريدي فِي خَامِس رَمَضَان بِطَلَب القَاضِي وَالشَّيْخ وَأَن يرسلوا بِصُورَة مَا جرى للشَّيْخ فِي سنة 698 ثمَّ وصل مَمْلُوك النَّائِب وَأخْبر أَن الجاشنكير وَالْقَاضِي الْمَالِكِي قد قاما فِي الْإِنْكَار على(1/170)
الشَّيْخ وَأَن الْأَمر اشْتَدَّ بِمصْر على الْحَنَابِلَة حَتَّى صفع بَعضهم ثمَّ توجه القَاضِي وَالشَّيْخ إِلَى الْقَاهِرَة ومعهما جمَاعَة فوصلا فِي الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان وَعقد مجْلِس فِي ثَالِث عشر مِنْهُ بعد صَلَاة الْجُمُعَة فَادّعى على ابْن تَيْمِية عِنْد الْمَالِكِي فَقَالَ هَذَا عدوي وَلم يجب عَن الدَّعْوَى فكرر عَلَيْهِ فأصر فَحكم الْمَالِكِي بحبسه فأقيم من الْمجْلس وَحبس فِي برج ثمَّ بلغ الْمَالِكِي أَن النَّاس يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ فَقَالَ يجب التَّضْيِيق عَلَيْهِ أَن لم يقتل وَإِلَّا فقد ثَبت كفره فنقلوه لَيْلَة عيد الْفطر إِلَى الْجب وَعَاد القَاضِي الشَّافِعِي إِلَى ولَايَته وَنُودِيَ بِدِمَشْق من اعْتقد عقيدة ابْن تَيْمِية حل دَمه وَمَاله خُصُوصا الْحَنَابِلَة فَنُوديَ بذلك وقرىء المرسوم وَقرأَهَا ابْن الشهَاب مَحْمُود فِي الْجَامِع ثمَّ جمعُوا الْحَنَابِلَة من الصالحية وَغَيرهَا واشهدوا على أنفسهم أَنهم على مُعْتَقد الإِمَام الشَّافِعِي وَذكر ولد الشَّيْخ جمال الدّين ابْن الظَّاهِرِيّ فِي كتاب كتبه لبَعض معارفه بِدِمَشْق أَن جَمِيع من بِمصْر من الْقُضَاة والشيوخ والفقراء وَالْعُلَمَاء والعوام يحطون على ابْن تَيْمِية إِلَّا الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ يتعصب لَهُ وَإِلَّا الشَّافِعِي فَإِنَّهُ سَاكِت عَنهُ وَكَانَ من أعظم القائمين عَلَيْهِ الشَّيْخ نصر المنبجي لِأَنَّهُ كَانَ بلغ ابْن تَيْمِية أَنه يتعصب لِابْنِ الْعَرَبِيّ فَكتب إِلَيْهِ كتابا يعاتبه على ذَلِك فَمَا أعجبه لكَونه بَالغ فِي الْحَط على ابْن الْعَرَبِيّ وتكفيره فَصَارَ هُوَ يحط على ابْن تَيْمِية ويغري بِهِ بيبرس الجاشنكير وَكَانَ بيبرس يفرط فِي محبَّة نصر ويعظمه(1/171)
وَقَامَ القَاضِي زين الدّين ابْن مخلوف قَاضِي الْمَالِكِيَّة مَعَ الشَّيْخ نصر وَبَالغ فِي أذية الْحَنَابِلَة وَاتفقَ أَن قَاضِي الْحَنَابِلَة شرف الدّين الْحَرَّانِي كَانَ قَلِيل البضاعة فِي الْعلم فبادر إِلَى إجابتهم فِي المعتقد واستكتبوه خطه بذلك وَاتفقَ أَن قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وَهُوَ شمس الدّين ابْن الحريري انتصر لِابْنِ تَيْمِية وَكتب فِي حَقه محضراً بالثناء عَلَيْهِ بِالْعلمِ والفهم وَكتب فِيهِ بِخَطِّهِ ثَلَاثَة عشر سطراً من جُمْلَتهَا أَنه مُنْذُ ثَلَاثمِائَة سنة مَا رأى النَّاس مثله فَبلغ ذَلِك ابْن مخلوف فسعى فِي عزل ابْن الحريري فعزل وَقرر عوضه شمس الدّين الْأَذْرَعِيّ ثمَّ لم يلبث الْأَذْرَعِيّ أَن عزل فِي السّنة الْمُقبلَة وتعصب سلار لِابْنِ تَيْمِية وأحضر الْقُضَاة الثَّلَاثَة الشَّافِعِي والمالكي والحنفي وَتكلم مَعَهم فِي إِخْرَاجه فاتفقوا على أَنهم يشترطون فِيهِ شُرُوطًا وَأَن يرجع عَن بعض العقيدة فأرسلوا إِلَيْهِ مَرَّات فَامْتنعَ من الْحُضُور إِلَيْهِم وَاسْتمرّ وَلم يزل ابْن تَيْمِية فِي الْجب إِلَى أَن شفع فِيهِ مهنا أَمِير آل فضل فَأخْرج فِي ربيع الأول فِي الثَّالِث وَعشْرين مِنْهُ وأحضر إِلَى القلعة وَوَقع الْبَحْث مَعَ بعض الْفُقَهَاء فَكتب عَلَيْهِ محْضر بِأَنَّهُ قَالَ أَنا أشعري ثمَّ وجد خطه بِمَا نَصه الَّذِي اعْتقد أَن الْقُرْآن معنى قَائِم بِذَات الله وَهُوَ صفة من صِفَات ذَاته الْقَدِيمَة وَهُوَ غير مَخْلُوق وَلَيْسَ بِحرف وَلَا صَوت وَأَن قَوْله {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} لَيْسَ على ظَاهره وَلَا أعلم كنه المُرَاد بِهِ بل لَا يُعلمهُ إِلَّا الله وَالْقَوْل فِي النُّزُول كالقول فِي الاسْتوَاء وَكتبه أَحْمد بن تَيْمِية ثمَّ أشهدوا عَلَيْهِ أَنه تَابَ مِمَّا يُنَافِي ذَلِك مُخْتَارًا وَذَلِكَ(1/172)
فِي خَامِس عشرى ربيع الأول سنة 707 وَشهد عَلَيْهِ بذلك جمع جم من الْعلمَاء وَغَيرهم وَسكن الْحَال وَأَفْرج عَنهُ وَسكن الْقَاهِرَة ثمَّ اجْتمع جمع من الصُّوفِيَّة عِنْد تَاج الدّين إِبْنِ عَطاء فطلعوا فِي الْعشْر الْأَوْسَط من شَوَّال إِلَى القلعة وَشَكوا من ابْن تَيْمِية أَنه يتَكَلَّم فِي حق مَشَايِخ الطَّرِيق وَأَنه قَالَ لَا يستغاث بِالنَّبِيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فَاقْتضى الْحَال أَن أَمر بتسييره إِلَى الشَّام فَتوجه على خيل الْبَرِيد ... وكل ذَلِك وَالْقَاضِي زين الدّين ابْن مخلوف مشتغل بِنَفسِهِ بِالْمرضِ وَقد أشرف على الْمَوْت وبلغه سفر ابْن تَيْمِية فراسل النَّائِب فَرده من بلبيس وَادّعى عَلَيْهِ عِنْد ابْن جمَاعَة وَشهد عَلَيْهِ شرف الدّين ابْن الصَّابُونِي وَقيل أَن عَلَاء الدّين القونوي أَيْضا شهد عَلَيْهِ فاعتقل بسجن بحارة الديلم فِي ثامن عشر شَوَّال إِلَى سلخ صفر سنة 709 فَنقل عَنهُ أَن جمَاعَة يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَأَنه يتَكَلَّم عَلَيْهِم فِي نَحْو مَا تقدم فَأمر بنقله إِلَى الاسكندرية فَنقل إِلَيْهَا فِي سلخ صفر وَكَانَ سَفَره صُحْبَة أَمِير مقدم وَلم يُمكن أحدا من جِهَته من السّفر مَعَه وَحبس ببرج شَرْقي ثمَّ توجه إِلَيْهِ بعض أَصْحَابه فَلم يمنعوا مِنْهُ فتوجهت طَائِفَة مِنْهُم بعد طَائِفَة وَكَانَ مَوْضِعه فسيحاً فَصَارَ النَّاس يدْخلُونَ إِلَيْهِ ويقرؤون عَلَيْهِ ويبحثون مَعَه قَرَأت ذَلِك فِي تَارِيخ البرزالي فَلم يزل إِلَى أَن عَاد النَّاصِر إِلَى السلطنة فشفع فِيهِ عِنْده فَأمر بإحضاره فَاجْتمع بِهِ فِي ثامن عشر شَوَّال سنة 9 فَأكْرمه وَجمع الْقُضَاة وَأصْلح بَينه وَبَين(1/173)
القَاضِي الْمَالِكِي فَاشْترط الْمَالِكِي أَن لَا يعود فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان قد تَابَ وَسكن الْقَاهِرَة وَتردد النَّاس إِلَيْهِ إِلَى أَن توجه صُحْبَة النَّاصِر إِلَى الشَّام بنية الْغُزَاة فِي سنة 712 وَذَلِكَ فِي شَوَّال فوصل دمشق فِي مستهل ذِي الْقعدَة فَكَانَت مُدَّة غيبته عَنْهَا أَكثر من سبع سِنِين وتلقاه جمع عَظِيم فَرحا بمقدمه وَكَانَت والدته إِذْ ذَاك فِي قيد الْحَيَاة ثمَّ قَامُوا عَلَيْهِ فِي شهر رَمَضَان سنة 719 بِسَبَب مَسْأَلَة الطَّلَاق وأكد عَلَيْهِ الْمَنْع من الْفتيا ثمَّ عقد لَهُ مجْلِس آخر فِي رَجَب سنة عشْرين ثمَّ حبس بالقلعة ثمَّ أخرج فِي عَاشُورَاء سنة 721 ثمَّ قَامُوا عَلَيْهِ مرّة أُخْرَى فِي شعْبَان سنة 726 بِسَبَب مَسْأَلَة الزِّيَارَة واعتقل بالقلعة فَلم يزل بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 728 قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي كَانَ كثيرا مَا ينشد
(تَمُوت النُّفُوس بأوصابها ... وَلم تدر عوادها مَا بهَا)
(وَمَا أنصفت مهجة تَشْتَكِي ... اذاها إِلَى غير أحبابها)
وَكَانَ ينشد كثيرا
(من لم يقد ويدس فِي خيشومه ... رهج الْخَمِيس فَلَنْ يَقُود خميسا)
وَأنْشد لَهُ على لِسَان الْفُقَرَاء(1/174)
(وَالله مَا فقرنا اخْتِيَار ... وَإِنَّمَا فقرنا اضطرار)
(جمَاعَة كلنا كسَالَى ... وأكلنا مَا لَهُ عيار)
(يسمع منا إِذا اجْتَمَعنَا ... حَقِيقَة كلهَا فشار)
وسرد أَسمَاء تصانيفه فِي ثَلَاثَة أوراق كبار وَأورد فِيهِ من أمداح أهل عصره كَابْن الزملكاني قبل أَن ينحرف عَلَيْهِ وكأبي حَيَّان كَذَلِك وَغَيرهمَا قَالَ ورثاه مَحْمُود بن عَليّ الدقوقي ومجير الدّين ابْن الْخياط وصفي الدّين عبد الْمُؤمن الْبَغْدَادِيّ وجمال الدّين ابْن الْأَثِير وتقي الدّين مُحَمَّد ابْن سُلَيْمَان الجعبري وعلاء الدّين بن غَانِم وشهاب الدّين ابْن فضل الله وزين الدّين ابْن الوردي وَجمع جم وَأورد لنَفسِهِ فِيهِ مرثية على قافية الضَّاد الْمُعْجَمَة قَالَ الذَّهَبِيّ مَا ملخصه كَانَ يقْضِي مِنْهُ الْعجب إِذا ذكر مَسْأَلَة من مسَائِل الْخلاف وَاسْتدلَّ وَرجع وَكَانَ يحِق لَهُ الِاجْتِهَاد لِاجْتِمَاع شُرُوطه فِيهِ قَالَ وَمَا رَأَيْت أسْرع انتزاعاً للآيات الدَّالَّة على الْمَسْأَلَة الَّتِي يوردها مِنْهُ وَلَا أَشد استحضاراً للمتون وعزوها مِنْهُ كَانَ السّنة نصب عَيْنَيْهِ وعَلى طرف لِسَانه بِعِبَارَة رشيقة وَعين مَفْتُوحَة وَكَانَ آيَة من آيَات الله فِي التَّفْسِير والتوسع فِيهِ وَأما أصُول الدّيانَة وَمَعْرِفَة أَقْوَال الْمُخَالفين فَكَانَ لَا يشق غباره فِيهِ هَذَا مَعَ مَا كَانَ عَلَيْهِ من الْكَرم والشجاعة والفراغ عَن ملاذ النَّفس وَلَعَلَّ فَتَاوِيهِ فِي الْفُنُون تبلغ ثَلَاثمِائَة مُجَلد بل أَكثر وَكَانَ قوالاً(1/175)
بِالْحَقِّ لَا يَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم قَالَ وَمن خالطه وعرفه فقد ينسبني إِلَى التَّقْصِير فِيهِ وَمن نابذه وَخَالفهُ قد ينسبني إِلَى التغالي فِيهِ وَقد أوذيت من الْفَرِيقَيْنِ من أَصْحَابه وأضداده وَكَانَ أَبيض اسود الرَّأْس واللحية قَلِيل الشيب شعره إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ وَكَأن عَيْنَيْهِ لسانان ناطقان ربعَة من الرِّجَال بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ جَهورِي الصَّوْت فصيحاً سريع الْقِرَاءَة تعتريه حِدة لَكِن يقهرها بالحلم قَالَ وَلم أر مثله فِي ابتهاله واستغاثته وَكَثْرَة توجهه وَأَنا لَا أعتقد فِيهِ عصمَة بل أَنا مُخَالف لَهُ فِي مسَائِل أَصْلِيَّة وفرعية فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ سَعَة علمه وفرط شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدّين بشرا من الْبشر تعتريه حِدة فِي الْبَحْث وَغَضب وشظف للخصم تزرع لَهُ عَدَاوَة فِي النُّفُوس وَإِلَّا لَو لاطف خصومه لَكَانَ كلمة إِجْمَاع فَإِن كبارهم خاضعون لعلومه معترفون بشنوفه مقرون بندور خطائه وَأَنه بَحر لَا سَاحل لَهُ وكنز لَا نَظِير لَهُ وَلَكِن ينقمون عَلَيْهِ إخلافاً وأفعالاً وكل أحد يُؤْخَذ من قَوْله وَيتْرك قَالَ وَكَانَ محافظاً على الصَّلَاة وَالصَّوْم مُعظما للشرائع(1/176)
ظَاهرا وَبَاطنا لَا يُؤْتى من سوء فهم فَإِن لَهُ الذكاء المفرط وَلَا من قلَّة علم فَإِنَّهُ بَحر زخار وَلَا كَانَ متلاعباً بِالدّينِ وَلَا ينْفَرد بمسائله بالتشهي وَلَا يُطلق لِسَانه بِمَا اتّفق بل يحْتَج بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث وَالْقِيَاس ويبرهن ويناظر أُسْوَة من تقدمه من الْأَئِمَّة فَلهُ أجر على خطائه وأجران على إِصَابَته إِلَى أَن قَالَ تمرض أَيَّامًا بالقلعة بِمَرَض جد إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من ذِي الْقعدَة وَصلي عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَصَارَ يضْرب بِكَثْرَة من حضر جنَازَته الْمثل وَأَقل مَا قيل فِي عَددهمْ أَنهم خَمْسُونَ ألفا قَالَ الشهَاب ابْن فضل الله لما قدم ابْن تَيْمِية على الْبَرِيد إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة سَبْعمِائة نزل عِنْد عمي شرف الدّين وحض أهل المملكة على الْجِهَاد فَأَغْلَظ القَوْل للسُّلْطَان والأمراء ورتبوا لَهُ فِي مقرّ إِقَامَته فِي كل يَوْم دِينَارا ومخفقة طَعَام فَلم يقبل شَيْئا من ذَلِك وَأرْسل لَهُ السُّلْطَان بقجة قماش فَردهَا قَالَ ثمَّ حضر عِنْده شَيخنَا أَبُو حَيَّان فَقَالَ مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مثل هَذَا الرجل ثمَّ مدحه بِأَبْيَات ذكر أَنه نظمها بديهاً وأنشده إِيَّاهَا
(لما أَتَانَا تَقِيّ الدّين لَاحَ لنا ... دَاع إِلَى الله فَرد مَا لَهُ وزر)
(على محياه من سِيمَا الأولى صحبوا ... خير الْبَريَّة نور دونه الْقَمَر)
(حبر تسربل مِنْهُ دهره حبرًا ... بَحر تقاذف من أمواجه الدُّرَر)
(قَامَ ابْن تَيْمِية فِي نصر شرعتنا ... مقَام سيد تيم إِذْ عَصَتْ مُضر)(1/177)
(وَأظْهر الْحق إِذْ آثاره اندرست ... وأخمد الشَّرّ إِذْ طارت لَهُ شرر)
(كُنَّا نُحدث عَن حبر يَجِيء بهَا ... أَنْت الإِمَام الَّذِي قد كَانَ ينْتَظر)
قَالَ ثمَّ دَار بَينهمَا كَلَام فَجرى ذكر سِيبَوَيْهٍ فَأَغْلَظ ابْن تَيْمِية القَوْل فِي سيبوية فنافره ابو حَيَّان وقطعه بِسَبَبِهِ ثمَّ عَاد ذاما لَهُ وصير ذَلِك ذَنبا لَا يغْفر قَالَ وَحج ابْن الْمُحب سنة 34 فَسمع من أبي حَيَّان أناشيد فَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِه الأبيات فَقَالَ قد كشطتها من ديواني وَلَا أذكرهُ بِخَير فَسَأَلَهُ عَن السَّبَب فِي ذَلِك فَقَالَ ناظرته فِي شَيْء من الْعَرَبيَّة فَذكرت لَهُ كَلَام سِيبَوَيْهٍ فَقَالَ يفشر سِيبَوَيْهٍ قَالَ أَبُو حَيَّان وَهَذَا لَا يسْتَحق الْخطاب وَيُقَال إِن ابْن تَيْمِية قَالَ لَهُ مَا كَانَ سِيبَوَيْهٍ نَبِي النَّحْو وَلَا كَانَ مَعْصُوما بل أَخطَأ فِي الْكتاب فِي ثَمَانِينَ موضعا مَا تفهمها أَنْت فَكَانَ ذَلِك سَبَب مقاطعته إِيَّاه وَذكره فِي تَفْسِيره الْبَحْر بِكُل سوء وَكَذَلِكَ فِي مُخْتَصره النَّهر ورثاه شهَاب الدّين ابْن فضل الله بقصيدة رائية مليحة وَترْجم لَهُ تَرْجَمَة هائلة تنقل من المسالك إِن شَاءَ الله ورثاه زين الدّين ابْن الوردي بقصيدة لَطِيفَة طائية وَقَالَ جمال الدّين السومري فِي أَمَالِيهِ وَمن عجائب مَا وَقع فِي الْحِفْظ من(1/178)
أهل زَمَاننَا أَن ابْن تَيْمِية كَانَ يمر بِالْكتاب مطالعة مرّة فينتقش فِي ذهنه وينقله فِي مصنفاته بِلَفْظِهِ وَمَعْنَاهُ وَقَالَ الأقشهري فِي رحلته فِي حق ابْن تَيْمِية بارع فِي الْفِقْه والأصلين والفرائض والحساب وفنون أخر وَمَا من فن إِلَّا لَهُ فِيهِ يَد طولى وقلمه وَلسَانه متقاربان قَالَ الطوفي سمعته يَقُول من سَأَلَني مستفيداً حققت لَهُ وَمن سَأَلَني مُتَعَنتًا ناقضته فَلَا يلبث أَن يَنْقَطِع فأكفي مُؤْنَته وَذكر تصانيفه وَقَالَ فِي كِتَابه أبطال الْحِيَل عَظِيم النَّفْع وَكَانَ يتَكَلَّم على الْمِنْبَر على طَريقَة الْمُفَسّرين مَعَ الْفِقْه والْحَدِيث فيورد فِي سَاعَة من الْكتاب وَالسّنة واللغة وَالنَّظَر مَا لَا يقدر أحد على أَن يُورِدهُ فِي عدَّة مجَالِس كَأَن هَذِه الْعُلُوم بَين عَيْنَيْهِ فَأخذ مِنْهَا مَا يَشَاء ويذر وَمن ثمَّ نسب أَصْحَابه إِلَى الغلو فِيهِ وَاقْتضى لَهُ ذَلِك الْعجب بِنَفسِهِ حَتَّى زها على أَبنَاء جنسه واستشعر أَنه مُجْتَهد فَصَارَ يرد على صَغِير الْعلمَاء وَكَبِيرهمْ قويهم وحديثهم حَتَّى انْتهى إِلَى عمر فخطأه فِي شَيْء فَبلغ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم الرقي فَأنْكر عَلَيْهِ فَذهب إِلَيْهِ وَاعْتذر واستغفر وَقَالَ فِي حق عَليّ أَخطَأ فِي سَبْعَة عشر شَيْئا ثمَّ خَالف فِيهَا نَص الْكتاب مِنْهَا اعْتِدَاد المتوفي عَنْهَا زَوجهَا أطول الْأَجَليْنِ وَكَانَ لتعصبه لمَذْهَب الْحَنَابِلَة يَقع فِي الأشاعرة حَتَّى أَنه سبّ الْغَزالِيّ فَقَامَ عَلَيْهِ قوم كَادُوا(1/179)
يقتلونه وَلما قدم غازان بجيوش التتر إِلَى الشَّام خرج إِلَيْهِ وَكَلمه بِكَلَام قوي فهم بقتْله ثمَّ نجا واشتهر أمره من يَوْمئِذٍ وَاتفقَ الشَّيْخ نصر المنبجي كَانَ قد تقدم فِي الدولة لاعتقاد بيبرس الجاشنكير فِيهِ فَبَلغهُ أَن ابْن تَيْمِية يَقع فِي ابْن الْعَرَبِيّ لِأَنَّهُ كَانَ يعْتَقد أَنه مُسْتَقِيم وَأَن الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ من الِاتِّحَاد أَو الْإِلْحَاد من قُصُور فهم من يُنكر عَلَيْهِ فَأرْسل يُنكر عَلَيْهِ وَكتب إِلَيْهِ كتابا طَويلا وَنسبه وَأَصْحَابه إِلَى الِاتِّحَاد الَّذِي هُوَ حَقِيقَة الْإِلْحَاد فَعظم ذَلِك عَلَيْهِم وأعانه عَلَيْهِ قوم آخَرُونَ ضبطوا عَلَيْهِ كَلِمَات فِي العقائد مُغيرَة وَقعت مِنْهُ فِي مواعيده وفتاويه فَذكرُوا أَنه ذكر حَدِيث النُّزُول فَنزل عَن الْمِنْبَر دَرَجَتَيْنِ فَقَالَ كنزولي هَذَا فنسب إِلَى التجسيم ورده على من توسل بِالنَّبِيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم أَو اسْتَغَاثَ فأشخص من دمشق فِي رَمَضَان سنة خمس وَسَبْعمائة فَجرى عَلَيْهِ مَا جرى وَحبس مرَارًا فَأَقَامَ على ذَلِك نَحْو أَربع سِنِين أَو أَكثر وَهُوَ مَعَ ذَلِك يشغل ويفتي إِلَى أَن اتّفق أَن الشَّيْخ نصرا قَامَ على الشَّيْخ كريم الدّين الآملي شيخ خانقاه سعيد السُّعَدَاء فَأخْرجهُ من الخانقاه وعَلى شمس الدّين الْجَزرِي فَأخْرجهُ من تدريس الشريفية فَيُقَال أَن الآملي دخل الْخلْوَة بِمصْر أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَلم يخرج حَتَّى زَالَت دولة بيبرس وخمل ذكر نصر وَأطلق ابْن تَيْمِية إِلَى الشَّام وافترق النَّاس فِيهِ شيعًا فَمنهمْ من نسبه إِلَى التجسيم لما ذكر فِي العقيدة الحموية والواسطية وَغَيرهمَا من ذَلِك كَقَوْلِه أَن الْيَد والقدم(1/180)
والساق وَالْوَجْه صِفَات حَقِيقِيَّة لله وَأَنه مستوٍ على الْعَرْش بِذَاتِهِ فَقيل لَهُ يلْزم من ذَلِك التحيز والانقسام فَقَالَ أَنا لَا أسلم أَن التحيز والانقسام من خَواص الْأَجْسَام فألزم بِأَنَّهُ يَقُول بتحيز فِي ذَات الله وَمِنْهُم من ينْسبهُ إِلَى الزندقة لقَوْله أَن النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم لَا يستغاث بِهِ وَأَن فِي ذَلِك تنقيصاً ومنعاً من تَعْظِيم النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَكَانَ أَشد النَّاس عَلَيْهِ فِي ذَلِك النُّور الْبكْرِيّ فَإِنَّهُ لما عقد لَهُ الْمجْلس بِسَبَب ذَلِك قَالَ بعض الْحَاضِرين يُعَزّر فَقَالَ الْبكْرِيّ لَا معنى لهَذَا القَوْل فَإِنَّهُ إِن كَانَ تنقيصاً يقتل وَإِن لم يكن تنقيصا لَا يُعَزّر وَمِنْهُم من ينْسبهُ إِلَى النِّفَاق لقَوْله فِي عَليّ مَا تقدم وَلقَوْله إِنَّه كَانَ مخذولا حَيْثُ مَا توجه وَأَنه حاول الْخلَافَة مرَارًا فَلم ينلها وَإِنَّمَا قَاتل للرئاسة لَا للديانة وَلقَوْله إِنَّه كَانَ يحب الرِّئَاسَة وَأَن عُثْمَان كَانَ يحب المَال وَلقَوْله أَبُو بكر أسلم شَيخا يدْرِي مَا يَقُول وَعلي أسلم صَبيا وَالصَّبِيّ لَا يَصح إِسْلَامه على قَول وبكلامه فِي قصَّة خطْبَة بنت أبي جهل وَمَات مَا نَسَبهَا من الثَّنَاء على ... وقصة أبي الْعَاصِ ابْن الرّبيع وَمَا يُؤْخَذ من مفهومها فَإِنَّهُ شنع فِي ذَلِك فألزموه بالنفاق لقَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم(1/181)
وَلَا يبغضك إِلَّا مُنَافِق وَنسبه قوم إِلَى أَنه يسْعَى فِي الْإِمَامَة الْكُبْرَى فَإِنَّهُ كَانَ يلهج بِذكر ابْن تومرت ويطريه فَكَانَ ذَلِك مؤكداً لطول سجنه وَله وقائع شهيرة وَكَانَ إِذا حوقق وألزم يَقُول لم أرد هَذَا إِنَّمَا أردْت كَذَا فيذكر احْتِمَالا بَعيدا قَالَ وَكَانَ من أذكياء الْعَالم وَله فِي ذَلِك أُمُور عَظِيمَة مِنْهَا أَن مُحَمَّد بن أبي بكر السكاكيني عمل أبياتاً على لِسَان ذمِّي فِي إِنْكَار الْقدر وأولها
(أيا عُلَمَاء الدّين ذمِّي دينكُمْ ... تحير دلوه بأعظم حجَّة)
(إِذا مَا قضى رَبِّي بكفري بزعمكم ... وَلم يرضه مني فَمَا وَجه حيلتي)
فَوقف عَلَيْهَا ابْن تَيْمِية فَثنى إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى وَأجَاب فِي مَجْلِسه قبل أَن يقوم بِمِائَة وَتِسْعَة عشر بَيْتا أَولهَا
(سؤالك يَا هَذَا سُؤال معاند ... مخاصم رب الْعَرْش باري الْبَريَّة)
وَكَانَ يَقُول أَنا فأقرت فِي الأقفاص وَقَالَ شيخ شُيُوخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي فِي تَرْجَمَة ابْن تَيْمِية حداني يَعْنِي الْمزي على رُؤْيَة الشَّيْخ الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين فَأَلْفَيْته مِمَّن أدْرك من الْعُلُوم حظاً وَكَانَ يستوعب السّنَن والْآثَار حفظا إِن تكلم فِي التَّفْسِير فَهُوَ حَامِل(1/182)
رايته أَو أفتى فِي الْفِقْه فَهُوَ مدرك غَايَته أَو ذَاكر فِي الحَدِيث فَهُوَ صَاحب علمه وَذُو رِوَايَته أَو حَاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته فِي ذَلِك وَلَا أرفع من درايته برز فِي كل فن على أَبنَاء جنسه وَلم تَرَ عين من رَآهُ مثله وَلَا رَأَتْ عينه مثل نَفسه كَانَ يتَكَلَّم فِي التَّفْسِير فيحضر مَجْلِسه الجم الْغَفِير ويردون من بحره العذب النمير يرتعون من ربع فَضله فِي رَوْضَة وغدير إِلَى أَن دب إِلَيْهِ من أهل بَلَده دَاء الْحَسَد وألب أهل النّظر مِنْهُم على مَا ينْتَقد عَلَيْهِ من أُمُور المعتقد فحفظوا عَنهُ فِي ذَلِك كلَاما أوسعوه بِسَبَبِهِ ملاما وفوقوا لتبديعه سهاماً وَزَعَمُوا أَنه خَالف طريقهم وَفرق فريقهم فنازعهم ونازعوه وقاطع بَعضهم وقاطعوه ثمَّ نَازع طَائِفَة أُخْرَى ينتسبون من الْفقر إِلَى طَريقَة ويزعمون أَنهم على أدق بَاطِن مِنْهَا وَأجلى حَقِيقَة فكشف تِلْكَ الطرائق وَذكر على مَا زعم بوائق فآضت إِلَى الطَّائِفَة(1/183)
الأولى من منازعيه واستغاثت بذوي الضغن عَلَيْهِ من مقاطعيه فوصلوا بالأمراء أمره وأعمل كل مِنْهُم فِي كفره فكره فرتبوا محَاضِر وألبوا الرويبضة للسعي بهَا بَين الأكابر وَسعوا فِي نَقله إِلَى حَضْرَة المملكة بالديار المصرية فَنقل وأودع السجْن سَاعَة حُضُوره واعتقل وعقدوا لإراقة دَمه مجَالِس وحشدوا لذَلِك قوما من عمار الزوايا وسكان الْمدَارِس مَا بَين مجامل فِي الْمُنَازعَة ومخاتل بالمخادعة ومجاهر بالتكفير مباد بالمقاطعة يسومونه ريب الْمنون وَرَبك يعلم مَا تكن صُدُورهمْ وَمَا يعلنون وَلَيْسَ المجاهر بِكُفْرِهِ بِأَسْوَأ حَالا من المجامل وَقد دبت إِلَيْهِ عقارب مكره فَرد الله كيد كل فِي نَحره ونجاه على يَد من اصطفاه وَالله غَالب على أمره ثمَّ لم يخل بعد ذَلِك من فتْنَة بعد فتْنَة وَلم ينْتَقل طول عمره من محنة إِلَّا إِلَى محنة إِلَى أَن فوض أمره إِلَى بعض الْقُضَاة فتقلد مَا تقلد من اعتقاله وَلم يزل بمحبسه ذَلِك إِلَى حِين ذَهَابه إِلَى رَحْمَة الله وانتقاله وَإِلَى الله ترجع الْأُمُور وَهُوَ مطلع على خَائِنَة الْأَعْين وَمَا تخفي الصُّدُور وَكَانَ(1/184)
يَوْمه مشهوداً ضَاقَتْ بجنازته الطَّرِيق وانتابها الْمُسلمُونَ من كل فج عميق يَتَقَرَّبُون بمشهده يَوْم يقوم الْإِشْهَاد ويتمسكون بسريره حَتَّى كسروا تِلْكَ الأعواد قَالَ الذَّهَبِيّ مترجماً لَهُ فِي بعض الإجازات قَرَأَ الْقُرْآن وَالْفِقْه وناظر وَاسْتدلَّ وَهُوَ دون الْبلُوغ وبرع فِي الْعلم وَالتَّفْسِير وَأفْتى ودرس وَهُوَ دون الْعشْرين وصنف التصانيف وَصَارَ من كبار الْعلمَاء فِي حَيَاة شُيُوخه وتصانيفه نَحْو أَرْبَعَة آلَاف كراسة وَأكْثر وَقَالَ فِي مَوضِع آخر وَأما نَقله للفقه ومذاهب الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فضلا عَن الْمذَاهب الْأَرْبَعَة فَلَيْسَ لَهُ فِيهِ نَظِير وَفِي مَوضِع آخر وَله بَاعَ طَوِيل فِي معرفَة أَقْوَال السّلف وَقل أَن تذكر مَسْأَلَة إِلَّا وَيذكر فِيهَا مَذَاهِب الْأَئِمَّة وَقد خَالف الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة فِي عدَّة مسَائِل صنف فِيهَا وَاحْتج لَهَا بِالْكتاب وَالسّنة وَلما كَانَ معتقلاً بالإسكندرية التمس مِنْهُ صَاحب سبتة أَن يُجِيز لَهُ بعض مروياته فَكتب لَهُ جملَة من ذَلِك فِي عشرَة أوراق بأسانيده من حفظه بِحَيْثُ يعجز أَن يعْمل بعضه أكبر من يكون وَأقَام عدَّة سِنِين لَا يُفْتِي بِمذهب معِين وَقَالَ فِي مَوضِع آخر بَصيرًا بطريقة السّلف وَاحْتج لَهُ بأدلة وَأُمُور لم يسْبق إِلَيْهَا وَأطلق عِبَارَات أحجم عَنْهَا غَيره حَتَّى قَامَ عَلَيْهِ خلق من الْعلمَاء بالمصرين فبدعوه(1/185)
وناظروه وَهُوَ ثَابت لَا يداهن وَلَا يحابي بل يَقُول الْحق إِذا أَدَّاهُ إِلَيْهِ اجْتِهَاده وحدة ذهنه وسعة دائرته فَجرى بَينهم حملات حربية ووقعات شآمية ومصرية ورموه عَن قَوس وَاحِدَة ثمَّ نجاه الله تَعَالَى وَكَانَ دَائِم الابتهال كثير الِاسْتِعَانَة قوي التَّوَكُّل رابط الجأش لَهُ أوراد وأذكار يدمنها قلبية وجمعية وَكتب الذَّهَبِيّ إِلَى السُّبْكِيّ يعاتبه بِسَبَب كَلَام وَقع مِنْهُ فِي حق ابْن تَيْمِية فَأَجَابَهُ وَمن جملَة الْجَواب وَأما قَول سَيِّدي فِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فالمملوك يتَحَقَّق كَبِير قدره وزخارة بحره وتوسعه فِي الْعُلُوم النقلية والعقلية وفرط ذكائه واجتهاده وبلوغه فِي كل من ذَلِك الْمبلغ الَّذِي يتَجَاوَز الْوَصْف والمملوك يَقُول ذَلِك دَائِما وَقدره فِي نفسير أكبر من ذَلِك وَأجل مَعَ مَا جمعه الله لَهُ من الزهادة والورع والديانة ونصرة الْحق وَالْقِيَام فِيهِ لَا لغَرَض سواهُ وحرية على سنَن السّلف وَأَخذه من ذَلِك بالمأخذ الأوفى وغرابة مثله فِي هَذَا الزَّمَان بل فِيمَا مضى من أزمان وقرأت بِخَط الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي فِي ثَبت شيخ شُيُوخنَا الْحَافِظ بهاء الدّين عبد الله بن مُحَمَّد بن خَلِيل مَا نَصه وَسمع بهاء الدّين الْمَذْكُور على الشَّيْخَيْنِ شَيخنَا وَسَيِّدنَا وإمامنا فِيمَا بَيْننَا وَبَين الله تَعَالَى شيخ التَّحْقِيق السالك بِمن اتبعهُ أحسن طَرِيق ذِي الْفَضَائِل المتكاثرة والحجج الْقَاهِرَة الَّتِي أقرَّت الْأُمَم كَافَّة أَن هممها عَن حصرها قَاصِرَة وَمَتعْنَا الله بِعُلُومِهِ الفاخرة ونفعنا بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهُوَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الرباني والحبر الْبَحْر القطب النوراني إِمَام الْأَئِمَّة بركَة الْأمة 187 عَلامَة الْعلمَاء وَارِث الْأَنْبِيَاء آخر الْمُجْتَهدين أوحد عُلَمَاء الدّين شيخ الْإِسْلَام حجَّة الْأَعْلَام قدوة الْأَنَام برهَان المتعلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بَحر الْعُلُوم كنز المستفيدين ترجمان الْقُرْآن أعجوبة الزَّمَان فريد الْعَصْر والأوان تَقِيّ الدّين إِمَام الْمُسلمين حجَّة الله على الْعَالمين اللَّاحِق بالصالحين والمشبه بالماضين مفتي الْفرق نَاصِر الْحق عَلامَة الْهدى عُمْدَة الْحفاظ فَارس الْمعَانِي والألفاظ ركن الشَّرِيعَة ذُو الْفُنُون البديعة أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب قَالَ اجْتمعت بالشيخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ سنة 79 لما أردْت الرحلة إِلَى دمشق فَكتب لي كتبا إِلَى الياسوفي والحسباني وَابْن الجابي وَابْن مَكْتُوم وَجَمَاعَة الشَّافِعِيَّة إِذْ ذَاك فَحصل لي بذلك مِنْهُم تَعْظِيم وَذكر لي فِي ذَلِك الْمجْلس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر شَيْئا من كراماته وَذكر أَنه حضر جنَازَته وَأَن النَّاس خَرجُوا من الْجَامِع من كل بَاب وَخرجت من بَاب الْبَرِيد فَوَقَعت سرموزتي فَلم أستطع أَن أستعيدها وصرت أَمْشِي على صُدُور النَّاس ثمَّ لما فَرغْنَا وَرجعت لقِيت السرموزة وَذَلِكَ من بركَة الشَّيْخ رَحمَه الله
410 - أَحْمد بن عبد الحميد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ الصعيدي ثمَّ الأرمني(1/186)
عَلامَة الْعلمَاء وَارِث الْأَنْبِيَاء آخر الْمُجْتَهدين أوحد عُلَمَاء الدّين شيخ الْإِسْلَام حجَّة الْأَعْلَام قدوة الْأَنَام برهَان المتعلمين قامع المبتدعين سيف المناظرين بَحر الْعُلُوم كنز المستفيدين ترجمان الْقُرْآن أعجوبة الزَّمَان فريد الْعَصْر والأوان تَقِيّ الدّين إِمَام الْمُسلمين حجَّة الله على الْعَالمين اللَّاحِق بالصالحين والمشبه بالماضين مفتي الْفرق نَاصِر الْحق عَلامَة الْهدى عُمْدَة الْحفاظ فَارس الْمعَانِي والألفاظ ركن الشَّرِيعَة ذُو الْفُنُون البديعة أَبُو الْعَبَّاس ابْن تَيْمِية وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب قَالَ اجْتمعت بالشيخ شهَاب الدّين الْأَذْرَعِيّ سنة 79 لما أردْت الرحلة إِلَى دمشق فَكتب لي كتبا إِلَى الياسوفي والحسباني وَابْن الجابي وَابْن مَكْتُوم وَجَمَاعَة الشَّافِعِيَّة إِذْ ذَاك فَحصل لي بذلك مِنْهُم تَعْظِيم وَذكر لي فِي ذَلِك الْمجْلس الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن تَيْمِية وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر شَيْئا من كراماته وَذكر أَنه حضر جنَازَته وَأَن النَّاس خَرجُوا من الْجَامِع من كل بَاب وَخرجت من بَاب الْبَرِيد فَوَقَعت سرموزتي فَلم أستطع أَن أستعيدها وصرت أَمْشِي على صُدُور النَّاس ثمَّ لما فَرغْنَا وَرجعت لقِيت السرموزة وَذَلِكَ من بركَة الشَّيْخ رَحمَه الله
410 - أَحْمد بن عبد الحميد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ الصعيدي ثمَّ الأرمني(1/187)
سراج الدّين ولد بأرمنت من صَعِيد مصر الْأَعْلَى سنة 644 واشتغل بقوص فَأخذ عَن الشَّيْخ مجد الدّين الْقشيرِي وَأذن لَهُ فِي الْفَتْوَى ثمَّ قدم مصر فَأخذ عَن علمائها وَأعَاد بمدرسة زين التُّجَّار وَسمع من ... وصنف التصانيف مِنْهَا الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَمِنْهَا كتاب الْجمع وَالْفرق وباشر قَضَاء قوص وَغَيرهَا وَكَانَ مشكور السِّيرَة قَالَ الأسنوي كَانَ فِي الْفِقْه إِمَامًا مَعَ فَضِيلَة تَامَّة فِي الْأُصُول والنحو وَغير ذَلِك وَعمر إِلَى أَن لم يبْق بِمصْر فِي الْفَتْوَى أقدم مِنْهُ وَكَانَ حسن المحاضرة يحسن الْأَدَب ونظم الشّعْر وَأقَام بقوص إِلَى أَن لسعه ثعبان بِظَاهِر قوص فَمَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 725
411 - أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن يُوسُف بن قَاسم بن عبد الله بن عبد الْخَالِق بن ساهل أمره الكتاني شهَاب الدّين الشرمساحي أَبُو يُوسُف الشَّاعِر ولد سنة 663 وتعانى النّظم فمهر وَكَانَ سخي النَّفس وَله مُرُوءَة وَلم تكن طَرِيقَته محمودة روى عَنهُ من شعره أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي وَأَبُو حَيَّان وَغَيرهمَا مِنْهُم السُّبْكِيّ وَكَانَ شَاعِرًا مَشْهُورا مُولَعا بالهجاء حَتَّى أَنه لما دخل دمشق قدم لقاضيها شهَاب الدّين الخويي قصيدة هجو فَردهَا إِلَيْهِ وَقَالَ كَأَنَّك ذاهل قَالَ بل لست بذاهل بل صنعت ذَلِك عمدا لأشتهر(1/188)
لِأَنِّي رَأَيْت النَّاس اجْتَمعُوا على الثَّنَاء عَلَيْك فَرَأَيْت أَن أخالفهم فَإِنِّي لَو مدحتك فأعطيتني لم يشْعر بِي أحد فَإِذا هجوتك وعزرتني يُقَال مَا هَذَا فَيُقَال هَذَا غَرِيم القَاضِي فأشتهر فوصله وَعَفا عَنهُ وَحضر إِلَى ابْن عَدْلَانِ لما عزل عَن نِيَابَة الحكم فأنشده
(وَالله مَا سرني عزل ابْن عَدْلَانِ ... )
فَقَالَ لَهُ جزيت خيرا فَقَالَ
(من غير صفع وَلَا وَالله أرضاني)
فَقَالَ قبحك الله يَا نحس قَالَ الْكَمَال جَعْفَر أنْشد هَذَا بِحَضْرَة الْأَمِير مُوسَى بن الْملك الصَّالح وَكَانَ يشكي إِلَيْهِ فَضَربهُ فَكَانَ ذَلِك سَبَب إشاعته القصيدة الْمَذْكُورَة وَهُوَ صَاحب القصيدة الْمَشْهُورَة
(مَتى يسمع السُّلْطَان شكوى الْمدَارِس ... وأوقافها مَا بَين عاف ودارس)
وأفحش فِيهَا من هجو القَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة وَرمى وَلَده فِيهَا بعظائم غالبها كذب وبهتان يَقُول فِيهَا
(يَمُوت عديم الْقُوت بِالْجُوعِ حسرة ... ويشبع بالأوقاف أهل الطيالس)(1/189)
(فَمَا أجد إِلَّا وحسو حسابه ... من الْغبن نَار دونهَا نَار فَارس)
(وَهَذَا ابْن قَاضِي الْمُسلمين مُوكل ... بلعق وَرَاح فِي ظلام الحنادس)
(وَمَا ذَاك إِلَّا أَن وَالِده امْرُؤ ... جنوح لما يرضى بِهِ غير عَابس)
(وَإِن رام مِنْهُ مَال وقف يضيعه ... فَمَا هُوَ للأموال عَنهُ بحابس)
(ونعذرو نجلا هام فِي زمن الصَّبِي ... بِكُل صبي فاتر الطّرف ناعس)
(فكم صَاد غزلاناً من التّرْك دونهَا ... فوارس حَرْب يَا لَهَا من فوارس)
(وَكم بَاعَ أَمْوَال الْيَتَامَى لقربها ... توسد للمردان فَوق الطنافس)
(فسل مُودع الْأَيْتَام مَا صَنَعُوا بِهِ ... وَقد كنسوه عَامِدًا بالمكانس)
(وجامع طولون فَمَا كَانَ وَقفه ... لَهُ إِذا تاه غير لحسة لاحس)
فَلَمَّا شاعت هَذِه القصيدة طلبه القَاضِي فسجنه فَقَامَ فِي حَقه أيدغدى(1/190)
شقير حَتَّى خلصه مِنْهُ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 713 قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ شَاعِرًا مجيداً وَفِيه عروبية ومكرمة وَكَانَ كثير الهجو حصل لَهُ بِسَبَبِهِ التَّعَب سمع مِنْهُ من نظمه الْمَشَايِخ كَأبي حَيَّان وان سيد النَّاس وَكَانَ ينْتَقل فِي الْبِلَاد لَا يتحَرَّى طَرِيق الرشاد وَالله لَا يحب الْفساد قَالَ وَلما نظم القصيدة السينية لم يَقع لَهُ فِيهَا جيد إِلَّا المطلع وَقيل أَنه أَعَانَهُ عَلَيْهَا جمَاعَة وحاصلها فجور وبهتان دله على نظمها الشَّيْطَان فَصَارَت حَالَته بعْدهَا مذمومة فَإِن لُحُوم الْعلمَاء مَسْمُومَة فلج إِلَى منفلوط فعاجلته الْمنية وَهُوَ الْقَائِل
(لَا وَأخذ الله عَيْنَيْهِ فقد نشطت ... إِلَى تلافي وفيهَا غَايَة الكسل)
(ترمي الْقُلُوب فَمَا تَدْرِي أَقَامَ بهَا ... هاروت أم قَامَ رام من بني ثعل)
وَله
(رَأَيْت الشهَاب وَقد حل بِي ... قفا الْفَتْح من طرب هازلا)
(وَمَا برح الْبَحْر من دأبه ... طوال المدى يلطم الساحلا)
وَهُوَ الْقَائِل
(لَا تعجبوا للمجانيق الَّتِي رشقت ... عكا بِنَار وهدتها بأحجار)(1/191)
(بل اعجبوا للسان النَّار قائلة ... هذي منَازِل أهل النَّار فِي النَّار)
وَهُوَ الْقَائِل لما تسلطن المظفر بيبرس وزالت دولته عَن قرب وَفِي مدح النَّاصِر بقصيدة أَولهَا
(ولي المظفر لما فَاتَهُ الظفر ... وناصر الدّين وافى وَهُوَ منتصر)
(فَقل لبيبرس أَن الله ألبسهُ ... أَثوَاب عَارِية فِي طولهَا قصر)
(لما تولى تولى الْخَيْر عَن أُمَم ... لم يحْمَدُوا أَمرهم فِيهَا وَلَا شكروا)
(وَكَيف يمشي بِهِ الْأَحْوَال فِي زمن ... لَا النّيل وافى وَلَا وافاهم مطر)
(وَمن يقوم ابْن عَدْلَانِ بنصرته ... وَابْن المرحل قل لي كَيفَ ينتصر)
مَاتَ فِي حُدُود الْعشْرين وَله بضع وَسَبْعُونَ سنة وَقد ولد سنة 653 كَذَا رَأَيْته بِخَط بعض النَّاس ثمَّ رَأَيْته بِخَط من يوثق بِهِ مَا كنت كتبته أَولا سنة 663
412 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ الصرخدي ثمَّ الصَّالِحِي الهكاري القواس شهَاب الدّين سمع من خطيب مردا مشيخته وَغَيرهَا وَسمع من الضياء وَكَانَ دينا خيرا وَحدث بِجُزْء البطاقة وَغَيره وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي سَأَلته عَن مولده فَقَالَ سنة 646 بجبل الصالحية وَمَات فِي عشر ربيع الأول سنة 736 عَن تسعين سنة(1/192)
قَالَ وَكَانَ صَالحا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ مواظباً على التِّلَاوَة مُنْقَطِعًا عَن النَّاس إِلَّا يَفِ قَضَاء مَا لَا بُد مِنْهُ قَلِيل الضحك ملازماً للصلاح
413 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن ماجد جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع من سِتّ الْمُلُوك بنت أبي نصر بن أبي الْبَدْر الْكَاتِب من مُسْند الدَّارمِيّ سمع مِنْهُ المقرىء شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَذكره فِي مُعْجَمه وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ أَقرَأ بالمستنصرية وَكَانَ حَرِيصًا على تَعْلِيم الْخَيْر وانتفع بِهِ خلق كثير وَمَات فِي الْمحرم سنة 757
414 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الأشهري المنبجي الْمزي خطيب المزة شهَاب الدّين ولد سنة 665 فِي رَمَضَان وَسمع من الْمُسلم بن عَلان والمقداد الْقَيْسِي وَالْفَخْر عَليّ وَزَيْنَب بنت مكي فِي آخَرين ذكره البرزالي فَقَالَ فَقِيه فَاضل لَهُ همة وَتَحْصِيل ومحفوظ حفظ أَيَّام خطابته الْخطب النباتية وتلا بالسبع على العصائي وَكَانَ لَهُ ثَبت وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَحدث مَاتَ فِي ثامن ربيع الأول 746 وَهُوَ وَالِد الْمسند مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمزي
415 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد التيزيني شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَسمع على الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح عشرَة الْحداد وَسمع على مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ الْحَرَّانِي جُزْء الْحسن بن عَرَفَة(1/193)
أخبرنَا النجيب أَخذ عَنهُ ابْن عشائر وَغَيره وَمَات سنة ...
416 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الشهرزوري نزيل الْقَاهِرَة جمال الدّين سمع من ابْن اللتي وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي سادس عشر جُمَادَى الأولى 701 وَسمع عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح عَنهُ ومولده فِي أول ذِي الْحجَّة سنة 619
417 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان بن أبي بكر الْمَقْدِسِي أَبُو الْهدى بن أبي شامة ولد فِي شَوَّال سنة 653 وأسمع على ... وأحضر على عُثْمَان بن خطيب القرافة مَاتَ سنة ...
418 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر بن أَحْمد الْقُرَّاء الواني ولد سنة 658 وَحدث عَن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بمشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ مَاتَ فِي رَجَب سنة 730
419 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن جَعْفَر الْحلَبِي الشَّيْخ عز الدّين الشَّافِعِي مَاتَ فِي الْمحرم سنة 708
420 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن رَوَاحَة الْأنْصَارِيّ الْحَمَوِيّ كَاتب الْإِنْشَاء بطرابلس مُدَّة وَمَات سنة 712 فِي شعْبَان
421 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن شَاهد بن مَنْصُور السنجاري الْحَنَفِيّ ذكره(1/194)
الْحَافِظ قطب الدّين وَقَالَ أَنه كَانَ مَوْجُودا إِلَى سلخ سنة 732
422 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحِيم الْمَعْرُوف بِابْن بلبان - تقدم
423 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم بن عَليّ بن جَعْفَر بن درادة الْمصْرِيّ الشَّيْخ علم الدّين سمع من جَعْفَر بن عَليّ البداني مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة 719
424 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله شهَاب الدّين ابْن فَارس الْفراء الظَّاهِرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي أَخذ عَن الشَّيْخ شهَاب الدّين الْفَزارِيّ وَالْمجد التّونسِيّ والأصبهاني وتمهر وَتقدم وَولي قَضَاء الركب الشَّامي مرَارًا وَمَات سنة 755 وَله ثَمَانُون سنة وَمن شعره
(رعف الحبيب فَقيل هَل قبلته ... شوقا إِلَيْهِ ودمع عَيْنك يسجم)
(فأجبتهم لكنه أخْفى دمي ... فِي سفكه وَعَلِيهِ قد ظهر الدَّم)
وَله قصيدة نبوية أَولهَا
(سرت نسمَة الْوَادي فأذكرت الصِّبَا ... ليَالِي مني فأنهل مدمعه صبا)
وَحدث بهَا فِي تَاسِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 740 وسمعها مِنْهُ جمَاعَة(1/195)
مِنْهُم عُثْمَان بن مُحَمَّد بن الحريري قَالَ البرزالي ولد سنة 678 وَسمع من أبي الْفضل بن عَسَاكِر وَمُحَمّد بن عَليّ الوَاسِطِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ غَيره درس بالأمجدية وَغَيرهَا وَولي قَضَاء الركب مرَارًا وَحج نَحْو أَرْبَعِينَ حجَّة وزار الْقُدس نَحوا من سِتِّينَ مرّة وناب فِي الحكم وَأفَاد بعدة مدارس وَكَانَ حسن المحاضرة
425 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن القصاع الشَّامي وَالِد الشَّيْخ فَخر الدّين الشَّامي قَالَ ابْن رَافع كَانَ يذكر أَنه سمع من الحجار وَأقَام بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 771
426 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُؤمن بن أبي الْفَتْح الصُّورِي تَقِيّ الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 617 وَحضر على الْمُوفق بن قدامَة وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَسمع من أبي لقْمَة وَابْن صصرى والقزويني والبهاء عبد الرَّحْمَن وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ الجم الْغَفِير وَحدث عَنهُ حفيده عَليّ بن عمر بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن وَسَيَأْتِي ذكره وَآخَرُونَ وَحدث بالكثير وَمَات سنة 701 فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَحدث عَنهُ من القدماء إِسْمَاعِيل ابْن الخباز والبرزالي والواني والمقاتلي وَابْن الْمُحب وَآخَرُونَ وَخرج لَهُ المقاتلي مشيخة حدث بهَا
427 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن خير الإسْكَنْدراني ولي الدّين الْمَالِكِي اشْتغل وَهُوَ صَغِير وتقرر فِي بعض وظائف وَالِده بعد مَوته كالشيخونية ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت بعد يسير فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 793(1/196)
428 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولي الدّين ابْن تَقِيّ الدّين بن محب الدّين كَانَ جده نَاظر الْجَيْش وَهُوَ من الْمَشَاهِير وَولي أَبوهُ أَيْضا نظر الْجَيْش وَوَقع هُوَ فِي الدست وَمَات شَابًّا فِي سنة 798
429 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المرداوي الْحَنْبَلِيّ قَاضِي حماة ولد سنة 712 بمردا وَقدم دمشق فتفقه وَمهر وَسمع من ابْن الشّحْنَة والذهبي وَغَيرهمَا وَحدث ثمَّ ولي قَضَاء حماة مُدَّة ودرس وَأفَاد وَله نظم ونثر مَاتَ فِي سنة 787
430 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَسْكَر الْمَالِكِي القَاضِي شرف الدّين الْبَغْدَادِيّ الأَصْل ولد سنة 697 يَوْم عَاشُورَاء واشتغل على مَذْهَب مَالك وَولي الْقَضَاء بدمياط ثمَّ دمشق ثمَّ بَغْدَاد وَولي بِالْقَاهِرَةِ نظر الخزانة وَغَيرهَا وَكَانَ خيرا دينا فَاضلا حسن الْأَخْلَاق حدث عَن أَبِيه وَكَانَ درس بالمستنصرية وشكر فِي ولَايَته بِدِمَشْق وَكَانَ كثير التودد قَالَ سعيد بن عبد الله الذهلي أَنْشدني ابْن عَسْكَر لنَفسِهِ
(أهديت نحوكم الأترج إِذْ لكم ... بِهِ الْمِثَال أَتَى عَن سيد الْبشر)
(وَهَذِه إِن تكن عَن قدركم قصرت ... فَإِنَّهَا صدرت مني على حذر)
431 - أَحْمد بن أبي طَالب عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم عمر بن(1/197)
عبد الرَّحْمَن بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن الْخَطِيب بحلب شمس الدّين ابْن قطب الدّين أبي طَالب ولد سنة 685 وأحضر فِي الثَّالِثَة على الْكَمَال النصيبي الشَّمَائِل وَسمع على سنقر وَحدث ودرس بعدة مدارس وَكَانَ فَاضلا كتب الْمَنْسُوب على طَريقَة ابْن العديم ذكره ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ وَأخذ عَنهُ ابْن رَافع وَابْن عشائر وَغَيرهمَا وَمَات سنة 752 وَقد جَاوز السِّتين
432 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الله ابْن عبد الْقَادِر بن عبد الْوَاحِد بن طَاهِر بن يُوسُف بن النصيبي الْحلَبِي ولد سنة ... وَسمع من الْعِمَاد أبي بكر بن مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَكَانَ كثير التِّلَاوَة عفيفاً نزهاً وباشر الأحباس بحلب وَكَانَ يواظب الْجَامِع وروى عَنهُ ابْن عشائر والياسوفي والبرهان سبط ابْن العجمي وَآخَرُونَ مَاتَ يَوْم السبت ثَانِي الْمحرم سنة 788
433 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مَسْعُود بن أَحْمد الْحَارِثِيّ مجد الدّين بن شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ الْمصْرِيّ ولد سنة 710 وَسمع الْكثير بعناية أَبِيه وَمهر فِي الْفُنُون ودرس بعد أَبِيه وتميز وشارك واشتغل وَطلب بِنَفسِهِ ورحل فَسمع من الْمزي وَبنت الْكَمَال ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ غَيره مَاتَ سنة ... .(1/198)
434 - أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الْقَاسِم البعلبكي مَاتَ فِي صفر سنة 732
435 - أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن شعْبَان الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ابْن النّحاس صحب الشَّيْخ زين الدّين الزواوي وانتفع بِهِ وَقَرَأَ ألفية ابْن معطي على ابْن مَالك وَكَانَ يقرىء بالروايات مَعَ الدّين وَالْعِبَادَة وملازمة الْجَمَاعَة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 701
436 - أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّزَّاق ابْن أبي الْعَبَّاس الْمُؤَذّن الضَّرِير مَاتَ فِي شعْبَان سنة 737
437 - أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عبد المحسن المنشاوي مَاتَ فِي رَجَب سنة 717
438 - أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عمر بن عُثْمَان بن عبد المحسن بن أبي الْبَقَاء ابْن نصر بن سعد الدنيسري الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن الباجربقي ولد سنة 670 وَسمع من الْفَخر وَأحمد بن شَيبَان وَحفظ التَّعْجِيز ودرس بالفتحية وَأفْتى وَكَانَ حسن الْخلق كثير التودد وَمَات فِي شَوَّال سنة 746 وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ مُحَمَّد الْآتِي ذكره
439 - أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْوَلِيّ بن(1/199)
جبارَة الْمَقْدِسِي المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْمَعْرُوف بالحريري أَبُو الْعَبَّاس الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 663 وأحضر على الْكرْمَانِي والعز إِبْرَاهِيم بن أبي عمر وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَالْفَخْر عَليّ وَأحمد بن شَيبَان وَيحيى بن الناصح الْحَنْبَلِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الدَّائِم والنجيب عبد اللَّطِيف وَابْن علاق وَآخَرُونَ انْفَرد عَنْهُم بالرواية وَقد سمع مِنْهُ قَدِيما البرزالي والذهبي والسروجي والحسيني وَشَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ ابْن رَافع حدث كثيرا وَطَالَ عمره وانتفع بِهِ وأضر فِي آخر عمره وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 758
440 - أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد اللحام الصَّالِحِي يعرف بعازر مَاتَ فِي رَجَب سنة 707 -
441 - أَحْمد بن عبد السَّلَام بن تَمِيم بن أبي نصر بن عبد الْبَاقِي بن عكبر الْعمريّ نصير الدّين الْحَنْبَلِيّ الْبَغْدَادِيّ سمع من عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَعلي ابْن وضاح وَعبد الرَّحِيم بن الزّجاج وَمُحَمّد بن يَعْقُوب ابْن أبي الدنية وَغَيرهم وَأكْثر وَأَجَازَ لَهُ عدد كثير وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 735 وَله خمس وَتسْعُونَ سنة
442 - أَحْمد بن عبد السَّلَام بن عُثْمَان بن أبي دبوس بن أبي الْعَلَاء إِدْرِيس بن(1/200)
مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ كَانَ جده الواثق أَبُو دبوس إِدْرِيس قد ملك مراكش فِي أول سنة 665 ثمَّ قتل فِي أول الْمحرم سنة 668 فَتفرق أَوْلَاده فِي الْعَرَب بعد أَن كَانَ أخوهم عبد الْوَاحِد ملك ولقب المعتصم ثمَّ ثَارُوا عَلَيْهِ بعد خَمْسَة أَيَّام وَقدم أَخُوهُ عُثْمَان بعد وقْعَة مدد من ملك الفرنج من برسلونة فَنزل على طرابلس سنة 688 وساعده الْعَرَب ونازل تونس فَلم ينل غَرضا وَبَقِي مَا بَين قابس وطرابلس إِلَى أَن مَاتَ بِجَزِيرَة جربة واعتقل وَلَده عبد السَّلَام بتونس ثمَّ نزل أَحْمد هَذَا توزر واحترف بالخياطة ثمَّ ملك الْعَرَب وثار بهم على السُّلْطَان أبي الْحسن المريني وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 748 فَقَاتلهُمْ أَبُو الْحسن وَهَزَمَهُمْ فَانْهَزَمُوا إِلَى القيروان ثمَّ عَادوا فِي أول سنة 749 وحاربوه فاختل عسكره فَدخل القيروان فانتهبوا عسكره وحصروه ثمَّ توجهوا إِلَى تونس ونازلوها فَنزل أَبُو الْحسن إِلَى تونس فَلم يطقه أَحْمد بن أبي دبوس فأذعن إِلَى الصُّلْح فَصَالح أَبُو الْحسن الْعَرَب واستدعى كَبِيرهمْ حَمْزَة بن عمر فأفرط فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ حَتَّى أسلم ابْن أبي دبوس فحبسه
443 - أَحْمد بن عبد السَّيِّد بن أَحْمد بن عَليّ الْحَرَّانِي المكبر ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ صَالح قَانِع سمع من يحيى بن الصَّيْرَفِي ولد بعد سنة 650 وَمَات فِي عمر السّبْعين يَعْنِي سنة بضع عشرَة وَسَبْعمائة(1/201)
444 - أَحْمد بن عبد الظَّاهِر بن مُحَمَّد الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي صدر الدّين ولي قَضَاء حلب بعد صرف شهَاب الدّين الرباحي سنة 763 ذكره ابْن حبيب وَوَصفه بِحسن الْخلق ولين الْجَانِب مَعَ الْقيام فِي الْحق وَقَالَ أَنه نَاب فِي الحكم بِمصْر وَولي قَضَاء حلب سبع سِنِين مَاتَ بحلب سنة 769 وَقد زَاد على السّبْعين وَاسْتقر عوضه الأنفي
445 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عمر الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الإسْكَنْدراني الْفَقِيه الْمُفْتِي الْمَعْرُوف بِابْن الْكَهْف ولد سنة 648 وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة 718
446 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الإسْكَنْدراني ابْن الزيات سمع من ابْن طرخان وَغَيره من أَصْحَاب ابْن الْبناء وَحدث سمع مِنْهُ جمال الدّين الزَّيْلَعِيّ وَأَجَازَ لشَيْخِنَا أبي الْفضل وأرخ وَفَاته سنة 754
447 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن النويري الْعقيلِيّ شهَاب الدّين ولد سنة ... وَسكن مَكَّة سنة 723 وَتزَوج بهَا كمالية بنت(1/202)
القَاضِي نجم الدّين مُحَمَّد بن القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن الْحَافِظ محب الدّين الطَّبَرِيّ قَاضِي مَكَّة وَكَانَ زَوجهَا الشَّيْخ خَلِيل الْمَالِكِي حنث فِيهَا بِالطَّلَاق الثَّلَاث وَكَانَ يَرْجُو أَنَّهَا إِذا تزوجت تفارق زَوجهَا لتحل لَهُ فأقامت مَعَه وَولدت لَهُ أَبَا الْفضل مُحَمَّدًا وعلياً ثمَّ سَافر إِلَى الْمَدِينَة فتحيل عَلَيْهِ بعض أَهلهَا حَتَّى أوقعوا عَلَيْهِ طَلاقهَا فَاغْتَمَّ وَأقَام بِالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ ولداه فأخذا مِنْهُ خلسة وأعيدا لِأُمِّهِمَا فرباهما خالها شهَاب الدّين أَحْمد وظنوا أَن الشَّيْخ خَلِيلًا يُرَاجِعهَا فتورع عَن ذَلِك لما بلغه من الصُّورَة فاتفق موت شهَاب الدّين هَذَا فِي سنة 737 فَرَاجعهَا الشَّيْخ خَلِيل وَمَاتَتْ عِنْده فِي شَوَّال سنة 755
448 - أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف بن أبي الْعِزّ عَزِيز بن يَعْقُوب بن يغمور الْحَرَّانِي شهَاب الدّين ابْن المرحل نسبه لصناعة أَبِيه سمع أَبوهُ من النجيب المسلسل وَحدث بِهِ وَكَذَا عَمه مُحَمَّد بن يُوسُف وَولد سنة 704 وأسمع على أبي الْحسن بن الصَّواف وعَلى بن عِيسَى بن الْقيم وَغَيرهمَا واشتغل فِي الْفِقْه فَقَرَأَ على الزين الكتاني وَأبي حَيَّان وَغَيرهمَا(1/203)
وَأَجَازَ لَهُ الدمياطي ثمَّ انْتقل إِلَى حلب فقطنها وَحدث بهَا أَخذ عَنهُ ابْن عشائر والبرهان سبط ابْن العجمي وعالم حلب وحاكمها عَلَاء الدّين ابْن خطيب الناصرية وَآخَرُونَ وَكَانَ فَاضلا خيرا محباً لأهل الْخَيْر كتب بِخَطِّهِ كثيرا من الْكتب مِنْهَا الْمطلب مَاتَ فِي 21 ربيع الآخر سنة 788
449 - أَحْمد بن عبد الْغَالِب بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن ثَابت الماكسيني الدِّمَشْقِي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 710 رَأَيْت ذَلِك بِخَطِّهِ وَسمع من الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْن تَيْمِية والبندنيجي والحجار وَغَيرهم وَحدث وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بأيام النَّاس مَاتَ بِدِمَشْق فِي شهر ربيع الأول سنة 795
450 - أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ بن حَازِم الجماعيلي سمع خطيب مردا وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 701
451 - أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن مَكْتُوم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم ابْن مُحَمَّد الْقَيْسِي تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ النَّحْوِيّ ولد فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 682 وَأخذ عَن بهاء الدّين ابْن النّحاس والدمياطي وَغَيرهمَا فَرَأَيْت بِخَطِّهِ أَنه حضر درس الْبَهَاء ابْن النّحاس وَسمع من الدمياطي اتِّفَاقًا قبل أَن يطْلب وَلزِمَ أَبَا حَيَّان دهراً طَويلا وَأخذ عَن السرُوجِي وَغَيره ثمَّ أقبل على سَماع الحَدِيث وَنسخ الْأَجْزَاء وَكِتَابَة الطباق(1/204)
والتحصيل فَأكْثر عَن أَصْحَاب النجيب وَابْن علاق جدا وَقَالَ فِي ذَلِك
(وَعَابَ سَمَاعي للأحاديث بَعْدَمَا ... كَبرت أنَاس هم إِلَى الْعَيْب أقرب)
(وَقَالُوا إِمَام فِي عُلُوم كَثِيرَة ... يروح وَيَغْدُو سَامِعًا يتطلب)
(فَقلت مجيباً عَن مقالتهم وَقد ... غَدَوْت لجهل مِنْهُم أتعجب)
(إِذا استدرك الْإِنْسَان مَا فَاتَ من علا ... فللحزم يعزى لَا إِلَى الْجَهْل ينْسب)
وَكَانَ قد تقدم فِي الْفِقْه والنحو واللغة ودرس وناب فِي الحكم وَله على الْهِدَايَة تَعْلِيق شرع فِيهِ وَشرع أَيْضا فِي الْجمع بَين الْعباب والمحكم فِي اللُّغَة وَله تذكرة تشْتَمل على فَوَائِد وَجمع كتابا حافلاً سَمَّاهُ الْجمع المتناه فِي أَخْبَار النحاه رَأَيْت مِنْهُ الْكثير بِخَطِّهِ من ذَلِك مجلدة فِي المحمدين خَاصَّة وَقل مَا وقفت على كتاب من الْكتب الأدبية من شعر وتاريخ وَنَحْو ذَلِك إِلَّا وَعَلِيهِ تَرْجَمَة مُصَنف ذَلِك الْكتاب بِخَط ابْن مَكْتُوم هَذَا وَلما امتحن الْحَافِظ عَلَاء الدّين مغلطاي بِسَبَب تصنيفه فِي الْعِشْق عمل فِيهِ بليقة يهجوه بهَا رَأَيْتهَا بِخَطِّهِ وَجمع من تَفْسِير أبي حَيَّان مجلداً سَمَّاهُ الدّرّ اللَّقِيط من الْبَحْر الْمُحِيط قصره على مبَاحث أبي حَيَّان مَعَ ابْن عَطِيَّة والزمخشري وَمن شعره(1/205)
(نفضت يَدي من الدُّنْيَا ... وَلم أضرع لمخلوق)
(لعلمي أَن رِزْقِي لَا ... يجاوزني لمرزوق)
وَله
(مَا على الْعَالم الْمُهَذّب عَار ... إِن غَدا خاملاً وَذُو الْجَهْل سامي)
(فاللباب الشهي بالقشر خَافَ ... ومصون الثِّمَار تَحت الكمام)
وَكتب عَنهُ سعيد الذهلي أَشْيَاء مِنْهَا قَوْله
(تغافلت إِذْ سبني حَاسِد ... وَكنت مَلِيًّا بإرغامه)
(وَمَا بِي من غَفلَة إِنَّمَا ... أردْت زِيَادَة آثامه)
مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام فِي شهر رَمَضَان سنة 749
452 - أَحْمد بن عبد الْقوي بن عبد الرَّحْمَن جمال الدّين الْخَطِيب الأسنائي كَانَ من بَيت علم ورئاسة بأسنا وَقدم الْقَاهِرَة واشتغل بهَا وَصَحب الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري وَاعْتَزل النَّاس ثمَّ سَافر طَالبا لِلْحَجِّ فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة 712 بأدفو فَحمل إِلَى أسنا فَدفن بهَا
453 - أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن أبي بكر بن أبي الْحُسَيْن البعلي الْحَنْبَلِيّ(1/206)
شهَاب الدّين الصُّوفِي ولد ببعلبك سنة سِتّ وَتِسْعين وسِتمِائَة وَسمع من زَيْنَب بنت عمر بن كندي صَحِيح مُسلم بإجازتها من الْمُؤَيد وَسمع من التَّاج عبد الْخَالِق رِسَالَة الْعُلُوّ لِابْنِ قدامَة بِسَمَاعِهِ عَنهُ وَكتاب الرقة والبكاء لَهُ وَسمع من أول تَفْسِير الْبَغَوِيّ إِلَى أَوَائِل تَفْسِير النِّسَاء وَمن أبي الْحُسَيْن اليونيني المنتقي الْكَبِير من ذمّ الْكَلَام ومشيخته تَخْرِيج ابْن أبي الْفَتْح وَكتاب الْإِيمَان لِابْنِ أبي شيبَة وَغير ذَلِك وَسمع من جمَاعَة آخَرين وَأَجَازَ لَهُ ابْن القواس وَأَبُو الْفضل بن عَسَاكِر وَغَيرهمَا وَكَانَ خيرا حدث بِبَلَدِهِ وبدمشق وَأَكْثرُوا عَنهُ وَمَات فِي عَاشر شهر رَجَب سنة 777 وَأَجَازَ لعبد الله بن عبد الله بن عبد الْعَزِيز
454 - أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن أنو شرْوَان التبريزي الْمَعْرُوف بِابْن المكوشة اشْتغل فِي مَذْهَب أبي حنيفَة وَمهر وَتقدم وَقَالَ الشّعْر الْحسن وَقدم دمشق فَأفَاد بهَا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بِبَاب المسمارية بِدِمَشْق سمع مِنْهُ من نظمه الحافظان بهاء الدّين بن خَلِيل وَصَلَاح الدّين العلائي وَوَصفه العلائي بِالْعلمِ وَالْفضل وَالْأَدب وَمن شعره قصيدة نبوية أَولهَا(1/207)
(أهيل نجد ترى قبل انْقِضَاء أَجلي ... )
عدتهَا سِتُّونَ بَيْتا وَكَانَ سَماع ابْن خَلِيل مِنْهُ فِي رحلته إِلَى دمشق فِي صفر سنة 713
455 - أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن مُحَمَّد بن جَابر بن عَليّ بن فتح الْأنْصَارِيّ الغرناطي أَبُو جَعْفَر ولد سنة 667 ورحل لأَدَاء الْفَرْض سنة 695 فَأخذ عَن أبي الْحسن الغرافي وَعبد الله بن عبد الْحق الدلاصي وَالْفَخْر التوزري والرضي الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وَأخذ بالأندلس عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهمَا قَالَ لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب سَمِعت عَلَيْهِ السهل البديع فِي اخْتِصَار التَّفْرِيع تَلْخِيص القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد ابْن أبي الْقَاسِم بن عبد السَّلَام الربعِي التّونسِيّ نزيل الْقَاهِرَة بِسَمَاعِهِ لَهُ على ملخصه وَكَانَ قانعاً متعففاً حسن الْخلق يتكسب من التِّجَارَة فِي الْقطن وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 739
456 - أَحْمد بن عبد اللَّطِيف بن أَيُّوب الْحَمَوِيّ ولي قَضَاء طرابلس ثمَّ حلب ثمَّ حماة وَمَات بهَا فِي سنة 776 عَن بضع وَسبعين سنة
457 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن الْمُسلم بن هبة الله بن حسان ابْن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن أَحْمد الْجُهَنِيّ الْبَارِزِيّ شهَاب الدّين الشَّافِعِي الْحَمَوِيّ نزيل دمشق ولد فِي شَوَّال سنة 674 وَسمع من غَازِي الحلاوي(1/208)
وَحدث عَنهُ بالغيلانيات سمع مِنْهُ البرزالي مَعَ تقدمه وَابْن كثير وَابْن سعد وَابْن رَافع وَابْن عبد الْهَادِي وَكَمَال الدّين عمر بن إِبْرَاهِيم بن العجمي وَأَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر سمع مِنْهُ فِي سنة 752 قَالَ البرزالي رجل جيد كثير الْبر والتودد والتواضع من بَيت كَبِير وَقَالَ ابْن رَافع ولي الوزارة بحماة وَولي نظر الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَكَانَ حسن الْمُلْتَقى والود من بَيت مَشْهُور وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَت لَهُ ديانَة متينة وَسيرَته مشكورة فِي الْأَوْقَاف مَاتَ فِي شَوَّال سنة 755 بِدِمَشْق
458 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الناصح عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَبَّاس ابْن حَامِد بن خلف السويدي ثمَّ الصَّالِحِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الناصح ولد سنة 702 وَسمع من ابْن مشرف والتقى سُلَيْمَان وَالْحسن ابْن أَحْمد بن عَطاء الْأَذْرَعِيّ وَعُثْمَان الْحِمصِي وهدية بنت عسكرك وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَكَانَ خيرا وباشر أوقاف الْحَنَابِلَة كأبيه وَكَانَت لَهُ بالمزة حَانُوت يبيبع فِيهَا وَمَات فِي الْمحرم سنة 784
459 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سُلْطَان بن يحيى ابْن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْقرشِي العثماني شرف الدّين أَبُو المفاخر ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 630 وَسمع من ابْن مسلمة الثَّالِث من الأبدال لِابْنِ عَسَاكِر وَأَجَازَ لَهُ ابْن النجار وَطَائِفَة وَكَانَ يُقَال لَهُ القَاضِي شقير وَكَانَ متجردا(1/209)
على قدم الْفُقَرَاء وجاور بِمَسْجِد الْكَهْف تَحت جبل قاسيون وَمَات فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة 715
460 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ابْن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن اسماعيل بن مَنْصُور الْقُدسِي أَبُو الْفَتْح ولد سنة 719 وَسمع من ابْن الزراد وست الْفُقَهَاء وَغَيرهمَا وأحضره أَبوهُ قبل ذَلِك على ابْن الشِّيرَازِيّ وَابْن سعد وَحصل لَهُ ثبتا فِيهِ شَيْء كثير وقفت عَلَيْهِ ثمَّ تنبه وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وَخرج لنَفسِهِ وَلغيره وَكَانَت فِيهِ لكنة وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 وَهُوَ حفيد الَّذِي بعده وَأَخُوهُ الْحَافِظ أَبُو بكر ولد الْمُحب الْمَشْهُور
461 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن ابْن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْمُحب ولد سنة 2 أَو 653 وَسمع من إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَغَيرهم وأحضر على خطيب مردا وَحدث بنسخة أبي مسْهر وَكَانَ شيخ الضيائية قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص اعتنى بِطَلَب الحَدِيث وَكتب وقتا وأسمع أَوْلَاده من الْفَخر بن البُخَارِيّ وَابْن الْكَمَال وَنسخ لنَفسِهِ وَلِلنَّاسِ وَكَانَ بهي الشيبة كثير الْوَقار ذَا حَظّ من عبَادَة وتأله وتواضع وَحسن هدى وَاتِّبَاع للأثر وانقباض عَن النَّاس انتقيت لَهُ جُزْءا(1/210)
وَحدث بالكثير روى عَنهُ نجم الدّين ابْن الخباز وَمَات فِي آخر سنة 730
462 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْبَيَانِي الْحَمَوِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْحَنْبَلِيّ سمع على التقي أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز المسلسل وجزء أبي عمر بن عبد الْوَهَّاب ومجلس البطاقة وَسمع من الشّرف الْبَارِزِيّ جُزْء البطاقة وَمن حمد بن عَليّ بن حسن الْجَزرِي وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بحماة بعد السّبْعين
463 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الْهَاشِمِي الطنجالي من أهل مالقة أَبُو جَعْفَر أَخذ عَن أَبِيه الْخَطِيب أبي عبد الله وَأبي عبد الله ابْن رشيد وَأبي عبد الله بن ربيع وَمَالك بن المرحل فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ جده أَبُو جَعْفَر وَأَبُو عبد الله بن الْقيم وابو الْخطاب بن وَاجِب وَأَبُو عبد الله بن صَاحب الْأَحْكَام وَأَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد ابْن زرقون وَأَبُو الرّبيع بن سَالم فِي آخَرين وَكَانَ فريع أَصَالَة وَفرع تقوى وحشمة دمث الْأَخْلَاق قديم الْعَدَالَة كثير الْحيَاء حسن الْخط كتب الشُّرُوط ثمَّ رفضها مُقْتَصرا على الخطابة والإمامة بِمَسْجِد مالقة قَالَ ابْن الْخَطِيب رافقني فِي السّفر إِلَى العدوة فبلوت مِنْهُ فضلا وسذاجة(1/211)
وَمَات ي شَوَّال سنة 764
464 - أَحْمد بن عبد الله بن بلبان الصَّالِحِي الْعَطَّار ولد سنة 669 وَسمع من ابْن أبي عمر وَأحمد بن شَيبَان والكمال عبد الرَّحِيم وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي شعْبَان سنة 746
465 - أَحْمد بن عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ الأربلي الأَصْل الدِّمَشْقِي مجد الدّين الْمَعْرُوف بالمجد الْمَيِّت ابْن أخي قَاضِي الْقُضَاة شهَاب الدّين مُحَمَّد ابْن الْمجد ولد سنة 794 وَسمع من ابْن مشرف والتقي سُلَيْمَان وَإِسْمَاعِيل ابْن مَكْتُوم وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر والعقيمي وَآخَرُونَ وَكَانَ محباً فِي السماع وَالرِّوَايَة معتنياً بذلك روى عدَّة أَجزَاء وَحصل وَأثبت وَكَانَ قد شهد بِرُؤْيَة هِلَال رَمَضَان ففرغ الشَّهْر وَلم ير الْهلَال لَيْلَة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَعمل فِيهِ ابْن نباتة الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين
(زادنا شَاهد على الصَّوْم يَوْمًا ... فَأبى الله ذَاك وَالْإِسْلَام)
(جرحوه فَلم يفد ذَاك فِيهِ ... مَا لجرح بميت إيلام)
كتبهما علم الدّين البرزالي فِي سنة 716 عَن ابْن نباتة
466 - أَحْمد بن عبد الله بن أَحْمد التهامي شهَاب الدّين قَاضِي الشَّرْع بزبيد(1/212)
حكم بهَا نيفاً وَخمسين سنة وَمَات فِي جُمَادَى الأخرة سنة 785
467 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ عز الدّين ولد فِي سنة 673 وَسمع من جده وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَكَانَ من بَيت الْعلم وَالدّين وَحدث مَاتَ فِي 27 ربيع الأول سنة 743
468 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن القصاع شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمدنِي الْمَعْرُوف بالشامي وَالِد الْمُحدث البارع جمال الدّين مُحَمَّد وأخيه فَخر الدّين أبي بكر مَاتَ فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة 771 ذكره ابْن رَافع
469 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن كُلَيْب بن فَهد السمان سمع من ابْن علاق وَغَيره ولازم الْحَافِظ الدمياطي فِي مجَالِس الحَدِيث فَسمع مَعَه وَمِنْه وَجمع لنَفسِهِ معجماً لشيوخه وَمَات قبل الدمياطي بِقَلِيل وَقد ناهز السّبْعين ذكره القطب فِي تَارِيخ مصر
470 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ الدريبي ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْفَقِيه الْمُحدث أَبُو طَاهِر الدريبي البعلي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 676 وَسمع من التَّاج وَبنت كندي واليونيني وَطلب وتنبه وَجلسَ مؤدباً وَمَات سنة 735(1/213)
471 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله بن مهَاجر الْوَادي آشي شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ تفقه فِي بَلَده وتأدب ورحل إِلَى الْمشرق فحج ثمَّ سكن طرابلس ثمَّ حلب وتحول حنفياً واشتمل عَلَيْهِ نَاصِر الدّين ابْن العديم قاضيها فَكَانَ يواليه ويطرب لأماليه واستنابه فِي عدَّة مدارس وَفِي الْأَحْكَام وَكَانَ قيمًا بالنحو وَالْعرُوض رائق النّظم وَمِنْه
(مَا لَاحَ درع يصول بِسَيْفِهِ ... وَالْوَجْه مِنْهُ يضيء تَحت المغفر)
(إِلَّا حسبت الْبَحْر مد بجدول ... وَالشَّمْس تَحت سحائب من عنبر)
وَمِنْه
(يسعر فِي الوغى نيران حَرْب ... بِأَيْدِيهِم مهندة ذُكُور)
(وَمن عجب الظبي قد سعرتها ... جداول قد أقلتها بدور)
وَخمْس لامية الْعَجم تخمسا جيدا ومدح ابْن الزملكاني لما ولي قَضَاء حلب بقصيدة على وزن قصيدة ابْن النبيه أَولهَا
(يمن ترنم فَوق الأيك طَائِره ... وطائر عَمت الدُّنْيَا بشائره)
(وسودد أصبح الإقبال مقتبلاً ... فِي أمرهَا أَخُوهُ الغرائره)
وَمن شعره فِي قالب الطّيب
(مَا آكل فِي فمين ... يفرط من مخرجين)(1/214)
(مُغْرِي لقبض وَبسط ... وَمَا لَهُ من يدين)
(وَيقطع الأَرْض سعياً ... من غير مَا قدمين)
مَاتَ سنة 739 عَن نَحْو من خمسين سنة
472 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الله الشريفي الْمَكِّيّ الْفراش بِالْحرم الْمَكِّيّ ولد بقوص سنة 673 وَسمع بأخميم من ابْن عبد الظَّاهِر وبالقاهرة من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وبمكة من النَّجْم الطَّبَرِيّ وبالمدينة من الْجمال ابْن المطري وَذكر أَنه كَانَ أضرّ فَشرب من مَاء زَمْزَم للشفاء من ذَلِك فَعُوفِيَ وَمَات فِي شَوَّال سنة 762
473 - أَحْمد بن عبد الله بن عبد الْمُنعم الْهَاشِمِي الطنجالي أَبُو جَعْفَر قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ساذجاً على سنَن من الْخَيْر وَحسن الْعَهْد وَكَانَ قد قَرَأَ صناعَة الطِّبّ وَهُوَ وَالِد الطبيبة الأديبة أم الْحُسَيْن وَولي الْقَضَاء بلوشة بلد سلفه وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة وَمَات فِي الطَّاعُون سنة 750
474 - أَحْمد بن عبد الله بن عَليّ الحديثي ابْن السمسار المقرىء الملقن بالجامع الْأمَوِي مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776
475 - أَحْمد بن عبد الله بن الفار بِالْفَاءِ وَتَشْديد الرَّاء الكركي كَانَ زاهداً عابداً كثير الأداب مَاتَ سنة 785
476 - أَحْمد بن عبد الله بن فَرِحُونَ الْمَالِكِي قَاضِي الْمَدِينَة الشَّرِيفَة ...(1/215)
مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 792
477 - أَحْمد بن عبد الله بن مَالك بن مَكْنُون العجلوني الأَصْل الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن فَخر الدّين خطيب بَيت لهيا ولد فِي خَامِس رَمَضَان سنة 705 وَسمع من الحجار الْجُزْء الثَّانِي من حَدِيث أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب وَمن الضياء إِسْمَاعِيل بن عمر الْحَمَوِيّ وَكَانَ رَئِيسا نبيلاً مَاتَ فِي ثَانِي الْمحرم سنة 780 سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين
478 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حجاج بن سيف البلبيسي خَاتِمَة أَصْحَاب الْمُنْذِرِيّ بِالْإِجَازَةِ وَسمع من القطب الْقُسْطَلَانِيّ وَحدث ولد سنة مَاتَ الْمُنْذِرِيّ سنة 656 وَمَات فِي وسط سنة 744 فِي شعْبَان أَو رَمَضَان
479 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف النابلسي أَخُو جمال الدّين يُوسُف مَاتَ سنة 738
480 - أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المراكشي نزيل الْقَاهِرَة النَّحْوِيّ أَبُو الْعَبَّاس أَخذ عَن الشريف أبي عَليّ وَغَيره وشارك فِي الْعُلُوم وجنح إِلَى التصوف الفلسفي وَنسخ الفتوحات المكية والتنزلات الموصلية فَكَانَ أَبُو حَيَّان لذَلِك يرميه بالزندقة وَصَارَ هُوَ يحط على أبي حَيَّان وَيَقُول أَبُو حَيَّان ظاهري حَتَّى فِي النَّحْو وصنف كتبا وَكَانَ فِيهِ زهد وانقباض وبذاذة وشراسة مَعَ مُلَازمَة الصَّلَاة وَكَانَ يلثغ بالراء غيناً مثل الرُّكْن ابْن القوبع وَعرض عَلَيْهِ عَلَاء الدّين القونوي أَن يتنزل بالخانقاه فَأبى(1/216)
فَمَاتَ فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَهُوَ ابْن الثَّمَانِينَ قَالَه الذَّهَبِيّ
481 - أَحْمد بن عبد الله بن نصر الله بن رسْلَان بن ... البعلي روى عَن ابْن الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَابْن المقير وَغَيرهم وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة 701
482 - أَحْمد بن عبد الله بن هَاشم أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بالملثم كَانَ يذكر أَن اسْم أَبِيه أزدمر وَأَنه نَشأ بِبِلَاد التّرْك وَقدم الْقَاهِرَة فولد لَهُ الملثم فِي رَمَضَان سنة 658 واشتغل فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحفظ التَّنْبِيه وَلم ينجب وَذكر انه لَازم الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد فِي الْفِقْه وَسَمَاع الحَدِيث عشْرين سنة وَأَنه سمع على ابْن الْأنمَاطِي صَحِيح مُسلم بِقِرَاءَة أبي حَيَّان وَسمع عدَّة من الْكتب الْكِبَار على ابْن دَقِيق الْعِيد ثمَّ سلك طَرِيق الْعِبَادَة فَحصل لَهُ انحراف مزاج فَادّعى فِي سنة 689 دعاوي عريضة من رُؤْيَة الله تَعَالَى فِي الْمَنَام مرَارًا وَأَنه أسرِي بِهِ إِلَى السَّمَاوَات السَّبع ثمَّ إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى ثمَّ إِلَى الْعَرْش وَمَعَهُ جِبْرِيل وَجمع من الْمَلَائِكَة وَأَن الله كَلمه وَأخْبرهُ بِأَنَّهُ الْمهْدي وان البشائر تواردت عَلَيْهِ من الْمَلَائِكَة وَأَنه رأى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فَأعلمهُ بِأَنَّهُ من وَلَده وَأَنه الْمهْدي وَأمره أَن ينذر النَّاس ويدعوهم إِلَى الله فاشتهر أمره فَأخذ وَحبس وَكَانَ الشَّيْخ نصر المنبجي يحط عَلَيْهِ فَذكر(1/217)
عَن نَفسه أَن نصرا أَشَارَ عَلَيْهِم بقتْله فطلع إِلَى القلعة وصرخ بِأَنَّهُ الْمهْدي فَأخذ وَأَرَادُوا قَتله ثمَّ حبسوه وَدخل عَلَيْهِ رجل أَرَادَ خنقه فَذكر عَن نَفسه أَن الرجل جَفتْ يَده ثمَّ قيل للسُّلْطَان فأفرج عَنهُ ثمَّ ثار فِي سنة 699 فأمسكوه وحبسوه وَاتَّفَقُوا على شنقه فَأرْسل إِلَيْهِ القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد أَن يظْهر التجانن فَكسر الْكوز الَّذِي عِنْده فِيهِ المَاء وَكسر الزبدية الَّتِي فِيهَا الطَّعَام وشطح فِي النَّاس فَأثْبت القَاضِي أَنه مَجْنُون وَحكم بذلك وَأطلق فَبلغ ذَلِك الشَّيْخ نصرا المنبجي فَغَضب وَأَشَارَ على بيبرس وَكَانَ يَعْتَقِدهُ وعَلى سلار أَن يسقوه السم فَذكر انه سقِِي مرَارًا فَلم ينجع فِيهِ وَجمع هَذَا الرجل كتابا كَبِيرا بَث فِيهِ الْأَحْوَال الَّتِي اتّفقت لَهُ وَفِيه دعاوي عريضة غالبها منامات وَيحلف على كل مِنْهَا وَذكر أَنه جلس فِي حَانُوت الشُّهُود فَرَأى جِبْرِيل فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ المَال الَّذِي يتَحَصَّل مَعَ الشُّهُود حرَام فَترك ذَلِك فاتفق أَن الْمَنْصُور لاجين لما جدد وقف الْجَامِع الطولوني وعمره قَرَّرَهُ فِي مشيخة السبحة وَجعل لَهُ فِي كل شهر ثَلَاثِينَ درهما فاقتنع بهَا وَأَن بدر الدّين بن جمَاعَة لما ولي الْقَضَاء فَرَأى أَن متحصل الْجَامِع لَا يَفِي بِجَمِيعِ المقررين فَأَرَادَ قطع بَعضهم فاتفق الرَّأْي على قطع شيخ السبحة والفقراء المسبحين والقراء وأيتام الْمكَاتب فَاجْتمع بِهِ فَقَالَ لَهُ يَا قَاضِي لأي(1/218)
سَبَب تقطعهم قَالَ لِأَن المتحصل الْآن مائَة ألف دِرْهَم تفض على القومة وَالْإِمَام والخطيب والمدرسين والطلبة فَمَا فضل للباقين شَيْء فَقَالَ لَهُ قد كَانَ متحصله فِي أَيَّام ابْن دَقِيق الْعِيد تسعين ألفا وَكَانَ يصرف للْجَمِيع وَلَا يقطع لأحد شَيْء وَأَنت باشرت سنة فأنفقت ثَمَانِيَة أشهر وَسنة أُخْرَى سِتَّة أشهر وانكسر لَهُم بعد ذَلِك أحد عشر شهرا فَمَا أَفَادَ القَوْل فِيهِ قَالَ فَكتبت قصَّة وقدمتها للناصر فَأمر كريم الدّين الْكَبِير بكشف الْوَقْف فكشف وَصرف للْجَمِيع وَفضل فضلَة فعمر بهَا المئذنة وَعمر سقف الْجَامِع وَكَانَ أَكثر خشبه انْكَسَرَ ثمَّ تولى النّظر قجليس فعمر فِيهِ درابزين وَتصدق من الَّذِي فضل بجملة من الْخبز فِي كل يَوْم وَبنى للْوَقْف فرناً وطاحوناً وَذكر فِي كِتَابه عَن سلار مساوى كَثِيرَة من أقبحها أَن عز الدّين الرَّشِيدِيّ حكى لَهُ أَنه كَانَ عِنْد سلار فَجَاءَهُ طواشي حبشِي فَقَالَ إِن الْأَمِير الْفُلَانِيّ اشتراني من تَاجر كارمي رباني وحفظني الْقُرْآن وَحَجَجْت مَعَه فَأَرَادَ الْأَمِير مني الْفَاحِشَة فامتنعت وَقلت هَذَا حرَام فبطحه وضربه مائَة دبوس وَرمى سراويله ملطخ بدمه فَقَالَ يَا عبد السوء جيد عمل مَعَك أحد يشتكي من أستاذه فَقَالَ مَا بقيت أقيم عِنْده وَأُرِيد السُّوق فَأمر بضربه فَضرب مِائَتي عَصا وأرسله إِلَى أستاذه وَذكر أَنه رأى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم(1/219)
فِي الْمَنَام فِي السّنة الَّتِي دخل فِيهَا غازان الشَّام فَقَالَ لَهُ أخبر أهل الدولة أَن الْعَدو قد أذن لَهُ فِي دُخُول الشَّام وَأَنه راسلهم بذلك فكذبه الشَّيْخ نصر وَالشَّيْخ فَخر الدّين الإقفاصي وجلال الدّين القلانسي وَعز الدّين البهنسي وَآخَرُونَ وحلفوا لَهُ أَنه مَا يدْخل الشَّام أحد من التتر فِي هَذِه السّنة فَكَانَ مَا كَانَ وَذكر فِي بعض كَلَامه أَن الْمهْدي يخرج فِي سنة 734 أَو فِي سنة 744 وَذكر عدَّة منامات أَنه هُوَ الْمهْدي ثمَّ ذكر فِي مَوَاضِع أَن المعني بِكَوْنِهِ الْمهْدي أَنه يهدي النَّاس إِلَى الْحق وَلَيْسَ هُوَ الْمهْدي الْمَوْعُود بِهِ فِي آخر الزَّمَان وَذكر فِيمَن تعصب عَلَيْهِ شيخ الخانقاه كريم الدّين الآملي وَابْن الخشاب الْمُحْتَسب وَعمر السعودي صهر كريم الدّين والقونسي نَائِب الْمَالِكِي وَنجم الدّين ابْن عبود وَذكر أَنه كَانَ مرّة نصح ابْن الخشاب بِسَبَب مَمْلُوك أَمْرَد كَانَ فِي خدمته فَقبل مِنْهُ ثمَّ نقض عَلَيْهِ وَذكر أَنهم حبسوه عِنْد المجانين ثمَّ أرْسلُوا إِلَيْهِ السم فَوضع فِي شراب وسقوه فَمَا أثر فِيهِ وَأَنَّهُمْ سقوا نَصْرَانِيّا من الأسرى مِنْهُ فَمَاتَ من سَاعَته وَأَنه أطلق وَأظْهر التَّوْبَة من دَعْوَاهُ أَنه الْمهْدي وَكَانَ مِمَّا شهد عَلَيْهِ أَنه زعم أَنه رَسُول الله فتنصل من ذَلِك وَقَالَ إِنَّمَا قلت إِنِّي رَسُول أَرْسلنِي رَسُول الله إِلَيْكُم لأنذركم وَمَات هَذَا الرجل فِي سنة 740 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ وَالله أعلم بِحَالهِ(1/220)
483 - أَحْمد بن عبد الله بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ معِين الدّين ابْن أَمِين الدّين سمع من الْمعِين الدِّمَشْقِي وَحدث وَكَانَ ... مَاتَ سنة ...
484 - أَحْمد بن عبد الله بن يُونُس الْأنْصَارِيّ الغرناطي أَبُو جَعْفَر كَانَ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ كثير التأني والإقدام على مَا يحجم عَنهُ غَيره نَاب عَن الْقُضَاة فَمَا حمدوه وتأثل مَالا ظَاهرا وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي علم اللِّسَان وَمَعْرِفَة بالفقه واضطلاع بالمسائل وَقعد بِمَسْجِد الربض يتَكَلَّم على الْعَامَّة بِلِسَان جَهورِي فِي عارضة وصلابة وَمَات فِي صفر سنة 759 ذكره ابْن الْخَطِيب وَقَالَ كَانَ عَارِفًا بالوثائق مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة والمعرفة بِالْأَحْكَامِ
485 - أَحْمد بن عبد الله أَبُو الْفَضَائِل تَاج الدّين بن الصاحب أَمِين الدّين ابْن الغنام نَشأ فِي عز أَبِيه وَولي هُوَ وَأَخُوهُ فِي وزارة أَبِيهِمَا كِتَابَة الْإِنْشَاء إِلَى أَن أخرجهُمَا السُّلْطَان فِي سنة 29 بعد موت أَبِيهِمَا وسجن هَذَا وأهين ثمَّ ولي تَاج الدّين اسْتِيفَاء الصُّحْبَة فِي سنة 39 ثمَّ نظر الدولة ثمَّ عزل وصودر ثمَّ اسْتَقر فِي ديوَان بشتاك وَولي نظر الْبيُوت(1/221)
ثمَّ أمسك وصودر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 46 ثمَّ ولي نظر الْجَيْش بعد علم الدّين بن زنبور سنة 53 ثمَّ أضيف إِلَيْهِ الْخَاص سنة 55 وتحدث فِي أُمُور الدولة بعد موت الْوَزير الْمُوفق هبة الله فقرر مَعَ طاز أَنه يوفر من المصروف وَعمل استئمارا وقف عَلَيْهِ فَأذن لَهُ فِيهِ فَقطع نصف المعاليم وَمن اسْتَضْعَفَهُ قطع مرتبه كُله فَقطع عدَّة من المباشرين عَن مباشراتهم فَكثر عَلَيْهِ الدُّعَاء وامتلأت الْقُلُوب بغضا لَهُ فاتفق أَن صرف وكشف رَأسه وَضرب بالنعال وأظهروا الشماتة بِهِ حَتَّى مَاتَ تَحت الْعقُوبَة فِي ذِي الْقعدَة سنة 755 فَكَانَت نهايته سَبْعَة أشهر وَكَانَ مَشْهُورا بيبس الْقَلَم وَقُوَّة الضَّبْط والخبرة بِالْمُبَاشرَةِ والتصميم فِي الْأُمُور وَهُوَ وَالِد الصاحب عبد الْكَرِيم بن الغنام
486 - أَحْمد بن عبد الله الْخطابِيّ الكتبي النَّاسِخ كتب عَنهُ ابْن رَافع من نظمه
(الراحمون لمن فِي الأَرْض يرحمهم ... من فِي السَّمَاء فباعد عَنْك وسواسا)
(وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس مِنْهُ إِذا ... لَا يرحم الله من لَا يرحم الناسا)
487 - أَحْمد بن عبد الله البعلبكي مضى فِي ابْن بلبان
488 - أَحْمد بن عبد الله الدمنهوري شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الجندي كَانَ أحد الْفُضَلَاء بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ سنة 793(1/222)
489 - أَحْمد بن عبد الله العباسي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنْبَلِيّ سبط ابي الْحرم القلانسي كَانَ من أَعْيَان الْحَنَابِلَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 774
490 - أَحْمد بن عبد الله الحرضي الْفَقِيه نزيل وَاسِط الْيمن بِالْقربِ من المهجم كَانَ فَقِيها فَاضلا انْتفع النَّاس بِهِ وَله كرامات وَأَتْبَاع مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانمِائَة
491 - أَحْمد بن عبد المحسن بن الْحسن بن معالي نجم الدّين الدِّمَشْقِي تفقه على التَّاج ابْن الفركاح ولازمه وَأعَاد عِنْده وَولي قَضَاء الْقُدس عَن الْبَهَاء ابْن الزكي وناب بِدِمَشْق عَن ابْن صصرى وَغَيره ودرس بالنجيبية وَحدث عَن ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْخَيْر وَالْمُسلم بن عَلان وَغَيرهم وَمَات فِي شعْبَان سنة 726 وَله 77 سنة
492 - أَحْمد بن عبد المحسن بن حمدَان السُّبْكِيّ أَخُو قطب الدّين مُحَمَّد الْآتِي ذكره مَاتَ فِي سنة 769
493 - أَحْمد بن عبد المحسن بن أبي الطَّاهِر الْكِنْدِيّ أَبُو الْيمن الْمصْرِيّ ولد سنة ... وَسمع من الرشيد الْعَطَّار والكمال الضَّرِير
494 - أَحْمد بن عبد المحسن بن عِيسَى بن أبي الْمجد بن الرّفْعَة شرف الدّين الْعَدوي ولد سنة 44 تَقْرِيبًا وَسمع من النجيب وَابْن عزون وَابْن الْقُسْطَلَانِيّ والبروجردي والمعين الدِّمَشْقِي وَحدث وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 731 وَسمع مِنْهُ بعض شُيُوخنَا وَأَبوهُ هُوَ الَّذِي بنى جَامع(1/223)
ابْن الرّفْعَة
495 - أَحْمد بن عبد المحسن الْمدنِي ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ كَانَ يُقَال لَهُ البوز لَقيته سنة 23 وزرته فِي منزله بِطيبَة وَهُوَ لِسَان قَالَ وَحَال وَقَائِل حق لَا محَال وَحين دخلت عَلَيْهِ فَنَظَرت إِلَى فَقير مُنْقَطع ومقعد إِذا قَامَ لم يسْتَطع وَمن شعره
(إِنِّي ليعجبني مقَامي عِنْدهم ... مَعَ ضعف حَال ثمَّ لَيْسَ مساعد)
(وفقر مَعَ عدم الزِّيَارَة ناظري ... من حَيْثُ يجمعنا مَكَان وَاحِد)
وَكَانَ لَهُ خديم يحملهُ إِلَى الْمَسْجِد أَوْقَات الصَّلَوَات ويلازم الْجَمَاعَة من غير فَوَات فَمَاتَ ذَلِك الخديم فرثاه وَمن جملَة مَا قَالَ فِيهِ الْمَقْطُوع الْمَذْكُور
496 - أَحْمد بن عبد الْملك بن سرداق أَبُو جَعْفَر من أهل المرية كَانَ من أذكياء الطّلبَة حسن الْخط سريعه مطبوع النادرة محدودب الظّهْر خَفِيف الرّوح كثير الدعابة قَالَ الشَّيْخ أَبُو البركات اعتضدت الشنشنة الْمَعْرُوفَة من الحدب فِيهِ بأمرين أَحدهمَا عدم الْأَصَالَة مَعَ لؤم المنشأ وَالثَّانِي حَظه من الْأَدَب فَكَانَ حَظّ الأديب من نادرته أَن يطبعها(1/224)
ويضعها فِي موضعهَا قَالَ لِسَان الدّين وانتقل أخيراً إِلَى بجاية ونال من رئيسها حظوة وَمن شعره
(أما هَوَاك بِلَا شكّ فيفنيني ... بذا جرى الحكم بَين الْكَاف وَالنُّون)
(يَا كَامِل الْحسن والعدوان شيمته ... لَا يكمل الْحسن إِلَّا بعد تَحْسِين)
(لَوْلَا هَوَاك الَّذِي أودى بقلبي مَا ... بَعدت فِي الْحبّ عَن حاء وَعَن سين)
(أدْرك حشاشة نفس فِيك فانية ... قد عوضت غَيرهَا فِي الذل بالهون)
(رام العواذل سلواني فَقلت لَهُم ... وَالْحب ينشرني والشوق يطويني)
(قَالُوا وَهل لَك فِي قبل من حَبِيبك قل ... قلت الخيال مَعَ الأسحار يَكْفِينِي)
(قَالُوا فَإِن لم تنم كَيفَ السَّبِيل لَهُ ... قلت التخيل والأفكار تغنيني)(1/225)
(قَالُوا شفاؤك فِي السلوان عَنْك إِذا ... قلت السلو عَن السلوان يشفيني)
مَاتَ بيجاية سنة 721
497 - أَحْمد بن عبد الْملك بن عبد الْمُنعم بن عبد الْعَزِيز بن جَامع العزازي الْبَزَّاز الشَّاعِر الْمَشْهُور اشْتغل فِي الْأَدَب وَمهر وفَاق أقرانه سمع مِنْهُ من نظمه أَبُو حَيَّان والحافظ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي وَحدث عَنهُ غير وَاحِد وَله فِي الموشحات يَد طولى وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي 29 من الْمحرم سنة 710 وَله ثَلَاث وَثَمَانُونَ سنة وَمن نظمه مَا طارح بِهِ ابْن النَّقِيب فِي الشبابة
(وَمَا صفراء شاحبة وَلَكِن ... تزينها النضارة والشباب)
(مكتبة وَلَيْسَ لَهَا بنان ... منقبة وَلَيْسَ لَهَا نقاب)
(تصيخ لَهَا إِذا قبلت فاها ... أحاديثا تلذ وتستطاب)
(ويحلو الْمَدْح والتشبيب فِيهَا ... وَمَا هِيَ لَا سعاد وَلَا ربَاب)
وَله فِي الْقوس ملغزا
(مَا عَجُوز كَبِيرَة بلغت عمرا ... طَويلا ويبتغيها الرِّجَال)
(قد علا جسمها صفار وَلم تشك ... سقاماً وَكم عراها هزال)
(وَلها فِي الْبَنِينَ قهر وَسَهْم ... وبنوها كبار قدر نبال)(1/226)
(وَإِن أَنْتُم لم تشتهوها فَفِي اللَّام ... اعوجاج فِي النَّفس هزال)
قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ مكثراً من النّظم وَحدث بِشَيْء من شعره وَسمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَكتب عَنهُ الكبراء ومدح الْأَعْيَان والوزراء وَله فِي كريم الدّين الْكَبِير مدائح فائقة
498 - أَحْمد بن عبد الْمُنعم بن أبي الْغَنَائِم بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الطاوسي نزيل دمشق يُقَال أَنه من ذُرِّيَّة طَاوُوس صَاحب ابْن عَبَّاس ولد سنة 601 فِي شعْبَان وَسمع من مُحَمَّد بن سعيد بن الخازن وَالْعلم السخاوي وَغَيرهمَا وَكَانَ قدومه دمشق سنة 32 وَذكر أَنه اجْتمع بالرافعي وَرَأى السُّلْطَان عَلَاء الدّين الْخَوَارِزْمِيّ سنة 15 وأرسله السخاوي مَعَ ابْن مَرْزُوق إِلَى بَغْدَاد سنة 34. . فَكَانَ يؤم بِهِ وَكَانَ سمع صَحِيح مُسلم بقزوين على أبي بكر الشحاذي بإجازته من الفراوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ البرزالي بإجازته الْعَامَّة من أبي جَعْفَر الصيدلاني وَقَالَ الذَّهَبِيّ قَالَ لنا كَانَ أبي نَاظر الْأَوْقَاف فشفع عِنْده الرَّافِعِيّ فِي جامكية لعبد الْغفار مؤلف الْحَاوِي قَالَ وَسمع بحلب من ابْن خَلِيل وَخرجت لَهُ عوالي فِيهَا بِالْإِجَازَةِ(1/227)
الْعَامَّة عَن الصيدلاني وأسعد بن سعيد وعفيفة وَكَانَ تَامّ الشكل مُحكم التَّرْكِيب وَكَانَ أسن شُيُوخنَا فِي زَمَانه وَهُوَ مِمَّن جَاوز الْمِائَة بِيَقِين وَمَات سنة 704 فِي جُمَادَى الأولى
499 - أَحْمد بن عبد النُّور بن أَحْمد بن رَاشد أَبُو جَعْفَر المالقي ولد سنة 630 أَخذ القراآت عَن الْحجَّاج بن أبي رَيْحَانَة وَسمع مِنْهُ التَّيْسِير وَغَيره وَقَرَأَ الجزولية على ابْن المفرج المالقي وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة وَالْعرُوض وَله شعر وسط فَمِنْهُ
(إِذا مَا رنا فاللحظ سهم مفوق ... وَفِي كل عُضْو من إِصَابَته جرح)
(هُوَ الزَّمن المأمول عِنْد ابتهاجه ... فلمته ليل وغرّته صبح)
وَكَانَ شَدِيد البله والتغفيل وَهُوَ صَاحب الْقِصَّة الَّتِي ذكر أَنه طبخ قدرا فَوَجَدَهَا تعوز الْملح فَوضع فِي الْقدر ملحاً غير مطحون ثمَّ ذاقها قبل أَن ينْحل الْملح فَوَجَدَهَا تعوز فزادها إِلَى أَن صَارَت الْقدر زعاقاً وَقد كنت رَأَيْت نَحْوهَا مسطوراً قَدِيما وَلَكِن فِي تِلْكَ الْقِصَّة الْقَدِيمَة أَن صَاحبهَا صَار يَذُوق من المغرفة مَا وَضعه فِيهَا أَولا وَكَانَت وَفَاة ابْن عبد النُّور بالمرية فِي ربيع الآخر سنة 702
500 - أَحْمد بن شرف الدّين عبد الْهَادِي بن أَحْمد بن أبي الْعَبَّاس ابْن(1/228)
شاطر الدمنهوري شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الشَّيْخ أَصله من الْمغرب وَكَانَ ينتسب قرشياً ولد فِي شَوَّال سنة 33 بدمنهور واشتغل بِالْعلمِ وتعانى الْآدَاب وَكَانَ مَوْصُوفا بالذكاء وفَاق فِي حل المترجم وَهُوَ الْقَائِل فِي قرط لما ولى كشف الْوَجْه البحري
(نَادَى مُنَاد لقرط ... فطاب سمع البريه)
(وشنف الْأذن مِنْهُ ... قرط أَتَى للرعيه)
وَكَانَ لَا يسمع شعرًا وَلَا حِكَايَة إِلَّا أخبر بِعَدَد حُرُوف ذَلِك فَلَا يخطىء مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 787 وَكَانَ جده الْأَعْلَى أَبُو الْعَبَّاس مَشْهُورا بالجودة يَعْتَقِدهُ النَّاس
501 - أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي بن يُوسُف بن مُحَمَّد ابْن قدامَة الْحَنْبَلِيّ يلقب عماد الدّين هُوَ وَأَبوهُ وجده وَهُوَ وَالِد الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد ابْن عبد الْهَادِي مَاتَ قبله بثمان سِنِين وَولد هُوَ سنة 671 وَسمع من ابْن أبي عَمْرو ابْن شَيبَان وَالْفَخْر عَليّ وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي 4 صفر سنة 752 نقلت ذَلِك من خطّ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قلت وَقد حدث عَنهُ وَلَده وَابْن رَافع والحسيني(1/229)
وَآخَرُونَ وَكَانَ زاهداً عَاقِلا مقرئاً قَالَه الْحُسَيْنِي
502 - أَحْمد بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ شهَاب الدّين الشَّافِعِي نقلت من خطّ ابْن الْقطَّان فِي ذيل طَبَقَات الأسنوي لَهُ كَانَ عَارِفًا بالفقه والأصلين والعربية منصفاً فِي الْبَحْث وَولي تدريس مدرسة أطفيح وَاعْتَزل النَّاس بآخرة مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 774
503 - أَحْمد بن عبد الْوَلِيّ بن أَحْمد أَبُو جَعْفَر بن العواد الغرناطي كَانَ مقرئاً فَاضلا من ذَوي النزاهة مقتصداً محافظاً على الْعِبَادَة أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَغَيره وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 705
504 - أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن خلف بن بدر الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز العلامي الْفَقِيه الشَّافِعِي شهَاب الدّين نَاظر بَيت المَال وناظر الأحباس توفّي فِي ربيع الآخر سنة 762
505 - أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الرَّحِيم شهَاب الدّين ابْن الْحباب ولد فِي رَجَب سنة 37 بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ من أهل مصر فَقدم دمشق(1/230)
وَولي قَضَاء الشوبك فَمَاتَ بعد السِّتين فَرجع وَلَده إِلَى دمشق تفقه قَلِيلا ولازم القَاضِي تَاج الدّين أَيَّام محنته فَأَحبهُ وقربه وَصَحب القونوي فَكَانَ يترسل عَنهُ إِلَى الْكِبَار وَيُقَال أَنه لَا يعرف لَهُ شيخ إِنَّمَا كَانَ يطالع ويشغل بالجامع وَكَانَ محسناً إِلَى الطّلبَة مساعداً لَهُم وَكَانَ يحجّ كثيرا وَيعلم النَّاس الْمَنَاسِك وَأُمُور دينهم وتصدى للتدريس وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَانمِائَة فِي طَرِيق الْحَج ذَاهِبًا وَكَانَ لأهل صيداء فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير
506 - أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن عبد الدَّائِم النويري شهَاب الدّين سمع الشريف مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَيَعْقُوب الهذباني وَبنت المنجا وَغَيرهم وَنسخ من البُخَارِيّ ثَمَانِي نسخ وَكَانَ يكْتب النُّسْخَة ويقابلها وينقل الطباق وَالرِّوَايَات عَلَيْهَا ويبيعها بِأَلف وَجمع تَارِيخا حافلاً بَاعه بِخَطِّهِ بألفي دِرْهَم وَهُوَ فِي ثَلَاثِينَ مجلدة وَحصل لَهُ عِنْد الْملك النَّاصِر حظوة ووكله فِي بعض أُمُوره وباشر نظر الْجَيْش بطرابلس وَكَانَ حسن الشكل ظريفاً متودداً مَاتَ فِي 21 شهر رَمَضَان سنة 733
507 - أَحْمد بن عبد الْوَهَّاب بن الشامية الْمصْرِيّ شهَاب الدّين بن تَاج الدّين موقع الحكم مَاتَ فِي شعْبَان سنة 798
508 - أَحْمد بن عبيد الله بن جِبْرِيل كَاتب الْإِنْشَاء أَبُو يُوسُف كتب فِي الْإِنْشَاء دهراً طَويلا من أول الدولة التركية إِلَى أَوَاخِر أَيَّامه وَكَانَت وَفَاته فِي شهر رَمَضَان سنة 709 بَعْدَمَا أضرّ
509 - أَحْمد بن عبيد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الأسعردي ثمَّ القاهري الْمعلم أَبُو نعيم(1/231)
ابْن الْحَافِظ تَقِيّ الدّين ولد سنة ... واسمعه أَبوهُ الْكثير من النجيب وَابْن علاق وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَغَيرهم وَحدث بالكثير روى عَنهُ العلائي وَابْن رَافع وَآخَرُونَ من مَشَايِخنَا مِنْهُم الْعمار الكركي والشهاب السويداوي والبرهان الشَّامي وَمَات فِي شَوَّال سنة 745
510 - أَحْمد بن عَتيق بن بَاقٍ الْجُهَنِيّ الغرناطي أَبُو جَعْفَر بن بَاقٍ قَرَأَ على أبي جَعْفَر بن الزبير وَغَيره وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات طيب النغمة نظر فِي الأحباس وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 732
511 - أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن مصطفى بن سُلَيْمَان المارديني الأَصْل الْمَعْرُوف بِابْن التركماني الْحَنَفِيّ القَاضِي تَاج الدّين أَخُو الْعَلامَة عَلَاء الدّين الَّذِي ولي الحكم اسْتِقْلَالا ولد فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 681 وَسمع من الدمياطي وَابْن الصَّواف وَغَيرهمَا وَحدث واشتغل بأنواع الْعُلُوم ودرس وَأفْتى وصنف وناب فِي الحكم وَكَانَ مَوْصُوفا بالمروءة وَحسن المعاشرة وَقَالَ جمال الدّين المسلاتي كتبت عَنهُ من فَوَائده وعد لَهُ سَبْعَة عشر تصنيفاً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَالْعرُوض والمنطق والهيئة وَله كَلَام على أَحَادِيث الْهِدَايَة وغالبها لم يكمل وَالْكثير مِنْهَا ينْسب لِأَخِيهِ وَله نظم وسط وَله شرح الْجَامِع الْكَبِير وتعليقة على المحصل وعَلى الْخُلَاصَة وَكتب الْخط الْحسن وَمَات فِي أَوَائِل(1/232)
جُمَادَى الأولى سنة 744 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ من عُلَمَاء الْقَاهِرَة ارتحل بولده فسمعا من ابْن الشّحْنَة وعلقت عَنهُ وَكَانَ مولده سنة بضع وَثَمَانِينَ وَسمع من الذَّهَبِيّ رَفِيقًا للذهبي وَذكره فِي مُعْجَمه الْكَبِير وَكتب عَنهُ حِكَايَة وَله ...
512 - أَحْمد بن عُثْمَان بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ الكومي أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي دبوس وجده إِدْرِيس هُوَ آخر الْمُلُوك من بني عبد الْمُؤمن بالمغرب وَكَانَ أَحْمد ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة 722 وَكَانَ حسن الْهَيْئَة جميل الصُّورَة بادن الْجِسْم خَفِيف اللِّحْيَة كثير الصمت حسن الْكِتَابَة بليغ الْعبارَة ورحل من الْقَاهِرَة فِي أَوَاخِر سنة 736 مؤملاً استخلاص بعض أَمْلَاك تنْسب لجده وَأَبِيهِ بمراكش فَدخل تونس فِي رَجَب عَام سَبْعَة وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَوَائِل سنة 741 فَقبض عَلَيْهِ وسجن إِلَى رَجَب سنة 747 فَأطلق وَدخل الديار المصرية ثمَّ رَجَعَ إِلَى تونس فانضم إِلَيْهِ جمَاعَة من الْعَرَب وَبَايَعُوهُ وَأظْهر الْعِصْيَان على الْأَمِير أبي الْحسن ملك الْمغرب المريني وَكثر جمع أَحْمد حَتَّى قيل أَنهم كَانُوا عشرَة آلَاف فَالْتَقوا بعسكر أبي الْحسن فِي الْمحرم سنة 749 فجرت بَينهم حروب آل الْأَمر فِيهَا إِلَى انهزام أبي الْحسن وَاسْتولى الْعَرَب على الْأَمْوَال الجمة ونازل أَبُو الْعَبَّاس تونس وعصت عَلَيْهِ(1/233)
قصبتها فحاصرها وَرَمَاهُمْ بالمنجنيق ثمَّ عَاد أَبُو الْحسن وَجمع العساكر وقصدهم ففر أَبُو الْعَبَّاس إِلَى الْعَرَب وَدخل أَبُو الْحسن تونس ثمَّ وَقع بَين أبي الْعَبَّاس وَبَين الْعَرَب فاختل أمره وفر فَقبض عَلَيْهِ وأودع فِي مركب الْبَحْر إِلَى بجاية ثمَّ إِلَى فاس ثمَّ أطلق وَأحسن إِلَيْهِ وَإِلَى تلمسان ثمَّ دخل غرناطة فَأَقَامَ فِي ظلّ ملكهَا وأعدها وطناً وَتزَوج وَولد لَهُ ثمَّ كَاتبه بعض الْعَرَب من أفريقية فأصغى إِلَى داعيهم وَلحق ببلنسية وَذَلِكَ فِي سنة 753 فَلم يحصل لَهُ مَقْصُود فَرجع إِلَى غرناطة وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ بِمَدِينَة فاس وافداً إِلَى ملكهَا أبي سَالم إِبْرَاهِيم بن أبي الْحسن وَذَلِكَ فِي سنة 762
513 - أَحْمد بن عُثْمَان بن أبي الرَّجَاء بن أبي الزهر بن أبي الْقَاسِم التنوخي الْمَعْرُوف بِابْن السلعوس الدِّمَشْقِي أَخُو الْوَزير شمس الدّين ... وَكَانَ أديباً فَاضلا لم يدْخل فِي شَيْء مِمَّا دخل فِيهِ أَخُوهُ بل كَانَ ينصحه ويحذره حَتَّى كتب إِلَيْهِ من دمشق تَنْبِيها
(تَنْبِيه يَا وَزِير الْوَقْت وَاعْلَم ... بأنك قد وطِئت على الأفاعي)(1/234)
(وَكن بِاللَّه معتصماً فَإِنِّي ... أَخَاف عَلَيْك من نهش الشجاعي)
فَلَمَّا نكب أَخُوهُ أحضر الشجاعي جَمِيع أَقَاربه إِلَى الْقَاهِرَة وصادرهم وَكَانَ قد سمع بالبيتين فَسَأَلَ عَن قائلهما فَعرف بِهِ فَأَطْلقهُ دون الْجَمِيع فَعَاد إِلَى دمشق سالما وعاش إِلَى ...
514 - أَحْمد بن عُثْمَان بن عَليّ تَاج الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن بنت أبي سعيد ولد سنة 680 روى عَن وَالِده وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام عَام 749
515 - أَحْمد بن عُثْمَان بن عِيسَى بن حسن بن حُسَيْن بن عبد المحسن الياسوفي فَخر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الجابي ولد فِي أَوَاخِر سنة 36 وَنَشَأ فَقِيرا واشتغل وَسمع الحَدِيث وَنسخ المشتبه للذهبي ولازم عَلَاء الدّين بن حجي فِي الْفِقْه وَكَذَا الْغَزِّي وعماد الدّين الحسباني وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة ثمَّ حصلت لَهُ ثروة من قبل زَوجته مَاتَت فَورثَهَا هُوَ وَابْنه فاتسعت دائرته وَدخل الْقَاهِرَة فِي تِجَارَة قَالَ ابْن حجي كَانَ يتوقد ذكاء حسن الْفَهم سريع الْإِدْرَاك حسن المناظرة مقداماً جريئاً فِي المحافل قوي الْمُعَارضَة وَكَانَ يجيد فِي بَحثه مَعَ الْإِنْصَاف التَّام مَاتَ(1/235)
فِي جُمَادَى الأولى سنة 787
516 - أَحْمد بن عُثْمَان الأمشاطي الأديب شهَاب الدّين كَانَ قيم الشَّام فِي وقته فِي الأزجال والبلاليق وَنَحْو ذَلِك مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 725 وَلم يكمل السِّتين واشتهر لَهُ الزجل الَّذِي عايا فِيهِ ابْن مقَاتل وأوله
(لَك خدما أَحْمد حَاز ملح ... روضوا اصطبح فِيهِ واعتبق)
(خَال من سبع أسبى المهج ... زهر وَخرج وَأظْهر فرج)
(من هام بِهِ لَيْسَ يلام)
وَأول زجل ابْن مقَاتل
(طرفِي لمسح بدر اتَّضَح ... لي فِي ملح مَا عوحدق)
(إِذا اختلج فِيهَا الدعج ... يسبى المهج وَلَو نسج)
(قَامَ عذار وَلَام ... )
517 - أَحْمد بن عُثْمَان القدمي أَبُو عبد الله شرف الدّين رَفِيق الْخَطِيب جلال الدّين الْقزْوِينِي ولد سنة بضع وَسِتِّينَ وَقدم دمشق سنة 695 وأتقن الْقرَاءَات وَكَانَ خيرا متودداً لقن جمَاعَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر الطَّبَقَات(1/236)
518 - أَحْمد بن عُثْمَان البصروي فَخر الدّين ولي حسبَة دمشق ثمَّ أَمر طلبخانه وَمَات فِي سنة 723 وَسَيَأْتِي ذكر أَخِيه نجم الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان
519 - أَحْمد بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمي ابْن أبي سعد بن عَليّ بن قَتَادَة ابْن إِدْرِيس ابْن مطاعن الحسني الشريف الْمَكِّيّ سُلْطَان الْحجاز يكنى أَبَا سُلَيْمَان ولاه أَبوهُ عجلَان أمرة مَكَّة وَهُوَ حَيّ فِي شَوَّال سنة 62 وَكَانَ قبل ذَلِك يَنُوب عَنهُ فِي جَمِيع أُمُوره أَيَّام مشاركته مَعَ ثقبة ثمَّ اعتقل مَعَ أَبِيه وأخيه كبيش بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن الضياء الْحَمَوِيّ ولي الخطابة بِمَكَّة فَخرج فِي شعار الْخطْبَة فصده أَحْمد عَن ذَلِك فنقم عَلَيْهِ أهل الدولة ثمَّ أفرج عَنهُ وَلما مَاتَ ثقبة فِي سنة 62 اسْتَقل أَحْمد بِمَكَّة ثمَّ فِي سنة 74 اسْتَقر مَكَان أَبِيه ثمَّ فِي سنة ثَمَانِينَ أشرك مَعَه وَلَده مُحَمَّدًا فِي السلطنة وَجَرت لِأَحْمَد بِمَكَّة خطوب وحروب وَكَانَ شهماً شجاعاً ضخماً آدم رَأَيْته يطوف بِالْكَعْبَةِ سنة 85 مرَارًا وَكَانَ عَظِيم الأبهة وَاسع الْحُرْمَة كثير الرِّئَاسَة واقتنى من الْعقار بِمَكَّة وَمن العبيد شَيْئا كثيرا وَكَانَ يحب الْعدْل ويقمع المفسدين وَحسنت سيرته جدا بِالنِّسْبَةِ إِلَى أَيَّام أَبِيه وَعَمه وشكره المجاورون مَاتَ فِي شعْبَان سنة 788
520 - أَحْمد بن أبي الْعِزّ بن أبي المكارم بن سُلَيْمَان الأشموني الْمَعْرُوف(1/237)
بِابْن الْوزان الملقب شرف الدّين كَانَ أَبوهُ يُبَاشر فِي الدِّيوَان وَكَذَلِكَ أَخَوَاهُ وَكَانَت لَهُم وجاهة فَتَركهَا شرف الدّين الْمَذْكُور وَسكن الْقَاهِرَة وَانْقطع بالكاملية وَكَانَ نظيف الثَّوْب حسن السمت قَلِيل الْكَلَام وَسمع من القطب الْقُسْطَلَانِيّ ولازمه مُدَّة وَسمع أَيْضا من ابْن فَارس والعز الْحَرَّانِي وَابْن خطيب المزة ثمَّ انْتقل إِلَى بَلَده الأشمونين وانعزل عَن مُخَالطَة النَّاس مَعَ مُلَازمَة الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة فِي أول الْوَقْت وَحدث فِي سنة 710 وَبعدهَا وَاسْتمرّ على حَالَته إِلَى أَن مَاتَ وَقد جَاوز السّبْعين نقلت تَرْجَمته من خطّ أَحْمد بن يحيى بن عَسَاكِر من مُعْجم شُيُوخه
521 - أَحْمد بن عَسْكَر بن شَدَّاد الذرعي جمال الدّين سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَكَانَ صَالحا فَاضلا متعففاً متقللاً وَحج مَرَّات وَكَانَ يزور الْقُدس فِي كل سنة مَاشِيا وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 702
522 - أَحْمد بن علم بن مَحْمُود بن عمر الْحَرَّانِي الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين ولد سنة 684 وأحضر فِي الْخَامِسَة على الفاضلي وَسمع من الزين الفارقي وست الْأَهْل بنت علوان وَابْن مُؤمن والموازيني وَابْن مشرف وَالْفَخْر إِسْمَاعِيل ابْن عَسَاكِر وَإِسْحَاق النّحاس وَمن بعدهمْ وَله إجَازَة من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَطلب بِنَفسِهِ وأسمع أَوْلَاده قَالَ الذَّهَبِيّ حرص وَأثبت(1/238)
وَحفظ الشاطبية وَفِيه دين ومروءة وَخير وَقَالَ بن رَافع كَانَ دينا خيرا ذَا مُرُوءَة وعقل مَاتَ فِي لَيْلَة مستهل ذِي الْحجَّة سنة 742
523 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الشقوري الْحِمْيَرِي أَبُو جَعْفَر أَخذ بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خَلِيل السكونِي وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن عزيون وَالْقَاضِي أبي عَامر بن أبي عبد الله بن ربيع المالقي وَغَيرهم وتلا بالإسكندرية على التَّاج الْفَاكِهَانِيّ وَغَيره وبالقاهرة عَن ابْن سيد النَّاس وَجَمَاعَة قَالَ ابْن الْخَطِيب استدعي للإقراء بمدرسة السُّلْطَان فاستعفى وَاسْتمرّ على مَا هُوَ سَبيله إِلَى ان مَاتَ فِي أخريات سنة 756
524 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر الأخميمي قَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات نحا نَحْو أَبِيه فِي الْعلم وَالْعَمَل وتذكير النَّاس فانتفعوا بِهِ كثيرا وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ ذَا صَلَاح ومشاركة فِي الْعلم زرته لما قدم الْقَاهِرَة بالكاملية وبلغتنا وَفَاته بأخميم عَن سنّ عالية وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 757
525 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد
526 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي ذكره عبد الْقَادِر(1/239)
فِي طَبَقَات الْحَنَفِيَّة فَقَالَ الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين عرف بِابْن عبد الْحق أَخُو قَاضِي الْقُضَاة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم مولده تَقْرِيبًا فِي سنة 676 قدم علينا الْقَاهِرَة من دمشق لزيارة أَخِيه فِي سنة 730 توجه إِلَى دمشق وَمَات بهَا فِي لَيْلَة ثامن عشر ربيع الأول سنة 738 إِمَام فَاضل مُحدث فَقِيه أفتى ودرس وَحصل وَأفَاد
527 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي القَاضِي قَالَ ابْن الْخَطِيب تصدر لكتب الشُّرُوط وانتظم فِي سلك الْعُدُول وَكَانَت من بَيت فلاحة وَمَات فِي ثامن عشرى ذِي الْحجَّة سنة 739
528 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الهمدني ثمَّ الْكُوفِي الْحَنَفِيّ فَخر الدّين الشهير بِابْن الفصيح ولد سنة 680 وَكَانَ لَهُ صيت فِي بِلَاد الْعرَاق ثمَّ قدم دمشق فَأكْرمه الطنبغا نَائِب الشَّام ودرس بالقصاعين وَأعَاد بالريحانية وَكَانَ فَاضلا متوددا نظم قصيدة فِي الْقرَاءَات على وزن الشاطبية بِغَيْر رموز فَجَاءَت فِي نَحْو حجمها بل أَصْغَر ونظم الْفَرَائِض السِّرَاجِيَّة وكنز الدقائق والمنار فِي أصُول الْفِقْه قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ من فُقَهَاء الْحَنَفِيَّة وَله مؤلفات وأرخ الذَّهَبِيّ مولده سنة 99 تَقْرِيبًا وَالَّذِي قَدمته جزم بِهِ الصَّفَدِي وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر نظم الْكثير وصنف فِي الْفَرَائِض وَكَانَ كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة بِنَفسِهِ وَمَاله قلت وَرَأَيْت لَهُ نظم الْقرَاءَات بِغَيْر رموز فِي نَحْو حجم الشاطبية(1/240)
ومدحه أَبُو حَيَّان ببيتين وَكَانَ قد سمع بِبَغْدَاد من ابْن الدواليبي وَصَالح ابْن عبد الله بن الصّباغ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ إِسْمَاعِيل ابْن الطبال وَتقدم فِي الْعَرَبيَّة والقراءات والفرائض وَغَيرهَا وشغل النَّاس وَكَانَ كثير التودد لطيف المحاضرة ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَمَات قبله بِمدَّة وَكتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره وَمَات قبله بِمدَّة
وَمِنْه
(الْعين أظلم نورها ... والوصل مِنْك ينيرها)
(فِي كل عُضْو عزه ... وخسوفه وَكسرهَا)
وَمِنْه
(مَا الْعلم إِلَّا فِي الْكتاب ... وَفِي أَحَادِيث الرَّسُول)
(وسواهما عِنْد المح ... قق من خرافات الفضول)
وَمَات فِي شعْبَان سنة 755
529 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن نور كَانَ أَبوهُ خولياً وباشر هُوَ صناعَة أَبِيه ثمَّ جلس فِي دكان عطر ثمَّ اشْتغل بالفقه على النَّجْم(1/241)
الأصفوني فبرع فِي مُدَّة قريبَة وَمهر فِي الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول وَغَيرهَا حَتَّى أذن لَهُ بالإفتاء فدرس وَأفْتى حَتَّى مَاتَ بِمَرَض السل بقوص سنة 737 - ذكره جَعْفَر
530 - أَحْمد بن عَليّ بن أَيُّوب بن رَافع الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ إِمَام القلعة سمع من أبي بكر ابْن الرضي وَغَيره وَحدث أجَاز لي غير مرّة وَمَات فِي شَوَّال سنة 798 وَقد بلغ الثَّمَانِينَ
531 - أَحْمد بن عَليّ بن أَيُّوب بن علوي العلامي المشتولي شهَاب الدّين ولد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من النجيب الْكثير وَحدث وَكَانَ موقع الحكم حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكتب عَنهُ ابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ فِي شعْبَان سنة 744 وَقَالَ ابْن حبيب مُحدث حسن سمته وَطَالَ عمره وطاب وقته سمع من الْحفاظ المرشدين وَأخذ عَن الروَاة المسندين وَحدث وَأفَاد وقصده الطّلبَة من الْبِلَاد وَمَات بِالْقَاهِرَةِ عَن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وأرخ أَبُو الْعَبَّاس ابْن رَجَب مولده فِي ذِي الْقعدَة سنة 62 وَهُوَ مُوَافق لما قَالَ ابْن حبيب
532 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي بكر بن نصر بن بحتر بن خولان بن بحتر بن(1/242)
خولان الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ ولد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة وأحضر على الْفَخر بعض المشيخة وأسمع من زَيْنَب بنت الْعلم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَحدث بِالصَّحِيحِ عَن سِتّ الوزراء واشتغل بِالْعلمِ وتفقه وَولي التدريس بِبَعْض الْمدَارِس وخطب بالقلعة سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَشَيخنَا قَالَ ابْن رَافع كتب الحكم للحنفي وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ محترزاً فِي شهاداته مَاتَ فِي تَاسِع شهر ربيع الأول سنة 760
533 - أَحْمد بن عَليّ بن حسن بن حُسَيْن بن صبح الْكرْدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين الْأَمِير أحضر على التقي سُلَيْمَان وتعانى الجندية ثمَّ قدم مصر فولي الْكَشْف بِالْوَجْهِ البحري ثمَّ قرر وَالِي الْوُلَاة بِالشَّام ثمَّ ولي تقدمة ألف وَحج بِالنَّاسِ سنة 45 ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة سنة 52 ثمَّ صفد ثمَّ ولي حَاجِب الْحجاب بِدِمَشْق ثمَّ سجن بالإسكندرية ثمَّ أطلق بعد قتل النَّاصِر حسن وَخرج. . إِلَى حلب بأمرة طبلخاناة ثمَّ قرر وَالِي الْوُلَاة بحوران ثمَّ نِيَابَة القلعة وَله بصفد جَامع وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي ولاياته صَارِمًا مهاباً مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 771
534 - أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن خَليفَة الْحُسَيْنِي مجد الدّين التَّاجِر الْبَغْدَادِيّ ولد سنة 691 وَأخذ عَن ابْن المطهر الحلى فِي الْمَعْقُول وَقدم دمشق(1/243)
فشغل النَّاس وانتفع بِهِ جمَاعَة وَخلف ثروة جَيِّدَة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 765
535 - أَحْمد بن عَليّ بن الْحسن بن دَاوُد الْجَزرِي ثمَّ الصَّالِحِي أَبُو الْعَبَّاس الهكاري العابد ولد مستهل سنة 49 وأحضر على مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وأخيه عبد الحميد وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ وخطيب مردا وَابْن عبد الدَّائِم واليلداني وَعبد الْوَهَّاب ابْن الناصح وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الْمُبَارك الْخَواص وَفضل الله الجيلي ويوسف سبط ابْن الْجَوْزِيّ والذهبي وَغَيرهم وَحدث كثيرا وَسكن حماة ثمَّ دمشق قَالَ الذَّهَبِيّ تفرد وقصده الطّلبَة وَكَانَ كثير الذّكر والتلاوة قَالَ السُّبْكِيّ لم أر أجلد على الْعِبَادَة مِنْهُ مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة 743 فاستكمل أَرْبعا وَتِسْعين سنة وَنصف سنة وشهراً وَقد وصلوا عَلَيْهِ بِالْإِجَازَةِ شَيْئا كثيرا وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ بعد زَيْنَب بنت الْكَمَال
536 - أَحْمد بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن أبي نصر ابْن النّحاس الْمَعْرُوف بِابْن عمرون الْحلَبِي الأَصْل البعلي الْكَاتِب سمع من ابْن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَمن الشّرف ابْن عَسَاكِر وَمن أبي الْحُسَيْن اليونيني الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَجَمَاعَة وَهُوَ سبط الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني وَكَانَ إِلَيْهِ الإشراف على الْجَامِع ببعلبك ثمَّ ترك وَمَات فِي ربيع الأول(1/244)
سنة 764 وَكَانَ مولده فِي صفر سنة 682 فأكمل اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة وَأَخُوهُ عبد الله مَاتَ سنة 741
537 - أَحْمد بن عَليّ بن حسن الْمزي الحفار أَبوهُ سمع من أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ سمع مِنْهُ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن عمر القباني مُسْند بَيت الْمُقَدّس
538 - أَحْمد بن عَليّ بن خَالِد البلوي من أهل تلعة أَبُو جَعْفَر يعرف بِابْن خَالِد كَانَ خَطِيبًا حسن السمت مُلْتَزما للسّنة شَدِيد الانقباض طَوِيل الباع مصيباً لهدف البلاغة ولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ فَمن قَوْله يُخَاطب الشَّيْخ أَبَا الْحسن بن الْحباب فِي شان كتاب كَانَ وَجه بِهِ إِلَيْهِ بَين يَدي عيد النَّحْر فَضَاعَ فِي الطَّرِيق
(زَعَمُوا بِأَن الْهدى هدي الْوَلِيّ ... للمجد ضَاعَ فَقلت ذَلِك دينه)
(طوراً يثبطه الْحيَاء وَتارَة ... بعد المزار ووعثه وحزونه)
(مهابة الْبَيْت المؤمل رُكْنه ... ومقامه السَّامِي الذري وحجونه)(1/245)
وَهِي طَوِيلَة وَمَات مفقوداً فِي الكائنة الْعُظْمَى بِظَاهِر طريف يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع جُمَادَى الأولى سنة 741
539 - أَحْمد بن عَليّ بن الزبير بن سُلَيْمَان بن مظفر الجيلي الدِّمَشْقِي شمس الدّين الشَّافِعِي الشَّاهِد الصُّوفِي بخانقاه الطواويس ولد سنة 635 وَسمع على ابْن الصّلاح سمع عَلَيْهِ مجلدين من السّنَن الْكُبْرَى للبيهقي وَحدث بهما قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دينا منطبعاً كثير النَّوَافِل والتلاوة وَمَات على خير فِي شهر ربيع الآخر سنة 742
540 - أَحْمد بن عَليّ بن سعيد السيواسي سمع ... وَطلب وقتا وَقَرَأَ وَكتب الطباق وَمَات فِي الطَّاعُون سة 749 ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ فِي ذيله
541 - أَحْمد بن عَليّ بن سنجر بن عبد الله الحكري شيخ الْقُرَّاء بِالْمَدْرَسَةِ الظَّاهِرِيَّة كَانَ كثير الْخَيْر والديانة مَشْهُورا بالصلاح والزهد عرضت عَلَيْهِ مناصب الإقراء فَامْتنعَ وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى(1/246)
الْآخِرَة سنة 741
542 - أَحْمد بن عَليّ بن سيد بونة أَبُو جَعْفَر الْخُزَاعِيّ قَرَأَ على أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي الْحسن بن فَضِيلَة وَغَيرهمَا وَكَانَ حفظَة لأسماء الرِّجَال والتاريخ وَكَانَت فِيهِ لوثة وَكَانَ أهل محلته يتبركون بِهِ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 754 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا
543 - أَحْمد بن عَليّ بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي الأَصْل نَشأ بِالْقَاهِرَةِ واشتغل بِالْكِتَابَةِ خدم زين الدّين ابْن مخلوف فأقامه وَكيلا فِي التحدث على تعلقات تَرِكَة الْمَنْصُور قلاون فَصَارَ يدْخل على النَّاصِر وَهُوَ صَغِير ويتقاضى مهماته حَتَّى حظي عِنْده فَلَمَّا تسلطن ولاه نظر المرستان فِي سنة 707 ثمَّ سَار مَعَه إِلَى الكرك وَأقَام مُدَّة بالقدس إِلَى أَن عَاد صحبته بعد خلع المظفر ففوض إِلَيْهِ وكَالَته فَعظم شَأْنه وَنفذ أمره وقويت حرمته وأفرط حَتَّى أَنه كَانَ لَهُ مَمْلُوك يُحِبهُ فَبَلغهُ أَن بعض العنبرانيين عاشره فأحضرهم كلهم وَضرب من أعيانهم نَحْو الْعشْرين وَبَالغ فِي إهانتهم وَاتفقَ أَن شهَاب الدّين النويري رافعه عِنْد السُّلْطَان فَبَلغهُ ذَلِك فَضَربهُ بالمقارع وَلم يكن السُّلْطَان يرجع فِي حَقه إِلَى أحد وَعرض عَلَيْهِ الوزارة فَلم يقبل وأقطعه قَرْيَة بحلب وَأُخْرَى بِدِمَشْق وَمَات على وجاهته فِي 16 جُمَادَى الأولى سنة 710
544 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام بن يُوسُف بن مُوسَى(1/247)
ابْن تَمام بن حَامِد بن يحيى بن عمر بن عُثْمَان بن عَليّ بن نشوان بن سوار بن سليم السُّبْكِيّ أَبُو حَامِد بهاء الدّين كَذَا نقلته من خطّ أَخِيه تَاج الدّين وَسَماهُ أَبوهُ فِي أول مَا ولد تَمامًا ثمَّ تسمى أَحْمد بعد أَن جَازَ سنّ التَّمْيِيز ومولده على مَا قَرَأت بِخَط أَبِيه فِي آخر تَاسِع عشر بل بعد الْمغرب من لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719 وأحضر على الحجار فِي الْخَامِسَة جَمِيع الصَّحِيح وأسمع على يُونُس الدبوسي والواني والبدر ابْن جمَاعَة وَجَمَاعَة وبدمشق من الْجَزرِي والمزي وَغَيرهمَا وَأخذ عَن أَبِيه وَأبي حَيَّان والرشيدي والأصبهاني وَسمع على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن الصَّائِغ عدَّة قراءات وتفقه على الْمجد الزنكلوني وَابْن القماح وَغَيرهمَا وأنجب وبرع وَهُوَ شَاب قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص الإِمَام الْعَلامَة الْمدرس لَهُ فَضَائِل وَعلم جيد وَفِيه أدب وتقوى وساد وَهُوَ ابْن عشْرين سنة وأسرع إِلَيْهِ الشيب فأنقى وَهُوَ فِي حُدُود الْعشْرين قلت كَانَ ذَلِك لما ولي أَبوهُ قَضَاء الشَّام فَإِنَّهُ فوض إِلَيْهِ تدريس المنصورية وَغَيرهَا ثمَّ ولي هُوَ تدريس الشَّافِعِي وَالْحَاكِم ثمَّ درس بالشيخونية أول مَا فتحت وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي عُلُوم اللِّسَان الْعَرَبِيّ والمعاني وَالْبَيَان وَله عروس الأفراح شرح تَلْخِيص الْمِفْتَاح أبان فِيهِ عَن سَعَة دَائِرَة فِي الْفَنّ وَله تَعْلِيق على الْحَاوِي وَعمل قِطْعَة على شرح(1/248)
الْمِنْهَاج لِأَبِيهِ وَكَانَ أديباً فَاضلا متعبداً كثير الصَّدَقَة وَالْحج والمجاورة سريع الدمعة قَائِما مَعَ أَصْحَابه وَولي قَضَاء الشَّام عوضا عَن أَخِيه فِي سنة 63 فَأَقَامَ سنة وَلم يصنع ذَلِك إِلَّا حفظا للوظيفة على أَخِيه ثمَّ ولي قَضَاء الْعَسْكَر عوضا عَن أبي الْبَقَاء لما ولي قَضَاء الديار المصرية وَقد شرع فِي شرح الْحَاوِي فَكتب مِنْهُ عدَّة مجلدات لَو كمل لَكَانَ فِي عشْرين مجلدة وَشرع فِي شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فَكتب مِنْهُ قِطْعَة لَطِيفَة فِي مُجَلد لَو اسْتمرّ عَلَيْهِ لَكَانَ عشر مجلدات أَو أَكثر وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة والأوراد والمروءة خَبِيرا بِأَمْر دُنْيَاهُ وآخرته ونال من الجاه مَا لم ينله غَيره وقرأت بِخَط أَبِيه خلع على ابْني أَحْمد تشريف صالحي لكَونه مفتي دَار الْعدْل وَذَلِكَ فِي سنة 52 وَمن قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين فِي وَلَده
(دروس أَحْمد خير من دروس عَليّ ... وَذَاكَ عِنْد عَليّ غَايَة الأمل)
وقرأت بِخَط أَبِيه قَالَ قَالَ ابْني أَبُو حَامِد فِي درس أَخِيه الْحُسَيْن بالشامية عِنْدَمَا جرى الْكَلَام فِي قَوْله {الَّذين آمنُوا وَلم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم} أَن فِي الْآيَة إِشَارَة إِلَى أَن المُرَاد بالظلم الشّرك لِأَنَّهُ الَّذِي يلتبس بِالْإِيمَان قَالَ وَهِي فَائِدَة عَظِيمَة فرحت بهَا أَشد من فرحي بالدرس(1/249)
ونقلت من خطّ أَبِيه من إنْشَاء ابْني أبي حَامِد الْحَمد لله الَّذِي شرح لمن شرع فِي إِفَادَة الْعلم صَدرا ومنح من منع نَفسه إِرَادَة الْإِثْم فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة أُخْرَى وَذكر خطْبَة الدَّرْس قَالَ وَذَلِكَ فِي ربيع الأول سنة 48 وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي كَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين السُّبْكِيّ من رجال الْعلم وَكَانَ أَبوهُ قَاضِي الشَّام فَكثر مَاله وَكَثُرت وظائفه فَإِن أَبَاهُ لما ولي قَضَاء الشَّام سَأَلَ أَن تكون جهاته لوَلَده هَذَا وَهِي درس الْفِقْه بالمنصورية والميعاد بِجَامِع ابْن طولون والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر وتدريس السيفية والكهارية وَغير ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ ابْن اللبان سعى فِي تدريس الشَّافِعِي فنازعه تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ فَحَضَرَ كل وَاحِد مِنْهُمَا ثمَّ نزع عَنْهُمَا لِابْنِ خطيب يبرود ثمَّ استنزله عَنهُ بهاء الدّين بمدرسة بِالشَّام فاستمر فِيهِ ثمَّ اسْتَقر فِي إِفْتَاء دَار الْعدْل ثمَّ سعى فِي قَضَاء الْعَسْكَر فَلم يحصل لَهُ حَتَّى ولي قَرِيبه بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء وَاسْتقر فِي تدريس الْفِقْه بالشيخونية ثمَّ لما مَاتَ ابْن الْجَزرِي خطيب جَامع ابْن طولون فقرر أَوْلَاده عوضا عَنهُ فسعى بهاء الدّين إِلَى أَن أخرج الخطابة عَنْهُم بعد أَن قررهم فِيهَا تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ وَهُوَ يَوْمئِذٍ النَّاظر الشَّرْعِيّ ثمَّ ولي تدريس التَّفْسِير بِجَامِع ابْن طولون بعد الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي وَكَانَ سعى فِيهِ بعد موت ابْن عقيل فولاه أَبُو الْبَقَاء لوَلَده بدر الدّين فَنَزَعَهُ مِنْهُ جمال الدّين ابْن التركماني قَاضِي الْحَنَفِيَّة فَلَمَّا مَاتَ سعى فِيهِ بهاء الدّين أَيْضا فقرر أَمِير عَليّ المارديني(1/250)
فِيهِ الأسنوي فَلَمَّا مَاتَ الأسنوي أَعَادَهُ أَبُو الْبَقَاء لوَلَده فَدخل عَلَيْهِ بهاء الدّين فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فاستحيى مِنْهُ وَكتب لَهُ بِهِ فاجتمعت لَهُ هَذِه الْوَظَائِف الْعَظِيمَة وَكَانَ غَالب المصريين يخدمونه لِكَثْرَة عطائه وَلَا يحاول أمرا إِلَّا ويصل إِلَيْهِ وَصَارَت لَهُ دربة عَظِيمَة فِي السَّعْي حَتَّى يبلغ أغراضه وَجَرت لَهُ فِي ذَلِك خطوب كَثِيرَة وَفِي الْغَالِب ينتصر وَبنى دَاره الَّتِي بدرب الطِّفْل وَهِي مَشْهُورَة وَولي قَضَاء الشَّام مرّة عوضا عَن أَخِيه فِي دولة يلبغا وَحضر أَخُوهُ عَليّ وظائفه بِالْقَاهِرَةِ ذكر الشَّيْخ كَمَال الدّين الدَّمِيرِيّ أَنه مرض بِمَكَّة وَهُوَ مجاور قَالَ فَقَالَ لي هَذَا جُمَادَى وَجَرت الْعَادة فِيهِ بحدوث أَمر مَا فَإِن جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت أبي الْبَقَاء وَأَنا فِي قيد الْحَيَاة فَذَاك وَإِلَّا فاقرأ الْكتاب على قَبْرِي قلت وَهَذَا الَّذِي ذكره الدَّمِيرِيّ عَنهُ من أَمر جُمَادَى الْآخِرَة لم يرد بِهِ الْعُمُوم وَإِنَّمَا أَرَادَ بِهِ خُصُوص نَفسه لأنني رَأَيْت بِخَط أَبِيه مَا يدل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أرخ نظم حفيده أبي حَاتِم بن أبي حَامِد هَذَا فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة ثمَّ عقب ذَلِك بِأَن قَالَ وَوليت أَنا قَضَاء الشَّام فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة فَكتب ابْنه بهاء الدّين فِي الْهَامِش وَفِيه وليت أَنا تدريس 252 المنصورية وَغَيرهَا ثمَّ قَالَ تَقِيّ الدّين ولد ابْني أَبُو حَامِد فِي آخر تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَأول لَيْلَة الْعشْرين مِنْهُ وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 47 ولي ابْني الْحُسَيْن تدريس الشامية وَهُوَ تَارِيخ توقيعه وبخط بهاء الدّين وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 62 ولي ابْني أَبُو حَاتِم الْمُقدم ذكره تدريس المنصورية قَالَ وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة يَعْنِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ ولي بهاء الدّين أَبُو الْبَقَاء وَفِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة يَعْنِي سنة 69 عزل أخي تَاج الدّين من قَضَاء الشَّام قلت وَلم تتفق وَفَاته إِلَّا فِي سَابِع شهر رَجَب سنة 73 فانخرم الاستقراء وقرأت بِخَط القَاضِي تَقِيّ الدّين الزبيرِي لما ولي أَمِير على نِيَابَة السلطنة بالديار المصرية قرر الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ فِي قَضَاء دمشق وعزل تَاج الدّين السُّبْكِيّ وَأخرج بهاء الدّين السُّبْكِيّ إِلَى دمشق ليدعي عَلَيْهِ بِمَا فِي جِهَته أَيَّام مُبَاشرَة أَبِيه وأخيه فعقد لَهُم مجْلِس فَحكم ابْن خطيب الْجَبَل باعتقال تَاج الدّين فاعتقل بقلعة دمشق وهرب أَخُوهُ فاختفى عِنْد التَّاج الملكي قبل أَن يسلم وَكَانَ يَوْمئِذٍ بِدِمَشْق كَاتبا نَصْرَانِيّا وَلما مَاتَ بهاء الدّين السُّبْكِيّ أوصى بوظائفه لأولاده وَأَوْلَاد أَخِيه وَكتب بِخَطِّهِ إِلَى محب الدّين نَاظر الْجَيْش يسْأَل مِنْهُ المساعدة على ذَلِك فَوَثَبَ مُخْتَصّ النقاشي فَانْتزع خطابة جَامع ابْن طولون لأبي هُرَيْرَة ولد أستاذه 254 أبي أُمَامَة بن النقاش وَكَانَت لمختص صُورَة كَبِيرَة عِنْد الْملك الْأَشْرَف شعْبَان فعجز نَاظر الْجَيْش عَن مقاومته وَكَذَلِكَ مشيخة الميعاد وَلما خرج ذَلِك وثب الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ على درس التَّفْسِير وَقَضَاء الْعَسْكَر وَأَبُو الْبَقَاء على درس الشَّافِعِي وَقرر أكمل الدّين فِي درس الشيخونية الشَّيْخ ضِيَاء الدّين إِلَى أَن لم يبْق مَعَ أَوْلَاده شَيْء من جهاته وَكَانَت كَثِيرَة جدا حَتَّى أَخذ عز الدّين الطَّيِّبِيّ درس السيفية والكمال الدَّمِيرِيّ درس الكهارية والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر قَالَ الزبيرِي وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين قد عمل على أَوْلَاد الْجَزرِي خطيب الْجَامِع الطولوني فَأخذ مِنْهُم الخطابة بعد أَن كَانَ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ قررهم فِيهَا فتولاها بهاء الدّين بالجاه وَالسَّعْي وحرموا مِنْهَا وَكَانَ لَا يتهنأ بالخطابة لِأَن يلبغا مَا كَانَ يُصَلِّي إِلَّا فِي الْجَامِع الطولوني فَلَا تعجبه خطبَته فَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يَسْتَنِيب غَيره فِي الخطابة فَكَانَ لَا يخْطب فِيهِ إِلَّا إِن كَانَ يلبغا غَائِبا قلت وَقد وَقع لولد أبي هُرَيْرَة ابْن النقاش فِي الخطابة ومشيخة الميعاد أَشد مِمَّا وَقع لأَوْلَاد الْجَزرِي وَذَلِكَ أَن أَبَا هُرَيْرَة نزل فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الصَّغِير أبي الْيُسْر مُحَمَّد وَعدل عَن أَخِيه الْأَكْبَر أبي إِمَامَة لِأَنَّهُ كَانَ يخْشَى أَن يقف بعض الْأُمَرَاء فِي طَرِيقه فاستقر أَبُو الْيُسْر فِي الخطابة من أَوَاخِر سنة تسع عشرَة إِلَى جُمَادَى ... سنة 42 فَعَزله(1/251)
أبي أُمَامَة بن النقاش وَكَانَت لمختص صُورَة كَبِيرَة عِنْد الْملك الْأَشْرَف شعْبَان فعجز نَاظر الْجَيْش عَن مقاومته وَكَذَلِكَ مشيخة الميعاد وَلما خرج ذَلِك وثب الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ على درس التَّفْسِير وَقَضَاء الْعَسْكَر وَأَبُو الْبَقَاء على درس الشَّافِعِي وَقرر أكمل الدّين فِي درس الشيخونية الشَّيْخ ضِيَاء الدّين إِلَى أَن لم يبْق مَعَ أَوْلَاده شَيْء من جهاته وَكَانَت كَثِيرَة جدا حَتَّى أَخذ عز الدّين الطَّيِّبِيّ درس السيفية والكمال الدَّمِيرِيّ درس الكهارية والميعاد بِجَامِع الظَّاهِر قَالَ الزبيرِي وَكَانَ الشَّيْخ بهاء الدّين قد عمل على أَوْلَاد الْجَزرِي خطيب الْجَامِع الطولوني فَأخذ مِنْهُم الخطابة بعد أَن كَانَ تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ قررهم فِيهَا فتولاها بهاء الدّين بالجاه وَالسَّعْي وحرموا مِنْهَا وَكَانَ لَا يتهنأ بالخطابة لِأَن يلبغا مَا كَانَ يُصَلِّي إِلَّا فِي الْجَامِع الطولوني فَلَا تعجبه خطبَته فَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يَسْتَنِيب غَيره فِي الخطابة فَكَانَ لَا يخْطب فِيهِ إِلَّا إِن كَانَ يلبغا غَائِبا قلت وَقد وَقع لولد أبي هُرَيْرَة ابْن النقاش فِي الخطابة ومشيخة الميعاد أَشد مِمَّا وَقع لأَوْلَاد الْجَزرِي وَذَلِكَ أَن أَبَا هُرَيْرَة نزل فِي مرض مَوته عَن الخطابة لوَلَده الصَّغِير أبي الْيُسْر مُحَمَّد وَعدل عَن أَخِيه الْأَكْبَر أبي إِمَامَة لِأَنَّهُ كَانَ يخْشَى أَن يقف بعض الْأُمَرَاء فِي طَرِيقه فاستقر أَبُو الْيُسْر فِي الخطابة من أَوَاخِر سنة تسع عشرَة إِلَى جُمَادَى ... سنة 42 فَعَزله(1/253)
السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر جقمق لِأَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ وَيسمع خطبَته فَلَا تعجبه وَقرر فِي الخطابة والمشيخة برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن الميلق خطيب جَامع الماس لِأَنَّهُ كَانَ مَشْهُورا بجودة أَدَاء الْخطْبَة وَجهد أَبُو الْيُسْر بالسلطان كل الْجهد فَلم يجبهُ إِلَى إِعَادَة الخطابة حَتَّى لم يتْرك أحدا من طَبَقَات النَّاس من الْأُمَرَاء والكبراء والرؤساء والفقراء وَالْعُلَمَاء فَلم ينجع فِيهِ وأصر على الْمَنْع ووعده أَن يعوضه عَنْهُمَا وَمَات بهاء الدّين مجاوراً بِمَكَّة لَيْلَة الْخَمِيس السَّابِع عشر من شهر رَجَب سنة 773 وَله أَربع وَخَمْسُونَ سنة وبضع أشهر وَوهم ابْن حبيب فَقَالَ عَاشَ سِتا وَخمسين سنة
545 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس الطاهري بن خَالَة الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس ابْن الطاهري ذكره القطب فِي تَارِيخ مصر وأرخ وَفَاته سنة 735 تَقْرِيبًا وَقَالَ أَنه حدث بِالْقَاهِرَةِ سنة 694
546 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الله بن أبي الدّرّ الْبَغْدَادِيّ جمال الدّين القلانسي ولد سنة 640 وَسمع الْكثير من ابْن أبي الدنية وَمن عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَابْن ورخز وَابْن بلدجي وَخرج وَأفَاد وَكتب قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ صَدُوقًا روى عَنهُ أَحْمد بن عبد الْغَنِيّ الوفاياتي وَعبد الله بن سُلَيْمَان العراد وَمُحَمّد بن يُوسُف ابْن منكلي وَغَيرهم وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 704
547 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الصَّمد الدِّمَشْقِي الزّجاج ولد فِي حُدُود سنة(1/254)
سَبْعمِائة سمع ابْن مشرف وَأخذ عَنهُ الْحُسَيْنِي وَذكر أَنه مَاتَ فِي شعْبَان سنة 762
548 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن المصفي بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا فَاء الاسكندراني الْفَقِيه الْمَالِكِي شرف الدّين بن القَاضِي نَفِيس الدّين ولد فِي شعْبَان سنة 649 وَسمع من أبي الْفَتْح عُثْمَان بن هبة الله بن عَوْف وَسمع الْكثير من حَافظ الثغر مَنْصُور بن سليم وَأَجَازَ لَهُ وَسمع القصائد الوترية قَرَأت بِخَط بدر الدّين النابلسي فِي مُعْجم شُيُوخه كَانَ من أَعْيَان عُلَمَاء أهل الثغر يخرج بِهِ أهل الاسكندرية فَهُوَ شيخ من أفتى مِنْهُم من الطّلبَة وَكَانَ عَالما خَاشِعًا متقللاً من الدُّنْيَا على طَرِيق السّلف الصَّالح وَحدث وَأفْتى وشغل النَّاس مُدَّة وَحدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا بالإسكندرية مَاتَ فِي شَوَّال سنة 744
549 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد
550 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْوَهَّاب بن يُوسُف بن منجا الأدفوي ... من الطالع
551 - أَحْمد بن عَليّ بن عُبَيْدَان بن عبيد أَبُو عمر الْحَمَوِيّ سمع من أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز جُزْء الْبَيْنُونَة والمسلسل وَغير ذَلِك وَحدث روى(1/255)
عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه
552 - أَحْمد بن عَليّ بن عَتيق التريافي يُقَال لَهُ اشكمدز الغرناطي أَبُو جَعْفَر كَانَ من أهل الْخَيْر وَالْعَدَالَة عَارِفًا بالوثائق دمث الْأَخْلَاق خطب بالجامع وَأم بِهِ وَكَانَ قد أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الطباع وَغَيره وَمَات فِي رَجَب سنة 710
553 - أَحْمد بن عَليّ بن عُثْمَان الفيشي شهَاب الدّين أَخذ الْقرَاءَات عَن التقي الْبَغْدَادِيّ وأقرأ النَّاس مُدَّة بِمصْر وَكَانَ ضريراً مَاتَ فِي صفر سنة 797
554 - أَحْمد بن عَليّ بن عَسْكَر القصري الْجمال ولد سنة ... وأسمع على مُحَمَّد بن أبي الْفضل المرسي وَحدث وَمَات سنة ...
555 - أَحْمد بن عَليّ بن عقيل بن رَاجع بن مهنا علم الدّين الششتري سمع السراج عمر الْقزْوِينِي وَحدث عَنهُ بكازرون فِي سنة 65 ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني وَقَالَ كَانَ من الْعلمَاء الأخيار(1/256)
556 - أَحْمد بن عَليّ بن عمر البالسي سمع على الْكَمَال الضَّرِير قصيدة الشاطبي وَكَانَ مولده سنة 640 وَمَات بالإسكندرية سنة ... وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
557 - أَحْمد بن عَليّ بن عميرَة الْأَمِير من آل فضل كَانَ مِمَّن سَار إِلَى بِلَاد الططر وآذى النَّاس ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك وَتَابَ وَدخل الشَّام بالأمان فِي صفر سنة 709
558 - أَحْمد بن عَليّ بن عِيسَى بن مَنْصُور الكركي أَبُو حَامِد ولد سنة 736 - وَأَجَازَ لَهُ الحجار وَجَمَاعَة وتفقه وَمهر وَحفظ الْمِنْهَاج وَطلب الحَدِيث فَسمع بِدِمَشْق من الْمزي والجزري وبنتي الْعِزّ وبالديار المصرية من أبي نعيم بن الأسعردي وَجَمَاعَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ سمع مني وَكتب وحرص وَطلب وَدَار على الشُّيُوخ وَنسخ مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 759 مبطوناً
559 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن رَافع الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ إِمَام القلعة سمع من أبي بكر بن الرضي وَغَيره وَحدث أجَاز لَهُ غير مرّة وَمَات فِي شَوَّال سنة 798 وَقد بلغ الثَّمَانِينَ(1/257)
560 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسام الكلوتاتي سمع من النجيب وَابْن النّحاس وَغَيرهمَا وَعنهُ بعض شُيُوخنَا
561 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل الدِّمَشْقِي نجم الدّين ابْن غَانِم ولد سنة ... وتأدب بِأَبِيهِ وَغَيره وَكتب فِي الْإِنْشَاء إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 758 وَله نظم حسن كتب إِلَيْهِ الصَّفَدِي ملغزاً
(مولَايَ نجم الدّين يَا من لَهُ ... خَلِيل ود هُوَ أزكى حميم)
(مَا اسْم رباعي لَهُ أول ... إِن زَالَ عَنهُ لم تَجِد غير مِيم)
فَأجَاب وأجاد
(مولَايَ قد قلدتني حلية ... من جَوْهَر اللَّفْظ بِعقد نظيم)
(مَذْهَب مَعْنَاهُ فتم العنا ... والبدر تسبي مِنْهُ تَاء وَمِيم)
وَذكر ابْن حبيب فِي تَارِيخه فِيمَن مَاتَ سنة 69 أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سلمَان بن غَانِم كَاتب الْإِنْشَاء بِدِمَشْق مَاتَ سنة 69 ببيروت سَاحل دمشق وَكَانَ أديباً فَاضلا كَذَا قَالَ فَلَا أَدْرِي أَيهمَا الصَّوَاب أَو هما إخْوَان
562 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْبر الْخَولَانِيّ الغرناطي كَانَ تَاجِرًا فلقي(1/258)
بالمغرب وأفريقية جمَاعَة من أهل الْعلم وَحمل عَنْهُم وتأدب بِأبي عبد الله الْأَيْلِي ثمَّ سكن تونس يداوي النَّاس بالطب إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة 750
563 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن قَاسم العرياني الشَّيْخ شهَاب الدّين الشَّافِعِي الْمُحدث تنقل تَرْجَمته من أنباء الْغمر للمؤلف مَاتَ فِي سنة 778 قَالَ الْمُؤلف فِي أنباء الْغمر ولد سنة 717 وَسمع بِدِمَشْق من أَحْمد بن عَليّ الْجَزرِي والذهبي وبمصر من الْمَيْدُومِيُّ وبالقدس من عَليّ بن أَيُّوب وَغَيره حصل الْكتب والأجزاء وَدَار على الشُّيُوخ ورافق الشَّيْخ زين الدّين الْعِرَاقِيّ كثيرا وأسمع أَوْلَاده وصنف لُغَات مُسلم وَشرح الْإِلْمَام ودرس فِي الحَدِيث بالمنكوتمرية وَولي خانقاه الطَّوِيل وناب فِي الحكم وَكَانَ مَحْمُود الْخِصَال مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَذكر لنا الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ أَنه رَآهُ فِي الْمَنَام على هَيْئَة حَسَنَة
564 - أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن هَارُون بن عَليّ بن حميد الثَّعْلَبِيّ الصُّوفِي شهَاب الدّين بن الْمُحدث أبي الْحسن سمع من النجيب والعز الحرانيين وَابْن الْأنمَاطِي وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من دمشق وَحدث وَكَانَ دينا خيرا يقْرَأ المواعيد للعامة وَمَات فِي جُمَادَى الأول سنة 737 ذكره ابْن رَافع(1/259)
565 - أَحْمد بن عَليّ بن أبي مُحَمَّد بن يُوسُف الشوكي الصَّالِحِي حدث عَن ابْن عبد الدَّائِم وَمَات فِي تَاسِع عشر رَجَب سنة 719
566 - أَحْمد بن عَليّ بن مسرور الرمثاوي خطيب الحديثة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 771
567 - أَحْمد بن عَليّ بن مَسْعُود بن ربيع الصَّالِحِي الْكَلْبِيّ ولد سنة ... وأسمع على خطيب مردا فَضَائِل مُعَاوِيَة لِابْنِ أبي عَاصِم وَأَجَازَ لَهُ سبط السلَفِي وَحدث وَمَات سنة ...
568 - أَحْمد بن عَليّ بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن صَالح بن أبي الْعِزّ بن وهيب شرف الدّين الْحَنَفِيّ التَّاجِر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف سلفه بِابْن الكشك واشتهر هُوَ بِابْن مَنْصُور ولد بِدِمَشْق سنة عشر أَو قبلهَا وتفقه وَسمع الحَدِيث وَمهر ودرس وَأعَاد واشتهر ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الديار المصرية فباشره بعد سفر قرَابَته نجم الدّين وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة 777 وَصرف فِي رَمَضَان مِنْهَا وَرجع إِلَى دمشق وَكَانَت وَفَاته(1/260)
بِدِمَشْق يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من شعْبَان سنة 782 وَهُوَ أَصْغَر سنا من أَخِيه صدر الدّين وأفقه
569 - أَحْمد بن عَليّ بن نصر بن عمر أَبُو الْفَتْح بن أبي الْحسن الْمصْرِيّ الْفَقِيه فَخر الدّين السُّوسِي ولد فِي صفر سنة 693 واشتغل وَمهر وبرع فِي الْأَدَب وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق وَقَالَ الشّعْر الْجيد وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي عَنهُ بِسَمَاعِهِ ... وَله القصيدة الطنانة الَّتِي أَولهَا
(تسلت دارها مغنى الْهوى بقطينها ... وَمَا استبدلته الْعين من بعد عينهَا)
قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ يُقَال لَهُ ابْن السُّوسِي نِسْبَة إِلَى جده لأمه قَالَ وَكَانَ قد نبغ فِي الشّعْر ومدح الأكابر مِنْهُم أَبُو حَيَّان وَالْقَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة وَشهد لَهُ أَبُو حَيَّان بالإجادة وَهُوَ الْقَائِل لما ولي شرف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الأخميمي ابْن النَّاسِخ الحكم بأخميم فَتوجه جمع من أَهلهَا إِلَى الْقَاهِرَة وتبرموا بولايته فصرف عَنْهُم وَرجع قبل أَن يدْخل بلدهم فنظم فِيهِ ابْن السُّوسِي
(يَا بني النَّاسِخ اصْبِرُوا ... كَانَ مَا كَانَ وانقضى)
(من رأى بارقاً خفاً ... قبل أَن قيل أَو مضا)
قَالَ وَكَانَ على طَريقَة الأدباء من تعاني اللطافة حَتَّى صحب بعض الصُّوفِيَّة(1/261)
فَأخْرجهُ عَن الطَّرِيق المرضية فنسب إِلَى الانحلال وَاسْتمرّ على تِلْكَ الْحَال إِلَى أَن مَاتَ فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة 724 وَله إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة
570 - أَحْمد بن عَليّ بن هبة الله ابْن السديد الأسنائي شمس الدّين من الطالع
571 - أَحْمد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة القوصي تَاج الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد ولد فِي أحد الربيعين سنة 636 بقوص وَسمع من ابْن الجميزي وَابْن رواح وَالْمُنْذِرِي والرشيد الْعَطَّار وَأبي عَليّ الْبكْرِيّ والصائب ابْن الأنجب النِّعَال وَعبد الْوَهَّاب بن حسن بن الْفُرَات وَابْن نقاش السِّكَّة وَغَيرهم وَأَجَازَهُ أَبُو مُحَمَّد الباذرائي وابو بكر بن مسدي وَعلي بن شُجَاع الضَّرِير وَآخَرُونَ وَحدث قَدِيما وتفقه على مَذْهَب مَالك وَالشَّافِعِيّ ودرس بالنجيبية بقوص وَكَانَ يلقِي كل يَوْم دروساً فِي المذهبين وناب فِي الحكم وَكَانَ لَهُ أوراد وَعبادَة وَلكنه خلط بآخرة وتساهل فِي الشَّهَادَة قَالَ أَحْمد بن يحيى بن عَسَاكِر كَانَ كثير الْعِبَادَة ويصوم الدَّهْر(1/262)
وَيتَصَدَّق ويكفل الْأَيْتَام كَانَت وَفَاته بِالْقَاهِرَةِ وَقيل بقوص سنة 723
572 - أَحْمد بن عَليّ بن يحيى بن عُثْمَان بن أبي الهني بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الشَّافِعِي شرف الدّين الْمَعْرُوف بِابْن نحلة ولد سنة 704 تَقْرِيبًا وأحضر على حسن بن عمر الْكرْدِي والعماد عَليّ بن السكرِي وَسمع من أبي بكر ابْن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَمُحَمّد بن أبي بكر بن النّحاس وَجَمَاعَة وَحدث وَكَانَ من الشُّهُود بِدِمَشْق مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 784 وَأَجَازَ لعبد الله بن عمر ابْن جمَاعَة
573 - أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن أبي بكر بن أبي الْفَتْح بن عَليّ السجْزِي الْحُسَيْنِي إِمَام الْحَنَفِيَّة بِمَكَّة ولد سنة 673 وَسمع من الشريف الغرافي تَارِيخ الْمَدِينَة لِابْنِ النجار بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَمن غَيره وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء البرزالي شمس الدّين ابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ وَأَبُو الْيمن بن عَسَاكِر وَعبد الْعَزِيز ابْن الخليلي والقطب الْقُسْطَلَانِيّ والصفي خَلِيل المراغي وَابْن خطيب المزة وَابْن الْأنمَاطِي وشامية بنت الْبكْرِيّ والمحب الطَّبَرِيّ وَآخَرُونَ وَكتب عَنهُ الْعَفِيف المطري وَسمع مِنْهُ جمَاعَة من مَشَايِخنَا مِنْهُم الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ(1/263)
قَرَأَ عَلَيْهِ تَارِيخ الْمَدِينَة لِابْنِ النجار بِسَمَاعِهِ على الشريف بِسَمَاعِهِ من مُصَنفه وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْمُقْرِئ ابْن سكر وأرخ وَفَاته وَشَيخنَا زين الدّين ابْن الْحُسَيْنِي سمع مِنْهُ من تَارِيخ الْمَدِينَة قِطْعَة من أَوله سَمعتهَا مِنْهُ وجاور بِمَكَّة وَاسْتقر أَمَام مقَام الْحَنَفِيَّة بهَا وَأَجَازَ للشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي فِي شهر رَجَب سنة 761 وَمَات فِي شهر رَمَضَان 762 وَقيل كَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة وَقيل تَأَخّر إِلَى أول سنة 763 وَله تسع وَثَمَانُونَ سنة أرخ مولده المطري وَأَنه كَانَ فِي سنة 673 وتاريخ الاستدعاء الَّذِي فِيهِ اسْمه كَانَ فِي سنة 73 لَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنة لَكَانَ مُسْند عصره
574 - أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم شهَاب الدّين ابْن عبد الْحق الْحَنَفِيّ أَخُو الْبُرْهَان ابْن عبد الْحق الْحَنَفِيّ ولد سنة 675 أوفى الَّتِي بعْدهَا وَقدم على أَخِيه سنة 730 وَعَاد إِلَى دمشق وَكَانَ قد اشْتغل كثيرا وتمهر وَأفْتى ودرس وَمَات سنة 738
575 - أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن المهتار إِمَام مَسْجِد الرَّأْس عِنْد بَاب الفراديس ولد سنة 705 وَسمع على الحجار جُزْء أبي الجهم وَأَرْبَعين الْآجُرِيّ وَحدث وَكَانَ قد حفظ كتابا فِي مَذْهَب الشَّافِعِي وتنزل بالمدارس وَنسخ(1/264)
الرَّوْضَة وَكَانَ يشْهد تَحت السَّاعَات وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الآخر سنة 771 وَعَمه مُحَمَّد بن يُوسُف هُوَ رَاوِي عُلُوم الحَدِيث بِسَمَاعِهِ من مُصَنفه ابْن الصّلاح فَكَانَ آخر من حدث بِهِ عَنهُ
576 - أَحْمد بن عَليّ العامري الإِمَام جمال الدّين اليمني ابْن أُخْت القطب إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ شَارِح الْمُهَذّب ذكره الأسنوي فِي طبقاته فَقَالَ كَانَ عَالما جَلِيلًا شرح الْوَسِيط فِي نَحْو ثَمَانِيَة أَجزَاء وَشرح التَّنْبِيه شرحاً لطيفاً مُشْتَمِلًا على فَوَائِد لكنه نكت غير مستوعب لمسائل التَّنْبِيه تولى قَضَاء المهجم وَمَات سنة 725
577 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن مهْدي المدلجي الشَّيْخ كَمَال الدّين النشائي الْفَقِيه الشَّافِعِي الْخَطِيب ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 691 وَسمع من الدمياطي والرضى الطَّبَرِيّ وَعبد الأحدبن تَيْمِية وَغَيرهم وتفقه بِأَبِيهِ وَأخذ عَن مَشَايِخ عصره سمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ شهَاب الدّين بن رَجَب وَولده عبد الرَّحْمَن قَالَ الأسنوي كَانَ حَافِظًا للْمَذْهَب كَرِيمًا متصوناً طارحاً للتكلف وَكَانَ فِي خلقه شدَّة كأبيه وَقَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ حسن الْعشْرَة وَمن مصنفاته الأبريز فِي الْجمع بَين الْحَاوِي وَالْوَجِيز وَكتاب كشف غطاء الْحَاوِي وَله مُخْتَصر سلَاح الْمُؤمن وَهُوَ الَّذِي صنف جَامع المختصرات فَأتى بِهِ بِالْعلمِ الْكثير الغزير فِي الْأَلْفَاظ الْيَسِيرَة وَاعْتمد فِي الأَصْل على الْحَاوِي وزاده الْخلاف وَشَرحه فِي أَربع مجلدات وَعمل الْمُنْتَقى فِي الْمَذْهَب أَجَاد فِيهِ وَله نكت التَّنْبِيه مُفِيد(1/265)
وَكَانَ درس بِجَامِع الخطيري وخطب وَأعَاد بعدة مدارس مَاتَ يَوْم السبت عَاشر صفر سنة 757 وأرخه السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات الصُّغْرَى سنة ثَمَان فَوَهم وَكَذَا من تبعه فِي ذَلِك
578 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن عمر الخليلي شهَاب الدّين خطيب القلعة بحلب سمع على سنقر مشيخته وصحيح البُخَارِيّ بفوت وَعَلِيهِ وعَلى بيبرس جُزْء البانياسي وَمَات عمر سنة 696 وَله خمس وَسِتُّونَ
579 - أَحْمد بن عمر بن زُهَيْر بن حُسَيْن بن زُهَيْر بن عصة الزرعي الشَّاهِد كَانَ لَهُ نظم وفضائل مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 732
580 - أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين القَاضِي ولي أَبوهُ قَضَاء الْحَنَابِلَة بالديار المصرية فِي سنة 699 إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 711 وَكَانَ السُّلْطَان لما عَاد من الكرك عَزله كَمَا عزل غَيره فاستمر معزولاً ثمَّ أُعِيد بعد ذَلِك وَولي الْقَضَاء مَسْعُود الْحَارِثِيّ ثمَّ اسْتَقر أَحْمد هَذَا بعد مَسْعُود فِي ربيع الأول سنة 712 وَاسْتمرّ إِلَى سنة 738 فصرف عَن الْقَضَاء وَاسْتقر بعده القَاضِي موفق الدّين عبد الله بِسَبَب قيام النَّاس عَلَيْهِ لما تعاطاه وَلَده من بيع الْأَوْقَاف والارتشاء فَبلغ السُّلْطَان سوء سيرته وَسُوء سيرة عبد الله بن الْجلَال الْقزْوِينِي فعزل الشَّيْخَيْنِ من أجل ولدهما وَكَانَ أعظم القائمين فِي ذَلِك الْأَمِير جنكلي بن البابا(1/266)
وَمَات بعد ذَلِك بِيَسِير أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب فَقَالَ تَقِيّ وَافق لقبه فعله وَوَافَقَ علمه فَضله نصر المحق وَسَهل الْأَمر الْمشق وباشر الْقَضَاء سِتا وَعشْرين سنة وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ من بَيت الْعلم وَالصَّلَاح ولي الْقَضَاء هُوَ وَأَبوهُ وَكَانَ جده لأمه قَاضِيا وَرَأى هَذَا من الرِّئَاسَة ونفاذ الْكَلِمَة حسن المأكل والملبس والترفة مَا لم يره غَيره وَاسْتمرّ بعد عَزله يدرس الْفِقْه إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة وَله 76 سنة
581 - أَحْمد بن عمر بن عبد الله بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عَامر خطيب بَيت الْآبَار ولد سنة 651 وَسمع من عَم وَالِده الْخَطِيب عماد الدّين دَاوُد بن عمر وَهُوَ جده لأمه وَكَانَ مُقيما بالجامع يَنُوب عَن أَخِيه فِي الْأَذَان وَكَانَ مَوته أَن وَقع من سطح الْجَامِع فَمَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 725 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس مُؤذن قَرْيَة بَيت الْآبَار وَابْن خطيبها سمع مَعَ الْأَخَوَيْنِ دَاوُد وَمُحَمّد ابْني عمر وَهُوَ سبط دَاوُد الْخَطِيب مولده فِي حُدُود سنة خمسين وسِتمِائَة وَمَات شَهِيدا صَائِما عقب صَلَاة الْمغرب زلق من السَّطْح فَوَقع إِلَى صحن الْجَامِع فَمَاتَ
582 - أَحْمد بن عمر بن عفاف بن عمر بن عفاف الدِّمَشْقِي الْعَطَّار أَخُو حيدر(1/267)
الشرابي أَبُو الْعَبَّاس الموشضى بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا مُعْجمَة ولد سنة 651 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم مشيخته وَحدث حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي بِالسَّمَاعِ وَسمع أَيْضا الملخص للقابسي من دَاوُد بن سُلَيْمَان الْحَمَوِيّ بِسَمَاعِهِ من ابْن درباس وَسمع من أَحْمد بن أبي الْغَنَائِم الكهفي وَمَات فِي نصف رَجَب سنة 744 يُقَال أَنه جَاوز التسعين
583 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الرضي شهَاب الدّين أَبُو الْحُسَيْن الْحَمَوِيّ الأَصْل الشَّافِعِي نزيل حلب تفقه بِبَلَدِهِ على شرف الدّين بن خطيب القلعة وبدمشق على التَّاج السُّبْكِيّ وَغَيره وَمهر وَتقدم ودرس ثمَّ قدم حلب على قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ ولي قضاءها اسْتِقْلَالا ثَلَاث مَرَّات وَكَانَ فَاضلا عَالما كثير الاستحضار عَارِفًا بالقراءات وَله فِيهَا نظم سَمَّاهُ عقد الْبكر وَله نظم فِي أَشْيَاء مُتعَدِّدَة وَكَانَت دروسه حافلة وَالثنَاء عَلَيْهِ وافرا ثمَّ كَانَ فِيمَن قَامَ على الظَّاهِر برقوق وَأنكر سلطنته فسعى بِهِ إِلَيْهِ فتطلبه فاختفى مُدَّة وَحج فِيهَا ثمَّ قدم حلب مستخفيا فَلَمَّا كَانَت قتنة الناصري(1/268)
وتغلبه على المملكة ولاه قَضَاء حلب لما أُعِيد حاجي إِلَى السلطنة فاستمر إِلَى أَن خرج الظَّاهِر من الكرك فثار على نَائِب حماة كمشبغا الْحَمَوِيّ بِأَهْل بانقوسا فقاتله وأعان أهل حلب كمشبغا فَكَانَت النُّصْرَة لأهل حلب فَقبض على الْعَادة وَأَخذه كمشبغا وَسَار إِلَى نصْرَة الظَّاهِر فأعدمه بطرِيق حماة وَذَلِكَ فِي مستهل ذِي الْقعدَة سنة 791 ورثاه الأديب أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الْمَعْرُوف بحميد الضَّرِير الْمعبر بموشح أَوله قَرَأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الطرابلسي سبط ابْن العجمي وأجازنيه أَنْشدني الأديب شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عماد الْمَعْرُوف بحميد الضَّرِير الْمعبر لنَفسِهِ يرثي ابْن أبي الرضي بموشح منسجم النّظم
(على ابْن أبي الرضي مر اصْطِبَارِي ... وسارا)
(وعيني قد جرت من عظم نَارِي ... بحارا)
(مدارس درسه اشتاقت إِلَيْهِ ... وحن الْعلم والعلما لَدَيْهِ)
(وأشياخ الحَدِيث بَكت عَلَيْهِ
فكم سَأَلُوهُ عَن نَص البُخَارِيّ ... مرَارًا)
(فحير فِي الْجَواب بِلَا اعتذار ... كبارًا)
(إِمَام كَانَ فِي كل الْعُلُوم ... يعم على الخصائص والعموم)
(وَيكرم ضَيفه عِنْد الْقدوم ... )(1/269)
(وَيحسن للْفَقِير بِلَا احتقارا ... وقارا)
(ويكسو بالفضائل كل عَار ... إزارا)
(لأهل الْفضل كَانَ يقوم يلقى ... ويعشق من يحب الْعلم عشقا)
(وَإِن أفتى ترى فتواه حَقًا ... )
(فأصحاب الفتاوي فِي انحصار ... حيارى)
(وَقد عدمته أهل الِاخْتِيَار ... بدارا)
(فريداً كَانَ فِي نقل الْمذَاهب ... فللطلاب كم أبدي غرائب)
(وَفِي حلب لقد صَمد المناصب ... )
(وَلَا يسْعَى لأبواب الْكِبَار ... نَهَارا)
(وَلم يقطع لأهل الافتقار ... مزارا)
(جواد كَانَ فِي رد الْجَواب ... وَكم فِي الْعلم ألف من كتاب)
(وميز للمشايخ والشباب ... )
(وَكَانَت مِنْهُ أهل الاشتهار ... فخارا)
(وَلَا يرْعَى الْمُلُوك وَلَا يدار ... إمارا)
(لقد بَطل الرشي لما تقضي ... وَكم قد رد بعد الْحل أَرضًا)
(وَكَانَ الغيظ يكظمه ويرضى ... )(1/270)
(لمن سعى لقد زَاد افتكاري ... وحارا)
(وعقلي طَار من بعد اخْتِيَاري ... نفارا)
(مضى ابْن أبي الرضي حمداً وَولى ... وسافر سفرة مَا عَاد أصلا)
(ترى هَل كَانَ فِي الدُّنْيَا وَولى ... )
(فَعَن أَوْلَاده وَعَن الذَّرَارِي ... توارا)
(وأوحش حِين سَار إِلَى القفار ... ديارًا)
(مضى ابْن أبي الرضي قَاضِي الْقُضَاة ... وأصبحت الْمنَازل خاليات)
(سيسكن فِي الْقُصُور العاليات ... )
(ويلبس من حَرِير الافتخار ... شعارا)
(ويلقي الْجَبْر بعد الانكسار ... فخارا)
(عَلَيْهِ يَا دموعي هِيَ هيا ... فقلبي قد كواه الْبَين كيا)
(أَقُول وَإِن قضى لَو كَانَ حَيا ... )
(على ابْن أبي الرضي مر اصْطِبَارِي ... وسارا)
(وعيني قد جرت من عظم نَارِي ... بحارا)
قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخ حلب كَانَ ابْن أبي الرضي من رجال الْعَالم نجدة وهمة وَكَانَ يقوم بِأَمْر الشَّرْع ويشتد فِي إِنْكَار الْمُنْكَرَات
584 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عبيد الله بن عمر بن الشَّهِيد شهَاب الدّين أبي صَالح عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن العجمي شهَاب الدّين(1/271)
ابْن جمال الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الضياء وَهُوَ عُثْمَان الْمَذْكُور فِي نسبه ولد سنة 742 بحلب وَهُوَ من بَيت كَبِير مَشْهُور بهَا وتفقه على زين الدّين الباريني وعلاء الدّين البابي وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَدخل الْقَاهِرَة وَأخذ عَن فضلائها وَقَرَأَ الْأُصُول بِبَلَدِهِ على الشَّيْخ جمال الدّين عبد الله الْحُسَيْنِي نزيل حلب ودرس بالشرقية وَغَيرهَا وَولي قَضَاء الْعَسْكَر فَلَمَّا خرج الْعَسْكَر إِلَى إِيَاس لقِتَال التركمان العصاة فِي سنة ثَمَانِينَ خرج مَعَهم ففقد فِي ذِي الْقعدَة عِنْد انكسار الْعَسْكَر وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 780
585 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي طَالب جلال الدّين أَبُو الْفتُوح ابْن فَخر الدّين الكازروني البلياني بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون اللَّام بعْدهَا يَاء آخر الْحُرُوف المرشدي كَانَ من أهل كازرون وَسمع من الشَّيْخ الْمُحدث سعيد الدّين مُحَمَّد بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن مَسْعُود وَمن حيدرة بن مُحَمَّد بن يحيى بن الْمحيا العباسي وَغَيرهمَا وَحدث عَنهُ أَوْلَاده الشَّيْخ الْحَفِيد عفيف الدّين وجمال الدّين أَبُو إِسْحَاق مُحَمَّد وَأَبُو سعيد مُحَمَّد وَغَيرهم وَكَانَ مولده فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة 718 وَمَات فِي سنة 796 فَعَاشَ 78 سنة وَمن مروياته عَن سعيد الدّين مَسْعُود المسلسل بالأولية حَدثهُ بِهِ عَن جمال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله(1/272)
ابْن فَهد الْقرشِي الْمَكِّيّ بِشَرْطِهِ عَن الْفَخر عُثْمَان بن مُحَمَّد التوزري بِسَنَدِهِ الْمَشْهُور من طَرِيق حَمْزَة المهلبي عَن أبي حَامِد بن بِلَال ذكره الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد الَّتِي خرجها لَهُ لما قدم عَلَيْهِم شيراز وَوصف أَبَا الْفتُوح بِالْحَدِيثِ وَالصَّلَاح وَوصف الْحَفِيد بِالْحِفْظِ وَالْعلم وَالْعِبَادَة وَالصَّلَاح وَأنْشد لنَفسِهِ فِي خطْبَة المشيخة لما ذكر شيراز وفضلها فَقَالَ
(فشيراز لَهَا فِي آل دين ... بِمن فِيهَا من الْأَعْلَام أيد)
(فَفِي ذَاك الزَّمَان فَتى خَفِيف ... وَفِي هَذَا الزَّمَان إِلَى الْجُنَيْد)
586 - أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المظفر السّلمِيّ شهَاب الدّين ابْن شرف الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي وَالِد عز الدّين عبد الرَّحْمَن بن السكرِي كَانَ شَيخا حسنا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس حسن السِّيرَة وَكَانَ بزِي الجندية مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 734
587 - أَحْمد بن عمر بن مُسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مُسلم الْقرشِي(1/273)
شهَاب الدّين بن زين الدّين الْوَاعِظ ابْن الْوَاعِظ قَاضِي الشَّام ولد سنة ... واشتغل فِي صغره وَعمل المواعيد وراج سوقه وأحبه الْعَوام ثمَّ تقدم عِنْد يلبغا الناصري فولاه قَضَاء الشَّام فَلَمَّا جرى لبرقوق الْخُرُوج من الكرك وحصار دمشق قَامَ الْقرشِي فِي وَجهه وحرض عَلَيْهِ الْعَوام فآل أمره إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ وحبسه بسجن الجرائم بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قتل خنقا فِي لَيْلَة تَاسِع رَجَب سنة 793 قَرَأت بِخَط الْبُرْهَان الْمُحدث بحلب كَانَ أفضل أَوْلَاد أَبِيه وَكَانَ كثير الْفَضَائِل إِلَّا أَنه كثير المجون
588 - أَحْمد بن عمر بن مُوسَى بن أبي بكر بن أبي المكارم الصَّالِحِي الصحراوي الدَّلال ولد سنة ... وَسمع على الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات سنة ...
589 - أَحْمد بن عمر بن هِلَال الإسْكَنْدراني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْفَقِيه الْمَالِكِي شهَاب الدّين ولد وَأخذ عَن الْأَصْفَهَانِي وَغَيره وَكتب على ابْن الْحَاجِب الفروعي وَكَانَ ماهراً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ مفتياً بارعاً فَاضلا مَاتَ فِي صفر سنة 795
590 - أَحْمد بن عمر بن يحيى الكركي شهَاب الدّين الدِّمَشْقِي سمع من الحجار وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 793 لم يزدْ على مَا هَهُنَا قلت غير المعري روى لنا عَن الْفَخر(1/274)
591 - أَحْمد بن عمر بن امْرَأَة الْمزي ينظر من مُعْجم الذَّهَبِيّ مَاتَ سنة 731
592 - أَحْمد بن عمر المالقي الجوال كَانَ أديباً بارع الْخط مكثراً من الشّعْر الْوسط كثير التبذل شكس الْخلق انتظم بدار الْملك بغرناطة مَعَ كتاب الْإِنْشَاء ثمَّ بهرجه النَّقْد وَكَانَ فِي آخر عمره يَتَكَفَّف قَالَ فِي الإكليل معتر غير قَانِع ومنتجع كل هشيم ويانع لَقيته بمالقة وَقد تغلب عَلَيْهِ زمانة عَيْنَيْهِ وَسقط فِي يَدَيْهِ وأنشدني
(لَاحَ الْجمال فَكنت أول لامح ... ودعا الْهوى فأجبته بجوانحي)
(لَوْلَا الْهوى والداعيات لحسنه ... لم أصغ منصدع الْفُؤَاد لصادح)
مَاتَ فِي حُدُود سنة 732
593 - أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان القليوبي ولد سنة ... . وَأَجَازَ لَهُ - وَحدث وَمَات ... .
594 - أَحْمد بن عِيسَى بن عبد الْكَرِيم بن عَسَاكِر شهَاب الدّين ابْن مَكْتُوم الْقَيْسِي كَانَ خيرا دينا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776
595 - أَحْمد بن عِيسَى بن عمر بن خَالِد بن عبد المحسن المَخْزُومِي الشهير بِابْن الخشاب بدر الدّين بن مجد الدّين وَكيل بَيت المَال ولد سنة 669 وَولي وكَالَة بَيت المَال عوضا عَن أَبِيه وَكَانَ من الرؤساء الأماثل وَمَات(1/275)
فِي شعْبَان سنة 714
596 - أَحْمد بن عِيسَى بن أبي الْقَاسِم ...
597 - أَحْمد بن غزال بن مظفر بن يُوسُف بن قيس الوَاسِطِيّ الْمُقْرِئ المجود نجم الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 627 وتعانى الْقرَاءَات إِلَى أَن مهر فِيهَا واشتهر بهَا فَصَارَ شيخ الإقراء بواسط وَكَانَ قد سمع كثيرا من المرجا بن شقيرة وَغَيره وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 707 بواسط
598 - أَحْمد بن فرج بن ...
599 - أَحْمد بن أبي الْفرج بَرَكَات الفارقاني تَاج الدّين بن شرف الدّين كَانَ أَبوهُ نَصْرَانِيّا يعرف بِسَعِيد الدولة فَأسلم ولقب شرف الدّين وخدم وَلَده عِنْد بهادر رَأس نوبَة فَتقدم إِلَى أَن صَار مُسْتَوْفِي الدولة فَلَمَّا ولي الأعسر الوزارة الْمرة الثَّانِيَة صادره وضربه بالمقارع فَترك الْمُبَاشرَة(1/276)
وَانْقطع بزاوية الشَّيْخ نصر المنبجي وَكَانَ الشَّيْخ نصر صديق بيبرس الجاشنكير وَقل أَن يُخَالِفهُ فِي شَيْء فَكَلمهُ فِي أمره فأعفاه من الْمُبَاشرَة وَاسْتمرّ بالزاوية إِلَى أَن حفظ الْبَقَرَة وَآل عمرَان وتوصل إِلَى أَن استخدمه بيبرس لما ولي تَدْبِير المملكة هُوَ وسلار فخدمه وَحصل لَهُ أَمْوَالًا جمة فِي مُدَّة يسيرَة وَتقدم عِنْده حَتَّى صَار هُوَ المتحدث فِي الدولة بأسرها وَلَا يعْمل فِي ديوَان الوزارة وَلَا الإستادارية شَيْء إِلَّا بعد مُرَاجعَته وَكَانَ كثير الزهو والإعجاب بِنَفسِهِ والتعاظم بِحَيْثُ كَانَ الشَّخْص إِذا كَلمه وَهُوَ رَاكب أَمر بضربه بالمقارع فَصنعَ ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَلم يَجْسُر بعد أحد أَن يتحدث مَعَه وَهُوَ رَاكب وَإِذا نزل وَدخل منزله لم يَجْسُر أحد على الهجوم عَلَيْهِ فَتَصِير النَّاس على اخْتِلَاف مَرَاتِبهمْ على بَابه حَتَّى الْقُضَاة فَصَارَ مهاباً جدا وَمَعَ ذَلِك فَلَا يقبل هَدِيَّة وَلَا يخالط أحدا وَلَا يجْتَمع مَعَ غَرِيب ويقتصد فِي ملبسه فَلَا يلبس فِي الصَّيف إِلَّا الشَّامي الرفيع الْأَبْيَض وَلَا فِي الشتَاء إِلَّا الْمَلْطِي الصُّوف الْأَبْيَض فَلَا يرى عَلَيْهِ إِلَّا فرجية بَيْضَاء ثمَّ إِن سلار ألزمهُ بِلبْس خلعة الوزارة وَكَانَ شَدِيد البغض لَهُ فَلم يسْتَطع مُخَالفَته ولبسها فِي النّصْف من الْمحرم سنة 706 فَعمل الوزارة ذَلِك(1/277)
الْيَوْم بالقلعة على الْعَادة إِلَى أَن انْصَرف إِلَى منزله وشيعه النَّاس ثمَّ أَصْبحُوا ليركبوا فِي خدمته فَأَقَامَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَار وَأرْسل يَقُول لَهُ مَعَ غُلَامه أَنه عزل نَفسه وَتوجه إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ نصر وَبعث بخلعة الوزارة إِلَى الخزانة فَكتب نصر إِلَى بيبرس فشفع فِيهِ فَلم يزل حَتَّى أعفي فقرر النشائي وَصَارَ الْأَمر كُله معذوقاً بِابْن سعيد الدولة وَكَانَ يجلس فِي دَار النِّيَابَة بِجَانِب سلار فَوق جَمِيع المتعممين وَينفذ حكمه فِي كل جليل وحقير فَلَمَّا تسلطن بيبرس عظم شَأْنه إِلَى أَن صَار يقف على أجوبة الْبَرِيد إِلَى النواب وَلم يكن السُّلْطَان يكْتب علامته على شَيْء حَتَّى يرى خطه فِيهِ
600 - أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْقرشِي الْعمريّ الْحرَازِي بِفَتْح الْمُهْملَة وَالتَّخْفِيف وَبعد الْألف زَاي الْمَكِّيّ ولد سنة 675 بِبَلَدِهِ حراز من الْيمن وَقدم مَكَّة فَسمع بهَا من الْفَخر التوزري والصفي والرضي الطبريين وَسمع بِالْمَدِينَةِ من أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حُرَيْث الْعَبدَرِي كتاب الشِّفَاء قَالَ أَنا عبد الْمُهَيْمِن بن عبد الله بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ أَنا مُحَمَّد بن عبد الله الْأَزْدِيّ أَنا مُحَمَّد بن حسن بن عَطِيَّة بن غَازِي أَنا عِيَاض وَسمع من غَيرهم وَأقَام بِمَكَّة وَمهر فِي الْفِقْه وشارك فِي غَيره مَعَ الْعِبَادَة والديانة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى بِمَكَّة وَمَات فِي 12 شَوَّال سنة 755(1/278)
601 - أَحْمد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن الجذامي أَبُو الْعَبَّاس القباب قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ صَدرا من صُدُور عدُول الحضرة بفاس وَولي الْقَضَاء بجبل الْفَتْح وَكَانَ حسن السمت وَدخل سلا وَأَنا بهَا فاستدعيته إِلَى دَعْوَة فَاعْتَذر فَكتبت إِلَيْهِ
(أَبَيْتُم دَعْوَتِي أما لبأو ... ويأبى مثله مثلي الطريقه)
(وبالمختار للنَّاس اقْتِدَاء ... وَقد حضر الْوَلِيمَة والعقيقه)
(وَغير غَرِيبَة إِن رق حر ... على من حَاله مثلي رَقِيقه)
(وَأما زاجر الْوَرع اقتضاها ... ويأبى ذَاك دكان الوثيقه)
قَالَ ثمَّ دخل غرناطة سنة 762 وَرجع إِلَى فاس وَهُوَ حسن السمت انْتهى وقرأت بِخَط بعض المغاربة أَن الْمَذْكُور حقد على ابْن الْخَطِيب إِلَى أَن وَقع لَهُ مَا وَقع فَكَانَ مِمَّن أفتى بقتْله وعاش هُوَ إِلَى حُدُود السّبْعين
602 - أَحْمد بن ابي الْقَاسِم بن سعيد الأخميمي أَبُو الْقَاسِم الْمصْرِيّ أحد من نبغ من طلبة الشَّافِعِيَّة وَمَات فِي سنة 789
603 - أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْخَولَانِيّ من أهل المرية(1/279)
يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالبغيل قَالَ أَبُو البركات كَاتب نبيل وشاعر مطبوع ينفذ فِي المطولات حسن المجالسة ذكي النَّفس لطيف الشَّمَائِل وَكَانَ حسن الْخط يكْتب عَن أهل بِلَاده وَقَالَ المُصَنّف فِي التَّاج بَقِيَّة صَالِحَة وغرة فِي الزَّمن البهيم وَاضِحَة وأرخ وَقيد وَأحكم بِنَاء الْعِبَادَة وشيد ورقم الرسائل والوقائع ورسم الْأَخْبَار وَكتب الوقائع فمجالسته عَظِيمَة الإمتاع ومحاضرته مقرطة للأسماع وَله شعر جزل لَا يُنكر لمعانيه غزل وألفاظ ثَقيلَة وَمَعَان تتبرج تبرج العقيلة فَمن شعره قصيدة أَولهَا
(بِذَاكَ الجناب الرحب والقلل الشم ... معالم مجد دونهَا شرف النَّجْم)
(وأعلام فَخر لَا دروس لَهَا على ... مُرُور اللَّيَالِي فَهِيَ ثَابِتَة الرَّسْم)
وَمن أُخْرَى
(بأروع بسام رأى الصُّبْح مُسْفِرًا ... طلاقته فارتاب فِي نَفسه الصُّبْح)
(وتعجز أَن تجلو ذكاء لنا الدجى ... إِذا لم ينلها من سنا بشره لمح)
(سليل الأولى تهدي النُّجُوم لسيرها ... بِنَار قراهم كلما شكل السبح)
ومحاسنه جمة مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي عَاشر الْمحرم سنة 750 عَن نَحْو من سبعين سنة(1/280)
604 - أَحْمد بن أبي الْقَاسِم بن يحيى بن عبد الله بن ودَاعَة أَبُو جَعْفَر من أهل رندة وَسكن مالقة وَكَانَ خَطِيبًا فاضللا وَله تواليف مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 738
605 - أَحْمد بن قايماز الْمصْرِيّ الإستادار مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَانمِائَة
606 - أَحْمد بن قطب الْمصْرِيّ نَشأ بِمصْر وتعانى الْأَدَب وَكتب الْإِنْشَاء وَولي كِتَابَة سر حلب عوضا عَن زين الدّين خضر فمدحه ابْن نباتة فَقَالَ
(يَا ذَاكِرًا نعمى ابْن خضر عِنْده ... لَا تخش مضيعة على الطلاب)
(وَانْظُر إِلَى بدل أَتَى من بعده ... حَلبًا تَجِد للفضل ضوء شهَاب)
(بدل من الأبدال فِي أَوْصَافه ... يعزى إِلَى قطب من الأقطاب)
ثمَّ صرف عَنْهَا وَعَاد إِلَى الْقَاهِرَة فَمَاتَ بهَا سنة 748 وَقد جَاوز السِّتين
607 - أَحْمد بن قطلو العلائي الْحلَبِي وَأَبوهُ عَتيق عَلَاء الدّين كندغدي ولد سنة 717 وَسمع بحلب من إِبْرَاهِيم بن صَالح بن العجمي وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة من قَوْله فِي عشرَة الْحداد على ابْن فادشاه(1/281)
إِلَى آخر الْجُزْء وَمَات فِي ثامن عشْرين من شعْبَان سنة 793
608 - أَحْمد بن كشتغدي بن عبد الله المعزي الصَّيْرَفِي الْمصْرِيّ ولد فِي رَمَضَان وَقيل فِي ربيع الأول سنة 663 وَسمع من أَحْمد بن عبد الله ابْن النّحاس والمعين أَحْمد بن عَليّ الدِّمَشْقِي والنجيب الْقَيْسِي وَعبد الْهَادِي الْقَيْسِي وَأبي حَامِد ابْن الصَّابُونِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ عمر الْكرْمَانِي وَابْن عبد الدَّائِم وَأحمد بن سَلامَة وَكَانَ سَمَاعه صَحِيحا وَأكْثر عَنهُ الطّلبَة وَكَانَ مليح الصُّورَة حسن الْهَيْئَة طَوِيل الرّوح فِي الأسماع لَا يرد من قَصده وَكَانَ من أجناد الْحلقَة من أهل الْخَيْر والعفاف وَالْوَقار أسمعهُ أَبوهُ وأسمع أَخَاهُ مُحَمَّدًا حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من مَشَايِخنَا وَحدث كثيرا مَاتَ فِي 11 صفر سنة 744
609 - أَحْمد بن كيدغدي العزيزي ولد سنة ... . وَسمع من النجيب الْحَرَّانِي وَغَيره رَأَيْته بِخَط ابْن رَافع وضبب عَلَيْهِ
610 - أَحْمد بن لُؤْلُؤ الرُّومِي شهَاب الدّين ابْن النَّقِيب ولد سنة 706 واشتغل بِالْعلمِ وَله عشرُون سنة وَسمع الحَدِيث من ابْن القماح وَابْن عبد الْهَادِي والمدومي وَمهر فِي الْفُنُون وَاخْتصرَ الْكِفَايَة وَعمل تَصْحِيح الْمُهَذّب ونكت الْمِنْهَاج وَغير ذَلِك وتفقه على السنباطي والسبكي(1/282)
وَنَحْوهمَا وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْحسن ابْن الملقن وَأبي حَيَّان وبرع وَكَانَ وقوراً سَاكِنا خَاشِعًا قانعاً انْتفع بِهِ الطّلبَة وَتخرج بِهِ الْفُضَلَاء وَاخْتصرَ التَّنْبِيه فصحح على قَاعِدَة الْمُتَأَخِّرين وَاخْتصرَ هَذَا الْمُخْتَصر فاقتصر من ذكر الْخلاف على الرَّاجِح وَهُوَ لطيف كثير الْفَائِدَة سهل التَّنَاوُل وَلكنه لم يرْزق حَظّ الْحَاوِي الصَّغِير ترْجم لَهُ الأسنوي فِي الطَّبَقَات تَرْجَمَة جَيِّدَة قَالَ فِيهَا كَانَ عَالما بالفقه والقراءات وَالتَّفْسِير وَالْأُصُول والنحو ويستحضر من الْأَحَادِيث كثيرا خُصُوصا الْمُتَعَلّقَة بالأوراد والفضائل وَكَانَ ذكياً أديباً شَاعِرًا فصيحا متواضعا كثير الْمُرُوءَة وَالْبر والتصوف وَالْحج والمجاورة مواظباً على الأشغال والاشتغال لَا أعلم بعده من اشْتَمَل على صِفَاته وَكَانَ أَبوهُ رومياً من نَصَارَى أنطاكية فَوَقع فِي سهم بعض الْأُمَرَاء فرباه وَأعْتقهُ وباشر النقابة لبَعض الْأُمَرَاء فَعرف بالنقيب ثمَّ انْقَطع وتصوف بالبيبرسية فَلَزِمَ الْخَيْر وَالْعِبَادَة وَنَشَأ لَهُ وَلَده الشهَاب على قدم جيد فَكَانَ أَولا بزِي الْجند ثمَّ حفظ الْقُرْآن وَقَرَأَ بالسبع ثمَّ اشْتغل بِالْعلمِ وَله عشرُون سنة فلازم إِلَى أَن مهر قَالَ وَلم يكْتب قطّ على فتيا تورعاً وَلَا ولي تدريساً وَكَانَ مَعَ تشدده فِي الْعِبَادَة حُلْو النادرة كثير الانبساط والدعابة(1/283)
وَمَات قبله أَي قبل الأسنوي مطعوناً فِي نصف شهر رَمَضَان سنة 769
611 - أَحْمد بن أبي الْمجد بن ضرغام بن أبي الْمجد البعلي الْحَمَوِيّ الْقطَّان سمع مُسْند أَحْمد على الْمُسلم بن عَلان روى عَنهُ شهَاب الدّين ابْن رَجَب فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ
612 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الحسام آقوش الروي الأَصْل اليونيني ثمَّ الدِّمَشْقِي الْمُؤَذّن سمع من أبي بكر بن مشرف وَإِسْمَاعِيل بن عمر بن الْحَمَوِيّ وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الدشتي وَالْقَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان وَإِسْمَاعِيل ابْن مَكْتُوم وَآخَرُونَ وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 776
613 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِبْرَاهِيم الْأَذْرَعِيّ الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ ولي أَبوهُ الْقَضَاء بِدِمَشْق وَكَانَ هُوَ فَاضلا حسن الشكل والخلق والخلق نَاب فِي الحكم وَحج غير مرّة وَكَانَ لَهُ إجَازَة من ابْن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر والعز الْفراء وَغَيرهم وَسمع من التقي سُلَيْمَان وَالْحسن الْكرْدِي وَأبي الْحسن الواني وأسمع ابْنَته مَرْيَم على الواني والدبوسي وعمرت حَتَّى كَانَت آخر من حدث عَنْهُمَا بِالسَّمَاعِ سَمِعت مِنْهَا الْكثير مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي خَامِس عشرى شعْبَان سنة 741 عَن(1/284)
نَحْو السِّتين
614 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْمَنَاوِيّ شهَاب الدّين بن الضياء ابْن عَم القَاضِي صدر الدّين كَانَ شيخ الخانقاه الجاولية وناب فِي الحكم عَن ابْن عَمه وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 795
615 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الطَّبَرِيّ صفي الدّين أَخُو الرضي ولد سنة 33 وَسمع الصَّحِيح من ابْن أبي حرمي وَسمع من شُعَيْب الزَّعْفَرَانِي وَابْن الجميزي وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ دينا خيرا وَكَانَ قد أضرّ فَسقط من مَكَان عَال فانقدحت عَيناهُ وَأبْصر وَمَات فِي شَوَّال سنة 714
616 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن سرُور الْمَقْدِسِي عماد الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 637 وَسمع من الكاشغري وَابْن الخازن وَمن ابْن رواج وَجَمَاعَة وَحدث وَتفرد بأجزاء وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد وَله مدارس مَاتَ سنة 710 فِي جُمَادَى الْآخِرَة روى(1/285)
عَنهُ القطب والبرزالي والسبكي والذهبي وَغَيرهم
617 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم الدِّمَشْقِي ابْن المهندس قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْوَفَاء روينَا جُزْء البطاقة عَن شَيخنَا عَنهُ بِسَنَدِهِ إِلَى مُؤَلفه أبي الْقَاسِم حَمْزَة الْكِنَانِي
618 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْمرَادِي الْقُرْطُبِيّ العشاب ولد فِي ربيع الأول سنة 49 وروى عَن أبي مُحَمَّد بن بري وَسمع من ابْن هَارُون الْمُوَطَّأ وَأخذ عَن أبي إِسْحَاق بن عَبَّاس وَأبي الْقَاسِم بن الْفراء وَمن عبد الله بن مُحَمَّد بن اللَّخْمِيّ ابْن الْحجام وَمن أبي عَليّ حسن بن حُسَيْن خطيب تونس وَمن أبي الْعَبَّاس بن الغماز وَغَيرهم واشتغل فِي النَّحْو وَغَيره ووزر للجياني صَاحب تونس ثمَّ نزل الاسكندرية وَحدث بهَا بِكَثِير من مسموعاته وَسمع مِنْهُ تَقِيّ الدّين ابْن عرام وَآخَرُونَ وَآخرهمْ شَيخنَا برهَان الدّين الشَّامي وَمَات بهَا فِي سنة 736
619 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي تَاج الدّين بن القَاضِي فتح الدّين بن الشَّهِيد تفقه قَلِيلا وشارك فِي الْفَضَائِل وَقَالَ الشّعْر وَولي بعض الأنظار بِدِمَشْق مَاتَ سنة ثَمَانمِائَة
620 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن هِلَال الْمَقْدِسِي أَبُو مَحْمُود ولد سنة 714 وعني بِالْحَدِيثِ فَسمع من أَصْحَاب ابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَابْن علاق فَأكْثر وبرع وَجمع وَشرع فِي شرح سنَن أبي دَاوُد ودرس بالتنكزية(1/286)
بعد العلائي وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ طَالب مُفِيد سريع الْقِرَاءَة سمع الْكثير وَمَات بالقدس سنة 765
621 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الصَّفَدِي شهَاب الدّين ابْن شيخ الْوضُوء كَانَت لَهُ عناية بِالْعلمِ وَمَات فِي ربيع الأول سنة 799
622 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المراغي الرُّومِي الْحَنَفِيّ قدم دمشق وَصَارَ شيخ زَاوِيَة بالشرف الْأَعْلَى وَكَانَ حسن النغمة إِلَى الْغَايَة ولي مشيخة الخاتونية وإمامة الْحَنَفِيَّة بالجامع الْأمَوِي وَكَانَ الأفرم يُكرمهُ ويعظمه إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 717
623 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْإِخْوَة الْمصْرِيّ شهَاب الدّين بن زين الدّين ولد سنة 645 وَسمع من الرشيد الْعَطَّار مجْلِس البطاقة وَحدث بِهِ عَنهُ وَتفرد بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 745
624 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن تَمام بن السراج الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 611 وَحضر فِي الثَّانِيَة عَليّ عمر بن القواس مُعْجم ابْن جَمِيع وَسمع من يُوسُف الغسولي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ سعيد الذهلي والحسيني وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ رجلا جيدا مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 760(1/287)
625 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الْخُرَاسَانِي الشَّيْخ ركن الدّين بن وحيد الدّين الصُّوفِي الشَّافِعِي قدم دمشق ودرس بالركنية بهَا واختص بتنكز وَكَانَ يكثر الِاجْتِمَاع بِهِ مَعَ الشَّيْخ الظهير فَلَمَّا أبعد تنكز الشَّيْخ الظهير أبعده مَعَه وَمنعه من الِاجْتِمَاع بِهِ وَكَانَ درس بالركنية من الْحَاوِي الصَّغِير وَولي مشيخة الطواويسية وَحصل بِهِ لوقف الركنية نفع وَاسْتمرّ بعد سخط تنكز عَلَيْهِ خاملاً إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ وَالِد الْبَدْر شيخ الطواويسي وَالشَّيْخ عَليّ أحد الصُّوفِيَّة بالخاتونية مَاتَ يَوْم السبت تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 741
626 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ ثمَّ الأشمومي جمال الدّين الوجيزي كَانَ قد حفظ كتاب الْوَجِيز واعتنى بِهِ فَعرف بِهِ وَكَانَ يَقُول أَنه أسن من بدر الدّين ابْن جمَاعَة بِسنة وَضعف بِآخِرهِ عَن الْحَرَكَة فَلَزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب سنة 729
627 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الشويش الْحلَبِي الجبريني تعانى الْقرَاءَات فمهر فِيهَا وأقرأ مُدَّة وَمَات بقرية جبرين فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة 793
628 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي طَاهِر الْحِمصِي الْمَعْرُوف بِابْن الصَّيْرَفِي سمع من ابْن الشّحْنَة من البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ ابْن ظهيرة
629 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الطَّبَرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ زين الدّين حفيد الْحَافِظ محب الدّين ولد سنة 693 وروى عَن يَعْقُوب بن أبي بكر الطَّبَرِيّ من جَامع التِّرْمِذِيّ وَحدث وَكَانَ صَالحا فَاضلا جواداً عَاقِلا كثير الرِّئَاسَة(1/288)
والسودد من بَيت كَبِير وَأقَام بِمصْر فِي خانقاه سعيد السُّعَدَاء وَله نظم وَرجع إِلَى مَكَّة فَانْقَطع وجاور بِالْمَدِينَةِ سِنِين من سنة 37 إِلَى سنة 41 فَأَقَامَ بِمَكَّة إِلَى أَن حضر أَجله وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 742
630 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز النويري محب الدّين بن أبي الْفضل قَاضِي مَكَّة وَابْن قاضيها أسمعهُ أَبوهُ على الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَغَيره وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وَولي قَضَاء الْمَدِينَة فِي حَيَاة أَبِيه وَقَضَاء مَكَّة بعده وَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ بهَا سنة 799 وَكَانَ عَارِفًا بالحكم
631 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمُحب عبد الله الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ أحضر على الحجار وأسمع من غَيره وتمهر وَتكلم على النَّاس فأجاد وَكَانَت لَهُ عناية بِالْحَدِيثِ مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 776
632 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد الْحُسَيْنِي شهَاب الدّين بن أبي الْمجد نقيب الْأَشْرَاف بحلب ولد بعد سنة سَبْعمِائة تَقْرِيبًا وَولي نقابة الْأَشْرَاف وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة جميل الْأَخْلَاق مَاتَ سنة 778 وَهُوَ وَالِد شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ أَحْمد بن أَحْمد بن مُحَمَّد نقيب الْأَشْرَاف بحلب
633 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْقُسْطَلَانِيّ شرف الدّين ابْن الْعَلامَة أبي بكر قطب الدّين ولد سنة 48 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا وَسمع على أبي عبد الله بن أبي البركات بن أبي الْخَيْر الْهَمدَانِي صَحِيح البُخَارِيّ بإجازته(1/289)
الْعَامَّة من أبي الْوَقْت بِقِرَاءَة الْفَخر التوزري بِمَكَّة وَذَلِكَ فِي شهور سنة 58 وَسمع أَبَا الْيمن ابْن عَسَاكِر وَيَعْقُوب بن أبي بكر الطَّبَرِيّ وَسمع من أَبِيه كثيرا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفرج الْحَرَّانِي وَشَيخ الشُّيُوخ بحماة والرشيد الْعَطَّار وَأحمد بن عَليّ بن يُوسُف الدِّمَشْقِي وَعبد الله بن عُثْمَان بن دحْيَة وَابْن غزون وَآخَرُونَ وَحدث بقوص والقاهرة وَمَكَّة وَغَيرهَا وَكَانَ كريم النَّفس حسن الْخلق وجاور بِمَكَّة مُدَّة وَترسل عَن أَمِير مَكَّة إِلَى سُلْطَان مصر وَمَات سنة 714 فِي صفر بِالْقَاهِرَةِ وَأَبوهُ ابْن عَم وَالِد أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْآتِي وَتَأَخر بعد وَفَاة هَذَا زَمَانا
634 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي ابْن عَم التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة شهَاب الدّين بن السَّيْف الشَّاهِد بحانوت العصرونية ولد فِي رَمَضَان سنة 52 أَو بعْدهَا وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم الْأَرْبَعين الآجرية وجزء ابْن الْفُرَات ونسخة نعيم ابْن الهيصم وَحَدِيث أَيُّوب والمبعث لهشام بن عمار وجزء بكر بن بكار وَغير ذَلِك وَسمع أَيْضا من عبد الْوَهَّاب بن الناصح وَابْن أبي عمر وَآخَرين وتفقه وَحفظ الْمقنع وَكَانَ يُكَرر عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي(1/290)
رَجَب سنة 472
635 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن يُوسُف بن عبد الْمُنعم الْأنْصَارِيّ القنائي من الطالع
636 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن قعنب أَبُو جَعْفَر الغرناطي أَخذ عَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي مُحَمَّد بن سماك وَغَيرهمَا وَكَانَ عَارِفًا بالمسائل وَالْأَحْكَام جيد الْمعرفَة بالوثائق وَكَانَ حُلْو النادرة ثمَّ ولي الْقَضَاء بأماكن مِنْهَا بسطة وَمَات فِي شعْبَان سنة 732
637 - أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن شجمان الْبكْرِيّ الشريشي مَاتَ بِمَنْزِلَة الحسا بَين الكرك وَمَعَان وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى الْحجاز فِي منسلخ شَوَّال سنة 718 ومولده بسنجار فِي سنة 53 حدث بِجُزْء ابْن عَرَفَة عَن النجيب وَجَمَاعَة وَكَانَ من كبار الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء
638 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن حُسَيْن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن أبي عَرَفَة اللَّخْمِيّ السبتي أَبُو حَاتِم بن أبي الْقَاسِم بن أبي الْعَبَّاس العزفي ولد سنة 634 ولي أمرة سبتة بعد أَبِيه وَأخذ لَهُ الْبيعَة أَخُوهُ أَبُو طَالب فباشرها مُدَّة ثمَّ ترك وَاعْتَزل وتخلى عَن الإمرة لِابْنِ أَخِيه وَاقْتصر هُوَ على أَمْلَاك لَهُ يَغْدُو إِلَيْهَا وَيروح(1/291)
وَكَانَ قد قَرَأَ على أبي الْحُسَيْن بن أبي الرّبيع وتأدب بِهِ وَسمع من أَبِيه وَأبي الْحسن الرعيني وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَمْرو بن الْحَاج وَأَبُو الْحسن ابْن قطرال وَأَبُو عبد الله بن الْأَبَّار وَأَبُو بكر بن سيد النَّاس وَغَيرهم وَمن أهل الشَّام قطب الدّين بن أبي عصرون وَتَمام مائَة نفس وَفِي أَيَّامه كسر أسطول الْمُسلمين أساطيل الفرنج فعد ذَلِك من يمن نقيبته وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 698 ومدحه الشُّعَرَاء بذلك ثمَّ لما استولى ابْن الْأَحْمَر على سبتة دخل هُوَ غرناطة سليب المَال وَأقَام بهَا على حَالَة إجلاله لدينِهِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى فاس ثمَّ إِلَى سبتة لما استعادها يحيى ابْن أَخِيه فاستمر بهَا على حَالَته الأولى فِي غَايَة من التَّمَسُّك بالديانة إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 710 وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَكَانَ نَسِيج وَحده حَيَاء وعفافاً وانقباضاً وإيثاراً للعافية وَاخْتِيَار للسكون رَحمَه الله ذكره لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب مطولا وَهَذَا ملخص مَا تَرْجمهُ بِهِ
639 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحَاج الإشبيلي أَبُو عَمْرو الْمَالِكِي ولد سنة 672 بغرناطة وَقدم دمشق ... وَسمع من الْفَخر والفاروثي وَغَيرهمَا وَحدث بِجُزْء الْأنْصَارِيّ وَكَانَ إِمَام محراب الْمَالِكِيَّة متصدياً للْفَتْوَى وَسمع مِنْهُ البرزالي والذهبي قَالَ البرزالي فِي الشُّيُوخ(1/292)
المتوسطين كَانَ أحد الْمُفْتِينَ فِي مذْهبه وَهُوَ فَاضل كثير المطالعة ملازم الْفَتْوَى قَالَ ابْن كثير مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 745 وتأسف النَّاس على صَلَاحه وفتاويه النافعة الْكَثِيرَة رَحمَه الله تَعَالَى وجده سميه أَحْمد كَانَ بارعاً فِي الْأَدَب مشاركاً فِي الْفِقْه وَالْأُصُول ثمَّ برع فِي النَّحْو حَتَّى فاق أقرانه حَتَّى كَانَ يَقُول إِذا مت يفعل ابْن عُصْفُور. . فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ لَا يجد من يرد عَلَيْهِ وَله شرح سِيبَوَيْهٍ شرح فائق وعدة تصانيف وَمَات بإفريقية سنة 647
640 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن عبد الله بن عبد القاهر بن عبد الْوَاحِد بن هبة الله بن ظَاهر بن يُوسُف الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن النصيبي كَمَال الدّين بن تَاج الدّين بن كَمَال الدّين بن زين الدّين ولد سنة 695 وأسمع على سنقر الزيني ورشيد بن كَامِل وَجَمَاعَة من أَصْحَاب ابْن خَلِيل وَولي كِتَابَة الْإِنْشَاء بحلب وَكتب وَجمع وعلق كثيرا روى عَنهُ ابْن بردس وَابْن عشائر وَابْن ظهيرة وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَعِنْده عَن سنقر مُسْند الشَّافِعِي وَالْبُخَارِيّ وعَلى إِبْرَاهِيم ابْن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ جُزْء سُفْيَان بن عُيَيْنَة أَنا السخاوي وَحدث عَن وَالِده يعزى إِلَى الْأَعْمَش. . مَاتَ بحلب فِي سنة 764(1/293)
641 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم الشَّيْخ بدر الدّين بن الصاحب شرف الدّين بن الصاحب زين الدّين بن الصاحب محيي الدّين بن الصاحب بهاء الدّين ابْن حنا الأديب الْعَلامَة الْفَقِيه الشَّافِعِي حفيد الْآتِي ولد سنة 18 فِيمَا ذكر هُوَ أَو سنة 17 وقرأت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ مولده سنة 27 فغلط فِي ذَلِك وَغلط فِي اسْمه أَيْضا فَسَماهُ مُحَمَّدًا وَذكر أَنه ولي نظر المطابخ السكرية بِمصْر وَقَالَ أَنه شرح قِطْعَة من مقامات الحريري وَاخْتصرَ تَلْخِيص الْمِفْتَاح فَسَماهُ لطيف الْمعَانِي قلت ولي تدريس الشريفية بِمصْر ودرس فِي الْحَاوِي دروساً حَسَنَة متقنة وَكَانَ قيمًا بِهِ وَله عَلَيْهِ تَعْلِيق وَمهر فِي الشطرنج وَهُوَ الْقَائِل
(لي فِي الشطرنج علم ... أتقن الإدمان حفظه)
(أَلعَب الْغَائِب مِنْهَا ... فَأرَاهُ طبقًا يقظه)
ونظم القصائد النَّبَوِيَّة وأجاد فِي المقاطيع وَكَانَ حاد النادرة سريع البادرة يهاب جَانِبه ويرعاه عدوه وَصَاحبه وَلم يزل إِلَى أَن وَقع لَهُ مَعَ الشَّيْخ سراج الدّين البُلْقِينِيّ مَا وَقع فَمَا خلص إِلَّا بعناية أكمل الدّين وَغَيره(1/294)
وَذَلِكَ فِي سنة 86 وعاش بعد ذَلِك إِلَّا أَن قدرت وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 788 وَكَانَ كثير الْحَج والمجاورة وَله مقاطيع كَثِيرَة ذَلِك وأفرد جُزْءا سَمَّاهُ مقطعات النّيل فِيهِ أَشْيَاء لَطِيفَة مِنْهَا لما هجم النّيل على غَفلَة
(قد قلت لما أَن تزايد نيلنا ... أَو كَاد ينزل ذرْوَة المقياس)
(يَا نيل يَا ملك الْمِيَاه بأسرها ... مَا وقوفك سَاعَة من بَأْس)
وَله فِي عكس ذَلِك
(تقاصر النّيل عَنَّا ... تقاصراً متتابع)
(حَتَّى قنعنا اضطراراً ... مِنْهُ بمص الْأَصَابِع)
وَله لما انْكَشَفَ المَاء عَن الأَرْض الَّتِي بَين الْفسْطَاط وَالرَّوْضَة
(كَانَت لمصر ميزة ... بنيلها وَقد خلت)
(كَأَنَّهُ بعل لَهَا ... من بعده ترملت)
وَله لما أفرط فِي الزِّيَادَة
(طَغى النّيل عَن حد عاداته ... وَعلمنَا الْجَهْل فِي الْعَالمين)
(فصرنا نكشف عوراتنا ... وَكُنَّا نَخُوض مَعَ الخائضين)
وَمن لطيف قَوْله
(طَاف بكأس الصبوح تجلى ... فصقب الديك ثمَّ ماحا)
(كَأَنَّهُ ظن من صفاها ... بِأَنَّهَا عينه فصاحا)(1/295)
قَرَأت عَلَيْهِ شَيْئا يَسِيرا وَسمعت من فَوَائده رَحمَه الله وَله فِي الشطرنج
(أميل لشطرنج أهل النهى ... وأسلوه من ناقل الْبَاطِل)
(وَكم لي أهذب لُعَابهَا ... ويأبى الطباع على النَّاقِل)
642 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الْمسند المعمر الرئيس بدر الدّين بن الجوخي وَعرف أَيْضا بِابْن الزقاق ولد سنة 683 وأسمع الْكثير على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَعبد الرَّحْمَن بن الزين والتقي الوَاسِطِيّ وَأبي الْحُسَيْن اليونيني فِي آخَرين وَحدث بالكثير وَخرج لَهُ الْجمال السرمري مشيخة والحسيني أُخْرَى وَحدث عَنهُ الْحفاظ وَحدث عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ قَالَ ابْن رَافع حدث كثيرا وَطَالَ عمره وانتفع بِهِ وَكَانَ يُبَاشر فِي الْجَيْش ثمَّ ترك وَأَقْبل على إسماع الحَدِيث وَكَانَ مشكوراً مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 764 بعد أَن حدث بالمسند بِسَمَاعِهِ من زَيْنَب بنت مكي وَذَلِكَ بعد سنة 63 وَمِمَّا كَانَ يرويهِ الْجُزْء الأول من مُسْند الْهَيْثَم بن كُلَيْب سَمعه من أَحْمد بن شَيبَان أَنا ابْن طبرزد بِسَنَدِهِ
643 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد السمناني البيانانكي يلقب عَلَاء الدّين(1/296)
وركن الدّين ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 59 وتفقه وَطلب الحَدِيث وَسمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَغَيره وشارك فِي الْفَضَائِل وبرع فِي الْعلم واتصل بأرغون بن أبغا ثمَّ تَابَ وأناب وَدخل الْخلْوَة وَصَحب بِبَغْدَاد الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن وَخرج عَن بعض مَاله وَحج مرَارًا وَله مدارج المعارج قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ إِمَامًا جَامعا كثير التِّلَاوَة وَله وَقع فِي النُّفُوس وَكَانَ يحط على ابْن الْعَرَبِيّ ويكفره وَكَانَ مليح الشكل حسن الْخلق غزير الفتوة كثير الْبر يحصل لَهُ من أملاكه فِي الْعَام نَحْو تسعين ألفا فينفقها فِي الْقرب أَخذ عَنهُ صدر الدّين بن حمويه وسراج الدّين الْقزْوِينِي وَإِمَام الدّين عَليّ بن مبارك الْبكْرِيّ وَذكر أَن مصنفاته تزيد على ثَلَاثمِائَة وَكَانَ مليح الشكل كثير التِّلَاوَة كثير الْبر والإيثار وَكَانَ أَولا قد دَاخل التتار ثمَّ رَجَعَ وَسكن تبريز وبغداد وَمَات فِي رَجَب لَيْلَة الْجُمُعَة سنة 736
644 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هزهاز وَيُقَال هزاهز شمس الدّين أَبُو الْعَبَّاس المرداوي الطيار سمع على الْفَخر عَليّ مشيخة ابْن السبط وَحدث فِي أَوَاخِر سنة 752
645 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الْهَاشِمِي الطنجالي من أهل مالقة أَخذ عَن أَبِيه وَعَن جده أبي جَعْفَر وَأبي عبد الله بن الْيَتِيم وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عبد الله بن صَاحب الْأَحْكَام وَأبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن زرقون وَأبي الرّبيع بن سَالم فِي آخَرين بِالْإِجَازَةِ(1/297)
وَسمع من أبي عبد الله بن رشيد وَأبي عبد الله بن عَيَّاش الخزرجي وَأبي عبد الله بن ربيع وَأبي عبد الله بن برطال وَمَالك بن المرحل وَعلي بن يُوسُف ابْن قطرال وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي الرّبيع سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم وَأبي جَعْفَر بن الزبير وَأبي عبد الله بن اللباد وَأبي الْعَبَّاس ابْن الغماز وَأبي الْفَتْح بن دَقِيق الْعِيد وَأبي إِسْحَاق بن الْحَاج الْقُرْطُبِيّ نزيل تونس وَكَانَ أصيلاً وجيهاً دمث الْأَخْلَاق صافي الود وَكَانَ يكْتب الشُّرُوط ثمَّ ترك وَاقْتصر على الخطابة والإمامة بمالقة قَالَ ابْن الْخَطِيب رافقته إِلَى العدوة فبلوت مِنْهُ فضلا وسذاجة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 764
646 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ كَمَال الدّين ابْن الشريشي ولد بسنجار سنة 53 وَسمع من النجيب والعز وَغَيرهمَا وبمصر من ابْن أبي الْخَيْر وَابْن الصَّيْرَفِي وَابْن علاق وَغَيرهم فَأكْثر وبدمشق عَن أَصْحَاب ابْن طبرزد وَغَيرهم وَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار وناب فِي الحكم عَن ابْن جمَاعَة ودرس بالشامية والناصرية وَولي وكَالَة بَيت المَال وَدَار الحَدِيث الأشرفية وشارك فِي الْفَضَائِل ودرس وَأفْتى وَكَانَ حسن الشكل مهيباً صليباً فِي ديانته جيد الْعقل مشكوراً فِي نظر الْوَقْف خَبِيرا بالأمور يدْرِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول ذَا مُرُوءَة وعصبية ونهضة وَأَمَانَة وسكينة وانتقى لَهُ المقاتلي ثَلَاثَة أَجزَاء وَمَات فِي طَرِيق الْحجاز فِي سلخ شَوَّال سنة 718 وَهُوَ صَاحب الْبَيْتَيْنِ الْمَشْهُورين كتبهما إِلَى بدر الدّين
(مولَايَ بدر الدّين صل مدنفاً ... صيره حبك مثل الْخلال)(1/298)
(لَا تخش من عيب إِذا زرته ... فَمَا يعاب الْبَدْر عِنْد الْكَمَال)
فَبلغ ذَلِك صدر الدّين ابْن الْوَكِيل فَقَالَ
(يَا بدر لَا تسمع كَلَام الْكَمَال ... فَكل مَا نمق زور محَال)
(فالنقص يعرو الْبَدْر فِي تمه ... وَرُبمَا يخسف عِنْد الْكَمَال)
وَهُوَ الْقَائِل فِي الحسام الْحَنَفِيّ لما عزل
(يَا أَحْمد الرَّازِيّ قُم صاغراً ... عزلت عَن أحكامك المشرفه)
(مَا فِيك إِلَّا الْوَزْن وَالْوَزْن مَا ... يمنعك الصّرْف بِلَا معرفَة)
647 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشطرنجي يلقب الفار والجرافة لِكَثْرَة أكله كَانَ يتعانى نظم المواليا ويحفظ مِنْهُ كثيرا جدا وَكَانَ غالبه فِي الشطرنج
وَمن نظمه
(سُلْطَان حسنو قد أرسل للمهج أفكار ... يجرد الْبيض من لحظو بِلَا إِنْكَار)
(تلين بعد وعصائب سَائِر الْأَبْكَار ... فَطلب جَيش عذار وَدَار بالبيكار)
وَله
(من أمهَا فِي القيادة أَصبَحت آفه ... وَأُخْتهَا فِي ربوع الْحَيّ وقافه)
(فَكيف يُمكن تجي فِي القصف خوافه ... وستها الأَصْل شامية وطوافه)(1/299)
مَاتَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو بعد ذَلِك
648 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الرعيني أَبُو جَعْفَر ولد سنة 701 وَقَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي الْحسن الفنجاطي وَغَيره وَكَانَ حسن الْخط يكْتب عُقُود الإجازات مَعَ معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ ومشاركة فِي الْفِقْه ثمَّ ولي الْقَضَاء بِبَعْض الْبِلَاد وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 744
649 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد التجِيبِي من أهل أندرش وَسكن الرقة يكنى أَبَا جَعْفَر ويلقب العاشق وَكَانَ فِيهِ ظرف فِي اللوذعية عَظِيم الْمُشَاركَة قَالَ أَبُو البركات كَانَ مَقْبُول الشَّهَادَة بِبَلَدِهِ وَكَانَ يُشَارك فِي الْعدْل وتكسير الأَرْض وقرض الشّعْر فِي طَرِيق التصوف وَفِي شَيْء من الْغَرِيب فَمن شعره
(كأس الْوِصَال على الأحباب قد دَارا ... لم يبْق من ظمأ الهجران آثارا)
(أكْرم بِخَمْر يَد الرضْوَان تمزجها ... كست أباريقها حسنا وأنوارا)
(على بِسَاط من الْإِخْلَاص قد نزلُوا ... فشاهدوا من صفاء الود أسرارا)
وَهِي طَوِيلَة وَكَانَت وَفَاته فِي الْمحرم سنة 735(1/300)
650 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أزدمر العزيزي الصرخدي الدوادار سبط عز الدّين صَاحب صرخد الْمَعْرُوف بِابْن صَاحب صهيون ولد سنة 75 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَسمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وأغفل ذكره فِي ذيله مَاتَ فِي صفر سنة 741
651 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْرَائِيل بن أبي بكر السّلمِيّ الْمَعْرُوف بِابْن القصاع يكنى أَبَا بكر ولد سنة 66 وأسمع على أَحْمد بن عبد الدَّائِم من التَّرْغِيب والترهيب للأصبهاني حضوراً فِي الثَّانِيَة وأحضر فِي الْخَامِسَة على الْكَمَال ابْن عبد الأول من المزكيات وَسمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ منتقى من الشَّمَائِل انتقاء الشَّيْخ عَلَاء الدّين ابْن الْعَطَّار أَنا الْكِنْدِيّ وَأَجَازَ لَهُ النجيب وَحدث وَمَات فِي شهر ...
652 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن محسن الأسعردي ثمَّ الصَّالِحِي المرستاني سمع من الْفَخر مشيخته وَكَانَ شيخ الخانقاه بحمص وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 747
653 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الطَّبَرِيّ ثمَّ الْمَكِّيّ ولد سنة 673 وَسمع من الرضي الطَّبَرِيّ وَمن فَاطِمَة بنت الْعَسْقَلَانِي وَتفرد بالرواية عَنْهُمَا وَكَانَ خيرا مَاتَ فِي رَجَب سنة 780(1/301)
ذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد بن أَحْمد البلياني وَلم يعرف من حَاله شَيْئا
654 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الْحَرَّانِي المقرىء أَبُو الْعَبَّاس ولد بحران فِي رَجَب سنة 648 وتلا بالسبع على الزواوي والفاضلي والوزيري والإسكندري وَسمع الحَدِيث الْكثير من الْفَخر بن البُخَارِيّ وَابْن الزين عمر وَالقَاسِم الأربلي وَابْن عرب شاه وَابْن الصَّابُونِي وَإِبْرَاهِيم ابْن أبي عبد الله بن السديد والرشيد العامري فِي آخَرين وَحدث وتصدر بِجَامِع دمشق لإقراء الْقُرْآن تلقينا وتجويدا وَرِوَايَة وَأم بِالْمَدْرَسَةِ الصدرية مُدَّة وَكَانَ يتبلغ بِشَيْء من التِّجَارَة مَعَ حسن الْخلق والتودد وانتفع بِهِ جمَاعَة وَكَانَ صَالحا مُبَارَكًا من أَعْيَان شُيُوخ الْقُرَّاء شهد لَهُ الْفُضَلَاء بِالْخَيرِ وَالْفضل وَمَات فِي منتصف ذِي الْحجَّة سنة 725 ذكره البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما
655 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الأربلي الْمَعْرُوف بالتعجيزي لحفظه كتاب التَّعْجِيز وَكَانَ ينظم الشّعْر بِغَيْر إِعْرَاب وَلَا تصور معنى(1/302)
وَمن عنوانه
(يَا أَيهَا المعرض لَا عَن سَببا ... أصلحك الله وصالي الأربا)
وَهُوَ الْقَائِل وسَمعه مِنْهُ الصّلاح العلائي
(مَا فِيهِنَّ يَا سقيع أَنِّي بَيْنكُم وسط ... مذبذب لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا ثمت)
(وَفِي الْقِيَامَة فِي الْأَعْرَاف منقعد ... وأنتظر مِنْكُم من يدْخل الْجنَّة)
(فَإِن دَخَلْتُم فَإِنِّي دَاخل مَعكُمْ ... وَإِن منعتم فَإِنِّي قَاعد سكت)
مَاتَ فِي شعْبَان سنة 728
656 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أيبك الْوَزير الْحلَبِي الأَصْل نزيل الْقَاهِرَة يعرف بِابْن نَاصِر الدّين سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وغازي وَغَيرهم روى عَنهُ القطب وَابْن رَافع وَقَالَ ولد بعد السّبْعين وَمَات فِي رَمَضَان سنة 731
657 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أيبك الْخياط شهَاب الدّين ابْن التريكي سمع من عِيسَى المغاري وَابْن مشرف وَدَاوُد بن حَمْزَة وأخيه التقي سُلَيْمَان وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
658 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مكي بن مُسلم بن أبي الْجوف(1/303)
الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بالعكوك تعانى الْآدَاب فمهر فِيهَا وَجمع مجاميع كَثِيرَة يقْتَصر فِيهَا على المقطعات وَكَانَ يحفظ للمتأخرين مَا لَا يدْخل تَحت الْوَصْف وَله وقف يحصل مِنْهُ فِي الصَّيف مَا يتبلغ بِهِ فِي الشتَاء ويصيف غَالِبا فِي الشَّام ويشتي بِمصْر إِلَّا أَنه غلبت عَلَيْهِ محبَّة الحشيشة وَهِي محنة خسيسة وَقدر أَنه مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي رَجَب سنة 749 بِدِمَشْق
من شعره
(نَاظر الْجَامِع الْكَبِير ... ظلوم إِذا اقتدر)
(أبله رب بالعمى ... وأرحه من النّظر)
وَله
(قلت لَهُ إِذْ بدا وطلعته ... قد أشرقت فَوق قامة تامه)
(هَب لي مناماً فَقَالَ كَيفَ وَقد ... رَأَيْت شمس الضُّحَى على قامه)
659 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص الهنتاتي المغربي أَبُو الْعَبَّاس ويلقب أَبَا السبَاع ولي تونس وَمَا مَعهَا من بِلَاد الْمغرب فِي سنة 772 وَكَانَ شهماً شجاعاً ولي كل من ذكر فِي عَمُود نسبه المملكة إِلَّا أَبَاهُ وجد أَبِيه وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 796 وَولي بعده أَبُو فَارس عبد الْعَزِيز
660 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الحريري شهَاب الدّين المدير سمع من(1/304)
النجيب مشيخته وأبداله ومجالس الْخلال الْعشْرَة وَالثَّالِث وَالرَّابِع من الأبدال المخرجة لَهُ وَغير ذَلِك وَسمع أَيْضا من شمس الدّين ابْن الْعِمَاد وَإِبْرَاهِيم بن مَنَاقِب وَغَيرهمَا وَكَانَ مولده سنة 60 تَقْرِيبًا وَحدث سمع مِنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم زين الدّين بن الْحُسَيْن قَاضِي الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَكَانَت وَفَاة المدير فِي أَوَاخِر شهر ربيع الآخر سنة 735
661 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْعَسْقَلَانِي شهَاب الدّين ابْن الْعَطَّار أَخُو الشَّيْخ تَقِيّ الدّين سمع من غَازِي المشطوبي والأبرقوهي والدمياطي وَغَيرهم حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل وَآخَرُونَ وَمن مسموعاته عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح سَمعهَا من جمال الدّين أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الشهرزوري بِسَمَاعِهِ من الْمُؤلف مَاتَ فِي أَوَاخِر الْمحرم سنة 763 وَقد حضر عَلَيْهِ أَبُو زرْعَة ابْن شَيخنَا فِي السّنة الأولى من عمره
662 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن براغيث شهَاب الدّين كَانَ أحد الْأَعْيَان بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ خَال أبي مَاتَ فِي شَوَّال سنة 776
663 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن بكر الْقَيْسِي أَبُو جَعْفَر المريني كَانَ عدلا عاقداً للشروط شَاعِرًا فحلاً يسْتَعْمل اللُّغَة والغريب فَمِنْهُ فِي الْحِكْمَة
(لَيْسَ حلم الضَّعِيف حلم وَلَكِن ... حلم من لَو يَشَاء صال اقتدارا)
(من تغاضى عَن السَّفِيه بحلم ... أصبح النَّاس دونه أنصارا)(1/305)
(من يُزَوّج كَرِيمَة الهمة الْعليا ... علوا فقد أَجَاد الخيارا)
(ستريه لَدَى الولاد بنيها الْعلم ... والحلم والأناة كبارًا)
وَمِنْه من قصيدة
(أمنها عَليّ إِن السها مِنْهُ لي أدنى ... خيال أَتَى نحوي يشق الفلا وَهنا)
(يشق الفلا والبيد وَالْخَيْل والقنا ... وَلَو سيم كسر الْبَيْت مَا اسطاعه وَهنا)
(سرى سلخ شهر من فوَاق خلوته ... فَللَّه مَا أنأى سراه وَمَا أدنا)
قَالَ لِسَان الدّين وَهُوَ شعر طلق الجموح فِي الإجادة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة عَام 745
664 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن بنْدَار الخليلي نزيل طيبَة ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ لَقيته سنة 738 وَذكر لي أَنهم كَانُوا من سكان الْخَلِيل ثمَّ زاروا الْمَدِينَة الشَّرِيفَة فأقاموا بهَا وأنشدني لنَفسِهِ
(أَصبَحت جاراً للنَّبِي ... بِهِ اعتضادي وانتصاري)
(ولذاك عددت العدى ... أسرى المهالك والديار)
(قَامَ الرِّجَال بنصرهم ... وَأَنا انتصاري بالجوار)(1/306)
665 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن بيبرس شهَاب الدّين بن الزكي عَنى بالقراءات على الشَّيْخ شمس الدّين بن نمير السراج الْكَاتِب ثمَّ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْبَغْدَادِيّ واعتنى بِعلم الْمِيقَات وَمهر فِيهِ وَمَات فِي صفر سنة 798
666 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن البتي الدِّمَشْقِي الْحِجَازِي الأَصْل مَاتَ بِدِمَشْق فِي 18 ربيع الأول سنة 718 ومولده تَقْرِيبًا سنة 37 سمع من الرضي بن الزار صَحِيح مُسلم قَالَ ابْن أيبك الدمياطي وَكَانَ فَاضلا
667 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن جبارَة بن عبد الْوَلِيّ المرداوي ثمَّ الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ شهَاب الدّين ولد قبل الْخمسين وأرخه بَعضهم سنة 47 وأحضر فِي الرَّابِعَة على خطيب مردا وَسمع من الْكرْمَانِي وَابْن عبد الدَّائِم وَقَرَأَ الْقرَاءَات على الرَّاشِدِي وتمهر فِيهَا وَفِي الْقرَاءَات وَأخذ الْأُصُول عَن الْقَرَافِيّ وتفقه وشارك فِي الْفَضَائِل وَسكن حلب مُدَّة ثمَّ الْقُدس وَشرح الشاطبية شرحاً مطولا وَفِيه احتمالات بعيدَة بِحَيْثُ أَنه قَالَ فِي قَول الشاطبي
(وَفِي الْهَمْز أنحاء وَعند نحاته ... يضئ سناه كلما اسود أليلا)(1/307)
يحْتَمل خَمْسمِائَة ألف وَجه وَثَمَانِينَ ألف وَجه وَله شرح الرائية ونونية السخاوي فِي التجويد واشتهر بالقراءات مَاتَ بالقدس فَجْأَة فِي رَجَب سنة 728
668 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي جبل الْمعَافِرِي الأندلسي لَهُ مرثية فِي أبي جَعْفَر ابْن الزبير أَولهَا
(عَزِيز على الْإِسْلَام وَالْعلم مَا جرى ... فَكيف لعَيْنِي أَن يلم بهَا الْكرَى)
(حقيق لعمري أَن تفيض نفوسنا ... وَفرض على الأكباد أَن تتفطرا)
(وَإِن كَانَ للصبر الْجَمِيل رجاحة ... فَرب مصاب صير الْحزن أعذرا)
(أَصْبِر وَهَا ركن الدّيانَة قد وهى ... وَذَا مربع التدريس أصبح مقفرا)
يَقُول فِيهَا
(أبعد حُلُول ابْن الزبير برمسه ... نُقِيم دَلِيلا أَو نؤمل مظْهرا)
(تحرى كتاب الله شغلاً فَلم يزل ... مُقيما عَلَيْهِ رائحاً ومبكرا)
(مَتى جِئْته ألفيته متلبساً ... بِهِ تالياً أَو مقرئاً أَو مُفَسرًا)
(فوا أسفا للْعلم ضَاعَت فنونه ... وَأمسى من التَّحْقِيق منفصم العرى)
669 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة بن أبي بكر بن إِسْمَاعِيل بن حسن الْأنْصَارِيّ الْحلَبِي شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس عرف بِابْن الْحَنْبَلِيّ الشَّافِعِي ولد فِي شهر ربيع الآخر سنة 648 وتفقه بحلب على الْفَخر ابْن الْخَطِيب الطَّائِي وَسمع على(1/308)
الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح والوادي آشي والتاج النصيبي والبدر ابْن جمَاعَة ورحل فِي طلب الحَدِيث وبرع حَتَّى صَار إِمَامًا عَالما مَعَ الزّهْد والورع ولي خطابة جَامع حلب مُدَّة تزيد على عشْرين سنة ثمَّ نزل عَنْهَا لأبي الْحسن بن عشائر وَلابْن أَخِيه أبي البركات مُوسَى بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جُمُعَة وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق يستحضر فروعاً كَثِيرَة وَله نظم مِنْهُ مَا وجدت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ أنشدنا لنَفسِهِ بِالْقَاهِرَةِ قدم علينا سنة 764
(معانقة الْفقر خير لمن ... يعانقه من سُؤال الرِّجَال)
(وَلَا خير فِي نيل من مَاله ... عَزِيز النوال بذل السُّؤَال)
قَالَ وبلغتنا وَفَاته فِي سنة 775 بحلب قلت مَاتَ فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع فأرخه الزَّرْكَشِيّ بعد بِسنة ببلوغ الْخَبَر إِلَى الْقَاهِرَة وَمن مسموعه فِي الْمُنْتَقى من مُسْند الْحَرْث سَمعه من الْعِزّ بن صَالح أَنا يُوسُف ابْن خَلِيل عَاشَ سبعا وَسبعين سنة وَذكر مُوسَى بن مَمْلُوك وَكَانَ(1/309)
من الصَّالِحين أَنه حَضَره حِين احْتضرَ فَبَدَأَ بِقِرَاءَة سُورَة الرَّعْد فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله {أكلهَا دَائِم وظلها} خرجت روحه
670 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَامِد الأرموي المقرىء الزَّاهِد شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس ابْن الإِمَام صفي الدّين أبي بكر الْقَرَافِيّ الصُّوفِي - ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِيمَن مَاتَ من الْأَعْيَان سنة 716
671 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حُرَيْث الْكِنْدِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي كَانَ يتعانى الْوَعْظ وَمَات فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 765
672 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن النفيس عَليّ بن مَحْفُوظ بن صصرى التغلبي نجم الدّين ولد سنة 25 وَسمع من السخاوي وَعبد الْعَزِيز بن الدجاجية والمخلص بن هِلَال وعتيق السَّلمَانِي وَجَمَاعَة كَانَ حسن المذاكرة وَبِيَدِهِ نظر السَّبع مَعَ الرِّئَاسَة وَالْعَدَالَة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 713 قلت وَحدثنَا عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد
673 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ - الجزائري ابْن المرصدي سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَحدث عَنهُ وَمَات بغزة سنة 760 - أرخه ابْن رَافع(1/310)
وَسمع أَيْضا من النظام الخليلي وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ
674 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن الصعبي الْمصْرِيّ الْعَطَّار ولد سنة ... وَسمع من النجيب حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا وَمَات سنة ...
675 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْخضر بن مُسلم بِالتَّشْدِيدِ الإِمَام مفتي الْمُسلمين أَبُو الْعَبَّاس الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ شيخ مَنَارَة الدَّم مولده سنة سِتّ وَسَبْعمائة وَتُوفِّي سنة نَيف وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
676 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن خطليشا بن رَاشد الْقطَّان شهَاب الدّين ولد سنة بضع وَعشْرين وَسمع من زَيْنَب بنت الْكَمَال وَابْن الرضي وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي ربيع الأول سنة 799 أجَاز لي غير مرّة
677 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن دعبل بن غالي بن جوشن التَّمِيمِي الدَّارِيّ الْمزي وَكَانَ أَبوهُ مُحَمَّد يعرف بجوشن أَيْضا حدث عَن خطيب مردا وَمَات فِي ثامن رَجَب سنة 718 وَكَانَ مولده سنة 636
678 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن دَلِيل الصَّالِحِي الدقاق سمع من ابْن البُخَارِيّ المشيخة وَحدث مَاتَ فِي الْمحرم سنة 744
679 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الزهر بن سَالم بن أبي الزهر بن عَطِيَّة الهكاري الغسولي ثمَّ الصَّالِحِي مولده سنة 680 سمع من الْفَخر مشيخته وَغَيرهَا(1/311)
وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَشَيخنَا التنوخي وَآخَرُونَ وَكَانَ من أَوْلَاد الْمَشَايِخ وَأَصْحَاب الزوايا وَمَات فِي آخر جُمَادَى الأولى سنة 760 وَسَيَأْتِي سميه وَسمي أَبِيه وجده وَلكنه حَلَبِيّ وَمَات قبل هَذَا بِمدَّة
680 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة الله بن مَحْفُوظ ابْن الْحسن الربعِي بن صصرى نجم الدّين الدِّمَشْقِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 655 وأحضر على الرشيد الْعَطَّار فِي سنة 57 وبدمشق على ابْن عبد الدَّائِم وعَلى جده لأمه الْمُسلم بن عَلان وَعلي ابْن أبي الْيُسْر وتفقه على التَّاج ابْن الفركاح وَأخذ بِمصْر عَن شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَكتب فِي ديوَان الْإِنْشَاء وَكَانَ خطه فائقاً ونظمه ونثره رائقاً وَكَانَ سريع الْكِتَابَة جدا حَتَّى قيل أَنه كتب خمس كراريس فِي يَوْم وَكَانَ فصيح الْعبارَة طَوِيل الدُّرُوس ينطوي على دين وَتعبد وَمَكَارِم وَولي قَضَاء دمشق سنة 720 بعد ابْن جمَاعَة ودام فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 723 وطالت مدَّته فَعدل وَأذن فِي الْإِفْتَاء وَكَانَ كثير التودد والمكارم والمداراة قَالَ ابْن الزملكاني كَانَ طلق الْعبارَة لَا يكَاد يتَكَلَّم فِي نوع إِلَّا ويمعن من غير وَقْفَة وَيذكر دروساً طَوِيلَة مشروحة فَلم يزل فِي نمو وارتفاع إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ قوي الحافظة وَكَانَت وَفَاته فَجْأَة ولشعراء عصره فِيهِ غرر المدائح كالشهاب مَحْمُود وَالْجمال بن نباتة وَغَيرهمَا وَله نظم حسن وَخرج لَهُ العلائي مشيخة فَأَجَازَهُ بجملة دَرَاهِم وَأول مَا درس بالعادلية سنة 82 ثمَّ درس بالأمينية سنة 90(1/312)
ثمَّ درس بالغزالية سنة 94 وَولي قَضَاء الْعَسْكَر ومشيخة الشُّيُوخ وَكَانَ يتفضل على كل من قدم من أَمِير وكبير وعالم وهداياه لَا تَنْقَطِع لأهل الشَّام وَلَا لأهل مصر مَعَ التودد والتواضع الزَّائِد والحلم وَالصَّبْر على الْأَذَى هجاه ابْن المرحل ببليقة فتحيل حَتَّى وصلت إِلَيْهِ بِخَط النَّاظِم فاتفق أَنه دخل عَلَيْهِ فغمز مَمْلُوكه فوضعها أَمَامه مَفْتُوحَة فَلَمَّا جلس ابْن المرحل لمحها فعرفها فَلَمَّا لحق القَاضِي أَنه عرفهَا أَشَارَ برفعها ثمَّ أحضر لَهُ بقجة قماش وصرة فضَّة وَقَالَ لَهُ خُذ هَذِه جَائِزَة البليقة فَأَخذهَا ومدحه وَدخل عَلَيْهِ شَاعِر وَمَعَهُ قصيدتان فِيهِ هجو ومدح وأضمر أَنه يُعْطِيهِ الْمَدْح فَإِن أرضاه وَإِلَّا أعطَاهُ الهجو فغلط فَأعْطَاهُ الهجو فقرأها وَأَعْطَاهُ الْجَائِزَة وأوهم من حضر أَنَّهَا الْمَدْح فَلَمَّا خرج الشَّاعِر وجد قصيدة الْمَدْح فَعَاد بهَا إِلَيْهِ وَأظْهر الِاعْتِذَار فَمَا واخذه
681 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم المغربي الْحَنْبَلِيّ كتب عَنهُ سعيد الذهلي قصيدة نبوية أَولهَا
(يَا سائق العيس لَا تخبب فَتى شغف ... من البدور الَّتِي فِي حبها التّلف)
682 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعد الْمَالِكِي الشُّرُوطِي كَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ(1/313)
والخطوط ماهراً فِي مذْهبه لَا سِيمَا فِي المحاكمات مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 759 بِدِمَشْق
683 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سلمَان بن أَحْمد الشيرجي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 91 وَسمع من الدواليبي وَغَيره وَقَرَأَ بالروايات وَأعَاد بالمستنصرية وَكَانَ دينا خيرا وَله مدائح نبوية وَكَانَ يُقَال لَهُ ابْن الشيرجاني وَقدم دمشق وَحدث وَكتب عَن مشايخها وَحدث بهَا بِجُزْء القادري بِسَمَاعِهِ لَهُ على عَليّ بن خضر وَذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْكَبِير وأرخ الشَّيْخ زين الدّين بن رَجَب وَفَاته سنة 765
684 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل بن عَليّ بن معلي بن طريف بن دحْيَة بن جَعْفَر بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله ابْن جَعْفَر بن أبي طَالب الشهير بِابْن غَانِم شهَاب الدّين الْجَعْفَرِي كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة جَعْفَر بن أبي طَالب وَيعرف بِابْن غَانِم وَهُوَ جد مُحَمَّد بن سلمَان لأمه ولد بِمَكَّة سنة 51 قبل أَخِيه بأشهر وَقيل ولد فِي خَامِس عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 50 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن مَالك وَأَيوب الحمامي وَابْن النشبي وَغَيرهم وَخرج لَهُ البرزالي عَنْهُم مشيخة وَسمع مِنْهُ شَيخنَا برهَان الدّين البعلي ألفية ابْن مَالك بِسَمَاعِهِ لَهَا 4 مِنْهُ وقرأتها كلهَا على شَيخنَا بِهَذَا السَّنَد وبإجازة شَيخنَا من الشهَاب مَحْمُود بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَقد حدث بهَا الشَّيْخ أَبُو حَيَّان عَن الشهَاب مَحْمُود وقرأت بِخَط الشَّيْخ الْبَدْر النابلسي أَنه سمع عَلَيْهِ عُمْدَة اللافظ لِابْنِ مَالك بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وتأدب(1/314)
بِابْن مَالك وبولده بدر الدّين وبالمجد بن الظهير وَكَانَ قَدِيما قد صحب جمَاعَة من عرف خفاجة فَأَقَامَ فيهم مُدَّة وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن أَبَاهُ أنكر عَلَيْهِ شَيْئا فغاضبه وَخرج إِلَى الْمقْبرَة بِبَاب الصَّغِير فَرَأى طَائِفَة من الْعَرَب مسافرين فصحبهم فوصل مَعَهم إِلَى الْبَحْرين فَأَقَامَ مُدَّة بَينهم وَتعلم لغاتهم وَيُقَال أَنه أَقَامَ عِنْد الْأَمِير حُسَيْن بن خفاجة يُصَلِّي بِهِ وَذَلِكَ فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس فَبَلغهُ أَنه يَدعِي أَنه ابْن الْخَلِيفَة المعتصم فَلم يزل يجد فِي أمره إِلَى أَن أحضرهُ عِنْده فَلَمَّا حضر سَأَلَهُ من أَنْت فَقَالَ ابْن شمس الدّين ابْن غَانِم فَطلب أَبوهُ من دمشق فاعترف بِهِ فسلمه لَهُ وَرجع إِلَى دمشق وَكتب فِي الْإِنْشَاء بِمصْر وبدمشق وصفد وَغَيرهَا وَدخل الْيمن ثمَّ خرج مِنْهَا فِي الْبر إِلَى مَكَّة بعد أَن أحسن إِلَيْهِ الْملك الْمُؤَيد وَقَررهُ فِي كِتَابَة السِّرّ عِنْده فَلم تطب لَهُ الْبِلَاد ففر مختفيا فَمر بِصَنْعَاء على الإِمَام الزيدي فَأحْسن إِلَيْهِ ثمَّ وصل إِلَى مَكَّة وَكَانَ مستحضراً لكثير من اللُّغَة وَكَانَ يتقعر فِي كَلَامه ويحفظ من شعر أبي الْعَلَاء شَيْئا كثيرا ويتعانى فِي نظمه ونثره الحوشي من الْكَلَام وَإِذا أَرَادَ أَن ينظم أَو ينشئ يُطِيل الْفِكر ويعبث فِي لحيته بِيَدِهِ أَو بثناياه يقرضها أَو ينتفها وَكَانَ حسن الملبس شظف الْعَيْش يعتم بِثَوْب مقبض سكندري وَيقصر ذيله وينتعل(1/315)
بنعال الصُّوفِيَّة وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ حُلْو المحاضرة جميل المعاشرة قوي النَّفس كتب بَين يَدي الصاحب غبريال فاتفق أَنه أمره بِكِتَاب شَفَاعَة لبَعض الْأُمَرَاء فِي بعض مماليكه فَكتب الْكتاب وجوده وَوَقع لَهُ فِيهِ أَن قَالَ وَإِذا خشن الْمقر حسن المفر فَلَمَّا قَرَأَ الصاحب الْكتاب قَالَ هَذِه اللَّفْظَة مَا هِيَ مليحة فَغَضب ابْن غَانِم وَضرب الأَرْض بدواته وَقَالَ مَا أَنا ملزوم أَن أخدم الغلف القلف وَخرج من فوره فَتوجه إِلَى الْيمن وَمن مسموعاته على ابْن عبد الدَّائِم الْأَجْزَاء الْخَمْسَة عوالي جَعْفَر السراج وَالدُّعَاء للمحاملي وَكَانَ يتَكَلَّم بالتركي والعجمي والكردي ويلبس زِيّ الْعَرَب إِذا سَافر أَو التّرْك وَأقَام مُدَّة بحماة عِنْد ملكهَا الْمَنْصُور وَله مَعَه نَوَادِر وَمن نوادره أَنه حضر سَمَاعا فَقَامَ جمَاعَة من الثُّقَلَاء فَأَطَالُوا الرقص فَأَطْرَقَ هُوَ متفكرا فَقَالَ لَهُ شخص مَا لَك مطرقاً كَأَنَّك يُوحى عَلَيْك قَالَ نعم (أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ) وَمن شعره
(مَا اعْتِكَاف الْفَقِيه أخذا بِأَجْر ... بل بِحكم قضى بِهِ رَمَضَان)
(هُوَ شهر تغل فِيهِ الشَّيَاطِين ... وَلَا شكّ أَنه شَيْطَان)
مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 737 بِدِمَشْق وَكَانَ قد تغير وأصابه فالج قبل مَوته بِسنتَيْنِ
685 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْخَطِيب نجم الدّين ابْن عز الدّين بن القَاضِي تَقِيّ الدّين سمع من جده وَغَيره وخطب بالجامع(1/316)
المظفري مُدَّة قَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ من فرسَان المنابر قل من رَأينَا مثله فِي سمته مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 755 وَلم يكمل الْخمسين
686 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سومل الْخَثْعَمِي شيخ من أهل الْعَدَالَة ولي قَضَاء بعض الْجِهَات بالأندلس فِي آخر عمره وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 762 - ذكره ابْن الْخَطِيب
687 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن شَجَرَة الْمقدمِي تفقه بِبَلَدِهِ ورحل إِلَى حماة فَأخذ عَن الْبَارِزِيّ وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وناب فِي الحكم بعجلون ثمَّ ببعلبك ثمَّ انْقَطع بِدِمَشْق وَعمل دَاره مدرسة ووقف ... وَكتبه عَلَيْهَا وَأقَام يدرس فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة 757
688 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَالح بن رَمَضَان الْأنْصَارِيّ محيي الدّين بن شرف الدّين كَانَ أحد الْعُدُول الْمَشْهُورين بِدِمَشْق أَخذ الْفِقْه عَن شرف الدّين الْمَقْدِسِي وَسمع الحَدِيث وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 704
689 - أَحْمد بن مُحَمَّد صَاحب الصَّلَاة المالقي من بَيت طَهَارَة ونباهة قَرَأَ على الْخَطِيب أبي عُثْمَان عِيسَى بن الْحِمْيَرِي ولازم الْأُسْتَاذ أَبَا عَمْرو ابْن مَنْظُور وَكَانَ من أهل النبل والذكاء سريع الْإِدْرَاك لَهُ نظر فِي(1/317)
كتب التصوف وَكَانَ ينظم شعرًا وسطا وَمِنْه
(أُعِيذك يَا مِسْكين أَنَّك حَبَّة ... وَإِلَّا نواة طيها كل مَوْجُود)
(فَإِن كنت لَا تَدْرِي فَأَنت بَهِيمَة ... وَمَا أَنْت فِي أهل الْعُقُول بمعدود)
وَمَات عَن خير عمل من صَوْم وَعبادَة شَهِيدا بالطاعون فِي ربيع الثَّانِي سنة 750
690 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن صبح بن هِلَال إِمَام مَسْجِد ابْن السرالي بالشارع سمع النجيب وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي 22 ربيع الآخر سنة 718
691 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن طريف بِالطَّاءِ الْمُهْملَة الشاوي شهَاب الدّين كَانَ فِي أول أمره كحالاً ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن ولي نظر دَار الضَّرْب ثمَّ أَقَامَهُ عَلَاء الدّين بن الطبلاوي فِي أُمُور المتجر السلطاني فظهرت مِنْهُ كِفَايَة زَائِدَة وجور مفرط فعوجل وتمرض إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 798
692 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عبد المحسن الْمصْرِيّ شهَاب الدّين العسجدي ولد فِي رَمَضَان سنة 686 وَطلب الحَدِيث وَهُوَ كَبِير وَسمع من شهَاب المحسني والنور البطي والدبوسي والواني وَمن(1/318)
بعدهمْ من أَصْحَاب أَصْحَاب البوصيري وَأكْثر جدا وَكتب الطباق وأسمع أَوْلَاده ولازم ابْن الْوَكِيل مُدَّة وخدمه وَجلسَ فِي مَرْكَز الشُّهُود بِالْقربِ من الْمَسْجِد الْحُسَيْنِي وَكَانَ أديباً فَاضلا متواضعاً متديناً يعرف أَسمَاء الْكتب ومصنفيها وطبقات الْأَعْيَان ووفياتهم ويشارك فِي ذَلِك مُشَاركَة قَوِيَّة وَولي تدريس الحَدِيث بالمنصورية والفخرية وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن رَافع حدث وَكتب بِخَطِّهِ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَحصل الْأَجْزَاء وَسمع بالإسكندرية ودمشق وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ عَالما بارعاً مُفِيدا مسارعاً إِلَى الْخَيْر وَكتب الْكثير بِخَطِّهِ واعتنى بتحرير الحَدِيث وَضَبطه وولع بِهِ بعض الْحَنَفِيَّة فَوضع عَلَيْهِ كتابا سَمَّاهُ الْقطر الندي فِي الْخلاف بَين الْمُسلمين والعسجدي ذكر أَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ أَنه وقف على الْكتاب الْمَذْكُور وَفِيه الْخمر حرَام بِإِجْمَاع الْمُسلمين خلافًا للعسجدي لَهُم دَلِيل كَذَا وَله دَلِيل كَذَا وَيتَكَلَّم على ذَلِك بِلِسَان الْقَوْم وَلما ولي درس الحَدِيث بالمنصورية بعد الزين الكتناني طعن جمَاعَة فِي أَهْلِيَّته إِلَى أَن رسم النَّاصِر بِعقد مجْلِس بِسَبَب ذَلِك فتعصب الغوري على العسجدي وساعده الرُّكْن ابْن القوبع وَوَقع كَلَام كثير إِلَى أَن أخرج العسجدي وَاسْتقر(1/319)
أَبُو حَيَّان بعناية الجاولي وتسألم العسجدي لذَلِك وَكَانَ هُوَ قَامَ على الكتناني لما ولي هَذَا التدريس وَمن شعر العسجدي
(ولعي بشمعته وضوء جَبينه ... مثل الْهلَال على قضيب مايس)
(فِي خَدّه مثل الَّذِي فِي كَفه ... فا عجب لماء فِيهِ جذوة قابس)
مَاتَ سنة 758 أرخه ابْن حبيب وقرأت فِي تَارِيخ اليوسفي لما مَاتَ الشَّيْخ زين الدّين الكتناني ولي الجاولي نَاظر المرستان درس الحَدِيث بالمنصورية شهَاب الدّين العسجدي فَبلغ ذَلِك ابْن جمَاعَة فَأنْكر ذَلِك وَأرْسل إِلَى الجاولي أَن هَذَا لَا يصلح لهَذِهِ الْوَظِيفَة فَلم يقبل مِنْهُ فأغرى القَاضِي جمَاعَة من الطّلبَة بِأَن كتبُوا قصَّة للسُّلْطَان فِي ذَلِك فقرئت فَالْتَفت السُّلْطَان إِلَى الْقُضَاة فَسَأَلَهُمْ عَنهُ فَقَالَ القَاضِي عز الدّين هَذَا الرجل لَا يُولى على هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة وَلَا يصلح لهَذِهِ الْوَظِيفَة فَإِنَّهَا كَانَت مَعَ أبي ثمَّ وَليهَا بعده الشَّيْخ زين الدّين وَهِي وَظِيفَة كَبِيرَة على مثل العسجدي فَطلب السُّلْطَان الجاولي فَسَأَلَهُ عَن ذَلِك فَقَالَ هَذَا الرجل عَالم ومستحق وَبَالغ فِي شكره فَأَمرهمْ بِعقد مجْلِس بِسَبَب ذَلِك فَاجْتمعُوا بالصالحية فشرع بعض الطّلبَة يُنَازع الجاولي وَيَقُول وليت علينا من لَا يصلح وَنحن لَا نُرِيد إِلَّا من ننتفع بِعِلْمِهِ حَتَّى قَالَ ركن الدّين ابْن القوبع كَيفَ يكون هَذَا شيخ الحَدِيث وَهُوَ قَرَأَ عَليّ الْفَاتِحَة فلحن فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فتعصب القَاضِي حسام الدّين الْحَنَفِيّ للجاولي فَقَالَ أَنا أعلم أَن هَذَا الرجل صَالح لهَذِهِ الْوَظِيفَة وَأحكم لَهُ بهَا فَقَالَ لَهُ القَاضِي عز الدّين وَمن أَيْن تعلم أَنْت صلاحيته فتفاوضا إِلَى أَن قَالَ الْعِزّ للحسام لَا تأس الْأَدَب(1/320)
فصاح وَقَالَ يَا أهل القصرين قُولُوا لهَذَا إيش معنى إساءة الْأَدَب وَكثر اللَّغط وانفض الْمجْلس فَركب الْحَنَفِيّ إِلَى طاجار الدوادار وعرفه أَن الشَّافِعِي وَمن مَعَه تعصبوا على هَذَا الرجل وَأَنا أشهد بمعرفته واستحقاقه وَعرف السُّلْطَان عني هَذَا فَلَمَّا حَضَرُوا فِي دَار الْعدْل تكلم السُّلْطَان فِي ذَلِك فَأخْرج الجاولي ورقة بِخَط القَاضِي يَقُول فِي حق العسجدي الشَّيْخ الْعَالم الْفَاضِل فَأَجَابَهُ القَاضِي الألقاب للشَّخْص لَا يثبت بهَا علم وَلَا جهل فَقَالَ الجاولي أَنا أعرف علمه وَدينه فَقَالَ السُّلْطَان لبدر الدّين ابْن البابا أَنا مَا أولي هَذَا فشرع الجاولي يُجيب فسكتوه وَانْصَرف مقهوراً
693 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي طَالب عبد الرَّحْمَن بن الْحسن شمس الدّين أَبُو بكر ابْن العجمي الْحلَبِي ولد سنة 637 وَسمع من جده وَأبي الْقَاسِم ابْن رَوَاحَة ويوسف بن خَلِيل وَغَيرهم وَحضر الْمُوفق بن يعِيش وَحدث بالكثير وَكَانَ قد وَقع فِي قَبْضَة هلاكو فَأخذُوا مِنْهُ أَمْوَالًا جمة(1/321)
وعذبوه عذَابا صعباً فحصلت لَهُ بِسَبَب ذَلِك غَفلَة وَغلب عَلَيْهِ النسْيَان فِي أَكثر أَحْوَاله وَكَانَ قد اشْتغل كثيرا وتميز وَصَارَ صَدرا كَبِيرا موقراً مَعَ الدّين وسلامة الصَّدْر أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَذكره البرزالي والذهبي فِي معجميهما وَمَات بحلب فِي ذِي الْحجَّة سنة 714
694 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الإسكندري فَخر الدّين ابْن الربعِي سمع من عبد الرَّحْمَن بن مخلوف بن جمَاعَة والجلال بن عبد السَّلَام وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الهيثمي وَغَيره وَهُوَ وَالِد كَمَال الدّين الَّذِي ولى قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة بعده وطالت ولَايَته مَاتَ فَخر الدّين فِي شهر ربيع الآخر سنة 767
695 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الظَّاهِر شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِابْن الشّرف الْحَنَفِيّ خطيب جَامع شيخون مَاتَ سنة 767 ذكره المقريزي فِي السلوك
696 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن شهَاب الدّين السكرِي الْمصْرِيّ ولد سنة ... وَسمع من أبي مُحَمَّد ابْن علاق وَغَيره وَحدث وَمَات سنة ...
697 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن خمسين الْكِنْدِيّ الاسكندراني أَبُو الْعَبَّاس الْمَالِكِي ولد سنة 712 وتفقه وَلم يتَّفق لَهُ سَماع فِي صغره(1/322)
لكنه سمع فِي كبره بِمَكَّة على الشَّيْخ فَخر الدّين عُثْمَان النويري سنة 41 الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن بكير أَنا مُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَأَبُو الْحسن الثَّعْلَبِيّ قَالَا أَنا مكرم وصحيح مُسلم على أبي الْحسن عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الْقُدسِي بِسَمَاعِهِ على عبد الرَّحْمَن وَأحمد ابْني إِبْرَاهِيم الْفَزارِيّ قَالَا أَنا ابْن الصّلاح وجامع التِّرْمِذِيّ على أبي طَاهِر أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الشَّيْخ محب الدّين الطَّبَرِيّ أَنا يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي بكر الطَّبَرِيّ أَنا ابْن الْبناء وعَلى عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن يحيى الوَاسِطِيّ بالإسكندرية أَنا مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الشيرجي أَنا ابْن الْبناء وَسمع على عبد الْوَهَّاب أَيْضا عوارف المعارف أَنا الْعِزّ الفاروثي أَنا المُصَنّف سَمَاعا وَسمع على أبي طَاهِر القري لجده بِسَمَاعِهِ مِنْهُ والتنبيه بِسَمَاعِهِ من جده أَنا بشير التبريزي أَنا أَبُو أَحْمد ابْن سكينَة أَنا الأرموي أَنا الشَّيْخ وَأَجَازَ لي غير مرّة وَمَات سنة ثَمَانمِائَة وَكَانَ بالإسكندرية فَقِيه آخر يُقَال لَهُ ابْن خمسين لكنه شرِيف حسيني اسْمه أَيْضا أَحْمد بن مُحَمَّد وَكَانَ من أَعْيَان الْمَالِكِيَّة بالإسكندرية تَأَخَّرت وَفَاته عَن هَذَا
698 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ الْأَسدي كتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره فِي الْكتاب الَّذِي سَمَّاهُ عنبر الشحر
(أَتَى موسم الأفراح فانهض مبادراً ... لنغتنم اللَّذَّات فِي زمن الصِّبَا)
(وفل جيوش الْهم بالهم واسترح ... مَعَ الدّور بالوتر الَّذِي بَات مطربا)(1/323)
699 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ شهَاب الدّين ابْن الشّرف كَانَ خطيب الْجَامِع الشيخوني مَاتَ فِي الْمحرم سنة 767
700 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله تَاج الدّين أَبُو الْفضل الإسْكَنْدراني الشاذلي صحب الشَّيْخ أَبَا الْعَبَّاس المرسي صَاحب الشاذلي وصنف مناقبه ومناقب شَيْخه وَكَانَ الْمُتَكَلّم على لِسَان الصُّوفِيَّة فِي زَمَانه وَهُوَ مِمَّن قَامَ على الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية فَبَالغ فِي ذَلِك وَكَانَ يتَكَلَّم على النَّاس وَله فِي ذَلِك تصانيف عديدة وَمَات فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 بِالْمَدْرَسَةِ المنصورية كهلاً وَكَانَت جنَازَته حافلة رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ جلالة عَجِيبَة وَوَقع فِي النُّفُوس ومشاركة فِي الْفَضَائِل وَرَأَيْت الشَّيْخ تَاج الدّين الفارقي لما رَجَعَ من مصر مُعظما لوعظه وإشارته وَكَانَ يتَكَلَّم بالجامع الْأَزْهَر فَوق كرْسِي بِكَلَام يروح النُّفُوس ومزج كَلَام الْقَوْم بآثار السّلف وفنون الْعلم فَكثر أَتْبَاعه وَكَانَت عَلَيْهِ سِيمَا الْخَيْر وَيُقَال أَن ثَلَاثَة قصدُوا مَجْلِسه فَقَالَ أحدهم لَو سلمت من العائلة لتجردت وَقَالَ الآخر أَنا أُصَلِّي وَأَصُوم وَلَا أجد من الصّلاح ذرة فَقَالَ الثَّالِث إِن صَلَاتي مَا ترضيني فيكيف ترضي رَبِّي فَلَمَّا حَضَرُوا مَجْلِسه قَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه وَمن النَّاس من يَقُول فَأَعَادَ كَلَامهم بِعَيْنِه وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قَرَأت على سارة بنت السُّبْكِيّ عَن أَبِيهَا سَمَاعا قَالَ سَمِعت أَبَا الْفضل بن عَطاء يَقُول(1/324)
فَذكر شَيْئا من كَلَامه وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر سمع من الأبرقوهي وَقَرَأَ النَّحْو على المحيي الماروني وشارك فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَصَحب المرسي وَتكلم على النَّاس فسارعت عَلَيْهِ الْعَامَّة وَكثير من المتفقهة وَكثر أَتْبَاعه قَالَ لنا أَبُو حَيَّان قَالَ لنا شرف الْقُضَاة ابْن الربعِي قَالَ لنا ابْن عَطاء يَوْمًا أنمرجن لكم قُلْنَا نعم فَتكلم بِكَلَام الْقَوْم فَقُلْنَا لَهُ نعم حكيت كَلَام الْمرْجَانِي فاستمر قَالَ وَقَالَ لي الْكَمَال ابْن المكين حكى لي المراكشي قَالَ كنت أصحب فَقِيرا فَحَضَرَ إِلَيْهِ ابْن الخليلي الْوَزير يزوره فَقَالَ لَهُ جَاءَنِي ابْن عَطاء الله فَقل لي اللَّيْلَة ترى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فِي الْمَنَام وَاجعَل بشارتي أَن توليني الخطابة بالإسكندرية فمضت اللَّيْلَة وَمَا رَأَيْت شَيْئا وَقد عزمت على ضربه فَلم يزل الْفَقِير يتلطف بِهِ حَتَّى عَفا عَنهُ
701 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمجد عبد الله بن الْحُسَيْن بن عَليّ الأربلي ثمَّ الدِّمَشْقِي مجد الدّين ابْن الْمجد وَيعرف بِالْمَيتِ ولد سنة 694 وَسمع من ابْن مشرف والتقي سُلَيْمَان وَابْن مَكْتُوم وَأَجَازَ لَهُ ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَعمر العقيمي وَآخَرُونَ وَحدث وَكَانَ قد اشْتغل وَنزل فِي الْمدَارِس وَشهد بِهِلَال رَمَضَان وَحده فِي سنة 16 فصَام النَّاس ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلم ير الْهلَال فَعمل ابْن نَبَاته فِيهِ
) زادنا شَاهد على الصَّوْم يَوْمًا ... فَأبى الله ذَاك وَالْإِسْلَام)(1/325)
(جرحوه فَلم يفد ذَاك فِيهِ ... مَا لجرح بميت إيلام)
كتبهما عَنهُ البرزالي وَفِيه يَقُول الشَّمْس ابْن الْخياط لما مَاتَ عَمه
(قَالُوا قضى القَاضِي فيا حبذا ... سرُور قلب عَنهُ مَا يصبر)
(وانهد ركن الْمجد بعد الَّذِي ... لَا مسرفي كَانَ وَلَا مخبر)
(وَابْن أَخِيه ميت يَا ترى ... ميت هَذَا الْبَيْت مَا يقبر)
وَاتفقَ أَن عَاشَ الْمَيِّت بعد الْخياط الْمَذْكُور دهراً طَويلا وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 770 وأرخه ابْن الْجَزرِي فِي سنة 771 وَلم يذكر الشَّهْر
702 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر بن عوض الْمَقْدِسِي الأَصْل الصَّالِحِي الْعَطَّار شهَاب الدّين يعرف بِابْن الْمُحْتَسب وَكَانَ أَبوهُ يعرف بِابْن رقية ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 694 وَسمع من ابْن الموازيني وَعِيسَى المغاري والتقي سُلَيْمَان وَابْن مشرف وَعلي بن عبد الدَّائِم وَغَيرهم وَكَانَ عطاراً بالصالحية وَيعرف طرفا من الطِّبّ ويحفظ حكايات ونوادر وَكَانَ عِنْده كتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد إِلَّا يَسِيرا مِنْهُ وَكَانَ عِنْده أَيْضا مُسْند الشَّافِعِي وَالْعلم للمروزي وأجزاء كَثِيرَة وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 772 وتأخرت وَفَاة أَخِيه مُحَمَّد بعده مُدَّة
703 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن سعيد ابْن جرى الْكَلْبِيّ كَانَ من أهل الْأَصَالَة والذكاء وَإِلَيْهِ النّظر فِي أَمر الْغَنَائِم بِبَلَدِهِ وَكَانَ مَحْمُودًا وَله طلب وَسَمَاع وَمَات بعد السبعمائة(1/326)
- ذكره لِسَان الدّين
704 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدندري صدر الدّين تفقه على هبة الله ابْن عبد الله بن سيد الْكل القفطي وَأخذ الْقرَاءَات عَن الشَّيْخ عبد السَّلَام ابْن الْخياط وَسمع الحَدِيث على عبد الْبَصِير بن عَامر بن مصلح السكندري وتصدر للْقِرَاءَة بقوص وكف بَصَره بِآخِرهِ وَمَات فِي ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 732
705 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ اللورقي أَبُو جَعْفَر المالقي كَانَ معتنيا بالقراءات واشتهر بالإتقان والضبط أَخذ عَن أبي جَعْفَر ابْن الفحام وَهُوَ آخر من أَخذ عَنهُ الْقُرْآن تِلَاوَة وَمَات بمالقة سنة 710 وَقد عمر
706 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الإسكندري الْمَالِكِي فَخر الدّين ابْن المخلطة اشْتغل وَمهر فِي الْفِقْه والعربية وَسمع من يحيى بن مُحَمَّد الصنهاجي وَغَيره(1/327)
ورحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن الذَّهَبِيّ وَجَمَاعَة ثمَّ درس للمحدثين بالصرغتمشية بعد عزل مغلطائي ثمَّ ولي قَضَاء الاسكندرية وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 759
707 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله البكتمري الميقاتي كَانَ ماهراً فِي فنه مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانمِائَة
708 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ شهَاب الدّين نَشأ بِالْقَاهِرَةِ وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وتكسب فِي التِّجَارَة والزراعة فأثرى وَكثر مَاله فَصَارَ يخالط الْقُضَاة ويتكسب لَهُم ووف ووقف على تدريس بالجامع الْأَزْهَر وَسَأَلَ القَاضِي برهَان الدّين ابْن جمَاعَة أَن يسْتَقرّ فِيهِ فآثر بِهِ الشَّيْخ برهَان الدّين الأبناسي ثمَّ اسْتَقر فِي مشيخة سعيد السُّعَدَاء وَالْتزم أَن لَا يَأْخُذ لَهَا مَعْلُوما وَأَن يعمر المنارة وَغير ذَلِك وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 773
709 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي بن أَحْمد بن عبد الْمُعْطِي الْأنْصَارِيّ الْمَكِّيّ الْمَالِكِي الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس ولد سنة 709 واشتغل كثيرا وَمهر فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفِقْه وَأخذ عَن أبي حَيَّان وَغَيره وانتفع بِهِ أهل مَكَّة فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ عَارِفًا بِمذهب الْمَالِكِيَّة وَكَانَ سمع من عُثْمَان ابْن الصفي وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق مواظباً على الْعِبَادَة أَخذ عَنهُ بِمَكَّة(1/328)
الْمرْجَانِي وَابْن ظهيرة وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْمحرم سنة 788 وَقد جَاوز السّبْعين
710 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب الْأَسدي الزبيدِيّ الْمصْرِيّ مجد الدّين ابْن المفتوح ولد سنة 666 وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وتفقه بِابْن الرّفْعَة وَمهر وَأعَاد وَسُئِلَ فِي قَضَاء الْمحلة فَامْتنعَ وخطب بِجَامِع المنشية وَكَانَ حسن الْخلق والخلق فصيح الْعبارَة ذكره ابْن رَافع وَقَالَ قد عَلمته حدث وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 746
711 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبيد الْأنْصَارِيّ المالقي ابْن خَالَة القَاضِي أبي عبد الله ابْن برطال أَخذ عَن ابْن برطال الْمَذْكُور وَأبي عبد الله بن عَسْكَر قَاضِي مالقة وَأبي جَعْفَر ابْن الفحام وَأبي عبد الله بن لب وَغَيرهم قَالَ أَبُو البركات ابْن البلفيقي كَانَ من وُجُوه أهل بَلَده وَمَات فِي غرَّة ذِي الْحجَّة سنة 708
712 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن شَيْخَانِ الْبكْرِيّ الْقرشِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الْمجد الْبَغْدَادِيّ نزيل مصر كَانَ قَادِرًا على النّظم ارتجالاً وبديهة وَكَانَ يتكسب بالمدح ويبذر حَتَّى يبْقى بِغَيْر ثوب وَله مدائح(1/329)
فِي الْأَعْيَان وَله من أول قصيدة
(رعاهم الله وَلَا روعوا ... مَا لَهُم سَارُوا وَلَا ودعوا)
وَمَات بمنية بني خصيب فِي عَاشر رَمَضَان سنة 773
713 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْأَزْدِيّ الْعَدوي أَبُو الْعَبَّاس ابْن الْبناء أَخذ عَن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ بن يحيى المراكشي وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن أبي البركات المشرف وَأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي الْمَدْعُو ابْن أبي عَطاء وَأبي الْحُسَيْن بن أبي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن يحيى المعقلي وَغَيرهم وَكَانَ فَاضلا عَاقِلا نبيها انْتفع بِهِ جمَاعَة فِي التَّعْلِيم وَكَانَ يشغل من بعد صَلَاة الصُّبْح إِلَى قرب الزَّوَال مُدَّة إِلَى أَن كَانَ فِي سنة 699 فَخرج إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة فِي يَوْم ريح وغبار وتأذى بذلك وأصابه يبس فِي دماغه وَكَانَ لَهُ مُدَّة لَا يَأْكُل مَا فِيهِ روح فبدت مِنْهُ أَحْوَال لم يعهدوها مِنْهُ وَصَارَ يكاشف كل من دخل عَلَيْهِ ويخبره بِمَا هُوَ عَلَيْهِ فَأمر الشَّيْخ أَبُو زيد عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم الأغماتي أَهله أَن يحجبوه فَأَقَامَ سنة ثمَّ صَحَّ وَخرج إِلَى النَّاس وَصَارَ يذكر فِيمَا جرى لَهُ من ذَلِك عجائب وَأَنه رأى صوراً علوِيَّة وُجُوههم مضيئة فَكَلَّمُوا بعلوم جمة(1/330)
تتَعَلَّق بمعاني الْقُرْآن بأساليب بديعة قَالَ ثمَّ هجم على جمَاعَة فِي صُورَة مفزعة - فَذكر كلَاما طَويلا وَله من التواليف التَّلْخِيص فِي الْحساب فِي سفر واللوازم الْعَقْلِيَّة فِي مدارك الْعُلُوم فِي سفر وَالرَّوْض المريع فِي صناعَة البديع فِي سفر وَكتاب فِي الْأَوْقَات وَكتاب فِي الأنواء وَغير ذَلِك وَاسْتمرّ بِبَلَدِهِ يشغل النَّاس إِلَى أَن مَاتَ سنة 721
714 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان صفي الدّين ابْن القَاضِي شمس الدّين ابْن الحريري كَانَ شكلاً ضخماً مفرطاً فِي السّمن لَهُ نَوَادِر مضحكة من نمط مَا يحْكى عَن جحا وَكَانَ السُّلْطَان أنعم عَلَيْهِ بتدريس الصالحية بِبَاب الْبَرِيد بِدِمَشْق إِكْرَاما لوالده وأحضره إِلَى الْقَاهِرَة ليخلع عَلَيْهِ فطلع وَالِده وَقَالَ للسُّلْطَان وَلَدي هَذَا لَا يصلح للتدريس فَقَالَ السُّلْطَان لهَذَا أَنا أوليه وَمن نوادره أَنه قَالَ لغلامه يَوْمًا وَقد عثرت بِهِ بغلته لَا تعلق عَلَيْهَا ثَلَاثَة أَيَّام عُقُوبَة لَهَا فجَاء إِلَيْهِ فِي آخر النَّهَار فَقَالَ إِذا لم نعلق عَلَيْهَا تحمر فَقَالَ علق عَلَيْهَا وَلَا تقل لَهَا إِنِّي أَذِنت وَمِنْهَا أَن أَبَاهُ أحضر لَهُ حاسباً يُعلمهُ فَقَالَ وَاحِد فِي وَاحِد وَاحِد فَقَالَ هُوَ لَا نسلم بل اثْنَيْنِ فَقَالَ لَهُ الْمعلم يَا سَيِّدي المُرَاد وَاحِد إِذا عد مرّة وَاحِدَة فَهُوَ وَاحِد فَقَالَ صدقت ظهر فَقَالَ لَهُ اثْنَان فِي وَاحِد اثْنَان فَقَالَ لَا نسلم بل ثَلَاثَة فَبين لَهُ كَمَا بَين فِي الأول فَقَالَ صدقت ظهر ثمَّ قَالَ وَاحِد فِي ثَلَاثَة ثَلَاثَة فَقَالَ لَا نسلم(1/331)
بل أَرْبَعَة فَأَعَادَ عَلَيْهِ فطال ذَلِك على الْمعلم فَتَركه وَمِنْهَا أَنه دخل إِلَى الْمدرسَة فَرَأى الشَّيْخ نجم الدّين القحفازي خَارِجا من الطَّهَارَة فَقَالَ يَا مَوْلَانَا آنستم محلكم فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ نجم الدّين قبحك الله قَالَ عماد الدّين ابْن كثير كَانَ عبل الْبدن جدا بسذاجة وتغفل ببلادة ويسند إِلَيْهِ أَشْيَاء وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ فِيهِ دين وتحرى فِيمَا يباشره ورئاسة وَلم يزل تدريس الصادرية بِيَدِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 757
715 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي صفي الدّين كَانَ يُبَاشر فِي دواوين الْأُمَرَاء وَرُبمَا نَاب فِي الحكم وامتحن على يَد بكلمش وَمَات من ذَلِك فِي آخر سنة ثَمَانمِائَة
716 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان البعلي الْمَعْرُوف بِابْن الجردي سمع من ابْن الشّحْنَة الصَّحِيح وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
717 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عطوس الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي كَانَ من أهل الْخَيْر وَالْعَدَالَة مَاتَ بعد السبعمائة
718 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَلان الْقَيْسِي شهَاب الدّين بن عماد الدّين ولد سنة بضع وَعشْرين وتعانى الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر وَأَصله من دمشق وَسكن حلب وتنقل فِي الْوَظَائِف إِلَى أَن ولي كِتَابَة السِّرّ بهَا فِي سنة 73 وَمَات فِي سنة 774 أَنبأَنَا أَبُو جَعْفَر النَّقِيب الْحُسَيْنِي الْحلَبِي إجَازَة بهَا قَالَ كنت(1/332)
عِنْد القَاضِي شهَاب الدّين ابْن عَلان وَكَانَ قبل شخصا يُقَال لَهُ عِيسَى عمل يَوْمًا البيتان فتباطأ فِي عمله فَأَنْشد
(عِيسَى المهندس لم أجد فِيهِ الَّذِي أملته ... لَو كنت أَدْرِي فعله لَو مَاتَ مَا قبلته)
719 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن حُسَيْن الْأنْصَارِيّ من أهل الجزيرة الخضراء ولد فِي الْمحرم سنة 646 وروى بِالْإِجَازَةِ عَن أبي الْحُسَيْن ابْن أبي الرّبيع وَغَيره وَتقدم فِي بَلَده إِلَى أَن صَار من صدورها وتفنن فِي الْعُلُوم وخطب وناب فِي الحكم مَعَ الدّين وَالْفضل وَله نظم مِنْهُ
(عَلَيْك بأعمال القناعة وَالرِّضَا ... بِمَا قدر الرَّحْمَن إِن كنت ذَا حلم)
) وَلَو لم يكن للمرء فِي مقتضاهما ... من الْخَيْر إِلَّا رَاحَة الْقلب والجسم)
وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 723
720 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن بن عَليّ بن ظافر الْأَزْدِيّ أَبُو الْعَبَّاس ابْن أبي الْمَنْصُور سمع من جد أَبِيه الشَّيْخ صفي الدّين بن أبي الْمَنْصُور وَكَانَ من الصَّالِحين وَمِمَّنْ يتبرك بِهِ ويقصد فِي المجتمعات لما يطْلب من بركته ويحضر مَعَه جمَاعَة من الْفُقَرَاء يذكرُونَ ذكرا رتبه شيخهم صفي الدّين يُقَال لَهُم الصفوية وَكَانَ وطىء الْجَانِب لين الْكَلِمَة ظَاهر الْبشر حسن(1/333)
الْمُلْتَقى كثير التَّوَاضُع مَاتَ فِي سنة 739
721 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن سعيد الدِّمَشْقِي صدر الدّين أَبُو طَاهِر ابْن بهاء الدّين ابْن إِمَام المشهد أحضر على الحريري وَبنت الْكَمَال وَسمع من أَصْحَاب الْفَخر وَطلب بِنَفسِهِ فَأكْثر وبرع وَكتب الطباق فأجاد وَكَانَ حسن الْخط يُوقع فِي الحكم مَاتَ فِي ثامن شعْبَان سنة 774
722 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن شُجَاع تَاج الدّين حفيد الْكَمَال العزير ولد سنة 642 وَسمع من جده كثيرا وَمن ابْن رواح والسبط وَغَيرهم وخدم بِالْكِتَابَةِ وَولي نظر الكرك وَحدث مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 721
723 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي طَاهِر بن معضاد بن خلف بن عنان الْعمريّ الْجَزرِي الْمَعْرُوف بِابْن الْعَلَاء شهَاب الدّين بن معِين الدّين كَانَ خيرا صَالحا كثير الْمُجَاورَة بِمَكَّة وَحكى عَن أَبِيه أَنه دخل مطهرة الْمدرسَة النورية بِدِمَشْق وَمَعَهُ كيس أطلس أَحْمَر بشرابة حَرِير أَخْضَر فِيهِ ألف دِينَار فَوَضعه فِي طَاقَة فهجم عَلَيْهِ عجمي فاخذ الْكيس قَالَ فتبعته وتعلقت بِهِ حَتَّى صرنا فِي وسط الْمدرسَة وَإِذا الشَّيْخ جمال الدّين الحصيري يدرس فَأمر بإحضارنا إِلَيْهِ وَسَأَلنَا عَن الْقِصَّة فَأَخْبَرته أَنا بقصتي فَقَالَ العجمي وَأَنا دخلت قبله فنسيت كيساً لي صفته كَذَا ثمَّ تفكرت فَدخلت وأخذته فَقَالَ انفض حجرك فنفضه فَوَقع مِنْهُ كيسَان أَحْمَرَانِ أطلس شرابة كل مِنْهُمَا حَرِير فَنظر الشَّيْخ فَوجدَ على أَحدهمَا أسمى فَدفعهُ إِلَيّ وَدفع الآخر(1/334)
إِلَيْهِ وَكَانَ هَذَا من عَجِيب الِاتِّفَاق مَاتَ فِي ثَانِي عشر شهر ربيع الآخر سنة 705
724 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْجَبَّار شهَاب الدّين ابْن الْعَفِيف سمع من عمر الْكرْمَانِي وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 أرخه البرزالي
725 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عُثْمَان تَقِيّ الدّين الشَّاهِد الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْقيم ولد سنة ... وَسمع على النَّجْم عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن هبة الله ابْن الشِّيرَازِيّ فِي سنة 73 الأول من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة أَنا الْكِنْدِيّ بِسَنَدِهِ وَحدث وَمَات سنة ...
726 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْعَرَب الشَّهِيد الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ ولد سنة 82 وَسمع من زَيْنَب بنت مكي وَحدث بِشَيْء من حَدِيثه وَمن نظمه مَاتَ فِي رَجَب سنة 752
727 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سليم زين الدّين ابْن الصاحب محيي الدّين ابْن الصاحب بهاء الدّين ابْن حناء سمع من سبط السلَفِي وَحدث عَنهُ وتفقه ودرس وَكَانَ فَقِيها دينا رَئِيسا وافر الْحُرْمَة مَاتَ فِي صفر سنة 704 وَدفن فِي قبر حفره لنَفسِهِ بِجنب الشَّيْخ أبي مُحَمَّد ابْن ابي جَمْرَة
828 - أَحْمد بن الْحَافِظ الْخَطِيب نَاصِر الدّين أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن عشائر السّلمِيّ ولي الدّين أَبُو حَامِد خطيب حلب ولد سنة ... وأسمعه أَبوهُ من جمَاعَة وَمهر ورحل بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة(1/335)
فأسمعه من شيوخها وَكَانَ ذكياً فَاضلا بارعاً لَهُ نظم ونثر وباشر الخطابة بِجَامِع حلب الْكَبِير مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ شَابًّا فِي ذِي الْحجَّة سنة 790 بالطاعون وَمن شعره
(شَكَوْت إِلَيْهِ أَن هجرك قاتلي ... وَقلت لَهُ من ذَا يكون بديلي)
(فَقَامَ وَولى وَهُوَ ينشد ضَاحِكا ... إِلَّا فَأُعْجِبُوا من ميت وفضولي)
729 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مَحْمُود الكازروني شرف الدّين نزيل دمشق ولد سنة 673 وَسمع من الشَّيْخ كَمَال الدّين عبد الرَّحْمَن بن عبد اللَّطِيف ابْن وريدة الْأَرْبَعين من حَدِيث أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن صرما تَخْرِيج عبد اللَّطِيف بن عَليّ بن النفيس بن بورندار عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ ابْن الشَّاعِر وَعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وعدة وَسمع من جده المؤرخ ظهير الدّين البُخَارِيّ بإجازته من الْقطيعِي وصحيح مُسلم بإجازته من الْمُؤَيد الطوسي وَمن الْكَمَال ابْن الفويرة وَجَمَاعَة ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ النَّاسِخ وَذكر مولده نزل دمشق وَنعم الرجل هُوَ مُرُوءَة وديانة وصلاحاً وَله اعتناء بالرواية وفضيلة وَمَعْرِفَة مَا انْتهى وَمَات سنة 751
730 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُرْتَفع بن حَازِم بن إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الشَّيْخ نجم الدّين ابْن الرّفْعَة ولد سنة 645 وَأخذ الْفِقْه عَن الضياء جَعْفَر ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحِيم القنائي والسديد الأرمنتي والظهير التزمنتي وَابْن رزين وَابْن بنت الْأَعَز وَابْن دَقِيق الْعِيد وَغَيرهم وَسمع من(1/336)
عبد الرَّحِيم الدَّمِيرِيّ وَعلي بن مُحَمَّد الصَّواف وَغَيرهمَا واشتهر بالفقه إِلَى أَن صَار يضْرب بِهِ الْمثل وَإِذا أطلق الْفَقِيه انْصَرف إِلَيْهِ من غير مشارك مَعَ مشاركته فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول ودرس بالمعزية وَأفْتى وَعمل الْكِفَايَة فِي شرع التَّنْبِيه ففاق الشُّرُوح ثمَّ شرع فِي شرح الْوَسِيط فَعمل من أول الرّبع الثَّانِي إِلَى آخر الْكتاب شرع فِي الرّبع الأول إِلَى أثْنَاء الصَّلَاة وَمَات فأكمله غَيره وَله تصانيف لطاف وَغير ذَلِك مثل النفائس فِي هدم الْكَنَائِس وَحكم الْمِكْيَال وَالْمِيزَان وَولي حسبَة مصر مُدَّة وناب فِي الحكم مُدَّة ثمَّ عزل نَفسه وَكَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر شهر رَجَب سنة 710 وَحج مَعَ الرحبية سنة 707 وَكَانَ حسن الشكل فصيحاً ذكياً محسناً إِلَى الطّلبَة كثير السَّعْي فِي قَضَاء حوائجهم وَكَانَ قد ندب لمناظرة ابْن تَيْمِية فَسئلَ ابْن تَيْمِية عَنهُ بعد ذَلِك فَقَالَ رَأَيْت شَيخنَا تتقاطر فروع الشَّافِعِيَّة من لحيته وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن دَقِيق الْعِيد وَقَالَ السُّبْكِيّ كَانَ أفقه من الرَّوْيَانِيّ صَاحب الْبَحْر وَقَالَ الأسنوي مَا أخرجت مصر بعد ابْن الْحداد أفقه مِنْهُ وَكَانَ متمولاً وَله مطبخ سكر فِيمَا بَلغنِي ... وَله وقف على سَبِيل مَاء بالسويس(1/337)
إِحْدَى منَازِل الْحَاج قَالَ الْكَمَال جَعْفَر برع فِي الْفِقْه وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الشَّافِعِيَّة فِي عصره وَكَانَ ذكياً حسن الشكل جميل الصُّورَة فصيحاً مفوهاً كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة بِمَالِه وجاهه مساعدا لَهُم بِمَا اتَّصل إِلَيْهِ قدرته حكى لي القَاضِي أَبُو طَاهِر السفطي قَالَ كَانَت لي حَاجَة عِنْد القَاضِي لتولية الْعُقُود فَتوجه معي إِلَى الْقَاهِرَة فحضرنا درس القَاضِي فبحث فِيهِ معي فَجعل يَقُول يَا سيدنَا زين الدّين ترفق بِي ثمَّ عرف القَاضِي بِي فَقضى حَاجَتي وَلما تولى ابْن دَقِيق الْعِيد توجه معي إِلَيْهِ وَلم تكن لَهُ بِي معرفَة فَقَالَ لَهُ مَا يذكر سيدنَا لما درس العَبْد بالمعزية وشرفهم بالحضور وَأورد سَيّده الْبَحْث الفلابي وَأجَاب فَقِيه بِالْمَجْلِسِ بِكَذَا فَاسْتحْسن سيدنَا جَوَابه هُوَ هَذَا ففوض إِلَيْهِ أَن يوليني فولاني عَنهُ وحكاياته فِي ذَلِك كَثِيرَة قَالَ وَكَانَ أَولا فَقِيرا مضيقاً عَلَيْهِ فباشر فِي جِهَة سنكلوم فلامه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين الصَّائِغ فَاعْتَذر بِالضَّرُورَةِ فَتكلم لَهُ مَعَ القَاضِي وأحضره درسه فبحث وَأورد نَظَائِر وفوائد فأعجب بِهِ القَاضِي وَقَالَ لَهُ الزم الدَّرْس فَفعل ثمَّ ولاه قَضَاء الواحات فحسنت حَاله ثمَّ ولي أَمَانَة الحكم بِمصْر ثمَّ وَقع بَينه وَبَين بعض الْفُقَهَاء شَيْء فَشَهِدُوا عَلَيْهِ أَنه نزل فسقية الْمدرسَة عُريَانا فأسقط الْعلم السمنودي نَائِب الحكم عَدَالَته(1/338)
فتعصب لَهُ جمَاعَة وَرفعُوا أمره للْقَاضِي فَقَالَ أَنه لم يَأْذَن لنائبه فِي الْإِسْقَاط فَعَاد لحاله وَكَانَ يُقَال أَنه كثير النَّقْل غير قوي الْبَحْث وَكَانَ الَّذِي ينْسبهُ إِلَى ذَلِك من يحسده كالسراج الأرمنتي والوجيه البهنسي قَالَ وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ فِي أَوَائِل أمره فإنني حضرت درسه فَسمِعت مباحثه فائقة وَقد شرح التَّنْبِيه وَسَماهُ الْكِفَايَة فأجاد فِيهِ وَشرح بعده الْوَسِيط شرحاً حافلاً مُشْتَمِلًا على نقُول كَثِيرَة وتخريجات واعتراضات وإلزامات تشهد بغزارة مواده وسعة علمه وَقُوَّة فهمه وَكَانَ ترك تدريس الطيبرسية للشَّيْخ نجم الدّين البالسي مجَّانا على سَبِيل الْبركَة وَلما ولي ابْن دَقِيق الْعِيد اسْتمرّ على نِيَابَة الحكم حَتَّى حصل لَهُ أَمر عزل فِيهِ نَفسه فَلم يعده ابْن دَقِيق الْعِيد وَسُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ أَنا مَا صرفته ثمَّ تولي الْحِسْبَة بِمصْر إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ كثير الصَّدَقَة مكباً على الِاشْتِغَال حَتَّى عرض لَهُ وجع المفاصل بِحَيْثُ كَانَ الثَّوْب إِذا لمس جِسْمه آلمه وَمَعَ ذَلِك مَعَه كتاب ينظر إِلَيْهِ وَرُبمَا انكب على وَجهه وَهُوَ يطالع
731 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن ميسر عز الدّين الْمصْرِيّ ولد فِي رَمَضَان سنة 639 وتعانى الخدم الديوانية إِلَى أَن ولي الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ نظر الدَّوَاوِين بِمصْر ثمَّ بالإسكندرية وبطرابلس وَولي أَيْضا الْحِسْبَة(1/339)
بِدِمَشْق مَعَ الْعقل والسكون ولين الْجَانِب وَمَات وَهُوَ نَاظر الْأَوْقَاف وَكَانَت فِيهِ محبَّة فِي أهل الْخَيْر مَاتَ فِي رَجَب سنة 716
732 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الدنيسري شهَاب الدّين ابْن الْعَطَّار الأديب ولد قبل الْأَرْبَعين واشتغل بالفقه قَلِيلا ثمَّ تولع بالأدب ونظم الشّعْر فَأكْثر وأجاد فِي بعض المقاطيع وَكَانَ يمدح الأكابر وينظم فِي الوقائع وَله بديعية على طَريقَة الْحلِيّ وَلم يكن ماهراً فِي الْعَرَبيَّة وَقد تهاجى هُوَ والأديب البارع شرف الدّين عِيسَى الْعَالِيَة وَجمع كتابا سَمَّاهُ نزهة النَّاظر فِي الْمثل السائر وَغير ذَلِك وَهُوَ الْقَائِل بعد أَن كبر وَضعف بَصَره
(أَتَى بعد الصِّبَا شيبي وظهري ... رمى بعد اعْتِدَال باعوجاج)
(كفى أَن كَانَ لي بصر حَدِيد ... وَقد صَارَت عيوني من زجاج)(1/340)
وَقد أنْشد الْجمال بن تغرى بردى لصَاحب هَذِه التَّرْجَمَة الشهَاب الدنيسري عدَّة مقاطيع غير الَّذِي فِي الأَصْل مِنْهَا قَوْله
(طلبت رزقا قيل رح باكرا ... لجيش سيس قلت رأى نَفِيس)
(لَو أَن ذَا الْحُكَّام فِي شكله ... مَا طلبُوا أَنى أبقى بسيس)
وَقَوله
(أَصبَحت بطال وَالْأَوْلَاد أَرْبَعَة ... مُحَمَّد وَثَلَاث مَوْتهمْ يجب)
(فَإِن تحيل فِي رزق بمدحكم ... أَبُو مُحَمَّد البطال لَا عجب)
وَكنت أَظن أَن الْمَقْطُوع الأول لِابْنِ الشَّهِيد لما أَمر لَهُ تنكز جَيش سيس حِين غضب عَلَيْهِ مَعَ تَغْيِير بعض أَلْفَاظ فِيهِ وَالثَّانِي مَعَ تَغْيِير أَيْضا وَأنْشد لَهُ الْجمال الْمشَار إِلَيْهِ أَيْضا
(مازال يظلم فِي زمَان جماله ... وَيجوز بالهجران والأبعاد)
(حَتَّى تسود وَجهه وسلوته ... وكأنما كُنَّا على ميعاد)
وَقَوله
(يَا مَانع ورد وجنتيه ... فِي وَقت قطافه وخيره)
(ذُقْ موتك من طُلُوع ذقن ... الْمُؤمن من كفى بِغَيْرِهِ)
وَقَوله
(قَالُوا ترى الأقباط قد رزقوا ... حظا وأضحوا كالسلاطين)
(وعللوا الْأَمْوَال قلت لَهُم ... رزق الْكلاب على المجانين)
وَذكر من مصنفاته عنوان السَّعَادَة فِي المدائح النَّبَوِيَّة ولطائف الظرفاء وفوائد الْأَخْبَار فِي مدائح الْجِيَاد والمسلك الناجز موشحات نبوية أَيْضا والعهود العمرية مرجز فِي أَمر النَّصَارَى وَالْيَهُود وبديع الْمعَانِي فِي أَنْوَاع التهاني والدر الثمين(1/341)
مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 794
733 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزواوي أَبُو الْعَبَّاس روى عَن أبي جَعْفَر ابْن الزبير وَأبي عبد الله بن رشيد وَجَمَاعَة وَعمل فهرسة مقرؤاته ومروياته فِي مجلدة سَمعهَا مِنْهُ شَيخنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد السلاوي سنة 750
734 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ شهَاب الدّين حفيد الشَّيْخ تَاج الدّين الْقُسْطَلَانِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ سمع من الرضي وَمن الْبُرْهَان وَمن النجيب الْحَرَّانِي وَغَيرهم وَحدث وَمَات سنة ...
735 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن أَحْمد بن هبة الله بن مُحَمَّد بن هبة الله بن أَحْمد بن يحيى بن أبي جَرَادَة شهَاب الدّين بن كَمَال الدّين أبي غَانِم بن الصاحب كَمَال الدّين بن العديم الْعقيلِيّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ ولد فِي رَأس الْقرن وأسمع على بيبرس العديمي وعمتيه خَدِيجَة وشهدة وَحدث سمع عَلَيْهِ ابْن عشائر(1/342)
منتقى مشيخة الْفَسَوِي وَالْأول من مشيخة ابْن شَاذان الْكُبْرَى أَنا بيبرس وَغير ذَلِك ولي نِيَابَة شيزر مُدَّة لِأَنَّهُ كَانَ بزِي الْجند مَعَ معرفَة بالتاريخ وَالْأَدب جيد المذاكرة حسن المحاضرة وَحكى أَخُوهُ القَاضِي كَمَال الدّين عَنهُ أَنه أخبرهُ أَنه رأى فِي مَنَامه كَأَن شخصا ينشده
(يَا غافلا صدته آماله ... عَن الْمقَام الْأَشْرَف الْأَسْنَى)
(أنهض عدمتك نَحْو الْعلَا ... وَافْتَحْ لَهَا مقلتك الوسنى)
قَالَ فحفظتهما وزدتهما
(وارجع إِلَى مَوْلَاك واخضع لَهُ ... تستوجب الْإِحْسَان وَالْحُسْنَى)
قَالَ أَخُوهُ فَلَمَّا أَنْشدني ذَلِك أعتبه بِأَن قَالَ مَا أَظن إِلَّا أَن نَفسِي نعيت إِلَيّ فَمَاتَ فِي السّنة الْمُقبلَة وَذَلِكَ سنة 765 عَن بضع وَسِتِّينَ سنة قَالَه ابْن حبيب وَيُقَال جَاوز السّبْعين وَعِنْده عَن بيبرس مشيخة ابْن شَاذان الْكُبْرَى وَالْأول وَالثَّانِي من حَدِيث ابْن السماك وَولي نِيَابَة السلطنة مُدَّة بشيزر وَكَانَ ذَا حشمة زَائِدَة وتجمل
736 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن حُسَيْن الأيكي الْفَارِسِي الأَصْل الصَّالِحِي شهَاب الدّين الْمَعْرُوف بزغلش قيم الْمدرسَة الضيائية ولد سنة بضع وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ فِي سنة 683 منتقى(1/343)
من مشيخة السبط وَقطعَة من الْحِلْية وَالثَّالِث من فَوَائِد إِسْمَاعِيل الأخشيد وَسمع على التَّاج الْفَزارِيّ ولازم ابْن مُسلم الْمَالِكِي وَعمر حَتَّى جَاوز التسعين وَرَأى من أَوْلَاد وَأَوْلَاد مائَة نفس وَهُوَ جد شَيخنَا شهَاب الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المهندس سمع مِنْهُ حفيده وَشَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمن القدماء الشريف الْحُسَيْنِي قَالَ ابْن رَافع كَانَ جيدا كثير التِّلَاوَة مَاتَ زغلش فِي ثامن الْمحرم سنة 771
737 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن سوار بن عبد الْبَاقِي أَبُو الْعَبَّاس الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بحفنجلة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْفَاء وَسُكُون النُّون وَفتح الْجِيم الصُّوفِي ولد بحلب سنة 650 فِي رَمَضَان وَقدم الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا وَسمع من الْكَمَال الضَّرِير والنجيب وَغَيرهمَا حَدثنَا عَنهُ شَيخنَا أَبُو الْمَعَالِي الْأَزْهَرِي بِأَكْثَرَ مُسْند أَحْمد بِسَمَاعِهِ للقدر الَّذِي حدث بِهِ من النجيب وَسمع من أَخِيه الْعِزّ أَيْضا وَغَيره قَالَ يحيى بن أَحْمد بن عَسَاكِر وَمن خطه نقلت كَانَ من صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ مُنْقَطِعًا بِمَسْجِد ينْسَخ الْمَصَاحِف فَسَأَلته كم كتبت مُصحفا فَقَالَ نَحْو الْمِائَة سوى الْإِنْصَاف والأرباع قَالَ وَجَاوَزَ التسعين وَهُوَ حَاضر الذِّهْن فطن لما يقْرَأ عَلَيْهِ وكف بَصَره(1/344)
بآخرة وَمَات فِي خَامِس عشر ذِي الْحجَّة سنة 744
738 - أَحْمد بن القَاضِي شمس الدّين مُحَمَّد بن عِيسَى الأخنائي سمع من ابْن السَّقطِي والدمياطي وَحفظ التَّنْبِيه فِي صغره وناب فِي الحكم عَن عَمه تَقِيّ الدّين وَولي نظر الخزانة وَكَانَ محباً لأهل الْعلم حسن الْخلق والخلق متين الدّيانَة كَبِير الْمُرُوءَة مَاتَ فِي رَجَب سنة 739 - أرخه ابْن رَافع
39 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعَيْش بن يَرْبُوع المري السبتي أَبُو الْعَبَّاس أَخذ عَن أبي جَعْفَر بن الزبير وَعبد الْمُنعم بن سماك وَأبي إِسْحَاق الغافقي وَأبي عبد الله بن رشيد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن دَقِيق الْعِيد والضياء السبتي وَأَبُو أَحْمد الدمياطي وَأَبُو الْمَعَالِي الأبرقوهي فِي آخَرين وَكَانَ كَبِير المنصب من أهل الْيَقِين والمشاركة غَايَة فِي الْوَقار وَحسن السمت والتعاظم مَعَ الظّرْف وَكَانَت لَهُ عِنْد سُلْطَان الْمغرب حظوة ومكانة وَاسْتَعْملهُ فِي السفارة بَينه وَبَين الْمُلُوك فَحدث بعدة من الْبِلَاد وَأفَاد وَمن أناشيده
(وآنست مِنْهُ الْوَعْد بالوصل ضلة ... وَقد كَانَ منا قبل ذَلِك مَا كَانَا)
(عنَاقًا ولثماً من ثنايا كَأَنَّهَا ... أقاحي الرِّبَا غضا من الطل ريانا)(1/345)
(وَلَا عجب أَنِّي نسيت عهوده ... فشم الأقاحي يُورث الْمَرْء نِسْيَانا)
مَاتَ بقسطنطينية من بِلَاد أفريقية سنة 749
740 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن مزهر المَخْزُومِي ولد سنة 685 وَسمع الأول من ذمّ اللواط للطرطوشي وَهُوَ فِي الثَّانِيَة على أبي الْمجد سُلَيْمَان ابْن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن حيرة المهراني سمع مِنْهُ شهَاب الدّين بن رَجَب وَذكره فِي مُعْجَمه وَأنْشد عَنهُ لنَفسِهِ من أَبْيَات فِي خَالِد بن الْوَلِيد وَكَانَ يَدعِي أَنه من ذُريَّته
(أَنا فِي جنان الْخلد أَرْجُو أَن أرى ... يَوْم الْقِيَامَة خَالِدا مَعَ خَالِد)
مَاتَ فِي سنة 754
741 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن بدران الْكرْدِي الدشتي - بِمُعْجَمَة سَاكِنة ثمَّ مثناة - الْحَنْبَلِيّ أَبُو بكر أحضر فِي الثَّانِيَة على جَعْفَر الهمذاني وَسمع من ابْن رَوَاحَة وَابْن نَفِيس وَابْن خَلِيل وَابْن الصّلاح والضياء وَصفِيَّة وَحدث بالكثير وَتفرد وَنسخ الْأَجْزَاء لنَفسِهِ وَحدث بِمصْر بِمُسْنَد الطَّيَالِسِيّ ورتب مسمعاً بدار الحَدِيث الأشرفية قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ يتعزز فِي الرِّوَايَة وَيطْلب وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة وَكَانَ مولده(1/346)
بحلب سنة 634 وَمَات بِدِمَشْق سنة 713 فِي جُمَادَى الْآخِرَة قلت حَدثنَا عَنهُ ابْن أبي الْمجد بِالْإِجَازَةِ وَحده قَرَأت عَلَيْهِ تَارِيخ أَصْبَهَان لأبي نعيم بإجازته مِنْهُ وَأَشْيَاء كَثِيرَة
742 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن جرى - بِالْجِيم وَالرَّاء مُصَغرًا وَآخره تَحْتَانِيَّة ثَقيلَة - أَبُو بكر سمع من أبي عبد الله بن سَالم وَأبي عبد الله الْوَادي آشي وَأبي بكر بن مَسْعُود وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن رشيد وَابْن ربيع وَأَبُو الْعَبَّاس بن الشّحْنَة والبدر ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَولي الخطابة بغرناطة وَالْقَضَاء بهَا وَكَانَ أديباً فَاضلا عَالما عَارِفًا بالفرائض والعربية وَله شرح على الألفية مَاتَ سنة 785
743 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قرصة الْأنْصَارِيّ السعيدي كَانَ شَاعِرًا بليغاً مقتدراً على النّظم طَاف الْبِلَاد ومدح الْأَعْيَان وَأكْثر الهجاء إِلَى أَن كَانَ ذَلِك سَبَب ذهَاب روحه رَحل مرّة من مصر إِلَى دمشق فَنزل فِي بَيت مِنْهَا فَأصْبح مذبوحاً لم يدر من ذبحه وطاح دَمه هدرا وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة 14 شهر ربيع الآخر سنة 752 وَفِي ذَلِك يَقُول حسن الزغاري
(مَاتَ ابْن قرصة بعد طول تعرض ... للْمَوْت ميتَة شَرّ كلب نابح)
(مَا زَالَ يشحذ مدية الهجو الَّذِي ... طلعت عَلَيْهِ طُلُوع سعد الذَّابِح)
(حَتَّى فرى ودجيه عبد صَالح ... عقر النطيحة عقر نَاقَة صَالح)(1/347)
لَهُ قصيدة سَمَّاهَا قطر الشَّرَاب أَولهَا
(كم سيف نظم أجرده ... كم أشهره كم أغمده)
(كم أنظم عقد جواهره ... فِي مدح كريم أقصده)
(كم أجمع من معنى حسن ... وَبَيَان الشَّرْح يُقَيِّدهُ)
744 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قطنبة الذرعي التَّاجِر الْمَشْهُور وَولي وكَالَة السُّلْطَان بِدِمَشْق فِي تِجَارَة الْخَاص وَكَانَ ذَا أَمْوَال متسعة جدا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 723
745 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك النَّاصِر بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور ولد سنة 16 وَبَعثه أَبوهُ إِلَى الكرك لما ترعرع صُحْبَة بهادر البدري نَائِب الكرك فَأَقَامَ بهَا يربيه ويعلمه الفروسية ثمَّ استدعاه سنة 31 فَاجْتمع بِهِ وَأَعْجَبهُ شكله وَأَعَادَهُ إِلَى الكرك ثمَّ بلغه أَنه يعاشر من لَا يصلح من أهل الكرك فاستدعاه سنة 38 فَزَوجهُ بنت طمربغا فَبَلغهُ أَنه تولع بشاب يُقَال لَهُ الشهيب كَانَ جميل الصُّورَة وهام بِهِ غراماً وتهتك فِيهِ وأسرف فِي الإنعام عَلَيْهِ بالأموال فَتغير عَلَيْهِ وَأمْسك الشَّاب فسلمه(1/348)
لأقبغا عبد الْوَاحِد ليخلص مِنْهُ مَا وصل إِلَيْهِ من المَال فشق على أَحْمد ابْن النَّاصِر وَرمى بِنَفسِهِ على قوصون وبشتاك وهما يَوْمئِذٍ الْمشَار إِلَيْهِمَا فِي الدولة فَقَالَ لَهما إِن أُصِيب هَذَا الشَّاب بعقوبة قتلت نَفسِي وَامْتنع من الْأكل وَالشرب حزنا حَتَّى تغير بدنه وَنحل وَلزِمَ الْفراش فتلطفا بإبلاغ النَّاصِر خَبره فَأمر بالإفراج عَن الشهيب فَلَمَّا بلغ ذَلِك أَحْمد سر وَأرْسل إِلَيْهِ فَلَمَّا حضر عِنْده لم يزالل نَفسه أَن قَامَ إِلَيْهِ وقربه فَبلغ ذَلِك النَّاصِر فشق عَلَيْهِ فَأرْسل يعنفه ويهدده وتلطف بِهِ أَن يَهبهُ مائَة مَمْلُوك من مماليكه فَلم يزده ذَلِك فِي الشهيب إِلَّا رَغْبَة وَاتفقَ أَن بعض الخدام أَسَاءَ إِلَى الشهيب فَبلغ أَحْمد فَضَربهُ ضربا مؤلماً كَاد يَمُوت مِنْهُ فَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فَأنكرهُ فَأرْسل إِلَيْهِ إِن لم تخرج هَذَا الصَّبِي وَإِلَّا أخرجك من مَمْلَكَته فَلم يَزْدَدْ بذلك إِلَّا رَغْبَة فِيهِ وَقَالَ لَهُ بشتاك وقوصون وَكَانَا الرَّسُول إِلَيْهِ من النَّاصِر لَا تغْضب أَبَاك فَقَالَ لَهما لكل مِنْكُمَا مائَة مليح ومليحة وَأَنْتُم مماليكه فَأَنا وَلَده وَقد قنعت من الدُّنْيَا بِهَذَا الصَّبِي لكَونه تغرب معي وَترك أَهله فَكيف أطرده وَإِن رسم السُّلْطَان بطرده فيطردني مَعَه فَرَجَعَا وتلطفا بالناصر فَلم ينجع فِيهِ وَأمر بنفيه إِلَى قلعة صرخد ثمَّ شفع فِيهِ نسَاء النَّاصِر وَحرمه حَتَّى أَعَادَهُ إِلَى الكرك وَكَانَ(1/349)
أَحْمد شَدِيد الْبَأْس فتفرس فِيهِ أَبوهُ إِنَّه لَا يصلح للْملك فعهد بِالْملكِ عِنْد مَوته للمنصور أبي بكر فتعصب لَهُ طشتمر حمص أَخْضَر إِلَى أَن ولي السُّلْطَان وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن قوصون لما خلع الْمَنْصُور أَبَا بكر وَقرر أَخَاهُ الْأَشْرَف كجك وَنفى إخْوَته إِلَى قوص أَرَادَ أَن يضم إِلَيْهِم أَخَاهُم أَحْمد فَكتب إِلَيْهِ أَن يحضر فَامْتنعَ وتعصب لَهُ أهل الكرك وَكتب أَحْمد إِلَى نَائِب الشَّام ألطنبغا المارداني يلوم قوصون فَلم يجبهُ فَبعث إِلَى نَائِب حلب طشتمر حمص أَخْضَر فَقبل كِتَابه وتعصب مَعَه وَفِي عضون ذَلِك قتل مماليك أَحْمد الشهيب الْمُقدم ذكره وَادعوا أَنه كَاتب قوصون فكاد أَحْمد يجن حزنا عَلَيْهِ واستمال طشتمر قطلوبغا الفخري وَمَا زَالَ بِبَقِيَّة الْأَمر حَتَّى استمالوهم وسلطنوه وَقدمُوا بِهِ إِلَى الْقَاهِرَة وَاجْتمعَ أهل الْحل وَالْعقد وَاتفقَ حُضُور نواب الْبِلَاد وقضاة الشَّام ومصر وسلطنه الْخَلِيفَة بحضرتهم وحلفوا لَهُ أَجْمَعُونَ وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة 42 وَولي طشتمر نِيَابَة مصر والفخري نِيَابَة دمشق وأيدغمش نِيَابَة حلب ثمَّ بعد أَرْبَعِينَ يَوْمًا توجه إِلَى الكرك وصحتبه طشتمر فَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أرسل إِلَى أيدغمش يَوْمًا فَأمْسك الفخري واستصحب مَعَه جَمِيع الذَّخَائِر حَتَّى الْخُيُول والأنعام وَكَاتب السِّرّ وناظر الْجَيْش وَأقَام بالكرك مُسْتَغْرقا فِي اللَّهْو واللعب محجوباً عَن النَّاس ثمَّ إِنَّه أحضر طشتمر والفخري فَضرب أعناقهما صبرا وسبى حريمهما وَمكن مِنْهُنَّ نَصَارَى الكرك(1/350)
فَفَعَلُوا بِهن كل قَبِيح فاشمأزت مِنْهُ النُّفُوس إِلَى أَن اجْتَمعُوا على خلعه وسلطنوا أَخَاهُ الصَّالح إِسْمَاعِيل فَخلع النَّاصِر أَحْمد فِي الْمحرم سنة 43 ثمَّ جهزت إِلَيْهِ العساكر فحوصر بالكرك إِلَى أَن أمسك فِي صفر سنة 45 فذبح وأحضر منجك رَأسه إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَ سيئ التَّدْبِير جدا كثير اللَّهْو والانهماك فِي الشّرْب وَكَانَت فتنته قد طَالَتْ بالكرك وجردت إِلَيْهِ عدَّة عَسَاكِر عسكراً بعد عَسْكَر إِلَى أَن أمسك وَقتل على يَده خلق كثير جدا وفسدت أَمْوَال لَا تحصى
746 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قيس شهَاب الدّين الْأنْصَارِيّ مدرس المشهد الْحُسَيْنِي قَالَ التقي السُّبْكِيّ لم يكن بَقِي فِي الشَّافِعِيَّة أكبر مِنْهُ وَكَانَ مدرس الحافظية بالإسكندرية وَيعرف بهَا بالشافعي وَكَانَ فَقِيها حسنا قَرَأَ على الظهير التزمنتي مَاتَ يَوْم عَرَفَة سنة 749
747 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْمجد بن أبي الْوَفَاء الهمذاني الأَصْل الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن الْمرْجَانِي ولد بِدِمَشْق فِي عَاشر ذِي الْحجَّة 714 وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَحدث بِالصَّحِيحِ عَنهُ بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكَانَ أديباً فَاضلا طارح الشَّيْخ برهَان الدّين القيراطي وَبَينهمَا مكاتبات وَمَات فِي(1/351)
جُمَادَى الْآخِرَة سنة 777 وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة فِي مُعْجَمه
748 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن قَاسم بن حبيب بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق كَذَا ذكر نسبه الْجمال فِي تَارِيخه وَقَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة مَوْلَانَا بهاء الدّين وَيعرف أَيْضا بسُلْطَان بن مَوْلَانَا جلال الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ كَانَ من أَئِمَّة السَّادة الْحَنَفِيَّة فَقِيها أصولياً نحوياً بارعاً دينا زاهداً لَهُ كرامات وأحوال مَشْهُورَة عَنهُ سلك تصدر للإقراء والتدريس بعد موت وَالِده بقونيا عدَّة سِنِين وانتفع بِهِ الطّلبَة وَقصد بالفتيا من الْبِلَاد وَكَانَ ذَا حُرْمَة وافرة عِنْد مُلُوك الرّوم وَأَصْحَاب دولتهم مَعَ عدم الِالْتِفَات إِلَى مَا فِي أَيْديهم واقتفاء أثر وَالِده فِي التجرد والانضمام عَن النَّاس إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 712 وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين سنة وَدفن بتربة وَالِده بقونيا وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ مجد الدّين الأقصرائي بِوَصِيَّة مِنْهُ - انْتهى وَقد قَالَ الْحَافِظ عبد الْقَادِر صَاحب الطَّبَقَات فِي نسبه مسيب بعد قَاسم بدل قَول الْجمال حبيب - وَالله أعلم(1/352)
749 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ القَاضِي شهَاب الدّين بن جمال الدّين بن محب الدّين الْمَكِّيّ الشَّافِعِي من بَيت الْعلم وَالْقَضَاء والرئاسة والْحَدِيث ولد سنة 718 وَولي قَضَاء مَكَّة وَهُوَ شَاب بعد أَبِيه وَولي الخطابة وَكَانَ أسمع على الرضي والصفي وَالْفَخْر التوزري وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا وَمَات فِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان سنة 760
750 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عبد الله الْحلَبِي أَبُو بكر بن أبي المكارم شرف الدّين بن التَّاج الْمَعْرُوف بِابْن النصيبي سمع من أَبِيه مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَحدث وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَأَخُوهُ كَمَال الدّين أَحْمد بن التَّاج الْمَذْكُور سمع من سنقر الصَّحِيح ومسند الشَّافِعِي وعَلى إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الشِّيرَازِيّ جُزْء ابْن عُيَيْنَة أَنا السخاوي أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 64 وَكَانَ مولده سنة 695 وَحدث عَن وَالِده بعوالي الأععمش
751 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الظَّاهِرِيّ شهَاب الدّين بن تَقِيّ الدّين أحد الْفُضَلَاء بِدِمَشْق درس بعدة أَمَاكِن وَمَات سنة 799
752 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الأصبحي الأندلسي شهَاب الدّين(1/353)
أَبُو الْعَبَّاس العتابي النَّحْوِيّ اشْتغل ببلاده ثمَّ قدم فَلَزِمَ أَبَا حَيَّان وَحمل عَنهُ كثيرا واشتهر بِهِ وبرع فِي زَمَانه ثمَّ تحول إِلَى الشَّام فَعظم قدره واشتهر ذكره وانتفع النَّاس بِهِ وصنف كتبا مِنْهَا شرح التسهيل وسيبويه وَكَانَ مشكوراً وتفقه قَلِيلا للشَّافِعِيّ مَاتَ فِي الْمحرم سنة 776 سمع مِنْهُ سعيد الذهلي من شعره ودونه فِي كِتَابه الَّذِي جمع فِيهِ شعر ابْن نباتة
753 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن جمَاعَة الزُّهْرِيّ أَبُو الْعَبَّاس القوصي نزيل مصر ولد سنة ... . وَسمع من الشَّيْخ أبي عبد الله بن النُّعْمَان وتعانى الْمُبَاشرَة وَكَانَ يرغب إِلَيْهِ لضبطه وأمانته وسكونه وَكَانَ وصُولا لِذَوي رَحمَه مواظباً على حُضُور الْجَمَاعَة وَهُوَ أَخُو النظام مُحَمَّد نقلت تَرْجَمته من مشيخة أَحْمد بن يحيى بن عَسَاكِر بِخَطِّهِ
754 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق التلمساني الْمَالِكِي حج بولده بعد الْعشْرين وجاور بِمَكَّة ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده ثمَّ حج فسكن بِالْمَدِينَةِ مُدَّة وَمَات بِمَكَّة سنة 740 أَو فِي أول الَّتِي تَلِيهَا وَذكرت لَهُ كرامات وأحوال
755 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن بهْرَام شهَاب الدّين ابْن القَاضِي شمس الدّين الدِّمَشْقِي الأَصْل الْحلَبِي سمع على الْكَمَال النصيبي الشَّمَائِل وَحدث وَسمع(1/354)
مِنْهُ ابْن عشائر
756 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلان الْقَيْسِي - تقدم فِي أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَلان وَمحله هُنَا وَالله أعلم
757 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن زهرَة بن الْحسن بن زهرَة بن عَليّ الْحُسَيْنِي الْعلوِي الْحلَبِي شيخ الشُّيُوخ بحلب يكنى أَبَا طَالب ولد فِي رَجَب سنة 717 وَكَانَ جَلِيلًا فَاضلا سَاكِنا لم يضْبط عَلَيْهِ فِي حق أحد من الصَّحَابَة مَا يكره بل ذكر أَبُو بكر عِنْده مرّة فَقَالَ شخص رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ هُوَ أَبُو بكر جدي - يُشِير إِلَى أَن جَعْفَر بن مُحَمَّد الصَّادِق جده الْأَعْلَى كَانَت أمه من ذُرِّيَّة أبي بكر الصّديق وَهِي أم فَرْوَة بنت الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَمَات فِي صفر سنة 795
758 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قطب الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُسْطَلَانِيّ شهَاب الدّين بن إِمَام الدّين بن زين الدّين بن الشَّيْخ قطب الدّين ولد فِي سنة 706 وَسمع البُخَارِيّ وَغَيره على الرضي الطَّبَرِيّ وعَلى جمَاعَة من بعده وَلبس الْخِرْقَة من جدته عَائِشَة بنت الشَّيْخ قطب الدّين الْقُسْطَلَانِيّ وَسمع من أُخْتهَا فَاطِمَة أجَاز لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ باستدعاء أَبِيه وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَجَمَاعَة وَكَانَ خيرا متمولاً وَمَات بِمَكَّة فِي رَجَب سنة 776
759 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم ابْن جمَاعَة الْعَوْفِيّ فتح الدّين أَبُو البركات بن النظام القوصي الأَصْل ولد(1/355)
بِمصْر سنة 713 وَسمع بإفادة خَاله أَحْمد بن يَعْقُوب بن الصَّابُونِي من ألواني جُزْء ابْن عُيَيْنَة وجزء حَامِد بن شُعَيْب وَغير ذَلِك وَمن الدبوسي مُعْجَمه تَخْرِيجه ابْن أيبك وَمن الختني جُزْء الْعِمَاد الْكَاتِب وَسمع أَيْضا من أَبى الْفَتْح الْيَعْمرِي وَمُحَمّد بن غالى وَعبد الله بن على الصنهاجي وَجَمَاعَة بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا ورحل مَعَ خَاله إِلَى دمشق فاسمع من ابْن الشّحْنَة وَغَيره وَكَانَ صَالحا مكثراً وحدّث بالكثير مَاتَ فِي السَّادِس من رَجَب سنة 778
760 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نجم الدّين أَبُو الْعَبَّاس الرفاء الدِّمَشْقِي عرف بِابْن قمير ولد سنة 53 وَمَات سنة 718 حدّث عَن ابْن عبد الدَّائِم وأيبك ابْن عبد الله الجمّال - ذكره ابْن أيبك الدمياطي
761 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نصر الله التَّمِيمِي جمال الدّين بن شرف الدّين القلانسي الدِّمَشْقِي ولد سنة نَيف وَسبعين وَسمع من ابْن البُخَارِيّ وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهمَا وتفقه بالشيخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ وَحفظ التَّنْبِيه ثمَّ الْمُحَرر وَكَانَ يستحضره وتفقه ودرس بالأمينية والظاهرية وَعمل توقيع الدست وولّي قَضَاء الْعَسْكَر وَكَانَ حسن الْخط بهي المنظر كثير الهمة ولّي وكَالَة بَيت المَال وَغير ذَلِك قَالَ ابْن كثير درس فِي أَمَاكِن وَتفرد فِي وقته بالرئاسة فِي بَيته وَكَانَ متواضعاً حسن السمت كثير الْبر(1/356)
قَالَ ... . قَالَ وَلما أذن لي بالإفتاء كتب ذَلِك إنْشَاء على البديهة فأجاد وَعظم فِي عَيْني وَخرج لَهُ الْفَخر البعلي مشيخة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 731
762 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله بن مميل كَمَال الدّين أَبُو الْقَاسِم بن عماد الدّين ابْن أبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ ولد سنة 670 وَحفظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ وتفقه بالشيخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وزين الدّين الفارقي وَقَرَأَ الْأُصُول على صفي الدّين الْهِنْدِيّ وَسمع من الْفَخر عَليّ وَغَيره ودرس بالباذرائية والشامية والناصرية وَذكر لقَضَاء الشَّام مرّة وَكَانَ خيّراً متواضعاً فَلَمَّا شغر قَضَاء الشَّام أثنى عَلَيْهِ ابْن جمَاعَة وَابْن الحريري عِنْد النَّاصِر وَقَالَ لَا يصلح وَكَانَ بديع الْخط كأبيه وَفِيه سُكُون وحياء وَكَانَ ابْن جملَة قد سَطَا عَلَيْهِ بِحَضْرَة النَّائِب فتألم لذَلِك وَترك السَّعْي فِي الشامية وَهُوَ أَخُو الْمسند شمس الدّين أبي نصر الْآتِي ذكره فِي المحمدين وَكَانَ أَصْغَر من أبي نصر بِأَكْثَرَ من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت وَفَاته فِي صفر سنة 736
763 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الدلاصي الْمُؤَذّن بالجامع الْعَتِيق بِمصْر وبمكتب الْفَقِيه نصر ولد فِي رَمَضَان سنة 695 وَسمع من ... سمع مِنْهُ(1/357)
شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَأَجَازَ لعبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي وَكَانَت وَفَاته فِي ...
764 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الكفرناوي الْحلَبِي الشهير بِابْن الْقوس من أهل كفرناي من عمل عزاز قَرَأَ الْفِقْه بحلب على الزين عمر الباريني وَحفظ الْمِنْهَاج وحصّل طرفا من الْفَرَائِض وَرجع إِلَى قريته فَأَقَامَ بهَا ينفع أَهلهَا وأكب على شرح الْمِنْهَاج للْأَذْرَعِيّ وَكَانَ دينا فَاضلا مَاتَ سنة ...
765 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْقَيْسِي نَاظر الْمَوَارِيث بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي رَجَب سنة 786
766 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن مري الدِّمَشْقِي نزيل سنجار ... .
767 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مخلوف نقيب الحكم بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي سنة 795
768 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مري البعلي الْحَنْبَلِيّ كَانَ منحرفاً عَن ابْن تَيْمِية ثمَّ اجْتمع بِهِ فَأَحبهُ وتلمذ لَهُ وَكتب مصنفاته وَبَالغ فِي التعصب لَهُ وَكَانَ قدم الْقَاهِرَة فَتكلم على النَّاس بِجَامِع أَمِير حُسَيْن بن جندر بحكر(1/358)
جَوْهَر النوبي وبجامع عَمْرو بن الْعَاصِ وسلك طَرِيق ابْن تَيْمِية فِي الْحَط على الصُّوفِيَّة ثمَّ أَنه تكلم فِي مَسْأَلَة التوسل بِالنَّبِيِّ ص = وَفِي مَسْأَلَة الزِّيَارَة وَغَيرهمَا على طَرِيق ابْن تَيْمِية فَوَثَبَ بِهِ جمَاعَة من الْعَامَّة وَمن يتعصب للصوفية وَأَرَادُوا قَتله فهرب فَرفعُوا أمره إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي تَقِيّ الدّين الأخنائي فَطَلَبه وتغّيب عَنهُ فَأرْسل إِلَيْهِ وأحضره وسجنه وَمنعه من الْجُلُوس وَذَلِكَ بعد أَن عقد لَهُ مجْلِس بَين يَدي السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 725 فَأثْنى عَلَيْهِ بدر الدّين ابْن جنكلي وَبدر الدّين بن جمَاعَة وَغَيرهمَا من الْأُمَرَاء وعارضهم الْأَمِير أيدمر الحظيري فحط عَلَيْهِ وعَلى شَيْخه وتفاوض هُوَ وجنكلي حَتَّى كَادَت تكون فتْنَة فقوض السُّلْطَان الْأَمر لأرغون النَّائِب فَأَغْلَظ القَوْل للفخر نَاظر الْجَيْش وَذكر أَنه يسْعَى للصوفية بِغَيْر علمٍ وَأَنَّهُمْ تعصبوا عَلَيْهِ بِالْبَاطِلِ فآل الْأَمر إِلَى تَمْكِين الْمَالِكِي مِنْهُ فَضَربهُ بِحَضْرَتِهِ ضربا مبرحاً حَتَّى أدماه ثمَّ شهره على حمَار أركبه مقلوباً ثمَّ نُودي عَلَيْهِ هَذَا جَزَاء من يتَكَلَّم فِي حق رَسُول الله ص = فَكَادَتْ الْعَامَّة تقتله ثمَّ أُعِيد إِلَى السجْن ثمَّ شفع فِيهِ فآل أمره إِلَى أَن سفر من الْقَاهِرَة إِلَى الْخَلِيل فَرَحل بأَهْله وَأقَام بِهِ وَتردد إِلَى دمشق وَمن الاتفاقيات أَن شخصا يُقَال لَهُ ابْن شَاس حضر درساً فانجر الْبَحْث إِلَى أَن صوّب مَا نقل عَن ابْن مري فِي مَسْأَلَة التوسل فَوَثَبَ بِهِ جمَاعَة وَحَمَلُوهُ إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي الْمَذْكُور وَشهد عَلَيْهِ جمعٌ كَبِير فدافع عَنهُ القَاضِي فجهدوا بِهِ أَن يفعل مَعَه مَا فعل بِابْن مري أَو بعضه فَلم يفعل فنسب إِلَى التعنت فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ فِيهِ الْبُرْهَان الرّشيدي
... يَا حَاكما شيّد أَحْكَامه ... على تقى الله وَأقوى أساس
مقَالَة فِي ابْن مري لفّقت ... تجاوزت فِي الْحَد حد الْقيَاس
فَفِي ابْن شَاس قطّ مَا أثرت ... فَهَل أَبَاحَ الشَّرْع كفر ابْن شَاس ...
769 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي احزم مكي نجم الدّين المَخْزُومِي الْقَمُولِيّ تفقه وتمهّر وناب فِي الحكم بِمصْر وولّي الْحِسْبَة ودرس بالفخرية وَكَانَ قبل ذَلِك قد ولّي قَضَاء قوص ثمَّ أخميم ثمَّ أسيوط والمنية الشرقية والغربية قَالَ الْكَمَال جَعْفَر قَالَ لي أَرْبَعُونَ سنة أحكم مَا وَقع لي حكمٌ خطأ وَلَا مَكْتُوب فِيهِ خلل مني وَله شرح الْوَسِيط فِي نَحْو أَرْبَعِينَ مجلدة وجرّد نقُوله فسماها جَوَاهِر الْبَحْر وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وأكمل تَفْسِير الإِمَام فَخر الدّين وَكَانَ ابْن الْوَكِيل يَقُول مَا فِي مصر أفقه مِنْهُ مَاتَ فِي رَجَب سنة 727 وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ(1/359)
القَاضِي الْمَالِكِي الْمَذْكُور وَشهد عَلَيْهِ جمعٌ كَبِير فدافع عَنهُ القَاضِي فجهدوا بِهِ أَن يفعل مَعَه مَا فعل بِابْن مري أَو بعضه فَلم يفعل فنسب إِلَى التعنت فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ فِيهِ الْبُرْهَان الرّشيدي
(يَا حَاكما شيّد أَحْكَامه ... على تقى الله وَأقوى أساس)
(مقَالَة فِي ابْن مري لفّقت ... تجاوزت فِي الْحَد حد الْقيَاس)
(فَفِي ابْن شَاس قطّ مَا أثرت ... فَهَل أَبَاحَ الشَّرْع كفر ابْن شَاس)
وَكَانَت وَفَاته فِي سنة ... وخطه مليح مَشْهُور مَرْغُوب فِيهِ
769 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الحزم مكي نجم الدّين المَخْزُومِي الْقَمُولِيّ تفقه وتمهّر وناب فِي الحكم بِمصْر وولّي الْحِسْبَة ودرس بالفخرية وَكَانَ قبل ذَلِك قد ولّي قَضَاء قوص ثمَّ أخميم ثمَّ أسيوط والمنية الشرقية والغربية قَالَ الْكَمَال جَعْفَر قَالَ لي لي أَرْبَعُونَ سنة أحكم مَا وَقع لي حكمٌ خطأ وَلَا مَكْتُوب فِيهِ خلل مني وَله شرح الْوَسِيط فِي نَحْو أَرْبَعِينَ مجلدة وجرّد نقُوله فسماها جَوَاهِر الْبَحْر وَشرح مُقَدّمَة ابْن الْحَاجِب وَشرح الْأَسْمَاء الْحسنى وأكمل تَفْسِير الإِمَام فَخر الدّين وَكَانَ ابْن الْوَكِيل يَقُول مَا فِي مصر أفقه مِنْهُ مَاتَ فِي رَجَب سنة 727 وَهُوَ من أَبنَاء الثَّمَانِينَ(1/360)
770 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن منجح الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر أحد الْعُدُول النبهاء بغرناطة قَالَ ابْن الْخَطِيب كَانَ ديّناً خيّراً عفيفاً مَاتَ فِي شَوَّال سنة 750
771 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُوسَى الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين الشويكي كَانَ عَارِفًا بالفقه والعربية مَوْصُوفا بِالدّينِ والورع مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 800 عَن نحوٍ من سبعين سنة
772 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن نصر بن كريم أَبُو عبد الْملك بن فَاضل البعلي الأسعردي ولد سنة 36 بالإسكندرية فتعانى التِّجَارَة وَسمع من الْمعز الْحَرَّانِي وَأبي الْيمن ابْن عَسَاكِر وحدّث بالأسكندرية والقاهرة مَعَ الصّلاح
773 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَاشم بن عبد الْوَاحِد بن أبي حَامِد عبد الله ابْن أبي المكارم عبد الْمُنعم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن بن عشائر السّلمِيّ الْحلَبِي شهَاب الدّين ولد بحلب سنة 697 وَسمع على سنقر مُعظم صَحِيح البُخَارِيّ وَمن أبي بكر ابْن العجمي الدُّعَاء للمحاملي وَمن التَّاج النصيبي جُزْء مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق وَمن إِبْرَاهِيم بن العجمي مسلسلات التَّيْمِيّ وحدّث وَكَانَ فَاضلا مَاتَ فِي رَجَب سنة 773 وَقد مضى قَرِيبه
774 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى نجم الدّين ابْن الْجلَال القوصي سمع من(1/361)
أَحْمد بن أبي عبد الله الْقُرْطُبِيّ واشتغل بالفقه على النَّجْم الأصفوني وناب فِي الحكم بالمرج وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 731
775 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي سبط السلعوس تَلا بالروايات على التقي الصَّائِغ وَجَمَاعَة وَسمع كثيرا وَكتب الْأَجْزَاء وَطلب مَعَ التَّقْوَى والسمت الْحسن ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ مولده سنة 687 وَسمع معي من إِسْحَاق الْأَسدي وَغَيره وتلا عَلَيْهِ كثير من الطّلبَة وَمَات سنة 732
776 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أبي الزهر الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الطرائفي الورّاق ولد فِي شعْبَان سنة 679 وَسمع بالعراق من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَابْن الطبال وبدمشق من التقي سُلَيْمَان وَعِيسَى الْمطعم وَغَيرهم وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا من حَدِيثه وَحدث بِهِ قَالَه ابْن رَافع قَالَ وَكَانَ جيّداً لَهُ حَانُوت بِبَاب جيرون مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 752 روى عَنهُ الْحُسَيْنِي وَابْن رَافع والسيواسي والكفري وَآخَرُونَ
777 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن رَاهِب الْحَمَوِيّ الأَصْل الْمصْرِيّ ولد سنة 79 وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِسَمَاعِهِ من الحجار ووزيره
778 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن الْمُخْتَار ولد سنة 65 وَسمع من ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وجوّد الْخط وَجلسَ مَعَ الشُّهُود تَحت(1/362)
السَّاعَات وَكَانَ خيّراً سَاكِنا وَمَات فِي 14 المحرّم سنة 735 وَسَيَأْتِي ابْنه مُحَمَّد وَعَمه عَليّ وَتقدم ذكر ابْن عَمه أَحْمد بن عَليّ بن يُوسُف
779 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الرعيني أَبُو جَعْفَر الغرناطي ولد سنة 684 وتعانى الشُّرُوط فمهر فِيهَا فَكَانَ من شُيُوخ الموثقين حسن السِّيرَة وَقد ولّي قَضَاء بعض الْبِلَاد وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 744
780 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْأنْصَارِيّ أَبُو جَعْفَر الغرناطي وَصفه لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخه بِأَنَّهُ كَانَ من أهل الْعَدَالَة وَله تصرف فِي المساحة والحساب وَله معرفَة بِأَحْكَام النُّجُوم مَقْصُود فِي العلاج فِي الرقي والعزائم من أولى المسد والحبال وتعلّق بِسَبَب ذَلِك بأذيال الدول وولّي شَهَادَة المخزن فحمدت طَرِيقَته وعقله أَخذ عَن الشَّيْخ أبي عبد الله بن الفحام الْمَعْرُوف بِأبي خريطة وَكَانَ باقعة فِي معرفَة النُّجُوم والأصابة فِيهَا وَعَن أبي زيد بن مَتى وَقَرَأَ الطِّبّ على يحيى بن الْهُذيْل ونالته فِي أَوَاخِر أمره محنةٌ من صَاحب غرناطة بِسَبَب أَنه اختلى عَلَيْهِ أَنه اخْتَار للتآثر وقتا للْقِيَام فَلَمَّا آل الْأَمر للسُّلْطَان قبض عَلَيْهِ(1/363)
وضربه بالسياط ونفاه إِلَى تونس قَالَ لِسَان الدّين أَخْبرنِي السُّلْطَان الْمَذْكُور أَنه كتب إِلَيْهِ وَهُوَ بِمَدِينَة فاس قبل أَن يصير الْأَمر إِلَيْهِ أَنه يعود إِلَى الْملك وَأَنه يُصِيبهُ من السُّلْطَان الْمَذْكُور مَكْرُوه فَكَانَ يتعجب من إِصَابَته فِي ذَلِك وَمَات سنة بضعٍ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة
781 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْمُقدم الدِّمَشْقِي ولد سنة ... وأسمع على أَحْمد ابْن شَيبَان مُسْند عمر بن عبد الْعَزِيز للباغندي وَمَات سنة ...
782 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ تَاج الدّين الرِّفَاعِي قَالَ الذَّهَبِيّ كَبِير الْقدر بَقِي مُدَّة فِي المشيخة وَكَانَ وقوراً عَاقِلا فَاضلا يكثر من دُخُول النَّار وَأخذ الأفاعي وَكَانَ الشَّيْخ مُحَمَّد السفاري يثني عَلَيْهِ مَاتَ فِي سنة ... وَسَبْعمائة
783 - أَحْمد بن مُحَمَّد عَلَاء الدّين السيرامي الْحَنَفِيّ اشْتغل فِي بَلَده وتفقه(1/364)
على جماعةٍ حَتَّى برع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والمعاني وَالْبَيَان ودرس فِي عدَّة بِلَاد ثمَّ قدم ماردين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ وصل إِلَى حلب فقطنها فَلَمَّا أنشأ الظَّاهِر برقوق مدرسته بَين القصرين استدعاه فَقدم فِي سنة 788 فاستقر شيخ الصُّوفِيَّة بهَا ومدرس الْحَنَفِيَّة وَذَلِكَ فِي ثَانِي عشر شهر رَجَب مِنْهَا فَتكلم على قَوْله تَعَالَى {قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك} ثمَّ اقْرَأ الْهِدَايَة وَغير ذَلِك من كتب الْفِقْه وَالْأُصُول وَكَانَ شَيخنَا عز الدّين ابْن جمَاعَة يقرظه ويفرط فِي وَصفه بالفهم وَالتَّحْقِيق وَيذكر أَنه تلقف مِنْهُ أَشْيَاء لم يجدهَا مَعَ نفاستها فِي الْكتب وَلم يزل على حَالَته مَوْصُوفا بالديانة وَالْخَيْر والانجماع والتواضع وَكَثْرَة الأسف على نَفسه وَالِاعْتِرَاف بتقصيره فِي حق ربه إِلَى أَن صَار يَعْتَرِيه الربو وضيق النَّفس فَمَرض بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة 790 - رَحمَه الله تَعَالَى
784 - أَحْمد بن مُحَمَّد البققي الْمصْرِيّ فتح الدّين ولد سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا وتفقه كثيرا واشتغل وتأدب وناظر حَتَّى مهر فِي كل فن وَقطع الْخُصُوم فِي المناظرة وفَاق الأقران فِي المحاضرة وبدت مِنْهُ أُمُور تنبئ بِأَنَّهُ مستهزئ بِأُمُور الدّيانَة فَادّعى عَلَيْهِ عِنْد القَاضِي الْمَالِكِي زين الدّين ابْن مخلوف بِمَا يَقْتَضِي الانحلال وَاسْتِحْلَال الْمُحرمَات والاستهزاء بِالدّينِ وَأخرج محْضر كتب عَلَيْهِ فِي سنة 686 وَقَامَت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بذلك فحبس فَكتب ورقة من الْحَبْس إِلَى ابْن دَقِيق الْعِيد صفة فتيا فَكتب عَلَيْهَا(1/365)
أَن ينْتَهوا يغْفر لَهُم مَا قد سلف فأرسلها إِلَى الْمَالِكِي فَقَالَ هَذِه فِي الْكفَّار إِذا أَسْلمُوا وَرَجَعُوا ثمَّ أحضر من السجْن قُدَّام شباك الصالحية فأعيدت عَلَيْهِ الدَّعْوَى فاعترف وَصَارَ يتَلَفَّظ بِالشَّهَادَتَيْنِ ويصيح بِابْن دَقِيق الْعِيد وَيَقُول يَا مُسلمين أَنا كنت كَافِرًا وَأسْلمت فَلم يقبل مِنْهُ الْمَالِكِي وَحكم بقتْله فَضربت رقبته بَين القصرين وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة 701 وَيُقَال أَن الشَّيْخ الْمَعْرُوف بالجمندار سمع كَلَامه فَقَالَ لَهُ كَأَنِّي بك وَقد ضربت عُنُقك بَين القصرين وَبَقِي رَأسك مُعَلّقا بجلده فَكَانَ كَذَلِك قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَالما مفنناً مناظراً من قَرْيَة بققة من حماة وَقيل من الْحجاز وَكَانَ من الأذكيا مِمَّن لم يَنْفَعهُ علمه كَانَ يشطح ويتفوه بعظائم وينعق بمسعدة النُّبُوَّة والتنزيل ويتجهرم بتحليل الْمُحرمَات وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي كَانَ يتطبب وَلَا يدْرِي ويتأدب وَلَا يعلم وَيَدعِي الْعقل وَلَا عقل لَهُ بل كَانَ برياً من كل خيرٍ وَفِيه يَقُول ابْن دانيال
(يظنّ فَتى البققي أَنه ... سيخلص من قَبْضَة الْمَالِكِي)
(نعم سَوف يُسلمهُ الْمَالِكِي ... قَرِيبا وَلَكِن إِلَى مَالك)(1/366)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا
(لَا تسلم البققي فِي فعله ... إِن زاغ تضليلاً عَن الْحق)
(لَو هذب الناموس أخلاقه ... مَا كَانَ مَنْسُوبا إِلَى البق)
وَلما سمع ابْن البققي قَول الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد
(أهل الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا ورفعتها ... أهل الْفَضَائِل مرذولون بَينهم)
(فَمَا لَهُم فِي توقي ضرنا نظر ... وَلَا لَهُم فِي ترقي قَدرنَا همم)
(قد أنزلونا لأَنا غير جنسهم ... منَازِل الْوَحْش فِي الإهمال عِنْدهم)
(فليتنا لَو قَدرنَا أَن نعرفهم ... مقدارهم عندنَا أَو لَو دروه هم)
(لَهُم مريحان من جهلٍ وَفضل غنى ... وَعِنْدنَا المتعبان الْعلم والعدم)
فَقَالَ ابْن البققي مناقضاً لَهُ
(أَيْن الْمَرَاتِب فِي الدُّنْيَا ورفعتها ... من الَّذِي حَاز علما لَيْسَ عِنْدهم)
(لَا شكّ أَن لَهُم قدرا رَأَوْهُ وَمَا ... لمثلهم عندنَا قدرٌ وَلَا همم)
(هم الوحوش وَنحن الْإِنْس حكمتنا ... تقودهم حَيْثُ مَا شِئْنَا وهم نعم)(1/367)
(وَلَيْسَ شَيْء سوى الإهمال يقطعنا ... عَنْهُم لأَنهم وجدانهم عدم)
(لنا المريحان من علمٍ وَمن عدم ... وَفِيهِمْ المتعبان الْجعل والحشم)
وَمن جملَة مَا شهد بِهِ على البققي أَنه قَالَ لَو كَانَ لصَاحب المقامات حظٌ لكَانَتْ مقاماته تتلى فِي المحاريب وَأَنه كَانَ يفْطر فِي نَهَار رَمَضَان بِغَيْر عذرٍ وَأَنه كَانَ يضع الربعة تَحت رجلَيْهِ ويصعد ليتناول حاجةٍ لَهُ من الرف وَيُقَال أَنه لما ضربت عُنُقه لم يمض السَّيْف فِيهَا فحزت وَرفعت رَأسه على قناة وَنُودِيَ عَلَيْهَا وَحكى ابْن سيد النَّاس أَن ابْن البققي دخل على ابْن دَقِيق الْعِيد وَهُوَ عِنْده فَسَأَلَهُ عَن مَسْأَلَة فَلم يجب عَنْهَا فولى وَهُوَ ينشد
(وقف الْهوى بِي حَيْثُ أَنْت - الأبيات)
فَقَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد عُقبى هَذَا الرجل إِلَى التلاف فَلم يمض سوى أحد وَعشْرين يَوْمًا وَقتل وَيُقَال أَنه كَانَ يستخف بِالْقَاضِي الْمَالِكِي ويسبه ويطعن فِيهِ فَكَانَ ذَاك يبلغهُ وَلَا يهيجه إِلَى أَن ظفر بالمحضر المكتتب عَلَيْهِ قبل ذَلِك بِمَا تقدم ذكره وَطَلَبه طلبا عنيفاً وأدعى عَلَيْهِ عِنْده فَأنْكر فَقَامَتْ الْبَيِّنَة فَأمر بِهِ فسجن ليبدي الدَّافِع فِي الشُّهُود وَحكم الْمَالِكِي بزندقته وإراقة دَمه وَنقل الْمحْضر إِلَى ابْن دَقِيق الْعِيد فَقَالَ لَا أنفذ قتل من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَألقى الْمحْضر(1/368)
من يَده فَبلغ ذَلِك وَالِي الْقَاهِرَة نَاصِر الدّين ابْن الشحي وَكَانَ يمِيل إِلَى ابْن البققي فانتصر لَهُ وسعى فِي نَقله من الْمَالِكِي إِلَى الشَّافِعِي فأشير عَلَيْهِ بِأَن يكْتب محضراً بِأَنَّهُ مَجْنُون فَكتب فِيهِ جمَاعَة وأحضره لِابْنِ دَقِيق الْعِيد فَلَمَّا نظر فِيهِ قَالَ معَاذ الله مَا أعرفهُ إِلَّا عَاقِلا فَدس من يبغض البققي إِلَى الشهَاب الْفَزارِيّ أَن ينظم فِيهِ شَيْئا فنظم وَكتب بهَا إِلَى الْمَالِكِي
(قل للْإِمَام الْمَالِكِي المرتضى ... وَكَاشف الْمُشكل والمبهم)
(لَا تهمل الْكَافِر واعمل بِمَا ... قد جَاءَ فِي الْكَافِر فِي مُسلم)
فَلَمَّا وقف عَلَيْهِمَا قَالَ شَاعِر ومكاشف قد عزمت على ذَلِك وَكتب ابْن البققي إِلَى الْمَالِكِي من السجْن
(يَا من يخادعني بأسهم مكره ... بلاسل نعمت كلمس الأرقم)
أَعدَدْت لي زرداً تضايق نسجها ... وَعلي قلت عيونها بالأسهم)
يَعْنِي أسْهم الدُّعَاء فَقَالَ فِي جَوَابه أَرْجُو أَن الله لَا يهملني حَتَّى يفعل ثمَّ نَهَضَ من وقته إِلَى السُّلْطَان فاستأذنه فِي قَتله فَأَشَارَ بِأَن يتَمَسَّك فِي أمره فَقَالَ الْمَالِكِي قد ثَبت عِنْدِي كفره وزندقته فحكمت بإراقة دَمه وَوَجَب على ذَلِك فَلَمَّا رأى السُّلْطَان انزعاجه قَالَ إِن كَانَ وَلَا بُد فَلْيَكُن بِمحضر الْحُكَّام وَأرْسل إِلَى الْوَالِي والحاجب وَحضر الْقُضَاة الْأَرْبَعَة فَتكلم بِمَا حكم بِهِ فوافقه السرُوجِي الْحَنَفِيّ وَقَالَ اقْتُلُوهُ وَدَمه(1/369)
فِي عنقِي فَقتل وَالله أعلم بِحَالهِ وَيُقَال أَن ابْن دَقِيق الْعِيد وَافق الْجَمَاعَة فَقَالَ ابْن البققي {أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله} فَقَالَ {الْآن وَقد عصيت قبل} وَلَقَد جرى فِي أمره نَحْو مَا جرى فِي زَمَاننَا للشَّيْخ الْمَيْمُونِيّ مَعَ القَاضِي الْحَنَفِيّ زين الدّين التفهني لَكِن جبن الْحَنَفِيّ عَن قَتله بعد أَن تمكن من ذَلِك فآل الْأَمر إِلَى أَن خلص من الْقَتْل وأعيد إِلَى السجْن إِلَى أَن حكم الْحَنْبَلِيّ بعد ذَلِك بِإِطْلَاقِهِ
785 - أَحْمد بن مُحَمَّد الذفري أحد نواب الحكم للمالكية كَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ وَمَات فِي آخر سنة 794
786 - أَحْمد بن مُحَمَّد الحاجبي شهَاب الدّين الجندي قَالَ الصَّفَدِي لَقيته بسوق الْكتب سنة 688 فأنشدني لنَفسِهِ
(رب صَغِير حِين دلفته ... أيقنت لَا يدْخل إِلَّا الْيَسِير)
(ألفيته كالبئر فِي وَسعه ... حَتَّى عجبنا من صَغِير كَبِير)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ
(لَا تبعثوا غير الصِّبَا بتحيةٍ ... مَا طَابَ فِي سَمْعِي حديثٌ سواهَا)
(حفظت أَحَادِيث الْهوى وتضوعت ... نشراً فيا لله مَا أذكاها)(1/370)
وَمن شعره
(ودعتهم ودموعي ... على الخدود غزار)
(فاستكثروا دمع عَيْني ... لما استقلوا وَسَارُوا)
مَاتَ فِي الطَّاعُون بِمصْر سنة 749(1/371)
787 - أَحْمد بن مُحَمَّد الفيومي ثمَّ الْحَمَوِيّ نَشأ بالفيوم واشتغل وَمهر وتميز وَجمع فِي الْعَرَبيَّة عِنْد أبي حَيَّان ثمَّ ارتحل إِلَى حماة فقطنها وَلما بنى الْملك الْمُؤَيد إِسْمَاعِيل جَامع الدهشة قَرَّرَهُ فِي خطابتها وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا باللغة وَالْفِقْه صنف فِي ذَلِك كتابا سَمَّاهُ الْمِصْبَاح الْمُنِير فِي غَرِيب الشَّرْح الْكَبِير وَهُوَ كثير الْفَائِدَة حسن الْإِيرَاد وَقد نقل غالبه وَلَده فِي كتاب تَهْذِيب الْمطَالع وَكَأَنَّهُ عَاشَ إِلَى بعد سنة 770
788 - أَحْمد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين الْمدنِي أحد أَئِمَّة الْقصر بقلعة الْجَبَل كَانَ يحب الحَدِيث وَطَلَبه وَكَانَ قد سمع الْكثير وحصّل الْأَجْزَاء وَدَار على الشُّيُوخ وَكتب الطباق بخطٍ حسن جدا وَمَات سنة 780 وَهُوَ خَال صاحبنا شمس الدّين الْمدنِي
789 - أَحْمد بن مُحَمَّد الزَّرْكَشِيّ شهَاب الدّين أَمِين الحكم بِالْقَاهِرَةِ ومصر وَمَات فجاءةً فِي ربيع الأول سنة 788 وَضاع للأيتام بعده أموالٌ جمة بِحَيْثُ جَاءَ لكل من لَهُ عشرَة دون الْأَرْبَعَة
790 - أَحْمد بن مُحَمَّد الْأمَوِي الكغاذ الْمكتب أَبُو جَعْفَر الغرناطي كَانَ حسن الملاطفة للنَّاس أثنى عَلَيْهِ لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب وَقَالَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 750(1/372)
791 - أَحْمد بن مُحَمَّد الكزني الغرناطي شيخ الْأَطِبَّاء كَانَ نَسِيج وَحده فِي الْوَقار والنزاهة وَحسن السمت موفقاً فِي العلاج معتنياً بالفن أَخذ عَن أبي عبد الله الرقوطي وَغَيره وَأخذ عَنهُ الطِّبّ عبد الله بن سَالم وَغَيره وَمَات فِي أَوَائِل الْقرن
792 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن السبتي الشَّيْخ محب الدّين كَانَ مِمَّن يعْتَقد بِمصْر ويتردد النَّاس إِلَيْهِ بِسَبَب علم الْحَرْف وَانْقطع بمصلى خولان بقرافة مصر وَمَات فِي الْعشْرين من صفر سنة 791 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
793 - أَحْمد بن مُحَمَّد الصَّنْعَانِيّ رَحل إِلَى الْمَدِينَة فقطنها وناب فِي الحكم والخطابة ودرس وَحدث بِكِتَاب المصابيح وجامع الْأُصُول بِإِسْنَادَيْنِ لَهُ إِلَى مؤلفهما ذكره ابْن مَرْزُوق فِي مشيخته وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ بِقِرَاءَة الأقشهري قَالَ وَمَات سنة 726
794 - أَحْمد بن مَحْمُود بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن صَدَقَة الْحلَبِي الأديب اشْتغل كثيرا وَمهر فِي الْأَدَب والتصوف فضبطت عَلَيْهِ أَلْفَاظ موبقة فَرفع أمره إِلَى الْحُكَّام فَحكم القَاضِي الْمَالِكِي صدر الدّين الدَّمِيرِيّ بسفك دَمه فَقتل وَهُوَ الْقَائِل
(إِذا نلْت المنى بصديق صدقٍ ... فَكَانَ وفاقه وفْق المُرَاد)
(فحاذر أَن تعامله بقرضٍ ... فَإِن الْقَرْض مقراض الوداد)(1/373)
أنشدهما لَهُ ابْن حبيب وَفِيه قَالَ الشَّاعِر
(مضى مستبيح الزِّنَا والدما ... إِلَى خَازِن المهلك الحالك)
(وفاز الدَّمِيرِيّ بتدميره ... فَمن مالكي إِلَى مَالك)
قلت وَهَذَا مأخوذٌ من الَّذِي قَالَ فِي البققي وَكَانَ أقبل على اللَّهْو والفسوق وَلبس زِيّ الأجناد وقرض الْأَعْرَاض وَوَقع فِي كَلِمَات إِلَى أَن آل أمره إِلَى الْقَتْل فَقتل وَمن شعره
(ولرب قومٍ أدبروا مذ أَقبلت ... دنياهم عَن كل ندبٍ فَاضل)
((جاؤا وَقد رأسوا بِكُل نقيصةٍ ... فاقصر بهم تدبيرهم بالكامل)
قَالَ ابْن حبيب كَانَ ذكياً كثير الْمَحْفُوظ لكنه حفظت عَنهُ مقالات ردية وزندقة رواندية فأقيمت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بذلك عِنْد الصَّدْر الدَّمِيرِيّ أَحْمد بن عبد الْقَادِر قَاضِي الْمَالِكِيَّة فَحكم بقتْله فَقتل بمشهدٍ من النَّاس تَحت قلعة حلب سنة 767 وَقد جَاوز الْخمسين
795 - أَحْمد بن مزهر النابلسي يَأْتِي فِي أَحْمد بن مظفر بن مزهر(1/374)
796 - أَحْمد بن مَسْعُود بن أَحْمد بن مَمْدُود بن برشق المادح السنهوري الضَّرِير أَبُو الْعَبَّاس صَاحب المدائح النَّبَوِيَّة الْمَشْهُورَة وَكَانَ مقتدراً على النّظم رُبمَا نظم القصيدة فِي كل كلمة مِنْهَا مَا لَا يكثر دوره فِي الْكَلم كالظاء الْمُعْجَمَة وَنَحْو ذَلِك وَله وَرَاء ذَلِك مقاطيع لَطِيفَة مِنْهَا
(يَا من لَهُ عندنَا إياد ... تعجز عَن وصفهَا الأيادي)
(فسيك رجاءٌ وفيك يأسٌ ... كَالْحرِّ وَالْبرد فِي الزِّنَاد)
وَمَات فِي الطَّاعُون الْعم سنة 749 بِمصْر وَقد قَارب الْمِائَة كَذَا قَرَأت بِخَط بَعضهم وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي أَنه أخبرهُ فِي سنة ثَلَاثِينَ أَن عمره يومئذٍ ثَمَانِيَة وَسَبْعُونَ عَاما وقرأت بِخَطِّهِ كَانَت مدائحه فِي الْأَعْيَان سافلة وَفِي المدائح النَّبَوِيَّة فِي الأوج
797 - أَحْمد بن مظفر بن مقلد بن عَبَّاس بن مقلد بن عَبَّاس المنصوري الْحَمَوِيّ شهَاب الدّين أَبُو جَعْفَر بن الصاحب نجم الدّين ولد فِي شَوَّال سنة 671 وَسمع من الْفَخر وَزَيْنَب وحدّث بحماة ودمشق وَحج غير مرّة وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة 737 بحماة ذكره ابْن رَافع
798 - أَحْمد بن مظفر بن أبي الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس الْكلابِي الدِّمَشْقِي سمع من نوح أبي يحيى وَمَات فِي(1/375)
خَامِس ربيع الأول سنة 718
799 - أَحْمد بن مظفر بن أبي مُحَمَّد بن مظفر بن بدر بن حسن بن مفرج ابْن بكار النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّيْخ شهَاب الدّين سبط الزين خَالِد ولد سنة 674 أَو 675 وَسمع من عمر بن القواس وَأبي الْفضل بن عَسَاكِر وست الْأَهْل بنت علوان وَغَيرهم فَأكْثر جدا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فِيهِ الْحَافِظ الْمُحَرر أكب على الطّلب زَمَانا وترافقنا مُدَّة وَكتب وَخرج قَالَ وَفِي خلقه زعارة وَفِي طباعه نفور ثمَّ قَالَ وَعَلِيهِ مآخذ وَله محَاسِن وَمَعْرِفَة وَقَالَ فِي المعجم الْكَبِير لَهُ معرفَة وَحفظ على شراسة خلق ثمَّ صلح حَاله وَقَالَ البرزالي مُحدث فَاضل على ذهنه فَضِيلَة وفوائد كَثِيرَة تتَعَلَّق بِهَذَا الْفَنّ ثمَّ ترك وَانْقطع وَقَالَ تفرد بأجزاء وَأَشْيَاء وَلم يتَزَوَّج قطّ وَكَانَ يحب الْخلْوَة والإنجماع وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ من أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن سمع ورحل وحصّل وَكَانَ منجمعاً عَن النَّاس نفوراً مِنْهُم وَكَانَ يَقُول اشْتهى أَن أَمُوت وَأَنا ساجد فرزقه الله ذَلِك وَذَلِكَ أَنه دخل بَيته وأغلق بَابه وفقد ثَلَاثَة أَيَّام فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فوجدوه مَيتا وَهُوَ ساجد وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة 758 وَله تخاريج مِنْهَا جُزْء فِي تَرْجَمَة أبي هُرَيْرَة وجزء فِي تَرْجَمَة أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَكتب كثيرا وعلق وَألف وَخرج(1/376)
800 - أَحْمد بن مظفر بن مزهر النابلسي الْكَاتِب الْمَشْهُور أَخُو الصاحب شرف الدّين يَعْقُوب ولّي اسْتِيفَاء الدِّيوَان بِدِمَشْق فِي أَوَائِل الدولة المظفرية قطز ثمَّ صرف إِلَى نظر بعلبك ثمَّ رتبه الأفرم فِي صحابة الدِّيوَان بِدِمَشْق وَمَات فِي سنة 703
801 - أَحْمد بن مغلطاي بن عبد الله الشمسي المنصوري كَانَ أحد الْأُمَرَاء بحلب وَكَانَ ذكياً شجاعاً عَارِفًا حسن المحاضرة والمذاكرة محباً فِي أهل الْعلم وَالْأَدب وَله نظم وسط وولّي بحلب الحجابة وَشد الْأَوْقَاف وناب فِي مملكة آياس مُدَّة وَمَات فِي سنة 764 عَن بضعٍ وَخمسين سنة
802 - أَحْمد بن مفضل بن فضل الله الْمصْرِيّ القبطي قطب الدّين كَانَ خَبِيرا بِالْكِتَابَةِ ولّي اسْتِيفَاء الْأَوْقَاف بعد أَخِيه وَمَات بِدِمَشْق فِي رَجَب سنة 724
803 - أَحْمد بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم بن مَنْصُور بن رشيد الْجَوْهَرِي الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ القَاضِي شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس بن أبي الْفَتْح ولد سنة 660 فِي ذِي الْقعدَة أَو ذِي الْحجَّة مِنْهَا وأحضر على ابْن علاق واسمع على النجيب والمعين الدِّمَشْقِي وَابْن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ وَابْن خطيب المزة وشامية بنت الْبكْرِيّ وَسمع من الْفَخر بِدِمَشْق وحدّث وَكَانَ خيرا سَاكِنا محباً لأهل الحَدِيث حسن الْأَخْلَاق ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي مُعْجَمه وَكَانَ من بَيت الرِّئَاسَة وَانْقطع(1/377)
فِي آخر عمره وَكَانَ أَخُوهُ بدر الدّين يصحب الْملك الْمَنْصُور قلاون وَهُوَ أَمِير فَلَمَّا ولّي السلطنة رفع من قدره وَكَانَ سَماع أَحْمد هَذَا بعناية أَخِيه بإفادة ابْن الظَّاهِرِيّ حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا مِنْهُم أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي وَمَات فِي 25 شهر رَجَب سنة 738
804 - أَحْمد بن مَنْصُور بن صارم بن اسطوراس الْمَشْهُور بِابْن الحباس الدمياطي ولد سنة 53 سمع من أبي عبد الله بن النُّعْمَان وتعانى الْأَدَب وَقَالَ الشّعْر الْجيد ولحقه صمم وَكَانَ يُقيم بدمياط ويخطب بالورادة كل جُمُعَة وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا
وَمن نظمه
(أَن قل سَمْعِي إِن لي ... فهما توفر مِنْهُ سهم)
(يدني إِلَيّ مقاصدي ... ويروقك الرمْح الْأَصَم)
وَله كتاب فِي فَضَائِل الِاتِّفَاق سَمَّاهُ أَسبَاب الْوِفَاق وَله قصيدة رائية فِي وصف الموز لَا نَظِير لَهَا
(كَأَنَّمَا الموز فِي عراجينه ... وَقد بدا يانعا على شَجَره)
(فروع شعر بِرَأْس عاتبة ... تخْفض من بعدهمْ مسره)
(كَأَن من خَتمه وعقصته ... أرسل سراته على أسره)
(وَفِي اعْتِدَال الخريف أحسن مَا ... يرفل مثل الدراج فِي أزره)
(كَأَن أمشاطه مكاحل من ... زمرد نظمت على قدره)(1/378)
(كَأَن أشجاره وَقد نشرت ... ظلال أوراقها على نشره)
(حاملة طفلها على يَدهَا ... تقيه حر الهجير فِي جمره)
(كَأَن قامات سوقه عمد ... حَيْثُ إداراتها على جدره)
(كَأَنَّمَا سَاقه الصَّقِيل وَقد ... بَدَت عَلَيْهِ رقوم معتبره)
(سَاق عروس أَقَامَ مئزرها ... فَبَاتَ وشى الخضاب فِي حبره)
(يصاغ من جدول خلاخلها ... فينجلي والنثار من زهره)
(حدائق حففت مساحتها ... كَأَنَّمَا الْجَيْش أم فِي زمره)
(زها فِرَاق الْعُيُون منظره ... فَمَا تمل الْعُيُون من نظره)
(وكل أَيَّامه مصاهرة ... تبين فِي ورده وَفِي صَدره)
(كَأَنَّمَا عمزه الْقصير حكى ... زمَان وصل الحبيب فِي قصره)
(كَانَ عرجونه المشيب اتى ... يخبر إِن خانه انقضا عمره)
(كَأَنَّهُ الْبَدْر فِي الْكَمَال وَقد ... أُصِيب بالخسف فِي سنا قمره)
(كَأَنَّهُ بعد قطعه وَقد ... اصبح مَا نَالَ من أَذَى حجره)
(مُعَلّقا بالرجاء ظَاهره ... يخبر عَمَّا رجى من خَبره)
(يطيب ريحًا ويستلذ جنى ... على أَذَى فِي دقوق مصطبره)
(كَأَنَّهُ الْجَار جا إِلَى أحبته ... يُرِيد ضراً على أَذَى ضَرَره)(1/379)
مَاتَ فِي صفر سنة 642 قَالَ سعيد الذهلي فِي أناشيده أَنا المعمر أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مَنْصُور بن صارم الْمَعْرُوف بِابْن الحباس الأديب البارع لنَفسِهِ قصيدة أَولهَا
(حَدِيث الْحبّ سرٌ لَا يذاع ... وَأمر فِي تصرفه مُطَاع)
(فَحدث بِالْإِشَارَةِ عَنهُ إِذْ لَا ... حَدِيث بالعبارة يُسْتَطَاع)
805 - أَحْمد بن مَنْصُور بن مكي من مَشَايِخ القطب الْحلَبِي قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وحدّث عَنهُ وَهُوَ قَرَأَ على الشَّيْخ نصر المنبجي وحدّث عَنهُ وَتُوفِّي سنة 718 بِالْقَاهِرَةِ
806 - أَحْمد بن مَنْصُور بن على الخشاب ولد قبل سَبْعمِائة وَسمع من جده لامه عبد الله بن ريحَان التَّقْوَى جُزْء الذهلي وَالثَّانِي وَالرَّابِع من الثقفيات وجزء سليم الرَّازِيّ وَغير ذَلِك وَسمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره بِالْقَاهِرَةِ فِي رحلته الأولى وحدّث عَنهُ فِي مُعْجَمه
807 - أَحْمد بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا بن حَدِيثَة بن غضية بن فضل ابْن ربيعَة بن خازم بن عَليّ بن مفرج بن دَغْفَل بن جراح بن سيف الطَّائِي ثمَّ الثعلي وَأول من نوه بِهِ من أهل هَذَا الْبَيْت فِي أَيَّام الْعَادِل عَمْرو بن بلَى(1/380)
وديارهم من حمص إِلَى قلعة جعبر إِلَى الرحبة آخذة على سقِِي الْفُرَات وأطراف الْعرَاق وَلَهُم مياه كَثِيرَة ومناهل وَكَانَ هَذَا أَمِير الْعَرَب ولد سنة 684 وولّي إمرة آل فضل فِي أَيَّام النَّاصِر وَصرف عَنْهَا ثمَّ أُعِيد وَكَانَ جواداً كَرِيمًا خيرا جيد الْمُعَامَلَة وفياً بالعهد لم يكن فِي أَوْلَاد مهنا مثله فِي الْعقل والسكون والديانة وَكَانَ إِذا مرض لَا يتداوى وَإِذا خَافَ من اسلطان لَا يفر وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا واعتقله طقزدمر نَائِب الشَّام فِي سنة 45 بِدِمَشْق ثمَّ بصفد وَأطْلقهُ الْكَامِل شعْبَان فِي جُمَادَى سنة 46 وأكرمه وَأمره عوضا عَن سيف بن فضل ثمَّ أُعِيد سيف فِي أَيَّام المظفر حاجي وعزل أَحْمد وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ فَأخْرج مِنْهَا ثمَّ قدم فِي سنة 49 وَأَعَادَهُ السُّلْطَان حسن وَرجع إِلَى بِلَاده فَمَاتَ فِي رَجَب سنة 749
808 - أَحْمد بن مُوسَى بن خفاجا الصَّفَدِي أَخذ عَن ابْن الزملكاني وَغَيره وبرع وتصدى للفتيا ثمَّ نزل قَرْيَة من قرى صفد يُفْتِي ويصنف ويتعبد وَيَأْكُل من عمل يَده فِي الزِّرَاعَة وَأعْرض عَن الْوَظَائِف والمناصب وَشرح التَّنْبِيه فِي عشر مجلدات وَأَرْبَعين النَّوَوِيّ فِي مُجَلد ضخم وَمَات سنة 750
809 - أَحْمد بن مُوسَى بن عَليّ الزبيدِيّ شهَاب الدّين ابْن الْحداد الْحَنَفِيّ كَانَ عَارِفًا بالفرائض فَاضلا مَاتَ بزبيد فِي ذِي الْحجَّة سنة 794(1/381)
810 - أَحْمد بن مُوسَى بن عَمْرو الْحلَبِي الْحَنَفِيّ مدرس الفارقانية بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة 703
811 - أَحْمد بن مُوسَى بن عِيسَى بن أبي الْفَتْح البطرني الْأنْصَارِيّ الْمَالِكِي التّونسِيّ أَخذ الْقرَاءَات عَن عبد الله بن عبد الْأَعْلَى وَأبي بكربن شلبون وحدّث عَن صَالح بن مُحَمَّد بن الْوَلِيد وَمُحَمّد بن أَحْمد بن حَامِد وَغَيرهم وَكَانَ ماهرا فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث مشاركاً فِي فنون مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 703
812 - أَحْمد بن مُوسَى بن فياض بن عبد الْعَزِيز بن فياض الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس قَاضِي حلب وَابْن قاضيها خرج لَهُ أَبوهُ عَن الْقَضَاء بِاخْتِيَارِهِ سنة 74 فباشره إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 796 وَكَانَ عَالما عادلاً دينا خيرا متواضعاً كثير السّكُون مَحْمُود الطَّرِيقَة مشكوراً فِي أَحْكَامه وَكَانَ يكثر التَّزْوِيج حَتَّى يُقَال إِنَّه أحصن أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة امْرَأَة 813 - أَحْمد بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن أَحْمد عرف بِابْن قرصة الفيومي ثمَّ القوصي عز الدّين ولى نظر قوص والإسكندرية وصادره الشجاعي ثمَّ أكْرمه وَكَانَ لَا يتَكَلَّم إِلَّا بإعراب وَله مسَائِل فقهية ونحوية(1/382)
ودرس بالأفرمية بقوص وَكَانَ قد أَخذ عَن أبي مُحَمَّد بن عبد السَّلَام وَغَيره وَله نظم حسن فَمِنْهُ
(إِذا تزوج شيخ الدَّار غانية ... مليحة الْقد تزهى سَاعَة النّظر)
(فقد تراقع فِي أَحْوَاله وَأَتَتْ ... قَاف القيادة تستقصي عَن الْخَبَر)
وَله
(لَا تحقرن من الْأَعْدَاء من قصرت ... يَدَاهُ عَنْك وَإِن كَانَ ابْن يَوْمَيْنِ)
فَإِن فِي قرصة البرغوث مُعْتَبرا ... فِيهَا أدّى الْجِسْم والتسهيد للعين)
814 - أَحْمد بن مُوسَى الزرعي الشَّيْخ الصَّالح كَانَ من كبار أَصْحَاب ابْن تَيْمِية انْقَطع بزرع مُدَّة ثمَّ طَار صيته وَقصد للتبرك حَتَّى صَار نواب الشَّام فَمن دونهم يَتَرَدَّدُونَ إِلَيْهِ وَلم يتَّفق أَنه قبل من أحد مِنْهُم شَيْئا وَكَانَ ينسج العبي من الصُّوف ويتقوت من ذَلِك وَإِذا زَاده أحد(1/383)
فِي الْقيمَة لم يقبل وَكَانَ لَهُ إقدام على مُلُوك التّرْك وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا أَولهَا فِي سنة 12 وَكَانَ لايعود إِلَّا قد أُجِيب إِلَى كل مَا أَرَادَ فَأبْطل أَشْيَاء من الْمَظَالِم وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا وَكَانَ الْكثير من أهل الدولة يكرهونه وَلَا يتهيأ لَهُم رده فِيمَا يطْلب وَكَانَت وَفَاته فِي آخر ذِي الْحجَّة سنة 761 وَقيل فِي أول الْمحرم سنة 62 وَقد جَاوز السِّتين
815 - أَحْمد بن مُوسَى الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ الْمُقْرِئ نزيل دمشق كَانَ عَارِفًا بالقراءات أَخذ عَن عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَغَيره وَكَانَ فصيحاً عَارِفًا قَالَه الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وأرخ وَفَاته سنة 710 وَقد شَارف السِّتين
816 - أَحْمد بن مُؤمن الدِّمَشْقِي وَالِد الشَّيْخ شمس الدّين ابْن اللبان الْمصْرِيّ أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي شامة واقرأ بِجَامِع بني أُميَّة وتصدر للْقِرَاءَة وَكَانَ خيّراً عَارِفًا بالفن وَمَات فجاءة فِي جُمَادَى الأولى سنة 706
817 - أَحْمد بن الْمُؤَيد بن أبي جَعْفَر الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ شهَاب الدّين سمع من النجيب بعض سنَن أبي دَاوُد وحدّث وَمَات بِمصْر فِي يَوْم الْجُمُعَة سادس عشرى شهر ربيع الأول سنة 724
818 - أَحْمد بن نصر الله بن باتكين القاهري محيى الدّين كَانَ أديباً فَاضلا حدث بالشاطبية عَن عِيسَى بن أبي الجرم أَمَام جَامع الْحَاكِم بِسَمَاعِهِ من(1/384)
النَّاظِم وَهُوَ الَّذِي كتب إِلَيْهِ أَبُو الْحُسَيْن الجزار ملغزا فِي الشطرنج
(وَمَا شَيْء لَهُ نفس وَنَفس ... ويؤكل عظمه وَيحك جلده)
(يود بِهِ الْفَتى إِدْرَاك سَوَّلَ ... وَقد يلقى بِهِ مَا لَا يودّه)
(وَيَأْخُذ مِنْهُ أَكْثَره بحقٍ ... وَلَكِن عِنْد آخِره يردهُ)
وَهِي طَوِيلَة فَأجَاب بِأَبْيَات مِنْهَا
(لقد أهديت لي لغزاً بديعاً ... يضل عَن اللبيب لَدَيْهِ رشده)
(وَقد أحكمته درا نضيدا ... يشنف مسمعي بالدر عقده)
(فشطر اللغز أَخْمَاس ثَلَاث ... للغزك إِن ترد أَنى أحده)
وَاتفقَ أَنه نظم شَيْئا فِي الْبَحْر الْكَامِل فَأَخْطَأَ فِيهِ الْوَزْن فنقده عَلَيْهِ السراج الْوراق فَكتب إِلَيْهِ
(يَا جَابِرا كسر الضَّعِيف بِطُولِهِ ... ومصححاً مَعْلُول كل سقيم)
(لَا زلت تستر كل عيبٍ ظَاهر ... مني وتأسو داميات كلومي)
مَاتَ فِي سنة 710 كَذَا أرخه الصَّفَدِي وقرأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر أَنه توفّي فِي حُدُود سنة 710 قَالَ وَكَانَ مولده فِي جُمَادَى الأولى سنة 614 قَالَ وَكَانَ شَاعِرًا وجيهاً مبجلاً مدح الأكابر وَكتب عَنهُ الْفُضَلَاء من شعره كَأبي حَيَّان وَابْن القماح وَذكر النَّاسِخ الأخميمي أَنه رأى ابْن دَقِيق الْعِيد يجلّه ويجلسه فَوق نواب الحكم وَقَالَ أَبُو حَيَّان أَنْشدني لنَفسِهِ قصيدةً يمدح بهَا الصاحب فَخر الدّين ابْن الصاحب بهاء الدّين(1/385)
أَولهَا
(يَا جفن مقلته سكرت فعربد ... كَيفَ اشْتهيت على فُؤَادِي المكمد)
(ورميت عَن قَوس الفتور فَأَصْبَحت ... غَرضا لأسهمك الْقُلُوب فسدد)
(لم يغمض الجفن الكحيل تعاجباً ... إِلَّا لسوقنا لسيفٍ مغمد)
وَيَقُول فِيهَا
(لاموا على ظمأي عَلَيْك فَمَا دروا ... فِي مآء خدك مَا حلاوة موردي)
(أَنى يخَاف من استجار محبَّة ... بِمُحَمد بن عَليّ بن مُحَمَّد)
قَالَ وَكَانَ القَاضِي السنجاري يمِيل إِلَى شَاب يُسمى عمر الْألف فَبَلغهُ أَن ابْن باتكين أنْشدهُ فتهدده قَالَ ابْن باتكين فَأرْسل إِلَيّ فَجِئْته فَقَالَ يَا محيي الدّين الْعَدَالَة خرقَة رقيقَة وَبَلغنِي أَنه يلازمك شَاب يُقَال لَهُ يَا أرْحم فَقلت لَا وَالله يَا مَوْلَانَا بل يُقَال لَهُ الْألف وَوَاللَّه(1/386)
الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا يهواني بل أَنا أعشقه وَأجْرِي خَلفه من مَكَان إِلَى مَكَان فَضَحِك القَاضِي وصرت إِذا جَاءَنِي عمر أَقُول لَهُ رح إِلَى القَاضِي وَكَانَ القَاضِي تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز يكْتب اسْمه بِغَيْر زِيَادَة فَيكْتب فِي آخر الورقة كتب عبد الْوَهَّاب وَكَانَ كثير التنقيب عَن الشُّهُود حَتَّى أسقط مِنْهُم طَائِفَة فَعمل فِيهِ ابْن باتكين
(لَا تعجبوا كَثْرَة إِسْقَاطه ... فَإِنَّهُ أسقط حَتَّى أَبَاهُ)
فَبلغ ذَلِك التَّاج فَصَارَ يكْتب فلَان ابْن فلَان وَبَقِي فِي نَفسه من ابْن باتكين فتشفع إِلَيْهِ فَأَمنهُ وَطعن ابْن باتكين فِي السن وَحصل لَهُ فالج لى أَن مَاتَ فِي عشر الْمِائَة
819 - أَحْمد بن نصر الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن المخلص الشَّافِعِي كَانَ فَاضلا صَالحا خيرا كثير الِاشْتِغَال وتصدر للأشغال بِجَامِع دمشق فِي آخر عمره وَكَانَ توجه إِلَى مصر فِي حَاجَة لَهُ فَلَمَّا رَجَعَ أدْركهُ أَجله بالصالحية وَمَات فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة 708 ذكره البرزالي
820 - أَحْمد بن نعْمَة بن حسن الحجار الْمسند الشهير مُلْحق الأحفاد بالأجداد مولده فِي نَيف وَعشْرين وسِتمِائَة ووفاته سنة 743 وترجمته مَشْهُورَة(1/387)
821 - أَحْمد بن هبة الله بن الْحَافِظ رشيد الدّين أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن عَليّ الْقرشِي الْعَطَّار زين الدّين بن نَفِيس الدّين أسمع من عبد الرَّحِيم بن يحيى ابْن خطيب المزة قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي فِي مُعْجَمه كَانَ من بَيت الْعلم وَالْعَدَالَة سمع كثيرا
822 - أَحْمد بن ياسين بن مُحَمَّد الرباحي بِضَم الرَّاء وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة الْمَالِكِي كَانَ يحفظ التَّنْقِيح للقرافي ثمَّ ولّي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحلب هُوَ أول من وليه بهَا وَعمل فِيهِ ابْن الوردي تِلْكَ المقامة الظريفة وَبَالغ فِي الْحَط عَلَيْهِ وعزل مِنْهَا الرباحي بعد أَربع سِنِين ثمَّ عَاد إِلَيْهَا ثمَّ عزل بعمر بن سعيد التلمساني بعد أَربع سِنِين أُخْرَى سنة 52 فَسَار سيرته الأولى فعزل ثمَّ عزل ثَانِيًا فِي سنة 60 ثمَّ فِي سنة 63 دخل إِلَى الْقَاهِرَة ليسعى فِي الْعود فأدركه أَجله بهَا فِي رَجَب أَو قبله سنة 764 وَقد ذمه أَيْضا ابْن حبيب فِي تَارِيخه وَقَالَ فِي حَقه اسْتَقر مذموماً على السّنة الأقوام إِلَى أَن صرف بعد أَرْبَعَة أَعْوَام وَذكر أَنه لما عزل أَولا حبس بقلعة حلب ثمَّ أفرج عَنهُ وَاتَّفَقُوا أَنه يَوْم عزل أَولا دقَّتْ البشائر بحلب وزينت الْبَلَد لما وَردت الْأَخْبَار بنصرة الْعَسْكَر الموجه إِلَى سنجار فَقَالَ بعض الحلبيين(1/388)
(سَأَلت عَن بشائر ... تضرب فِي الممالك)
(فَقيل لي مَا ضربت ... غلا بعزل الْمَالِكِي)
وَقَالَ فِي ذَلِك أَيْضا
(يَا ابْن الرباحي الَّذِي خسر الحجي ... كم آيَة فِي هتك سترك بيّنت)
(يَكْفِيك أَمرك قد تضَاعف جَهله ... إِن الْمَدِينَة يَوْم عزلك زينت)
وَكَانَ الرباحي يثلغ بالراء فيجعلها غينا
823 - أَحْمد بن يحيى بن إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي شهَاب الدّين ابْن قَاضِي زرع سمع من سِتّ الوزراء بنت المنجا وحدّث وَكَانَ يجلس مَعَ الشُّهُود وَكتب فِي بعض الْجِهَات وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 772 وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة
824 - أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر بن جهبل الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي ولد سنة 670 وتفقه على الْمَقْدِسِي وَابْن الْوَكِيل وَابْن(1/389)
النَّقِيب وَسمع الحَدِيث من الْفَخر والفاروتي وَغَيرهمَا وَولى تدريس الصلاحية بالقدس مُدَّة ثمَّ تَركهَا وَسكن دمشق ودرس بالبادرائية بِدِمَشْق بعد الشَّيْخ برهَان الدّين وولّي مشيخة الحَدِيث بالظاهرية ثمَّ تَركهَا فَأَخذهَا الذَّهَبِيّ قَالَ ابْن كثير كَانَ من أَعْيَان الْفُقَهَاء وَلم يَأْخُذ مَعْلُوما من البادرائية وَلَا من الظَّاهِرِيَّة وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهِ خير وَتعبد وَله محَاسِن وفضائل وفطنة وَتقدم فِي الْعلم بالفروع وَقَالَ ابْن الكتبي كَانَ عَالما ورعاً وَلما مرض تصدّق كثيرا حَتَّى بثيابه وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 733 قلت حَدثنَا عَنهُ بِالسَّمَاعِ شَيخنَا الْبُرْهَان الشَّامي
825 - أَحْمد بن يحيى بن أَيُّوب بن حسن بن عَطاء شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ ولد سنة ... وَسمع من عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي جُزْء الحريري صَاحب المقامات وحدّث وَمَات سنة ...
826 - أَحْمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الْوَاحِد بن أبي حجلة شهَاب الدّين التلمساني ولد فِي بَلَده سنة 725 وَقدم الْقَاهِرَة وَحج وَدخل دمشق واشتغل بالأدب وولع بِهِ حَتَّى مهر ثمَّ ولّي مشيخة الصُّوفِيَّة بصهريج(1/390)
منجك ظَاهر الْقَاهِرَة وَاسْتمرّ حنفيا وَكَانَ كثير الْمُرُوءَة وجم الْفضل كثير الاستحضار وَأَنْشَأَ مقامات أَجَاد فِيهَا وَكَانَ يمِيل إِلَى مُعْتَقد الْحَنَابِلَة وَيكثر الْحَط على أهل الْوحدَة وخصوصاً ابْن الفارض وعارض جَمِيع قصائده بقصائد نبوية وَأوصى أَن تدفن مَعَه وَقد امتحن بِسَبَب ابْن الفارض على يَد السراج الْهِنْدِيّ قَاضِي الْحَنَفِيَّة وَمن نوادره أَنه لقب وَلَده جنَاح الدّين وَجمع مجاميع حَسَنَة مِنْهَا ديوَان الصبابة ومنطق الطير والسجع الْجَلِيل فِيمَا جرى فِي النّيل والسكردان وَالْأَدب الغض وَأطيب الطّيب ومواصيل المقاطيع وَالنعْمَة الشاملة فِي الْعشْرَة الْكَامِلَة وحاطب ليل فِي عدَّة مجلدات كالتذكرة وَنحر أَعدَاء الْبَحْر وعنوان السَّعَادَة وَدَلِيل الْمَوْت على الشَّهَادَة وَمن محَاسِن مقاطيعه قَوْله
(نظمي علا وأصبحت ... أَلْفَاظه منمقه)
(فَكل بَيت قلته ... فِي سطح دَاري طبقه)
وَمَات فِي سلخ ذِي الْقعدَة سنة 776 فِي الطَّاعُون قَرَأت بِخَط الشَّيْخ(1/391)
بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ أَخْبرنِي أَحْمد الْأَعْرَج السَّعْدِيّ قَالَ رَأَيْته لَيْلَة وَفَاته وكأنهما تذاكرا شخصا كَانَت بَينه وَبَينه مهاجاة فقرأنا لَهما سُورَة الْإِخْلَاص والمعوذتين قَالَ فَقَالَ لي ابْن أبي حجلة تَأمل حالتيك وقرأت بِخَط الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقطَّان كَانَ كثير الْعشْرَة للقبط والظلمة وَكَانَ يَقُول للشَّافِعِيَّة أَنه شَافِعِيّ وللحنفية أَنه حَنَفِيّ وللمحدّثين أَنه محدّث قَالَ وَكَانَ جده من الصَّالِحين
827 - أَحْمد بن يحيى بن شيخ الْإِسْلَام عز الدّين عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام الْخَطِيب بِجَامِع العقيبة أَبُو الْهدى نَاصِر الدّين سمع من خطيب القرافة والفقيه اليونيني والصدر البلوي وسبط ابْن الْجَوْزِيّ وَنَحْوهم ثمَّ خالط(1/392)
الدولة وباشر الأنظار وَصَارَ من صُدُور الدماشقة قَالَ البرزالي كَانَ كثير المكارم وَاسْتقر وَلَده بدر الدّين بعده فِي الخطابة وَمَات فِي الْحرم سنة 709 وَقد بلغ السِّتين
828 - أَحْمد بن يحيى بن فضل الله بن مجلي بن دعجان بن خلف بن نصر ابْن مَنْصُور بن عبيد الله بن يحيى بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي بكر ابْن عبيد الله بن أبي سَلمَة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر الْعَدوي الْعمريّ هَكَذَا أمْلى نسبه القَاضِي شهَاب الدّين ابْن محيي الدّين ولد فِي ثَالِث شَوَّال شنة سَبْعمِائة وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة على كَمَال الدّين ابْن قَاضِي شُهْبَة وَالْفِقْه على ابْن الفركاح وشهاب الدّين ابْن الْمجد وَالشَّيْخ برهَان الدّين ابْن الفركاح وَقَرَأَ الْأَحْكَام الصُّغْرَى على ابْن تَيْمِية وتخرّج فِي الْأَدَب بالشهاب مَحْمُود وبالوداعي وشمس الدّين ابْن الصَّائِغ الْكَبِير وَابْن الزملكاني وَأبي حَيَّان وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة كست الوزراء والحجار وَكَانَ يتوقد ذكاء مَعَ حافظة قَوِيَّة وَصُورَة جميلَة واقتدار على النّظم والنثر حَتَّى كَانَ يكْتب من رَأس الْقَلَم مَا يعجز عَنهُ غَيره فِي مُدَّة مَعَ سَعَة الصَّدْر وَحسن الْخلق وَبشر الْمحيا كتب الْإِنْشَاء بِمصْر ودمشق وَلما ولّي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ كَانَ هُوَ يقْرَأ كتب الْبَرِيد على السُّلْطَان ثمَّ غضب عَلَيْهِ السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي سَابِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة 40 وولاّه كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق بعد الْقَبْض على تنكز وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن تنكز سَأَلَ النَّاصِر أَن يُقرر فِي كِتَابَة السِّرّ علم الدّين ابْن القطب فَأَجَابَهُ لذَلِك فغض ابْن فضل الله من ابْن القطب وَقَالَ أَنه قبْطِي فَلم يلْتَفت النَّاصِر لذَلِك فَكتب لَهُ(1/393)
توقيعه على كره فَأمره أَن يكْتب فِيهِ زِيَادَة فِي معلومه فَامْتنعَ فعاوده فنفر حَتَّى قَالَ أما يَكْفِي أَن يكون إِلَّا مُسْلِمِي كَاتب السِّرّ حَتَّى يُزَاد معلومه فَقَامَ بَين يَدي السُّلْطَان مغضبا وَهُوَ يَقُول خدمتك عَليّ حرَام فَاشْتَدَّ غضب السُّلْطَان وَدخل شهَاب الدّين على أَبِيه فَأعلمهُ بِمَا اتّفق فَقَامَتْ قِيَامَته وَقَامَ من فوره فَدخل على النَّاصِر وَاعْتذر واعترف بالْخَطَأ وَسَأَلَ الْعَفو فَأمره أَن يُقيم ابْنه عَلَاء الدّين على مَوضِع شهَاب الدّين وَأَن يلْزم شهَاب الدّين بَيته فاتفق موت أَبِيه عَن قرب واستقرار أَخِيه عَلَاء الدّين فَرفع الشهَاب قصَّة يسْأَل فِيهَا السّفر إِلَى الشَّام فحركت مَا كَانَ سَاكِنا فَأمر الدويدار فَطَلَبه ورسم عَلَيْهِ وصادره واعتقله فِي شعْبَان سنة 39 فاتفق أَن بعض الْكتاب كَانَ نقل عَنهُ أَنه زور توقيعاً فَأمر النَّاصِر بِقطع يَده فَقطعت وسجن فَرفع قصَّة يسْأَل فِيهَا الإفراج عَنهُ فَسَأَلَ عَنهُ النَّاصِر فَلم يجد من يعرف خَبره وَلَا سَبَب سجنه فَقَالُوا اسألوا أَحْمد بن فضل الله فَسَأَلُوهُ فَعرف قصَّته وَأخْبر بهَا مفصلة فَأمر النَّاصِر بالإفراج عَنهُ وَعَن الرجل وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 40 واستدعاه النَّاصِر فاستحلفه على المناصحة(1/394)
فَدخل دمشق فِي الْمحرم سنة 41 فباشرها عوضا عَن الشهَاب يحيى ابْن القيسراني فَلم يزل إِلَى ان عزل بأَخيه بدر الدّين فِي ثَالِث صفر سنة 43 ورسم عَلَيْهِ بالفلكية أَرْبَعَة أشهر وَطلب إِلَى مصر لِكَثْرَة الشكايات مِنْهُ فشفع فِيهِ أَخُوهُ عَلَاء الدّين فَعَاد إِلَى دمشق بطالا فَلَمَّا وَقع الطَّاعُون عزم على الْحَج ثمَّ توجه بأَهْله إِلَى الْقُدس فَمَاتَتْ فدفنها وَرجع فَمَاتَ بحمى ربع أَصَابَته فَقضى يَوْم عَرَفَة سنة 749 وَكَانَ أصل نسبته إِلَى عمر بن الْخطاب وصنف كِتَابه فواصل السمر فِي فَضَائِل آل عمر فِي أَربع مجلدات وَعمل مسالك الْأَبْصَار فِي أَزِيد من عشْرين مجلداً والتعريف بالمصطلح الشريف وَأَشْيَاء لطاف كَثِيرَة وَله شعر كثير جدا وَلكنه وسط ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ ولد سنة 700 وَسمع الحَدِيث وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَسمع معي من سِتّ الْقُضَاة بنت الشِّيرَازِيّ وَله تصانيف كَثِيرَة أدبية وَبَاعَ طَوِيل فِي الصناعتين وبراعة فِي البلاغتين وَالله أعلم
829 - أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن بدر الْجَزرِي الأَصْل الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الإِمَام الْمُقْرِئ المجوّد الْفَقِيه شهَاب الدّين الزَّاهِد أَبُو الْعَبَّاس الْحَنْبَلِيّ هَكَذَا(1/395)
تَرْجمهُ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء وَقَالَ صاحبنا ورفيقنا فِي الطّلب قَرَأَ الْقرَاءَات على الشَّيْخ جمال الدّين البدوي وَلزِمَ الشَّيْخ مجد الدّين مدّة يبْحَث عَلَيْهِ وَمهر فِي الْفَنّ واقرأ بسفح قاسيون وأصول الْفِقْه وَصَحب الشَّيْخ شمس الدّين ابْن مُسلم مُدَّة وانتفع بِهِ وَهُوَ من خِيَار النَّاس دينا وعقلاً وحياء ومروءة وَتَعَفُّفًا يعِيش من التَّسَبُّب ومولده قبل السّبْعين وَقد سمع من أَصْحَاب ابْن طبرزد وَغَيرهم وَحدث بِالْأولِ من أَفْرَاد ابْن شاهين عَن جده قَرَأَ عَلَيْهِ تجويداُ جمَاعَة وَحدث وَكَانَ قوالاً بِالْحَقِّ زاهداً وَمَات فِي ربيع الأول سنة 728
830 - أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن سَالم بن يُوسُف الْعَسْقَلَانِي الْمَعْرُوف بِابْن الغافقي الْحَنَفِيّ ذكره الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك فَقَالَ أَنه توفّي سنة 707 بالاسكندرية ومولده فِي 22 جُمَادَى الْآخِرَة سنة 637 سمع الإِمَام بهاء الدّين ابْن الجميزي وَغَيره سمع مِنْهُ أَبُو الْعَلَاء البُخَارِيّ الفرضي وَشَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَحدثنَا عَنهُ
831 - أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الله بن نصر بن أبي بكر الحرّاني الْحَنْبَلِيّ كَمَال الدّين أَخُو شرف الدّين قَاضِي الْحَنَابِلَة بالديار المصرية وَولي هُوَ نظر الخزانة وَمَات فِي 13 شَوَّال سنة 706
832 - أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي الْقَاسِم بن عَليّ بن أبي الْفضل الدِّمَشْقِي تَاج الدّين ابْن السكاكري كَانَ كَاتبا مجيدا عافرا بِالشُّرُوطِ بارعاً فِيهَا غَايَة فِي إِخْرَاج علل المكاتيب وَقد كتب فِي مجْلِس الحكم(1/396)
لِابْنِ الزملكاني حِين كَانَ قَاضِي حلب وولّي بهَا كِتَابَة الدرج وَكَانَ سمع من التقي سُلَيْمَان الْعَاشِر من الْخُرَاسَانِي ودرجات التَّابِعين وَقطعَة من صَحِيح البُخَارِيّ وَغير ذَلِك وحدّث وَمَات بحلب سنة 760 وَله خمس وَسِتُّونَ سنة
833 - أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد الْبكْرِيّ شمس الدّين الشهرزوري الْكَاتِب الْمَشْهُور ولد سنة 654 وتفقه للشَّافِعِيّ وأتقن الْخط الْمَنْسُوب والموسيقي وَكَانَ حظي الذّكر عِنْد الْمُلُوك وَكتب عَنهُ أَبُو سعيد القان والوزير غياث الدّين وَجمع جم من أَوْلَاد الوزراء والقضاة والأمراء وَلم يزل على تقدّمه فِي فنونه إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 741 وَلم يظْهر فِي لحيته من الشيب إِلَّا الْيَسِير وَهُوَ الْقَائِل
(قد قنعنا بخمولٍ عَن غنى ... وبعز الياس عَن ذل التَّمَنِّي)
(فكريم الْقَوْم لَا أسأله ... فلماذا يعرض الباخل عني)
834 - أَحْمد بن يحيى بن مخلوف بن مري بن فضل الله بن سعد بن ساعد الشَّيْخ شهَاب الدّين الْأَعْرَج السَّعْدِيّ الْمُؤَدب الأديب اشْتغل بِالْعلمِ وتعانى الْأَدَب فمهر وأدب أَوْلَاد الأكابر
وَمن شعره
(وَكَيف يروم الرزق فِي مصر عَاقل ... وَمن دونه الأتراك بِالسَّيْفِ والترس)(1/397)
(وَقد جمعته القبط من كل وجهة ... لأَنْفُسِهِمْ بِالربعِ وَالثمن وَالْخمس)
(فللترك وَالسُّلْطَان ثلث خراجها ... وللقبط نصفٌ وَالْخَلَائِق فِي السُّدس)
مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 785 وَله سبعٌ وَسِتُّونَ سنة
835 - أَحْمد بن أبي يزِيد بن مُحَمَّد شهَاب الدّين بن ركن الدّين السرائي الْمَشْهُور بمولانا زَاده العجمي الْحَنَفِيّ كَانَ أَبوهُ نَاظر الْأَوْقَاف بِبِلَاد سراي وَكَانَ مَعْرُوفا بالزهد وتضرع إِلَى الله أَن يرزقه ولدا صَالحا فولد لَهُ أَحْمد هَذَا فِي يَوْم عَاشُورَاء سنة 754 وَمَات أَبوهُ وَله تسع سِنِين ولازم الِاشْتِغَال حَتَّى برع فِي أَنْوَاع الْعُلُوم وَصَارَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الذكاء وَخرج من بَلَده وَله عشرُون سنة فَطَافَ الْبِلَاد وَأقَام بِالشَّام مدّةً ودرس الْفِقْه وَالْأُصُول وشارك فِي الْفُنُون وَكَانَ بَصيرًا بدقائق الْعُلُوم وَكَانَ يَقُول أعجب الْأَشْيَاء عِنْدِي الْبُرْهَان الْقَاطِع الَّذِي لَا يكون فِيهِ للْمَنْع مجَال ثمَّ سلك طَرِيق التصوف وَصَحب جمَاعَة من الْمَشَايِخ مدّة ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وفوض إِلَيْهِ تدريس الحَدِيث بالظاهرية فِي أول مَا فتحت(1/398)
ثمَّ درس الحَدِيث بالصرغتمشية ثمَّ اقْرَأ فِيهَا عُلُوم الحَدِيث لِابْنِ الصّلاح بِقُوَّة ذكائه حَتَّى صَارُوا يتعجبون مِنْهُ ثمَّ مرض فطال مَرضه إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 791 وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ جدا وَترك ولدا صَغِيرا من بنت الأقصرائي وانجب بعده وَتقدم وَهُوَ محب الدّين أَمَام السُّلْطَان
836 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر الطَّيِّبِيّ يَأْتِي فِي أَحْمد ابْن يُوسُف
837 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان جمال الدّين ابْن الصَّابُونِي الْحلَبِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي وَيُقَال لَهُ ابْن الْمُقْرِئ نزيل الْقَاهِرَة ولد بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس أَو سِتّ وَسبعين بدار الحَدِيث النورية وأسمعه أَبوهُ من ابْن الدرجي وَعمر ابْن أبي عصرون وَأحمد بن شَيبَان وَابْن الْعَسْقَلَانِي وَالْفَخْر وَابْن عَلان والمقداد وغازي الحلاوي والأبرقوهي وَغَيرهم ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ أحد من عنّي بِهَذَا الشَّأْن وَسمع وَكتب وحصّل الْأُصُول أسمعهُ وَالِده من الْفَخر وطبقته ثمَّ طلب بِنَفسِهِ فَرَحل وتميز وَكَانَ(1/399)
حسن المذاكرة طيب السريرة مَاتَ سنة 731 وَطلب بِنَفسِهِ وحصّل الْأُصُول وَسمع من الْفَخر التوزري وَغَيره بِمَكَّة وبحلب من جمَاعَة وَأبي الْحُسَيْن يحيى بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عبد السَّلَام وَغَيره بالإسكندرية وَكتب كثيرا وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ تساعيات وولّي مشيخة الحَدِيث بالمنكوتمرية وَعَاد بِبَعْض الْمدَارِس قَالَ البرزالي كَانَ من الأفاضل وَجلسَ مَعَ الْعُدُول مدّة ثمَّ ترك وَاقْتصر على الْكَلَام فِي وقف الخانقاه وَكَانَت فِيهِ كِفَايَة وَفضل وَحسن خلق انْتهى كَلَام البرزالي وَقد حدّثنا عَنهُ بعض شُيُوخنَا وَمَات لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل ربيع الأول سنة 731 وَله سِتّ وَخَمْسُونَ سنة
838 - أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي الْحلَبِي أَخُو القَاضِي نَاصِر الدّين كَاتب السِّرّ بِدِمَشْق وَكَانَ أَحْمد أحد الْأُمَرَاء بحلب وَله بهَا دَار قُرْآن ومكتب للأيتام أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته سنة 765 وَكَانَ يجْتَمع بِأَهْل الْعلم ويشارك فِي الْأَدَب وَرُبمَا نظم ومدحه جمال الدّين ابْن نباتة وَغَيره وَسمع مِنْهُ ابْن عشائر جُزْء مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق بِحُضُورِهِ لَهُ على أبي المكارم ابْن النصيبي
839 - أَحْمد بن يَعْقُوب الغماري الْمَالِكِي وَكَانَ فَاضلا درّس وَأفْتى وَولي(1/400)
قَضَاء حماة مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 796 وَله نَحْو السِّتين
840 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن العجمي شهَاب الدّين بن بهاء الدّين قَالَ ابْن حبيب كَانَ عَالما ماجداً حسن الْكِتَابَة رَئِيسا لَهُ نظم ونثر وباشر كِتَابَة الْإِنْشَاء وتدريس الرواحية بحلب وَمَات بحلب سنة 750 عَن نَيف وَخمسين
841 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عمر الخلاطي محب الدّين سمع من الأبرقوهي والدمياطي وغازي المشطوبي وَغَيرهم حدّثنا عَنهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وَكَانَ يتجر ثمَّ انْقَطع وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 767
842 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد المارديني الْمَعْرُوف بِابْن خطيب الْموصل قَالَ ابْن حبيب كَانَ ينظم وَيعرف الْعرُوض وَكَانَ يتَرَدَّد فِي بِلَاد الشَّام ويمدح الْأَعْيَان وَيكْتب الْخط الْحسن وَمَات بحماة فِي سنة 770 وَهُوَ ابْن سِتِّينَ وأرّخه شهَاب الدّين ابْن حجي سنة 771 وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول من غلط النُّسْخَة - فَالله أعلم
843 - أَحْمد بن يُوسُف بن أَحْمد الصَّالِحِي البيطار أَبُو يُوسُف سمع من عبد الْوَلِيّ ابْن جبارَة وحدّث جَاوز الثَّمَانِينَ وَثقل سَمعه وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 745
844 - أَحْمد بن يُوسُف بن أبي الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ مجد الدّين ابْن الصيقل التَّاجِر السفّار قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه كَانَ من كبار التُّجَّار وَدخل(1/401)
الْهِنْد مرَارًا والمعبر والصين وَأقَام فِي تِلْكَ الْبِلَاد أَكثر من عشْرين سنة وَكَانَ يَحْكِي عَن الْعَجَائِب الَّتِي شَاهدهَا من جُمْلَتهَا قبَّة آدم على رَأس جبل عالٍ يتَوَصَّل إِلَيْهَا بسلسلة من حَدِيد فَيتَعَلَّق فِيهَا من لَهُ قُوَّة قدر نصف يَوْم حَتَّى يصل ثمَّ يرجع من جِهَة أُخْرَى كَذَلِك مَاتَ بحلب فِي مستهل صفر سنة 701
845 - أَحْمد بن يُوسُف بن سعد الله الْآمِدِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد بآمد سنة 710 تَقْرِيبًا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الإِمَام المقرىء المحدّث شهَاب الدّين أَبُو الْعَبَّاس رَحل إِلَى بَغْدَاد وَإِلَى مصر ودمشق وَطلب الْعلم فَسمع من الحجار وَمن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْأُخوة وعدة وَطلب وحصّل الْأَجْزَاء
846 - أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد الْحلَبِي شهَاب الدّين المقرىء النَّحْوِيّ نزيل الْقَاهِرَة تعانى النَّحْو فمهر فِيهِ ولازم أَبَا حَيَّان إِلَى أَن فاق أقرانه وَأخذ الْقرَاءَات عَن التقي الصَّائِغ وَمهر فِيهَا وَسمع الحَدِيث من يُونُس الدبوسي وَغَيره وولّي تصدير الْقِرَاءَة بِجَامِع ابْن طولون وَأعَاد بالشافعي وناب فِي الحكم وَولي نظر الْأَوْقَاف وَله تَفْسِير الْقُرْآن(1/402)
فِي عشْرين مجلدة - رَأَيْته بِخَطِّهِ وَالْإِعْرَاب سَمَّاهُ الدّرّ المصون فِي ثَلَاثَة أسفار بِخَطِّهِ صنّفه فِي حَيَاة شَيْخه وناقشه فِيهِ مناقشات كَثِيرَة غالبها جَيِّدَة وَجمع كتابا فِي أَحْكَام الْقُرْآن وَشرح التسهيل والشاطبية قَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ فَقِيها بارعاً فِي النَّحْو والقراءات وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول خيّراً أديباً مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل فِي شعْبَان سنة 756
847 - أَحْمد بن يُوسُف بن أبي الْقَاسِم ابْن العجمي الْحلَبِي سمع من أبي بكر ابْن العجمي جُزْء الدُّعَاء للمحاملي حدّثنا ابْن رَوَاحَة عَن السلَفِي سمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي بن عشائر وَمَات فِي أَوَاخِر شهر ربيع الأول سنة 773
848 - أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الغرناطي أَبُو جَعْفَر الأندلسي ولد بعد السبعمائة وتعانى الْآدَاب فرافق أَبَا عبد الله بن جَابر الْأَعْمَى فحجا مَعَه ودخلا الْقَاهِرَة ولقيا أَبَا حَيَّان وَغَيره ثمَّ دخلا دمشق وسمعا من الْمزي وَابْن عبد الْهَادِي وَمُحَمّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة ثمَّ قدما حلب فأقاما بهَا نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وَنزلا البيرة وحدّث أَبُو جَعْفَر(1/403)
بحلب والبيرة سمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر وَجَمَاعَة وَكَانَ أَبُو جَعْفَر مقتدراً على النّظم والنثر عَارِفًا بالنحو وفنون اللِّسَان ديّناً حسن الْخلق حُلْو المحاضرة كثير التواليف فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَشرح البديعية نظم رَفِيقه وَهُوَ مَشْهُور وَمَات فِي منتصف شهر رَمَضَان سنة 779 ورثاه رَفِيقه أَبُو عبد الله بن جَابر قَالَ لِسَان الدّين ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الرعيني الألبيري أَبُو جَعْفَر دمث متخلّق متواضع أوحد فِي الْعَرَبيَّة حسن الْمُعَامَلَة رَحل إِلَى الْحَج فِي أَوَائِل محرم سنة 738 مشاركاً بعض الشُّعَرَاء المكفوفين على أَن يكون يكْتب وَذَلِكَ يشْعر ويقتسمان نتيجة ذَلِك وَانْقطع إِلَى الْآن خَبره هَذَا آخر مَا ذكر فِي تَرْجَمته
849 - أَحْمد بن يُوسُف بن هِلَال بن أبي البركات الْحلَبِي الشغري - مَنْسُوب إِلَى الشغر من عمل حلب - ثمَّ الصَّفَدِي شهَاب الدّين الطَّبِيب ولد سنة 661 وتعانى الطِّبّ وَالْأَدب فمهر فيهمَا وَكتب الْخط الْحسن وخدم فِي الطِّبّ عِنْد السُّلْطَان وَكَانَ يضع الأوضاع العجيبة من النقش والتزميك وينظم المسخرات فَيَأْتِي فِيهَا بِكُل غَرِيبَة وَمَات فِي الْمحرم(1/404)
سنة 738 وَهُوَ الْقَائِل فِيمَا يكْتب على سيف وأجاد
(أَنا أَبيض كم جِئْت يَوْمًا أسوداً ... فأعدته بالنصر يَوْمًا أبيضاً)
(ذكرا إِذا مَا انْسَلَّ يَوْم كريهةٍ ... جعل الذُّكُور من الأعادي حيضا)
(اختال مَا بَين المنايا والمنى ... وأجول فِي وسط القضايا والقضا)
قَالَ القطب كَانَ طَبِيبا بالمرستان مُولَعا بأوضاع مستحسنة فِي أوراق مذهّبة من صَنعته مَعَ الدّين والسكون قَالَ الصَّفَدِي مَاتَ سنة 737 وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه بل مَاتَ فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة 738
850 - أَحْمد بن يُوسُف بن يَعْقُوب الطَّيِّبِيّ شمس الدّين كَاتب الْإِنْشَاء بطرابلس - كَذَا تَرْجمهُ الصَّفَدِي فِي أَعْيَان الْعَصْر وَفِي مُعْجم الذَّهَبِيّ أَحْمد بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن أبي نصر وَتبع فِي ذَلِك البرزالي ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 649 وتعانى الْآدَاب ففاق فِي النّظم والنثر وَكتب بِخَطِّهِ من كتب الْأَدَب أَشْيَاء نفيسة أتقنها ضبطاً قَالَ الصَّفَدِي ذكر لي الشهَاب ابْن فضل اب عَن جمال الدّين ابْن رزق الله أَنهم كَانُوا مَعَ الطَّيِّبِيّ هَذَا وَجَمَاعَة فِي نزهة فتذاكروا وقْعَة شقحب فَقَالُوا لَهُ لَو نظمت فِي نصر الْمُسلمين شَيْئا فَتَنَاول الدواة وَكتب قصيدة نَحْو تسعين بَيْتا أَولهَا
(برق الصوارم للأبصار يختطف ... )
ثمَّ قَامُوا إِلَى النّوم فَلَمَّا استيقظوا ذكروها لَهُ فأنكرها يحلف أَنه لَا يستحضر أَنه نظم شَيْئا فأروه إِيَّاهَا فتعجب قَالَ فَوقف عَلَيْهَا(1/405)
وَالِدي محيي الدّين بن فضل الله فأراها لِأَخِيهِ شهَاب الدّين فَكَانَ ذَلِك سَببا لولايته توقيع طرابلس وَمن شعره القصيدة الطنانة الَّتِي اقتبس فِيهَا أَكثر سُورَة مَرْيَم أَولهَا
(لست أنسى الأحباب مَا دمت حَيا ... إِذا نووا للنوى مَكَانا قصياً)
(وتلوا آيَة الدُّمُوع فَخَروا ... خيفة الْبَين سجّداً وبكيا)
(وبذكراهم تسح دموعي ... كلما اشْتقت بكرَة وعشياً)
(وأناجي الْإِلَه من فرط حزني ... كمناجاة عَبده زَكَرِيَّا)
(واختفى نورهم فناديت رَبِّي ... فِي ظلام الدّجى نِدَاء خفِيا)
(وَهن الْعظم بالبعاد فَهَب لي ... رب بِالْقربِ من لَدُنْك وليا)
(واستجب فِي الْهوى دعائي فَإِنِّي ... لم أكن بِالدُّعَاءِ مِنْك شقيا)
(قد فرى قلبِي الْفِرَاق وَحقا ... كَانَ يَوْم الْفِرَاق شَيْئا فريا)
(لَيْتَني مت قبل هَذَا وَإِنِّي ... كنت نسيا يَوْم النَّوَى منسيا)(1/406)
وَهِي طَوِيلَة نَحْو من ثَلَاثِينَ بَيْتا على هَا المهيع وَهُوَ الْقَائِل لما الزم أهل الذِّمَّة بِلبْس العمائم الملونة
(لَا تعجبوا لِلنَّصَارَى وَالْيَهُود مَعًا ... والسامريّين لما عمموا الخرقا)
(كَأَنَّمَا بَات بالأصباغ منسهلا ... نسر السَّمَاء فأضحى فَوْقهم درقا)
وَمن شعره
(من أَيْن للعود هَذَا الصَّوْت تطربنا ... ألحانه بأطاريف الأناشيد)
(أَظن حِين نَشأ فِي الدوح علمه ... سجع الحمائم تَرْجِيع الأغاريد)
مَاتَ بطرابلس فِي شهر رَمَضَان سنة 717
851 - أَحْمد بن يُوسُف السَّعْدِيّ الْحَرَّانِي ثمَّ الْآمِدِيّ شهَاب الدّين ابْن جمال الدّين كَانَ صَاحب فنون من فقه وعربية ومعاني وَغير ذَلِك وَله رِسَالَة أجَاب فِيهَا جمال الدولة النسطوري النَّصْرَانِي عَن مسَائِل مشكلة كتبهَا إِلَيْهِ(1/407)
منظومة وَشرط أَنه إِذا أَجَابَهُ عَنْهَا وحلّ مشكلاتها أسلم فَلَمَّا أَجَابَهُ عَنْهَا كلهَا هرب هَذَا نقلت من خطّ الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة المارديني نزيل حلب وَأول أرجوة النَّصْرَانِي
(يَا عَالما بحبه قد خصّنا ... وعاملاً نَحْو العلى قد حضّنا)
(فَعلمه سوّده فسادنا ... ولطّفه بِنَا نفى فسادنا)
وَأول جَوَاب الشَّيْخ شهَاب الدّين
(يَا فَاضلا بفضله قد أحسنا ... وجانيا من ثمره حُلْو الجنا)
852 - أَحْمد العصيدة وَالِد الشيخة زَيْنَب مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 742 وَكَانَ مَشْهُورا بِالْخَيرِ والزهد وَله أَحْوَال
853 - أَحْمد القَاضِي الْأَثِير برهَان الدّين السيواسي تفقّه قَلِيلا واشتغل بحلب وَدخل مصر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فصاهر أميرها ثمَّ اتّفق أَنه وَقع بَينهمَا فَعمل عَلَيْهِ حَتَّى قتل وتأمر مَكَانَهُ وَكَانَ عَارِفًا داهية فَاضلا لَهُ نظم وشجاعة وَقد نازله عَسْكَر مصر فِي سنة 89 ثمَّ لما كَانَ سنة 99 قَاتله التتار الَّذين بآذربيجان فاستنجد الظَّاهِر فَأرْسل لَهُ جَرِيدَة فهرب التتار ثمَّ وَقع بَينه وَبَين قرا يلك بن طورغلي فَقتل برهَان الدّين فِي المعركة وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة ثَمَانمِائَة(1/408)
854 - أَحْمد الأديب الْمصْرِيّ النادري الْمَعْرُوف بسميكة هُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ المعمار
(قَالُوا سميكة قد هجا ... ك وَفِي هجاك قد انهمك)
(قلت الخرا فِي ذقنه ... وزنا بأرطال السّمك)
وَمن قَول سميكة
(يَا سادة طَابَ بهم مدحي ... أَنْتُم سروري وبكم فرحي)
(بحقكم لَا تعتبوا مدنفا ... معودا بالبسط والمزح)
(وسامحوا سميكة إِن جنى ... وَقَابَلُوا بِالْعَفو والصفح)
(وَلَا تَقولُوا أَنه هارب ... يَأْكُلهُ النَّاس بِلَا ملح)
وَكَانَ كثير الْإِسْرَاف على نَفسه وانصلح قبل مَوته وأقلع إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام عَام تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة 749 وَهُوَ الْقَائِل مطلع موشح
(بَادر لوصل الحبيب بَادر ... فَإِن وَقت الْوِصَال نَادِر) ذكر من اسْمه إِدْرِيس إِلَى إِسْحَاق
855 - إِدْرِيس بن عَليّ بن عبد الله الحسني الحمزي الْأَمِير عماد الدّين أَبُو مُوسَى الصَّنْعَانِيّ كَانَ من أُمَرَاء صنعاء ثمَّ انْتهى إِلَى الْمُؤَيد دَاوُد صَاحب الْيمن(1/409)
فحباه وأكرمه وَفِيه يَقُول من قصيدة
(يَا رَاكِبًا بلغن عني بني حسن ... وَخص حَمْزَة قومِي عصمَة الْجَار)
(أَن الْمُؤَيد أسماني وقربني ... واختارني وَهُوَ حَقًا خير مُخْتَار)
قَالَ ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر لَهُ وَقَالَ فِي حَقه يعرب شعره عَن نفس كم سودت من عِصَام وبيضت من مآثر عِظَام وَقَالَ عبد الْبَاقِي الْيَمَانِيّ كَانَ أحد أُمَرَاء الطبلخاناة عِنْد الْمُؤَيد دَاوُد وَكَانَ إِمَامًا لَا يجارى وعالماً لَا يُبَارى وَكَانَ زيدي الْمَذْهَب وَله الْأَدَب الْمَذْهَب وَكَانَ رشح للْإِمَامَة مَاتَ سنة 713
856 - إِدْرِيس بن غَالب بن طَاهِر أَبُو الْعَلَاء اللَّخْمِيّ الأندلسي الألشي نِسْبَة إِلَى ألش من عمل مرسية ولد سنة 648 وَنزل الْقَاهِرَة سنة 675 وَسمع الْعِزّ الفاروثي وَغَيره وَأقَام بِالْمَدِينَةِ حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 724
857 - أدّى وَيُقَال بِالْوَاو بدل الْهمزَة ابْن هبة الله بن جماز بن مَنْصُور بن حماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا بن دَاوُد بن(1/410)
الْقَاسِم بن عبيد الله بن طَاهِر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن ابْن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ الْحُسَيْنِي الْهَاشِمِي من آل بَيت أُمَرَاء الْمَدِينَة كَانَ خَارِجا عَنْهَا فَأَنف من طول الغربة فَجمع قوما وهجم الْمَدِينَة فِي ربيع الأول سنة 27 بعد أَن حاصرها أسبوعاً وأحرق الْبَاب ففر طفيل أميرها وصادر النَّاس حَتَّى اشْتَدَّ الغلاء بِالْمَدِينَةِ وافتقر جمَاعَة من المياسير فَأخذ طفيل عسكرا من مصر وَقدم ففر ودي ثمَّ حضر إِلَى الْقَاهِرَة وترافع هُوَ وطفيل إِلَى النَّاصِر ثمَّ سجن ودي وأعيد طفيل إِلَى الْمَدِينَة وَمَعَهُ بعض الْأُمَرَاء ثمَّ أفرج عَنهُ فِي رَمَضَان سنة 31 ورتب لَهُ راتب ثمَّ أضيف إِلَيْهِ طفيل فِي أمرة الْمَدِينَة ثمَّ أفرد بهَا سنة 36 ثمَّ عزل بِسَعْد بن ثَابت فِي سنة 50 فَجمع جموعاً وهجم الْمَدِينَة وَأخذ أَمْوَال الخدام نهبوا الْمَدِينَة حَتَّى لم يبْق بهَا أحد إِلَّا اجتاحه وَخرج هَارِبا ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجن سنة 752 فَمَاتَ بالسجن
858 - آدينة الططري شحنة بَغْدَاد من قبل التتار كَانَ عادلاً صَارِمًا ولّي بَغْدَاد فمهدها من المفسدين وقمع من بهَا من الْمُعْتَدِينَ وخفف ظلما كثيرا وحمدت سيرته إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 709 بِنَاحِيَة الْكُوفَة وَكَانَ دينا حسن الْإِسْلَام يمشي إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة
859 - أراي نَائِب الكرك تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن صَار أَمِير آخور كَبِيرا وَمَات فِي صفر سنة 757(1/411)
860 - أرخان بن عُثْمَان حق التركماني كَانَ قد تغلب على طرف من بِلَاد الرّوم فَوَقَعت بَينهم وقائع كَثِيرَة وانتصر هُوَ وَعظم قدره وَكَثُرت فتوحاته فِي بِلَاد الْكفْر وَذَلِكَ من جِهَة الْبر الشَّرْقِي من الْبَحْر وَكَانَ انتصاره فِي سنة 766 وَهُوَ أول من اشْتهر من بني عُثْمَان مُلُوك الرّوم الْآن
861 - أردكين بنت نوكاي بن قطغان المغلية تزوج بهَا الْأَشْرَف خَلِيل فَلم تزل عِنْده إِلَى أَن قتل فَعمِلت لَهُ عزاءً عَظِيما ثمَّ تزَوجهَا النَّاصِر فِي سنة 700 وَولدت لَهُ ولدا ذكرا فَمَاتَ وَهُوَ صَغِير فِي سنة 710 فَعمِلت لَهُ عزاءً عَظِيما ثمَّ طَلقهَا النَّاصِر فِي سنة 717 وأنزلت إِلَى الْقَاهِرَة ورتب لَهَا مَا يكفيها إِلَى أَن مَاتَت فِي الْمحرم سنة 724 وَهِي صَاحِبَة التربة بالصخر الْمَعْرُوفَة بتربة السِّت وخلّفت لما مَاتَت ألفا من الرَّقِيق مَا بَين جَارِيَة وخادم وذخائر نفيسة فاحتاط النَّاصِر بذلك وَصَالح أخاها الْخضر على تَقْدِير مائَة ألف دِرْهَم وَكَانَت مَوْصُوفَة بِالْخَيرِ والجود
862 - أردو أم الْأَشْرَف كجك الططرية قدمت مَعَ أُخْتهَا طولو فَأعْطى النَّاصِر أُخْتهَا طولو ليلبغا اليحياوي وعظمت منزلتها عِنْد السُّلْطَان حَتَّى أَعْطَاهَا لما ولدت عصبَة جَوْهَر قوّمت بِخَمْسِينَ ألف دِينَار وَلما خلع ابْنهَا من السلطنة أحيط بموجود آردو وصودرت هِيَ وجواريها وأنزلت من القلعة إِلَى أَن مَاتَت فِي ...(1/412)
863 - أربكوون وَيُقَال أرخان المغلي من ذُرِّيَّة جنكزخان كَانَ أَبوهُ قتل فَنَشَأَ هَذَا جندياً فِي عمار النَّاس فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سعيد نَهَضَ الْوَزير مُحَمَّد ابْن رشيد الدولة فَقَالَ هَذَا الرجل من عُظَمَاء القان فَبَايعهُ الْعَسْكَر وولّي السلطنة بعد القان بوسعيد فظلم وعسف وَقتل الخاتون بَغْدَاد بنت جوبان زوج بو سعيد وَكَانَ عَليّ باشاه بالجزيرة فَلم يدْخل فِي الطَّاعَة وَأخذ بَغْدَاد وأحضر مُوسَى بن عَليّ بن بايدو بن أبغا بن هلاكو وسلطنه وَعمل بَين الْفَرِيقَيْنِ مصَاف فاستظهر ابْن عَليّ بَابه وَقتل الْوَزير صبرا فِي ثامن رَمَضَان وَقتل أربكون فِي شَوَّال صبرا أَيْضا وَذَلِكَ فِي سنة 736 وَكَانَت مدّة سلّطنته شهيرات خَمْسَة أَو سِتَّة وَاسْتقر مُوسَى الَّذِي سلطنوه نَحْو ثَلَاثَة أشهر
864 - أرتنا صَاحب الرّوم من جِهَة ألقان بو سعيد وَكَانَ دمرداش اسْتَخْلَفَهُ فغدر بِهِ واستبد بمملكة الرّوم ثمَّ غزاه حسن بن دمرداش فَهَزَمَهُ وَاسْتمرّ أرتنا فِي مملكة الرّوم وَكَانَ استقلاله فِي سنة 738 ثمَّ صَار يوالي النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وَكتب لَهُ السُّلْطَان تقليداً وَأرْسل لَهُ خلعا(1/413)
وَهُوَ الَّذِي كسر ألقان سُلَيْمَان فِي سنة 744 وَكَانَ حسن الْإِسْلَام مَاتَ فِي سنة 753 وَاسْتقر مَكَانَهُ وَلَده مُحَمَّد باك
865 - أرخواش المنصوري العلمي كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وَكَانَ مقداماً شجاعاً فَذَهَبت عينه فِي بعض حروبه وَكَانَ جَافيا لَا يعرف الْهزْل فولاّه السُّلْطَان نِيَابَة القلعة بِدِمَشْق وَاسْتمرّ فِي دولة الْأَشْرَف فَلَمَّا قدم الْأَشْرَف وشطح فَغَضب السُّلْطَان وَأمر بضربه فَضرب وأهين ثمَّ رَضِي عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ وَكَانَ لَهُ فِي حِصَار غازان الْيَد الْبَيْضَاء وَحفظ القلعة وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 701
866 - أرسلان بن أَحْمد بن يُوسُف القطبي الْحَنَفِيّ سمع الصَّحِيح على وزيره وَا 4 لحجار سنة 715 كَمَا رَأَيْته بِخَط ابْن الفارقي
867 - أرسلان بن عبد الله الدوادار بهاء الدّين صَاحب الخانقاه بمنشية المهراني كَانَ أَولا من خَواص سلار فَلَمَّا جَاءَ السُّلْطَان من الكرك تنصّح لَهُ لما نزل الريدانية ظَاهر الْقَاهِرَة بِأَن جمَاعَة همّوا بِالْفَتْكِ بِهِ فَخرج من ظهر الْخَيْمَة وطلع إِلَى القلعة فِي الْحَال فَشكر لَهُ ذَلِك واختص بِهِ(1/414)
إِلَى أَن ولاّه دويداراً كَبِيرا عوض عز الدّين أيدمر فَعظم قدره واشتهر ذكره إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 717 وَكَانَ حسن الْخط جيد الْعبارَة قوي الْفَهم كَانَ عَلَاء الدّين بن الْأَثِير قد هذّبه وعلّمه فقوي خطه جيدا حَتَّى صَار يكْتب فِي الْمُهِمَّات السُّلْطَانِيَّة وَكَانَ قد توجه إِلَى مهنا وَغَيره مرَارًا وَكَانَ كثير النَّفْع للنَّاس لَا يمل من قَضَاء حوائجهم وَاسْتمرّ على مرتبته حَتَّى مَاتَ
868 - أرغون تتر الناصري كَانَ من مماليك النَّاصِر حسن تنقل إِلَى أَن أمّر طبلخاناة ثمَّ أمّر مائَة من جِهَة يلبغا ثمَّ اسْتَقر رَأس نوبَة بعد ملكتمر المارديني ثمَّ قبض عَلَيْهِ أسندمر لما دبر المملكة فِي شَوَّال سنة 768 بعد قتل يلبغا وسجن بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ الْأَشْرَف شعْبَان فِي صفر سنة 769 ثمَّ قبض عَلَيْهِ وعَلى طغيتمر النظامي فِي رَمَضَان مِنْهَا ثمَّ أخرج إِلَى حماة أَمِيرا فَلم يزل بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أول سنة 774
869 - أرغون شاه الناصري رَأس نوبَة الجمدارية كَانَ بو سعيد أرْسلهُ إِلَى النَّاصِر هُوَ وملكتمر فحظي وتأمر وزوّجه بنت أقبغا عبد الْوَاحِد ثمَّ ولّي الإستادارية فِي زمن المظفّر حاجي ثمَّ ولّي نِيَابَة صفد سنة 747 ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر ثمَّ ولّي نِيَابَة حلب سنة 748 ثمَّ دمشق فِيهَا(1/415)
فَتمكن وَبَالغ فِي تَحْصِيل المماليك والخيول وَعظم قدره حَتَّى كَانَ يكْتب إِلَى مصر بِكُل مَا يُريدهُ حَتَّى فِي حلب وطرابلس وحماة وصفد وَسَائِر ممالك الشَّام فِي كل مُهِمّ فَلَا يرد لَهُ أَمر وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن جَاءَ الْأَمر بإمساكه فَأمْسك وَذبح فِي شهر ربيع الأول سنة 750 وَكَانَ خَفِيفا قوي النَّفس شرس الْأَخْلَاق
870 - أرغون عَليّ باك كَانَ من مماليك النَّاصِر وتنقل إِلَى أَن أعطي تقدمة وَاسْتقر رَأس نوبَة فِي سنة 769 إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 770
871 - أرغون بن قيران السلاري كَانَ نقيب الْجَيْش فِي أَيَّام السُّلْطَان حسن وَكَانَ قبل ذَلِك نقيب المماليك عوض أَبِيه وَاتفقَ أَن الْأَشْرَف عينه لامرة الْحَاج فَامْتنعَ فَغَضب مِنْهُ وعزله من نقابة الْجَيْش فَأَقَامَ مِقْدَار شهر بطالاً ثمَّ خدم بِمِائَة ألف فأعيد إِلَى نقابة الْجَيْش فاتفق أَنه مَاتَ بعد شهر وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 772
872 - أرغون الأحمدي اللالا تنقل إِلَى أَن قَرَّرَهُ يلبغا لما تسلطن الْأَشْرَف شعْبَان فِي خدمَة السُّلْطَان وتربيته ثمَّ اسْتَقر إستاداراً كَبِيرا ثمَّ عمل خزنداراً كَبِيرا ثمَّ نَفَاهُ يلبغا فِي شهر ربيع الأول سنة 768 فَلَمَّا قتل يلبغا فِي تِلْكَ السّنة أُعِيد وَاسْتقر لالا على عَادَته ثمَّ اسْتَقر أَمِير مجْلِس فِي شَوَّال سنة 772 ثمَّ اسْتَقر أَمِيرا كَبِيرا فِي الْمحرم سنة 775 ثمَّ ولّي نِيَابَة الاسكندرية فِي رَمَضَان مِنْهَا فَعَاشَ فِيهَا أَيَّامًا وَمَات فِي نصف ذِي الْقعدَة(1/416)
سنة 775
873 - أرغون الدوادار اشْتَرَاهُ الْمَنْصُور فرباه مَعَ وَلَده النَّاصِر مُحَمَّد وَلم يزل مَعَه فِي خدمته حَتَّى توجه إِلَى الكرك وَهُوَ مَعَه حَتَّى عَاد - وَهُوَ يلازمه إِلَى أَن ولاه نِيَابَة السلطنة بالديار المصرية سنة 712 فَسَار سيرة حَسَنَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ يخلّص النَّاس من شَدَائِد يُرِيد النَّاصِر أَن ينزلها بهم وَحج سنة 715 وَخلف السُّلْطَان لما حج سنة 719 ثمَّ حج هُوَ سنة 720 ومشي من مَكَّة إِلَى عَرَفَة بمسكنة فِي هَيْئَة الْفُقَرَاء وَتوجه مرّة إِلَى منية ابْن خصيب فخرب خمس كنائس لِلنَّصَارَى وَمنع أَن يستخدم فِي ديوانه نَصْرَانِيّ ثمَّ فِي سنة 726 بلغ النَّاصِر أَن مهنا تجهّز لِلْحَجِّ فَأسر إِلَى أرغون أَن يحجّ وَيقبض على مهنا فَبلغ مهنا - فَتَأَخر عَن الْحَج فاتهم النَّاصِر أرغون بذلك فَلَمَّا عَاد قبض عَلَيْهِ واعتقله ثمَّ أخرجه لنيابة حلب وَكَانَ قد اشْتغل على مَذْهَب الْحَنَفِيَّة وَمهر فِيهِ إِلَى أَن صَار يعد فِي أهل الْإِفْتَاء وَكَانَت لَهُ عناية عَظِيمَة بالكتب جمع مِنْهَا جمعا مَا جمعه أحد(1/417)
من أَبنَاء جنسه وَكَانَ النَّاس قد علمُوا رغبته فِي الْكتب فهرعوا إِلَيْهِ بهَا وَكَانَ خيّراً سَاكِنا قَلِيل الْغَضَب حَتَّى يُقَال أَنه لم يسمع مِنْهُ أحد فِي طول نيابته بِمصْر وحلب كلمة سوء وَكَانَ للْملك بِهِ جمال وَكَانَ لَهُ حنو على ابْن الْوَكِيل وعَلى أبي حَيَّان وَابْن سيد النَّاس وَغَيرهم وأوصل بهمته نهر الساجور إِلَى الْبَلَد قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ تركيا فصيحا مليح الشكل شَدِيد الْحِرْص وَكَانَت وَفَاته بحلب فِي ربيع الأول سنة 731
874 - أرغون الصَّغِير الكاملي نَائِب حلب كَانَ أحد مماليك الصَّالح إِسْمَاعِيل رباه وَهُوَ صَغِير السن حَتَّى صيّره أَمِير طبلخاناة أول مَا عرف من أمره وتنويه قدره وزوّجه أُخْته لأمه وَهِي بنت أرغون العلائي وَكَانَ جميلاً جدا قَالَ الصَّفَدِي حضر إِلَى بدر الدّين جنكلي لما تزوج فَأمره بِالْجُلُوسِ وَإِعْطَاء قبَاء مطرزاً فَلَمَّا خرج قَالَ لي رَأَيْت مَا أحسن وَجه هَذَا وعيونه فَقلت نعم - أَو نعم مَا رَأَيْت قَالَ وَلم يكن جنكلى(1/418)
مِمَّن يمِيل إِلَى المردان فَلَمَّا ولى الْكَامِل حظي عِنْده وَقدمه وَأمره مائَة وَكَانَ يدعى أرغون الصَّغِير فَصَارَ يدعى أرغون الكاملي ثمَّ ولاه النَّاصِر حسن نِيَابَة حلب فباشرها مُبَاشرَة حَسَنَة وَمَشى حَالهَا بسياسة ومهابة فخافه التركمان وَالْعرب وَكَانَ أرجف بعزله ففر إِلَى مصر فَتَلقاهُ طشبغا الدوادار وخيّره بَين دُخُول مصر أَو نِيَابَة حلب على حَاله فَاخْتَارَ الدُّخُول إِلَى السُّلْطَان فَخلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ فَتَلقاهُ أَهلهَا بالشموع إِلَى قنسرين ثمَّ ولّي نِيَابَة دمشق فِي أول دولة الصَّالح الصَّالِحَة وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة 752 فَلَمَّا خرج بيغاروس لم يُوَافقهُ وَقَامَ فِي نصْرَة صَاحب مصر ولاقاه إِلَى لد وَرجع مَعَه إِلَى دمشق وفر بيبغا من دمشق هُوَ وَمن مَعَه فَسَار أرغون وشيخون وَغَيرهمَا بالعساكر إِلَى حلب وتقرر أرغون فِي نِيَابَة حلب ثَانِيًا وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة 753 ثمَّ صرف عَن حلب فِي سنة 755 وَأمر مائَة بِمصْر ثمَّ اعتقل بالاسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَأقَام بالقدس بطالا وَعمر لَهُ فِيهَا تربة حَسَنَة وَمَات بِهِ فِي شَوَّال سنة 758 وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ
875 - أرغون العلائي من مماليك النَّاصِر تنقل إِلَى أَن اسْتَقر رَأس نوبَة الجمدارية عِنْده ثمَّ تزوج أم الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل وَاسْتقر لالاه فَلَمَّا(1/419)
مَاتَ النَّاصِر نفي إِلَى قوص فَلَمَّا ولّي السلطنة إِسْمَاعِيل صَار هُوَ أكبر الْأُمَرَاء ومدبر الممالك ثمَّ اعتقل فِي دولة المظفر حاجي بالاسكندرية بعد أَن ضرب فِي وَجهه بالطبر ضَرْبَة كَادَت تهلكه وَلما كَانَ فِي سنة 748 أحضر إِلَى الْقَاهِرَة فَقتل وَهُوَ الَّذِي أنشأ كتاب السَّبِيل على بَاب المرستان لما ولّي نظره وَكَانَ جواداً كثير الْآدَاب وَله خانكاه بالقرافة
876 - أرغون القشتمري أمره يلبغا طبلخاناة ثمَّ أمره أسندمر تقدمة ثمَّ نفي إِلَى الْقُدس بطالاً فَمَاتَ بِهِ فِي آخر سنة 768 أَو بعْدهَا
877 - أرقطاي القفجقي الْمَشْهُور بالحاج كَانَ من مماليك الْأَشْرَف خَلِيل وَكَانَ عَارِفًا بالسياسة مَعَ عجمة فِي لِسَانه وذكاء مفرط وتدبير لطيف وولّي نِيَابَة حمص سنة 716 ثمَّ صفد ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر أَمِير مائَة وَعمل نِيَابَة الْغَيْبَة بهَا ثمَّ ولّي إمرة طرابلس بعد امساك تنكز ثمَّ اعتقل بالإسكندرية ثمَّ ولي نِيَابَة حلب فِي سلطنة الْكَامِل شعْبَان ثمَّ ولّي نِيَابَة مصر فِي دولة المظفر حاجي ثمَّ نِيَابَة حلب ثمَّ نِيَابَة دمشق بعد أرغون شاه فَلم يدخلهَا بل مَاتَ فِي الطَّرِيق بالإسهال وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 750 وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة وَكَانَ ظريفاً لطيفاً خَفِيف الرّوح جميل الْوَجْه كثير الْأَدَب(1/420)
878 - أزبك بن طقطاي القان أحد مُلُوك الْمغل من جِهَة الرّوم وَهِي من بَحر قسطنطينية إِلَى نهر أرس مَسَافَة ثَمَانمِائَة فَرسَخ كَانَ جيد الْإِسْلَام شجاعاً عابداً وَكَانَت وَفَاته سنة 742 ومدّة ملكه 12 سنة وَكَانَ قد صاهر النَّاصِر على أُخْته وَبَينهمَا مكاتبات يُقَال أَنه قَالَ لبَعض الزهاد أود لَو قتلت لأنكم تَقولُونَ أَن جَمِيع من فِي ملكي فِي عنقِي فَأَقُول أَمُوت فاستريح وَكَانَ فِي سنة 721 قصد أَن يَغْزُو بِلَاد الططر فخذر النَّاصِر
879 - أزبك بن عبد الله الشمسي قَرَأت فِي مشيخة الْبَدْر النابلسي أَنه أجَاز لَهُ فِي سنة 730
880 - أزبك الْحَمَوِيّ صارم الدّين أحد مماليك الْمَنْصُور صَاحب حماة ترقى إِلَى أَن صَار من أُمَرَاء حماة وَكَانَ مقداماً شجاعاً مهابا جوادا بِحَيْثُ أَنه إِذا سَافر يقوم بِجَمِيعِ مؤون من يرافقه وَخرج مقدما على الْعَسْكَر الَّذِي ندب لمحاربة الأرمن بِمَدِينَة آياس وأبلى فِي حربه بلَاء عَظِيما فَأَصَابَهُ جِرَاحَة فِي وَجهه فَمَاتَ فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 737 فَحمل إِلَى حماة فَدفن بهَا وَقد قَارب الْمِائَة
881 - أزدمر المجيري توجه رَسُولا من النَّاصِر فِي سنة 701 إِلَى غازان(1/421)
ملك التتار وصحبته عماد الدّين السكرِي
882 - أزدمر الْعُزَّى أَبُو ذقن كَانَ مَمْلُوك بكتمر المؤمني ثمَّ تنقل إِلَى أَن جعله يلبغا فَأعْطى إمرة طبلخاناة سنة 68 ثمَّ أمره أسندمر تقدمة ألف ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجن بالاسكندرية ثمَّ أطلقهُ الْأَشْرَف بعد ذَلِك ونفاه إِلَى الشَّام بطالاً فَمَاتَ بهَا بعد ذَلِك
883 - أزدمر الناصري تنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار دويداراً ثمَّ كَانَ هُوَ ومنكلي بغا قد قاما على صرغتمش وتحكما بعده ثمَّ أخرج منكلي بغا فِي الأتابكية فِي سلطنة الْأَشْرَف استدعاه إِلَى مصر فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 769
884 - أزدمر الكاشف الْأَعْمَى عز الدّين مَمْلُوك إلْيَاس تقدم فِي الخدم السُّلْطَانِيَّة وَتوجه إِلَى الْيمن وولّي البهنسا وَغَيرهَا وَكَانَ النَّاصِر يثني عَلَيْهِ ثمَّ ولاه الْكَشْف بِالْوَجْهِ القبلي ثمَّ البحري وطالت أَيَّامه وَكَانَ سفاكاً للدماء كثير الْإِيقَاع بالمفسدين وَعمي فِي سنة 742 وَاسْتمرّ يخفي عماه وَيسْتَمر على ذَلِك يحكم وَلَا يشْعر بِهِ أحد إِلَى أَن فَشَا أمره فَبَطل وَكَانَ يَقُول الشّعْر ويحفظ مقامات الحريري وَكَثِيرًا من الشّعْر(1/422)
ذكر من اسْمه إِسْحَاق إِلَى إِسْمَاعِيل
885 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن المظفر أَبُو الْفضل ابْن الوزيري ولد سنة خمسين واسمعه أَبوهُ من الزكي الْمُنْذِرِيّ مُعْجَمه وَمن غَيره وأسمعه الشاطبية والتيسير من الْكَمَال الضَّرِير وَقَرَأَ الْقرَاءَات على أَبِيه وعَلى الْكَمَال ابْن فَارس وحدّث روى لنا عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين الشَّامي وَمَات فِي شعْبَان سنة 718
886 - إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْمَنَاوِيّ وَالِد القَاضِي تَاج الدّين اشْتغل بالفقه وَمهر ودرّس وَأعَاد وَمَات فِي سنة 718
887 - إِسْحَاق بن إِسْمَاعِيل بن أبي الْقَاسِم بن الْحسن بن أبي الْقَاسِم المقدادي الْكِنْدِيّ الرَّحبِي مجد الدّين ولد سنة إِحْدَى وَخمسين وتفقه بالشيخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وولّي قَضَاء الرحبة نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَت وَفَاته بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة 715
888 - إِسْحَاق بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن طَارق الْأَسدي الْحلَبِي ابْن النّحاس ولد سنة 630 وَسمع من يُوسُف بن خَلِيل فَأكْثر عَنهُ وَمن مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الْقزْوِينِي والنظام ابْن الْبَلْخِي والمؤتمن بن قميرة والعز ابْن رَوَاحَة فِي آخَرين أَكثر عَنهُ الطّلبَة مَعَ عسر فِيهِ وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة وَنسخ بِخَطِّهِ أَجزَاء كَثِيرَة وَكَانَت سماعاته على ابْن خَلِيل خَاصَّة سِتّمائَة جُزْء وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص كتب أَجزَاء بِخَطِّهِ فِي صباه وَكَانَ(1/423)
يدْرِي سماعاته مَعَه وَكَانَ لَهُ حَانُوت نُحَاس ثمَّ تَركهَا أخيراً وَمَات فِي رَمَضَان سنة 710
889 - إِسْحَاق بن أبي بكر بن المي بن أطز التركي الْمصْرِيّ نجم الدّين أَصله من سنجار ولد سنة 671 وَأحب الطّلب وَسمع الحَدِيث وَقَالَ الشّعْر ورحل إِلَى الاسكندرية وحلب فَسمع من الغرافي وسنقر الزيني وَكَانَ سمع من الأبرقوهي وَغَيره وَدخل الْعرَاق والعجم سنة 705 ففقد خَبره بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة وَكَانَ لَهُ شعر حسن فَمِنْهُ
(يَا غريرا غرني فِي حبه ... وغرامي اصله من غرته)
(أَنْت ظَبْي مسكه فِي عَارضه ... لَا كظبي مسكه فِي سرته)
وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ طلب كهلاً أخذت عَنهُ وَهُوَ(1/424)
من أقراني وأضمرته الْبِلَاد بعد الْعشْرين
890 - إِسْحَاق بن أبي بكر بن مَحْمُود بن عبد الْوَهَّاب الْأَسدي الدِّمَشْقِي كتب عَنهُ سعيد الذهلي من شعره قصيدة أَولهَا
(يَا سَاكِني السفح الَّذِي برامة ... قلبِي إِلَيْكُم زَائِدَة خفوقه)
891 - إِسْحَاق بن عبد الْكَرِيم القبطي تَاج الدّين نَاظر الْخَواص وَليهَا بعد كريم الدّين الْكَبِير فباشر بِسُكُون وانجماع وعقل رَاجِح إِلَى أَن مَاتَ بعد ثَمَان سِنِين فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731 وأنجب أَوْلَاده الثَّلَاثَة إبر اهيم نَاظر الدولة ومُوسَى وَزِير الشَّام وماجد
892 - إِسْحَاق بن عَليّ بن يحيى بن نجم الدّين أَبُو الطَّاهِر الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة شيخ الْحَنَفِيَّة فِي وقته تفقه وَمهر حَتَّى شرح الْهِدَايَة وناب فِي الحكم عَن معز الدّين النعماني ودرّس بالأزكوجية والمنصورية والفارقانية وَمَات بالأزكوجية فِي خَامِس الْمحرم سنة 711
893 - إِسْحَاق بن هَارُون بن إِسْحَاق الشريف العباسي الدِّمَشْقِي العلثي أَبُو هَارُون ولد سنة سَبْعمِائة يلقب المأنوف ولّي بحلب عدَّة وظائف(1/425)
وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة 767 حمل عَنهُ ابْن عشائر وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق على ذهنه فَضِيلَة
894 - إِسْحَاق بن يحيى بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْآمِدِيّ عفيف الدّين نزيل دمشق ولد سنة 42 وَسمع من مجد الدّين ابْن تَيْمِية وَعِيسَى بن سَلامَة ويوسف ابْن خَلِيل وصقر وَغير وَاحِد وَأخذ عَن الْمجد ابْن تَيْمِية وَطلب بِنَفسِهِ فِي حَيَاة أَحْمد بن عبد الدَّائِم وحصّل الْأَجْزَاء وأحضر الْمدَارِس وَحج مرَارًا قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص سمع من ابْن خَلِيل أَجزَاء كَثِيرَة وَكَانَ لَهُ أنس بِالْحَدِيثِ وَيعرف مسموعاته وحصّل أُصُوله وَخرج لَهُ ابْن المهندس معجماً وتفرّد بأَشْيَاء وولّي مشيخة الظَّاهِرِيَّة قلت حدّثنا عَنهُ بِالسَّمَاعِ غير وَاحِد مِنْهُم أَحْمد بن أقبرص بن بِلعان وحدّث بالكثير وَكَانَ يشْهد عَليّ الْقُضَاة وَكَانَ لطيفاً بشوشاً تفرّد بأَشْيَاء من العوالي وَعمل لنَفسِهِ معجماً وَمَات سنة 725
895 - إِسْحَاق القماط هُوَ عبد الْوَهَّاب يَأْتِي
896 - أَسد بن أَمِيري الْكرْدِي كَانَ من أُمَرَاء دمشق فَلَمَّا قدم بيدمر نَائِب دمشق بعد خلع النَّاصِر حسن وَملك قلعة دمشق وَأَرَادَ محاربة(1/426)
يلبغا توجه يلبغا بالعساكر وَمَعَهُ الْمَنْصُور الَّذِي أَقَامَهُ بعد حسن فغلبوا على دمشق وأمسكوا بيدمر وَمن حام مَعَه فحبسوهم وسمروا هَذَا الرجل على جمل وطيف بِهِ ثمَّ سجن وَكَانَ مِمَّن قَامَ بِهَذِهِ الْفِتْنَة الْقيام الْكَبِير
897 - إِسْرَائِيل بن عبد الرَّحْمَن بن خَلِيل الْمَقْدِسِي البعلي ولد سنة 53 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وحدّث بِهِ عَنهُ وخدم بقلعة بعلبك نَحْو سِتِّينَ سنة وَكَانَ قَرَأَ طرفا من الْعَرَبيَّة على بدر الدّين بن مَالك وَله شعر مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 742
898 - أسعد بن أَمِين الْملك تَقِيّ الدّين الْأَحول كَاتب برلغي ومستوفى الْحَاشِيَة أسلم على يَد برلغي وَاسْتقر فِي نظر الدولة فِي ذِي الْقعدَة سنة 711 وَكثر تمكنه لما وفر النَّاصِر الوزارة بعد موت أَمِين الدّين ابْن الغنّام وَهُوَ الَّذِي منع أَرْبَاب المرتبات من مرتباتهم وأحالهم بهَا على الْجِهَات الَّتِي لَا يتَحَصَّل لَهُم مِنْهَا إِلَّا دون الشَّهْرَيْنِ وَكثر الدُّعَاء عَلَيْهِ بذلك وَهُوَ الَّذِي كَانَ السَّبَب فِي عمل الروك الناصري حَتَّى مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 716 وَكَانَ النَّاس لبغضهم لَهُ يسمونه الشقي الْأَحول(1/427)
899 - أسعد بن حَمْزَة بن أسعد القلانسي مؤيد الدّين ولد سنة 675 وأسمع عَليّ ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَصَارَ أحد رُؤَسَاء دمشق وَمَات شَابًّا فِي حَيَاة أَبِيه فِي صفر سنة 721 وجده هُوَ أسعد بن مظفر ابْن أسعد بن حَمْزَة بن أسعد بن عَليّ كَانَ من كبار الرؤساء بِدِمَشْق وَمَات سنة 672
900 - أَسمَاء بنت الْفَخر إِبْرَاهِيم بن عَرصَة خَالَة القَاضِي نور الدّين ابْن الصَّائِغ ولدت سنة 46 وتزهدت فَكَانَت تلقن النسْوَة الْقُرْآن وتعلمهن الْعلم والقرب وَكَانَت تجهد نَفسهَا فِيمَا يقربهَا إِلَى الله قَالَ البرزالي مَعَ الزّهْد الْحَقِيقِيّ بَاطِنا وظاهراً مَاتَت لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة 708
901 - أَسمَاء بنت أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن موسك الهكاري أُخْت جوَيْرِية ولدت سنة 15 وأحضرت عَليّ أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز الْحَمَوِيّ المسلسل أَنا الصَّدْر البلوي ومجلساً فِي فضل رَمَضَان لِابْنِ عَسَاكِر أَنا مكي بن عَلان وحدّثت بِالْقَاهِرَةِ وَسمع مِنْهَا أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين وَسَبْعمائة
902 - أَسمَاء بنت خَلِيل بن كيكلدئي العلائي أُخْت شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ أبي الْخَيْر(1/428)
أَحْمد ولدت سنة 25 وأحضرت بعناية والدها على الحجار عدَّة أَجزَاء وَسمعت من أبي الْمَعَالِي بن أبي التائب وَجَمَاعَة وحدّثت وَكَانَت وفاتها بِبَيْت الْمُقَدّس فِي شَوَّال سنة 795
903 - أَسمَاء بنت مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة الله بن الْحسن البعلبكي الْمَعْرُوف بِابْن صصرى أم مُحَمَّد بنت الْعِمَاد وَهِي أُخْت القَاضِي نجم الدّين ابْن صصرى ولدت سنة 38 فِي أواخرها أَو سنة 39 وَسمعت على جدها لأمها مكي بن عَلان خَمْسَة أَجزَاء الأول وَالثَّانِي من بغية المستفيد ومجلس فِي فضل رَمَضَان ونسخة أبي مسْهر وَحَدِيث إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه قَالَ البرزالي لم تقع لنا من رِوَايَتهَا غَيرهَا قلت حدّثنا عَنْهَا الشَّيْخ برهَان الدّين وَأَبُو بكر بن الْعِزّ الفرضي وَغَيرهمَا وحدّثت قَدِيما قبل أَن تَمُوت بِخَمْسِينَ سنة وحجّت مرَارًا وَكَانَت من الصَّالِحَات تقْرَأ فِي الْمُصحف وَلها أوراد وَمَاتَتْ فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة 733 وَآخر مَا قرئَ عَلَيْهَا فِي سادس ذِي الْحجَّة من السّنة نقلته من خطّ ابْن الْمُحب
904 - أَسمَاء بنت مُحَمَّد بن الْكَمَال عبد الرَّحِيم المقدسية ابْنة عَم زَيْنَب بنت الْكَمَال أَحْمد بن عبد الرَّحِيم ولدت سنة ... وأسمعت على أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَمَات سنة 723(1/429)
899 - أسعد بن حَمْزَة القلانسي مؤيد الدّين ولد سنة 675 وأسمع عَليّ ابْن عمر وَالْفَخْر وَغَيرهمَا وَصَارَ أحد رُؤَسَاء دمشق وَمَات شَابًّا فِي حَيَاة أَبِيه فِي صفر سنة 721 وجده هُوَ أسعد بن مظفر ابْن أسعد بن حَمْزَة بن أسعد بن عَليّ كَانَ من كبار الرؤساء بِدِمَشْق وَمَات سنة 672
900 - أَسمَاء بنت الْفَخر إِبْرَاهِيم بن عَرصَة خَالَة القَاضِي نور الدّين ابْن الصَّائِغ ولدت سنة 46 وتزهدت فَكَانَت تلقن النسْوَة الْقُرْآن وتعلمهن الْعلم والقرب وَكَانَت تجهد تفسها فِيمَا يقربهَا إِلَى الله قَالَ البرزالي مَعَ الزّهْد الْحَقِيقِيّ بَاطِنا وظاهراً مَاتَت لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة 708
901 - أَسمَاء بنت أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن موسك الهكاري أُخْت جوَيْرِية ولدت سنة 15 وأحضرت عَليّ أَحْمد بن إِدْرِيس بن مريز الْحَمَوِيّ المسلسل أَنا الصَّدْر البلوي ومجلساً فِي فضل رَمَضَان لِابْنِ عَسَاكِر أَنا مكي بن عَلان وحدّثت بِالْقَاهِرَةِ وَسمع مِنْهَا أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بعد السّبْعين وَسَبْعمائة
902 - أَسمَاء بنت خَلِيل بن كيكلدئي العلائي أُخْت شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ أبي الْخَيْر(1/430)
أَحْمد ولدت سنة 25 وأحضرت بعناية والدها على الحجار عدَّة أَجزَاء وَسمعت من أبي الْمَعَالِي بن أبي التائب وَجَمَاعَة وحدثنت وَكَانَت وفاتها بِبَيْت الْمُقَدّس فِي شَوَّال سنة 795
903 - أَسمَاء بنت مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب الْحسن بن هبة الله بن الْحسن البعلبكي الْمَعْرُوف بِابْن صصرى أم مُحَمَّد بنت الْعِمَاد وَهِي أُخْت القَاضِي نجم الدّين ابْن صصرى ولدت سنة 38 فِي أواخرها أَو سنة 39 وَسمعت على جدها لأمها مكي بن عَلان خَمْسَة أَجزَاء الأول وَالثَّانِي من بغية المستفيد ومجلس فِي فضل رَمَضَان ونسخة أبي مسْهر وَحَدِيث إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه قَالَ البرزالي لم تقع لنا من رِوَايَتهَا غَيرهَا قلت حدّثنا عَنْهَا الشَّيْخ برهَان الدّين وَأَبُو بكر بن الْعِزّ الفرضي وَغَيرهمَا وحدّثت قَدِيما قبل أَن تَمُوت بِخَمْسِينَ سنة وحجّت مرَارًا وَكَانَت من الصَّالِحَات تقْرَأ فِي الْمُصحف وَلها أوراد وَمَاتَتْ فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة 733 وَآخر مَا قرئَ عَلَيْهَا فِي سادس ذِي الْحجَّة من السّنة نقلته من خطّ ابْن الْمُحب
904 - أَسمَاء بنت مُحَمَّد بن الْكَمَال عبد الرَّحِيم المقدسية ابْنة عَم زَيْنَب بنت الْكَمَال أَحْمد بن عبد الرَّحِيم ولدت سنة ... وأسمعت على أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَمَات سنة 723(1/429)
905 - أَسمَاء بنت يَعْقُوب بن أَحْمد بن يَعْقُوب بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الحلبية الأَصْل ثمَّ المصرية الْمَعْرُوف والدها بِابْن الصَّابُونِي تكنّى أم الْفضل أحضرت فِي الثَّالِثَة على الْعِزّ الفاروثي وحدّثت وَمَاتَتْ فِي ثَالِث عشر صفر سنة 762 وَقد زَادَت على التسعين أرخها ابْن رَافع
من اسْمه إِسْمَاعِيل
906 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن نصر بن أبي الْمَعَالِي بن الملاق الشُّرُوطِي الْحَنَفِيّ إِمَام القليجية أَبُو الْفضل ولد سنة 637 ذكره الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع من خطيب مردا والرضى ابْن الْبُرْهَان وَكَانَ خيّراً متواضعاً مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709
907 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر التفليسي نجم الدّين ابْن الإِمَام سمع من النجيب وَإِسْمَاعِيل بن عزون وَعُثْمَان بن رَشِيق وَغَيرهم وحدّث وَكَانَ مولده سنة ... حدّثنا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ابْن مُوسَى القَاضِي وَمَات سنة 746 ذِي الْحجَّة وَله 89 سنة
908 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر الْجَزرِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ ولد سنة ... سمع على يُوسُف بن يَعْقُوب بن المجاور وَغَيره وحدّث وَمَات ... .(1/430)
909 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن بَرَكَات الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الخباز الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب ولد سنة 629 وَسمع من سنة 637 وَمَا بعْدهَا إِلَى أَن مَاتَ فَأكْثر عَن المرسي والبكري بن وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَسمع قبل من الضياء وَعبد الْحق بن خلف وَأكْثر جدا وَخرج وَحصل وَكَانَ يُؤَدب فِي مكتب قَالَ الذَّهَبِيّ عمل محضراً أَنه أهل لتأديب الْأَطْفَال أَخذ فِيهِ خطوط أَزِيد من ألف نفس وَأثبت على عدَّة حكام فَكَانَ أعجوبة فِي غلظ عَمُود وَكتب إِسْمَاعِيل عَمَّن دب ودرج وحصّل الْأَجْزَاء وَخرج وتعب وَكَانَ مَعَ ذَلِك لَا يتقن شَيْئا يكْتب خطا رديئاً غير مُعرب قَالَ وَكَانَ شَيخا سهلاً متواضعاً دمث الْأَخْلَاق سليم الْبَاطِن يُفِيد الطّلبَة ويعيرهم الْأَجْزَاء بسهولة وَخرج لِابْنِ عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة فمدحه ابْن عبد الدَّائِم بِأَبْيَات وَقَالَ فِي المعجم الْمُخْتَص جد فِي الطّلب سنة 54 وَإِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 703 وَكتب مَا لَا يُوصف كَثْرَة عَمَّن در ودرج وَخرج المعجم وسيرة الشَّيْخ وَأَشْيَاء غير متقنة واقتنى أصولاً مليحة
910 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله ابْن جمَاعَة أَخُو القَاضِي بدر الدّين سمع من الرضى ابْن الْبُرْهَان وَجلسَ مَعَ الشُّهُود بِدِمَشْق وَمَات بحماة سنة 730
911 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْمَقْدِسِي ثمَّ الْمصْرِيّ عماد الدّين اعتنى بالطب فمهر فِيهِ وَأَخذه عَن عماد الدّين النابلسي وَغَيره وَكَانَ حسن المعالجة وَسمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَالْمجد ابْن العديم والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَغَيرهم(1/431)
وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 731
912 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة عماد الدّين ابْن ابْن أخي الَّذِي قبله ولد سنة 710 وَسمع من الرضى الطَّبَرِيّ بِمَكَّة وَمن الواني وَغَيره بِمصْر وناب فِي تدريس الصلاحية والخطابة عَن قَرِيبه القَاضِي برهَان الدّين لما كَانَ قَاضِيا بِمصْر وَكَانَ فَاضلا مدرسا وَله سَماع من الختني وَغَيره وَمَات فِي ربيع الأول سنة 776 عَن نَحْو سِتِّينَ سنة
913 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي الْمَعْرُوف بِابْن فرفور عماد الدّين تنقل فِي الخدم وَتقدم عِنْد تنكز نَائِب الشَّام واقتنى الْأَمْلَاك بِدِمَشْق وحلب وباشر توقيع الدست وَنظر الْخَاص بِدِمَشْق وَكَانَت لَهُ معرفَة بِالْحِسَابِ مَعَ محبَّة الْخَيْر وَالدّين والإيثار مَاتَ فِي صفر سنة 757
914 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشارعي اعتنى بِالطَّلَبِ كثيرا فَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب الْخط الْحسن وَسمع من الرضي الطَّبَرِيّ وَمن أبي الْحسن الواني ويوسف الختنى وبالثغر من وجيهية وَقَرَأَ على التقي الصَّائِغ وَتقدم فِي هَذَا الشَّأْن لَكِن مَاتَ شَابًّا فِي يَوْم عيد الْفطر سنة 731 ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ شَاب عَاقل حسن الْفَهم قدم علينا وَسمع مني وعلقت عَنهُ وَقَرَأَ بالسبع على التقي الصَّائِغ وَكَانَ حسن الْخط عَاشَ سنة 27 سنة وَقد ذكره فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ(1/432)
سنة 727
915 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي شيخ العادلية بِدِمَشْق ذكره الذَّهَبِيّ فِي آخر طَبَقَات الْقُرَّاء فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ سنة 727
916 - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْكرْدِي عماد الدّين ولد بعد سنة 690 وتفقه وناب عَن السُّبْكِيّ فِي قَضَاء غَزَّة ثمَّ قدم دمشق وَرَأَيْت سَمَاعه على سنجر الجاولي فِي بعض مُسْند الشَّافِعِي ونعت فِي الطَّبَقَة مفتي الْمُسلمين فَمَاتَ فجاءة فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة سنة 755 قَالَ السُّبْكِيّ ركب معي يَوْم الْخَمِيس وَأصْبح يَوْم الْجُمُعَة على مَا بَلغنِي طيبا وَمَات بعد الصَّلَاة من يَوْمه
917 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن برتق القوصي ثمَّ الْمصْرِيّ جلال الدّين أَبُو الظَّاهِر اعتنى بِالْعلمِ وفَاق فِي الْعَرَبيَّة والقراءات وَقَالَ الشّعْر الْحسن وتصدر بِجَامِع ابْن طولون وباشر الْعُقُود وَكَانَ آيَة فِي التنذير وَحسن المحاضرة وَكَانَ يحفظ شَيْئا كثيرا من الْأَشْعَار والنوادر وَهُوَ الْقَائِل(1/433)
(أَقُول ومدمعي قد حَال بيني ... وَبَين أحبتي يَوْم العتاب)
(رددتم سَائل الأجفان قهرا ... بعثر وَهُوَ يجْرِي فِي الثِّيَاب)
مَاتَ سنة 715
918 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن حجاج بن يُوسُف البلبيسي سمع من القطب الْقُسْطَلَانِيّ بن عَليّ بن رَوَاحَة وَابْن ظافر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الْمُنْذِرِيّ وَابْن عبد الدَّائِم والنجيب وَابْن علاق وَغَيرهم وَهُوَ آخر من حدث عَن الْمُنْذِرِيّ بِالْإِجَازَةِ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 742
919 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عَليّ الباريني عماد الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي كَانَ فَاضلا بارعاً ولّي الحكم فِي عدَّة بِلَاد وحدّث وَأفْتى ودرس وَمَات سنة 798
920 - إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن مُحَمَّد عماد الدّين ابْن القلانسي أَخُو أَمِين الدّين مُحَمَّد الْآتِي ذكره مَاتَ سنة 740
921 - إِسْمَاعِيل بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن الكالح الْحَمَوِيّ نزيل بَيت الْمُقَدّس ولد سنة 681 وحدّث عَن ابْن الشّحْنَة بِمَكَّة وَلَو سمع على قدر سنه لحدّثهم عَن الْفَخر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 760
922 - إِسْمَاعِيل بن حاجي الْأَزْدِيّ شرف الدّين الْفَقِيه الْبَغْدَادِيّ كَانَ من(1/434)
الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة درّس الْحَاوِي وَمَات سنة 792
923 - إِسْمَاعِيل بن حسن بن مُحَمَّد بن قلاون عماد الدّين ابْن النَّاصِر كَانَ تأمّر فِي حَيَاة الْأَشْرَف وَتقدم عِنْد الظَّاهِر وكا ذكياً يقظاً عَارِفًا مَاتَ فِي شعْبَان سنة ...
924 - إِسْمَاعِيل بن الْحُسَيْن بن أبي السَّائِب بن أبي الْعَيْش الْأنْصَارِيّ المحدّث الْفَاضِل مجد الدّين الدِّمَشْقِي الْكَاتِب سمع كثيراُ وَدَار على الشُّيُوخ وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَلم ينجب روى عَن مكي بن عَلان والنور الْبَلْخِي وَإِسْمَاعِيل الْعِرَاقِيّ وعدة وَله أَجزَاء ثباتات وَلم يكن بِذَاكَ توفّي سنة 721 وَقد نيّف على السّبْعين هَكَذَا ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ فِي الْكَبِير ... قلت حدّثني عَنهُ الشَّيْخ برهَان الدّين الشَّامي وروى عَنهُ السُّبْكِيّ وَقَرَأَ شَيْئا من الْعَرَبيَّة على ابْن مَالك
925 - إِسْمَاعِيل بن خَليفَة بن عبد الْغَالِب الحسباني الدِّمَشْقِي تفقه بالقدس ثمَّ دمشق وبرع حَتَّى انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْمَذْهَب بِبَلَدِهِ مَعَ الدّين والتواضع وَشرح الْمِنْهَاج فِي عشر مجلدات على نمط الإردبيلي مشيخة وَشرع فِي تَكْمِيل شرح الْمُهَذّب وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 778 وَسمع من الْجَزرِي وَبنت الْكَمَال وَغَيرهمَا
926 - إِسْمَاعِيل بن خَلِيل الْحَنَفِيّ تفقه واشتغل وَكَانَ يسكن الحسينية وَوضع مُقَدّمَة فِي أصُول الْفِقْه وَأُخْرَى فِي الْفَرَائِض وَكَانَت لَهُ فِيهِ(1/435)
يَد طولى وَكَانَ صَالحا عفيفاً زاهداً وَكَانَ صَادِق الرُّؤْيَا يخبر بأَشْيَاء يسندها إِلَى مَنَامه فتجئ كفلق الصُّبْح حَتَّى كَانَ يخبر فِي كل سنة بِزِيَادَة النّيل فَلَا تخرم مَاتَ فِي ثامن جُمَادَى الْآخِرَة سنة 739
927 - إِسْمَاعِيل بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن يحيى الصَّالِحِي سمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وَمَات سنة ...
928 - إِسْمَاعِيل بن سعيد الْكرْدِي الْمُقْرِئ الْمصْرِيّ تفقه وتمهر فِي الْقرَاءَات وَالْفِقْه والعربية وَكَانَ طلق الْعبارَة سريع الْجَواب حسن التِّلَاوَة يدْرِي الْحَاوِي والحاجبية ويحفظ الْكثير من التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل رمي بالزندقة بِسَبَب أَنه كَانَ كثير الْهزْل فَحفِظت مِنْهُ كَلِمَات قبيحة حَتَّى صَار يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل الْكَافِر وَإِسْمَاعِيل الزنديق وَطلب إِلَى تَقِيّ الدّين الأخنائي وَادّعى عَلَيْهِ فخلط فِي كَلَامه فسجن فجاءة شخص من الصَّالِحين فَأخْبرهُ أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه فَقَالَ لَهُ قل للأخنائي يضْرب رَقَبَة إِسْمَاعِيل فَإِنَّهُ سبّ أخي لوطاً فاستدعى بِهِ وَعقد لَهُ مَجْلِسا وأقيمت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة بِأُمُور معضلة فَأمر بِهِ فَقتل بِحكم الْمَالِكِي بَين القصرين فِي السَّادِس وَالْعِشْرين من صفر سنة 720 نقلته من خطّ القطب وَذكر أَنه حضر ذَلِك وَقَالَ قد نظر فِي الْمنطق فَدخل فِي كَلَام لَا فَائِدَة فِيهِ يعْنى فضبط عَلَيْهِ وقرأت فِي تَارِيخ مُوسَى بن مُحَمَّد اليوسفي أَنه كَانَ مَشْهُورا بِالْعلمِ بَين الْفُقَهَاء وَله فَضِيلَة مَشْهُورَة فِي الْأَدَب وَكَانَ كثيرا مَا يتماجن(1/436)
ويمزح ويجترئ على الْأَلْفَاظ الموبقة حَتَّى اشْتهر بِإِسْمَاعِيل الْكَافِر وَمِنْهُم من يَقُول إِسْمَاعِيل الزنديق فاتفق أَنه وَقع فِي حق لوط عَلَيْهِ السَّلَام فَرفع إِلَى القَاضِي تَقِيّ الدّين الأختاني فعقد لَهُ مجْلِس فَتكلم بِكَلَام مختلط ثمَّ ثَبت عَلَيْهِ مَا ادّعى بِهِ عَلَيْهِ وَغير ذَلِك من الْأُمُور
929 - إِسْمَاعِيل بن شعْبَان بن حسن بن مُحَمَّد بن قلاون عماد الدّين ابْن مَالك الْأَشْرَف مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 797
930 - إِسْمَاعِيل بن صَالح بن هَاشم بن أبي حَامِد ابْن العجمي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمُقدم ذكره سمع من يُوسُف بن خَلِيل وخطيب مردا وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي مُعْجَمه وَكَانَ من أَعْيَان حلب وناب فِي الحكم وَمَات سنة 714
931 - إِسْمَاعِيل بن عَبَّاس بن عَليّ بن قرقين بن بائي بن أزمن بن قرقين البعلي سمع من الْفَخر وَأَجَازَ لَهُ مُحَمَّد بن أبي بكر العامري روى عَنهُ الشريف الْحُسَيْنِي وَهُوَ وَالِد ابْن عَلَاء الدّين الجندي مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744 ذكره شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
932 - إِسْمَاعِيل بن عبد الله يَأْتِي فِي ابْن مزروع
933 - إِسْمَاعِيل بن المغيث عبد الْعَزِيز بن الْمُعظم عِيسَى بن الْعَادِل سمع من خطيب مردا وحدّث وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 714 وَهُوَ وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بِابْن الْمُلُوك الْآتِي ذكره(1/437)
934 - إِسْمَاعِيل بن عبد الْقوي بن الْحسن بن حيدرة الْحِمْيَرِي فَخر الدّين الأسنائي الْمَعْرُوف بِالْإِمَامِ اشْتغل وناب فِي الحكم فِي عدَّة بِلَاد وَأم ببلاده وَأخذ عَن الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي وَغَيره وتحول من بَلَده إِلَى قوص وَكَانَ كثير النَّوَادِر حاد الْأَجْوِبَة وكف بَصَره أخيراً وَمَات فِي حُدُود الْعشْرين وَمن نوادره أَنه كَانَ فِي مركب مَعَ شَيْخه فزمر بهَا زامر فنهره الشَّيْخ بهاء الدّين فَقَالَ لَهُ الْفَخر سرا إِنَّك اسْتقْبلت خَارِجا وَالشَّيْخ إِمَام فِي هَذَا فَأَعَادَ فَأَعَادَ الشَّيْخ انتهاره فَأخذ الزامر مزماره وَقدمه للشَّيْخ وَقَالَ مَا يحسن الْمَمْلُوك غير هَذَا ففهم الشَّيْخ أَنَّهَا من الْفَخر وتبسّم
935 - إِسْمَاعِيل بن عبد اللَّطِيف بن يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان بن عبد الرَّحِيم عماد الدّين ابْن العجمي ولّي نظر الْجَيْش بحلب ثمَّ صحابة الدِّيوَان بحماة وَكَانَ أسمع على سنقر صَحِيح البُخَارِيّ بفوت وعَلى ابْن العجمي سادس المحامليات وعَلى إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ جُزْء سُفْيَان وحدّث وَمَات ... .
936 - إِسْمَاعِيل بن عبد النصير بن رضوَان بن طرخان الزبيدِيّ ولد سنة نيّف وَسبعين وسِتمِائَة وَسمع على التَّاج الغرافي بالإسكندرية وحدّث بهَا وناب فِي الحكم ودرّس وَمَات فِي شعْبَان سنة 763(1/438)
937 - إِسْمَاعِيل بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن تَمام بن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْمعلم رشيد الدّين ولد سنة 23 وَسمع من ابْن الزبيدِيّ وَقَرَأَ بالروايات على السخاوي وَسمع مِنْهُ وَمن ابْن الصّلاح وَابْن أبي جَعْفَر والعز النسابة فِي آخَرين وَكَانَ فَاضلا فِي مَذْهَب الْحَنَفِيَّة تفقه على الْجمال مَحْمُود الجعبري وَعمر حَتَّى انْفَرد وَأفْتى ودرّس قدم الْقَاهِرَة فِي زمن التتار فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ قد عرض عَلَيْهِ الْقَضَاء بِدِمَشْق فَأبى وَمَات فِي خَامِس شهر رَجَب سنة 714 وَامْتنع من الإقراء لكَونه كَانَ تَارِكًا وَكَانَ بَصيرًا فِي الْعَرَبيَّة رَأْسا فِي الْمَذْهَب قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ديّناً مقتصداً فِي لِبَاسه متزهداً بَلغنِي أَنه تغير بآخرة وَكَانَ مُنْقَطِعًا عَن النَّاس وَمَات ابْنه قبله بِيَسِير
938 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن حَمْزَة بن الْمُبَارك الْأَزجيّ الْحَنْبَلِيّ أَبُو الْفضل عماد الدّين ابْن الطبال شيخ الحَدِيث بالمستنصرية(1/439)
أحضر فِي الرَّابِعَة على أبي مَنْصُور ابْن عفيجة سنة 24 وَكَانَ مولده فِي صفر سنة 621 وَسمع جَامع التِّرْمِذِيّ على عمر بن كرم وَسمع مِنْهُ وَمن الْقطيعِي وَابْن روزب صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بالبخاري عَنْهُم وبسنن النَّسَائِيّ عَن ابْن القبيطي أَفَادَ وأجاد إِلَى أَن مَاتَ سنة 708 فِي شعْبَان وولّي مشيخة المستنصرية بعد ابْن أبي الْقَاسِم وَكَانَ مكثراً أَخذ عَنهُ الفرضي وَابْن سامة والسرّاج الْقزْوِينِي ومحمود ابْن خَليفَة وَغَيرهم
939 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن الْحسن بن سعيد بن صَالح القلقشندي ثمَّ الْمصْرِيّ نزيل الْقُدس تَقِيّ الدّين ولد سنة 702 بِمصْر وَحفظ الْقُرْآن ومختصرات فِي الْعُلُوم وَسمع من روزب والحجار وَغَيرهمَا ورحل إِلَى دمشق فَأخذ عَن الْفَخر الْمصْرِيّ وَأذن لَهُ وتفقه بالديار المصرية ثمَّ تحول فسكن بَيت الْمُقَدّس وبرع فَأخذ عَنهُ الحسباني والغزي وَغَيرهمَا وتصدر لنشر الْعلم فدرّس وَأفْتى وشغل إِلَى أَن صَار أوحد عصره وصاهر العلائي على ابْنَته وَكَانَ يرجع إِلَيْهِ فِي نقل الْمَذْهَب لِأَنَّهُ كَانَ يستحضر الرَّوْضَة وَكَانَ خيّراً أديباً وَمَات فِي السَّادِس من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 778 سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وأنجب وَلَده شَيخنَا شمس الدّين مُحَمَّد بن تَقِيّ الدّين(1/440)
فسلك مسلكه إِلَى أَن مَاتَ
940 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن سنجر بن عبد الله الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ ولد سنة 689 أَو الَّتِي بعْدهَا وَسمع الْكثير بإفادة ابْن عمته الْحَافِظ شمس الدّين الذَّهَبِيّ من عمر بن القواس وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَشَيخنَا وَغَيرهَا وأرخوه فِي شعْبَان سنة 761
941 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب الْملك الْمُؤَيد عماد الدّين ابْن الْأَفْضَل بن المظفر بن الْمَنْصُور تَقِيّ الدّين الأيوبي السُّلْطَان عماد الدّين صَاحب حماة ولد سنة بضع وَسبعين وبخط المؤرخ بحلب سنة اثْنَتَيْنِ وَأمر بِدِمَشْق فخدم النَّاصِر لما كَانَ بالكرك فَبَالغ فَلَمَّا عَاد إِلَى السلطنة وعده بسلطنة حماة ثمَّ سلطنه بعد مدّة يفعل فِيهَا مَا شَاءَ من إقطاع وَغَيره وَلَا يُؤمر وَلَا ينْهَى إِلَّا أَن جرد من الشَّام ومصر عَسْكَر فَإِنَّهُ يجرد من مدينته وأركب فِي الْقَاهِرَة بشعار المملكة والأبهة وَمَشى النَّاس فِي خدمته حَتَّى أرغون النَّائِب فَمن دونه وجهزه كريم الدّين بِجَمِيعِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ولقب أَولا الصَّالح ثمَّ الْمُؤَيد وَأذن أَن يخْطب لَهُ بحماة وأعمالها وَقدم سنة 16 فَأنْزل الْكَبْش وأجريت عَلَيْهِ الرَّوَاتِب وَبَالغ السُّلْطَان فِي إكرامه(1/441)
إِلَى أَن سَافر وَقدم مرّة أُخْرَى ثمَّ حج مَعَ السُّلْطَان سنة 19 فَلَمَّا عَاد عظم فِي عين السُّلْطَان لما رَآهُ من آدابه وفضائله وأركبه فِي الْمحرم سنة 20 عشْرين بعد الْعود من المنصورية بَين القصرين بشعار السلطنة وَبَين يَدَيْهِ قجليس السِّلَاح دَار بِالسِّلَاحِ والدوادار الْكَبِير بالدواة والغاشية والعصائب وَجَمِيع دست السلطنة فطلع إِلَى السُّلْطَان وَجلسَ رَأس الميمنة ولقبه السُّلْطَان يَوْمئِذٍ الْمُؤَيد وَكَانَ جملَة مَا وصل إِلَى أهل الدولة بِسَبَبِهِ فِي هَذَا الْيَوْم مائَة وَثَلَاثِينَ تَشْرِيفًا مِنْهَا ثَلَاثَة عشر أطلس(1/442)
وَتوجه فِي سنة 22 مَعَ السُّلْطَان إِلَى الصَّعِيد وَكَانَ يزوره بِمصْر كل سنة غَالِبا وَمَعَهُ الْهَدَايَا والتحف وَأمر السُّلْطَان جَمِيع النواب أَن يكتبوا لَهُ يقبل الأَرْض وَكَانَ السُّلْطَان يكْتب إِلَيْهِ أمره وَكَانَ جوادا شجاعا عَالما فِي عدَّة فنون نظم الْحَاوِي فِي الْفِقْه وصنف تَارِيخه الْمَشْهُور تَقْوِيم الْبلدَانِ ونظم الشّعْر والموشحات وفَاق فِي معرفَة علم الْهَيْئَة واقتنى كتبا نفيسة وَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 732 وَلم يكمل السِّتين ورثاه ابْن نباتة وَغَيره وَمن شعره مَا أنشدنا أَبُو الْيُسْر ابْن الصَّائِغ إجَازَة أنشدنا خَلِيل ابْن أيبك أنشدنا جمال الدّين ابْن نباتة أنشدنا الْمُقْرِئ مَحْمُود بن حَمَّاد أنشدنا الْملك الْمُؤَيد لنَفسِهِ فِي وصف فرس
(أحسن بِهِ طرفا أفوت بِهِ القضا ... إِن رمته فِي مطلب أَو مهرب)
(مثل الغزالة مَا بَدَت فِي مشرق ... إِلَّا بَدَت أنوارها فِي الْمغرب)
قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ محباً للفضيلة وَأَهْلهَا لَهُ محَاسِن كَثِيرَة وَله تَارِيخ علقت مِنْهُ أَشْيَاء انْتهى وَلَا أعرف فِي أحد من الْمُلُوك من المدائح مَا لِابْنِ نباتة والشهاب مَحْمُود وَغَيرهمَا فِيهِ إِلَّا سيف الدولة وَقد مدح النَّاس غَيرهمَا من الْمُلُوك كثيرا وَلَكِن اجْتمع لهذين من الْكَثْرَة والإجادة من الفحول مَا لم يتَّفق لغَيْرِهِمَا وَلما بلغ السُّلْطَان مَوته أَسف عَلَيْهِ جدا وحزن عَلَيْهِ وَقرر وَلَده الْأَفْضَل مُحَمَّدًا فِي مَكَان أَبِيه وَكَانَ(1/443)
الْمُؤَيد كَرِيمًا فَاضلا عَارِفًا بالفقه والطب والفلسفة وَله يَد طولى فِي الْهَيْئَة ومشاركة فِي عدَّة عُلُوم وَكَانَ يحب أهل الْعلم ويقربهم ويؤويهم وَانْقطع إِلَيْهِ الْأَثِير الْأَبْهَرِيّ عبد الرَّحْمَن ابْن عمر فَأجرى لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَكَانَ لِابْنِ نباتة عَلَيْهِ راتب فِي كل سنة يصل إِلَيْهِ سوى مَا يتحفه بِهِ إِذا قدم عَلَيْهِ وَكَانَ النَّاصِر يكْتب إِلَيْهِ أَخُوهُ مُحَمَّد ابْن قلاون أعز الله أنصار الْمقَام الشريف العالي السلطاني الملكي المؤيدي الْعِمَادِيّ وَكَانَ تنكز يكْتب إِلَيْهِ يقبل الأَرْض بالْمقَام الشريف العالي المولوي وَأما غير تنكز فيكاتبه يقبل الأَرْض وَينْهى وَقدم مرّة الْقَاهِرَة وَمَعَهُ وَلَده فَمَرض فَأمر السُّلْطَان جمال الدّين ابْن المغربي رَئِيس الْأَطِبَّاء بملازمته فَحكى أَنه لَازمه بكرَة وعشيا فَكَانَ الْمُؤَيد يبْحَث مَعَه فِي تشخيص ذَلِك الْمَرَض وَيقدر مَعَه الدَّوَاء ويباشر طبخه بِيَدِهِ حَتَّى كَانَ ابْن المغربي يَقُول وَالله لَوْلَا أَمر السُّلْطَان مَا لازمته فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَيّ ثمَّ عوفي الْوَلَد فأفرط الْمُؤَيد فِي الْإِحْسَان لِابْنِ المغربي وَأَعْطَاهُ فرسا بكنبوش زركش وَعشرَة آلَاف وَاعْتذر إِلَيْهِ مَعَ ذَلِك ووعده أَنه إِذا توجه إِلَى حماة يكافيه وَلما مرض فرّق كثيرا من كتبه ووقف بَعْضهَا وَله وقف على جَامع ابْن طولون وَهُوَ خَان كَامِل بحوانيته بِدِمَشْق رَحمَه الله(1/444)
942 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ أبن المشرف عماد الدّين كَانَ أحد الرؤساء بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ سنة 790
943 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن معالي الْحِمصِي الحزام أَبُو الْفِدَاء سمع من أبي الْعَبَّاس بن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وحدّث سمع مِنْهُ الياسوفي وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ فِي مُعْجَمه وَمَات فِي حُدُود السّبْعين
944 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير الْقَيْسِي البصروي الشَّيْخ عماد الدّين ولد سنة سَبْعمِائة أَو بعْدهَا بِيَسِير وَمَات أَبوهُ سنة 703 وَنَشَأ هُوَ بِدِمَشْق وَسمع من ابْن الشّحْنَة وَابْن الزراد وَإِسْحَاق الْآمِدِيّ وَابْن عَسَاكِر والمزي وَابْن الرضي وَطَائِفَة وَأَجَازَ لَهُ من مصر الدبوسي والواني والختني وَغَيرهم واشتغل بِالْحَدِيثِ مطالعة فِي متونه وَرِجَاله فَجمع التَّفْسِير وَشرع فِي كتاب كَبِير فِي الْأَحْكَام لم يكمل وَجمع التَّارِيخ الَّذِي سَمَّاهُ الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة وَعمل طَبَقَات الشَّافِعِيَّة وجرح أَحَادِيث أَدِلَّة التَّنْبِيه وَأَحَادِيث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب الْأَصْلِيّ وَشرع فِي شرح البُخَارِيّ ولازم الْمزي وَقَرَأَ عَلَيْهِ تَهْذِيب الْكَمَال وصاهره على ابْنَته وَأخذ عَن ابْن تَيْمِية ففتن بحبه وامتحن لسببه وَكَانَ كثير الاستحضار حسن المفاكهة سَارَتْ تصانيفه فِي الْبِلَاد فِي حَيَاته وانتفع بهَا النَّاس بعد وَفَاته وَلم يكن على طَرِيق الْمُحدثين فِي تحصّيل العوالي وتمييز العالي(1/445)
من النَّازِل وَنَحْو ذَلِك من فنونهم وَإِنَّمَا هُوَ من محدثي الْفُقَهَاء وَقد اختصر مَعَ ذَلِك كتاب ابْن الصّلاح وَله فِيهِ فَوَائِد قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص الإِمَام الْمُفْتِي الْمُحدث البارع فَقِيه متفنن مُحدث متقن مُفَسّر نقال وَله تصانيف مفيدة مَاتَ فِي شعْبَان سنة 774 وَكَانَ قد أضرّ فِي أَوَاخِر عمره
945 - إِسْمَاعِيل بن عمر بن الْمُسلم بن الْحسن بن نصر ضِيَاء الدّين الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الْحَمَوِيّ ولد سنة 35 وَسمع من عُثْمَان بن عَليّ المصافحة للبرقاني والمجالس السلمانية وتفرّد بهما عَنهُ وَسمع من شيخ الشُّيُوخ جُزْء بن عَرَفَة وولّي اسْتِيفَاء الخزانة وَخرج لَهُ البرزالي مشيخة عَن ثَلَاثِينَ شَيخا وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالصِّيَام وَالْحج وَسمع وَلَده أَبَا الْفضل مُحَمَّدًا وَكَانَ يَقُول مَا رَأَيْت حماة لَا أَنا وَلَا أبي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خيّراً صوّاماً مُوسِرًا جيد الْفَضِيلَة خَبِيرا بِالْحِسَابِ محبباً إِلَى النَّاس سَاكِنا وقوراً حج مَرَّات وجاور وَمَات فِي صفر سنة 727 فِي عشر الْمِائَة ممتعاً بحواسه وَذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ الْعَالم الْعدْل كَانَ ذَا اعتناء بالرواية والأثر وحصّل كثيرا من مسموعاته واستنسخ وَكَانَ متين الدّيانَة كثير الْبر جَاوز التسعين قلت وحَدثني عَنهُ غير وَاحِد مِنْهُم الْعِمَاد الفرضي وَهُوَ وَالِد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل شيخ شُيُوخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره(1/446)
946 - إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن عمر بن عِيسَى بن عمر الباريني عماد الدّين أَخُو زين الدّين عمر ولد سنة بضع عشرَة وتفقه وَسمع على الْعِزّ إِبْرَاهِيم ابْن صَالح سمع مِنْهُ ابْن عشائر وَابْن ظهيرة ودرّس بحلب ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَمَات سنة 771 قَالَه العثماني قَاضِي حلب قَالَ وَكَانَ رَفِيق زين الدّين ابْن الوردي فِي الِاشْتِغَال وعاش بعده
947 - إِسْمَاعِيل بن عِيسَى بن مَسْعُود بن هَارُون بن يُوسُف الْمَقْدِسِي الشَّيْخ تَاج الدّين أَبُو الْفِدَاء مولده ببلبيس سنة 638 وَمَات فِي رَابِع ربيع الأول سنة 718 بِدِمَشْق بالبيمارستان حدّث عَن ابْن عبد الدَّائِم بِشَيْء من صَحِيح مُسلم
948 - إِسْمَاعِيل بن الْفرج بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن نصر ابْن الْأَحْمَر ولد سنة 680 وَأَبُو حِينَئِذٍ وَالِي مالقة وَنَشَأ شهماً شجاعاً فثار على خَاله أبي الجيوش فقهره وخلعه من السلطنة وأبعده إِلَى وَادي آش فأمرّه عَلَيْهَا فَرضِي أَبُو الجيوش بذلك وَأقَام بهَا عشر سِنِين وَكَانَ ذَلِك سنة 13 وَاسْتولى الْغَالِب على الأندلس ثَلَاث عشرَة سنة وَكَانَ أَبوهُ أَبُو سعيد الْفرج حَيا لما تغلب على خَاله فَأنْكر عَلَيْهِ فَقبض على أَبِيه وصيّره فِي مَكَان مكرّماً عَزِيزًا إِلَى أَن مَاتَ سنة عشْرين وَكَانَ الَّذِي قَامَ(1/447)
مَعَ الْغَالِب الْقَائِد أَبُو سعيد ابْن أبي الْعَلَاء المرسي وَابْن أَخِيه أَبُو يحيى وَكَانَ الْغَالِب سُلْطَانا مهيباً شجاعاً حازماً ناهضاً بأعباء الْملك عديم النظير شَدِيد السطوة وَهُوَ الَّذِي كَانَت الْوَقْعَة الْعُظْمَى مَعَ الفرنج على يَده فِي سنة 19 وَذَلِكَ أَن الفرنج حشدوا ونفروا وتجمعوا فقلق الْمُسلمُونَ واستنجدوا بالمريني فأنفذوا إِلَيْهِ فَلم ينجد فَلَجَئُوا إِلَى الله وَأَقْبل ابْن يحيى وَمن تَابعه فِي عدد لَا يُحْصى فيهم خَمْسَة وَعِشْرُونَ ملكا فَكَانَت الْوَقْعَة بَين الْمُسلمين والفرنج والفرنج فِيمَا يُقَال خَمْسُونَ ألفا وَقيل ثَمَانُون ألفا والمسلمون ألف وَخَمْسمِائة فَارس وَأَرْبَعَة آلَاف راجل أَو أقل فَهزمَ الله الفرنج بِقُوَّة مِنْهُ وَقتلت مُلُوكهمْ الْجَمِيع وَأخذ كَبِيرهمْ ابْن سنحة فسلخ وَحشِي جلده قطناً ثمَّ صلب وَكَانَت الْغَنِيمَة فَوق الْوَصْف ولجأ الفرنج إِلَى طلب الْهُدْنَة فعقدت وبذلوا ابْن سنحة عدَّة قناطير من الذَّهَب فَامْتنعَ ابْن الْأَحْمَر إِلَّا ببذل مَدِينَة كَبِيرَة وَيُقَال أَنه لم يقتل من الْمُسلمين فِي تِلْكَ الْوَقْعَة إِلَّا ثَلَاثَة عشر فَارِسًا وَلم يزل(1/448)
الْغَالِب فِي سلطنته إِلَى أَن وثب عَلَيْهِ ابْن عَمه فَقتله فِي ذِي الْقعدَة سنة 720 ثمَّ قتل قَاتله وأعوانه فِي حِينه وتسلطن وَلَده مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَمَات أَبوهُ الْفرج بن إِسْمَاعِيل فِي حِينه سنة وَفَاته
949 - إِسْمَاعِيل بن مَازِن الهواري أحد أكَابِر أُمَرَاء الْعَرَب بصعيد مصر الْأَعْلَى مَاتَ فِي سنة 789 وخلّف أَمْوَالًا كَثِيرَة جدا فندب القَاضِي الشَّافِعِي أَمِين الحكم أَن يتَكَلَّم فِي تركته فجرت لَهُ كائنة مَعَ أهل الدولة إِلَى أَن عزل القَاضِي وَأمين الحكم
950 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سعد الله جمال الدّين ابْن الفقاعي ولد فِي رَجَب سنة 642 ودرّس بعدة مدارس بحماة وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْقُرْآن ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَكتب عَنهُ من نظمه وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 715
951 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْكَرِيم بن عُثْمَان بن عبد الرَّحِيم ابْن العجمي بهاء الدّين سمع من سنقر وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا وَحدث سمع مِنْهُ ابْن عشائر وَغَيره وَمَات سنة ...
952 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَليّ الأيوبي عماد الدّين ابْن الْأَفْضَل ابْن الْمُؤَيد ولد سنة 33 وَكَانَ أَمِيرا بحماة عَلَيْهِ خفر أَوْلَاد الْمُلُوك وَحج سنة 755(1/449)
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 758 وَهُوَ شَاب
953 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْحَرَّانِي ابْن الْفراء مجد الدّين الْحَنْبَلِيّ ولد سنة خمس أَو سِتّ وَأَرْبَعين وَقدم دمشق سنة 70 شَابًّا وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب وَسمع من ابْن أبي عمر وَابْن الصَّيْرَفِي وَغَيرهمَا وَمهر فِي الْفِقْه وتخرّج بِهِ جمَاعَة مَعَ الدّين والورع وَمَات فِي سنة 729 فِي جُمَادَى الأولى قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا إخلاص وورع وَكَانَ يمْتَنع من الْفَتْوَى كثيرا وتخرّج بِهِ أَئِمَّة رَحمَه الله تَعَالَى
954 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسْلَان البعلبكي عماد الدّين ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 720 وَسمع من أبي الْفَتْح اليونيني وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَابْن الزراد وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وتشاغل بِالْحَدِيثِ ونظم فِي علومه ورحل إِلَى حلب فَسمع بهَا من إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود وَسليمَان بن المطوع وَغَيرهمَا وَسمع بِدِمَشْق من الْمزي وَغَيره وَمَات بِبَلَدِهِ فِي شَوَّال سنة 786
955 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن خَالِد القيسراني عماد الدّين ابْن شرف الدّين ابْن فتح الدّين ولد سنة 671 وَكَانَ موقع الدست بِمصْر ثمَّ ولّي كِتَابَة سر حلب فِي سنة 714 ثمَّ صرف(1/450)
إِلَى توقيع الدست وَتقدم عِنْد أميرها تنكز وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 736 وَكَانَ ينظم نظماً وسطا قَالَ الذَّهَبِيّ سمع من الْعِزّ ابْن الصيقل والأبرقوهي وحدّث باليسير وَكَانَ صَارِمًا معظّماً صيّناً دينا متواضعا تَامّ الْمُرُوءَة وافر الْجَلالَة نزه النَّفس قلت وَحدث أَيْضا عَن ابْن دَقِيق الْعِيد وَكَانَ تنكز يعظمه وَيَقُول لَهُ مَا فِي دمشق مصري إِلَّا أَنا وَأَنت وَكَانَت عِنْده ابْنة الصاحب تَاج الدّين ابْن حناء وَكَانَ كثير الْحبّ فِي الصَّالِحين ويحفظ من كراماتهم كثيرا
956 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد الخراستاني ولد فِي رَجَب سنة 39 وَسمع من السخاوي والقرطبي والعز ابْن عَسَاكِر وَعُثْمَان خطيب القرافة وَمن جده لأمه عبد الله ابْن الخشوعي وَكَانَ يخْدم فِي الدَّوَاوِين مَعَ جودة وَحسن خلق مَاتَ فِي الْمحرم سنة 709 ذكره البرزالي
957 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ بن صَالح بن أبي الْعِزّ بن وهيب الْأَذْرَعِيّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ توفّي بِدِمَشْق سنة 783
958 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد ربه الْخياط الْمصْرِيّ فَخر الدّين أَبُو الطَّاهِر ولد سنة ... وأسمع على ابْن عزون والنجيب وَغَيرهمَا وحدّث وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر والكرماني وَإِسْحَاق بن(1/451)
عبد الله بن قَاضِي الْيمن حدّثنا عَنهُ بعض شُيُوخنَا وَمَات فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة 739 قَالَ ابْن القطب وَمن خطه نقلت كَانَ رجلا حسنا خيّراً
959 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْأَعْلَى ابْن عَليّ الْمصْرِيّ عماد الدّين ابْن تَاج الدّين ابْن عماد الدّين ابْن فَخر الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين ابْن السكرِي الشَّافِعِي خطيب جَامع الْحَاكِم قَالَ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ كَانَ شَابًّا جميلاً سمع الحَدِيث وصاهر القَاضِي تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ فَقدر أَنه مَاتَ عَن قريب فِي سنة 757 وَله نَحْو عشْرين سنة
960 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن قلاون الصَّالح بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور ولّي السلطنة لما توجه النَّاصِر أَحْمد إِلَى الكرك وَأعْرض عَن المملكة اتّفق آراء الْأُمَرَاء على إِقَامَة هَذَا ولقب الصَّالح وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 43 وَكَانَ حسن الشكل تزوج بنت أَحْمد بن بكتمر الَّتِي من بنت تنكز وَبنت طقزتمر نَائِب الشَّام وَكَانَ يمِيل إِلَى السود مَعَ الْعِفَّة وَكَرَاهَة الظُّلم والمثابرة على الْمصَالح وَكَانَ أرغون العلائي زوج أمه مُدبر دولته ونائب مصر آفسنقر السلاري ثمَّ الْحَاج آل مَالك وَمَات الصَّالح فِي ربيع الآخر سنة 746 وَله نَحْو عشْرين سنة وَمُدَّة سلطنته ثَلَاث سِنِين وَثَلَاثَة أشهر وَهُوَ الَّذِي عمّر الْبُسْتَان بالقلعة وَكَانَت أَيَّامه طيبَة وَالنَّاس(1/452)
فِي دعة وَسُكُون خُصُوصا بعد قتل أَخِيه أَحْمد وَاسْتقر عوضه شقيقه الْكَامِل شعْبَان وَهُوَ الَّذِي رتب الدُّرُوس بقبة جده الْمَنْصُور زِيَادَة على مَا رتبه جده وَيعرف الْآن بوقف الصَّالح
961 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن هَانِئ اللَّخْمِيّ الغرناطي الْمَالِكِي شرف الدّين أَبُو الْوَلِيد بن بدر الدّين ولد سنة 78 بغرناطة أَخذ عَن جمَاعَة من أهل بَلَده مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن جزى وَقدم الْقَاهِرَة وذاكر أَبَا حَيَّان ثمَّ قدم الشَّام وَأقَام بحماة واشتهر بالمهارة فِي الْعَرَبيَّة وَكَانَ يحفظ الْمُوَطَّأ وَيَرْوِيه عَن ابْن جزى ثمَّ ولّي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بحماة وَهُوَ أول مالكي ولّي الْقَضَاء بهَا ثمَّ ولّي قَضَاء الشَّام سنة 67 ثمَّ أُعِيد إِلَى حماة ثمَّ دخل مصر وَأقَام يَسِيرا وَمَات وَشرح التَّلْقِين لأبي الْبَقَاء وَقطعَة من التسهيل وَكَانَ محفوظه من القصائد والشواهد كثيرا جدا وَلم يكن للمالكية بِالشَّام مثله فِي سَعَة علومه وَكَانَ يستحضر غَالب سيرة ابْن هِشَام وَبَالغ ابْن كثير فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ قَالَ وَكَانَ كثير الْعِبَادَة وَفِي لِسَانه لثغة فِي حُرُوف مُتعَدِّدَة وَلم يكن فِيهِ مَا يعاب بِهِ إِلَّا أَنه استناب وَلَده وَكَانَ سيئ السِّيرَة جدا وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الآخر سنة 771 وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة روى عَنهُ فضلاء حماة كالكمال خطيب المنصورية وعلاء الدّين ابْن القضامي وناصر الدّين الْبَارِزِيّ وحدّث عَنهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر(1/453)
962 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْحلَبِي ابْن العجمي شرف الدّين ابْن ظهير الدّين ولد سنة 643 وَسمع من أَحْمد بن مُحَمَّد بن النصيبي وَمَات فِي حادي عشرى شعْبَان سنة 737 عَن أَربع وَتِسْعين سنة قَالَه شَيخنَا فِي الوفيات وَقَالَ كَانَ يُمكنهُ السماع من يُوسُف بن الْخَلِيل فَلم يتَّفق لَهُ وحدّث عَن النصيبي فَقَط
963 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن نصر الله بن مجلي الْعَدوي ولد سنة 697 وَسمع وَهُوَ كَبِير من الْبَنْدَنِيجِيّ مشيخته وحدّث مَاتَ فِي الْمحرم سنة 774 وَلَو كَانَ لَهُ سَماع على قدر سنه لأدرك إِسْنَادًا عَالِيا وَلَو بِالْإِجَازَةِ
964 - إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن ياقوت السلَامِي بتَشْديد اللَّام مجد الدّين ابْن الخواجا تَاجر الْخَاص فِي الرَّقِيق ولد سنة 671 وَهُوَ الَّذِي سعى مَعَ النوين جوبان فِي الصُّلْح بَين الْملك النَّاصِر وَأبي سعيد ملك التتار وازدادت وجاهته بَين الْملكَيْنِ وَكَانَ يصل إِلَى الأردو مملكة التتار فيقيم بِهِ السنتين وَالثَّلَاث والبريد لَا يَنْقَطِع عَنهُ وَله هُنَاكَ ضيَاع وبالشام وَكَانَ ذَا عقل وخبرة بأخلاق الْمُلُوك ودربة وَلم يزل فِي وجاهته إِلَى أَن مَاتَ النَّاصِر فصودر مصادرة يسيرَة إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 743
965 - إِسْمَاعِيل بن مزروع الْحلَبِي الفوغي وَيُقَال أَن اسْم أَبِيه عبد الله وَكَانَ من ذَوي الوجاهة بِدِمَشْق فجرت لَهُ كائنة مَعَ تنكز نَائِب الشَّام فَقتل يَوْم عَرَفَة سنة 716(1/454)
966 - إِسْمَاعِيل بن ناهض بن أبي الْوَحْش بن حَاتِم الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الخشاب ولد سنة 663 وَسمع من مذللة بنت مُحَمَّد بن إلْيَاس الشيرجي وَمن الْحسن بن عَليّ الشيرجي قَالَ البرزالي رجل جيد عِنْده معرفَة وفضيلة وملازمة للْجَمَاعَة وَقَالَ ابْن كثير كَانَ كثير الْعِبَادَة والمحبة للسّنة وَهُوَ لوث الملحمة الَّتِي تعظمها النَّصَارَى بصيدنايا بالعذرة وَمَات فِي ثَانِي ربيع الأول سنة 744
967 - إِسْمَاعِيل بن نصر الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن عَسَاكِر فَخر الدّين ابْن تَاج الْأُمَنَاء ولد سنة 629 وَسمع من إِسْمَاعِيل بن ظفر وَابْن اللتي ومكرم والسخاوي وَابْن المقير وكريمة وَأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَعم أَبِيه عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد وَشَيخ الشُّيُوخ بحماة وَإِبْرَاهِيم ابْن الخشوعي وعتيق والبراذعي فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ الْحسن بن السَّيِّد والسهروردي وَابْن الْقطيعِي وزَكَرِيا العلبي وَأَبُو الْقَاسِم ابْن الْجَوْزِيّ وَآخَرُونَ وحدّث بالكثير مَاتَ فِي صفر سنة 711 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت لَهُ أَجزَاء وعَلى ذهنه تَارِيخ وَشعر وَفِيه دين وهمة وجلادة على خفَّة فِيهِ وَقَالَ فِي المعجم(1/455)
الْمُخْتَص كَانَ لَهُ اعتناء بالرواية وحصّل بعض مسموعاته وَكَانَ يذاكر من التَّارِيخ ويعلق فَوَائِد ويطالع كثيرا وخلّف أَجزَاء وجزازات وَله مشيخة
968 - إِسْمَاعِيل بن نصر بن بردس ذكره الْحَافِظ أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك فِيمَن توفّي فِي السَّادِس وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة 701 فَقَالَ وَدفن بقاسيون سمع من مكي ابْن عَلان وَلم يحدّث
969 - إِسْمَاعِيل بن هَارُون الدشناوي نَفِيس الدّين ابْن خيطية كَانَ فَاضلا حسن النّظم فَمِنْهُ
(قل لظباء الكثب ... رفقا على المكتئب)
(رفقا بِمن بلي بكم ... شَيخا وكهلاً وَصبي)
وَمَات فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة
970 - إِسْمَاعِيل بن هِلَال بن إِسْمَاعِيل التيزيني العقرباني الْمَعْرُوف بِابْن نحيلة حدّث عَن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ فِي سنة 724 ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجم شُيُوخه
971 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن طَاهِر بن نصر الله بن جهبل محيي الدّين أَخُو شهَاب الدّين الْمُقدم ذكره ولد سنة 666 وتربى هُوَ وَأَخُوهُ يتيمين(1/456)
فتفقها وتميزا وَسمع محيي الدّين هَذَا من يحيى بن الصَّيْرَفِي وشمس الدّين ابْن عَطاء فِي آخَرين خرج لَهُ عَنْهُم البرزالي وتفقه بِابْن الْمَقْدِسِي وَابْن الْوَكِيل ودرس وَأفْتى وناب فِي الحكم بِدِمَشْق ثمَّ ولّي قَضَاء طرابلس وَبِيَدِهِ مرسوم أَن يحكم حَيْثُ حل وَكَانَت لَهُ دربة بِالْأَحْكَامِ وثروة وَمَات سنة 740 فِي شهر رَمَضَان مِنْهَا أرّخه ابْن رَافع وَغَيره
972 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُونُس الْمُقْرِئ مجد الدّين الكفتي قَرَأَ على التقي الصَّائِغ وشمس الدّين ابْن السرّاج وَالشَّيْخ نجم الدّين بن مُؤمن الوَاسِطِيّ وَسمع صَحِيح مُسلم من ابْن عبد الْهَادِي وَكَانَ صَالحا ديّناً سَاكِنا وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الإقراء قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا فَخر الدّين البلبيسي وَنور الدّين الحكري وَالشَّيْخ تَقِيّ الدّين الْبَغْدَادِيّ مَعَ تقدمه وَكَانَت وَفَاة الكفتي فِي شعْبَان سنة 764
973 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مُحَمَّد الأنبابي كَانَ شيخ الزاوية الَّتِي لوالده بانبابة من بحري الجيزة وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة مُنْقَطِعًا بالزاوية يشغل بِالْعلمِ ويفيد وَلَكِن كَانَت المواليد تعْمل عِنْده فَيَقَع هُنَاكَ من القبائح مَا لَا يحْتَمل وَكَانَ على قَاعِدَة السطوحية المنسوبين للشَّيْخ أَحْمد الطنتداني الْمَعْرُوف بالبدوي مَاتَ فِي شعْبَان سنة 790
974 - إِسْمَاعِيل بن يُوسُف بن مَكْتُوم بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سليم السويدي(1/457)
ثمَّ الدِّمَشْقِي صدر الدّين ولد سنة 623 وَسمع من ابْن اللتي كثيرا وَمن مكرم بن أبي الصَّقْر وتفرّد بِسَمَاع الْمُوَطَّأ مِنْهُ بِدِمَشْق وَأبي نصر ابْن الشِّيرَازِيّ وَإِسْمَاعِيل بن ظفر والسخاوي وَغَيرهم وتفرّد بعدة من مروياته وَكَانَ تَلا على السخاوي لأبي عَمْرو وَعَاصِم وَابْن كثير فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه وَكَانَ حسن الْخلق محباً فِي السماع لَهُ عقار يقوم بِهِ وَتزَوج فِي آخر عمره صبية فافتضها وَحج سنة 711 فحدّث بِالْحرم وَمَات فِي شَوَّال سنة 716 قلت حدّثنا عَنهُ الْبُرْهَان الشَّامي وَابْن أبي الْمجد وَفَاطِمَة بنت المنجا الثَّلَاثَة بِالْإِجَازَةِ مِنْهُ
975 - إِسْمَاعِيل بن يمن الْحَرَّانِي سمع من أَحْمد بن شَيبَان أَرْبَعِينَ الْقشيرِي ذكره أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشيخته
976 - إِسْمَاعِيل الأبشيطي عماد الدّين كَانَ يتعاني التِّجَارَة وتفقه وتمهّر وَأذن لَهُ الْمُحب القونوي بالإفتاء ولازم الشَّيْخ جمال الدّين الأسنوي وَسمع من بعض أَصْحَاب الْفَخر وَكَانَ أحد الْفُضَلَاء قَالَه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرّخ وَفَاته فِي شعْبَان سنة 769
977 - إِسْمَاعِيل النَّاسِخ الْمَعْرُوف بالزمكحل بِضَم الزاء وَالْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَضم الْمُهْملَة ثمَّ لَام انْتَهَت إِلَيْهِ رئاسة الْكِتَابَة لقلم الْحَاشِيَة وقلم الْغُبَار حَتَّى كَانَت كِتَابَته لِلْخَطِّ الدَّقِيق إِلَى الْغَايَة لَا يطمس واوا(1/458)
وَلَا ميما فَلم يكن يُدْرِكهُ أحد فِي ذَلِك حَتَّى كَانَ يكْتب سُورَة الْإِخْلَاص على أرزة وَكتب من الْمَصَاحِف اللطاف شَيْئا كثيرا وخطه غَايَة فِي الْحسن مَرْغُوب فِيهِ مَاتَ سنة 788
978 - أسلون خاتون بنت سكتاي الططرية وَالِدَة النَّاصِر مُحَمَّد تزَوجهَا الْمَنْصُور أَبوهُ فِي سنة 681 فَولدت مِنْهُ النَّاصِر وَعَاشَتْ إِلَى أَن أدْركْت سلطنة وَلَدهَا الأولى وَالثَّانيَِة وَمَاتَتْ فِي ...
979 - أسنبغا بن بكتمر البوبكري تنقل فِي الأمرة حَتَّى أعْطى تقدمة فِي أَيَّام الْملك النَّاصِر قلاون فَلَمَّا مَاتَ قبض عَلَيْهِ وسجن بالاسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ فِي دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ ولّي نِيَابَة حلب بعد طيبغا الطَّوِيل فباشرها سِتَّة أشهر ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة أَمِيرا كَبِيرا وَكَانَ كثير السّكُون لين الْجَانِب وَهُوَ الَّذِي بنى البوبكرية بِالْقربِ من سوق الرَّقِيق فِي طرف الوزيرية وَمَات فِي سنة 777 وَقد نيّف على السّبْعين
980 - أسنبغا المحمودي نَائِب طرابلس
981 - أسندمر اليحياوي أخويلبغا اليحياوي تأمّر بِمصْر إِلَى تقدمة ألف ثمَّ ولّي نِيَابَة دمشق سنة 60 ثمَّ عزل ثمَّ بَقِي بطالاً ثمَّ ولّي إمرة صفد فِي سنة 67 ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة طرابلس فِي ذِي الْقعدَة سنة 68 فَلم يقم بهَا غير شهر حَتَّى مَاتَ وشاع أَن وَلَده قتل(1/459)
982 - أسندمر الدوادار الْأَمِير الْكَبِير فِي دولة الْأَشْرَف كَانَ دويداراً عِنْد يلبغا الناصري ثمَّ كَانَ مِمَّن ثار على أستاذه فَلَمَّا قتل اسْتَقر مُدبر المملكة وَكَانَ أَصله لمُوسَى بن القردمية بنت النَّاصِر مُحَمَّد فانتزعه مِنْهُ خَاله النَّاصِر حسن بن النَّاصِر فَلَمَّا قتل حسن أَخذه يلبغا فأمّره وَقدمه ثمَّ لما اسْتَقل بتدبير المملكة أَرَادوا الثورة عَلَيْهِ فظفر بهم وَقبض على خَمْسَة وَعشْرين أَمِيرا وَأقَام غَيرهم من جِهَته ثمَّ لما كَانَت فتْنَة الأجلاب وافقهم أسندمر خشيَة مِنْهُم وتقوية بهم فكسرهم الله وَكفى شرهم وسجن أسندمر بالاسكندرية فَمَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة 769
983 - أسندمر الْعمريّ تقدم بعد وَفَاة النَّاصِر وَتزَوج بنت الْحَاج بهادر ثمَّ ولّي نِيَابَة حماة ثمَّ طرابلس ثمَّ حماة ثَانِيًا وغزا سنجار مِنْهَا وَليهَا ثَالِث مرّة سنة 55 ثمَّ صرف عَنْهَا وَأقَام بِدِمَشْق أَمِيرا إِلَى أَن أمسك فِي أَوَائِل سنة 60 واعتقل بالاسكندرية وَمَات فِي أَوَائِل سنة 761
984 - أسندمر الْعمريّ آخر من أُمَرَاء النَّاصِر مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 734 وخلّف تَرِكَة وَاسِعَة وَمَات عَن بنت وَاحِدَة فَكَانَ نصِيبهَا من تركته خَمْسَة وَعشْرين ألف دِينَار
985 - أسندمر العلائي يعرف بحرفوش كَانَ أَمِير جندار بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولّي الحجوبية ثمَّ أعْطى تقدمة بِدِمَشْق فَتوجه إِلَيْهَا وَمَات فِي سنة 772
986 - أسندمر القليجي مَمْلُوك بيدرا ثمَّ صَار إِلَى طرنطاي وتنقل فِي(1/460)
الأمرة وَدخل الْمغرب رَسُولا ثمَّ عَاد وولّي الْبحيرَة فِي أَيَّام النَّاصِر مُحَمَّد ابْن قلاون ثمَّ اسْتَقر فِي ولَايَة الْقَاهِرَة أياماُ قَلَائِل وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
987 - أسندمر الكاملي كَانَ من مماليك الْكَامِل شعْبَان ثمَّ تنقل إِلَى أَن أعطي طبلخاناة فِي سلطنة النَّاصِر حسن وَتزَوج أُخْته القردمية ثمَّ أعطي تقدمة فِي سنة 66 فَلَمَّا كَانَت سنة 770 حصل لَهُ رمد وتسلسل إِلَى أَن مَاتَ فِي أواخرها
988 - أسندمر نَائِب طرابلس وَليهَا فِي أَيَّام الأفرم سنة 701 فمهدها وَكَانَ جباراُ سفاكاً للدماء شجاعاً حسن الشكل مديد الْقَامَة وَكَانَت لَهُ سمعة بِبِلَاد الْعَدو وسطوة فِي النصيرية من الزَّنَادِقَة وَبَلغت عدَّة مماليكه خَمْسمِائَة وَكَانَ أكولاً بِحَيْثُ كَانَ يعْمل لَهُ عشاؤه خروف مطجّن فيستوفيه أكلا ثمَّ يعْمل لنَفسِهِ صحن حلواء يَأْكُلهُ وَحده وَكَانَ يحب الْفُضَلَاء ويسأ عَن غوامض وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ أَيّمَا أفضل - الْوَلِيّ أَو الشَّهِيد أَو الْملك أَو النَّبِي فصنف فِي ذَلِك ابْن تَيْمِية وَابْن الزملكاني وَابْن الْوَكِيل وَابْن(1/461)
الفركاح وَهُوَ صَاحب الْحمام بطرابلس الَّتِي مدحها شمس الدّين أَحْمد بن يُوسُف الطَّيِّبِيّ وَكَانَ قبل نِيَابَة طرابلس قد تأمّر بِدِمَشْق ثمَّ قبض عَلَيْهِ كتبغا وسجنه فِي الْمحرم سنة 696 ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس سنة 701 وَهُوَ الَّذِي هزم عَسَاكِر التتار وهم فِي أَرْبَعَة آلَاف وَهُوَ فِي ألف وَخَمْسمِائة واستنقذ مِنْهُم نَحْو ألف نفس أَسِير وهم من التركمان وَذَلِكَ عِنْد قدوم غازان الشَّام قبل وقْعَة شقحب ثمَّ ولّي نِيَابَة حماة لما خرج النَّاصِر من الكرك ثمَّ انتزعها النَّاصِر وَأَعْطَاهَا للمؤيد إِسْمَاعِيل على كرهٍ من أسندمر وَغَضب عَلَيْهِ السُّلْطَان لكَونه خَالف أمره وَلم تسلم للمؤيد حماة فِي أول الْأَمر ثمَّ ولاه إمرة حلب ثمَّ أمسك بعد قَلِيل وسجن وَقتل فِي ذِي الْقعدَة سنة 721 وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ أسندمر كرجي
989 - آسن بنت أَحْمد بن مَحْمُود بن حسان ابْن الشّماع ولدت فِي حُدُود الْعشْرين وأسمعت على عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك جُزْءا من حَدِيث أبي الشَّيْخ أَوله حَدِيث أبي هُرَيْرَة من أَخذ من الطَّرِيق بِغَيْر حَقه وأسمعت أَيْضا على أبي مُحَمَّد بن أبي التائب وَابْن الرضى وَغَيرهمَا وَمَاتَتْ فِي أَوَائِل سنة 798 ولّي مِنْهَا إجَازَة
990 - آسن الصرغتمشي أحد الطبلخاناة بِدِمَشْق مَاتَ سنة 771
991 - أشقتمر المارديني ولّي نِيَابَة حلب فِي سنة 765 حِين قتل الْأَشْرَف بعد قطلبغا الأحمدي فباشرها سنة وَنصفا ثمَّ ولّي نِيَابَة حلب سنة 771 بعد قشتمر الناصري ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس ثمَّ عَاد لحلب مرَّتَيْنِ ثمَّ ولّي نِيَابَة دمشق ثمَّ عزل فَأَقَامَ بحلب بطالاً إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ شهما شجاعاً عَارِفًا بِالتَّدْبِيرِ وَهُوَ الَّذِي فتح سيس سنة 776 وَأكْثر الشُّعَرَاء مدحه بِسَبَبِهَا فَمن ذَلِك قَول أبي بكر بن زين الدّين ابْن الوردي
... يَا سيد الْأُمَرَاء فتحك سيسا ... سرّ الْمَسِيح وأحزن القسيسا
لله درّك من مليك عَارِف ... ضحك الزَّمَان بِهِ وَكَانَ عبوسا ...
مَاتَ ...
992 - أصلم بن تمرتاش أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 707
993 - أصلم القبجاقي بهاء الدّين السِّلَاح دَار خدم أَولا عِنْد سلار ثمَّ صَار أحد الْأُمَرَاء الصغار لما رَجَعَ النَّاصِر من الكرك ثمَّ أمّر ألفا فِي أَوَاخِر الدولة الناصرية وَكَانَ فِي زمَان النَّاصِر قد جرد إِلَى الْيمن فِي سنة 725 ثمَّ رَجَعَ فاعتقل فسجن بالاسكندرية نَحْو سبع سِنِين ثمَّ ولّي نِيَابَة صفد وَمَات النَّاصِر وَهُوَ بهَا ثمَّ أمّر بِمصْر مائَة وَهُوَ صَاحب الْجَامِع والتربة والحوض فِي رحبة الْغنم وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 747 وَكَانَ رَأْسا فِي رمي النشاب(1/462)
بعد قطلبغا الأحمدي فباشرها سنة وَنصفا ثمَّ ولّي نِيَابَة حلب سنة 771 بعد قشتمر الناصري ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس ثمَّ عَاد لحلب مرَّتَيْنِ ثمَّ ولّي نِيَابَة دمشق ثمَّ عزل فَأَقَامَ بحلب بطالاً إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ شهما شجاعاً عَارِفًا بِالتَّدْبِيرِ وَهُوَ الَّذِي فتح سيس سنة 776 وَأكْثر الشُّعَرَاء مدحه بِسَبَبِهَا فَمن ذَلِك قَول أبي بكر بن زين الدّين ابْن الوردي
(يَا سيد الْأُمَرَاء فتحك سيسا ... سرّ الْمَسِيح وأحزن القسيسا)
(لله درّك من مليك عَارِف ... ضحك الزَّمَان بِهِ وَكَانَ عبوسا)
مَاتَ ...
992 - أصلم بن تمرتاش أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 707
993 - أصلم القبجاقي بهاء الدّين السِّلَاح دَار خدم أَولا عِنْد سلار ثمَّ صَار أحد الْأُمَرَاء الصغار لما رَجَعَ النَّاصِر من الكرك ثمَّ أمّر ألفا فِي أَوَاخِر الدولة الناصرية وَكَانَ فِي زمَان النَّاصِر قد جرد إِلَى الْيمن فِي سنة 725 ثمَّ رَجَعَ فاعتقل فسجن بالاسكندرية نَحْو سبع سِنِين ثمَّ ولّي نِيَابَة صفد وَمَات النَّاصِر وَهُوَ بهَا ثمَّ أمّر بِمصْر مائَة وَهُوَ صَاحب الْجَامِع والتربة والحوض فِي رحبة الْغنم وَكَانَت وَفَاته فِي شعْبَان سنة 747 وَكَانَ رَأْسا فِي رمي النشاب(1/463)
994 - أصلان الناصري تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولّي نِيَابَة حماة وغزا سنجار وحاصرها إِلَى أَن طلبُوا الْأمان فَفَتحهَا وَنزل صَاحبهَا ابْن هندو بالأمان وَذَلِكَ فِي سنة 751 وَمَات أصلان الْمَذْكُور سنة ...
995 - آص الْأَمِير كَانَ جاشنكير ثمَّ ولّي شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ونيابة جعبر وسجن بالاسكندرية ثمَّ أَقَامَ بِدِمَشْق بطالاً حَتَّى مَاتَ سنة 756
996 - أصيل بن الشَّيْخ نصير الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد الطوسي كَانَ كَبِير الْقدر عِنْد الْمغل وولّي نظر الْأَوْقَاف والرصد وَمَات فِي صفر سنة 715
997 - أغرلو السيفي كَانَ لبهادر الْعُزَّى ثمَّ استخدمه بكتمر الساقي ثمَّ بشتاك ثمَّ ولي أشموم ثمَّ نِيَابَة الشوبك ثمَّ ولَايَة الْقَاهِرَة ثمَّ شدّ الدَّوَاوِين وَهُوَ أول من أحدث ديوَان الْبَذْل فِي سلطنة الْكَامِل شعْبَان فَكَانَ يَأْخُذ على الإقطاعات والوظائف من كل أحد وأفرد لذَلِك ديواناً وَهُوَ مِمَّن قَامَ فِي سلطنة المظفّر حاجي وَضرب أرغون العلائي فِي وَجهه ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَعظم أمره جدا إِلَى أَن أَخذ فِي مأمنه فَقتل فِي مستهل شهر رَجَب سنة 748 وَيُقَال إِنَّه بَاشر قتل ثَلَاثِينَ أَمِيرا فِي مُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيُقَال أَن الْعَامَّة أَخْرجُوهُ من قَبره وأقاموه(1/464)
فِي الصّفة الَّتِي كَانَ فِيهَا ثمَّ نوعوا بِهِ النكال وصلبوه لما كَانَ فِي قُلُوبهم لَهُ من البغض لشدَّة ظلمه فَبلغ ذَلِك السُّلْطَان فَأنْكر عَلَيْهِم وَأرْسل الأوجاقية فأوقع بالعوام وأذاقوهم من الضَّرْب وَالْقطع مَا لَا مزِيد عَلَيْهِ فَكَانَ كَمَا يُقَال ظَالِم فِي حَيَاته مشوم فِي مَوته
998 - أغرلو شُجَاع الدّين نَائِب دمشق للعادل كتبغا ثمَّ قرر بعد إمْسَاك أستاذه أَمِيرا بهَا وَكَانَ كثير الشجَاعَة مهاباً مَشْهُورا بالفروسية الْكَامِلَة وَكَانَت وَفَاته سنة 719
999 - أغلبك بن رمتاش الرُّومِي أحد الْأُمَرَاء بصفد ثمَّ دمشق وَكَانَ بطلاً مقداماً يجيد ضرب الْعود مَاتَ فِي شعْبَان سنة 715
1000 - أفريدون بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأَصْبَهَانِيّ التَّاجِر صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بِبَاب الْجَابِيَة بِدِمَشْق عمّرها فِي سنة 744 وَمَات فِي رَجَب سنة 749
1001 - آقبغا عبد الْوَاحِد الناصري تقدم عِنْد الناصري فِي الجمدارية ثمَّ تنقل مِنْهَا إِلَى الإستادارية وولّي مَعَ ذَلِك شاد العمائر ومقدم المماليك وَغير ذَلِك أَمر النَّاصِر ولديه أَحْمد ومحمدا وَكَانَ سَبَب تَقْدِيمه عِنْد النَّاصِر أَن النَّاصِر كَانَ تزوج أُخْته طغاي وَكَانَ جباراً كثير الظُّلم ثمَّ صودر فِي دولة الْمَنْصُور وسلّم لطيبغا المجدي وألزم برد مَا اغتصبه وَأَحَاطُوا بموجوده إِلَى أَن أعوزه وجود مائَة دِرْهَم من مَاله ثمَّ ولّي نِيَابَة حمص فِي أَيَّام المظّفر كجك ثمَّ إمرة دمشق ثمَّ طلب إِلَى مصر فِي أول دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَذَلِكَ فِي سنة 744 وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الْمُجَاورَة لجامع الْأَزْهَر(1/465)
1002 - أقبغا بن عبد الله الْجَوْهَرِي أحد كبار الْأُمَرَاء تنقل فِي الخدم من عهد يلبغا إِلَى أَن قتل مَعَ يلبغا الناصري فِي وقْعَة حمص سنة 792 وَقد جَاوز الْخمسين
1003 - آقبغا الأحمدي الجلب لَا لَا الْملك الْأَشْرَف شعْبَان كَانَ من خَواص يلبغا ثمَّ كَانَ مِمَّن اتّفق مَعَ قتلته وَاسْتقر بعده أَمِيرا كَبِيرا ثمَّ وَقع بَينه وَبَين اسندمر فآل أمره إِلَى أَن مَاتَ فِي سجن الاسكندرية فِي ذِي الْقعدَة سنة 768
1004 - آقبغا الحسني أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق كَانَ رفيع الْمنزلَة عِنْد النَّاصِر ربّاه صَغِيرا وأحبه حبا مفرطاً بِحَيْثُ أمّره وَهُوَ شَاب فَأقبل على اللَّهْو واللعب وَشرب الْخمر وَالسُّلْطَان يُنكر ذَلِك عَلَيْهِ فَيدل بِمَنْزِلَتِهِ مِنْهُ إِلَى أَن أضجره فنفاه إِلَى الشَّام فِي سنة 717 ثمَّ اعتقل بِدِمَشْق ثمَّ نقل إِلَى صفد وَمَات سنة بضع وَعشْرين وَسَبْعمائة
1005 - آقبغا الصفوي أَمِير آخور الْملك الْأَشْرَف شعْبَان كَانَ مَمْلُوك صفي الدّين كَاتب قوصون ثمَّ أعْتقهُ فخدم فِي بَاب السُّلْطَان ثمَّ صَار خاصكيا ثمَّ خدم يلبغا فأمّره إِلَى أَن صَار أَمِير آخور وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 768
1006 - آقبغا الناصري - نِسْبَة للناصر حسن - تنقل إِلَى أَن عمل دويداراً عِنْد يلبغا ثمَّ عِنْد الْأَشْرَف شعْبَان ثمَّ نفي إِلَى الشَّام بطالاً ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَاهِرَة وأمّر طبلخاناة فِي سنة 774 ثمَّ أعطي نِيَابَة الكرك ثمَّ نِيَابَة بهسنا وَمَات بهَا فِي سنة بضع وَسبعين وَسَبْعمائة(1/466)
1007 - آقبغا اليوسفي كَانَ أحد الْحجاب تأمّر طبلخاناة فِي سلطنة الْأَشْرَف وَمَات بمنفلوط فِي شعْبَان سنة 771
1008 - آقتمر عبد الْغَنِيّ نَائِب السلطنة كَانَ فِي أول إمرة ... وَأما
1009 - آقتمر عبد الْغَنِيّ الصَّغِير فَكَانَ أَمِير عشرَة فِي سلطنة الْأَشْرَف وَمَات فِي رَمَضَان سنة 770
1010 - آقجبا الْحَمَوِيّ فَخر الدّين كَانَ أحد الْأُمَرَاء بحماة ثمَّ ولي شدّ الشربخاناة بِالْقَاهِرَةِ فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل واختص بِهِ حَتَّى لم يكن لَهُ عِنْده نَظِير فِي رفيع الْمنزلَة وَكَانَ متصفاً بالمروءة فِي حق من يَصْحَبهُ ثمَّ أخرج بعد الصَّالح إِلَى حماة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ أخرج أَيْضا إِلَى حماة وَلما عَاد شيخو وطاز من حلب فِي وَاقعَة بيبغاروس عَاد مَعَهُمَا واختص بشيخو وولّي الحجوبية بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 759
1011 - آقجبا الظَّاهِرِيّ فَخر الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَحج بِالنَّاسِ سنة 703 وَكَانَ ثَابت الْعَدَالَة على الْحُكَّام وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 714(1/467)
1012 - آقجبا المنصوري شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ثمَّ تنقل فِي النيابات ببعلبك وغزة وَغَيرهمَا وَأول مَا ولي غَزَّة سنة 701 نقلا من الإستادارية بِدِمَشْق وَكَانَت وَفَاته فِي ربيع الآخر سنة 710
1013 - آقسنقر الرُّومِي كَانَ من جملَة الْأُمَرَاء الآخورية عِنْد النَّاصِر ثمَّ جعله شاد العمائر فِي سنة 715 ثمَّ لما حج النَّاصِر سنة 719 تَركه مُقيما بِمَكَّة مَعَ عَسْكَر معينا لعطيفة أَمِير مَكَّة على أَخِيه حميضة ثمَّ أرْسلهُ بدل بيبرس الْحَاجِب وَرفع هُوَ إِلَى مصر ثمَّ تغير عَلَيْهِ السُّلْطَان فِي سنة 728 فَأخْرجهُ إِلَى الشَّام ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي سنة 735 وسجن بحلب ثمَّ أَمر طبلخاناة بِدِمَشْق سنة 738 إِلَى أَن مَاتَ سنة 740 وَهُوَ صَاحب الْجَامِع بسويقة السباعين وقنطرة آقسنقر على الخليج عِنْد قبر الْكرْمَانِي
1014 - آقسنقر السلاري كَانَ فِي خدمَة سلار بعد الْأَشْرَف خَلِيل ثمَّ تنقل إِلَى أَن نَاب بصفد ثمَّ بغزة ثمَّ بِمصْر كل ذَلِك للناصر وَكَانَ مَشْهُورا بالعفة وَالْعدْل وَقَامَ وَهُوَ نَائِب بغزة بِأَمْر النَّاصِر أَحْمد قيَاما عَظِيما وَاسْتمرّ فِي النِّيَابَة فِي دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل إِلَى أَن أمسك فِي سنة 744 فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَكَانَ جواداً سخي النَّفس لَا يحفظ أَنه سُئِلَ شَيْئا فَامْتنعَ مِنْهُ(1/468)
1015 - آقسنقر الناصري ولي أَمِير شكار فِي حَيَاة أستاذه الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون وتنقل فِي الخدم وَتزَوج ابْنَته ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة بعد وَفَاة النَّاصِر ثمَّ ولي أَمِير آخور كَبِيرا فِي دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ نِيَابَة طرابلس وَكَانَ مهيباً عفيفاً عَن أَمْوَال الرّعية وَكَانَ يكْتب خطا قَوِيا ثمَّ تَأمر بِمصْر فِي دولة الْكَامِل وَعظم شَأْنه فِي دولته ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ فِي إِزَالَة السلطنة عَن الْكَامِل وَفِي سلطنة المظفر حاجي صَار أكبر الْأُمَرَاء فِي دولة المظفر ثمَّ وَقع بَينهمَا فَأمْسك فِي أَيَّامه وَقتل فِي الْوَقْت فِي ربيع الآخر سنة 748 وَكَانَ كَرِيمًا شجاعاً قوي النَّفس وَهُوَ صَاحب الْجَامِع الَّذِي بِقرب قلعة الْجَبَل وقبره فِيهِ
1016 - إقطاي بن سلامش أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق كَانَ صديق الشَّيْخ عَلَاء الدّين بن غَانِم وَمَات فِي شَوَّال سنة 733
1017 - آقطوان الدَّاودِيّ مَاتَ بِدِمَشْق فِي ربيع الآخر سنة 709 - ذكره البرزالي
1018 - آقطوان الظَّاهِرِيّ نَائِب غيبَة السلطنة بِمصْر فِي أَيَّام السعيد ابْن الظَّاهِر وَكَانَ كثير الْعِبَادَة يحفظ أَشْيَاء فِي الزّهْد وعمره نَحْو الثَّمَانِينَ أَو أَكثر وَمَات فِي رَمَضَان سنة 718 بِدِمَشْق 1019 - آقطوان الْعزي سمع على شرف الدّين ابْن عَسَاكِر مشيخته - ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته
1020 - آقطوان الكمالي نقل فِي الولايات بصفد من شدّ الدَّوَاوِين(1/469)
ثمَّ الحجوبية ثمَّ النِّيَابَة وَكَانَ صَارِمًا مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 734
1021 - آقوش القطبي اليونيني - ذكره ابْن الْخَطِيب فَأطَال وَاقْتصر ابْن أيبك فَقَالَ فِي الْحَادِي عشر من ربيع الأول توفّي الشَّيْخ حسام الدّين أَبُو مُحَمَّد آقش
1022 - آقش بن عبد الله الشجاعي جمال الدّين عَتيق شُجَاع الدّين عنبر الْملك وأسمع الصَّحِيح من سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَحدث وجاور بِمَكَّة سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره
1023 - آقش الأشرفي جمال الدّين البرناق الْمَعْرُوف بنائب الكرك كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وَولي عَن الْأَشْرَف نِيَابَة الكرك نَحْو الْعشْرين سنة ثمَّ ولي نِيَابَة دمشق فِي سنة 711 لما عَاد السُّلْطَان وَأخذ كتبه ثمَّ عزل واعتقل بِمصْر ثمَّ أفرج عَنهُ سنة 715 وَعمر جَامعا بالحسينية وَكَانَ يجلس رَأس الميمنة وَيقوم لَهُ السُّلْطَان وَكَانَ متقشفا لَا يلبس المصقول وَيتَوَجَّهُ إِلَى الْحمام وَحده وَاتخذ لَهُ معبدًا بِالْجَبَلِ فَكَانَ يتخلى فِيهِ وَحده وَرُبمَا رَجَعَ مِنْهُ إِلَى الْقَاهِرَة مَاشِيا وولاه السُّلْطَان نظر المرستان بعد كريم الدّين الْكَبِير فباشره بمهابة عَظِيمَة وعمره ثمَّ ولاه نِيَابَة طرابلس على كره مِنْهُ وَقَاتل الفرنج وَغلب على مركبين لَهُم فَأسر من فيهمَا(1/470)
وَكَانَ فِيهَا رجل شهدُوا عَلَيْهِ بِأَنَّهُ حرامي وَأَنه يقطع الطَّرِيق على مراكب الْمُسلمين فتوصل الفرنجي إِلَى أَن أعلم السُّلْطَان بِأَنَّهُ تَاجر وَأَن آقش طمع فِي مَاله فَظن السُّلْطَان صدقه فَأنْكر على آقش وألزمه بِإِعَادَة الْمركب للفرنجي وَجَمِيع مَا فِيهِ فشق عَلَيْهِ ذَلِك ثمَّ لم يجد بدا فَفعل ثمَّ طلب الإعفاء فَنقل إِلَى دمشق ثمَّ اعتقل بِدِمَشْق ثمَّ بصفد ثمَّ بالإسكندرية وَكَانَ كثير الْفَضِيلَة فِيمَا يَكْتُبهُ على الْقَصَص كتب مرّة على قصَّة أَمْرَد طلب إقطاعاً من كَانَ يَوْمه بِخَمْسِينَ وَلَيْلَته بِمِائَة إيش يعْمل بالجندية وَكتب على قصَّة من طلب الِاجْتِمَاع بِهِ الِاجْتِمَاع مُقَدّر وعَلى قصَّة من جرت لَهُ فِي اللَّيْل كائنة أحصيناك فَإِن عدت أخصيناك وَمَات بالإسكندرية فِي جُمَادَى الأولى - سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَكَانَ جواداً إِذا جرد لَا يَشْتَرِي أحد من أجناده زاداً وَلَا علفاً وَإِذا مَاتَ لأَحَدهم فرس أعطَاهُ سِتّمائَة وَلَو كَانَ ثمن الْفرس مِائَتَيْنِ أَو أقل أَو أَكثر وَكَانَ مَعَ هَذِه المحاسن قاسي الْقلب يُعَاقب على الذَّنب الصَّغِير الْعقَاب الْكَبِير حَتَّى أَنه مَاتَ تَحت الضَّرْب جمَاعَة وَكَانَ جواداً لم يضْبط عَنهُ أَنه بَاعَ من شونته قدح غلَّة بل يفرق الْجَمِيع على كَثْرَة مَا كَانَ يحصل لَهُ من إقطاعاته واشتهر أَنه مَا خرج فِي تجريدة إِلَّا وَقَامَ بجراية من يرافقه وعليقه(1/471)
1024 - آقش الأفرم الجركسي كَانَ من مماليك الْمَنْصُور فِي بداية أمره يحب الفروسية وَالْتمس من أستاذه أَن يسيره إِلَى الشَّام فَقَالَ لَهُ مَا هُوَ فِي أيامي - يَعْنِي نِيَابَة الشَّام وَكَأَنَّهُ تفرس فِيهِ ذَلِك أَو كوشف بِهِ أَو فطن من التنجيم وَحكى ابْن فضل الله أَن الأفرم قَالَ كَانَ يتَرَدَّد إِلَيّ فَقير مغربي كَانَ فِي القرافة فَقَالَ لي إِذا بقيت نَائِب الشَّام إيش تُعْطِينِي فَقلت لَهُ وَمن أَنا حَتَّى أصل - إِلَى نِيَابَة الشَّام قَالَ لَا بُد من ذَلِك قلت مَا - تَقول فَقَالَ تَتَصَدَّق بألفي دِرْهَم عِنْد السِّت نفيسة وبألف عِنْد الشَّافِعِي فَقلت لَهُ بِسم الله فَضَحِك وَقَالَ مَا أَظُنك إِلَّا ستنسى قَالَ فأنساني الله فَلم أذكر ذَلِك إِلَّا بعد أَن هربت فِي نوبَة غازان فَبينا أَنا مار بالقرافة ذكرت ذَلِك فأحضرت الدَّرَاهِم فِي الْحَال وتصدقت بهَا وَكَانَ قد نقل قبل النِّيَابَة إِلَى الشَّام وَأمر بهَا مُدَّة ثمَّ طلبه الْمَنْصُور لاجين وولاه الحجوبية ثمَّ لما عَاد النَّاصِر إِلَى السلطنة بَعثه إِلَى دمشق فِي جُمَادَى الأولى سنة 98 فَحكم فِيهَا مُدَّة بِغَيْر تَقْلِيد ثمَّ جَاءَهُ التَّقْلِيد بنيابتها بعناية الجاشنكير وَكَانَ صديقه وَكَانَ الأفرم يَقُول لَوْلَا الْقصر الْأَبْيَض والميدان الْأَخْضَر مَا خليت بيبرس وسلار ينفردان بمملكة مصر وَلما كسر(1/472)
الْمُسلمُونَ بكسروان توجه إِلَيْهِم بِنَفسِهِ وحاصرهم فَلم ينتصف مِنْهُم فَلَمَّا انتصر الْمُسلمُونَ بشقحب كتب إِلَى نواب طرابلس وصفد وَغَيرهمَا فَجمعُوا العساكر وَأَحَاطُوا بِالْجَبَلِ من كل نَاحيَة إِلَى أَن كسرهم ومدحه الشُّعَرَاء بِسَبَب ذَلِك فَأَكْثرُوا وَزَاد تمكن الأفرم بِدِمَشْق حَتَّى كَانَ يكْتب التواقيع بالوظائف ويرسلها لمصر فَيعلم السُّلْطَان عَلَيْهَا وَلَا يرد مِنْهَا شَيْء فَلَمَّا كَانَت قصَّة النَّاصِر بالكرك وَعَاد إِلَى السلطنة واستصحبه إِلَى مصر ثمَّ ولاه صرخد ثمَّ طرابلس ثمَّ عمل النَّاصِر على إِمْسَاكه ففر إِلَى ابْن عِيسَى ثمَّ إِلَى خربندا ملك التتار فأنعم عَلَيْهِ بإمرة همذان فَأَقَامَ بهَا وترددت إِلَيْهِ الفداوية مَرَّات فَلم يقدروا عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَقد أَصَابَهُ الفالج بعد سنة 720 وَكَانَ فَارِسًا بطلاً عَاقِلا جواداً يحب الصَّيْد وَكَانَ خليقاً للْملك لما فِيهِ من المهابة والحماية وَكَانَ خيرا عديم الشَّرّ والأذى يكره الظُّلم وَلم يحفظ أَنه سفك دم أحد وَلَا بِوَجْه شَرْعِي وَكَانَ يعاشر أهل الْعلم كَابْن الْوَكِيل وَكَانَ لأهل دمشق فِيهِ محبَّة مفرطة ومدحه جمَاعَة من الشُّعَرَاء
1025 - آقش البيشري أحد الأجناد بطرابلس أسن إِلَى أَن قَارب الْمِائَة وَهُوَ جندي مَا ترقى عَن حَاله وَكَانَ لَهُ نظم حسن فَمِنْهُ مَا كتبه على قبقاب(1/473)
(كنت غصناً بَين الرياض نضيراً ... مائس الْعَطف من غناء الْحمام)
(صرت أحكي رُؤْس أعداك فِي الذ ... ل إِذا مَا - أداس فِي الْأَقْدَام)
1026 - آقش الرستمي شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ثمَّ ولَايَة الْبر وَكَانَ صَارِمًا مهيباً مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 709
1027 - آقش الرُّومِي جمال الدّين المنصوري كَانَ من أُمَرَاء التقدمة فِي أَيَّام النَّاصِر فَلَمَّا تسلطن المظفر بيبرس كَانَ فِي خدمته وأرسله لحفظ طَرِيق السويس لما تحرّك النَّاصِر ليعود إِلَى ملكه فغدر بِهِ سَبْعَة من مماليكه فَقَتَلُوهُ غيلَة وَأخذُوا مَاله وتوجهوا إِلَى النَّاصِر وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة 709
1028 - آقش الشبكي الْفَقِيه الشَّافِعِي سمع من ابْن عبد الدَّائِم جَمِيع كتاب التَّرْغِيب للأصبهاني ومشيخته وَغير ذَلِك وَحدث وَمَات سنة 739 حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا بِالسَّمَاعِ
1029 - آقش العتريس أحد الْأُمَرَاء الناصرية وأقطع أسوان وَخرج إِلَى عيذاب فِي تجريدة فِي سنة 719(1/474)
1030 - آقش العلائي الْمَعْرُوف بوالي بهنسا ترقى فِي الخدم فِي دولة الْأَشْرَف خَلِيل والمنصور لاجين وَغَيرهمَا وَولي عدَّة ولايات مِنْهَا الْكَشْف بِالْوَجْهِ البحري وَكَانَ ظَالِما فاتكاً وغرق يَوْم خُرُوج الشواني إِلَى قتال الفرنج بِجَزِيرَة أرواد وَذَاكَ أَنه كَانَ عين عَلَيْهِ عدَّة أجناد فَغَضب من بَعضهم لكَونه طلب مِنْهُ نَفَقَة فَرَمَاهُ بِسَهْم فَأَصَابَهُ فَقتله فألزمه الْأَمِير سلار بديته وبالسفر بدله فتجهز فِي سفين أفرد لَهُ فَلَمَّا خرجت الشواني انْقَلب السفين الَّذِي كَانَ فِيهِ وغرق كل من فِيهِ ثمَّ أخرجُوا أَحيَاء إِلَّا آقش هَذَا فَمَاتَ وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 702
1031 - آقش الكنجي وَالِي مصياف عمر دهراً يقرب من تسعين سنة وَكَانَت ولَايَته على مصياف وَهِي بلد الإسماعيلية فِي أَيَّام الْملك الظَّاهِر بيبرس ثمَّ صرف فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ أُعِيد فاستمر حَتَّى مَاتَ وَكَانَ قد تمكن فِي تِلْكَ الْبِلَاد وأطاعوه حَتَّى أَنه لَو قَالَ لأَحَدهم اقْتُل نَفسك بَادر لقتل نَفسه وَكَانَ من مشاهير الفرسان وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة 713
1032 - آقش المنصوري الْمَعْرُوف بِقِتَال السَّبع صَاحب الْحمام بالشارع كَانَ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِمصْر وَكَانَ قبل ذَلِك فِي خدمَة لُؤْلُؤ صَاحب الْموصل(1/475)
وَقدم الْقَاهِرَة سنة 758 وترقى حَتَّى صَار أَمِير ...
1033 - آقش المنصوري الرَّحبِي كَانَ وَالِي دمشق مُدَّة ثمَّ شدّ الدَّوَاوِين وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 719
1034 - آقش نَائِب البيرة كَانَ من مماليك سودي نَائِب حلب ثمَّ ولي الحجوبية بهَا ثمَّ نِيَابَة البيرة وَمَات فِي أَوَاخِر سنة 756
1035 - ألآقوش المنصوري كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وتأمر فِي سلطنة النَّاصِر ثمَّ كَانَ قد سجن فَمن عَلَيْهِ النَّاصِر وَأطْلقهُ بعد فتْنَة المظفر فَلَمَّا كَانَ سنة 24 وَقعت ورقة بِالْقصرِ فَحملت للسُّلْطَان فَإِذا فِيهَا التحذير من الرّكُوب إِلَى الميدان فَإِن الآقوش قد وَافق جمَاعَة على الفتك بِهِ فبحث عَن الْقَضِيَّة فَإِذا بهَا مرافعة من وَلَده لكَونه كَانَ لعاباً فَكَانَ يزجره فَأَرَادَ أَن يستريح مِنْهُ فَأخذ وَلَده وهدد فاعترف فحبس وسفر الآقوش أَمِيرا إِلَى دمشق وَكَانَت وَفَاته سنة ...
1036 - أكْرم بن خطيرة القبطي كريم الدّين الصَّغِير وَتسَمى لما أسلم عبد الْكَرِيم وَهُوَ ابْن أُخْت كريم الدّين الْكَبِير ولي نظر الدولة فِي أَيَّام خَاله وَكَانَ يُرِيد الْمُبَالغَة فِي الظُّلم والمصادرات فيمنعه خَاله فَتحدث مَعَ الْأَمِير أرغون النَّائِب فَأعْلم السُّلْطَان فَلَمَّا قبض على خَاله أمره السُّلْطَان(1/476)
على لِسَان النَّائِب أَن يتحدث فِي الْخَاص والمتجر وَيُدبر الْأُمُور كلهَا فَامْتنعَ فَأمر بحبسه ثمَّ صودر وسجن فَكَانَ جملَة مَا حمل قدر أَرْبَعِينَ ألف دِينَار وَتمكن فِي المملكة جدا حَتَّى كَانَ أكَابِر الْأُمَرَاء يكرهونه لتشدده وتصلبه فِي الْأُمُور وَيُقَال أَن النَّاصِر لما كَانَ بالكرك قَالَ إيش أعمل بمملكة يكون فِيهَا أكْرم يضْرب الجندي بالدبوس قدامه ويشفع فِيهِ فَلَا يقبل وَولي نظر صفد بعد خلاصه من المصادرة ثمَّ دمشق ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر فِي أَوَاخِر سنة 726 ثمَّ نفي إِلَى أسوان فأغرق فِي الْبَحْر وَذَلِكَ فِي أَوَاخِر سنة 726 وَهُوَ أول من ضرب الضَّرْب المقترح وَكَانَت الْعَامَّة تبْغضهُ بِسَبَب ذَلِك وَكَانَ ظلوما غشوماً شرس الْأَخْلَاق مَعَ عصبية وَمَكَارِم
1037 - أكْرم بن هبة الله القبطي كريم الدّين الْكَبِير تسمى أَيْضا لما أسلم عبد الْكَرِيم يكنى أَبَا الْفَضَائِل كَانَ أَبوهُ يعرف بِالْعلمِ ابْن السديد تعانى الخدم بِالْكِتَابَةِ فَأول مَا كتب عِنْد قراقوش وَالِي قوص ثمَّ جاور حَيّ الأشرفي ثمَّ قرر فِي اسْتِيفَاء الْبيُوت فَلَمَّا عَاد بيبرس الجاشنكير من وقْعَة شقحب سنة 702 طلبه واستسلمه وَقَررهُ فِي مُبَاشرَة ديوانه ثمَّ أضَاف إِلَيْهِ وظائف خَاله التَّاج ابْن سعيد الدولة فِي رَجَب سنة 709 فَلَمَّا فر المظفر بيبرس طلبه النَّاصِر من بيبرس لما أقطعه صهيون وَطلب مِنْهُ الْأَمْوَال الَّتِي توجه بهَا فأرسلها مَعَه وَكَانَ شَيْئا كثيرا فأحضرها(1/477)
فَقبض عَلَيْهِ وصادره على مائَة ألف دِينَار وَكَانَ شَدِيد الحنق عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فِي أَيَّام حجر بيبرس عَلَيْهِ مَا كَانَ يصرف لَهُ شَيْء مِمَّا يَطْلُبهُ إِلَّا بِخَط كريم الدّين وَكَانَ يُؤثر رضَا بيبرس فَتغير عَلَيْهِ ثمَّ تلطف الْفَخر نَاظر الْجَيْش وَغَيره بالناصر حَتَّى سامحه بِكَثِير من مَال المصادرة وأحضره بَين يَدَيْهِ وَسَأَلَهُ عَن أَمْوَال بيبرس فوعده أَن يُخرجهَا لَهُ مِمَّن هِيَ عِنْده فوعده بالجميل إِن وفى فَفعل وَلم يزل يتتبع الودائع شَيْئا فَشَيْئًا حَتَّى ظهر على مَا لَا يُوصف قدره من كثرته ثمَّ ولاه النَّاصِر بيع تَرِكَة بيبرس وَيحمل النّصْف لبيت المَال وَالنّصف لبِنْت بيبرس فَشدد كريم الدّين على زَوْجَة بيبرس حَتَّى أخرجت من الْجَوَاهِر شَيْئا كثيرا فَحمل بَعْضهَا للناصر وصانع الْأُمَرَاء بِالْبَعْضِ فقرره النَّاصِر فِي وكَالَته لما مَاتَ أَحْمد بن عَليّ ابْن عبَادَة وَكيله وَذَلِكَ فِي سنة 10 عشر ثمَّ قَرَّرَهُ فِي نظر خاصه وَهُوَ أول من سمي نَاظر الْخَاص ثمَّ لم يزل بالناصر حَتَّى أوقع بالوزير عبد الله بن الغنام وَقرر ابْن أُخْته كريم الدّين الصَّغِير فِي نظر الدولة وأبطل الوزارة فَصَارَت الْأُمُور كلهَا منوطة بِهِ ورزق السعد فِي حركاته بِحَيْثُ أَن النَّاصِر أحَال عَلَيْهِ بعض الفرنج بِسِتَّة عشر ألف دِينَار ثمن أَشْيَاء ابتاعها مِنْهُم وَلم يكن عِنْده حَاصِل فَأرْسل إِلَى تجار الكارم ليقترض مِنْهُم فَحَضَرُوا بَابه فتفاوضوا مَعَ الفرنج الَّذين يطالبون بِالْمَالِ فاتفق(1/478)
أَنهم كَانَ لَهُم قبل الفرنج بَقِيَّة من بضائع قدر عشْرين ألف دِينَار فطالبوهم فوعدوهم أَن يعطوهم الْمبلغ الَّذِي عِنْد كريم الدّين فَبَلغهُ ذَلِك فأحضرهم واحتال للكارمية بالمبلغ وَكتب لَهُم بِهِ إشهادا وألزم الفرنج بتكملة بَاقِي مَا عَلَيْهِم للكارمية فَانْصَرف الْكل شاكرين وَبلغ النَّاصِر أَنه أوفاهم فعظمت مَنْزِلَته عِنْده فَإِنَّهُ كَانَ يتَحَقَّق أَنه لم يكن عِنْده إِذْ ذَاك مَال حَاصِل فظهرت لَهُ كِفَايَته ونبل فِي عينه وخلع عَلَيْهِ خلعة مذهبَة وَأَشَارَ عَلَيْهِ الْقُضَاة أَنه ولاه جَمِيع مَا ولاه الله من الْأُمُور وأحبه حبا زَائِدا وَصَرفه فِي جَمِيع أُمُوره فَصَارَ الأكابر من الْأَطْرَاف يكاتبونه ويهادونه وَمرض مرّة فزينت لَهُ مصر لما دخل الْحمام ولعبت ... وَبَلغت عدَّة الشموع الَّتِي أوقدت ألفا وسِتمِائَة موكبية وَحج مَعَ النَّاصِر سنة 719 وَبلغ من عَظمته أَن الْمُؤَيد لما ولاه النَّاصِر حماة سُلْطَانا بهَا أَمر كريم الدّين بتجهيزه فَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ فَلَمَّا ودعه قبل الْمُؤَيد يَده وَقَالَ مَا لي مَال أكافيك بِهِ إِلَّا الدُّعَاء وَفِي سنة 721 وَقعت فِي ابْن جمَاعَة مرافعة بِسَبَب جَامع ابْن طولون ففوض النَّاصِر نظره لكريم الدّين فباشره مُبَاشرَة هائلة حَتَّى وفر من متحصله ضعف مَا كَانَ يصرف وَبنى لَهُ الطاحون وَغَيرهَا ثمَّ بنى لَهُ النَّاصِر دَارا ببركة الْفِيل ثمَّ حج صُحْبَة خوند طغاي حجتها الْمَشْهُورَة وَفِي الْجُمْلَة فَإِنَّهُ بلغ فِي رفيع الْمنزلَة مَا لم يبلغهُ أحد من(1/479)
كبار الدولة التركية وَلم يزل يسْعَى بِمَالِه وهداياه بَين النَّاصِر وَأبي سعيد حَتَّى عقد الصُّلْح وخطب للناصر على مِنْبَر تبريز ثمَّ أفرط فِي الإنعام على الْأُمَرَاء والحريم السلطاني والخاصكية فانعكس الْأَمر عَلَيْهِ وَعظم على النَّاصِر مَا يُعْطِيهِ لَهُم بِغَيْر مشورته فَقبض عَلَيْهِ فِي رَابِع عشر ربيع الآخر سنة 723 وأحيط بأمواله فَوجدَ لَهُ شَيْء كثير جدا ثمَّ أفرج عَنهُ بعد عشرَة أَيَّام وَأمر أَن يُقيم بالقرافة هُوَ وَولده وَلَا يَجْتَمِعَانِ بِأحد وَوجدت أوقافه وَقيمتهَا مَا يزِيد على سِتَّة آلَاف ألف دِرْهَم فَأشْهد عَلَيْهِ أَنه كَانَ اشْتَرَاهَا من مَال السُّلْطَان ثمَّ نفي هُوَ وَولده إِلَى الشوبك ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقُدس فسكن مدرسة بهَا ثمَّ حضر إِلَيْهِ فِي ربيع الأول سنة 724 قطلوبغا المعزي وأوقع الحوطة عَلَيْهِ وأحضره هُوَ وَولده إِلَى مصر فحبسا ببرج القلعة ثمَّ نفي إِلَى أسوان فَوجدَ مشنوقاً فِي شَوَّال مِنْهَا
1038 - الأكز الناصري كَانَ جمداراً ثمَّ أمره النَّاصِر وولاه شدّ الدَّوَاوِين فَعمل الشد أعظم من الْوَزير وَبَالغ فِي تنويع عَذَاب من يصادره حَتَّى كَانَ يحمي الطاسة ويلبسها لَهُ ويحمي الدست ويجلسه عَلَيْهِ وَيضْرب الوتد فِي الْأذن ويدق الْقصب فِي الظفر وَكَانَ النَّاصِر أَقَامَ مَعَه لُؤْلُؤ غُلَام قندس شاد الْجِهَات فاتفقا على أَذَى النَّاس إِلَى أَن لطف الله وأوقع بَينهمَا الشَّرّ فسعى لُؤْلُؤ فِيهِ فاتفق أَن وَقع الغلاء فَقَالَ للناصر أَن الأكز(1/480)
لَا يدع أحدا يَبِيع الْقَمْح بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ فَبَدَأَ بشونة قوصون وَضرب سمساره بالمقارع وشكا قوصون ذَلِك للناصر فَلم يَأْخُذ بِيَدِهِ فتمالأ مَعَ النشو على الأكز إِلَى أَن أغضباه عَلَيْهِ فَضَربهُ وعزله وسيره إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا دون السّنة وَمَات سنة بضع وَثَلَاثِينَ
1039 - الأكز الكشلاوي كَانَ من أَتبَاع كشلي وتنقل فِي الولايات إِلَى أَن صَار مقدم ألف ثمَّ ولي نِيَابَة الاسكندرية سنة 67 بعد الْوَقْعَة ثمَّ ولي شدّ الدَّوَاوِين سنة 69 ثمَّ الأستادارية ثمَّ الوزارة فباشرهما مَعًا ثمَّ قبض عَلَيْهِ وصودر وَنفي إِلَى حلب وَمَات فِي صفر سنة 771
1040 - البكي بِفَتْح الْمُوَحدَة الظَّاهِرِيّ فَارس الدّين كَانَ من الْأُمَرَاء ثمَّ اعتقله الْمَنْصُور ثمَّ ولاه نِيَابَة صفد فباشرها عشرَة أَعْوَام ثمَّ هرب من الْمَنْصُور لاجين هُوَ وقفجق وبكتمر السلحدار إِلَى غازان ملك التتار بعد أَن أسلم فَأحْسن إِلَيْهِم وَزوج ألبكي أُخْته وجاؤا مَعَه وَاسْتظْهر وتملك الشَّام ثمَّ عَاد البكي إِلَى مصر وَولي نِيَابَة حمص وَمَات بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 702 وَقد شاخ وَكَانَ مليح الشكل سناطاً كَانَ وَجهه دارة الْقَمَر وَكَانَ كثير الْأَدَب خيرا سَاكِنا شجاعاً بطلاً قَرِيبا من النَّاس
1041 - البكي ابْن أخي آل ملك كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِمصْر ثمَّ ولي نِيَابَة(1/481)
غَزَّة ثمَّ أعطي تقدمة بِمصْر مَاتَ فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة 756
1042 - الَّتِي بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الَّتِي شُجَاع الدّين موقع السلطنة بماردين كَانَ فَاضلا بارعاً شَاعِرًا حج سنة 768 وَله نظم وسط فَمِنْهُ
(أَشْكُو إِلَى الله طول ليل ... جفني فِيهِ الرقاد عادا)
(وَكلما قلت قد تقضى ... وَقد تولى الظلام عادا)
1043 - ألجي الأبوبكري سيف الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق كَانَ خيرا ملازما للصوات فِي الْجَامِع مَعَ الدّين والتواضع مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 728
1044 - آلجاي الدوادار الناصري كَانَ متأدباً فَاضلا حسن الْخط يحفظ كثيرا من الْمسَائِل وَكَانَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ يلازمه ويبيت عِنْده واقتنى كتبا نفيسة إِلَى الْغَايَة وَأول مَا جعله النَّاصِر دويداراً صَغِيرا وَأمره عشرَة ثمَّ أمره دويداراً كَبِيرا فباشر ذَلِك أجمل مُبَاشرَة بعفة ونزاهة وتأن بِحَيْثُ أَنه كَانَ اشْتهر عَنهُ أَنه لَا يغْضب وَلم يزل مَشْهُورا بِالْخَيرِ وَحسن الطَّرِيقَة وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 732
1045 - الجاي اليوسفي تَأمر فِي سلطنة ...(1/482)
1046 - الجيبغا العادلي كَانَ من مماليك كتبغا ثمَّ تَأمر بِدِمَشْق وَتقدم فِي آخر دولة تنكز ثمَّ أمسك بعده وَأَفْرج عَنهُ لما مَاتَ السُّلْطَان وناب فِي الْغَيْبَة عَن أرغون الكاملي فِي وَاقعَة بيبغاروس وَكَانَ مِمَّن حضر الْوَقْعَة الَّتِي وَقعت فِي الَّذِي قبله فَقطعت يَده من زندها وعاش بعد ذَلِك وَكَانَ كثير الْأَمْوَال جدا وَمَات فِي ربيع الأول سنة 754
1047 - ألجيبغا المظفري كَانَ عالي الرُّتْبَة عِنْد المظفر حاجي فَلَمَّا قتل اسْتمرّ من جملَة أُمَرَاء المشورة فِي دولة النَّاصِر حسن الأولى إِلَى أَن وَقع الْخلف(1/483)
بَين الْأُمَرَاء فَأخْرج إِلَى دمشق ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس فَأَقَامَ بهَا سنة ثمَّ ورد كِتَابه إِلَى أرغون شاه نَائِب دمشق يَسْتَأْذِنهُ أَن يتصيد فِي أَتْبَاعه فَأذن لَهُ فَأَقَامَ على بحيرة حمص أَيَّامًا ثمَّ سَاق إِلَى خَان لاجين واحتال على قتل أرغون شاه وأشاع أَنه ذبح روحه وَأخرج لِلْأُمَرَاءِ كتابا زعم أَنه مرسوم السُّلْطَان واحتاط على مَوْجُود أرغون شاه ثمَّ ضربوا مَعَه مصافاً فغلب هُوَ واحتاط على مَا اسْتَطَاعَ من الْأَمْوَال وَرجع إِلَى طرابلس فوصل الْخَبَر من السُّلْطَان بإنكار مَا فعل وحرض على إِمْسَاكه فتواردت عَلَيْهِ العساكر حَتَّى قبضوا عَلَيْهِ ثمَّ جهز إِلَى الْقَاهِرَة فوصل الْأَمر بتوسيطه فوسط بسوق الْخَيل وعلق على خَشَبَة بوادي بردا وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 705 وَلم يكمل الْعشْرين
1048 - ألدمر الأبوبكرى أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق كَانَ سَاكِنا خيرا مَاتَ سنة 744
1049 - ألدمر أحد الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ فِي الْأَيَّام الناصرية وَكَانَ أَمِير جنداراً وَحج بِالنَّاسِ فثارت بمنى فتْنَة فَقتل فِيهَا هُوَ وَولده خَلِيل فِي يَوْم عيد النَّحْر سنة 730 وَمن الْعجب أَن النَّاس تحدثُوا فِي الْقَاهِرَة بِمَا جرى(1/484)
لَهُ يَوْم الْعِيد سَوَاء
1050 - ألدمر عبد الله أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَحج بِالنَّاسِ سنة 758 وَرجع فَمَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 759
1051 - الطنبغا بن عبد الله الجوباني أحد كبار الْأُمَرَاء تنقل يَفِ الولايات قتل فِي سنة 792
1052 - ألطنبغا الأشرفي أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار كَانَ مَشْهُورا بالشجاعة مَاتَ مسجوناً بقلعة حلب سنة 796
1053 - الطنبغا البشتكي تنقل إِلَى أَن ولي حجوبية دمشق ثمَّ نِيَابَة غَزَّة ثمَّ ولي الإستادارية بِالْقَاهِرَةِ بعد قتل يلبغا فَلم تطل مدَّته وَمَات بهَا مطعوناً فِي شعْبَان سنة 769
1054 - الطنبغا الجاولي الشَّاعِر الظريف كَانَ مَمْلُوك ابْن باخل فخدم عِنْد سنجر الجاولي فنسب إِلَيْهِ وَكَانَ سنجر يُحِبهُ ويقربه ويبالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَكَانَ إقطاعه عِنْده وَهُوَ نَائِب غَزَّة يعْمل عشْرين ألفا ومدحه مرّة بقصيدة سِتِّينَ بَيْتا فَأعْطَاهُ سِتِّينَ دِينَارا وَقَالَ لَو كَانَت مائَة لَكَانَ الذَّهَب مائَة ثمَّ فَارق مخدومه وَتوجه إِلَى مصر بطالاً ثمَّ توجه إِلَى صفد فأكره نائبها أرقطاي ثمَّ دخل دمشق وامتدح نائبها تنكز فَأعْطَاهُ إقطاعاً بِحَلقَة دمشق ثمَّ لما أمسك الجاولي ثمَّ أفرج عَنهُ توجه إِلَيْهِ ألطنبغا(1/485)
وَصَالَحَهُ وخدمه وَكَانَ يحب الْعلم وَالْعُلَمَاء ويتولع بالكيميا فينفق فِيهَا مَا يحصله وَلَا يفِيدهُ ذَلِك شَيْئا وَله نظم حسن سَائِر فَمِنْهُ
(انهل مدمعها درا وَفِي فمها ... در وَبَينهمَا فرق وتمثال)
(لِأَن ذَا جامد فِي الثغر مُنْتَظم ... وَذَاكَ منتثر فِي الخد سيال)
وَله فِي الشهَاب مَحْمُود
(قَالَ النُّحَاة بِأَن الِاسْم عِنْدهم ... غير الْمُسَمّى وَهَذَا القَوْل مَرْدُود)
(الِاسْم عين الْمُسَمّى وَالدَّلِيل على ... مَا قلت أَن شهَاب الدّين مَحْمُود)
مَاتَ بعلة الاسْتِسْقَاء فِي ربيع الأول سنة 744
1055 - الطنبغا الْحَاجِب الناصري كَانَ مَوْصُوفا بالمعرفة والفروسية طَوِيل الرّوح فِي الْأَحْكَام لكنه سَرِيعا إِلَى سفك الدِّمَاء وولاه النَّاصِر نِيَابَة حلب سنة 714 فعمر بهَا جَامعا ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر أَمِيرا فِي سنة 727 ثمَّ عَاد إِلَى نِيَابَة حلب سنة 731 ثمَّ وَقع بَينه وَبَين تنكز نَائِب الشَّام فَعَزله النَّاصِر من حلب لأجل تنكز وَذَلِكَ فِي سنة 732 وَنَقله إِلَى نِيَابَة غَزَّة فَلَمَّا أمسك تنكز قَرَّرَهُ فِي نِيَابَة الشَّام فَدَخلَهَا فِي الْمحرم سنة 741 ثمَّ لما ولي الْأَشْرَف كجك وَقع بَينه وَبَين طشتمر نَائِب حلب فساق وَرَاءه وَنهب أَمْوَاله وَفِي غُضُون ذَلِك أَخذ الفخري دمشق وَغلب عَلَيْهَا فَعَاد الطنبغا بالعساكر فتحيز أَكثر من مَعَه إِلَى الفخري فَتوجه إِلَى(1/486)
مصر على حمية فَتَلقاهُمْ قوصون فاتفق أَن الْأُمَرَاء كَانُوا خامروا على قوصون وأمسكوه ثمَّ أمسكو الطنبغا ووجهوهم إِلَى الاسكندرية إِلَى أَن خنقوا جَمِيعًا فِي ذِي الْقعدَة سنة 742
1056 - الطنبغا الخازن الشريفي كَانَ أحد الْأُمَرَاء الناصرية القدماء سَاكِنا وقوراً لَا شَرّ فِيهِ ولي نِيَابَة غَزَّة فِي وَاقعَة بيبغا روس وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة 753 وَمَات بهَا فِي شهر رَجَب سنة 756
1057 - الطنبغا المارداني الساقي تقدم عِنْد النَّاصِر وَكَانَ اشْتَرَاهُ صَغِيرا فاختص بِهِ ورقاه وزوجه بابنته وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع بالتبانة وَأنْفق عَلَيْهِ مَالا كثيرا ثمَّ صَارَت مَنْزِلَته عِنْد الْمَنْصُور أبي بكر أعظم مِمَّا كَانَت عِنْد أَبِيه فَلَمَّا أمسك وَاسْتقر الْأَشْرَف كَانَ هُوَ أعظم الْأَسْبَاب فِي إمْسَاك قوصون والطنبغا الْحَاجِب - كَمَا تقدم ثمَّ أخرج فِي دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل على خَمْسَة أرؤس من خيل الْبَرِيد إِلَى حماة نَائِبا فِي شهر ربيع الأول سنة 743 فَأَقَامَ بهَا شَهْرَيْن ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حلب فِي رَجَب فاستمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي أول صفر سنة 744 وَكَانَ جميل الصُّورَة كَرِيمًا
1058 - الطنبغا المجدي كَانَ من مماليك النَّاصِر الْكَبِير وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار مقدم ألف وَمَات وَهُوَ مُجَرّد إِلَى الاسكندرية فِي صفر سنة 771(1/487)
1059 - ألطنبغا المرقي حَاجِب الْحجاب نَقله الْمُؤَيد من نِيَابَة قلعة حلب إِلَى الحجوبية الْكُبْرَى بِمصْر
1060 - الطنبغا برناق عَلَاء الدّين الجاشنكير نَائِب صفد بعد غَزَّة ثمَّ كَانَ فِيمَن خرج مَعَ بيبغاروس فَأسر بحلب وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة 753 ثمَّ وسط فِي شَوَّال بسوق الْخَيل بِدِمَشْق من السّنة
1061 - الطنفش الإستادار كَانَ من مماليك آقش الأفرم وَعمل لَهُ الإستادارية ثمَّ ولي الشرقية ثمَّ ولي إستادارية آنوك ولد النَّاصِر ثمَّ ولي إستادارية السُّلْطَان حَتَّى مَاتَ سنة 745 وَكَانَ كثير العصبية لمن يعْنى بِهِ وَهُوَ صَاحب التربة بِالْقربِ من جَامع المارداني بالتبانة
1062 - اللمش بلامين الأولى مُشَدّدَة وَالْمِيم سَاكِنة ثمَّ مُعْجمَة - الْحَاجِب ولي نِيَابَة جعبر وحجوبية دمشق وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 746
1063 - الماس الْحَاجِب الناصري كَانَ وجيهاً عِنْد أستاذه وَلما نقل أرغون الدوادار إِلَى نِيَابَة حلب بعد نِيَابَة مصر كَانَ الماس فِي منزلَة النَّائِب غير انه لم يتسم بهَا ثمَّ كَانَ فِي القلعة هُوَ وآقوش نَائِب الكرك وأقبغا عبد الْوَاحِد وطشتمر حمص أَخْضَر فِي غيبَة النَّاصِر فِي الْحجاز سنة 32 ثمَّ لما عَاد النَّاصِر إِلَى الْقَاهِرَة أمْسكهُ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة من السّنة وَهُوَ(1/488)
آخر الْعَهْد بِهِ يُقَال خنق بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَيُقَال أَن سَبَب غضب النَّاصِر عَلَيْهِ أَن بكتمر لما مَاتَ وجد فِي موجوده جرمداناً لطيفاً فقرأه فَوجدَ فِيهِ جَوَاب الماس لبكتمر يَقُول فِيهِ أنني حَافظ القلعة إِلَى أَن يرد عَليّ مِنْك مَا تعتمده فنقمها عَلَيْهِ إِلَى أَن قَتله وَكَانَ لَا يفهم بِالْعَرَبِيَّةِ شَيْئا وَمِمَّا نقم عَلَيْهِ النَّاصِر أَنه فِي غيبته كَانَ حصل لَهُ شغف بشاب من الحسينية يُقَال لَهُ عُمَيْر فتهتك فِيهِ فَلم يحْتَمل النَّاصِر ذَلِك وَالسَّبَب الأول هُوَ الْمُعْتَمد وَهَذَا جعل فِي الظَّاهِر وَهُوَ الَّذِي عمر الْجَامِع فِي الشَّارِع عِنْد حدرة الْبَقَرَة وَخلف أَمْوَالًا جزيلة جدا
1064 - آل ملك سيف الدّين الْحَاج النَّائِب كَانَ أَصله من الأبلستين فَلَمَّا ظفر الظَّاهِر بيبرس عِنْد دُخُوله بِلَاد الرّوم كَانَ مِمَّن سبي فوهبه للمنصور قلاون فوهبه الْمَنْصُور لِابْنِهِ عَليّ ثمَّ ترقى فِي الْخدمَة حَتَّى أَمر ثمَّ كَانَ فِي أَيَّام النَّاصِر من أهل المشورة ثمَّ كَانَ مِمَّن يتَرَدَّد بَين المظفر والناصر وَهُوَ فِي الكرك فأعجبه عقله وَأرْسل إِلَى المصريين يَقُول لَهُم لَا يصل إِلَيّ رَسُول غَيره فَلَمَّا عَاد إِلَى المملكة عظمه وَهُوَ صَاحب الْجَامِع بالحسينية وَالدَّار المليحة بمشهد الْحُسَيْن وَالْمَسْجِد الَّذِي إِلَى جَانبهَا وَخرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن ابْن أيبك مشيخة حدث بهَا وَهُوَ جَالس فِي شباك النِّيَابَة بالقلعة ثمَّ أخرجه النَّاصِر أَحْمد نَائِبا بحماة ثمَّ أَعَادَهُ الصَّالح إِسْمَاعِيل إِلَى مصر على حَالَته الأولى وَولي نِيَابَة مصر فَشدد على من يشرب الْخمر(1/489)
وَكَانَ مهاباً ثمَّ أخرجه الْكَامِل لنيابة دمشق ثمَّ لحقه من توجه بِهِ إِلَى صفد ثمَّ أمسك بغزة وجهز إِلَى الاسكندرية فاعتقل بهَا وأعدم فِي أَوَاخِر سنة 746 أَو فِي أَوَائِل سنة 747 - كَذَا شكّ فِيهِ الصَّفَدِي وأرخه أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته فِي أحد الربيعين سنة 747 وحققه غَيره فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 747 وَكَانَ مهاباً صَارِمًا لَهُ أجوبة حادة وَكَانَ يكْتب على الْقَصَص مَا ينْكث رافعها طلب مِنْهُ جندي زِيَادَة فِي إقطاعه فَكتب يُوقع لَهُ بِمِائَتي فدان من النجيل الْأَحْمَر وَكتب على قصَّة سَأَلَ رافعها أَن يقسط مَا عَلَيْهِ من الدّين
(وَمن تقاضى دُيُون النَّاس يوفيها)
1065 - إلْيَاس بن سعيد بن عَليّ القيرشهري الْحَنَفِيّ نزيل حلب يلقب موفق الدّين اشْتغل فِي عدَّة فنون وترقى إِلَى أَن ولي قَضَاء حلب فِي سنة 788 عوضا عَن محب الدّين بن الشّحْنَة فباشره سنتَيْن ثمَّ عزل وأعيد ابْن الشّحْنَة وَاسْتمرّ إلْيَاس بطالاً إِلَى أَن مَاتَ فِي ...
1066 - إلْيَاس بن يُوسُف بن نَاجِي بن إلْيَاس بن البابا فَخر الدّين سمع من الأبرقوهي وَغَيره وَكَانَ خيرا فَاضلا حسن الْهَيْئَة لَهُ معرفَة بالنحو(1/490)
1067 - إلياق الناصري أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي صفر سنة 732
1068 - إِمَامَة بنت عبد السَّلَام بن القَاضِي عبد الْخَالِق بن سعيد البعلبكية سَمِعت من جدَّتهَا سِتّ الْأَهْل بنت علوان وَحدثت وَمَاتَتْ سنة 744
1069 - أمة الرَّحْمَن بنت مُحَمَّد بن شَيبَان البعلبكية سَمِعت من الحجار صَحِيح البُخَارِيّ بفوت سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السِّتين وَحدث عَنْهَا فِي مُعْجَمه
1070 - أمة الرَّحِيم بنت الشَّيْخ الضياء عِيسَى بن يحيى السبتي سَمِعت والدها ولدت سنة ... وَأَجَازَ لَهَا جمَاعَة مِنْهُم ... وَمَات سنة ...
1071 - أمة الْعَزِيز بنت الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن عَليّ بن مُحَمَّد اليونيني البعلبكية الْمَعْرُوفَة بالشيخة وَهِي أكبر بَنَات والدها ولدت سنة 57 وأسمعت من نصر الله ابْن حوارِي وَابْن أبي عمر وَالْمُسلم بن عَلان وَأَجَازَ لَهَا شيخ الشُّيُوخ والكمال الضَّرِير وَابْن عزون وَغَيرهم وَكَانَت لَهَا عبَادَة واجتهاد وَمَاتَتْ فِي صفر سنة 745
1072 - أمة الْعَزِيز بنت ابْن الخباز هِيَ زَيْنَب بنت إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم - تَأتي فِي الزَّاي
1073 - أمة القاهر بنت الرضي قَاسم بن مُحَمَّد بن عمر بن إلْيَاس بن الرشيد البعلبكية ولدت سنة 17 وأسمعت على القطب اليونيني الثَّانِي من جَامع(1/491)
معمر بفوت ورقة من أَوله عَن يُوسُف بن خَلِيل إجَازَة وجزء البطاقة أَنا القطب وَالثَّانِي من حَدِيث مَالك لإسماعيل وجزءاً من حَدِيث ظريف الْحِمْيَرِي كِلَاهُمَا عَن ابْن رواج وَمَاتَتْ سنة ثَمَانمِائَة
1074 - آمِنَة بنت إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن فضل الواسطية ثمَّ الدمشقية ولدت تَقْرِيبًا سنة 64 وَسمعت أَرْبَعِينَ الْآجُرِيّ على أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَحَضَرت على الْكرْمَانِي الْأَرْبَعين لعبد الْخَالِق وَسمعت أَيْضا من والدها وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَإِسْمَاعِيل الْقِتَال وَإِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن كَامِل وَغَيرهم وَمَاتَتْ فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة 740
1075 - آمِنَة بنت الْمُوفق عبد الرَّحْمَن بن النَّجْم أَحْمد بن مُحَمَّد بن خلف ابْن رَاجِح المقدسية ولدت سنة ... وأسمعت على النجيب عدَّة أَجزَاء من الموافقات وَكَانَت صَالِحَة خيرة قَالَ الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته كَانَت صَالِحَة عابدة خاشعة كَثِيرَة الْعِبَادَة وَمَاتَتْ فِي سادس شَوَّال سنة 742
1076 - آمِنَة بنت عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الله الدمشقية أحضرت على أَسمَاء بنت صصرى وَعبد الله بن الْحُسَيْن بن أبي التائب وَغَيرهمَا وَمَاتَتْ فِي أَوَائِل سنة 798
1077 - أميران عز الدّين الْكرْدِي ابْن بنت الشَّيْخ عدي قدم دمشق فولي(1/492)
بهَا الإمرة ثمَّ آثر الِانْقِطَاع بالمزة وَكَانَ قومه يأتونه من كل فج ويتقربون إِلَيْهِ بالأموال ثمَّ شاع أَنهم يُرِيدُونَ الْخُرُوج على السُّلْطَان فَأمْسك النَّاصِر من كَانَ مِنْهُم بالقرافة وَكتب إِلَى تنكز بكشف أَحْوَالهم فَأرْسل إِلَى عز الدّين الْمَذْكُور فَسَأَلَهُ عَنْهُم فَقَالَ يُرِيدُونَ أَن ينفردوا بالمملكة فَقَالَ وَمَا السَّبَب فَقَالَ هَذَا شَيْء تخيلوه فِي نُفُوسهم فَقَالَ لم لَا تمنعهم قَالَ هم يَعْتَقِدُونَ فِي وَفِي جَمِيع أهل بَيْتِي وَلَكِن حطني فِي القلعة يتغلل جمعهم فَفعل فَتَفَرَّقُوا وصاروا بعد ذَلِك يجيئون إِلَى البرج الَّذِي هُوَ فِيهِ مَحْبُوس فيسجدون لَهُ وَكَانَ حَبسه فِي سنة 731 وَكَانَ حسن الشكل تَامّ الْقد صبيح الْوَجْه
1077 - أَمِير كَاتب بن أَمِير عمر بن العميد أَمِير غَازِي أَبُو حنيفَة الاتقاني الْحَنَفِيّ وَسَماهُ الْحُسَيْنِي فِي ذيله لطف الله ولد باتقان فِي شَوَّال سنة 685 واشتغل ببلاده وَمهر وَتقدم إِلَى أَن شرح الأخسيكثى وَذكر أَنه فرغ مِنْهُ بتستر سنة 716 وَقدم دمشق فِي سنة 720 ودرس وناظر وَظَهَرت فضائله - قَالَه ابْن كثير وَدخل مصر ثمَّ رَجَعَ فَدخل بَغْدَاد وَولي قضاءها ثمَّ قدم دمشق ثَانِيًا فِي شهر رَجَب سنة 747 وَولي بهَا تدريس(1/493)
دَار الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة بعد وَفَاة الذَّهَبِيّ وتدريس الكنحية ثمَّ نزل عَنْهُمَا وَتكلم فِي رفع الْيَدَيْنِ عِنْد الرُّكُوع وَالرَّفْع وَادّعى بطلَان الصَّلَاة من فعل ذَلِك وصنف فِيهِ مصنفاً فَرد عَلَيْهِ السُّبْكِيّ وَغَيره حَتَّى أَن بعض الْحَنَفِيَّة ... وَفَارق دمشق وَدخل الديار المصرية فِي صفر سنة 751 فَأقبل عَلَيْهِ صرغتمش وعظمه وَجعله شيخ الْمدرسَة الَّتِي بناها ونظم فِي ذَلِك قصيدة مدحه بهَا وَكَانَ ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة 757 وَذكر أَن ابْتِدَاء عمارتها فِي رَمَضَان سنة 56 وَاخْتَارَ لحضوره الدَّرْس طالعاً قَالَ وَالْقَمَر فِي السنبلة والزهرة فِي الأوج وَكَانَ تثليث المُشْتَرِي وَالْقَمَر فدرس ذَلِك الْيَوْم وَأَقْبل عَلَيْهِ صرغتمش إقبالاً عَظِيما وَقدر أَنه لم يَعش بعد ذَلِك سوى سنة وَنصف بل أقل من ذَلِك وَكَانَ لما قدم دمشق صلى مَعَ النَّائِب وَهُوَ يلبغا فَرَأى إِمَامه يرفع يَدَيْهِ عِنْد الرُّكُوع وَالرَّفْع مِنْهُ فَأعْلم الاتقاني يلبغا أَن صلَاته بَاطِلَة على مَذْهَب أبي حنيفَة فَبلغ ذَلِك القَاضِي تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ فصنف رِسَالَة فِي الرَّد عَلَيْهِ فَوقف عَلَيْهَا فَجمع جُزْءا فِي تَبْيِين مَا قَالَ وَأسْندَ ذَلِك عَن مَكْحُول النَّسَفِيّ أَنه حَكَاهُ عَن أبي حنيفَة وَبَالغ فِي ذَلِك إِلَى أَن أصغى إِلَيْهِ النَّائِب فَلم يزل السُّبْكِيّ إِلَى أَن بَين بطلَان كَلَامه ووهاه فَرجع الْأَمِير عَنهُ ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فاستمر فِي معاداة الشَّافِعِيَّة واختص(1/494)
بصرغتمش حَتَّى شَرط فِي مدرسته قصرهَا على الْحَنَفِيَّة دون غَيرهم وَكَانَ كثير الباو شَدِيد التعاظم متعصباً لنَفسِهِ جدا قَالَ فِي شَرحه للأخسيكثى لَو كَانَ الأسلاف فِي الْحَيَاة لقَالَ أَبُو حنيفَة اجتهدت ولقال أَبُو يُوسُف نَار الْبَيَان أوقدت ولقال مُحَمَّد أَحْسَنت ولقال زفر أتقنت ولقال الْحسن أمعنت وَاسْتمرّ هَكَذَا حَتَّى ذكر غَالب أَعْيَان الْحَنَفِيَّة وَقَالَ الصَّفَدِي فِي تَرْجَمته كَانَ متعصباً على الشَّافِعِيَّة متظاهرا بالغض مِنْهُم يتَمَنَّى تلافهم واجتهد فِي ذَلِك بِالشَّام فَمَا أَفَادَ وَدخل مصر وَهُوَ مصر على العناد وَكَانَ شَدِيد الْإِعْجَاب - انْتهى وَشرح الْهِدَايَة شرحاً حافلاً وَحدث بالموطأ رِوَايَة مُحَمَّد بن الْحسن بِإِسْنَاد نَازل جدا وذاكره عز الدّين ابْن جمَاعَة أَن بَينه وَبَين الزَّمَخْشَرِيّ اثْنَيْنِ فَأنْكر ذَلِك وَقَالَ أَنا أسن مِنْك وبيني وَبَينه أَرْبَعَة أَو خَمْسَة وَكَانَ يكثر أكل الثوم الني والزنجبيل الْأَخْضَر - أَخْبرنِي بذلك الشَّيْخ محب الدّين ابْن الوحدية وَكَانَ قد لَازمه وَأخذ عَنهُ وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ أحد الدهاة وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ رَأْسا فِي مَذْهَب أبي حنيفَة بارعاً فِي اللُّغَة والعربية كثير الْإِعْجَاب بِنَفسِهِ شَدِيد التعصب على من خَالفه وقرأت بِخَط القطب فَقِيه فَاضل صَاحب فنون من الْعلم وَله معرفَة بالأدب والمعقول درس بمشهد أبي حنيفَة بِبَغْدَاد وَقدم دمشق فِي مضان سنة 721 ثمَّ دخل إِلَى الْعرَاق سنة 722 وقرأت بِخَط غَيره ثمَّ قدم دمشق من الْعرَاق سنة 747 وَكَانَ إِمَامًا متفنناً عَلامَة مناظراً وَقدم(1/495)
مصر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين 748 ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا قلت ثمَّ قدم مصر واستوطنها إِلَى أَن مَاتَ فِي حادي عشرى شَوَّال سنة 758
1079 - أَمِير غَالب بن أَمِير كَاتب ولد الَّذِي قبله الاتقاني همام الدّين ولد سنة ... . واشتغل قَلِيلا وَلم ينجب ثمَّ تحول إِلَى دمشق وَولي ... ثمَّ تولى قضاءها سنة ... . حكى لي نقيبه شهَاب الدّين ابْن الفصيح أَنه كَانَ يتظاهر بِالْفُجُورِ وَكَانَ شكلاً حسنا وَكَانَ لَا يتَصَدَّى للْأَحْكَام بل فوضها للنواب وتخلى هُوَ للهو مَاتَ سنة 784
1080 - أناق الناصري أحد الْأُمَرَاء فِي الدولة الناصرية وصهر أرغون النَّائِب مَاتَ فِي رَمَضَان 736
1081 - أنس وَيُقَال أنص - بالصَّاد بدل السِّين - ابْن كتبغا كَانَ يلقب الْمُجَاهِد وَأَبوهُ هُوَ الَّذِي ولي السلطنة وتلقب الْعَادِل ولد بعد السّبْعين وعانى الفروسية وَرمى النشاب حَتَّى صَار أوحد عصره فِيهِ يُقَال رمى على قَوس زنة مائَة وَثَمَانِينَ رطلا وَشهد مَعَ الْأَشْرَف(1/496)
حِصَار عكا فأصيبت عينه بعد أَن أنكأ فيهم بسهامه وَحج سنة 94 فصرف مَالا كثيرا جدا حَتَّى أَنه سقى الْحَاج فِي طول الطَّرِيق الروايا ملأى من السكر وَفرق من الْحَلْوَى مَا رخص سعرها فِي الركب بِسَبَبِهِ حَتَّى بيع كل علبة بِدِرْهَمَيْنِ وَأعْطى جَمِيع من مَعَه من الْأُمَرَاء والأجناد العطايا الواسعة حَتَّى أعْطى أَمِير مَكَّة قدر ألف دِينَار وَأَوْلَاده خَمْسمِائَة وَأَرَادَ الْأُمَرَاء بِمصْر سلطنته بعد الْقَبْض على أَبِيه فَقَالَ هَذَا يعجل موتِي وَأَنا لَا أبْصر لِأَن عينه الثَّانِيَة كَانَ خَفِي ضوؤها وَكَانَ مَعَ ذَلِك يتصيد وَلَا يظنّ أحد أَنه أعمى لإرساله الْجَارِح وسوقه الْفرس تَحْتَهُ وَلما قدم لاجين وتسلطن رعى لَهُ امْتِنَاعه وأكرمه وأنزله فِي بَيت أَبِيه وَكَانَ كَرِيمًا ذكياً جميلاً وَكَانَ أَمر فِي سلطنة أَبِيه ثمَّ كَانَ النَّاصِر يجله ويعظمه وَيقوم لَهُ ويجلسه بجانبه وَيَقُول مَا أحسن إِلَيّ أحد بعد موت أبي مثل مَا أحسن إِلَيّ أنس هَذَا وَكَانَ إِذا رأى أحدا من إخْوَته يسيء إِلَيّ الْأَدَب يزجره ويتأدب معي وَلما مَاتَ أكْرم النَّاصِر أَوْلَاده وَترك لَهُم أوقافهم وَبَاعُوا دَار كتبغا الْمَشْهُورَة لأم آنوك بِمِائَة وَعشْرين ألفا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 723
1082 - أنص النَّائِب فِي بهنسا وقلعة الرّوم وَغَيره تنقل فِي ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 756
1083 - آنوك بن مُحَمَّد بن قلاون سيف الدّين ابْن النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور(1/497)
ولد فِي رَجَب سنة 23 وَنَشَأ جميلاً إِلَى الْغَايَة فَأمره أَبوهُ مائَة وَقدمه على إخْوَته وهم أسن مِنْهُ مثل أبي بكر وَإِبْرَاهِيم وَأحمد فَكَانُوا أربعينات وزوجه بنت بكتمر وَكَانَ عرسه مُعظما جدا وَكَانَ الجهاز على ثَمَانمِائَة جمل وَسِتَّة وَثَلَاثِينَ قطاراً من البغال وَذكر الْمُهَذّب كَاتب بكتمر أَن الذَّهَب الَّذِي وجد فِي الزركش والمصاغ ثَمَانُون بالقنطار الْمصْرِيّ وَمَعَ ذَلِك فَلَمَّا رَآهُ السُّلْطَان فَلم يُعجبهُ فَقَالَ رَأَيْت شوار بنت سلار أحسن من هَذَا وَأكْثر وَمثل هَذَا مَا يُقَابل بِهِ آنوك والتفت إِلَى طقزدمر وآقبغا فَقَالَ لَهما جهزا ابنتيكما وَلَا تتباخلا كَمَا صنع بكتمر وأتفق أَن آنوك أحب مغنية يُقَال لَهَا زهرَة فَبلغ السُّلْطَان فَأمر بمنعها مِنْهُ فَمَرض وَكَاد يتْلف إِلَى أَن أغضى عَنهُ أَبوهُ وساءه مَا صنع وَخرج عَلَيْهِ ليضربه فحمته أمه مِنْهُ فحصلت لَهُ من ذَلِك رَجْفَة فَكَانَت سَبَب ضعفه وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ كثير الْحَرَكَة وتجدر قبل مَوته بِقَلِيل وَمَات فِي ربيع الأول سنة 740 وَوجد عَلَيْهِ أَبوهُ وجدا عَظِيما واستمرت أمه تعْمل على قَبره فِي كل لَيْلَة جُمُعَة ختمة بالناصرية بَين القصرين وَوجد لَهُ(1/498)
تَحت يَد خازنداره سِتّمائَة ألف دِينَار سوى أَصْنَاف المتاجر والغلال وَكَانَ يحب اقتناء الْبَقر والإوز والبط
1084 - آنوك بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاون هُوَ الَّذِي سلطنه يلبغا لما قَامَ عَلَيْهِ مماليكه بمواطاة الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن وَقد شرحت ذَلِك مُلَخصا فِي تَرْجَمَة يلبغا
1085 - أهيف بن عبد الله الطواشي المجاهدي كَانَ من مماليك الْمُؤَيد دَاوُد وَتقدم بعده فِي دولة الْمُجَاهِد وَولي إمرة زبيد وَعمر دهراً إِلَى أَن مَاتَ فِي دولة الْأَشْرَف إِسْمَاعِيل بن الْأَفْضَل بن الْمُجَاهِد فِي سنة 787
1086 - أوتامش الأشرفي - يَأْتِي فِي أيتمش
1087 - أوران - برَاء مُهْملَة - الْحَاجِب بِدِمَشْق كَانَ مكيناً عِنْد تنكز وولاه الْولَايَة الْقبلية وَغير ذَلِك ثمَّ أبعده وَمَات فِي سنة 733
1088 - أوران السِّلَاح دَار كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام فِي رَجَب سنة 749
1089 - أولاجا - بجيم - أَخُو قراجا كَانَ أحد الْحجاب بِمصْر وَأمْسك فِي نوبَة النَّاصِر أَحْمد بالكرك ثمَّ أفرج عَنهُ وَنفي إِلَى الشَّام بطالاً ثمَّ ولي نِيَابَة حمص فِي سلطنة الْكَامِل ثمَّ صفد فِي ولَايَة المظفر وَمَات بهَا فِي رَمَضَان سنة 748
1090 - أولاق أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 732
1091 - أَوْلِيَاء بن قرمان حسام الدّين وَفد إِلَى مصر فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس فَأمره وَكَانَ شجاعاً وَقتل بوقعة شقحب فِي شهر رَمَضَان سنة 702(1/499)
1092 - أويس بن حُسَيْن بن حسن بن آقبغا المغلي ثمَّ التبريزي اسْتَقر فِي سلطنة بَغْدَاد بعد سنة 760 وَمَات سنة 776
1093 - إياز وَيُقَال إِيَاس - بِالسِّين بدل الزَّاي - فَخر الدّين السِّلَاح دَار كَانَ أرمنياً فَأسلم على يَد النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون واستخدمه فِي شاديه الْعِمَارَة ثمَّ أَمر بطرابلس ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ فِي سلطنة النَّاصِر أَحْمد ولي إمرة طبلخاناة وَولي شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ثمَّ الحجوبية وَكَانَ حظياً عِنْد يلبغا النَّائِب ثمَّ ولي نِيَابَة صفد ثمَّ حلب ثمَّ أمسك فِي أَيَّام النَّاصِر حسن واعتقل ثمَّ أفرج عَنهُ وَأمر بِدِمَشْق فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حسن للألجيبغا الْعِصْيَان فَلَمَّا خذل أمسك إياز بعد أَن هرب فَوجدَ بزِي الرهبان فقيد ثمَّ وسط بسوق الْخَيل مَعَ إلجيبغا وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 750
1094 - إِيَاس بن عبد الله الْأَنْطَاكِي أسمع على أبي مُحَمَّد بن علاق وَحدث وَمَات سنة ...(1/500)
1095 - إِيَاس بن عبد الله الجرجاوي فَخر الدّين تنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي الخدم وَأمر تقدمة ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس وَمَات سنة 799
1096 - إِيَاس بن عبد الله الذَّهَبِيّ ولد سنة 687 تَقْرِيبًا أنشدنا عَنهُ الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته أَنه أنْشدهُ لنَفسِهِ
(كسر الخليج وَكَانَ ذَلِك نعْمَة ... سرت قُلُوب الْمُسلمين بسره)
(وَمن الْعَجَائِب والغرائب أَنه ... جبرت قُلُوب الْعَالمين بكسره)
1097 - إِيَاس الشمسي ولي نِيَابَة قلعة الرّوم ثمَّ حماة ثمَّ شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق فِي سنة 710 ثمَّ صرف إِلَى طرابلس فَأَقَامَ بهَا أَمِيرا فِي سنة 711 وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 722
1098 - إِيَاس المرقبي أَمِير جندار كَانَ دينا متواضعاً وَمَات مُجَردا بحلب فِي شعْبَان سنة 707 - أرخه البرزالي
1099 - إيان مثل الَّذِي قبله إِلَّا أَن بدل السِّين نون كَانَ أَمِيرا بِمصْر ثمَّ بِدِمَشْق وَولي الحجوبية بهَا ثمَّ نِيَابَة حمص ثمَّ غَزَّة وَمَات بهَا وَدفن بالقدس فِي رَجَب سنة 746
1100 - إيَّايَ ملك النّوبَة قدم مصر سنة 704 مستنجداً على ثَائِر ثار عَلَيْهِ فَجرد مَعَه عَسْكَر وفر الثائر وَاسْتمرّ إيَّايَ فِي مَمْلَكَته إِلَى أَن قتل سنة 711(1/501)
1101 - أيبك بن عبد الله التركي الْكَاتِب المجود برع فِي الْخط الْمَنْسُوب تعلمه من الْفَخر السنباطي وَقرر فِي مدرسة أم السُّلْطَان يعلم النَّاس الْخط وَمَات سنة 776 وَقد أسن وَكَانَ خيرا
1102 - أيبك الأسكري عز الدّين أحد الْحجاب بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 714
1103 - أيبك الأشقري عز الدّين شاد الدَّوَاوِين كَانَ من مماليك الشجاعي وترقى بعده وَكَانَ مهاباً شَدِيد الصولة وَمَات هُوَ وَابْنه وَامْرَأَته وَتَمام عشرَة أنفس غَيره فِي يَوْم وَاحِد فِي الْمحرم سنة 707 وَيُقَال أَن ذَلِك بِسَبَب دَعْوَة وَذَلِكَ أَنه أرسل إِلَى الصَّعِيد لتجهيز المراكب لغزو الْيمن فَأمر بِقطع جميزة لبَعض الْفُقَرَاء فَسَأَلَهُ أَن يَتْرُكهَا فَامْتنعَ فَقَالَ اللَّهُمَّ اقْطَعْ شجرته كَمَا قطع شجرتنا فَأصْبح هُوَ وَجَمِيع أَهله مرضى فَعَاد إِلَى مصر فَنزل فِي دَاره وَهُوَ مَرِيض فَأصْبح وَجَمِيع من عِنْده موتى
1104 - أيبك البديوي الظَّاهِرِيّ الجمدار كَانَ لَهُ فهم وَمَعْرِفَة وَولي الشد على أوقاف الْمدرسَة الظَّاهِرِيَّة وَكَانَ يسكن بهَا - قَالَه البرزالي وَمَات فِي الْمحرم سنة 709
1105 - أيبك الْبَغْدَادِيّ الأَصْل المنصوري أحد الْأُمَرَاء ولي الرحبة ثمَّ ولي الوزارة فِي عَاشر الْمحرم سنة 701 وَهُوَ الرَّابِع مِمَّن وَليهَا من(1/502)
الْأُمَرَاء فِي الدولة التركية فأولهم سنجر الشجاعي وَالثَّانِي بيدرا وَالثَّالِث شمس الدّين الأعسر وَكَانَت ولَايَة أيبك الوزارة لما توجه سنقر الأعسر لكشف القلاع فِي عَاشر الْمحرم سنة 701 ثمَّ صرف باسان الشيخي وَمَات فِي شَوَّال سنة 703
1106 - أيبك البهائي مَمْلُوك بهاء الدّين ابْن النّحاس قَرَأت فِي مشيخة الْبَدْر النابلسي أَنه أجَاز لَهُ سنة 730
1107 - أيبك التركي الْحَمَوِيّ عز الدّين نَائِب دمشق بعد الشجاعي كَانَ هُوَ وَعلم الدّين سنجر من خَواص المظفر بن الْمَنْصُور صَاحب حماة فطلبهما من الظَّاهِر بيبرس فأرسلهما إِلَيْهِ فَأَمرهمَا وصارا من خواصه فَلَمَّا صرف الْأَشْرَف خَلِيل سنجر الشجاعي عَن نِيَابَة دمشق قررهما فِي سنة 91 ثمَّ صرف فِي ذِي الْحجَّة سنة 95 واعتقل بصرخد وَأعْطِي إمرة بِمصْر ثمَّ قبض عَلَيْهِ لاجين إِلَى أَن قتل فأفرج عَنهُ ثمَّ أعطي صرخد سنة 99 ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة حمص فِي شعْبَان سنة 99 فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة 703 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ سَاكِنا عَاقِلا مَعْرُوفا بالإقدام والشجاعة وَكَانَ الشَّيْخ بدر الدّين البادقي يتَرَدَّد إِلَى دَاره يلقنه - رَحمَه الله(1/503)
1108 - أيبك الجمالي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولي نِيَابَة القلعة ثمَّ نِيَابَة الكرك سنة 718 وَمَات فِي ... .
1109 - أيبك الرحالي - بِالْمُهْمَلَةِ أحد الْأُمَرَاء بنابلس مَاتَ فِي رَجَب سنة 704
1110 - أيبك الطَّوِيل المنصوري الخزنداري الْأَمِير عز الدّين أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَمن قبلهَا كَانَ بِمصْر واستنابه الْأَشْرَف خَلِيل مُدَّة غيبته فِي حِصَار عكا ثمَّ ولاه نِيَابَة طرابلس سنة 92 ثمَّ صرف فاعتقل ثمَّ أخرج عَنهُ بعد ذَلِك وَحج سنة 94 وَتَابَ وَاسْتمرّ دينا مواظباً على الطَّاعَة حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 706
1111 - أيبك النجيبي - بالنُّون الدوادار أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ووالي الْبر مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 701
1112 - أيتمش - وَيُقَال أوتامش - الأشرفي المغلي أحد مماليك الْأَشْرَف خَلِيل ثمَّ كَانَ فِي خدمَة الْعَادِل كتبغا ثمَّ النَّاصِر مُحَمَّد لما خرج إِلَى الكرك فِي سنة 708 إِلَى أَن تحرّك فِي عوده إِلَى المملكة فَأرْسلهُ إِلَى أُمَرَاء الْبِلَاد فَلم يزل يتلطف بهم وَاحِدًا بعد وَاحِد إِلَى أَن أَخذ الْعَهْد عَلَيْهِم بِالطَّاعَةِ للناصر وَرجع إِلَى النَّاصِر بكتبهم فَتحَرك واستنابه بالكرك وَتوجه إِلَى دمشق ثمَّ نَقله إِلَى مصر سنة 711 وَصَارَ من أكَابِر الْأُمَرَاء واستخلفه بقلعة الْجَبَل سنة 712 فَلَمَّا حج فضبط الْبَلَد وقمع المفسدين بمهابة وصرامة ثمَّ أخرجه إِلَى الْحجاز فِي عَسْكَر(1/504)
سنة 718 ثمَّ أخرجه إِلَى برقة فِي آخر سنة 719 إِلَى الْعَرَب فواقعوه سبع وقعات فَهَزَمَهُمْ وَحمى حريمهم فِي النهب وَبعث بالبشارة إِلَى السُّلْطَان ثمَّ جهزه رَسُولا إِلَى بو سعيد ملك التتار سنة 722 فراج عَلَيْهِ جدا وَحصل لَهُ مِنْهُ جملَة واستدعى من النَّاصِر أَن لَا يراسله بِأحد غَيره وَكَانَ يعرف بِلِسَان الْمغل وَيكْتب بكتابتهم حَتَّى كَانَ عِنْدهم بِمَنْزِلَة النَّحْوِيّ من الْعَامَّة قَالَ الصَّفَدِي كَانَ يعرف بيُوت الْمغل وسيرهم ووقائعهم وأحكامهم وَكَانَ على ذهنه رقى تَنْفَع من وجع الضرس وَالْعين ولسع الْعَقْرَب ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر فِي الرسَالَة إِلَيْهِم فِي سنة 726 ثمَّ جهزه فِي عَسْكَر إِلَى مَكَّة سنة 731 ثمَّ استنابه بصفد سنة 736 فَأحْسن السِّيرَة فيهم وأصابه الفالج فَمَاتَ فِي تِلْكَ السّنة وَكَانَ النَّاصِر معجباً بِهِ وَكَانَ إِذا تَذَاكَرُوا سيرة التّرْك يَقُول لَهُم اذْكروا أيتمش فَإِنَّهُ مَيْمُون الْعشْرَة مَا أَرْسلتهُ فِي أَمر مُهِمّ إِلَّا قَضَاهُ وَلَا وقف فِي عَسْكَر إِلَّا وانتصر
1113 - أيتمش الجمدار الناصري ولي إمرة أَرْبَعِينَ فِي حَيَاة النَّاصِر وَذَلِكَ سنة 724 وَكَانَ حَازِم الرَّأْي كثير الْإِحْسَان والتؤدد والسكون وَالْأَدب وَحسن التَّصَرُّف فاتفق الرَّأْي أَنه ولي الوزارة فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل سنة 45 فِي شهر ربيع الآخرعوضا عَن نجم الدّين مَحْمُود وَزِير بَغْدَاد فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ اسْتَقر فِي الحجوبية ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة دمشق فَدَخلَهَا سنة 750 ثمَّ أمسك فِي سنة 52 واعتقل بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وَأقَام بصفد بطالاً وَطلب مِنْهُ بيبغاروس الْخُرُوج مِنْهُ فتعلل بضعفه وَحضر عِنْده(1/505)
فِي محفة ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس فِي شَوَّال سنة 53 وَمَات بهَا فِي رَمَضَان سنة 755
1114 - أيتمش المحمدي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 733
1115 - أيدغدي التليلي - بِفَتْح الْمُثَنَّاة وَكسر اللَّام - كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وجهزه النَّاصِر رَسُولا إِلَى صَاحب الْمغرب مرّة وَمَات بطالاً بِدِمَشْق سنة 728
1116 - أيدغدي الْخَوَارِزْمِيّ ترقى فِي خدم السُّلْطَان إِلَى أَن ولي الحجوبية ثَانِيًا وأرسله النَّاصِر رَسُولا إِلَى القان آنوك وَكَانَ شَيخا طوَالًا يستحضر أَشْيَاء حَسَنَة من التواريخ وَغَيرهَا لَهُ فهم وَمَعْرِفَة وجهز مرّة إِلَى الْمغرب رَسُولا وَمَات وَهُوَ حَاجِب دمشق لِأَنَّهُ كَانَ قد غاضب ألماس الْحَاجِب فسيره النَّاصِر من أجل ألماس إِلَى الشَّام سنة 721 فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 729
1117 - أيدغدي الشهرزوري كَانَ كردياً وتأمر فِي دولة التّرْك فَلَمَّا قبض الظَّاهِر بيبرس على الْأَمِير يَعْقُوب أَمِير الكرد وجماعته فر أيدغدي إِلَى الْمغرب وَتمكن من سُلْطَان الْمغرب أبي يَعْقُوب المريني وَاسْتمرّ عِنْده إِلَى أَن قَرَّرَهُ فِي وزارته فَسَار سيرة جَيِّدَة ثمَّ حج فِي حشمة زَائِدَة سنة 704 وَمَعَهُ هَدِيَّة إِلَى النَّاصِر فحج مَعَ ركب المغاربة وَكَانَ(1/506)
أَمِير الركب فِي تِلْكَ السّنة سلار وَعَاد إِلَى الْمغرب سالما وَمَات هُنَاكَ
1118 - أيدغدي الظهيري نقيب النُّقَبَاء بِدِمَشْق ثمَّ ولي نِيَابَة قلعة صرخد بعد إمْسَاك تنكز وَمَات فِي رَمَضَان بالطاعون سنة 749
1119 - أيدغدي المنكوتمري الْمَعْرُوف بشقير ثمَّ كَانَ من مماليك لاجين ثمَّ ترقى إِلَى أَن أمره ثمَّ توجه فِي أَيَّام النَّاصِر سنة 707 فِي عَسْكَر من دمشق إِلَى الرحبة وَكَانَ عِنْد الأفرم مقرباً ينادمه ويخلو مَعَه فِي خلواته ثمَّ انحرف عَنهُ وَلحق بالناصر وأغراه بالأفرم وتقرب من قلب النَّاصِر جدا ثمَّ غضب عَلَيْهِ وَقبض عَلَيْهِ فِي سنة 715 وَكَانَت مَنْزِلَته عِنْده وحسين بن جندر وبكتمر الْحَاجِب سَوَاء يستشيرهم فِي الْأُمُور وَلَا يكتم عَنْهُم شَيْئا من أُمُوره ثمَّ تغير على أيدغدي وَأثْنى عَلَيْهِ بعد إِمْسَاكه شرا لِأَنَّهُ كَانَ كثير الْفِتَن يغري السُّلْطَان بالأمراء فنفروا مِنْهُ ودسوا عَلَيْهِ من وشى إِلَى السُّلْطَان أَنه يروم الفتك بِهِ فَلم يكذب الْخَبَر وَقتل فِي يَوْم إِمْسَاكه وَذَلِكَ فِي سنة 715 وَمن أعجب أمره أَنه يَوْم الْقَبْض عَلَيْهِ أرسل لَهُ السُّلْطَان مَعَ كريم الدّين الْكَبِير نَاظر الْخَواص بألفي دِينَار ذَهَبا فِي كيسين فأحضرهما إِلَيْهِ بِنَفسِهِ وَقَالَ لَهُ يَقُول لَك السُّلْطَان اسْتَعِنْ بِهَذَا فِي عمارتك وَكَانَ لَهُ اصطبل تَحت(1/507)
القلعة فاتفق أَنه قبض عَلَيْهِ بعد الظّهْر واستعاد كريم الدّين الكيسين وَسَائِر موجوده
1120 - أيدغمش أَمِير آخور الناصري كَانَ من مماليك بلبان الطباخي ثمَّ تقدم عِنْد النَّاصِر وَأمره بعد مَجِيئه من الكرك فاستمر إِلَى أَن مَاتَ النَّاصِر ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ قوصون ثمَّ كَانَ مِمَّن قبض على قوصون وجماعته وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن عمل أَمِير آخور فاستمر على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ وَاسْتقر هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي المملكة وجهز ابْنه إِلَى النَّاصِر أَحْمد بالكرك ثمَّ لما اسْتَقر أَحْمد أخرج أيدغمش إِلَى حلب نَائِبا ثمَّ كَانَ هُوَ الَّذِي أمسك الفخري لِأَنَّهُ جَاءَ إِلَيْهِ مستأمنا فاطمأن إِلَيْهِ فغدر بِهِ وجهزه إِلَى النَّاصِر أَحْمد ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام فِي أَيَّام النَّاصِر إِسْمَاعِيل سنة 743 فَلَمَّا كَانَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع جُمَادَى الْآخِرَة مِنْهَا مَاتَ فجاءة بعد أَن حضر الموكب وَعلم على الْقَصَص وتحادث مَعَ بعض خواصه ثمَّ سمع صَوت بعض الْجَوَارِي(1/508)
يتخاصمن فَدخل وَضرب وَاحِدَة مِنْهُنَّ ضربتين وَرفع يَده ليضربها الثَّالِثَة فَسقط مَيتا وَيُقَال إِنَّه مَاتَ مسموماً وَذَلِكَ أَنه لبس خلعة السُّلْطَان يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث الشَّهْر وَركب بهَا فِي الموكب فَأصْبح مَيتا فَيُقَال أَنَّهَا كَانَت مَسْمُومَة وَلما مَاتَ ظنُّوا أَنه اعترته السكتة فَدخل إِلَيْهِ الْأُمَرَاء والقضاة والأعيان والأطباء واختبروا حَاله فَلم يظْهر لَهُم شَيْء فَتَرَكُوهُ يَوْمًا ثمَّ صلوا عَلَيْهِ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَيُقَال إِنَّه كَانَ لَا يمتثل مراسيم السُّلْطَان بل يردهَا وَرُبمَا عاقب من أحضرها واتهم أَيْضا بممالأة النَّاصِر أَحْمد وَهُوَ يَوْمئِذٍ مَحْصُور بالكرك وَلم تكن سيرته فِي الشاميين بالمرضية وَكَانَ قد أهان الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَمنعه أَن يُصَلِّي مَعَه بالمقصورة يَوْم الْجُمُعَة بِسَبَب أَنه كَانَ نَهَاهُ عَن أَن يسْعَى فِي الخطابة فخالفه وسعى فِيهَا فَجَاءَهُ توقيع الخطابة فِي ربيع الآخر فَبلغ النَّائِب فَغَضب وَيُقَال أَنه أَرَادَ بِهِ السوء وسعى فِي الاستفتاء عَلَيْهِ بِسَبَب مَا كَانَ أعطَاهُ لقطلوبغا الفخري من مَال الْأَيْتَام فَفِي غُضُون ذَلِك ورد الْبَرِيد يطْلب السُّبْكِيّ إِلَى الْقَاهِرَة فَتوجه إِلَيْهَا فِي جُمَادَى الأولى على الْبَرِيد ثمَّ رَجَعَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة فَدخل دمشق وَبِيَدِهِ توقيع الخطابة فَلم يشك كثير من النَّاس أَن أيدغمش هلك بدعائه عَلَيْهِ وَكَانَ دُخُوله بعد موت النَّائِب الْمَذْكُور وَذَلِكَ فِي ثامن رَجَب وَكَانَ كثير الْعَطاء جواداً وَمن الْعَجَائِب أَن الْبَرِيد كَانَ توجه من الْقَاهِرَة بإمساكه فوصل الْخَبَر بِمَوْتِهِ والقاصد فِي قطيا(1/509)
1121 - أَيْدِيكُنَّ الأركسي كَانَ من البريدية ثمَّ ولي ولَايَة الْقَاهِرَة وَمَات قريب الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة
1122 - أيدمر بن عبد الله الحسامي المغيثي سمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَمَات فِي شعْبَان سنة 724
1123 - أيدمر بن عبد الله السناني الكرجي عَتيق اقطوان الحاجبي تعانى الْأَدَب وَمهر فِي النّظم وَكَانَت لَهُ يَد باسطة فِي تَعْبِير الرُّؤْيَا ومدح الأكابر قَالَ البرزالي رَأَيْته عِنْد القَاضِي نجم الدّين ابْن صصرى بِيَدِهِ قصيدة طنانة مدحه بهَا وَمَات شَيخا فِي جُمَادَى الأولى سنة 707 وَورثه إِبْرَاهِيم ابْن أقطوان بِالْوَلَاءِ
1124 - أيدمر بن عبد الله الشيخي التركي عز الدّين كَانَ من مماليك النَّاصِر وترقى إِلَى أَن ولي تقدمة فِي أَيَّام حسن وَولي نِيَابَة حماة مرَّتَيْنِ وَكَانَت لَهُ حُرْمَة ومكانة وَعِنْده تواضع مَاتَ بحلب فِي سنة 773
1125 - أيدمر الشَّمْس - القشاش تَأمر فِي أَيَّام الْمَنْصُور وَولي الشرقية ثمَّ الغربية وَكَانَ شَدِيدا على المفسدين وَكَانَ الْوَزير ابْن(1/510)
السلعوس فِي سلطنة الْأَشْرَف يغض مِنْهُ فَلَا يُمكنهُ مِنْهُ السُّلْطَان وَيُقَال أَنه قتل زِيَادَة على اثْنَي عشر ألف نفس فَلم يزل على ولَايَته إِلَى أَن حدث لَهُ وجع المفاصل فَطلب الإعفاء وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن خرج الْعَسْكَر إِلَى شقحب فَخرج مَعَهم فَلَمَّا وَقع الْقِتَال ركب فرسا وَبِه من ورم رجلَيْهِ وضربانها أَشد الْأَلَم فلاموه فِي ذَلِك فَقَالَ أُرِيد أَن أتخلص من الَّذِي تقدم لي وَتقدم فقاتل حَتَّى قتل فِي شهر رَمَضَان سنة 702 وَهُوَ الَّذِي عمر الجسر الْمَعْرُوف بجسر الشقفي فِي ملقة صندفا وسمنود
1126 - أيدمر الخطيري كَانَ من مماليك أوحد بن الخطير وَالِد مَسْعُود وَهُوَ صَاحب الْجَامِع الْمَعْرُوف ببولاق وَكَانَ مُعظما عِنْد النَّاصِر لَا يتْركهُ(1/511)
يبيت فِي دَاره لَيْلَة وَاحِدَة وَكَانَ نقي الشيب ظَاهر الهيبة جواداً محتشماً مَاتَ سنة 738
1127 - أيدمر الدوادار كَانَ من مماليك النَّاصِر تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي الدوادارية ثمَّ ولي نِيَابَة حلب بعد اشقتمر المارديني ثمَّ طرابلس ثمَّ نقل إِلَى مصر وَاسْتقر أتابك العساكر بعد الجاي وَمَات فِي سنة 776 وَقد جَاوز السّبْعين وَكَانَ حسن السياسة يتحَرَّى للعدل متواضعاً
1128 - أيدمر الرَّشِيدِيّ كَانَ من مماليك بلبان الرَّشِيدِيّ وترقى إِلَى أَن عمل أستادار سلار فَلَمَّا قتل سلار مرض هُوَ ونهومس وَمَات فِي تَاسِع عشر - شَوَّال سنة 708 وَكَانَ جواداً منهمكاً فِي اللَّذَّات وَله فِي ذَلِك خير بيبرس الجاشنكير وَكَانَ قد أَسَاءَ إِلَى الشَّيْخ عبد الْغفار بن أَحْمد بن عبد الْمجِيد - بن نوح فعوجل بالعقوبة
1129 - أيدمر الزراق العلائي الجمقدار ترقى فِي خدمَة النَّاصِر إِلَى أَن(1/512)
ولي ولَايَة الْقَاهِرَة وَاسْتقر أَمِير جندار فِي سنة 731 ثمَّ اسْتَقر فِي نِيَابَة الاسكندرية فِي سنة 740 ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ ولي إمرة دمشق فِي أَيَّام النَّاصِر حسن ثمَّ بحلب وَكَانَ دينا وطيء الْجَانِب وَمَات فِي حُدُود السِّتين وَسَبْعمائة
1130 - أيدمر الْعزي كَانَ من مماليك أيدمر الظَّاهِرِيّ نَائِب دمشق وَتقدم فِي أَيَّام الْأَشْرَف خَلِيل وَاسْتقر نقيب المماليك فِي أَيَّام لاجين ثمَّ حضر وقْعَة شقحب فقاتل قتالاً شَدِيدا وَأُصِيب فرسه بِسَهْم فقاتل رَاجِلا فَقتل اثْنَيْنِ وَأُلْقِي الشَّيْخ الْمَيِّت إِلَى الأَرْض وتعاركا إِلَى أَن مَاتَا جَمِيعًا وَكَانَ حسن الشكل خَفِيف الرّوح محبوباً إِلَى النَّاس وَإِلَيْهِ تنْسب سويقة الْعزي ظَاهر الْقَاهِرَة وَكَانَ قَتله فِي شهر رَمَضَان سنة 702
1131 - أيدمر المرقبي كَانَ من أُمَرَاء دمشق ثمَّ طرابلس وَمَات بهَا سنة 744
1132 - أيدمر عز الدّين لقبه دقماق ولي نقيب العساكر المصرية كَانَ خيرا مَاتَ فِي رَجَب سنة 734
1133 - إيرنجى - بِكَسْر أَوله وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَرَاء مَفْتُوحَة بعْدهَا نون ثمَّ جِيم - الططرى النوين خَال القان بو سعيد كَانَ اتّفق مَعَ بو سعيد(1/513)
على إمْسَاك جوبان وَقَتله فتحيل عَلَيْهِ هُوَ وقرمشي ودقماق وَجَمَاعَة فَفطن لَهُم فحرب فطلبوه وحدثوه فلجأ إِلَى قلعة مرند ثمَّ توجه إِلَى بو سعيد فَدخل عَلَيْهِ وَمَعَهُ كَفنه فَقَالَ قتلت رجالي ونهبت أَمْوَالِي فَإِن كنت تُرِيدُ قَتْلِي فها أَنا بَين يَديك فتبرأ بو سعيد من ذَلِك فاستخدم رجَالًا وأوقع بإيرنجى وَمن مَعَه فانكسر ثمَّ أسر هُوَ وقرمشي ودقماق فعقد لَهُم مجْلِس فَقَالُوا مَا فعلنَا شَيْئا إِلَّا بِإِذن ألقان فَأنْكر بو سعيد فَقَالَ إيرنجى هَذَا خطك معي فَضَربهُ بسيخ فِي فَمه فَقتله وطيف بِرَأْسِهِ وَتمكن جوبان وأباد أضداده وَذَلِكَ فِي سنة 709 وَقتل دقماق وقرمشي
1134 - أَيمن أَبُو البركات بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد أَرْبَعَة عشر آبَاء فِي نسق لم يُوجد نَظِير ذَلِك إِن كَانَ ثَابتا - كَانَ تونسياً قدم الْقَاهِرَة وَكَانَ كثير الهجاء والوقيعة ثمَّ قدم الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فجاور بهَا وَتَابَ(1/514)
وَالْتزم أَن يمدح النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم خَاصَّة إِلَى أَن يَمُوت فوفى بذلك وَأَرَادَ الرحلة عَن الْمَدِينَة فَذكر أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَقَالَ يَا أَبَا البركات كَيفَ ترْضى بفراقنا فَترك الرحيل وَأقَام بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَن مَاتَ وسمى نَفسه عاشق النَّبِي روى عَنهُ من شعره أَبُو حَيَّان وبهاء الدّين ابْن إِمَام المشهد وَمن شعره
(فَرَرْت من الدُّنْيَا إِلَى سَاكن الْحمى ... فرار محب عَائِد لحبيبه)
(لجأت إِلَى هَذَا الجناب وَإِنَّمَا ... لجأت إِلَى سامي الْعباد رحيبه)
وَهِي طَوِيلَة - كَذَا اخْتَصَرَهُ الصَّفَدِي وقرأت فِي ذهبية الْعَصْر لِابْنِ فضل الله قَالَ صاحبنا بهاء الدّين ابْن إِمَام المشهد ذكر لي أَن صَاحب تونس بعث يطْلب مِنْهُ الْعود إِلَى بَلَده ويرغبه فِيهِ فَأجَاب إِنِّي لَو أَعْطَيْت ملك الْمغرب والمشرق لم أَرغب عَن جوَار رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فَذكر أَنه رأى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم تِلْكَ اللَّيْلَة فأطعمه ثَلَاث لقم من دشيشة الشّعير قَالَ وَقَالَ لي كلَاما لَا أقوله لأحد غير أَن فِي آخِره وَاعْلَم أَنِّي عَنْك رَاض فَعمل هَذِه الأبيات الَّتِي مِنْهَا الْمَقْطُوع الْمَذْكُور وَأنْشد لَهُ
(لقد صدق الباقر المرتضى ... سليل الإِمَام عَلَيْهِ السَّلَام)
(بِمَا قَالَ فِي بعض أَلْفَاظه ... سلَاح اللئام قَبِيح الْكَلَام)(1/515)
وَله
(بلغت بشعري فِي الصِّبَا وعقيبه ... جَمِيع الْأَمَانِي من جَمِيع المطالب)
(فَلَمَّا رأى عَيْنَايَ سبعين حجَّة ... قَرِيبا هجرت الشّعْر هجر الْأَجَانِب)
وَله فِيمَن كَانَ يعاشره
(أَنا الْمُحب إِذا مَا ... أَرَاك برا تقيا)
(وعنك أسلو إِذا مَا ... أَرَاك تسلك غيا)
(فاختر لنَفسك عِنْدِي ... زياً بِهِ تتزيا)
(إِمَّا عفافاً وصوناً ... أَو فاطو مَا كَانَ طيا)
(وَأبْعد إِلَى أَن تراني ... من الثرى كالثريا)
(لَا حسن إِلَّا بتقوى ... دع عَنْك حسن الْمحيا)
وَقَوله فِي المقص
(نَحن محبان مَا رَأينَا ... فِي الْحبّ أشفى من العناق)
(فَمن يحل بَيْننَا نبادر ... بِقطعِهِ خشيَة الْفِرَاق)
قَالَ ابْن فضل الله وَذكر أَبُو البركات أَنه رأى سيدنَا رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم وَأنْشد بَين يَدَيْهِ هَذَا الْبَيْت
(لولاك لم أدر الْهوى ... لولاك لم أدر الطَّرِيق)
وَمَات فِي سنة 734
1135 - أينال اليوسفي اسْتَقر أتابك العساكر فِي دولة الصَّالح حاجي ابْن الْأَشْرَف وَولي قبل ذَلِك نِيَابَة طرابلس ثمَّ نِيَابَة حلب وَفِي ولَايَته على حلب جردت العساكر من مصر وَالشَّام وحلب فوطئوا بِلَاد(1/516)
التركمان وطردوهم وأوسعوهم نهباً وفتكاً حَتَّى وصلوا إِلَى ملطية ثمَّ رجعُوا منصورين غَانِمِينَ سَالِمين وَكَانَ ابْتِدَاء تِلْكَ التَّجْرِيد فِي أول شهر ربيع الأول وَآخِرهَا شعْبَان
1136 - إينبك الساقي أَخُو بكتمر تَأمر فِي حَيَاة النَّاصِر وَتقدم فِي حَيَاة حسن ثمَّ نَفَاهُ فِي سنة 57 ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقَاهِرَة بعد قتل حسن مُدَّة سنة 63 وَمَات بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ أَمِير طبلخاناة سنة 764
1137 - أَيُّوب بن أَحْمد الحطيني هُوَ نجيم يَأْتِي
1138 - أَيُّوب بن أبي بكر بن عبد الله بن توران شاه بن أَيُّوب بن مُحَمَّد ابْن أبي بكر ابْن أَيُّوب الْملك الصَّالح نجم الدّين ابْن الْكَامِل سيف الدّين ابْن الموحد تَقِيّ الدّين ابْن الْمُعظم غياث الدّين ابْن الصَّالح نجم الدّين ابْن الْكَامِل نَاصِر الدّين ابْن الْعَادِل سيف الدّين ابْن نجم الدّين ابْن شاذي بن مَرْوَان الأيوبي صَاحب الْحصن كَانَ الْمُعظم لما تقرر فِي سلطنة الديار المصرية نقلا من حصن كيفا إِلَيْهَا ترك وَلَده الموحد تَقِيّ الدّين عبد الله فاستمر فِي مملكة(1/517)
الْحصن الْمَذْكُور وَتَوَلَّى بعده وَلَده الْكَامِل أَبُو بكر ثمَّ اسْتَقر وَلَده هَذَا فِي المملكة إِلَى أَن حج فِي سنة 26 فَقدم الْقَاهِرَة وتلقاه الْملك النَّاصِر وأكرمه فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى الْحَج عَارضه أَخُوهُ فحاربه فَقتل أَيُّوب هَذَا وَولده وَاسْتولى أَخُوهُ على المملكة وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة 727
1139 - أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن مظفر الْمُقْرِئ نجم الدّين رَئِيس المؤذنين ولد سنة 620 كَانَ حسن الصَّوْت جدا جهورية منور الشيبة حسن الشكل ريض الْأَخْلَاق مَاتَ فِي سنة 709 وَله تسع وَثَمَانُونَ سنة
1140 - أَيُّوب بن عبد الرَّحِيم البردي البعلبكي أَخذ عَن الشَّيْخ أبي عبد الله اليونيني مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 706
1141 - أَيُّوب بن عبد الْغَنِيّ بن ضرغام بن حسن بن ضمضام بن فَضَائِل المنشاوي خطيب منشية بهنسا ولد سنة 628 وَسمع من الأربلي وَمن سبط السلَفِي وَمَات فِي شَوَّال سنة 706
1142 - أَيُّوب بن مُوسَى بن عَبَّاس الرَّاشِدِي الْفَقِيه الشَّافِعِي نجم الدّين ولد سنة قدم أَبُو حَيَّان من الْمغرب وَهِي سنة 8 أَو 669 واشتغل ودرس بالقوصية وَحدث عَن الشَّيْخ عز الدّين الشريف وَغَيره وَمَات فِي ربيع الأول سنة 761
1143 - أَيُّوب بن نعْمَة بن مُحَمَّد بن نعْمَة بن أَحْمد بن جَعْفَر النابلسي زين الدّين الكحال الدِّمَشْقِي ولد سنة 640 وَحفظ قِطْعَة من التَّنْبِيه وَأخذ الصَّنْعَة عَن طَاهِر الكحال وبرع وتميز وتكسب بهَا سبعين سنة وَكَانَ سمع(1/518)
من عبد الله بن بَرَكَات والرشيد الْعِرَاقِيّ وَعُثْمَان بن خطيب القرافة وَابْن أبي الْفضل المرسي وَغَيرهم وَحدث بالكثير وَتفرد بأَشْيَاء قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهِ ود وتواضع وَدين وَلم يكن لَهُ لحية بل شَعرَات يسيرَة فِي حنكه ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا وَخرجت لَهُ مشيخة إِلَى أَن مَاتَ بعد أَن عجز وشاخ وَنزل بدار الحَدِيث الأشرفية وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 730
1144 - أَيُّوب السعودي كَانَ يذكر أَنه رأى الشَّيْخ أَبَا السُّعُود وَكَانَ مُقيما بزاويته بِالْقَاهِرَةِ وَمَات فِي أول صفر سنة 724 وَقد قَارب الْمِائَة وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافراً جدا
1145 - أَيُّوب الْكرْدِي الْمَعْرُوف بالخصي أحد المعتقدين بِدِمَشْق وَيذكر عَنهُ مكاشفات وكرامات وشطحات وَكَانَت لَهُ زَاوِيَة بقصر الْجُنَيْد بِدِمَشْق ثمَّ تحول إِلَى غَزَّة فِي سنة 699 ثمَّ تحول إِلَى مصر فَأَقَامَ بزاوية كَانَ عمرها ابْن قرمان مجاورة لداره بالحسينية قرتب لَهُ عشْرين رَطْل خبز وراويتي مَاء وَشرع الْأُمَرَاء وَالنَّاس يزورونه وَكَانَ من شَرطه(1/519)
أَن من زَارَهُ إِن لم يحضر مَعَه شَيْء لَا يكلمهُ وَلَا يَدْعُو لَهُ وَكَانَ لَا يوقر أحدا وَرُبمَا دَعَا مقلوباً ثمَّ خرج مَعَ الْعَسْكَر إِلَى التتر فَوقف فِي الصَّفّ وَهُوَ عُرْيَان فَلَمَّا وَقعت الكسرة على الميسرة سقط عَن فرسه فَبَقيَ مطرقاً فَيُقَال إِن بعض الْمُسلمين قَتله ظنا مِنْهُ أَنه من التتر فاستمر طريحاً إِلَى أَن مَاتَ بعد أَيَّام فَدفن وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة 702
1146 - أَيُّوب الْوَالِي نجم الدّين الْكرْدِي كَانَ وَالِي الشرقية ثمَّ ولي ولَايَة الْقَاهِرَة عوضا عَن عَليّ المرواني ثمَّ عزل وأعيد مرَارًا وَكَانَ ابْتِدَاء ولَايَته سنة 740
ذكر من اسْمه أَبُو بكر
ذكرتهم هُنَا قبل حرف الْبَاء إِن نظر فِي هَذَا الِاسْم إِلَى أَوله على أَنه الِاسْم فَهُوَ من حرف الْألف وَإِن نظر إِلَى كَونه مركبا فَهُوَ من حرف الْبَاء فَجَعَلته بَين الحرفين
1147 - أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق البعلي الشَّافِعِي سمع من الْأُخْتَيْنِ أم الْخَيْر وَفَاطِمَة بِنْتي الشَّيْخ أبي الْحُسَيْن اليونيني وَمن ابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 775
1148 - أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن جِبْرِيل بن أبي بكر الضَّرِير ذكره أَبُو جَعْفَر فِي مُعْجم الْعِزّ ابْن جمَاعَة(1/520)
1149 - أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن حيدرة بن عَليّ بن عقيل جمال الدّين ابْن القماح ولد سنة 637 وتفقه بِابْن عبد السَّلَام وسديد الأرمنتي وَغَيرهمَا وَحفظ التَّنْبِيه وَولي بِالْقَاهِرَةِ عدَّة ولايات مِنْهَا وكَالَة بَيت المَال بحلب وَسمع من المرسي وَحدث عَنهُ وَعم الشَّيْخ شمس الدّين ابْن القماح مَاتَ سنة 728
1150 - أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْقوي الْعَسْقَلَانِي أَخُو مُسْند الْقَاهِرَة يُونُس
1151 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن أبي بكر بن جمَاعَة بن عَسَاكِر بن إِبْرَاهِيم بن حَازِم بن حَاجِب الزُّهْرِيّ ابْن القوصي ولد سنة 669 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ والعز الْحَرَّانِي وَكَانَ جده معيداً عِنْد ابْن السكرِي
1152 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن أبي الْفَتْح بن إِدْرِيس بن سامة الدِّمَشْقِي عماد الدّين ابْن السراج قَالَ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الْمُخْتَص بالمحدثين دين عَاقل لَهُ محفوظات واشتغال نسخ كتبا كَثِيرَة وَطلب وَقَرَأَ وَهُوَ فِي ازدياد من الْعلم ولد سنة 705 قلت وَنسخ من تصانيف الْمزي والذهبي كثيرا وَمَات فِي شَوَّال سنة 782 وَسمع من الْمزي والحجار وَغَيرهمَا وَكَانَ يعْمل المواعيد(1/521)
1153 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن أبي مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن هبة الله بن كتائب الصَّالِحِي الدقاق المغاري نِسْبَة إِلَى مغارة الدَّم بقاسيون ولد فِي شَوَّال سنة 679 وَسمع من أَبِيه النَّهْي عَن الهجران للحربي أَنا الْمُوفق ابْن قدامَة وَمن الْفَخر ابْن البُخَارِيّ مشيخته وَالسّنَن للدَّار قطني وَحدث سمع مِنْهُ العلائي وَابْن رَافع وَغَيرهمَا وَحدثنَا عَنهُ الشَّيْخ أَبُو عبد الله ابْن قوام وَعمر البالسي وَغَيرهمَا قَالَ ابْن رَافع كَانَ دقاقاً فِي القماش ونجارا وَمَات فِي 23 من الْمحرم سنة 750 وَوهم من أرخه سنة 753
1154 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن برق السنبسي كَانَ أَمِير عشرَة بِدِمَشْق وَله سَماع من ابْن أبي الْيُسْر وَلم يحدث وَمَات فِي شعْبَان سنة 709 وَهُوَ وَالِد شهَاب الدّين ابْن برق وَالِي دمشق
1155 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن تركي الدِّمَشْقِي الحوراني الجعبري ابْن الحديدي سمع من النجيب وَأبي الْفضل الْبكْرِيّ وَغَيرهمَا بِمصْر وَكَانَ شَيخا صَالحا وَحدث وَمَات فِي سادس عشرى صفر سنة 725 ومولده فِي ذِي الْحجَّة سنة 649
1156 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن دَاوُد الْحِمصِي نزيل بعلبك ولد سنة 712 واشتغل وتعانى الْأَدَب وَأخذ عَنهُ ابْن عشائر وَغَيره وَمَات سنة ...(1/522)
1157 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن أبي الطَّاهِر بن أبي الْفضل الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ سمع من خطيب مردا وَغَيره وَكَانَ يشْهد مَاتَ فِي الْمحرم سنة 702
1158 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم بن نعْمَة النابلسي الأَصْل الصَّالِحِي يلقب الْمُحْتَال ولد سنة 5 أَو 626 وأحضر على سعيدة المقدسية سنة 27 ثمَّ فِي سنة 630 على الْفَخر الأربلي وَسمع الصَّحِيح كُله من ابْن الزبيدِيّ وَسمع أَيْضا من الناصح ابْن الْحَنْبَلِيّ وَسَالم بن صصرى وجعفر بن عَليّ والضياء وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه وَطَائِفَة وَحج ثَلَاث مَرَّات وأضر قبل مَوته بِيَسِير وَخرج لَهُ البرزالي والذهبي والعلائي وَحدث قَدِيما فِي زمن أَبِيه وعاش بعد ذَلِك دهراً طَويلا وَتفرد بعدة أَجزَاء من عواليه وَكَانَ ذَا همة وجلالة وَفهم وَله عبَادَة وَأَحْكَام وَصَارَ مُسْند دهره كأبيه وعاش مثل أَبِيه 93 سنة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 718
1159 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي ابْن يُوسُف بن قدامَة الْمَقْدِسِي عماد الدّين ابْن عز الدّين حضر على جده عماد الدّين جُزْءا فِيهِ مجلسان من أمالي أبي الْحسن بن زرقويه بِسَمَاعِهِ لَهُ على عبد الرَّحْمَن بن عَليّ اللَّخْمِيّ بِسَنَدِهِ وَسمع أَيْضا من الحجار وأصابه صمم وَقد حدث مَاتَ فِي الْمحرم سنة 799 وَقد أجَاز لي
1160 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن عمر اللَّخْمِيّ قَاضِي الْيمن كَانَ مَشْهُورا بِالْعلمِ(1/523)
وَمَات سنة 725 رَأَيْته فِي كتاب العثماني قَاضِي صفد
1161 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن عِيسَى بن الْحسن بن عَليّ فَخر الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْعلم السنجاري قدم جده شمس الدّين عَليّ هُوَ وأخواه الْبَدْر والبهاء السنجاريان فاتصلوا بالصالح أَيُّوب وَولي شمس الدّين قَضَاء الصَّعِيد فِي زمن ولَايَة أَخِيه وَولي أَبُو بكر نظر الأحباس بِمصْر وَحج سنة 83 فَأذن بالمنارة الشرقية ثمَّ ولي وَظِيفَة الْأَذَان من سنة 94 وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى مَاتَ سنة 739 وَله أَربع وَسَبْعُونَ سنة وَفِي سنة مولده مَاتَ عَمه الْبَدْر
1162 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر السلَامِي سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وعانى التِّجَارَة مُدَّة فَأكْثر الْأَسْفَار وَكَانَ مَوْصُوفا بالأمانة ثمَّ انْقَطع بالقدس مُدَّة ثمَّ جاور بِالْمَدِينَةِ من سنة 710 يحجّ كل سنة وَيعود وَرُبمَا أَقَامَ بِمَكَّة مُدَّة وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 726 وَقَالَ الأقشهري أَبُو صَادِق ولد سنة 641 وَسمع الْمَشَارِق للصنعاني من مَحْمُود بن مُحَمَّد بن عمر الْهَرَوِيّ أَنا الْمُؤلف سَمعه عَلَيْهِ الأقشهري
1163 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر الحفصي أَخُو السُّلْطَان أبي فَارس كَانَ نقم على أَخِيه شَيْئا فَخَالف عَلَيْهِ بقسطنطينية فنازله أَبُو فَارس إِلَى أَن(1/524)
ظفر بِهِ فاعتلقه فَمَاتَ فِي اعتقاله فِي ذِي الْقعدَة سنة 799
1164 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الْعِزّ سيف الدّين ابْن تَقِيّ الدّين الضباب الْحَرَّانِي التَّاجِر بِدِمَشْق سمع من الْفَخر وَغَيره قَالَ البرزالي رجل جيد خير وَهُوَ ابْن عَم وَاقِف الْمدرسَة الضبابية حدث بِشَيْء من مشيخة الْفَخر عَنهُ فِي سنة بضع وَثَلَاثِينَ وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 745
1165 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْوَهَّاب الشَّافِعِي تَاج الدّين قَاضِي الْقُدس الْمَعْرُوف بالمعيد سمع من ابْن الشّحْنَة وَغَيره وَحدث وَكَانَ يحفظ الْمِنْهَاج ودرس وَأعَاد وَولي قَضَاء الْقُدس ودرس وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 769 وَذكر لَهُ العثماني قَاضِي صفد كرامات وَوَصفه بسعة الْعلم ونفع الطّلبَة
1166 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن النجيب بن سعيد الخلاطي الدِّمَشْقِي شرف الدّين سبط الشَّيْخ أَحْمد إِمَام الكلاسة ولد سنة ... وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعمر الْكرْمَانِي وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن النشبى وَالْمجد وَابْن عَسَاكِر وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ إِثْبَات وإجازات وَولي إِمَامَة مشْهد ابْن عُرْوَة وَكَانَ ابْتِدَاء مَرضه فِي الْعشْر الآخر من رَمَضَان صلى ودعا وَحضر إِلَى بَيته فَمَرض فَتغير ذهنه وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ لَا يتَكَلَّم وحرص(1/525)
أهم على ذَلِك فَلم يفعل وَكَانَ يظْهر مِنْهُ أَنه يفهم كَلَامهم ويبكي مَاتَ فِي ...
1167 - أَبُو بكر بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْأمَوِي الشَّافِعِي تَاج الدّين ابْن عَلَاء الدّين نزيل بَيت الْمُقَدّس سمع على الْملك الأوحد نجم الدّين يُوسُف بن النَّاصِر دَاوُد ابْن الْمُعظم مُسْند الدَّارمِيّ بِسَمَاعِهِ لَهُ سوى من أَوله إِلَى بَاب الِاقْتِدَاء بالعلماء على ابْن اللتي وَسمع عَلَيْهِ من البُخَارِيّ وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو مَحْمُود وَابْن الديري وَغَيرهمَا مَاتَ سنة ... وَخمسين وَسَبْعمائة وَذكره أَبُو جَعْفَر فِي مُعْجم الْعِزّ ابْن جمَاعَة
1168 - أَبُو بكر بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْعَزِيز مجد الدّين السنكلوني الْفَقِيه الشَّافِعِي سمع من الرُّكْن عمر بن مُحَمَّد بن يحيى الْعُتْبِي والعماد أبي بكر ابْن عبد الْبَارِي ابْن الصعيدي بِقِرَاءَة الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ وَسمع من غَيرهمَا واعتنى بالفقه فمهر فِيهِ وصنف التصانيف الْجِيَاد وانتفع بِهِ قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ من الْعلمَاء العاملين الخاشعين الناسكين على طَرِيق السّلف وَولي مشيخة الخانقاه البيبرسية ودرس بالمسرورية(1/526)
وَغَيرهَا وَمَات فِي ربيع الأول سنة 740
1169 - أَبُو بكر بن أيبك الحسامي كَانَ تنكز يُكرمهُ فولاه شدّ الْأَوْقَاف بِدِمَشْق وَكَانَ فِي آخر أمره أَمِير عشرَة بِدِمَشْق وَكَانَ يعْمل المولد فيبالغ فِي الاحتفال فِيهِ وَفِيه تودد للْعُلَمَاء والصلحاء مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 756
1170 - أَبُو بكر بن أيدغدي الشَّمْس الْمصْرِيّ سيف الدّين من أَوْلَاد الْجند تَلا على التقي الصَّائِغ وَأبي حَيَّان وَابْن السراج والدلاصي بِمَكَّة والجعبري بالخليل وَأبي الْقَاسِم ابْن سهل وَغَيرهم وَقَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ عمل كثير فِي الْفَنّ وبصر بِالْعَرَبِيَّةِ وَفِيه دين وحياء
1171 - أَبُو بكر بن أَيُّوب بن سعد بن جرير الزرعي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع الرشيد العامري وَغَيره وَحدث وَكَانَ متعبداً قَلِيل التَّكَلُّف مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 723 وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ شمس الدّين ابْن قيم الجوزية
1172 - أَبُو بكر بن أَيُّوب بن يَعْقُوب السنجاري نزيل دمشق قَالَ البرزالي كَانَ رجلا صَالحا وَسمع على أَيُّوب البقاعي وَابْن أبي الْيُسْر وَصَحب الشَّيْخ يحيى المنبجي وَكَانَ يعرف بالخيوطي ويؤدب الْأَطْفَال بالجامع ويؤم بالعسفان وَمَات فِي شَوَّال سنة 707(1/527)
1173 - أَبُو بكر بن بلبان البدري كَانَ أَمِير عشرَة بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 751
1174 - أَبُو بكر بن الْحسن بن أَحْمد بن الْحسن بن أنو شرْوَان الرَّازِيّ فَخر الدّين ابْن حسام الدّين سمع الصَّحِيح على ابْن مشرف وَأَجَازَ لَهُ من بَغْدَاد عبد الرَّحْمَن المكبر وَمن دمشق ابْن القواس وَأحمد ابْن عَسَاكِر ويوسف الغسولي وَغَيرهم وَحدث عَنْهُم وَمَات فِي سنة 786
1175 - أَبُو بكر بن الْحسن بن عَليّ بن مَنْصُور بن أَحْمد بن مَنْصُور الفارقي الشَّافِعِي الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ولد سنة 708 بميافارقين وَاجْتمعَ بِابْن الزملكاني بحلب سنة 725 وَسمع الصَّحِيح على الحجار وعَلى الْبَنْدَنِيجِيّ صَحِيح مُسلم وجامع التِّرْمِذِيّ بِدِمَشْق وَأخذ عَن ابْن الفركاح وَابْن قَاضِي شُهْبَة ولازم الْفَخر الْمصْرِيّ وَابْن جملَة وَغَيرهم واشتغل وتميز وَحدث وتصدر بالجامع الْأمَوِي وَولي مشيخة الحسامية وَغَيرهَا وَكَانَ من نبلاء الْمَشَايِخ بميافارقين مَاتَ فِي صفر سنة 769
1176 - أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أبي عَليّ بن عَليّ بن أبي بكر بن مَنْصُور أَبُو الْفَتْح المعتضد بن المستكفي بن الْحَاكِم العباسي الْخَلِيفَة بالديار المصرية(1/528)
اسْتَقر فِي الْخلَافَة سنة 653 وَكَانَ خيرا متواضعاً محبا لأهل الْعلم وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 763
1177 - أَبُو بكر بن سُلَيْمَان الْمَقْدِسِي سمع من الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن فَرح قصيدته الَّتِي فِي عُلُوم الحَدِيث وَحدث بهَا عَنهُ وَمَات فِي شَوَّال سنة 764 أرخه ابْن رَافع
1177 - أَبُو بكر بن سنجر العلائي الأبغاني الشيزري ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من شامية بنت الْبكْرِيّ وَغَيرهَا وَأخذ عَنهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع قَالَ ابْن رَافع لما أَن حدث سر بذلك وَعمل ضِيَافَة ثمَّ شرع فِي تَحْصِيل السماعات من الشُّيُوخ بعد كبره فَأكْثر من ذَلِك وَقَالَ البرزالي رجل جيد متواضع لَهُ وقف يقوم بِهِ
1179 - أَبُو بكر بن شرف بن محسن بن معن بن عمار الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ تَقِيّ الدّين ولد فِي شَوَّال سنة 53 ورافق ابْن تَيْمِية فِي الِاشْتِغَال وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَابْن الناصح وَابْن الصَّيْرَفِي وَالْفَخْر وَابْن أبي عمر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ وحلب وَكَانَ فَاضلا لَهُ تصانيف وَمَعْرِفَة بأنواع الْفَضَائِل وَكَانَ حسن التفهيم والوعظ ونفع السامعين جلس بِجَامِع حمص مُدَّة وَتكلم على النَّاس وَمَات فِي صفر سنة 728(1/529)
1180 - أَبُو بكر بن صَالح بن خضر النابلسي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من الأبرقوهي وَولي نقابة الدَّرْس بالرواحية وَله إجَازَة من الْفَخر وَابْن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَكَانَ يخْدم ابْن الزملكاني وانتفع بخدمته مَاتَ فِي نصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة 741
1181 - أَبُو بكر بن عَامر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب قطب الدّين ابْن دَقِيق الْعِيد قَرَأَ الْفِقْه وَمهر ودرس بالمسرورية وَولي قَضَاء الْمحلة وَسمع من جده الشَّيْخ تَقِيّ الدّين وَمن ابْن الصَّواف وَحدث مَاتَ فِي صفر سنة 755
1182 - أَبُو بكر بن عَبَّاس جمال الدّين الخابوري قَاضِي بعلبك مَاتَ سنة 723
1183 - أَبُو بكر بن عبد الله بن أَحْمد بن مَنْصُور بن أَحْمد بن شهَاب النشائي ضِيَاء الدّين اشْتغل كثيرا وبرع وأتقن الْفِقْه والفرائض وَسمع من الدمياطي وَغَيره وتعانى الْكِتَابَة فبرع فِيهَا إِلَى أَن ولي نظر الدولة ثمَّ ولي الوزارة فِي أول سنة 706 وَكَانَ لَا يتَصَرَّف إِلَّا بِإِشَارَة ابْن سعيد الدولة ثمَّ صرف فِي ولَايَة النَّاصِر الثَّالِثَة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي بجوار الشَّافِعِي ودرس أَيْضا بالحسامية بِجَامِع عَمْرو وَأَخذهَا عَنهُ ابْن الْوَكِيل فِي رَجَب سنة 712 وَاسْتقر فِي نظر الأحباس والخزانة إِلَى أَن مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 716 وَكَانَ مشكور السِّيرَة فَقِيها فَاضلا مناظرا وَفِيه يَقُول الشهَاب الشرمساحي(1/530)
(مزقوا منصب الوزارة حَتَّى ... لزقوها فِي عصرنا بالنشائي)
1184 - أَبُو بكر بن عبد الله بن عبد الله الحريري سيف الدّين الشَّافِعِي سمع من ابْن الشّحْنَة وَقَرَأَ بالروايات وَمهر فِي النَّحْو وَكَانَ محباً للْعلم وَأَهله ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَولى تدريس الظَّاهِرِيَّة البرانية ومشيخة النَّحْو بالناصرية وَمَات فِي ربيع الأول سنة 747
1158 - أَبُو بكر بن عبد الله البجائي قدم الديار المصرية كَبِيرا فحج وَقَرَأَ الْمُدَوَّنَة واشتغل كثيرا ثمَّ حصلت لَهُ جذبة فَانْقَطع بمخزن بِالْقربِ من جَامع الْأَزْهَر واعتقده النَّاس فأفرطوا وَكَانُوا يراعون حركاته فَيدعونَ أَنَّهَا إشارات إِلَى مَا يَقع من أُمُور الولايات وَغَيرهَا وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 797 وَكَانَت جنَازَته حافلة
1186 - أَبُو بكر بن عبد الله الْموصِلِي نزيل دمشق مَاتَ بالقدس فِي سنة 797 وَقد جَاوز السِّتين(1/531)
1187 - أَبُو بكر بن عبد الْبر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن رزين بن مُوسَى العامري الْحَمَوِيّ الأَصْل سيف الدّين ابْن صدر الدّين ابْن قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين حضر على الْعِزّ الْحَرَّانِي وَحدث وَكَانَ أَبوهُ مدرس القيمرية وَمَات سنة 795 وَكَانَ جده قَاضِي الديار المصرية وَهُوَ مَشْهُور
1188 - أَبُو بكر بن عبد الْحَلِيم بن أبي الْعِزّ الْعَسْقَلَانِي ولد بحران فِي حُدُود سنة 32 وَسمع من الْجمال الْبَغْدَادِيّ وَحدث سمع مِنْهُ الذَّهَبِيّ وَوَصفه بِحسن النغمة قَالَ كَانَ إِذا قَرَأَ بَكَى وأطرب وَذكر أَنه تغير ذهنه بآخرة قدر سنتَيْن وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 713
1189 - أَبُو بكر بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الْكَرِيم الْعَسْقَلَانِي الْمصْرِيّ أَمِين الدّين الْمَعْرُوف بِابْن الرافدة ولد سنة ... وأسمع على النجيب وأحضر على الرشيد الْعَطَّار وَهُوَ مكثر حدث بِمصْر وَمَات سنة ...
1190 - أَبُو بكر بن عبد الرَّزَّاق بن مُحَمَّد الْمصْرِيّ المقرىء جلال الدّين الْحَجَّاجِي سمع من الْحسن بن السديد وَأحمد بن مُحَمَّد بن عمر الْحلَبِي والحافظين الْمزي والبرزالي وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وَحدث روى عَنهُ أَبُو حَامِد(1/532)
ابْن ظهيرة فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ
1191 - أَبُو بكر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد بن رَمَضَان بن صَالح بن نصر الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي سيف الدّين ابْن تَقِيّ الدّين ولد سنة 662 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان جُزْء الْأنْصَارِيّ وَمن أبي بكر بن النشبي من أول الْفرج بعد الشدَّة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا إِلَى قَوْله
(إِذا شَاب الْغُرَاب أتيت أَهلِي ... وَصَارَ القار كاللبن الحليب)
أَنا الخشوعي بِسَنَدِهِ وَمن شرف الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن القواس سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن يحيى بن سعد والشهاب السيواسي وَشَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَقَالَ تفرد بِالسَّمَاعِ من أَصْحَاب الخشوعي وأسمع الْكثير وَذكره أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مُعْجم الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَكَانَ يشْهد تَحت السَّاعَات وغرق فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة 757
1192 - أَبُو بكر بن عبد الْعَظِيم أَمِين الدّين ابْن الدقاقي الْمصْرِيّ الْكَاتِب ولد فِي مستهل جُمَادَى الأولى سنة 650 وباشر عدَّة مباشرات مِنْهَا نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مُدَّة وَكَانَ رَئِيسا مشكوراً وَولي نظر بَيت المَال والبيوت بِمصْر وَمَات فِي ثَالِث عشرى جُمَادَى الأولى سنة 710
1193 - أَبُو بكر بن عبد الْكَرِيم بن عبد الحميد بن أبي الْقَاسِم الدنيسري المارديني(1/533)
نقيب المتعممين شرف الدّين ولد سنة 694 وَسمع من ابْن مشرف وَغَيره وَولي نقابة المتعممين وَأم بإيوان الشَّافِعِيَّة بالظاهرية بِدِمَشْق وَحدث وَأقَام بِمصْر مُدَّة سمع مِنْهُ الشَّيْخ زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 772
1194 - أَبُو بكر بن عبد اللَّطِيف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن المغيزل معِين الدّين الْحَمَوِيّ ولد بِدِمَشْق فِي سنة 650 واجاز لَهُ سبط السلَفِي وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَالْمُسلم بن عَلان وَطَائِفَة واشتغل وتفقه ودرس بالتقوية وَأخذ عَن الشَّيْخ تَاج الدّين ابْن الفركاح وَعَن الشَّمْس الْأَصْبَهَانِيّ وَحدث ودرس وَأخذ عَنهُ الطّلبَة وَكَانَ صَدرا مُعظما فاخر البزة مليح الْجُمْلَة مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 724
1195 - أَبُو بكر بن عبد المحسن بن معمر الوَاسِطِيّ الباروني المقرىء كَانَ فَاضلا مشاركاً فِي عدَّة فنون مَاتَ سنة 776 وَيُقَال كَانَ اسْمه عبد الرَّحْمَن وَسَيَعُودُ
1196 - أَبُو بكر بن عبد النصير بن عبد الْخَالِق السخاوي زين الدّين الْمَالِكِي أحد المعدلين بِدِمَشْق وَكَانَ طيب الْأَخْلَاق حسن الْعشْرَة(1/534)
قَالَ الصّلاح الكتبي وَهُوَ أَخُو قَاضِي الْمَالِكِيَّة نور الدّين السخاوي مَاتَ يَوْم عيد النَّحْر سنة 757 - أرخه شَيخنَا الْعِرَاقِيّ
1197 - أَبُو بكر بن عُثْمَان الشوبكي سمع ابْن اللتي وَغَيره وَمَات فِي أَوَاخِر رَمَضَان من سنة أَربع وَسَبْعمائة تبخر بمجمرة فَغَفَلَ فَاحْتَرَقَ فَمَاتَ
1198 - أَبُو بكر بن عُثْمَان ابْن العجمي الْحلَبِي الأَصْل نزيل الْقَاهِرَة ولد قبل الْعشْرين واشتغل كثيرا وَنسخ بِخَطِّهِ صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره وتولع بالأدب وطارح الصَّفَدِي فَذكره فِي ألحان السواجع وباشر التوقيع بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ مشكوراً مَاتَ سنة 795 وَمن نظمه
(فصل الشتَاء وافى جسمي فِيهِ ... وَهن عَن متلقاه شَدِيد)
(كَيفَ يقوى لشدَّة الْبرد جسمي ... وعَلى الْبرد لَيْسَ يقوى الْحَدِيد)
وَمن رَشِيق نظمه
(إِنَّمَا الْيَد لدا الأصبوع همزهما ... والهمز وللتأنيث حيثا لَا وَاو)(1/535)
1199 - أَبُو بكر بن أبي الْعِزّ بن نَاصِر جمال الدّين الْمصْرِيّ المقرىء تَلا بالروايات على الْكَمَال الضَّرِير وَابْن وثيق وَغَيرهمَا وتصدر بِالْقَاهِرَةِ وعاش إِلَى أول الْقرن وَقد قَرَأَ عَلَيْهِ مبارك للنباني ختمة للكسائي وَأشْهد عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي فِي سنة 700 - نقلته من خطّ الذَّهَبِيّ فِي طَبَقَات الْقُرَّاء
1200 - أَبُو بكر بن علوي القَاضِي تَقِيّ الدّين الشَّامي الْحَنَفِيّ اشْتغل على الزين البسطامي واستنابه السراج الْهِنْدِيّ بِبَاب الْخرق ظَاهر الْقَاهِرَة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 771
1201 - أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الله الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي نزيل بَيت الْمُقَدّس ولد بالموصل سنة 34 وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ الْقُرْآن الْكَرِيم وَحفظ الْحَاوِي ثمَّ سكن الشَّام وَحفظ التَّنْبِيه وَمهر فِي الْفِقْه وشغل النَّاس ... وَكَانَ يقرىء منَازِل السائرين ويتكسب من الحياكة ويلقن الذّكر ويلبس الْخِرْقَة وَكَانَ منزله بالقبيبات وَكَانَ يعْمل المواعيد ويحضر مجالسه(1/536)
الْكِبَار كالشهاب الزُّهْرِيّ وشمس الدّين الصرخدي وَكَانَ مِمَّن جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَله تصانيف لطاف فِي التصوف ومنسك صَغِير وَحج كثيرا وَعظم قدره عِنْد أهل الدولة وزاره الْملك الظَّاهِر بِبَيْت الْمُقَدّس وَصعد إِلَى غرفته بالقدس فبذل لَهُ مَالا كثيرا فَلم يقبل مِنْهُ شَيْئا وَكَانَ بعد ذَلِك يكاتبه فِيمَا ينفع الْمُسلمين فيمتثل أوامره وَكَذَلِكَ النواب بالبلاد الشامية وَكَانَ يكثر الْإِقَامَة بالقدس وقدرت وَفَاته فِي شَوَّال سنة 797 -
1202 - أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الْملك زين الدّين الماروني الْمَالِكِي ولي قَضَاء حلب على مذْهبه فِي سنة 778 عوضا عَن الْبُرْهَان الصنهاجي العادلي لما تحول إِلَى قَضَاء دمشق ثمَّ عزل عَن قرب وَكَانَ ... .
1203 - أَبُو بكر بن عَليّ الْبَدْر بن عمر بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر قَالَ البرزالي كَانَ رجلا جيدا مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 709
1204 - أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسام الكلوتاتي وَيعرف أَبوهُ بالعز سمع من النجيب والغرافي وَأبي البركات بن النّحاس وَابْن خطيب المزة وَالْجمال اليغموري وَغَيرهم وَأَجَازَ لشَيْخِنَا أبي الْفرج بن الغزى وَغَيره(1/537)
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 737 أرخه النُّور الهمذاني فِي جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة وَذكره أَبُو جَعْفَر فِي مُعْجم الْعِزّ ابْن جمَاعَة
1205 - أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ التَّاجِر الكارمي زكي الدّين الخروبي رَئِيس التُّجَّار بالديار المصرية وَكَانَ أصلهم من رحبة الخروب بِمصْر وَنَشَأ هَذَا فَقِيرا لِأَن أَبَاهُ كَانَ يتعانى الزّهْد وَالْخَيْر بنى لَهُ زَاوِيَة بالجيزة بشاطىء النّيل وَكَانَ يُقيم بهَا ويجتمع عِنْده الْفُقَرَاء وَكَانَ أيداً شَدِيد القوى حكى لنا أَنه كَانَ يقبض على الركب الْحَدِيد فتتعصر رجل الرَّاكِب وَكَانَ أَخُوهُ بدر الدّين الخروبي وَاسع المَال جدا فَمَاتَ وَلم يخلف إِلَّا ولد ولد صَغِير فاتفق أَنه مَاتَ عَن قرب وانتقل الْإِرْث لزكي الدّين هَذَا وَكَانَ قد دخل إِلَى الْبِلَاد اليمنية من طَرِيق عيذاب بمتجر بخس فَرجع فَوجدَ ابْن ابْن عَمه قد مَاتَ فورث مَالا عَظِيما جدا وتلقى ذَلِك بِنَفس أبيَّة وكرم مفرط فداخل الدولة وتعانى الرِّئَاسَة إِلَى أَن فاق الأقران وخضع لَهُ أكَابِر التُّجَّار وَصَارَ عين أعيانهم وَقد حج غير مرّة وجاور وَكنت رَفِيقه فِي الْمُجَاورَة وَأَنا صَغِير لِأَن أبي كَانَ أوصاه عَليّ فَرَجَعت مَعَه فِي أول سنة 786 وَأقَام على رئاسته وأحضر فِي هَذِه السّنة النَّجْم ابْن رزين فَأَسْمع عِنْده صَحِيح البُخَارِيّ فَسمِعت مِنْهُ إِذْ ذَاك وَمَات(1/538)
زكي الدّين فِي أَوَائِل الْمحرم سنة 787 وَكَانَ وَاسع الْعَطاء للفقهاء وَالشعرَاء كَبِير الحشمة والمروءة - رَحمَه الله تَعَالَى
1206 - أَبُو بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يُونُس الْحَنَفِيّ الشَّاهِد سمع من ابْن الشّحْنَة وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 776
1207 - أَبُو بكر بن عَليّ بن يحيى بن إِبْرَاهِيم بن خولان بن بحتر الصَّالِحِي الْحَنَفِيّ حدث بحلب عَن القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان سمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر وأرخ وَفَاته سنة 766
1208 - أَبُو بكر بن عَليّ بن يُوسُف الْكرْدِي الجراوي ابْن أُخْت الْعِمَاد الدمياطي سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 761 وَحدث عَن عَليّ بن ساعد وَزَيْنَب بنت أَحْمد بن عمر بن شكر وَغَيرهمَا
1209 - أَبُو بكر بن عمر بن أبي بكر الشقراوي سمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم
1210 - أَبُو بكر بن عمر بن سلار نَاصِر الدّين سمع من ابْن عبد الدَّائِم(1/539)
وَغَيره واشتغل كثيرا وَمهر فِي الْأُصُول وَكَانَ حسن المناظرة قوي الْجِدَال ونظم الشّعْر الْحسن وَكَانَ جيد الْعبارَة كثير الْفَضَائِل حسن الفصائل وَمن شعره دو بَيت
(يَا حسن ذؤابة أَنْت فِي النَّاس ... فِي أسمر رمح قدّه الميّاس)
(مَا وَاصل إِلَّا قلت أَي ملك ... أولوه لِوَاء من بني الْعَبَّاس)
قَالَ التقي السُّبْكِيّ أَنْشدني لنَفسِهِ
(لعمرك مَا مصر بِمصْر وَإِنَّمَا ... هِيَ الْجنَّة الْعليا لمن يتفكر)
(فأولادها الْولدَان من نسل آدم ... وروضتها الفردوس والنيل كوثر)
مَاتَ فِي شهر الْمحرم سنة 716
1211 - أَبُو بكر بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن هبة الله بن أبي جَرَادَة الْعقيلِيّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ جمال الدّين ابْن كَمَال الدّين ولد سنة نَيف وَسَبْعمائة واشتغل وتميز وتعانى الْآدَاب وَهُوَ أَخُو قَاضِي حلب نَاصِر الدّين أسمع جُزْء الرمضي على بيبرس العديمي وجزء البانياسي وَحدث وَكَانَ فَاضلا حسن الْخلق والمحاضرة والخط وَولي مشيخة خانقاه الصَّالح بحلب وَمَات بهَا فجاءة فِي سنة 768 ذكره أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مُعْجم ابْن جمَاعَة وَأثْنى عَلَيْهِ ابْن حبيب(1/540)
1212 - أَبُو بكر بن عمر بن عُثْمَان بن سَالم الْكرْدِي الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي بواب الزِّيَارَة ولد سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا وَسمع وَهُوَ كَبِير من الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر وَابْن الشِّيرَازِيّ وست الوزراء وَغَيرهم وَحدث مَاتَ فِي شَوَّال سنة 757
1213 - أَبُو بكر بن عمر بن مُسلم بن عمر الصَّالِحِي وَكَانَ وَالِده حجاراً وَله سَماع من الزبيدِيّ وَابْن اللتي وَابْن الصَّباح وَغَيرهم وَمَات سنة 695 وَأما أَبُو بكر فولد سنة بضع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَسمع من ... وَجَمَاعَة من أَصْحَاب ابْن طبرزد والكندي وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَهُوَ من أقرانه وَهُوَ جد حسن بن عَليّ بن عمر الكتاني الْمُؤَذّن بالجامع المظفري مَاتَ أَبُو بكر فِي ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة 744
1214 - أَبُو بكر بن عمر بن مشبع تَقِيّ الدّين الْجَزرِي المقصاتي المقرىء ولد فِي حُدُود الْعشْرين وتعانى الْقرَاءَات وَنَشَأ بالموصل وبغداد ثمَّ سكن دمشق وأقرأ الْقرَاءَات الْعشْر وَعِنْده طرف من الْعَرَبيَّة وَحدث بالتيسير عَن عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَقَرَأَ بعد الْخمسين وَقَرَأَ على الْعلم الْقَاسِم الأندلسي بِدِمَشْق وعَلى عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش بِدِمَشْق وَسمع تَفْسِير الكواشي(1/541)
مِنْهُ وَجلسَ للإقراء قَدِيما ثمَّ سكن دمشق وَكَانَ بَصيرًا بالقراءات وناب فِي الخطابة بالجامع الْأمَوِي أَكثر من عشْرين سنة وَكَانَ زاهداً متعبداً ورعاً قَالَ الذَّهَبِيّ قَرَأت عَلَيْهِ التَّجْرِيد لِابْنِ الفحام بِسَمَاعِهِ لَهُ على عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَكَانَ ينْقل من الشواذ كثيرا وانتفع بِهِ جمَاعَة فِي الْقرَاءَات وَلَعَلَّه أَقرَأ أَكثر من خمسين سنة مَاتَ وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 713
1215 - أَبُو بكر بن عمر بن مظفر بن عُثْمَان بن أبي الفوارس المعري ثمَّ الْحلَبِي شرف الدّين ابْن الشَّيْخ زين الدّين ابْن الوردي قيل ولد فِي سنة ... قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخه كَانَ كثير الهجاء ويستحضر كثيرا من الحلبيين وَمَا جرياتهم مَعَ حسن المنادمة وَطيب المحاضرة وإطراح التَّكَلُّف فِي المأكل والملبس وتفقه بِأَبِيهِ وَغَيره وتعانى الْأَدَب وباشر تدريس البهائية بِدِمَشْق وناب فِي الحكم ونظم ونثر وَمَات فِي ربيع الأول سنة 787 بحلب
1216 - أَبُو بكر بن عَيَّاش بن عبد الله الخابوري جمال الدّين وَالِد الشَّيْخ صدر الدّين كَانَ خيرا كَبِيرا ... الشَّيْخ تَاج الدّين الْفَزارِيّ - قَالَه(1/542)
ابْن كثير وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ يستظهر للْمَذْهَب وَسمع الحَدِيث وَحدث وَولي قَضَاء بعلبك وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة 723 عَن سبعين سنة
1217 - أَبُو بكر بن غَازِي بن أبي بكر بن غَازِي الدكري - بِالدَّال الْمُهْملَة بطن من الأكراد - البعلبكي نزيل الحسينية ولد فِي ربيع الآخر سنة 36 وَسمع من الْفَقِيه اليونيني وَغَيره وَحدث مَاتَ فِي ثَالِث عشر صفر سنة 708 قَالَ البرزالي كَانَ رجلا صَالحا
1218 - أَبُو بكر بن أبي الْفضل بن فضَالة بن عَامر الْحلَبِي ثمَّ الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ الْعدْل نجم الدّين ابْن الطان ولد سنة 46 وخدم ابْن العديم وَتعلم مِنْهُ الْكِتَابَة وَنسخ كثيرا وَسمع على النجيب الْحَرَّانِي وَغَيره وَسكن الْقَاهِرَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَحدث سمع مِنْهُ القطب الْحلَبِي وَابْن رَافع وَمَات فِي ثامن شعْبَان سنة 721
1219 - أَبُو بكر بن فليح - يَأْتِي فِي المحمدين
1220 - أَبُو بكر بن قَاسم بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن ترْجم بن عَليّ ابْن عمر بن عبد الْكِنَانِي الرَّحبِي زين الدّين ابْن ركن الدّين نزيل مصر ولد سنة 666 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَكتب وعلق وَخرج(1/543)
ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فَقَالَ دين خير حسن المحاضرة - انْتهى وَقد كتب بِخَطِّهِ كثيرا وَلكنه ضَعِيف وَله تخاريج كَثِيرَة الْخلَل ورأيته يصحح على الطباق فَيكْتب اسْم المسمع بِخَطِّهِ هُوَ وَقد تخرج بِهِ شَيخنَا الشَّيْخ سراج الدّين ابْن الملقن وَكَانَت وَفَاته فِي ... وقرأت بِخَط الْبَدْر النابلسي كَانَ عَارِفًا بتعبير الرُّؤْيَا يقْصد لذَلِك
1221 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن خلكان نجم الدّين بن بهاء الدّين ابْن أخي القَاضِي شمس الدّين ولد سنة بضع وَأَرْبَعين وَأَجَازَ لَهُ سبط السلَفِي وتعانى الْفَرَائِض فمهر فِيهَا وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْبِلَاد الشامية ثمَّ رمى بالانحلال والزندقة وَكَانَ مُقيما بالناصرية كَانَ خَفِيف الْعقل يُصَرح بِأَنَّهُ سيلي المملكة وَتَكون لَهُ دولة وَلما كَانَ فِي سنة 704 عقد لَهُ مجْلِس بِدِمَشْق وادعي عَلَيْهِ أَنه يَقُول خَليفَة الزَّمَان وَأَنه يُوحى عَلَيْهِ وانفصل الْأَمر على أَنه تَابَ وَاعْتَذَرُوا عَنهُ بِأَن الْحَامِل لَهُ على ذَلِك السَّوْدَاء فَرُبمَا ثارت عَلَيْهِ فَتكلم بالهذيان قَالَ الْجَزرِي فِي تَارِيخه وَهُوَ بَاقٍ على دَعْوَاهُ وَكَانَ يعْمل الْأَوْقَاف والطلسمات إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 725 وَقد شاخ
1222 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن أبي الْفرج بن(1/544)
مزيز التنوخي الْحَمَوِيّ تَقِيّ الدّين سمع من جده الحَدِيث المسلسل بالأولية وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ فِي مُعْجَمه
1223 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عنتر السّلمِيّ كَمَال الدّين ابْن شرف الدّين ولد سنة 45 وَسمع من إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن القوصي وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن سبط السلَفِي فَأَكْثرُوا عَنهُ جدا وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا لطيفاً من عواليه وَحدث عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَذكره ابْن جَعْفَر بن الكويك فِي مُعْجم ابْن جمَاعَة وَمَات فِي شهر ربيع الآخر سنة 738
1224 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي غَانِم الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الحبال أجَاز لعبد الله بن عمر بن عبد الْعَزِيز بن جمَاعَة
1225 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد القاهر بن عبد الْوَاحِد بن هبة الله بن طَاهِر بن يُوسُف النصيبي ثمَّ الْحلَبِي شرف الدّين ولد سنة سِتّ أَو سبع وَسَبْعمائة وَسمع على أَبِيه وعَلى أبي بكر بن العجمي وعَلى ابْن صَالح وَأبي طَالب وَإِبْرَاهِيم ابْني صَالح بن هَاشم وَغَيرهم وَحدث روى عَنهُ إِسْمَاعِيل بن بردس وَأَبُو الْمَعَالِي بن عشائر وَكَانَ رَئِيسا جيد الرَّأْي كثير الْبر من كتاب الْإِنْشَاء بحلب حسن الْخط بَاشر عدَّة(1/545)
وظائف ثمَّ تَركهَا تعففاً وَلزِمَ بَيته مواظباً على الْخَيْر والتلاوة حَتَّى مَاتَ فِي سنة 773 فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَله سبع وَسِتُّونَ سنة
1226 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْكُمَيْت الْحَرَّانِي التَّاجِر عماد الدّين ولد سنة 677 وَسمع بحلب من عمر بن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن عمر بن أبي عمر وَمن مُحَمَّد ابْن أبي الْعِزّ الْحَرَّانِي وتعانى الْكِتَابَة وَولي نظر الْجَامِع والأوقاف وَكَانَ جواداً سليم الصَّدْر مشكور السِّيرَة وَمَات فِي الْمحرم سنة 770 - أرخه ابْن حبيب وَأثْنى عَلَيْهِ
1227 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر ابْن ثَابت بن عبد الْوَاسِع بن عَليّ الْهَرَوِيّ الدِّمَشْقِي عماد الدّين ولد سنة 656 وَقيل سنة 654 وأسمع على جده وَأحمد بن عبد الدَّائِم وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَابْن الزين وَغَيرهم وَحدث أَخذ عَنهُ البرزالي والذهبي وَابْن رَافع والقطب وذكروه فِي معاجيمهم وَذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مُعْجم الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات سنة ... وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ حسن الْخط جميل الْهَيْئَة بهي المنظر
1228 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن يُوسُف ابْن خطيب بَيت الْآبَار تَقِيّ الدّين ابْن عفيف الدّين ولد سنة 45 وَسمع من الْأَخَوَيْنِ ضِيَاء الدّين أبي طَاهِر(1/546)
يُوسُف وعماد الدّين أبي سُلَيْمَان دَاوُد ابْني عمر بن عبد الله خطيب بَيت الْآبَار الرَّابِع من الجنابيات وَغير ذَلِك وَسمع على الْأَخَوَيْنِ الْعِمَاد دَاوُد والموفق مُحَمَّد ابْني عمر بن الْخَطِيب مائَة حَدِيث من مُسْند أَحْمد وَحدث وَمَات سنة ...
1229 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْموصِلِي تَقِيّ الدّين الْمُقْرِئ ولد بعد الثَّلَاثِينَ بالموصل وَقدم دمشق وَقَرَأَ بالروايات على الزين الزواوي وَغَيره وتصدر للإقراء والتلقين دهراً إِلَى جَانب محراب الصَّحَابَة وَختم عَلَيْهِ جمَاعَة وَكَانَ خيرا موطأ الأكناف عَارِفًا بالروايات كثير الْفَضَائِل لَهُ حُرْمَة وجلالة ذكره الذَّهَبِيّ وَقَالَ نعم الشَّيْخ كَانَ مَاتَ سنة 716
1230 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن جبارَة سمع من ابْن عبد الدَّائِم وَذكره أَبُو جَعْفَر فِي مُعْجم الْعِزّ ابْن جمَاعَة وَمَات فِي الْعشْرين من صفر سنة 736
1231 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الذّكر العينتابي سيف الدّين سمع جُزْء مُحَمَّد ابْن الْفرج من تَاج الدّين أبي المكارم النصيبي وَحدث أَخذ عَنهُ ابْن عشائر وَشرف الدّين مُوسَى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ(1/547)
1232 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن سلمَان بن حمائل الدِّمَشْقِي بهاء الدّين ابْن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن غَانِم أَخُو القَاضِي عَلَاء الدّين كتب الْإِنْشَاء بطرابلس ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ كتب بصفد مُدَّة وَكَانَ يحفظ التَّنْبِيه وَسمع الْمسند على الْمُسلم ابْن عَلان وَله نظم حسن فَمِنْهُ
(يَا سيداً حسنت مَنَاقِب فَضله ... فعلت بِمَا فعلت على الْآفَاق)
(حاشاك تكسر قلب عبد لم تزل ... توليه حسن صنائع الإشفاق)
وَمِنْه فِي مغن اسْمه طقصبا كَانَ يمِيل إِلَيْهِ
(لَا نرجي مَوَدَّة من مغن ... فَمَعْنَى الْفُؤَاد من يرتجيها)
(أبدا لَا تنَال مِنْهُ وداداً ... وَلَك السَّاعَة الَّتِي أَنْت فِيهَا)
مَاتَ بطرابلس فِي سنة 735
1233 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الله بن شرف الدّين عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الْعمريّ الْعَدوي صَلَاح الدّين كَانَ أَبوهُ أَمِيرا وَأمه خَدِيجَة بنت محيي الدّين يحيى بن فضل الله مَاتَ سنة 789
1234 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الرضي عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْجَبَّار الْمَقْدِسِي ثمَّ الصَّالِحِي الْقطَّان ولد سنة 49 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا وَأَجَازَ لَهُ عِيسَى الْخياط وسبط السلَفِي ويوسف بن الْجَوْزِيّ ومجد الدّين ابْن تَيْمِية وَجَمَاعَة وَحضر خطيب مردا والعماد ابْن عبد الْهَادِي ثمَّ سمع مِنْهُ وَمن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَعبد الله بن الخشوعي سمع مِنْهُ الأول من حَدِيث الشعراني وَمن الرضى(1/548)
ابْن الْبُرْهَان وَابْن عبد الدَّائِم وَتفرد بأجزاء وعوالي وروى الْكثير وتزاحموا عَلَيْهِ وَكَانَ شَيخا مُبَارَكًا خيرا كثير التِّلَاوَة حسن الصُّحْبَة حميد الطَّرِيقَة وَكَانَ يرتزق من صناعته وَفِيه مُرُوءَة وفتوة مَاتَ فِي عَاشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 738
1235 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن الزكي عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف الْمزي ابْن أخي الْحَافِظ جمال الدّين سمع من عَمه وَمن الحجار وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي الْمحرم سنة 796 وَكَانَ مولده سنة 721
1236 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن مُحَمَّد بن أبي الْحسن الصعبي الْعدْل نجم الدّين الْمصْرِيّ أسمع على الرشيد الْعَطَّار والنجيب الْحَرَّانِي وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي ثَانِي شَوَّال سنة 731
1237 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن عَليّ بن فضل الله الْمصْرِيّ ثمَّ الْحلَبِي شرف الدّين ابْن الدقاق ولد سنة 660 وَسمع الأول وَالثَّانِي من حَدِيث الْمُزَكي انتقاء الدَّارَقُطْنِيّ على فَاطِمَة بنت ابْن عَسَاكِر
1238 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن عَاصِم الشهرزوري شرف الدّين سمع من أبي الْفضل ابْن عَسَاكِر مشيخته وَمن غَيره وَحدث مَاتَ بِدِمَشْق فِي شعْبَان سنة 755
1239 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عَليّ البانياسي تَقِيّ الدّين الْكَاتِب المجود ولد تَقْرِيبًا سنة 660 وتعانى الْخط الْمَنْسُوب وَعلم النَّاس وَله نظم ونثر وَخلق حسن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 736(1/549)
1240 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن أبي بكر بن قوام بن عَليّ بن قوام ابْن مَنْصُور بن مُعلى البالسي نجم الدّين الشَّافِعِي ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 690 وَسمع مُعْجم أبي الْحُسَيْن بن جَمِيع من ابْن القواس وتفقه وَولي مشيخة الزاوية الْمَعْرُوفَة ثمَّ بالسفح وَكَانَ خيرا زاهداً صَاحب كرم وكرامات يتلَقَّى الواردين ويقربهم حسن الْخلق كثير التودد وَولي نظر الشبلية ودرس بالرباط الناصري يَسِيرا وَهُوَ وَالِد نور الدّين مُحَمَّد الْآتِي ذكره وَمَات بعلة الاسْتِسْقَاء فِي رَجَب سنة 746
1241 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح الْحِمصِي شرف الدّين سمع من ابْن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وحدّث بِهِ عَنهُ مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 707
1242 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الله السنجاري ثمَّ الْبَغْدَادِيّ شُجَاع الدّين الْمُقْرِئ المقانعي الْحَنْبَلِيّ سمع من أَحْمد بن يُوسُف بن إِبْرَاهِيم بن الْكُرْسِيّ جُزْء حَامِد بن مُحَمَّد بن شُعَيْب سَمَاعا وَعَن التقي الدقوقي إجَازَة ورحل إِلَى دمشق فَسمع من الحجار وَسمع(1/550)
أَيْضا من ... وَكَانَ مُحدثا فَاضلا مُسْندًا حدث بالكثير فَمن ذَلِك جَامع المسانيد ومسند الشَّافِعِي ورموز الْكُنُوز للرسعنى فِي التَّفْسِير والتوابين لِابْنِ قدامَة وعاش ثَمَانِينَ سنة حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ الشَّيْخ محب الدّين أَحْمد بن نصر الله قَاضِي الْحَنَابِلَة بِالْقَاهِرَةِ وَأَبوهُ وبالإجازة أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَآخَرُونَ وَكَانَت وَفَاته سنة 790
1243 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قَاسم المرسي الأَصْل الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ ولد بتونس تَقْرِيبًا سنة 56 واشتغل ببلاده وتعانى الْقرَاءَات ثمَّ دخل الْقَاهِرَة وَأقَام بهَا مُدَّة وَدخل فِي ولَايَة القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي الثَّانِيَة دمشق وَحضر عِنْد الزين الزواوي وَجلسَ بالجامع للإقراء نَاب فِي الْإِمَامَة واشتهر أمره وشاعت فضائله وَولي مشيخة الإقراء بعدة أَمَاكِن وتدريس النَّحْو بالناصرية وَصَارَ شيخ الإقراء والعربية بِالْبَلَدِ قَالَ الصَّفَدِي حَدثنِي غير وَاحِد أَنهم سَأَلُوا شمس الدّين الأيكي أَيّمَا أذكى ابْن الْوَكِيل أَو الزملكاني فَقَالَ هُنَا شَاب مغربي أذكى مِنْهُمَا - وَأَشَارَ إِلَيْهِ وَوَقعت لَهُ محنة مَعَ كراي نَائِب الشَّام لِأَنَّهُ قوى نَفسه عَلَيْهِ فأهانه وضربه وَصَحب مرّة الباجريقي ثمَّ ظهر لَهُ انحلاله فتبرأ مِنْهُ وبادر(1/551)
إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي فجدد إِسْلَامه وَتَابَ وَكَانَ مرضِي الطَّرِيقَة يحب الْخلْوَة والانقطاع وَكَانَ سمع من الْفَخر مشيخته وانتقى لَهُ الذَّهَبِيّ جُزْءا حدث بِهِ وَسمع من الشهَاب ابْن مزهر وتصدر للقراءات بِدِمَشْق وَولي مشيخة الإقراء بِأم الصَّالح والتربة الأشرفية وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 718
1244 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قلاون الْملك الْمَنْصُور بن النَّاصِر بن الْمَنْصُور ولي الْملك بعد أَبِيه بعهده مِنْهُ لَهُ فِي مَرضه فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 741 وَاسْتقر حموه طفزتمر نَائِب السلطنة والوزير مَحْمُود بن شرف ابْن ربيع فِي الوزارة ثمَّ أَخذ الْمَنْصُور فِي إِيثَار بعض الْأُمَرَاء على بعض وَقبض على بشتاك وَإِخْوَته وَفرق موجودهم وَكَانَ يزِيد على مِائَتي ألف دِينَار وَكَانَ أَشد مَا نقم عَلَيْهِ أَنه اخْتصَّ بطاجار وملكتمر وألطنبغا المارداني ويلبغا اليحياوي وصيرهم ندماءه وانهمكوا فِي الشّرْب فَكَانَ يَبْدُو مِنْهُم فِي تِلْكَ الْحَالة مَا لَا يَلِيق من الْكَلَام فِي الْأُمَرَاء وَقيل أَنهم كَانُوا ينزلون فِي الْخفية إِلَى النّيل فِي الشخاتير إِلَى غير ذَلِك ثمَّ حسن لَهُ طاجار الْقَبْض على قوصون فنم عَلَيْهِ بعض من حضر وَهُوَ يلبغا(1/552)
اليحياوي فاتفق قوصون مَعَ أيدغمش وَغَيره وخلعوه وجهزوه إِلَى قوص وَمَعَهُ بهادر بن جر كتمر وَمَعَهُ يُوسُف ورمضان أَخَوَاهُ وَتَمام سَبْعَة أنفس وغرقوا طاجار وقيدوا ملكتمر الْحِجَازِي وألطنبغا المارداني وقطليجا الْحَمَوِيّ وَغَيرهم ثمَّ كتب قوصون إِلَى عبد الْمُؤمن مُتَوَلِّي قوص فَقتله وَحمل رَأسه سرا إِلَى قوصون فِي سنة 42 فَلَمَّا قتل قوصون ظهر ذَلِك وَجَاء من حاقق بهادر وطلبوا عبد الْمُؤمن فاعترف فسمره النَّاصِر أَحْمد وَعمِلُوا عزاء الْمَنْصُور وَدَار جواريه الْقَاهِرَة وتأسف النَّاس عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ شَابًّا حُلْو الصُّورَة أسمر اللَّوْن شجاعاً جواداً وَكَانَ عالي الهمة يُصَرح أَنه يحيي رسوم جده الْمَنْصُور وَكَانَت مُدَّة مَمْلَكَته شَهْرَيْن لِأَنَّهُ خلع فِي أَوَاخِر صفر سنة 42 وَقتل فِي أَثْنَائِهَا وعاش نَحوا من عشْرين سنة وَحصل التَّعَجُّب من إِخْرَاج أَوْلَاد النَّاصِر على يَد أحد مماليكه قوصون وَكَانَ قد اخْتَارَهُ دون الْأُمَرَاء وَأوصى إِلَيْهِ ووصاه بأولاده فَجرى لَهُم مِنْهُ مَا جرى وَقَالَ النَّاس هَذَا بذنب الْخَلِيفَة المستكفي لِأَن النَّاصِر كَانَ أخرجه قبل ذَلِك بِأَرْبَع سِنِين إِلَى قوص هُوَ وَأَوْلَاده كَمَا يَأْتِي شَرحه فِيمَن اسْمه سُلَيْمَان فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة سلخ جُمَادَى الأولى سنة 53 اشْتهر بقرية حطين من عمل صفد شخص ادّعى أَنه هُوَ فَبلغ ذَلِك برناق نَائِب صفد فَأحْضرهُ وَجمع لَهُ(1/553)
الْقُضَاة وَالنَّاس فَادّعى أَنه كَانَ فِي قوص وَأَن الْوَالِي لم يقْتله بل قتل غَيره وَأطْلقهُ هُوَ وَوصل إِلَى قطيا فاختفى فِي بِلَاد غَزَّة إِلَى الْآن وَأَنه لَهُ دارة مُقِيمَة بغزة عِنْدهَا النمجا والقبة وَالطير فَقَالَ لَهُ النَّائِب أَنا كنت فِي سلطنة الْمَنْصُور جاشنكير - أَو كنت أمد السماط بكرَة وعشيا وَمَا أعرفك فاصر وَصدقه جمع فطالع النَّائِب بأَمْره فَأمر بتجهيزه فَجهز إِلَى مصر مخشباً وَهُوَ مصر على دَعْوَاهُ وَكَانَ يَقُول إِذا رأى أَمِيرا هَذَا مَمْلُوك أبي وَلما أَمر بضربه وتسميره قَالَ لي أُسْوَة بإخوتي النَّاصِر والكامل والمظفر ثمَّ أَمر بِقطع لِسَانه ثمَّ وجده مقتولا بعد ذَلِك وَظهر بعد أَنه أَبُو بكر بن الرماح وَأَنه كَانَ يتوكل بصفد وَأَنه جرت لَهُ محنة اقْتَضَت لَهُ هَذِه الدَّعْوَى - وَالله أعلم بغيبه
1245 - أَبُو بكر بن محمدبن مُحَمَّد بن مَحْمُود بن سلمَان بن فَهد الْحلَبِي ثمَّ الدِّمَشْقِي شرف الدّين ابْن شمس الدّين ابْن الشهَاب مَحْمُود ولد سنة 693 وتعانى الْكِتَابَة ففاق الرفاق فِي حسنها ونظم الشّعْر وَترسل وَلما ولي كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق سنة 29 ولاه النَّاصِر عقب موت عَلَاء الدّين(1/554)
ابْن الْأَثِير عوضا عَن محيي الدّين ابْن فضل الله نقلا لمحيي الدّين من دمشق إِلَى مصر فباشر شرف الدّين بَين يَدي السُّلْطَان وَقَرَأَ الْقَصَص وَوَقع عَلَيْهَا فِي الدست ثمَّ توجه إِلَى دمشق وَأمر أَن يجلس فِي دَار الْعدْل فَكَانَ أول من فعل ذَلِك ثمَّ حضر إِلَى الْقَاهِرَة صُحْبَة النَّائِب فَخلع عَلَيْهِ النَّاصِر وَكَانَ يُعجبهُ شكله وَكَانَ كثير التجمل فِي ملبسه ومأكله ومركبه وَكَانَ كثير التصميم لَكِن إِذا خلا النَّاس بِهِ ينبسط وَكَانَ يحلق رَأسه بِالْمُوسَى بِيَدِهِ ويلف عمَامَته بِغَيْر قبع مرّة ويصلحها وَهِي على رَأسه وَلَا ينظر إِلَيْهَا وتجيء غَايَة فِي الْحسن وَكَانَ شَدِيد القوى عَظِيم الهمة وَله نظم حسن فَمِنْهُ مَا قَالَه ملغزاً فِي ليل
(أَيّمَا اسْم يغشى الْأَنَام جَمِيعًا ... وَإِذا مَا فَكرت لي ثُلُثَاهُ)
(إِن ترك فِي هجائه مِنْهُ حرفا ... لَك مِنْهُ مُصحفا طرفاه)
وَله وَمَعْنَاهُ مطروق إِلَّا أَنه أعجبني لانسجامه
(بعثت رَسُولا للحبيب لَعَلَّه ... يبرهن عَن وجدي لَهُ ويترجم)
(فَلَمَّا رَآهُ حَار من فرط حسنه ... فَمَا عَاد إِلَّا وَهُوَ فِيهِ متيم)
ثمَّ أحضرهُ مرّة أُخْرَى سنة 32 فأقره فِي كِتَابَة السِّرّ بِمصْر ورد(1/555)
محيي الدّين وَأَوْلَاده إِلَى دمشق وَحج شرف الدّين مَعَ السُّلْطَان فَلَمَّا عَاد طلب الرُّجُوع إِلَى دمشق فَأَعَادَ محيي الدّين وَأَوْلَاده إِلَى الْقَاهِرَة ورد شرف الدّين إِلَى دمشق ففرح تنكز بِهِ وَقَامَ إِلَيْهِ وعانقه وَقَالَ مرْحَبًا بِمن يحبنا ونحبه ثمَّ عزل بِجَمَال الدّين ابْن الْأَثِير بعد سنة وَنصف وَأقَام بطالاً وَكتب السُّلْطَان إِلَى تنكز إِمَّا أَن تَدعه يُوقع قدامك وَإِمَّا أَن تجهزه إِلَيْنَا وَإِمَّا أَن ترَتّب لَهُ مَا يَكْفِيهِ فرتب اتبار لَهُ فَلَمَّا أمسك تنكز بَاشر توقيع الدست فاستمر ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ وكَالَة بَيت المَال فِي ولَايَة الصَّالح إِسْمَاعِيل فباشرها نَحْو سنة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الأول بالقدس فجاءة سنة 744 قَالَ ابْن رَافع سمع بِمصْر ودمشق من مُحَمَّد بن شرف وَأَجَازَ لَهُ ابْن الفويرة من بَغْدَاد والدمياطي من مصر وَسمع مِنْهُ الأيقي وَغَيره وَكَانَ رَئِيسا كثير الْإِحْسَان لطيف الْأَخْلَاق
1246 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن مكرم قطب الدّين ولد سنة 670 وَسمع من ... وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء قَدِيما فاستمر بِهِ دهراً طَويلا وَكَانَ يسْرد الصَّوْم ويتعبد وَيكثر الْمُجَاورَة بالمساجد الثَّلَاثَة وينجز توقيعاً من النَّاصِر أَن يُقيم حَيْثُ شَاءَ وَيكون راتبه على التوقيع لأولاده وَكَانَ(1/556)
صَاحب الدِّيوَان يجله ويعظمه وَلَا يستكتبه شَيْئا لقدم عَهده وَكَثْرَة مجاورته وَأقَام بِمَكَّة مُدَّة ثمَّ انْقَطع أخيرا بالقدس وَمَات بِهِ - فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة 752
1247 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن نصر الله اسْمه ضِيَاء - يَأْتِي فِي الضَّاد الْمُعْجَمَة
1248 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب السفاني - بِالسِّين الْمُهْملَة وَالْفَاء الثَّقِيلَة عرف بِابْن أبي حَرْب الْيَمَانِيّ كَانَ فَقِيها فَاضلا عَارِفًا عابداً زاهداً لَهُ كرامات مَشْهُورَة بِبَلَدِهِ مَاتَ سنة 774
1249 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي ثمَّ الْحلَبِي شرف الدّين ولد سنة 715 وَسمع من الْعِزّ إِبْرَاهِيم بن صَالح بن هَاشم الْمُنْتَقى من مُسْند الْحَارِث بن أبي أُسَامَة قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ برهَان الدّين وسَمعه عَلَيْهِ القَاضِي عَلَاء الدّين مؤرخ حلب وَالْقَاضِي محب الدّين ابْن نصر الْحَنْبَلِيّ وَغَيرهمَا حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة بحلب وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 792
1250 - أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْعِرَاقِيّ ثمَّ الْمصْرِيّ تَقِيّ الدّين الْحَنْبَلِيّ كَانَ من فضلاء الصَّحَابَة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 773
1251 - أَبُو بكر بن مَسْعُود بن هَارُون الْقُدسِي يعرف بالروس ولد سنة 612 بالقدس وتعانى بالأدب وَسكن دمشق وأضر فِي آخر عمره سمع مِنْهُ البرزالي وَمن شعره موالياً
... دبو قنو السنبله كالليل من خلفو ... من طولهَا جفن عَيْني قطّ مَا يغفو
ناديت أَي شعر عَيْني مِنْك من يصفو ... كم يستطيل على ضعْفي وَكم يجفو ...
مَاتَ بغوطة دمشق فِي ربيع الأول سنة 706
1252 - ابو بكر بن مغلطاي الحلاوي النَّحْوِيّ ... .
1253 - أَبُو بكر بن مكي بن مُحَمَّد بن الْمُسلم بن أبي الْجوف الْحَارِثِيّ سمع قِطْعَة من مُعْجم ابْن قَانِع على أَحْمد بن المفرج ابْن الْمسلمَة وَحدث سنة 19 سمع مِنْهُ الْمزي وَجَمَاعَة مِنْهُم ابْن الْمُحب وَابْنه أَبُو بكر وَغَيرهمَا
1254 - أَبُو بكر بن مَنْصُور بن غَازِي بن سرحان الدينَوَرِي ثمَّ الصَّالِحِي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 657 وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وَحدث مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 746
1255 - أَبُو بكر بن مُوسَى بن أبي بكر بن الْمُجبر الدِّمَشْقِي الْفراء ولد فِي نصف رَمَضَان سنة 666 وَسمع من الفاروثي وَأَيوب النّحاس وَغَيرهمَا وَذكر أَنه سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الدمياطي الشاطبية وَكَانَ جيدا خيرا كتب بِخَطِّهِ كثيرا لَكِن خطه كَانَ ردياً وَكَانَ يؤم بالصدرية بِدِمَشْق نِيَابَة مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة 742
1256 - أَبُو بكر بن مُوسَى بن سكرة الصاحب بهاء الدّين ولد سنة 86 تَقْرِيبًا وتعانى الْكِتَابَة إِلَى أَن صَار يُبَاشر فِي القلاع الحلبية إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ(1/557)
(ناديت أَي شعر عَيْني مِنْك من يصفو ... كم يستطيل على ضعْفي وَكم يجفو)
مَاتَ بغوطة دمشق فِي ربيع الأول سنة 706
1252 - ابو بكر بن مغلطاي الحلاوي النَّحْوِيّ ... .
1253 - أَبُو بكر بن مكي بن مُحَمَّد بن الْمُسلم بن أبي الْجوف الْحَارِثِيّ سمع قِطْعَة من مُعْجم ابْن قَانِع على أَحْمد بن المفرج ابْن الْمسلمَة وَحدث سنة 19 سمع مِنْهُ الْمزي وَجَمَاعَة مِنْهُم ابْن الْمُحب وَابْنه أَبُو بكر وَغَيرهمَا
1254 - أَبُو بكر بن مَنْصُور بن غَازِي بن سرحان الدينَوَرِي ثمَّ الصَّالِحِي ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 657 وَسمع من الشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عمر وَحدث مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 746
1255 - أَبُو بكر بن مُوسَى بن أبي بكر بن الْمُجبر الدِّمَشْقِي الْفراء ولد فِي نصف رَمَضَان سنة 666 وَسمع من الفاروثي وَأَيوب النّحاس وَغَيرهمَا وَذكر أَنه سمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الدمياطي الشاطبية وَكَانَ جيدا خيرا كتب بِخَطِّهِ كثيرا لَكِن خطه كَانَ ردياً وَكَانَ يؤم بالصدرية بِدِمَشْق نِيَابَة مَاتَ فِي تَاسِع صفر سنة 742
1256 - أَبُو بكر بن مُوسَى بن سكرة الصاحب بهاء الدّين ولد سنة 86 تَقْرِيبًا وتعانى الْكِتَابَة إِلَى أَن صَار يُبَاشر فِي القلاع الحلبية إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ(1/558)
سنة 733 وصودر وعوقب بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ ولي نظر حماة مُدَّة ثمَّ اسْتَقر فِي الوزارة بِدِمَشْق وعادتهم يسمونه نَاظر النظار فِي ربيع الآخر سنة 45 عوضا عَن المكين إِبْرَاهِيم بن قزوينة ثمَّ صرف ثمَّ ولي الوزارة بِدِمَشْق ثَانِيًا وَكَانَ لين الْجَانِب محباً فِي الصَّالِحين عَارِفًا بِالْكِتَابَةِ حسن الشكل كثير الصَّدَقَة وقوراً بَاشر فِي حلب عدَّة وظائف ثمَّ أَقَامَ بِدِمَشْق حَتَّى مَاتَ بهَا فِي عَاشر شعْبَان سنة 746 وَلابْن نباتة فِيهِ مدائح
1257 - أَبُو بكر بن نصر بن حُسَيْن بن حسن بن حُسَيْن الأسعردي زين الدّين الْمُحْتَسب ولي الْحِسْبَة ووكالة بَيت المَال وَكَانَ عَاقِلا كثير السّكُون مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 720
1258 - أَبُو بكر بن يَعْقُوب بن سَالم الديري الرَّحبِي شهَاب الدّين الشاغوري الْحَكِيم النَّحْوِيّ كَانَ ماهراً فِي الْعُلُوم حَتَّى كَانَ يقرىء ثَلَاثِينَ درساً فِي ثَلَاثِينَ علما وصنف تصانيف مفيدة وَكَانَ ضيق الْعَيْش بِدِمَشْق حسن الْخلق كثير الْمُرُوءَة والتواضع مطرح الكلفة غير مُزَاحم على المناصب وَكَانَ بعض التُّجَّار أعطَاهُ ألف دِرْهَم فسافر مَعَه إِلَى الْيمن فَحصل لَهُ قبُول من ملكهَا الْمُؤَيد وَأَقْبل عَلَيْهِ أهل الْيمن وَحصل لَهُ بهَا مَال كثير قَالَ الْجَزرِي فارقته فِي سنة 700 وَاتفقَ أَنه مَاتَ بقلعة مصر فِي الْمحرم سنة 704
1259 - أَبُو بكر بن يُوسُف بن أبي بكر بن يُوسُف بن أبي بكر بن مَحْمُود(1/559)
ابْن عُثْمَان بن مَحْمُود الْمزي زين الدّين الشَّافِعِي يعرف بالحريري - نِسْبَة إِلَى زوج أمه نقيب الحكم لِابْنِ خلكان لِأَن أَبَاهُ كَانَ مَاتَ فرباه - وتلا بالسبع على الزواوي وَسمع من المرسي والصدر الْبكْرِيّ وَعبد الله بن الخشوعي والكرماني وخطيب مردا وَغَيرهم وَحفظ التَّنْبِيه وَولي مشيخة الْقِرَاءَة والنحو بالعادلية ودرس بالقليجية وَكَانَ خيرا قَالَ الذَّهَبِيّ فِيهِ ود وَخير وتواضع وصيانة وملازمة للوظائف وَكَانَ صديقا لعلاء الدّين ابْن غَانِم مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 726 وَله ثَمَانُون سنة
1260 - أَبُو بكر بن يُوسُف بن أبي بكر بن عُثْمَان النشائي عفيف الدّين الصُّوفِي ولد سنة ... وأسمع على الْمعِين الدِّمَشْقِي وَابْن عزون والنجيب وَغَيرهم وَهُوَ من المكثرين حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا وَمَات سنة ...
1261 - أَبُو بكر بن يُوسُف بن خضر الْحَرَّانِي سبط الشَّيْخ أَحْمد النجار سمع من عِيسَى الْخياط وَحدث وَكَانَ خيرا صَالحا بشوشاً سليم الصَّدْر مَاتَ فِي أَوَاخِر صفر سنة 702
1262 - أَبُو بكر بن يُوسُف بن شاذي أَسد الدّين بن صَلَاح الدّين ابْن الأوحد كَانَ أَمِير طبلخاناة بصفد وَهُوَ مُقيم بِدِمَشْق وَولي إمرة(1/560)
الْحَاج سنة 55 ثمَّ أَمر بتوجهه إِلَى صفد وَالْإِقَامَة بهَا فَلم تطب لَهُ وَمرض فَرجع إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 757
1263 - أَبُو بكر بن يُوسُف بن عبد الْعَظِيم بن يُوسُف بن عَليّ بن أَحْمد بن دَاوُد بن حميد الْمُنْذِرِيّ كَمَال الدّين ابْن الصناج الْمصْرِيّ ولد فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة 647 وروى عَن أَبِيه وَسمع من لَاحق بن عبد الْمُنعم الأرتاحي قِطْعَة من دَلَائِل النُّبُوَّة فَكَانَ آخر من حدث عَنهُ مُطلقًا وَحدث وَكَانَ خيرا انْفَرد بِقِطْعَة من دَلَائِل النُّبُوَّة حَدثنَا عَنهُ ابْن حَمَّاد والحلاوي وَسمع مِنْهُ الْعِزّ ابْن أيبك الدمياطي والعز ابْن جمَاعَة وَآخَرُونَ وَمَات فِي السَّادِس من صفر سنة 741 وَقيل مَاتَ لَيْلَة الْعشْرين مِنْهُ رَأَيْته بِخَط أبي جَعْفَر ابْن الكويك
1264 - أَبُو بكر بن يُوسُف بن الفتيان المحوجب الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ النجار ولد فِي سنة 627 وَقدم الْمَدِينَة بعد حريق الْمَسْجِد النَّبَوِيّ وصحبته الْمِنْبَر المجدد من جِهَة الظَّاهِر بيبرس وَذَلِكَ فِي سنة 666 وضع الْمِنْبَر فِي مَكَانَهُ ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة 71 فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن مَاتَ سنة نَيف وَعشْرين وَقد أكمل الْمِائَة وَكَانَ خيرا
1265 - أَبُو بكر بن يُوسُف النشائي زين الدّين الْمصْرِيّ خَادِم الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن خَلِيل وَقد أَكثر السماع مِنْهُ وَسمع أَيْضا من العرضي وَكَانَ معيداً فِي الحَدِيث بقبة بيبرس وَلم ينجب مَاتَ فِي شهر ...(1/561)
سنة 794
1266 - أَبُو بكر بن الأحدب العركي أَمِير عربان الصَّعِيد قتل فِي ذِي الْقعدَة سنة 799
1267 - أَبُو بكر البابيري بموحدة وَبعد الْألف أخري مَكْسُورَة ثمَّ تَحْتَانِيَّة كردِي الأَصْل تنقل فِي الولايات والمباشرات بِدِمَشْق وحلب وطرابلس وولاه النَّاصِر كشف الشرقية وَآخر مَا ولي جعبر وَكَانَ خيرا دربا فِيهِ ود وعَلى ذهنه تواريخ ووقائع وَمَات فِي شَوَّال سنة 756 وَقد جَاوز السّبْعين
تمّ الْجُزْء الأول
ويتلوه الْجُزْء الثَّانِي وأوله
حرف الْبَاء الْمُوَحدَة(1/562)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
حرف الْبَاء الْمُوَحدَة
1268 - باشقرد نَاصِر الدّين الناصري سمع من ابْن علاق جُزْء البطاقة وَحدث بِهِ مرَارًا وَكَانَ أَصله من مماليك النَّاصِر ابْن الْعَزِيز ثمَّ تنقل فِي الخدم وتأمر وَكَانَ من أكَابِر الْفُضَلَاء والأمراء كثير الْعقل وَالْفضل وَله نظم ونثر ذكر عَنهُ أَنه قَالَ بقيت عشْرين سنة لَا أَتكَلّم بالتركي حرصا على إتقان اللِّسَان الْعَرَبِيّ وَكَانَ قد سجن عقب كسرة حمص فَلَمَّا أفرج عَنهُ أعْطى إقطاعاته فِي طرابلس فَتوجه إِلَيْهَا فَلَمَّا وصل إِلَى دمشق مرض يَوْم دُخُوله فَأَقَامَ عشرَة أَيَّام وَمَات بِدِمَشْق فِي ثَالِث عشر صفر سنة 702 وَقد أثنى عَلَيْهِ البرزالي والذهبي وذكراه فِي معجميهما وَكَانَ ينظم الشّعْر فَيَقَع لَهُ مِنْهُ مَا يستحسن وَقَالَ ابْن الزملكاني كَانَ ينظم بالطبع لَا يتعاطى قَوَاعِد الشّعْر وَكَانَ جم المحاسن معمور الْوَقْت بالفكر فِي علم أَو عبَادَة أَو نظر وَله إِلْمَام بطرِيق أولي المعارف وَعِنْده عَنْهُم فَوَائِد حَسَنَة ولطائف مَعَ صدق اللهجة وَالْكَرم والعفة والسكون ومحبة المذاكرة(2/1)
1269 - باكيش اليلبغاوي الْحَاجِب مَاتَ فِي صفر سنة 769
1270 - بانيجار الْحَمَوِيّ يَأْتِي فِي بينجار
1271 - بانيجار المنصوري ترقى فِي خدمَة الْمَنْصُور قلاوون ثمَّ قبض عَلَيْهِ النَّاصِر مُحَمَّد سنة 712 بعد اخْتِصَاصه بِهِ بِوَاسِطَة أَن أيدغدي كَانَ قد نم عَلَيْهِ أَنه يُرِيد الفتك بالسلطان فسجنه إِلَى أَن مَاتَ سنة 716 وَكَانَ كَرِيمًا كثير الْمُرُوءَة والعصبية.
1272 - بانيجار قدم الْقَاهِرَة رَسُولا من ألقان أزبك خَان بن طغرلجا ابْن منكوتمر بن طغان بن باطو بن جنكزخان وصحبته برهَان الدّين الإِمَام وَمَعَهُمْ جمَاعَة وَكَانَ بانيجار شَيخا كَبِيرا لَا يُطيق الْمَشْي وَلَا يقوم حَتَّى يحمل وَكَانَ ذَلِك فِي ربيع الأول سنة 720 وَكَانَت صحبتهم الخاتون طلباي فَقَالَ للسُّلْطَان ألقان يَقُول هَذِه بنت من بَيت كَبِير فَإِن أعجبتك فَلَا تكن عنْدك أعظم مِنْهَا وَإِلَّا فاعمل فِيهَا بقول الله تَعَالَى {إِن الله يَأْمُركُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَات إِلَى أَهلهَا} فَقَالَ لَهُ النَّاصِر إِنَّا لم نطلب الْحسن وَإِنَّمَا طلبنا كبر الْبَيْت وَإِن نَكُون شَيْئا وَاحِدًا ثمَّ عقد عَلَيْهَا وخلع على الْجَمِيع(2/2)
وَعظم بانيجار وأعادهم
1273 - باوور بن براجو كَانَ من أُمَرَاء الْمغل قدم إِلَى مصر سنة 721 فَأكْرمه النَّاصِر وَأمره طبلخاناة وَلم يزل إِلَى أَن
1274 - بدرجك الْأَمِير بدر الدّين تقدم عِنْد النَّاصِر وَحج مَعَه سنة 19 فَبَعثه مبشراً بسلامته لما رَجَعَ إِلَى الشَّام فنال مَالا جزيلاً وَمَات فِي سنة 724 وَكَانَ جَلِيلًا متواضعاً
1275 - بديع بن نَفِيس التبريزي الطَّبِيب صدر الدّين قدم الْقَاهِرَة فخدم الظَّاهِر بالطب فقدمه وشركه مَعَ عَلَاء الدّين ابْن صَغِير فِي رئاسة الطِّبّ إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 797 وَهُوَ عَم فتح الله بن مستعصم بن نَفِيس
1276 - بتخاص المنصوري كَانَ من الرحبة ثمَّ كَانَ من أُمَرَاء دمشق ثمَّ ولي نِيَابَة صفد سنة 79 فباشرها بمهابة زَائِدَة وَأكْثر من الْقَتْل ثمَّ صرف ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة وَولى بهَا إمرة فِي أول سلطنة المظفر بيبرس فَلَمَّا جَاءَ النَّاصِر من الكرك أَرَادَ الْقيام عَلَيْهِ وَاتفقَ مَعَ بكتمر الجوكندار نَائِب السلطنة أَن يُقِيمَا مُوسَى بن الصَّالح عَليّ ابْن الْمَنْصُور فَبلغ النَّاصِر فاستدعى الجوكندار فعوقه وَأرْسل إِلَى بتخاص فتمنع وتحصن بداره فَأمر بإحراقها ثمَّ أمسك وسجن بالكرك وَمَات بهَا هُوَ وأسندمر نَائِب طرابلس فِي ذِي الْقعدَة سنة 711 وَكَانَ شَدِيد التجبر والتكبر سامحه الله(2/3)
1277 - براق القرمي أَصله من قَرْيَة من قرى دوقات وَكَانَ أَبوهُ صَاحب إمرة وَعَمه كَاتبا مَعْرُوفا وتجرد هُوَ وَصَحب الْفُقَرَاء وتلمذ لَهُ جمَاعَة فَدخل بهم الرّوم ثمَّ قدم دمشق سنة 706 محلوق الذقن وشواربه وافرة وهيئته مُنكرَة وَمَعَهُ جمع من أَتْبَاعه على هَيئته وعَلى كتف الْوَاحِد مِنْهُم جوكان وَفِي رَأسه قرنا لباد مقلد بِحَبل كعاب بقر مصبوغة بِالْحِنَّاءِ وبأجراس مقلوع الثَّنية الْعليا وَكَانَ الشَّيْخ براق يلازم الْعِبَادَة وَمَعَهُ محتسب يُؤَدب أَصْحَابه وَإِذا ترك أحد مِنْهُم صَلَاة وَاحِدَة عاقبه أَرْبَعِينَ سَوْطًا ورتب لَهُ ذكرا بَين العشاءين وَكَانَ لَا يدّخر شَيْئا وَمَعَهُ طبلخاناة تضرب وَعُوتِبَ الشَّيْخ براق على هَذِه الْهَيْئَة الْمُنكرَة فَقَالَ أردْت أَن أكون مسخرة للْفُقَرَاء وَكَانَ أول ظُهُوره فِي بِلَاد التتار فَبلغ خَبره غازان فَأحْضرهُ وسلط عَلَيْهِ سبعا ضارياً فَوَثَبَ(2/4)
الشَّيْخ براق وَركب على ظَهره فَعظم ذَلِك على غازان ونثر عَلَيْهِ عشرَة آلَاف فَلم يتَعَرَّض لَهَا وَقيل بل سلط عَلَيْهِ نمراً فصاح عَلَيْهِ فَانْهَزَمَ النمر فَصَارَت لَهُ عِنْد غازان مكانة وَأَعْطَاهُ مرّة ثَلَاثِينَ ألفا ففرقها فِي يَوْم وَاحِد وَلما دخل دمشق كَانَ فِي اصطبل الأفرم نعَامَة فسلطوها عَلَيْهِ فَوَثَبَ عَلَيْهَا وركبها فطارت بِهِ فِي الميدان تَقْدِير خمسين ذِرَاعا إِلَى أَن قرب من الأفرم وَقَالَ لَهُ أطير بهَا إِلَى فَوق شَيْئا آخر قَالَ لَا وَأحسن الأفرم تلقيه وَأكْرم نزله فَاسْتَأْذن لَهُ فِي التَّوَجُّه إِلَى الْقُدس فرتب لَهُ رواتب فِي الطرقات وَأَرَادَ الدُّخُول إِلَى مصر فَمَا تمكن من ذَلِك ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده وأرسله غازان صُحْبَة قطليجا إِلَى جبال كيلان ليحاربهم فأسروا الشَّيْخ وَقَالُوا لَهُ أَنْت شيخ فُقَرَاء كَيفَ تجئ صُحْبَة أَعدَاء الدّين لقِتَال الْمُسلمين وسلقوه فِي دشت وَذَلِكَ فِي سنة 707
1278 - براق أَمِير آخور بِدِمَشْق أَقَامَ فِيهَا قريب الثَّلَاثِينَ سنة وَكَانَ حازماً ضابطاً كثير الْحبّ فِي ابْن تَيْمِية وَأَصْحَابه وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْأَحَادِيث وَولى إمرة عشرَة بآخرة وَمَات فِي ربيع الأول سنة 757
1279 - بردى بك خَان بن جاني خَان بن أزبك خَان المغلي صَاحب بِلَاد الدشت مَاتَ سنة 762 فَأرْسلت جدته طيطلو خاتون إِلَى مِلَّة خَان(2/5)
فقررته فِي المملكة فَأَقَامَ ثَمَانِيَة اشهر ثمَّ أَسَاءَ السِّيرَة فَقَتَلُوهُ وقرروا عوضه من أَقَاربه نوروز خَان
1280 - برسبغا الْحَاجِب الناصري كَانَ مُعظما عِنْد النَّاصِر وَهُوَ الَّذِي كَانَ يتَوَلَّى عُقُوبَة المياسرين إِذا صودروا فَهَلَك على يَده النشو وأقاربه وَأمين الدّين وَغَيرهم وَكَانَ مَعَ ذَلِك لين الْجَانِب سليم الْبَاطِن ثمَّ أمسك فِي ولَايَة الْأَشْرَف كجك واعتقل بالإسكندرية وَقتل بهَا فِي ولَايَة النَّاصِر أَحْمد سنة 742
1281 - بركَة خاتون بنت عبد الله المولدة أم الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن ثمَّ تزوجت بألجاى اليوسفي وَمَاتَتْ فِي عصمته فِي سلطنة وَلَدهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة 774 فأسف وَلَدهَا عَلَيْهَا ودفنها بمدرستها الَّتِي أنشأتها بالتبانة بِالْقربِ من القلعة وَهِي شهيرة وَكَانَ الْأَشْرَف كثير الْبر لَهَا وَكَانَت كَثِيرَة الْمَعْرُوف وحجت بالرجبية سنة 770 وَخرج مَعهَا خلق كثير وعملت الْمَعْرُوف الْوَاسِع حَتَّى كَانَت تِلْكَ السّنة مَشْهُورَة بَين الْعَامَّة بِسنة أم السُّلْطَان وَقَالَ فِيهَا الشهَاب الْأَعْرَج(2/6)
السَّعْدِيّ
(فِي سَابِع الْعشْرين من ذِي الْقعدَة ... من عَام عد موت أم الْأَشْرَف)
(فَالله يرحمها ويعظم أجره ... وَيكون فِي عاشور موت اليوسفي) فَكَانَ كَمَا نطق
1282 - بركَة بن ملك بن مُحَمَّد الْقرشِي السَّهْمِي الْمَكِّيّ أَبُو الْخَيْر ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَعَجِبت للصفدي كَيفَ أغفله وَقَالَ لَقيته بِمَكَّة سنة 23 وَسَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي سنة 660 وَوَصفه بِالْعلمِ وَالْأَدب وَالْفضل وَالْعِبَادَة وَمن وَصفه لَهُ وجدته يتمذهب للشَّافِعِيّ وينتصر ويطيل النّظر فِي مذْهبه وَلَا يختصر جمع بَين الْعلم وَالْعَمَل وَحكى لي من أَخْبَار مَكَّة وأمرائها مَا ذلل عِنْدِي صعابها وَعرف من جَوَامِع كَلمه أَن أهل مَكَّة أخبر بشعابها قَالَ وأنشدنى من شعره
(وعهدي بمضنئ قبل يَوْم رحيلهم ... إبل إِلَى أَن قيل قد جِيءَ بِالْإِبِلِ)
(وَكَانَ سليما قبل نظرة أعين ... رمت قلبه يَوْم التَّفَرُّق بِالنَّبلِ)(2/7)
1283 - برناق المحمدي ولي بآخرة نِيَابَة قلعة دمشق فَمَاتَ بهَا بعد سِتَّة أشهر فِي شعْبَان سنة 762
1284 - بزلار أَمِير سلَاح كَانَ من كبار الْأُمَرَاء بِمصْر وَقدم فِي تَحْلِيف الْأُمَرَاء للصالح صَالح فِي سنة 752 وَعين لنيابة دمشق فَلم تتمّ وَمَات ذِي الْقعدَة سنة 756
1285 - بزلار الْعمريّ كَانَ من مماليك النَّاصِر حسن ثمَّ تقدم بعده وَولى نِيَابَة دمشق وَكَانَ شجاعاً فطناً مشاركاً مَاتَ بقلعة دمشق مسجوناً سنة 791
1286 - بزلغي بِضَم أَوله وثانيه وَسُكُون ثالثه وَيُقَال بِتَقْدِيم اللَّام على الْغَيْن وَيُقَال كَالْأولِ لَكِن بِتَقْدِيم الْغَيْن على اللَّام التتري الأشرفي أسره مهنا أَمِير الْعَرَب فِي بعض غاراته على التتار وَبعث بِهِ إِلَى الْمَنْصُور فَأعْطَاهُ لوَلَده الْأَشْرَف خَلِيل فترقى فِي الخدم إِلَى أَن غلب بيبرس وسلار على الْأَمر فزاحمهما بزلغي فِي الْأَمر وَالنَّهْي وقويت شوكته بِكَثْرَة أَتْبَاعه من المماليك وَاسْتقر فِي وَظِيفَة بيبرس بعد سلطنته(2/8)
ثمَّ تزوج بنت بيبرس فتضاعفت حرمته وَلما كَانَت وقْعَة شقحب انهزم هزيمَة قبيحة فَغَضب مِنْهُ السُّلْطَان ثمَّ عَفا عَنهُ بشفاعة الْأُمَرَاء فَأمره على الْحَج سنة 702 فَأبْطل الْأَذَان بحي على خير الْعَمَل وَجمع الزيدية ومنعهم من الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ دُخُوله على بنت بيبرس بعد مَا تسلطن بيبرس فِي أول سنة 709 فَلَمَّا تحرّك النَّاصِر من الكرك خرج بالعسكر ليَكُون ركنا لَهُ فخامروا عَلَيْهِ فَلَمَّا رأى ذَلِك لحق بالناصر وغدر بصهره بعد مَا كَانَ أرسل إِلَيْهِ فِي هَذِه الْحَرَكَة زِيَادَة على أَرْبَعِينَ ألف دِينَار فَلم ينْتَفع بِمَا صنع بل قبض عَلَيْهِ النَّاصِر بعد أَن تمكن وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة وحبسه وأجرى عَلَيْهِ راتباً وشفع فِيهِ مهنا لما قدم فَامْتنعَ وألح عَلَيْهِ فوعده فَلم يزل فِي محبسه حَتَّى مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 711 وَدفن بزاوية الجعبري وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْكَرمِ وعظيم الْحُرْمَة
1287 - بزلغي الصَّغِير كَانَ قريب النَّاصِر مُحَمَّد لأمه وَكَانَ قدومه مصر(2/9)
سنة 704 فترقى إِلَى أَن صَار من جملَة الْأُمَرَاء ثمَّ تنكر عَلَيْهِ النَّاصِر فسجنه مُدَّة ثَلَاث عشرَة سنة ثمَّ أفرج عَنهُ ثمَّ صَار لَا يَدعه فِي رَاحَة إِمَّا فِي تجريدة وَإِمَّا فِي اعتقال ثمَّ أَمر بعد موت السُّلْطَان قَلِيلا وَمَات فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749 قلت وَهُوَ الَّذِي غزا سيس وَقتل صَاحبهَا هيتوم فِي سنة 720
1288 - بزوجي بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْوَاو ثمَّ جِيم كَانَ من أُمَرَاء الطلبخاناة بِمصْر ثمَّ أعْطى عشرَة بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي شعْبَان سنة 756
1289 - بشتاك الْعمريّ أول مَا تَأمر فِي سنة 69 طبلخاناة وَاسْتقر رَأس نوبَة ثمَّ نفي إِلَى الشَّام بطالاً ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر على تقدمة ألف وَاسْتقر رَأس نوبَة الْكَبِير وَتزَوج أُخْت الْأَشْرَف إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 771 وَقيل فِي شَوَّال سنة 772
1290 - بشتاك الناصري كَانَ شَابًّا ظريفاً خَفِيف اللِّحْيَة كَانَ مِمَّن جلب من بِلَاد ألقان أزبك فَاشْتَرَاهُ النَّاصِر بِسِتَّة آلَاف دِرْهَم وَسلمهُ لقوصون ليربيه فشغف بِهِ السُّلْطَان فأفرط فِي الْعَطاء لَهُ حَتَّى أعطَاهُ إقطاع كوجري أَمِير شكار وَقدمه بعد بكتمر فَأعْطَاهُ دَاره وإصطبله وزوجه(2/10)
أم ابْنه أَحْمد وَاشْترى لَهُ جَارِيَة من جواربه بِسنة آلَاف دِينَار وَيُقَال أَنه كَانَ مَعهَا لما دخلت عَلَيْهِ مَا يُسَاوِي عشرَة آلَاف دِينَار وَكَانَت الشرقية تحمى لَهُ بعد بكتمر وَوصل إقطاعه إِلَى سبع عشرَة طبلخاناة وَعظم أمره حَتَّى كَانَ السُّلْطَان يُسَمِّيه فِي غيبته الْأَمِير وَلما حج أنْفق بِالطَّرِيقِ والحرمين من الْأَمْوَال مَا لَا يُحْصى حَتَّى كَانَ عطاؤه من ألف دِينَار إِلَى دِينَار وَيُقَال أَن جملَة مَا أنفقهُ فِي حجَّته اربعمائة ألف دِرْهَم وَثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَيُقَال أَن قيمَة الْهَدِيَّة الَّتِي أهداها بعد قدومه كَانَت اثْنَي عشر ألف دِينَار من اللُّؤْلُؤ والعطر وَالرَّقِيق خَاصَّة وَيُقَال سَبَب ارتفاعه عِنْد النَّاصِر أَنه كَانَ قَالَ لمجد الدّين السلَامِي يَا مجد الدّين أحضر لي من الْبِلَاد مَمْلُوكا يشبه بوسعيد ملك التتار فَقَالَ لَهُ الْمجد يَا خوند مملوكك بشتاك يُشبههُ فَكَانَ ذَلِك سَبَب تقربه وَكَانَ هُوَ الَّذِي تولى الحوطة على مَوْجُود تنكز وَكَانَ كثير الصلف والبذخ والحروب إِلَّا أَنه كَانَ مُولَعا بِالنسَاء حَتَّى يُقَال أَنه لم تكن تجتاز بِهِ امْرَأَة إِلَّا غلب عَلَيْهَا حَتَّى نسَاء الفلاحين والملاحين وَكَانَ لَهُ على السُّلْطَان فِي كل يَوْم بقجة قماش تحتوي على جَمِيع الملبوس من الفوقاني(2/11)
بِوَجْه إسكندري على سنجاب بطرز زركش وكلونة وشاش إِلَى لفاف الْخلف وَلما مَاتَ النَّاصِر كَانَ هُوَ وقوصون الْمشَار إِلَيْهِمَا فتحالفا ثمَّ تخالفا وَكَانَ صغو قوصون إِلَى الْمَنْصُور وصغو بشتاك إِلَى النَّاصِر أَحْمد فغلبه قوصون بِوَصِيَّة النَّاصِر مُحَمَّد فَلَمَّا قرر الْمَنْصُور فِي الْملك طلب بشتاك نِيَابَة دمشق فَأمر لَهُ بهَا وَكتب تَقْلِيده وَخرج إِلَى الريدانية ثمَّ طلع ليودع السُّلْطَان فأمسكه قطلوبغا الفخري وتكاثروا عَلَيْهِ فجهزوه إِلَى الاسكندرية فاعتقل بهَا واحتيط على حواصله فَيُقَال وجد لَهُ من الذَّهَب النَّقْد خَاصَّة ألف ألف دِينَار وَسَبْعمائة ألف دِينَار ثمَّ قتل فِي شهر ربيع الآخر سنة 742 وَهُوَ أول أَمِير أمسك بعد النَّاصِر
1291 - بشر بن إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن بشر البعلبكي الْحَنْبَلِيّ ولد سنة 681 واسمع على زَيْنَب بنت كندي مجْلِس الصعلوكي وعَلى التَّاج عبد الْخَالِق سنَن ابْن ماجة وَمن مُحَمَّد بن مشرف واليونيني وست الْأَهْل بنت علوان وَغَيرهم قَالَ ابْن رَافع كَانَ خيرا وَقَالَ غَيره كَانَ حسن الشيبة وَقَالَ الْحُسَيْنِي صحب الْفُقَرَاء وَخرجت لَهُ جُزْءا وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَمَات رَاجعا من الْحَج بمعان فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم(2/12)
سنة 761 وَهُوَ مِمَّن أجَاز لشَيْخِنَا شرف الدّين ابْن الكويك
1292 - بشر بِفَتْح أَوله والمعجمة وتدعى عَائِشَة تَأتي فِي الْعين
1293 - بطا الدويدار مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 794
1294 - بغا الدوادار الناصري كَانَ أَولا دويدارا صَغِيرا عِنْد النَّاصِر فَلَمَّا مَاتَ ألجاى طمع فِي الْوَظِيفَة فولاها السُّلْطَان لصلاح الدّين يُوسُف ابْن أسعد ثمَّ عَزله وَقرر بغا فِي آخر سنة 733 ثمَّ عمل عَلَيْهِ النشو فَصَرفهُ وَأخرجه إِلَى صفد فِي سنة 35 وَكَانَ خيرا فِي نَفسه إِلَّا أَنه كَانَ مُولَعا بالشباب وإدمان الشَّرَاب وَمَات بصفد قبل الْأَرْبَعين وَيُقَال مَاتَ سنة 737
1295 - بَغْدَاد بنت النوين جوبان زوج بوسعيد كَانَت أَولا زوج الشَّيْخ حسن وَكَانَ بوسعيد يعشقها وَكَانَ أَبوهَا يفهم ذَلِك فَلَا يُمكنهَا من دُخُول الأردو فَلَمَّا هرب جوبان وَقتل أَخُوهَا وهرب الآخر إِلَى مصر اغتصبها بوسعيد من زَوجهَا وَصَارَت عِنْده فِي أَعلَى مكانة وَيُقَال أَنه لم تكن فِي تِلْكَ الْبِلَاد أحسن مِنْهَا وَصَارَ لَهَا فِي جَمِيع الممالك الْكَلِمَة النافذة وَكَانَت تركب فِي مركب حفل من الخواتين وتشد فِي وَسطهَا السَّيْف فَلم تزل على علو منزلتها إِلَى أَن مَاتَ بوسعيد فقتلت بعده وَذَلِكَ(2/13)
فِي سنة 736
1296 - بكار بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الواني اليزيدي الْمَعْرُوف بِابْن الْفراء مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 728
1297 - بكار بن الْحَافِظ تَقِيّ الدّين عبيد هُوَ أَبُو نعيم أَحْمد تقدم ذكره
1298 - بكا الخضري أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق قتل بِسَبَب النَّاصِر أَحْمد فِي ولَايَة الصَّالح إِسْمَاعِيل ووسط بسوق الْخَيل فِي رَجَب سنة 743
1299 - بكتاش بن عبد الله الشجاعي بدر الدّين عَتيق شُجَاع الدّين عنبر اللالا سمع الصَّحِيح على سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَحدث وجاور بِمَكَّة سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَغَيره
1300 - بكتاش بن عبد الله عَتيق بن غَانِم سمع من التقي الوَاسِطِيّ وَحدث
1301 - بكتاش الفخري أَمِير سلَاح مَنْسُوب إِلَى الْأَمِير فَخر الدّين ابْن الشَّيْخ وَكَانَ من أكَابِر الْأُمَرَاء المنصورية فَلَمَّا كَانَ فِي ولَايَة لاجين جرد إِلَى سيس هُوَ وَجَمَاعَة من أكَابِر الْأُمَرَاء مِنْهُم سنجر الدويداري(2/14)
وَصَاحب حماة ونائب صفد فَلَمَّا فرغوا من غزوتهم بعد أَن فتحُوا عدَّة من الْقرى مِنْهَا مرعش وتل حمدون وَغَيرهمَا وأسروا مِنْهُم جمعا كثيرا وحصلوا على غَنَائِم هائلة فَبَلغهُمْ مَا جرى من السُّلْطَان الْمَنْصُور على لاجين من الفتك فَرَجَعُوا إِلَى أماكنهم وَوصل بكتاش بالعسكر الْمصْرِيّ فَركب طقجي ليلقى بكتاش فَلَمَّا رَآهُ قَالَ لَهُ كَانَت عادتنا أَن السُّلْطَان إِذا رَجعْنَا يتلقانا فَقَالَ طقجي السُّلْطَان قتل فَقَالَ من قَتله فَقَالَ بعض من حضر طقجي وكرجي فَأنْكر بكتاش ذَلِك وَقَالَ كلما قَامَ للمسلين سُلْطَان يقتلونه وانزعج فخاف طقجي وَأَرَادَ الْفِرَار فانقض عَلَيْهِ بعض الْأُمَرَاء وأمسكه بدبوقته وضربه آخر بِسيف فَقتل وَقتل مَعَه ثَلَاثَة وَركب كرجي لما بلغه ذَلِك فَقتل أَيْضا وَدخل بكتاش إِلَى القلعة واستحضروا النَّاصِر من الكرك وقرروه فِي السلطنة وَهِي السلطنة الثَّانِيَة وَذَلِكَ فِي سنة 698 ثمَّ أَقَامَ بكتاش بعد ذَلِك دهرا فِي الإمرة ثمَّ استعفى عَنَّا بآخرة وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة 706 ولازم دَاره إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا وَيُقَال أَن وَلَده خشِي من عَاقِبَة الإمرة بعد موت أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ عجز عَن الخدمه وَمرض مُدَّة فَسَأَلَ السُّلْطَان على لِسَانه أَن يعفيه من الإمرة وَيكْتب لَهُ مسموح ولولده بعده(2/15)
فَأَجَابَهُ وَبلغ ذَلِك بكتاش فَأنْكر على وَلَده فَلم يَنْفَعهُ الْإِنْكَار وَاسْتمرّ فِي مَرضه إِلَى أَن مَاتَ عَن 80 سنة
1302 - بكتاش المنكورسي المنصوري ذكر وَلَده عبد الرَّحْمَن أَنه جَازَ الْمِائَة وَكَانَ قد ولي شدّ الْأَوْقَاف بِدِمَشْق فِي سنة 722 وَكَانَ مغرى باقتناء الْمَصَاحِف الغالية الْأَثْمَان والكتب النفيسة وَفِي آخر الْأَمر اتَّحد بِسيف الدّين تنكز فَكَانَ فِيمَن صودر بعد إِمْسَاكه ثمَّ ولي نِيَابَة بعلبك مرَارًا وَولي إمرة الْحَاج فِي سنة 754 وَكَانَ ممتعاً بعقله وحواسه وَمَات فِي شعْبَان سنة 757
1303 - بكتاش نقيب النُّقَبَاء بِمصْر سمع من التقي الوَاسِطِيّ وَحدث مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 745
1304 - بكتمر الأبو بكري المنصوري كَانَ من أكَابِر الْأُمَرَاء فِي دولة النَّاصِر وَكَانَ الْمَنْصُور أمره أَرْبَعِينَ وَهُوَ أول من تنقل من الجندية إِلَى الطبلخاناة ثمَّ عظم قدره إِلَى أَن صَار أَمِير سلَاح فيجلس رَأس الميسرة فاتفق أَن النَّاصِر ثقل عَلَيْهِ أمره وَكَانَ يسكن القلعة فَأمره بسكنى الْقَاهِرَة فِي سنة عشْرين فَلَمَّا كَانَ فِي سنة 22 أمره أَن يتَوَجَّه إِلَى صفد نَائِبا فتوقف وَقَالَ أُرِيد أَن أعرف ذَنبي فَغَضب وَأمر باعتقاله فحبس بالإسكندرية ثمَّ أفرج عَنهُ وسجن بالقلعة سِتّ سِنِين إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 728 وَكَانَ جواداً سليم الْبَاطِن كثير الْمَعْرُوف وَخلف وَلدين من أُمَرَاء الطبلخاناة(2/16)
1305 - بكتمر السِّلَاح دَار الظَّاهِرِيّ ثمَّ المنصوري أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ جرد من مصر فِي ثَلَاثَة آلَاف وَمَعَهُ من الْأُمَرَاء طقطاي ومبارز الدّين أوليا بن قرمان وأيدغدي شقير فتوجهوا مدَدا لبكتاش الفخري فِي قتال أهل سيس فَلَمَّا وصل بكتمر الى حلب ذَلِك فِي ذِي الْقعدَة سنة 97 جَاءَهُ الْبَرِيد يَطْلُبهُ إِلَى مصر فوصل إِلَى بلبيس فَبَلغهُ أَن منكوتمر نَائِب الْمَنْصُور لاجين حسن لَهُ أَن يفرق الْأُمَرَاء فِي الْبِلَاد حَتَّى لَا يجتمعوا عَلَيْهِ فخاف بكتمر وَكَانَ منكوتمر قرر مَعَ لاجين أَن يقبض عَلَيْهِ إِذا وصل فَلَمَّا وافاه هش لَهُ وأكرمه وَسَأَلَهُ عَن الْعَسْكَر وأحوالهم وَأَعْطَاهُ ألف دِينَار توسعة وَكتب لَهُ تَقْلِيد نِيَابَة طرابلس فَتوجه فَلَمَّا كَانَ فِي صفر سنة 698 طلب على الْبَرِيد فأحس بِالشَّرِّ وَقد بلغه وَمن مَعَه مَا اعْتَمدهُ منكوتمر نَائِب لاجين فخافوا مِنْهُ فَفرُّوا إِلَى بِلَاد التتار هُوَ والبكي وعزاز وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة 98 وَأَقَامُوا بهَا عِنْد غازان فأكرمهم وَسَارُوا مَعَه إِلَى الشَّام فِي سنة 99 وَهزمَ عَسَاكِر الشَّام وَرجع إِلَى بِلَاده وَولي بكتمر هَذَا حماة وحمص وحلب وَغَيرهَا فَاجْتمع بكتمر وقفجق والبكي وندموا على مَا جرى وتوجهوا إِلَى مصر طائعين فأكرمهم النَّاصِر وَأعْطِي بكتمر تقدمة ألف وَذَلِكَ فِي عَاشر شعْبَان من السّنة وَمَات بكتمر بعد ذَلِك(2/17)
سنة 703 وَكَانَ فَارِسًا شجاعاً كَرِيمًا حسن الشكل حسن الرَّمْي يَرْمِي على سِتَّة وَثَلَاثِينَ رطلا بالدمشقي مَعَ الْإِحْسَان والصلف والظرف والبشاشة وَحسن الْخلق رَحمَه الله تَعَالَى
1306 - بكتمر الْحَاجِب كَانَ شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ثمَّ ولي الحجوبية وَكَانَ خَبِيرا بالأمور طَوِيل الرّوح فِي الْأَحْكَام نَاب فِي غَزَّة ثمَّ ولي الوزارة بعد فَخر الدّين عمر ابْن الخليلي فِي سنة 710 ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد خمس سِنِين ثمَّ ولي نِيَابَة صفد ثمَّ أُعِيد إِلَى إمرة بِالْقَاهِرَةِ وَاسْتقر فِي أُمَرَاء المشورة وَكَانَ لَا يُجيب النَّاصِر فِي ذَلِك أحد قبله وَلَا يعْتَرض عَلَيْهِ أحد غَيره وَتزَوج بنت آقش نَائِب الكرك وَعمر دَارا ظَاهر بَاب النَّصْر ومدرسة وَكَانَ كثير المَال جدا فَيُقَال أَنه سرقت لَهُ عملة فَادّعى فِي الظَّاهِر أَنَّهَا مِائَتَا ألف دِرْهَم وَيُقَال أَنه كَانَ فِي الْبَاطِن أَضْعَاف ذَلِك فَشكى ذَلِك إِلَى السُّلْطَان فرسم للوالي يتتبع ذَلِك فطال الْأَمر إِلَى أَن مكر الْوَالِي فَقَالَ السُّلْطَان يسلم لي خزنداره(2/18)
بخشي وَأَنا أخرج المَال وَكَانَ بخشي عَزِيزًا عِنْد بكتمر قد زوجه بنته فأحضر بخشي فَسَأَلَهُ السُّلْطَان عَن الْقِصَّة فَقَالَ يَا خوندانا وَالله المَال الَّذِي لأستاذي عِنْدِي مَا يدْرِي هُوَ كم قدره فَمَا الَّذِي يحوجني إِن أمكن غَيْرِي أَن يسرق مِنْهُ فتسلمه الْوَالِي وعصره فَبلغ ذَلِك بكتمر فَحصل لَهُ قهر فَمَاتَ فجاءة بَين الظّهْر وَالْعصر وَذَلِكَ فِي سنة 728 وَكَانَ بكتمر أَولا من مماليك طرنطاي النَّائِب فترقى إِلَى أَن أعطَاهُ الْمَنْصُور لاجين إمرة عشرَة ثمَّ طبلخاناة ثمَّ اسْتَقر أَمِير آخور فِي سنة 97 إِلَى أَن عزل فِي سنة 701 ثمَّ نقل إِلَى الحجوبية بِدِمَشْق ثمَّ ولي شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ أُعِيد إِلَى الحجوبية فَلَمَّا تحرّك النَّاصِر من الكرك سَار مَعَه فولاه نِيَابَة غَزَّة فِي الْمحرم سنة 710 ثمَّ طلب إِلَى الْقَاهِرَة وَولي الوزارة بعد صرف خَلِيل وَاسْتقر خَاصّا فَخر الدّين ابْن الخليلي ثمَّ صرف بعد 5000 ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجن فِي سنة 15 وصودر على مائَة(2/19)
وَعشْرين ألف دِينَار وَخَمْسمِائة ألف دِرْهَم ثمَّ أفرج عَنهُ فِي شَوَّال سنة 719 وَاسْتقر فِي نِيَابَة صفد ثمَّ عَاد الْقَاهِرَة سنة 718
1307 - بكتمر أَمِير جندار المنصوري كَانَ أَولا جوكنداراً ثمَّ صَار أَمِير جندار وَكَانَ النَّاصِر يَقُول لَهُ يَا عمي وَيَقُول لوَلَده نَاصِر الدّين يَا أخي ولي إمرة الْحَاج سنة 700 فَشَكَرت سيرته وَرجع الْحَاج وهم يصفونَ بره وإحسانه الْعَام وَأَنه أنعم على أبي نمي صَاحب مَكَّة وعَلى أَوْلَاده بِمَال كثير وَفرق على المجاورين مَالا كثيرا وَكَذَا صنع بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قيل أَنه خرج مِنْهُ فِي تِلْكَ السفرة أَكثر من ثَمَانِينَ ألف دِينَار ثمَّ كَانَ من أهل الْحل وَالْعقد فِي أَيَّام نِيَابَة سلار والجاشنكير فأخرجاه نَائِبا بالصبيبة لما حسن للناصر الاستبداد وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سنة 707 وَاتفقَ مَعَه على الْقَبْض على بيبرس وسلار فبلغهما ذَلِك فأخرجاه هُوَ وَغَيره فَامْتنعَ النَّاصِر من التَّعْلِيم على التواقيع وَامْتنع بِالْقصرِ فَوَقَعت المراسلة بَينه وَبَين سلار عدَّة سِنِين إِلَى أَن رَضِي فأخرجا بكتمر الْمَذْكُور إِلَى غَزَّة ثمَّ إِلَى الصبيبة ثمَّ ولي نِيَابَة صفد لما استعفى نائبها فِي شعْبَان من السّنة وَهُوَ سنقر شاه ثمَّ مرض فاستعفى من نِيَابَة صفد فَنقل إِلَى دمشق فَمَاتَ قبل أَن يصل إِلَيْهَا وَقيل بل مَاتَ قبل أَن يخرج من صفد وَقرر بكتمر فِي نِيَابَة صفد ثمَّ توجه مَعَ النَّاصِر لما خرج من الكرك(2/20)
فقرره فِي النِّيَابَة بِمصْر وَكَانَ خيرا سَاكِنا لَا يرى يسفك الدِّمَاء وَلم يزل فِي النِّيَابَة إِلَى أَن أمْسكهُ النَّاصِر بعد سنتَيْن واعتقله فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ لِأَنَّهُ اتهمَ بموافقة بتخاص على خلع النَّاصِر وَإِقَامَة مُوسَى بن الصَّالح عَليّ بن الْمَنْصُور فَبَدَا النَّاصِر أَولا فَأمْسك بتخاص ومُوسَى وتتبع مماليك المظفر بيبرس فَقبض عَلَيْهِ فِي جُمَادَى الأولى سنة 711 وسجن بالإسكندرية ثمَّ نقل إِلَى الكرك وَيُقَال أَنه قتل بهَا فِي سنة 716 وَكَانَ سَاكِنا خيرا كثير الصَّدَقَة لين الْجَانِب وَهُوَ الَّذِي أجْرى الْعين إِلَى بلد الْخَلِيل فَيُقَال أَنه انفق عَلَيْهَا أَرْبَعِينَ ألف دِينَار
1308 - بكتمر الساقي كَانَ من مماليك المظفر بيبرس فَلَمَّا اسْتَقر النَّاصِر فِي السلطنة بعد الكرك دخل فِي مماليكه وتنقل إِلَى أَن صَار خصيصاً بالناصر وَلما أمسك طغاي الْكَبِير وَكَانَ تنكز يعْتَمد عَلَيْهِ عِنْد النَّاصِر أرسل إِلَيْهِ النَّاصِر بكتمر يكون بَدَلا لَك من طغاي وَعظم قدر بكتمر جدا وَكَانَ النَّاصِر لَا يُفَارِقهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا إِمَّا أَن يكون فِي بَيت بكتمر أَو بكتمر عِنْده وزوجه جَارِيَته وَهِي أم وَلَده أَحْمد وَكَانَ لِأَحْمَد من النَّاصِر منزلَة عَظِيمَة كَمَا مضى فِي تَرْجَمته وَكَانَ النَّاصِر لَا يَأْكُل إِلَّا مِمَّا تطبخه هِيَ لَهُ وَكَانَ جَمِيع رُؤَسَاء المماليك يهادونه ويبالغون فِي التَّقَرُّب لخاطره بِكُل مُمكن وَكَانَ ظريف الشكل حُلْو الْكَلَام أشقر أسود اللِّحْيَة(2/21)
لطيفاً رَقِيقا وَتمكن إِلَى أَن صَار هُوَ الْعبارَة عَن الدولة بِحَيْثُ كَانَ إِذا ركب يركب بَين يَدَيْهِ مِائَتَا عِصَابَة قبب وَعمر لَهُ النَّاصِر الاصطبل على بركَة الْفِيل فِي مُدَّة عشرَة أشهر فَيُقَال أَن أجر الْعمَّال بهَا بلغ تِسْعمائَة ألف وَكَانَ فِي إصطبله مائَة سائس وَكَانَ للْملك بِهِ جمال وَكَانَ قصره بسرياقوس قبالة قصر النَّاصِر بِحَيْثُ أَنَّهُمَا كَانَا يتحادثان من دَاخل وَهُوَ صَاحب الخانقاه الَّتِي بالقرافة وَلم تكن لَهُ مَعَ هَذِه العظمة حماية للبلاد وَلَا لِغِلْمَانِهِ ذكر ويغلق بَاب إصطبله من الْمغرب وَكَانَ يتلطف بِالنَّاسِ وَيَقْضِي حوائجهم وَكَانَ يحجز على النَّاصِر فِي كثير من الْمَظَالِم وَبلغ من مَنْزِلَته أَن النَّاصِر كَانَ إِذا أعْطى أحدا وَظِيفَة وَغَيرهَا وباس الأَرْض يَقُول لَهُ رح إِلَى الْأَمِير وبس يَده وَكَانَ جيد الطباع حسن الْأَخْلَاق لين الْجَانِب كثير الْأَمْوَال جدا وَحج مَعَ السُّلْطَان فِي تجمل هائل وَكَانَ ثقله قَرِيبا من ثقل السُّلْطَان وَهُوَ يزِيد بالزركش وآلات الذَّهَب وتنكر النَّاصِر لَهُ فِي الطَّرِيق وَمرض ابْنه أَحْمد فِي الْعود ثمَّ مرض أَبوهُ بعده فَلَمَّا مَاتَ أَحْمد عمل لَهُ النَّاصِر تابوتا وغشاه بجلد جمل وَحمله مَعَه ثمَّ مَاتَ بكتمر بعد ثَلَاثَة أَيَّام فَدَفْنُهُمَا بِنَخْل ثمَّ نقلا إِلَى القرافة وَكَانَ النَّاصِر قبل مَوته لَا ينَام إِلَّا فِي برج خشب وقوصون على الْبَاب والأمراء الْمَشَايِخ كلهم حول البرج بسيوفهم فَلَمَّا مَاتَ بكتمر ترك النَّاصِر ذَلِك ففهموا أَنه كَانَ يحذر مِنْهُ وَيُقَال أَنه عَاده وَهُوَ ضَعِيف فَقَالَ لَهُ بيني وَبَيْنك الله وَلما مَاتَ(2/22)
أَحْمد صرخت أمه وهجمت على النَّاصِر فَقَالَت أَنْت تقتل مملوكك فابني إيش عمل ثمَّ لما مَاتَ أحيط على موجوده حَتَّى بيع لَهُ من الْخَيل بعد مَا نهبه الخاصكية وَأخذ بِثمن بخس بمبلغ ألف ألف ومائتي ألف وَأعْطى النَّاصِر الزردخاناة وَالسِّلَاح خاناة الَّتِي لَهُ بقوصون وَقِيمَة ذَلِك سِتّمائَة ألف دِينَار وَبيع لَهُ من الْكتب والمصاحف وَنسخ البُخَارِيّ والنفائس مَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر ودام البيع فِي ذَلِك مُدَّة شهور وَيُقَال كَانَ يُبَاع مَا يُسَاوِي مائَة دِرْهَم بدرهم وَنَحْو ذَلِك وَيُقَال أَن النَّاصِر نَدم على قَتله وَأظْهر الْحزن والكآبة وَصَارَ يَقُول مَا بَقِي يجيئنا مثل بكتمر قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ يرجع إِلَى دين وسودد وخبرة بالأمور وَترك من الْأَمْوَال مَا لَا يعبر عَنهُ وَيُقَال كَانَ فِي دَاره مائَة خَادِم مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 736
1309 - بكتمر الحسامي كَانَ حاجباً بِدِمَشْق ثمَّ ولي ثغر الاسكندرية فِي سنة 716 وَمَات بهَا فِي شهر رَمَضَان سنة 724
1310 - بكتمر المؤمني أَمِير آخور الْأَشْرَف كَانَ قد ولي ولَايَة الاسكندرية ثمَّ نِيَابَة حلب فَلم تطل مدَّته بهَا وسجن سنة 60 ثمَّ أطلق وَنفي إِلَى أسوان ثمَّ أعطي طبلخاناة بعد قتل أسندمر وَاسْتقر أَمِير آخور ثمَّ أعطي تقدمة وَصفه ابْن حبيب بصعوبة الْأَخْلَاق والمهابة فِي الْمُبَاشرَة(2/23)
وَهُوَ صَاحب السَّبِيل والمصلى تَحت قلعة الْجَبَل بالرميلة مَاتَ فِي الْمحرم سنة 771
1311 - بكتمر المحمدي كَانَ أحد أُمَرَاء الطبلخاناة وَولي الخزندارية للْملك الْأَشْرَف شعْبَان فَلَمَّا قبض على أسندمر جعله أَمِيرا كَبِيرا وَأَجْلسهُ بالإيوان مَكَان أسندمر فَبلغ السُّلْطَان أَنه يُرِيد فتْنَة وَيقبض على الْأَشْرَف ويسلطن ابْن زَوجته إِسْمَاعِيل بن النَّاصِر حسن فبادر فَقبض عَلَيْهِ وعَلى غَيره مِمَّن كَانَ اتّفق مَعَه على ذَلِك وأرسلهم إِلَى الاسكندرية فَمَاتَ بكتمر كَمَا شَاءَ الله وَذَلِكَ فِي سنة 769
1312 - بكتمر الْقَمَر ناصي الْحلَبِي أنشأ جَامعا دَاخل بَاب الْأَرْبَعين ووقف عَلَيْهِ وَقفا جيدا وَمَات فِي رَجَب سنة 775
1313 - بكتمر العديمي سمع من سنقر جُزْء البانياسي وَحدث بِهِ كَانَ من الشُّيُوخ فِي الرِّوَايَة بحلب سنة 748 ذكره ابْن سعد فِي فَوَائِد رحلته
1314 - بكتمر الأحمدي التركي كَانَ أَمِير عشرَة فِي أَيَّام النَّاصِر حسن ثمَّ ولي طبلخاناة فِي زمن يلبغا وعاش بهَا إِلَى سنة 770 فَمَاتَ بهَا
1315 - بكتوت المحمدي اشْتغل وَقَرَأَ على أبي حَيَّان وَغَيره وَقَالَ الشّعْر فَمِنْهُ(2/24)
(بجلق لي حبيب بوصله لَا يجود ... فقلبه قاسيون ودمع عَيْني يزِيد)
وَله
(من لي بِظَبْيٍ غرير ... باللحظ يسبى الممالك) من حور رضوَان أمه ... لكنه نجل مَالك ...
مَاتَ بعد السبعمائة
1316 - بكتوت أَمِير شكار الخزنداري نِسْبَة إِلَى بيليك الخزندار ثمَّ رقي إِلَى أَن ولاه كتبغا أَمِير شكار وَكَانَ نَائِبا بالإسكندرية ثمَّ عظم قدره فِي أَيَّام سلار فَلَمَّا عَاد النَّاصِر من الكرك كَانَ بلغه أَنه كَاتب بيبرس يَأْمُرهُ أَن يحضر إِلَيْهِ ليتوجه إِلَى برقة فحقد عَلَيْهِ ذَلِك فاتفق أَنه اسْتَأْذن فِي الْحُضُور إِلَى مصر فَحَضَرَ وشاور على حفر خليج الْإسْكَنْدَريَّة وَأَنه يصرف عَلَيْهِ من مَاله فَأَجَابَهُ وَكتب إِلَى جَمِيع الْعمَّال بمساعدته فحفروه وأتقنوه فَلَمَّا فرغ قدم إِلَى النَّاصِر وَهُوَ مَرِيض وَمَات بطالاً فِي رَجَب سنة 711(2/25)
1317 - بكتوت القرماني كَانَ من مماليك الْمَنْصُور قلاوون ثمَّ من جملَة الْمِائَة الَّذين أَعْطَاهُم لِابْنِهِ الصَّالح فَلَمَّا مَاتَ استعاده فَلَمَّا تسلطن المظفر بيبرس كَانَت لَهُ مِنْهُ منزلَة فَلَمَّا عَاد النَّاصِر أخرجه من مصر إِلَى دمشق وولاه شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق فِي سنة 711 وَولى نِيَابَة حمص ثمَّ أَمر بِدِمَشْق ثمَّ أرْسلهُ تنكز إِلَى سيس فِي سنة 724 ثمَّ وَقع بَينه وَبَين تنكز فاعتقله ثمَّ جهز إِلَى مصر فِي سنة 726 ثمَّ أفرج عَنهُ فِي سنة 734 وَاسْتقر بإمرة طبلخاناة وَحصل لَهُ وَهُوَ فِي السجْن حدبة انحنى ظَهره مِنْهَا وعاش إِلَى أَن مَاتَ فِي الطَّاعُون سنة 749 وَكَانَ مغرى بالمطالب والكيميا مَعَ كَثْرَة أَمْوَاله
1318 - بكتوت الفتاح بدر الدّين كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وترقى إِلَى أَن تَأمر فِي سنة 98 وَاسْتقر أَمِير جندار بعد بكتمر فِي نصف الْمحرم سنة 97 ثمَّ اخْتصَّ بالمظفر بيبرس لما تسلطن وَسَار مَعَه إِلَى الصَّعِيد ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة طَائِعا فَأكْرمه ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجنه بالإسكندرية أَن مَاتَ جوعا وعطشاً يُقَال أَنه ترك أحد عشر يَوْمًا بِغَيْر مَأْكُول وَلَا مشروب وَكَانَ خيرا كَرِيمًا مهاباً مَاتَ سنة 710
1319 - بكلمش أَمِير شكار الناصري وَليهَا للناصر حسن ثمَّ ولاه نِيَابَة طرابلس فِي سنة 51 عوضا عَن مَسْعُود بن الخطير وَكَانَ ظَالِما جائراً وَرُبمَا تعرض لحريم الْأَعْيَان فضجوا من ذَلِك فَلم ينشب إِن جرد إِلَى(2/26)
أَحْمد الساقي فِي صفد ثمَّ كَانَ مح بيبغاروس فِي فتنته وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة 753 ثمَّ فر إِلَى دلغادر بمرعش فغدر بِهِ وجهزه إِلَى حلب فاعتقل فَقتل فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة 754 بحلب وجهز رَأسه إِلَى مصر صُحْبَة طيدمر وَأَخُوهُ طاز فِي سلطنة الصَّالح
1320 - بكلمش بن عبد الله الظَّاهِرِيّ بدر الدّين أَبُو الْوَقار سنة ... وأسمع على النجيب الْحَرَّانِي وَحدث توفّي فِي صفر سنة 733 ذكره أَبُو جَعْفَر بن الكويك فِي مشيخته
1321 - بلاط بن يَعْقُوب بن عبد الله الزيني الْحلَبِي سمع من أبي المحاسن يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد النصيبي جُزْء الْحسن بن عَرَفَة بِسَمَاعِهِ من شيخ الشُّيُوخ بحماة عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ أَنا أَبُو الْفرج بن كُلَيْب بِسَنَدِهِ الْمَشْهُور وسَمعه مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو الْمَعَالِي ابْن عشائر ثمَّ رَجَعَ عَنهُ وَكتب فِي هَامِش ثبته لم يَصح سَماع ابْن النصيبي لجزء ابْن عَرَفَة من شيخ الشُّيُوخ وَإِنَّمَا سمع مِنْهُ مُسْند الْعشْرَة من مُسْند الإِمَام أَحْمد نبهني على ذَلِك الْحَافِظ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع نقل ذَلِك القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخ حلب عَن نَقله من خطّ ابْن عشائر
1322 - بلاط قفجق كَانَ أَمِير طبلخاناة بِدِمَشْق وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة 756
1323 - بلاط قبا بِكَسْر الْقَاف وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة ولى إمرة بهنسا(2/27)
إِلَى دمشق فَمَاتَ فجاءة فِي ذِي الْقعدَة سنة 758
1324 - بلاط المنجكي أحد الْأُمَرَاء بِالْقَاهِرَةِ مَاتَ فِي سنة 797
1325 - بلاط كَانَ مقدما عِنْد المظفر بيبرس ثمَّ اخْرُج بعده إِلَى دمشق ثمَّ إِلَى طرابلس فَمَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة 718
1326 - بلبان بن شكلان أَبُو سعيد وَأَبُو سُلَيْمَان الغلمشي بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون اللَّام كَانَ مَمْلُوكا لعز الدّين ابْن الصَّائِغ وَسمع مَعَه من ابْن خَلِيل والمرسي وَغَيرهمَا وانتقل عَن عز الدّين فتنقل إِلَى أَن صَار أَمِيرا بِالْقَاهِرَةِ وَولي الشرقية وَكَانَ شهماً شموساً شَدِيد الْوَطْأَة على العربان حَتَّى كَانُوا إِذا رَأَوْهُ قَالُوا الغول مَشى فلقب بذلك وَعرف بالغلمشي وَغلط من قَالَ أَنه مَنْسُوب إِلَى رجل اسْمه غلمش قَالَ القطب اليونيني كَانَ ينْسب للظلم وَقَالَ البرزالي كتب بِخَطِّهِ أَن مولده تَقْرِيبًا سنة 33 وَحدث بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَلما حدث ظهر مِنْهُ خشوع وتعظيم للْحَدِيث وَكَانَ قد تنصل من الْولَايَة والإمرة مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 709
1327 - بلبان بن عبد الله السعودي الْقَرَافِيّ سيف الدّين يُسمى عبد اللَّطِيف وَيُقَال لَهُ البيسري نِسْبَة إِلَى بيسرى الْأَمِير الْمَشْهُور خدم مُدَّة(2/28)
سمع من الرضي بن الْبُرْهَان صَحِيح مُسلم وَسمع البُخَارِيّ على ابْن رَشِيق وَابْن عزون وَأحمد بن عَليّ بن يُوسُف وَغَيرهم وَله مشيخة ونظم قَرَأت بِخَط ابْن رَافع مَا نَصه نَفَعَنِي الله ببركته وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب خرج لَهُ أَبُو الْحُسَيْن بن أيبك مشيخة وَكَانَ يذكر أَنه ولد سنة خمسين تَقْرِيبًا وَكَانَ استولى على زَاوِيَة الشَّيْخ أبي السُّعُود مُدَّة وَانْقطع بهَا وَعمل مشيختها فنازعه فِي المشيخة شمس الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ عَليّ بن الشَّيْخ عمر السعودي فانتزعها مِنْهُ وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 736
1328 - بلبان الإبراهيمي أحد الطبلخاناة بحماة مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 756
1329 - بلبان البدري أحد مقدمي الألوف بِدِمَشْق وَحج بِالنَّاسِ سنة 707 وَولي نِيَابَة قلعة دمشق ثمَّ نِيَابَة صفد بعد بلبان طرنا ثمَّ نِيَابَة حمص وَمَات فِي يَوْم عيد الْفطر سنة 727 وَخلف مَالا كثيرا يُقَال أَن الذَّهَب مِنْهُ كَانَ ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَكَانَ شجاعاً مهيباً عَاقِلا سليم الْبَاطِن
1330 - بلبان البيسري نِسْبَة إِلَى بيسرى الْأَمِير الْمَشْهُور خدم مُدَّة(2/29)
ثمَّ تسمى عبد اللَّطِيف وَانْقطع بزاوية أبي السُّعُود وَعمل مشيختها وَكَانَ مَعْرُوفا بِالْخَيرِ والعفة وَالدّين مَاتَ سنة 736
1331 - بلبان التسترِي كَانَ من الْأُمَرَاء المنصورية وَولي إمرة الركب سنة 713 وَكَانَ حَلِيمًا سليم الْبَاطِن وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 725
1332 - بلبان الجمقدار كَانَ يلقب الكركند وَهُوَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وبالقاهرة وَمَات بِدِمَشْق فِي شهر ربيع الآخر سنة 730
1333 - بلبان الجوكندار كَانَ من المماليك القدماء ثمَّ ترقى إِلَى أَن ولي نَائِب صفد سنة 699 ثمَّ ولي نِيَابَة قلعة دمشق وَشد الدَّوَاوِين بهَا قبل ذَلِك ثمَّ نِيَابَة حمص وَمَات بهَا فِي نصف ذِي الْحجَّة سنة 706 وَهُوَ صَاحب الْحمام بصفد وَكَانَ مشكور السِّيرَة عفيفاً أَمينا مَوْصُوفا بالبخل
1334 - بلبان الحسامي نِسْبَة إِلَى طرنطاي تنقل إِلَى أَن اسْتَقر فِي جملَة البريدية ثمَّ أعطَاهُ النَّاصِر ولَايَة الْقَاهِرَة سنة 735 ثمَّ صرف بالمرواني فَلَزِمَ بَيته إِلَى أَن مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 736
1335 - بلبان السناني أحد الْأُمَرَاء للناصر ثمَّ ولي نِيَابَة البيرة فِي ولَايَة الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ ولي الإستادارية بِالْقَاهِرَةِ للناصر حسن وَسَار إِلَى منفلوط فِي ربيع الآخر سنة 54 لقبض مغلها فعزل وَعَاد إِلَى مصر على إمرة ضَعِيفَة إِلَى أَن مَاتَ بهَا
1336 - بلبان الشمسي كَانَ من مماليك الْمَنْصُور قلاوون ثمَّ تنقل إِلَى أَن صَار أَمِير الْحَاج ثمَّ أخرجه النَّاصِر إِلَى إمرة بِدِمَشْق ثمَّ إِلَى حلب وَبهَا(2/30)
مَاتَ سنة 745
1337 - بلبان الصرخدي كَانَ أحد الطبلخاناة بِمصْر وَكَانَ خيرا مواظباً على الصَّلَوَات مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 730
1338 - بلبان طرنا بِضَم أَوله وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا نون أَمِير جندار كَانَ حسن الشكل جسيماً ثمَّ ولي نِيَابَة صفد ثمَّ اعتقل سنة 714 بسعاية تنكز إِلَى سنة 726 ثمَّ أفرج عَنهُ وَاسْتقر فِي إمرة طبلخاناة بِدِمَشْق ثمَّ أعْطى تقدمة وَاسْتقر أَمِيرا عِنْده واختص بِهِ وَمَات فِي ربيع الأول سنة 734
1339 - بلبان العتريسي ولي الْبحيرَة فِي أَيَّام النَّاصِر مَاتَ فِي سنة 723
1340 - بلبان العنقاوي الزراق المنصوري كَانَ من أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 732
1341 - بلبان الكوندكي نِسْبَة إِلَى كوندك أحد أُمَرَاء السعيد بركَة ابْن الظَّاهِر ثمَّ ترقى فِي الخدم إِلَى أَن صَار من أُمَرَاء دمشق وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَمَات فِي شعْبَان سنة 730
1342 - بلبان المحسني كَانَ وَالِي الْقَاهِرَة ثمَّ ولي نِيَابَة دمياط وَكَانَ خيرا مشكوراً مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 736
1343 - بلبان المحمدي أحد مماليك قلاوون ثمَّ كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَ بيدرا(2/31)
على الْأَشْرَف خَلِيل فَلَمَّا قتل بيدرا فر بلبان مُدَّة ثمَّ عَاد وتأمر فَلَمَّا عَاد النَّاصِر من الكرك قبض عَلَيْهِ وسجنه فَأَقَامَ فِي السجْن سبعا وَعشْرين سنة ثمَّ خلصه وولاه إمرة عشرَة بطرابلس ثمَّ نقل إِلَى دمشق على إمرة بهَا فَمَاتَ يَوْم قدومها فِي سنة 745
1344 - بلبان المهمندار عَتيق الدواداري كَانَ أَمِير عشرَة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 730
1345 - بلغاق بن كنجك بن بارتمش الْخَوَارِزْمِيّ ولد سنة 636 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَغَيره وَكَانَ مشكورا السِّيرَة متواضعا كَانَ حكم البندق بِالشَّام وَولى نظر الْقُدس والخليل فِي أَوَاخِر عمره وَمَات على ذَلِك فِي جُمَادَى الأولى سنة 709 وَأَظنهُ جد شَيخنَا شهَاب الدّين أَحْمد ابْن آقبرص بن بلغاق الكنجي
1346 - بلك بِضَم أَوله وَفتح اللَّام بعْدهَا كَاف الجمدار الناصري ولي نِيَابَة صفد فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ عَاد إِلَى مصر أَمِير مائَة فِي سنة 46 وَمَات فِي رَمَضَان سنة 749
1347 - بلك كَانَ أَمِير علم بِدِمَشْق وَولي نِيَابَة حمص فِي أَيَّام الصَّالح صَالح وَمَات بهَا فِي شَوَّال سنة 754
1348 - بهادر بن أوليا بن قرمان أحد أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق مَاتَ فِي أَوَائِل صفر سنة 757(2/32)
1349 - بهادر بن ساطلمش البلاطنسي الدِّمَشْقِي أَبُو بكر سمع من مُحَمَّد ابْن مشرف والحجار وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين
1350 - بهادر بن عبد الله البدري تنقل إِلَى أَن ولي نِيَابَة حمص سنة 719 ثمَّ ولي نِيَابَة الكرك سنة 725 ثمَّ أَمر بِدِمَشْق فَوَقع مِنْهُ فِي حق تنكز إساءة أدب فسجنه تنكز ثمَّ أفرج عَنهُ فَنقل إِلَى طرابلس اسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 740
1351 - بهادر بن عبد الله البدري فَتى ابْن جمَاعَة سمع مِنْهُ وَمن غَيره وَحدث وَمَات فِي سلخ شعْبَان سنة 769
1352 - بهادر بن عبد الله التركماني السيفي المعزي كَانَ من مماليك الْمَنْصُور لاجين ورباه صَغِيرا حِين وجده يَتِيما بحلب فولاه لاجين لما تسلطن أَمِيرا فاستمر فِي الإمرة إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ النَّاصِر سنة 715 وَكَانَ خيرا سَاكِنا حسن الصُّورَة جدا عَارِفًا بأنواع الفروسية يجيد الرَّمْي بِيَمِينِهِ وشماله اعتقله النَّاصِر مُدَّة خمس عشرَة سنة ثمَّ أفرج عَنهُ بشفاعة تنكز نَائِب الشَّام فقربه النَّاصِر بعد ذَلِك فاختص بِهِ وَأَعْطَاهُ إمرة مائَة وَكَانَ يجلسه مَعَ الْمَشَايِخ وَمَات فِي شعْبَان سنة 739 وَخلف مَالا وَاسِعًا
1353 - بهادر بن عبد الله الجمالي الْمَعْرُوف بالمشرف أَصله من مماليك النَّاصِر وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن أَمر طبلخاناة فِي سلطنة النَّاصِر حسن ثمَّ تقدم(2/33)
فِي سلطنة الْأَشْرَف وَاسْتقر أَمِير الْحَاج من سنة قتل الْأَشْرَف سنة 78 إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ عَارِفًا بطرِيق الْحجاز وعربها مشكور السِّيرَة مَاتَ رَاجعا من الْحَج فِي ذِي الْحجَّة سنة 786 وَدفن بعيون الْقصب قبل عقبَة أَيْلَة
1354 - بهادر بن عبد الله المشرف الأعسر كَانَ مشرفاً بمطبخ قجا ثمَّ انْتقل فَصَارَ زردكاشا عِنْد يلبغا ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن اسْتَقر أحد أُمَرَاء الْكِبَار بالديار المصرية وَمَات فِي شَوَّال سنة 798
1355 - بهادر بن عبد الله المنجكي أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار فِي أَوَائِل دولة الظَّاهِر برقوق وَولي إستاداراً وَكَانَ كثير الحشمة وافر الْحُرْمَة مَاتَ سنة 790
1356 - بهادر بن عبد الله قلقاس كَانَ من الظلمَة الْكِبَار وتنقل فِي(2/34)
الولايات إِلَى أَن كَانَ وَكيل السُّلْطَان بِدِمَشْق فَمَاتَ فِي سنة 774 بِدِمَشْق ففرح النَّاس بِمَوْتِهِ
1357 - بهادر آص المنصوري كَانَ طَويلا حسن الشكل متجملاً فِي مركبه وموكبه وَكَانَ هُوَ الْقَائِم بِأَمْر النَّاصِر لما قَامَ بالكرك واستنابه بصفد سنة 711 ثمَّ أُعِيد إِلَى إمرته بِدِمَشْق ثمَّ غضب مِنْهُ تنكز لشَيْء صدر مِنْهُ فأغرى بِهِ النَّاصِر فاعتقله مُدَّة ثمَّ أَعَادَهُ وَكَانَت وَفَاته بِدِمَشْق فِي صفر سنة 730 وَكَانَ شجاعاً مقداماً مهاباً كثير الصَّدَقَة وَكَانَ لَهُ أَوْلَاد مِنْهُم ابْنَانِ أمرا طبلخاناة وَكَانُوا يسكنون بمَكَان وَاحِد فَكَانَ تضرب على بَابه ثَلَاث طبلخانات
1358 - بهادر حلاوة الأوجاقي كَانَ أشقر أَزْرَق ظَالِما وَكَانَ النَّاصِر يندبه فِي مهماته ثمَّ ولي إمرة طبلخاناة وتقرر مقدم البريدية بِالشَّام بعد تنكز مَاتَ بحلب فِي صفر سنة 744
1359 - بهادر سمر بِفَتْح الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم المنصوري كَانَ من أُمَرَاء دمشق قتل فِي وقْعَة جرت بَين الأفرم وَالْعرب فِي ذِي الْقعدَة سنة 704(2/35)
وَورثه بهادر مَمْلُوك الأفرم وَكَانَ قد اعْترف قبل ذَلِك بِأَنَّهُ أَخُوهُ شقيقه وَبلغ مِيرَاثه نَحْو ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم فَخرج أَكْثَرهَا فِي وَفَاء دُيُونه وَلم يحصل على طائل
1360 - بهادر الإبراهيمي ويلقب زبر أمه تنقل إِلَى أَن صَار نقيب المماليك ثمَّ صرفه النَّاصِر سنة 716 وَأمره على الْحَاج وجهزه فِي سنة 717 لقِتَال حميضة فجبن عَنهُ فَلَمَّا رَجَعَ تنكر عَلَيْهِ النَّاصِر وسجنه فِي سنة 718 فولي سنة 720 فَقبض عَلَيْهِ وكحل فَذهب بَصَره
1361 - بهادر التقوي أحد أُمَرَاء الطبلخاناة بِدِمَشْق كَانَ مشكور السِّيرَة وَمَات فِي نصف شعْبَان سنة 750
1362 - بهادر التُّمُرْتَاشِيّ دخل مَعَ تمرتاش فَلَمَّا قتل أَخذه النَّاصِر وقربه وَأمره مائَة واختص بِهِ حَتَّى كَانَ يبيت عِنْده رَابِع أَرْبَعَة وهم قوصون وبشتاك وطغاي تمر وبهادر وزوجه إِحْدَى بَنَاته وَلما ولي الصَّالح إِسْمَاعِيل استحوذ على المملكة لِأَن امْرَأَته كَانَت شَقِيقَة الصَّالح وَسكن الأشرفية وانْتهى إِلَيْهِ الْأَمر وَمَات بعد ذَلِك عَن قرب فِي شَوَّال سنة 743
1363 - بهادر الجوكندار أحد الطبلخانات بِدِمَشْق مَاتَ فِي صفر سنة 723
1364 - بهادر الدواداري كَانَ شَيخا طوَالًا تَامّ الْخلق حسن الْخلق نَاب فِي صيداء ثمَّ فِي نابلس ثمَّ ولي إستادارية السُّلْطَان بِدِمَشْق وَمَات على ذَلِك يَوْم عَرَفَة سنة 752
1365 - بهادر الشجري ولي نِيَابَة قلعة دمشق ونيابة الْغَيْبَة بهَا(2/36)
ونيابة البيرة ونيابة حمص وَغَيرهَا وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 733
1366 - بهادر الشمسي نَائِب قلعة دمشق كَانَ يحب الصَّالِحين فَترك الإمرة مرّة وَلبس زِيّ الْفُقَرَاء ثمَّ رغب فِي الْعود فَعَاد وَولي نِيَابَة قلعة دمشق وَمَات بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة 718
1367 - بهادر الصقري كَانَ من مماليك الْمُؤَيد دَاوُد بن المظفر يُوسُف ابْن الْمَنْصُور عمر بن عَليّ بن رَسُول صَاحب الْيمن وَكَانَ قد عرض على الْمَنْصُور بيبرس فَلم يُعجبهُ فَاشْتَرَاهُ قَاصد صَاحب الْيمن وَلما مَاتَ الْمُؤَيد وتسلطن ابْنه الْمُجَاهِد وَهُوَ صَغِير كثر الْفساد فِي الْبِلَاد والفتن وثار على الْمُجَاهِد جمَاعَة فَاجْتمع المماليك على بهادر هَذَا وقدموه عَلَيْهِم وَاسْتولى على زبيد وَتسَمى بالسلطنة وتلقب الْكَامِل وخطب باسمه وَضربت السِّكَّة وَأكْثر مصادرات النَّاس فَبلغ ذَلِك النَّاصِر بمراسلة المختبر فندب عسكراً إِلَى الْيمن وَذَلِكَ فِي سنة 725 فَلَمَّا قرب الْعَسْكَر ثار النَّاصِر على بهادر وَقتلُوا مماليكه فنجا وَحده على فرس ونهبت خزائنه وراسلوا الْمُجَاهِد فَحَضَرَ من تعز ثمَّ أَن بيبرس مقدم العساكر المصرية استحضر بهادر الْمَذْكُور وأمنه فغدر وَأَرَادَ الفتك ببيبرس وَمن مَعَه فَبَلغهُمْ ذَلِك فهجم عَلَيْهِ وَقبض عَلَيْهِ وأوقع الحوطة على أَتْبَاعه ووسطه بِالسَّيْفِ نِصْفَيْنِ ففرح أهل الْيمن بمهلكه وضربوا الطبول أَيَّامًا(2/37)
1368 - بهادر الكركري شاد الدَّوَاوِين بحمص ثمَّ صفد وَكَانَ قاسي الْقلب يُقَال أَنه ضرب وَلَده بالمقارع لتنَاوله الْخمر وَلما كَانَ طشتمر نَائِب صفد كَانَ يكرههُ وَكَانَ هُوَ لَا يخضع لَهُ وطشتمر يصبر عَلَيْهِ لأجل تنكز فَلَمَّا أمسك تنكز مَا شكّ الكركري أَنه يهلكه فاتفق أَن النَّاصِر نقل طشتمر لنيابة حلب فالتمس مِنْهُ أَن يكون الكركري عِنْده وَوَصفه بالعفة وَالْأَمَانَة عَن مَال الرّعية فَأَقَامَ مَعَ طشتمر بحلب إِلَى أَن هرب طشتمر فَلَمَّا أَن عَاد وجده غدر بِهِ فاعتقله وتنقل بهادر فِي الولايات إِلَى أَن مَاتَ بطرابلس فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 749
1369 - بهادر المنصوري الْحلَبِي الْحَاج بهادر السِّلَاح دَار كَانَ مِمَّن أسر فِي وقْعَة عين جالوت وَأَخذه الظَّاهِر بيبرس والركن الْحلَبِي ثمَّ خدم الْمَنْصُور إِلَى أَن صَار من أكَابِر الْأُمَرَاء بِمصْر ثمَّ أَمر بحلب ثمَّ بِدِمَشْق وَكَانَ قد اخْتصَّ بالأشرف خَلِيل وَكَانَ أشبه النَّاس بِالظَّاهِرِ بيبرس إِلَّا أَنه كَانَ مُولَعا بِالْخمرِ يتجاهر بهَا وَكَانَ الْعَادِل كتبغا قد قربه واختص بِهِ فَلَمَّا خامر عَلَيْهِ الْمَنْصُور لاجين كَانَ مِمَّن قَامَ مَعَه فَلَمَّا رأى كتبغا طلبه ظن أَنه جَاءَ لنصره ثمَّ تبين لَهُ ضد لَك فَقَالَ مَا بَقِي حَدِيث وفر حِينَئِذٍ ثمَّ إِن لاجين سجنه ثمَّ إِن النَّاصِر أفرج عَنهُ سنة 705 فقرر حاجباً بِدِمَشْق ثمَّ دَاخل الأفرم واختص بِهِ وَلما ولي المظفر بيبرس السلطنة سر الأفرم بذلك فَأنْكر ذَلِك الْحَاج بهادر وقطلبك الْكَبِير وَغَيرهمَا من كبار الْأُمَرَاء وَقَالُوا أَن هَؤُلَاءِ الشراكسة مَتى تمكنوا أهلكوا الْعباد والبلاد فَبلغ ذَلِك الأفرم فخاف وَلم يزل إِلَى(2/38)
أَن استصلحهما فَلَمَّا خرج النَّاصِر من الكرك أرسلهما فغدرا بِهِ وراسلا النَّاصِر وصارا من جِهَته حَتَّى أَن الْحَاج بهادر كَانَ حَامِل الجتر على رَأس النَّاصِر لما دخل دمشق وَكَانَ هُوَ مِمَّن خرج إِلَى بيبرس حَتَّى قبض عَلَيْهِ وأرسله للناصر وَلما اسْتَقر النَّاصِر بِمصْر ولاه نِيَابَة طرابلس فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَمَات فِي ربيع الأول سنة 710 وَكَانَ بطلاً شجاعاً كثير المَال وَالْحُرْمَة جيد الرَّأْي مهاباً
1370 - بوسعيد بن خربندا بن ارغون بن ابغا بن هلاوو المغلي ملك التتار صَاحب الْعرَاق والجزيرة وخراسان وَالروم قَالَ الصَّفَدِي النَّاس يَقُولُونَ أَبُو سعيد بِلَفْظ الكنية لَكِن الَّذِي ظهر لي أَنه علم لَيْسَ فِي أَوله ألف فَإِنِّي رَأَيْته كَذَلِك فِي المكاتبات الَّتِي كَانَت ترد مِنْهُ إِلَى النَّاصِر هَكَذَا بوسعيد قَالَ وَكَانَ بوسعيد مُسلما حسن الْإِسْلَام جيد الْخط(2/39)
جوادا عَارِفًا بالموسيقى مبغضاً فِي الْخمر أراق مِنْهَا خزانَة كَبِيرَة وَكَانَ يرغب فِي الدُّخُول إِلَى الْإِسْلَام وَهُوَ آخر بَيت هلاوو انقضوا بهلاكه وَأقَام فِي الْملك عشْرين سنة وَكَانَ قبل مَوته بِسنة قد أرسل الركب الْعِرَاقِيّ إِلَى مَكَّة فَسلم الركب فَلَمَّا كَانَ فِي السّنة الْمُقبلَة جهزهم أَيْضا فنهبهم الْعَرَب فَسَأَلَ عَن السَّبَب فِي ذَلِك فَقيل لَهُ أَن هَؤُلَاءِ أَقوام يُقِيمُونَ فِي البراري لَيْسَ لَهُم رزق إِلَّا مَا يتخطفونه فَقَالَ نَحن نجْعَل لَهُم من بَيت المَال مِقْدَارًا يكفيهم ويكفون عَن الْحَاج ورتب ذَلِك وَأمر بِهِ فَمَاتَ فِي تِلْكَ السّنة وَكَانَت وَفَاته بالأردو فِي ربيع الآخر سنة 737 وتأسف النَّاصِر عَلَيْهِ لما بلغه مَوته
1371 - بيبرس بن عبد الله العديمي أَبُو سعيد التركي مولى مجد الدّين ابْن العديم سمع مَعَ أستاذه بِبَغْدَاد من الكاشغري وَابْن الخازن وَأبي بن سهل وَمن ابْن القميرة بحلب وَغَيرهَا وَعمر دهرا وَانْفَرَدَ بأَشْيَاء وَكَانَ أُمِّيا لَا يفصح مليح الشكل نقي الشيبة حسن البزة وَكَانَت وَفَاته بحلب سنة 713(2/40)
وَقد زَاد على السّبْعين
1372 - بيبرس الأحمدي أَمِير جندار أحد الْأَبْطَال كَانَ شجاعاً فَارِسًا محباً فِي الْفُقَرَاء كثير المماليك الماهرين فِي الفروسية وَكَانَ أحد من يشار إِلَيْهِ فِي الْحل وَالْعقد بعد موت النَّاصِر وَترك الْوَظِيفَة فَلَمَّا ولي النَّاصِر أَحْمد ولاه نِيَابَة صفد ثمَّ خشِي من النَّاصِر أَحْمد ففر هُوَ ومماليكه إِلَى دمشق فَأرْسل بإمساكه فَامْتنعَ الْأُمَرَاء ذَلِك وَآل الْأَمر إِلَى أَن خلعوا طَاعَة النَّاصِر ثمَّ جَاءَ الْخَبَر باستقرار الصَّالح إِسْمَاعِيل فِي السلطنة فولي الأحمدي نِيَابَة طرابلس ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر أَمِيرا وَكَانَ مِمَّن حاصر النَّاصِر أَحْمد بالكرك وَبَالغ فِي ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَائِل سنة 746 وَقد جَاوز السّبْعين
1373 - بيبرس الْبُرْجِي العثماني الجاشنكير الْملك المظفر كَانَ من مماليك الْمَنْصُور قلاون وترقى إِلَى أَن قَرَّرَهُ جاشنكير وَمَعْنَاهُ ... وَكَانَ أشقر اللَّوْن مستدير اللِّحْيَة مَوْصُوفا بِالْعقلِ التَّام والعفة وَأمر طبلخاناة فِي حَيَاة أستاذه وَاسْتمرّ فِي حَاله إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف فَقَامَ فِيمَن قَامَ(2/41)
فِي طلب ثَأْره وَقتلُوا بيدرا وَغَيره من قتلته وَأَقَامُوا النَّاصِر فِي السلطنة وَاسْتقر كتبغا مُدبر مَمْلَكَته فَصَارَ بيبرس من أكَابِر الْأُمَرَاء وَولي الإستادارية للناصر حِينَئِذٍ ثمَّ قبض عَلَيْهِ الشجاعي وسجنه بالإسكندرية إِلَى أَن تسلطن لاجين فَأمره ثمَّ لما عَاد النَّاصِر كَانَ مِمَّن قَامَ بتدبير المملكة والتفت عَلَيْهِ البرجية والتفت الصالحية على سلار وَاسْتقر بيبرس إستاداراً وسلار نَائِب السلطنة وَعظم قدره فِي أول الْقرن فاستناب فِي الإستادارية سنجر الجاولي حَتَّى أعطي الاسكندرية إقطاعاً لما خرج إِلَى الصَّيْد فِي أول سنة 701 وصحبته جمع كَبِير من الْأُمَرَاء إِلَى الحمايات وَحج بِالنَّاسِ سنة 701 فَصنعَ من الْمَعْرُوف مَا ضاهى بِهِ رَفِيقه سلار الْآتِي ذكر ذَلِك فِي تَرْجَمته فَإِنَّهُ حج فِي السّنة الَّتِي قبلهَا وَلما حج بيبرس قلع المسمار الَّذِي فِي وسط الْكَعْبَة وَكَانَ الْعَوام(2/42)
يسمونه سرة الدُّنْيَا وينبطح الْوَاحِد مِنْهُم على وَجهه وَيَضَع سرته مكشوفة عَلَيْهِ ويعتقد أَن من فعل ذَلِك عتق من النَّار وَكَانَت بِدعَة شنيعة فأزالها الله على يَد بيبرس هَذَا فِي هَذَا الْعَام وَكَذَلِكَ الْحلقَة الَّتِي يسمونها العروة الوثقى وَهُوَ الَّذِي كَانَ السَّبَب فِي الْقيام على النَّصَارَى وَالْيَهُود حَتَّى منعُوا من ركُوب الْخَيل والملابس الفاخرة فَجمع الْعلمَاء والقضاة وَاسْتقر الْحَال على أَن النَّصْرَانِي يلبس الْعِمَامَة الزَّرْقَاء واليهودي يلبس الْعِمَامَة الصَّفْرَاء وَلَا يركب أحد مِنْهُم فرسا وَلَا يتظاهر بملبوس فاخر وَلَا يضاهي الْمُسلمين فِي شَيْء من ذَلِك وَكتب بذلك إلتزام من الريش لَهُ على الْيَهُود والبترك على النَّصَارَى وصمم بيبرس فِي ذَلِك بعد أَن بذلوا أَمْوَالًا كَثِيرَة فَامْتنعَ ومنعهم من الْمُبَاشرَة وضاق بهم الْأَمر جدا حَتَّى أسلم مِنْهُم عدد كثير وهدمت فِي هَذِه الكائنة عدَّة كنائس وَكَانَت لبيبرس فِي وَاقعَة شقحب الْيَد الْبَيْضَاء وباشر الْقِتَال بِنَفسِهِ فأبلى بلَاء عَظِيما عرف بِهِ وَهُوَ الَّذِي أبطل عيد الشَّهِيد وَكَانَ ثمَّ موسم من مواسيم النَّصَارَى يخرجُون إِلَى نَاحيَة شبْرًا فِي ثامن بشنس فيلقون(2/43)
فِي النّيل تابوتاً فِيهِ إِصْبَع لبَعض من سلف مِنْهُم يَزْعمُونَ أَن النّيل لَا يزِيد إِلَّا إِن وضع الإصبع فِيهِ فَكَانَ يحصل فِي ذَلِك الْعِيد من الْفُجُور وَالْفِسْق والمجاهرة بِالْمَعَاصِي أَمر عَظِيم فتجرد لَهُ بيبرس حَتَّى أبطلوه وتخيلوا عَلَيْهِ وخيلوه فِي توقف النّيل وَقَالَت هَذَا أَمر مجرب من قديم الزَّمَان فصمم على مخالفتهم وأبطله فَبَطل من حِينَئِذٍ وَكَانَ بيبرس فِي طول كَلَامه هُوَ وسلار فِي المملكة وحجرهما على النَّاصِر يُبَالغ فِي التأدب مَعَ سلار ويركب فِي موكبه وَوَقع بَينهمَا مرّة بِسَبَب التَّاج ابْن سعيد الدولة فَإِنَّهُ كَانَ صديقا لسلار وَكَانَت أُمُور بيبرس منوطة بِهِ فأمسكه وصادره فعز على سلار وشفع فِيهِ عِنْد بيبرس فَمَا قبل فَكَادَتْ تقع الْفِتْنَة ثمَّ اصطلحا وَأخرج الجاولي إِلَى الشَّام بطالاً وَمِمَّا فعله بيبرس مَنعه الرّكُوب فِي الخليج للنزهة بل لمن تكون لَهُ حَاجَة فَلَمَّا خرج النَّاصِر إِلَى الْحَج وَعدل من الطَّرِيق إِلَى الكرك وراسل الْأُمَرَاء بِمصْر بِأَنَّهُ قد ترك الْملك اضْطربَ الْأُمَرَاء وَكَانَ السَّبَب فِي حنق النَّاصِر استبداد بيبرس وسلار بالمملكة بِحَيْثُ لم يبْق للناصر سوى الِاسْم فتشاوروا فِيمَن يسْتَقرّ فِي السلطنة فَحسن سلار وَهُوَ نَائِب السلطنة لبيبرس أَن يتسلطن فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك بعد تمنع كَبِير وَأَفْتَاهُ جمَاعَة من الْعلمَاء(2/44)
بِجَوَاز ذَلِك مِنْهُم ابْن الْوَكِيل وَابْن عَدْلَانِ حَتَّى قيل فِي ذَلِك
(وَمن يكن ابْن عَدْلَانِ مدبره ... وَابْن المرحل قل لي كَيفَ ينتصر) فتسلطن وتلقب بالمظفر وَكتب عَهده عَن الْخَلِيفَة وَركب بالخلعة السَّوْدَاء والعمامة المدورة والتقليد على رَأس الْوَزير ضِيَاء الدّين النشائي وناب عَنهُ سلار على عَادَته وأطاعه أهل الشَّام وَذَلِكَ كُله فِي شَوَّال سنة 708 وَيُقَال أَن التشاريف الَّتِي أَعْطَاهَا الْأُمَرَاء وَغَيرهم كَانَت ألفا وَمِائَتَيْنِ قَالَ البرزالي وَفِي جُمَادَى الأولى أبطل ضَمَان الْخمر من طرابلس وَكَذَلِكَ الزواني وَخَربَتْ بُيُوتهم وَكسرت آلاتهم وَكَانَ ذَلِك من حَسَنَات بيبرس(2/45)
فَلَمَّا كَانَ وسط سنة 709 خامر عَلَيْهِ طغاي وَجَمَاعَة من الْأُمَرَاء وتوجهوا إِلَى النَّاصِر فَأَخَذُوهُ من الكرك فتوجهوا مَعَه إِلَى دمشق وَسَارُوا فِي عَسْكَر كَبِير فَلَمَّا تحقق بحركة النَّاصِر جرد إِلَيْهِ عسكراً كَبِيرا فخامر بَعضهم على بعض وَانْهَزَمَ أَتبَاع بيبرس ثمَّ لم يُرْسل أحدا إِلَّا خامر عَلَيْهِ حَتَّى صهره زوج ابْنَته وَفِي غُضُون ذَلِك زين لبيبرس بعض الْفُقَهَاء أَن يجدد لَهُ الْخَلِيفَة عهدا بالسلطنة فَفعل وَقُرِئَ تَقْلِيده فَأرْسل نسخته إِلَى الْأُمَرَاء المجردين وَكَانَ فِي أَوله {أَنه من سُلَيْمَان وَأَنه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} فَلَمَّا قرئَ على كَبِيرهمْ قَالَ و {ولسليمان الرّيح} وَحصل عَلَيْهِم الفشل وَكَانَ أَمر الخطباء أَن يقرؤا الْعَهْد يَوْم الْجُمُعَة على المنابر فَفَعَلُوا فَلَمَّا سَمعه الْعَامَّة يقْرَأ صاحوا من كل جَانب لما جرى ذكر النَّاصِر نَصره الله وَبَعْضهمْ صَار يَقُول يَا نَاصِر يَا مَنْصُور فاتفق أَنه فِي شهر رَمَضَان أَمر سَبْعَة وَعشْرين أَمِيرا وخلع عَلَيْهِم فجازوا من وسط الْقَاهِرَة على النَّاس فَكَانَ الْعَامَّة يَقُولُونَ لَا فرحة تمت وَكَذَا كَانَ ثمَّ أَشَارَ عَلَيْهِ جمَاعَة مِمَّن تَأَخّر مَعَه أَن يشْهد عَلَيْهِ بالنزول عَن السلطنة وَيتَوَجَّهُ إِلَى أطفيح ويكاتبه ويستعطفه وينتظر جَوَابه فَفعل وَخرج عَلَيْهِ الْعَوام فسبوه وشتموه ورجموه بِالْحِجَارَةِ فَفرق فيهم دَرَاهِم فَلم يرجِعوا فسل مماليكه عَلَيْهِم السيوف فَرَجَعُوا عَنهُ فَأَقَامَ بأطفيح يَوْمَيْنِ ثمَّ رَحل طَالبا للصعيد فوصل إِلَى أخميم فَقدم عَلَيْهِ الْأمان من النَّاصِر وَأَنه أقطعه(2/46)
صهيون فَقبل ذَلِك وَرجع مُتَوَجها إِلَى غَزَّة فَلَمَّا وصل غَزَّة وجد هُنَاكَ نَائِب الشَّام وَغَيره فقبضوا عَلَيْهِ وسيروه إِلَى مصر فَلَمَّا كَانَ بالخطارة تلقاهم قَاصد النَّاصِر فقيده وأركبه بغلاً حَتَّى قدم بِهِ إِلَى القلعة فِي ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة فوصل بِهِ قراسنقر إِلَى الخطارة وَسلمهُ لاسندمر فَرده النَّاصِر من ثمَّ وجهز يَقُول لَهُ توجه إِلَى صهيون فَهِيَ لَك فَتوجه فِي الْبَرِيد وَكَانَ قد كتب إِلَى النَّاصِر أنني رجعت إِلَيْك طَوْعًا لأقلدك بغيك فَإِن حبستني كَانَت خلْوَة وَإِن نفيتني كَانَت سياحة وَإِن قتلتني كَانَت شَهَادَة فَلم يفد ذَلِك وَأمر برده فَلَمَّا حضر بَين يَدَيْهِ وَعدد عَلَيْهِ ذنوباً فَيُقَال أَنه خنق بِحَضْرَتِهِ بِوتْر حَتَّى مَاتَ وَقيل سقَاهُ سما وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْخَيرِ والديانة وَالتَّعَفُّف وَهُوَ الَّذِي جدد الْجَامِع الحاكمي بعد الزلزلة ووقف لَهُ وَقفا مُخْتَصًّا وَعمر لَهُ خزانَة كتب فِيهَا أَشْيَاء نفيسة من جُمْلَتهَا الْمُصحف الَّذِي كتبه ابْن الوحيد بِمَاء الذَّهَب بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب فِي سَبْعَة أَجزَاء وَله الخانقاه الْمَشْهُورَة بِالْقربِ من بَاب النَّصْر وفيهَا أَرْبَعمِائَة صوفي مِنْهُم مائَة مُجَرّد وَكَانَ ابْتِدَاء إنشائه لَهَا أثْنَاء سنة 707 وَكَانَت أَولا دَار الوزارة للفاطميين وانتهت عمارتها وفراغ الْقبَّة الَّتِي بهَا فِي شهر رَمَضَان سنة 709 وأغلقت بعده مُدَّة وأخرجت أوقافها إقطاعات ثمَّ سعت بنته بعد مُدَّة حَتَّى أُعِيد لَهَا بعض أوقافها وَأذن لَهَا فِي فتحهَا ففتحت واستمرت وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة 709(2/47)
وَكَانَ النَّاصِر لما تحرّك من الكرك وَدخل الشَّام وَقع على بيبرس الخذلان فَصَارَ كل مَا يدبره يخرج منعكساً وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى خذل قَالَ البرزالي وَفِي نصف شعْبَان كملت عمَارَة الخانقاه المظفرية بيبرس وعلقت قناديلها وشرعوا فِي فتحهَا وقررت المشيخة والصوفية بهَا ثمَّ تَأَخّر ذَلِك لشغل نَالَ السُّلْطَان بِخُرُوج الْملك النَّاصِر من الكرك
1374 - بيبرس التاجي وَالِي الْقَاهِرَة فِي أول الْأَيَّام الناصرية ولاه بيبرس لما تحدث فِي المملكة سنة 701 ثمَّ صرف عَنْهَا وَنقل إِلَى إمرة دمشق إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فِي سنة 712
1375 - بيبرس التلاوي بِكَسْر الْمُثَنَّاة وَتَخْفِيف اللَّام شاد الدَّوَاوِين بِدِمَشْق كَانَ عسوفاً مَاتَ فِي رَجَب سنة 703
1376 - بيبرس الجالق الصَّالِحِي العجمي كَانَ أَمِيرا فِي زمن الصَّالح أَيُّوب ثمَّ فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس وهلم جرا وَكَانَ صَاحب الْأَمْوَال جمة وَكَانَ أفرد مِنْهُ طَائِفَة للفرص أَحْيَانًا وَمَات بِظَاهِر الْقُدس(2/48)
فِي جُمَادَى الأولى سنة 707 وَهُوَ آخر من بَقِي من الْأُمَرَاء الصالحية وَكَانَ شجاعاً مقداماً وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ إِذا حضر مصافاً اجْتهد وأبلى الْبلَاء الْعَظِيم ثمَّ لابد أَن ينهزم
1377 - بيبرس الْحَاجِب كَانَ أَمِير آخور ثمَّ صَار حاجباً بعد رُجُوع النَّاصِر من الكرك ثمَّ جرد إِلَى الْيمن فِي سنة 725 وجهز قبل ذَلِك بعد عود النَّاصِر من الْحَج للإقامة بِمَكَّة عوضا عَن آقسنقر حفظا لعطيفة لِئَلَّا يهجم عَلَيْهِ حميضة وناب فِي الْغَيْبَة عَن نَائِب دمشق لما حج فِي سنة 721 ثمَّ اعتقل مُدَّة بالإسكندرية فَلَمَّا كَانَ فِي سنة 735 ولي نِيَابَة حلب ثمَّ اسْتَقر أَمِيرا بِدِمَشْق فِي سنة 739 وَلم يزل بهَا إِلَى أَن توجه الفخري صُحْبَة النَّاصِر أَحْمد فَجعله أَمِين الْغَيْبَة عَنهُ بِدِمَشْق ثمَّ أسن وَمَات فِي رَجَب سنة 743
1378 - بيبرس حَاجِب صفد كَانَ عَاقِلا خَبِيرا بالأمور وَكَانَ من أخصاء سلار فَأخْرجهُ النَّاصِر إِلَى صفد ثمَّ قَرَّرَهُ فِي الحجوبية بهَا ثمَّ نَقله أَمِيرا بِدِمَشْق ثمَّ ردُّوهُ إِلَى صفد بعد موت النَّاصِر فاستمر على حجوبيته إِلَى أَن مَاتَ فِي آخر سنة 743
1379 - بيبرس العلائي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق نَاب بغزة ثمَّ بحمص وَكَانَ بَاشر الحجوبية بِدِمَشْق سنة 704 وَمَات بالكرك سنة 712
1380 - بيبرس الفارقاني نَائِب قلعة دمشق وَكَانَ شَيخا طوَالًا خيرا دينا مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 745(2/49)
1381 - بيبرس القيمري أَبُو أَحْمد التركي السِّلَاح دَار سمع من ابْن المقير وَغَيره وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْأَحَادِيث وَكَانَ خيرا كثير التِّلَاوَة وَكَانَ قد نَاب فِي بعض الْحُصُون واعتقل ثمَّ أفرج عَنهُ وَانْقطع بآخرة فِي منزله إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 704
1382 - بيبرس الْمَجْنُون أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق حج بِالنَّاسِ سنة 706 وَكَانَت وَفَاته فِي شهر ربيع الأول سنة 715
1383 - بيبرس المظفري الركي نَائِب الْإسْكَنْدَريَّة كَانَ من مماليك بكتمر السِّلَاح دَار ثمَّ صَار إِلَى بيبرس الجاشنكير قبل السلطنة فَلَمَّا ملك تَأمر فِي زَمَنه فَلَمَّا عَاد النَّاصِر إِلَى الكرك خدمه وتقرب إِلَيْهِ بِأَن نم على ابْن أَخِيه مُوسَى بن الصَّالح فَأكْرمه وولاه كشف الْبحيرَة ثمَّ نِيَابَة الاسكندرية فَحصل أَمْوَالًا عَظِيمَة جدا فروفع عِنْد السُّلْطَان بِسَبَب تَضْمِينه الخمارات فندب جمال الكفاة وَغَيره فِي الْكَشْف عَنهُ فوجدوا لَهُ أَمْوَالًا كَثِيرَة وبساتين وَغَيرهَا فقررت عَلَيْهِ فِي المصادرة عشرُون ألف دِينَار فَبَاعَ أملاكه وَكَانَ قبل نِيَابَة الاسكندرية مَعْرُوفا بجودة السِّيرَة وَكَثْرَة التِّلَاوَة ثمَّ تغير وَمَات بعد عَزله بِقَلِيل
1384 - بيبرس المنصوري الخطائي الدوادار صَاحب التَّارِيخ الْمَشْهُورَة فِي خَمْسَة وَعشْرين مجلداً كَانَ من مماليك الْمَنْصُور وتنقل فِي الخدم إِلَى(2/50)
أَن تَأمر وولاه الْمَنْصُور نِيَابَة الكرك ثمَّ صرفه الْأَشْرَف خَلِيل ثمَّ قَرَّرَهُ دواداراً كَبِيرا فاستمر بَقِيَّة دولة الْأَشْرَف وَفِي دولة كتبغا ولاجين حَتَّى عَاد النَّاصِر فَلَمَّا كَانَ فِي سنة 704 شكاه شرف الدّين ابْن فضل الله كَاتب السِّرّ لسلار وَأَنه أهانه وَشَتمه فَغَضب سلار وعزله من الْوَظِيفَة وَاسْتقر فِي إمرته إِلَى أَن عَاد النَّاصِر من الكرك فَأَعَادَهُ إِلَى وظيفته وأضاف إِلَيْهِ نظر الأحباس ونيابة دَار الْعدْل ثمَّ اسْتَقر فِي نِيَابَة السلطنة سنة 711 ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد سنة وسجن بالإسكندرية نَحْو الْخمس سِنِين ثمَّ شفع فِيهِ أرغون النَّائِب فأحضر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 717 فَخلع عَلَيْهِ وَأعْطِي تقدمة وَكَانَ يجلس رَأس الميسرة وَكَانَ فَاضلا فِي أَبنَاء جنسه قَالَ الصَّفَدِي وأعانه على عمل التَّارِيخ كَاتب لَهُ نَصْرَانِيّ يُقَال لَهُ ابْن كبر وَكَانَ السُّلْطَان يقوم لَهُ ويجلسه وَكَانَ قد حج سنة 723 قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ عَاقِلا وافر الهيبة كَبِير الْمنزلَة وَمَات فِي شهر رَمَضَان سنة 725 وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَقَالَ غَيره كَانَ كثير الْأَدَب حَنَفِيّ الْمَذْهَب عَاقِلا قد أُجِيز بالإفتاء والتدريس وَله بر ومعروف كثير الصَّدَقَة سرا ويلازم الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَة وغالب نَهَاره فِي سَماع الحَدِيث والبحث فِي الْعُلُوم وليله فِي الْقُرْآن والتهجد مَعَ طلاقة الْوَجْه(2/51)
ودوام الْبشر رَحمَه الله تَعَالَى
1385 - بيبرس الموفقي كَانَ مَمْلُوك الْمُوفق نَائِب الرحبة وجهزه فِي تقدمة إِلَى الْملك الْمَنْصُور فَلَمَّا وصلوا إِلَى دمشق وجدوا سنقر الْأَشْقَر قد غلب على دمشق فَأخذ التقدمة ثمَّ صَار إِلَى النَّاصِر ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة وَيُقَال أَن الَّذِي أعْتقهُ الْأَشْرَف وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 704 وَكَانَ مماليكه خنقوه وَادّعى أَوْلَاد سنقر الْأَشْقَر ولاءه فَلم يتم لَهُم ذَلِك
1386 - يبغاتتر حارس الطير كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِمصْر ثمَّ ولي مرَارًا نِيَابَة غَزَّة ثمَّ ولي النِّيَابَة بِالْقَاهِرَةِ فِي ولَايَة النَّاصِر حسن الأولى ثمَّ صرفه الصَّالح صَالح ثمَّ تنقلت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن مَاتَ بطالاً بطرابلس فِي سنة ... وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة(2/52)
1387 - بيبغاروس الناصري كَانَ خاصكيا فِي حَيَاة النَّاصِر وَأول مَا اشْتهر ذكره فِي دولة الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ عظم قدره فِي دولة المظفر حاجي حَتَّى أعطَاهُ فِيهَا ألفي دِينَار وَمِائَة قِطْعَة قماش واربعة أَفْرَاس بسروج ذهب وَعَمله أَمِير مجْلِس ثمَّ بَاشر نِيَابَة السلطنة فِي ولَايَته فَشَكَرت سيرته وأحبه النَّاس وَكَانَ الطَّاعُون الْعَام فِي أَيَّامه فَقَامَ فِي تكفين من لَا أهل لَهُ فَيُقَال أَنهم ضبطوا من كفنهم فزادوا على مائَة ألف وَاسْتقر أَخُوهُ منجك فِي الوزارة وَأخرج أَحْمد الساقي إِلَى نِيَابَة صفد وإلجيبغا إِلَى دمشق ولاجين العلائي زوج أم المظفر إِلَى حماة ثمَّ توجه إِلَى الْحَج فِي سنة 751 وَمَعَهُ طاز وبزلار وَغَيرهم فأمسكوا أَخَاهُ منجك أَولا ثمَّ قبض عَلَيْهِ بِالبَقِيعِ فِي سادس عشرى ذِي الْقعدَة فَقَالَ لطاز إِذا كَانَ لَا بُد من الْمَوْت فبالله دَعْنِي حَتَّى أحج فقيده وَحج وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال وَطَاف وسعى وَهُوَ بقيده وَلما رَجَعَ من الْحَج حبس بالكرك سنة 752 فَلَمَّا ولي الصَّالح صَالح أفرج عَنهُ وَقرر فِي نِيَابَة حلب وَذَلِكَ فِي شعْبَان من السّنة فَخلع طَاعَة الصَّالح فاتفق مَعَ أَحْمد(2/53)
الساقي نَائِب حماة بكلمش نَائِب طرابلس فَاجْتمعُوا ووصلوا إِلَى دمشق فَلم يوافقهم نائبها أرغون الكاملي وَحلف الْعَسْكَر للصالح صَالح وَتوجه بالعسكر إِلَى لد فَاجْتمع مَعَ بيبغا روس وَمن مَعَه عَسَاكِر حماة وحلب وطرابلس وتركمان ابْن دلغادر ودخلوا دمشق فِي رَجَب سنة 753 فنهب التركمان بِلَاد حوران وَالْبِقَاع والغوطة وأفسدوا غَايَة الْفساد وَوصل إِلَيْهِم برناق نَائِب صفد وَنزل بيبغا على قبَّة يلبغا وَنزل أَحْمد الساقي بالمزيريب فَلَمَّا بَلغهُمْ وُصُول طاز إِلَى لد فِي عَسَاكِر مصر وتحققوا مَجِيء السُّلْطَان فر التركمان وَانْهَزَمَ بيبغا وَأَصْحَابه إِلَى حلب فمنعوا دُخُولهَا وَقتل فَاضل أَخُو بيبغا روس وَكَانَ من الفرسان وَوصل طاز بالعساكر إِلَى دمشق ثمَّ وصل الصَّالح فِي رَمَضَان وجهز طاز وشيخو وأرغون الكاملي إِلَى حلب ففر بيبغا وجماعته إِلَى مرعش وَمَا حولهَا فَوَقَعت الثلوج وَالْبرد فَعَاد الْعَسْكَر بعد أَن قرر أرغون فِي نِيَابَة حلب فَتوجه الصَّالح بالعساكر إِلَى مصر ثمَّ غدر قراجا بن دلغادر بِأَحْمَد(2/54)
وبكلمش وقيدهما وجهزهما إِلَى حلب فاعتقلا بالقلعة تمّ جهز إِلَى بيبغا روس من أمْسكهُ فِي أبلستين فأدخلوه إِلَى حلب فِي الْمحرم وَقيل فِي ربيع الأول سنة 754 ثمَّ قتل وَتوجه طغطاي الدوادار بِرَأْسِهِ إِلَى مصر
1388 - بيبغا الأشرفي ولي نِيَابَة الكرك ثمَّ نِيَابَة صرخد وأضر بآخرة وَمَات بعد الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة
1389 - بيبغا التركماني الخاصكي أحد مماليك النَّاصِر كَانَ مِمَّن أَرَادَ الْقيام على سلار وبيبرس لما غلبا على المملكة مَعَ جمَاعَة من خَواص النَّاصِر ففطنا بِهِ فنفيا إِلَى الْقُدس فِي الْمحرم سنة 707 ثمَّ جعلاه نَائِبا بغزة بِوَاسِطَة الأفرم نَائِب الشَّام فَعَاشَ بهَا قَلِيلا وَمَات فِي السّنة الْمَذْكُورَة وَهُوَ صَاحب التربة الْمَعْرُوفَة بناها لَهُ السُّلْطَان بعده وَاشْتَدَّ حزنه عَلَيْهِ وَهُوَ صَاحب الْوَقْف على وَجه الْبر أَيْضا
1390 - بيبغا مَمْلُوك الْمُؤَيد صَاحب حماة كَانَ أحد الْأُمَرَاء بهَا وَكَانَ(2/55)
حسن الصُّحْبَة مَاتَ فِي سنة 746
1391 - بيدرا العادلي أحد أُمَرَاء الْأَرْبَعين بِدِمَشْق وَتزَوج بنت أستاذه الْعَادِل كتبغا وَمَات فِي رَجَب سنة 714
1392 - بيدمر البدري أحد المماليك الناصرية وتنقل حَتَّى صَار من الْأُمَرَاء فِي آخر دولة النَّاصِر وَولي نِيَابَة طرابلس مُدَّة يسيرَة فِي أَيَّام الْكَامِل شعْبَان ثمَّ ولي نِيَابَة حلب فِي سلطنة المظفر حاجي ثمَّ طلب إِلَى مصر ثمَّ أخرج إِلَى الشَّام على الهجن فَقتل بغزة فِي جُمَادَى الأولى سنة 748 وَكَانَ يحب الْعلمَاء وينسخ بِيَدِهِ كتب عدَّة ربعات وَكَانَ يصدق فِي كل شهر بِخَمْسَة آلَاف دِرْهَم وَله ورد من اللَّيْل لكنه كَانَ سيء السِّيرَة فِي نِيَابَة حلب
1393 - بيدمر الْخَوَارِزْمِيّ أول مَا ولي نِيَابَة حلب سنة 760 وغزا سيس سنة 761 وَقرر بطرسوس وأذنة وَغَيرهمَا نواباً عَن السُّلْطَان وَأرْسل بيدمر بمفاتيح طرسوس صُحْبَة دمربك إِلَى مصر ثمَّ ولي نِيَابَة دمشق فِي أَوَاخِر دولة النَّاصِر حسن فَلَمَّا أمسك خشِي حسن على نَفسه من يلبغا فَملك قلعة دمشق وحصنها ثمَّ جمع الْأُمَرَاء فتعاضدوا على أَن من أَرَادَهُم بِسوء منعُوهُ وَإِن قَاتلهم قَاتلُوهُ وَأَنَّهُمْ فِي طَاعَة السُّلْطَان وتحالفوا على ذَلِك وأبطل بيدمر من دمشق مكس الْملح ومكس المغاني ثمَّ كاتبوا نواب الْبِلَاد فَلم يوافقهم إِلَّا نَائِب طرابلس ووافاهم منجك من الْقُدس(2/56)
إِلَى الرملة وَمَا زَالَ بنائب غَزَّة حَتَّى وافقهم فَلَمَّا بلغ ذَلِك يلبغا خرج بالعساكر المصرية وبالسلطان وتنقل بيدمر بعد ذَلِك فِي النيابات إِلَى أَن وَقعت كائنة أَحْمد بن الْبُرْهَان فَتمكن ابْن الْحِمصِي نَائِب القلعة بِدِمَشْق من الإغراء بِهِ وَهُوَ يَوْمئِذٍ نَائِب السلطنة بِدِمَشْق فَقبض عَلَيْهِ فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
1394 - بيرم الْعزي كَانَ من مماليك تقطاي الدويدار فَلَمَّا انتصر أسندمر فِي شَوَّال سنة 68 أمره تقدمة نَقله من الجندية وعجبوا من ذَلِك فَلم تطل مدَّته بل قبض عَلَيْهِ عِنْد الْقَبْض على أسندمر فسجن بالإسكندرية ثمَّ نفي إِلَى الشَّام بطالاً وَمَات بعد فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة
1395 - بيرو بن حَامِد بن حُسَيْن الْمُقْرِئ اشْتغل بِالْعلمِ وتعانى القراآت فمهر فِيهَا ودرس بالفقه وَغَيره وأقرأ بحلب وَكَانَ يتكسب بِالتِّجَارَة وتحول إِلَى الْقُدس فقطنه بعد السّبْعين إِلَى أَن مَاتَ وَيُقَال كَانَ اسْمه حُسَيْنًا وبيرو لقب(2/57)
1396 - بيغرا بِفَتْح أَوله وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة وَفتح الْمُعْجَمَة الناصري كَانَ من الْأُمَرَاء المقدمين فِي أول وَفَاة النَّاصِر مُحَمَّد ثمَّ اسْتَقر نَائِب السلطنة ثمَّ ولي الحجوبية فِي أَيَّام الْكَامِل وَغَيرهَا ثمَّ عمل كاشف الجسور بِالْوَجْهِ القبلي ثمَّ أخرج إِلَى حلب أَمِيرا فَمَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة 754 وَكَانَ عَاقِلا مشكور السِّيرَة
1397 - بيغجار الساقي كَانَ من الْأُمَرَاء الطبلخانات فِي أَيَّام الناصرية مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 731
1398 - بيليك بن عبد الله الخطيبي الْحَمَوِيّ مولى معِين الدّين الْخَطِيب سمع مُسْند أَحْمد من الْمُسلم بن عَلان أَنا حَنْبَل بِسَنَدِهِ وَسمع من الْفَخر عَليّ وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس ابْن رَجَب وَولده الْحَافِظ زين الدّين وَحدث وَمَات سنة 731
1399 - بيليك بن عبد الله الصَّالِحِي بدر الدّين كَانَ أحد الشجعان الْمَشْهُورين مَعَ الْعَمَل والسياسة وَقدم الْهِجْرَة وَحضر غزوات وَظَهَرت فِيهَا فروسيته وَهُوَ من بقايا الْأُمَرَاء الصالحية وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 706 وَقد جَاوز الثَّمَانِينَ
1400 - بيليك التركي كَانَ شهماً شجاعاً مَوْصُوفا بالمعرفة ولي الأشمونين وَكَانَ. . مَاتَ فِي شهر ربيع الآخر سنة 787
1401 - بينجار بِفَتْح أَوله وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا نون ثمَّ جِيم خَفِيفَة(2/58)
الْحَمَوِيّ كَانَ بِدِمَشْق حاجباً صَغِيرا ثمَّ ولي حجوبية دمشق فِي الْمحرم سنة 751 وَكَانَ خيرا دينا يحب الْعلمَاء ويعظمهم ويقتني الْكتب ويطالع فِيهَا وَمَات بالعسكر على لد فِي كائنة بيبغاروس فِي شعْبَان سنة 753
حرف التَّاء الْمُثَنَّاة
1402 - تَاج الدّين ابْن سعيد الدولة القبطي كَانَ يُقَال لَهُ أَحْمد الْكَاتِب وَكَانَ مقدما عِنْد المظفر بيبرس وَعرض عَلَيْهِ الوزارة فَامْتنعَ فَجعله مُشِيرا على الضياء النشائي وَكَانَت فوطة الْعَلامَة تعرض عَلَيْهِ فَمَا ارْتَضَاهُ كتب عَلَيْهِ يحْتَاج إِلَى الْخط الشريف وَمَا لَا فَلَا وَكَانَ مَشْهُورا بالأمانة والعفة والضبط التَّام مهاباً جدا لِأَنَّهُ كَانَ لَا يرد أحدا إِذا سَأَلَهُ هُوَ فِي دسته وَمن سَأَلَهُ وَهُوَ فِي الطَّرِيق مثلا أَمر بضربه بالمقارع وَكَانَ لَا يخالط أحدا وَلَا يقبل هَدِيَّة وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَائِل رَجَب سنة 709
1403 - تَاج الدّين الطَّوِيل نَاظر الدولة كَانَ كَاتبا مطيقاً مدحه ابْن دانيال وَغَيره وَنسب إِلَيْهِ من الشّعْر مَا أَمر بنقشه على دواته
(دواتنا سعيدة ... لَيْسَ بهَا من متربه)(2/59)
(عروس حسن جليت ... منقوشة مكتبه)
(قد انطلت حليتها ... على الْكِرَام الكتبه) مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 711
1404 - تاني بك الأرفي التركي كَانَ بطلاً شجاعاً مقداماً ولي إمرة الطبلخاناة فِي دولة الْأَشْرَف وَمَات سنة 770
1405 - تاني بك اليحياوي أَمِير أخور الظَّاهِرِيّ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 800 وَمَشى الظَّاهِر فِي جنَازَته وَأظْهر الأسف عَلَيْهِ جدا
1406 - ترمشين بن دوا المغلي صَاحب سَمَرْقَنْد وبلخ وَمَا والاهما كَانَ حسن الْإِسْلَام ملازماً للصلوات محباً فِي الْخَيْر وَأَهله وَقَامَ فِي ترك الْعَمَل بِالنَّاسِ أتم قيام وَقَالَ إِنَّهَا من أرذل السياسات وَأمر بِإِظْهَار أَحْكَام الشَّرِيعَة وأبطل المكوس وأقاد من أَخِيه لكَونه قتل رجلا ظلما بعد أَن عرض على أَهله الدِّيَة فأصروا على الِامْتِنَاع ثمَّ كره(2/60)
المملكة وَأعْرض عَنْهَا وَخرج سائحاً فاعترضه بعض من كَانَ يحقد عَلَيْهِ من الظلمَة فَأسرهُ وأوصله إِلَى الَّذِي قَامَ بالمملكة بعده فَقتله وَذَلِكَ فِي سنة 735 وَكَانَت دولته سِتّ سِنِين وعاش أَرْبَعِينَ سنة أَو نَحْوهَا وَلم تطل مُدَّة الْقَائِم بعده
1407 - تقطاي ثَلَاثَة فِي طقطاي فِي حرف الطَّاء الْمُهْملَة
1408 - تَقِيّ بن كباس حكى عَنهُ شَيخنَا برهَان الدّين الأبناسي فِي تَرْجَمَة الشَّيْخ عَليّ الدمراوي قصَّة للشَّيْخ عَليّ
1409 - تقية بنت عمر بن حُسَيْن الختني تلقب زهرَة وَهِي بهَا أشهر وَسَتَأْتِي فِي الزَّاي سَمِعت على النجيب وَشَيخ الشُّيُوخ بحماة
1410 - تِلْكَ بِضَم أَوله وَفتح اللَّام الْخَفِيفَة بعْدهَا كَاف الْحسنى أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَولي الحجوبية بهَا فِي سنة 751 ثمَّ دخل الْقَاهِرَة فقدرت وَفَاته فِي غَزَّة سنة 753
1411 - تِلْكَ الشّحْنَة أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِدِمَشْق ثمَّ نقل إِلَى إمرة بِمصْر فَمَاتَ بهَا فِي أَوَائِل سنة 757
1412 - تلكتمر كاشف الجسور فِي أَوَائِل دولة الظَّاهِر برقوق مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 791
1413 - تلكتمر مَاتَ سنة 794
1414 - تمربغا بن عبد الله الأشرفي الْمَعْرُوف بمنطاش نِسْبَة إِلَى الْأَشْرَف(2/61)
شعْبَان بن حُسَيْن ثمَّ تنقل إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر برقوق نِيَابَة ملطية فِي سنة 38 فَلم ينشب أَن عصى وَسَيَأْتِي بَيَان ذَلِك فِي حرف الْمِيم لِأَنَّهُ بمنطاش أشهر
1415 - تمربغا الحسني أحد الطبلخانات بطرابلس مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 756
1416 - تمربغا الْعقيلِيّ نَائِب الكرك كَانَ مشكور السِّيرَة وَيُقَال أَنه كَانَ عنيناً مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 749
1417 - تمرتاش بن النوين جوبان كَانَ شجاعاً فاتكاً إِلَّا أَنه خف عقله فَزعم أَنه الْمهْدي الَّذِي فِي آخر الزَّمَان فَبلغ ذَلِك أَبَاهُ فَركب إِلَيْهِ ورده عَن هَذَا المعتقد ثمَّ ولاه بوسعيد الحكم فِي بِلَاد الرّوم وَكَانَ جواداً مفرطاً ثمَّ وَقع لَهُ بعد قتل أَخِيه دمشق خجا خوف من بو سعيد ففر إِلَى النَّاصِر مُحَمَّد فَتَلقاهُ بالإكرام وصيره أَمِيرا وَكَانَ مفرط الْكَرم وَكَانَت المهادنة بَين النَّاصِر وبوسعيد فَكتب بوسعيد يطْلب مِنْهُ إرْسَال تمرتاش فَامْتنعَ من إرْسَاله ثمَّ أَمر بقتْله وإرسال رَأسه وتأسف النَّاس عَلَيْهِ وَأرْسل النَّاصِر يَقُول قد أرْسلت لَك رَأس غريمك فَأرْسل إِلَيّ رَأس غريمي يَعْنِي قرا سنقر فَلم يصل الْكتاب إِلَّا بعد موت قرا سنقر فَكتب بوسعيد إِلَى النَّاصِر أَنه مَاتَ حتف أَنفه وَلَو كنت أَنا قتلته لأرسلت لَك بِرَأْسِهِ وَكَانَ قتل تمر تاش فِي شهر رَمَضَان سنة 728(2/62)
1418 - تمر الْحَاجِب كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء وَكَانَ دينا خيرا محباً فِي الْعلم وَالْعُلَمَاء محترزاً فِي الْأَحْكَام يُرَاجع الْعلمَاء كثيرا وَاتفقَ أَنه توجه إِلَى الاسكندرية فَلَمَّا رَجَعَ خرج عَلَيْهِ قومه فَقَاتلهُمْ فجرح فَمَاتَ من جراحته فِي سنة 798
1419 - تمر الساقي المنصوري كَانَ من مماليك قلاوون ثمَّ تنقل فِي الولايات فناب بحمص وطرابلس ثمَّ اعتقل بالإسكندرية دهراً طَويلا نَحْو الْعشْرين سنة فَإِنَّهُ أول مَا ولي نِيَابَة حمص فِي ذِي الْحجَّة سنة 96 ثمَّ صرف وَاسْتقر أَمِيرا بِدِمَشْق ثمَّ ولي نِيَابَة طرابلس بعد تسحب الأفرم إِلَى بِلَاد التتار وَذَلِكَ فِي سنة 712 إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فِي سنة 715 فاعتقل بالكرك ثمَّ حول إِلَى مصر ثمَّ أفرج عَنهُ فِي سنة 735 وَأعْطِي إمرة طبلخاناة بِدِمَشْق وَكَانَ أعظم الْأَسْبَاب فِي تَسْلِيم تنكز نَفسه لِأَنَّهُ لما تحقق أَن النَّاصِر أَمر بإمساكه هم بالعصيان والفرار فَدخل إِلَيْهِ تمر هَذَا فَقَالَ لَهُ الرَّأْي أَنَّك تتَوَجَّه إِلَى أستاذك فَلَعَلَّهُ إِذا رآك يطلقك وَهَا أَنا قد أَقمت فِي السجْن عشْرين سنة وَهَا أَنا وَاقِف قدامك فانفعل لَهُ وَأسلم نَفسه وَمَات تمر الساقي فِي سنة 743
1420 - تمر الموسوي كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِمصْر وَكَانَ من حَاشِيَة بكتمر الساقي فَلَمَّا مَاتَ أخرجه النَّاصِر إِلَى دمشق ثمَّ اعتقل فِي سنة 42 بِسَبَب طشتمر نَائِب حلب ثمَّ أفرج عَنهُ فِي أَيَّام النَّاصِر أَحْمد وَمَات فِي سنة 748(2/63)
1421 - تمر المهمندار كَانَ من مماليك بكتمر الْحَاجِب لما كَانَ نَائِبا بصفد ثمَّ ولاه تنكز المهمندارية بِدِمَشْق وَجعله بطبلخاناة وَكَانَ سَاكِنا قَلِيل الْكَلَام وَالشَّر وَلِهَذَا كَانَ ثَابت الْقدَم مَعَ تقلب الْمُلُوك والوزراء ثمَّ ولي نِيَابَة غَزَّة ثمَّ حجوبية الْحجاب بِدِمَشْق وَدخل مَعَ بيدمر فِي الْفِتْنَة ثمَّ خامر عَلَيْهِ ثمَّ قبض عَلَيْهِ يلبغا بعد الْقَبْض على بيدمر وَهُوَ يَوْمئِذٍ متضعف فازداد إِلَى ضعفه إِلَى أَن مَاتَ فِي سَابِع عشري شَوَّال سنة 762 وَقد أسن وقارب الثَّمَانِينَ
1422 - تَمِيم بن عبد الْكَرِيم بن حَازِم النابلسي أَبُو مُحَمَّد ولد سنة ... واسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث وَمَات سنة ...
1423 - تنكز بغا المارداني كَانَ شاد الشَّرّ بخاناة عِنْد النَّاصِر حسن وَكَانَ حظياً عِنْده وَأمره مائَة وارتفع قدره فِي ولَايَة النَّاصِر الثَّانِيَة وعينه لنيابة الشَّام فَمَا ارتضاها ثمَّ تعلل ودام مَرضه قَرِيبا من سنة وَمَات فِي رَمَضَان سنة 759
1424 - تنكز نَائِب الشَّام يكنى أَبَا سعيد جلب إِلَى مصر وَهُوَ صَغِير فَاشْتَرَاهُ الْأَشْرَف وَأَخذه لاجين بعده ثمَّ صَار إِلَى النَّاصِر فَأمره عشرَة قبل(2/64)
الكرك ثمَّ كَانَ فِي صحبته بالكرك يترسل بَينه وَبَين الأفرم فاتهم الأفرم مرّة أَن مَعَه كتبا إِلَى أُمَرَاء الشَّام ففتشه وَعرض عَلَيْهِ الْعقُوبَة فَرجع إِلَى النَّاصِر وشكا إِلَيْهِ مَا لاقاه من الإهانة فَقَالَ لَهُ إِن عدت إِلَى الْملك فَأَنت نَائِب الشَّام عوضه فَلَمَّا عَاد إِلَى المملكة قَالَ لتنكز ولسودي لَازِما أرغون النَّائِب وتعلما أَحْكَامه فلازماه سنة ثمَّ جهز سودي لنيابة حلب وتنكز لنيابة الشَّام على الْبَرِيد وَكَانَ أول مَا أَمر طبلخاناة فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة 709 بعد رُجُوع النَّاصِر إِلَى المملكة وَكَانَت ولَايَته دمشق فِي ربيع الآخر سنة 712 وَأرْسل مَعَه الْحَاج أرقطاي والحسام طرنطاي وَأمره أَن لَا يقطع أمرا دونهمَا فباشرها وَتمكن مِنْهَا وَلما لبس الخلعة وَحضر الموكب مدحه عَلَاء الدّين ابْن غَانِم موقع الدست فأثابه وَاسْتمرّ يجلس وَإِلَى جَانِبه أرقطاي فتقرأ الْقَصَص عَلَيْهِمَا وسلك تنكز سَبِيل الْحُرْمَة والناموس الْبَالِغ وَفتح الله على يَدَيْهِ ملطية فِي سنة 715 وَذَلِكَ أَنه اسْتَأْذن السُّلْطَان فِي ذَلِك فَأذن لَهُ فأظهر أَنه يُرِيد التَّوَجُّه إِلَى سيس فَخرجت العساكر من جَمِيع الْبِلَاد مَعَه وَخرج هُوَ فِي زِيّ دست السلطنة بالعصائب والكوسات وَمَعَهُ الْقُضَاة فَلَمَّا وصل إِلَى حماة تَلقاهُ الْمُؤَيد فَلم يحفل بِهِ وَلم يَأْكُل طَعَامه لكَونه لم يتلقاه من بعد فَلَمَّا وصل إِلَى حلب جرد عسكراً إِلَى ملطية ثمَّ توجه إثره فنازلها إِلَى أَن فتحهَا ورحل بأسرى وَغَنَائِم(2/65)
وَمَال كثير فَعظم شَأْنه وهابه الْأُمَرَاء والنواب قَالَ الصَّفَدِي سَار السِّيرَة الْحَسَنَة العادلة بِحَيْثُ لم تكن لَهُ همة فِي مأكل وَلَا مشرب وَلَا ملبس وَلَا منكح إِلَّا فِي الفكرة فِي تَأْمِين الرعايا فأمنت السبل فِي أَيَّامه ورخصت الأسعار وَلم يكن أحد فِي ولَايَته يتَمَكَّن من ظلم أحد وَلَو كَانَ كَافِرًا وَبعد سنة من ولَايَته زَاد النَّاصِر فِي إقطاع نِيَابَة الشَّام لما وَقع الروك الناصري ثمَّ تقدم أمره إِلَى جَمِيع النواب بالبلاد الشامية أَن يكاتبوا تنكز بِجَمِيعِ مَا كَانُوا يكاتبون بِهِ السُّلْطَان وَهُوَ يُكَاتب عَنْهُم وَلم يزل فِي علو وارتقاء حَتَّى كَانَ النَّاصِر لَا يفعل شَيْئا إِلَّا بعد مشاورته وَلم يكْتب هُوَ إِلَى السُّلْطَان فِي شَيْء فَيردهُ فِيهِ إِلَّا نَادرا وَلم يتَّفق فِي طول ولَايَته أَنه ولى أَمِيرا وَلَا نَائِبا وَلَا قَاضِيا وَلَا حاجباً وَلَا وزيراً وَلَا كَاتبا إِلَى غير ذَلِك من جليل الْوَظَائِف وحقيرها برشوة وَلَا طلب مُكَافَأَة بل رُبمَا كَانَ يدْفع إِلَيْهِ المَال الجزيل لأجل ذَلِك فَيردهُ ويمقت صَاحبه وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة بِإِذن السُّلْطَان فيبالغ فِي إكرامه واحترامه حَتَّى قَالَ النشو مرّة الَّذِي خص تنكز فِي سنة 733 خَاصَّة مبلغ ألف ألف وَخمسين ألفا خَارِجا من الْخَيل والسروج وَكَانَ قد سمع الحَدِيث من عِيسَى الْمطعم وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَلما حج قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمُحدثين بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة ثلاثيات البُخَارِيّ قَالَ الْأَمِير سيف الدّين قرمشي قَالَ لي السُّلْطَان مرّة لي مُدَّة طَوِيلَة أطلب(2/66)
من النَّاس شَيْئا لَا يفهمونه عني وناموسي أذاك يَمْنعنِي أَن أصرح بِهِ وَهُوَ أَنِّي لَا أَقْْضِي لأحد حَاجَة إِلَّا على لِسَان تنكز ودعا لَهُ بطول الْعُمر قَالَ فبلغت ذَلِك لَهُ فَقَالَ بل أَمُوت أَنا فِي حَيَاة السُّلْطَان فبلغها السُّلْطَان فَقَالَ لَا قَالَ لَهُ أَنْت إِذا عِشْت بعدِي نفعتني فِي أَوْلَادِي وَأَهلي وَأَنت إِذا مت قبلي إيش أعمل أَنا مَعَ أولادك أَكثر مِمَّا عملت هاهم أُمَرَاء فِي حياتك وَعمر بِدِمَشْق جَامعا بحكر السماق فِي غَايَة الْحسن وتربة وداراً وحماماً ومسجداً ومكتبة أَيْتَام بجوار امْرَأَته بالخواصين وَدَار إيوَان نَحْو القليجية وبيمارستان بصفد ورباطاً وحمامين بالقدس وسَاق المَاء إِلَى الْمَسْجِد وقيسارية وجدد القنوات بِدِمَشْق وجدد عَامَّة الزوايا والمدارس والربط ووسع الطّرق وَأصْلح الرصيف وَهدم أَمَاكِن كَثِيرَة كَانَت استجدت فِي أسواق دمشق فضاقت بهَا الطّرق فَانْتَفع النَّاس بذلك وَعدم لأصحابها شَيْء كثير فَلم يتجاسر أحد أَن يُنكر عَلَيْهِ وَحج فِي سنة 721 وَأقَام عَنهُ بيبرس الْحَاجِب نَائِب غيبَة وَيُقَال أَنه قدم الْقَاهِرَة بعد حجه فَأمر السُّلْطَان الْأُمَرَاء أَن يهادوه فَكَانَت جملَة مَا قدم لَهُ ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَكَانَ يَدُور بِنَفسِهِ بِاللَّيْلِ مختفيا وَيُشِير بِمَا يرَاهُ فَمَا يصبح ذَلِك الْمَكَان إِلَّا(2/67)
والصناع تعْمل فِيهِ وَله بالديار المصرية دَار مليحة وحمام مَشْهُور بالكافوري قَالَ وَكَانَ النَّاس فِي ولَايَته آمِنين على أنفسهم وحريمهم وَأَوْلَادهمْ وَأَمْوَالهمْ ووظائفهم وَكَانَ يتَوَجَّه فِي كل سنة إِلَى الصَّيْد وَرُبمَا عدى الْفُرَات وتصيد فِي ذَلِك الْبر أَيَّامًا وَكَانَ أهل تِلْكَ الْبِلَاد ينجفلون قدامه إِلَى تبريز والسلطانية وماردين وسيس وَكَانَ مثابراً على عمل الْحق وَنصر الشَّرْع إِلَّا أَنه كَانَ كثير التخيل شَدِيد الحدة سريع الْغَضَب وَلَا يقدر أحد يُرَاجِعهُ من مهابته وَلم يحفظ عَنهُ أَنه غضب على أحد فَرضِي عَنهُ بعد ذَلِك سَرِيعا وَإِذا بَطش بَطش بَطش الجبارين وَكَانَ إِذا غضب على أحد لَا يزَال ذَلِك المغضوب عَلَيْهِ فِي انعكاس وخمول إِلَى أَن يَمُوت غَالِبا وَكَانَ يَقُول أَي لَذَّة للْحَاكِم إِذا كَانَت رعاياه يدعونَ عَلَيْهِ وَمَا كَانَ يَخْلُو لَيْلَة من قيام لصَلَاة وَدُعَاء وَمَا صلى غَالِبا إِلَّا بِوضُوء جَدِيد حفظ عَنهُ أَنه لم يمسك بِيَدِهِ ميزاناً قطّ مُنْذُ كَانَ فِي الطباق إِلَى آخر عمره وَكَانَ يعظم أهل الْعلم وَإِذا كَانَ عِنْده مِنْهُم أحد لم يسند ظَهره بل يَنْفَتِل وَيقبل بِوَجْهِهِ إِلَيْهِ ويؤنسه بالْقَوْل وَالْفِعْل وَكَانَ سليم الْبَاطِن لَيْسَ عِنْده دهاء وَلَا مكر وَلَا يصبر على الْأَذَى وَلَا يُدَارِي أحدا من الْأُمَرَاء وَكَانَ النَّاصِر(2/68)
أرسل إِلَيْهِ يَقُول لَهُ إِنَّنِي أُرِيد أَن أجهز بنتين لي لتتزوجا بِابْني الْأَمِير تنكز صُحْبَة عشْرين خاصكياً من الْأُمَرَاء وَكَانَت تِلْكَ السّنة ممحلة فخشي تنكز على الرعايا من الغلاء فَكتب يسْأَل أَن يُؤذن لَهُ فِي الْحُضُور إِلَى الْقَاهِرَة بولديه وَيكون الدُّخُول هُنَاكَ فَجهز إِلَيْهِ طاجار يَقُول لَهُ أَنه مَا بَقِي يطلبك إِلَى مصر وَلَا يُجهز إِلَيْك أَمِيرا كَبِيرا حَتَّى لَا تتوهم فَقَالَ أَنا أتوجه مَعَك بأولادي فَقَالَ لَو وصلت إِلَى بلبيس ردك وَأَنا أكفيك هَذَا المهم وأكون عنْدك بعد ثَمَانِيَة أَيَّام بنعلين جَدِيد فثبطه بِكَلَامِهِ وَيُقَال لَو عَصَاهُ وَسَار إِلَى السُّلْطَان عذره وَلم يلق إِلَّا خيرا
وَمن أعظم مَا وَقع لَهُ مَعَ السُّلْطَان من الْإِكْرَام أَنه قدم سنة 738 فَخرج السُّلْطَان لملاقاته بسرياقوس وَأرْسل لَهُ قوصون بِالْإِقَامَةِ ثمَّ بعث لَهُ أَوْلَاده لما قرب ثمَّ ركب فَلَمَّا رَآهُ ترجل فترجل كل من مَعَه من الْأُمَرَاء وَألقى تنكز نَفسه عَن الْفرس إِلَى الأَرْض وأسرع وَهُوَ يقبل الأَرْض وَقد ذهب حَتَّى انكب على قدمي السُّلْطَان فقبلهما فَأمْسك رَأسه بيدَيْهِ وَأمره بالركوب وَقدم فِي سنة 739 فَكَانَت قيمَة تقادمه للسُّلْطَان والأمراء مِائَتي ألف دِينَار وَعشْرين ألف دِينَار وَبَالغ السُّلْطَان(2/69)
فِي إكرامه حَتَّى أخرج بَنَاته فقبلن يَده ثمَّ عين مِنْهُنَّ ثِنْتَيْنِ لوَلَدي تنكز وَكتب لَهُ تَفْوِيض فِي جَمِيع مملكة الشَّام وَإِن النواب بأسرها تكاتبه بِمَا يكاتبه بِهِ السُّلْطَان وَمن أَعماله الجيدة أَنه نظر فِي أوقاف الْمدَارِس والجوامع والمساجد والخوانق والزوايا والربط فَمنع أَن يصرف لأحد جامكية حَتَّى يرم شعثها فعمرت كلهَا فِي زَمَانه أحسن عمَارَة وَأمر بكسح الأوساخ الَّتِي فِي مقاسم الْمِيَاه الَّتِي تخَلّل الدّور وَفتح منافذها وَكَانَت انسدت فَكَانَ الوباء يحصل بِدِمَشْق كثيرا بِسَبَب العفونات فَلَمَّا صنع ذَلِك زَالَ مَا كَانَ يعتادهم فِي كل سنة من كَثْرَة الْأَمْرَاض فَكثر الدُّعَاء لَهُ وأجرى الْعين إِلَى بَيت الْمُقَدّس بعد أَن كَانَ المَاء بهَا قَلِيلا وَأَقَامُوا فِي عَملهَا سنة وَبنى لَهَا مصنعاً سعته مائَة ذِرَاع وَأكْثر من فكاك الأسرى وَأعظم ربح التُّجَّار الَّذين يجلبونهم وَجمع الْكلاب فألقاها فِي الخَنْدَق واستراح النَّاس من أذاهم وَهدم أَمَاكِن كَثِيرَة استجدت فِي أسواق دمشق ضيقت الطرقات من بَاب جسر الْحَدِيد إِلَى بَاب الفراديس وَكَانَ شاع فِي تِلْكَ الْأَيَّام أَن تنكز عزم على التَّوَجُّه إِلَى بِلَاد التتار فطرقت سمع طاجار فبلغها السُّلْطَان مَعَ مَا ضم إِلَيْهَا بِسَبَب مَا عَامله بِهِ(2/70)
تنكز من الازدراء فَتغير النَّاصِر وجهز العساكر بإمساكه فوصل طشتمر المزة وَغَيره من الْأُمَرَاء وَلَيْسَ عِنْد تنكز خبر فَتوجه إِلَيْهِ قرمشي إِلَى الْقصر الَّذِي بناه بالقطائع فَعرفهُ بوصول طشتمر فبهت لذَلِك وَقَالَ مَا الْعَمَل قَالَ تدخل دَار السَّعَادَة وَلم يزل بِهِ حَتَّى سَار مَعَه فاستسلم وَقيد وجهز سَيْفه إِلَى السُّلْطَان وَذَلِكَ فِي ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة 740 وتأسف أهل دمشق عَلَيْهِ وَالْعجب أَنه قبل ذَلِك فِي سنة 739 كَانَ دخل مصر فَتَلقاهُ السُّلْطَان بأولاده وأمرائه فَلَمَّا قاربه ترجل لَهُ وعانقه وَقبل رَأسه وَبَالغ فِي إكرامه وأركبه وَخرج مَعَه فِي تِلْكَ السّنة إِلَى السرحة بالصعيد فجاؤها وَمَعَهُ يلبغا اليحياوي وألطنبغا المارداني وملكتمر الْحِجَازِي وآقسنقر وعَلى يَد كل وَاحِد مِنْهُم طير من الْجَوَارِح فَقَالَ النَّاصِر با أَمِير هَؤُلَاءِ البازدارية وَأَنا أَمِير شكارك وَهَذِه طيورك فهم أَن ينزل ليبوس الأَرْض فَمَنعه من ذَلِك ثمَّ بعد الْقَبْض عَلَيْهِ أحيط بموجوده واعتقل خزنداره ثمَّ وصل بشتاك وطاجار وأرقطاي للحوطة فخلفوا الْأُمَرَاء وشرعوا فِي عرض حواصله ووجدوا لَهُ مَا يُجَاوز الْوَصْف من الذَّهَب الْعين ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثُونَ ألف دِرْهَم وَمن الدَّرَاهِم ألف ألف دِينَار وَخَمْسمِائة ألف دِرْهَم وَأما الْجَوَاهِر والحوائص والأقمشة والخيول وَنَحْو ذَلِك(2/71)
فشيء كثير جدا وَلما دخل الْقَاهِرَة أَمر السُّلْطَان جَمِيع الْأُمَرَاء والمماليك أَن يقعدوا لَهُ بالطرقات من حذاء بَاب القلعة وَأَن لَا يقوم لَهُ أحد وَلم يجْتَمع بِهِ بل كَانَ قوصون يتَرَدَّد إِلَيْهِ فِي الرسلية حَتَّى قَالَ لَهُ أبْصر من يكون وصيك فَقَالَ قل لَهُ خدمتك وَنَصِيحَتِك لم تتْرك لي صديقا فَأمر بتجهيزه إِلَى الاسكندرية فَلم يدم فِي الاعتقال إِلَّا دون الشَّهْر وَمَات فِي أَوَائِل سنة 741 وَيُقَال أَن ابْن صابر الْمُقدم هُوَ الَّذِي قَتله وَأرْسل النَّاصِر فِي كِتَابه إِلَى دمشق يَقُول أَن تنكز كُنَّا سألناه عَن حواصله فَلم يقر بِشَيْء مِنْهَا فَلَمَّا بلغه أَنا استأصلناه احتد من ذَلِك وحم حمي مطبقة فَمَاتَ مِنْهَا قَرَأت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ مَا ملخصه فِي نصف لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 748 رَأَيْت فِي مَنَامِي أَنِّي أَمر من مَكَان إِلَى مَكَان وَسيف الدّين تنكز قَاعد فِي مَكَان فَقَامَ على قَدَمَيْهِ لي فَجئْت فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ الله يعلي قدرك كَمَا تعلي قدر الشَّرْع قلتهَا لَهُ ثَلَاثًا فَقَالَ لي تَكَلَّمت فِي الدَّلِيل وقسمته فِي شرح الْمِنْهَاج مليحاً وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه سير النبلاء كَانَ ذَا سطوة وهيبة وزعارة وإقدام على الدِّمَاء وَنَفس سبعية وَفِيه عتو وحرص مَعَ ديانَة فِي الْجُمْلَة وَكَانَت فِيهِ حِدة وَقلة رأفة وَكَانَ محتجباً عَن غَالب الْأُمُور فَدخل عَلَيْهِ الدخيل من أنَاس مكنهم ثمَّ استأصلهم وَكَانَ لَا يفكر فِي عَاقِبَة وَلَا لَهُ رَأْي وَلَا دهه وَكَانَ(2/72)
قد اعْتمد على مملوكيه طفية وَصفِيَّة فعملا القبائح وارتشيا وَكَانَ الْوَالِي والحاجب يستأذنهما فِي كل شَيْء وَكَانَ تنكز لَو اطلع على حقائق الْأُمُور لم يبرم الْأَمر جيدا إِمَّا أَن يَقْتَدِي أَو يقصر لِأَنَّهُ كَانَ سيء الرَّأْي حطمة غشمة يخافه الْعَدو وَالصديق ويحذره المحق والمبطل لَا يصفح عَن ذَنْب وَلَا يقبل عذرة وَمَعَ هَذَا لما أَخذ رق لَهُ كثير من الرّعية وحزنوا لَهُ قَالَ وَكَانَ سياجاً على دمشق وَالنَّاس بِهِ فِي أَمن والظلمة كافون والرعية فِي عَافِيَة من المصادرة والعسف وَكَانَ تنكز مَعَ علو رتبته وتقدمه لَا يصلح للْملك لبخله وحرصه وَعدم تودده لِلْأُمَرَاءِ انْتهى مُلَخصا
وَتعقبه الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي بحاشية قرأتها بِخَطِّهِ لقد بَالغ المُصَنّف وَتجَاوز الْحَد فِي تَرْجَمَة تنكز وَأَيْنَ مثله أعرض عَن محاسنه الطافحة من الْعدْل وقمع الظلمَة وكف الْأَيْدِي عَن الْفساد والتعدي على النَّاس ومحبة إِيصَال الْحق إِلَى مُسْتَحقّه وتولية الْوَظَائِف من هُوَ أَهلهَا وحسبك أَن المُصَنّف كَانَ فَقِيرا قانعاً بِكفْر بَطنا فَلَمَّا خلت دَار الحَدِيث الأشرفية وتربة أم الصَّالح عَن الشريشي(2/73)
ولي تنكز الْمزي والذهبي بِغَيْر سُؤال مِنْهُمَا وَلَا ببذل لِأَنَّهُ أعلم بحالهما واستحقاقهما ثمَّ ولي الذَّهَبِيّ دَار الحَدِيث الظَّاهِرِيَّة ثمَّ النفيسية ثمَّ دَار الحَدِيث التنكزية الَّتِي أَنْشَأَهَا بالخضراء ثمَّ قَالَ العلائي ذَنْب تنكز أَنه كَانَ يحط كثيرا على ابْن تَيْمِية وَفِي هَذِه الْأَشْيَاء كِفَايَة
قلت قَوْله أَن الذَّهَبِيّ أعرض عَن محَاسِن تنكز لَيْسَ بِصَحِيح فَإِنَّهُ ذكر مِنْهَا الْكثير إِلَّا أَنه بَالغ فِي سرد معايبه وَالله الْمُسْتَعَان وَفِي ولَايَته أمره النَّاصِر بعمارة قلعة جعبر فاجتهد فِي ذَلِك حَتَّى عمرت فِي أسْرع مُدَّة وَتوجه إِلَيْهَا حَتَّى شَاهدهَا ورتب أمورها حَتَّى قَالَ فِيهَا بعض الشُّعَرَاء من قصيدة
(من بعد أَن كَانَت خراباً داثراً ... أضحت منازلها ترام وتقصد)
(وتبرجت أبراجها باهلة ... أَيْن السها من أَهلهَا والفرقد)(2/74)
(وتحركت سكناتها وتبسمت ... زهراتها مراصاً إِن المعصد)
1425 - توكل الناصري الْحَاجِب بِدِمَشْق وَليهَا سنة 67 إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 772 عَن خمسين سنة
1426 - تومان الناصري التركي نَائِب القلعة بِدِمَشْق وَليهَا فِي جُمَادَى سنة 61 فَلم يزل فِيهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي شعْبَان سنة 762
1427 - توما بن إِبْرَاهِيم الطَّبِيب الشوبكي علم الدّين كَانَ عَارِفًا بالطب وَله اخْتِصَار مسَائِل حنين وَكَانَ من أطباء السُّلْطَان وَكَأَنَّهُ الَّذِي عناه من قَالَ قَالَ حمَار الْحَكِيم توما مَاتَ فِي رَجَب سنة 724 وَقد جَاوز السّبْعين
حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة
1428 - ثَابت بن أَحْمد بن ثَابت أَبُو رزين الْموصِلِي السلَامِي سمع من يُوسُف بن المجاور وَحدث كتب عَنهُ الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ(2/75)
بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة وَذكره الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته وَقَالَ كَانَ رجلا عَاقِلا حج مَرَّات وَأَجَازَ لي سنة 730
1429 - ثَابت بن مُحَمَّد بن ثَابت الطرابلسي أَمِير طرابلس الغرب ولي الإمرة بعد أَبِيه وَكَانَ شَابًّا غزاء فاحتال عَلَيْهِ الفرنج بِأَن قدم مِنْهُم طَائِفَة فِي عدَّة مراكب فِي صُورَة التُّجَّار وهم مقاتلة فراسلوا من ... وَمن الفرنج وأطلعوهم على سرهم وَأَرْسلُوا من عِنْدهم ترجمانا شَيخا مجربا فَرَأى فِي الْبَلَد غلاء لقلَّة الْحبّ عِنْدهم إِذْ ذَاك فتمت لَهُ الْحِيلَة وَأَشَارَ على ثَابت أَن يجمع الأسلحة الَّتِي مَعَ جند الْبَلَد ويجعلها عِنْده فِي القلعة لِيَطمَئِن إِلَيْهِ تجار الفرنج وينزلوا من مراكبهم ويبيعوا مَا مَعَهم من البضائع وَذكر لَهُ أَن الْخمس الَّذِي يَخُصُّهُ من البضائع يجْتَمع مِنْهُ مَال كثير وَينْتَفع النَّاس مِمَّا مَعَهم من مأكولات فَفعل فَلَمَّا تحقق الفرنج ذَلِك أنزلوا من مراكبهم بعض البضائع الَّتِي مَعَهم وَكَانَ مَعَهم عدَّة أعدال من التِّين ففرح أهل الْبَلَد بهَا وتسارعوا إِلَى شِرَائهَا مِنْهُم فَلَمَّا اطمأنوا إِلَيْهِم تسور الفرنج السُّور لَيْلًا وهجموا على الْبَلَد دفْعَة وَاحِدَة سحرًا(2/76)
وَأَهْلهَا غافلون فَقتلُوا مِنْهُم كَيفَ شاؤا وحاصروا القلعة فهرب ثَابت تدلى بعمامته من الْقصر فَفطن بِهِ بعض الْعَرَب مِمَّن يعاديه فَقتله وَاسْتولى الفرنج على الْبَلَد وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 56 أَو 57 فَلم يزل ... حَتَّى اشْتَرَاهَا مِنْهُم صَاحب جربة
1430 - ثَابت بن دراج البدوي من عرب خفاجة قَالَ الشهَاب ابْن فضل الله أَنْشدني لنَفسِهِ بقلعة الْجَبَل سنة 735
(رَأَتْ الْبَرْق لامعاً فاستطارت ... وبكت بالدموع سَحا رذاذا)
(قلت مَاذَا فَقَالَت الْبَرْق قُلْنَا ... ألبرق على الْحمى كل هَذَا) قَالَ وَكَانَ ذَلِك أول مَا طر شَاربه وسر مَاء وَجهه بالطر شَاربه يحسر عَن صفحة الْقَمَر لثامه ويمرح بمرج النَّهر استخف محامه
1431 - ثامر المسد كَانَ يحفظ المدائح النَّبَوِيَّة للصرصري وَيحسن الإنشاد
1432 - ثَعْلَب بن الْحسن بن ثَعْلَب القاهري شرف الدّين قَالَ أَبُو حَيَّان(2/77)
أنشدنا لنَفسِهِ
(تمتعت بالتوفيق والعز والتقى ... وحوشيت من كشف ألم وَمن كسف)
(وَلَا زلت فِي عز وَأمن ورفعة ... مُقيما بصدر الْآي) من سُورَة الْكَهْف ...
مَاتَ فِي ...
1433 - ثقبة بن رميثة ين أبي نمي مُحَمَّد بن أبي سعد الْحسن بن عَليّ ابْن قَتَادَة بن إِدْرِيس الْمَكِّيّ الحسني الشريف أَمِير مَكَّة أَخُو عجلَان تأمرا جَمِيعًا بعد موت والدهما مُدَّة ثمَّ اخْتلفَا واستقل عجلَان ثمَّ قدم رميثة فِي رَمَضَان سنة 46 وَمَعَهُ هَدِيَّة جليلة فَاعْتقد سرح أَخِيه ثمَّ قدم مرّة أُخْرَى فِي شعْبَان سنة 52 وَقدم هديته وهدية أَخِيه مَعًا وَطلب أَن يكون مُسْتقِلّا فَأُجِيب وخلع عَلَيْهِ وَاسْتمرّ الأخوان مُخْتَلفين وتأذى الْحجَّاج بسببهما ثمَّ جهز إِلَيْهِ عَسْكَر فَقبض على ثقبة فِي موسم سنة 54 فسجن بِمصْر ثمَّ أطلق فِي سنة 56 بشفاعة فياض بن مهنا(2/78)
وَكَانَ ثقبة ينصر مَذْهَب الزيدية وَلَا يكف عبيده عَن ظلم النَّاس وَأقَام لَهُ خَطِيبًا زيدياً يخْطب يَوْم الْعِيد وَكَانَ يَأْمر عبيده إِذا مر ذكر الشَّيْخَيْنِ برجم الْخَطِيب السّني ثمَّ هرب ثقبة من مصر وَتَبعهُ الْعَسْكَر فَلم يدركوه وَاسْتمرّ خَارج مَكَّة إِلَى موسم سنة 61 فهجم مَكَّة بعد توجه الْحَاج وَفعل بهَا أفعالا قبيحة وَنهب خُيُول الْأُمَرَاء الَّذين من جِهَة المصريين وَاسْتولى على مَا فِي بُيُوتهم وَوَقع بَين الطَّائِفَتَيْنِ مقتلة عَظِيمَة فِي الْحرم حَتَّى انْكَسَرَ الأتراك فَقتل أَكْثَرهم وَبَاعُوا من أسر مِنْهُم بأبخس ثمن وَأسر أَمِير التّرْك فندش فَأَجَارَتْهُ امْرَأَة ثقبة من الْقَتْل فعذب بأنواع الْعَذَاب ثمَّ أطلقهُ ثقبة بشفاعة القَاضِي تَقِيّ الدّين الْحرَازِي على شريطة أَن يخرج من مَكَّة فَخرج إِلَى الينبع فَلَحقُوا الركب الْمصْرِيّ فسافروا مَعَهم واستقل ثقبة بِمَكَّة فأدركه الْمَوْت فِي أَوَاخِر رَمَضَان أَو أَوَائِل شَوَّال سنة 762
حرف الْجِيم
1434 - جَابر بن سُوَيْد السّلمِيّ الْحِجَازِي ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ شعلة ذكاء ألفيت مِنْهُ أَعْرَابِيًا ملتفاً بشملته محتفاً بطَائفَة من أهل حليته رَأَيْته بخليص سنة 738 فأنشدني شعرًا كثيرا(2/79)
فَمِنْهُ من أَبْيَات يذكر فِيهَا الْكَعْبَة
(وبجانب العلمين دَار محَاسِن ... لم ينح مِنْهَا سَالم بفؤاده)
(وَكَأَنَّهَا الْقَمَر الْمُنِير وَإِنَّمَا ... أرخي عَلَيْهِ اللَّيْل ستر سوَاده)
(تلهى الْمُحدث عَن حَدِيث صِفَاته ... وَكَذَا الْمُسَافِر عَن تنَاول زَاده)
1435 - جَابر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن يُوسُف الْخَوَارِزْمِيّ الكاثي ثمَّ الْمصْرِيّ افتخار الدّين أَبُو عبد الله الْحَنَفِيّ ولد فِي عَاشر شَوَّال سنة 667 وَقَرَأَ على خَاله أبي المكارم مُحَمَّد بن أبي المفاخر وَقَرَأَ الْمفصل والكشاف على أبي عَاصِم الإسفندري عَن سيف الدّين عبد الله بن مَحْمُود الْخَوَارِزْمِيّ عَن أبي عبد الله الْبَصْرِيّ عَن مصنفهما واشتغل ببلاده وتمهر وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع من الدمياطي وَولي بهَا مشيخة الجاولية الَّتِي بالكبش وَكَانَ يعرف الْعَرَبيَّة جيدا وباشر الْإِفْتَاء والتدريس بأماكن وَله شعر حسن وَمَات فِي أول النّصْف الثَّانِي من الْمحرم سنة 741 وكاث بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة أَو الْمُثَلَّثَة من قرى خوارزم
1436 - جَار الله بن حَمْزَة بن رَاجِح بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ قريب صَاحب مَكَّة كَانَ من وُجُوه بني حسن وَله بِمَكَّة سمعة كَبِيرَة قتل فِي الْوَقْعَة(2/80)
الَّتِي جرت بَين حسن بن عجلَان وَبني حسن فِي سنة 798
1437 - جَار الله بن عبد الله بن مَحْمُود أَبُو الثَّنَاء الْحَنَفِيّ يَأْتِي فِيمَن اسْمه مُحَمَّد
1438 - جاريك بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة بعْدهَا كَاف كَانَ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 720
1439 - جيرجين الخازن كَانَ من المماليك الناصرية وتنقل فِي الخدم إِلَى أَن أمره السُّلْطَان بعد مجيئة من الكرك ثمَّ وشى بِهِ أَنه أطلع على حَال جمَاعَة من الْأُمَرَاء يُرِيدُونَ الفتك بالسلطان فَطَلَبه واستفصله فكتم ذَلِك وأصر على الكتمان فعاقبه بأنواع الْعُقُوبَات فَلم يعْتَرف بِشَيْء بل كَانَ فِي أثْنَاء ذَلِك يكثر ذكر الله يَقُول لَا كذبت على أحد فَمَاتَ على ذَلِك فِي ربيع الآخر سنة 715
1440 - جِبْرِيل بن حُسَيْن بن مُحَمَّد التبريزي العجمي نزيل حلب ولد سنة 632 وَقدم الْقَاهِرَة وَحدث بالإسكندرية وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة 703 ذكره القطب الْحلَبِي
1441 - جِبْرِيل بن مَحْمُود بن حُسَيْن ابْن عَليّ التلاوي إِمَام مَسْجِد ابْن الشيرجي بِدِمَشْق حدث بِجُزْء ابْن عَرَفَة عَن ابْن عبد الدَّائِم وَمَات فِي(2/81)
ربيع الآخر سنة 706
1442 - جِبْرِيل صَاحب بيدمر هُنَا
1443 - جردمر أَخُو طاز الأشرفي تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي نِيَابَة السلطنة بِدِمَشْق فِي أَيَّام مُحَمَّد بن الناصري فِي المملكة ثمَّ منطاش فولي هَذَا دمشق فضبطها وَلما انهزم منطاش من الظَّاهِر فِي شقحب قَامَ هَذَا فِي أَمر منطاش وناصحه وَذَلِكَ فِي سنة 91 فَلَمَّا انْكَسَرَ منطاش قبض على هَذَا وأحضر إِلَى الْقَاهِرَة فاعتقل بالقلعة مُدَّة ثمَّ قضى أَجله فِي سنة 793 قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي تَارِيخ حلب كَانَ طَويلا جميلاً حسن الشكل مهاباً حسن الْعشْرَة كثير الْمحبَّة للْفُقَرَاء يحضر السماع ومجلس الذّكر وَلَعَلَّه قد جَاوز الْخمسين
1444 - جركس نَائِب قلعة الرّوم أَقَامَ بهَا دهراً طَويلا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 745
1445 - جركس الخليلي(2/82)
1446 - ججكتو بجيمين مكسورتين وكاف سَاكِنة بعْدهَا مثناة التركماني كَانَ أحد الطبلخانات بِدِمَشْق مَاتَ بهَا فِي رَمَضَان سنة 754
1447 - جركتمر بن بهادر رَأس نوبَة اتَّصل بعد قتل أَبِيه ببيبرس الجاشنكير وَأمره فِي أَوَاخِر دولته فِي رَمَضَان سنة 708 فَلَمَّا عَاد النَّاصِر وَقبض على الْأُمَرَاء الَّذين أَمرهم المظفر بيبرس لم يسلم مِنْهُم إِلَّا جركتمر لِأَن قراسنقر كَانَ صهره فغمزه بِعَيْنِه ففهم فأظهر أَنه رعف وَخرج من الْقصر فاختفى مُدَّة ثمَّ شفع فِيهِ قراسنقر فَعَفَا عَنهُ السُّلْطَان وَأَعَادَهُ إِلَى إمرته وَلم يزل حَتَّى مَاتَ النَّاصِر فَبَعثه قوصون مبشراً بسلطنة الْأَشْرَف كجك ثمَّ سجن بعد الْقَبْض على قوصون وَقتل بالإسكندرية سنة 742 وَكَانَ جميلاً كَرِيمًا يجيد لعب الرمْح وَغَيره
1448 - جركتمر المارداني كَانَ من مماليك النَّاصِر مُحَمَّد وتنقل إِلَى أَن ولي التقدمة والحجوبية الْكُبْرَى للناصر حسن ثمَّ أرْسلهُ إِلَى مَكَّة فِي سنة 760 فولي إمرتها وَكَانَ وافر الْحُرْمَة على المفسدين ثمَّ أبدل بِغَيْرِهِ وَأرْسل إِلَى دمشق فَقبض عَلَيْهِ هُنَاكَ ثمَّ سجن بالإسكندرية ثمَّ أطلق بِعْهُ حسن وَولي إمرة طبلخاناة ثمَّ أُعِيد إِلَى مصر إِلَى أَن مَاتَ قبيل السّبْعين(2/83)
1449 - جركتمر عبد الْغَنِيّ الأسعردي كَانَ شكلاً حسنا تَامّ الْقَامَة حسن الْوَجْه أمره النَّاصِر حسن بحلب وناب فِي حماة وَمَات فِي الْمحرم سنة 763
1450 - جرجي الناصري أَصله من مماليك النَّاصِر ثمَّ تنقل فِي الخدم إِلَى أَن صَار دويداراً صَغِيرا فِي أَيَّام الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ اسْتَقر دويداراً كَبِيرا فِي أَيَّام المظفر ثمَّ أخرج إِلَى دمشق أَمِير عشرَة بعد قتل المظفر ثمَّ ولي فِي أَيَّام حسن الخزندارية ثمَّ جعل أَمِير آخور فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ نَاب بحلب ثمَّ اسْتَقر من كبار الْأُمَرَاء بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 772
1451 - جرقطي المظفري كَانَ من أُمَرَاء العشراوات فِي سلطنة الْأَشْرَف مَاتَ ...
1452 - جَعْفَر بن تغلب بن جَعْفَر بن عَليّ بن المطهر بن نَوْفَل كَمَال الدّين أَبُو الْفضل الأدفوي الأديب الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد بعد سنة 680 وقرأت بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ أَنه كَانَ يُسمى وعد الله قَالَ الصَّفَدِي اشْتغل فِي بِلَاده وَمهر فِي الْفُنُون ولازم ابْن دَقِيق الْعِيد(2/84)
وَغَيره وتأدب بِجَمَاعَة مِنْهُم أَبُو حَيَّان وَحمل عَنهُ كثيرا وَكَانَ يُقيم فِي بُسْتَان لَهُ بِبَلَدِهِ وصنف الأمتاع فِي أَحْكَام السماع والطالع السعيد فِي تَارِيخ الصَّعِيد والبدر السافر فِي تحفة الْمُسَافِر وكل مجاميعه جَيِّدَة وَكَانَت لَهُ خبْرَة بالموسيقى وَله النّظم والنثر الْحسن أنشدنا أَبُو الْخَيْر ابْن أبي سعيد كِتَابَة أنشدنا الْفَاضِل كَمَال الدّين الأدفوي لنَفسِهِ
(إِن الدُّرُوس بمصرنا فِي عصرنا ... طبعت على لغط وفرط عياط)
(ومباحث لَا تَنْتَهِي لنهاية ... جدلاً وَنقل ظَاهر الأغلاط)
(ومدرس يُبْدِي مبَاحث كلهَا ... نشأت عَن التَّخْلِيط والأخلاط)
(ومحدث قد صَار غَايَة علمه ... أَجزَاء يَرْوِيهَا عَن الدمياطي)
(وفلانة تروي حَدِيثا عَالِيا ... وَفُلَان يروي ذَاك عَن أَسْبَاط)
(وَالْفرق بَين غريرهم وغزيرهم ... وأفصح عَن الْخياط والحناط)
(والفاضل النحرير فيهم دابه ... قَول أرسطاطاليس أَو بقراط)
(وعلوم دين الله نادت جهرة ... هَذَا زمَان فِيهِ طي بساطي)
(ولى زماني وَانْقَضَت أوقاته ... وذهابه من جملَة الأشراط)
أنشدنا شيخ الْإِسْلَام سراج الدّين البُلْقِينِيّ من لَفظه أنشدنا الْكَمَال جَعْفَر لنَفسِهِ قل ... . ... عِيسَى المغيلي والعراقي بعده ... بَينهمَا أَيُّوب وَابْن الصيرفى ...(2/85)
وَله
(وهيفاء غَار الْغُصْن فَرَأى قدها ... بقلبي هوى مِنْهَا وَلَيْسَ يَزُول)
(وَقد عابها عِنْدِي فَقَالَ طَوِيلَة ... ألم تَرَهَا عِنْد النسيم تميل)
(فَقلت هذي حَياتِي وإنني ... ليعجبني أَن الْحَيَاة تطول)
وَمن خطّ الْبَدْر النابلسي كَانَ عَالما فَاضلا متقللاً عَن الدُّنْيَا مَعَ ذَلِك فَكَانَ لَا يَخْلُو من المأكل الطّيبَة مَاتَ فِي أَوَائِل سنة 748 قَرَأت ذَلِك بِخَط السُّبْكِيّ قَالَ ورد الْخَبَر بذلك فِي ربيع الأول من السّنة وَفِي آخر تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عُثْمَان من المعجم الْمُخْتَص للذهبي مَاتَ فِي صفر سنة 748 وَمَات قبله بأيام الأديب الْعَالم كَمَال الدّين جَعْفَر ابْن تغلب عَن نَيف وَسِتِّينَ سنة بعد رُجُوعه من الْحَج قَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات مَاتَ قبل الطَّاعُون الْكَبِير الْوَاقِع سنة 749 رَحمَه الله
1453 - جَعْفَر بن عمر أحد أُمَرَاء برقة كَانَ قد خرج عَن الطَّاعَة لسَبَب فرسين بلغ النَّاصِر خبرهما فَأرْسل طلبهما مِنْهُ فأنكرهما فَجهز إِلَيْهِ أيتمش المحمدي فِي سنة 719 فنازله وهزمه وعف عَن الْحَرِيم(2/86)
فَلَمَّا عَاد أيتمش توصل جَعْفَر حَتَّى قدم الْقَاهِرَة فَاسْتَجَارَ ببكتمر الساقي فَكلم السُّلْطَان فِيهِ فَعَفَا عَنهُ واستحضره فَاعْتَذر واعترف بخطائه وَسلم من أيتمش فَأعْطَاهُ السُّلْطَان ذَهَبا وخلعاً وَأَعَادَهُ على إمرته إِلَى بِلَاده وَقرر عَلَيْهِ شَيْئا فِي كل عَام فاستمر يحملهُ إِلَى أَن مَاتَ فِي ...
1454 - جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان بن أبي الْحسن الْحُسَيْنِي ولد فِي رَجَب سنة 655 وَاسْتمرّ فِي نقابة الْأَشْرَاف بعد وَفَاة أَبِيه مَعَ صغر سنه وَكَانَ وقوراً فَاضلا ولي بعد ذَلِك نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مَاتَ فِي رَجَب سنة 714
1455 - جقطاي الْحَاجِب ولي الحجوبية بِدِمَشْق وصاهر الْوَزير الجمالي فَتزَوج بابنته وَكَانَت فِي الْحسن وَالْفَخْر آيَة وَأمْسك فِي كائنة النَّاصِر أَحْمد فِي شَوَّال سنة 743 فَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ
1456 - جلو خَان بن جوبان النوين قتل مَعَ أَبِيه فِي سنة 728 كَمَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة أَبِيه وَذكر مُحَمَّد بن يُونُس البعلي أَنه كَانَ بِالْمَدِينَةِ فِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر شهر ربيع الآخر وبلغتهم وَفَاة ابْن تَيْمِية بِدِمَشْق وَالشَّيْخ نجم الدّين البالسي بِمصْر فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِمَا صَلَاة الْغَائِب فأحضر تَابُوت جوبان وتابوت ابْنه جلو خَان فوضعا فِي الرَّوْضَة فصلى(2/87)
الْخَطِيب على الْأَرْبَعَة جملَة وَكَانَ قد جِيءَ بالتابوتين إِلَى عَرَفَة فِي سنة 728 وطيف بهما بِالْكَعْبَةِ
1457 - جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا بن حُسَيْن بن مهنا بن دَاوُد ابْن الْقَاسِم بن عبيد الله بن عَامر بن يحيى بن الْحُسَيْن بن جَعْفَر بن الْحُسَيْن بن عَليّ ابْن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب الْحُسَيْنِي عز الدّين أَبُو سَنَد أَمِير الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَليهَا قَدِيما بعد قتل أَبِيه وَقدم مصر سنة 92 فَأكْرمه الْأَشْرَف خَلِيل وعظمه وتوسط فِي أَمر أَمِير الينبع حَتَّى أفرج عَنهُ وتوسط أَيْضا فِي أَمر أبي نمي صَاحب مَكَّة حَتَّى رَضِي عَنهُ السُّلْطَان وَكَانَ قد غَابَ عَن ملاقاة الركب الْمصْرِيّ فَأرْسل السُّلْطَان يتهدده بتجهيز العساكر فَلَمَّا رَضِي عَنهُ بوساطة جماز كتب إِلَيْهِ بالرضى فأذعن وخطب للسُّلْطَان بِمَكَّة وَضرب الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم باسمه وَكتب بذلك محَاضِر وجهزها صُحْبَة شرف الدّين ابْن الْقُسْطَلَانِيّ فَرضِي السُّلْطَان بذلك ورد عَلَيْهِ إقطاعاته وشكر جمازاً على مَا كَانَ مِنْهُ وَاسْتمرّ جماز فِي إمرة الْمَدِينَة حَتَّى كنف من السُّلْطَان فِي ربيع الأول سنة 702 طعن فِي السن إِلَى أَن صَار كالشن وأضر فَقَامَ بِالْأَمر فِي حَيَاته وَلَده أَبُو غَانِم مَنْصُور وَمَات جماز فِي ربيع الأول أَو صفر سنة 704 بعد أَن أضرّ وَكَانَ رُبمَا شَاركهُ فِي الإمرة أَحْيَانًا غَيره قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ فِيهِ تشيع ظَاهر وَكَانَ قتل وَالِده شيحة سنة 646 وَكَانَ جده قَاسم أَمِير الْمَدِينَة فِي دولة صَلَاح الدّين ابْن أَيُّوب وَكَانَت مُدَّة ولَايَة جماز مَعَ مَا تخللها بضعاً وَخمسين سنة(2/88)
1458 - جنتمر أَخُو طاز لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة أَخِيه وعاش بعد أَخِيه
1459 - جنغاي مَمْلُوك تنكز كَانَ مقرباً عِنْده فِي غَايَة الحظوة لَدَيْهِ وَكَانَ يُقَال أَنه قرَابَته ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعد تنكز وَضرب بالمقارع ثمَّ وسط بسوق الْخَيل فِي الْمحرم سنة 741
1460 - جنقار كَانَ أحد الْأُمَرَاء المظفرية ثمَّ اعتقل فِي سنة 711 بِدِمَشْق ثمَّ بالكرك وَمَات فِي ... .
1461 - جنكلي بن مُحَمَّد بن البابا بن جنكلي بن خَلِيل بن عبد الله الْعجلِيّ بدر الدّين كَانَ مقَامه بِالْقربِ من آمد تَحت حكم الْمغل وَبِيَدِهِ رَأس عين من قبل غازان إِلَى أَن طلب إِلَى الديار المصرية وَكَانَ وجيهاً جواداً ذكياً يحب الْعلمَاء ويطارحهم وَلم يكن لَهُ ميل إِلَى المرد وَلَا إِلَى السراري بل مقتصر على أم أَوْلَاده الَّتِي حضرت مَعَه من الْبِلَاد يخرج لصَلَاة الصُّبْح فَلَا يدْخل إِلَى الْعشَاء وَكَانَ يحفظ ربع الْعِبَادَات ويميل إِلَى ابْن تَيْمِية ويتعصب لَهُ وَيرد على من يرد عَلَيْهِ وَكَانَ آخر زَمَنه كَبِير الدولة وَكَانَ ينْسب إِلَى إِبْرَاهِيم بن أدهم وَأول من طلبه من الْبِلَاد وَحسن لَهُ الْمَجِيء إِلَى الْقَاهِرَة الْأَشْرَف خَلِيل وَكتب لَهُ منشوراً بإقطاع جَيِّدَة وجهزه إِلَيْهِ فَلم يتَّفق حُضُوره إِلَّا فِي أَيَّام النَّاصِر بعد موت غازان فَإِنَّهُ أرسل يسْتَأْذن فِي الْمَجِيء فَأُجِيب وَكتب إِلَى(2/89)
نواب الشَّام بتلقيه وتعظيمه فَتوجه وَمَعَهُ أَهله وأقاربه وألزامه وأموال فَتَلقاهُ نواب بهسنا وكختا وَقَامُوا بخدمته إِلَى أَن تَلقاهُ نَائِب حلب وجهزه إِلَى دمشق فَتَلقاهُ نائبها وجهزه إِلَى مصر فَتَلقاهُ بيبرس والأمراء وطلع إِلَى القلعة فَأكْرم وَأعْطِي إقطاعاً جيدا وَكَذَلِكَ جمَاعَة من ألزامه وَكَانَ وُصُوله إِلَى دمشق فِي ذِي الْقعدَة سنة 703 وَوصل الْقَاهِرَة فِي ذِي الْحجَّة وَكَانَ طلوعه القلعة فِي أول سنة 704 فَأكْرم وبجل وَكَانَ رَأس الميمنة بعد توجه نَائِب الكرك وَزوج النَّاصِر ابْنه إِبْرَاهِيم بابنة بدر الدّين هَذَا وَلم يزل بعد النَّاصِر مُعظما فِي جَمِيع الدول حَتَّى كَانَ قد كتب لَهُ فِي سلطنة الصَّالح إِسْمَاعِيل الوالدي الإمامي وَكَانَ يُقَال لَهُ يَوْم الموكب يَا أتابك سُبْحَانَ من أَتَى بك
وَكَانَ ينفع الْعلمَاء والصلحاء والفقراء حَتَّى كَانَ مبلغ صدقته بعد إِخْرَاج زَكَاة مَاله فِي السّنة ثَمَانِيَة آلَاف إِرْدَب قَمح وَأَرْبَعَة آلَاف دِرْهَم فضَّة رَأَيْت بِخَط تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ بعد أَن أرخه وَكَانَ قد جمع الْعقل وَالدّين وَالدُّنْيَا والرتبة الْعلية لَيْسَ فِي الْأُمَرَاء أكبر مِنْهُ وَلَا أنفذ كلمة وَامْتنع من الحكم بعد أَن عرضت عَلَيْهِ النِّيَابَة مَرَّات وَكَانَ لَا يدْخل إِلَّا فِي خير وَكَانَ يحبنا ونحبه ومولده سنة 675 وَأول وُصُوله الديار المصرية فِي ذِي الْحجَّة سنة 702 قلت وَهُوَ وهم مِنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا دَخلهَا فِي آخر سنة 703 أرخه البرزالي والجزري وَغَيرهمَا(2/90)
وقرأت فِي مشيخة أبي جَعْفَر ابْن الكويك سَمِعت مِنْهُ جُزْءا حِين قدم مصر من الْعرَاق فِي سنة 703 ثمَّ أرخ وَفَاته وَقَالَ لم يخلف بعده مثله دينا وعقلا ورئاسة وَكَانَت وَفَاته فِي سادس أَو سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 746
1462 - جواد بن سُلَيْمَان بن غَالب بن معمر بن مغيث بن أبي المكارم ابْن حُسَيْن بن إِبْرَاهِيم اللَّخْمِيّ يَنْتَهِي نسبه إِلَى النُّعْمَان بن الْمُنْذر عز الدّين ابْن أَمِير الغرب ولد سنة 705 وأتقن الْخط الْمَنْسُوب فَبلغ الْغَايَة وَكتب الْمَصَاحِف والهياكل المدورة وأتى فِي ذَلِك بالعجائب وَبلغ فِي فنون الْأَدَب من الزركشة والنجارة والتطعيم والتطريز والخياطة والبيطرة والنقش وَغير ذَلِك إِلَى الْغَايَة وَيُقَال أَنه حضر عِنْد تنكز فَمد بَين يَدَيْهِ قوساً وَزنه مائَة وَثَلَاثُونَ رطلا وَكتب مُصحفا مضبوطاً يقْرَأ فِي اللَّيْل وَزنه كُله أُوقِيَّة بالمصري جلده من ذَلِك خَمْسَة دَرَاهِم وَكتب آيَة الْكُرْسِيّ على أرزة وَأما عمل الخواتيم ونقشها وإجراء المينا عَلَيْهَا فَكَانَ لَا يلْحق فِي ذَلِك وَكَانَ حفظ الْقُرْآن وشذى طرفا من الْعَرَبيَّة وجود رمي النشاب وَلعب الرمْح وَلم يزل إِلَى أَن حصل لَهُ وجع المفاصل فَمَاتَ بِهِ جُمَادَى الْآخِرَة سنة 756 وَكَانَت أَكثر إِقَامَته فِي بِلَاد(2/91)
بيروت وَمن شعره جَوَاب كتاب
(وافى مثالك مطوياً على نزه ... يحار مسمعه فِيهَا وناظره)
(وَالْعين ترتع فِيمَا خطّ كَاتبه ... والسمع ينعم فِيمَا قَالَ شاعره)
1463 - جوبان النوين الْكَبِير نَائِب المملكة القانية تمكن من المملكة وأباد عددا كثيرا من الْمغل وَكَانَ ابْنه دمشق خجا قَائِد عشرَة آلَاف فَلَمَّا تنكر لَهُ بوسعيد قتل ابْنه دمشق وهرب ابْنه تمرتاش إِلَى الْقَاهِرَة وَسَار جوبان إِلَى هراة فأطلعه واليها إِلَى القلعة ثمَّ غدر بِهِ وَقَتله وَكَانَ صَحِيح الْإِسْلَام كثير النصح للْمُسلمين أجْرى المَاء إِلَى مَكَّة حَتَّى لم يكن المَاء يُبَاع بهَا وَأَنْشَأَ مدرسة بِالْمَدِينَةِ مجاورة للحرم الشريف وَكَانَ أعظم الْأَسْبَاب فِي تَقْرِير الصُّلْح بَين بوسعيد والناصر وَلما نزل خربندا على الرحبة وَنصب المجانيق رمى مس قراسنقر حجرا يضيع(2/92)
القلعة فأحضر جوبان المنجنيقي وهدده وَقَالَ لَهُ بعد أَن سبه لَئِن عدت سمرتك على سهم المنجنيق وَكَانَ ينْزع النصل من النشاب وَيكْتب عَلَيْهِ إيَّاكُمْ أَن ترعبوا فَهَؤُلَاءِ مَا عِنْدهم مَا يَأْكُلُونَهُ وَاجْتمعَ بالوزير وَقَالَ لَهُ مَاذَا يَقُول النَّاس إِذا غلب خربندا على الرحبة وَسَفك دم أَهلهَا وهدمها فِي هَذَا الشَّهْر الْعَظِيم وَكَانَ شهر رَمَضَان أما كَانَ عِنْده نَائِب مُسلم وَلَا وَزِير مُسلم فدخلا إِلَى خربندا وحسنا لَهُ الرحيل عَنْهَا وَإِن يطْلب أكابرها ويخلع عَلَيْهِم ويعطيهم الْأمان فَفعل فَكَانَ حقن دِمَاء الْمُسلمين على يَدي الجوبان وَكَانَت ابْنة جوبان روج بوسعيد فنقلت والدها لما قتل إِلَى الْمَدِينَة الشَّرِيفَة ليدفن فِي تربته الَّتِي بناها بمدرسته فوصلوا بِهِ لَكِن لم يتمكنوا من الدّفن بِمَنْع السلطنة فدفنوه بِالبَقِيعِ وَكَانَ قَتله فِي سنة 728 وَهُوَ ابْن سِتِّينَ سنة وَقد تقدّمت لَهُ قصَّة فِي تَرْجَمَة إيرنجي قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ بطلاً شجاعاً مهيباً شَدِيد الْوَطْأَة كَبِير الشَّأْن كثير الْأَمْوَال عالي الهمة صَحِيح الْإِسْلَام ذَا حَظّ من(2/93)
صَلَاة وبر وَتزَوج أَبُو سعيد بابنته وَكَانَ وَلَده تمرتاش مُتَوَلِّي ممالك الرّوم وَابْنه دمشق قَائِد عشرَة آلَاف
1464 - جوبان المنصوري كَانَ من مماليك الْأَشْرَف وَأمره ثمَّ أمره النَّاصِر بِدِمَشْق وَوَقع بَينه وَبَين تنكز فَأذن لَهُ فِي الْمَجِيء إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ أُعِيد إِلَى دمشق وَمَات بهَا بعد مُدَّة فِي الْعشْرين من صفر سنة 728 وَهُوَ من أَبنَاء السّبْعين
1465 - جوبان اليحياوي كَانَ مَعَ يلبغا اليحياوي إِذْ كَانَ نَائِب دمشق وَهُوَ أَمِير عشرَة ثمَّ اعتقل ثمَّ أفرج عَنهُ وَأمر طبلخاناة ثمَّ أَمر بحماة عشرَة وَمَات بعد ذَلِك بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 762
1466 - جوكو الْهِنْدِيّ الشَّيْخ عبد الله الْهِنْدِيّ وَهُوَ الْمَشْهُور بَين النَّاس بجاكير كَانَ صَالحا محافظاً على الصَّفّ الأول فِي الْمَقْصُورَة وَكَانَ أَولا قرندلياً ثمَّ ترك ذَلِك وَأكْثر الْحَج وَالْعِبَادَة وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 724
1467 - جولجين بِضَم أَوله وَسُكُون الْوَاو وَفتح اللَّام وَكسر الْجِيم بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ نون وَكَانَ من خَواص النَّاصِر فَلَمَّا قدم من الكرك دَاخله النجيم الخطيبي وَعمل لَهُ ملحمة عتقهَا وَكَانَ أطلع على آثَار فِي جِسْمه(2/94)
فَذكر اسْمه وسَاق الْملك إِلَيْهِ فَاعْتبر بذلك وَأسر ذَلِك إِلَى بعض الْجَمَاعَة فاشتهر الْأَمر إِلَى أَن بلغ السُّلْطَان فوسط جولجين وَذَلِكَ فِي سنة 715
1468 - جَوْهَر بن عبد الله الجناحي البجتاصي البحلاق كَانَ مقدم المماليك السُّلْطَانِيَّة وَعمر طَويلا يُقَال أَنه قَارب الْمِائَة وَمَات فِي حُدُود سنة 760
1469 - جَوْهَر بن عبد الله الرشدي نَائِب مقدم المماليك هُوَ الَّذِي كَانَ أَرَادَ إثارة الْفِتْنَة بِإِقَامَة حُسَيْن وَالِد الْأَشْرَف فِي السلطنة لما كَانَ يلبغا والعساكر وَالسُّلْطَان الْمَنْصُور بِدِمَشْق فِي فتْنَة بيدمر فَأطلع على مَا قَصده جَوْهَر فَقبض عَلَيْهِ نَائِب الْغَيْبَة إِلَى أَن قدم يلبغا فَأمر بتسميره ثمَّ نفي إِلَى قوص فَمَاتَ بهَا فِي شعْبَان سنة 763
1470 - جَوْهَر بن عبد الله الكويكي مولى ابْن الكويك سمع الصَّحِيح على ابْن الشّحْنَة وَحدث عَنهُ بثغر الاسكندرية سمع مِنْهُ شَيخنَا وأرخ وَفَاته سنة 759 بهَا
1471 - جَوْهَر مقدم المماليك الناصرية مُحَمَّد بن قلاوون صفي الدّين ذكره اليوسفي فِيمَن مَاتَ سنة 721 وَقَالَ كَانَ دينا خيرا لَهُ حُرْمَة وصولة وَكَانَ النَّاصِر يعْتَمد عَلَيْهِ وَكَانَ خيرا كثير الْمَعْرُوف وَالصَّدَََقَة(2/95)
وَقد ولي نظر الخدام بِالْحرم الشريف النَّبَوِيّ
1472 - جوَيْرِية بنت أَحْمد بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن موسك بن مُوسَى وَيُقَال لَهَا الهكارية أم الهنا ولدت فِي رَابِع رَمَضَان سنة 704 وَسمعت من أبي الْحسن ابْن الصَّواف مسموعه من النَّسَائِيّ ومسند الْحميدِي وَمن عَليّ بن عِيسَى بن الْقيم مَا عِنْده من مستخرج الْإِسْمَاعِيلِيّ وجزء سُفْيَان وَسمعت أَيْضا من النُّور الثَّعْلَبِيّ الْبَعْث لِابْنِ أبي دَاوُد وَغَيره وَمن الشريف مُوسَى صَحِيح مُسلم وَمن ابْن الشّحْنَة وست الوزراء صَحِيح البُخَارِيّ وَمن الْحسن بن عمر الْكرْدِي مسندى عبد والدارمي وَالْأَرْبَعِينَ(2/96)
للطائي وَالْعقل لداود بن المحبر ومجلسين من أمالي الْحرفِي وَالثَّالِث من فَوَائِد أبي عَليّ ابْن خُزَيْمَة وَمن الْجلَال ابْن الطباع الْفرج بعد الشدَّة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَحدثت بمسموعاتها مرَارًا وعمرت فَأَكْثرُوا عَنْهَا كتب عَنْهَا أَبُو جَعْفَر بن الكويك وَذكرهَا فِي مشيخته وَمَات قبلهَا بِمدَّة وَسمع مِنْهَا بعض مَشَايِخنَا وَكثير من أقراننا وَمَاتَتْ فِي ثَانِي عشرى صفر سنة 783
1473 - جوَيْرِية بنت عبد اللَّطِيف بن عبد الْغَنِيّ بن تَيْمِية تكنى أم خلف زين النِّسَاء زوج أبي بكر الرَّحبِي ذكرهَا أَبُو جَعْفَر ابْن الكويك فِي مشيخته
1474 - جلال بن أَحْمد بن يُوسُف الثيري الْمَعْرُوف بالتباني بمثناة ثمَّ مُوَحدَة ثَقيلَة لنزوله التبانة ظَاهر الْقَاهِرَة جلال الدّين وَيُقَال كَانَ(2/97)
اسْمه رَسُولا قدم الْقَاهِرَة قبل الْخمسين وَسمع فِي البُخَارِيّ من الشَّيْخ عَلَاء الدّين التركماني وَأخذ عَنهُ وَعَن القوام الإتقاني وَمن القوام الكاكي وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن ابْن أم قَاسم والقوام الإتقاني وَالشَّيْخ جلال الدّين ابْن هِشَام وَابْن عقيل وبرع فِي الْفُنُون مَعَ الدّين وَالْخَيْر وصنف عدَّة تصانيف مِنْهَا الْمَنْظُومَة فِي الْفِقْه وَشَرحهَا فِي أَربع مجلدات وَشرح الْمَشَارِق والمنار وَالتَّلْخِيص وَاخْتصرَ شرح مغلطاي على البُخَارِيّ رَأَيْته بِخَطِّهِ وَله تصنيف فِي منع تعدد الْجُمُعَة وَالْآخر فِي أَن الْإِيمَان يزِيد وَينْقص وَكَانَ محباً فِي السّنة حسن العقيدة شَدِيدا على الاتحادية والمبتدعة وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْحَنَفِيَّة فِي زَمَانه وَعرض عَلَيْهِ الْقَضَاء غير مرّة فأصر على الِامْتِنَاع وَقَالَ هَذَا فن يحْتَاج إِلَى دربة وَمَعْرِفَة اصْطِلَاح وَلَا يَكْفِي(2/98)
فِيهِ الاتساع فِي الْعلم ودرس بالصرغتمشية والألجيهية وَكتب على الْفَتْوَى وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَلَده الشَّيْخ شرف الدّين وَالشَّيْخ عز الدّين الحاضري الْحلَبِي وَمَات فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة 793 بِالْقَاهِرَةِ عَن بضع وَسِتِّينَ سنة
حرف الْحَاء الْمُهْملَة
1475 - حَاتِم بن ابراهيم بن عَليّ السملوطي سمع من النجيب الْحَرَّانِي وَجَمَاعَة وَلم يزل يسمع أَوْلَاده ويلازم الشّرف الدمياطي وَكَانَ لَهُ بِهِ اخْتِصَاص وَمَات فِي أول رَجَب سنة 709
1476 - حاجي بن مُحَمَّد بن قلاوون الْملك المظفر سيف الدّين بن النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور ولد وَأَبوهُ فِي الْحجاز سنة 32 فَلَمَّا كَانَ فِي آخر سلطنة أَخِيه(2/99)
الْكَامِل شعْبَان قبض عَلَيْهِ وسجنه هُوَ وَأَخُوهُ حُسَيْن وَالِد الْأَشْرَف شعْبَان وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 47 وَكَانَ قتل قبل ذَلِك أخاهما يُوسُف وَأمر لاجين أَمِير جندار زوج أم حاجي بِطَلَاقِهَا فَطلقهَا وسجنهما بِالْقربِ مِنْهُ فاتفق أَن دولته زَالَت بِقِيَام ملكتمر الْحِجَازِي عَلَيْهِ مَعَ الْأُمَرَاء فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ أول جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة فَأمْسك وسجن حَيْثُ كَانَ حاجي وَنقل حاجي إِلَى تخت السلطنة فمدوا لَهُ السماط الَّذِي أعد للكامل وأدخلوا إِلَى الْكَامِل السماط الَّذِي أعد لحاجي وأحيط بِمَال الْكَامِل وخواصه وصودروا وَاتفقَ رخص الأسعار أول مَا ولى المظفر وَأمر بِإِزَالَة الْمُقدم ففرح النَّاس بِهِ لَكِن انعكس مزاجهم بلعبه وإقباله على اللَّهْو والشغف بِالنسَاء حَتَّى وصلت قيمَة عصبَة حظيته اتِّفَاق الَّتِي على رَأسهَا مائَة ألف دِينَار وَبَلغت النَّفَقَة على عمل حظير الْحمام سبعين(2/100)
ألف دِرْهَم وَصَارَ يحضر الأوباش بَين يَدَيْهِ يَلْعَبُونَ بالصراع وَغَيره وَكَانَ جُلُوسه على التخت فِي مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة 47 قَرَأت ذَلِك بِخَط الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ قَالَ وَوصل الْخَبَر بذلك إِلَى دمشق مَعَ بيغو الْحَاجِب فِي تَاسِع الشَّهْر الْمَذْكُور فَبَقيَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر وخلع فِي ثَانِي عشر شهر رَمَضَان سنة 48 وَكَانَ قد قتل الْحِجَازِي واقسنقر وقرابغا وَغَيرهم فنفرت مِنْهُ الْقُلُوب واستوحش مِنْهُ نَائِب الشَّام وَكَانَ الَّذِي يفعل من ذَلِك باشارة اغرلو شاد الدَّوَاوِين ثمَّ فتك بِهِ وَقتل بيدمر البدري والوزير نجم الدّين وَزِير بَغْدَاد وطقشتمر الدوادار وَكَانُوا بَقِيَّة الدولة الناصرية وَكَانَ مرّة يلْعَب بالحمام فَدخل عَلَيْهِ الجيبغا فلامه على ذَلِك فَقَالَ اذْبَحْهَا فذبح مِنْهَا طيرين فطار عقله وَقَالَ لخواصه إِذا دخل الجيبغا إِلَيّ فبضعوه بِالسَّيْفِ فَسَمعَهَا بعض من يمِيل إِلَى ألجيبغا فحذره فَاجْتمع الْأُمَرَاء فَركب أرقطاي مَعَ الْأُمَرَاء إِلَى قبَّة النَّصْر فَبلغ ذَلِك المظفر فَخرج فِيمَن بَقِي مَعَه فَلَمَّا ترَاءى الْجَمْعَانِ سَاق إِلَيْهِ بيبغاروس أَمِير مجْلِس وطعنه فقلبه وضربه(2/101)
طنيرق بالطير من خَلفه فجرح وَجهه وَوَقع فكتفوه وأحضروه إِلَى أرقطاي فَلَمَّا رَآهُ قلب عَلَيْهِ قباءه وَقَالَ السُّلْطَان السُّلْطَان فَأَخَذُوهُ مِنْهُ ودخلوا بِهِ إِلَى تربة هُنَاكَ فَقَتَلُوهُ وَكَتَبُوا إِلَى أرغون شاه نَائِب الشَّام يعرفونه الْقِصَّة ثمَّ فِي رَابِع عشر شعْبَان قرروا أَخَاهُ النَّاصِر حسن بن النَّاصِر مُحَمَّد
1477 - حَامِد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ الْحَنَفِيّ افتخار الدّين ولد سنة 667 واشتغل بِالْعلمِ وَسمع من الدمياطي وَابْن مشرف وَغَيرهمَا(2/102)
وَله نظم كتب عَنهُ مِنْهُ البرزالي وَعمل هُوَ لنَفسِهِ تَرْجَمَة فِي جُزْء وَمَات فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من الْمحرم سنة 741
1478 - حَبِيبَة بنت الْعِزّ ابراهيم بن عبد الله بن أبي عمر الْمَقْدِسِي أم عبد الله ولدت سنة 54 وَسمعت على أَحْمد بن عبد الدَّائِم انتخاب الطَّبَرَانِيّ وجزء ابْن عَرَفَة ومشيخته تَخْرِيجه لنَفسِهِ وَأَجَازَ لَهَا مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي والصدر الْبكْرِيّ وَمَاتَتْ وَلم تتَزَوَّج فِي لَيْلَة عَاشر ذِي الْقعدَة سنة 745
1479 - حَبِيبَة بنت الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد ابْن عبد الرَّحْمَن بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي أم عبد الرَّحْمَن ولدت سنة 54 وَحَضَرت على اليلداني وخطيب مردا واسمعت من ابراهيم ابْن خَلِيل وَأحمد بن عبد الدَّائِم وَأَجَازَ لَهَا السبط وَفضل الله ابْن الجيلي فِي آخَرين من بَغْدَاد وَحدثت بالكثير خُصُوصا بالاجازة قَالَ الذَّهَبِيّ سَمِعت مِنْهَا وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة 733 وَلم تتَزَوَّج وَعرفهَا زوج التَّاج
1480 - حجاب بِضَم أَوله وَتَشْديد الْجِيم بنت عبد الله الشيخة الصَّالِحَة(2/103)
كَانَت شيخة رِبَاط بَغْدَاد مَشْهُورَة بالصلاح وَالْخَيْر وَمَاتَتْ فِي الْمحرم سنة 725
1481 - حجازي بن أَحْمد بن حجازي الديرقطاي صفي الدّين كَانَ كَاتبا أديباً ظريفاً مطبوع القَوْل فَمن شعره
(قل للمطايا قد بلغت النقا ... فهنها يَا صَاح بالملتقى)
(وَقد تعلى بالنقا عاشق ... كَانَ لطيف الْمُلْتَقى شيقا)
(وَقد محا الْوَصْل حَدِيث الجفا ... حَتَّى كَأَن الهجر لن يخلقا)
قَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ يُعجبهُ غناء النصيفة الْمُغنيَة وَكَانَت تغني بِشعرِهِ فاستأذنت عَلَيْهِم يَوْمًا فأجابها على الْفَوْر
(ادخلي تدخلي علينا سُرُورًا ... أَنْت وَالله نزهة العشاق)
(لَا تميلي إِلَى الْخُرُوج سَرِيعا ... تخرجي عَن مَكَارِم الْأَخْلَاق)
مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة 701(2/104)
1482 - حجي بن مُوسَى بن أَحْمد بن سعد بن غشم بن غَزوَان بن عَليّ ابْن مشرف بن مزكي السَّعْدِيّ الحسباني الشَّيْخ عَلَاء الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي أَبُو أَحْمد فَقِيه الشَّام فِي عصره ولد سنة 21 وَنَشَأ بالقدس واشتغل هُنَاكَ وَحفظ كتبا ثمَّ قدم الشَّام سنة 34 فَسمع الحَدِيث من البرزالي والجزري وَغَيرهمَا وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن النَّقِيب وَغَيره وتمهر حَتَّى اشْتهر بِمَعْرِِفَة الْفِقْه قَالَ وَلَده الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ كثير الِاطِّلَاع صَحِيح النَّقْل عَارِفًا بالدقائق والغوامض صَحِيح الْفَهم قوي الادراك قوي المناظرة مَعَ الرياضة وَحسن الْخلق مَعَ الْوَرع وَطلب الرِّئَاسَة وَترك التَّرَدُّد إِلَى أهل الدولة وَكَانَ مُقبلا على شَأْنه لَا يفتر من الِاشْتِغَال بِالْعلمِ وَله أوراد من الصَّلَاة وَقِرَاءَة وَكَانَ يمشي إِلَى الْجُمُعَة دَائِما وَلَو فِي الْمَطَر مَعَ بعد دَاره وَكَانَ لَا يدّخر شَيْئا وَلَا يعرف صنجة عشرَة من عشْرين وَمَات وَلم يخلف شَيْئا إِلَّا ثِيَاب بدنه وَقَالَ وَلَده الشَّيْخ شهَاب الدّين كَانَ مِمَّن اعتنى بالفقه وَتَقْرِيره وَحفظه وتحريره كثير الِاطِّلَاع صَحِيح النَّقْل مطلعاً على الغوامض مَشْهُورا بِحل المشكلات صَحِيح الْفَهم سريع الْإِدْرَاك يناظر برياضة وَحسن خلق وَكَانَ شَيْخه شرف الدّين قَاسم خطيب جَامع جراح(2/105)
يَقُول لَهُ أَنْت فَقِيه الشَّام وَكَذَا قَالَ تَاج الدّين السُّبْكِيّ لِأَخِيهِ بهاء الدّين لما سَأَلَهُ عَنهُ أَنه فَقِيه وَكَانَ من السَّامِي المهمة فِي ذَلِك ألف كتبا فِي الْفِقْه وَمَات فِي صفر سنة 782
1483 - حدق القهرمانة الناصرية كَانَ النَّاصِر جعل إِلَيْهَا أُمُور نِسَائِهِ فتحكمت فِي دَاره تحكماً عَظِيما حَتَّى صَارَت لَا يُقَال لَهَا إِلَّا السِّت حدق وحجت مرّة فَضرب الْمثل بِمَا فعلته من الْخيرَات وعمرت جَامعا ظَاهر الْقَاهِرَة وَكَانَ يُقَال لَهَا سِتّ مسكة فَرُبمَا قيل للجامع جَامع سِتّ مسكة فيغلط بَعضهم فَيجْعَل فِي سِتّ ألفا ولاما وَمَاتَتْ وَهِي بكر عذراء وَقد صودرت مرّة فِي أَيَّام الصَّالح صَالح بن التنكزية ثمَّ أفرج لَهَا عَن موجودها وَكَانَ شَيْئا كثيرا
1484 - حرمي بن كَوْكَب بن حرمي الدَّارمِيّ الْحَنْبَلِيّ ابْن صفي تَقِيّ الدّين مَاتَ سنة 719 سمع من ابْن الدرقي وَابْن الصَّائِغ(2/106)
1485 - حرمي بن هَاشم بن يُوسُف الفاقوسي العامري الْفَقِيه الشَّافِعِي مجد الدّين وَكيل بَيت المَال قَرَأَ على الْبَاجِيّ وَالسيف الْبَغْدَادِيّ وَمهر فِي الْفِقْه وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير على كبره وَسمع من الدمياطي وتقي الدّين ابْن بنت الْأَعَز وَولي الْوكَالَة لجَماعَة من الْكِبَار وَكَانَ طَويلا رَقِيقا صَغِير اللِّحْيَة وجيهاً مبذول الجاه لكل من يَقْصِدهُ وَكَانَ قد درس بقبة الشَّافِعِي وَحدث عَن القَاضِي تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز بقصيدة من نظمه سَمعهَا مِنْهُ ... وناب فِي الحكم عَن ابْن جمَاعَة ثمَّ عَن الْجلَال الْقزْوِينِي وَكَانَ يلازم الِاشْتِغَال مَعَ الشيخوخة وَمَات فِي ثَانِي ذِي الْحجَّة سنة 734 وَكَانَ قد أسن وَعجز عَن الْحَرَكَة قَالَ البرزالي فِي حوادث سنة 707 وَفِي ذِي الْقعدَة عزل تَقِيّ الدّين حرمي عَن قَضَاء غَزَّة وَكَانَ سَبَب ذَلِك إِنَّه كتب إِلَى جمال الدّين النَّائِب فِي الحكم عَن ابْن جمَاعَة كتابا يذكر فِيهِ أمورا تستنفر عَن عز الدّين قَاضِي الْخَلِيل فَأمر السُّلْطَان باحضارهما فَمَا قدر أَن يثبت فِي حق قَاضِي الْخَلِيل كلمة وَاحِدَة فعزل
1486 - حرمية بنت نَاصِر بن عبد الدَّائِم رَوَت عَن إِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَابْن عبد الدَّائِم وَحدثت وَمَاتَتْ فِي عَاشر شهر ربيع الآخر سنة 705
1487 - حسام بن أبي الْفرج أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن ثَابت بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون بن مَحْمُود بن حسام بن مَيْمُون بن يُوسُف(2/107)
ابْن اسماعيل بن حَمَّاد بن أبي حنيفَة الفرغاني النعماني حسام الدّين الْحَنَفِيّ سمع بِبَغْدَاد من سراج الدّين عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي وَمن أبي الْفضل صَالح ابْن عبد الله الصّباغ الْكُوفِي وَغَيرهمَا وَأعَاد بمشهد أبي حنيفَة وَمَات سنة 788 وَهُوَ عَم صاحبنا تَاج الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الَّذِي ولى قَضَاء بَغْدَاد وَجرى لَهُ مَعَ ولد قرا يُوسُف بِبَغْدَاد فآذاه وجدع أَنفه مَظْلُوما وفر هُوَ وَأَخُوهُ إِلَى الْقَاهِرَة فأكرمهما الْمُؤَيد وَأَقَامَا بهَا ثمَّ توجها إِلَى دمشق وَحصل لَهما بهَا شَيْء من الْجِهَات وَمَات بهَا تَاج الدّين وَأَخُوهُ وَقد قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ وَذكر أَن مولده فِي حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 751
1488 - حسان بن ظهير الطَّائِفِي أنْشد لَهُ ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر قَوْله
(وحوراء المدامع ذَات حسن ... يغار بحسنها الظبي الغرير)
(حكت صبح الدجى لما تبدت ... كَأَن جبينها الْقَمَر الْمُنِير) وَقَالَ قيل أَنه مَاتَ سنة 703(2/108)
1489 - حسان الْأنْصَارِيّ كَانَ مِمَّن يَعْتَقِدهُ الْعَامَّة وتحكي عَنهُ كرامات وَكَانَ كثير الْعِبَادَة والمجاهدة فِي قيام اللَّيْل وَيُقَال أَنه كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن فِي رَكْعَة بِاللَّيْلِ وَكَانَت لَهُ همة فِي إغاثة الملهوف وَقَضَاء حوائج النَّاس عِنْد الدولة وَمَات فِي ثَانِي عشر ربيع الآخر سنة 731
1490 - الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن بكر البعلبكي أَبُو عَليّ بن الألفي سمع بعض صَحِيح البُخَارِيّ على ابْن الشّحْنَة وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره وَمَات ... .
1491 - حسن بن أَحْمد بن إلْيَاس الصُّوفِي أنْشد عَنهُ الْبَدْر النابلسي فِي مشيخته قِطْعَة سَمعهَا مِنْهُ فِي شَوَّال سنة 753 وَذكر أَن مولده سنة 701
1492 - حسن بن أَحْمد بن أنوشروان الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ أَبُو الْفَضَائِل حسام الدّين ولد باقصرا فِي الْمحرم سنة 631 واشتغل بالفقه وَولى قَضَاء ملطية نَحوا من عشْرين سنة ثمَّ دخل دمشق وَولى قضاءها سنة 77(2/109)
وَدخل فِي مملكة الْمَنْصُور لاجين إِلَى الديار المصرية فولى قضاءها إِلَى أَن قتل لاجين فَرجع إِلَى قَضَاء الشَّام ثمَّ حضر وقْعَة غازان ففقد فِي ربيع الأول سنة 99 قَالَ الذَّهَبِيّ وَلم يقتل فِي الْغُزَاة بل صَحَّ مروره مَعَ المنهزمين إِلَى نَاحيَة جبل الجرديين وَيُقَال إِنَّه بيع للفرنج فتعاطى الطِّبّ وَهُوَ بقبرس مُدَّة ثمَّ شاع فِي سنة 735 أَن الْخَبَر جَاءَ إِلَى وَلَده جلال الدّين أَن وَالِده حَيّ بقبرس وَأَنه يطْلب مَا يفتك بِهِ من الْأسر وَلَكِن سكنت الْقَضِيَّة وَتبين أَنَّهَا زور مفترى وَلَا شكّ أَنه عَاشَ إِلَى بعد السبعمائة قَالَ القطب فِي تَارِيخ مصر كَانَ إِمَامًا عَلامَة سمع عوالي الغيلانيات من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدث بهَا كتب عَنهُ ابْن سامة والبرزالي والذهبي وَغَيرهم وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ينطوي على دين وَخير وسودد
1493 - حسن بن أَحْمد بن أبي بكر بن حرز الله الاربدي الشَّاهِد بدر الدّين الشُّرُوطِي كَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ وَولى قَضَاء الْحَاج سنة 60 وَكَانَ سمع(2/110)
من التقي سُلَيْمَان وَابْن سعد سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وَابْن سَنَد وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 762
1494 - حسن بن أَحْمد بن الْحسن بن عبد الله بن عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي الإِمَام بدر الدّين أَبُو عَليّ الْحَنْبَلِيّ سمع من التقي سُلَيْمَان بن حَمْزَة وتفقه وبرع وَأفْتى وَهُوَ أَخُو التقي عبد الله بن أَحْمد بن الشّرف ابْن الْحَافِظ
1495 - حسن بن أَحْمد بن زفر الأربلي الْحَكِيم عز الدّين قَالَ الذَّهَبِيّ سمع مَعنا الْكثير وَكَانَ صَادِقا فِي نَقله حصل إِثْبَات سماعاته وَألف كتبا وتاريخاً وسيرة نبوية وَسمع مَعنا الْكثير وَلَكِن كَانَ مظلماً فِي دينه ونحلته متفلسفاً وغالب تَارِيخه تراجم شعراء وَمَعَهَا تراجم غَرِيبَة تدل على فَضله وَكَانَ صوفياً بدويرة حمد قَالَ الذَّهَبِيّ سمعته يَقُول خلف لي أبي مَالا فأنفقته فِي الشَّهَوَات حَتَّى أتلفته ففتشت ورقه فَوجدت وَثِيقَة على فلاح بغرارة شعير فَأخذت لَهُ هَدِيَّة بِشَيْء يسير وتوجهت فأعطيتها لامْرَأَته فَقَالَت لي هُوَ فِي الْحَرْث فتمشيت إِلَيْهِ فكلمته وَإِذا فِي رَأس السِّكَّة فِي المحراث شَيْء مدور وَقع فَأَخَذته فأجدها برنية صَغِيرَة ثَقيلَة(2/111)
ملفوفة فَقلت لَهُ أَنا أسبقك إِلَى الْبَيْت ثمَّ أبعدت ففتحتها فَإِذا فِيهَا سَبْعُونَ دِينَارا فَبت عِنْده وحاللته وسرت إِلَى الْمَدِينَة وَمَشى الْحَال بعد ذَلِك بذلك الذَّهَب مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 726
1496 - الْحسن بن أَحْمد بن عَطاء بن حسن بن عَطاء بن جُبَير بن جَابر بن وهب الاذرعي أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ بدر الدّين ابْن عَم القَاضِي للحنفية بِدِمَشْق شمس الدّين ابْن عَطاء ولد بحلب سنة 624 وَوجد اسْمه فِي أوراق السامعين عَليّ ابْن الزبيدِيّ فِي البُخَارِيّ بفوت وَذَلِكَ فِي نصف رَجَب سنة 706 فَحدث وَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَمَات فِي تَاسِع شهر رَمَضَان سنة 709 قَالَ البرزالي كَانَ أحد الشُّهُود بقصر حجاج وَظهر اسْمه فِي أوراق السماع عَليّ ابْن الزبيدِيّ سنة 706 وَكُنَّا نعرفه ونعرف كبر سنه
1497 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن ابراهيم الْحُسَيْنِي بدر الدّين ابْن الشريف عز الدّين ولد سنة 696 تَقْرِيبًا قَالَه ابْن رَافع وأسمعه أَبوهُ من الْعِزّ الْحَرَّانِي مشيخته وَسمع من سُلَيْمَان بن دَاوُد ابْن كسا وَعبد الرَّحِيم ابْن خطيب المزة وَحدث هُوَ وَأَبوهُ وجده وولوا كلهم نقابة الْأَشْرَاف بِمصْر وَمَات هُوَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 743 فِيمَا قَالَ الصَّفَدِي وَفِي ربيع الآخر فِيمَا قَالَ ابْن رَافع
1498 - الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بدر الدّين ابْن الصَّدْر عمر(2/112)
الْقَيْسِي الشَّافِعِي تفقه واشتغل وَعمل شرحاً للعمدة وَحدث وصاهر شرف الدّين الأسيوطي على ابْنَته وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة وَولى اسْتِقْلَالا بعد ذَلِك فِي ذِي الْحجَّة سنة 48 وتشدد على الروافض فمقته طفيل أَمِير الْمَدِينَة فَلَمَّا حج سنة 750 توجه إِلَى الْقَاهِرَة فَمَاتَ بهَا وَاسْتقر عوضه ابْن السَّبع
1499 - الْحسن بن أَحْمد بن المظفر شرف الدّين ابْن كَمَال الدّين الخطيري ولد سنة 40 بِالْهِنْدِ بكنبات بهَا وَقدم دمشق وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم جُزْء ابْن عَرَفَة وَالْمِائَة الفراوية وانتخاب الطَّبَرَانِيّ وَمن الرضى ابْن الْبُرْهَان وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم سمع مِنْهُ الْحفاظ الْمزي والبرزالي والذهبي وَابْن رَافع وَكَانَ صوفياً بخانقاه خاتون وَكَانَ شَيخا حسنا عِنْده فضل وَله نظم وَكتب الْمَنْسُوب وَحدث وَنسخ بِخَطِّهِ كثيرا وَمَات فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة 724
1500 - الْحسن بن أَحْمد بن هِلَال بن سعد بن فضل الله الصرخدي ثمَّ الصَّالِحِي بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الدقاق الْمَعْرُوف بِابْن الهبل وَهُوَ لقب أَبِيه أَحْمد(2/113)
ولد سنة 683 وَسمع من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ الثَّانِي من الحربيات وَمن التقي الوَاسِطِيّ الثَّانِي من مُسْند أبي بكر لِابْنِ صاعد وجزء الجلابي ومجلس الْحسن بن عبد الْملك وَسمع أَيْضا من الْعِزّ اسماعيل بن الْفراء وَمُحَمّد ابْن الوَاسِطِيّ وَعِيسَى المغاري والتقى سُلَيْمَان وَغَيرهم وَحدث بالكثير ورحل النَّاس إِلَيْهِ وَهُوَ آخر من حدث عَن الْفَخر إِلَّا الصّلاح ابْن أبي عمر مَاتَ فِي صفر سنة 779 وَذكره الْفَخر ابْن الكويك فِي مشيخته وَمَات قبله بِمدَّة
1501 - الْحسن بن أرتنا بن حسن بن النوين الْحَاكِم بالروم كَانَ جميلاً إِلَى الْغَايَة حضر إِلَى بهسنا فَبلغ طشتمر نَائِب حلب خَبره فَأرْسل يَطْلُبهُ من أَبِيه فَأرْسلهُ فَلَمَّا رَآهُ أعجبه شكله وخلع عَلَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى أَبِيه وَتزَوج هُوَ بعد ذَلِك بنت الصَّالح صَاحب ماردين فَمَاتَ قبل دُخُوله بهَا وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ وَكَانَ مَوته بسيواس فِي شَوَّال سنة 748
1502 - الْحسن بن آقبغا بن إيلكان النوين الشَّيْخ حسن بك حَاكم(2/114)
الْعرَاق وَهُوَ وَالِد أويس وَكَانَ يُقَال لَهُ حسن الْكَبِير تمييزا لَهُ عَن حسن بن تمرتاش وَكَانَ حسن الْكَبِير زوج خاتون بَغْدَاد بنت الجوبان فَلم يزل بوسعيد إِلَى أَن طَلقهَا وَأَخذهَا مِنْهُ قهرا وأبعده فَلَمَّا مَاتَ بوسعيد عَاد فَملك بَغْدَاد وَأقَام بهَا وَجَرت لَهُ مَعَ التتار حروب كَثِيرَة وَمَعَ أَوْلَاد تمرتاش النَّصْر فِيهَا ثمَّ أَنه تزوج دلشاد بنت دمشق خواجا ابْن جوبان وَهِي ابْنة أخي امْرَأَته الأولى وَوَقع فِي ولَايَته على بَغْدَاد الغلاء المفرط حَتَّى بيع الْخبز بصنج الدَّرَاهِم ونزح النَّاس عَن بَغْدَاد وَقَامَ هُوَ بِالْملكِ أحسن قيام وَنشر الْعدْل إِلَى أَن تراجع النَّاس إِلَيْهَا وَلما كَانَ فِي سنة 749 توجه إِلَى تستر ليَأْخُذ من أَهلهَا قطيعة قررها عَلَيْهِم فَأَخذهَا وَعَاد فَوجدَ نوابه فِي بَغْدَاد قد وجدوا فِي رواق الغزر بِبَغْدَاد ثَلَاثَة قدور مثل قدور الهريسة طول كل جب مِنْهَا نَحْو ذراعين وَنصف وَالثَّلَاثَة مَمْلُوءَة ذَهَبا مصرياً وصوريا ويوسيفا وَفِي بعض سكَّة النَّاصِر الْبَغْدَادِيّ فَيُقَال جَاءَ وزن ذَلِك أَرْبَعِينَ قِنْطَارًا بالبغدادي وَمَات الشَّيْخ حسن فِي سنة 757(2/115)
1503 - الْحسن بن أبي بكر بن أَحْمد بن يُوسُف الفارقاني أَبُو مُحَمَّد ابْن الطباخ ولد سنة 680 وأسمع على الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْحُسَيْنِي وأرخ وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 761 وَيُقَال اسْمه حُسَيْن وَبِه جزم ابْن رَافع
1504 - الْحسن بن تمرتاش بن جوبان تَأمر بسيواس بعد قتل أَبِيه سنة 728 وَكَانَ داهية مَاكِرًا بعيد الْغَوْر وَكَانَ يتَمَنَّى أَن يدْخل الشَّام ويأخذها ويهاب تنكز فَلم يزل يعْمل الْحِيَل إِلَى أَن أرسل رَسُولا إِلَى النَّاصِر يُقَال لَهُ قَاضِي شيراز تَاج الدّين على لِسَان الشَّيْخ حسن أَن تنكز طلب الْحُضُور إِلَى عِنْدِي فاستوحش النَّاصِر من تنكز وَكَانَ سَبَب هَلَاكه فَلَمَّا بلغه ذَلِك فَرح وَأَرَادَ التَّوَجُّه إِلَى الشَّام فشغل عَنْهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 744 وَذَلِكَ أَنه كَانَ يهدد زَوجته فخبأت لَهُ خَمْسَة أنفس فَأصْبح مخنوقاً
1505 - الْحسن بن حبيب يَأْتِي فِي الْحسن بن عمر
1506 - الْحسن بن حُسَيْن بن أبي عَليّ بن جِبْرِيل بن مُحَمَّد بن غزال نبيه الدّين الْأنْصَارِيّ كَانَ من الْعُدُول وَله سَماع من ابْن المقير وَابْن رواج وَأَجَازَ لَهُ الشَّيْخ شهَاب الدّين السهروردي فِي رَمَضَان سنة 30 سنة(2/116)
مولده وَحدث وَمَات فِي شَوَّال سنة 707
1507 - الْحسن بن رَمَضَان بن حسن القرمي حسام الدّين اليافعي ولد فِي سنة 80 وتفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَاخْتصرَ الْمُحَرر وَولي قَضَاء صفد مُدَّة وَكَانَ فَقِيرا ثمَّ تمول وَنقل إِلَى قَضَاء طرابلس وَله بهَا حمام مليح عَجِيب الْبناء مَشْهُورَة ثمَّ عزل وَأقَام بِدِمَشْق وَولي تدريس الرِّبَاط الناصري وَعَكَفَ على الإشتغال وَسَمَاع الحَدِيث وَكَانَ حسن الْفَهم جيد الذِّهْن أثنى عَلَيْهِ ابو الْحسن ابْن أيبك وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ ذَا مهابة وَحُرْمَة وثروة وَهُوَ مولى بهادر مُحدث طرابلس وَمَات فِي طرابلس فِي ربيع الأول سنة 746
1508 - الْحسن بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بن زبان الطَّائِي الْحلَبِي بهاء الدّين أَبُو مُحَمَّد ذكره ابْن حبيب وَقَالَ ولي نظر الْجَيْش بحلب وَوَصفه بجميل السِّيرَة وَقَالَ أَنه أَقَامَ بِدِمَشْق مباشراً بعض الْوَظَائِف وَالْعُزْلَة فِي آخر عمره وَكتب عدَّة مصاحف وَمَات بهَا سنة 768(2/117)
1509 - الْحسن بن شرف التبريزي حسام الدّين نزيل ماردين أَخذ عَن خير الدّين خَلِيل بن الْعَلَاء البُخَارِيّ وشغل النَّاس بماردين وَأخذ عَنهُ الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة
1510 - الْحسن بن شرفشاه الْحُسَيْنِي الاستراباذي ركن الدّين عَالم الْموصل كَانَ من كبار تلامذة النصير الطوسي وَكَانَ مبجلاً عِنْد التتار وجيهاً متواضعاً حَلِيمًا يُقَال أَنه كَانَ يقوم لكل أحد حَتَّى للسقاء وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء وَله شرح الْمُخْتَصر والمقدمتين جَمِيع ذَلِك لِابْنِ الْحَاجِب وَشرح الْحَاوِي شرحين وَكَانَ يُقَال مَعَ ذَلِك إِنَّه كَانَ لَا يحفظ الْقُرْآن وَمَات سنة 715 وَله سَبْعُونَ سنة
1511 - لحسن بن عبد الله بن أبي بكر الْحلَبِي أَبُو عَليّ الْفَقِير سمع على الْكَمَال الضَّرِير وَحدث مَاتَ سنة 705 ذكره القطب(2/118)
1512 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْحسن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن مرام التَّيْمِيّ الأرمنتي ولد سنة 687 وَكَانَ فَاضلا لَهُ نظم متوسط فَمِنْهُ
(بكتك الثقتان الْحس وَالْخَبَر ... بأنك البغيتان السؤل والوطر)
(بفيك أَثْبَتَت الدَّعْوَى بِبَيِّنَة ... أَقَامَهَا الشَّاهِدَانِ الْعين والأثر) وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق تولى قَضَاء أرمنت وَمَات بقوص سنة 739
1513 - الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الأقفهسي سعد الدّين نَاظر الخزانة بِمصْر كَانَ ذَا مكانة وجلالة مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 715
1514 - الْحسن بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْبكْرِيّ أَبُو مُحَمَّد المراكشي ثمَّ الدِّمَشْقِي بدر الدّين ابْن النَّجْم سبط الشَّيْخ أبي شامة ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 660 وَكَانَ جندياً وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم مشيخته تَخْرِيج ابْن الظَّاهِرِيّ وَمن ابْن أبي الْيُسْر وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد الخرستاني وَعبد الله بن أَحْمد بن طعان وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي ثامن عشري ربيع الأول سنة 722(2/119)
1515 - الْحسن بن عبد الرَّحِيم بن يُوسُف بن عبد الْمُعْطِي بن مَنْصُور بن نجا ابْن مَنْصُور بن نجاء الغساني أَبُو مُحَمَّد الإسكندري الْمَعْرُوف بِابْن المخيلي ولد فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 638 وَسمع من أبي مُحَمَّد بن رواج الثَّانِي وَالثَّالِث من الثقفيات وَحدث سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع مِنْهُ ابْن المهندس وَعمر بن حبيب وَغَيرهمَا وَمَات فِي الْعَاشِر من رَجَب سنة 712
1516 - الْحسن بن عبد الرَّزَّاق بن عبد الله الْعَسْقَلَانِي أَبُو مُحَمَّد نزيل الْقَاهِرَة سمع من الْحَافِظ رشيد الدّين الْعَطَّار والنجيب عبد اللَّطِيف وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي تَاسِع الْمحرم سنة 719 نقلته من خطّ شَيخنَا الْمُؤلف مِمَّا زَاده فِي تَارِيخ مصر للمقريزي وَمَا تحرف وَللَّه الْحَمد
1517 - الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن رَجَب الْحَمَوِيّ ولد فِي ربيع الآخر سنة 55 بحماة وَحفظ الْقُرْآن وخدم الشَّيْخ يُوسُف بن المهتار بِدِمَشْق وَتزَوج بنته وَسمع من الْفَخر وَجَمَاعَة وَحدث ولحقه فِي آخر عمره زَمَانه فَانْقَطع بعلو مَسْجِد الرَّأْس وَكَانَ إِمَامًا بِهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي سَابِع عشرى الْمحرم سنة 737
1518 - الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن عبد الْكَرِيم بن أبي طَالب بن عبد الله ابْن سيدهم ابْن عَليّ اللَّخْمِيّ القَاضِي بدر الدّين ابْن عبد الْعَزِيز ولد فِي شهر رَمَضَان سنة 707 بالإسكندرية وَسمع من ابْن مخلوف الْمُحدث الْفَاصِل(2/120)
وَمن مُحَمَّد بن عبد الحميد بن الصَّواف التَّوَكُّل لإبن أبي الدُّنْيَا وَكَانَ يذكر أَنه سمع من الْجلَال السفاقسي الْمُوَطَّأ رِوَايَة يحيى بن يحيى اللَّيْثِيّ وأسمع عَليّ أبي الْعَبَّاس الحجار وَالشَّيْخ أبي عبد الله بن الْحَاج وجمال الدّين الزرعي وَجَمَاعَة وَكَانَ جوادا وَحدث بالكثير فِي مجاوراته بِمَكَّة سمع مِنْهُ ابْن أَخِيه عبد الْكَرِيم بن أَحْمد وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة وَجَمَاعَة وَكَانَ محباً فِي الْفُقَرَاء وَطلب الْعلم كثير الْعَطاء بتدين وَينْفق وَقدر الله أَنه تزوج امْرَأَة موسرة فَمَاتَتْ مَعَه عَن قرب فورث مِنْهَا مَا كَانَ قدر وَفَاء دينه وَأكْثر فَإِنَّهُ مَاتَ بعد مَوتهَا بِقَلِيل وَقَامَ ابْن أَخِيه القَاضِي كريم الدّين فِي وَفَاء دينه حَتَّى أوفاه من الْقدر الَّذِي خصّه من زَوجته الْمَذْكُورَة وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الأولى سنة 774
1519 - الْحسن بن عبد الْكَرِيم بن عبد السَّلَام بن فتح الغماري المغربي نزيل الْقَاهِرَة بَقِيَّة المسندين الْمَالِكِي سبط زِيَادَة ولد سنة 617 وتلا على أَصْحَاب أبي الْجُود وَسمع من عِيسَى بن عبد الْعَزِيز جملَة وَكَانَ آخر من حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَكَانَ عِنْده عَنهُ التَّيْسِير والتذكرة والعنوان(2/121)
والمحدث الْفَاصِل والناسخ والمنسوخ لأبي دَاوُد وَغير ذَلِك وَسمع الشاطبيتين من الْقُرْطُبِيّ تلميذ الشاطبي قَالَ الذَّهَبِيّ تفرد بمروياته وَكَانَ حسنا كاسمه خيرا متواضعاً طيب الْأَخْلَاق وَأخذ عَنهُ الْكِبَار مثل أبي حَيَّان وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي والذهبي والسبكي وَغَيرهم وَكَانَ متواضعاً حسن الْخلق تفرد بِكَثِير من مروياته وشيوخه وَمَات فِي شَوَّال سنة 712
1520 - الْحسن بن عبد الْمُؤمن الموحدي يَأْتِي فِي الْحُسَيْن
1521 - الْحسن بن عبد الْوَاحِد بن زَكَرِيَّا الْموصِلِي ثمَّ الْمَقْدِسِي أَبُو مُحَمَّد بدر الدّين سمع من القَاضِي بدر الدّين ابْن جمَاعَة صَحِيح البُخَارِيّ كَامِلا وَمن ابْن الشّحْنَة بعضه وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة والجنيد ابْن أَحْمد البلياني نزيل شيراز فِي حجَّته سنة 69 وَمَات فِي ...(2/122)
1522 - الْحسن بن عبود مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 708 بِمصْر أرخه البرزالي وَهُوَ أَخُو الشَّيْخ نجم الدّين ابْن عبود
1523 - الْحسن بن عدنان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عدنان الْحُسَيْنِي زين الدّين ابْن شرف الدّين ولى نقابة الاشراف فِي سنة 47 وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 769 أَو سنة 770
1524 - الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن ابراهيم الوَاسِطِيّ عز الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد بِبَغْدَاد سنة 54 وَنَشَأ بواسط وَقَرَأَ القراآت وَقدم مصر سنة 91 فَسمع على الدمياطي وَابْن الظَّاهِرِيّ والابرقوهي وَسمع من جمال الدّين ابْن النَّقِيب بعض تَفْسِيره الْكَبِير وَصَحب شمس الدّين الرِّفَاعِي وانتفع بِهِ وَحج مَرَّات وناب فِي الْإِمَامَة بِالْمَسْجِدِ النَّبَوِيّ وَمَات فِي شعْبَان سنة 741 أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله بن مَرْزُوق وَأثْنى عَلَيْهِ وَذكر أَنه جمع فِي مناقبه جُزْءا
1525 - الْحسن بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف القونوي الأَصْل بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْعَلامَة عَلَاء الدّين ولد سنة 721 بِالْقَاهِرَةِ وأحضر عَليّ يُونُس الدبوسي مسموعه من القناعة وَهُوَ فِي الرَّابِعَة وَمن ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وجزء الأمالي لِابْنِ عَفَّان واشتغل كثيرا وَأخذ عَن أَبِيه وَغَيره وَله اخْتِصَار الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة للماوردي وأجاد فِيهِ ودرس وأمنتى وَولى مشيخة سعيد السُّعَدَاء وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَغَيره وَمَات بِالْقَاهِرَةِ سنة 776 فِي شعْبَان(2/123)
1526 - الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن يُونُس بن يُوسُف الدِّمَشْقِي القلانسي أَبُو عَليّ بن الْخلال ولد فِي صفر سنة 629 وَسمع من ابْن اللتي وَابْن المقير ومكرم وَابْن الشِّيرَازِيّ وجعفر وكريمة وَسَالم بن صصري وَغَيرهم وَأكْثر جدا بِحَيْثُ أَنه حدث عشْرين سنة وَلما مَاتَ كثر التأسف عَلَيْهِ لما فَاتَ من مسموعاته وَكَانَ أَيْضا أحضر على مُحَمَّد بن غَسَّان والإربلي وَأَجَازَ لَهُ ابْن روزبه والسهروردي وَأَبُو الْوَفَاء ابْن مَنْدَه وَكَانَ ذَلِك كُله بعناية خَاله الْمُحدث ابْن الْجَوْهَرِي وَكَانَ دينا وقوراً حسن السمت ريض الْخلق محباً للرواية وَكَانَ يخرج أَمينا إِلَى الْقرى وَله فهم وَعِنْده فَضِيلَة أَكْثرُوا عَنهُ وَمَات فِي ربيع الأول سنة 702
1527 - الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة الْحلَبِي نقيب الْأَشْرَاف بحلب أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَمَات سنة 711 وَقد جَاوز السّبْعين وَهُوَ أَخُو حَمْزَة وَالِد عَلَاء الدّين الْآتِي ذكره
1528 - الْحسن بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ العباسي عز الدّين ابْن الْبناء الْحلَبِي نزيل حلب الشَّاعِر كَانَ فَاضلا بارعاً جميل المحاضرة حسن النّظم والإنشاد وَمَات سنة 765 عَن نَحْو سبعين سنة وَهُوَ الْقَائِل(2/124)
(شاهداها ثمَّ اعذراني فعيناها ... لدعوى محبها شاهداها)
(ورداها من دمع عَيْني فكم بل ... لجارية يَوْم بَانَتْ رداها)
1529 - الْحسن بن عَليّ بن حمد بن حميد بن ابراهيم بن شنار بِفَتْح الْمُعْجَمَة بعْدهَا نون خَفِيفَة بدر الدّين الْغَزِّي الزغاري ولد سنة 706 وتعاني النّظم فبرع فِيهِ وَله رِسَالَة سَمَّاهَا قريض القرين تشْتَمل على نظم ونثر عَارض بهَا ابْن شَهِيد فِي رِسَالَة النوابغ والروائع وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء بِدِمَشْق وَذكره الشهَاب ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر فَبَالغ فِي اطرائه وَوَصفه وانتخب من ديوانه نَحْو أَرْبَعَة كراريس وَمِمَّا أنْشد لَهُ مضمنا
(وَفِي سامرى مربى فِي عِمَامَة ... قد اكْتسبت من وجنتيه احمرارها)
(موردة دارت بِوَجْه كَأَنَّهُ ... تنَاولهَا من خَدّه فأدارها)(2/125)
وَله
(قَالَت وَقد أنْكرت سقامي ... لم أر ذَا السقم يَوْم بَيْنك)
(لَكِن أصابتك عين غَيْرِي ... فَقلت لَا عين بعد عَيْنك) أنشدنا على بن أيبك الأديب أجَازه أَنا الْحسن الْغَزِّي بالبيتين وَغَيرهمَا وَولى نظر قمامة مُدَّة وَمن شعره
(ثغر من قد هويته يهدي ... فِي ظلام الدجنة الحالك)
(بِالثُّرَيَّا شبهته ظلما ... والثريا أقل من ذَلِك) وَله
(أعجب مَا فِي مجْلِس اللَّهْو جرى ... من أدمع الراووق لما انسكبت)
(لم تزل البطة فِي قهقهة ... مَا بَيْننَا تضحك حَتَّى انقلبت)(2/126)
وَله مضمناً
(وصفراء حَال المزج يصْبغ ضوءها ... أكف الندامى وَهُوَ فِي الْحَال ناصل)
(وتهفو بألباب الرِّجَال لِأَنَّهَا ... دويهية تصفر مِنْهَا الأنامل) وَله
(يَا صاحبا مَا زَالَ من إنعامه ... لبنان رَاحَته المؤمل راف)
(قد قطعت فرجيتي حَتَّى لقد ... ظهر القطوع بهَا على أكتافي) وَقَالَ فِي مليح طلع على فَمه حب
(يَا فَم المعشوق سُبْحَانَ ... الَّذِي زادك زينا)
(قد تحليت بدر ... فتحببت إِلَيْنَا) وَقَالَ
(وأهيف كالغصن المرنح شاقني ... فطار إِلَيْهِ الْقلب من فرط شوقه)
(رأى الْبَدْر يَحْكِي وَجهه وَهُوَ سَافر ... فكلفه من جوره فَوق طوقه)(2/127)
وَكَانَ بَينه وَبَين جمال الدّين ابْن نباتة منافرة شَدِيدَة وَله فِيهَا هجاء وَاتفقَ أَنه قَرَأَ على ابْن نباتة قِطْعَة من نظمه ونثره فَكتب لَهُ الْحَمد لله حاشي من فَخر وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على مُحَمَّد مَا نبح الْكَلْب من ضوء الْقَمَر وَاسْتمرّ فِي مثل ذَلِك وَهِي من عجائب مَا أنشأه ابْن نباتة وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 753
1530 - الْحسن بن عَليّ بن سرُور بن سُلَيْمَان الشَّيْخ بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد النشاوي ابْن خطيب الحديثة ولد سنة 736 واشتغل فِي صباه وَحصل وتميز ثمَّ ترك وَأَقْبل على الْعِبَادَة وَكَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا وَيقوم اللَّيْل دَائِما ويتحرى وَسطه وَيكثر التِّلَاوَة وَالذكر وَكَانَ حسن الشكل نير الْوَجْه يبسط من يحادثه فَإِذا خلا وَحده فَمَا هُوَ إِلَّا الذّكر وَالصَّلَاة والتلاوة ومطالعة كتب الْفُقَرَاء والزهد وَكَانَ قوي الْفَهم جيد الْبَحْث حسن المسائلة والأجوبة قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجي لم يكن فِي الْفُقَهَاء أعبد مِنْهُ مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَانمِائَة
1531 - الْحسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الصرخدي الْخَطِيب مَاتَ فِي رَجَب سنة 701 بِالْقَاهِرَةِ(2/128)
1532 - الْحسن بن عَليّ بن سنجر المسكي ثمَّ الْمدنِي عز الدّين الْوَزير وزر لطفيل بن مَنْصُور بن جماز أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَكَانَ عَاقِلا حسن السياسة كثير الْمُوَالَاة للمجاورين مَاتَ سنة 748
1533 - الْحسن بن عَليّ بن شُجَاع شرف الدّين أَبُو مُحَمَّد بن الْكَمَال الضَّرِير قَرَأَ على ابْن فَارس وَأَجَازَهُ وَسمع من يُوسُف الساوي والمرجا ابْن شقيرة وَغَيرهم وَمَات فِي شَوَّال سنة 709 وَله ثَلَاث وَسَبْعُونَ سنة ولد فِي ربيع الأول سنة 636 بِالْقَاهِرَةِ
1534 - الْحسن بن عَليّ بن عمر الإسنائي بدر الدّين وَالِد الشَّيْخ جمال الدّين ولد قبل السِّتين واشتغل على الشَّيْخ بهاء الدّين القفطي وَكَانَت لَهُ أَرض لَطِيفَة يتقنع بهَا هُوَ وَعِيَاله وَلم يزل ملازماً لمنزله قانعاً منجمعاً عَن النَّاس إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 718
1535 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عدنان بن شُجَاع الحمداني بدر الدّين(2/129)
الْمُحدث الدِّمَشْقِي كَاتب الْمَنْسُوب كَانَ شَيْخه ابْن النصيص يقدمهُ على جَمِيع تلامذته واشتهر هُوَ بعده بِحسن التَّعْلِيم وَكَانَ الأوحد يَصْحَبهُ فَتكلم لَهُ مَعَ الأفرم أَن يدْخلهُ ديوَان الْإِنْشَاء فرسم بذلك فَامْتنعَ هُوَ من ذَلِك فَقَالَ أَكثر مَا يرتب لي فِي كل يَوْم خَمْسَة دَرَاهِم وَلَا تجلسوني فَوق أحد من بني فضل الله وَلَا بني القلانسي وَلَا بني غَانِم فَأَكُون دون الْكل مَعَ ازدرائهم بِي حَيْثُ يَقُول قَائِلهمْ كَأَنِّي فَقِيه كتاب يُرِيد يقْعد فَوق أكبر مِنْهُ وَإِذا جَاءَ سفر مَا يخرجُون غَيْرِي إِلَى غير ذَلِك من الإهانة وشغل الْوَقْت وَأَنا فِي التَّعْلِيم يحصل لي كل يَوْم الثَّلَاثُونَ وَأكْثر وَأَنا كَبِير هَذِه الصِّنَاعَة وأتحكم فِي أَوْلَاد الأكابر والرؤساء ثمَّ نظم فِي ذَلِك
(لائمي فِي صناعتي مستخفاً ... بِي إِذْ كنت للعلا مُسْتَحقّا)
(مَا غزال يقبل الْكَفّ مني ... بعد بَرى وَلم يضع لي حَقًا)
(مثل قيس أبوس مِنْهُ يدا قد ... صفرت من ندى لأسأل رزقا)
(فيولي عني ويلوي عَن رد ... سلامي ويزدريني حَقًا)
(فاقتصد وَاقْتصر عَلَيْهَا فَمَا عِنْد ... اله السَّمَاء خير وَأبقى)(2/130)
وَمن نظمه وَهُوَ وسط
(وَقد عنفوني فِي هَوَاهُ بقَوْلهمْ ... ستطلع مِنْهُ الذقن فاقصر عَن الْحزن)
(فَقلت لَهُم كفوا فَإِنِّي وَاقع ... وحقكم بالوجد فِيهِ إِلَى الذقن) وَله تخميس لامية الْعَجم وَكَانَ أَمينا على الْأَوْلَاد وَمَات فِي رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 734
1536 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن الْعِمَاد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حَامِد بن مُحَمَّد ابْن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله بن الُّه الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل عز الدّين ابْن شرف الدّين ابْن عز الدّين ابْن الْعِمَاد الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو عَليّ ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 53 وَقَالَ ابْن رَافع بعد أَن جزم بِالْأولِ تبعا للبرزالي رَأَيْت بِخَط ثِقَة عَنهُ إِنَّه قَالَ مولدِي سنة 55 انْتهى وخدم بِالْكِتَابَةِ وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَولي عمالة الخزانة ثمَّ استيفاءها وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَله سَماع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن الخرستاني والزين خَالِد وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهم وشيوخه بِالسَّمَاعِ نَحْو الْخمسين وَأَجَازَ لَهُ الصَّدْر الْبكْرِيّ وابراهيم بن خَلِيل وَأَبُو طَالب ابْن السروري فِي آخَرين وَخرج(2/131)
لَهُ البرزالي مشيخة بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة فِي جزءين وَأُخْرَى تشْتَمل على عوالية لَطِيفَة وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ رجل حسن لَهُ معرفَة بِكِتَابَة الدِّيوَان خدم فِي عدَّة جِهَات وَفِيه مَكَارِم ومحبة للخير وَأَهله وَله صَدَقَة وبر وجاور بِمَكَّة سنة قَالَ وَقد طلب الحَدِيث مُدَّة وَكتب يَسِيرا من الْأَجْزَاء وَمَات فِي تَاسِع شَوَّال سنة 727 وَأوصى أَن يفرق على من حضر جنَازَته حلوى صابونية على برزق فَفعل ذَلِك وَأكل مِنْهَا الْأَغْنِيَاء والفقراء
1537 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُسلم بن عمر بن أبي بكر الْمُؤَذّن العوقي الصَّالِحِي الكتاني بِالْمُثَنَّاةِ الْمُؤَذّن بالجامع المظفري ولد فِي أول سنة 13 وَقيل سنة 14 وَسمع من مَنْصُور بن سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مَحْبُوب وَمن أبي الْعَبَّاس الحجار وَسمع من مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم الْمُحدث الْفَاصِل وَمن جمَاعَة غَيرهم وَحدث بِالْإِجَازَةِ عَن الدشتي وَإِبْرَاهِيم بن الشِّيرَازِيّ وَغَيرهمَا من الشَّام وَأَجَازَ لَهُ من مصر إِسْمَاعِيل بن الْمعلم ومُوسَى بن عَليّ بن أبي طَالب وَعلي بن عبد الْعَظِيم الرسى وَعمر بن عبد الْعَزِيز بن رَشِيق وَغَيرهم وَمن(2/132)
بَيت الْمُقَدّس زَيْنَب بنت أَحْمد بن عمر بن شكر وَحدث وَمَات فِي الْمحرم أَو صفر سنة 788 سمع مِنْهُ مُحدث حلب الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي
1538 - الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي أَبُو عَليّ الْحَنْبَلِيّ الصُّوفِي النَّقِيب بالسميساطية سمع من الْعِزّ الفاروثي عوارف المعارف أَنا المُصَنّف وَسمع بِمصْر من النشاوي والواني والختني وَحسن الْكرْدِي وبالشام من زَيْنَب بنت شكر وست الوزراء وببعلبك وحماة وحلب والإسكندرية ودمياط وَغَيرهَا وَأكْثر من الْمَشَايِخ جدا حَتَّى خرج لَهُ شمس الدّين ابْن سعد مشيخة عَن ألف شيخ قَالَ ابْن رَافع وَكَانَ خيرا صَالحا مَحْبُوب الصُّورَة محباً للسماع لَهُ وجاهة مَاتَ فِي شَوَّال سنة 751 وَله سبع وَثَمَانُونَ سنة وَأشهر وَلم يحصل لَهُ سَماع على قدر سنه قَالَ ابْن رَافع سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثامن عشر رَجَب سنة 667 بِبَغْدَاد
1539 - الْحسن بن عَليّ بن مَحْمُود الأيوبي بدر الدّين أَخُو الْملك الْمُؤَيد(2/133)
إِسْمَاعِيل وَكَانَ الأسن لَكِن النَّاصِر قدم إِسْمَاعِيل قَالَ ابْن حبيب سعى فِي سلطنة حماة جهده فَمَا أَفَادَهُ ذَلِك عِنْد النَّاصِر وَكَانَ لبدر الدّين أقطاع كَبِير ونعمة جليلة وَمَات بهَا فِي سنة 726
1540 - الْحسن بن عَليّ بن مَسْعُود بن حُسَيْن التكريتي المنعوت بالنظام قَالَ ابْن رَافع فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد كَانَ اسْمه حُسَيْنًا ثمَّ اشْتهر بِحسن وَكَانَ أَهله ببخارا فَلَمَّا كثرت المصادرات بالموصل تحول بحلب وَكَانَ يُقيم بمقصورة الحلبيين مُدَّة وَحفظ التَّنْبِيه وَمَات فِي رَمَضَان سنة 727
1541 - الْحسن بن عَليّ بن مَسْعُود بن أبي الطّيب الْحِمصِي ابْن الصَّائِغ بدر الدّين مدرس الصارمية ومستوفي الْأَوْقَاف مَاتَ فِي سَابِع عشر ذِي الْقعدَة سنة 771
1542 - الْحسن بن عَليّ الأسواني أَخُو الشَّيْخ نجم الدّين حُسَيْن كَانَ فَقِيها فَاضلا جاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة نَحْو الْعشْرين سنة وَأم فِي الْمِحْرَاب الشريف وشغل النَّاس بالفقه إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 724 بهَا
1543 - الْحسن بن عمر بن الْحسن بن حبيب بن عمر بن شويخ بن عمر بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد أَبُو طَاهِر الدِّمَشْقِي الْأَصْلِيّ الْحلَبِي كَانَ أَبوهُ محتسباً بحلب وَله عمل كثير فِي الحَدِيث وَولد الْحسن سنة عشر وَسَبْعمائة(2/134)
وَنَشَأ محباً فِي الْآدَاب وَأخذ عَن ابْن نباتة وَغَيره وَله نسيم الصِّبَا يشْتَمل على أدب كثير وَاسْتعْمل مَقَاصِد الشِّفَاء لعياض وَسَماهُ أَسْنَى المطالب فِي أشرف المناقب فسبكها سجعاً سَمعه مِنْهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وصنف درة الأسلاك فِي دولة الأتراك سجع كُله يدل على اطلَاع زَائِد واقتدار على النّظم والنثر لكنه لَيْسَ فِي الطَّبَقَة الْعليا مِنْهُمَا وَهُوَ الْقَائِل
(ألحاظه شهِدت بِأَن ظَالِم ... وَأَتَتْ بِخَط عذاره تذكارا)
(يَا حَاكم الْحبّ اتئد فِي قصتي ... فالخط زور وَالشُّهُود سكارا) وَكَانَ مولده فِي شعْبَان سنة 10 وأحضر فِي عَاشر شهر على إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَعبد الرَّحْمَن أَوْلَاد صَالح ابْن العجمي عشرَة الْحداد بسماعهم على يُوسُف بن خَلِيل وعَلى بيبرس العديمي المصافحة وَغَيرهَا ثمَّ سمع من ابراهيم بن صَالح وَمن وَالِده عمر وَمن فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين وَسمع بِالْقَاهِرَةِ ومصر والإسكندرية وَكَانَ فَاضلا(2/135)
كيساً صَحِيح النَّقْل حدث عَنهُ ابْن عشائر وَابْن ظهيرة وسبط ابْن العجمي ومحب الدّين ابْن الشّحْنَة وعلاء الدّين ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ فِي تَرْجَمته هُوَ أول شيخ سَمِعت عَلَيْهِ الحَدِيث وَأَجَازَ لي قلت اسْمَع عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الْخَامِسَة وَأَظنهُ آخر الروَاة عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَكَانَ يُوقع عَن الْقُضَاة وَانْقطع فِي آخر عمره بمنزله وَله تذكرة النبيه فِي أَيَّام الْمَنْصُور وبنيه وَجرى فِيهِ آخر طَريقَة درة الأسلاك وباشر نِيَابَة الْقَضَاء ونيابة كِتَابَة السِّرّ وَكَانَ أَخذ عَن فَخر الدّين بن خطيب جبرين فِي الْفِقْه وقرأت بِخَط مُحَمَّد ابْن يحيى بن سعد فِيمَن كَانَ حَيا بحلب من الشُّيُوخ سنة 758 حسن بن عمر بن حبيب مُقيم بطرابلس حِينَئِذٍ وأحضر عَليّ بيبرس جُزْء البانياسي قلت والمصافحة للبرقاني وجزء هِلَال الحفار وَهُوَ يَوْمئِذٍ فِي الرَّابِعَة وَسمع من أبي المكارم النصيبي عوالي سعيد ابْن مَنْصُور وَمن بني العجمي عبد الرَّحْمَن وَعبد الرَّحِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِبْرَاهِيم(2/136)
وَمن اسحاق النّحاس ونخوة بنت النصيبي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من مصر الرشيد بن الْمعلم وَالْحسن الْكرْدِي ومُوسَى بن عَليّ وَزَيْنَب بنت شكر وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 779 وأنجب وَلَده طَاهِرا وَقد ذيل عَليّ تصنيف أَبِيه درة الأسلاك فِي دولة الأتراك وَتَأَخر إِلَى بعد الْقرن بسنوات
1544 - حسن بن عمر بن حمود بن محسن البعلبكي روى عَن التَّاج عبد الْخَالِق بن عبد السَّلَام وَمَات فِي شعْبَان سنة 743
1545 - حسن بن عمر بن عِيسَى بن خَلِيل بن ابراهيم الْكرْدِي أَبُو عَليّ نزيل الجيزة بِمصْر ولد هُوَ سنة 630 تَقْرِيبًا بِدِمَشْق وَكَانَ أَبوهُ قيمًا بتربة أم الصَّالح وفراشاً بهَا فَأحْضرهُ عَليّ ابْن اللتي مسندي الدَّارمِيّ وَعبد وجزئي أبي الجهم وَالْمِائَة السريجية وَالْأول من ابْن السماك وَالْأول من مشيخة الْفَسَوِي وَالثَّانِي من الثَّانِي من حَدِيث المخلص ومسند عمر للنجاد ومجلس الْحرفِي وَأَرْبَعين الطَّائِي وَغير ذَلِك وَسمع من مكرم الْمُوَطَّأ وجزء الفلكي وَعَلِيهِ وعَلى الْحسن بن سَالم بن سَلام جُزْءا فِيهِ التَّفْسِير عَن مَالك وَمن السخاوي نُسْخَة فليج والبلدانية وتلا عَلَيْهِ ختمة(2/137)
ثمَّ انْتقل إِلَى مصر فسكن الجيزة يَبِيع الْوَرق فِي حَانُوت على بَاب الْجَامِع وَيُؤذن بالمعزية وَكَانَ بِيَدِهِ ثَبت فعثروا عَلَيْهِ فِي سنة 712 وفرحوا بِهِ وتزاحموا عَلَيْهِ وَحدث بالكثير ثمَّ حصل لَهُ فِي سَمعه ثقل فشق عَلَيْهِ الأسماع حَتَّى أَن السُّبْكِيّ لقنه الْجُزْء الأول من حَدِيث ابْن السماك فِي سِتَّة مجَالِس قَالَ ابْن رَافع عَن السُّبْكِيّ أَخْبرنِي الْمَذْكُور أَنه قَرَأَ على أبي الْحسن السخاوي ثَلَاث ختمات للدوري والسوسي وَالثَّالِثَة جَامِعَة بَينهمَا وَأَن مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة 29 بتربة أم الصَّالح بِدِمَشْق وَأَن وَالِده كَانَ فراشا بهَا وَمَات فِي ثَالِث شهر ربيع الآخر سنة 720 بالجيزة وَهُوَ آخر من حدث بِمصْر عَن الشُّيُوخ الْمَذْكُورين إِلَّا ابْن اللتي قَالَ ابْن رَافع فِي الْجُزْء الَّذِي كتبه فِي شُيُوخ مصر سنة عشْرين هُوَ بَقِيَّة المسندين والمكثرين ببلاده وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ السَّبَب فِي ظُهُوره أَن وَالِدي حكى أَنه فِي حُدُود التسعين سَأَلَ عَنهُ بعض الطّلبَة يَعْنِي لما وقف على اسْمه فِي الطباق فَقيل لَهُم أَنه مُؤذن بالمعزية بِمصْر فطلبوه مِنْهَا فَقيل بالجيزة فسألوا عَنهُ بهَا فَقيل سَافر فتوجهوا نَحوه فَلم يقعوا بِهِ إِلَى أَن كَانَ فِي سنة 713 فَقيل لَهُم أَنه مُؤذن بالمعزية قَالَ فتوجهوا إِلَيْهِ وَأَنا مَعَ وَالِدي فَقيل توجه إِلَى الجيزة فتوجهوا إِلَيْهِ فَقَرَأَ وَالِدي عَلَيْهِ شَيْئا وَدلّ عَلَيْهِ الْمُحدثين فتكاثروا عَلَيْهِ
1546 - حسن بن قَاسم بن عبد الله بن عَليّ الْمرَادِي المراكشي الإِمَام الْعَالم(2/138)
النحرير بدر الدّين الْمَالِكِي الشهير بِابْن أم قَاسم لإمرأة تبنته تدعى أم قَاسم كَانَت من بَيت السُّلْطَان كَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة شرح ألفية ابْن مَالك والتسهيل وَغَيرهمَا وصنف كتابا فِي مَعَاني الْحُرُوف نظماً وَشَرحه وَرَأَيْت بِخَط الْعَلامَة شهَاب الدّين الأبذي مَا صورته قَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن حيدرة الْأنْصَارِيّ مُعَرفا للشَّيْخ الْمرَادِي أَنه شرح الجزولية والكافية الشافية والتسهيل والفصول لِابْنِ معط والحاجبية النحوية والعروضية والشاطبية وَكَانَ عَارِفًا بالفقه الْمَالِكِي وَالْأُصُول وَله كرامات كَثِيرَة مِنْهَا أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم فَقَالَ لَهُ يَا حسن اجْلِسْ انفع النَّاس بمَكَان الْمِحْرَاب بِجَامِع مصر الْعَتِيق بجوار الْمُصحف انْتهى وَقد ذكره الْعَفِيف المطري فِي ذيل طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ الْمصْرِيّ المولد الأسفي المحتد النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْفَقِيه البارع بدر الدّين الْمَعْرُوف بِابْن أم قَاسم وَهِي جدته أم أَبِيه وَاسْمهَا زهراء وَكَانَت أول مَا جَاءَت من الغرب عرفت بالشيخة وَكَانَت شهرته تَابِعَة لشهرتها وَقَالَ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي عبد الله الطنجي والسراج الدمنهوري وَأبي زَكَرِيَّا الغماري وَأبي حَيَّان وَالْفِقْه عَن الشّرف المغيلي وَالْأُصُول عَن الشَّيْخ شمس الدّين ابْن اللبان(2/139)
وأتقن الْعَرَبيَّة والقراآت على الْمجد إِسْمَاعِيل الشستري وصنف وتفنن وأجاد وَذكر من مصنفاته غير مَا تقدم شرح الْمفصل وسمى كِتَابه فِي حُرُوف الْمعَانِي بالجني الداني وَذكر أَن وَفَاته يَوْم عيد الْفطر سنة 749 انْتهى وَقد رَأَيْت بخطى وَلَا أَدْرِي من أَيْن نقلته وَكَانَت وَفَاته سنة 755 فَالله أعلم
1547 - حسن بن أبي الْقَاسِم بن حسن بن أبي الْقَاسِم بن حسن بن هبة الله الْبَغْدَادِيّ ثمَّ الْحلَبِي أَبُو عَليّ الْوَاعِظ الْمُؤَدب سمع من أبي المكارم النصيبي الشَّمَائِل وَمَات فِي ربيع الأول سنة 731 وَكَانَ مولده سنة 653
1548 - حسن بن أبي الْمجد بن عَليّ بن أبي الْمجد الْآدَمِيّ الْحَمَوِيّ أَبُو عَليّ سمع من أَحْمد بن إِدْرِيس بن مزيز الْحَمَوِيّ المسلسل بالأولية وجزء البيتوتة وَسمع مِنْهُ الْبُرْهَان الْحلَبِي وَأَبُو حَامِد بن ظهيرة
1549 - حسن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِسْمَاعِيل بن جوسلين البعلبكي عَامل وقف الْجَامِع ولد سنة 662 وَسمع سنَن ابْن ماجة من جده سنة 679 وَسمع من الْمُسلم بن عَلان وَحدث وَمَات سنة 744
1550 - حسن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مَنْصُور بن أَحْمد التَّاجِر بدر الدّين بن الطَّحَّان سمع من ابْن النشبي والكمال ابْن عبد وَغَيرهمَا وَحدث وَكَانَ(2/140)
أَصله من شيراز وَسكن دمشق وَكَانَ عِنْده عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ ابْن النشبي كتاب الْعلم لأبي خَيْثَمَة لَكِن اسْمه فِي الطَّبَقَة حُسَيْن وَيُقَال أَن الْكَاتِب غلط وَعِنْده عَنهُ أَيْضا الثَّانِي وَالثَّالِث من فَضَائِل رَمَضَان لعبد الْعَزِيز الْكِتَابِيّ قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه رجل صَالح متدين انْقَطع عَن التِّجَارَة ولازم الْعِبَادَة وَالْجَمَاعَة ومجالس الحَدِيث وَقَالَ ابْن رَافع عمل ميعاداً بالجامع ووقف عَلَيْهِ كتبا وَكَانَ مولده فِي رَجَب سنة 664 وَمَات فِي سادس عشري رَمَضَان سنة 747
1551 - حسن بن مُحَمَّد بن أبي بكر السكاكيني كَانَ أَبوهُ فَاضلا فِي عدَّة عُلُوم متشيعا من غير سبّ وَلَا غلو وَسَتَأْتِي تَرْجَمته فَنَشَأَ وَلَده هَذَا غالياً فِي الرَّفْض فَثَبت عَلَيْهِ ذَلِك عِنْد القَاضِي شرف الدّين الْمَالِكِي بِدِمَشْق وَثَبت عَلَيْهِ أَنه أكفر الشَّيْخَيْنِ وَقذف ابنتيهما وَنسب جِبْرِيل إِلَى الْغَلَط فِي الرسَالَة إِلَى غير ذَلِك فَحكم بزندقته وبضرب عُنُقه فَضربت بسوق الْخَلِيل حادي عشر جُمَادَى الأولى سنة 744
1552 - الْحسن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الْكَرِيم بن أبي سعد قوام الدّين ابْن الطراح الشَّيْبَانِيّ الصاحب ولد فِي ربيع الأول سنة 655 وَكَانَ لَهُ(2/141)
أَخ اسْمه فَخر الدّين المظفر لَهُ وجاهة عِنْد التتار وَكَانَ يَنُوب عَن السلطنة فِي بعض الْعرَاق وراسله الْأَشْرَف خَلِيل وَأرْسل لَهُ توقيعاً وخاتماً وعلماً وتقرر الْحَال أَنه إِذا دخل السُّلْطَان أَرض الْعرَاق يقدم عَلَيْهِ لحينه فَلم يتَّفق للأشرف دُخُول الْعرَاق ثمَّ قدم قوام الدّين فِي أَيَّام سلار والجاشنكير وَحضر مَعَه التوقيع وَالْعلم والخاتم فَأكْرم مورده وَقرر لَهُ عَليّ الصَّالح بِدِمَشْق راتب ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَذكر أَبُو حَيَّان أَنه اجْتمع بِهِ وَأخْبرهُ أَنه أول من تشيع من أهل بَيتهمْ قَالَ وَلم يكن غالياً فِي ذَلِك وَكَانَ ظريفاً كريم الْعشْرَة وَله معرفَة بالنحو واللغة والنجوم والحساب وَالْأَدب وَمن نظمه
(غَدِير دمعي فِي الخد يطرد ... ونار وجدي فِي الْقلب تتقد)
(ومهجتي فِي هَوَاك أتلفهَا الشوق ... وقلبي أودى بِهِ الكمد)
(وَعدك لَا يَنْقَضِي لَهُ أمد ... وَلَا لِليْل المطال مِنْك غَد) وَلما طرق غازان الشَّام رَجَعَ مَعَه إِلَى الْعرَاق وَكَانَت وَفَاته بهَا فِي الْمحرم سنة 720
1553 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة الْحُسَيْنِي(2/142)
الْحلَبِي شمس الدّين ابْن بدر الدّين نقيب الْأَشْرَاف بحلب وَكَانَ أَمِير طبلخاناة ثمَّ عزل وَمَات فِي سنة 766 أرخه ابْن حبيب وَسَيَأْتِي ذكر جده
1554 - الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْحسن بن ابراهيم بن الخليلي الْمصْرِيّ الشَّيْخ الْأَصِيل ... الدّين ابْن نظام الدّين سمع من الرضى ابْن الْبُرْهَان وَحدث وَهُوَ من بَيت رئاسة وَعلم مَاتَ فِي 8 الْمحرم سنة 720
1555 - الْحسن بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر بدر الدّين ابْن عز الدّين ابْن التقي سُلَيْمَان ولد فِي حُدُود سنة عشر وَسمع من جده والمطعم وَابْن سعد وَحدث وناب فِي الحكم لِابْنِ عَم أبي جده القَاضِي شرف الدّين وَولي دَار الحَدِيث الأشرفية بِالْجَبَلِ ودرس بالجوزية مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة 770
1556 - الْحسن بن مُحَمَّد بن صَالح بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد المحسن بن عَليّ ابْن المجاور بن عبد الله الْقرشِي المطلبي بدر الدّين النابلسي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي أول الْقرن واشتغل بالعلوم وَكتب الْخط الْحسن وَسمع من يُونُس الدبوسي بِالْقَاهِرَةِ وَنَحْوه وَمن عبد الله بن مُحَمَّد بن نعْمَة بنابلس وَمن جمالية بنت أَحْمد بالإسكندرية وَمن جمَاعَة بِدِمَشْق وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وانتقى على بعض شُيُوخه وعلق عَنهُ الذَّهَبِيّ وَذكره فِي المعجم(2/143)
الْمُخْتَص فَقَالَ سمع وَنسخ الْأَجْزَاء وَدخل إِلَى الثغر ودمشق وَقَرَأَ طرفا من النَّحْو علقت عَنهُ وَله تعاليق انْتهى وَكنت أسمع الشَّيْخ شمس الدّين ابْن الْقطَّان الْمصْرِيّ يذكر أَن الذَّهَبِيّ قَالَ فِي بَقِيَّة كَلَامه فِي حق حسن النابلسي وتعانى الْحِفْظ فَمَا بلغ وَلَا كَاد وَلم أَقف على ذَلِك فِي المعجم الْمُخْتَص فَمَا أَدْرِي من أَيْن لَهُ ذَلِك ثمَّ رَأَيْت بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ مَا نَصه ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص فِي بَاب النُّون فَقَالَ علقت عَنهُ وَله تعاليق وَمَا فهم وَلَا كَاد انْتهى
وَهَذَا الْكَلَام بِعَيْنِه سمعته من شَيخنَا شمس الدّين ابْن الْقطَّان وَكَانَ يسكن بجواره وَقد ذكره البرزالي فِي تعاليقه وَأَنه أوقفهُ على تصنيف لَهُ فِي فضل عِيَادَة المرضى وَآخر فِي تَحْرِيم الْغَيْبَة وَأَنه الفهما سنة 29 وَحدث بهما مَرَّات وعلق البرزالي مِنْهُمَا فَوَائِد وَقَالَ ابْن رَافع قَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَجمع مؤلفات مِنْهَا الْغَيْث السكاب فِي إرخاء الذؤاب وَتخرج بِأبي حَيَّان وَشرح اللمحة لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَرَأَيْت بِخَطِّهِ كتابا جمعه فِي أَخْبَار الْمهْدي الَّذِي يخرج فِي آخر الزَّمَان تَعب فِيهِ وَكَانَ صهره زوج ابْنَته صاحبنا فَخر الدّين عمر البارنباري يذكر أَنه أسر إِلَيْهِ أَن عليا أفضل الصَّحَابَة وَولى بدر الدّين هَذَا إِفْتَاء دَار الْعدْل ودرس للحنابلة بمدرسة أم الْأَشْرَف بالتبانة ووليها بعده الشَّيْخ شرف الدّين(2/144)
عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 772 قَالَ الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ فجاءة قَالَ وَخلف كتبا كَثِيرَة وديناً قَالَ وَله مُعْجم شُيُوخ أَجَاد فِيهِ كَذَا قَالَ وَكَانَ قَالَ قبل ذَلِك فِي حَقه لم يكن فِي الْعلم والسيرة بِذَاكَ قلت وقفت على مُعْجَمه بِخَطِّهِ فَذكر فِيهِ عدَّة رجال وَنسَاء من شُيُوخ مصر وَالشَّام وَجَمِيع مَا أرخ فِيهِ مسموعاته فِيمَا بعد الثَّلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَقد بيض فِيهِ غَالب تراجمه ومعظم وفيات شُيُوخه
1557 - حسن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أبي البركات بن أبي الفوارس الأربلي بدر الدّين ابْن السديد ولد فِي ربيع الآخر سنة 58 بِدِمَشْق واسمع عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي عمر وَابْن أَخِيه ابراهيم وَالْفَخْر عَليّ وَغَيرهم وَحدث وَهُوَ ابْن خَال القَاضِي نجم الدّين ابْن شمس الدّين ابْن أبي عمر من مسموعه من الإِمَام أبي الْفرج ابْن أبي عمر الثَّالِث من مشيخته وَمِنْه وَمن الْفَخر الثَّالِث من الطَّهَارَة لِابْنِ أبي دَاوُد وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَابْن سيد النَّاس وَابْن رَافع وَقد حَدثنَا عَنهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا المصريين مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن ابراهيم الْحَاكِم وَمَات فِي سنة ...(2/145)
1558 - حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن زهرَة الْحُسَيْنِي الْحلَبِي بدر الدّين نقيب الْأَشْرَاف بحلب وناظر المرستان بهَا قتل غيلَة فِي الْمحرم سنة 732 وَتقدم ذكر حفيده شمس الدّين قَرِيبا
1559 - حسن بن مُحَمَّد بن عمار بن متوج بن حريز الْحَارِثِيّ أَبُو مُحَمَّد قَاضِي الزبداني حفيد قَاضِي الكرك ولد سنة 644 كَذَا كتبه بِخَطِّهِ قَالَ البرزالي فِي مُعْجَمه ولد فِي صفر سنة 45 وَقَالَ فِي تَارِيخه سنة 48 وَفِي مُعْجم ابْن رَافع وَرَأَيْت بِخَطِّهِ سنة 44 وَقَالَ قبله ولد فِي صفر سنة 45 قَالَ وَقد حج قَاضِيا على الركب الشَّامي مرّة وَكَانَ خيرا حسن الْأَخْلَاق متواضعاً ولي قَضَاء الزبداني مُدَّة طَوِيلَة وأضيف إِلَيْهِ كرك نوح وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 725 وَهُوَ وَالِد الْمُفْتِي جمال الدّين ابْن قَاضِي الزبداني الدِّمَشْقِي الَّذِي عمر إِلَى أَن مَاتَ سنة 776
1560 - حسن بن مُحَمَّد بن قلاون الصَّالِحِي الْملك النَّاصِر ابْن النَّاصِر ابْن الْمَنْصُور ولد سنة 735 وَتسَمى أَولا قماري فَلَمَّا أَجْلِس على التخت قَالَ للنائب أرقطاى يَا أبي أَنا مَا اسْمِي قمارى وَإِنَّمَا اسْمِي حسن فَقَالَ عَليّ خيرة الله وَاسْتقر اسْمه حسنا وَولي السلطنة بعد أَخِيه المظفر(2/146)
فِي رَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة 748 وناب عَنهُ بيبغاروس ووزر لَهُ منجك ودبر المملكة شيخو وَقبض على حَاشِيَة المظفر وَأَسْلمُوا لشاد الدَّوَاوِين لتخليص الْأَمْوَال فوجدوا جَوَاهِر قيمتهَا مائَة ألف دِينَار وَمن الزركش والقماش مَا يُقَارب ذَلِك وَمِمَّنْ صودر كيدة حظية المظفر وَفرقت الْجَوَارِي اللَّاتِي كَانَ المظفر اقتناهن فزوجت المعتوقة وتوزع الْأُمَرَاء الْبَوَاقِي وَقطعت رواتبهن فَلَمَّا كَانَ يَوْم السبت رَابِع عشرى شَوَّال سنة 751 قَالَ النَّاصِر لأهل المملكة إِن كنت سُلْطَانا فأمسكوا هَذَا وَأَشَارَ إِلَى الْوَزير فَأمْسك وَأرْسل إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة ثمَّ قبض عَليّ شيخو وَكَانَ قد تحكم فِي النَّاصِر بِحَيْثُ أَنه طلب مِنْهُ لبَعض مماليكه ثَلَاثمِائَة دِرْهَم فَلم يرسلها لَهُ فَبلغ ذَلِك النَّائِب وَهُوَ بيبغاروس فَأرْسل إِلَيْهِ ثَلَاثَة آلَاف فشق ذَلِك على شيخو وهجر النَّائِب مُدَّة ثمَّ اصطلحا وَبلغ السُّلْطَان ذَلِك فخنق ودبر عَليّ شيخو حَتَّى أمْسكهُ وأرسله إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة بعد أَن ثَبت عِنْد الْقُضَاة أَنه بلغ وَشهد جمَاعَة برشده فَحكم بِهِ ثمَّ قبض عَليّ النَّائِب وَكَانَ ذَلِك بتدبير مغلطاي وأفرط بعد ذَلِك فِي امساك الْأُمَرَاء إِلَى أَن استبد بتدبير مَمْلَكَته فَرَكبُوا فِي فِي سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة(2/147)
سنة 752 وَاتفقَ خلع النَّاصِر فِي ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 752 وَقرر أَخُوهُ الصَّالح صَالح وأعيد النَّاصِر فِي شَوَّال سنة 755 فاستقر طاز نَائِب حلب واستقل شيخو بِالتَّدْبِيرِ وصرغتمش ثمَّ مَاتَ شيخو بعد قَلِيل وَأمْسك طاز وَإِخْوَته واستبد صرغتمش ثمَّ أمسك صرغتمش فِي رَمَضَان سنة 759 واستبد النَّاصِر بالمملكة وصفت لَهُ الدُّنْيَا وَلم يُشَارِكهُ أحد فِي التَّدْبِير فَبَالغ فِي أَسبَاب الطمع واستحوذ على أَمْلَاك بَيت المَال وَأكْثر من سفك الدِّمَاء وَشرع فِي عمَارَة الْمدرسَة الْمَشْهُورَة بالرميلة وشهرتها فِي مَكَانهَا تغني عَن وصفهَا وَلَيْسَ لَهَا فِي عظم الْبناء بالديار المصرية نَظِير وَمَات وَلم تكمل وَكَانَ مَكَانهَا بَيت يلبغا اليحياوي عمره لَهُ أَبوهُ النَّاصِر مُحَمَّد فَأَخذه هُوَ وَعمر الْمدرسَة الْمَذْكُورَة مَكَانَهُ وَلم يكن فِي زَمَانه من النواب من يُقيم اكثر من سنة وَكَذَلِكَ الْأُمَرَاء الْكِبَار لَا يُقِيمُونَ على اقطاعاتهم أَكثر من سنة فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن خلع ثمَّ قتل وَذَلِكَ أَنه هم بمسك يلبغا فاستعد لَهُ يلبغا فَالْتَقَيَا فَانْهَزَمَ السُّلْطَان بعد أَن قتل جمَاعَة ولجأ إِلَى القلعة ثمَّ هرب عَليّ هجين إِلَى جِهَة الكرك فَأمْسك وأحضر إِلَى بَيت يلبغا فأعدمه وَذَلِكَ فِي تَاسِع جُمَادَى الأولى سنة 762 وَقرر يلبغا(2/148)
الخاصكي مَكَانَهُ ابْن أَخِيه الْمَنْصُور مُحَمَّد بن المظفر حاجي وَهُوَ مراهق اَوْ قبل الْبلُوغ وَكَانَ النَّاصِر حسن مفرطاً فِي الذكاء ضابطاً لما يحصل لَهُ وَلما خلع وسجن اشْتغل بِالْعلمِ كثيرا حَتَّى نسخ دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي بِخَطِّهِ
1561 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن مفرج ابْن عَمْرو بن عبد الله بن عقيل بن يحيى بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عَليّ بن الْحسن ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْوَلِيد بن الْقَاسِم بن الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن بن ابان ابْن عُثْمَان كَذَا رَأَيْت هَذَا النّسَب بِخَط ابْن أَخِيه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد قَاضِي صفد الشَّيْخ نجم الدّين الإصفوني العثماني ولد فِي الكرك سنة 658 وتفقه بِمصْر وَالشَّام ثمَّ اسْتَقر بصفد وشغل النَّاس وَتخرج بِهِ فضلاء وَمَات سنة 723 ذكره ابْن أَخِيه قَاضِي صفد فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء وَزعم أَنه تخرج بِهِ فَخر الدّين ابْن الْمصْرِيّ وبهاء الدّين ابْن إِمَام المشهد وَغَيرهمَا وَذكره القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر فوصفه بالديانة والعفة وَالْأَمَانَة وإدمان النّظر فِي علم الْحِكْمَة والإشتغال بِكَلَام الفارابي وَابْن سينا ثمَّ سكن دمشق وَدخل ديوَان الْإِنْشَاء وَوَقع عَن كراي نَائِب الشَّام فَلَمَّا قبض عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَى صفد فَكتب بهَا الْإِنْشَاء ثمَّ ولي الخطابة وَاسْتمرّ قَالَ وَله شعر مَوْزُون خَال(2/149)
من معنى مخزون وَذكره الصّلاح الصَّفَدِي فِي أَعْيَان الْعَصْر فَقَالَ ...
1562 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مرهف بن شَدَّاد الْقرشِي السخاوي أَبُو مُحَمَّد شمس الدّين ابْن القماح ولد فِي ربيع الآخر سنة 666 وَأخذ عَن زين الدّين ابْن الرعاد وَكَانَ يذكر أَنه عرض عَلَيْهِ المقامات وديوان المتبني وَأَنه سمع عَليّ الصفي المراغي وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ فَقِيها أديباً كريم النَّفس حسن الْخلق خيرا وَولي قَضَاء بَلَده سخا نَحْو ثَلَاثِينَ سنة ورثاه أَحْمد بن سعود السنهوري بقصيدة ميمية سَمعهَا مِنْهُ ابْن رَافع أَولهَا
(مصاب رزؤه عَم الأناما ... وحزن يمْنَع اللسن الكلاما)
(وخطب نبهته يَد المنايا ... فأيقظ كل باكية زماما)
1563 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الْقَادِر ابْن أبي صَالح الجيلي بدر الدّين سمع من وَالِده(2/150)
شمس الدّين الملقب بشرسيق وَدخل بَغْدَاد وَقدم دمشق فحج سنة 741 قَالَ ابْن رَافع أجَاز لي وَكَانَ مهيباً وقوراً حسن الْخلق والخلق كريم النَّفس جميل الْهَيْئَة
1564 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ حسام الدّين الْبَغْدَادِيّ الغوري الأَصْل الْحَنَفِيّ ولد بِبَغْدَاد وَتَوَلَّى الْحِسْبَة بهَا ثمَّ الْقَضَاء قدم صُحْبَة وَزِير بَغْدَاد نجم الدّين مَحْمُود بن عَليّ بن سروين فِي صفر سنة 38 لما وَقعت الْفِتْنَة بِبَغْدَاد فاستقر فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة عوضا عَن برهَان الدّين ابراهيم بن عَليّ بن عبد الْحق فِي ثامن عشر جُمَادَى الْآخِرَة من السّنة فَسَار سيرة غير مرضية واشتهر بالبذاءة بِلِسَانِهِ حَتَّى كتب بِخَطِّهِ إِلَى نَاظر الدولة ورقة يُنكر عَلَيْهِ صرف معلومه فأفحش فِيهَا القَوْل جدا ثمَّ لما حضر مَعَ رفقته الموكب السلطاني بدار الْعدْل ذكر عَن الْكتاب قبائح بِاللَّفْظِ الصَّرِيح فَغَضب السُّلْطَان من ذَلِك وعاتب وَزِير بَغْدَاد لكَونه كَانَ رَفِيقه فَبَالغ الْوَزير بعد ذَلِك فِي تعنيفه وعرفه تغير السُّلْطَان عَلَيْهِ فأقصر بعض الشَّيْء وَكَانَ ذَلِك فِي ولَايَة الْمَنْصُور أبي بكر ثمَّ فِي ولَايَة النَّاصِر أَحْمد فِي سنة 42 حضر إِلَيْهِ وَهُوَ مَعَ رفقته بالجامع جمَاعَة من زفورية المطبخ فأقاموه من بَينهم ومزقوا ثِيَابه وخرقوا عمَامَته وتناولوه بنعالهم يضربونه حَتَّى أدْركهُ بعض الْأُمَرَاء وَهُوَ يستغيث(2/151)
فَقبض على بعض الْعَامَّة وَحمل الغوري إِلَى بَيته بالصالحية فاقتحم عَلَيْهِ الْعَوام منزله فنهبوا كل شَيْء فِيهِ وَكَانَ يَوْمًا شنيعاً وشرعوا فِي كِتَابَة محْضر بِمَا كَانَ يعتمده ليثبتوا فِيهَا فسقه وَكَانَ يجترىء على رفقته ويستطيل بِكَلَامِهِ مَعَ السُّلْطَان بالتركي ويبالغ فِي الغض من رفقته وَكَانَ إِذا تحاكم إِلَيْهِ رجل وَامْرَأَته نصر الْمَرْأَة وَتكلم بِمَا لَا يَلِيق حَتَّى قَالَ لامْرَأَة اكشفي وَجهك فَكشفت وَجههَا فَقَالَ لأَبِيهَا يَا مدمغ مثل هَذِه تزَوجهَا بِهَذَا الْمهْر وَالله أَن مبيتها لَيْلَة يسوى أَكثر من ذَلِك وَكَانَ يكثر من السخف وَكَانَ عَظِيم العي قَلِيل الْمعرفَة كثير الجرأة يُعَاقب بِالضَّرْبِ الشَّديد ويبالغ فِي ذَلِك فَلَمَّا تكاملت المحاضر أَرَادوا قَتله فتعصب لَهُ طشتمر حمص أَخْضَر إِلَى أَن أخرج من الديار المصرية وَاسْتقر فِي الْقَضَاء بعده زين الدّين عمر بن عبد الرَّحْمَن البسطامي قَالَ ابْن رَافع أَخْبرنِي أَنه سمع من الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَمُحَمّد بن عبد المحسن الدواليبي قَالَ وَلما خرج من مصر سكن دمشق مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى بَغْدَاد وَولي بهَا تدريس مشْهد أبي حنيفَة
1565 - حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن فتيَان الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين ولي ديوَان الْإِنْشَاء(2/152)
بطرابلس ثمَّ كِتَابَة السِّرّ بهَا أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وأرخ وَفَاته فِي سنة 770
1566 - حسن بن مُحَمَّد بن هبة الله الأصفوني شرف الدّين الْمَعْرُوف بقطنبة بِضَم الْقَاف والطاء الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون بعْدهَا مُوَحدَة وَكَانَ شَاعِرًا مَاجِنًا كثير الهجاء ظريف الحكايات وَكَانَت بَينه وَبَين نبيه الدّين عبد الْمُنعم محاورات ومراجعات حَتَّى كَانَ أهل عصرهما يشبهونهما بالجزار والوراق وَمن نوادره أَنه صلى الْعِيد الْأَكْبَر فَذكر الْخَطِيب قصَّة الذَّبِيح فَاشْتَدَّ بكاء شخص بِجَانِب قطنبة وَعلا نحيبه فَقَالَ لَهُ إِلَى مَتى تبْكي أما سمعته فِي الْعَام الْمَاضِي يَقُول أَنه سلم وَمن نظمه فِي وَاقعَة جرت لَهُ
(سبت فؤاد الْمَعْنى من تثنيها ... فتانة كل حسن مجمع فِيهَا)
(أنسية مثل شمس الْأُفق قد برعت ... وحشية فِي نفور خوف واشيها) وَهِي طَوِيلَة وَكَانَ وَقع بَينه وَبَين نجم الدّين ابْن يحيى الأرمنتي فَعمل فِيهِ قصيدة جَاءَ مِنْهَا
(يَا الهي أرحتها مِنْهُ فِي الحكم ... أرحها من ابْنه فِي الخطابة)(2/153)
فَبلغ ذَلِك ابْن يحيى فَجهز إِلَيْهِ من يقْتله فحذره الْحَضَر لذَلِك فَخرج وَكَانَ آخر الْعَهْد بِهِ وَذَلِكَ فِي سنة ... وَعشْرين وَسَبْعمائة
1567 - حسن بن مُحَمَّد البشتاكي بدر الدّين أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ مفتي دَار الْعدْل بحلب ذكره ابْن حبيب وَقَالَ أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ تحول إِلَى حلب وباشر وَظِيفَة الْإِفْتَاء والتدريس وَمَات سنة 772
1568 - حسن بن مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ الأَصْل ثمَّ الصَّفَدِي نجم الدّين الْخَطِيب كَانَ أَبوهُ خطيب قلعة صفد وَدخل نجم الدّين هَذَا ديوَان الْإِنْشَاء وَوَقع عَن نواب صفد وناب عَن وَالِده فِي الخطابة ثمَّ حصل لَهُ نكد فِي زمَان ابْن غَانِم فَتوجه إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا وَقدمه ابْن فضل الله وَولي خطابة جَامع جراح وَقدم كراي وَهُوَ نَائِب دمشق فقدمه على الْجَمِيع لما كَانَ يعرف من خَيره وَدينه فنصحه وَالْتزم الْعِفَّة حَتَّى ذكر أَنه رد مرّة مِائَتي دِينَار فِي قَضِيَّة مَعَ شدَّة حَاجته إِلَى بَعْضهَا حَتَّى أَنه رهن فِي تِلْكَ اللَّيْلَة طاسته على زَيْت الْقنْدِيل ثمَّ أُعِيد إِلَى صفد على توقيعه وخطابته فعانده زين الدّين حلاوات وكتبت لَهُ عدَّة تواقيع وَهِي تبطل إِلَى أَن أشركوا بَينهمَا ثمَّ اخْتَار نجم الدّين الخطابة وَاسْتقر حلاوات فِي التوقيع فاستمر نجم الدّين يخْطب ويشغل النَّاس تَبَرعا وَكَانَ حسن التَّعْلِيم جدا شَدِيد الْعِنَايَة بتنزيل قَوَاعِد النَّحْو على قَوَاعِد الْمنطق مغرى بالمناقشة فِي(2/154)
التعاريف والمؤاخذة وَالرَّدّ وَالْجَوَاب وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ الشَّيْخ فَخر الدّين الْمصْرِيّ وَكَانَ مفرط الْكَرم مَعَ قلَّة ذَات يَده وَكَانَ خطه مليحاً ونظمه سَرِيعا وَكَانَ لَا يخْطب بِغَيْر الْخطب النباتية وَله محبَّة فِي الْكتب أشعري العقيدة جيد الْمعرفَة بالفقه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكَانَ فِي التوقيع يتحَرَّى ويتحرز فِيمَا يَكْتُبهُ وَلَا يكْتب إِلَّا مَا هُوَ سَائِغ شرعا وَمن عنوان شعره
(يَوْم الْوَدَاع بَدَت شَوَاهِد لوعتي ... نَار الْخَلِيل تشب فِي الطوفان)
(واردت اعتنق الحبيب فَخفت أَن ... يَغْشَاهُ ثمَّ أَذَى لظى نيران) وَأنْشد لَهُ ابْن فضل الله من نظمه
(وَإِذا مَرَرْت على أثيلات الْحمى ... وبدت محَاسِن غيده وظبائه)
(فحذار ثمَّ حذار من حدق ألمها ... فَهِيَ الَّتِي رمت الْفُؤَاد بدائه) قلت شعر مُكَلّف مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 723
1569 - حسن بن مَحْمُود بن عبد الْكَبِير الْعَدنِي ذكره الشهَاب ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ ذكر عمر بن الشهَاب أَنه مَاتَ سنة 702(2/155)
قَالَ وأنشدنا من شعره
(برق تألق من تِلْقَاء كاظمة ... مَا باله خطف الْأَبْصَار فِي أضم)
(قد خطّ مِنْهُ على ظلمائه خططا ... كأنهن ولوع الْبيض فِي اللمم)
1570 - حسن بن مُسلم المسلمي الْمصْرِيّ كَانَ رجلا صَالحا لَا يَأْكُل إِلَّا من كسب يَده يُسَافر إِلَى بِلَاد الْمغرب فيجاهد الفرنج وَكَانَت لَهُ كرامات مِنْهَا أَنه رَبِّي أسدا إِلَى أَن تأنس بِالنَّاسِ فَكَانَ يكون بَين الْفُقَرَاء بِغَيْر سلسلة وَلَا يُؤْذِي أحدا من النَّاس وَأقَام الشَّيْخ حسن بِجَامِع الفيلة بالرصد مُدَّة بعد أَن كَانَ مَهْجُورًا لَا يَأْمَن أحد على نَفسه من الْإِقَامَة فِيهِ فَلَمَّا أَقَامَ فِيهِ الشَّيْخ حسن عمر فَاجْتمع إِلَيْهِ الْفُقَرَاء المسلمية وَلم يزل الشَّيْخ بِهِ إِلَى أَن مَاتَ سنة 764 قلت وقبر وَالِده بالقرافة يزار وتنسب إِلَيْهِ كرامات
1571 - حسن بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن الْمُبَارك بن شواق الأسنائي جلال الدّين ولد سنة 632 وَنَشَأ رَئِيسا فَاضلا كَامِلا وَكَانَ بَنو السديد بأسنا يحسدونه فدسوا عَلَيْهِ من رَمَاه بالتشيع فَحَضَرَ بعض الْكَشَّاف فَجَاءَهُ شخص يُقَال لَهُ عِيسَى بن اسحاق فَأقر بِالشَّهَادَتَيْنِ وَأظْهر التَّوْبَة من الرَّفْض فَسئلَ من شَيْخه فِي ذَلِك فَقَالَ ابْن شواق فصادره الكاشف وأهانه فَقدم الْقَاهِرَة فَأكْرم وَعرض عَلَيْهِ أَن يكون شَاهد حسام الدّين لاجين(2/156)
وَذَلِكَ قبل السلطنة فَامْتنعَ قَالَ الْكَمَال جَعْفَر ذكر لي حَاتِم بن النفيس أَنه خَاضَ مَعَه فِي التَّشَيُّع فتبرأ من ذَلِك وَحلف أَنه يحب الشَّيْخَيْنِ ويترضى عَنْهُم إِلَّا أَنه يقدم عليا وَمن شعره
(كَيفَ لَا يحلو غرامي وافتضاحي ... وَأَنا بَين غبوق واصطباح)
(مَعَ رَشِيق الْقد معسول اللمى ... اسمر فاق على سمر الرماح)
(نصب الهجر على تَمْيِيزه ... وابتدا بالصد جدا فِي مزاح)
(يَا أهيل الْحَيّ من نجد عَسى ... تجبروا قلب أَسِير من جراح)
(كم خفضتم قدر صب جازم ... مَا لَهُ نَحْو حماكم من براح) وَهِي طَوِيلَة مَاتَ سنة 706
1572 - حسن بن نَبهَان بن عَليّ بن هبة الله بن عبد الله بن كَامِل بن نَبهَان التنوخي أَبُو عَليّ الْكَاتِب شرف الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 646 بالكرك وتعاني صناعَة الْكِتَابَة وَولي عدَّة جِهَات وَسمع جَامع التِّرْمِذِيّ من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر والرشيد بن أبي بكر العامري وَذكره البرزالي فِي(2/157)
مُعْجَمه فَقَالَ من شُيُوخ الْكتاب المتصرفين مَعْرُوف بالأمانة وَكَانَ يشْهد على الْقُضَاة وَفِيه ديانَة وصيانة وَكَانَ جد أَبِيه قَاضِي مصر من قبل الفاطميين
1573 - حسن بن نصر بن حُسَيْن بن جِبْرِيل بدر الدّين ابْن نبيه الدّين الأسعردي محتسب الْقَاهِرَة الْأنْصَارِيّ ترقي فِي الخدم إِلَى أَن ولي الْحِسْبَة وَنظر الدَّوَاوِين عوضا عَن الضياء النشائي لما استوزره وَمَات فِي أول جُمَادَى الْآخِرَة سنة 709 أرخه البرزالي وَقيل سنة عشر
1574 - حسن بن هبة الله بن عبد السَّيِّد الأدفوي شمس الدّين سمع من أبي الْفَتْح الدشناوي وَأقَام بأسنا وبقوص وَقدم الْقَاهِرَة وَحضر الدُّرُوس وَكَانَ يدْرِي الموسيقى وَكَانَ لطيفاً فِي حركاته محبباً إِلَى أَصْحَابه وَفِي آخر عمره انتصب للإشتغال بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة وَمَات على ذَلِك وَمن نظمه فِي شخص انصبت على ثِيَابه قنينة حبر
(جَاءَ الْبَهَاء إِلَى الْعُلُوم مبادراً ... مَعَ مَا حوى من أجره وثوابه)
(ملئت صحائفه بَيَاضًا ساطعاً ... غَار السوَاد يشق فِي أثوابه)(2/158)
مَاتَ بعد الْعشْرين وَسَبْعمائة
1575 - حسن بن هندو الْحَاكِم بِمَدِينَة سنجار والموصل وَكَانَ يُكَاتب الْمُسلمين ويترامى عَلَيْهِم وَيظْهر الْمَوَدَّة والمحبة وَلكنه كَانَ يأوي محمة التركماني الَّذِي يقطع الطرقات على الْمُسلمين وَقَتله صَاحب ماردين فِي أَوَاخِر سنة 754
1576 - الْحسن بن يحيى بن عبد الْخَالِق بن عَامر الإسكندري أَبُو عَليّ شرف الدّين الغزولي سمع من عبد الله بن أَحْمد بن فَارس مجلسي أَبيض عَن النَّسَائِيّ ذكره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ أجَاز لي
1577 - الْحسن بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن أبي السّري الدجيلي الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ سراج الدّين أَبُو عبد الله ولد سنة 664 وَحفظ الْقُرْآن فِي صباه وَيُقَال أَنه حفظ الْبَقَرَة فِي يَوْمَيْنِ وَسمع من إِسْمَاعِيل ابْن الطبال ومسند الدّين الْحَرَّانِي وَابْن الدواليبي وَغَيرهم وَسمع بِدِمَشْق من الْمزي وَغَيره(2/159)
وَأَجَازَ لَهُ الْكَمَال الْبَزَّاز وَعبد الحميد بن الزّجاج وَجَمَاعَة وَحفظ كتبا مِنْهَا الْمقنع والشاطبية والألفية والمقامات والدريدية وعروض ابْن الْحَاجِب وعني بالأصلين والعربية وَالْأَدب وتفقه عَليّ الزريراتي وَكَانَ يسْلك طَرِيق الزّهْد وَالْعِبَادَة ثمَّ فتح عَلَيْهِ وتمول وَهُوَ مَعَ ذَلِك يداوم الأوراد وَله كتاب الْوَجِيز فِي الْفِقْه وَأثْنى عَلَيْهِ شَيْخه الزريراتي وتنبيه الغافلين ونزهة الناظرين وقصيدة فِي الْفَرَائِض وَكَانَ خيرا فَاضلا دمث الْأَخْلَاق كثير الذّكر حسن الشكل اشْتغل عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم جمال الدّين يُوسُف السرمري والشرف قَاضِي حرف وَحدث وَمَات فِي ربيع الأول سنة 732 ذكره ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات
1578 - الْحسن بن يُوسُف بن مطهر الْحلِيّ جمال الدّين الشهير بِابْن المطهر الْأَسدي يَأْتِي فِي الْحُسَيْن
1579 - الْحسن الجوالقي قدم الْقَاهِرَة وَبنى الزاوية للقلندرية ظَاهر(2/160)
الْقَاهِرَة وَتقدم فِي دولة كتبغا وَكَانَ ظريفاً لطيفاً حسن الْأَخْلَاق وَكَانَ مقدما عِنْد الدولة وجيهاً عِنْد الْأُمَرَاء مَقْبُول القَوْل ونفع خلقا كثيرا بجاهه وَكَانَ يحب الْفُقَرَاء والفضلاء أَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ وَترك حلق لحيته قبل مَوته بِمدَّة وتزيا بزِي الصُّوفِيَّة ثمَّ دخل دمشق فَمَرض بعلة الإستسقاء وَمَات فِي نصف جُمَادَى الأولى سنة 722 وَمن أناشيده
(سَلام على ربع بِهِ نعم البال ... وعيش مضى مَا فِيهِ قيل وَلَا قَالَ)
(لقد كَانَ طيب الْعَيْش فِيهِ مُجَردا ... من الْهم وَالْقَوْم اللوائم غفال)
(فَلَا عَيْش إِلَّا والشبيبة غضة ... وَلَا وصل إِلَّا والمحبون أَطْفَال)
1580 - الْحُسَيْن بن أَسد بن مبارك بن الْأَثِير عبد الْملك بن عبد الله الْأنْصَارِيّ الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين الْوَاعِظ سمع من الزكي الْمُنْذِرِيّ وسبط(2/161)
ابْن الْجَوْزِيّ فَكَانَ خَاتِمَة أَصْحَابه بِالسَّمَاعِ وَسمع أَيْضا من النجيب مشيخته الصُّغْرَى تَخْرِيج الشريف وَمن أبي فضل الْبكْرِيّ المسلسل وَغير ذَلِك وَمن عبد المحسن بن عبد الْعَزِيز المَخْزُومِي الأول وَالثَّانِي من السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ الصاحب كَمَال الدّين ابْن العديم وَعبد الْغَنِيّ ابْن سُلَيْمَان بن بَنِينَ وَمُحَمّد بن أَنْجَب النِّعَال وَمُحَمّد بن عبد الدَّائِم بن حمدَان وَعبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن فَارس وَغَيرهم وَكَانَ صَالحا حسن الشكل حسن المذاكرة فَاضلا حسن الْخلق والخلق جميل الْهَيْئَة وَهُوَ آخر من حدث عَن الزكي الْمُنْذِرِيّ بِالسَّمَاعِ قَالَ ابْن رَافع سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي أول يَوْم من رَمَضَان سنة 51 وَمن خطّ غَيره ولد سنة 49 وَكَانَ ينْسب لصَاحب جَامع الْأُصُول وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 735 عَن أَربع وَثَمَانِينَ سنة وَأَجَازَ لجَماعَة من شُيُوخنَا
1581 - الْحُسَيْن بن أبي بكر بن جندربك شرف الدّين الرُّومِي كَانَ أَبوهُ أَمِير جندار صَاحب الرّوم وَقدم فِي أَيَّام الظَّاهِر بيبرس سنة 75 وَمَعَهُ ابْنه حُسَيْن فخدم لاجين وَكَانَ رَأس مدرج طلبة وَهُوَ نَائِب الشَّام(2/162)
وَكَانَ يؤثره ويقربه وَهُوَ شَاب لشهامته وشجاعته ومحبته فِي أَخِيه فظفر الدّين وَكَانَ رُبمَا تنادم مَعَهُمَا خلْوَة فَلَمَّا تسلطن لاجين طلبه إِلَى مصر وَأمره عشرَة ثمَّ حضر مَعَ الأفرم دمشق واختص بِهِ وَأمره لاجين طبلخاناة فَلَمَّا خرج النَّاصِر من الكرك لحق بِهِ بعد أَن فر الأفرم إِلَى بِلَاد التتار وتقرب إِلَيْهِ إِلَى أَن صَار من الْخَواص وَكَانَ محظوظاً فِي الصَّيْد فتقرب من النَّاصِر بذلك فَأعْطَاهُ تقدمة ألف وَلم يزل إِلَى أَن أعطَاهُ تقدمة وَاسْتقر أَمِير شكار وَلما حج النَّاصِر سنة عشْرين سَافر مَعَه وتخلف عَنهُ بِدِمَشْق لِأَنَّهُ وَقع فَانْكَسَرت رجله فَأَقَامَ بِدِمَشْق فَلَمَّا عَاد النَّاصِر عَاد مَعَه إِلَى مصر وَكَانَ ينتمي إِلَى طغاي الْكَبِير وَحل من قلبه الْمحل الْأَقْصَى فتواترت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض فَأمره النَّاصِر بِالْعودِ إِلَى الشَّام فاستمر عِنْد تنكز فِي الْمحل الْأَعْلَى إِلَى أَن وَقع بَينهمَا وتخاصما فِي سوق الْخَيل وتحاكما فِي دَار السَّعَادَة ثمَّ اصطلحا وحنق تنكز مِنْهُ فكاتب فِيهِ النَّاصِر فتعصب قطلوبغا الفخري لأمير حُسَيْن فَلم يُؤثر فِيهِ كتاب تنكز إِلَّا أَن النَّاصِر أمره أَن يُقيم بصفد وإقطاعه بِالشَّام على حَاله وَكتب إِلَى نَائِب صفد بِأَن شرف الدّين طرخان لَا يلْزم يَخْدمه بل على مَا يُرِيد فَأَقَامَ بهَا سنتَيْن وَنصفا ثمَّ سير تنكز إِلَيْهِ وَهُوَ بالثغور ليلتقيه بِالْقصرِ(2/163)
فاصطلحا هُنَاكَ فَلَمَّا دخل تنكز إِلَى مصر سَأَلَ النَّاصِر أَن يَأْذَن لشرف الدّين فِي الْعود إِلَى دمشق فَمَا وَافق وَطَلَبه إِلَى مصر فَخلع عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ إقطاع أصلم السلحدار فَلم يزل عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ وَهُوَ الَّذِي بنى القنطرة على الخليج وَإِلَى جَانبهَا الْجَامِع فِي حكر جَوْهَر النوي وَلما انْتَهَت عِمَارَته أحضروا لَهُ الْحساب فَقَالَ أَن كنتما خنتما فِيهِ فعليكما وَأَن وفيتما فلكما وَرمى بِالْحِسَابِ فِي الخليج وَكَانَ خَفِيف الرّوح دَائِم الْبشر لطيف الْعبارَة كثير النادرة حُلْو المداخلة وَفِي عِبَارَته عجمة لكنه حُلْو النادرة جدا حَتَّى قَالَ ابْن سيد النَّاس أَنا لنحكي مَا يَقُول هُوَ فَلَا نجد حلاوة كَلَامه لأحد وَكَانَ ظريفاً فِي حركاته وشمائله كثير الْخَيْر وَالصَّدَََقَة شحيح الْبَذْل من يَده جدا لَكِن من حَيْثُ لَا يرى ذَلِك وَكَانَ يجلس رَأس الميمنة ثمَّ جلس رَأس الميسرة لما حضر تمرتاش وَكَانَ النَّاصِر يُحِبهُ ويؤثره وَيُعْجِبهُ كَلَامه وأقطعه طبلخاناة جعلهَا فِي تصرفه ينعم بهَا على من شَاءَ من أَقَاربه فَكَانَ ينْتَقل مِنْهُم بِحَسب اخْتِيَاره(2/164)
وَكَانَ سليم النِّيَّة قَرَأت فِي السِّيرَة الناصرية لليوسفي أَنه لما عمر الْجَامِع والقنطرة أَرَادَ أَن يفتح فِي الصُّور بَابا ينفذ للزربية وَمَا حولهَا فَمَنعه وَالِي الْبَلَد إِلَّا بِأَن يشاور السُّلْطَان فشاوره فَأذن لَهُ فَعمل بَابا كَبِيرا وَضرب عَلَيْهِ رنكه وانتفع النَّاس بذلك وَذَلِكَ فِي سنة 20 فاتفق أَنه تفاوض مَعَ الْوَالِي فَعَاتَبَهُ على مَنعه وَبَالغ حَتَّى قَالَ قد فَتحته على رغم أَنْفك فحنق الْوَالِي وَعرف السُّلْطَان أَن فِي الَّذِي فعله إقداماً على مَا يتَعَلَّق بالسلطنة فحنق مِنْهُ وَأمر بِإِخْرَاجِهِ إِلَى الشَّام وَمَات فِي سَابِع الْمحرم سنة 729
1582 - الْحُسَيْن بن أبي بكر بن حُسَيْن بن ثَابت بن مَنْصُور بن علوي البابي ثمَّ الْحلَبِي ثمَّ الصَّالِحِي النساج ولد سنة 656 وَسمع من الشّرف ابْن النابلسي سنة 67 وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي رَجَب سنة 725
1583 - الْحُسَيْن بن أبي بكر الفارقاني تقدم فِي حسن
1584 - الْحُسَيْن بن بدران بن دَاوُد البابصري الْبَغْدَادِيّ صفي الدّين أَبُو عبد الله ولد يَوْم عَرَفَة سنة 712 وَسمع مُتَأَخِّرًا وعني بِالْحَدِيثِ(2/165)
وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وتفقه وبرع فِي الْعَرَبيَّة ونظم الشّعْر وصنف مُخْتَصرا فِي عُلُوم الحَدِيث وَاخْتصرَ الْإِكْمَال قَالَ ابْن رَجَب قَرَأت عَلَيْهِ بعضه وَسمعت بقرَاءَته صَحِيح البُخَارِيّ على الْجمال مُسَافر بن ابراهيم الخالدي بِسَمَاعِهِ من الرشيد بن أبي الْقَاسِم قَالَ وَولي الإفادة بدار الحَدِيث المستنصرية فأقرأ بهَا عُلُوم الحَدِيث وَكَانَ بارعاً فِي الْأَدَب مشاركاً فِي الحَدِيث والتاريخ مَعَ الصيانة والديانة مَاتَ فِي سَابِع عشرى شهر رَمَضَان سنة 749 مطعوناً
1585 - الْحُسَيْن بن الْحُسَيْن بن يحيى أَبُو مُحَمَّد بن أبي عَليّ الأرمنتي القَاضِي تقدم لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة قطنبة وَكَانَ ولي قَضَاء أرمنت وَصرف عَنْهَا وَكَانَ رَئِيسا متمولاً وَله شعر
(غَلطت لعمري يَا أخي وأنني ... لفي سكرة مِمَّا جناه لي الْغَلَط)
(حططت بقدري إِذْ رفعت أخسة ... وَمن رفع الْإِسْقَاط حق بِأَن يحط) وَله فِي هَذِه الْمَادَّة
(أَقْسَمت لَا عدت لشكر امْرِئ ... يَوْمًا وَلَا أخلصت فِي ودي)(2/166)
(من قبل أَن تبدو أَفعاله ... فِي حالتي قربي أَو بعدِي)
(وكل من جرعني سمه ... فَهُوَ الَّذِي أطعمته شهدي) مَاتَ فِي سنة 728
1586 - الْحُسَيْن بن الْخضر بن مُحَمَّد بن حجي بن كَرَامَة بن بجير بن عَليّ بن ابراهيم بن الْحُسَيْن بن اسحاق بن مُحَمَّد التنوخي الْمَعْرُوف بِابْن أَمِير الغرب يلقب نَاصِر الدّين وجده الْحُسَيْن بن إِسْحَاق ممدوح المتنبى وجده كَرَامَة ابْن بجير أقطعه نور الدّين الشَّهِيد الغرب فَعرف بَينهم من يَوْمئِذٍ بأمير الغرب وَهُوَ من جِهَة بيروت وَكَانَ قذى فِي عين صَاحب بيروت أَيَّام الفرنج وَكَانَ يروم حصره فِي حصنه فيتعذر عَلَيْهِ فَلَمَّا نَشأ أَوْلَاده أَحبُّوا الصَّيْد فراسلهم وَاجْتمعَ بهم وَأكْرمهمْ وَلم يزل يستدرجهم إِلَى أَن أخرج ابْنه مَعَهم وَهُوَ شَاب ثمَّ قَالَ لَهُم قد عزمت على زواجه وأدعو لَهُ مُلُوك السَّاحِل فأحضروا ذَلِك فَتوجه الثَّلَاثَة الْكِبَار وخلفوا أَخَاهُم الْأَصْغَر فِي الْحصن فتلقوهم بالشمع وَالْمَعَازِف فَلَمَّا كَانَ وَقت الْعَصْر غدر بهم وأمسكهم وَأمْسك غلمانهم وغرقوهم وَركب فِي العساكر إِلَى الْحصن ففتحوه وَخرجت الْعَجُوز وَمَعَهَا الأبن الصَّغِير وعمره سبع سِنِين وَهُوَ حجي جد وَالِد هَذَا فاستبقاه فَلَمَّا فتح صَلَاح الدّين صيدا(2/167)
وبيروت أعَاد إِلَى حجي أَمْلَاك أَبِيه فاستمر هُوَ وبنيه إِلَى أَن أقطع الْمَنْصُور أملاكهم لجند الْبِلَاد الْمَذْكُورَة ثمَّ أَعَادَهَا لَهُم الْأَشْرَف وَكَانَ مولد نَاصِر الدّين هَذَا فِي سنة 668 وَكَانَ جواداً سَمحا كثير الْخدمَة لمن يتَوَجَّه لتِلْك النواحي من الْكِبَار وَكَانَ خطه جيدا وَكَانَ مُطَاعًا فِي قومه وَلما أسن نزل عَن اقطاعه وأمرته لإبنه صَالح وَمَات فِي نصف شَوَّال سنة 751
1587 - الْحُسَيْن بن دَاوُد بن عبد السَّيِّد بن علوان الخواجا عز الدّين السلَامِي التَّاجِر أَصله من بَغْدَاد وَقدم دمشق فسكنها وَسمع بهَا من الْفَخر وَابْن الزين وَغَيرهمَا وَهُوَ الَّذِي بنى الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بالسلامية وَكَانَ كثير التِّلَاوَة كثير المَال جدا وَالصَّدقَات وَالْبر وَكَانَت فِيهِ غَفلَة من جِهَة النِّسَاء وَذكره البرزالي فِي الشُّيُوخ وَقَالَ رجل جيد ولد تَقْرِيبًا سنة 677 وَحدث وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 752
1588 - الْحُسَيْن بن سالار بن مَحْمُود الغزنوي الأَصْل الْبَغْدَادِيّ أَبُو عبد الله المشرقي قدم دمشق فَسمع من ابْن الشّحْنَة والحافظ الْمزي وتفقه وَمهر ودرس وَأفْتى واشتهر وَكَانَ فَقِيها شافعياً مَشْهُورا ببلاده حدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ كتب إِلَيْهِم بهَا سنة 773
1589 - الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بِمَ رَيَّان شرف الدّين الطَّائِي موقع الْإِنْشَاء بحلب ولد فِي شَوَّال سنة 702 وَكَانَ أَبوهُ نَاظر الدولة فَنَشَأَ هُوَ نَشأ حَسَنَة وتعانى الْآدَاب وَكَانَ صَادِق اللهجة حسن المجالسة رَقِيق الْحَاشِيَة ونظم زهر الرّبيع فِي البديع فِي سَبْعمِائة بَيت ونظم كتابا فِي أَحْكَام المواليد مَا كَانَ أغناه عَنهُ مَاتَ فِي سنة 770 وأرخه ابْن حبيب سنة 769 وَهُوَ الْقَائِل ... كَأَن الْهلَال بجو السَّمَاء ... وَقد قَارب الزهرة النيره
سوار لحسناء من عسجد ... على قفله ركبت جوهره ...
وَهُوَ الْقَائِل ... نَحن الموقعون فِي وظائف ... قُلُوبنَا من أجلهَا فِي حرق
قسمتنا فِي الْكتب لَا فِي غَيرهَا ... وقطعنا ووصلنا فِي الْوَرق ...
1590 - الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة شهَاب الدّين الكفري الدِّمَشْقِي لحنفي ولد سنة 637 وتلا بالسبع على علم الدّين الْقَاسِم وَسمع من ابْن طَلْحَة وَابْن عبد الدَّائِم ودروس بالطرخانية وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَكتب الطباق وناب فِي الحكم وَكَانَ خيرا عَالما أضرّ بِأخرَة فَلَزِمَ دَاره(2/168)
بن رَيَّان شرف الدّين الطَّائِي موقع الْإِنْشَاء بحلب ولد فِي شَوَّال سنة 702 وَكَانَ أَبوهُ نَاظر الدولة فَنَشَأَ هُوَ نشأة حَسَنَة وتعانى الْآدَاب وَكَانَ صَادِق اللهجة حسن المجالسة رَقِيق الْحَاشِيَة ونظم زهر الرّبيع فِي البديع فِي سَبْعمِائة بَيت ونظم كتابا فِي أَحْكَام المواليد مَا كَانَ أغناه عَنهُ مَاتَ فِي سنة 770 وأرخه ابْن حبيب سنة 769 وَهُوَ الْقَائِل
(كَأَن الْهلَال بجو السَّمَاء ... وَقد قَارب الزهرة النيره)
(سوار لحسناء من عسجد ... على قفله ركبت جوهره) وَهُوَ الْقَائِل
(نَحن الموقعون فِي وظائف ... قُلُوبنَا من أجلهَا فِي حرق)
(قسمتنا فِي الْكتب لَا فِي غَيرهَا ... وقطعنا ووصلنا فِي الْوَرق)
1590 - الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان بن فَزَارَة شهَاب الدّين الكفري الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ ولد سنة 637 وتلا بالسبع على علم الدّين الْقَاسِم وَسمع من ابْن طَلْحَة وَابْن عبد الدَّائِم ودروس بالطرخانية وَقَرَأَ بِنَفسِهِ على إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَكتب الطباق وناب فِي الحكم وَكَانَ خيرا عَالما أضرّ بِأخرَة فَلَزِمَ دَاره(2/169)
يُفْتِي ويقرئ وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 719
1591 - الْحُسَيْن بن صَدَقَة بن بدران تَقِيّ الدّين الْموصِلِي قَالَ البرزالي كَانَ خيرا صَالحا صبوراً على التَّجْرِيد والفقر لَا يسْأَل أحدا وَلَو أَقَامَ أَيَّامًا لَا يجد مَا يَأْكُل وَله شعر حسن فَمِنْهُ
(يحِق لقلبي لَا يقر قراره ... إِذا صد من يهوى وَعز اصطباره) يَقُول فِيهَا
(وَعلمه بالْعَطْف كَيْمَا يرق لي ... جعلت جوارا للَّذي عز جَاره) مَاتَ فِي أَوَاخِر جُمَادَى الأولى سنة 705
1592 - الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن حُسَيْن بن مناع التكريتي الأَصْل الدِّمَشْقِي عز الدّين أَبُو أَحْمد بن الْمُحدث زين الدّين سمع على عِيسَى الْمطعم جُزْء الْبَعْث وجزء بيبى وعَلى اسحاق الْآمِدِيّ وَأبي بكر بن(2/170)
يُوسُف الْمزي جُزْء ابْن فيل وعَلى جمَاعَة آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب وَأَبُو البركات الْأنْصَارِيّ وَالشَّيْخ صدر الدّين الياسوفي وَآخَرُونَ فِي سنة 784 وَحدث بِالْقَاهِرَةِ فَسمع مِنْهُ جمَاعَة وَآخر من حدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ بل بِالسَّمَاعِ عبد الرَّحِيم بن نَاصِر الدّين ابْن الْفُرَات سمع عَلَيْهِ الْبَعْث لِابْنِ ابي دَاوُد وَحدث بِهِ سمعته عَلَيْهِ
1593 - الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد الله بن عُثْمَان ابْن أبي الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر اليونيني أَبُو مُحَمَّد البعلي الرَّامِي سمع من الشَّيْخ الْفَقِيه مُحَمَّد بن أبي الْحُسَيْن اليونيني جُزْء ابْن زبان وجزء الحريري وَمن مُسْند أَحْمد مُسْند النِّسَاء ومسند ابْن مَسْعُود ومسند ابْن عمر سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه فَقَالَ شيخ حسن من أَوْلَاد الْمَشَايِخ الْمَشْهُورين بالصلاح والزهد ولد سنة 47 تَقْرِيبًا روى عَنهُ مُحَمَّد بن رَافع(2/171)
فِي مُعْجَمه بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ فقد فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر شهر رَمَضَان سنة 724 فظنوا أَنه سَافر فَوجدَ بعد أُسْبُوع فِي بَيت بقلعة بعلبك مَيتا وَقد تغير حَاله فَلم يُمكن تغسيله فَدفن عِنْد أَهله
1594 - الْحسن بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ بن معَاذ الموحدي رَضِي الدّين الْمدنِي سبط الشَّيْخ مجد الدّين عبد الله بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ حدث عَن جده الْمَذْكُور وَتفرد عَنهُ وَكَانَ سَمَاعه مِنْهُ سنة تسعين بعكا وَسمع من الأبرقوهي والدمياطي وَعلي بن عبد الْعَزِيز ابْن تَيْمِية وَجَمَاعَة وَلبس الْخِرْقَة من شمس الدّين ابْن النَّقِيب الْمُفَسّر أَنا السهروردي وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة شَيخنَا وَمَات سنة 760
1595 - الْحُسَيْن بن عبد الْوَهَّاب بن عَليّ ولد فِي الْمحرم سنة 711 وَسمع عَليّ ... سمع مِنْهُ الشَّيْخ برهَان الدّين مُحدث حلب
1596 - الْحُسَيْن بن عدنان تقدم فِي الْحسن قلت وَالصَّوَاب أَنه الْحُسَيْن وَأَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن عدنان بن الْحسن وَسَيَأْتِي فِي الْحُسَيْن بن مُحَمَّد عَليّ الصَّوَاب وَقد ذكره أَبُو الْحُسَيْن ابْن أيبك عَليّ الصَّوَاب فَقَالَ فِي تَتِمَّة صلَة التكملة لَهُ وَفِي الْخَامِس من ذِي الْقعدَة سنة 708 توفّي السَّيِّد الشريف الْعَالم زين الدّين أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عدنان بن الْحسن الْحُسَيْنِي نقيب الْأَشْرَاف بِدِمَشْق وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير ومولده سنة 53 وَكَانَ فَاضلا فِي كِتَابَة الدِّيوَان والإنشاء عَارِفًا بليغاً فصيحاً لَهُ معرفَة بِكَلَام الأمامية والمعتزلة وَله نظم وَمن شعره قَوْله وكتبهما عَنهُ(2/172)
البرزالي
(عَامل النَّاس بالصفاء تجدهم ... مثل مَا تشْتَهي وَفَوق المُرَاد)
(ودع الْمَكْر وَالْخداع جَمِيعًا ... فقلوب الْأَنَام كالأكباد)
1597 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن اسحاق بن سَلام بِالتَّشْدِيدِ الدِّمَشْقِي شرف الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 673 واشتغل بالفقه وَمهر وَأعَاد بالظاهرية وَغَيرهَا ودرس بالعذراوية وَولي إِفْتَاء دَار الْعدْل فِي أَيَّام الأفرم وَحضر مرّة بعض الدُّرُوس وَفِيه الْقُضَاة الْأَرْبَعَة وَالْفُقَهَاء فناظرهم فِي مَسْأَلَة فَانْقَطع الْجَمِيع فِي يَده حَتَّى عجب كل من حضر وَمَات فِي رَابِع عشري رَمَضَان سنة 717
1598 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر الْموصِلِي الْحَنْبَلِيّ ولد فِي رَجَب سنة 690 وَقدم إِلَى الشَّام سنة 728 وَكَانَ شَيخا طوَالًا ذكي الفطنة لَهُ قدرَة عَليّ نظم الألغاز وَكَانَ يكْتب جيدا وَكَانَ يذكر أَنه سمع جَامع الْأُصُول من وَاحِد حَدثهُ بِهِ عَن المُصَنّف وَهُوَ كالمستحيل(2/173)
ودرس بالعساكرية وَجلسَ مَعَ الْعُدُول بالمسمارية وَكَانَ يحب الْمُؤَاخَذَة والمناقضة وينظم الضوابط وَمن نظمه
(وَصَاحب مستحسن فعله ... لَيْسَ لَهُ ثقل على صَاحب)
(فَتى وَلَكِن سنه رُبمَا ... زَادَت على السّبْعين فِي الْغَالِب)
(طسم تَصْحِيف معكوسه ... يخفى وَلَيْسَ الظَّن بالكاذب) وشعره كثير وَهُوَ وَالِد الشَّيْخ عز الدّين الْموصِلِي مَاتَ فِي شهر 15 رَمَضَان سنة 759
1599 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن بِشَارَة بن عبد الله الشبلي الْحَنَفِيّ شرف الدّين ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 657 واسمع من الْمُسلم بن عَلان وَالْفَخْر وَابْن أبي عمر وَابْن أبي عصرون وَابْني القواس وَغَيرهم وَحدث وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا وَخرج لَهُ غَيره مشيخة وَكَانَ نَاظر الشبلية ومعيدها وخازن الْكتب بدار الحَدِيث الأشرفية وَكَانَ يحب الحَدِيث وَالرِّوَايَة وَمَات فِي ثامن عشري الْمحرم سنة 737 ذكره ابْن رَافع
1600 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحجَّاج بن عَليّ العنافقي الْحَنَفِيّ أهمله شَيخنَا(2/174)
على عَادَته فِي الْحَنَفِيَّة مَعَ تقدمه فِي الْعلم وَذكر ابْن رَافع لَهُ فِي الْمُخْتَار من تَارِيخ بَغْدَاد على أَنه من الْمِائَة الثَّامِنَة
1601 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْحسن بن زهرَة الْحلَبِي الشريف شمس الدّين نقيب الْأَشْرَاف بحلب مَاتَ بعد عوده من الْحَج فِي الْمحرم سنة 711
1602 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن سيد الْكل بن أَيُّوب بن أبي صفرَة وَيُقَال ابْن سيد الْكل بن أبي الْحسن بن قَاسم بن عمار الْأَزْدِيّ المهلبي الأسواني نجم الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي شيخة ولد سنة 646 وتفقه ففاق وتنزل فِي الْمدَارِس ثمَّ ترك ذَلِك وتزيا بزِي الْفُقَرَاء مُدَّة وَكَانَ سَبَب ذَلِك أَنه حضر درس ابْن بنت الْأَعَز فَأَنْشد شخص قصيدة نبوية فَصَرَخَ هُوَ على الْعَادة وانكر القَاضِي ذَلِك علية فَقَالَ هَذَا شَيْء مَا تذوقه أَنْت وَقَامَ وَترك الفقاهة والمدرسة وَكَانَ سمع من مُحَمَّد بن عبد الْخَالِق بن طرخان والعماد الْمَقْدِسِي وَمُحَمّد بن عبد الْقوي والدمياطي(2/175)
والغرافي وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء ابْن سيد النَّاس مُحَمَّد بن عبد الْمُؤمن الصُّورِي ويوسف بن يَعْقُوب بن المجاور والواسطي والتقي الوَاسِطِيّ وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن جَعْفَر التزمنتي وَغَيره وَاسْتمرّ متجردا مَعَ الْفُقَرَاء مُدَّة مديدة ثمَّ رَجَعَ وتزيا بزِي الْفُقَهَاء ودرس بالملكية وَأقَام بِجَامِع عَمْرو يشغل النَّاس وَكَانَ يُفْتِي ويدرس ويقرئ فِي كل شَيْء فِي أَي كتاب سُئِلَ فِيهِ وانتفع بِهِ النَّاس وَكَانَ هُوَ وأخواه الْحسن وَالزُّبَيْر من أهل الْخَيْر والتعبد وَكَذَلِكَ أهل بَيتهمْ وَكَانَ الْحُسَيْن قوى النَّفس حاد الْخلق مقداما فِي الْكَلَام قَالَ التَّاج السُّبْكِيّ سمعته يَقُول صَحِبت أَبَا الْعَبَّاس الشاطر إِلَى دمنهور فِي مركب فَطلب من بعض التُّجَّار الَّذين فِيهَا فراشا ونطعا فَامْتنعَ فتردد إِلَيْهِ ثَلَاث مرار فأصر فَقَالَ لي فِي الرَّابِعَة قل لَهُ مركبك فِي هَذِه السَّاعَة الَّتِي فِيهَا كَذَا وَكَذَا غرقت وَلم يسلم مِنْهَا سوى عَبدك فلَان وَمَعَهُ ثَمَانِيَة عشر دِينَارا فَكَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ وَقَالَ ابْن رَافع كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه والقراءات والعربية وَالتَّعْبِير وَغير ذَلِك ملازما لشغل الطّلبَة ونفعهم مكرماً لَهُم بشوشا حسن الملتقي عَزِيز النَّفس كَرِيمًا كثير الصَّدَقَة وَتَوَلَّى الْإِعَادَة بالشريفية وَأخذ عَنهُ الطّلبَة طبقَة بعد طبقَة وَمَات فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي صفر سنة 739 أرخه ابْن رَافع وبخط نور الدّين الهمذاني توفّي فِي مستهل صفر وَوَافَقَ على السّنة
1603 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن يُوسُف بن تَمام(2/176)
جمال الدّين أَبُو الطّيب السُّبْكِيّ ولد فِي رَجَب سنة 722 وَحفظ التَّنْبِيه واشتغل فِي النَّحْو وَالْعرُوض وَحفظ التسهيل وأسمعه أَبوهُ على يُونُس الدبوسي والحجار وَجَمَاعَة وَقدم دمشق مَعَ أَبِيه وَسمع بهَا واشتغل وَسمع الحَدِيث وَجمع كتابا فِي من اسْمه الْحُسَيْن بن عَليّ وَحدث مِنْهُ بِقِطْعَة وَكَانَ قد أَخذ عَن الشَّيْخ شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَالْمجد السنكلوني وَأبي حَيَّان وَغَيرهم ثمَّ نَاب فِي الحكم بعد وَفَاة ابْن أبي الْفَتْح سنة 745 أثنى عَلَيْهِ ابْن كثير وَابْن رَافع وَغَيرهمَا بالعفة فِي الحكم والذهن الْجيد وَكَانَ قد حج بعد الْخمسين ثمَّ وَقعت لَهُ بِالشَّام وَاقعَة فَغَضب مِنْهُ النَّائِب بهَا وَأمر بِإِخْرَاجِهِ من دمشق فَتوجه إِلَى أَخِيه بهاء الدّين بِالْقَاهِرَةِ وتألم أَبوهُ وَلم يقدر على مدافعة النَّائِب ثمَّ لما دخل الْقَاهِرَة ولي بهَا بعض الْمدَارِس ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق بعد سنتَيْن وَكَانَ ذهنه ثاقباً وفهمه صائباً وناب عَن أَبِيه فِي الحكم مُدَّة قَالَ الصَّفَدِي كتب إِلَى ملغزا قلت وأجاد
(يَا أَيهَا الْبَحْر علما والغمام ندى ... وَمن بِهِ أضحت الْأَيَّام مفتخره)(2/177)
(أَشْكُو إِلَيْك حبيباً قد كلفت بِهِ ... مورد الخد سُبْحَانَ الَّذِي فطره)
(خمساه قد أصبحا فِي زِيّ عَارضه ... وَفِيه بَأْس شَدِيد قل من قهره)
(لَا ريب فِيهِ وَفِيه الريب أجمعه ... وَفِيه نفس ولين الْقَامَة النضرة)
(وَفِيه كل الورى لما تصحفه ... وضيعة بِبِلَاد الشَّام مشتهرة) مَاتَ فِي شهر رَمَضَان سنة 755 وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ وَالنَّاس قَالَ ابْن كثير تألم النَّاس لفقده لعدم شَره إِلَّا على نَفسه وَقد درس بِالشَّام بالشامية البرانية والدماغية والعذراوية وَغير ذَلِك
1604 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْعَزِيز مُحَمَّد بن الْعِمَاد مُحَمَّد بن حَامِد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عَليّ بن مَحْمُود بن هبة الله بن اله بِفَتْح الْهمزَة وَضم اللَّام الثَّقِيلَة(2/178)
بعْدهَا هَاء وَهُوَ اسْم أعجمي مَعْنَاهُ الْعقَاب الْكَاتِب الْمُقْرِئ شرف الدّين ابْن سري الدّين بن عَزِيز الدّين الْأَصْبَهَانِيّ الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي ولد فِي الْمحرم سنة 657 وَسمع من الْمجد ابْن عَسَاكِر وَابْن أبي الْيُسْر ويوسف ابْن مَكْتُوم وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ الْفَقِيه اليونيني وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَطَائِفَة وتفقه وَنسخ الرَّوْضَة بِخَطِّهِ ودرس بالعمادية وَغَيرهَا وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا بِالسَّمَاعِ وجزءا بِالْإِجَازَةِ وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 739 كَذَا أرخه الصَّفَدِي وَرَأَيْت بِخَط أبي الْحُسَيْن بن أيبك أَنه مَاتَ فِي لَيْلَة السَّادِس من رَجَب بعد موت البرزالي بِقَلِيل وَكَانَ يلقب شرف الدّين وَهُوَ جد ابْن قَاضِي شُهْبَة لامه ودرس بعده بِالْمَدْرَسَةِ الْمَذْكُورَة وَمن مسموعه عَليّ ابْن أبي الْيُسْر كتاب الرسَالَة للشَّافِعِيّ وعَلى عَليّ بن عبد الْوَاحِد ابْن أبي الْفضل ابْن الأوحد منتقي مغازي مُوسَى بن عقبَة وَهُوَ أَخُو عَزِيز الدّين الْحسن الْمُقدم ذكره وعاش بعده زَمَانا حَدثنَا عَنهُ بعض شُيُوخنَا
1605 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُصدق بن الْحسن الشَّيْبَانِيّ الوَاسِطِيّ الصُّوفِي كَانَ ذَا ذوق وأبهة وجلالة وعَلى كَلَامه حلاوة وَكَانَ شكلاً طَويلا عريض الْوَصْف جدا وَمن نظمه
(وأحور أحوى فاتن الطّرف فاتر ... تسير بدور التم من دون سيره)(2/179)
(إِذا جِئْت أَشْكُو طرفه قَالَ قده ... وَمن لم يمت بِالسَّيْفِ مَاتَ بِغَيْرِهِ)
وَله
(قابلني المحبوب يَوْمًا وَغدا ... يمنحني جماله ونائله)
(قلت لَهُ يَا سَيِّدي جبرتني ... فَهَل أرى من بعْدهَا مواصله)
(فَقَالَ لي هَذَا الَّذِي فعلته ... على سَبِيل الْجَبْر والمقابلة) ذكره الصَّفَدِي وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه فَقَالَ ذكر لي أَنه سمع من الفاروثي وَأَنه رأى بِبَغْدَاد ابْن عكبر وَغَيره من الْكِبَار وَسمع بِدِمَشْق من الدشتي وَإِسْمَاعِيل ابْن الخباز وَجمع جم من هَذِه الطَّبَقَة فَمن بعدهمْ قَالَ ومولده بواسط فِي شهر رَجَب سنة 660 وَمَات فِي ...
1606 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن مَمْدُود الكوراني وَالِي الْقَاهِرَة سَيَأْتِي ذكر وَالِده فِي مَكَانَهُ وَأول ولَايَة حُسَيْن بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة 67 فِي أَيَّام تحدث يلبغا فِي المملكة بعد موت أَبِيه ثمَّ صرف ثمَّ أُعِيد فِي سنة 70 بعد الشريف بكتمر
1607 - الْحُسَيْن بن عمر بن حبيب بن حسن بن عمر بن شويخ الْحلَبِي(2/180)
أَبُو عبد الله الدِّمَشْقِي الأَصْل يلقب شرف الدّين ولد الْمُحدث الْمَشْهُور زين الدّين ولد سنة 712 وأسمعه أَبوهُ من أبي طَالب ابْن العجمي وَمن إِبْرَاهِيم بن العجمي وَغَيرهمَا وَطلب قَالَ الذَّهَبِيّ شَاب متيقظ سمع وَخرج وَكتب عني الكاشف وَأخذ عَن بنت صصري وَابْن أبي تائب انْتهى وَسمع من جمَاعَة آخَرين بحلب ودمشق وَأَجَازَ لَهُ من مصر الرشيد ابْن الْمعلم وَغَيره مِمَّن ذكر فِي تَرْجَمَة أَخِيه الْحسن بن عمر وجاور بِمَكَّة وأسمع بهَا كتبا فِي سنة 73 وَمَات فِي أول ذِي الْحجَّة سنة 777 بِمَكَّة
1608 - الْحُسَيْن بن عَمْرو بن مُحَمَّد بن صبرَة بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُوَحدَة عز الدّين الْحَاجِب بِدِمَشْق وَتَوَلَّى الصَّفْقَة الْقبلية فِي ذِي الْحجَّة سنة 706 وَنقل فِي آخر عمره إِلَى طرابلس وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 715
1609 - الْحُسَيْن بن مبارك الْموصِلِي الصُّوفِي بالسميساطية بِدِمَشْق وخازن الْكتب بهَا ذكره الذَّهَبِيّ وَقَالَ خير دين كتب كثيرا من كتب الْعلم وَصَحب الْفُقَرَاء وَجمع مجاميع وَله سَماع من الْعِمَاد ابْن الطبال والرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَغَيرهمَا مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 742 عَن نَحْو من 70 سنة(2/181)
1610 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الشَّيْخ نجم الدّين ابْن عبود ولد فِي حُدُود الْخمسين وسِتمِائَة وَكَانَ وجيهاً فِي الدول مُعظما مَقْصُودا بالزيارة وَلَا سِيمَا فِي دولة الْمَنْصُور لاجين وَالسَّبَب فِيهِ أَن لاجين لما قتل الْأَشْرَف خَلِيل هرب فاختفى عِنْده بِجَامِع ابْن طولون فَلَمَّا تسلطن رفع قدره ونوه بِهِ فتردد النَّاس إِلَيْهِ وأتقن عمَارَة زاويته بالقرافة الْمَشْهُورَة وَهُوَ الَّذِي قَامَ فِي ولَايَة ابْن دَقِيق الْعِيد فِي الْقَضَاء وألزمه بِقبُول ذَلِك وَكَانَ إِذا قَامَ فِي أَمر لم يلْحق فِيهِ وَله خبْرَة تَامَّة بطرق السَّعْي وَكَانَت وَفَاته فِي ثَالِث عشري شَوَّال سنة 722 وَقد أناف على السّبْعين
1611 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن ابْن الْحسن بن زيد بن الْحُسَيْن بن مظفر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عبد الله العوكلاني ابْن مُوسَى الكاظم كَذَا قَرَأت نسبه بِخَط الشَّيْخ بدر الدّين الزَّرْكَشِيّ الْحُسَيْنِي الشريف شهَاب الدّين الْموقع كَانَ يعرف بِابْن قَاضِي الْعَسْكَر الشهير بِأبي الركب وَابْن أبي الركب ولد فِي سنة 698 كَذَا قَالَ الصَّفَدِي وبخط الزَّرْكَشِيّ فِي شَوَّال سنة 97 وَولي التوقيع بِالْقَاهِرَةِ ونقابة الْأَشْرَاف وَمهر فِي ذَلِك وَفِي النّظم والنثر وَكَانَ يكْتب فِي شَيْء وينسى مَا يَكْتُبهُ(2/182)
وينشد من شعره غير مَا يَكْتُبهُ وَلم يكن لَهُ نَظِير فِي الإقتدار على سرعَة النّظم والنثر كتب بديوان الْإِنْشَاء من التقاليد والتواقيع مَا لَا يدْخل تَحت الْحصْر وَكَانَت لَهُ إجَازَة من ابْن دَقِيق الْعِيد والدمياطي والأبرقوهي وَغَيرهم وَحفظ فِي صغره التَّنْبِيه وَبحث فِيهِ على الشَّيْخ عَلَاء الدّين القونوي ودرس فِي بعض الْمدَارِس وَلما توجه زين الدّين مُحَمَّد بن الْخضر لكتابة سر الشَّام قرر الشريف فِي التوقيع بَين يَدي السُّلْطَان الْكَامِل شعْبَان مَكَانَهُ وَذَلِكَ فِي سنة 46 وباشر كِتَابَة سر حلب قَلِيلا ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وَمن شعره جَوَاب كتاب من الصَّفَدِي
(أنسيم الصِّبَا على الرَّوْض غدوه ... سحبت ذيلها على كل ربوه)
(وسرى لطفها إِلَى الدوح فارتاح ... فكم رنحت معاطف سروه)
(أم حَدِيث العذيب يعذب فِي كلل ... ل لهاة لمن يذكر لهوه)
(أم كتاب قد جَاءَنِي من خَلِيل ... بارع فالخليل لم ينح نَحوه)(2/183)
وَله
(إِذا الْعلم لم يعضده جاه وثروة ... فصاحبه فِي الْقَهْر يُمْسِي وَيُصْبِح)
(وَإِن أسعد الْمَقْدُور فالصعب هَين ... وَذُو الْجَهْل مَعَ نقصانه يتَرَجَّح) وَله
(تلق الْأُمُور بصبر جميل ... وَصدر رحيب وخل الْحَرج)
(وَسلم لِرَبِّك فِي حكمه ... فإمَّا الْمَمَات وَإِمَّا الْفرج) قَالَ الصَّفَدِي وَبنى مدرسة بحارة بهاء الدّين ووقف عَلَيْهَا وَقفا جيدا ووقف فِيهَا كتبا كَثِيرَة جَيِّدَة وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق متواضعاً وَله ديوَان الْخطب سَمَّاهَا الْمقَال المحبر فِي مقَام الْمِنْبَر عَارض بِهِ خطب ابْن نباتة قَالَ ابْن رَافع خطب بِجَامِع ابْن عبد الظَّاهِر وَكتب عَنهُ فِي مُعْجَمه شعرًا وَمَات فِي سَابِع عشر شعْبَان سنة 762
1612 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْحُسَيْنِي الْأَسدي الْبَغْدَادِيّ الصاحب عز الدّين المعمر أَبُو المكارم ابْن كَمَال الدّين ابْن(2/184)
تَاج الدّين الْمَعْرُوف بِابْن النيار ولد سنة 674 وَسمع من أَبِيه والرشيد ابْن أبي الْقَاسِم جَمِيعًا كتاب مصَارِع العشاق لجَعْفَر بسماعهما على ابراهيم ابْن مَحْمُود بن الْخَيْر وَأَجَازَ لَهُ الْمجد ابْن بلدجي وَابْن الطبال وَغَيرهمَا من شُيُوخ بَغْدَاد وَالْفَخْر ابْن البُخَارِيّ وَغَيره من شُيُوخ دمشق وَعبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَحدث وَأعَاد أَخذ عَنهُ الْمُقْرِئ شهَاب الدّين ابْن رَجَب وَذكره فِي مُعْجَمه وناب فِي الحكم بِبَغْدَاد على مَذْهَب الشَّافِعِي وَخرج لَهُ الكازروني مشيخة وَكَانَ مِمَّن ثبتَتْ رئاسته مَاتَ فِي صفر سنة 767
1613 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الله الطَّيِّبِيّ الإِمَام الْمَشْهُور صَاحب شرح الْمشكاة وَغَيره قَرَأت بِخَط بعض الْفُضَلَاء كَانَ ذَا ثروة من الْإِرْث وَالتِّجَارَة فَلم يزل ينْفق ذَلِك فِي وُجُوه الْخيرَات إِلَى أَن كَانَ فِي آخر عمره فَقِيرا قَالَ(2/185)
وَكَانَ كَرِيمًا متواضعاً حسن المعتقد شَدِيد الرَّد على الفلاسفة والمبتدعة مظْهرا فضائحهم مَعَ استيلائهم فِي بِلَاد الْمُسلمين حِينَئِذٍ شَدِيد الْحبّ لله وَرَسُوله كثير الْحيَاء ملازماً للْجَمَاعَة لَيْلًا وَنَهَارًا شتاء وصيفاً مَعَ ضعف بَصَره بآخرة ملازماً لأشغال الطّلبَة فِي الْعُلُوم الإسلامية بِغَيْر طمع بل يحذيهم ويعينهم ويعير الْكتب النفيسة لأهل بَلَده وَغَيرهم من أهل الْبلدَانِ من يعرف وَمن لَا يعرف محباً لمن عرف مِنْهُ تَعْظِيم الشَّرِيعَة مُقبلا على نشر الْعلم آيَة فِي اسْتِخْرَاج الدقائق من الْقُرْآن وَالسّنَن شرح الْكَشَّاف شرحاً كَبِيرا وَأجَاب عَمَّا خَالف مَذْهَب السّنة أحسن جَوَاب يعرف فَضله من طالعه وصنف فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان التِّبْيَان وَشَرحه وَأمر بعض تلامذته باختصاره على طَريقَة نهجها لَهُ وَسَماهُ الْمشكاة وَشَرحهَا هُوَ شرحاً حافلاً ثمَّ شرع فِي جمع كتاب فِي التَّفْسِير وَعقد مَجْلِسا عَظِيما لقِرَاءَة كتاب البُخَارِيّ فَكَانَ يشْتَغل فِي التَّفْسِير من بكرَة إِلَى الظّهْر وَمن ثمَّ إِلَى الْعَصْر لإسماع البُخَارِيّ إِلَى أَن كَانَ يَوْم مَاتَ فَإِنَّهُ فرغ من وَظِيفَة التَّفْسِير وَتوجه إِلَى مجْلِس الحَدِيث فَدخل مَسْجِدا عِنْد بَيته فصلى النَّافِلَة قَاعِدا وَجلسَ ينْتَظر الْإِقَامَة للفريضة فَقضى نحبه مُتَوَجها إِلَى الْقبْلَة وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشري شعْبَان سنة 743
1614 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عدنان الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْحسن تقدم نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه جَعْفَر ولد سنة 653 وَهُوَ وَالِد الشريف عَلَاء الدّين(2/186)
نقيب الْأَشْرَاف ولاه الأفرم نظر ديوانه بعد كَمَال الدّين الزملكاني فِي سنة 708 وَكَانَ نَاظر الْجَامِع أَيْضا ونقيب الْأَشْرَاف وَولي نظر حلب قَالَ البرزالي كَانَ فَاضلا فِي كِتَابَة الْإِنْشَاء والديوان مليح الشكل عَارِفًا بليغاً فصيحاً وَيعرف شَيْئا من كَلَام الإمامية والمعتزلة وَكَانَ مِمَّن قَامَ فِي جباية الْأَمْوَال لغازان فَلَمَّا عَاد إِلَى بِلَاده عُوقِبَ وأهين وصودر وسجن وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْقعدَة سنة 708
1615 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد ابْن الْمُسلم بن الْحسن بن هِلَال معِين الدّين الْأَزْدِيّ الدِّمَشْقِي أَبُو الْفضل ولد سنة 663 وَسمع من ابْن أبي الْيُسْر وَابْن النشبي وَالْمُسلم بن عَلان والرشيد العامري وَجَمَاعَة وتعانى الشَّهَادَة فَكَانَ يشْهد على الْحُكَّام مَعَ الْمُرُوءَة والجودة والإنجماع مَاتَ فِي ثَانِي عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة 725 وَهُوَ أَخُو أبي الْحسن عَليّ الْآتِي ذكره
1616 - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون الصَّالِحِي الْأَمِير جمال الدّين آخر أَوْلَاد الْملك النَّاصِر وَفَاة وَيُقَال أَنه سقِِي السم وَمَات فِي ربيع الآخر أَو الَّذِي قبله من سنة 764 وَكَانَ ذكر مرّة للسلطنة فَلم يتم وَيُقَال أَنه كَانَ يحب الْعلمَاء ويجمعهم عِنْده ويكرمهم وينسب إِلَى أُمُور تنكر عَفا الله عَنهُ(2/187)
1617 - الْحُسَيْن بن يحيى بن حُسَيْن بن ابراهيم بن أبي بكر بن خلكان أَبُو عَليّ وَمعنى خلكان خَلِيل الْبَرْمَكِي الاربلي الأَصْل نزيل الصالحية زكي الدّين ولد سنة 660 وَسمع من الْكَمَال ابْن عبد والياس الاربلي وَحدث بِالْقَاهِرَةِ ودمشق وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ رجل جيد من أهل الْقُرْآن يتعانى الشَّهَادَة وَيُحب الصَّالِحين والإنجماع وَكَانَ بِيَدِهِ عدَّة جِهَات فَتَركهَا وَمَات فِي سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة 731 بقرية بالغوطة من عمل دمشق
1618 - الْحُسَيْن بن يُوسُف بن المطهر الْحلِيّ المعتزلي جمال الدّين الشيعي ولد فِي سنة بضع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة ولازم النصير الطوسي مُدَّة واشتغل فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فمهر فِيهَا وصنف فِي الْأُصُول وَالْحكمَة وَكَانَ صَاحب أَمْوَال وغلمان وحفدة وَكَانَ رَأس الشِّيعَة بالحلة واشتهرت تصانيفه وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَشَرحه على مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي غَايَة الْحسن فِي حل أَلْفَاظه وتقريب مَعَانِيه وصنف فِي فقه الأمامية وَكَانَ قيمًا بذلك دَاعِيَة إِلَيْهِ وَله كتاب فِي الْإِمَامَة رد عَلَيْهِ فِيهِ ابْن تَيْمِية بِالْكتاب الْمَشْهُور الْمُسَمّى بِالرَّدِّ على الرافضي وَقد أطنب فِيهِ وأسهب وأجاد فِي الرَّد إِلَّا أَنه تحامل فِي مَوَاضِع عديدة ورد أَحَادِيث مَوْجُودَة وَإِن كَانَت ضَعِيفَة بِأَنَّهَا(2/188)
مُخْتَلفَة وإياه عني الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ بقوله
(وَابْن المطهر لم تطهر خلائقه ... دَاع إِلَى الرَّفْض غال فِي تعصبه)
(وَلابْن تَيْمِية رد عَلَيْهِ لَهُ ... أَجَاد فِي الرَّد وَاسْتِيفَاء أضربه) الأبيات وَله كتاب الْأَسْرَار الْخفية فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَغير ذَلِك وَبَلغت تصانيفه مائَة وَعشْرين مجلدة فِيمَا يُقَال وَلما وصل إِلَيْهِ كتاب ابْن تَيْمِية فِي الرَّد عَلَيْهِ كتب أبياتاً أَولهَا
(لَو كنت تعلم كل مَا علم الورى ... طراً لصرت صديق كل الْعَالم) الأبيات وَقد أَجَابَهُ الشَّمْس الْموصِلِي على لِسَان ابْن تَيْمِية وَيُقَال أَنه تقدم فِي دولة خربندا وَكَثُرت أَمْوَاله وَكَانَ مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الشُّح وَحج فِي أَوَاخِر عمره وَتخرج بِهِ جمَاعَة فِي عدَّة فنون وَكَانَت وَفَاته فِي شهر الْمحرم سنة 726 أَو فِي آخر سنة 725 وَقيل اسْمه الْحسن بِفتْحَتَيْنِ وَقد تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ
1619 - الْحُسَيْن بن يُوسُف الزبيدِيّ من أهل الْيمن من الصَّالِحين لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة عبد الْعَزِيز بن عبد الْغَنِيّ الْمُتَوفَّى وَزعم أَنه خضر زَمَانه بِنَاء(2/189)
على أَن لكل زمَان خضرًا فِي تَرْتِيب ذكره اشْتهر بَين أهل الطَّرِيق على خلف فِيهِ لبَعْضهِم
1620 - الْحُسَيْن الخلاطي اللازوردي قدم من بِلَاده وَهُوَ رجل إِلَى دمشق فَأَقَامَ بهَا ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَعَظمهُ برقوق وأنزله فِي دَار وأجرى لَهُ راتباً فَلم يقبل وَكَانَ ينْفق نفقات وَاسِعَة قَرَأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث اجْتمعت بِهِ فِي الرحلة الأولى فَقَالَ لي إِذا فرغت شغلك ترجع لبلدك فَقلت أَنا أُرِيد أَن أَدخل الْقَاهِرَة اقْرَأ على البُلْقِينِيّ فَقَالَ لي بل ارْجع إِلَى حلب واقرأ على الْأَذْرَعِيّ فَإِن الْقَاهِرَة بلد حَار لَا يُوَافق مزاجك وسألني عَن حديثين فأجبته بِمَا قيل فيهمَا فَقَالَ لَيْسَ هَذَا بِجَوَاب فَسَأَلته عَن الصَّوَاب فَقَالَ يذكر فِي وَقت آخر قَالَ وَكَانَ يذكر عَنهُ عجائب وغرائب وَأقَام دهراً وَلم ينْكَشف للنَّاس حَاله وَلَا من أَيْن يسترزق بل كَانُوا يظنون أَنه يحل حجر اللازورد وَبَعْضهمْ يَقُول يعرف الكيميا وَبَعْضهمْ يَقُول كَانَ عِنْده جَوْهَر نَفِيس وَكَانَ بعض النَّاس يعْتَقد ولَايَته وَبَعْضهمْ يَقُول هُوَ حَكِيم عَارِف بالطب وَكَانَ فِي الْوَاقِع ماهراً فِيهِ وَيتَكَلَّم فِي عدَّة فنون وَكَانَ النَّاس ينتابونه فبعضهم يطْلب مِنْهُ الدُّعَاء وَبَعْضهمْ يطْلب مِنْهُ الدَّوَاء وَكَانَ الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم يزورونه(2/190)
1621 - الْحُسَيْن الموله التركماني كَانَ يحلق ذقنه وَيَمْشي حافياً وَيكثر الْحلف بِاللَّه وينطق أَحْيَانًا بالمغيبات فَيَقَع كَمَا قَالَ فَارْتَبَطَ عَلَيْهِ النَّاس وَأَكْثَرهم يعْتَقد صَلَاحه وَمِنْهُم من لَا يلْتَفت إِلَى ذَلِك ويعدها أحوالاً شيطانية لما يرى مِنْهُ من دناسة الثِّيَاب وملابسة النَّجَاسَات وَكَانَ يحدث نَفسه ويحرك رَأسه وَمَات بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة 724
1622 - أَبُو الْحُسَيْن بن أبي بكر بن أبي الْحُسَيْن الإسكندري الْمَالِكِي النَّحْوِيّ ولد سنة 654 واشتغل بِالْعلمِ خُصُوصا الْعَرَبيَّة وانتفع النَّاس بِهِ وَذكر ابْن رَافع أَنه جمع تَفْسِيرا فِي عدَّة مجلدات وَحدث عَن الدمياطي مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 741
1623 - أَبُو الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي الْحُسَيْن بن مَحْمُود بن أبي سعيد بن أبي الْفضل بن أبي الرضى جمال الدّين الْبَابلُتِّي الربغي ولد سنة 646 وَسُئِلَ عَن اسْمه فَقَالَ اسْمِي كنيتي وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة سنة 60 وَقَرَأَ القراآت(2/191)
على الْبُرْهَان الْمَالِكِي وَبحث عَلَيْهِ فِي المقرب فِي النَّحْو بعد أَن حفظ أَكْثَره واتصل بالشجاعي فَأم بِهِ ثمَّ أم بالناصر قبل الْقرن فَكَانَ أكبر أَئِمَّة الْقصر وَكَانَ فَاضلا عَالما متواضعاً كثير التِّلَاوَة والتهجد وَالذكر حسن الْخلق نسخ بِخَطِّهِ الْكثير وَكَانَ جيد الضَّبْط وَمَات بمنزله بدرب الأتراك فِي رَمَضَان سنة 733
1624 - حَفْصَة بنت الْحَافِظ تَقِيّ الدّين عبيد بن مُحَمَّد بن عَبَّاس الأسعردي أم عَمْرو ولدت سنة ... وأحضرها أَبوهَا على النجيب وَمَاتَتْ سنة ...
1625 - حق الدّين الجبرتي ملك الْمُسلمين بِالْحَبَشَةِ اسْمه مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن عَليّ بن عمر الملقب ولسمع يَأْتِي(2/192)
1626 - حَمَّاد الْحلَبِي نَشأ بحلب وَقدم دمشق وَانْقطع بِجَامِع التَّوْبَة يقرئ الْقُرْآن تَبَرعا وَكَانَ مُتَوَجها إِلَى الْقبْلَة دَائِما على طَهَارَة وَلَا يقبل لأحد شَيْئا مَعَ إدامة الصّيام والتلاوة وَلم يكن يدعى وَإِذا اضْطر إِلَى حِكَايَة شَيْء من حَاله كني عَن نَفسه فَقَالَ قَالَ فَقير أَو جرى لفقير وَكَانَ تَحت قَمِيصه بلاس شعر وَلم يكن يتقوت إِلَّا مِمَّا يحضرهُ لَهُ شخص من أَصْحَابه يتَحَقَّق جودة مكسبه وَكَانَ ابْن تَيْمِية يعظمه ويعترف بصلاحه وحسبك بذلك وَلم يزل على حَالَته المثلى إِلَى أَن انْتقل إِلَى الله فِي شعْبَان سنة 726 وَقد جَاوز التسعين
1627 - حَمْزَة بن أسعد بن مظفر بن أسعد بن حَمْزَة القلانسي الصاحب عز الدّين ابو يعلى رَئِيس الشَّام ولد فِي ربيع الآخر سنة 649 وَنقل ابْن رَافع أَنه رأى بِخَط ثِقَة أَنه ولد سنة سِتّ وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم والرضي ابْن الْبُرْهَان وَابْن أبي الْيُسْر والمقداد الْقَيْسِي وَولى الوزارة بِدِمَشْق ثمَّ أعفي عَنْهَا وَولي وكَالَة السُّلْطَان وَكَانَت الْكِبَار يحترمونه وَكَانَ قد حصلت لَهُ إهانة من كراي نَائِب الشَّام ثمَّ خلص(2/193)
بعناية القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير وَولي نظر الْخَاص وَكَانَ ذَا رَأْي وحزم وعزم وَمَعْرِفَة وذكاء وجيهاً فِي الدول مَقْبُول القَوْل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ رَئِيسا وافر الْحُرْمَة كثير المكارم وَكَانَ يدْخل فِي أُمُور وَحج فِي الشيخوخة فصرف سِتِّينَ ألفا وَقَالَ البرزالي رافقته فِي الْحَج وقرأت عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَغَيرهَا وَكَانَ أكبر عدُول الْبَلَد وأقدمهم وَكَانَ معرضًا عَن الولايات مَعَ العراقة فِي الرِّئَاسَة والوجاهة إِلَى أَن ولي الْوكَالَة وَنظر الْخَاص ثمَّ ولي الوزارة سنة عشر ثمَّ انْفَصل عَنْهَا بعد سِتَّة أشهر وَاسْتمرّ على رئاسته ومكانته إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ محسناً لإتباعه وشفاعته مَقْبُولَة وَقَالَ ابْن الزملكاني ترقي إِلَى أَن انْفَرد برئاسة الْبَلَد وَكَانَ يبْذل مَاله على قيام حرمته ووجاهته وَلم يزل فِي علو دَرَجَته إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَت ولَايَته الْوكَالَة مَطْلُوبا مرغوباً فِيهِ بِحَيْثُ أَنه طلب على الْبَرِيد فَلَمَّا اجْتمع بالسلطان عرض عَلَيْهِ فَقَالَ أَنه حلف بِالطَّلَاق فَقَالَ وَأَنا حَلَفت وَأَنت تحلف وتبر وَأَنا أَحْلف وأحنث فَأجَاب وَذَلِكَ سنة 707 وَكَانَت وَفَاته فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة 729
1628 - حَمْزَة بن أبي بكر بن نبا التركماني كَانَ حَرِيصًا على جمع التَّارِيخ ريض الْخلق حسن الْمُلْتَقى مَاتَ فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة 744 بِمصْر(2/194)
1629 - حَمْزَة بن شريك التركماني شمس الدّين أحد أُمَرَاء الطبلخانات بِدِمَشْق وَكَانَ قد حج بِالنَّاسِ مرّة من دمشق وَمَات فِي شَوَّال سنة 733
1630 - حَمْزَة بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن عبد الله بن عَليّ السُّبْكِيّ الْمَالِكِي نجم الدّين أَبُو يعلى ولد فِي ثَانِي عشر ربيع الأول سنة 698 وَسمع من جده وَيُونُس الدبوسي والوادياشي وَغَيرهم وتفقه وناب فِي الحكم وَحدث بِمَكَّة وَغَيرهَا وَكَانَ قد انتسب إِلَى الْحسن بن عَليّ ودعي بالشريف وَسمعت بعض الْأَئِمَّة يَقُول أَن السُّبْكِيّ لما بلغه أَن حَمْزَة ادّعى الشّرف قَالَ أَن ثَبت ذَلِك فكلنا أَشْرَاف لأننا عصبَة وَمَات حَمْزَة فِي ذِي الْحجَّة سنة 777 رَاجعا من الْحَج برابغ
1631 - حَمْزَة بن عمر بن أبي بكر بن مَحْمُود بن مَسْعُود بن مُحَمَّد المجدلي تَقِيّ الدّين أَبُو مُحَمَّد ولد فِي رَمَضَان سنة خمسين وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم طرق حَدِيث اسمح يسمح لَك وَقطعَة من مُسلم وَسمع من يحيى بن تَمام الْحِمْيَرِي وشمس الدّين ابْن أبي عَمْرو مُحَمَّد بن سَالم ابْن صصري وَالْمُسلم بن عَلان وَأَجَازَ لَهُ عُثْمَان بن خطيب القرافة وَعبد الله بن بَرَكَات وَأَبُو عَليّ الْبكْرِيّ وَعمر بن عوة وَمُحَمّد بن عبد الْهَادِي والنجيب وَآخَرُونَ وَحدث وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ كَانَ من كتاب الدِّيوَان وَيكْتب خطا حسنا وَكَانَ اشْتغل بالأدب ولازم ابْن الظهير مُدَّة وَكتب بِخَطِّهِ عدَّة أَجزَاء حَدِيثِيَّةٌ رُوِيَ عَنهُ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه(2/195)
بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ مَاتَ بِدِمَشْق فِي صفر سنة 719
1632 - حَمْزَة بن مُوسَى بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْحَنْبَلِيّ عز الدّين أَبُو يعلى بن قطب الدّين ابْن أبي البركات ابْن شيخ السلامية ولد سنة 712 وَقيل بعْدهَا وَكَانَ أَبوهُ من أَعْيَان الدماشقة وَولي نظر الْجَيْش وَغَيره وَكَانَ عز الدّين من أَعْيَان الْحَنَابِلَة مَعْرُوفا بِقَضَاء الْحَوَائِج وَكَانَت لَهُ مكانة عِنْد ابْن فضل الله وَكَانَ قد اشْتغل بالفقه فَحصل وبرع وصنف ودرس وَجمع قَالَه ابْن كثير وَله شرح أَحْكَام الْمُنْتَقى للمجد ابْن تَيْمِية لم يكمل وَكتب على الْإِجْمَاع لِابْنِ حزم قِطْعَة مفيدة وَكَانَ قد أسمع على ابْن الشّحْنَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من تِلْكَ الطَّبَقَة باستدعاء الذَّهَبِيّ وَأول مَا درس سنة 46 بالحنبلية ودرس فِي سنة وَفَاته بمدرسة السُّلْطَان حسن وَكَانَ لَهُ اعتناء بنصوص أَحْمد وفتاوى ابْن تَيْمِية وَكَانَ يوالي فِيهِ ويعادي ووقف درساً بتربته بالصالحية وَذكر للْقَضَاء غير مرّة وَمَات فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة 769
1633 - حَمْزَة بن يُونُس بن حَمْزَة بن عَيَّاش الْعَدوي أَبُو يعلى وَأَبُو عمر الاربلي الصَّالِحِي الْقطَّان أَخُو مُحَمَّد ولد بحلب فِي صفر سنة 658 وأسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم قِطْعَة من مشيخته تَخْرِيج ابْن الخباز والجزء السَّابِع من الحكايات جمع الْحَافِظ عبد الْغنى وَسمع من عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن الناصح عدَّة أَجزَاء وَمن ابْن أبي عَمْرو الْفَخر عَليّ وَمُحَمّد بن الْكَمَال وَمُحَمّد بن عَليّ بن ملاعب وَزَيْنَب بنت مكي وَغَيرهم وَحدث ذكره(2/196)
البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ شيخ صَالح سكن الْجَبَل بالصالحية وَحج وروى عَنهُ ابْن رَافع بِالْإِجَازَةِ وَقَالَ مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 722 قلت وَهُوَ ابْن أخي شَيخنَا بِالْإِجَازَةِ يُونُس بن مُحَمَّد بن يُونُس بن حَمْزَة الَّذِي عَاشَ إِلَى بعد الثَّمَانمِائَة وروى لنا بِالْإِجَازَةِ عَن ابْن أبي التائب وَغَيره سَمَاعا
1634 - حَمْزَة التركماني اتَّصل بتنكز وتقرب من قلبه إِلَى أَن كَانَ هُوَ السفير بَينه وَبَين النَّاصِر وَكَانَ ظَالِما غاشماً تمكن فخرب بُيُوتًا كَثِيرَة وَأبْعد جمَاعَة من خَواص تنكز ثمَّ كثرت فِيهِ الشكاوي فَتغير عَلَيْهِ وأمسكه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 35 وسجنه وعذبه ثمَّ أفرج عَنهُ فَبَلغهُ عَنهُ كَلَام سوء فَأمر بقتْله فَقتل فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ دون السِّتين قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ تقربه من تنكز باسمار يوردها وَكَانَ حسن الشكل خَبِيرا بالأمور جسورا فَعظم وعقر الدويدار وحاجب الْعَرَب وَكَاتب السِّرّ ابْن الشهَاب مَحْمُود وَابْن جملَة وَغَيرهم وعتى وتمرد وَفعل كل قَبِيح وَله حكايات فِي الظُّلم وَكَانَ أنشأ حَماما عِنْد القنوات وزخرفه فَلَمَّا غضب عَلَيْهِ النَّائِب رمي بالبندق حَتَّى تورم جسده وَمَا رق لَهُ أحد ثمَّ لما بلغه عَنهُ الْكَلَام السيء بعث بِهِ إِلَى الْبِقَاع فَقطع لِسَانه من أَصله فَهَلَك
1635 - حَمْزَة الضَّرِير الْحَنْبَلِيّ كَانَ قد حفظ الْقُرْآن حفظا قَوِيا بِحَيْثُ أَنه كَانَ يقْرَأ السُّورَة منكوسة من غير تلعثم وتفقه بالشيخ تَقِيّ الدّين الزريراتي(2/197)
ذكره ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات
1636 - حميد بن فضل بن عِيسَى شهَاب الدّين أحد الْأُمَرَاء من أهل فضل قتل فِي طَرِيق الْحجاز سنة 757
1637 - حميضة بن أبي نمي مُحَمَّد بن حسن بن عَليّ بن قَتَادَة بن ادريس الحسني الشريف عز الدّين أَمِير مَكَّة كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ رميثة وليا إمرة مَكَّة فِي حَيَاة أَبِيهِمَا سنة 701 ثمَّ استقلا بالإمرة واستمرا إِلَى الْمَوْسِم فحج بيبرس تِلْكَ السّنة فَلَمَّا كَانَ فِي طواف الْوَدَاع كَلمه أَبُو الْغَيْث وعطيفة فِي أَمر أخويهما حميضة ورميثة وأنهما منعاهما ميراثهما وسجناهما حَتَّى فرا مِنْهُمَا فَأنْكر عَلَيْهِمَا بيبرس فَقَالَ لَهُ حميضة يَا أَمِير نَحن نتصرف فِي إخوتنا وَأَنْتُم قد قضيتم حَجكُمْ فَلَا تدْخلُوا بَيْننَا فَغَضب بيبرس وَقبض على حميضة ورميثة وحملهما إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام أَبَا الْغَيْث وعطيفة عوضهما وسجنا بالقلعة ثمَّ أفرج عَنْهُمَا فِي أَوَائِل سنة ثَلَاث وخلع عَلَيْهِمَا وأكرما وتوجها إِلَى مَكَّة ففر أَبُو الْغَيْث ثمَّ وَقع بَينهمَا فذبح أَبُو الْغَيْث بِابْن حميضة فِي ذِي الْحجَّة سنة 714 وَكَانَ قبل ذَلِك قد وَقع لَهُ مَعَ أَمِير الركب الَّذِي حج سنة 707 مقاتلة فَانْهَزَمَ حميضة ثمَّ رَجَعَ بعد رحيلهم إِلَى مَكَّة وَكثر ظلمه بهَا فَجرد لَهُ عسكراً فِي سنة 713 ففر إِلَى حلى فقرر أَخُوهُ أَبُو الْغَيْث مَكَانَهُ فَلَمَّا رَجَعَ الْعَسْكَر عَاد حميضة(2/198)
وَقتل أَخَاهُ ثمَّ قدم الْعَسْكَر مَعَ رميثة ففر حميضة مختفياً فِي زِيّ امْرَأَة وَلحق بخربندا بالعراق فَتَلقاهُ وأكرمه وَبَالغ فِي الْإِحْسَان عَلَيْهِ وَندب مَعَه أَرْبَعَة آلَاف فَارس وراسل أَخَاهُ رميثة أَن يَأْذَن لَهُ أَن يدْخل مَكَّة ويشاركه فِي الإمرة كعادته فَامْتنعَ وَكَاتب النَّاصِر فَأَجَابَهُ بِأَن لَا يفعل إِلَّا أَن دخل حميضة إِلَى مصر فَجمع حميضة عسكراً ونازل رميثة فَانْهَزَمَ مِنْهُ وَدخل حميضة مَكَّة عنْوَة وَقطع خطْبَة النَّاصِر وخطب لأبي سعيد ابْن خربندا وَأخذ أَمْوَال التُّجَّار والمياسير فَجرد لَهُ النَّاصِر عسكراً فَانْهَزَمَ مِنْهُم من غير قتال ثمَّ عَاد بعد ذهَاب الْحَج فَأرْسل رميثة يطْلب أَخذ الْأمان فَأذن لَهُ وَكَانَ حميضة قد لحق ببني سعيد ثمَّ أصطلح حميضة ورميثة فَبلغ ذَلِك النَّاصِر فَغَضب وَقرر عطيفة فِي إمرة مَكَّة فَخرج حميضة عَن مَكَّة فَلَمَّا حج النَّاصِر سنة 719 وَعَاد وجرد النَّاصِر لَهُ عسكراً فنزح قبل وصولهم وَأخذ أَمْوَال النَّاس من النَّقْد والبز وَهُوَ مائَة حمل وأحرق الْبَاقِي وتحصن بحصنه الَّذِي بالحديدة وَقطع ألفي نَخْلَة والتجأ إِلَى صَاحب الحليف وحصن بَينه وَبَين مَكَّة سِتَّة أَيَّام فَدخل الْعَسْكَر فِي ذِي الْقعدَة سنة 715 ثمَّ تبعوه إِلَى مَكَانَهُ فأحرقوا(2/199)
الْحصن وَأخذُوا مَا مَعَ حميضة من الْأَمْوَال وَأخذُوا ابْن حميضة أَسِيرًا وسلموه لِعَمِّهِ رميثة وَاسْتقر رميثة أَمِيرا بِمَكَّة وَلحق حميضة بالعراق ثمَّ اتَّصل بخربندا وَأقَام ببلاده وتعصب الدلقندي الرافضي وساعده حَتَّى جهز لَهُ خربندا جَيْشًا يَغْزُو بِهِ مَكَّة وأطمعه فِي أَن يخْطب لَهُ بهَا فَمَا تمّ ذَلِك حَتَّى مَاتَ خربندا فانفل جمعهم وظفر بهم مُحَمَّد بن عِيسَى أَخُو مهنا وَمن مَعَه من الْعَرَب وَهُوَ فِي تِلْكَ الْبِلَاد يَوْمئِذٍ فَأخذُوا مَا مَعَه وَمَعَ الدلقندي من الْأَمْوَال وتسحب حميضة حَتَّى عَاد إِلَى مَكَّة وَاتفقَ ان هرب من مماليك النَّاصِر ثَلَاثَة أنفس ليلحقوا بِبِلَاد الططر فَمروا بحميضة فأضافهم فَرَأى فيهم شَابًّا جميلاً فَمَال إِلَيْهِ وَكَانَ مَعْرُوفا بذلك فأوسع لَهُ فِي المواعيد إِلَى أَن أطاعه وَاسْتمرّ فِي خدمته فَلَمَّا رأى ذَلِك رفيقاه أَقَامَا فِي خدمَة حميضة فَوَعَدَهُمْ أَنه يسيرهم إِلَى ابْن خربندا واختص بذلك الشَّاب فَصَارَ لَا يكَاد يصبر عَنهُ سَاعَة وَتَمَادَى حَالهم عِنْد حميضة فخشوا مِنْهُ أَن يتَقرَّب بهم إِلَى النَّاصِر فَقَتَلُوهُ فِي وَادي بني شُعْبَة فظفر بهم عطيفة أَخُوهُ فقيد الَّذِي تولى قَتله وجهزه إِلَى النَّاصِر فَقتله بِهِ وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 720 وَكَانَ شجاعاً فاتكاً كَرِيمًا وافر الْحُرْمَة اتّفق أَن شخصا مد يَده لأخذ شَيْء من حمل وجده مطروحا(2/200)
بالتربة فَقطع يَده فَصَارَت الْأَمْوَال تُوجد بالبرية لَا يتَعَرَّض لَهَا أحد من مهابته
1638 - حيار بن مهنا أَمِير الْعَرَب كَانَ شَدِيد الْخَوْف من النَّاصِر فَطَلَبه مرَارًا إِلَى مصر فَلم يفعل ثمَّ قدم بعده فِي سنة 47 فَأكْرم فِي سلطنة الْكَامِل شعْبَان فَلَمَّا مَاتَ أَخُوهُ أَحْمد اسْتَقر أَمِير آل فضل ثمَّ صرف وَاسْتقر سيف بن فضل فِي الإمرة وَكَانَت وَفَاة حيار هَذَا فِي ... وَهُوَ وَالِد نعير أَمِير الْعَرَب فِي عصرنا
1639 - حَيَّان بن أبي مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن حَيَّان فريد الدّين ابْن أثير الدّين ولد سنة ثَمَان وَسَبْعمائة أسمعهُ أَبوهُ من ابْن الصَّواف وَابْن مخلوف وَغَيرهمَا وتلا بالسبع على أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ ثمَّ تَلا على التقي الصَّائِغ بِحَضْرَة أَبِيه وَأَجَازَ لَهُ وَشهد عَلَيْهِ فِي إِجَازَته إِيَّاه أَبوهُ والتقى السُّبْكِيّ وَجَمَاعَة من الْكِبَار وَحدث مَاتَ فِي أَوَاخِر شهر رَجَب سنة 746
1640 - حيدرة بن مُحَمَّد بن يحيى بن هبة الله بن الْمحيا العباسي محيي الدّين أَبُو الْحسن بن أبي الْفَضَائِل الْحَنَفِيّ مدرس المستنصرية بِبَغْدَاد روى عَن صَالح بن عبد الله بن الصّباغ عَن أبي الْمُؤَيد مُحَمَّد بن مَحْمُود بن مُحَمَّد الْخَوَارِزْمِيّ(2/201)
مُسْند أبي حنيفَة من جمعه سمع مِنْهُ صاحبنا تَاج الدّين النعماني قَاضِي بَغْدَاد سنة 765 وَذكر أَن شَيْخه هَذَا توفّي بِبَغْدَاد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 767 وَذكره ابْن الْجَزرِي فِي مشيخة الْجُنَيْد البلياني نزيل شيراز وَقَالَ أَنه أجَاز للجنيد من بَغْدَاد فِي صفر سنة 759
1641 - حيدر بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْفَقِيه برهَان الدّين الْحَنَفِيّ كَانَ من نبهاء الْحَنَفِيَّة انْتفع بِهِ الطّلبَة وَكَانَ فَاضلا ملازماً للتعليم إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 793
حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة
1642 - خَالِد بن الزراد الْمُقدم كَانَ رقاصاً بدار الْولَايَة فقدمه سنجر(2/202)
وَجعله مقدم دَار الْوَالِي ثمَّ نَقله ابْن هِلَال الدولة إِلَى تقدمة الْخَاص ثمَّ ولى تقدمة الدولة وخلاص الْمُعَامَلَات فكثرت أَمْوَاله وتزايد فَسَاده إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ مَعَ ابْن هِلَال الدولة وَضرب بالمقارع فالتزم ان يحمل كل يَوْم عشرَة الاف دِرْهَم فحملها مُدَّة شهر وَبعدهَا خَمْسَة وَثَلَاثُونَ ألفا سوى مَا غرمه فأفرج عَنهُ وأعيد مقدما بدار الْوَالِي فباشر أنحس مُبَاشرَة فصودر وَأخذ مِنْهُ نَحْو عشْرين ألف دِرْهَم فَلَمَّا قبض على جمال الكفاة الْتزم أَن يخلص من حَوَاشِيه مَالا كثيرا فأعيد مقدم الدولة فَزَاد ظلمه وعتوه حَتَّى قبض عَلَيْهِ اغرلو وعاقبه حَتَّى هلك يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة 745 وَأخرج على لوح
1643 - خضر بن ابراهيم الْأَمِير شمس الدّين الْحلَبِي الْمَعْرُوف بشلحوه كَانَ أَبوهُ خَازِن دَار النَّاصِر يُوسُف صَاحب حلب قدم الْقَاهِرَة على هبة الدولة الأيوبية فترقى الى أَن اسْتَقر وَالِي الْقَاهِرَة عوضا عَن سنجر فِي أول ربيع الأول سنة 693 فَسَماهُ عَامَّة مصر شلحوه لِأَنَّهُ كَانَ يسْتَعْمل هَذِه اللَّفْظَة مَكَان عُرْوَة بَاشر بأمانة وَحسن نِيَّة فأضيفت لَهُ ولَايَة مصر الى أَن صرفه الْمَنْصُور لاجين بناصر الدّين ذبيان الشيخي وَاسْتقر بِهِ(2/203)
عوضه فِي شدّ الدَّوَاوِين مَاتَ سنة 707
1644 - خضر بن ابراهيم بن عمر بن مُحَمَّد بن يحيى أَبُو الْمَعَالِي بن الرفاء الخفاجي الأديب ... مَاتَ سنة 739
1645 - خضر بن بيبرس بن عبد الله البندقداري الْملك المسعود بن الْملك الظَّاهِر ولد سنة وَكَانَ لما مَاتَ أَخُوهُ الْملك السعيد بالكرك فقرر أَخُوهُ سلامش فِي السلطنة وتغلب هُوَ على الكرك فَجهز لَهُ الْملك الْمَنْصُور قلاون وَهُوَ مُدبر المملكة عسكراً وَاسْتقر أمره على أَن يكون سُلْطَانا بالكرك مثل صَاحب حماة فَلَمَّا اسْتَقل الْمَنْصُور بالسلطنة أقره إِلَى سنة 85 فتسلم الْمَنْصُور الكرك وَنَقله إِلَى الْقَاهِرَة فَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ سلامش مسجونين ثمَّ أرسلهما الْأَشْرَف خَلِيل إِلَى بِلَاد الْأُسَارَى بالروم ثمَّ أذن الْمَنْصُور لاجين بقدوم خضر فَعَاد فِي سنة 695 وَحج فِي سنة 698 ثمَّ سجن ببرج فِي القلعة إِلَى أَن أفرج عَنهُ النَّاصِر مُحَمَّد فِي ربيع الأول سنة 708 فسكن دَار الأفرم بِمصْر فَلم تطل أَيَّامه بهَا حَتَّى مَاتَ فِي رَجَب مِنْهَا
1646 - خضر بن سُلَيْمَان بن أَحْمد العباسي كَانَ ولي عهد وَالِده المستكفي ابْن الْحَاكِم فَمَاتَ وَهُوَ شَاب فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 710(2/204)
1647 - خضر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَليّ الْمَعْرُوف بِابْن الزين خضر ولد سنة 710 وأسمع على وزيرة والحجار وَتعلم النَّحْو وَالْعرُوض وَقَرَأَ شَيْئا فِي الْفِقْه
1648 - خضر بن نوكاي أحد الْأُمَرَاء الناصرية أَمر سنة 709 وَكَانَ الْأَشْرَف متزوج أُخْته أردكين ثمَّ خلف عَلَيْهَا بعده أَخُوهُ النَّاصِر مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 758 نقلته من خطّ الْمُؤلف
1649 - خطاب بن أَحْمد بن خطاب الرُّومِي السيواسي ركن الدّين ابْن كَمَال الدّين كَانَ شَيخا كَبِيرا لَهُ حُرْمَة وَله غلْمَان وحفدة وَبني خانقاه بسيواس ووقف عَلَيْهَا وقوفاً كَثِيرَة وَقدم إِلَى دمشق وَحج فَمَاتَ بالكرك فِي ذِي الْقعدَة سنة 725
1650 - خطاب بن مَحْمُود بن رتعس عز الدّين الْعِرَاقِيّ كَانَ شَيخا قد أفناه الدَّهْر عمر الخان بِالْقربِ من اللمسوة وَالْحمام بحكر السماق وَكَانَ كثير الْبر وَالْمَعْرُوف مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 725
1651 - خطلو شاه المغلي كَانَ مقدم الْعَسْكَر فِي نوبَة غازان وَفعل(2/205)
بِدِمَشْق الأفاعيل ثمَّ كَانَ مقدمهم فِي وقْعَة شقحب فَعَاد مكسوراً ثمَّ جهزه غازان إِلَى كيلان ففتكوا بِهِ وقتلوه إِلَى غير رَحْمَة الله فِي أول سنة 707
1652 - خلف بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن خلف بن خلف بن عبد الْعَزِيز ابْن مُحَمَّد الغافقي القبتوري بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الْمُوَحدَة وَفتح الْمُثَنَّاة وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا رَاء الإشبيلي المولد والمنشأ ولد سنة 615 وَقَرَأَ على أبي الْحُسَيْن الديباج القراآت وَكتاب سِيبَوَيْهٍ وَقَرَأَ الشِّفَاء بسبتة على عبد الله بن أبي الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ من دمشق الرضي ابْن الْبُرْهَان وَغَيره وَمن مصر النجيب وَغَيره وَكتب لأمير سبتة وَحدث وَحج مرَّتَيْنِ وَلَقي الغرافي وَحدث عَنهُ وَكَانَ كَاتبا مترسلاً وَله نظم ونثر وجاور بِمَكَّة وَالْمَدينَة وَغَيرهمَا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ لَهُ بَاعَ مديد فِي الترسل وَالنّظم مَعَ التَّقْوَى وَالْخَيْر وَمن نظمه
(مَاذَا جنيت على نَفسِي بِمَا كتبت ... كفى فيا وَيْح نَفسِي من أَذَى كفى)
(وَلَو يَشَاء الَّذِي أجْرى على بذا ... قَضَاءَهُ كف عَنهُ كنت ذَا كف) وَله
(رجوتك يَا رحمان أَنَّك خير من ... رجاه لغفران الجرائم مرنجى)
(فرحمتك الْعُظْمَى الَّتِي لَيْسَ بَابهَا ... وحاشاك فِي وَجه المسى بمرتج) وَمَات بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فِي أَوَائِل سنة 704(2/206)
1653 - خَلِيل بن اسحاق بن مُوسَى الْمَالِكِي الْمَعْرُوف بالجندي وَكَانَ يُسمى مُحَمَّدًا ويلقب ضِيَاء الدّين سمع من ابْن عبد الْهَادِي عبد الْغَنِيّ وَقَرَأَ على الرَّشِيدِيّ فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وعَلى الشَّيْخ عبد الله الْمُتَوفَّى فِي فقه الْمَالِكِيَّة وَشرع فِي الأشغال بعد شَيْخه وَتخرج بِهِ جمَاعَة ثمَّ درس بالشيخونية وَأفْتى وَأفَاد وَلم يُغير زِيّ الجندية وَكَانَ صيناً عفيفاً نزهاً شرح مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي سِتّ مجلدات انتقاه من شرح ابْن عبد السَّلَام وَزَاد فِيهِ عز والأقوال وإيضاح مَا فِيهِ من الْإِشْكَال وَله مُخْتَصر فِي الْفِقْه مُفِيد نسج فِيهِ على منوال الْحَاوِي ووقفت من جمعه على تَرْجَمَة جمعهَا لشيخه عبد الله المنوفي تدل على مَعْرفَته بالأصول أَيْضا وَكَانَ أَبوهُ حنفيا لكنه يلازم كَانَ الشَّيْخ أَبَا عبد الله ابْن الْحَاج ويعتقده فشغل وَلَده مالكياً بِسَبَبِهِ وَكَانَت وَفَاة الشَّيْخ خَلِيل فِي شهر ربيع الأول سنة 767
1654 - خَلِيل بن أيبك بن عبد الله الأديب صَلَاح الدّين الصَّفَدِي أَبُو الصفاء ولد سنة سِتّ أَو سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة تَقْرِيبًا وتعانى صناعَة(2/207)
الرَّسْم فمهر فِيهَا ثمَّ حبب إِلَيْهِ الْأَدَب فولع بِهِ وَكتب الْخط الْجيد وَذكر عَن نَفسه أَن أَبَاهُ لم يُمكنهُ من الإشتغال حَتَّى استوفى عشْرين سنة فَطلب بِنَفسِهِ وَقَالَ الشّعْر الْحسن ثمَّ أَكثر جدا من النّظم والنثر والترسل والتواقيع وَأخذ عَن الشهَاب مَحْمُود وَابْن سيد النَّاس وَابْن نباتة وَأبي حَيَّان وَنَحْوهم وَسمع بِمصْر من يُونُس الدبوسي وَمن مَعَه وبدمشق من الْمزي وَجَمَاعَة وَطَاف مَعَ الطّلبَة وَكتب الطباق ثمَّ أَخذ فِي التَّأْلِيف فَجمع تَارِيخه الْكَبِير الَّذِي سَمَّاهُ الوافي بالوفيات فِي نَحْو ثَلَاثِينَ مجلدة على حُرُوف المعجم وأفرد مِنْهُ أهل عصره فِي كتاب سَمَّاهُ أعوان النَّصْر فِي أَعْيَان الْعَصْر فِي سِتّ مجلدات وَله شرح لامية الْعَجم كثير الْفَوَائِد والحان السواجع بَين المبادي والمراجع مجلدان وَمن تصانيفه اللطاف التَّنْبِيه على التَّشْبِيه وجر الذيل فِي وصف الْخَيل وتوشيح الترشيح وكشف الْحَال فِي وصف الْخَال وجنان الجناس وَغير ذَلِك وَأول مَا ولي كِتَابَة الدرج بصفد ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ وباشر كِتَابَة السِّرّ بحلب وقتا وبالرحبة وقتا والتوقيع بِدِمَشْق ووكالة بَيت المَال وَكَانَ محبباً إِلَى النَّاس حسن المعاشرة جميل الْمَوَدَّة وَكَانَ فِي الآخر قد ثقل سَمعه وَكَانَ قد تصدى للإفادة بالجامع وَقد سمع مِنْهُ من أشياخه الذَّهَبِيّ وَابْن كثير والحسيني وَغَيرهم قَالَ الذَّهَبِيّ فِي حَقه الأديب البارع الْكَاتِب شَارك فِي الْفُنُون وَتقدم فِي الْإِنْشَاء وَجمع وصنف وَقَالَ أَيْضا سمع مني وَسمعت مِنْهُ وَله تواليف وَكتب(2/208)
وبلاغة وَقَالَ فِي المعجم الْمُخْتَص الإِمَام الْعَالم الأديب البليغ الْكَامِل طلب الْعلم وشارك فِي الْفَضَائِل وساد فِي الرسائل وَقَرَأَ الحَدِيث وَجمع وصنف وَله تواليف وَكتب وبلاغة وَقد ترْجم لَهُ السُّبْكِيّ فِي الطَّبَقَات وَمَات سنة 764 وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق ومحاسن الشيم وَقَالَ ابْن كثير كتب مَا يُقَارب مئين من المجلدات وَقَالَ ابْن سعد كَانَ من بقايا الرؤساء الأخيار وَوجد بِخَطِّهِ كتبت بيَدي مَا يُقَارب خَمْسمِائَة مجلدة قَالَ وَلَعَلَّ الَّذِي كتبه فِي ديوَان الْإِنْشَاء ضعف ذَلِك وَقَالَ ابْن رَافع قَرَأَ بِنَفسِهِ شَيْئا من الحَدِيث وَكتب بعض الطباق وَقَرَأَ الْأَدَب على شَيخنَا الشهَاب مَحْمُود ولازمه مُدَّة وَمن تصانيفه فض الختام عَن التورية والاستخدام وجلوة المذاكرة فِي خلْوَة المحاضرة وَالرَّوْض الباسم وَشرح لامية الْعَجم وَغير ذَلِك وَكتب عَنهُ الذَّهَبِيّ من شعره وَذكره فِي مُعْجَمه(2/209)
وَأنْشد عَنهُ ابْن رَافع عدَّة مقاطيع من نظمه مِنْهَا
(بِسَهْم أجفانه رماني ... وذبت من هجره وَبَينه)
(إِن مت مَا لي سواهُ ... لِأَنَّهُ قاتلي بِعَيْنِه) وَمَات بِدِمَشْق فِي لَيْلَة عَاشر شَوَّال سنة 764
1655 - خَلِيل بن أيتمش المحمدي كَانَ أَبوهُ من كبار الْأُمَرَاء وَكَانَ هُوَ شكلاً حسنا جميل الصُّورَة إِلَى الْغَايَة وَكَانَ تنكز يُحِبهُ ويقربه وَمَات وَهُوَ شَاب فِي رَمَضَان سنة 727 وأسف عَلَيْهِ أَبوهُ
1656 - خَلِيل بن أبي بكر بن عَليّ الْحلَبِي ابْن الْبَغْدَادِيّ سمع من الْكَمَال ابْن الفويرة وَأخذ عَنهُ شهَاب الدّين أَحْمد بن رَجَب وَمَات بعد الْخمسين
1657 - خَلِيل بن خَاص ترك ... تقدم ذكر وَالِده وَكَانَ ...
1658 - خَلِيل بن دلغادر التركماني أمره النَّاصِر على أبلستين فَجمع جمعا(2/210)
وَصَارَ يحارب الْمغل وَالروم ويفتك فيهم وَقدم فِي أَيَّام النَّاصِر أَحْمد فَعَظمهُ وأوسع عَلَيْهِ فِي الْأَنْعَام
1659 - خَلِيل بن سنقر بن عبد الله القضائي الزيني ولد الْمسند الشهير نَاب فِي الْحِسْبَة بحلب وَحضر على أَبِيه وَله عَن بيبرس العديمي جُزْء البانياسي وَعلي ابْن السكرِي المسلسل بالأولية
1660 - خَلِيل بن طرنطاي العادلي صَلَاح الدّين ابْن الحسام ولد سنة 704 وَسمع صَحِيح البُخَارِيّ من ابْن الشّحْنَة وَمن سِتّ الوزراء وَحدث بِهِ بِمصْر مرَارًا سمع مِنْهُ شَيخنَا فِي الْكِتَابَة أَبُو عَليّ الزفتاوي وَأَبُو حَامِد ابْن ظهيرة وَغَيرهمَا وَمَات فِي ...
1661 - خَلِيل بن عبد الله بن أبي الزهر بن عِيسَى بن نعْمَة بن نصر بن ابراهيم الْهِلَالِي الصرفندي صفي الدّين ولد فِي حُدُود السّبْعين وَسمع من الْعِزّ(2/211)
الْحَرَّانِي والصفي خَلِيل المراغي وَأحمد بن حمدَان وَغَيرهم ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَحدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَلم يُقيد ذكر وَفَاته
1662 - خَلِيل بن عُثْمَان الشَّيْخ جمال الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ خطيب جَامع شيخون وَشَيخ الحَدِيث بحانكانه ذكره المقريزي فِيمَن مَاتَ سنة 762 من الْأَعْيَان قَالَ وَكَانَ شافعياً ثمَّ صَار حنفياً وَأثْنى عَلَيْهِ
1663 - خَلِيل بن عَليّ بن سلار وَكَانَ أَمِير طبلخاناة بِالْقَاهِرَةِ وَولي النّظر على أوقاف جده وَمَات بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة 770
1664 - خَلِيل بن عِيسَى القيمري أجَاز لعبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي وَهُوَ خَاتِمَة أَصْحَابه
1665 - خَلِيل بن الْفرج بن سعيد الْمَقْدِسِي محب الدّين أَبُو مُحَمَّد الأديب مُؤذن بِمَسْجِد أبي الدَّرْدَاء بقلعة دمشق سمع مِنْهُ عبد الرَّحْمَن بن عمر القبابي شَيْئا من نظمه
1666 - خَلِيل بن كيكلدي العلائي صَلَاح الدّين أَبُو سعيد ولد(2/212)
بِدِمَشْق فِي ربيع الأول سنة 694 وَأول سَمَاعه الحَدِيث فِي سنة 703 سمع فِيهَا صَحِيح مُسلم على شرف الدّين الْفَزارِيّ وَسمع البُخَارِيّ على ابْن مشرف سنة أَربع وَذَلِكَ بإفادة جده لأمه برهَان الدّين إِبْرَاهِيم ابْن عبد الْكَرِيم الذَّهَبِيّ واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ من سنة 711 فجد وَقَرَأَ وَسمع فَأكْثر عَن التقي سُلَيْمَان والدشتي وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعِيسَى الْمطعم وَإِسْمَاعِيل بن مَكْتُوم وَالقَاسِم ابْن عَسَاكِر وقريبه إِسْمَاعِيل بن عَسَاكِر وابراهيم بن عبد الرَّحْمَن الشِّيرَازِيّ وقريبه أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ وَعبد الْأَحَد بن تَيْمِية وست الوزراء والطبقة فَمن بعدهمْ وبالقدس من زَيْنَب بنت شكر وبمكة من الرضي الطَّبَرِيّ وبمصر من جمَاعَة من أَصْحَاب النجيب وَبلغ عدد شُيُوخه بِالسَّمَاعِ سَبْعمِائة وَجمع فهرست مسموعاته فِي كتاب سَمَّاهُ الْفَوَائِد الْمَجْمُوعَة فِي الفرائد المسموعة وصنف التصانيف فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والْحَدِيث كالقواعد الَّتِي جودها وتحفة الرائض بعلوم آيَات الْفَرَائِض وَالْأَرْبَعِينَ فِي أَعمال الْمُتَّقِينَ وَشرح حَدِيث ذِي الْيَدَيْنِ فِي مُجَلد والوشي الْمعلم فِيمَن رُوِيَ عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم وَكتب كَثِيرَة(2/213)
جدا سائرة مَشْهُورَة نافعة متقنة محررة وَكَانَ بزِي الْجند ثمَّ لبس زِيّ الْفُقَهَاء وَحفظ التَّنْبِيه ومختصر ابْن الْحَاجِب ومقدمته فِي النَّحْو والتصريف وَكتاب الْأَرْبَعين للأرموي والإلمام ورحل صُحْبَة ابْن الزملكاني إِلَى الْقُدس ولازمه وَتخرج بِهِ وعلق عَنهُ كثيرا ولازم الْبُرْهَان الْفَزارِيّ وَخرج لَهُ مشيخة وَولي تدريس الحَدِيث بالناصرية سنة 818 ثمَّ الأَسدِية سنة 723 ثمَّ حَلقَة صَاحب حمص سنة 728 نزل لَهُ عَنْهَا الْمزي شَيْخه ثمَّ الصلاحية بالقدس سنة 731 وقطن بِهِ إِلَى أَن مَاتَ انتزعها من عَلَاء الدّين عَليّ بن أَيُّوب بن مَنْصُور الْمَقْدِسِي وَقرر عَلَاء الدّين فِي وظائف العلائي بِدِمَشْق وأضيف إِلَى العلائي درس الحَدِيث بالتنكزية بالقدس وَحج مرَارًا وجاور وَكَانَ ممتعاً فِي كل بَاب فتح ويحفظ تراجم أهل الْعَصْر وَمن قبلهم وَكَانَ لَهُ ذوق فِي الْأَدَب ونظم حسن مَعَ الْكَرم وطلاقة الْوَجْه وَكَانَ يكْتب فِي الإجازات أجازهم المسؤل فِيهِ بِشَرْطِهِ خَلِيل بن كيكلدي العلائي يكاتبه وَوَصفه بِالْحِفْظِ شَيْخه الذَّهَبِيّ فِي مشيخته وَقَالَ فِي الْمُخْتَص يستحضر الرِّجَال والعلل وَتقدم فِي هَذَا الشَّأْن مَعَ صِحَة الذِّهْن وَسُرْعَة الْفَهم وَقَالَ الْحُسَيْنِي كَانَ إِمَامًا فِي الْفِقْه والنحو وَالْأُصُول مفتنا(2/214)
فِي عُلُوم الحَدِيث وفنونه عَلامَة فِيهِ حَتَّى صَار بَقِيَّة الْحفاظ عَارِفًا بِالرِّجَالِ عَلامَة فِي الْمُتُون والأسانيد بَقِيَّة الْحفاظ ومصنفاته تنبئ عَن إِمَامَته فِي كل فن وَلم يخلف بعده مثله وَقَالَ شَيخنَا فِي الوفيات درس وَأفْتى وَجمع بَين الْعلم وَالدّين وَالْكَرم والمروءة وَلم يخلف بعده مثله وَقَالَ الأسنوي فِي الطَّبَقَات كَانَ حَافظ زَمَانه إِمَامًا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول وَغَيرهمَا ذكياً نظاراً فصيحاً كَرِيمًا ذَا سطوة وحشمة انْقَطع فِي الْقُدس للتدريس والإفتاء والتصنيف وَأَطْنَبَ فِي وَصفه وَذكر أَن السُّبْكِيّ سُئِلَ من تخلف بعْدك فَقَالَ العلائي وَلكنه وهم فِي وَفَاته فَقَالَ مَاتَ سنة سِتِّينَ وَتَبعهُ شَيخنَا فَزَاد فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا وَالصَّحِيح أَنه مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس فِي لَيْلَة خَامِس أَو ثَالِث الْمحرم وَقَالَ الصَّفَدِي خَامِس الْمحرم سنة 761 وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع الحَدِيث من سنة 711 وهلم جرا وَأخذ عَن غَالب الْمَوْجُودين واتقن الْفَنّ وتفقه وناظر وَله ذوق فِي معرفَة الرِّجَال وذكاء وَفهم وانتقى على جمَاعَة من شُيُوخه وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ ونظم الشّعْر ودرس بأماكن وَكتب عَنهُ قصيدة من نظمه رثى بهَا شَيْخه ابْن الزملكاني وقرأت بِخَط شَيخنَا الْعِرَاقِيّ توفّي حَافظ الْمشرق وَالْمغْرب صَلَاح الدّين فِي ثَالِث الْمحرم
1667 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن أَحْمد الدِّمَشْقِي الأَصْل بهاء الدّين الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ(2/215)
سمع بإفادة خَاله محيي الدّين عبد الْقَادِر الْحَنَفِيّ عَليّ ابْن الشّحْنَة وَيَعْقُوب ابْن الصَّابُونِي وَمُحَمّد بن عبد الحميد الْهَمدَانِي وَأبي الْحسن بن قُرَيْش وَغَيرهم وَحدث وتفقه بالشيخ عز الدّين عبد الرَّحِيم ابْن الْفُرَات وَغَيره وناب فِي الحكم عَن القَاضِي جمال الدّين التركماني وَكَانَ مشكور السِّيرَة طعن هُوَ ومستنيبه فَعَاد كل مِنْهُمَا الآخر ثمَّ صَار كل مِنْهُمَا يسْأَل عَن الآخر فَمَاتَ القَاضِي يَوْم الْخَمِيس وَمَات نَائِبه يَوْم الْجُمُعَة جَمِيعًا فِي شعْبَان سنة 769
1668 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عَليّ الشَّافِعِي الْحلَبِي بدر الدّين النَّاسِخ ولد سنة 711 وَرَأى ابْن تَيْمِية وَمسح على رَأسه وَبلغ بارعاً فَاضلا حسن الْخط كتب فِي الحكم وَأخذ عَن القَاضِي فَخر الدّين ابْن خطيب جبرين وَعَن زين الدّين ابْن الوردي وَأَجَازَ لَهُ صَلَاح الدّين الصَّفَدِي فِي استدعاء كتب إِلَيْهِ نظماً ونثراً فَأَجَازَهُ وأجابه وَكتب إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَر الغرناطي شَيْخه يتشوق إِلَيْهِ
(مددت النَّوَى وَقصرت اللِّقَاء ... أترضى بِهَذَا وَأَنت الْخَلِيل)
(وتترك أَحْمد ذَا وَحْشَة ... إِلَيْك وَأَنت لَهُ ابْن خَلِيل) وَكَانَ حسن المحاضرة وَمَات فِي ثَانِي عشر الْمحرم سنة 798
1669 - خَلِيل بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ البعلي صَلَاح الدّين ابْن تَقِيّ الدّين(2/216)
ابْن الزعبوب كَانَ بزِي الْأُمَرَاء ولد ببعلبك وَسمع بهَا من القطب اليونيني فضل الرَّمْي للقراب وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بعد السّبْعين
1670 - خَلِيل بن مَحْمُود بن عبد الله الأقباعي عَتيق ابْن العجمي ولد بحلب سنة 23 وَسمع على الْعِزّ ابراهيم بن العجمي وَحدث بحلب سمع مِنْهُ الحسباني وَابْن ظهيرة والبرهان الْمُحدث وَغَيرهم وَمَات فِي شَوَّال سنة 797
1671 - خَلِيل بن يحيى بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان البعلي مجير الدّين ولد سنة ... وَسمع على الأبرقوهي صفة الْمُنَافِق للفريابي
1672 - خَلِيل بن البرجمي حسام الدّين كَانَ يتَكَلَّم فِي ديوَان بشتاك ثمَّ أعطَاهُ الْكَامِل شعْبَان طبلخاناة وَأخذت مِنْهُ بعد خلع الْكَامِل وَكَانَ يتعصب لِابْنِ تَيْمِية وَيُحب أَصْحَابه وَمَات بالطاعون فِي رَجَب سنة 749 وبصق دَمًا فَمَاتَ
1673 - خَليفَة بن عَطِيَّة بن خَليفَة القريطي المنبالي أَبُو سعيد الإسْكَنْدراني(2/217)
الرجل الصَّالح الْفَقِيه سمع من الْعِزّ الْحَرَّانِي مشيخة الْخفاف وَأَجَازَ لَهُ ابْن خطيب المزة والقطب الْقُسْطَلَانِيّ واشتغل فِي مَذْهَب مَالك فمهر وتصدى للتدريس بالإسكندرية فنفع النَّاس وشغل الطّلبَة مَعَ الدّين والمهابة وَالْوَقار إِلَى أَن مَاتَ بالإسكندرية فِي رَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة 734 ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ حكايات وَأَجَازَ لي مروياته
1674 - خَليفَة بن عَليّ شاه نَاصِر الدّين كَانَ أَبوهُ وَزِير بِلَاد التتار وَقدم هُوَ الشَّام فَأعْطى طبلخاناة وَكَانَ شكلاً حسنا وَكَانَ وُصُوله صُحْبَة نجم الدّين مَحْمُود وَزِير بَغْدَاد فأعجب تنكز فَسَأَلَ أَن يكون عِنْده أَمِيرا ورسم لَهُ النَّاصِر بذلك فاختص بتنكز ولازمه فَلَمَّا أمسك تنكز وَتَوَلَّى هُوَ شدّ عمَارَة جَامع يلبغا بعد ذَلِك وَنَقله أرغون شاه لما تولى نِيَابَة دمشق إِلَى صفد فَأَقَامَ هُنَاكَ إِلَى أَن ضعف فَدخل دمشق ليتداوى فَمَاتَ بهَا وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الأولى سنة 747
1675 - خوبي العوادة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا مُوَحدَة مَكْسُورَة كَانَت مغنية فائقة فِي ضرب الْعود فاشتراها بكتمر الساقي بِعشْرَة آلَاف دِينَار مصرية وَيُقَال أَنه لم يدْخل مصر لَهَا نَظِير وَلما مَاتَ بكتمر فِي طَرِيق الْحجاز فبلغها كسرت عودهَا ثمَّ بَاعهَا النَّاصِر لبشتاك بِسِتَّة آلَاف دِينَار فَدخلت عَلَيْهِ وَمَعَهَا من الْأَمْتِعَة أَضْعَاف ذَلِك فَلم تحظ عِنْده وَيُقَال أَنه زَوجهَا لبَعض مماليكه وَمَاتَتْ بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة(2/218)
حرف الدَّال المهلمة
1676 - دَامَ السرُور بنت ... وأجازت للبرهان الْحلَبِي سبط ابْن العجمي
1677 - دَاوُد بن ابراهيم بن دَاوُد بن يُوسُف بن سُلَيْمَان بن سَالم بن مُسلم ابْن سَلامَة أَبُو سُلَيْمَان جمال الدّين ابْن الْعَطَّار أَخُو الشَّيْخ عَلَاء الدّين الدِّمَشْقِي ولد فِي شَوَّال سنة 65 فَأجَاز لَهُ ابْن عبد الدَّائِم والنجيب والنووى وَابْن مَالك وَغَيرهم وَسمع بإفادة أَخِيه من ابْن أبي عمر وَالْمُسلم بن عَلان وَالْفَخْر وَأحمد بن أبي الْخَيْر وأبن شَيبَان وَغَيرهم وَولى دَار الحَدِيث القليجية والشقيشقية وَحدث بالكثير وخطه حسن وَكتب الْكثير روى عَنهُ الذَّهَبِيّ والعلائي وَابْن رَافع والحسيني وَقَالَ الذَّهَبِيّ سمع الْكثير وَكَانَ فِيهِ تعبد وَخير وَقَالَ ابْن أيبك شيخ فَاضل حسن وَقَالَ البرزالي انْتَقَلت إِلَيْهِ أَجزَاء أَخِيه بعده وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه(2/219)
فَقَالَ سمع الثَّانِي من مشيخة ابْن أبي عمر مِنْهُ وَمن الْمُسلم مُسْند أَحْمد بِكَمَالِهِ وَمن ابْن البن حَدِيث ابي السكين وَمن المؤمل البالسي مجْلِس التباني وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 752
1678 - دَاوُد بن أَحْمد بن صَالح بن غَازِي بن قر أرسلان بن أرتق ابْن غَازِي بن رزين بن إيلغازي بن ألبي بن تمرتاش بن ايلغازي بن أرتق ابْن أكسك وأكسك من مماليك ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي الْملك المظفر فَخر الدّين ابْن الْمَنْصُور بن الصَّالح بن السعيد بن الْمَنْصُور صَاحب ماردين وَليهَا سنة 69 بعد خلع ابْن أَخِيه الْمَنْصُور أَحْمد وَكَانَ أَحْمد اسْتَقر بعد أَبِيه الصَّالح صَالح وَهُوَ صَغِير فَبَقيَ أَرْبَعَة أشهر وَمَات الْمَنْصُور سنة 98 وَاسْتقر وَلَده الْملك الظَّاهِر مجد الدّين عِيسَى إِلَى أَن قتل فِي سنة 809 وَاسْتولى التركمان على ماردين(2/220)
1679 - دَاوُد بن أَسد القيمري بهاء الدّين اتَّصل بالطنبغا لما كَانَ بغزة فَلَمَّا انْتقل إِلَى نِيَابَة الشَّام أعطَاهُ إمرة عشرَة وَكَانَ يتَقرَّب إِلَى أكَابِر الْأُمَرَاء بالتجارات والزراعات كل ذَلِك وَهُوَ مُقيم بغزة وَأعْطى مرّة طبلخاناة بِدِمَشْق فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا وَولي مرّة نظر الْقُدس والخليل وَمَات فِي ربيع الآخر سنة 763
1680 - دَاوُد بن أبي بكر بن مُحَمَّد نجم الدّين ابْن الزيبق كَانَ يُبَاشر الشد بِدِمَشْق وحمص ثمَّ ولاه النَّاصِر شدّ الْجِهَات بِمصْر وَأَعْطَاهُ طبلخاناة ثمَّ أَعَادَهُ إِلَى دمشق بسعاية النشو وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال فِي الولايات وَولي فِي آخر ذَلِك الْكَشْف بالجيزة وَمَات بِدِمَشْق فِي شهر رَجَب سنة 748
1681 - دَاوُد بن الْحسن بن مَنْصُور بن سواق علم الدّين قَرَأَ على الْبَهَاء القفطي وتأدب على وَالِده الْمُتَقَدّم ذكره فِي حرف الْحَاء وَحسن نظمه فَكَانَ لطيفاً خَفِيف الرّوح فجع بِهِ أَبوهُ ورثاه بِأَبْيَات أَولهَا
(مصابك يَا دَاوُد لَيْسَ يهون ... فقد انبعت فِيك الْعُيُون عُيُون) ورثاه مُحَمَّد بن الحكم بقصيدة جَاءَ مِنْهَا
(قصدت ربع بني سواق مبتغياً ... حجا فخبت لِأَنِّي لم أر العلما)(2/221)
وَمن شعر دَاوُد من أَبْيَات
(لَاحَ برق من الخبا ... إِن هَذَا لَهُ نبا)
(وتنشقت نسمَة ... طرقتني مَعَ الصِّبَا) وَكَانَت وَفَاته فِي سنة 706
1682 - دَاوُد بن حَمْزَة بن عمر بن الشَّيْخ أبي عمر الْمَقْدِسِي نَاصِر الدّين ولد سنة 29 وَهُوَ أَخُو القَاضِي سُلَيْمَان لقن النَّاس وَأم بِالْمَسْجِدِ الْعَتِيق وَحدث عَن ابْن اللتي وجعفر والضياء وكريمة وَكَانَ ذَا دين وشهامة وصدع بِالْحَقِّ مَاتَ فِي صفر سنة 701
1683 - دَاوُد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عمر بن يُوسُف بن يحيى بن عمر بن كَامِل الدِّمَشْقِي ابْن خطيب بَيت الْآبَار عماد الدّين أَبُو الْمَعَالِي من بَيت مَشْهُور سمع من عَم وَالِده يُوسُف بن عمر اقْتِضَاء الْعلم الْعَمَل للخطيب ووصايا الْعلمَاء عِنْد الْمَوْت لِابْنِ زبير وطرق اسمح يسمح لَك لِابْنِ الْأَكْفَانِيِّ وجزء الْأنْصَارِيّ سمع مِنْهُ البرزالي وَذكره فِي مُعْجَمه وَذكره ابْن رَافع فَقَالَ سمع من عَم أَبِيه ثَلَاثَة مجَالِس لِابْنِ شاهين وَحدثنَا عَنهُ عبد الله(2/222)
ابْن خَلِيل الخرستاني وَغَيره مَاتَ فِي الْمحرم سنة 751 وَقد قَارب التسعين فَإِن مولده فِيمَا يُقَال فِي حُدُود السِّتين لَكِن ذكر البرزالي أَنه كَانَ لَهُ أَخ باسمه وَمَات قبله بِمدَّة فَلَعَلَّهُ الَّذِي ولد سنة سِتِّينَ بِخِلَاف هَذَا
1684 - دَاوُد بن صَالح بن غَازِي الدِّمَشْقِي الْملك المظفر بن الصَّالح صَاحب ماردين اسْتَقر فِي ملك ماردين فِي سنة 769
1685 - دَاوُد بن عُثْمَان بن يَعْقُوب الرُّومِي الْحَنَفِيّ ذكره الْمُؤلف فِيمَا ألحقهُ على تَارِيخ مصر للمقريزي وأرخ وَفَاته سنة 705 وَالله الْمُوفق
1686 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مَحْمُود المرداوي شرف الدّين ولد قبل الثَّمَانِينَ وَأَجَازَ لَهُ الْفَخر بن البُخَارِيّ وَالشَّيْخ شمس الدّين ابْن أبي عَمْرو أَحْمد بن شَيبَان وغازي الحلاوي والعز الْحَرَّانِي وَغَيرهم من مَشَايِخ مصر وَالشَّام وَسمع وَهُوَ كَبِير من التقي سُلَيْمَان وطبقته وَكَانَ أحد الشُّهُود بِالْجَبَلِ مَاتَ فِي رَمَضَان سنة 758 وَهُوَ أَخُو القَاضِي جمال الدّين المرداوي
1687 - دَاوُد بن مُحَمَّد بن عربشاه بن أبي بكر بن أبي نصر بن أبي الْفرج الهمذاني الأَصْل الدِّمَشْقِي أَبُو الْفرج بن أبي نصر جمال الدّين حضر على جده لامه أبي البركات مُحَمَّد بن أسعد بن عبد الرَّحْمَن حنفش فِي السّنة الثَّانِيَة من عمره فِي جُمَادَى الأولى سنة 59 مجْلِس التَّوَاضُع للجوهري وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم مشيخته وصحيح مُسلم وجزء ابْن عَرَفَة وَحَدِيث أبي(2/223)
الشَّيْخ انتقاء الضياء وأمالي ابْن مِلَّة وعدة أَجزَاء وَمن أَيُّوب بن أبي بكر الفقاعي شيخ داريا وَمن خلق كثير وَذكره البرزالي والذهبي فِي معجميهما قَالَ البرزالي رجل حسن من قراء الصَّوْت اسْمَعْهُ أَبوهُ الْكثير فِي صغره وَكَانَ رفيقنا فِي الْحَج سنة 688 وَمَات فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة 726 بِدِمَشْق
1688 - دَاوُد بن مَرْوَان بن دَاوُد الْمَلْطِي الْحَنَفِيّ نجم الدّين نَاب فِي الحكم عَن الحسام الرَّازِيّ ودرس بعدة أَمَاكِن وَولي قَضَاء الْعَسْكَر وَكَانَ ذَا مُرُوءَة وعصبية وَمَعْرِفَة بِالْمذهبِ مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الأول سنة 717
1689 - دَاوُد بن أبي نصر بن أبي الْحسن الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ سمع من مُحَمَّد ابْن الحصري وَابْن شاتيل وَحدث مَاتَ فِي سادس عشري شعْبَان سنة 707 بِبَغْدَاد
1690 - دَاوُد بن يُوسُف بن بدر النابلسي الْمُقْرِئ مَاتَ فِي رَجَب سنة 719 وَكَانَ شَيخا صَالحا
1691 - دَاوُد بن يُوسُف بن عمر بن عَليّ بن رَسُول الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين ابْن المظفر التركماني الأَصْل صَاحب الْيمن كَانَ محباً فِي الْعُلُوم(2/224)
مفنناً فِيهَا بحث التَّنْبِيه وَحفظ مُقَدّمَة ابْن بابشاد فِي النَّحْو وكفاية المتحفظ فِي اللُّغَة وَسمع من الْمُحب الطَّبَرِيّ وَغَيره وَكَانَ أَبوهُ قد آثر أَخَاهُ الْأَشْرَف بالسلطنة فتأثر الْمُؤَيد وسافر إِلَى جِهَة الْبَحْر فَلَمَّا مَاتَ أَبوهُ سنة 694 وتسلطن الْأَشْرَف أقبل الْمُؤَيد فغلب على عدن فَجهز الْأَشْرَف وَلَده فَالْتَقوا فَهَزَمَهُمْ الْمُؤَيد ثمَّ سَار طَائِعا إِلَى أَخِيه فَتَلقاهُ وَأمره فَلَمَّا مَاتَ فِي أول سنة 696 تسلطن الْمُؤَيد وَبَايَعَهُ النَّاصِر ولد أَخِيه الْأَشْرَف وَخرج عَلَيْهِ أَخُوهُ المسعود فَلم تقم لَهُ قَائِمَة وَدخل فِي طَاعَة الْمُؤَيد ثمَّ فجع الْمُؤَيد فِي ولديه الطَّاهِر والمظفر وهما شابان ثمَّ مَاتَ أَخُوهُ الواثق ابراهيم وَكَانَ يُحِبهُ ويقدمه فَحزن عَلَيْهِ فَلَمَّا عرف النَّاس محبته فِي الْفَضَائِل قصدوه من الْآفَاق بِكُل تحفة وملحة وَكَانَ يُبَالغ فِي إنصافهم حَتَّى أَنه أهديت لَهُ نُسْخَة من الأغاني بِخَط ياقوت فبذل فِيهَا مِائَتي دِينَار مصرية ولشعراء عصره فِيهِ جلّ المدائح واشتملت خزانَة كتبه على مائَة ألف(2/225)
مُجَلد وَأَنْشَأَ بتعز الْقُصُور الْعَظِيمَة البديعة وَكَانَ استقراره فِي المملكة كَمَا تقدم فِي سنة 696 ودام فِي المملكة خمْسا وَعشْرين سنة وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 721
1692 - دَاوُد بن ... الشاذلي الاسكندراني تلميذ الشَّيْخ أبي الْعَبَّاس المرسي قَالَ العثماني قَاضِي صفد كَانَ يشغل وَيتَكَلَّم على النَّاس وَلَا يَخْلُو بِنَفسِهِ إِلَّا سَاعَة بعد الظّهْر وَزعم أَنه مَاتَ تَقْرِيبًا سنة 715 فَليُحرر وَرَأَيْت لَهُ قصيدة يرغب فِيهَا فِي الْمَوْت أَولهَا
(أرى النَّفس تخشى من حُلُول الْمنية ... وتطمع أَن تبقى بدار تولت)
(لَك الْخَيْر مَاذَا تحذرين وَمَا الَّذِي ... ترجين مِمَّا بالمكاره حفت ...
(أَمن نقلة للموطن الأول الَّذِي ... إِلَيْهِ نفوس العارفين ترقت)
(جزعت وترضين الدني وتنزعي ... عَن الموطن الْأَعْلَى إِلَى دَار غربَة)
1693 - درباس بن يُوسُف بن درباس الْحميدِي حسام الدّين الْحَاجِب بِدِمَشْق(2/226)
ولد سنة 662 وَأقَام بصفد ثمَّ أعطي طبلخاناة بِدِمَشْق فقطنها وَكَانَ حسن الشكل وَالنّظم رَئِيسا وَالنّظم رَئِيسا جَلِيلًا فصيحاً مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة 710
1694 - درويش الشَّيْخ المعتقد عِنْد المصريين واسْمه عبد الله وَكَانَ يَحْكِي عَنهُ كشف كثير مَاتَ فِي أَوَاخِر رَجَب سنة 773
1695 - دقماق من كبار أُمَرَاء الْمغل فِي دولة خربندا تقدم ذكره فِي تَرْجَمَة جوبان
1696 - دلشاد بنت دمشق خواجا بن جوبان زوج الشَّيْخ حسن تزَوجهَا بعد عَمَّتهَا بَغْدَاد فحظيت عِنْده وَكَانَ أمرهَا نَافِذا فِي الممالك وَلها فِي كل شَيْء يحكم عَلَيْهِ زَوجهَا نَائِب وَكَانَت تميل إِلَى الغرباء وتحسن إِلَيْهِم وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة 752(2/227)
1697 - دلنجى بِكَسْر الأول وَفتح اللَّام وَسُكُون النُّون وَكسر الْجِيم ابْن أُخْت جنكلى بن البابا سيف الدّين ولي نِيَابَة غَزَّة فأضيف لَهُ الحَدِيث فِي نابلس وَكَانَ قد قاسى من عرب جرم شَدَائِد وَله مَعَهم حروب وَكَانَت وَفَاته فِي جُمَادَى الأولى سنة 751
1698 - دمر خَان بن قرمان نجم الدّين كَانَ أحد كبراء الْأُمَرَاء بِمصْر ثمَّ نقل إِلَى دمشق وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 734
1699 - دمرداش بن جوبان ملك الرّوم مَاتَ سنة 728 وَكَانَ استيلاؤه(2/228)
عَلَيْهَا فِي سنة 723 وغزا الارمن وَفتح قس واستنجد النَّاصِر فامده بالعساكر فَفتح آياس واستخلف على مَمْلَكَته أرتنا وَهُوَ من بعض أمرائه ولقبه النوين فاستقر بسيواس واتخذها دَار مَمْلَكَته وَلما مَاتَ دمرداش اسْتَقر ابْنه حسن كَمَا تقدم
1700 - دنيا بنت حسن بن بلبان الدمشقية زوج الْعلم البرزالي ولدت سنة 678 وَسمعت من يُوسُف بن الغسولي وَغَيره وَسمع مِنْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وارخها ابْن رَافع فِي جُمَادَى الأولى وَشَيخنَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 759
1701 - دنيا بنت الْمُوفق يُوسُف بن سُلَيْمَان الهكاري المصرية زوج ابْن القاياتي ولدت سنة ... واسمعت على النجيب ...
1702 - دوباج بن قطلى شاه بن رستم بن عبد الله أَبُو الْعِزّ صَاحب كيلان كَانَ بطلا عادلا عَاقِلا مهابا وَهُوَ الَّذِي قتل نَائِب غازان خطلوشاه لما حَاصَرَهُمْ فِي سنة 706 وبقى فِي مملكة كيلان خمْسا وَعشْرين سنة فحج فِي سنة 714 فَلَمَّا كَانَ بفناقية منزلَة من الرحبة إِلَى جِهَة دمشق مَاتَ(2/229)
فِي رَمَضَان مِنْهَا وَحمل إِلَى دمشق فَدفن فِي بَيته فِي تربة بنيت لَهُ هُنَاكَ وَله 54 سنة
1703 - دِينَار بن عبد الله الشوايطي أَبُو الْعِزّ عز الدّين أحد خدام الْمَسْجِد النَّبَوِيّ سمع من الْجمال المطري وخالص البهائي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم الْمُؤَذّن وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة بالاجازة
1704 - دِينَار الشهابي المرشدي عز الدّين خَادِم الْحرم الشريف النَّبَوِيّ اسْتَقر فِيهِ بعد نصر فاستمر مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ عزل بشرف الدّين مُخْتَصّ الخزنداري ثمَّ أُعِيد ثمَّ كبر جدا وَانْقطع فاستقر عوضه ياقوت الأفتخاري سنة 758 وَاقْبَلْ دِينَار على الْخَيْر إِلَى ان مَاتَ فِي سنة 761 قَالَ ابْن فَرِحُونَ كَانَ ذَا حشمة وَدين لزم الْقِرَاءَة وَالصِّيَام وَالْقِيَام وَصَحب الْمَشَايِخ الْكِبَار وتأدب بآدابهم واكتسب من أَخْلَاقهم وَكَانَ يكفل عدَّة ايتام واعتق نَحْو الثَّلَاثِينَ نسمَة وَله مَنَاقِب جليلة وَعمر طَويلا وَقد حدث بِصَحِيح البُخَارِيّ سَمعه عَلَيْهِ قَاضِي الْمَدِينَة ابْن سبع وشمس الدّين ابْن سكر وَغَيرهمَا وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب(2/230)
حرف الذَّال الْمُعْجَمَة
1705 - ذَاكر بن عِيسَى بن مياس الرَّحبِي أَبُو الْخَيْر نزيل دمشق يعرف بالمجاهدي ولد قبل الثَّمَانِينَ وسِتمِائَة وَسمع من الْعِمَاد عَليّ بن عبد الْعَزِيز السكرِي سبط الْبَهَاء ابْن الجميزي وَحدث مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْحجَّة سنة 764 ارخه الْحُسَيْنِي
1706 - ذبيان بن أبي الْحسن بن عُثْمَان الْعَفِيف البعلبكي التَّاجِر سمع من الْفَقِيه اليونيني وَمن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَكَانَ من أهل الْقُرْآن حدث بِجُزْء ابْن جوصا وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 702 وَمن مسموعه عَليّ ابْن عبد الدَّائِم صَحِيح مُسلم ذكر ذَلِك الذَّهَبِيّ فِي مُعْجَمه الصَّغِير وَهُوَ جد الصَّدْر جمال الدّين يُوسُف بن أَحْمد بن ذبيان صَاحب الْمدرسَة الظبيانية قَالَ ابْن حجى اشْتهر لما قدم دمشق بظبيان بالظاء الْمُعْجَمَة بدل الذَّال الْمُعْجَمَة فاشتهر ابْنه بِابْن ظبْيَان والمدرسة الْمَذْكُورَة اوصى بعمارتها شهَاب الدّين فعمرها جمال الدّين وَكَانَ جمال الدّين كثير المَال عِنْده احسان وافضال مَاتَ سنة 785
1707 - ذبيان الماردي الشيخي نَاصِر الدّين والى الْقَاهِرَة ورد من(2/231)
الشرق صُحْبَة الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن التكريتي رَسُول الْملك أَحْمد بن ابغا إِلَى الْمَنْصُور قلاون وتعانى خياطَة الكوافى بِدِمَشْق ثمَّ توصل لخدمة بيبرس الجاشنكير وتقرب مِنْهُ إِلَى ان ولي ولَايَة الْقَاهِرَة ثمَّ ترقى إِلَى أَن ولي الوزارة وَقبض عَلَيْهِ بعد قَلِيل فَعُوقِبَ وصودر وَكَانَ أول مَا خدم شمس الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ابْن التيتي ثمَّ لَازم برناق شاد الشؤن فترقى إِلَى أَن بأشرها وَأظْهر مظالم كَثِيرَة ثمَّ انْتقل إِلَى شدّ الدَّوَاوِين فِي جُمَادَى الأولى سنة 94 ثمَّ نقل إِلَى ولَايَة الْقَاهِرَة سنة 96 عوضا عَن سكحوه فباشرها مُبَاشرَة جائرة ثمَّ ولي الجيزة فِي الْمحرم سنة 701 ثمَّ وَقعت بَينه وَبَين القبط مرافعة فَالْزَمْ ان تسلمهم أَن يحمل ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار فسلمهم لَهُ فضيق عَلَيْهِم وَأخذ مِنْهُم جملَة مستكثرة ثمَّ سعى فِي الوزارة فاستقر فِي شَوَّال سنة 703 فباشر بتعاظم وَحُرْمَة وَاتفقَ أَنه توجه إِلَى الاسكندرية وَتوجه النَّاصِر إِلَى الْبحيرَة وَهُوَ يَوْمئِذٍ تَحت حجر بيبرس وسلار فَأرْسل وَكيله يستدين لَهُ من التُّجَّار مبلغا يَشْتَرِي لَهُ(2/232)
بِهِ هَدِيَّة لحريمه إِذا رَجَعَ فابلغ ذَلِك ابْن عبَادَة الْوَزير فَقدم على النَّاصِر واهدى لَهُ ألفي دِينَار فاعجبه وقربه وشكا إِلَيْهِ حَاله فوعده وَبسط أمله وَنقل ذَلِك إِلَى الأميرين فحط عَلَيْهِ سلار ثمَّ قبض عَلَيْهِ وسجنه ثمَّ صودر وعوقب وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 704
1708 - ذريح بن منصف بن عبد الْغَنِيّ أَبُو قيس الظفاري نزيل الطَّائِف ذكره ابْن فضل الله فِي الذهبية فَقَالَ شيخ وقار وفتى فضل إِلَيْهِ افتقار ذُو فضل فارع وَفعل بارع رَأَيْته بِمَكَّة سنة 738 فأنشدني لنَفسِهِ
(وهاتفة من فَوق ايك اجبتها ... كَأَنِّي الَّذِي قَامَت بذكراه تهتف)
(عنيت بليلى مُدَّة قبل بَينهَا ... وَهَا أَنا مذ شطت نوى أتلهف)
(وَكم قَائِل مَا حَال عَهْدك بعْدهَا ... فَقلت لَهُ ذَاك الَّذِي كنت تعرف)
حرف الرَّاء
1709 - رَافع بن عَامر بن مُوسَى الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ جمال الدّين سمع بِدِمَشْق من ابْن الشّحْنَة وَحدث سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة
1710 - رَافع بن هجرس بن مُحَمَّد بن شَافِع بن نعْمَة الصميدي بِالْمُهْمَلَةِ(2/233)
مصغر جمال الدّين السلَامِي بِالتَّشْدِيدِ ولد سنة 69 وعني بِالْحَدِيثِ وَأخذ عَن ابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَأبي حَامِد بن الصَّابُونِي وغازي الحلاوى وَابْن خطيب المزة وَابْن حمدَان وَغَيرهم ولازم الشَّيْخ تقى الدّين الْقشيرِي وعنى بالقراآت فَأخذ عَن المكين الأسمر وَغَيره وأنجب وَلَده الشَّيْخ تقى الدّين مُحَمَّد بن رَافع وشارك فِي الْفَضَائِل وَقَرَأَ وَنسخ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ خيرا وقورا سَاكِنا جيد الْفَضِيلَة ولي عُقُود الْأَنْكِحَة وارتحل بولده تقى الدّين فاسمعه من القَاضِي تَقِيّ الدّين وَغَيره وَقَالَ وَلَده كَانَ مُقيما بِدِمَشْق وَحفظ التَّنْبِيه وَعرضه على التَّاج الْفَزارِيّ وَحضر حَلقَة النَّوَوِيّ ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فتفقه على الْعلم الْعِرَاقِيّ ولازم ابْن دَقِيق الْعِيد والدمياطي وَأخذ فِي الْعَرَبيَّة عَن الْبَهَاء ابْن النّحاس وَكَانَ مُحدثا زاهدا مقرئا صَالحا مفننا طارحا للتكلف محباً فِي الأيراد أعَاد بِبَعْض الْمدَارِس ودرس وَولي عُقُود الانكحة وَكتب بِخَطِّهِ الْكثير وَسَأَلَهُ أَبُو الْحسن بن ايبك عَن مولده فَقَالَ فِي اواخر سنة ثَمَان أَو أَوَائِل سنة تسع وَسِتِّينَ وَذكر البرزالي فِي مُعْجَمه أَنه ولد فِي شعْبَان سنة 67(2/234)
وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة 718
1711 - رَجَب بن اشْترك التركماني تَقِيّ الدّين شيخ الزاوية الَّتِي بالرملية تَحت القلعة كَانَ شَيخا حسنا قدم الْقَاهِرَة وَاتخذ الزاوية الْمَذْكُورَة وَصَارَ ماوى للْفُقَرَاء الواردين من الْعَجم وَله مهابة ووجاهة وأسن إِلَى أَن جَاوز الثَّمَانِينَ ولد سنة 633 وَمَات فِي رَجَب سنة 714(2/235)
1712 - رَجَب بن حسن بن مُحَمَّد بن أبي البركات بن مَسْعُود الْبَغْدَادِيّ أَبُو الثَّنَاء جد الشَّيْخ زين الدّين ولد سنة 677 تَقْرِيبًا وَسمع ثلاثيات البُخَارِيّ من ابْن المالحاني عَن الْقطيعِي حدث بهَا وَسمع من المعيد ابْن المحلح وَابْن عزال وَغَيرهمَا وَكَانَ يقرئ حسبَة واسْمه عبد الرَّحْمَن وَيُقَال لَهُ رَجَب لكَونه ولد فِي رَجَب وَمَات فِي خَامِس صفر سنة 742
1713 - رَجَب بن قراجا الأرزني الرُّومِي قَالَ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان كَانَ معتنيا بالأدب واللغة وَكَانَ جيد الضَّبْط لَا الْخط أَخذ عَن بهاء الدّين ابْن النّحاس وَغَيره وَله نظم متوسط
1714 - رجيحي بن سَابق بن هِلَال بن يُونُس الشَّيْخ سيف الدّين التّونسِيّ قدم دمشق من الْمشرق فَأكْرم وأقطع قَرْيَة شبيبة بالغوطة ثمَّ طلب إِلَى الْقَاهِرَة وَأكْرم ثمَّ عَاد إِلَى دمشق واعتقل ثمَّ أفرج عَنهُ وَمَات بِدِمَشْق سنة 706 وَكَانَ كثير العصبية وَلَكِن يحسن المداراة والمواددة
1715 - رزق الله بن عبد الله الْمصْرِيّ تَاج الدّين الْموقع دخل ديوَان الْإِنْشَاء(2/236)
فَتقدم فِيهِ وَكتب خطا متوسطاً ونظم ونثر وَهُوَ الْقَائِل جَوَابا
(يَا فَاضلا آدابه ... بهَا الورى يسترشد)
(وَمن على علومه ... أهل النهى تعتمد)
(ابق سعيدا تنتقى ... الْآدَاب أَو تنتقد) وَمَات بعد سنة 740
1716 - رزق الله بن فضل الله مجد الدّين ابْن التَّاج أَخُو النشو كَانَ نَصْرَانِيّا يَنُوب عَن أَخِيه إِذا غَابَ وَكَانَ فِيهِ ميل إِلَى الْمُسلمين ورتب سبعا بالجامع الْأَزْهَر وَكَانَ يُجهز إِلَى الْحَرَمَيْنِ فِي كل سنة سِتِّينَ قَمِيصًا وَكَانَ يحرض أَتْبَاعه على الْإِسْلَام خُفْيَة وَيعْتَذر سرا عَن الْإِسْلَام بمراعاة أمه ثمَّ استسلمه السُّلْطَان فِي سنة 736 بعد أَن لكمه وَعرض عَلَيْهِ السَّيْف فَاسْلَمْ وَقَالَ لَهُ لَا تكن إِلَّا شافعياً مثلي وَكَانَ كثير الْبَذْل والبذخ وَكَانَ يعْتَمد تَفْضِيل قماشه بِزِيَادَة عَن طوله وَيَأْمُر الْخياط أَن يكف الزَّائِد إِلَى دَاخل وَيعْتَذر بِأَن يَهبهُ لمن يكون أطول مِنْهُ وَكَانَ كَذَلِك وَقل كَانَ مَا يغسل لَهُ قماش وَعمر لَهُ دَارا مليحة على الخليج الناصري وَلما أمسك أَخُوهُ أمسك مَعَه فَأصْبح مذبوحاً ذبح نَفسه بِيَدِهِ لِأَن قوصون تسلمه فأنزله عِنْده فِي القلعة ووكل بِهِ فاستغنم غَفلَة من الْمُوكل بِهِ وَأخذ سكينا فَنحر بهَا نَفسه فَمَاتَ وَكَانَ كثيرا مَا يَقُول لِأَخِيهِ(2/237)
أَن جرى علينا نائبة لَا يَرْحَمنَا أحد لمبالغتنا فِي نصح الْملك ويشمت بِنَا النَّاس وَأَنا وَالله إِن وَقع ذَلِك لَا أمكن أحدا من عقوبتي فَكَانَ كَذَلِك وَكَانَ فِي ثَالِث صفر سنة 740
1717 - رسْلَان بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل بن أَحْمد الدِّمَشْقِي بهاء الدّين ابْن الْمُوفق ولد سنة 714 وَسمع من ابْن الشّحْنَة والشرف بن الْحَافِظ والتقي أَحْمد بن الْعِزّ وَابْن الزراد وَغَيرهم سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَات فِي سادس عشري الْمحرم سنة 796
1718 - رسْلَان بن أَحْمد الشَّامي الدِّمَشْقِي ولد سنة 718 وَسمع الْكثير من ... قَرَأت ذَلِك بِخَط ابْن سكر وَحدث بِمَكَّة سنة 771 وَأَجَازَ لشَيْخِنَا ابْن الملقن ولولده عَليّ فِيهَا وَمَات ...(2/238)
1719 - رَسُول بن دَاوُد بن عبد الْعَزِيز النابلسي سمع من عبد الْحَافِظ ابْن عبد الحميد بن مُحَمَّد بن ماضي وَحدث مَاتَ سنة ...
1720 - رشيد بن كَامِل الرقى ولد سنة 625 واعتنى بالفقه وَالْأَدب وَسمع من ابْن مسلمة ومكي بن عَلان وَغَيرهمَا وَكتب فِي ديوَان الانشاء وَحضر مجَالِس النَّاصِر بن الْعَزِيز ودرس بعصرونية حلب وَولي وكَالَة بَيت المَال بهَا قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ ذَا عقل وصيانة وَله النّظم والنثر وَولى نظر الْحِسْبَة بِدِمَشْق كتبنَا عَنهُ وَقَالَ البرزالي سمع من الشهَاب القوصي مُعْجَمه وَقَالَ ابْن الزملكاني كَانَ عِنْده أدب وَفضل وَكتب من الْمَنْسُوب وَكَانَ حسن النّظم والنثر والنوادر وَولى ديوَان الْإِنْشَاء مُدَّة ثمَّ ولي وكَالَة بَيت المَال بحلب وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ وَمَات بحماة سنة 711
1721 - الرشيد بن أبي الْقَاسِم الْبَغْدَادِيّ مُسْند الْعرَاق فِي زَمَانه اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر
1722 - رقية بنت عبد الْغفار بن مُحَمَّد بن عبد الْكَافِي السَّعْدِيّ سَمِعت من(2/239)
مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الفوى من الخليات سمع مِنْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وابوها كَانَ من كبار الْمُحدثين بِمصْر
1723 - رقية بنت الشَّيْخ تقى الدّين الْقشيرِي مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب ابْن دَقِيق الْعِيد سَمِعت من الْعِزّ الْحَرَّانِي وَأبي بكر بن الانماطي وَابْن خطيب المزة وَحدثت بِالْقَاهِرَةِ وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة 741
1724 - رقية بنت مرشد بن عبد الله العجمي الصالحية سَمِعت من زَيْنَب بنت الْعلم وَحدثت وَكَانَت وفاتها فِي صفر سنة 746 وَكَانَ سماعهَا سنة أَربع وَثَمَانِينَ
1725 - رَمَضَان بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْكرْدِي الْمَعْرُوف بالزمن يكنى أَبَا الْعِيد ولد سنة 77 وَسمع من الابرقوهي وَحدث وخطب بجوبر قَرْيَة من ضواحي دمشق وَكَانَ صَالحا ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي سَابِع رَمَضَان سنة 749(2/240)
1726 - رَمَضَان بن الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون الصَّالِحِي كَانَ شَابًّا جميلاً حسن لَهُ بعض خدمه طلب الْملك وجمعوا حوله جمَاعَة من المماليك وَخَرجُوا بِهِ إِلَى قبَّة النَّصْر فَلم يجْتَمع عَلَيْهِم كَبِير أحد واخرج إِلَيْهِ الْعَسْكَر فَانْهَزَمَ إِلَى جِهَة الكرك ليلحق باخيه أَحْمد فَقبض عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق وَهلك فِي سنة 743
1727 - رَملَة بن جماز بن مُحَمَّد بن أبي بكر الطَّائِي أَمِير آل عَليّ أمره الْأَشْرَف حِين أمسك مهنا بن عِيسَى وتقلد أبنه جماز مَكَانَهُ حِين مَاتَ وَلما مَاتَ جماز امْر النَّاصِر وَلَده هَذَا وَهُوَ صبي فحسده اعمامه أَوْلَاد مُحَمَّد بن أبي بكر وَسعوا جهدهمْ فِي عَزله فَلم يُمكنهُم النَّاصِر من ذَلِك
1728 - رميثة بمثلثة مصغر أَسد الدّين أَبُو عَرَادَة بن أبي نمى بالنُّون مصغر مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ بن قَتَادَة الحسني نجم الدّين ابْن بهاء الدّين ولي أمرة مَكَّة مَعَ أَخِيه حميضة ثمَّ اسْتَقل سنة 715 ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة 18 فاجرى النَّاصِر عَلَيْهِ فِي الشَّهْر الْفَا ثمَّ هرب بعد أَرْبَعَة أشهر فأمسكه شيخ عرب آل حُرَيْث بعقبة أَيْلَة فسجن إِلَى أَن أفرج عَنهُ فِي الْمحرم سنة 720 ورده إِلَى مَكَّة فَلَمَّا كَانَ فِي سنة 31 تحارب هُوَ وَأَخُوهُ عطيفة ثمَّ اصطلحا وَكثر ضَرَر النَّاس مِنْهُمَا ثمَّ بلغ النَّاصِر انه(2/241)
أظهر مَذْهَب الزيدية فَأنْكر عَلَيْهِ وارسل إِلَيْهِ عسكرا ففر فَلم يزل أَمِير الْحَاج يستميله حَتَّى عَاد ثمَّ امنه السُّلْطَان فَرجع إِلَى مَكَّة سنة 31 وَلبس الخلعة ثمَّ حج السُّلْطَان سنة 32 فَتَلقاهُ رميثة إِلَى يَنْبع فاكرمه السُّلْطَان النَّاصِر وَاسْتقر رميثة وعطيفة إِلَى أَن انْفَرد رميثة سنة 38 فَلم يزل على ذَلِك إِلَى سنة 744 فَترك الامرة لِوَلَدَيْهِ ثقبة وعجلان ثمَّ كتب لَهُ من الْقَاهِرَة باستقراره ثمَّ بَاشر الامرة عَنهُ وَلَده عجلَان إِلَى أَن مَاتَ رميثة فِي سنة 748
حرف الزَّاي
1729 - زامل بن مُوسَى بن عِيسَى بن مهنا ولاه الْأَشْرَف شعْبَان سنة 770 عوضا عَن جماز بن مهنا
1730 - زاهدة بنت إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن سلمَان أم البركات سَمِعت الصَّحِيح على سِتّ الوزراء
1731 - زاهدة بنت حُسَيْن بن عبد الله بن حسن بن حَمْزَة بن أبي الْحجَّاج العدوية الدمشقية سَمِعت من الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر بعض مشيخته وَحدثت ذكرهَا أبن رَافع مَاتَت فِي شهر ربيع الأول سنة 758
1732 - زاهدة بنت مُحَمَّد بن عبد الله الطاهري أجَاز لَهَا ابْن الجميزي والشاوي وَابْن الْجبَاب وَغَيرهم وَحدثت وَخرج لَهَا المقاتلي مشيخة
1733 - الزبير بن عَليّ بن سيد الْكل الاسواني أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ شرف الدّين أَخُو حُسَيْن الْمُتَقَدّم ذكره ولد سنة 660 وَسمع قِطْعَة من(2/242)
الْمَطَر لِابْنِ دُرَيْد على الْعِزّ الْحَرَّانِي وَسمع الشِّفَاء من ابْن تامتيت فِي ذِي الْحجَّة سنة 705 وَسمع أَيْضا من الرشيد أبي بكر مُحَمَّد وَأبي الْحسن ابْني عبد الْحق بن مكي بن الرصاص وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه واورد عَنهُ بالاجازة وَقَالَ كَانَ خيرا صَالحا متصدراً للاقراء بِجَامِع عَمْرو بِمصْر ثمَّ انْتقل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَحدث بهَا قلت وَحدثنَا عَنهُ مُحَمَّد بن عَليّ السحولي بِمَكَّة بِالسَّمَاعِ وَمَات فِي صفر سنة 748
1734 - زَكَرِيَّا بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الْوَاحِد بن الشَّيْخ أبي حَفْص عمر الهنتاتي الحفصي اللحياتي الْقَائِم بِأَمْر الله أَبُو يحيى صَاحب الْمغرب ولد سنة نَيف واربعين وسِتمِائَة وتفقه واتقن النَّحْو واستوزره ابْن عَمه الْمُسْتَنْصر مُدَّة ثمَّ ملك سنة 680 ثمَّ خلع فَتوجه إِلَى الْحَج سنة 709 ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة أول سنة 710 فَجهز مَعَه النَّاصِر عسكراً فَملك طرابلس وخطب للناصر بهَا ثمَّ صبحوا تونس فِي ثامن جُمَادَى(2/243)
الأولى سنة 711 فنازلوها وصاحبها أَبُو الْبَقَاء مَرِيض فَدخل زَكَرِيَّا الْبَلَد وَأشْهد أَبُو الْبَقَاء على نَفسه بِالْخلْعِ وَذَلِكَ فِي رَجَب فَلَمَّا أستوثق لَهُ الْأَمر وَقطع ذكر المهدى من الْخطْبَة وراسل ابْن عَمه أَبَا بكر صَاحب بجاية فهادنه ثمَّ سَار أَبُو بكر إِلَى إفريقية جوالا فِي بِلَاد هوارة فخشي مِنْهُ اللحيانى فَجمع مَا قدر عَلَيْهِ من المَال وَخرج من تونس أول سنة 717 قَاصِدا فاس فَأَقَامَ بهَا ثمَّ توجه من فاس إِلَى طرابلس ثمَّ حمل أَهله وأمواله فِي الْبَحْر وَتوجه إِلَى الاسكندرية ثمَّ أَسْتَأْذن النَّاصِر وَدخل الْقَاهِرَة سنة 721 وَأَرَادَ الْحَج فَمَرض فَأَقَامَ بهَا ورفض الْملك إِلَى أَن مَاتَ سنة 727 فِي الْمحرم وَكَانَ فَاضلا نبيها متقناً للعربية حسن النّظم كثير الْفضل وَكَانَ يعاب بالشح وَأنكر عَلَيْهِ أهل بَيته أسقاط ذكر المهدى من الْخطْبَة وَكَانَ جده أَبُو حَفْص من كبار أَصْحَاب ابْن تومرت وَولي السلطنة بعده أَبُو ضَرْبَة فنازله أَبُو بكر قَالَ الْفَقِيه أَحْمد بن شبيب عمل شرف الدّين بن المنجا وَهُوَ بالإسكندرية وَلِيمَة فحضرها اللحياني فَقَالَ عِنْدِي المري وَهُوَ طيب فَقَالَ ابْن المنجا مَا أعرفهُ فَقَالَ تَعَالَوْا غَدا قَالَ فتوجهنا إِلَيْهِ فَقدم لنا سكرجة فِيهَا مرى فلعق ابْن المنجا مِنْهَا لعقة وقطم وَقَالَ طيب وقمنا وَكَانَ اللحياني محبا للْحَدِيث والْآثَار(2/244)
1735 - زَكَرِيَّا بن أرغون المارديني شغل النَّاس بماردين فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَغير ذَلِك فَأخذ عَنهُ الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة
1736 - زَكَرِيَّا بن يحيى بن هَارُون بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق بن عبد الله الدشناوي كَانَ أديباً فَاضلا أَخذ عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْفَتْح الْيَعْمرِي وزين الدّين عمر بن حُسَيْن بن حبيب وَغَيرهمَا وَمن شعره فِي طيبرس
(وَمَا أسم لَهُ بعض هُوَ اسْم قَبيلَة ... وتصحيف بَاقِيه تلاقى بِهِ العدى)
(وَإِن قلته عكسا فتصحيف بعضه ... غياث لظمآن تألم بالصدى) وَبَاقِيه بالتصحيف طير وَعَكسه لكل الورى علم معِين على الردى وَله فِي راقص مغنى
(يَا من غَدا الْحسن إِذْ غنى وماس لنا ... مقسمًا بَين أبصار وأسماع)(2/245)
(قاسوك بالغصن رقصا والهزار غنى ... وَمَا تقاس بمياس وسجاع)
(قد تسجع الْوَرق لَكِن غير دَاخِلَة ... ويرقص الْغُصْن بل فِي غير إِيقَاع) مَاتَ بعد سنة سَبْعمِائة
1737 - زَكَرِيَّا بن يُوسُف بن سُلَيْمَان بن حَامِد البجلى الشَّافِعِي زكى الدّين ولد سنة 650 وَسمع من يحيى بن الصَّيْرَفِي وَالْفَخْر على والرشيد العامري وَغَيرهم وتفقه ودرس بالأسدية وَغَيرهَا وَله حَلقَة بالجامع وَكَانَت لَهُ قدرَة على الافادة وأنتفع بِهِ جمَاعَة وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة 722
1738 - زمرد بنت أيرق بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون التَّحْتَانِيَّة زوج أبي حَيَّان أسمعها الْكثير على الأبرقوهي وَغَيره وَحدثت سمع مِنْهَا البرزالي وَغَيره وَمَاتَتْ فِي ربيع الاخر سنة 736 وَكَانَت تكنى أم حَيَّان وَهِي وَالِدَة نضار بنت أبي حَيَّان
1739 - زهرَة بنت عمر بن حُسَيْن بن أبي بكر الختنى وتدعى تقية أحضرت على النجيب وَغَيره وَسمعت من الْكَمَال الضَّرِير وَغَيره سمع مِنْهَا جمَاعَة من شُيُوخنَا وَمَاتَتْ سنة ...
1740 - زيد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز المغربي الشَّافِعِي الْفَقِيه زين الدّين أَبُو كثير قدم دمشق وَهُوَ كَبِير وَكَانَ يتعانى الْآدَاب ويدري الْفِقْه ويحاضر محاضرة حَسَنَة وَكَانَ يزَال خاملا وَمَات بعلة الاسْتِسْقَاء(2/246)
فِي الْمحرم سنة 762
1741 - زين العابدين بن شُجَاع شاه بن مُحَمَّد بن مظفر اليزدى ثمَّ الشِّيرَازِيّ ملك شيراز بعد أَبِيه بِعَهْد مِنْهُ إِلَيْهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ ابْن عَمه شاه مَنْصُور ابْن شاه ... مظفر فَقبض عَلَيْهِ وَاسْتولى على شيراز وكحل زين العابدين فَبلغ ذَلِك اللنك فَكَانَ السَّبَب فِي شغل باله بِأخذ ممالك عراق الْعَجم فَتوجه إِلَى شيراز ففتك بِالَّذِي استولى عَلَيْهَا وخلص زين العابدين من الْأسر وَقرر لَهُ من الرَّوَاتِب مَا يَكْفِيهِ فاستمر على هَذَا إِلَى أَن مَاتَ ...
1742 - زين الْعَرَب بنت عبد الرَّحْمَن بن عمر بن الْحُسَيْن بن عبد الله الْمَعْرُوفَة ببنت الخريزاني بنت أخي النجيب محَاسِن شيخة رِبَاط بنت السقلاطوني سَمِعت من التَّاج أبي جَعْفَر ابْن الْقُرْطُبِيّ سباعيات الفراوي وَأَجَازَ لَهَا السخاوي وَأَبُو طَالب بن جَابر وكريمة وَآخَرُونَ وَكَانَت تحفظ أَشْيَاء حَسَنَة وَمَاتَتْ فِي أَوَائِل صفر سنة 704 وَلها بضع وَسَبْعُونَ سنة(2/247)
1743 - زَيْنَب بنت أَحْمد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الْوَاحِد بن أَحْمد المقدسية الْمَعْرُوفَة ببنت الْكَمَال ولدت سنة 646 وأحضرت فِي سنة 48 على حَبِيبَة بنت أبي عمر وَسمعت من مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي وأبراهيم بن خَلِيل وخطيب مردا وَأبي الْفَهم اليلداني وَأحمد بن عبد الدَّائِم فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهَا إِبْرَاهِيم بن مَحْمُود بن الْخَيْر وَأَبُو نصر بن العليق وعجيبة وَابْن السيدى وَغَيرهم من بَغْدَاد وَعبد الْخَالِق النشتبري من ماردين ويوسف بن خَلِيل من حلب وَعِيسَى بن سَلامَة من حران وسبط السلَفِي من الاسكندرية والزكى المنذرى من الْقَاهِرَة والرشيد بن مُسلم من الشَّام وَأَبُو عَليّ الْبكْرِيّ وَآخَرُونَ قَالَ الذَّهَبِيّ تفردت بِقدر وقر بعير من الْأَجْزَاء بِالْإِجَازَةِ وَكَانَت دينة خيرة رَوَت الْكثير وتزاحم عَلَيْهَا الطّلبَة وقرأوا عَلَيْهَا الْكتب الْكِبَار وَكَانَت لَطِيفَة الاخلاق طَوِيلَة الرّوح رُبمَا سمعُوا عَلَيْهَا أَكثر النَّهَار قَالَ وَكَانَت قانعة متعففة كَرِيمَة النَّفس طيبَة الْخلق وَأُصِيبَتْ عينهَا برمد فِي صغرها وَلم تتَزَوَّج قطّ وَمَاتَتْ فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى سنة 740 وَقد جَاوَزت التسعين وَنزل النَّاس بموتها دَرَجَة فِي شَيْء كثير من الحَدِيث حمل بعير وَهِي آخر من روى فِي الدُّنْيَا عَن(2/248)
سبط السلفى وَجَمَاعَة بِالْإِجَازَةِ
1744 - زَيْنَب بنت أَحْمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسية ثمَّ الصالحية سَمِعت من ابْن اللتي وجعفر الْهَمدَانِي وَغَيرهمَا وَكَانَت مَوْصُوفَة بِالْعبَادَة وَالْخَيْر وَحدثت بِدِمَشْق ومصر والقدس وَمَاتَتْ فِي ذِي الْحجَّة سنة 722 وَلها سبع وَسَبْعُونَ سنة
1745 - زَيْنَب بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن المنجا التنوخية سَمِعت على زَيْنَب بنت مكي والأبرقوهي وَغَيرهمَا وَحدثت مَاتَت سنة نَيف وَخمسين وَسَبْعمائة
1746 - زَيْنَب بنت أَحْمد بن مَيْمُون بن قَاسم التونسية الأَصْل المكية الْمَعْرُوفَة ببنت المغربي سَمِعت من الْفَخر التوزري الْمِائَة الفراوية وَمن الصفي الطَّبَرِيّ الاربعين البلدانية للسلفى والاربعين الثقفية ونسخة أبي مُعَاوِيَة وبكار بن قُتَيْبَة وَمن الشريف أبي عبد الله الفاسى وَحدثت وَمَاتَتْ بِمَكَّة بعد الثَّمَانِينَ حدث عَنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة
1747 - زَيْنَب بنت إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن سعد بن ركاب ابْن الخباز تلقب أمة الْعَزِيز ولدت فِي سلخ جُمَادَى الأولى سنة 59 واسمعها ابوها من ابْن عبد الدَّائِم الدُّعَاء للمحاملي وَحَدِيث سَابُور والمبعث ومشيخته تَخْرِيجه لنَفسِهِ وجزء ابْن عَرَفَة وَالْأَرْبَعِينَ للآجري وانتخاب الطَّبَرَانِيّ وَحَدِيث أَيُّوب وجزء ابْن الْفُرَات وَالْمِائَة الفراوية وَحَدِيث(2/249)
أبي الشَّيْخ وجزءا من حَدِيث الْبَغَوِيّ وَابْن صاعد وَابْن أبي شيبَة وَابْن المخلص عَنْهُم وَمن يحيى بن الْحَنْبَلِيّ الرحلة للخطيب وَمن ابْن أبي الْيُسْر القناعة للخرائطي وَثَانِي حَدِيث الفرباني وعَلى الْكَمَال ابْن عبد فضل الْخَلِيل وجزء ابْن جوصا وَعلي ابْن الأوحد منتقى من مغازى مُوسَى بن عقبَة وَعلي الْكرْمَانِي مجَالِس المخلدي وَعلي عبد الْوَهَّاب بن الناصح جُزْء الحريري وجزء ابْن جوصا وَعلي أبي بكر ابْن النشبي الْعلم لأبي خَيْثَمَة وَغير ذَلِك وَسمعت أَيْضا من الْحسن ابْن الْحُسَيْن ابْن المهير وَعبد الرَّحْمَن بن معالي بن حمد الْمطعم وَعمر ابْن حَامِد بن عبد الرَّحْمَن ويوسف ابْن مَكْتُوم وَلها حُضُور عَليّ عبد الله ابْن أبي عمر الْمَقْدِسِي وايبك الجمالي وَأحمد بن عبد الله الكهفي وَمَاتَتْ سنة ...
1748 - زَيْنَب بنت النَّجْم إِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر المقدسية ولدت سنة ... واسمعت على ... والقبيطي واجاز لَهَا إِبْرَاهِيم ابْن عُثْمَان الكاشغري وَغَيره وَحدثت وَمَاتَتْ سنة ...
1749 - زَيْنَب بنت سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن رَحْمَة الاسعردى سَمِعت الصَّحِيح(2/250)
من ابْن الزبيدِيّ وَسمعت من أَحْمد بن عبد الْوَاحِد البُخَارِيّ وَابْن الصَّباح وَعلي بن حجاج السلَفِي وكريمة واجاز لَهَا جمَاعَة وتفردت باشياء وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة 705 وَقد جَاوَزت الثَّمَانِينَ
1750 - زَيْنَب بنت عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن عبد الرَّحْمَن بن هِلَال سَمِعت من سيف الدّين يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن نجم
1751 - زَيْنَب بنت عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي سَمِعت من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وأبيها وَغَيرهمَا وَأخذ عَنْهَا جمَاعَة وَمَاتَتْ سنة 739
1752 - زَيْنَب بنت عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد قيمَة الْكَهْف
1753 - زَيْنَب بنت عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ ام أَحْمد ولدت سنة 16 وَسمعت من جدها نُسْخَة وَإِبْرَاهِيم بن سعد وَمن الدبوسي جُزْء الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم الْجمال حدث عَنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِمَكَّة وَمَاتَتْ فِي ...(2/251)
1754 - زَيْنَب بنت عبد الله بن مُحَمَّد بن الْفَخر البعلبكية الأَصْل الدمشقية سَمِعت من عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن الْمطعم وَغَيره سمع مِنْهَا الْبُرْهَان ابْن العجمي مُحدث حلب بعد الثَّمَانِينَ
1755 - زَيْنَب بنت عبد الله الأنطاكية مُسْتَوْلدَة الْبُرْهَان بن يحيى الْعَسْقَلَانِي سَمِعت من أبي مُحَمَّد بن علاق وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة 731 ذكرهَا ابْن رَافع فِي مُعْجَمه
1756 - زَيْنَب بنت عَليّ بن سنجر الدمشقية بنت الذَّهَبِيّ خَال الذَّهَبِيّ الْحَافِظ سَمِعت من أبي جَعْفَر بن الموازيني جُزْء السقاء الواسطى وَمن الْقَاسِم بن عَسَاكِر مشيخته تَخْرِيج البعلي وَحدث عَنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِدِمَشْق وَمَاتَتْ فِي سنة ...
1757 - زَيْنَب بنت عمر بن عَبَّاس بن أبي بكر بن جعوان الانصارية الدمشقية رَوَت عَن الْفَخر بن البُخَارِيّ وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة 726
1758 - زَيْنَب بنت قَاسم بن عبد الحميد بن أَحْمد الصالحية الْمَعْرُوف ابوها بِابْن العجمي ام الْبَهَاء سَمِعت من الْفَخر مشيخته سنة 687 وَحدثت بهَا سمع مِنْهَا جمَاعَة من شُيُوخنَا وَمَاتَتْ بِدِمَشْق سنة 775
1759 - زَيْنَب بنت مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن غَنَائِم الْمَعْرُوف والدها بِابْن المهندس أسمعت عَليّ الدّين سُلَيْمَان وارخ ابْن رَافع وفاتها فِي الْمحرم سنة 762(2/252)
1760 - زَيْنَب بنت مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن البجدي أم مُحَمَّد الصالحية ولدت سنة 53 وَسمعت من ابْن عبد الدَّائِم وَهُوَ جد جدَّتهَا لامها من مشيخته تَخْرِيج ابْن الخباز من أول الْخَامِس إِلَى آخر التَّاسِع وَمن التَّرْغِيب والترهيب وجزء أَيُّوب وَالْأول وَالثَّانِي من فَوَائِد عَليّ ابْن حجر وَقَرَأَ عَلَيْهَا البرزالي منتقى من جُزْء الدُّعَاء للمحاملي أَنا أَحْمد ابْن عبد الدَّائِم عَن خطيب الْموصل بِسَنَدِهِ وَمَاتَتْ فِي صفر سنة 722
1761 - زَيْنَب بنت مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الصَّمد بن مُحَمَّد بن أبي الْفضل الخرستاني أم مُحَمَّد بنت مُحي الدّين ابْن عماد الدّين ابْن أبي الْقَاسِم القَاضِي الدِّمَشْقِي ولدت سنة ... وَأَجَازَ لَهَا الْأَعَز بن فَضَائِل بن العليق وَيحيى ابْن أبي الْقَاسِم ابْن القميرة وَمَاتَتْ
1762 - زَيْنَب بنت مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي عمر المقدسية ولدت سنة 665 وَسمعت من عَم أَبِيهَا الشَّيْخ أبي الْفرج وَمن الْفَخر والكمال عبد الرَّحِيم وَأَجَازَ لَهَا ابْن عبد الدَّائِم والكرماني وَحدثت قَالَ أَبُو الْحُسَيْن ابْن أَبِيك كَانَت امْرَأَة صَالِحَة وَمَاتَتْ بالسفح فِي شعْبَان سنة 746(2/253)
1763 - زَيْنَب بنت مُحَمَّد بن نصير الصالحية أم أَحْمد سَمِعت من الْفَخر ابْن البُخَارِيّ وَحدثت مَاتَت فِي رَمَضَان سنة 742
1764 - زَيْنَب بنت يحيى بن الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام السّلمِيّ ولدت فِي حُدُود الْخمسين بل سنة 48 وَأَجَازَ لَهَا فِي سنة خمسين سبط السلَفِي وَحَضَرت فِي الْخَامِسَة على عُثْمَان بن خطيب القرافة وَعمر بن عوه وَإِبْرَاهِيم بن خَلِيل وَغَيرهم وتفردت بِرِوَايَة المعجم الصَّغِير للطبراني بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ فِيهَا خير وَعبادَة وَحب للرواية بِحَيْثُ أَنه قرئَ عَلَيْهَا يَوْم مَوتهَا عدَّة أَجزَاء وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة 735
1765 - زَيْنَب بنت يُوسُف بن عبد الله بن قَاسم الْعَاصِ الْمصْرِيّ سَمِعت من وَمَاتَتْ فِي ثَالِث صفر سنة 742
حرف السِّين الْمُهْملَة
1766 - سارة بنت عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْملك بن عُثْمَان بن عبد الله ابْن سعد بن مُفْلِح بن هبة الله بن عمر المقدسية أم مُحَمَّد سَمِعت من(2/254)
إِبْرَاهِيم ابْن خَلِيل وَغَيره وَأخذ عَنْهَا البرزالي وَغَيره وَمَاتَتْ فِي شَوَّال سنة 716
1767 - سارة بنت مُحَمَّد بن الْحسن الحمصية البقاعية سَمِعت من ابْن الشّحْنَة وَحدثت سمع مِنْهَا أَبُو الْحسن الفوى والمحدث برهَان الدّين سبط ابْن العجمي بحمص فِي سنة 780 وأجازت لأبي حَامِد بن ظهيرة فَحدث عَنْهَا بالاجازة وَعَاشَتْ إِلَى سنة نَيف وَثَمَانِينَ
1768 - ساطي السِّلَاح دَار أحد كبراء الْأُمَرَاء فِي أَوَائِل دولة النَّاصِر وَكَانَ صهر سلار ثمَّ أخرجه النَّاصِر إِلَى دمشق وَكَانَ وافر الْحُرْمَة مَاتَ فِي شعْبَان سنة 762
1769 - سَالم بن الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد البعلى الشَّافِعِي الشَّيْخ الإِمَام الأديب أنْشد عَنهُ سعيد الذهلي
1770 - سَالم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الشَّافِعِي أَمِين الدّين ابْن أبي الدّرّ أَبُو الْغَنَائِم القلانسي ولد سنة 645 وبخطه أَيْضا سنة 646 وتفقه وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَغَيره وتفقه على النَّوَوِيّ وَشرف الدّين ابْن الْمَقْدِسِي وَعز الدّين ابْن الصَّائِغ ثمَّ ولى تدريس الشامية الجوانية وناب فِي الحكم وَقَرَأَ مِنْهُ وَنسخ من مسموعاته ورتب صَحِيح ابْن حبَان(2/255)
وَكَانَ خَبِيرا بالدعاوى والحكومات وَكتب الْحِكْمَة مَشْهُورا بالمروءة والعصبية ذكره البرزالي والذهبي فِي معجميهما فَقَالَ البرزالى فَقِيه فَاضل بلغ رُتْبَة التدريس والفتيا وذهنه جيد وَفِيه نهضة وكفاية ومروءة ودرس بالشامية الجوانية وَمَات فِي سَابِع شعْبَان سنة 726
1771 - سَالم بن عبد الْعَزِيز بن حَامِد بن مُحَمَّد بن حميد أَبُو الْعِزّ الْحَرَّانِي المحتد ثمَّ الْحلَبِي ولد سنة 707 بحلب ذكره ابْن عشائر فِي ذيل تَارِيخ حلب وَقَالَ ذكر لي أَن مولده سنة 707 وَكتب عَنهُ إنشادا من شعر غَيره
1772 - سَالم بن عَليّ بن عبد الله بن عَيَّاش العزازي أَبُو مُحَمَّد الطيان التنبي ولد بهَا وَهِي من عمل عزاز من بِلَاد حلب فِي سنة 53 وَوصل إِلَى دمشق وَهُوَ ابْن نَحْو خمس سِنِين سنة 58 مَعَ التتار فَصَارَ مَعَ مُحَمَّد بن عرب شاه فاسمعه مَعَ أَوْلَاده من أَحْمد بن عبد الدَّائِم والكهفي وَغَيرهمَا وَذكره البرزالي والذهبي وَابْن رَافع فِي معاجمهم وَكَانَ يَتِيما فِي حجر مُحَمَّد بن عرب شاه وَدخل دمشق سنة التتار سنة 658 وَهُوَ ابْن نَحْو الْخمس فرباه وَكَانَ يخْدم أَوْلَاده مَاتَ فِي ثامن عشر رَجَب سنة 725
1773 - سَالم بن عمر بن عقيل بن مُحَمَّد بن نصر الله الربعِي المنبجي كتب(2/256)
عَنهُ القطب الْحلَبِي سنة 686 أناشيد من شعر غَيره وَقَالَ مَاتَ سنة 719
1774 - سَالم بن كَوْكَب بن سَالم بن قُرَيْش بن ثَابت أَبُو الرَّجَاء المنبجي قَالَ القطب الْحلَبِي كَانَ أديباً فَاضلا لَهُ أرجوزة سَمَّاهَا جَامِعَة الْأَدَب طَوِيلَة سَمعهَا مِنْهُ أَبُو الْحسن عَليّ بن جَابر وَسمع هُوَ من مُحَمَّد بن خَالِد ابْن حمدون سنة 63 أَحَادِيث سَمعهَا على ابْن اللتى من مُسْند عبد بن حميد وَكَانَت وَفَاته فِي رَجَب سنة 705
1775 - سَالم بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن فيض الْأنْصَارِيّ الأوسي قَالَ ابْن فضل الله رَأَيْته بِالْمَدِينَةِ المنورة سنة خمس عشرَة فأنشدني لنَفسِهِ
(بِي أغيد تيمنى حسنه ... فرحت سَكرَان بِهِ لَا أفِيق)
(فمهجتي الْحرَّة من حبه ... والجفن بالأدمع وَادي العقيق)
1776 - سَالم بن أبي الهيجا بن حميد بن صَالح بن حَمَّاد الْأَذْرَعِيّ أَبُو الْغَنَائِم مجد الدّين الْفَقِيه الشَّافِعِي ولد سنة 632 وتفقه وَسمع من الضياء الْمَقْدِسِي وَولى قَضَاء نابلس مُدَّة وعزل فِي آخر أمره(2/257)
فَدخل الديار المصرية وَكَانَ فَاضلا خَبِيرا بِالْأَحْكَامِ وَله حُرْمَة وافرة وَكَانَ كثير التِّلَاوَة كَانَ نَاب فِي الحكم بِدِمَشْق نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة وَمَات بِمصْر فِي رَجَب سنة 705 عَن ثَلَاث وَسبعين سنة
1777 - سَالم بن ياقوت الْمَكِّيّ أَبُو أَحْمد الْمُؤَذّن بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام ولد سنة 666 وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ كَبِير أَبُو بكر الدشتي وَعِيسَى الْمطعم وَالْقَاضِي سُلَيْمَان وَغَيرهم وَحدث عَنهُ بِالْإِجَازَةِ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَمَات بِمَكَّة فِي سنة 763 وَله سبع وَتسْعُونَ سنة
1778 - سِتّ الْأَهْل بنت علوان بن سعد بن علوان بن كَامِل البعلبكية الحنبلية كَانَ أَبوهَا من الصَّالِحين واسمعت من الْبَهَاء عبد الرَّحْمَن الْكثير من ذَلِك الزّهْد لِأَحْمَد فِي أَربع مجلدات وتفردت عَنهُ وَكَانَت دينة خيرة مَاتَت فِي الْمحرم سنة 703
1779 - سِتّ الْبَنِينَ بنت مُحَمَّد بن مَحْمُود بن بَنِينَ البعلية سَمِعت من ابْن الشّحْنَة صَحِيح البُخَارِيّ وَأَجَازَ لَهَا الدمياطي روى عَنْهَا بِالسَّمَاعِ أَبُو حَامِد ابْن ظهيرة
1780 - سِتّ الخطباء بنت القَاضِي تَقِيّ الدّين عَليّ بن عبد الْكَافِي السُّبْكِيّ ولدت بِالْقَاهِرَةِ سنة واسمعت عَليّ ابْن الصَّواف وَعلي بن عِيسَى(2/258)
ابْن الْقيم وَغَيرهمَا من مَشَايِخ أَبِيهَا وَحدثت بِمصْر ودمشق وَمَاتَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 773 وَهِي أُخْت سارة الَّتِي عمرت بعْدهَا دهراً طَويلا
1781 - سِتّ الشَّام بنت أبي صَالح رَوَاحَة بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن رَوَاحَة ولدت سنة 637 وَسمعت من أبي الْقَاسِم عبد الله بن الْحُسَيْن بن رَوَاحَة الْأَرْبَعين البلدانية للسلفي وَغير ذَلِك وَحدثت عَنهُ وَكَانَت مُقِيمَة باسيوط وَقد خرج عَنْهَا الشَّيْخ مغلطاي حَدِيثا قَرَأت بِخَط الْحَافِظ أبي الْحُسَيْن بن ايبك ان مغلطاي لم يرحل إِلَيْهَا وَلَا قدمت هِيَ الْقَاهِرَة وَذكرهَا ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَأَنَّهَا أجازت لَهُ وَيُقَال لَهَا شامية
1782 - سِتّ العبيد ابْنة عمر بن أبي بكر بن أَيُّوب الدنيسري حضرت على ابْن رزمان وَأَجَازَ لَهَا مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي
1783 - سِتّ الْعَجم بنت أبي الْوَلِيد شمس الدّين مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن جِبْرِيل الدربندي سَمِعت على وَغَيرهمَا
1784 - سِتّ الْعَرَب بنت سيف الدّين عَليّ بن الرضى عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد ابْن عبد الْجَبَّار المقدسية الصالحية حضرت جُزْء ابْن عَرَفَة عَليّ ابْن عبد الدَّائِم وَحدثت مَاتَت فِي سنة 734
1785 - سِتّ الْعَرَب بنت مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد حفيدة(2/259)
الْفَخر ابْن البُخَارِيّ أحضرت عَلَيْهِ فَكَانَ عِنْدهَا من حَدِيثه من الْكتب الطوَال والأجزاء شَيْء كثير وَحدثت وَطَالَ عمرها أَخذ عَنْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأحضر وَلَده عِنْدهَا مَاتَت سنة 767 فِي مستهل جُمَادَى الأولى
1786 - سِتّ الْعَرَب بنت الشَّيْخ أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُوسَى بن النُّعْمَان اسْمهَا فَاطِمَة تأتى
1787 - سِتّ الْعلمَاء بنت شيخة رِبَاط درب المهراني كَانَت مَشْهُورَة بِعَمَل المواعيد مَعَ الدّين وَالْخَيْر وَالْعِبَادَة وَمَاتَتْ فِي رَجَب سنة 712
1788 - سِتّ الْعِيَال بنت أَحْمد ولدت سنة 684 وأحضرت السِّيرَة النَّبَوِيَّة الهشامية على ذكرهَا أَبُو جَعْفَر التكريتي فِي مشيخته
1789 - سِتّ الْفُقَهَاء تسمي أمة الرَّحْمَن ابْنة إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن فضل الصالحية الحنبلية حضرت جُزْء ابْن عَرَفَة عَليّ عبد الْحق بن خلف سنة 35 وَكَانَ مولدها سنة 32 وسماعاتها قَليلَة لَكِن أجَاز لَهَا جَعْفَر ابْن عَليّ الهمذاني وَعبد الحميد ابْن بنيمان وَعبد اللَّطِيف بن القبيطي وَأحمد ابْن الْعِزّ الْحَرَّانِي وَآخَرُونَ وَمَاتَتْ فِي ربيع الآخر سنة 726
1790 - سِتّ الْفُقَهَاء بنت الْخَطِيب شرف الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ العباسية الاصفهانية الشيزرية أحضرت فِي الثَّانِيَة على شامية بنت الْبكْرِيّ وَحدثت(2/260)
هِيَ وأخوها عَلَاء الدّين مَعَ الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي بأجزاء من أمالي الْجَوْهَرِي وَهِي الثَّالِث وَالرَّابِع وَالسَّادِس وَالسَّابِع وَالْحَادِي عشر سمع مِنْهَا شَيخنَا الْعِرَاقِيّ وأرخها فِي شعْبَان سنة 765
1791 - سِتّ الْفُقَهَاء بنت إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن قُرَيْش وَاسْمهَا فَاطِمَة سَمِعت من النجيب وَغَيره وَحدثت ذكرهَا ابْن الكويك فِي مشيخته
1792 - سِتّ الْفُقَهَاء بنت إِسْمَاعِيل بن حَامِد الدمشقية ابْنة الشَّيْخ شهَاب الدّين القوصي سَمِعت من والدها وَغَيره واقعدت مُدَّة وَمَاتَتْ فِي أَوَاخِر سنة 704
1793 - سِتّ الْفُقَهَاء بنت مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن يُوسُف الْبكْرِيّ الفيومي سَمِعت من النجيب وَابْن علاق وَغَيرهمَا وَحدثت حَدثنَا عَنْهَا الشَّيْخ أَبُو اسحاق التنوخي وَغَيره وَمَاتَتْ فِي رَمَضَان سنة 747
1794 - سِتّ الْقُضَاة بنت الْخَطِيب شرف الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ العباسي سَمِعت مَعَ أخويها عَليّ وست الْفُقَهَاء من شامية بنت الْبكْرِيّ وَحدثت وَمَاتَتْ(2/261)
1795 - سِتّ الْقُضَاة بنت مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الصَّيْرَفِي ولدت فِي سنة واسمعت عَليّ أبي بكر بن عَليّ النشبي وَحدثت وَمَاتَتْ سنة
1796 - سِتّ الْقُضَاة بنت القَاضِي محيي الدّين بن أَحْمد ابْن السرائي سَمِعت من كَرِيمَة عدَّة أَجزَاء وَحدثت عَنْهَا وَمَاتَتْ فِي ذِي الْقعدَة سنة 712
1797 - سِتّ النَّاس بنت أبي الذّكر أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن رَافع الدمراوي رَوَت بِالْإِجَازَةِ عَن أبي بكر بن الْحسن السفاقسي وَمَاتَتْ سنة
1798 - سِتّ النعم بنت الْعَلامَة نجم الدّين أَحْمد بن حمدَان الْحَرَّانِي سَمِعت من أبي الْغَنَائِم الْمُسلم بن أبي البركات بن الزبير جُزْء تَصْحِيح حَدِيث التَّسْبِيح لأبي مُوسَى عَنهُ سمع مِنْهَا أَبُو مُحَمَّد الْحلَبِي وَغَيره ولدت(2/262)
سنة 38 وَمَاتَتْ فِي الْعشْرين من ذِي الْقعدَة سنة 721
1799 - سِتّ النعم بنت يُوسُف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن هبة الله ابْن النصيبي سَمِعت من الْمجد مُحَمَّد بن خَالِد بن حمدَان جُزْء ابْن مقسم أَنا ابْن الْمثنى بِقِرَاءَة والدها فِي شَوَّال سنة 681 نقلت ذَلِك من شُيُوخ حلب لِابْنِ سعد
1800 - سِتّ الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية الدمشقية الحنبلية أم عبد الله وتدعى وزيرة بنت القَاضِي شمس الدّين عمر ابْن شيخ الْحَنَابِلَة وجيه الدّين ولدت سنة 624 وَسمعت من والدها جزءين وَمن أبي عبد الله بن الزبيدِيّ مُسْند الشَّافِعِي وصحيح البُخَارِيّ وَحدثت بِدِمَشْق ومصر وحجت مرَّتَيْنِ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَت طَوِيلَة الرّوح على سَماع الحَدِيث وَهِي آخر من حدث بالمسند بِالسَّمَاعِ عَالِيا وَمَاتَتْ فِي ثامن عشر شعْبَان سنة 716
1801 - سِتّ الوزراء بنت تَاج الدّين أبي الْفضل يحيى بن مجد الدّين أبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة بن عَليّ بن هبة الله الحبوني الثَّعْلَبِيّ ولدت سنة 639 وَأَجَازَ لَهَا السخاوي والحافظ الضياء والعز النسابة(2/263)
والتاج الْقُرْطُبِيّ وَعمر بن البراذعي وَحدثت قَدِيما وَمَاتَتْ فِي رَابِع شَوَّال سنة 715
1802 - سِتّ الْوَفَاء بنت مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد بن فضل سَمِعت من جدها الشَّيْخ أبي اسحاق ابْن الوَاسِطِيّ وَحدثت مَاتَت فِي جُمَادَى الأولى سنة 759
1803 - ستيتة بنت الشَّيْخ تَقِيّ الدّين السُّبْكِيّ عَليّ بن عبد الْكَافِي ولدت بِالْقَاهِرَةِ سنة 716 وأحضرت على حسن بن عمر الْكرْدِي وَسمعت من غَيره تكنى أم الْخَيْر سمع مِنْهَا أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَحدث عَنْهَا وَمَاتَتْ بِالْقَاهِرَةِ سنة 776
1804 - ستيتة بنت مُحَمَّد بن غالي بن نجم الدّين الدمياطي سَمِعت من أَبِيهَا شمس الدّين سمع مِنْهَا الْجَمَاعَة أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَغَيره من أقراننا وَهِي وَالِدَة الْمُحدث بدر الدّين ابْن الصَّائِغ مَاتَت فِي سنة وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة
1805 - سريجاً أَوله مُهْملَة ثمَّ جِيم بِوَزْن عَظِيم وَبعد الْجِيم ألف ابْن مُحَمَّد بن سريجا بن أَحْمد الْمَلْطِي قطب الدّين قَالَ القَاضِي عَلَاء الدّين فِي ذيل(2/264)
تَارِيخ حلب كَانَ إِمَامًا عَالما بارعاً فَاضلا فَقِيها شَافِعِيّ الْمَذْهَب لَهُ مؤلفات ومنظومات مِنْهَا قصيدته فِي الْقرَاءَات سَمَّاهَا نِهَايَة الْجمع فِي الْقرَاءَات السَّبع بلغت عدتهَا ألفا ومائتي بَيت وَزِيَادَة وأولها
(يَقُول سريجا فاننا متبتلا ... توخيت نظمي حامدا مبسملا) وَآخِرهَا
(مُحَمَّد الدَّاعِي إِلَى الله خير من ... إِلَيْهِ دَعَا والآل والصحب مسجلا) ولقبه قطب الدّين عقيل أَبُو عبد الْقَادِر قدم حلب بعد السبعمائة وَحدث عَن وَالِده بِشَيْء من نظمه وَكَانَ أَبوهُ فَاضلا يعظ النَّاس وَمَات بحصن كيفا سنة 714 قلت ذكر لي صَاحبه الشَّيْخ بدر الدّين ابْن سَلامَة أَنه(2/265)
قَالَ عَلَاء الدّين مَاتَ الشَّيْخ سريجاً بماردين فِي خَامِس صفر سنة 788
1806 - سعد الله بن حيدر بن حسن الْحُسَيْنِي المشهدي ثمَّ الْبَغْدَادِيّ ولد فِي شعْبَان سنة 721 وتعانى الْأَدَب فنظم الشّعْر الْوسط فَأكْثر وَقدم حلب ومدح بهَا بعض الرؤساء وَمن شعره
(وَرب سكُوت دونه النُّطْق ضَامِن ... بُلُوغ المنى لم يخْش سمع المراقب)
(اذا أَنْت خاطبت الذكي اشارة ... فَإِن المبادي عِنْده كالعواقب) وَله
(بدر رَأينَا من الخيلان أنجمه ... وان بَدَت مستحيلات كواكبه)(2/266)
(كَانَت تضيء فنالتها عُقُوبَته ... لما رَآهَا كأحداق تراقبه)
(أَظُنهُ بَات من غيظ بعارضه ... مِنْهَا فكرر فِيهَا اللحظ كَاتبه) وَله
(يَا يَوْم قرب أحبتي من ناظري ... مَا الدَّهْر بعْدك آتِيَا بنظير)
(أحييتني وأماتني سكر الْهوى ... فَرَأَيْت يَوْم طويت يَوْم نشوري)
1807 - سعد الله بن عبد الْأَحَد بن سعد الله بن عبد الْقَادِر بن نجيح الْحَرَّانِي الْحَنْبَلِيّ سعد الدّين الدِّمَشْقِي التَّاجِر ولد فِي رَابِع عشر رَجَب سنة 647 واسمع عَليّ النجيب الْحَرَّانِي جُزْء مَا قرب سَنَده لِابْنِ السَّمرقَنْدِي وَمن يُوسُف بن كرم كتاب الصمت لِابْنِ أبي الدُّنْيَا ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ رجل جيد سمع كثيرا وَسمع أَوْلَاده وَدخل بَغْدَاد وَكَانَت فِيهِ مُرُوءَة وسعى فِي قَضَاء حوائج النَّاس وَأقَام بعد خراب حران(2/267)
بماردين وَرَأس الْعين وحماة ثمَّ اسْتَقر بِدِمَشْق وَحدث قَرَأت بِخَط ابْن الْمُحب فِي وَصفه أديب صَالح أَمِين عدل وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 721
1808 - سعد الله بن غَنَائِم بن عَليّ بن ثَابت الْحَمَوِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الضَّرِير كَانَ قيمًا بِالْعَرَبِيَّةِ واستفاد مِنْهُ جمَاعَة وَمَات فِي سنة 710
1809 - سعد الله بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْعقيلِيّ الْقزْوِينِي وَالِد الْعَلامَة ضِيَاء الدّين المرمى من أَئِمَّة الْعلمَاء الْحَنَفِيَّة ذكر بعض المؤرخين أَنه توفّي سنة 749 مطعوناً بِبَلَدِهِ
1810 - سعد بن ثَابت بن جماز بن شيحة بن هَاشم بن قَاسم بن مهنا الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة وَليهَا عوضا عَن ابْن عَمه طفيل بن مَنْصُور بن جماز سنة 703 وَكَانَ مشكور السِّيرَة ينصر السّنة ويقمع الْبِدْعَة وَكَانَ ابْن عَمه مَنْصُور بن جماز حاربه فجرح فَرجع فَمَاتَ فِي ربيع الأول سنة 752 وَولي بعده فضل بن قَاسم بن قَاسم بن جماز(2/268)
1811 - سعد الحصنى تفقه بالجمال أَحْمد بن عَليّ البانصري الَّذِي مَاتَ سنة 750 ذكره ابْن رَجَب فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة
1812 - سعيد بن أَحْمد بن عِيسَى الغماري نجم الدّين الْمَالِكِي تفقه وَتقدم وَأعَاد بالمدارس وَكَانَت لَهُ مُخَالطَة بِالنَّاسِ ومداخلة مَعَ لين ولطف ونظم يسير مَاتَ فِي جُمَادَى الاخرة سنة 725
1813 - سعيد بن زبان بن يُوسُف بن زبان عماد الدّين الطَّائِي الْحلَبِي ولي نظر حلب مرَارًا وَكَانَ كثير التجمل وَاسع الْجُود وَكَانَ بيبرس يكرههُ واحضره إِلَى الْقَاهِرَة وصودر على مبلغ اربعمائة الف دِينَار ثمَّ اعتنى بِهِ سلار واستخدمه فِي ديوانه بِدِمَشْق وباشره على عَادَته فِي الاحتشام والمكارم ثمَّ صرف سنة 709 فحج وَقدم الْقَاهِرَة فاعيد إِلَى نظر حلب وَكَانَ يكْتب خطا جيدا وينظم نظما حسنا وَمَات بِدِمَشْق فِي ثَانِي رَجَب سنة 708
1814 - سعيد بن عبد الله الدهلي بِكَسْر الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الْهَاء الْبَغْدَادِيّ أَبُو الْخَيْر نجم الدّين رَحل إِلَى دمشق ومصر والاسكندرية(2/269)
فِي طلب الحَدِيث وَكتب الْكثير عَن بنت الْكَمَال وَابْن الرضى والجزري وَغَيرهم واتقن الْفَنّ وتعب كثيرا وَمَات بالطاعون فِي خَامِس عشرى ذِي الْقعدَة سنة 749 وَله 37 سنة سمع المزى من السرُوجِي عَنهُ قَالَ الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص لَهُ رحْلَة وَعمل جيد وهمة فِي التَّارِيخ وَيكْتب الاجزاء وَهُوَ ذكى عَارِف بِالرِّجَالِ وَقَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه سمع بِبَغْدَاد من على بن عبد الصَّمد بن أبي الْجَيْش وَعلي بن مُحَمَّد سبط عبد الرَّحِيم ابْن الزّجاج وَغَيرهمَا وَسمع بِدِمَشْق من ابْن الرضى وَزَيْنَب بنت الْكَمَال وَغَيرهمَا وبالقاهرة من إِسْمَاعِيل بن عبد ربه وَمُحَمّد بن غالى وَأبي بكر ابْن الصناج وَغَيرهم وبالاسكندرية من ابْن الْمُصَفّى وَغَيره فَحصل الْكثير وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الاجزاء وَحفظ الوفيات وَجمع التراجم لكثير من اعيان دمشق وبغداد قَالَ الذَّهَبِيّ كتبت عَن رجل عَنهُ ومولده سنة 712 وَكتب عَنهُ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه شعرًا لغيره
1815 - سعيد بن عَليّ بن صارو التركماني سعد الدّين الشويخي قَالَ البرزالي ولد سنة ثَلَاثِينَ تَقْرِيبًا وَكَانَ شَيخا حسن الشكل فِيهِ كفاءة ونهضة وَكَانَ قد وَقع فاصيبت رجله وَبَقِي على ذَلِك مُدَّة طَوِيلَة سمع من الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني وَحدث عَنهُ بالسيرة المختصرة لِلْحَافِظِ عبد الْغَنِيّ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَمَات فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة 710(2/270)
1816 - سعيد بن فلاح بن أبي الوحشة سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عبد الْمُؤمن ابْن سرُور النابلسي ثمَّ الصَّالِحِي الْجَعْفَرِي المتصوف الصَّالح ولد سنة 658 وَسمع من الْفَخر وَابْن شَيبَان وَأحمد بن أبي الْخَيْر بن سَلامَة وَإِسْمَاعِيل ابْن الْعَسْقَلَانِي وأبن أبي عمر وَزُهَيْر بن عمر بن زُهَيْر الزرعي وَفَاطِمَة بنت المحسن وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ البرزالي وَمَات قبله وَقَالَ ولد سنة 658 تَقْرِيبًا بقرية من قرى نابلس وَكَانَ من أهل الْقُرْآن وَمن مسموعه على بنت المحسن الثَّانِي من مشيخة الآبنوسي وَمَات فِي سَابِع عشر شهر رَمَضَان سنة 743
1817 - سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد الْكَاتِب شمس الدّين ابْن الْأَثِير ولي كِتَابَة الانشاء بِدِمَشْق وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 701 وحفيده سعيد بن مُحَمَّد ابْن سعيد كتب فِي الانشاء وَمَات شَابًّا سنة 720 وَهُوَ سبط القَاضِي محيي الدّين ابْن فضل الله
1818 - سعيد بن مُحَمَّد بن سعيد الملياني المغربي الْمَالِكِي كَانَ شَيخا فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة من أَعْيَان الْمَالِكِيَّة خيرا متحرزاً من سَماع الْغَيْبَة لَا يُمكن أحدا يغيب فان لم يسمع نَهْيه قَامَ من الْمجْلس وَكَانَ شيخ الخانقاه السامرية(2/271)
وَكَانَ دُخُوله من الْمغرب إِلَى الْقَاهِرَة سنة عشْرين وَسمع بهَا من جمَاعَة واخذ عَن أبي حَيَّان ثمَّ تحول إِلَى دمشق وتصدر بهَا لإقراء الْعَرَبيَّة إِلَى ان مَاتَ فِي سادس شَوَّال سنة 771
1819 - سعيد بن مَنْصُور بن إِبْرَاهِيم الْحَرَّانِي الأَصْل ثمَّ الْمصْرِيّ الْعَطَّار سعد الدّين الأديب قَالَ ابْن سيد النَّاس كَانَ شرف الدّين الْقُدسِي الْوَاعِظ يجالسه ويتذاكر مَعَه وَكتب عَنهُ القطب الْحلَبِي شَيْئا من شعره وَقَالَ مَاتَ فِي الْمحرم أَو صفر سنة 729 وَقد جَاوز السّبْعين وَذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ هُوَ سعد الدّين الأديب الْعَطَّار يلقب أفلاطون كَانَ جيد النّظم حاد القريحة وانشد عَنهُ أبياتاً مِنْهَا
(ان الْمَقَادِير إِذا ساعدت ... الحقت الْعَاجِز بالحازم)
(فاقنع فَفِي القنع غنى بِالَّذِي ... تناله من قسْمَة الْقَاسِم)
1820 - بوسعيد بن خربندا بن ارغون بن ابغا بن هولاو المغلى ولد(2/272)
على رَأس الْقرن وتسلطن وَهُوَ شَاب وَنَشَأ على خير فَكَانَ مَعَه الْعرَاق وخراسان واذربيجان وَالروم والجزيرة وَكَانَ قَلِيل الشَّرّ وادعا يكره الظُّلم ويؤثر الْعدْل وينقاد للشَّرْع وَكَانَ يكْتب خطا مَنْسُوبا وَكَانَ يجيد ضرب الْعود وابطل مكوسا كَثِيرَة وَقد أحسن وَهدم كنائس بِبَغْدَاد وَأكْرم من يسلم من أهل الذِّمَّة وهادى النَّاصِر وهادنه وعمرت الْبِلَاد كل ذَلِك بواسطته وانقرض بِمَوْتِهِ بَيت هولار وَقتل الَّذِي أقيم بعده بعد شهور وَقتل وزيره مُحَمَّد بن الرشيد وَكَانَ هُوَ الَّذِي يحملهُ على عمل الْخَيْر وَكَانَ مَوته باذربيجان فِي شهر ربيع الآخر(2/273)
سنة 736 وَنقل إِلَى تربته بالسلطانية فَدفن بهَا
1821 - سفرى بنت يَعْقُوب بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن عمر بن عبد الله الدمشقية ولدت سنة 60 وَكَانَ جد أَبِيهَا عبد الله قَاضِي عسقلان لما فتحهَا صَلَاح الدّين وَكَانَ ولي قبل ذَلِك قَضَاء الْيمن فِي أَيَّام تورانشاه فَلذَلِك صَار يعرف بقاضي الْيمن وَقد سَمِعت سفرى من جدها إِسْمَاعِيل وأخيه اسحاق جُزْء أبي الْقَاسِم الْكُوفِي بسماعهما من عبد اللَّطِيف ابْن شيخ الشُّيُوخ انا أَبى عَنهُ ومولدها سنة 660 وَمَاتَتْ فِي ربيع الأول سنة 745 بِدِمَشْق
1822 - سَلامَة بن عبد الله بن عبد الْأَحَد بن عبد الله بن سَلامَة ابْن سَالم بن خَليفَة بن عَليّ أبي الْخَيْر بن شقير النميري الْحَرَّانِي أَبُو المنجا قَالَ ابْن رَافع كَذَا قَالَ هُوَ وكناه البرزالي أَبَا الْفضل والذهبي أَبَا الْخَيْر نَفِيس الدّين ولد بحران فِي رَجَب سنة 660 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَيحيى بن أبي مَنْصُور وَابْن أبي عمر وَابْن خلكان وَغَيرهم وَذكره البرزالي والذهبي فِي معجميهما وَكَانَ خيرا يديم السّفر فِي التِّجَارَة(2/274)
ويواظب على التِّلَاوَة وَحفظ أَشْيَاء حَسَنَة وواظب الْجَامِع فِي آخر عمره يقرئ الْقُرْآن إِلَى ان مَاتَ فِي شعْبَان سنة 727
1823 - سلمَان بن لَاحق بن سلمَان بن مَنْصُور الحوراني أَبُو أَحْمد الصرخدي مُجَاهِد الدّين الْمُؤَذّن ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة 651 أَو 652 وَسمع من أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَعبد الْوَهَّاب بن الناصح وَابْن أبي عمر وَأبي بكر الْهَرَوِيّ وَالْفَخْر عَليّ وَغَيرهم وَذكره البرزالي فِي مُعْجَمه فَقَالَ رجل جيد لَهُ مَحْفُوظ فِي الْفِقْه وَسمع كثيرا وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْأَدْعِيَة وَالْأَحَادِيث مَعَ الْمُوَاظبَة على فعل الْخَيْر والتعبد وَمَات فِي شعْبَان سنة 724 بِدِمَشْق
1824 - سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل الْمَلْطِي الْحَنَفِيّ شمس الدّين نَائِب الحكم كَانَ فَاضلا متواضعا درس بالظاهرية بِدِمَشْق ثمَّ قدم بِالْقَاهِرَةِ فِي الجفل وناب عَن السرُوجِي فِي الحكم وَمَات فِي نصف ذِي الْقعدَة سنة 703 ينْقل من تَارِيخ القطب
1825 - سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سَالم بن سلمَان الدِّمَشْقِي نزيل حلب ابْن المطوع الْقطَّان ولد سنة 77 وَسمع من زَيْنَب بنت أَحْمد بن كَامِل وَأحمد ابْن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَهِي جدة أَبِيه وَكَانَ يُؤذن بِجَامِع(2/275)
حلب ثمَّ قدم دمشق وتأخرت وَفَاته إِلَى سنة 761 فَمَاتَ فِي ذِي الْحجَّة مِنْهَا أرخه نَاصِر الدّين ابْن عشائر وارخه شَيخنَا فِي سنة 59 أَو فِي الَّتِي بعْدهَا وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن الْحُسَيْن ورفيقه الْحَافِظ أَبُو الْحسن الهيثمي وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد مولده سنة 678 وَسمع من أَحْمد بن شَيبَان وَزَيْنَب بنت مكي وَزَيْنَب بنت الْمعلم من نصف السَّادِس من الغيلانيات إِلَى آخرهَا وَعلي ابْن الْعَسْقَلَانِي جُزْءا من حَدِيث ابْن مَعْرُوف وعَلى زَيْنَب بنت الْمعلم جُزْءا من حَدِيث ابْن السَّمرقَنْدِي وجزء المطيري واخبار بشر الحافي وَمن عِيسَى المغاري وَدَاوُد بن حَمْزَة ذمّ الملاهي
1826 - سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عَتيق بن عبد الْجَبَّار(2/276)
صدر الدّين الْمَالِكِي المربقي ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ ذكر لي انه اجْتمع بالقطب الْقُسْطَلَانِيّ وانه أمره أَن يَأْكُل مَعَ الشَّيْخ عبد الْمُؤمن الدهروطي الرجل الصَّالح وَولي قَضَاء الشرقية ثمَّ الغربية من الديار المصرية وَسَار رَسُولا إِلَى بَغْدَاد عَن النَّاصِر مُحَمَّد وَمَات فِي شعْبَان سنة 734
1827 - سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان ابْن الْمُسْتَوْفى كَاتب قرا سنقر علم الدّين ولد سنة 667 وتعانى الأداب وَمهر فِي الْخط وَالْكِتَابَة والحساب ولازم الشَّيْخ صدر الدّين ابْن الْوَكِيل وَدون شعره وَسمع من ابْن سيد النَّاس وَغَيره وباشر الوزارة بِدِمَشْق وَكَانَ من ذَوي المروءات يحب الْكتب ويجمعها وَيعرف اللُّغَة التركية وينظم نظماً منسجماً فَمِنْهُ
(قصَّة الشوق سر بهَا يَا رَسُولي ... نَحْو من قربه مناى وسؤلي)
(عِنْد بَاب الْفتُوح حارة بهاء الدّين ... تَحت الساباط قف يَا رَسُولي)
(فاذا مَا حللت تِلْكَ المغاني ... قف بِتِلْكَ الطلول غير مطيل) مِنْهَا
(الفى القوام قد الف الهجر دلالا على الْمُحب الذَّلِيل ... )(2/277)
(قبل الأَرْض ثمَّ قدم إِلَيْهِ ... قصَّة قدمت بشرح طَوِيل) وَله يرثي
(اني لاعجب لاصطباري بعد مَا ... قد غيبت بعد التنغم فِي الثرى)
(هَذَا وَكنت اغار حَال حَيَاتهَا ... من مر عاطفة النسيم إِذا سرى) وَله
(قَالَت وَقد راودتها عَن حَالَة ... يَا جارتي لَا تسألي عَمَّا جرى)
(اني بليت بعاشق فِي ايره ... كبر بِلَا بذل وَيطْلب من روى) مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 744(2/278)
1828 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن أبي عَليّ الْحسن بن عَليّ بن أبي بكر بن المسترشد أبي مَنْصُور الْفضل بن المستظهر مُحَمَّد بن المقتدى العباسي أَبُو الرّبيع المستكفي بِاللَّه ولد سنة 684 واشتغل قَلِيلا وَولي الْخلَافَة عقب وَالِده سنة 701 وَكَانُوا يسكنون بالكبش فنقلهم السُّلْطَان إِلَى القلعة وافرد لَهُم دَارا واول مَا اسْتَقر المستكفي توجه مَعَ النَّاصِر إِلَى غَزْو التتار وَشهد وقْعَة شقحب فِي رَمَضَان سنة 702 وَهُوَ مَعَ السُّلْطَان رَاكب وَجَمِيع الْأُمَرَاء مشَاة وَلما توجه النَّاصِر إِلَى الكرك وَقَامَ الجاشنكير بامر الْملك قَلّدهُ المستكفي السلطنة وَكتب تَقْلِيده القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن عبد الظَّاهِر واوله انه من سُلَيْمَان وَأَنه بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا عهد لَا عهد لمليك بِمثلِهِ فَلَمَّا عَاد النَّاصِر إِلَى المملكة اعتقله ببرج القلعة ثمَّ افرج عَنهُ بعد خَمْسَة اشهر وانزله إِلَى دَاره ثمَّ جهزه وَأَوْلَاده إِلَى قوص موكلا بهم فِي شهور سنة 738 وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك ان النَّاصِر أحضرت إِلَيْهِ قصَّة عَلَيْهَا خطّ الْخَلِيفَة بَان يحضر السُّلْطَان لمجلس الشَّرْع الشريف فَغَضب من ذَلِك وامر باحضاره إِلَى القلعة حِين يحضر الْقُضَاة فاشار القَاضِي جلال الدّين الْقزْوِينِي بترك ذَلِك خشيَة ان يَبْدُو مِنْهُ كَلَام لَا يُمكن رده عَلَيْهِ فاستصوب السُّلْطَان رَأْيه وَاقْتضى الْحَال ان(2/279)
امْر بَان يخرج إِلَى قوص ورسم لَهُ بِصَرْف راتبه كَمَا كَانَ بِالْقَاهِرَةِ وأزيد من ذَلِك فَكَانَ مرتبه خَمْسَة آلَاف فَلم يصل إِلَيْهِ مِنْهَا إِلَّا ثَلَاثَة آلَاف ثمَّ تناقص إِلَى ألف بِحَيْثُ احْتَاجَ عِيَاله إِلَى بيع ثِيَابهمْ وَاسْتمرّ المستكفي بقوص إِلَى أَن مَاتَ فِي خَامِس شعْبَان سنة 740 فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته تسعا وَثَلَاثِينَ سنة وشهرين وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وعهد بالخلافة لوَلَده أَحْمد فَلم يمضه النَّاصِر وَبَايع لِابْنِ اخيه إِبْرَاهِيم ثمَّ مَاتَ النَّاصِر فاعيد أَحْمد كَمَا تقدم فِي تَرْجَمته وعوقب النَّاصِر فِي اولاده بعد مَوته بِيَسِير فاخرجوا موكلا بهم إِلَى قوص فِي صفر سنة 742 كَمَا مضى فِي تَرْجَمَة الْمَنْصُور أبي بكر بن النَّاصِر وَكَانَ مولد المستكفي بقلعة الْجَبَل فِي خَامِس عشر الْمحرم سنة 684 وبويع بالخلافة بعد موت أَبِيه الْحَاكِم فِي جُمَادَى الأولى سنة 701 وعمره تَقْدِير سبع عشرَة سنة وَكتب عَهده وَقُرِئَ بِحَضْرَة السُّلْطَان والامراء فِي ذِي الْحجَّة وخطب لَهُ على المنابر على عَادَة أَبِيه وَاسْتمرّ يركب مَعَ النَّاصِر ويلاعبه الكرة فِي الميدان(2/280)
وَيخرج مَعَه إِلَى السرحات فصارا كَأَنَّهُمَا أَخَوان وَخرج مَعَه إِلَى الشَّام لقِتَال التتار فَلَمَّا عَاد ركب بِجَانِب السُّلْطَان وَعَلِيهِ فرجية سَوْدَاء بطرز وعمامة كَبِيرَة بعذبة وَهُوَ متقلد سَيْفا عَرَبيا محلى والأمراء مشَاة ثمَّ تغير عَلَيْهِ السُّلْطَان بِسَبَب المظفر بيبرس فاعتقله ببرج فِي القلعة صَار إِلَى الْآن يعرف ببرج الْخَلِيفَة خَمْسَة اشهر وَسَبْعَة ايام ثمَّ اعتنى بِهِ قوصون فشفع فِيهِ فأفرج عَنهُ وَأمره بالنزول عَن القلعة وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ يسكنانها فَنزل بداره الَّتِي هِيَ بتربة شَجَرَة الدّرّ بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي ثمَّ بلغ السُّلْطَان عَنهُ انه يعاشر جمَاعَة من النَّاس بداره الَّتِي أَنْشَأَهَا على شاطئ النّيل بِطرف جَزِيرَة الْفِيل وان بعض خَواص السُّلْطَان من الجمدارية يتَرَدَّد إِلَيْهِ فَقبض على الجمدار وهدده فاعترف واخذ الْفَقِيه الَّذِي كَانَ وَاسِطَة بَينهمَا فَضرب حَتَّى يُقَال انه مَاتَ تَحت الضَّرْب وَبلغ السُّلْطَان ايضاً ان صَدَقَة بن الْخَلِيفَة رمي بِنَحْوِ مِمَّا رمي بِهِ ابوه فامر باخراج الْخَلِيفَة(2/281)
واولاده وَآل بَيته من الْقَاهِرَة إِلَى قوص وَقرر لَهُ فِي كل شهر على وَاصل الكارم ثَمَانِيَة آلَاف دِرْهَم فاتفقت وَفَاة ابْنه صَدَقَة بقوص فجزع عَلَيْهِ جزعا شَدِيدا وَمَات بعده بِقَلِيل فِي خَامِس شعْبَان سنة 740 وعهد بالخلافة لوَلَده الْمُسْتَنْصر أَحْمد فَلم يمض النَّاصِر ذَلِك واقيم ابراهيم بن أَحْمد ولقب الواثق بن المستمسك مُحَمَّد بن الْحَاكِم وَكَانَ المستكفي الْمَذْكُور فَاضلا جوادا حسن الْحَظ جدا شجاعا يعرف لعب الكرة وَرمي البندق وَكَانَ يُجَالس الْعلمَاء والادباء وَله عَلَيْهِم أفضال وَمَعَهُمْ مُشَاركَة وَكَانَ فِي طول مدَّته يخْطب لَهُ على المنابر حَتَّى فِي زمن حَبسه ببرج القلعة وَمُدَّة أقامته بقوص
1829 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن بيرم بن عبد الله الورى الْحلَبِي كَانَ شَيخا صَالحا سمع من التَّاج أبي المكارم بن النصيبي جُزْء مُحَمَّد بن الْفرج الْأَزْرَق وَسمع مِنْهُ أَبُو الْمَعَالِي بن عشائر وَقَالَ كَانَ شَيخا صَالحا زاهدا
1830 - سُلَيْمَان بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد البانياسي الشَّافِعِي صدر الدّين ولد سنة 664 وَولي خطابة بَرزَة وَسمع من الْفَخر مشيخته وَحدث وَلم يزل خَطِيبًا ببرزة وَاحِد الْعُدُول الْكِبَار بِدِمَشْق إِلَى أَن مَاتَ ذكره البرزالي فِي الشُّيُوخ وَقَالَ رجل جيد فِيهِ بر وسماحة(2/282)
وَقَالَ غَيره مَاتَ فِي شَوَّال سنة 745
1831 - سُلَيْمَان بن أَسد بن مبارك بن علم الْملك الحريري ابْن الاثير بهاء الدّين أَبُو الرّبيع سمع النجيب أَنا الْفرج الْحَرَّانِي جُزْء ابْن عَرَفَة وَمن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الانماطي فضل عشر ذِي الْحجَّة للغازى وَمن جمَاعَة من أَصْحَاب ابْن باقا وَكَانَ لَهُ حَانُوت يَبِيع فِيهِ الْحَرِير وَحدث هُوَ وأخواه أَحْمد وحسين وأبوهم وَمَات سُلَيْمَان هَذَا فِي لَيْلَة الْعشْرين من جُمَادَى الأولى سنة 721 بِالْقَاهِرَةِ
1832 - سُلَيْمَان بن جَعْفَر بن حسن أجَاز لَهُ البرزالي والذهبي وَمُحَمّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي وَدَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن الْعَطَّار وَأحمد بن رضوَان ابْن الزفهار وَعبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْيُسْر
1833 - سُلَيْمَان بن جَعْفَر الاسنوى محيي الدّين خَال الشَّيْخ جمال الدّين ترْجم لَهُ فِي الطَّبَقَات وَقَالَ أَنه أشتغل وَأفْتى ودرس وناب فِي الحكم وَولي الْمَوَارِيث الحشرية وَجمع طَبَقَات الْفُقَهَاء مَاتَ عَنْهَا مسودة مَاتَ(2/283)
فِي جُمَادَى الاخرة سنة 756
1834 - سُلَيْمَان بن حسن بن أَحْمد بن عمرون شرف الدّين البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي سمع من أبي الْحُسَيْن اليونيني وَابْن مشرف وَغَيرهمَا وَحدث وَولي نظر طرابلس وَغَيرهَا ثمَّ أقتصر على الشَّهَادَة قَالَ شَيخنَا أَبُو الْفضل ولي نظر الْجَيْش بطرابلس وبعلبك وَسَمعنَا مِنْهُ فِي أَوَائِل سنة 54 وَيُقَال أَنه أختلط فِيهَا وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 755 وَجَاوَزَ الثَّمَانِينَ
1835 - سُلَيْمَان بن الْحسن بن الشَّيْخ غَانِم الْمَقْدِسِي شيخ الْبَيْت الْمُقَدّس ولد فِي رَجَب سنة 54 وأعتنى بالصلاح والانقطاع وَسمع من أبي إِسْحَاق ابْن الواسطى وَمَات فِي شعْبَان سنة 709
1836 - سُلَيْمَان بن أبي الْحسن بن سُلَيْمَان بن رَيَّان القَاضِي جمال الدّين ولد فِي رَمَضَان سنة 63 وتعانى الْأَدَب وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وَكَانَ أَبوهُ صَالحا فحرص على تاديب وَلَده فَلَمَّا كبر ولي نظر جَيش حلب ثمَّ نظر الكرك وكَالَة بَيت المَال وتنقل فِي انظار الْبِلَاد الشامية كصفد وطرابلس وحلب وَغَيرهَا ثمَّ ولي فِي الآخر نظر الْجَيْش بِدِمَشْق عوضا عَن فَخر الدّين ابْن الحلى ثمَّ حج سنة 743 وأستمر بحلب بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الاخرة سنة 749 وَكَانَ يَصُوم تَطَوّعا وَيقوم فِي اللَّيْل قبل الْفجْر دَائِما وَيخْتم فِي كل أُسْبُوع(2/284)
وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة والاصول والفرائض والحساب ويشارك قَلِيلا فِي الْفِقْه والمعاني وَالْبَيَان وَالْعرُوض
1837 - سُلَيْمَان بن حَمْزَة بن أَحْمد بن عمر بن أبي عمر مُحَمَّد بن أَحْمد بن قدامَة الْمَقْدِسِي القَاضِي تَقِيّ الدّين مُسْند الْعَصْر أَبُو الْفضل ولد فِي رَجَب سنة ثَمَان وَعشْرين وأحضر فِي الثَّالِثَة على ابْن الزبيدِيّ وعَلى جده وَابْن المقير والاربلى وَسمع من ابْن اللتي وجعفر وَابْن الجميزي وكريمة والحافظ الضياء فَسمع مِنْهُ سِتّمائَة جُزْء فَأكْثر وَأَجَازَ لَهُ ابْن عمار وَابْن باقا وَالْمُسلم الْمَازِني وَمُحَمّد بن زُهَيْر شعرانة ومحمود بن إِبْرَاهِيم والسهروردي والمعافى ابْن أبي سِنَان وَعِيسَى بن عبد الْعَزِيز وَجمع جم من بَغْدَاد وأصبهان وَغَيرهمَا وتفقه بِابْن أبي عمر وَصَحبه مُدَّة وبرع فِي الْمَذْهَب وَكَانَت لَهُ معرفَة بتواليف الشَّيْخ الْمُوفق ودرس بعدة أَمَاكِن وَطلب بِنَفسِهِ وقتا وَقَرَأَ على الْمَشَايِخ وَكَانَ جيد الايراد لدروسه وَحدث وَهُوَ شَاب سمع مِنْهُ الابيوردي وعلاء الدّين الْكِنْدِيّ ثمَّ تكاثروا عَلَيْهِ بعد السبعمائة وَولي الْقَضَاء عشْرين(2/285)
سنة وشارك فِي الْعَرَبيَّة والفرائض والحساب وَكَانَ مَشْهُورا بِالْعَدْلِ والعفة بارعاً فِي الْفِقْه جيد التدريس وَتخرج بِهِ جمَاعَة وَحدث بالكثير وَلم يزل على حَاله إِلَى أَن مَاتَ فجاءة فِي ذِي الْقعدَة سنة 715 وَكَانَ الجاشنكير لما ولي السلطنة عَزله بالشرف بن الْحَافِظ فَلَمَّا عَاد النَّاصِر أَعَادَهُ قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ محبا للرواية كثير التِّلَاوَة طيب الاخلاق صَاحب ليل وتهجد وَصِيَام وايثار وسماح لَا يخل بِالْجَمَاعَة وَكَانَ ضخما تَامّ الشكل أَبيض ازرق الْعين أشقر منور الشيبة حَلِيم النَّفس منبسطاً لقَضَاء الْحَوَائِج لين العريكة وَكَانَ يَقُول سَمِعت من الشَّيْخ الضياء ألف جُزْء وَكَانَ رفيع البزة فِيهِ دين وَتمسك بِمذهب السّلف وَكَانَ لَا ينهر أحدا ويصمم على مُرَاده بعقل وَسُكُون وَفِيه بر بأقاربه ولطف بِالنَّاسِ وَيُقَال انه لم يَحْتَلِم قطّ ويحكى عَنهُ كرامات وَلما وَقعت محنة أبن تَيْمِية فِي سنة 705 والزم الْحَنَابِلَة بِالرُّجُوعِ عَن معتقدهم وهددوا تلطف القَاضِي تَقِيّ الدّين وداراهم وترفق إِلَى أَن سكنت الْقَضِيَّة وَلم يَك شَيْئا وَحصل لَهُ فِي نوبَة غازان أَذَى كَبِير(2/286)
فَأَنَّهُ خرج بطاقية على رَأسه وَعَلِيهِ فَرْوَة مَا تَسَاوِي خَمْسَة دَرَاهِم وَفِي رقبته حَبل فَغَاب إِلَى الْعشَاء وَجَاء فَسئلَ فَقَالَ أوقدوا لنا نَارا ليقدمونا فَإِذا بِصَوْت وصياح فَذَهَبُوا فَنَظَرت فَإِذا أَنا وحدي فَرَجَعت إِلَيْكُم وَحكى ابْن عبد الحميد عَن شمس الدّين الْحَارِثِيّ أَنه رأى وَهُوَ فِي طَرِيق الْحَج أَن الْقنْدِيل بمحراب جَامع الصالحية طفئ قَالَ فكلمتهم فِي إيقاده فَقَالُوا مَا بَقِي يعود فَكَانَ ذَلِك وَقت موت القَاضِي تَقِيّ الدّين سُلَيْمَان قَرَأت بِخَط ابْن رَافع يُقَال أَنه سمع من الضياء ألف جُزْء وعنى بِالْحَدِيثِ وقراءته وكتابته فَقَرَأَ الْكتب الْكِبَار والاجزاء وروى الْكثير من سماعاته وشيوخه بِالسَّمَاعِ نَحْو الْمِائَة وبالاجازة نَحْو السبعمائة قلت حَدثنَا عَنهُ أَبُو الْحسن ابْن أبي الْمجد وَحده بِالْقَاهِرَةِ وَفَاطِمَة بنت المنجا وَحدهَا بِدِمَشْق وَهِي أخر من حدث عَنهُ بالاجازة وَحدث عَنهُ من مَاتَ قبلهَا بِمِائَة وَثَلَاثِينَ سنة وأزيد
1838 - سُلَيْمَان بن خَالِد بن مقدم بن مُحَمَّد بن حسن بن غَانِم الطَّائِي علم الدّين الْبِسَاطِيّ نِسْبَة إِلَى الْبسَاط بِالْبَاء الْمُوَحدَة فسين وطاء آخِره بَلْدَة بِمصْر اشْتهر بِمَعْرِِفَة الْمَذْهَب وشارك فِي الْفُنُون وَكَانَ كثير التقشف تَارِكًا للتكلف كثير الطَّعَام لمن يرد عَلَيْهِ وَكَانَ يُقرر الالفية تقريراً حسنا ويشغل النَّاس حِين نِيَابَة الْقَضَاء ويقرر أحسن تَقْرِير ثمَّ ولي الْقَضَاء بعد الْبَدْر بعناية الامير قراطاى سَابِع عشر ذِي الْقعدَة(2/287)
سنة 778 فباشرها بمهابة وعفة فاستمر ثَمَانِينَ يَوْمًا ثمَّ صرف فِي صفر سنة 779 وأعيد الْبَدْر إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة 780 وأستمر البساطى إِلَى أَن وَقع بَينه وَبَين القَاضِي برهَان الدّين ابْن جمَاعَة فصرف فِي جُمَادَى الأولى سنة 786 وَكَانَ يُعَارض الْبُرْهَان فِي كثير من الامور فاتفق أَنه عرض عَلَيْهِ وَصِيَّة فَأثْبت قبل أَن تعرض على ابْن جمَاعَة فَبَلغهُ ذَلِك فَغَضب وأستعان عَلَيْهِ باكمل الدّين وَكَانَ الْبِسَاطِيّ لَا يلْتَفت إِلَى رسائله مَعَ مَا لَهُ من الجاه وتعظيم الْمُلُوك فَقَامَ الاكمل فِي نصْرَة ابْن جمَاعَة حَتَّى عزل الْبِسَاطِيّ وأستقر جمال الدّين بن خير من الدُّرَر الكامنة
1839 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بن إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان بن سلمَان بن سَالم بن بكر بن سَلامَة صدر الدّين ابْن الْعَطَّار الحيسوب ولد فِي رَابِع عشرى شعْبَان سنة 87 بِدِمَشْق وأحضر على الْفَخر بن البخارى وَابْن الزين وَحدث ذكره البرزالي فِي مُعْجَمه وَابْن رَافع وَقَالَ مَاتَ فِي رَجَب سنة 750 بحلب وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد انه أَقَامَ بحلب وَهُوَ رجل جيد يعرف صناعَة الْحساب وَيعْمل الْخَيْر حضر فِي الثَّانِيَة على الْفَخر بن البخارى الْجُزْء الَّذِي خرجه لَهُ الضياء
1840 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْحق الْحَنَفِيّ صدر الدّين ابْن عبد الْحق ولد سنة 697 وَقَرَأَ الْقُرْآن على الشَّيْخ الْمُفَسّر الضَّرِير(2/288)
وَسمع الحَدِيث على الحجار وَابْن تَيْمِية وَغَيرهمَا وَقَرَأَ الْمَنْظُومَة على عَمه الْبُرْهَان ابْن عبد الْحق وَحفظ النكت الحسان لابي حَيَّان وعرضها عَلَيْهِ وَكتب لَهُ وعلق هُوَ عَلَيْهَا حَوَاشِي أَخذهَا عَن الشَّيْخ وَقَرَأَ فِي الاصول على الصفى الهندى وَقَرَأَ تَلْخِيص الْمِفْتَاح على الخلخالى وَدخل بَغْدَاد سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ فَقَرَأَ على التَّاج ابْن السباك وَتوجه إِلَى بِلَاد الشرق سنة 39 فَلَمَّا عَاد عاقه النَّاصِر حَتَّى مَاتَ فافرج عَنهُ فَدخل الْيمن سنة 745 وَأَقْبل عَلَيْهِ صَاحب الْيمن وباشر عِنْده نظر الْجَيْش وَتزَوج بابنة الْوَزير وَحج صُحْبَة الْمُجَاهِد سنة 751 فَأمْسك الْمُجَاهِد وأحيط بِمن مَعَه قَالَ صدر الدّين عدم فِي تِلْكَ السّنة فِي الْبر وَفِي الْبَحْر مَا قِيمَته خَمْسَة وَعِشْرُونَ ألف دِينَار ثمَّ دخل دمشق وَولي توقيع الدست بالديار المصرية فِي جُمَادَى الاخرة سنة 53 ثمَّ ولي نظر الأحباس وَتزَوج جَارِيَة من جوارى السُّلْطَان ثمَّ اخْرُج إِلَى دمشق سنة 60 فحج فِيهَا ثمَّ دخل الْيمن وَمَعَهُ مَمْلُوك جميل الصُّورَة يدعى طشتمر فَمَاتَ بالمهجم سنة 761 وَيُقَال أَنه قتل وَكَانَت مَعَه قِطْعَة بلخش عَظِيمَة وَكَانَ قد ولى الْقَضَاء بِبَغْدَاد وبماردين وَكَانَ مطرح الكلفة بشوشا رضى الْخلق وَرُبمَا مَشى تَحت قلعة دمشق وَفِي بَاب اللوق بِمصْر وَغير ذَلِك وَكَانَ ناظماً بليغاً جود الموشح والزجل والمواليا وَغير ذَلِك وَهُوَ الْقَائِل
(من يكن أعمى أَصمّ ... يدْخل الحان جهارا)(2/289)
(يسمع الالحان تتلى ... وَيرى النَّاس سكارى) وَله
(بدا الشّعْر فِي الخد الَّذِي كَانَ مشتهى) فأخفى عَن المعشوق حالى وَمَا يخفي
(لقد كَانَت الارداف بالامس رَوْضَة ... من الْورْد وَهِي الْيَوْم موردة الحلفا) وَله
(عشقت يحيى فَقَالَ لي رجل ... لم يبْق فِيك الغرام من بقيا)
(بعشق يحيى تَمُوت قلت لَهُ ... طوبي لصب يَمُوت فِي يحيى) وَله
(قَالَ حَبِيبِي زرني وَلَكِن ... يكون فِي آخر النَّهَار)
(قلت أدارى الورى وَآتى ... لاى دَار فَقَالَ دَار) وَله أَشْيَاء كَثِيرَة فِي المجون كَقَوْلِه
(ايرى كَبِير وَالصَّغِير يَقُول لي ... ) الْبَيْتَيْنِ وَقد نسبا للمعمار والصفدي يَقُول أَنه أنْشدهُ أياهما لنَفسِهِ فِي سنة 32 وَكَقَوْلِه
(طَال حكى فَعِنْدَ مَا) الْبَيْتَيْنِ وهجاه القط أحد موقعى الدرج لما أستقر فِي توقيع الدست وَرَافِع فِيهِ عِنْد شيخو وَعند صرغتمش ورماه بعظائم فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ(2/290)
فِي ذَلِك فَقَالَ فِيهِ الصَّدْر
(مَا نَالَ قطّ الدست من فعله ... غير سخام الْوَجْه والسخط)
(يفت فِي الدست على زَعمه ... وأنقلب الدست على القط) وَله
(ضيعت أموالى فِي سائب ... يظْهر لي بالود كالصاحب)
(لما انْتهى مَا لي انْتهى وده ... وَا ضَيْعَة الاموال فِي السَّائِب)
1841 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بن سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي رَئِيس الاطباء أشتغل بالطب وتعانى العلاج فمهر فِيهِ جدا وَسمع شَيْئا من الحَدِيث على الْكَمَال الدنيسري بِقِرَاءَة البرزالي وَطلب إِلَى أسندمر نَائِب طرابلس وَهُوَ ضَعِيف فعالجه فبرىء فَأعْطَاهُ كثيرا واشتهر امْرَهْ وَكَانَ(2/291)
لَا يعرف شَيْئا من الْحِكْمَة وَإِنَّمَا يعرف الطِّبّ بالتجارب وَكَانَ يصحب الصاحب شمس الدّين غبريال وَحصل كتبا عَظِيمَة وأموالا جمة وَمَات فِي شعْبَان سنة 732
1842 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بن مَرْوَان بن دَاوُد صدر الدّين بن نجم الدّين الملطى درس بالظاهرية بِالْقَاهِرَةِ للحنفية وَمَات فِي صفر سنة 712
1843 - سُلَيْمَان بن دَاوُد بن يَعْقُوب بن أبي سعيد الْمصْرِيّ ثمَّ الْحلَبِي جمال الدّين كَاتب الانشاء بحلب أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب وَكَانَ فَاضلا ناظما وَله مطارحات وَمن نظمه
(رياض جرت بالظلم عادات رِيحهَا ... وَسَار بِغَيْر الْعدْل فِي الحكم سَيرهَا)
(ففارقت الأغصان عِنْد اعتناقها ... وسلسلت الْأَنْهَار إِذْ جن طيرها) مَاتَ فِي سنة 778 عَن خمسين سنة
1844 - سُلَيْمَان بن سَالم بن عبد النَّاصِر بن مُحَمَّد الغزى الشَّافِعِي علم الدّين ولد فِي حُدُود التسعين وسِتمِائَة وَسمع من التقى سُلَيْمَان والمطعم وَعلي(2/292)
ابْن مُحَمَّد بن هَارُون الثَّعْلَبِيّ وَزَيْنَب بنت شكر وست الوزراء وَغَيرهم وَحفظ الْمِنْهَاج وَطلب الحَدِيث ثمَّ مهر فِي الْعلم وَأفْتى ودرس وَولي قَضَاء غَزَّة ثمَّ الْخَلِيل ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ سمع معى من بعض الشُّيُوخ وتفقه وناظر وتلا بالسبع أنْتَهى وَمَات بالخليل فِي شَوَّال سنة 764
1845 - سُلَيْمَان بن سنيد بن نشوان الشيبي سمع مِنْهُ مُحَمَّد بن عبد الحميد المهلبي سنة 717 وَذكر عَنهُ مناما غَرِيبا أَنه حج أَرْبَعِينَ حجَّة آخرهَا أَنه أَخَذته سنة عِنْد الْقَبْر الشريف فَرَأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ يَا فلَان كم تَجِيء وَمَا نلْت منى شَيْئا هَات يدك فَكتب فِي كَفه شَيْئا يكْتب للحمى فَإِذا لحسه المحموم برأَ وَهُوَ
(استجرت بامام مَا حكم فظلم ... وَلَا تبع من هزم أخرجى يَا حمى) من هَذَا الْجَسَد لَا يلْحقهُ الم يخرج بحاح مَاتَ فِي سنة
1846 - سُلَيْمَان بن أبي الطَّاهِر بن أبي الْقَاسِم بن عبد الْكَرِيم البوتيجي(2/293)
الْمُقْرِئ الضَّرِير روى عَن الرشيد الْعَطَّار وأسحاق بن مَحْمُود بن بلكويه البروجردي وَابْن علاق وَغَيرهم سمع مِنْهُ القطب الْحلَبِي وَغَيره وَكَانَ مقرئا مجودا مَشْهُورا بِالدّينِ وَالصَّلَاح وَمَات بأسيوط فِي آخر سنة 711 أَو أول السّنة الَّتِي تَلِيهَا ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه فَقَالَ سمع من الصائن مُحَمَّد بن أَنْجَب النِّعَال مَجْلِسا من أمالي السَّمرقَنْدِي وَمن الرشيد الْعَطَّار الثَّالِث من حَدِيث المخلص وَمن عَليّ بن عَدْلَانِ وَغَيرهم وَمَات باسيوط
1847 - سُلَيْمَان بن عبد الْحَلِيم بن عبد الْحَلِيم أَبُو المحامد نجم الدّين الباردى بموحدة وَرَاء ثمَّ دَال الْمَالِكِي ولد سنة 73 وتفقه على مَذْهَب مَالك وَتقدم فِي معرفَة طَرِيق الاشعرى ودرس بأماكن بِدِمَشْق وناضل عَن ذَلِك وتعصب على من خَالفه وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 749
1848 - سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن النهرماروى نجم الدّين الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ ولد سنة وَحدث بالاجازة عَن كَمَال الْبَزَّار والرشيد بن أبي الْقَاسِم وتفقه عَليّ أبي بكر الزريراتي وَتقدم فِي معرفَة(2/294)
الْفِقْه إِلَى ان صَار شيخ الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد وَولي قضاءها نِيَابَة والتدريس بالمستظهرية ثمَّ ترك ذَلِك قبل مَوته بِقَلِيل وأستقل وَلَده بالحكم والتدريس وَكَانَت وَفَاة النَّجْم فِي جُمَادَى الأخرة سنة 748 أرخه ابْن رَجَب فِي الطَّبَقَات
1849 - سُلَيْمَان بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّزَّاق وَيُقَال عبد الْوَاحِد الحجي الْعَطَّار الصَّالِحِي تَقِيّ الدّين ولد سنة وَسمع من عمر بن مُحَمَّد الْكرْمَانِي وَابْن أبي عمر وَالْفَخْر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن عبد الدَّائِم وَجَمَاعَة وَكَانَ رجلا جيدا سَاكِنا يخْدم الْبَهَاء ابْن عَسَاكِر وَحدث وَمَات فِي جُمَادَى الاخرة سنة 729
1850 - سُلَيْمَان بن عبد القوى بن عبد الْكَرِيم بن سعيد ابْن الصفى الْمَعْرُوف بِابْن أبي عَبَّاس الْحَنْبَلِيّ نجم الدّين ولد سنة 657 وَهُوَ الطوفى بِضَم الطَّاء وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا فَاء أَصله من طوف قَرْيَة بِبَغْدَاد ثمَّ قدم الشَّام فسكنها مُدَّة ثمَّ أَقَامَ بِمصْر مُدَّة وأشتغل فِي الْفُنُون(2/295)
وشارك فِي الْفُنُون وتعانى التصانيف فِي الْفُنُون وَكَانَ قوي الحافظة شَدِيد الذكاء قَرَأَ على الزين عَليّ بن مُحَمَّد الصرصرى بهَا وَبحث الْمُحَرر على التقي الزريراتي وَقَرَأَ الْعَرَبيَّة عَليّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْموصِلِي وَقَرَأَ الْعُلُوم وناظر وَبحث بِبَغْدَاد وقرأت بِخَط القطب الْحلَبِي كَانَ فَاضلا لَهُ معرفَة وَكَانَ مقتصداً فِي لِبَاسه وأحواله متقللاً من الدُّنْيَا وَكَانَ يتهم بالرفض وَله قصيدة يغض فِيهَا من بعض الصَّحَابَة وَكَانَ سمع من إِسْمَاعِيل بن الطبال وَغَيره بِبَغْدَاد وَمن التقي سُلَيْمَان وَغَيره بِدِمَشْق وَأَجَازَ لَهُ الرشيد ابْن أبي الْقَاسِم وَغَيره وَقَالَ الصَّفَدِي كَانَ وَقع لَهُ بِمصْر وَاقعَة مَعَ سعد الدّين الْحَارِثِيّ وَذَلِكَ أَنه كَانَ يحضر دروسه فيكرمه فيبجله وَقَررهُ فِي أَكثر مدارس الْحَنَابِلَة فتبسط عَلَيْهِ إِلَى ان كَلمه فِي الدَّرْس بِكَلَام غليظ فَقَامَ عَلَيْهِ وَلَده شمس الدّين عبد الرَّحْمَن وفوض أمره لبدر الدّين ابْن الحبال فَشَهِدُوا عَلَيْهِ بالرفض وأخرجوا بِخَطِّهِ هجوا فِي الشَّيْخَيْنِ فعزر وَضرب فَتوجه إِلَى قوص فَنزل عِنْد بعض النَّصَارَى وصنف تصنيفا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ مِنْهُ الفاظا ثمَّ أستقام أمره وَأَقْبل على قِرَاءَة الحَدِيث والتصنيف وَشرح الاربعين للنووي وأختصر رَوْضَة الْمُوفق فِي(2/296)
الْأُصُول على طَريقَة ابْن الْحَاجِب حَتَّى أَنه اسْتعْمل أَكثر أَلْفَاظ الْمُخْتَصر وَشرح مُخْتَصره شرحاً حسنا وَشرح مُخْتَصر التبريزي فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَكتب على المقامات شرحاً وَاخْتصرَ التِّرْمِذِيّ وَكَانَ فِي الشّعْر الَّذِي نسبوه إِلَيْهِ مِمَّا يُصَرح بالرفض قَوْله
(كم بَين من شكّ فِي خِلَافَته ... وَبَين من قيل أَنه الله) وَكَانَ مَوته بِبَلَد الْخَلِيل فِي رَجَب سنة 716 وعاش أَبوهُ بعده سنوات وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ كثير المطالعة أَظُنهُ طالع أَكثر كتب خَزَائِن قوص قَالَ وَكَانَت قوته فِي الْحِفْظ أَكثر مِنْهَا فِي الْفَهم وَمن شعره فِي ذمّ دمشق
(قوم إِذا دخل الْغَرِيب بأرضهم ... أضحى يفكر فِي بِلَاد مقَام)
(بثقالة الْأَخْلَاق مِنْهُم والهوى ... وَالْمَاء وَهِي عناصر الاجسام)
(وزعورة الْأَرْضين فَامْنُنْ وَقع ... ونم كبعير المستعجل التمتام)
(بجوار قاسيون هم وَكَأَنَّهُم ... من جرمه خلقُوا بِغَيْر خصام)(2/297)
وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ دينا سَاكِنا قانعاً وَيُقَال أَنه تَابَ عَن الرَّفْض وَنسب إِلَيْهِ أَنه قَالَ عَن نَفسه
(حنبلي رَافِضِي ظاهري ... اشعري أَنَّهَا إِحْدَى الْكبر) وَيُقَال ان بقوص خزانَة كتب من تصانيفه وَقَالَ ابْن رَجَب فِي طَبَقَات الْحَنَابِلَة لم يكن لَهُ يَد فِي الحَدِيث وَفِي كَلَامه فِيهِ تخبيط كثير وَكَانَ شِيعِيًّا منحرفاً عَن السّنة وصنف كتابا سَمَّاهُ الْعَذَاب الواصب على أَرْوَاح النواصب قَالَ وَمن دسائسه الْخفية أَنه قَالَ فِي شرح الْأَرْبَعين أَن أَسبَاب الْخلاف الْوَاقِع بَين الْعلمَاء تعَارض الرِّوَايَات والنصوص وَبَعض النَّاس يزْعم أَن السَّبَب فِي ذَلِك عمر بن الْخطاب لِأَن الصَّحَابَة استأذنوه فِي تدوين السّنة فَمنهمْ مَعَ علمه بقول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اكتبوا لأبي شاه وَقَوله قيدوا الْعلم بِالْكتاب فَلَو ترك الصَّحَابَة يدون كل وَاحِد مِنْهُم مَا سمع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لانضبطت السّنة فَلم يبْق بَين آخر الْأمة وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا الصَّحَابِيّ الَّذِي دونت رِوَايَته لِأَن تِلْكَ الدَّوَاوِين كَانَت تتواتر عَنْهُم كَمَا تَوَاتر البُخَارِيّ وَمُسلم قَالَ ابْن رَجَب وَلَقَد كذب هَذَا الرجل وفجر وَأكْثر مَا كَانَ يُفِيد تدوين السّنة صِحَّتهَا وتواترها وَقد صحت وتواتر الْكثير مِنْهَا عِنْد من لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ وطرقه دون من أعمى الله بصيرته مشتغلا فِيهَا بشبه أهل الْبدع ثمَّ ان الِاخْتِلَاف لم يَقع لعدم التَّوَاتُر بل لتَفَاوت الفهوم فِي مَعَانِيهَا وَهَذَا مَوْجُود سَوَاء تَوَاتَرَتْ ودونت(2/298)
أم لَا وَفِي كَلَامه رمز إِلَى أَن حَقّهَا اخْتَلَط بباطلها وَهُوَ جهل مفرط وَقد قَالَ ابْن مَكْتُوم فِي تَرْجَمته من تَارِيخ النجَاة قدم علينا فِي زِيّ الْفُقَرَاء ثمَّ تقدم عِنْد الْحَنَابِلَة فَرفع إِلَى الْحَارِثِيّ أَنه وَقع فِي حق عَائِشَة فعزره وسجنه وَصرف عَن جهاته ثمَّ أطلق فسافر إِلَى قوص فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ حج سنة 714 وجاور سنة 15 ثمَّ حج وَنزل إِلَى الشَّام فَمَاتَ بِبَلَد الْخَلِيل سنة 716 فِي رَجَب وَقَالَ ابْن رَجَب وَذكر بعض شُيُوخنَا عَمَّن حَدثهُ أَنه كَانَ يظْهر التَّوْبَة ويتبرأ من الرَّفْض وَهُوَ مَحْبُوس قَالَ ابْن رَجَب وَهَذَا من نفَاقه فَإِنَّهُ لما جاور فِي آخر عمره بِالْمَدِينَةِ صحب السكاكيني شيخ الرافضة ونظم مَا يتَضَمَّن السب لأبي بكر ذكر ذَلِك عَنهُ المطرى حَافظ الْمَدِينَة ومؤرخها وَكَانَ صحب الطوفي بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ الطوفي بعد سجنه قد نفي إِلَى الشَّام فَلم يدخلهَا لكَونه كَانَ هجا أَهلهَا فعرج إِلَى دمياط فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ توجه مِنْهَا إِلَى الصَّعِيد وَله سَماع على الرشيد بن أبي الْقَاسِم وَأبي بكر بن أَحْمد بن أبي الْبَدْر وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد بن الطبال وقرأت بِخَط الْكَمَال جَعْفَر كَانَ القَاضِي الْحَارِثِيّ يُكرمهُ ويبجله ونزله فِي دروس ثمَّ وَقع بَينهمَا كَلَام فِي الدَّرْس فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن القَاضِي وفوضوا أمره إِلَى بعض النواب فَشَهِدُوا(2/299)
عَلَيْهِ بالرفض فَضرب ثمَّ قدم قوص فصنف تصنيفا أنْكرت عَلَيْهِ فِيهِ أَلْفَاظ فغيرها ثمَّ لم نر مِنْهُ بعد وَلَا سمعنَا عَنهُ شَيْئا يشين وَلم يزل ملازماً للاشتغال وَقِرَاءَة الحَدِيث والمطالعة والتصنيف وَحُضُور الدُّرُوس مَعنا إِلَى حِين سَفَره إِلَى الْحجاز وَكَانَ كثير المطالعة أَظُنهُ طالع أَكثر كتب الخزائن بقوص وَكَانَت قوته فِي الْحِفْظ أَكثر من الْفَهم وَله قصيدة فِي المولد النَّبَوِيّ أَولهَا
إِن ساعدتك سوابق الأقدار فانخ مطيك فِي حمى الْمُخْتَار وقصيدة فِي ذمّ الشَّام أَولهَا
(جد للمشوق وَلَو بطيف كَلَام ... )
1851 - سُلَيْمَان بن عبد الْكَافِي
1852 - سُلَيْمَان بن عبد الله بن يُوسُف بن يَعْقُوب بن عبد الْحق المريني صَاحب فاس وَغَيرهَا ولي المملكة بعد أَخِيه عَامر سنة 708 وَمَات بِمَدِينَة فاس سنة 710 فَكَانَت ولَايَته نَحْو ثَلَاثِينَ سنة(2/300)
1853 - سُلَيْمَان بن عُثْمَان فَخر الدّين أَبُو الْقَاسِم البصراوي الْحَنَفِيّ ذكره ابْن قَاضِي شُهْبَة فِي الْمُنْتَقى من تَارِيخ الكتبي فِيمَن مَاتَ من الْأَعْيَان سنة 714 فَقَالَ الصَّدْر الرئيس فَخر الدّين سُلَيْمَان بن الشَّيْخ فَخر الدّين عُثْمَان بن الشَّيْخ الإِمَام صَلَاح الدّين البصراوي الْحَنَفِيّ كَانَ شَابًّا كَرِيمًا لطيفاً حسن الْأَخْلَاق وَكَانَ عقيب عَزله من الْحِسْبَة توجه إِلَى بصرى وَفِي نِيَّته الدُّخُول إِلَى مصر فأدركه أَجله بهَا سَرِيعا وَدفن ببصرى
1854 - سُلَيْمَان بن عَسْكَر بن عَسَاكِر الحوارني علم الدّين نقيب المتعممين بِدِمَشْق ولد سنة 688 وَحفظ أَكثر ديوَان الصرصرى وَكَانَ ينشد فِي المجامع ويحج كل سنة وَيُؤذن فِي الركب وَكَانَ قد سمع من ابْن(2/301)
عَسَاكِر وَابْن القواس وَأبي الْحُسَيْن اليونيني وَغَيرهم وَحدث سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَغَيره وَمَات فِي رَجَب سنة 751 وَذكر الْحُسَيْنِي أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي سنة 55 وَسليمَان هَذَا يقْرَأ بَين يَدَيْهِ {وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت} الْآيَة قَالَ فَاسْتَيْقَظت وَأَنا أبْكِي
1855 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن أَمِين القونوي معِين الدّين الْحَنَفِيّ كَانَ مدرس الاقبالية وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة 768 وَقرر بعده وَلَده عبد الرَّحْمَن
1856 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن سعيد القصري الغماري الْمَالِكِي أَبُو الرّبيع قَرَأَ بفاس وَغَيرهَا وَقدم الاسكندرية فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ سَافر إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ بعد مَا عمي فِي ذِي الْقعدَة سنة 714
1857 - سُلَيْمَان بن عَليّ بن عبد الرَّحِيم بن أبي سُلَيْمَان سَالم بن عبد الله بن مراجل الدِّمَشْقِي تَقِيّ الدّين ولد سنة 83 وَقيل سنة 82 واسمع فِي سنة 696 من بعض الشُّيُوخ وتعانى الْكِتَابَة فِي الدَّوَاوِين وَمهر واشتهر بالصرامة وَالْأَمَانَة وَولي نظر الْجَامِع الْأمَوِي فَبَالغ فِي تعميره وَإِصْلَاح جهاته تمّ عزل عَنهُ ثمَّ أُعِيد وَولى نظر الدَّوَاوِين بِدِمَشْق مرّة والوزارة بِمصْر مرّة وَنظر الاسكندرية مرّة وتنقل فِي هَذِه الولايات ثمَّ عَاد لنظر الْجَامِع إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 764
1858 - سُلَيْمَان بن عمر بن سَالم بن عمر بن عُثْمَان الشَّافِعِي أَصله من(2/302)
الْمغرب جمال الدّين الزرعي ولد باذرعات سنة 45 وَقدم دمشق وَهُوَ شَاب فتفقه واشتغل بِالْعلمِ وَسمع الحَدِيث من أَحْمد بن عبد الدَّائِم والكمال أَحْمد بن نعْمَة وَيحيى بن الصَّيْرَفِي وَغَيرهم وَخرج لَهُ البرزالي ومشيخة سمعناها من بعض أَصْحَابه وَولى قَضَاء زرع مُدَّة فَلذَلِك اشْتهر بهَا ثمَّ ولي قَضَاء شيزر وناب بِدِمَشْق والقاهرة عَن ابْن جمَاعَة وعزل ابْن جمَاعَة بِهِ بعد مَجِيء النَّاصِر من الكرك بِسَبَب قَوْله مَا ثَبت عِنْدِي أَن النَّاصِر عزل نَفسه فحفظها لَهُ النَّاصِر وولاه الْقَضَاء فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشرى صفر سنة 710 وَلم يشْعر ابْن جمَاعَة إِلَّا وَقد دخل عَلَيْهِ وَهُوَ لابس الخلعة والمجلس بقاعة الصالحية غاص بِالنَّاسِ وَهُوَ يعلم على مَكْتُوب فَقَامَ لَهُ وَظن أَنه ولى قَضَاء الشَّام فهناه فاستمر الزرعي قَائِما وَابْن جمَاعَة ينْتَظر جُلُوسه ليقعدا جَمِيعًا فَلَمَّا طَال ذَلِك قَالَ لَهُ مَا الَّذِي وليته قَالَ مَكَان مَوْلَانَا فاطرق خجلاً وَخرج من القاعة وَجلسَ الزرعي مَكَانَهُ فَبلغ النَّاصِر غَرَضه من نكاية ابْن جمَاعَة لكَونه كَانَ اثْبتْ عَزله من السلطنة فَأَقَامَ الزرعي فِي الْقَضَاء بالديار المصرية سنة وَاحِدَة وشهرين ثمَّ أُعِيد ابْن جمَاعَة وَأبقى النَّاصِر بيد الزرعي عدَّة مدارس وَقَضَاء الْعَسْكَر وَصَارَ يحضر فِي دَار الْعدْل وَيجْلس بَين القاضيين الْحَنَفِيّ والحنبلي ثمَّ ولى قَضَاء الشَّام بعد ابْن صصرى سنة 723 فباشرها أَيْضا سنة وَاحِدَة وأياما(2/303)
ثمَّ عزل بالجلال الْقزْوِينِي وَأبقى النَّاصِر مَعَه مشيخة الشُّيُوخ وتدريس الأتابكية وَكَانَ صَارِمًا عفيفاً قَلِيل المخالطة سَاكِنا وقوراً قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ الدَّرْس يقْرَأ عَلَيْهِ من كتاب فيتكلم بالفقيري لكنه كَانَ ماهراً فِي الْأَحْكَام مليح الشكل موطأ الأكناف ذَا عفة ومودة وَتوجه إِلَى الْقَاهِرَة فِي ذِي الْقعدَة سنة 26 فَأَقَامَ بهَا وَأكْرم وَولى مدارس قَرَأت بِخَط ابْن رَافع عَن خطّ البرزالي ولي قَضَاء زرع 13 سنة ثمَّ نَاب فِي الحكم بِدِمَشْق سبع سِنِين ثمَّ انْتقل إِلَى مصر فناب فِي الحكم سبعا أَيْضا ثمَّ ولي اسْتِقْلَالا سنة ثمَّ أَقَامَ من سنة عشر إِلَى أَن مَاتَ ابْن صصرى فولى مَكَانَهُ سنة ثمَّ انْفَصل إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة 734 وقرأت بِخَط القطب الْحلَبِي ولد تَقْرِيبًا سنة 656 قَالَ وَرَأَيْت أَن مولده سنة 58 قَالَ اليوسفي كَانَ سَبَب عَزله من قَضَاء دمشق أَنه قَامَ فِي حق الْمدَارِس وَطلب حِسَاب أوقافها من مباشريها وَشرع فِي عمارتها وَأخر جوامك الطّلبَة فَحَزِنُوا عَلَيْهِ وَأَكْثرُوا عَلَيْهِ الشفاعات وَهُوَ(2/304)
يصمم فِي ردهَا إِلَى أَن اجْتَمعُوا عِنْد النَّائِب فتفاوض مَعَه الْحَنْبَلِيّ فِي أَمر فَقَالَ الزرعي للحنبلي فسقت وَكَانَ للحنبلي وَهُوَ ابْن مُسلم صُورَة كَبِيرَة فِي الْبَلَد وشهرة بِالدّينِ وَالْعلم فَغَضب لَهُ النَّائِب وَكَاتب السُّلْطَان فِي الزرعي وَحط عَلَيْهِ فَأجَاب إِلَى عَزله وتولية من يتَّفق أهل الْبَلَد على الرِّضَا بِهِ فعين النَّائِب جلال الدّين الْقزْوِينِي وَاعْلَم السُّلْطَان بِأَنَّهُ كَانَ يَنُوب عَن أَخِيه فِي قَضَاء الشَّام وَأَنه خطيبها الْيَوْم وأطراه وَوَصفه بِالْفَضْلِ فَأمر باحضاره إِلَى مصر فَأرْسلهُ على الْبَرِيد فَلَمَّا رَآهُ النَّاصِر وَسمع كَلَامه أعجبه وَكَانَ فصيحاً بالتركي وَكَانَ فصيحا بالتركي والفارسي والعربي وَكَانَ فِي كتاب النَّائِب مَعَه أَنه كثير الْبر للْفُقَرَاء وَأَنه ارْتكب دينا بِسَبَب ذَلِك فَأقبل عَلَيْهِ السُّلْطَان وَأمره أَن يخْطب يَوْم الْجُمُعَة فَخَطب بِهِ خطْبَة بليغة ثمَّ نزل فَاعْتَذر للسُّلْطَان بِأَنَّهُ فِي بقايا وعثاء السّفر فَشكر من خطبَته وَسَأَلَهُ عَن دينه فَأعلمهُ بِأَنَّهُ قدر ثَلَاثِينَ ألفا فَأمر أَن يُوفى عَنهُ وَكتب تَقْلِيده بِقَضَاء دمشق وَتوجه من فوره فَأقبل عَلَيْهِ النَّائِب وَقَررهُ فِي الْوَظِيفَة وَيُقَال أَنه كَانَ يدرس من كتاب ولد سنة سِتّ وَيُقَال سنة 58
1859 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن حمد بن محَاسِن الْحلَبِي ثمَّ النيربي الصَّابُونِي(2/305)
الصَّابُونِي ولد تَقْرِيبًا سنة 702 كَذَا بِخَط مُحَمَّد بن يحيى بن سعد وبخط الْبُرْهَان الْحلَبِي ولد سنة إِحْدَى واحضر على الْحَافِظ شرف الدّين الدمياطي فِي الرَّابِعَة عدَّة أَجزَاء وَسمع أَيْضا على سِتّ الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهمَا سمع مِنْهُ ابْن رَافع وَذكره فِي مُعْجَمه وَحكى عَنهُ حِكَايَة وَذكره مُحَمَّد بن يحيى بن سعد فِي محدثي حلب سنة 748 وَقَالَ كَانَ يَقُول أَنه سمع الصَّحِيح من سِتّ الوزراء والحجار ثمَّ ظهر عدم صِحَة ذَلِك وَأَن لَهُ اجازة من ابْن الشّحْنَة فَقَط قلت وَمَات فِي عَاشر رَمَضَان سنة 774 وَهِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا ابْن رَافع وَحدث عَنهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة بِالْإِجَازَةِ وَيُقَال أَنه سمع أَيْضا من حسن بن عمر الْكرْدِي وَقَالَ للشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث كَانَ محباً للْحَدِيث سهل الانقياد لاسماع الحَدِيث وَكَانَ لَهُ حَانُوت يَبِيع فِيهِ الصابون ووالده ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ كَانَ يحضر بعض دروس الشَّافِعِيَّة
1860 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن إِسْمَاعِيل البالسي التَّاجِر الْمَعْرُوف بِابْن النَّقِيب ولد سنة واسمع على الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث مَاتَ سنة
1861 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مَرْوَان نجم الدّين أَبُو الطَّاهِر(2/306)
ابْن الْجمال الدّين ولد سنة واسمع على الْفَخر بن البُخَارِيّ وَحدث مَاتَ سنة
1862 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن الْخَطِيب جمال الدّين عبد الْكَافِي بن عبد الْملك ابْن عبد الْكَافِي الربعِي الدِّمَشْقِي جمال الدّين ولد سنة 83 وأحضر على زَيْنَب بنت مكي واسمع من ابْن البُخَارِيّ وَكَانَ وَالِده يَنُوب فِي الحكم ثمَّ خطب بالجامع وَمَات فِي شهر رَجَب سنة 744
1863 - سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَاحِد بن مُسلم بن الْمُسلم بن هِلَال الْأَزْدِيّ جمال الدّين ولد سنة 83 وأحضر على أَحْمد بن شَيبَان الأول من حَدِيث أبي اسحاق الْمُزَكي وَحدث بِهِ غير مرّة ذكره البرزالي فِي الشُّيُوخ فَقَالَ كَانَ أحد الصُّدُور الأكابر وَفِيه فَضِيلَة وَله نظم وَكَانَ يخْدم فِي عدَّة جِهَات ثمَّ انْقَطع فِي بستانه إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة 740 وَهُوَ ابْن أخي أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عمر أحد شُيُوخ شُيُوخنَا
1864 - سُلَيْمَان بن مهنا بن عِيسَى بن مهنا تقدم نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه أَحْمد يلقب علم الدّين ولي أمرة الْعَرَب وَكَانَ شجاعاً بطلاً توجه مَعَ قراسنقر إِلَى التتار فَأَقَامَ هُنَاكَ سبع عشرَة سنة ثمَّ عَاد إِلَى الْبِلَاد الإسلامية فَأَقَامَ بالرحبة وَكَانَ أَبوهُ وَعَمه فضل يرفدونه بِالْمَالِ ويحذرونه من الْوُقُوع(2/307)
فِي يَد السُّلْطَان فطال عَلَيْهِ الْأَمر فَركب بِغَيْر علمهمْ إِلَى مصر فَأقبل عَلَيْهِ النَّاصِر واقطعه اقطاعاً وَأَعْطَاهُ جملَة من المَال ثمَّ ولاه النَّاصِر أَحْمد امرة الْعَرَب عوضا عَن أَخِيه مُوسَى فَلم يزل على ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة 744 وَقَالَ ابْن حبيب مَاتَ فِي سنة 745 وَكَانَ شجاعاً جواداً وَله بِبِلَاد الْفُرَات نواب يجبونَ لَهُ المَال وساد فِي حَيَاة أَبِيه وَكَانَ أول قدومه على النَّاصِر سنة 711 فَأعْطَاهُ مائَة ألف ثمَّ قدم سنة 713 فَرد على أَبِيه امرة الْعَرَب وَكَانَ انتزعها مِنْهُ فَأَعْطَاهَا لِأَخِيهِ فضل ثمَّ لما كَانَ سنة 715 غضب من اخراج اقطاعه لغيره من أَقَاربه فلحق بخربندا فَأكْرمه ثمَّ أكْرمه أَبُو سعيد بعده ثمَّ لم يزل بِهِ أَخُوهُ مُوسَى إِلَى أَن فارقهم وَعَاد إِلَى دمشق فَدخل الْقَاهِرَة وَمَعَهُ هَدِيَّة جليلة فَأكْرمه النَّاصِر ثمَّ لما طرد النَّاصِر أَبَاهُ مهنا فِي سنة 720 لحق سُلَيْمَان بالعراق أَيْضا وعاث أَهله وعربه فِي التُّجَّار والقوافل وَقَطعُوا الطرقات ثمَّ أقلع هُوَ عَن ذَلِك وَعَاد للطاعة وَقدم طَائِعا
1865 - سُلَيْمَان بن مُوسَى بن بهْرَام السمهودي تَقِيّ الدّين ابْن الْهمام ولد سنة 58 واشتغل بالعلوم ونظم وناظر وَكَانَ عَارِفًا بالأصول متعففاً(2/308)
(كثير الْعِبَادَة فَمن نظمه فِي أَقسَام مَا ... لما فِي كَلَام الْعَرَب تِسْعَة أوجه)
(تعجب وصف منكورة وانف واشرط ... وَصلهَا وزد واستعملت مَصْدَرِيَّة)
(وَجَاءَت للاستفهام والكف فاضبط ... ) وَله
(ربيع فِي الشُّهُور لَهُ فخار ... عَظِيم لَا يحد وَلَا يرام)
(بِهِ كَانَت ولادَة من تسامت ... بِهِ الدُّنْيَا وطاب بهَا الْمقَام)
(نَبِي كَانَ قبل الْخلق طرا ... تقدم سَابِقًا وَهُوَ الختام) مَاتَ بسمهود سنة 736
1866 - سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سُلَيْمَان صدر الدّين الْكرْدِي البختي الشَّافِعِي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْحلَبِي نَاب فِي الحكم بحلب وَمَات سنة 722 والبختي بموحدة مَفْتُوحَة وخاء مُعْجمَة سَاكِنة ثمَّ مثناة أثنى عَلَيْهِ ابْن حبيب
1867 - سُلَيْمَان بن هِلَال بن شبْل بن فلاح بن خصيب بن حسن بن مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن دَاوُد بن عَليّ بن حسن بن عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن جَعْفَر الدِّمَشْقِي صدر الدّين الشَّافِعِي قَالَ ابْن رَافع هَكَذَا أمْلى نسبه الْجَعْفَرِي الحوراني صدر الدّين أَبُو الْفضل ولد سنة 42 وَقدم دمشق مراهقاً وَحفظ الْقُرْآن بمدرسة أبي عمر ثمَّ قدم بعد سنة 67 فلازم الشَّيْخ محيي الدّين النَّوَوِيّ وَالشَّيْخ تَاج الدّين وأتقن الْفِقْه وَسمع(2/309)
من ابْن أبي الْيُسْر والمقداد الْقَيْسِي وَغَيرهمَا وَحدث وَولي نِيَابَة الْقَضَاء لِابْنِ صصرى فِي سنة 706 وَكَانَ يخْطب بداريا ثمَّ خطب بِجَامِع العقيبة وَكَانَ متواضعاً جدا رُبمَا توجه إِلَى بعض الْخُصُوم عوض الرَّسُول والى الشَّاهِد ليسمع شَهَادَته واستسقى بِالنَّاسِ فِي سنة جَدب فسقوا وَذَلِكَ سنة 19 وَكَانَ لَا يدْخل الْحمام وَلَا يتنعم بمأكل وَلَا ملبس وَلَا يتْرك ثَوْبه القطبي وَلَا عمَامَته الصَّغِيرَة وَرجع مرّة من خطابة داريا على بَهِيمَة فَرَأى صعلوكة تحمل حطباً فَنزل وَحمل حطبها على دَابَّته إِلَى بَاب الْجَابِيَة ومحاسنه غزيرة وَقد نَاب فِي دَار الحَدِيث الأشرفية عَن ابْن الشريشي وَقَالَ البرزالي فَقِيه فَاضل أثنى عَلَيْهِ النَّوَوِيّ وَابْن الفركاح وَكَانَت وَفَاته فِي ثامن ذِي الْقعدَة سنة 725
1868 - سُلَيْمَان بن يحيى بن اسرائيل البصروي الْحَنَفِيّ صدر الدّين سمع من الشهَاب الخوبي ودرس بالخاتونية وَغَيرهَا قَالَ ابْن رَافع فِي مُعْجَمه كَانَ فَاضلا فِي الْفِقْه وَالْأُصُول متحرياً فِي الْفَتْوَى مَاتَ فِي ثَالِث رَجَب سنة 744(2/310)
1869 - سُلَيْمَان بن يُوسُف بن مُفْلِح بن أبي الْوَفَاء الياسوفي صدر الدّين الشَّافِعِي ولد سنة 739 تَقْرِيبًا وَنَقله أَبوهُ إِلَى مدرسة أبي عمر بالصالحية فَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَحفظ التَّنْبِيه ومختصر ابْن الْحَاجِب وَأَقْبل على التفقه وَأخذ عَن الْعِمَاد الحسباني والموجودين من أَعْلَام الشَّافِعِيَّة وتمهر حَتَّى كَانَ يَقُول كنت إِذا سَمِعت شخصا يَقُول أَخطَأ النَّوَوِيّ أعتقد أَنه كفر وَأخذ فِي علم الحَدِيث عَن ابْن رَافع وَغَيره وَسمع الْكثير من أَصْحَاب الْفَخر وَمن بعدهمْ وَكَانَ يحفظ من مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب فِي كل يَوْم مِائَتي سطر إِلَى أَن خَتمه وَكَانَ ذكياً فَقِيه النَّفس كثير الْمُرُوءَة محبوباً للنَّاس معينا للطلبة خُصُوصا أهل الحَدِيث على مقاصدهم بجاهه وَكتبه وَمَاله وَقد سمع بِمصْر والقاهرة وحلب وَقَرَأَ وخارج وشارك فِي فنون الحَدِيث وَخرج تخاريج مفيدة وَكَانَ سهل الْعَارِية للكتب كثير الاطعام للنَّاس قَالَ الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث ذكرت للشَّيْخ شهَاب الدّين الملكاوي الْمُهِمَّات للأسنوي فَقَالَ إِن الشَّيْخ صدر الدّين يحسن يكْتب من التَّنْبِيه أحسن مِنْهَا مَاتَ معتقلاً(2/311)
بقلعة دمشق فِي ثَالِث عشر شعْبَان سنة 789 بِسَبَب فتْنَة ابْن الْبُرْهَان الظَّاهِرِيّ وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله وَكَانَ لَازم ابْن حجي والعماد الحسباني وَولي الدّين المنفلوطي وبهاء الدّين الأخميمي وَكَانَ بعد ان نزل فِي الْمدَارِس قد ترك ذَلِك هُوَ وَبدر الدّين ابْن خطيب الحديثة الْمُقدم ذكره وتزهدا وتركا الرِّئَاسَة لَكِن صدر الدّين صَار يتَصَدَّى لِلْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وأوذي مرَارًا فَلم يرجع ثمَّ حبب إِلَيْهِ الحَدِيث فَأقبل عَلَيْهِ بكليته ورحل إِلَى مصر وحلب قَالَ الشهَاب ابْن حجي كَانَ جيد الْفَهم مَشْهُورا بالذكاء قَالَ وَكَانَ فِي أَوَاخِر أمره قد أحب مَذْهَب الظَّاهِر وسلك طَرِيق الِاجْتِهَاد وَصَارَ يُصَرح بتخطئة جمَاعَة من أكَابِر الْفُقَهَاء على طَريقَة ابْن تَيْمِية وَلما دخل الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الْبُرْهَان الشَّام بعد حبس الْملك الظَّاهِر الْخَلِيفَة المتَوَكل دَاعيا إِلَى الْقيام على السُّلْطَان التف عَلَيْهِ ونوه بِهِ وَصَارَ يتعصب لَهُ ويعينه فاتفق لَهُم تِلْكَ الكائنة فَأخذ فِيمَن أَخذ فَمَاتَ فِي سجن القلعة مبطوناً شَهِيدا فِي شعْبَان سنة 789 واستراح من المحنة الَّتِي أَصَابَت أَصْحَابه حَدثنِي(2/312)
نور الدّين عَليّ بن يُوسُف بن مَكْتُوم بحماة قَالَ كنت عِنْد الشَّيْخ صدر الدّين الياسوفي وَكَانَ أَحْمد الظَّاهِرِيّ يتَرَدَّد إِلَيْهِ فاتفق أَنه طلب فجَاء قوم إِلَى الشَّيْخ صدر الدّين فَأَخَذُوهُ وأصعدوه إِلَى القلعة وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَن خَالِدا العاجلي الْحلَبِي كَانَ مِمَّن وَافق أَحْمد الظَّاهِرِيّ على دَعوته وَكَانَ يعرف ابْن الْحِمصِي نَائِب قلعة دمشق مُنْذُ كَانَ ابْن الْحِمصِي بحلب فتردد إِلَيْهِ فَأكْرمه فتوسم فِيهِ أَنه يُجِيبهُمْ الى مطلوبهم وخدعاه فأظهر لَهُ الْميل إِلَيْهِ وأصغى لَهُ إِلَى أَن أطلعه على سرهم فاغتنم ابْن الْحِمصِي الفرصة فِي بيدمر فكاتب الظَّاهِر بِأَن قوما صفتهمْ كَذَا دعوا إِلَى الْخُرُوج على السُّلْطَان وأجابهم بيدمر وَفُلَان وَفُلَان وَأَنَّهُمْ دَعونِي فأظهرت الْميل إِلَيْهِم وطالعت السُّلْطَان فجَاء الْجَواب بِالْقَبْضِ على بيدمر وعَلى أَحْمد الظَّاهِرِيّ وَأَتْبَاعه قَالَ فاتفق أَنهم وجدوا أَحْمد بالجامع مَعَ شَخْصَيْنِ من طلبة الياسوفي فقبضوا عَلَيْهِم فتبرأ الرّجلَانِ من أَحْمد وَقَالا إِنَّمَا مشينا مَعَه لِأَنَّهُ يتَرَدَّد الى شَيخنَا وَيسمع مَعَه وَعَلِيهِ فَأَمرهمْ ابْن الْحِمصِي بِالْقَبْضِ على الشَّيْخ صدر الدّين قلت(2/313)
وَذكر لي ابْن الْبُرْهَان وَهُوَ أَحْمد الظَّاهِرِيّ الْمَذْكُور أَن الشَّيْخ صدر الدّين لما قبض عَلَيْهِ حصل لَهُ فزع شَدِيد اورثه الاسهال فاستمر بِهِ إِلَى أَن مَاتَ بالقلعة مَظْلُوما مبطوناً شَهِيدا وجهز ابْن الْحِمصِي أَحْمد الظَّاهِرِيّ وَمن مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة فَكَانَ من أَمرهم مَا كَانَ وقرأت بِخَط الشَّيْخ برهَان الدّين الْمُحدث الْحلَبِي ان الشَّيْخ صدر الدّين حفظ التَّنْبِيه وَهُوَ صَغِير ومختصر ابْن الْحَاجِب وَمهر فِي الْمَذْهَب وَاقْبَلْ على الحَدِيث فَأكْثر وَتخرج بِابْن رَافع وَابْن كثير وَغَيرهمَا وَسمع الْكثير وَكَانَ دينا كثير الْعلم وَالْعَمَل والاحسان إِلَى الطّلبَة والواردين وَخرج عدَّة تخاريج وَجمع عدَّة كتب وَذكر فِي سَبَب مَوته نَحوا مِمَّا ذكره لنا ابْن مَكْتُوم وَقَالَ أَنه كَانَ يحفظ من الْمُخْتَصر كل يَوْم مِائَتي سطر ورحل فِي الحَدِيث إِلَى حلب وحمص والقاهرة وَغَيرهَا وَقَالَ أَيْضا أَخْبرنِي الشهَاب الملكاوي انه برع فِي معرفَة الْمَذْهَب حَتَّى لَو اتّفق انه تصدى لعمل شَيْء فِي الْفِقْه نَظِير مَا عمله الشَّيْخ جمال الدّين على الْمُهِمَّات لَكَانَ يملي من حفظه نَحْو مَا صنف الاسنوي وَكَانَ الشَّيْخ نجم الدّين الْمرْجَانِي يفرط فِي تقريظ الياسوفي وخطه قوي
1870 - سُلَيْمَان المنوفي شيخ الشَّيْخ عبد الله المنوفي الْمَالِكِي ذكر الشَّيْخ خَلِيل لَهُ فِي التَّرْجَمَة الَّتِي جمعهَا للشَّيْخ عبد الله كرامات وَأَنه كَانَ يقرئ(2/314)
الْأَطْفَال ويؤدبهم احتسابا وَأَنه ربى الشَّيْخ عبد الله وعمره تسع سِنِين سنة نَيف وَتِسْعين وسِتمِائَة إِلَى أَن كبر وَبلغ الْغَايَة فِي الْعِبَادَة فَيُقَال أَن الشَّيْخ إِبْرَاهِيم ابْن الشَّيْخ سُلَيْمَان حضر عِنْد وَالِده وَهُوَ فِي السِّيَاق فَسَأَلَهُ أَن يَدْعُو لَهُ فَقَالَ لَهُ يَا وَلَدي مَا ترك الشَّيْخ عبد الله شَيْئا
1871 - سُلَيْمَان التركماني الْحَنَفِيّ نَشأ بحمص ودرس بهَا ثمَّ ولي قَضَاء حماة وَكَانَ مشاركاً فِي الْفُنُون ويدري القراآت مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة 736
1872 - سُلَيْمَان الونشريسي نزيل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَاحِد من كَانَ يعْتَقد بهَا مَاتَ فِي الْمحرم سنة 756 ذكره ابْن فَرِحُونَ
1873 - سنبل بن عبد الله الْهِنْدِيّ التَّاجِر السفار عَتيق دَاوُد السلَامِي ذكره البرزالي وَابْن رَافع فِي معجميهما وَوَصفه بِالْخَيرِ والديانة وَكَانَ لَهُ سَماع من الْفَخر وَمَات فِي سادس الْمحرم سنة 739
1874 - سنجر بن عبد الله بن يُوسُف الْموصِلِي يُقَال لَهُ لحر سمع من عُثْمَان ابْن رَشِيق وَابْن عزون وَغَيرهمَا من صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث بعد الثَّلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَكَانَ يَقُول أَنه حر الأَصْل من آمد
1875 - سنجر الانطاكي عَتيق ابْن القواس ذكره البرزالي وَابْن رَافع(2/315)
فِي معجميهما وَسمع الْمَذْكُور من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث وَمَات فِي سنة 734 وَله
1876 - سنجر ارجواش المنصوري نَائِب قلعة دمشق من أَيَّام الْمَنْصُور ثمَّ نكب فِي أَيَّام الْأَشْرَف ثمَّ أُعِيد إِلَيْهَا وَله الْيَد الْبَيْضَاء فِي حِصَار التتار دمشق فِي وقْعَة غازان فَإِن التتار صعدوا فَوق سطح دَار السَّعَادَة ورموا القلعة بالنشاب فَرمى هُوَ عَلَيْهِم قَوَارِير النفط فأحرقت الأخشاب وَسَقَطت السقوف بهم فِي النَّار وَكَانَ سليم الْبَاطِن لَهُ حكايات عَجِيبَة فِي ذَلِك وأحبه النَّاس لما ظهر مِنْهُ من الثَّبَات فِي حفظ القلعة وساس الْأَمر أحسن سياسة وَكَانَت وَفَاته فِي ذِي الْحجَّة سنة 701
1877 - سنجر بن عبد الله الجاولي أَبُو سعيد ولد سنة 653 بآمد ثمَّ صَار لأمير يُقَال لَهُ جاول فِي سلطنة الظَّاهِر بيبرس فنسب إِلَيْهِ ثمَّ خدم الْمَنْصُور قلاون ثمَّ أخرج إِلَى الكرك ثمَّ استخدمه كتبغا(2/316)
ثمَّ كَانَ أول مَا ولي نِيَابَة الشوبك ثمَّ عمل استادار صُحْبَة للناصر نِيَابَة عَن بيبرس الجاشنكير لما صَار هُوَ وسلار مدبري الدولة ثمَّ تغير عَلَيْهِ بيبرس وصادره فَبَاعَ موجوده وَخرج إِلَى الشَّام بطالاً بعد أَن تعصب لَهُ سلار وغاضب بيبرس لأَجله فَمَا أَفَادَ وَذَلِكَ فِي الْمحرم سنة 706 فَلم يزل بِدِمَشْق إِلَى أَن تحرّك النَّاصِر من الكرك وَلم يكن لَهُ فِي سلطنة المظفر حل وَلَا عقد فنفعه ذَلِك وَقدم مَعَه مصر فولاه شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ استنابه النَّاصِر بغزة بعد مَجِيئه من الكرك سنة 711 فعمر بهَا قصراً للنيابة وَهُوَ أول من مدنها لبنائه بهَا الْقصر وَالْجَامِع وَالْحمام والمدرسة للشَّافِعِيَّة وخان السَّبِيل والمرستان والميدان ثمَّ أرْسلهُ النَّاصِر إِلَى دمشق لروك الْبِلَاد وَذَلِكَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 712 فَأَقَامَ إِلَى أَن تنجز ذَلِك وأعانه عَلَيْهِ معِين الدّين بن خشفيش نَاظر الْجَيْش إِذْ ذَاك وسَاق الْعين فِي الْقُدس ثمَّ أمْسكهُ النَّاصِر سنة 720 وأحيط بِمَالِه وسجن بالاسكندرية وَكَانَ السَّبَب فِي ذَلِك أَنه لما راك الْبِلَاد الشامية اخْتَار لمماليكه خِيَار الاقطاعات فَلم يعجب تنكز ثمَّ لما أَمر النَّاصِر امراء الْبِلَاد كلهَا اخْتَار أَن يكون تنكز وَاسِطَة بَينهم وَبَين النَّاصِر غضب الجاولي من ذَلِك(2/317)
لِأَنَّهُ كَانَ يظنّ أَنه بتقدمه وسابقته لَا يتَقَدَّم عَلَيْهِ تنكز فَاسْتَأْذن على الْحَج فنم عَلَيْهِ بعض مماليكه بِأَنَّهُ يُرِيد أَن يهرب إِلَى الْيمن فأسرها النَّاصِر ثمَّ أرسل من قبض عَلَيْهِ ثمَّ أفرج عَنهُ سنة 728 وَأمره مائَة وَاسْتقر من أُمَرَاء المشورة ثمَّ كَانَ هُوَ الَّذِي تولى غسل النَّاصِر وَدَفنه وَولي نِيَابَة حماة فِي أَيَّام الصَّالح ثمَّ غَزَّة وَعمر بِبَلَد الْخَلِيل جَامعا سقفه مِنْهُ وَهُوَ صَاحب الْمدرسَة الَّتِي بالكبش والقناطر بارسوف والخان بِقرب للسد والخان بحمرة سِنَان وَهُوَ آخر من بعثوه لحصار النَّاصِر أَحْمد بالكرك وَكَانَ قد سلك مَعَه سَبِيل من تقدمه من المطاولة فافترى عَلَيْهِ النَّاصِر وسبه فخنق مِنْهُ وَنقل المنجنيق إِلَى مَكَان يعرفهُ ورماه فَمَا أخطأه وَكَانَ محباً فِي الْعلم خُصُوصا علم الحَدِيث وَشرح مُسْند الشَّافِعِي(2/318)
شرحاً حافلاً وجلب فِيهِ من نُصُوص الشَّافِعِي شَيْئا كثيرا وعاونه جمَاعَة من الأكابر فِي عصره وَحَاصِله أَنه جمع بَين شرحي الرَّافِعِيّ وَابْن الْأَثِير بلفظهما فان كَانَ الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ نقل الْكَلَام ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد وَأَن كَانَ فِي صَحِيح مُسلم نقل كَلَام النَّوَوِيّ من شَرحه وَحدث بِمُسْنَد الشَّافِعِي بِسَمَاعِهِ من دانيال بن منكلي قَاضِي الشوبك وَسمع مِنْهُ القطب الْحلَبِي وَمَات قبله بِمدَّة وَشَيخنَا أَبُو الْفرج ابْن الْغَزِّي وَشَيخنَا شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفضل بن الْعِرَاقِيّ وَكَانَ فِيهِ بر ومعروف وَكَانَت وَفَاته فِي تَاسِع شهر رَمَضَان سنة 745 قَرَأت بِخَط الْبَدْر النابلسي أَنه قَارب الْمِائَة
1878 - سنجر الصوابي الجاشنكير علم الدّين تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي ولَايَة الْقَاهِرَة فِي سنة 693 وَكَانَ شجاعاً حسن الشكل مَاتَ سنة 706
1879 - سنجر السروري الْمَعْرُوف بالخازن الأشرفي كَانَ من المماليك المنصورية فَلم يزل يترقى إِلَى أَن صَار وَالِي الْقَاهِرَة وَكَانَ حسن السياسة لطيف الذَّات حسن الْأَخْلَاق وَكَانَ غزا النّوبَة سنة 86 فِي عَسْكَر كَبِير مَعَ ايدمر والى قوص فكسروهم وعادوا بغنائم عَظِيمَة وأسروا جمَاعَة من أكَابِر النّوبَة وَاسْتقر سنجر بعْدهَا مهمندارا ثمَّ ولي البهنسا(2/319)
ثمَّ ولي ولَايَة الْقَاهِرَة بعد ذَلِك 12 سنة آخرهَا سنة 724 وَولي قبل ذَلِك شدّ الدَّوَاوِين بعد عود الْملك النَّاصِر من الكرك فِي سلطنته الثَّالِثَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 735 وَإِلَيْهِ ينْسب حكر الخازن بِالْقَاهِرَةِ قَرِيبا من بركَة الْفِيل وَله خانقاه بِالْقربِ من الشَّافِعِي
1880 - سنجر الألفي وَإِلَى نابلس وَاحِد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 713
1881 - سنجر الْبَغْدَادِيّ الطَّبِيب مجد الدّين غُلَام ابْن الصّباغ كَانَ ماهراً فِي صناعَة الطِّبّ ولي نظر المستنصرية بِبَغْدَاد وَغير ذَلِك وَمَات فِي أَوَائِل شعْبَان سنة 715
1882 - سنجر المنصوري الْمُقْرِئ أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق وَكَانَ قبل ذَلِك بطرابلس مَاتَ فِي أول الْمحرم سنة 707
1883 - سنجر الْحِمصِي تنقل فِي الولايات وباشر فِي مصر وَالشَّام وَعمل نِيَابَة الرحبة وَعمل شدّ الدَّوَاوِين بِمصْر وطرابلس وحلب وَمَات وَهُوَ يُرِيد الدُّخُول إِلَى طرابلس فِي أَوَاخِر سنة 743
1884 - سنجر البرواني أحد الْأُمَرَاء بِمصْر وَلم يزل يترقى حَتَّى اخْتصَّ بالمظفر بيبرس فِي سلطنته وَكَانَ يعْتَقد خَيره فَلَمَّا رَجَعَ النَّاصِر إِلَى(2/320)
السلطنة قبض عَلَيْهِ فَلم يزل إِلَى أَن افرج عَنهُ بعد أَن حج سنة 727 وَاسْتقر أَمِير طبلخاناة وَكَانَ شجاعاً قَالَ القطب الْحلَبِي كَانَ شَيخا كَبِيرا مَاتَ فجاءة فِي الْحمام فِي ربيع الآخر سنة 731
1885 - سنجر الزراق أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق مَاتَ فِي شعْبَان سنة 721
1886 - سنجر الطرفجي أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق ولي شدّ الدَّوَاوِين وَولَايَة الْبَلَد وَغير ذَلِك وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة 833
1887 - سنجر الرضوي يَأْتِي فِي عماد
1888 - سنجر الأصولي يَأْتِي فِي طَلْحَة
1889 - سنجر الجمقدار كَانَ من المماليك المنصورية وتنقل إِلَى أَن أَمر بِدِمَشْق ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة فِي فتْنَة النَّاصِر أَحْمد صُحْبَة قطلوبغا الفخري وَمَات سنة 745 وَقد أسن وارتعش
1890 - سنجر الافتخاري الجندي بالحسينية من الْقَاهِرَة سمع من غَازِي(2/321)
الحلاوي وَحدث وَكَانَ دينا خيرا كَرِيمًا مَاتَ فِي شهر رَجَب سنة 741
1891 - سنجر بن عبد الله الْآمِدِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي مولى الْعِمَاد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الدقاق فِي الْحِنْطَة يلقب علم الدّين سمع من أبي بكر النشبي وَحدث عَنهُ وَسمع أَيْضا من الْكَمَال ابْن عبد وَعبد الرَّحْمَن بن سلمَان الْبَغْدَادِيّ ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع مِنْهُ البرزالي وَلم يذكرهُ فِي مُعْجَمه
1892 - سنجر عَتيق ابْن عبد الرَّحِيم سمع من إِسْمَاعِيل بن أبي الْيُسْر وَأحمد بن عبد الدَّائِم وَعنهُ الْبَدْر النابلسي وَحدث عَنهُ فِي سنة 732 وَمَات سنة
1893 - سنجر بن عبد الله النجمي مولى نجم الدّين ابْن هِلَال سمع من الابرقوهي جُزْء ابْن الطلاية فَكَانَ آخر من حدث عَنهُ بِدِمَشْق وَامْتنع جمَاعَة من السماع عَلَيْهِ اشهرته بتعاطي الرِّبَا وَكَانَ حصل من الْمُعَامَلَات مَالا جزيلاً فصودر مرّة فَأخذ مِنْهُ نَحْو ثَلَاثِينَ ألف دِينَار وَمَات فِي سَابِع صفر سنة 769
1894 - سنقر شاه الظَّاهِرِيّ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِدِمَشْق قبض عَلَيْهِ(2/322)
فِي الدولة المنصورية ثمَّ أفرج عَنهُ الْأَشْرَف خَلِيل وَأمره ثمَّ قبض عَلَيْهِ فِي أَيَّام لاجين ثمَّ أفرج عَنهُ فاستمر فِي أَمرته بِدِمَشْق حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة 711
1895 - سنقر شاه المنصوري أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار بِدِمَشْق كَانَ أحد الْمَشْهُورين بحب الصَّيْد اصطاد مرّة من غابة ارسوف خَمْسَة عشر أسداً مِنْهَا اسد اسود كَبِير وَولي نِيَابَة صفد من سنة 704 إِلَى سنة 707 وَمَات فِي سنة 707 من قبل أَن يبلغهُ الْعَزْل وَكَانَ مَوْصُوفا بالبخل الشَّديد وَخلف أَمْوَالًا لَا تحصى كَثْرَة وَلم يخلف سوى بنت وَاحِدَة
1896 - سنقر بن عبد الله الجوشني شمس الدّين مولى الْبَدْر ابْن طَاهِر ابْن إِسْمَاعِيل الْحَنْبَلِيّ كَانَ رجلا صَالحا سمع من النجيب وَابْن خطيب المزة والعماد الْحُسَيْنِي وَابْن الْعِمَاد وَأحمد بن حمدَان والصوري وَجَمَاعَة من أَصْحَاب ابْن باقا وَحدث وَكَانَ يسْقِي المَاء فِي حَانُوت بِبَاب النَّصْر ويتسبب فِيهِ وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ مَاتَ فِي لَيْلَة النّصْف من الْمحرم سنة 727
1897 - سنقر بن عبد الله الزيني عَلَاء الدّين أَبُو سعيد الأرمني القضائي الْحلَبِي اشْتَرَاهُ قَاضِي حلب زين الدّين ابْن الْأُسْتَاذ سنة 624 وسَمعه مَعَ أَوْلَاده من الْمُوفق عبد اللَّطِيف وَعز الدّين ابْن الْأَثِير وَابْن شَدَّاد وَابْن روزبه وَابْن الزبيدِيّ والأنجب الحمامي وَعبد اللَّطِيف بن القبيطي(2/323)
وَعبد الرَّحِيم بن الطُّفَيْل ويوسف بن خَلِيل وَغَيرهم بِدِمَشْق وحلب ومصر والاسكندرية وَحدث بالكثير وَتفرد بأَشْيَاء قَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ طَوِيل الرّوح فِيهِ سُكُون وحياء ومروءة وَكَانُوا يثنون عَلَيْهِ وَخرجت لَهُ مشيخة وَمَات فِي شَوَّال سنة 706
1898 - سنقر بن عبد الله الكوجني شمس الدّين أَبُو الْعَلَاء سمع من شمس الدّين ابْن الْعِمَاد وَمن عمر بن مَنْصُور بن مُحَمَّد بن اسحاق الارسوفي مشيخة أبي الطَّاهِر بن أبي الصَّقْر وَحدث ذكره ابْن رَافع فِي مُعْجَمه وَقَالَ سمع مِنْهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَكَانَ دينا خيرا وقوراً رَئِيسا مولده تَقْرِيبًا سنة 670 قَالَ وقرأت عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ سنة 724
1899 - سنقر الاستادار أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار للناصر حسن وَكَانَ يَقُول أَنه أَخُو بكتمر المؤمني ثمَّ غضب السُّلْطَان عَلَيْهِ وَأخرج إِلَى صهيون بطالاً وَمَات فِي ذى الْقعدَة سنة 761 وَكَانَ مَشْهُورا بالعصبية والمروءة
1900 - سنقر الجمالي مَمْلُوك جمال الدّين آقش الافرم ثمَّ ولي نِيَابَة بعلبك ثمَّ نقل إِلَى طرابلس وَمَات بهَا فِي اوائل شهر ربيع الآخر سنة 749
1901 - سنقر الرُّومِي الْمُسْتَأْمن قدم فِي زمن النَّاصِر رَسُولا فَاسْلَمْ واقام بِالْقَاهِرَةِ فاعطى امرة عشرَة وَكَانَ عَارِفًا بالنبات والعقاقير والفلك فداخل الْأُمَرَاء فِي ذَلِك وَتمكن مِنْهُم حَتَّى حصل لَهُ مَال كَبِير واختص(2/324)
بالكامل شعْبَان ثمَّ نفي بعده ثمَّ اعيد حَتَّى مَاتَ فِي الطَّاعُون الْعَام سنة 749
1902 - سنقر السعدى ولى نِيَابَة الْجَيْش ثمَّ اخْرُج إِلَى طرابلس فِي سنة 23 فَكَانَ يتعانى الزِّرَاعَة وَهُوَ الَّذِي عمر نَاحيَة الْبَحْر برايه فَكَانَ لَهُ فِيهَا ثَلَاثُونَ بستاناً وَعمر بِالْقَاهِرَةِ الْمدرسَة السعدية بِخَط حدرة الْبَقر وَكَانَ سَبَب اخراجه غضب قوصون مِنْهُ فَأَقَامَ بطرابلس إِلَى ان مَاتَ فِي سنة 728
1903 - سنقر الكمالي الْحَاجِب كَانَ يَنُوب بشيزر ثمَّ قدم فِي ايام لاجين ثمَّ كَانَ أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار فِي دولة النَّاصِر الثَّانِيَة وهم سلار وبيبرس الجاشنكير والجوكندار وَهَذَا وَكَانَ اسْتَقر فِي الحجوبية فباشرها احسن الْمُبَاشرَة وَلم يحفظ عَلَيْهِ أَنه فعل سوءا وَلَا نطق بِكَلِمَة سوء وَمَات فِي حبس الْملك النَّاصِر بقلعة الْجَبَل فِي شهر ربيع الآخر وَذَلِكَ فِي سنة 718 وَكَانَ الْقَبْض عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة(2/325)
1904 - سنقر المرزوقي تَأمر فِي زمن الْملك النَّاصِر بعد عوده من الكرك وَمَات فِي رَمَضَان سنة 733
1905 - سنقر المنصوري الاعسر شمس الدّين أحد الْأُمَرَاء الْكِبَار كَانَ مَمْلُوك عز الدّين ايدمر الظَّاهِرِيّ نَائِب الشَّام ثمَّ صَار إِلَى الْمَنْصُور فولاه نِيَابَة الاستادارية ثمَّ شدّ الدَّوَاوِين بِدِمَشْق ثمَّ صودر فِي زمَان الْأَشْرَف خَلِيل ثمَّ ولاه قبجق شدّ الدَّوَاوِين ثمَّ ولاه لاجين الوزارة فِي رَجَب سنة 696 فباشرها بمهابة زَائِدَة ثمَّ عزل ثمَّ اعيد وَكَانَ صَارِمًا مهاباً مَاتَ فِي سنة 709 وَلما عَاد سنقر الاعسر إِلَى الوزارة فِي رَمَضَان سنة 98 وَرجع الْعَسْكَر من وقْعَة وادى الخزندار وَقد انكسروا وارادوا الْعود إِلَى حَرْب التتار قَامَ سنقر الْوَزير وَابْن السنجق والى الْقَاهِرَة فِي تَحْصِيل المَال فقرر على كل اردب خروبة إِذا بيع تُؤْخَذ من الْمُشْتَرى وَنصف السمسرة من كل سوق وَهُوَ دِرْهَم من كل مائَة دِرْهَم وَجمع جَمِيع التُّجَّار والباعة فَفرض عَلَيْهِم من مائَة إِلَى عشرَة كل شخص واقترض من الكارمية أَمْوَالًا عَظِيمَة وَكَانَ عَددهمْ كَبِيرا جدا وَقرر على كل دَار وبستان وَغَيرهَا قدرا معينا وَبَلغت مصادرته الْفُقَهَاء على كل عَاقد أَرْبَعِينَ دِينَارا وعَلى كل شَاهد عشْرين فَقَامُوا قيَاما عَظِيما مَعَ(2/326)
مساعدة ابْن مخلوف الْمَالِكِي القَاضِي إِلَى أَن سومحوا بذلك ثمَّ توجه إِلَى الْبحيرَة وتروجة فَلم يتْرك لأحد من العربان سِلَاحا وَلَا مَاشِيَة إِلَّا أحَاط بهَا ثمَّ أخرج بعد ذَلِك إِلَى كشف القلاع فَسَار فِي الْمحرم سنة 701 وَرجع فاستمر أَمِيرا إِلَى أَن مَاتَ
1906 - سنقر النوري تنقل إِلَى أَن صَار أَمِير بهسنا وَكَانَ شهماً شجاعاً مَاتَ عَن سِتِّينَ مَوْطُوءَة لَهُ مِنْهُنَّ أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ولدا مَا بَين ذُكُور واناث وَذَلِكَ فِي سنة 736
1907 - سنقر مولى ابْن الشريشي سمع مشيخة الْقَاسِم بن المظفر وَحدث بِدِمَشْق سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة مشيخة الْقَاسِم تَخْرِيج الذَّهَبِيّ وَحدث عَنهُ
1908 - سوار أَمِير شكار يلقب مبارز الدّين كَانَ من أُمَرَاء الرّوم بقيصرية وَقدم مَعَ أَبِيه الْقَاهِرَة فِي سنة 675 فَأكْرمه الظَّاهِر بيبرس وَأمره ثمَّ عظم فِي أَيَّام الْمَنْصُور وَتقدم إِلَى أَن مَاتَ فِي أَيَّام النَّاصِر الثَّانِيَة سنة 704 وَكَانَ دينا كَرِيمًا
1909 - سوتاي بِضَم أَوله وَسُكُون الْوَاو بعْدهَا مثناة التترى النوين الْحَاكِم على ديار بكر ولد فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ أَو قبلهَا وَحضر وَاقعَة(2/327)
بَغْدَاد وَهُوَ بَالغ وَكَانَ أَمِير آخور عِنْد ابغا ملك التتار مُعظما عِنْد جَمِيع مُلُوكهمْ ثمَّ تولى أمرة ديار بكر بعد وَفَاة النوين أيبك وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ بِبَلَدِهِ الَّتِي قرب الْموصل فِي سنة 732 وَيُقَال أَنه بلغ الْمِائَة وَرَأى أَرْبَعَة بطُون من أَوْلَاده وَأَوْلَادهمْ حَتَّى أنافوا على الاربعين وَكَانَ قد اضر قبل مَوته بسنوات قَالَ ابْن حبيب فِي تَرْجَمته كَانَ محبباً إِلَى رَعيته لَهُ حزم وسياسة وَعمر طَويلا
1910 - سودى الناصري رَأس نوبَة كَانَ من أَعْيَان الْأُمَرَاء وَولي نِيَابَة حلب فِي سنة 712 وَهُوَ الَّذِي أجْرى النَّهر من الشاجور إِلَى قويق وَطوله أَرْبَعُونَ ألف ذِرَاع وَكَانَت الغرامة عَلَيْهِ أَرْبَعمِائَة ألف دِرْهَم لم يظلم فِيهِ أحدا وَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ فِي رَجَب سنة 714 وَكَانَت مُدَّة امرته على حلب سنتَيْن
1911 - سولى بن قراجا بن دلغادر التركماني كَانَ مَوْصُوفا بالشجاعة وجودة الرَّأْي ولي نِيَابَة الابلستين ومرعش بعد أَخِيه خَلِيل مرَارًا واعتقل مرّة بحلب ثمَّ تهَيَّأ لَهُ الْهَرَب وَقدر أَنه قتل غيلَة على فرَاشه فِي سنة 800(2/328)
1912 - سُوَيْد بن مُحَمَّد بن سُوَيْد الْحِمصِي أَبُو مُحَمَّد الرزاز سمع من ابْن الشّحْنَة كتاب التَّوْحِيد من صَحِيح البُخَارِيّ وَحدث عَنهُ بِهِ سمع مِنْهُ أَبُو حَامِد بن ظهيرة وَحدث عَنهُ بِمَكَّة
1913 - سلار البيري المنصوري كَانَ من مماليك الصَّالح عَليّ بن قلاون فَلَمَّا مَاتَ صَار من خَواص أَبِيه ثمَّ من خَواص الْأَشْرَف وناب فِي الْملك عَن النَّاصِر وَاسْتمرّ فِي ذَلِك فَوق الْعشْر سِنِين وَلما ولى لاجين أكْرمه وأحترمه وَكَانَ صديقه فَلَمَّا قتل ندبوه إِلَى أحضار النَّاصِر من الكرك فركن إِلَيْهِ وَسَار مَعَه وأستنابه وَقدمه على الْكل وَسَار فِي جُمَادَى الاخرة سنة 701 إِلَى الصَّعِيد فوطأه وَأمْسك من الْعَرَب المفسدين جمَاعَة وأوقع بهم وَعَاد فِي شعْبَان مِنْهَا وَيُقَال إِن جملَة مَا أحضرهُ من الْخُيُول خَمْسَة آلَاف وَمن الْجمال عشْرين ألفا خَارِجا عَن الْغنم وَالْبَقر وَغير ذَلِك وَكَانَ ابوه أَمِير شكار عِنْد صَاحب الرّوم فَلَمَّا وَاقع الظَّاهِر بيبرس الرّوم والمغل كَانَ مِمَّن أسر فَاشْتَرَاهُ قلاون وَأَعْطَاهُ لِابْنِهِ الصَّالح وَأمر عشرَة فِي سنة مَاتَ الصَّالح عَليّ وَاسْتمرّ للمنصور فِي خدمته ثمَّ للاشرف وَلما تسلطن لاجين بعث سلار على الْبَرِيد من العوجاء إِلَى الْقَاهِرَة فَحلف لَهُ الْأُمَرَاء وَقَامَ فِي أمره قيَاما حسنا فشكره على ذَلِك ثمَّ كَانَ من القائمين بتدبير المملكة بعد قتل لاجين وَكَانَ عَاقِلا عَارِفًا وَهُوَ الَّذِي أقترح أَشْيَاء من(2/329)
الملابس وتنسب إِلَيْهِ إِلَى آلان وَلما ملك المظفر بيبرس اسْتمرّ بِهِ فِي النِّيَابَة فَلَمَّا عَاد النَّاصِر من الكرك ولاه الشوبك فَتوجه إِلَيْهَا ثمَّ خشِي على نَفسه ففر فِي الْبَريَّة ثمَّ نَدم وَطلب الْأمان وَحضر إِلَى الْقَاهِرَة فاعتقل وَمنع عَنهُ الْغذَاء فَيُقَال أكل خفه وَمَات جوعا وَقيل بل دخلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا لَهُ قد عَفا عَنْك السُّلْطَان فَقَامَ فَمشى من الْفَرح خطوَات وخر مَيتا وَكَانَ يُقَال أَن أقطاعاته بلغت نَحْو أَرْبَعِينَ طبلخاناة وأشتهر بَين الْعَوام أَن دخله فِي كل يَوْم مائَة ألف دِرْهَم وَيُقَال أَنه وجد لَهُ ثَلَاثمِائَة ألف ألف دِينَار حَكَاهُ الْجَزرِي وَقَالَ الذَّهَبِيّ هُوَ كالمستحيل ثمَّ برهن على بُطْلَانه بِأَن ذَلِك يكون حمل خَمْسَة آلَاف بغل قَالَ وَمَا سمعنَا عَن أحد من كبار السلاطين أَنه ملك هَذَا الْقدر لَا سِيمَا وَهُوَ خَارج عَن الْجَوَاهِر والحلي وَالْخَيْل وَالسِّلَاح والغلال وَمن عجب الدَّهْر أَنه دخل إِلَى شونته فِي سنة مَوته سِتّمائَة ألف أردب وَمَات مَعَ ذَلِك جوعا وَكَانَ مَوته فِي شهر ربيع الاخر سنة 710 وَهُوَ فِي حُدُود الْخمسين بل لم يبلغهَا وَلم يكن(2/330)
للناصر كَلَام أَيَّام سلار وبيبرس غير الِاسْم وَكَانَ سلار كَبِير أُمَرَاء الصالحية والظاهرية وبيبرس كَبِير البرجية وَفِي سنة 99 قدم دمشق فقرر عز الدّين حَمْزَة القلانسي فِي وزارة دمشق وَابْن جمَاعَة فِي الْقَضَاء وَشهد وقْعَة شقحب مَعَ النَّاصِر وأبلى فِيهَا بلَاء عَظِيما وَقَامَ لما وَقعت الزلزلة سنة 702 فَحمل فِي الْبَحْر عشرَة آلَاف أردب فَفرق غالبها فِي سنة وأوفى دُيُون غَالب من بِمَكَّة حَتَّى يُقَال أَنه كتب أَسمَاء جَمِيع من بِمَكَّة سَاكِنا فَأعْطى كل مِنْهُم قوت سنة وَكَذَا فعل بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَكَانَ أَصْحَاب بيبرس رُبمَا أغروه بسلار فَلَا يتَغَيَّر عَلَيْهِ حَتَّى هم سلار مرّة أَن يحجّ وَيدخل الْيمن ويتملكها فَفطن لَهُ بيبرس فَمَا زَالَ حَتَّى رجعه عَن ذَلِك فَلَمَّا سَار النَّاصِر إِلَى الكرك مغاضباً لَهما أتفقوا على سلطنة سلار فَامْتنعَ وأصر فاستقر بيبرس فَمَا زَالَت ايام بيبرس وَكَانَت حَاشِيَته الحت عَلَيْهِ فِي الْقَبْض على سلار فهم بذلك ففهم سلار ذَلِك فتمارض وَاتفقَ انحلال امْر بيبرس وفر فَأرْسل سلار مَمْلُوكه اسْلَمْ بالنجاة إِلَى النَّاصِر وَجلسَ فِي دَار النِّيَابَة وَطلب من النَّاصِر نِيَابَة الشوبك لما حضر وَجلسَ على كرْسِي الْملك فانعم عَلَيْهِ بهَا وسافر وَترك وَلَده ناصراً مُقيما بِالْقَاهِرَةِ(2/331)
بعد ان أمره عشرَة ثمَّ قبض النَّاصِر على اخوة سلار ثمَّ أرسل يَطْلُبهُ فاشاروا عَلَيْهِ بالفرار إِلَى الْحجاز أَو إِلَى برقة أَو إِلَى التتار فَامْتنعَ وَقدم إِلَى النَّاصِر فَقبض عَلَيْهِ فِي سلخ ربيع الأول سنة 710 وَكَانَ أعجوبة فِي النَّحْل وَالْكَرم فانه اعطى اميرا وَاحِدًا كَانَ اقطاعه قد انْكَسَرَ ألف دِينَار وَأَرْبَعَة آلَاف أردب وَأعْطى آخر أَرْبَعَة آلَاف أردب وَألف رَأس غنم وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة والفروسية حَتَّى لَا يَتَحَرَّك على ظهر فرسه إِذا رَكبه وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ إِذا لعب بالكرة لَا يرى فِي ثِيَابه عرقه
1914 - سلامش أحد الْأُمَرَاء الْأَعْيَان بالديار المصرية كَانَ مَوْصُوفا بِالدّينِ وَالْخَيْر وَمَات فِي رَمَضَان سنة 732
1915 - سيارة بنت إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الطَّبَرِيّ المكية سَمِعت على الرضى الطَّبَرِيّ والدها وَهِي وَالِدَة مُحَمَّد بن أَحْمد الْحرَازِي
1916 - سيسا بن عبد الله الْمُعظم بدر الدّين الزاهري أَبُو إِسْمَاعِيل سمع مَعَ أستاذه من ابْن عبد الدَّائِم نُسْخَة نعيم بن الهيصم وَغَيرهَا وَحدث ذكره البرزالي وَقَالَ كَانَ رجلا جيدا مَاتَ فِي لَيْلَة الثَّانِي عشر من الْمحرم(2/332)
سنة 721
1917 - سيف بن سَابق بن هِلَال بن يُونُس سيف الدّين الرجيحي شيخ الطَّائِفَة اليونسية وحفيد شيخهم الاكبر كَانَ حسن السِّيرَة ضخم الهامة جدا هائل المنظر مَاتَ فِي رَجَب سنة 706
1918 - سيف بن سُلَيْمَان بن كَامِل بن مَنْصُور بن علوان بن ربيعَة الموازيني السّلمِيّ الزرعي القَاضِي شرف الدّين ولد سنة 643 وَسمع من ابْن عبد الدَّائِم وَابْن أبي الْيُسْر وَغَيرهمَا وَحدث واشتغل وَولي الْقَضَاء بعدة بِلَاد وَمَات بالقدس سنة 713 فِي جُمَادَى الأولى وَكَانَ مشكور السِّيرَة وَله نظم قَلِيل
1919 - سيف بن فضل بن عِيسَى بن مهنا ولي الأمرة قَلِيلا ثمَّ أُعِيد أَحْمد بن مهنا وَكَانَ سيف كل قَلِيل يصل إِلَى الديار المصرية وَيرجع بِكُل مَا يقترحه من الانعامات وَكَانَ هُوَ واخوته لَا يدْخلُونَ تَحت حكم أَوْلَاد مهنا وَكَانَ سيف يرْمى بِعَدَمِ الصدْق وَقتل فِي اوائل سنة 760 كَذَا ارخه الصَّفَدِي وارخه ابْن كثير فِي ذِي الْقعدَة سنة 759 وَذَلِكَ ان فياض بن مهنا لما دخل الْقَاهِرَة وَقع بَين آل فضل حَرْب(2/333)
فَقتل فِيهَا سيف قَالَ ابْن كثير ورد أَوْلَاده متوجهين إِلَى الديار المصرية بعد قتل ابيهم فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة مِنْهَا وَقَالَ ابْن حبيب كَانَ سيف جَمِيع لِحَرْب مهنا بن عِيسَى وَوَقعت بَينه وَبَين فياض ابْن مهنا وقْعَة انْكَسَرَ فِيهَا ثمَّ تَوَاتَرَتْ الحروب ونهبوا من مَال سيف فِي بعض الوقعات من العمق عشْرين الف بعير وَحصل للرعية بِهَذِهِ الحروب بَينهم شرور كَثِيرَة وَكَانَ ذَلِك فِي سنة 748 وَمَا بعْدهَا إِلَى قتل سيف
حرف الشين الْمُعْجَمَة
1920 - شاذي بن دَاوُد بن شيركوه بن مُحَمَّد بن شيركوه بن شاذي الْملك الأوحد بن الزَّاهِر بن الْمُجَاهِد أحد الْأُمَرَاء بِدِمَشْق كَانَ مُعظما فِي الدولة كَبِير المكانة عِنْد الأفرم وَكَانَ قد سمع من الْفَقِيه أبي عبد الله اليونيني وَحدث عَنهُ وَكَانَ لَهُ اشْتِغَال وفضيلة وَمَات مُجَردا فِي صفر سنة 750 وَله تسع وَخَمْسُونَ سنة وَهُوَ أول من أَمر فِي دولة التّرْك من بني ايوب أمره الْعَادِل كتبغا سنة 694
1921 - شاذي بن مُحَمَّد بن شاذي بن النَّاصِر دَاوُد غياث الدّين ولد سنة 681 وَمَات فِي خَامِس صفر سنة 742 فجاءة
1922 - شَافِع بن عَليّ بن عَبَّاس بن إِسْمَاعِيل بن عَسَاكِر بن شَافِع بن إِسْمَاعِيل ابْن رَافع بن شَافِع بن عبد الله بن فَارس الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ نَاصِر الدّين سبط الشَّيْخ عبد الظَّاهِر ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة 649(2/334)