ـ[التكملة لكتاب الصلة]ـ
المؤلف: ابن الأبار، محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي (المتوفى: 658هـ)
المحقق: عبد السلام الهراس
الناشر: دار الفكر للطباعة - لبنان
سنة النشر: 1415هـ- 1995م
عدد الأجزاء: 4
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع](1/1)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا
قَالَ الْفَقِيه الْكَاتِب المحدث الْحَافِظ أَبُو عبيد الله مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي بكر الْقُضَاعِي ابْن الابار البلنسي رَحمَه الله
الْحَمد لله وَارِث الأَرْض وَمن عَلَيْهَا من الْخلق وباعث مُحَمَّد رَسُوله بِالْهَدْي وَدين الْحق وَصلى الله عَلَيْهِ وَآله وَأَصْحَابه مَا شيم لماع الْبَرْق واستديم هماع الودق
وَبعد فَهَذَا كتاب التكملة لكتاب الصِّلَة الَّذِي ألف أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال فوصل الْمُنْفَصِل وطبق فِي مُعَارضَة أبي الْوَلِيد بن الفرضي الْمفصل وَجَاء بحسنة أثمرت لَهُ الْحسنى وجاد على عفاة الْعلم بصلَة مَا أَسْنَى لَا جرم أَنه أعَاد بهَا من كَانَ فانيا وأعار الأندلس وَأَهْلهَا عمرا ثَانِيًا كافأ الله صَالح اعْتِمَاده واعتماله وشكر لَهُ وَاضح احتفائه واحتفاله من رجل ورد النمير الْمعِين وَوجد الظهير والمعين فَقل فِي رِوَايَة منح الرّيّ وَنَازع فري كَيفَ شَاءَ الفري وَاتفقَ أَن خلد حَتَّى هيل على أترابه التُّرَاب وخبأتهم فِي حقائبها الأحقاب فانتظمهم حسابه وشملهم كِتَابه وَلَو أَن هَؤُلَاءِ الَّذين جرفهم سيله وصرفهم إِلَى حجره ذيله سمح بهم غناهُ وسنح لَهُ ضد مأتاه لتل أسماهم فِي يَد من تلاه وأمد بهَا من رام أَن يلْحق مداه وَلَكِن أَبى إِلَّا أَن يوعب ليتعب من بعده وينجز فِي الاستغراف والاستلحاق وعده وعَلى ذَلِك فَإِنَّهُ أغفل مَعَ أَنه احتفل وأسأر مَعَ أَنه أَكثر إِذْ الْإِحَاطَة لله وَحده وَأَنا وَإِن كنت مَا ظَفرت بِغَيْر سُؤال وَلَا عجت الا على طلل بَال إِلَى تشعب حَال وتقلب بَال فقد وفيت مَا اقْتَضَاهُ الْوَفَاء وَعند الله فِي ذَلِك الْجَزَاء حَتَّى تيَسّر مَعَ الْإِجْمَال فِي الطّلب وَالِاحْتِمَال للنصب المريح إِن شَاءَ الله فِي المنقلب مَا بلغ مِنْهُ المُرَاد وانجح فِيهِ الإصدار والإيراد على تفَاوت أمرينا من قَرَار واضطراب وتباين حالينا من إنفاض وإتراب(1/5)
وَكَانَ أنبعاثي لهَذَا التَّقْيِيد الملتمس من الله فِيهِ حسن العون والتأييد أول شهر الله الْمحرم مفتتح سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة امتعاضا للجزيرة وارتماضا من كوائنها المبيرة ليعلم أَنَّهَا مَا أفلت أهلتها وَإِن أعضلت علتها وَبَطلَت على الْبُرْء أدلتها وَلَا هوت نجومها وَإِن أقوت رسومها وألوت بدولة عربها رومها هَذَا وجنابها مضاع وخلافها إِجْمَاع فَلم يبْق فِيهَا إِلَّا حبابة كَصُبَابَةِ الْإِنَاء وَمَا بَقَاء اليفن شخص فِيهِ يُرِيد الفناء وَمَعَ غربَة الْإِسْلَام فِيهَا وَعجز قَومهَا عَن تلافيها فالعلوم بهَا مَا صرمت علقها وَلَا عدمت بِالْجُمْلَةِ حلقها ومصداق ذَلِك وصل إحسانهم وَالْحَبل مبتور ونظم جمانهم والشمل منثور إِلَى أَن ذهب السكن والمسكون وَكَانَ من أَمر الله مَا علم أَن سَيكون وَفِي وقتنا هَذَا وَهُوَ آخر سنة سِتّ وَأَرْبَعين وبلاد العدوة بجالية الأندلس غاصة وازدياد الوحشة لَا تنفرد بِهِ دون عَامَّة خَاصَّة لَا سِيمَا وَقد ختمت بالمصيبة الْكُبْرَى فِي إشبيلية مصائبها ودهمت بالجلاء الْمَكْتُوب والرجاء المكذوب عصائبها كثرت مشافهة الإخوان بِمَا فِي تزجية الأوان وترجية مَا لَا يبدع بِي من الأكوان وَجعلُوا يخصون باللوم تلومي فِي هَذِه الفترة ويحضون على إتْمَام المرام قبل قواطع الكبرة إِلَى غَيرهَا من مَحْذُور لَيْسَ هجومه بمحظور وَلَا وُقُوعه غير مَنْظُور وَأَنا أتعلل بِمَا عاينوا من خطوب عانيتها وأتسلل فِرَارًا من خطة لَيْتَني مَا تعاطيتها وهم يبرؤون من قبُول معذرة ويربؤون بميسرتي عَن نظرة وَرُبمَا لجوا فِي تهوين الْمَانِع من إِظْهَاره وَاحْتَجُّوا بالمخاطب من الْقَاهِرَة فِيهِ على اشتهاره فاستخرت الله تَعَالَى فِي الْإِسْعَاف والإسعاد واستجرت بِهِ نعم المجير فِي المبدأ والمعاد وَعَلَيْهَا من عَزمَة مَا ضية سوفت متقاضية وتخوفت اللائمة فِي رضَا مَا لَيْسَ راضيه فَلَمَّا أَن استوفى عشْرين حولا بل زَاد وَاسْتولى على الأمد الَّذِي من تأنى فِيهِ أصَاب أَو كَاد أبرزته بعد طول الْحجاب وأبرأته وَنَفْسِي من دَعْوَى الْإِعْجَاب محرجا فِي إصْلَاح الْخلَل ومستدرجا إِلَى اغتفار الزلل فالنسيان مُوكل بالإنسان والسهو لَا تدخل الْبَرَاءَة مِنْهُ تَحت الضَّمَان وَيعلم الله أَنِّي وهبت الْكرَى للسهاد وَذَهَبت أبعد مَذْهَب فِي الِاجْتِهَاد وعنيت بِهَذَا التصنيف أتم عناية وَبَلغت بِهِ من التَّصْحِيح أقْصَى نِهَايَة وَمَا زلت أسمو إِلَيْهِ حَالا على حَال وأعكف عَلَيْهِ بَين حل وارتحال إِلَى أَن بهر فجره وضاحا وزخر وشله نَهرا طفاحا وَلم أقتصر بِهِ على الِابْتِدَاء من حَيْثُ انْتهى ابْن بشكوال بل تجاوزته وَابْن الفرضي أتولى التَّقَصِّي وأتوخى الْإِكْمَال وَرُبمَا أعدت من تحيفا ذكره وَلم يتعرفا أمره وَإِن خالفتهما فِي نسق الْحُرُوف فجريا على النهج الْمَعْرُوف وأفردت لكافة الأدباء كتابا يلْحق بِهَذَا فِي الِاكْتِفَاء إِلَّا بَعْضًا مِمَّن دون كَلَامه أَو عرف بمجالس الْعلم إلمامه وعَلى مشارع الْخَيْر حيامه(1/6)
وَالَّذين استضأت بشعاعهم واستمليت من أوضاعهم أتيت بِالْأَسَانِيدِ إِلَيْهِم بدءا وَرَأَيْت أَن أَضَع من عناء تكرارها عَبَثا وَكثير مِمَّن أَفَادَ الْقَلِيل قد أحذفهم لِئَلَّا أطيل
فَمَا كَانَ فِي كتابي هَذَا عَنْ أبي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الرَّازِيّ فَأَخْبرنِي بِهِ القَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمد بن أبي جَمْرَة مُكَاتبَة عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر عَنْ أبي مُحَمَّد قَاسم بن مُحَمَّد بن عسلون وَعَن أبي عمر أَيْضا عَن ابْن الفرضي عَن أبي زَكَرِيَّاء العائذي كِلَاهُمَا عَن الرَّازِيّ
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن أبي إِسْحَاق مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن شعْبَان فَقَرَأته بِخَط القَاضِي أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بن ربيع وَيعرف بِابْن بنوش وَأَخْبرنِي بِهِ وبرجال مَالك أَبُو بكر أَيْضا عَن أَبِيه والفقيه المشاور أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَيُّوب بن نوح الغافقي عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل عَنْ أبي دَاوُد سُلَيْمَان بْن نجاح جَمِيعًا عَن أبي عَمْرو المقرىء عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن قَاسم الفاكهي وَغَيره عَن ابْن شعْبَان وَبِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَى أبي عَمْرو عنْ أَبِي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بن أَحْمد التجِيبِي عَنْ أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن حَارِث بِمَا فِيهِ عَنهُ وقرأت بعضه بِخَطِّهِ وَكَذَلِكَ مَا فِيهِ عَن أبي عَمْرو وَأبي دَاوُد الْمَذْكُورين
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن أبي بكر الزبيدِيّ فَحَدثني بِهِ القَاضِي أَبُو الْخَطَّاب أَحْمد بن مُحَمَّد بن وَاجِب الْقَيْسِي بَين سَماع ومناولة عَن أبي الْحسن ابْن النِّعْمَة قِرَاءَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَغَيره عَنْ أبي عُمَر النمري عَنْ ابْن الفرضي عَنهُ وَأَخْبرنِي بِهِ أَيْضا ابْن أبي جَمْرَة عَنْ أَبِيه عَن أبي عمر بِمثلِهِ وَعَن أَبِيه عَن جده عَنِ القَاضِي يُونُس بْن عَبْد الله الزبيدِيّ وَبِه إِلَى يُونُس بِمَا فِيهِ عَنهُ وَلأبي بكر بن عُزَيْر قريب أبي مَرْوَان ابْن مَسَرَّة تذييل لطبقات الزبيدِيّ نقلت مِنْهُ كثيرا
وَمَا كَانَ فِيهِ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عبد السَّلَام الطليطلي وَيعرف بِابْن شقّ اللَّيْل فَأَخْبرنِي بِهِ ابْن أبي جَمْرَة عَنْ أبي الْقَاسِم بن ورد عَن أبي مُحَمَّد بن الْعَسَّال عَنهُ
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن أبي مَرْوَان الطبني فَأَخْبرنِي بِهِ قَاضِي الْجَمَاعَة أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن يزِيد بن بَقِي عَن أَبِيه عَن أبي الْحسن عبد الرَّحِيم بن قَاسم الحجاري عَن أبي الْوَلِيد الْعُتْبِي وَعَن أبي مَرْوَان بن قزمان عَن أبي عَليّ الغساني كِلَاهُمَا عَن الطبني وَأَخْبرنِي أَيْضا أَبُو الْقَاسِم عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد عَنْ أبي مُحَمَّد بْن حزم بِمَا فِيهِ عَنهُ
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن القَاضِي أَبِي الْقَاسِم صاعد بْن أَحْمَد الطليطلي فَأَخْبرنِي بِهِ ابْن أبي جَمْرَة عَنْ الْخَطِيب أبي عَامر بن شرويه وَالْقَاضِي أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة جَمِيعًا عَنْ أبي بَكْر عَبْد الْبَاقِي بن برال الحجاري عَنهُ(1/7)
وَمَا كَانَ فِيهِ عَنْ أبي جَعْفَر بْن الباذش فَأَخْبرنِي بِهِ الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عَلِيّ بن عون الله عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله عَنهُ وَعَن أبي عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّحِيم الخزرجي عَن أبي الْحسن وَالِد أبي جَعْفَر بن الباذش بِمَا فِيهِ عَنهُ
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن القَاضِي أَبِي الْفضل عِيَاض فَأَخْبرنِي بِهِ ابْن أبي جَمْرَة عَنهُ وَكَذَلِكَ عَن أَبِي مُحَمَّد الرشاطي وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي بَكْر يحيى بن مُحَمَّد بن رزق بِمَا فِيهِ عَنْهُم وَأَخْبرنِي ابْن وَاجِب عَن ابْن الدّباغ وَابْن رزق مِنْهُم
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن أبي الْقَاسِم الْقَنْطَرِي فَأَخْبرنِي بِهِ ابْن وَاجِب فِي آخَرين عَنْ أبي بكر بن خير عَنهُ وَبِهَذَا الإسناذ مَا فِيهِ عَن أبي بكر هَذَا وحَدثني بِهِ بعض أَصْحَابنَا عَن أبي الْبَقَاء يعِيش بن الْقَدِيم الشلبي عَن الْقَنْطَرِي
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن الْحَافِظ أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر فَمن تَارِيخه الْكَبِير فِي أهل دمشق وَالشَّام وحَدثني بِهِ الْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمد الأندرشي وَغَيره عَنهُ وَأَخْبرنِي الْحَافِظ أَبُو عمر أَحْمد بن هَارُون بن عَاتٍ عَن أبي مُحَمَّد العثماني وَأبي طَاهِر السلَفِي بِمَا فِيهِ عَنْهُمَا
وَمَا كَانَ فِيهِ عَنْ أبي عُمَر بْن عياد فَأَخْبرنِي بِهِ المقرىء أَبُو مُحَمَّد غَلْبون بْن مُحَمَّد بْن غلبون عَنهُ وَالْقَاضِي أَبُو عِيسَى مُحَمَّد بن مُحَمَّد التدميري والحافظ أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سَالم الكلَاعِي عَن أبي مُحَمَّد بن سُفْيَان الْمَعْرُوف بالقونكي عَنهُ وَأَبُو الرّبيع مِنْهُمَا عَنْ أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن يُوسُف بن عياد عَن أَبِيه وأفادني أَبُو الْحجَّاج بن عبد الرَّحْمَن صاحبنا إجَازَة أبي جَعْفَر بن عياد عَن أَبِيه وَغَيره وَبِهَذَا الْإِسْنَاد مَا فِيهِ عَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَابْن سُفْيَان هَذَا وقرأت أَكثر ذَلِك بخطهما
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن غير الْمَذْكُورين من شُيُوخ شُيُوخنَا فحدثوني بِهِ عَنْهُم وَكَذَلِكَ مَا كَانَ لَهُم وَأَكْثَرهم إِفَادَة فِي هَذَا الْمَعْنى جازى الله جَمِيعهم بِالْحُسْنَى أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الرَّحْمَن التجِيبِي وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وَأَبُو الرّبيع بن سَالم وَهُوَ ندبني إِلَيْهِ وحضني عَلَيْهِ فرواية لي عَنْهُم بَين سَماع وإجازة مِنْهُم
وَمَا كَانَ فِيهِ عَن آبَاء الْقَاسِم الملاحي وَابْن فرقد ابْن الطيلسان فَحدثت بِهِ عَنْهُم وَكَذَلِكَ عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن عبد الْغَنِيّ الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن نقطة بِمَا نقلته من تأليفه فِي المؤتلف والمختلف وَمَا يَنْقَطِع إِسْنَاده عينته ليَكُون أشفى وبينته حَتَّى لَا يخفى وَفِي أَثْنَائِهِ عَنْ أبي سَعِيد بْن يُونُس وَأبي عَبْد الْملك بْن عَبْد الْبر وَأبي بكر القبشي والصاحبين وَابْن عفيف وَابْن حَيَّان والخولاني والْحميدِي وَغَيرهم(1/8)
مِمَّا وجدته فِي تواليفهم واستفدته من فهارسهم والطرق إِلَيْهِم يطول عدهَا وَيصرف عَن الْمَقْصُود سردها وَبَعضهَا فِي تَارِيخ ابْن الفرضي وقرأت جَمِيعه على أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم قِرَاءَة عَلَيْهِ عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب عَن أبي عمر النمري وَأبي حَفْص الزهراوي عَنهُ وَفِي تَارِيخ ابْن بشكوال وقرأته أَيْضا على أبي الْخطاب عَن مُؤَلفه قِرَاءَة وَمَا خرجت لَهما من هذَيْن الْكِتَابَيْنِ وَغَيرهمَا فَبِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِلَى رَبنَا الْملك الْجواد أضرع فِي الْعِصْمَة والإنجاد وإياه أسأَل رشادا إِلَى التَّوْفِيق وتوفيقا إِلَى الرشاد فَذَلِك بِيَدِهِ هُوَ حسبي وَنعم الْوَكِيل(1/9)
.. .(1/10)
حرف الْألف
بَاب أَحْمد
1 - أَحْمَد بْن خَالِد التغلبي من أَهْلَ جيان وَمن باغه المنسوبة إِلَيْهِم ذكره الرّازيّ وَرفع فِي نسبه وَقَالَ روى عَنْ بَقِي بْن مخلَد وَغَيره ورحل فلقي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ
أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن باز من أهل قرطبة يعرف بِابْن الْقَزاز سَمِعَ أَبَاهُ وَأخذ عَنْهُ الْقِرَاءَة الَّتِي دَخَلَ بهَا الأندلس وَرَوَاهَا فِي رحلته عَنْ عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الرَّحْمَن صَاحب ورش سَمَّاهُ الرَّازِيّ فِي الَّذين علا ذكرهم واشتهر اسمهم من المقرئين وَقَالَ كَانَ مؤدب جمَاعَة وَإِمَام المَسْجِد الْجَامِع وَحكى أَبُو عَبْد الْملك بْن عَبْد الْبر أَنَّهُ صحب أَبَاهُ فِي خُرُوجه إِلَى الثغر للرباط هُوَ وَأحمد بْن خَالِد وَأحمد بْن أبي زُرْعة رَجُل من تلاميذ إِبْرَاهِيم وَأَنه اعتل فِي طَرِيقه بمجْريط وَمَات بطليطلة سنة أَربع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَحْمَد هَذَا وَكَانَ إِمَام الْجَامِع
قَالَ وَكَانَ إِبْرَاهِيم قد أوصى أَن يصلى عَلَيْهِ أَحْمَد بْن خَالِد فَلَمّا قَدِمَ نعشه عُرِضت الصَّلاة عَلَيْهِ فَأبى وَقَالَ قد قَالَ أَبُو إِسْحَاق يُصَلِّي عَلَي أَحْمَد وَلم يبين لكم بِأَكْثَرَ وَابْن أَحْمَد هُوَ أَحَق فصلى عَلَيْهِ ابْنه
وَقَالَ القَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه أَخْبرنِي أَبُو بَكْر يحيى بن مُجَاهِد يَعْنِي الكيبري الزَّاهد قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيم بْن باز مقرئًا حَافِظًا لكتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَصيرًا بِوُجُوه الْقرَاءَات وَكَانَ أَهْلَ بَيته يقرؤون الْقُرْآن ويكثرون تِلَاوَته بنوه ونساؤه
وَكَانَ لَهُ ابْن متعبد وَابْن آخر قارىء لِلْقُرْآنِ كَانَ إِمَامًا فِي الْجَامِع بقرطبة قَالَ أَبُو بَكْر وَلم أسمع فِي خَلْقِ اللَّه أبصرَ مِنْهُ بِالْوَقْفِ عَلَى التَّمام فِي الْقُرْآن وَلَقَد بَلغنِي أَنَّهُ(1/11)
غَدا فِي بَعْض الْأَيَّام إِلَى أبي الْجَعْد أسلم بْن عبد الْعَزِيز فِي حَاجَة عرضت لَهُ إِلَيْهِ فحانت صَلاَة الصُّبْح فقدمه أَبُو الْجَعْد فصلى بِهِ الصُّبْح وَقَرَأَ فِي الرَّكْعَة الأولى مِنْهَا سُورَة الرَّعْد فَلَمّا انْفَتَلَ من الصَّلاة قَالَ لَهُ أَبُو الْجَعْد مَا سَمِعتُ أحدا يحسن مثل قراءتك لَا بِمَكَّة وَلَا بِالْمَدِينَةِ وَلَا فِي بلد من الْبلدَانِ وَابْن أبي زُرْعة لَمْ أجد لَهُ ذكرا فِي عريب هَذَا الْخَبَر فتركته
3 - أَحْمَد بْن حَفْص بْن رفاع الفِهري من أَهْلَ قرطبة كَانَ فَقِيها وتُوُفيّ سنة ستٍّ وَسبعين وَمِائَتَيْنِ ذكره غَرِيب بْن سَعِيد
4 - أَحْمَد بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عِيسَى بْن عَاصِم الْمعَافِرِي الأندلسيّ روى بقرطبة عَنْ أبي زَكَرِيَّاء بْن مُزَين حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن حبيب الأندلسيّ نزيل مصر حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة فِي كِتَابه من مرسية غير مرّة عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن سَعِيد الْحَافِظ وَحَدَّثَنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي فِي كِتَابه أَيْضا من قرطبة عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد بْن شُرَيْح قَالَ نَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْبَاجِيّ فِيمَا كتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ نَا جدي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه وَاللَّفْظ لَهُ نَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن سَعِيد الْأَزْدِيّ الْحَافِظ بِمصْر قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَر بْن عَبْد الْمُؤمن الْوراق وَمَا كتبته إلاّ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي عِيسَى بْن حبيب الأندلسيّ قَالَ نَا أَحْمَد بْن يحيى بْن سُلَيْمَان بْن عِيسَى بْن عَاصِم الْمعَافِرِي الأندلسيّ قَالَ نَا يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزين قَالَ نَا يحيى بْن يحيى الأندلسيّ عَنْ مَالك قَالَ نَا يحيى بْن مُضر الأندلسيّ عَنْ سُفْيَان الثُّوريّ فِي قَوْله عز وَجل {وطلح منضود} قَالَ الموز خرَّج عَبْد الْغَنِيّ هَذَا الحَدِيث فِي غرائب حَدِيث مَالك من تأليفه
وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن رزق وقرأته بِخَطِّهِ قرىء عَلَى شَيخنَا أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الجذامي وَأَنا أسمع أخْبركُم أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عُمَر بْن أنس العذري فَقَالَ نَعَمْ قَالَ أَنا الْمُهلب بْن أَحْمَد بْن أبي صفرَة القَاضِي قَالَ أَنا(1/12)
يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحضْرميّ قَالَ نَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سِدْرَة قَالَ نَا عِيسَى بْن مُحَمَّد الأندلسيّ قَالَ نَا أَحْمَد بْن عِيسَى الأندلسيّ قَالَ نَا يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مزين قَالَ نَا يحيى بْن يحيى اللَّيْثِيّ عَنْ مَالك بْن أنس قَالَ حَدَّثَنِي يحيى بْن مُضر وَذكره
وَحَدَّثَنَا ابْن أبي حمرَة عَنْ أَبِيه عَنِ العذري بِمِثْلِهِ هَكَذَا وَقع فِي هَذَا الْإِسْنَاد ذَكَرَ أَحْمَد هَذَا مَنْسُوبا إِلَى جَدّه وَلم يذكرهُ ابْن الفَرَضيّ إلاّ أنَّ يكون أَحْمَد بْن عِيسَى الْمعَافِرِي من أَهْلَ الجزيرة الَّذِي حكى عَنِ ابْن حَارِث أَنَّهُ كَانَ فَقِيها مفتيًا وَذُكِرَ عِيسَى الَّذِي يحدث عَنْهُ وَذُكِرَ الْحميدِي أَيْضا عِيسَى وكناه أَبَا عَبْد اللَّه وَلم يسم فِي شُيُوخه أَحْمَد هَذَا وَرِوَايَة مَالك هَذَا التَّفْسِير عَنْ يحيى بْن مُضر مَشْهُورَة
قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن لبَابَة يحيى بْن مُضر روى عَنْ مَالك وروى عَنْهُ مَالك وَأورد هَذَا الْخَبَر وَذُكِرَ ابْن شعْبَان أنَّ مَالِكًا روى ذَلِكَ أَيْضا عَنِ ابْن هندي الطليطلي عَنْ سُفْيَان الثُّوريّ وَفِيه لأهل الأندلس فَخر تليد وَذُكِرَ بصحبه التخليد
5 - أَحْمَد بْن حَكِيم بْن رَافع الجذامي من أَهْلَ مالقة وبيته فِي الشاميين بهَا نَبِيه روى عَنِ ابْن وضاح وَغَيره وَكَانَ فَقِيها ذكره الرّازيّ
6 - أَحْمَد بْن يحيى بْن يحيى بْن يحيى بْن كثير بْن وسلاس اللَّيْثِيّ أَخُو عَبْد اللَّه بْن يحيى وَالِد القَاضِي أبي عَبْد اللَّه وأخيه أبي عِيسَى من أَهْلَ قرطبة قَالَ فِيهِ الرّازيّ كَانَ من أَهْلَ الْعلم وَمِمَّنْ لزم مُحَمَّد بْن وضاح وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ بَصيرًا باللغة راوية للشعر يَقُولُ الأبيات الحسان ووفد إِلَى الثغر الْأَقْصَى مَعَ جهور بْن عَبْد الْملك وَحكى أَنَّهُ حَدثهُ أنَّ عُثْمَان بْن الْمثنى جمعه مركب فِي بَحر القُلْزُم مَعَ حبيب فأنشده شِعره الَّذِي يَقُولُ فِيهِ
(اللَّه أكبرُ جَاءَ أكبرُ من مَشى ... فتعثرت فِي كنهه الأوهام)(1/13)
وَكَانَ هَذَا الْبَيْت مُبْتَدأ الشّعْر فَقَالَ لَهُ ابْن الْمثنى شعر حَسَن لَوْلَا أَنَّهُ لَا ابْتِدَاء لَهُ فوقرت فِي نفس حبيب وابتدأ الشّعْر بقوله
(دمنٌ ألمَّ بهَا فَقَالَ سَلام ... كم حل عقدَة صبرِه الْإِلْمَام)
ثُمَّ أنْشدهُ فِي الْيَوْم الثَّانِي الشّعْر بِهَذَا الِابْتِدَاء إِلَى إِتْمَامه فَقَالَ لَهُ ابْن الْمثنى أَنْت أشعر النّاس فَعظم فِي نفس حبيب ثُمَّ لقِيه فِي انْصِرَافه وحبِيب قَدْ عظم قدره وَجل خطره فَكَانَ يؤثره وَيعرف لَهُ فَضله وَكَانَ أوَّل من أَدخل شِعره قَالَ وَيُقَال إِن كثيرا من غزل حبيب لَهُ وَذكر ابْن الفرضي أَحْمَد بْن يحيى هَذَا مُخْتَصرا وَلم يرفع فِي نسبه إِلَى أبي جَدّه فأعدناه ليرتفع الِاشْتِبَاه
7 - أَحْمَد بْن بُتري من سَاكِني قَرمُونة كَانَ فَقِيها ونحويًا لغويًا أَخذ عَنْ أبي حَرْشَن عَبْد اللَّه بْن نَافِع ذكره الزَّبِيديّ
8 - أَحْمَد بْن غَانِم وَيعرف بالمديني من أَهْلَ قرطبة رَحل مرافقًا أَبَا عَبْد اللَّه بْن مَسَرَّة الْجبلي فِي وجهته إِلَى الْحَج سنة إِحْدَى عشرَة وَثَلَاث مائَة وَكَانَ أسن مِنْهُ وَحج مَعَه حجَّتَيْنِ بَعْدَ حجّة مُتَقَدّمَة وَبَقِي بَعْدَ انصراف ابْن مَسَرَّة حَتَّى حجّ حجَّتَيْنِ فكملت لَهُ خمس حجات ثُمَّ انْصَرف وَلزِمَ دَاره إِلَى أنَّ تُوُفّي رَحمَه اللَّه وَكَانَ فَقِيها عَالما ورعا ناسكا مُجْتَهدا من كتاب فِي أَخْبَار ابْن مَسَرَّة وَأَصْحَابه
9 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحِيم من أَهْلَ قرطبة رَحل إِلَى الْمشرق وَطلب عَلَمُ الْفَرَائِض والحساب وَألف فِي المعْنَيَيْن ذكره الرّازيّ
10 - أَحْمَد بْن عَبْد الْكَرِيم من أَهْلَ جَيَّان وَسكن قرطبة قَالَ الزَّبِيديّ كَانَ لَهُ حَظّ من عَلَمُ الْعَرَبيَّة وَالشعر وَكَانَ يُؤَدب بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ الرّازيّ عِنْدَهُ نظر مُحَمَّد بْن أصبغ دُرَيْوِد(1/14)
11 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بْن يحيى اللَّيْثِيّ من أَهْلَ قرطبة روى عَنْ عَم أَبِيه عُبَيْد اللَّه بْن يحيى وَهُوَ أَخُو القَاضِي مُحَمَّد وَأبي عِيسَى ذكره الرّازيّ وَوَصفه بالتقدم فِي اللُّغَة وَحسن الشّعْر والعناية بِالْعلمِ وَحكى أنَّ عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر ولاه حصن مجريط مرّة وثانية فغزا فِي الثَّانِيَة وغنم ثُمَّ اعترضته خيل الْعَدو عِنْد قَوْله فاستشهد فِي ثَمَانِيَة عَشْر من الْمُسلمين لَمْ يصب من الْعَسْكَر غَيرهم وأوتي بجثته فدفنت بطلمنكة سنة أَربع وَعشْرين وَثَلَاث مائَة
12 - أَحْمَد الْكَاتِب من أَهْلَ قرطبة روى عَنْ بَقِي بْن مخلَد وَكَانَ متفننًا وَقع ذكره غَيْر مَنْسُوب فِي كتاب المسكتة للأمير عَبْد اللَّه بْن النَّاصِر وَقد رويتها مسموعة
13 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ قرطبة وَهُوَ ابْن أخي قومس كَاتب الْأَمِير مُحَمَّد روى عَنِ ابْن وضاح وَابْن الْقَزاز ورحل فَسمع من عَلِيّ بْن عبد الْعَزِيز وَغَيره ذَكَرَ ذَلِكَ الرّازيّ وَذكره ابْن الفَرَضيّ وسمى بَعْض شُيُوخه
14 - أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن حَمَّاد من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر كَانَ عَالما بِالْحِسَابِ والهندسة ذكره الرّازيّ فِي الفرضيين وَوَصفه بحدة الذِّهْن ولطافة الْكَفّ وَقَالَ رَحل سنة خمس وَعشْرين وَثَلَاث مائَة وأتى نعيه من مصر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَقد طَار لَه بهَا وبنواحيها ذكر عَظِيم
15 - أَحْمَد بْن مضاء بْن عَبْد الجَبَّار بْن مضاء بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد بْن نَافِع من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن الْحصار وَنسبه فِي البربر كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ متفننًا فِي بَاب الْآدَاب ذكره الرّازيّ وَقَالَ أدب عِنْدَ خَاصَّة وَعَامة ثُمَّ صَار إِلَى تَأْدِيب الوصفاء بِالْقصرِ(1/15)
16 - أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن مُعَاوِيَة بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة بْن صَالح الحضْرميّ من أَهْلَ إشبيلية تولى الصَّلَاة بهَا
وَكَانَ معدودًا فِي نبهائها أَكثر خَبره عَنِ الرّازيّ وجده مُعَاوِيَة بن صَالح كَانَ قَاضِي الأندلس لعبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة
17 - أَحْمد بن رحيق بن إِبْرَاهِيم بن حَارِث بن خلف بن رَاشد السماتي من البربر وَقَالَ الرّازيّ وَذَكَرَ كتامة بقرطبة مِنْهُم بَيت الْحَسَن بْن سَعْد وَبَيت بْن رحيق وُلّي قَضَاء الجزائر الشرقية بعد ابْن أَخِيه نَافِع بْن مُحَمَّد بْن رحيق فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة فَلم يزل قَاضِيا بهَا إِلَى أَن تُوُفّي لعشر خلون من رَمَضَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة غريقًا فِي الْبَحْر مَعَ رَشِيق عَامل الجزائر مولى النَّاصِر ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن حَارِث وَذَكَرَ ابْن حَيَّان أنَّ جَعْفَر بْن عُثْمَان المصحفي خَرَجَ فِي يَوْمَ الْخَمِيس لثلاث بَقينَ من جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة قائدًا إِلَى الجزائر الشرقية ميورقة وذواتها وَولى أَحْمَد بْن رحيق الْقَضَاء بهَا
18 - أَحْمَد بْن أبي حَامِد من أَهْلَ قرطبة سَمِعَ بهَا من شيوخها ورحل إِلَى الْمشرق فَسمع هُنَالك وَصَحب أَبَا عَبْد اللَّه ابْن مَسَرَّة وَكَانَ فَقِيها ورعًا مُوسِرًا كثير الْخَيْر وأعمال البرتوفي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مَائة
19 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُبَيْد اللَّه بْن أبي عِيسَى قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم رَحل حَاجا وَسمع بِمَكَّة من أبي سعيد ابْن الْأَعْرَاب سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة وببيت الْمُقَدّس من أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق السّرّاج بْن أخي أبي الْعَبَّاس الْحَافِظ وَسمع بِمصْر من أبي عَلِيّ بْن السكن مُعْجَمه فِي الصَّحَابَة سنة خمس وَأَرْبَعين وقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَط ابْن السكن وَأَبُو عِيسَى الَّذِي انتسب إِلَيْهِ هُوَ كثير جد يحيى بْن يحيى وَالِد عُبَيْد اللَّه وَبِه كَانُوا يعْرفُونَ وَقد ذكره ابْن الفَرَضيّ وَقَالَ حدَّث عَنْ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر أَظُنهُ ابْن الْورْد مُحدث مصر وَلم يذكر سَائِر شُيُوخه وَقَالَ الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فِيمَا وجد بِخَطِّهِ فِي آخر حَدِيث(1/16)
شُعْبَة بْن الحَجَّاج نسخ من نُسْخَة أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بْن أبي عِيسَى اللَّيْثِيّ يَعْنِي هَذَا سنة سبْعٍ وَخمسين وَثَلَاث مائَة
20 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى بْن عَبْد الغافر بْن عَبْد الْمجِيد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عبس عَبْد الرَّحْمَن بْن جبر الْأَنْصَارِيّ صَاحب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بِابْن أبي عبس وَكَانَ مُتَقَدما فِي علم الْعدَد والهندسة وَكَانَ يجلس لتعليم ذَلِكَ فِي أيّام الحكم ذكره القَاضِي صاعد
21 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد الله بن هانىء العَطَّار من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن اللباد سَمِعَ من قَاسم بْن اصبغ وَمُحَمّد بْن عِيسَى بْن القلاس وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا حدَّث وَكتب عَنْهُ وتُوُفيّ فِي حَيَاة أَبِيهِ مُحَمَّد وَكَانَت وَفَاة أَبِيه فِي شعْبَان سنة خمس وَسبعين وَثَلَاث مائَة من خطّ ابْن الفَرَضيّ
22 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن المري من أَهْلَ بجانة روى عَنْ أَبِيهِ حدَّث بِكِتَاب التحذير عَن معاصي اللَّه وَالرَّغْبَة فِي طَاعَته لعبد الْملك بْن حبيب عَنْهُ عَنْ عَبْد الْأَعْلَى بْن الْمُعَلَّى البجاني عَنْ يُوسُف بْن يحيى المغامي عَنْ عَبْد الْملك حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى الشذوني قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْن مَيْمُون أحد الصاحبين وَحكى ابْن الفَرَضيّ أنَّ عَلِيّ بْن الْحَسَن وَالِد أَحْمَد هَذَا سَمِعَ من المغامي وَغَيره وَفِي هَذَا الْإِسْنَاد رِوَايَته عَنْ رَجُل عَنْهُ فَلَعَلَّهُ ممّا لَمْ يسمع مِنْهُ
23 - أَحْمَد بْن يُونُس الجذامي من أَهْلَ قرطبة يعرف بالحراني وَهُوَ وَالِد أَبِي سهل يُونُس بْن أَحْمَد الأديب رَحل مَعَ أَخِيه عُمَر فِي دولة النَّاصِر ودخلا بَغْدَاد وَغَيرهَا(1/17)
طَالِبين علم الطِّبّ وَأَقَامَا فِي رحلتهما عشرَة أَعْوَام ثُمَّ انصرفا فِي أول دولة الْمُسْتَنْصر سنة إِحْدَى وَخمسين وَثَلَاث مَائة فاستخلصهما لنَفسِهِ وآثرهما عَلَى سَائِر أطبائه إِلَى أنَّ مَاتَ عُمَر مِنْهُمَا وَبَقِي أَحْمَد إِلَى دولة هِشَام المؤيِّد فولاه خطتي الشرطة والسوق ذكره صاعد وَفِيه عَنْ غَيره
24 - أَحْمَد بْن غْرسية الْمكتب من أَهْلَ مَدِينَة الْفَرح يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ وهْب بْن مَسَرَّة قَالَ الصاحبان كتبنَا عَنْه حِكَايَة وَكَانَ رجلا صَالحا قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي جَعْفَر مِنْهُمَا
25 - أَحْمَد بْن سَعْد مولى النَّاصِر
كَانَ معنيًا بِطَلَب الْعلم وَرَأَيْت سَمَاعه لكتاب علم الْمَصَاحِف تأليف ابْن أشته فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة
26 - أَحْمَد بْن حكم بْن مُحَمَّد العاملي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عُمَر وَيعرف بِابْن اللبان وُلّي قَضَاء مورور وقرمونة وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ يحيى بن حكم من أَهْلَ الْعلم وشاور يحيى مِنْهُمَا القَاضِي مُحَمَّد بْن يبْقى بْن زَرَب وتُوُفيّ سنة تسعين وَثَلَاث مائَة قَرَأت وَفَاته وَبَعض خَبره بِخَط ابْن حُبَيْش وَلم يذكرهَا ابْن بشكوال وَقَالَ أَبُو بَكْر القبشي وفضله عَلَى أَخِيه يحيى بْن حكم فِي الْمعرفَة كَانَ متسع الباع فِي الْعلم معتنيًا بالرواية وَالْقِرَاءَة عَلَى المقرئين قَالَ وَكَانَ القَاضِي أَحْمَد بْن ذَكْوَان صَاحب الرَّد عَلَى عناية بِهِ فَلَمّا مَاتَ أَخُوهُ يحيى ذكره للمنصور أبي عَامَر فصيره مَكَانَهُ وولاه مَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ ثُمَّ رقاه إِلَى قَضَاء طليطلة فَمَاتَ وَهُوَ يتقلده
27 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حَاتِم التّميميّ من أَهْلَ قرطبة يعرف بالطرابلسي وَهُوَ عَم حَاتِم بْن مُحَمَّد الراوية سَمِعَ الحَدِيث وَكتب الْعلم عَنْ أبي(1/18)
جَعْفَر بْن عون اللَّه وطبقته ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو عَلِيّ الغساني وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ صحبناه فِي السماع عِنْدَ أبي إِسْحَاق الشرفي
28 - أَحْمَد بْن أبي عَبْد الْملك الْمكتب من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَمْرو المقرىء وَقَالَ كَانَتْ لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من أبي عَلِيّ الأسْيُوطي وَابْن شعْبَان القُرْطُبيّ وَغَيرهمَا روى عَنْهُ فِي كتاب الطَّبَقَات من تأليفه قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن مُحَمَّد المقرىء هُوَ الْأَنْطَاكِي قَالَ نَا أَحْمَد بن يَعْقُوب التائب المقرىء عَنْ بَكْر بْن سهل وَعَن ابْن مِسْكين عَنْ عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الصَّمد بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ ورش عَنْ نَافِع
29 - أَحْمَد بْن سُمَيق بْن مُحَمَّد من أَهْلَ قرطبة وَسكن وَلَده طليطلة روى عَنْ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عَلِيّ الْجبلي روى عَنْهُ ابْنه يحيى بْن أَحْمَد وَهُوَ جد القَاضِي أبي عُمَر بْن سميق من خطّ ابْن الدّباغ وَفِيه عَنْ غَيره
30 - أَحْمَد بْن سُلَيْمَان يكنى أَبَا سَلَمَة حدَّث أَبُو عُمَر معوذ بْن دَاوُد الزَّاهد عَنْهُ عَنْ أبي بَكْر سيد بْن أبي مهْدي بموعظته قَالَه أَبُو عَبْد اللَّه بْن عتاب
31 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن حريش كَذَا قَرَأت اسْمه بِخَط حَاتِم الطرابلسي لَمْ يزدْ عَلَيْهِ يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي الْحَسَن الْأَنْطَاكِي وَأبي جَعْفَر بْن عون اللَّه وَأبي عبد الله بن مفرح وَكَانَ تلميذا لِابْنِ النُّعْمَان المقرىء وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر الطلمنكي وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه وَقد وقفت أَنَا عَلَى سَمَاعه من ابْن عون الله فِي صَفَر سنة ثَمَان وَسبعين مَعَ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الطلمنكي وَمُحَمّد بْن بنوش وَتُوفِّي فِي نَحْو الأربعمائة وَذكر ابْن بشكوال أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن خديج الْأَنْصَارِيّ وَلَعَلَّه هَذَا وتصحف اسْم جَدّه إلاّ أَنَّهُ لَمْ يذكر من شُيُوخه المسمين غَيْر ابْن النُّعْمَان(1/19)
32 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اليسع من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر كَان من أَهْلَ الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله فِي ذَلِكَ تأليف أملاه فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة أرانيه بَعْض أَصْحَابنَا
33 - أَحْمَد بْن يحيى بْن سَعِيد التجِيبِي من أَهْلَ طليطلة يعرف بِابْن الحديدي يروي عَنْه ابْنه سَعِيد بْن أَحْمَد أَبُو الطّيب من كتاب ابْن بشكوال وأغفله
34 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن السمْح من أَهْلَ قرطبة كَانَ يكنى أَبَا بَكْر كَانَ فَقِيها صَاحب وثائق وتُوُفيّ يَوْمَ الْأَحَد لليلة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَأَرْبَعمِائَة وَصلى عَلَيْهِ صَاحب الصَّلاة يُونُس بْن عَبْد اللَّه بْن الصَّفّار عْن ابْن حبَان
35 - أَحْمَد بْن يحيى بْن مَالك بْن يحيى بْن عَائِذ بْن كيسَان بْن معن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن صَالح مولى بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان من أَهْلَ طرطوشة سَمِعَ أَبَاهُ الراوية أَبَا زَكَرِيَّاء وَأَبا عَبْد اللَّه بْن مفرج وَأَبا مُحَمَّد بْن قَاسم القلعي وَأَبا الْمُغيرَة خطاب بْن بتري وَأَبا بَكْر عَبَّاس بْن أصبغ الحجاري وَغَيرهم وقرأت بِخَط أَبِيه أَنَّهُ حضر مَعَه السماع فِي رحلته من أبي القَاسِم عبد الْعَزِيز بْن أعين الشَّاهِد بِمصْر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن المهندس وَأَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن رَشِيق وَأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الحَلَبِيّ قَاضِي مصر وَأَبُو مُحَمَّد بْن أبي زَيْد القيرواني وَأَبُو الْعَبَّاس بْن أبي الْعَرَب التّميميّ وَغَيرهم جمَاعَة وعُني بِسَمَاع الْعلم ولقاء الشُّيُوخ وَكَانَ مِمَّن صحب أَبَا الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ فِي الْأَخْذ عَنْهُمْ والتردد عَلَيْهِمْ نقلت هَذَا من بَعْض معلقاته وفوائده وعاش إِلَى سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة وقرأت بِخَطِّهِ حَدَّثَنِي أَبِي أَبُو زَكَرِيَّاءَ يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ عَائِذٍ رَحِمَهُ اللَّهُ َوَقَرَأْتُ عَلَى أبي بكر عَبَّاس ابْن أُصْبُغٍ الْحِجَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالا نَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَاسِمُ بْنُ أُصْبُغٍ الْبَيَانِيُّ قَالَ نَا مُضَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ بِبَغْدَادَ قَالَ نَا الْعَلاءُ بْنُ مُفَضَّلِ بْنِ غَسَّانَ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَمْرِيُّ قَالَ نَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَة مِنْ وَلَدِ أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا يَرْفَعُ الْحَدِيثِ إِلَيْهَا قَالَتْ قُلْتُُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَا أَرَانِي إِلا سَأَكُونُ بَعْدَكَ(1/20)
فَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُدْفَنَ إِلَى جَانِبِكَ قَالَ وَأَنَّى لَكِ ذَاكَ الْمَوْضِعُ مَا فِيهِ إِلاّ قَبْرِي وَقَبْرُ أَبِي بَكْرٍ وَقَبْرُ عُمَرَ وَقَبْرُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ صَلَّّى اللَّهُ عَلَيْهِ
36 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ مرسية حكى ابْن الفَرَضيّ أَنَّهُ كتب إِلَيْهِ بوفاة زَكَرِيَّاء بْن التدميري وَأَظنهُ أَبَا القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بطال التّميميّ من أَهْلَ لورقة الْمُسَمّى فِي الصِّلَة والمتوفى سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبع مائَة وحكاية ابْن الفَرَضيّ عَنْهُ فَائِدَة زَائِدَة
37 - أَحْمَد بْن أبي الحكم مُحَمَّد بْن سَعْد العامري يكنى أَبَا عُمَر ذكره ابْن عَبْد السّلام الطليطلي فِي شُيُوخه وَنسبه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ جَمِيع مَا رَوَاهُ وَذَكَرَ قبله أَبَا عُمَر أَحْمَد بْن سَعْدي بْن مُحَمَّد بْن سعدي الْمُقِيم عَلَى سَاحل الْبَحْر بزويلة وهما أَبنَاء عَم وأصلهما من إشبيلية وَالثَّانِي أشهرهما ذكره ابْن بشكوال وَنسبه قيسيا وَكِلَاهُمَا صَحِيح لِأَن عَامِرًا من قيس
38 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن هَارُون الرَّمَادِي من أَهْلَ قرطبة قَرَأت فِي برنامج حكم بْن مُحَمَّد الجذامي أنَّ لَهُ قصائد فِي الرَّد عَلَى القبري يَعْنِي مُحَمَّد بْن موهب سمعهما عَلَيْهِ وَأَخُوهُ عَلِيّ بْن يُوسُف أشهر بالشعر مِنْهُ وَقد ذكرته فِي تأليفي المترجم بخضراء السندس فِي شعراء الأندلس
39 - أَحْمَد بْن اللَّيْث الأَنْسَري من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عُمَر وينسب إِلَى قريته أَنْسَرَ وَأَصله من البربر أَخذ عَنْ أبي عُمَر بْن المكوي الإشبيلي وَسمع مِنْهُ وَحضر المناظرة عِنْده زَمَانا طَويلا وَكَانَ فَقِيها مقدما عَنِ القبشي
40 - أَحْمَد بْن خطاب بْن مُحَمَّد بْن لب بْن سَرَتُون بْن مَرْوَان بْن وَاقِف بْن مَرْوَان يعرف بالرُّهُوني ويكنى أَبَا عُمَر ذكره ابْن عَبْد السّلام وَكتب عَنْهُ نسبه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ وَأَجَازَ لي جَمِيع رواياته نقلت ذَلِكَ من خطّ أبي الطَّاهِر التّميميّ(1/21)
41 - أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عُمَر الْمعَافِرِي البجاني مِنْهَا يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سيد البجاني مُخْتَصر المستخرجة من تأليفه حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن نَبَات من خطّ ابْن الدّباغ وَقَالَ وجدت ذَلِكَ بِخَط ابْن نَبَات فِي برنامجه الَّذِي كتب بِهِ إِلَى أَهْلَ طليطلة
42 - أَحْمَد بْن يحيى بْن عَائِذ الطرطوشي كَذَا وجدت اسْمه فِي السامعين من أَبِي ذَر الهَرَويّ صَحِيح الْبُخَارِيّ بِمَكَّة وبدار خَدِيجَة بِنْت خويلد رَضِيَ اللَّه عَنْهَا مَعَ أصبغ بْن رَاشد اللَّخْميّ وَأبي مُحَمَّد الشنتجالي وَغَيرهمَا فِي ذِي الحجّة من سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ من بَيت أبي زَكَرِيَّاء العائذي وَغَيره الَّذِي تَقَدَّمَ ذكره وَلَا أعلمهُ حدَّث
43 - أَحْمَد بْن بَزِيع من أَهْلَ قرطبة وكبير سدنة المَسْجِد الْجَامِع بهَا يكنى أَبَا عُمَر رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَمَا أرَاهُ كتب عَنْ أحد فِي رحلته حكى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عفيف وَفِي كتاب أَعْيَان الْوَالِي للرازي بزيع بْن نَافِع مولى عَبْد الرَّحْمَن يَعْنِي ابْن مُعَاوِيَة وَهُوَ جد هَؤُلَاءِ
44 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد من أَهْلَ طلبيرة يكنى أَبَا عُمَر قَالَ ابْن عَبْد السّلام وَسَماهُ فِي شُيُوخه سَمِعتُ مِنْهُ أبياتًا فِي الزّهْد سَمعهَا من ابْن طَاهِر الزَّاهد يَعْنِي أَبَا عَبْد اللَّه التدميري الشَّهِيد الْمَعْرُوف بِابْن أبي الحسام وَكَانَ قد رابط بطلبيرة وَتردد عَلَى بلد العدوّ غازيًا فِي السَّرَايَا إِلَى أنَّ اسْتشْهد رَحمَه اللَّه
46 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي زَيْد اللواتي من أَهْلَ مرسية سَمِعَ من أبي عُمَر الطلمنكي وَغَيره ورحل إِلَى الْمشرق فلقي القَاضِي أَبَا مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بْن عَلِيّ البغداديّ بِمصْر وَقَرَأَ عَلَيْهِ بِجَامِع الْفسْطَاط التَّلْقِين لَهُ والمعونة وَغَيرهمَا فِي جمع(1/22)
حاشد أَكثر من خَمْسمِائَة وَسمع أَخُوهُ أَبُو الْحُسَيْن يحيى بن إِبْرَاهِيم المقرىء وَعنهُ خَبره وَأَجَازَ لَهما عَبْد الوهّاب كتبه كلهَا وَمَا رَوَاهُ وَذَلِكَ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة
47 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى بْن أبي زمنين المري من أَهْلَ البيرة كَانَ من الصَّالِحين عَلَى طَريقَة أَبِيه أبي عبد الله وَقد سَمِعَ مِنْهُ وَمن غَيره وَلَا أعلمهُ حدَّث سَمَّاهُ ابْن عفيف وَوَصفه بالصلاح
48 - أَحْمَد بْن رضَا بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ طليطلة أَخذ الْفِقْه عَنْ أبي بَكْر خَلَف بْن أَحْمَد الْمَعْرُوف بالرحَوي وَسمع مِنْهُ الْمُدَوَّنَة هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وكتبها بِخَطِّهِ وعداده فِي الْفُقَهَاء
49 - أَحْمَد بْن أدهم مولى بني مَرْوَان من أَهْلَ جيان وَسكن قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وُلّي الْقَضَاء بالمرة لخيران العامري أميرها فِي الْفِتْنَة وَكَانَ صائبًا فِي حكمه قَوِيا فِي فقهه وأدبه لَمْ يتمول فِي الْعَمَل وَرجع قرطبة بَعْدَ مغيبه عَنْهَا مدّة فحالفته بهَا الْعلَّة وتُوُفيّ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ودُفِن بمقبرة الربض العتيقة وشهده جمع من النّاس خَبره عَنِ ابْن حَيَّان وقرأته بِخَط ابْن بشكوال وَذَكَرَ فِي الصِّلَة أَحْمَد بْن أدهم بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أدهم وكناه أَبَا بَكْر وَحكى أَنَّهُ جياني سكن إشبيلية وَأَنه روى عَنْ جَدّه مُحَمَّد بْن عُمَر وروى عَنهُ ابْن خزرج أجَاز لَهُ رِوَايَته سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَذَكَرَ مولده وَلم يذكر وَفَاته وَلَا مَا أورد ابْن حَيَّان من خَبره فلعلهما اثْنَان والأقوى عِنْدي خلاف ذَلِكَ وَفِي سنة تسع وَعشْرين الْمَذْكُورَة تُوُفّي أَبُو عُمَر الطلمنكي وَالْقَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن نَبَات وَأَبُو عِمْرَانَ الفاسي وَأَبُو نُعَيْم الْأَصْبَهَانِيّ وَقيل فِيهِ سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة(1/23)
50 - أَحْمد بن دَاوُد المقرىء المالقي مِنْهَا وَنزل القيروان وَعرف بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَلَده يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ خَاصّا بالفقيه أبي بَكْر بْن اللبيدي وبأبيه قَبْلَ وَكَانَ لَهُ حَظّ جزيل من أدب بارع وترسيل حَسَن وقراءات ذكره الطبني وقرأته بِخَطِّهِ
51 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَامر السكْسكِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر صحب أَبَا القَاسِم بْن الإفليلي وَأَبا سهل الحرَّاني وَأخذ عَنْهُما وَكَانَ من أَهْلَ الْأَدَب حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط راوية للأشعار معدودًا فِي النبهاء وَكَانَ سَمَاعه من أبي القَاسِم فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمن أبي سهل فِي سنة ثَلَاث بعْدهَا قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ
52 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغافقي من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا عُمَر أَخذ عَنْ قاضيها أبي الحزم خَلَف بْن أَحْمَد بْن هَاشم حدَّث عَنْهُ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ بالواضحة لعبد الْملك بْن حبيب من برنامج الْبَاجِيّ
53 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أَيمن الْأمَوِي مَوْلَاهُم من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ من أَهْلَ الْفِقْه وَكَانَ بَقِيَّة بني أَيمن توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة
54 - أَحْمَد بْن سَعِيد من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن بلاط ويكنى أَبَا عُمَر سَمِعَ الحَدِيث من أبي مُحَمَّد الْأصيلِيّ وَغَيره وناظر فِي الْفِقْه وَحمل قِطْعَة من الْعلم ثُمَّ مَال إِلَى خدمَة السّلطان وَكَانَ فهما يقظًا شَدِيد الْعَارِضَة تُوُفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ذكره وَالَّذِي قبله ابْن حَيَّان
55 - أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عُثْمَان الغساني من أَهْلَ بجانة المرية وَسكن دانية(1/24)
يكنى أَبَا عُمَر وَيعرف بِابْن أبي رُيَّال وَأَيوب بْن غَالب الْمكتب يَقُولُ فِيهِ رئال بِالْهَمْز وَكسر الرَّاء وُلّي قَضَاء دانية لمجاهد العامري وأشخصه مَعَ ابْنه عَلِيّ الملقب بإقبال الدّولة بَعْدَ خلاصه من الْأسر بسردانية إِلَى القيروان فِي أيّام الْمعز بْن باديس الصنهاجي فلقي هُنَالك أَبَا عِمْرَانَ الفاسي وطبقته وَجَرت لَهُ مَعَهم مساءلات عَلَى أنَّ مُجَاهدًا كَانَ قَدْ نَهَاهُ عَنْ مداخلتهم والاختلاط بهم فَوضع مائَة مَسْأَلَة فِي فنون شَتَّى سَأَلَهُمْ عَنْهَا وكتبها فِي دفتر وَترك بَيْنَ كلّ مَسْأَلَتَيْنِ بَيَاضًا للجواب أولاها فِي سيادة فَاطِمَة أخواتها رَضِيَ اللَّه عَنْهُن وَلم يقم بالقيروان إلاّ اثنى عَشْر يَوْمَاً أَوْ نَحْوهَا وَانْصَرف فِي الصُّحْبَة خوف هجوم الشتَاء وتورع عَنْ مَال السّلطان ورد عَلَى الْمعز فرسين رائعين عينهما لَهُ ولولده وَشهد مَعَه الْعِيد فَترك من أَجلهم الْخطْبَة للعُبَيْدِيَّين وَكَانَ فَقِيها نظارًا لَهُ حَظّ من الْأَدَب وَالشعر وَهُوَ أحد شُيُوخ المقرىء أبي دَاوُد حدَّث عَنْهُ بِتِلْكَ الْمسَائِل الْمِائَة قَرَأت نسبه وَبَعض خَبره بِخَط ابْن عياد وتُوُفيّ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة
56 - أَحْمَد بْن كوثر النَّحْويّ يكنى أَبَا عُمَر كَانَ وَقفا عَلَى سرقسطة وَمَدَائِن ثغرها يتجول فِيهَا وَيعلم بهَا وَعِنْده تعلم الرؤساء بَنو هود وَكثير من أَهْلَ الثغر ذَكر ذَلِكَ ابْن عُزَيْر وَقَالَ تُوُفّي بَعْدَ الْأَرْبَعين والأربع مائَة وَوجدت لأبي مُحَمَّد الركلي رِوَايَة عَنْ أبي عُمَر يُوسُف بْن أَحْمَد بْن كوثر الشنتريني فَلاَ أَدْرِي أهوَ ابْنه أم غلط ابْن عُزَيْر فِي اسْمه
57 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حجاج اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر لَمْ أَقف لَهُ عَلَى رِوَايَة وَكَانَ بالأدب ذَا عناية مَعَ حَظّ من قرض الشّعْر قَرَأت ذَلِكَ بِخَط الْخَطِيب أبي الحكم عَمْرو بْن حجاج وَهُوَ جد أَبِيهِ
58 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد يكنى أَبَا عُمَر سَمِعَ بالبيرة من أبي عَبْد اللَّه بْن أبي زمنين(1/25)
ورحل حَاجا فَسمع مِنْهُ بالقيروان أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبي القَاسِم الْمَعْرُوف بِابْن المعلوف وحدَّث عَنْهُ بِكِتَاب حَيَاة الْقُلُوب وبكتاب أنس المريد عَنْ مؤلفهما ابْن أبي زمنين ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْقَادِر بْن الحناط
59 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أسود الغساني من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من أبي مُحَمَّد قَاسم بْن عَبْد اللَّه العذري وَغَيره من شُيُوخ بَلَده وروى فِي رحلته الَّتِي حجّ فِيهَا عَنْ أبي ذَر الهَرَويّ وَأبي مُحَمَّد عَطِيَّة بن سعيد المقرىء الأندلسي وَأبي مُحَمَّد الْحسن بن أَحْمد بن فراس وَأبي عَليّ حُسَيْن بن يُوسُف المزاتي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن سعيد الشنتجالي لقِيه بِمَكَّة وَانْصَرف إِلَى المرية فولي بهَا الْأَحْكَام وحدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد ذكره ابْن بشكوال مُخْتَصرا وَحكى أَنَّهُ تُوُفّي سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة
60 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن نَذِير بْن وهْب بْن نَذِير الفِهري من أَهْلَ شنتمرية الشرق يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي مُحَمَّد عَبَّاس الْخَطِيب بطليطلة وَأبي عبد الله ابْن الْحذاء لقِيه بسرقسطة وَعَن غَيرهمَا وَكَانَ من أَهْلَ الْعِنَايَة بالرواية وَسَمَاع الْعلم روى عَنْهُ ابْنه أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك وقرأت بِخَطِّهِ تُوُفّي وَالِدي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَذِير نضر اللَّه وَجهه يَوْمَ الجُمُعَة لثلاث خلون من شوّال سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة
61 - أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن حكم السكونِي من أَهْلَ يابرة وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا الْعَبَّاس لَقِي مكّيّ ابْن أبي طَالِب بقرطبة وَسمع مِنْهُ تأليفه فِي النَّاسِخ والمنسوخ سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وحدَّث بِهِ عَنْهُ فِي سنة تسع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة
62 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن بُلاَّل وَهُوَ لقب لجده كَانَ عَالما بالنحو واللغة والآداب وَله شرح فِي الْغَرِيب المُصَنّف(1/26)
لأبي عُبَيْد وَإِصْلَاح الْمنطق ليعقوب أَفَادَ بِهِ وَأحسن فِيهِ وَزَاد ألفاظا من الْغَرِيب فِي مالم يَأْتِ لَهُ ذكر وَكَانَ يقرىء الْعَرَبيَّة وَعَلِيهِ قَرَأَ المظفَّر عَبْد الْملك فِي صغره عِنْدَ كَونه بمرسية فِي حَيَاة أَبِيه الْمَنْصُور أبي الْحَسَن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي عَامر صَاحب بلنسية وَإِلَيْهِ نسب شرح أدب الْكتاب أَبُو عَبْد اللَّه بْن خلصة النَّحْويّ فِي رسَالَته الَّتِي نَاقض فِيهَا أَبَا مُحَمَّد ابْن السَّيِّد البطليوسي وبكته وَذَكَرَ أَنَّهُ أغار عَلَيْهِ وانتحله وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ بالاقتضاب وتُوُفيّ قَرِيبا من سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة ذَكَرَ وَفَاته وَأكْثر خَبره ابْن عُزَيْر وَفِيه عَنْ غَيره
63 - أَحْمَد بْن شَرَف يكنى أَبَا عُمَر أَصله من جَزِيرَة شقر وَسكن بلنسية وَبهَا كَانَ يَعْلَمُ الْعَرَبيَّة مَعَ حَسَن سمت وَسُكُون ظَاهر أَخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد أبي الفَضْل البونتي وَأَبُو بَكْر بْن عزَيْر وَهُوَ وَصفه وَقَالَ تُوُفّي بعد السِّتين والاربعمائة
64 - أَحْمَد بْن يحيى بْن مَيْمُون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا بَكْر وُلّي قَضَاء بَلَده وَهُوَ من بَيت وجاهة ونباهة وتُوُفيّ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَ صَلاَة الْعَصْر من يَوْمَ الثُّلَاثَاء لعشر بَقينَ من شوّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت وَفَاته بِخَط ابْنه يحيى بْن أَحْمَد
65 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن الْأَخ ويكنى أَبَا عُمَر كَانَ صاحبا لأبي دَاوُد المقرىء وَكَانَ لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر كتب إِلَيْهِ من قِطْعَة
(أَبَا دواد قَدْ أزف الإياب ... إليَّ من لَيْسَ يستر عَنْهُ بَاب)
وتُوُفيّ بِنَظَر شارفة وَهِي قلعة الْأَشْرَاف فِي شهر ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَفَاته عَن أبي دَاوُد وَخَبره عَنِ ابْن عياد
66 - أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم من أَهْلَ طليطلة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ جَدّه لأمه أبي عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بدر وَعَن خَاله أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد وَأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْمطرف بْن البَيْرُولُه وَغَيرهم(1/27)
حدَّث عَنْهُ ابْنه القَاضِي أَبُو عَامر مُحَمَّد بْن أَحْمَد وتُوُفيّ فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة خَبره من فَوَائِد ابْن الدّباغ ووفاته عَنْ غَيره
67 - أَحْمَد بْن سَعِيد بْن مطرف القَاضِي من أَهْلَ طرطوشة يعرف بِابْن الصّباغ ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي عَمْرو السفاقسي مَعَ القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن فورتش وَغَيره قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي عَليّ الصَّدَفِي وَحدث برسالة ابْن أبي زَيْد فِي الْفِقْه عَنْ أبي سَعِيد خَلَف الْجَعْفَرِي عَنْهُ وَوجدت السماع مِنْهُ فِي سنة أَربع وستِّين وَأَرْبع مائَة
68 - أَحْمَد بْن عَبْد الْقوي بْن عَبْد الْمُعْطِي البطليوسي مِنْهَا يكنى أَبَا عُمَر وَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم حَاتِم بْن مُحَمَّد وَأبي عَبْد اللَّه بْن عتاب وَكتب برنامجه وَأَجَازَ لَهُ القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن شماخ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن سعدون الْقَرَوِي وَغَيرهمَا وقدِم بطليوس أَبُو عَلِيّ الغساني فَحَضَرَ السماع مِنْهُ بهَا فِي سنة تسع وستِّين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ ذَا عناية بالرواية وَلَا أعلمهُ حدَّث
69 - أَحْمَد بْن خَلَف بن أَحْمد من أهل قرطبة يعرف بِابْن رَضِيَ وَهُوَ وَالِد الْخَطِيب أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عتاب وَغَيره وتُوُفيّ سنة سبعين وَأَرْبع مائَة وفيهَا وُلِدَ ابْنه وَكَانَ قَدْ تَركه حملا قَاله ابْن بشكوال
70 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَيُّوب من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن المُسْلِماني كَانَ وَاحِد زَمَانه فِي عَلَمُ الرُّؤْيَا والتكلم عَلَى وجوهها وَالشَّرْح لدقائقها وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة منزل مرضِي فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة عَنِ ابْن حُبَيْش
71 - أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أبي الأخطل القَاضِي من أهل طيطلة يكنى أَبَا جَعْفَر حدث بِصَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ كَرِيمَة المروزية حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن(1/28)
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن المشاط الطليطلي قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي القَاسِم الملاحي
72 - أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ اللَّخْميّ الْبَاجِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ عَمه أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد صَاحب الوثائق حدَّث عَنْهُ ابْن أَخِيه القَاضِي أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك ذكره ابْن خَيّر وَغَيره وأغفله ابْن بشكوال
73 - أَحْمَد بْن بِشْير الفَرَضيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ من أَهْلَ الْعلم بِالْحِسَابِ والفرائض وَجمع فِيهَا كتابا كَبِيرا اسْتَعْملهُ النّاس روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الباذش وَسمع مِنْهُ عقيدته الَّتِي ألفها فِي أصُول الدِّين وكتبها عَنْهُ فِي سنة سبْعٍ وَسبعين وَأَرْبع مائَة ذَكَرَ ذَلِكَ فِي برنامجه وحدَّث عَنْه أَيْضا أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد الخزرجي بتأليفه فِي الْفَرَائِض
74 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن يحيى بْن خَلِيل بن ماسويه بن حمدين الْأَنْصَارِيّ يعرف بِابْن الْحداد أَصله من نَاحيَة بلنسية ورحل إِلَى الْمشرق سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبع مائَة فحج وَبلغ فِي طلب الْعلم وَأَهله بِلَاد فَارس وواسط وبغداد والموصل وخراسان وَغَيرهَا وَعَاد إِلَى مصر فِي سنة سبْعٍ وستِّين قَافِلًا إِلَى بَلَده وَأقَام بِهِ إِلَى أَن تغلب الرّوم عَلَى طليطلة فَخرج إِلَى دانية وَطلب الْجِهَاد مَعَ الْأَمِير يُوسُف بْن تاشفين فَبلغ سبتة وَهُوَ قَدْ فصل إِلَى بطليوس فآيس من لحاقه وَعدل إِلَى طنجة فلقي بهَا القَاضِي أَبَا الْأَصْبَغ بْن سهل وَكَانَت لَهُ مَعَه مناظرة فِي مسَائِل من الْعلم أدته إِلَى عمل رِسَالَة سَمَّاهَا رِسَالَة الامتحان لمن برز فِي عَلَمُ الشَّرِيعَة وَالْقُرْآن خَاطب بهَا ابْن سهل الْمَذْكُور وَطلب مِنْهُ الْجَواب عَلَى مسَائِل عويصة تدل عَلَى قوته فِي الْعلم واتساعه ذكره أَبُو القَاسِم الْقَنْطَرِي بأطول من هَذَا وَكَانَ تغلب الرّوم عَلَى طليطلة يَوْمَ الْأَرْبَعَاء لعشر خلون من المُحَرَّم سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة قَالَه ابْن عَلْقَمَة ووقيعة الزلاقة وَهِي بمقربة من بطليوس يَوْمَ الجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة وَقيل لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة(1/29)
75 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ وَادي الْحِجَارَة يعرف بِابْن المورُه يكنى أَبَا عُمَر يروي عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن سُفْيَان المقرىء وحدَّث عَنْهُ بِالْكتاب الْهَادِي من تأليفه فِي الْقرَاءَات ويروي أَيْضا عَنْ أبي عُمَر الطلمنكي أَخذ عَنْه الْقرَاءَات أَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحِيم بْن قَاسم الحجاري ونقلت رِوَايَته عَنْهُ من خطه وَابْن خَيّر يَقُولُ فِي اسْمه أَبُو عُمَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد وَهُوَ وهم
76 - أَحْمَد بْن عَبْد الْوَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَلِيّ البتي من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وبتة الْمَنْسُوب إِلَيْهَا قَرْيَة بشرقيها
كَانَ كَاتبا شَاعِر بليغا مطبوعا كثير التَّصَرُّف مليح التطرف قَائِما عَلَى الْآدَاب وَكتب النَّحْو واللغة والأشعار الْجَاهِلِيَّة والإسلامية وَكَانَ رُبمَا كتب لبَعض الوزراء وَلم يكن مِمَّن يُعَلِّم أحرقه القنبيطور لَعنه اللَّه حِين تغلبه بالروم على بنلسية وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت اسْمه وَأكْثر خَبره بِخَط ابْن حُبَيْش وَذكره ابْن عُزَيْر وَحكى أنَّ إحراقه كَانَ سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة وَذكره الرشاطي أَيْضا وَأنْشد لَهُ
(غصبْتِ الثريا فِي البعاد مكانَها ... وأودعتِ فِي عَيْني صادقَ نوئها)
(وَفِي كلّ حَال لَمْ تزالي بخيلة ... فَكيف أعرت الشَّمْسُ حُلَّةَ ضوئها)
وَقد أنْشد مؤلف قلائد العقيان هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لأبي جَعْفَر البني الْيَعْمرِي وَأَحَدهمَا غالط من قِبَلِ اشْتِبَاه نسبهما والتفرقة بَيْنَهُمَا مستوفاة فِي تأليفي الموسوم بهداية المعتسف فِي المؤتلف والمختلف
77 - أَحْمَد بْن خَمِيس بْن عَامر من أَهْلَ طليطلة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن ذِمْنج كَانَ من لدات أبي الْوَلِيد الوقشي ذَا عناية بالطب والهندسة ومشاركة فِي عُلُوم اللِّسَان وَكَانَ لَهُ حَظّ صَالح من قرض الشّعْر ذكره القَاضِي صاعد(1/30)
78 - أَحْمَد بْن مضاء النَّحْويّ من أَهْلَ سرقسطة يعرف بِابْن إِسْمَاعِيل ويكنى أَبَا طَاهِر كَانَ شَاعِرًا وَله تصانيف مَاتَ بِمصْر من خطّ ابْن حُبَيْش
79 - أَحْمَد بْن مُوسَى بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ المقرىء يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي وَأبي دَاوُد المؤيدي ورحل فَأخذ عَنْ أبي معشر الطَّبَريّ وَرَأَيْت إِجَازَته لبَعض تلاميذه فِي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة
80 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي تليد من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن زهر أجَاز لَهُ وَعَن أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن الدّباغ الألبيري حدَّث عَنْهُ أَبُو عِمْرَانَ بْن أبي تليد من خطّ أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ
81 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وليد من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن الْوَلِيد نزيل مصر سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن أبي جَمْرَة وحدَّث عَنْهُ
82 - أَحْمَد بْن هِلَال المقرىء من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس لقِيه بهَا أَبُو عَبْد الله بن سعيد الداني المقرىء وَأخذ عَنْهُ قَاله ابْن عياد
83 - أَحْمَد بْن سَعِيد الْكَاتِب يكنى أَبَا القَاسِم لَقِي أَبَا عُمَر بْن عَبْد الْبر وَحمل عَنْهُ الْمُوَطَّأ وبقراءاته إِيَّاه سَمِعَ أَبُو دَاوُد المقرىء وَهِي الثَّالِثَة من سماعاته قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي دَاوُد وَلَا أعرفهُ
84 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ الْوَاعِظ من نَاحيَة بلنسية يعرف بالشارقي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ فَقِيها وَألف كتابا صَغِيرا فِي أَحْكَام الصَّلاة ووقفت عَلَيْهِ وَلم يذكر ذَلِكَ عِيَاض القَاضِي فِي تَسْمِيَته فِي شُيُوخه وَحكى أَنَّهُ سَمِعَ من كَرِيمَة يَعْنِي المروزية كتاب الْبُخَارِيّ فِي رحلته الَّتِي حجّ فِيهَا وَسمع من عَبْد الْجَلِيل السَّاوي وَوَصفه(1/31)
بالمشاركة فِي معرفَة الْأُصُول عَلَى مَذْهَب أَهْلَ الْعرَاق وَطَرِيق الحِجَاجٍ وَالنَّظَر وَأَنه جالسه وَسمع كَلَامه واغتنم دماءه وَلم يسْتَوْف ذَكَرَ هَذَا ابْن بشكوال وتُوُفيّ قَرِيبا من سنة خَمْسمِائَة
85 - أَحْمَد بْن حَامِد من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي عَمْرو المقرىء وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَكَانَ من أَهْلَ الزّهْد والتبتل أَخذ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن غَزوَان
86 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن خَلَف النَّحْويّ من أَهْل مرسية يعرف بِابْن طرشميل ويكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ عَنْ أَخِيه أبي بَكْر مُحَمَّد وَعَن أبي الْحَسَن بْن سيدة وَكَانَا جَمِيعًا معلمْي عَرَبِيَّة ذكرهمَا ابْن عُزَير منسوبين إِلَى طرشميل وَلم يسمهما وَحكى أنَّ أسنّهما يَعْنِي مُحَمَّداً تُوُفّي ببلنسية فِي عشر الثَّمَانِينَ يُرِيد وَأَرْبَعمِائَة قَالَ وَالثَّانِي يَعْنِي أَحْمَد بمرسية قرب الْخَمْسمِائَةِ وَذَكَرَ غَيره أَنَّهُ كَانَ بشاطبة سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة
87 - أَحْمَد بْن هِشَام القَيْسيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي إِسْحَاق الألبيري الزَّاهد بَعْض منظومه أخبر بِهِ عِنْد أَبُو زَيْدُ النميري وَالِد أبي عَبْد اللَّه الْحَافِظ
88 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الحجري من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن نمارة ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي وَأبي بَكْر بْن الْقُدْرَة وَأبي الْعَبَّاس عَبْد الله بن أَحْمد بن سعدون وَأبي عَليّ الصَّدَفِي وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ رحْلَة وَحج فِيهَا وَعَاد إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنْهُ وَله مَجْمُوع صَغِير فِي الْفِقْه وَوجدت السماع مِنْهُ لموطأ مَالك فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة
89 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر من أَهْلَ تطيلة وَيعرف بِابْن الْإِمَام ويكنى أَبَا بَكْر كَانَ من أَهْلَ الْعلم وَولي قَضَاء بَلَده وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن حُبَيْش(1/32)
90 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مُحرز بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس رَحل إِلَى الْمشرق وأقرأ بِدِمَشْق الْقُرْآن بعدة رِوَايَات وَكَانَ قَدْ قَرَأَ عَلَى أبي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن مُوسَى بْن هبة اللَّه الدينَوَرِي وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حموش الصَّقلي وَأبي الْحُسَيْن يحيى بْن عَلِيّ بْن الفَرَج الخشاب الْمَصْرِيّ وَغَيرهم وصنف كتابا فِي الْقرَاءَات سَمَّاهُ الْمقنع ذكره ابْن عَسَاكِر وَقَالَ أجَاز لي مصنفاته وَكتب سماعاته سنة أَربع وَخَمْسمِائة وَسُئِلَ عَنْ مولده فَقَالَ فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة بالأندلس وَذَكَرَ غَيره أَنَّهُ يُعرف بالأغرشي نِسْبَة إِلَى مَوضِع بإقليم بُكِيرَانَ من أَعمال شاطبة وَأَنه سَمِعَ مقامات الحريري مِنْهُ مَعَ أَبِي القَاسِم بْن جهور فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخَمْسمِائة وَحكى ابْن عياد رِوَايَة أبي المظفَّر الشَّيْبَانيّ الطَّبَريّ عَنِ ابْن مُحرز هَذَا وتحديثه بالمكتفي لأبي عَمْرو المقرىء وَفِي ذَلِكَ عِنْدَي نظر وقرأت بِخَطِّهِ حِكَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل أنَّ أَبَا دَاوُد المقرىء كَانَ يَقْرَأ عَلَيْهِ ببلنسية رَجُل يعرف بِأَحْمَد بْن مُحرز قَالَ وَكَانَ فَتى فَاضلا مقلاً فَقَالَ لَهُ أَبُو دَاوُد يَوْمَاً أَتُحِبُّ أنَّ أزَوجك بِنْتي قَالَ فَخَجِلَ الْفَتى من ذَلِكَ وَذَكَرَ لَهُ حَاجَة تَمنعهُ قَالَ فَزَوجهَا مِنْهُ وَنظر لَهَا فِي دَار وجهاز وزفها إِلَيْهِ وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره
91 - أَحْمَد بْن مُبشر الْأمَوِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَا شَاءَ اللَّه الطليطلي وَكَانَ فَقِيها حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد بمختصر الطليطلي فِي الْفِقْه وَذَكَرَ أَنَّهُ أكمل قِرَاءَته عَلَيْهِ يَوْمَ عَرَفَة سنة ستٍّ وَخَمْسمِائة من خطّ ابْن خَيّر
92 - أَحْمَد بْن عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ طليطلة وَسكن سبتة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْمطرف بْن سَلَمَة وَسمع بقرطبة من أبي عَلِيّ الغساني وبسبتة من أبي عَبْد اللَّه بْن عِيسَى روى عَنْهُ القَاضِي عِيَاض وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ إصْلَاح الْغَلَط لِابْنِ قُتَيْبَةَ فِي رده عَلَى أبي عُبَيْد وَأَحَادِيث عالية كَانَتْ عِنْدَهُ عَنِ الجياني(1/33)
93 - أَحْمَد بْن حُسَيْن الْأَنْصَارِيّ الأشْهَلِي الضَّرِير يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ بالأندلس الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بن عبد الله الإلبيري وَغَيرهمَا ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَأخذ هُنَالك عَنْ أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَلَى الدقاق الجُرْجانيّ وَأبي معشر عَبْد الْكَرِيم بْن عَبْد الصَّمد الطَّبَريّ وتصدر بِمَكَّة للإقراء وَأخذ عَنْهُ النّاس وَيحدث عَنْهُ أَبُو عَلِيّ حَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن الخراز التلمساني وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خلوص الْمرَادِي بن الدراج الفاسي وَلَا أدرى ألَقِيهُ قبل رحلته أم بعْدهَا
94 - أَحْمَد بْن مُحرز بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن مُحرز بْن أُميَّة من أَهْلَ بطليوس وَيعرف بالمُنْتانْجِشِي روى عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُنْتان وَعَاصِم بْن أيّوب وَعمر بْن خطاب الماردي وَغَيرهم حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ أَحْمد الأديب قَالَه ابْن خَيّر
95 - أَحْمَد بْن يُوسُف التُّنوخيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الكماد كَانَ من أَهْلَ الْمعرفَة بِالْعدَدِ وصناعة النِّجامة مقدِّمًا فِيهَا عَلَى أَهْلَ عصره وَبني أزياجه وَمِنْهَا القبس والمستنبط عَلَى أرصاد أبي إِسْحَاق الطليطلي الْمَعْرُوف بالزرقالَّة واحِدُ أَهْلَ الأندلس فِي ذَلِكَ أفادنيه بَعْض شُيُوخنَا وألزمني إثْبَاته وَلم يذكر من روى عَنْهُ وَلَا وَفَاته
96 - أَحْمَد بْن ثَابت بْن عَبْد اللَّه بْن ثَابت الْعَوْفِيّ الْوَزير الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر وُلِدَ القَاضِي أبي القَاسِم يروي عَنْ أَبِيه وَغَيره واستُشهد فِي وقيعة البُوْرت منصرف العساكر من غَزْو برشلونة مَعَ أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَابْن عَائِشَة وَابْن تافلويت وَقتل ابْن الْحَاج مِنْهُم وَذُو الوزارتين أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَاج الطرطوشي دَلِيل الْمُسلمين فِي تِلْكَ الْغَزْوَة وَأَبُو أَحْمد بْن سيد أمون اللاردي وَأَبُو الْوَلِيد بْن قبرون اللاردي وَأَبُو عَبْد الله بن(1/34)
مكرو
93 - أَحْمد بن حسن الْأنْصَارِيّ الاشبهلي الضَّرِير يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ بالأندلس الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله بن شُرَيْح وَأبي الْحُسَيْن عَليّ بن عبد الله الإليبري وَغَيرهمَا ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَأخذ هُنَالك عَنْ أبي عَليّ الْحُسَيْن بن عَلَى الدقاق الجُرْجانيّ وَأبي معشر عَبْد الْكَرِيم بْن عَبْد الصَّمد الطَّبَريّ وتصدر بِمَكَّة للإقراء وَأخذ عَنْهُ النّاس وَيحدث عَنْهُ أَبُو عَلِيّ حَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن الخراز التلمساني وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خلوص الْمرَادِي بن الدراج الفاسي وَلَا أدرى ألَقِيهُ قبل رحلته أم بعْدهَا
94 - أَحْمَد بْن مُحرز بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن مُحرز بْن أُميَّة من أَهْلَ بطليوس وَيعرف بالمُنْتانْجِشِي روى عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُنْتان وَعَاصِم بْن أيّوب وَعمر بْن خطاب الماردي وَغَيرهم حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ أَحْمد الأديب قَالَه ابْن خَيّر
95 - أَحْمَد بْن يُوسُف التُّنوخيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الكماد يكان من أَهْلَ الْمعرفَة بِالْعدَدِ وصناعة النِّجامة مقدِّمًا فِيهَا عَلَى أَهْلَ عصره وَبني أزياجه وَمِنْهَا القبس والمستنبط عَلَى أرصاد أبي إِسْحَاق الطليطلي الْمَعْرُوف بالزورقالة وَاحِد أهل الأنندلس فِي ذَلِكَ أفادنيه بَعْض شُيُوخنَا وألزمنا إثْبَاته وَلم يذكر من روى عَنْهُ وَلَا وَفَاته
96 - أَحْمَد بْن ثَابت بْن عَبْد اللَّه بْن ثَابت الْعَوْفِيّ الْوَزير الْفَقِيه أَبُو جَعْفَر وُلِدَ القَاضِي أبي القَاسِم يروي عَنْ أَبِيه وَغَيره واستُشهد فِي وقيعة البُوْرت منصرف العساكر من غَزْو برشلونة مَعَ أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَابْن عَائِشَة وَابْن تافلويت وَقتل ابْن الْحَاج مِنْهُم وَذُو الوزارتين أَبُو عبد الله الْحَاج الطرطوشي دَلِيل الْمُسلمين فِي تِلْكَ الْغَزْوَة وَأَبُو أَحْمد بْن سيد أمون اللاردي وَأَبُو الْوَلِيد بْن قبرون اللاردي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن)(1/35)
عبد الْعَزِيز وُلِدَ الْأَمِير الْأَجَل من أَهْلَ بلنسية وَأَبُو الْحَسَن غَلِنْدُه مولى المستعين وَأَبُو عَامر ابْن المرشاني وَابْنه وَابْن سَعَادَة وَابْن لَهُ فِي نَحْو ثَلَاثِينَ من الْعَرَب وَعشْرين من الفرسان الأندلسيين ومائتي راجل وَعشْرين رَاجِلا قتلوا قَبْلَ ابْن الْحَاج وَغَيرهم وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة
97 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الطليطلي مِنْهَا وَسكن شاطبة يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي وَكَانَ فِي عداد الْفُقَهَاء حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن أبي تليد من شُيُوخ ابْن عياد
98 - أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن عبد الْعَزِيز بْن حَامِد بن رَجَاء بْن شَاكر بْن خطاب بن نَافِع بْن عبد الْعَزِيز التجِيبِي هَكَذَا يَقُولُ فِي نسبهم أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وَغَيره وَإِنَّمَا هُوَ قيسي أموي بِفَتْح الْهمزَة من بني أمة بُطَيْن ينمي إِلَى نصر بْن مُعَاوِيَة بْن بَكْر بْن هوَازن بْن مَنْصُور بْن عِكْرمة بْن خصَفة بْن قيس وقرأت بِخَط أبي القَاسِم بْن مدير أنَّ أَصله من كزنة وَإِنَّمَا ينسبون فِي تجيب من أَهْلَ بلنسية وَدَار سلفه قرطبة ويعرفون ببني روبش يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي وَأبي عَبْد اللَّه بْن سعدون الْقَرَوِي وَأبي عَليّ الصَّدَفِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر بن عبد الْبر وَأَبُو الْمطرف بن جحاف وَأَبُو مَرْوَان بن سراج وَولي الْخطْبَة بِجَامِع بلنسية لصلاحه وفضلة توفّي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة ومولده سنة تسع وَخمسين وَأَرْبع مائَة بعضه عَنْ مُحَمَّد بْن عياد
99 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُعُود من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر صحب أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي قَدِيما ولازمه طَويلا وَأخذ عَنْهُ من رِوَايَته كثيرا وَأَجَازَ لَهُ وقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَط أبي عَلِيّ وَلَا أعلمهُ حدَّث(1/35)
100 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُعَاوِيَة بْن غَيَّاث من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن سراج وَكَانَ أديبًا حدَّث عَنْهُ ابْن الدّباغ وَنسبه إِلَى جد أَبِيه غياث وَذَكَرَ أَنَّهُ يحمل عَنْ أبي مَرْوَان بْن سراج أخبرهُ بذلك بَعْض أَصْحَابه يَعْنِي أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن بقا بْن نَمِيل وَكَانَ قَد استجازه لنَفسِهِ وَله وَلَيْسَ كَمَا قَالَ أَنَا قَرَأت اسْمه وَرِوَايَته عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن سراج بِخَطِّهِ وَرَأَيْت السماع مِنْهُ مؤرخًا بالمحرم من سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة
101 - أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْوَالِي يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي لقِيه بالمرية وحدَّث ووقفت عَلَى الْأَخْذ عَنْهُ فِي شعْبَان سنة أَربع عشر وَخَمْسمِائة وَقبل ذَلِكَ بأشهر فقد أَبُو عَلِيّ رَحمَه اللَّه فِي وقيعة كتندة
102 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي القَاسِم الحجري من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله مُحَمَّد بن فَرح المكناسي وَخلف أَبَاهُ عبد الله فِي الإقراء والتعليم وَقد أَخذ عَنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد االرحمن بن مُحَمَّد بن فرج المكناسي وَتُوفِّي أَحْمد هَذَا سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة عَنْ أبي عُمَر بْن عياد
103 - أَحْمَد بْن مبارك من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالقطان كَانَ من أهل النباهة وَالصَّلَاح وَهُوَ الَّذِي تولى الصَّلَاة على ابْنه عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد إِذْ توفّي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة ذكر بعضه ابْن بشكوال وَأثْنى على ابْنه هَذَا وقرأت أَنَا بِخَطِّهِ قَالَ لي أَبُو بَكْر بْن مفوز رَحمَه اللَّه كَانَ عمي يَعْنِي طَاهِرا قَد استجاز لي ولنفسه أَبَا عُمَر بْن الْحذاء فَكَانَ فِي نَفسِي من تِلْكَ الْإِجَازَة شَيْءٍ يَعْنِي لحَال صغره قَالَ فَلَمّا لقِيت الشَّيْخ أَبَا عَلِيّ هُوَ الغساني سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لي عول عَلَيْهَا واعتقدها فَفعلت فَكَانَ أَبُو بكر على نَقده وَعلمه بِهَدِّهِ الصِّنَاعَة وتحريه فِيمَا يشبه هَذَا يحدث كثيرا بِتِلْكَ الْإِجَازَة وَيَقُول نَا أَبُو عُمَر بْن الْحذاء فِيمَا كتب بِهِ إِلَى مَعَ عمي وَفِي كِتَابه إليَّ(1/36)
104 - أَحْمد بْن عُثْمَان من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر لَقِي الْخَطِيب أَبَا عامربن شَرَوِيَّة ببلنسية سنة ستٍّ عشرَة وَخَمْسمِائة ورحل حَاجا فَلَقِيَهُ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ بالإسكندرية وَكتب عَنْهُ فِيمَا ذكره ابْن نقطة
105 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن ذرْوَة الْمرَادِي الْمُقْرِئ من أَهْلَ طليطلة وَسكن قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي بِبَلَدِهِ وتصدر للإقراء وَأخذ النّاس عَنْهُ وَكَانَ من أَهْلَ الضَّبْط مُتَقَدما فِي هَذِه الصِّنَاعَة وَقد كتب عَنْ أبي عَلِيّ الغساني برنامجه وَأَجَازَ لَهُ فِي آخِره وكناه أَبَا الْعَبَّاس وَمن تلاميذه أَبُو مَرْوَان قزمان وَأَبُو مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي وكناه أَبَا الْقَاسِم فِي خَبره عَن ابْن عياد
106 - أَحْمد بن عبد الله االعطار من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالقونكي لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَلَقي كَرِيمَة المروزية فروى عَنْهَا صَحِيح الْبُخَارِيّ وَلَقي عَبْد الْحق الصّقليّ وَغَيره وَعَاد إِلَى بَلَده فَحدث روى عَنْهُ ابْن بشكوال وَسَماهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وأغفل ذكره فِي الصِّلَة وتُوُفيّ عقب رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة
107 - أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي الْخَيْر بْن عَلِيّ الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ سرقسطة وَسكن قرطبة يعرف بالموروري ويكنى أَبَا جَعْفَر وَهُوَ أَخُو القَاضِي أبي عَبْد اللَّه الموروري سَمِعَ من أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَغَيره واستجاز لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي جمَاعَة من شُيُوخه المشرقيين مِنْهُم أَبُو الفوارس الزَّيْنَبِي وَأَبُو الْحُسَيْن أَحْمد بن عبد الْقَادِر وَأَبُو الْمَعَالِي ثَابت بْن بُنْدَار وَأَبُو طَاهِر بْن سوار وَأَبُو الْحُسَيْن العاصمي وَأَبُو مُحَمَّد رزق اللَّه بْن عَبْد الوهّاب وطبقتهم روى عَنْهُ ابْن بشكوال وأقفله وَمن مُعْجم شُيُوخه نقلت ااسمه توفّي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة بَعْدَ أَخِيه بعام
108 - أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن سراج السبائي الْمُقْرِئ من أَهْلَ مَدِينَة الفَرَج وَسكن سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالحجاري أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي(1/37)
الْحَسَن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن قوطة الحجاري بهَا وانتقل إِلَى سرقسطة فأقرأ النّاس هُنَالك وعلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ أَخذ عَنْهُ أَبُو عَمْرو الْمَعْرُوف بالبلجيطي ذكر ذَلِك ابْن عياد وَغَيره وقرأت بِخَط ابْن قوطة الْمَذْكُور وَفِي إِجَازَته لِابْنِ سراج هَذَا بتاريخ سلخ ربيع الأول سنة خَمْسمِائَة أَنَّهُ أَخذ عَنْهُ الْقرَاءَات السَّبع إلاّ قِرَاءَة الْكسَائي وَبَعض قِرَاءَة حَمْزَة وحدَّث عَنْهُ أَيْضا أَبُو الحكم بن غشليان وتتوفي فِي نَحْو الْعشْرين وَخَمْسمِائة
109 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يُونُس بْن خَلَف الثغري التطيلي يكنى أباا جَعْفَر يروي عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه النميري أجَاز لَهُ
110 - أَحْمَد بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن خلف بن أَيُّوب اليحصببي من أَهْلَ دانية وَسكن المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالمارُمي روى عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي وَغَيره ولأبيه خَلَفٍ روايُة عَنْ أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وَلَا أَدْرِي أروى عَنهُ ابْنه أم لَا وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا سَمِعَ مِنْهُ بِجَامِع المرية أَبُو الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم وَأَبُو الْعَبَّاس بْن البراذعي وَغَيرهَا وَذَكَرَ ابْن عياد أنَّ أَبَا عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني قَرَأَ عَلَيْهِ بدانية الْحساب وقرأت بِخَطِّهِ شَهَادَته عَنْ أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن سَعَادَة بتنفيذ وَصِيَّة صهره أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة الصَّدَفِي فِي صدر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة
111 - أَحْمَد بْن مسْعدَة بْن مسْعدَة من أَهْلَ طرطوشة وقاضيها يكنى أَبَا جَعْفَر حدَّث بِبَلَدِهِ ودرس وروى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ بْن عَرِيب أَبُو عَامر السالمي وَغَيرهمَا وَهُوَ من بَيت نباهة ذَكَرَ ابْن مدير أَبَاهُ فِي تَارِيخه وكناه أَبَا بِشْر وَقَالَ ابْن حُبَيْش فِي أبي جَعْفَر هَذَا تتوفي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة
112 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان بْن بَالغ الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ سرقسطة(1/38)
يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي الحزم خَلَف بْن مُحَمَّد القروذي واستجاز لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي جمَاعَة من شُيُوخه بالمشرق وَكَانَ من أَهْلَ الْفِقْه والوثائق أَكْثَره من خطّ ابْن حُبَيْش وَفِيه عَنْ غَيره
113 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن أقْلَبَيْر كَانَ فَقِيها مشاورًا وَخرج من وَطنه سرقسطة بَعْدَ أنَّ ملكهَا الرّوم صلحا يَوْمَ الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع خلون من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَسكن بلنسية إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِيمَا قَرَأت بِخَط أبي مُحَمَّد أيّوب بْن نوح عصر يَوْمَ الْأَحَد الثَّانِي من صَفَر سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة ودُفِن بمقبرة بَاب بيطالة
114 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم من أَهْلَ إشبيلية يعرف بالدقاق ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَعنهُ أَخذ أَبُو مُحَمَّد خَلِيل بْن إِسْمَاعِيل اللبلي ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن خَير
115 - أَحْمَد بْن عُمَر بْن خَلَف الْهَمدَانِي من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن قبليل ويكنى أَبَا جَعْفَر تفقَّه بقرطبة وروى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن فرج وَأبي عَلِيّ الغساني وَأبي الْوَلِيد بن العواد وَأبي الْقَاسِم أصبغ بن مُحَمَّد وَولي الصَّلاة بِبَلَدِهِ ودارت عَلَيْهِ الْفتيا وَكَانَ من جلة الْفُقَهَاء المشاورين وَقد ذكره أَبُو الْوَلِيد بن الدّباغ فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء من تأليفه ودرس واسمع وحدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَأَبُو خَالِد بْن رِفَاعَة وناظرًا عِنْدَهُ وَأَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو القَاسِم بْن بشكوال وأغفله مولده فِي السِّتين وَأَرْبَعمِائَة وتُوُفيّ يَوْمَ الْأَرْبَعَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين لذِي قعدة سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة
116 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ من سَاكِني شاطبة لَهُ رِوَايَة(1/39)
عَنْ ابْن أبي عَامر بْن حبيب أجَاز لَهُ مَا رَوَاهُ وَمن أَهْلَ سرقسطة أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ أَبُو الْعَبَّاس كَانَتْ لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من أبي بَكْر مُحَمَّد بْن المظفَّر بْن بكران وَغَيره مَعَ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي عِيسَى لب بْن هود وقفت عَلَى ذَلِكَ من بَعْض أصُول أبي عَليّ وَلَا أَدْرِي أهوَ الأوّل لِاتِّفَاق نسبتهما أم هما اثْنَان
117 - أَحْمَد بْن أبي الْحَسَن أصبغَ بْن حُسَيْن بْن سعدون بْن رضوَان بْن فتوح الْخَثْعَمِي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا عُمَر وَيعرف بالسهيلي وَهُوَ جد أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد هَذَا كَانَ من أَهْلَ الْعلم وَولي الْقَضَاء وَقع ذكره فِي كتاب الرَّوْض الآنف من تأليف أبي القَاسِم الْمَذْكُور وَحكى عَنْهُ أنَّه انتسخ حَدِيث سُؤال النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إحْيَاء أَبَوَيْهِ من كتاب الشَّيْخ معوَّذ بْن دَاوُد بِسَنَد فِيهِ مَجْهُولُونَ
118 - أَحْمَد بْن عُمْروس بْن لب بْن قَاسم من أَهْلَ شلب يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنِ القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن شبرين سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَانَ من بَيت عِلْمٌ ونباهة وهم أخوال أبي بَكْر بْن خَير
119 - أَحْمَد بْن أبي الْخِصَال الغافقي من أَهْلَ شقورة وَمن قَرْيَة بهَا تعرف بِفُرْغُلاط وَسكن قرطبة مَعَ أَخَوَيْهِ أبي عَبْد اللَّه وَأبي مَرْوَان يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ من أَهْلَ الْفِقْه وَتَوَلَّى خطة الْأَحْكَام وارتسم بهَا ذكره ابْن الدّباغ وَفِيه عَنْ غَيره
120 - أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد التجِيبِي من أَهْلَ المرية يعرف بِابْن شَاب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن شَفِيع وَسمع مِنْهُ وَمن أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن الْحسن البلغيي وَله بقرطبة سَماع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَسمع أَيْضا من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ الإشبيلي وَمن أَهْلَ الْمشرق أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن الحضْرميّ وأقرأ(1/40)
الْقُرْآن وحدَّث وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله كَلَام حَسَن عَلَى تَرْجَمَة الملَّخص للقابس من أَجْلِ الِاخْتِلَاف فِي كسر الْخَاء وَفتحهَا صرح فِيهِ بِإِبْطَال الْفَتْح وَصحح الْكسر وَصَوَّبَهُ وَاحْتج لَهُ وَهُوَ رَأْي أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وَالْفَتْح كَانَ يرَاهُ أَبُو القَاسِم الْمُهلب بْن أبي صفرَة وَكِلَاهُمَا حمل الْكتاب عَنْ جَامعه وسَمعه من وَاضعه حكى عَنْهُ ابْن الدّباغ وَذَكَرَ بَعْض خَبره وَكَانَ فِي عداد أَصْحَابه وأغفله ابْن بشكوال
121 - أَحْمَد بْن قَاسم المحدّث الأديب من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ من أَهْلَ الْعلم بفنون الْكَلَام قديمه وَحَدِيثه وَألف كتابا مُفِيدا فِي النَّفس وأخلاقها وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من النّظم والنثر ذكره أَبُو الْوَلِيد بْن خيرة فِي شُيُوخه وَقَالَ أَدْرَكته وجالسته ونا بكتابه فِي النَّفس غَيْر وَاحِد من أَصْحَابنَا عَنْهُ
122 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن فهر السُّلَميّ من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا عُمَر وُلّي الْقَضَاء وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَابْنه أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد يروي عَنْهُ ابْن رزق وَابْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهمَا وَهُوَ مَذْكُور فِي بَابه
123 - أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عُمَيْر الثّقفيّ من أهل سرقسطة حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد وقرأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ
124 - أَحْمَد بْن أبي بَكْر الكِنَانيّ من أَهْلَ طليطلة وَنزل قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن حنين وَهُوَ وَالِد أبي الْحَسَن نزيل فاس سَمِعَ بقرطبة أَبَا عَبْد اللَّه بْن فرج وبقراءته عَلَيْهِ موطأ مَالك سَمِعَ ابْنه ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَغَيره
125 - أَحْمَد بْن مَسْلَمَة بْن مُحَمَّد بْن وضاح القَيْسيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وعني بالآداب وشعره(1/41)
مدون وَكَانَ مطبوعا مجيدًا روى عَنْهُ أَبُو رِجَال بْن غلبون وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي جالسته بمرسية وَلم يتَّفق لي أنَّ أسمع شَيئًا من شِعره وأنشدني الْحَافِظ أَبُو الرّبيع بْن سَالم ونقلته من خطه قَالَ أَنْشدني الأديب أَبُو رجال بْن غلبون قَالَ أَنْشدني أَبُو جَعْفَر بْن وضاح لنَفسِهِ يصف الشّجر السرو
(أيا سُرو لَا يعطش منابتك الحيا ... وَلَا بُزَّ عَنْ أغصانك الْوَرق النَّضْر)
(لَقَدْ كُسِيت أعطافك الملد مثل مَا ... تُلَفُّ عَلَى الخَطيِّ راياته الْخضر)
تُوُفّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
126 - أَحْمَد بْن خَلَف بْن عيشون بْن خِيَار بْن سَعِيد الجذامي الْمُقْرِئ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وكناه ابْن الدّباغ أَبَا جَعْفَر يعرف بِابْن النخاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله بن ابْن شُرَيْح الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي عَبْد اللَّه السَّرقسْطِي وَأبي القَاسِم بْن النخاس وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى الْعَبدَرِي الداني وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْأَصْبَغ عِيسَى بْن خيرة مولى ابْن برد وَأَبُو عَلِيّ الغساني وَأَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وتصدر للإقراء قَدِيما سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة أَوْ قبلهَا وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة جلة مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو الْأَصْبَغ السماتي وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو الْحَسَن نجبة بْن يحيى وسواهم وَكَانَ يشهر بالمجود لحسن قِرَاءَته وإقرائه ومهارته فِي ذَلِكَ مَعَ براعة الْخط وجودة الضَّبْط وَله تأليف فِي نَاسخ الْقُرْآن ومنسوخه تُوُفّي فِي صدر رَجَب سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة نسبه عَنِ ابْن الباذش ووفاته وَأكْثر خَبره عَنِ ابْن حُبَيْش
127 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد الجذامي الْمُتَكَلّم يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالزَنقِي نِسْبَة إِلَى زنقات مرسية من خَارِجهَا وَاسْتقر بأريولة سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن سَابق الصّقليّ وَأخذ عَنْهُ علمُ الْأُصُول وتجول بِبِلَاد الأندلس وَكَانَ شيخ الْمُتَكَلِّمين(1/42)
عَلَى مَذْهَب أَهْلَ الْحق فِي وقته وأملى مَسْأَلَة فِي تَكْلِيف مَالا يُطَاق وَله شعر ومسائل فِي عِلْم الْكَلَام قَالَ ابْن عياد سَأَلت عَنْهُ أَبَا بَكْر بْن أبي ليلى فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا وَوَصفه بِالْعلمِ روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو الفَضْل بْن عِيَاض وَأَبُو بَكْر بْن النفيس وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَحكى عَنْهُ ابْن الدّباغ فِي برنامجه
128 - أَحْمَد بْن طَاهِر بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن اشتَرِمِنِّي بْن رُصَيْص بْن فاخر بْن فرج بْن وليد بْن وليد بْن عَبْد اللَّه بْن نَعَم الْخلف بْن حسان بْن قيس بْن سَعْد بْن عبَادَة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي يكنى أَبَا الْعَبَّاس وأصل سلفه من شارقة عمل بلنسية وَهِي قلعة الْأَشْرَاف وانتقل جَدّه إِلَى دانية وَبهَا وُلِدَ أَبُو الْعَبَّاس هَذَا وَنَشَأ وَكتب الحَدِيث وتَفَقَّه فِي الْمسَائِل ثُمَّ تجول فِي الْعِنَايَة بالرواية فَسمع بدانية بَلَده أبَا دَاوُد الْمُقْرِئ وبمرسية أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وبالمرية أَبَا عَلِيّ الغساني وَأَبا الْحَسَن بْن شَفِيع وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الْفراء وَأَبا مُحَمَّد بْن الْعَسَّال وَأَبا مُحَمَّد بْن عَبْد الْقَادِر بْن الحنَّاط وبأوْرِيُولة أَبَا القَاسِم خَلَف بْن فَتْحون وَسمع من أبي القَاسِم خَلَف بْن مُحَمَّد الغرناطي وَغَيرهم ورحل إِلَى العدوة فلقي بقلعة حَمَّاد أَبَا مَرْوَان الحمداني وبمدينة بجاية أَبَا مُحَمَّد المَقْري وَغَيرهمَا ويروي عَنْ أبي عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ وَأَحْسبهُ كتب إِلَيْهِ وَانْصَرف إِلَى بَلَده فَأَسْمع وحدَّث وَكَانَت لَهُ أصُول عتيقة وَولي خطة الشورى بدانية وَأفْتى بهَا نيفًا وَعشْرين سنة ودعي إِلَى قَضَائهَا فَأبى من ذَلِكَ وَكَانَ عَالما بالمسائل مُحدثا ضابطًا حَسَن التَّقْيِيد معتنيا بلقاء الرِّجَال ورعًا فَاضلا كَانَ أَبُو مُحَمَّد القلَيني يعظمه ويثني عَلَيْهِ وَله تصنيف عَلَى الْمُوَطَّأ سَمَّاهُ كتاب الْإِيمَاء ضاهي بِهِ كتاب أَطْرَاف الصَّحِيحَيْنِ لأبي مَسْعُود الدّمشقيّ وَعرضه عَلَى شَيْخه أبي عَلِيّ الصَّدَفِي فَاسْتَحْسَنَهُ وَأمره ببسطه فَزَاد فِيهِ وَله أَيْضا مَجْمُوع فِي رجال مُسْلِم بْن الحَجَّاج حَدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد وَأَبُو(1/43)
الْعَبَّاس الأُقليشي وَأَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وَأَبُو الْعَبَّاس بْن أبي قُوَّة وحدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الرشاطي فِي كِتَابه عَنِ المَقْري وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض وَسَماهُ فِي شُيُوخه لقِيه بسبتة وَسمع مِنْهُ فَوَائِد وَقَالَ كَانَ علمُ الحَدِيث أغلبَ عَلَيْهِ ويميل فِي فقهه إِلَى الظَّاهِر وحدَّث عَنْهُ ابْن الدّباغ فِي مُعْجم مشيخته قَرَأْتُ عَلَى القَاضِي أبي الْخطاب ابْن وَاجِبٍ أَخْبَرَكُمْ الْقَاضِي أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ الدَّبَّاغِ فِي كِتَابِهِ فَأَقَرَّ بِهِ قَالَ نَا الْفَقِيهُ المُشَاوَرُ الْفَاضِلُ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ طَاهِر بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الْأَنْصَارِيُّ لفظا مِنْ كِتَابِهِ قَالَ نَا الْفَقِيه الأصولي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّدٍ الْمُقْرِي قَالَ نَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِكيا قَالَ وَكَانَ لَا يُحَدِّثُ بِهِ إِلا مَرَّةً فِي السَّنَةِ لأنَّهُ حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ الأئِمَّةُ قَالَ أَنَا الْإِمَامُ أَبُو الْمَعَالِي عبد المك بْنُ يُوسُفَ الْجُوَيْنِيُّ قَالَ نَا أبي قالنا أَبُو بَكْرٍ الْحِيَرِيُّ قَالَ أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ قَالَ نَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ نَا الشَّافِعِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُتَبَايِعَانِ كُلُّّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ على صَاحبه مالم يَتَفَرَّقَا ذَكَرَهُ ابْنُ بَشْكُوَالٍ فِي مُلْحَقَاتِهِ وَزِيَادَاتِهِ الَّتِي ذَيَّلَ بِهَا كِتَابَهُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْهُ وَلَمْ يُجَوِّدْهُ وَلا اسْتَوْفَى خَبَرَهُ وَغلط فِي تَارِيخ وَفَاته غَلطا لَا خَفَاء بِهِ فَجَعلهَا فِي نَحْو الْعشْرين وَخَمْسمِائة كَمَا جعلهَا القَاضِي عِيَاض وَعنهُ نقل ذَلِكَ فِي مَا أَحسب وَأَنا قَرَأت السماع مِنْهُ لصحيح مُسْلِم بدانية فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ فِي سَابِع من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ بَعْدَ عَامَ كَامِل من تَارِيخ هَذَا السماع وَكَذَا قَالَ ابْن حُبَيْش فِي وَفَاته ومولده فِي السَّاعَة الرَّابِعَة من يَوْمِ السبت السَّابِع عَشْر من شوّال سنة سبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت ذَلِك وَبَعض خَبره بِخَط ابْن عياد
129 - أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن مُوسَى بْن عَبْد الْملك بْن وليد بْن مُحَمَّد بْن وليد بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بْن أبي جَمْرَة وَهُوَ مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن خطاب بْن عَبْد الجَبَّار بْن خطاب بْن مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بْن الحكم من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبا بَكْر بْن أبي جَعْفَر وَالِد أبي مُحَمَّد الْفَقِيه وَأَبا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن وليد وَأَبا الْوَلِيد هِشَام بْن أَحْمَد بْن وضاح واستجاز لَهُ أَبُوهُ عَبْد الْملك(1/44)
جمَاعَة من الجلة مِنْهُم أَبُو عمر بن عبد الْبر وَأَبُو عُمَرو الْمُقْرِئ وَأَبُو الْعَبَّاس العذري وَأَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ حدَّث عَنْهُ ابْنه القَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد شَيخنَا وَحكى عَنْهُ ابْن الدّباغ وتُوُفيّ بمرسية يَوْمَ الْجُمُعَة الرَّابِع لرمضان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقد حوم عَلَى التسعين
130 - أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن يحيى بْن خصيب القَيْسيّ من سَاكِني قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالقيجاطي أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي جَعْفَر الخزرجي وروى الحَدِيث عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَعباد بْن سرحان وَغَيرهم وتصدر لإقراء الْقُرْآن وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة روى عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن ربيع وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن العويص وَأَبُو الْعَبَّاس بْن مضا وَقَالَ فِيهِ أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَهُوَ وهمٌ وَحكى أَنَّهُ كَانَ أحد الْأُمَنَاء بِجَامِع قرطبة وَمن الشُّهُود المعدلين بهَا وَكَانَ يقْرض شَيئًا من الشّعْر أنْشد لَهُ ابْن الطيلسان
(لَيْسَ الخمول بِعَارٍ ... عَلَى امرء ذِي جلال)
(فليلة الْقدر تخفى ... وَتلك خَيّر اللَّيَالِي)
تُوُفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَن ابْن حُبَيْش وَغَيره
131 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن جَابِر بْن صَالح الْأَزْدِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْظُور وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ الْبَاجِيّ وَأبي مُحَمَّد ابْن خزرج وَأبي الحكم العَاصِي بْن خَلَف الْمُقْرِئ وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد ابْن تقيُّ من دَاخل إشبيلية ويقرئ فِيهِ الْقُرْآن دائبًا عَلَى ذَلِكَ نَحوا من سِتِّينَ سنة لَمْ يخرج عَنْهُ إلاّ إِلَى صَلَاة الْجُمُعَة أَو إِلَى مَالا بُد للْإنْسَان مِنْهُ وَكَانَ مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح حدَّث عَنْهُ ابْن بشكوال وأغفله وَأَبُو بَكْر بْن رزق وَابْن خَيّر وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن مضا وَأَبُو الْحَسَن بن مومن وَأَبُو الْعَبَّاس بْن مِقْدَام وَغَيرهم توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنْ سنّ عالية وقرأت أَيْضا بِخَط ابْن حُبَيْش أَنَّهُ تُوُفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَالْأول قَول ابْن خَيّر وَابْن مضا ومولده سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَكَانَ ولدة أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْوَلِيد اسماعيل بنن حجاج(1/45)
وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن سَمَجون
132 - أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بن هِشَام بن غز وان الفِهري من أَهْلَ شنتمرية الغرب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن حَامِد من أَصْحَاب أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَكَانَ من أَهْلَ الْمعرفَة بالنحو واللغة وَالْعرُوض وَله أرجوزة مزدوجة فِي قِرَاءَة نَافِع وثانية فِي قِرَاءَة ابْن كثير وَمن تواليفه كتاب فَوَائِد الإفصاح عَنْ شَوَاهِد الْإِيضَاح فِي مُجَلد ووقفت عَلَى الْأَخْذ عَنْهُ فِي شوّال سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
133 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بن جَعْفَر من أهل مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ عَن مشيخة بَلَده ولقى أَبَا عَليّ الصَّدَفِي وَلم أَقف على مَا سمع مِنْهُ فَأَما أَخُوهُ أَبُو يحيى مُحَمَّد بن عَليّ فَمن المكثرين عَنهُ ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَكَانَ معدوداً فِي الأدباء وَبَينه وَبَين أبي عبد الله بن أبي الْخِصَال مخاطبات جمة وقفت عَلَيْهَا وإحداهما مؤرخة بالمحرم من سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
134 - أَحْمَد بْن هِشَام الْمُقْرِئ من أَهْلَ قرطبة يعرف بالزُّوزَنالي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وَأخذ عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن الشراط بعضه عَنِ ابْن الطيلسان
135 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن حَرْب يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالمَسِيلي أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد الْمُقْرِئ وَأبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي بكر حَازِم بن مُحَمَّد وَأبي عبد الله بن مُزَاحم وَأبي الْقَاسِم بن النخاس وَسكن إشبيلية وتصدر بهَا للإقراء(1/46)
وَكَانَ من أَهْلَ التجويد والعناية بِالْحَدِيثِ وَألف كتابا فِي الْقرَاءَات السَّبع سَمَّاهُ بالتقريب أَخذ عَنْهُ أَبُو الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَسمع مِنْهُ أَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رواياته وتواليفه فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
136 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حصن الْأَنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من مربيطير عَملهَا يكنى أَبَا بَكْر وَهُوَ خَال شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب روى عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي ولازمه طَويلا وَقيد عَلَيْهِ اللُّغَات والآداب وَأخذ عَنْهُ الْعَرَبيَّة ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع فِي طَرِيقه من أبي طَاهِر السِّلَفيّ مَعَ أبي بَكْر بْن هُذَيْل فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أعلمهُ حدَّث
137 - أَحْمَد بْن يَعْلَى من أَهْلَ الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبا جَعْفَر حدَّث عَنْهُ أَبُو الرّبيع الْمَعْرُوف بالخشيني وَكَانَ مقرئًا نحويًا لغويًا أديبًا بعضه عَنْ أبي سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه
138 - أَحْمَد بْن الفَرج بْن الفَرَج التجِيبِي من أَهْلَ قونكة وَسكن بلنسية يكنى أَبَا عَامر أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي وَكَانَ من أَهْلَ الْعلم وَالْأَدب وَمن بَيت رياسة بالثغر وَله تأليف فِي الْعرُوض سَمَّاهُ بالمجمل سَمعه مِنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن الصَّقْر وحدَّث بِهِ عَنْهُ
139 - أَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى الهمْداني من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر وُلّي الْقَضَاء بوادي آش وَكَانَ فَقِيها مشاورًا وَكَانَ أَبُوهُ أَيْضا فَقِيها مشاوَرًا وَعنهُ كَانَ أَخذه فِي مَا أَحسب ووقفت عَلَى استقضائه ممّا قيد عَنْ إمضائه قَبْلَ الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
140 - أَحْمَد بْن خَلَصة بْن أبي عَامر النفزي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ رجلا صَالحا وأصابته زمانة أقعدته عَنِ التَّصَرُّف سِنين ثُمَّ عوفي وَتصرف بَعْدَ ذَلِكَ(1/47)
وَله فِي شفائه حِكَايَة دَاخِلَة فِي كراماته تُوُفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن سُفْيَان وَلم يسم شُيُوخه
141 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن عَبْد الْعَظِيم الْمعَافِرِي من أَهْلَ دانية وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنْ عَمه أبي زَيْد عَبْد الرَّحْمَن بْن عَامر وَأبي بَكْر اللباتي وَأبي الحَجَّاج يُوسُف بْن أيّوب وَأبي بَكْر بْن برنجال وَغَيرهم وَكَانَ أديبًا ماهرًا نحويًا لغويًا حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وَأَبُو الحَجَّاج بْن أَيُّوب صَاحب الْأَحْكَام وَأَبُو زَكَرِيّاء بْن سيد بونة وَكَانَ صِهْرًا لأبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الْمُقْرِئ توفّي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَقد خانق السّبْعين أَكثر خَبره عَنِ ابْن عياد ووفاته عَنِ ابْن أَيُّوب
142 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أحمدبن حُسَيْن بْن عَاصِم الثّقفيّ من أَهْلَ برجة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالقصَبي لسكنى سلفه قَصَبَة المرية أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن سُلَيْمَان وَسمع مِنْهُ وَمن أبي خَالِد يزِيد مولى المعتصم بْن صمادح ورحل إِلَى شَرق الأندلس فَأخذ عَنْ أَبِي دَاوُد الْمُقْرِئ بدانية وَأبي الْحسن بن أخي الدوش بشاطبة وَأبي الْحُسَيْن بن البياز بمرسية وَله رحْلَة حج فِيهَا وَبعد صَدره تصدر للإقراء وإسماع الحَدِيث بِجَامِع المرية وَتَوَلَّى بِهِ صَلَاة الْفَرِيضَة أَخذ النَّاس عَنهُ وَكَانَ جيد الضَّبْط وَمن رُوَاته الجلة أَبُو بكر بن رزق وَمن خطه نقلت نسبه وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو يحيى اليسع بن عيسي بن حزم وَغَيرهم توفّي فِي حُدُود سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَنْ أبي عَبْد اللَّه التجِيبِي وَفِيه عَنِ ابْن سَالم
143 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ الْمُقْرِئ من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن السقاء أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن سُلَيْمَان وَأبي الْحُسَيْن بْن البياز وَأخذ عَنْهُ ابْن حُبَيْش وَغَيره
144 - أَحْمَد بْن ثعبان بْن أبي سَعِيد بْن حَرَز الْكَلْبِيّ يعرف بالبكِّي لطول سكناهُ(1/48)
بِمَكَّة ثُمَّ نزل إشبيلية ويكنى أَبَا جَعْفَر ونجبة يَقُولُ فِي اسْمه أَحْمَد بْن عُثْمَان البكي وَلَعَلَّ اسْم أبي سَعِيد عُثْمَان وَنسبه إِلَيْهِ وَقَالَ فِيهِ ابْن رزق وقرأته بِخَطِّهِ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي سَعِيد وكناه أَبَا الْعَبَّاس فَيكون عَلَى هَذَا ثعبان لقبًا لِأَبِيهِ رَحل حَاجا وَأدّى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي معشمر االطبري كِتَابه فِي الْقرَاءَات الْمَعْرُوف بالتلخيص وَصَحبه طَويلا ثُمَّ قفل إِلَى إشبيلية فتصدر بهَا للإقراء وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن رزق وَابْن خَيّر وَأَبُو عَبْد اللَّه بن حميد وَابْن مضاونجبة وَغَيرهم وَعمر واسن وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ وَتوفى بعد الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
145 - أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم بْن غَالب الْفَارِسِي سكن شلب وأصْلُ سلفه من قرطبة يكنى أَبَا عُمَر كَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب جَدّه أبي مُحَمَّد الظَّاهِرِيّ عَارِفًا بِهِ مصمما عَلَيْهِ صليبا فِيهِ مجادلاً عَنْهُ مَعَ معرفَة بالنحو ومشاركة فِي قرض الشّعْر وتُوُفيّ بَعْدَ امتحان طَوِيل من ضربه وحبسه وسَلَب مَاله وتغيير حَاله لِمَا نسب إِلَيْهِ من الثورة على السُّلْطَان ذكره ابْن مُؤمن وَلم يذكر وَفَاته
146 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق اللَّخْميّ من أَهْلَ شِلْب يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن المِلْح روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر عَاصِم بْن أَيُّوب وَغَيرهمَا وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ وَكَانَ أديبًا كَاتبا شَاعِرًا ذكره ابْن خَيّر وحدَّث عَنْهُ
147 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن مِنَ اللَّه مَذْكُور فِي شُيُوخ أبي القَاسِم السُّهيْلي قَرَأت اسْمه بِخَط الْأُسْتَاذ أبي عَلِيّ بْن الشلوبين وَلم يكنه وَلَا سمى أحدا من شُيُوخه وَوجدت فِيمَا قيدت رِوَايَة أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن يُوسُف النَّحْويّ عَن أبي الْحَسَن بْن الْأَخْضَر وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره
148 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن عُمَر اللَّخْميّ من أهل أريولة عمل مرسية وَسكن المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالرشاطي وَهُوَ أَخُو أبي(1/49)
مُحَمَّد المحدّث النسابة رَحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَكتب الحَدِيث عَنْ أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَغَيرهمَا وَكَانَ فَاضلا خيارًا تُوُفّي قَبْلَ أَخِيه فِيمَا أَحسب وَاسْتشْهدَ أَخُوهُ فِي تغلب الرّوم عَلَى المرية صَبِيحَة يَوْم الْجُمُعَة الموفي عشْرين لجمادى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَلم يُورد ذَلِكَ ابْن بشكوال عَلَى وَجهه
149 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَاطب من أَهْلَ باجة بغرب الأندلس يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي حَفْص عُمَر بْن خطاب الماردي وَأبي بَكْر عَاصِم بْن أَيُّوب البطليوسي وَأبي عَبْد الْملك مَرْوَان بن الجعديله وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأبي الْحَسَن بْن أَفْلح الْمَعْرُوف بالقلَّبق وَقَرَأَ عَلَيْهِ برنامجه بإشبيلية وَحمل عَنْهُ تأليفه المفتح فِي النحور وَعلم بِبَلَدِهِ الْعَرَبيَّة واللغات حَيَاته كلهَا وَكَانَ متحققًا بهَا نَافِذا فِيهَا مَعَ الصّلاح والزهد وروى الحَدِيث عَنْ أبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين اللمتوني وَغَيره وَأخذ عَنْهُ أَبُو حَفْص عُمَر بْن عُدْيس الْقُضَاعِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مَالك الميرتلي وَأَبُو الْحُسَيْن عقيل بْن العَقْل الْخَولَانِيّ وَغَيرهم وقرأت بَعْض خَبره بِخَطِّهِ وَحكى ابْن خَير أَنَّهُ لقِيه بباجة فِي سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحضر مَجْلِسه واستجازه فَأجَاز لَهُ مَا يحملهُ عَنِ ابْن أبي الْعَافِيَة وَغَيره من شُيُوخه قَالَ وتُوُفيّ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء قَرِيبا من نصف جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وسنه نَحْو الثَّمَانِينَ
150 - أَحْمَد بْن الحُصَيْن بْن عَبْد الْملك بْن إِسْحَاق بْن عَطَّاف الْعقيلِيّ القَاضِي من أَهْلَ جيان وَمن وُلِدَ الحُصَيْن بْن الدجَّنَ أحد القائمين بِأَمْر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة وبابن الدَّجَن كَانَ يعرف ابْتَدَأَ بِطَلَب الْعلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة ورحل إِلَى قرطبة فَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بْن عَتَّاب صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وَسمع بهَا أَيْضا من غَيره وَأخذ عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن سهل كِتَابه فِي نَوَادِر الْأَحْكَام مناولة وَلَقي بإشبيلية أَبَا الْقَاسِم الْهَوْزَنِي فَسمع مِنْهُ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وفيهَا توفّي أَبُو الْقَاسِم هَذَا وَسكن غرناطة وَأفْتى بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى قرطبة فَكَانَ بهَا فِي عداد الْمُفْتِينَ إِلَى وَقت الْفِتْنَة الكائنة بالغرب سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيره وتُوُفيّ(1/50)
بجيان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت مولده بِخَطِّهِ وَكَثِيرًا من خَبره وَذَكَرَ وَفَاته ابْن عياد
151 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُونُس من أَهْلَ مُرْبيْطِر وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا جَعْفَر رَحل إِلَى أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فَسمع مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَثِيرًا من رواياته وَأَجَازَ لَهُ وَسمع أَيْضا من أبي الْحسن طَارق بن يعِيش فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَكَانَ من أَهْلَ الْعِنَايَة بالرواية وَسَمَاع الْعلم وَقد ذكرته فِي مُعْجم أَصْحَاب ابْن الْعَرَبِيّ من جمعي وَلم أَقف عَلَى تَارِيخ وَفَاته
152 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الفَضْل بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن حزم يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أَبِيه وَكَانَ كَاتبا أديبًا نحريرًا ولأبيه عَلَى رِوَايَة عَنْ أَبِيه أبي رَافع الفَضْل وَهُوَ مَذْكُور فِي بَابه وتُوُفيّ أَحْمَد فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا أفادني ذَلِك بعض أَصْحَابنَا
153 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بِن أَحْمَد بْن يحيى بْن أَفْلح بْن رَزْقُون بْن سَحْنُون بْن مَسْلَمَة القَيْسيّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من باجة القيروان ومسلمة جَدّه هُوَ الدَّاخِل مِنْهَا إِلَى الأندلس وَيعرف بالمرسي لنزول سلفه مرسية وَنزل هُوَ الجزيرة الخضراء أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحُسَيْن بن البياز وَأبي دَاوُد المقرىء وَابْن أخي الدَّوش وَسمع الحَدِيث بقرطبة من أبي عَبْد اللَّه بْن فَرح وَأبي عَلِيّ الغساني وبمالقة من أبي الْمطرف الشَّعْبِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن خَليفَة وتَفَقَّه بهما وَأخذ عَنْ أبي الْحَسَن الْعَبْسِي بَعْض الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ الشهَاب للقضاعي والناسخ والمنسوخ لهبة اللَّه وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآن بِرِوَايَة ورش عَنْ أبي الْحسن بن الجزار الضَّرِير المقرىء بِمَسْجِد أبي عَلاقة وَكَانَ من مشاهير أَصْحَاب مكّيّ بْن أبي طَالِب وَأخذ أَيْضا عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وَله رِوَايَة(1/51)
عَنْ أبي بَكْر خازم بْن مُحَمَّد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي الْحسن بن الْأَخْضَر وتصدر للقراء بالجزيرة الخضراء وَأخذ النّاس عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها مشاورا حَافِظًا مقرئًا نحويًا مُفَسرًا روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه القُباعي وَوَصفه بِهَذَا كُله وَأَبُو حَفْص بْن عذرة وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن النسرة وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَغَيرهم وَذَكَرَ بَعضهم أَنَّهُ تُوُفّي فِي ذِي القَعْدة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقَالَ جَابِر بْن أَحْمَد الْقُرَشِيّ فِي مشيخة ابْن خَيّر من تأليفه أَنَّهُ تُوُفّي فِي حُدُود سنة خمس وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة عَنْ سنّ عالية
154 - أَحْمَد بْن عُمَر بْن معقل من أَهْلَ شوذر عمل جيان وَسكن أبَّذَةَ يكنى أَبَا جَعْفَر رَحل حَاجا وَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي بَكْر الطرطوشي وَأبي طَاهِر السِّلَفيّ سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَبعدهَا وقفل إِلَى الأندلس وحدَّث بشوذر وأبذة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بهَا حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن حسنون البياسي
155 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد الغافقي الضَّرِير من أَهْلَ مالقة وَنزل المرية ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد المقرىء وَابْن أخي الدوش وَأخذ عَنهُ أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن الشواذكي
156 - أَحْمد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْكلابِي من أهل غرناطة لَهُ رحْلَة لَقِي فِيهَا أَبَا طَاهِر السلَفِي بالإسكندرية وَحكى عَنهُ أَبُو طَاهِر مَا ذكرته فِي بَاب هاني عَن ابْن نقطة
157 - أَحْمَد بْن يحيى بْن سيدبونه الْخُزَاعِيّ من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أَبَا جَعْفَر يروي عَنْ أبي عَلِيّ إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان أَخذ عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر يحيى بْن أَحْمَد
158 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن شَاب الغساني من أَهْلَ المرية صَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الشَّهَادَة كَانَ من أَهْلَ الْأَدَب والعربية أَخذ عَنْهُ ذَلِكَ ابْن عُبَيْد اللَّه وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع مَا رَوَاهُ
159 - أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جحاف الْمعَافِرِي من أَهْلَ(1/52)
بلنسية وقاضيها يكنى أَبَا مُحَمَّد وَأَبوهُ أَبُو أَحْمَد هُوَ المُحرَّقُ سمع من أبي دَاوُد المقرىء فِي غرَّة شعْبَان سنة ستٍّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَفِي رَمَضَان مِنْهَا كَانَتْ وَفَاة أبي دَاوُد ويروي أَيْضا عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وَذكر ابْن عياد أَنه لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيه عَنْ جَدّه وَولي قَضَاء بلنسية مرَّتَيْنِ أَقَامَ فيهمَا نَحوا من خمس عشرَة سنة حميد السّيرة مرضِي الطَّرِيقَة وَكَانَ من سَرَوات الرِّجَال يجمع إِلَى نباهة السّلف وَحسن الشارة ووسامة المنظر الْحلم والأناة واللين والتؤدة وخفض الْجنَاح وَالصَّبْر عَلَى أَذَى الْخُصُوم لَهُ أَخْبَار مأثورة فِي حلمه وَهُوَ كَانَ أغلب عَلَيْهِ من علمه وقرأت بِخَطِّهِ عَلَى ظهر نُسْخَة من كتاب الأنواء لِابْنِ قُتَيْبَةَ
(أَقُول وَقد خوفوني الْقرَان ... وَمَا هُوَ من سره كَائِن)
(ذُنُوبِي أَخَاف فَأَما الْقرَان ... فَإِنِّي من شَره آمن)
توفّي ببلنسية مصروفًا عنْ الْقَضَاء فِي الثَّانِي عَشْر من شهر رَمَضَان سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد قَارب السّبْعين وَصلى عَلَيْهِ ابْن أُخْته القَاضِي أَبُو أَحْمَد بْن مَيْمُون أَكثر خَبره عَنِ ابْن عياد وَابْن سُفْيَان
160 - أَحْمد بن حسن بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم من أهل بلنسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَا الْبَحْر الأسَدِيُ وَأَبا عَلِيّ الصَّدَفِي وَأَبا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأكْثر عَنْهُ وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الْخَيْر الموروري وَأَبا الْحَسَن خُلَيْص بْن عَبْد اللَّه وَأَبا عَبْد اللَّه بْن خلصة النَّحْويّ وَأَبا عَامر بْن حبيب وَأَبا الحَجَّاج الْقُضَاعِي الأندي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن خيرون وَأَبُو عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأَبُو مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلَ الْفِقْه والمعرفة بِعقد الشُّرُوط والعناية بِرِوَايَة الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَله حَظّ من النّظم ضَعِيف قَرَأت بِخَطِّهِ قَالَ شَيخنَا أَبُو عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يَعْنِي الصَّدَفِي وَقد سَأَلْتُهُ عَن الْوَجْه فِي سعيد ابْن المُسَيّب أبفتح الْيَاء هُوَ أم بِكَسْرِهَا فَذَكَرَ أنَّ أَهْلَ المَدِينَةِ يسمونه بِفَتْح الْيَاء وَأهل الْكُوفَة يكسرونها وقرأت أَنَا بِخَط أبي الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ حَاشِيَة فِي نسخته من تَفْسِير غَرِيب الْمُوَطَّأ عَنْ عَبْد اللَّه بْن وهْب لأهل(1/53)
المَدِينَةِ المُسَيِّب وَلأَهل الْعرَاق المسيَّب ضدًا لمّا قَالَ أَبُو عَلِيّ وقرأت أَيْضا بِخَط ابْن سُلَيْمَان أَنْشدني الْفَقِيه أَبُو الحَجَّاج يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْقُضَاعِي قَالَ أَنْشدني بِبَغْدَاد الْإِمَام أَبُو عَبْد اللَّه الْحميدِي صَاحب الْإِمَام أبي مُحَمَّد بْن حزم لنَفسِهِ
(من الحذق فِي كسب الْعُلُوم تواضع ... يبلغك الغايات فِي كلّ مقصد)
(فكم غالط ظن الترفع رفْعَة ... فَمَا زَالَ مخفوضا لَدَى كلّ مشْهد)
كَذَا قَالَ فِي اسْم الْقُضَاعِي وَإِنَّمَا هُوَ يُوسُف بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد وَقد غلط فِي هَذَا غَيره وَحمله السماع من الْحميدِي وَلم يُدْرِكهُ وَلَا سَمِعَ مِنْهُ وَإِنَّمَا يروي عَنْ أبي بَكْر بْن طرخان عَنْهُ توفّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَو حولهَا عَنِ ابْن عياد وَذَكَرَ ابْن سَالم أَنَّهُ كَانَتْ فِيهِ لُوثه
161 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن كوثر الْمحَاربي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن الباذش وروى عَنْهُ وَعَن أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي القَاسِم بْن الأبرش وَغَيرهم ورحل حَاجا مَعَ ابْنه أبي الْحَسَن وسمعا بِمَكَّة من أبي الْفَتْح الكروخي جَامع أَبي عِيسَى التِّرْمِذِيّ سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وسمعا أَيْضا من أبي عَلِيّ بْن العرجاء وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحَسَن وَأَبُو القَاسِم بْن وضاح صَحبه بِمَكَّة وَأخذ عَنْهُ هُنَالك بعضه عَنْ أبي عُمَر بْن عَاتٍ
162 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن خَمِيس بْن مُعَاوِيَة بْن نصرون الْأَزْدِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد القلني وَأَبا مَرْوَان بْن الصيقل وَأخذ عَنْهُمَا النَّحْو والغريب وَالْأَدب وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأَبا الْحسن بن هُذَيْل صهره وَله رِوَايَة عَنْ أبي القَاسِم بْن ورد وَكَانَ فَقِيها أصوليًا فرضيًا أديبًا ينظم وينثر فيجيد تُوُفّي بالجزائر عمل بجاية سنة سبْعٍ أَوْ ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن بهَا عِنْد بَاب الفخارين عَلَى سَاحل الْبَحْر وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة أَوْ نَحْوهَا ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ غَيره
163 - أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر وَأَبا جَعْفَر وَيعرف بِابْن أبي مَرْوَان سَمِعَ من أبي(1/54)
الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي الحكم بْن حجاج وَأبي الْحَسَن مفرج بْن سَعَادَة وَأبي إِسْحَاق بْن حُبَيْش الْبَزَّاز وَغَيرهم وَكَانَ حَافِظًا عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله فَقِيها ظاهري الْمَذْهَب عَلَى طَريقَة ابْن حزم وَله تأليف مُفِيد فِي الحَدِيث سَمَّاهُ الْمُنْتَخب الْمُنْتَقى جمع فِيهَ مَا افترق فِي أُمَّهَات المسندات من نَوَازِل الشَّرْع وَعَلِيهِ بنى كِتَابه أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي فِي الْأَحْكَام وَمِنْه اسْتَفَادَ وَكَانَ صاحبًا لأبي جَعْفَر هَذَا أَوْ ملازمًا لَهُ وَاسْتشْهدَ بلَبْلَة عِنْدَ ثورة أَهلهَا والتغلب عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْأَرْبَعَاء الْحَادِي عَشْر من شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَقَالَ أَبُو مَرْوَان بْن صَاحب الصَّلاة كَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيس الرَّابِع عَشْر من شعْبَان الْمَذْكُور
164 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن فَرَح بْن الْجد الفِهري من لبلة يكنى أَبَا عَامر روى عَنْ شُرَيْح سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَعَن غَيره وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا ذكره ابْن الْإِمَام وَهُوَ شَقِيق الْحَافِظ أبي بَكْر بْن الْجد وَقتل فِي كائنة لبلة شَهِيدا
165 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ربيع الْأَشْعَرِيِّ من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن أبي ويكني أَبَا عَامر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس والعربية والآداب عَنْ أبي مُحَمَّد بْن منتان وَسمع أَبَا الْوَلِيّ بْن طريف وَأَبا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا بَحر الْأَسدي وَأَبا القَاسِم بْن صَوَاب وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَصَحب القَاضِي أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ طَويلا وَأكْثر عَنْهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَكَانَت لَهُ عناية بِسَمَاع الحَدِيث ولقاء أهل الْعلم وَالْأَدب وَولي قَضَاء قرمونة ثُمَّ إستجة حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد وَخَبره عَنْهُ وَقَالَ تُوُفّي بالمنكَّب لَيْلَة عَيد الْفطر سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
166 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بْن سلاَّم الْمعَافِرِي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا(1/55)
جَعْفَر روى عَنْ أَبِيه وتأدب بِهِ وَعَن أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد الركلي سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا مجودًا وَهُوَ خَال شَيخنَا أبي عُمَر بْن عَاتٍ تُوُفّي فِي حُدُود الْخمسين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيره
167 - أَحْمَد بْن عَبْد السّلام بْن عَبْد الْملك بْن مُوسَى الغافقي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالمسيلي رَحل حَاجا وقفل إِلَى بَلَده وحدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن خَير بوفاة القَاضِي ابْن أبي حبيب وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَقَالَ نَا الشَّيْخ الْأُسْتَاذ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن عَبْد السّلام الْحَاج الغافقي المسيلي أنَّ أَبَا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن ابْن السعادات المَرْوَروذي الْخُرَاسَانِي بثغر الاسكندرية أنْشدهُ عَنهُ وداعه إِيَّاه قَالَ أَنْشدني أَبُو تُرَاب بْن جندل عِند الْوَدَاع لبَعْضهِم
(السم من ألسن الأفاعي ... أعذب من قبْلَة الْوَدَاع)
(ودعتهم والدموع تجْرِي ... لمّا دَعَا للوداع دَاع)
168 - أَحْمَد بْن معد بْن عِيسَى بْن وَكيل التجِيبِي الزَّاهد يعرف بِابْن الأقْلِيشي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أصل أَبِيهِ من أُقليش وَسكن دانية وَبهَا وُلِدَ أَبُو الْعَبَّاس هَذَا وَنَشَأ سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا بَكْر وَأَبا الْعَبَّاس بْن عِيسَى وتلمذ لَهُ ورحل إِلَى بلنسية فَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي وَسمع الحَدِيث من صهره أبي الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي مُحَمَّد القلني وَعباد بْن سرحان وَأبي الْوَلِيد بن يعِيش وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي مُحَمَّد القلني وَعباد بْن سرحان وَأبي الْوَلِيد بن الدباع وَأبي الْوَلِيد بن خَيره وَلَقي بالمرية أَبَا القَاسِم بْن ورد وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة وَأَبا الْعَبَّاس بْن العريف وروى عَنْهُمْ ورحل إِلَى الْمشرق سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة وجاور بِمَكَّة سِنين وَسمع بهَا من أبي الْفَتْح الكروخي جَامع التِّرْمِذيّ برباط أم الْخَلِيفَة(1/56)
العباسي سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين ثُمَّ كرّ رَاجعا إِلَى الْمغرب فَقبض فِي طَرِيقه وحدَّث بالأندلس والمشرق وَكَانَ عَالما عَاملا متصوفًا شَاعِرًا مجودًا مَعَ التَّقَدُّم فِي الصّلاح والزهد والعزوف عَنِ الدُّنْيَا وَأَهْلهَا والإقبال عَلَى الْعلم وَالْعِبَادَة وَله تصانيف كَثِيرَة مفيدة مِنْهَا كتاب الْكَوْكَب وَكتاب النَّجْم من كَلَام سيد الْعَرَب والعجم عَارض بِهِ كتاب الشهَاب للقضاعي وَقد رويته وَكتاب الْغرَر من كَلَام سيد الْبشر وَكتاب ضِيَاء الْأَوْلِيَاء وَهُوَ أسفار عدَّة وحملت عَنْهُ معشراته فِي الزّهْد وكتبها النَّاس وَأخْبرنَا بهَا أَبُو الرّبيع بْن سَالم عَنْ أبي الْمطرف بْن جزي وَأبي الْحَسَن بْن فَزَارَة وَأَنا غَيره عَنْ أبي أَحْمَد بن سُفْيَان ثَلَاثَتهمْ عَنهُ ذكره أَبُو عمر بن عَاتٍ وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ أَخْبرنِي عَنْهُ الْوَزير الْفَقِيه أَبُو بَكْر بْن سُفْيَان وَكَانَ يصف لي علمه وإمامته وورعه وزهده وَأَخْبرنِي ابْنه أَبُو أَحْمَد أَنهم كَانُوا يدْخلُونَ عَلَيْهِ بَيته والكتب عَنْ يَمِينه وشماله وَأَنه كَانَ يضع يَده على وَجهه إِذا قَرَأَ القارىء فيبكي حَتَّى يعجب النَّاس من بكائه حدث عَنهُ ابْن عياد وَأَبُو الْحَسَن بْن كوثر وَأَبُو بَكْر بن بيبش وَغَيرهم وأنشدنا أَبُو الحَجَّاج بْن إِبْرَاهِيم الْمَعْرُوف بالغرناطي وكتبها لي بِخَطِّهِ عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن عَتيق بْن عَلِيّ التجِيبِي الْأَزْدِيّ قَالَ أنشدنا أبي قَالَ أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس الأُقليشي لنَفسِهِ
(أَسِير الْخَطَايَا عِنْدَ بابك وَاقِف ... لَهُ عَنْ طَرِيق الْحق قلب مُخَالف)
(قَدِيما عصى عمدا وجهلاً وغرة ... وَلم يَنْهَهُ قلب من اللَّه خَائِف)
(تزيد سِنوه وَهُوَ يزْدَاد ضلة ... فها هُوَ فِي ليل الضَّلَالَة عاكف)
(تطلَّعَ صبح الشيب والقلبُ مظلم ... فَمَا طَاف فِيهِ من سنا الْحق طائف)
(ثَلَاثُونَ عَاما قَدْ تولت كَأَنَّهَا ... حلوم تقضَّت أَو بروق خواطف)
(وَجَاء المشيب الْمُنْذر المرءَ أَنَّهُ ... إِذَا رحلت عَنهُ الشبيبه تَالِف)
(فيا أَحْمَد الخوان قَدْ أدبر الصِّبَا ... وناداك من سنّ الكهولة هَاتِف)
(فَهَل أرق الطّرف الزمانُ الَّذِي مضى ... وأبكاه ذنبٌ قَدْ تَقَدَّمَ سالف)
(فجد الدُّمُوع الْحمر حزنا وحسرة ... فدمعك ينبي إِن قَلْبك آسَف)
وَقد وَافق فِي أول هَذِهِ الْقطعَة قَول أبي الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ أَوْ أَخذه مِنْهُ نقلا تُوُفّي فِي صَدره عَن الْمشرق بِمَدِينَة قوص من صَعِيد مصر فِي عشر الْخمسين وَخَمْسمِائة ودُفِن(1/57)
عِنْدَ الجمَّيْزَه الَّتِي فِي الْمقْبرَة التالية لسوق الْعَرَب وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بِن عياد تُوُفّي سنة خمسين أَوْ إِحْدَى وَخمسين بعْدهَا وَقد نَيف عَلَى السِّتين
169 - أَحْمد بن الْحَسَن بْن مَيْمُون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا جَعْفَر ذكره ابْن سُفْيَان وَوَصفه بِحِفْظ الْآدَاب والتواريخ مَعَ النباهة والنزاهة وتُوُفيّ بِبَلَدِهِ سنة خمسين وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط أبي مُحَمَّد أَيُّوب بْن نوح تُوُفّي الْوَزير أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن مَيْمُون المَخْزُومِي الجزيري يَوْمَ الْخَمِيس الموفي عشْرين من ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَخمسين وَهُوَ هَذَا فِيما أَحسب وَقد أَخذ عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن المرابط أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بْن مَيْمُون المَخْزُومِي تأليفه فِي رِوَايَة ورش المترجم بالتقريب والحرش فِي سنة ستٍّ أَوْ سبْعٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وكنيته أَبُو بَكْر فَلَعَلَّهُ المترجم بِهِ
170 - أَحْمَد بْن جُبَيْر بْن مُحَمَّد بْن جُبَيْر بْن سَعِيد بْن جُبَيْر بْن سَعِيد بْن جُبَيْر بْن سَعِيد بْن جُبَيْر ثَلَاثَة بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن عَبْد السّلام بْن مَرْوَان بْن عَبْد السّلام بْن جُبَيْر الكِنَانيّ من وُلِدَ ضَمرَة بْن بكرَة بْن عَبدة مَنَاة بْن كنَانَة بْن خُزَيْمة وَجبير وَالِد عَبْد السّلام هُوَ الدَّاخِل إِلَى الأندلس مَعَ بلْج القُشَيْريّ فِي المُحَرَّم سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَة نقلت نسبه من خطّ ابْنه أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأديب الزَّاهد وَهُوَ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ صهره أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَبْد اللَّه بْن خلصة وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وتأدب بهما وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَسَمَاع مِنْهُمَا وعني بالآداب وَكَانَ من أَهْلَ البلاغة والإدراك كَاتبا شَاعِرًا واستوزره أَبُو عَبْد الْملك مَرْوَان بْن عبد الْعَزِيز عِنْدَ ثورته ببلنسية فِي انْقِرَاض دولة الملثمين وامتحن يَوْمَ خلعه فَقبض عَلَيْهِ الْجند واعتقلوه حَتَّى فدى مِنْهُم نَفسه بِمَال جليل(1/58)
وانتقل إِثْر ذَلِكَ إِلَى شاطبة فسكنها حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحُسَيْن وتُوُفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة ذَكَرَ وَفَاته وَبَعض خَبره أَبُو مُحَمَّد بْن سُفْيَان
171 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن المحلول لَقِي أَبَا القَاسِم بْن ورد وَصَحب القَاضِي أَبَا بَكْر بْن أسود وَقدمه إِلَى قَضَاء جَزِيرَة شقر ثُمَّ صرف عَنْهُ وَاسْتقر زمَان الْفِتْنَة بمرسية وَعقد بهَا الشُّرُوط وَكَانَ فَقِيها تُوُفّي بشاطبة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سُفْيَان
172 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العَاصِي بْن سهل الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ لاردة وَسكن شاطبة يكنى أَبَا الحكم روى عَنْ أبي مُحَمَّد الرشاطي قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عياد تُوُفّي بشاطبة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا وحدَّث عَنْهُ أَبُوهُ عُمَر بِيَسِير وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه
173 - أَحْمَد بْن مَالك بْن مَرْزُوق بْن مَالك بن عَبَّاس من أَهْلَ طرطوشة يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من أَبِيه أبي الْوَلِيد مَالك وَأبي عَلِيّ بْن سكرة وأجازا لَهُ وَمن أبي مُحَمَّد البَطليْوسِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الخُشَنِي وتَفَقَّه بِهِ وَولي الْقَضَاء بطرطوشة بَلَده ثُمَّ انْتقل عَنْهَا إِلَى بلنسية عِنْدَ تغلب العدوّ عَلَيْهَا وَذَلِكَ يَوْمَ الْخَمِيس السَّادِس عشر من شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة حدَّث وسُمِعَ مِنْهُ وتُوُفيّ ببلنسية سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده بطرطوشة سنة سبْعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن عَياد وَأخذ عَنْهُ
174 - أَحْمَد بْن عِيسَى الْمعلم من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ عَنْهُ أَبُو الْخَلِيل مفرج بن حُسَيْن الضَّرِير المقرىء(1/59)
175 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زِيَادَة اللَّه الثّقفيّ قَاضِي قُضَاة الشرق من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْحَلَال روى عَنْ أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَصَحب أَبَا بَكْر بْن فتحون وتَفَقَّه بِأبي القَاسِم بْن أبي حمرَة وَحضر عِنْدَ أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَمَال إِلَى الرَّأْي والمسائل وشارك فِي الْآدَاب وُولي خطة الشورى ثُمَّ استقضي بأوريولة واستعفى مِنْهَا فأعفى وَعَاد إِلَى الْفتيا إِلَى أنَّ قَلّدهُ الْأَمِير مُحَمَّد بْن سَعْد قَضَاء مرسية وأضاف إِلَيْهِ قَضَاء قُضَاته بِسَائِر أَعماله كلهَا بَعْدَ أنَّ تخلصه من نكبة أبي مُحَمَّد بْن عِيَاض الْأَمِير قبله وَأطْلقهُ من معتقله وفوض إِلَيْهِ فِي أُمُوره وَلم يكن حصيف الْعقل وسُعى بِهِ إِلَيْهِ فَقبض عَلَيْهِ واستصفى أَمْوَاله وغربه إِلَى أندة من أَعمال بلنسية واعتقل هُنَالك شهورًا ثمَّ قتل بهَا لَيْلًا فِي سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر عَتيق بْن عطاف وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم الخزرجي وَأَبُو عَبْد اللَّه بن وَاجِب المقرىء وَأَبُو مُحَمَّد بْن سُفْيَان وَأكْثر خَبره عَنْهُ
176 - أَحْمَد بْن عَبْد الْجَلِيل بْن عَبْد اللَّه يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالتدميري لِأَن أَصله مِنْهَا وَنَشَأ بالمرية روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأبي وَالْحجاج بْن يَسْعُون وَأبي مُحَمَّد الزّهِيري وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُمَر وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغات والآداب واستأدبه السُّلْطَان بمراكش لِبَنِيهِ وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَسكن بجاية وقتا وَألف بهَا لمُحَمد بْن عَلِيّ بْن حمدون وزيرا ابْن النَّاصِر الصنهاجيين كتابا سَمَّاهُ نظم القرطين وَضم إِشْعَار السقطين جمع فِيهِ أشعار الْكَامِل للمبرد والنوادر لأبي عَلِيّ البغداديّ وَله كتاب التوطئة فِي الْعَرَبيَّة وَله شرح فِي كتاب الفصيح لثعلب وَله أَيْضا فِي شرح أَبْيَات الْجمل للزجاجي كتاب مُفِيد كَبِير الحجم كثير الإمتاع سَمَّاهُ شِفَاء الصُّدُور وَآخر اخْتَصَرَهُ مِنْهُ سَمَّاهُ المختزل وَفرغ من تأليف الأوّل سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله أَيْضا كتاب الْفَوَائِد والفرائد وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس مرجعه من المهدية وَحُضُور فتحهَا سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة(1/60)
177 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن إِسْمَاعِيل بْن صَاحب الصَّلاة من أَهْلَ باجة يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ من رُوَاة الحَدِيث وَأهل الْعِنَايَة بِهِ وَقد حدَّث عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شبرين بِصَحِيح الْبُخَارِيّ وأُخِذَ عَنْهُ وَاسْتشْهدَ عِنْدَ بَاب الْجَامِع فِي غدر العدوّ بَلَده وَذَلِكَ لَيْلَة السبت الثَّانِي وَالْعِشْرين لذِي حجَّة سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة
178 - أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى القَيْسيّ يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن اشكَبند أَصله من سرقسطة وَولد هُوَ بشاطبة وَنَشَأ بهَا وَسمع من أبي عَامر بْن حبيب وَأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيرهم وتَفَقَّه بِالْقَاضِي أبي الْأَصْبَغ بْن إِدْرِيس ولازمه وناظر عِنْدَ أبي بَكْر بْن أَسد وَأبي عبد الله بن مغاور وَولي خطة الشورى بَلَده وَكَانَ عَالما بِالشُّرُوطِ بَصيرًا بعقدها مُحدثا حَافِظًا متقنًا فِيمَا قيد ثِقَة فِي مَا روى عَلَى منهاج أَهْلَ الحَدِيث وَمن أَهْلَ الْمعرفَة والتمييز لعلله وَالذكر لرواته بِأَسْمَائِهِمْ وكُناهم وموالدهم ووفياتهم حَسَن الْحَظ جيد الضَّبْط دؤوبا عَلَى النّسخ يُتَنافَسُ فِيمَا يكْتب ويقيد وَله تنابيه مفيدة حدث وَأخذ عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن فِيُّره الضَّرِير وَغَيره وَقَالَ ابْن عياد لَمْ أر بَعْدَ أبي الْوَلِيد بن الدّباغ أحفظ مِنْهُ لأسماء الرِّجَال وَهُوَ مِمَّن يَنْبَغِي أنَّ يُلحق فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة عَشْرة من أَئِمَّة الْمُحدثين يَعْنِي الَّتِي ألف ابْن الدّباغ وسمى مَعَه أَبَا الفَضْل بْن عِيَاض وَأَبا بَكْر بْن فتحون وَأَبا القَاسِم بْن حُبَيش وَغَيرهم قَالَ وَكَانَ ورعًا منقبضًا فَاضلا متواضعًا وَهُوَ من بَيت عَلَمُ وَخير وتزهد فِي آخر عمره حَتَّى عرف بإجابة الدعْوَة وَسَأَلَ اللَّه أَن يميته غَرِيبا ذابلَ الْجِسْم فَكَانَ كَمَا تمنى تُوُفّي مُتَوَجها إِلَى الْحَج بالمهدية من بِلَاد إفريقية فِي الثَّالِث عَشْر من رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بِن عفيون تُوُفّي سنة سبْعٍ قبلهَا وَحكى نَحوا ممّا تَقَدَّمَ وَوَصفه بِالْعَدَالَةِ والديانة والتحري والمعرفة بالوثائق قَالَ وَكَانَ أَكثر تصرفه فِي معرفَة الحَدِيث وَرِجَاله أَخْبرنِي بذَلِكَ أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ عَنِ ابْن عفيون وَقَالَ ابْن سُفْيَان تحرّك لأَدَاء فَرِيضَة الْحَج فَتوفي بِمَدِينَة تونس فِيمَا بلغنَا عَامَ سَبْعَة وَخمسين وَالْأول هُوَ الصَّحِيح ومولده سنة خمس وَخَمْسمِائة كَانَ لِدَة أبي عُمَر بْن عياد
179 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد القَيْسيّ من أَهْلَ جيان يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف(1/61)
بالفندري نزل مرسية وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة والآداب ثمَّ سكن الشُ من أَعماله وَبهَا لقِيه ابْن عياد وَقَالَ كَانَ لَهُ حَظّ من عَلَمُ الطِّبّ تُوُفّي بمرسية فِي الرَّابِع وَعشْرين لربيع الأوّل سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده بجيان سنة عشر وَخَمْسمِائة
180 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هُذَيْل الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من ثغبرها يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من ابْن الدّباغ وَابْن النِّعْمَة وَصَحب أَبَا بَكْر بْن أَسد وَأَبا مُحَمَّد بْن عَاشر وتَفَقَّه عِنْدهمَا ورحل إِلَى قرطبة فلقي بهَا أَبَا عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأَبا جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وأمثالهم فَأخذ عَنْهُمْ وَقدمه ابْن الْحَاج إِلَى قَضَاء إستجة وَقيل إِلَى قَضَاء باغه فَأَقَامَ على ذَلِك إِلَى حِين مَقْتَله وَانْصَرف إِلَى بَلَده فولي قَضَاء لاردة وشبرانة وَغَيرهمَا من بِلَاد الثغر الشَّرْقِي فِي الدّولة اللمتونية فَلم تحمد سيرته وَكَانَ يمِيل إِلَى الْأَدَب وَيضْرب بِسَهْم فِي الشّعْر وَالْكِتَابَة ويعقد الشُّرُوط وَكتب لأبي مُحَمَّد بْن جحاف وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر أيّام قضائهم وَكَانَ حَسَن الْخط نحى فِيهِ منحى ابْن أبي الْخِصَال شَيْخه فقاربه وَولي خطة الشّورى ببلنسية لأبي الْعَبَّاس بْن الْحَلَال ولأخيه زِيَادَة اللَّه ثُمَّ وُلّي بِأخرَة من عمره خطة الْمَوَارِيث وأحكامها ببلنسية فِي إِمَارَة مُحَمَّد بْن سَعْد فامتحن وَضرب وغُرِّب إِلَى جَزِيرَة شقر وهنالك تُوُفّي مضيقًا عَلَيْهِ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة ودُفِن بقبلي جَامعهَا وَلم يبلغ السِّتين مولده سنة أَربع وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عَبّاد وَابْن سُفْيَان
181 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحِيم الْأنْصَارِيّ من أهل المرية وَسكن مرسية وَيعرف بِابْن البراذعي يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن شَفِيع وَأبي عَبْد اللَّه بْن الغراء وَابْن موهب وَابْن زُغَيْبة وَإِن ورد وَأبي عَبْد اللَّه البلغي وَأبي الْأَصْبَغ بْن حزم وَلَقي بمالقة أَبَا عَلِيّ مَنْصُور بْن الخَيِّر فَأخذ عَنْهُ وبقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا الْحَسَن بْن مغيث وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَابْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي(1/62)
وَأَبُو مُحَمَّد البطليوسي وَغير هَؤُلَاءِ وَكَانَ مقرئًا وَله فهرسة مِنْهَا نقلت أَسمَاء رِجَاله وَلم يكن بالضابط وَقد أُخِذ عَنْهُ وَرَأَيْت السماع مِنْهُ بمرسية فِي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
182 - أَحْمَد بْن خَلَف بْن يُوسُف بْن فرتون وُلِدَ الْأُسْتَاذ أبي القَاسِم بْن الأبرش سكن غرناطة وَأَصله من شنترين يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَكَانَ وراقًا يَبِيع الْكتب وَله مَجْمُوع صَغِير بالمحكم الْمُنْتَخب من عُيُون سَمَّاهُ الحكم وقفت عَلَيْهِ وَفِيه بَعْض شِعره وَكَانَ ضَعِيفا وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن حكم وَأَبُو القَاسِم بْن سمجون أنشدنا أَبُو الرّبيع بْن سَالم قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ الصَّالح أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن حكم بغرناطة قَالَ أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن الْأُسْتَاذ أبي القَاسِم بْن الأبرش وَكَانَ وراقًا
قَالَ أَنْشدني أبي لنَفسِهِ
(أَلا حبذا عَيْش الخمول وحبذا ... مَقِيلي فِي أكنافه ورقادي)
(خمول وَأمن طَال مثواي فيهمَا ... وَقد جهل الحساد لين مهادي)
قَالَ شَيخنَا أَبُو الرّبيع وَكتب لي بِخَطِّهِ هَكَذَا أنشدنا أَبُو جَعْفَر هَذِهِ الأبيات لأبي القَاسِم بْن الأبرش وَذَلِكَ وهم مِنْهُ أَوْ من المنشد لَهُ إِنَّمَا هِيَ لأبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ أنشدها لَهُ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ فِي كِتَابه سنَن الصَّالِحين من تأليفه وَذَكَرَ فِيها بَيْتا ثَالِثا وَهُوَ
(هَل الْعَيْش إلاّ البأسُ وَالصَّبْر والتقى ... وَعلم إِلَى خَيّر العواقب هادي)
183 - أَحْمَد بْن حَسَن بْن سيد الجراوي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَأبي الْحُسَيْن بن الطراوة وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي الْقَاسِم بن ورد وَغَيرهم وَعلم الْعَرَبيَّة والآداب وَكَانَ نحويا فَاضلا ماهرا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو كَامِل الْخَطِيب وَغَيرهمَا وَيشْتَبه اسْمه بِأبي الْعَبَّاس بن سيد الاشبيلي الكتاني الملقب باللص وهما اثْنَان وقرأت بِخَط أبي الحَجَّاج الْعَبدَرِي الْمَعْرُوف بالثغري وَأَخْبرنِي أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي عَنْهُ قَالَ أَنْشدني صاحبنا الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ الْفَاضِل أَبُو الْعَبَّاس المالقي وَيعرف بِابْن سيد لنَفسِهِ وَكتبه لي بِخَطِّهِ(1/63)
(وَبَين ضلوعي للصبابة لوعة ... بِحكم الْهوى تقضي عَلَى وَلَا أَقْْضِي)
(جَنَى ناظري مِنْهَا عَلَى الْقلب مَا جنى ... فيا من رَأَى بَعْضًا يُعين عَلَى بعضِ)
تُوُفّي فِي نَحْو السِّتين وَخَمْسمِائة
184 - أَحْمَد بْن خَلَف بْن سيد القَيْسيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن عيشون وَسمع مِنْهُ الْكَافِي فِي الْقرَاءَات لأبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَأخذ عَنْهُ بِمَكَّة فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وقفت على نَحْو ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَهَذَا ثَالِث فِي هَذَا الْبَاب لَا بني سيد المالقي والإشبيلي
185 - أَحْمَد بْن نصر بْن عِيسَى بْن نصر بْن سَحَابَة الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا جَعْفَر أَصله من مَدِينَة سَالم وَسكن شاطبة وَولي الْخطْبَة بِبَعْض جهاتها وَله رِوَايَة عَنْ أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المكناسي وَلَا أعلمهُ مُحدث
186 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الْملك الْأنْصَارِيّ سكن بلنسية وداره شبرب من عَملهَا يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن مشيون صحب أَبَا الْوَلِيد بن الدّباغ وَسمع مِنْهُ قَدِيما فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكتب عَنْهُ غَيْر مَا شَيْءٍ من رواياته ومجموعاته وَكَانَ معتنيًا بِالْحَدِيثِ مَوْصُوفا بالذكاء وَالصَّلَاح تُوُفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وستِّين وَخمْس مائَة وَفَاته عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عياد وَسَائِر خَبره عَنْ أَبِيه أبي عُمَر
187 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ وَادي آش يعرف بِابْن الخروبي ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَابْنه عَبْد الْحق وَأبي الْحَسَن بْن كُرْز وَأبي الْحَسَن بْن الباذش وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي الْوَلِيد بْن رشد وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْوَلِيد بْن طريف وَأبي عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأبي(1/64)
الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي الْحَسَن بْن موهب وَأبي عَبْد اللَّه بْن زُغيبة وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَغَيرهم وَكَانَ مَعَ رِوَايَته للْحَدِيث متقذًا فِي الْقرَاءَات وَالتَّفْسِير وأصول الْفِقْه وَعلم الْكَلَام والنحو يغلب عَلَيْهِ عَلَمُ اللُّغَة وَالْأَدب وَرُبمَا نظم الْيَسِير وتصدر للإقراء وَولي الْقَضَاء وَالصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ حدَّث عَنْهُ أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو القَاسِم بْن الْبراق وَمن شُيُوخنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبُو عَبْد اللَّه الأندرشي وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
188 - أَحْمَد بْن ثَابت من أَهْلَ وَادي آش يكنى أَبَا جَعْفَر روى بغرناطة عَنْ أبي الْحَسَن بْن أضحى وَأبي مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأخذ بهَا الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن الخلوف وتَفَقَّه بالمرية عِنْدَ أبي القَاسِم بْن ورد وشوور بِبَلَدِهِ وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْأَدَب وَمَعْرِفَة بالأخبار وسُعي بِهِ للأمير مُحَمَّد بْن سَعْد فأزعجه عَنْ وَطنه وقصره عَلَى الْمقَام بمرسية إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا سنة ثَلَاث وستِّين وَخَمْسمِائة وَفَاته عَنِ ابْن حُبَيْش وَبَاقِي خَبره عَنِ ابْن سُفْيَان 1893 أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ مرسية وَصَاحب الْأَحْكَام بهَا يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا زَيْدُ وَأَبا عَلِيّ الصَّدَفِي أَوْ أبَا مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وتَفَقَّه بِهِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن الْعَبْسِي وَأَبُو دَاوُد المقرىء وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا مشاوَرًا مدرسًا يتَقَدَّم فِي معرفَة الْأَحْكَام والشروط ويشارك فِي عُلُوم الْقُرْآن والْآثَار وَله حَظّ من الْأَدَب وتقلد خطة الشورى وَأَحْكَام الْقَضَاء بِبَلَدِهِ سِنين عدَّة بَعْدَ أنَّ وُلّي قَضَاء شاطبة ثُمَّ صُرف مَحْمُود السّيرة مَعْرُوف التَّوَاضُع والنزاهة وَحكى ابْن عياد أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أَبِيهِ الْمُوَطَّأ رِوَايَة أبي مُصْعَب من حفظه فِي عَامَ أحد وَخَمْسمِائة وَهُوَ أول تَارِيخ سَمَاعه وَكَانَ رَدِيء الْخط جدا نَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بْن وَاجِب وَأَبُو مُحَمَّد غَلْبون بْن مُحَمَّد بْن غلبون روى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وَابْنه مُحَمَّد وَأَبُو مُحَمَّد بْن سُفْيَان وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وتُوُفيّ بمرسية أَوْل يَوْمَ الِاثْنَيْنِ ثَانِي عيد الْأَضْحَى سنة ثَلَاث وستِّين وَخَمْسمِائة ودُفِن يَوْمَ الثُّلَاثَاء بَعْدَ صَلاَة الظّهْر وَمَا ذكره ابْن سُفْيَان فِي وَفَاته وهم ومولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة(1/65)
190 - أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ من أَهْلَ شقورة وَنَشَأ بمرسية واستوطنها يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْأَصْفَر صحب القَاضِي أَبَا مُحَمَّد بْن عَاشر ولازمه وَكتب بَيْنَ يَدَيِهِ وَأكْثر عَنْهُ وَله سَماع من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَكَانَ من أَهْلَ الذكاء والفهم مَعْرُوفا بالتيقظ والدهاء ودرس الْفِقْه عَلَى الطَّرِيقَة القرطبية وَبِه تفقَّه أَبُو عَبْد اللَّه بْن تُحَيَّا وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْكَبِير بْن مُحَمَّد وَغَيرهمَا واتصل بِأبي الْعَبَّاس بْن الْحَلَال قَاضِي الْقُضَاة فِي إِمَارَة ابْن سَعْد فَتقدم فِي إشباعه وخاصته وَقدمه إِلَى الشورى بمرسية وأنهضه إِلَى قَضَاء شاطبة ثُمَّ أضَاف إِلَيْهِ قَضَاء أوريولة فَكَانَ يتولاهما إِلَى أنَّ نكب مَعَ ابْن الْحَلَال واعتقل شهورًا ثُمَّ سرح وأعيد إِلَى قَضَاء أوريولة وَزيد خطة الْمَوَارِيث بهَا مَعَ الشورى وتُوُفيّ بمرسية وَهُوَ يتَوَلَّى ذَلِكَ فِي المُحَرَّم سنة أَربع وستِّين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيره
191 - أَحْمَد بْن عُمَر الْمعَافِرِي من أَهْلَ مرسية وَأَصله من طلبيرة يعرف بِابْن افرند ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَأبي بَكْر بْن عَطِيَّة وَأبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وَأبي مُحَمَّد الرشاطي وَأبي إِسْحَاق بْن حُبَيْش الْبَزَّاز وَغَيرهم وَله رحْلَة حجّ فِيهَا وَلَقي أَبَا الْفَتْح بن الزند انقاني بلد بَيْنَ سرخس ومرو من أَصْحَاب أبي حَامِد الْغَزالِيّ وأنشده عَنْهُ ممّا قَالَه فِي وداع إخوانه بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس
(لَئِن كَانَ لي مِنْ بَعْدُ عَوْدٌ إليكمُ ... قضيتُ لُبانات الْفُؤَاد لديكمُ)
(وَإِن تكن الْأُخْرَى وَلم تكُن أوبةُ ... وحانَ حِمامي فالسلام عَلَيْكُمْ)
وَقد روى هذَيْن الْبَيْتَيْنِ أَبُو عُمَر بْن عياد وَابْنه مُحَمَّد عَنِ ابْن أفرند هَذَا وَكَذَلِكَ عَنْ أبي القَاسِم بْن الْبراق إنشادًا قَالَ أنشدنا القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سَعَادَة بمرسية قَالَ أنشدنا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن سَنَد الزَّاهد السائح بِمَكَّة قَالَ أنشدنا أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ برباط سَعْد بنهر مُعلى لنَفسِهِ فذكرهما مَعَ غَيرهمَا وَكَانَ ابْن أفرند هَذَا(1/66)
صَالحا زاهدًا متصوفًا نَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بْن وَاجِب أَخذ عَنْهُ الْيَسِير وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر سمع مِنْهُ بمرسية وَأَجَازَ لَهُ وَهُوَ حكى رِوَايَته عَنِ ابْن سُكَّرَة ووقفت أَنَا عَلَى تحديثه عَنْ أَصْحَاب أبي عَلِيّ عَنْهُ فَالله أَعلم
152 - أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن هَارُون اللَّخْميّ أندلسي يكنى أَبَا الْعَبَّاس لَقِي بغرناطة أَبَا مُحَمَّد بْن صارة أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن سمجون وَأخذ عَنْهُمَا ورحل حَاجا فَكتب عَنْهُ بالإسكندرية السِّلَفيّ وَغَيره قَرَأت فِي فَوَائِد أبي مُحَمَّد العثماني أَنْشدني أَبُو الْعَبَّاس يَعْنِي هَذَا قَالَ أَنْشدني القَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن سمجون بغرناطة لنَفسِهِ
(لست وجيهًا لَدَى إلهي ... هَذَا مدى عيشي اعتقادي)
(لَوْ كنت وجيها لما يراني ... فِي عَالم الْكَوْن وَالْفساد)
193 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه سعيد بن عَبَّاس بن مُدبر الْأَزْدِيّ من أَهْلَ قرطبة وأصل سلفه من أشونة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي الْحَسَن عَبْد الْجَلِيل بْن عبد الْعَزِيز وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها كَاتبا شَاعِرًا أديبًا وَولي قَضَاء رندة واقرأ بِبَلَدِهِ الْعَرَبيَّة والآداب أَخذ عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَرُبمَا قلب اسْمه فَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن أَحْمَد وَقد وقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَالصَّوَاب مَا أَثْبَتْنَاهُ وَهُوَ ابْن أخي أبي القَاسِم خَلَف بْن عَبْد اللَّه بْن مدير المقرىء
194 - أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد الْعَبدَرِي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي جَعْفَر بْن الباذش قَالَ ابْن عياد سَمِعتُ أَبَا مُحَمَّد سُفْيَان بْن أَحْمَد صاحبنا هُوَ ابْن الْإِمَام البسطي يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد الْعَبدَرِي يَقُولُ سَمِعتُ الْأُسْتَاذ أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد النَّحْويّ يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا عَامر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل مرَّتَيْنِ يَقُولُ سَمِعتُ الْفَقِيه أَبَا بَكْر بْن جماهر يَقُولُ سَمِعتُ القَاضِي أَبَا عَبْد اللَّه الْقُضَاعِي يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا سَعْد هُوَ الْمَالِينِي أَحْمَد بْن مُحَمَّد الصُّوفيّ يَقُولُ(1/67)
سَمِعتُ أَبَا نصر مَنْصُور بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْقصار يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا بَكْر الْوراق يَقُولُ من أرْضى الْجَوَارِح بالشهوات فقد غرس فِي قلبه شجر الندامات وَأخْبرنَا بِهِ أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب فِي آخَرين عَنْ أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة عَنْ أبي عَامر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بِمِثْلِهِ
195 - أَحْمَد بْن يُوسُف الْفَزارِيّ من أَهْلَ أوريولة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ معلما بِالْقُرْآنِ وَولي الْخطْبَة بِجَامِع بَلَده مناوبًا لغيره أَخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي وَسَماهُ فِي شُيُوخه المقرئين
196 - أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن القُشَيْريّ من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلاة ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأخذ عَنْهُ جَامع التِّرْمِذِيّ وَغَيره ذَلِكَ وَكَانَ من أَهْلَ الحَدِيث والإتقان لما رَوَاهُ حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي الْخَطِيب وَغَيرهمَا أَكثر خَبره عَنِ ابْن الطيلسان
197 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر وُلّي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وَكَانَت لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد أجَاز لَهُ ولابنه مُحَمَّد وَقد حدَّث ابْنه وأُخِذَ عَنْهُ
198 - أَحْمَد بْن صَالح المَخْزُومِي الكفيف من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن غَفِرْيل وَسمع الحَدِيث من أبي القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن بَقِي وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَكَانَ من أَهْلَ الذكاء والفهم والمعرفة بِالْحَدِيثِ والقراءات والعربية مَوْصُوفا بالصلاح وَالْفضل أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي وَأَبُو القَاسِم أَحْمَد بْن يزِيد بْن بَقِي شَيخنَا وَعرض عَلَيْهِ موطأ مَالك وَأخذ عَنْهُ أَيْضا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد الخزرجي قِرَاءَة نَافِع وَأكْثر خَبره عَنْهُ وَيحدث أَبُو عَبْد اللَّه بْن البقار من شُيُوخ أبي الْحَسَن بْن الْقطَّان عَنْ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن صَالح القُرْطُبيّ لقِيه بالعدوة وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره
199 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أبي الْعَاصِ النفزي من أَهْلَ شاطبة(1/68)
يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن اللاَّيُهْ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أَبِيه أبي عَبْد اللَّه بشاطبة وَعَن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بدانية وَخلف أَبَاه بَعْدَ وَفَاته فِي الإقراء وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم ابْن فيرة الضَّرِير المقرىء نزيل مصر وَغَيره وَكَانَ مُتَقَدما فِي صناعته مَعْرُوفا بالضبط والتجويد وَكَانَ أَبُوه أَيْضا كَذَلِك
200 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن سَعِيد بْن مُخْتَار بْن مَنْصُور بْن شَاكر الغافقي من أَهْلَ قرطبة وَيعرف بالشقوري لِأَن أَصله مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وَأَخذهَا عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد وَلَا أرَاهُ حدَّث عَنْهُ سواهُ
201 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن سُفْيَان المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالعابد صحب أَبَا الْعَبَّاس الإقليشي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الصَّيْقل الْمَعْرُوف بِأبي هُرَيْرَةَ وَأخذ عَنْهُ وَمَال إِلَى الزّهْد والتصوف وانتابه أَهْلَ الْخَيْر فأنفق عَلَيْهِم أَمْوَالًا جليلة سَمِعتُ شَيخنَا أَبَا الخَطَّاب بْن وَاجِب يَحْكِي ذَلِكَ عَنْهُ وَكَانَ من أَهْلَ الثروة واليسار وبيته قديم النباهة وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَخَافَ من الْأَمِير مُحَمَّد بْن سَعْد فَخلع دَعوته وَضبط بَلَده فِي آخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فَأدى ذَلِكَ إِلَى محاصرته الطَّوِيلَة الشهيرة وَلم ينفس عَنْ أَهله إلاّ موت ابْن سَعْد فِي منسلخ رَجَب سنة سبْعٍ وستِّين وَخَمْسمِائة فنالوا بذلك وجاهة عِنْدَ الْوُلَاة بعده واختص ابْن سُفْيَان وَبَنوهُ بمعظمها حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد بِبَعْض تواليف ابْن الصَّيْقل وَحكى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ شَيخنَا وَلم أَقف عَلَى تَارِيخ وَفَاته
202 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن الصَّقْر ويكنى أَبَا الْعَبَّاس كَذَا قَالَ فِيهِ أَبُو الرّبيع بْن سَالم أَنَّهُ من غرناطة وَقَيده لي وبخطه وَقَالَ غَيره أَنَّهُ وُلِدَ بالمرية وَأَصله من سرقسطة خَرَجَ مِنْهَا وَالِده عَبْد الرَّحْمَن وَسكن(1/69)
بلنسية ثُمَّ انْتقل إِلَى الْقرْيَة فَسمع من أبي الْحسن ابْن الباذش وَأبي القَاسِم بْن الأبرش وَأخذ عَنْهما الْعَرَبيَّة والآداب وَعَن جمَاعَة سواهُمَا وَكَانَ مَعْرُوفا بالفقه وَالْأَدب والمشاركة فِي قرض الشّعْر مَعَ نباهة الْقدر وبراعة الْخط وَولي الْقَضَاء بإشبيلية لوالي الْمغرب وَكَانَ مِمَّن يحضر مَجْلِسه مَعَ أكَابِر الطَّلَبة وتمشى لَهُ ذَلِكَ فِي مدّة الْوَالِي بعده وأنشدني لَهُ بَعْض أَصْحَابنَا
(أَرْضِ العَدُوَّ بِظَاهِر متصنع ... إِن كنت مُضْطَرّا إِلَى استرضائه)
(كم من فَتى ألْقى بِوَجْه باسم ... وجوانحي تنقد من بغضائه)
حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه وَأَبُو خَالِد بْن رِفَاعَة وتُوُفيّ بمراكش فِي جُمَادَى الأولي سنة تسع وستِّين وَخَمْسمِائة ومولده بالمرية فِي شهر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
203 - أَحْمَد بْن مُوسَى بْن هُذَيْل الْعَبدَرِي من أَهْلَ أبِيشَة وَسكن مربيطر وهما من عمل بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس رَحل وَحج وَسمع من أبي الْحَسَن سَعْد الْخَيْر بْن مُحَمَّد الأندلسيّ لقِيه بالإسكندرية سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وقفل إِلَى وَطنه وَحدث يسير وَكَانَ ذَا معرفَة بالفرائض والحساب وَقد أَقرَأ الْقُرْآن روى عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد وَتُوفِّي فِي حُدُود السّبْعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم
204 - أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن بُونُه الْعَبدَرِي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن البيطار سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا مَرْوَان وَأَبا بَكْر بْن عَطِيَّة وَابْن عتاب وَابْن طريف وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بن رشد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي وحدَّث وأُخِذ عَنْهُ وَهُوَ من بَيت عَلَمُ وَحَدِيث تُوُفّي بعد السّبْعين وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن سَالم
205 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن عَلِيّ الْأَزْدِيّ من أَهْلَ جيان يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الْحَاج روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن اصبغ بقرطبة وَله رحْلَة حج فِيهَا حدَّث عَنْهُ القَاضِي أَبُو بَكْر بْن أبي نَضِير
206 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَالك من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من سرقسطة يكنى أَبَا بَكْر(1/70)
لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وَكَانَ أديبا كَاتبا وَقد روى عَنه شَيخنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب بَعْض شِعره تُوُفّي بإشبيلية سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن سُفْيَان
207 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ أبي الْعَبَّاس الإقليشي وقدِم بجاية مَعَ أَبِي الْوَلِيد بْن خيرة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة من دانية ووقفت عَلَى التحديث عَنْهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة
208 - أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن الفُضَيْل بْن الخليع الْأَنْصَارِيّ الْوراق من أَهْلَ شُريون وَسكن بلنسية يعرف بالقَبِسِّي بِالْبَاء الْمُعْجَمَة الْمَكْسُورَة ويكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن خلصة جَاره بشُرَّيون وَعَن أبي ممد البطليوسي ولازمهما حَتَّى أتقن الْعَرَبيَّة والآداب وتجول فِي بِلَاد الأندلس والعدوة وَكَانَ أديبا شَاعِرًا أنيق الوراقة بديعها مَعْرُوفا بالإتقان والضبط يتنافس فِيمَا وجد بِخَطِّهِ من الدَّوَاوِين وَكَانَ مضعفًا وَقتل صبرا بإشبيلية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا مولده بشريون قَبْلَ الْخمس مائَة أَكثر خَبره عَنْ مُحَمَّد بْن عياد
209 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُسَلِّم المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن بَرُوطَه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَصَحب أَبَا إِسْحَاق الخفاجيّ وَأَجَازَ لَهُ شِعره وَقد كتب عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد قطعا مِنْهُ عَنِ الخفاجي
210 - أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه اللَّخْميّ الْبَاجِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ سَمِعَ مِنْهُ برنامجه وَأَجَازَ لَهُ وَعَن أبي الحكم بْن حجاج وَغَيرهم وَقد سَمِعَ من ابْن بشكوال وَهُوَ من أَصْحَابه حدَّث عَنْهُ ابناه أَوْ عَبْد اللَّه وَأَبُو مَرْوَان سمعا مِنْهُ فهرسة جدهم أَبِي مُحَمَّد الراوية وَأَجَازَ لَهما تُوُفّي عِنْدَ صَلاَة الظّهْر من يَوْمَ السبت الثَّالِث من شهر ربيع الأوّل سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ شَيْخه أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد(1/71)
211 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عُمَر الهاشميّ من أَهْلَ طرطوشة وَسكن بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ ابْن هُذَيْل وَابْن سَعَادَة وَابْن النِّعْمَة واختص بِهِ وَهُوَ كَانَ الْقَارئ عَلَيْهِ لمّا يسمع مِنْهُ وَلَقي ابْن سَعِيد الْمُقْرِئ بدانية بَعْدَ خُرُوجه من طرطوشة فِي رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة لعام أَوْ نَحوه من تغلب الرّوم عَلَيْهَا وَلم يَأْخُذ عَنْهُ شَيئًا وَأخذ عَنْ بَعْض أَصْحَابه وَكَانَ مقرئًا ماهرًا تُوُفّي فِي نَحْو سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم وَغَيره
213 - أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عميرَة بْن يحيى الضَّبِّيّ من أَهْلَ لورقة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ بمرسية من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر ورحل إِلَى قرطبة فِي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة فَسمع من ابْن عتاب وَابْن رشد وَأكْثر عَنْهُ وَمن ابْن أبي الْخَيْر الموروري وَغَيرهم وَلَقي بمالقة مَنْصُور بْن الْخَيْر فَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات ورحل حَاجا وَبعد انْصِرَافه من أَدَاء الْفَرِيضَة أَقرَأ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ وأسمع الحَدِيث وَكَانَ منقبضًا زاهدًا صوامًا قواماً حدَّث عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه لقِيه بلورقة فِي أَوَائِل ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَكَانَ قَدْ أجَاز لَهُ ولأخيه أبي مُحَمَّد قَبْلَ ذَلِكَ وحدَّث عَنْهُ أَيْضا قَرِيبه أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن يحيى بْن عميرَة وبخطه قَرَأت أَكثر خَبره وتُوُفيّ سنة سبْعٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد قَارب الْمِائَة
213 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن سُلَيْمَان بْن سيد الكِنَانيّ النَّحْويّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف باللص لقبه بذلك أَبُو بَكْر الْأَبْيَض الأديب فِي صغره لإغارته بِزَعْمِهِ عَلَى الْأَشْعَار فغلب عَلَيْهِ روى عَنْ أبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي بَكْر بْن فندلة وَأبي مُحَمَّد بْن صارة وَغَيرهم وأقرأ الْعَرَبيَّة والآداب واللغات وَكَانَ قَائِما عَلَيْهَا متحققًا بصناعتها شَاعِرًا مَعَ ذَلِكَ مفلقًا وشعره مدون وَمِنْه مَا قرأته بِخَطِّهِ(1/72)
(وقائلة والضنى شاملي ... علام سهرت وَلم ترقد)
(وَقد ذاب جسمك فَوق الْفراش ... حَتَّى خفيت عَلَى الْعود)
(فَقلت وَكَيف أرى نَائِما ... ورامي الْمنية بالمرصد)
روى عَنْهُ من الجلة أَبُو القَاسِم بْن الملجوم وَغلط فِي اسْم أَبِيهِ وَأَبُو الْعَبَّاس الجراوي وَمن شُيُوخنَا أَبُو الْحَسَن بْن زرقون وَأَبُو الخَطَّاب بْن الجَميَّل وَغَيرهم وتُوُفيّ سنة سبْعٍ أَوْ ثمانٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاث وَخَمْسمِائة
214 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالطيلسان وَهُوَ جد أبي القَاسِم لقبه بذلك شَيخنَا ابْن الأبرش لأنَّه كَانَ يقْصد مَجْلِسه مدّة أَخذه الْعَرَبيَّة عَنْهُ فِي كلّ يَوْم بِثَوْب يُخَالف مَا أَتَى بِهِ أمس فَكَانَ ابْن الأبرش يَقُولُ لطلبته جَاءَكُم ابْن سُلَيْمَان بطيلسان ثَان سَمِعَ من ابْن مَسَرَّة وَابْن بشكوال وَأبي مُحَمَّد بْن مغيث وَأبي القَاسِم ابْن الشراط صهره وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ شُرَيْح روى عه ابْنه عَبْد اللَّه حكى ذَلِكَ ابْن ابْنه أَبُو القَاسِم وَقَالَ أَنْشدني عمي أَبُو مُحَمَّد قَالَ أَنْشدني أبي قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو القَاسِم بْن الأبرش لنَفسِهِ
(أيأسوني لمّا تعاظم ذَنبي ... أَترَاهُم هُم الغفور الرَّحِيم)
(فذروني وَمَا تعاظم مِنْهُ ... إِنَّمَا يغْفر العظيمَ العظيمَ)
تُوُفّي بقرطبة ودُفِن فِي الثَّامِن من صَفَر سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة
215 - أَحْمَد بْن زُرَارَة بْن إِبْرَاهِيم بن زُرَارَة الأميي من أَهْلَ سرقسطة وَسكن بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن أبي الْخَيْر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ زَيْدُ بْن الْوراق وأدب بِالْقُرْآنِ وَكَانَ مقرئًا ضابطًا غَايَة فِي الإتقان وَالْأَخْذ عَلَى الْقَارئ فِي التجويد أَخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن نوح وَهُوَ وَصفه ولقيه أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة شَيخنَا ببلنسية وَأَجَازَ لَهُ(1/73)
216 - أَحْمَد الشنتريني الْمُقْرِئ نزيل مَدِينَة فاس ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى الْقرَاءَات عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وَأخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الدراج وَلم ينْسبهُ
217 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن عبد الله بن أبي الْعَافِيَة من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من ابْن هُذَيْل موطأ مَالك وصحيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وَأكْثر عَنِ ابْن النِّعْمَة وَسمع فِي رحلته الَّتِي حجّ فِيهَا من أبي طَاهِر السِّلَفيّ بالإسكندرية مجالسه الْخَمْسَة الَّتِي أمْلى بسلماس وقفل فَحدث بهَا وتقلد حسبَة السُّوق فحمدت فِيهَا طَرِيقَته يروي عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْجنان بَعْض خَبره عَنِ ابْن سَالم وَحكى لي قَرِيبه أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة المؤرخ العَدْل أَنَّهُ تُوُفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة
218 - أَحْمَد بْن عَبْد الْوَدُود بْن غَالب بْن زنون من أَهْلَ مربيطر عمل بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَأبي عَليّ بْن عَرِيب وَأبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَغَيرهم وَولي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وَكَانَ فَقِيها مشاورًا نبيه الْبَيْت حَسَن الْخط ذَا رِوَايَة وعناية مَعَ إتقان وَضبط
219 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ السَّرقسْطِي مِنْهَا وَنزل الْإسْكَنْدَريَّة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْفَقِيه رَحل حَاجا فأزدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ بْن العرجاء إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَأبي الْفَتْح الكروخي وَأبي المظفَّر الشَّيْبَانيّ وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن وَسمع أَيْضا من أبي الفَضْل بْن نَاصِر وَأبي شُجَاع البسطامي وَغَيرهمَا وَلَقي من الأندلسيين أَبَا عَبْد اللَّه بْن سهل الْمُقْرِئ وَأَبا عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني فَسمع مِنْهُمَا وحدَّث بالتيسير لأبي عَمْرو عَنِ ابْن سَعِيد هَذَا وَكَانَ لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر حدَّث عَنْهُ أَبُو الحَجَّاج بْن الشَّيْخ وَأَبُو بَكْر بْن عَلِيّ الإشبيلي وَأَبُو الْحَسَن بْن مفضل الْمَقْدِسِي وَغَيرهم(1/74)
220 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مفرح الأميي والأموي بِخَطِّهِ أَيْضا وَكِلَاهُمَا صَحِيح نزل مرسية وَأَصله من سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالملاحي سَمِعَ من ابْن سَعَادَة وَأبي الْعَبَّاس بْن إِدْرِيس وَأبي الْحَسَن بْن فيد وَأبي عَبْد الرَّحِيم وَابْن حُبَيْش وَأبي عَلِيّ الصّقليّ وَغَيرهم وأقرأ بمرسية الْقُرْآن وحدَّث وَسمع مِنْهُ وَعلم الْعَرَبيَّة وَعنهُ أَخذ أَبُو عَبْد اللَّه بْن رَافع تُوُفّي سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ غَيره يعرف بالملاح وَحكى أنَّ وَفَاته سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ
221 - أَحْمَد بْن خَلِيل بْن إِسْمَاعِيل بْن خَلَف بْن عَبْد اللَّه السكونِي من أَهْلَ لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَأبي الحكم بْن بطال وَأبي جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ فَقِيها مُحدثا خَطِيبًا بليغًا شَاعِرًا حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر يحيى بْن أَحْمَد وَأَبُو القَاسِم الملاحي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن خلفون وَغَيرهم وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة
222 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ الْمُقْرِئ أَصله من بادية بلنسية وَسكن المرية وَبهَا نَشأ يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْيَتِيم وبالبلنسي وبالأندرشي أَيْضا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن موهب وَأبي عَلِيّ بْن عريب وَأبي إِسْحَاق بن صَالح وَأبي الْعَبَّاس بن العريف وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الخزرجي وَأبي عَمْرو الْخضر بن عبد الرَّحْمَن وَغَيرهم لَقِي جَمِيعهم بالمرية وَسمع مِنْهُم وَمن ابْن ورد وَابْن عَطِيَّة وَابْن اللوان والرشاطي وَابْن نَافِع وَأبي عبد الله بن وضاح وَابْن أُخْت غَانِم وَسمع من ابْن يسعون كثيرا وَاخْتلف إِلَيْهِ مدّة وَمن أبي الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن أبي زَيْد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي وَابْن الْفراء فِي مَا زعم وَأَبُو مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَأَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن زغيبة وَأَبُو الفَضْل بْن شَرَف وَغَيرهم وَيتَكَلَّم فِي رِوَايَته عَنْ بَعضهم وَكَانَ حَافِظًا حافلاً متحققًا بالقراءات مشاركًا فِي الحَدِيث والعربية تصدر للإقراء بمالقة وبمسجد العطارين مِنْهَا مدّة طَوِيلَة وأقرأ أَيْضا بِجَامِع المرية(1/75)
وَأخذ عَنْهُ النّاس وسمعوا مِنْهُ نَا عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه وَأَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو الْعَبَّاس العزفي وَأَبُو الخَطَّاب الْكَلْبِيّ وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وَقَالَ تُوُفّي بالمرية فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة زَاد غَيره وقبره بمقبرة بَاب بجانة من ظَاهرهَا وبشرقيها يلصق الْحَائِط الغربي من رِبَاط الخشيني وتاريخ وَفَاته مَكْتُوب فِي لوح رُخَام عَلَى قَبره
223 - أَحْمَد بْن يُوسُف بن عبد العزير بْن مُحَمَّد بْن رشد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القَيْسيّ الْوراق من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه وشاركه فِي أَكثر شُيُوخه وَعَن ابْن عتاب وَابْن رشد وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَابْن طريف وَأبي عَامر بْن إِسْمَاعِيل وَأبي مُحَمَّد اللَّخْميّ وَابْن غشليان وَأبي الفَضْل بْن عِيَاض سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ سَائِرهمْ وحدَّث عَنِ السِّلَفيّ بإجازته لمن بقرطبة من الطَّلَبة فِي حَيَاته بسؤال أبي مَرْوَان عَبْد الْملك المرجوني قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ حدَّث وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة من شوخنا وَغَيرهم مِنْهُم ابْن بَقِي وَابْن حوط اللَّه وَأَبُو الْحَسَن بْن قطرال وَكَانَ أَصمّ وُلِدَ فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ بمراكش يَوْمَ مِنًى ودُفِن يَوْمَ عَرَفَة بَعْدَ صَلاَة الجُمُعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
224 - أَحْمَد بْن عَبْد الصَّمد بْن أبي عُبَيْدة مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بْن عَبْد الْحق الخزرجي من أَهْلَ قرطبة وَنزل بجاية وَقد سكن غرناطة وقتا يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأبي جَعْفَر البطروجي وَعبد الرَّحِيم الحجاري وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَابْن ورد وَابْن أبي الْخِصَال وَغَيرهم وَكَانَ معنيا بِالْحَدِيثِ وَرِوَايَته وكف بَصَره فِي آخر عمره وَله تأليف فِي أَحْكَام النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَماهُ آفَاق الشموس وإعلاق النُّفُوس وتأليف آخر سَمَّاهُ مَقَامِع الصلبان ومراتع رياض أَهْلَ الْإِيمَان حَدَّثَنَا عَنْهُ أَبُو الْقَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس عقب ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة(1/76)
225 - أَحْمَد بْن أبي الْمطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بْن سَعِيد بْن سَعْد بْن جزي من أَهْلَ بلنسية وجده الْأَعْلَى سَعْد بْن جزي مَذْكُور فِي تَارِيخ ابْن الفَرَضيّ وَقد أعدت ذكره فِي هَذَا الْكتاب لزِيَادَة عَلَيْهِ يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَلم يجز لَهُ وَأَبا الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأَبا الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأَبا الْعَبَّاس الإقليشي وَغَيرهم وَغلب عَلَيْهِ عَلَمُ الْفَرَائِض والحساب فَقعدَ للتعليم بذلك بِجَامِع بلنسية وَكَانَ ثِقَة صَدُوقًا حَسَن الْخط وَكتب علما كثيرا وعمَّرَ حَتَّى انْفَرد بالرواية عَنِ البطليوسي فَكَانَ آخر الروَاة عَنْهُ بِالسَّمَاعِ حدَّث عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو عَامر بْن نَذِير وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن النُّعْمَان سمعُوا مِنْهُ وروى عَنْهُ فِي الْإِجَازَة أَبُو القَاسِم الطّيب بْن مُحَمَّد وَأَبُو عِيسَى بْن أبي السداد وَغَيرهم تُوُفّي عقب المُحَرَّم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده فِي رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
226 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْهِلَالِي من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن المناصف ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي الْوَلِيد بْن بِقُوَّة كتاب الْإِشَارَة للباجي وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن زغيبة كتاب التَّفْرِيع لِابْنِ الْجلاب وحدَّث بهما وَبِغير ذَلِكَ عَنْهُمَا تُوُفّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن حوط اللَّه ومولده سنة خمس مائَة وَفِي سنة وَفَاته كَانَت الوقيعة الْكُبْرَى بوادي شفالة من جوفي جنجالة من ثغور مرسية
227 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن خَلَف بْن يحيى الْأمَوِي من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن برنجال سَمِعَ أَبَاهُ وَالْقَاضِي أَبَا بَكْر بْن أسود وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها شوور فِي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وتقلد بُرْهَة قَضَاءَهُ وَكَانَت لَهُ عِنْدَ السّلطان إِذْ ذَاك وجاهة بِذَاتِهِ ونباهة سلفه وتُوُفيّ رَحمَه اللَّه فِي بَلَده فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقد نَيف عَلَى السّبْعين كتبه لي بِخَطِّهِ أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَقَالَ لَقيته ببلنسية(1/77)
سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَكَانَ قدمهَا فِي وَفد دانية فأجازلي لفظا جَمِيع رواياته وقرأت بِخَطِّهِ أَنَّهُ سَمعه يَقُولُ سَمِعتُ أبي أَبَا بَكْر بْن برنجال يَقُولُ سَمِعتُ عبد الرَّحْمَن بْن أَبى بَكْر السرقوسي الْفَقِيه الصّقليّ يَحْكِي عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن هَارُون الصّقليّ أَنَّهُ كَانَ يُؤذن للصلوات عَلَى بَاب المَسْجِد فَيقطع بَيْنَ التكبيرتين وَيقف بَيْنَهُمَا وَقْفَة وَيَقُول مَا أؤذن إلاّ لأعْلم أنَّ السُّنَّة فِيهِ الْوَقْف بَيْنَهُمَا
228 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن عبد الْعَزِيز الكلَاعِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بالحوفي سَمِعَ من أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد صَحِيح الْبُخَارِيّ وَسمع من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء إشبيلية مرَّتَيْنِ وَكَانَ حَسَن السّيرة فِي أَحْكَامه شَدِيد الْبَأْس عَلَى أَهْلَ الشَّرّ والدعارة بَصيرًا بالوثائق وعني بالفرائض وَألف فِيهَا كتابا حسنا سَمعه مِنْهُ النّاس وتُوُفيّ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن حوط اللَّه
229 - أَحْمَد بْن نوار الْأَنْصَارِيّ الْمُقْرِئ أَحْسبهُ من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْمُقْرِئ من أَصْحَاب المغامي وأقرأ الْقُرْآن وَأخذ عَنْهُ أَبُو الْحَسَن ثَابت بْن خِيَار الجياني ذكر ذَلِكَ ابْن الطيلسان وَفِي السامعين من السِّلَفيّ بالإسكندرية أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن نُوَيْرة الشلبي وأخشى أنَّ يكون هَذَا وَقيل نوار فِي نُوَيْرَة وَالله أعلم
230 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سَابق من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من أبي بَكْر بْن طَاهِر وَشُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وحدَّث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بْن أبي عَمْرو بْن عَظِيمَة وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح وَقد أم قي صَلاَة الْفَرِيضَة بِبَعْض الْمَسَاجِد من بَلَده
231 - أَحْمَد بْن عَبْد الغفور بْن عَامر بْن عَبْد الجَبَّار الْقُرَشِيّ العبشمي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي عَامر بْن حبيب وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وطارق بْن يعِيش وَأبي إِسْحَاق بْن جمَاعَة وَابْن هُذَيْل وَابْن الدّباغ وَابْن سَعَادَة وَابْن(1/78)
النِّعْمَة وَأبي بَكْر بْن أَسد وَغَيرهم واستقضي بِغَيْر مَوضِع من جِهَات شاطبة وَكَانَت لَهُ دربة بِالْأَحْكَامِ وَمَعْرِفَة بِالشُّرُوطِ وأصابه صمم فِي آخر عمره صَحبه إِلَى أنَّ مَاتَ فَكَانَ يسمع بِلَفْظِهِ وَكَانَ حَسَن الْخط ينظم الْيَسِير روى لَنَا عَنْهُ أَبُو الرّبيع بْن سَالم وأنشدني ونقلته من خطّ طَاهِر بن مفوز قَالَ أَنْشدني أَبُو جَعْفَر بِغَيْر هَذَا قَالَ أنشدنا أَبُو عَامر بن حبيب قَالَ أنشدنا أَبُو الْحسن طاهرت بْن مفوز لنَفسِهِ
(إِن كنت ترغب فِي روح وَفِي دعة ... وصفو عَيْش عَلَى الْأَيَّام مَضْمُون)
(فَانْظُر لمن هُوَ فِي دُنْيَاهُ دُونك فِي ... مَال وجاه وَأَعْلَى مِنْك فِي الدِّين)
قَالَ هَذَا طَاهِر وأثبته بِخَطِّهِ تَحت قَول أبي الفَضْل بْن العميد
(من شَاءَ عَيْشًا هَنِيئًا يَسْتَفِيد بِهِ ... فواضل الْعَيْش إدبارًا وإقبالاً)
(فلينظرنَّ إِلَى من فَوْقه أدبًا ... ولينظرنَّ إِلَى من دونه مَالاً)
توفّي قبل التسعين وَخَمْسمِائة
232 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن السَّلِيم الْمعَافِرِي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْهُ أَبُو القَاسِم الملاحي وَوَصفه بالزهد وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن بِحرف نَافِع
233 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن صَامت من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع الحَدِيث من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَكَانَ يُؤَدب بِالْقُرْآنِ وَيعلم بِالْحِسَابِ والعربية وَقد حدَّث وأُخِذ عَنْهُ توفّي بعد التسعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم
234 - أَحْمَد بْن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن سَعِيد بْن حُرَيْثٍ بْن عَاصِم بْن مضا بْن مهند بْن عُمَيْر اللَّخْميّ قَاضِي الْجَمَاعَة من أَهْلَ قرطبة وَأَصله من قرى شذونة(1/79)
يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبا جَعْفَر سَمِعَ بِبَلَدِهِ من جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه بْن أصبغ وَعرض عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَأَبُو جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز وَابْن عَمه أَبُو بَكْر وَأَبُو جَعْفَر البطروجي وَابْن أبي الْخِصَال وَأَبُو الطَّاهِر التّميميّ وَابْن مَسَرَّة وَأَبُو بَكْر بْن مدير وَأَبُو القَاسِم بْن رضى وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي بَكْر بْن سمجون وَأبي الْعَبَّاس بْن خصيب ورحل إِلَى إشبيلية فَأخذ عَنْ شُرَيْح قراءتي نَافِع وَابْن كثير ولازم أَبَا القَاسِم بْن الرمَّاك لتعلم الْعَرَبيَّة وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ بَعْدَ سَمَاعه مِنْهُ بقرطبة وَلَقي بالمرية أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة وَأَبا عَبْد اللَّه بْن وضاح وَأَبا الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَأَبا عَبْد اللَّه الحمزي وَأَبا الفَضْل بْن عِيَاض وَأَجَازَ لَهُ ابْن موهب وَابْن فندلة وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْعَبَّاس بْن ثعبان وَغَيرهم وَأكْثر من الرِّوَايَات إلاّ أَنَّهُ امتحن بضياع أسمعته عِنْدَمَا استولى الرّوم عَلَى مَدِينَة المرية وَمَال إِلَى الْعَرَبيَّة وَتحقّق بذلك وَولي قَضَاء فاس ثُمَّ نقل إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش يَوْمَ وَفَاة القَاضِي أبي مُوسَى عِيسَى بْن عِمْرَانَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ جميل السّيرة كريم الْخلق أديبًا لَهُ حَظّ من الْكِتَابَة وَالشعر مشاركًا فِي فنون شَتَّى وَله فِي الْعَرَبيَّة الَّتِي شهر بهَا تأليف مُفِيد سَمَّاهُ بالمشرق وَكتاب تَنْزِيه الْقُرْآن عَمَّا لَا يَلِيق من الْبَيَان وَقد ناقضه ابْن خروف ورد عَلَيْهِ فِي هَذَا التَّأْلِيف نَا عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وتُوُفيّ بإشبيلية مصروفًا عَنِ الْقَضَاء يَوْمَ الْخَمِيس السَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن حوط الله تُوُفّي سنة ثَلَاث وَهُوَ وهْمٌ مِنْهُ وَحكى غَيره أَنَّهُ تُوُفّي قبيل صَلاَة الْعَصْر يَوْمَ الْخَمِيس الْمَذْكُور قيل إلاّ أَنَّهُ قَالَ الثَّانِي وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْأَخِيرَة ودُفِن بَعْدَ صَلاَة الجُمُعَة فَكَانَت مدّة عمره سبعا وَسبعين سنة غَيْر ثَلَاثَة أشهر وَسَبْعَة أيّام مولده بقرطبة يَوْمَ عيد الْفطر سنة إِحْدَى عشرَة وَخمْس مائَة وَقَالَ ابْن الطيلسان لَيْلَة عيد الْفطر سنة ثَلَاث عشرَة وَحكى عَنْهُ أَنَّهُ أجَاز عِنْدَ وَفَاته لكل من أَرَادَ الرِّوَايَة عَنْهُ
235 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن سَعْد الْخَيْر الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا بَكْر وَهُوَ أَخُو الْأُسْتَاذ أبي الْحَسَن روى عَنِ ابْن النِّعْمَة وطبقته وَكَانَ من(1/80)
أَهْلَ الْعلم بالفرائض والحساب لَا يجارى فِي التعاليم مَعَ الْعَدَالَة وَالصَّلَاح وَقعد لتعليم الْحساب والهندسة وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة من أَهْلَ بَلَده وانتفعوا بِهِ وتُوُفيّ بَعْدَ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة خَبره عَنِ ابْن سَالم
236 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أبي بَكْر عَتيق بن اسماعيل المقرىء من أَهْلَ قرطبة وَنزل دمشق يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الفنكي أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن صَاف وَسمع الحَدِيث بِقِرَاءَة وَالِده من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ ثُمَّ رَحل إِلَى الْمشرق فَقَرَأَ الْقُرْآن بالموصل على أبي بَكْر يحيى بْن سعدون القُرْطُبيّ وَسمع كثيرا عَلَى أبي القَاسِم بْن عَسَاكِر وَسمع بِمَكَّة من أبي حَفْص الميانشي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَمن عَبْد الْمُنعم الفراوي وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن صَدَقة أَخذ عَنْهُ صَحِيح مُسْلِم ثُمَّ تصدر بِدِمَشْق للإقراد والإسماع فَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ شَافِعِيّ الْمَذْهَب وأعقب فأنجب تُوُفّي بِدِمَشْق سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن حوط اللَّه ومولده بقرطبة يَوْمَ الْخَمِيس منتصف شعْبَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَالَ أَبُو مُحَمَّد عِيسَى بْن سُلَيْمَان الرندي إِنَّه تُوُفّي يَوْمَ الِاثْنَيْنِ السَّابِع عَشْر لرمضان سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ودُفِن من الْغَد بجبل قاسيون بِدِمَشْق
237 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن الْيُسْر القُشَيْريّ الْمكتب من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي الْوَلِيد بْن بُقوة كَانَ يزْعم أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَكَانَ أَبُو مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ يتَكَلَّم فِي ذَلِكَ وروى أَيْضا عَنْ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أبي تَمام سَمِعَ مِنْهُ شَيخنَا أَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال وَأخذ عَنْهُ الْمُوَطَّأ سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ عرفني بأَمْره وحدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم الملاحي فِي الْأَرْبَعين حَدِيثا من تأليفه وَوَصفه بالصلاح وَلم يعرض لَهُ شَيْءٌ(1/81)
238 - أَحْمَد بْن سَلَمَة بْن أَحْمَد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ لورقة وَسكن تلمسان يعرف بِابْن الصّيْقل ويكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنِ ابْن الدّباغ وَابْن بشكوال وَأبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي إِسْحَاق بن قرقول وَابْن الْجد وَابْن الفخار والسهيلي وَابْن حُبَيْش وَابْن عُبَيْد اللَّه وَأبي بكر بن أَزْهَر الشريشي وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة الْكَامِلَة بِالْحَدِيثِ والمعرفة بصناعته والتقدم فِي الضَّبْط والإتقان حدَّث وَسمع مِنْهُ النَّاس وروى عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو عِيسَى ابْن أبي السداد وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الصَّفّار وَأَبُو زَكَرِيَّاء بْن عُصْفُور التلمساني وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَأَطْنَبَ لي فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ أَبُو الرّبيع بْن سَالم تُوُفّي فِي السَّادِس لمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
239 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن حكم بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف وَقيل فِيهِ حكم بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن خَلَف القَيْسيّ العَطَّار وَيعرف بالحصار من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي الْحَسَن شُرَيْح صَحِيح الْبُخَارِيّ بِقِرَاءَة أبي عُبَيْد اللَّه وَغير ذَلِكَ وَمن أبي مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأبي بَكْر بْن نَفِيس وَأبي الفَضْل بْن عِيَاض وَأبي جَعْفَر بْن الباذش وَأبي عَبْد اللَّه النميري وَأبي الْحَسَن بْن ثَابت وَأبي إِسْحَاق بْن حُبَيْش وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَابْن الْعَرَبِيّ وَابْن مغيث وَابْن مكّيّ وَابْن رضى ومُوسَى بْن حَمَّاد القَاضِي وَأَبُو الحَجَّاج الْقُضَاعِي وسواهم وَسمع من ابْن بِقُوَّة بَعْض صَحِيح مُسْلِم وَلم يجز لَهُ وَأَجَازَ لَهُ بِلَفْظِهِ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن فورتش السَّرقسْطِي جَمِيع مَا رَوَاهُ وَكَانَ أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي قَد استجاز لَهُ من شُيُوخه الجلة بالمشرق عدَّة وَكَانَ من أَهْلَ الصّلاح وَالْخَيْر والعناية بالرواية ثِقَة صَدُوقًا روى عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَأَبوهُ أَبُو الْحَسَن مِمَّن حجّ واتصف بأعمال الْبر وَالْتزم هُوَ بِأخرَة من عمره إِمَامَة الْفَرِيضَة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده غرناطة بَعْدَ أبي عَبْد اللَّه بْن عروس إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فَجْأَة ظهر يَوْمَ الْخَمِيس السَّادِس وَالْعِشْرين وَقيل التَّاسِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الأوّل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ودُفِن ظهر يَوْمَ الجُمُعَة خَارج بَاب البيرة وَصلى(1/82)
عَلَيْهِ الْوَالِي يَوْمئِذٍ وَتبع جنَازَته ومولده سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة لعشر مضين أَوْ بَقينَ من رَجَب مِنْهَا الشَّك مِنْهُ وَقيل من والدته
240 - أَحْمَد بْن دَاوُد بْن يُوسُف الجذامي من أَهْلَ باغه بْن هَيْثَم عمل غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي سُلَيْمَان دَاوُد بْن يزِيد السَّعْديّ وَكَانَ أديبًا نحويًا لغويًا مشاركًا فِي عَلَمُ الطِّبّ وَله فِي شرح أدب الْكتاب لِابْنِ قُتَيْبَةَ تأليف مُفِيد وَآخر فِي شرح المقامات للحريري وَقد أُخِذَ عَنْهُ تُوُفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا
241 - أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن حسان الْقُضَاعِي أَصله من أُنده عمل بلنسية وَولد بمرسية يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة ورحل إِلَى الْمشرق مرافقًا أَبَا الْحُسَيْن بْن جُبَيْر فأديا فَرِيضَة الْحَج وَسمع بِدِمَشْق من أبي الطَّاهِر الخشوعي وَأَجَازَ لَهما أَبُو مُحَمَّد بْن أبي عصرون وَأَبُو مُحَمَّد القَاسِم بْن عَسَاكِر وَغَيرهمَا ودخلا بَغْدَاد وتجولا مدّة ثُمَّ قفلا جَمِيعًا إِلَى الْمغرب فسُمِعَ مِنْهُمَا بَعْض مَا كَانَ عِنْدهمَا وَكَانَ أَبُو جَعْفَر هَذَا متحققًا بِعلم الطِّبّ وَله فِيهِ تَقْيِيد مُفِيد مَعَ الْمُشَاركَة الْكَامِلَة فِي فنون الْعُلُوم وجده لأمه القَاضِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة حدَّث عَنْهُ ثَابت بْن مُحَمَّد بْن خِيَار الكلَاعِي وَغَيره وتُوُفيّ بمراكش سنة ثَمَان أَوْ تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَلم يبلغ الْخمسين فِي سنه
242 - أَحْمَد بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عَمِيرَة الضَّبِّيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَهُوَ أول من قَرَأَ عَلَيْهِ وسنه دون الْعشْر وَصَحب أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش مُدَّة طَوِيلَة وَسمع من ابْن عُبَيْد اللَّه بسبتة وَابْن الفخار بمراكش وَأَبا جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَأَبا الْحَسَن بْن كوثر وَابْن عَم أَبِيهِ أَبَا جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عميرَة وَأَجَازَ لَهُ ابْن بشكوال وَغَيره ثُمَّ رَحل حَاجا فلقي فِي طَرِيقه ببجاية عَبْد الْحق الإشبيلي وبالإسكندرية أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وأخاه أَبَا الفَضْل وَأَبا الثَّنَاء الحَرَّانيّ وَابْن دُلَيل وَأَبا الفَضْل الغزنوي وَأَبا(1/83)
الرضى أَحْمَد بْن طَارق بْن سِنَان وَقد سَمِعَ مَعَه أَبُو الرضى هَذَا من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الحديثي قَالَ وَله أَحَادِيث سَاوَى بهَا الْبُخَارِيّ وَمُسلمًا وَأَبا مُحَمَّد بْن بري وَأَبا القَاسِم البوصيري وعساكر بْن عَلِيّ وَإِسْمَاعِيل بْن قَاسم الزيات وَهَؤُلَاء الْأَرْبَعَة سمعُوا من السِّلَفيّ عَلَى بَعْض شُيُوخه وَلَقي بِمَكَّة الميانشي وَغَيره وَكَانَ حَسَن الْخط صَحِيح النَّقْل والضبط ثِقَة صَدُوقًا جلدا عَلَى الوراقة محترفًا بهَا تأثل مِنْهَا مَالا كَبِيرا وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَرُبمَا تسور عَلَى النّظم روى عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وكبار أَصْحَابنَا وتُوُفيّ بمرسية شَهِيدا سقط عَلَيْهِ هَدَمٌ فَأخْرج مِنْهُ وَبِه رَمق فني بِسُرْعَة وَذَلِكَ ظهر يَوْمَ الْأَحَد الْخَامِس وَالْعِشْرين لشهر ربيع الآخر سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ودُفِن عصر يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بعده بمسجده إزاء جنته الَّتِي وَقع حائطها عَلَيْهِ وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَهُوَ ابْن بضع وَأَرْبَعين سنة بعضه عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ ابْن حوط اللَّه تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى من السَّنَة وَهُوَ وهم مِنْهُ
243 - أَحْمَد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن السُّعُود الْعَبدَرِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من أبي جَعْفَر البطروجي وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وَأبي الطَّاهِر التّميميّ وَغَيرهم وَكتب لبَعض الْأُمَرَاء وَكَانَ أديبًا حَافِظًا حُلْو النادرة قوي الْعَارِضَة صَاحب منظوم ومنثور يُشَارك فِي فنون من أبرع النَّاس خطا واقتنى من الدفاتر كثيرا بَلغنِي أنَّ قيمَة ذَلِكَ بلغت سِتَّة آلَاف دِينَار نَا عَنْهُ ابْن سَالم وَقَالَ تُوُفّي بمراكش سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
244 - أَحْمَد بْن عِيسَى بْن عَبْد الْبر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن عَبْد الْبر الْبكْرِيّ من أَهْلَ قرمونة يكنى أَبَا القَاسِم سمَعَ أَبَا بَكْر بْن خَيّر واختص بِهِ وَأَبا الحكم بْن حجاج وَلَقي بقرطبة أَبَا القَاسِم بْن بشكوال وَأَبا عَبْد اللَّه بْن خَلِيل وَأَبا بَكْر يحيى بن زَيْدَانَ فَسمع مِنْهُم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بْن قزمان وَأَبُو الطَّاهِر السِّلَفيّ وَغَيرهمَا وأقرأ الْقُرْآن وحدَّث وَأخذ عَنْهُ ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ أجَاز لي مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا بقرمونة وَالْأُخْرَى بإشبيلية عَام تِسْعَة وَتِسْعين وَخَمْسمِائة(1/84)
245 - أَحْمَد بْن مُوسَى بْن عَبْد اللَّه بْن مُزَاحم اللَّخْميّ من أَهْلَ شلب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ عَقِيل بْن العَقْل وَهِشَام بْن أبان وَنزل مَدِينَة فاس وتصدر بهَا لإقراء الْقُرْآن والتأديب بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ مقدما فِي ذَلِكَ إِلَى أنَّ توفّي هُنَالك بعد الستمائة
246 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن يُونُس الغافقي من أَهْلَ لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس يحدث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن خَلَفُون الأونبي
247 - أَحْمَد بْن عَتيق بْن الْحَسَن بْن زِيَاد بْن جُرْج من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من المرية يعرف بالذهبي ويكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد والعربية والآداب عَنْ أبي مُحَمَّد عبدون وَله سَماع من ابْن النِّعْمَة وَابْن حُبَيْش وَابْن مضاء وَأبي بَكْر بْن بيبش وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو القَاسِم بْن جَاره وَمَال إِلَى الْعُلُوم النظرية فمهر فِي كلّ فن مِنْهَا وشارك فِي جَمِيعهَا واقتدر عَلَى تَحْصِيلهَا فِي أقرب مدّة وَكَانَ فِي الذكاء والفهم وَحسن الاستنباط والغوص عَلَى دقائق الْمعَانِي آيَة من آيَات اللَّه تَعَالَى وَمن تواليفه كتاب الْإِعْلَام بفوائد مُسْلِم للمهدي الْإِمَام وَكتاب حُسن الْعبارَة فِي فضل الْخلَافَة والإمارة وقيدت عَنْهُ فِي الْفِقْه وَغَيره فتاو بديعة وجوابات حَسَنَة وَلم يخل من نظم زَان بِهِ علمه ونال بِخِدْمَة السّلطان دنيا عريضة وَرَأس نظراءه من الطَّلَبة وَقد حدَّث بِيَسِير وأقرأ الْعَرَبيَّة وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بتلمسان قَاصِدا فِي جَيش الْمغرب إفريقية وَذَلِكَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وسِتمِائَة مولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنِ ابْن سَالم
248 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بن نصير من أَهْلَ شوذر عمل جيان يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ عَنْ أبي جَعْفَر بْن الباذش وَأبي بَكْر بْن مَسْعُود وَغَيرهمَا تصرف للسُّلْطَان فِي ولايات عدَّة وعمالات جليلة وَكَانَ من رجالات الأندلس أدبًا وسروا ورجاحة وحلماً ذَا حَظّ من الْكِتَابَة وَالشعر تُوُفّي بمالقة رَابِع المُحَرَّم سنة اثْنَتَيْنِ وستّمائة(1/85)
249 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عِصَام من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر ويُعرف بالبِلاَّلْبِي نِسْبَة إِلَى بله ألبه بالثغر سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن نمارة وَصَحبه وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويجيد ضَبطهَا وَلم أَقف عَلَى تَارِيخ وَفَاته
250 - أَحْمَد بْن حبيب بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن شَاكر الغافقي من أَهْلَ جيان روى عَنِ ابْن بشكوال وَغَيره حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الرضى بسام بْن أَحْمَد شَيخنَا سَمِعَ مِنْهُ وَسمع مَعَه
251 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْدَان الْوَاعِظ يعرف بالشنتريني لِأَن أَصله مِنْهَا ويكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ السُّهيْلي وَغَيره وتجول بِبِلَاد الأندلس للوعظ والتذكير حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء لقِيه بِجَزِيرَة شقر وَقَرَأَ عَلَيْهِ الرسَالَة القدسية لأبي حَامِد الْغَزالِيّ فِي سنة ثَلَاث وستّمائة وَابْن سَالم يَقُولُ فِيه إِسْمَاعِيل أَبُو الْوَلِيد وَهُوَ معاد هُنَالك لأجل ذَلِكَ
252 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مِقْدَام الرعيني من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَسمع من وَمن ابْن الْعَرَبِيّ وَصَحبه فِي توجهه لمراكش وَحضر وَفَاته وَدَفنه بِمَدِينَة فاس وَأخذ عَنْ أبي عُمَر بْن صَالح وَأبي القَاسِم بْن الرماك وَأبي الْحسن عَليّ بن مُسلم وَأبي الْحسن بن عَظِيمَة وَعَن أبي الحكم بْن بطال البهراني وَأَجَازَ لَهُ السِّلَفيّ وَكَانَ مقرئًا زاهدًا أديبًا حَافِظًا يستظهر شعر المعري المترجم بسقط الزند وَعمر حَتَّى انْفَرد بِالْأَخْذِ عَنْ شُرَيْح وَأخذ عَنْهُ النّاس كثيرا مولده سنة ستٍّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن فرقد مولده عَامَ اثنى عَشْر وتُوُفيّ بَيْنَ عيدي الْفطر والأضحى سنة أَربع وستّمائة(1/86)
253 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْمُجيب بن عَليّ بن أَحْمد بن عيشون الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن نوح وتَفَقَّه بِهِ وَتعلم الْعَرَبيَّة عِنْدَهُ وَسمع أَيْضا أَبَا عَبْد اللَّه بن حُمَيْد والحاج أَبَا بَكْر بْن هُذَيْل وَغَيرهم وناظر عَلَى أَبَي جَعْفَر الذَّهَبِيّ فِي فنون تحقق مِنْهَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ من كبار أَصْحَابه وأذكيائهم وَأهل الْفَهم والتحصيل تُوُفّي بمراكش سنة خمس وستّمائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ الشَّك مني يَعْنِي فِي مولده
254 - أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن يعِيش بْن عَلِيّ بْن شكيل الصَّدَفِي الأديب من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَأَبوهُ يعِيش يكنى أَبَا الحكم أَخذ عَنْ مشيخة بَلَده وَولي قَضَاءَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مَقَصَيْر البلنسي فَأخذ عَنْهُ الْعَرَبيَّة وَعَن أَبِي بَكْر بْن خَلِيل علم الْكَلَام وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن بْن زَرقون شَيخنَا وَصَحب القَاضِي أَبَا حَفْص بْن عُمَر وولاه قَضَاء بَعْض الكور وشعره مدون وتُوُفيّ معتبطًا سنة خمس وستّمائة ومولده سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة
255 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن أبي هَارُون التَّمِيمِي المقرىء من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الحكم بْن حجاج وَأبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة وَأبي بكر بن خير وَأبي الْحُسَيْن عبيد الله بن اللحياني وَأبي الحكم بن بطال وَأبي مُحَمَّد بن موجوال البلنسي وَسمع من أبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد وَأبي بَكْر بْن عُبَيْد وَأبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي بَكْر بْن خشرم وَأَجَازَ لَهُ شُرَيْح فِي صغره وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ من أَهْلَ الْوَرع والزهد ذَا حَظّ من عَلَمُ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب أَكثر خَبره عَنِ ابْن الطيلسان وَأَجَازَ لبَعض أَصْحَابنَا فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وستّمائة
256 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن شرَاحِيل الْهَمدَانِي من أَهْلَ غرناطة ولسلفه بهَا رياسة يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَعَن خَاله أبي الْحَسَن بْن الضَّحَّاك الْفَزارِيّ وَأبي الْحَسَن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن بدر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو(1/87)
الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق بْن ثبات وَأَبُو بَكْر بْن طَاهِر وَأَبُو جَعْفَر البطروجي وَجَمَاعَة من الجلة وَله رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ البطليوسي وَسمع أَيْضا بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنْهُ وَعمر وأسن وَهُوَ آخر الروَاة بِالْإِجَازَةِ عَنِ ابْن أبي الْخِصَال مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن الطيلسان وَأكْثر خَبره عَنْهُ وَقَالَ الملاحي وقرأته بِخَطِّهِ تُوُفّي ظهر يَوْمَ الثُّلَاثَاء الثَّامِن وَالْعِشْرين لشهر ذِي الحجّة سنة ستٍّ وستّمائة ودُفِن بَعْدَ صَلاَة الْعَصْر من يَوْمَ الْأَرْبَعَاء بعده
257 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْلَ قرطبة وَسكن بَاغُهْ وَأَصله من وَاد آش يكنى أَبَا جَعْفَر أَخذ عَنْ أبي بَكْر بْن سمجون وَأبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة وَأبي بَحر عَليّ بن جَامع الكفيف وَسمع من أبي القَاسِم بْن بشكوال وَكَانَ ذَا رِوَايَة أديبًا ذَاكِرًا لأمالي أبي عَلِيّ القالي حدث عَنهُ ابْن الطيلسان سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي منتصف ذِي قعدة سنة ستٍّ وسِتمِائَة قَالَ تُوُفّي بِقرب من ذَلِكَ ودُفِن بمقبرة بَاب عَامر
258 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يعرف بِابْن حَاضر ويكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنِ ابْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَأبي بَكْر بْن عقال وَأبي جَعْفَر بن طَارق المقرىء وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَعَلِيم الْحَافِظ وَغَيرهم وعني بالزهد والتصوف وَكَانَ أديبا شَاعِرًا وَله تأليف سَمَّاهُ بالاستيقاظ من سنة الْغَفْلَة والاستنقاذ من حَبل التسويف والمهلة وقفت عَلَيْهِ وَلم أَقف على تَارِيخ وَفَاته
259 - أَحْمَد بْن عَبْد الْوَدُود بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن صَالح الْهِلَالِي قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ من أَهْلَ غرناطة وَكَانَ يسكن الْمنْكب أَحْيَانًا يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن سمَّجُون وَعبد الْملك وَهُوَ الملقب بذلك سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْوَدُود وَأَبا بَكْر بْن الخلوف وَأَبا الْحَسَن الْمرَادِي وَأَبا الْعَبَّاس بْن الأبرش وَأَبا الْحَسَن بْن عزَّ النّاس وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبُو إِسْحَاق بْن فرقد وَابْن بشكوال وَابْن حُبَيْش وَابْن الرمامة وَولي قَضَاء(1/88)
الْمنْكب وخطب بِجَامِع قرطبة وقتا وَكَانَ فَقِيها أديبًا ناظمًا ناثرًا بارع الْخط وَاسع الْحَظ من الفَضْل وَالْعلم يغلب عَلَيْهِ الحَدِيث وَالْأَدب حدَّث عَنْهُ جلة من شُيُوخنَا وكبار أَصْحَابنَا وفاتتني الرِّوَايَة عَنْهُ تُوُفّي بغرناطة فَجْأَة لَيْلَة الْأَحَد الرَّابِع عَشْر من شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وستّمائة ومولده فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ صَبِيحَة الْيَوْم الثَّالِث عَشْر من صفر عَام ثَمَانِيَة وَعشْرين وَخَمْسمِائة
260 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عيشون اللَّخْميّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بكر سمع من أَبِيه وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ طَائِفَة كَبِيرَة من الْأَعْلَام وَقيد كثيرا وَأفَاد وتُوُفيّ معتبطًا سنة ثَمَان وستّمائة
261 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يحيى بْن عون اللَّه الْأَنْصَارِيّ آخر المقرئين بشرق الأندلس يعرف بالحصار ويكنى أَبَا جَعْفَر وَسكن بلنسية وداره فِي دانية وَأخذ بهَا فِي صغره عَنْ أبي إِسْحَاق بْن محَارب ثُمَّ لَقِي أَبَا الْحسن بْن هُذَيْل فَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات عرضا وَسمع مِنْهُ كثيرا وَمن ابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي عَبْد الرَّحِيم وَابْن عُبَيْد اللَّه وَعبد الْحق الإشبيلي وتصدر للإقراء وَرَأس فِي ذَلِكَ أَهْلَ عصره وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ فِي وقته فِي الْأَخْذ عَنْهُ وَلم يكن أحد من أَهْلَ صناعته يدانيه فِي الضَّبْط والتجويد والإتقان وَحسن الْأَدَاء وَكَانَ تصدره ببلنسية فِي حَيَاة شُيُوخه وَقد أَقرَأ بإشبيلية وَطَالَ عمره فَأخذ عَنْهُ الْآبَاء وَالْأَبْنَاء واضطرب بِأخرَة فِي رِوَايَته فأسند عَنْ جمَاعَة أدركهم وَكَانَ بَعْض شُيُوخنَا يُنكر عَلَيْهِ ذَلِكَ مَعَ صِحَة رِوَايَته عَنِ الْمَذْكُورين قبلُ وإكثاره عَنْهُمْ حَتَّى لَقَد انْفَرد بِقِرَاءَة تأليف ابْن النِّعْمَة فِي تَفْسِير الْقُرْآن المترجم بري الظمآن وَلَا أعلم أحدا من أَصْحَابه أكمل قِرَاءَته عَلَيْهِ سواهُ أَخذ عَنْهُ وَالِدي رَحمَه اللَّه الْقرَاءَات أجَاز لَهُ وأخذتها عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِمدَّة وَسمعت مِنْهُ جملَة من رِوَايَته وَأَجَازَ لي وتُوُفيّ بَعْدَ(1/89)
صَلاَة الصُّبْح من يَوْمَ الْخَمِيس ثَالِث صَفَر سنة تسع وستّمائة قَبْلَ الكائنة الْعُظْمَى عَلَى الْمُسلمين بالعقاب نَاحيَة جيان بِأحد عَشْر يَوْمَاً ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور بمقبرة الْجنان خَارج بلنسية وَقد قَارب الثَّمَانِينَ فِيمَا كَانَ يخبر بِهِ رَحمَه اللَّه مولده بدانية فِي نَحْو الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
262 - أَحْمَد بْن هَارُون بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن عَاتٍ النفزي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عمر سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبا الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأَبا عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأَبا بَكْر بْن بيبش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَأَبا الْحَسَن عليم بْن عبد الْعَزِيز الْحَافِظ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن نمارة وَأَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَابْن بشكوال وَأَبُو عبد الله بن عبَادَة الجياني وَابْن حُبَيْش وَابْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو بَكْر بْن أبي حَمْزَة وَطَائِفَة سواهُم ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع أَبَا طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا الطَّاهِر العثماني وَأَجَازَ لَهُ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو عَبْد اللَّه الكركنتي وَأَبُو القَاسِم بْن جَارة وَأَبُو الفَرَج الجَوْزِيّ وَآخَرُونَ يطول عَددهمْ وَكَانَ أحد الْحفاظ للْحَدِيث يسْرد الْمُتُون والأسانيد ظَاهرا لَا يخل بِحِفْظ شَيْءٍ مِنْهَا مَوْصُوفا بالدراية وَالرِّوَايَة غَالِبا عَلَيْهِ الْوَرع والزهد عَلَى منهاج السّلف يَأْكُل الجَشِب ويلبس الخشن وَرُبمَا أذن فِي الْمَسَاجِد وَله تواليف دَالَّة عَلَى سَعَة حفظه مَعَ حَظّ من النّظم والنثر حدَّث عَنْهُ بَعْض شُيُوخنَا الجلة وَكتب إِلَيّ مجيزا لما رَوَاهُ وألفه فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وستّمائة ثُمَّ توجّه إِثْر ذَلِكَ غازيًا وَشهد وقيعة الْعقَاب الَّتِي أفضت إِلَى خراب الأندلس بالدائرة عَلَى الْمُسلمين فِيهَا وَكَانَت السَّبَب الْأَقْوَى فِي تحيف الرّوم بلادها حَتَّى استولت عَلَيْهِ ففقد حِينَئِذٍ وَلم يُوجد حَيا وَلَا مَيتا وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ منتصف صَفَر سنة تسع وستّمائة ومولده قَبْلَ الزَّوَال بِيَسِير فِي سَاعَة الرواح من يَوْمَ الجُمُعَة الْخَامِس لشوال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة(1/90)
263 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى زَاد أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه فِي نسبه ابْن خلصة الحِمْيريّ من أَهْلَ قرطبة والخطيب بجامعها الْأَعْظَم يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأَبا الطَّاهِر التّميميّ وَأَبا مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأَبا عَبْد اللَّه بْن نجاح الذَّهَبِيّ وَأَبا خَالِد يزِيد بْن عَبْد الجَبَّار وَغَيرهم وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر عَيَّاش بْن فرج وَعبد الرَّحِيم الحجاري والعربية والآداب واللغات عَنْ أبي بَكْر بْن سمَّجُون وَأبي الحَجَّاج الْمرَادِي وَأبي بكر القشالشي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ وَكَانَ آخر من حدَّث عَنْهُ بالأندلس وتصدر للإقراء بِجَامِع قرطبة مدّة طَوِيلَة ودرس عُلُوم اللِّسَان وَكَانَ حَافِظًا لَهَا بَصيرًا بهَا مشاركًا فِي غَيرهَا مَعَ حَظّ من قرض الشّعْر وَطَالَ عمره وعلت رِوَايَته فَأخذ عَنْهُ النّاس وفاتني أَن أستجيزه تُوُفّي بقرطبة أَصَابَهُ غشي وَهُوَ قَائِم عَلَى الْمِنْبَر يخْطب فخلفه فِي تَمام الْخطْبَة وَالصَّلَاة بِالنَّاسِ ابْنه أَبُو مُحَمَّد عِصَام وَتَمَادَى بِهِ مَرضه نَحوا من ثَلَاثَة أشهر إِلَى أنَّ قضى نحبه فِي التَّاسِع عَشْر لصفر سنة عَشْر وستّمائة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه ومولده سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن الطيلسان تُوُفّي بَيْنَ صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْمَ الْأَرْبَعَاء ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده وَهُوَ الموفي عشْرين لصفر بمقبرة أم سَلَمَة عَلَى مقربة من مَسْجِد كوثر قَالَ وَأَخْبرنِي أنَّ مولده مَا بَيْنَ عَامي أَرْبَعَة وَثَمَانِية وَعشْرين وَخَمْسمِائة
264 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد الْعَبدَرِي من أَهْلَ أندة عمل بلنسية يكنى أَبَا الْوَلِيد رَحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة صَحِيح من الْبُخَارِيّ من أبي مُحَمَّد يُونُس بْن يحيى الهاشميّ وبدمشق كتاب الجليس الْكَافِي والأنيس الشافي لِابْنِ طرارا من أبي جَعْفَر القُرْطُبيّ وَكتبه بِخَطِّهِ مَعَ غَيْر ذَلِكَ من كتب الْفِقْه والْحَدِيث عَنْهُمَا وَعَن سواهُمَا وَصَحب أَبَا الْحُسَيْن بْن جُبَيْر ثُمَّ قفل إِلَى الْمغرب واستوطن سلا وَحدث هُنَالك وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بهَا فِي شعْبَان سنة عَشْر وستّمائة
265 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن يحيى الهاشميّ من أَهْلَ بنلسية(1/91)
يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالقلييري نِسْبَة إِلَى بعض أَعمالهَا روى عَنِ ابْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَابْن نمارة وَابْن سَعَادَة وَعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ أديبا ناظما وَله مَجْمُوعَة فِي الشُّرُوط أَخذ عَنهُ ابْن خَيره وَغَيره من شُيُوخنَا ولقيته غير مرّة بِموضع تَعْلِيمه وَسمعت عَلَيْهِ التِّلَاوَة بِحرف نَافِع وَبَعض فَوَائده وتُوُفيّ فَجْأَة فِي نَحْو سنة عَشْر وستّمائة
266 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْخُشَنِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالأُجَّري وأُجَّرْ حصن بمقربة مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي خَالِد المرواني وَأبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة ورحل حَاجا فلقي أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ والكَركَنْتي وَسمع مِنْهُم وَمن غَيرهم وقفل إِلَى بَلَده فأقرأ الْقُرْآن بِمَسْجِد حبيب من شرقيه وأسمع الحَدِيث وَكَانَ يؤم بِهِ وَيذكر النّاس تُوُفّي ودُفِن بمقبرة ابْن عَبَّاس يَوْمَ الجُمُعَة السَّادِس عَشْر من صَفَر سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن سبعين عَاما أَوْ نَحْوهَا عَنِ ابْن الطيلسان
267 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَسَن بْن عَبْد الْملك الفِهري من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالقرطاجني وبالحَمري أَخذ عَنِ ابْن هُذَيْل قراءتي نَافِع وَابْن كثير فِيمَا وقفت عَلَيْهِ وحَدثني الثِّقَة أَنَّهُ أكمل عَلَيْهِ الْقرَاءَات السَّبع وَله سَماع مِنْهُ فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيره وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَأخذ عَنْهُ وتُوُفيّ ودُفِن فِي عقب شهر ربيع الأوّل سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة
268 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي الْمطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن جرح من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي جَعْفَر البطروجي سَمِعَ عَلَيْهِ مُصَنف النَّسَائيّ بِقِرَاءَة أَخِيه أبي جَعْفَر عَبْد اللَّه وَعَن أبي إِسْحَاق بْن ثبات سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح مُسْلِم وَلَقي أَبَا الْحَسَن بْن مغيث وَلم يَأْخُذ عَنْهُ شَيئًا وَكَانَ نزيه النَّفس نبيه الْبَيْت لَمْ يتلبس بِولَايَة وَلَا أسَفَّ إِلَى مكسوب وعُمِّر وأسن حدَّث عَنْهُ ابْن الطيلسان وَقَالَ تُوُفّي غَدَاة يَوْمَ الثُّلَاثَاء الرَّابِع عَشْر لرجب سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة ودُفِن عصر يَوْمَ الْأَرْبَعَاء بعده بمقبرة أم سَلَمَة وبمقربة من مَسْجِد كوثر ومولده فِي صفر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة(1/92)
269 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المؤرخ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من ابْن بشكوال كثيرا وَأخذ عَنِ القشالشي وَابْن سمجون وَأبي خَالِد المرواني وَكَانَ ملازمًا لِلْمَسْجِدِ الْجَامِع متبتلاً لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا وُلِدَ حكى ابْن الطيلسان أَنَّهُ قيد عَنْهُ كثيرا من التواريخ والمواليد والوفيات قَالَ وَتُوفِّي يَوْمَ الْخَمِيس الموفي ثَلَاثِينَ لرجب سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة
270 - أَحْمَد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبكْرِيّ من أهل شريش يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن قرقول وأوطن سلا وَولي بهَا الْقَضَاء ثُمَّ بِمَدِينَة مكناسة وتُوُفيّ سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة
271 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَيُّوب بْن شَجَرَة من أَهْلَ إشبيلية وَإِمَام مَسْجِد بْن الْأَخْضَر مِنْهَا يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن مُعَاذِ الْمَعْرُوف بالفلنقي تأليفه الْمُسَمّى بِالْإِيمَاءِ إِلَى مَذَاهِب السَّبْعَة الْقُرَّاء وَحدث عَنهُ بعض أَصْحَابنَا
272 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أبي جَمْرَة من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ قَرِيبه القَاضِي أَبَا بَكْر شَيخنَا وَكَانَ يُسَمِّيه النجيب فغلب ذَلِكَ عَلَيْهِ وَسمع أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبا الْعَبَّاس بْن الْحَاج المجريطي وَكَانَ ذَا مُشَاركَة فِي الْفِقْه وأصوله وَعلم الْكَلَام وَولي الْقَضَاء بِغَيْر جِهَة من جِهَات مرسية ثُمَّ وُلّي قَضَاء دانية مرَّتَيْنِ وَتُوفِّي آخرهما وَهُوَ يَتَوَلَّاهُ فِي نَحْو سنة عشرَة وستّمائة أفادنيه ابْن سَالم وَكتبه لي بِخَطِّهِ
273 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَانع الكِنَانيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن خَيّر وَأخذ عَنْهُ كثيرا وَصَحبه طَويلا وَأَبا إِسْحَاق بْن فرقد وَغَيرهمَا وعني بِعقد الشُّرُوط وحدَّث وَحكى أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الطّراز أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة وستّمائة(1/93)
274 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن أَفْلح مولى النَّاصِر من أَهْلَ قرطبة وَأحد المؤذنين بمنار جَامعهَا الْأَعْظَم يكنى أَبَا جَعْفَر روى عَنْ أَبِيه أَخْبَار الصَّالِحين بقرطبة وَكَانَ عَارِفًا بقبورهم ومتعبَّداتهم ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ سمعته يَقُولُ وَقد وقفني عَلَى متعبد ابْن زرب القَاضِي بالجامع سَمِعتُ أبي يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا الْحَسَن يُونُس بْن مُحَمَّد الصَّفّار يَقُول كَانَ أَبُو بَكْر بْن زرب يكثر التنقل بِموضع بلصق الْمَقْصُورَة فِي الرُّكْن من جِهَة الشرق فَسئلَ عَنْ لُزُومه لذَلِك الْموضع فَقَالَ رَأَيْت النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِيهِ فِي النّوم أَربع عشرَة مرّة تُوُفّي فِي آخر ذِي الحجّة سنة ثَلَاث عشرَة وستّمائة وَصلى عَلَيْهِ عَلَى بَاب المَسْجِد الْجَامِع ودُفِن بروضة الصلحاء قبلي قرطبة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
275 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الرَّحْمَن النفزي أندلسي يكنى أَبَا الْعَبَّاس تجول بالمشرق وَسمع بِبَغْدَاد من أبي الْفرج عبد الْمُنعم بن كُلَيْب الْحَرَّانِي وبأصبهان من جمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَلِيّ الْحداد وبنيسابور من أبي سَعْد عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الصَّفّار وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَبْد اللَّه الفراوي سَمِعَ مِنْهُ ابْن نقطة بِبَغْدَاد وَوَصفه بالثقة وَالْحِفْظ وَحكى أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا بَعْدَ سنة ثَلَاث عشرَة يَعْنِي وستّمائة فَدخل إِلَى شيراز وَأقَام بهَا
276 - أَحْمَد بن مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن وَاجِب بن عمر بن وَاجِب بن عمر بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الخَطَّاب حَامِل راية الرِّوَايَة بشرق الأندلس وَآخر الْمُحدثين المسندين سَمِعَ جَدّه أَبَا حَفْص وَأَبا الْحَسَن بن هُذَيْل وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأبي بَكْر بْن نمارة وَأَبا عَبْد الله بن سَعَادَة وَأَبا الْحسن بْن النِّعْمَة وَعِنْده تعلم(1/94)
الْعَرَبيَّة وَعَلِيهِ قَيد كتب اللُّغَات والآداب وَسمع بمرسية من أبي بَكْر بْن أبي ليلى وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَسمع من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد يَسِيرا وَكَانَ ابْن حُبَيْش مِنْهُمَا بجله وَيَرْفَعهُ عَنِ الْأَخْذ عَنْهُ لمساواته إِيَّاه بِبَعْض شُيُوخه ورحل إِلَى غرب الأندلس مرَارًا أولاها سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم بْن بشكوال وَأكْثر عَنْهُ فِي رحلته هَذِهِ وَبعدهَا وَاقْتصر عَلَيْهِ دون الروَاة من أَهلهَا وَلَقي بأشونة أَبَا مَرْوَان بْن قزمان وَقد أسن وَثقل وَهُوَ أَعلَى شُيُوخه إِسْنَادًا فَسمع مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ مَعَ جلة من أَصْحَابه استجازه لَهُم حِينَئِذٍ وَلأَهل عصره وَلم يكثر عَنْهُ لتكلفه الإسماع من أَجْلِ كبرته وَسمع بإشبيلية من أبي بَكْر بْن خَيّر كثيرا وَمن أبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَأبي إِسْحَاق بْن فرقد وَأبي بَكْر مُحرز البطليوسي يَسِيرا وَأخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن زرقون التَّقَصِّي لأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَبَعض رِوَايَته وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأَبُو مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَأَبُو بَكْر بْن رزق وَأَبُو الْعَبَّاس الخروبي وَأَبُو مُحَمَّد بْن موجوال وَأَبُو إِسْحَاق الغرناطي وَأَبُو مُحَمَّد بْن دحمان وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهم وَلَقي الْخَطِيب أَبَا عَلِيّ بْن عريب وَأَبا الْعَبَّاس بْن إِدْرِيس وَأَبا مُحَمَّد بْن عَاشر فأجازوا لَهُ وَلم يسمع مِنْهُم وَكتب إِلَيْهِ أَيْضا من أَهْلَ الْمشرق آبَاء الطَّاهِر السِّلَفيّ وَابْن عَوْف والخشوعي فِي آخَرين وَكَانَ عَلَى انتقائه من يَأْخُذ عَنْهُ ينتقي مَا يسمع مِنْهُ وساوي شُيُوخه الْعلية فِي دَرَجَة الرِّوَايَة بِابْن قزمان وَصَارَ لَا يعدل بِهِ أحد من أهل وقته عَدَالَة وجلالة وسعة اسمعة وعلو إِسْنَاد وَصِحَّة نقل وَضبط إِلَى تقلب فِي الْعليا وتقلل من الدُّنْيَا مَعَ رسوخ فِي الدِّين والورع تخنقه الْعبْرَة للرقائق وتعلوه الخشية للمواعظ مَعَ عناية كَامِلَة بصناعة الحَدِيث وبصر بِهِ وَتحقّق بِحمْلِهِ وَذَكَرَ لرجاله وتهافت عَلَى جَمِيع كتبه وَمَا يتَعَلَّق بفنه ومحافظة عَلَى إسماعه ونشره وترغيب لأَهله فِيهِ وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ فِي زَمَانه وَولي الْقَضَاء بيلنسية وشاطبة حقبا عدَّة وأوقاتا مُخْتَلفَة فِيمَا نقمت عَلَيْهِ سيرة وَلَا وَقعت بِهِ استرابة سوى حِدة متعارفة مِنْهُ ثُمَّ صرف أَشد حَاجَة مِنْهُ حِين وُلّي وَلم يكن شَأْنه وَلَا الْغَالِب عَلَيْهِ سوى الحَدِيث إِلَيْهِ جنح وَمَال وَفِي سَمَاعه رَحل وجال واقتنى من الْأُصُول العتيقة والدفاتر النفيسة كثيرا وَرُبمَا سَافر فِي تَحْصِيلهَا وَهِي كَانَتْ جلّ مَا أورث سَمِعَ مِنْهُ النّاس قَدِيما وحديثًا وانتفعوا بلقائه وَأخذ(1/95)
عَنْهُ جمَاعَة من جلة شُيُوخنَا وكبار أَصْحَابنَا وَقد حكى عَنْهُ شَيْخه أَبُو بَكْر بْن خَيّر فِي فهرسته الْكُبْرَى وَفَاة أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَرزقت مِنْهُ قبولاً وَبِه اختصاصًا فمعظم روايتي قَدِيما عَنْهُ وَأَجَازَ لي غَيْر مرّة خطا ولفظًا وَكَانَ يرتاح إِلَى الْآدَاب وَكتب مِنْهَا كثيرا بِخَطِّهِ وَاخْتصرَ تأليف ابْن بشكوال فِي الغوامض والمبهمات ورتبه ترتيبًا مُفِيدا وَاخْتصرَ أَيْضا كتاب الْفَصْل للوصل المدرج فِي النَّقْل لأبي بَكْر الْخَطِيب وَله فِي غَيْر ذَلِكَ تنابيه نبيهة واستدراكات حَسَنَة استلحق عَلَى أبي عُبَيْد اللَّه المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لَهُ مَا يدل عَلَى مطالعته وإحاطته تُوُفّي رَحمَه اللَّه بمراكش فِي رحلته إِلَيْهَا لاستدرار جَار من بَيت المَال انْقَطع لَهُ فَقبض بهَا بَعْدَ مُضِيّ نَحْو الثُّلُث من لَيْلَة يَوْمَ الِاثْنَيْنِ السَّادِس لرجب سنة أَربع عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن سبْعٍ وَسبعين سنة مولده ببلنسية سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
277 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن عبد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي زَيْد من أَهْلِ لرية عمل بلنسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن عياد سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا عُمَر وأَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأَبا بَكْر بْن نمارة وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو حَفْص بْن وَاجِب وَأَبُو الْأَصْبَغ بْن المرابط وَأَبُو الْعَرَب عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد وَأَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مَالك وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن مكّيّ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن يعِيش وَأَبُو مُحَمَّد مَسْعُود الإشبيلي وَأَبُو عبد الله بن سيدراي الْوراق والسلفي وسواهم وَكَانَ شَيخا صَالحا عَارِفًا بالرواة صَدُوقًا مَعْرُوفا بالانقباض حدَّث عَنْهُ كبار أَصْحَابنَا وَقد كتب عَنْهُ أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه قِطْعَة شعر يَرْوِيهَا عَنْ أَبِيه حَدَّثَنَا صاحبنا أَبُو الحَجَّاج يُوسُف بْن عَبْد الرَّحْمَن سَمَاعا مِنْهُ بِلَفْظِهِ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يذكر أَنَّهُ استجازه لي قَالَ أَنَا أَحْمَد بْن أبي عُمَر يَعْنِي هَذَا عَنْ أَبِيه يُوسُف بْن عَبْد اللَّه قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الْحَسَن طَارق بْن مُوسَى المَخْزُومِي قِرَاءَة قَالَ أَنَا أَبُو الْحسن بن مشرف قِرَاءَة أَنَا أَبُو زَكَرِيَّاء الْبُخَارِيّ إجَازَة قَالَ أَنَا عَبْد الْغَنِيّ بْن سعيد وأنبأنا ابْن أبي جَمْرَة عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر النمري عَنْ عَبْد الْغَنِيّ(1/96)
قَالَ نَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْحداد النهاوندي قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّد السقاء وَهُوَ صَالح فَاضل من خِيَار الْمُسلمين قَالَ ركبت فِي سفينة من تِنِّيس إِلَى مصر فَاشْتَدَّ هول الْبَحْر عَلَيْنَا فتضرع النّاس وجأروا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فنبغ رَجُل من وَسطهمْ فَقَالَ
(عجبت لقلبك كَيْفَ انْقَلب ... )
فاستجهلناه وَقُلْنَا انْظُر فِي أَي وَقت يُخَاطب اللَّه بِمثل هَذَا قَالَ ثُمَّ زَاد الهول فَأطلع رَأسه مرّة أُخْرَى ثُمَّ قَالَ
(وَشدَّة حبك لي لِمْ ذَهَبْ ... )
قَالَ وَكُنَّا عَلَيْهِ فِي هَذِهِ أَشد غيظًا من الأولى ثُمَّ زَاد الهول فَأطلع رَأسه الثَّالِثَة فَقَالَ
(وأعجب منذا وَذَا أنني ... أَرَاك بِعَين الرضى فِي الْغَضَب)
قَالَ فَمَا أتم الْكَلَام حَتَّى سكن الهول قَالَ فَوضعت عَيْني عَلَيْهِ فَقلت هَذَا وَلي من أَوْلِيَاء اللَّه أكون مرافقًا لَهُ وصاحبًا قَالَ فَمَا هُوَ إلاّ أنَّ وصلنا اتبعته فَلم أَجِدهُ وَلم أدر أَي طَرِيق سلك نقلت من خطّ أبي عمر ابْن عياد أَسمَاء شُيُوخ ابْنه هَذَا وَأَنه وُلِدَ قرب الزَّوَال من يَوْمَ الْخَمِيس التَّاسِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ فِي آخر شوّال سنة خمس عشرَة وستّمائة
278 - أَحْمَد بن عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الخزرجي والتاجر من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه الحمزي وَأبي الْعَبَّاس بن العريف وَأبي مُحَمَّد النفزي الْخَطِيب وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي مُحَمَّد الرشاطي وَأبي بَكْر بْن النفيس قَرَأت أَسْمَاءَهُم بِخَطِّهِ وَحدثت عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الْمَعْرُوف بالطراز أَنَّهُ وقف عَلَى إِجَازَته بخطوط أشياخه فَسمى هَؤُلَاءِ غَيْر ابْن النفيس وَزَاد أَبَا الْحَسَن بْن موهب وَأَبا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبا القَاسِم بْن رضى وَقَالَ استجازهم لَهُ وَالِده أَبُو حَفْص القُرْطُبيّ وَوَثَّقَهُ وعدله وَكَانَ قَدْ خَرَجَ من قرطبة زمن الْفِتْنَة وانتقل فِي أَهله إِلَى لبلة واستوطنها ثُمَّ نزل(1/97)
مَدِينَة فاس واحترف بِالتِّجَارَة وَاحْتَاجَ النَّاس إِلَيْهِ لعلو رِوَايَته وَطول عمره مولده فِي أول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة حَكَاهُ الطّراز عَنْهُ إِذْ لقِيه بمنزله فِي سنة ستٍّ عشرَة وستّمائة وبإفادة أبي الْعَبَّاس بْن فرتون وَحكى أَبُو الْعَبَّاس هَذَا أَنَّهُ توفّي لَيْلَة الْأَحَد لسبع خلون من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ عشرَة الْمَذْكُورَة
279 - أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن سيد النَّاس الْيَعْمرِي المقرىء من أَهْلَ إشبيلية وَأَصله من أبذة عمل جيان وَهِي وَمَا والاها دَار اليعمريين بالأندلس يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَهُوَ سِبْط أبي الْحُسَيْن بْن سُلَيْمَان اللَّخْمِيّ روى عَنْهُ وَعَن أبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي بكر بن صَاف وَأبي عَمْرو بْن الطُّفَيْل وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات وروى أَيْضا عَنِ ابْن بشكوال وَأبي حُبَيْش والسهيلي وَابْن عُبَيْد اللَّه وَأبي مُحَمَّد بْن بونُهْ وَابْن الفخار وَأبي الحَجَّاج بْن الشَّيْخ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أَهْلَ الْمشرق وَكَانَ معتنيًا بِالْحَدِيثِ دروبًا عَلَى تَقْيِيده ولقاء رُوَاته مشاركًا فِي الْقرَاءَات وَغَيرهَا واستأدبه بعض الْأُمَرَاء لِبَنِيهِ فأقرأهم الْقُرْآن والعربية وَلم يتصدر لذَلِك حدَّث عَنْهُ ابْنه الْخَطِيب أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ أَحْمد صاحبنا وَقَالَ مولده منتصف جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ منتصف جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن ستٍّ وَخمسين سنة وَأحد عَشْر شهرا
280 - أَحْمَد بْن مُنْذر بْن جهور بن أَحْمد الْأَزْدِيّ المقرىء من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن صَاف وروى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد ولازمه وسلك طَرِيقَته فِي الزّهْد وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنْهُ النّاس وَله تأليف فِي قِرَاءَة ورش وَكَانَ مَعَ معرفَة بِالْأَدَاءِ وتقدمه فِي الصّلاح فَقِيها عَلَى مَذْهَب مَالك قَائِما عَلَيْهِ وَلم(1/98)
يكن بداخل الْوُلَاة وأصحابهم وَلَا يقوم لأحد مِنْهُم إِن رَآهُ وقلما تعدَّى مَسْجده وداره واختُلِف عَلِيّ فِي وقاته وَالَّذِي تقرر عِنْدِي أَنَّهَا قَبْلَ سنة ثَمَان عشرَة وستّمائة
281 - أَحْمَد بْن عَبْد الْمُؤمن بْن مُوسَى بْن عِيسَى بْن عَبْد الْمُؤمن القَيْسيّ من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن لَبَّال وَأبي بَكْر بْن أَزْهَر وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي الْعَبَّاس بْن مِقْدَام وَأبي الْحُسَيْن بْن جُبَيْر وَغَيرهم وأقرأ الْعَرَبيَّة وَله تواليف أَفَادَ بِمَا حشر فِيهَا مِنْهَا شرح الْإِيضَاح للفارسي والجمل للزجاجي وَشرح مقامات الحريري فِي ثَلَاث نسخ كبراها الأدبية ووسطاها اللُّغَوِيَّة وصغراها المختصرة وَله فِي الْعرُوض تأليف وَجمع مشاهير قصائد الْعَرَب وَاخْتصرَ نَوَادِر أبي عَلِيّ القالي لَقيته بدار شَيخنَا أبي الْحَسَن بْن حريق من بلنسية قَبْلَ تَوَجُّهِي إِلَى إشبيلية فِي سنة ستٍّ عشرَة وستّمائة وَهُوَ إِذْ ذَاك يَقْرَأ عَلَيْهِ شَرحه للمقامات فَسمِعت عَلَيْهِ بعضه وَأَجَازَ لي سائره مَعَ رِوَايَته وتواليفه وَأخذ عَنْهُ أَصْحَابنَا ثُمَّ لَقيته ثَانِيَة مَقْدَمَهُ من مرسية وتُوُفيّ بشريش بَلَده فِي سنة تسع عشرَة وستّمائة
282 - أَحْمَد بْن تَمِيم بْن هِشَام بْن أَحْمَد بْن حَنُّون البهْراني من سَاكِني إشبيلية وَأَصله من لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بن زرقون وَأبي مُحَمَّد بن جُمْهُور وَغَيرهم ورحل إِلَى الْمشرق فَسمع بِبَغْدَاد من أبي حَفْص عُمَر بْن طبرزد وبخراسان من المؤيِّد بْن مُحَمَّد الطُّوسيّ وبهراة من أبي روح وَعبد الْمعز وبمرومن عَبْد الرَّحِيم بْن عَبْد الْكَرِيم السَّمْعانيّ وَمن جمَاعَة غَيْر هَؤُلَاءِ وَسمع أَيْضا بِدِمَشْق من أبي الفَضْل الحرستاني وسواه وَبهَا تُوُفّي قَبْلَ الْعشْرين وستّمائة من خَبره عَنِ ابْن نقطة وَقَالَ فِيهِ ثِقَة صَالح
283 - أَحْمَد بْن طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الْأمَوِي من أَهْلَ يَابُرة وَنَشَأ بإشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَهُوَ أَخُو الْأُسْتَاذ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن طَلْحَة أَخذ عَنْ أَخِيه وَغَيره(1/99)
الْعَرَبيَّة وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَكَانَ نحويًا أديبًا عروضيًا وَله فِي ذَلِكَ تأليف أَخذ عَنْهُ وتُوُفيّ فِي نَحْو الْعشْرين وستّمائة
284 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن خِيَرة من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بالمواعيني روى عَنْ أَبِيه أبي القَاسِم وَقد أُخِذَ عَنْهُ بَعْض تواليف أَبِيه
285 - أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمَد المَخْزُومِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف أَبُوهُ بكوران روى عَنْ أَبِيه وَغَيره من مشيخة بَلَده ورحل حَاجا فلقي بالإسكندرية أَبَا الْحَسَن بْن المَقْدِسيّ وَسمع مِنْهُ روى عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ أنشدتني تقية بِنْت غيث بن عَليّ الارمنازي لنَفسهَا رَحمهَا اللَّه
(لَا خَيّر فِي الْخمر عَلَى أَنَّهَا ... مَذْكُورَة فِي صفة الجَنَّةْ)
(لِأَنَّهَا إِن خامرت عَاقِلا ... خامره فِي عقله جِنَّهْ)
(يخَاف أنَّ تقذفه من عل ... فَلاَ تقيُّ مهجَته جُنَّهْ)
286 - أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الأُمِيِّبي من أَهْلَ مرسية يعرف بالطرسوني ويكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبا القَاسِم بْن حُبَيْش واختص بهما وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الفَضْل مُحَمَّد بْن يُوسُف الغزنوي وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن بري وَأَبُو القَاسِم هبة الله بْن عَلِيّ البوصيري وَكَانَ يدرس الْفِقْه ويعقد الشُّرُوط مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب والطب وحظ من النّظم والنثر وامتحن بالقضاة لشذوذ أخلاقه وَأَلْفَاظه لَقيته فِي رَمَضَان سنة ستٍّ عشرَة عِنْدَ تَوَجُّهِي إِلَى إشبيلية ثُمَّ فِي صَدَري عَنْهَا فِي رَمَضَان أَيْضا من سنة تسع عشرَة وَلم آخذ عَنْهُ وَسمع مِنْهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة نبّوط من أَعمال مرسية مُقبلا غَيْر مُدبر يَوْمَ السبت الْحَادِي عَشْر من رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وستّمائة ومولده قبل السِّتين وَخَمْسمِائة
287 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن رشد من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه أبي الْوَلِيد وجده أبي القَاسِم وابنَ بشكُوال وَغَيرهم(1/100)
وَولي الْقَضَاء وتُوُفيّ فِي عقب رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وستّمائة ودُفِن بروضة سلفه بمقبرة ابْن عَبَّاس عَنِ ابْن الطيلسان
288 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن فرقد الْقُرَشِيّ الفِهري وَيُقَال فِيهِ العامري والمخزومي وَلَيْسَ كَذَلِك وَعند ذَكَرَ أَبِيه يَأْتِي بَيَان ذَلِكَ إِن شَاءَ اللَّه يكنى أَبَا جَعْفَر أَصله من مورور وَسكن إشبيلية روى عَنْ أَبِيه وَعَمه أبي مُحَمَّد عبد الله وَأبي حَفْص بن عمر وَولي قَضَاء غرناطة وَقَضَاء سلا فَلم تحمد سيرته وَقد أَخذ عَنهُ بعض مَا رَوَاهُ وتُوُفيّ بإشبيلية فِي لَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي عَشْر من شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة وَدفن ضحاء يَوْمَ الْخَمِيس بعده بمقبرة مشْكَة ومولده سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
289 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من أليُسانة عمل قرطبة وَسكن لوشة من عمل غرناطة لَقِي أَبَا خَالِد بْن رِفَاعَة وروى عَنهُ وَعَن ابْن حُبَيْش وَابْن حُمَيْد وَغَيرهم وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بِجَامِع لَوْشَة وأسره الرّوم بهَا لمّا تغلبُوا عَلَيْهَا ثمَّ تخلص وَقصد مالقة فسكنها أَيَّامًا قَلَائِل وتُوُفيّ هُنَالك فِي شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة عَنِ ابْن الطيلسان
290 - أَحْمَد بْن عَبْد الْمجِيد بْن سَالم بْن تَمام بْن سَعِيد بْن عِيسَى بْن سَعِيد الحجري من أَهْلَ مالقة يعرف بِابْن الجيار ويكنى أَبَا الْعَبَّاس سَمِعَ من ابْن الفخار والسهيلي وَأكْثر عَنْهُمَا وَمن أَبِي كَامِل تَمام بْن الْحُسَيْن الْخَطِيب وَأبي مُحَمَّد بْن بونة وَسمع بقرطبة من ابْن بشكُوال وَأبي القَاسِم الشراط وبغرناطة من ابْن رِفَاعَة وَابْن كوثر وَابْن حكم وَابْن سَمجون وَأبي زَكَرِيَّاء الدّمشقيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بْن قزمان وَابْن الْجد وَابْن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حَفْص وَابْن مضاء وَغَيرهم وَمن أَهْلَ الْمشرق السِّلَفيّ والخشوعي وَالقَاسِم بْن عَسَاكِر وَيُونُس الهاشميّ وَابْن أبي الصَّيف وسواهم وَكَانَ ذَا عناية بالرواية مَعَ ورع وَصَلَاح حدَّث وَأخذ عَنْهُ وقدِم إشبيلية عَلَى واليها حِينَئِذٍ فَتوفي بهَا من لَيْلَة الجُمُعَة الرَّابِع أَو الْخَامِس وَالْعِشْرين لجمادى الْأُخْرَى سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة ودُفِن بِبَاب قرمونة وَقد خانق الثَّمَانِينَ(1/101)
291 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْمَكِّيّ من أَهْلَ لوشة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الأصلع روى عَن أَبِيه وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم وَأبي ذَر مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز المقرىء وَلَقي بمالقة أَبَا بَحر بن جَامع الكفيف وَأَبا مُحَمَّد بن دحمان فَأخذ عَنْهُمَا كتاب سِيبَوَيْهٍ وَسمع من ابْن بشكوال وَابْن خير والسهيلي وَابْن الفخار وَابْن كوثر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَابْن قرقول وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبَادَة وسواهم وأقرأ بِبَلَدِهِ الْقُرْآن والعربية واسمع الحَدِيث ليقيه ابْن الطيلسان بلوشة وبغرناطة وَقَالَ تُوُفّي باندوشر أَسِيرًا فِي ذِي الحجّة سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة ومولده سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
292 - أَحْمد بن بْن يزِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مخلد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِي بْن مخلد بْن يزِيد الْأمَوِي قَاضِي قُضَاة الْمغرب من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا الْوَلِيد وجده أَبَا الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن وَأَبا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحق الخزرجي وَابْن بشكوال وَأَبا خَالِد المرواني وَابْن مضاء وَابْن فرقد وَأَبا الْعَبَّاس بْن الْيُتْم وَغَيرهم وَسمع من السُّهيْلي تأليفه الرَّوْض الْأنف وَأَجَازَ لَهُ شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَهُوَ ابْن عَامر وَابْن قزمان وَأَبُو الْحَسَن بْن حنين وَابْن الرمامة وَابْن مَسَرَّة وسواهم وَكَانَ من رجالات الأندلس جلالاً وكمالاً وَلَا يعلم فِيهَا أعرف من بَيته فِي الْعلم والنباهة إلاّ بَيت بني مغيث بقرطبة وَبَيت بْني الْبَاجِيّ بإشبيلية وَله التَّقَدُّم عَلَى هَؤُلَاءِ وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش مُضَافا ذَلِكَ إِلَى خطتي الْمَظَالِم وَالْكِتَابَة الْعليا فحمدت سيرته وَلم تزِدْه الرّفْعَة إلاّ تواضعًا ثُمَّ صرف عَنْ ذَلِكَ كُله وَأقَام بمراكش مداة طَوِيلَة إِلَى أنَّ تقلد قَضَاء بَلَده وَصرف عَنْهُ قَبْلَ وَفَاته بِيَسِير فَسمع مِنْهُ النّاس وتنافسوا فِي الْأَخْذ عَنْهُ وَكَانَ أَهلا لذَلِك كتب إليَّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَهُوَ آخر من حدث عنْ شُرَيْح بِالْإِجَازَةِ وَانْفَرَدَ بِرِوَايَة(1/102)
الْمُوَطَّأ عَنِ ابْن عَبْد الْحق قِرَاءَة عَنِ ابْن الطلاع سَمَاعا وأنشدنا الْخَطِيب أَبُو بَكْر الْيَعْمرِي قَالَ أنشدنا القَاضِي أَبُو القَاسِم بْن بَقِي لنَفسِهِ
(أَلا إِنَّمَا الدُّنْيَا كراحٍ عتيقة ... أَرَادَ مديروها بهَا جَلَب الْأنس)
(فَلَمّا أداروها أثارت حقودهم ... فَعَاد الَّذِي راموا من الْأنس بِالْعَكْسِ)
تُوُفّي إِثْر صَلاَة الجُمُعَة الْخَامِس عَشْر من رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وستّمائة ودُفِن بمقبرة ابْن عَبَّاس إزاء قبر جَدّه بَقِي ومولده بَعْدَ مُضِيّ أَربع سَاعَات من يَوْمَ السبت الثَّانِي عَشْر لذِي قعدة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
293 - أَحْمَد بْن حسان بْن حسان بْن حسان الْكَلْبِيّ من أَهْلَ إشبيلية وَأَصله من نَاحيَة طِلْيَاطَة من شرقها يكنى أَبَا القَاسِم وأخبرت أَنَّهُ من وُلِدَ أبي الخطار الحسام بْن ضرار الْكَلْبِيّ أَمِير الأندلس فِي خلَافَة هِشَام بْن عَبْد الْملك سَمِعَ من أبي بَكْر بْن الْجد ولازمه وَأكْثر عَنْهُ وَكَانَت لَهُ عَلِيه ولادَة وَمن أبي مُحَمَّد بْن بُونُهْ وَأخذ عَنْ أبي بَكْر بْن مجبر بَعْض شعره وَكَانَ رَئِيسا فِي بَلَده وَاسع الْمَرْوَة ظَاهر السرو جوادًا مضيافًا مائلاً إِلَى الْأَدَب إخباريًا مشاركًا فِي الْكِتَابَة واقتنى من الدفاتر وَالْأُصُول العتيقة كثيرا لَقيته مرَارًا وَسمعت مِنْهُ أَخْبَارًا وأشعارًا وناولني وَأذن لي مقدمَهُ عَلَى بلنسية رَسُولا فِي الرِّوَايَة عَنْهُ وتُوُفيّ بإشبيلية فِي الثَّالِث عَشْر من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وَعشْرين وستّمائة ومولده بهَا سنة خمس وستِّين وَخَمْسمِائة كَانَ لِدَة أبي الرّبيع بْن سَالم وَقد كتب عَنْهُ بَعْض مَا أنْشدهُ
294 - أحمدبن زَكَرِيَّاء بْن مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ سكن قرطبة وَأَصله من القبذاق عَملهَا وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ ابْن الفخار وَأَبا عَلِيّ الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه القلعي وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن مُحَمَّد الخزرجي ورحل إِلَى شَرق الأندلس فَسمع بمرسية وبلنسية وشاطبة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وأقرأ الْقُرْآن وحدَّث بِيَسِير وَقد أُخِذ عَنْهُ وتُوُفيّ بقرطبة فِي نَحْو سنة ستٍّ وَعشْرين وستّمائة(1/103)
295 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جُمْهُور الجذامي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا جَعْفَر كَانَ مشاركًا فِي الْعلم مَعْرُوفا بالنزاهة وَالْعَدَالَة وَله القصيدة الْمَشْهُورَة فِي الْمُتَوَسّط من النُّجُوم وَقد كتبتها عَنْ بَعْض أَصْحَابنَا عَنْهُ ولقيته غَيْر مرّة بإشبيلية وَلم أسمعها مِنْهُ وتُوُفيّ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين من المُحَرَّم سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة
296 - أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك بْن مطرف التّميميّ من أَهْلَ قنجاير عمل المرية يكنى أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْعَبَّاس روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيره ورحل إِلَى الْمشرق أَربع مَرَّات أولاها سنة سبعين وَخَمْسمِائة فَسمع بِمَكَّة من أبي عَبْد اللَّه بْن مُفْلِح اليمني وَأبي مُحَمَّد بْن الطباخ البغداديّ وَأبي مُحَمَّد يُونُس الهاشميّ وَأبي حَفْص الميانشي وَغَيرهم وَلَقي بالإسكندرية أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَحضر مَجْلِسه وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَعبد الْحق الإشبيلي وَغَيرهمَا وجاور بالحرمين ووقف هُنَالك أوقافًا وَكَانَ عَلَى طَريقَة الصُّوفِيَّة وَحل من مُلُوك عصره ألطف مَحل وجَرَتْ لَهُمْ عَلَى يَده أَعمال من الْبر عَظِيمَة وَقد أَخذ عَنْهُ وتُوُفيّ بسبتة فِي صَفَر سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة خَبره عَنِ ابْن فرقد وَغَيره
297 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ من أَهْلَ لقنت عمل مرسية يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن منتال سَمِعَ أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات ولازمه وَولي قَضَاء جَزِيرَة شقر ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء دانية وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة والآداب مَعَ النباهة بِبَلَدِهِ والنزاهة والانقباض وَكَانَ متشددًا فِي الْأَخْذ عَنْهُ وَالسَّمَاع مِنْهُ وعَلى ذَلِكَ أجَاز لي بِلَفْظِهِ وتُوُفيّ صرورة يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عَشْر لربيع الأوّل سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة ودُفِن يَوْمَ الثُّلَاثَاء بعده
298 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَيَّاش الكِنَانيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي القَاسِم بْن بشكوال موطأ مَالك رِوَايَة يحيى بْن يحيى والقعنبي وَابْن بكير بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه ورحل إِلَى الْمشرق سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة فحج سنة ثَمَانِينَ بعْدهَا وَأقَام بالحجاز وَالشَّام مدّة وَلَقي أَبَا الطَّاهِر الخشوعي بِدِمَشْق فَسمع مِنْهُ(1/104)
مقامات الحريري وَأَخذهَا النّاس عَنْهُ ممّا أَفَادَ وَزَاد فِي آخر قَول الحريري إِذَا مَا حويت جنى نَخْلَة الأبيات قَوْله
(وَلَا تأسفن عَلَى خَارج ... إِذَا مَا لمحت سنا الدَّاخِل)
(وَلَا تكْثر الصمت فِي معشر ... وَإِن زِدْت عيا عَلَى بَاقِل)
وَسمع من أبي القَاسِم بْن عَسَاكِر السّنَن للبيهقي وَمن أبي حَفْص الميانشي جَامع التِّرْمِذيّ وقفل إِلَى الأندلس فِي سنة سبْعٍ وَتِسْعين وحدَّث بِيَسِير وَكَانَ يحسن عبارَة الرُّؤْيَا وكف بَصَره سنة ثَمَان وَعشْرين وستّمائة أَوْ نَحْوهَا تُوُفّي عَلَى أثر ذَلِكَ ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة
299 - أَحْمَد بْن هِشَام بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن هِشَام الحضْرميّ يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من قرطبة وَسكن إشبيلية وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن مضاء وَأبي جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَغَيرهمَا أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا الْقرَاءَات وَحكي أنَّ مولده بقرطبة لَيْلَة عبد الْفطر بَعْدَ صَلاَة الْعشَاء سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة تُوُفّي يَوْمَ الْأَحَد منتصف ذِي قعدة سنة ثَمَان وَعشْرين وستّمائة
300 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَيَّاش التجِيبِي وَسكن مَرّاكُش يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ أَبَا الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبا القَاسِم بْن بَقِي وَغَيرهمَا وعُني بالأدب وَكتب لملوك الْمغرب وَولي قَضَاء سبته وتلمسان وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم سنة تسع وَعشْرين وستّمائة
301 - أَحْمَد بْن مَالك بْن غَالب بْن سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن التجِيبِي من أَهْلَ أُبَّذة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن السقاء أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن حسنون البياسي وبقرطبة عَنْ أبي جَعْفَر بْن يحيى وَلَقي بمرسية شَيخنَا أَبَا مُحَمَّد بْن غلبون فَأخذ عَنْهُ قِرَاءَة نَافِع وببلنسية أَبَا عَلِيّ بْن زُلاَل الضَّرِير فَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات السَّبع وَسمع من(1/105)
جَمِيعهم وَمن أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر وَابْن عَاتٍ وَابْن بَقِي والشنتيالي وَأبي الْحُسَيْن بْن زرقون وَأبي جَعْفَر بْن فرقد وَعبد الْحق بن مُحَمَّد الخزرجي وَأكْثر هَؤُلَاءِ من شُيُوخنَا وَأخذ الْعَرَبيَّة واللغات من أبي عَبْد اللَّه بْن يَرْبُوع وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء والإسماع والتعليم وَكَانَ من أَهْلَ الصّلاح والانقباض ولمّا تغلب العدوّ عَلَى أبذة ثَانِيَة خَرَجَ مِنْهَا إِلَى غرناطة فاستوطنها وتُوُفيّ هُنَالك بَعْدَ الثَّلَاثِينَ وستّمائة
302 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الطيلسان وَهُوَ أَخُو أبي القَاسِم المحدّث روى عَنْ جمَاعَة من شُيُوخه وعني بِعقد الشُّرُوط وَكَانَ يبصر الْفَرَائِض وَخرج مِنْ وَطنه بَعْدَ تغلب الرّوم عَلَيْهِ فِي يَوْمَ الْأَحَد الثَّالِث وَالْعِشْرين لشوال سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وستّمائة فسكن مالقة ثُمَّ انْتقل إِلَى غرناطة وَاسْتقر بهَا وهنالك أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وَحكى أنَّ مولده فِي رَمَضَان سنة 570
303 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن أَحْمَد من أَهْلَ مربيطر وَسكن بلنسية يعرف بِابْن الدَّلال ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ ببلنسية أَبَا الْعَطاء بْن نَذِير وَأَبا عَبْد اللَّه بْن يسع وَأَبا عَبْد اللَّه بْن نوح وَأَبا الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبا بَكْر بْن عَتيق بْن عَلِيّ القَاضِي وَغَيرهم ورحل إِلَى غرب الأندلس فلقي بغرناطة أَبَا جَعْفَر بْن حكم وَأَبا القَاسِم بْن سمجون وَأَبا زَكَرِيَّاء الدّمشقيّ وَأَبا طَالِب عقيل بْن عَطِيَّة وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن مُحَمَّد وَأَبا بَكْر بْن أبي زمنين وبمالقة أَبَا الحَجَّاج بْن الشَّيْخ وَأَبا كَامِل الْخَطِيب وَغَيرهم فروى عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَأكْثر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس المجريطي وَأَبُو بَكْر بْن أبي حمرَة وَأَبُو الْعَبَّاس بْن مِقْدَام وَأَبُو بَكْر بْن حسنون وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الحكم بْن حجاج الْأَصْغَر وَأَبُو القَاسِم بْن المجلوم وسواهم وقفل فأوطن بلنسية وَقعد بهَا لعقد الشُّرُوط وَكَانَ بَصيرًا بذلك محسنًا للفرائض ثبتًا ورعًا لَمْ يحدث عَنْ عَبْد الْمُنعم لسماعه مِنْهُ بَعْدَ اختلاله أخذت عَنْهُ كثيرا من رواياته وَكَانَ من الْعَدَالَة بمَكَان وتُوُفيّ بَعْدَ العشاءين من لَيْلَة يَوْمَ الْخَمِيس السَّادِس عَشْر لجمادى الْأُخْرَى سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بمقبرة بَاب الحنش وَشهِدت جنَازَته(1/106)
ومولده بمربيطر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بذلك رَحمَه الله يَوْمَ الْخَمِيس الْخَامِس من رَمَضَان بَعْدَ وَفَاته نَازل الرّوم بلنسية وملكوها صلحا يَوْمَ الثُّلَاثَاء السَّابِع عَشْر لصفر من الْقَابِل
304 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مفرج النباتي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الرومية سَمِعَ أَبَا بَكْر بْن الْجد وَأَبا عَبْد اللَّه بْن زرقون وَابْن جُمْهُور وَأَبا الْوَلِيد بْن عفير وَأَبا القَاسِم الشراط وَعبد الْمُنعم الخزرجي وَأَبا ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وتجول فِي طلب الْعلم وَسَمَاع الحَدِيث وَجَاز الْبَحْر بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة للقاء ابْن عُبَيْد اللَّه بسبتة فَلم يتهيأ لَهُ ذَلِكَ وَأَجَازَ لَهُ وَابْن حكم هُوَ وَابْن الشَّيْخ وَابْن سمجون وَأَبُو زَكَرِيَّاء الدّمشقيّ وَجَمَاعَة مَعَهم لَقِي بَعضهم ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة سَمِعَ بِبَغْدَاد والموصل ودمشق وَغَيرهَا جمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْوَقْت الشجزي وَأبي الْفَتْح بْن البطيء وَأبي عَبْد اللَّه الفراوي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة وَله فهرسة حافلة أفرد فِيهَا رِوَايَته بالأندلس من رِوَايَته بالمشرق وَكَانَ فَقِيها ظاهريًا متعصبًا لأبي مُحَمَّد بْن حزم بَعْدَ أنَّ تفقَّه فِي الْمَذْهَب الْمَالِكِي عَلَى أبي الْحُسَيْن بن زرقون وطالت صحبته لَهُ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ وَرِجَاله كثير الْعِنَايَة بِهِ وَله عَلَى الْكَامِل لأبي أَحْمَد بْن عَدِيّ فِي الضُّعَفَاء استلحاق مُفِيد جمعه فِي سفر ضخم سَمَّاهُ بالحافل سَمِعتُ شَيخنَا أَبَا الخَطَّاب بْن وَاجِب يستحسنه ويثني عَلَيْهِ وَاخْتصرَ الْكَامِل الْمَذْكُور فِي مجلدين وَاخْتصرَ أَيْضا تأليف الدَّارَقُطْنِيّ فِي غَرِيب حَدِيث مَالك وَغَيره أضبط مِنْهُ وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنبات وتمييز العشب وتحليته فاق فِيهَا أَهْلَ عصره وَقعد فِي دكان لبيعه وهنالك رَأَيْته ولقيته غَيْر مرّة وَلم آخذ عَنْهُ وَلَا استجزته وَسمع مِنْهُ جلّ أَصْحَابنَا ومولده فِي شهر المُحَرَّم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل ربيع الآخر سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة وَقَالَ ابْن فرتون منسلخ شهر ربيع الأوّل وَحكى ذَلِكَ عَنْ وَلَده أبي النُّور مُحَمَّد بْن أَحْمَد
305 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى(1/107)
أَبَا الْحَسَن سَمِعَ من ابْن عَمه أبي الخَطَّاب وَأبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن حكم وَابْن حسنون وَأَبُو مُحَمَّد عبد االمنعم الخزرجي وَسمع مِنْهُ بَعْض السّيرة لِابْنِ إِسْحَاق وناوله جَمِيعهَا وَولي قَضَاء بَلَده وخطب بجامعه وقتا وَهُوَ كَانَ يُصَلِّي التَّرَاوِيح بالولاة وَكَانَ من أحسن النّاس صَوتا بِالْقُرْآنِ وأبرعهم وراقة وخطًا مَعَ نباهة الْبَيْت ورجاحة الْعقل لَهُ حَظّ من الْأَدَب سَمِعتُ مِنْهُ جلّ مَا كَانَ عِنْدَه وتُوُفيّ بسبتة بَعْدَ خدر طاوله واختلال أَصَابَهُ ودُفِن بالمنارة لصَلَاة الجُمُعَة فِي شهر ربيع الآخر وَقَالَ ابْن فرتون فِي التَّاسِع عَشْر مِنْهُ سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة ومولده فِي شهر ربيع الأوّل سنة سبعين وَخَمْسمِائة
306 - أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سَكن من أَهْلَ مربيطر عمل بلنسية يكنى أَبَا الْعَبَّاس رَحل إِلَى الْمشرق وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الفَضْل جَعْفَر بْن أبي البركات الإسْكَنْدراني بِكِتَاب التَّجْرِيد لِابْنِ الفحام وَسمع أَبَا القَاسِم بْن الْوَجِيه وَأَبا مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن سَحْنُون الغماري وَغَيرهمَا وَنزل الفيوم من صَعِيد مصر وأقرأ هُنَالك وَاخْتصرَ كتاب التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وَسَماهُ بالتذكير وَشرح قصيدة ابْن فيرة الشاطبي فِي الْقرَاءَات وتُوُفيّ فِي نَحْو الْأَرْبَعين وستّمائة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا الآخذين عَنْهُ
307 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد القَيْسيّ من أهل قرطبة يعرف بِابْن أبي حجَّة ويكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أبي القَاسِم الشراط وَجعل رِوَايَته عَنْهُ وَمن أبي الْوَلِيد هِشَام بْن عَبْد اللَّه الْحَاكِم وَأَجَازَ لَهُ وَسمع يَسِيرا من ابْن بشكوال وَابْن حَفْص وَابْن مضاء ونجبة وَأبي الْعَبَّاس المجريطي وَلم يجيزوا لَهُ وتصدر لإقراء الْقُرْآن والتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله تأليف مِنْهَا كتاب منهاج الْعباد وَكتاب تفهيم الْقُلُوب آيَات علام الغيوب ومختصر التَّبْصِرَة لمكي فِي الْقرَاءَات وَكتاب تسديد اللِّسَان الذّكر أَنْوَاع الْبَيَان فِي الْعَرَبيَّة وَغير ذَلِكَ وَسكن إشبيلية(1/108)
بَعْدَ خُرُوجه من قرطبة وأسرته الرّوم فِي الْبَحْر وامتحن بالتعذيب وتُوُفيّ عَلَى أثر ذَلِكَ بميورقة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وستّمائة
308 - أحمدبن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن الفحام سَمِعَ بغرناطة أَبَا القَاسِم بْن سمجون وبشرق الأندلس شُيُوخنَا بْن نوح وَابْن وَاجِب وَابْن عون الله وَابْن سَعَادَة وَابْن عَاتٍ وَابْن غلبون وَابْن زلال وَغَيرهم واتصلت بِابْن نوح مِنْهُم عِنْدَ انْفِصَاله عَنْهُ وَأَجَازَ لَهُ أبوعبد اللَّه بْن زرقون وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن رِفَاعَة وَابْن كوثر وَعبد الْمُنعم بْن مُحَمَّد وَابْن عروس وأبوبكر أُسَامَة الداني وَغَيرهم وَكَانَ رائق الوراقة قَوِيا عَلَيْهَا وتعيَّش بهَا وقتا جيّد الضَّبْط منقبضًا عَنِ النّاس لَا يبرح مَسْجده أَكثر يَوْمه مشاركًا فِي الْعَرَبيَّة وَقد أَخذ عَنْهُ تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين وستّمائة
309 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن بُونُه العبري من أَهْلَ الْمنْكب وأصل سلفه من غرناطة وَسَكنُوا مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس يروي عَنْ عَم أَبِيهِ أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الْملك وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا
310 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن وهْب الْبكْرِيّ من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا جَعْفَر يروي عَنِ ابْن نوح وَابْن عَاتٍ وَغَيرهمَا من شُيُوخنَا وَتقدم فِي صناعَة الْعَرَبيَّة وَعلم بهَا وشارك فِي حفظ الْمسَائِل وَعقد الشُّرُوط وَقد حدَّث بِيَسِير وَجَرت بيني وَبَينه مذاكرة بِمَجْلِس القَاضِي أبي الْحَسَن بْن قطرال وَكَانَ صاحبًا لأبي رَحمَه اللَّه اشْتَركَا فِي الْأَخْذ عَنِ ابْن نوح وَانْفَرَدَ هُوَ بِالْأَخْذِ عَنْ أبي بَكْر بْن عَتيق بْن عَلِيّ وَخرج عِنْدَ إجلاء الرّوم أَهْلَ بَلَده وَنقض مهادنتهم فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وستّمائة فَتوفي عَلَى إِثْر ذَلِكَ بأريولة ودُفِن بهَا
311 - أَحْمَد بْن يُوسُف بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن النّجّار يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر بْن صَاف وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وشارك فِي الْعَرَبيَّة والفرائض وَله مَجْمُوع فِي رِوَايَة ورش قَدْ أُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ فِي حِصَار الرّوم إشبيلية آخر سنة خمس أَوْ أول ستٍّ وَأَرْبَعين وستّمائة(1/109)
312 - أَحْمد بن عَليّ بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بالبُنُّسولي سَمِعَ أَبَا جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد الخزرجي الْحَاكِم وَغَيرهمَا من مشيخة بَلَده والقادمين عَلَيْهِ وَلَقي بإشبيلية وجيان من شاركناه فِي بَعضهم وَأَجَازَ لَهُ ابْن سمجون وَولي الْأَحْكَام بِبَعْض الكور وشارك فِي عقد الشُّرُوط وَالْأَدب وَكتب لوالي بَلَده وقتا وَله حَظّ من النّظم وَكَانَ يغلب عَلَيْهِ الصّلاح لَقيته بِمَدِينَة تونس وَأخذت عَنْهُ يَسِيرا وبيانُ ذَلِكَ وَمَا أخذتُ عَنْ سواهُ وإجازاتهم لي فِي المعجم الْمُشْتَمل عَلَى أسمائهم من جمعي وَآخر مَا سَمِعتُ مِنْهُ بِلَفْظِهِ الْبَاب الأوّل من المسلسل فِي اللُّغَة لأبي الطَّاهِر التّميميّ وناولني جَمِيعه بمنزلي عَشِيَّة يَوْمَ الْخَمِيس الْحَادِي وَالْعِشْرين لشهر ربيع الآخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وستّمائة وَقد قصدني مودعاً بنية الْحَج فَتوفي فِي رَجَب مِنْهَا بقوص مُتَوَجها رَحمَه اللَّه وتحديثه بالمسلسل عَنِ ابْن يحيى الْخَطِيب قِرَاءَة عَلَيْهِ عَلَى التّميميّ سَمَاعا وَبِهَذَا الْإِسْنَاد مقاماته اللزومية وَكَانَ يَعْلُو فيهمَا وَقد أَخذ عني يَسِيرا
وَمن الكنى فِي هَذَا الْبَاب
313 - أَبُو أَحْمد المقرىء نزل تطيلة وأقرأ بهَا الْقُرْآن أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مطرف التطيلي الْمَعْرُوف بِابْن أبي بقورنية قَبْلَ رحلته إِلَى دانية فِي سنة سبْعٍ وستِّين وَأَرْبع مائَة
314 - أَبُو أَحْمَد بْن الصفار البريشتري يروي عَنْ مُحَمَّد بْن أبي مَرْوَان الجزيري قصيدة أَبِيه الرائية فِي السَّنَة رَوَاهَا عَنْهُ أَبُو خَالِد بَاقِي بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْمَاعِيل الأديب وَقَالَ ابْن بشكوال فِي برنامجه عِنْدَ إِيرَاده كتاب مُخْتَلف الحَدِيث لِابْنِ قُتَيْبَةَ وقرأت بعضه عَلَى من أَخْبرنِي بِهِ عَنْ أبي أَحْمَد الأديب عَنِ ابْن عَبَّاس عَنْ أَيُّوب بْن حُسَيْن يَعْنِي الحجاري وَكَانَ يرويهِ عَنْ عَبْد الْوَاحِد بِن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن قُتَيْبَةَ عَنْ أَبِيه عَنْ جَدّه(1/110)
وَأَبُو أَحْمَد هَذَا هُوَ جَعْفَر بن عبد الله التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ نزيل طليطلة وَالَّذِي أخبر بِهِ عَنْهُ هُوَ أَبُو عَامر بْن إِسْمَاعِيل الطليطلي الْحَاكِم نَص عَلَى ذَلِكَ فِي بَاب جَعْفَر من تَارِيخه وعجبًا لَهُ يفعل هَذَا ثُمَّ يَقُولُ زهدت فِيهِ لِأَشْيَاء أوجبت ذَلِكَ غفر اللَّه لَهُ والتناقض فِيهِ ظَاهر
وَمن الغرباء
315 - أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن الْحَرْث بْن عَمْرو بْن جرير بْن إِبْرَاهِيم بْن مَالك بْن الْحَرْث الأشتر النَّخَعيّ يكنى أَبَا جَعْفَر دَخَلَ الأندلس فِي أيّام الْأَمِير مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَأَصله من الْكُوفَة وَكَانَ يرْوى أَحَادِيث عَظِيمَة الْعدَد ذَكَرَ ذَلِكَ الرّازيّ وَحكى أنَّ الْأَمِير مُحَمَّدا روى عَنْهُ مِنْهَا وأنزله بِرَيَّة
316 - أَحْمَد بْن أبي عون من أَهْلَ وهران وقاضيها قَدْم قرطبة عَلَى عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر فِي وُجُوه أَهْلَ بَلَده سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَثَلَاث مَائة
317 - أَحْمَد بْن أبي عَبْد الرَّحْمَن واسْمه يزِيد بْن أَحْمَد بْن أبي عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ من وُلِدَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف من أَهْلَ مصر وَفد عَلَى النَّاصِر بقرطبة وَكَانَ دُخُوله إِلَيْهَا فِي المُحَرَّم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة فَأكْرم النَّاصِر مثواه وَكَانَ فَقِيه أَهْلَ مصر ذكره وَالَّذِي قبله ابْن حَيَّان
318 - أَحْمَد بْن أبي الْعَرَب بْن تَمِيم من أَهْلَ القيروان أنفَذَه أَبُو يزِيد بْن مخلد بْن كيداد الْخَارِج عَلَى بني عُبَيْد اللَّه الشيعي رَسُولا إِلَى النَّاصِر فَدخل الأندلس وَبلغ قرطبة وَكَانَ رَجُلاً كَامِل الأدوات فطنًا حَسَن الْحَال كَذَا سَمَّاهُ وَوَصفه حَمَّاد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي يُوسُف المخومي فِي تَارِيخه الَّذِي أَلفه للعزيز بِاللَّه بْن الْمَنْصُور بْن النَّاصِر بْن علناس بْن حَمَّاد الصنهاجي أَمِير بجاية وقفت عَلَى ذَلِكَ وَابْن أبي الْعَرَب تَمام أَبُو الْعَبَّاس وَتَمِيم أَبُو جَعْفَر هما المشهوران(1/111)
319 - أَحْمَد بْن حبب القيرواني كَانَ أحد الْعباد الصلحاء الزهاد وَخرج إِلَى الأندلس غازيًا فذُكِر هنالِك وَلم تخف حَاله وَسكن الثغر مرابطا حَتَّى قبض قبل الأربعمائة من كتاب الأنموذج لأبي عَلِيّ بْن رَشِيق
320 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن اليافعي المقرىء من أَهْلَ سبتة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن الْمَعْذُور روى عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح وَأبي الْفضل بن عِيَاض وَأبي الْقَاسِم بن رضَا وَأبي الْحسن عَليّ بن غماد المالقي وَغَيرهم وتجول فِي بِلَاد الأندلس وَبلغ بلنسية فَسمع بهَا من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وهنالك لقِيه ابْن عياد وَأَجَازَ لَهُ رِوَايَته وَمِنْهَا كتاب الإلماع لعياض حدَّث بِهِ عَنْهُ ويروي عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الخَطَّاب عُمَر بْن الْحُسَيْن الْكَلْبِيّ وَتُوفِّي سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده حول الْخَمْسمِائَةِ
321 - أَحْمَد بْن عَلِيّ الزرهوني المكناسي يكنى أَبَا الْعَبَّاس حدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن سمجون بموطأ مَالك قِرَاءَة عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ رِوَايَته وَلَا أَدْرِي أَيْنَ لقِيه
322 - أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَطِيَّة الرَّبَعيّ التّونسِيّ مِنْهَا يكنى أَبَا الْعَبَّاس دَخَلَ الأندلس وَسكن غرناطة وَكَانَ من أَهْلَ الحَدِيث يروي عَنْ أبي حَفْص عُمَر بْن عَبْد السَّيِّد وَأبي يحيى بْن الْحداد الْمَهْدَوِيّ وَأبي الْقَاسِم بن مشكان الْقَابِسِيّ وَغَيرهم وَقد روى عَنهُ وَرَأَيْت خطه بِالْإِجَازَةِ لبَعض أَصْحَابنَا فِي مستهل جُمَادَى الآخرى سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَفِي خَبره عَنِ ابْن فرتون
323 - أَحْمَد بْن عَبْد السّلام الجراوي الشَّاعِر يكنى أَبَا الْعَبَّاس سكن مراكش وَأَصله من تادلى وَنسبه فِي بني غفجوم وَله رِوَايَة عَنْ أبي الفَضْل بْن الأعلم وَأبي الْعَبَّاس بْن سيد وَغَيرهمَا وَكَانَ عَالما بالآداب حَافِظًا بليغ اللِّسَان شَاعِرًا مفلقًا وَقد وقفت عَلَى ديوَان شِعره وَألف للسُّلْطَان كتابا فِي معنى الحماسة لحبيب سَمَّاهُ صفوة الْأَدَب ونخبة كَلَام الْعَرَب أَخذه النّاس عَنْهُ وَكَانَ شَيخنَا أَبُو الْحَسَن سهل بْن مَالك يثني(1/112)
عَلَى هَذَا التَّأْلِيف وَحَدَّثَنَا بِهِ عَنْهُ هُوَ وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الجَبَّار الرعيني وَغَيرهم وَدخل الأندلس متكررًا عَلَيْهَا وتُوُفيّ بإشبيلية سنة تسع وستّمائة عَنْ سنّ عالية
324 - أَحْمَد بْن هِلَال الْعَرُوضِي من أَهْلَ الجزائر يكنى أَبَا الْعَبَّاس عني بالآداب وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَأخذ عَلَمُ الْعرُوض بِمَدِينَة بجاية عَنْ بَعْض أدبائها وَدخل الأندلس فأُخذ عَنْهُ بمرسية وسكنها مدّة طَوِيلَة إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِي نَحْو الْأَرْبَعين وستّمائة أفادنيه صاحبنا أَبُو الْحَسَن بْن حَازِم
325 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ اللواتي من أَهْلَ فاس يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَيعرف بِابْن تَامِّتيتْ سكن إشبيلية وَتوجه إِلَى إفريقية ثُمَّ لحق بالمشرق وحدَّث بِمصْر وَغَيرهَا عَنْ أبي الْحَسَن بْن الصَّائِغ الزَّاهد
326 - أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الجذامي الطَّبِيب يكنى أَبَا الْعَبَّاس أَصله من قرطبة وَسكن سبتة وَبهَا نَشأ وَأقَام بإشبيلية وقتا لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيره وَكَانَ مَعَ مهارته فِي الطِّبّ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ صَاحب ضبط وإتقان مشاركا فِي الْأَدَب توفّي بمراكش فِي سنة خمسين وسِتمِائَة
بَاب إِبْرَاهِيم
327 - إِبْرَاهِيم بن شَجَرَة البلوي من إقليم بلي من كورة فحص البلوط عمل قرطبة ولي قَضَاء إشبيلية بعد الْفضل بن أبي هُرَيْرَة ولاه عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة فِي شعْبَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَمِائَة وَجمع إِلَيْهِ الصَّلَاة مَعَ الْقَضَاء وَكَانَ من سادة حمص وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة فَكَانَت ولَايَته تسع سِنِين وَخَمْسَة أشهر عَنِ ابْن حَارِث
328 - إِبْرَاهِيم بْن الْعَبَّاس بْن عِيسَى بْن عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَبَّاس وَقبل أَبَا إِسْحَاق نسبه ابْن حَارِث فِي كتاب(1/113)
القُضاة لَهُ وَقَالَ استقضاه الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم عَلَى قرطبة بمشورة يحيى بْن يحيى وَكَانَ مَحْمُودًا فِي قَضَائِهِ عدلا فِي حكومته متواضعًا فِي أُمُوره غَيْر متصنع وَلَا متهيب حكى مُحَمَّد بْن عُمَر بْن لبَابَة قَالَ كَانَ القَاضِي أَبُو الْعَبَّاس المرواني رُبمَا جلس فِي بَيته يقْضِي بَيْنَ النّاس وَإِن جَارِيَته لتنسج فِي كسر الْبَيْت قَالَ وَكَانَت ولَايَته هَذِهِ وَهِي الأولى سنة أَربع عشرَة أَو خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت ولَايَته الثَّانِيَة فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ على أثر سعيد بن سُلَيْمَان وَقَالَ أَبُو عَبْد الْملك بْن عَبْد الْبر هُوَ إِبْرَاهِيم بْن الْعَبَّاس الْقُرَشِيّ يكنى أَبَا إِسْحَاق وَهُوَ جد بني أبي صَفْوَان هَؤُلَاءِ القرشيين الْوُجُوه وَكَانَ رجلا عَاقِلا صَالحا عَالما خيرا وقورًا مُسَمِّتًا أَشَارَ بِهِ يحيى بْن يحيى عَلَى الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن فولاه الْقَضَاء فاشتغل بِهِ وأقسط فِي حكمه وَصَارَ طَوْعًا للشَّيْخ يحيى بْن يحيى حَتَّى لحقتهما التُّهْمَة عِنْدَ الْأَمِير فعزل إِبْرَاهِيم عَنِ الْقَضَاء سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ يكْتب لَهُ عَبْد الْملك بْن الْحَسَن زَوْنان أَشَارَ بِهِ يحيى بْن يحيى أَيْضا وَيُقَال إِن عَبْد الرَّحْمَن ولاه بوسيلة من زرياب الْمُغنِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وعزله بسعاية عَبْد الْملك بْن حبيب الْفَقِيه لمّا قَالَ لَهُ لَا يَنْبَغِي أنَّ يشركك فِي عدلك من يشركك فِي نسبك ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن حَيَّان وَهُوَ من شَرط ابْن الفَرَضيّ
329 - إِبْرَاهِيم بْن أبان بْن عَبْد الْملك بْن عُمَر بْن مَرْوَان بْن الحكم أندلسي يكنى أَبَا عُثْمَان روى عَنْهُ ابْن عفير ذكره أَبُو سَعِيد بْن يُونُس
330 - إِبْرَاهِيم بْن الجبّلي قرطبي روى عَنْ عَبْد الْملك بْن حبيب روى عَنْهُ أَبُو سُلَيْمَان الحبيب بْن أَحْمَد الْمعلم من برنامج من نَبَات بِخَط ابْن عياد وَفِيه عِنْدَي نظر
331 - إِبْرَاهِيم بْن حمدَان بْن عَبْد اللَّه أندلسي سكن مصر يكنى أَبَا إِسْحَاق روى الْقِرَاءَة عرضا وسماعاً عَنْ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النَّحَاس وَسمع الْحُرُوف من عَلِيّ بْن عبد الْعَزِيز عَنْ أبي عُبَيْد روى الْقِرَاءَة عَنْهُ عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَغَيره وسمعوا مِنْهُ ذكره أَبُو عَمْرو المقرىء وَحكى عَنْ أبي سَعِيد بْن يُونُس أَنَّهُ تُوُفّي فِي المُحَرَّم سنة ثَمَان عشرَة وَثَلَاث مائَة(1/114)
332 - إِبْرَاهِيم بْن أصبغ قرطبي روى عَنْ بَقِي بْن مخلَد وَكَانَ معدودًا فِي أَعْيَان أَصْحَابه ذكره أَبُو الْحُسَيْن بْن بَقِي
333 - إِبْرَاهِيم بْن خصيب بْن عَاصِم الثّقفيّ من أَهْلَ قرطبة كَانَ من فضلاء آل عَاصِم سَرَد الصَّوْم نَحوا من خمس عشرَة سنة وَكَانَ ملازمًا فِي حصن بُلَيّ من أَعمال قرطبة وَأَبوهُ وَعَمه عِيسَى وَكثير من أل بَيته النبيه موصوفون بِالْعلمِ
334 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن خَيْر بْن عَبْد الْملك بْن صَفْوَان بْن خيْر بْن إِبْرَاهِيم الْكَلْبِيّ من أَهْلَ أبذة روى عَنِ ابْن وضاح وَغَيره
335 - إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن بَرْقان من أَهْلَ قرطبة كَانَ عَالما بِالْحِسَابِ وَالْفَرْض معلما بذلك وَله أوضاع حَسَنَة فِي الْحساب ذكره واللذين قبله الرّازيّ
336 - إِبْرَاهِيم بْن خَلَف أندلسي سَمِعَ أَبَاهُ ورحل فَسمع بكار بن مُحَمَّد وَأَبا سعيد بن الْأَعرَابِي وَغَيرهمَا روى عَنهُ أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن نصر الدَّاودِيّ ذكر ذَلِك أَبُو الْوَلِيد هِشَام بن عبد الرَّحْمَن الصَّابُونِي فِي برنامجه وحدَّث بموطأ مَالك رِوَايَة أبي المصعب الزُّهْرِيّ وَعبد اللَّه بْن مَسْلَمَة القعْنبِي وَيحيى بْن يحيى الأندلسيّ عَنِ الدَّاودِيّ عَنْهُ قَرَأت ذَلِكَ بِخَط مُحَمَّد بْن عياد وحَدثني غَيْر وَاحِد عَنْ أَصْحَاب يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث عَنْهُ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن بشير عَنِ الصّابونيّ
337 - إِبْرَاهِيم بْن سهل بْن نوح بْن عَبْد اللَّه بْن جَمَّاز من أَهْلَ أستجة نسبه فِي البربر ويتولى بني أُميَّة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن العَطَّار وَهُوَ وَالِد أبي القَاسِم سهل بْن إِبْرَاهِيم حكى عَنهُ ابْنه سهل فِي فضل مِيكَائِيل بْن هَارُون من كتاب الفَرَضيّ
338 - إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل من أَهْلَ قرطبة يعرف بالقَبْري ويكنى أَبَا إِسْحَاق كَانَتْ لَهُ خَاصَّة بِأبي بَكْر بْن مُجَاهِد الإلبيري وَهُوَ مرَّضه فِي الْعلَّة الَّتِي مَاتَ مِنْهَا سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَثَلَاث مائَة وَتوجه إِلَى الْمشرق وَقضى فَرِيضَة الْحَج مَعَ زوجه صَوَاب وَعَاد إِلَى قرطبة وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد حبيب مِنْهَا ذكره القَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه وَوَصفه بالصلاح وَالِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة وَطول الصَّلاة وَقَالَ شهدته فِي ليلةٍ من ليَالِي رَمَضَان(1/115)
بالجامع وَقد قَرَأَ الْقُرْآن كُله فِي رَكْعَة وَاحِدَة كَانَت وتره بَدَأَ بِهِ أَوْل اللَّيْل وختمه عِنْدَ التثويب للفجر وَحكى عَنْهُ أَيْضا عَنْ أبي وهْب الزَّاهد فِي بَعْض أخباره
339 - إِبْرَاهِيم بْن فُلَيْس الْفَقِيه من أَهْلَ شدونة ذكر ابْن الفرضي أَنَّهُ الَّذِي صلّى عَلَى عتاب ابْن هَارُون بْن بِشْر إِذْ تُوُفّي فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
340 - إِبْرَاهِيم بْن صَدَقة من أَهْلَ غرناطة سَمِعَ فِي رحلته بالقيروان من أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الْقَزاز تأليفه الْجَامِع فِي اللُّغَة وَكَانَ سَمَاعه وَسَمَاع الْمُهلب بْن أبي صفرَة وَاحِدًا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة
341 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن حِصن بْن أَحْمَد بْن حزم الغافقي وَيُقَال فِيهِ إِبْرَاهِيم بْن حِصن بْن عَبْد اللَّه بْن حِصن أندلسي سكن دمشق وَولي الْحِسْبَة بهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بِبَغْدَاد من أبي بَكْر بْن مَالك القَطيعي وطبقته وبدمشق من عَبْد الوهّاب الْكلابِي ويوسف بْن القَاسِم المَيانِجي وبمصر من أبي طَاهِر الذُّهلي وَأبي أَحْمَد الغِطريفي وَله أَيْضا سَماع برملة واطرابلس والدينور وَغَيرهَا من الْبلدَانِ وحدَّث بِيَسِير روى عَنْهُ أَبُو نصر عَبْد الوهّاب بْن عَبْد اللَّه الجبان من شُيُوخ عبد الْعَزِيز بْن أَحْمَد الكتَاني وَكَانَ مالكيًا يذهب إِلَى الاعتزال صَارِمًا فِي الْحِسْبَة ووليها سنة خمس وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة فِي أيّام الْحَاكِم العبيدي وتُوُفيّ بِدِمَشْق فِي ذِي الحجّة سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة قيل ثَانِي عيد الْأَضْحَى وَقيل غَيْر ذَلِكَ ذكره ابْن عَسَاكِر
243 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الفَرَج وَيعرف بِابْن العَطَّار وَهُوَ وُلِدَ الْفَقِيه أبي عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي الْمطرف القنازعي وَالْقَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه وَغَيرهمَا وَولي فِي الْفِتْنَة قَضَاء أوريولة حدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن فتحون صَاحب الوثائق بالموطأ عَنِ القنازعي عَنْ أبي عِيسَى اللَّيْثِيّ قَالَه ابْن عياد وَذَكَرَ أَنه كتبه عَنِ القَاضِي أبي القَاسِم خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن فتحون عَنْ(1/116)
جَدّه وَوجدت أَنَا سَمَاعه من يُونُس القَاضِي فِي موطأ القعْنبِي أصل أَحْمَد بْن خَالِد سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة
343 - إِبْرَاهِيم بْن قَاسم بْن إِسْمَاعِيل بْن يُونُس الْمعَافِرِي من أَهْلَ المرية وَأَصله من شذونة يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْ أَبِيه وَغَيره روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن بطال أجَاز لَهُ فِي شهر ربيع الأوّل سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَأَجَازَ أَيْضا لحاتم بْن مُحَمَّد الطرابلسي وقاسم أَبُوهُ من رُوَاة سَعِيد بْن فحلون وَأحمد بْن جَابِر بْن عُبَيْدة أَكْثَره عَنِ ابْن عياد
344 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْهَوْزَنِي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق ذكره صاعد القَاضِي وَقَالَ كَانَ متفننًا فِي ضروب المعارف وتُوُفيّ بِمصْر سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ لَمْ يتَمَكَّن فِي سنّ الكهولة
345 - إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن مُزاحم الْأمَوِي من أَهْلَ سرقسطة كَانَ صَدرا فِي نبهائها والمشاوَرين من فقهائها وَهُوَ أحد الْمُفْتِينَ فِي قصَّة أبي عُمَر الطَّلمَنكي وَالشَّهَادَة عَلَيْهِ فِي سرقسطة بمخالفة السَّنَة من فَوَائِد ابْن غَشِلْيان
346 - إِبْرَاهِيم بْن مُعَاذِ القَاضِي من أَهْلَ لاَرِدَة من الثغر الشَّرْقِي يكنى أَبَا إِسْحَاق حكى ابْن عياد قَالَ سَمِعتُ أَبَا عِمْرَانَ بْن زُرَارة المذكِّر صاحبنا يَقُولُ حَدَّثَنِي رَجُل من إخْوَانِي عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُعَاذِ القَاضِي من أهل لاردة قَالَ كات بلاردة دارُ وَقعت فِيهَا النَّار فَاحْتَرَقَ جَمِيع مَا كَانَ فِيهَا وَكَانَ لي فِي جملَة متاعها خزانَة عَلَيْهَا مصحف فاحترقت بِمَا كَانَ فِيهَا مَعَ الْمُصحف وَإِذا على الخزانة إضْبَارةُ بقيت من الْمُصحف فِيهَا مَكْتُوب كَانَ ذَلِكَ فِي الْكتاب مسطورًا
347 - إِبْرَاهِيم بْن مَسَرَّة التَّمِيمِي من أهل مَدِينَة الفَرَج وَمن وُلِدَ الْفَقِيه وهب بْن مَسَرَّة صَاحب ابْن وضاح وَكَانَ من معلمي الْعَرَبيَّة بِبَلَدِهِ وَكَانَت لَهُ معرفَة وَتقدم فِي الْآدَاب
348 - إِبْرَاهِيم بْن حَفْص من أَهْلَ مَدِينَة الفَرَج كَانَ من أهل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ(1/117)
وَالشعر والتعليم بهَا وأنجب تلاميذ حذاقًا انتفعوا بِعِلْمِهِ ذكره وَالَّذِي قبله ابْن عَزِيز
349 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب القَيْسيّ من أَهْلَ وشقة ويكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ سَماع من القَاضِي أبي هَارُون مُوسَى بْن خَلَف بْن أبي دِرْهَم فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَابْنه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم من كبار الأدباء وَهُوَ مَذْكُور فِي بَابه
350 - إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى من أَهْلَ مَدِينَة سَالم يعرف بِابْن الجَيَّاب ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عُمَر الطلمنكي سَمِعَ مِنْهُ بسرقسطة وَحضر الْقِرَاءَة عَلَى أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حَسَن صَاحب الصَّلاة بِمَدِينَة سَالم فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة حدَّث عَنْه القَاضِي بشنتمرية أَبُو مَرْوَان بْن نَذِير
351 - إِبْرَاهِيم بْن لُب بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ قلعة أَيُّوب واستوطن طليطلة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالقُوَيْدس كَانَ مُتَقَدما فِي علم الْعدَد والفرائض والهندسة وَقعد للتعليم بذلك زَمَانا طَويلا وَكَانَ لَهُ نُفُوذ فِي علم الْعَرَبيَّة وَقد أدب بهَا بطليطلة ذكره صاعد وَأخذ عَنْهُ وَقَالَ تُوُفّي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لثلاث بَقينَ لرجب سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْن خمس وَأَرْبَعين سنة وَذَكَرَ ابْن عَزِيز أَنَّهُ جلس لإقراء الْأَدَب والنحو فِي سَقِيفَة الْجَامِع يَعْنِي بطليطلة مدّة ثُمَّ ذُكِرَ لأبي الْوَلِيد الوقشي وَقد تعرف بِهِ هُنَالك حرصه عَلَى علم الهندسة فَقَالَ لَهُ خُذ فِيهِ إِن شِئْت فَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب اقليدس واحكمه وتدرج مِنْهُ إِلَى قِرَاءَة غَيره فبرع فِي ذَلِكَ وَاجْتمعَ النّاس إِلَيْهِ وَأخذ فِي إقرائه وَترك إقراء الْعَرَبيَّة إِلَى أنَّ تُوُفّي قرب الْخمسين والأربعمائة
352 - إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود بْن سَعْد التجِيبِي الزَّاهد من أَهْلَ غرناطة يعرف بالألبيري ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن زمنين وَغَيره وَكَانَ من أَهْلَ الْعلم(1/118)
وَالْعَمَل شَاعِرًا مجودًا وشعره مدون وَكله فِي الحكم والمواعظ والإزهاد ومسلكه سلك أَبُو مُحَمَّد بْن الْعَسَّال الطليطلي وَكَانَا فَرَسَيْ رهان فِي ذَلِكَ الزَّمَان صلاحًا وَعبادَة وَقد حدَّث أَبُو إِسْحَاق وروى عَنْهُ ابْن أُخْته وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى وَأَبُو حَفْص عُمَر بْن خَلَف الهمدانيان الألبيريان وَغَيرهم أَخْبرنِي التجِيبِي وَمن خطه نقلته قَالَ أَنْشدني يَعْنِي أَبَا مُحَمَّد العثماني قَالَ أَنْشدني الْفَقِيه أَبُو الْوَلِيد إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الصَّدَفِي المقرىء وَكتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عِيسَى الغرناطي قَالَ أنشدنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مَسْعُود الألبيري لنَفسِهِ
(تمر لدَاتي وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِد ... وَأعلم أَنِّي بعدهمْ غَيْر خَالِد)
(وأحمل موتاهم وَأشْهد دفنهم ... كَأَنِّي بعيد عنهمُ غَيْر شَاهد)
(فها أَنَا فِي علمي بهم وجهالتي ... كمستيقظ يرنو بمقلة رَاقِد)
هَكَذَا فِي هَذَا الْإِسْنَاد أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عِيسَى وَلَعَلَّه أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى فَهُوَ الْمَعْرُوف بِصُحْبَة الألبيري ذكره ابْن بشكوال وَلَو قَالَ فِي الْبَيْت الثَّانِي
(كَأَنِّي عَنْهُمْ غَائِب غَيْر شَاهد ... )
لَكَانَ أبدع وأبرع فِي الصِّنَاعَة الشعرية من خَبره عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عَطِيَّة القَاضِي وحدَّث بِجَمِيعِ تواليف ابْن أبي زمنين عَنْ عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى عَنْ أبي إِسْحَاق هَذَا عَنهُ وَتُوفِّي فِي نَحْو السِّتين والأربعمائة
353 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مغيث بن أَحْمد بن مغيث بن أَحْمد بن مغيث الصَّدَفِي من أهل طليطلة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ مشيخة بَلَده وَكَانَ أحد من عينه الْمَأْمُون يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن ذِي النُّون من فُقَهَاء طليطلة ونبهائهم للْعقد عَلَى ابْنَته مَعَ المظفَّر عَبْد الْملك بْن الْمَنْصُور عبد الْعَزِيز بْن أبي عَامر صَاحب بلنسية فَسمع من أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر حِينَئِذٍ بهَا وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وبيته عريق فِي الْعلم وَأَحْسبهُ من المحبوسين بَعْدَ هَذَا بقلعة قونكة فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة بعضه عَن أبي دَاوُد المقرىء وَفِيه عَنِ ابْن حَيَّان
354 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك الصَّدَفِي من أَهْلَ شلب وسكنَ بطليوس يعرف(1/119)
بِابْن الْعَنزي يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الخراز ويوسف بْن عَبْد القاهر بْن غَالب البطليوسيان ذكره ابْن الدّباغ
355 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْن خَلَف النخلي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عُثْمَان طَاهِر بْن هِشَام حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه البُلْغِيي وَفِيه عِنْدَي نظر
356 - إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن إِبْرَاهِيم بْن لب بْن بَيَطْير التجِيبِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْحَاج سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن عتاب وَأَبا جَعْفَر بَكْر بْن عِيسَى الكِنْديّ ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَرَأى أَبَا ذَر الهَرَويّ وَلم يسمع مِنْهُ حدَّث عَنْهُ ابْن أَخِيه القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف وَذَكَرَ أَنه أجَاز لَهُ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
357 - إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن سَعْد بْن أيّوب بْن وَارِث التجِيبِي الْبَاجِيّ من أَهْلَ قرطبة وَهُوَ أَخُو القَاضِي أَبُو الْوَلِيد يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أَخِيه وتَفَقَّه بِهِ وَسكن مَعَه ميورقة وَكَانَ لَهُ فهم ثاقب وَحفظ وحظ من أصُول الْفِقْه وَلَا أعلمهُ حدَّث
358 - إِبْرَاهِيم بْن يحيى التجِيبِي النقاش من أَهْلَ طليطلة يعرف بِابْن الزَّرقالة ويكنى أَبَا إِسْحَاق كَانَ وَاحِد عصره فِي عَلَمُ الْعدَد والرَّصَد وَعلل الأزياج وَلم تأت الأندلس بِمِثْلِهِ من حِين فتحهَا الْمُسلمُونَ إِلَى وقتنا هَذَا مَعَ ثقوب الذِّهْن وإحكام مَا يتَنَاوَل ويستنبط من الْآلَات النجومية وَآخر أرصاده بقرطبة فِي آخر سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أَكثر رصده قبل ذَلِك بطليطلة فِي أيّام الْمَأْمُون بْن ذِي النُّون صدر دولة الْقَادِر ابْن ابْنه يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن الْمَأْمُون وَمِنْهَا انْتقل إِلَى قرطبة وَإِيَّاهَا استوطن إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِي السَّاعَة الثَّامِنَة من يَوْمَ الجُمُعَة الثَّامِن لذِي حجَّة وَهُوَ يَوْمَ التَّرويَة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة(1/120)
359 - إِبْرَاهيم بْن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أسود الغساني من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه أبي القَاسِم صَاحب الْمَظَالِم وقريبه أبي الْأَصْبَغ عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أسود وَأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْعَبَّاس العذري وَأبي عُثْمَان طَاهِر بْن هِشَام وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي مُحَمَّد حجاج بْن قَاسم وَأبي بَكْر بْن صَاحب الأحباس وحاتم بْن مُحَمَّد وَأبي عَبْد اللَّه بْن المرابط وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن الْقصير وَأبي القَاسِم خَلَف بْن أَحْمَد الجراوي وَأبي إِسْحَاق بن وردون وَأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك الْأَشْعَرِيِّ وَأبي بَكْر أَحْمد بْن سَعِيد بْن أبي الْفَيَّاض التاريخي وَأبي مُحَمَّد بْن الْعَسَّال وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان بْن أبي قُحَافَة وَأبي بَكْر مُحَمَّد بْن نعْمة العابر وَغَيرهم وَكَانَ كثير الْعِنَايَة بالرواية من بَيت عَلَمُ وجلالة وَكَانَ أَبُو حَفْص بْن الرفاء القَاضِي ابْن خَالَة جَدّه إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد حدَّث عَنْهُ ابْنه القَاضِي أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بِجَمِيعِ رِوَايَته وَحكى أَنَّهُ سَمِعَ الْمُوَطَّأ مِنْهُ سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وحدَّث أَيْضا عَنْهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد الخزرجي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي إِحْدَى عشرَة وتُوُفيّ فِي نَحْو الْخَمْسمِائَةِ
360 - إِبْرَاهِيم بْن طفيل ويكنى أَبَا إِسْحَاق كَانَ فَقِيها عروضياً وَولي الْأَحْكَام بجليانة من عمل وَادي آش قَالَ أَبُو الْحَسَن بْن الباذش صحبته بغرناطة وَاخْتلف إِلَيْهِ فِي عرُوض أبي إِسْحَاق الزّجاج فَعلمت ذَلِكَ لَدَيْهِ وَكَانَ بِهِ بَصيرًا
361 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن حسان بْن إِبْرَاهِيم من أَهْلَ إشبيلية يعرف بالقرموني ويكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد سَمِعَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة نقلت هَذَا ممّا تقيد فِي نُسْخَة أبي بَكْر بْن خَيّر من مُخْتَصر الطليطلي وَهُوَ فِي تأليف أبي بَكْر بْن قسوم الَّذِي سَمَّاهُ محَاسِن الْأَبْرَار أَبُو الْعَبَّاس القرموني غَيْر مُسَمّى وَحكى أَنَّهُ أول من قَرَأَ عَلَيْهِ ابْن الْمُجَاهِد وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب مَالك وكف بَصَره بأخَرة من عمره فَكَانَ يَقُولُ النِّسَاء ومعالجة الْوَرق أذهبن بَصرِي فَلاَ أَدْرِي أَهما اثْنَان أم كنية إِبْرَاهِيم أَبُو الْعَبَّاس(1/121)
362 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد ربه بْن جهور القَيْسيّ من أَهْلَ طلبيرة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَهُوَ وَالِد أبي القَاسِم عِيسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن جهور المستوطن شريش لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْوَلِيد عَبْد ربه ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن بشكوال وأغفله وحدَّث عَنْهُ ابْنه عِيسَى
363 - إِبْرَاهِيم بْن أبي الفَضْل بْن صَوَاب الحجري من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه وَأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْحسن بن سيدة وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والآداب وتجول فِي الْبِلَاد معلما بهَا وَعنهُ أَخذ أَبُو إِسْحَاق بْن خفاجة وَله فِيهِ مدح ثُمَّ تعلم الطِّبّ وَقعد للعلاج بطنجة وَاسْتقر آخر عمره بِمَدِينَة فاس فِي نَحْو سِتّ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ بمكناسة الزَّيْتُون وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة أَكثر خَبره عَنِ ابْن عُزَيْر وروى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ بْن الخراز
364 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خُمَير من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا إِسْحَاق وروى عَنِ القَاضِي أبي زَيْد بْن الحشا وَأبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْمرَادِي وَسمع من أبي دَاوُد المقرىء كتاب أبي بَكْر بْن عَزِيز وَغَيره بدانية وَبهَا لقِيه أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيْل قَدِيما وَأخذ عَنْهُ كتاب الأنباه فِي وجوب أُجْرَة القُضاة للمرادي حدَّث بِهِ عَنْهُ وَكَانَ مُقَيّدا ضابطًا حَسَن الْخط ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ غَيره
365 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن خَليفَة بْن عَبْد الْوَاحِد من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه أبي عَبْد اللَّه وَأبي بَكْر خازم بْن مُحَمَّد وَأبي عَلِيّ الغسَّاني ومروان بْن سمجون وَأَجَازَ لَهُ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ حدَّث عَنْ جَمِيعهم بموطأ مَالك وأُخذ عَنْهُ فِي سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة ووقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَطِّهِ
366 - إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن الْفَتْح بْن عُمَر الْعَبدَرِي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي دَاوُد المقرىء وَأبي الْحُسَيْن بْن البياز وَأبي عَليّ(1/122)
الغساني وَأبي عبد الْقَادِر بن الْخياط وَأبي بكر عمر بن الفصيح وَأبي عبد الله بن فرج وَأبي الْحسن بن شَفِيع وَأبي عَليّ الصَّدَفِي وأكثَر عَنْهُ وَسمع مَعَه بنوه وَكَانَ من أَهْلَ التَّقْيِيد والضبط وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَصَارَت إِلَى نسختُه من حَدِيث الْمحَامِلِي الَّتِي فرغ مِنْهَا بقرطاجنة من عمل مرسية يَوْمَ الْخَمِيس منتصف ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وعَلى كَثْرَة مَا روى فَلاَ أعلمهُ حدَّث
367 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن محَارب الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالأرْغَازي روى عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وحدَّث عَنْهُ ووقفت عَلَى بَعْض مَا كتب من رِوَايَته فِي سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة
368 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن عِصَام من أَهْلَ مرسية وقاضي قُضَاة الشرق يكنى أَبَا أُميَّة وَيعرف بِابْن منتنال لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ فِي عداد أَصْحَابه وَولي قَضَاء بَلَده مدّة وَصرف عَنْهُ بِأبي عَلِيّ هَذَا فِي سنة خمس وَخَمْسمِائة ثُمَّ أُعِيد إِلَيْهِ وَأقَام فِي ولَايَته نَحوا من خمس وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ ذَا جلالة وجزالة فِي أَحْكَامه مهيبًا ممدوحًا خَارِجا عَنْ زِيّ القُضاة وسمتهم أقرب إِلَى الرؤساء مِنْهُ إِلَى الْفُقَهَاء لَهُ حَظّ من الْأَدَب وقرض الشّعْر توفّي بمرسية وَهُوَ يتَوَلَّى قضاءها سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة وَفَاته عَنِ ابْن حُبَيْش
369 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سلاَّم الْمعَافِرِي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد الركلي وَغَيرهمَا وَكَانَ من أَهْلَ الْبَصَر بالفقه وَالتَّصَرُّف فِي الْأَدَب واللغة وَعنهُ أَخذ ابْنه أَبُو جَعْفَر وَبِه تأدب وَقد تَقَدَّمَ ذكره وَهُوَ جد شَيخنَا أبي عمر بْن عَاتٍ لأمه وَأُصِيب فِي وقيعة القلعة عَلَى مقربة من جَزِيرَة شقر بِولد لَهُ فرثاه بأشعار حَسَنَة وَكَانَت هَذِهِ الوقيعة يَوْمَ الجُمُعَة التَّاسِع من رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة فِيهِ عَنِ ابْن سُفْيَان وَابْن عَاتٍ وَحكى أَنَّهُ كتب من خطه(1/123)
(اغتنم رَكْعَتَيْنِ زلفى إِلَى اللَّه ... إِذَا كنت فَارغًا مستريحًا)
(وَإِذا مَا هَممت يَوْمَاً بنُطْقِ ... فاجعلن فِي مَكَانَهُ تسبيحا)
370 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد القاهر بْن فتوح من أَهْلَ أشبونة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن شَفِيع لَقِي أَبَا الْحُسَيْن بْن الطراوة وَأخذ عَنْهُ ورحل حَاجا فَكتب عَنْهُ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ حكايات وأشعارًا لمّا قَدِمَ عَلَيْهِم الْإسْكَنْدَريَّة وَسَأَلَهُ عَنْ مولده فَقَالَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة بأشبونة من كتاب ابْن نقطة وَلم يذكر وَفَاته
371 - إِبْرَاهِيم بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي تَمام الطَّائِي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بقرطبة من أبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي عَبْد اللَّه بْن فرج وَأبي عَلِيّ الغساني وَكَانَ مُحدثا نحويًا سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عبَادَة الجياني وَأَبُو الْحَسَن بْن الضَّحَّاك وَأَبُو جَعْفَر بْن الْيُسْر وَغَيرهم وتاريخ سَماع بْن الضَّحَّاك مِنْهُ لموطأ مَالك رَجَب من سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة
372 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن فورتش الْحَاكِم من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا إِسْحَاق عني بالوثائق وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَولي الأحكامك فِي عدَّة كور وتُوُفيّ بالمرية وَهُوَ يتَوَلَّى قَضَاء برجة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن حُبَيْش وَفِيه عَنْ غَيره
373 - إِبْرَاهِيم بْن أبي الْفَتْح بْن عُبَيْد اللَّه بْن خفاجة الهواري الشَّاعِر من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا إِسْحَاق جَالس أَبَا عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَلَقي أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وَأخذ عَنْ أبي إِسْحَاق بْن صَوَاب وروى عَنْ أبي بَكْر بْن أَسد وَلَو اعتنى بِهَذَا الشَّأْن لروى عَنْ شُيُوخ شُيُوخه وَكَانَ عَالما بالآداب صَدرا فِي البلغاء مُتَقَدما فِي الْكتاب وَالشعرَاء يتَصَرَّف(1/124)
كَيْفَ يزِيد فيبدع ويجيد ناظمًا وناثرًا ومادحًا وراثيًا ومشببًا ومشبهًا وَكَانَ نزيه النَّفس لَا يتكسب بالشعر وَلَا يمتدح رَجَاء الرفد صرورة لم يتَزَوَّج قَطّ مُقْتَصرا عَلَى مَا ملكت يَده من ضَيْعَة وديوان شِعره متنافس فِيهِ مَرْوِيّ عَنْهُ ذكره الرشاطي وَوَصفه بالمعارف الجمة والآداب وَقَالَ فِيهِ وَاحِد عصره ونسيج وَحده ذُو الطَّبْع الْكَرِيم وَالْهَدْي القويم وَذكره أَبُو الْحَسَن بْن بسام وَغَيره من المؤلفين فِي الأدباء وروى عَنْه أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو بَكْر بن رزق وَأَبُو إِسْحَاق بن قرقول وَأَبُو عُمَر بْن عياد وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو بَكْر الكتندي وَأَبُو يُوسُف يَعْقُوب بْن طَلْحَة وَغَيرهم وأنشدنا أَبُو الرّبيع بْن سَالم بحاضرة بلنسية غَيْر مرّة قَالَ أنشدنا أَبُو رجال بْن غلبون بمرسية سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فِي مجْلِس شَيخنَا أبي القَاسِم بْن حُبَيْش رَحمَه اللَّه قَالَ أنشدنا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أبي الْفَتْح بْن خفاجة لنَفسِهِ بِجَزِيرَة شقر بَلَده فِي بضع وَعشْرين وَخَمْسمِائة ممّا كَانَ قَالَه لمّا بلغ السِّتين من عمره
(أَلا ساجل دموعي يَا غمام ... وطارحني بشجوك يَا حمام)
(فقد وفيتها سِتِّينَ حولا ... ونادتني ورائي هَلْ أَمَام)
(وَكنت وَمن لباناتي لُبَيْنَى ... هُنَاكَ وَمن مراضعي المدام)
(يطالعنا الصَّباح بِبَطن حُزْوَى ... فينكرنا ويعرفنا الظلام)
(وَكَانَ بهَا البشام سراج أنس ... فَمَاذَا بَعدنَا صنع البشام)
(فيا شرخ الشَّبَاب ألالقاء ... يبل بِهِ عَلَى ظمأ أوام)
(وَيَا ظلّ الشَّبَاب وَكنت تندى ... عَلَى أفياء سرحُتك السّلام)
تُوُفّي يَوْمَ الْأَحَد السَّادِس وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثَلَاث وثلاين وخمسائة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سنة قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن المكناسي سَأَلته عَنْ مولده فَقَالَ ولدت سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَلم يزل قبُره مَعْرُوفا بِظَاهِر الجزيرة ومنزله بداخلها إِلَى أنَّ ملكهَا الرّوم صلحا وأجلوا أَهلهَا فِي آخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وستّمائة
374 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْخَطِيب يعرف بِابْن الإِمَام ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بْن أَيُّوب الشاطبي الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وسَمعه مِنْهُ القَاضِي عِيَاض وَأَحْسبهُ غرناطيًا(1/125)
375 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن أبي عنقود الْبَاهِلِيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق صحب أَبَا بَكْر بْن نُمارة وَأخذ عَنْهُ وَكتب لَهُ مُقَدّمَة ابْن بابشاذ فِي النحوسنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ولسلفه نباهة وَالْعين المتفجرة بمقربة من الرصافة إِلَيْهِم كَانَتْ منسوبة
376 - إِبْرَاهِيم بْن خَليفَة بْن أبي الْفَتْح بن أَحْمد بْن أبي الْفَتْح الْقُضَاعِي من أَهْلَ أندة عمل بلنسية وَهِي دَار قضاعة بشرق الأندلس يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن خيرون وَأبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد الركلي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد البطليوسي وَكَانَ شَيخا صَالحا ذَا عناية بالرواية وَقد حدَّث وسُمع مِنْهُ توفّي قبل الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنِ ابْن سَالم
377 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رَشِيق الطيلطلي مِنْهَا وَسكن وَادي آش يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه المغامي وتصدر للإقراء والإسماع لمّا كَانَ عِنْدَهُ وقُدِمْ للصَّلَاة وَالْخطْبَة هُنَالك وَكَانَ ثِقَة عدلا من أهل اصلاح والانقباض حدَّث عَنْهُ أَبُو جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَأَبُو بَكْر بْن يحيى بْن مُحَمَّد الْعقيلِيّ وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَغَيرهم وَتُوفِّي فِي نَحْو الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
378 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن جمَاعَة بْن مهْدي الْبكْرِيّ بَكْر بْن وَائِل من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي دَاوُد الْمُقْرِئ وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خلصة الْمعَافِرِي وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب وَغَيرهم وَولي قَضَاء بَلَده فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة ثُمَّ صرف عَنْهُ فِي جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَلَاثِينَ وقدِم إِلَى قَضَاء شاطبة فتولاه مدّة طَوِيلَة وَكَانَ عدلا حَسَنَ السّيرة معنيًا بِالْحَدِيثِ وعُمّر وأسن حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وَأكْثر خَبره عَن غَيره وَعَلِيم بْن عبد الْعَزِيز وَأَبُو بَكْر بْن مفوز وَأَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد وَغَيرهم تُوُفّي بدانية مصروفًا عَنِ الْقَضَاء لخمس بَقينَ من رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد خانق الثَّمَانِينَ وتولي غسله وَالصَّلَاة عَلَيْهِ أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَقد روى عَنْهُ كتاب الزّهْد لهنَّاد رِوَايَة الصّاحب عَنِ الصّاحب وَكَانَ مولده سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة(1/126)
379 - إِبْرَاهِيم بْن مَرْوَان بْن أَحْمَد التجِيبِي الْبَزَّاز من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن حُبَيْش ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين اللمتوني ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من رَزين بْن عمار الأندلسيّ وببغداد فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة من هبة اللَّه بْن الحُصَيْن وَأبي غَالب الْمَاوَرْدِيّ وَالْحُسَيْن بْن خُسْرو البَلَخي وَأبي الفَضْل بْن نَاصِر وَأبي الْفَتْح الكَرُّوخي الهَرَويّ وَانْصَرف إِلَى إشبيلية وحدَّث وَسمع مِنْهُ النّاس وَكَانَ من أَهْلَ الْعَدَالَة والثقة تُوُفّي فِي الْفِتْنَة يَوْمَ الْأَرْبَعَاء الثَّالِث وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ودُفِن بَعْدَ صَلاَة الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده عَنِ الْقَنْطَرِي وَفِي خَبره عَنْ غَيره
380 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الداني مِنْهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أَبِيه أبي عَبْد اللَّه وَأخذ عَنْهُ ورحل مَعَه إِلَى الْمشرق فحجا مَعًا وسمعا من أبي عَلِيّ بْن العرجاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ إِبْرَاهِيم الْقُرْآن من أَوله إِلَى آخِره بِجَمِيعِ مَا تضمنه الْجَامِع لأبي مَعْشر الطَّبَريّ من الرِّوَايَات ويُعرف بسوق الْعَرُوس وَفِيه ألف وَخَمْسمِائة وَخَمْسُونَ رِوَايَة وطريقًا وَقَرَأَ من سَوْرَةِ الصَّيف إِلَى أنَّ ختم دَاخل الْكَعْبَة وَأَجَازَ لَهُ فِي رَجَب سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْجَامِع الْمَذْكُور وَسمع صَحِيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وتُوُفيّ فِي آخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَبْلَ وَفَاة أَبِيه بِثَلَاثَة أشهر أَوْ نَحْوهَا بعضه عَنِ ابْن عياد
381 - إِبْرَاهِيم بْن صَالح بْن إِبْرَاهِيم بْن صَالح الْمرَادِي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن السَّمَّاد أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن شَفِيع وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْبُرْجِي وَسمع من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحَسَن بْن معدان وَله رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب ورحل حَاجا فلقي أَبَا الْحَسَن بْن مشرف وَأَبا عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي الْحَسَن الْفراء المَوْصِليّ وَأَبا بَكْر الطرطوشي فَسمع مِنْهُم وَقَرَأَ الْقُرْآن عَلَى أبي عَلِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بَلِّيَمة وَأبي عَبْد اللَّه بْن مُسَيِّج الفضي ثُمَّ قفل من رحلته وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَلما تغلب عَلَيْهِ الْعَدو نزل مَدِينَة لورقة وَولي الْقَضَاء بهَا وَالْخطْبَة وأقرأ هُنَالك وأسمع حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة شَيخنَا وَغَيرهم وتُوُفيّ بلورقة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن عياد وَقَالَ أَيْضا أَنَّهُ تُوُفّي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَالْأول أصح(1/127)
382 - إِبْرَاهِيم بْن خَلَف الجُمَحِي الْمُقْرِئ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنِ ابْن البياز وَابْن فرج المكناسي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو دَاوُد الْمُقْرِئ وَابْن أخي الدوش مَا روياه وأقرأ وَأخذ عَنهُ وَقَالَ فِيهِ ابْن الصيقل الْمَعْرُوف بِأبي هُرَيْرَةَ أَبُو بَكْر بْن إِبْرَاهِيم بْن خَلَف وَمن برنامج أبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب نقلت اسْمه كَمَا تَقَدَّمَ
383 - إِبْرَاهِيم بْن عَتيق بْن أبي الْعَيْش من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ أَبَا دَاوُد وَأخذ عَنْهُ وأقرأ بِبَلَدِهِ وَحمل عَنْهُ الْأَدَاء وتُوُفيّ بشاطبة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عياد
384 - إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن تَرْحِيب المُكْتِب من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن باصُهْ وَأبي مُحَمَّد القُلَني وَغَيرهمَا وَكَانَ يسْتَخْلف عَلَى الصَّلاة وَالْخطْبَة بالجامع لصلاحه وميل النّاس إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي غسل أَبَا مُحَمَّد الْمَذْكُور عِنْدَ وَفَاته مَعَ أبي الْحَسَن الزَّاهد الْمَعْرُوف بالجَبَّاح وأعانهما أَبُو إِسْحَاق بْن أبي الْعَيْش وَكَانُوا فِي الْخَيْر نمطًا وَاحِدًا قَالَ ابْن سُفْيَان فِي ابْن تَرْحيب وَوَصفه بالصلاح والتقشف وسلامة الظَّاهِر وَالْبَاطِن تُوُفّي فِي حُدُود الْخمسين وَخمْس مائَة وَقَالَ ابْن عياد تُوُفّي سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة
385 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الْحَاكِم من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن صَدَقة ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَسمع من أبي بكرَة رياضة المتعلمين لأبي نُعَيْم ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من السِّلَفيّ قَدِيما سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَمن أبي بَكْر الطرطوشي وَأبي الْحَسَن بْن الْفراء المَوْصِليّ وبمكة من أبي الْفَتْح الْبَيْضَاوِيّ وَأبي مُحَمَّد بْن غَزال المجاور سنة ستت عشرَة وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وروى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أبي زمنين وَأَبُو القَاسِم بْن سَمَجون وَغَيرهمَا وَتقدم ذَكَرَ إِبْرَاهِيم بْن صَدَقة وَأَحْسبهُ من سلفه
386 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الصَّدَفِي الْمُقْرِئ يكنى أَبَا الْوَلِيد روى بدانية عَنْ أبي دَاوُد وَأَجَازَ لَهُ تصانيف أبي عَمْرو عَنهُ ورحل حَاجا فَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد العثماني وَسمع هُوَ أَيْضا من العثماني فتدبجا وَقد مرت لَهُ فِي هَذَا الْبَاب رِوَايَة عَنْ غَيْر أبي دَاوُد(1/128)
387 - إِبْرَاهِيم بْن مُنَبّه بْن عُمَر بْن أَحْمَد الغافقي من أَهْلَ المرية وَنزل مرسية يكنى أَبَا أُميَّة سَمِعَ بِبَلَدِهِ من ابْن شَفِيع وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَمن ابْن سكر ة وَابْن زُغَيْبة وَعبد الْقَادِر بْن الحناط وبقرطبة من ابْن عتاب وَابْن طريف وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَابْن مغيث وَغَيرهم ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ بْن العرجاء أَحَادِيث جَعْفَر بْن نَسْطور وَغَيرهَا فِي شعْبَان سنة ستٍّ وَعشْرين وَسمع أَيْضا من أبي الْفَتْح سُلْطَان بْن إِبْرَاهِيم المَقْدِسيّ وقفل إِلَى بَلَده وانتقل بَعْدَ الْحَادِثَة عَلَيْهِ إِلَى مرسية وَولي الْخطْبَة وَالْقَضَاء هُنَالك وحدَّث وأُخِذ عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا وأفادني أَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال عَنْ أبي مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ أَن أَبَا الْقَاسِم ابْن حُبَيْش سَمِعَ مِنْهُ الْأَحَادِيث النَّسطورية ووقفت عَلَى إسماعه صَحِيح البُخَارِيّ فِي آخر ذِي الحجّة سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يحدث بِهِ عَنْ سُلْطَان بْن إِبْرَاهِيم عَنْ كَرِيمَة المروزية وأخبرت عَن أبي عَبْد اللَّه بْن بَالغ البَسْطِي الْخَطِيب أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا أُميَّة هَذَا يَحْكِي أَن أَبَا ذَر الهَرَويّ قَالَ عِنْدَ مَوته عَلَيْكُمْ بكريمة فَإِنَّهَا تحل كتاب الْبُخَارِيّ من طَرِيق أبي الهَيْثَم
388 - إِبْرَاهِيم بْن مَيْمُون بْن الْفَتْح بْن فَتحون الحضْرميّ من أهل أريولة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأكْثر عَنْهُ وَمَا أرَاهُ سَمِعَ من سواهُ وَولي قَضَاء ميورقة وحدَّث بهَا وَأخذ عَنْه الْمُوَطَّأ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا ذَا نباهة وثروة وَتُوفِّي قبل السِّتين وَخَمْسمِائة
389 - إِبْرَاهِيم بْن نجاح بْن أَحْمَد بن إِبْرَاهِيم بن مجاح الغساني الْوَاعِظ من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا بَكْر لَهُ رِوَايَة عَنِ ابْن ورد وَغَيره كتب عَنْهُ ابْن عياد من فَوَائده وَقَالَ تُوُفّي بشاطبة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده بالمرية سنة أَربع وَخَمْسمِائة
390 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خَليفَة النفزي الْمُقْرِئ من أَهْلَ قَرْيَة بني عقبَة من بِيران عمل دانية يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن أخي الدُّوش وَأخذ قِرَاءَة ورش عَنِ ابْن شَفِيع وَلَا رِوَايَة لَهُ عَنْ أبي دَاوُد وَسمع من أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي جَعْفَر بْن جَحْدر وَأبي بَكْر بْن الحناط وَغَيرهم ورحل حَاجا فلقي أَصْحَاب أبي بَكْر الطرطوشي وَانْصَرف إِلَى مَوْضِعه فتصدر للإقراء وَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ متحققًا بالقراءات مَعْرُوفا بالضبط والتجويد أديبًا إخبارياً مفوهًا وعُمِّر وأسن مولده سنة خمس وَسبعين(1/129)
وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيرهمَا
391 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُفُرِّجِ الْوراق من أَهْلَ بلنسية يعرف بالحصار ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَلِيّ بْن بُهلول وَأبي الْحَسَن بْن سَعْد الْخَيْر وَغَيرهمَا وَكَانَ حسن الْخط محترفا بالوراقة عاكفا عَلَيْهَا ذَا إتقان وَضبط وقفت على بعض مَا رَوَاهُ فِي سنة أَربع وستِّين وَخَمْسمِائة
392 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المغربي من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من شنتمرية الشرق واليها كَانَ ينْسب يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل واختص بِهِ وَسمع مِنْهُ كثيرا وَكَانَ يخلفه عَلَى التَّعْلِيم فِي مغيبه وَيعلم أَيْضا بمحضره وَاتخذ تِلَاوَة الْقُرْآن شعارًا لَيْلًا وَنَهَارًا لَا يسأم وَلَا يفتر مَعَ الصّلاح والذكاء وَحسن الْأَدَاء وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة يَوْمَ الْخَمِيس بِظَاهِر بلنسية الغربي مستهل رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم
393 - إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن خَليفَة بْن يَنَّق من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عمر وَسمع من أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ يحدث عَنْ أَخِيه أبي عَامر وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال ونمطهما من الأدباء وَالْكتاب وَيكثر التمثل بالأشعار ويمتع بسعة حفظه للْأَخْبَار كتب عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ وَذكره ابْن سُفْيَان فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ تُوُفّي فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
394 - إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن باديس بْن الْقَائِد القائدي الوهراني كَذَا قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ وَشهر بالحمزي لِأَن أَصله من حَمْزَة مَوضِع بِنَاحِيَة المسيلة عمل بجاية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن قُرْقُول وُلِدَ بالمرية وَنَشَأ بهَا وَسمع من(1/130)
جَدّه لأمه أبي القَاسِم بْن ورد وَمن أبي الْحَسَن بْن نَافِع وَكَانَ رابًّا لَهُ وروى عَنْ جمَاعَة كَبِيرَة وَطَائِفَة جليلة مِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه بْن زُغَيْبة وَأَبُو الْحَسَن بْن معدان وَيعرف بِابْن اللوان وَأَبُو الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَأَبُو الْحَسَن بْن موهب وَأَبُو الْعَبَّاس بْن العريف وَأَبُو مُحَمَّد الرشاطي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن وضاح وَأَبُو مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأَبُو الحَجَّاج بْن يَسْعُون وَأَبُو الفَضْل بْن شَرَف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَاج الشَّهِيد وَأَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مكي وَأَبُو بَكْر بْن زَيْدَانَ وَأَبُو جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز وَابْن عَمه أَبُو بَكْر وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو إِسْحَاق بْن حُبَيْش وَأَبُو الْحَسَن بْن الباذش وَأَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم الخزرجي وَأَبُو بَكْر بْن النفيس وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مُعَمَّر وَأَبُو عَلِيّ مَنْصُور بْن الْخَيْر وَأَبُو مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأَبُو مُحَمَّد بْن السِّيد وَأَبُو الْحَسَن عبَّاد بْن سرحان وَأَبُو القَاسِم بْن الأبرش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْوَارِث وَأكْثر هَؤُلَاءِ لَقِيَهُمْ وَأخذ عَنْهُمْ وَمِمَّنْ كتب إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بَحر الأسَدِيُ والسبائي والمازري وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ طَارق بْن يعِيش وَابْن هُذَيْل وَابْن الدّباغ وَأبي الْفضل عِيَاض وَابْن النِّعْمَة وَبَعْضهمْ فِي عداد أَصْحَابه وأترابه وَلَقي بِجَزِيرَة شقر أَبَا إِسْحَاق الخفاجي يحمل عَنْهُ ديوَان شِعره وبمكناسة من الْمغرب أَبَا القَاسِم بْن الأبرش وَكَانَ رحالاً فِي طلب الْعلم حَرِيصًا عَلَى لِقَاء الشُّيُوخ فَقِيها نظارًا أديبًا حَافِظًا يبصر الحَدِيث وَرِجَاله وَقد صنَّف وَألف مَعَ براعة الْخط وَحسن الوراقة حدَّث وَأخذ عَنْهُ النّاس وَلم يزل بمالقة إِلَى أنَّ انْتقل مِنْهَا إِلَى ت سبتة فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ ثُمَّ إِلَى سلا وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس عِنْدَ الْعَصْر من يَوْمَ الْجُمُعَة السَّادِس لشعبان سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن قَرِيبا من برج الْكَوْكَب خَارِجهَا ومولده بالمرية فِي صَفَر سنة خمس وَخَمْسمِائة ذكره ابْن مُؤمن وَغَيره
395 - إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن الحبيب بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن فرقد بْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بْن عُبَيْدة بْن وهْب بْن عَبْد اللَّه بْن يُوسُف بْن عِيَاض بْن يُوسُف الفِهري أَمِير الأندلس المخلوع بِعَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة وَهُوَ يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عُبَيْدة بْن عقبَة بْن نَافِع بْن عَبْد الْقَيْس بْن لَقِيط بْن عَامر بْن أُميَّة بْن الظرب بْن الْحَرْث بْن فهر قَرَأت هَذَا النّسَب بِخَط ابْنه أبي جَعْفَر أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم وَهَكَذَا قَالَ الرّازيّ فِي نسب يُوسُف وَقَالَ ابْن حَيَّان زعم أَبُو بَكْر بْن الْقُوطِيَّة أَنَّهُ(1/131)
يُوسُف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حبيب بْن أبي عُبَيْدة بْن عقبَة بْن نَافِع الفِهري قَالَ وَمَا وجدت هِدَايَة إِلَى أنَّ يُوسُف هَذَا الْوَالِي بالأندلس وُلِدَ لَهُ يَعْنِي لعبد الرَّحْمَن المتغلب عَلَى ملك إفريقية وَلَا وجدت منتماه فِي جذم قومه فَالله أعلم بِشَأْنِهِ وَقَالَ شَيخنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وقرأته بِخَطِّهِ فِي نسب أبي إِسْحَاق هَذَا المَخْزُومِي وَهُوَ غلط بَيَّن سكن إشبيلية وداره مورور من أَعمالهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي عَبْد اللَّه بْن حمدين وَأبي الْحَسَن بْن بَقِي وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين أَخذ عَنْهُ الصَّحِيحَيْنِ وَكَانَ يَعْلُو فيهمَا وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن سُلَيْمَان بْن أبي زَيْد الْمهرِي وَأبي بَكْر بْن عبد الْعَزِيز وَأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وَغلب عَلَيْهِ الْأَدَب وَعلم الْفَرَائِض وَله فِي ذَلِكَ أرجوزة أُخِذت عَنْهُ وَولي الْقَضَاء بموضعه نَا عَنْهُ بِمَا ألف وروى أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب وَغَيره وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده بَعْدَ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
396 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن أَحْمَد بْن فتحون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي بَكْر بْن أَسد سَمِعَ مِنْهُ ببلنسية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسمع أَيْضا فِيهَا بشاطبة من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ حدَّث عَنْهُ شَيخنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن وضاح سَمِعَ مِنْهُ الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي فِي ذِي الْقعدَة سنة اثنيتن وَسبعين وَخَمْسمِائة وروى عَنْهُ ابْن عياد بَعْض منظومه وَلم يرفع فِي نسبه
397 - إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الْكَاتِب سكن مالقة وَأَصله من وَادي آش يكنى أَبَا الحكم وَيعرف بِابْن هَروَدْس كتب لبَعض الْوُلَاة وشارك فِي الْعلم وأنبأني أَبُو القَاسِم بْن بَقِي أنَّ أَبَا الحكم هَذَا أنْشدهُ لنَفسِهِ
(أإبراهيم إِن الْمَوْت آتٍ ... وَأَنت من الغواية فِي سنات)
(رجاؤك مثل ظلّ الرمْح طولا ... وعمرك مثل إِبْهَام القطاة)
تُوُفّي أول سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة
398 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد المَخْزُومِي الشَّاهِد من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بكَوْزَان رَحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي طَاهِر السِّلَفيّ وَلَقي بالمهدية أَبَا عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ فَحمل عَنْهُ تأليفه المترجم بالمُعلم من(1/132)
إمْلَائِهِ عَلَى صَحِيح مُسْلِم سَمِعَ مِنْهُ ابْن بَشْكُوَال وَسمع مِنْهُ هُوَ أَيْضا فتدبَّجا وَكَانَ ثِقَة عدلا أَنَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه سَمِعَ مِنْهُ فِي سنة ستٍّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد تَقَدَّمَ ذَكَرَ ابْنه أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم فِي بَابه
399 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك أندلسي نزل دمشق يعرف بِابْن المالقي ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي بَكْر الطرطوشي وتَفَقَّه بِهِ يروي عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه الأندَرشي وَحكى أَنَّهُ كَانَ يدرس بِجَامِع دمشق وبزاوية الْمَالِكِيَّة مِنْهُ
400 - إِبْرَاهِيم بْن الْحَاج أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان بْن سَعِيد بْن خَالِد بْن عُمَارة الْأَنْصَارِيّ قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَأبي الْحَسَن بْن الباذش وَأبي القَاسِم الخزرجي وَأبي الْوَلِيد بْن بَقُوة وَأبي الْحَسَن بْن الْقصير وناظر عَلَى أَخِيه أبي مَرْوَان فِي الْمُدَوَّنَة ورحل إِلَى قرطبة فَسمع من ابْن عتاب وَابْن طريف وَابْن رشد وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَابْن مغيث وَأبي عَبْد اللَّه الْقُرَشِيّ وَابْن عفيف وَابْن الْمطرف ابْن الْوراق وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن بالسبع وعَلى مَنْصُور بْن الْخَيْر بمالقة وعَلى ابْن شَفِيع بالمرية وَأخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن موهب وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ بِقِرَاءَة أبي عَبْد اللَّه النميري فِي يَوْمَ وَاحِد وَعَن أبي عَبْد اللَّه بن معمر وَعباد بن سرحان وَأبي مُحَمَّد بْن أَيُّوب الشاطبي سَمِعَ مِنْهُ الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ مرّة بَعْدَ أُخْرَى وتكرر عَلَى أبي مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَسمع مِنْهُ بأغمات أيّام قَضَائِهِ بهَا سنة سِتّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وابتدأ بِالْأَخْذِ عَنْ هَؤُلَاءِ من سنة أَربع عشرَة إِلَى سنة تسع عشرَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَشُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأَبُو بَكْر الطرطوشي والمازري وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلِ الْمعرفَة الْكَامِلَة والتفنن فِي الْعُلُوم والنفوذ فِي الْأَحْكَام يتَحَقَّق بالقراءات ويشارك فِي عَلَمُ الحَدِيث ومسائل الْفِقْه والشروط وَله فِيهَا مُخْتَصر مُفِيد وَكَانَ مَعَ فِي ذَلِكَ فَكِهَ النَّفس حُلْو النادرة حميد الْعشْرَة نَشأ بغرناطة عَلَى طلب الْعلم وَتَقْيِيد الْآثَار وَولي الْقَضَاء بعدة كور من أَعمالهَا وأعجته الْفِتْنَة الْحَادِثَة بالأندلس عِنْدَ انْقِرَاض دولة الملثمين عَنْ وَطنه فطال اضطرابه وتجوله ثُمَّ اسْتَقر أخيرًا بميورقة فِي جُوار أميرها إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن غانية فقلده قضاءها وتصدر قَبْلَ ذَلِكَ وَبعده للإقراء والإسماع فَأخذ النّاس عَنْهُ وانتفعوا بِهِ وَلم يدْخل ميورقة مثله فِي دولة بني غانية بهَا وبعدهم إِلَى أَن تغلب(1/133)
عَلَيْهَا الرّوم فِي يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عَشْر من صَفَر سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة نَا عَنْهُ أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب كتب إِلَيْهِ وتُوُفيّ يَوْمَ الثُّلَاثَاء السَّابِع لجمادى الأولى سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده بغرناطة يَوْمَ الْخَمِيس الْعَاشِر لشهر ربيع الأوّل سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَ عمره أَرْبعا وَثَمَانِينَ وَثَلَاثَة أشهر إلاّ يَوْمَيْنِ نقلته من خطّ بَعْض الروَاة عَنْهُ
401 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن عبد الْملك بْن طَلْحَة الْمُقْرِئ من أَهْل إشبيلية وَسكن قرطبة وَغَيرهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح وَأبي الْعَبَّاس بْن عيشون وَأبي الْعَبَّاس بْن حَرْب وَأبي الْمطرف بن الْوراق وَأبي مُحَمَّد بن بَقِي الْمُقْرِئ بِجَامِع بياسة وَأبي عَليّ مَنْصُور بن الْخَيْر وَسمع من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ جَامع التِّرْمِذيّ وَغير ذَلِكَ وتصدر للإقراء وَأخذ عَنْهُ بإشبيلية أَبُو القَاسِم بْن أبي هَارُون وبقرطبة أَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي وحدَّث عَنْهُ هُوَ وَأَبُو بَكْر غَالب بْن أبي الْقَاسِم الشراط وَأَبُو جَعْفَر الْمَعْرُوف بالأجري وَغَيرهم بعض خَبره عَنِ ابْن الطيلسان
402 - إِبْرَاهِيم بْن طريف من أَهْلَ الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بالشرق أَبَا الرّبيع المالقي من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بْن العريف وقفل إِلَى الأندلس فلقي أَبَا عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد واشتهر بالنسك والورع والإيثار حدَّث عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس القَنْجايري برسالة القُشَيْريّ
403 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ الخزرجي أندلسي يعرف بالتطيلي ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحسن بن مغيث وَأبي مَرْوَان بن مرّة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأَبُو بكر غَالب عَطِيَّة وَأَبُو الْوَلِيد بْن رشد ورحل حَاجا فَلَقِيَهُ بالإسكندرية عَلَى مَا زعم أَبُو الْقَاسِم عسي بْن عبد الْعَزِيز الْمَعْرُوف بالوجيه الشريشي الأَصْل وَادّعى الْإِكْثَار عَنْهُ فِي السماع مِنْهُ وقفت عَلَى ذَلِك من برنامجه وَأَنا بريئ من عهدته لعدم الْإِحَاطَة بِمَا فِيهِ من الْمَنَاكِير وَلِهَذَا الشَّيْخ من التَّخْلِيط والغلط الَّذِي لَا يَقع فِيهِ أحد مِمَّن زاول هَذِهِ الصِّنَاعَة أدنى مزاولة عَفا اللَّه عَنْهُ وسمح لَهُ
404 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فرج الْيحصبِي من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن حَامِد كَانَ مقرئًا وَقد أُخِذَ عَنْهُ(1/134)
405 - إِبْرَاهِيم بْن حُسَيْن بْن يُوسُف القَيْسيّ من أَهْل دانية وَأَصله من نَاحيَة بلنسية وَيعرف بِابْن محَارب ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد وَسمع الحَدِيث من أبي بَكْر بْن بَرُنْجال وَعلم بِالْقُرْآنِ وحملت عَنْهُ الْقرَاءَات وكتبها وَكَانَ مَعْرُوفا بالتجويد والإتقان مَعَ مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن وَاجِب وَأَبُو الحَجَّاج بْن أَيُّوب وَأَبُو الْحسن بْن خيرة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَعَلِيهِ قَرَأَ فِي صغره أَبُو جَعْفَر بْن عون اللَّه الْحصار وَوصف لي بشكاسة الْأَخْلَاق وَكَانَ صرورة لَمْ يتَزَوَّج قَطّ وتُوُفيّ سنة ثَمَانِينَ أَوْ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
406 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن مُنْذر بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن ملكون الحضْرميّ النَّحْويّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَشُرَيْح بْن مُحَمَّد وَعباد بْن سرحان وَأبي الْوَلِيد بْن حجاج وَأبي القَاسِم بْن الرماك وعنهما أَخذ علمُ الْعَرَبيَّة والآداب فرأس فِيهَا وَمهر فِي صناعتها وإقرائها وشارك فِي سواهَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو بَكْر بْن فَنْدَلة وَمن تآليفه إِيضَاح الْمنْهَج جمع فِيهِ بَيْنَ كتابي ابْن جنّي عَلَى الحماسة التَّنْبِيه والمبْهج وَوضع شرحًا عَلَى الْجمل للزجاجي وَآخر عَلَى التَّبْصِرَة للصيمري وَغير ذَلِكَ أَخذ عَنْهُ جمَاعَة من الجلة وَأَجَازَ لأبي سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه رِوَايَته وَقَالَ تُوُفّي بإشبيلية سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة زَاد غَيره فِي شوّال وَحكى أَبُو عَلِيّ بْن الشلوبين أَنه تُوُفّي فِي شوّال سنة ثَمَانِينَ ودُفِن بداره
407 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بِيبَش الْعَبدَرِي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيره وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة والفتيا واستنابه أَخُوهُ القَاضِي أَبُو بَكْر بيبش بْن مُحَمَّد فِي الْأَحْكَام فحذا حذوه وتُوُفيّ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بَعْدَ أَخِيه بِيَسِير ودُفِن بإزائه عَنِ ابْن عَاتٍ وَفِيه عَنِ ابْن عفيون
408 - إِبْرَاهِيم بْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمُقْرِئ من أَهْل أشُونَة وَنزل مَدِينَة فاس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالعشاب أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن رضبى(1/135)
وَسمع من ابْن مكي وَأبي بَكْر بْن مدير وَابْن أُخْت غَانِم حدَّث وأقرأ وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ أديبًا نحويًا حكى أَبُو الْحسن ابْن الْقطَّان أَنَّهُ أجَاز لَهُ جَمِيع رواياته فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وروى أَيْضا عَنْهُ يعِيش بْن الْقَدِيم الشلبي وَحكى ابْن فرتون أَنَّهُ تُوُفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَزَاد فِي شُيُوخه جمَاعَة وَحكى أَنَّهُ كَانَ يَعْلَمُ الْقُرْآن وَيبِيع العشب ويقرئ النَّحْو
409 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن ثَابت بْن ثعبان بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مَحْمُود بْن الرّبيع الْأَنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْجلاء أفادني نَسَبه بَعْض أَصْحَابنَا يروي عَنْ أبي االحسن بْن الباذش وَأبي عَلِيّ مَنْصُور بْن الْخَيْر وَأبي الْحَسَن يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث وَابْن أُخْت غَانِم وَابْن ورد وَكَانَ شَيخا صَالحا يَعْلَمُ الْقُرْآن حدَّث عَنهُ الملاحي وَقَالَ ابْن الطيلسان إِنَّهُ خَاله وحدَّث أَيْضا عَنْهُ ابْن ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم وَغَيرهمَا
410 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ الطرطوشي وَسكن بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن هُذَيْل وَابْن نُمارة وَسمع مِنْهُمَا وَكَانَ معلم كتاب مَوْصُوفا بالصلاح قَالَ ابْن سَالم وَهُوَ أول من فتق لساني بِكِتَاب اللَّه
411 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن المالقي ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر بْن زيدون وَأبي أُسَامَة يَعْقُوب بْن أبي مُحَمَّد بن حزم وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب أهل الظَّاهِر يتَوَلَّى الصَّلَاة بدرب ابْن الْأَخْضَر من إشبيلية حدَّث عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس النباتي
412 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الطليطلي يعرف بِابْن اللقاط ويكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع من أبي طَاهِر السِّلَفيّ سَمَّاهُ التجِيبِي شيخُنا فِي الآخذين عَنْهُ كتاب الرامَهُرْمُزِي الْفَاضِل بَيْنَ الرَّاوِي والواعي مَعَ طَائِفَة من الأندلسيين وَلَا أعلمهُ حدَّث
413 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن غُلَيب الْمُقْرِئ من نَاحيَة جيان يكنى(1/136)
أَبَا إِسْحَاق كَانَ من أَهْل الْمعرفَة بالقراءات والعربية وَله جمع بَيْنَ كتابي أبي عُبَيْد الهَرَويّ وَأبي بَكْر بْن عَزِيز وقفت عَلَيْهِ وَلَا أعرفهُ بِغَيْر هَذَا
414 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن مُوسَى الْأمَوِي الْمكتب من أَهْل إشبيلية يعرف بالطرياني ويكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي جَعْفَر بْن ثعبان وَأخذ عَنْ شُرَيْح قِرَاءَة نَافِع وَأَجَازَ لَهُ ويروي أَيْضا عَنْ أبي الْحَسَن بْن عَظِيمَة وَأبي بَكْر بْن مدير وَكَانَ رجلا صَالحا علم بِالْقُرْآنِ وَأخذ عَنْهُ قَالَ لي ابْن سَالم لَقيته بإشبيلية سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وأسمعني بِلَفْظِهِ مَا كتب من فَوَائده وَتُوفِّي بعد التسعين وَخَمْسمِائة
415 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن يَعْقُوب بْن أَحْمَد بْن عُمَر الْأَنْصَارِيّ من أَهْل بلنسية وَأَصله من مربيطر عَملهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الجُمَّش رَحل حَاجا فاستوطن الْإسْكَنْدَريَّة وَسمع من السِّلَفيّ كثيرا وَصَحبه طَويلا وَمن أبي الطَّاهِر بْن عَوْف وَأبي عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَبدر الحَبَشي وَأبي بَكْر مُحَمَّد بن أبي الْوَفَاء االآمدي وَأبي الْغَنَائِم المطهر بْن خَلَف الشحامي النَّيْسَابُوريّ وَغَيرهم وَقيد من منثور الحَدِيث مَا يخرج عَنِ الإحصاء وتزهد وتنسك وَبَلغنِي أَنَّهُ كَانَ ينْفق فِي الشَّهْر درهما وَنصف دِرْهَم لَا يزِيد عَلَى ذَلِكَ لقِيه أَبُو جَعْفَر بْن عميرَة واستفاد مِنْهُ وَصَحبه قَبْلَ ذَلِكَ فِي السماع من الشُّيُوخ أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي وَوَصفه بالزهد والورع مَعَ كَونه حِينَئِذٍ فِي ريعان الشَّبَاب وَحكى أَن عبد الْعَزِيز بْن عِيسَى الشريشي الْمَعْرُوف بالوجيه مَازحه وَهُوَ يَقْرَأ على السلَفِي كتاب فتوح مصر لِابْنِ عَبْد الحكم وَقد روى فِي أَوله عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العَاصِي قَالَ خلقت الدُّنْيَا عَلَى خمس صور عَلَى صُورَة الطير الحَدِيث فَقَالَ الْوَجِيه اسْمَع يَا أَبَا إِسْحَاق وَشر مَا فِي الطير الذَّنب يَغُضَّ مِنْهُ بذلك وَمن بِلَاد الْمغرب فَقَالَ لَهُ فِي الْحِين هَيْهَات مَا عرفت أَنْت مَا كَانَ ذَلِكَ الطَّائِر الْمُشبه بِهِ كَانَ طاووسًا وَمَا فِيهِ أحسن وأملح من ذَنبه قَالَ فَاسْتحْسن الْحَاضِرُونَ جَوَابه قَدْ حدَّث وَسمع مِنْهُ وَكَانَ(1/137)
حَافِظًا نبيها متيقظًا تُوُفّي بالإسكندرية بعد التسعين وَخَمْسمِائة فِي خَبره عَنِ ابْن سَالم
416 - إِبْرَاهِيم بْن سَعْد السُّعُود بْن أَحْمَد بْن عفير الْأمَوِي من أَهْلَ لبلة يكنى أَبَا الْعَبَّاس لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيهِ وَكتب لبَعض الْوُلَاة وتُوُفيّ عَبْطَةً بمراكش فِي نَحْو التسعين وَخَمْسمِائة قَالَه أَخُوهُ أَبُو أُميَّة وروى عَنْهُ بَعْض منظومِهِ
417 - إِبْرَاهِيم بْن نعْمَان الْوَاعِظ من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أبي إِسْحَاق الغرناطي وَقد أَخذ عَنْهُ
418 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أبي صوفة الحجري من أَهْل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَكَانَ قَدْ صحب أَبَا الْوَلِيد القسطلي الأديب وَغَيره كتب عَنْهُ ابْن حوط اللَّه بَعْض مَا أنْشدهُ
419 - إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى بْن هَارُون الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن جَابِر وَكَانَ مقرئًا
420 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خيرة من أَهْل بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق لَقِي أَبَا الْعَبَّاس الإقليشي وَصَحبه وَتَوَلَّى الصَّلاة وَالْخطْبَة بِموضع سكناهُ من شَرْقي بِلَاده روى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن خيرة شَيخنَا وَهُوَ عمّه شَقِيق أَبِيه وَكَانَت وَفَاته قبل الستمائة
421 - إِبْرَاهِيم بْن حُسَيْن بْن خَلَف القَيْسيّ من أَهْل أشونة وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالشطاطي سَمِعَ أَبَا مَرْوَان بْن قزمان وَأكْثر عَنْهُ وَله رِوَايَة عَنْ غَيره وَكَانَ يقرئ الْقُرْآن وَيسمع الحَدِيث لقِيه أَبُو بَكْر بْن عَبْد النُّور واستجازه لِابْنِ الطيلسان سنة سِتّمائَة
422 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ المُكْتِب أَصله من المرية وَسكن قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي إِسْحَاق بْن طَلْحَة وَأبي القَاسِم بْن غَالب وَغَيرهمَا وَعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ من الدِّين وَالْفضل بمَكَان ذكره ابْن الطيلسان وَحكى أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ مرار بِقِرَاءَة ورش عَنْ نَافِع(1/138)
423 - إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم اللَّخْميّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالمعاجري أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن سَعْد بْن خَلَف الْمُقْرِئ وَتَوَلَّى الصَّلاة وَالْخطْبَة بالجامع الْأَعْظَم وناوب غَيْره فِي صَلاَة التَّرَاوِيح وَكَانَ أحد الْقُرَّاء المجودين ذَا سمت وسكينة وهدي صَالح قَالَ ابْن الطيلسان صحبته زَمَانا وَسمعت عَلَيْهِ غَيْر مَا حَدِيث عَنِ الصَّالِحين وَأَخْبرنِي بتونس ابْن ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن إِبْرَاهِيم أنَّ جَدّه تُوُفّي يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع من شهر ربيع الأوّل سنة ثَلَاث وستّمائة وَقد أربى عَلَى السّبْعين
424 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْوَاحِد بْن إِبْرَاهِيم الغافقي من أَهْل غرناطة يعرف بالملاحي ويكنى أَبَا إِسْحَاق وَهُوَ أَخُو أبي القَاسِم الْحَافِظ وكبيره لَهُ رِوَايَة وَولي الصَّلاة بِجَامِع بَلَده وتُوُفيّ صَبِيحَة يَوْمَ الْأَحَد الرَّابِع عَشْر من صَفَر سنة أَربع وستّمائة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا وَسَأَلت عَنْهُ ابْن سَالم فَلم يعرفهُ
425 - إِبْرَاهِيم بْن يزِيد بن مُحَمَّد بْن رِفَاعَة اللَّخْميّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيهِ أبي خَالِد وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْمُؤمن الرعيني وَغَيرهمَا مَا حدث عَنهُ الملاحي نَاوَلَهُ كتاب الزيدوني عَنِ ابْن عَبْد الْمُؤمن عَنْ أبي الفَضْل عَبْد الوهّاب بْن أبي القَاسِم زيدون بْن عَلِيّ القيرواني عَنْ أَبِيه مُؤَلفه وَأَجَازَ لأبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء من شُيُوخنَا ووقفت عَلَى السماع مِنْهُ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وستّمائة وَورث رداءة الْخط عَنْ أَبِيه رحمهمَا اللَّه
426 - إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل بْن أبي عُثْمَان القَيْسيّ من أَهْل شُقُورة ولسلفه رياسة بهَا وَسكن هُوَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وُلّي قَضَاء بَعْض الكُوَر وأقرأ الْعَرَبيَّة والآداب بقرطبة وجيان وَكَانَ شَاعِرًا مجودًا يغلب عَلَيْهِ الصّلاح والانقباض تُوُفّي سنة سبْعٍ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا
427 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن شُعْبَة بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن شُعْبَة بْن حنُّون الغساني من أَهْلَ وَادي آش يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن عروس وَابْن(1/139)
كوثر وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن مضاء ونجبة وَأَبا مُحَمَّد التادلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون وَغَيرهمَا وَسمع من أبي خَالِد بْن رِفَاعَة كتاب التَّيْسِير لأبي عَمْرو الْمُقْرِئ وَلم يجز لَهُ وعني بالرواية أتم الْعِنَايَة وَولي قَضَاء ميورقة وحدَّث هُنَالك وَأخذ عَنْهُ وَخرج مِنْهَا مصروفًا عَنْهَا فِي أول سنة ثَمَان وستّمائة
428 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز الحضْرميّ من أَهْل إشبيلية يعرف بِابْن حَصْنٍ ويكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل حَاجا وَسمع بالإسكندرية من السِّلَفيّ وَابْن عَوْف وَله سَماع بشرق الأندلس من شُيُوخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَابْن عَاتٍ وَابْن سَعَادَة وَكَانَ مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة مُنْقَطع القرين فِي الْخَيْر وَقيد كثيرا وحدَّث قَالَ ابنُ فرقد تُوُفّي فِي السَّابِع وَالْعِشْرين لجمادى الأولى سنة عَشْر وستّمائة ودُفِن بمقبرة الصلحاء خَارج بَاب مقرانة
429 - إِبْرَاهِيم بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن دِهاقٍ الأوسي من أَهْل مالقة وَسكن مرسية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْمَرْأَة روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن حنين وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِسْمَاعِيل بْن حَرَزَهُمْ حدَّث بالموطأ عَنْهُمَا وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للرأي مشاورًا يُشَارك فِي الْأَدَب وَغلب عَلَيْهِ عَلَمُ الْكَلَام فرأس فِيهِ واشتهر بِهِ وَله تواليف مِنْهَا شرح الْإِرْشَاد لأبي الْمَعَالِي وَكتاب فِي مسَائِل الْإِجْمَاع وتجول أَحْيَانًا ودرَّس فِي غَيْر مَا بلد وَكَانَت الْعَامَّة حِزبَه وَلم يزل بمرسية يُنَاظر عَلَيْهِ ويُتحَلَّق إِلَيْهِ إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِي صدر سنة إِحْدَى عشرَة وستّمائة
430 - إِبْرَاهِيم بْن أبي القَاسِم بْن سيد أَبِيهِ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي الحكم بْن حجاج وَأبي عَمْرو بْن عَظِيمَة وَأبي مُحَمَّد الزقاق وَأخذ عَنْهُم(1/140)
الْقرَاءَات وعني بِعقد الشُّرُوط حكى بَعْض أَصْحَابنَا أَنَّهُ لقِيه وَأَجَازَ لَهُ فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وستّمائة
431 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ بْن الصيدلاني من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيه قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن وَعَن أبي القَاسِم بْن بَشْكُوَال روى عَنْهُ ابْن الطيلسان
432 - إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ الجياني مِنْهَا يكنى أَبَا إِسْحَاق وُلّي الْقَضَاء وَكَانَت لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد وَغَيره وَقد أَخذ عَنْهُ بمرسية سنة أَربع عشرَة وستّمائة
433 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن هُمام الحضْرميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ فِي رحلته بِبَغْدَاد من عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْحَرْبِيّ وطبقته وبواسط من أبي الْفَتْح مُحَمَّد بْن أَحْمَد المنْدائي وبأصبهان من أبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد الصيدلاني ثُمَّ خَرَجَ إِلَى خُرَاسَان وَسمع بهَا من أَصْحَاب الفراوي وزاهر الشحامي وَغَيرهمَا وَأقَام بِهَرَاة سِنين وقدِم بَغْدَاد فِي سنة خمس عشرَة وستّمائة ذكره ابْن نقطة وَقَالَ سَمِعتُ مِنْهُ وَكَانَ ثِقَة صَالحا يخضب بِالْحِنَّاءِ وَحكى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن هلالة أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ بخراسان ثُمَّ خَرَجَ من بَغْدَاد فِي شهر ربيع الآخر من السَّنَة الْمَذْكُورَة فَانْقَطع بِهِ فِي الْعشْر الآخر مِنْهُ بَيْنَ تكريت والموصل وَلَا يَعْلَمُ أهلك بقتل أَوْ عَطش أَو غَيْر ذَلِكَ رَحمَه اللَّه
434 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن سوار بْن أَحْمَد بْن حزب اللَّه بْن عَامر بْن سَعْد الْخَيْر بْن عَيَّاش بْن مَحْمُود الدَّاخِل إِلَى الأندلس بْن عَنْبَسَة بْن حَارِث بْن الْعَبَّاس بْن مرداس السُّلَميّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ من أَهْل بِلفيق حصن من عَمُل المرية وُلِدَ بِهِ وَنَشَأ ثُمَّ انْتقل منِهِ إِلَيْهَا وسكنها يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن الْحَاج أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد البسطي الْخَطِيب وَأبي القَاسِم بْن الْبراق وَأبي عَبْد اللَّه بْن الغزَّال وروى الحَدِيث عَنْ أبي الْحَسَن بْن كوثر وَابْن عروس وَعبد الْمُنعم الخزرجي وَأبي جَعْفَر بن عميرَة وَأبي خَالِد بن رِفَاعَة وَأبي جَعْفَر بن حكم وَأبي بكر بن أبي زمنين وَغَيرهم(1/141)
وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْعَمَل سنيا فَاضلا يُشَارك فِي الْأَدَب وَغلب عَلَيْهِ علم التصوف وَكثر من أَهله الِاجْتِمَاع إِلَيْهِ والازدحام عَلَيْهِ فغر بِهِ السُّلْطَان عَنْ وَطنه وتُوُفيّ بمراكش بَعْدَ إِقَامَته بهَا أشهرًا لَيْلَة الْأَرْبَعَاء غرَّة جُمَادَى الْأُخْرَى سنة ستٍّ عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وستِّين أَوْ نَحْوهَا وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
435 - إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أغلب الْخَولَانِيّ الأديب من أَهْل اسِطبَّة عمل قرطبة يعرف بالزَّوالي ويكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ بأشبونة من أبي مَرْوَان بْن قزمان وَأكْثر عَنْهُ وبإشبيلية من أبي إِسْحَاق بْن فرقد وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق الْكَلْبِيّ وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَأبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَابْن دحمان وَأبي مُحَمَّد بن فائز وَأبي سُلَيْمَان السَّعْدِيّ وَابْن خير وبقراءته سَمِعَ عَلَى بْن عَبْد الرّزّاق الْكَامِل لأبي أَحْمَد بْن عَدِيّ وَغَيرهم وعني بالآداب وَشهر بهَا وتجول كثيرا وَولي الْقَضَاء بأَلْش من أَعمال مرسية وحدَّث وَأخذ عَنْهُ وَقَالَ الملاحي كتبت عَنْهُ كثيرا من شِعره وَلم أستجزه وتُوُفيّ بمراكش فِي آخر سنة ستّ عشرَة وستّمائة ومولده فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة
4366 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأَزْدِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن زَغْلَل روى عَنْ خَاله أبي القَاسِم الْحَرْبِيّ وأتقن عَلَيْهِ الْفَرَائِض وَكَانَ مُتَقَدما فِيهَا مَعَ النزاهة وَالْعَدَالَة أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا يَسِيرا وتُوُفيّ فِي شوّال سنة سبْع عشرَة وستّمائة
437 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خيرة من أَهْل بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق رَحل مَعَ أَخِيه أبي الْحَسَن شَيخنَا فَأدى الْفَرِيضَة وشاركه فِي السماع من أبي عبد اللَّه الحضْرميّ وَأبي الثَّنَاء الحَرَّانيّ وَغَيرهمَا وَكَانَ شَاهدا معدلاً سَمِعتُ مِنْهُ حكايات وناولني وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا يَسِيرا وتُوُفيّ فِي المُحَرَّم سنة عشْرين وستّمائة
438 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم الشَّلبي مِنْهَا وَسكن الْمغرب يكنى أَبَا إِسْحَاق وقفت عَلَى خطه مجيزًا فِي صَفَر سنة عشْرين وستّمائة(1/142)
439 - إِبْرَاهِيم بْن مُجَاهِد بْن مُحَمَّد اللَّخْميّ من أَهْل حصن الماشَّة عمل شاطبة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلاة ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وأقرأ الْقُرْآن وأُخِذَ عَنْهُ وَرَأَيْت السماع مِنْهُ مؤرخًا بِشَهْر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وستّمائة
440 - إِبْرَهِيمُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أغلب بْن زَاهِر الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن حَفْص وَمن ابْنه أبي الْحُسَيْن وَجَمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين ورحل حَاجا فَحَضَرَ مجَالِس الحَدِيث بالحرمين الشريفين وعني بالرواية قَدِيما وحديثا ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ تُوُفّي عصر يَوْمَ الْخَمِيس ودُفِن ظهر يَوْمَ الجُمُعَة السَّادِس من جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وستّمائة
441 - إِبْرَاهِيم بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أصبغ الْأَزْدِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي ذَر الْخُشَنِي وروى عَنْهُ وَعَن أبي القَاسِم بْن بَقِي وَأبي الْحَسَن بْن حَفْص وأخيه أبي عبد الله بْن أصبغ وَغَيرهم وَولي قَضَاء دانية ثُمَّ صرف لأوّل الْفِتْنَة المنبعثة فِي أَوْل سنة إِحْدَى وَعشْرين وستّمائة وسيق إِلَى بلنسية فصحبته بهَا وبدار الْإِمَارَة مِنْهَا إِلَى إِن تسرّح وَتوجه إِلَى مَرّاكُش وَكَانَ متحققًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَله تأليف حَسَن فِي مسَائِل الْخلاف بَيْنَ النَّحْوِيين أُخِذَ عَنْهُ وَحدث بِيَسِير وسمعته يذاكر فِي الرَّأْي وَغَيره وأنشدت عَنهُ مَا كُتِب من نظمه وتُوُفيّ بسجلماسة وَهُوَ يتَوَلَّى قضاءها سنة سبْعٍ وَعشْرين وستّمائة
442 - إِبْرَاهِيم بْن إِدْرِيس بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا عُمَر وَله رِوَايَة عَنْ أَبِيه وَغَيره وَقد حدَّث بالموطأ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي الْحَسَن بْن الشَّرِيك وشارك فِي الْكِتَابَة وقرض الشّعْر وَولي قَضَاء دانية فِي صغره ثُمَّ تقلد قَضَاء بَلَده وخطب بِأخرَة من عمره وَجمع خطبه فِي أيّام الْجمع والأعياد وتُوُفيّ مصروفًا عَنِ الْقَضَاء ومقصورًا عَلَى الْخطْبَة فِي صدر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة ومولده سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بَعْدَ أَخِيه الْكَاتِب أبي بَحر صَفْوَان بأعوام(1/143)
443 - إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سَلَمَة بْن مُقيم بْن سيد النّاس الْمكتب من أَهْل مُربيطر وَسكن بلنسية يكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن الخباز قِرَاءَة الْحَرَمَيْنِ وَأبي عمر وَابْن الْعَلَاء وَأَجَازَ لَهُ وَلَقي ببجاية أَبَا مُحَمَّد عبد الْحق الاشبيلي وَلم يَأْخُذ عَنهُ شَيْئا وَيحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَنِ السِّلَفيّ والخشوعي وَغَيرهمَا وأدَّب بِالْقُرْآنِ دهرًا طَويلا ثُمَّ ترك ذَلِكَ وَعَاد إِلَى مربيطر وَبهَا لَقيته وَأَجَازَ لي فِي شهر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة وتُوُفيّ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِير ومولده فِيهَا أَخْبرنِي بِهِ وكتبته عَنْهُ ثامن المُحَرَّم سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة
444 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن غَالب الأَنْصَاري من أَهْل مرسية وَسكن المرية أَخذ عَنْ أبي مُوسَى الْجُزُولِيّ إملاءه عَلَى الْجمل للزجاجي المترجم بالقانون وبالاعتماد وَصَحب أَبَا عبد الله بن هِشَام وَخَلفه فِي حلقته بعد وَفَاته وأقرأ الْقُرْآن والعربية وأسمع الحَدِيث واخذ عَنهُ وَكَانَ رجلا صَالحا ورعا منقبضا صرورة مَا تزوج قطّ وَلَا بَاعَ وَلَا ابْتَاعَ وَمكث عَنِ الحَمَّام نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ تُوُفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة ودُفِن بمقبرة الْحَوْض
445 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمد بن عَليّ بن ابرايم بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ من أَهْل مَدِينَة ابْن السَّلِيم وَسكن شريش يعرف بِابْن الْبناء وبالمديني ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي بَكْر بْن مَالك وَأبي بَكْر بْن عُبَيْد وَأكْثر عَنْهُ وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ ثُمَّ وُلّي الصَّلاة وَالْخطْبَة بشريش وحدَّث وأُخذ عَنْهُ وَتُوفِّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا أَخْبرنِي بذلك ابْنه أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم صاحبنا بِمَدِينَة تونس
446 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْكَلْبِيّ من أَهْل بلنسية وَنزل سبتة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف باليابري رَحل حَاجا وَلَقي بالإسكندرية أَبَا عَبْد اللَّه الحضْرميّ فِي صَفَر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة سفمع مِنْهُ موطأ ابْن بكير وَغير ذَلِكَ من رِوَايَته وَله أَيْضا سَماع من ابْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهمَا وَكَانَ ثِقَة عدلا محترفا بِالتِّجَارَة وَتردد عَلَى الْمشرق وحدَّث وَأخذ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن فرتون وَغَيره وتُوُفيّ بسبتة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وستّمائة(1/144)
447 - إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ من أَهْل حصن الْقصر بشرق إشبيلية يعرف بالمنتانجشي ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح الشَّرْقِي وَأبي الحَجَّاج بْن الرُّويُةَ وَغَيرهمَا حدَّث بِيَسِير وتُوُفيّ بِنِبْرِيشَةَ سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة
448 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم من أَهْل بطليوس وَسكن إشبيلية يعرف بالأعلم ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْحُسَيْن بن سُلَيْمَان المقرىء واختص بِهِ وَعَن أبي عبد الله بْن زرقون وَأبي الْعَبَّاس بْن سيد وَابْن عبيد الله وَغَيرهم وَعلم بِالْقُرْآنِ والعربية وَله شُرُوح فِي الْإِيضَاح والجمل والكامل والأمالي وَغَيرهَا وَألف كتابا فِي آدَاب أهل بطليوس ويروي من أَهلهَا عَنْ أبي زَيْد الْمَعْرُوف بِابْن الجُنْدَيْرة وَغَيره وَلم يكن بالضابط بَلغنِي أَنَّهُ تُوُفّي فِي سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا
449 - إِبْرَاهِيم بْن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن فُوْرِتس العذري المقرىء الضَّرِير من أهل جَزِيرَة شقر وَنزل شاطبة وَأَصله من سرقسطة أَخذ الْقرَاءَات من شُيُوخنَا عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَابْن سَعَادَة وَأَخذهَا أَيْضا عَنِ القَاضِي عَتيق بْن عَلِيّ وَعَلِيهِ اعْتمد وَسمع من أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَغَيره وأقرأ الْقُرْآن وأُخذ عَنْهُ وَكَانَ أديبًا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر
450 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم صاحبنا من أَهْل بلنسية يعرف بالسهيلي ويكنى أَبَا إِسْحَاق أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَغَيره من شُيُوخنَا وَصَحب أبي رحمهمَا اللَّه عِنْدَ بَعضهم وأقرأ الْعَرَبيَّة وشارك فِي الْفِقْه وَولي قَضَاء قرمونة وأوريولة وَكَانَ أمرأ صدق تُوُفّي بمراكش بَعْدَ الْأَرْبَعين وستّمائة
451 - إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم اللَّخْميّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي عَمْرو بن عَظِيمَة وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَعَن ابْن عُبَيْد اللَّه وَأبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى(1/145)
وَكَانَ فَقِيها أصوليًا ناسكًا صادعًا بِالْحَقِّ تغلب عَلَيْهِ الْعِبَادَة وَهُوَ أَخُو أبي بَكْر بْن قسوم وقَدْ حدَّث عَنْهُ فِي تأليفه بالحكايات تُوُفّي فِي شوّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وستّمائة بَعْدَ وَفَاة أَخِيه أبي بَكْر بِنَحْوِ ثَلَاثَة أَعْوَام وَكَانَ بَيْنَهُمَا فِي المولد مثل ذَلِكَ ودُفِن بكدية الْخَيل خَارج بَاب قرمونة إزاء قبر أَخِيه رحمهمَا اللَّه
452 - إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْعَبدَرِي من أَهْل ميورقة وأصل سلفه من قرطبة يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن عَائِشَة روى الحَدِيث عَنْ أبي عَبْد اللَّه الْمَعْرُوف بختَنِ فضل وتَفَقَّه بِهِ وَمَال إِلَى عَلَمُ الرَّأْي ودراسة الْمسَائِل وَذَلِكَ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ مَعَ الدّيانَة والنزاهة وأسره العدوّ فِي الْحَادِثَة عَلَى بَلَده وقدِم بلنسية بَعْدَ خلاصه فولي النِّيَابَة بهَا فِي الْأَحْكَام ثُمَّ قَدِمَ إِلَى قَضَاء دانية ونوظِر بهَا عَلَيْهِ وَلحق بتونس حُمَيْد السّيرة مرضِي الطَّرِيقَة صحبته وَسمعت مِنْهُ أَخْبَارًا مولده سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ ظهر يَوْمَ الثُّلَاثَاء التَّاسِع عشر لذِي قعدة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وستّمائة ودُفِن لعصر ذَلِكَ الْيَوْم خَارج تونس وَشهِدت جنَازَته فِي طَائِفَة أتبعوه ثَنَاء جميلاً
453 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الأصبحي من أَهْل إشبيلية وَكَانَ يسكن حصن الْقصر من شرقها يكنى أَبَا إِسْحَاق روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن مَالك المِيْرتُلي وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات السَّبع وَأَجَازَ لَهُ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ أديبًا ناظمًا ناثرًا حدَّث عَنْه بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ تُوُفّي فِي آخر سنة ستٍّ وَأَرْبَعين وستّمائة
454 - إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ الفِهري من أَهْل شريش يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالبونسي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بُونِسَ بِالْبَاء الْمُعْجَمَة مِنْهَا روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْحَسَن بْن هِشَام وَأبي عَمْرو بْن غياث وَأبي الْعَبَّاس بن عبد الْمُؤمن وَغَيره وَقد أَخذ عَنْهُ وتُوُفيّ منتصف سنة إِحْدَى وَخمسين وستّمائة وَقَالَ ابْن فرتون أَنَّهُ تُوُفّي فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من ربيع الآخر من السَّنَة وَذَكَرَ أَنَّهُ أجَاز لَهُ ولابنه عَبْد الْكَرِيم وَأَن لَهُ تآليف مِنْهَا كتاب التَّعْرِيف والإعلام فِي رجال ابْن هِشَام وَكتاب كنز الكتَّاب فِي نسختين كبرى وصغرى وَكتاب التَّبْيِين والتنفيح بِمَا ورد من الْغَرِيب فِي كتاب الفصيح قَالَ مولده فِي عَام ثَلَاثَة وَسبعين وَخَمْسمِائة فِيمَا كتب لي بِخَطِّهِ(1/146)
وَمن الغرباء
455 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الشَّيْبَانيّ من أَهْل بَغْدَاد وَسكن القيروان يكنى أَبَا اليُسْر وَيعرف بالرياضي كَانَ لَهُ سَماع بِبَغْدَاد من جلة الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء والنحويين لَقِي الجاحظ والمبرد وثعلبا وَابْن قُتَيْبَةَ وَلَقي من الشُّعَرَاء حبيبًا ودعبلاً وَابْن الجهم والبحتري وَمن الْكتاب سَعِيد بْن حُمَيْد وَسليمَان بْن وهْب وَأحمد بْن أبي طَاهِر وَغَيرهم وَهُوَ الَّذِي أَدخل إفريقية رسائل المُحْدثين وأشعارهم وطرائف أخبارهم وَكَانَ عَالما أديبًا ومرسلاً بليغًا ضَارِبًا فِي كلّ علم وأدب بِسَهْم وَكتب بِيَدِهِ أَكثر كتبه مَعَ براعة خطه وَحسن وراقته وَحكى أَنَّهُ كتب على كبره كتاب سِيبَوَيْهٍ كُله بقلم وَاحِد مَا زَالَ يبريه حَتَّى قصر فَأدْخلهُ فِي قلم آخر وَكتب بِهِ حَتَّى فني بِتمَام الْكتاب وَله تواليف مِنْهُمَا لَقِيط المرجان وَهُوَ أكبر من عُيُون الْأَخْبَار وَكتاب سراج الْهدى فِي الْقُرْآن ومشكلة وَإِعْرَابه ومعانيه والمرصَّعة والمدبَّجة وجال فِي الْبِلَاد شرقًا وغربًا من خُرَاسَان إِلَى الأندلس وَقد ذكر ذَلِكَ فِي أشعار لَهُ وَكَانَ أديب الْأَخْلَاق نزيه النَّفس كتب لإِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الأغلبي صَاحب إفريقية ثُمَّ لِابْنِهِ أبي الْعَبَّاس عَبْد اللَّه وَكَانَ أَيَّام زِيَادَة اللَّه بْن عَبْد اللَّه آخر مُلُوك الأغالبة عَلَى بَيت الْحِكْمَة وتُوُفيّ بالقيروان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فِي أول ولَايَة عُبَيْد اللَّه الشيعي وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة خَبره مُخْتَصر من تَارِيخ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن القَاسِم الْمَعْرُوف بالرَّقيق وَفِيه عَنْ غَيره وَذكره سكن بن ابراهيم الأندلسي وَقَالَ عريب بْن سَعِيد تُوُفّي يَوْمَ الْأَحَد لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة بقيت من جُمَادَى الأولى يَعْنِي من سنة ثَمَان وَتِسْعين ودُفِن بِبَاب سلْم قَالَ وَكَانَ أديبًا مُرْسلا شَاعِرًا حَسَن التَّأْلِيف وقدِم الأندلس عَلَى الْإِمَام مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَذَكَرَ لَهُ مَعَه قصَّة قَدْ كتبتها فِي تأليفي المترجم بإفادة الْوِفَادَة وَحكى أنَّ لَهُ مُسْندًا فِي الحَدِيث وكتابًا فِي الْقُرْآن سَمَّاهُ سراج الْهدى والرسالة الوحيدة والمؤنسة وقطب الْأَدَب ولقيط المُرجان وَغير ذَلِكَ من الأوضاع قَالَ وَكتب لبني الْأَغْلَب حَتَّى انصرمت أيامهم ثُمَّ كتب لِعبيد اللَّه حَتَّى مَاتَ وَمن(1/147)
الروَاة عَنْهُ أَبُو سَعِيد عُثْمَان بْن سَعِيد الصيقل مولى زِيَادَة اللَّه بْن الْأَغْلَب قَرَأت شعر حبيب عَلَى أبي الرّبيع بْن سَالم وقرأت جملَة مِنْهُ عَلَى غَيره وناولني جَمِيعه وحدثاني بِهِ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَن زرقون عَنِ الْخَولَانِيّ عَنْ أبي القَاسِم حَاتِم بْن مُحَمَّد عَنْ أبي غَالب تَمام بْن غَالب بْن عُمَر اللّغَوِيّ عَنْ أَبِيه أبي تَمام عَنْ أبي سَعِيد الْمَذْكُور عَنْ أبي اليَسَر عَنْ حَبيب وَهُوَ إِسْنَاد غَرِيب
456 - إِبْرَاهِيم بْن سلم الإفْرِيقِي الْوراق يكنى أَبَا إِسْحَاق قَدِمَ قرطبة وَكَانَ بهَا يلازم المَسْجِد الْجَامِع وَكَانَ شَيخا صَالحا قَرَأت اسْمه بِخَط شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأورد لَهُ قِطْعَة شعر أَولهَا
(تزيد عَلَى الإقلال نَفسِي نزاهةً ... وتأنسُ بالبَلْوى وتقوى مَعَ الْفقر)
(فَمن كَانَ يخْشَى صرف دهر فإنني ... أمنت بِفضل اللَّه من نُوب الدَّهْر)
وَذَكَرَ لَهُ القَاضِي يُونُس قصَّة مَعَ أبي بَكْر بْن مُجَاهِد الألبيري تدل عَلَى عفته وفضله وَحكى أَنَّهُ كَانَ يؤم بمسجده بحومة غَدِير أبي الْفَيْض ويورَّق للْحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَإِلَيْهِ كتب بالشعر الْمَذْكُور وَقد أَرَادَ رياضته بِقطع جراية عَنْهُ وَخرج بِأخرَة عمره إِلَى مكَّة بنية الْجوَار بهَا والوفاة فِيهَا رَحمَه اللَّه
457 - إِبْرَاهِيم بْن حَمَّاد من أهل قلعة حَمَّاد عمل بجاية يكنى أَبَا إِسْحَاق لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الرمامة
458 - إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن الْحَسَن بْن الْوَلِيد السُّلَميّ من أَهْل فاس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بِابْن فُرتون وَهُوَ جَدُّ جَدِّ أبي الْعَبَّاس صاحبنا دَخَلَ الأندلس وروى بمرسية عَنْ أبي الصَّدَفِي وَسمع عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَأَجَازَ لَهُ وروى أَيْضا عَنْ أبي على الغساني وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَغَيرهم وَسمع بفاس من عَبّاد بْن سرحان وَأبي عَبْد اللَّه بْن الصيقل الشاطبي وَأبي الحَجَّاج بن عديس وَلَقي بسجلماسة بكار بن برهون بن الغرديس سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فَسمع عَلَيْهِ صَحِيح الْبُخَارِيّ حدَّث(1/148)
عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن أَحْمَد وَغَيره وتُوُفيّ بِبَلَدِهِ من لَيْلَة السبت الثَّالِث وَالْعِشْرين من جُمَادَى الآخِرَة سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ذكره حفيده أَبُو الْعَبَّاس
459 - إِبْرَاهِيم بْن حَارِث الكلَاعِي من أَهْل الأربس بإفريقية يكنى أَبَا إِسْحَاق دَخَلَ الأندلس وَسمع بإشبيلية من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ الشهَاب للقضاعي وَبَعض تواليفه فِي سنة تسع وَخَمْسمِائة وَعَاد إِلَى بَلَده وَكَانَت لَهُ بِهِ نباهة وبيته مَعْرُوف إِلَى الْيَوْم وتُوُفيّ فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة أفادنيه الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد بْن بُرطلة
460 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد اللَّخْميّ السَّبتي يعرف بِابْن المتقن ويكنى أَبَا إِسْحَاق روى بالأندلس عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْقَاسِم خلف بن صَوَاب وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وَأبي إِسْحَاق بن خفاجة ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي طَاهِر السِّلَفيّ وبمكة من أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن نصرون وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد العثماني بِبَعْض تواليف البطليوسي وَبِغير ذَلِكَ وَقَالَ رويت عَنْهُ وروى عني وَجعله أندلسيًا وَلَعَلَّ ذَلِكَ لدُخُوله إِيَّاهَا وَكَانَ سَمَاعه من ابْن نصرون فِي شهر ربيع الأول سنة سبعين وَخَمْسمِائة قرأته بِخَط أبي عَبْد اللَّه التجِيبِي شَيخنَا
461 - إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن مَنْصُور الغساني الدّمشقيّ يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالسنهوري وسَنْهُور من ديار مصر روى عَنْ أبي القَاسِم بْن عَسَاكِر وَأبي الْيمن الكِنْديّ وَأبي الْمَعَالِي الفراوي وَأبي الطَّاهِر الخشوعي وَغَيرهم قَالَ أَبُو الْعَبَّاس النباتي قَدِمَ عَلَيْنَا يَعْنِي إشبيلية سنة ثَلَاث وستّمائة وسمى جمَاعَة من شُيُوخه وَحكى أَنَّهُ كَانَ يروي موطأ أبي مُصْعَب وصحيح مُسْلِم بعلو وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه أجازني وَابْني مُحَمَّدًا جَمِيع مَا رَوَاهُ عَن شُيُوخه الَّذِين مِنْهُم أَبُو الْفَخر فَنًّا خُسْر ابْن فَيْرُوز الشّيرازيّ وَذَكَرَ أنَّ رِوَايَته بنزول لأنَّه لَمْ يرحل إلاّ بَعْدَ وَفَاة الشُّيُوخ الْمَشَاهِير بِهَذَا الشَّأْن وَقَالَ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَسَماهُ فِي شُيُوخه قَدِمَ عَلَيْنَا تونس سنة اثْنَتَيْنِ وستّمائة واستجزته لِابْني حَسَن فَأَجَازَهُ وإياي قَالَ وَانْصَرف من تونس إِلَى الْمغرب ثُمَّ إِلَى الأندلس وَقدم عَلَيْنَا(1/149)
بَعْدَ ذَلِكَ مَرّاكُش مفلتًا من الْأسر فَظهر فِي حَدِيثه عَنْ نَفسه تجازف واضطراب وكَذِبٌ زَهد فِيهِ وإثر ذَلِكَ انْصَرف إِلَى الْمشرق رَاجعا وَقد كَانَ إذْ أجَاز ابْني كتب بِخَطِّهِ جملَة من أسانيده وسمى كتبا مِنْهَا الْمُوَطَّأ والصحيحان وَغير ذَلِكَ قَالَ وَقد تبرأت من عُهْدَة جَمِيعه لمّا أثَبَتُّ من حَاله وحَدثني أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي كَرَامَة صاحبنا بتونس أنَّ السنهوري هَذَا لمّا انْصَرف إِلَى مصر امتحن بملكها الْكَامِل مُحَمَّد بْن الْعَادِل أبي بَكْر بْن أَيُّوب لأجل معاداته أَبَا الخَطَّاب بْن الجُمَيِّل فَضرب بالسياط وطيف بِهِ عَلَى جمل مُبَالغَة فِي إهانته
462 - إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن فَارس بْن شاكلة بْن عَمْرو بْن عَبْد اللَّه السُّلَميّ الذكواني من أَهْل كانم ممّا يَلِي صَعِيد مصر يكنى أَبَا إِسْحَاق قدم الْمغرب قبل الستمائة بِيَسِير وَسكن مَرّاكُش وَدخل الأندلس فِيمَا بَلغنِي وَكَانَ عَالما بالآداب شَاعِرًا مُفلقًا مَعَ التيقظ والفهم وَصدق التأله سَمِعتُ شُيُوخنَا يصفونه بذلك ويجملون الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ لَونه مسودًا وَله فِي ذَلِكَ أشعارًا نادرة وأقرأ مقامات الحريري تفهمًا وَلَا أَدْرِي عَمَّن رَوَاهَا وتُوُفيّ سنة ثَمَان أَوْ تسع وستّمائة
463 - إِبْرَاهِيم بْن جَابِر بْن عمر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر المَخْزُومِي من أَهْل مَرّاكُش وَنَشَأ بِمَدِينَة فاس يكنى أَبَا إِسْحَاق وَيعرف بالقفال أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن حَرَزَهم وَغَيره وَمَال إِلَى التصوف وَغلب عَلَيْهِ الْوَعْظ والتذكير فَقطع فِي ذَلِكَ عمره وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْعَمَل مقلاً صَابِرًا عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ الأندلس واستوطن إشبيلية وَأقَام بهَا سِنِين عدَّة ثُمَّ انْتقل مِنْهَا فِي سنة تسع وَعشْرين وستّمائة وَقصد مَرّاكُش فَلم يزل بهَا يعظ وَيذكر إِلَى أنَّ تُوُفّي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وستّمائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة حَدَّثَنِي بذلك ابْنه وَغَيره
بَاب إِسْمَاعِيل
464 - إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن يحيى بْن كثير اللَّيْثِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَن أَبِيه وَتُوفِّي فِي حَيَاته وَكَانَ طَويلا فَائت الطول أديبًا شَاعِرًا ذكره الرّازيّ(1/150)
465 - إِسْمَاعِيل بْن الفَضْل بْن الفَضْل بن عميرَة العتقي من كورة تدمير يكنى أَبَا أَيُّوب رَحل سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ وَحج مَعَ أَخِيه عَبْد الرَّحْمَن بْن الفَضْل وسمعا بالقيروان من حماس القَاضِي وَصَالح بْن مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم بن دَاوُد وَابْن عون ذكره ابْن حَارِث وقرأته بِخَط الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل العتقي
466 - إِسْمَاعِيل بْن تاجِيت من أَهْل قرطبة وَأَصله من البربر من نَاحيَة جيان ويتولى بَلِيًّا فِي قضاعة أَخذ عَنْ مُحَمَّد بْن الْفَرح الرشَّاش صَاحب الذِّرَاع صناعَة من الْقسم هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد بْن تاجيت وبرعا فِي ذَلِكَ
467 - إِسْمَاعِيل بْن خطاب الغافقي من أَهْل سرقسطة وَصَاحب الصَّلاة بهَا وَكَانَ أَبُوهُ أَيْضا يتَوَلَّى الصَّلاة بهَا ذكره وَالَّذِي قبله الرّازيّ وَقَالَ ابْن الفَرَضيّ فِي أَبِيه خطاب بْن إِسْمَاعِيل الغافقي من أَهْل وَشْقَة صَاحب صَلاَة سرقسطة وَذَكَرَ الْحميدِي أَنَّهُ مولى غافق
468 - إِسْمَاعِيل بْن يعِيش بْن إِسْمَاعِيل بْن زَكَرِيَّاء بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن حبيب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الجَبَّار الدَّاخِل إِلَى الأندلس بْن أبي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف رَضِيَ اللَّه عَنْهُ من أَهْل بطليوس كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ حزم بْن يعِيش مِمَّن يحمل عَنْهُ النَّسَبُ قَالَه الرّازيّ
469 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد من أَهْل وشقة يعرف بِابْن الأَبَّار وَهُوَ وَالِد الْفَقِيه يروي مُحَمَّد بن اسماعيل ويروى عَنْ أبي عُثْمَان سَعِيد بْن سَعِيد بْن كثير الوشقي حدَّث عَنْهُ ابْنه مُحَمَّد ذكره ابْن الفرضي وكناه أَبَا القَاسِم وَهنا زِيَادَة عَلَيْهِ
470 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن صَالح بْن تَمام بْن غَالب من أَهْل سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن فُورْتِش وجدُّه سُلَيْمَان بْن صَالح هُوَ الملقب بذلك فِيمَا ذكره ابْن حَارِث قَالَ ابْن الفَرَضيّ ينتسبون إِلَى وَلَاء بني أُميَّة وَقَالَ أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض حَدَّثَنِي بَعْض أَصْحَابنَا أنَّ أصل نسبهم فِي عُذرة رَحَلَ حَاجا وَأدّى الْفَرِيضَة وَلَا أعرف لَهُ سَمَاعا فِي رحلته وَهُوَ وَالِد القَاضِي(1/151)
مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل وأخوته ولمّا صدر عَنْ حجه وكَرَّ قَافِلًا إِلَى وَطنه تُوُفّي بِمصْر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ذَكَرَ وَفَاته ابْن حُبَيْش ورثاه أَبُو عُمَر بْن دراج القسطلي
471 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن يحيى التجِيبِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْعَرَب وَيعرف بالوخشي كَانَ فَقِيها مُحدثا وَعمر كثيرا وَابْنه الْحَافِظ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد لَهُ رسائل كتب بهَا من ميله إِلَى بَعْض أخوانه وقفت عَلَى ذَلِكَ
472 - إِسْمَاعِيل بْن خَلَف بْن سَعِيد من أَهْلَ سرقسطة كَانَتْ لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَقَرَأَ عَلَى أبي ذَر الهَرَويّ صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي ذِي الحجّة سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة بدار خَدِيجَة بِنْت خويلد رَضِيَ الله عَنْهَا بِتِلْكَ الْقِرَاءَة سمع أَحْمَد بْن يحيى بْن عَائِذ وَأصبغ بْن رَاشد والشَّنْتِجالي وَغَيرهم
473 - إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن المعلِّم من أَهْل سرقسطة يعرف بالدراج كَانَ معدودًا فِي فُقَهَاء بَلَده ونبهائهم وَهُوَ أحد الشُّهُود عَلَى أبي عُمَر الطلمنكي بِخِلَاف السَّنَة مَعَ رَافع بْن نصر بْن غربيب وَالْحسن بْن مُحَمَّد بْن هالس وَجَمَاعَة من الْأَعْلَام فأسقط القَاضِي حِينَئِذٍ بسرقسطة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن فرتون شَهَادَتهم وسجل عَلَى نَفسه بذلك فِي جُمَادَى الأولى من سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي الحكم بْن غَشِلْيان وَفِيه يسير عَنْ غَيره
474 - إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن جُبْرُون يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر كثير وَكتب عَنْهُ تأليفه فِي الصَّحَابَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وتأليفه فِي أَخْبَار القَاضِي مُنْذر بْن سَعِيد وسَمعه مِنْهُ وَلَا أعلمهُ حدَّث
475 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَامر الحِمْيريّ الأديب من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد ويلقب أَبُوهُ بحبيب كَانَ آيَة فِي الذكاء والفهم والبلاغة وتجويد الشّعْر(1/152)
عَلَى حَدَاثَة سنه وَله فِي فصل الرّبيع تأليف ترجمَهَ بالبديع أَفَادَ بِهِ وَلم يُورد فِيهِ لغير شعراء الأندلس شَيئًا وَهُوَ أَخُو أبي زَيْد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَامر شيخ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ تُوُفّي معتبطًا قَرِيبا من سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة فِي خَبره عَنِ الْحميدِي
476 - إِسْمَاعِيل بْن هَارُون البطليوسي مِنْهَا يكنى أَبَا القَاسِم يروي عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد التبريزي الْمَعْرُوف بِابْن الخازن حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر عَاصِم بْن أَيُّوب وَأَبُو الْحَسَن بْن السِّيد البَطْلَيْوسِيَّان من فهرسة أبي مُحَمَّد بْن السِّيد
477 - إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف بْن حَدِيدِي من أَهْل سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم رَحل وَحج وَأم بِبَلَدِهِ فِي صَلاَة الْفَرِيضَة وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة من خطّ أبي دَاوُد المقرىء
478 - إِسْمَاعِيل بْن أبي زَيْد من أَهْل مرسية يكنى أَبَا الْعَرَب أَخذ عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَاخْتلف إِلَيْهِ وَعَن أبي حَفْص الْهَوْزَنِي الشَّهِيد أيّام كَونه بمرسية من كتاب الْفرق للباجي
479 - إِسْمَاعِيل بْن مُهَلْهِل صَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بلنسية لأوّل فتحهَا فِي رَجَب سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أَخا للأمير مَزْدَلي اللمتوني من الرَّضاعة وَأرَاهُ الَّذِي ولاه ذَلِكَ وَهُوَ صلّى عَلَى أبي دَاوُد المقرىء حِين تُوُفّي لِلنِّصْفِ من رَمَضَان سنة ستٍّ وَتِسْعين بَعْدَ الْفَتْح بعام ونيف ذكره ابْن عياد وَعِنْدِي أَنَّهُ من الغرباء
480 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن سُفْيَان السُّلَميّ من نَاحيَة دانية يكنى أَبَا عَلِيّ كَانَ من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بن أبي عَمْرو المقرىء أَخذ بدانية عَنْه الْقرَاءَات وأقرأ بهَا يروي عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن سَيِّد بونه
481 - إِسْمَاعِيل بْن غَالب اللَّخْميّ من أَهْل لَبْلَة يكنى أَبَا الْوَلِيد أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن الْعَبْسِي وأبوي القَاسِم بْن رزق وَابْن مُدير وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَمن الروَاة عَنْه أَبُو الْحُسَيْن بْن صاعد اللَّبْلي ذكره ابْن خَير
482 - إِسْمَاعِيل بْن يحيي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه وَقد تَقَدَّمَ النّسَب قَبْلَ هَذَا من أَهل سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن فُوْرتش وَهُوَ أَخُو القَاضِي مُحَمَّد بْن يحيى وَكَانَا جَمِيعًا زاهدين لَهما رحْلَة سمعا فِيهَا من أبي ذَر الهَرَويّ(1/153)
بِمَكَّة وعادا إِلَى بلدهما وَولي مُحَمَّد مِنْهُمَا الْقَضَاء وَقد لقيهمَا القَاضِي أَبُو عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَلم يسمع مِنْهُمَا ويرويان عَنْ أبي عُمَر الطلمنكي وَأبي الحزم بْن أبي دِرْهَم وَتُوفِّي فِي نَحْو الْخَمْسمِائَةِ ذكره عِيَاض فِي المعجم وَلم يسم أَبَا القَاسِم هَذَا
483 - إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى بْن فَهْد بْن أبي مَالك الْأمَوِي من أَهْل مرسية سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي فِي النَّاسِخ والمنسوخ لهبة الله فِي سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكتبه عَنْهُ بِخَطِّهِ وقفت عَلَى ذَلِكَ وَكتب أَيْضا النَّاسِخ والمنسوخ لمكي فِي سنة خَمْسمِائَة وَلَا أعلمهُ حدَّث
484 - إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ من أَهْل أَلْش يكنى أَبَا الْوَلِيد حدَّث بالموطأ عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَكَانَ حَسَن الْخط ذَا عناية بالرواية
485 - إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن بَقِي الحجاري من أَهْل مَدِينَة الفَرَج وَسكن قرطبة يكنى أَبَا الْقَاسِم أَخذ عَنْ أَبِيهِ وَأبي الْحَسَن سَعِيد بْن قُوطَة وَأبي عبد الله المغامي وَأبي الْمطرف بن سَلمَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بن الْفَتْح الريوله وَذكره ابْن عَزِيز فِي أَصْحَاب أبي الْعَيْش معمر بن معذل الحجاري ونجباء تلاميذه روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن عبد الرَّحِيم وكناه أَبَا الْحسن وَابْن بشكوال وَلم يذكرهُ فِي الصِّلَة وَقد أخبر عَنْهُ فِي اسْم أَبِي عُمَر الطلمنكي مِنْهَا برؤياه المنذرة بوفاته وَقَالَ فِي مُعْجم شُيُوخه سَأَلنَا إِسْمَاعِيل هَذَا أنَّ يُجِيز لَنَا مَا رَوَاهُ فَقَالَ نَعَمْ بِلَفْظِهِ وتُوُفيّ سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
486 - إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن مُحَمَّد الرعيني من أَهْل قصر أبي دانِس بغرب الأندلس يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنِ أبي حَفْص بْن الْيَتِيم واختص بِهِ وَسمع مِنْهُ تواليفه وكتبها عَنْهُ وَكَانَ صَاحب تَقْيِيد واعتناء مَعَ ضبط وَحسن خطّ وَلَا أعلمهُ روى عَنْ غَيره وتُوُفيّ فِي شعْبَان سنة ستٍّ وَعشْرين وَخَمْسمِائة(1/154)
487 - إِسْمَاعِيل بْن الْحُسَيْن بْن الْفَتْح من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا الْوَلِيد كَانَ من أَهْل الْعلم بِالْحِسَابِ والنجوم وَله رِسَالَة الْبُرْهَان فِي هَذَا الشَّأْن
488 - إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد الْعَبدَرِي من أَهْل شنتمرية الشرق وَسكن مرسية يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن الجياب كَانَ من أَهْل النزاهة وَالْعَدَالَة والتقدم فِي الْوَرع والذكاء وتخيره أَبُو الْعَبَّاس بْن أبي جَمْرَة إِمَامًا لمسجده فَكَانَ يؤم بِهِ فِي صَلاَة الْفَرِيضَة وَأوصى عِنْدَ وَفَاته أنَّ يُصَلِّي عَلَيْهِ فَأمْضى ذَلِكَ القَاضِي عَاشر بْن مُحَمَّد وَكَانَ قَدْ أَشَارَ عَلَى ابْنه أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد شَيخنَا بِأَن يُصَلِّي عَلَى أَبِيه لمّا قَدِمَ نعشه فتوقف عَنْ ذَلِكَ وعرَّف بِوَصِيَّة أَبِيهِ فَاسْتحْسن عَاشر ذَلِكَ مِنْهُ وَتقدم إِسْمَاعِيل هَذَا فَتَوَلّى الصَّلاة عَلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقد ذكرت هَذَه الْوَفَاة
489 - إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بن حجاج اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْظُور وَمن أبي الحَجَّاج الأعلم واختص بِهِ وَجل رِوَايَته عَنْهُ ويروي أَيْضا عَنْ أبي مَرْوَان بْن سراج وَكَانَ أديبًا كَاتبا عريقًا فِي النباهة سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بَكْر بْن رزق وَأَبُو الْحَسَن بْن الضَّحَّاك وَابْن خَيّر وَابْن ملكون ونجبة وَغَيرهم وَقَالَ ابْن الدّباغ وقرأته بِخَط ابْن عياد أَنْشدني الْوَزير ِأبو الْوَلِيد بن حجاج فِي مجْلِس الْوَزير الْكَاتِب أبي مُحَمَّد بْن عَامر للوزير أبي الْوَلِيد بْن مَسْلَمَة
(إِذَا خَانَكَ الرِّزْقُ فِي بَلْدَةٍ ... وَوَافَاكَ مِنْ هَمِّهَا مَا كَثُرْ)
(فَمِفْتَاحُ رِزْقِكَ فِي بَلْدَةٍ ... سِوَاهَا فَرِدْهَا تَنَلْ مَا يَسُرّ)
(كَذَا المبهمات بوسط الْكتاب م ... مفتاحها أبدا فِي الطرر)
// المتقارب //
وقرأت بِخَط ابْن الضَّحَّاك تُوُفّي شَيخنَا إِسْمَاعِيل بْن حجاج فِي شهر جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة زَاد ابْن حُبَيْش ومولده سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
490 - إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إزْرَاق التّميميّ من أهل سرقطة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجدُّه من أَهْل النباهة والمشاركة فِي الْعلم وَهُوَ جد شَيخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن نوح لأمه وانتقل عَنْ وَطنه بَعْدَ أنَّ ملكه الرّوم وتجول بِبِلَاد شَرق الأندلس(1/155)
وَتُوفِّي بمرسية بعد صَلَاة الظهرمن يَوْمَ الْأَرْبَعَاء منتصف شهر ربيع الآخر سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة ودُفِن بمقبرة بَاب ابْن أَحْمَد
491 - إِسْمَاعِيل بْن مَسْعُود بْن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود الخُشَنِي من أهل جيان يكنى أباطاهر وَيعرف بِابْن أبي رُكَب وَقد قيل إِن أَخَاهُ الْأُسْتَاذ أَبَا بَكْر هُوَ الْمَعْرُوف بذلك رَوَى عَنْ مشيخة بَلَده وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا لقِيه أَبُو عَبْد اللَّه بْن عُبَادة الجياني الْمُقْرِئ وَأخذ عَنهُ وأنشدني ابْن سَالم غير مرّة وَأَخْبرنِي فِي آخَرين عَنِ ابْن حَمِيد قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو بَكْر بْن مَسْعُود لِأَخِيهِ إِسْمَاعِيل
(يَقُولُ النّاسُ فِي مثل ... تذكره غائباا تَرْهُ)
(فَمَا بِي لاَ أَرَى سَكَنِي ... ولاَ أَنْسَي تَذَكُّرَهُ)
492 - إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الحضْرميّ من أَهْل إشبيلية حدَّث عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ بِكِتَاب الشهَاب للقضاعي وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمعه بقرَاءَته عَلَيْهِ قَدِيما وَقد ذكرته فِي مُعْجم أَصْحَابه من جمعي وَلم يكن بالضابط
493 - إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بن عَطاء الله الاصنهاجي من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن العريف روى عَنْ أَخِيه أبي الْعَبَّاس الزَّاهد وَكتب عَنْهُ كثيرا من شِعره وَعَن عَبّاد بْن سرحان حكى ذَلِكَ بَعْض أَصْحَابنَا عَنِ ابْن مُؤمن
494 - إِسْمَاعِيل بْن عُمَر بْن أَحْمَد الْقُرَشِيّ العَلوَيّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الطَّاهِر رَحل حَاجا وَدخل الْعرَاق والموصل وَقيد الْكثير وَرَوَاهُ ورأيتُ لَهُ سَمَاعا من أبي حَفْص الميانِشِي بِمَكَّة فِي سنة سبعين وَخَمْسمِائة سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الصَّبْر السبتي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبد الْكَرِيم الفاسي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن وقَّاص الْخَطِيب وحَدَّثَ عَنْهُ فِي الْإِجَازَة أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ قَاضِي ميورقة وقرأتُ بِخَط إِسْمَاعِيل هَذَا عَلَى نُسْخَة من الموطا تَحْديثَه عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن هابيل بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الْمَرْوِيّ عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وحدَّث أَيْضا عَنْ غَيره بِمَا دلّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يخلط وَلَا يضْبط(1/156)
وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو الصَّبْر كَانَ لَهُ فِيهِ يَعْنِي الْمُوَطَّأ إسنادٌ عالٍ جدا فتصفحته فوجدتُه ينقص مِنْهُ رجلٌ وَاحِد فاستربت فِي الرِّوَايَة عَنْهُ بَعْدَ تحْسِين الظَّن بِهِ وَلم يتَنبَّه أَبُو الصَّبْر لِأَن ابْن هابيل وَغَيره من شُيُوخه مَجْهُولُونَ
495 - إِسْمَاعِيل بْن فُلان بن مُحَمَّد بن سَعْدَان الشننريني الْوَاعِظ يكنى أَبَا الْوَلِيد هَكَذَا سَمَّاهُ ابْن سَالم وَنسبه وكناه وَلم يذكر أَبَاهُ وَمن خطه نقلت ذَلِكَ وَقَالَ فِيهِ حسنُ الطَّرِيقَة فِي الْوَعْظ سالِكٌ بِهِ مَسْلَك الْجد مقتصر فِي تمشيته عَلَى تَفْسِير كتاب اللَّه وتفهم مَعَانِيه أَقَامَ عندنَا ببلنسية زَمَانا وَكنت قد لَقيته فِي سنة ستٍّ وثماني وَخَمْسمِائة وَأَنا قَاصد من لُورقة إِلَى مرسية فبتنا تِلْكَ اللَّيْلَة بِالطَّرِيقِ وتذاكرنا كثيرا من الْأَخْبَار والآداب فَكَانَ ممّا أنشدنيه قَالَ أَنْشدني أَبُو القَاسِم السُّهيْلي لنَفسِهِ
(شَغَفَ الفُؤادَ نواعمٌ أَبْكَارٌ ... )
الأبيات الْخَمْسَة بكمالها وَقد تَقَدَّمَ فِي بَاب أَحْمَد عَنِ ابْن أبي الْبَقَاء أَنَّهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعْدَان أَبُو الْعَبَّاس دون شكّ فِي اسْم أَبِيه فَلاَ أَدْرِي من الغالط وَكِلَاهُمَا ناقد ضَابِط
496 - إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن السَّرَّاج سَمِعَ من أبي عبد الله بْن زَرْقُون يَسِيرا وَأَجَازَ لَهُ وَمن أبي مُحَمَّد بْن جُمْهُور وَغَيرهمَا وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَمْرو بْن عَظِيمَة والعربية عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي الْوَلِيد جَابِر بْن أبي أَيُّوب وَصَحب الْأُسْتَاذ أَبَا الْعَبَّاس بْن أُميَّة واختص بالقاضيين أبي حَفْص بْن عُمَر وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه ولطُفَ مَحَله مِنْهُمَا لمشاركته وَحسن تَصَرُّفَاته وحلاوة مَنْطِقه وَولي قَضَاء بَعْض الكور وَكَانَ عاكفًا عَلَى عقد الشُّرُوط مَوْصُوف بِالْحِفْظِ حَدَّثَنِي الثِّقَة أَنَّهُ استظهر أَكثر صَحِيح مُسْلِم رأيتُه أيّام إقامتي بإشبيلية وَلم آخذ عَنْهُ وَمَا أُراه حدَّث وتُوُفيّ فِي حُدُود سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة
497 - اسماعيل بن بْن سَعْد السُّعُود بْن أَحْمَد بْن هِشَام بْن إِدْرِيس بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الوهّاب بْن عُفَير الْأمَوِي من أَهْل لبلة وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا أُميَّة وَبَنُو عُفير ينتمون فِي الصَّرِيح من وَلَدِ عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَيُقَال إنَّهم(1/157)
من موَالِي الأموية ودارهم الَّتِي نزلوها أول دُخُولهمْ لبلبة روى عَنْ أَبِيه أبي الْوَلِيد وَأبي بَكْر بْن صَاف وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وَسمع بقرطبة أَبَا بَكْر بْن خَيّر قَرَأَ عَلَيْهِ بساباط جَامعهَا الْأَعْظَم صَحِيح مُسْلِم وكُتُبًا سواهُ وَلَقي ابْن زَرْقون وَابْن بشكوال وَأَبا إِسْحَاق بْن فرقد وأجازوا لَهُ كَمَا أجَاز لَهُ السُّهيْلي وَغير هَؤُلَاءِ وَولي قَضَاء مَرّاكُش فِي الْفِتْنَة ثُمَّ صرف عَنْهُ وَانْصَرف إِلَى إشبيلية وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْأَدب مَعَ النباهة والنزاهة حدَّث وَأخذ عَنْهُ أصحابُنا وتُوُفيّ سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وستّمائة ومولده يَوْمَ الْخَمِيس ثامن صَفَر سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة
498 - إِسْمَاعِيل بْن يحيى بْن أبي الْوَلِيد الْأَزْدِيّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بالعطار سَمِعَ من عَبْد الْمُنعم الخزرجي فِي صغره وَمن أبي بَكْر بْن أبي زمنين وَابْن حكم وَابْن سمجون وَأبي بَكْر بْن حَسْنون وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن عميرَة وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن صَاحب الْأَحْكَام وجماعةٌ من شُيُوخنَا وَغَيرهم كتب إليَّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ فِي منتصف رَجَب سنة تسع وَأَرْبَعين وستّمائة
ومِمَّنْ عُرِف بكنيته
499 - أَبُو إِسْمَاعِيل بْن حَبَشِي وَحبشِي لَقب لَهُ بْن يحيى بْن سَعِيد بْن سَعْد بْن عقبَة بْن بِشْر بْن وَكيل بْن حَفْص بن عمر بن الْمُهَاجِرين بْن خَالِد بْن الْوَلِيد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ من أَهْل باجَة وَبشر هُوَ الدَّاخِل الَّذِي نزلها وعقبه بهَا كَانَ أَبُو إِسْمَاعِيل هَذَا فَقِيها فَارِسًا شجاعًا استُشِهد وَلم يعقب ذكره الرّازيّ
وَمن الغرباء
500 - إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف الطَّلاَّء من أَهْل القيروان كَانَ من ذَوي الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَايَة فِي النجابة مَعَ تَمَيُزٍ بالأدب وتصرفٍ فِي قرض الشّعْر وَدخل الأندلس وَمَات بهَا ذكره الزَّبِيديّ وَغَيره(1/158)
501 - إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن زِيَادَة اللَّه التجِيبِي من أَهْل القيروان وَسكن المهدية يعرف بالبرقي ويكنى أَبَا الطَّاهِر أَخذ عَنْ أبي إِسْحَاق الحٌصْريّ تواليفه وَسمع من أبي القَاسِم سَعِيد بْن أبي مخلد الْأَزْدِيّ العثماني وَأبي القَاسِم عمار بن مُحَمَّد الإسْكَنْدراني وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حُبَيْش الشَّيْبَانيّ الأديب وروى عَنْ أبي يَعْقُوب النَّجيرَمي أدب الْكتاب لِابْنِ قُتَيْبَةَ وحَدثني بِهِ من طَرِيقه أَبُو عَبْد اللَّه التجِيبِي وَأَبُو عُمَر بْن عَاتٍ وَغَيرهمَا عَنْ أبي الطَّاهِر العثماني الديباجي عَن أبي القَاسِم مَنْصُور بْن مُحَمَّد البريدي عَنْ أبي عَلِيّ الْحُسَيْن بْن زِيَاد ابْن الرَّفاء عَنْ أبي الطَّاهِر البرقي هَذَا عَنْ أبي يَعْقُوب بْن خرَّزاذ النَّجِيرمَي عَنْ أبي الْحُسَيْن عَلِيّ بْن أَحْمَد المهلبي عَنْ أبي جَعْفَر بْن قُتَيْبَةَ عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ عَالما بالآداب مستبحرًا شَاعِرًا مجودًا من أَهْل التَّأْلِيف والتصنيف مَعَ جودة الضَّبْط وبراعة الْخط دَاخل الأندلس بعد الأربعمائة ثُمَّ سَار إِلَى مصر وَكَانَ بهَا فِي سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ووقفت وَذكر فِي الرَّائِق بأزهار الحدائق من تأليفه وقرأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ أَنَّهُ كَانَ بمالقة من بِلَاد الأندلس سنة ستٍّ وَأَرْبَعمِائَة وَحكى فِيهِ أنَّ مؤدبه أَبَا القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الْيَسِير أنْشدهُ
(نَزَلَ المَشِيبُ بِعَارضِي وَلِمَّتي ... يَا نَفَسُ فَازْدَجِري عَن اللَّذَّاتِ)
(وَدَعِي الحَيَاةَ لأَهْلِهَا وَتَجَهَّزِي ... يَا نَفَسُ وَيْك تَجَهُّزَ الأَمْوَاتِ)
(فَلَقَدْ نَصَحْتُكِ إِنْ قَبِلْتِ نَصِيحَتِي ... وَلَقَدْ وَعَظْتُكِ إِنْ سَمِعتِ عِظَاتِي) // الْكَامِل //
حدَّث عَنْهُ أَبُو مَرْوَان الطبني لقبه بالإسكندرية فِي رحلته لأَدَاء الْفَرِيضَة وَكَانَ وُقُوفه فِي موسم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ووقفت من خطّ أبي الطَّاهِر هَذَا عَلَى مَا أرَّخَه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
502 - إِسْمَاعِيل بْن الإسْكَنْدراني أَبُو الطَّاهِر لَقِي بِبَلَدِهِ أَبَا طَاهِر السِّلَفيّ وَسمع مِنْهُ ودرس عَلَيْهِ كتاب الِاصْطِلَاح للسمعاني وقدِم الأندلس وَدخل مرسية(1/159)
تَاجِرًا وَكَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب الشّافعيّ ذكره لي ابْن سَالم وأُنْسِيَ اسْم أَبِيه وأنشدني عَنْهُ قَالَ أَنْشدني السِّلَفيّ لنَفسِهِ
(أَنَا مِنْ أَهْلِ الحَدِيثِ ... وَهُمُ خَيْرُ فِئَهْ)
(عِشْتُ تِسْعِينَ وَأَرْجُو ... أَنْ أعيش لمائه)
// مجزوء الْكَافِر //
قَالَ فَكَانَ ذَلِكَ
بَاب إِسْحَاق
503 - إِسْحَاق بْن عَامر بْن الْحَارِث الزُّهْرِيّ من أَهْل لورقة وُلّي قَضَاء تُدمير من قَبْلَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ عَنِ ابْن حَارِث
504 - إِسْمَاعِيل بْن سَالم قرطبي يكنى أَبَا إِبْرَاهِيم روى عَنْ عِيسَى بْن دِينَار كتاب الْبيُوع من تأليفه حدَّث بِهِ عَنْه مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوسُف الأندلسيّ من برنامج ابْن الْوَلِيد نزيل مصر
505 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْكَرِيم من أَهْلَ الشَّارَّة وإليها ينْسب روى عَنْ سَحْنُون بْن سَعِيد حدَّث عَنْهُ ثَابت بْن أَحْمَد التغلبي بموطأ ابْن وهْب حكى ذَلِكَ أَبُو أَيُّوب بْن غمرون وَذكره ابْن الفَرَضيّ وَلم يذكر من روى عَنْهُ
506 - إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَين من أَهْل قرطبة وَأَبوهُ مُحَمَّد يكنى أَبَا مُضر روسى عَنْ بَقِي بْن مخلد وَولي قَبْرَة فأساء السّيرة ثُمَّ وُلّي سُرِتَّه وكَرُكُيْ وقلعة رَبَاح وعزل وَمَات فِي السجْن ذكره الرّازيّ
507 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الجَبَّار بْن نُوَيْرَة بْن مَالك بْن مُنْذر الْمعَافِرِي من أَهْل جيان وَمن بَيت نباهةٍ بهَا نسبه الرّازيّ إِلَى معافر فاختصرت ذَلِك وَقَالَ كَانَ صَاحب الصَّلَاة بِبَلَدِهِ
508 - إِسْحَاق بْن مُنْذر بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن السِّليم بن أبي عِكْرِمَة مولى(1/160)
سُلَيْمَان بْن عَبْد الْملك كَانَتْ لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَذهب مَذْهَب النّسك وَهُوَ وَالِد قَاضِي الْجَمَاعَة مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن السَّلِيم وَكَانَ مِمَّن رأى فِي أبي الْخَيْر الْمَقْتُول عَلَى الزندقة رَأْي أبي إِبْرَاهِيم الطليطلي فِي الْبَطْش بِهِ خلاف رَأْي وَلَده مُحَمَّد ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن عفيف
509 - إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن مُنْذر كَانَ من أَهْل الْأَدَب والفهم وَكَانَ وراقًا للْحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فِي حَيَاة أَبِيه قَالَ الرّازيّ وَحكى أَنهم بَيت عَلَمُ ونباهة وَأَن مُنْذر بْن إِبْرَاهِيم تصرف فِي القيادة والعمالة
510 - إِسْحَاق بْن الْحَسَن من أَهْل قرطبة يعرف بالزيات ويكنى أَبَا الْحَسَن يروي عَنْ أبي عُثْمَان سَعِيد بْن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِنَافِع أَخذ عَنْهُ الْعَرَبيَّة وَتحقّق بهَا وَخرج من وَطنه فِي الْفِتْنَة فأقرأها بسرقسطة وَله شرح فِي كتاب الْجمل للزجاجي أحسن فِيهِ وجود وَكتاب فِي المعرب والمبني احْتج لذَلِك وَعلل وَنبهَ عَلَى أغلاط وَقعت فِي الْكتاب أَكثر خَبره عَن ابْن عَزِيز وَقَالَ توفّي نَحْو الْأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ووقفت أَنَا عَلَى نُسْخَة من الْجمل مقروءة عَلَيه سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
511 - إِسْحَاق بْن لب الفِهري من أَهْل شاطبة يعرف بالحمري نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بجوفها وَالصَّوَاب الحمراوي سَمِعَ من طَاهِر بْن مفوز ولابنه عَبْد الوهّاب بْن إِسْحَاق رِوَايَة وَقد ذكرته فِي بَابه ذكرهمَا ابْن الدّباغ
512 - إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْعَبدَرِي من أَهْل ميورقة وَأَصله من قرطبة يعرف بِابْن عَائِشَة ويكنى أَبَا إِبْرَاهِيم روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن فتحون وَأبي إِسْحَاق الغرناطي يَسِيرا كَانَ فَقِيها مفتيا مشاوَرًا حَافِظًا للرأي قَائِما عَلَى الْمُدَوَّنَة وجيهاً فِي بَلَده بعيد الصيت درَّس الْفِقْه ونوظر عَلَيْهِ فِي السمائل وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة وتُوُفيّ قَرِيبا من سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بذلك ابْنه أَبُو إِسْحَاق
وَمِمَّنْ عرف بكنيته
513 - أَبُو إِسْحَاق الرييي الزَّاهد كَانَ رَجُلاً صَالحا مجرّب الدعْوَة وَكَانَ يأوي إِلَى مَسْجِد بِقرب مُنْية الخياطين فِي طَرِيق الزهراء ويتعبد فِيهِ ذكره القَاضِي يُونُس(1/161)
514 - أَبُو إِسْحَاق المؤدِّب الْإِمَام بغدير ابْن الشماس من أَهْل قرطبة كَانَ من الزهاد المخبتين وَهُوَ الَّذِي أوصى مَسْلَمَة بْن بترى أنَّ يُصَلِّي عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاته فِي آخر ذِي الحجّة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة عَنِ ابْن حَيَّان وَفِيه عَنِ ابْن الفَرَضيّ
515 - أَبُو إِسْحَاق الْهَوْزَنِي من أَهْل إشبيلية يروي عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْمُغيرَة الْقُرَشِيّ الْفَقِيه سَمِعَ مِنْهُ كتاب أَحْكَام الْقُرْآن لإسماعيل القَاضِي من برنامج الْخَولَانِيّ وَهُوَ غَيْر الْمَذْكُور عَنِ القَاضِي صاعد
516 - أَبُو إِسْحَاق الأديب من أَهْل طليطلة حدَّث عَنْهُ أَبُو جَعْفَر وَالِد القَاضِي أبي عَامر بْن إِسْمَاعِيل
517 - أَبُو إِسْحَاق الأديب آخر لَقِي أَبَا الْحَسَن الحٌصْريّ وَسمع مِنْهُ روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر أَنْشدني أَبُو الرّبيع بْن سَالم الْحَافِظ قَالَ أَنْشدني أَبُو جَعْفَر بْن حكم الشَّيْخ الصَّالح قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش قَالَ أَنْشدني أَبُو إِسْحَاق قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحَسَن الحٌصْريّ لنَفسِهِ بشاطىء مالقة وَهُوَ يحاول ركُوب الْبَحْر وَقد أَبْطَأت عَلَيْهِ فتاة لَهُ
(رب سهل على فتاتي فَتَاتِي ... لِتَرَى هَلْ سَلاَ فَتَاهَا فَتَاهَا)
(عَلَّمَتْهُ جُفُونُهَا آي سِحْرٍ ... مَا تَلاَهَا عَنْ حُبِّهَا مُذْ تَلَاهَا)
// الْخَفِيف //
وَمن الغرباء
518 - إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن يَغْمُور المجابري من سكان فاس يكنى أَبَا إِبْرَاهِيم سَمِعَ بسبتة أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه تفقَّه بمرسية عِنْدَ أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَولي قَضَاء فاس وسبتة وَكَانَ فَقِيها مالكيًا حَافِظًا للرأي قَائِما عَلَى الْمُدَوَّنَة يُقَالُ إِنَّهُ كَانَ يستظهرها وَولي بآخرة من عمره قَضَاء بلْنسِيَّة فِي آخر سنة ستٍّ وستّمائة ورأيته إِذْ ذَاك بهَا وَلم تطل ولَايَته لِأَشْيَاء نقمت مِنْهُ وَصرف بِأبي عَبْد اللَّه بْن أصبغ ثُمَّ وُلّي قَضَاء جيان وفقد فِي كائنة الْعقَاب يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عشر لصفر سنة تسع وستّمائة(1/162)
بَاب إِدْرِيس
519 - إِدْرِيس بْن الْيَمَان بْن سَالم العبْدري من أَهْل يابسة وتجول فِي بِلَاد الأندلس يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بالشِّبيني وَهُوَ بالعجمية شجر الصنوبر روى عَنْ أبي الْعَلَاء صاعد بْن الْحَسَن وروى عَنْهُ أَبُو عُثْمَان خَلَف بْن هَارُون القطيني وَكَانَ عَالما بالآداب إِمَامًا فِي صناعَة القريض أحد الشُّعَرَاء الفحول ذكره الْحميدِي وَقَالَ أدْركْت زَمَانه وَلم أره وشعره كثير مَجْمُوع وَلم يكن بَعْدَ ابْن دراج يَعْنِي أَبَا عمر القسطلي من يجْرِي عِنْدهم مجْرَاه وَذكره ابْن حَيَّان فِي تضاعيف تَارِيخه وَأثْنى عَلَيْهِ بالإجادة وَذكره الرشاطي أَيْضا وَفِي خَبره عَنِ المُصْحَفي وَأَحْسبهُ تُوُفّي فِي نَحْو الْخمسين وَأَرْبَعمِائَة
520 - إِدْرِيس بْن يحيى بْن يُوسُف الْوَاعِظ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْمَعَالِي روى عَن أَبِي الْقَاسِم الْهَوْزَنِي سَمِعَ مِنْهُ جَامع التِّرْمِذيّ قَدِيما فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يجول فِي الْبِلَاد يعظ النّاس وَيذكرهُمْ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سُفْيَان بْن أبي إِسْحَاق الْوَاعِظ وقرأت بِخَط أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أبي عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان هَذَا جملَة أَبْيَات سَمِعَ أَبَا الْمَعَالِي الْمَذْكُور ينشدها بِمَسْجِد رَحْبَة القَاضِي من بُلُنْسيَّة وَمِنْهَا
(أَنَا فِي الغُرْبَةِ أَبْكِي ... مَا بَكَتْ عَيْنُ غَرِيبِ)
(لَمْ أَكُنْ يَوْمَ خُرُوجِي ... مِنْ بِلاَدِي بِمُصِيبِ)
(عَجَبًا لِي وَلِتَرْكِي ... وطنا فِيهِ حَبِيبِي) // مجزوؤ الرمل //
وقفت لَهُ على رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي سَمِعَ مِنْهُ بالمرية سنة ستٍّ وَخمْس مائَة وَعَن أَبِي بكر بْن الْعَرَبِيّ سَمِعَ مِنْهُ بقرطبة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة(1/163)
521 - إِدْرِيس بْن مُدرك من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا الْعَلَاء كَانَ فَقِيها حَافِظًا يُفْتِي ويشاور فِي الْأَحْكَام وَكَانَت لَهُ ولسلفه أَصَالَة وَمَا زَالَت أملاكهم بِأَيْدِيهِم من فتح ميورقة قَالَه لي أَبُو إِسْحَاق بْن عَائِشَة وتُوُفيّ سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا
521 - إِدْرِيس بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا يحيى روى عَنْ عَمه أبي الْعَبَّاس صَاحب الْأَحْكَام وَعَن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيرهمَا وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بالوثائق والعقود لعقدها مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَولي قَضَاء شاطبة بَعْدَ أبي بَكْر بْن بيبش وخطب بِأخرَة من عمره بِجَامِع بَلَده وَتَوَلَّى الصَّلاة بِهِ وَله اخْتِصَار فِي سِيَر ابْن إِسْحَاق سَمَّاهُ بالإشراق وَقد أَخذ عَنهُ يَسِيرا وَأَجَازَ لبَعض أَصْحَابنَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ستٍّ وستّمائة وتُوُفيّ فِي آخرهَا أَوْ فِي أول سنة سبع بعْدهَا بَعْض خَبره عَنِ ابْن سَالم
523 - إِدْرِيس بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا الْعَلَاء أَخذ عَنْ أبي جَعْفَر بْن يحيى الْخَطِيب وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَسمع مِنْهُمَا الحَدِيث وَمَال إِلَى الْعَرَبيَّة والآداب وأقْرَأ ذَلِكَ بقرطبة إِلَى أنَّ تَملكهَا الرّوم فَخرج مِنْهَا وَنزل سبتة وأقرأ هُنَالك وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي النّظم والنثر مَعَ غَلَبَة الانقباض عَلَيْهِ وَالصَّلَاح تُوُفّي فِي آخر سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين وستّمائة
بَاب أَيُّوب
524 - أَيُّوب بْن عَبْد ربه من مُسالِمَة الذِّمَّة وَأَصله من جِهَات سرقسطة استقضاه الْأَمِير الحكم بْن هِشَام الربضي عَلى إشبيلية ونواحيها فِي المُحَرَّم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَجعل إِلَيْهِ الصَّلاة ثُمَّ عَزله فِي عقب ذِي الحجّة سنة خمس وَتِسْعين فَكَانَت ولَايَته ثَلَاث عشرَة سنة ذكره ابْن حَارِث
525 - أَيُّوب البلوطي الرَّجُل الصَّالح مَنْسُوب إِلَى فحص البلوط من جَوف قرطبة كَانَ من أَفْرَاد الْعباد والزهاد مُجاب الدعْوَة وَهُوَ الَّذِي نَادَى بِهِ القَاضِي حَامِد بْن يحيى عِنْدَمَا استسْقى بقرطبة فِي مدّة ولَايَته للْحكم الربضي أَوْ لِابْنِهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم(1/164)
وعزم عَلَيْهِ بِاللَّه حَتَّى وقف بَيْنَ يَدَيِهِ وَقد التحَفَ فِي إزَاره ثُمَّ قَالَ مَا أردتَ بِهَذَا إِلَّا وشهرتي أما كنتُ أَدْعُو اللَّه حَيْث أَنَا ثُمَّ استشفع بِهِ وألحَّ فِي الدُّعَاء وَجعل أيّوب يُؤمن ويلحف فِي الدُّعَاء فَمَا انْصَرف النّاس من مقامهم ذَلِكَ إلاّ وأحذيِتُهم فِي أَيْديهم من كَثْرَة المَاء وطُلب بَعْدَ ذَلِكَ فَلم يُوجد فِي شَيْءٍ من الْبَلَد وَلَا اقتُفِيَ أثرُهُ ذكره ابْن حَيَّان وَغَيره وَفِي تَارِيخ ابْن حَارِث أيّوب بْن سُلَيْمَان العابد الزَّاهد وَلَعَلَّه هَذَا
526 - أَيُّوب بْن نصر من أَهْل البيرة كَانَ حَسَن التَّأْلِيف والوضع للوثائق
527 - أَيُّوب بْن إِبْرَاهِيم من أَهْل وشْقه يكنى أَبَا القَاسِم كُانّ يوثق وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ فِي حفظ الْمسَائِل وتُوُفيّ فِي صدر أيّام عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر ذكره وَالَّذِي قبله ابنُ حَارِث وقرأتهما بِخَط ابْن حُبيش
528 - أَيُّوب بْن خَلَف بْن فَرَج بْن جرَّاح بْن نصر بْن سيَّار البلوي من أَهْل قرطبة وجده فرج هُوَ الَّذِي نزلها وَكَانَ سلفه قبلُ ببادية شّذُونة روى عَنْ بَقِي بْن مخلد وَغَيره ذكره الرّازيّ
529 - أَيُّوب بْن يحيى مَذْكُور فِي أَصْحَاب بَقِي بْن مخلد ومعدود فيهم سَمَّاهُ أَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِي
530 - أَيُّوب بْن سُلَيْمَان بْن إِسْمَاعِيل الطليطلي سكن قرطبة وَصَحب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الْجبلي وَكَانَ قديم الْجوَار لَهُ طَوِيل الْمُلَازمَة تُوُفّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء لخمس بَقينَ من ذِي الحجّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة
531 - أَيُّوب بْن فتح من أَهْل قرطبة رَحل مَعَ مُحَمَّد بْن مَسَرَّة ورافقه إِلَى الْحجاز وحجَّ مَعَه وَأخذ كتبه عَنهُ وَكَانَ كثير الْعَمَل مُجْتَهدا لَهُ نُسْكٌ وزهد تُوُفّي سنة خمس وَأَرْبَعين وَثَلَاث مَائة
532 - أَيُّوب بْن أَحْمَد بْن رَشِيق التغلبي مَوْلَاهُم من أَهْل بجَّانة المرية وَسكن شاطبة يكنى أَبَا الْقَاسِم كَانَ فَقِيها أديبا شَاعِرًا وَهُوَ جد عَبْد الْغَنِيّ بْن مكي بْن أَيُّوب(1/165)
ذكره ابْن عياد وَأَبُو أَحْمَد بْن رَشِيق من فُقَهَاء بجانة ذكره ابْن بشكوال وَله فِي النَّفَقَات والحضانات وَأَسْبَاب الزَّوْجَات تأليف اسْتعْمل وأُخذ عَنْهُ
533 - أَيُّوب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن أيّوب بْن وهْب بْن بَكْر بْن سهل بْن أَيُّوب الْجَائِز من العدوة فِي الرعيل الأوّل ابْن إِبْرَاهِيم بْن نَاجِية بْن دَاوُد بْن أَوْد بن أُدَدْ بْن عزمان بْن دَاوُد بْن مُعَاذِ بْن نصر بْن يارد الغافقي من أَهْل سرقسطة ووهب بْن بَكْر هُوَ الَّذِي نزلها وَاتخذ أملاكها بقرية نُبالش بغربي المَدِينَةِ وَبنى عَلَى بطحائها ممّا يتَّصل بالمحجة السالكة إِلَى دَرَوْقَة وَغَيرهَا دَارا تعرف بمُنْيَةِ بني نوح ووهب بْن أَيُّوب بْن وهْب هَذَا هُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ نوح لِكَثْرَة وَلَده فغلب ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعرف بِهِ عقُبه يكنى أَبَا مُحَمَّد
روى بِبَلَدِهِ عَنْ أَبِيه مُحَمَّد بْن وهْب وَأبي زَيْدُ بْن الْوراق وَأبي مَرْوَان بْن الصيقل وَأبي القَاسِم بْن الأنقر وَأبي زَيْدُ بْن مَنْتال الْخَطِيب وَخرج من وَطنه لمّا تملكه الرّوم بَعْدَ إِقَامَته بِهِ نَحوا من ثَلَاثَة أشهر وَبلغ طرطوشة لَيْلَة عيد الْأَضْحَى من سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَيَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع خلون من رَمَضَان مِنْهَا دَخلهَا العدوّ ثُمَّ انْتقل من طرطوشة بَعْدَ إِقَامَته بهَا نَحوا من خَمْسَة أشهر إِلَى بلنسية واضطرب فِي بِلَاد شَرق الأندلس وَسكن غرناطة من شهر ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة إِلَى شهر ربيع الأوّل سنة سبْعٍ عشرَة وَلَقي أَبَا عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال فَكتب عَنْهُ خُطَبَةُ الَّتِي عَارض بهَا ابْن نُباتة وَلَقي أَيْضا أَبَا الطَّاهِر التّميميّ فَحمل عَنْهُ بَعْض تواليفه ثُمَّ كرّ إِلَى بلنسِيَّة فاستقر بهَا وأعقب وأنجب وَولي قَضَاء جَزِيرَة شُقْر بَعْدَ أَبِيه مُحَمَّد بْن وهْب وَصلى وقتا بِالنَّاسِ بِجَامِع بلنسِيَّة وَكَانَ من أَهْل الْعَدَالَة وَالْجَلالَة نبيه الْبَيْت شهير الْخَيْر أخباريًا حَسَن الوراقة وَكتب علما كثيرا وَله فِي التَّارِيخ تَقْيِيد مُفِيد وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ ونقلت مِنْهُ فِي هَذَا الْكتاب مَا نسبتُه إِلَيْهِ وَحَدَّثَنَا بِهِ وبروايته عَنْهُ ابنُه العَلاّمَة أَبُو عَبْد اللَّه وقرأت بِخَطِّهِ تُوُفّي أبي أَيُّوب رَحمَه اللَّه يَوْمَ الْأَحَد الثَّالِث من صَفَر وَفِي مَوضِع آخر الرَّابِع من صَفَر فِي الرّبع الأوّل من الْيَوْم عَام سِتَّة وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن تسعين سنة زَاد غَيره تنقص مِنْهَا أيّام ودُفِن فِي الْيَوْم الَّذِي يَلِيهِ بَعْدَ صَلاَة الْعَصْر بجوفي مَسْجده بداخل(1/166)
بلنسِيَّة ومولده بسرقسطة وقرأتُه بِخَط أَبِيه مُحَمَّد بْن وهْب لَيْلَة الْخَمِيس بَعْدَ مُضِيّ نَحْو من ثلث اللَّيْل مستهل ربيع الأوّل سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
534 - أَيُّوب بْن أبي بَكْر بْن عَبْد الْأَعْلَى الْمعَافِرِي من أَهْل شبِرت من ثغور بلنسِيَّة يكنى أَبَا مُحَمَّد أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ وَكَانَ يخططه بالأُستاذ وَنزل شاطبة وأقرأ بهَا إِلَى أنَّ تُوُفّي وَقد أَخذ عَنْهُ وَعَن أَخِيه أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه
535 - أَيُّوب بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن غَالب الْمكتب من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا مُحَمَّد وَيعرف بالقُلاَطِي أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ الحَدِيث وتصدر للإقراء والتعليم وَكَانَ من أَهْل الصّلاح وَالتَّحْقِيق والتجويد وَالْقِيَام عَلَى كتاب اللَّه تَعَالَى وَعنهُ أَخذ أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَهُوَ وَصفه لي وَقَالَ تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى أَو الْأُخْرَى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ من أَبنَاء الْخمسين وَأخذ عَنْهُ أَيْضا أَبُو بَكْر بْن مُحرز ونسبتُه الَّتِي يُعْرَفُ بهَا مستفادةٌ مِنْهُ
وَمن الكنى
536 - أَبُو أَيُّوب الزَّاهد من أَهْل قرطبة طلب الْعلم مَعَ أبي مُحَمَّد الشِّنْتِجالي عِنْدَ أبي عُمَر الطلمنكي وَغَيره وَكَانَ إِمَام مَسْجِد الكَوَّابين بقرطبة عَنِ الطُّبني
وَمن الغرباء
537 - أَيُّوب بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر الفِهري من أَهْل سبتة يكنى أَبَا الصَّبْر سَمِعَ بِبَلَدِهِ أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأكْثر عَنْهُ وَأَبا القَاسِم بْن حُبيش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد فِي اجتيازهماا بِهِ وَدخل الأندلس وَسمع بهَا ابْن الْمُجَاهِد الزَّاهد وَابْن بشكوال وَأَبا مُحَمَّد بْن دَحْمان وَأَبا الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم والسهيلي وَابْن كوثر وَغَيرهم ورحل فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من ابْن حَميد الطرابلسي جملَة من صَحِيح(1/167)
الْبُخَارِيّ وَمن أبي حَفْص المَيانِشِي وَغَيرهمَا وَسمع بِمصْر والإسكندرية من ابْن عَوْف وَابْن الحضْرميّ وأخيه أبي الفَضْل وَابْن بَرِّي وَأبي عَبْد اللَّه المسعوديّ وَجَمَاعَة سواهُم وَاسْتَوْسَعَ فِي الرِّوَايَة وَكَانَ مَعْرُوفا بالزُّهد سالكًا طَرِيق التصوف حدَّث وَأخذ عَنْهُ جلةٌ مِنْهُم ابْن حوط اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان وَأَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَأَبُو عبد الله بن هِشَام وغيرم وَاسْتشْهدَ فِي كائنة العِقاب منتصف صَفَر سنة تسع وستّمائة
بَاب أُميَّة
537 - أُميَّة بْن غَالب الأديب المَوْرُوري مِنْهَا وَسكن قرطبة يكنى أَبَا العَاصِي روى عَنْهُ أَبُو الْأَصْبَغ النحويُّ الأخفشُ وَأَبُو عُمَر بن عبد الْبر يَقُولُ فِيهِ أَبُو العَاصِي غَالب بْن أُميَّة بْن غَالب وَهُوَ مَذْكُور فِي بَاب غَالب لأجل ذَلِكَ بِأَكْثَرَ من هَذَا
539 - أُميَّة بْن غَتِيل وُلّي الْأَحْكَام بدانية من قِبَل إقبال الدّولة عَلَى بْن مُجَاهِد وَكَانَ مِمَّن شَغَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّد بْن مبارك الصَّائِغ ذَكَرَ ذَلِكَ الْبَاجِيّ فِي كتاب الْفرق وَحكى أَبُو بَكْر الطرطوشي فِي فَوَائده عَنِ القَاضِي أبي مَرْوَان بْن غَتِيل الداني لقِيه بطرطوشة وَهُوَ هَذَا فِيما أَحسب
540 - أُميَّة بْن عبد الْعَزِيز بْن أبي الصَّلْت من أَهْل إشبيلية وَبهَا نَشأ يكنى أَبَا الصَّلْت خرج من بَلَده ابْن عشْرين سنة وَقصد مصر فَأَقَامَ بهَا عشْرين سنة يطْلب الْعلم فتفنن فِي الطِّبّ والآداب وَالْعرُوض والتاريخ وسجن أثْنَاء ذَلِكَ ثُمَّ تخلص من اعتقاله وكرَّ إِلَى الْمغرب فَنزل المهدية من بِلَاد إفريقية على رَأس الْخَمْسمِائَةِ وَأقَام بهَا فِي كنف أمرائها الصنهاجيين تَمِيم بْن الْمعز وَولده عشْرين سنة وَكَانَ من أَفْرَاد الْعلمَاء وفحول(1/168)
الشُّعَرَاء وَله تواليف فِي فنون شاهدة بفهمه ودالة عَلَى سَعَة علمه وَقد أوردتُُ فِي تأليفي المترجم بتحفة القادم كثيرا من شِعره وَكتب إليَّ أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ أنَّ أَبَا الْحَسَن بْن الْمفضل أنْشدهُ بالإسكندرية قَالَ أنشدنا عبد الله بن يُوسُف الْقُضَاعِي قَالَ أَنْشدني أَبُو الصَّلْت أُميَّة بْن عبد الْعَزِيز الأندلسيّ قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد التكريتي من تلامذة أبي حَامِد الْغَزالِيّ لأبي حَامِد هَذَا وَلم أسمعهُ من غَيره وَلَا ذَكَرَ لَهُ أَبُو الصَّلْت فِي الحديقة غَيره
(حَلَّتْ عَقَارِبُ صُدْغِهِ فِي خَدِّهِ ... قَمَرًا يَجِلُّ بِهَا عَنِ التَّشْبِيهِ)
(وَلَقَدْ عَهِدْنَاهُ يَحُلُّ بِبُرْجِهَا ... فَمِنَ العَجَائِبِ كَيفَ حلت فِيهِ) // الْكَامِل //
توفّي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة أَوْ بعْدهَا بِيَسِير وَهُوَ من أَبنَاء السِّتين أفادني أَكثر خَبره بَعْضُ أَصْحَابنَا عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْخَالِق الْخَطِيب بالمُنَستير من أَعمال المهدية
بَاب أصبغ
541 - اصبغ بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن نَاصح بْن عَطاء مولى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَالِد قَاسم بْن أصبغ من أَهْل قرطبة وَأَصله من بيَّانة عَملهَا سَمِعَ الحَدِيث بِبَلَدِهِ وروى عَنْ يحيى بْن يحيى وَغَيره وَلم يزل يخْتَلف إِلَى الْمشرق تَاجِرًا حَتَّى ضعف وَكَانَ خيرا دينا كثير الْجِهَاد والرباط دائبًا عَلَى ذَلِكَ إِلَى أنَّ تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث مائَة ذَكَرَ خَبره الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَفِيه يسير عَنْ غَيره وَقَالَ ابْن حَيَّان تُوُفّي سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة
542 - أصبغ بْن عَنْبَسَة اللَّخْميّ من أَهْل قرطبة يعرف بالباجي كَانَ عِنْدَهُ علم بِالْعَرَبِيَّةِ وبَصَرٌ باللغة وَرِوَايَة للشعر وأدَّب سَعِيد بْن أبي القَاسِم خَال النَّاصِر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد ذكره الرّازيّ
543 - أصبغ بْن نَاصح المدَدِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بالمجذَّر(1/169)
روى عَنِ الْعُتْبِي وَغَيره وَكَانَ من أَهْل الحذق بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعلم بمعاني الشّعْر ذَا سمت ووقار واستأدبه النَّاصِر عَبْد الرَّحْمَن لِابْنِهِ الْمُغيرَة فَأحْسن تأديبة ذكره الزَّبِيديّ وَفِيه عَنِ الرّازيّ وَحكى أَنَّهُ أدب بِمَسْجِد مُكْرَم تأديبَ عَامَّة وَأَنه كَانَ مقرئًا مجودًا
544 - أصبغ بْن عِيسَى المؤدِّب القُرْطُبيّ مَعْدُود فِي أَصْحَاب بَقِي بْن مخلد وَكَذَلِكَ
545 - أصبغ بْن أَحْمَد ذكرهمَا أَبُو الْحَسَن بْن بَقِي
546 - أصبغ الأندلسيّ غَيْر مَنْسُوب دَخَلَ مصر وَبهَا لقِيه أَبُو سَعِيد بْن يُونُس وَحكى عَنْهُ فِي تَارِيخه وَفَاة عُبَيْد اللَّه بْن حنين بالأندلس فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة ويُشْبه أنَّ يكون أحد الْمَذْكُورين فِي كتاب ابْن الفَرَضيّ من أَهْل الرَّحَل إِلَى الْمشرق عَلَى أنَّ وَفَاة ابْن حُنَيْن إِنَّمَا كَانَت فِي ذِي الحجّة سنة ثَمَان عشرَة وثلاثمائة
547 - أصبغ بْن مدرك بْن عَبْد الحميد بْن غَانِم من أَهْل قرطبة وَمن بَيت وزارة وحجابة رَحل من الأندلس نابذًا للدنيا وراغبًا فِي الآخِرَة وَكَانَ من الْعباد تُوُفّي بِبَيْت الْمُقَدّس
548 - أصبغ بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُسَافر من أَهْل قرطبة وَنسبه فِي البربر كَانَ يُؤَدب ذكره وَالَّذِي قبله الرّازيّ
549 - أصبغ بْن يحيى الطَّبيبُ من أَهْل قرطبة كَانَ مُتَقَدما فِي صناعَة الطِّبّ وَهُوَ الَّذِي ألف للناصر عَبْد الرَّحْمَن حبَّ الأنيسون وَكَانَ مُعظما عِنْدَ الرؤساء مَقْبُول الشَّهَادَة معدلا ذكره سُلَيْمَان بْن جُلْخُل فِي كتاب طَبَقَات الْأَطِبَّاء لَهُ وَذكره أَيْضا صاعد
550 - أصبغ بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن السَّمْح الْمهرِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ من أَهْلَ الْمعرفَة الْكَامِلَة بِالْعدَدِ والهندسة والمهارة فِي صناعَة الطِّبّ والنجامة أَخذ عَنْ مَسْلَمَة بْن أَحْمَد المَرْجيطي وَهُوَ كَبِير تلاميذه وَكَانَ يخْتَار رَأْي أبي مُحَمَّد السُّوسي ويقفو أَثَره ويفضله وَخرج فِي الْفِتْنَة من قرطبة بَلَده وَاسْتقر بغرناطة فِي(1/170)
كنف حبُّوس بْن ماكَسَن الصَّنهاجي وَالِد باديس وتأثل نعْمَة وَاسِعَة وَحَالا جميلَة ذكره صاعد القَاضِي وَحكى أنَّ لَهُ تواليف مِنْهَا كتاب الْمدْخل إِلَى الهندسة وَمِنْهَا كتاب ثمار الْعدَد الْمَعْرُوف بالمعاملات وَقَالَ تُوُفّي بغرناطة لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة بقيت لرجب سنة ستٍّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْن ستٍّ وَخمسين سنة وَذكره ابْن حَيَّان أَيْضا وَأثْنى عَلَيْهِ
551 - الْأَصْبَغ بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن أَرقم النميري من أَهْلَ وَادي آش يكنى أَبَا عَامر كَانَ من أَهْل الْعلم والآداب كَاتبا شَاعِرًا حَسَن الْخط وَكتب كثيرا توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأَحْسبهُ أَوْ أَبَاهُ دفن بإشبيلية وبالفونت مِنْهَا وَلما ذَكَرَ لي بَعْض أَصْحَابنَا عَمَّن يَثِق بِهِ قَالَ رَأَيْت مَنْقُوشًا فِي حجر بالفونت من خَارج إشبيلية
(حَلَفَ الجُودُ يَا سُلَيْمَى وَأَقْسَمْ ... مَا فَتَاهُ سِوَى الوزِيرِ ابْن أَرْقَمْ)
(عَاشَ مَا عَاشَ ثُمَّ مَاتَ حَمِيدًا ... رَحِمَ اللَّهُ من عَلَيْهِ ترحم) // الْخَفِيف //
552 - أصبغ بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أصبغ الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن المناصف ويكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه قَاضِي الْجَمَاعَة أبي عَبْد اللَّه وَهُوَ الَّذِي صلّى عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاته وروى أَيْضا عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتَّاب وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ شَيخنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي بالموطأ قِرَاءَة عَلَيْهِ وَلم يَأْخُذ عَنْهُ غَيره وَلَا أجَاز لَهُ قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ
553 - أصبغ بْن عَلِيّ بْن هِشَام بْن أصبغ بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَبَّاس من أهل يكني مالقة يكنى أَبَا الْعَبَّاس كَانَ أديبًا وجيهًا فِي بَلَده لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَقد سمع مِنْهُ أَبُو عَمْرو بْن سَالم بَعْض منظومه وتُوُفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
وَمن الكنى
554 - أَبُو الْأَصْبَغ النيَّار من أَهْل إشبيلية حدَّث عَنْ أبي مُحَمَّد بْن خزرج ذَكَرَ ذَلِك ابْن خير(1/171)
بَاب أَسد
555 - أَسد بْن إِسْمَاعِيل الرعيني من أَهْل قرطبة كَانَ مَشْهُور الأسم فِي التَّأْدِيب وَكَانَ ابْن الأغْبَسِ قَدْ نظر عِنْده فِي حداثته أَيَّامًا يسيرَة فَكَانَ يفخر بذلك وَيَقُول أَحْمَد بْن بِشْر تلميذ من تلاميذي وَأَنا أختلف إِلَيْهِ عَلَى شَيْخي أروى عَنهُ وَكَانَ فِي كبره أَكثر طلبا مِنْهُ فِي شبيبته ذكره الرّازيّ
556 - أَسد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن أبي عَوْف العاملي من أهل طليطلة وَأَصله من قلعة رَبَاح يكنى أَبَا بَكْر روى عَن أَبِيه وَجَمَاعَة سواهُ حدَّث عَنْه القَاضِي أَبُو عَامر بْن إِسْمَاعِيل الطليطلي
557 - أَسد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَسد من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد وكناه النّاس أَبَا اللَّيْث فَغلبَتْ عَلَيْهِ سَمِعَ من شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب قَدِيما وَمن أبي عُمَر بْن عَاتٍ وَغَيرهمَا وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا يعْقد الشُّرُوط ويفتي بِبَلَدِهِ وَقد وُلّي الْقَضَاء وتُوُفيّ فِي صَفَر سنة إِحْدَى وَعشْرين وستّمائة
الْإِفْرَاد فِي حرف الْألف
558 - الأسباط بْن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان بْن أَيُّوب بْن سَعْد السَّعْديّ بْن سعد بْن بَكْر بْن هَوازِن من أَهْل البيرة وَهُوَ جد سَعِيد بْن جودي أَمِير العَرب فِي الْفِتْنَة ولاه الْأَمِير هِشَام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة قَضَاء البيرة حِين بلغه زهده وورعه وَأَنه لَمْ يُشْرك أخوته فِي مِيرَاث أَبِيهِ إِذ كَانَ لَمْ يحضر الْفَتْح فبرىء بِهِ إِلَيْهِم وابتاع منزلا يعرف بطُرَّاليش أنْبَط فِيهِ مَاء وَانْفَرَدَ عَن النَّاس لِلْعِبَادَةِ والتبتل فاستقدمه هِشَام فَركب حِمَاره وَدخل عَلَيْهِ فِي هَيْئَة بذة وَعِنْدهَا ولاه وَقد توسم فِيهِ خيرا ووسع عَلَيْهِ فِي الرزق ووهب لَهُ ضيَاعًا كَثِيرَة تعرف الْيَوْم باسمه وَتُوفِّي هِشَام وَهُوَ قَاض فأقره ابْنه الحكم بن هِشَام وَلم يعزله إِلَى أَن توفّي الاسباط من كتاب ابْن حَارِث فِي القُضاة وَذَكَرَ ابْن حَيَّان أَنَّهُ كَانَ صَاحب شرطة الحكم أَيْضا
559 - أسود بْن سُلَيْمَان بْن يعِيش بْن خَشِيب بْن الْمُعَلَّى بْن إِدْرِيس بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الغافقي وَالِد قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة سُلَيْمَان بن أسود أَصله من مَدِينَة غافق عمل قرطبة وَولي قَضَاء فحص البلوط للأمير هِشَام ثُمَّ وُلّي قَضَاء ماردة لِابْنِهِ الحكم بْن هِشَام(1/172)
سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَة وَولي أَيْضا قَضَاء وشقة ذكره ابْن حَارِث ونسبُه عَنْ غَيره وَفِيه عَنْ أَيُّوب بْن نوح
560 - أخطل بْن وهْب روى عَنْ عَبَّاس بْن نَاصح ديوَان شِعره وَرَوَاهُ عِنْد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن بدرون
561 - أغلب بْن عَبْد الْملك بْن مَنْوِيل من أَهْل طليطلة رَحل إِلَى الْمشرق وَقَرَأَ بِمصْر عَلَى إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النّحّاس هُوَ وجاره مُحَمَّد بْن عَبْد الجَبَّار الطليطلي وَعَاد إِلَى بَلَده فأقرأ الْقُرْآن وَكَانَ عَالما بِحرف نَافِع وتُوُفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ ذكره الرّازيّ وَقَالَ كَانَ مُحَمَّد بْن خيرون الألبيري صَاحبهمَا بِمصْر عِنْدَ النّحّاس
562 - أَزْهَر بْن مُوسَى بْن حُريث بْن قيس بْن أيّوب بْن جُبَيْر مولى مُعَاوِيَة بْن هِشَام من أَهْل أستجة وَهُوَ وَالِد مُوسَى بْن أَزْهَر الْفَقِيه كَانَ من خِيَار الْمُسلمين ذكره أَبُو عَبْد اللَّه بْن عتاب وَنسبه عَنِ ابْن الفَرَضيّ
563 - الياس بْن يُوسُف الطليطلي سكن قرطبة وسَمعه من أَحْمَد بْن خَالِد وَغَيره وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ عون من أَصْحَاب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الْجبلي تُوُفّي الياس فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة
564 - أبان بْن سَالم الْيحصبِي من أَهْل البيرة وَمن القلعة المنسوبة لهَذِهِ الْقَبِيلَة وَهِي دَارهم بالأندلس وَكَانَ صَاحب الصَّلاة بموضعه ذكره الرّازيّ
565 - أشعب بْن مَحْمُود بْن مُعَاذِ بْن سَابق الْمعَافِرِي من أَهْل الجزيرة كَانَ مُلْتَزما لحاضرتها وفقيهًا بهَا كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْفِقْه ومعاذ هُوَ النَّازِل بالجزيرة ذكره ابْن عتاب وَيَعْنِي بالجزيرة الخضراء
566 - أضحى بْن سَعِيد من أَهْل قرطبة مَال إِلَى مَذْهَب ابْن مَسَرَّة وَأخذ كتبه وَلم يلقه وَكَانَ من أَهْل الْخَيْر والانقباض معلما بِالْقُرْآنِ
567 - أَوْس بْن عَبْد اللَّه الفَرَضيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر يروي عَنْ أبي القَاسِم إِسْمَاعِيل بْن بدر وَله كتاب فِي الْمُعَامَلَات رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد قَاسم بْن مُحَمَّد هُوَ ابْن هِلَال الطليطلي من خطّ ابْن الدّباغ ذكره ابْن الفرخي(1/173)
568 - أسلم بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن أسلم بْن عبد الْعَزِيز من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْجَعْد أَخذ النَّحْو عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن خطاب وَسمع الحَدِيث من أبي عَبْد اللَّه بْن مفرج وَغَيره وَهُوَ صَاحب أَحْمَد بْن كُلَيْب الأديب وَكَانَ سَمَاعه من ابْن مفرج فِي آخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة
569 - آدم بْن الْخَيْر السَّرقسْطِي سَمِعَ بدانية من أبي الْحَسَن الحٌصْريّ فِي سنة تِسْعَة وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي دَاوُد المقرىء وَغَيره
570 - أنس بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن أنس العذري من أَهْل المرية سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا الْعَبَّاس وَأَبا عَمْرو السفاقسي وَغَيرهمَا وَقدمه المعتصم بْن صمادح للصَّلَاة عَلَى أَبِيه إِذْ تُوُفّي بالمرية فِي آخر شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة بعضه من كتاب ابْن بشكوال
571 - أخيل بْن إِدْرِيس القَيْسيّ الْكَاتِب من أَهْل رندة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْأَدب مَعْرُوفا بالإدراك والبلاغة جوادًا سَمحا من أَهْل الذكاء والدهاء وَقد تَأمر مُدَيْدة بِبَلَدِهِ رندة فِي الْفِتْنَة ثُمَّ خلع وَكَانَ فِي أول أمره كَاتبا للْقَاضِي أبي جَعْفَر بْن حمدين وَولي بِأخرَة قَضَاء قرطبة وإشبيلية روى عَنْهُ أَبُو بَكْر عبد الْعَزِيز بْن شَدَّاد الشوذري وَغَيره وتُوُفيّ بإشبيلية سنة سِتِّينَ أَوْ إِحْدَى وستِّين وَخَمْسمِائة
572 - أُسَامَة بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن غَالب بْن أُسَامَة من أَهْل دانية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد وَسمع مِنْهُ التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وَسمع الحَدِيث من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي الْحَسَن بْن غُر النّاس وَأبي الْوَلِيد بْن خيرة الفقية وَكتب إِلَيْهِ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَكَانَ بَصيرًا بِعقد الشُّرُوط عاكفًا عَلَى ذَلِكَ مُنْقَطع القرين فِي الصّلاح والورع نِهَايَة فِي الْعَدَالَة والثقة وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي الْفِقْه حدَّث وأخَذَ عَنْهُ النّاس وتُوُفيّ عِنْدَ الْعَتَمَة من لَيْلَة يَوْم الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عشر لجمادى الآخِرَة سنة ستٍّ وستّمائة وَصلى عَلَيْهِ لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور ومولده سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سَالم(1/174)
573 - أُبَيُّ بْن عَلِيّ الْمرَادِي يكنى أَبَا الْمُنْذر أَصله من جِهَة حَيَّان وَولي قَضَاء الجزيرة الخضراء ثُمَّ وُلّي الْأَحْكَام بسبتة وَكَانَ متفننًا لعقد الشُّرُوط بَصيرًا بهَا ذَا حَظّ من الْأَدَب وَقد وُلّي أَبُوهُ قَضَاء المنكَّب وَله رِوَايَة يسيرَة تُوُفّي بَعْدَ الْعشْرين وستّمائة
وَمن الكنى
574 - أَبُو الْأَشْعَث الْكَلْبِيّ دَخَلَ الأندلس وَكَانَ شَيخا مسنًا يروي عَنْ أمه عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا فَيَقُول حَدَّثتنِي أُمِّي عَنْ عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ إلاّ أَنَّهُ كَانَ مُندِرًا صَاحب دُعابَة وَكَانَ مُخْتَصًّا بِعَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة لَهُ مِنْهُ مكانة لَطِيفَة يُدَلُّ بِها عَلَيْهِ ولمّا تُوفّي حبيب بِن عَبْد الْملك بْن عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان وَكَانَت لَهُ من عَبْد الرَّحْمَن خَاصَّة لَمْ تكن لأحد من أَهْل بَيته جعل عَبْد الرَّحْمَن يبكي ويجتهد فِي الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار لحبيب وَكَانَ إِلَى جنبه أَبُو الْأَشْعَث هَذَا وَقَائِمًا وَكَانَت لَهُ دَالَّة عَلَيْه ودُعابة يحتملها مِنْهُ فَأقبل عِنْدَ استغفاره كالمخاطب للمتوفي عَلَانيَة يَقُولُ يَا أَبَا سُلَيْمَان لَقَدْ نزلت بحفرة قَلما يُغني عَنْك فِيهَا بكاء الْخَلِيفَة عَبْد الرَّحْمَن بَعْرَة فَأَعْرض عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن وَقد كَاد التبسُّم يغلبه من المقتبس لِابْنِ حَيَّان(1/175)
حرف الْبَاء
بَاب بَكْر
575 - بَكْر بْن سوَادَة بْن ثُمامة الجذامي يكنى أَبَا ثُمَامَة وجده صَحَابِيّ وَكَانَ بَكْر فَقِيها كَبِيرا من التَّابِعين روى عَنِ الصَّحَابَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ وَقيس بْن سَعْد بْن عبَادَة وَسَهل بْن سَعْد السَّاعِدِيّ وسُفْيَان بن وهب الْخَولَانِيّ وحيان بن بج الصدائي وَأبي ثَوْر الفهمي وَأبي عميرَة الْمُزنِيّ وروى أَيْضا من التَّابِعين عَنْ سَعِيد بْن المُسَيّب وَأبي سَلَمَة بْن عَبْد اللَّه وَعُرْوَة بْن الزُّبَيْر وَجَمَاعَة سواهُم يطول عدهم وَيكثر سردهم مِنْهُم ربيعَة بْن قيس الجَملي وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن الجُبلي وَزِيَاد بْن نُعَيْم الحضْرميّ وسُفْيَان بْن هاني الجيْشاني وَسَعِيد بْن شَمِرٍ السَّبائي وَعبد اللَّه بْن المستوْرِد بْن شَدَّاد الفِهري وَعبد الرَّحْمَن بْن أَوْس الْمُزنِيّ وَزِيَادَة بْن ثَعْلَبَة البلوي وشيبان بْن أُميَّة القِتْباني وعامر بْن ذريح الحِمْيريّ وعُمير بْن الْفَيْض اللَّخْميّ وَأَبُو حَمْزَة الْخَولَانِيّ وعياض بن فروخ الْمعَافِرِي وَمُسلم بْن مَخْشي المُدْلجي وهاني بْن مُعَاوِيَة الصَّدَفِي وَغَيرهم من اشْتَمَل عَلَى ذكرهم تَارِيخا أبي القَاسِم بْن عَبْد الحكم وَأبي سَعِيد بْن يُونُس ومنهما نقلت أَكثر مَا هُنَا من خَبره روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن لَهِيعَة وَعَمْرو بْن الْحَرْث وجعفر بْن ربيعَة وَأَبُو زُرْعة بْن عَبْد الحكم الإفْرِيقِي وَغَيرهم قَالَ ابْن يُونُس وقرأته بِخَط ابْن مفرج القَاضِي تُوُفّي بأفريقية فِي خلَافَة هِشَام بْن عَبْد الْملك وَقيل بل غرق فِي مجَاز الأندلس سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة قَالَ وجده ثُمَامَة من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَله بِمصْر حَدِيث رَوَاهُ عَمْرو بْن الْحَرْث وَقَالَ أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن(1/176)
مُحَمَّد الْمَالِكِي القيرواني فِي تَارِيخه الَّذِي سَمَّاهُ رياض النُّفُوس وَذَكَرَ بكرا هَذَا كَانَ أحد الْعشْرَة التَّابِعين يَعْنِي الموجهين إِلَى إفريقية من قَبْلَ عُمَر بْن عبد الْعَزِيز فِي خِلَافَته ليفقهوا هَل إفريقية ويعلموهم أَمر دينهم قَالَ وَأَغْرِبْ بِحَدِيثٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ فِيمَا عَلِمْتُ حدَّث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ عَنْهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عَلَى رَأْسِ مِائَتَيْنِ فَلاَ تَأْمُرْ بِمَعْرُوفٍ وَلا تَنْهَ عَنْ مُنْكَرٍ وَعَلَيْكَ بِخَاصَةِ نَفْسِكَ وَحكى الْمَالِكِي أَيْضا عَنْ أبي سَعِيد بْن يُونُس قَالَ كَانَ فَقِيها مفتيًا سكن القيروان وَكَانَت وَفَاته كَمَا تَقَدَّمَ وَذكره الْحميدِي فِي الداخلين إِلَى الأندلس وَلم يذكرهُ ابْن الفَرَضيّ
576 - بَكْر بْن عِيسَى الكِنَانيّ من أَهْل قرطبة كَانَ من أَهْل الْعلم باللغة وَكَانَ الْغَايَة فِي الفصاحة حَتَّى ضرب بِهِ الْمثل بالأندلس فَقيل أفْصح من بَكْر الكِنَانيّ وَكَانَ شَاعِرًا مجيدًا وَأدْركَ أيّام الْأَمِير الحكم بْن هِشَام وَفِي خبر عَبَّاس بْن نَاصح الشَّاعِر حِين توجّه من قرطبة إِلَى بَغْدَاد وَلَقي الْحَسَن بْن هَانِئ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي حَدِيث طَوِيل أَنْشدني لأبي الأجرب قَالَ فَأَنْشَدته ثُمَّ قَالَ أَنْشدني لبكر الْكِنَانِي فَأَنْشَدته ذكره الزَّبِيديّ وَفِيه عَنْ غَيره
577 - بَكْر بْن عَبْد الرَّحِيم من أَهْل قرطبة مَعْدُود فِي أَصْحَاب بَقِي بْن مخلد ومذكور فِي السامعين مِنْهُ والآخذين عَنْهُ
577 - بَكْر بْن الْحَسَن بْن بَكْر بْن غَرِيب القَيْسيّ يعرف بِابْن السِّماد من أَهْل قرطبة كَانَ وراقًا حَسَن الْخط وَكتب علما كثيرا وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَقد وقفت عَلَى بَعْض مَا كتب فِي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَفِي حَيَاة أَبِيه الْحَسَن وَكَانَ أَيْضا وراقًا وَذكره ابْن بشكوال
579 - بَكْر بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن عبد الْعَزِيز بْن كوثر الغافقي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَمْرو لَهُ رِوَايَة عَنْ مَشيخة بَلَده وَسَمَاع من عَبّاد بْن سِرْحان وَغَيره وَكَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب أَهْل الظَّاهِر لَا يرى التَّقْلِيد أديبًا شَاعِرًا وَله فِي الْأَخْذ بِالْحَدِيثِ والتعويل عَلَيْهِ واطراح الرَّأْي وَاجْتنَاب الْعَمَل قصيدةً طَوِيلَة رَوَاهَا عَنْهُ ابْن عَبْد اللَّه بْن بَكْر وَقد(1/177)
سَمعتهَا من بَعْض أَصْحَابنَا وَوجدت الْأَخْذ عَنْهُ بإشبيلية وَفِي مَسْجده مِنْهَا مؤرخا بِسنة خمس وَخَمْسمِائة وَفِي السَّماعِّيين من أبي عَلِيّ الغساني بَكْر بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن كوثر الْعَبدَرِي وَلَا أعرفهُ
وَمن عرف بكنيته
580 - أَبُو بَكْر السلالجي أَحْسبهُ قرطبيًا رَحل إِلَى الْمشرق مَعَ أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخَولَانِيّ وَأبي الفَرَج عُبدوس بْن مُحَمَّد الطليطلي وَأبي عُثْمَان سَعِيد بْن أَحْمد بْن خَالِد التَّاجِر وَغَيرهم فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وثلاثمائة فَسَمِعُوا بالقيروان من أبي مُحَمَّد بْن أبي زَيْد وَأبي جَعْفَر بْن دَحْمون وَجَمَاعَة وَكَتَبُوا أَيْضا عَنْ أبي بَكْر بْن المهندس وَابْن سِدرة وَالْحسن بْن إِسْمَاعِيل الضَّراب وَغَيرهم من برنامج الْخَولَانِيّ الْمُسَمّى بالاستذكار
581 - أَبُو بكر الزُّهْرِيّ الزَّاهِد من أهل تطيلة من الثغر الْأَعْلَى يعرف بالطفشي حكى عَنهُ خلف بن نَاصِر السبتي من تَارِيخ ابْن عفيف
582 - أَبُو بكر بن مزين يحدث عَنْهُ أَبُو العَاصِي حكم بْن مُحَمَّد الجذامي وَعَن أبي عُمَر الطلمنكي مَعَه
583 - أَبُو بَكْر بْن الرميمي من أَهْل المرية يرْوى عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُعَاذِ روى عَنْهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْن حُبيش وَقد حكى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أبي الْفَيَّاض فِي تَارِيخه وَكَانَ يعرف بالأمين رَحمَه اللَّه
584 - أَبُو بَكْر بْن سهل يعرف بالبُلْجانِي أَخذ بوادي الْحِجَارَة الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي الْعَيْش معمر بن معذل وَكَانَ من كبار تلاميذه ذكره ابْن عُزَير
585 - أَبُو بَكْر بْن حزم من أَهْل إشبيلية كَانَ من أَهْل الْأَدَب والعربية معلما بهَا وَعنهُ أَخذ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْوَلِيد الطرطوشي حكى ذَلِكَ فِي فَوَائده
586 - أَبُو بَكْر المرشاني من أَهْل إشبيلية أَخذ بقرطبة عَنْ أبي القَاسِم الإفليلي وَأبي عُثْمَان الفريشي النَّحْوِيّ وَأبي بكر مُسلم بن أَحْمد وَأخذ أَيْضا عَنْ أبي الْفتُوح الجُرْجانيّ وَكَانَ من أَهْل الْعَرَبيَّة والآداب قَائِما عَلَيْهَا متحققًا بهَا أَخذ عَنْه أَبُو الْحَسَين بْن(1/178)
الطراوة وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْبَراء من أَهْل الجزيرة الخضراء وسواهما أَكْثَره عَنِ القَاضِي عِيَاض
587 - أَبُو بَكْر بْن عَبْد الجَبَّار من أَهْل شلب يحدث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن فَنْدِلَة
588 - أَبُو بَكْر بْن حَزْمِين يروي عَنِ ابْن بابْشاذ حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مُحرز البطليوسي
589 - أَبُو بكر بن مَقَيُوس من أَهْل المرية لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَلِيّ الغساني حدَّث عَنْهُ بالموطأ من طَرِيقه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك العذري وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا
590 - أَبُو بَكْر بْن لؤَي الزَّاهد من أَهْل إشبيلية كَانَ هُوَ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد والخطيب أَبُو الحكم بْن حجاج وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الزَّجّاج نمطًا وَاحِدًا فِي الْعِبَادَة والورع وَالْعلم ذكره أَبُو بَكْر بْن قسوم وحدَّث عَنْهُ هُذَيْل بْن مُحَمَّد الإشبيلي 591 أَبُو بَكْر بْن حزم حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مُعَاذِ الفلنقي وَهُوَ غَيْر الْمَذْكُور فِي هَذَا الْبَاب
592 - أَبُو بَكْر بْن خَشْرم الْعَبْسِي من أَهْل إشبيلية وَأحد الْأَئِمَّة فِي عَلَمُ الْعَرَبيَّة حكى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بن خروف فِي شَرحه لكتاب سِيبَوَيْهٍ وَفِي بَاب الِابْتِدَاء مِنْهُ وروى عَنْهُ أَبُو عَمْرو فضل بْن عَبْد الْملك الموروري وَأَبُو القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي هَارُون وَغَيرهمَا
593 - أَبُو بَكْر بْن سُلَيْمَان بْن سَمْحُون الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة اسْمه كنيته أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن رضَا والعربية والآداب عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن الطراوة صَحبه طَويلا وبتلميذ أبي الطراوة اشتهرت مَعْرفَته وَكَانَ يغلو فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ يَقُولُ مَا يجوز عَلِيّ الصِّرَاط أعلم بالنحو مِنْهُ وَأخذ أَيْضا عَنْ أبي القَاسِم بْن الأبرش(1/179)
وَسمع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَكَانَ يقرئ الْقُرْآن وَيعلم بِالْعَرَبِيَّةِ مَعَ الْمُشَاركَة الْحساب
أَخذ عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن مضاء وَأثْنى عَلَيْهِ بِحسن التَّعْلِيم وجودة التفهيم وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد الخزرجي وَأَبُو القَاسِم بْن بَقِي شَيخنَا وَغَيرهم وتُوُفيّ بقرطبة من عِلّة خدر طاولته سنة ثَلَاث وستِّين وَخَمْسمِائة ودُفِن بمقبرة أم سَلَمَة وَقَالَ ابْن مضاء تُوُفّي سنة أَربع وستِّين وَحكى أَنَّهُ تولي الصَّلاة عَلَيْهِ عَلَى شَفير قَبْرة
594 - أَبُو بَكْر الغافقي من أَهْل إشبيلية وقاضيها وَكَانَ من أَهْل الْعلم والنباهة وَحضر مُقام أَمِير الغرب بِالْجَبَلِ عِنْدَ إِجَازَته بالبحر وَكَانَ أحد الوافدين عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَخَمْسمِائة وَبعده وَلَيْسَ قَضَاء إشبيلية أَبُو القَاسِم الحَدفي وَتُوفِّي فِي نَحْو السّبْعين وَخَمْسمِائة
595 - أَبُو بَكْر بْن إِسْمَاعِيل من أهل قاشتتره عمل قرطبة لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ لقِيه بإشبيلية وَأخذ عَنْهُ بهَا جَامع التزمذي وبقراءته إِيَّاه سَمِعَ أَبُو بَكْر بْن خَيّر نصفه الأوّل وَلَا أعلمهُ حدَّث
596 - أَبُو بَكْر الْمُعَرّف بالسُّلاقي من أَهْل إشبيلية وَسكن مَرّاكُش كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب وموصوفا بالصلاح وَالْفضل أَقرَأ وَأخذ عَنْهُ
597 - أَبُو بَكْر الْمَعْرُوف بالزَّرْعال من أَهْل قرطبة حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر غَالب بْن أبي القَاسِم الشراط ذكره ابْن الطيلسان
598 - أَبُو بَكْر بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ الْفَقِيه المستبحر من أَهْل قرطبة وَسكن مَدِينَة فاس يعرف بالمواق ويكنى أَبَا يحيى سَمِعَ أَبَا إِسْحَاق بْن قرقول وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الرمامة وَغَيرهمَا وَكَانَ حَافِظًا حافلاً فِي علم الْفِقْه وَالْخلاف فِيهِ ملازمًا للتدريس تَامّ النّظر لَا يدانيه أحد فِي ذَلِكَ وَله تَنْبِيهَات ومقالات مفيدة مِنْهَا فِي المكاييل والأوزان وعنى بِالْحَدِيثِ عَلَى جِهَة التفقه وَالتَّعْلِيل والبحث عَنِ الْأَسَانِيد وَالرِّجَال والزيادات وَمَا يُعَارض(1/180)
أَو يعاضد وَلم يُعْن بالرواية وَقد حدَّث وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَسَماهُ أَبُو الرّبيع بْن سَالم فِي شُيُوخه وحظى بِخِدْمَة السّلطان بمراكش فنال دُنْيا عريضة واعتقد أَمْوَالًا جليلة وَولي قَضَاء مَدِينَة فاس وتُوُفيّ بهَا وَهُوَ يَتَوَلَّاهُ فِي آخر شوّال سنة ستع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بداره الْمَعْرُوفَة بِهِ بدرب ابْن صَاف من داخلها
599 - أَبُو بَكْر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن منخل بْن مُحَمَّد بْن مشرف النفزي من أَهْل شاطبة يروي عَنْ أبي إِسْحَاق بْن خَليفَة وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى وَقد أَقرَأ بالسبع وأسمع يَسِيرا أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ فِي ذِي الحجّة سنة خمس وَعشْرين وستّمائة ومولده سنة إِحْدَى واثنتين وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 600 أَبُو بَكْر بْن هِشَام بْن عَبْد اللَّه بْن هِشَام بْن سَعِيد بْن عَامر بْن خَلَف بْن مُطِّرف بْن مُحصن بْن عَبْد الغافر الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا يحيى روى عَنْ أَبِيه أبي الْوَلِيد وَأَجَازَ لَهُ تآليفه فِي الْأَحْكَام والتاريخ وَجَمِيع مَا يرويهِ وَسمع أَبَا الْعَبَّاس المجريطي وَأَبا الْحَسَن بْن عِقَاب وَأخذ عَنْه الشهَاب فِي صغره وَسمع أَبَا القَاسِم الشراط وَأَبا جَعْفَر بن يحيى وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وعني بالآداب وَكَانَ كَاتبا بليغا شَاعِرًا مجيدا تكْتب للولاة وَولي قَضَاء بَعْض الكُوَر ووقْفتُ عَلَى إِجَازَته لبَعض أَصْحَابنَا وَمِنْهَا نقلت أَسمَاء شُيُوخه وَقد لَقيته بإشبيلية وَلم آخذ عَنْهُ شَيئًا من رِوَايَته وتُوُفيّ بالجزيرة الخضراء سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة
وَمن الغرباء فِي هَذَا الْبَاب
601 - أَبُو بَكْر الصّقليّ الْمكتب سكن قرطبة وَكَانَ من كبار النساك والفضلاء الفارين بدينهم قُدَّام الْفِتْنَة وَمن أجلهَا فَارق صقلية وَطنه وجال بِلَاد الأندلس فَنزل قرطبة خاملٍ الشَّخْص نابه الذّكر طَاهِر الجَيْب تذكِّرُ اللَّه رؤيتُه وَتَدْعُو إِلَى الْخَيْر مجالستُه ويذكِّر بالصالحين هديُه فِي انقباضه واقتصاده قَدْ ترك النّاس جانبًا وقنَع بِأَدْنَى معيشة مُقْتَصرا عَلَى أخرِجة صبيةٍ تنقَّى حرف آبَائِهِم يعلمُهم الْقُرْآن مُتعيشًا بالقلِّ(1/181)
الَّذِي يؤثَرُ بِهِ غَيْر مُتقَصٍّ عَلَيْهِمْ وَلَا مقصِّر فِي تعليمهم مشتغلاً عَنِ الْخَوْض فِي الْفِتْنَة متحفظًا من بوائِقِها إِلَى أَن غُلِب صبُره وقَذِيَتْ عينهُ فَخرج فِي رُفق الجالية من قرطبة منتصف ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فأسِيَ الناسُ لفراقه وتفاقدُوا بركَة دُعَائِهِ ذكره ابْن حَيَّان
بَاب بِشْر
602 - بِشْر بْن يزِيد الأندلسيّ ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي الروَاة عنْ مَالك وَقَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ العُتْقِيُّ قَالَ نَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الإِفْرِيقِيُّ قَالَ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ نَا أَبِي قَالَ نَا مَالِكُ بْنُ أنس عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصْنَعِ الْمَعْرُوفِ إِلَى مَنْ هُوَ أَهْلُهُ وَإِلَى مَنْ لَيْسَ بِأَهْلِهِ َفَإِنْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ فَقَدْ أَصَبْتَ وَإِنْ لَمْ تُصِبْ أَهْلَهُ كُنْتَ أَنْتَ أَهْلَهُ
هَكَذَا قرأته بِخَط ابْن الفريضي فِي نسخته من تأليف الدَّارَقُطْنِيّ وَوَجَدْتُ فِي تَارِيخِ ابْنِ يُونُسَ أَصْلَ ابْنِ مُفَرِّجٍ وَفِي بَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَالِكٍ مَنَاكِيرَ فَقَالَ فِي نَسَبِهِ الْأَزْدِيَّ وَلَعَلَّه تصحف للِدَّارَقُطْنِيِّ أَوْ لِمَنْ كَتَبَ تَصْنِيفَهُ بِالأَنْدَلُسِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ كَذَلِكَ أَثْبَتَهُ وَرَوَاهُ وَقَالَ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ بِشْرُ بْنُ يَزِيدَ الإِفْرِيقِيُّ وَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلا أَنَّهُ قَالَ وَإِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَإِنْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ فَقَدْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ
ثُمَّ قَالَ لَا يَصِحُّ عِنْدَ مَالِكٍ
603 - بِشْر بْن حبيب بْن الْوَلِيد بْن حبيب الدَّاخِل إِلَى الأندلس بْن عَبْد الْملك بْن عمر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان من أَهْل قرطبة يعرف بالحبيبي وَأَبوهُ حبيب هُوَ الملقب بدَحُّون رَوَت عَنْهُ ابْنَته عَبدة بِنْت بشر وَأمه عابدة المدنية الراوية عَنْ مَالك بْن أنس وهما مذكورتان فِي آخر هَذَا الْكتاب نسبُه وخبُره عَنِ ابْن حَيَّان وَحكى أَنَّهُ وجد بِخَط أبي بَكْر عبَادَة بْن مَاء السَّمَاء الشَّاعِر حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن سَلَمَة هُوَ القيني عَنْ عَبدة بِنْت بِشْر بْن دحون عَنْ أَبِيهَا بِشْر قَالَ دَخَلَ أبي مَدِينَة دمشق وطنهم الأقدم فِي رحلته إِلَى الْمشرق وعاملها يَوْمئِذٍ لأبي إِسْحَاق المعتصم بِاللَّه عُمَر بْن فَرَح الرخجي فَوَافَقَ(1/182)
دُخُوله إِيَّاهَا غلاء شَدِيدا ومجاعة أشكت أَهلهَا فضجوا إِلَى الرَّخجي أنَّ يخرج عَنْهُمْ من عِنْدهم من الغرباء القادمين عَلَيْهِمْ من الْبِلَاد فَأمر بالنداء فِي المَدِينَةِ عَلَى كلّ من بهَا من طارىء وَابْن سَبِيل لِيخْرجُوا عَنْهَا وَضرب لَهُمْ أَََجَلًا ثَلَاثَة أيّام أوعد من تخلف بعْدهَا مِنْهُم بالعقاب فابتدر الغرباء الْخُرُوج مِنْهَا وَأقَام دحُّون لَمْ يَتَحَرَّك فجيء بِهِ إِلَى الرَّخجي بَعْدَ الْأَجَل فَقَالَ لَهُ مَا بالك عصيت أَمْرِي أَوْ مَا سَمِعتُ ندائي فَقَالَ لَهُ دحون ذَلِكَ النداء الَّذِي وَقَفَني فَقَالَ لَهُ وَكَيف فانتمى لَهُ فَقَالَ الرخجي صدقت وَالله إِنَّك لأحقُّ بِالْإِقَامَةِ فِيهَا منا فأقم مَا أَحْبَبْت وانصرِف إِذَا شِئْت
604 - بِشْر الأديب من أَهْل إشبيلية يعرف بالأصم كَانَ يقرىء الْعَرَبيَّة والآداب بدرب ابْن مَرْيَم فِيهَا وبمسجده هُنَالك أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا وأنشدني عَنْ أبي إِسْحَاق بْن قسُّوم عَنْهُ بَعْض منظومه
بَاب بُشَري
605 - بُشَري مولى الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الحكم بْن النَّاصِر لَهُ سَماع من أبي الْوَلِيد هَاشم بْن يحيى البطليوسي بقرطبة فِي سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله أَيْضا سَماع من غَيره وَكَانَ من نجباء الموَالِي
606 - بُشَري مولى أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْخَيْر يروي عَنْ مَوْلَاهُ أبي بَكْر حدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم مُحَمَّد بْن عَامر بْن فرقد
بَاب بسام
607 - بسام بْن مُجْبَر بْن بسَّام يكنى أَبَا الضَّحَّاك ذكره ابْن الطيلسان وَحكى أَنَّهُ أنْشدهُ فِي المَسْجِد الْجَامِع بقرطبة غَيْر مرّة
(إِذَا مَا الصَّدِيقُ أسا مَرَّةً ... وَقَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى مُجْمِلاً)
(تَذَكَّرْتُ مِنْ فِعْلِهِ مَا مَضَى ... وَلَمْ يَنْقُضِ الآخِرُ الأولا)
// المتقارب //(1/183)
608 - بسام بْن أَحْمَد بْن حبيب بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن شَاكر الغافقي من أَهْلَ جيان واستوطن مالقة يكنى أَبَا الرضى سَمِعَ من أَبِيه وَأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأبي جَعْفَر بْن مضاء وَأبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَغَيرهم وَحضر مجْلِس أبي القَاسِم بْن بَشْكُوال فَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة أَبِيه كثيرا وَأَجَازَ لَهُ وروى أَيْضا عَنْ السُّهيْلي وَابْن عُبَيْد الله وَأبي الْحجَّاج بن غُصْن وَأبي الْحُسَيْن بن الصَّائِغ وسواهم وَكَانَ من أهل الْفضل والورع الْعِنَايَة بِالْحَدِيثِ وَالرِّوَايَة لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة وَالْأَدب ومشاركة فِي قرض الشّعْر وَولي قَضَاء بالمنكب وَغَيرهَا فحمدت سيرته أجَاز لنا بِخَطِّهِ مَا رَوَاهُ وَسمع مِنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ لَيْلَة الجُمُعَة لعشر خلون من شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الظّهْر بِظَاهِر مالقة وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته عَظِيما وَالثنَاء عَلَيْهِ جميلاً ومولده فِي شعْبَان سنة سبْعٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة
بَاب بهْلُول
609 - بهْلُول بْن الْيَسَع الْخَثْعَمِي من سَاكِني إشبيلية يعرف بالمقَصْدَر يكنى أَبَا بَكْر كَانَ مؤدِّبًا بالنحو وَالشعر وَكَانَ حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط لَهُ أشعار صَالِحَة وَلم يزل بإشبيلية حَتَّى تُوُفّي بهَا وَقيل أَنَّهُ كَانَ قَدِمهَا من قرطبة ذكره الزَّبِيديّ واضطراب الرّازيّ فِيهِ فَتَارَة جعله من أَهْل قرمونة وَنسبه فِي بني عبس قَالَ فِيهِ بهْلُول بْن مُحَمَّد الشَّاعِر النَّحْوي وَذَكَرَ أنَّ بَيتهمْ بقرمونة وَأَن لَهُمْ بَقِيَّة وَتارَة جعله من أَهْل لبلة وَقَالَ فِيهِ المقصدر المؤدِّب وَلم يسمه وَحكى أَنَّهُ أدب بلبلة بْني أَبِي حَامِد ثُمَّ لزم مَدِينَة إشبيلية وَوَصفه بالبصر بالإعراب والتمكن فِي قَول الشّعْر وتجويده
610 - بهْلُول بْن فتح من أَهْل إقليش لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَكَانَ رَجُلاً صَالحا خيرا وَحكى عَنْ نَفسه أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامه بَعْدَ قدومه من الْحَج كَأَنَّهُ بِمَكَّة وَقَائِل قَول انْطلق بِنَا نُصَلِّ مَعَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَكنت أَقُول لرجل من جيراني بإقليش يَا أَبَا فلَان انْطلق بِنَا نُصَلِّ مَعَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُول لي لست أجد إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا فَكنت أتوجه وأصَلِّي مَعَ النّاس وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامنا فَلَمّا سلم من الصَّلاة رَجَعَ إِلَيّ وَقَالَ لي من أَي أَنْت قلتُ لَهُ من(1/184)
الأندلس فَكَانَ يَقُولُ لي من لي مَوضِع فَكنت أَقُول من مَدِينَة إقليش فَيَقُول لي أتعرف أَبَا إِسْحَاق البَوانِي فَكنت أَقُول هُوَ جاري وَكَيف لَا أعرفهُ فَيَقُول لي أَقْرِأْهُ مني السّلام
بَاب بيبش
611 - بيبش بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن بيبش الْعَبدَرِي من أَهْل أُندة وانتقل مَعَ أَبِيه إِلَى بلنسِيَّة يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَأبي بكر بن برنجال وتَفَقَّه بِالْقَاضِي أبي بَكْر بْن أَسد وَكتب بَين يَدَيْهِ وَفِي ولَايَته الشورى ببلنسية وبأبي مُحَمَّد بْن عَاشر أَيْضا وَولي الْأَحْكَام للْقَاضِي أبي الحَجَّاج بْن سماحة وَغَيره وَكَانَ من نبهاء الْفُقَهَاء بَصيرًا بِالشُّرُوطِ وَغَيرهَا من أحسن النّاس خطًّا وَأكْرمهمْ خلقا عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ عدلا حَلِيمًا وسيما وَتوجه غازيا فِي عَسْكَر السُّلْطَان إِلَى شنترين سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ثُمَّ قفل وتُوُفيّ عَلَى أثر ذَلِكَ أكثُره عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ ابنُ سُفْيَان تُوُفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة يَعْنِي بَعْدَ الصَّدَر من غَزْوَة وبذة إلاّ أَنَّهُ غلط فِي اسْمه فَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن أَحْمد وكناه أَبَا بكر وسمى أَكثر شُيُوخه وَالصَّوَاب مَا ثَبت هُنَا
612 - بيبش بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بِيبَش الْعَبدَرِي من أَهْل شاطبة وقاضيها يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ أَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل وأباه عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأَبا الْعَبَّاس الأقليشي وَأَبا مُحَمَّد بْن عَاشر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أَهْل الأندلس أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَأَبُو الْحسن بن طَارق بْن يعِيش وَأَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَمن أَهْل الْمشرق أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن العرجاء وَأَبُو المظفَّر الشَّيْبَانيّ قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم وَكَانَ امرء صدق حُمَيْد السّيرة فِي قَضَائِهِ عدلا صليبًا فِي الْحق مهيبًا حَافِظًا للْحَدِيث مرّ عَلَيْهِ زمانٌ قَلَمّا كَانَ يغيب عَنْهُ فِيهِ شَيْءٍ من صَحِيح الْبُخَارِيّ لحفظه إِيَّاه متصرفًا مَعَ ذَلِكَ فِي الْفِقْه والنحو وَالتَّفْسِير معدودًا فِي أَهْل الشورى والفتيا قَبْلَ ولَايَته الْقَضَاء وَله فِي تَغْيِير الْمُنكر وقمع الْبَاطِل آثَار مَعْرُوفَة وَألف على صَحِيح البُخَارِيّ تأليفين أَحدهمَا نحا فِيهِ منحى الْمُهلب بْن أبي صفرَة فِي اخْتِصَار الصَّحِيح الَّذِي سَمَّاهُ بالتصحيح وَالثَّانِي فِي جمع الْأَحَادِيث الَّتِي زَاد مُسْلِم فِي تخريجها عَلَى الْبُخَارِيّ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان وَأكْثر خَبره عَنْهُ وَذكره أَبُو عُمَر بْن عَاتٍ فِي شُيُوخه وَأحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ وَقَالَ تُوُفّي وَهُوَ يتَوَلَّى قَضَاء شاطبة فِي الْعشْر الأوّل من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ(1/185)
وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِيَة وَخمسين عَاما وصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي مَسْجده وازدحم النّاس عَلَى نعشه والتمسح بأكفانه مولده سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
الْإِفْرَاد فِي حرف الْبَاء
613 - بُسر بْن قَطَن بْن جِرْو بْن اللَّجْلَاج التّميميّ ولاه الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم قَضَاء كورة جيان ذكره ابْن حَارِث وَقَالَ ابْن حَيَّان أَنَّهُ وُلّي قَضَاء الْجَمَاعَة بقرطبة للأمير الحكم بْن هِشَام بَعْدَ أَبِيه قطن ثُمَّ وُلّي بعده عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى
614 - برَاء بْن عبد الْعَزِيز بْن مهَاجر البرجمي من أَهْلَ قرطبة سَمِعَ بهَا من أبي بكر من مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مِسْوَر سنة إِحْدَى وستِّين وَثَلَاث مائَة وَمن وَلَده أَبُو مَرْوَان عُبَيْد اللَّه بْن عبد الْعَزِيز بْن الْبَراء يرْوى عَنِ ابْن الافليلي ذكره ابْن بشكوال وغلِط فِي نِسْبَة جَدّه وَالصَّوَاب مَا ثبَتَ هَذَا
615 - بشار الْأَعْمَى النَّحْويّ من سَاكِني دانية يكنى أَبَا القَاسِم ذكره الْحميدِي وَقَالَ ذهب عني نسبه كَانَ أستاذًا فِي الْعَرَبيَّة شَيخا من شُيُوخ الْأَدَب وَكَانَ فِي نَاحيَة الموفَّق مُجَاهِد العامري مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ وَذَكَرَ لَهُ قصَّة مَعَ صاعد اللّغَوِيّ قطعَهُ فِيهَا وأخجله وَكَانَ مُجَاهِد نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَلم يقبل مِنْهُ وَحكى أَبُو بَكْر المُصْحفي أنَّ بشارًا هَذَا أدب أَبَا جَعْفَر بْن عَبَّاس الْوَزير بالمرية جلبه أَبُوهُ إِلَيْهَا
616 - بَاقِي بن عبد لله بْن إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ من أَهْل ألش وَسكن مرسية يكنى أَبَا خَالِد وكناه صَاحب قلائد العقيان أَبَا الْحسن أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي تَمام القطيني وروى عَنْ أبي الْحَسَن الحٌصْريّ وَأبي أَحْمَد بْن الصَّفّار البَرْبَشْتَري وَكَانَ أديبا كَاتبا شَاعِرًا نحويا لَهُ معرفَة بالطب وَغير ذَلِك وَكتب للْقَاضِي أبي أُميَّة بن عِصَام وَحل مِنْهُ ألطف مَحل روى عَنهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الرَّحْمَن المكناسي قصيدة أبي مَرْوَان الجزيري وَكَانَ يَرْوِيهَا عَنْ أبي أَحْمَد بْن الصَّفّار عَنْ مُحَمَّد بْن أبي مَرْوَان عَنْ أَبِيه وأخبرت بهَا عَنْ أبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب عَنِ المكناسي(1/186)
وَمن الكنى فِي هَذَا الْبَاب
617 - أَبُو بَحر المقرىء الكفيف من أَهْل مالقة يروي عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن الطراوة وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَكَانَ يقرئ الْقُرْآن والعربية أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن قَنْتَرَال وَلم يسمه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ الزَّهْراوَيْن الْبَقَرَة وَآل عِمْرَانَ بالأحرف السَّبْعَة وَقَرَأَ أَيْضا عَلَيْهِ أدب الْكتاب للقُتَبي تَفَهُّمًا
وَمن الغرباء
618 - أَبُو الْبَسَاتِين الْوَاعِظ الصُّوفيّ حدَّثت عَنْ أبي خَالِد يزِيد بْن عَبْد الجَبَّار الْقُرَشِيّ المرواني قَالَ أَنْشدني شَيخنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم النَّحْويّ قَالَ أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو الْبَسَاتِين الْوَاعِظ الصُّوفيّ
(مُكِبٌّ عَلَى النَّحْوِ يُعْنِي بِهِ ... لِيَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ مِنْ زَلَلْ)
(يَقُولُ أُقَوِّمُ زَيْغَ اللِّسَانِ ... فَهَلاَّ يقوم زيغ الْعَمَل) // المتقارب //
حرف التَّاء
بَاب تَمام
619 - تَمام بْن عَبْد اللَّه بْن حفصون الْمعَافِرِي من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا غَالب أَخذ عَن أبي مُحَمَّد الركلي وَصَحب القَاضِي أَبَا الْحسن بن عبد الْعَزِيز فولاه قَضَاء لرية من عمل بنلسية وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والنباهة حسن الْخط حكى أَبُو عمر بن عياد عَنِ الْأُسْتَاذ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي إِسْحَاق أَنَّهُ سامر أَبَا الْحَسَن بْن زَاهِر الشَّاعِر بِلِرْيَةَ فِي اللَّيْلَة الَّتِي قدمهَا أَبُو غَالب بْن حفصون قَاضِيا عَلَيْهَا من قَبْلَ ابْن عبد الْعَزِيز قَالَ فاعترضني بِشَطْر بَيت يطلبني بإجازته فِي معنى وُرُوده وَهُوَ ثُمَّ المُرادُ بِتَمَّامِ بْنِ حَفْصُون فَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه لَهُ
(إنْ لَمْ يَكُنْ رَاضِيا فِي الدّين بالدون ... ) // الْبَسِيط //
ثُمَّ ذيَّل ذَلِكَ بقوله
(إِنَّ المُوَفَّقَ مَنْ أَضْحَى وَهِمَّتُهُ ... بَيْعُ الحَياةِ بِحَظٍّ غَيْر مَغْبُون)
(مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ فِي سِرٍّ وفِي عَلَنٍ ... يَمْنَحُهُ رِزْقًا وَأجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ)
620 - تَمام بْن الْحُسَيْن بْن غَالب بْن سُلَيْمَان بْن الْحَسَن القَيْسيّ من أَهْل مالقة وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها وَأَصله من براجلة غرناطة يكنى أَبَا كَامِل وجدُّه غَالب يعرف بالحداد روى عَنْ أَبِيه أبي عَلِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن معمر وَأبي الْعَبَّاس بْن سيد وَأبي عَبْد اللَّه بْن مَسْوَرَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَظِيم وَغَيرهم وَله رِوَايَة أَيْضا عَنْ أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَأبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي عَبْد اللَّه الغزال الصُّوفِي وطبقتهم وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْأَدَب وَأَنْشَأَ فصولا مستحسنة فِي الْخطب سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان ومعظم خَبره عَنْهُ وَأَبُو مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ وَأَبُو جَعْفَر بْن الجيار وَأَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال وَغَيرهم وتُوُفيّ عصر يَوْمَ الْخَمِيس(1/187)
الثَّانِي عَشْر من شهر ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْنِ وستّمائة زَاد ابْن الطيلسان ودُفِن إِثْر صَلاَة الْجُمُعَة بمقبرة من بَاب قنتاله وَقَالَ فِي وَفَاته إِثْر صَلاَة الْعَصْر ومولده بقرية من قرى البراجلة لَيْلَة الْخَمِيس لعشر خلون من شهر ربيع الأوّل سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة
بَاب تَمِيم
621 - تَمِيم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر تَمِيم بْن أبي الْعَرَب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تَمِيم التّميميّ وَأَبُو جَعْفَر هُوَ الدَّاخِل إِلَى الأندلس والمستوطن قرطبة مِنْهَا إِلَى أنَّ مَاتَ فِي أيّام الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَسكن تَمِيم بْن عبد الله مرسية وَسمع بهَا من أبي الْعَبَّاس بْن أبي الرّبيع الإلبيري الْوَاعِظ وَقد وقفت بِخَطِّهِ عَلَى تَارِيخ عُلَمَاء إفريقية من تأليف أبي الْعَرَب جَدّه الْأَعْلَى وَمِنْه كتبت نُسْخَتي وقرأت فِي بَعْض معلقاته رَأَيْت هَذَا الحَدِيث مَكْتُوبًا بِخَط الشَّيْخ ابْن حوْبيل فِي كتاب من كتبنَا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس تَمام بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تَمِيم بْن أبي الْعَرَب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي أبي أَبُو الْعَرَب مُحَمَّد بْن أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنِي سَعْد بْن إِسْحَاق قَالَ نَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحكم قَالَ أرسل عُمَر بْن عبد الْعَزِيز إِلَى صَاحب الرّوم رَسُولا فَخرج من عِنْده يَدُور فَمر بِموضع فَسمع فِيهِ رَجُلاً يَقْرَأ الْقُرْآن ويطحن فَأَتَاهُ فَسلم عَلَيْهِ فَلم يرد عَلَيْهِ السّلام مرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا ثُمَّ سلم فَقَالَ لَهُ وأنَّى للمرء بِهَذَا الْبَلَد فَأعلمهُ أَنَّهُ رَسُول عُمَر بْن عبد الْعَزِيز إِلَى صَاحب الرّوم وَقَالَ لَهُ مَا شَأْنك قَالَ إِنِّي أُسرتُ من مَوضِع كَذَا وَكَذَا فأُتي بِي إِلَيّ صَاحب الرّوم فَعَرَضَ عَلَى النَّصْرَانِيَّة فأبيتُ فَقَالَ لي إِن لَمْ تفعل سَمَلْتُ عَيْنَيْك فاخْتَرْتُ ديني عَلَى بَصرِي فَسَمل عَيْني وصيرني إِلَى هَذَا الْموضع يُرْسل إِلَى فِي كلّ يَوْمَ بحِنطة أطحنها وخبزة آكلها فَلَمّا صَار الرَّسُول إِلَى عُمَر أخبرهُ خبر الرَّجُل قَالَ فَمَا فرغت من الْخَبَر حَتَّى رَأَيْت دموع عُمَر بْن عبد الْعَزِيز قَدْ مثلت بَيْنَ يَدَيِهِ ثُمَّ أَمر فَكتب إِلَى صَاحب الرّوم
أما بَعْدَ فقد بَلغنِي خبر فلَان بْن فلَان فوصف صفته وَإِنِّي أقسم بِاللَّه لَئِن لَمْ ترسل إليَّ بِهِ لَأَبْعَثَن إِلَيْكَ من جُنُودا يكون أَوَّلهمْ عِنْدَك وَآخرهمْ عِنْدِي فَلَمّا رَجَعَ إِلَيْهِ الرَّسُول قَالَ مَا أسْرع مَا رجعت فَدفع إِلَيْهِ كتاب عُمَر بْن عبد الْعَزِيز فَلَمّا قَرَأَهُ قَالَ مَا كنت لأحمل الرَّجُل الصَّالح عَلَى هَذَا بل أبْعث بِهِ إِلَيْهِ قَالَ فَبعث بِهِ إِلَيْهِ فَوجدَ عُمَر بْن(1/189)
عبد الْعَزِيز قَدْ مَاتَ وَهَذَا الْخَبَر حَدَّثَنَا بِهِ ابْن أبي جَمْرَة عَن عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عَمْرو الْمُقْرِئ عَنِ ابْن حوبيل إلاّ أَن تَمامًا فِي شُيُوخه لَا يعرف
622 - تَمِيم بْن هِشَام بْن أَحْمَد بْن حنون البهراني من أَهْل لبلة وَسكن عقبه إشبيلية يكنى أَبَا الطَّاهِر روى عَنْ صهره أبي القَاسِم بْن نَام وَأبي الْعَبَّاس بْن خَلِيل وَغَيرهمَا وَكَانَ معتنيًا بِالْعلمِ وسماعه وَرِوَايَته وتُوُفيّ سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
الْإِفْرَاد
623 - تغلب بْن عِيسَى الْكلابِي حكى عَنْهُ ابْن حزم فِي رسَالَته الْمُسَمَّاة بطوق الْحَمَامَة
624 - تليد الْفَتى مولى الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَصَاحب خزانته العلمية قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حزم أَخْبرنِي تليد الْفَتى يَعْنِي هَذَا وَكَانَ عَلَى خزانَة الْعُلُوم بقصر بني مَرْوَان أنَّ عدَّة الفهارس الَّتِي فِيهَا تَسْمِيَة الْكتب أَربع وَأَرْبَعُونَ فهرسة فِي كلّ فهرسة عشرُون ورقة لَيْسَ فِيهَا إلاّ ذَكَرَ الدَّوَاوِين فَقَط
وَمن الغرباء
625 - تاشفين بْن مُحَمَّد الْمكتب من أَهْل فاس يكنى أَبَا مُحَمَّد كَانَ زاهدًا عابدًا معلما بِالْقُرْآنِ لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَدخل الأندلس غازيًا وقدِم قرطبة فِي ذِي الحجّة سنة ثَمَان وستّمائة فَأَقَامَ هُنَالك أَيَّامًا يلقى بهَا الزاهدين ويتكرر عَلَى قُبُور الصَّالِحين ثُمَّ خَرَجَ إِلَى غَزْوَة الْعقَاب ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ أرَاهُ اسْتشْهد بهَا فَإِنَّهُ انْقَطع عني خَبره(1/190)
حرف الثَّاء
بَاب ثَابت
626 - ثَابت بْن سَعِيد بْن ثَابت بْن قَاسم بْن ثَابت بْن حزم بن عبد الرَّحْمَن بن ومطرف بْن سُلَيْمَان بْن يحيى الْعَوْفِيّ من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم حدَّث عَنْ أَبِيه سَعِيد بِكِتَاب جَدّه قَاسم بْن ثَابت الْمَعْرُوف بالدلائل عَنْ سلفه وحدَّث بِهِ ابْنه عَبْد اللَّه بْن ثَابت عَنْهُ ذَكَرَ ذَلِكَ القَاضِي أَبُو مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَغَيره
627 - ثَابت بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَلِيّ الشاطبي مِنْهَا يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ أبي زَيْد عَبْد الرَّحْمَن بْن يعِيش المُهْري ورحل حَاجا فَسمع مِنْهُ بالإسكندرية أَبُو الْحَسَن بْن الْمفضل المَقْدِسيّ وحدَّث عَنْهُ بِالْحَدِيثِ المسلسل فِي الْأَخْذ عَنِ ابْن يعِيش الْمَذْكُور عَنْ أبي مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ عَنْ أبي الْحَسَن طَاهِر بْن مفوز وَعَلِيهِ مَدَاره بالأندلس عَنْ نصر السَّمَرْقَنْديّ بِإِسْنَادِهِ وَفِيه بُعْدٌ وَقد رويته مسلسلاً من طرق بعضُها عَنِ ابْن الْمفضل وأنبأني بِهِ ابْن أبي جَمْرَة عَنْ أبي بَحر الأسَدِيُ عَنْ نصر السَّمَرْقَنْديّ فَصَارَ ابْن الْمفضل بِمَنْزِلَة من سَمعه مِمَّن سَمعه منى وَالْحَمْد لله
628 - ثَابت بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خِيار الكَلاعي من أَهْل لبلة وَنزل جيان يكنى أَبَا الْحَسَن وَأَبا رزين وكناه ابْن الطيلسان أَبَا المظفَّر وَقَالَ أَصله من العُلْيا بغرب الأندلس وَسكن غرناطة أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن نوَّار وَحمل عَنهُ تواليف أبي عَمْرو المقرىء وَسمع بقرطبة ابْن بشكوال وَأَبا بَكْر القشالشي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حَفْص وَأَبا إِسْحَاق الْمَعْرُوف بكوزان وَأَبا خَالِد بْن رِفَاعَة لقِيه بهَا وَأَجَازَ لَهُ وَلَقي بإشبيلية أَبَا بَكْر بْن(1/191)
بيبش قَاضِي شاطبة وَأَبا بَكْر بْن خطاب وَقَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ عَلَى أبي عَبْد اللَّه بْن مَالك الميِرتَلِي وبغرناطة أَبَا الْحَسَن بْن كوثر مُحَمَّد عَنْهُ جَامع التِّرْمِذيّ وَغَيره وبوادي آش أَبَا إتْمَام الْعَوْفِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبُو جَعْفَر بْن حسان مَا رَوَاهُ عَنْ شُيُوخه البغداديين وَغَيرهم وأقرأ الْقُرْآن والعربية بجيان وبغرناطة وسكنها مدّة وروى عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس النباتي وَابْن الطيلسان وَغَيرهمَا وتُوُفيّ بغرناطة سنة ثَمَان وَعشْرين وستّمائة
اسْم مُفْرد
629 - ثَعْلَبَة بْن حُمَيْد من أَهْل قرطبة ولاه عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة قَضَاء سرقسطة بَعْدَ حسبان بْن يسَار الْهُذلِيّ عَنِ ابْن حَارِث(1/192)
حرف الْجِيم
بَاب جَعْفَر
630 - جَعْفَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جحاف بْن يحيى بْن سَعِيد الْمعَافِرِي من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا أَحْمَد وُلّي قَضَاء بَلَده بَعْدَ أَخِيه أبي عَبْد الرَّحْمَن عَبْد اللَّه الملقب بحيدرة وَهُوَ الَّذِي صلّى عَلَى أبي عَبْد اللَّه بْن الفخار عِنْدَ وَفَاته ببلنسية سبع تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وأظن ذَلِكَ فِي ولَايَته الْقَضَاء وَقيل إِن الَّذِي صلّى عَلَى ابْن الفخار هُوَ خَلِيل القُرْطُبيّ فِي خَبره عَنْ أبي عَامر بْن شرويه الْخَطِيب وَمن خطه نقلته
631 - جَعْفَر بْن يُوسُف بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد القَيْسيّ الْكَاتِب من أَهْل قرطبة وَيعرف بالباجي يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ هُوَ وَأَبوهُ أَبُو عُمَر يُوسُف وابناه عَبْد اللَّه ويوسف أَبُو عُمَر من ذَوي البراعة فِي الْآدَاب والتقدم فِي صناعَة الْكِتَابَة وَكتب جَعْفَر هَذَا فِي صدر الْفِتْنَة لعدد من كبار الْمُلُوك آخِرهم يحيى بْن إِسْمَاعِيل بْن ذِي النُّون الْمَأْمُون وَعِنْده تُوُفّي بِمَدِينَة سَالم فِي آخر سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت وَفَاته وَأكْثر خَبره فِي كتاب الذَّخِيرَة لِابْنِ بسام وَذكره ابْن بشكوال عَنِ الْحميدِي مُخْتَصرا وَلم يذكر وَفَاته وَلَا استوفى نسَبُه وَحكى أنَّ لَهُ رِوَايَة عَنْ صاعد اللّغَوِيّ
632 - جَعْفَر بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن حَلبس المقرىء من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا أَحْمَد روى عَنْ أبي عَمْرو المقرىء وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بِصُحْبَتِهِ سَمِعَ مِنْهُ ببلنسية وَأَبُو عَمْرو إِذْ ذَاك يرتاد بَلَدا يستوطنه سَمِعَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ بدانية وأقرأ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ وَعنهُ أَخذ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بْن نجاح وَاخْتلف إِلَيْهِ وَقَرَأَ زَمَانا عَلَيْهِ وصُحْبَتَه رَحل إِلَى أبي عَمْرو فِي السماع مِنْهُ وَالْأَخْذ عَنْهُ سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وبقراءته سَمِعَ التَّيْسِير من تأليفه بعضه من خطّ أبي الطّيب سَعِيد بْن فتح القلعي(1/193)
633 - جَعْفَر بْن عُمَر الأندلسيّ مَنْسُوب إِلَى جَدّه يكنى أَبَا الفَضْل حدَّث عَنْهُ يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن شِبْل سَمِعَ عَلَيْهِ بالإسكندرية فِي رحلته سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة من خطّ ابْن الدّباغ فِي بَعْض معلقاته وَقد دَرَس اسْم أَبِيه
634 - جَعْفَر بْن عِيسَى الْأمَوِي من سَاكِني قُوْنَكَةَ وَصَاحب الصَّلاة بقصبتها وَأَصله من ثغر سرقسطة يكنى أَبَا حَامِد أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن الخزرجي بقرطبة وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن وَيسمع الحَدِيث وَيعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر أَخذ عَنْهُ أَبُو الْأَصْبَغ عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن السالمي وَتُوفِّي قَرِيبا من السِّتين وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن عُزَيْر وَفِيه عَنِ ابْن الدّباغ وَابْن بشكوال وأغفله
635 - جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جحاف الْمعَافِرِي من أَهْلَ بلنسية وقاضيها ورئيسها فِي الْفِتْنَة وَهُوَ المحرق يكنى أَبَا أَحْمد سَمِعَ أَبَا عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأَبا الْعَبَّاس العذري وَهُوَ أول من قَرَأَ عَلَيْهِ بهَا صَحِيح مُسْلِم فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَولي قَضَاء بَلَده بَعْدَ ابْن عَم أَبِيه أبي الْمطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن وَكَانَ بهَا قَبْلَ صَاحب الْأَحْكَام وَصَارَت الرياسة إِلَيْهِ بعد خلع الْقَادِر بن ذِي النُّون وَقَتله على يَدَيْهِ فَلم تحمد سيرته وَلَا شكرت ملكته وَكَانَ أحيف وامتحن بالكنبيطور المتغلب على بلنسية إِذْ ذَاك فاستصفى مَاله ثمَّ أحرقه بالنَّار فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة فِيهِ عَنِ ابْن عَلْقَمَة والرشاطي وَغَيره
636 - جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رزق الْأمَوِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا أَحْمَد روى عَن أَبِيهِ أَبِي جَعْفَر الْفَقِيه وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاس العذري وَكَانَ يؤم بِمَسْجِد بدر ويُسمع الحَدِيث إِلَى أنَّ أسن وهَرِمَ فَلَزِمَ دَاره حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَأَبُو الْحُسَيْن بْن(1/194)
ربيع وَأَبُو جَعْفَر بْن شرَاحِيل وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز الشقوري فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحكى ابْن بشكوال فِي بَعْض تواليفه وَذَكَرَ أَبَا الْعَبَّاس بْن أبي الرّبيع الْوَاعِظ قَالَ سَمِعتُ أَبَا أَحْمَد بْن أبي جَعْفَر بْن رزق الْفَقِيه يَقُولُ سَمِعتُ أبي رَحمَه اللَّه يَقُولُ أَنَّهُ دَعَا عِنْدَ قَبره بدعوتين اسْتُجِيبَ لَهُ فِي الأولى وَبقيت الثَّانِيَة أَرَاهَا من أَمر آخرته
637 - جَعْفَر بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم من أَهْل دانية وَأَصله من بطروشة عَملهَا يعرف بِابْن غَتّال ويكنى أَبَا الحكم سَمِعَ أَبَا دَاوُد المقرىء وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأَبا الْحُسَيْن بْن البياز وَأَبا عَلِيّ الصَّدَفِي وَغَيرهم وَكَانَ أديبًا كَاتبا شَاعِرًا وَله خطب عَارض بهَا ابْن نباتة وأقرأ بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وَأَبُو مُحَمَّد بْن سُفْيَان وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيْل قَرَأَ عَلَيْهِ الْوَاضِح للزبيدي وَكَانَ شكس الْخلق حرج الصَّدْر مائلاً إِلَى الدِّرَايَة أَكثر مِنْهُ إِلَى الرِّوَايَة وَتُوفِّي بجفن شاطبة مسجونًا من قَبْلَ الملثمة عِنْدَ انْقِرَاض دولتهم فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة كَذَا قَالَ ابْن سُفْيَان فِي وَفَاته وَقَالَ ابْن عياد أَدْرَكته ورأيته فِي شاطبة وَكَانَ فِي عداد مهرَة الْكتاب الْمُحْسِنِينَ والأدباء المجيدين وتُوُفيّ فِي صَفَر سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر حول الْأَرْبَعين وَهُوَ ابْن سبعين سنة أَوْ نَحْوهَا
638 - جَعْفَر بْن الْحُسَيْن بْن أبي الْبَقَاء بْن فاخر بْن الْحُسَيْن الْأمَوِي من أَهْل أندة عمل بلنسية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عبد الله بن ياسه وَسمع الحَدِيث من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيره وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ ثُمَّ استقضى بِهِ وأقرأ الْقُرْآن وَكَانَ رَجُلاً صَالحا ورعًا مجاب الدعْوَة أَخذ عَنْهُ أَبُو الرّبيع بْن حوط اللَّه وتُوُفيّ وَهُوَ يتَوَلَّى الْقَضَاء أَكْثَره عَن ابْن عباد وقرأت بِخَطِّهِ مَا مَعْنَاهُ أنَّ مَرْوَان بْن عبد الْعَزِيز لمّا بُويِعَ لَهُ بلنسِيَّة عِنْدَ انْقِرَاض الدّولة اللمتونية طلبه بِالشَّهَادَةِ فِي بيعَته فقَالَ وَالله لَا أفعل وبيعة تاشفين فِي عنقِي ثُمَّ قَالَ اللَّهُمّ أقبضني إِلَيْكَ فَتوفي من ليلته ودُفِن من الْغَد وَكَانَت بيعَة مَرْوَان فِي صَفَر سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة
639 - جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سُلَيْمَان بْن عِيسَى من أَهْل شنتمرية الغرب(1/195)
وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا الفَضْل وروى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه أبي الْحجَّاج الأعلم جَمِيع رِوَايَته وتواليفه وروى أَيْضا عَنِ ابْن الْأَخْضَر وَسمع من شُرَيْح صَحِيح الْبُخَارِيّ بِقِرَاءَة ابْن عُبَيْد اللَّه وَقد روى عَنْهُ ابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن خَيّر وَولي قَضَاء لبلة وَقَضَاء شنتمرية بلد سلفه وَالصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ فَقِيها مشاورًا كَاتبا شَاعِرًا من بَيت علم وأدب قَالَ أَبُو القَاسِم ابْن الملجوم أجَاز لي جَمِيع رواياته وتواليفه بِخَطِّهِ وَحكى أَنَّهُ لقِيه بمراكش فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَاسْتشْهدَ بشنتمرية سنة ستٍّ بعْدهَا وَقيل سنة سبْعٍ وَالْأول أصح قَالَه ابْن خَيّر وَغَيره ومولده سنة ثَمَان وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
640 - جَعْفَر بْن يحيى بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مَيْمُون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر وَسكن بلنسِيَّة يكنى أَبَا أَحْمَد وَهُوَ ابْن أُخْت القَاضِي أبي مُحَمَّد بْن جحاف وَالَّذِي صلّى عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاته روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وتَفَقَّه بِأبي بَكْر بْن أَسد وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَولي قَضَاء بلنسِيَّة من قَبْلَ أبي الْعَبَّاس بْن الْحَلَال فِي إِمَارَة ابْن سَعْد فحمدت طَرِيقَته ثُمَّ صُرف بِأبي الحَجَّاج بْن سماجة وَكَانَ رجلا صَالحا سهل الْجَانِب من بَيت نباهة وأصالة تُوُفّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة قَاله ابْن سُفْيَان
641 - جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن حَمِيد بْن مَأْمُون من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا أَحْمَد أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي وَأبي القَاسِم بْن الأبرش وَسمع الحَدِيث من أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَطِيَّة واختص بِأبي مُحَمَّد القلني وَكَانَ شَيخا ثِقَة خيارا وصافة توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده بقرية أسيلة من غربي بلنسية بعد التسعين والأربعمائة وَهُوَ وَالِد القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد ذكره ابْن عياد وَكَانَ جَدّه من الْجند فِي أخريات الدّولة العامرية وَذَكَرَ أَبُو مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ فِي نسبه الْأمَوِي من صريحهم وَهُوَ غَيْر مَعْرُوف
642 - جَعْفَر بْن لب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن يُونُس بن مَيْمُون اليحصبيي سكن شاطبة وَأَصله من أنتنيان عَملهَا يكنى أَبَا أَحْمَد وَأَبا الفَضْل كَانَتْ لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ والسلفي وَأَبا الثَّنَاء الحَرَّانيّ وَبدر بْن عَبْد اللَّه الحبشي وَأَبا الْحَسَن بْن الْمفضل وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلَ الْعِنَايَة بالرواية(1/196)
مَعَ الصّلاح وَالْعَدَالَة حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط سَمَّاهُ التجِيبِي فِي مُعْجم مشيخته وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه لاشْتِرَاكهمَا فِي السماع بالإسكندرية وَتَركه هُنَاكَ ثُمَّ قَدْم عَلَيْهِ تلمسان من شاطبة فِي أضحى سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَحكى ممّا أَفَادَهُ عَنِ ابْن الْمفضل أنَّ أَبَا عَبْد اللَّه الكيزاني وَكَانَ شَاعِرًا مجيدًا أَتَتْهُ امْرَأَة مَاتَ وَلَدهَا فَسَأَلته أنَّ يرثيه فَقَالَ
(تَبْكِي عَلَيْهِ بِشَجْوٍ ... فَقُلْتُ لاَ تَنْدُبِيهِ)
(هَذَا زَمَانٌ عَجِيبٌ ... قَدْ عَاشَ مَنْ مَاتَ فِيهِ)
وَأخذ عَنْهُ ابْن سَالم وَقَالَ لي تُوُفّي بَعْدَ التسعين وَخَمْسمِائة
643 - جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن أُميَّة الحجري من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا أَحْمَد روى عَنْ خَاله أبي مُحَمَّد هَارُون بْن عَاتٍ وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ السِّلَفيّ وَعبد الْحق الإشبيلي وَولي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ لأبي الْحَسَن القسطلي أيّام قَضَائِهِ بشاطبة وَكَانَ فَقِيها مشاورًا حَافِظًا للرأي بَصيرًا بالمسائل مشاركًا فِي الْأَدَب أخباريًا حدَّث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَرَأت وَفَاته بِخَط أبي عَمْرو بْن عيشون وَسَائِر خَبره عَنِ ابْن سَالم وَغَيره
644 - جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن سُفْيَان الخزومي من أَهْل جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا أَحْمَد سَمِعَ من أبي الْعَبَّاس الأُقليشي كتاب النَّجْم من تأليفه والمعشرات من نظمه وروى عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْحَسَن بْن خِيرة وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء وَقَالَ تُوُفّي بِبَلَدِهِ فِي أَوَائِل سنة ثَمَان وستّمائة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين أَوْ نَحْوهَا
645 - جَعْفَر بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سيد بُونه الْخُزَاعِيّ العابد من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أَبَا أَحْمَد أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ وَمن ابْن النِّعْمَة ببلنسية ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَدخل الْإسْكَنْدَريَّة مرافقًا لمن سَمِعَ من السِّلَفيّ وَلم يسمع هُوَ مِنْهُ شَيئًا فِيمَا علمت وقفل إِلَى بَلَده مائلاً إِلَى الزّهْد والإعراض عَنِ الدُّنْيَا وَكَانَ شيخ المتصوفة فِي وقته وَعلا ذكرُه وبَعُد صيتُه فِي الْعِبَادَة إلاّ أَنَّهُ كَانَتْ فِيهِ غَفلَة ورأيتُه إِذْ قَدِمَ بلنسِيَّة لإحياء لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة(1/197)
وَتُوفِّي عَن سنّ عالية تقَارب الْمِائَة منتصف ذِي قعدة سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة وَشهد جنَازَته بشرٌ كثيرٌ من جِهَات شَتَّى وانتاب النّاس قَبره دهرًا طَويلا يتبركون بزيارته إِلَى حِين إجلاء الرّوم من كَانَ يساكنهم من الْمُسلمين بِبِلَاد الشرق الَّتِي تغلبُوا عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَأَرْبَعين وستّمائة
ومِمَّنْ عُرِف بكنيته
646 - أَبُو جَعْفَر الْقَرَوِي من أَهْل بجانة كَانَ من أَهْل الْعلم يُبْصر بَعْض مَذَاهِب الْعِرَاقِيّين وَكَانَ ذَا فضل وَخير ذكره ابْن حَارِث وعُرف بالقروي لِأَن أَصله مِنْهَا
647 - أَبُو جَعْفَر النَّحْويّ الأندلسيّ نزل مصر وَكَانَ من رُؤَسَاء أَهْل الْعلم بالنحو وَمِمَّنْ لَهُ حَال جليلة ذكره الطبني
84 - أَبُو جَعْفَر بن جرَّاح يروي عَنهُ أَبُو جَعْفَر بن باقٍ ذكره ابْن حُبَيْش
649 - أَبُو جَعْفَر ابْن صَاحب الصَّلاة من أَهْل قرطبة روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي وتَفَقَّه بِهِ فِي الْمُوَطَّأ
وَمن الغرباء
650 - جَعْفَر بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد التّميميّ الصّقليّ يعرف بِابْن القَطَّاع ويكنى أَبَا مُحَمَّد سَمِعَ بِمصْر من أبي عَبْد اللَّه الْقُضَاعِي وَغَيره وقدِم الأندلس وَبهَا لقِيه أَبُو دَاوُد المقرىء فَسمع مِنْهُ كتاب أبي بَكْر بن عَزِيز فِي غَرِيب الْقُرْآن بِجَامِع بلنسِيَّة مرَّتَيْنِ أُخراهُما فِي أول ذِي قعدة سنة أَربع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ من أَهْلِ الْمعرفَة الْكَامِلَة باللغة والآداب وَالشعر مقدما فِي ذَلِكَ لَهُ حَظّ من النّظم بَعْض خَبره عَنْ أبي دَاوُد
بَاب جَابِر
651 - جَابِر بْن مُحَمَّد بْن جَابِر الحضْرميّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا مُحَمَّد روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن مَنْظُور وَأبي الْحَسَن الْبَاجِيّ سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح مُسْلِم رِوَايَة ابْن ماهان وحدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم الزنجاني وَأَبُو الْحَسَن مفرج بْن سَعَادَة وَغَيرهمَا بعضه عَنِ ابْن أبي مَرْوَان وَابْن خَيّر(1/198)
652 - جَابِر بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا الْحَسَن صحب أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي بالمرية وَسمع مِنْهُ بهَا فِي سنة خمس وَخَمْسمِائة وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا ثِقَة صَدُوقًا حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحق التلمساني
653 - جَابِر بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الخزرجي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا الْحَسَن وكناه أَبُو مُحَمَّد العثماني أَبَا الفَضْل سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَغَيره ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَكَانَ أديبًا ناظمًا كتب عَنْه العثماني بالإسكندرية بَعْض شِعره
654 - جَابِر بْن غَالب بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه الجذامي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا مُحَمَّد روى عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بن مُحَمَّد اللَّخْميّ سَمِعَ مِنْهُمَا بإشبيلية وَسمع بقرطبة من أبي جَعْفَر بْن عبد الْبر أَخذ عَنْهُ الصَّحِيحَيْنِ وَغير ذَلِكَ وَلَقي بغرناطة أَبَا مُحَمَّد بْن أَيُّوب الشاطبي فَسمع مِنْهُ الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَحر الأسَدِيُ وَأَبُو مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أبي عُمَر بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ من أَهْلَ الْعِنَايَة بالرواية وَالْحِفْظ للْحَدِيث وَله تأليف عَلَى صَحِيح الْبُخَارِيّ سَمَّاهُ تَرْتِيب الطرر يدل عَلَى مَكَانَهُ من الصِّنَاعَة وَوجدت لأبي مُحَمَّد بْن حزم رثاء فِي أبي مُحَمَّد جَابِر الْمَعْرُوف بالعطَّار وَكَانَ مُحدثا عَلَى مَذْهَب أَهْل الظَّاهِر وَهُوَ هَذَا فِيما أَحسب وقرأت بِخَطِّهِ سماعَه من ابْن أَيُّوب فِي سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
655 - جَابر بن يحيى بن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن هَاشم بْن عُمَر بْن ذِي النُّون الثَّعْلَبِيّ من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن الرَّمَالْية ويكنى أَبَا بَكْر لَقِي أَبَا بكر بْن عَطِيَّة وَأَبا الْحَسَن بْن الباذش وَغَيرهمَا وَسمع من أبي مُحَمَّد بْن أَيُّوب الشاطبي وَكَانَ جليل الْقدر أصيل الْبَيْت حَافِظًا للفقه حَسَن الشارة والسمت وُلّي الشورى بِبَلَدِهِ ثُمَّ غربته الْفِتْنَة عَنْ وَطنه إِلَى شَرق الأندلس فولي قَضَاء شاطبة ثُمَّ صرف عَنْهُ وَولي قَضَاء أوريولة وَعَاد إِلَى وَطنه فاستقضى بِهِ إِلَى أنَّ تُوُفّي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ يحْكى أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْحَسَن بْن الباذش يَقُولُ نحاة الأندلس ثَلَاثَة أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأَبُو مَرْوَان بْن سراج أَو ابْنه أَبُو الْحُسَيْن شكّ جَابِر وَكَانَ يسكت عَن الثَّالِث(1/199)
فيرونه يُرِيد نَفسه سَمِعَ ذَلِكَ مِنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وَأخذ عَنْهُ وَذكره ابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيرهمَا
656 - جَابِر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى المدحجي أندلسي يكنى أَبَا عَمْرو حدَّث عَنْهُ عِيسَى بْن الْوَجِيه وَحمله الرِّوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن يَرْبُوع وَجرى عَلَى عَادَته فِي تخليطه فَذَكَرَ أَنَّهُ روى عَنْه شعر أبي الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَأبي الْحَسَن بْن كُرْز وَأبي الْعَبَّاس المجريطي وَلَا يعرف لهَؤُلَاء بَيت منظوم وَقد بَرِئت من عهدته وأعيد الْآن ذَلِكَ مؤكدًا وَحقّ مَا جَاءَ بِهِ أَن يطْرَح
657 - جَابِر بْن مُحَمَّد بْن نَام بْن أبي أَيُّوب واسْمه سُلَيْمَان الحضْرميّ النَّحْويّ وَقَالَ فِيهِ ابْن فرقد بْن أبي أَيُّوب سُلَيْمَان بْن نَام من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد سَمِعَ من شُرَيْح بْن مُحَمَّد الْمُوَطَّأ وصحيح الْبُخَارِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَعَلِيهِ كَانَ معوله فِي الرِّوَايَة وَأخذ علم الْعَرَبيَّة عَنْ أبي القَاسِم بْن الرمَّاك وَأبي الْحَسَن بْن مُسْلِم وعُني بهَا وَتحقّق بمعرفتها وَقعد لإقرائها عَنِ اتساع بَاعَ فِيهَا واطلاع عَلَى دقائق مَعَانِيهَا وَلم يكن فِي وقته بإشبيلية من يتعاطى إقراء كتاب سِيبَوَيْهٍ غَيره وأقرأ أَيْضا بالسبع وأُخِذ عَنْهُ ذكره ابْن حوط الله وَقَالَ تُوُفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَحكى ابْن فرقد أَنَّهُ تُوُفّي سنة سبْعٍ بعْدهَا عَنْ سنّ عالية زَادَت عَلَى الثَّمَانِينَ
658 - جَابِر بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَسْلَمَة من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد سَمِعَ من أَبِيه وَغَيره وعُني بكتب الزّهْد وَالرَّقَائِق فَكتب مِنْهَا كثيرا بِخَطِّهِ وَعَكَفَ عَلَى مطالعتها وَكَانَ زاهدًا متبتلاً صَرُورَةً لَا أَهْل لَهُ وَلَا ولد وَكَانَ يحْكى عَنْ مُحَمَّد بْن وضَّاح أَنَّهُ قَالَ فِي قَول النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمن فَاتَهُ قِرَاءَة أم الْقُرْآن فقد فَاتَهُ خَيّر كثير أَنَّهُ قَول آمين تُوُفّي سنة خمس عشرَة وستّمائة أَوْ نَحْوهَا وَدفن بالرياض قبلي قرطبة
659 - جَابِر بْن مُحَمَّد بْن جَابِر الْمكتب من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد لَقِي أَبَا(1/200)
القَاسِم بْن بشكوال وزار مَعَه قبر الْغَازِي بْن قيس وَكَانَ رَجُلاً صَالحا يغلب عَلَيْهِ الزّهْد ذكره وَالَّذِي قبله ابْن الطيلسان
ثومن الغرباء
660 - جَابِر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ الحسني من أَهْل تلمسان يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ أبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي القَاسِم السُّهيْلي وَأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن وَأبي الْوَلِيد يزِيد بْن بَقِي وَأبي الْحَسَن بْن مُؤمن وَأبي مُوسَى عِمْرَانَ بْن مُوسَى التليدي وَغَيرهم أجَاز لَهُ أَكْثَرهم وَكَانَ من أَهْل الْعِنَايَة بالرواية والمعرفة بأسماء الرِّجَال وَجمع مشيخة ابْن خَير عَلَى حُرُوف المعجم فَأفَاد بهَا وحدَّث وَأخذ عَنْهُ أَبُو زَيْدُ الفازازي وَغَيره وَبَلغنِي أَنَّهُ دَخَلَ إشبيلية وَرَأَيْت السماع مِنْهُ فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقَالَ التجِيبِي فِي مُعْجم مشيخته جَابِر بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ المُسَفِّر من أَصْحَابِي الآخذين عني بتلمسان عِنْدَ قدومي من الْبِلَاد المشرقية كتب عَنْي كثيرا وَكَانَ زكيًا جَلِيلًا نبيلاً صَاحب أَدب ولغة محبًّا فِي الحَدِيث وتحصيله وَكَانَت لَهُ إجازات من مَشَايِخ من أَهْل الحَدِيث وعنايةٌ بفنه وطرقه قَالَ وتُوُفيّ بتلمسان وَلم يذكر تَارِيخ وَفَاته
بَاب جودي
661 - جودي بْن عُثْمَان النَّحْويّ العَبْسِي مولى لَهُمْ من أَهْل مورور وَأَصله وَمن طليطلة رَحل إِلَى الْمشرق فلقي الْكسَائي والفرَّاء وَأَبا جَعْفَر الرُّؤَاسِي وَغَيرهم وَهُوَ أول من أَدخل الأندلس كتاب الْكسَائي وَله تأليف فِي النَّحْو يدعَى مُنَبّه الْحِجَارَة وَكَانَت لَهُ حَلقَة وأدَّبَ أَوْلَاد الْخُلَفَاء وَظهر عَلَى من تقدمه وَمِمَّنْ أَخذ عَنْهُ أَبُو حَرْشَ عَبْد اللَّه بْن نَافِع وَغَيره وتُوُفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة وَصلى عَلَيْهِ الفَرَج بْن كنان القَاضِي ذكره الزَّبِيديّ وَفِيه عَنِ ابْن حَيَّان وَغَيرهمَا
662 - جودي بْن اسباط بْن جَعْفَر السَّعْديّ من أَهْل البيرة وَهُوَ وَالِد سَعِيد بْن(1/201)
جودي وَقد تَقَدَّمَ ذَكَرَ أَبِيه أَسْبَاط ولاَّه مُحَمَّد بْن بشير قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة قَضَاء بَلَده البيرة ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو الْوَلِيد سُلَيْمَان بطرال البطليوسي فِي تأليفه الْمقنع فِي الْأَحْكَام وَفِيه عَنْ غَيره
663 - جودي بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن جودي بْن مُوسَى بْن وهْب بْن عدنان القَيْسيّ من أَهْل وَادي آش يكنى أَبَا الْكَرم روى عَنْ أبي القَاسِم السُّهيْلي وَأبي جَعْفَر بْن حكم وَأبي يُوسُف يَعْقُوب بن طَلْحَة وَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي الْقَاسِم بن الْبراق وَأبي بكر بن أبي زمنين وَأبي القَاسِم بْن سمجون وَأبي بَكْر بْن حَسْنون وَجَمَاعَة وَغَيرهم وَكَانَ راوية مكثرًا معتنيًا بذلك أدَّب بِالْقُرْآنِ وحدَّث وعلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَت لَهُ معرفَة بالنَّبات مَعَ اشتهاره بالآداب وتفننه بهَا يجمع إِلَى الْكِتَابَة وَالشعر حَسَن الْخط وجودة الضَّبْط أَخذ عَنهُ أَصْحَابنَا وَدخلت وداي آش فِي آخر شوّال سنة ستٍّ وَعشْرين وستّمائة وَلم أَلْقه وتُوُفيّ بهَا بَعْدَ خدر أَصَابَهُ واختلال أعقَبَهُ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا
وَمن الكنى
664 - أَبُو الجودي بْن مُحَمَّد بْن سَلَمَة من أَهْل قرطبة وَأَبوهُ وَعَمه النَّضر بن سَلمَة توليا بهَا قَضَاء الْجَمَاعَة للأمير عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد وَكَانَ هُوَ يُشِير إِلَى التفقه بِلَا عَلَمُ وَقد صلّى بِالنَّاسِ فِي ولَايَة أَبِيه بَعْض الجُمع ثُمَّ صرف عَنْ ذَلِكَ وَكَانَ يُتحَّلقُ إِلَيْهِ فِي الْجَامِع ذَكَرَ خَبره أَبُو عَبْد الْملك بْن عَبْد الْبر
بَاب جبر
665 - جبر بْن هِشَام بْن حَبَّنُّون بتَشْديد الْبَاء وَالنُّون من أَهْلَ قرطبة وَأَصله من بطليوس يكنى أَبَا مُحَمَّد سَمِعَ من أبي القَاسِم بْن رَضِيَ الْخَطِيب واختص بِهِ وَمن أبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَغَيرهمَا وقَعد لعقد الشُّرُوط وَكَانَ مَعَ اتصافه بالصلاح وَالْعَدَالَة من أبرع(1/202)
أَهْل زَمَانه خطًّا وَأَحْسَنهمْ وراقة يُتنافس فِيمَا يكتبُ ويغالي فِيهِ وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة
666 - جبر بْن مُحَمَّد بْن جبر بن هِشَام بن جُنُون من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد وَهُوَ حفيد الأوّل سَمِعَ من أبي جَعْفَر بْن يحيى وَأبي الْحَسَن بْن حَفْص وَأبي عَبْد اللَّه بْن غَالب وَغَيرهم وَألف كتابا حسنا فِي فضل الصَّلاة عَلَى النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لَهُ مَعَ الاعتناء بِالْحَدِيثِ والاتصاف بالضبط حظّ فِي قرض الشّعْر وتُوُفيّ سنة خمس عشرَة وستّمائة ودُفِن بمقبرة أم سَلَمَة وَهُوَ ابْن خمسين سنة أَوْ نَحْوهَا أَكثر خَبره عَنِ ابْن الطيلسان
بَاب جرير
667 - جرير بْن غَالب الرعيني وَلِيَ قَضَاء طليطلة عِنْدَ حُدُوث الْفِتْنَة بهَا عَلَى الْأَمِير حكم بْن هِشَام ذكره ابْن حَارِث
وَمن الغرباء
668 - جرير بْن عَبْد اللَّه بْن جُرير السفاقسي يكنى أَبَا مُحَمَّد حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن خُلَيْص بْن عَبْد اللَّه الْعَبدَرِي البلنْسي وَلَا أَدْرِي أَيْنَ لقِيه
االإفراد
669 - جِدَار بْن عَمْرو الْمذْحِجِي وَقيل الغساني من أَهْل ريَّة كَانَ مِمَّن قَدِمَ عَلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة مَقْدَمهُ من العِدُوة فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَمِائَة من ريَّة بَلَده وَصَارَ بَعْدَ ذَلِكَ قَاضِي عسكره ثُمَّ ولاَّه قَضَاء الْجَمَاعَة بَعْدَ أبي مُضر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَين الأَوَدي الأكْشُوْنِبي وَذَلِكَ فِي سنة سبعين وَمِائَة وَحكى ابْن حَيَّان عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد الرّازيّ فِي قُضَاة عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة قَالَ وَكَانَ جِدَار بْن عَمْرو يقْضِي فِي العساكر لَمْ يزدْ عَلَى ذَلِكَ
670 - جوشن بْن عَبْد الْعَظِيم بْن يَرْبُوع بْن خَارِجَة بْن عَلْقَمَة بْن الضباب المري(1/203)
من بني مرّة بْن عَوْف بْن سَعْد بْن ذبيان من أَهْل البيرة يكنى أَبَا صُمَيْل روى عَنْ عَبْد الْملك بْن حبيب ذكره أَبُو عَبْد اللَّه بْن عتاب وقرأته بِخَط أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَفِيه عَنِ الرّازيّ
671 - جُؤذُر الحَكمي الْخَادِم بقصر قرطبة كَانَ يتَحَقَّق بِعلم الْعَرَبيَّة والتدقيق لمعانيها قَالَ ابْن حَيَّان وَذكر وَفَاة فاتن الْحكمِي نصب الْمهْدي مَكَانَهُ للْقِيَام بِأَمْر الْقصر صَاحبه جُؤذُر يَعْنِي هَذَا وَلم يَك بالبعيد مِنْهُ فِي رفْعَة خِلالِهِ وثقته وأمانته وفهمه ومعرفته أجمع أَهْل الدّولة أَنَّهُ لَمْ يقم عَلَى رَأس ملك بالأندلس من هَذَا الجيل الغليظ الطباع من الصقلب كهذين الخادمين فَاتَ وجؤذر سَعَة معرفَة وَحسن خدمَة ولطف إِشَارَة مَعَ رحب صدر وَشدَّة احْتِمَال خلاف مَا عَلَيْهِ الْعِصَابَة
672 - جَهْور بْن خَلَف بْن أبي عُمَر بْن قَاسم بْن ثَابت الْمعَافِرِي يكنى أَبَا الْحَسَن أَحْسبهُ من أَهْلَ غرب الأندلس رَحل حَاجا إِلَى الْمشرق وَأدّى الْفَرِيضَة وَسمع بالإسكندرية من أبي طَاهِر السِّلَفيّ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع أَيْضا من غَيره وَطَالَ مكثُه هُنَالك وَمَا أُراه عَاد إِلَى بَلَده وَقد وقفت عَلَى السماع مِنْهُ وَالْأَخْذ عَنْهُ وَسَماهُ التجِيبِي فِي أَعْيَان السامعين من السِّلَفيّ
673 - الجُنَيْد بْن هَاشم بْن إِبْرَاهِيم التّميميّ من أَهْل البراجلة عمل غرناطة يكنى أَبَا القَاسِم لقِيه أَبُو عُمَر بْن عياد وَكتب عَنْهُ بَعْض مَا أنْشدهُ قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْنه مُحَمَّد بْن أبي عُمَر
674 - جَامع بْن بَاقِي بْن عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ التّميميّ أندلسي سكن دمشق يكنى أَبَا مُحَمَّد لَهُ سَماع من أبي طَاهِر السِّلَفيّ حدَّث عَنْهُ أَبُو الحَجَّاج يُوسُف بْن خَلِيل الدِّمَشْقِي نزيل حلب فِي مُعْجم شُيُوخه
وَمن الكنى
675 - أَبُو جنَاح أندلسي سكن القيروان يروي عَنْهُ الْحَسَن بْن نصر الْفَقِيه(1/204)
السُّوسِي ذكره أَبُو بَكْر عَتيق بْن خَلَف القيرواني فِي كِتَابه الْمُسَمّى بالافتخار وَكَانَت وَفَاة الْحَسَن بسوسة يَوْمَ الجُمُعَة ستٍّ خلت من صَفَر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثلاثمائة(1/205)
حرف الْحَاء
بَاب حَسَن
676 - الْحَسَن بْن حَفْص بْن الْحَسَن البهراني أندلسي يكنى أَبَا عَلِيّ رَحل وتجول بِبِلَاد الْمشرق فَسمع أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن حموية وَأَبا حَامِد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن رَجَاء بسِرَخْسَ وَأَبا مُحَمَّد بْن شُرَيْح بهَراة وَأَبا عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَبْد اللَّه المفلحي بالأهواز وَأَبا بَكْر أَحْمَد بْن جَعْفَر البغداديّ وَأَبا حَامِد بْن أَحْمَد بْن الْخَلِيل وَأَبا حَاتِم حَامِد بْن الْعَبَّاس وَأَبا مُحَمَّد الْحَسَن بْن رَشِيق بِمصْر وقدِم دمشق فروى عَنْهُ من أَهلهَا تَمام بْن مُحَمَّد وبنيسابور أَحْمَد بْن مَنْصُور بْن خَلَف المغربي ذكره ابْن بشكوال عَنِ الْحميدِي مُخْتَصرا وَذكره ابْن عَسَاكِر وَنسبه وشيوخه إلاّ المفلحي عَنْهُ وَقَالَ أَنَا أَبُو عَبْد الله الْحُسَيْن بن أَحْمد بن عَلِيّ بْن فطيمة وَأَبُو القَاسِم زَاهِر بن طاه رقالا أَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مَنْصُور أَنَا أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن حَفْص بْن عَلِيّ الْقُضَاعِي أَنَا الْحَسَن بْن رَشِيق بِمصْر نَا الْمفضل بْن مُحَمَّد الجندي نَا أَبُو مُصْعَب أَحْمَد بْن أبي بَكْر الزُّهْرِيّ قَالَ سَمِعتُ مَالك بْن أنس يَقُولُ لَا يحمل الْعلم عَنْ أَهْل الْبدع كلهم وَلَا يحمل الْعلم عَمَّن لَمْ يُعرف بِالطَّلَبِ ومجالسة أَهْل الْعلم وَلَا يحمل الْعلم عَمَّن يكذب فِي حَدِيث النّاس وَإِن كَانَ فِي حَدِيث رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَادِقا لِأَن الحَدِيث وَالْعلم إِذَا سَمِعَ من الْعَالم فَإِنَّهُ قَدْ جعل حجَّة بَيْنَ الَّذِي سَمعه وَبَين الله تبَارك وَتَعَالَى وَإِنَّمَا قَالَ فِيهِ الْقُضَاعِي لأنَّ بَهْراء من قضاعة
677 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الْأمَوِي من أَهْل قرطبة سَمِعَ الْمُوَطَّأ من أبي مُحَمَّد قَاسم بْن عَبَّاس هُوَ وَابْن عَسَلون فِي سنة ستٍّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة ثُمَّ سَمعه من أبي عِيسَى اللَّيْثِيّ فِي شوّال سنة ثَلَاث وستِّين وَلَا أعلمهُ حدَّث(1/206)
678 - الْحَسَن بْن أَحْمَد يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَتْ لَهُ رِوَايَة فِي أَدب الْكتاب عَنْ أبي عَلِيّ الْبَغْدَادِيّ وَكَانَ يقرىء الْعَرَبيَّة واللغة ذكره ابْن عَزِيز وَلَا أعرفهُ فِي أَصْحَاب أبي عَلِيّ وَلَعَلَّ اسْمه الْحُسَيْن
679 - حَسَن بْن عبد الْعَزِيز بْن حَسَن بْن أبي عَبدة من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد كَانَ حَسَن الْأَدَب والمعرفة وتُوُفيّ بالمرية إِثْر انْتِقَاله إِلَيْهَا من بلنسِيَّة دَار هجرته من قرطبة سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن حَيَّان وقرأته بِخَط ابْن حُبَيْش
680 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن هالس الْأَزْدِيّ المقرىء من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا عَليّ سَمِعَ من القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن فورتش تَارِيخ ابْن أبي خَيْثَمَة وروى عَنْ أبي عَمْرو المقرىء وَأَجَازَ لَهُ فِي صَفَر سنة أَربع وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ من جلة أَصْحَابه وَهُوَ أحد الشُّهُود عَلَى أبي عُمَر الطلمنكي بِخِلَاف السّنة غفر الله لَهُ أَخذ عَنْهُ أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بْن حَارِث وَقَرَأَ عَلَيْهِ بَعْض خَبره عَنِ ابْن خَيّر
681 - الْحَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن زَكَرِيَّاء من أَهْل المرية يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن الفرَّاء وَهُوَ عَم القَاضِي أبي عَبْد اللَّه كَانَ من أَئِمَّة القُرْآن مَشْهُورا بالتعليم أَخذ عَنْهُ أَبُو عِمْرَانَ مُوسَى بْن سُلَيْمَان وَغَيره وَحكى أَبُو عَمْرو الخَضِر بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ سَمِعتُ أَبَا القَاسِم بْن الْعَرَبِيّ يَقُولُ للْقَاضِي أبي عَبْد اللَّه سَافَرت مَعَ أَبِيك أبي زَكَرِيَّاء إِلَى صقلية فِي مركب وَاحِد فَكَانَ يؤمنا وَيُصلي بِنَا وَأدْركت عمك الشَّيْخ أَبَا عَليّ وَهُوَ يقرىء الْقُرْآن فِي مَسْجِد حَبُّونة وَرَأَيْت الْفَقِيه أَبَا أَحْمَد بْن الحوات وَهُوَ يَقْرَأ عَلَيْهِ
682 - الْحَسَن بْن جَعْفَر بْن أبي الرّبيع المدَليني الْإِمَام بقرطبة ومدلِّين من أَعمال بطليوس يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أبي شَاكر عَبْد الْوَاحِد بْن موهب وَأبي عَبْد اللَّه بْن خَليفَة حدَّث عَنْهُ أَبُو مَرْوَان بن مَسَرَّة سَمِعَ مِنْهُ رِسَالَة ابْن أبي زَيْد والتلقين لعبد الوهّاب وحدَّث عَنْهُ أَيْضا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ أَحْمد بْن مُحرز برسالة ابْن أبي زَيْد ذكره ابْن خَيّر واستدركه وَابْن هالس قبله عَلَى ابْن بشكوال وَفِي خبرهما عَنْ غَيره(1/207)
683 - الْحَسَن بْن خَلَف بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْأمَوِي من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن بَرُنْجال سَمِعَ من أبي بكر ابْن صَاحب الأحباس وَأبي عُثْمَان طَاهِر بْن هِشَام وَغَيرهمَا وَله رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع من أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن صَالح الْقَرَوِي وببيت الْمُقَدّس من أبي الْفَتْح نصر بْن إِبْرَاهِيم سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وبعسقلان من أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن سَعِيد التجِيبِي أَخذ عَنْهُ كتاب الْوَقْف والابتداء لِابْنِ الأنبَاريّ بِسَمَاعِهِ من عبد الْعَزِيز الشعيري عَنْ مُؤَلفه وَكَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب مَالك وَولي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وحدَّث وأُخِذ عَنْهُ وَرَأَيْت السماع مِنْهُ بالإسكندرية فِي سنة تسع وَسِتِّينَ ثمَّ بدانية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي فِي نَحْو الْخَمْسمِائَةِ بعض خَبره عَنِ ابْن عياد
684 - الْحَسَن بْن عَبْد الْعَظِيم من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح أَخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ تأليفه فِيهَا الموسوم بالكافي وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَولي الْخطْبَة بجامعها روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مُعَمَّر ذكره ابْن حَمِيد وَابْن الفخار
685 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن بُهلول القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحَسَن البلغيِيّ سَمِعَ مِنْهُ بالمرية فِي صَفَر سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وحدَّث عَنْهُ بِيَسِير
686 - حَسَن بْن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بْن تقيُّ الجذامي من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب سَمِعَ مِنْهُ بقرطبة وَعَن ابْن سُكَّرَة الصَّدَفِي سَمِعَ مِنْهُ بمرسية سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة وَصَحب أَبَا مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَكَانَ من أَهْل الرِّوَايَة وَالتَّقْيِيد وَكَانَت لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من أبي طَاهِر السِّلَفيّ مجالسه الَّتِي أملاها بسَلَماس قَرَأت ذَلِكَ بِخَط(1/208)
السِّلَفيّ وبتاريخ رَجَب سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة وَفِي رحلته هَذِهِ لقِيه أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ البطليوسي نزيل مكَّة وحدَّث عَنْهُ أَبُو طَالِب أَحْمَد بْن مسلِّم الْمَعْرُوف بالتنوخي من أَهْل الْإسْكَنْدَريَّة بِكِتَاب الِاسْتِيعَاب لأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأَجَازَ لَهُ إجَازَة عَامَّة فِي جُمَادَى الآخِرَة من سنة خمس عشرَة الْمَذْكُورَة وَخَمْسمِائة بعض خَبره عَنِ التجِيبِي وصحف اسْم جَدّه وَقَالَ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَذَكَرَ أَبَا ذَر الهَرَويّ سَمِعتُ أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الْمرَادِي الْحَافِظ الأندلسيّ بنَيْسَابور يَقُولُ سَمِعتُ أَبَا عَلِيّ الْحَسَن بْن عَلِيّ البَطَلْيَوْسِي قَالَ ابْن عَسَاكِر وَقد لَقيته وَلم أسمعها مِنْهُ قَالَ سَمِعتُ أَبَا عَلِيّ الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن تقيُّ الجذامي المالقي يَقُولُ سَمِعتُ بَعْض الشُّيُوخ يَقُولُ قيل لأبي ذَر الهَرَويّ أَنْت من هَرَاة فَمن أَيْنَ تمذهبت بِمَالك والأشعري قَالَ إِنِّي قدمت بَغْدَاد أطلب الحَدِيث فلزمت الدَّارَقُطْنِيّ فَلَمّا كَانَ فِي بَعْض الْأَيَّام كنت مَعَه فاجتاز بِهِ القَاضِي أَبُو بَكْر بْن الطّيب فأظهر الدَّارَقُطْنِيّ من إكرامه مَا تعجبت مِنْهُ فَلَمّا فَارقه قلتُ أَيهَا الشَّيْخ الْإِمَام من هَذَا الَّذِي أظهرت من إكرامه مَا رَأَيْت فَقَالَ أَو مَا تعرفه قلتُ لَا قَالَ هَذَا سيف السّنّة أَبُو بَكْر الْأَشْعَرِيِّ فلزمت القَاضِي مُنْذُ ذَلِكَ واقتديت بِهِ فِي مذْهبه
687 - الْحَسَن بْن عَليّ بن سهل الْخُشَنِي المقرىء سكن سبتة وَولي الْقَضَاء وَالْخطْبَة بهَا يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْوَلِيد بْن العواد وَأبي عَبْد اللَّه بْن عِيسَى التَّمِيمِي وَأبي عُمَر مَيْمُون بْن ياسين وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها مشاورا يبصر الحَدِيث والقراءات حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أبي زمنين وَأَبُو عَبْد اللَّه العزفي وَأَبُو القَاسِم بْن الملجوم وَقَالَ لَقيته سنة خمس وَأَرْبَعين يَعْنِي وَخَمْسمِائة وَقَالَ لي ابْن سَالم تُوُفّي فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة وَقد جعله بَعْض أَصْحَابنَا فِي الغرباء 688 الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن قَاسم بْن مشرِّف بْن قَاسم بْن هاني اللَّخْميّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَلِيّ سَمِعَ من أَبِيه وَأبي الْحَسَن بْن الباذش وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر الطرطوشي من الْإسْكَنْدَريَّة وَولي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ فِي الْفِتْنَة قدمه لذَلِك يحيى بْن عَلِيّ بْن غانية سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَأقَام إِلَى آخر جُمَادَى الآخِرَة(1/209)
سنة إِحْدَى وَخمسين وَولي بعده مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سِماك حدَّث عَنْهُ ابْنه هَانِئ بْن الْحَسَن وتُوُفيّ سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
689 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن عُمَر الْأَنْصَارِيّ البَطْلَيوْسي وَيَقُول فِيهِ أَبُو جَعْفَر بْن شرَاحِيل الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ وَهُوَ وَهْمٌ مِنْهُ يكنى أَبَا عَلِيّ رَحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وتجول هُنَالك وَلَقي أَبَا الْحَسَن بْن المفرج الصّقليّ وَأَبا عَبْد اللَّه الفراوي فَسمع مِنْهُمَا الصَّحِيحَيْنِ بعلو وَسمع من أبي الْفَتْح نَاصِر بْن أبي عَلِيّ الطُّوسي سنَن أبي دَاوُد وحدَّث بالموطأ عَن أبي بَكْر الطرطوشي وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ زَاهِر بْن طَاهِر الشحامي وَعبد الْمُنعم بْن عَبْد الْكَرِيم القُشَيْريّ وَأبي مُحَمَّد الحريري سَمِعَ مِنْهُ مقاماته الْخمسين ببستانِهِ من بَغْدَاد وَنزل مكَّة وجاور بهَا وحدَّث هُنَالك وبغيرها وعُمِّر وأسَنَّ وَكَانَ ثِقَة مسندِاً يروي عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الصَّيف اليمني وَأَبُو جَعْفَر بْن شرَاحِيل الأندلسيّ وأ بوعبد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأَرْبَلي وَسمع مِنْهُ فِي صَفَر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد لقِيه أَبُو القَاسِم بْن عَسَاكِر الْحَافِظ وروى عَنْهُ
690 - الْحَسَن بْن مُوسَى بْن أبي البسَّام عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي طَالِب رَضِي الله عَنهُ يكنى أباا عَلِيّ سكن ميورقة وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها حدَّث عَنْهُ ابْنه عبد الْعَزِيز بْن الْحَسَن أفادني ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابنَا وَقد سمى أَبُو جَعْفَر بْن مضافي شُيُوخه عبد الْعَزِيز هَذَا وَلم يذكر لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيه وَقَالَ ابْن بشكوال فِي نسب مُوسَى بْن أبي البسام بَعْدَ الْحُسَيْن ابْن جَعْفَر عَلِيّ بْن مُوسَى وَهُوَ الرضى
691 - حَسَن بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن البَطَلْيَوْسي الْمُقْرِئ يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ(1/210)
أبي بَكْر بْن خَيْر وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن خَلِيل مقامات الحريري وَسكن مَرّاكُش وأدب هُنَالك بِالْقُرْآنِ والعربية قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ وقفت عَلَى الْأَخْذ عَنْهُ فِي سنة ستٍّ وَسبعين وَخَمْسمِائة
692 - الْحَسَن بْن أبي الْحَسَن عِيسَى بْن أصبغ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أصبغ الْأَزْدِيّ يعرف بِابْن المناصف ويكنى أَبَا الْوَلِيد من أَهْل قرطبة وَذَوي النباهة من طَرفَيْهِ أمُّه بِنْت القَاسِم عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن عتاب روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب عَم أمِّه سَمِعَ مِنْهُ المُدونَة وَكتابه الْكَبِير فِي المواعظ وَيعرف بشفاء الصُّدُور وَغير ذَلِكَ وروى عَنْ أبي بَحر الْأَسدي وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي أجَاز لَهُ واستوطن إشبيلية وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها الْعَتِيق الْمَنْسُوب لعدَبَّس مناوبًا لغيره حدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن الملجوم وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وَأَبُو الخَطَّاب الْكَلْبِيّ وَغَيرهم وتُوُفيّ بإشبيلية فِي المُحَرَّم سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاث وَخَمْسمِائة
693 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن صَالح الهمْداني يحدث عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد حدَّث عَنْهُ ابْنه مُحَمَّد بْن الْحَسَن
694 - الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الحُصَيْن بْن عطاف العُقيلي من أَهْل جيان يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وشارك فِي اللُّغَة وَالْأَدب وَله شرح فِي مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد وروى عَنْهُ أَبُو القَاسِم رَجَاء بْن أبي عِمْرَانَ الطَّائِي ذَكَرَ ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابنَا
695 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْأَنْصَارِيّ من أَهْل لِرْية عمل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن الرهيبل سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة كثيرا واختص بِهِ وَعنهُ أَخذ الْقرَاءَات وَسمع من ابْن هُذَيْل أَيْضا ثُمَّ رَحل حَاجا فلقي بالإسكندرية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة أَبَا طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَسمع مِنْهُمَا وجاوَر بِمَكَّة وَأخذ بهَا عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حُمَيْد الطرابلسي صَحِيح الْبُخَارِيّ وَكَانَ يرويهِ(1/211)
عَنْ أبي مَكْتُوم عِيسَى بْن أبي ذَر الهَرَويّ عَنْ أَبِيه وَسمع أَيْضا من أبي مُحَمَّد الْمُبَارك بن الطباخ الْبَغْدَادِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المفاخر سَعِيد بن الْحُسَيْن الهاشميّ وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي ببجاية عِنْدَ صَدَره فِي شهر ربيع الأوّل سنة سبْعٍ وَسبعين وقفل إِلَى بَلَده فَلَزِمَ الانقباض عَنِ النّاس والإقبال عَلَى مَا يعنيه وَكَانَ قَدْ خطب بِهِ قَبْلَ رحلته وَحكى التجِيبِي أنَّ طلبة الْإسْكَنْدَريَّة تزاحموا عَلَيْهِ لسَمَاع التَّيْسِير لأبي عَمْرو الْمُقْرِئ مِنْهُ بروايته عَنِ ابْن هُذَيْل سَمَاعا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَصَارَت لَهُ عِنْدَهُم بذلك وجاهة وَبعد قفوله أَصَابَهُ خَدَرٌ مَنعه من التَّصَرُّف وَكَانَ الصّلاح غَالِبا عَلَيْهِ سمّاه أَبُو عَبْد اللَّه بِن عياد فِي مشيخة أَبِيهِ أبي عُمَر وَكَذَلِكَ التجِيبِي وَابْن سَالم وتُوُفيّ غدْوَة الجُمُعَة لثمان خلون من شعْبَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ودُفن ظهر ذَلِكَ الْيَوْم وَصلى عَلَيْهِ الْأُسْتَاذ أَبُو زَكَرِيَّاء بْن أبي إِسْحَاق وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ومولده سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
696 - الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن يحيى بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة وَنزل مالقة وَهُوَ وَالِد الْحَافِظ أبي مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ يكنى أَبَا عَلِيّ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن سَعْد بْن خَلَف ولازمه نَحوا من ثَلَاثَة عَشْر عَاما وَعَن أبي القَاسِم بْن رضى وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي القَاسِم بْن بشكوال أَخذ عَنهُ الصِّلَة من تأليفه وَمن أبي مُحَمَّد القَاسِم بْن دحمان وَأبي الْحَسَن صَالح بْن عَبْد الْملك الأونبي وَأبي إِسْحَاق بْن قرقول والسهيلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بْن قزمان وَغَيره وَكَانَ حَسَن الْخط متحققًا بِعلم الْعرُوض مشاركًا فِي الْقرَاءَات والْحَدِيث والعربية وانتقل من وَطنه فِي الْفِتْنَة وعلَّم بِالْقُرْآنِ وَسمع مِنْهُ ابْنه أَبُو مُحَمَّد وَابْن سَالم شيخُنا وَغَيرهمَا وَقد حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن بُونْه بِالْحَدِيثِ المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ عَنِ ابْن بشكوال وتُوُفيّ بمالقة لثلاث بَقينَ من رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة
697 - الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَيمن الْمعلم من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا(1/212)
عَليّ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَشُعَيْب بْن عِيسَى الْأَشْجَعِيّ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو الْخَلِيل مفرح بن حُسَيْن الضَّرِير
698 - الْحسن بن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن سعيد من نَاحيَة بلنسية يكنى أَبَا عَليّ أَخذ عَنْ أبي زَكَرِيَّاء يحيى بْن مُحَمَّد بْن أبي إِسْحَاق وَأبي عَمْرو عُثْمَان بْن يُوسُف البلجيطي وَله رحْلَة حجّ فِيهَا وَقد أَقرَأ بالسبع ووقفت عَلَى الْأَخْذ عَنْهُ فِي سنة تسعين وَخَمْسمِائة
699 - الْحَسَن بْن إِبْرَاهِيم الْخُزَاعِيّ من أَهْل الجزيرة الخضراء وَسكن سبتة يكنى أَبَا عَليّ أَخذ بإشبيلية الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي إِسْحَاق بْن مُلكون وَأبي الْعَبَّاس بْن سيد وبمالقة عَنْ أبي الْقَاسِم السُّهيْلي وانتقل إِلَى سبتة وَقعد بهَا لإقراء الْعَرَبيَّة فانتُفع بِهِ وَكثر الْأَخْذ عَنْهُ وَكَانَ محققًا ماهرًا وتُوُفيّ سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنْ أبي الْحَسَن الشاري
700 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن خَلَف االأموي من أَهْل قرطبة وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا عَليّ وَيعرف بالخطيب أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ أبي القَاسِم بْن رضَا وَمُحَمّد بْن جَعْفَر بن صَاف وَعبد االرحيم االحجاري وَأبي بكر عَيَّاش بن فرج وَسمع الحَدِيث من أبي الْحَسَن يُونُس بْن مغيث وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَابْن مَسَرَّة وَسمع الْمُوَطَّأ عَلَى أبي بَكْر بن عبد الْعَزِيز بِقِرَاءَة ابْنه أبي الحكم وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي بَكْر بْن مَسْعُود وَابْن أبي الْخِصَال وَأبي بَكْر بْن سَمْحُون وَله رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الخلوف وَأبي عَبْد الله الْبَغْدَادِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن رشد مَا رَوَاهُ وصنَّفه وَكَانَ مائلاً إِلَى الْآدَاب وَصَحب أَبَا حَفْص بْن عُمَر واختص بِهِ وخطب بِبَعْض جِهَات إشبيلية وَله تواليف مِنْهَا كتاب رَوْضَة الأزهار اسْتَعْملهُ النّاس وَكتاب فِي الأنواء وَكتاب اللُّؤْلُؤ المنظوم فِي معرفَة الْأَوْقَات بالنجوم وَكتاب رَوْضَة الْحَقِيقَة فِي بَدْء الخليقة وَكتاب تهافت الشُّعَرَاء وَغير ذَلِكَ ووقفت عَلَى تَسْمِيَة تواليفه وَبَعض شُيُوخه بِخَطِّهِ مولده بقرطبة سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن الطيلسان وتُوُفيّ بإشبيلية سنة اثْنَتَيْنِ وستّمائة(1/213)
701 - حَسَن بْن أَحْمَد بْن عُمَر بْن مفرح بْن خَلَف بْن هَاشم الْبكْرِيّ الأُشْبوني أَصله مِنْهَا وَسكن الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بالزِّرْقالةَ سَمِعَ من أبي الحَجَّاج يُوسُف بْن لَبِيب الْمرَادِي وَولي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ وَكَانَ بَصيرًا بِعقد الشُّرُوط أديبًا طَبِيبا موفقًا فِي العلاج وفَاق أَهْل عصره فِي تَمْيِيز النَّبَات والعشب مَعَ حَظّ صَالح من قرض الشّعْر وتُوُفيّ سحر لَيْلَة الجُمُعَة الْعَاشِر لذِي قعدة سنة ثَلَاث وستّمائة عَنْ سنّ عالية يُقَالُ أَنَّهُ نَيف عَلَى خَمْسَة وَثَمَانِينَ عَاما ذكره ابْن حوط الله وَفِي خَبره عَنْ غَيره
702 - حَسَن بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن كسْرَى أَخذ عَنْ أبي بَكْر بْن مَيْمُون القُرْطُبيّ بمراكش وَصَحبه هُنَالك وَسمع من أبي عَبْد اللَّه الرصافي ديوَان شِعره وَكَانَ أديبًا صَاحب منظوم روى عَنْهُ أَبُو عَمْرو بْن سَالم وَغَيره وتُوُفيّ بمالقة سنة ثَلَاث أَوْ أَربع وستّمائة
703 - حَسَن بْن مُوسَى بن هِشَام اللَّخْمِيّ من أَهْل شريش روى عَنْ أبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي بَكْر القشالشي حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن فَحْلون الأركشي
704 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن هَاشم الْعَبدَرِي من أَهْل مالفة يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أبي كَامِل الْخَطِيب وَأبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ موأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد الخزرجي وَأبي الحكم عبد الرَّحْمَن بن حجاج وَأبي مُحَمَّد شُعَيْب بن عَامر الْمُقْرِئ وَأبي الْمجد هُذَيْل بن مُحَمَّد وَجَمَاعَة غَيرهم وعني بلقاء الشُّيُوخ وَسَمَاع الْعلم مَعَ جودة الْخط وَحسن الضَّبْط وَكَانَ صاحبا لأبي بكر بن عبد النُّور وَأبي الْقَاسِم بن الطيلسان وَحكى أَنَّهُ تُوُفّي وَهُوَ ابْن خمس وَأَرْبَعين سنة أَوْ نَحْوهَا وَلم يذكر تَارِيخ وَفَاته
705 - حَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن سَعِيد بْن مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن الْوَزير وَشهر بنسبته إِلَى بطرنة قَرْيَة بشرقي بلنسِيَّة صحب القَاضِي أَبَا الْعَطاء بْن نَذِير وَسمع مِنْهُ وتَفَقَّه بِهِ وَأخذ عَنْ أبي عَلِيّ بْن زلال شَيخنَا الْقرَاءَات وَكتب إِلَيْهِ وَإِلَى بنيه أَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه من سبتة وعني بِعقد الشُّرُوط وَكَانَ ذَا بصر بهَا وَحفظ للرأي وَولي قَضَاء بعض الْجِهَات وَأم بِالْمَسْجِدِ الْمَنْسُوب إِلَى ابْن حزب اللَّه فِي صَلاَة الْفَرِيضَة نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة وَصلى التَّرَاوِيح بالولاة قَدِيما(1/214)
وحديثًا وَقد أَقرَأ وقتا وَسمع مِنْهُ الْيَسِير وَكَانَ من أَهْل التجويد والتحقق بالإقراء أحد الطيَّاب الْمُحْسِنِينَ من الْقُرَّاء لازمته طَويلا لمجاورة ومصاهرة أوجبتا ذَلِكَ وَسمعت مِنْهُ وَأذن لي فِي الرِّوَايَة عَنْهُ وتُوُفيّ بَيْنَ العشائين لَيْلَة السبت التَّاسِع وَالْعِشْرين لذِي الحجّة سنة أَربع وَعشْرين وستّمائة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة مولده سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا
706 - حَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الكِنَانيّ من أَهْل مرسية يعرف بالرَّفاء ويكنى أَبَا عَلِيّ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد الشُّمُنْتِي وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَلَقي بِمَدِينَة بلنسِيَّة أَبَا عَبْد اللَّه بْن نوح وَأَبا بَكْر عَتيق بْن عَلِيّ القَاضِي فَسمع مِنْهُمَا وَأخذ عَنْهُمَا وأقرأ يَسِيرا وأُخذ عَنْهُ وَقد لَقيته غَيْر مرّة وَكَانَ أديبًا صَاحب مقطعات وتذييلات حَسَنَة مشاركًا فِي الْعَرَبيَّة وَعلم الْعرُوض فكهَ الْمجْلس حَسَن الْخلق تُوُفّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وستّمائة
707 - حَسَن بْن عبد الْعَزِيز بْن إِسْمَاعِيل التجِيبِي من أَهْل بلنسَية يعرف بالقَشْتِلْيُوني نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بغربيِّها ويكنى أَبَا عَلِيّ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأَجَازَ لَهُ إجَازَة عَامَّة فِي جُمَادَى الآخِرَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف وَصَارَ أخيرًا إِلَى مَدِينَة تونس وأقرأ بهَا الْقُرْآن وَرَأَيْت الْأَخْذ عَنْهُ فِي سَلْخ شعْبَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة وعَلى إِثْر ذَلِكَ تُوُفّي بهَا قدمتُها رَسُولا من قَبْلَ وَالِي بلنسِيَّة ودانية أبي جميل زيان بْن سَعْدٍ فِي منتصف السَّنَة الَّتِي بعْدهَا فَلم أَجِدهُ ومولده ببلنسية سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
708 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بن فاتح من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بالشَّعَّار وجدُّه فاتح مولى بني فُلْفُل من أَهْل قرطبة لَقِي أَبَا الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات السَّبع وَأَجَازَ لَهُ وَأَخذهَا أَيْضا عَنْ أبي مُحَمَّد أَيُّوب بْن غَالب المُكْتِب وَسمع من أبي الْعَطاء بْن نَذِير صَحِيح الْبُخَارِيّ وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن نوح كتاب السّيرة لِابْنِ إِسْحَاق ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَانْصَرف فاحترف بِالتِّجَارَة وَقعد لإقراء الْقُرْآن بِأخرَة من عمره فأُخِذ عَنْهُ وسمعتُ أَنَا مِنْهُ فِي منتصف رَمَضَان سنة(1/215)
خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة إِثْر منازلة الرّوم بلسنية بِعشْرَة أيّام حكاياتٍ وأشعارًا وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ مَا رَوَاهُ وتُوُفّي يَوْمَ السبت عيد الْأَضْحَى من السَّنة ودُفِن لظهره بداخل المَدِينَةِ وَأَخْبرنِي أنَّ مولده أول سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة
وَمِمَّنْ عرف بكنيته
709 - أَبُو الْحَسَن بْن الإشبيلي التَّاجِر من أَهْل قرطبة يعرف بالخراز كَانَ قد عني بِالْعلمِ فِي صباه ودَارَسَ ونَاظَر وَصَحب الْعلمَاء فرزق فهما وحظًا وجاهًا وَلم يدع مَعَ ذَلِكَ تِجَارَته بسوقه مرشدًا لمن استفتاه وَتُوفِّي سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة فَحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ وَكَانَ أَهلا لَهُ عَنِ ابْن حَيَّان
710 - أَبُو الْحَسَن بْن الجزار الْمُقْرِئ الضَّرِير من أَهْلَ قرطبة كَانَ من مشاهير أَصْحَاب مكّيّ بْن أبي طَالِب وَأبي عَبْد اللَّه الطرفي والآخذين عَنْهُمَا واختص بِصُحْبَتِهِ الطَّرفي مِنْهُمَا وتصدر للإقراء بِمَسْجِد أبي عَلاقة أَخذ عَنْهُ أَبُو القَاسِم فضل الله بْن مُحَمَّد وَأخذ عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن رزقون ورش بعضه عَنِ ابْن الباذش
711 - أَبُو الْحَسَن بْن الدراج النَّحْويّ من أَهْل غرناطة أَخذ عَنْ أبي تَمام القطِيني وأقرأ الْعَرَبيَّة والآداب ويروي عَنْهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن مُحَمَّد الخزرجي
712 - أَبُو الْحَسَن بْن أَيُّوب السِّليحي الْمُقْرِئ من أَهْل لبلة أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رِوَايَته وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَمِمَّنْ أَخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد خَلِيل بْن إِسْمَاعِيل
713 - أَبُو الْحسن بن عَزِيز الْمُقْرِئ من أَهْل مرسية أَخذ عَنْهُ القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَوَصفه بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ مدّة كتاب اللَّه تَعَالَى بطرِيق التجويد وَضبط الرِّوَايَة وَكَانَ أضبط من لَقيته للقراءات وَأَحْسَنهمْ لَهَا تجويدًا وَأَعْلَاهُمْ رِوَايَة وَلم يذكر شُيُوخه وَلَا سَمَّاهُ
714 - أَبُو الْحَسَن الْمُقْرِئ الْمَعْرُوف بالنقْدُوي من أَهْل غرناطة رَحل إِلَى أبي دَاوُد(1/216)
بشرق الأندلس وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَأَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم الخزرجي وَأَبُو عَبْد اللَّه النوالشي وتصدروا جَمِيعًا للإقراء بَعْدَ ذَلِكَ وأُخذ عَنْهُمْ
715 - أَبُو الْحَسَن بْن مَيْمُون الْمُقْرِئ من أَهْل مرسية أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بْن سهل وتصدر للإقراء وَقد أَخذ عَنْهُ قِرَاءَة حَمْزَة أَبُو القَاسِم خَلَف بْن أبي بَكْر بْن فتْحُون ذكره وَالَّذِي قبله ابْن عياد
716 - أَبُو الْحَسَن بْن جُزَي الْكَلْبِيّ من أَهْل غرناطة حدَّث عَنْهُ أَبُو جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير قَالَه ابْن الملجوم وَغَيره
717 - أَبُو الْحَسَن الشريشي النَّحْوِيّ أَخذ عَن اابن ملكون والسهيلي وَغَيرهمَا وأقرأ الْعَرَبيَّة ذكر ذَلِك أَبُو عبد الله بن هِشَام
وَمن الغرباء
718 - الْحسن بن عبد الْأَعْلَى الكلَاعِي السفاقسي يكنى أَبَا عَليّ أَخذ بِبَلَدِهِ سفاقس عَنْ أبي الْحَسَن اللَّخْميّ وتَفَقَّه بِهِ وَعَلِيهِ اعْتِمَاده وَدخل الْمغرب والأندلس وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن سعدون وَأبي عَلِيّ الغساني ودرس فِي بِلَاد المَصامدة واستوطن سبتة أخيرًا وَأُرِيد عَلَى قَضَاء الجزيرة فَامْتنعَ وَكَانَ فَقِيها أصوليًا متكلمًا عَارِفًا بِعلم الهندسة والحساب والفرائض وتُوُفيّ بأَغمات فِي الْمحرم سنة خمس وَخَمْسمِائة ذكره عِيَاض القَاضِي وقرأت بعضه بِخَط ابْن حُبَيْش
719 - حَسَن بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أبي سُهَيْل يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن زكون أَصله من تلمسان وَنزل مَدِينَة فاس وَكتب بهَا عَنْ أبي مُوسَى بْن الملجوم وَدخل الأندلس فَسمع بقرطبة من أبي مُحَمَّد بن عتاب وبمرسية من أبي عَليّ بن سكرة وَأبي(1/217)
مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَله تأليف فِي الرَّأْي مولده فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي لَيْلَة عيد الْفطر سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة عَنْ عَبْد الرَّحِيم بْن الملجوم
720 - حَسَن بْن عَبْد اللَّه بْن حَسَن الْكَاتِب يعرف بِابْن الأشيري ويكنى أَبَا عَلِيّ من أَهْل تلمسان نَشأ بهَا أَخذ عَنِ الْأُسْتَاذ أبي عَلِيّ بْن الخراز وَأخذ المرية عَنْ أبي الحَجَّاج بْن يَسْعُون سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ من أَهْل الْعلم بالقراءات واللغة والغريب يغلب عَلَيْهِ الْأَدَب وَكَانَ ناظمًا ناثرًا وَله مَجْمُوع فِي غَرِيب الْمُوَطَّأ وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ ومختصر فِي التَّارِيخ سَمَّاهُ بنظم اللألى وقصيدته فِي غَزْوَة السِّبْطاط مستجادة وَكَانَت سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
721 - حَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن فَرح الْكَلْبِيّ يعرف بِابْن الجُمَيِّل ويكنى أَبَا عَلِيّ أَصله من دانية وَسكن سبتة كَانَ من أَهْل النباهة وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَهُوَ وَالِد أبي الخَطَّاب عُمَر وَأبي عُمَر وَعُثْمَان الْمُحدثين وتُوُفيّ فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة
722 - الْحَسَن بْن عَبْد ربه البَجلِيّ الصّقليّ يكنى أَبَا عَلِيّ وُلّي قَضَاء جيان وحدَّث وروى عَنْهُ وَكَانَ مَعْرُوفا بِالْكَذِبِ غَيْر مَأْمُون ذكره ابْن حوط اللَّه وَلم يعرض لتجريحه وَقَالَ اتَّصَلت ولَايَته يَعْنِي بجيان إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا عَامَ ثَمَانِيَة وَثَمَانِينَ يَعْنِي وَخَمْسمِائة فِيمَا أَحسب ويروي عَنْهُ أَيْضا من شُيُوخنَا أَبُو عِيسَى بْن أبي السداد
723 - الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خَلَف بْن أبي حَرِيصَةَ الرَّبعَي من أَهْل فاس يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ عَبّاد بْن سِرحان وَدخل بسطة فروى بهَا عَنْ بَعْض شُيُوخنَا تواليف ابْن أبي زَمَنين حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن خَلِيل وَغَيره(1/218)
724 - الْحَسَن بْن حجاج بْن يُوسُف الهواري وَأهل بَيته ينتمون فِي تُجيب أَصله من نَاحيَة بجاية وَسكن مَرّاكُش يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وتَفَقَّه بِالْقَاضِي أبي مُوسَى بْن عِمْرَانَ وَدخل الأندلس مرَارًا وبإشبيلية وُلّي الْخطْبَة بَعْدَ أبي الْحَسَن بْن المالقي فِي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ بليغًا فصيحًا سَمَّاهُ أَبُو الرّبيع بْن سَالم فِي مشيخته وَقَالَ لي ابْنه أَبُو زَيْدُ عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن أَنَّهُ تُوُفّي بِمَدِينَة فاس سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَاحْتمل بَعْدَ أشهر إِلَى مَرّاكُش فَدفن بهَا
725 - الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الإغماتي وَأَصله من تلمسان يكنى أَبَا عَلِيّ روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عبد الْعَزِيز اللَّخْميّ من أَصْحَاب أبي الحَجَّاج الْقُضَاعِي وَصَارَ إِلَى جَزِيرَة ميورقة قبل الستمائة وَأقَام فِيهَا وقتا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَعَاد إِلَيْهَا ثَانِيَة وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة وَأخذ عَنْهُ إِلَى أنَّ سُعِي بِهِ عِنْدَ واليها وبجماعة مَعَه فأزعجهم مِنْهَا واجتاز علينا ببلسنية فِي سنة خمس عشرَة وستّمائة فَلَقِيته حِينَئِذٍ بدار الْإِمَارَة مِنْهَا وَسمعت مِنْهُ بَعْض منظومه وَلم يكن بِالْقَوِيّ وَبَلغنِي أَنَّهُ تُوُفّي بمراكش بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِير
بَاب حُسَيْن
726 - حُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن خَالِد أَحْسبهُ من أَهْل البيرة لَقِي يحيى بْن عُمَر الأندلسيّ نزل مَدِينَة القيروان وَسمع مِنْهُ كتاب وساوس إِبْلِيس وكيده من تأليفه وحدَّث بِهِ سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَتَيْنِ
717 - حُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حُسَيْن بْن عَاصِم الثّقفيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد عُنِي بِطَلَب الْعلم وَتقدم فِي الْعَدَالَة وَجَوَاز الشَّهَادَة وَهُوَ مُلْحق فِي موَالِي ذكره الرّازيّ وَحكى أَبُو مُحَمَّد بْن حزم فِي رسَالَته أنَّ حُسَيْن بْن عَاصِم لَهُ كتاب المآثر العامرية من تأليفه فِي سير ابْن أبي عَامر وأخباره وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ من هَذَا
728 - حُسَيْن بْن سَلْمُون من أَهْل قرطبة يعرف بالمسيلي كَانَ أحد الْفُقَهَاء(1/219)
المشاورين الَّذين أمَرَ بتأخيرهم عَلِيّ بْنُ حمود ثمَّ أعادهم إِلَى االشورى قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْن حُبيش
729 - الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الْكَاتِب من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن الْفراء ويكنى أَبَا الْوَلِيد كَانَ من شُيُوخ أَهْل الْأَدَب وَمِمَّنْ روى عَنْ أبي عُمَر القسطلي وَأبي عَامر بْن شَهِيد وَمن قبلهمَا ذكره الْحميدِي
730 - حُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل بْن حُسَيْن الغِفاري من أَهْل سرقسطة وَأحد شهودها المعدَّلين ونبهائها قَرَأت اسْمه بِخَط أبي الحكم بْن غَشِلْيان فِي نُسْخَة العقد المتسم بِبَرَاءَة أبي عُمَر الطلمنكي وَإِسْقَاط شَهَادَة الَّذين نسبوه إِلَى مُخَالفَة السَّنَة وَذَلِكَ عَنْ رَأْي القَاضِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن فرتون فِي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبع مائَة
731 - الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن حَيّ التجِيبِي من أَهْل قرطبة أَخذ علم الْعدَد والهندسة عَنْ أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عمر الْمَعْرُوف بِابْن برغوت وَكَانَ كلفا بصناعة االتعديل وَله فِيهِ زيج مُخْتَصر ذكره القَاضِي صاعد وَنسبه وَحكى أَنَّهُ خَرَجَ من الأندلس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بَعْدَ أنَّ نالته بهَا وبالبحر محسنٌ شَدَّاد وَلحق بِمصْر ثُمَّ رَحل عَنْهَا إِلَى الْيمن واتصل بأميرها فحظي عِنْدَهُ وَبَعثه رَسُولا إِلَى الْخَلِيفَة بِبَغْدَاد الْقَائِم بِأَمْر اللَّه ونال هُنَاكَ دنيا عريضة وتُوُفي بِالْيمن بَعْدَ انْصِرَافه من بَغْدَاد سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة
732 - الْحُسَيْن بْن أبي بَكْر الحضْرميّ من أَهْل دانية يعرف بِابْن الحناط ويكنى أَبَا عَلِيّ سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن مبارك الصَّائِغ ودرس الْفِقْه وَكَانَ فَاضلا زاهدًا تفقَّه بِهِ ابْنه مُحَمَّد وَلأبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد رِوَايَة عَنْهُ وَقد حدَّث أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ الْمَعْرُوف بالبَلَغِيّي بِكِتَاب حَيَاة الْقُلُوب لِابْنِ أبي زمنين عَنْ أبي عَلِيّ هَذَا عَنِ ابْن مبارك عَنْ أبي عَمْرو الْمُقْرِئ عَنْ مُؤَلفه وقرأت فِي لوح رُخَام بِإِزَاءِ قَبره انه تُوُفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لعشر بَقينَ لربيع الأول سنة خَمْسمِائَة وَكَانَ وُقُوفِي عَلَى ذَلِكَ أيّام اشتغالي بِقَضَاء دانية
733 - حُسَيْن بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن نَام بْن عَبْد اللَّه بْن نَام البهْراني من أَهْل لَبْلَة(1/220)
وَمن حصن بهَا يُقَالُ لَهُ وشتر يكنى أَبَا عَليّ سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا القَاسِم وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن وَأخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر بن عَبْد الْبر وَأَبُو مُحَمَّد بْن حزم حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو القَاسِم مُوسَى بْن حُسَيْن وتُوُفيّ سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة ومولده فِي الْأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة أَوْ نَحْوهَا
734 - حُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن ثَبات من أَهْل قرطبة وأصل أَبِيهِ من ماردة وهُوَ ابْن بِنْت أبي عَلِيّ الغساني سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَغَيرهم وَإِلَيْهِ صَارَت كتب جَدّه أبي عَلِيّ وأصوله العتيقة ذكره ابْن الدّباغ وقرأت سَمَاعه من ابْن عتاب بِخَط ابْن بشكوال
735 - الْحُسَيْن بْن عُبَيْد اللَّه بْن حُسَيْن بْن عِيسَى الْكَلْبِيّ من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن حَسُّون وجده هُوَ الْمَعْرُوف بذلك روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن حمدين قَرَأَ عَلَيْهِ موطأ مَالك وبقراءته سَمِعَ أَبُو إِسْحَاق بْن فرقد وَولي قَضَاء بَلَده فِي الدولة اللمتونية وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة ودُفِن بمسجده الَّذِي كَانَ يقْضِي فِيهِ وَفَاته عَنِ ابْن حُبَيْش وَأَحْسبهُ لَمْ يَبلْغ سِنَّ الاكتهال
736 - الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن بسيل الْعَبدَرِي من أَهْل مربيطر يكنى أَبَا عَلِيّ سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن خيرون وَغَيره وَولي قَضَاء بَلَده من قِبَل أبي الْحَسَن بْن وَاجِب وَكَانَ نبيه الْبَيْت معنيًا بالرواية حَسَن الْخط حدَّث عَنْ صهره القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن حصن والأستاذ أَبُو الْوَلِيد يُونُس بْن أَيُّوب بْن بسام وَغَيرهمَا وتُوُفيّ بعد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
737 - حُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن عَلِيّ بْن عَريب الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ طرطوشة يكنى أَبَا عَلِيّ أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ أبي مُحَمَّد بْن مُؤمن وَغَيره وبسرقسطة(1/221)
عَنِ ابْن الْوراق وتَفَقَّه بِأبي الْعَبَّاس بْن مسْعدَة قَاضِي طرطوشة وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي مُحَمَّد بْن السّيد وَأبي بكر اللباتي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن فرج السَّرقسْطِي وروى الحَدِيث عَن أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحسن نَافِع وَأبي عبد الله بن زغيبة وَصَحب أَبَا القَاسِم بْن وَرْد وَحكى أَبُو الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم أَنَّهُ أَخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَنِ الصَّدَفِي عَنْ أبي طَاهِر بْن سِوَارْ وَسمع من أبي الْعَرَب الصّقليّ الشَّاعِر أدب الكتَّاب لِابْنِ قُتَيْبَةَ لقِيه بطرطوشة وَقد قَارب الْمِائَة فِي سنه فَقَرَأَ عَلَيْهِ وَكَانَ يرويهِ بعلو عَنْ أبي بَكْر بْن البِرِّ عَنْ أبي يَعْقُوب بْن خرَّزاذ النَّجِيرمَي عَنْ أبي الْحُسَيْن المُهلَّبي عَنِ القَاضِي أبي جَعْفَر بن قُتَيْبَة عَن أَبِيه أبي مُحَمَّد وَهُوَ سَنَد عَزِيز الْوُجُود وَهَذَا أَعلَى من الْإِسْنَاد الْمُتَقَدّم فِي بَاب إِسْمَاعِيل من طَرِيق أبي الطَّاهِر البَرقي عَنِ النَّجِيرَمي وَقد قَرَأَهُ ابْن عَريب عَلِيّ بْن السيّد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بَحر الأسَدِيُ وَابْن أُخْت غَانِم وَغَيرهم وتصدر لإقراء الْقُرْآن بِبَلَدِهِ وَولي الْخطْبَة بِجَامِع وأقرأ أَيْضا بسرقسطة فِي مجْلِس شَيْخه ابْن الْوراق ثُمَّ انْتقل إِلَى المرية فأقرأ بجامعها وقُدَّمَ للخطبة بِهِ إِلَى أنَّ خَرَجَ مِنْهَا قَبْلَ الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بْن غلبون يَقُولُ إِنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا لمّا دَخلهَا النَّصَارَى يَعْنِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين فاستوطن مرسية وتصدر أَيْضا للإقراء بهَا وقدِم للصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وَانْفَرَدَ فِي وقته بطريقة الإقراء وَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَت لَهُ حَلقَة عَظِيمَة وَكَانَ رُبمَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْغَالِب عَلَيْهَ التجويد وَالتَّحْقِيق والإفادة للقرأة وَحسن التفهيم مَعَ التَّوَاضُع لَهُمْ ولين الْجَانِب وَالصَّلَاح الْكَامِل حَدَّثَنَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بْن وَاجِب وَأَبُو مُحَمَّد بْن غلبون مولده بطرطوشة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبْعٍ وَخمسين وَأَرْبع مائَة وتُوُفيّ بمرسية ضحى يَوْمَ السبت لثمان عشرَة خلت من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وستِّين وَخَمْسمِائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بالجامع الأقدم تَحت صومعته وَهُوَ ابْن ستٍّ وَثَمَانِينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو القَاسِم بْن حُبَيْش وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَالثنَاء عَلَيْهِ جميلاً قَالَ أَبُو القَاسِم بْن الْبَراء وشهدتها فَمَا رَأَيْت أَكثر باكيًا مِنْهَا ذكره ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغَيرهمَا
738 - حُسَيْن بْن غَالب بْن سُلَيْمَان بْن حُسَيْن القَيْسيّ من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَلِيّ(1/222)
وَيعرف أَبُوهُ غَالب بالحداد روى بقرطبة عَنْ أبي الْخَيْر بْن مغيث سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ من ررواية ابْن السكن فِي سنة سبْعٍ عشرَة وَخَمْسمِائة وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأبي الْحَسَن بْن الْوزان وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو كَامِل تمَّام بْن الْحُسَيْن الْخَطِيب
739 - حُسَيْن بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن الغساني من أَهْل المرية وَسكن شاطبة يكنى أَبَا عَلِيّ يعرف بِابْن صَبَّغُون سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي إِسْحَاق بْن صَالح فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وبشاطبة من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي عبد الله بْن سَعَادَة وتَفَقَّه بِأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَبَلغنِي أنَّ لَهُ رِوَايَة عَنْ عياد بْن سرحان وَكَانَ حَافِظًا للْأَخْبَار معتنيًا بتقييد الْآثَار لَهُ نُفُوذ فِي الْقرَاءَات وحظ من علم اللِّسَان تُوُفّي سنة ثَمَان وستِّين وَخمْس مائَة عَنِ ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغَيرهمَا
740 - حُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يَعْقُوب من أهل لرية وَمن قَرْيَة بني وَزفر مِنْهَا عمل بلنسية يكنى أَبَا عَلِيّ سَمِعَ من ابْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ السِّلَفيّ وَكَانَ معتنيًا بِهَذَا الشَّأْن وَقد أَخذ عَنْهُ وتُوُفيّ بِنَاحِيَة المُنَكَّب غَرِيبا عَنْ أَهله ووطنه فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
741 - الْحُسَيْن بن عبد الله بن هِشَام السَّعْدِيّ من أهل غرناطة يعرف بالقلعي ويكنى أباا عَليّ روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن الباذش وَعَن ابْنه أبي جَعْفَر وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَسمع موطأ مَالك من أبي الْوَلِيد بْن بِقُوَّة وَأخذ عَنْ أبي سُلَيْمَان دَاوُد بْن يزِيد وَغَيرهم حكى ابْن حوط الله أَنَّهُ أجَاز لَهُ ولأخيه أبي مُحَمَّد فِي الْعشْر الْوسط من ربيع الآخر سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
742 - الْحُسَيْن بْن يُوسُف بْن أَحْمَد بْن يُوسُف بْن فتوح الْأَنْصَارِيّ الضَّرِير من أَهْل بلنسِيَّة وَأَصله من ناحيتها الغربية يكنى أَبَا عَلِيّ وَيعرف بِابْن زلال أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي جَعْفَر طَارق بْن مُوسَى وَسمع مِنْهُمَا وَمن ابْن النِّعْمَة وَابْن سَعَادَة وَابْن حُبَيْش وَكتب إِلَيْهِ ابْن عُبَيْد اللَّه والسلفي وَغَيرهمَا وَله رِوَايَة عَنْ أَبِيهِ يُوسُف وَأبي بَكْر بْن سُفْيَان العابد وَأبي بَكْر بْن أبي جَمْرَة وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ فَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ حَسَن الْإِلْقَاء وَالْأَدَاء مَعْرُوفا بالتحقيق والتجويد مشاركًا فِي فنون آيَة من آيَات اللَّه تَعَالَى فِي الفطنة والحدس عَلَى عَمَى بَصَره تُؤثر عَنْهُ فِي ذَلِكَ أخبارٌ غريبةٌ اخْتلفت إِلَيْهِ وَسمعت مِنْهُ بداره بَعْدَ أبي رَحمَه اللَّه جملَةً من رِوَايَته وَأَجَازَ لي وانتقل بِأخرَة إِلَى مرسية(1/223)
وأقرأ بهَا إِلَى أنَّ تُوُفّي يَوْمَ الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين لمحرم سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة ومولده سِتَّة وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
743 - الْحُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد بْن عِيسَى الْأَنْصَارِيّ وَيعرف بِابْن المالقي ويكنى أَبَا عَلِيّ وُلِدَ بإشبيلية وَسكن مَرّاكُش وَدَار سلفه مالقه سَمِعَ أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا عَبْد اللَّه العزفي وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنِ الْأُسْتَاذ أبي عَبْد اللَّه بْن الدراج وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن مُحرز المنتانجشي وَأَبُو مُحَمَّد التادلي وَأَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق الإشبيلي وَولي قَضَاء قرطبة وَكَانَ بمراكش رَئِيس الطَّلَبة بهَا وَهِي خطة لسلفه خَطِيبًا مفوهًا لَهُ حَظّ من النّظم حدَّث عَنْهُ ابْن الطيلسان وَقَالَ تُوُفّي فِي آخر سنة سبْعٍ عشرَة وستّمائة ومولده بإشبيلية سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
وَمن الكنى
744 - أبوالحسين بْن أبي حبيب من أَهْل شِلْب كَانَ فَقِيها ورعًا ناسكًا من أَهْل الْعلم وَالْفضل أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن فَنْدِلَة الْمُوَطَّأ وَهُوَ وَصفه بذلك وَقَالَ كَانَت قراءتي عَلَيْهِ بشِلْب
745 - أَبُو الْحُسَيْن بْن فندلة من أَهْل إشبيلية سَمِعَ من شُرَيْح بْن مُحَمَّد أَخذ عَنهُ الآاداب واللغات وبقراءته عَلَيْهِ سَمِعَ نجبة بْن يحيى كتاب الأمالي لأبي عَلِيّ القالي وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا ذكره ابْن الْإِمَام فِي سمط الجُمان من تأليفه وَلم يسمه وَلَا رفع فِي نسبه
وَمن الغرباء
746 - حُسَيْن بن فتح قَاضِي سبتة للأدارسة من ولد عَلِيّ بْن أبي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَصْحَاب مَدِينَة فاس وَالْمغْرب كَانَ مِمَّن حرض عَلَى ردهَا للناصر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد وَذَلِكَ فِي صدر ربيع الأول سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة ثمَّ قدم عَلِيّه مَعَ وَفد سبتة(1/224)
فأقره على قَضَائِهِ وخلع عَلَيْهِ وَوَصله ذكره ابْن حَيَّان وَفِي تَارِيخ ابْن الفَرَضيّ حُسَيْن بْن فتح النكوري فِي غير الغرباء وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره
بَاب حَمْزَة
747 - حَمْزَة بْن مُوسَى المؤدِّب من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا مُحَمَّد كَانَتْ لَهُ رحْلَة روى فِيهَا عَنْ أبي بكر الْآجُرِيّ حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الأحدب الإشبيلية بِكِتَاب الغرباء للآخذين عَنهُ
748 - حمزرة بْن جودي يكنى أَبَا الْحَسَن سَمِعَ من أبي الْفتُوح الجُرْجانيّ بثغر البُونت من أَعمال بلنسِيَّة ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْر المصحفي
749 - حَمْزَة بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد ربه الْأَشْعَرِيِّ من أَهْل غرناطة رَحل إِلَى أبي دَاوُد الْمُقْرِئ صُحْبَة جارَيْه أَبَوي الْحَسَن بْن الباذش وَابْن ثَابت فَأخذُوا الْقرَاءَات عَنْهُ وسمعوا بدانية مِنْهُ وَذَلِكَ بَعْدَ السّبْعين والأربع مائَة وَانْصَرفُوا إِلَى بلدهم وتصدروا بِهِ للإقراء وَأخذ النّاس عَنْهُمْ وَكَانَ حَمْزَة هَذَا حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط من خبْرَة عَنِ ابْن عياد
750 - حَمْزَة بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن مَسْعُود الْمحَاربي من أَهْل غرناطة وَسكن بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَمْرو وَيعرف بِابْن الأُسَيْوِد روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي مُحَمَّد بْن سِمَاك وَأبي الْحَسَن بْن أضحى وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَكتب لَهُ واختص بِصُحْبَتِهِ وَكَانَ أديبًا بليغًا إخباريًا عَارِف بالوثائق حَسَن الْخط شَارك فِي علم الطِّبّ وَجمع فِي دولة الملثمة تَارِيخا لَمْ يظهره فِي حَيَاته وَذهب بَعْدَ وَفَاته سَمِعتُ شَيخنَا أَبَا عَامر بْن نَذِير يذكر أَنَّهُ عرضه عَلَى أَبِيه القَاضِي أبي الْعَطاء فَأَشَارَ عَلَيْهِ بإخفائه وتُوُفيّ ببلنسية سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة قَاله ابْن سُفْيَان وقرأت بِخَط أبي عَبْد اللَّه بْن عياد أنَّه تُوُفّي سنة أَربع وَسبعين
بَاب حكم
751 - حكم بْن عِمْرَانَ الْمُقْرِئ النَّقَّاط من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن الطليطلي صَحبه الْغَازِي بْن قيس وَأخذ عَنْهُ وتصدر للإقراء بقرطبة واشتهر بنقط الْمَصَاحِف والتقدم(1/225)
فِي ذَلِكَ وتُوُفيّ سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَفَاته عَنِ الرّازيّ وَنسبه أَبُو عَمْرو الْمُقْرِئ فِي الْمُحكم من تواليفه وَأَبُو دَاوُد تِلْمِيذه وبخطه قَرَأت أَكثر خَبره
752 - الحكم بْن عَبْد الرَّحْمَن النَّاصِر لدين اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الْأَمِير عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَوْسَط بْن الحكم الربضي بْن هِشَام الرضي بْن عَبْد الرَّحْمَن الدَّاخِل بْن مُعَاوِيَة بْن هِشَام بن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بْن الحكم أَبُو العَاصِي الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَمِير الأندلس المستبحر فِي هَذَا الشَّأْن وَالْجَامِع من دواوين الْعُلُوم مَا لَمْ يجمعه خَليفَة فِي الإِسْلاَم إِلَى هَذَا الزَّمَان مَعَ الفَضْل وَالْعدْل وَحسن السّيرة وصفاء السريرة أدبه مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بالحكيم وَسمع قَاسم بْن أصبغ وَأحمد بْن دُحَيْم بْن خَلِيل وَمُحَمّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام الْخُشَنِي وَسعد بن جَابر وزكرياء بن خطاب التطيلي وَمُحَمّد بن مَرْوَان بن الغشاء البطليوسي استقدمهما من بلديهما وَكتب عَنْهُمَا وَأكْثر عَنْ زَكَرِيَّاء مِنْهُمَا وَأَجَازَ لَهُ ثَابت بْن قَاسم كتاب الدَّلَائِل فِي شرح غَرِيب الحَدِيث من تأليف أَبِيه وجده جَمِيعًا وَله شُيُوخ سوى هَؤُلَاءِ من أَصْحَاب بَقِي بْن مخلَد وَمُحَمّد بْن وضاح وَعبيد اللَّه بْن يحيى وَغَيرهم وَمن القادمين عَلَيْهِ من الْمشرق كَأبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وسواه وَكَانَ يُشَاهد مجَالِس الْعلمَاء وَيسمع مِنْهُم ويروي عَنْهُم حبا للْعلم ورغبة فِي الإشراف عَلَيْهِ والاطلاع عَلَى شؤونه وسعياً لاقتناء أُصُوله وفروعه وَضم أبكاره إِلَى عُونه يقتني الْكتب النفيسة ويستنسخ الأوضاع المفيدة ويبحث عَنِ الْأُصُول الرفيعة وينقر عَنِ الخطوط المستوية ويستجلب المؤلفات من الْبلدَانِ الشاسعة والأقاليم النائية حَتَّى غصت بهَا أماكنه وَضَاقَتْ عنهاا خزائنه باذلاا فِي ذَلِكَ الْأَمْوَال الجليلة ومتجشمًا لَهُ الكلف الباهضة قَدْ حبب إِلَيْهِ مُنْذُ صباه وَاسْتعْمل نَفسه فِيه من وَقت إِدْرَاكه وآثره عَلَى جَمِيع مَا يستهوي الْمُلُوك من شهوات الدُّنْيَا فَلم يسْتَحل عَنْهُ وَلَا فتر فِيهِ إِلَى حِين وَفَاته فاستوسع علمه ودق نظره وجمت استفادته وَكَانَ فِي الْمعرفَة بِالرِّجَالِ والأنساب وَالْأَخْبَار أجوذيا نَسِيج وَحده يعْتَرف لَهُ بالرسوخ فِيهِ أَهْل عصره وَكَانَ أَخُوهُ عَبْد اللَّه الْمَعْرُوف بِالْوَلَدِ عَلَى(1/226)
مثل حَاله من الْمحبَّة فِي الْعلم وَالْعُلَمَاء وَالرِّوَايَة وَهُوَ مَذْكُور فِي بَابه وتُوُفيّ فِي حَيَاة أبيهماا النَّاصِر مقتولاً فتصيرت كتبه إِلَى الحكم وقلما نجد لَهُ كتابا وَلَا ديوانًا من خزائنه إلاّ وَله فِيهِ قِرَاءَة وَنظر من أَي فن كَانَ يقرأه وَيكْتب فِيهِ بِخَطِّهِ إِمَّا فِي أَوله أَوْ فِي آخِره أَوْ فِي تضاعيفه نسب الْمُؤلف ومولده ووفاته والتعريف بِهِ وَيذكر أَنْسَاب الروَاة لَهُ وَيَأْتِي من ذَلِكَ بِغَرَائِب لَا تكَاد تُوجد إلاّ عِنْدَهُ لِكَثْرَة مطالعته وعنايته بِهَذَا الشَّأْن وَكَانَ موثوقًا بِهِ ومأمونًا عَلَيْهِ صَار كلّ مَا كتبه حجَّة عِنْد شُيُوخ الأندلسيين وأئمتهم ينقولنه من خطه ويحاضرون بِهِ ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن حَيَّان وَغَيره وَقد اجْتمع لي جُزْء ممّا وجد بِخَط الحكم وَوجدت أَنَّهُ يشْتَمل على فَوَائِد جمة فِي أَنْوَاع شَتَّى وعجبا لِابْنِ الفرضي وَابْن بشكوال كَيفَ أغفلاه وَقد ذكرا من لَيْسَ مثله من الْوُلَاة تُوُفّي رَحمَه اللَّه بقصر قرطبة وَقت صَلاَة الْعشَاء الآخِرَة من لَيْلَة الْأَحَد لليلتين خلتا من صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَولي بَعْدَ أَبِيه النَّاصِر المستكمل فِي أمد خِلَافَته خمسين سنة ونيفاً يَوْمَ الْخَمِيس لثلاث خلون من رَمَضَان سنة خمسين وَهُوَ ابْن ثَلَاث وستِّين سنة وَسَبْعَة أشهر وَثَلَاثَة أيّام مولده فِي أول خلَافَة أَبِيه وَكَانَ بكرَة يَوْمَ الجُمُعَة لست بَقينَ من جُمَادَى الآخِرَة سنة اثْنَيْنِ وثلاثمائة فَكَانَت خِلَافَته خمس عشرَة سنة وَخَمْسَة أشهر وَثَلَاثَة أيّام
753 - حكم بْن بدر الوَصيف مولى النَّاصِر عَبْد الرَّحْمَن من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن الزبديلة ويكنى أَبَا العَاصِي كَانَ أديبًا حَسَن البلاغة سَلس القياد فِي الخطابة حَسَن الْخط من فَوَائِد ابْن حُبَيْش
754 - الحكم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي العَاصِي الْأنْصَارِيّ الخزرجي من ولد سَعْد بْن عبَادَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ من أَهْل شارقة عمل بلسنية يكنى أَبَا العَاصِي روى عَنْ أَبِيه أَخذ عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد بَعْض شعر أبي الْوَلِيد الوَقَّشِي وَأَبُو عَبْد اللَّه القلعي وَغَيرهمَا وتُوُفيّ قَبْلَ الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ ابْن سَالم وَهُوَ نسبه
وَمن الكنى
755 - أَبُو الحكم بْن حسون الْكَلْبِيّ قَاضِي مالقة ورئيسها فِي الْفِتْنَة كَانَ فَقِيها مشاورًا وَله رِوَايَة فِيمَا بَلغنِي عَنْ أبي عَلِيّ الغساني ولمّا انْقَضتْ دولة الملثمة بالأندلس(1/227)
وتأمرت القُضاة فِي بلادها شرقًا وغربًا صَارَت إِلَيْهِ رياسة بَلَده إِلَى أنَّ قتل بِهِ بَعْدَ الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
756 - أَبُو الحكم اسْمه الْمُنْذر بْن رضى من أَهْل سرقسطة وَسكن بلنسِيَّة سَمِعَ من أبي مُحَمَّد القلني وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا ذكره ابْن عياد
بَاب حبيب
757 - حبيب بْن الْوَلِيد بْن حبيب الدَّاخِل إِلَى الأندلس بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن الحكم من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا سُلَيْمَان ويلقب بدَحُّون كَانَ فَقِيها عَالما أديبًا وشاعرًا محسنًا لَهُ رحْلَة إِلَى الْمشرق فِي أَيَّام عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم حجّ فِيهَا وَلَقي أَهْل الحَدِيث فَكتب عَنْهُم وقدِم بِعلم كثير وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع قرطبة يُسْمِعُ النّاس فِيهَا وَهُوَ يلبس الهشامي إِلَى أنَّ أوصى إِلَيْهِ الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بترك ذَلِكَ فَتَركه وتُوُفيّ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ بِمدَّة فِي قَرْيَة لَهُ من قَبْرَة ودُفِن هُنَالك وَولد فِي أيّام الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة وَفِي حَيَاة جَدّه حبيب بْن عَبْد الْملك وَالِد جمَاعَة الحبيبين من قُرَيْش بالأندلس لوفاة أَبِيه الْوَلِيد ذكر ذَلِك ابْن حَيَّان عَنْ عبَادَة الشَّاعِر عَنْ إِسْحَاق بْن سَلَمَة هُوَ القَيْنِي
758 - حبيب بْن سُلَيْمَان بْن هَارُون بْن جَلْهَمَةَ بْن عَبَّاس بن مرداس السُّلَميّ وَالِد عَبْد الْملك بْن حبيب الْفَقِيه من أَهْل قرطبة هَكذا وجدت نسبه بِخَط ابْن الفَرضي فِي تَارِيخه عِنْدَ ذَكَرَ ابْنه عبد الْملك وَكَذَا فِي تَارِيخ ابْن عَبْد الْبر وَضبط جَلَهمة بِفَتْح الْجِيم(1/228)
وَالْهَاء وَقَالَ فِيهِ أَبُو عَلِيّ الغساني عَبْد الْملك بْن حبيب بْن ربيع بْن سُلَيْمَان وَضبط جلهمة بِالضَّمِّ كَانَ حبيب هَذَا فِي عداد النبهاء بقرطبة وَلم أَقف لَهُ عَلَى رِوَايَة وتُوُفيّ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ عَنِ ابْن حَيَّان
759 - حبيب بْن سِيّد الجذامي من أَهْل بُقَصْرَةَ عمل مرسية وَصَاحب الصَّلاة بهَا كَانَ من خِيَار النّاس وصلحائهم مَوْصُوفا بالزهادة والانقطاع وَهُوَ الَّذِي صلّى عَلَى أبي عُمَر بْن عفيف عِنْدَ وَفَاته بلورقة فِي شهر ربيع الآخر سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن حَيَّان عَنِ القُبَّشي وَذَكَرَ ذَلِكَ أَيْضا ابْن بشكوال وأغفله وَقد أورد كثيرا من صنفه
760 - حبيب الصقلبي من فتيَان الأموية بقرطبة كَانَ من أَهْل الْأَدَب والاتصاف بالفهم والتيقظ وَله كتاب تعصب فِيهِ لِقَوْمِهِ سَمَّاهُ بالاستظهار والمغالبة عَلَى من أنكر فَضَائِل الصقالبة ذكره ابْن بسام
761 - حبيب بْن مُحَمَّد بْن حبيب بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَامر الحِمْيريّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْحَسَن أَخذ الْقرَاءَات عَنْ جَدّه لأمه أبي الْحُسَيْن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأَجَازَ لَهُ وَلَا أرَاهُ روى عَنْ سواهُ وأقرأ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنهُ وَكَانَ لَا يسامح فِي ذَلِكَ إلاّ فِي النَّادِر لفرط انقباضه نَا عَنْهُ بَعْض شُيُوخنَا من أجَاز لَهُ وَسمع مِنْهُ فِي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَحكى لي أَنَّهُ تُوُفّي فِي سنة ثَمَان بعْدهَا
762 - حبيب بْن كَذَا السُّلَميّ من وُلِدَ عَبْد الْملك بْن حبيب فِي قَوْله أَقرَأ الْقُرْآن بتونس وَهُوَ من أَهْل قرطبة وَولي الْقَضَاء بهَا ليحيى بْن إِسْحَاق فِي تجوله بالعدوة وانتقل بِأخرَة إِلَى تلمسان وسكنها وهنالك اغتيل فِي سنة خمس وَعشْرين وستّمائة أَوْ نَحْوهَا وَابْنه عَبْد الْملك بْن حبيب كَانَ ببجاية(1/229)
بَاب حجاج
763 - حجاج بْن جُماهر سمع بقرطبة من بَقِي من مَخْلَد وَهُوَ مَذْكُور فِي أَصْحَابه والرواة عَنْهُ
764 - حجاج بْن أَحْمَد بْن حجاج القَيْسيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه جَعْفَر بْن مكّيّ وَأبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَغَيرهمَا وَكَانَ أنيق الوراقة ذَا حَظّ من الْأَدَب واللغة سَمِعَ مِنْهُ ابْن حوط الله وَأَخُوهُ فِي سنة سبْعٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة
وَمن الغرباء
765 - حجاج بْن يُوسُف الهواري وَبَنوهُ ينتسبون فِي تَجيب قَاضِي الْجَمَاعَة بمراكش وخطيبها وَهُوَ من نَاحيَة بجاية يكنى أَبَا يُوسُف كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْأَدب فصيحًا مفوهًا بليغًا مدْركا ونال دنيا عريضة وأورث عقبه نباهة دَخَلَ الأندلس مرَارًا وروى عَن بضع علمائها وَقد أخبر عَنْهُ بحكاية أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد وتُوُفيّ مكفوف الْبَصَر فِي الطَّاعُون بمراكش أَوْل سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ السّلطان وَحضر دَفنه
بَاب حَامِد
766 - حَامِد بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بْن إِسْمَاعِيل بْن حَامِد بْن عَبْد اللَّطِيف الرعيني من أَهْل شذونة ولاه الْأَمِير الحكم بْن هِشَام قَضَاء الْجَمَاعَة بقرطبة وَلم يحفظ أهل الْعلم شَيئًا يحكونه عَنْهُ ذكره ابْن حَارِث
767 - حَامِد بْن سَمَجُون من أَهْل قرطبة كَانَ من أَهْل البلاغة وَله كتاب فِي البديع ذَكَرَ ذَلِك الْحميدِي وَهُوَ فِيمَا أَحسب صَاحب التآليف فِي الْأَدْوِيَة
768 - حَامِد بْن حَامِد من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا شَاكر كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْعَمَل(1/230)
حَسَن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ وتُوُفيّ حول السِّتين وَخَمْسمِائة قَالَه لي أَبُو إِسْحَاق بْن عَائِشَة
بَاب حزم
769 - حزم الْمعلم من أَهْل قرطبة كَانَ هُوَ وَابْنه مُحَمَّد وَابْنَته تجمعهم فِي تعليمهم دَار وَاحِدَة ذَكَرَ ذَلِكَ الرّازيّ
770 - حزم بْن وهْب بْن عَبْد الْكَرِيم بْن وهْب مُحدث أندلسي مَاتَ بِمصْر فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وثلاثمائة ذكره الْحميدِي وقرأته بِخَط أبي الْخطاب بْن وَاجِب شَيخنَا وَقَالَ فِيهِ الْأَمِير أَبُو نصر بْن مَاكُولَا حزم بْن وهْب بْن عَبْد الْكَرِيم وَلم يزدْ وكناه أَبَا وهْب
771 - حزم بْن الحَريري يحدث عَنْ أبي الْمطرف بْن مدارج حدَّث عَنْهُ بالمدونة ابْنه سُلَيْمَان بْن حزم
772 - حزم بْن عَبْد اللَّه بْن اليَسَع بْن عُمَر الغافقي من أَهْل جيان أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد بْن سهل وَأبي عِمْرَانَ الْمُقْرِئ وَأَخذهَا عَنْهُ ابْنه أَبُو الْأصْبع عِيسَى بْن حزم قَالَه التجِيبِي
بَاب حزب اللَّه
773 - حزب اللَّه بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن هُذَيْل من أَهْل بلسنية يعرف بالترالبي ويُكَنَّى أَبَا مُحَمَّد رَحل حَاجا وَسمع بالإسكندرية من السِّلَفيّ وَغَيره فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بالفرائض والحساب
774 - حزب اللَّه بْن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ من أهل لربة عمل بلسنية وَأَصله من قَرْيَة أُقْوِيَه مِنْهَا يكنى أَبَا مَرْوَان أَخذ بِبَلَدِهِ الْقرَاءَات وَالْأَدب عَنْ أبي(1/231)
عَبْد اللَّه بْن أبي إِسْحَاق وَسمع الحَدِيث من أبي الْعَرَب عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا حَافِظًا كَامِل الْمبرد ونوادر أبي عَليّ وَاقِفًا عَلَيْهِمَا ذكره أَبُو عَبْد اللَّه بْن عياد فِي مشيخة أَبِيهِ وَقَالَ مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
بَاب حَيْوة
775 - حَيْوَة بْن رَجَاء التّميميّ ذَكَرَ عَبْد الْملك بْن حبيب أَنَّهُ دَخَلَ الأندلس مَعَ مُوسَى بْن نصير وَأَصْحَابه وَأَنه من جملَة التَّابِعين رَضِيَ اللَّه عَنْهُم قَالَ ابْن بشكوال فِي مَجْمُوعه المترجم بالتنبيه وَالتَّعْيِين لمن دَخَلَ الأندلس من التَّابِعين وَقد سمعته من أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وسَمعه هُوَ مِنْهُ
776 - حَيْوَة بْن ملامس الحضْرميّ كَانَ من أَشْرَاف إشبيلية ورؤسائها وَكَانَت لَهُ منزلَة لَطِيفَة من عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة روى عَنْ حَنش الصَّنْعَانِيّ يرفعهُ إِن ملك بني أُميَّة لَا يزَال إِلَى خُرُوج الدَّجَّال ولمّا رَوَاهُ لعبد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة أقطعه قطيعة مَعْرُوفَة روى عَنْهُ ابْنه عبدون بْن حَيْوَة ذَكَرَ ذَلِكَ الرّازيّ فِي الِاسْتِيعَاب وَقَالَ حَضرمَوْت بكورة إشبيلية أَكثر من أنَّ يُحْصوا فِي هَذَا الْكتاب
777 - حَيْوَة بْن عَبْد الحميد اللَّخْمِيّ من أَهْل رية ولاّه قضاءها الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم بَعْدَ الْقَعْقَاع بْن ثامل عَنِ ابْن حَارِث وَقَالَ ابْن الفَرَضيّ حَيْوَة بْن عبادل اللَّخْميّ من أَهْل رية كَانَ مفتيًا بهَا وَلَعَلَّه هَذَا وَاخْتلفَا فِي اسْم أَبِيهِ
بَاب حنون
778 - حنُّون بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبَّاس بْن إِسْحَاق الْيَعْمرِي من أَهْل أبِذَّة عمل جيان(1/232)
يكنى أَبَا الْحَسَن كَانَ عَالما بالفرائض والحساب معلما بذلك فِي بَلَده مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب وَألف كتابا كَبِيرا فِي الْمُعَامَلَات كُتِب عَنْهُ وَكَانَ فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ
779 - حنَّون بْن الحكم بْن حنُّون الْيَعْمرِي من أَهْل أبذة أَيْضا وَهِي دَار اليعامرة يكنى أَبَا الْحَسَن أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي وَقعد لإقراء الْعَرَبيَّة والآداب وَكَانَ حَسَن الْخط مَوْصُوفا بالضبط أَخذ عَنْهُ الْأُسْتَاذ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أُميَّة البياسي وَأَبُو عَمْرو نصر بْن عَبْد اللَّه الشقوري وَغَيرهمَا بعضه عَنِ ابْن الطيلسان وَابْن فرقد
الافراد
780 - حصن بْن الحُصَيْن الجذامي يكنى أَبَا حبيب ذكره ابْن شعْبَان فِي الروَاة من أَهْل الأندلس عَنْ مَالك
781 - حُرَيْثٍ بْن خَالِد بْن حُرَيْث بن عبيد بن مَرْوَان بْن شبْل العكي من أَهْل مالقة كَانَ فَقِيها وَولي الصَّلاة بموضعه عَنِ الرّازيّ
782 - حزَام بْن عُرْوَة الْأَسْلَمِيّ من أَهْل جيان يكنى أَبَا حزَام سَمِعَ مِنْهُ ابْنه أَبُو ذَر جُنْدُب بْن أبي حزَام ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن الفَرَضيّ وأغفله
783 - حَرْشَن بْن أبي حرشن واسْمه عَبْد اللَّه بْن نَافِع مولى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخذ عَنْ أَبِيه وَكَانَ من أَهْل الْعَرَبيَّة واللغة ذكره الزَّبِيديّ
784 - حسان الزَّاهد من أَهْل قرطبة كَانَ معاصرًا شَيبَان بْن سُلَيْمَان الزَّاهد وَنَظِيره فِي الْوَرع وَالْفضل والانقباض من خطّ أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب
785 - حَيّ بْن عَبْد الْملك من أَهْل قرطبة صحب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الجَبَلي قَدِيما وَكَانَ قريب الْجوَار مِنْهُ يسكن مَعَه الْأَيَّام الْكَثِيرَة فِي متعبده بِالْجَبَلِ وينصرف ثُمَّ يعود ولمّا وضع ابْن مَسَرَّة كتاب التَّبْصِرَة وَلم يكن يخرج كتابا حَتَّى يتعقبه حولا كَامِلا احتال حيّ فِيه حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ دون إِذْنه ورأيه فانتسخه ثُمَّ صرف الأَصْل وأتى بالنسخة إِلَى ابْن مَسَرَّة(1/233)
فَأرَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ لَهُ تعرف هَذَا الْكتاب فَلَمّا تصفحه قَالَ لَهُ لَا نفعك اللَّه بِهِ وَلم يخرج كتاب التَّبْصِرَة بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى أحد
786 - حَمَّاد بْن وليد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الكلَاعِي أندلسي يكنى أَبَا يُوسُف أَخذ بقرطبة عَنْ أبي الْمطرف القنازعي وَغَيره ورحل إِلَى الْمشرق وحدَّث بالإسكندرية فَسمع مِنْهُ بهَا يحيى بن ابرهيم بْن عُثْمَان بْن شبْل شرح الِاعْتِقَاد من تأليفه ورسالة قمع الْحِرْص وَقصر الأمل والحث عَلَى الْعَمَل وَذَلِكَ فِي سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة ولقيه هُنَالك أَبُو مَرْوَان الطبني فَسمع مِنْهُ بَعْض فَوَائده أَكْثَره عَنِ ابْن الدّباغ
787 - حيدرة بْن مفوز بْن أَحْمَد بْن مفوز بْن عَبْد اللَّه بْن مفوز بْن غَفْوَل بْن عَبْد ربه بْن صَوَاب بْن مدرك بْن سَلام بْن جَعْفَر الدَّاخِل إِلَى الأندلس الْمعَافِرِي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد الرَّحْمَن سَمِعَ أَخَاهُ أَبَا الْحسن طَاهِر بْن مفوز وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عُمَر بْن الْحذاء وَكَانَ من عَبّاد اللَّه الصَّالِحين يحسن عبارَة الرُّؤْيَا وَابْنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن حيدرة من مفاخر الأندلس بَعْض خَبره عَنِ ابْن الدّباغ
788 - حريز بْن سَلَمَة الْأَنْصَارِيّ من أَهْل طليطلة وَسكن بطليوس وَهُوَ ابْن عَم القَاضِي أبي الْمطرف بْن سَلَمَة كَانَ فِي عداد الْفُقَهَاء المشاورين وَجُمْلَة الأدباء الْمُرْسلين وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة
789 - حَلالة بْن الْحَسَن الفِهري ذُو الوزارتين يعرف بِابْن المديوني ويكنى أَبَا الْحَسَن أَصله من بَعْض قرى أُقْلِيش وتجول بِبِلَاد الثغر وَسكن سرقسطة وقُوِنْكَة وَغَيرهمَا وَكتب لبَعض الْوُلَاة ثُمَّ سكن غرناطة وَعلم فِيهَا بالنحو وَالْأَدب وَكَانَت لَهُ معرفَة بذلك وَألف كتابا فِي الْعرُوض سَمَّاهُ تَلْخِيص الْفُصُول وتخليص الْأُصُول فِي علم الْعرُوض وَوزن القريض وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَله رسائل تدل عَلَى مَكَانَهُ من الْأَدَب فِي خَبره عَنِ ابْن عُزَيْر
790 - حمدون بْن مُحَمَّد من أَهْل بلسنية يعرف بِابْن المُعَلِّم ويكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي الْعَبَّاس العذري وَأبي الْوَلِيد الوقشي ولازمه وَأكْثر عَنْهُ وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْأَدب يضْرب فِي قرض الشّعْر بِسَهْم وتولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بِمَسْجِد رحبة القَاضِي من(1/234)
بلسنية بَعْدَ تغلب الرّوم عَلَيْهَا واحتيازهم المَسْجِد الْجَامِع بهَا وَذَلِكَ سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا مَعَ جمَاعَة من أَهلهَا فِرَارًا بدينهم فِي شهر ربيع الآخر سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة بعضه عَنْ تَارِيخ ابْن عَلْقَمَة
791 - حمدين بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن حمدين التغلبي من أَهْل قرطبة وقاضي الْجَمَاعَة بهَا وَأَصله من باغُهْ بْن هَيْثَم عمل غرناطة يكنى أَبَا جَعْفَر سَمِعَ من أَبِيه وَغَيره وَولي قَضَاء بَلَده بَعْدَ أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج الشَّهِيد فِي شعْبَان سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَ مقتل ابْن الْحَاج فِي صَلاَة يَوْمَ الجُمُعَة وَفِي الرَّكْعَة الأولى مِنْهَا وَقد قيل فِي صَلاَة غَيرهَا وَذَلِكَ لأَرْبَع بَقينَ من صَفَر من السَّنَة لصق الْجِدَار الشَّرْقِي من الْجَامِع ثُمَّ صرف ابْن حمدين هَذَا بِأبي القَاسِم بْن رشد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ واستعفى ابْن رشد فأعفى وأعيد هُوَ ثَانِيَة وَكَانَ أَبُو الْحُسَيْن بْن سراج يَقُولُ عَلَى مَا كَانَ بَينه وَبَين بني حمدين من الْبعد والتنافس لَا تزَال قرطبة دَار عصمَة ونِعمة مَا ملك أزمتها أحد من بني حمدين وَصَارَت إِلَيْهِ الرياسة عِنْدَ اختلال أَمر الملثمين وَقيام ابْن قَسِيّ عَلَيْهِم بغرب الأندلس وَهُوَ حِينَئِذٍ على قُضَاة قرطبة ودعي لَهُ بالإمارة يَوْمَ الْخَمِيس الْخَامِس من رَمَضَان سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَتسَمى بأمير الْمُسلمين الْمَنْصُور بِاللَّه ودعي لَهُ عَلَى منبرها وَأكْثر مَنَابِر الْبِلَاد الأندلسية وَيُقَال إِن ولَايَته كَانَتْ أَرْبَعَة عشرَة يَوْمَاً وتعاورته المحن فَخرج إِلَى العدوة الغربية فِي قصَص طَوِيلَة وَأقَام هُنَالك وقتا ثُمَّ قفل وَاسْتقر بمالقة إِلَى إِن تُوُفّي بهَا سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة غفر اللَّه لَهُ
792 - حُمَيْد الْأَعْمَى من أهل إشبيلية كَانَ يقرىء الْقُرْآن بِبَلَدِهِ أَخذ عَنْهُ بَعْض الْحُرُوف أَبُو زَكَرِيَّاء بْن مَرْزُوق الجذامي حكى ذَلِكَ أَبُو الْعَبَّاس النباتي
793 - حاجز بْن حَسَن بْن خلف الْمعَافِرِي من أَهْل الجزيرة الخضراء وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها يكنى أَبَا عَمْرو أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن رَزقون(1/235)
وَسمع بمالقة من ابْن دحمان والسهيلي وَتعلم الْعَرَبيَّة عِنْدهمَا وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ والتعليم بالنحو وأُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
794 - حَيَّان بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هِشَام بْن عَبْد اللَّه بْن حَيَّان بْن فَرِحُونَ بْن عَلَمُ بْن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بْن مَالك بْن حمدون بْن حَيَّان الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْل بلسنية وَاصل سلفه من أروش عمل قرطبة يكنى أَبَا الْبَقَاء أَخذ الْقرَاءَات عَنِ أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وروى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه لقِيه بسبتة وَعَن أَبِي الْحَسَن نجبة بْن يحيى وناظر عَلَيْهِ بمراكش فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ وتأدب بِأبي الْحسن بن سعد الْخَيْر وَكَانَ نحويا لغويا أديبا شَاعِرًا يُشَارك فِي الْكِتَابَة وَيسْتَعْمل العويص حسن الْخط جيد الضَّبْط وَقد أَقرَأ وقتا بِجَامِع بلسنية نَصبه لذَلِك القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن حميد لَقيته وَسمعت مذاكرته وتُوُفيّ فِي سنة تسع وستّمائة
وَمن الكنى
795 - أَبُو حَدِيدَة بْن فتوح مَنْسُوب إِلَى جَدّه من أَهْل الثغر الشَّرْقِي يروي عَنْ أبي يحيى زَكَرِيَّاء بْن يحيى بْن النداف اللاَّردي حدَّث عَنْهُ أَبُو العَاصِي حكم بْن إِسْمَاعِيل السالمي من برنامج حكم الجذامي
796 - أَبُو حَاتِم الضَّرِير من أَهْل قرطبة كَانَ مشاركًا فِي الْفِقْه وَالْأَدب وَله أرجوزة مزدوجة نظم فِيهَا مُخْتَصر أبي الْحَسَن الطليطلي وأتى عَلَى أبوابه وَلَا أَعرفه بِغَيْر هَذَا(1/236)
حرف الْخَاء
بَاب خَالِد
797 - خَالِد بْن الْمثنى بْن خَالِد بْن الْمثنى المري مرّة بْن عَوْف بْن سَعْد بْن ذبيان من أَهْل البيرة يكنى أَبَا رزين سَمِعَ بقرطبة من عَبْد الْملك بْن حبيب وَاخْتلف إِلَيْهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وُولي قَضَاء بَلَده فِي المُحَرَّم سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَولي أَيْضا قَضَاء تدمير وَكَانَ جَمْرَة من جمرات الْعَرَب وشعلة من شعلهم حكى ذَلِكَ ابْن حَارِث وَقَالَ لَمْ يحتك بِهِ أحد قَطّ إلاّ وجندل بِهِ من شَاهِق وَبَنُو الْمثنى من بيوتات البيرة قَالَه الرّازيّ
798 - خَالِد بْن سَعِيد بْن سُلَيْمَان الغافقي من أَهْل فحص البلوط وُلّي قَضَاء البيرة للأمير مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ثُمَّ وُلّي قَضَاء وِشْقَة فِي جُمَادَى الآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ شَيخا مسنًا ضجورًا لَهُ فِي ذَلِكَ أَخْبَار مَعْرُوفَة وَهُوَ ابْن عَم سُلَيْمَان بْن أسود قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة وُقِدَ وُلّي أَبوهُ سَعِيد بْن سُلَيْمَان قَضَاء الْجَمَاعَة مرَّتَيْنِ عَنِ ابْن حَارِث وَغَيره
799 - خَالِد بْن عُثْمَان من أَهْل قرطبة مَعْدُود فِي أَصْحَاب بَقِي بْن مخلد والسامعين مِنْهُ
800 - خَالِد بْن بكر يحدث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الأحدب الإشبيلي فِيهِ عِنْدَي نظر
801 - خَالِد بْن أَحْمَد بْن أبي زَيْد الرصافي يكنى أَبَا زَيْدُ وُلّي قَضَاء مَدِينَة سَالم وامتحن بالنهب عِنْدَ قتل واليها ذِي الوزارتين أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بَاقٍ الْكَاتِب القُرْطُبيّ سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يلقب جبل الثَّلج من خطّ ابْن حُبَيْش
802 - خَالِد الأيادي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا الْوَلِيد أَخذ عَنْ أبي الحَجَّاج الأعلم ولازمه يروي عَنهُ أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن سعيد المقرىء(1/237)
بَاب خطاب
803 - خطاب بن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن خطاب بْن عَبْد الجَبَّار بْن خطاب بْن مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بن الحكم من أهل تدمير رَحل حَاجا إِلَى الْمشرق مَعَ أَبِيه مُحَمَّد وأخيه عميرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ فَسَمِعُوا جَمِيعًا بالقيروان من سَحْنُون بن سعيد الْمُدَوَّنَة ذكر ذَلِك ابْن الفرضي عَنْ وليد بْن عَبْد الْملك وقرأت بِخَط أبي عُمَر بْن عبد الْعَزِيز أَنهم أدركوا أصبغ بْن الفَرَج وَأخذُوا عَنْهُ وَمُحَمّد بْن مَرْوَان هُوَ أبَوْ جَمْرَة من جدود شَيخنَا القَاضِي أبي بَكْر
804 - خطاب بن أبي الخَطَّاب من أَهْل إشبيلية ولاه الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم قضاءها فَأَقَامَ قَاضِيا بهَا ثَلَاث سِنين وَأحد عَشْر شهرا قَالَه ابْن حَارِث وَذكر أَن عداده فِي الْأسر وَقَالَ غَيره تُوُفّي سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
805 - خطاب الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة يروي عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن خطاب النَّحْويّ وَهُوَ من طبقَة أبي بَكْر بْن الْقُوطِيَّة
806 - خطاب بْن يُوسُف بْن هِلَال الماردي من أَهْل قرطبة وَسكن بطليوس يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي عُمَر أَحْمَد بْن الْوَلِيد وَأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار الْفَقِيه وهلال بْن عَريب وَغَيرهم وَكَانَ مُتَقَدما فِي عُلُوم اللِّسَان وَاقِفًا عَلَى كتب الْأَشْعَار وَالْأَخْبَار مُتَحَقق بالنحو يُؤْخَذ عَنْهُ ويُرغب فِيهِ وَقعد لإقراء ذَلِكَ وعاصر الْأُسْتَاذ أَبَا عَبْد اللَّه بْن يُونُس الحجاري وَله شعر فِي مَا يذكرِ وَيُؤَنث وَاخْتصرَ الزَّاهِر لِابْنِ الأنبَاريّ روى عَنْهُ ابناه عَبْد اللَّه وَعمر وَأَبُو الحزم بْن عُلَيْم البطليوسي وَغَيرهم وتُوُفيّ فِي آخر أيّام المظفَّر بن الأفطش بعد الْخمسين والأربعمائة ذكره ابْن عُزَيْر والقنطري وَفِيه عَنْ غَيرهمَا
807 - خطاب بْن أَحْمَد بْن خطاب بْن مُوسَى بْن خطاب الغافقي من أَهْل مُولَة عمل مرسية يكنى أَبَا مَرْوَان رَحل إِلَى قرطبة فَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن أصبغ وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ عِنْدَ انْتِقَاله إِلَيْهَا من إشبيلية وَمن أبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأبي بَكْر بْن عبد الْعَزِيز وَأبي مَرْوَان بْن قزمان وَغَيرهم وعني بالرواية وَسَمَاع الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَكَانَ حَسَن الوراقة وَالتَّقْيِيد فَقِيها مشاورًا وَلَا أعلمهُ حدَّث(1/238)
بَاب خَلَف
808 - خَلَف بْن فَرَج بْن جرَّاح بْن نصر بْن سيَّار البلوي من أَهْل قرطبة وَنزل سلفه قَرْيَة الأرحا من عمل الجزيرة حيّز شَذُونَةَ روى عَنْهُ بَقِي بْن مخلد وَغَيره وَولي مَوَارِيث أَهْل الْبَيْت الْأمَوِي ذكره الرّازيّ
809 - خَلَف الأندلسيّ وَالِد إِبْرَاهِيم بْن خَلَف روى عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى حدَّث عَنْهُ ابْنه إِبْرَاهِيم ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو الْوَلِيد الصّابونيّ وَقد استدركته مَعَ جمَاعَة كَبِيرَة إِلَيْهِ عَلَى أبي مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ فِي مَا جمع من أَسَانِيد الْمُوَطَّأ
810 - خَلَف غَيْر مَنْسُوب من شُيُوخ أبي عُمَر الطلمنكي قَدْم قرطبة وحدَّث فِي مجْلِس أبي جَعْفَر بْن عون اللَّه بِكِتَاب السَّنَة للبارزني الْكَاتِب فِي جُزْء قَالَ الطلمنكي كتبته عَنْهُ وَلَا أذكر ابْن من
810 - خلف بن عَليّ أندلسي يكنى أَبَا سعيد حدث ببخارى عَن خزز بن معصب البجاني وَحدث عَنهُ عبد الْملك بن الْحُسَيْن الكازروني بنيسابور ذكره الْحميدِي
812 - خَلَف بْن فتح بْن عَبْد اللَّه بْن جُبَيْر من أَهْل طرطوشة يعرف بالجُبَيْري ويكنى أَبَا القَاسِم وَهُوَ وَالِد أبي عُبَيْد القَاسِم بْن خَلَف الجُبَيْري الْفَقِيه كَانَتْ لَهُ رحْلَة إِلَى الْمشرق وَمَعَهُ رَحل ابْنه وَهُوَ صَغِير وَكَانَ من أهل الْعلم والنزاهة وَعَلِيهِ نزل القَاضِي مُنْذر بْن سَعِيد بطرطوشة فِي ولَايَته قَضَاء الثغور الشرقية أنبأني أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر النمري إجَازَة قَالَ أَخْبرنِي أَبُو مَرْوَان عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن قَاسم الكُزَنيّ وَكَانَ من ثِقَات النّاس وعقلائهم عَنْ أبي عُبَيْد القَاسِم بْن خَلَف الجُبَيْري الطرطوشي قَالَ نزل القَاضِي مُنْذر بن سعيد على أبي بطرطوشة وَهُوَ يَوْمئِذٍ يتَوَلَّى الْقَضَاء فِي الثغور الشرقية قبل أَن يَلِي قَضَاء الْجَمَاعَة بقرطبة فأنزله فِي بَيته الَّذِي كَانَ يسكنهُ فَكَانَ إِذَا تفرغ نظر فِي كتب أبي فَمَرَّ عَلَى يَدَيِهِ كتاب فِيهِ أرجوزة ابْن عَبْد ربه يذكر فِيهَا الْخُلَفَاء وَيجْعَل مُعَاوِيَة رابعهم وَلم يذكر عليا فيهم ثُمَّ وصل ذَلِكَ بِذكر الْخُلَفَاء من بني مَرْوَان إِلَى عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد فَلَمّا رَأَى ذَلِكَ مُنْذر غضب وسبَّ ابنَ عَبْد ربه وَكتب فِي حَاشِيَة الْكتاب(1/239)
(أَوَ مَا عَلِيٌّ لاَ رَرِحتَ ملعنا ... يَابْنَ الخَبيثة عندَكُم بِإِمَام)
(رَبُّ الكِساء وخيرُ آل مُحَمَّد ... دَاني الولاءِ مقدَّمُ الإِسْلاَم)
قَالَ أَبُو عُبَيْد والأبيات بِخَطِّهِ فِي حَاشِيَة كتاب أبي إِلَى السَّاعَة وَكَانَت ولَايَة مُنْذر للثغور مَعَ الإشراف عَلَى الْعمَّال بهَا وَالنَّظَر فِي الْمُخْتَلِفين من بِلَاد الإفرنج إِلَيْهَا سنة ثَلَاثِينَ وثلاثمائة
813 - خَلَف بْن تَمام من أَهْل قلعة عَبْد السّلام عمل طليطلة يكنى أَبَا بَكْر حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن ذُنّين بحكاية من خطّ ابْن الدّباغ
814 - خَلَف بْن يَامِين من أَهْل مَدِينَة سَالم وقاضيها حضر مَعَ غَالب مولى النَّاصِر وُثُوبَه عَلَى مُحَمَّد بْن أبي عَامر إِذْ حاول الفتك بِهِ فَقبض عَلَى أَسْفَل كمه لمّا أَهْوى إِلَيْهِ بِالسَّيْفِ ففترت ضَربته وَجعل يناشده اللَّه حَتَّى أدهشه وأفلت ابْن أبي عَامر وَعدا غَالب عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ فَقتله أفظع قتلة لخُرُوج مَدِينَة سَالم عَنْ يَده وَذَلِكَ فِي منسلخ شهر رَمَضَان سنة تسع وَسِتِّينَ وثلاثمائة
815 - خَلَف بْن يُوسُف من أَهْل بطليوس كَانَ بهَا يتَوَلَّى الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها وَبعده قَدِمَ لَهما جَمِيعًا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نَذِير البطليوسي من كتاب ابْن الفَرَضيّ
816 - خَلَف بْن هاني العُمَري من أَهْل طرطوشة وَمن وُلِدَ عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي بَكْر أَحْمَد بْن الفَضْل الدِّيَنْوري سَمِعَ مِنْهُ بقرطبة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وثلاثمائة وروى أَيْضا عَنْ أَحْمَد بْن مَعْرُوف وَغَيرهمَا وحدَّث وأسمع روى عَنْهُ ابْنه أَبُو مَرْوَان عُبَيْد اللَّه بْن خَلَف وَأَبُو الْمطرف بْن جحَّاف وَأَبُو مُحَمَّد بْن أبي دُلَيم من شُيُوخ أبي دَاوُد المقرىء سَمِعَ مِنْهُ بطرطوشة سنة خمس وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ إِذْ ذَاك ابْن تسع وَسبعين سنة وتُوُفيّ لَيْلَة السبت لِلنِّصْفِ من رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة ودُفِن يَوْمَ السبت بمقبرة طرطوشة وَقد نَيف عَلَى الثَّمَانِينَ ذكره ابْن بشكوال وغَلِط فِيهِ هُوَ والْحميدِي قبله وَلم يذكرَا وَفَاته وَلَا وجدا خَبره وهما عِنْدَي عَن أَحْمَد بْن أبي زَكَرِيَّاء العائذي وَأبي عُمَر بْن عياد وَغَيرهمَا
817 - خَلَف بْن مُوسَى بْن أبي تليد الْخَولَانِيّ وَاسم أبي تليد خصيب بْن مُوسَى من أَهْل شاطبة وَهُوَ جد أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد سَمِعَ من عَبْد الْوَارِث بْن سُفْيَان(1/240)
بقرطبة حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْمطرف عَبْد الرَّحْمَن ذكره ابْن الدّباغ وقرأته بِخَط ابْن حُبَيْش ونسَبُه عَنْ أبي عبد الله بْن أبي الْخِصَال وبخطه قرأته
818 - خَلَف بْن الْبناء الجبَّاب يكنى أَبَا القَاسِم ويلقب سِوَاهَا كَانَ حَافِظًا للمسائل وتُوُفيّ سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة عَنِ ابْن حُبَيْش
819 - خَلَف بْن بَاقِي الْأمَوِي من أَهْلَ طرطوشة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي سَعِيد خَلَف الْفَتى الْجَعْفَرِي وَكَانَ سَمَاعه مِنْهُ فِي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة
720 - خَلَف بْن سَيّد من أَهْل الثغر الشَّرْقِي يحدث عَنْ عِيسَى بْن مُوسَى هُوَ ابْن الْإِمَام لقِيه بتطيلة وَأخذ عَنْهُ
821 - خَلَف بْن حُسَيْن بْن مَرْوَان بْن حَيَّان من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم وَهُوَ وَالِد أبي مَرْوَان بْن حَيَّان بْن خَلَف صَاحب التَّارِيخ قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى أبي الْحَسَن الْأَنْطَاكِي مَعَ أبي مَرْوَان الجزيري الْوَزير وطبقته وَحكى عَنْهُ أَنه كَانَ حَسَن الصَّوْت وأحدَ من عيّن الأنطاكيّ للْقِرَاءَة يَوْمَ زَارَهُ الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَكتب خَلَف هَذَا للمنصور مُحَمَّد بْن أبي عَامر وَصَحبه فِي مغازيه وَكَانَ ماهرًا فِي الْحساب بَصيرًا بالمساحة مَحْمُود الطَّرِيقَة أخبر عَنْهُ ابْنه أَبُو مَرْوَان بحكايات وَقَالَ تُوُفّي سنة سبْعة وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بمقبرة أم مسلمة وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه وشهده جمع كَبِير منَ النّاس وَكَانَت سنهُ ثَمَانِيَة وَثَمَانِينَ عَاما مولده سنة أَرْبَعِينَ وثلاثمائة وكف بَصَره قَبْلَ وَفَاته بِإِحْدَى عشرَة سنة لزم فِيهَا بَيته
822 - خَلَف بْن مُوسَى بْن فتوح المقرىء يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بالأٌشَبْري وأُشَبْرَةُ قَرْيَة من سرقسطة قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى أبي الطّيب بْن غَلْبُون وتصدر للإقراء أَخذ عَنْهُ عَلِيّ بْن مشير السَّرقسْطِي وَغَيره ذكره ابْن الدّباغ
823 - خَلْف بْن أَحْمَد يعرف بِابْن قَرّيل ويكنى أَبَا القَاسِم حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد قَاسم بْن إِبْرَاهِيم الخزرجي(1/241)
824 - خَلَف بْن عِيسَى من أَهْل الثغر الشَّرْقِي وَلَيْسَ بِابْن أبي دِرْهم يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي عُمَر بْن الْهِنْدِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن العَطَّار حدَّث عَنْهُ أَبُو يحيى زَكَرِيَّاء بْن غَالب التِمْلاَكيّ وَهُوَ وَالَّذِي قبله عَنِ ابْن الدّباغ
825 - خَلَف بْن فتح بْن جُودي القَيْسيّ من أَهْل يَابُرةَ وَسكن قرطبة يعرف بِابْن أبي المَوْتَى ويكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي العَاصِي حكم بْن الْمُنْذر البلوطي وَأبي عَبدة حسان بْن مَالك وَأبي عَلِيّ الْحَسَن بْن أَيُّوب الْحداد وَأبي حَفْص بْن مفرّج وَيُونُس بْن عَبْد اللَّه القَاضِي ومكي بْن أبي طَالِب وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو ذَر الهَرَويّ فِي سنة تِسْعَة وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وأقرأ الْعَرَبيَّة وَله كتاب الناهج فِي شرح مَا أشْكَلَ من الْجمل للزجاجي وَكَانَ يقرىء بداره بحومة مَسْجِد الإسْكَنْدراني من قرطبة فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره الْقَنْطَرِي وَفِيه عَنْ غَيره
826 - خَلَف بْن مَسْعُود بْن مُوسَى من أَهْل وشقة وَيعرف بِابْن الجلاد ويكنى أَبَا الحزم حدَّث عَنْ أبي العَاصِي حكم بْن إِبْرَاهِيم الْمرَادِي ومسعود بْن سَعِيد السَّرقسْطِي وَحكم بْن مُحَمَّد السالمي وَغَيرهم حدَّث عَنْهُ فِي الْإِجَازَة أَبُو هَارُون بْن مُوسَى بْن خَلَف بْن أبي دِرْهَم
827 - خَلَف بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ يَابُرةَ وَصَاحب الصَّلاة بهَا يحدث عَنِ السفاقسي وَعَن أبي عَمْرو المقرىء حدَّث عَنْهُ بالرسالة الواعية فِي الاعتقادات من تأليفه أَبُو الرّبيع بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن الغماد المقرىء من برنامج أبي عَبْد اللَّه بْن خَليفَة القَاضِي
828 - خَلَف بْن اسماعيل الزَّاهِد من أهل مالقة يكنى القَاسِم لَقِي معوَّذَ بْن دَاوُد وَصَحبه وَسمع مِنْهُ حدَّث عَنْهُ ابْن خَليفَة الْمَذْكُور بِكِتَاب الْمعرفَة للمحاسبي
829 - خَلَف بْن هَارُون القَطِيني نسبه إِلَى مَوضِع بميورقة يكنى أَبَا عُثْمَان لَقِي إِدْرِيس بْن الْيَمَان وَغَيره وَكَانَ أديبًا ذكره الْحميدِي والرشاطي
830 - خَلَف بْن سَعِيد بْن خَلَف بْن أيّوب الْيحصبِي من أَهْل دانية يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بالمارُمي روى عَنْ أبي عَمْرو المقرىء سَمِعَ مِنْهُ تأليفه فِي الْفِتَن(1/242)
والأشراط عَامَ وَفَاة أبي عُمَرو وَكَانَ صَاحب تَقْيِيد وَضبط وَقد تَقَدَّمَ ذَكَرَ ابْنه أَحْمَد بْن خَلَف بْن سَعِيد
831 - خَلَف بْن عُمَر من أَهْل جَزِيرَة شقر وَسكن بلسنية يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بالأخفش كَانَ يَعْلَمُ بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب وَكَانَ حسن التفهيم والتلقين مَعَ الْمعرفَة بالعروض وراقًا محسنًا ضابطًا يُتنافَسُ فِي مَا يكْتب ويغالى بِهِ ذكره ابْن عُزَيْر وَأخذ عَنهُ وَحكى أَنَّهُ كَانَ بملازمته النّسخ والوراقة رُبمَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ ضبطُ الْأَلْفَاظ فَقَرَأَ الْعَرَبيَّة وَهُوَ فِي عُمَر الْأَرْبَعين من سنّه وبرع فِيهَا حَتَّى أقرأها قَالَ تُوُفّي بَعْدَ السِّتين وَأَرْبَعمِائَة
832 - خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف المقرىء من أَهْل مَدِينَة سَالم روى عَن أبي عَمْرو المقرىء وَسمع مِنْهُ وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ أَخذ عَنهُ أَبُو الْحَسَن سَعِيد بْن قوطة الحجاري لقِيه بِمَدِينَة سَالم وَسمع مِنْهُ بهَا فِي شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة من خطّ ابْن قوطة
833 - خَلَف بْن أَحْمَد بْن دَاوُد الصَّدَفِي من أَهْل بلسنية وَأَصله من جِهَة رَكَانَة من ثغورها وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَا عُمَر بْن عَبْد الْبر والباجي والوقشي وَأَبا الْمطرف بْن جحاف وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الله عبد بْن رُلان وَعلم بهَا ثُمَّ مَال إِلَى قِرَاءَة الْفِقْه وَسَمَاع الحَدِيث وَالْفِقْه وَعلم الرَّأْي وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا وبقراءته صَحِيح الْبُخَارِيّ عَلَى أَبِي الْوَلِيد الْبَاجِيّ سَمِعَ أَبَا دواد المقرىء وَأَبا الْوَلِيد الأرَوْشِيَّ وَجَمَاعَة مَعَهُمَا وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وستِّين وَأَرْبَعمِائَة وتُوُفيّ فِي مدّة حِصَار الرّوم بلسنية يَوْمَ الجُمُعَة لسبع خلون من ذِي الحجّة سنة ستٍّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقد أرْبى عَلَى السّبْعين وَكَانَ هَذَا الْحصار عشْرين شهرا أَولهَا شهر رَمَضَان من سنة خمس وَثَمَانِينَ إِلَى أَن دخلت صلحا فِي سنة 487
834 - خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن هَاشم الْعَبدَرِي من أَهْل سرقسطة وَصَاحب الْأَحْكَام بهَا يكنى أَبَا الحزم وجده لِأَبِيهِ يعرف بالقروذي كَانَ قَاضِي الْجَمَاعَة بسرقسطة وجده لأمه أَبُو الحزم خَلَف بْن أبي دِرْهَم قَاضِي وِشْقَةَ روى عَنْ خَالَة أبي هَارُون مُوسَى بْن خَلَف وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ جَدّه ابْن أبي دِرْهَم وقدِم للنَّظَر فِي جَامع بَلَده سنة 441 ثُمَّ وُلّي الْأَحْكَام فِي سنة سبْعٍ وستِّين وَكَانَ فَقِيها زاهدًا محببًا إِلَى الْخَاصَّة(1/243)
والعامة وَكَانَ المستعين أَبُو جَعْفَر بْن المؤتمن بْن هود يعودهُ فِي مَرضه ويكرمه وَيصرف لَهُ حَقه ولد لثلاث بَقينَ من ذِي الحجّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وتُوُفيّ لَيْلَة الْأَحَد الموفي ثَلَاثِينَ لذِي الحجّة سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة ودُفِن بمقبرة بَاب الْقبْلَة ظهر يَوْمَ الْأَحَد وَشهد المستعين جنَازَته وَمَشى أمامها رَاجِلا من دَاره إِلَى قَبره وتسامع النّاس بِمَوْتِهِ فابتدروا حُضُورهَا وَلم يُعهد بسرقسطة مثلهَا وَكَانَ قَدْ أوصى للمُشَيعين بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقدم لذَلِك أَبَا عَبْد اللَّه بْن الصراف صَاحب الصَّلاة وكفل ابْنَته وَلم يكن لَهُ عقبُ غيرُها وَضمّهَا إِلَى قصره أَكْثَره من خطّ أبي مُحَمَّد بْن نوح وَسَماهُ عِيَاض القَاضِي فِي الَّذِينَ لَقِيَهُمْ أَبُو عَلِيّ بْن سُكَّرَة الصَّدَفِي بسرقسطة وَذَكَرَ ابْن الدّباغ أَنَّهُ يحدث عَنْهُ وَقَالَ كَانَ أحد الجلة الْفُضَلَاء وَذكره ابْن بشكوال مُخْتَصرا
835 - خَلَف بْن شُعَيب بْن سَعِيد القَيْسيّ من أَهْل يابرة يكنى أَبَا القَاسِم لَقِي أَبَا مُحَمَّد مكّيّ بْن أبي طَالِب وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَمِمَّنْ حمل عَنْهُ ابْن أُخْته أَبُو مُحَمَّد شُعَيب بْن عِيسَى الْأَشْجَعِيّ اليابري ذكره ابْن خَيّر
836 - خَلَف بْن أَفْلح الْأمَوِي يكنى أَبَا القَاسِم لَقِي أَبَا عَمْرو المقرىء بدانية وَأخذ عَنْهَ بهَا وأقرأ وَهُوَ أحد شُيُوخ أبي مُحَمَّد بْن سعدون الوقشي
837 - خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف يعرف بالغرناطي يكنى أَبَا القَاسِم لَهُ رحْلَة روى فِيهَا بالإسكندرية عَنْ مهْدي بْن يُوسُف الْوراق حدَّث عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن عِيسَى الداني بالتلقين للْقَاضِي عَبْد الوهّاب وقرأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ
838 - خَلَف بْن سَعِيد بْن عبد الْعَزِيز بْن كوثر الغافقي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم وُلّي الْقَضَاء بِبَعْض الكور وَله مَجْمُوع فِي الوثائق ولابنه بَكْر بْن خَلَف رِوَايَة وَقد تقدم ذكره
839 - خَلَف بْن عُمَر بْن خَلَف بْن سَعْد بْن أيّوب بْن وَارِث التجِيبِي من سَاكِني سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ عَمه القَاضِي أَبَا الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأَبا الْعَبَّاس العذري وَأَبا اللَّيْث السَّمَرْقَنْديّ وَأَبا مُحَمَّد بْن فورتش وسواهم واستوطن أغمات من بِلَاد الْمغرب وَولي قضاءها وأُخِذَ عَنهُ وَتُوفِّي بهَا بعد الْخَمْسمِائَةِ بِيَسِير ذكره ابْن بشكوال غَيْر مُسْتَوْفِي
840 - خَلَف بْن مفرج بْن سَعِيد الكِنَانيّ من أَهْل شاطبة يعرف بِابْن الْجنان(1/244)
ويكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي عَبْد الله بن سعدون الْقَرَوِي وَأبي الْحسن طَاهِر بن مفوز وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء بِإِحْدَى الكور الشرقية لأبي أُميَّة بن عِصَام وَكَانَ فَقِيها مشاورا حدَّث ودرس بِبَلَدِهِ وروى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مغاور وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن مكّيّ وَأَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وسواهم
841 - خَلَف بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن الأنقر روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الْفراء الجياني قدمهَا مُجَاهدًا وَعَن أبي عَبْد اللَّه بْن سَمَّاعَة صَاحب الْأَحْكَام وَأبي عَبْد اللَّه بْن هَاشم وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن فورتش وتَفَقَّه بِهِ وَصَحبه ثَمَانِيَة عَشْر عَاما يسمع عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة ويقرؤها وَعَن أبي عَبْد اللَّه بن سعدون الْقَرَوِي وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن مَيْمُون الْحُسَيْنِي وَذَكَرَ أَبُو عَمْرو زِيَاد بْن الصَّفّار أنَّ لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَكَانَ من أَهْل الْفِقْه والْحَدِيث وَالْأَدب مقدما فِي الْحِفْظ صَدرا فِي الْمُفْتِينَ والمشاوَرين بِبَلَدِهِ يقْرض من الشّعْر يَسِيرا وَخرج من سرقسطة بَعْدَ أَن استولى الرّوم عَلَيْهَا واستوطن بلسنية أول سنة 517 ودرس بهَا وأسمع وَأفْتى وشاوره قاضيها أَبُو الْحَسَن بْن وَاجِب وَكَانَ بسرقسطة يشاوره قاضيها أَبُو القَاسِم بْن ثَابت وَلم تخرج بِلَاد الثغر الشَّرْقِي أفضلَ مِنْهُ وَمن أبي زيد بن منتيال الْخَطِيب وكَانَا متعاصرين يشار إِلَيْهِمَا بِالْعلمِ وَالصَّلَاح
قَالَ أَبُو بَكْر بن رزق درس الْفِقْه وبرع فِيهِ واستفتي بِبَلَدِهِ وَلزِمَ الانقباض والزهد فِي الدُّنْيَا وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلابة فِي الْحق وَالْقَسْوَة فِي الدِّين مَعَ حَسَن الْخلق ولين الْجَانِب اختلفتُ إِلَيْهِ وَأخذت عَنْهُ وَكتب لي بِخَط يَده وروى عَنْهُ أَبُو مَرْوَان بْن الصَّيْقَل وَأَبُو بَكْر بْن نُمارة وَأَبُو مُحَمَّد أَيُّوب بن نوح وَغَيرهم أَنْشدني أَبُو الرّبيع بْن سَالم قَالَ أَنْشدني الْفَقِيه المشاوَر أَبُو عَبْد اللَّه بْن نوح قَالَ أَنْشدني أبي قَالَ أَبُو القَاسِم بْن الأنقر السَّرقسْطِي لنَفسِهِ
(احفظ لسَانك والجوارح كلهَا ... فَكل جارحة عَلَيْكَ لِسَان)
(واخزن لسَانك مَا اسْتَطَعْت فَإِنَّهُ ... لَيْث هصور وَالْكَلَام سِنان)
تُوُفّي عَنْ سنّ عالية تنيف عَلَى الثَّمَانِينَ سحر لَيْلَة الْجُمُعَة منسلخ شوّال سنة تِسْعَة(1/245)
عشرَة وَخَمْسمِائة قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْن نُمارة وَعَن ابْن رزق أَنَّهُ تُوُفّي أَوْل سنة عشْرين ودُفِن بمقبرة بَاب بَيْطالة لِصْق قبرَ بلدَّيه وَصَاحبه أبي زيد بن بْن مَنْتِيَال ومولده بسرقسطة سنة 434
842 - خَلَف بْن الإِمَام الإشبيلي يكنى أَبَا القَاسِم حدَّث عَنْهُ بالموطأ أَبُو الحَجَّاج بْن فتُوح الْمَعْرُوف بالعشَّاب
843 - خَلَف بْن فرج بْن خَلَف بْن عَامر بْن فَحْلُون الْقَنْطَرِي أَصله من قنطرة السَّيْف وَسكن بَطَلْيَوس يعرف بِابْن الرُّويُّهْ ويكنى أَبَا القَاسِم رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَلَقي بِمَكَّة رزين بْن مُعَاوِيَة الأندلسيّ فَحمل عَنْهُ كِتَابه فِي تَجْرِيد الصِّحَاح سنة خمس وَخَمْسمِائة وفيهَا حجّ وقفل إِلَى بَلَده بَعْدَ ذَلِكَ وَكَانَ فَقِيها مشاورًا حدَّث عَنْهُ ابْن خَير فِي كِتَابه إِلَيْهِ من بَطَلْيَوس أَحْسبهُ فِي نَحْو الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
844 - خلف بن ينقه المقرىء من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن النخاس بقرطبة وَأخذ عَنْهُ ابْن حُبَيْش قَالَه لي ابْن سَالم وقرأته بِخَط ابْن عياد
845 - خَلَف بْن هِشَام بْن حسان الْأمَوِي أَصله من أشبونة وَسكن مَدِينَة شِلْب يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ عَنْ أبي بَكْر بْن عبَادَة البطليوسي وَكَانَ فَقِيها مشاوَرًا وَولي الْقَضَاء لقِيه ابْن خَير بشِلْب وَصَحبه بهَا مدّة وَسمع مِنْهُ قصيدة أبي إِسْحَاق الإلبيري التائية فِي الزّهْد ويروي أَيْضا عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن
846 - خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن سُلَيْمَان بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن فتحون من أَهْل أوريولة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا بَكْر وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وتَفَقَّه بِهِ وَأَبا جَعْفَر بْن بشتغير وَأَبا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم فِي صغره وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن عمار اللاَّدِي إلاّ قِرَاءَة حَمْزَة وتَفَقَّه عَلَيْهِ فِي الْمُدَوَّنَة وَقد أَخذ قِرَاءَة حَمْزَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن مَيْمُون عَنْ أبي مُحَمَّد بْن سهل وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وَابْن رشد(1/246)
وَابْن عتاب وَابْن طريف وَابْن مغيث وَأَبُو مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَمن أَهْل الْمشرق أَبُو الْحَسَن بْن مشرف والسلفي وَولي الْقَضَاء بمرسية للأمير أبي مُحَمَّد بْن عِيَاض فحُمدت سيرته وَتوجه عَنْهُ رَسُولا إِلَى الْمغرب فَأَقَامَ بمراكش مدّة وَانْصَرف سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بَعْدَ موت ابْن عِيَاض ثُمَّ نقل إِلَى قَضَاء بَلَده أوريولة مدّة طَوِيلَة مُقْتَصرا عَلَى إجَارٍ من طيب المستخلص الْقَدِيم الَّذِي لَا شُبْهَة فِيهِ وَكَانَ من قُضَاة العَدْل صَارِمًا فِي أَحْكَامه مَهيبًا وقورًا مَعْرُوف السّلف بالنباهة وَالْعلم وَكَانَ الْأَمِير أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعْد يميزه فِي رِجَاله من غَيره وَيُوجب لَهُ الْحَط إِذْ كَانَ المنظورَ إِلَيْهِ بمكانه وَأحد الْإِفْرَاد فِي زَمَانه رجاحة وجلالة وقولاً بِالْحَقِّ وَعَملا بِهِ قَالَ ابْن عياد وُلّي قَضَاء أوريولة مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا سنة أَرْبَعِينَ وأعيد ثَانِيَة بَعْدَ موت أبي الْعَبَّاس بْن الْحَلَال وَوَصفه بالتيقظ والتحفظ والورع والنزاهة وَبِأَنَّهُ لَمْ يتَغَيَّر لَهُ ملبس وَلَا مركب عَمَّا عهد مِنْهُ قَبْلَ الْولَايَة وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة 557 وثكله أَهْل بَلَده وبكوه دهرًا وَبعده وُلّي أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة منتصف رَمَضَان من السَّنَة ومولده فِي رَمَضَان سنة 495 وَفِي خَبره عَنْ أبي سُفْيَان وَغَيره
847 - خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَاطب الْيحصبِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن مكي وَأبي الْحسن عبد الرَّحِيم بن قَاسم الحجاري وَأبي الحكم بن غشليان وَأبي بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن صَاف وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الخزرجي وَغَيرهم وأقرأ الْقُرْآن وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة وَكَانَ ذَا عناية بِالْعلمِ وسماعه رَحمَه اللَّه
848 - خَلَف بْن عبد الله المقرىء من أَهْل ميورقة يعرف بالبُلانسِي بِالْبَاء العجمية ويكنى أَبَا القَاسِم أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن المَعز اليفرني وَقَرَأَ عَلِيّه الْقُرْآن من خطّ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء النَّحْويّ
849 - خَلَف بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الجذامي أندلسي يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي مُحَمَّد بن عتاب جَمِيع رواياته ورحل إِلَى الْمشرق فَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد العثماني بالاسكندرية
850 - خَلَف بْن يحيى بْن خطاب الزَّاهد من أهل قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ من أَهْلَ التصوف وَالْهَدْي الصَّالح مَوْصُوفا بإجابة الدعْوَة وَأم النّاس بالجامع الْأَعْظَم وقتا ثُمَّ(1/247)
رغب فِي الانقباض وَكَانَ لَهُ بِجَامِع الزاهرة مجْلِس يعظ فِيهِ ويقصده النّاس متبركين بلقائه ودعائه حُدثت عَنِ الْحَاكِم أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْحق الخزرجي قَالَ أنشدنا أَبُو القَاسِم خَلَف بْن يحيى بْن خطاب لأبي وهْب الزَّاهد
(قَدْ تخيرت أنَّ أكون مخفًا ... لَيْسَ لي من مطيهم غَيْر رجْلي)
(فَإِذا كنت بَيْنَ ركب فَقَالُوا ... قَدَّموا للرحيل قَدَّمْتُ نَعْلي)
(حَيْثُمَا كنت لَا أخلف رحلاً ... من رَآنِي فقد رَآنِي ورحلي)
ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ تُوُفّي سنة 576 وقبره مَعْلُوم بغرب مَسْجِد سَعِيد الْخَيْر بداخل قرطبة
851 - خَلَف بْن عَبْد الْملك بْن مَسْعُود بْن مُوسَى بْن بشكوال بْن يُوسُف بْن داحَةَ بْن داكَة بْن نصر بْن عَبْد الْكَرِيم بْن وَاقد الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة وَأَصله من شُرُّيون بشرق الأندلس بحوز بلنسِيَّة أَبُو القَاسِم صَاحب التَّارِيخ الَّذِي وصل بِهِ كتاب ابْن الفَرَضيّ وأكملناه بكتابنا هَذَا بَقِيَّة المسندين بقرطبة وَالْمُسلم لَهُ فِي حفظ أَخْبَارهَا وَمَعْرِفَة رجالها سَمِعَ بهَا أَبَاهُ وَأَبا مُحَمَّد بْن عتاب وَأكْثر عَنْهُ وَعَلِيهِ معوله فِي رِوَايَته وَأَبا الْوَلِيد بْن رشد وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بْن طريف وَأَبا القَاسِم بْن بَقِي وأخاه أَبَا الْحَسَن عَبْد الرَّحْمَن وَأَبا القَاسِم بْن صَوَاب وَأَبا عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأَبا الْحَسَن بْن مغيث وَأَبا عَبْد اللَّه ابْن الْحَاج وَأَبا الْحَسَن بْن عَفيف وَأَبا عَبْد اللَّه المَورُورِيّ وَأَبا الْحَسَن عَبّاد بْن سِرحان وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَسمع بإشبيلية من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد بْن يَربوع وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو القَاسِم بْن مَنظور(1/248)
وَأَبُو عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأَبُو عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَأَبُو جَعْفَر بْن بُشْتَغَيْر وَأَبُو القَاسِم بْن أبي ليلى وَأَبُو الْحَسَن بْن وَاجِب وَأَبُو بَكْر بْن عَطية وَأَبُو القَاسِم بْن جَهْوَر وَأَبُو عَامر بْن حبيب وَأَبُو مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن زُغَيْبَةَ وَأَبُو مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأَبُو الْحَسَن بْن مَوْهب وَأَبُو الفَضْل بْن شَرَف وَأَبُو الْحَسَن بْن الباذش وَأَبُو مُحَمَّد بْن الوحيدي وَجَمَاعَة سواهُم يكثر عدهم وَأَجَازَ لَهُ لفظا آخَرُونَ يطول سردهم وَكتب إِلَيْهِ من أَهْل الْمشرق أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبُو المظفَّر الشَّيْبَانيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن العرجاء وَغَيرهم وَله مُعْجم فِي مشيخته مُفِيدا قَدْ كتبته وَمن أغفل مِنْهُم فِي صلته أثْبته فِي هَذَا الدِّيوَان واستدركته
وَكَانَ رَحمَه اللَّه متسعَ الرِّوَايَة شَدِيد الْعِنَايَة بهَا عَارِفًا بوجهها حجَّة فِيمَا يرويهِ ويسنده مقلَّدًا فِي مَا يلقيه ويسمعه مقدَّمًا عَلَى أَهْل وقته فِي هَذَا الشَّأْن مَعْرُوفا بذلك حَافِظًا حافلاً إخباريًا مُمَتّعًا تاريخيًا مُفِيدا ذَاكِرًا لأخبار الأندلس الْقَدِيمَة والحديثة وخصوصاً لمّا كَانَ بقرطبة حاشدًا مُكثرًا روى عَنِ الْكِبَار وَالصغَار وَسمع العالي والنازل وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَأسْندَ عَنْ شُيُوخه نيفا وَأَرْبَعمِائَة كتاب بَيْنَ كَبِير وصغير أَخذ مِنْهَا عَنِ ابْن عتاب وَحده فَوق الْمِائَة وعُمر طَويلا فَرَحل النّاس إِلَيْهِ وَأخذُوا عَنْهُ وانتفعوا بِهِ وَرَغبُوا فِيهِ وَحَدَّثَنَا عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا الجلة ووصفوه بصلاح الدِّخلة وسلامة الْبَاطِن وَصِحَّة التَّوَاضُع وَصدق الصَّبْر للراحلين إِلَيْهِ ولين الْجَانِب وَطول الِاحْتِمَال فِي الكَبرة للإسماع رَجَاء المثوبة وَلم يعرض فِي تَارِيخه لمّا أَرَادَهُ أَبُو عَبْد اللَّه النُّمَيْري وسواه مِنْهُ ونعوا تَركه عَلَيْهِ وأحَبُّوا خوضه فِيه من اجتلاب مَا رَآهُ أَحَق بالاجتناب وألَّف خمسين تأليفًا فِي أَنْوَاع مُخْتَلفَة أجلهَا كتاب الصِّلَة سلم لَهُ أكفاؤه فِيهِ وَلم ينازعه أَهْل صناعته الِانْفِرَاد بِهِ وَلَا أَنْكَرُوا مزية السَّبق إِلَيْهِ بل تشوفوا للوقوف عَلَيْهِ وأنصفوا من الاستفادة مِنْهُ وَقد حمله عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بْن العريف الزَّاهد مِمَّن يعده فِي شُيُوخه وَصَارَ إِلَى مَا كتب مِنْهُ أَبُو القَاسِم بْن حُبَيْش عَلَى الِاخْتِصَار وَهُوَ من كبار أَصْحَابه وَكَانَ أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض وَأَبُو مُحَمَّد الرشاطي وناهيك بهما يكاتبانه بِمَا يَعْثرَانِ عَلِيّه ويُفيدانه بِمَا يَقع إِلَيْهِمَا من أَسمَاء الرِّجَال والرواة غربًا وشرقا فاتسعت فَائِدَته وعظمَت منفعَته وَهُوَ كتاب فِي فنه خطير الْقيمَة ضَرُورِيّ الِاسْتِعْمَال لَا يَسْتَغْنِي أَهْل الْفِقْه عَنِ التَّبَلُّغ بِهِ وَالنَّظَر فِيهِ والاحتجاج مِنْهُ وأغلاطه الْوَاقِعَة لَهُ فِيهِ قَليلَة وَقد نبهت عَلَى أَكْثَرهَا فِي كتابي هَذَا واستدركت مَا أغفل وتممت مَا نقص وجودت مَا اقتضب ممّا وَقع إليَّ وترجح لدي وَلذَلِك مَا أعدت هُنَا جملَة ممّا ذَكَرَ هُنَالك مؤتسياً بِفِعْلِهِ فِي أَسمَاء من كتاب ابْن الفَرَضيّ وَالله أسأَل الْإِصَابَة وَمن(1/249)
تواليفه أَيْضا كتاب الغوامض والمبهمات فِي اثْنَي عَشْر جُزْءا وَقد اخْتَصَرَهُ شَيخنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب ورتبه ترتيبًا عجيبًا واستحقه بذلك فحملناه عَنْهُ وسمعناه مِنْهُ مُخْتَصرا وَكتاب الْفَوَائِد المنتخبة والحكايات المستغربة فِي عشْرين جُزْءا وَكتاب المحاسن والفضائل فِي معرفَة الْعلمَاء الأفاضل فِي أحد وَعشْرين جُزْءا إِلَى غَيْر ذَلِكَ من مؤلفاته ومجموعاته الشاهدة لَهُ بِالْحِفْظِ والإكثار وَولي بإشبيلية قَضَاء بَعْض جهاتها لأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَعقد الشُّرُوط بِبَلَدِهِ ثُمَّ اقْتصر عَلَى إسماع الْعلم وَهَذِه الصِّنَاعَة كَانَتْ بضاعته والرواة عَنْهُ لعلو الْإِسْنَاد وسعة المسموع لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَة وَمن جلتهم أَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو القَاسِم الْقَنْطَرِي وَأَبُو الْحَسَن بْن فَيْد وَأَبُو بَكْر بْن سَمْحُون وَأَبُو الْحَسَن بْن الضَّحَّاك وَكلهمْ مَاتُوا فِي حَيَاته وقراته بِخَطِّهِ نقلت من خطّ أبي الْحَاج رَحمَه اللَّه نَا أَبُو عَلِيّ هُوَ الغساني قَالَ نَا حكم بْن مُحَمَّد قَالَ نَا أَبُو مُحَمَّد بْن حَرْب قَالَ نَا أَبُو عَلِيّ الصَّواف قَالَ نَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن شيبَة قَالَ حَدَّثَنِي جدي قَالَ نَا سَعِيد بْن أبي زَنْبر المَدَني عَنْ مَالك بْن أنس قَالَ كَانَ عَامر بْن عَبْد اللَّه بْن الزبير يَقُول لَو بَكَيْت شَيْءٍ لبكيت عَلَى المروَّة وُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الثَّالِث من ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يكره أنَّ يسْأَله أحد عَنْ مولده وَيذكر لسائله عَنْ ذَلِكَ الْخَبَر الْمَرْوِيّ مسلسلاً عَنْ مَالك أقبل عَلَى شانك لَيْسَ من مُرُوءَة الرَّجُل أنَّ يخبر بسنه وتُوُفيّ فِي الُّثُلث الأوّل من لَيْلَة يَوْمَ الْأَرْبَعَاء الثَّامِن لرمضان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر بمقبرة ابْن الْعَبَّاس وعَلى مقربة من قبر يحيى بْن يحيى وَصلى عَلَيْهِ الْحَاكِم يَوْمئِذٍ بقرطبة أَبُو الْوَلِيد هِشَام بْن عَبْد اللَّه بْن هِشَام وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة وَتِسْعَة أشهر وَخَمْسَة أيّام وَذَكَرَ مُحَمَّد بْن عياد أنَّ مولده سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة ووفاته سنة سبْعٍ وَسبعين وَلم يضبطهما
852 - خَلَف بْن مجرب من أَهْل دانية يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ مِمَّن أَقرَأ الْقُرْآن وَعلم بِهِ وَمن الآخذين عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجَبَّار الداني
بَاب خَليفَة
853 - خَليفَة بْن إِبْرَاهِيم من أَهْلَ طليطلة يكنى أَبَا بَكْر حدَّث عَنْهُ أَبُو الْأَصْبَغ عَسَلُون بْن أَحْمَد من شُيُوخ الصاحبين(1/250)
854 - خَليفَة بن تيمصلت حدَّث عَنْ أبي الْعَبَّاس الْمَهْدَوِيّ وَلَا أَدْرِي أَيْن لقِيه حدَّث عَنْهُ ابْنه مُحَمَّد بْن خَليفَة المقرىء
855 - خَليفَة بْن عَبْد اللَّه القَيْسيّ المقرىء من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا العَاصِي أَخذ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح قِرَاءَة ورش بِجَامِع إشبيلية وَله فِيهَا تأليف سَمَّاهُ بالكشف وقفت عَلَيْهَ وَكَانَ بجهته أحدَ الْمَشَاهِير من المقرئين المجودين
856 - خَليفَة بْن عِيسَى بْن رَافع بِن أَحْمَد بْن خَليفَة بْن سَعِيد بْن رَافع بْن حَلْبَس الْأمَوِي من أَهْل بلسنية يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي دَاوُد المقرىء هُوَ وَأَبوهُ عِيسَى وسمعا مِنْهُ وَقَرَأَ خَليفَة مِنْهُمَا عَلَى أبي الْحُسَيْن بْن البياز أحزابًا من الْقُرْآن بِقِرَاءَة أبي عَمْرو بْن الْعَلَاء وَأَجَازَ لَهُ رواياته ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن عياد
وَمن الغرباء
857 - خَليفَة بْن أبي بَكْر الْقَرَوِي يكنى أَبَا القَاسِم سكن دانية ودرَّس الْفِقْه بهَا ونوظر عَلَيْهِ وَكَانَ بَصيرًا بِمذهب مَالك قَائِما عَلَيْهِ يشاوره القُضاة ويُرَجع إِلَى فتياه روى عَنْهُ أَبُو عَبْد الله بن سعيد المقرىء وَأَبُو الحَجَّاج بْن سماجة وتَفَقَّه بِهِ هُوَ وَجَمَاعَة وتُوُفيّ بدانية يَوْمَ الثُّلَاثَاء التَّاسِع لذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عياد وَغَيره
بَاب خَلِيل
858 - خَلِيل بْن عَبْد الْملك من أَهْل قرطبة صحب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الْجبلي وتَفَقَّه فِي كتبه وضبطها وَكَانَ غَايَة فِي الزّهْد والورع كثير الْعَمَل وَكَانَ النّظر إِلَيْهِ موعظة يذكر من السّلف الصَّالح الَّذِي مضى وتُوُفيّ سنة اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة
859 - خَلِيل القُرْطُبيّ مِنْهَا كَانَ شَيخا صَالحا محترفًا بِالتِّجَارَة وَهُوَ الَّذِي صلّى(1/251)
عَلَى أبي عَبْد اللَّه بْن الفخار عِنْد وَفَاته ببلسنية فِي سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن بشكوال عَنْ جُماهر الطليطلي
860 - خَلِيل بْن إِسْمَاعِيل بْن خَلَف بْن عَبْد اللَّه السكونِي من أَهْلَ لبلة يكنى أَبَا مُحَمَّد وَأَبا الْحَسَن أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْحَسَن بْن أَيُّوب السِّيْلِحِي وبإشبيلية عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن مسلِّم الدقاق وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأبي الْحَسَن بْن الْأَخْضَر ورحل إِلَى قرطبة فَأخذ عَنْ أبي القَاسِم بْن النَّخَّاس وَسمع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَله رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن السَّيِّد وَكَانَ فَقِيها مشاورا فِي الْأَحْكَام حَافِظًا للفروع درباً بالفتيا ذَا معرفَة بالوثائق وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن وَيسمع الحَدِيث ويدرس الْفِقْه والعربية حدث عَنْهُ ابْن خَيّر إجَازَة فِي المُحَرَّم سنة 595 وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَغَيرهمَا
بَاب خضر
861 - الْخضر بْن رضوَان بْن مُحَمَّد العذري من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْحَسَن كَانَ من أَهْل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ وَقعد للتعليم بهَا وَكَانَ مَوْصُوفا بالنزاهة وتُوُفيّ بِبَلَدِهِ سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة
862 - خضر بْن مُحَمَّد بْن نمر التجِيبِي الكفيف من أَهْل إشبيلية وَمن شرقها يكنى أَبَا الْحَسَن كَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب أَهْل الظَّاهِر يُجْتَمعُ إِلَيْهِ ويناظر عَلَيْهِ وَقد أَخذ عَنْهُ مفرح بْن حُسَيْن الضَّرِير وَغَيره وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الأولى سنة 571 وصُلِّيَ عَلَيْهِ بِمَسْجِد الخولانيين الْأَكْبَر عِنْدَ الضُّحَى واحتُمل إِلَى قريته بالشرق فَدفن هُنَالك(1/252)
وَمن الكنى
863 - أَبُو الْخضر الألبيري سمع بقرطبة الْعُتْبِي وَابْن مربن وَغَيرهمَا وَكَانَ سَمَاعه وَسَمَاع مُحَمَّد بْن فطيس وهَاشِم بْن خَالِد الْمَعْرُوف بالسفط ومُوسَى بْن أَحْمَد بْن اللب الثّقفيّ وَاحِدًا من كتاب ابْن الفَرَضيّ
بَاب خصيب
864 - خصيب الْكَلْبِيّ النَّحْويّ كَانَ سَاكِنا بمورور وَمِنْهَا أصُول الكلبيين بالأندلس وَكَانَ يُسْتَفْتَى من قَبْلَ الْخَلِيفَة مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن فِي الْكَلِمَة من اللُّغَة وَالْمَسْأَلَة من الْعَرَبيَّة تحدث عِنْدهم وصنف كتابا فِي اللُّغَة عَلَى نَحْو مُصَنف أبي عُبَيْد ذكره الزَّبِيديّ
865 - خصيب بْن عَاصِم بْن عَاصِم الثّقفيّ من أَهْل قرطبة كَانَتْ لَهُ ولأخيه عيسي بْن عَاصِم رحْلَة سمعا فِيهَا من جمَاعَة من أَهْل الْعلم وانصرفا إِلَى بلدهما عَنِ الرّازيّ
الْإِفْرَاد
866 - خَلَصَه الزَّاهد من أَهْل قرطبة كَانَ بزازًا ثُمَّ ترك التِّجَارَة وَقسم مَاله بَين بنيه وأسهم الْفُقَرَاء مِنْهُ وَحبس دَاره عَلَى أَوْلَاده فَإِذا انقرضوا رجعت إِلَى المَسْجِد المجاور لَهَا وَيعرف بِمَسْجِد اعتزاز وَحمل نَفسه عَلَى صِيَام النَّهَار وَقيام اللَّيْل وتلاوة الْقُرْآن مخالطًا أَهله فِي المساكنة ومفارقا لَهُمْ فِي المواكلة قَد اقْتصر فِي فطره عَلَى قرص جعله قوتًا كلّ لَيْلَة لَا يُجيب إِلَى غَيره وَلَا يخلط بِهِ سواهُ إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه اللَّه ذكره القَاضِي يُونُس(1/253)
867 - خفاجَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد الْأَسْلَمِيّ من أَهْل ألش عمل مرسية ويكنى أَبَا عَمْرو روى عَنْ أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي الْحَسَن بْن فيد وَكَانَ فَقِيها مشاركًا فِي عَلَمُ الْأَثر متصرفًا فِي الوثائق عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ تُوُفّي سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن سُفْيَان
868 - خَالص الْمكتب من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن التُّرَاب ويكنى أَبَا الْحَسَن أَخذ عَن نجبة بْن يحيى وقاسم الزقاق وأقرأ الْقُرْآن بِبَلَدِهِ وَكَانَ رجلا صَالحا أَخذ عَنْهُم بعض شُيُوخنَا وَقَالَ لي توفّي فِي نَحْو الستمائة
869 - خَلَف اللَّه بْن يُوسُف بْن فرج الْأَنْصَارِيّ من أَهْل قرطبة ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ كَانَ يقرىء الْقُرْآن بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع بمُصْطبة بْن رِضًى وَيعلم بمسجده وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بِالْأَدَاءِ وَلم يذكر وَفَاته وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه
وَمن الغرباء
870 - خلُّوف بْن خَلَف اللَّه من البرابر يكنى أَبَا سَعِيد دَخَلَ الأندلس وَسمع بقرطبة من أبي بَحر الأسَدِيُ وَولي قَضَاء غرناطة للملثمين سنة 510 بَعْدَ أبي مُحَمَّد بْن أَحْمَد القُلَيْعي ثُمَّ صرف بِأبي عَبْد اللَّه بْن حَسُّون الْكَلْبِيّ سنة خمس عشرَة وَولي قَضَاء مَدِينَة فاس قَالَ ابْن بشكوال رَأَيْته بقرطبة مرَّتَيْنِ وَكَانَ يروي كتاب أبي إِسْحَاق التّونسِيّ وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش وَكَانَ من الْعلم وَالْفضل بمَكَان صادعًا بِالْحَقِّ ساعيًا فِي أَعمال الْبر لَا تَأْخُذهُ فِي اللَّه لومة لائم وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس وَهُوَ يتَوَلَّى قضاءها سنة 515 وَلم يذكرهُ فِي الصِّلَة وَذكره أَبُو مُحَمَّد بْن عَطِيَّة القَاضِي فِي برنامجه وَقَالَ كَانَ يروي عَنْ أبي الرّبيع سُلَيْمَان بْن الْوَلِيد الْفَقِيه عَنِ التّونسِيّ وَحكى فِي تَارِيخ وَفَاته من تَقَدَّمَ وَقَالَ غَيره توفّي سنة 516(1/254)
حرف الدَّال
بَاب دَاوُد
871 - دَاوُد بْن مَيْمُون بْن سَعِيد مولى الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك وَنسبه فِي البربر دَخَلَ الأندلس أَبُوهُ مَيْمُون مَعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة فولاه طليطلة وَهُوَ الَّذِي قتل يُوسُف الفِهري وَكَانَ دَاوُد وَاحِد أَهْل عصره فِي النّسك والورع والزهد حَتَّى كَانَ يُقَالُ انه من الأبدال ذكره الرّازيّ
872 - دَاوُد بْن عُثْمَان التّميميّ أندلسي يكنى أَبَا سُلَيْمَان روى عَنْ مَالك ذكره ابْن شعْبَان وَقَالَ فِيهِ ابْن الفَرَضيّ دَاوُد بْن جَعْفَر بْن الصّغير مولى بْني تَمِيم وَهُوَ الصَّوَاب وَالله أعلم
873 - دَاوُد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى بْن حبيب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الجَبَّار بْن سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف من أَهْل بطليوس كَانَ فَقِيها فَاضلا ذكره الرّازيّ
874 - دَاوُد بْن إِسْمَاعِيل الْمكتب من أَهْل تطيلة يكنى أَبَا الْحَسَن حكى عَنْهُ أَبُو عَمْرو البلجِيطي قَالَه ابْن عياد
875 - دَاوُد بْن يزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن السَّعْديّ النَّحْويّ من أَهْل قلعة بني يَحْصب من عمل غرناطة وسكنها يكنى أَبَا سُلَيْمَان أَخذ بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْحَسَن بْن الباذش واختص بِهِ وَكَانَ من كبار تلاميذه ورحل إِلَى قرطبة فَسمع بهَا من أبي(1/255)
مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَابْن طريف وَابْن مغيث وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْعَرَبِيّ وَكَانَ بَقِيَّة النَّحْوِيين فِي وقته مشاركًا فِي علم الحَدِيث أَقرَأ الْعَرَبيَّة وأسمع وَأخذ عَنْهُ النّاس وَمن رُوَاته أَبُو بَكْر بْن أبي زمنين وَأَبُو الْحَسَن بْن خروف وَأَبُو القَاسِم الملاحي وقرأت بِخَطِّهِ أَنَّهُ تُوُفّي سنة 573 وَقد تجَاوز 85 سنة
876 - دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن خَلِيل بْن يُوسُف بْن نَضِير الْأَنْصَارِيّ أَصله من سرقسطة وَسكن بلنسِيَّة يكنى أَبَا الْحَسَن أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن رَيَّان وَأبي مُحَمَّد بْن سمجون وَعلم بِالْقُرْآنِ وأُخِذ عَنْهُ ذكره مُحَمَّد بْن عياد
877 - دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان بْن عُمَر بْن خَلَف بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرؤوف بْن حوط اللَّه الْأَنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ من أَهْل أندة عمل بلسنية وَسكن مالقة يكنى أَبَا سُلَيْمَان أَخذ عَنْ أَبِيه وأخيه وَأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه وتجول بِبِلَاد الأندلس للسماع من علمائها وَالْأَخْذ عَنْ رواتها فلقي ببلسنية أَبَا عَبْد اللَّه بْن نوح وَغَيره وبشاطبة أَبَا بَكْر بْن مغاور ويمرسية أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبا بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَأَبا جَعْفَر بْن عميرَة وبقرطبة أَبَا القَاسِم بْن بشكوال فَأكْثر عَنْهُ ولازمه نَحوا من عَاميْنِ سمعته يَقُولُ لَمْ يَتَيَسَّر لي من السماع عَلَى أحد مَا تيَسّر لي عَلَيْهِ وَسمع بهَا أَبَا عَبْد اللَّه بْن عراق وَأَبا الْحَسَن الشقُوري وَأَبا الْحُسَيْن بْن ربيع وَأَبا عُبَيْد الْبكْرِيّ وَأَبا القَاسِم الشراط وَغَيرهم وَلَقي بإشبيلية أَبَا عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأَبا مُحَمَّد بْن جُمْهُور وَأَبا جَعْفَر بْن مضاء وبمالقة أَبَا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا زَيْدُ السُّهيْلي وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن مُحَمَّد الخزرجي فِي اجتيازه بهَا وبالمنكب أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن بُونُهْ وَأَبا القَاسِم بْن سمجون وبغرناطة أَبَا عَبْد اللَّه بْن عروس وَأَبا الْحَسَن بْن كوثر وَأَبا بَكْر بْن أبي زمنين وَأَبا جَعْفَر بْن حكم وَلَقي بسبتة أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغير هَؤُلَاءِ جمَاعَة سَمِعَ مِنْهُم وَقيد الْكثير عَنْهُم وَكتب إِلَيْهِ آخَرُونَ وَمن الْمشرق كَذَلِك من أعيانهم وأعلامهم أَبُو(1/256)
الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَأَبُو الرضى أَحْمد بن طَارق وَأَبُو الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَأَبُو طَاهِر الخشوعي وَأَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ وَأَبُو عبد الله بن الصَّيف اليمني وَكَانَ لَا يرى التحديث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَنِ السِّلَفيّ وَلَا غَيره وَألف فِي أَسمَاء شُيُوخه كتابا قرأته عَلَيْهِ بَعْدَمَا كتبته من خطه ونقلت مِنْهُ مَا نسبته إِلَيْهِ وهم يزِيدُونَ عَلَى مِائَتي رَجُل ذَكَرَ أنَّ مُعظم مَا أوردهُ من حفظه وَكَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بالرواية كَانَتْ أغلب عَلَيْهِ من الدِّرَايَة فَمَال إِلَى الْجمع والإكثار وَأخذ عَنِ الْكِبَار وَالصغَار وَهُوَ وَأَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد كَانَ أوسع أَهْل الأندلس رِوَايَة فِي وقتهما لَا ينازعان فِي ذَلِكَ وَلَا يُدافَعان مَعَ الْجَلالَة وَالْعَدَالَة وحدَّثت عَنْ أبي عَمْرو بْن الْجَمِيل أَنَّهُ كَانَ يفضل أَبَا سُلَيْمَان مِنْهُمَا فِي الْوَرع والانقباض وَولي قَضَاء الجزيرة الخضراء وَغَيرهَا ثُمَّ وُلّي قَضَاء بلسنية فِي آخر سنة ثَمَان وستّمائة بَعْدَ أبي عَبْد اللَّه بْن أصبغ وَبهَا اخْتلفت إِلَيْهِ وَسمعت مِنْهُ وَأَجَازَ لي غَيْر مرّة إليَّ أَن صُرِف بِأبي القَاسِم بْن نوح فِي سنة إِحْدَى عشرَة مقدما إِلَى قَضَاء مالقة وَالْغَالِب عَلَى أَحْوَاله التَّوَاضُع ولين الْجَانِب وخفض الْجنَاح وَحسن السّيرة والطريقة مَعَ التَّحَرِّي والنزاهة وَالْعدْل والاعتدال تُوُفّي بمالقة وَهُوَ عَلَى قَضَائهَا سحر لَيْلَة السبت وَقَالَ ابْن الطيلسان صبح يَوْمَ السبت زَاد أَبُو عَبْد الرَّحْمَن بْن غَالب إِثْر الصَلاَة وَهُوَ السَّادِس من شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَعشْرين وستّمائة ومولده بأنده سنة 552
الْإِفْرَاد
877 - دِينَار بْن وَاقد بْن رَاء بن عَامر بن مَالك الغافقيين يكنى أَبَا أُميَّة غلبت عَلَيْهِ كنيته دَخَلَ الأندلس وَنزل بقرية الغافقين وَكَانَ عَالما زاهدًا فَقِيها وَهُوَ وَالِد عِيسَى بْن دِينَار الْفَقِيه وأخيه عَبْد الرَّحْمَن
879 - دُكَيْن بْن ربيعَة بْن زُفَر بْن دُكَيْن بْن الْحَرْث بْن مَرْوَان بْن أَسد بْن كنَانَة الْمحَاربي المؤدِّب من أَهْل قرطبة أدب الحكم بْن هِشَام وَكَانَ عَالما
880 - دحمان بْن مَالك بْن عُثْمَان النفزي من أَهْل تُرجيلة كَانَ عَالما زاهدًا ذكرهم ثَلَاثَتهمْ الرّازيّ
881 - دحْيَة بْن أَحْمَد بْن هَارُون الهاشميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر كَانَ معلما بِالْقُرْآنِ فِي مَسْجِد الْمرَادِي مِنْهَا ذكره الْقَنْطَرِي(1/257)
حرف الذَّال
أَفْرَاد
882 - ذَكْوَان بْن مُحَمَّد بْن ذَكْوَان من أَهْل قرطبة وَأحد مشيختها يكنى أَبَا حَاتِم لَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَهُوَ أَخُو القَاضِي حَسَن بْن مُحَمَّد بْن ذَكْوَان وَكَانَ أحد من يَسْفِر لأبي الْوَلِيد بْن جهور فِي الْإِصْلَاح بَيْنَ الْمُلُوك ذكره ابْن حَيَّان
883 - ذُو النُّون بْن خَلَف من أَهْل قرطبة سَمِعَ من أبي عَبْد الْملك البُوني حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُوسَى الشارقي بتوجيه الْمُوَطَّأ للبوني من خطّ ابْن بشكوال وأغفله
884 - ذَيَّال بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر الشريوني يكنى أَبَا الْحَسَن لَهُ سَماع بسرقسطة من أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ مَعَ أبي دَاوُد المقرىء وَأبي مُحَمَّد الركلي وَغَيرهمَا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة(1/258)
حرف الرَّاء
بَاب رِفَاعَة
885 - رِفَاعَة بْن مُحَمَّد من أَهْل بَلِّس عمل لُوْرقة روى عَنْ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن لبابَة وَأسلم بْن عبد الْعَزِيز ذكره ابْن حَارِث
886 - رِفَاعَة بن عبيد الله بن رِفَاعَة الجذامي من أهل حصن الْقصر من شرف إشبيلية يكنى أَبَا الْعَلَاء روى عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن مُنْذر وَغَيره وَكَانَ يُشَارك فِي فنون من الْعلم وتُوُفيّ سنة أَرْبَعِينَ وستّمائة عَنْ بَعْض أَصْحَابنَا
بَاب رضوَان
887 - رضوَان بْن خطاب من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا النَّعِيم وُلّي قَضَاء بسطة وَله رِوَايَة عَنْ أبي أُميَّة إِبْرَاهِيم بْن مُنَبّه وَكَانَ جَلِيلًا أصيلاً تُوُفّي فِي حُدُود السّبْعين وَخَمْسمِائة بَعْض خَبره عَنِ ابْن سَالم
888 - رضوَان بْن خَالِد المَخْزُومِي من أَهْل مالقة يكنى أَبَا النَّعيم روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ وَصَحب أَبَا عَمْرو بْن سَالم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن سَمَجُون وَجَمَاعَة مَعَه وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا مجيدًا وَقد حُمل عَنْهُ بَعْض كَلَامه وتُوُفيّ سنة إِحْدَى واثنتين وَأَرْبَعين وستّمائة(1/259)
بَاب رَجَاء
889 - رَجَاء بْن حَيْوَة مَذْكُور فِي الَّذِينَ دخلُوا الأندلس من التَّابِعين وَفِي ذَلِكَ عِنْدِي نظر وَمَا أرَاهُ يَصح وَالله أعلم
890 - رَجَاء بْن حكم بْن رَجَاء العُقيلي من أَهْل البيرة ولاه الحكم بْن هِشَام قَضَاء مَوْضِعه بَعْدَ الْمثنى بْن خَالِد المري ثُمَّ عَزله وولاه عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم ثَانِيَة عَنِ ابْن حَارِث
891 - رَجَاء بْن أبي عُمَر أَحْمَد بْن رَجَاء بْن مُحَمَّد بْن رَجَاء بْن سيد بْن هِشَام بْن حجاج بْن وليد بْن خَلَف بْن غَالب بْن حبيب بْن أَوْس بْن حجر بْن عَامر بْن قَاسم بْن سِنَان بْن الجرّاح بْن عَدِيّ بْن حَاتِم الطَّائِي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن المتشبه يروي عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد الْوَاحِد بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ الإشبيلي وَعَن أبي عَلِيّ الْحسن بْن أَحْمَد بْن عطاف الْعقيلِيّ الجياني أَخذ عَنْهُمَا اللُّغَة وَغير ذَلِكَ قَرَأت نسبه بِخَط أبي بَكْر بْن عَبْد الْمجِيد وَذَكَرَ أَنَّهُ نَقله من خطه وَسَائِر خَبره عَنْهُ
بَاب ربيع
892 - ربيع بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ربيع الْأَشْعَرِيِّ من أَهْلَ قرطبة وقاضيها ويكنى أَبَا سُلَيْمَان سَمِعَ من أبي القَاسِم الشراط وَابْنه أبي بَكْر بْن غَالب وَأبي القَاسِم بْن بَقِي وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَجَازَ لَهُ أَبُوهُ أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد وَأَبُو القَاسِم بْن بشكوال قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَكَانَ رجلا صَالحا عدلا فِي أَحْكَامه نبيه الْقدر وَالْبَيْت حدَّث بِيَسِير وَخرج من وَطنه لمّا استولى الرّوم عَلَيْهِ(1/260)
يَوْمَ الْأَحَد الثَّالِث وَالْعِشْرين لشوال سنة 633 فَنزل إشبيلية وَبهَا تُوُفّي فِيمَا بَلغنِي عَلَى إِثْر ذَلِكَ ومولده فِي ذِي قعدة سنة 569
893 - ربيع بْن مُحَمَّد بْن زعرور العاملي من أَهْل مالقة يكنى أَبَا كَذَا لَهُ رِوَايَة عَن أبي طَاهِر الخشوعي وَأبي مُحَمَّد القَاسِم بْن عَسَاكِر وَأبي الْيمن زَيْدُ بْن الْحَسَن الكِنْديّ وَأبي القَاسِم عَبْد الصَّمد بْن مُحَمَّد الحرستاني وَغَيرهم كتبُوا إِلَيْهِ وَإِلَى جمَاعَة من أَهْل بَلَده حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَسْكَر فِي الْأَرْبَعين حَدِيثا من تأليفه
الْإِفْرَاد
894 - رُزَيق بْن حَكِيم أحد الْمَعْدُودين فِي الداخلين إِلَى الأندلس ذكره أَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة عَنْ أبي الْمطرف عَبْد الرَّحْمَن بْن يُوسُف الرفاء القُرْطُبيّ وَحكى أَنَّهُ كتب ذَلِكَ من خطه وَسَماهُ مَعَ جمَاعَة مِنْهُم حَيَّان بْن أبي جَبَلَة وَعلي بْن رَبَاح وَأَبُو عَبْد الرَّحْمَن الحُبُليِّ وحنش بْن عَبْد اللَّه الصَّنْعَانِيّ وَمُعَاوِيَة بْن صَالح وَزيد بْن الْحُبَابِ العكلي وانْتهى عَددهمْ برزيق هَذَا سَبْعَة وَلم يذكرهُ ابْن الفَرَضيّ وَلَا غَيره
895 - رَخاء بْن فَرْنكون من أَهْل تدمير سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي الغصْن وَمن عُبَيْد اللَّه بْن يحيى وَمَات بالقيروان فِي قَصده الْحَج عَنِ ابْن حَارِث وَمن خطه
896 - رَاشد بْن سُلَيْمَان بْن مُوسَى بْن غَريف اللَّخْميّ من أَهْل طليطلة يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ أبي بَكْر خازم بْن مُحَمَّد ولازمه وتأدب بِهِ وَكتب عَنْهُ بطليطلة تأليفه فِي نقد الشّعْر سنة 457 وروى أَيْضا عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شَرَف القيرواني أَخذ عَنْهُ كتاب أَعْلَام الْكَلَام من تأليفه وسَمعه مِنْهُ فِي رَمَضَان سنة 58 وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا كَاتبا بليغًا وشعره مدون وَهُوَ أحد كتاب الْمَأْمُون يحيى بْن ذِي النُّون
897 - رشيد مولى القَاضِي أبي أُميَّة بْن عِصَام من أَهْل مرسية يكنى أَبَا الحكم روى عَنْ مَوْلَاهُ وَعَن أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَشُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي الْحَسَن بْن موهب سَمِعَ مِنْهُم وَلَقي أَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل فَسمع مِنْهُ بَعْض كتب أبي عَمْرو المقرىء سنة أَربع(1/261)
وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصَحب أَبَا الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ حَسَن الْخط كثير التَّقْيِيد ذَا عناية بالرواية
898 - رضَا بْن غَالب بْن عَبْد اللَّه الْأَزْدِيّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْحَسَن سَمِعَ من أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة صَحِيح الْبُخَارِيّ وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَانَ حَسَن الوراقة وَلَا أعلمهُ حدَّث
899 - رَوْح بْن أَحْمَد الجذامي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا زُرْعة أَخذ عَنْ أبي القَاسِم بْن الشراط الْقرَاءَات والعربية وَسمع من ابْن بشكوال موطأ مَالك وَغير ذَلِكَ وَكَانَ فَاضلا معدَّلاً ذكره ابْن الطيلسان وَأخذ عَنْهُ بَعْض رواياته وَقَالَ توفّي وَدفن بمقبرة أم سَلَمَة يَوْمَ الثُّلَاثَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين لشهر ربيع الأوّل سنّ 620 وَهُوَ ابْن 65 عَاما أَوْ نَحْوهَا
900 - رَاجِح بْن أبي بَكْر بْن إِبْرَاهِيم الْعَبدَرِي من أَهْل منرقة بالنُّون يكنى أَبَا الْوَفَاء وَأَبا عَبْد اللَّه رَحل صَغِيرا إِلَى الْمشرق وتجول هُنَالك وَسكن الْإسْكَنْدَريَّة وقتا وَحج مرَارًا وروى عَنْ أبي القَاسِم الحرستاني وَأبي الْيمن الكِنْديّ وَأَجَازَ لَهُ وَسمع من غَيرهمَا وسلك طَريقَة التصوف وحدَّث كتب إِلَيْنَا بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ فِي الْعشْر الأوّل من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وستّمائة
وَمن الكنى
901 - أَبُو رزين الشريشي يروي عَنْهُ أَبُو المُنازل فراس بْن أَحْمَد الشذوني وَعبد اللَّه بْن يُوسُف البلوطي سَمِعَ مِنْهُ الْمُدَوَّنَة من كتاب ابْن الفَرَضيّ
902 - أَبُو رجال بْن غلبون الْكَاتِب من أَهْل مرسية أَخذ بِبَلَدِهِ عَنْ أبي جَعْفَر بْن وضاح ورحل إِلَى أبي إِسْحَاق بْن خَفَاجَة فَحمل عَنْهُ ديوَان شِعره وَكَانَ أديبًا متظرفًا بليغًا متصرفًا ينظم وينثر تأدب بِهِ أَبُو بَحر صَفْوَان بْن إِدْرِيس وَأخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَقَالَ أذن لي فِي التحديث عَنْهُ بِشعر ابْن خفاجة وتُوُفيّ لَيْلَة الْخَمِيس الثَّانِي عَشْر لذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة(1/262)
حرف الزَّاي
بَاب زَكَرِيَّاء
903 - زَكَرِيَّاء الْمَعْرُوف بِابْن الطَّنجية روى عَنْ عَبْد الْملك بْن حبيب وَهُوَ آخر الروَاة عَنْهُ موتا تُوُفّي بإشبيلية سنة 300 ذكره أَبُو عَبْد اللَّه بْن عتاب وَقَالَ الرّازيّ فِي نسبه وَذَكَرَ ابْنه عَبْد اللَّه بْن زَكَرِيَّاء بْن يحيى بْن شموس بْن عُمَر الدَّاخِل فِي طالعة بلج بْن سُليم وَحكى أنَّ موضعهم بحمص فِي الرملة
904 - زَكَرِيَّاء بْن يحيى الكلَاعِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا يحيى أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَن هواس بْن سهلٍ وَبكر بْن سهل بن إِسْحَاق القرشيي وَأحمد بن إِسْمَاعِيل التجِيبِي وَسمع مُحَمَّد بْن وضاح وَكَانَ ضابطًا لقِرَاءَة نَافِع رِوَايَة ورش عَنْهُ عَالما بِأَلْفَاظ المصريين روى عَنْه الْقِرَاءَة عَامَّة أَهْل قرطبة فِي عصره وَأخذُوا عَنْهُ كِتَابه الَّذِي صنفه فِي الْأُصُول وَعمِلُوا بِما فِيهِ وتُوُفيّ بقرطبة سنة ثَلَاث مائَة ذكره أَبُو عمر المقرىء فِي كتاب طَبَقَات الْقُرَّاء والمقرئين من تأليفه وَقَالَ فِي بَاب دَاوُد مِنْهُ قَرَأت فِي كتاب زَكَرِيَّاء بن يحيى الأندلسي المقرىء حَدَّثَنِي حبيب بْن إِسْحَاق الْقُرَشِيّ قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الْأَزْهَر قَالَ رَأَيْت دَاوُد بْن أبي طَيْبَةَ فِي النّوم فَقلت لَهُ إِلَى مَاذَا صرت إِلَيْهِ فَقَالَ رحمني اللَّه بتعليمي الْقُرْآن يَا أَبَا الْأَزْهَر فَإِذا جَاءَك أحد فَلاَ تشدد عَلَيْهِ قَالَ قلتُ لَهُ فِي الْقِرَاءَة قَالَ لَا وَلَكِن إِذَا جَاءَ أحد فَلاَ ترده وَفِي السامعين من بَقِي بْن مخلد زَكَرِيَّاء بْن يحيى وَهُوَ غَيْر هَذَا
905 - زَكَرِيَّاء بْن مَالك بْن يحيى بْن عَائِذ من أَهْل طرطوشة رَحل مَعَ أَخِيه الراوية أبي زَكَرِيَّاء فَسمع مِنْهُ بقرطبة من قَاسم بْن أصبغ وَغَيره قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي زَكَرِيَّاء الْمَذْكُور وَلَا أعلمهُ حدَّث(1/263)
906 - زَكَرِيَّاء بْن عَبْد اللَّه الْكَاتِب من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا يحيى وَيعرف بالشبلاري مولى بني أُميَّة كَانَ من أَهْل النباهة والمعرفة وَكتب للْحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَقيل كَانَ كَاتبا للحاجب جَعْفَر الْفَتى وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْر الزَّبِيديّ فِي كِتَابه لحن الْعَامَّة من تأليفه وَلم يسمه وجدت ذَلِكَ بِخَط من يوثق بِهِ وَابْنَته فَاطِمَة كَانَتْ أَيْضا كاتبة وَقد ذكرهَا ابْن بشكوال وأغفل أَبَاهَا
907 - زَكَرِيَّاء بْن مُحَمَّد يكنى أَبَا يحيى لَقِي أَبَا عَمْرو المقرىء بدانية وَأخذ عَنْهُ حدَّث أَبُو عبد الله بن باشة الْمقري الْخَطِيب بِجَامِع بلنسِيَّة عَنْ أبي يحيى هَذَا بأرجوزة أبي عَمْرو فِي الْقرَاءَات وَعَن أبي الْقَاسِم خلف بن ابراهيم الطليطلي كِلَاهُمَا عَنْ أبي عَمْرو بْن برنامج بْن النِّعْمَة وَسمع مِنْهُ بدانية أَبُو عَبْد اللَّه البَلَغِيّي وَقَالَ فِيهِ أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بْن مُحَمَّد فَالله أعلم
908 - زَكَرِيَّاء بْن عَلِيّ بْن يُوسُف بْن عَلِيّ الْأَنْصَارِيّ من أَهْل بلسنية يعرف بالجعيدي ويكنى أَبَا يحيى كَانَ مقرئًا فَاضلا وَهُوَ وَالِد أبي زَكَرِيَّاء الجعيدي وَلَا رِوَايَة عَنْهُ لصغره تُوُفّي سنة ثَلَاث أَوْ أول سنة 574
909 - زَكَرِيَّاء بْن عُمَر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد يرْوى عَنْ أبي الْحَسَن بْن موهب وَأبي القَاسِم بْن ورد وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي الْعَبَّاس بن العريف وَأبي بكر بن الخلوف وَغَيرهم كتبُوا إِلَيْهِ وَالِي أَخِيه أبي القَاسِم أَحْمَد بْن عُمَرو وَخرج من وَطنه فِي الْفِتْنَة فتجول ثُمَّ اسْتَقر بِمَدِينَة فاس وَكَانَ بِمَا يعْقد الشُّرُوط ذَا حَظّ من الْفِقْه وَالْأَدب وَقد حدَّث وروى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَغَيره ووقفت أَنَا عَلَى السماع مِنْهُ فِي سنة 587 وتُوُفيّ سنة 90 بعْدهَا قَالَه أَخُوهُ أَبُو القَاسِم وروى عَنْهُ ومولوده سنة 520
وَمن الكنى
910 - أَبُو زَكَرِيَّاء الهرقَلي أَصله من الأندلس وأوطن القيروان وَكَانَ صاحبًا(1/264)
لسَحْنُون بْن سَعِيد الْفَقِيه لَا يكَاد يُفَارِقهُ جُلُوسًا وتحدثاً فَلَمّا وُلّي سَحْنُون الْقَضَاء ترك مُجَالَسَته وَصد عَنْهُ وقتلته الرّوم شَهِيدا رَحمَه اللَّه ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْر الْمَالِكِي فِي تَارِيخه
911 - أَبُو زَكَرِيَّاء الْحصار المقرىء من أَهْل مرسية يرْوى عَنْ أبي الْحُسَيْن البياز وَأبي الْحَسَن بْن شَفِيع لقِيه أَبُو عبد الله بن تحيي المرسي وَأخذ عَنهُ
بَاب الزبير
912 - الزبير بن أَحْمد بن الزبير بن عكب بن الزبير بن عبد الله بن قيس بن عمَارَة التغلبي من أهل رية كَانَ عَالما زاهدا فَاضلا ذكره الرَّازِيّ وَرفع فِي نسبه إِلَى تغلب بن وَائِل وَهُوَ عَم أَحْمَد بْن نابت بْن أَحْمَد بْن الزُّبَيْر بْن عكب القُرْطُبيّ المحدّث
913 - الزُّبَيْر الأسمر من أَهْل قرطبة روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الشارقي قرأته ذَلِكَ بِخَط ابْن بشكوال فِي تَسْمِيَة شُيُوخ الشارقي وَتقدم مِنْهُم ذُو النُّون بْن خَلَف وأُنسي ذكرهمَا فِي الصِّلَة
914 - الزُّبَيْر بْن مُحَمَّد الفَرَضيّ من أَهْل دانية يكنى أَبَا مُحَمَّد لَهُ سَماع من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ من أَهْلَ الْعلم بالفرائض والحساب قَالَ ابْن عياد أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سعيد المقرىء
بَاب زيد
915 - زيد بن قصد السكْسكِي تَابِعِيّ دَخَلَ الأندلس وَحضر فتحهَا وَأَصله من مصر يروي عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن العَاصِي روى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن زِيَاد بْن أَنْعُم الإفْرِيقِي ذكره يَعْقُوب بْن سُفْيَان وَأورد لَهُ حَدِيثا من كتاب الْحميدِي
916 - زَيْدُ بْن الرّبيع بْن سُلَيْمَان الحجري من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم وَيُقَال لَهُ زيد الْبَارِد سمع من عبيد الله بن يحيى وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْعَرَبيَّة واللغة وقرض الشّعْر وَكَانَ حسن الضَّبْط للكتب متقنا لَهَا معتنيًا بتصحيحها وَهُوَ الَّذِي جمع بَيْنَ الْأَبْوَاب فِي(1/265)
كتاب الْأَخْفَش فاقتدى بِهِ النّاس وَكَانَت مفرقة وَخرج فِي بَعْض الأعوام إِلَى تدمير وأدب بهَا أَوْلَاد دَيْسَم بْن إِسْحَاق وَله شعر كثير وتُوُفيّ فِي صَفَر سنة ثَلَاث مائَة ذكره الزَّبِيديّ وَفِيه عَنِ الرّازيّ وَغَيرهمَا
917 - زَيْدُ بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان بْن مُعَاوِيَة بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة بْن صَالح الحضْرميّ من أَهْل إشبيلية مَذْكُور فِي كتاب الرّازيّ وَقد تَقَدَّمَ ذَكَرَ أَبِيه أَحْمَد بْن عُثْمَان
918 - زَيْدُ بن حزب اللَّه بْن يعِيش بْن عَلِيّ بْن هَاشم بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عَبْد الْقَادِر بْن أبي خَالِد التغلبي من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا بَكْر لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم الخزرجي سَمِعَ مِنْهُ فِي سنة 560 وَكَانَ فَاضلا صَاحب صَلاَة بموضعه
919 - زَيْدُ بْن حكم بْن أَحْمَد الْيَعْمرِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ من أَهْل الزّهْد وَالْعِبَادَة والتبتل ذكره ابْن الطيلسان وَقَالَ صحبته زَمَانا وَلم يذكر لَهُ رِوَايَة قَالَ تُوُفّي سنة سبْعٍ عشرَة وستّمائة وتُوُفيّ بروضة الصلحاء ودُفِن قِبِليَ قرطبة
وَمن الكنى
920 - أَبُو زَيْدُ الأديب من أَهْل قرطبة كَانَ مؤدبًا لبني أبي عَبدة مَقْبُول القَوْل عِنْدَ الْحُكَّام جَائِز الشَّهَادَة عِنْدَ القُضاة وَكَانَ مُحَمَّد بْن يحيى القَلفاط مُولَعا بِهِ ومُؤذياً لَهُ ذَكَرَ ذَلِكَ الرّازيّ
وَفِي كتاب الْحميدِي وَفِي بَاب من ذُكِرَ بالكنية وَلم يتَحَقَّق اسْمه
921 - أَبُو زَيْدُ الجزيري مُحدث يروي عَنْهُ عبَادَة بْن عَلْكَدة الرعيني من أَقْرَان مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مطروح وطبقته انْتهى كَلَامه وَهَذَا هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد التّميميّ الْمَذْكُور فِي بَاب عَبْد الرَّحْمَن من كِتَابه فغلط فِي ذَلِكَ وظنه ثَانِيًا وَأَعَادَهُ سَهوا وَبَيَان هَذَا فِي تَارِيخ ابْن الفَرَضيّ(1/266)
بَاب زِيَادَة اللَّه
922 - زِيَادَة اللَّه بْن عَبْد الْملك بْن زِيَادَة اللَّه بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَسد التّميميّ الطبني من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا مُضر روى عَنْ أَبِيه أبي مَرْوَان وَغَيره روى عَنْهُ أَبُو عَلِيّ الغساني بَعْض أَخْبار أَبِيه وَأَبُو القَاسِم بْن النَّخَّاس المقرىء من كتاب ابْن بشكوال
923 - زِيَادَة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن زِيَادَة اللَّه الثّقفيّ من أَهْل مرسية يعرف بِابْن الْحَلَال ويكنى أَبَا الْحَسَن سَمِعَ من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن أسود وَأَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ وتَفَقَّه بشيوخ بَلَده وَولي خطة الشورى بِهِ ثُمَّ استقضاه أَخُوهُ أَبُو الْعَبَّاس بِمَدِينَة بلنسِيَّة فَتَوَلّى ذَلِكَ مَحْمُود السّيرة وَكَانَ يقرىء الحَدِيث ويفسره وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْمُنعم بْن مُحَمَّد الخزرجي وَغَيره وتُوُفيّ بمرسية سنة 552 قَالَه ابْن سُفْيَان وَقَالَ ابْن عياد تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ الصَّحِيح
الْإِفْرَاد
924 - زُهرة بْن مَعْبد بْن عَبْد اللَّه بْن هِشَام يكنى أَبَا عقيل أحد الروَاة من أَهْل الأندلس عَنْ مَالك ذكره ابْن شعْبَان
925 - زِيَاد بْن سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن خَالِد الْمَعْرُوف بِمَرْتَنيل وَمُحَمّد هُوَ الْأَشَج من أَهْل قرطبة كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْعَدَالَة ذكره الرّازيّ
926 - زُرارة بْن مُحَمَّد بْن زُرَارة بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم أندلسي رَحل حَاجا إِلَى الْمشرق وَسمع بِمصْر أَبَا مُحَمَّد الْحسن بْن رَشِيق سنة 637 وَأَبا بَكْر مَسَرَّة بْن مُسْلِم الصَّدَفِي حدَّث وأُخِذَ عَنْهُ
927 - زهر بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بْن خَلَف بْن زهر(1/267)
الأيادي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْعَلَاء نَشأ بشرق الأندلس وبقايا دَاره بجفن شاطبة لَمْ تزل مَعْرُوفَة بِهِ إِلَى أنَّ تَملكهَا الرّوم وأَجْلَوا عَنْهَا الْمُسلمين وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة 645 ورحل إِلَى قرطبة فلقي بهَا أَبَا عَلِيّ الغساني وَصَحبه وَأخذ عَنْهُ وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِصُحْبَة أبي بَكْر بْن مفوز وَأبي جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز ليستفيد مِنْهُمَا وَيَأْخُذ صناعَة الحَدِيث عَنْهُمَا وَسمع من أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَيُّوب الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وَكتب إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّد الحريري وَمَال إِلَى عَلَمُ الطِّبّ الَّذِي أَخذه عَنْ أَبِيه فَمَهَر فِيهِ وأنسى من قبله إحاطة بِهِ وحذقًا لمعانيه حَتَّى إِن أَهْل الْمغرب ليفاخرون بِهِ وبأهل بَيته فِي ذَلِكَ وَمن تآليفه كتاب الطرر كُتب عَنْهُ وَكتاب فِي الْأَدْوِيَة لم يكلمهُ وَضعه عَلَى مَا وعد بِهِ رَئِيس الصِّنَاعَة الطبية وَلم يؤلفه وَحل من السّلطان محلا لم يكن لأحدٍ من أَهْل الأندلس فِي وقته وَكَانَت لَهُ رياسة بَلَده ومشاركة ولاته فِي التَّدْبِير وَكَانَ مَعَ إِمَامَته فِي الطِّبّ مقدما فِي الْأَدَب مَعْرُوفا بذلك حُدِّثت عَنِ السِّلَفيّ قَالَ أنشدنا الْفَقِيه أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خيرة القُرْطُبيّ قَدم عَلَيْنَا الْإسْكَنْدَريَّة قَالَ أَنْشدني أَبُو الْعَلَاء زهر بْن عَبْد الْملك بْن زهر بالأندلس لنَفسِهِ
(يَا راشقي بسهام مَا لَهَا غَرَض ... إلاّ الْفُؤَاد وَمَا مِنْهُ لَهَا عوض)
(ومُمْرضي بجفون كلهَا غَنَج ... صحت وَفِي طبعها التمريض وَالْمَرَض)
(جُد لي وَلَو بخيال مِنْك يطرقني ... فقد يسد مسد الْجَوْهَر الْعرض)
وَقد حَدَّثَنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب عَنْ أبي الْوَلِيد بْن خيرة بِجَمِيعِ رواياته وأنشدت لأبي الْعَلَاء مِمَّا قَالَه فِي الزّهْد وَأمر أنَّ يكْتب على قَبره
(تَرحَّم بِفَضْلِك يَا وَاقِفًا ... وَأبْصر مَكَانا دُفعنا إِلَيْهِ)
(تُرَاب الضريح عَلَى صَفْحَتِي ... كَأَنِّي لَمْ أمش يَوْمًا عَلَيْهِ)(1/268)
(أداوي الْأَنَام حِذار الْمنون ... فها أَنَا قَدْ صرت رهنا لَدَيْهِ)
روى عَنْهُ ابْنه أَبُو مَرْوَان وَأَبُو بَكْر بْن أبي مَرْوَان وَأَبُو عَامر بْن ينق وَغَيرهم وَسمع مِنْهُ ابْن بشكوال وأجز لَهُ وَسَماهُ فِي مُعْجم شُيُوخه وَذَكَرَ بَعْض خَبره المجتلب هُنَا أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض وَحكى عَنْهُ وتُوُفيّ بقرطبة منكوبًا وَاحْتمل إليَّ إشبيلية فَدفن بهَا سنة خمس وَعِشْرُونَ وَخَمْسمِائة
928 - زيدون بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن زيدون المَخْزُومِي من أَهْل قرطبة وَسكن أَبُوهُ وجده إشبيلية مَال إِلَى الطَّرِيقَة الْفِقْهِيَّة وصير إِلَيْهِ قَاضِي الْجَمَاعَة أَبُو القَاسِم بْن حمدين عقد المناكح وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة
929 - زاوي بْن مُنَاد بْن عَطِيَّة اللَّه بْن الْمَنْصُور الصنهاجي من أَهْل دانية يعرف بِابْن تقُسوط ويكنى أَبَا بَكْر وَأَبا الْحَسَن سمع بِبَلَدِهِ أَبَا دَاوُد المقرىء وَأَبا بَكْر بْن بَرُنْجَال وبمرسية أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وبقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ الغساني وَعبد الْقَادِر بْن الحناط وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس بْن عِيسَى وَكَانَ رَجُلاً صَالحا فَاضلا معنيًا بالرواية كتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَقعد لإسماع الحَدِيث وأُخِذَ عَنْهُ ولد بدانية وتُوُفيّ بهَا لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لخمس خلون من رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَفِي آخر هَذِهِ السَّنَة انقرضت دولة الملثمين بالأندلس أَكثر خَبره عَنِ ابْن عياد
وَمن الغرباء
930 - زُرْعة بْن رَوْح وَالِد مَسْلَمَة بْن زُرْعة الشَّامي دَخَلَ الأندلس وحدَّث عَنْهُ ابْنه بحكاية عَنِ القَاضِي مُهَاجِرين بْن نَوْفَل من كتاب ابْن حَارِث(1/269)
حرف الطَّاء
بَاب طَلْحَة
931 - طَلْحَة بْن سَعِيد بْن عبد الْعَزِيز من أَهْل بطليوس يكنى أَبَا مُحَمَّد وَيعرف بِابْن القَبْطُرنة أَخذ عَنْ مشيخة بَلَده وَهُوَ أحد الأدباء الأذكياء وتُوُفيّ فِي حَيَاة أَخِيه أبي بَكْر عبد الْعَزِيز بْن سَعِيد وَكَانَ صاحبًا لأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَقد رثاه بِأَبْيَات وقفت عَلَيْهَا
932 - طَلْحَة بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَالب بْن تَمام بْن عَبْد الرؤوف بْن عَبْد اللَّه بْن تَمام بْن عَطِيَّة الدَّاخِل بالأندلس وَهُوَ عَطِيَّة بْن خَالِد بْن خفاف بْن أسلم بْن مُكْرَم الْمحَاربي الخَضْري من ولد زَيْدُ بن محَارب بْن خَصفة بْن قيس بْن عيلان بْن مُضر من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْحسن وَهُوَ ابْن عَم القَاضِي أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن غَالب بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَطِيَّة روى عَنْ أبي عَلِيّ الغساني وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَغَيرهمَا وتَفَقَّه بِأبي مُحَمَّد عَبْد الْوَاحِد بْن عِيسَى بلديِّه وَغلب عَلَيْهِ حفظ الرَّأْي فَقعدَ لتدريس الْمسَائِل ونوظر عَلَيْهِ فِي الْمُدَوَّنَة وَغَيرهَا سمع مِنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه النميري وَغَيرهمَا وتَفَقَّه بِهِ أَبُو خَالِد بْن رِفَاعَة وحدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم فِي الْإِجَازَة نسبه وَبَعض خَبره عَنِ العلاحي
933 - طَلْحَة بْن يَعْقُوب بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن يُونُس بْن طَلْحَة الْأَنْصَارِيّ من أَهْل شاطبة وَأَصله من جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا مُحَمَّد روى عَنْ أَبِيه وَأبي بَكْر بْن مغاور وَغَيرهمَا وَكَانَ كَاتبا بليغًا شَاعِرًا أَخذ عَنْهُ الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد بْن بُرطلة وَغَيره وتُوُفيّ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وستّمائة(1/270)
934 - طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة الْأمَوِي صاحبنا من أَهْل إشبيلية وَأَصله من يابرة يكنى أَبَا مُحَمَّد روى عَنْ أَبِيه الْأُسْتَاذ أبي بَكْر وَعَمه أبي الْعَبَّاس وَجَمَاعَة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَقيد كثيرا واعتنى صَغِيرا وكبيرًا وشارك فِي الْآدَاب وعنى بالقراءات والعربية مَعَ الضَّبْط وَحسن الْخط وأقرأ وَأخذ عَنْهُ وتُوُفيّ أول سنة 643
بَاب الطّيب
935 - الطّيب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفوز بْن غفول الْمعَافِرِي من أَهْل شاطبة سَمِعَ من أَبِيهِ كثيرا ورحل إِلَى قرطبة فَسمع من مشيخة وقته كَالْقَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن مفرج ومَسلمة بْن بُتري وَغَيرهمَا من خطّ طَاهِر بْن مفوز وَذكره ابْن الدّباغ
935 - الطّيب بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن رَزقون القَيْسيّ من أَهْلَ الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا السُّعُود وَيعرف بالمُرْسِي أَخذ عَنْ أَبِيه وَغَيره وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْعَمَل مَوْصُوفا بالورع يبصر الْحساب ويشارك فِي الْأَدَب وَرُبمَا نظم يَسِيرا تُوُفّي فِي رَجَب سنة 556
937 - الطّيب بْن مُحَمَّد بْن الطّيب بْن الْحُسَيْن بْن هِرقل العُتَقي الكِنَانيّ من أَهْل مرسية يكنى أَبَا الْقَاسِم سمع من ابْن حُبَيْش وَأكْثر عَنْهُ وَابْن حَميد وَأَبا بَكْر بْن أبي جَمْرَة وتَفَقَّه بِهِ وَكتب إِلَيْهِ ابْن بشكوال وَابْن عُبَيْد اللَّه والسهيلي وَابْن الفخار وَأَبُو بَكْر بْن مغاور وَابْن مضاء وَأَبُو بَكْر بْن جزي البلنسي وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلِ الْمعرفَة الْكَامِلَة والنباهة مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْأَدَب ونوظر عَلَيْهِ فِي كتب الرَّأْي وأصول الْفِقْه وَتقدم أَهْل بَلَده رياسة ورحاجة رَأَيْته فِي رَمَضَان سنة 616 وَلم آخذ عَنْهُ شَيئًا وَأخذ عَنْهُ أَصْحَابنَا وتُوُفيّ وَأَنا بثغر بَطَلَيْوَس لَيْلَة يَوْمَ الثُّلَاثَاء السَّابِع عَشْر من جُمَادَى الأولى سنة تسع عشرَة وستّمائة أفادني ذَلِكَ أَبُو عُمَر بْن عيشون صاحبنا ومولده سنة 556 أَوْ نَحْوهَا عَنِ ابْن سَالم(1/271)
بَاب طَاهِر
938 - طَاهِر بْن مُحَمَّد بْن طَاهِر بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ من وُلِدَ أبي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف يعرف بِابْن ناهض سكن سرقسطة وروى عَنْ أبي ذَر الهَرَويّ وَأبي عُمَر الطلمنكي كثيرا وَكَانَ من أَهْل الْعِنَايَة بِالْحَدِيثِ وَالسَّمَاع حَسَن الْخط ذكره ابْن حُبَيْش
939 - طَاهِر الأندلسيّ من أَهْل مالقة يكنى أَبَا الْحُسَيْن رَحل إِلَى قرطبة وَخرج مِنْهَا لمّا دَخلهَا البرابرة عَنْوة سنة 403 فَلم يزل بِمَكَّة إِلَى حُدُود الْخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ من أَصْحَاب أبي عُمَر الطلمنكي وملازميه لقِرَاءَة الْقُرْآن وطلبَ الْعلم مَعَ أبي مُحَمَّد الشِّنْتِجالي وَأبي أَيُّوب الزَّاهد إِمَام مَسْجِد الكَوَّابين بقرطبة وجاورَ بِمَكَّة طَويلا وأقرأ عَلَى مقربة من بَاب الصَّفَا وَكَانَ الشَّيْبيُّون يكرمونه ويَفْرجُون لَهُ لضَعْفه عِنْدَ دُخُول الْبَيْت الْحَرَام الطنبي وَأَحْسبهُ الْمَذْكُور فِي برنامج الْخَولَانِيّ وَالَّذِي قَرَأَ لَهُمْ أَكثر الْمُدَوَّنَة عَلَى أبي عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزيات
940 - طَاهِر بْن خَلَف بْن خيرة من أَهْل جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي الْعَبَّاس العذري سَمِعَ مِنْهُ فِي اجتيازه بالجزيرة إِلَى بلسنية وَهُوَ الَّذِي قَرَأَ عَلَى أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة الصَّدَفِي بدانية مَقدَمَه عَلَيْهَا من الْمشرق رياضة المتعلمين لأبي نُعَيْم وَسمع أَبُو دَاوُد المقرىء وَغَيره وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَسمع أَيْضا مِنْهُ الْمُوَطَّأ فِي سنة اثْنَتَيْنِ بعْدهَا حدَّث عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق بْن جمَاعَة بِيَسِير
941 - طَاهِر بْن أَحْمَد بْن عَطِيَّة المري القَاضِي أَصله من وَادي الْحِجَارَة ويكنى(1/272)
أَبَا مُحَمَّد روى عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن بشير وَأَجَازَ لَهُ ولابنه عَبْد اللَّه بْن طَاهِر فِي سنة 537 يحدث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي
942 - طَاهِر بْن عبد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ من أَهْل دانية يعرف بِابْن سُبَيْطة ويكنى أَبَا بِشْر وَأَبا الْحَسَن روى عَنْ أبي مُحَمَّد البطليوسي وَكَانَ من كبار تلاميذه مَعْرُوفا بالفهم والذكاء والتحصيل أَقرَأ الْعَرَبيَّة والآداب وَكَانَ لَهُ جظ من عَلَمُ النّجِامة وَألف فِي ذَلِكَ روى عَنْهُ أَبُو الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأَبُو زَكَرِيّاء بْن سيد بونة وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حَاضر بْن منيع وَغَيرهم وَحكى أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي عَنْهُ قَالَ كنت بِمَدِينَة بجاية من بِلَاد بني حَمَّاد فَسمِعت أَعْرَابِيًا ينشد لنَفسِهِ وَرمحه عَلَى عَاتِقه
(يطول لساني فِي الْعَشِيرَة مُنَصفًا ... وَلكنه عِنْدَ الكريهة سَاكِت)
(لَقَدْ طَال حملي الرمْح حَتَّى كَأَنَّهُ ... عَلَى كَتِفي غُصْن من البان نابت)
وتُوُفيّ بدانية بَعْدَ سنة 540 عَنِ ابْن عياد
943 - طَاهِر بْن حَيْدَرة بْن مفوز بْن أَحْمَد بْن مفوز الْمعَافِرِي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا الْحَسَن سَمِعَ أَخَاهُ أَبَا بَكْر وَأَبا عَلِيّ الصَّدَفِي وَأَبا جَعْفَر بْن جَحْدَر وَأَجَازَ لَهُ عَمه طَاهِر بْن مفوز جَمِيع رِوَايَته وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا مقدما فِي علم الْفَرَائِض يلجأ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ ويعول عَلَيْهِ وَولي قَضَاء شاطبة وجزيرة شقر جَمِيعًا فحمدت سيرته وشهرت عَدَالَته ثُمَّ استعفى من ذَلِكَ فأعفي وتُوُفيّ مصروفًا فِي المُحَرَّم سنة 552 روى عَنْهُ ابناه أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه وَأَبُو بَكْر بْن مفوز وَذَكَرَ وَفَاته ابْن سُفْيَان وَفِي خَبره عَنِ ابْن عياد وَابْن عفيون
944 - طَاهِر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر القَيْسيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَمْرو روى عَن أَبِيه أبي بكر وروى عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر
945 - طاهربن يُوسُف بْن فتح الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ وَادي آش يكنى أَبَا الْحسن(1/273)
حدث عَنهُ ربيبه أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عُمَر الغساني وَأَبُو الْكَرم جودي بن عَبْد الرَّحْمَن وَغَيرهمَا
وَمِمَّنْ عرف بكنيته
946 - أَبُو الطَّاهِر أندلسي من أَهْل لبلة نزل مصر وَكَانَت لَهُ حَلقَة بِجَامِع عَمْرو بْن الْعَاصِ وَكَانَ نحويًا لَهُ شعر وترسيل وَتعلق بالملوك للتأديب بالنحو ثُمَّ ترك ذَلِكَ عَنِ الطبني
وَمن الغرباء
947 - طَاهِر بْن عَلِيّ من أَهْل سوسة القيروان وَصَاحب الصَّلَاة وَالْخطْبَة بهها يكنى أَبَا الْحَسَن صحب أَبَا عبد الله الْمَازرِيّ بالمهدية وَولي قَضَاء بَلَده وَدخل الأندلس وبشرقها لقِيه القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن حَمِيد فَكتب عَنْهُ حكايات عَنِ الْمَازرِيّ قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ
948 - طَاهِر بْن خَلُّوف بْن عَبْد اللَّه الفاسي يكنى أَبَا الْحَسَن سَمَّاهُ ابْن سَالم فِي مُعْجم شُيُوخه وَكَانَ فِي عداد أَصْحَابه وَلَا أَدْرِي أَيْنَ لقِيه
بَاب طَارق
949 - طَارق بْن مُوسَى بْن يعِيش بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن هِشَام المَخْزُومِي من أَهْل بلنسِيَّة وَيعرف بالمُنصَفي نِسْبَة إِلَى قريته بغربيها يكنى أَبَا مُحَمَّد وَأَبا الْحَسَن رَحل قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة وجاور بِمَكَّة وَسمع بهَا من أبي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الطَّبَريّ وَمن الشريف أبي مُحَمَّد عَبْد الْبَاقِي الزُّهْرِيّ الْمَعْرُوف بشُقْران أَخذ عَنْهُ كتاب الْإِحْيَاء لأبي حَامِد الْغَزالِيّ عَنْ مُؤَلفه وَسمع بالإسكندرية من أبي بَكْر الطرطوشي وَأبي الْحَسَن بْن مشرف وَأبي عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي طَاهِر السِّلَفيّ وَغَيرهم ثُمَّ(1/274)
قفل إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ النّاس عَنْهُ وسمعوا مِنْهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا عالى الرِّوَايَة ثِقَة قَالَ ابْن عياد لَمْ ألق أفضل مِنْهُ وَكَانَ مجاب الدعْوَة حدث عَنهُ بِالسَّمَاعِ وَالْإِجَازَة جلة مِنْهُم أَبُو الْحُسَيْن بْن هُذَيْل وَأَبُو مُحَمَّد القليني وَأَبُو مَرْوَان بْن الصيقل وَأَبُو الْعَبَّاس الأقليشي وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو الْحَسَن بْن سَعْد الْخَيْر وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق الإشبيلي وَأَبُو بَكْر عَتيق بْن أَحْمَد بْن الخَصْم وَأَبُو جَعْفَر بْن مُوسَى وَأَبُو عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز وَأَبُو بَكْر بْن جزي وَغَيرهم ثُمَّ رَحل ثَانِيَة إِلَى الْمشرق مَعَ صهره أبي الْعَبَّاس الأُقليشي وَأبي الْوَلِيد بْن خِيَرَة الْحَافِظ سنة 542 وَقد نَيف عَلَى السّبْعين فَأَقَامَ بِمَكَّة مجاورا إِلَى أَن تُوُفّي بهَا عَنْ سنّ عالية سنة 549 أَكثر خَبره عَنِ ابْن عياد
950 - طَارق بْن مُوسَى بْن طَارق الْمعَافِرِي من أَهْل بلسنية وَمن ولد يَمَن بْن سَعِيد الْمعَافِرِي وَالِد جحاف بن يمن يكنى أباجعفر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ بَعْدَ الْعشْرين وَخَمْسمِائة وَعَن أبي الْأَصْبَغ بْن المرابط ورحل إِلَى أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد فَأخذ عَنْهُ بإشبيلية سنة 25 وَلَقي بمالقة أَبَا عَلِيّ مَنْصُور بْن الْخَيْر وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَأَبا الْحُسَيْن بْن الطراوة فَأخذ عَنْهُمْ وحدَّث بكتب أبي الْعَبَّاس الْمَهْدَوِيّ عَنِ ابْن أُخْت غَانِم عَنْ خَاله عَنْهُ وَسمع من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي تردده غازيًا عَلَى بلسنية وَمن أبي بَكْر بْن أَسد وطارق بْن يعِيش وَأبي مُحَمَّد القلِّيني وَأبي بَكْر بْن برنجال وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَفِي حَيَاة شَيْخه ابْن هُذَيْل وَكَانَ من أَهْل التجويد والإتقان والتقدم فِي هَذِهِ الصِّنَاعَة والتحقق بهَا وَلم يكن يحسن غَيرهَا أَخذ عَنْهُ أَبُو عَلِيّ بْن زلال وَأَبُو الْحَسَن بْن خيرة من شُيُوخنَا وَغَيرهمَا وَكَانَ يقرئ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع وَيُصلي التَّرَاوِيح فِي رَمَضَان وتولي الْحِسْبَة والمواريث وَقتل(1/275)
عِنْدَ بكوره إِلَى صَلاَة الْغَدَاة من يَوْمَ السبت كَذَا فِي جُمَادَى الأولى سنة 566 ذكره ابْن سُفْيَان وَغلط فِي اسْمه من قَبْلَ كنيته فَجعله فِي بَاب أَحْمَد وَمن خَبره عَنِ ابْن عياد
بَاب طالوت
951 - طالوت بْن عَبْد الجَبَّار بْن مُحَمَّد بْن أَيُّوب بْن سُلَيْمَان بْن صَالح بْن السَّمْح الْمعَافِرِي من أَهْل قرطبة وَكَانَ مَسْكَنه مِنْهَا بِقرب الْمقْبرَة المنسوبة إِلَيْهِ وبداخلها مَسْجده الْمَشْهُور بِهِ وَهُوَ خَال الْفَقِيه مُحَمَّد بْن عِيسَى الْأَعْشَى قريب الْفَقِيه أبي صَالح أَيُّوب بْن سُلَيْمَان بْن صَالح بن غَرِيب أخي طالوت كَانَ أحد من روى عَنْ مَالك بْن أنس ونظرائه ثمَّ خَالف على الْأَمِير الحكم بن هِشَام من أهل الربض وهرب وَله فِي استخفائه قصَّة وغريبة ذكرهَا ابْن الْقُوطِيَّة وَغَيره إِلَى أَن ظفر بِهِ الحكم فعفى عَنْهُ وَكَانَ بِمحل من الدّين وَالْعلم يغلب عَلَيْهِ الْفِقْه ذكره ابْن حَيَّان وَفِيه عَنِ الرّازيّ وسواهما وقرأت خَبره بِخَط أبي مُحَمَّد بْن نوح وَلَا يُعرف فِي الروَاة عَنْ مَالك
952 - طالوت بْن جراح الكلَاعِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا مُحَمَّد كتب مَعَاني الْقُرْآن لأبي إِسْحَاق الزَّجّاج وَقرأَهَا أَو قُرِئت من أَصله عَلَى أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أبي الْحُسَيْن القُرْطُبيّ القَاضِي بالثغر الشَّرْقِي وَكَانَ يَرْوِيهَا عَنْ أبي الْحُسَيْن أَحْمَد بْن مَحْبُوب بْن سُلَيْمَان الْبَغْدَادِيّ لقِيه بهَا فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة عَنْ مؤلفها ولطالوت هَذَا معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والغريب وعلَّم بذلك وَكَانَ صَاحب ضبط وإتقان رَحمَه الله
الْإِفْرَاد
953 - طريف مولى الْوَزير أَحْمد بن مُحَمَّد بن حدير من أهل قرطبة وَسكن نَاحيَة(1/276)
روطة إِلَى أَن تُوُفّي بهَا أَخذ كُتْبَ مُحَمَّد بْن مَسَرَّةَ الجبَلي وَلم يَلْقَهُ وَكَانَ من أَهْل الزّهْد وَالْخَيْر
954 - الطُّفَيْل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الطُّفَيْل الْعَبْدي المقرىء من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا نصر وَيعرف بِابْن عَظِيمَة أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أَبِيه أبي الْحَسَن مُحَمَّد وَعَن أبي الْحسن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأَجَازَ لَهُ وأدب بِالْقُرْآنِ وَكَانَ مجودًا ضابطًا من بَيت إقراء وَتَعْلِيم شهروا بِهِ ونسبوا إِلَيْهِ وَطَالَ عمره حَتَّى أَخذ عَنْه الْآبَاء وَالْأَبْنَاء حدَّث أَبُو عَلِيّ الشَّلْوبيني النَّحْويّ عَنْهُ وَهُوَ كنَّاه وَذَكَرَ أَنَّهُ أجَاز لَهُ مَا رَوَاهُ وَقَالَ ابْن الطيلسان لَقيته بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع الْمَنْسُوب لعدبَّس وجالسته وَأَجَازَ لي فِي رَمَضَان سنة 599(1/277)
حرف الظَّاء
955 - ظافر بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن أُميَّة بْن أَحْمَد الْمرَادِي من أَهْل أوريولة يعرف بِابْن المرابط ويكنى أَبَا الْحَسَن صحب القَاضِي أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وَسمع عَنْهُ وَمن غَيره توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس لصفر سنة 523 ومولده سنة 481
وَمن الغرباء
956 - ظَفَر البغداديّ سكن قرطبة وَكَانَ من رُؤَسَاء الوراقين المعروفين بالضبط وَحسن الْخط كعباس بْن عَمْرو الصّقليّ ويوسف البلوطي وطبقتهما واستخدمه الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فِي الوراقة ذكره ابْن حَيَّان(1/278)
حرف الْكَاف
بَاب الْكُمَيْت
957 - الْكُمَيْت بْن الْحَسَن يكنى أَبَا بَكْر سكن سرقسطة وَكَانَ من شعراء عماد الدّولة أبي جَعْفَر بْن المستعين بِاللَّه أبي أَيُّوب بن هود قَالَ الْحميدِي لَقيته وقرأت عَلَيْهِ كثيرا من شِعره
وَمِمَّنْ عرف بكنيته
958 - أَبُو الكُمَيت الأندلسيّ الزَّاهد كَانَ جوالاً فِي الأَرْض كثير السياحة يصحب الصُّوفيّة حكى عَنْهُ أَبُو الفَرَج الجَوْزِيّ الْوَاعِظ فِي بَعْض مصنفاته مَا يدل عَلَى فَضله وعقله وَأسْندَ ذَلِك إِلَيْهِ
اسْم مُفْرد
959 - الكَوثر بْن سُلَيْمَان بْن الطُّفَيْل بْن عَبَّاس بْن مُعَاوِيَة بْن المضاء بْن عَبَّاس بْن عَامر بْن الطُّفَيْل الْعَبْدي من أَهْل إشبيلية كَانَ من أَهْل الْقُرْآن وَمِمَّنْ يؤم بِهِ ذَكَرَهُ الرّازيّ
وَمن الكنى
960 - أَبُو الْكَامِل الْمَعْرُوف بالسالمي الْحَكِيم حكى عَنْهُ أَبُو دَاوُد المؤَيَّدي فِي حفظ أَبُو عَمْرو المقرىء وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ سَاكِنا مَعَه رَفِيقًا لَهُ(1/279)
حرف اللَّام
961 - لُبُّ بْن عَبْد الجَبَّار بْن عَبْد الرَّحْمَن من أَهْل شنتمرية الشرق يعرف بِابْن وَرَهْزَنَ ويكنى أَبَا عِيسَى سَمِعَ من أَبِيه وَمن القَاضِي أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ لقِيه بِكُولْيَة من الثغور الشرقية حِين غَزَاهَا مَعَ الْأَمِير أبي بَكْر بْن عَلِيّ بْن يُوسُف بْن تاشفين فِي جُمَادَى الآخِرَة سنة 522 وَسمع أَيْضا من أبي مَرْوَان بْن غَرْدَيْ وَولي الْأَحْكَام بشاطبة ثُمَّ وُلّي قَضَاء بَلَده شَنْتَمَرَيَةَ بِأخرَة من عمره مُضَافَة إِلَى البُوْنت من أَعمال بلسنية وتُوُفيّ سنة 538 وَقد نَيف عَلَى السِّتين ذكره ابْن عياد وروى عَنْهُ
962 - لب بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَذِير الفِهري من أَهْل شنتمرية الشرق أَيْضا وَسكن بلسنية يكنى أَبَا عِيسَى روى عَنْ أَبِيه أبي مَرْوَان وَمَا أرَاهُ سَمِعَ من سواهُ وَولي قَضَاء بَلَده وراثة عَنْ أَبِيه ثُمَّ سُعي بِهِ إِلَى السّلطان فغربه عَنْ وَطنه وَأَسْكَنَهُ حَضرته بلنسِيَّة إِلَى أَن تُوُفّي بهَا بعد سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْعَطاء وهْب بْن لب
963 - لب بْن مُحَمَّد بْن سِرحان بْن سيد النّاس الْمعَافِرِي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عِيسَى حدَّث عَنْ عَمه عَبّاد بْن سِرحان ووقفت عَلَى السماع مِنْهُ وَالْأَخْذ عَنْهُ من خطه(1/280)
964 - لب بْن خَلَف بْن سَعِيد الْمعَافِرِي أندلسي رَحل حَاجا فلقي أَبَا طَاهِر السِّلَفيّ وَحكى عَنْهُ أَبُو طَاهِر فِي بَعْض معلقاته من كتاب ابْن نقطة
965 - لب بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَدُود بْن غَالب بْن زنون من أَهْل مُرْبَيطَرَ يكنى أَبَا عِيسَى روى عَنِ القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيره وَمَال إِلَى الْأَدَب وعني بصناعة النّظم فبرع وأبدع وَسمعت أَبَا الرّبيع بْن سَالم يثني عَلَيْهِ وأنشدني من شِعره وَلم يذكر تَارِيخ وَفَاته
966 - لب بْن عَبْد اللَّه بْن لب بْن أَحْمَد الرصافي رصافة بلنسِيَّة يكنى أَبَا عِيسَى أَخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي الْحَسَن بْن النَّعمة وَغَيره وعلَّم بهَا وَكَانَ قَائِما عَلَى شرح ابْن بابشاذ لجمل الزجاجي وَعِنْده تعلم كثيرٌ من شُيُوخنَا وَكَانَت وَفَاته فِي نَحْو التسعين وَخَمْسمِائة 590
967 - لب بن حسن بْن أَحْمَد التجِيبِي من أَهْل بلسنية يكنى أَبَا عِيسَى وَيعرف بِابْن الْخصم أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بْن نُمارة وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي جَعْفَر بن طَارق وَأخذ قِرَاءَة نَافِع عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ رَجُلاً صَالحا يشار إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة أَخذ عَنْه أَبُو بَكْر بْن مُحرز وَهُوَ وَصفه لي وَأَبُو مُحَمَّد بْن مطروح وَأَبُو الْقَاسِم بن الْوَلِيّ وَغَيرهم وتُوُفيّ بدانية قَبْلَ سنة 610
968 - لب بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد من أَهْل شاطبة يعرف بالبلنسي لِأَن أَصله مِنْهَا ويكنى أَبَا عِيسَى صحب أَبَا عُمَر بْن عَاتٍ ولازمه طَويلا وَسمع مِنْهُ جلّ رواياته وروى أَيْضا من شُيُوخنَا عَن أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَغَيرهم وَكَانَ من(1/281)
أَهْل الثِّقَة وَالْعَدَالَة ذَاكِرًا للْحَدِيث صَاحب أصُول عتيقة وَقد حدَّث وأُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ بشاطبة فِي غرَّة جُمَادَى الأولى إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة
الْإِفْرَاد
969 - اللَّيْث بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اللَّيْث من أَهْل قرطبة كتب عَنْ أَبِيه أبي عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد وروى عَنهُ مَعَ أبي مُحَمَّد بْن خزرج وَكَانَ الْغَالِب عَلَى أَبِيه علم الْأَدَب من كتاب ابْن بشكوال
970 - لاوي بْن إِسْمَاعِيل بْن ربيع بْن سُلَيْمَان يكنى أَبَا الْحَسَن من أَهْل طرطوشة وحدِّثت أَن أَصله من غرب العدوة صحب أَبَا دَاوُد المقرىء وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ كثيرا ولازمه بدانية وَغَيرهَا من سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ إِلَى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَله أَيْضا سَماع من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي مقدمه من الْمشرق وَحضر ذَلِكَ أَبُو دَاوُد وبخطه قرأته(1/282)
حرف الْمِيم
بَاب مُحَمَّد
971 - مُحَمَّد بْن أَوْس بْن ثَابت الْأَنْصَارِيّ تَابِعِيّ دَخَلَ الأندلس يروي عَنْ أبي هُرَيْرَةَ قرأته بِخَط ابْن حُبَيْش وَقَالَ أَبُو سَعِيد بْن يُونُس مُحَمَّد بْن أَوْس الْأَنْصَارِيّ يروي عَنْ أبي هُرَيْرَةَ روى عَنْهُ الحَرِث بْن يزِيد وَمُحَمّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن ثَوْبَان وَكَانَ غزا الْمغرب والأندلس مَعَ مُوسَى بْن نصير وَقَالَ الْحميدِي كَانَ من أَهْل الدِّين وَالْفضل مَعْرُوفا بالفقه وَلِيَ بحرَ إفريقية سنة ثَلَاث وَتِسْعين وغزا الْمغرب والأندلس مَعَ مُوسَى بْن نصير فِي مَا حَكَاهُ أَبُو سَعِيد صَاحب تَارِيخ مصر وَكَانَ عَلَى بَحر تونس فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَة عَلَى مَا حَكَاهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم ولمّا قُتِل يزِيد بْن أبي مُسْلِم وَالِي إفريقية اجْتمع رَأْي أَهلهَا عَلَيْهِ فولوه أَمرهم وَذَلِكَ فِي خلَافَة يزِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان إِلَى أَن ولي بِشْر بْن صَفْوَان الْكَلْبِيّ إفريقية وَكَانَ عَلَى مصر فَخرج إِلَيْهَا واستخلف أَخَاهُ حَنْظَلَة
972 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَشْجَعِيّ قدمه الهَيْثَم بْن عُبَيْد الْكلابِي وَالِي الأندلس عِنْدَ مَوته وتخيَّره لذَلِك وَكَانَ فَاضلا فصلَّى بِالنَّاسِ شَهْرَيْن إِلَى أَن قَدِمَ عَبْد الرَّحْمَن بْن(1/283)
عَبْد اللَّه الغافقي واليًا من قِبَل عُبَيْد اللَّه بْن الحبحاب صَاحب إفريقية الْمغرب فَدَخلَهَا فِي صَفَر سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة ذكره ذَلِكَ ابنُ بشكوال فِي بَعْض تواليفه
973 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَيْن الأوْدِي من أَهْل أُكْشُونْبَةَ غربي الأندلس يكنى أَبَا مُضر ولاه عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة قَضَاء الْجَمَاعَة بقرطبة وَذَلِكَ فِي المُحَرَّم سنة سبعين وَمِائَة وَأقَام أشهرًا ثُمَّ استعفى فأعفاه ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع فِي رحلته من مَالك بْن أنس وَانْصَرف وَمَات عَنْ سنّ عالية سنة 183 ذَكَرَ وَفَاته ابْن حَيَّان عَنِ الرّازيّ وَنسبه وَسَائِر خَبره عَنْ غَيره وَذَكَرَه ابْن شعْبَان فِي الروَاة عَنْ مَالك وَحكى أَنَّهُ روى عَنْهُ من قُطِع لسانُه السُّؤني بِهِ عَاما وَأَن مَالِكًا قَالَ لَهُ قَدْ بَلغنِي أَن بالأندلس من نَبَتَ لِسَانه فَإِن لَمْ يَنْبُت أقيد
974 - مُحَمَّد بْن بشير بْن مُحَمَّد الْمعَافِرِي كَذَا نسبه ابْن الفَرَضيّ فِي بَعْض معلقاته أَصله من جندباجة من غرب مصر ولاه الحكم بْن هِشَام قَضَاء الْجَمَاعَة بقرطبة بَعْدَ المصعب بْن عِمْرَانَ ثُمَّ صرفه وَولي مَكَانَهُ الفَرَج بْن كنَانَة وَعَن ابْن حَارِث قَالَ أَحْمَد بْن خَالِد طلب مُحَمَّد بْن بشير الْعلم بقرطبة عِنْدَ شُيُوخ أَهلهَا حَتَّى أَخذ مِنْهُ بحظٍّ وافر ثُمَّ كتب لأحد أَوْلَاد عَبْد الْملك بْن عُمَر المرواني لمظلمة نالته عَلَى وَجه الِاعْتِصَام بِهِ وَتصرف مَعَه تَصرفا لطيفًا ثُمَّ انقبض عَنْهُ وَخرج حَاجا قَالَ ابْن حَارِث وَكتب مُحَمَّد بْن بشير فِي حداثته للْقَاضِي مُصْعَب بْن عِمْرَانَ ثُمَّ خَرَجَ حَاجا فلقي مَالك بْن أنس وجالسه وَسمع مِنْهُ وَطلب الْعلم أَيْضا بِمصْر ثمَّ انْصَرف فَلَزِمَ ضيعته فِي باجة وَقَالَ ابْن حَيَّان إِنَّهُ استقُدم من باجة للْقَضَاء بِرَأْي الْعَبَّاس بْن عبد الْملك وَحكى أَنَّهُ كتب لِأَخِيهِ إِبْرَاهِيم وَقَالَ فِي نسبه مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن بشير بْن شرَاحِيل ذَكَرَ ذَلِكَ فِي انتخابه من أَخْبَار القُضاة وَقَالَ ابْن شعْبَان فِي الروَاة عَنْ مَالك من أَهْل الأندلس مُحَمَّد بْن بشير بن(1/284)
سرافيل الْمعَافِرِي وُلّي الْقَضَاء وَكَانَ رَجُلاً صَالحا وبِعَدْلِهِ تُضرب الْأَمْثَال وَهُوَ من أَهْل باجة واستوطن قرطبة وتُوُفيّ سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة أغفله ابْن الفَرَضيّ وَذَكَرَ سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن بشير
975 - مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن شرَاحِيل الْمعَافِرِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا سَعِيد وُلّي قَضَاء جيان وأستجة وأصل أَبِيه من باجة وَقد وُلّي قَضَاء الْجَمَاعَة وَنزل فِي درب الفَضْل بْن كَامِل عَنِ ابْن حَيَّان وَيَنْبَغِي أَن يُتأمل
976 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن دِينَار الغافقي من أَهْلَ قرطبة كَانَ فَقِيها زاهدًا وَحج وَحضر افْتِتَاح اقريطس فاستوطنها عَنِ الرّازيّ
977 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن يحيى بْن كثير اللَّيْثِيّ حَلِيف لَهُمْ من أَهْل قرطبة خَرَجَ حَاجا وَلَقي سَحْنُون بْن سَعِيد بإفريقية وَلَقي بِمصْر رجَالًا من أَصْحَاب مَالك فَسمع مِنْهُم وعُرف بالفقه والزهد وجاور بِمَكَّة توفّي هُنَالك ولمّا أَتَى نعيُه إِلَى أَبِيه وجد عَلَيْهِ وجدا شَدِيدا ذكره الرّازيّ
978 - مُحَمَّد بْن مَرْوَان بن خطاب وعميرة بْن عَبْد الجَبَّار بْن خطاب بْن مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بْن الحكم من أَهْلَ تدمير وَهُوَ الْمَعْرُوف بِأبي جَمْرَة عَلَى مَا ألفيت بِخَط شَيخنَا أبي بَكْر بْن أبي جَمْرَة رَحل حَاجا هُوَ وابناه خطاب وعميرة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وسمعوا ثَلَاثَتهمْ من سَحْنُون بْن سَعِيد الْمُدَوَّنَة بالقيروان ذكر ذَلِكَ ابْن الفَرَضيّ فِي تَارِيخه وسمى عميرَة مِنْهُم فِي بَابه وأغفل أَبَاهُ وأخاه وقرأت بِخَط أَبِي عَمْرو بن عبد الْبر حجّ مُحَمَّد بْن مَرْوَان مَعَ ابنيه عميرَة وخطاب وَسمع مَعَهُمَا الْمُدَوَّنَة من سَحْنُون وأدركوا أصبغ بْن الفَرَج وَأخذُوا عَنْهُ وَكَانَ شَيخنَا أَبُو بكر يَقُول إِذْ انْتهى بنسبه إِلَى عَبْد الْملك بْن أبي جَمْرَة وَعبد الْملك هَذَا سَمِعَ بالقيروان من سَحْنُون بْن سَعِيد وسندي عَنْهُ بِحَسب النِّسْبَة إِلَيْهِ فَهُوَ ثَالِث لَهما
979 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن حبيب السُّلَميّ من ولد الْعَبَّاس بْن مرداس رَضِيَ(1/285)
اللَّه عَنْهُ من أَهْل قرطبة روى عَنْ أَبِيه وحدَّث وَكَانَ عَالما فَاضلا وعَقُب عَبْد الْملك من وَلَده مُحَمَّد هَذَا إِذْ تُوُفّي سَعِيد وَعبد اللَّه وَلم يعقبا وتُوُفيّ عُبَيْد اللَّه شَابًّا لَمْ يكتهل وَقَالَ بَعْض أَهْل الْعلم أَعلَى الروَاة عَنْ عَبْد الْملك ابنُه عُبَيْد اللَّه ثُمَّ سَعِيد بْن النمير ثُمَّ مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك ثُمَّ يُوسُف بْن يحيى المغامي من خطّ أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وإفادة أبي عَبْد اللَّه بْن عتاب
980 - مُحَمَّد بْن أَرقم السَبائي من أَهْل قرطبة كَانَ مِمَّن يبصر الْعَرَبيَّة والحساب ويتفنن فِيهِ وأدب القَاسِم وَأصبغ وَعُثْمَان أَوْلَاد الْأَمِير مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ذكره ذَلِكَ الرّازيّ وَغَيره
981 - مُحَمَّد بْن قَمر من أَهْل قرطبة روى هُوَ وَأَخُوهُ عَبْد اللَّه بْن قمر عَنْ عَبْد الْملك بْن حبيب وزُوَج أحدُهما ابنةَ عَبْد الْملك بَعْدَ وَفَاته ذكر ذَلِكَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عتاب وَذَكَرَ ابْن الفَرَضيّ عَبْد اللَّه مِنْهُمَا وَقَالَ كَانَت ابْنَة عَبْد الْملك بْن حبيب تَحْتَهُ
982 - مُحَمَّد بْن أَيمن بْن فَرَجُون وَيُقَال فِيهِ فَرَج مولى الْأَمِير هِشَام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة من أَهْل قرطبة صحب أَخَاهُ عَبْد الْملك بْن أَيمن فِي رحلته وسماعه من سَحْنُون بْن سَعِيد بالقيروان وَمن أبي الطَّاهِر أَحْمَد بْن عَمْرو بْن السَّرْح بِمصْر وَمن غَيرهمَا وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن حكى عَنْهُ أَبُو عَبْد الْملك بْن عَبْد الْبر وَوَصفه بالورع وَقَالَ الرّازيّ كَانَ من الْمَشْهُورين فِي التَّأْدِيب وَكَانَ عِنْدَهُ فِيهِ حذق وتقريب
983 - مُحَمَّد بْن يُوسُف الجُمَحِي من أَهْل شذونة من حَاضِرَة قَلَسَّانة وُلّي قَضَاء إشبيلية فِي سنة ثَلَاث وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فَلم يزل قَاضِيا إِلَى ولَايَة الْأَمِير عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد فأمضاه عَلَى الْقَضَاء إِلَى أَن خَرَجَ مَعَ وَلَده الْأَمِير مُحَمَّد بن عبد الله فِي سنة سِتّ وَسبعين ذكره ابْن حَارِث
984 - مُحَمَّد بن حزم من أَهْلَ قرطبة روى عَنْ بَقِي بْن مخلد رِوَايَته وَأَخذهَا عَنْهُ(1/286)
وَعَن مُحَمَّد بْن وضاح وَكَانَ راوية للأدب والطرف نقل جَمِيع كتب مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْغَازِي عَنْهُ وكُتِبَ مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام الْخُشَنِي وَلم يكن قبله أجمع للدواوين مِنْهُ وَلَا أَصْبِر عَلَى الْكتاب وَلَا أدوم عَلَى النّظر وَكَانَ خيرا فَاضلا مُتَقَدما مبرزًا وَخرج حَاجا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فَأَدْرَكته الْوَفَاة فِي مسيره وَقد ركب الْبَحْر فَكفن وصُلِّي عَلَيْهِ وَأُلْقِي فِي الْبَحْر وَهُوَ الَّذِي أدب أَحْمَد بْن بَقِي وَمُحَمّد بْن هَاشم الأُقُشْتين وَكَانَ أَبُوهُ معلم عَامَّة وَكَانَت لَهُ أُخْت تؤدب أَيْضا وتجمعهم كلهم فِي التَّعْلِيم دَار وَاحِدَة قَالَه الرَّازِيّ وَوَصفه بتدوين كلّ أَمر وتاريخ كلّ خبر وَذكره ابْن الفَرَضيّ مُخْتَصرا وَأورد رِوَايَته عَنْ يحيى بْن مزين وقاسم بْن مُحَمَّد وإبان بْن عِيسَى بْن دِينَار
985 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عَامر مُحَمَّد بْن وليد بْن يزِيد بْن عَبْد الْملك الْمعَافِرِي من أَهْل قرطبة وَأَصله من الجزيرة الخضراء هَكَذَا نسبه ابْن حَارِث وَقَالَ استقضاه الْأَمِير عَبْد اللَّه يَعْنِي عَلَى إشبيلية سنة اثْنَتَيْنِ وَمِائَتَيْنِ فِي ربيع الآخِرَة وَبَقِي قَاضِيا إِلَى شهر رَمَضَان سنة تسعين فَكَانَت ولَايَته ثَمَانِي سِنين وَسِتَّة أشهر وَكَانَت الصَّلاة فِي أَيَّامه إِلَى غَيره وَقَالَ غَيْر ابْن حَارِث فِي نسبه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَامر بْن أبي عَامر وَهُوَ جد الْمَنْصُور أَبُو أَبِيه
986 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سعدون لَهُ رحْلَة روى فِيهَا عَنْ مُحَمَّد بْن سَحْنُون حدَّث عَنْهُ أَبُو الفَرَج عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْوَارِث الطليطلي من برنامج حَاتِم الطرابلسي
987 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْخَالِق الغساني من أَهْل البيرة قَدِم عَلَى النَّاصِر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد فِي أول خِلَافَته صَدرا فِي أَهْل الكورة وهم جند دمشق وَقد نصحهمْ وحضهم عَلَى الدُّخُول فِي الطَّاعَة فاستقضاه عَلَيْهِمْ فِي النّصْف من شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاث مائَة فَهُوَ أول قَاض استقضاه من كتاب ابْن حَيَّان
987 - مُحَمَّد بْن نصر الجُهَيني من أهل سرقسطة وَأَبوهُ نصر الَّذِي انْتقل إِلَيْهَا من(1/287)
قرطبة عِنْد هيج أهل اربض وَهُوَ أَخُو إِبْرَاهِيم بْن نصر قَالَ ابْن الفَرَضيّ شاركَهُ فِي رحلته يَعْنِي الَّتِي سَمِعَ فِيهَا من مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يزِيد الْمُقْرِئ وَيُونُس بْن عَبْد الْأَعْلَى وَمُحَمّد بْن إِسْمَاعِيل التزمذي والحرث بْن مِسْكين والمزني وَالربيع بْن سُلَيْمَان صَاحِبي الشّافعيّ وَمُحَمّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الحكم وَأبي الطَّاهِر بْن السَّرْح وَجَمَاعَة سواهُم وَلَا أعلم إِن كَانَ بلغ مبلغ الْأَخْذ عَنْهُ أم لَا
989 - مُحَمَّد الأسَدِيُ من أَهْل طليطلة يعرف بِابْن بُنْكَلْش وَصفه الصاحبان بالزهد وَالْفِقْه وَقَالا فِيهِ راوية الْحَرْث بْن مِسْكين وَغَيره وحدثا عَنْ مُحَمَّد بْن نصر مَوْلَاهُ قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي جَعْفَر بْن مَيْمُون مِنْهُمَا
990 - مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن خُمير بْن عَبْد الرَّحْمَن من أَهْلَ قرطبة روى عَنْ أَبِيه وَهُوَ تولى الصَّلاة عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاته فِي صَفَر سنة إِحْدَى وَثَلَاث مائَة وَلَا أعلمهُ حدَّث بعضه عَنِ ابْن الفَرَضيّ
991 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن خيرون الْمعَافِرِي أندلسي سكن القيروان يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عرضا عَنْ أبي بَكْر عَبْد اللَّه بْن مَالك بْن سيف وَإِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النّحّاس وَمُحَمّد بن سعيد الْأنمَاطِي وَعبيد بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِرِجَال وَسمع من عِيسَى بْن مِسْكين وَكَانَ إِمَامًا فِي قِرَاءَة نَافِع عُثْمَان بْن سَعِيد ثِقَة مَأْمُونا قَدِم القيروان واستوطنها وأقرأ بهَا فِي مَسْجده الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بالزيادية وَكَانَ يَأْخُذ أخذا شَدِيدا عَلَى مَذْهَب المشيخة من أَصْحَاب ورش روى الْقِرَاءَة عَنْهُ عَامَّة أَهْل القيروان وَسَائِر الْمغرب فَمِمَّنْ اشْتهر بِالنَّقْلِ عَنْهُ ابناه مُحَمَّد وَعلي وَأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن بَكْر وَأَبُو بكر الهواري الْمعلم وَعبد الحكم بْن إِبْرَاهِيم وَعلي بْن أَحْمد البجاني توفّي بِمَدِينَة سوسة وَكَانَ قَدْ أوطنها يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِلنِّصْفِ من شعْبَان سنة ستٍّ وَثَلَاث مائَة ذكره أَبُو عَمْرو الْمُقْرِئ وَذَكَرَ ابْن الفَرَضيّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خيرون وكناه أَبَا جَعْفَر وَسَماهُ فِي الغرباء وَحكى(1/288)
مَا حَكَاهُ أَبُو عَمْرو فِي وَفَاة هَذَا وَغير ذَلِكَ وَلَا أَدْرِي من المُصيب مِنْهُمَا وَذكره أَيْضا عَتيق بْن خَلَف القيرواني فِي كتاب الافتخار من تأليفه وَقَالَ كَانَ ثِقَة كريم الْأَخْلَاق سمح النَّفس إِمَامًا فِي الْقرَاءَات أول من قَدِمَ بتحقيق قِرَاءَة نَافِع وَكَانَ قَدْ حجّ وَسمع من عِيسَى بْن مِسْكين الحَدِيث قُرئ عَلَيْهِ بالقيروان وسُوسة إِذْ وطنها وَكَانَ وَاحِد أَئِمَّة زَمَانه فِي عَلَمُ الْقُرْآن
992 - مُحَمَّد بْن مُفلت الجياني لَهُ رحْلَة لَقِي فِيهَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّاء الرّازيّ الطَّبِيب صَاحب التواليف سنة سبْعٍ وَثَلَاث مائَة وَكَانَ تَاجِرًا حكى عَنهُ الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَمن خطه اسْتُفِيدَ ذَلِكَ وَفِي تَارِيخ ابْن الفَرَضيّ مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن مفلت الكِنَانيّ من أَهْل قرطبة أحد الروَاة عَنِ ابْن وضاح وَهُوَ غَيْر هَذَا
993 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَرقم السَبائي من أَهْل قرطبة كَانَ من أَهْل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَالْكَلَام فِي مَعَاني الشّعْر وأدب الْخَلِيفَة النَّاصِر عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد فِي أيّام جَدّه الْأَمِير عَبْد اللَّه فَلَمّا ولي الْخلَافَة شرفه وَقدمه إِلَى خدمته وَله رد عَلَى عُبَيْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى فِي مجْلِس إسماعه وَهُوَ أحد الروَاة عَنْهُ أوردهُ الزَّبِيديّ وَعنهُ أَكثر خَبره وسائره عَنِ الرّازيّ وَقد تَقَدَّمَ ذكر أَبِيه
994 - مُحَمَّد بْن وليد بْن سَعِيد من أَهْلَ قرطبة سَمِعَ من مُحَمَّد بْن وضاح ذكره أَبُو عَبْد اللَّه بْن مفرج فِي الروَاة عَنْهُ وَفِي الطَّبَقَة الأولى من أَصْحَابه
995 - مُحَمَّد بْن مُجَاهِد يروي عَنْ أبي إِسْحَاق بْن باز وَأبي عُمَر المغامي روى عَنهُ أَبُو عبد الله بن عيشون الطليطلي من خطّ أبي جَعْفَر بن مَيْمُون
996 - مُحَمَّد بن خَالِد الْأمَوِي من أهل قرطبة سَمِعَ من ابْن وضاح قَالَه ابْن مفرج وَذكره فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من الروَاة عَنهُ
997 - مُحَمَّد بن حَامِد الْمُؤَدب من أهل قرطبة كَانَ من أَصْحَاب بَقِي بْن مخلَد(1/289)
وَحكى الرَّازِيّ عَنهُ قَالَ كُنَّا إِذَا ذكرنَا أَبنَاء الْخُلَفَاء أوضع الشَّيْخ بَقِي فِي ذَكَرَ الْوَلَد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد وَوَصفه بِالصِّفَاتِ الجميلة والمذاهب الرضية
998 - مُحَمَّد بْن وهْب من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن الصيقل صحب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الْجبلي وَكَانَ دونه فِي السن ورافقه فِي طَرِيق الْحَج وَكَانَ خيرا فَاضلا مُجْتَهدا تُوُفّي يَوْمَ الْأَرْبَعَاء ودُفِن يَوْمَ الْخَمِيس لثلاث بَقينَ من ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة
999 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل النَّحْويّ من أَهْل قرطبة وَلَيْسَ بالحكيم كَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالشعر وَكَانَ يُؤَدب بِمَسْجِد مُتْعَة ذكره الزَّبِيديّ
1000 - مُحَمَّد بْن أبي عِلاقة البواب من أَهْل قرطبة كَانَت لَهُ رحْلَة إِلَى الْمشرق لَقِي فِيهَا جمَاعَة من أَهْل الْعلم وَأخذ عَنْ أبي إِسْحَاق الزجاجي وَأبي بَكْر بن الْأَنْبَارِي وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الْأَخْفَش وَأبي عبد الله نفطويه وَغَيرهم ذكره الرَّازِيّ وَقَالَ تُوُفّي يَوْمَ الثُّلَاثَاء مستهل جُمَادَى الأولى سنة خمس وَعشْرين وثلاثمائة من خطّ أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وكنَّى أَبَاهُ وَقَالَ وَلم يذكرهُ ابْن الفَرَضيّ وَقَالَ أَبُو عبد الله بن أبي الْخِصَال فِيهِ ابْن علاقَة غَيْر مكنى وَحكى أَنَّهُ سَمِعَ من الْأَخْفَش الْكَامِل للمبرد قَالَ وَصَارَ كِتَابه إِلَى الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الحكم بْن عَبْد الرَّحْمَن وَقَالَ الحكم لَمْ يَصح كتاب الْكَامِل عندنَا بِرِوَايَة إلاّ من قَبْلَ ابْن عِلاقة وَكَانَ ابْن جَابِر الإشبيلي قَدْ رَوَاهُ قَبْلَ بِمصْر بِمدَّة وَمَا علمت أحدا رَوَاهُ غَيرهمَا
وَكَانَ ابْن الْأَحْمَر الْقُرَشِيّ يذكر أَنَّهُ رَوَاهُ وَكَانَ صَدُوقًا وَلَكِن كِتَابه ضَاعَ وَلَو حضر ضاهى الرجلَيْن الْمُتَقَدِّمين
1001 - مُحَمَّد بْن أبي رَبَاح الزَّاهد من أَهْل قرطبة سَمِعَ من ابْن وضاح ذكره ابْن مفرج فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من رِوَايَته(1/290)
1002 - مُحَمَّد بن زَكَرِيَّاء من أهل إشبيلية يعرف بِابْن الطنجية كَانَ أديبا إخباريا حكى عَنهُ أَبُو بكر بن الْقُوطِيَّة فِي تَارِيخه
1003 - مُحَمَّد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن حجاج بن حبيب بن عُمَيْر اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية حدَّث الزَّبِيديّ عَنْهُ عَنْ أَبِيه أَن أَبَا مُحَمَّد الأَعَرَابِي العامري الْوَارِد عَلَيْهِمْ قَالَ لَهُ يَوْمًا يَا أَبَا عَمْرو تَقول للْمَرْأَة أَنْت تَوَدين كَذَا فَكيف تَقول للنسوة فقد اخْتَلَط ذَلِك عَلِيّ بِسَبَب دخولي أمصاركم ومخالطتي لَكُمْ وَكَانَ قَلِيل الِالْتِفَات إِلَى أَهْل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ فَقلت فِي نَفسِي الْحَمد لله الَّذِي أَخْرَجَهُ إليَّ ثُمَّ قلتُ يَا أَبَا مُحَمَّد فِي ذَلِكَ لُغَات الْعَرَب تَقول للنسوة أنتن تَوْدَدْن وتَأْدَدَن وتيددن وتِيدَدْنَ كلّ ذَلِكَ تَقوله الْعَرَب
1004 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حسان الْأَنْصَارِيّ أندلسي الأَصْل سكن القيروان يعرف بِابْن أبي المنظور ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل وَسمع إِسْمَاعِيل القَاضِي وَأَبا مُحَمَّد بْن قُتَيْبَةَ والحرث بْن أبي أُسَامَة وَأَبا يَعْقُوب الدِّبري روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن أبي هَاشم وَابْن التبَّان الْفَقِيه وَغَيرهمَا وَولي الْقَضَاء بالقيروان لإسماعيل الشيعي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة وتُوُفيّ وَهُوَ يَتَوَلَّاهُ يَوْمَ السبت لعشر بَقينَ من المُحَرَّم سنة سبْعٍ وَثَلَاثِينَ ودُفِن بِبَاب سَلَم من كتاب الافتخار لعتيق بْن خَلَف ووقفت أَنَا عَلَى تحديث ابْن عيشون الطليطلي عَن لقِيه بالقيروان وَهُوَ حكى تحديثه عَنِ الدبرِي وَإِسْمَاعِيل القَاضِي
1005 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عروس من أهل مورور يكنى أَبَا عبد الله كَانَ دَقِيق النّظر فِي الْعَرَبيَّة بَصيرًا بالعروض وَعلم الْحساب وَتُوفِّي حَدثا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة ذكره الزبيدِيّ
1006 - مُحَمَّد بن زيد مولى الْأَمِير عبد الرَّحْمَن بن الحكم من أَهْل قرطبة يكنى(1/291)
أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ الْحَكِيم مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ صَحِيح الرِّوَايَة للشعر ذكره الزَّبِيديّ
1007 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن إِسْحَاق بْن يحيى بْن يحيى بْن كثير اللَّيْثِيّ من أَهْل قرطبة روى عَنْ سلفه وعني يالعلم وَألْحق بِأَهْل الشورى ذكره الرّازيّ
1008 - مُحَمَّد بْن هِشَام بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن الْأَمِير الحكم الربضي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر كَانَ أديبًا شَاعِرًا وَكَانَ فِي أيّام النَّاصِر وَألف كتابا فِي أَخْبَار الشُّعَرَاء بالأندلس ذكره الْحميدِي
1009 - مُحَمَّد بْن عقيل من أَهْل إستجة وَسكن قرطبة اخْتلف إِلَى الْفُقَهَاء وَأخذ عَنْهُمْ وَكَانَ بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ راوية للشعر متصرفًا أدب عَنْد القَاضِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي عِيسَى ثُمَّ عِنْدَ الزجاجلة ذكره الرّازيّ
1010 - مُحَمَّد بْن المكفوف الْقُرَشِيّ مَوْلَاهُم يعرف بِابْن الْأَصْفَر ويكنى أَبَا عَبْد الله سكناهُ بإشبيلية ثُمَّ سكن قرطبة وَكَانَ مؤدبًا بِالْقُرْآنِ والنحو وَالشعر مشاركًا فِي علم الْكَلَام وَغير ذَلِكَ أديبًا شَاعِرًا ذكره الزَّبِيديّ
1011 - مُحَمَّد بْن حزم بْن بَكْر التُّنوخيّ من أَهْل طليطلة وَسكن قرطبة يعرف بِابْن المَدِينيّ سَمِعَ من أَحْمَد بْن خَالِد وَغَيره وَصَحب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الْجبلي قَدِيما واختص بمرافقته فِي طَرِيق الْحَج ولازمه بَعْدَ انْصِرَافه وَكَانَ من أَهْل الْوَرع والانقباض وَحكى عَنْ مَسَرَّة أَنَّهُ كَانَ فِي سكناهُ المَدِينَةِ يتتبع آثَار النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ودله بَعْض أَهْل المَدِينَةِ عَلَى دَار مَارِيَة أم إِبْرَاهِيم سَرِيَّة النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقصد إِلَيْهَا فَإِذا دويرة لَطِيفَة بَيْنَ الْبَسَاتِين بشرقي الْمَدِينَة عرضهَا وطولها وَاحِد قَدْ شقّ فِي وَسطهَا بحائط وفرش عَلَى حائطها خشب غليظ يرتقى إِلَى ذَلِك الْفرش عَلَى خَارج لطيف وَفِي أَعلَى ذَلِكَ بيتان وسقيفة كَانَتْ مقْعد النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّيف قَالَ رَأَيْت أَبَا عبد الله بَعْدَمَا صلّى فِي الْبَيْتَيْنِ والسقيفة وَفِي كلّ(1/292)
نَاحيَة من نواحي تِلْكَ الدَّار ضَرب أحد الْبَيْتَيْنِ بِشِبْره فكشفته بَعْدَ انصرافي وَهُوَ سَاكن فِي الْجَبَل عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْت الَّذِي تراني فِيهِ بنيته عَلَى تِلْكَ الْحِكَايَة فِي الْعرض والطول بِلَا زِيَادَة وَلَا نُقْصَان
1012 - مُحَمَّد بْن أصبغ الْكَاتِب من سَاكِني إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر كَانَ من أَهْل الْعلم باللغة وَالشعر ذَا حَظّ من الْعَرَبيَّة جيّد الضَّبْط حَسَن التَّقْيِيد شَاعِرًا مطبوعًا سهل الْكَلَام سَبِط اللَّفْظ تُوُفّي فِي شهر ربيع الأوّل سنة خمس وَخمسين وثلاثمائة عَنِ الزَّبِيديّ
1013 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن صَالح بْن تَمام العذري من أَهْل سرقسطة يعرف بِابْن فورتش وَسليمَان هُوَ الْمَعْرُوف بذلك وَهُوَ جد القَاضِي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد رَحل حَاجا وَلَقي مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن اللباد وَغَيره وَولي قَضَاء سرقسطة بَلَده وتطيلة وأعمالها للناصر وَابْنه الْمُسْتَنْصر بِاللَّه بعضه عَنِ ابْن حَارِث
1014 - مُحَمَّد بْن وليد بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بن أبي حمرَة من أَهْل مرسية حدَّث عَنْ أَبِيه بالمدونة لسَحْنُون وحدَّث عَنْهُ ابْنه وليد بْن مُحَمَّد قَالَه شَيخنَا أَبُو بكر بن أبي حمرَة
1015 - مُحَمَّد بن أصبغ النَّحْوِيّ الضَّرِير من أهل قرطبة يعرف بدريود أَخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أَحْمَد بْن عبد الْكَرِيم الجياني وَنظر عِنْدَهُ فِيهَا وَتقدم فِي صناعتها وَله شرح فِي نَحْو الْكسَائي فِي ستّة أَجزَاء حُمل عَنْهُ وَسمع مِنْهُ وَكَانَ الْخَلِيفَة بقرطبة قَدْ نَقله إِلَى الزهراء وأُنِزَل فِي دَار كَانَ يقْعد للسامعين مِنْهَا فِي قَصَبَة مطلة عَلَى السهلة وعَلى قرطبة(1/293)
روى عَنْهُ أَبُو أَيُّوب بْن عمرون القَاضِي وَأكْثر خَبره من برنامجه وَأَبُو القَاسِم سَلَمَة بْن سَعْد اللَّه النَّحْويّ وأغْفَله ابْن بشكوال وَقد أجْرى ذكره فِي كِتَابه
1016 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه الْوراق من أَهْل وَادي الْحِجَارَة وَنَشَأ بالقيروان يكنى أَبَا عَبْد اللَّه اتَّصل بالحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه فِي عوده إِلَى الأندلس وَألف لَهُ فِي مسالك إفريقيا وممالكها ديوانًا ضخمًا وَفِي أَخْبَار مُلُوكهَا وحروبهم كتبا جُمُعَة إِلَى غَيْر ذَلِكَ من تواليفه الحسان ذكره ابْن حزم وَقَالَ مدفنه قرطبة وهجرته إِلَيْهَا وفِي خَبره عَنِ ابْن حَيَّان وَقَالَ فِيهِ الْحَافِظ لأخبار الْمغرب
1017 - مُحَمَّد بْن مَسْعُود بْن شابٍّ المَخْزُومِي من أَهْل إشبيلية وجده الدَّاخِل إِلَى الأندلس وَهُوَ يحيى بْن مَنْصُور بْن مُحَمَّد بْن هِشَام بْن إِسْمَاعِيل بْن الْمُغيرَة سَمِعَ بقرطبة من قَاسم بْن أصبغ وَابْن أَيمن وَغَيرهمَا وَكَانَ أَبوهُ مَسْعُود بْن شَاب بْن عَبْد اللَّه فِي قَول الرّازيّ وَجها من وُجُوه بَلَده
1018 - مُحَمَّد بْن حسان من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن جلجل وَهُوَ أَخُو سُلَيْمَان بْن حسان الطَّبِيب وَكَانَ أسن مِنْهُ سَمِعَ مِنُْ وهْب بْن مَسَرَّة وَأحمد بْن الفَضْل الدينَوَرِي وَأبي زَكَرِيَّاء بن الشامة وَغَيرهم وعني بِالْحَدِيثِ ولقاء أَهله وَفِي كتبه تقيد سَماع أَخِيه سُلَيْمَان من هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين حكى ذَلِك فِي كتاب طَبَقَات الْأَطِبَّاء من تأليفه
1019 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان العكي يعرف بِابْن الموروري سَمِعَ من أَحْمَد بْن خَالِد وَصَحب مُحَمَّد بْن مَسَرَّة الْجبلي وَأخذ كتبه وضبطها وَكَانَ من أَهْل الفَضْل والزهد وتُوُفيّ لِاثْنَتَيْ عشرَة بقيت من ذِي الْقعدَة سنة سبْعٍ وَخمسين وثلاثمائة(1/294)
1020 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مَالك بْن يحيى بْن عَائِذ وُلِدَ أبي زَكَرِيَّاء الراوية من أَهْل طرطوشة يكنى أَبَا بَكْر تأدب بقرطبة وَسمع بهَا من قَاسم بْن أصبغ وَمُحَمّد بْن مُعَاوِيَة الْقُرَشِيّ وَأحمد بْن سَعِيد وَمُنْذِر بْن سَعِيد وَأبي عَلِيّ القالي وَغَيرهم وَكَانَ حَافِظًا للنحو واللغة وَالشعر يفوت من جاراه عَلَى حَدَاثَة سنه شَاعِرًا مجيدًا مُرْسلا بليغًا ورحل مَعَ أَبِيه إِلَى الْمشرق سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَلَاث مائَة فَسمع بِمصْر من ابْن الْورْد وَابْن السكن وَحَمْزَة الكِنَانيّ وَأبي بَكْر بْن أبي الْمَوْت وَغَيرهم
وَسمع أَيْضا بِالْبَصْرَةِ وبغداد كثيرا وَخرج إِلَى أَرض فَارس فَسمع هُنَالك وَجمع كتبا عَظِيمَة وَأقَام بهَا إِلَى أَن تُوُفّي بأصبهان معتبطًا مَعَ السِّتين وَثَلَاث مائَة ومولده بطرطوشة صدر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَلَاث مائَة ذكره ابْن حَيَّان
1021 - مُحَمَّد بْن عبدون الْجبلي العددي من أَهْل قرطبة أدب بِالْحِسَابِ والهندسة ورحل فِي سنة سبْعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة فَدخل مصر وَالْبَصْرَة وعُني بِعلم الطِّبّ فمهر فِيهِ ودبر مارستان الْفسْطَاط ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس سنة سِتِّينَ وَثَلَاث مائَة فاتصل بالمستنصر بِاللَّه وَابْنه المؤيِّد بِاللَّه وَله فِي التكسير تأليف حسن ذكره بن جلجل وصاعد القَاضِي
1021 - مُحَمَّد بْن هاني بْن مُحَمَّد بْن سعدون الْأَزْدِيّ الأندلسيّ غلب ذَلِكَ عَلَيْهِ من أَهْل البيرة وَنَشَأ بقرطبة يكنى أَبَا القَاسِم وَهُوَ من وُلِدَ الْمُهلب بْن أبي صفرَة قيل من(1/295)
وُلِدَ يزِيد بْن حَاتِم بْن قبيصَة بْن المهلَّب وَقيل من ولد أَخِيه رَوْح بْن حَاتِم وَأَبوهُ من قَرْيَة من قرى المهدية دَخَلَ الأندلس وَولد لَهُ ابْنه أَبُو القَاسِم بهَا وَكَانَ أَكثر تأدبه بقرطبة ثُمَّ استوطن أَبوهُ البيرة وَخرج مِنْهَا فاتصل بِجَعْفَر بْن عَلِيّ بْن حمدون الأندلسيّ وبأخيه يحيى ثُمَّ صحب الْمعز معد بْن إِسْمَاعِيل صَاحب إفريقية وَالْمغْرب وغلا فِي أمداحه بأوصاف أنْكرت واستعظمت وَهُوَ وَأَبُو عُمَر القسطلي نظيران لحبيب والمتنبي بَعْض خَبره عَنِ الْحميدِي وتُوُفيّ ببرقة فِي توجهه إِلَى مصر سنة 61 وَذَكَرَ أَبُو عَلِيّ الْحَسَن ابْن رَشِيق فِي قراضة الذَّهَبَ من تأليفه أَنه توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة
1023 - مُحَمَّد بْن قَاسم بْن عَبَّاس بْن وليد بْن صارم بْن أبي رَبَاح من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن عَسَلون ويكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَنهُ ابْنه قَاسم سَمِعَ عَلَيْهِ جلّ رِوَايَته من كتاب ابْن بشكوال وأغفله وَقَالَ كَانَ مُحدثا
1024 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن نصر الْأَزْدِيّ وَالِد أبي الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ من أَهْل قرطبة وَأَبوهُ يُوسُف انْتقل إِلَيْهِا من أستجة سَمِعَ من أَحْمَد بْن خَالِد وَأخذ عَنْ حباب بن عبَادَة الفَرَضيّ وَغلب عَلَيْهِ علم الْفَرْض والحساب فنسب إِلَيْهِ وَعرف بْه حكى عَنْهُ ابْنه فِي التَّارِيخ وأتى بِخَبَرِهِ تفاريق فجمعتها وَقَالَ تُوُفّي بطليطلة فِي عقب جُمَادَى الآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَصلى عَلَيْهِ فتح بْن أصبغ الزَّاهِد الْمَعْرُوف بِابْن تاكلة
1025 - مُحَمَّد بْن فتح التجِيبِي من أَهْل وشقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن السندي حدث عَنهُ أَبُو الْجَزْم بْن أبي دِرْهَم
1026 - مُحَمَّد بْن عبد الله يعرف بالميني نِسْبَة إِلَى منية عجب بن قرطبة ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل وَحج وَكَانَ من أَصْحَاب يحيى بن مُجَاهِد الأليبري مَوْصُوفا بالصلاح وَإجَابَة الدعْوَة حكى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مُوسَى الشذوني وَغَيره
1027 - مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن مسْعدَة الْبكْرِيّ من أَهْل وَادي الْحِجَارَة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ بقرطبة من الْحَسَن بْن سَعِيد وحدَّث عَنْهُ بالناسخ والمنسوخ لأبي عُبَيْد وَمن تَمِيم أبي الْعَرَب ومسلمة بْن قَاسم وَإِسْمَاعِيل بْن أبي الفوارس ونجاح بْن نُذَيْر الْقُرَشِيّ(1/296)
وَغَيرهم وَكَانَت لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من ابْن الأَعَرَابِي بِمَكَّة وَمُحَمّد بْن أبي أَيُّوب الصموت بِمصْر وَمَا أرَاهُ أَخذ عَنْ أَبِيه القَاسِم شَيئًا لتقدم وَفَاته وَهُوَ أحد أَصْحَاب النَّسَائيّ حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن وليد بْن الْأَسْلَمِيّ وَأَبُو إِسْحَاق بْن أبي عَاصِم وَغَيرهمَا
1028 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالفراء صحب أَبَا بَكْر يحيى بْن مُجَاهِد واختص بِهِ ولطف محلّه مِنْهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن ورحل صحبته لأَدَاء فَرِيضَة الْحَج وَكَانَ رجلا صَالحا كثير التِّلَاوَة لِلْقُرْآنِ والخشوع إِذَا قَرَأَ بَكَى ورتل وَبَين فِي مهل وَيَقُول أَبُو بكر عَلمنِي هَذِه الْقِرَاءَة ذكره يُونُس القَاضِي وَحكى أَنَّهُ سرد الصَّوْم اثْنَتَيْ عشرَة سنة قَبْلَ موت ابْن مُجَاهِد مُفطرا كل لَيْلَة وَقت الِإفطار ثمَّ تَمَادى على ذَلِك بعد مُدَّة مُفطرا عقب الْعشَاء الآخِرَة لالتزامه الصَّلاة من الْمغرب إِلَيْهَا تزيدًا من الْخَيْر واجتهادًا فِي الْعَمَل
1029 - مُحَمَّد بْن مطرف صحب ابْن أبي زَيْد بالقيروان وَله رحْلَة إِلَى الْعرَاق ذكره الْحميدِي وَلَا أَعرفه
1030 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد من أَهْل وشقة يعرف بِابْن الأَبَّار ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه إِسْمَاعِيل وَعَن عَبْد اللَّه بْن الْحَسَن السندي وَأكْثر عَنْهُ وَعَن زَكَرِيَّاء بْن النداف وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْل الْفِقْه والْحَدِيث سَمِعَ مِنْهُ أَبُو الحزم بْن أبي دِرْهَم وحدَّث عَنْهُ بالمدونة وَغَيرهمَا ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وسواه
1031 - مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن عَلُّون بْن زيَّاد الجذامي من أَهْل شذونة وَسكن قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وَأَبوهُ هُوَ ابْن عَمِّ قَاضِي الْجَمَاعَة مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن زِيَاد روى عَنْ أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن البجاني وَغَيره وَصَحب أَبَا بَكْر بن مُجَاهِد الالبيري واتصل بِهِ وَأَبا عَبْد الْملك القُوتَرَاشِي وَغَيرهمَا من الصلحاء وَلَقي أَبَا عبد الله بن النُّعْمَان المقرىء وَجمع علما كثيرا وَكَانَ فَاضلا ورعاً متواضعًا واعظًا لسنا بكاء من خشيَة اللَّه لَهُ حَال من خَيره وَعلمه وَرِوَايَته توجب رياسته لكنه زهد فِيهَا وآثر التَّوَاضُع والاحتقار لنَفسِهِ فَلم يتزين قَطّ بِذكر نسبه وَلَا عُرِفَ إلاّ من بَعْض أَهله بَعْدَ مَوته وَله كتب ألفها فِي الزّهْد(1/297)
وآثار صَالِحَة ذكره القَاضِي يُونُس بن عَبْد الْملك وَحكى عَنْهُ وحدَّث عَنْهُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الطليطلي من شُيُوخ الصَّاحبين وَجمع فَضَائِل أبي بَكْر بْن مُجَاهِد الألبيري شَيْخه قَرَأت ذَلِكَ بِخَط صَاحب الْأَحْكَام أبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب
1032 - مُحَمَّد بْن مُعَمَّر مُسْتَمْلي أبي عَلِيّ تُوُفّي سنة سبع وَسبعين وثلاثمائة ذكره ابْن عَزِيز وَلَعَلَّه صَاحب مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفِهري الْآتِي بعده فَلْيتَأَمَّل
1033 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْبر النمري من أَهْل قرطبة جد أبي عُمَر الْحَافِظ كَانَ من الْعباد المنقطعين المعروفين بالتهجد المبرزين فِيهِ وَمن أَصْحَاب يحيى بْن مُجَاهِد وتُوُفيّ قَبْلَ ابْنه بسبعة أشهر وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة وَكَانَت وَفَاة عَبْد اللَّه فِيمَا قَرَأت بِخَط أبي عُمَر سنة ثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة
1034 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفِهري وراق أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ من أهل قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه وكناه بَعضهم أَبَا القَاسِم روى عَنْ أبي عَلِيّ ولازمه وَتقدم فِي حفظ الْآدَاب وَالْعلم باللغات وَهُوَ تولى مَعَ مُحَمَّد بن معمر الجياني نسخ مالم يهذب أَبُو عَلِيّ من تأليفه الَّذِي سَمَّاهُ البارع وتهذيبه مَعَ أُصُوله الَّتِي بِخَطِّهِ وخطهما عمَّا كتب بَيْنَ يَدَيِهِ وَكَانَ هُوَ قد عمل فِيهِ من سنة خمسين إِلَى أَن تُوُفّي لسبع خلون من جُمَادَى الأولى سنة خمس وَخمسين وصحَّحَ مِنْهُ كتاب الْهمزَة وَكتاب الْعين فَلَمَّا كمل الْكتاب وارتفع إِلَى الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَأَرَادَ أَن يقف عَلَى مَا فِيه من الزِّيَادَة عَلَى النُّسْخَة الْمُجْتَمع عَلَيْهَا من كتاب الْعين فَبلغ ذَلِكَ إِلَى خَمْسَة آلَاف وست مائَة وَثَلَاث وَثَمَانِينَ كلمة قَرَأت هَذَا الْخَبَر بخطأبي مُحَمَّد بْن السَّيِّد البطليوسي وروى عَنِ الفِهري هَذَا أَبُو القَاسِم بْن الإفليلي وَأَبُو خَالِد هَاشم بْن مُحَمَّد الترَّاس وَغَيرهمَا حدَّث الطبني عَنْهُمَا عَنْهُ وَحكى أَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَاج الشَّهِيد قَالَْ نقلت من خطّ شَيخنَا أبي عَلِيّ الغساني قَالَ ذَكَرَ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الفِهري وراق أبي عَلِيّ قَالَ قَالَ لَنَا أَبُو عَلِيّ الْبَغْدَادِيّ غَيْر مرّة قَالَ لَنَا أَبُو بَكْر بْن دُرَيْد وَأَبُو بَكْر بْن الأنبَاريّ كتابُ الْأَلْفَاظ ليعقوب بضاعةٌ وكتابُ إصْلَاح الْمنطق لَهُ أَيْضا بضاعةٌ وَكتاب أدب الكتَّاب لِابْنِ قُتَيْبَةَ بضاعةٌ وَكتاب الْغَرِيب المُصَنّف لأبي عُبَيْد بضَاعَة وَكتاب شرح الحَدِيث لَهُ أَيْضا بضَاعَة(1/298)
1035 - مُحَمَّد بْن صَالح بْن مُحَمَّد بْن سَعْد بْن نزار بْن عَمْرو بْن ثَعْلَبَة الْمعَافِرِي أندلسي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل إِلَى الْمشرق فَسمع خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان وَأَبا سَعِيد بْن الأَعَرَابِي وَإِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصَّفّار وَبكر بْن حَمَّاد التاهرتي وَغَيرهم روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْحَاكِم وَقَالَ اجْتَمَعنَا بهَمَذان سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين يَعْنِي وَثَلَاث مائَة فَتوجه مِنْهَا إِلَى أَصْبَهَان وَكَانَ قَدْ سَمِعَ فِي بِلَاده وبمصر من أَصْحَاب يُونُس وبالحجاز وَالشَّام وبالجزيرة من أَصْحَاب عَلِيّ بْن حَرْب وببغداد وَورد نَيْسابور فِي ذِي الحجّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَسمع الْكثير ثُمَّ خَرَجَ إِلَى مَرْو وَمِنْهَا إِلَى بُخَارى فَتوفي بهَا فِي رَجَب من سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَثَلَاث مائَة وروى عَنْهُ أَيْضا أَبُو القَاسِم بْن حبيب النَّيْسَابُوريّ وَغَيرهمَا وَذكره ابْن عَسَاكِر وَقَالَ أَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الصَّمد بْن مُحَمَّد بْن عُمَر وَأَبُو مُحَمَّد الْحسن بن مُحَمَّد البغويان قَالَا أَنَا عُمَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْخَلِيل البَغَوَيّ نَا أبي الْفَقِيه أَبُو حَامِد إملاء أنشدنا أَبُو القَاسِم الْحَسَن بْن مُحَمَّد بْن حبيب أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن صَالح الأندلسيّ
(ودعت قلبِي سَاعَة التوديع ... وأطعت قلبِي وَهُوَ غَيْر مُطِيع)
(إِن لَمْ أشيعهم فقد شيعتهم ... بمشيعيْن تنفسي ودموعي)
وَذكره ابْن الفَرَضيّ وَلم يذكر كنيته وَلَا رفع فِي نسبه وَقَالَ انه من أَهْل قرطبة واستوطن بُخَارى وَجعل وَفَاته بهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَالْأول قَول الْحَاكِم وَهُوَ أصح
1036 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن أبي الفوارس واسْمه حُبَيْش من أَهْل قرطبة وَولي أَبُوهُ إِسْمَاعِيل للمستنصر قَضَاء إشبيلية حكى القبشي أَنَّهُ كَانَ من أكتب النّاس للمصاحف وَقَالَ يحْكى عَنْهُ أَنه كَانَ يكْتب الْمُصحف فِي جمعتين أَوْ نَحْوهَا وَلم يذكر لَهُ رِوَايَة عَنْ أَبِيه وَلَا عَنْ غَيره
1037 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد من أَهْل بجَّانة وَكَانَ بهَا أَوْ بجهتها قَاضِيا حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر يُوسُف بْن أفْلح وَعَن مَحْمُود بْن حكم بِكِتَاب الْأُصُول لأبي عُبَيْد وَكَانَ قَدْ سمعاه من أبي بَكْر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي الْمَوْت الْمَكِّيّ فِي رحلتهما(1/299)
1038 - مُحَمَّد بن أَحْمد من أَهْلَ قرطبة يعرف باليتيم يكنى أَبَا عَبْد الله قَرَأَ على ابْن النُّعْمَان وَكَانَ فِي عداد الْقُرَّاء بِبَلَدِهِ من خطّ أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وَلم يذكرهُ فِي الطَّبَقَات
1039 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أُميَّة من أَهْل قرطبة وَمن شُيُوخ الصاحبيْن يكنى أَبَا بَكْر كتبا عَنْهُ أَحَادِيث نقلت ذَلِكَ من برنامجهما
1040 - مُحَمَّد بْن الفَرَج بْن فَارس الطَّائِي من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد اللَّه كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ أصبغ بْن الفَرَج من فُقَهَاء بلدهما ونبهائها أَهْل الْجَلالَة وَالْعَدَالَة ولأصبغ مِنْهُمَا الشغوف بالرحلة لأَدَاء الْفَرِيضَة وَالْأَخْذ فِيهَا وَقبلهَا عَنْ جلة المشيخة وَمُحَمّد أحد الشُّهُود عَلَى أبي إِسْحَاق الشَّرَفي فِي السّجل المنعقد برد أبي عَبْد اللَّه بْن العَطَّار إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ من الشورى وَرفع السخطة عَنْهُ وَذَلِكَ فِي صفر سنة سبع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا
1041 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قَاسم بْن هِلَال من أَهْلَ قرطبة روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وَكَانَ من أَهْل الْعَدَالَة والنباهة وَمِمَّنْ شهد فِي سجل ابْن العَطَّار الْمَذْكُور قَبْلَ
1042 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك من أَهْل قرطبة يعرف بِالنُّحَاسِ ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أَحْمَد بْن زِيَاد أجَاز لَهُ حدَّث عَنْهُ الصاحبان وَقَالا كتبنَا عَنْهُ أَحَادِيث وَأَجَازَ لَنَا
1043 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن هاني بْن عيشون يعرف بالألبيري ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقِرَاءَة عرضا عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أشتةَ وَسمع مِنْهُ بَعْض مصنفاته وأقرأ النّاس بالأندلس وحدَّث وكُتِب عَنهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد وَتُوفِّي بعد سنة تسعين وثلاثمائة ذكره أَبُو عَمْرو الْمُقْرِئ وَحكى الصاحبان أَنه كَانَ إِمَام الْجَامِع بطليطلة وأنهما(1/300)
كتبا عَنْهُ عَنْ أبي الْحَسَن بْن حَيُّويَةَ وَحَمْزَة الكِنَانيّ وَالْحسن بْن الْخضر الأسيوطي وَأبي بَكْر الْآجُرِيّ وَابْن أشتة وَابْن الأدفوي وَغَيرهم
1044 - مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن أَيُّوب الْبكْرِيّ من أَهْل لبلة وَسكن قرطبة هُوَ وَأَخُوهُ أَيُّوب بْن عَمْرو يكنى أَبَا القَاسِم اصطنعه الْمَنْصُور مُحَمَّد بْن أبي عَامَر وائتمنه عَلَى بِنَاء الثغور وقلده السفارة فِي عقد السّلم بَينه وَبَين مُلُوك الرّوم وقواميسهم والاشتراط لَهُ وَعَلِيهِ وكَانَ يخطط بالوزير القَاضِي وَهُوَ أحد الشُّهُود السامعين من هِشَام المؤيِّد من أَمر يعقده لِابْنِ أبي عَامر فِي تَجْدِيد الألفة ذكره ابْن حَيَّان
1045 - مُحَمَّد بْن بسام بْن خَلَف بْن عُقْبة الْكَلْبِيّ من أَهْل سرقسطة وَإِمَام الْجَامِع بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أَخِيه عَبْد اللَّه بْن بسام حدَّث عَنْهُ الصاحبان
1046 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد الكتاني من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر قَالَ الصاحبان كَانَ يحضر مَعَنَا السماع عِنْدَ شُيُوخنَا وكتبنا عَنْهُ أَحَادِيث وحكايات
1047 - مُحَمَّد بْن سَعِيد الْإِمَام من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَالِد وَأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن نصر حدث عَنهُ أَبُو عَمْرو المقرىء وَقَالَ أجَاز لي جَمِيع كتبه
1048 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يُوسُف بْن عُمروس من أَهْل أستجة وَمن وُلِدَ عمروس بْن يُوسُف صَاحب الثغر المنتزي بسرقسطة كَانَ من أَهْل الْفِقْه وَالْحِفْظ وَالرِّوَايَة للْحَدِيث وَمَات فِي حَيَاة أَبِيه ذكره أَبُو بَكْر بْن أبي الْفَيَّاض فِي تَارِيخه وَأَخْبرنِي بِهِ غَيْر وَاحِد عَنْ أبي بَكْر بْن نمارة عَن عمر بن الفصيح عَنهُ وَكَانَت وَفَاة يُوسُف وَالِد مُحَمَّد هَذَا سنة ثَلَاث وَتِسْعين وثلاثمائة
1049 - مُحَمَّد بن فتح الْأنْصَارِيّ الثغري الإِمَام يكنى أَبَا عبد الله وَأَبوهُ يكنى أَبَا نصر دخل مصر فِي رحلته وَكَانَ صَاحب صَلاَةٍ مَوْضِعه قَالَ أَبُو عَمْرو والمقرىء كتبت عَنْهُ حكايات وأخبارًا وأنشدني أبياتًا فِي الزّهْد وقرأت أَنَا مِنْهَا بِخَط أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل(1/301)
(كم من قوي قوي فِي تقلبه ... مهذب الرَّأْي عَنْهُ الرزقُ ينحرف)
(وَمن ضَعِيف ضَعِيف الرَّأْي مختبل ... كَأَنَّهُ من خليج الْبَحْر يغترف)
1050 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن آدم التُّنوخيّ من أَهْل طليطلة كتب إِلَى الصاحبين يخبرهما بحكايات عَنْ رِجَاله
1051 - مُحَمَّد بْن حكم بْن سَعِيد من أَهْل قرطبة يعرف بالخال كتب الْكثير بِخَطِّهِ من فنون الْعلم وَكَانَ أنيق الوراقة يتنافس فِيهَا إِلَى الْيَوْم وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة ووقفت عَلَى بَعْض مَا كتب فِي سنة سبْعٍ وَتِسْعين وثلاثمائة
1052 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن يُوسُف من أَهْل مَدِينَة الفَرَج يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَحْمَد بْن خَلَف هُوَ ابْن فرتون وحدَّث بِسَمَاع أبي قُرَّةَ عَنِ ابْن عَبْد الْمُؤمن روى عَنْهُ الصاحبان وَقَالا تُوُفّي سنة ثَمَان وَتِسْعين وثلاثمائة
1053 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن عَبْد الْملك بْن عبد الحميد بْن مُحَمَّد الْمعَافِرِي من أَهْل طليطلة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى بِبَلَدِهِ عَنْ أبي الْمطرف بْن مدراج ورحل إِلَى الْمشرق فروى عَنْ أبي قُتَيْبَةَ سَلْم بْن الفَضْل وَأبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خروف حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام الطليطلي وَهُوَ نَسَبه قَالَ وَقَالَ لَنَا إِن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى يَعْنِي ابْن مدراج أجَاز لَهُ جَمِيع كتبه وحدَّث أَيْضا عَنْه الصاحبان وَقَالا تُوُفّي سنة تسع وَتِسْعين وَثَلَاث مائَة زَاد ابْن بشكوال فِي رَجَب وَذكره فِي زياداته وَلم يسْتَوْف خَبره
1054 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عبد اللَّه الْأصيلِيّ من أَهْل قرطبة وَأَصله من شذونة وَسكن سلفه أصيله بالعدوة سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا مُحَمَّد وَكتب عَنْهُ تواليفه وتُوُفيّ قبل الأربعمائة حكى ابْن حَيَّان فِي تَارِيخ الْكَبِير أَن أَبَا مُحَمَّد الْأصيلِيّ ذَكَرَ لأَصْحَابه قَبْلَ مَوته بِمدَّة مَا يتَوَقَّع من حُلول الْفِتْنَة على رَأس الأربعمائة وَمَا يحملهُ فِيهَا من إثارة فشنع فِي شَأْنهَا وسألهم التَّأْمِين عَلَى دُعَائِهِ اللَّه أَن لَا يُؤَخِّرهُ إِلَيْهَا وَأَنَّهُمْ فعلوا(1/302)
فَقَالَ وَلَا ابْني مُحَمَّد هَذَا وَهُوَ واحده وَله من نَفسه ألطفُ منزلَة وَهُوَ مقتبل الشَّبَاب فشابعوه فِيمَا أَرَادَ من ذَلِكَ وَأَن مُحَمَّدا ليتوجد مِنْهُ فَقدر اللَّه تَعَالَى الاستجابة
1055 - مُحَمَّد بْن خَطاب الْأَزْدِيّ النَّحْويّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَن أَبِيه وَأبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَأبي بكر بن الْقُوطِيَّة وَأبي عبد الله الرباحي وَغَيرهم وعني بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب واللغات فاستقل بمعرفتها وَتقدم فِي صناعتها قَالَ الْحميدِي كَانَ يخْتَلف إِلَيْهِ فِي علم الْعَرَبيَّة أولادُ الأكابر وَله مَعَ ذَلِكَ شعر مأثور وَكَانَ قَبْلَ الأربعمائة وَقَالَ ابْن عُزَيْر كَانَ منحاشا إِلَى بني خُدير وَقفا عَلَيْهِمْ فِي تَعْلِيم أبنائهم وشيوخه عَنْ أبي القَاسِم الْقَنْطَرِي
1056 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه الرعيني من أهل قرطبة يعرف بِابْن المشاط ويكنى أَبَا عبد الله وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والنباهة وتقلد النّظر فِي أحباس جَعْفَر الْفَتى الْحَاجِب وَتُوفِّي ابْنه أَبُو الْمطرف عبد الرَّحْمَن صَاحب الشرطة وَتَوَلَّى هُوَ الصَّلَاة عَلَيْهِ ثمَّ توفّي بعده بِنَحْوِ سنتَيْن وَذَلِكَ مَعَ الأربعمائة
1057 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى بْن أبي زمنين المري من أهل البيرة وَهُوَ أَخُو أبي عبد الله الْفَقِيه ولي الْقَضَاء وَكَانَ من أهل الْعلم وَمن وَلَده القَاضِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن أبي خَالِد بن أبي زمنين ذكر ذَلِك الملاحي
1058 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم من أَهْلَ جيان يكنى أَبَا عبد الله قَالَ الصاحبان قَدِم عَلَيْنَا مرابطًا وَكَانَ يسمع مَعَنَا وَحَدَّثَنَا بحكاية عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أدهم أملاها عَلَيْنَا وكتبناها عَنه
1059 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُمَر من أَهْل قرطبة يعرف بالصابوني قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى أبي يحيى عمروس الزَّاهد وتَفَقَّه بِأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه المعيطي وَخص بِهِ حكى عَنْهُ ابْن عفيف وَوَصفه بالفقه(1/303)
1060 - مُحَمَّد بْن نُصَير بْن حَامِد بْن نصير الْكَاتِب من أَهْل قرطبة رومي الأَصْل يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عَبْد الْبر وبخطه قَرَأت اسْمه وكنيته فِي جُزْء من شِعره سَمعه مِنْهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعمِائَة وَمن ذَلِكَ قَوْله
(مَضَت أعمارنا وَمَضَت سنونا ... فَلم تظفر بِذِي ثِقَة يدان)
(وجرَّبْنا الزَّمَان فَلم يفدنا ... سوى التخويف من أَهْل الزَّمَان)
لَمْ يذكرهُ ابْن بشكوال فِي الصِّلَة وَسَماهُ فِي رجال أبي عُمَر من تأليفه وَقَالَ حدَّث عَنْهُ فِي كتاب بهجة الْمجَالِس وقرأت أَنَا فِي كتاب بَيَان الْعلم من تأليفه أَيْضا مَا أنْشد هُنَالك من شِعره
1061 - مُحَمَّد بْن فضل اللَّه بْن سَعِيد من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ الرباحي وعلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ يروي عَنه سَعِيد بْن عِيسَى الْأَصْفَر قَالَه ابْن الدّباغ وَابْن عياد إلاّ أَن فِي نسبه فضلَ اللَّه بْن مُنْذر وَذَلِكَ غلط إِنَّمَا هُوَ ابْن أخي مُنْذر بْن سعيد القَاضِي البلوطي وَقد أَخذ كتبَ ابْن مَسَرَّة الْجبلي هووابنا عمْهِ حكم وَسَعِيد ابْنا مُنْذر وهم مِمَّن وُلِدَ بعده بِمدَّة
1062 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الأصبحي من أَهْل قرطبة يروي عَنْ إِسْمَاعِيل بْن بدر حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو القَاسِم عَامر بْن مُحَمَّد أحد شُيُوخ الطبني ونقلت ذَلِكَ من خطّ ابْن الدّباغ
1063 - مُحَمَّد بن أَحْمد ب قَاسم بْن الْوَلِيد الْكَلْبِيّ يكنى أَبَا الْأَصْبَغ أَحْسبهُ من أَهْل الثغر حكى أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام الطليطلي الْحَافِظ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع مَا رَوَاهُ بِلَفْظِهِ وَلم يذكر شُيُوخه
1064 - مُحَمَّد بْن نصر بْن عَاصِم يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَتْ لَهُ رحْلَة روى فِيهَا(1/304)
بالقيروان عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الدّباغ وَأبي بَكْر يحيى بْن خلَفَون الهواري روى عَنْهُ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْمَعْرُوف بِابْن طَوْرِينَة
1065 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سَعِيد بْن إِسْمَاعِيل بْن فهر اللَّخْميّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْهُ ابْن عَبْد السّلام
1066 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْكَلْبِيّ من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد اللَّه سَمِعَ من أبي جَعْفَر عون اللَّه حدَّث عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن معوذ بْن دَاوُد الزَّاهد من برنامج أبي عَبْد اللَّه بْن خَليفَة القَاضِي
1067 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الكِنَانيّ من أَهْل مالقة يعرف بالزّيي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي مُحَمَّد الْبَاجِيّ وَأبي الْحَسَن الْأَنْطَاكِي وَأبي مُحَمَّد بْن قَاسم القلعي وَأبي مُحَمَّد الْأصيلِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن موهب القبري وَغَيرهم حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن غَانِم بْن وليد الأديب ووقفت عَلَى إِجَازَته بِأبي مُحَمَّد بْن حزم وَأبي بَكْر بْن إِسْحَاق الْكَاتِب وَأبي الْحَسَن بْن بطال وَمصْعَب بْن أبي الْوَلِيد بْن الفَرَضيّ فِي غرَّة صَفَر سنة ثَمَان وَأَرْبَعمِائَة
1068 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد الكفيف من أَهْل قلعة أَيُّوب يعرف بِابْن الْحَاج ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ ابْن عَبْد السّلام الْحَافِظ وَقد أجَاز لَنَا كتاب الشَّرِيعَة لأبي بَكْر الْآجُرِيّ وَجَمِيع مَا أجَاز لَهُ أَبُو بَكْر وَأمر أَن يكْتب لَنَا عَنْهُ إِذْ كَانَ قَدْ كف بَصَره
1069 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن المَخْزُومِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بِابْن الحِينِي كَانَ فَقِيها مشاورا توفّي سنة عشر وَأَرْبَعمِائَة عَن ابْن جَيش
1070 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مفوز بْن غَفْوَل بْن عَبْد ربه بْن صَوَاب بْن مدرك بْن سَلام بْن جَعْفَر الدَّاخِل إِلَى الأندلس الْمعَافِرِي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل(1/305)
إِلَى قرطبة فلازم أَبَا الحزم وهْب بْن مَسَرَّة وَسمع مِنْهُ سَمَاعا كثيرا وَمن ذَلِكَ الْمُوَطَّأ وَتَفْسِيره لِابْنِ مُزَين ومسند بْن أبي شيبَة والمدونة وعسشرة يحيى بْن يحيى وَحَدِيث يحيى بْن سَعِيد الْقطَّان وَغير ذَلِكَ وَأَجَازَ لَهُ موطأ بْن وهْب ولمّا ودعه قَالَ لَهُ أوصني قَالَ أوصيك بتقوى اللَّه الْعَظِيم وحزبك من الْقُرْآن وبر الْوَالِدين ثُمَّ رَحل إِلَى الْمشرق حَاجا فَكتب بالقيروان عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن أبي الْعَرَب وَغَيره ثُمَّ صَار إِلَى بَلَده فَكَانَ مُنْقَطع القرين فِي الزّهْد وَالْعِبَادَة متقللاً من الدُّنْيَا كثير الصَّلاة وَالصَّوْم دؤوبا على التِّلَاوَة وَذكر اللهه تَعَالَى سَمِعَ مِنْهُ النّاس كثيرا وَكَانَ مجاب قَد اشْتهر بذلك وَعرف بِهِ تُوُفّي رَحمَه اللَّه سنة عَشْر أَو أول سنة إِحْدَى عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقد قَارب الْمِائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حافلة جدا أَكْثَره من خطّ طَاهِر بْن مفوز وسائره عَنِ ابْن عَبْد السّلام الْحَافِظ وَذكره ابْن بشكوال وَجعله من أَهْل قرطبة وَغلط فِي ذَلِكَ وَلم يذكر فِي وَفَاته الْخلاف
1071 - مُحَمَّد بْن عِيَاض من أَهْل أندة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي القَاسِم عبد دالعزيز بن جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ وَكَانَت لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَكَانَ فَقِيها كتب عَنْهُ أَبُو عَمْرو الْمُقْرِئ بَعْض مَا أنْشدهُ الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ من أَصْحَابه
1072 - مُحَمَّد بْن عَدْل الفهمي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ زَكَرِيَّاء بْن غَالب قَاضِي تِمْلاك من الثغر قرأته بِخَط ابْن الدّباغ
1073 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن شِبْل بْن بَكْر بْن كُليب بْن مَعْشَر بْن عَبْد اللَّه القَيْسيّ من أَهْل تُطِيلة وَصَاحب الْأَحْكَام بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْأَصْبَغ بْن الْإِمَام وَغَيره حدَّث عَنْهُ ابْن عَبْد السّلام وَهُوَ نسبه وكناه وَأَبُو الْأَصْبَغ عِيسَى وَأَبُو هَارُون مُوسَى ابْنا أبي الحزم بْن أبي دِرْهَم وَغَيرهم بعضه عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ
1074 - مُحَمَّد بْن هِشَام بْن مُحَمَّد بْن عُثْمَان الْقَيْسِي المصحفي وَعُثْمَان يعرف بذلك من أهل طرقبة يكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنِ أبي الْقُوطِيَّة وَهُوَ صَغِير وَاحْتمل مَعَه أَبَا(1/306)
عُمَر بْن أبي الْحُبَابِ إِلَى طرطوشة فِي ولَايَته عَلَيْهَا فَأَقَامَ هُنَالك مدّة يَأْخُذ عَنْهُ وَصَحب فِي كبره صاعد بْن الْحَسَن لجوار كَانَ بَيْنَهُمَا حكى أَبُو بَكْر المصحفي حفيد هَذَا قَالَ كنت أَقرَأ عَلَى جدي أشعار الْجَاهِلِيَّة فيطرق لي قرائتها عَلَيْهِ يَعْنِي عَلَى صاعد فأقرؤها ويسألني عَن تفيسر الْحُرُوف فأورد عَلَيْهِ مِنْها مَا حفظته فِي اللَّوْح كلمة عَلَى كلّ كلمة
1075 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَاسم من أَهْل سرقسطة يعرف بْابن الْأَنْصَارِيّ ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وَولي أَحْكَام الْقَضَاء بِبَلَدِهِ حدَّث عَنْهُ ابْن عَبْد السّلام وَيحدث أَبُو حَفْص بْن كُرَيْب عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ عَنْ أبي مُحَمَّد الْأصيلِيّ وَذكره ابْن بشكوال وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا وَنسب إِلَى جَدّه أم هُوَ عَمه
1076 - مُحَمَّد بْن عُمَر بن عبادل الرعيني أَصله من رَيَّة وانتقل أَبُوهُ إِلَى قرطبة وَكَانَ عَلَى سمت أَبِيه فِي الصّلاح وَالْخَيْر قَالَه ابْن عفيف
1077 - مُحَمَّد بْن خَشْخَاش من أَهْل قرطبة وَصَاحب الشرطة بهَا يكنى أَبَا بَكْر سمع من أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَأبي سُلَيْمَان عبد السَّلَام بن السَّمْح وَغَيرهمَا وَسمع من أبي القَاسِم أَحْمَد بْن أبان بْن سَيِّد الزَّاهِر لأبي بَكْر بْن الأنبَاريّ عَنْ أبي عَلِيّ لِأَنَّهُ كَانَ يضن بِهَذَا الْكتاب فَلم يسمعهُ مِنْهُ إلاّ ابْن سَيِّد لمكانه من السّلطان وَعنهُ رَوَاهُ أَصْحَاب أبي عَلِيّ أَجْمَعُونَ وَكَانَ ابْن خِشْخَاش عَالما بالآداب والمعاملات والهيئة أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر المصحفي
1078 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد قَاضِي سرقسطة وَهُوَ ابْن فورتش(1/307)
رَحل مَعَ أَبِيهِ إِسْمَاعِيل فَسمع بالقَيروان من أبي عِمْرَانَ الفاسي فِي سنة عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وتُوُفيّ أَبُوهُ فِي مُنْصَرفه سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة
1079 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أبي يحيى واسْمه زَكَرِيَّاء من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي الْحَسَن الْأَنْطَاكِي وَغَيره وَكَانَ إِمَامًا إِمَام فِي صَلاَة الْفَرِيضَة بمسجده حدَّث عَنْهُ ابْن عَبْد السّلام بِكِتَاب السُّنة لِأَحْمَد بْن حَنْبَل وَذَكَرَ أَنَّهُ أجَاز لَهُ
1080 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إِسْحَاق الحجاري يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْهُ ابْن عَبْد السّلام أَيْضا قَالَ وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ جَمِيع رواياته
1081 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن صمادح التجِيبِي من أهل سرقسطة وَكَانَ واليًا عَلَى وشقة ثُمَّ تخلى عَنْهَا لِابْنِ عَمه مُنْذر بْن يحيى التجِيبِي حِين عزَّه عَلَيْهَا يكنى أَبَا يحيى كَانَ مَعَ رياسته من أَهْل الْعلم وَالْأَدب وَالْفضل وَله اخْتِصَار فِي غَرِيب الْقُرْآن استخرجه من تَفْسِير الطَّبَريّ وَرَوَاهُ عَنْهُ ابْنه أَبُو الْأَحْوَص معنُ بْن مُحَمَّد أَمِير المرية ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن عُبَيْد اللَّه ووقفت عَلَى وَصيته لمَعْن هَذَا منقولة من خطّ أبي بَكْر بْن زُهَيْر وَحكى ابْن حَيَّان أَنَّهُ هلك عَطَبًا فِي الْبَحْر الرُّومِي وَكَانَ قَدْ رَكبه من دانية يَبْغِي الْحَج فِي مركب تأنق فِي صَنعته واستجاد آلَته وعدته وتخير أعدل الْأَزْمِنَة وَمَعَهُ خَلْقٌ كثير تشاحّوا فِي صحبته فَعَطب جميعُهمْ سوى نفر مِنْهُم وتخلصوا للإخبار عَنْهُمْ وَمضى هُوَ لَمْ يغن عَنْهُ حزمُه وَلَا قُوَّتُه فَكَانَ اليَمُّ أقْصَى أَثَره وَذَلِكَ فِي سنة تِسْعَة عَشْر وَأَرْبع مائَة زَاد ابْن زهر فِي جُمَادَى الأولى بَيْنَ يابسة والأندلس
1082 - مُحَمَّد بْن وهْب بْن شُعَيب الصَّدَفِي من أَهْل المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن قَاسم البُطَرُوري وَغَيره وكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بالأدب واللغة حدَّث عَنْهُ ابْن بنته أَبُو عَبْد اللَّه بْن الياس الْمُقْرِئ
1083 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن الْمذْحِجِي من أَهْل قرطبة يعرف بالكتَّاني(1/308)
ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ عَالما متفننًا أَخذ عَنْ مُحَمَّد بن عبدون الْجبلي وَعمر بْن يُونُس الحَرَّانيّ وَأبي عَبْد اللَّه العاصمي النَّحْوِيّ وَأبي الْقَاسِم قند بن نجم وَسَعِيد بن فتحون ومسلمة المرجيطي وَغَيرهم وَتقدم فِي صناعَة الطِّبّ وشارك فِي الْأَدَب وَالشعر وَله كَلَام فِي الحكم ورسائل وَكتب مَعْرُوفَة فائقة الْجَوْدَة عَظِيمَة الْمَنْفَعَة سليمَة وَسَار إِلَى سرقسطة بِأخرَة عمره روى عَنهُ ابْن حزم والمصحفي وَذكره الْحميدِي وَحكى أَنه عَاشَ بعد الأربعمائة بِمدَّة وَقَالَ صاعد القَاضِي عَنهُ أَكثر خَبره تُوُفّي قَرِيبا من سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ
1084 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن عَبْد الْملك الْمعَافِرِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ ابْن عبد السَّلَام وَكَانَ شَيخا صَالحا
1085 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْمَعْرُوف بالحشاء يكنى أَبَا عَبْد الله حدَّث بمختصر الطليطلي وروى عَنْهُ أَبُو القَاسِم خَلَف بْن بطال وَفِيه عِنْدي نظر
1086 - مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن رِفَاعَة بْن الفَرَج بْن أَحْمَد الْقُرَشِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر يروي عَنْ جَدّه رِفَاعَة حدَّث عَنْهُ ابْن خزرج من كتاب ابْن بشكوال
1087 - مُحَمَّد بْن البُلِّيُنه الْمُقْرِئ البَطَلْيَوسي وَسكن قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالغازي لالتزامه مَسْجِد الْغَازِي بداخلها أَخذ عَنِ الْأَنْطَاكِي وَتقدم فِي تلاميذه وَكَانَ حَافِظًا هَذَا مَا ذكره الْخَولَانِيّ وَحكى أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآن بِرِوَايَة ورش وقالون أَزِيد من عشْرين ختمة
1088 - مُحَمَّد بْن مُوسَى الوثائقي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حكى ابْن عَبْد السّلام أَنَّهُ أجَاز لَهُ رِوَايَته عَنْ شُيُوخه وَلم يسمهم(1/309)
1089 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَمَّر اللّغَوِيّ من أَهْل قرطبة وَصَاحب التَّارِيخ فِي الدّولة العامرية يكنى أَبَا الْوَلِيد كَانَ حَافِظًا للغة ماشركا فِي الْأَدَب من أعلم النّاس بالكتب وعللها وألهجهم بجمعها وأفرزهم لخطوطها وأنسبهم لَهَا إِلَى وراقها كَانَ يُقَابل كتب مُحَمَّد بْن أبي عَامر الْمَنْصُور وَولده من بعده مثقفاً لخزانتهم الرفيعة مَعَ تَقْيِيده لتاريخهم وأوطن الجزائر الشرقية فِي كنف مُجَاهِد العامري وَولي الْأَحْكَام هُنَالك إِلَى أَن تُوُفّي بهَا فِي شوّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن حَيَّان وقرأته بِخَط بَان بشكوال فِي بَعْض معلقاته وقلب اسْمه عِنْدَ ذكره فِي الصَّلاة فَقَالَ فِيهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد وغلطُه فِي ذَلِكَ لَا خفاءَ بِهِ
1090 - مُحَمَّد بْن رضَا بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْل طليطلة كَانَ هُوَ وَأَخُوهُ أَحْمَد من أَهْل الرِّوَايَة والعناية بالفقه وَقد سمعا جَمِيعًا الْمُدَوَّنَة من خلف ابْن أَحْمد الْمَعْرُوف الرحوي فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ووقفت عَلَى ذَلِكَ
1091 - مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن سعدون الْمرَادِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه قَالَ ابْن عَبْد السّلام قرات عَلَيْهِ وسَأَلْتُهُ أَن يُجِيز لي مَا قَيده وقرأه وسَمعه وَرَوَاهُ وأجيز لَهُ فَقَالَ لي نَعَمْ وَوَصفه بالصلاح وَلم يذكر مَوْضِعه من الأندلس
1092 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن فرتون من أَهْل سرقسطة وقاضي الْجَمَاعَة بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَا أعرف لَهُ رِوَايَة وَهُوَ الَّذِي انتصر لأبي عُمَر الطلمنكي من الشُّهَدَاء عَلَيْهِ بِأَنَّهُ حروري سفاك للدماء يرى وضع السيوف عَلَى صالحي الْمُسلمين فأسقط شهاداتهم وَكَانُوا خَمْسَة عَشْر من الْفُقَهَاء والنبهاء بسرقسطة وأسجل بذلك عَلَى نَفسه فِي سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة من فَوَائِد أبي الحكم بْن غَشِلْيان
1093 - مُحَمَّد بْن رَافع بْن غِرْبِيبِ الْأمَوِي من أَهْل سرقسطة وَأحد الشَّاهِدين عَلَى الطلمنكي بِخِلَاف السَّنَة وَذَلِكَ لتشدده عَلَى أهل عصره وَغَيرهم وإطلاقه عَلَيْهِمْ مَا حركهم لمطالبته فَحَضَرُوا عِنْدَ رَافع بْن نصر وَهُوَ ابْن أخي مُحَمَّد هَذَا وَكَتَبُوا رسمًا أوقعوا(1/310)
فِيهِ شهاداتهم بِمَا ذُكر قبل فأسقطها القَاضِي ابْن فُرتُون وقمع تِلْكَ الْجَمَاعَة ممتعضًا للطلمنكي وداحضًا عَنْهُ مَا ألصقوه بِهِ ونسبوه إِلَيْهِ
1094 - مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن قَاسم الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا عَبْد الله أحد شُيُوخ ابْن عَبْد السّلام وَقَالَ فِيهِ الْإِمَام الصَّائِد الشباكي وَذَكَرَ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ وَسمع وَأَجَازَ لَهُ
1095 - مُحَمَّد بْن حَفْص بْن أَشْعَث من أهل قرطبة يعرف بِابْن الأُرَيْخة ويكنى أَبَا عَامر كَانَ فِي عداد الْفُقَهَاء المشاورين والمشَرَّفين باسم الوزارة فِي مدّة الْفِتْنَة عفيفًا سهل الْخلق مشاركًا فِي الْآدَاب من أماثل طبقته وَلم يَكٌ بالمستبحر فِي الرَّأْي تُوُفّي فِي صدر جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة ودُفِن بمقبرة الربض العتيقة عَنِ ابْن حَيَّان
1096 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن لب بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن قَرلَمان الْمعَافِرِي ولد أبي عُمَر الطلمنكي يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي جَعْفَر بْن عون اللَّه وَكَانَت أمه بِنْت أخي أبي جَعْفَر أصهر إِلَيْهِ أَبُو عُمَر أيّام سكناهُ قرطبة وَسمع أَيْضا من أبي مُحَمَّد بْن قَاسم القلعي البطروري وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مفرج وَأَبُو الْحَسَن بْن مُجَاهِد بْن أصبغ البجاني وَأَبُو يحيى زَكَرِيَّاء بْن خَالِد صَاحب الصَّلاة وَكتب إِلَيْهِ زَكَرِيَّاء هَذَا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة وشارك أَبَاهُ فِي عدَّة من شُيُوخه الجلة وأقرأ الْقُرْآن وحدَّث قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد السّلام سَأَلْتُهُ أَن يُجِيز لي جَمِيع مَا رَوَاهُ وَمَا استجاز لَهُ أَبُوهُ وَمَا صنَّف ويصفنه فَقَالَ لي نَعَمْ قَدْ أجزت لَك جَمِيع ذَلِكَ مولده سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة قرأته بِخَط أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن سمْعَان الثغري وَأَحْسبهُ تُوُفّي قَبْلَ الثَّلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة
1097 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد التجِيبِي من أَهْل سرقسطة كَانَ معدودًا فِي نبهائها وفقهائها وشاوره القَاضِي مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن فرتون فِي قَضِيَّة الطلمنكي والشاهدين عَلَيْهِ بِخِلَاف السّنة عَفا اللَّه عَنْ جَمِيعهم فَأفْتى بِإِسْقَاط شهاداتهم(1/311)
1098 - مُحَمَّد بْن وهْب بْن نَذِير بْن وهْب بْن نَذِير الفِهري من أَهْلَ شنتمرية الشرق يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ وَلأَهل بَيته نباهة وبسماع الْعلم عناية وتُوُفيّ فِي صَفَر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة
1099 - مُحَمَّد بْن يحيى الغافقي من أهل قرطبة يعرف بِابْن المَوصُول ويكنى أَبَا الْوَلِيد كَانَ أديبًا كَاتبا جماعاً لدفاتر الْعلم من لدن صباه منتقيًا لكرائمها بَصيرًا بخيارها عَارِفًا بخطوطها يُحتكم إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ مؤثرًا لَهَا عَلَى كلّ لَذَّة حَتَّى اجْتمع مِنْهَا عِنْده مالم يجْتَمع مثله لأحد بالأندلس بَعْدَ الحكم الْخَلِيفَة وَكَانَ عِنْدهَ إصْلَاح الْمنطق بِخَط أبي عَلِيّ القالي والغريب المُصَنّف أصل أبي عَلِيّ ونوادر ابْن الأَعَرَابِي بِخَط أبي مُوسَى الحامض وتاريخ أبي جَعْفَر الطَّبَريّ بصلَة الفَرغاني بِخَط ابْن مَلّوُل الوَشقي بيعَ هَذَا كُله فِي تركته وأُغلِي فِيهَا حَتَّى لَقُومت الورقة فِي بَعْضهَا برُبع مِثْقَال وتُوُفيّ ودُفِن بمقبرة أم سَلَمَة عشي يَوْمَ الْخَمِيس لثلاث خلون من جُمَادَى الآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة
1100 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الْحَرْث الثّقفيّ من أَهْل قرطبة وَيعرف بالرصافي ويكنى أَبَا القَاسِم كَانَ وَاقِفًا عَلَى كثير من أصُول الْمَالِكِيَّة عفيف الطعمة حَسَن الْمُشَاركَة للصديق وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره وَالَّذِي قبله ابْن حَيَّان
1101 - مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الرعيني الكفيف من أهل قرطبة يعرف بِابْن الحناط ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ عَالما بالأدب قَائِما عَلَى اللُّغَة والعربية شَاعِرًا مُعَلّقا يُشَارك فِي الطِّبّ وَغَيره وشعره مدون وَله الرسَالَة المهرجانية الَّتِي سَمَّاهَا بوشي الْقَلَم وحلي الْكَرم بعث بهَا إِلَى الْحَاجِب المظفَّر أبي بَكْر بْن الْأَفْطَس وَهِي من الرسائل البديعة وَكَانَ أول ظُهُوره ونجومه فِي الدّولة الحمودية بقرطبة وإليهم هَاجر وبهم لحق لمّا خَافَ من أبي الحزم بْن جهور وتُوُفيّ بالجزيرة الخضراء فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره الْحميدِي وَغَيره ووفاته عَنِ ابْن حَيَّان(1/312)
1102 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد القاهر بْن حَيّ بْن عَبْد الْملك الْعَبْسِي من أَهْل إشبيلية سَمِعَ من عمته أمة الرَّحْمَن بَعْض مَا روته عَنْ أَبِيهَا أبي عُمَر أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن وَكَانَ سَمَاعه وَسَمَاع أبي مُحَمَّد بْن خزرج مِنْهَا وَاحِدًا وَتوفيت عمته سنة أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعمِائَة من كتاب ابْن بشكوال
1103 - مُحَمَّد بن سعيد القَاضِي من أهل غرناطة يروي عَنْ مكّيّ بْن أبي طَالِب الْمُقْرِئ وَكَانَ رَجُلاً صَالحا زاهدًا حدَّث عَنْهُ أَبُو هَارُون مُوسَى بْن خَلَف بْن أبي دِرْهَم قَاضِي وشقة أجَاز لَهُ كتب مكّيّ عَنْهُ
1104 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَاسم بْن عَلِيّ بْن قَاسم بْن يُوسُف أَمِير الأندلس ابْن عَبْد الرَّحْمَن الفِهري يكنى أَبَا عَبْد اللَّه ويلقب يمن الدّولة كَانَ رَئِيسا بقلعة البونت من أَعمال بلنسِيَّة مقرّ آبَائِهِ الرؤساء وَبهَا أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم التبريزي وَغَيره وَقَالَ أَبُو بَكْر المصحفي فِي برنامجه وَذَكَرَ الْإِقْنَاع للسرافي كَانَ القارىء لَهُ يَعْنِي عَلَى التبريزي الْمَذْكُور وَيعرف بِابْن الخازن الْوَزير الْكَاتِب أَبُو بَكْر بْن إِسْحَاق ثُمَّ سَافر فَكَانَ يمن الدّولة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن قَاسم يَقْرَأ ثُمَّ شغل فأتمه لَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَبُو القَاسِم بْن عَبْد الْبر وَنحن نسْمع وَله صنع أَبُو مُحَمَّد بْن حزم وَهُوَ كناه رسَالَته فِي فضل أَهْل الأندلس وَأطَال الثَّنَاء عَلَيْهِ وعَلى سلفه رَحِمهم اللَّه
1105 - مُحَمَّد بْن سَعْد بْن عُثْمَان التجِيبِي من أَهْل بلنسَية يعرف بِابْن القُدرة ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عَبْد الرَّحْمَن بْن حجاف الْمَعْرُوف بحيدرة وَأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَغَيرهمَا روى عَنْهُ ابْنه أَبُو بَكْر عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الْفَقِيه
1106 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد يعرف بِابْن برغوث ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ(1/313)
أبي القَاسِم بْن الصَّفّار العددي وَكَانَ أكبر تلاميذه وأولهم ذكرا فيهم وَكَانَ لَهُ مَعَ ذَلِكَ تحقق بِعلم النَّحْو وَمَعْرِفَة بالفقه والوثائق وإشراف عَلَى سَائِر الْعُلُوم توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة عَنِ القَاضِي صاعد
1107 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن برد من أَهْل قرطبة وَسكن المرية سَمِعَ من أَبِيه أبي حَفْص وَأبي الْحَسَن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان بْن شَهِيد وَغَيرهمَا وَكَانَ من بَيت كِتَابَة نباهة وولاؤهم لبني شَهِيد وَمُحَمّد هَذَا هُوَ وَالِد أبي حَفْص بْن برد الْأَصْغَر وَفِي حَيَاته تُوُفّي ابْنه بالمرية وثكله سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة بعضه عَنِ ابْن حَيَّان
1108 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن سُلَيْمَان بْن عُمَر بْن عبد الْعَزِيز من أَهْل إشبيلية وَصَاحب الشرطة بهَا فِي أول الدولة العبادية يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بِابْن الْقُوطِيَّة وَأَبُو بَكْر اللّغَوِيّ هُوَ عَم أَبِيه روى عَنْ أبي مَرْوَان الجزيري وَغَيره وَكَانَ مَعَ تصرفه فِي الخطط النبيهة يقرىء الْآدَاب وَيخْتَلف إِلَيْهِ فِيهَا ذكره ابْن بسام وَلم ينْسبهُ وَذكره أَبُو عَمْرو بْن الْإِمَام وَقَالَ فِيهِ عَالم الشُّعَرَاء وشاعر الْعلمَاء وَقد سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الْعَرَبِيّ وَالِد القَاضِي أبي بَكْر قصيدة الجزيري وَأخْبرهُ بهَا عَنْهُ وَذَلِكَ فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
1109 - مُحَمَّد بن قَاسم مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن هِشَام بْن مُحَمَّد بْن هِشَام بْن الْوَلِيد بْن هِشَام الرضى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُعَاوِيَة الْقُرَشِيّ المرواني من أَهْل قرطبة يعرف بالشبانيسي روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وَكَانَ عَالما بالآداب مُتَقَدما فِي البلاغة وَالْكِتَابَة أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر المصحفي وَاسْتقر بَعْدَ الْفِتْنَة بطليطلة كَاتبا للرسائل بهَا وَكَانَ من بَقِي من أكَابِر أَهْل صناعته وتُوُفيّ سنة سبع واربعين وَأَرْبَعمِائَة أَكْثَره عَنِ ابْن حَيَّان
1110 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مرشد مولى ابْن طُمْلُس الْوَزير من أَهْلَ قرطبة(1/314)
يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ كَاتبا كَامِل الصِّنَاعَة يجمع إِلَى ذَلِكَ الشُّرُوع فِي عُلُوم كَثِيرَة من الْحساب والتنجيم والهندسة وَيحمل قِطْعَة من الْأَدَب الْعَرَبِيّ حَسَنَة يُشَارك بهَا أَهله فِي المذاكرة ويحفظ الْأَشْعَار وَالْأَخْبَار وتُوُفيّ لِلنِّصْفِ من ذِي الحجّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة عَنْ تسعين سنة ونيف ومولده سنة ستٍّ وَخمسين وَثَلَاث مائَة ذكره ابْن حَيَّان
1111 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَسَن بْن إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق بْن مهلب بْن جَعْفَر من أَهْل قرطبة وَذَكَرَ الرّازيّ فِي بيوتات الموَالِي بقرطبة أَن أصلهم من شذونة يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الفَرَضيّ وَسمع كثيرا واختص بِهِ وَرَأَيْت لَهُ سَمَاعا مِنْهُ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَأَرْبَعمِائَة وَعَن أبي عَبْد اللَّه بْن الْحذاء وَأبي القَاسِم خَلَف بْن غيث وَأبي عَبْد اللَّه الْمَعْرُوف بالريي وَأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي يزِيد الْمَصْرِيّ وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَحْمُود وَأبي بَكْر عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد التجِيبِي وَأبي سَعِيد الْجَعْفَرِي وَأبي الْحَسَن التبريزي وَقد سَمِعَ من أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر بدانية فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة كِتَابه التَّقَصِّي هُوَ وَأَبُو الْعَبَّاس الْمَهْدَوِيّ وَغَيرهمَا وَأخذ أَيْضا عَنْ أبي مُحَمَّد بْن حزم وهما من أَصْحَابه وَكَانَ من أَهْل الْكِتَابَة والبلاغة ضابطا مُقَيّدا شَدِيد الْعِنَايَة بالرواية وَله تَعْلِيق عَلَى تَارِيخ ابْن الفَرَضيّ واستلحاق يشْهد بنباهته ومعرفته وقفت عَلَيْهِ بِخَطِّهِ وَهُوَ من بَيت وزارة وجلالة وَكَانَت لَهُ عِنْدَ مُلُوك الأندلس فِي عمره خطْوَة ومكاتبة يسفر لأَجلهَا بَينهم فِي تسكين مَا ينبعث لبَعْضهِم مَعَ بَعْض أيّام الْفِتْنَة وَكَانَ أحد الْوُجُوه الَّذِينَ رتبهم المستظهر أَبُو الْمطرف عبد الرَّحْمَن بن هِشَام لحسن أدبه وسعة مَعْرفَته وَهَاجَر بعده إِلَى شَرق الأندلس فَعرف مكانُه هُنَالك ذَكَرَ بَعْض خَبره المصحفي وَتُوفِّي فِي حُدُود الْخمسين وَأَرْبَعمِائَة
1112 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن خَليفَة الْوراق من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه ذكره ابْن حَيَّان وَوَصفه بِالْعَدَالَةِ وَقَالَ توفّي سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة
1113 - مُحَمَّد بْن حمدون من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد وَكَانَ معلما بالأدب ذَا فهم وَتصرف فِيهِ وَتُوفِّي سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة عَنِ ابْن عُزَيرٍ(1/315)
1114 - مُحَمَّد بن مهلب الزُّهْرِيّ المقرىء من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَمْرو المقرىء وَسمع مِنْهُ وَلأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن السَّرقسْطِي رِوَايَة عَنْهُ من برنامج ابْن الْعَرَبِيّ
1115 - مُحَمَّد بْن سَعِيد من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَصَحب فِي رحلته عَبْد الْحق الصّقليّ الْفَقِيه وَأخذ عَنْهُ تواليفه وقدِم الْإِمَام أَبُو الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ مكَّة وهما بهَا حِينَئِذٍ فسمعا مِنْهُ جَمِيعًا ورويا عَنْهُ تواليفه وَصدر إِلَى ميورقة وَقعد لإقراء الْفِقْه وَالْأُصُول ولمّا دَخلهَا أَبُو مُحَمَّد بْن حزم كتب ابْن سعيد هَذَا إِلَى أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ فَسَار إِلَيْهِ من بَعْض سواحل الأندلس وتضافرا جَمِيعًا عَلَيْهِ وناظراه فأفحماه وَأَخْرَجَاهُ مِنْهَا وَكَانَ سَبَب الْعَدَاوَة بَيْنَ الْبَاجِيّ وَابْن حزم وَذكره ابْن الدّباغ فِي طبقَة أَئِمَّة الْفُقَهَاء من تأليفه
1116 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن إِدْرِيس الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة وَسكن إشبيلية وَأَصله من الجزيرة الخضراء وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ أَبُوهُ الْوَزير عَبْد الْملك يعرف ويكنى هُوَ أَبَا بَكْر روى عَن أَبِيه قصيدته الرائية فِي الْآدَاب الشَّرْعِيَّة وَرَوَاهَا عَنْهُ أَبُو أَحْمَد بْن الصَّفّار
1117 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن اللَّيْث من تلاميذ أبي عَبْد اللَّه بْن برغوث العددي كَانَ متحققًا بِعلم الْحساب والهندسة بَصيرًا بالنحو واللغة وَالْفِقْه ذَا مُرُوءَة كَامِلَة وَنَفس نفيسة ذكره القَاضِي صاعد وَقَالَ تُوُفّي بشُريون من أَعمال بلنسية سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة
1118 - مُحَمَّد بن الْحسن المقرىء أندلسي يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ(1/316)
عَبْد الْوَارِث بْن سُفْيَان مُسْند هِشَام بْن عمار وَخرج إِلَى مصر فَحدث بِهِ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة الْقُرَشِيّ عَنْ أبي يَعْقُوب إِسْحَاق بْن أبي حسان الْأنمَاطِي عَنْ هِشَام وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْقَنْطَرِي من شُيُوخ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح وَفِيه عِنْدِي نظر
1119 - مُحَمَّد بْن سَعِيد السَّرقسْطِي يعرف بِابْن المشاط لقِيه القَاضِي صاعد وَحكى أَنَّهُ رَحل إِلَى مصر فِي طلب الْعلم العددي
1120 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد من أَهْلَ المرية يعرف بِابْن الْقَزاز ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مَحْمُود البجاني من أَصْحَاب أبي بَكْر هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي عقبَة وحدَّث بالمدونة عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للرأي ودرس عَلَيْهِ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عطاف القَاضِي وَحدث عَنْهُ
1121 - مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بْن وهْب وَهُوَ الْمَعْرُوف بِنوح الغافقي من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ معدودًا فِي فُقَهَاء بَلَده ونبهائه وتُوُفيّ يَوْمَ الْأَرْبَعَاء لَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا من رَمَضَان سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة ودُفِن لظهر يَوْمَ الْخَمِيس بعده
1122 - مُحَمَّد بْن بُهلول الكفيف من أَهْل بَطَلْيَوس وَمن أَصْحَاب أبي عَبْد اللَّه بْن يُونُس الحجاري يكنى أَبَا عَبْد اللَّه ذكره ابْن عُزَير وَقَالَ دَخَلَ يَنيشتة بلدي سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة فَاجْتَمَعْنَا إِلَيْهِ فِي الْكَامِل والنوادر وَكَانَ من القائمين عَلَيْهِمَا مَعَ حَظّ من النَّحْو وَخرج عَنَّا بَعْدَ مدّة إِلَى أقليش فاستأدبه بعض خدمَة السّلطان لوَلَده ثُمَّ رَحل عَنْهُ قبل السِّتين والأربعمائة
1123 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مَسْلَمَة التجِيبِي المظفَّر صَاحب بطليوس يعرف بِابْن الْأَفْطَس ويكنى أَبَا بَكْر كَانَ كثير الْأَدَب جم الْمعرفَة محبًا لأهل الْعلم جمَاعَة(1/317)
للكتب ذَا خزانَة عَظِيمَة لَمْ يكن فِي مُلُوك الأندلس من يفوقه فِي أدب وَمَعْرِفَة قَالَه ابْن حيَّان وَقَالَ ابْن بسام كَانَ المظفَّر أديب مُلُوك عصره غَيْر مدافع وَلَا مُنَازع وَله التصنيف الرَّائِق والتأليف الْفَائِق المترجم بالتذكرة والمشتهر اسْمه أَيْضا بِالْكتاب المظفري فِي خمسين مجلدا يشْتَمل عَلَى فنون وعلوم من مغاز وسير ومَثل وَخبر وَجَمِيع مَا يخْتَص بِهِ علم الْأَدَب أبقاه للنَّاس خَالِدا واستأدب لِبَنِيهِ أَبَا عَبْد اللَّه بْن يُونُس وَكَانَ يُحضِره وَأَبا الحزم بْن عُليم وأمثالهما للمذاكرة والمباحثة فَيُفِيد ويستفيد وَتُوفِّي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
1124 - مُحَمَّد بْن خيرة العَطَّار مولى مُحَمَّد بْن أبي هُرَيْرَةَ الْكَاتِب للظافر إِسْمَاعِيل بْن ذِي النُّون من أَهْل طليطلة أَخذ عَنِ ابْن الصَّفّار وَابْن برغوث وَكَانَ متقنًا لعلم الْعدَد والفرائض وَعلم بذلك بِمَدِينَة قرطبة فِي سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره صاعد القَاضِي
1125 - مُحَمَّد بْن حُسَيْن من أَهْل بلنسِيَّة وَأَصله من نَاحيَة لِرْية عَملهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يعرف بِابْن رلان وَابْن عُزَيْر يَقُولُ فِيهِ أُرِلْيان أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بْن الأَسْلَمِية وَغَيره وَكَانَ أديبًا متفننًا متسع الْمعرفَة معلما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة ثِقَة خَيرًا من أَهْل الْقُرْآن وَالْحمل لَهُ والمعرفة بإعرابه وغريبه أَخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن الْفضل البونتي وبخطه قَرَأت اسْمه وقراءته عَلَيْهِ الْأَمْثَال لأبي عُبَيْد ببلنسية سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَالَ ابْن عُزَيْر قَرَأت عَلَيْهِ بَعْض الْقِرَاءَة فحمدت مَعْرفَته وَبَيَانه وثقته وَحكى أَنَّهُ كَانَ لَا يقرىء شَيئًا لَا يتحققه تُوُفّي فِي عشر السّبْعين والأربعمائة بَعْدَ السِّتين بِيَسِير
1126 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن وليد بْن مَرْوَان بْن حكم الْمعلم أندلسي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي عَمْرو عُثْمَان بْن أَحْمَد بن أبي الصَّقْر وَغَيره حدث عَنهُ أَبُو بكر يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن شِبْل من شُيُوخ أبي مُحَمَّد العثماني وَأبي عبد الله بن وضاح نزيل المرية وَقَالَ سَمِعت عَلَيْهِ كتاب الطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة لعَلي بْن مَعْبَد وَكتب لي بثغر الْإسْكَنْدَريَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة أَكْثَره من خطّ ابْن الدّباغ(1/315)
1127 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مطرف الحجاري يعرف بِابْن الموره ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي مُحَمَّد الشنتجالي وحدَّث ووقفت عَلَى إِجَازَته لبَعض رُوَاته فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
1128 - مُحَمَّد بْن خَلَصَة النَّحْويّ الكفيف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَصله من شذونة وَسكن دانية وَأخذ بهَا عَنْ أبي الْحَسَن بْن سيدة وأقرأ الْعَرَبيَّة هُنَالك وببلنسية وَكَانَ شَاعِرًا مجودا مُتَقَدما فِي عُلُوم اللِّسَان وشعره مدون وَمِمَّنْ أَخذ عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن شَرَف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مطرف التطيلي وَغَيرهمَا ذكره ابْن عُزَيْر وَقَالَ الْحميدِي كَانَ من النَّحْوِيين المتصدرين والأساتذة الْمَشْهُورين وَالشعرَاء المجودين رَأَيْته بدانية بَعْدَ الْأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وقرأت أَنَا فِي ديوَان شِعره قصيدة لَهُ عَلَى رُوِيَ الرَّاء يهنىء فِيهَا المقتدر أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن هود بِدُخُول دانية وتملكها سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة
1129 - مُحَمّد بْن أَحْمَد بْن سعود الْأنْصَارِيّ المقرىء من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَنْ أبي عَمْرو المقرىء وَكَانَ من كبار أَصْحَابه وتلاميذه وتصدر فِي حَيَاته للإقراء وَعنهُ أَخذ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بْن نجاح قِرَاءَة نَافِع من طَرِيق قالون عِنْدَ قدومه دانية للأخذ عَن أبي عَمْرو من بلنسِيَّة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَحكى أَنَّهُ ساكنه وَنسخ الْأُصُول مِنْهُ وَهُوَ غُلَام دون الْعشْرين وَلابْن سعود تواليف مِنْهَا كتاب الِاخْتِلَاف بَيْنَ نَافِع من رِوَايَة قالون وَبَين الْكسَائي من رِوَايَة الدوري وَكتاب السّنَن والاقتصاد فِي الْفرق بَيْنَ السِّين وَالصَّاد وَكتاب الِاقْتِضَاء للْفرق بَيْنَ الذَّال وَالضَّاد والظاء وقفت عَلَيْهَا وَبَعضهَا مَكْتُوب عَنْهُ قبل السّبْعين والأربعمائة(1/319)
1130 - مُحَمَّد بْن مَيْمُون الْقُرَشِيّ الْحُسَيْنِي من أَهْل سرقسطة وَفِي الصَّرِيح من ولد الْحُسَيْن بْن عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عُمَر القسطلي وَغَيره وَكَانَ من أَهْل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب مدرسًا لَهَا وَعنهُ أَخذهَا أَبُو القَاسِم بْن الأنقر وَأَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن هِشَام وَغَيرهمَا وَلأبي مُحَمَّد الركلي إجَازَة مِنْهُ قَرَأت بِخَط ابْن الأنقر وحَدثني أَبُو عَبْد اللَّه بْن نوح عَنْ أَبِيه أَيُّوب وَأَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب عَنِ ابْن رزق جَمِيعًا عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنِي الْفَقِيه الأديب النَّحْويّ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مَيْمُون الْحُسَيْنِي رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قِرَاءَة منى عَلَيْهِ فِي مَسْجِد الجزارين بسرقسطة قَالَ كَانَتْ لي فِي صبوتي جَارِيَة وَكنت مُغْرِي بهَا وَكَانَ أبي رَحمَه اللَّه يَعْذُلني فِيهَا ويعرض لي بيعهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ تشغلني عَنِ الطّلب والبحث عَلَيْهِ فَكَانَ عدله يزيدني إغراء بهَا فَرَأَيْت لَيْلَة فِي الْمَنَام كَأَن رجلا يأتيني فِي زِيّ أهل الْمشرق كل ثِيَابه أَبيض وَكَانَ يلقِي فِي نَفسِي أَنَّهُ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَكَانَ ينشدني
(تصبو إِلَى ميَّ وميَّ لَا تني ... تُزْهي ببلواك الَّتِي لَا تَنْقَضِي)
(ونِجَارُك القومُ الأُلَى مَا مِنْهُم ... إلاّ إمامٌ أوصيّ أَوْ نَبِي)
(فاثنِ عنانك للهدى عَنْ ذِي الْهوى ... وخَفِ الإلاه عَلَيْكَ وَيحك وارعوي)
قَالَ فانتبهت فَزعًا مفكرا فِيمَا رَأَيْته فَسَأَلت الْجَارِيَة هَلْ كَانَ لَهَا اسْم قَبْلَ أَن تتسمى بِالِاسْمِ الَّذِي أعرفهُ فَقَالَت لَا ثمَّ عادوتها حَتَّى ذكرت أَنَّهَا تسمى بمية فبعتها حِينَئِذٍ وَعلمت أَنَّهُ واعظ وعظني اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِهِ وبُشْرَى وَقد أَنْشدني هَذِهِ الأبيات أَبُو الرّبيع بْن سَالم وحَدثني بالحكاية عَنْ شَيخنَا ابْن نوح سَمَاعا مِنْهُ
1131 - مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن ثَابت الْعَبدَرِي من أَهْل الثغر الشَّرْقِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ أَبُو زَاهِر سعيد بْن أبي زَاهِر وَكَانَ صَاحب صَلاَة بموضعه أَكْثَره عَنِ ابْن حُبَيْش
1132 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن خَلَف النَّحْويّ من أَهْل مرسية يعرف بِابْن طرشميل(1/320)
ويكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن سيدة وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو جَعْفَر أَحْمَد وتُوُفيّ بمرسية سنة ثَلَاث وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة ومولده سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقَالَ ابْن عُزَيْر وَذكره وأخاه توفّي أسنهما يَعْنِي مُحَمَّدًا هَذَا ببلنسية فِي عشر الثَّمَانِينَ والأربعمائة وَالْأول قَول ابْن حُبَيْش
1133 - مُحَمَّد بن العودي من أهل إشبيلية لَهُ سَماع من أبي مُحَمَّد بن خزرج قَرَأَ عَلَيْهِ مُصَنف النَّسَائيّ فِي سنة ستٍّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة قَالَه ابْن خَير
1134 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يُونُس بْن حبيب بْن إِسْمَاعِيل الْأَنْصَارِيّ من أَهْل سرقسطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عُمَر بْن عبد الْبر وَأبي عمر المقرىء وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي عبد الله بن فورتش القَاضِي وَأبي عبد الله بن سماهة وَأبي الْوَلِيد الوقشي ورحل حَاجا فَقدم دمشق وحدَّث بهَا عَنْ هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين وَعَن أبي حَفْص عُمَر بْن أبي القَاسِم بْن أبي زَيْد القفصي ذكره ابْن عَسَاكِر وَقَالَ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بن الْأَكْفَانِيِّ وَحكى عَنْهُ تدليسًا ضعفه بِهِ وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الآخرى وَقيل فِي رَجَب سنة سبع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
1135 - مُحَمَّد بْن مَعْمَر من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْفتُوح الجُرْجانيّ قَالَه المصحفي
1136 - مُحَمَّد بْن الدّباغ من أَهْل وَادي الْحِجَارَة أَخذ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن حَفْص وَصَحب القَاسِم بن الْفَتْح وسفر بَينه وَبَين أبي مُحَمَّد بن حزم فِي مسَائِل وجوابات كَانَت بَينهمَا وَكَانَ أبرع أهل وقته فِي النَّحْو وَالْأَدب ذكره ابْن عُزَيْر
1137 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَبْد اللَّه بْن مُوسَى بن غلوز الغافقي من(1/321)
أَهْل ميورقة يكنى أَبَا عَبْد الله وَيعرف بِابْن العنصري حدَّث عَنْهُ أَبُو عَلِيّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن غلُّوز قَالَه ابْن عَسَاكِر
1138 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْأَنْصَارِيّ أندلسي يكنى أَبَا الحكم قَدِمَ دمشق وَكَانَ فَقِيها أشعريًا ذكره ابْن عَسَاكِر وَقَالَ تُوُفّي بِبَيْت الْخطْبَة من دمشق يَوْمَ الْخَمِيس التَّاسِع من جُمَادَى الأخرة سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
1139 - مُحَمَّد بْن أبي الْعَافِيَة من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد اللَّه روى عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَكَانَ فَقِيها ذَا عناية بِالْحَدِيثِ وسماعه رَحل إِلَى أبي عُمَر وَسمع مِنْهُ بشاطبة وَصَحبه هُنَالك طَاهِر بْن مفوز وبخطه قَرَأت بَعْض خَبره وَقَالَ بلغتني وَفَاته رَحمَه اللَّه فِي صدر ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة
1140 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان القَيْسيّ الشَّاعِر يعرف بِابْن الْحداد ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَقد قيل فِي اسْمه مَازِن وَلَعَلَّه لقبٌ لَهُ أَصله من وَادي آش وَسكن المرية كَانَ من فحول الشُّعَرَاء وأفراد البلغاء وشعره مدون عَلَى حُرُوف المعجم وَكَانَ لَهُ حَظّ من التعاليم وافرٌ وَألف فِي الْعرُوض تأليفًا حَسَن سَمَّاهُ بالمستنبط واختص بالمعتصم مُحَمَّد بْن معن بْن صمادح وَفِيه استفرغ مدائحه ثمَّ سَار عَنهُ إِلَى سرقسطة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأقَام هُنَالك فِي كنف المقتدر بْن هود وَعَاد بعدُ إِلَى المعتصم وتُوُفيّ بالمرية فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَمِمَّا أُنشِدت لَهُ وقرأته فِي ديوانه
(وَاصل أَخَاك وَإِن أَتَاك بجفوة ... فخلوص شَيْءٍ قَلما يتَمَكَّن)
(وَلكُل شَيْءٍ آفَة مَوْجُودَة ... إِن السّرّاج عَلَى سناه يُدَخِّن)
قَرَأت بِخَط ابْن الدّباغ قَالَ أَخْبرنِي الشَّيْخ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان التجِيبِي قَالَ قَرَأت عَلَى أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان القَيْسيّ الْمَعْرُوف بِابْن الْحداد من أَهْل المرية قصيدته الَّتِي سَمَّاهَا حديقة الْحَقِيقَة وأولها(1/322)
(ذهب النّاس فانفرادي أنيسي ... وكتابي محدثي وجليسي)
(صَاحب قَدْ أمنت مِنْهُ ملالاً ... واختلالاً وكل خُلْقٍ بئيس)
(لَيْسَ فِي نَوعه بحي وَلَكِن ... يلتقي الْحَيّ مِنْهُ بالمَرْمُوس)
1141 - مُحَمَّد بْن مَحْبُوب بْن مَحْبُوب الْخُشَنِي من أَهْل طليطلة ذكره ابْن عُزيْر عِنْدَ ذَكَرَ أَبِيه مَحْبُوب وَقَالَ كَانَ متوسط الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ يعْتَمد عَلَى كتب أَبِيه وَعلم بهَا بِوَبْذة وتُوُفيّ بَعْدَ الثَّمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
1142 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن إلْيَاس اللَّخْميّ من أَهْل المرية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن شُعَيب غلبت عَلَيْهِ النِّسْبَة إِلَى جَدّه روى عَنْ جَدّه لأمه أبي عَبْد اللَّه بْن شُعَيب ومكي بْن أبي طَالِب وَأبي عَمْرو المقرىء وَأبي الْعَبَّاس الْمَهْدَوِيّ وَغَيرهم وتصدر بِجَامِع المرية لإقراء الْقُرْآن والعربية والآداب وَكَانَ حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط روى عَنهُ أَبُو لحسن بْن موهب وَأَبُو الْحَسَن بْن نَافِع وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مُعَمَّر ووقفت عَلَى السماع مِنْهُ وَكَانَ حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
1143 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن فُطَيْس من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَامر لَهُ رِوَايَة عَنِ القَاضِي يُونُس بْن عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن يُونُس بْن مُحَمَّد بْن مغيث
1144 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن سُلَيْمَان الْعَبدَرِي من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَمْرو عُثْمَان بْن سَعِيد وروى عَنْهُ تواليفه وَغَيرهَا وتصدر للإقراء حدَّث عَنْهُ أَبُو الْعَبَّاس بن عيشون بالتيسير والتخليص عَنْ أبي عَمْرو ومؤلفهما ذكر ذَلِكَ ابْن خَير
1145 - مُحَمَّد بْن أَيمن بْن خَالِد بْن أَيمن الْأنْصَارِيّ من أَهْل بطليوس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي عَمْرو بْن عَبْد الْبر بشاطبة وبقراءته رقائق ابْن الْمُبَارك سَمِعَ طَاهِر بْن مفوز وَأَبوهُ أَيمن بْن خَالِد وحدَّث عَنْهُ ابْن خزرج وَذكره ابْن بشكوال(1/323)
1146 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عبدون الفِهري من أَهْل يابرة كَانَتْ لَهُ رحْلَة إِلَى الْمشرق سَمِعَ فِيهَا من أبي ذَر الهَرَويّ وَذكره ابْن الدّباغ وَقَالَ أخبرنَا بذلك ابْن أَخِيه الْكَاتِب أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْمجِيد بْن عبدون وَذَكَرَ أَيْضا رِوَايَة عَبْد الْمجِيد عَنْهُ عِيَاض القَاضِي وَلأبي القَاسِم اليابري مَجْمُوع فِي قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خذي فرْصَة ممسكة وَالْكَلَام عَلَيْهِ وَأَحْسبهُ هَذَا
1147 - مُحَمَّد بْن مبارك مولى الْمَنْصُور مُحَمَّد بْن أبي عَامَر من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الخباز وَكَانَ حَافِظًا للغة غزير الْأَدَب إخباريًا وجيهًا فِي بَلَده وَله تواليف حَسَنَة تُوُفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن حُبَيْش
1148 - مُحَمَّد بْن أيّوب بْن القَاسِم الفِهري من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْحَسَن طَاهِر بْن مفوز وَصَحبه وأحضر ابْنه أَبَا مُحَمَّد عَبْد اللَّه للسماع مَعَه وَذَلِكَ بِمَسْجِد ابْن وضاح من شاطبة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَله سَماع كثير من طَاهِر وَكَانَ نبيها فَاضلا وَلَا أعلمهُ حدَّث خلافًا لِابْنِهِ عَبْد اللَّه وأخويه يحيى ويوسف
1149 - مُحَمَّد بْن معن بْن مُحَمَّد بْن صمادح التجِيبِي أَمِير المرية المعتصم بِاللَّه(1/324)
يكنى أَبَا يحيى روى عَنْ أَبِيهِ معن عَنْ جَدّه أبي يحيى مُخْتَصره فِي غَرِيب الْقُرْآن الْمُسْتَخْرج من تَفْسِير الطَّبَريّ الْكَبِير حدَّث بِهِ عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أسود الغساني قَالَه ابْن عُبَيْد اللَّه وأسنده عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي إِحْدَى عشرَة عَنِ ابْن أسود ثُمّ قَالَ بعقب ذَلِكَ وَقَالَ الْحَسَن بْن أبي الْحَسَن حدثوا عَنِ الإشراف فَإِنَّهُم لَا يرضون أَن يدنسوا شرفهم بِالْكَذِبِ وَلَا بالخيانة وتُوُفيّ المعتصم فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
1150 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهذَّب بْن مُعَاوِيَة اللَّخْميّ من أَهْل إشبيلية روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وَقَالَ الْخَولَانِيّ وَذَكَرَ عِيسَى بْن مُحَمَّد فِي شُيُوخه أَخْبرنِي ابْنه مُحَمَّد أَنَّهُ أنْشدهُ فِي مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ
(نهاري نهاران لَا تسألوا ... وشهري مُقيم فَمَا يرحل)
(دَعَوْت الْإِلَه لكشف الردى ... فَقَالَ بِحَق أَنَا أفعل)
1151 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سعدون من أَهْل طليطلة يكنى أَبَا بَكْر لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من أبي ذَر الهَرَويّ حدَّث عَنْهُ القَاضِي أَبُو عَامر بْن إِسْمَاعِيل الطليطلي
11152 - مُحَمَّد بْن غَالب يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَا أعرف مَوْضِعه وَله رِوَايَة عَنْ مكّيّ بْن أبي طَالِب حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن عَطِيَّة بكتب مكّيّ أجازها لَهُ عَنْهُ من خطّ ابْن الدّباغ
1153 - مُحَمَّد بْن يحيى القَاضِي من أَهْلَ المرية يعرف بِابْن الرَّقْنَية ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ من أَهْل الْفِقْه والمعرفة بِالْأَحْكَامِ لقِيه أَبُو عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَذكره عِيَاض فِي مُعْجم شُيُوخ أبي عَلِيّ
1154 - مُحَمَّد الكفيف النَّحْويّ من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ من أَهْل الْعلم بِالْعَرَبِيَّةِ والتعليم بهَا أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة(1/325)
1155 - مُحَمَّد بْن شَدَّاد من أَهْل طليطلة يعرف بِابْن الْحداد ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ ابْن عَبْد السّلام الْحَافِظ الْمَعْرُوف بِابْن شُقّ اللَّيْل وَقع ذكره فِي مسلسلات أبي مُحَمَّد العثماني أَنْشدني أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال وكتباه لي بخطهما قَالا أنشدنا أَبُو الحَجَّاج يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن الشَّيْخ وَكتبه لَنَا بِخَطِّهِ قَالَ أنشدنا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد العثماني وَكتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ أَنْشدني الشَّيْخ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن صَدَقة بْن سُلَيْمَان وَكتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ أَنْشدني أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْبكْرِيّ وَكتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ أَنْشدني مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن قَاسم وَكتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن شَدَّاد بْن الْحداد بطليطلة وَكتبه لي بِخَطِّهِ قَالَ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى بطلبيرة لنَفسِهِ وَكتبه لي بِخَطِّهِ
(رَأَيْت الانقباض أَجْلِ شَيْءٍ ... وأْدعَى فِي الأمُور إِلَى السَّلامَة)
(فهذ الْخلق سالمهم ودعهم ... فخُلطتهم تقود إِلَى الندامة)
(وَلَا تُعْنَى بِشَيْء غَيْر شَيْءٍ ... يقودُ إِلَى خلاصك فِي القِيَامَة)
هَكَذَا فِي الْإِسْنَاد مُحَمَّد بن ابراهيم الْبكْرِيّ قَالَ أَنْشدني مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن قَاسم وهما وَاحِد يروي عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَبَيَان ذَلِكَ فِي الصِّلَة لِابْنِ بشكوال وَغَيرهمَا وَفِي أصل شَيخنَا أبي الرّبيع أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه وَبعده بَيَاض كتب ممّا يَلِيهِ إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى وَقد كتبته عَلَى الصَّوَاب من نُسْخَة أُخْرَى بِخَط أبي عُمَر بْن عياد وَابْن مُوسَى الَّذِي يروي عَنهُ ابْن الْحداد هُوَ ابْن شقّ اللَّيْل سكن طلبيرة وداره طليطلة
1156 - مُحَمَّد بْن عمَّار الكلَاعِي من أهل ميورقة وَنزل بجاية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن الْوَلِيد نزيل مصر وَكَانَ عَالما متفننًا وَله قصيدة طَوِيلَة عَلَى رُوِيَ النُّون وَمن وافر الاعرايض فِي السَّنَة والآداب الشَّرْعِيَّة والديانات يُوصي بهَا ابْنه حسنا(1/326)
سَمِعَ مِنْهُ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي رحلته إِلَى الْمشرق سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَوَصفه بِالْعلمِ وَحدث بن عياد بالقصيدة الْمَذْكُورَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن عُمَر الطرطوشي عَنْ أبي مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بْن عُثْمَان بْن الصيقل عَنْهُ
1157 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الْبر بْن ربيعَة من أَهْل بلنسية وَأَصله من جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْمطرف بْن حجَّاف وَأبي عَبْد اللَّه بْن حزب اللَّه وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا مفتيا حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن خُلَيْص بْن عَبْد اللَّه الْعَبدَرِي وتُوُفيّ فِي حِصَار الرّوم ببلنسية سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ ابْتِدَاء ذَلِكَ فِي آخر رَمَضَان سنة خمس وَثَمَانِينَ أَقَامُوا عَلَيْهَا عشْرين شهرا إِلَى أَن دخلوها صلحا وَفَاته عَنِ ابْن عَلْقَمَة وَفِي خَبره عَنِ القَاضِي عِيَاض وَذكره ابْن بشكوال وَلم ينْسبهُ وَلَا سمى شُيُوخه
1158 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَلِيّ بْن خَلَصةَ الْمعَافِرِي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر ونظرائه رَحل حَاجا فلقي بِمَكَّة أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن المفرج الصّقليّ وَسمع مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْ أبي ذَر ولازمه وَأكْثر عَنهُ وَلَقي أَيْضا بهَا أَبَا مُحَمَّد هَيَّاج بْن عُبَيْد الحِطِّيني فَأخذ عَنْهُ كتاب الزّهْد لهنَّاد بْن السَّري وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة ثُمَّ لَقِي بالإسكندرية أَبَا القَاسِم شُعَيب بْن سَبْعُونَ الْعَبدَرِي الطرطوشي فِي سنة تسع وستِّين فَسمع مِنْهُ بهَا مشَاهد بن إِسْحَاق وَصدر إِلَى الأندلس وحدَّث وَأخذ عَنهُ فِي الجلة أَبُو الْحَسَن طَاهِر بْن مُفوَّز سَمِعَ مِنْهُ سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأَبُو إِسْحَاق بْن جمَاعَة وَأَبُو الحَجَّاج بْن أَيُّوب وَغَيرهم وتُوُفيّ فِي نَحْو التسعين والأربعمائة ذكره ابْن عياد وَفِي خَبره زيادات قرأتها بِخَط طَاهِر بْن مفوز وَيحدث أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْخَولَانِيّ عَنْ أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خلصة عَنْ مُحَمَّد بْن مُعَاذِ عَنْ أبي عِمْرَانَ الفاسي وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره
1159 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبي طَالِب القَيْسيّ من أَهْلَ(1/327)
وشقة وَسكن سرقسطة يكنى أَبَا طَالِب كَانَ من أَهْل الْأَدَب واللغة عَارِفًا بهما مدرساً لَهما حَسَن الْخط مشاركًا فِي النّظم والنثر وَجمع شعر أبي عُمَر القسطلي عَلَى حُرُوف المعجم وَزَاد فِيهِ كثيرا عَلَى مَا بأيدي النّاس فِي سنة سبْعٍ وستِّين وَأَرْبَعمِائَة ورأيته بِخَطِّهِ ببلنسية فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة وعاش إِلَى التسعين والأربعمائة وَبعدهَا وَقَرَأَ بِخَطِّهِ لأبي القَاسِم بْن المغربي الْوَزير
(بَعُدوا فَلاَ مستخبِرٌ عَنْ حَالهم ... غَيْرِي وَلَا مستخير مسؤول)
(لَمْ يبْق غَيْرُ العذل من أسبابهم ... فأحَبٌّ من يدنو إليَّ عَذول)
(اللَّيْل عِنْدَي وَالنَّهَار كأدَهَم ... لَا غُرَّةٌ فِيهِ وَلَا تحجيل)
1160 - مُحَمَّد بْن أبي الْمسك من أَهْل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي الْوَلِيد الوشقي وَله سَماع من أبي دود المقرىء فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة حدَّث عَنْهُ أَبُو زَكَرِيَّاء عَنْ صَاحب الصَّلاة وَالِد الْأُسْتَاذ أبي مُحَمَّد الْمَعْرُوف بعبدون بعضه من خطّ مُحَمَّد بن عياد
1161 - مُحَمَّد بن خلف بن قَاسم الْخَولَانِيّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد الله يروي عَنْ أبي مُحَمَّد بْن حزم وَأبي مُحَمَّد بْن خزرج وَأبي عَليّ الغساني وَغَيرهم وَفِي برنامج أبي بَكْر بْن خَيّر أَنَّهُ قَرَأَ مُصَنف النَّسَائيّ عَلَى ابْن خزرج فِي سنة سِتّ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد قَرَأَ عَلَيْهِ صَحِيح مُسْلِم فِي شهر ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
1165 - مُحَمَّد بْن مُهاصر يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث بالتيسير لأبي عَمْرو الْمقري عَنْهُ وَلَا أعرفهُ(1/328)
1163 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه اللَّخْميّ الْبَاجِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يحدث عَنْ عَمه مُحَمَّد بْن أَحْمَد صَاحب الوثائق حدَّث عَنْهُ ابْن أَخِيه القَاضِي أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن خَير وَابْن بشكوال وأغفله
1164 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَيَّاش الْعَبدَرِي من أَهْل إشبيلية يعرف بالمرشاني ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رحْلَة سَمِعَ فِيهَا من أبي عِمْرَانَ مُوسَى بْن بهيج الْوَاعِظ بَعْض منظومه بِمصْر فِي سنة ستٍّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن زيدون من شُيُوخ ابْن خَير
1165 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن عَلِيّ بْن نصير الغافقي من أَهْل مرسية لَقِي أَبَا عَلِيّ الغساني وَسمع مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وَلَقي أَيْضا أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَسمع مِنْهُ بإشبيلية فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَا أعلمهُ حدَّث
1166 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد المأموني لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر أجَاز لَهُ ولأبيه عبد الله فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة إِلَّا أَنَّ أسم أَبِيه عَبْد اللَّه وجده سَعِيد عَلِيّ بِشْر يُسْتَرَابُ بِهِ وقرأت إجَازَة مُحَمَّد هَذَا لِبَنِيهِ فِي شهر ربيع الأوّل سنة سبع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
1167 - مُحَمَّد بن موسي بن مغيون الزُّهْرِيّ الفارض يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رِوَايَة بدانية عَنِ ابْن سيدة وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والتقدم فِي علم الْفَرَائِض والحساب روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن أبي الدوس وَغَيره
1168 - مُحَمَّد بْن مبارك من أَهْل المرية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالقلاس سَمِعَ من أبي الْعَبَّاس العذري وَأبي عُثْمَان طَاهِر بْن هِشَام واختص بِهِ وَأكْثر عَنْهُ ويروي عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي مُحَمَّد حجاج بْن قَاسم المأموني وَأبي عَبْد اللَّه بْن مَنْظُور وَأبي(1/329)
عبد الله بن شُرَيْح وَغَيرهم وعني بالرواية أتم الْعِنَايَة مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب وحظ من قرض الشّعْر وَكتب علما كثيرا وَكَانَ حسن الْخط أنيق الوراقة وَيشْتَبه اسْمه باسم مُحَمَّد بْن مبارك من أَهْل دانية وَكَانَا متعاصرين إِلَّا أَن الداني مِنْهُمَا يعرف بِابْن الصَّائِغ وَذكره ابْن بشكوال
1169 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن قَعْنَب الأسَدِيُ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن سُلَيْمَان الزهراوي الْمَذْكُور فِي تَفْسِير الْقُرْآن عَنْهُ قَالَ وَعرضه عَلَي مرَارًا بِخَطِّهِ
1170 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يعِيش بْن دَاوُد من أَهْل المرية وَسكن بطليوس يكنى أَبَا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن ضَابِط لَقِي بقرطبة أَبَا مَرْوَان الطبني وَأَبا مَرْوَان بْن سراج فَسمع مِنْهُمَا فِي سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَلَقي بالمرية عَبْد الدّائم القيرواني قبل ذَلِكَ فَأخذ عَنْهُ وَقعد لتعليم الْآدَاب واللغات ووقفت عَلَى الْأَخْذ مِنْهُ لشعر حبيب والغريب المُصَنّف لأبي عُبَيْد وَكَانَ رَدِيء الْخط وَمن تلاميذه أَبُو مُحَمَّد بْن عبدون اليابري وَحكى ابْن بسام قَالَ كَانَ الْأُسْتَاذ أَبُو الْوَلِيد بْن ضَابِط قَدْ بَدَأَ عَلَيْهِ بِالْقِرَاءَةِ أَبُو مُحَمَّد بْن عبدون وَهُوَ غُلَام ابْن ثَلَاث عشرَة سنة وَكَانَ ابْن ضَابِط متكسبًا بالشعر فضجر يَوْمَاً وَقَالَ
(الشّعْر خطة خَسْف ... )
فَقَالَ لَهُ ابْن عبدون
(لكل طَالِب عرف ... )
(للشَّيْخ عَيْبَة عيب ... وللفتى ظرفُ ظرفِ)
1171 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سَعِيد بْن عِيسَى الكِنَانيّ من أَهْل طليطلة وَسكن بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر أَحْمَد بْن يُوسُف بْن حَمَّاد سَمِعَ مِنْهُ مُخْتَصر الطليطلي فِي الْفِقْه وحدثه بِهِ عَنِ ابْن شنظير أحد الصاحبين روى عَنْه أَبُو الْحسن بن هُذَيْل المقرىء وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ فَقِيها أديبًا أصوليًا متكلمًا وامتحن بِأبي أَحْمَد بْن حجاف الأخيف فِي رياسته فَخرج إِلَى المرية وَبهَا تُوُفّي قبل الْخَمْسمِائَةِ أَكْثَره عَنِ ابْن عياد(1/330)
1172 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الموروي المقرىء من سَاكِني سبتة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ قَائِما بِعلم الْقرَاءَات وَاخْتِلَاف الْقُرَّاء أَخذ عَنْهُ الْقُرَّاء أَخذ عَنْهُ القَاضِي عِيَاض وَقَالَ توفّي فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ
1173 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْبَراء التجِيبِي من أَهْل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي بَكْر المرشاني من أَصْحَاب ابْن الإفليلي وَكَانَ ذَا معرفَة بالأدب والعربية لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَقد سكن سبتة وأقرأ بهَا وهنالك سَمِعَ مِنْهُ القَاضِي عِيَاض كَامِل الْمبرد فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ فِي حُدُود الْخَمْسمِائَةِ
1174 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن من أَهْل شِلْب يعرف بِابْن الْملح ويكنى أَبَا بَكْر كَانَ من جلة الأدباء وَالشعرَاء الموصوفين بالتجويد وَله فِي بني عَبّاد مدائح كَثِيرَة ونسك فِي آخر عمره وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ روى عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن تَمام المالقي وَتُوفِّي منسلخ الْخَمْسمِائَةِ بعضه عَنِ ابْن حوط اللَّه
1175 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ شاطبة يعرف بِابْن الصيقل ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب طَاهِر بن مفوز وَبِه انْتفع وَأَبا عَبْد اللَّه بْن سعدون وَأَبا عَلِيّ الجياني وَدخل سجلماسة فَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بكار بْن الغرديس صَاحب(1/331)
أبي ذَر الهَرَويّ وَكَانَ من أَهْل صناعَة الحَدِيث وتُوُفيّ بِمَدِينَة فاس بعد سنة خَمْسمِائَة عَنْ عِيَاض وَابْن حُبَيْش وَذكر ابْن فرتون أَن لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي شَاكر بْن مَوْهَب وَأبي القَاسِم خَلَف بْن عُمَر الْبَاجِيّ سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح مُسْلِم بأغمات وَحكى أَن جَدّه أَبَا إِسْحَاق بْن فرتون روى عَنهُ
1176 - مُحَمَّد بْن حبيب الجياني مِنْهَا يكنى أَبَا عَامر نزل قرطبة وأقرأ بهَا الْقُرْآن وَمِمَّنْ أَخذ عَنْهُ بهَا أَبُو الْحَسَن بْن حُنَيْن
1177 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سُلَيْمَان بْن عِيسَى من أَهْل شنتمرية الغرب يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَهُوَ ولد الْأُسْتَاذ أبي الحَجَّاج الأعلم روى عَنْ أَبِيه جَمِيع مَا أَلفه وَرَوَاهُ وَمِمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وبقراءته إِيَّاه لجميعه سَمِعَ ابْن الطراوة فِي سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قَرَأت ذَلِكَ بِخَط أبي مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ وَأَجَازَ لَهُ ولإخوانه أَبُو مَرْوَان بْن سراج ولأبيهم أبي الحَجَّاج غَرِيب الحَدِيث للخطابي فِي عقب شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وقفت عَلَى ذَلِكَ بِخَطِّهِ حدَّث عَنْ مُحَمَّد هَذَا ابْنه أَبُو الفَضْل جَعْفَر الأديب وتُوُفيّ بَعْدَ الْخَمْسمِائَةِ
1178 - مُحَمَّد بْن عِيسَى من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي إِسْحَاق الألبيري الزَّاهد روى عَنْه أَبُو الْوَلِيد ابرهيم بْن مُحَمَّد الصَّدَفِي ذَكَرَ ذَلِكَ العثماني وَفِيه عِنْدِي نظر وَقد تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي بَاب إِبْرَاهِيم
1179 - مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن عَبّادة من أَهْل بطليوس يكنى أَبَا بَكْر كَان من أَهْلَ الْأَدَب وَالرِّوَايَة أَخذ عَنْهُ بَعْض مَا كَانَ عِنْدَهُ أَبُو القَاسِم خَلَف بْن هِشَام الأشبوني من شُيُوخ ابْن خَير
1180 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن قطري الزَّبِيديّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي الْعَبَّاس العذري وَأبي اللَّيْث السَّمَرْقَنْديّ(1/332)
وَأبي عَبْد اللَّه بْن سعدون الْقَرَوِي وَله رحْلَة حج فيهاا وروى بِمَكَّة عَنِ الْحُسَيْن الطَّبَريّ وبصور عَنْ أبي بَكْر بْن ثَابت الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ وَلَقي عَبْد الْحق الصّقليّ وَابْن بابشاذ النَّحْويّ ومهدي بْن يُوسُف الْوراق وَغَيرهم وَكَانَ عَالما بالنحو وَالْأُصُول وَسكن سبتة وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة من خطّ ابْن حُبَيْش وَفِيه عَنْ عِيَاض وَوَصفه بالدعابة وَطيب النَّفس وَقَالَ أَنَا عَنِ الْخَطِيب قَالَ أنشدنا أَبُو سَعْد الْمَالِينِي قَالَ أنشدنا أَبُو سَعِيد الإدريسي قَالَ أنشدنا أَبُو الْفَتْح البُستي قَالَ عِيَاض وَهُوَ ممّا أنْشدهُ أَبُو مَنْصُور الثعالبي وَاللَّفْظ لَهُ
(لَا يستخفنَّ الْفَتى بعدوُه أبدا ... وَإِن كَانَ العدوّ ضئيلاً)
(إِن القذى يُؤْذِي الْعُيُون قَلِيله ... ولربما جرح البعوض الفيلا)
1181 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عطاف الْأَزْدِيّ من أَهْل المرية وقاضيها يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك وَأبي عبد الله الْقَزاز الْفَقِيه وَأبي بكر بن صَاحب الأحباس وَكَانَ فَقِيها مشاورًا مدرساً يُناظَر عَلَيْهِ ويُجتمَع فِي علم الرَّأْي إِلَيْهِ وَولي قَضَاء بَلَده أَخذ عَنْهُ جماعةٌ مِنْهُم أَبُو بَكْر بْن أسود وَأَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن الْفرس وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي زَيْد وَأَبُو الْحَسَن بْن اللَّوان وَذكره ابْن الدّباغ فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء مَعَ أبي الْمطرف الشَّعْبِيّ وَأَمْثَاله وَتُوفِّي بالمرية سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة
1182 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس من أَهْل سرقسطة يعرف بِابْن الْمواق ويكنى وَأَبا عَبْد اللَّه روى عَنْ الْبَاجِيّ وَابْن سعدون الْقَرَوِي وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء روطة من أَعمال سرقسطة وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا وأديبا ماهرا توفّي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن حُبَيْش
1183 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد اللَّخْميّ من أَهْل دانية يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف(1/333)
بِابْن اللبانة كَانَ من جلة الأدباء وفحول الشُّعَرَاء مَعِين الطَّبْع وَاسع الذرع غزير الْأَدَب قوي الْعَارِضَة متصرفًا فِي البلاغة وَله تواليف مِنْهَا كتاب مناقل الْفِتْنَة وَكتاب نظم السلوك فِي وعظ الْمُلُوك وَكتاب سقيط الدُّرَر ولقيط الزهر وَقد سَمِعَ مِنْهُ بَعْضهَا بحاضرة المرية فِي المُحَرَّم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وشعره مدون وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو عبيد اللَّه بْن الصَّفّار وَالِد زِيَاد الْمُحدث ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن الدّباغ وَتُوفِّي بميورقة سنة سبع وَخَمْسمِائة ودُفِن إزاء أبي الْعَرَب الصّقليّ وَكَانَ طوَالًا وَابْن اللبانة دحداحًا
1184 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن سعيد الْأَزْدِيّ المقرىء من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن الصناع ويكنى أَبَا بَكْر ويلقب بالهدهد أَخذ عَنْ أبي دَاوُد المقرىء وَكَانَ من جلة أَصْحَابه وَأحد الْمُتَقَدِّمين فِي الإقراء جودة ضبط وَحسن أَدَاء وإحكام تجويد مَعَ الْمُشَاركَة فِي الْأَدَب واللغة وَالْحِفْظ للأشعار وَالْأَخْبَار والمعرفة بِعقد الشُّرُوط وَالتَّصَرُّف فِي الْفِقْه يجمع إِلَى ذَلِكَ حَسَن الْخط وَصِحَّة النَّقْل فِيمَا يكْتب أَقرَأ دهرًا بِجَامِع بلنسِيَّة وتصدر لذَلِك إِثْر وَفَاة شَيْخه أبي دَاوُد وَأخذ عَنْهُ بهَا جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عَبْد الله بن أبي إِسْحَاق الربي وَغَيره ثُمَّ رَحل إِلَى غرب الأندلس فَنزل قرطبة وأقرأ بجامعها الْأَعْظَم وَولي قَضَاء بَعْض كورها لأبي عَبْد اللَّه بْن حمدين وَيُقَال إِنَّه انْتقل إِلَى كورة باغة فَتوفي هُنَالك فِي صدر سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ ابْن عَزِيز
1185 - مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَريب الْأَنْصَارِيّ من أَهْل طرطوشة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سكن سرقسطة وتجول كثيرا فِي بِلَاد الأندلس والعدوة وَغلب عَلَيْهِ علم(1/334)
الْعبارَة فشهر بهَا وَكَانَ وجيهًا عِنْدَ الْمُلُوك مترددًا عَلَيْهِم وَرغب إِلَى أبي بَكْر بْن تيفلويت أَمِير سرقسطة فِي إقراء ابْنه أبي عَلِيّ بجامعها فِي حَيَاة شَيْخه أبي زَيْد بْن الْوراق فَأَجَابَهُ إليّ ذَلِكَ وتصدر هُنَاكَ فِي سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة من خطّ ابْن عياد
1186 - مُحَمَّد بْن الْخلف بْن الْحَسَن بْن إِسْمَاعِيل الصَّدَفِي يعرف بِابْن عَلْقَمَة ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه من أَهْل بلنسِيَّة وَصَاحب تاريخها صحب أَبَا مُحَمَّد بْن حَيَّان الأروشي وطبقته وتأدب بمشيخة بَلَده وَانْتَحَلَ الْكِتَابَة وَكَانَ قاصرًا فِي نظمه ونثره وَألف تَارِيخا فِي تغلب الرّوم على بلنسية قبل الْخَمْسمِائَةِ سَمَّاهُ بِالْبَيَانِ الْوَاضِح فِي الْعلم الفادح وَكتبه النّاس عَلَى سوء وَصفه وَقد كتبنَا مِنْهُ بَعْضًا هُنَا وحَدثني بِهِ ابْن عَاتٍ وَابْن سَالم عَنْ أبي الْحَسَن بْن فَزَارَة عَنْ عَبْد اللَّه ابْنه عَنْهُ وَله تأليف سواهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد أَيْضا وتُوُفيّ يَوْمَ الْأَحَد الْخَامِس وَالْعِشْرين لشوال سنة تسع وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة أَخْبرنِي بذلك أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة البلنسي فِي تَارِيخه ونقلته من خطه
1187 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن عَبْد الْملك بْن غَالب الغساني من أَهْل غرناطة يعرف بالقليعي ويكنى أَبَا بَكْر كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْفضل مَعَ نباهة الْبَيْت وَولي قَضَاء بَلَده عَنْ إِجْمَاع من أَهله عَلَى ذَلِكَ وتُوُفيّ وَهُوَ يَتَوَلَّاهُ أَوْل صفر سنة عشرَة وَخَمْسمِائة ودُفِن بروضة أَبِيه
188 - مُحَمَّد بْن مَسْعُود الْمكتب يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَحْسبهُ من أَهْل المرية سَمِعَ من أبي الْعَبَّاس العذري وَغَيره وحدَّث بِيَسِير قَالَ عِيَاض سَمِعتُ بَعْض حَدِيثه يَقْرَأ عَلَيْهِ وَتُوفِّي بعد سنة عشرَة وَخَمْسمِائة
1189 - مُحَمَّد بْن أغلب بْن أبي الدوس من أَهْل مرسية يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي الحَجَّاج الأعلم وَأبي الْحَسَن الْمُبَارك بْن سَعِيد الخشاب وَعبد الدّائم بْن مَرْزُوق القيرواني وَأبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي بَكْر بْن نعْمَة العابر وَأبي عَلِيّ الغساني وَأبي(1/335)
عبد الله بن معيون الفارض وَغَيرهم وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب مشاركًا فِي غَيْر ذَلِكَ من أحسن النّاس خطا وأصحهم نقلا وضبطًا وَشهر بالإقراء وَكَانَ من المعلمين المتجولين أدب وَلَدي الْمُعْتَمد مُحَمَّد بْن عَبّاد الراضي يزِيد والمأمون الْفَتْح وَسكن المرية وقتا وَأَجَازَ الْبَحْر إِلَى الْمغرب فَنزل مَدِينَة فاس وَاسْتقر أخرًا بأغمات وَله شعر صَالح وَألف فِي شرح الْأَمْثَال لأبي عبيد مَا أَفَادَ بِهِ روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وَأَبُو بَكْر بْن الخلوف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي زَيْد وَغَيرهم وتُوُفيّ بمراكش سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عُزَيْر وَابْن الملجوم وَغَيرهمَا
1190 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك من أَهْلَ المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وُلّي قَضَاء بَلَده من قَبْلَ أبي عَبْد اللَّه بْن حمدين قَاضِي الْجَمَاعَة بالأندلس وَكَانَ فَقِيها جَلِيلًا وتُوُفيّ لليلة بقيت من ذِي الحجّة سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة ودُفِن عَشِيَّة يَوْمَ الْخَمِيس مستهل المُحَرَّم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَهُوَ مِمَّن تُوُفّي فِي سنة ودُفِن فِي أُخْرَى
1191 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن حكم الْبَاهِلِيّ من أَهْل الْمرة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالقرقوبي وَيُقَال فِيهِ ابْن قرقوب سَمِعَ أَبَا خَالِد يزِيد مولى المعتصم وَأَبا الْحسن الْعَبْسِي وأبوي عَلِيّ الغساني والصدفي وَكتب عَنْهُم وَكَانَ ضَعِيف الْخط جدا ورحل حَاجا فَسمع مِنْهُ بالإسكندرية أَبُو طَاهِر السِّلَفيّ وَأَبُو مُحَمَّد العثماني وَأَخُوهُ أَبُو الفَضْل وَحَدثُوا عَنْهُ بِكِتَاب تَقْيِيد المهمل وتمييز الْمُشكل للغساني وروى عَنْهُ أَيْضا أَبُو إِسْحَاق الخشوعي وَابْنه أَبُو طَاهِر بَرَكَات وَغَيرهم وتُوُفيّ بالمشرق فِي شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة
1192 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن بَقَاء الْأَنْصَارِيّ من أَهْل بَلغَيْ من بِلَاد الثغر الشَّرْقِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد سُلَيْمَان بْن نجاح ورحل حَاجا فَقدم دمشق وأقرأ بهَا الْقُرْآن بالسبع وَأَخذه عَنْهُ جمَاعَة من أَهلهَا وَكَانَ شَيخا فَاضلا حَافِظًا(1/336)
للحكايات قَلِيل التَّكَلُّف فِي اللبَاس ذكره ابْن عَسَاكِر وَقَالَ رَأَيْته وسمعته ينشد قصيدة يَوْمَ خرج النّاس إِلَى الْمصلى للاستسقاء عَلَى الْمِنْبَر أَولهَا
(أسْتَغْفر اللَّه من ذَنبي وَإِن كبرا ... واستقل لَهُ شكري وَإِن كثرا)
قَالَ وَكَانَ يسكن فِي دَار الْحِجَارَة ويقرئ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع وُلِدَ فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة أَربع وَخمسين وَأَرْبع مائَة وتُوُفيّ يَوْمَ الْأَرْبَعَاء عِنْدَ صَلاَة الْعَصْر ودُفِن يَوْمَ الْخَمِيس لصَلَاة الظّهْر الثَّانِي من ذِي الحجّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشرَة وَخَمْسمِائة ودُفِن فِي مَقَابِر الصَّحَابَة بِالْقربِ من قبر أبي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ وَشهِدت أَنَا غسْله وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه وقرأت بِخَط زِيَاد بْن الصفار أَن ابْن بَقَاء هَذَا روى عَنْ أبي جَعْفَر عبد الوهّاب بن حكم أحد أَصْحَاب المغامي وَأَنه أَقرَأ بالثغر قبل رحلته وَأخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمد بن عمار اللاردي رحمهمَا اللَّه
1193 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرَّحْمَن الْأنْصَارِيّ الْمُقْرِئ من أهل طليطلة وَنزل مَدِينَة فاس يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن فرقاشش أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَنِ المغامي وَأبي الْحَسَن بْن الإلبيري وَكَانَ مقرئا ماهرًا جَلِيلًا وَله تأليف صَغِير فِي اخْتِلَاف الْقُرَّاء السَّبْعَة أَخذ عَنْهُ أَبُو إِسْحَاق الغرناطي فِي مُقَدّمَة غرناطة وإقرائه مِنْهَا بِمَسْجِد حَمْزَة فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَنسبه عَنْ بَعْض الآخذين عَنْهُ بِمَدِينَة فاس
1194 - مُحَمَّد بْن إِسْحَاق اللَّخْميّ من أَهْلَ شِلْب يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بِابْن الْملح وَيُقَال بالملاح روى عَنْهُ ابناه أَبُو الْقَاسِم أَحْمد وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْملك ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن خَير
1195 - مُحَمَّد بْن سُفْيَان بْن أبي إِسْحَاق الْوَاعِظ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْمَعَالِي إِدْرِيس بْن يحيى الْوَاعِظ وَولي الْحِسْبَة بِالسوقِ وَكَانَ يعظ بمسجده المشتهر بِمَسْجِد الغَلَبة وَفِيه قَرَأت عَلَى شَيخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن نوح كتب عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة كثيرا ممّا سمعته ينشد مستفادًا عَنْ أبي الْمَعَالِي الْمَذْكُور وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة قَالَ ابْن النِّعْمَة وأنشدني لِابْنِ شَرَف(1/337)
(ألحاظكم تَجرحنا فِي الحشا ... ولحظنا يجرحكم فِي الخدود)
(جرح بجرج فاحسبوا ذَا بذا ... فَمَا الَّذِي أوجب جرح الصدود)
وَهَذَانِ البيتان أنشدنيهما بَعْض أَصْحَابنَا الأدباء ونسبهما إِلَى أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْبَراء من أَهْل الجزيرة الخضراء
1196 - مُحَمَّد بْن جَعْفَر الهَمَدانِيّ يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالشرقي نِسْبَة إِلَى شَرق الأندلس أَخذ عَنْ أَصْحَاب أبي عَمْرو الْمُقْرِئ وأقرأ بِجَامِع قرطبة ذكره ابْن الدّباغ وَوَصفه بِالْعلمِ والنبل وتُوُفيّ سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة
1197 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي صوفة الحجري من أَهْل قرطبة وَولي قَضَاء الجزيرة الخضراء فأوطنها وتناسل وَلَده بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ فَقِيها مشاورًا ذَا معرفَة بالقراءات والْحَدِيث والعربية زاهدًا حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد الله القباعي وَرَأَيْت السماع عَلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة
1198 - مُحَمَّد عَلِيّ بْن بشرى من أَهْل دانية يكنى أَبَا بَكْر رَحل حَاجا وَدخل بَغْدَاد فَسمع بهَا من أبي بَكْر بْن طرخان فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَخمْس مائَة وَسمع أَيْضا أَبَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر السَّمَرْقَنْديّ وَغَيرهمَا وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وَسمع مِنْهُ زاوي بْن مُنَاد وَغَيره
1199 - مُحَمَّد بْن أَحْمد بن نصر النفزي يعرف بالرندي لِأَن أَصله مِنْهَا ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن فرج وَأبي عَلِيّ الغساني وَأبي الْأَصْبَغ بْن خِيرة مولى ابْن برد وَأبي عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَغَيرهم حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن خَلَفون الْقَرَوِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الراهب المدحجي وَغَيرهمَا وَسَماهُ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش فِي شُيُوخه وَهُوَ فِي عداد أَصْحَابه وَقَالَ كتبتُ عَنْهُ حَدِيثا وَاحِدًا وَسمعت بقرَاءَته الْمُوَطَّأ عَلَى ابْن عتاب وَكَانَ هُوَ يحدث بِهِ عَنِ ابْن الطلاع تُوُفّي بأغمات سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة(1/338)
1200 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك التجِيبِي المقرىء أَحْسبهُ سرقسطيًا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ محب بْن حُسَيْن أحد أَصْحَاب ابْن سُفْيَان مؤلف الْهَادِي فِي الْقرَاءَات أَخذ عَنْهُ أَبُو مَرْوَان بْن الصَّيْقَل
1201 - مُحَمَّد بْن خَلَف من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن الدوش وَغَيره وقرأت بِخَط أبي عَامر بْن حبيب تحديثه عَنْهُ بالتفصيل من تواليف أبي عَمْرو المقرىء عَنِ ابْن الدوش لمّا فَاتَهُ سَمَاعه مِنْهُ وَهُوَ من أَصْحَابه
1202 - مُحَمَّد بْن حُسَيْن بْن أبي بَكْر الحضْرميّ من أَهْل دانية يعرف بِابْن الحناط ويكنى أَبَا بَكْر تفقَّه بِأَبِيهِ وَسمع من أبي دَاوُد المقرىء وَأبي عَلِيّ الغساني وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي ودرس الْفِقْه بِبَلَدِهِ وشوور ونوظر عَلَيْهِ فِي الْمُدَوَّنَة وَهُوَ من بَيت علم وَصَلَاح أَخذ عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن أبي غَالب وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عِيسَى وَأَبُو الحَجَّاج بْن سماجَة وَغَيرهم ذكره ابْن عياد وَغلط فِي وَفَاته فَجَعلهَا فِي رَجَب سنة ثَلَاث عشرَة وَإِنَّمَا تُوُفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع عشرَة وَخمْس مائَة قرات ذَلِكَ فِي رخامة بِإِزَاءِ قَبره
1203 - مُحَمَّد بْن نَوْفَل الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث بالتيسير لأبي عَمْرو المقرىء عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن مهاصر عَنهُ وَلَا أَعْرفهُمَا
1204 - مُحَمَّد بن خَليفَة بن تيمصلت المقرىء يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْ أَبِيه عَنْ أبي الْعَبَّاس الْمَهْدَوِيّ قَالَه أَبُو عَبْد اللَّه الشنتيالي وحدَّث من طَرِيقه بالهداية فِي الْقرَاءَات للمهدوي عَنْ أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن عَلِيّ بْن طَلْحَة المقرىء
1205 - مُحَمَّد بْن رزق اللَّه بْن مطرف أَحْسبهُ بطليوسيا لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر(1/339)
عَاصِم بْن أَيُّوب صَحبه وَقيد عَلَيْهِ الْآدَاب وَهِي كَانَتْ بضاعته وصناعته وَله فِي شرح شعر حبيب بن أَوْس الطبيخي اخْتِصَار أَفَادَ بِهِ وأضاف إِلَيْهِ من غَيره مَا دلّ عَلَى مَكَانَهُ من النباهة رَحمَه اللَّه
1206 - مُحَمَّد بْن سَعْد بْن زَكَرِيَّاء بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد من سَاكِني دانية يكنى أَبَا بَكْر كَانَ عَالما بالطب والتعاليم وَألف كتاب التَّذْكِرَة وتعرف بالسعدية نِسْبَة إِلَيْهِ وَأنْشد فِيهَا قصيدة للوقشي وَأَحْسبهُ لقِيه وَكَانَ حَيا فِي سنة سِتّ عشرَة وَخَمْسمِائة
1207 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن فرناس من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْعَبَّاس العذري وَأبي عَبْد اللَّه بْن المرابط قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَسمع أَبَا عَبْد اللَّه الحمزي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَكَانَ مقرئًا نحويًا عِنْدَهُ فهم وتصرّف روى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بن الباذش قَالَ كَانَ أبي يَقُولُ إِنَّهُ لدتُه الا أَنه كَانَ مُخَلَّدًا وروى عَنْهُ أَيْضا أَبُو بَحر يُوسُف بْن أبي عيشون وَأَبُو الْعَبَّاس بْن البراذعي وَغَيرهم وتُوُفيّ بالمرية سنة سبْعٍ عشرَة وَخَمْسمِائة
1208 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْوَارِث البجاني مِنْهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَقِي بقرطبة أَبَا القَاسِم حَاتِم بْن مُحَمَّد وَسمع مِنْهُ وَمن غَيره وَولي الصَّلاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ حكى عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن الباذش أَنَّهُ أجَاز لَهُ جَمِيع رِوَايَته
1209 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن سعيد البشكلاري وبشكلار قَرْيَة بجيان يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وقرأت بِخَط أبي مُحَمَّد الركلي أَنَّهُ يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ(1/340)
أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَأبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ سَمِعَ مِنْهُ بسرقسطة مَعَ الركلي وَوجدت بِخَط شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب أَنَّهُ وجد بِخَطِّهِ مُسْندًا عَنِ الْبَاجِيّ عَن أبي ذَر الْهَرَوِيّ خبر ابْن كثير القارىء وتبشيره مَالك بْن أنس برؤياه وَقد ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْر الْخَطِيب وَغَيره
1210 - مُحَمَّد بْن عَاشر بْن خَلَف بْن مُرَجَّى بْن حكم الْأَنْصَارِيّ من أَهْل بَنِيشْتةَ حدَّث عَنْهُ ابْنه عَاشر الْفَقِيه مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَارِث التدميري يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي الْمطرف بْن سَلَمَة حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أبي تليد الشاطبي ذكره وَالَّذِي قبله ابْن عياد
1211 - مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بْن وهْب وَهُوَ الْمَعْرُوف بِنوح الغافقي من أَهْل سرقسطة يكنى أَبَا عبد الله كَانَ فَقِيها مشاورًا فَاضلا مُعظما عِنْدَ الْخَاصَّة والعامة يرعاه السّلطان ويأتمنه عَلَى حرمه وقصره وَخرج من وَطنه بَعْدَ أَن ملكته الرّوم فَنزل بلنسِيَّة وولاه القَاضِي أَبُو الْحَسَن بْن وَاجِب قَضَاء جَزِيرَة شقر وَبهَا تُوُفّي لَيْلَة الْخَمِيس آخر شهر صَفَر سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة ودُفِن بقبلي جَامعهَا حدَّث عَنْهُ ابْنه أيّوب وبخطه قَرَأت وَفَاته
1212 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد الثّقفيّ من أَهْل جيان وقاضيها يعرف بِابْن مَرُّوية ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنِ ابْن الطلاع وَأبي مَرْوَان بْن مَالك وَأبي جَعْفَر بن رزق وَأبي الْحسن بن حمدين وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها مشاورًا مدرساً يناظر عَلَيْهِ وَولي قَضَاء بَلَده حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عُبادة وَغَيره
1213 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز من أَهْل غرناطة يعرف بالباغي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ من الْفُقَهَاء المشاورين وَهُوَ أحد المسؤولين فِي مُخَاطبَة أبي مُحَمَّد البطليوسي أَبَا عَبْد اللَّه بْن خلصة بِأَلْفَاظ أنْكرت عَلَيْهِ فأفتوا جَمِيعًا بتأديبه وَإِسْقَاط شَهَادَته
1214 - مُحَمَّد بْن طَاهِر بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْأَنْصَارِيُّ الخزرجي من أَهْل دانية(1/341)
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَهُوَ أَخُو الْعَبَّاس بْن عِيسَى سَمِعَ بِبَلَدِهِ من أبي دَاوُد المقرىء وَوجدت سَمَاعه لكتاب التَّقَصِّي لأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر مَعَ أَخِيه وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَقي أَبَا الْحَسَن الحٌصْريّ ثُمَّ خرج حَاجا فَقدم دمشق سنة أَربع وَخَمْسمِائة وَأقَام بهَا مُدَّة يقرىء الْعَرَبيَّة كَانَ شَدِيد الوسوسة فِي الْوضُوء ذكره ابْن عَسَاكِر وَلم يذكر سَمَاعه من أبي دَاوُد وَقَالَ أَنْشدني أخي أَبُو الْحُسَيْن هبة اللَّه بن الْحسن الْفَقِيه قَالَ أنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن طَاهِر بْن عَلِيّ بْن عِيسَى الْأَنْصَارِيّ الأندلسيّ الداني بِدِمَشْق قَالَ أنشدنا أَبُو الْحَسَن عَليّ بن عبد الْغَنِيّ المقرىء القيرواني الْمَعْرُوف بالحصري لنَفسِهِ
(يَمُوت من فِي الْأَنَام طرًا ... من طيب كَانَ أَوْ خَبِيث)
(فمستريح ومستراح مِنْهُ ... كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث)
قَالَ وأنشدنا الحٌصْريّ لنَفسِهِ
(لَوْ كَانَ تَحت الأَرْض أَوْ فَوق الذرى ... حر أتيح لَهُ العدوّ ليُوذَا)
(فاحذر عَدوك وَهُوَ أَهْون هَين ... إِن الْبَعُوضَة أردتِ النَّمْرُذا)
قَالَ ابْن عَسَاكِر وَقد رَأَيْته يَعْنِي بِدِمَشْق وَأَنا صَغِير وَلم أسمع مِنْهُ شَيئًا وَخرج إِلَى بَغْدَاد فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن تُوُفّي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة
1215 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُوسَى بْن عِيَاض المَخْزُومِي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالمنتيشي نِسْبَة إِلَى قَرْيَة مصاقبة لَهَا أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي دَاوُد المقرىء وَأبي الْحَسَن بْن الدوش وَابْن شَفِيع وَمَنْصُور بْن الْخَيْر وَأبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأبي الْأَصْبَغ عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن السالمي وَسمع الحَدِيث من أبي عَبْد اللَّه بْن خَليفَة وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَله سَماع من أبي بَكْر بْن مفوز بشاطبة فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ فَأخذ عَنْهُ النّاس وَكَانَ عَالما بتفسير الْقُرْآن يقْعد لذَلِك فِي كلّ جُمُعَة مَعَ الْحَظ الوافر من البلاغة والمشاركة فِي قرض الشّعْر وَالْحِفْظ للْأَخْبَار حَسَن الْخط مَعْرُوفا بالضبط روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وَقد أَخذ عَنْهُ ابْن الدّباغ يَسِيرا وَحكى هُوَ عَنْ نَفسه وقرأته بِخَطِّهِ أَن شَيْخه أَبَا عَبْد اللَّه بْن خَليفَة حمل عَنْهُ الرسَالَة الواعية لأبي عَمْرو(1/342)
المقرىء مناولة بروايته إِيَّاهَا عَنْ أبي دَاوُد وَابْن الدوش عَنهُ وَذَلِكَ سنة خَمْسمِائَة وبقراءته عَلَى أبي عَلِيّ الصَّدَفِي سمع أَبُو القَاسِم بْن ورد أدب الصُّحْبَة للسلمي ورياضة المتعلمين لأبي نُعَيْم فِي سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ بشاطبة سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة وسنه فَوق الْأَرْبَعين ذَكَرَ ابْن عياد بَعْض خَبره وَنسبَة المقامة العياضية إِلَيْهِ غلط إِنَّمَا هِيَ لمُحَمد بْن عِيسَى بْن عِيَاض القُرْطُبيّ 1216 مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن حُسَيْن بْن عِيسَى بْن حُسَيْن الْكَلْبِيّ من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عبد الله وَعرف بِابْن حسون وحسين الأوّل هُوَ الْمَعْرُوف بذلك كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْأَدب نَافِذا فِي الْأَحْكَام حَسَن الْخط فصيحًا بليغًا ذَا رواء ومروءة وَولي قَضَاء مالقة ووليه قبله أَبُوهُ وجده وَولي أَيْضا قَضَاء غرناطة وَبِه صرف خلوف بْن خَلَف اللَّه عَنْهَا ثَالِث فِي الْقعدَة سنة خمس عشرَة وَخمْس مائَة وَهُوَ من بَيت علم ونباهة ورياسة اتَّصَلت لَهُمْ دهرًا وَله تأليف فِي الزّهْد سَمَّاهُ بالمؤنس فِي الْوحدَة وتُوُفيّ سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة أَكثر خَبره من تَارِيخ أبي بَكْر بْن الصَّيْرَفيّ الأديب ووفاته عَنْهُ وَعَن ابْن حُبَيْش
1217 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا مَرْوَان وَيعرف بِابْن مرزنجولُس سمع أَبَا عَبْد اللَّه بْن الصراف وَأَبا عَليّ الصَّدَفِي وَغَيرهمَا وَكَانَ رجلا صَالحا فَاضلا كَانَ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن نوح يثني عَلَيْهِ خيرا وَيرْفَع بِذكرِهِ وتُوُفيّ سنة تسع عشرَة وَخمْس مائَة وَفَاته عَنِ ابْن حُبَيْش
1218 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمار بْن مُحَمَّد التجِيبِي من أَهْلَ لاردة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا بَكْر أَخذ عَنْ أبي عبد الله بن بَقَاء المقرىء قَبْلَ انْتِقَاله إِلَى دمشق ورحل إِلَى بلنسِيَّة إِثْر استرجاعها من الرّوم فِي منتصف رَجَب سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فلقي فِي شوّال مِنْهَا أَبَا دَاوُد المقرىء وَهُوَ إِذْ ذَاك ابْن ثَمَان عشرَة سنة وَأخذ عَنْهُ بهَا وَقد تناهت سنه الْقرَاءَات السَّبع فِي ختمة وَاحِدَة وَقَرَأَ عَلِيه من كتب أبي عَمْرو المقرىء(1/343)
جَامع الْبَيَان وإيجاز الْبَيَان وَبَعض التَّيْسِير وَأَجَازَ لَهُ سائره مَعَ جَمِيع رواياته ثُمَّ انْصَرف إِلَى بَلَده لاردة فأقرأ بهَا الْقُرْآن وأُخذ عَنْهُ ورحل إِلَى مرسية فِي صدر رَجَب سنة سبْعٍ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وتصدر بجامعها للإقراء وأُخذ عَنْهُ وَسمع حِينَئِذٍ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي الحَدِيث وانتقل بَعْدَ ذَلِكَ فِي آخر سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة إِلَى أوريولة وخطب بجامعها وَتَمَادَى إقراؤه بهَا إِلَى حِين وَفَاته فِي السَّادِس وَالْعِشْرين من رَمَضَان سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة ومولده فِي رَمَضَان سنة سبْعٍ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة لَمْ يطلّ عمره خَبره من خطّ زِيَاد بْن الصَّفّار وَهُوَ أحد تلاميذه أَخذ عَنْهُ الْقرَاءَات والعربية وَغير ذَلِكَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب رَوْضَة الْمدَارِس وبهجة الْمجَالِس من تأليفه وَقَالَ ابْن عياد كَانَ مشاركًا فِي عدَّة عُلُوم وَألف كتبا فِي مَعَاني الْقرَاءَات وَمِمَّنْ أَخذ عَنْهُ أَبُو القَاسِم بْن فتحون وَأَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن معط التجِيبِي وَغَيرهم
1219 - مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن حُسَيْن الْبكْرِيّ الحجاري مِنْهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر عَبْد الْبَاقِي بْن بُرَّال وَأبي الرّبيع سُلَيْمَان بن خلف الطَّحَّان سَمِعَ مِنْهُمَا بِبَلَدِهِ وَادي الْحِجَارَة سنة خمس وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْمطرف بن الموره الحجاري وَأَبُو الْوَلِيد الوقشي كتب إِلَيْهِ من بلنسية سنة خمس وثمان وَأَرْبَعمِائَة وحدَّث وأُخِذ عَنْهُ وَرَأَيْت السماع عَلَيْهِ فِي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة
1220 - مُحَمَّد بن عمر الْأنْصَارِيّ من أَهْل المرية يكنى أَبَا عَبْد الله يروي عَن أبي الْحُسَيْن بن سراج وَكَانَ شَيخا صَالحا أديباً حدث عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن عبد الْجَلِيل التدميري
1221 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي العَاصِي بْن يُوسُف بْن فاخر بْن عتاهية بْن أبي أَيُّوب بْن حيون بْن عَبْد الْوَاحِد بْن عفيف بْن مُحَمَّد بْن عفيف بْن عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة بْن سَعِيد بْن سَعْد بْن عبَادَة الْأَنْصَارِيّ الخزرجي قَرَأت نسبه بِخَطِّهِ ونقلته مِنْهُ وَهُوَ من أَهْل شارقة قلعة الْأَشْرَاف عمل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا الْوَلِيد الوقشي(1/344)
وَله رِوَايَة عَنْ أبي مُحَمَّد بْن السَّيِّد روى عَنْهُ ابْنه أَبُو العَاصِي الحكم بْن مُحَمَّد وَتُوفِّي فِي نَحْو الْعشْرين وَخَمْسمِائة
1222 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سهل الْأَنْصَارِيّ الأوسي من أَهْل سرقسطة وَسكن بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الخراز روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أَوْس الحجاري وَأبي الْعَبَّاس العذري وَأبي الْوَلِيد الوقشي واختص بِهِ وَسمع مِنْهُ رِوَايَته وَهُوَ كَانَ القارىء لمّا يُؤْخَذ عَنْهُ وَكَانَ أديبًا شَاعِرًا رِوَايَة مكثرًا حَسَن الْخط وَكَانَ أَبُوهُ أَبُو جَعْفَر أَيْضا شَاعِرًا وَهُوَ الَّذِي خاطبه أَبُو عَامر بْن غرسية بالرسالة الْمَشْهُورَة حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد الفَلَنِّي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن إِدْرِيس المَخْزُومِي وَأَبُو الطَّاهِر التّميميّ وَغَيرهم بعضه عَنِ ابْن حُبَيْش وَقَالَ ابْن الدّباغ أَقرَأ الْقُرْآن بالثغر وَكَانَ عِنْدَهُ أدب صَالح
1223 - مُحَمَّد بن عقال المقرىء من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من الْبَاجِيّ والعذري وَله رحْلَة حجّ فِيهَا وَلَقي جمَاعَة حدَّث عَنْهُ أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض بِبَعْض رِوَايَته
1224 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن حصن الْأَنْصَارِيّ من ولد سَعِيد بْن سَعْد بْن عبَادَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَيَأْتِي الرّفْع فِي نسبه من أَهْل بلنسِيَّة وَسكن عقبَة مُرْبَيطر وَأَصله من شارقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْوَلِيد الوقشي ولازمه من سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ إِلَى سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأخذ عَنْهُ الْمُوَطَّأ وَغير ذَلِكَ وَكَانَ حَسَن الْخط ذَا عناية بِالْعلمِ نبيه الْبَيْت مَعْرُوفا بالسِّرو وَتُوفِّي قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة
1225 - مُحَمَّد بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ من أَهْل مَدِينَة سَالم وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنِ المغامي وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي عَمْرو المقرىء وتصدر للإقراء يروي عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عبَادَة الجياني
1226 - مُحَمَّد بْن خَمِيس الصُّوفيّ الصَّالح من أَهْل غرب الأندلس ولازم إشبيلية كثيرا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمَّاهُ عِيَاض القَاضِي فِي شُيُوخه وَوَصفه بالصلاح وَالْفضل(1/345)
والاستقلال بِعلم الْإِخْلَاص وَالرَّقَائِق وَله كتاب فِي ذَلِكَ سَمَّاهُ بالمنتقى من كَلَام أَهْل التُّقى سَمِعَ مِنْهُ بعضه وَأَجَازَ لَهُ كتاب الرِّعَايَة للمحاسبي قَالَ وَلَا أذكر سَنَده فِيهَا
1227 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْمَان اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يعرف بِابْن عَلُّوش ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنِ الأعلم وَأبي مَرْوَان بْن سراج وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ ابْن ابْنه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد قَالَه ابْن الطيلسان
1228 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن جُزَي الضَّرِير من أَهْل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَازم أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وَسمع مِنْهُ كثيرا وَكَانَ مقرئًا
1229 - مُحَمَّد بْن مُنَخَّل من أَهْل شاطبة يعرف بالحداد ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب طَاهِر بْن مفوز وَأكْثر عَنْهُ ذكره ابْن الدّباغ فِي شُيُوخه وروى عَنْه الحَدِيث المسلسل فِي الْآخِذ بِالْيَدِ وَلم يرفع فِي نسبه ويروي أَبُو مُحَمَّد بْن أَيُّوب عَنْ أبي عَبْد الله بن منخل النفزي عَنْ أبي زَكَرِيَّاء يحيى بْن أَيُّوب الفِهري عَم أبي مُحَمَّد وَهُوَ هَذَا فِيمَا أَحسب
1230 - مُحَمَّد بْن مَسْعُود بْن خَلَف بْن عُثْمَان الْعَبدَرِي من أَهْل شنتمرية الشرق وَسكن مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَتْ لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وَبعد صَدره مِنْهَا سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأَبوهُ مَسْعُود من شُيُوخ أبي عَلِيّ الْمَذْكُور
1231 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سيف الجذامي من أهل بلنسية وَسكن شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد وَابْن الدوش وَسمع من أبي بَكْر بْن مفوز وَتعلم الْعَرَبيَّة بدانية عِنْدَ أبي بَكْر يحيى بْن الفَرَضيّ وتصدر للإقراء وَكَانَ مقرئًا ضابطًا وأديبًا شَاعِرًا روى عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْغَنِيّ بْن مكّيّ وَتُوفِّي قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنِ ابْن عياد(1/346)
1232 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن سَعِيد بْن عِقال الفِهري من أَهْل البُونْت عمل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وُلّي قَضَاء بَلَده للحاجب نظام الدّولة الْمُتَأَخر أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن قَاسم ثُمَّ لولاة لمتونة بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ من أَهْل الْمعرفَة والنباهة وتُوُفيّ قَبْلَ الْعشْرين وَخَمْسمِائة
1233 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن المعتضد عَبّاد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم كَانَ لَهُ حَظّ من علم الوثائق ومشاركة فِي الْأَدَب وَسكن مَرّاكُش بَعْدَ خلع عَمه الْمُعْتَمد مُحَمَّد بْن عَبّاد وَتُوفِّي فِي حُدُود الْعشْرين وَخَمْسمِائة أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا
1234 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مُعَاوِيَة بْن دَاوُد الْأَنْصَارِيّ أَصله من دَرْوقَة عمل سرقسطة وَسكن أَبُوهُ قرطبة وبالنسبة إِلَى دَرْوقَة كَانَ يعرف بكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه عبد الْعَزِيز عَنْ أبي عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ بإشبيلية وَعَن أبي عَلِيّ الصَّدَفِي سَمِعَ مِنْهُ بالمرية وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْل الْحِفْظ للْحَدِيث قَالَه ابْن الدّباغ وَتُوفِّي قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة وثكله أَبُوهُ رَحمَه اللَّه
1235 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خلَصة بْن أَحْمَد بْن فتح بْن قَاسِم بْن سُلَيْمَان بْن سُوَيْد اللَّخْميّ النَّحْويّ من أَهْل بلنسِيَّة وَأَصله من شُرّيون من أَعمالهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وَأَبا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَصَحبه وَكَانَ أستاذًا فِي علم اللِّسَان مقدما فِي صناعَة الْعَرَبيَّة وَالْأَدب وَلَا أَدْرِي عَمَّن أَخذهَا فصيحًا مفوهًا ذَا سمت حَسَن وذكاء مَعْرُوف حَافِظًا للغات الْعَرَب قَائِما عَلَيْهَا ونثره فَوق نظمه ورسالته الَّتِي رد(1/347)
فِيهَا عَلَى ابْن السَّيِّد من أَجود الرسائل وَقد حملت عَنْهُ وَكَانَ ابْن الْعَرَبِيّ يجله ويثني عَلَيْهِ بِعِلْمِهِ وتقدمه فِي صناعته وَرُبمَا زَارَهُ فِي منزله أَقرَأ بدانية وبلنسية ثُمَّ انْتقل عَنْهَا بِأخرَة من عمره إِلَى المرية وأقرأ هُنَالك وَبهَا أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن رزق وَحضر إقراءه لكتاب سِيبَوَيْهٍ وَقد روى عَنْهُ زِيَاد بْن الصَّفّار وَلم يزل مُقيما بالمرية إِلَى أَن تُوُفّي بهَا منتصف لَيْلَة السبت فِي عَشْر المُحَرَّم سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بمقبرة الْحَوْض وَصلى عَلَيْهِ الْخَطِيب أَبُو الْأَصْبَغ بْن الحطَّام قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْن رِزْق وَوَافَقَهُ ابْن حُبَيْش عَلَى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَهُوَ الصَّحِيح وَقَالَ ابْن عياد سَمِعت أَبَا بَكْر بْن نمارة يَقُولُ تُوُفّي أَبُو عَبْد اللَّه بْن خلصة بالمرية سنة عشْرين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا وَهُوَ أحد من حدَّث عَنِ ابْن الْعَرَبِيّ وَمَات قبله بِمدَّة
1236 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد من أَهْل دَروقة يعرف بِابْن زرياب ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَقِي أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَتَنَاول مِنْهُ مُخْتَصر ابْن أبي زَيْد وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْفضل والزهد فَقِيها مشاورًا وتُوُفيّ ببلنسية لَيْلَة الْخَمِيس منتصف رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَفَاته من خطّ أَيُّوب بْن نوح وَسَائِر خَبره عَنِ ابْن سَالم
1237 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد اللَّه التجِيبِي من أَهْل أوريولة وَصَاحب الأحباس بهَا وَيعرف بِابْن الصَّفّار ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَهُوَ وَالِد أبي عمر وَزِيَاد بْن مُحَمَّد المحدّث سَمِعَ من أبي عَلِيّ بْن سُكَّرَة قَدِيما سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَلَقي أَبَا عَبْد اللَّه بْن الْحداد وَأَبا بَكْر بْن اللبانة وَغَيرهمَا من كبار الأدباء وَسمع مِنْهُم ذكره ابْن الدّباغ فِي مشيخته وروى عَنْهُ قَالَ أَنْشدني أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عِيسَى هُوَ ابْن اللبانة للمعتمد أبي القَاسِم مُحَمَّد بْن عَبّاد
(اقنع بحظك فِي دنياك مَا كَانَا ... وعَزَّ نَفسك إِن فَارَقت أوطانا)
(فِي اللَّه من كلّ مَفْقُود مضى عوض ... فأشْعِرِ الْقلب سلوانًا وإيماناً)
(أكلما سنحت ذكري طربت لَهَا ... مجت دموعُك فِي خَدَّيْك طوفانا)(1/348)
(أما سَمِعتُ بسُلْطَان شبيهك قَدْ ... بزته سود خطوب الدَّهْر سُلْطَانا)
(وَطِّنْ عَلَى الكره وارقب إثره فرجا ... واستغفر اللَّه تَغْنمْ مِنْهُ غُفْرانا)
1238 - مُحَمَّد بْن عبود بْن مُحَمَّد بْن أبي بَكْر الكِنَانيّ أندلسي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث بِدِمَشْق عَنْ أبي تَمام غَالب بْن عِيسَى الْأَنْصَارِيّ الأندلسيّ وَكتب عَنْهُ بهَا ذكره ابْن عَسَاكِر
1239 - مُحَمَّد بن بياضة المقرىء من أَهْل بطليوس يكنى أَبَا بَكْر يروي عَنِ المغامي أَخذ عَنْهُ الْقرَاءَات أَبُو بَكْر بْن مُحرز البطليوسي
1240 - مُحَمَّد بْن سَعِيد من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وُلّي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ للْقَاضِي عَبْد الْمُنعم بْن سَمَجون ثُمَّ صرف عَنْ ذَلِكَ وَولي ضاء المرية فِي آخر سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
1241 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن فيُّره الجذامي من أَهْل أوريولة وَأَصله من لاردة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن عقال الشنتمري وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن نَوْفَل الْأَنْصَارِيّ حدَّث عَنْهُمَا بالتيسير لأبي عَمْرو المقرىء فِي سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَرَأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ
1242 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الحميد التجِيبِي من أَهْلَ قلعة أَيُّوب عمل سرقسطة يعرف بالقَيبرَيْري ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ فَقِيها مالكيًا جَلِيلًا بَصيرًا بِالْمذهبِ حَافِظًا للرأي وَله مسَائِل فِي الآذان والحضانة وَكتاب سَمَّاهُ بالانتصار لِابْنِ العَطَّار فِيمَا رده عَلَيْهِ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن سِيدْرَاي القلعي ذكره الْقَنْطَرِي وَقَالَ فِي نسبه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد وَذكر أَنَّهُ كَانَ من كبار الْفُقَهَاء الْحفاظ وَالْأول عَنِ ابْن عياد وَقَالَ كَانَ شَاعِرًا
1243 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شايش القَيْسيّ من أَهْل مَدِينَة سَالم وَسكن سرقسطة(1/349)
يكنى أَبَا عبد الله كَانَ أديبًا صَاحب تَقْيِيد وَضبط وَقد كتب عَنْهُ ابْن سِيدْراي القلعي وَقَالَ أَنْشدني لبَعْضهِم وَذكر أبياتًا ثَلَاثَة أَولهَا
(ركابي بأرجاء الرَّجَاء مناخة ... ورائدها علمي بأنك لي رب)
وَقَالَ أظنها لِابْنِ الرُّيُولُة وَهِي لَهُ يَقِينا وَهِي ثَابِتَة فِي بَاب يحيى من هَذَا الْكتاب
1244 - مُحَمَّد بْن إِدْرِيس الجذامي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ بكار بْن الغِرديس وحدَّث بِصَحِيح الْبُخَارِيّ عَنْهُ عَنْ أبي ذَر الهَرَويّ وَكَانَ فَقِيها مفتيًا روى عَنْهُ أَبُو خَالِد بْن رِفَاعَة وَغَيره وتُوُفيّ سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَفَاته عَنْ أبي الْعَبَّاس بْن عميرَة الْوراق
1245 - مُحَمَّد بْن رِزْق من أَهْل المرية وَأَبوهُ أَبُو الْمُنْذر مولى لبَعض أَهلهَا يكنى أَبَا عَامر روى عَنْ أبي عَلِيّ الغساني وَأبي عَبْد اللَّه بْن خطاب وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ ابْنه الْحَافِظ أَبُو بَكْر يحيى بْن مُحَمَّد وقرأت ذَلِكَ بِخَطِّهِ وَكَانَ أَبُو عَامر هَذَا صَاحب يسَار وثروة عَظِيمَة أورثها ابْنه فأنفق جَمِيع ذَلِكَ فِي سُبل الْبر وعَلى أَهْل التصوف وتخلى عَنِ الدُّنْيَا وزهد فِيهَا
1246 - مُحَمَّد بْن أبي الْخِيَار الْعَبدَرِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي القَاسِم أصبغ بْن مُحَمَّد وَأبي عَبْد اللَّه بْن حمدين وتَفَقَّه بهما وبأبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْل الْحِفْظ والاستبحار فِي علم الرَّأْي وَقعد للتدريس ونوظر عَلَيْهِ وَله تنابيه عَلَى الْمُدَوَّنَة ورد عَلَى أبي عَبْد اللَّه بن الفخار وَألف كتاب الشجاج وَكتاب أدب النِّكَاح وَرَأس قَبْلَ مَوته فِي النّظر فَترك التَّقْلِيد وَأخذ بِالْحَدِيثِ وَبِه تفقَّه أَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَأَبُو خَالِد بن رِفَاعَة وَقَالَ أَبُو القَاسِم بْن الْحَاج قَرَأت عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة تفقهًا وعرضًا أعوامًا وَكَانَ من طلبة وَالِدي رَحمَه الله يَعْنِي الشَّهِيد وَلم يكن من أَهْل الرِّوَايَة وَهُوَ فِي(1/350)
طَبَقَات الْفُقَهَاء لِابْنِ الدّباغ مَذْكُور وتُوُفيّ بقرطبة يَوْمَ الْأَرْبَعَاء الْعَاشِر لشهر ربيع الأوّل سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن عَاتٍ شَيخنَا
1247 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن القَاسِم الصَّدَفِي من أَهْل تطيلة وَسكن بِأخرَة مَدِينَة فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا عَلِيّ بْن سُكَّرَة الصَّدَفِي ولازم مَجْلِسه لسَمَاع الحَدِيث ومسائل الرَّأْي وَكَانَ فَقِيها عَارِفًا بالوثائق أديبًا شَاعِرًا اسْتَكْتَبَهُ ابْن الملجوم فِي قَضَائِهِ بمكناسة واستخلفه وتُوُفيّ سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة من خطّ ابْن حُبَيْش إلاّ رواياته
1248 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن بَقِي الغافقي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْأَصْبَغ بن أبي الْبَحْر الزُّهْرِيّ وَأبي عبد الله بن دَاوُد القلعي وحدَّث عَنْ جَمِيعهم بالموطأ روى عَنهُ ابْنه عَبْد الْكَبِير بْن مُحَمَّد نزيل إشبيلية وَغَيره وَوجدت السماع مِنْهُ فِي سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
1249 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُخْتَار اللَّخْميّ من أَهْل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ فَقِيها مشاورًا وَله سَماع من أبي بَكْر بْن برنجال فِي سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
1250 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بن جَعْفَر من أهل مرسية يكنى أَبَا يحيى لَازم أَبَا عَلِيّ الصَّدَفِي وَسمع مِنْهُ كثيرا وَكَانَ ذَا عناية بالرواية حَسَن الْخط نحويا فِي التَّقْيِيد وَهُوَ من بَيت نباهة وأصالة
1251 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن غَالب بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه التجِيبِي من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالبَقَسَّاني نِسْبَة إِلَى قَرْيَة بغربيها وَهُوَ وَالِد أبي الْعَرَب عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد صحب أَبَا مُحَمَّد القلَنِّي وَكَانَ يبصر الْفَرَائِض والحساب ويشارك فِي الطِّبّ وَتُوفِّي فِي نَحْو الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عياد
1252 - مُحَمَّد بْن عِيسَى من سَاكِني قرطبة يعرف بالباغي وبالشرقي بِالْقَافِ(1/351)
ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْه صَالح بْن عَبْد الْملك الأوسي أَخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَكَانَ فَقِيها مشاورا
1253 - مُحَمَّد بن مُوسَى بْن خَلَف الوشقي مِنْهَا يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ أبي دَاوُد المقرىء ورحل حَاجا فلقي ابْن الفحام وَأخذ عَنْهُ وقفل إِلَى الأندلس فأوطن الش وَتَوَلَّى الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ بهَا يقرىء الْقُرْآن وكف بَصَره بِأخرَة من عمره وَتُوفِّي قبل الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنْ أبي عَبْد اللَّه المكناسي وَفِيه عَنْ أبي الحَجَّاج بْن أَيُّوب
1254 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أَحْمَد الطَّائِي من أَهْل مرسية سَمِعَ من ابْن سُكَّرَة وَكتب عَنْهُ عوالي بْن خيرون وَغير ذَلِكَ وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي إِسْحَاق بْن ثبات القُرْطُبيّ سَمِعَ مِنْهُ فِي سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة وَكَانَ بارع الْخط أنيق الوراقة
1255 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن سهل الْأمَوِي المقرىء من أَهْل طليطلة وَنزل مصر يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن النقاش أَخذ عَنِ المغامي وَسمع فِي رحلته من مهْدي بْن يُوسُف الْوراق وَأبي عَبْد اللَّه بْن بَرَكَات وَغَيرهمَا وتصدر بالجامع الْعَتِيق بِمصْر للإقراء وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو زَكَرِيَّاء بْن سيد بونُهْ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَأَبُو الْعَبَّاس بْن الْفَقِيه السَّرقسْطِي وَأَبُو الْحَسَن مُوسَى بْن قَاسم الشلْبي وَكَانَ أخْذُ ابْن الْفَقِيه مِنْهُم عَنْهُ وسماعه مِنْهُ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1256 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العذري من أَهْل سرقسطة وَيعرف بِابْن فُورتش ويكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ عَمه القَاضِي أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد سَمِعَ مِنْهُ مُسْند أبي بَكْر الْبَزَّار وَمِنْه سَمعه أَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ أَبُو عَلِيّ هَذَا قَد استجاز لَهُ ولجماعة مَعَه أَكثر شُيُوخه الجلة بالمشرق كَأبي الفوارس الزَّيْنَبيّ وَابْن خيرون وَالْمبَارك بْن عَبْد الجَبَّار وطبقتهم وَولي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ بَعْدَ غَلَبَة العدوّ عَلَيْهِ وتجول بِبِلَاد الأندلس وحدَّث وسمِع مِنْهُ بغرناطة أَبُو جَعْفَر بْن الباذش وَأَبُو(1/352)
عَبْد اللَّه النميري وَأَجَازَ لأبي جَعْفَر بن حكم لفظا وَحكى عَنْهُ ابْن بشكوال وَفَاة جَدّه القَاضِي مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل وَأَجَازَ لَهُ وأغفله قَالَ لي ابْن سَالم وَتُوفِّي بعد الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1257 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْعقيلِيّ من أَهْل بلنسِيَّة يعرف بِابْن القبَّاب ويكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي وخليص بْن عَبْد اللَّه وَابْن السَّيِّد وَغَيرهم وَلَقي بقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَابْن طريف وَأَبا بَحر الأسَدِيُ فَسمع مِنْهُم فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة وَبعدهَا وَله أَيْضا سَماع من أبي بَكْر بْن أسود وَكتب عَنْهُ عَامَّة أَهْل الأندلس كَأبي عَلِيّ الغساني وَابْن أبي تليد وَابْن سُكَّرَة وَابْن الْعَرَبِيّ وَأبي عَبْد اللَّه المَوْرُوري وأمثالهم وَهُوَ من بَيت نباهة وأصالة وَقد حدَّث وسُمِع مِنْهُ وَكَانَ ذَا عناية بالرواية حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط وتُوُفيّ بَعْدَ سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَن ابْن عياد وَابْن سَالم
1258 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بْن منخل بْن مُحَمَّد بْن مشرف النفزي من أَهْل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ بقرطبة عَنْ أبي القَاسِم بن النخاس قِرَاءَة نَافِع وَقَرَأَ التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء على أبي مُحَمَّد بن سعدون الوشقي الضَّرِير وَسمع من أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَمن أبي عَلِيّ الصَّدَفِي فِي اجتيازه بشاطبة إِلَى غَزْوَة كُتَنْدَة الَّتِي فقد فِيهَا وَلَا أعلمهُ حدَّث
1259 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْوَاحِد من أَهْل مرسية وَأَصله من الش عَملهَا يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن التيَّان ذكره السِّلَفيّ وخططه بِالْقَاضِي وَقَالَ روى لَنَا عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الطلاع وَأبي عَليّ الجياني وَغَيرهمَا وَهُوَ من أَهْل الْمسَائِل والْحَدِيث من كتاب ابْن نقطة(1/353)
1260 - مُحَمَّد بْن أبي سَعِيد الفَرَج بْن عَبْد اللَّه الْبَزَّاز من أَهْل سرقسطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَقِي بدانية أَبَا الْحسن الحصري وَسمع مِنْهُ بَعْض منظومه ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَدخل الْعرَاق فَسمع مِن جمَاعَة وأجازوا لَهُ مِنْهُم ابْن خيرون والْحميدِي وَأَبُو زَكَرِيَّاء التبريزي وَالْمبَارك بْن عَبْد الجَبَّار وثابت بْن بُنْدَار وَهبة اللَّه الْأَكْفَانِيِّ وَنصر بْن البَطِر وَغَيرهم وَنزل الْإسْكَنْدَريَّة وحدَّث بهَا وَكَانَ أحد شهودها المعدلين وَأخذ عَنْهُ النّاس وتُوُفيّ هُنَالك قَالَ أَبُو مُحَمَّد العثماني أَنْشدني أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الفَرَج السَّرقسْطِي قَالَ أَنْشدني أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد الْغَنِيّ الحٌصْريّ بِدانِيَة لنَفسِهِ
(النّاس كالأرض وَمِنْهُم همُ ... من خشن اللَّمْس وَمن لين)
(مَرْوٌ تشكى الرَّجُل مِنْهُ الأذي ... وإثمد يُجعل فِي الْأَعْين)
وَمن الروَاة عَنهُ بِالسَّمَاعِ مِنْهُ ابْن سَعِيد الداني وَأَبُو عَمْرو بْن فرج الْعَبدَرِي وَأَبُو زَكَرِيَّاء بْن سيد بونُه الأندلسيون وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَابْن جَارة الإسكندريون وَأَبُو الْحَسَن المكناسي وَفِي الْإِجَازَة أَبُو الفَضْل بْن عِيَاض وَابْن رزق وَابْن عُبَيْد اللَّه وَابْن قُرْقُول وَغَيرهم
1261 - مُحَمَّد بْن خَلِيل بْن يُوسُف بْن نَضِير الْأنْصَارِيّ من أهل سرسطة وَسكن بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَنْ أبي الْمطرف بْن الْوراق وَأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن يُوسُف بْن سمَجون وعُني بِطَلَب الْعلم وَكَانَ سَمَاعه من ابْن سمجون فِي سنة ثَلَاثِينَ وَإِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1262 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَطِيَّة الْعَبدَرِي من أَهْل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَسَمَاع من أبي الْعَبَّاس بْن عِيسَى فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أعلمهُ حدَّث
1263 - مُحَمَّد بْن سَعَادَة بْن عُمَر الْأَنْصَارِيّ من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن قديم تفقَّه بِأبي الْوَلِيد الوقشي وَتعلم الْعَرَبيَّة عِنْدَ أبي الْعَبَّاس الكفيف وتُوُفيّ فِي نَحْو سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة من خطّ أبي عَبْد اللَّه بْن عياد(1/354)
1264 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن عتاب بْن محسن مولى عَبْد الْملك بْن سُلَيْمَان بْن أبي عتاب الجذامي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من عَمه أبي مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن كثيرا من رِوَايَته واختص بِهِ وَهُوَ الَّذِي صلّى عَلَيْهِ عِنْدَ وَفَاته وَكَانَ فَاضلا دينا متصاونًا وتُوُفيّ ودُفِن مَعَ سلفه صَبِيحَة يَوْمَ الْأَحَد الْخَامِس من جُمَادَى الأخرة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ صهره القَاضِي أَبُو عَبْد اللَّه بْن أصبغ بوصيته إِلَيْهِ بذلك وَأتبعهُ النّاس ثَنَاء جميلاً وَكَانَ أَهلا لذَلِك من كتاب ابْن بشكوال
1265 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مُحَمَّد القَيْسيّ من أَهْلَ جيان يعرف بِابْن الْمُحْتَسب ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْوَلِيد الْعُتْبِي وَأَبا الْحُسَيْن بْن سراج وَأَبا عَلِيّ بْن سُكَّرَة وَأَبا مُحَمَّد بْن عتاب وَغَيرهم وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب وحدَّث وَرَأَيْت السماع عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1266 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد التجِيبِي من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالنوالشي نِسْبَة إِلَى بَعْض أَعمالهَا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد المؤيدي وَسمع مِنْهُ بدانية فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَأخذ أَيْضا عَنِ ابْن الدوش بشاطبة وَابْن البياز بمرسية وَأبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي بَكْر خازم بْن مُحَمَّد بقرطبة وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن سهل وتصدر للإقراء وبَعُدَ صيته فِي ذَلِكَ لإتقانه وَضَبطه مَعَ صَلَاحه وفضله وَأخذ عَنْه النّاس وَوجدت سَماع عَبْد الْمُنعم بْن الخلوف مِنْهُ وخطه لَهُ بذلك عَلَى كتاب الرِّعَايَة لمكي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَمن تلاميذه ابْن عروس وَعبد الوهّاب بْن غياث وَغَيرهمَا
1267 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُزَاحم من أَهْل سرقسطة يكنى(1/355)
أَبَا حَاتِم كَانَ معنيًا بالفقه موضوفا بالزهد والنزاهة وتُوُفيّ ببلنسية عصر يَوْمَ الْخَمِيس الثَّالِث عَشْر لرجب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة عَنْ أَيُّوب بْن نوح
1268 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان من أَهْل بلنسِيَّة وَولد بِبُرْيَانة من أَعمالهَا وإليها ينْسب يكنى أَبَا عَامر كَانَ من جلة الأدباء ومشاهير الشُّعَرَاء وَعمر وأسن وَكَانَ يصحب أَبَا مُحَمَّد القَلَنِّي ويحضر مَجْلِسه وَقد أَخذ عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن قَابل وأنشدني أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَخْبرنِي أَنَّهُ أنْشدهُ قَالَ أَنْشدني أَبُو عَامر البرياني لنَفسِهِ فِي الصَّنَم الَّذِي بشاطبة
(بَقِيَّة من بقايا الرّوم معجبة ... أبدى البناة بهَا من علمهمْ حكما)
(لَمْ أدر مَا أضمروا فِيهِ سوى أُمَم ... تَتَابَعَت بعد سمّوه لَنَا صنما)
(كالمِبرد الْفَرد مَا أَخطَأ مشبهه ... حَقًا لَقَدْ برُ الْأَيَّام والأمما)
(كَأَنَّهُ واعظ طَال الْوُقُوف بِهِ ... ممّا يحدث عَنْ عَاد وَعَن إرما)
(فَانْظُر إِلَى حجر صلد يكلِّمنا ... أشجى وأوعظَ من قُسِّ لمن فهما)
توفّي أَبُو عَامر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقد بلغ سِتا وَثَمَانِينَ سنة أَوْ نَحْوهَا وفيهَا مَاتَ أَبُو إِسْحَاق الخفاجي وَكَانَ من أترابه وَأَصْحَابه
1269 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أَزْهَر الْمُقْرِئ من أَهْل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْهُ أَبُو الرّبيع الْمَعْرُوف بالخشيني وَوَصفه بِالْحِفْظِ وَلَا أعرفهُ
1270 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن أبي الْبَقَاء بْن فاخر بْن الْحُسَيْن الْأمَوِي من أَهْل أندة عمل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيُقَال إِنَّهُم من وُلِدَ عُثْمَان بْن عَفَّان رَضِيَ اللَّه عَنْهُ روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحسن شُرَيْح وَأبي الْوَلِيد بْن بَقْوَة وَعبد الْحق بْن عَطِيَّة وَأبي بَكْر بْن الخَلوف وَأبي جَعْفر مُحَمَّد بْن حكم بْن بَاقٍ لقِيه بتلمسان وتَفَقَّه بِأبي القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن جَعْفَر المزياتي بهَا وَولي الْأَحْكَام هُنَالك وبإشبيلية ثُمَّ وُلّي الصَّلاة وَالْخطْبَة وَالْأَحْكَام بلِرْية من أَعمال بلنسِيَّة من قِبَل القَاضِي أبي الْحَسَن بْن عبد الْعَزِيز سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَولي أَيْضا قَضَاء شِبْرَانة من الثغر الشَّرْقِي وَكَانَ فَقِيها(1/356)
حَافِظًا وَاقِفًا عَلَى مسَائِل الْمُدَوَّنَة محسنًا لعقد الشُّرُوط ضابطًا لمّا رَوَاهُ وَقَيده مقلا صَابِرًا خيرا فَاضلا حدَّث عَنْهُ ابْن عياد وَقَالَ تُوُفّي بأندة فِي رَمَضَان سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن سبعين أَوْ نَحْوهَا
1271 - مُحَمَّد بن فرج بن جَعْفَر بْن خَلَف القَيْسيّ من أَهْل الثغر الشَّرْقِي وَسكن غرناطة يعرف بِابْن أبي سَمُرة ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي جَعْفَر أَحْمَد بْن عَبْد الْحق الخزرجي وَأبي الْقَاسِم بْن النخاس وَأبي الْحَسَن بْن كرز وروى عَنْ أبي بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي مَرْوَان بن مثنى الْوَزير وأقرأ الْقُرْآن ودرس الْعَرَبيَّة بِبَلَدِهِ روى عَنهُ أَبُو الْأَصْبَغ بن المرابط قَالَه ابْن عياد وَذكر أنَّ لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي دَاوُد الْمُقْرِئ ولقيه أَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد بغرناطة فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة أَوْ نَحْوهَا وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ
1272 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مهلب الأسَدِيُ من أَهْل مُرْسِية يكنى أَبَا بَكْر كَانَ أديبًا كَاتبا وَله سَماع من ابْن الدّباغ فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وقفت عَلَيْهِ وَكَانَ من بَيت رِوَايَة وعناية بِالْحَدِيثِ
1273 - مُحَمَّد بْن مفرج بْن سُلَيْمَان الصنهاجي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَصله من طنجة وانتقل جَدّه إِلَى الأندلس وَبهَا وُلِدَ مُحَمَّد هَذَا وَلَقي أَبَا الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَسمع مِنْهُ يَسِيرا ودرس عِنْدَهُ قَلِيلا وَسمع من ابْنه أبي الْقَاسِم أَحْمَد كثيرا وَمن أَبِي عَبْد اللَّه بْن شبرين وَأبي الْأَصْبَغ بْن سهل ومروان بْن سمجون بطنجة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن سعدون وَغَيره أَخذ عَنْهُ القَاضِي عِيَاض وَقَالَ توفّي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1274 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن سعدون من أَهْلَ مرسية وَصَاحب الْأَحْكَام بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ عَارِفًا بِالشُّرُوطِ أَخذ عَنهُ شَيخنَا أَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وتدرب مَعَه وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وتُوُفيّ سحر لَيْلَة السبت الرَّابِع عَشْر من ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1275 - مُحَمَّد بْن قَيْصر بْن مُحَمَّد بْن الْفَتْح من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عَامر روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَعبد الْقَادِر بْن الحناط وَغَيرهمَا وتولي عقد المناكح بِبَلَدِهِ وَكَانَ فَاضلا سمع مِنْهُ أَبُو خَالِد المرواني وحدَّث عَنْهُ هُوَ وَأَبُو الْحَسَن بْن مُؤمن وَغَيرهمَا وتُوُفيّ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة(1/357)
1276 - مُحَمَّد بْن مُغَاور بْن حكم بْن مُغاور السُّلَميّ من أَهْل شاطبة وأصل سلفه من غرب الأندلس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه مغاور وَأبي جَعْفَر بْن أبي جَحْدر وتَفَقَّه بِهِ وَأبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي مُحَمَّد بْن ثَابت وَأبي بَكْر بْن مفوَّز وَأبي عَامر بْن حبيب وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد الرِّكْلي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي القَاسِم بْن الْجنان وَأبي الْوَلِيد بْن قَبْرون اللاردي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن الدّوش وَسمع بِقِرَاءَة أَبِيه عَلَيْهِ تأليف ابْن أبي زَمَنين فِي التَّفْسِير وَأَبُو جَعْفَر بْن غَزْلُون وَأَبُو مُحَمَّد بْن عَتَّاب وَأَبُو الْحَسَن بْن مُغيث وَذَكَرَ أَبُو عَامر بْن نَذِير أَنَّهُ سَمِعَ عَلَى ابْن غَزْلُون صَحِيح الْبُخَارِيّ خَاصَّة وَلم يجز لَهُ وَأَن ابْن وَرْدٍ أجَاز لَهُ وَكَانَ فَقِيها مدرسًا للمسائل عَالما بِالْمذهبِ محصِّلاً لرواياته بَصيرًا بِعقد الشُّرُوط مقدَّمًا فِي ذَلِكَ رَأْسا فِي الْفَتْوَى وصدرًا فِي أَهْل الشورى يُشارِك فِي علم الحَدِيث وَالْأَدب ويتحقق بالفقه مَعَ الْحلم والأناة وَالْوَقار حُدِّث وأُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ ثامن شَوَّال سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة عَنِ ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغَيرهمَا ونسبُه عَنْ أبي الخَطَّاب بْن الجُمَيَّل
1277 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْأَزْدِيّ من أَهْل جيان يعرف بِابْن الْحَاج الْأَفْطَس ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه وُلّي قَضَاء غرناطة فِي أيّام الملثمة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بَعْدَ أبي الفَضْل عِيَاض بْن مُوسَى وتُوُفيّ وَهُوَ يتَوَلَّى ذَلِكَ فِي ذِي الحجّة سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن الدّباغ فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء من تأليفه وَخَبره عَنْ غَيره
1278 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مُوسَى الْأَنْصَارِيّ الْمُتَكَلّم سكن قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالإلبيري لِأَن أَصله مِنْهَا روى عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن الْمرَادِي وَأبي الحَجَّاج يُوسُف بْن مُوسَى الْكَلْبِيّ وَأخذ علم الْكَلَام عَنْهُمَا وَكَانَ حَافِظًا لكتب الْأُصُول والاعتقادات وَاقِفًا عَلَى مَذْهَب أبي الْحَسَن الْأَشْعَرِيِّ وَأَصْحَابه مَعَ مُشَاركَة فِي الْأَدَب وَله تواليف مِنْهَا كتاب النكت والأمالي فِي النَّقْض عَلَى الْغَزالِيّ وَله رِسَالَة(1/358)
الِانْتِصَار عَلَى مَذَاهِب الْأَئِمَّة الأخيار ورسالة الْبَيَان عَنْ حَقِيقَة الْإِيمَان وَشرح مُشكل مَا وَقع فِي الْمُوَطَّأ وَكتاب الْبُخَارِيّ وَاخْتصرَ كتاب الرِّعَايَة للمحاسبي حدَّث عَنْهُ أَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَأَبُو إِسْحَاق بْن قرقول وَأَبُو عَبْد اللَّه بن الصيقل المرسي وَذكر أَن لَهُ رِوَايَة عَنْ ابْن الطلاع وَأَبُو زَيْدُ بْن نزار الشاطبي أَخذ عَنهُ بقرطبة فِي سنة سِتّ وَخَمْسمِائة وَغلط فِي اسْم أَبِيه فَجعله يُوسُف وَأَبُو خَالِد المرواني وَقَالَ أَخْبرنِي أَنَّهُ وُلِدَ يَوْمَ الثُّلَاثَاء الثَّانِي عَشْر من ربيع الآخر سنة سبع وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وتُوُفيّ فِي جُمَادَى الآخر سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1279 - مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن يحيى بْن بِشْر الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالميورقي لِأَن أَصله منهاا وَسكن غرناطة روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي الْفَتْح عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الْبَيْضَاوِيّ وَأبي نصر عَبْد الْملك بْن أبي مُسْلِم النهاوندي فِي شوّال وَذي الْقعدَة من سنة سبْعٍ عشرَة وَخَمْسمِائة وبالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي الْحَسَن بْن مشرف وَأبي بَكْر الطرطوشي وَغَيرهم وَعَاد إِلَى الأندلس بَعْدَ مدّة طَوِيلَة فَحدث بِغَيْر مَا بلد لتجوله وَكَانَ فَقِيها ظاهرياً عَارِفًا بِالْحَدِيثِ وَأَسْمَاء الرِّجَال متقنًا لمّا رَوَاهُ يغلب عَلَيْهِ الزّهْد وَالصَّلَاح روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه النميري الْحَافِظ وَيَقُول فِيهِ الْأَزْدِيّ تدليسًا إِذْ الْأنْصَارِيّ من الأزد وَأَبُو بَكْر بْن رزق وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّحِيم وَابْنه الْمُنعم وسواهم وَصَارَ آخرا إِلَى بجاية هَارِبا من صَاحب الْمغرب حِينَئِذٍ بَعْدَ أَن حُمِلَ إِلَيْهِ هُوَ وَأَبُو الْعَبَّاس بْن العريف وَأَبُو الحكم بْن برجان وحدَّث هُنَالك وَسمع مِنْهُ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وخسمائة
1280 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن خَلَف بْن أبي الفَرَج التجِيبِي الْمُقْرِئ من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ ابْن شَفِيع وَبَعضهَا عَنِ ابْن الدّوش روى عَنْهُ ابْنه عَبْد اللَّه وتُوُفيّ فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ومولده حول سنة سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَنِ ابْن عياد(1/359)
1281 - مُحَمَّد بْن حكم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بَاقٍ من أَهْلَ سرقسطة يكنى أَبَا جَعْفَر وجده ذُو الوزارتين مُحَمَّد بْن أَحْمَد كَانَ صَاحب مَدِينَة سَالم وَقتل بهَا سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة روى عَنْ أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بْن هَاشم وَالْقَاضِي أبي الْأَصْبَغ بْن عِيسَى وَأبي جَعْفَر بْن جراح وَأبي عُبَيْد الْبكْرِيّ وَعبد الدّائم القيرواني وَأبي الفوارس بْن عَاصِم وَغَيرهم وَاسْتقر بِمَدِينَة فاس وَولي أَحْكَامهَا وَأفْتى بهَا وأقرأ الْعَرَبيَّة وَكَانَ متفننًا ذَا حَظّ من علم الْكَلَام حَسَن الْخلق قوالاً بِالْحَقِّ وَله شرح فِي الْإِيضَاح لأبي عَلَي الْفَارِسِي وَكَانَ وَاقِفًا عَلَى كتبه وَكتب أبي الْفَتْح بن جني وَأبي سَعِيد السيرافي حدَّث عَنْهُ أَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَأَبُو مَرْوَان الصيقل الوشقي وَأَبُو مُحَمَّد القَاسِم بْن دحمان وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن الأندي وتُوُفيّ قبله وَأَبُو مُحَمَّد بْن بُونُه وَأَبُو الْحَسَن اللواتي وَغَيرهم وتُوُفيّ بتلمسان فِي نَحْو سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنِ ابْن حُبَيْش
1282 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الجذامي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنِ الْعَبْسِي وَابْن الطلاع وخازم بْن مُحَمَّد وَأبي عَليّ الغساني ووقفت لَهُ على سَماع مَعَ زِيَاد بْن الصَّفّار من أبي الْحَسَن بْن مغيث فِي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة حدَّث عَنْهُ أَبُو خَالِد المرواني وَأَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الشقوري أجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1283 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن عَلِيّ بْن نصير الغافقي من أَهْل مرسية لَقِي أَبَا عَلِيّ الغساني وَسمع مِنْهُ صَحِيح الْبُخَارِيّ وَغير ذَلِكَ وَلَا أعلمهُ حدَّث وَلَقي أَيْضا أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَسمع مِنْهُ بإشبيلية فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة(1/360)
1284 - مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن كَامِل من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد الله وَيعرف بِابْن الفخار عداده فِي الأدباء وَكَانَ مَعْرُوفا بِالْكِتَابَةِ وَتُوفِّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَفَاته عَن ابْن حُبَيْش
1285 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن سَعِيد من أَهْل قرطبة وَأَصله من طليطلة يعرف بِابْن الْأمين ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَهُوَ عَم أبي إِسْحَاق بْن الْأمين المحدّث أَخذ عَنْ عَامر الصَّفّار وَأبي إِسْحَاق الْمَعْرُوف بالزرقالة وَكَانَ مقدما فِي علم الْفَرَائِض وَالْعدَد والمساحة وتُوُفيّ سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
1286 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن بيبش المَخْزُومِي من أَهْل بلنسِيَّة وَأَصله من قليبرة بناحيتها الغربية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنِ مشيخة بَلَده وعني بالفقه وَكَانَ من أَهْل الشورى والفتيا ثُمَّ رَحل فَسمع بالإسكندرية من أبي طَاهِر السِّلَفيّ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وتُوُفيّ هُنَالك
1287 - مُحَمَّد بْن عبدون بْن هِشَام الحجري من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَتْ لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع من السِّلَفيّ وقفل فَأخذ عَنْهُ برنامجه قَالَه ابْن خَيّر
1288 - مُحَمَّد بْن حبيب الْمُقْرِئ من أَهْل مالقة يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن شُرَيْح أَخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وتصدر الإقراء وَولي الْخطْبَة بِجَامِع بَلَده أَخذ عَنْهُ الْوَلِيد بْن الفخار
1289 - مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن وَاجِب بْن عمر بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الخَطَّاب سَمِعَ أَبَاهُ أَبَا حَفْص وَأَبا بَكْر بْن مدير وَأَبا مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَلَقي أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة قَدم بلنسِيَّة غازيًا فَنَاوَلَهُ وَأَجَازَ لَهُ(1/361)
وَولي قَضَاء أوريولة وألش من كور مرسية وَكَانَ نبيها نزيهًا وَقتل بأوريولة فِي الْفِتْنَة آخر سنة تسع وَثَلَاثِينَ أَوْل سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة خَمْسمِائَة بعضه عَنِ ابْن سَالم
1290 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد النفزي القَاضِي من أَهْل جيان يكنى أَبَا عَبْد اللَّه تفقَّه بقرطبة عِنْدَ أبي الْوَلِيد بْن العواد وَأبي عَبْد اللَّه بْن أصبغ وَأبي الْوَلِيد بْن رشد وروى عَنْهُمْ وَعَن أبي مُحَمَّد بْن عتاب ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَعَاد إِلَى الأندلس وشوور ونوظر عَلَيْهِ فِي الْمُدَوَّنَة وَغَيرهَا وَكَانَ حَافِظًا للرأي حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عبَادَة الجياني وتَفَقَّه بِهِ
1291 - مُحَمَّد بْن يزِيد بْن سَمْحُون من أَهْل مرسية يكنى أَبَا الحكم سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ يَتَفَقَّهُ ذكره ابْن الدّباغ
1292 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الْمعَافِرِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الأُنْداري وأُنْدَارَةُ من قرى دانية حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عشير
1293 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمذْحِجِي من أَهْل غرناطة وَأَصله من لوشة عَملهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْحَسَن الْعَبْسِي وَأَبا عَلِيّ الغساني وَأَبا الْحُسَيْن بْن سراج وحدَّث وَأخذ عَنْهُ وَكَانَ فَقِيها مشاورًا لقِيه أَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأخذ عَنْهُ بغرناطة وتُوُفيّ قَبْلَ الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن عياد
1294 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْخَولَانِيّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر بْن عَطِيَّة وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده وَكَانَ من أَهْل الْمعرفَة بالأصول وَقد درس وأسمع ذكره ابْن عياد وَقَالَ توفّي قبل الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة(1/362)
1295 - مُحَمَّد بْن أبي تَمام الطَّائِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي الطلاع وَغَيره وحدَّث عَنْهُ ابْنه عَلِيّ بْن مُحَمَّد قَالَه ابْن الطيلسان
1296 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بِيطَش الكِنَانيّ من أَهْل بلنسِيَّة وَيعرف بالألشي تفقَّه بِهِ ابْنه مُحَمَّد وروى عَنْهُ ذَكَرَ ذَلِكَ ابْن سُفْيَان
1297 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَالك المري من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْهُ أَبُو خَالِد بْن رِفَاعَة وَقَالَ اخْتلفت إِلَى مَجْلِسه فِي الْعرض لكتب الْمُدَوَّنَة وَقَالَ ابْن عياد كَانَ من أَهْل الْفَهم وَالْبَصَر بِالْحَدِيثِ
1298 - مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الْمُنْذر من أَهْل أشبونة روى عَنْ أبي مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بن مُحَمَّد اللَّخْميّ سَمِعَ مِنْهُ بإشبيلية ذكره الْقَنْطَرِي
1299 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد العُتَقِي من أَهْل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَتْ لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وَرِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ سمع مِنْهُ أَكثر سباعياته وَلَا أعلمهُ حدَّث
1300 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَطِيَّة من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالشواش كَانَ أديبًا يُشَارك فِي الْكِتَابَة وقرض الشّعْر وَانْفَرَدَ فِي وقته وَبعده بِحسن الْخط وبراعته وَكَانَ بديع الوراقة أنيقها يُتَنافس فِيمَا كتب إِلَى الْيَوْم وَلم أَقف عَلَى أَسمَاء شُيُوخه وَلَا عَلَى تَارِيخ وَفَاته وأحسبها فِي نَحْو الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
1301 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمد بْن الطُّفَيْل الْعَبْدي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا الْحَسَن وَيعرف بِابْن عَظِيمَة أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي(1/363)
عَبْد اللَّه السَّرقسْطِي وروى عَنْ أبي عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن فرج وَأبي بَكْر خازم بْن مُحَمَّد وَأبي عَلِيّ الغساني وَأبي دَاوُد الْمُقْرِئ وَأبي جَعْفَر بْن عَبْد الْحق وَأبي الْوَلِيد بْن طريف ورحل حَاجا فروى بِمَكَّة عَنْ رزين بْن مُعَاوِيَة وبالإسكندرية عَنْ أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن مَنْصُور بن الْحَضْرَمِيّ وَأبي الْحَسَن بْن مشرف الْأنمَاطِي وبالمهدية عَنْ أبي عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ وَلَقي من المقرئين أَبَا عَلِيّ الْحَسَن بْن خَلَف بْن بلِّيمَة وَأَبا القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي بَكْر بْن الفحام وَكَانَت رحلته مَعَ أبي عَلِيّ مَنْصُور بْن الْخَيْر الأحدب للقاء أبي معشر الطَّبَريّ فبلغهما نعُّيُه بِمصْر فَلَمّا قفلا من حجهما قعد مَنْصُور يَقُولُ قَرَأت عَلَى أبي معشر وَاقْتصر أَبُو الْحَسَن فِي تصدره للإقراء عَلَى التحدث عَمَّن لَقِي فَعرف مَكَانَهُ من الصّديق وَالْعَدَالَة وَولي الصَّلاة بِبَلَدِهِ وَتقدم فِي صناعته واشتهر بهَا وتلاه أَهْل بَيته فِيهَا فَأخذ عَنْهُم النّاس وَله أرجوزة فِي الْقرَاءَات السَّبع وَأُخْرَى فِي مخارج الْحُرُوف وَشرح قصيدة الشِّقْراطِسي وَله أَيْضا كتاب الفريدة الحمصية فِي شرح القصيدة الحصرية وَإِلَيْهِ وَالِي بنيه بعده كَانَت الرياسة فِي هَذَا الشَّأْن وَمن جلة الروَاة عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن خَيّر قَرَأَ عَلَيْهِ الشهَاب للقضاعي وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رِوَايَته وتواليفه فِي رَجَب سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وروى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الضَّحَّاك الْفَزارِيّ وسمى فِي شُيُوخه الْعَبْسِي والغساني وَغَيرهمَا وَقَالَ تُوُفّي فِي شهر صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
1302 - مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن وَاجِب القَيْسيّ وَالِد شَيخنَا أبي الخَطَّاب أَحْمَد بْن مُحَمَّد من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ أَبِيه أبي حَفْص وتَفَقَّه بِهِ وَعَن أبي بَكْر بْن مدير وَأبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي بَكْر بْن برنجال سَمِعَ مِنْهُ سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة واستجاز لنَفسِهِ ولابنه أبي الخَطَّاب أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبا الْوَلِيد بْن خيرة وَأَبا مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَغَيرهم وَولي قَضَاء الش من قَبْلَ أَخِيه أبي الخَطَّاب الْمَذْكُور قَبْلَ وَكَانَ حَافِظًا للفقه استظهر عَلَى أَبِيه مُخْتَصر الْمُدَوَّنَة للبراذعي وتُوُفيّ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة أَوْ نَحْوهَا مولده سنة عشر وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَنِ ابْن سَالم
1303 - مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر بْن سَعِيد بْن غفرال السبائي وَيُقَال فِي نسبه ابْن أبي(1/364)
جَعْفَر بْن عَبْد الرَّحْمَن من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم النخاس وأقرأ بهَا وحدَّث عَنْهُ وَعَن أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن يُوسُف السالمي وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بْن حبيب الْمحَاربي وَغَيرهم وَكَانَ مقرئًا فَاضلا روى عَنْهُ ابْن بشكوال وأغفله وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَأَبُو الْوَلِيد يزِيد بْن بَقِي وَأَبُو الْعَبَّاس بْن صَالح الكفيف وسواهم
1304 - مُحَمَّد بْن حُسَْن بْن مُحَمَّد الْأمَوِي من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَكَانَ مقرئًا نحويًا
1305 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن أَحْمد بن مُوسَى الخُشَني من أَهْل مرسية يكنى أَبَا جَعْفَر وَيعرف بِابْن أبي جَعْفَر روى عَنْ أَبِيه أبي مُحَمَّد وتَفَقَّه بِهِ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي بَكْر بْن الجزار وَلَقي ابْن الدّباغ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رِوَايَته وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا مبرزا فِي تدريسه قَائِما عَلَى الْمُدَوَّنَة يناظر عَلَيْهِ فِيهَا ويلقي من حفظه مسائلها مستبحرًا فِي علم الرَّأْي حُكي عَنْ أبي مُحَمَّد الَقَلنِيّ أَنَّهُ كَانَ يثني عَلَيْهِ وَيَقُول هُوَ أفهم من أَبِيه تفقَّه بِهِ أَبُو مُحَمَّد هَارُون بْن عَاتٍ وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة شَيخنَا وصحباه أعواماً عدَّة إِلَى وَجلة سواهُمَا وَولي قَضَاء بَلَده عِنْدَ خلع الملثمة ثُمَّ تَأمر بِهِ وَكَانَ يَقُولُ فِي قِيَامَة بالإمارة لَيست تصلح بِي وَلست لَهَا بِأَهْل وَلَكِنِّي أُرِيد أَن أمسك النّاس بَعضهم عَنْ بَعْض حَتَّى يَجِيء من يكون لَهَا أَهلا وَتوجه إِلَى غرناطة فَقتل بَمقربة مِنْهَا وَانْهَزَمَ حيشه وَذَلِكَ فِي صدر سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة ومولده مَعَ الْخَمْسمِائَةِ أَكْثَره عَنِ ابْن عياد وَحكى غَيره أَنَّهُ لَمْ يبلغ خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة
1306 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن خطاب القَيْسيّ من أَهْل سرقسطة وَسكن مرسية يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الجزار أَخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي بَكْر بْن الفَرَضيّ وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وَسمع الحَدِيث من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وَقعد للتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ عَارِفًا(1/365)
بِعلم اللِّسَان مشاركًا فِي الْقرَاءَات أديبًا كَاتبا شَاعِرًا وَجَرت بَينه وَبَين أبي عبد الله بن خلصة مسَائِل فِي إِعْرَاب آيَات من الْقُرْآن ظهر عَلَيْهِ وَضمن ذَلِكَ رِسَالَة أَخذهَا عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي فِي اختلافه إِلَيْهِ لقِرَاءَة النَّحْو عَلَيْهِ وَهُوَ وَصفه وكاناه أَبَا عَبْد اللَّه ونسبُه عَنْ غَيره وَقَالَ قُتل بِنَاحِيَة غرناطة سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة وَذكره ابْن عياد وَقَالَ أَقرَأ بمرسية وَحكى أَنَّهُ أُصِيب مَعَ أبي جَعْفَر بْن أبي جَعْفَر وَكَانَ معلمه وَحمل إِلَى غرناطة مثبتًا فَمَاتَ بهَا وَمن الروَاة عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عَاتٍ وَأَبُو الْعَبَّاس بْن الْيَتِيم
1307 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن سَمَيْدَع من أَهْل بُرْشَانَة عمل المرية يكنى أَبَا القَاسِم ويكنى أَبُوهُ أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي بالمرية سنة خمس وَخَمْسمِائة وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَكَانَ من بَيت نباهة وعناية بِالْعلمِ وتُوُفيّ سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة ذَكَرَ وَفَاته ابْن حُبَيْش
1308 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الْمُؤمن الرعيني الْحَاكِم من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن سهل وَأبي عَلِيّ الغساني وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بكر مُحَمَّد بن سَابق ورحل حَاجا فَسمع فِي طَرِيقه الْكتاب الْجَامِع فِي الْأَحْكَام لأبي الْقَاسِم(1/366)
الْقسم الثَّانِي
1 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ العكي من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَامر وَيعرف بِابْن مُنْكَرَال روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن الدُّوش وَأبي عمرَان بن أبي تليد وَأبي مُحَمَّد الركلي وَحضر مجالسه وَعَن أبي على الصَّدَفِي وَعباد بن سرحان وَأبي بكر مُحَمَّد بن حيدره بن مفوز وَكَانَ شَيخا صَالحا معتنيًا بالآداب وَالْأَخْبَار ثِقَة عدلا وعلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة وَعنهُ أَخذ أَبُو بكر بن مفوز القَاضِي وَقَالَ أَخْبرنِي وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والديانة بمَكَان وَقَالَ كُنَّا نسْمع كتاب التَّمْهِيد لأبي عمر بن عبد الْبر فِي مَسْجِد ابْن الزراد بشاطبة على الْفَقِيه أبي بكر مُحَمَّد بن حيدره بن مفوز وَفِي الْجُمْلَة القَاضِي أَبُو جَعْفَر بن جحدر وَهُوَ الَّذِي كَانَ يرغب فِي السماع فَمر فِي الْكتاب التكلمُ عَن معني غَلِقَ الرَّهْن إِذا لم يُفَكَّ فَتكلم الشَّيْخ أَبُو عمر فِي الْكتاب على مَعْنَاهُ وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بِشعر نُصَيْب
(كَأَن القلبَ لَيْلَة قيلَ يُغْدَى ... بليلى العامرية أَو يُراح)
(قطاة عزَّها شرَكٌ فباتت ... تجاذبه وَقد عَلِقَ الْجنَاح)
أوردهُ رَحمَه الله غلِق الجناحُ بالغين المنقوطة فَقَالَ أَبُو بكر هَذَا من أَوْهَام الشَّيْخ أبي عُمَر إِنَّمَا هُوَ علق الْجنَاح بِالْعينِ الْمُهْملَة وَهَكَذَا الرِّوَايَة فِيهِ قَالَ أَبُو بكر بن مفوز قَالَ لي أَبُو عَامر فَكنت أرى بعد ذَلِك بِليَال الشَّيْخ أَبَا عمر فِي الْمَنَام فَكَانَ يَقُول لي حَتَّى الْوَهم حَدثنِي أَبُو عَامر الفِهري وَأَبُو الرّبيع الكلَاعِي عَن مفوز الْمَذْكُور قَالَ أَخْبرنِي الْفَقِيه أَبُو عَامر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن على العكي الْمَعْرُوف بِابْن منكرال وَذكر الْحِكَايَة وَتُوفِّي بشاطبة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَن ابْن سُفْيَان(2/3)
2 - مُحَمَّد بن مَرْوَان بن يُونُس من أهل لِرْية وَسكن بلنسية يعرف بِابْن الأديب ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وطارق بن يعِيش وَغَيرهمَا وَكَانَ حسن الوراقة مَعْرُوفا بذلك وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وولاه القَاضِي مَرْوَان بن عبد الْعَزِيز خطة السُّوق أَخذ عَنهُ ابْن عياد وَكتب من فَوَائده عقيدة أبي بكر الْمرَادِي وأشعارا لِابْنِ الْعَرَبِيّ وَغير ذَلِك وَقَالَ توفّي ببلنسية سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد نيَّف على السِّتين
3 - مُحَمَّد بن عبد الغفور بن مُحَمَّد بن عبد الغفور الكلَاعِي من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا الْقَاسِم أَخذ الْآدَاب عَن أَبِيه أبي مُحَمَّد والعربية عَن أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وتفقه بِأبي الْقَاسِم الرنجاني وَصَحب أَبَا الْحسن بن بسام وطبقته من الأدباء وَحدث فِي بعض تواليفه عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ بِوَاسِطَة وَقد جرت بَينهمَا مخاطبات وَكَانَ من جلة الْكتاب وَأَبوهُ عبد الغفور وجده مُحَمَّد أَبُو الْقَاسِم كَذَلِك وَألف كتاب الِانْتِصَار وَله رِسَالَة إحكام صَنْعَة الْكَلَام فِي سفر ورسالة الساجعة والغربيب وَغير ذَلِك مَعَ تصرفه فِي النّظم والآدابُ كَانَت بضاعتَه رَحمَه الله
4 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بن عبد الرَّحْمَن بن أُميَّة بن مطرف بن خَمِيس الجُمَحِي من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أَبَا عَامر وَيَقُول أهل بَيته إِنَّهُم من ولد عُثْمَان بن مَظْعُون رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سمع من أبي عِمْرَانَ بْن أبي تليد وَأبي عَامر بْن حبيب وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي الْعَبَّاس بن عِيسَى وَغَيرهم وتفقه عِنْد أبي جَعْفَر بن جحدر وَأبي الْقَاسِم بْن الْجنان وطبقتهما وَكتب للقضاة وَسَماهُ ابْن عياد فِيمَن كتب لأبي الْحَسَن بن عبد الْعَزِيز قَاضِي بلنسية وَحكى ابْن النِّعْمَة أَنه سمع بقرَاءَته على أبي على الصَّدَفِي بعض صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ ذَا معرفَة بالمسائل وَعقد الشُّرُوط حسن الْخط متصرفا فِي الْآدَاب توفّي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن سُفْيَان(2/4)
5 - مُحَمَّد بْن يحيى بن خلف بن عبد الْملك بن أَفْلح الْأمَوِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيُقَال فِيهِ يحيى بن مُحَمَّد روى الْمُوَطَّأ عَن أبي بكر بن حيدرة بن مفوز فِي سنة أَربع وَخَمْسمِائة وَكتبه بِخَطِّهِ وَكَانَ أديبًا نحويا مُتَقَدما فِي علم الْعرُوض وَله فِيهِ تأليف رَوَاهُ عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن خَير وَقَالَ توفّي بعد الْفِتْنَة فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
6 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن عبد الله بن مَسْعُود الْخُشَنِي النَّحْوِيّ من أَهْل جيان يعرف بِابْن أبي ركب ويكنى أَبَا بكر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بن النخاس وَأبي بكر عَيَّاش بن الْخلف وَأبي الْحسن بن شَفِيع وَأبي الْحجَّاج يُوسُف بن عياد وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَن ابْن أبي الْعَافِيَة وَابْن الْأَخْضَر وَابْن الأبرش وروى عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن سراج وَابْن عتاب وَابْن طريف وَأبي بَحر الْأَسدي وَابْن مغيث وَابْن سكره الصَّدَفِي وَابْن السَّيِّد وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَابْن أُخْت غَانِم وَابْن الباذش وَابْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَتقدم فِي صناعَة الْعَرَبيَّة وتصدر لإقرائها بجيان وقيشاطة وشوذر من أَعمالهَا واستوطن بِأخرَة غرناطة وَولي صَلَاة الْفَرِيضَة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ من جلة النَّحْوِيين وأئمتهم حَافِظًا للغريب واللغة متصرفا فِي فنون الْآدَاب لَهُ حَظّ صَالح من قرض الشّعْر مَعَ الْخَيْر وَالصَّلَاح وَشرح كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأَظنهُ لم يكمله وَألف فِي الْعرُوض وَأخذ عَنهُ النَّاس مولده سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بغرناطة لِلنِّصْفِ من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَفَاته عَن ابْن حميد وهوأحد تلاميذه الجلة
7 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن بن صَاف اللَّخْمِيّ المقرىء من أَهْلَ قرطبة(2/5)
وَأَصله من جيان يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله
أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن شُعَيْب وَأبي الْحَسَن الْعَبْسِي وَأبي بكر حَازِم بن مُحَمَّد وروى عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الْأَسدي وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِجَامِع قرطبة الْأَعْظَم وَكَانَ يؤم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِمَسْجِد رَحبَتْ أبان مِنْهَا وَقد أَقرَأ بغرناطة وبلنسية وقرأت بِخَط ابْن النِّعْمَة حَدثنِي الْفَقِيه المقرىء صَاحب الصَّلَاة بِمَسْجِد بَاب القنطرة أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْقُرْطُبِيّ نزيل بلنسية فِي عقب شهر ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ زاهدا فَاضلا متقللا من التَّعَرُّض لأبناء الدُّنْيَا
قَالَ أَنْشدني الشَّاعِر السميسر بقرطبة
(إِذا شِئْت إبْقَاء أحوالكا ... فَلَا تجر جاها على بالكا)
(وَكن كالطريق لمجتازها ... يمر وَأَنت على حالكا)
وَأنْشد أَيْضا فِي الْمَعْنى قَالَ ابْن النِّعْمَة وَفِي التَّارِيخ الْمُتَقَدّم انشد فِيهِ
(هن إِذا مَا نلْت حظا ... فأخو الْعقل يهون)
(فَمَتَى حطك دهر ... فَكَمَا كنت تكون)
وَعَاد إِلَى قرطبة وَسمع مِنْهُ بهَا أَبُو مُحَمَّد بن بونه وَأَبُو الْحُسَيْن بن ربيع الْأَشْعَرِيّ وَغَيرهمَا وحَدَّثَ عَنْهُ فِي الْإِجَازَة أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَابْنه عبد الْمُنعم وَسَماهُ ابْن بشكوال فِي مُعْجم شُيُوخه وَكَانَ فِي صناعَة الإقراء من الْمُحَقِّقين الْمُتَقَدِّمين وَخرج فِي الْفِتْنَة عِنْد انْقِرَاض دولة الملثمين وَاسْتقر بوهران وهنالك توفّي سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ بعض خَبره عَن ابْن مُؤمن
8 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بْن عُمَر الْمعَافِرِي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن الْعَرَبِيّ وَهُوَ من بَيت القَاضِي أبي بكر وَابْن عَمه وَأحد السامعين مِنْهُ وَقد ذكرته فِي مُعْجم رُوَاته من تأليفي وَله أَيْضا رِوَايَة عَنْ أبي بكر بن فتحون لقِيه فِي مرسية فِي توجهه غازيا مَعَ القَاضِي أبي بكر وَابْنه عبد الله وَلَا أعلمهُ حدث(2/6)
9 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن العَاصِي الفهمي من أَهْلَ المرية وَأَصله من قرطبة انْتقل أَبوهُ إِلَيْهَا يعرف بِابْن أبي زيد ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْوَلِيد الْعُتْبِي وَأبي تَمِيم الْعِزّ بن بقنة وَعبد الْبَاقِي بن برال وَأبي بكر بن أبي الدوس وَأبي عبد الله بن عطاف القَاضِي وَأبي بكر يحيى بن مُحَمَّد الفرضي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن خازم بن مُحَمَّد فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَأَبُو عَليّ بن سكرة الصَّدَفِي وَسمع مِنْهُ وَمن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَكَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والآداب منتصبا لإقرائها حسن الْخط جيد الضَّبْط مَعَ الاتصاف بِالْفَضْلِ وَالصَّلَاح روى عَنهُ ابْن بشكوال وأغفله وَابْن رزق وَابْن حُبَيْش
وَاخْتلف إِلَيْهِ فِي تعلم الْعَرَبيَّة وَتَقْيِيد كتب اللُّغَة والغريب زَمَانا وَتُوفِّي بعد سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
10 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن خَلَف الْمحَاربي من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية وقرأت بِخَط النميري أَخذه مَعَه عَن أبي بكر بن الْعَرَبِيّ فِي اجتيازه بغرناطة وَله أَيْضا سَماع بقرطبة من أبي الْحَسَن بْن مغيث وقفت عَلَيْهِ ولأبيه وأخيه رِوَايَة وَقد أَخذ عَنْهُمَا
11 - مُحَمَّد بن عبد الْملك الشنتريني مِنْهَا وَسكن أشبيلية يعرف بِابْن السراج ويكنى أَبَا بكر أَخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن أبي الْعَافِيَة وَابْن الْأَخْضَر وروى عَن أبي الْقَاسِم النفطي حدث عَنهُ بالموطأ ورحل إِلَى الْمشرق سنة خمس عشرَة فَنزل مصر وأقرأ بهَا وَحدث وانتقل فِي وَقت إِلَى الْيمن وَله تواليف مِنْهَا كتاب تَنْبِيه الْأَلْبَاب على فَضَائِل الْأَعْرَاب وَآخر فِي الْعرُوض وَله اخْتِصَار فِي كتاب الْعُمْدَة لِابْنِ رَشِيق وتنبيه على أغلاطه فِيهَا روى عَنْهُ أَبُو حَفْص عُمَر بْن إِسْمَاعِيل من شُيُوخ ابْن خير لقِيه فِي رحلته سنة إِحْدَى(2/7)
وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَأَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الله النابلسي الْمَعْرُوف بِابْن الْعَطَّار وَغَيرهمَا وَتُوفِّي بِمصْر سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
12 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّحْمَن الْيحصبِي من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَامر وَيعرف بِابْن حنان سمع أَبَا عمرَان بن أبي تليد وَأَبا عَامر بْن حبيب وَأَبا جَعْفَر بن جحدر وَأَبا عَليّ بن سكرة فِي اجتيازه بهم غازيا إِلَى كتندة وَكَانَ قَدْ أجَاز لَهُ قبل ذَلِك رِوَايَته ولقى ببلنسية أَبَا الْحسن طَارق بن يعِيش وَكتب عَنهُ برنامجه إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد الْعَزِيز وَهُوَ غلط
وَكَانَت لَهُ نباهة فِي بَلَده وعناية بالرواية
13 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن طَاهِر من أهل وَادي آش ويكنى أَبَا بكر حدث عَنهُ ابْن رزق فِيمَا ذكر ابْن عياد وَابْنه عبد الله بن مُحَمَّد يحدث عَنهُ شَيخنَا أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه
14 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن عبد الله الزغيبي أندلسي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الأشيري ذكره ابْن نقطة
15 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل من أهل شنتمرية الغرب يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رحْلَة حج فِيهَا مَعَ أَخِيه عمر بن إِسْمَاعِيل وَلَقي بِمَكَّة أَبَا عَليّ بن العرجاء وَأَبا المظفر الشَّيْبَانِيّ حدث عَنهُ أَبُو بكر بن خير بِكِتَاب المصابيح لأبي مُحَمَّد بن مَسْعُود وَكَانَ يرويهِ عَن أبي عَليّ وَأبي المظفر بإسنادهما إِلَى مُؤَلفه
16 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عَيَّاش من أَهْلَ قرطبة وَأَصله من مورور وبيته بهَا مَعْرُوف ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ من أهل الْعلم والفهم واستقضي بِبَعْض الكُور وكَتَب للْقَاضِي(2/8)
أبي الْحسن بن أضحي وقتا وَتَوَلَّى الصَّلَاة بالجامع الْأَعْظَم بقرطبة إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
17 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عبيد الله بن يحيى المَخْزُومِي من أهل بلنسية وَسكن جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عبد الله
لَقِي أَبَا الْوَلِيد الوقشي ولازمه وَقَالَ ابْن عياد لقِيه صَبيا وَأخذ عَنهُ فِي تِلْكَ الْحَال فَلذَلِك لم يحدث عَنهُ وَصَحب أَبَا مُحَمَّد الركلي وَأَبا عبد الله بن الجزار وَأَبا مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأَبا عَبْد اللَّه بْن خلصة وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من أبي بَكْر عَبْد الْبَاقِي بْن بُرَّال وَأبي الْحسن خليص بن عبد الله أَخذ عَنهُ كتاب الصَّحَابَة لأبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَغير ذَلِكَ وَكَانَ من أَهْلَ الاداب واللغة متحققا بذلك متميزا ضابطا متقنا لَهُ حَظّ من النّظم ومشاركة فِي علم الحَدِيث وميز رِجَاله وَالْكَلَام على مَعَانِيه وَمن رِوَايَته عَن ابْن برال وأنشده قَالَ أَنْشدني الْفَقِيه الزَّاهِد أَبُو عمر بن يمنالش لنَفسِهِ
(لَو كنت من حزب رَبِّي صانني بهم ... عَن شَرّ من لَيْسَ ينجو مِنْهُ إِنْسَان)
(وَكنت آوي إِلَى الرُّكْن الشَّديد وَلم ... يكن عَليّ لشيطاني سُلْطَان)
روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن سُلَيْمَان وَأَبُو الْحسن عَليّ بن إِدْرِيس الزناتي وَأَبُو مُحَمَّد بن سُفْيَان وَقَالَ توفّي ببلنسية فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
18 - مُحَمَّد بْن زِيَادَة اللَّه الثّقفيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْحَلَال وَهُوَ وَالِد القَاضِي أبي الْعَبَّاس سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَكَانَ شَيخا جَلِيلًا مُعظما فِي بَلَده من أهل الْفضل والديانة وَالْعقل وَذكره ابْنُ سُفْيَان وَغلط فِي وَفَاته وَقَالَ لي ابْن سَالم تُوُفّي سنة سِتّ أَو سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ثمَّ قَرَأت بِخَط أبي عَمْرو بْن عيشون المرسي أَنه توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
19 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن هِشَام بن جراح بن لِوَاء الخزرجي من أهل جيان وَيعرف بالبغدادي لطول سكناهُ إِيَّاهَا يكنى أَبَا عبد الله روى عَن أبي عَليّ(2/9)
الغساني وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب ورحل حَاجا فلقي أَبَا الْحَسَن الطَّبَرِيّ الْمَعْرُوف بالكيا وَأَبا طَالب الزَّيْنَبِي وَأَبا بكر الشَّاشِي وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها مشاورا حدث عَنهُ أَبُو عبد الله النميري وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد اله وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حَمِيد وَأَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحِيم بْن الملجوم وَقَالَ قدم علينا من الأندلس فَنزل بفاس فِي عَام أَرْبَعَة وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فلزمناه وقرأنا عَلَيْهِ وَسَمعنَا وَأَخْبرنِي أَن مولده يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عيد الْأَضْحَى عَام سبعين وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي بِمَدِينَة فاس يَوْم الْجُمُعَة السَّادِس وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي خَبره عَن ابْن فرتون
20 - مُحَمَّد بن الْحسن بن محمدبن سعيد المقرىء من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن غُلَام الْفرس
وَالْفرس لقب لرجل من تجار دانيه اسْمه مُوسَى الْمرَادِي كَانَ سعيد مَوْلَاهُ أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي دَاوُد سُلَيْمَان بن نجاح وَأبي الْحسن بن الدوش وَأبي الْحُسَيْن بن البياز وَأبي السن بن شَفِيع وَسمع من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأبي الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأبي إِسْحَاق بن جمَاعَة وَأبي الْقَاسِم بن فتحون وَأبي الْوَلِيد الْعُتْبِي وَأبي مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن الحناط وَأبي مُحَمَّد بن الْفضل البونتي وَأبي بكرالفرضي وَأبي مُحَمَّد البطليوسي وجماعه غَيرهم وَكتب إِلَيْهِ من أَعْلَام الأندلسيين أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو عَبْد الله بن الْحَاج وَأَبُو عَليّ مَنْصُور بن الْخَيْر وَأَبُو عبد الله البلغيي وَابْن أُخْت غَانِم وسواهم ورحل حَاجا من دانية يَوْم الِاثْنَيْنِ التَّاسِع من جُمَادَى الْأُخْرَى سنة سبع وَعشْرين وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع من أبي طَاهِر السلَفِي وَأبي شُجَاع البسطامي وَأبي عبد الله بن طحال المقدادي وَأبي المظفر الشَّيْبَانِيّ وَأبي عَليّ بن العرجاء وَغَيرهم وقفل رَاجعا إِلَى بَلَده فدخله لَيْلَة عيد الْأَضْحَى سحر من سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَبعد إِقَامَته فِي رحلته ثَلَاثَة أَعْوَام ونيفا وتصدر للإقراء وإسماع الحَدِيث وَتَعْلِيم الْعَرَبيَّة وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا صَاحب ضبط وإتقان مشاركا فِي عُلُوم جمة يتَحَقَّق مِنْهَا بِعلم الْقُرْآن وَالْأَدب حسن الْخط أنيق الوراقة كتب(2/10)
جَامع التِّرْمِذِيّ فِي مُجَلد وَاحِد كَانَ عِنْد شَيخنَا أبي عبد الله بن نوح فِي غَايَة الْعِزَّة عَلَيْهِ والضنانة بِهِ وَكَانَ النَّاس يرحلون إِلَيْهِ للسماع مِنْهُ وَالْقِرَاءَة عَلَيْهِ لعلو رِوَايَته واشتهار عَدَالَته وَهُوَ اخر المقرئين الْمُحدثين بشرق الأندلس انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي معرفَة الْقرَاءَات وعللها مَعَ الْحَظ الوافر من الحَدِيث وَحفظ أَسمَاء رِجَاله وَولي بِأخرَة من عمره الْخطْبَة بِجَامِع بَلَده من قبل القَاضِي مَرْوَان بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز المتآمر عِنْد خلع الملثمة وَهُوَ أحد من روى عَنهُ إِلَى جلة مِنْهُم ابْن بشكوال كتب عَنهُ حديثين وَأَبُو الْعَبَّاس الأقليشي وَأَبُو مُحَمَّد عليم بن عبد الْعَزِيز وَأَبُو عمر بن عياد وَغَيرهم وَقد سمع مِنْهُ فِي رحلته أَبُو الْعَبَّاس بن الْفَقِيه السَّرقسْطِي التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وَحدثنَا عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر وَحكى ابْن عياد عَنهُ قَالَ أَنْشدني المقرىء أَبُو الْحسن بن الدوش الشاطبي لما أتيت إِلَيْهِ للْقِرَاءَة عَلَيْهِ متمثلا فِي معرض التَّوَاضُع
(لعمر أَبِيك مَا نسب المعلي
إِلَى كرم وَفِي الدُّنْيَا كريم)
(وَلَكِن الْبِلَاد إِذا اقشعرت ... وصوح نبتها رعي الهشيم)
وَإِنَّمَا اتبع فِي ذَلِك أَبَا الْحسن الْقَابِسِيّ الْفَقِيه أول جُلُوسه بالقيروان للمناظرة بإثر موت شَيْخه أبي مُحَمَّد عبد الله بن أبي هَاشم التجِيبِي ثمَّ بَكَى حَتَّى أبكى الْقَوْم وَقَالَ لَهُم أَنا الهشيم أَنا الهشيم وَالله لَو أَن فِي الأَرْض خضراء مَا رعيت أَنا توفّي ابْن سعيد بدانية عصر يَوْم الْأَحَد الثَّالِث عشر من الْمحرم سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصلي عَلَيْهِ لعصريوم الْإِثْنَيْنِ بعده وَدفن بقبلي جَامعهَا الْأَكْبَر أثْنَاء سَمَاء مدرار كثر عَنْهَا المَاء فِي قَبره فاحتيج إِلَى امتياحه وفرش الرمل عِنْد إنزاله فِيهِ وَكَانَت وَفَاته من خدر أَصَابَهُ فِي بعض سنة سِتّ وَأَرْبَعين قبلهَا ومولده من لَيْلَة الْحَادِي وَالْعِشْرين لرمضان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة عَنِ ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغَيرهمَا
21 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَرْوَان بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن عبد الْعَزِيز من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَعَن طَارق بن يعِيش سمع مِنْهُ السّنَن لأبي دَاوُد بقرَاءَته فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَله أَيْضا سَماع من ابْن الدّباغ وَابْن النِّعْمَة وتفقه بِأبي بَكْر بْن أَسد وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَولي قَضَاء بَلَده(2/11)
مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا عِنْد تَأمر ابْن عَمه مَرْوَان بن عبد الله وَالثَّانيَِة فِي إِمَارَة ابْن سعيد وَكَانَ وقورا حَلِيمًا حسن السِّيرَة صليبا فِي الْحق شَدِيد الْعَارِضَة وَقَتله أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن شلبان فِي ثورته ببلنسية سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ذكر ذَلِك ابْن عياد وَقَالَ ابْن سُفْيَان قبل سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَهُوَ وهم
22 - مُحَمَّد بن خلف بن صاعد الغساني من أهل شلب يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف باللبلي لِأَن أَصله مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْوَلِيد إِسْمَاعِيل بن غَالب اللَّخْمِيّ وَأبي الْقَاسِم بن النخاس وَسمع مِنْهُ وَمن أبي عبد الله بن شبرين وَلَقي بقرطبة أَبَا الْوَلِيد بن رشد وَأَبا مُحَمَّد بن عتاب وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَلِيّ بْن سكرة ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وروى بِمَكَّة عَنْ رزين بْن مُعَاوِيَة وَأبي الْحجَّاج بن نَادِر وَأبي عبد الله بن الْمُسلم الْمَازِني الْقرشِي وَأبي طَاهِر السلَفِي وَأبي مُحَمَّد العثماني لَقِي هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة بالإسكندرية فَسمع مِنْهُم وَلَقي أَيْضا أَبَا عبد الله الْمَازرِيّ التَّمِيمِي بالمهدية فَأجَاز لَهُ مَا رَوَاهُ وألفه وقفل إِلَى الأندلس فعنى بالفقه وَعقد الشُّرُوط وشوور فِي الْأَحْكَام ثمَّ ولي قَضَاء شلب وَحدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي ظهر يَوْم الْخَمِيس لَيْلَتَيْنِ خلتا من جُمَادَى الاخرة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن يَوْم الْجُمُعَة بعده ذكره ابْن خير
23 - مُحَمَّد بن يحيى بْن مُحَمَّد بْن أبي إِسْحَاق بن عَمْرو بن العَاصِي الْأنْصَارِيّ من أَهْلِ لرية عمل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَن مشيخة بَلْدَة ثمَّ خرج مِنْهُ فِي الْفِتْنَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة بعد تغلب الرّوم على بلنسية فاستوطن جيان نَحوا من سَبْعَة أَعْوَام وَأخذ بهَا الْآدَاب عَن أبي الْحجَّاج الكفيف اُحْدُ الروَاة عَن ابْن مَرْوَان بن سراج وَعَن غَيره ثمَّ انْصَرف إِلَى بلنسية سنة فتحهَا وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة خمس وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة فَأخذ بهَا الْقرَاءَات عَن أبي بكر بن الصناع الْمَعْرُوف بالهدهد وَكَانَ قد قصد أَبَا دَاوُد المقرىء ليَأْخُذ عَنهُ فَأَلْقَاهُ مَرِيضا مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ سنة سِتّ وَتِسْعين وتصدر ابْن الصناع هَذَا للإقراء بعده فَاكْتفى بِهِ وَسمع من أبي مُحَمَّد البطليوسي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وتصدر بِبَلَدِهِ فأحيا رسم الْقِرَاءَة هُنَالك وَلم(2/12)
يكن لأَهله قبله بصر بالتجويد وَلَا بضبط حُرُوف الْقُرْآن ثمَّ أَقرَأ أَيْضا ببلنسية وَبهَا أَخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بن نوح وَله فِي التَّمْيِيز بَين ألف الْوَصْل وَالْقطع مَجْمُوع قد حمل عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَمِمَّنْ كتبه صَاحب الْأَحْكَام أَبُو عبد الله بن الْحُسَيْن الُأندي وَتُوفِّي بلرية صَبِيحَة يَوْم الْأَحَد السَّادِس من شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد وَدفن بمقبرة بني زنون مِنْهَا وَقد قَارب الثَّمَانِينَ مولدة سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة عَن ابْن عياد وَغَيره
24 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن خَيره مولى رزق لِابْنِ فطيس الْقُرْطُبِيّ من أهل بلنسية وَصَاحب الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها يعرف بِابْن شروية ويكنى أَبَا عَامر سَمِعَ من أبي الْوَلِيد الوقشي ولازمه وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ صهره وَقد تكلم فِي رِوَايَته عَنهُ لصغره وَمن أبي بكر عَبْد الْبَاقِي بْن بُرَّال وَأبي دَاوُد المقرىء وَسمع من طَاهِر بن مفوز الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم حَاتِم بن مُحَمَّد وَأَبُو عبد الله بن السقاط القَاضِي وَكَانَ شَيخا فَاضلا نزيها جميل الشارة ذَا جهارة فِي خطبَته ونباهة فِي بَلْدَة واقتنى من الدفاتر والدواوين كثيرا وأسن وَعمر طَويلا وَثقل حَتَّى كَانَ لَا يرقى الْمِنْبَر للخطبة إِلَّا بِمعين روى عَنْهُ ابْن بشكوال وأغفله ابْن حميد وَابْن عياد وَعبد الْمُنعم بن الْفرس وَابْن أبي جَمْرَة شَيخنَا وَغَيرهم وَتُوفِّي سحر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَدفن خَارج بَاب بيطالة وَمَا زَالَ قَبره هُنَالك مَعْرُوفا يتبرك بِهِ إِلَى أَن استولى الرّوم ثَانِيَة على بلنسية فِي أَوَاخِر صفر سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فطمسوه وَسَائِر قُبُور الْمُسلمين وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَقد قَارب الْمِائَة فِي سنه وَكَانَ أضن النَّاس بالإعلام بمولده ذكره الْقَنْطَرِي وَابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغَيرهم وَقَالَ ابْن حُبَيْش فِي وَفَاته سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَهُوَ وهم مِنْهُ
25 - مُحَمَّد بن يحيى بْن مُحَمَّد بْن خَليفَة بْن يَنَّق من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عَامر قَرَأَ الْقُرْآن عَلَى أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن فرج المكناسي وَسمع الحَدِيث من أبي عَليّ(2/13)
الصَّدَفِي ورحل إِلَى قرطبة فروى بهَا عَن أبي الْحُسَيْن بن سراج وطبقته وَمَال إِلَى الْآدَاب والعربية وَالْعرُوض فمهر فِي ذَلِك وَبلغ الْغَايَة من البلاغة فِي الْكِتَابَة وَالشعر وَلَقي أَبَا الْعَلَاء بن زهر فلازمه مُدَّة واخذ عَنهُ علم الطِّبّ وَكَانَ لَهُ مكرما وَبِه محتفيا وحذا حذوه فَمَال النَّاس إِلَيْهِ وَتحقّق بِهِ وساعده الْجد فَبعد صيته فِي ذَلِك مَعَ الْمُشَاركَة فِي عُلُوم عدَّة وَكَانَ محببا فِي بَلَده مُعظما جميل الرواء وافر الْمُرُوءَة مَا بَاعَ شَيْئا قطّ وَلَا اشْترِي مباشرا لَهُ بِنَفسِهِ كثير اللُّزُوم لداره مشتغلا بِالْعلمِ وَله تأليف كَبِير فِي الحماسة وَآخر فِي مُلُوك الأندلس والأعيان وَالشعرَاء بهَا وَأَنْشَأَ خطبا عَارض بهَا ابْن نَبَاته حدث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه المكناسي وَتوفى فِي آخر سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أكثرُ خَبره عنِ ابْنِ سُفْيَان
26 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عبد الْوَارِث من أهل مرسية يكنى أَبَا عبد الله كَانَ من أهل الْعلم وَالدّين وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلْدَة فَكَانَ أخشع النَّاس فِي خطبَته وَتُوفِّي سنة سبع واربعين وَخَمْسمِائة عَن ابْن عياد وَقَالَ ابْن سُفْيَان توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين قبلهَا
27 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْبَراء من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي حَفْص بن وَاجِب وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وتفقه بِأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَأبي بكر بن أَسد ورحل إِلَى المرية فلقي أَبَا الْقَاسِم بن ورد وَسمع مِنْهُ وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا متصرفا فِي وُجُوه الْفتيا من أهل الدّين وَالْفضل وَولى خطة الشورى بِبَلَدِهِ للْقَاضِي أبي مُحَمَّد بن جحاف وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عياد وَابْن سُفْيَان
28 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سيدراي الْكلابِي الْوراق من أهل قلعة أَيُّوب وَسكن بلنسية وبالقلعي كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن وَاجِب وَأبي(2/14)
بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي الْأَصْبَغ المنزلي وَأبي عبد الله القبريري سمع مِنْهُ الْمُدَوَّنَة ثَلَاث مَرَّات وَخرج من بَلَده لما تغلب الْعَدو عَلَيْهِ بعد وقيعة كتندة فِي سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة فَكَانَ يَبِيع الْكتب فِي دكان لَهُ وَكَانَ أَبوهُ أَيْضا وراقا وَقد حدث بِيَسِير روى عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن الخباز وَأَبُو عمر بن عياد وَقَالَ توفّي ببلنسية فِي رَجَب سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على السّبْعين وَقيل بلغ إِحْدَى وَثَمَانِينَ سنة
29 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عميرَة الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ أوريولة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عبد الله بن فرج المكناسي وَأبي الْقَاسِم بن النخاس وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَسمع الحَدِيث من أبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وتَفَقَّه بِهِ وَمن أبي على الصَّدَفِي وَأخذ بقرطبة عَن ابْن عتاب وَابْن مغيث وَأبي بَحر الْأَسدي وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَكَانَ متفننا حَافِظًا للقراءات عَالما بالفرائض والحساب تجول للقاء الشُّيُوخ واعتنى بِسَمَاع الْعلم حدث عَنهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن المكناسي وَقَالَ توفّي بأوريولة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة
30 - مُحَمَّد بن مَسْعُود بن خَالص من أهل شلب يعرف بالأمروشي وأمروشة بعض قَرَأَهَا ويكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن شبرين وَغَيره وتصدر للتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ عَارِفًا بهَا حَافِظًا لأنباء غرب الأندلس فَاضلا يتبرك بِهِ وَقد حكى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الْقَنْطَرِي فِي نسب أبي عمرَان الفاسي قَالَ وَقَالَ لي الْأُسْتَاذ أَبُو بكر الأمروشي هُوَ وَاحِد يكْتب بِالْجِيم وبالقاف يَعْنِي الغفجومي ووقفت على سَماع لَهُ فِي مُخْتَصر الطيلطلي مَعَ الْقَنْطَرِي هَذَا بِخَط أبي بكر بن خير وبقرءاته على أبي الْحُسَيْن بن الطلاء فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
31 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن عمر بن عبد الْملك العذري من أهل المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من ابْن ورد وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأبي بكر بن مقيوس وَالْخضر بن عبد الرَّحْمَن وَحدث بالموطأ عَنْهُم عَن أبي عَليّ الغساني وَكَانَ حسن الْخط(2/15)
عديم الضَّبْط أسقط بعض رجال الْإِسْنَاد وأتى بأغلاط قبيحة وَكَانَ تحديثه بِهِ فِي أَوَاخِر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
32 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن شَاب الْأمَوِي يعرف بالبزلياني ويكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ ابْن الْأَخْضَر واختص بِهِ وَكَانَ لَهُ ضبط وَتَحْصِيل
33 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف الكتامي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا الْقَاسِم الرنجاني ورحل حَاجا فَكتب عَنهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي بالإسكندرية وَحكى أَنه سَمعه يَقُول سَمِعت أَبَا الْقَاسِم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الْملك الرنجاني الصَّدَفِي الْفَقِيه بحمص الأندلس يَقُول لم أر أحفظ من أبي عَليّ الجياني للْحَدِيث وَلَا أتقن مِنْهُ وَحكى عَنهُ أَيْضا غير ذَلِك من كتاب ابْن نقطة
34 - مُحَمَّد بن مُسلم بن فتحون المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ فَقِيها مشاورا ولابنه إِبْرَاهِيم رِوَايَة
35 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْحَاكِم يكنى أَبَا بكر سَمَّاهُ ابْن بشكوال فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ كتبت عَنهُ حِكَايَة
36 - مُحَمَّد بن الْحسن بن مُحَمَّد الْعَبدَرِي من أهل بلنسية يعرف بِابْن سرنباق ويكنى أَبَا بكر وكناه ابْن بشكوال فِيمَا قيل من سَمَاعه أَبَا عبد الله وَإِلَى سلفه ينْسب الْمَسْجِد الَّذِي بربض ابْن عطوش من دَاخل بلنسية وَيُقَال لَهُ مَسْجِد الغرفة سمع خليص بن عبد الله وَأَبا عَليّ الصَّدَفِي وَأَبا عَامر بن حبيب وبقرطبة ابْن عتاب وَابْن مغيث وَأَبا بَحر الْأَسدي وَأخذ بإشبيلية عَن أبي الْحَسَن بْن الْأَخْضَر وَجَمَاعَة غير هَؤُلَاءِ وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية والرحلة فِي سَماع الْعلم ولقاء الشُّيُوخ بعضه عَنِ ابْن سَالم
37 - مُحَمَّد بْن يُونُس بن سلمه الْأنْصَارِيّ نزل المرية وَكَانَ مولدة ببلنسية فِي سنة(2/16)
تسع وَخَمْسمِائة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالطرطوشي لِأَن أَصله مِنْهَا كتب عَنهُ ابْن عياد وَذكر أَنه صحب أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَغَيره
38 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَلِيّ بْن بِيطَش الكِنَانيّ من أهل بلنسية يعرف بِابْن الألشي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر بْن أَسد وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وتفقه بهما وَحمل عَن أَبِيه كثيرا من علم الرَّأْي وَولي خطة الشورى بِبَلَدِهِ وَكَانَ فَاضلا نزيها صموتا صَاحب ثروة ويسار وَتُوفِّي سنة خمس وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا ذكره ابْن سُفْيَان
39 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْأمَوِي الضَّرِير من أهل مالقة يعرف بِابْن مسورة ويكنى أَبَا عبد الله تصدر ببلدة للإقراء وَأخذ عَنهُ أَبُو كَامِل الْخَطِيب وَغَيره
40 - مُحَمَّد بن فتحون بن غلبون الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي واتصل بِهِ وَهُوَ قرَابَة لشَيْخِنَا أبي مُحَمَّد غلبون بن مُحَمَّد وَكَانَ ذَا عناية وَرِوَايَة
41 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عبد الرَّحْمَن الْعَبدَرِي من أهل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن موجوال روى عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات قَدِيما وَعَن أبي مُحَمَّد البطليوسي وَسمع من أبي عَليّ الصَّدَفِي قبل مَوته بأيام وَنزل هُوَ وَأَخُوهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الله إشبيلية فلقي مشايخها وَسمع بهَا من أبي مُحَمَّد بْن أَيُّوب الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وعني مُحَمَّد هَذَا بالقراءات عناية أَخِيه بالفقه وَقد أَخذ عَنهُ
42 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عُثْمَان الْأنْصَارِيّ من أهل المرية وأصلة من لرية عمل ببلنسية يعرف بِابْن الغفايري وبابن الْعَسَّال ويكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنْ أبي الْقَاسِم بن ورد ولازمه وَعَن أبي مُحَمَّد الرشاطي وَخرج من المرية بعد تغلب الْعَدو عَلَيْهَا وَقدم لرية موطن سلفة فَكتب عَنهُ ابْن عياد من شعر ابْن ورد وَهُوَ ذكره وَفِيه عَن غَيره(2/17)
43 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى الكتامي الأديب من سَاكِني قصر عبد الْكَرِيم يعرف بِابْن المدرة ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَأخذ عَنْ أبي القَاسِم بْن الأبرش وَتحقّق بالآداب رُوِيَ عَنهُ أَبُو الرّبيع الْمَعْرُوف بالخشيني وَأَبُو مُحَمَّد بن فليح وَغَيرهمَا وَأَحْسبهُ من الغرباء
44 - مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الْمذْحِجِي يعرف بِابْن الراهب ويكنى أَبَا عبد الله حدث بالموطأ عَن أبي عبد الله بن نصر الرندي وَذَلِكَ بمربلة عمل مالقة فِي مَا يقرب من الْخمسين وَخَمْسمِائة
45 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خلف بن سوار من أهل شاطبة وَسكن دانية يكنى أَبَا عَامر لَهُ رِوَايَة عَن الْأُسْتَاذ أبي الْحسن الشقاق أحد أَصْحَاب أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر وَكَانَ أديبا شَاعِرًا من بَيت نباهة وأدب
46 - مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل قيشاطة يعرف بِابْن خضريال ويكنى أَبَا عبد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنِ ابْن النخاس وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَولي الْقَضَاء بموضعه وأقرأ الْقُرْآن وَمن تلاميذه أَبُو عبد الله بن يبقي القيشاطي ذكره ابْن الطيلسان
47 - مُحَمَّد بن رَافع بِن أَحْمَد بْن خَليفَة بْن سَعِيد بْن رَافع بْن حَلبس الْأمَوِي من أهل بلنسية يكنى أَبَا عبد الله أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بهَا وَله ولأخويه عِيسَى المقرىء وَعلي ولخليفة بن عِيسَى مِنْهُمَا نباهة وَرِوَايَة ذكرهم ابْن عياد
48 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الرَّحْمَن بن سعد الفِهري من أهل مرسية يعرف بِابْن الصيقل ويكنى أَبَا عَبْد الله ويلقب أَبَا هُرَيْرَةَ لتتبعه الْآثَار وعنايته بهَا وَرِوَايَته لَهَا سمع أبَا(2/18)
مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَأخذ عَنهُ الْمُوَطَّأ والملخص للقابسي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَصَحب أَبَا الْوَلِيد بْن الدّباغ وَكتب عَنهُ الْكثير وانتفع بملازمته وَسمع أَبَا بَكْر بْن أبي ليلى وَأَبا عبيد الله بن وضاح وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بكر بن أسود وَأَبُو الْقَاسِم بن يبقي وَأَبُو الْحسن بن مغيث وَأَبُو بَكْر بْن طَاهِر وَأَبُو الْحسن شُرَيْح وَأَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبُو الْقَاسِم بن ورد وَأَبُو مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأَبُو عبد الله الحمزي وَأَبُو مُحَمَّد الرشاطي وَأَبُو الْفضل بن عِيَاض وَأَبُو الْحجَّاج بن يسعون وَغَيرهم وَمن أهل الْمشرق أَبُو مُحَمَّد العثماني وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وحيدر بن يحيى الجيلي وَأَبُو المظفر الشَّيْبَانِيّ وَقيد كثيرا على رداءة خطة فَأفَاد وَفِي هَذَا الْكتاب من فَوَائده مَا نسبته إِلَيْهِ وَله مجموعات فِي أَنْوَاع من علم الحَدِيث روى عَنهُ أَبُو بكر بن سُفْيَان العابد وَقَالَ ابْن عياد سمع مَعنا من جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكَانَ لَهُ اعتناء بِالْعلمِ وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَقد ضعف وَتُوفِّي بمرسيه بعد الْخمسين وَخَمْسمِائة
49 - مُحَمَّد بن منخل بن ربان وَيُقَال فِيهِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي مُحَمَّد الركلي وَغَيره وَكَانَ من أهل الْعلم بالقراءات والنحو واللغة متحققًا بالفرائض والحساب بَصيرًا بالمساحة أَخذ عَنهُ دَاوُد بن مُحَمَّد بن نضير وَغَيره وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَن أبي سُفْيَان وَفِيه عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عياد
50 - مُحَمَّد بن صَاف بن خلف بن سعيد بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ من أهل أوريولة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وَأبي مَرْوَان بن غردي وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ من المهدية وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن رشد الْمُدَوَّنَة والمقدمات من تأليفه خَاصَّة وَولي قَضَاء بَلَده بَعْدَ أبي الْقَاسِم بن فتحون فِي إِمَارَة ابْن سعد روى عَنهُ ابْن عياد وَقَالَ توفّي مصروفا عَن الْقَضَاء فِي ذِي القَعْدة سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده بعد الثَّمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
51 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن سُلَيْمَان بن خلف النفزي من أَهْل شاطبة يعرف بِابْن(2/19)
بركَة ويكنى أَبَا عبد الله سمع بِبَلَدِهِ من أبي عمرَان بْن أبي تليد وَأبي مُحَمَّد بن ثَابت وَأبي جَعْفَر بن جحدر وَأبي عَامر بن حبيب وَأبي جَعْفَر بن غزلون وَأبي القَاسِم بْن الْجنان وَأبي الْوَلِيد بن قبرون ورحل فِي شبيبته إِلَى مرسية فَسمع بهَا من أَبِي عَليّ الصَّدَفِي وتفقه بِأبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَله رِوَايَة عَنْ أبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَأبي الْحسن بن شَفِيع أَخذ عَنهُ قِرَاءَة نَافِع تِلَاوَة وَعَن أبي الْحُسَيْن مغاور بن حكم قَرَأَ عَلَيْهِ بِالسَّمْعِ وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا للمسائل بَصيرًا بالفتوى نَافِذا فِي عقد الشُّرُوط يسْرد متون الْأَحَادِيث ويستظهر الْمُقدمَات لِابْنِ رشد وَولي خطة الشورى بِبَلَدِهِ وَرَأس فِيهَا وَانْفَرَدَ بالتقدم فِي ذَلِك قَالَ ابْن عياد سَمِعت ابْن الدّباغ يَقُول أَبُو عبد الله بن بركَة حافز للمسائل فَذكرت ذَلِك لِابْنِ بركَة فسر بِهِ وترحم على أبي الْوَلِيد بن الدّباغ
وَكَانَ ورعا متقللا من الدُّنْيَا على كَثْرَة مَا نَالَ مِنْهَا مُقْتَصرا فِي عيشته على بلغَة كَانَت بِيَدِهِ ورثهَا عَن أَبِيه محببا إِلَى الْخَاصَّة والعامة حَدَّثَنَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر وَابْن أَخِيه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن احْمَد النَّحْوِيّ وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة قَالَه ابْن سُفْيَان وَقَالَ مُحَمَّد بن عياد توفّي سنة ثَلَاث وَخمسين لأَرْبَع مضين من جُمَادَى الأولى مِنْهَا ومولده فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
52 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِصَام من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بِابْن الْيَتِيم سَمَّاهُ ابْن سُفْيَان فِي شُيُوخه وَوَصفه بالأدب والبلاغة وأثني عَلَيْهِ وَلم يذكر لَهُ رِوَايَة وَقَالَ توفّي بِبَلَدِهِ سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة وَفِي الروَاة عَن أبي سكرة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِصَام وَهُوَ ابْن أُخْت أبي جَعْفَر بن وضاح وَلَا أدرى مَا هُوَ من هَذَا
53 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن معَاذ اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يعرف بالفلنقي ويكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَن شُرَيْح وَخَلفه فِي حلقته وروى عَن أبي الْأَخْضَر وَأبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَابْن فندلة وَأبي الْوَلِيد بن حجاج وَابْن الْعَرَبِيّ(2/20)
وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي عمر بن صَالح وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب وَأبي الْحسن بن لب وَأبي الْعَبَّاس بن الرقَاق وَعباد بن سرحان وَأبي الْمطرف بن الْوراق وَابْن عتاب وَابْن رشد وَابْن طري وَأبي بَحر الْأَسدي وَعبد الرَّحِيم الحجاري وَعبد الْجَلِيل بن عبد الْعَزِيز وَأبي دَاوُد الْمعَافِرِي وَأبي بكر بن أبي الدوس وَأبي الْحَسَن بْن الباذش وَأبي عَمْرو بن كوثر وَأبي الْحسن بن ثَابت وَأبي بكر بن جزم ورحل إِلَى قلعة حَمَّاد فَقَرَأَ بهَا على أبي بكر عَتيق بن مُحَمَّد الردائي من أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس بن نَفِيس وَكَانَ إِمَامًا فِي صناعَة الإقراء على الرِّوَايَة مشاركا فِي علم الْعَرَبيَّة والاداب يجمع إِلَى ذَلِك براعة الْخط وجودة الضَّبْط وَله تأليف فِي الْقرَاءَات سَمَّاهُ بِالْإِيمَاءِ إِلَى مَذَاهِب السَّبْعَة الْقُرَّاء أَخذ عَنْهُ أَبُو الْحَسَن نجبة وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الْبَاجِيّ وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وَخرج من أشبيلية بَلَده واستوطن مَدِينَة فاس وتصدر للإقراء بِمَسْجِد الْحَوْرَاء مِنْهَا إِلَى أنَّ تُوُفّي بهَا فِيمَا قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة ذكره ابْن مُؤمن وَفِيه عَن غَيره
54 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الْحسن روى عَن شُرَيْح وَابْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْقَاسِم بن رضَا وتفقه بِعَمِّهِ أبي حَفْص بن وَاجِب وَحضر عِنْدَ أبي بَكْر بْن أَسد وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر المناظرة فِي كتب الرَّأْي وَله رِوَايَة عَن ابْن النِّعْمَة وَأبي الْوَلِيد بن خيرة وَأبي الْحسن بن هُذَيْل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَولي الْقَضَاء بفسطنطانية وَغَيرهَا من الْجِهَات الشرقية حدث عَنْهُ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه وَابْن سُفْيَان وَوَصفه بالأدب والنباهة وكف الْيَد والاعتدال فِي أُمُوره وَقَالَ توفّي ببيران سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة
55 - مُحَمَّد بن صَالح بن أَحْمد بن صَالح الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية يعرف بِابْن الزيات ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عبد الله الْقَنْطَرِي ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه الرّازيّ وَأبي طَاهِر السلَفِي وَغَيرهمَا حدث عَنهُ ابْن بشكوال وأغفله وَابْن خير واضطرب فِي نسبه وَالصَّحِيح مَا ثَبت هُنَا وَحكى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ سداسيات الرَّازِيّ مَعَ الْأَحَادِيث النسطورية وَسمع أَبُو الْقَاسِم الْقَنْطَرِي وَأَبُو الْأَصْبَغ السماتي وَذَلِكَ بِمَسْجِد ابْن مهلب من أشبيلية فِي أَوَاخِر رَجَب سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة
56 - مُحَمَّد بن رشيد بن عِيسَى بن أَحْمد الْيحصبِي يكنى أَبَا عبد الله سمع من(2/21)
القَاضِي أبي عَبْد اللَّه بْن المرابط بالمرية وَحدث عَنهُ فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَخَمْسمِائة
57 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن خلف الْأنْصَارِيّ من أهل بياسة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يعرف بِابْن الْقفال وبابن غاته علَّم بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب وَتَوَلَّى الْخطْبَة بِبَلَدِهِ حدث عَنهُ أَبُو بكر بن حسون بالشهاب للقضاعي
58 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْخَالِق بن مَرْزُوق بن عبد الله الْيحصبِي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن العقايبي ولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ نحويا لغويا حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد اللَّه القباعي وَنسبه عَن غَيره
59 - مُحَمَّد بن عبيد الله بن المعتصم مُحَمَّد بْن معن بْن صمادح التجِيبِي من أهل المرية يكنى أَبَا يحيى حدث عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عُثْمَان بن مَكْحُول عَنْ أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر بِجَامِع بَيَان الْعلم من تأليفه وَلم أجد لِابْنِ مَكْحُول هَذَا وَيعرف بِابْن الحدرة رِوَايَة عَن أبي عمر إِلَّا فِي هَذَا الْإِسْنَاد
60 - مُحَمَّد بن مفرج الجُمَحِي من أهل غرب الأندلس يكنى أَبَا الْحسن أَخذ عَنهُ أَبُو عمر وَنصر بن بشير وَكَانَ مقرئا
61 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِلَال الْقَيْسِي من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله سمع من ابْن الطلاع وَابْن عتاب وَغَيرهمَا حدث عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن عبيد الله بن مُحَمَّد الْمذْحِجِي وَهُوَ الَّذِي قبله عَن ابْن الطيلسان
62 - مُحَمَّد بن فتوح بن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَحْسبهُ إشبيليًا روى عَن أبي مُحَمَّد بن أَيُّوب الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وسَمعه مِنْهُ أَبُو عبد الله بن زرقون وَحدث بِهِ عَنهُ(2/22)
63 - مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن عبد الْملك بن غَالب بن عبد الرؤوف بن غَالب بن نَفِيس الْعَبدَرِي الوارق من أَهْلَ بلنسية وَأَصله من طرطوشة يكنى أَبَا عَامر وَأَبا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي مُحَمَّد البطليوسي وَلَقي أَبَا مُحَمَّد بن عَطِيَّة القَاضِي وَأخذ عَنهُ وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَكَانَ ضابطا حسن الوراقة
64 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن شَدَّاد الْمعَافِرِي من أهل شوذر عمل جيان يكنى أَبَا عبد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وقرأت بِخَطِّهِ انه أجَاز لَهُ جَامع التِّرْمِذِيّ وَقدم مرسية فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة عِنْد خلع الملثمين فقدمه أَبُو الْعَبَّاس الْحَلَال إِلَى خطة الْقَضَاء بدانية وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ عبد الْعَزِيز بن عبد الْعَزِيز من أهل الْعلم وَالْأَدب سماهما ابْن سُفْيَان فِي مُعْجم شُيُوخه وَوصف مُحَمَّدًا هَذَا بالحلم والسكون والنزاهة وَالْفضل وَقَالَ توفّي بمرسية سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَفِي خَبره عَن غَيره
65 - مُحَمَّد بن سيد بن يعلي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد الله لَقِي السلَفِي فِي رحلته الَّتِي حج فِيهَا وَسمع مِنْهُ وقفل إِلَى بَلَده فَأخذ عَنهُ
66 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن يعِيش اللَّخْمِيّ من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي مُحَمَّد بن خيرون وَأبي عَليّ الصَّدَفِي سمع مِنْهُمَا ورحل حَاجا فِي سنة سِتّ وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة فِي آخرهَا ثمَّ فِي سنة سبع بعْدهَا وَلَقي بِمَكَّة رزين بن مُعَاوِيَة وَلم يحمل عَنهُ شَيْئا وَانْصَرف إِلَى مصر فسكنها نَحوا من عشْرين سنة وَلَقي هُنَالك أَبَا بكر عبد الله بن طَلْحَة اليابري فَسمع مِنْهُ بعض تواليفه وَمن تواليف شَيْخه أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَأَبا الْحسن بن الْفراء الْموصِلِي وَأَبا عبد الله الرَّازِيّ وَأَبا المنيع رَافع بن دغش الْأنْصَارِيّ وَأَبا الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَسمع فِي طَرِيقه بالإسكندرية من أبي بكر الطرطوشي وَأبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله بن مَنْصُور بن الْحَضْرَمِيّ وَغَيرهم ثُمَّ قفل إِلَى بَلَده سنة سِتّ وَعشْرين وَلم يكن لَهُ كَبِير معرفَة بِالْحَدِيثِ وَكَانَ ثِقَة حدث عَنهُ(2/23)
صهره أَبُو عبد الله بن الخباز وَأَبُو عمربن عياد وَتُوفِّي بشاطبة إِمَامًا فِي الْفَرِيضَة بقصبتها سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة
67 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن مُحَمَّد بن يُونُس من أهل لِرْية عمل بلنسية ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ قَدِيما شاطبة من أبي عمرَان بن أبي تليد وَأخذ علم الشُّرُوط عَن أبي الْأَصْبَغ عِيسَى بن مُوسَى المنزلي وَالْأَدب عَن أبي الْحسن بن زَاهِر وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده وَكَانَ معدلا خيارا وَخرج من وَطنه فِي الْفِتْنَة فَتوفي بشاطبة فِي رَجَب سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة عَنِ ابْن عياد
68 - مُحَمَّد بْن أبي بكر بن أبي الْخَلِيل التَّمِيمِي من أهل المرية يعرف بِابْن وَلم ويكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي الْقَاسِم بن ورد وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَمَال إِلَى طَرِيقَته وَأخذ الْقرَاءَات بإشبيلية عَن شُرَيْح وروى عَن ابْن الْعَرَبِيّ وَابْن خلصه النَّحْوِيّ وَأبي عبد الله بن أبي الْخِصَال وَغَيرهم وَخرج من وَطنه فَنزل بعض نواحي بلنسية وخطب هُنَالك وَكَانَ من أهل الْفَهم والتيقظ حسن الْخط مشاركا فِي الْأَدَب وَعقد الشُّرُوط لقِيه شَيخنَا أَبُو عبد الله بن نوح وَحمل عَنهُ رِسَالَة ابْن خلصة فِي رده على البطليوسي مناولة عَنهُ قِرَاءَة وروى عَنهُ ابْن سُفْيَان وَحكى أَنه توفّي بِبَعْض جِهَات شاطبة وهويتولى بهَا الْأَحْكَام سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَنسبَة إِلَى جده وَغَيره يَقُول فِيهِ ابْن لَام
69 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُفْيَان السّلمِيّ من أهل لقنت عمل مرسية وَنزل مَدِينَة تلمسان يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر وَأبي الْقَاسِم بن الْجنان وَأبي الْحسن بن موهب وَغَيرهم وَكَانَ مُتَقَدما فِي عقد الشُّرُوط بَصيرًا بذلك لَهُ فِي الشّعْر وَالْكِتَابَة بعض النّفُوذ حدث عَنهُ أَبُو عبد اللَّه بْن عَبْد الْحق التلمساني سَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي عقب ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة
70 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سُفْيَان بن سيداله التجِيبِي من أهل شاطبة وأصلة من(2/24)
قونكه يكنى أَبَا بكر روى عَن أبي الْقَاسِم بن الْجنان وَأبي بكر بن أسود وَأبي عَامر بن حبيب وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وتفقه بصهره بِي بكر بن أَسد ولازمه وبأبي عبد الله بن مغاور وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَكَانَ عَارِفًا بالأخبار حَافِظًا لأسماء الروَاة وَله مَجْمُوع فِي رجال الأندلس وصل بِهِ كتاب ابْن بشكوال ذكر ذَلِك ابْنه أَبُو مُحَمَّد عبد الله وَسَماهُ فِي مشيخته وَقَالَ توفّي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة
71 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن أبي الْعَافِيَة اللَّخْمِيّ من أهل مرسية يعرف بالقسطلي لِأَن أَصله مِنْهَا ويكنى أَبَا عَبْد الله روى عَن أبي عَليّ بن سكرة وَأبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وتفقهه بِهِ وَكَانَ مدرسا للْمَذْهَب صَدرا فِي أهل الشورى جَلِيلًا فِي بَلَده مَوْصُوفا بِالْحِفْظِ مَعْرُوفا بالنزاهة عدلا رضى تفقه بِهِ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن برطلة وغيرة وَتُوفِّي أول ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة بعضه عَن ابْن سُفْيَان ووفاته عَنِ ابْن حُبَيْش
72 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ من أهل لاردة يكنى أَبَا عَبْد الله لَقِي أَبَا بكر الجزار السَّرقسْطِي وَغَيره من الأدباء ذكره ابْن عياد وَقَالَ كَانَ كثير الِاخْتِلَاف إِلَى مجْلِس شَيخنَا أبي بكر بن نمارة وَكَانَ فكه المجالسة لين الْجَانِب أديبا ظريفا أنشدنا لأبي بكر الجزار
(عجبت لذِي وجع مؤلم ... يسوم الطَّبِيب ويكدي عَلَيْهِ)
(يضن عَلَيْهِ بديناره ... وَيجْعَل مهجته فِي يَدَيْهِ)
وَتُوفِّي ببلنسية فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ
73 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الرحمن الْأمَوِي الداني نزيل سبتة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالأشقر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بن شَفِيع وَأبي مُحَمَّد بن إِدْرِيس وَجَمَاعَة وَغَيرهمَا وأقرأ الْقُرْآن بسبتة وَكَانَ عالي الرِّوَايَة فَاضلا مجاب الدعْوَة أَخذ عَنهُ أَبُو الصَّبْر أَيُّوب بن عبد الله وَقَالَ توفّي فِي التَّاسِع عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة(2/25)
74 - مُحَمَّد بن مَالك بن عبد الرَّحْمَن بن سعيد بن عَليّ بن يبقي بن غاز بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي من أهل المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الْقَزاز سمع من عَمه أبي عَمْرو الْخضر بن عبد الرَّحْمَن وَأكْثر عَنهُ ثمَّ خرج من بَلَده بعد الْحَادِثَة عَلَيْهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فتجول بِبِلَاد الأندلس واستوطن كورة لرية من عمل بلنسية مُدَّة وَكتب الحَدِيث بهَا عَن قاضيها أبي الْعَرَب عَبْد الوهّاب بْن مُحَمَّد وَعَن أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَغَيرهمَا وَكَانَ حسن الْخط وَالتَّقْيِيد من أهل الْفضل والصون وَولي بِأخرَة من عمره الْأَحْكَام بشبرب من عمل بلنسية أَيْضا لقاضيها أبي بكر مُحَمَّد بن عمر بن وَاجِب إِلَى أَن توفّي بهَا وهويتولى ذَلِك عشي يَوْم الْخَمِيس لخميس خلون من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقد بلغ أَرْبَعِينَ أَكْثَره عَنِ ابْن عياد
75 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عُثْمَان الْيحصبِي من أهل لوشة عمل غرناطة يعرف بِابْن الجبير ويكنى أَبَا عَمْرو سَمِعَ بقرطبة من أبي الْحَسَن بن مغيث وَأبي الطَّاهِر التَّمِيمِي وَأبي القَاسِم بْن الأبرش وَغَيرهم وَكَانَ من الأدباء النبهاء ذَا عناية بالرواية وَالتَّقْيِيد صَحبه الْقَنْطَرِي فِي السماع من ابْن مغيث وَغَيره وَحكى أَنه أنْشدهُ قَالَ أَنْشدني أَبُو الْقَاسِم بن الأبرش النَّحْوِيّ لنَفسِهِ
(لَو لم يكن لي أباء أسود بهم ... وَلم تثبت رجال الغرب لي شرفا)
(وَلم أنل عِنْد ملك الْعَصْر منزلَة ... لَكَانَ فِي سِيبَوَيْهٍ الْفَخر لي وكفا)
(فَكيف علم ومجد قد جمعتهما ... وكل مختلق فِي مثل ذَا وَقفا)
وَهَذِه الأبيات أنشدنيها أَبُو الرَّبِيع بن سَالم عَن ابْن حميد إنشادا عَن قَائِلهَا إنشادا إِلَّا أَنه قَالَ كبار الغرب وقرأت بِخَط أبي عَمْرو بن عيشون أَن أَبَا عَمْرو هَذَا توفّي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
76 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَامر البلوي من طرطوشة وَسكن مرسية يعرف بالسالمي لِأَن أَصله من مَدِينَة سَالم ويكنى أَبَا عَامر كَانَ من أهل الْأَدَب وَالْعلم والتاريخ وَله فِي ذَلِك كتاب سَمَّاهُ بدرر القلائد وغرر الْفَوَائِد قد كتبت هُنَا مِنْهُ وَله أَيْضا فِي اللُّغَة كتاب حسن وَكتاب فِي الطِّبّ سَمَّاهُ الشِّفَاء وَكتاب فِي التشبيهات وَكتب للأمير مُحَمَّد بن سعد وَكَانَ(2/26)
لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر حدث عَنهُ عبد الْمُنعم بن الْفرس لقِيه بمرسية وَأَبُو الْقَاسِم بن الْبراق كتب إِلَيْهِ وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
77 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن حزب الله من أهل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن جلادة روى عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَأم فِي صَلاَة الْفَرِيضَة بِبَعْض الْمَسَاجِد وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويضبطها ويتنافس فِيمَا يُوجد بِخَطِّهِ مِنْهَا إِلَى الْيَوْم ووقفت على بَعْضهَا بضبطه فِي سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
78 - مُحَمَّد بن خُلَيْد بن مُحَمَّد التَّمِيمِي من أهل المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَقِي أَبَا الْقَاسِم عِيسَى بن جهور بقرطبة فَسمع مِنْهُ مقامات الحريري وسمعها أَيْضا من أبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي بالمرية وَفِي حانوته بِبَاب الزياتين مِنْهَا وَحدث بهَا عَنْهُمَا وأقرأ الْأَدَب وَرَأَيْت الْأَخْذ عَنهُ فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
79 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن حسان من أهل حَيَّان يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي حدث عَنهُ ابْن عياد وَقَالَ لَقيته ببليانة من أَعمال مرسية وَأَحْسبهُ خرج من بَلَده فِي الْفِتْنَة عِنْد انْقِرَاض الدولة اللمتونية
80 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بْن عَبْد الْحق الخزرجي من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا عبد الله بن الطلاع وَأكْثر عَنهُ وعني بالفقه وَحدث وَمِنْه سمع الْمُوَطَّأ شَيخنَا أَبُو القَاسِم بْن بَقِي وَأَجَازَ لَهُ وَبِه علا إِسْنَاده قَالَ وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة إِلَّا عَن أبي عبد الله يَعْنِي ابْن الطلاع وَقد وقفت أَنا على رِوَايَته عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَلم أَقف على تَارِيخ وَفَاته وَيحدث عَنهُ أَيْضا ابْنه أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق بن مُحَمَّد الْحَاكِم
81 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن المنخل الْمهرِي الأديب من أهل شلب(2/27)
يكنى أَبَا بكر كَانَ أحد الأدباء الْمُتَقَدِّمين وَالشعرَاء المجودين وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط يُشَارك فِي علم الْكَلَام مَعَ صَلَاح وَخير وشعره مدون وأنشدني أَبُو الرّبيع بن سَالم غير مرّة قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أَحْمد بن عبد الْملك الشلبي قَالَ أَنْشدني أَبُو بكر بن منخل لنَفسِهِ
(مَضَت لي سِتّ بعد سبعين حجَّة ... ولي حركات بعْدهَا وَسُكُون)
(فيا لَيْت شعري أَيْن أَو كَيفَ أَو مَتى ... يكون الَّذِي لَا بُد أَن سَيكون)
قَالَ لي ابْن سَالم وَقد رَأَيْت هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فِي ديوَان شعر ابْن المنخل وَتُوفِّي فِي حُدُود السِّتين وَخَمْسمِائة
82 - مُحَمَّد بْن خَلَف بْن عبد الرَّحْمَن من أهل شاطبة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالسجلماسي روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن جمَاعَة وَكَانَت لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وَلَقي أَبَا الْقَاسِم بن جَارة بالإسكندرية فِي سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة يحمل عَنهُ كتاب المصابيح لأبي مُحَمَّد بن مَسْعُود الْخُرَاسَانِي ذكره ابْن عياد وَقَالَ لم يكن لَهُ اعتناء بِالْحَدِيثِ وَتُوفِّي بشاطبة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده ببلنسية لسبع بَقينَ من شَوَّال سنة أَربع وَخَمْسمِائة
83 - مُحَمَّد بن شَهِيد الْمهرِي من سَاكِني غرناطة يكنى أَبَا عبد الله يروي عَنْ أبي مُحَمَّد بن عتاب وَكَانَ مقرئًا حدث عَنهُ أَبُو بكر عبد الرَّحْمَن بن مسْعدَة قَالَه الملاحي
84 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن فرج بن سُلَيْمَان بن يحيى بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز الْقَيْسِي من أهل شاطبة يعرف بِابْن تريس ويشهر بالمكناسي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي زيد بن الْوراق وَأبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَأبي عبد الله البلغيي وَأبي القَاسِم بْن الْجنان وَأبي الْحسن وليد بن موفق وَأبي عَامر بن حبيب وَسمع بعض الاستذكار لأبي عمر بن عبد الْبر من أبي عمرَان بن أبي تليد وَلَقي أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ فَنَاوَلَهُ وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَأَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَأَبُو الْوَلِيد بن رشد(2/28)
وَأَبُو الْحسن بن شَفِيع وَأَبُو الْقَاسِم بن ورد وطارق بن يعِيش وَغَيرهم
وَمن أهل الْمشرق أَبُو المظفَّر الشَّيْبَانيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن العرجاء وَرِوَايَته متسعة وَله فِي شُيُوخه مَجْمُوع سَمَّاهُ التَّعْرِيف أَخذ الْقرَاءَات مِنْهُم عَن أبي عبد الله بن بقورنية وَأبي بكر إِبْرَاهِيم بن خلف وَبَعضهَا عَن أبي عبد الله بن الْفراء الزَّاهِد وَأبي مُحَمَّد بن جوشن وَأبي عبد الله بن عِيَاض وسواهم وَقد سمع من ابْن الدّباغ وَأبي بكر بن أَسد وَأبي إِسْحَاق بن خفاجة حمل عَنهُ منظومه ومنثوره وتصدر بشاطبة للإقراء سالكا طَرِيقه جده مُحَمَّد بن فرج فَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ قديم الطّلب معنيا بلقاء الشُّيُوخ يُشارِك فِي علم الحَدِيث وَالْأَدب ويتحقق بالقراءات مَعَ براعة الْخط وجودة الضَّبْط وَكتب علما كثيرا وَمن تأليفه كتاب الِابْتِدَاء بِهَمْزَة الْأَمر والإيواء فِي قَوْله تَعَالَى {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ} وَقَوله سُبْحَانَهُ {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ} حدَّث عَنْهُ أَبُو الحَجَّاج بْن أَيُّوب وَأَبُو عمر بن عياد وَأثْنى عَلَيْهِ وَوَصفه بالتقلل من الدُّنْيَا وَقَالَ توفّي يَوْم الْجُمُعَة لإحدى عشرَة أَو اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد قَارب السّبْعين مولده سنة أَربع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة روى عَنهُ ابْن سُفْيَان وَوَصفه بالمشاركة فِي حفظ التواريخ وَالْبَصَر بالنحو وَحكى أَن السلَفِي والمازري وَغَيرهمَا من أهل مصر وَالشَّام والحجاز والقادمين عَلَيْهَا كتبُوا إِلَيْهِ وَغلط فِي وَفَاته وَلم يضبطها
85 - مُحَمَّد بن عبد الله بْن أَحْمَد بْن مَسْعُود بْن مفرج بن مَسْعُود بن صنعون بن سُفْيَان من أهل شلب يعرف بالقنطري ويكنى أَبَا الْقَاسِم وقنطرة السَّيْف من الثغر الجوفي هِيَ دَار سلفه
وبالنسبة إِلَيْهَا اشتهارهم سمع ببلدة أَبَا بكر بن غَالب العامري وَأَبا الْحُسَيْن بن صاعد وعيسي بن هَيْبَة وَأَبا بكر الأمروشي وَأَبا الْحُسَيْن بن الطلاء وبأشبيلية أَبَا الحكم بن برجان وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وبقرطبة ابْن مغيث وَأَبا بكر بن المرخي وَابْن أبي الْخِصَال وَأَبا الْحسن بن الْوزان وَأَبا جَعْفَر البطروجي وَأَبا بكر بن زَيْدَانَ وَأَبا طَاهِر التَّمِيمِي وَأَبا الحكم بن غشليان وبالمرية ابْن موهب وَأَبا الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَسمع ابْن معمر المالقي وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْمعرفَة الْكَامِلَة بصناعة الحَدِيث بعيد الصيت فِي الْحِفْظ والإتقان والضبط جمَاعَة للدواوين والكتب من بَيت فقه وَحَدِيث مشاركا فِي فنون من الْعلم وَقد شوور فِي الْأَحْكَام وَله زِيَادَة على ابْن بشكوال فِي تَارِيخه قد كتبتها بجملتها حدث عَنهُ يعِيش بن الْقَدِيم الشلبي وَغَيره وَذكر ابْن خير أَنه أجَاز لَهُ مَا انْفَرد بِهِ دونه من(2/29)
الرِّوَايَة قَالَ وَتُوفِّي بمراكش لَيْلَة الْأَرْبَعَاء وَدفن يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع من ذِي الحجّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد بن عمرَان مَعَ من كَانَ هُنَالك من جِيرَانه أهل شلب يَعْنِي فِي وفاداتهم على مراكش
86 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن احْمَد بن رضى من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد سمع أَبَاهُ أَبَا الْقَاسِم وَأَبا الْحَسَن بْن مغيث وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبا عبد الله بن الْحَاج وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأكْثر عَنهُ وَأَبا بكر عبد الْعَزِيز بن مدير وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن مكي وَأَبُو الْحسن شُرَيْح وَابْن ورد وَعبد الْجَلِيل المقرىء وَغَيرهم وَقد أَخذ عَن ابْن الدّباغ وَأبي إِسْحَاق بن الْأمين وَابْن بشكوال وَأخذ هُوَ أَيْضا عَنهُ فتدبجا قَالَ لي الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد الْأَزْدِيّ قَالَ لي الْخَطِيب أَبُو عبد الله الْحَضْرَمِيّ قَالَ لي أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال قَالَ لي أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن رَضِي سَمِعت أبي رَحمَه الله يَقُول عَن أبي عبد الله بن فرج الْفَقِيه رَحمَه الله أَنه كَانَ ينشد بَيت حسان رَضِي الله عَنهُ
(هجوت مُحَمَّدًا وأجبت عَنهُ ... وَعند الله فِي ذَاك الْجَزَاء)
هجوت مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأجبت عَنهُ فَكَانَ يُقَال لَهُ لَيْسَ يتزن هَكَذَا فَكَانَ يَقُول أَنا لَا أترك الصَّلاة عَلَى النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ابْن بشكوال لقد يُعجبنِي مَا كَانَ يَفْعَله نَفعه الله بنيته فِي ذَلِك
87 - مُحَمَّد بن شُرَيْح بن مُحَمَّد بن شُرَيْح بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن شُرَيْح بن يُوسُف بن عبد الله بن شُرَيْح الرعيني من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر سمع أَبَاهُ وَصَحب أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي وجهته إِلَى الْمغرب وَكَانَ من نبهاء بَلَده ووجوههم والمقدمين فِيهِ بِذَاتِهِ وبسلفه وَلَا أعلمهُ حدث وَتُوفِّي صدر يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع من جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ودُفِن إِثْر صَلاَة الجُمُعَة بمقبرة مشكة لصق أَبِيه وجده وَصلى عَلَيْهِ الْخَطِيب أَبُو عمر مُحَمَّد بن أبي الحكم بن حجاج ومولده سنة ثَلَاث وَخَمْسمِائة عَن ابْن خير(2/30)
88 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يَاسر الْأنْصَارِيّ من أهل جيان وَنزل حلب يكنى أَبَا بكر رَحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَقدم دمشق قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة وَسكن قنطرة سِنَان مِنْهَا وَكَانَ يعلم بِالْقُرْآنِ ويتردد إِلَى أبي الْفَتْح نصر الله بن مُحَمَّد يسمع الحَدِيث مِنْهُ ثمَّ رَحل صَحبه أبي الْقَاسِم بن عَسَاكِر صَاحب تَارِيخ الشَّام إِلَى بَغْدَاد سنة عشْرين وَكَانَ زميله فَسمع بهَا مَعَه من هبة الله بن الْحصين وَغَيره ثمَّ خرج إِلَى خُرَاسَان فَسمع بهَا من حَمْزَة الْحُسَيْنِي وَأبي عبد الله الفراوي وَأبي اقاسم الشحامي وَغَيرهم وَسمع ببلخ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الْحسن بن عَليّ الْحُسَيْنِي وَأَبُو النَّجْم مِصْبَاح بن مُحَمَّد المسكي وَغَيرهمَا وَبلغ الْموصل فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يسمع مِنْهُ وَيُؤْخَذ عَنهُ ثمَّ انْتهى إِلَى حلب فاستوطنها وسلمت إِلَيْهِ خزانَة الْكتب النورية وأجريت عَلَيْهِ جراية وَكَانَ فِيهِ عسر فِي الرِّوَايَة والإعارة مَعًا ووقف كتبه على أَصْحَاب الحَدِيث وَله عَوَالٍ مخرجة من حَدِيث ساوي بهَا بعض شُيُوخه البُخَارِيّ وَمُسلمًا وَأَبا دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ روى عَنهُ أَبُو حَفْص الميانشي وَأَبُو الْمَنْصُور مظفر بن سوار اللَّخْمِيّ وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن سويرة وَابْن أبي السنان وَغَيرهم ذكره ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه وَأكْثر خَبره عَنهُ وَقَالَ سَمِعت مِنْهُ وَمَات بحلب فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة على مَا بَلغنِي وَقَالَ ابْن نقطة حدث عَن جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم سهل بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُورِي وَأَبُو يَعْقُوب يُوسُف بن إِبْرَاهِيم الْهَمدَانِي حَدثنَا عَنهُ أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن علوان الْحلَبِي وَأَخُوهُ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد وَحكي عَن الْحسن بن هبة الله بن صصرى أَنه توفّي بحلب فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ كَمَا تقدم وَقد بلغ السّبْعين
89 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عمرَان بن نمارة الحجري بِفَتْح الْجِيم من أهل بلنسية يكنى أَبَا بَكْر وَهُوَ من ولد أَوْس بن حجر التَّمِيمِي شاعرها فِي الْجَاهِلِيَّة نَقله أَبوهُ احْمَد سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة إِلَى المرية لتملك الرّوم(2/31)
ببلنسية فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ صَغِير فَنَشَأَ بالمرية وَقَرَأَ الْقُرْآن بهَا على أبي الْحسن الْبُرْجِي وَسمع الحَدِيث من بِي على الصَّدَفِي وَعباد بن سرحان وَأبي الْقَاسِم بن الْعَرَبِيّ وَعبد الْقَادِر بن الحناط وَأبي عبد الله البلغيي وَصَحب هُنَالك أَبَا الْعَبَّاس بن العريف وَلَقي أَبَا عبد الله بن الْفراء ثمَّ رَحل إِلَى قرطبة سنة سِتّ وَخَمْسمِائة فَأخذ بهَا الْقرَاءَات عَن أبي الْقَاسِم بن النخاس وَعَلِيهِ اعْتمد لعلو رِوَايَته الَّتِي تساوى بهَا فِي بعض الطّرق أَبَا عَمْرو المقرىء وَسمع مِنْهُ وَمن أبي بَحر الْأَسدي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَلم يسمع مِنْهُ وأبوعبد الله الْخَولَانِيّ وَأَبُو الْحسن شُرَيْح وَأَبُو بَكْر غَالب بْن عَطِيَّة وَأَبُو بكر عمر بن الفصيح وَغَيرهم وَعَاد إِلَى بلنسية وَطنه سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة فَأخذ علم الْعَرَبيَّة والآداب عَن أبي مُحَمَّد البطليوسي وتفقه بِأبي الْقَاسِم بن الأنقر السَّرقسْطِي وَسمع مِنْهُمَا وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ قد لَقِي فِي طَرِيقه بمرسية أَبَا مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر فَحكى عَنهُ وَمَا أرَاهُ سمع شَيْئا من الحَدِيث مِنْهُ وتصدر للإقراء بِأخرَة من عمره وَهُوَ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ مَعَ الْحِفْظ للمسائل وَالْوُقُوف على الْخلاف والاعتناء بالاثار وَالْبَصَر بالاداب وَالْأَخْبَار إِلَى النزاهة والتواضع مَعَ النباهة فِي بَلَده والوجاهة وَكَانَ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل يثني عَلَيْهِ ويصفه بالانقباض عَن خدمَة السُّلْطَان على كَثْرَة مَاله وسعة حَاله وامتحن بالسجن فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وهنالك كتب بِخَطِّهِ شرح مُقَدّمَة ابْن بابشاذ وكتبت لَهُ بِهِ الْمُقدمَة حَدثنَا عَنهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا وَهُوَ أخر من حدث عَن ابْن النخاس بالقراءات تِلَاوَة وَتُوفِّي يَوْم الِاثْنَيْنِ الرَّابِع وَالْعِشْرين وَقيل السَّابِع عشر أَوِ الثَّامِن عشر من شعْبَان سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَدفن غدْوَة الثُّلَاثَاء وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ومولده ببلنسية يَوْم الْأَرْبَعَاء عَاشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة أَكْثَره عَن ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغلط فِي وَفَاته
90 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن مُوسَى بن سُلَيْمَان الْأَزْدِيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن برطلة سمع من أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وتفقه بِأبي عبد الله القسطلي وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم ولازم القَاضِي الْعَبَّاس بن الْحَلَال وَكَانَ ذَاكِرًا للفقه متقنا لمسائله مَعْرُوفا بالفهم والتيقظ مَعَ الصون والعفاف وَتُوفِّي قبل اكتهاله سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ(2/32)
وَخَمْسمِائة ذكر وَفَاته ابْن حُبَيْش وَخَبره عَن ابْن سُفْيَان وَقَالَ لي قَرِيبه الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد إِن أَبَاهُ سُلَيْمَان ولي الْقَضَاء
91 - مُحَمَّد بن موفق الْمكتب مولى أبي عَليّ بن أم الْحور من أهل بلنسية يعرف بالخراط ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد بن سعدون الضَّرِير وَأبي الاصبع بن المرابط وَلَقي أَبَا زيد بن الْوراق عِنْد خُرُوجه من سرقسطة وَسمع أَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل وَعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ صنع الْيَد عَارِفًا بمرسوم الْخط فِي الْمَصَاحِف مَعْرُوفا بالضبط وَحسن الوراقة يغالي فِيمَا يكْتب مَعَ التجويد والإتقان أَخذ عَنهُ ابْن عياد وَابْنه مُحَمَّد وَتُوفِّي بلرية مستهل ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مائَة
92 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عباده الْأنْصَارِيّ من أهل جيان وَأَصله من قَرْيَة بَينهَا وَبَين إقليم شقورة ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي الْحسن شُرَيْح وَأبي عَليّ مَنْصُور بْن الْخَيْر وَأبي الْقَاسِم بن الْفرس وَأبي زَكَرِيَّاء بن حبيب وَأبي الْحسن السالمي وَأبي الاصبغ بن جزم الغافقي وَسمع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي عَبْد اللَّه بْن أُخْت غَانِم وَأبي مُحَمَّد بْن أبي جَعْفَر الْخُشَنِي وتفقه بِأبي الْوَلِيد بن رشد وَأبي عبد الله بن الْحَاج وَلَقي أَبَا بكر بن مَسْعُود الْخُشَنِي وأخاه اسماعيل وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه الْخَولَانِيّ وَأَبُو بكر غَالب بن عَطِيَّة وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَابْن فندلة وَابْن الْعَرَبِيّ وَابْن مكي وَأَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيرهم وتصدر للإقراء بحيان بَلَده ثمَّ انْتقل مِنْهُ بعد الْفِتْنَة فِي سنة ثَلَاث أَو أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة إِلَى شَرق الأندلس فأوطن شاطبة وأقرأ بهَا وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ مقرئا ماهرا فَاضلا معدلا يُشَارك فِي الحَدِيث والمسائل وَتُوفِّي بشاطبة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة ومولده بحصن منتور سنة ثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ذكره ابْن عياد وَابْن سُفْيَان وَغلط فِي وَفَاته فَجَعلهَا سنة سِتِّينَ وَفِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ أَخذ عَنهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر
93 - مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن يحيى الْمرَادِي من أهل جملَة عمل(2/33)
مرسية وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف ويكنى أَبَا عبد الله وَسمع من ابْن الدّباغ وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وتفقه بِهِ وبأبي جَعْفَر بن أبي جَعْفَر وَأخذ الْآدَاب عَن أبي مُحَمَّد بن مطحنة ورحل حَاجا سنة ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة فلقي بِمَكَّة أَبَا عبد الله بن سعيد الداني وَقَرَأَ هُنَاكَ عَلَيْهِ وَسمع من أبي المنيع رَافع بن دغش وَأبي نصر الْفَتْح بن مُحَمَّد الجذامي وَغَيرهمَا وقفل إِلَى الأندلس فسكن مرسية وَحدث بهَا وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ومولده بجملة فِي سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد
94 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد بن يُوسُف الحضرم من أهل دانية يعرف بِابْن الخسراطة ويكنى أَبَا عبد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد وَسمع مِنْهُ وَاقْتصر عَلَيْهِ وَخَلفه فِي الإقراء وَقد أَخذ عَنهُ وَكَانَ ضَعِيف الْخط توفّي حول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد قَارب الثَّمَانِينَ ومولده يَوْم الِاثْنَيْنِ لست مضين من شعْبَان سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة أَكْثَره عَنِ ابْن عياد
95 - مُحَمَّد بن حَارِث بن مُحَمَّد بن فيره بن حيون بن سكرة الصَّدَفِي من أهل سرقسطة وَسكن مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَهُوَ ابْن أَخِيه كثيرا وَمن أبي مُحَمَّد بن برطلة صَاحب الصَّلَاة صهر عَمه أبي عَليّ وَكتب بِخَطِّهِ علما جما وأقرأ الْقُرْآن وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِالْمَسْجِدِ الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بمقربة من بَاب الْفرج دَاخل مرسية وَتُوفِّي بهَا وَكَانَ شَيخنَا أَبُو مُحَمَّد بن غلبون يثني عَلَيْهِ ويصفه بالصلاح وَالْخَيْر والاكباب على تِلَاوَة الْقرَان حدثت بذلك عَنه
96 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن معط التجِيبِي من أهل أوريولة يكنى أَبَا أَحْمَد أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر بن عمار اللاردي ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَلَقي بِمَكَّة أَبَا عَليّ بن العرجاء فَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وقفل إِلَى بَلَده وتصدر للإقراء وَأم فِي الْمَسْجِد الْمَعْرُوف بِهِ عِنْد بَاب القنطرة حَيَاته كلهَا وَكَانَ شَيخا صَالحا ثِقَة من أهل الْوَرع وَالْعَدَالَة مقرئا مجودا أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله التجِيبِي شَيخنَا وَهُوَ ابْن عَم وَالِده تَلا عَلَيْهِ الْقُرْآن بِمَا تضمنه التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء ولازمه سِنِين وَأَجَازَ لَهُ فِي شهر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة(2/34)
97 - مُحَمَّد بن حَاضر بن منيع الْعَبدَرِي من أَهْل دانية يكنى أَبَا عبد الله صحب الْأُسْتَاذ أَبَا الْحسن طَاهِر بن بسيطة وَأخذ عَنهُ تأليفه فِي البروج والمنازل وَله أَلفه حدث عَنهُ ابْن عليم بْن عبد الْعَزِيز الْحَافِظ
98 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن سَعَادَة مولى سعيد بن نصر مولى عبد الرَّحْمَن النَّاصِر من أهل مرسية وَسكن شاطبة وَدَار سلفه بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سمع أَبَا عَليّ الصَّدَفِي واختص بِهِ وَأكْثر عَنهُ وَإِلَيْهِ صَارَت دواوينه وأصوله الْعتاق وَأُمَّهَات كتبه الصِّحَاح لصهر كَانَ بَينهمَا وَسمع أَيْضا أَبَا مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر ولازم حُضُور مَجْلِسه للتفقه بِهِ وَحمل مَا كَانَ يرويهِ ورحل إِلَى غرب الأندلس فَسمع أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بْن رشد وَأَبا عبد الله بن الْحَاج وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله الْخَولَانِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن طريف وَأَبُو الْحسن بن عفيف وَأَبُو الْقَاسِم بن صَوَاب وَأَبُو مُحَمَّد الركلي وَأَبُو عمرَان بن أبي تليد وَأَبُو مُحَمَّد بن السَّيِّد ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق فِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة فلقي بالإسكندرية أَبَا الْحجَّاج بن نَادِر الميورقي وَصَحبه وَسمع مِنْهُ وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَعلم الْكَلَام وَأدّى فَرِيضَة الْحَج فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَلَقي بِمَكَّة أَبَا الْحسن رزين بن مُعَاوِيَة الْعَبدَرِي إِمَام الْمَالِكِيَّة بهَا وَأَبا مُحَمَّد بن صَدَقَة الْمَعْرُوف بِابْن غزال من أَصْحَاب كَرِيمَة المروزية فَسمع مِنْهُمَا وَأخذ عَنْهُمَا وروى عَن أبي الْحسن عَليّ بن سَنَد بن عَيَّاش الغساني مِمَّا حمل عَن أبي حَامِد الْغَزالِيّ من تصانيفه ثمَّ انْصَرف إِلَى ديار مصر فصحب ابْن نَادِر إِلَى حِين وَفَاته بالإسكندرية وَلَقي أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عبد الله بن مُسلم الْقرشِي وَأَبا طَاهِر السلَفِي وَأَبا زَكَرِيَّاء الزناتي وَغَيرهم فَأخذ عَنْهُم وَكَانَ قد كتب إِلَيْهِ مِنْهَا أَبُو بكر الطرطوشي وَأَبُو الْحسن بن مشرف الْأنمَاطِي وَلَقي فِي صَدره بالمهدية أَبَا عَبْد اللَّه الْمَازرِيّ فَسمع مِنْهُ بعض كِتَابه الْمعلم(2/35)
وَأَجَازَ لَهُ بَاقِيه وَعَاد إِلَى مرسية فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَقد حصل فِي رحلته علوما جمة وَرِوَايَة فسيحة وَكَانَ عَارِفًا بالسنن والْآثَار مشاركا فِي علم الْقُرْآن وَتَفْسِيره حَافِظًا للفروع بَصيرًا باللغة والغريب ذَا حَظّ من علم الْكَلَام مائلا إِلَى التصوف مؤثرا لَهُ أديبا بليغا خَطِيبًا فصيحا ينشىء الْخطب مَعَ الْهَدْي والسمت وَالْوَقار والحلم جميل الشارة محافظا على التِّلَاوَة بَادِي الْخُشُوع راتبا على الصَّوْم وَولي خطة الشورى بمرسية مُضَافَة إِلَى الْخطْبَة بجامعها أَخذ فِي سَماع الحَدِيث وتدريس الْفِقْه ثمَّ ولي الْقَضَاء بهَا بعد انْقِرَاض دولة الملثمة وَنقل إِلَى قَضَاء شاطبة فاتخذها وطنا وَكَانَ يسمع الحَدِيث بهَا وبمرسية وبلنسية وَيُقِيم الْخطب أَيَّام الْجمع فِي جَوَامِع هَذِه الْأَمْصَار الثَّلَاثَة متعاقبا عَلَيْهَا وَقد حدث بالمرية وهنالك أَبُو الْحسن بن موهب وَأَبُو مُحَمَّد الرشاطي وَغَيرهمَا وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل جَامع التِّرْمِذِيّ وَألف كتاب شَجَرَة الْوَهم المترقية إِلَى ذرْوَة الْفَهم لم يسْبق إِلَى مثله وَلَيْسَ لَهُ غَيره وَجمع فهرسة حافلة روى لنا عَنهُ أكَابِر شُيُوخنَا وَذكره ابْن عياد وَوَصفه بالتفنن فِي المعارف والرسوخ فِي الْفِقْه وأصوله والمشاركة فِي علم الحَدِيث وَالْأَدب وَقَالَ كَانَ صلبا فِي الْأَحْكَام مقتفيا للعدالة حسن الْخلق والخلق جميل الْمُعَامَلَة لين الْجَانِب فكه المجالسة ثبتا حسن الْخط من أهل الإتقان والضبط وَحكى أَنه كَانَت عِنْده أصُول حسان بِخَط عَمه مَعَ الصَّحِيحَيْنِ بِخَط الصَّدَفِي فِي سفرين قَالَ وَلم يكن عِنْد شُيُوخنَا مثل كتبه فِي صِحَّتهَا وإتقانها وجودتها وَلَا كَانَ فيهم من رزق عِنْد الْخَاصَّة والعامة من الحظوة وَالذكر وجلالة الْقدر مَا رزقه وَذكره ابْن سُفْيَان أَيْضا وَأَبُو عمر بن عَاتٍ وَرفعُوا جَمِيعًا بِذكرِهِ
وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر بن مفوز كَانَ حسن التَّقْيِيد والضبط ثِقَة مَأْمُونا فِيمَا حمل وَنقل سَمِعت القَاضِي أَبَا مُحَمَّد بن عَاشر يَقُول يَوْم مَوته رحم الله أَبَا عبد اللَّه كَانَ من أَهْل الْعلم وَالْعَمَل أَو كَانَ عِنْده الْعلم وَالْعَمَل وَتُوفِّي بشاطبة مصروفا عَن قَضَائهَا فِي منسلخ ذِي الْحجَّة سنة خمس وَدفن أول يَوْم من سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب أَنه توفّي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ وَدفن يَوْم الِاثْنَيْنِ أول يَوْم من محرم سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بالروضة المنسوبة إِلَى أبي عُمَر بْن عَبْد الْبر ومولده بمرسية فِي شهر رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
99 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَفَّان الغافقي من أهل مرسية وَكَانَ يسكن الْحمة من أَعمالهَا يكنى أَبَا بكر كَانَ حَافِظًا للفقه قَائِما على الْمسَائِل عَارِفًا بالِاتِّفَاقِ وَالِاخْتِلَاف(2/36)
مشاركًا فِي غَيْر ذَلِكَ من أدب وَنسب وسواهما
ذكره ابْن سُفْيَان وَقَالَ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
100 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى الْأَنْصَارِيُّ الخزرجي من أَهْل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أَبِيه أبي الْعَبَّاس وتفقه بِهِ وبأبي بكر بن الحناط وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن سعيد وَقدم للشورى وَكَانَ جَلِيلًا نبيها فَاضلا نزيها مولده سنة خَمْسمِائَة وَتُوفِّي بمرسية سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَاحْتمل إِلَى دانية فَدفن بهَا عَن ابْن سُفْيَان وَقَالَ ابْن عياد إِنَّه توفّي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ وهم مِنْهُ
101 - مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي الْعَيْش اللَّخْمِيّ من أهل طرطوشة وَسكن شاطبة وَيعرف بِابْن الْأَصِيل ويكنى أَبَا عبد الله تجول فِي طلب الْعلم فَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي عَليّ مَنْصُور بن الْخَيْر وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَأبي عبد الله ابْن أبي الْخِصَال وَأبي الْقَاسِم بن ورد وَأبي عبد الله بن أُخْت غَانِم وَلَقي أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَأَبا الْحجَّاج بن يسعون وَأخذ عَنْهُمَا وَبَلغنِي أَنه نَشأ بالمرية وتصدر بشاطبة للإقراء والتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ فَانْتَفع بِهِ النَّاس وَكَانَ مَوْصُوفا بالمعرفة والفهم ضَعِيف الْخط حدث عَنهُ أَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير سمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ فِي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة وَقد لقِيه ابْن عياد وَكتب عَنهُ يَسِيرا وَذكره ابْن سُفْيَان وَقَالَ توفّي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط مُحَمَّد بن عياد أَنه توفّي سنة سبع وَسِتِّينَ قَالَ ومولده بطرطوشة سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
102 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد بن الْفرج بن خلف بن سعيد بن هِشَام الْأنْصَارِيّ الخزرجي من ولد سعيد بن سعد بن عبَادَة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْفرس من أهل غرناطة وَكَانَ جدهم الدَّاخِل إِلَى الأندلس قد نزل سرقسطة على مَا ذكره(2/37)
الرَّازِيّ فِي تَارِيخه ثمَّ انْتقل وَلَده إِلَى قرطبة وَخَرجُوا مِنْهَا فِي الْفِتْنَة البربرية إِلَى البيرة ونزلوا بهَا سمع أَبَاهُ أَبَا الْقَاسِم وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات ودرس عَلَيْهِ الْفِقْه وَسمع أَبَا بكر بْن عَطِيَّة وَأَبا الْحَسَن بْن الباذش وَأَبا الْقَاسِم بن ورد وَأَبا الْحسن بن دري وَأَبا مُحَمَّد بن سماك وَأَبا جَعْفَر بن قلال وَغَيرهم من مشيخة بَلَده والطارئين عَلَيْهِ ثمَّ رَحل إِلَى قرطبة فِي سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة فلقي بهَا أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَابْن رشد وَأَبا بَحر الْأَسدي وَابْن الْوراق وَابْن طريف وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي وَابْن مغيث وَابْن الْحَاج وَابْن عفيف وَلَقي بمالقة مَنْصُور بْن الْخَيْر وَابْن معمر وَابْن أُخْت غَانِم وَغَيرهم فَسمع من جَمِيعهم وتفقه ببعضهم وَأخذ الْقرَاءَات مِنْهُم بعد أَبِيه عَن ابْن الباذش وَابْن الْخَيْر وَكتب إِلَيْهِ من أَعْلَام الأندلس أَبُو عمرَان بن أبي تليد وَأَبُو عَلِيّ الصَّدَفِي وَأَبُو مُحَمَّد البطليوسي وَأَبُو عبد الله البلغيي وَأَبُو الْحسن شُرَيْح وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْحسن بن كرز وَابْن زغيبة وَابْن موهب وَابْن نَافِع وَأَبُو الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَعباد بن سرحان وَأَبُو مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أبي عُمَر بْن عبد الْبر وَأَبُو بكر بن طَاهِر والرشاطي وَأَبُو مَرْوَان بن بونة وَجَمَاعَة سواهُم وَمن أهل الْمشرق أَبُو المظفر الشَّيْبَانِيّ والسلفي وحيدر الْجبلي وَأَبُو عَليّ بن العرجاء وَمن المهدية أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ وسواهم وَعدد شُيُوخه الَّذين حمل عَنْهُم خَمْسَة وَثَمَانُونَ وَكَانَ عَالما حافلا راوية مكثرا يتَحَقَّق بالقراءات وَالْفِقْه ويشارك فِي الحَدِيث وَالْأُصُول مَعَ الْبَصَر بالفتوى ووجوهها والضبط للروايات وتحصيلها والتنبيه على مَوَاضِع الْخلاف وحفظها والاعتناء بِجَمِيعِ الْأَقَاوِيل وإحصائها خرج من بَلَده فِي الْفِتْنَة الْوَاقِعَة بالأندلس سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فاستوطن مرسية وَولي بهَا خطة الشورى من قبل القَاضِي أبي الْعَبَّاس بن الْحَلَال ثمَّ قدمه إِلَى قَضَاء بلنسية فِي رَجَب سنة سِتّ وَأَرْبَعين فَلم تطل مُدَّة ولَايَته بهَا أَقَامَ واليا إِلَى أول شَوَّال مِنْهَا وَخرج مستعفيا عَنْهَا لانتزاء عبد الْملك بن شلبان فِيهَا أَو ابْن حَامِد قبله على الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد وَأَدَاء ذَلِك إِلَى حصارها الشَّديد فِي سنة سبع بعْدهَا وَعَاد إِلَى مرسية وَأقَام بهَا إِلَى نكب ابْن الْحَلَال فَصَرفهُ السُّلْطَان حِينَئِذٍ عَمَّا كَانَ بِيَدِهِ من الخطط ثمَّ رَاجع فِيهِ جميل رَأْيه لما كَانَ عَلَيْهِ من الانقباض وَعدم التَّلَبُّس بالدنيا وَكَثْرَة الدؤوب على الإقراء والتدريس والإسماع وَكَانَ فِي وقته أحد حفاظ الأندلس فِي الْمسَائِل مَعَ الْمعرفَة بالآداب والأغربة إِلَى الضَّبْط وجودة الْخط وَكَانَت أُصُوله أعلاقا نفسية لَا نَظِير لَهَا جمع مِنْهَا عَظِيما وَكتب بِخَطِّهِ أَكْثَرهَا
قَالَ التجِيبِي ذكر(2/38)
لي من علمه وفضله مَا أزعجني إِلَيْهِ يَعْنِي بمرسية فَلَقِيت عَالما كَبِيرا وَوجدت عِنْده جمَاعَة وافرة من شَرق الأندلس وغربها يتدارسون الْفِقْه ويتذاكرون بَين يَدَيْهِ ويسمعون عَلَيْهِ الحَدِيث ويتلون كتاب الله بالقراءات السَّبع إفرادا وجمعا وَحكى أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ بهَا وبرواية يَعْقُوب وَاسْتظْهر عَلَيْهِ التَّيْسِير لأبي عمر المقرىء والملخص للقابسي وَسمع مِنْهُ غير ذَلِك وَقَالَ وَكَانَ يؤم بِجَامِع مرسية تاليا لأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عبد الله بن حميد يؤم كل وَاحِد مِنْهُم أسبوعا ويتناوب صَاحِبَاه فِي الْخطْبَة دونه وَكَانَ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ وَأطَال الثَّنَاء عَلَيْهِ وأطاب
وَكَانَ أَهلا لذَلِك أَخذ عَنهُ النَّاس وانتفعوا بِهِ وَحدثنَا عَنْهُ جمَاعَة من جلة شُيُوخنَا وَتُوفِّي بإشبيلية فِي وفادته عَلَيْهَا مَعَ وُجُوه أهل مرسية فِي النّصْف من لَيْلَة يَوْم الثُّلَاثَاء التَّاسِع عشر لشوال سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ ابْن حجاج بعد صَلاَة الْعَصْر من يَوْمَ الثُّلَاثَاء الْمَذْكُور وَدفن بمقبرة النخيل وَاحْتمل إِلَى غرناطة فِي يَوْم السبت بعده فَدفن بهَا أفادني ذَلِك بعض شُيُوخنَا عَن عبد الْمُنعم ابْنه وقرأت بِخَط أبي عَمْرو بن عيشون المرسي أَنه سَأَلَهُ عَن مولده فَقَالَ لَهُ لَيْلَة السبت قبل الْفجْر لثمان بَقينَ من صفر سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة
103 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مَيْمُون بن إِدْرِيس بن مُحَمَّد بن عبد الله الْعَبدَرِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَابْن رشد وَابْن طريف وَأبي بَحر وَابْن الْحَاج وَأبي الْحسن بن بَقِي وَابْن مغيث وَابْن مكي وَأبي عبد الله بن اصبغ وَعبد الْجَلِيل المقرىء وَشُرَيْح وَابْن الْعَرَبِيّ وَابْن معمر وَابْن أُخْت غَانِم وَأبي الْحسن بن الباذش وَغَيرهم وَكَانَ مُتَقَدما فِي علم اللِّسَان متصرفا فِي غَيره من الْفُنُون حَافِظًا حافلا شَاعِرًا مجودا خرج من بَلَده فِي الْفِتْنَة فَنزل مراكش وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة والآداب وَعرف مَكَانَهُ وَله شرح فِي كتاب الْجمل للزجاجي اسْتَعْملهُ النَّاس ومعشرات فِي الْغَزل كفرها بِمِثْلِهَا فِي الزّهْد وَشَرحهَا فِي سفر ضخم أَفَادَ بِهِ حدث عَنهُ يعِيش بن الْقَدِيم وَغَيره وَتُوفِّي بمراكش عَن إقلاع وإنابة سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَن ابْن مومن
104 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الزبير الْقَيْسِي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف(2/39)
بالأغرشي نِسْبَة إِلَى بعض أَعمالهَا روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن جوشن وَغَيره وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع بَلَده وَكَانَ مَوْصُوفا بالزهد والخشوع والإخبات والبكاء مشارا إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة أَكْثَره عَن ابْن سُفْيَان
105 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أبي الْفَتْح بن حصن بن لربيق بن عفيون بن غفايش بن رزق بن عفيف بن عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة بْن سَعِيد بْن سَعْد بْن عبَادَة الخزرجي من أهل بلنسية وَسكن مُرْبَيطر وَأَصله من شارقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من صهره أبي عَليّ بن بسيل وَغَيره وَولي قَضَاء مربيطر مُضَافا إِلَى الصَّلَاة وَالْخطْبَة وَكَانَ سريا نزيها وَهُوَ خَال شَيخنَا أبي الْخطاب بن وَاجِب سَمَّاهُ ابْن سُفْيَان فِي مُعْجم شُيُوخه وَنسبَة عَن غَيره وَتُوفِّي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
106 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن خزر الْحكمِي حكم بن سعد الْعَشِيرَة من أهل غرناطة يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن أضحى وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحِيم الخزرجي وَابْنه أبي عبد الله بن عبد الرَّحِيم وتفقه بِهِ وَكَانَ صهره وخال ابْنه عبد الْمُنعم وَأَجَازَ لَهُ ابْن النِّعْمَة وانتقل إِلَى شَرق الأندلس فِي الْفِتْنَة فسكن أوريولة وَولي قَضَاء الش وَغَيرهَا من الكور وَكَانَ فَقِيها أديبا وسعي بِهِ إِلَى السُّلْطَان فَقتل ظلما سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد وَفِيه عَنْ التجِيبِي وَغَيرهمَا
107 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْوَلِيد الأصبحي من أهل قرطبة يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالقشالشي بالشين وَالْجِيم وَسمع من ابْن عتاب وَابْن طريف وَابْن مغيث وَابْن مكي وَابْن صَوَاب وَأبي الْقَاسِم بن رَضِي وَغَيرهم وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن الطراوة وَقعد للتعليم بهَا حَيَاته كلهَا وَكَانَ من أَهْلَ الذكاء والفهم وَتُوفِّي بإشبيلية سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وسيق إِلَى قرطبة فَدفن بهَا
108 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحرز بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن مُحرز بْن أُميَّة من أهل(2/40)
بطليوس وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بالمنتانجشي نِسْبَة إِلَى ثغر من أَعمالهَا سمع من أَبِيه وَأبي الْوَلِيد الْعُتْبِي وَأبي مُحَمَّد بن عتاب وَابْن طريف وَابْن مكي وَأبي القَاسِم بْن النخاس وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات وَعَن أبي عبد الله بن مُزَاحم وَأبي بكر بن بياضة وَأبي بكر بن مخراش وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الْعَافِيَة وَأبي بكر بن القبطورنة وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد الله الْخَولَانِيّ وَكَانَ فَقِيها مشاورا حَافِظًا أديبا حافلا كَاتبا روى عَنهُ من الجلة أَبُو بكر بن خير وَأَبُو عمر بن عياد وَأَبُو بكر بن أبي زمنين وَأَبُو الْخطاب بن وَاجِب شَيخنَا وأنشدنا عَنهُ مِمَّا أنْشدهُ بإشبيلية عَن أبي بكر بن القبطورنة قَوْله يرثي زَوْجَة بنت الْحَضْرَمِيّ وأنشده فِي صَبِيحَة دَفنهَا
(يَا ربة الْقَبْر فَوق الْقَبْر ذُو حرق ... يبكي لَهُ الْقَبْر من شجو وَمن شجن)
(تباينت فِيك أحوالي أسى فَمضى ... إِلَى لقائك صبري طَالب الوسن)
(وَخَالف الْقلب فِيك الْعين من كمد ... فاسود بالغم وابيضت من الْحزن)
قَالَ أَبُو الْخطاب وَأَخْبرنِي أَنه كَانَ كل يَوْم من أَيَّام سابعها يرتجل قِطْعَة شعر فِيهَا حَتَّى أكمل السَّابِع على ذَلِك وَيحدث أَبُو الْحسن نجبة بن يحيى عَن أبي بكر مُحَمَّد بن مُحرز السماتي عَن أبي الْقَاسِم عِيسَى بن جهور عَن الحريري بمقاماته الْخمسين وَأَحْسبهُ هَذَا مولده سحر لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لعشر خلون من جُمَادَى الأخرة سنة تسع وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة قبل وقْعَة الزلاقة بِشَهْر وَتُوفِّي فِي آخر سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَفِي هَذِه السّنة كَانَت غَزْوَة السبطاط وَفتح ثغر قنطرة السَّيْف عنْوَة
110 - مُحَمَّد بن عريب بن عبد الرَّحْمَن بن عريب الْعَبْسِي من أهل سرقسطة وَسكن شاطبة يكنى أَبَا الْوَلِيد روى عَنْ أبي عَلِيّ الصَّدَفِي وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي القَاسِم بن ورد وَأَجَازَ لَهُ الرئيس أَبُو عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر وَأَبُو بكر غَالب بن عَطِيَّة وَأَبُو الْحسن بن الباذش وَغَيرهم وتصدر للإقراء(2/41)
بشاطبة وَولي بهَا الصَّلَاة وَالْخطْبَة أَخذ عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَبْد الله بن سَعَادَة المعمر قِرَاءَة نافعة وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رِوَايَته وَلم يحدثنا عَنهُ من شُيُوخنَا سواهُ
109 - مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالبرجي المقرىء يكنى أَبَا عبد الله أخذت عَنهُ الْقرَاءَات وائتمنه السُّلْطَان على مَا كَانَ يُبَاع لقصره من النفائس بعد تِلَاوَة الْقُرْآن عَلَيْهِ بالسبع وَتُوفِّي بإشبيلية سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
111 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الحجري الْأُسْتَاذ الإشبيلي أَبُو عبد الله بن الخراز أَخذ عَن ابْن الْأَخْضَر وَقعد لإقراء الْعَرَبيَّة أَخذ عَنهُ ابْن ملكون عَن أبي عَليّ الشلوبين
112 - مُحَمَّد بن الْحسن بن الْخضر من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا عبد الله رَحل وَحج وَسمع بالإسكندرية فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة من أبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله بن يُوسُف الْقُضَاعِي الاندي وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل الْوَرع والطلب وَحدث وَأخذ عَنه
113 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن خَلَف بْن أيّوب اليَحْصَبي من أَهْلَ المرية وأصلة من دانية وَأَبوهُ انْتقل إِلَيْهَا يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ ووقفت على سَمَاعه مِنْهُ ولأبيه وجده رِوَايَة وعناية وَلَا أعلمهُ حدث
114 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن عِيَاض الْقُرْطُبِيّ وَيُقَال فِيهِ اللبلي وَلَعَلَّه نزلها فنسب لَهَا يكنى أَبَا عبد الله كَانَ مُتَقَدما فِي الْآدَاب ولاحقا فأفذاذ الشُّعَرَاء وَالْكتاب وَإِلَيْهِ تنْسب المقامة العياضية الغزلية وَحدثت بهَا عَن أبي زَكَرِيَّا وَيحيى بن حسان الْمرَادِي عَنهُ وَوجدت مَنْسُوبا إِلَيْهِ
(كن من أَخ فِي فُؤَاده دغل ... أخوف من كاشح تجاهده)(2/42)
(برْء السقام الْخَفي أعْسر من ... برْء سقام بَدَت شواهده)
115 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خير من أهل قرطبة وَسكن إشبيلية يعرف بالمواعيني ويكنى أَبَا الْقَاسِم وَغلط فِيهِ ابْن حُبَيْش فَسَماهُ عبد الرَّحْمَن سمع ابْن مغيث وَابْن مكي وَابْن الْعَرَبِيّ وَابْن أبي الْخِصَال وَأَبا بكر بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وعني بالاداب وَكتب للولاة وَله تواليف مِنْهَا الوشاح الْمفصل وَمِنْهَا ريحَان الْأَلْبَاب وريعان الشَّبَاب وَكتاب الْأَمْثَال وَتُوفِّي فِي نَحْو السّبْعين وَخَمْسمِائة
116 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن خَلِيل الْقَيْسِي من أهل لَيْلَة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب مَالك بن وهيب وَأخذ عَنهُ ولازمنه سِتَّة أَعْوَام وروى عَن ابْن الطلاع وخازم بن مُحَمَّد وَأبي على الغساني وَسمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم وَغير ذَلِك وَعَن أبي عبد الله حمدين وَأبي الْحُسَيْن بن سراج وَأبي على الصَّدَفِي وَأبي الْحسن بن الْأَخْضَر وَأبي بَكْر بْن عَطِيَّة وَأبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الْأَسدي وَابْن طريف وَابْن رشد وَأبي عبد اللَّه بْن أصبغ وَأبي بَكْر بن الْأسود وَأبي مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي الْحُسَيْن بن الطراوة وَأبي الحكم بن برجان روى عَنهُ تواليفه وَسمع من أبي القَاسِم بن جهور مقامات الحريري وَكَانَ من أهل الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة نزل مَدِينَة فاس ثمَّ انْتقل إِلَى مراكش وأقرأ وَحدث وَأخذ عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله الأندرشي شَيخنَا وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبد الْحق قَاضِي تلمسان ذكر أَنه لقِيه بمراكش وَأَجَازَ لَهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سبعين بعْدهَا
117 - مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَزْدِيّ من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن عَسْكَر كَانَت لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وَسمع الشهَاب للقضاعي من أبي الْقَاسِم بن الفحام عَنهُ وقفل فَحدث بِهِ وسَمعه مِنْهُ عبد الْكَبِير بن بَقِي وَغَيره
118 - مُحَمَّد بن أَحْمد اللَّخْمِيّ من أهل مربلة عمل مالقة يعرف بِابْن جَامع(2/43)
ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الراهب سمع مِنْهُ موطأ مَالك وَحدث بِهِ عَنهُ قبل السّبْعين وَخَمْسمِائة
119 - مُحَمَّد بْن مخلوف بن جَابر اللواتي النَّحْوِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَسمع مِنْهُ وَمن القاضيين أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي بكر بن أسود أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَغَيرهم وَكَانَ من أَهْلِ الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب معلما بهَا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر أَخذ عَنهُ أَبُو زَكَرِيَّاء بن حزب الله بن يَعْقُوب وَغَيره
120 - مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن سعيد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مدرك بن عبد الْعَزِيز بْن عُثْمَان بْن أَحْمد بن عِيسَى بن مدرك الغساني من أهل مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا بَكْر روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَأبي الْحسن بن موهب وَأبي عبد الله بن أُخْت غَانِم وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَعباد بن سرحان وَغَيرهم وَكَانَ تاريخيا نسابة بَصيرًا بالخطوط مُمَيّزا لَهَا حسن الْخط مَوْصُوفا بالإتقان والضبط ذَا لسن وفصاحة واقتنى من الدَّوَاوِين والدفاتر عَظِيما فاق أهل بَلَده فِي ذَلِك وَقَالَ بعض أَصْحَابه كَانَ وراقا حدث عَنهُ أَبُو الحَجَّاج بْن الشَّيْخ وَأَبُو عَليّ الرندي وَأَبُو مُحَمَّد بن غلبون شَيخنَا وَغَيرهم
121 - مُحَمَّد بن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن مُحَمَّد المقرىء من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن الْغَاسِل ويكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا عبد الله النميري وَصَحبه طَويلا وَهُوَ علمه وأفاده وندبه إِلَى لِقَاء الشُّيُوخ وَالْأَخْذ عَنْهُم ورحل بِهِ للسماع مِنْهُم وَكَانَ ابْن خَاله فلقي من المقرئين أَبَا الْحسن بن الباذش وَابْنه أَبَا جَعْفَر وَأَبا الْحسن بن ثَابت وَأَبا الْقَاسِم بن الْفرس وَأَبا الْحسن بن لب وَأَبا بَكْر بْن الخلوف وَأَبا الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَعَلِيهِ اعْتمد فِي الْقرَاءَات وَمِنْه سمع كثيرا من تواليفه وَلَقي من جلة الْمُحدثين وَغَيرهم أَبَا الْحسن بن مغيث وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا عبد الله بن مكي وَأَبا الْوَلِيد بن بِقُوَّة وَأَبا إِسْحَاق بن حُبَيْش وَأَبا بكر بن طَاهِر وَأَبا مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأَبا بكر بن بشر وَأَبا مُحَمَّد النفزي المرسي وَأَبا بكر بن برنجال وَأَبا مُحَمَّد بن أَيُّوب وَأَبا بكر بن فورتش وَأَبا الْحسن بن الْوزان وَغَيرهم فَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَمِمَّنْ لم يلقه فَكتب إِلَيْهِ(2/44)
أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بحرالأسدي وَابْن طريف وَابْن السَّيِّد وَابْن موهب وَابْن زغيبه وَابْن ورد وَابْن معمر وَابْن عفيف وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن حجاج وَأَبُو بكر بن فتحون وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن وضاح وَأَبُو الطَّاهِر الاشتركوني وَأَبُو عبد الله الحمزي وَأَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو عبد الله البونتي وَأَبُو إِسْحَاق بن ثبات وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّزَّاق وَأَبُو طَاهِر السلَفِي من الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ مقرئا فَاضلا ومحدثا حافلا حسن الْخط جيد الضَّبْط أَخذ عَنهُ ونقلت أَسمَاء شُيُوخه من خطه فِي إِجَازَته لأبي الْحسن الفهمي الضَّرِير سنة سبعين وَخَمْسمِائة وَكَانَت وَفَاته بعد ذَلِك بِمدَّة
122 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بْن خَلَف بْن إِبْرَاهِيم بْن لب بْن بَيَطْير التجِيبِي من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا القَاسِم وَيعرف بِابْن الْحَاج سمع من أَبِيه أبي عبد الله الشَّهِيد وَمن أبي الْوَلِيد بن رشد وَأبي بَحر الْأَسدي وَابْن عتاب وَابْن طريف وَأبي عَليّ بن سكرة وَأبي عبد الله بن مكي وَابْن مغيث وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ الْخَولَانِيّ وَابْن موهب وَابْن معمر وَأَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَشُرَيْح بن مُحَمَّد وَابْن أُخْت غَانِم وَعباد بن سرحان وَأَبُو بكر بن عَطِيَّة وَابْنه عبد الْحق وَأَبُو عبد الله بن خَليفَة وَابْن السَّيِّد وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عبد الله الْمَازرِيّ من المهدية مرَّتَيْنِ وَكَانَ من أهل الْعلم بِالرَّأْيِ وَالْحِفْظ للمسائل قَائِما على ذَلِك ذَاكِرًا للْخلاف وَلما ارْتَفع أَبوهُ عَن المناظرة قعد هُوَ مَكَانَهُ وَخَلفه فِي حلقته وَلم تكن لَهُ معرفَة بِالْحَدِيثِ وَلَا اعتناء بصناعته وَكَانَ موقرا جَلِيلًا صموتا لَا يتَكَلَّم إِلَّا فِي النَّادِر ذَا أبهة وشارة جميلَة ولي قَضَاء الْجَمَاعَة بِبَلَدِهِ وقتا ثمَّ خرج مِنْهُ فِي الْفِتْنَة وتجول بِبِلَاد الأندلس وَاسْتقر بمرسية مرتسمًا فِي ديوَان الْجند عِنْد الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد وَقدم مَعَه لرية فِي بعض أَسْفَاره ثمَّ سَار من عِنْده إِلَى ميورقة فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وفيهَا كَانَت وَفَاة ابْن سعد فَحدث بهَا وبغيرها يروي عَنهُ عقيل بن عَطِيَّة وَابْن سُفْيَان وَغَيرهمَا وَتُوفِّي بإشبيلية فِي وفادته عَلَيْهَا سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة
123 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الغافقي من أَهْل الجزيرة الخضراء(2/45)
يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالقباعي روى بِبَلَدِهِ عَن أبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْخَالِق وَأبي الْعَبَّاس بن زرقون وَأبي عبيد الله بن أبي صوفة وَأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن خَلَفون الْقَرَوِي وَسمع بمالقة من أبي عبد الله بن معمر وَأبي مُحَمَّد الوحيدي وَابْن أُخْت غَانِم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عَليّ الصَّدَفِي وَأَبُو جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهمَا وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بموضعه وَكَانَ فَقِيها مشاورا حسن الْخلق ذَا دعابة وفكاهة مَعَ الخشية والخشوع حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الْقَاسِم صَاحب الوثائق وَأَبُو الصَّبْر السبتي وَأَبُو الْبَقَاء يعِيش بن الْقَدِيم وَأَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل من شُيُوخنَا وَغَيرهم ووقفت على إِجَازَته لأبي الْحسن الفهمي الضَّرِير فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة
124 - مُحَمَّد بن غَالب الرفاء الرصافي رصافة بلنسية وَسكن مالقة يكنى أَبَا عبد الله كَانَ شَاعِر وقته الْمُعْتَرف لَهُ بالإجادة مَعَ العفاف والانقباض وعلو الهمة والتعيش من صناعَة الرفو الَّتِي كَانَ يعالجها بِيَدِهِ لم يبتذل نَفسه فِي خدمَة وَلَا تصدي لانتجاع بقافية حملت عَنهُ فِي ذَلِك أَخْبَار عَجِيبَة وَقد سكن غرناطة وقتا وامتدح واليها حِينَئِذٍ ثمَّ رفض تِلْكَ العلق وَرَضي بالقناعة مَالا وَهُوَ مَعَ ذَلِك مَرْغُوب فِيهِ ينظم البديع ويبدع المنظوم وَكَانَ من الرقة وسلاسة الطَّبْع وتنقيح القريض وتجويده على طَريقَة متحدة وَسمعت شَيخنَا أَبَا الْحسن بن حريق يعِيبهُ بالإقلال وَلَيْسَ كَذَلِك وَخرج صَغِيرا من وَطنه فَكَانَ يكثر الحنين إِلَيْهِ وَيقصر أَكثر منظومة عَلَيْهِ وشعره مدون بأيدي النَّاس متنافس فِيهِ وَقد حمل عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَمن رُوَاته أَبُو عَليّ بن كسْرَى المالقي وَأَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير(2/46)
الزَّاهِد وَغَيرهمَا ومحاسنه كَثِيرَة وَتُوفِّي صرورة لم يتَزَوَّج قطّ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء التَّاسِع عشر من رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة وقبره بمالقة
125 - مُحَمَّد بن ميدمان بن بخوت الْكَلْبِيّ من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله روى عَن عبد الْجَلِيل المقرىء وَعباد بن سرحان سمع مِنْهُ جَامع التِّرْمِذِيّ بقرطبة فِي سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَتصرف فِي الْأَعْمَال وَكَانَ أديبا كَاتبا حسن الْخط وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة أَكثر خَبره عَن بعض أَصْحَابنَا وَحكي أَنه جد أبي الْعَبَّاس بن فرتون لأمه
126 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بن عبد الرَّحْمَن بن طَاهِر الْقَيْسِي من أهل مرسية ورئيسها فِي الْفِتْنَة يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن تفقه بِبَلَدِهِ عِنْد أبي جَعْفَر بن أبي جَعْفَر ورحل إِلَى قرطبة فلقي أَبَا مَرْوَان بن مَسَرَّة وطبقته وَسمع من أبي الْوَلِيد بْن الدّباغ وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي مُحَمَّد بْن عَطِيَّة وَأبي بَكْر بن برنجال وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْعَرَبِيّ وَغَيره وَكَانَ يذهب فِي جَمِيع مَا يحملهُ إِلَى الدِّرَايَة وأدراكها بقرَاءَته ثمَّ طالع الْعُلُوم الْقَدِيمَة فبرز فِيهَا وَصَارَ إِمَامًا من أئمتها وَرَأس بمرسية بعد انْقِرَاض الملثمين يَسِيرا ثمَّ تخلى عَن ذَلِك وتلون للنَّاس رَغْبَة فِي السَّلامَة وَتُوفِّي بمراكش سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة عَن ابْن سُفْيَان
127 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْغَنِيّ بن عُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بن غَانِم بن مُوسَى بن حَفْص من أهل إشبيلية يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف بِابْن فندلة روى عَن جده أبي بكر وَأَجَازَ لَهُ وَعَن شُرَيْح بن مُحَمَّد سمع مِنْهُ صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ أديبا شَاعِرًا ذكره أَبُو عَمْرو بن الإِمَام(2/47)
128 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن غلبون التجِيبِي من أهل لورقة يكنى أَبَا الْقَاسِم لَقِي أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ بقرطبة وَأَبا الْحسن بن مغيث فَسمع مِنْهُمَا هُوَ وَأَخُوهُ وَكتب عَن ابْن الْعَرَبِيّ مسلسلاته ومشيخة ابْن شَاذان وَغير ذَلِك(2/128)
129 - مُحَمَّد بن الزّجاج من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله كَانَ هُوَ وَأَبُو عَبْد اللَّه بن الْمُجَاهِد وَأَبُو الحكم بن حجاج وَأَبُو بكر بن لؤَي نمطا وَاحِدًا فِي الصّلاح والورع وَالِاجْتِهَاد فِي الْعَمَل وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِجَامِع عدبس وَتُوفِّي رَحمَه الله وازدحم النَّاس على نعشه فَذكر ذَلِك لِابْنِ مُجَاهِد فَأنكرهُ وَلم يرضه
130 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بن يُوسُف بن غزلون بن مطرف بن طَاهِر بن هَارُون بن عبد الرَّحْمَن بن هَاجر بن الْحُسَيْن بن حَرْب بن أبي شَاكر الْأنْصَارِيّ من أهل شون عمل بلنسية يكنى أَبَا عبد الله رَحل حَاجا فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَأدّى الْفَرِيضَة فِي سنة أَربع بعْدهَا وَحج ثَلَاث حجات مُتَوَالِيَات وَلَقي بالإسكندرية أَبَا طَاهِر السلَفِي فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسمع مِنْهُ الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه وقفل إِلَى بَلَده فَسَمعَهَا مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأَبُو عمر بن عياد وَابْنه مُحَمَّد وبخطه قَرَأت نسبه وَفِيه بعض خلاف وعَلى الصَّوَاب ثَبت هُنَا مولده سنة عشر وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بمربيطر يَوْم الْخَمِيس السَّادِس وَالْعِشْرين لجمادى الأولى سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وسيق إِلَى بلنسية فَدفن بهَا وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو تَمِيم مَيْمُون بن جبارَة
131 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ الزَّاهِد من أهل أشبيلية يعرف بِابْن الْمُجَاهِد لِأَن أَبَاهُ أَحْمد كَانَ كثير الْجِهَاد والغزو فِي السَّرَايَا والجيوش ويكنى أَبَا عبد الله سمع من القَاضِي أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأبي عمر أَحْمد بن مُبشر وَغَيرهمَا وتفقه بِأبي الْقَاسِم الرنجاني وَأبي يُوسُف الزناتي وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ لَازم مَجْلِسه نَحوا من ثَلَاثَة أشهر ثمَّ تخلف عَنهُ فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ كَانَ يدرس وَبغلته عِنْد الْبَاب ينْتَظر الرّكُوب إِلَى السُّلْطَان وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَن أبي الْحسن بن الْأَخْضَر وَكَانَ الْمشَار إِلَيْهِ فِي وقته بالصلاح والورع وَالْعِبَادَة وَإجَابَة الدُّعَاء اُحْدُ عباد الله وأوليائه الَّذين تذكر بِهِ رُؤْيَتهمْ مَعْرُوفا بذلك آثاره مَشْهُورَة وكراماته مَعْرُوفَة مَعَ الْحَظ الوافر من(2/48)
الْفِقْه والقراءات وَغير ذَلِك وَعمر وأسن وَأخذ عَنْهُ من الجلة أَبُو بكر بن خير وَأَبُو عمرَان الميرتلي وَهُوَ الَّذِي سلك طَرِيقَته بعده وَأَبُو عبد الله بن قسوم الفهمي وَأَبُو الْحسن بن خروف النَّحْوِيّ وَأَبُو الصَّبْر السبتي وَحدثنَا عَنْهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل وَتُوفِّي بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ وَدفن ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّالِث وَالْعِشْرين شَوَّال سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَسمعت أَبَا الرّبيع بْن سَالم يَقُول كَانَ إِذا سُئِلَ عَن مولده قَالَ ولدت سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة قبل أَن يسلب الله ابْن عباد ملكه بعام
132 - مُحَمَّد بن خير بن عمر بن خَليفَة مولى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن يغمور اللمتوني من أهل إشبيلية وَكَانَ هُوَ يَقُول فِي نِسْبَة الْأمَوِي بِفَتْح الْهمزَة يكنى أَبَا بكر وأبوة خير يكنى أَبَا الْحَسَن أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد ولازمه واختص بِهِ إِلَى حِين وَفَاته وَعِنْده بدع فِي الإقراء وَعَلِيهِ عول وَسمع مِنْهُ وَمن أبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي إِسْحَاق بن حُبَيْش وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق وَغَيرهم وَسمع بقرطبة من أبي جَعْفَر بْن عبد الْعَزِيز وَابْن عَمه أبي بكر وَأبي الْقَاسِم بْن بَقِي وَأبي عَبْد اللَّه بن الْحَاج وَابْن مغيث وَابْن أبي الْخِصَال وَابْن مَسَرَّة وَلَقي أَبَا مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَأَبا الْفضل بن عِيَاض فَسمع مِنْهُمَا وَمن ابْن أُخْت غَانِم وَابْن معمر وَعباد بن سرحان وَأبي الْحُسَيْن بن الطلاء وَجَمَاعَة سواهُم وَأَجَازَ لَهُ من الْأَعْلَام الأندلسيين أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو بجرا الْأَسدي وَابْن الْوراق وَابْن طريف وَابْن موهب والرشاطي وَأَبُو الْحسن بن نَافِع وَابْن بِقُوَّة وَغَيرهم كثير وَمن المشرقيين أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو عبد الله الْمَازرِيّ بالمهدية وَغَيرهمَا وَكَانَ من الْإِكْثَار فِي تَقْيِيد الْآثَار والعناية بتحصيل الرِّوَايَة بِحَيْثُ يَأْخُذ عَن أَصْحَابه الَّذين شركهم فِي السماع من شُيُوخه وَعدد من سمع مِنْهُ أَو(2/49)
كتب إِلَيْهِ نَيف وَمِائَة رجل قد احتوى على أسمائهم برنامج لَهُ ضخم فِي غَايَة الاحتفال والإفادة لَا يعلم لأحد من طبقته مثله وَقد كتبت مِنْهُ فِي هَذَا التصنيف مَا نسبته إِلَيْهِ وَقَالَ جَابر بن أَحْمد الْقرشِي كتب إِلَيّ يَعْنِي ابْن خير يُخْبِرنِي إِن فهرسته عشرَة أَجزَاء كل جُزْء مِنْهَا ثَلَاثُونَ ورقة تصدر بإشبيلية بَلَده للإقراء والإسماع وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ مقرئا مجودا ضابطا مُحدثا جَلِيلًا متقنا أديبا نحويا لغويا وَاسع الْمعرفَة رَضِي مَأْمُونا كريم الْعشْرَة خيرا فَاضلا مَا صحب أحدا وَلَا صَحبه اُحْدُ إِلَّا أثنى عَلَيْهِ سَمِعت شَيخنَا أَبَا الْخطاب بن وَاجِب وَهُوَ اُحْدُ المكثرين عَنهُ يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله بن حميد يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن بن مغيث يَقُول أَبُو بكر بن خير خير بن خير وَذَلِكَ وَقت قِرَاءَته عَلَيْهِ وَفِي حداثته قَالَ أَبُو الْخطاب فَكيف لَو رَآهُ حِين رَأَيْنَاهُ وَكَانَت كتبه فِي غَايَة الصِّحَّة والإتقان لِكَثْرَة مَا عاناها وعالج تصحيحها بِحسن خطه وجودة تَقْيِيده وَضَبطه وَفِي ذَلِك قطع دهره وَأنْفق حَيَاته فلحق بالمتقدمين وأربى على الْمُتَأَخِّرين وَأدّى ذَلِك إِلَى المغالاة فِيهَا بعد وَفَاته حَتَّى بلغت أثمانها الْغَايَة وَلم يكن لَهُ نَظِير فِي هَذَا الشَّأْن مَعَ الْحَظ الأوفر من عُلُوم اللِّسَان وَولي الصَّلَاة بِجَامِع قرطبة الْأَعْظَم سنة ثَلَاث وَسبعين برغبة واليها حِينَئِذٍ وَبَقِي إِلَى أَن توفّي فِي سحر لَيْلَة الْأَرْبَعَاء الرَّابِع من شهر ربيع الأول سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بِالدَّار الَّتِي أنزل فِيهَا ثمَّ نقل بعد ذَلِك إِلَى إشبيلية وَدفن بمقبرة مشكة مِنْهَا أَخْبرنِي بذلك ابْن أُخْته أَبُو الْحُسَيْن بن السراج شَيخنَا وَقيل فِي وَفَاته غير ذَلِك وَلَا يَصح وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة حضرها الْوَالِي وَلم يتَخَلَّف عَنْهَا كَبِير أحد وأتبع ثَنَاء جميلا وَكَانَ لَهُ أَهلا ومولده فِيمَا نقل من خطه لَيْلَة الْأَحَد لليلتين بَقِيَتَا من شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة
133 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن يحيى بن خضر الْأَزْدِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا بكر وَأَبوهُ يكنى أَبَا عَامر أَخذ الْقِرَاءَة عَن أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وأقرأ بِجَامِع بلنسية الْقُرْآن مُدَّة ثمَّ توجه إِلَى ميورقة وَبهَا توفّي حول سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة عشرَة وَخَمْسمِائة ذكره ابْن عياد
134 - مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الحضْرميّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه يرْوى عَنهُ الْقرَاءَات أَبُو زَكَرِيَّاء الْهَوْزَنِي وَعمر وأسن وَفِي الروَاة عَن ابْن(2/50)
الْعَرَبِيّ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْأمَوِي وَيعرف بالبطليوسي صَحبه وَسمع مِنْهُ بإشبيلية وَعلم بالقران وَلَعَلَّه هَذَا وَغلط الْهَوْزَنِي فِي نِسْبَة وَقد تقدم أَيْضا لَهُ سمي أموي يعرف بالأشقر مقرىء كَذَلِك
135 - مُحَمَّد بن عبيد الله بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن هِشَام بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَالب بن نصر بن سَالم الْخُشَنِي من أهل رندة وَسكن مالقة يعرف بِابْن العويص ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَن مَنْصُور بن الْخَيْر بمالقة وَعَن أبي الْقَاسِم بن رَضِي وَأبي الْحسن عبد الْجَلِيل بن عبد الْعَزِيز بقرطبة وَسمع مِنْهُم وَمن ابْن مغيث وَابْن مكي وَابْن مَسَرَّة وَأبي عبد الله بن أبي الْخِصَال وأخيه أبي مَرْوَان وَابْن أُخْت غَانِم وَأبي مُحَمَّد القونكي وَأبي الْوَلِيد بن بِقُوَّة وَأبي الْقَاسِم بن جهور وَغَيرهم وناظر فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ على أبي الْحُسَيْن بن الطراوة وروى عَنهُ وَعَن أبي مُحَمَّد البطليوسي وَكَانَ مقرئا ماهرا نحويا لغويا أديبا جَلِيلًا يقرىء الْقرَان وَيعلم بِالْعَرَبِيَّةِ دأب على ذَلِك حَيَاته كلهَا وَحدث وَأخذ عَنهُ توفّي بمالقة غَدَاة يَوْم السبت التَّاسِع عشر لشوال سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة ومولده حول الْخَمْسمِائَةِ عَن ابْن حوط الله وَأبي الْعَبَّاس العزفي وحدثاني عَنهُ وَفِي خَبره عَن غَيرهمَا
136 - مُحَمَّد بن معزوز بن إِبْرَاهِيم الْقَيْسِي من أهل جَزِيرَة طريف وَسكن سبتة يكنى أَبَا عبد الله سمع من القَاضِي أبي الْفضل بن عِيَاض وَغَيره وَكَانَ بَصيرًا بِعقد الشُّرُوط مشاركا فِي الْفِقْه حدث عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط اللَّه سَمِعَ مِنْهُ فِي سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة
137 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مَسْعُود بْن مُوسَى بْن بشكوال الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه أبي مَرْوَان وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي الْحسن بن مغيث وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبُو عَليّ بن سكرة وَغَيرهمَا وَكَانَ عَارِفًا بالفقه ملازما لعقد الوثائق بَصيرًا بهَا وَحدث أَن مولده سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة كَذَا قَالَ ابْن حوط الله وَحكى ذَلِك عَن أَخِيه الْحَافِظ أبي الْقَاسِم وَقَالَ ابْن(2/51)
وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن ابْن سكرة فقد سنة أَربع عشرَة وإجازته إِيَّاه مَعْرُوفَة وَتُوفِّي عِنْد صَلَاة الْعشَاء الاخرة من لَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس وَالْعِشْرين لجمادى الْأَخِيرَة سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور وَصلى عَلَيْهِ أَخُوهُ كبيره أَبُو الْقَاسِم
138 - مُحَمَّد بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز الْحِمْيَرِي من أهل قرطبة وَسكن مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالاستجي روى عَنْ شُرَيْح سَمِعَ مِنْهُ صَحِيح البُخَارِيّ وَعَن ابْن الْعَرَبِيّ وَابْن معمر وَابْن رَضِي وَابْن مكي وَابْن مَرْوَان بن بونه وَأبي مُحَمَّد بن فائز العكي وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب وَأبي بكر عَيَّاش بن فرج وَغَيرهم وأقرأ بمالقة وَولي الْخطْبَة بجامعها وَحدث وَأخذ عَنهُ وَكَانَ من أهل الْفضل وَالصَّلَاح حَدثنَا عَنهُ أَبُو عبد الله الأندرشي وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَقَالَ أَظُنهُ توفّي بمالقة سنة سبع وَسبعين وَخَمْسمِائة
139 - مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم بن عميرَة الْكَاتِب من أهل المرية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَن ابْن زغيبه وَأبي بَحر الْأَسدي وَأبي مُحَمَّد بن السَّيِّد وَأبي الْحَسَن بْن مغيث وَغَيرهم حدث عَنهُ أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل
140 - مُحَمَّد بن سَالم من أهل قرطبة يعرف بِابْن برتال ويكنى أَبَا عبد الله أَقرَأ الْقُرْآن بِمَسْجِد البلنسي مِنْهَا وَأم بِهِ فِي صَلَاة الْفَرِيضَة وَعمر وأسن قَالَ أَبُو عبد الله الشنتيالي قَرَأت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة قالون ختمات كَثِيرَة لَا أحصيها وتكلمت مَعَه فِي كثير من الْمسَائِل
141 - مُحَمَّد بن عَتيق بن عطاف الْأنْصَارِيّ من أهل لاردة وَسكن بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْمُؤَذّن أَخذ عَن أبي مُحَمَّد القلني وناظر عَلَيْهِ فِي الْمُدَوَّنَة ورحل إِلَى قرطبة فناظر عَلَى أبي عَبْد اللَّه بْن الْحَاج وَقدم للشورى والفتيا ببلنسية وَكَانَ عَارِفًا بالفقه حَافِظًا للرأي قَالَ ابْن عياد مولده حول تسعين وَأَرْبع مائَة فِيمَا قَالَه لنا وَقَالَ ابْنه(2/52)
مُحَمَّد بن عياد مولده حول سنة خمس وَتِسْعين وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة
142 - مُحَمَّد بن المرابط الْحَاكِم بحصن لَك من أَعمال قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَحر الْأَسدي سمع مِنْهُ موطأ مَالك ذكره ابْن حوط الله وَحدث عَنهُ وَقَالَ لَقيته أَنا وَأخي يَعْنِي أَبَا مُحَمَّد بِهَذَا الْحصن عِنْد اجتيازنا عَلَيْهِ سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة فناولنا موطأ مَالك وأجازنا جَمِيع مَا رَوَاهُ
143 - مُحَمَّد بن مَالك بن أَحْمد بن مَالك المقرىء من أهل ميرتلة وَسكن إشبيلية وَغَيرهَا يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله وَيعرف بالميرتلي نِسْبَة إِلَى بَلَده أَخذ الْقرَاءَات عَن شُرَيْح بن مُحَمَّد والعربية عَن أبي الْعَبَّاس بن خَاطب الْبَاجِيّ وَأبي الْقَاسِم بن عفيفة اليابري وروى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي عبد الله بن مكي ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي المظفر الشَّيْبَانِيّ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وقفل فتجول بلبلة وطلياطة وَغَيرهمَا وأقرأ حَيْثُ حل مِنْهُمَا وَكَانَ فَاضلا يشار إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة روى عَنهُ ثَابت بن خِيَار اللبلي وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأَبُو إِسْحَاق الأصبحي أَخذ الْقرَاءَات الثماني عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَرَأَيْت ذَلِك بِخَط ابْن مَالك
144 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بْن عَلِيّ بْن عِيسَى بْن سعيد بن مُخْتَار الغافقي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا الْحَسَن وَيعرف بالشقوري لِأَن أَصله مِنْهَا سَمِعَ من أبي عَبْد اللَّه بن الْأَحْمَر الْقرشِي وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي الْقَاسِم بن رَضِي وَأبي عبد الله بن مكي وَأبي أَحْمد بن رزق وَأبي مُحَمَّد النفزي وَأبي بكر بن مدير وَعبد الرَّحِيم الْحِجَازِي وَأبي الطَّاهِر التَّمِيمِي وَأبي إِسْحَاق بن ثبات وَأبي بكر يحيى بن مُوسَى البرزالي وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن عَليّ بن فرج وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن خيرة وَابْن الدّباغ وحيدر بن يحيى الجيلي وَكَانَ حَافِظًا لأخبار الأندلس معتنيا بصناعة الحَدِيث رحاله فِي سَمَاعه مُمَيّزا لرجاله بَصيرًا بِطرقِهِ ضابطا متقنا لهَذَا الشَّأْن يُشَارك فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة مَعَ الزّهْد وَالْفضل والنباهة لِأَبِيهِ وَأهل بَيته رِوَايَة وعناية وَولي قَضَاء شقورة(2/53)
بلد سلفه فحمدت سيرته وَكَانَ عدلا فِي أَحْكَامه صلبا فِي الْحق لَا يُبَالِي مَا لَقِي فِيهِ وَحدث وَأخذ عَنهُ النَّاس وَلم يسمع من أَبِيه فِيمَا أعلم ولد سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَانِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة أم سَلمَة على قَارِعَة الطَّرِيق بِإِزَاءِ قبر هَارُون بن سَالم وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْعَبَّاس المجريطي أَكْثَره عَن ابْن حوط الله
145 - مُحَمَّد بن عبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُفِيد الطَّائِي من أهل قرطبة يكنى أَبَا الْفضل وَيعرف بالنجار روى عَن أَبِيه وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي الْقَاسِم بن الْفرس وَغَيرهم ذكره ابْن حوط الله ولقيه فِي الْمحرم سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وحدَّث عَنْهُ أَبُو القَاسِم الملاحي وكناه أَبَا عَبْد اللَّه
146 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن بْن قَاسم بْن مشرِّف بْن قَاسم بن هانىء اللَّخْميّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْحسن يرْوى عَن أَبِيه وَغَيره حدث عَنهُ ابْن أَخِيه هانىء بن الْحسن
147 - مُحَمَّد بن أَحْمد بْن مُحَمَّد الغافقي من أَهْلَ قرطبة يعرف بِابْن عراق وبالفيساني وَيُقَال بِالْبَاء ويكنى أَبَا عبد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْقَاسِم بن النخاس وَأبي الْحَسَن عون الله بن مُحَمَّد وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَأبي بَحر الْأَسدي وَغَيرهم وتصدر لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث وإصابته زمانة فِي آخر عمره منعته التَّصَرُّف وألزمته دَاره بالربض الشَّرْقِي وبحومة بَاب الْفرج فَكَانَ يقرىء وَيسمع هُنَالك حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل وَابْن حوط الله وَقَالَ توفّي فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة زَاد أَبُو الْعَبَّاس بن الجيار فِي رَجَب ومولده سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة(2/54)
148 - مُحَمَّد بن طرافش الْهَاشِمِي هَكَذَا قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ من أَهْلَ شنتمرية الشرق وَسكن مرسية يكنى أَبَا عبد الله كَانَ أحد الصلحاء الْفُضَلَاء مَعَ التيقظ وبراعة الْخط وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع مرسية ووقفت على مَا أشهده بِهِ القَاضِي أَبُو عبد الله بن حميد فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَلَا أَدْرِي أَله رِوَايَة عَنهُ أم لَا
149 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبان الشَّعْبَانِي من أَهْل رندة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مَرْوَان عبد الْملك بن مُحَمَّد بن طفيل وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَعنهُ أَخذ أَبُو عَليّ بن عبد الْمجِيد الرندي وَهُوَ كَانَ مؤدبه
150 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن العَاصِي من أهل باجة وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي جَعْفَر بن صَاحب الصَّلَاة وَأبي الْعَبَّاس بن خَاطب وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بن إِسْمَاعِيل الْحصار وَيحدث الملاحي عَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي العَاصِي اليابري وَهُوَ هَذَا فِي مَا أَحسب وَغلط فِي نسبته
151 - مُحَمَّد بن فَرح بن حسن بن عِيسَى الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي الْمطرف بن الْوراق وَأبي الْحسن عَبْد الْجَلِيل بْن عبد الْعَزِيز وَكَانَ شَيخا صَالحا مسنا ذكره ابْن حوط الله وَأخذ عَنهُ
152 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البطليوسي مِنْهَا وَيعرف بالمديني يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنهُ إبنه أَبُو إِسْحَاق الْمَعْرُوف بالأعلم
153 - مُحَمَّد بن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن حباسة الْأَزْدِيّ من أهل شريش يكنى أَبَا عبد الله وَأَبا بكر رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع من السلَفِي وَأبي الْحُسَيْن يحيى بن أبي عبد الله الرَّازِيّ وَأبي الطَّاهِر بن عَوْف وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الرَّحبِي المقرىء وَأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن نصرون الْمُؤَذّن وَأبي طَالب التنوخي وَغَيرهم وقفل إِلَى بَلَده وَحدث وبمسجده سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الْخطاب بن الْجَمِيل(2/55)
الْأَرْبَعين للسفلي وَقد عارضها مَعَه أَبُو بكر بن خير وَتُوفِّي شَهِيدا رَحمَه الله
154 - مُحَمَّد بن أبي الْخَلِيل مفرج بن عبد الْعَزِيز بن ابراهيم بن الْوَاهِب مولي الزبيدِيّ من أَهْل المرية يكنى أَبَا عَبْد الله روى عَن أبي الْفضل بن شرف وَسمع مِنْهُ كثيرا من شعره وَكَانَ من أهل السرو والتصاون أزعجته الْفِتْنَة عَن وَطنه فسكن بلنسية وأنشدنا أَبُو الرّبيع بن سَالم عَنهُ قَالَ أنشدنا الْفضل بن شرف لنَفسِهِ
(لعمرك مَا هَذَا الزَّمَان بطائل ... لدي وَلَا مِقْدَاره بكبير)
(وَلما احتقرت الدَّهْر هَانَتْ صروفه ... عَليّ فَلم أعبأ بِفعل حقير)
وَحكى ابْنُ سَالم أَنه كَانَ يستبطن ثروة يَسْتُرهَا بانقباضه وتعلقه من السُّوق بِطرف ضَعِيف يبعد بِهِ الظنة عَن نَفسه وَهُوَ من بَاطِن حَاله فِي أطيب طعمة وأرحب نعْمَة إِلَى أَن توفّي فِي حُدُود الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة
155 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بالخدب أَخذ علم الْعَرَبيَّة عَن أبي القَاسِم بْن الرماك وَأبي الْحسن بن مُسلم وَرَأس أهل وقته فِيهَا ودرس فِي بِلَاد مُخْتَلفه وَكَانَ قَائِما على كتاب سِيبَوَيْهٍ وأصول ابْن السراج ومعاني الْقُرْآن للفراء والإيضاح للفارسي يعتني بهَا وَيرى أَن مَا عَداهَا فِي الصِّنَاعَة مطرح وَله تَعْلِيق على كتاب سِيبَوَيْهٍ سَمَّاهُ بالطرر لم يسْبق إِلَى مثله وَكَانَ يحترف بِالتِّجَارَة وَدخل مَدِينَة فاس فَرغب إِلَيْهِ أَهلهَا فِي الإقراء فَقعدَ لذَلِك وَأقَام مُدَّة هُنَالك وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْحسن بن خروف وَغَيرهمَا ثمَّ ارتحل يُرِيد الْحَج فأقرأ بِمصْر وبحلب وَأقسم أَن يقرىء بِالْبَصْرَةِ حَيْثُ وضع سِيبَوَيْهٍ كِتَابه فأقرأ بهَا وكر رَاجعا بعد أَدَاء الْفَرِيضَة فاختلط فِي طَرِيقه وَاسْتقر بِمَدِينَة بجاية على هَذِه الْحَال إِلَى أَن توفّي بهَا وَرُبمَا ثاب إِلَيْهِ عقله أَحْيَانًا فيتكلم فِي مسَائِل مشكلة من النَّحْو ويبينها أحسن بَيَان ثمَّ يغلب عَلَيْهِ فيتلف ذكر ذَلِك شَيخنَا أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بالشاري وَقَالَ أَخْبرنِي ابْن مكي الْكَاتِب أَنه عاينه عِنْدَمَا تخْتَلف عَلَيْهِ الْمَسْأَلَة يبكي وَتُوفِّي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة(2/56)
156 - مُحَمَّد بن عَامر بن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن سُلَيْمَان بن شَاهد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله رَحل حَاجا وَسمع بحلب من أبي بكر بن يَاسر الجياني سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقد حدث بالإسكندرية وَسمع مِنْهُ بسبتة شَيخنَا أَبُو الْعَبَّاس العزفي فِي سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَحدث عَنهُ أَيْضا أَبُو الْعَبَّاس بن عميرَة لقِيه على ظهر الْبَحْر وَأقَام بسردانية أَزِيد من شهر وَسمع مِنْهُ جُزْءا من رِوَايَته عَن ابْن يَاسر
157 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَطِيَّة الْعَبدَرِي من أَهْلَ دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْعَبَّاس بن عِيسَى وَأبي إِسْحَاق بن جمَاعَة وَغَيرهمَا حدَّث عَنْهُ شَيخنَا أَبُو عَامر الفِهري لقِيه ببلنسية وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة
158 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ من أهل قرطبة يعرف بِابْن الطيلسان ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَن أَبِيه أَحْمد وَعَن صهره أبي الْقَاسِم بن غَالب وَغَيرهمَا ذكره ابْنه أَبُو الْقَاسِم وَقَالَ توفّي فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بمقبرة أم سَلمَة ومولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
159 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن جمَاعَة بْن مهْدي الْبكْرِيّ من أهل دانية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أَبِيه وَأبي عَبْد اللَّه بْن سعيد وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المظفَّر الشَّيْبَانيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن العرجاء وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو عبد الله الْمَازرِيّ وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ مقدما فِي عقد الشُّرُوط حسن الْخط جميل السمت وَالْهَدْي مشكور السِّيرَة معدودا فِي أهل الْعلم وَالْفضل والحلم وامتحن بِأخرَة من عمْرَة فَقبض عَلَيْهِ واعتقل بمرسية وَتُوفِّي بهَا على ذَلِك الْحَال فِي الْعشْر الأول من شهر ربيع الأوّل سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَصلي عَلَيْهِ بهَا وسيق إِلَى قسطنطانية فَدفن مَعَ سلفه أَكْثَره عَن ابْن سَالم
160 - مُحَمَّد بن هِشَام بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ مربيطر يعرف بالبتي ويكنى أَبَا(2/57)
عبد الله أدْرك أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَسمع من ابْن الدّباغ وعاشر الْفُقَهَاء وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة وَالْأَحْكَام بِبَلَدِهِ سَمَّاهُ ابْن سَالم فِي مُعْجم شُيُوخه وَقَالَ لي توفّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
161 - مُحَمَّد بن عَمْرو بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حجاج اللَّخْميّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عُمَر روى عَنْ أَبِيه أبي الحكم وَأبي مَرْوَان الْبَاجِيّ وَغَيرهمَا وَولي الْخطْبَة بعد أَبِيه حدث عَنهُ ابْنه أَبُو الحكم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد وخطب أَيْضا بعده فَكَانُوا ثَلَاثَة خطباء فِي نسق
162 - مُحَمَّد بن سهل الصَّدَفِي من أهل غرب الأندلس يكنى أَبَا عَبْد الله أَقرَأ الْقُرْآن وَأخذ عَنهُ وَكَانَ مُسَاوِيا لأبي عَمْرو بن عديمة وَأَبا عَمْرو حاجز بن حسن فِي رواياتهما
163 - مُحَمَّد بن عَليّ اللاردي أَصله مِنْهَا وَسكن قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَتْ لَهُ رحْلَة حج فِيهَا وقفل فأقرأ الْقُرْآن بِمَسْجِد أم هِشَام بقرطبة يرْوى عَنهُ أَبُو بكر غَالب بن الشراط وَغَيره قَالَه ابْن الطيلسان
164 - مُحَمَّد بْن عبد الغفور بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان الْأَسدي ثمَّ الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ يكنى أَبَا بكر روى عَن أبي الْعَبَّاس بن غَزوَان حدث عَنهُ بالتيسير لأبي عَمْرو المقرىء وَرَأَيْت السماع مِنْهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة(2/58)
165 - مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بْن وَاجِب بْن عمر بْن وَاجِب القَيْسيّ من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا بكر سمع أَبَاهُ أَبَا حَفْص وتفقه بِهِ وَأَبا الْحسن بن النِّعْمَة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي مُحَمَّد بن سعدون الضَّرِير وَولي الْقَضَاء بعدة كور مِنْهُ بَلَده وَقدم للشورى وَالْخطْبَة بِالْمَسْجِدِ الْجَامِع مناوبا لشيخه ابْن النِّعْمَة وتقلد النِّيَابَة فِي الْأَحْكَام مُدَّة قَضَاء أبي تَمِيم مَيْمُون بن جبارَة وَكَانَ دريا بهَا مقدما فِيهَا مَعْرُوفا بالنزاهة وَالْفضل ورجاحة الْعقل حسن السمت رائق الشارة غرَّة فِي أهل بَيته توفّي ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ مستهل ربيع الأول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة بعضه عَن ابْن سَالم وَكَانَ يرفع بِهِ جدا وَيَقُول لم يكن فِي بني وَاجِب على نباهتهم أنبه مِنْهُ
166 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بن خَليفَة بن أبي الْعَافِيَة الْأَزْدِيّ من أهل غرناطة يكنى أَبَا بكر وَيعرف بالكتندي لِأَن أَصله مِنْهَا روى عَنْ أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر وَأبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي عَبْد اللَّه بْن مكّيّ وَأبي الْحسن بن مغيث وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَلَقي ابْن خفاجة فَأخذ عَنهُ وَكَانَ أديبا كَاتبا شَاعِرًا ذَا معرفَة باللغة والعربية أَنْشدني أَبُو الرّبيع بن سَالم قَالَ أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق بن إِبْرَاهِيم الجذامي غَيْر مرّة قَالَ أنشدنا أَبُو بكر الكتندي لنَفسِهِ
(يَا سرحة الْحَيّ يَا مطول ... شرح الَّذِي بَيْننَا يطول)
(عِنْدِي مقَال فَهَل مقَام ... تصغين فِيهِ لما أَقُول)
(ولي دُيُون عَلَيْك حلت ... لَو أَنه تَنْفَع الْحُلُول)
(مَاض من الْعَيْش كَانَ فِيهِ ... ملبسنا ظلك الظليل)
(زَالَ وماذا عَلَيْهِ مَاذَا ... يَا سرح لَو لم يكن يَزُول)
(حَيا عَن المدنف الْمَعْنى ... منبتك الْقطر وَالْقَبُول)
ذكره أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَحدث عَنهُ هُوَ وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيرهمَا وَقَالَ ابْن سَالم توفّي سنة ثَلَاث أَو ربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة(2/59)
167 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن جَابر بن أوسن بن حَفْص بن أوسن بن عَزِيز بن إِسْمَاعِيل بن معمر بن حسان بن سَلمَة بن حييّ أبي الصَّباح والى اكشونبة بن يحيى بن الحبير الْيحصبِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله وَضبط أوسن فيهمَا بالنُّون روى عَن أبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي عبد الله بن أصبغ وَأكْثر عَنْهُمَا وَسمع الْمُوَطَّأ من أبي عبد الله بن نجاح الذَّهَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو جَعْفَر البطروجي وَأَبُو عبد الله بن مكي وَأَبُو الْقَاسِم بْن الْفرس وَأَبُو عَبْد اللَّه بن أبي الْخِصَال وَسمع عَلَيْهِ خطْبَة وَقَرَأَ الْقُرْآن على أبي بَكْر بْن عَيَّاش بْن فرج بالسبع وَأخذ عَنهُ كثيرا من كتب اللُّغَة والعربية والاداب وَولي الْخطْبَة بالجامع الْأَعْظَم وَكَانَ يسمع بِمَسْجِد الإسْكَنْدراني وهنالك سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو سلمَان بن حوط الله فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة وَوَصفه غير وَاحِد بِالْحِفْظِ والمشاركة فِي الْأَدَب مَعَ الْعِبَادَة والتواضع وَحدث عَنهُ من الجلة أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَغَيره وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد الثَّامِن عشر من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن لصَلَاة الْعَصْر بمقبرة أم سَلمَة عَن ابْن الجيار
168 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مجبر التجِيبِي السَّرقسْطِي نزيل مصر يكنى أَبَا عبد الله كَانَ مقرئا متصدرا بمقربة من جَامعهَا الْعَتِيق وَكَانَت لَهُ رِوَايَة عَن أبي حَفْص عمر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي وَغَيره ذكره ابْن حوط الله وَقَالَ أجَاز لي فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
169 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن يُوسُف بن عفيون الغافقي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عُمَر وَأَبا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي عبد الله بن بركَة وَأبي مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ بن مكي وتفقه بِهِ وَأخذ علم الشُّرُوط عَنهُ وَصَحب أَبَا جَعْفَر بن سَلام وَأَبا الْحُسَيْن بن جُبَير وَغَيرهمَا من الأدباء وَكتب للْقَاضِي أبي الْحسن طَاهِر بْن حَيْدَرة بْن مُفَوَّز وشارك فِي الْآدَاب وَكَانَت لَهُ معرفَة بالوثائق وَله فِيهَا مُخْتَصر ضمنه مَا لَيْسَ من بَابه فعيب عَلَيْهِ وَألف كتابا فِي عجائب الْبَحْر وكتابا فِي أَخْبَار الزهاد والعباد وَجمع شعر ابْن جُبَير فِي صباه كتب عَنهُ ابْن عَاتٍ وَابْن سَالم بعض مَا كَانَ عِنْده وَتُوفِّي بعد سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة بعضه عَنْ مُحَمَّد بْن عياد(2/60)
170 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مطرف بن سعيد التجِيبِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ ابْن عتاب حدث عَنهُ ابْنه عمر بن مُحَمَّد
171 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّزَّاق بن يُوسُف بن خلف الْكَلْبِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا القَاسِم روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْحَسَن شُرَيْح وَأبي مُحَمَّد بن عَطِيَّة قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ فِي دولة وَاحِدَة وبتلك الْقِرَاءَة سَمعه أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن جَابر بن الرمالية حدث عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن الْقُرْطُبِيّ
172 - مُحَمَّد بن خلف بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الْقَاسِم الْمعَافِرِي من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبيد الله يرْوى عَنْ أبي القَاسِم بْن رضى وَعبد الْجَلِيل المقرىء روى عَنهُ أَبُو مَرْوَان عبد الْملك بن إِبْرَاهِيم بن هَارُون الْعَبدَرِي
173 - مُحَمَّد بن خلف بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن صَاف اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَاخْتلف إِلَى أبي الْقَاسِم بن الرماك فِي علم الْعَرَبيَّة ورحل إِلَى جيان فَأخذ عَن أبي بكر بن مَسْعُود الْخُشَنِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن طريف وَأَبُو الْحسن بن مغيث وَابْن مكي وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن حجاج وَغَيرهم وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات والعربية مقدما فيهمَا مَعَ الضَّبْط والإتقان أحد الجلة من أَصْحَاب شُرَيْح وَله شرح فِي أشعار السِّتَّة وَفِي الفصيح لثعلب وَكتب فِي ألفات الْوَصْل وَالْقطع ومسائل فِي ايات من الْقُرْآن وأجوبة لأهل طنجة فِي سوءالاتهم المقرئين والنحويين من أهل إشبيلية حدث عَنْهُ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَحكى بَعضهم أَنه أَقرَأ نَحوا من خمسين سنة وَتُوفِّي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقَالَ ابْن فرقد سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة
174 - مُحَمَّد بن مقَاتل بن حيدرة بْن مَسْعُود بْن خَلَف بْن سعيد الزُّهْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه صحب أَبَا جَعْفَر بن جُبَير وَغَيره وَكَانَ فَقِيها أديبا يعْقد الشُّرُوط(2/61)
وَولي الْقَضَاء بلرية وَغَيرهَا من الكور سَمَّاهُ ابْن عياد وَابْن سَالم فِي معجمي شيوخهما وَتُوفِّي فِي صدر محرم سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة خمس عشرَة وَخَمْسمِائة
175 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أَحْمد بْن خَلَف بْن حَمِيد بْن مَأْمُون الْأمَوِي من أهل بلنسية وَأَصله من قَرْيَة بغربها تعرف بأسيلة يكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ ثمَّ رَحل إِلَى غرناطة فَأخذ الْقرَاءَات بهَا عَنْ أبي الْحَسَن بْن ثَابت وَأبي عبد الله بن أبي سحرة وَأَخذهَا أَيْضا بإشبيلية عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع من جَمِيعهم وَمن أبي جَعْفَر بن ثعبان البكي وَقصد جيان للقاء الْأُسْتَاذ أبي بكر بن مَسْعُود فَاخْتلف إِلَيْهِ ثَلَاثِينَ شهرا يَأْخُذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والآداب واللغات وَسمع هُنَالك من أبي الْأصْبع بن عبَادَة الرعيني وَلَقي أَيْضا أَبَا الْقَاسِم بن الأبرش فَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَقيد عَلَيْهِ كثيرا من فَوَائده وَدخل المرية فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فلقي بهَا القَاضِي أَبَا مُحَمَّد بن عَطِيَّة وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو بَكْر بْن فَنْدَلة وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو بَكْر بن مدير وَأَبُو الْحسن بن موهب وَأَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مُعَمَّر وَأَبُو عَامر بن شروية وَأَبُو الحكم بن غشليان وَغَيرهم وقفل إِلَى بَلَده بِعلم جم وَرِوَايَة عالية فأقرأ وَحدث وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَأخذ عَنهُ النَّاس وَولي قَضَاء بلنسية فِي الْعَاشِر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَأقَام على ذَلِك أعواما حميد السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة وَكَانَ عدلا فِي أَحْكَامه جزلا فِي رَأْيه صلبا فِي الْحق إِمَامًا يعْتَمد عَلَيْهِ فِي الْقِرَاءَة والعربية لتقدمه فِي معرفتهما مَعَ الْحَظ الوافر من البلاغة وَالتَّصَرُّف البديع فِي الْكِتَابَة وَحسن الإمتاع بِمَا يُورِدهُ ويحكيه وَلَا أعلمهُ نظم شعرًا سَمِعت أَبَا الرّبيع بن سَالم يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله بن حميد يَقُول سَمِعت من شَيخنَا أبي الْحسن شُرَيْح شَيْئا فِي بَاب الْعلم استغربته فَقلت لَهُ مَا سَمِعت هَذَا إِلَّا مِنْك فاهتز الشَّيْخ وَأنْشد متمثلا(2/62)
(إِذا مت عَن ذكر القوافي فَلَنْ ترى ... لَهَا شَاعِرًا مثلي أطب وأبصرا)
(وَأكْثر بَيْتا سائرا ضربت بِهِ ... بطُون حبال الشّعْر حَتَّى تيسرا)
وأوطن مرسية بِأخرَة من عمره وناوب فِي الصَّلَاة بهَا وَالْخطْبَة أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَتُوفِّي بهَا عِنْد صَدره عَن قرطبة فِي النّصْف الثَّانِي وَقَالَ ابْن سَالم وقرأته أَيْضا بِخَط أبي بَكْر بْن أبي زمنين فِي السَّابِع عشر زَاد أَبُو بَحر صَفْوَان بن إِدْرِيس عَشِيَّة يَوْم السبت من جُمَادَى الأولى سنة ستٍّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدفن بظاهرها عِنْد مَسْجِد الجرف خَارج بَاب ابْن أَحْمد إِلَى جَانب صَاحبه أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش رحمهمَا الله ومولده ببلنسية سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة بعض خَبره عَن أبي زَكَرِيَّاء الجعيدي
176 - مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمَد بْن سَعِيد بْن عَبْد الْبر بن مُجَاهِد الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية وَسكن بعض سلفه بطليوس يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن زرقون وَسَعِيد بن عبد الْبر هُوَ الملقب بذلك لحمرة وَجهه سمع أَبَاهُ وَأَبا عمرَان بن أَبِي تليد وَأَبا مُحَمَّد الوحيدي وَأَبا الْقَاسِم بن الأبرش وَأَبا مُحَمَّد بن عبدون وَأَبا بكر بن القبطورنة وَأَبا الْفضل بن عِيَاض واختص بِهِ ولازمه كثيرا وَكتب لَهُ أَيَّام قَضَائِهِ بغرناطة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله الْخَولَانِيّ وَمن طَرِيقه علا إِسْنَاده وَأَبُو مُحَمَّد بن عتاب وَأَبُو عبد الله بن الْحَاج الشَّهِيد وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن شبرين تواليف أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ خَاصَّة عَنهُ وَولي قَضَاء شلب وَقَضَاء سبتة فحمدت سيرته عرفت نزاهته وَكَانَ أحد سروات الرِّجَال حَافِظًا للفقه مبرزا فِيهِ يعْتَرف لَهُ أَبُو بكر بن الْجد(2/63)
بذلك مَعَ البراعة فِي الْآدَاب والمشاركة فِي قرض الشّعْر وَالتَّصَرُّف فِي طرفِي النّظم والنثر لين الْجَانِب حسن الشارة والهيئة صبورا على الْجُلُوس للاسماع مَعَ الكبرة يتَكَلَّف ذَلِك وَإِن شقّ عَلَيْهِ سَمِعت أَبَا الرّبيع بن سَالم يَقُول رام يَوْمًا أَن ينْهض من مَجْلِسه فَلم يسْتَطع من الْكبر حَتَّى اعْتمد على مَا أَعَانَهُ فَلَمَّا اسْتَوَى قَائِما أنْشد متمثلا
(أَصبَحت عِنْد الحسان زيفا ... وَغير الحادثات نقشي)
(وَكنت أَمْشِي وَلست أعيي ... فصرت أعيي وَلست أَمْشِي)
وَمن تواليفه كتاب الْأَنْوَار جمع فِيهِ بَين الْمُنْتَقى والاستذكار وَجمع أَيْضا بَين مُصَنف التِّرْمِذِيّ وَسنَن أبي دَاوُد السجسْتانِي وَكَانَ النَّاس يرحلون إِلَيْهِ فِي الْأَخْذ عَنهُ وَالسَّمَاع مِنْهُ لعلو رِوَايَته وَإِن لم يكن لَهُ سَماع كثير وَهُوَ آخر من حدث من الأندلسيين بِالْإِجَازَةِ عَن الْخَولَانِيّ وَتُوفِّي بإشبيلية فِي منتصف رَجَب سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده بشريش لَيْلَة الْخَمِيس لِلنِّصْفِ من شهر ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْنِ وَخَمْسمِائة وَفِي شهر ذِي الْقعدَة من هَذِه السّنة أجَاز لَهُ الْخَولَانِيّ جَمِيع مَا أجَاز لِأَبِيهِ سعيد من رِوَايَته قيل فِي الْمحرم من سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبع مائَة وقرأت بِخَط ابْنه أبي الْحُسَيْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد شَيخنَا أَن مولده سنة إِحْدَى وَخَمْسمِائة
177 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن فَرَح بْن الْجد الفِهري الْفَقِيه الْحَافِظ المستبحر من أهل إشبيلية وَدَار سلفه لَيْلَة من كورها وَبهَا ولد يكنى أَبَا بكر سمع بِبَلَدِهِ من أبي الْحسن بن الْأَخْضَر ودرس عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَأخذ عَنهُ كتب اللُّغَات والآداب والغريب وَسمع من أبي الْقَاسِم الْهَوْزَنِي صَحِيح مُسلم وَمن أبي الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأبي الْقَاسِم بن مَنْظُور وَلَقي بقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا الْوَلِيد بن رشد وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بن طريف فَحمل عَنْهُم وناوله ابْن رشد مِنْهُم كتاب الْبَيَان(2/64)
والمقدمات من تأليفه وَسمع من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ جَامع التِّرْمِذِيّ وَغير ذَلِك وَكَانَ لَا يحدث عَنهُ وَلَا عَن شُرَيْح والهوزني وعني فِي أول أمره بِالْعَرَبِيَّةِ فبرع فِيهَا وعزم على الِاقْتِصَار عَلَيْهَا والتصدر لإقرائها ثمَّ مَال إِلَى دراسة الْفِقْه ومطالعة الحَدِيث والإشراف على الِاتِّفَاق وَالِاخْتِلَاف بتحريض أبي الْوَلِيد بن رشد إِيَّاه على ذَلِك وندبه إِلَيْهِ لما رأى من سداد فطرته واتقاد فطنته فَبلغ الْغَايَة ونفع الله بِهِ وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي الْحِفْظ والفتيا وَقدم للشورى مَعَ أبي بكر بن الْعَرَبِيّ ونظرائه من الْفُقَهَاء حِينَئِذٍ بإشبيلية فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَأَبُو الْقَاسِم بن ورد يَلِي قضاءها وَتَمَادَى بِهِ ذَلِك نيفا على سِتِّينَ سنة فِي ازدياد سمو الرُّتْبَة واطراد وَتمكن الحظوة عِنْد الْمُلُوك مَعَ أَنه امتحن فِي كائنة لبلة وسجن وَقيد وَكَانَ فِي وقته فَقِيه الأندلس وحافظ الْمغرب لمَذْهَب مَالك غير مدافع وَلَا مُنَازع لَا يدانيه أحد فِي ذَلِكَ وَلَا يجاريه ويتحدث من حفظه بأَشْيَاء غَرِيبَة ونال دنيا عريضة واستفاد ثروة عَظِيمَة وَإِلَيْهِ كَانَت رياسة بَلَده والانفراد بهَا ثمَّ ورثهَا عقبَة بعده مَعَ اشْتِغَاله بالتدريس والأسماع وَإِن لم يكن الحَدِيث شَأْنه وَكَانَ فصيحا خَطِيبًا مفوها يبلغ بالبديهة مَا لَا يبلغ بالروية أَخذ عَنهُ جلة أهل الأندلس والعدوة ورحلوا إِلَيْهِ وانتفعوا بِهِ وَلم يشْتَغل بالتأليف على غزارة حفظه ومعانة مَادَّة علمه ووقفت لَهُ على مَجْمُوع فِي الزَّكَاة أملاه قَدِيما حمل عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَتُوفِّي بإشبيلية لَيْلَة يَوْمَ الْخَمِيس الرَّابِع عَشْر من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن تسعين سنة وَأشهر مولده بليلة فِي شهر ربيع الأول سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة
178 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن وَاجِب بْن عمر بْن وَاجِب القَيْسيّ المقرىء من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْعَبَّاس ابْن الْحَلَال وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأخذ عَنْهُ الْقرَاءَات والآداب وَقَرَأَ أَيْضا عَليّ أبي جَعْفَر طَارق بن مُوسَى بِقِرَاءَة نَافِع وَلَقي أَبَا الْحسن بن هُذَيْل فَلم يَأْخُذ عَنهُ شَيْئا وَلَقي أَبَا عَلِيّ بْن عريب وَأَبا عبد الله بن الْفرس فَأخذ عَنْهُمَا وَأخذ بَعْضًا الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن وضاح وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عبد الله بن حميد وَغَيرهمَا وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن بِمَسْجِد ابْن حزب الله من دَاخل بلنسية ويؤم بِهِ النَّاس فِي صَلَاة الْفَرِيضَة وَكَانَ مَوْصُوفا بالإتقان والضبط والتقدم فِي ذَلِك مَعَ الصّلاح وَالْخَيْر والذكاء وَكَانَ صنع الْيَد بارع الْخط صَاحب تذهيب روى لنا عَنهُ أَبُو الْحسن بن عبد الْوَدُود(2/65)
المربيطري وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ومولده سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بعضه عَنِ ابْن سَالم
179 - مُحَمَّد بن مَالك بن مُحَمَّد بن مَالك الغافقي من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالمولي نِسْبَة إِلَى بعض أَعمالهَا لَقِي أَبَا بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَسمع مِنْهُ مسلسلاته وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة عَن غَيره وَكَانَ فَقِيها على مَذْهَب مَالك حَافِظًا لَهُ بَصيرًا بِهِ مدرسا لَهُ مقدما فِي علم الرَّأْي وَولي قَضَاء بعض الكور الشرقية وَتَوَلَّى النِّيَابَة عَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش أَيَّام قَضَائِهِ بمرسية وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط وَقد حدَّث وأُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ بمرسية فِي حُدُود التسعين وَخَمْسمِائة ذكره ابْن سَالم وَسمع مِنْهُ حَدِيثا وَاحِدًا وَحكي أنَّ أَبَا عَبْد اللَّه بْن رَافع نبهه عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن عيشون توفّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
180 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن وضاح وَيُقَال فِيهِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن وضاح اللَّخْمِيّ من أهل غرناطة وَنزل جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا القَاسِم أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ كثيرا ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَأخذ الْقرَاءَات بِمَكَّة عَن أبي عَليّ بن العرجاء فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسنة سبع بعْدهَا وَحج ثَلَاث حجات وَدخل بَغْدَاد وَأقَام فِي رحلته نَحوا من تِسْعَة أَعْوَام وقفل إِلَى الأندلس فَنزل جَزِيرَة شقر من أَعمال بلنسية وأقرأ بهَا الْقرَان نَحوا من أَرْبَعِينَ سنة لم يَأْخُذ من أحد أجرا وَلَا قبل هَدِيَّة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ رجلا صَالحا زاهدا يشار إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة مَعْرُوفا بالورع والانقباض أَخذ عَنهُ من شُيُوخنَا ابْنه أَبُو بَكْر مُحَمَّد بِنْ مُحَمَّد وَأَبُو عبد الله بن سَعَادَة المعمر وَغَيرهمَا وَتُوفِّي فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
181 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بِابْن عذبي وعضب كَذَا بِخَط الملاحي روى عَن أبي الْقَاسِم بن رَضِي وَأبي الْقَاسِم بن حظي وَأبي جَعْفَر بن الباذش وَغَيرهم وَولي قَضَاء مالقة وَكَانَ عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ بَصيرًا بهَا مُتَقَدما فِي عقد الوثائق متقنا لَهَا وَتُوفِّي بقرطبة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِينَ سنة أَو نَحْوهَا عَن ابْن حوط الله حدث عَنهُ الملاحي بِالْإِجَازَةِ(2/66)
182 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز من أهل إشبيلية يعرف بِابْن الرجيني ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي الْعَبَّاس بن خَلِيل وَأبي الحكم بْن حجاج وَأبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة والآداب أَقرَأ بقرطبة وَغَيرهَا حدث عَنهُ أَبُو جَعْفَر بن أبي حجَّة فَسمع مِنْهُ أشعار السِّتَّة تفهما فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
183 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عَليّ بن هُذَيْل من أَهْل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد الله وَأَبا بكر سمع مَعَ أَبِيه وَأبي عَامر بن شروية وَأبي الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأبي عبد الله بن سعيد وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وَأبي مَرْوَان بن الصيقل وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَغَيرهم ورحل حَاجا فلقي بالإسكندرية أَبَا طَاهِر السلَفِي وَسمع مِنْهُ فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحج سنة أَرْبَعِينَ بعْدهَا وَسمع بِمَكَّة من أبي عَلِيّ بْن العرجاء وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المظفر الشَّيْبَانِيّ وقفل إِلَى الأندلس فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَحدث وَأخذ عَنْهُ أَبُو عُمَر بْن عياد وابناه مُحَمَّد وَأحمد وَمن شُيُوخنَا أَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو زيد بن حماس وَأَبُو بكر بن مُحرز وَغَيرهم وَكَانَ غَايَة فِي الصّلاح والورع وأعمال الْبر لَهُ حَظّ من علم الْعبارَة ومشاركة يسيرَة فِي اللُّغَة وَكتب بخطة على ضعفه كثيرا ولد سنة تسع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن مُحرز أَنه ولد فِي حُدُود سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
184 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد بن حَارِث الْيَعْمرِي من أهل أبذة يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن أبي الْخِصَال وَغَيره وَكَانَ أديبا شَاعِرًا حدث عَنهُ أَبُو عبد الله بن الصفار من شُيُوخنَا أَخذ عَنهُ الْكَامِل للمبرد توفّي سنة تسع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بوفاته ابْنه أَبُو الْحُسَيْن
185 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أبي زَاهِر الْخَطِيب من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع أَبَا الْحسن بن النِّعْمَة وَكَانَ من(2/67)
أهل الدّين وَالصَّلَاح الْكَامِل وَالْفضل والورع وَسمع مِنْهُ ابْنه أَبُو حَامِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمكتب وَغَيره وأقرأ الْقُرْآن طول عمره وأسمع كتب الرَّقَائِق والمواعظ وَكَانَ خَطِيبًا بِبَعْض نواحي بلنسية وَتُوفِّي بهَا مستهل ربيع الأول سنة تسعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وستِّين سنة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة لم يتَخَلَّف عَنهُ كَبِير أحد
186 - مُحَمَّد بن عبد الْملك بن بونه بن سعيد بن عِصَام الْعَبدَرِي من أهل مالقة وَسكن غرناطة يعرف بِابْن البيطار ويكنى أَبَا عبد الله سمع من أَبِيه وَأبي بكر بن عَطِيَّة ورحل مَعَ أَبِيه إِلَى قرطبة فَسمع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَأبي بَحر الأسَدِيُ وَأبي الْوَلِيد بْن طريف وَأبي الْحسن بن مغيث وَأبي الْوَلِيد بْن رشد وَأبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ سبط ابْن عبد الْبر وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَكلهمْ أجَاز لَهُ مَا أَلفه وَرَوَاهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَليّ الصَّدَفِي وَعمر وأسن وَحدث عَنْهُ من الجلة أَبُو القَاسِم الملاحي وَقَالَ هُوَ وَأَخُوهُ عبد الْحق آخر من حدث عَن أبي عَليّ الصَّدَفِي وقرأت بِخَط أبي بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الْمجِيد الحجري أَنه توفّي فِي الْعشْر الأول من جُمَادَى الأولى سنة تسعين وَخَمْسمِائة ومولده فِي السَّادِس من رَمَضَان عَام سِتَّة وَخَمْسمِائة
187 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سعيد السّلمِيّ من أهل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن عروس سمع من أبي الْحسن بن الباذش وَأبي عبد الله النوالشي وَأبي بكر بن الخلوف وَأخذ عَنْهُم الْقرَاءَات وَسمع أَيْضا من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وروى عَن أبي مَرْوَان بن بونه وَأبي الْحسن بن ثَابت وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الجذامي وَأبي بكر بن مَسْعُود وَأبي الْحسن بن هُذَيْل وَأبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي الْوَلِيد بن الدّباغ وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وإسماع الحَدِيث وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعه وَكَانَ من أهل التجويد والضبط والثقة مَعَ الْفضل وَالصَّلَاح أَخذ عَنهُ النَّاس كثيرا وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة تسعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة سبع وَخَمْسمِائة وقرأت بِخَط أبي الرّبيع بن سَالم أَن مولده سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة(2/68)
188 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلف بن أحد الْأنْصَارِيّ من أهل مالقة وأصلة من بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الفخار سمع من أبي بكر بن الْعَرَبِيّ وَأكْثر عَنهُ واختص بِهِ وَمن أبي عبد الله بن الْأَحْمَر الْقرشِي وَأبي مَرْوَان بن بونه وَأبي جَعْفَر البطروجي وَأبي عَبْد اللَّه بْن معمر وَأبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي بَكْر بْن عبد الْعَزِيز وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد بن عبد الغفور وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي مُحَمَّد بن فائز العكي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو المظفر الشَّيْبَانِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَكَانَ صَدرا فِي حفاظ الحَدِيث مقدما فِي ذَلِك مَعْرُوفا بِهِ يسْرد الْمُتُون والأسانيد مَعَ مَعْرفَته بِالرِّجَالِ وَذكر الْغَرِيب ومشاركة فِي اللُّغَة وَمَعْرِفَة بِالشُّرُوطِ وَكَانَ يتَوَلَّى عقدهَا بِبَاب فنتنالة وَرُبمَا أَقرَأ بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب سمع مِنْهُ جلة وَحدث عَنهُ أَئِمَّة واعترف لَهُ بِالْحِفْظِ أهل زَمَانه سَمِعت أَبَا سُلَيْمَان بن حوط الله يَقُول سمعته يَقُول أَنه حفظ فِي إشبيلية كتاب السّنَن لأبي دَاوُد وقلما كَانَ يخفى عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء قَالَ أَبُو سُلَيْمَان وَأما فِي مُدَّة لقائي إِيَّاه فَكَانَ يذكر صَحِيح مُسلم أَو أَكْثَره قَالَ وَسَأَلَهُ أخي يَعْنِي أَبَا مُحَمَّد يَوْمًا وَأَنا حَاضر هَل كنت تستعين على الْحِفْظ بِشَيْء مِمَّا يذكر الْأَطِبَّاء فَقَالَ قد كَانَ بعض ذَلِك وَذكر أَبُو جَعْفَر بن عميرَة أَنه كَانَ يحفظ صَحِيح مُسلم وَحكى عَن أبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه أَنه قَالَ لوأضيف هَذَا الْكتاب إِلَيْهِ فَقيل كتاب ابْن الفخار لَكَانَ أَحَق بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ مِنْهُ إِلَى مُسلم وَكَانَ مَوْصُوفا بالورع وَالْفضل مُسلما لَهُ فِي جلالة الْقدر ومتانة الْعَدَالَة مكرما لطلاب الْعلم متناهيا فِي الحفاوة بهم وَالْبر واستدعى إِلَى حَضْرَة السُّلْطَان مراكش ليسمع عَلَيْهِ بهَا فَتوفي هُنَالك بعد صَلَاة الْعَصْر يَوْم الْأَحَد السَّابِع عشر وَقيل الثَّامِن عشر لشعبان سنة تسعين وَخَمْسمِائة ومولده بمالقة فِي التَّاسِع لرجب سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة
189 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الله بن مطرف بن أبي سهل بن ياسين(2/69)
النفزي من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه أبي زيد وَغَيره كَانَ معدودا فِي الْفُقَهَاء والأدباء لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَتُوفِّي فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان سنة تسعين وَخَمْسمِائة أَخْبرنِي بذلك ابْنه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بِمَدِينَة بجاية وَجدّة مطرف مَذْكُور فِي الصِّلَة
190 - مُحَمَّد بن عَليّ بن نابل بن لب بن زيد الفِهري من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه لَقِي أَبَا مُحَمَّد البطليوسي وَسمع مِنْهُ وتأدب بِهِ وَحضر مجْلِس أبي مُحَمَّد القلني وَصَحب أَبَا عَامر مُحَمَّد بن عُثْمَان البرياني وَأَبا جَعْفَر بن وضاح وَأَبا الْحسن بن الزقاق وَأَبا مَرْوَان وليد بن صبرَة الغافقي وَسمع مِنْهُم بعض أشعارهم وَكَانَ شَيخا أديبا من بَيت نباهة وَله فِي الْكِتَابَة بعض مُشَاركَة روى عَنهُ أَبُو عَامر بن نَذِير وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو جَعْفَر بن عيشون وَغَيرهم وَتُوفِّي فِي حُدُود التسعين وَخَمْسمِائة
191 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن حجاج يكنى أَبَا عبد الله سَمَّاهُ ابْن سَالم فِي شُيُوخه وَلَا أعرفهُ
192 - مُحَمَّد بن أَحْمد العكي من أهل لوشة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الأصلع روى عَنهُ ابْنه أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد قَالَه ابْن الطيلسان
193 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز المقرىء من أَهْلَ غرب الأندلس يكنى أَبَا ذَر أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات أَبُو جَعْفَر بن الأصلع وَهُوَ من طبقَة أبي الْعَبَّاس البلنسي
194 - مُحَمَّد بن أُميَّة النصري من أهل بياسة يكنى أَبَا عبد الله كَانَ أستاذا فِي الْحساب وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
195 - مُحَمَّد بن أَحْمد التجِيبِي الْخَطِيب المقرىء من أَهْلَ قرطبة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالقبري أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن النخاس وتصدر للإقراء وَأخذ عَنهُ أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد الشقوري قِرَاءَة نَافِع وَهُوَ مَعْدُود فِي شُيُوخه وَكَانَ بأبذة مقرىء(2/70)
يعرف بالقبري بعد الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أَدْرِي أهوَ هَذَا أم غَيره
196 - مُحَمَّد بن فتوح بن عبد ربه التجِيبِي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر كَانَ من أهل الْعلم بالفقه والشروط مبرزا فِي الإتقان لعقدها وَالْقِيَام عَلَيْهَا مُتَقَدما فِي صناعتها وَله فِيهَا تأليف مُفِيد كتبه النَّاس واستعملوه وَتُوفِّي سنة 591 إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
197 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بن عبيد بن فحلون السكْسكِي من أهل أركش وَسكن شريش يكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي بكر بن مدير وَأبي مَرْوَان بن قزمان وَأبي بكر بن ريدان وَأبي إِسْحَاق بن حُبَيْش وَأبي الْحسن مفرج بن سَعَادَة وَأبي مُحَمَّد بن موجوال وَبِه تفقه وَأبي جَعْفَر بن نَمِيل وَابْن بشكوال وَغَيرهم وَحدث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة إخدى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة بعد وقْعَة الأرك بأَرْبعَة أَيَّام أَو نَحْوهَا وَكَانَت الوقيعة على الرّوم يَوْم الْأَرْبَعَاء التَّاسِع من شعْبَان الْمَذْكُور وَقَالَ ابْن فرقد توفّي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَقد قَارب الثَّمَانِينَ سنة
198 - مُحَمَّد بن الْغَازِي من أهل قبرة وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَبْد اللَّه حدَّث عَنْهُ أَبُو عمر وَنصر بن عبد الله بن بشير الغافقي ولقيه فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَلَا أعرفهُ
199 - مُحَمَّد بن رَافع بْن مُحَمَّد بْن حَسَن بْن رَافع الْقَيْسِي من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش واختص بِهِ ولازمه كثيرا وَأَبا مُحَمَّد بن عبيد الله ولقيه فِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بن حميد يَسِيرا وَمن أبي عبد الله بن مَالك الْمولي وتفقه بِأبي عَمْرو البشيجي وَأخذ الْعَرَبيَّة عَنْ أبي جَعْفَر أَحْمَد بْن مفرج الملاحي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَجَمَاعَة سواهُ وَكَانَ حسن الْمُشَاركَة فِي علم الْقُرْآن والعربية مَعَ الْعِنَايَة بطرِيق الحَدِيث وَالرِّوَايَة من أكْرم النَّاس خلقا وأجملهم سمتا وأقرأ الْقُرْآن والعربية وَولي الْقَضَاء بمولة من أَعمال مرسية وَتُوفِّي بإشبيلية عِنْد توجهه إِلَيْهَا فِي وَفد مرسية للتهنئة بوقيعة الأرك فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى(2/71)
وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة ذكره لي ابْن سَالم وَأخذ عَنهُ وَبَعض خَبره عَن أبي عَمْرو بن عيشون
200 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عُمَر بن مُحَمَّد بن وَاجِب يكنى أَبَا الْحسن وَأَبوهُ يكنى أَبَا بكر أجَاز لَهُ ابْن قزمان وَابْن عبيد الله وَغَيرهمَا وبخطه قَرَأت وَفَاة أَبِيه
201 - مُحَمَّد بن مَالك بن يُوسُف بن مَالك الفِهري من أهل شريش يكنى أَبَا عبد الله وَأَبا بكر سمع من أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد صَحِيح الْبُخَارِي بِقِرَاءَة أَبِي مُحَمَّد بن عبيد الله وَسمع من أبي الْقَاسِم من جهور مقامات الحريري وَأخذ كتاب الْبَيَان والتبين للجاحظ قِرَاءَة عَن أبي عبد الله بن الْأَحْمَر الْقرشِي عَن أبي مَرْوَان بن سراج وَسمع أَيْضا من أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي إِسْحَاق بن حُبَيْش وَأبي بَكْر بْن طَاهِر وَأبي بكر بن مدير وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَأَبُو الْفضل حفيد الأعلم وَأَبُو مَرْوَان بن قزمان وَكَانَ من أهل الرِّوَايَة والدراية حَافِظًا لمَذْهَب مَالك يعْقد الشُّرُوط ويبصرها أَخذ عَنهُ النَّاس وَحدثنَا عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الرضي بسام بن أَحْمد وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَقَالَ توفّي على مَا ذكر لي ببلدة شريش سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين يَعْنِي وَخَمْسمِائة وَهُوَ كناه أَبَا عبد الله وَحكى شَيخنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الله الْأَزْدِيّ أَنه لقِيه بشريش بَلَده متوجهه إِلَى قرطبة عَام ثَلَاثَة وَتِسْعين وَخَمْسمِائة فَأجَاز لَهُ جَمِيع رواياته عَن شُيُوخه المسمين وأغفل ذكر شُرَيْح وَابْن الْأَحْمَر مِنْهُم ومولد ابْن مَالك هَذَا سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة قَالَه الْأَزْدِيّ وَكتبه لي بِخَطِّهِ
202 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُوسَى بن هُذَيْل الْعَبدَرِي من أهل مربيطر وَأَصله من أبيشة بِالْبَاء من ثغور بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَن أَبِيه أبي الْعَبَّاس وَغَيره ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حميد الطرابلسي وبالإسكندرية من أبي الطَّاهِر بْن عَوْف وَأبي عَبْد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأبي الطَّاهِر السلَفِي وَأبي طَالب التنوخي وَأبي الْقَاسِم بن جَارة وَأبي الطَّاهِر العثماني وَأبي الضياء بدر بن عبد الله الحبشي وَأبي(2/72)
الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد القيرواني وَغَيرهم وشارك أَبَا عمر بن عَاتٍ وَأَبا عبد الله التجِيبِي فِي السماع من بَعضهم سنة اثْنَتَيْنِ وَسنة ثَلَاث وَسبعين وَخَمْسمِائة ثمَّ صَار إِلَى بَلَده وَحدث بِيَسِير وَتُوفِّي بمربيطر سنة اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة قَالَه لي ابْن سَالم وَسمع مِنْهُ
203 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مفرج بن سعيد البنائي من أهل بلنسية يعرف بِابْن الخباز ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْأَصْبَغ بْن المرابط وَأبي عَليّ بْن عَرِيب وَأبي بكر بن نمارة وَسمع مِنْهُم وَمن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي عبد الله بن يعِيش صهره وَأبي الْحَسَن بْن غُر النّاس وَالْقَاضِي أبي بكر بن أَسد وَحضر مجْلِس الْحَافِظ أبي مُحَمَّد القلني وَأبي الْعَبَّاس الأقليشي وَسمع أَيْضا مِنْهُمَا وَمن غير هَؤُلَاءِ وَأَجَازَ لَهُ السلَفِي وَأَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو القَاسِم بْن جَارة وَلم يذكر ذَلِك فِي برنامجه وَقدم للصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع مربيطر وَحدث وَأخذ عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْحسن بن خيرة وَأَبُو الرّبيع بن سَالم وَغَيرهمَا وَكَانَ رجلا صَالحا ولد قبل الْعشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَدفن بمقبرة بَاب الحنش وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
204 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الطّيب بْن الْحُسَيْن بن هِرقل العتقي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَغَيرهمَا وَولي الْقَضَاء بِغَيْر مَوضِع من كور مرسية ثمَّ تقدم للخطبة بجامعها وَولي قَضَاء شاطبة فأباه واستعفى فأعفى وَكَانَ حسن السمت مَعْرُوف الذكاء وَالْعَدَالَة مُتَقَدما فِي ذَلِك على أهل بَلَده وَهُوَ أَخُو أبي الْقَاسِم الطّيب بن مُحَمَّد وكبيره وَتُوفِّي يَوْم السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين لرجب سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على أَرْبَعِينَ
205 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن رشد من أَهْل قرطبة(2/73)
وقاضي الْجَمَاعَة بهَا يكنى أَبَا الْوَلِيد روى عَن أَبِيه أبي الْقَاسِم استظهر عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ حفظا وَأخذ يَسِيرا عَن أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي بكر بن سمجون وَأبي جَعْفَر بن عبد الْعَزِيز وَأَجَازَ لَهُ هُوَ وَأَبُو عبد الله الْمَازرِيّ وَأخذ علم الطِّبّ عَن أبي مَرْوَان بن جريول البلنسي
وَكَانَت الدِّرَايَة أغلب عَلَيْهِ من الرِّوَايَة درس الْفِقْه وَالْأُصُول وَعلم الْكَلَام وَغير ذَلِك وَلم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا وَكَانَ على شرفه أَشد النَّاس تواضعا وأخفضهم جنَاحا وعنى بِالْعلمِ من صغره إِلَى كبره حَتَّى حُكيَ عَنهُ أَنه لم يدع النّظر وَلَا الْقِرَاءَة مُنْذُ عقل إِلَّا لَيْلَة وَفَاة أَبِيه وَلَيْلَة بنائِهِ على أَهله وَأَنه سود فِي مَا صنف وَقيد وَألف وهذب وَاخْتصرَ نَحوا من عشرَة آلَاف ورقة وَمَال إِلَى عُلُوم الْأَوَائِل فَكَانَت لَهُ فِيهَا الْإِمَامَة دون أهل عصره وَكَانَ يفزع إِلَى فتواه فِي الطِّبّ كَمَا يفزغ إِلَى فتواه فِي الْفِقْه مَعَ الْحَظ الوافر من الْإِعْرَاب والآداب حكى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان أَنه كَانَ يحفظ شعري حبيب والمتنبي وَيكثر التمثل بهما فِي مَجْلِسه ويورد ذَلِك أحسن إِيرَاد وَله تصانيف جليلة الْفَائِدَة مِنْهَا كتاب بداية الْمُجْتَهد وَنِهَايَة المقتصد فِي الْفِقْه أعْطى فِيهِ أَسبَاب الْخلاف وَعلل وَوجه فَأفَاد وأمتع بِهِ وَلَا يعلم فِي فنه أَنْفَع مِنْهُ وَلَا أحسن مساقا وَكتاب الكليات فِي الطِّبّ ومختصر الْمُسْتَصْفى فِي الْأُصُول وَكتابه فِي الْعَرَبيَّة الَّذِي وسمه بالضروري وَغير ذَلِك وَولي قَضَاء قرطبة بعد أبي مُحَمَّد بن مغيث فحمدت سيرته وتأثلت لَهُ عِنْد الْمُلُوك وجاهة عَظِيمَة لم يصرفهَا فِي ترفيع حَال وَلَا جمع مَال إِنَّمَا قصرهَا على مصَالح أهل بَلَده خَاصَّة وَمَنَافع أهل الأندلس عَامَّة وَقد حدث وَسمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَبُو الْحسن سهل بن مَالك وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو بكر بن جهور وَأَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَغَيرهم وامتحن بِأخرَة من عمره فاعتقله السُّلْطَان وأهانه ثمَّ عَاد فِيهِ إِلَى أجمل رَأْيه واستدعاه إِلَى حَضْرَة مراكش فَتوفي بهَا يَوْم الْخَمِيس التَّاسِع من صفر سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقبل وَفَاة الْمَنْصُور الَّذِي نكبه بِشَهْر أَو نَحوه وَدفن بخارجها ثمَّ سيق إِلَى قرطبة فَدفن بهَا مَعَ سلفه رَحمَه(2/74)
الله وَذكر ابْن فرقد أَنه توفّي بِحَضْرَة مراكش بعد النكبة الْحَادِثَة عَلَيْهِ المشتهرة الذّكر فِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَغلط ابْن عمر فَجعل وَفَاته تَاسِع صفر سنة سِتّ وَتِسْعين ومولده سنة عشْرين وَخَمْسمِائة قبل وَفَاة جده القَاضِي أبي الْوَلِيد بأشهر
206 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القحطاني من أهل قرطبة يعرف بِابْن أبي درقة ويكنى أَبَا عبد الله سكن تونس وَولي الْقَضَاء بهَا وَحدث بالموطأ عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن الرمامة أَخذ عَنهُ أَبُو عبد الله بن أصبغ شَيخنَا وَغَيره وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
207 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن زهر بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن زهر الأيادي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بكر أَخذ عَن أَبِيه أبي مَرْوَان وَعَن جده أبي الْعَلَاء علم الطِّبّ وَانْفَرَدَ بِالْإِمَامَةِ فِيهِ فِي وقته مَعَ الْحَظ الوافر من الْأَدَب واللغة وَالْحِفْظ لأشعار الْجَاهِلِيَّة والمولدين والمشاركة فِي سواهَا وَحدث بالمقامات عَن أَبِيه مَرْوَان عَن الحريري أجَازه كتب بهَا إِلَيْهِ وَإِلَى أَبِيه أبي الْعَلَاء وَإِلَيْهِ كَانَت رياسة بَلَده وَكَانَ لَا يعدله أحد من رجالات الأندلس فِي الحظوة عِنْد الْأُمَرَاء وَرفع الْمنزلَة سَمحا جوادا نَفَّاعًا بجاهه وَبِمَا لَهُ ممدحا من رجال الْكَمَال وَقد حدث عَنهُ أَبُو عَليّ الشلوبين وَغَيره وَكَانَ أَبُو بكر بن الْجد يُزَكِّيه ويحكي أَنه يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ أَسَانِيد ومتونا وَتُوفِّي بمراكش غدْوَة يَوْم الْخَامِس الْحَادِي وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ الْخَلِيفَة وَدفن بروضة الْأُمَرَاء ومولده سنة سبع وَخَمْسمِائة وَقيل توفّي وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَتِسْعين سنة
208 - مُحَمَّد بن خلف بن عبيد الله الْمعَافِرِي من أهل ميورقة وَأَصله من(2/75)
نواحي بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالبنيولي وبالمرضجنة أَخذ عَن أبي إِسْحَاق الغرناطي وَسمع مِنْهُ وَكَانَ مقرئا فَاضلا من أهل الْأَدَب والفهم والتيقظ وَوجد السماع مِنْهُ فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَخذ عَنهُ أَبُو مَرْوَان الْخَطِيب وَحدث عَنهُ بالقراءات
209 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْهَمدَانِي من أهل وَادي آش يعرف بِابْن الْبراق ويكنى أَبَا الْقَاسِم سمع من أبي الْعَبَّاس الخروبي وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد الْعقيلِيّ وَأبي الْحسن وليد بن موفق البسطي وَأبي بكر بن رزق وَأبي بَحر يُوسُف بن أَحْمد بن عيشون الأديب وَغَيرهم وَسمع بشرق الأندلس من أبي عبد الرَّحْمَن مساعد بن أَحْمد الأريولي وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأكْثر عَنهُ وَأبي بكر بن أبي ليلى وَأبي عَبْد اللَّه بن عبد الرَّحِيم وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَلَقي جمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس بن إِدْرِيس وَأَبُو عَليّ بن عريب وَأَبُو الْحُسَيْن بن فيد وَأَبُو يُوسُف يَعْقُوب بن طَلْحَة وَأَبُو مُحَمَّد بن سهل الضَّرِير وَأَبُو الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبُو مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَأَبُو الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبُو مُحَمَّد بن دحمان وَأَبُو الْحسن بن غر النَّاس وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ وَأَبُو الْحسن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأَبُو بَكْر بْن فندلة وَأَبُو الْوَلِيد بن حجاج وَأَبُو الْحَسَن بْن مغيث وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن مكي وَأَبُو مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو عَامر السالمي وَغَيرهم وَكَانَ مُحدثا ضابطا أديبا ماهرا شَاعِرًا مطبوعا مجيدا مشاركا فِي الطِّبّ متفننا فِي معارف جمة وشعره مدون وَسَماهُ نور الكمائم ذكره ابْن عياد وَقَالَ أنشدنا كثيرا من شعره وَحدث عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس النباتي وَأكْثر خَبره عَنهُ وَأَبُو الْكَرم جودي بن عبد الرَّحْمَن وَحمل عَنهُ ديوَان شعره وَأخرجه الْأَمِير أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن سعد من وَطنه فأسكنه مرسية وبلنسية ثمَّ عَاد إِلَيْهِ سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة لأجل وَفَاة ابْن سعد فِيهَا فِي آخر يَوْم من رَجَب مِنْهَا وَأقَام يُؤْخَذ عَنهُ وَيسمع مِنْهُ إِلَى أَن توفّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة مولده سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
210 - مُحَمَّد بن عمر الْكَاتِب من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد الله استوطن مَدِينَة فاس وَكَانَ حَافِظًا للآداب واللغات والتواريخ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ مُقَيّدا ضابطا وَكَانَ(2/76)
يكْتب لِلْأُمَرَاءِ ولد بمالقة يَوْم عَاشُورَاء سنة ثَلَاث وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بفاس عِنْد الْأَذَان لصَلَاة الصُّبْح من لَيْلَة الْأَحَد السَّابِع عَشْر لرمضان سنة ستٍّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مَيْمُون الهواري على شَفير قَبره وَدفن بجوفي الرِّبَاط الَّذِي بمقربة من الْمصلى هُنَالك من فَوَائِد ابْن سَالم
211 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن خلف التجِيبِي الْكَاتِب من أهل إشبيلية أَبَا بكر روى عَن خَاله أبي الرّبيع الْمَعْرُوف بالمقوقي وَعَن أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد الله بن زرقون ورحل حَاجا قبل السِّتين وَخَمْسمِائة فلقي أَبَا الطَّاهِر السلَفِي وَابْن عَوْف وَأَبا الْحسن بن فياض وَأَبا الْعَبَّاس بن الْفَقِيه السَّرقسْطِي وَغَيرهم بالإسكندرية وَلَقي بِمَكَّة أَبَا حَفْص الميانشي وَأَبا الْحسن المكناسي وسواهما وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنْهُ وَسَماهُ فِي شُيُوخه أَبُو الْعَبَّاس النباتي وَقَالَ ابْن فرقد توفّي بعد المحنة الْجَارِيَة عَلَيْهِ من السُّلْطَان عَام سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
212 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد المُكْتِب من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن عِذَارَيْ سَمَّاهُ أَبُو الربيبع بن سَالم فِي شُيُوخه وَهُوَ كَانَ معلمه فِي الْكتاب وَحكى أَنه كتب عَن أبي عبد الله مولي الزبيدِيّ بعض مَا رَوَاهُ عَن ابْن شرف من شعره وَلم يسم شُيُوخه وَلَا ذكر وَفَاته
213 - مُحَمَّد بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن عمرال الغافقي من أهل المرية يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن موهب وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي الْحسن بن معدان وَأبي بكر بن أسود وَأبي الْفضل بن شرف وَغَيرهم وَكَانَ من الْفِقْه والمعرفة بِعقد الشُّرُوط والمزاولة لذَلِك وَله فِيهَا مُخْتَصر حسن وَتُوفِّي منتصف لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الرَّابِع وَالْعِشْرين من صفر سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة ومولده سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة ذكره ابْن حوط الله(2/77)
214 - مُحَمَّد بن سعيد بن خلف بن جهور الْقُضَاعِي من أهل بِيران عمل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي عبد الله بن بركَة الشاطبي قَدِيما فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَحدث وَسمع مِنْهُ الْأُسْتَاذ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء وَقَالَ توفّي فِي نَحْو السَّبع وَالتسْعين وَخَمْسمِائة وَسنة بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ
215 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بن يحيى بن أبي إِسْحَاق الْأَنْصَارِيّ من أَهْل لِرْية عمل بلنسية أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه وَغَيره وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنهُ وَهُوَ من بَيت نباهة وديانة وَعلم وزهادة كَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده من جلة المقرئين وَابْنه أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن مُحَمَّد كَذَلِك توفّي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
216 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان بن هَاجر الْأنْصَارِيّ من أهل بلنسِيَّة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بَكْر بن نمارة وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بن أَحْمد بن أبي إِسْحَاق ورحل حَاجا سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة فَأدى الْفَرِيضَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ بعْدهَا وَحج بعد ذَلِك حجَّتَيْنِ وجاور بِمَكَّة عَاميْنِ وَسمع بهَا من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن حميد بن عمر الطرابلسي صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ قد سَمعه من أبي مَكْتُوم عِيسَى بْن أبي ذَر الْهَرَوِيّ وَسمع أَيْضا من أبي مُحَمَّد الْمُبَارك بْن الطبَّاخ وبالإسكندرية من أبي طَاهِر السلَفِي وَعَاد إِلَى بَلَده بعد سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَحدث بِيَسِير وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أَبُو الْحَسَن بْن خِيرة وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الصّلاح وَالْفضل والورع متحققا بأعمال الْبر من الصَّدقَات ومفادات الْأُسَارَى محترفا بِالتِّجَارَة مولده بعد الثَّلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بمرسية لَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّانِي أَو الثَّالِث من الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور وَدفن خَارِجهَا بالمصلي الْجَدِيد
217 - مُحَمَّد بن يُوسُف من أهل ميورقة وَأَصله من طرطوشة يعرف بِابْن ختن فضل ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن فتحون وتفقه بِأبي إِبْرَاهِيم بن عَائِشَة(2/78)
وَحدث ودرس بِبَلَدِهِ الْفِقْه وَكَانَ قَائِما على الْمُدَوَّنَة مَعْرُوفا بالصلاح وَأخذ عَنهُ أَبُو إِسْحَاق بن عَائِشَة وَقَالَ لي توفّي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَخَمْسمِائة فِي أَولهَا وَهُوَ ابْن سِتِّينَ سنة أَو نَحْوهَا
218 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن خلف الْأنْصَارِيّ من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب المسيلي وَسمع مِنْهُمَا وَمن خَاله أبي الْحسن صَالح بن عبد الْملك وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عمر بن صَالح ذكره ابْن حوط الله وَقَالَ لَقيته بمالقة وَأَجَازَ لي مَا رَوَاهُ وَتُوفِّي بعد صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الْأَحَد الثَّانِي وَالْعِشْرين لشوال سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ
219 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يعرف بالزيتوني ويكنى أَبَا عبد الله أَقرَأ بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنهُ توفّي بعد أبي جَعْفَر بن حكم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن بمورور
220 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الرعيني السَّرقسْطِي يلقب بالركن ويكنى أَبَا عبد الله كَانَ فَقِيها متحققا بِعلم الْكَلَام مُتَقَدما فِيهِ يناظر عَلَيْهِ فِي الْإِرْشَاد لأبي الْمَعَالِي وَغَيره وَولي قَضَاء مَعْدن عوام بمقربة من مَدِينَة فاس أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن بن خروف وَأَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه لقِيه بمالقة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَقَالَ توفّي على مَا ذكر لي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
221 - مُحَمَّد بن الْحسن بن إِبْرَاهِيم الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يعرف بِابْن بداوة ويكنى أَبَا عبد الله سمع من أبي بكر بن الْعَرَبِيّ المسلسلات من جمعه وَمن القَاضِي أبي أُميَّة إِبْرَاهِيم بن مُنَبّه الغافقي وَله رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَكَانَ من أبرع النَّاس خطا وأجودهم ضبطا حدث وَأخذ عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيره ووقفت على خطه وَقد ظهر فِيهِ الضعْف من الْكبر بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَالْأَخْذ عَنهُ فِي غرَّة ربيع الأوّل سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
222 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن مُوسَى بْن عَبْد الْملك بن الْوَلِيد بن(2/79)
مُحَمَّد بْن وليد بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن خطاب بْن عبد الْجَبَّار هَكَذَا وجدت نسبه بِخَط يَده وَكَثِيرًا مَا يختصره فَيَقُول بعد عبد الْملك الثَّالِث بن أبي جَمْرَة وَعبد الْجَبَّار هَذَا هُوَ ابْن خطاب بن مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بن الحكم وَمُحَمّد بن مَرْوَان هُوَ أَبُو جَمْرَة وَقد تقدم ذكره فِي أول هَذَا الْبَاب ومنتماهم فِي الأزد من أهل مرسية يكنى أَبَا بكر سمع من أَبِيه كثيرا وتفقه بِهِ وَعرض عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة لسَحْنُون وَمن قَرِيبه أبي الْقَاسِم مُحَمَّد بن هِشَام بن أَحْمد بن وليد وَمن القَاضِي أبي بكر بن أسود وناوله تأليفه فِي تَفْسِير الْقرَان وَقَرَأَ سورا من الْمفصل على أبي مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر الْخُشَنِي وَسمع مِنْهُ أَحَادِيث وَأخذ عَنْ أبي عَامر بْن شرويه خطْبَة مناولة وَسمع مِنْهُ الحَدِيث المسلسل فِي الْأَخْذ بِالْيَدِ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم واستجاز لَهُ قَرِيبه أَبُو الْقَاسِم الْمَذْكُور أَبَا الْوَلِيد بن رشد وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بن هِشَام بن مُحَمَّد واستجاز هُوَ لنَفسِهِ أَبَا الْقَاسِم بن ورد وَأَبا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأَبا مُحَمَّد الرشاطي وَأَبا الْفضل بن عِيَاض وَمن غير الأندلسيين أَبَا عبد الله الْمَازرِيّ وَأَبا طَاهِر السلَفِي وَلَقي أَبَا مُحَمَّد عبد الْحق بن عَطِيَّة فِي قَصده مرسية وصده حِينَئِذٍ عَن دُخُولهَا وماشاه فِي طَرِيقه وناوله تأليفه فِي التَّفْسِير وَأذن لَهُ فِي الرِّوَايَة عَنهُ وَأَبا الْحسن بن هُذَيْل وَأَبا الْوَلِيد بن الدّباغ وَأَبا بكر بن رزق وَأَبا الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأَبا بكر بن الْجد فَأخذ عَنْهُم وأجازوا لَهُ إِلَّا ابْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة مِنْهُم وَسمع من أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن صَالح المقرىء كتاب الشهَاب وَمُسْنَده للقضاعي خَاصَّة وناظر فِي الْمسَائِل عِنْد أبي جَعْفَر بن أبي جَعْفَر أعواما وتدرب مَعَ أبي مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَسمع مِنْهُ جملَة من تأليفه الْكَبِير فِي شرح الْمُدَوَّنَة وَمَعَ أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يحيى بن سعدون وأجازوا لَهُ وعني بِالرَّأْيِ وَحفظه وَولي خطة الشورى وسنه لَا يزِيد على إِحْدَى وَعشْرين وَقدم للفتيا مَعَ شُيُوخه فِي تَاسِع ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة أَيَّام تَأمر ابْن أبي جَعْفَر ثمَّ جدد لَهُ الْأَمِير مُحَمَّد بن سعد تَقْدِيمه إِلَى خطة الشورى بعد ذَلِك وَأول من شاوره من الْقُضَاة أَبُو الْحسن بن سُلَيْمَان بن مُوسَى بن برطلة فظهرت براعته فِي أول(2/80)
قَضِيَّة وَنَصّ تَقْدِيم ابْن أبي جَمْرَة للشورى عَن أبي جَعْفَر هَذَا كتاب تنويه وترفيع وأنهاض إِلَى مرقى رفيع أَمر بكتبه الْأَمِير النَّاصِر للدّين أَبُو جَعْفَر بن أبي جَعْفَر أدام الله تأييده وَنَصره للوزير الْفَقِيه الْأَجَل المشاور الحسيب الْأَكْمَل أبي بَكْر بْن أبي جَمْرَة أدام الله عزة أنهضه بِهِ إِلَى الشورى ليَكُون عِنْدَمَا يقطع لأمر أَو يحكم فِي نازلة يجْرِي الحكم بهَا على مَا يصدر عَن مشورته ومذهبه لما علمه من فَضله وزكاته وجده فِي اكْتِسَاب الْعلم واقتنائه وَلكَون هَذِه الْمرتبَة لَيست طريفة لَهُ بل تليدة متوارثة عَن أسلافه الْكَرِيمَة وآبائه فليتحملها تحمل المستقل بأعبائها اللّحن بأنبائها الْعَالم بمقاصدها المتوخاة المتعهدة وأنحائها وَالله يزِيدهُ تنويها وترفيعا ويبوئه من حظوته وتمجيده مَكَانا رفيعا وَكتب فِي التَّاسِع لذِي الْحجَّة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة الثِّقَة بِاللَّه عز وَجل هَذِه عَلامَة ابْن أبي جَعْفَر وتقلد قَضَاء مرسية وبلنسية وشاطبة وأوريولة فِي مدد مُخْتَلفَة وامتحن بِأخرَة من عمره فِي امْتِنَاعه من قَضَاء مرسية نَفعه الله بذلك وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا بَصيرًا بِمذهب مَالك عاكفا على تدريسه فصيح اللِّسَان حسن الْبَيَان عدلا فِي أَحْكَامه جزلا فِي رَأْيه عريقا فِي النباهة والوجاهة وَله تواليف مِنْهَا كتاب نتائج الْأَبْكَار ومناهج النظار فِي مَعَاني الْآثَار أَلفه بعد الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة عِنْدَمَا أوقع السُّلْطَان حِينَئِذٍ بِأَهْل الرَّأْي وَأمر بإحراق الْمُدَوَّنَة وَغَيرهَا من كتبه وَكتاب إقليد التَّقْلِيد الْمُؤَدِّي إِلَى النّظر السديد وَغير ذَلِك وبرنامجه المقتضب من كتاب الْأَعْلَام بالعلماء الْأَعْلَام من بني أبي جَمْرَة والإنباء بأنباء أبي خطاب هُوَ الَّذِي وقفت عَلَيْهِ وباختلاف نسخه وجد منافسوه السَّبِيل إِلَيْهِ فأنكروا علو رِوَايَته واستبعدوا قرب إِسْنَاده وتعدوا ذَلِك إِلَى آبَائِهِ وتحديث بَعضهم عَن بعض وَأَكْثَرهم من تلاميذ أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَلَعَلَّ ذَلِك للتباعد الَّذِي كَانَت بَينهمَا فِي الْحَيَاة وَإِلَّا فَهَذَا أَبُو عمر بن عياد وَله بحث وَنظر وَقَوله عِنْد من أدركناه مُعْتَبر قد روى عَنهُ وَسَماهُ فِي مشيخته على أَنه كَانَ أسن مِنْهُ ثمَّ توفّي قبله وَمَا عرض لَهُ بِمَا يريب وَلَا نحلة مَا يُنكر بل نَص فِيمَا قَرَأت بِخَط ابْنه أبي عبد الله وَهُوَ أَيْضا مِمَّن يحْتَج بِهِ فِي هَذِه الصِّنَاعَة على رِوَايَته عَن أبي عبد الله الْمَازرِيّ وَأبي بَحر الْأَسدي وَأبي الْقَاسِم بن ورد وَغَيرهم وَقَالَ مُتَّصِلا بِهَذَا لَقيته وَأَنا صَغِير مَعَ أبي بمرسية وجالسته ثمَّ لَقيته بعد ذَلِك بِزَمن وَحَضَرت مَجْلِسه وتدريسه واستجزته فأجازني جَمِيع رِوَايَته وَكتب لي بذلك بِخَط يَده فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ(2/81)
وَخَمْسمِائة وَحكى أَنه استقضى بالبلاد الْمُتَقَدّمَة الذّكر ودرس وشوور فِي الْأَحْكَام بِبَلَدِهِ قَالَ وَهُوَ كَانَ رَئِيس الْمُفْتِينَ بِهِ وأسمع النَّاس وَأخذ عَنهُ هَذَا اخر كَلَامه وَلم يكن هُوَ وَلَا أَبوهُ أَبُو عمر نعم وَلَا ابْن حُبَيْش يدعوا الإفصاح بِحَالهِ لَو ارْتَابُوا بمقاله وَكَيف لَا يفاخر بِرِوَايَة سلفه فضلا عَن الِاعْتِرَاف بِصِحَّتِهِ وَمن أصولهم كتاب رد الْأَبْهَرِيّ على الْمُزنِيّ فِي الْمسَائِل الثَّلَاثِينَ الَّتِي رد فِيهَا على مَالك مَعَ غير ذَلِك وَهُوَ بِخَط مُوسَى بن عبد الْملك مِنْهُم وَفِي آخِره إجَازَة أبي عبد الله بن عَابِد لَهُ ولأبنه عبد الْملك بن مُوسَى ولغيرهما وَذَلِكَ لعشر بَقينَ من شَوَّال سنة ثَمَان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ عِنْدِي أَيْضا مَعَ وَرَقَات من برنامج القَاضِي يُونُس بن عبد الله بِخَط مُوسَى الْمَذْكُور وَفِي آخِره إِجَازَته لَهُ ولابنه عبد الْملك فِي شعْبَان سنة سبع وَعشْرين وقيدت من خطّ من يوثق بِهِ نَص إجَازَة أبي مُحَمَّد مكي بن أبي طَالب لَهما أَيْضا فِي شَوَّال من سنة ثَمَان وَعشْرين وَفِي ذَلِك التَّارِيخ كَانَت رحْلَة مُوسَى إِلَى قرطبة وَلَا دَلِيل أوضح من هَذَا على صراحتهم فِي الْعلم وعنايتهم بالرواية وَهَذَا أَبُو الْوَلِيد بن الفرضي قد ذكر فِي تَارِيخه مِنْهُم عميرَة بن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بْن خطاب وأغفل أَبَاهُ مُحَمَّدًا وأخاه خطاب بن مُحَمَّد فاستدركتهما عَلَيْهِ وَذكر أَيْضا مِنْهُم وليد بن عبد الْملك بْن مُحَمَّد بْن مَرْوَان بن خطاب وَهُوَ أَخُو مَرْوَان بن عبد الْملك من جدود أبي بكر هَذَا إِلَّا أَن ابْن الفرضي قَالَ فِي نسبه العتقي وَنسب عميره إِلَى وَلَاء مَرْوَان بن الحكم وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو بكر الرَّازِيّ فِي كتاب أَعْيَان الموَالِي بالأندلس من تأليفه وَقد ذكر فِي صَدره عبد الجَبَّار بْن خطاب بْن مَرْوَان بْن نَذِير مولى مَرْوَان بْن الحكم قَالَ وَقيل مولى مُعَاوِيَة بن مَرْوَان بن الحكم وَالْأَكْثَر أَنه مولي مَرْوَان بن الحكم وَإِلَيْهِ نسب بَاب الْمَدِينَة الشَّرْقِي الْمَعْرُوف بِبَاب عبد الْجَبَّار يَعْنِي بقرطبة وَهُوَ جد بني خطاب التدميريين مِنْهُم مَرْوَان بن خطاب بْن عَبْد الجَبَّار بْن خطاب بن مَرْوَان بن نَذِير هَذَا مَا أورد الرَّازِيّ عِنْد ذكرهم وَفِي تدمير جمَاعَة من العتقيين فَلَعَلَّ ابْن الفرضي نسب وليدا إِلَيْهِم غَلطا مِنْهُ على أَنِّي قد قَرَأت بِخَط شَيخنَا أبي بكر على ظهر الْكتاب الَّذِي فِيهِ رد الْأَبْهَرِيّ الْمَذْكُور قبل وَهَذَا الْجُزْء بِخَط جد أبي مُوسَى بن عبد الْملك مِنْهُم ونسبهم فِي الانتخاب الْجَامِع لمآثر بني خطاب لِابْنِ حَيَّان كتب هَذَا بعد الرّفْع فِي نسبه إِلَى خطاب بن عبد الْجَبَّار كَمَا أوردته والعتقاء جماع من حجر حمير وَمن سعد الْعَشِيرَة وكنانة مُضر فالتقول على هَذَا الشَّيْخ لَا يُؤثر عِنْد حَملَة الْآثَار وَلَا يقابلون الْمُتَعَارف من(2/82)
حَاله وَحَال آبَائِهِ بالإنكار إِلَى مَا عضده بِهِ من تَقْيِيد الوفيات والمواليد وَإِن حكى شَيخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم فِي كتاب الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه أَنه ظهر مِنْهُ فِي بَاب الرِّوَايَة اضْطِرَاب طرق الظنة إِلَيْهِ وَأطلق الْأَلْسِنَة عَلَيْهِ وَالله أعلم بِمَا لدية فقد أسْند بعقب ذَلِك عَنهُ عَنْ أَبِيه عَنْ أبي عُمَر بن عبد الْبر وَحدث أَيْضا عَنهُ عَنْ أبي بَحر الأسَدِيُ عَنْ أبي الْوَلِيد الوقشي بمختصره لكتاب ابْن حبيب فِي الْقَبَائِل وَأَجَازَهُ ابْن أبي جَعْفَر لَهُ وَكَثِيرًا من خَبره بِخَطِّهِ وجدته وَمِنْه وَعنهُ معولا عَلَيْهِ ومستندا إِلَيْهِ قيدته وَفِي ذَلِك مَا لَا يخفى على من تَأمل فَإِنَّهُ صحّح من حَيْثُ علل وَقد كَانَ أَبُو مُحَمَّد بن حوط الله بالاعتراض أَجْدَر وَفِي اطراح الرِّوَايَة عِنْد أعذر لجلالة شُيُوخه وسعة مسموعه وَلكنه قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وَحدث بِهِ عَنهُ عَن أَبِيه قِرَاءَة عَن جده قِرَاءَة وَعَن أبي الْوَلِيد الْبَاجِيّ إجَازَة جَمِيعًا عَن القَاضِي يُونُس بن عبد الله بسندة وَلَو اكتفينا بِهَذَا وَحده فِي إبِْطَال تِلْكَ الْأَقْوَال لكفى وشفى إِلَى مَا ينضاف إِلَيْهِ من رِوَايَة جلة شُيُوخنَا عَنهُ كَأبي عمر بن عَاتٍ وَأبي عبد الله الشوني وَأبي عَليّ بن زلال وَأبي سُلَيْمَان بن حوط الله وَأبي عبد الله بن نَذِير وأخيه أبي عَامر وَأبي عِيسَى بن أبي السداد وَأبي بكر بن وضاح وَأبي عبد الله بن أبي الْبَقَاء وَأبي الْعَبَّاس العزفي وَأبي بكر بن مُحرز وَأبي الْحُسَيْن بن عِيسَى وَأبي جَعْفَر بن الدَّلال وَأبي مُحَمَّد بن مطروح وَغَيرهم كثير يَمرونَ فِي تضاعيف هَذَا التَّأْلِيف كتب إِلَى وَالِدي عبد الله بن أبي بكر وَإِلَى بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا فِي غرَّة رَجَب عَام سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَالثَّانيَِة فِي منتصف ذِي قعدة من الْعَام الْمَذْكُور وَأَنا إِذْ ذَاك ابْن عَاميْنِ وشهور وَهُوَ أَعلَى شيوخي الأندلسيين إِسْنَادًا وَتُوفِّي رَحمَه الله بمرسية مصروفا عَن الْقَضَاء ضحوة يَوْم السبت الموفى ثَلَاثِينَ من الْمحرم سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَدفن صَلَاة الْعَصْر من يَوْم الْأَحَد بعده مستهل صفر وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه توفى فِي الْعشْر الْوسط من صفر وَهُوَ وهم وَالْأول قَول أبي عَمْرو بن عيشون وَابْن الدَّلال وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو الْعَبَّاس وَدفن بالبلاط الغربي من الْمَسْجِد الْمَنْسُوب إِلَى ابْن أبي جَعْفَر بِإِزَاءِ دَاره ومولده عشي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس لشهر ربيع الآخر سنة ثَمَان عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَ شَيخنَا أَبُو بَكْر يَقُولُ قَالَ لي أبي أَحْمد دَعَوْت الله عز وَجل عِنْدَمَا يئست من الْوَلَد ورددت الدُّعَاء يَوْم الْأَرْبَعَاء وأضمرت فِي نَفسِي إِن كَانَ أَن أُسَمِّيهِ مُحَمَّدًا فَولدت لي فِيهِ(2/83)
223 - مُحَمَّد بن خلف بن مَرْزُوق بن أبي الْأَحْوَص الزناتي من أهل بلنسية وَأَصله من أندة من أَعمالهَا وينسب إِلَى زناتة من نَوَاحِيهَا يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن نسع بالنُّون أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل واختص بِهِ ولازمه وأصهر إِلَيْهِ وَسمع مِنْهُ كثيرا وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وأجازوا لَهُ وَسمع من أبي الْحسن طَارق بن يعِيش كتاب السِّيرَة لِابْنِ إِسْحَاق وَلم يجز لَهُ وَأخذ عَن أبي بكر عَتيق بن الْخصم مُخْتَصر الْعين للزبيدي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش مَا رَوَاهُ وألفه وَكَانَ مقرئا صَالحا زاهدا ورعا أَخذ عَنهُ النَّاس وَكَثِيرًا مَا كَانَ يسمع كتاب السِّيرَة لعلو إِسْنَاده فِيهِ وَكَذَلِكَ الِاسْتِيعَاب حَتَّى كَاد يحفظهما حَدثنِي بذلك وَالِدي عبد الله بن أبي بكر وَسمع مِنْهُ هُوَ وجماعه مِنْهُم أَبُو الْحسن بن خيرة وَأَبُو الرّبيع بْن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بن أبي الْبَقَاء وَأَبُو بكر بن مُحرز وَأَبُو جَعْفَر بن الدَّلال وَأَبُو مُحَمَّد بن مطروح وَغَيرهم ولد سنة تسع وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي صبح يَوْم السبت الثَّانِي عشر لشعبان سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن تسعين سنة وَدفن لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور بمقبرة بَاب بيطالة وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن خيرة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة
224 - مُحَمَّد بن يحيى بن خلف بن يحيى بن خلف بن شلبون الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي بكر بن جزي وَأبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي عَبْد الله بن نسع وَأبي الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأبي عبد الله بن نوح وَأبي جَعْفَر الْحصار وَغَيرهم وَلَقي ابْن كوثر وَابْن عروس وَابْن حميد وَكَانَ من أهل الدِّرَايَة وَالرِّوَايَة مَعَ التَّقْيِيد والضبط والإتقان وَحسن الْخط وعنى بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب واللغات فبرع فِيهَا وَقعد للتعليم بهَا وَأخذ عَنهُ وَوصف لي بالتحقيق وَقد وقفت لَهُ على نظم ضَعِيف وَتُوفِّي معتبطا سنة تسع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
225 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن عبد الْجَلِيل الْعَبدَرِي(2/84)
من أَهْل ميورقة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالبنيولي وبنيول من أَعمال بلنسية روى عَن أَبِيه وَأبي عَبْد اللَّه بْن وَقاص وتفقه بِأبي إِبْرَاهِيم بن عَائِشَة وَكَانَ فَقِيها حَافِظًا أديبا شَاعِرًا نبيه الْبَيْت وَتُوفِّي قبل الستمائة
226 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أهل غرناطة وأصلة من سرقسطة يعرف بِابْن الصَّقْر ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه أبي الْعَبَّاس وَأبي عبد الله النميري وَغَيرهمَا وَولي الْقَضَاء وَكَانَ بارع الْخط وَكتب علما كثيرا مِنْهُ إحْيَاء عُلُوم الدّين حدث عَنهُ أَبُو الْقَاسِم الملاحي
227 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بن صَخْر اللَّخْمِيّ من أهل شريش يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون بإشبيلية وَأبي بكر بن عبيد الأركشي وَغَيرهمَا وَكَانَ شَيخا صَالحا حدَّث عَنْهُ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بن مُوسَى بن فحلون
228 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد الجذامي الشَّاهِد من أهل إشبيلية يعرف بالنيار يكنى أَبَا بكر سَمِعَ من أبي الْحَسَن شُرَيْح بن مُحَمَّد صَحِيح البُخَارِيّ وَمن أبي بكر بن طَاهِر موطأ مَالك رِوَايَة يحيى بْن يحيى وَمن أبي الْحَسَن الزُّهْرِيّ وَأبي الْحسن مفرج بن سَعَادَة وَحدث وَأخذ عَنهُ وقرأت تَسْمِيَة شُيُوخه وَمَا سمع مِنْهُم بِخَطِّهِ وَتُوفِّي فِي نَحْو الستمائة
229 - مُحَمَّد بن عبيد بن ملطون بِالطَّاءِ الْمُهْملَة الْأمَوِي المقرىء يكنى أَبَا بكر أَصله من شنترين وَسكن إشبيلية أَخذ عَن أبي بكر بن صَاف وَعلم بِالْقُرْآنِ وتجول بنواحي إشبيلية وأقرأ بالمنستير وَغَيره من حصونها وخطب بِبَعْضِهَا وَتُوفِّي فِي حُدُود الستمائة
230 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الأزدى الْعَتكِي من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بِابْن النسرة ويكنى أَبَا عبد الله وَهُوَ من بَيت أبي مَرْوَان(2/85)
عبد الْملك بن إِدْرِيس الجزيري الْوَزير وَمن ولد أَخِيه سمع من أبي الْعَبَّاس بن زرقون المقرىء وَأَجَازَ لَهُ وَلَا أرَاهُ سمع من سواهُ وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة مرضِي الطَّرِيقَة حدَّث عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط الله وَأَبُو عبد الله بن هِشَام وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَسَماهُ فِي شُيُوخه توفّي سنة سِتّمائَة فِي مَا أَحسب زَاد غَيره ومولده سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقَالَ ابْن فرقد توفّي سنة سِتّمائَة وَلم يشك عَن سنّ عالية
231 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن مفرج بن سَعَادَة من أهل إشبيلية وَنزل تلمسان يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي الْعَبَّاس بن حَرْب وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي بَكْر بن الْعَرَبِيّ وَأبي بكر بن مدير وَأبي بكر بن رزق وأجازوا لَهُ هم وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَلم يسمع من شُرَيْح إِلَّا موطأ مَالك رِوَايَة يحيى بْن يحيى وصحيح البُخَارِيّ رِوَايَة أبي ذَر خَاصَّة وَكَانَ مقرئا فَاضلا مُحدثا ضابطا أَخذ عَنهُ النَّاس وَعمر وأسن وَحكى أَبُو الْعَبَّاس بن المزين أَنه لقِيه بتلمسان وَأَجَازَ لَهُ فِي شهر ربيع الاخر سنة سِتّمائَة وَكتب إِلَى شَيخنَا أَبُو زَكَرِيَّاء يحيى بن أبي بكر بن عُصْفُور بِخَطِّهِ أَنه توفّي عَفا الله عَنهُ سنة سِتّمائَة
232 - مُحَمَّد بن يحيى من أهل قرطبة وَأَصله من اصطبه يكنى أَبَا عَبْد اللَّه كَانَ مقرئًا مجودا صوفيا وَكَانَ يصلى التَّرَاوِيح بالجامع الْأَعْظَم وَيجْلس للتذكير والوعظ وَتُوفِّي فِي آخر رَمَضَان سنة سِتّمائَة وَدفن بروضة الصلحاء وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ذكره ابْن الطيلسان
233 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن متوكل التَّمِيمِي من أهل إشبيلية وَأَصله من قرطبة وَيعرف بِابْن الْحذاء وَهُوَ من بَيت أبي عمر القَاضِي يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عتاب فِيمَا احسب وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط لقِيه شَيخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم بعد التسعين وَخَمْسمِائة وَأخذ عَنهُ أَبُو عَليّ الشلوبين وَتُوفِّي سنة سِتّمائَة أَو إِحْدَى وسِتمِائَة وَقد نَيف على التسعين(2/86)
234 - مُحَمَّد بن مَرْوَان بن يحيى بن فَهد اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يعرف بِابْن القانة ويكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنْ أبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَأبي بكر مُحَمَّد بن عبد الغفور وَغَيرهمَا وسمغ بغرناطة من أبي عبد الله بن عروس وبشرق الأندلس من أبي الْعَطاء بن نَذِير وَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَغَيرهمَا من شُيُوخنَا وعنى بالرواية أتم الْعِنَايَة وَجمع من الدَّوَاوِين العتيقة والدفاتر كثيرا وَلَا أعلمهُ حدث
235 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عِيسَى بْن إِدْرِيس التجِيبِي من أَهْل مرسية يكنى أَبَا الْقَاسِم سمع من أَبِيه أبي الْعَبَّاس وَأبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي بكر بن أبي ليلى وَأبي عَبْد اللَّه بن الْفرس وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حميد وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَصَحب القَاضِي أَبَا الْوَلِيد بن رشد ولازمه بقرطبه وَأخذ عَنهُ علمه واستقضاه فِي غير مَا جِهَة من قرطبة وَلم يزل ينْهض بِهِ حَتَّى ولي قَضَاء الجزيرة الخضراء وَمِنْهَا إِلَى قَضَاء شاطبة ثمَّ صرف عَنهُ عِنْد محنة أبي الْوَلِيد وتتبع أَصْحَابه ثمَّ ولي قَضَاء دانية وَكَانَ عَالما متفننا أديبا ماهرا ناظما ناثرا وَقد سمع مِنْهُ شَيخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم يَسِيرا وَقَالَ فِيهِ فَاضل على الْإِطْلَاق مُتَقَدم فِي نزاهة النَّفس وكرم الْأَخْلَاق وأنشدني لَهُ صاحبنا أَبُو مُحَمَّد بن أبي بكر الداني عَنهُ
(يَا موقظ النَّفس علمنها ... وَلَا تكلها إِلَى الْجَهَالَة)
(فَالنَّفْس بدر وَالْعلم شمس ... وَالْجهل فِيهَا سَواد هَالة)
مولده سنة خمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي وَهُوَ يَلِي قَضَاء دانية فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وست مائَة
236 - مُحَمَّد بن خلف الْمعَافِرِي من أهل ميورقة يعرف بِابْن غيداء ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بن سهل المنقوري وَأبي إِسْحَاق الغرناطي وَأبي إِسْحَاق بن فتحون وَغَيرهم وتصدر للإقراء والتعليم بِالْعَرَبِيَّةِ وَتقدم أهل بَلَده فِي ذَلِك أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عبد الله بن الشكاز وَتُوفِّي بمراكش سنة إِحْدَى وسِتمِائَة(2/87)
237 - مُحَمَّد بْن رشيد بن عِيسَى بن أَحْمد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن باز الْيحصبِي الْأُسْتَاذ أَبُو عبد الله يرْوى الْكَامِل عَن عبد الْملك بن أبي بكر بن عبد الْملك التجِيبِي بتاريخ الْعشْر الْأَوَاخِر من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين وَخَمْسمِائة وَيَرْوِيه أَيْضا عَن السُّهيْلي سَمَاعا وَقِرَاءَة وَعَن أبي الْعَبَّاس البلنسي سَمَاعا وَله رِوَايَة عَن أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن دحمان وَتُوفِّي بعد الستمائة
238 - مُحَمَّد بن أبي خَالِد عبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي زمنين بن عدنان بن بشير بن كثير المري الإلبيري من أهل غرناطة كَذَا نسبه أَبُو الْقَاسِم بن الملاحي وَقَالَ إِنَّه وَقفه عَلَيْهِ فَأقر بِهِ وَذكر أَن مُحَمَّد بن عبد الله بن عِيسَى هُوَ أَخُو الْفَقِيه الزَّاهِد سمي بِهِ وَكَانَ قَاضِيا يكنى أَبَا بكر سَمِعَ أَبَا مَرْوَان بْن قزمان وَأَبا الْحسن الزُّهْرِيّ وَأَبا بكر بن مُحرز وَأَبا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا بكر بن خير وَأَبا الْحسن بن الضَّحَّاك وَأَبا سُلَيْمَان دَاوُد بْن يزِيد السَّعْديّ وَأَبا عَليّ الْحسن بن سهل الْخُشَنِي وَأَبا إِسْحَاق بن صَدَقَة وَأَبا الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي وَأَبا مُحَمَّد الْقَاسِم بن دحمان وَأَبا بكر بن رزق واختص بِهِ وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو بكر بن نمارة وَأَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأَبُو الْعَبَّاس بن إِدْرِيس وَأَبُو عبد الله بن الْفرس وَأَبُو الْحَسَن عَبْد الرَّحِيم بْن قَاسم الحجاري وَأَبُو عبد الله بن حميد وَأَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّزَّاق وَمن أَهْل الْمشرق أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو مُحَمَّد العثماني وَأَبُو طَاهِر بن عَوْف وَأَبُو عَليّ الْحسن بن عَليّ البطليوسي المجاور لمَكَّة وَغَيرهم وَولي قَضَاء غرناطة بَلَده ثمَّ قَضَاء مالقة وَكَانَ بَصيرًا بِالْأَحْكَامِ فَقِيها مُحدثا حسن الْخط جيد الضَّبْط عَارِفًا بتاريخ من نزل الأندلس قَدِيما من الْعَرَب حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو(2/88)
سُلَيْمَان بن حوط الله وَأَبُو مُحَمَّد بْن القُرْطُبيّ وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَأَبُو الرّبيع بن سَالم وَأَبُو جَعْفَر بْن الدَّلال وَغَيرهم كثير وَتُوفِّي بغرناطة مصروفا عَن الْقَضَاء فِي الثُّلُث الأول من لَيْلَة يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي عشر وَقَالَ ابْن الطيلسان توفّي لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّالِث عشر وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو جَعْفَر بن عبد الْمجِيد من شهر ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْنِ وست مائَة وَكَانَ يكتم سنه وَلَا يخبر بمولده ويتوقف عَن الْإِعْلَام بذلك مَتى سُئِلَ عَنهُ فألح عَلَيْهِ بعض طلبته فِي مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ فِي السُّؤَال عَن مبلغ سنه فَقَالَ اثْنَان وَسَبْعُونَ عَاما ثمَّ قَالَ عِنْد ذَلِك سَمِعت أحد شيوخي يَقُول مَا سُئِلَ أحد عَن مولده فكتمه ثمَّ أخبر بذلك إِلَّا دنا اجله وَأرى أَجلي قد حضر حَكَاهُ ابْن حوط الله وَفِيه عَن ابْن سَالم وَأَخْبرنِي أَبُو جَعْفَر الدَّلال قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الْقَاسِم هُوَ ابْن سمجون أَن مولد القَاضِي أبي بكر بن أبي زمنين عَام ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
239 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ من أهل بلنسية يعرف بِابْن مقصير يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا الْعَطاء بْن نَذِير وَأَبا عَبْد اللَّه بن نوح وتفقه بِهِ وانتفع بِصُحْبَتِهِ وملازمته وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن الْجد وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء شريش ثمَّ صرف عَنهُ وَعَاد إِلَى بَلَده فدرس الْفِقْه وأقرأ بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ جَلِيلًا فَاضلا مشاركا فِي فنون من الْعلم وَتُوفِّي يَوْم الِاثْنَيْنِ منسلخ رَمَضَان سنة ثَلَاث وسِتمِائَة
240 - مُحَمَّد بن طَاهِر بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طَاهِر القَيْسيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر سمع من جده أبي بكر مُحَمَّد بن أَحْمد وَمن أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي الْأَصْبَغ السماتي الطَّحَّان وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَكَانَ رجلا صَالحا ورعا وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وسِتمِائَة
241 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي زَيْد من أهل لرية عمل بلنسية يعرف بِابْن عياد يكنى أَبَا عبد الله سمع من أَبِيه أبي عمر وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي بكر بن نمارة وَأبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة(2/89)
وَأبي بَكْر بْن أبي ليلى وَأبي عبد الله بن الْفرس وَأبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد الله بن حميد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ ولأبيه أَبُو مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو مُحَمَّد بن عَاشر وَأَبُو عبد الله بن بركَة وَأَبُو الْأَصْبَغ بْن المرابط وَأَبُو الْعَرَب عَبْد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِمَا أَبُو طَاهِر السلَفِي من الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية وَالتَّقْيِيد للآثار وَالْأَخْبَار وَالْحِفْظ للتاريخ وَله فِي مشيخة أَبِيه مَجْمُوع مُفِيد على حُرُوف المعجم كتب مِنْهُ وَمن سَائِر مَا وَقع إِلَى بِخَطِّهِ فِي هَذَا الْكتاب مَا نسبته إِلَيْهِ وَلم يخل من أغلاط نبهت عَلَيْهَا وَكَانَ يضْرب فِي الْآدَاب والعربية بِسَهْم وَرُبمَا قرض أبياتا من الشّعْر وَحدث وَأخذ عَنهُ ابْن سَالم وَقَالَ لي توفّي بِبَلَدِهِ سنة ثَلَاث وسِتمِائَة ومولده وَقت الزَّوَال من يَوْم الْخَمِيس السَّابِع وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة قَرَأت ذَلِك بِخَط أَبِيه أبي عمر
242 - مُحَمَّد بن يحيى بن خزعل بن سيف الطلحي الشريف من ولد طَلْحَة بن عبد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي بَكْرٍ الصَّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَقيد عَلَيْهِ اللُّغَات والآداب وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَغَيرهمَا وَكَانَ أديبا نحويا بارعا فَاضلا توفّي بمراكش سنة أَربع وسِتمِائَة عَنِ ابْن سَالم
243 - مُحَمَّد بْن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْعَزِيز بن زَكَرِيَّاء بن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن حسنون الْحِمْيَرِي الكتامي من أهل بياسة وَصَاحب الصَّلَاة وَالْخطْبَة بهَا يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد الله أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن خلف بن بَقِي وَسمع مِنْهُم وَمن أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي الْقَاسِم بْن ورد وَأبي الْحجَّاج بن يسعون وَأبي جَعْفَر بن معقل الشوذري وَأبي الْحجَّاج الْقُضَاعِي وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو بكر بن الخلوف وَأَبُو عَليّ بن عريب وَأَبُو جَعْفَر بن عيشون المقرئون وَبَلغنِي أَن أَبَا عبد الله الْمَازرِيّ كتب إِلَيْهِ وَولي قَضَاء بَلَده وتصدر بِهِ للإقراء والإسماع حَيَاته كلهَا وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ مقرئا جَلِيلًا ماهرا ضابطا مجودا(2/90)
عالي الرِّوَايَة وَعمر وأسن وَضعف بَصَره حَتَّى تعذر الْكتب عَلَيْهِ وَتُوفِّي ثامن رَمَضَان سنة أَربع وسِتمِائَة وَقد بلغ التسعين ذكره ابْن حوط الله وَأَكْثَره عَن غَيره وقرأت بِخَط بعض أَصْحَابنَا أَنه توفّي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس من رَمَضَان الْمَذْكُور وَدفن بِالبَقِيعِ خَارج بياسة وَصلى عَلَيْهِ ابْنه أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد وَقَالَ مولده سنة عشْرين وَخَمْسمِائة وَحكى غَيره أَنه بلغ الثَّمَانِينَ وَأَن مولده سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
244 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن سعد بن مفرج الْهَمدَانِي من أَهْلَ الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي نصر فتح بن مُحَمَّد الجذامي المقرىء وَعَن غَيره وَكَانَ من أهل الرِّوَايَة وَالْبَصَر بِعلم الْفَرَائِض والحساب وَعقد الشُّرُوط وَقد أَخذ عَنهُ وَتُوفِّي عشي يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّالِث عشر لرمضان سنة أَربع وسِتمِائَة وَهُوَ ابْن تسعين سنة ذكره ابْن حوط الله وَفِيه عَن غَيره
245 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَبْد الرَّحْمَن بْن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن القح واشتهر بِالنِّسْبَةِ إِلَى ابْن مُحرز سمع من صهره أبي الْحسن بن هُذَيْل وَأكْثر عَنهُ وَمن أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحسن طَارق بن يعِيش أَخذ عَنهُ الشهَاب للقضاعي وروى أَيْضا عَن أبي بكر بن خير سمع مِنْهُ بإشبيلة سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وَعَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي الْحَسَن بْن سَعْد الْخَيْر وَغَيرهم وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْفِقْه والقراءات وَحدث بِيَسِير أَخذ عَنهُ ابْنه أَبُو بكر مُحَمَّد وَأَبُو عبد الله بن أبي الْبَقَاء وَغَيرهمَا رَأَيْته وَأَنا صَغِير وَتُوفِّي سحر لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّانِي لجمادى الْأَخِيرَة سنة خمس وستّمائة ومولده سنة سبع أَو ثَمَان وَعشْرين وَخَمْسمِائة
246 - مُحَمَّد بن حَارِث الْحداد من أهل إشبيلية يعرف بقزداج ويكنى أَبَا بكر كَانَ حَافِظًا للْحَدِيث قَائِما على صَحِيح مُسلم يسْرد متونه وَأَسَانِيده وَله رِوَايَة عَن أبي الْحُسَيْن بن زرقون شَيخنَا وَكَانَ رجلا صَالحا وَتُوفِّي سنة خمس وسِتمِائَة أَو نَحْوهمَا
247 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن يحيى بن مُحَمَّد بن عمر الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن غبره ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله بن نوح وَأبي جَعْفَر الْحصار من شُيُوخنَا وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن نسع وَأبي بكر عَتيق بن عَليّ(2/91)
القَاضِي وَسمع بلرية من أبي زَكَرِيَّاء مُحَمَّد بن أبي إِسْحَاق وَأبي عبد الله بن عياد وَأبي عبد الله بن قرين وَأخذ بمرسية عَن أبي بكر بن أبي جَمْرَة ورحل إِلَى إشبيلية فَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن نجبة بن يحيى وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الطرياني وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي جَعْفَر بن مضاء وَأبي الْوَلِيد بن جَابر بن أَيُّوب وَأبي الحكم بن حجاج وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَغَيرهم وعني بالرواية أتم الْعِنَايَة وَكَانَ من أهل التيقظ وَالتَّقْيِيد وَلَا أعلمهُ حدَّث
248 - مُحَمَّد بْن عَيَّاش بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن الطُّفَيْل الْعَبْدي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف بِابْن عظيمه روى عَن أَبِيه أبي عَمْرو وَأبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد وَأبي الْأَصْبَغ السماتي وَأبي بكر بن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وابي جَعْفَر بن مضاء وَأبي الْوَلِيد الْحُسَيْن بن أصبغ وَأبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأبي عَمْرو مرجي بن عبد الْملك بن مرجي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو جَعْفَر بن سَابق الْأمَوِي وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَكَانَ مقرئا ماهرا جَارِيا على طَريقَة سلفه فِي التجويد والإتقان أَخذ عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الْحرار وَغَيرهم ووقفت على خطه بِالْإِجَازَةِ لبَعض تلاميذه سنة خمس وسِتمِائَة
249 - مُحَمَّد بن جَابر بن يحيى بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن هَاشم بن غمر بن ذِي النُّون الثَّعْلَبِيّ من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا الْحَسَن وَيعرف بِابْن الرمالية سمع بِبَلَدِهِ أَبَا جفعر بن الباذش وَأَبا عبد الله النميري وَأَبا مُحَمَّد عبد الْحق بن عَطِيَّة وَأَبا الْفضل بن عِيَاض وَسمع أَيْضا أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ وَأَبا الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الْخِصَال وتفقه بِأبي الْوَلِيد بن خيرة سمع عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة وَلَقي أَبَا الْفضل بن شرف وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر يحيى بن بَقِي منظومه ومنثوره وَكَانَ من أهل الوجاهة والنباهة ذَا عناية بالرواية ومشاركة فِي الْآدَاب أَخْبرنِي أَبُو عمر بن عيشون وَغير وَاحِد من أَصْحَابنَا عَنهُ أَنه زار مَعَ شَيْخه الْأُسْتَاذ أبي جَعْفَر بن الباذش الْوَزير أَبَا الْفضل جَعْفَر بن مُحَمَّد بن شرف بفندق السُّلْطَان بغرناطة قَالَ فأنشدنا من قيله فِي الْحِين(2/92)
(أأبقيتني يَا بَين من بعد بَينهم ... وَقد سَار حاد بالخليط وسائق)
(وَمَا ضرّ لَو كَانَ الترحل وَاحِدًا ... فَكَانَ مشوق حَيْثُمَا كَانَ شائق)
قَالَ ابْن جَابر وَلَيْسَ لي عَنهُ غير هذَيْن الْبَيْتَيْنِ فَقَط حدث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَعمر وأسن وَرَأَيْت السماع مِنْهُ بِخَطِّهِ فِي سنة خمس وست مائَة
250 - مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالقرطبي أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن نجبة بن يحيى وَبعده عَن أبي بَكْر بْن صَاف وَأبي عُمَر بن عظيمه وَأكْثر سَماع الحَدِيث وروى عَن أبي الحكم بن حجاج وَأبي الْوَلِيد بن أبي مَرْوَان وَأبي الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي عمر بن عيشون وَأبي عبد الله بن الفخار وَغَيرهم ورحل إِلَى مَدِينَة فاس فِي طلب الْعلم فَأخذ عَن أبي عبد الله بن زرقون وَعَاد إِلَى بَلَده فأقرأ الْقُرْآن ودرس الْفِقْه بأخره من عمره وَاخْتصرَ كتاب الاستذكار وَكَانَ كثير التَّقْيِيد متقللا من الدُّنْيَا مَوْصُوفا بالزهادة وَالْعِبَادَة رَحمَه الله
251 - مُحَمَّد بن قسوم بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم بن عبد الله الفهمي الزَّاهِد من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله صحب أَبَا عبد الله بن الْمُجَاهِد واختص بِهِ وَهُوَ كَانَ مؤذنه فِي مَسْجده أَيَّام حَيَاته وَالَّذِي خَلفه فِيهِ بعد وَفَاته وَسمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ وَحدث بِهِ ومسند ابْن أبي شيبَة ورسالة ابْن أبي زيد وَغير ذَلِك وَكَانَ فَقِيها ورعا منقبضا عَن النَّاس نحويا ماهرا صَاحب علم وَعمل حدث عَنهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوف بالطلبي الإشبيلي وَهُوَ نسبه وَذكره أَبُو بكر مُحَمَّد بن قسوم اللَّخْمِيّ وَلَيْسَ من أهل بَيته وَقَالَ ولد منتصف شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بعد الْعَصْر من يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس وَالْعِشْرين لربيع الآخر سنة سِتّ وسِتمِائَة وَدفن يَوْم الْخَمِيس بمقبرة النخيل وَصلي عَلَيْهِ على شَفير قبرة عِنْد دُخُول وَقت الْعَصْر وَهُوَ ابْن خمس وَثَمَانِينَ سنة قَالَ(2/93)
وتلاحق النَّاس من بعد دَفنه يزدحمون على أَفْوَاه الْأَزِقَّة ويتبادرون شوارع الطَّرِيق ثمَّ أنْشد
(وَإِذا أحب الله يَوْمًا عَبده ... ألْقى عَلَيْهِ محبَّة للنَّاس)
حدث عَنهُ صاحبنا أَبُو بكر بن سيد النَّاس
252 - مُحَمَّد بن سعيد بن مُحَمَّد الْمرَادِي من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي عَليّ بن عريب وَسمع مِنْهُمَا وَمن أبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي بكر بن أبي ليلى وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَأبي عَبْد اللَّه بن الْفرس وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حميدوأجازوا لَهُ جَمِيع رواياتهم إِلَّا ابْن أبي ليلى مِنْهُم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو الْحسن بن فيد وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَكَانَ خيرا فَاضلا أَقرَأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث وَأخذ عَنهُ النَّاس كثيرا وَتُوفِّي بمرسية نصف لَيْلَة الْجُمُعَة الْحَادِي وَالْعِشْرين لرمضان سنة سِتّ وسِتمِائَة وَدفن ببني مُحَمَّد على مقربة من مَسْجِد إقرائه الْمَنْسُوب إِلَى عبد الْعَزِيز بن غلبون جد شَيخنَا أبي مُحَمَّد غلبون بن مُحَمَّد بن عبد بن الْعَزِيز ومولده سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
253 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن عبد الله الراوية اللَّخْمِيّ الْبَاجِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه أبي عمر أَحْمد وَأبي عبد اللَّه بْن الْمُجَاهِد وَأبي بَكْر بن الْجد وتفقه بِهِ وَعَن غَيرهم وَقَرَأَ على ابْن ملكون أدب الْكتاب وَكَانَ من أَهْل الْعلم وَالْفضل مَعَ نباهة السّلف وجلالة الْبَيْت وَولي قَضَاء إشبيلية وَصرف عَنهُ بِأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحق فِي سنة خمس وسِتمِائَة وَتُوفِّي بعد صَلَاة الْعَتَمَة من لَيْلَة الْأَحَد التَّاسِع وَالْعِشْرين وَدفن ضحى يَوْم الِاثْنَيْنِ منسلخ شَوَّال سنة سِتّ وسِتمِائَة فِيهِ عَن ابْن سَالم وَغَيره(2/94)
254 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي يحيى بن مُحَمَّد بن مطروح التجِيبِي من أهل بلنسية وَأَصله من سرقسطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَكَانَ وراقا يَبِيع الْكتب أخباريا أديبا حُلْو النادرة فكها وَجمع شعر أبي بكر يحيى بن مُحَمَّد الجزار السَّرقسْطِي وَسَماهُ رَوْضَة المحاسن وعمدة المحاسن روى عَنهُ أَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء وَابْنه أَبُو مُحَمَّد عبد الله شَيخنَا قَالَ لي توفّي سنة سِتّ وسِتمِائَة ومولده بعد الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
255 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن المعتصم اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يعرف بالزبيدي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَن أبي الْأَصْبَغ السماتي وَسمع بمالقة من أبي إِسْحَاق بن قرقول وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ مَا رَوَاهُ وصنفه وانتقل من بَلَده فسكن مالقة وتجول بِبَلَد العدوة مُسْتَعْملا فِي الْقَضَاء ذكره ابْن الطيلسان وَحكى أَنه لقِيه بقرطبة وَأخذ عَنهُ فِي منتصف جُمَادَى الاخرة سنة سِتّ وسِتمِائَة قَالَ وَأَخْبرنِي أَن مولده بإشبيلية سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
256 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلد النَّحْوِيّ من أهل شاطبة يكنى أَبَا عبد الله علم بِالْعَرَبِيَّةِ وانتقل من بَلَده إِلَى غرب الأندلس وَله شرح فِي كتاب الْجمل للزجاجي اسْتعْمل وروى عَنهُ
257 - مُحَمَّد بن أبي الْخَلِيل من أَهْل مرسية يكنى أَبَا عَبْد الله سمع من أبي عبد الله بن الْفرس وتفقه بِهِ وناظر عِنْده فِي الْمُدَوَّنَة وَولي قَضَاء شاطبة وَكَانَ لَهُ حَظّ وافر من الْعَرَبيَّة وبصر بِعقد الشُّرُوط دربة بِالْأَحْكَامِ وَقد أَخذ عَنهُ وَتُوفِّي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع لصفر سنة سبع وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده
258 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن تحيا التجِيبِي من أهل مرسية أَخذ(2/95)
الْقرَاءَات عَن أبي زَكَرِيَّاء الْحصار المقرىء وَسمع من أبي عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن الْفرس وتفقه بِهِ وبأبي الْعَبَّاس بن الْأَصْفَر وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأَبُو بكر بن نمارة وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو بكر بن خير وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَولي قَضَاء أوريولة قَدِيما ثمَّ ولي قَضَاء ألش من كور مرسية وَحدث وَسمع مِنْهُ وَكَانَ فَقِيها مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّامِن وَالْعِشْرين لشهر ربيع الآخر سنة سبع وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْخَمِيس بعده ذكر وَفَاته ووفاة الَّذِي قبله أَبُو عَمْرو بن عيشون
259 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن القُشَيْريّ من أهل قرطبة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلَاة ويكنى أَبَا عبد الله سمع من أَبِيه وَمن أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي الْقَاسِم بن غَالب وَغَيرهم حدث عَنهُ ابْن الطيلسان وَقَالَ ناولني مُصَنف التِّرْمِذِيّ فِي نسخته العتيقة بدكان قعوده بقيسارية قرطبة وَتُوفِّي سنة سبع وسِتمِائَة
260 - محمدبن عَليّ بن مُحَمَّد التجِيبِي من أَهْل مرسية يكنى أَبَا عَبْد الله وَيعرف بالرباط أَقرَأ الْقُرْآن وَكَانَ رجلا صَالحا فَاضلا يرْوى عَنهُ ابْن المرابط
261 - مُحَمَّد بن عبد الله بن سُلَيْمَان بن حوط الله الْأنْصَارِيّ الْحَارِثِيّ يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ أَبَاهُ وَأَبا جَعْفَر بن مضاء وَأَبا مُحَمَّد بن الْفرس وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَأَبُو زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن بَالغ وَأَبُو جَعْفَر بن شرَاحِيل وَغير وَاحِد من شُيُوخ أَبِيه وَكَانَ من النجباء النبهاء وَولي الْأَحْكَام لِأَبِيهِ بمرسية وبقرطبة وَهُوَ كَانَ كَاتبه مُدَّة قَضَائِهِ وَتُوفِّي بهَا يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّانِي عشر لذِي الْقعدَة سنة سبع وسِتمِائَة وَدفن ظهراليوم الْمَذْكُور وثكله أَبوهُ أَكْثَره عَن ابْن سَالم وَفِيه عَن ابْن عيشون
262 - مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ بن بَقَاء اللَّخْمِيّ من أهل شاطبة يعرف بالجنجالي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد قَاسم بن فيرة الشاطبي قبل(2/96)
رحلته إِلَى الْمشرق وَعَن أبي عبد الله بن حميد وَعَن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وتصدر للإقراء بشاطبة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات إفرادا وجمعا الْفَقِيه الْفَاضِل المتصوف أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن عبد الْملك الْمعَافِرِي الشاطبي نزيل الْإسْكَنْدَريَّة أجَاز لَهُ فِي التَّاسِع وَالْعِشْرين لذِي قعدة سنة سبع وسِتمِائَة
263 - مُحَمَّد بن الْمعز بِفَتْح الْمِيم اليفرني من أهل ميورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ عَن أبي الْحسن عَليّ بن سعيد البنشكلي وَأبي الْقَاسِم خلف بن عبد الله البلانسي وَسمع من أبي إِسْحَاق الغرناطي وَأبي مُحَمَّد المنقوري وَأبي مُحَمَّد فتحون وَأبي الْقَاسِم بن الْحَاج الْقُرْطُبِيّ وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو عبد الله بن سَعَادَة وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَغَيرهم وَولي بموضعه خطة السُّوق ثمَّ الْقَضَاء على مَا ذكر لي وَكَانَ مقرئا وَقد حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بعد سنة سبع وسِتمِائَة وَقد قَارب الْمِائَة ذكره ابْن أبي الْبَقَاء وروى عَنهُ وَفِيه عَن غَيره
264 - مُحَمَّد بن أَيُّوب بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد بن وهب بن نوح الغافقي من أهل بلنسية وَدَار سلفه النبيه سرقسطة وَقد تقدم الرّفْع فِي نسبه يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحسن بن هُذَيْل وَغَيره وَسمع مِنْهُ وَمن أَبِيه أبي مُحَمَّد أَيُّوب وَأبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن عبد الرَّحِيم وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وتفقه بِأبي بكر يحيى بن مُحَمَّد بن عقال وَاسْتظْهر الْمُدَوَّنَة عَلَيْهِ وَأخذ الْعَرَبيَّة والآداب عَن ابْن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو بكر بن مُحرز البطليوسي وَأَبُو مَرْوَان بن سَلمَة الوشقي وَأَبُو بكر بن أبي ليلى وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو بكر بن خير وسواهم وَكتب إِلَيْهِ من الْإسْكَنْدَريَّة أَبُو طَاهِر السلَفِي وَكَانَت الدِّرَايَة أغلب عَلَيْهِ من الرِّوَايَة مَعَ وفور حَظه مِنْهَا وميله فِيهَا إِلَى الْأَعْلَام الْمَشَاهِير دون اعْتِبَار لعلو الْأَسَانِيد وَولي(2/97)
خطة الشورى فِي حَيَاة شُيُوخه وزاحم كبارهم بِالْحِفْظِ والتحصيل فِي صغره وَلم يكن فِي وقته بشرق الأندلس نَظِير لَهُ تفننا واستبحارا كَانَ رَأْسا فِي الراسخين من الْعلمَاء وصدرا فِي المشاورين من الْفُقَهَاء قد برع فِي عُلُوم اللِّسَان وتمرس حَيَاته كلهَا بالمسائل وَتقدم فِي الْفتيا واطلع على الْآدَاب واضطلع بالغريب وشارك فِي التَّفْسِير وَتحقّق بالقراءات وَأما عقد الشُّرُوط فإليه انْتَهَت الرِّئَاسَة فِيهِ وَبِه اقْتدى من بعده لم يسْبقهُ أحد من أهل زَمَانه إِلَى مَا تميز بِهِ فِي ذَلِك حَتَّى دونت عَنهُ مَعَ حسن الْخط وبراعة الضَّبْط وتدقيق النّظر والإمامة فِي المعارف وَالْبَصَر فِي الحَدِيث وَالْحِفْظ للأنساب وَالْأَخْبَار والإيضاح لما استغلق من مَعَاني الْأَشْعَار الْجَاهِلِيَّة والإسلامية وَله تنابيه فِي فنون شَتَّى وتقييدات شَامِلَة النَّفْع والإفادة وَلَو عني بالتأليف لأربى على من سلف وَكَانَ كريم الْخلق عَظِيم الْقدر سَمحا جوادا وَولي قَضَاء بعض الكور النبيهة وخطب بِجَامِع بلنسية وقتا وَلم يحظ بِعُلُومِهِ حظوة غَيره وامتحن بالولاة والقضاة وَكَانُوا يستعينون عَلَيْهِ ويجدون السَّبِيل إِلَيْهِ بِفضل دعابة كَانَت فِيهِ مَعْرُوفَة مِنْهُ مَعَ غَلَبَة السَّلامَة عَلَيْهِ فِي إعلانه وأسراره واستغراق اناء ليله فِي تِلَاوَة الْقُرْآن وأطراف نَهَاره نَفعه الله بذلك وَكَانَ على سَعَة علمه مزجي البضاعة فِي نظمه ونثره أصلح مِنْهُ وأنشدني ابْنه أَبُو الْحسن مُحَمَّد غير مرّة قَالَ أَنْشدني أبي لنَفسِهِ
(كَأَن يقيننا بِالْمَوْتِ شكّ ... وَمَا عقل مَعَ الشَّهَوَات يذكو)
(أرى الشَّهَوَات غالبة علينا ... وَعند الْمُتَّقِينَ لَهُنَّ فتك)
هَكَذَا كَانَ ينشدنا غير مرتاب ويفصح لنا بِهِ دون توقف وَلم أزل فِي ذَلِك معولا على ضَبطه راكنا إِلَى حفظه حَتَّى أفادني بعض أَصْحَابنَا بتونس فِي أول سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة أَو قبلهَا بِيَسِير قِطْعَة نَسَبهَا إِلَى ابْن المعتز وأولها
(كَأَن يقيننا بِالْمَوْتِ شكّ ... وَلَا عقل مَعَ الشَّهَوَات يذكو)
(لهونا والحوادث دائبات ... لَهُنَّ بِمن قصدن إِلَيْهِ فتك)
(وَفِي الأجداث من أهل الملاهي ... رهائن لَا تعار وَلَا تفك)
(وللدنيا عدات بالتمني ... وكل عداتها كذب وإفك)
وشبيه أَن يكون أَبُو الْحسن سمع أَبَاهُ رَحمَه الله يتَمَثَّل بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ فحسبهما من قَوْله ونسبهما إِلَيْهِ على أَن ثَانِيهمَا مغير عَمَّا فِي هَذِه الرِّوَايَة وَبِالْجُمْلَةِ فَلم يكن لشَيْخِنَا فِي بَاب المنثور والمنظوم مَا يُنَاسب براعته فِي أفانين الْعُلُوم أَقرَأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث ودرس الْفِقْه وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ والاداب وَأخذ النَّاس عَنهُ ورحلوا إِلَيْهِ وانتفعوا بِهِ وَسمع مِنْهُ(2/98)
جلة من شُيُوخنَا وأصحابنا وَطَالَ عمره حَتَّى أَخذ عَنْه الْآبَاء وَالْأَبْنَاء تَلَوت عَلَيْهِ الْقُرْآن بالسبع وَأَجَازَ لي وَسمعت مِنْهُ بعد وَالِدي رَحمَه الله وَمَعَهُ وَهُوَ أغزر من لقِيت علما وأبعدهم صيتًا ولد أول وَقت الظّهْر من يَوْم السبت الثَّانِي من جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأت ذَلِك بِخَط أَبِيه أَيُّوب رَحمَه الله وَتُوفِّي فِي أول وَقت الظّهْر أَيْضا من يَوْم الِاثْنَيْنِ لست مضين من شَوَّال سنة ثَمَان وستّمائة ودُفِن يَوْمَ الثُّلَاثَاء بعده لصَلَاة الْعَصْر بمقبرة بَاب الحنش وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن خَيره وَهُوَ تولى غسله فِي جمَاعَة من أَصْحَابه الجلة وَشهِدت الْخَاصَّة والعامة جنَازَته واتبعوه ثَنَاء حسنا ورثي بمراث كَثِيرَة رَحمَه الله
265 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد السَّلَام بن مُحَمَّد بن يحيى الْمرَادِي من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالجملي وَجُمْلَة من أَعمال مرسية روى عَن أبي عبد الله بن عبد الرَّحِيم وتفقه بِهِ وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَغَيرهم وَسكن مراكش وَولي بهَا خطة المناكح دهرا وَكَانَ فَقِيها أديبا فكها ناظما ناثرا ولأبيه رِوَايَة وَقد تقدم ذكره وَتُوفِّي سنة ثَمَان وستماية أَو نَحْوهَا
266 - مُحَمَّد بن حسن بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن خلف الْأنْصَارِيّ وَيُقَال فِيهِ مُحَمَّد بن حسن بن مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن خَلَف بْن يُوسُف من أهل مالقة يعرف بِابْن صَاحب الصَّلَاة وبابن الْحَاج ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن بونه وَأَبا خَالِد بن رِفَاعَة وَأَبا مُحَمَّد بن عبد الله وَأَبا جَعْفَر بن حكم ورحل حَاجا فلقي فِي طَرِيقه أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشبيلي نزيل بجاية وَسمع مِنْهُ وبالاسكندرية أَبَا عبد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأَبا الْمفضل بن دَلِيل الْكِنْدِيّ وَأَبا عبد الله الكركنتي وَأَبا الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَلَقي بِمَكَّة أَبَا إِبْرَاهِيم الخجندي وَأَبا عبد الله بن أبي الصَّيف اليمني وَأَبا إِبْرَاهِيم التّونسِيّ وَأَبا حَفْص الميانشي المجاورين فَأخذ عَنْهُم وَسمع من الخجندي مِنْهُم الْأَرْبَعين حَدِيثا لَهُ فِي موسم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وقفل إِلَى بَلَده وَحدث وَأخذ عَنْهُ من الجلة أَبُو القَاسِم الملاحي وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله سَمِعت عَلَيْهِ أَجزَاء من رِوَايَته وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة الْعقَاب يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عشر وَقيل الْخَامِس عشر لصفر سنة تسع وسِتمِائَة(2/99)
267 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْحَضْرَمِيّ من أهل اليسانة عمل قرطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَصَحب أَبَا مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ وَأخذ عَنهُ وَولي قَضَاء مَوْضِعه مُدَّة طَوِيلَة مُضَافا ذَلِك إِلَى الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعه وَله تأليف فِي رجال الْمُوَطَّأ سَمَّاهُ بِالدرةِ الْوُسْطَى فِي السلك المنظوم فِي رجال الْمُوَطَّأ وَكَانَ يُشَارك فِي الْعَرَبيَّة واللغة وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة الْعقَاب منتصف صفر سنة تسع وسِتمِائَة
268 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بن عَيَّاش الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل قرطبة وَصَاحب الصَّلَاة بجامعها الْأَعْظَم يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالشنتيالي سمع من أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وألفه وناوله كتب خزانته وَأخذ الْقرَاءَات عَن صهره أبي الْقَاسِم بن غَالب الشراط كثيرا من كتب الحَدِيث والعربية واللغة وَأخذ الْقرَاءَات أَيْضا عَن أبي إِسْحَاق بن طَلْحَة وَقِرَاءَة نَافِع عَن أبي بكر بن سمجون وَسمع من أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن عِقَاب الشهَاب للقضاعي وَمن أبي الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن بَقِي رِسَالَة ابْن أبي زيد وَمن أبي الْعَبَّاس بن صَالح وَأبي بَكْر بْن خَيّر وَأبي القَاسِم السُّهيْلي وَأبي مُحَمَّد بْن الصفار وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن حنين وَكَانَ من أهل الْعلم وَالْعَمَل وَالْهَدْي الصَّالح والتواضع عَارِفًا بالقراءات وطرقها مجودا متقنا وَكَانَ لَهُ بصر بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْه وَالْإِعْرَاب ومشاركة فِي الْفَرَائِض والحساب وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِجَامِع قرطبة نَحوا من ثَلَاثِينَ سنة وأقرأ الْقُرْآن بِهِ وأسمع الحَدِيث زَمَانا طَويلا وَأخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَقَالَ توفّي غَدَاة يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي عشر من شعْبَان سنة تسع وسِتمِائَة وَدفن عصر يَوْم الثُّلَاثَاء بعده بمقبرة أم سَلمَة فِي رَوْضَة وَاحِدَة مَعَ صهره أبي الْقَاسِم بن غَالب وَابْنه أبي بكر وَلم يتَخَلَّف عَن جنَازَته كَبِير أحد من النَّاس قَالَ وَأَخْبرنِي أنَّ مولده مَا بَيْنَ عَامي أَرْبَعَة وَخَمْسَة وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
269 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الله بن عمر بن هَارُون بن مُوسَى سكن بلنسية(2/100)
وَهُوَ من أهل شون من أَعمالهَا وَيعرف بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهَا ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي بَكْر بْن نُمارة وَأبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَأبي مُحَمَّد عُثْمَان بن يُوسُف البلجيطي وَأبي عبد الله بن حميد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَكَانَ مشاركا فِي الْفِقْه عاكفا على عقد الشُّرُوط وَولي الْأَحْكَام ببلنسية مرَارًا وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا لَقيته وناولني كتبا مِنْهَا رِسَالَة ابْن أبي زيد ومختصر الطليطلي والتيسير لأبي عَمْرو المقرىء وَلم يكن لَهُ بصر بِالْحَدِيثِ وَتُوفِّي فِي ظهر يَوْم الثُّلَاثَاء السَّادِس لذِي الْقعدَة سنة تسع وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الْأَرْبَعَاء بعده بمقبرة بَاب بيطالة
270 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بْن مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ من أهل بلنسية وَأَصله من سرقسطة ويكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِالنِّسْبَةِ إِلَى ابْن أبي الْبَقَاء خَاله سمع من أبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي عبد الله بن نسع وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ وَأبي عبد الله بن الخباز وَأبي بكر عَتيق بن عَليّ وَجَمَاعَة سوى هَؤُلَاءِ من شُيُوخنَا وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَأَبُو بَكْر بْن حسنون وَأَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ من أَعْيَان أهل الْمشرق أَبُو مُحَمَّد يُونُس ين يحيى الْهَاشِمِي وَأَبُو عبد الله بن أبي الصَّيف وَأَبُو شُجَاع زَاهِر بن رستم وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل وسواهم وَكَانَ يحدث عَن أبي مَرْوَان بن قزمان بإجازته الْعَامَّة لمن ضمته وإياه الْحَيَاة فِي رَمَضَان سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وعى أبي الطَّاهِر الخشوعي بإجازته لأهل الأندلس وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَكَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بِالسَّمَاعِ وَالرِّوَايَة مَعَ الْحَظ الوافر من الْمعرفَة والدراية يتَحَقَّق بِعلم اللِّسَان ويتقدم فِي الْعَرَبيَّة عاكفا على إقرائها والتعليم بهَا قَائِما على كتبهَا بَصيرًا بصناعة الحَدِيث مكبا عَلَيْهَا معنيا بهَا معانيا للتَّقْيِيد مَعَ حسن الْخط وجودة الضَّبْط وَكتب بِخَطِّهِ علما جما وَرُبمَا تعيش من الوراقة أوقاتا لإقلاله قَرَأَ وأقرأ كَبِيرا وَأفَاد واستفاد كثيرا وَقد نقلت من خطه مَا نسبته إِلَيْهِ فِي هَذَا الْكتاب وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ وَسمعت مِنْهُ بعض نظمه وبقراءته على شَيخنَا أبي الْخطاب بن وَاجِب(2/101)
[كثيرا وَكَانَ شَاعِرًا مجودا حسن التَّصَرُّف مقطعا ومقصدا وَتُوفِّي فِي شهر ربيع الأول سنة عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بمقبرة بَاب بيطالة ومولده فِي صفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
271 - مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَليّ بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان التجِيبِي نزيل تلمسان من أهل لقنت عمل مرسية وَسكن أَبوهُ أوريولة ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات بمرسية عَن قَرِيبه أبي أَحْمد بن معط وَأبي الْحجَّاج الثغري وَأبي عبد الله بن الْفرس وَسمع مِنْهُم وَمن أبي مُحَمَّد بن عبد الله وَغَيرهم ورحل إِلَى الْمشرق فَأدى الْفَرِيضَة وَأطَال الأقامة هُنَالك وَاسْتَوْسَعَ فِي الرِّوَايَة وَكتب الْعلم عَن جمَاعَة كَثِيرَة أَزِيد من مائَة وَثَلَاثِينَ من أعيانهم المشرقيين أَبُو طَاهِر السلَفِي صَحبه واختص بِهِ وَأكْثر عَنهُ وَحكى أَنه لما ودعه فِي قفوله إِلَى الْمغرب سَأَلَهُ عَمَّا كتب عَنهُ فَأخْبرهُ أَنه كتب كثيرا من الْأَسْفَار ومئين من الْأَجْزَاء فسر بذلك وَقَالَ لَهُ تكون مُحدث الْمغرب إِن شَاءَ الله قد حصلت خيرا كثيرا قَالَ ودعا لي بطول الْعُمر حَتَّى يُؤْخَذ عني ماأخذت عَنهُ وَمِنْهُم أَبُو مُحَمَّد العثماني وَأَخُوهُ أَبُو الطَّاهِر وَأَبُو الطَّاهِر بن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَضْرَمِيّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَأَبُو الْقَاسِم بن جَارة وَأَبُو الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَأَبُو حَفْص الميانشي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن حميد الطرابلسي وَأَبُو الْحُسَيْن بن أبي عبد الله الرَّازِيّ وَمن الأندلسيين أَبُو مُحَمَّد عبد الْحق الأشبيلي وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو الْحسن بن فيد وَأَبُو مُحَمَّد اليسع بن حزم وَغَيرهم وَقد جمع فِي أسمائهم على حُرُوف المعجم تأليفا مُفِيدا أَكثر فِيهِ من الْآثَار والحكايات وَالْأَخْبَار وَوَقع إِلَيّ بِخَطِّهِ فِي سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة بتونس فكتبته على الانتخاب والاقتضاب وضمنت هَذَا الْكَاتِب مِنْهُ مَا نسبته إِلَيْهِ وقفل من رحلته الحافلة هَذِه فَأخذ عَنهُ بسبتة سنة أَربع وَسبعين وَخَمْسمِائة ثمَّ نزل تلمسان واتخذها وطنا وَحدث بهَا وَألف ورحل النَّاس إِلَيْهِ وسمعوا مِنْهُ كثيرا وَكَانَ حَافِظًا للْحَدِيث محافظا على إسماعه عدلا خيارا مُقَيّدا لما روى مُفِيدا بِمَا جمع وَغَيره أضبط مِنْهُ وبرنامجه الْكَبِير مُشْتَمل على فَوَائِد جمة روى عَنهُ أكَابِر أَصْحَابنَا وَجَمَاعَة من جلة شُيُوخنَا لعلو رِوَايَته وتشاهر عَدَالَته وَكتب إِلَيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وألفه فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان سنة ثَمَان(2/102)
وسِتمِائَة وَمن تواليفه برنامجه الْأَكْبَر وبرنامجه الْأَصْغَر ومعجم شُيُوخه فِي مُجَلد كَبِير وَهُوَ الَّذِي تقدم ذكره وَالْأَرْبَعُونَ حَدِيثا فِي المواعظ وَالْأَرْبَعُونَ فِي الْفقر وفضله وثالثه فِي الْحبّ فِي الله ورابعه فِي فضل الصَّلاة عَلَى النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومسلسلاته فِي جُزْء وَكتاب فَضَائِل الشُّهُور الثَّلَاثَة رَجَب وَشَعْبَان ورمضان وَكتاب فضل عشر ذِي الْحجَّة وَكتاب مَنَاقِب السبطين الْحسن وَالْحُسَيْن وَكتاب الْفَوَائِد الْكُبْرَى مُجَلد والفوائد الصُّغْرَى جُزْء وَكتاب التَّرْغِيب فِي الْجِهَاد خَمْسُونَ بَابا فِي مُجَلد وَكتاب المواعظ وَالرَّقَائِق أَرْبَعُونَ مَجْلِسا سفران وَكتاب مشيخة السلَفِي وَغير ذَلِك وَأَخْبرنِي فِي كِتَابه قَالَ أنشدنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي قَالَ أنشدنا أَبُو المكارم الْأَبْهَرِيّ قَالَ أنشدنا أَبُو الْعَلَاء التنوخي بالمعرة لنَفسِهِ
(توَحد فَإِن الله رَبك وَاحِد ... وَلَا ترغبن فِي عشرَة الرؤساء)
(يقل الْأَذَى وَالْعَيْب فِي ساحة الْفَتى ... وَإِن هُوَ أكدى قلَّة الجلساء)
(فأف لعصريهم نَهَار وحندس ... وجنسي رجال مِنْهُم وَنسَاء)
(وليت وليدا مَاتَ سَاعَة وَضعه ... وَلم يرتضع من أمه النُّفَسَاء)
قَالَ وَسمعت شَيخنَا الْحَافِظ أَبَا طَاهِر رَحمَه الله بالإسكندرية يَقُول سَمِعت القَاضِي أَبَا الْحَمد الموحد بن مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بتستر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن عَليّ المقرىء الكازورني بالأهواز يَقُول دَخَلنَا على أبي الْعَلَاء المعري منصرفنا من مَكَّة وَنحن جمَاعَة فسألنا عَن أسمائنا وبلداننا وصنائعنا فانتسب كل وَاحِد منا فَلَمَّا سَأَلَني عَن صناعتي قلت أَنا قارىء قَالَ فاقرأ لي آيَة من كتاب الله تعالي فَقَرَأت {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَل من مزِيد} فَبكى بكاء شَدِيدا ثمَّ أَمر لنا بدريهمات وَقَالَ اصرفوها فِي البلس يَعْنِي التِّين فَإِنَّهُ أَوَانه فَسَأَلْنَاهُ أَن ينشدنا شَيْئا من الشّعْر فأنشدنا
(يَغْدُو الْفَقِير وكل شَيْء ضِدّه ... وَالْأَرْض تغلق دونه أَبْوَابهَا)
(فتراه ممقوتا وَلَيْسَ بمذنب ... وَيرى الْعَدَاوَة لَا يرى أَسبَابهَا)
(حَتَّى الْكلاب إِذا رَأَتْ ذَا بزَّة ... هشت إِلَيْهِ وحركت أذنابها)
(وَإِذا رَأَتْ يَوْمًا فَقِيرا بائسا ... نبحت عَلَيْهِ وكشرت أنيابها)
مولده بلعنت الصُّغْرَى فِي نَحْو الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي بتلمسان فِي جُمَادَى(2/103)
الأولى سنة عشرَة وسِتمِائَة كتب لي وَفَاته بِخَطِّهِ شَيخنَا أَبُو زَكَرِيَّاء بن عُصْفُور التلمساني مِنْهَا
272 - مُحَمَّد بن الزبير من أَهْلَ مرسية وَأَصله من جنجالة يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا بكر بن حسنون وَأَبا مُحَمَّد بن حوط الله وَغَيرهمَا وأقرأ الْقُرْآن وَعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَأخذ عَنهُ وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْفضل وَتُوفِّي سنة عشرَة وسِتمِائَة ذكر وَفَاته أَبُو عَمْرو بن عيشون
273 - مُحَمَّد بْن يُوسُف القَيْسيّ من أَهْل المرية ويكنى أَبَا عبد الله لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي الْحَسَن بن هُذَيْل أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات ببلنسية وروى عَن أبي الْحسن بْن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن سَعَادَة وَقد حدث بتلمسان وَأخذ عَنهُ أَبُو زَكَرِيَّاء بن عُصْفُور شَيخنَا
274 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سَمَّاعَة التجِيبِي من ألش وَسكن مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ شَيخنَا أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب واختص بِأبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأكْثر عَنهُ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَأَبُو بكر بن جَابر الثَّعْلَبِيّ وَأَبُو جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأَبُو زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَأَبُو بكر بن غَالب الْهَاشِمِي وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيرهم وَكَانَ ذَا عناية بالرواية بَصيرًا بِالْحَدِيثِ مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وَقد علم بهَا وأقرأ وَحدث بِيَسِير وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَتُوفِّي معتبطا سنة عشرَة وسِتمِائَة
275 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن يُوسُف بن فرين من أهل لرية عمل بلنسية وَصَاحب الْأَحْكَام بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي ولجماعة من جِيرَانه سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَأَبُو مُحَمَّد الْمُبَارك بن الطباخ حدث وَأخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَكَانَ شَيخا فَاضلا توفّي سنة عشرَة وسِتمِائَة
276 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَرْبُوع من سَاكِني جيان وَقد نزل بلس من أَعمال لورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَنْ أبي مُحَمَّد بن دحمان وَأبي الْقَاسِم السُّهيْلي وَأبي عبد الله بن(2/104)
العويص وَأبي إِسْحَاق بن فرقد وَأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأبي الْحسن بن خروف وَكَانَ من أَهْل الْعلم بالقراءات والعربية والآداب وَعلم بهَا وبالحساب وَكَانَ يتَرَدَّد للإقراء والتعليم بَين جيان وقيشاطة وأبذة من أَعمالهَا وَألف كتابا حسنا فِي فنون من الْأَشْعَار وَرَأَيْت السماع عَلَيْهِ فِي النَّوَادِر لأبي عَليّ البغداذي سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة عشر وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا يرْوى عَنهُ أَبُو عبد الرَّحْمَن بن غَالب
277 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي بكر الْقَيْسِي من أهل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالأغماتي لِأَن أَصله مِنْهَا روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن عَسْكَر وتفقه بِأبي عَمْرو بن مرجي قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُدَوَّنَة وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الْجِهَات أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَحكى عَنهُ ولد برقوط فِي صفر سنة سِتَّة وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَلم يذكر وَفَاته
278 - مُحَمَّد بن عمربن عَليّ بن عبيد الله بن عَامر الْمعَافِرِي من أهل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَن مشيخة بَلَده وَولي بِهِ الْأَحْكَام وَكَانَ صاحبا لأبي بكر أُسَامَة بن سُلَيْمَان الزَّاهِد ومتوليا مَعَه لعقد الشُّرُوط وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَهُوَ من بَيت نباهة وَعلم وأدب وَتُوفِّي نَحْو سنة عشرَة وسِتمِائَة
279 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عَليّ بن مفرج بْن سهل الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية يعرف بِابْن غطوس ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ ابْن هُذَيْل فِيمَا أَحسب وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف وينقطها وَانْفَرَدَ فِي وقته بِالْإِمَامَةِ فِي ذَلِك براعة خطّ وجودة ضبط وَيُقَال أَنه كتب ألف نُسْخَة من كتاب الله عز وَجل وَلم يزل الْمُلُوك فَمن دونهم يتنافسون فِيهَا إِلَى الْيَوْم وَكَانَ قد آلى على نَفسه أَلا يخط حرفا من غَيره وَلَا يخلط بِهِ سواهُ تقربا إِلَى الله وتنزيها لتنزيله فَمَا حنث فِيمَا أعلم وَأقَام على ذَلِك حَيَاته كلهَا خلف أَبَاهُ وأخاه فِي هَذِه الصِّنَاعَة الَّتِي تميزوا بهَا وَكَانَ مَعْرُوفا فِيهَا وَفِي إبداعها آيَة من آيَات خالقه مَعَ الْخَيْر وَالصَّلَاح والانقباض عَن النَّاس والعزوف عَنْهُم رَأَيْته على هَذِه الصّفة وَتُوفِّي حول سنة عشر وسِتمِائَة 610 واستفدت مِنْهُ بَعْضًا من مرسوم الْخط ولقيته عِنْد معلمي أبي حَامِد وتغلب عَلَيْهِ الْغَفْلَة(2/105)
المرية يكنى أَبَا بكر سمع بِبَلَدِهِ من الْخَطِيب أبي شرف معزوز بن حبيب الطيبالي وبمرسية من أبي عَبْد اللَّه بْن عبد الرَّحِيم وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وبقرطبة من أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَولي قَضَاء المرية وَالصَّلَاة وَالْخطْبَة وَكَانَ حَافِظًا للفقه عَارِفًا بِالْحَدِيثِ بَصيرًا بالقراءات حسن الْخط جيد الضَّبْط أَقرَأ وَحدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بالمرية مصروفا عَن الْقَضَاء سنة عشر أَو إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَفِي السامعين من أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش مُحَمَّد بن نضير بن مُحَمَّد وَلَا أَدْرِي مَا هُوَ من هَذَا
281 - مُحَمَّد بن عَبْد الجَبَّار بْن مُحَمَّد بْن خلف الْقَيْسِي من أهل دانية وَسكن بلنسة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي جَعْفَر بن طَارق وَسمع من أبي الْحسن بن النِّعْمَة كثيرا وَجل رواياته عَنهُ وَكتب إِلَيْهِ أَبُو القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حميد وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل التجويد والضبط شَدِيد الْأَخْذ على القارىء متنطعا فِي ذَلِك حَتَّى كَانَ يعاب بِهِ جَارِيا على سنَن أهل السّنة ورعا منقبضا على حِدة كَانَت فِيهِ أَقرَأ بِمَسْجِد ابْن عيشون من دَاخل بلنسية وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِهِ وَكَانَت لَهُ حَلقَة بالجامع مِنْهَا إِثْر صلوَات الْجمع حضرتها غير مرّة وسمعته يُفَسر آيا من الْقُرْآن فِي مَا يُتْلَى عَلَيْهِ وَتُوفِّي فِي رَمَضَان سنة إِحْدَى عشرَة وَسِتَّة مائَة واستجازه لي عبد الْكَرِيم بن عمار صاحبنا
282 - مُحَمَّد بن خلف بن إِبْرَاهِيم بن أَيُّوب بن إِبْرَاهِيم بن عبَادَة بن بَالغ الْهَاشِمِي من أهل بسطة وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا بَكْر روى عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن الْفرس وَأبي الْعَبَّاس الخروبي وَأبي الحَجَّاج بْن يَسْعُون وَأبي جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَأبي الْحسن عَليّ بن مَسْعُود بن عبد الْعَزِيز وَغَيرهم وَولي قَضَاء بَلَده مُدَّة فحمدت سيرته وأقرأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث وَكَانَ من أهل الإتقان وَالْعَدَالَة والورع وَالْفضل حدث عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَهُوَ نسبه وَحكى أَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله أَنه حَدثهُ بحكايات من رواياته عِنْدَمَا لقِيه ببسطة فِي أَوَائِل الْمحرم(2/106)
سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وَأَجَازَ لأبي الْقَاسِم بن الطيلسان بسؤال صَاحبه أبي بكر بن عبد النُّور الإشبيلي قَالَ وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَزَاد غَيره ومولده فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
283 - مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن عبد الْعَزِيز بن غمر السّلمِيّ من أهل شاطبة يكنى أَبَا بكر بن أَخذ عَنْ أبي بَكْر بْن مغاور وَغَيره من مشيخة بَلَده وَكَانَ من أَهْلَ الْعلم وَالْأَدب عدديا فرضيا صَاحب مساحة وَولي قَضَاء ألش من كور مرسية وأقرأ مقامات الحريري وَأخذ عَنهُ وَسَماهُ ابْن برطلة فِي شُيُوخه وَكَانَ حسن النّظر فِي فك المعمي وَتُوفِّي بشاطبة فِي عقب رَجَب سنة اثْنَتَيْ عشرَة وستّمائة بعضه من خطّ أبي عَمْرو بن عيشون
284 - مُحَمَّد بن وهب بن لب بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن نَذِير الفِهري من أهل بلنسية وأصل سلفه من شنتمرية الشرق يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَاهُ وَأَبا الْحسن بن هُذَيْل وَأَبا الْقَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد اللَّه بن حميد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو الْقَاسِم بن جَارة وَكتب إِلَيْهِ السلَفِي وَإِلَى أَخِيه أبي عَامر نَذِير وأبيهما أبي الْعَطاء القَاضِي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وسواه وخطب بِجَامِع بلنسية مناوبا أَبَاهُ واستقضي بِبَعْض الكور وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط حدث بِيَسِير أخذت عَنهُ جملَة من أول الملخص للقابسي وَكَانَ قد سَمعه عَليّ ابْن حُبَيْش بِقِرَاءَة أَخِيه أبي عَامر وعاقني عَن إكماله بِالْقِرَاءَةِ مَرضه الَّذِي توفّي مِنْهُ لَيْلَة يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّامِن وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة ثَلَاث عشرَة وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ لمقبرة بَاب الحنش وَصلى عَلَيْهِ أَبُو الْحسن بن خَيره ومولده سنة إِحْدَى وَخمسين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
285 - مُحَمَّد بن عبد النوربن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمربن عبد الْخَيْر بن عبد النُّور بن عبد الْكَرِيم السبإي من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر سمع أَبَا الْوَلِيد بن أبي أَيُّوب وَأَبا بكر بن صَاف وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبا(2/107)
عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأَبا الحكم بن حجاج وَأَبا بكر النيار وَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم الشراط وَأبي بكر الأركشي وَأبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد بن عبد الْحق الخزرجي وبمالقة من أبي كَامِل تَمام بن الْحُسَيْن وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والعناية بالرواية كثير السماع وتصدر بِبَلَدِهِ لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث وَكَانَ يبصره مَعَ الْفضل وَالصَّلَاة والتواضع والزهد وَاسْتشْهدَ فِي وقيعة قصر أبي دانس بغرب الأندلس فِي أحد شَهْري ربيع سنة أَربع عشرَة وست مائَة حدث عَنهُ من أَصْحَابنَا جمَاعَة
286 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن نوح الغافقي من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الْقَاسِم سمع من أَبِيه وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مَرْوَان بْن قزمان وَأَبُو بكر بن مُحرز البطليوسي وَأَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو بكر بن أبي ليلى وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَغَيرهم وَكَانَ مشاركا فِي الْفِقْه عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ ماهرا فِي عقد الشُّرُوط مُتَقَدما فِي الْآدَاب شَاعِرًا مكثرا ولي فِي أوليه أمره قَضَاء جَزِيرَة شقر وَقد كَانَ جده أَيُّوب بن مُحَمَّد وجد أَبِيه مُحَمَّد بن وهب ولياها قبله ثمَّ صرف عَنْهَا وَولي بعد مُدَّة قَضَاء المرية وَمِنْهَا نقل إِلَى قَضَاء بلنسية فَقَدمهَا فِي شَوَّال سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَلم تحمد سيرته وَصرف عَنْهَا مستدعى إِلَى مراكش بعد انبعاث من أهل بَلَده لمطالبته وشيعته حِينَئِذٍ فِيمَن شيعه وفاتني السماع مِنْهُ فَأخذت بعض منظومه عَن أَخِيه وَغَيره عَنهُ وعاجلته منيته بعد صرفه فَتوفي بمراكش إِثْر صَلَاة الظّهْر من يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الأولى سنة أَربع عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن سِتِّينَ سنة أَو نَحْوهَا
287 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بن سَعَادَة من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بن هُذَيْل وَأبي بكر بن نمارة وَأبي إِسْحَاق بن خَليفَة وابي بكر بن سيد بونه وَغَيرهم وَسمع الحَدِيث من أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي مُحَمَّد بْن عَاشر وَأبي عَبْد الله بن بركَة وَأبي الْحُسَيْن عليم بن عبد الْعَزِيز وَأخذ الْعَرَبيَّة والاداب واللغات عَن أبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأبي عَبْد اللَّه بن حميد وَأبي الْحسن بن سعد الْخَيْر(2/108)
وَأبي مُحَمَّد الْمَعْرُوف بعبدون وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وَكَانَ مقرئا متصدرا نحويا متحققا لغويا أَقرَأ وَأخذ عَنهُ لَقيته عِنْد أبي رَحمَه الله وَقد قَصده زَائِرًا وَأَجَازَ لي حِينَئِذٍ جَمِيع رِوَايَته بسؤال أبي ذَلِك مِنْهُ وتلفظ بالأذن فِي التحديث عَنهُ وَسمعت مِنْهُ إذاك مَسْأَلَة من الْجمل للزجاجي وَذَلِكَ قبل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة بعد سَمَاعي من عَمه شَيخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة المعمر وَقد أَخذ عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَغَيرهم وَتُوفِّي بعد إقعاده فِي أحد شَهْري جُمَادَى سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
288 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن صَاحب الْأَحْكَام سمع أَبَا سُلَيْمَان دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ وَأَبا الْحسن بن الضَّحَّاك الْفَزارِيّ وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ مرَّتَيْنِ أَبُو الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد وَأَبُو الْقَاسِم بن رَضِي وَأَبُو الحكم بن غشليان وَأَبُو مُحَمَّد بن بَقِي الْقَيْسِي وَكَانَت إجَازَة شُرَيْح لَهُ ولأبيه فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة روى عَنْهُ من الجلة أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَابْن فرقد وَغَيرهمَا وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْعَدَالَة حسن الْخط يعْقد الشُّرُوط مولده سنة ثَلَاثِينَ أَو إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة الشَّك مِنْهُ قَالَ ابْن فرقد تُوُفّي فِي حُدُود سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا أَنه توفّي فَجْأَة فِي اخر رَكْعَة منصلاة الْمغرب لَيْلَة الثُّلَاثَاء لسبع خلون من رَجَب سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
289 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن جُبَير بن مُحَمَّد بن جُبَير الْكِنَانِي من أهل بلنسية وَنزل أَبوهُ شاطبة وانتقل هُوَ إِلَى غرناطة يكنى أَبَا الْحُسَيْن حمل عَن ابْن الْحَاج وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن يسعون وَسمع بشاطبة من أَبِيه أبي جَعْفَر وَأبي عبد الله الْأصيلِيّ وَأبي الْحسن بن أبي الْعَيْش وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن الذباغ وَأَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن(2/109)
عبد الله بن عِيسَى التَّمِيمِي السبتي وعنى بالآداب فَبلغ مِنْهَا الْغَايَة وَتقدم فِي صياغة القريض وصناعة الْكتاب ونال بهَا دنيا عريضة ثمَّ رفضها وزهد فِيهَا وتحرك لنيته الحجازية فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَسبعين وَخَمْسمِائة صَحبه أبي جَعْفَر بن حسان فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي حَفْص الميانشي وَلَقي بِدِمَشْق أَبَا الطَّاهِر الخشوعي فَأخذ عَنهُ مقامات الحريري بَين قِرَاءَة وَسَمَاع فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَحدث بهَا عَنهُ إجَازَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد عبد اللَّطِيف الخجندي وَأَبُو أَحْمد عبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن عَليّ الصُّوفِي وَأَبُو مُحَمَّد بن عَسَاكِر وَأَبُو إِبْرَاهِيم إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم التّونسِيّ المجاور بِمَكَّة وَأَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ الْقُرْطُبِيّ نزيل دمشق وَغَيرهم وقفل إِلَى الأندلس وَسمع مِنْهُ بهَا بعض مَا كَانَ عِنْده وَحمل عَنهُ شعره فِي الزّهْد وَغَيره وَهُوَ كثير مدون حَدثنَا عَنهُ أَبُو تَمام بن إِسْمَاعِيل بِلَفْظِهِ بَين سَماع ومناولة وَغَيره من شُيُوخنَا وأصحابنا ثمَّ رَحل ثَانِيَة إِلَى الْمشرق تَاسِع شهر ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ وَعَاد إِلَى الْمغرب ثمَّ رَحل ثَالِثَة بعد سنة إِحْدَى وسِتمِائَة وجاور بِمَكَّة وبالقدس وَحدث هُنَالك وَسمع مِنْهُ وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بالإسكندرية لَيْلَة يَوْم الْأَرْبَعَاء التَّاسِع وَالْعِشْرين لشعبان سنة أَربع عشرَة وستّمائة وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة مولده ببلنسية سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَقيل بشاطبة سنة أَرْبَعِينَ
290 - مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن سَعَادَة من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأبي بكر بن نمارة وَبَعضهَا عَن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَسمع من جَمِيعهم وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي حَفْص بن وَاجِب وَأبي مُحَمَّد بن عَاشر وَأبي الْعَبَّاس بن إفرند وَأبي مُحَمَّد هَارُون بن عَاتٍ وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَكَانَ من أهل الصّلاح وَالْقِيَام على كتاب الله تَعَالَى والمعرفة بالقراءات والإتقان لهَذَا الشَّأْن حسن الْخط جيد الضَّبْط وَعمر وأسن وَأخذ عَنهُ النَّاس وَقدم علينا ببلنسية فِي أول شَوَّال سنة عشر وسِتمِائَة فَأخذت عَنهُ وَسمعت مِنْهُ وَأَجَازَ لي مَا رَوَاهُ عِنْد ذَلِك وَقَبله وَكَانَ شيخناأبو الْخطاب بن وَاجِب يوثقه(2/110)
ويثني عَلَيْهِ وَيَقُول بفضله وبقدم صحبته لأبي الْحسن بن هُذَيْل وَغَيره من الشُّيُوخ وَتُوفِّي بشاطبة يَوْم الثُّلَاثَاء التَّاسِع من شَوَّال سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة عَن سنّ عالية بلغت الْمِائَة أَو أربت عَلَيْهَا يَسِيرا وَهُوَ مُتبع بجوارحه كلهَا مولده سنة أَربع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقد قيل أَنه ولد سنة سِتّ عشرَة
291 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عيشون بن عمر بن صباح اللَّخْمِيّ من أهل مرسية وَأَصله من يكه من أَعمالهَا وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف يكنى أَبَا عَمْرو سمع أَبَا الْعَبَّاس بن إِدْرِيس وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأَبا مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبا عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحِيم وَغَيرهم وَأَجَازَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حَمِيد وَأَبُو بكر بن مغاور وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَمن أهل الْمشرق أَبُو الْفضل مُحَمَّد بْن يُوسُف الغزنوي وَأَبُو مُحَمَّد بن بري النَّحْوِيّ وَأَبُو الْقَاسِم هبة الله بْن عَلِيّ البوصيري وَأَبُو يَعْقُوب بن الطُّفَيْل الدِّمَشْقِي ويروى بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن السلَفِي وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط ويبصرها ويجيد فك المعمي ويقرض أبياتا من الشّعْر وَله تَقْيِيد مُفِيد فِي الوفيات اعتمدت عَلَيْهِ فِي هَذَا الْكتاب وحَدثني بِهِ عَنهُ ابْنه أَبُو عمر عيشون بن مُحَمَّد وَغَيره من أَصْحَابنَا وقرأت بِخَطِّهِ أَنه سمع أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بسبتة يَقُول إِن ابْن عَبَّاس قَالَ لَو فسرت الْحَمد لله رب الْعَالمين عي كنه تَفْسِيرهَا مَا حملت أبل الأَرْض كتب تَفْسِيرهَا حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي مستهل ذِي الْقعدَة سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَدفن بروضة ابْن فرج بربض سرحان من دَاخل مرسية وَهُوَ ابْن سِتّ وَسبعين سنة مولده سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة قَالَه لي ابْنه أَبُو عمر
292 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن معن بن مَيْمُون الْأَزْدِيّ من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا بكر روى عَن أَبِيه ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بالإسكندرية من أبي مُحَمَّد العثماني وأخيه أبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل وَأبي الطَّاهِر بن عَوْف وَأبي طَاهِر السلَفِي وبمكة من أبي مُحَمَّد بن الطباخ وَصَحب فِي السماع مِنْهُ شَيخنَا أَبَا عبد الله التجِيبِي وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بالفقه والشروط مشتغلا بعقدها وَولي الْقَضَاء بِبَعْض الكور حدث وَأخذ عَنهُ(2/111)
وَحكى ابْن الطيلسان أَنه أجَاز لَهُ لفظا فِي محرم سنة إِحْدَى عشرَة وسِتمِائَة وَأخذ عَنهُ ابْن فرقد فِي ذِي قعدة من عَام عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ توفّي يَوْم الثُّلَاثَاء الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي قعدة عَام أَربع عشرَة وسِتمِائَة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين من عمره
293 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن هُذَيْل من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا عَامر أَخذ عَن أَبِيه الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ كثيرا وَمن أبي الْحَسَن طَارق بْن يعِيش وَأبي عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأبي الْحسن بن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بْن رزق وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَكَانَ من أهل الصّلاح والورع شَدِيد الانقباض عَن النَّاس مُقْتَصرا على باديته مَعْرُوفا بِالْعبَادَة والزهادة وَكَانَ متعسفا فِي الرِّوَايَة لَا يسمح بِالْأَخْذِ عَنهُ وَلَا يُجيب إِلَيْهِ ويتصاغر عَن ذَلِك تواضعا مِنْهُ وَرُبمَا أجَاز لفظا لمن يلح عَلَيْهِ وَلم يكن لَهُ علم بِالْحَدِيثِ وَقد أَخذ عَنهُ مَعَ ذَلِك بِيَسِير لَقيته وهبت أَن استجيزه لما كنت أعرف من نفوره وعسر انقياده واستجازه لي أبي فتلفظ بذلك وَتُوفِّي بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَحَد السَّابِع وَالْعِشْرين لذِي قعدة أَربع عشرَة وسِتمِائَة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر من يَوْمَ الِاثْنَيْنِ بعده وسنه فَوق السّبْعين وَدفن بمقبرة الْمصلى وَشهد السُّلْطَان جنَازَته وَجمع النَّاس وازدحمت الْعَامَّة على نعشه وأتبع ثَنَاء جميلا وَكَانَ أَهلا لذَلِك رَحمَه الله
294 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يبقي بن جبلة الخزرجي من أهل أوريولة وَسكن الْقَاهِرَة يكنى أَبَا بكر سمع من أبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله المَسْعُودِيّ وَغَيرهمَا وَأخذ عَنهُ ذكر ابْن الطيلسان أَنه أجَاز لَهُ فِي سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
295 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن خلف بن إِبْرَاهِيم بن بَالغ الْهَاشِمِي من أهل بسطة يكنى أَبَا الْحسن روى عَن أَبِيه وَغَيره وَولى الصَّلَاة وَالْخطْبَة ببلدة وَحدث وَكَانَ ذَا مُشَاركَة فِي الْعَرَبيَّة ووقفت على خطه بِالْإِجَازَةِ لمن سَأَلَهُ ذَلِك فِي سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة
296 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن كميل بن عبد الْعَزِيز بن هَارُون اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بكر(2/112)
وَيعرف بِابْن المرخي أَخذ عَن أَبِيه أبي الحكم وَأبي الْعَبَّاس بن سيد الْمَعْرُوف باللص وَغَيرهمَا وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بالآداب واللغات كَاتبا بليغا أديبا حافلا ناظما ناثرا وَله كتاب فِي الْخَيل وَكتاب فِي حلية الأديب فِي اخْتِصَار المُصَنّف الْغَرِيب أَخذ عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده أَبُو بكر فِي الطَّبَقَة الْعَالِيَة من الْكِتَابَة والنباهة وَقد أَخذ عَنهُ أَبُو الْحسن الدباج النَّحْوِيّ وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وسِتمِائَة
297 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن غَالب الأَنْصَاري من أَهْل قرطبة يعرف بِابْن الشراط ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من عَمه أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن مُحَمَّد بن غَالب وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَمن أبي ذَر الْخُشَنِي وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عُثْمَان بن يقيميس وَغَيرهم وتصدر بِجَامِع قرطبة الْأَعْظَم لأقراء الْقُرْآن والعربية وإسماع الحَدِيث وَكَانَ مقرئا محققا ضابطا ورعا زاهدا أَخذ عَنْهُ جماعةٌ مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان وَقَالَ توفّي يَوْم الْخَمِيس وَدفن يَوْم الْجُمُعَة الْحَادِي عشر من الْمحرم وَقَالَ لي أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن عَليّ الْقُرْطُبِيّ صاحبنا توفّي منتصف الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة
298 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن يبْقى الرعيني من أهل قيشاطة عمل جيان وَسكن غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات بِبَلَدِهِ قيشاطة عَنْ أبي عَبْد اللَّه بْن خضريال وَأخذ ببياسة عَن أبي الْحسن بن حسنون وَلم يكمل ختم الْقُرْآن عَلَيْهِ وأقرأ بِمَسْجِد ابْن جرج من غرناطة واخذ عَنهُ وَكَانَ رجلا صَالحا فَاضلا يتخيره الْأُمَرَاء للْقِرَاءَة عَلَيْهِم لحسن صَوته وخشوعه ويشار إِلَيْهِ بإجابة الدعْوَة أَخذ عَنهُ ابْن الطيلسان بغرناطة وَقَالَ توفّي بعد انفصالي عَنْهَا بِيَسِير سنة سِتَّة عشر وسِتمِائَة
299 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عُبَيْد الله النفزي من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا الْوَلِيد وَيعرف بِابْن قبوج أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَسمع مِنْهُ التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وَأَجَازَ لَهُ وتفقه بِأبي مُحَمَّد عَاشر بن مُحَمَّد وَأبي مُحَمَّد هَارُون بن عَاتٍ وروى عَنْهُمَا وَكَانَ فَقِيها جَلِيلًا حَافِظًا للرأي والمسائل مدرسا لَهَا ثِقَة عدلا روى عَنهُ ابْنه أَبُو الْحسن عبد الله وَأَبُو مُحَمَّد بن خيرة وَغَيرهمَا من أَصْحَابنَا وَتُوفِّي بعد سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة(2/113)
300 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَيَّاش الْحَارِثِيّ يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْحجَّاج بن الشَّيْخ بمالقة وَأَبا الْقَاسِم بن سمجون وَغَيرهمَا وَحدث وَأخذ عَنهُ فِي سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة ووقفت على خطه بذلك
301 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن مُحَمَّد بن الْعَرَبِيّ الْمعَافِرِي من أهل إشبيلية وَمن بَيت القَاضِي أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ يكنى أَبَا بكر أَخذ بِبَلَدِهِ قِرَاءَة نَافِع عَن أبي مُحَمَّد قَاسم بن مُحَمَّد الزقاق وَسمع بقرطبة من أبي القَاسِم بْن جرج وَأبي الْحسن الشقوري وهما فِي عداد أَصْحَابه ورحل إِلَى الْمشرق رحلته الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَخَمْسمِائة فَأدى فَرِيضَة الْحَج وَسمع فِي طَرِيقه من أبي طَاهِر السِّلَفيّ بالإسكندرية الْأَرْبَعين حَدِيثا من جمعه وَالنّصف الأول من السِّيرَة لِابْنِ إِسْحَاق وَأَجَازَ لَهُ فِي رَجَب من السّنة وَلَقي حِينَئِذٍ أَبَا الطَّاهِر بن عَوْف بهَا وَأَجَازَ لَهُ ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس ثمَّ رَحل ثَانِيَة سنة سِتّ وَتِسْعين فَدخل الشَّام وَالْعراق وَلَقي بِبَغْدَاد جمَاعَة من كبار مسنديها مِنْهُم ضِيَاء الدّين أَبُو أَحْمد عبد الْوَهَّاب بن عَليّ الصُّوفِي الْبَغْدَادِيّ فَسمع مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن ذهبل بن كَارِه الخريمي وَغَيرهمَا وَلَقي بالموصل الْخَطِيب بهَا أَبَا الْقَاسِم عبد المحسن بن أبي الْفضل الطوسي وَلَقي بِمَكَّة أَبَا مُحَمَّد يُونُس بن يحيى الْهَاشِمِي وَسمع مِنْهُ صَحِيح البُخَارِيّ ومسند عبد بن حميد وَغير ذَلِك وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الصَّيف اليمني وَأَبا شُجَاع زَاهِر بن رستم الْأَصْبَهَانِيّ قدمهَا حَاجا وَسمع مِنْهُ جَامع التِّرْمِذِيّ وَفِي قفوله إِلَى الْمغرب سمع بالإسكندرية من أبي الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعهم وَعَاد من رحلته الثَّانِيَة سنة أَربع وسِتمِائَة وَأخذ عَنهُ حِينَئِذٍ بإشبيلية وبقرطبة فِي مُقَدّمَة عَلَيْهَا وَمِنْهَا قصد الرحلة الثَّالِثَة والعودة إِلَى مَكَّة يَوْم الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من شهر ربيع الأوّل سنة اثْنَتَيْ عشرَة وسِتمِائَة وَفِي تردده على الْمشرق جاور بالحرمين الشريفين خمس سِنِين وَاتبع حجَّته الأولى بست فأكملها سبعا وسلك طَريقَة التصوف وَكَانَ من الْفضل وَالدّين والتواضع ولين الْجَانِب بمَكَان سمع مِنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان ومعظم خَبره عَنهُ وَحكى أَنه توفّي بالاسكندرية سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة قَالَ وَكَانَ مولده فِيهَا أَخْبرنِي بِهِ بإشبيلية فِي جُمَادَى الْأَخِيرَة عَام اثْنَتَيْنِ واربعين وَخَمْسمِائة(2/114)
302 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى الْأنْصَارِيّ من أهل مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد الْمَعْرُوف بِابْن علوش وَغَيرهم ورحل حَاجا فَسمع بِمَكَّة من أبي عَبْد اللَّه بْن أبي الصَّيف وَأبي مُحَمَّد يُونُس بن يحيى الْهَاشِمِي وَأبي شُجَاع زَاهِر بن رستم وَأبي الْفتُوح نصر بْن أَبِي الْفرج الحصري وَغَيرهم وَعَاد إِلَى مرسية فَلَزِمَ إقراء الْقُرْآن بهَا وَأخذ عَنهُ وَكَانَ شَيخا صَالحا مقلا صَابِرًا يُشَارك فِي علم الحَدِيث وَحفظ الرِّجَال وَله اخْتِصَار مُفِيد فِي كتاب اقتباس الْأَنْوَار لأبي مُحَمَّد الرشاطي ووقفت عَلَيْهِ وحَدثني بعض أهل بَلَده بِصُحْبَتِهِ لأبي الْقَاسِم الطرسوني وقعوده كثيرا مَعَه فِي دكانه قَالَ لي وَرُبمَا غلط فِي فتياه فَيرد عَلَيْهِ ابْن يحيى هَذَا وَكَانَ يخضب وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة أَو قبلهَا بِيَسِير
303 - مُحَمَّد بن طَلْحَة بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بن أَحْمد بن خلف بن الأسعد بن حزم الْأمَوِي النَّحْوِيّ من أهل يابرة وانتقل أَبوهُ إِلَى إشبيلية فسكنها يكنى أَبَا بَكْر أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي بكر بن صَاف والعربية عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي الْوَلِيد بن نَام وتأدب بهم وَسمع عَليّ الْحَافِظ أبي بكر بن الْجد كتاب سِيبَوَيْهٍ بِقِرَاءَة أبي مُحَمَّد بْن حوط الله وَلَقي أَبَا زيد السُّهيْلي فَسمع عَلَيْهِ بعض كِتَابه الْمُسَمّى بالروض الْأنف فِي شرح السّير لِابْنِ سحاق وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بْن عبيد الله وَأَبُو بكر بن مَالك الشريشي وَغَيرهمَا وَلم تكن لَهُ عناية بالرواية غلب عَلَيْهِ التحقق بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْقِيَام عَلَيْهَا والعكوف على التَّعْلِيم بهَا وبالقراءات وَكَانَ من أهل التيقظ والفهم وَقد أَخذ عَنهُ وروى عَنهُ أَبُو مَرْوَان الْبَاجِيّ القَاضِي وَقَالَ فِيهِ أَبُو الْحسن الرعيني كَانَ أستاذ حَاضِرَة إشبيلية غير مدافع عَلَيْهِ قَرَأَ ابْن عبد النُّور والسقطي وانتفع بِهِ الشلوبين وَكَانَ من إجادة الْإِلْقَاء وَحسن الإفادة وسهولة الْعبارَة على غَايَة وَكَانَ يمِيل فِي عربيته إِلَى مَذْهَب ابْن الطراوة ثمَّ غلب عَلَيْهِ ذَلِك فشرد عَن الْجُمْهُور لَقيته بإشبيلية وَلم أسمع مِنْهُ سوى مَا كَانَ يقْرَأ فِي الْعشْر الْوسط(2/115)
من صفر سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة ومولده بيابرة منتصف ذِي الْحجَّة سنة خمس وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة أَكثر خَبره عَن ابْن طَلْحَة وَفِيه عَن غَيره
304 - مُحَمَّد بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَيَّاش التجِيبِي من أهل برشانة عمل المرية وَسكن مراكش يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ أبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد يَسِيرا وَعَن أبي الْقَاسِم السُّهيْلي وعنى بالآداب وَكَانَ عَالما بهَا رَئِيسا فِي صناعَة الْكِتَابَة خَطِيبًا مصنفا بليغا مفوها ذَا حَظّ صَالح من قرض الشّعْر وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي غير ذَلِك واستكتبه السُّلْطَان بالمغرب فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فنال دنيا عريضة أنشدنا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد بن برطلة قَالَ أنشدنا أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عَيَّاش قَالَ أَنْشدني أبي مِمَّا قَالَه فِي الْمُصحف الْمَنْسُوب إِلَى عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ وَقد أَمر الْمَنْصُور بتحليته
(ونقلته من كل ملك ذخيرة ... كَأَنَّهُمْ كَانُوا برسم مكاسبه)
(فَإِن ورث الْأَمْلَاك شرقا ومغربا ... فكم قد أخلوا جاهلين بواجبه)
وألبسته الْيَاقُوت والدر حلية ... وَغَيْرك قد رَوَاهُ من دم صَاحبه)
توفّي بمراكش فِي العشرالأواخر من جُمَادَى الْأَخِيرَة سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة ومولده سنة خمسين وَخَمْسمِائة
305 - مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بن فرج بن الْجد الفِهري من أهل إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من جده الْحَافِظ أبي بكر وَمن غَيره وَكَانَ ذَا رياسة عَظِيمَة فِي بَلَده ووجاهه عِنْد الْأُمَرَاء متمكنة أورثها عقبَة مَعَ الْفضل الْكَامِل والسر الظَّاهِر جوادا كثير الْمَعْرُوف وَالصَّدقَات رفيع الْقدر بَادِي التَّوَاضُع جالسته فِي آخر سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة وَسمعت مِنْهُ مَا حَكَاهُ فِي تناهي أَحْوَال إشبيلية فِي ذَلِك(2/116)
التَّارِيخ وَأَحْسبهُ لم يحدث بِشَيْء مِمَّا رَوَاهُ وَلَا كَانَ ذَلِك شَأْنه وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته مشهوده وحضرتها حِينَئِذٍ
306 - مُحَمَّد بن الْحسن بن عَليّ اللَّخْمِيّ من أهل دانية يعرف بِابْن التجِيبِي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأبي الْقَاسِم بن تَمام المالقي وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَقَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ عل الذَّهَبِيّ تفقها وناظر عِنْده فِي عُلُوم الْأَوَائِل وَكَانَ أديبا كَاتبا بليغا لَهُ حَظّ من علم الْعَرَبيَّة وَقد أَقرَأ بهَا وقتا وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ كريم الْعشْرَة جوادا سَمحا وَاسع الْمُرُوءَة كثير المبرة لَقيته ببلنسية ثمَّ بدانية وَأخذت بهَا عَنهُ كتاب جذوة المقتبس للحميدي بَين سَماع ومناولة وَتُوفِّي صدر يَوْم الْأَرْبَعَاء السَّادِس عشر من رَمَضَان سنة ثَمَان عشرَة وست مائَة ومولده سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة
307 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن هِشَام الفِهري من أهل المرية وَأَصله من مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الشواش وبالذهبي سمع من أبي عبد الله بن سَعَادَة وَأبي بكر بْن أبي ليلى وَأبي عَبْد الله بن الْفرس وَأبي الْقَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بن حميد وَأبي الْحسن بن فيد وَأبي عبد الله بن الفخار وَأبي زيد السُّهيْلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأَبُو بكر بن خير وَغَيرهمَا وَأخذ عَن أبي مُوسَى الْجُزُولِيّ النَّحْوِيّ وَقعد لإقراء الْقُرْآن وإسماع الحَدِيث وتدريس الْعَرَبيَّة والآداب واللغات وَكَانَ فَاضلا متواضعا مشاركا فِي فنون من الْعلم من أبرع النَّاس خطا وأجودهم ضبطا وَتردد مرَارًا على مرسية فَسمع مِنْهُ بهَا وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بالمرية سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة
وَقَالَ ابْن فرقد توفّي سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَكَذَا قَالَ ابْن فرتون وَزَاد أَنه دفن بمقبرة الأحرش بالربض
308 - مُحَمَّد بن بكر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن بكر الفِهري من أهل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من شُيُوخنَا أبي عبد الله بن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ عبد الله بن حميد وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا وَكَانَ متحققا بِعلم الْحساب مشاركا فِي الطِّبّ حَافِظًا للْحَدِيث والتواريخ من بَيت كِتَابَة ونباهة وصحبته(2/117)
وعارضت مَعَه كتاب المصابيح لأبي مُحَمَّد بن مَسْعُود وَسمعت مِنْهُ أَخْبَارًا وأشعارا توفّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة
309 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن وَقاص اللمطي من أهل ميورقة رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع من أَبِي الطَّاهِر بْن عَوْف وَأبي عَبْد اللَّه المَسْعُودِيّ وَأبي الطَّاهِر الخشوعي وَأبي الطَّاهِر إِسْمَاعِيل بن عمر الْقرشِي الأندلسي وَحدث بالموطأ عَن أبي جَعْفَر عَبْد الرَّحْمَن بْن الْقصير وَلَا أَدْرِي أَيْن لقِيه وَعَاد إِلَى ميورقة وَتَوَلَّى الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وخطب أَيْضا بالعدوة ليحيى بن إِسْحَاق أَيَّام ظُهُوره بهَا وَكَانَ خَطِيبًا مصقعا بليغا مفوها يقْرض يَسِيرا من الشّعْر أَخذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة ثَمَان عشرَة وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا
310 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن باز الْيحصبِي من أهل بلس الْمَعْرُوفَة بالسكة عمل بسطة يكنى أَبَا عبد الله سمع أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَغَيره وَكَانَ أديبا ماهرا حدث عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ المقامات للحريري
311 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد السَّلَام الغساني من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَغَيره وَكَانَ أديبا كَاتبا وَله شرح فِي كتاب الشهَاب سَمَّاهُ بمستفاد الرحلة والاغتراب وَأَجَازَهُ لي وَأخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَتُوفِّي بمرسية فِي الْعشْرَة الْأَوَاخِر من رَمَضَان سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة
312 - مُحَمَّد بن عبد الْوَاحِد بن إِبْرَاهِيم بن مفرج بن أَحْمد بن عبد الْوَاحِد بن حُرَيْث بن جعفربن سعيد بن مُحَمَّد بن حقل بن الْخِيَار بن مَرْوَان الغافقي نقلت نسبه(2/118)
من خطه ثمَّ وجدته بِخَطِّهِ أَيْضا فِي مَوضِع اخر مرفوعاإلى حقل وَقَالَ بعده ابْن مَرْوَان الدَّاخِل إِلَى الأندلس ابْن حقل من أهل غرناطة يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بالملاحي والملاحة قَرْيَة على بريد من غرناطة نزلها سلفه سمع من أَبِيه وخاله أبي إِسْحَاق بن الحلاء وَأبي الْحسن بن كوثر وَأبي سُلَيْمَان السَّعْدِيّ وَأبي عبد الله بن عروس وَأبي خَالِد بن رفاعه وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس وَأبي جَعْفَر بن حكم وَأبي عبد الله بن بونة وأخيه عبد الْحق وَأبي بكر بن زمنين وَأبي جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأبي بكر بن مسْعدَة وَأبي الْقَاسِم بن سمجون وَأبي زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أهل الأندلس جده لأمه أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ قَرَأَ على ابْن كرز وطبقته وَأَبُو بكر بن الْجد وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو الْعَبَّاس البلنسي وَأَبُو عبد الله بن حميد وَأَبُو الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَأَبُو بكر بن صَاف وَأَبُو الحكم بن حجاج وَأَبُو الْقَاسِم الشراط وَغَيرهم كثير وَمن أهل الْمشرق أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عبد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَأَبُو حَفْص الميانشي وابو الْقَاسِم بن جَارة وأبوالفضل الغزنوي وَأَبُو عبد الله بن أبي الصَّيف وَأَبُو الطَّاهِر الخشوعي وَأَبُو مُحَمَّد بن عَسَاكِر وَغَيرهم وشيوخه الَّذين كتب أَسْمَاءَهُم من خطه مائَة وَسِتَّة وَثَلَاثُونَ وَفِيهِمْ من شُيُوخنَا جمَاعَة وَقَالَ ابْن الطيلسان ذكر لي أَنهم يزِيدُونَ على مائَة وَخمسين رجلا وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن أَبِي طَاهِر السلَفِي وَأبي مَرْوَان بن قزمان وروى العالي والنازل وَكتب عَن الصغار والكبار وَبَالغ حَيَاته كلهَا فِي الاستكثار وَكَانَ مقدما فِي صناعَة الحَدِيث شَدِيد الْعِنَايَة بالرواية حسن الْخط جيد الضَّبْط حَافِظًا لأسماء الروَاة مُمَيّزا لَهُم عَارِفًا بأخبارهم وَألف تَارِيخا فِي عُلَمَاء البيرة وأنسابهم وأنبائهم أنبأ عَن حفظه وَمن تواليفه كتاب لمحات الْأَنْوَار ولفحات الأزهار فِي ثَوَاب قارىء الْقُرْآن وَكتاب أَنْسَاب الْأُمَم الْعَرَب والعجم وَسَماهُ بِالشَّجَرَةِ وَكتاب الْأَرْبَعين حَدِيثا بلغ فِيهِ الْغَايَة من الاحتقال وَشهد لَهُ بِحِفْظ أَسمَاء الرِّجَال وَزَاد على من تقدمه وَله اسْتِدْرَاك على أبي عمر بن عبد الْبر فِي الصَّحَابَة ومجالس فِي فَضَائِل أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَغير ذَلِك وَكَانَ معتمده من شُيُوخه على أبي مُحَمَّد بن الْفرس عَنهُ أَكثر وَمِنْه اسْتَفَادَ وَبِه انْتفع حدث وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ أَهلا لذَلِك وَتُوفِّي لخمس خلون من(2/119)
شعْبَان سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ غَيره سنة عشْرين ومولده سنة تسع واربعين وَخَمْسمِائة
313 - مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن غياث الجذامي الأديب من أَهْلَ شريش يكنى أَبَا عَمْرو روى عَنْ أبي الْحسن بن لبال وَغَيره من مَشَايِخ بَلَده ويروى أَيْضا عَن أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأبي الْقَاسِم المواعيني وَابْن بشكوال وعنى بالآداب وَشهر بتجويد النّظم وَقد أَخذ عَنهُ من الجلة أَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيره وَتُوفِّي فِي ذِي الحجّة سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن فرتون توفّي فِي الْعشْر الأول من محرم سنة عشْرين ومولده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة
314 - مُحَمَّد بْن عِيسَى بْن مُحَمَّد بْن أصبغ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن أصبغ بن عِيسَى بن أصبغ كَذَا نسبه ابْن غَالب الْأَزْدِيّ وَيعرف بِابْن المناصف ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه من أهل قرطبة وَخرج أَبوهُ عِيسَى مِنْهَا فِي الْفِتْنَة عِنْد انْقِرَاض الدولة اللمتونية فاستوطن إفريقية وَبهَا ولد ابْنه أَبُو عبد الله هَذَا وَنَشَأ وتفقه بِأبي الْحجَّاج المَخْزُومِي قَاضِي تونس وَسمع بهَا من أبي عَبْد اللَّه بْن أبي درقة وانتقل إِلَى تلمسان فَسمع من أبي عَبْد اللَّه التجِيبِي وَله رِوَايَة عَن أَبِيه عَن جده وَلم يعل إِسْنَاده وَكَانَ عَالما متفننا نظارا صَاحب استنباط وتدقيق وَاقِفًا على الِاتِّفَاق وَالِاخْتِلَاف مُعَللا مرجحا مَعَ الْحَظ الوافر من علم اللُّغَة والآداب وَالتَّصَرُّف الْحسن فِي قرض الشّعْر وَله أراجيز فِي غير مَا فن وَمِنْهَا المذهبة فِي الْحلِيّ والشيات حملت عَنهُ وَسمعت كثيرا مِنْهُ وَمِنْهَا الدرة السّنيَّة فِي المعالم السّنيَّة وَلم يكن لع علم بِالْحَدِيثِ وَلَا عناية بالرواية وَألف كتاب الأنجاد فِي الْجِهَاد فَظهر فِيهِ علمه وَبَان بِهِ تقدمه وَكتاب الْأَحْكَام واستدرك على القَاضِي أبي مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب الْمَالِكِي فِي التَّلْقِين من تأليفه بَاب السّلم لإغفاله ذَلِك وَولي قَضَاء بلنسية وَبهَا لَقيته واستجزته بخطي فَأجَاز لي جَمِيع مَا رَوَاهُ وألفه لثلاث بَقينَ من جُمَادَى الاخرة سنة ثَمَان(2/120)
وسِتمِائَة ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى قَضَاء مرسية وَكَانَ ذَا سيرة عادلة وأبهة وشارة جميلَة جامد الْيَد صلبا فِي الْحق وَكَانَت فِيهِ حِدة مفرطة وغلظة فِي تأديبه أدته إِلَى صرفه عَن الْقَضَاء وإسكانه قرطبة بلد سلفه ثمَّ لحق بمراكش فَأَقَامَ هُنَالك مناوبا أَئِمَّة صَلَاة الْفَرِيضَة إِلَى أَن مضى لسبيله فِي شهر ربيع الآخر سنة عشْرين وسِتمِائَة ومولده بتونس وَقيل بالمهدية وَهُوَ أصح فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَذكره فِي الغرباء لَا يصلح ضنانة بِعِلْمِهِ على العدوة
315 - مُحَمَّد بن هُذَيْل بن مُحَمَّد بن هُذَيْل بن عبد الله الْأنْصَارِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر روى عَن أَبِيه وَعَن غَيره وَأم فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِمَسْجِد أَبِيه هُذَيْل وَقد حدث وَأخذ عَنهُ وَكَانَ رجلا صَالحا نزيها وَتُوفِّي بعد سنة عشْرين وسِتمِائَة قَالَه لي ابْن سيد النَّاس
316 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن عبد الْبر الْخَولَانِيّ من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله سمع من أبي الْقَاسِم بن بشكوال وأخيه أبي عبد الله وَأبي بكر بن خير وَأبي عبد الله بن حَفْص وَأبي الْحُسَيْن بن ربيع وَأبي عبد الله بن عراق وَأبي الْقَاسِم بن غَالب واخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَكَثِيرًا من كتب الْعَرَبيَّة وَجل رِوَايَته عَن أبي الْقَاسِم بن بشكوال اخْتصَّ بِهِ ولازمه أعواما وَأخذ عَنهُ كثيرا من المصنفات الْكِبَار والأجزاء الصغار وَأَجَازَ لَهُ وَحدث وَأخذ عَنهُ وَكَانَ فَاضلا سنيا معدلا وَتُوفِّي سنة عشْرين وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن الطيلسان وَسَماهُ فِي مشيخته توفّي فَجْأَة لَيْلَة الْأَحَد الثَّانِي عشر لمحرم سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة بعد أَن صلى الْعَتَمَة بِالنَّاسِ إِمَامًا بِمَسْجِد أبي حَامِد تِلْكَ اللَّيْلَة صَحِيحا وَدفن بمقبرة ابْن عَبَّاس
317 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الأميي من أهل حصن نوالش عمل باغة من غرناطة وَأَصله من لَك يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَن أَبِيهِ وَأبي الْقَاسِم بن غَالب وَأبي عبد الله بن(2/121)
المرابط اللكي وَأبي الْحسن بن كوثر سمع مِنْهُ جَامع التِّرْمِذِيّ بغرناطة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بموضعه وأقرأ بِهِ الْقُرْآن وَحدث بِيَسِير أَخذ عَنهُ ابْن الطيلسان
318 - مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن أَحْمد الْأنْصَارِيّ من أهل المرية وَأَصله من بلنسية يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الْيَتِيم وبابن البلنسي وبالأندرشي سمع أَبَاهُ أَبَا الْعَبَّاس وَأكْثر عَنهُ ولازم أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بقنجاير من عمل المرية قبل انْتِقَاله إِلَى سبته وَأكْثر عَنهُ أَيْضا ورحل إِلَى بلنسية بلد سلفه فلقي بهَا أَبَا الْحسن بن هُذَيْل بَقِيَّة المقرئين فِي عصره فِي رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَقيل سنة سِتِّينَ وَقد كَانَ أجَاز لَهُ قبل ذَلِك وَأَبا الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبا مُحَمَّد بن عَاشر وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَلَقي بمرسيه أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد الله بن حميد وبمالقة أَبَا إِسْحَاق بْن قرقول وَأَبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مطرف وَأَبا زيد السُّهيْلي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا عبد الله الأستجي الْخَطِيب وَأَبا الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يزِيد بن خير الطَّائِي وَأَبا الْحسن صَالح بن عبد الْملك الأوسي فَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَدخل أشونة من عمل قرطبة فَسمع بهَا من أبي مَرْوَان بن قزمان بعض الْمُوَطَّأ وناوله جَمِيعه وَأَجَازَ لَهُ وَلَقي بقرطبة أَبَا الْحَسَن بْن بَقِي جد شَيخنَا أبي الْقَاسِم وَأَبا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا مُحَمَّد عبد الْكَرِيم بن غليب وَأَبا الْقَاسِم بن غَالب الشراط وبغرناطة أَبَا خَالِد بن رِفَاعَة فَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَكتب إِلَيْهِ من أهل إشبيلية أَبُو إِسْحَاق بن فرقد وَأَبُو مُحَمَّد بن موجوال نزيلها وَأَبُو بكر بن خير من سبتة وَأَبُو بكر بن رزق ورحل إِلَى الْمغرب فلقي بِمَدِينَة فاس أَبَا الْحسن بن حنين نزيلها فَسمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ وَأَجَازَ لَهُ هُوَ أَبُو عبد الله بن الرمامة وَخرج إِلَى الْحَج فِي شبيبته سنة سِتّ أَو سبع وَسِتِّينَ فلقي ببجاية أَبَا مُحَمَّد عبد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي وَسمع مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ وَسمع بالمهدية من قاضيها أبي يحيى بن الْحداد أحد أَصْحَاب الْمَازرِيّ وبالاسكندرية من أبي مُحَمَّد العثماني وَأبي طَاهِر السلَفِي وَأبي عبد الله بن(2/122)
الْحَضْرَمِيّ وَأبي الطَّاهِر بن عَوْف وبالقاهرة من أبي عَمْرو عُثْمَان بن فرج وَلَقي بِمَكَّة عِنْد أَدَاء الْفَرِيضَة أَبَا مُحَمَّد الْمُبَارك بن الطباخ وَأَبا حَفْص الميانشي وببغداذ أَبَا الْفرج الْجَوْزِيّ وشهدة بنت الأبري وبدمشق أَبَا الْقَاسِم بن عَسَاكِر صَاحب التَّارِيخ وَأَبا مُحَمَّد بن أبي عصرون وبالموصل أَبَا الْفضل الطوسي وَغَيرهم بِبِلَاد شَتَّى فَأخذ عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَكَانَ يذكر أَن شُيُوخه الَّذين لَقِيَهُمْ وأجازوا لَهُ نَيف على مائَة شيخ وقفل إِلَى بَلَده فَقدم للْقَضَاء بدلاية وَأقَام على ذَلِك مُدَّة ثمَّ تولى الْخطْبَة بِجَامِع قَصَبَة المرية وَكَانَ راوية مكثرا رحالة فِي طلب الْعلم عالي الْإِسْنَاد وَنسبه بعض شُيُوخنَا إِلَى الِاضْطِرَاب وغمزه وعَلى ذَلِك انتابه النَّاس ورحلوا إِلَيْهِ للسماع مِنْهُ وَقد أَخذ عَنهُ من الجلة أَبُو سُلَيْمَان بْن حوط اللَّه وأكابر أَصْحَابنَا كتب إِلَيّ بِالْإِجَازَةِ لجَمِيع رِوَايَته وَسمي جملَة من شُيُوخه وَذَلِكَ فِي شعْبَان سنة عشر وسِتمِائَة وَتُوفِّي فِي الثَّامِن وَالْعِشْرين لشهر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة مرض فِي طَرِيقه إِلَى مالقة وَخرج مِنْهَا مَرِيضا بعد صَلَاة الْجُمُعَة السَّابِع وَالْعِشْرين من شهر ربيع الأول وَمَات على ظهر الْبَحْر وَأنزل بالمنكب مَيتا وَدفن بحذاء أَبِيه بمقبرة بَاب بجانة من ظَاهر المرية ومولده ضحى يَوْم الْأَحَد الْخَامِس لشوال سنة ارْبَعْ واربعين وَخَمْسمِائة
319 - مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف التجِيبِي أَبُو عبد الله السبتي سمع من أبي مُحَمَّد بن عبيد الله فَأكْثر وَمن أبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَكتب إِلَيْهِ ابْن بشكوال وَجَمَاعَة وَكَانَ صَدرا فِي الشُّرُوط سكن إشبيلية وَحدث بهَا وَتُوفِّي فِي ربيع الأول سنة عشْرين وسِتمِائَة وَقد جَاوز السّبْعين
320 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن سعيد بن أَحْمد بن سعيد بن عبد الْبر بن مُجَاهِد الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية وَسكن بعض سلفه بطليوس يكنى أَبَا الْحُسَيْن وَيعرف بِابْن زرقون وَسَعِيد بن عبد الْبر هُوَ الملقب بذلك لحمرة وَجهه وَسمع من أَبِيه وَمن أبي بكر بن الْجد وتفقه بهما واختص بِأبي بكر مِنْهُمَا وَأخذ عَن أبي جَعْفَر بن مضاء وَأَجَازَ لَهُ أَبُو(2/123)
مَرْوَان بن قزمان وَأَبُو الْعَبَّاس بن سيد الإشبيلي وَقد قيل أَنه دخل فِي الْإِجَازَة الْعَامَّة من ابْن قزمان وَكتب إِلَيْهِ أَبُو طَاهِر السلَفِي والحشوعي ويروى عَن أبي الْحسن الْمَعْرُوف بالأرجفي من أَصْحَاب الْمَازرِيّ وَكَانَ فَقِيها مالكيا حَافِظًا مبرزا متعصبا للْمَذْهَب قَائِما عَلَيْهِ حَتَّى امتحن بالسلطان من أَجله واعتقل مُدَّة بسبتة وَمن تواليفه الْكتاب المعلي فِي الرَّد على الْمحلي والمجلي لأبي مُحَمَّد بن حزم وَكتاب قطب الشَّرِيعَة فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَمِنْهَا اقتضابه لكتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد وَغير ذَلِك وَله كتاب فِي الْفِقْه لم يكمله سَمَّاهُ تَهْذِيب المسالك فِي تَحْصِيل مَذْهَب مَالك كتب إِلَيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وألفه فِي سنة ثَمَان وسِتمِائَة ثمَّ لَقيته بإشبيلية غير مرّة فِي سنة ثَمَان عشرَة وَقبلهَا وَلم يكن لَهُ بصر بِالْحَدِيثِ وَكَانَ يعْتَرف بالقصور عَنهُ وعَلى ذَلِك عَنى النَّاس بِالسَّمَاعِ مِنْهُ وَقد كتب عَنهُ من الجلة شَيخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم وَعِنْدِي بِخَطِّهِ مَجْمُوعَة فِي حَدِيثي جَابر وبريرة وَعَاد بأخره إِلَى تدريس الْفِقْه وَتَعْلِيم الرَّأْي مَعَ ذكره للآداب وَعمارَة مَجْلِسه بِهِ وَرُبمَا نظم الْيَسِير توفّي يَوْم السبت رَابِع شَوَّال سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة وَدفن بقبلي مَسْجده بالحصارين من دَاخل إشبيلية وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة مولده وقرأته بِخَطِّهِ فِي ربيع وَلم يبين الأول من الثَّانِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة وَذكر أَبُو الْقَاسِم بن فرقد أَنه ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّابِع عشر لرجب من السّنة الْمَذْكُورَة وَرَأَيْت ذَلِك بِخَط بعض أَصْحَابنَا إِلَّا أَنه قَالَ التَّاسِع عشر وَحكى أَنه قَرَأَهُ بِخَط أَبِيه على ظهر سفر من كتاب البُخَارِيّ
321 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن مُحَمَّد من أهل شاطبة يعرف بالقطني ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ من شُيُوخنَا وَأبي مُحَمَّد بن حوط الله وَغَيرهم وَلَقي بِمَدِينَة فاس أَبَا الْقَاسِم عبد الرَّحِيم بن عِيسَى بن الملجوم فَسمع مِنْهُ وَأخذ عَن أبي الْحسن بن حريق الْأَدَب وعنى بِالْعَرَبِيَّةِ فأقرأها وَعلم بهَا وَحدث بِيَسِير وتُوُفيّ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة قَالَه لي أَبُو مُحَمَّد بن خيرة(2/124)
322 - مُحَمَّد بن عمربن يُوسُف الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ يعرف بِابْن مغايظ يكنى أَبَا عبد الله انْتقل أَبوهُ إِلَى مَدِينَة فاس فسكنها وَعرف بالقرطبي هُوَ وَابْنه مُحَمَّد هَذَا وَلَا أَدْرِي أولد بهَا أم بقرطبة ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق وَلم يعد بعد إِلَى الْمغرب فَسمع هُنَالك من جمَاعَة مِنْهُم أَبُو عَبْد الله بن الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو الْمفضل بن دَلِيل وَأَبُو الْمَعَالِي الفراوي وَأَبُو مُحَمَّد قَاسم بن فيره الشاطبي الضَّرِير المقرىء وَغَيرهم وَنزل قاهرة مصر وَحدث بهَا وَأخذ عَنهُ الْقُرْآن والْحَدِيث والعربية ونوظر عَلَيْهِ فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ ثمَّ انْتقل إِلَى الْمَدِينَة وجاور بهَا مُدَّة وَشهر بِالْفَضْلِ والورع وَالصَّلَاح وَأم بِمَسْجِد حرمهَا وَكَانَ يرى فِي النّوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِلا لَهُ يَا أَبَا عبد الله ترحل عَنَّا وَتَمُوت عندنَا فَكَانَ كَذَلِك حكى ذَلِك أَبُو عبد الله القيجاطي وَقَالَ ابْن الطيلسان توفّي بِمصْر وَدفن بقرافتها وَوَصفه بالنسك والتقلل من الدُّنْيَا والإقبال على الْآخِرَة قَالَ وَتردد فِي بِلَاد الْحجاز مكرما متبركا بِهِ بعد مجاورته بِالْمَدِينَةِ وَمَكَّة أعواما ونعي إِلَيْنَا ببلنسية فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة وَقَالَ ابْن فرتون توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة
323 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى الْأنْصَارِيّ من أهل شريش يكنى أَبَا بَكْر وَأَبا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الغزال وأصل سلفه من العدوة أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن يحيى بن محد بن نَاصِر الْقُرْطُبِيّ وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْحسن بن لبال وَأخذ عَنهُ أَيْضا الْقرَاءَات وَمن أَبِي بكر بن أَزْهَر وَأبي بكر بن عبيد وَأبي بكر بن مَالك الفِهري وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو إِسْحَاق بن فرقد وَابْن الْجد وَكَانَ فَقِيها مشاورا مقدما فِي عقد الشُّرُوط علما فِي الْعَدَالَة مَوْصُوفا بالزهادة أَقرَأ الْقُرْآن وأسمع الحَدِيث ودرس الْفِقْه(2/125)
حدث عَنهُ ابْنه يُوسُف وَأَبُو الْحسن الرعيني وَأَبُو إِسْحَاق بن الكماد وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة
324 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خِيَار الْمكتب من أهل ميورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَن أبي إِسْحَاق الغرناطي وَغَيره وانتقل إِلَى قرطبة فسكنها وَعلم بهَا الْقُرْآن وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويؤم النَّاس فِي صَلَاة الْفَرِيضَة بِمَسْجِد من دَاخل قرطبة إِلَى أَن توفّي بهَا فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين من شعْبَان سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة
325 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيّ الزُّهْرِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا بكر سمع أَبَاهُ القَاضِي أَبَا الْحسن وَأَجَازَ لَهُ وَلم تكن لَهُ عناية بالرواية وَمَال إِلَى علم الطِّبّ فشارك فِيهِ فَكَانَ فَاضلا جَلِيلًا كريم الْخلق جوادا سَمحا ذَا خِصَال كَثِيرَة لَقيته بقصر الْإِمَارَة من إشبيلية وَقد حضر مَعَ الْأَطِبَّاء لمعالجة واليها حِينَئِذٍ وَسمعت مناظرته فِي ذَلِك واستجزته مَا روى عَن أَبِيه وَقد أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَقَالَ تُوُفّي فِي ذِي القَعْدة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة عَن سنّ عالية زاحمت التسعين
326 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حبون الْمعَافِرِي من أهل مرسية يكنى أَبَا بكر سمع ببلدة أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبا عَبْد الله بن حميد وَلَقي أَبَا بكر بن الْجد وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبا عبد الله بن الفخار وَأَبا الْوَلِيد بن رشد وَأَبا مُوسَى الْجُزُولِيّ فَأخذ عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وأقرأ الْعَرَبيَّة والآداب وَكَانَ لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر وَتُوفِّي فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة
327 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن مُوسَى بن عبد الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ من أهل دانية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الخَطَّاب بْن وَاجِب وَأبي عمر بن عَاتٍ من شُيُوخنَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن حُبَيْش وَأَبُو بكر بن أبي زمنين وَغَيرهمَا ثمَّ رَحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِمَكَّة من أبي الصَّيف اليمني وَغَيره وَلَقي بالإسكندرية أَبَا عَبْد اللَّه الحضْرميّ وَأَبا الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَأَبا عبد الله الكركنتي وَأَبا الْحسن بن الْمفضل وَأَبا الْقَاسِم مَنْصُور بن خَمِيس وَأَبا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن يَعْقُوب الأندلسيين وَغَيرهم فَكتب عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الطَّاهِر الخشوعي من دمشق سنة 595 وَأَبُو الْفرج عبد الْمُنعم بن عبد الْوَهَّاب بن كُلَيْب الْحَرَّانِي وَأَبُو عبد الله السجْزِي الْمَعْرُوف بجوبكار(2/126)
وَأَبُو طَاهِر الْمُبَارك بن أبي الْمَعَالِي وَغَيرهم وتجول هُنَالك مُدَّة وَكتب كثيرا على رِدَاءَهُ خطه وقفل إِلَى بَلَده وَحدث بِيَسِير وَسمعت من يغمزه فَتركت الْأَخْذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة 623 أَو نَحْوهَا وَهُوَ من شُيُوخنَا
328 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن هِشَام الْهَمدَانِي من أهل مرسية وَمن ملينة مِنْهَا يعرف بِابْن مضاش ويكنى أَبَا عبد الله سمع من أبي الْقَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بن حميد وَغَيرهمَا وعني بِعقد الشُّرُوط وَكَانَ كريم الْعشْرَة حُلْو النادرة مَحْمُود الْأَحْوَال وَولي قَضَاء بسطة بِأخرَة من عمره وَتُوفِّي وَهُوَ يتَوَلَّى ذَلِك فِي أول سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة
329 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سَلمُون من أَهْلَ بلنسية يكنى أَبَا الْحَسَن روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَأخذ عَنهُ قِرَاءَة ورش وَسمع مِنْهُ الْمُوَطَّأ وصحيح البُخَارِيّ والتيسير لأبي عَمْرو وَأَجَازَ لَهُ وَكَانَ عدلا مرضيا لَهُ دكان بالعطارين يقْعد فِيهِ أَحْيَانًا سَمِعت مِنْهُ أَخْبَارًا وناولني وَأَجَازَ لي وَلم يكن لَهُ علم بِالْحَدِيثِ وَلَا بِغَيْرِهِ وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ لَيْلَة الْأَحَد الثَّانِي وَالْعِشْرين لربيع الْآخِرَة سنة 624 وَدفن لصَلَاة الْعَصْر من الْيَوْم الْمَذْكُور بمقبرة بَاب بيطالة ومولده فِي النّصْف من سنة 547
330 - مُحَمَّد بن حَاتِم بن يحيى بن متوكل التَّمِيمِي من أهل إشبيلية وأصل سلفه من قرطبة يعرف بِابْن الْحذاء ويكنى أَبَا بَكْر روى عَنْ أبي بَكْر بن الْمجد وَأبي عبد الله بْن زرقون وَأبي بَكْر بْن عبيد الله وَأبي الْحسن بن لبال وَأبي بكر بن مَالك وَغَيرهم وَولي الْقَضَاء وَكَانَ من أهل الْأَدَب مَوْصُوفا بِالنَّبلِ ذكره ابْن فرقد فِي مشيخته وَقَالَ توفّي فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين لجمادى الأولى عَام 624 وَقد تقدم ذكر عَمه(2/127)
331 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن يحيى الغافقي أَصله من الشارة عمل بلنسية وبالنسبة إِلَيْهَا كَانَ يعرف ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْعَبَّاس بن إِدْرِيس واخذ الْفِقْه عَن ابْن مُحَمَّد بن عَاشر وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من كِتَابه الَّذِي سَمَّاهُ بالجامع الْبَسِيط وبغية الطَّالِب النشيط فِي شرح الْمُدَوَّنَة وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي نصر فتح بن يُوسُف الْمَعْرُوف بِابْن أبي كبة من أَصْحَاب دَاوُد المقرىء وانتقل إِلَى سبتة فِي الْفِتْنَة سنة 562 فسكنها حدَّث عَنْهُ ابْنه أَبُو الْحسن قَرَأَ عَلَيْهِ الْمُوَطَّأ وجامع التِّرْمِذِيّ وَغَيرهمَا وَكتب عَنهُ الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأَدب والتاريخ وَحكى أَنه زَجره عَن كتب الجاحظ وَقد رَآهُ ينظر فِي بَعْضهَا وأنشده فِي ذَلِك
(مهما شَككت فَلَا تشك ... بِأَن كتب الجاحظ)
(من شَرّ مَا يملي اللِّسَان ... على الرَّقِيب الْحَافِظ)
قَالَ وَتُوفِّي سنة 624 عَن سنّ عالية تقَارب التسعين مولده سنة 537
332 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَسْعُود بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ من أَهْلَ شاطبة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن صَاحب الصَّلَاة أَخذ عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل قِرَاءَة نَافِع وَسمع مِنْهُ كثيرا من كتب أبي عَمْرو المقرىء وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة 563 وَكتب بِخَطِّهِ علما كثيرا واحتيج إِلَيْهِ بِأخرَة من عمره عِنْد انْقِرَاض أَصْحَاب ابْن هُذَيْل فَأخذ عَنهُ لَقيته مرَارًا وَلم أسمع مِنْهُ وَتُوفِّي ببلنسية فِي شَوَّال سنة 625 ومولده بشاطبة فِي صفر سنة 542
333 - مُحَمَّد بن عَليّ بْن عَبْد الله الْأنْصَارِيّ أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد عَن ابْن عبيد الله فهرسته فِي ربيع الآخر سنة 625
334 - مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن موفق من أهل ميورقة يعرف بالشكاز ويكنى أَبَا(2/128)
عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر أُسَامَة بن سُلَيْمَان وَأبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأبي عبد الله بن الْمعز اليفرني والخطيب أبي عبد الله بن وَقاص وَأبي عبد الله بن غيداء وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن وَيعلم بِالْعَرَبِيَّةِ وَله تأليف فِي الْقرَاءَات سَمَّاهُ بالميسر وخطب بِجَامِع ميورقة زَمنا يَسِيرا وَاخْتَلَطَ بِأخرَة من عمره فَلَزِمَ دَاره إِلَى أَن توفّي فِي شعْبَان سنة 626 قبل الْحَادِثَة الْعُظْمَى من قبل الرّوم على ميورقة بِنَحْوِ من سِتَّة أشهر
335 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي الْقَاسِم الْأنْصَارِيّ من أهل الجزيرة الخضراء يعرف بالسماتي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أَخِيه عَليّ وَعَن أَبِيه عَمْرو بن عَظِيمَة وتصدر للإقراء وَرَأَيْت الْأَخْذ عَنْهُ فِي سنة ستٍّ وَعشْرين وسِتمِائَة
336 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَدُود الْبكْرِيّ من أهل ميورقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَن أبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأبي إِسْحَاق بن شُعْبَة وَأبي عبد الله بن غيداء وَأبي عبد الله الشكاز وَغَيرهم وَكَانَ فَقِيها مفتيا دينا فَاضلا يُشَارك فِي علم الْعَرَبيَّة وقرض الشّعْر وَولي الْقَضَاء بميورقة قبل التغلب عَلَيْهَا بِيَسِير شهر أَو شيعه وَكَانَ دُخُول الرّوم إِيَّاهَا عنْوَة يَوْم الِاثْنَيْنِ الرَّابِع عشر من صفر سنة 627 وَفِي مثل ذَلِك الْيَوْم والشهر كَانَت وقيعة الْعقَاب سنة تسع وسِتمِائَة
337 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الزبير بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن أَحْمَد بْن عبد الْعَزِيز بْن الزبير الْقُضَاعِي من أهل مربيطر وَأَصله من أندة عمل بلنسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحَسَن بْن النِّعْمَة وَأَجَازَ لَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ برنامجه ولازمه وَلم يضْبط مَا روى عَنهُ وَسمع من أبي الْعَبَّاس بن هُذَيْل الأبيشي وَأخذ قِرَاءَة نَافِع بن نعيم عَن أبي جَعْفَر طَارق بن مُوسَى بن طَارق وَأَجَازَ لَهُ من إشبيلية أَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون فِي صفر سنة 585 وروى عَن أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن سعيد الخباز وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْفضل الغزنوي وَأَبُو مُحَمَّد بن بري وَكتب إِلَيْهِ من الْإسْكَنْدَريَّة فِي ذِي الْقعدَة من سنة 572 أَبُو طَاهِر السلَفِي ثمَّ أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبُو القَاسِم بن جَارة وَأَبُو الثَّنَاء الْحَرَّانِي وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ وَتقدم للْأَحْكَام بِهِ أوقاتا وَكَانَ لَهُ بصر بهَا وبعقد الشُّرُوط(2/129)
ومشاركة فِي علم الْفَرَائِض والحساب حدث بِيَسِير وَأخذ عَنهُ بِآخِرهِ من عمره ولقيته مرَارًا بِبَلَدِهِ ثمَّ ببلنسية وحَدثني بحكايات وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ مَا رَوَاهُ
وَتُوفِّي مغربا عَن وَطنه سحر لَيْلَة الْخَمِيس السَّادِس عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 627 وَدفن بقبلي الْمصلى من ظَاهر بلنسية ومولده بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَرْبَعَاء لِلنِّصْفِ من جُمَادَى الأولى سنة 544
338 - مُحَمَّد بن عَامر بن فرقد بن خَلَف بْن مُحَمَّد بْن الحبيب بن عبيد الله بن عَمْرو بن فرقد الْقرشِي الفِهري من أهل مورور وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا الْقَاسِم روى عَن جمَاعَة كَثِيرَة جمعهم فِي فهرسة حافلة لَهُ من أعيانهم عَم أَبِيه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن خلف بن فرقد وَأَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عبد الله بن زرقون وَأَبُو بكر بن صَاف وَأَبُو الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبُو الْحسن بن مسلمة الْخَطِيب وَأَبُو الحكم بن حجاج وَأَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزُّهْرِيّ وَأَبُو الْوَلِيد بن رشد وَأَبُو الْحُسَيْن بن قزمان وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو حَفْص بن عمر وَأَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَأَبُو عمرَان الميرتلي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن هِشَام بن الْحجَّاج وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن يُوسُف بن مَيْمُون وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أَهْل الْمشرق طَائِفَة كَبِيرَة وَرُبمَا حدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن أبي مَرْوَان بن قزمان وَله رحْلَة إِلَى العدوة دخل فِيهَا قسطنطينية وَسمع بهَا من قاضيها أبي الْفضل قَاسم بن عَليّ بن عبدون بعض كتاب التِّرْمِذِيّ وَدخل سجلماسة وَلَقي بهَا سَالم بن سَلامَة السُّوسِي وَكَانَ عدلا فَاضلا متواضعا مَوْصُوفا بالرجاحة راوية مكثرا حدث وَأخذ عَنهُ وَقد نقلت من فهرسته مَا نسبته إِلَيْهِ ومولده فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة الْخَامِس وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة 627 وَدفن ضحى يَوْم السبت بعده بكدية الْخَيل من خَارج إشبيلية
339 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُسلم الْبكْرِيّ من أهل بنلسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من شَيخنَا أبي عبد الله بن نوح قَدِيما ولازمه وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة والآداب وأقرأ بهَا وَكَانَ مقدما بهَا حسن التَّعْلِيم بهَا وَهُوَ أحد من أَخَذتهَا عَنهُ قَرَأت عَلَيْهِ جملَة من أول الْإِيضَاح(2/130)
لأبي عَليّ الْفَارِسِي وناولنيه مرَارًا وَكَانَ من أهل الدّيانَة والنزاهة والانقباض وَتُوفِّي سنة 628 وَدفن بمقبرة بَاب الحنش
340 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن عَليّ بن يزِيد الْكَاتِب من أهل شلب يكنى أَبَا بكر روى بِبَلَدِهِ عَن أبي الْحسن عقيل بن الْعقل الْخَولَانِيّ وَأبي الْحسن هِشَام بن أَحْمد بن أبان وَغَيرهمَا وَسكن بلنسية وقتا وصحبته بعد ذَلِك بإشبيلية وَسمعت مِنْهُ مقطعات من الْآدَاب وَأَجَازَ لي وَقد أَخذ عَنهُ يسير وَكَانَ أديبا مشاركا فِي الْكِتَابَة وَتُوفِّي سنة 628 أَو نَحْوهَا
341 - مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن خَمِيس الجُمَحِي من أهل قسطنطانية عمل دانية يكنى أَبَا عَامر سمع من شَيخنَا أبي عبد الله بن نوح ولازمه وانتفع بِصُحْبَتِهِ وَكَانَ من أسلافه وَكتب للقضاة ثمَّ ولي قَضَاء بلنسية فِي الْفِتْنَة فحمدت سيرته وَكَانَ فَقِيها أديبًا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ مقدما فِي عقد الشُّرُوط حسن الْخط من أهل النزاهة والنباهة وانتقل عَن بلنسية مصروفا بالقائم فِيهَا على واليها فَقدم لقَضَاء شاطبة وَلما انصرفت من إشبيلية فِي آخر سنة 626 أَقمت بهَا أَيَّامًا فَسمع مني بعض منظومي وَسمعت مِنْهُ يَسِيرا بَعْدَمَا صحبته ببلنسية وَتُوفِّي بشاطبة فِي صفر سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة
342 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن جهور الْأَزْدِيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا بكر سمع بِبَلَدِهِ من أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد الله بن حميد وَأبي عَمْرو البشيجي ورحل إِلَى قرطبة فصحب بهَا أَبَا الْوَلِيد بن رشد وناظر عَلَيْهِ وَلَقي أَبَا بكر بن الْجد وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا زيد السُّهيْلي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا الْحسن بن كوثر فَحمل عَنْهُم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَلَقي بتونس أَبَا الطَّاهِر بن الدمنة من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمَازرِيّ فَسمع مِنْهُ بعض الْمعلم لَهُ وحدثه بِهِ عَنهُ وَلم يكن الحَدِيث شَأْنه مَعَ حفظه لَهُ وَكَانَ لَهُ حَظّ من النّظم والنثر وَأخذ عَنهُ بِأخرَة من عمره وَتُوفِّي سنة 629
343 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمد بن عَليّ بن سعيد بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن(2/131)
خَلَف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن سعيد بن الْحسن بن عُثْمَان بن الْحسن بن عبد الله الْعَنسِي بالنُّون من أَهْل غرناطة يكنى أَبَا عَبْد الله قَرَأت اسْمه بِخَطِّهِ سمع من جلة بِمصْر والاسكندرية ودمشق وبغداذ مِنْهُم أَبُو عَبْد اللَّه بْن عماد الْحَرَّانِي وَأَبُو كَذَا بن سيف الغضاري وَجَمَاعَة سواهُمَا وَكتب الْكثير وعنى بالرواية أتم الْعِنَايَة وفقد بأصبهان حِين استولى عَلَيْهَا الخارجون مِمَّا وَرَاء النَّهر قبل الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة
344 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ من أَهْل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر وَيعرف بالقرطبي لِأَن أَصله مِنْهَا أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي الْحَسَن نجبة بن يحيى وَبَعضهَا عَن أبي بكر بن صَاف وَأبي عَمْرو بن عَظِيمَة وروى عَن أبي الحكم بْن حجاج وَأبي الْوَلِيد بن نَام وَأبي الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَأبي عبد الله بن الفخار وَغَيرهم ورحل إِلَى مَدِينَة فاس فِي طلب الْعلم فَأخذ عَن أبي عبد الله بن زرقون وَأكْثر سَماع الحَدِيث عَن مشاهير شُيُوخنَا وَعَاد إِلَى بَلَده فأقرأ الْعَرَبيَّة ودرس الْفِقْه بأخره من عمره وَاخْتصرَ كتاب الاستذكار وَكَانَ كثير التَّقْيِيد متعللا من الدُّنْيَا مَوْصُوفا بالزهادة وَالْعِبَادَة وَتُوفِّي فِي نَحْو الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة
345 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مطرف الْأمَوِي من أَهْل مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من ابْن زرقون وَغَيره وَكَانَ سَمَاعه وَسَمَاع ابْن الْقُرْطُبِيّ وَاحِدًا
346 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن صلتان الْأنْصَارِيّ من أهل بياسة وَسكن جيان يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْقَاسِم بن بشكوال وَأبي عبيد حفيد الْبكْرِيّ وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي عَبْد اللَّه بْن حميد وَأبي الْحسن بن كوثر وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس(2/132)
وَأبي بكر بن حسنون وَغَيرهم وَكَانَ محترفا بِالتِّجَارَة وَقد عقد الوثائق وقتا وَكَانَ عدلا مرضيا يُشَارك فِي علم الْفَرْض والحساب أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة أَو بعْدهَا بِيَسِير
347 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يحيى بن خشين من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عبد الله كَانَ يكْتب الْمَصَاحِف وَلم يكن أحد من أَهْلَ زَمَانه يدانيه فِي الْمعرفَة بنقطها وَالْبَصَر برسمها مَعَ حسن الْخط والإتقان وَكَانَ مَعَ ذَلِك حَافِظًا للأشعار وَالْأَخْبَار وَتُوفِّي فِي حُدُود الثَّلَاثِينَ وسِتمِائَة
348 - مُحَمَّد بن جَابر بن عَليّ بن سعيد الْأنْصَارِيّ من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بالسقطي روى عَن أبي الْحسن نجبة بن يحيى وَأبي الْوَلِيد بن نَام وَأبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن هَارُون وَأبي الحكم بن أبي عمر بن حجاج وَأَبا الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بالرواية ولقاء الرِّجَال قدم شَرق الأندلس وروى عَن مشايخه حِينَئِذٍ واستجازهم لنَفسِهِ ولطائفة من أهل بَلَده وصحبته فِي السماع مَعنا على القَاضِي أبي الْخطاب بن وَاجِب وَغَيره ببلنسية بعد ذَلِك مرَارًا بإشبيلية وَكَانَ يقرىء الْقُرْآن والعربية ويشارك فِي الْآدَاب وَقد حدَّث وأُخِذَ عَنْهُ وتُوُفيّ فِيمَا بَلغنِي بعد سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
349 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد الْيحصبِي من أهل جيان يعرف باللوشي ويكنى أَبَا عبد الله روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بالإسكندرية من أبي عَبْد اللَّه بن الْحَضْرَمِيّ وَأبي الْحرم مكي بن أبي الطَّاهِر بن عَوْف وَأبي عبد الله الكركنتي وَأخذ بالمهدية عَن قاضيها أبي يحيى بن الْحداد من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمَازرِيّ وقفل إِلَى بَلَده فولي الْقَضَاء وَالْخطْبَة بجامعها زَمَانا ثمَّ انْتقل إِلَى قرطبة فتولي الْخطْبَة والإمامة بجامعها الْأَعْظَم وأسمع النَّاس الحَدِيث وَأخذ عَنهُ جمَاعَة وَتُوفِّي بهَا على تِلْكَ الْحَال عصر يَوْم الْأَرْبَعَاء الْحَادِي وَالْعِشْرين لرمضان سنة 631 وَدفن بالربض(2/133)
ومولده سنة 561 ذكر ذَلِك ابْن الطيلسان وَحكي عَنهُ أَنه دَعَا الله أَن يميته وَهُوَ ملازم للصلوات بِجَامِع قرطبة فأجيبت دَعوته
350 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عِيسَى بن نعْمَان الْبكْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ أبي بكر بن جزي وَأبي بكر بن سعد الْخَيْر علم الْفَرَائِض والحساب وأدب بذلك وَكَانَ مقدما فِيهِ متحققا بِهِ مَعَ الصّلاح وَالْعَدَالَة سَمِعت مِنْهُ أَبْيَات أبي الْحسن بن سعد الْخَيْر فِي وصف الدولاب وَأُصِيب بفالج طاوله إِلَى أَن توفّي فِي صدر سنة 632 ومولده سنة 551
351 - مُحَمَّد بن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الْمَالِك بن سعيد بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ بلنسية وانتقل سلفه من شلب إِلَى شبرب من أَعمالهَا ثمَّ إِلَيْهَا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن مشليون يرْوى عَن أبي بكر بن نمارة وَغَيره صحبته بحانوت صهري أبي عبد الله البطرني وَكَانَ كثيرا مَا يقْعد مَعَه هُنَالك واستجزته حِينَئِذٍ وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة عَن غير ابْن نمارة وَكَانَ فَقِيها وَعمر وأسن وَتُوفِّي فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين لربيع الأول سنة 632 ومولده فِي رَجَب سنة 542
352 - مُحَمَّد بن حسن بْن مُحَمَّد بْن خَلَف بْن حَازِم الْأنْصَارِيّ الأوسي من أهل قرطاجنة عمل مرسية وَأَصله من سرقسطة روى عَن خَاله أبي الْحسن بن أبي الْعَافِيَة وَعَن القَاضِي أبي بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَغَيرهمَا وَولي قَضَاء مَوْضِعه نيفا على أَرْبَعِينَ سنة وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْفِقْه وَالْأَب وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة 632 وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة قَالَ لي ذَلِك ابْنه حَازِم بن مُحَمَّد وروى عَنهُ
353 - مُحَمَّد بن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن سُفْيَان المَخْزُومِي من أَهْلَ جَزِيرَة شقر يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن سمع أَبَاهُ أَبَا أَحْمد بن جَعْفَر ورحل حَاجا فلقي فِي طَرِيقه أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشبيلي نزيل بجاية وَسمع مِنْهُ بهَا بعض تواليفه وَأَجَازَ لَهُ وَانْصَرف إِلَى بَلَده وَسمع مِنْهُ كتاب التَّهَجُّد لعبد الْحق الْمَذْكُور لَقيته غير(2/134)
مرّة واستجازه لي بعض أَصْحَابنَا وَلم يكن يبصر الحَدِيث وَكَانَ لَهُ حَظّ منذور من منظوم ومنثور وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس وَدفن لصَلَاة الْجُمُعَة الْخَامِس وَالْعِشْرين لشوال سنة 632
354 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بِابْن حمنال سمع من أبي مُحَمَّد بن حوط الله وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَغَيرهمَا وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِبَلَدِهِ واستأدبه بعض الأكابر لِبَنِيهِ وَحدث بِيَسِير وَكَانَ يكْتب الْمَصَاحِف ويجيد نقطها وَيعرف رسمها مَعَ براعة الْخط وَحسن الوراقة وَتُوفِّي فِي أول شَوَّال سنة 633
355 - مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الطَّائِي من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله أَخذ عَنِ الْخَطِيب أبي جَعْفَر بن يحيى وَغَيره تصدر للإقراء بِمَسْجِد المصحفي من دَاخل قرطبة وَصلى بِالنَّاسِ الْفَرِيضَة فِيهِ إِلَى أَن توفّي فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين من شَوَّال سنة 633 عَن ابْن الطيلسان
356 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أبي زَاهِر الْمكتب من أهل بلنسية يكنى أَبَا حَامِد أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه وَسمع من أبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأبي عبد الله بن نسع كثيرا وَمن غَيرهمَا وأدب بِالْقُرْآنِ وَهُوَ كَانَ معلمي وَعنهُ أخذت قِرَاءَة نَافِع وَبِه انتفعت فِي صغري وَسمعت مِنْهُ وَأَجَازَ لي وَسمع مني كتاب مَعْدن اللجين فِي مراثي الْحُسَيْن من تأليفي وَكَانَ امْرأ صدق ناشئا فِي الصّلاح محافظا على الْخَيْر متواضعا يجمع إِلَى جودة الضَّبْط براعة الْخط ونحا فِي مَا كتب من الْمَصَاحِف منحي أبي عبد الله بن غطوس فأجاد وَصلى بِالنَّاسِ الْفَرِيضَة فِي مَسْجِد رحبة القَاضِي من دَاخل بلنسية دهرا طَويلا وَكَانَ من الْعَدَالَة والنزاهة بمَكَان وَقد أَخذ عَنهُ صاحبنا أَبُو الْحجَّاج بن عبد الرَّحْمَن ورحل حَاجا فِي سنة 632 فَمَرض بالإسكندرية أَو فِي طَرِيقه إِلَيْهَا وَتُوفِّي بعيذاب قَاصِدا بَيت الله الْحَرَام فِي آخر سنة 633
357 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وضاح اللَّخْمِيّ من أهل جَزِيرَة شقر وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها يكنى أَبَا بكر روى عَنْ أَبِيه أبي القَاسِم وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات وَسمع أَبَا(2/135)
إِسْحَاق بن فتحون ورحل حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة فِي سنة 580 وَلَقي بِالْقَاهِرَةِ أَبَا مُحَمَّد قَاسم بن فيرة الضَّرِير الشاطبي فَسمع مِنْهُ قصيدته الطَّوِيلَة فِي الْأَقْرَاء الْمَعْرُوفَة بحرز الْأَمَانِي وَوجه التهاني وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وصنفه فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسمع ببجاية من أبي مُحَمَّد عبد الْحق بن عبد الرَّحْمَن الأشبيلي وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَحدث بِيَسِير واخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ رجلا صَالحا لَقيته مرَارًا وَكتب إِلَيّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس السَّادِس من صفر سنة 634 ومولده سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة
358 - مُحَمَّد بن إِدْرِيس بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن الْقَاسِم من أهل جَزِيرَة شقر يعرف بمرج الْكحل يكنى أَبَا عبد الله كَانَ شَاعِرًا مغلقا بديع التوليد والتجويد وَقد حمل عَنهُ ديوَان شعره وَسمعت بِلَفْظِهِ كثيرا مِنْهُ وَلم يكن عِنْده غير معالجة النّظم دون اسْتِقْلَال بالإعراب وَقد كتب عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الرّبيع بن سَالم وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن أبي الْبَقَاء وَأَبُو عبد الله بن عَسْكَر وَغَيرهم وَمِمَّا لم أسمع مِنْهُ وَأَجَازَهُ لي ابْن عَسْكَر عَنهُ
(مثل الرزق الَّذِي تطلبه ... مثل الظل الَّذِي يمشي مَعَك)
(أَنْت لَا تُدْرِكهُ مُتبعا ... فَإِذا وليت عَنهُ اتبعك)
وأنشدني أَبُو مُحَمَّد بن برطلة قَالَ أَنْشدني ابْن مرج الْكحل لنَفسِهِ
(لَك الْخَيْر يَا مولَايَ مَا العَبْد بامرىء ... لَدَيْهِ حسام بل لَدَيْهِ يراع)
(وَهل أَنا إِلَّا مثل حسان شِيمَة ... جبان وَفِي النّظم النفيس شُجَاع)
وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شهر ربيع الأول وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء بعده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
359 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن عبد الْعَزِيز بْن عَبْد الْملك بن أَحْمَد بْن(2/136)
عبد الله الراوية اللَّخْمِيّ الْبَاجِيّ من أهل إشبيلية وقاضي الْجَمَاعَة بهَا يكنى أَبَا مَرْوَان وَأَبوهُ أَحْمد يكنى أَبَا عمر روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْجد سمع مِنْهُ كثيرا وَعَن أبي عمر عَيَّاش بن عَظِيمَة وَأبي إِسْحَاق بن ملكون وَأَجَازَهُ لَهُ أَبوهُ أَبُو عمر أَحْمد وَأَبُو عبد الله بن الْمُجَاهِد وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَأَبُو الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأَبُو حَفْص بن عمر القَاضِي وَله رِوَايَة عَن أبي بكر بن طَلْحَة والحاج أبي بكر بن عَليّ وَولي قَضَاء الْجَمَاعَة بإشبيلية وَالْخطْبَة بهَا دهرا طَويلا وَكَانَ فَاضلا متواضعا وَلم يكن من أهل الْعِنَايَة بالرواية وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا ولقيته غير مرّة اجْتمعت بِهِ عِنْد شَيخنَا أبي بكر بن مُحرز وامتحن فِي الْفِتْنَة عِنْد مقتل ابْن أَخِيه وَالِي إشبيلية أبي مَرْوَان أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد عَليّ يَدي أبي عبد الله بن الْأَحْمَر ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة إحدة وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فَخرج من وَطنه سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ ورحل إِلَى الْمشرق من سبتة فِي الرَّابِع وَالْعِشْرين لمحرم سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَدخل دمشق من مرسى عكا فِي سَابِع رَمَضَان مِنْهَا وَأقَام بهَا إِلَى منتصف شَوَّال وَأخذ بهَا عَنهُ الحَدِيث وَسمع بِدِمَشْق بقرَاءَته على أبي نصر مُحَمَّد بن هبة الله بن مميل الشِّيرَازِيّ من أول صَحِيح البُخَارِيّ إِلَى كتاب الْأَيْمَان وَتَنَاول جَمِيعه عَن أبي الْوَقْت إجَازَة وَانْصَرف وَقد حج وزار من جدة فِي الْبَحْر إِلَى عيذاب إِلَى قِنَا ثمَّ إِلَى قوص ثمَّ إِلَى مصر فَتوفي بهَا بعد دُخُوله إِيَّاهَا بليلتين وبخان بن الرصاص مِنْهَا فِي الرّبيع الأول من لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّامِن وَالْعِشْرين من شهر ربيع الْأَخير سنة خمس وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَدفن بالقرافة بالمقبرة المنسوبة إِلَى سَارِيَة وَرَأَيْت بِخَط بعض قرَابَته أَنه توفّي فِي شهر ربيع الأول من السّنة الْمَذْكُورَة وَهُوَ خطأ ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
360 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن غَالب بن يعلي من أَهْلَ مالقة يعرف بِابْن حريرة ويكنى أَبَا عبد الله ومنتماه من غمارة من البربر روى بالأندلس عَن أبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأبي مُحَمَّد بن الْفرس وَأبي بكر بْن أبي زمنين وَأبي القَاسِم بن سمجون وَأبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأبي جَعْفَر بن حكم وَغَيرهم ورحل حَاجا فَسمع بالإسكندرية من أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجَبَّار بْن عَبْد الله العثماني وَأبي(2/137)
عمرَان مُوسَى بن فياض وَأبي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْمجِيد الصفراوي وَأبي الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي وَغَيرهم وَلَقي بِمَكَّة أَبَا مُحَمَّد يُونُس بن يحيى الْهَاشِمِي وَأَبا عَبْد اللَّه بْن أبي الصَّيف اليمني وَأَبا شُجَاع زَاهِر بن رستم الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبا الْفتُوح نصر بن أبي الْفرج الحصري وَغَيرهم فَسمع مِنْهُم وَكتب عَنْهُم كثيرا من روايتهم وَكَانَ حسن الْخط وَالتَّقْيِيد وقفل إِلَى بَلَده وَحدث بِيَسِير وأصابته فتْنَة فَترك الْأَخْذ عَنهُ وَألف كتاب الْأَرْبَعين فِي فضل المعونة والمعين ذكره ابْن نقطة وَقَالَ ذكره لي بعض طلبة الحَدِيث وَقَالَ رَأَيْته بِمصْر أَو قَالَ بالإسكندرية ولد فِي ربيع الأول سنة 572 وَتُوفِّي بعد سنة 635
361 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن عبد الْمجِيد بن روبيل الْأنْصَارِيّ صاحبنا من أهل بلنسية وَأَصله من أندة من أَعمالهَا وَأَبوهُ انْتقل مِنْهَا يكنى أَبَا عبد الله سمع مَعنا من شُيُوخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأبي عَليّ بن زلال وَأبي سُلَيْمَان بن حوط الله وَأبي الْحسن بن خَيره وَأبي الرّبيع بن سَالم وَأبي مُحَمَّد عبد الْحق بن عَليّ الزُّهْرِيّ وَغَيرهم وَانْفَرَدَ بالرواية عَن جمَاعَة استجاز لي بَعضهم وَكتب إِلَيْهِ وَالِي فِي طائفه من أَصْحَابنَا جمَاعه من أهل الْمشرق وعني بِعقد الشُّرُوط ودراسة الْفِقْه وشارك فِي الْعَرَبيَّة وشوور فِي الْأَحْكَام وَحدث بِيَسِير وَأَجَازَ لي لفظا مَا رَوَاهُ وَولي قَضَاء مربيطر من أَعمال بلنسية فحمدت سيرته ثمَّ ولي بعد ذَلِك قَضَاء دانية وَالْخطْبَة بجامعها مناوبا غَيره فِيهَا وَتُوفِّي بهَا وَهُوَ يتلقد ذَلِك فِي الثَّامِن أَو التَّاسِع وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة 636 ونعي إِلَيْنَا ببلنسية فِي آخر محاصرة الرّوم إِيَّاهَا لاستيلائهم عَلَيْهَا صلحا فِي يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع عشر من صفر بعده ومولده سنة 591
362 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بن عبد الْجَلِيل بن غَالب بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بن خلف بن الْقَاسِم بن غَالب بن حمدون الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل ألش عمل مرسية يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن سمع بمرسية من أبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي يحيى بن إِدْرِيس وَأبي مُحَمَّد بن غلبون وَأبي عبد الله بن تحيا وَأبي عَمْرو بن عيشون(2/138)
وَأبي مُحَمَّد بن حوط الله وببلنسية من أبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي الْخطاب بن وَاجِب وَأكْثر عَنهُ وَأبي عبد الله بن نسع وَأبي بكر عَتيق بن عَليّ القَاضِي وبشاطبة من أبي عمر بن عَاتٍ وبغرب الأندلس من أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَأبي سُلَيْمَان بن حوط الله وَأبي الْقَاسِم الملاحي وَأبي الْحُسَيْن بن زرقون وَأبي مُحَمَّد عبد الْكَبِير بن بَقِي وَأبي جَعْفَر بن ماتع وَجَمَاعَة كَبِيرَة كتب إِلَيْهِ أَبُو جَعْفَر بن حكم وَأَبُو بكر بن أبي زمنين وَأَبُو كَامِل تَمام بن الْحُسَيْن وَأَبُو جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأَبُو زَكَرِيَّاء الْأَصْبَهَانِيّ وَأَبُو الْقَاسِم بن سمجون وَجَمَاعَة غَيرهم وَكتب إِلَيْهِ من الْإسْكَنْدَريَّة أَبُو الْحسن بن الْمفضل وَمن مَكَّة أَبُو الْفتُوح نصر بن أبي الْفرج الحصري إِمَام الْحَنَابِلَة وَأَبُو شُجَاع زَاهِر بن رستم الْأَصْبَهَانِيّ وعني بالرواية أتم الْعِنَايَة وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَكَانَ من أهل الْمعرفَة والدراية فَقِيها يناظر عَلَيْهِ ويجتمع إِلَيْهِ بَصيرًا بِالْحَدِيثِ عَارِفًا برواته حسن الْخط كثير التَّقْيِيد لَهُ حَظّ من الْآدَاب واللغات وَولي قَضَاء المرية فحمدت سيرته وَتُوفِّي بغرناطة وَقد استدعي لولاية الْقَضَاء بهَا فِي أخريات صفر سنة 636 وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَخمسين سنة إِلَّا أشهرا ثَلَاثَة مولده بشاطبة يَوْم الْأَحَد الثَّالِث لجمادى الْآخِرَة سنة 585
363 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف بن مطرف الْأمَوِي من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا بكر روى عَن أبي إِسْحَاق بن قرقول وَأبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن دحمان وَحدث عَنهُ بأدب الْكتاب وَعَن أبي عبد الله بن الفخار وَأبي بكر بن خير وَأبي إِسْحَاق بن فرقد أجَاز لَهُ سنة سبع وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَولي خطة السُّوق بِبَلَدِهِ وَغير ذَلِك فحمدت سيرته وَكَانَ يعْقد الشُّرُوط عمر وأسن وَهُوَ من بَيت نباهة أَخذ عَنهُ بعض أَصْحَابنَا وَقَالَ سَأَلته عَن مولده فَقَالَ ولدت يَوْم الْأَرْبَعَاء بعد صَلَاة الظّهْر التَّاسِع لجمادى الأولى عَام اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي رَحمَه الله بقرية ذكْوَان من غربي مالقة يَوْم الْأَحَد سَابِع ربيع الآخر سنة ستٍّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
364 - مُحَمَّد بن عَليّ بن خضر بن هَارُون الغساني من أهل مالقة وَأَصله من قَرْيَة(2/139)
بغربيها يعرف بِابْن عَسْكَر ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأبي الْقَاسِم بن سمجون وَأبي الْحسن الشقوري وَجَمَاعَة أَخذنَا عَن بَعضهم مِنْهُم أَبُو الْخطاب بن وَاجِب وَأَبُو بكر بن قنترال وَأَبُو مُحَمَّد بن الْقُرْطُبِيّ وَأَبُو سُلَيْمَان بن حوط الله وَأَبُو عَليّ الرندي وَأَبُو الْقَاسِم الملاحي وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أهل الْمشرق جمَاعَة وَولي قَضَاء بَلَده مرَّتَيْنِ وَكَانَ فَقِيها مجيدا لعقد الشُّرُوط حَافِظًا للغة أديبا بليغا مشاركا فِي الْعَرَبيَّة وقرض الشّعْر وَله تواليف مِنْهَا كتاب المشرع الروي فِي الزِّيَادَة عَليّ الْهَرَوِيّ أَفَادَ بِهِ وَمِنْهَا كتاب نزهة النَّاظر فِي مَنَاقِب عمار بن يَاسر وَمِنْهَا الْجُزْء الْمُخْتَصر فِي السلو عَن ذهَاب الْبَصَر وَله رِسَالَة إدخار الصَّبْر فِي افتخار الْقصر والقبر وَجمع أَرْبَعِينَ حَدِيثا الْتزم فِيهَا مُوَافقَة اسْم شَيْخه اسْم الصَّحَابِيّ رَضِي الله عَنهُ وَمَا أرَاهُ سبق إِلَى ذَلِك استجازه لي ولطائفة معي صاحبنا أَبُو بكر بن أبي الْعُيُون فَأجَاز لنا بِخَطِّهِ مَا رَوَاهُ وَجمعه وَتُوفِّي وَهُوَ يتَوَلَّى قَضَاء بَلَده ظهر يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع لجمادى الْآخِرَة سنة 636 وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة ورثاه أدباء مالقة ومولده تخمينا لَا يَقِينا فِي نَحْو سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
365 - مُحَمَّد بْن يُوسُف بْن مُحَمَّد بن أبي يداس البرزالي من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عبد الله رَحل قبل سنة 610 حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وتجول بِبِلَاد الْمشرق وَكتب الحَدِيث عَن أئمتها وَسمع بِبَغْدَاد من أَصْحَاب القَاضِي أبي بكر مثل الْحَافِظ أبي مُحَمَّد بن الْأَخْضَر وطبقته وبأصبهان من جمَاعَة من أَصْحَاب زَاهِر الشحامي وبالشام من جمَاعَة وبهراة من عبد الْعَزِيز الصُّوفِي وَأكْثر الْإِقَامَة بِدِمَشْق واستوطنها بآخرة من عمره وَبهَا لَقِي أَبَا البركات بن عَسَاكِر وَأَبا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد الصَّابُونِي وَأَبا الْقَاسِم الْحُسَيْن بن صصرى وَالْقَاضِي أَبَا الْقَاسِم الحرستاني وَأَبا نصر بن مميل الشِّيرَازِيّ(2/140)
وَغَيرهم وَلَقي أَبَا الْحسن الْمُؤَيد بن مُحَمَّد بن عَليّ الطوسي بنيسابور فَسمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم وَغير ذَلِك وَفِي شُيُوخه كَثْرَة وَفِي رِوَايَته سَعَة وَكَانَ حسن الْخط جيد الضَّبْط صَحِيح التَّقْيِيد مَعْرُوفا بِالْحِفْظِ وَجمع من الحَدِيث شَيْئا كثيرا وَخرج لأشياخه عوالي مفيدة وَجمع لَهُم أَسمَاء شيوخهم وَكَانَ القادمون من الأندلس وَغَيرهَا لسَمَاع الحَدِيث يَنْتَفِعُونَ بِهِ ويجدون من معونته وإفادته مَا يحبونَ حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي فَجْأَة فِي الرَّابِع عشر لرمضان سنة 636 بعضه عَن ابْن نقطه وَقَالَ كَانَ ثقه يحفظ ويذاكر
366 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مَرْوَان بن خلفون الْأَزْدِيّ من أهل أونبة وَسكن إشبيلية يكنى أَبَا بكر وَأَبا عبد الله سمع من أبي بَكْر بْن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأبي بكر النيار وَأبي الْعَبَّاس بن مِقْدَام وَأبي الْوَلِيد سعد بن سعد السُّعُود بن عفير وَأبي الْعَبَّاس بن خَلِيل وَلم يجز لَهُ وَمن أبي الْبَقَاء يعِيش بن الْقَدِيم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَأَبُو الْحسن بن الصَّائِغ وَغَيرهمَا وَكَانَ بَصيرًا بصناعة الحَدِيث حَافِظًا لأسماء رُوَاته متقنا وَله تواليف مفيدة مِنْهَا كتاب سَمَّاهُ بالمنتقى فِي رجال الحَدِيث فِي خَمْسَة أسفار وَكتاب سَمَّاهُ بالمفهم فِي شُيُوخ البُخَارِيّ وَمُسلم وَكتاب فِي عُلُوم الحَدِيث وصفات نقلته وَغير ذَلِك وَولي الْقَضَاء بِبَعْض النواحي فحمدت سيرته وَحدث واخذ عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا ولقيته بالوراقين من إشبيلية فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة فذاكرته وَلم أستجزه وَلَا سَمِعت مِنْهُ شَيْئا من رِوَايَته وَكَانَ أَهلا للأخذ عَنهُ وَالسَّمَاع مِنْهُ وَتُوفِّي بأونبة فِي ذِي الْقعدَة وَقيل توفّي يَوْم منى سنة 636 ومولده أول سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة
367 - مُحَمَّد بْن يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحسن بن ثَابت بن ثعبان بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن مَحْمُود بن الرّبيع صَاحب النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارِيّ الخزرجي من أَهْل غرناطة يعرف بِابْن الحلاء(2/141)
ويكنى أَبَا عبد الله وَقَالَ فِيهِ بعض أَصْحَابنَا أَنه من ولد جَابر بن عبد الله وَلم يرفع فِي نسبه وَغلط فِي ذَلِك قَرَأَ الْقُرْآن على جده الْمكتب أبي إِسْحَاق ابراهيم بن مُحَمَّد وَعلي أبي الْحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد الله بن فرج الغساني وَأبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوف بالكواب المقرىء وَسمع الحَدِيث من أبي خَالِد بن رِفَاعَة وَأبي بكر بن أبي زمنين وَأبي جَعْفَر بن الْيُسْر وَأبي جَعْفَر بن شرَاحِيل وَأبي الْقَاسِم بن سمجون وَأبي زَكَرِيَّاء الْأَصْبَهَانِيّ وَمِمَّنْ أجَاز لَهُ ولقيه أَبُو جَعْفَر بْن حكم وَأَبُو بكر بن مسعده وَأَبُو جَعْفَر بن عميره الضَّبِّيّ وَأَبُو مُحَمَّد بن بونة وَأَبُو بكر عبد الله بن طَلْحَة بن عَطِيَّة وَأَجَازَ لَهُ مِمَّن لم يلقه أَبُو بكر بْن الْجد وَأَبُو عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد بْن جُمْهُور وَأَبُو عبد الله بن حميد وَأَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأَبُو الْحسن بن خروف النَّحْوِيّ وَغَيرهم وتصدر بِبَلَدِهِ للإقراء وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعه وشارك فِي الْعَرَبيَّة وَحدث وَأخذ عَنهُ وَكَانَ مَوْصُوفا بالصلاح وَالْهدى الْحسن والانقباض عَن النَّاس مولده فِي شهر ذِي الْقعدَة سنة 579 وَتُوفِّي سنة 636
368 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ من أَهْل شاطبة يعرف بالولي ويكنى أَبَا الْقَاسِم سمع أَبَاهُ وَأَبا عبد الله بن سَعَادَة وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات وَأَبا الْخطاب بن وَاجِب وَأَبا عمر بن عَاتٍ وَأَبا جَعْفَر بن عميرَة وَأَبا الْقَاسِم الطرسوني وَأَبا عبد الله بن مُلُوك البلوي وَأَبا الْحسن بن حريق وَغَيرهم وتصدر للإقراء بِبَلَدِهِ وَأخذ عَنْهُ وَتُوفِّي سنة 636
369 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْكِنَانِي الضَّرِير من أَهْل شاطبة يعرف بِابْن الأحدب ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد الله بن نوح وَأبي زيد عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بن ياسين وَأبي زَكَرِيَّاء بن سيد بونه الْخُزَاعِيّ وَأبي الْحسن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن عِقَاب وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن(2/142)
عبد الْعَزِيز بن سَعَادَة شَيخنَا وَأبي مُحَمَّد عبد الله بن فرج بن سعيد اللَّخْمِيّ وَغَيرهم وأقرأ الْقُرْآن دهره كُله وَكَانَ ضابطا ماهرا مجودا توفّي سنة سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
370 - مُحَمَّد بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن رِفَاعَة من أهل شريش يكنى أَبَا بكر روى بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر بن زهر وَأبي بكر بن مَالك وَلَقي بسبتة أَبَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله وَله أَيْضا رِوَايَة عَن أبي بكر بن زهر وَأبي الْعَبَّاس بن خَلِيل وَأبي بكر بن مُحَمَّد بن مَيْمُون الْأَزْدِيّ وَكَانَ حسن السمت وَالْهَدْي عدلا ثِقَة يُشَارك فِي الطِّبّ وَالْأَدب وَقد أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وَقَالَ لي توفّي سنة 636
371 - مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بْن مُوسَى بْن سَعِيد بن سعود الْأنْصَارِيّ من أهل بلنسية يعرف بِابْن الْوَزير وغلبت عَلَيْهِ الشُّهْرَة بِابْن البطرني ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ الْقرَاءَات عَن أَبِيه أبي عَليّ وَسمع من أبي الْعَطاء بْن نَذِير وَأكْثر عَنهُ وَمن أبي الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد الْمعَافِرِي الشاطبي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو جَعْفَر بن حكم وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَأَبُو جَعْفَر بن عميرَة الضَّبِّيّ وَغَيرهم وعني بِعقد الشُّرُوط وَكَانَ لَهُ فِيهَا نُفُوذ وَبهَا معرفَة مَعَ براعة الْخط وَحسن الوراقة وَولي قَضَاء بعض الكور وشارك فِي الْكِتَابَة سَمِعت مِنْهُ المعجم فِي مشيخة أبي عَليّ الصَّدَفِي للْقَاضِي أبي الْفضل بن عِيَاض قَرَأَ جَمِيعه عَليّ بِلَفْظِهِ وَسوى ذَلِك وانتقل معي وَكَانَ صهري إِلَى مَدِينَة تونس وَبهَا توفّي رَحمَه الله بَين صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر من يَوْم الْأَرْبَعَاء الرَّابِع لشهر ربيع الآخر سنة 637 وَدفن لصَلَاة الْغَدَاة من يَوْم الْخَمِيس بعده بمقربة من الْمصلى بظاهرها ومولده ببلنسية سنة 573
372 - مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن عَليّ بن إِسْمَاعِيل بن عمر الْأنْصَارِيّ الأوسي الضَّرِير من أهل قرطبة يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الصفار سمع أَبَا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا بكر بْن الْجد وَأَبا عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبا مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبا خَالِد بن رِفَاعَة وَأَبا مُحَمَّد عبد الله بن يزِيد السَّعْدِيّ بن مضاء وَأَبا مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبا ذَر الْخُشَنِي وَغَيرهم وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْقَاسِم الشراط وَسمع مِنْهُ وَكتب(2/143)
إِلَيْهِ أَبُو بَكْر بْن خَيّر وَأَبُو زيد السُّهيْلي وَأَبُو الْحسن بن كوثر وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَأَبُو الْعَطاء بن نَذِير وَغَيرهم وَحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة لأهل الأندلس عَن أبي طَاهِر السلَفِي وَعَن الخشوعي وَكَانَت لَهُ رحْلَة إِلَى الْمشرق لَقِي فِيهَا بالمهدية أَبَا يحيى بن الْحداد وبقابس أَبَا الْقَاسِم بن مجكان وَكَانَا من أَصْحَاب أبي عبد الله الْمَازرِيّ وأجازا لَهُ وقفل بعد ذَلِك إِلَى الْمغرب وَلم يحجّ فسكن مراكش وأقرأ هُنَالك وتجول كثيرا فِي الْفِتْنَة وَقبلهَا وَاسْتقر أخيرا بِمَدِينَة تونس وَبهَا لَقيته فِي شعْبَان سنة 636 ثمَّ صحبته بعد ذَلِك طَويلا وَسمعت مِنْهُ بعض رِوَايَته وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ غير مرّة وأملي على أَسمَاء شُيُوخه وَادّعى الْإِكْثَار عَنْهُم فاستربت بذلك وَخفت أَن يتساهل فِي الرِّوَايَات تساهله فِي الْأَخْبَار والحكايات وَكَانَ يقرئ الْعَرَبيَّة والآداب وَيسمع الحَدِيث ويشارك فِي جَمِيعهَا مَعَ حَظّ من قرض الشّعْر وَإِدْرَاك فِي النثر وَتُوفِّي ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّالِث عشر من جُمَادَى الْآخِرَة سنة 639 وَدفن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بمقربة من الْمصلى بِظَاهِر تونس وَقد نَيف بِزَعْمِهِ على السّبْعين
373 - مُحَمَّد بن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن قسوم اللَّخْميّ الزَّاهِد من أهل إشبيلية يكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنِ ابْن ملكون وَابْن سيد علمهما وَأَجَازَ لَهُ ابْن الْجد وَصَحب أَبَا عمرَان الميرتلي وَعَكَفَ على الْعِبَادَة والزهادة فطار ذكره بهَا وَقصر شعره على الزّهْد والمراثي وَالْحكم ودونه وَقد أَخذ عَنهُ وَله تأليف سَمَّاهُ بمحاسن الْأَبْرَار فِي مُعَاملَة الْجَبَّار يشْتَمل على أَخْبَار الصَّالِحين الإشبيليين وكف بَصَره بِأخرَة من عمره حدث عَنهُ وَعَن أَخِيه إِبْرَاهِيم صاحبنا أَبُو بكر بن سيد النَّاس وَتُوفِّي بعد صَلَاة الْعشَاء من لَيْلَة الْخَمِيس رَابِع ذِي الْحجَّة سنة 639 وَدفن يَوْم الْخَمِيس بكدية الْخَيل
374 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن خلف بن عَليّ بن قَاسم الْأنْصَارِيّ من(2/144)
أهل بلنسية وَيُقَال أَنه من بَيت أبي مُحَمَّد بن قَاسم قَاضِي قلعة أَيُّوب وَكَانَ هُوَ يَقُول أُصَلِّي من قلعة أَيُّوب وَكَانَ جدي بهَا قَاضِيا يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْعَطاء بن ندير وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات والعربية والآداب ولازمه واختص بِهِ وَسمع من أبي الْخطاب بن وَاجِب وَكَانَ مقلا من هَذَا الشَّأْن وعنى بِعقد الشُّرُوط من أول طلبه ثمَّ رغب عَن ذَلِك وزهد فِي الدُّنْيَا وَاعْتَزل النَّاس وَأَقْبل على النّظر فِي الْعلم وَكَانَ لَهُ تحقق بالتفسير وَقيام عَلَيْهِ وَقعد لذَلِك بِجَامِع بلنسية وقتا مَعَ مُشَاركَة يسيرَة فِي النّظم والنثر أَخذ عَنهُ الْقرَاءَات بمنزله جمَاعَة وسمعوا بعض مَا رَوَاهُ على عسر مِنْهُ وَطَرِيقَة التصوف كَانَت أغلب عَلَيْهِ وَألف كتاب نسيم الصِّبَا فِي الْوَعْظ على طَريقَة ابْن الْجَوْزِيّ قَرَأَ عَليّ بِلَفْظِهِ مَوَاضِع مِنْهُ وَكتاب بغية النُّفُوس الزكية فِي الْخطب الوعظية من إنشائه كتبته عَنهُ وَسمعت مِنْهُ غير ذَلِك وَأَجَازَ لي وصحبته طَويلا وَكَانَ يحدثني باصطحابه مَعَ أبي رَحمَه الله فِي السماع من أبي عبد الله بن نوح وَيَدعِي ذَلِك لي وَقد سمع بِقِرَاءَتِي كثيرا مِمَّا أخذت بِجَامِع بلنسية بَين العشاءين لضوء السراج عَن أبي الْخطاب بن وَاجِب كجامع التِّرْمِذِيّ وَغَيره ودعي إِلَى الْخطْبَة بعد وُقُوع الْفِتْنَة وَعرف بِالْحَاجةِ الماسة إِلَيْهِ فِي ذَلِك فَأجَاب ثمَّ استعفى فأعفي واقام بشاطبة حَال حِصَار بلنسية لِأَنَّهُ كَانَ وَجه إِلَى مرسية لاستمداد أَهلهَا وَتُوفِّي بأوريولة عصر يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي وَالْعِشْرين لرجب سنة 640 وَدفن لصَلَاة الْجُمُعَة وَحضر جنَازَته الْخَاصَّة والعامة وازدحموا على نعشه حَتَّى كسروه متبركين بِهِ وَفِي ظهر يَوْم الْخَمِيس الْعَاشِر من شَوَّال بعده قدم أَحْمد بن مُحَمَّد بن هود ولد وَالِي مرسية بِجَمَاعَة من وُجُوه النَّصَارَى فملكهم مرسية صلحا وَكَانَ مولده فِيمَا أَخْبرنِي بِهِ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّالِث وَالْعِشْرين لرمضان سنة 574
375 - مُحَمَّد بن لب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بن خيرة من أهل شاطبة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَخذ عَن أبي عبد الله القطني الْعَرَبيَّة وَحدث عَنهُ وأقرأها وقتا بِبَلَدِهِ وَتُوفِّي بِهِ فِي نَحْو الْأَرْبَعين وسِتمِائَة
376 - مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الطَّائِي الصُّوفِي من أهل إشبيلية وَأَصله من(2/145)
مرسية يعرف بِابْن الْعَرَبِيّ ويكنى أَبَا بَكْر أَخذ عَنْ مشيخة بَلَده وَمَال إِلَى الْأَدَب وَكتب لبَعض الْوُلَاة ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق حَاجا فَأدى الْفَرِيضَة وَلم يعد بعْدهَا إِلَى الأندلس وَسمع الحَدِيث من أبي القَاسِم الحرستاني وَغَيره وَسمع صَحِيح مُسلم مَعَ شَيخنَا أبي الْحسن بن أبي نصر فِي شَوَّال سنة وسِتمِائَة وَكَانَ يحدث بِالْإِجَازَةِ الْعَامَّة عَن أبي طَاهِر السلَفِي وَيَقُول بهَا وبرع فِي علم التصوف وَله فِي ذَلِك تواليف جليلة كَثِيرَة لقِيه جمَاعَة من الْعلمَاء المتعبدين وَأخذُوا عَنهُ وأفادني بعض أَصْحَابنَا إِجَازَته الْعَامَّة لمن أحب الرِّوَايَة عَنهُ وَتُوفِّي بعد الْأَرْبَعين وسِتمِائَة
377 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بن خلف بن إِبْرَاهِيم التجِيبِي من أهل قرطبة يعرف بِابْن الْحَاج ويكنى أَبَا الْوَلِيد سمع من مَشَايِخ بَلَده وَدخل بلنسية فِي سنة 618 فَسمع من شَيخنَا أبي الرّبيع بن سَالم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عبد الله بن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم بن غَالب الشراط ونظراؤهم وَجمع لَهُ بعض أَصْحَابنَا فهرسة سَمَّاهَا بتلبية الْحَاج فِي شُيُوخ القَاضِي أبي الْوَلِيد بن الْحَاج لم أَقف عَلَيْهَا وَولي قَضَاء قرطبة بَلَده فحمدت سيرته وَعرف بِالْفَضْلِ ولين الْجَانِب ثمَّ خرج من وَطنه بِدُخُول الرّوم إِيَّاه فولي قَضَاء إشبيلية وَقد حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بإشبيلية فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة 641
378 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن أَحْمد بن خلف بن إِبْرَاهِيم التجِيبِي من أهل قرطبة يعرف بِابْن الْحَاج ويكنى أَبَا الْحُسَيْن سمع أَبَا الْعَبَّاس المجريطي وَأَبا جَعْفَر بن يحيى وَأَبا الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبا مُحَمَّد بن حوط الله وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبُو جَعْفَر بن مضاء وَأَبُو الْقَاسِم(2/146)
الشراط وَأَبُو الْوَلِيد يزِيد بن بَقِي وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَجَمَاعَة سواهُم وَولي الْقَضَاء بغرناطة وبالجزيرة الخضراء فحمدت سيرته وَأخذ عَنهُ يسير وَتُوفِّي بمراكش سنة 641 ذكر وَفَاته ابْن فرتون ومولده يَوْم الثُّلَاثَاء السَّادِس عشر لشعبان سنة 574
379 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَرْوَان بن فهر اللَّخْمِيّ من أهل إشبيلية وَيعرف بِابْن القانة ويكنى أَبَا الْفضل روى عَن أَبِيه القَاضِي أبي بكر وَعَن أبي بكر بن الْجد وَأبي عَبْد اللَّه بْن زرقون وابي جَعْفَر بن مضاء وَأبي الْوَلِيد بن بَقِي وَأبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأبي حَفْص بن عمر وَأبي بَكْر بْن أبي زمنين وَأبي الْحسن نجبة وَأبي الْحجَّاج بن غُصْن وَجَمَاعَة وَكَانَ صَاحب تَقْيِيد وَضبط حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة 641
380 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي السداد واسْمه موفق مولي زاك اللمتوني من أهل مرسية يكنى أَبَا عِيسَى سَمِعَ أَبَا القَاسِم بْن حُبَيْش وَأكْثر عَنهُ واختص بِهِ ولازمه من سنة 578 إِلَى حِين وَفَاته وَأَبا عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبا عَمْرو البشيجي وَأَبا بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة من أعيانهم أَبُو بَكْر بْن الْجد وَأَبُو عبد الله بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأَبُو الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبُو مُحَمَّد بن بونة وَأَبُو عبد اللَّه بْن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد بن جهور وَأَبُو الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبُو بكر بن مغاور وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأَبُو بكر بن جزي وَأَبُو الْعَبَّاس بن سَلمَة وَأَبُو مُحَمَّد بن سُفْيَان وَغَيرهم وَولي قَضَاء مرسية والنيابة فِي الْأَحْكَام قبل ذَلِك عَن قضاتها دهرا طَويلا وَكَانَ من أهل الْمعرفَة بهَا والثقة وَالْعَدَالَة وَسُكُون الطَّائِر ولين الْجَانِب لَقيته بِجَامِع مرسية فِي أول ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة عِنْد صَدْرِي من الرسَالَة الَّتِي وجهت فِيهَا إِلَى تونس منتصف السّنة الْمَذْكُورَة وجالسته بدار الْإِمَارَة بمرسية مرَارًا وَلم أسمع مِنْهُ وَقد أجَاز لي غير مرّة جَمِيع رواياته وَأخذ عَنهُ جمَاعَة من أَصْحَابنَا وَكَانَ أَهلا لذَلِك وَإِن لم يكن يبصر الحَدِيث وَعمر وأسن وَتُوفِّي غَدَاة يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي لجمادى الْأُخْرَى سنة 642 وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء بعد صَلَاة الْعَصْر بحومة مَسْجِد الجرف وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة مولده فِي الثَّامِن عشر من شعْبَان سنة أَربع وَخمسين وَخَمْسمِائة
381 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يحيى بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل مرسية يعرف بالغلاظي ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأكْثر عَنهُ واستجاز لَهُ أَبُو جَعْفَر بن عميره الضَّبِّيّ فِي رحلته أَبَا يَعْقُوب بن الطُّفَيْل الدِّمَشْقِي وَأَبا مُحَمَّد بن بري(2/147)
النَّحْوِيّ وَأَبا الْفضل بن مُحَمَّد بن يُوسُف الغزنوي وَأَبا الْقَاسِم هبة بن عَليّ البوصيري فأجازوا لَهُ ولجماعة مَعَه من أهل بَلَده جَمِيع رواياتهم ومصنفاتهم سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة واستجازه لي أَبُو عبد الله الوشقي من أَصْحَابنَا وَاسْتشْهدَ يَوْم الْجُمُعَة التَّاسِع وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وستّمائة قَتله الرّوم عِنْد تغلبهم على الْمركب الَّذِي ركب فِيهِ من سَاحل قرطاجنة
382 - مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك الْأَزْدِيّ من أهل قيجاطة يعرف بالقارجي ويكنى أَبَا عبد الله أَخذ بِبَلَدِهِ الْقرَاءَات عَنْ أبي عَبْد اللَّه بن يَرْبُوع وَقيد عَلَيْهِ كتب الْعَرَبيَّة واللغة والآداب وَسمع مِنْهُ الحَدِيث ثمَّ رَحل حَاجا سنة خمس وَتِسْعين فَأدى الْفَرِيضَة وَسمع بِالْقَاهِرَةِ أَبَا عبد الله الْقُرْطُبِيّ وَذكر أَنه لَقِي بطبرية من بِلَاد الشَّام أَبَا الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد التجِيبِي فَأخذ عَنْهَا الْقرَاءَات السَّبع فِي ختمة وَاحِدَة وَكتاب التَّيْسِير لأبي عَمْرو المقرىء وحدثه بِجَمِيعِ ذَلِك عَن الراوية المسن أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن طَاهِر بن عِيسَى عَن أبي عَمْرو وحدثه أَيْضا عَن أبي إِسْحَاق المجنقوني عَن أبي عَمْرو وَفِيمَا ذكر من هَذَا كُله نظر وَأخذ بِدِمَشْق عَن أبي الطَّاهِر الخشوعي وَأبي مُحَمَّد هبة الله بن عَسَاكِر ولازمه ورحل مَعَه إِلَى الْقُدس وَأقَام مَعَه فِيهِ شهر رَمَضَان وأياما يسيره بعده
وَلَقي بِمصْر الْأَمَام الطوسي وَلم يسمه والخطيب بجامعها أَبَا إِسْحَاق الْقَرَافِيّ وَبعد الِانْصِرَاف من رحلته أَخذ عَن الْأُسْتَاذ أبي جَعْفَر الْحصار الْقرَاءَات وَسمع مِنْهُ وَمن أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيرهمَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر بْن حكم وَأَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَمن شُيُوخنَا وَغَيرهم أَبُو عَبْد اللَّه بْن نوح وَأَبُو بَكْر عَتيق بْن عَلِيّ القَاضِي وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأَبُو الْحُسَيْن بن زرقون وَأَبُو مُحَمَّد عبد الصَّمد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي رَجَاء وأقرأ هَذَا القارجي بمرسية لما نزلها وَحدث بِيَسِير وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بهَا يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّالِث وَالْعِشْرين لمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
383 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن أبي صَالح التجِيبِي من أهل اليسانة عمل قرطبة وَسكن مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وغلبت عَلَيْهِ أَبُو صَالح أَخذ عَنْ أبي(2/148)
مُحَمَّد بن الْقُرْطُبِيّ وَأبي عَليّ الرندي وبإشبيلية عَن أبي عَليّ الشلوبين وابي الْحسن الدباج وَلَقي أَبَا بكر عَتيق بن عَليّ فَسمع مِنْهُ وَحمل عَنهُ وَعَن أبي جَعْفَر بن مَسْعُود القبذاقي وَغَيرهمَا وأوطن سبتة بِأخرَة من عمره وأقرأ بهَا الْقُرْآن والعربية وَحدث بِيَسِير وَأخذ عَنهُ وَكَانَ غَايَة فِي الْوَرع والزهد وأخباره فِي ذَلِك كَثِيرَة وَتُوفِّي فِي الْخَامِس من شهر ربيع الأول سنة أَربع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة لم يتَخَلَّف عَنْهَا كَبِير أحد وَكَانَ الثَّنَاء عَلَيْهِ جميلا وَكَانَ أَهلا لذَلِك
384 - مُحَمَّد بن مفضل بن حسن بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن مهيب اللَّخْمِيّ أَصله من طبيرة وَولد بأوريولة وَسكن المرية يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ من أبي عَمه الْحَاج أبي إِسْحَاق بن عَليّ بن صُهَيْب وَمن أبي الْحُسَيْن بن زرقون شَيخنَا وَأبي إِسْحَاق بن الْحَاج الزَّاهِد وأصهر إِلَيْهِ وَولي الْخطْبَة بقصبة المرية وَكَانَ أديبا شَاعِرًا مكثرا مائلا إِلَى التصوف لَقيته بتونس فِي وفادته عَلَيْهَا وَسمعت مِنْهُ وَسمع مني وَأَجَازَ لي بِلَفْظِهِ وأجزت لَهُ كَذَلِك ويروى عَنهُ كتاب الْجَوَاهِر الثمينة أَبُو عبد الرَّحْمَن بن غَالب وَتُوفِّي بسبتة فِي رَجَب وَقيل أول لَيْلَة من جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَولد بأوريولة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
385 - مُحَمَّد بن سعيد بن عَليّ بْن يُوسُف الْأَنْصَارِيّ من أَهْلَ غرناطة وَهُوَ سبط أبي عبد الله النميري يكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بالطراز سمع أَبَا الْقَاسِم بن سمجون وَأبي الْحسن بن عَليّ بن جَابر بن فتح وَأَبا جَعْفَر بن شرَاحِيل وابا الْقَاسِم عبد الله بن عبد السَّلَام وَأَبا مُحَمَّد عبد الصَّمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي رَجَاء الليسي وَأَبا زَكَرِيَّاء الدِّمَشْقِي وَأَبا الصَّبْر السبتي وَأَبا الْخطاب بن وَاجِب وَأَبا مُحَمَّد بن الْقُرْطُبِيّ وَأَبا عَليّ الرندي وَأَبا الْقَاسِم الملاحي وَأَبا إِسْحَاق الزوالي وَأَبا جَعْفَر بن فرقد وَأَبا الْحُسَيْن بن زرقون وَأَبا الرّبيع بن سَالم وَجَمَاعَة سواهُم وَقد رويت عَن بَعضهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو جَعْفَر بن(2/149)
يحيى الْحِمْيَرِي وَأَبُو الْحسن بن حَفْص وَأَبُو عبد الله بن بَالغ وَأَبُو الْحسن عَليّ بن أَحْمد الشقوري وَأَبُو عبد الله بن نوح وَأَبُو جَعْفَر الْحصار وَأَبُو عبد الله بن سَعَادَة وَأَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَأَبُو عمر بن عَاتٍ وَأَبُو مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان وَأَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الزُّهْرِيّ وَأَبُو الْحسن بن خروف وَغَيرهم وَفِي هَؤُلَاءِ جمَاعَة من شُيُوخنَا وَكتب إِلَيْهِ من مَكَّة أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بجوبكار وَمن دمشق أَبُو الْيمن الْكِنْدِيّ وَله فهرسة مُشْتَمِلَة على أَسمَاء شُيُوخه وَمَا روى عَنْهُم وَقعت إِلَيّ بتونس وكتبت مِنْهَا وَكَانَ شَدِيد الْعِنَايَة بالرواية مَعْرُوفا بالضبط والإتقان مَوْصُوفا بِالْبَيَانِ والبلاغة حدث وَأخذ عَنهُ ومولده فِي الْعشْر الأول لذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي فِي شَوَّال سنة خمس وَأَرْبَعين وسِتمِائَة
386 - مُحَمَّد بن يحيى بن هِشَام بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الْأنْصَارِيّ الخزرجي من أهل الجزيرة الخضراء يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن البرذعي روى عَن أَبِيه وَأبي عَمْرو حاجز بن حسن وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات واخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي الْقَاسِم وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَأبي الْحسن بن خروف وَأبي عَليّ الرندي وَغَيرهم وَسمع مِنْهُم وأجازوا لَهُ وَلَقي القَاضِي أَبُو الْوَلِيد بْن رشد وَأَبا الْحجَّاج بن نموي وَأَبا مُحَمَّد عبد الْجَلِيل بن مُوسَى المتصوف وَأَبا الْقَاسِم بن زانيف وَأَبا الْحُسَيْن بن الصَّائِغ وَأَبا مُحَمَّد بن حوط الله وأخاه أَبَا سُلَيْمَان وَأَبا مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ وَغَيرهم فَأخذ عَنْهُم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو القَاسِم بْن سمجون وَأَبُو عبد الله بن النسرة وَأَبُو زيد الغماري من أَصْحَاب ابْن الْعَرَبِيّ وَسمع مِنْهُ غير هَؤُلَاءِ وَكَانَ أماما فِي صناعَة الْعَرَبيَّة بَصيرًا بهَا عاكفا عَلَيْهَا معلما بهَا مقدما فِيهَا يعْتَرف لَهُ بذلك أهل زَمَانه وَكَانَ الْأُسْتَاذ أَبُو عَليّ الشلوبين وَإِلَيْهِ انْتَهَت الرياسة فِي صناعتها بالأندلس وَقد أَخذ هُوَ عَنهُ يثنى عَلَيْهِ بمعرفتها ويقر لَهُ بِأَحْكَام قوانينها وَله فِيهَا تواليف مِنْهَا كتاب الإفصاح بفوائد الْإِيضَاح وَكتاب الاقتراح فِي تَلْخِيص الْإِيضَاح وتتبعه بالشرح والتتميم والإصلاح وَكتاب فصل الْمقَال فِي تَلْخِيص أبنية(2/150)
الْأَفْعَال وَكتاب غرَّة الإصباح فِي شرح أَبْيَات الْإِيضَاح وَجمع مسَائِل فِي أسفار سَمَّاهَا بالنخب وَله تقييدات مفيدة فِي فنون شَتَّى ومشاركة فِي غير مَا علم مَعَ تصرف فِي الْآدَاب ينظم بِهِ وينثر لَقيته بتونس وصحبته أعواما وَأخذت عَنهُ كثيرا وَأَجَازَ لي خطا ولفظا غير مرّة وَتُوفِّي من لَيْلَة الْأَحَد الرَّابِع عشر من جُمَادَى الْأُخْرَى سِتّ وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن لصَلَاة الظّهْر مِنْهُ بالمصلى خَارج تونس وَشهِدت جنَازَته ومولده سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة أَو نَحْوهَا
387 - مُحَمَّد بْن عَتيق بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد التجِيبِي من أهل شقورة وَسكن غرناطة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَأَبا بكر وَيعرف باللاردي لِأَن أصل سلفه مِنْهَا روى عَن أَبِيه أبي بكر بن عَتيق وَعَن عبد الله بن حميد سمع مِنْهُ ببلنسية وَعَن غَيرهمَا
وَكَانَ أديبا وَولي الْقَضَاء وَمن تواليفه أنوار الصَّباح فِي الْجمع بَين السِّتَّة الصِّحَاح وَكتاب الْأَنْوَار ونفحات الأزهار فِي شمائل النَّبِي الْمُخْتَار وَكتاب المسالك النورية إِلَى المقامات الصُّوفِيَّة وَكتاب النُّكْتَة الكافية والنغبة الشافية فِي الِاسْتِدْلَال على مسَائِل الْخلاف بِالْحَدِيثِ وَكتاب الِاعْتِمَاد فِي شرح خطْبَة الْإِرْشَاد وَكتاب منهاج الْعَمَل فِي صناعَة الجدل وَكتاب الدُّرَر المكللة فِي الْفرق بَين الْحُرُوف المشكلة مولده فِي الْعشْر الْوسط لصفر سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة
388 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عَيَّاش الْحَارِثِيّ المنكبي الْخَطِيب يكنى أَبَا بكر مولده يَوْم الِاثْنَيْنِ الثَّانِي وَالْعِشْرين لربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
389 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عِيسَى التجِيبِي الْقُرْطُبِيّ يكنى أَبَا يحيى وَيعرف بِابْن الْحَاج روى عَنْ ابْن بَقِي وَأبي عبد الله الشراط وَأبي جَعْفَر بن يحيى وَأبي بكر بن الْعَرَبِيّ الْحَاج وَأبي مُحَمَّد بْن حوط اللَّه وَولي قَضَاء سبتة لأبي عَليّ بن خلاص وَكَانَ أديبا وَتُوفِّي سنة ثَمَان أَو تسع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة(2/151)
390 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عَليّ بْن عَبْد الله بن مَرْوَان اللبلي مولده سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة
391 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن أبي الْفضل السّلمِيّ من أَهْلَ مرسية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل إِلَى الْمشرق قَدِيما فِي سنة سبْعٍ وستّمائة أَوْ نَحْوهَا وَقد سمع بسبتة من أبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَلَقي بنيسابور أَبَا الْحسن الْمُؤَيد بن مُحَمَّد الطوسي صَاحب أبي عبد الله الفراوي مُسْند وقته فَسمع مِنْهُ صَحِيح مُسلم ويروى عَنهُ ابْن نقطة وَأَجَازَ لنا فِي سنة ثَلَاث عشرَة ثمَّ بعد الْأَرْبَعين وسِتمِائَة وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها
392 - مُحَمَّد بن غلبون بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن غلبون بن عمر الْأنْصَارِيّ من أهل مرسية يكنى أَبَا بكر صاحبنا سمع من أَبِيه وَمن طَائِفَة من شُيُوخنَا وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْد اللَّه بن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَطَائِفَة جليلة مِنْهُم ابْن عبيد الله وَأَبُو مُحَمَّد بن جُمْهُور وَأَبُو الْقَاسِم بن الملجوم وَأَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو جَعْفَر بن حكم وَأَبُو بكر بن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن طَاهِر وَابْن شرَاحِيل وَابْن سمجون وَجَمَاعَة من أهل الْمشرق لَهُ(2/152)
وَلأبي عِيسَى بن أبي السداد وَلأبي بكر بن أبي يحيى بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمرَادِي بن المرابط الصفراوي وَهُوَ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عبد الْمجِيد فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَأَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مكي بن حَمْزَة الْأنْصَارِيّ السَّعْدِيّ وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل الْمَقْدِسِي وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن مَحْمُود بن الْأَخْضَر وَأَبُو بكر عبد الرَّزَّاق بْن عَبْد الْقَادِر بْن أبي صَالح الجيلي وَأَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن رَحْمَة الإشعردي وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن علوان وَنصر الله بن سَلامَة بن سَالم وَعبد الله بن عَليّ وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن عبد السَّلَام بن سُلْطَان
وَكَانَ ذَا عناية بالرواية وَولي حسبَة السُّوق بِبَلَدِهِ وَكَانَ من النبهاء حسن التَّقْيِيد والخط مشاركا فِي فنون غير الحَدِيث أجَاز لي غير مرّة ولقيته بمرسية فِي آخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة ووقف على التكملة هَذِه حِينَئِذٍ من تأليفي وَكَانَت لَهُ خزانَة مَمْلُوءَة أصولا عتيقة ودفاتر أنيقة ضَاعَت لاختلاله قبل وَفَاته بِمدَّة وَبيع أَكْثَرهَا وَهُوَ لَا يشْعر ونكب هُوَ وَابْنه فِيمَا بَلغنِي إِلَى أَن توفّي على تِلْكَ الْحَال من الاختلال فِي شعْبَان سنة خمسين وسِتمِائَة نعي إِلَى يَوْم الثُّلَاثَاء الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَمَضَان بعده
393 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن هِلَال الرعيني من أَهْلَ مالقة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَابْن صَاحب الصَّلَاة وَكَانَ صَالحا وَأخذ عَنهُ بِيَسِير وَتُوفِّي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وسِتمِائَة أَو نَحْوهَا
394 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان الزُّهْرِيّ من أهل بلنسية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بِابْن مُحرز وَكَانَ بَيتهمْ قَدِيما يعرف بِابْن القح سمع من أَبِيه أبي عبد الله وَمن خاليه أبي بكر وَأبي عَامر بن أبي الْحسن بن هُذَيْل وَمن أبي مُحَمَّد بن عبد الله الحجري وَأكْثر عَنهُ وَاعْتَمدهُ وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن الْغَازِي وَمن أبي الْعَطاء بن(2/153)
نَذِير وَأبي الْحجَّاج بن أَيُّوب وَأبي الْحُسَيْن بن الْقطَّان وَسمع أَيْضا من جمَاعَة من شُيُوخنَا كَأبي بكر بن أبي جَمْرَة وَأبي عَبْد اللَّه بْن نوح وَأبي عبد الله بن المناصف وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو بَكْر بن خير وَأَبُو مُحَمَّد بن فليح وَأَبُو الْحسن بن النقرات وَأَبُو الْعَبَّاس بن مضاء وَأَبُو مُحَمَّد بن الْفرس وَأَبُو جَعْفَر بن حكم وَغَيرهم وَمن أهل الْمشرق أَبُو الْحسن بن الْمفضل وَأَبُو عبد اللَّه الكركنتي وَأَبُو الْفضل الغزنوي وَأَبُو القَاسِم هبة الله بْن سعود البوصيري وَكَانَ أحد رجال الْكَمَال علما وإدراكا وفصاحة مَعَ الْحِفْظ بالفقه والتفنن فِي الْعُلُوم والمتانة فِي الْآدَاب وَحفظ اللُّغَات والغريب وَله شعر رائق بديع سَمِعت مِنْهُ كثيرا وَأَجَازَ لي وَتُوفِّي ببجاية فِي الثَّامِن عشر لشوال سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة عَن سنّ عالية مولده ببلنسية سنة تسع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة فِي أحد شَهْري جُمَادَى
وَمن الكني
395 - أَبُو مُحَمَّد الفِهري ألف كتابا فِي نسب أبي عَليّ البغداذي ورواياته ودخوله الأندلس قَرَأت ذَلِك بِخَط أبي مُحَمَّد البطليوسي وَأورد مِنْهُ بَعْضًا وَتقدم فِي بَاب مُحَمَّد ذكر وراق أبي عَليّ وَهُوَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الفِهري
395 - م أَبُو مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه من أَهْلَ طليطلة روى عَن عبد الله بن سعيد بن رَافع الأندلسي وَزِيَاد بن عبد الرَّحْمَن القيرواني وَالْحسن بن رَشِيق الْمصْرِيّ وَغَيرهم وَحدث عَنْهُم الصاحبان ويحدثان أَيْضا عَن أبي مُحَمَّد وَكَانَ فِي عداد أصحابهما وَهُوَ غير الأول
396 - أَبُو مُحَمَّد المرجلي من أهل بطليوس يروي عَن أبي ذَر الْخُشَنِي لقبة بِمَكَّة حدث عَنهُ بمغازي ابْن عقبَة أَبُو الْقَاسِم خلف بن أَحْمد بن بطال الْبكْرِيّ ونقلت ذَلِك من تَقْيِيد عَلَيْهِ
397 - أَبُو مُحَمَّد بن حَمْزَة يرْوى عَن أبي الْأَصْبَغ بن سهل كتاب الْأَحْكَام من تأليفه حدث بِهِ عَنهُ أَبُو بكر يحيى بن زَيْدَانَ الْقُرْطُبِيّ قَالَه أَبُو الْقَاسِم بن الملجوم
398 - أَبُو مُحَمَّد بن يحيى المرسي توفّي سنة 566 ذكره ابْن حُبَيْش وَلَا أعرفهُ
399 - أَبُو مُحَمَّد البسطي من أهل المرية وَصَاحب الصَّلاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ بهَا مقرئا روى عَنهُ أَبُو إِسْحَاق بن الْحَاج البلفيقي(2/154)
وَمن الغرباء فِي هَذَا الْبَاب
400 - مُحَمَّد بن مُوسَى بن بشير بن جناد بن لَقِيط الْكِنَانِي الرَّازِيّ وَالِد أبي بكر أَحْمد بن مُحَمَّد صَاحب التَّارِيخ غلب عَلَيْهِ اسْم بَلَده وَكَانَ يفد من الْمشرق على مُلُوك بني مَرْوَان تَاجِرًا وَكَانَ مَعَ ذَلِك مفتنا فِي الْعُلُوم وَهلك مُنْصَرفه من الْوِفَادَة على الْأَمِير الْمُنْذر بن مُحَمَّد بالبيرة فِي شهر ربيع الآخر سنة 273 ذكره ابْن حَيَّان
401 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هَارُون البغداذي وَزِير الشيعي وكاتبه يكنى أَبَا جَعْفَر دخل الأندلس وبلاد الْمغرب كَذَا أسماه فِي تَارِيخه عريب بن سعيد الْقُرْطُبِيّ وَحكى أَن عبيد الله اسْتَكْتَبَهُ بعد أبي الْيُسْر يَعْنِي الشَّيْبَانِيّ الرياضي وقربه وَأَدْنَاهُ واستعان بِهِ على أَمر أبي عبد الله يَعْنِي دَاعِيَة الشِّيعَة وأخيه أبي الْعَبَّاس وَجَمَاعَة كتامة فَكَانَ مِنْهُ فِي ذَلِك رَأْي جميل ونفع عَظِيم وَقَالَ فِيهِ ابْن الفرضي أَحْمد بن مُحَمَّد بن هَارُون وَكَذَا رِوَايَته عَن الجاحظ وَابْن قتيبه وَلَا أَدْرِي من غلط فِي اسْمه مِنْهُمَا
402 - مُحَمَّد بن يُوسُف الْوراق أَصله من وَادي الْحِجَارَة وانتقل آباؤه إِلَى إفريقية فَنَشَأَ مُحَمَّد هَذَا بالقيروان وعني بِالْعلمِ وَدخل الأندلس فِي دولة الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَألف فِي مسالك إفريقية وممالكها ديوانًا ضخمًا وَفِي أَخْبَار مُلُوكهَا وحروبهم والقائمين عَلَيْهِم كتبا جمة وَكَذَلِكَ ألف فِي أَخْبَار تاهرت ووهران وسجلماسة ونكور وَالْبَصْرَة وَغَيرهَا تواليف حسانا توفّي بقرطبة وَبهَا دفن ذكره أَبُو مُحَمَّد بْن حزم فِي رسَالَته فِي فضل الأندلس وَأَهْلهَا
403 - مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن عَليّ التَّمِيمِي الغوثي من أهل القيروان(2/155)
وَسكن صقلية يكنى أَبَا بكر وَيعرف بِابْن الْبر وَعلي جد أَبِيه هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ الْبر روى عَن أبي يَعْقُوب يُوسُف بن إِسْمَاعِيل بن خرزاد النجيرمي وَأبي الْقَاسِم بن سيف وَأبي سعد الْمَالِينِي وَأبي مُحَمَّد إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عَبدُوس من أَصْحَاب أبي مَنْصُور الثعالبي وَأبي سهل مُحَمَّد بن عَليّ الْمروزِي من أَصْحَاب أبي مُحَمَّد الْهَرَوِيّ وَسمع شعر أبي الطّيب المتنبي من أبي عَليّ صَالح بن إِبْرَاهِيم بن رشد بِمصْر سنة 413 عَنهُ وَلَقي القَاضِي أَبَا مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بن عَليّ فِي رحلته هَذِه وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي علم الْعَرَبيَّة واللغات والاداب يجمع إِلَى ذَلِك جودة الضَّبْط وَحسن الْخط وكل مَا وجد لَهُ من تَقْيِيد فَفِي غَايَة الإفادة والإمتاع روى عَنْهُ أَبُو القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بن عمر القصديري وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله بن إِبْرَاهِيم الصَّيْرَفِي وَأَبُو الطّيب عبد الْمُنعم بن من الله الْقَرَوِي الْمَعْرُوف بِابْن الكماد وَأَبُو الْقَاسِم عَليّ بن جَعْفَر بن القطاع السَّعْدِيّ وَأَبُو الْعَرَب الصّقليّ الشَّاعِر وَغَيرهم وَكَانَ سَماع الصَّيْرَفِي مِنْهُم لشعر أبي الطّيب المتنبي من ابْن الْبر فِي شهر ربيع الأول سنة 459 قَرَأت ذَلِك بِخَطِّهِ وَأَبُو الْعَرَب الشَّاعِر آخر من حدث عَنهُ فِيمَا علمت وَحكى أَبُو طَاهِر السلَفِي عَن أبي بكر هَذَا ان القَاضِي عبد الْوَهَّاب بن عَليّ البغداذي الْمَالِكِي أنْشدهُ بِمصْر لأبي مَنْصُور الثعالبي فِي أبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ
(أَبَا سُلَيْمَان سر فِي الأَرْض أَو فأقم ... سيان عِنْدِي دنا مثواك أَو شطنا)
(مَا أَنْت غَيْرِي فأخشى أَن تُفَارِقنِي ... فديت روحك بل روحي فَأَنت أَنا)
وقرأت بِخَط شَيخنَا أبي عَبْد اللَّه بْن نوح أخبر أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ قَالَ أَنا مُحَمَّد بن سَابق الصّقليّ قَالَ أخبرنَا أَبُو بكر بن الْبر قَالَ قلت لعبد الْوَهَّاب بن عَليّ بن نصر القَاضِي أَأَنْت الْقَائِل
(تملكت يَا مهجتي مهجتي ... وأسهرت يَا ناظري ناظري)
(وَمَا كَانَ ذَا أملي يَا ملول ... وَلَا خطر الهجر فِي خاطري)
(فجد بالوصال فدتك النُّفُوس ... فلست على الهجر بالقادر)
(وفيك تعلمت نظم الْكَلَام ... فلقبني النَّاس بالشاعر)
فَخَجِلَ وَقَالَ دع هَذَا يَا أَبَا بكر فَإِنَّمَا هَذَا أَخْبَار الصِّبَا وَقد أجَاز لي مَا رَوَاهُ ابْن الْعَرَبِيّ وألفه القاضيان أَبُو بَكْر بْن أبي جَمْرَة وَأَبُو الْخطاب بن وَاجِب عَنهُ ويروى ابْن أبي جَمْرَة مِنْهُمَا عَنْ أبي القَاسِم بْن ورد عَن مُحَمَّد بن سَابق الصّقليّ جَمِيع مَا أَلفه وَرَوَاهُ وحَدثني الْخَطِيب أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ والفقيه أَبُو الْعَبَّاس(2/156)
أَحْمد بن مُعَاوِيَة السّلمِيّ بتونس وأنشداني قَالَ حَدثنَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد بن حوط الله وأنشدنا قَالَ حَدثنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن خلف بن أَحْمد هُوَ ابْن الفخار وأنشدنا قَالَ حَدثنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَرَبِيّ وأنشدنا قَالَ أنشدنا أَبُو بكر بن الْبر قَالَ أنشدنا أَبُو بكر الجزيري وحَدَّثَنَا قَالَ أتيت القَاضِي أَبَا مُحَمَّد عبد الْوَهَّاب فِي الْمَسْجِد الْجَامِع بِمصْر فَقلت لَهُ يَا سيدنَا الْفَقِيه الإِمَام أَأَنْت الْقَائِل وَذكر الأبيات إِلَى آخرهَا فَقَالَ رَضِي الله عَنهُ يَا أَبَا بكردع هَذَا فَإِنَّهُ كَانَ فِي أَيَّام الصِّبَا كَذَا سَمِعت بِلَفْظ هذَيْن الشَّيْخَيْنِ هَذِه الْحِكَايَة وعَلى مَا فِي هَذَا الْإِسْنَاد من رِوَايَة ابْن الْعَرَبِيّ عَن ابْن الْبر كتبتها عَنْهُمَا وَهُوَ غلط لَا شكّ فِيهِ لِأَنَّهُ لم يلقه وَلَا سمع مِنْهُ وَعِنْدِي أَن أَبَا بكر الجزيري هُوَ مُحَمَّد بن سَابق الصّقليّ نسب إِلَى جَزِيرَة شقر ويكنى أَبَا بكر وَلَا رِوَايَة لَهُ عَن عبد الْوَهَّاب وَهُوَ مَذْكُور فِي الصِّلَة فَأَخَّرَهُ وَقدم ابْن الْبر من لم يعرف زمانهما وَلَا تهدي إِلَى الْفرق بَينهمَا وَلَعَلَّ ذَلِك من قبل ابْن الفخار وغفل عَنهُ ابْن حوط الله وَقد وجدت بعض أَصْحَابنَا يرْوى الأبيات عَن أبي جَعْفَر بن عبد الْمجِيد الحجري المالقي قَالَ أَنْشدني الْحَافِظ أَبُو عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن الفخار قَالَ أَنْشدني ابْن الْعَرَبِيّ قَالَ أَنْشدني أَبُو بكر الجزيري قَالَ أَنْشدني أَبُو بكر بن الْبر وَذكر الأبيات وَرَوَاهَا كَمَا أوردهَا ابْن نوح على الصَّوَاب ذكر ابْن عُزَيْر اليناشتي أَبَا بكر بن الْبر فِي زِيَادَته على الزبيدِيّ وَلم يذكر شُيُوخه وَلَا الروَاة عَنهُ وَقَالَ ذكر لي أَنه دخل الأندلس فِي سنة 460 أَو حولهَا
404 - مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم بن من الله بن أبي بَحر الهواري يعرف بِابْن الكماد ويكنى أَبَا بكر من أهل فاس وَأَبوهُ أَبُو الطّيب من جالية القيروان فِي فتْنَة الْعَرَب بهَا وَدخل الأندلس وروى عَن أبي عَبْد اللَّه بْن سعدون الْقَرَوِي سمع مِنْهُ بهَا سنة 476 ذكر بعضه أَبُو الْقَاسِم بن ملجوم وروى عَنهُ أجَاز لَهُ فِي اخر شهر ربيع الآخر سنة سبْعٍ وَعشْرين وَخَمْسمِائة
405 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِشَام بن إِبْرَاهِيم بن خلف اللَّخْمِيّ سكن سبتة يكنى(2/157)
أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَأبي طَاهِر السلَفِي وَحدث عَنْهُمَا وأدب بِالْعَرَبِيَّةِ وَكَانَ قَائِما عَلَيْهَا وعَلى اللُّغَات والاداب مَعَ حَظّ من النّظم ضَعِيف وَله تواليف مفيدة استعملها النَّاس مِنْهَا كتاب الْفُصُول والجمل فِي شرح أَبْيَات الْجمل وَإِصْلَاح مَا وَقع فِي أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ وَفِي شرحها للأعلم من الْوَهم والخلل وَمِنْهَا كتاب فِي لحن الْعَامَّة وَشرح الفصيح لثعلب ومقصورة ابْن دُرَيْد روى عَنهُ أَبُو عبد الله بن الْغَازِي تواليفه وَحدث عَنهُ وَوجدت الْأَخْذ عَنهُ وَالسَّمَاع مِنْهُ سنة 557
406 - مُحَمَّد بن عَليّ بن جَعْفَر بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْقَيْسِي من أهل قلعة حَمَّاد بالعدوة وَنزل مَدِينَة فاس ويكنى أَبَا عبد الله وَيعرف بِابْن الرمامة وَأحمد هُوَ الْمَعْرُوف بذلك وَقيل إمرأة نسب إِلَيْهَا روى عَن أبي الْفضل بن النَّحْوِيّ وتفقه بِهِ وَعَن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن حَمَّاد وخاله أبي الْحسن عَليّ بن طَاهِر بن محشوة بالجزائر وَأَبا حَفْص التوزري وَأبي مُحَمَّد الْمقري ببجاية وَغَيرهم وَدخل الأندلس تَاجِرًا وطالبا للْعلم وَلَقي بقرطبة أَبَا مُحَمَّد بْن عتاب وَأَبا الْوَلِيد بْن رشد وَأَبا بَحر الأسَدِيُ وَأَبا الْوَلِيد بْن طريف فَحمل عَنْهُم وَسمع مِنْهُم وَنزل بِمَدِينَة فاس وَولي قضاءها سنة 536 وَكَانَ غير صَالح للخطبة لضَعْفه فَلم تحمد سيرته مَعَ أَنه لم تلْحقهُ زلَّة وَلَا تعلّقت بِهِ رِيبَة وَحدث بهَا ودرس وَأخذ النَّاس عَنهُ وَكَانَ فَقِيها نظارا مائلا لمَذْهَب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ عاكفا على كتاب أبي حَامِد الْغَزالِيّ الْمُسَمّى بالبسيط محصلا لنكته وَله تواليف مِنْهَا تسهيل الْمطلب فِي تَحْصِيل الْمَذْهَب وَكتاب التفصي عَن فَوَائِد التَّقَصِّي وَكتاب التَّبْيِين فِي شرح التَّلْقِين وَغير ذَلِك روى عَنْهُ من الجلة أَبُو ذَر الْخُشَنِي وَأَبُو الْحسن بن الْمفضل فِي كِتَابه إِلَيْهِ وَحدثنَا عَنهُ من شُيُوخنَا أَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيره وَتُوفِّي بفاس عِنْد الزَّوَال يَوْم الِاثْنَيْنِ الْحَادِي وَالْعِشْرين لرجب سنة 567 وَدفن ضحى يَوْم الثُّلَاثَاء بعده وَصلى عَلَيْهِ أَبُو حَفْص بن عمر قَاضِي فاس حِينَئِذٍ بوصيته بذلك ومولده فِي شعْبَان سنة 479 وقرأت بِخَط أبي عَبْد اللَّه بن أبي درقة وَهُوَ أحد الروَاة عَنهُ أَن مولده فِي رَجَب من عَام 478 وبخطه أَيْضا قَرَأت وَفَاته وَقَالَ هكذاأخبرني عَن مولده(2/158)
407 - مُحَمَّد بن حُسَيْن بن عبد الله بن حبوس الشَّاعِر من أهل فاس يكنى أَبَا عبد الله كَانَ عَالما محققا وشاعرا مفلقا يتَقَدَّم فِي ذَلِك أهل زَمَانه وَيُوقف على جودة شَعْرَة من ديوانه امتدح الْأُمَرَاء وروى عَنهُ أَبُو بكر عبد الْعَزِيز بن زَيْدَانَ وَغَيره وَتُوفِّي سنة سبعين وَخَمْسمِائة ومولده بِبَلَدِهِ سنة خَمْسمِائَة
408 - مُحَمَّد بن عِيَاض بن مُوسَى بن عِيَاض بن عَمْرو بن مُوسَى بن عِيَاض بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عِيَاض الْيحصبِي من أهل سبتة وَأَصله من بسطة وَمِنْهَا انْتقل أجداده قَدِيما يكنى أَبَا عبد الله سمع من أَبِيه القَاضِي أبي الْفضل وَابْن الْعَرَبِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَغَيرهمَا وَأخذ مُصَنف النَّسَائِيّ قِرَاءَة عَن أبي بكر يحيى بن مُحَمَّد بن رزق وَدخل الأندلس وَولي قَضَاء دانية مِنْهَا قبل السّبْعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ حميد السِّيرَة نزيها متواضعا لَهُ مُشَاركَة فِي الْآدَاب وَالْأَخْبَار وَولي أَيْضا قَضَاء غرناطة وَتُوفِّي بهَا وَقيل بسبتة سنة 575 ذكره ابْن سُفْيَان وَفِيه عَنْ غَيره وَحدث عَنهُ ابْنه أَبُو الْفضل عِيَاض بن مُحَمَّد وَتُوفِّي سنة وَفَاته أَبُو الْحسن بن يَرْبُوع قَاضِي مالقة وَكَانَ من الْفُقَهَاء النبهاء وَأَبُو مَرْوَان بن قَاسم الطَّبِيب
409 - مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عِيسَى بن حُسَيْن التَّمِيمِي من أهل سبتة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه وَعَن أبي الْفضل بن عِيَاض وَغَيره وعُمّر وأسن حدَّث عَنْهُ أَبُو الْحُسَيْن بن جُبَير الزَّاهِد
410 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حزب الله من أهل فاس يعرف بِابْن البقار يكنى أَبَا عبد الله روى عَنْ أبي الْحَسَن بْن حنين وَأبي عبد الله بن الرمامة وَأبي إِسْحَاق بن قرقول وَأبي عبد الله بن خَلِيل وَأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَغَيرهم وَلَقي بالأندلس أَبَا الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبا الْحسن عبد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن بَقِي وَأَبا الْقَاسِم بن الْحَاج وَأَبا بكر بن خير وَأَبا الْقَاسِم الشراط وَأَبا عبد الله بن الْمُجَاهِد وَأَبا بكر بن عبيد وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو(2/159)
مُحَمَّد بْن دحمان وَأَبُو عَبْد اللَّه بن حَفْص وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْحق بن عبد الرَّحْمَن الإشبيلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وسواهم وَحدث عَن أبي طَاهِر السلَفِي بإجازته الْعَامَّة لأهل الْمغرب وَكَانَ من أهل الْفِقْه والْحَدِيث متحققا بالرواية والْحَدِيث عَن رجالها عاكفا على التدريس حَافِظًا متفننا زاهدا فَاضلا روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن الْقطَّان وتفقه بِهِ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيع رِوَايَته فِي سنة 582
411 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْكَرِيم الْأنْصَارِيّ من أهل طنجة يكنى أَبَا عبد الله دخل الأندلس فَسمع بقرطبة من أبي الْحَسَن بْن مغيث وَأبي مَرْوَان بْن مَسَرَّة وَغَيرهمَا وَكَانَ أديبا شَاعِرًا حَدثنَا عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الناميسي القَاضِي وَقيل لي توفّي سنة 585 أَو نَحْوهَا
412 - مُحَمَّد بن حسن بن عَطِيَّة بن غَازِي بن خلوف بن أَحْمد بن مُوسَى بن هَارُون بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمد بن جَابر بن عبد الله صَاحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكتب هَذَا النّسَب عَن شَيخنَا الْأَزْدِيّ وَفِيه نظر من أهل سبتة يعرف بِابْن الْغَازِي ويكنى أَبَا عبد الله روى عَن أبي الْفضل عِيَاض واختص بِصُحْبَتِهِ وملازمته وَسمع مِنْهُ جلّ رِوَايَته وتواليفه أَيْضا عَن جده لأمه أبي الرّبيع سُلَيْمَان بن سبع الْخَطِيب وَأبي عَليّ حسن بن سهل الْخُشَنِي وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن حكم بن بَاقٍ السَّرقسْطِي نزيل فاس وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمد بن هِشَام تواليفه وَله رِوَايَة عَن غَيرهم من شُيُوخ الأندلس وعني بِعقد الشُّرُوط وَولي الْقَضَاء وَله حَظّ من قرض الشّعْر وَكَانَ من الثِّقَة وَالْعَدَالَة بمَكَان حدث عَنهُ نم شُيُوخنَا أَبُو الْعَبَّاس العزفي وَأَبُو بكر بن مُحرز وَسمع مِنْهُ بعد وَفَاة أبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَكَانَت فِي أول سنة 591 وَتُوفِّي فِي بضع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
413 - مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن مَرْزُوق التغمري من أهل سبتة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه دخل الأندلس وتجول مِنْهَا بإشبيلية وبالجزيرة الخضراء ومالقة والمرية وَغَيرهَا ولأبيه أبي الْعَبَّاس رِوَايَة عَن ابْن عبيد الله ورحل إِلَى الْمشرق وَأكْثر من لِقَاء الشُّيُوخ(2/160)
وَسَمَاع الحَدِيث وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَكَانَ صَاحب إتقان وَضبط وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مكي بن موقي وَأَبُو نزار ربيعَة بن الْحسن الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو الْقَاسِم هبة الله بن عَليّ البوصيري وَغَيرهم وَذَلِكَ فِي سنة 596
414 - مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم الفندلاوي من أهل مَدِينَة فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بِابْن الكتاني كَانَ إِمَامًا فِي علم الْكَلَام وأصول الْفِقْه مدرسا لذَلِك حَيَاته كلهَا وَكَانَ لَهُ حَظّ من الْأَدَب وَله رجز فِي أصُول الْفِقْه أَخذ عَنهُ وَسمع مِنْهُ وروى عَنْهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو مُحَمَّد الناميسي وَأَبُو الْحسن الشاري وَقَالَ أخذت عَنهُ جملَة وافرة من إرشاد أبي الْمَعَالِي وتلخيصه تفهما وَسمعت عَلَيْهِ رجزه وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة 596
415 - مُحَمَّد بن عَليّ بن مَرْوَان بن جبل الْهَمدَانِي من أهل وهران وَنَشَأ بتلمسان وَأَصله من الأندلس ويكنى أَبَا عَبْد اللَّه وُلّي قَضَاء تلمسان ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش بعد أبي جَعْفَر بن مضاء فِي آخر سنة أَربع أَو أول سنة 585 وَصرف عَن ذَلِك إِلَى إشبيلية سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين ثمَّ أُعِيد ثَانِيَة بعد صرف أبي الْقَاسِم بن بَقِي وَكَانَ حميد السِّيرَة شَدِيد الهيبة عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ سريع الْفَصْل بَين الْخُصُوم مَوْصُوفا بِالْعَدْلِ والتؤدة لم يجلد أحدا طول ولَايَته بِسَوْط توفّي سنة 601 عَن ابْن سَالم زادني صاحبنا أَبُو بكر الْيَعْمرِي لَيْلَة الْأَحَد لجمادى الأولى من سنة إِحْدَى الْمَذْكُورَة وَدفن عصر يَوْم الِاثْنَيْنِ وَصلى عَلَيْهِ الْأَمَام أَبُو عبد الله النَّاصِر بن الْمَنْصُور
416 - مُحَمَّد بن قَاسم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْكَرِيم التَّمِيمِي من أَهْلَ فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي الْحسن بن حنين وَغَيره ورحل إِلَى الْمشرق رحْلَة حافلة أَقَامَ فِيهَا خَمْسَة عشر عَاما وَلَقي نَحوا من مائَة شيخ أَكثر من الرِّوَايَة عَنْهُم وَاسْتَوْسَعَ فِي السماع مِنْهُم وَأَجَازَ لَهُ بَعضهم وَمن أعلامهم أَبُو حَفْص الميانشي وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْحَضْرَمِيّ وَأَخُوهُ أَبُو الْفضل وَأَبُو مُحَمَّد بن بري وابو(2/161)
طَالب التنوخي وَأَبُو الْقَاسِم البوصيري وابو الْفضل الغزنوي وابو الْمفصل بن دَلِيل وَغير هَؤُلَاءِ وَجمع فِي ذَلِك فهرسة كَبِيرَة سَمَّاهَا بالنجوم المشرفة فِي ذكر من أَخذ عَنهُ من كل ثَبت وثقة وَاخْتصرَ مِنْهَا مَا اقْتصر فِيهِ على مسموعه من أَكْثَرهم دون اسْتِيفَاء تسميتهم وَقد وقفت على هَذَا الْمُخْتَصر وَكتب لي مِنْهُ وَلم يكن بالضابط وقفت بِخَطِّهِ على أَوْهَام وأغلاط وقفل إِلَى بَلَده فَحدث وَأخذ عَنهُ وَقد سمع الْمُوَطَّأ مِنْهُ بالاسكندرية أَبُو مَرْوَان عَبْد الْملك بْن أبي الْقَاسِم التوزري الْمَعْرُوف بِابْن الكردبوس وَهُوَ من أَصْحَابه وَأخذ عَنهُ أَيْضا بتونس وَبَلغنِي أَنه دخل الأندلس وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ آخر سنة ثَلَاث أَو أول سنة 604 عَن أبي عبد الله بن أبي الْبَقَاء
417 - مُحَمَّد بن عَليّ بن يخلف بن يُوسُف بن حسون من أهل الجزائر عمل بجاية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه يروي عَنْ أبي مُحَمَّد عبد الْحق الإشبيلي وَأبي زَكَرِيَّاء يحيى بن ياسين الْمَعْرُوف بِابْن اللُّؤْلُؤ وَغَيرهمَا وَدخل الأندلس وَأخذ عَنْ أبي إِسْحَاق بْن ملكون وَأبي مُحَمَّد بن موجوال وَأبي بكر مُحَمَّد بن عِيسَى البطليوسي بإشبيلية وبمسجد ابْن جَراد مِنْهَا وَعَن أبي زيد السُّهيْلي بمالقة وَله عدَّة شُيُوخ روى عَنْهُم وَسمع مِنْهُم حدث وَأخذ عَنهُ وَتُوفِّي بِبَلَدِهِ فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من صفر سنة 606
418 - مُحَمَّد بن عبد الله بن طَاهِر الْحُسَيْنِي الشريف من أهل فاس يكنى أَبَا عبد الله روى عَن أبي إِسْحَاق بن قرقول وَكَانَ معتنيا بِسَمَاع الحَدِيث ذَاكِرًا لأسانيده ومتونه وَولى قَضَاء الْجَمَاعَة بمراكش وَتُوفِّي بإشبيلية سنة 608 عَن ابْن سَالم وَفِيه عَن غَيره
419 - مُحَمَّد بن عُثْمَان بن سعيد من أهل فاس يعرف بِابْن يقيميس ويكنى أَبَا عبد الله لَقِي فِي رحلته أَبَا مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الإشبيلي فِي بجاية سنة 575 فَحمل عَنهُ مُخْتَصره فِي الْأَحْكَام وَحدث بِهِ وَسمع مِنْهُ وَكَانَ مفتيا أصوليا روى عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس بن المزين لقِيه فِي سنة 601 وَتُوفِّي سنة 608 أَو بعْدهَا بِيَسِير(2/162)
420 - مُحَمَّد بن حَمَّاد الْعجْلَاني من أهل فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا ذَر الْخُشَنِي وَغَيره وَصَحب قَاضِي الْجَمَاعَة أَبَا عبد الله الْحُسَيْنِي واختص بِهِ وَكتب لَهُ فِيمَا أَحسب وَولي قَضَاء سبتة وَكَانَ من أهل الْعِنَايَة بِسَمَاع الْعلم وَرِوَايَة الحَدِيث حسن الصَّوْت وَهُوَ كَانَ الْمَخْصُوص بِقِرَاءَة كتب الحَدِيث ودواوينه على الْأُمَرَاء وَدخل الأندلس فاستشهد فِي وقيعة الْعقَاب أَصَابَهُ سهم فَقتله وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ منتصف صفر سنة 609
421 - مُحَمَّد بن يحيى بن إِبْرَاهِيم الخزرجي من أهل مصر يكنى أَبَا الْقَاسِم وَيعرف بأخي أبي الْوَفَاء لَهُ سَماع من السفلي وَغَيره وَقدم إشبيلية وَقد أَخذ عَنهُ بهَا وَكَانَت بَينه وَبَين قاضيها قرَابَة وَتُوفِّي فِي نَحْو سنة 610
422 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْمهرِي من أهل بجاية وَهُوَ من بني مرزقان من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَبْد اللَّه رَحل إِلَى الْمشرق وَلَقي جمَاعَة وافرة من حَملَة الحَدِيث وَلم يسمع إِلَّا يَسِيرا بِمصْر وَانْصَرف وَلم يحجّ وَولي قَضَاء بجاية ثَلَاث مَرَّات صرف عَن أخراها سنة 608 بِأبي مُحَمَّد بن حجاج وَدخل الأندلس مرَارًا وَولي قَضَاء مرسية مِنْهَا واستخلف بمراكش على الْقَضَاء وَكَانَ علم وقته علما وكمالا وتفننا يتَحَقَّق بِعلم الْكَلَام وأصول الْفِقْه حَتَّى شهر بالأصولي واعتني بإصلاح الْمُسْتَصْفى لأبي حَامِد الْغَزالِيّ وَإِزَالَة مَا كَانَ فِيهِ من تَصْحِيف وَله عَلَيْهِ تَقْيِيد مُفِيد وامتحن بقرطبة سنة ثَلَاث وَتِسْعين هُوَ وَأَبُو الْوَلِيد بن رشد محنتهما الْمَشْهُورَة من أجل نظرهما فِي عُلُوم الْأَوَائِل فَتحدث النَّاس بصبره فِي ذَلِك الْمقَام وتجلده وَثُبُوت جأشه وكف بَصَره بأخَرة من عمره أَخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط الله سمع عَلَيْهِ الْإِرْشَاد لأبي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ وحَدثني أَبُو عَامر بن نَذِير أَنه استجازه فَقَالَ لَهُ قد أبحت لَك مَا سَأَلت فاجتهد بالإجادة لما فاتك وَتُوفِّي(2/163)
ببجاية مصروفا عَن الْقَضَاء بَين عيدي الْفطر والأضحى سنة 612
423 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْفَارِسِي الْمروزِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالجوهري قَرَأَ الْقرَان بأصبهان على النجدي الْمَعْرُوف بالصفار وَقدم الأندلس دخل قرطبة فِي أَوَائِل جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ حَافِظًا مجودا حسن السمت ذكره ابْن الطيلسان
424 - مُحَمَّد بن أبي الْحسن الْفَارِسِي الْمروزِي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه وَيعرف بالجوهري قَرَأَ الْقرَان بأصبهان على النجدي الْمَعْرُوف بالصفار وَقدم الأندلس دخل قرطبة فِي أَوَائِل جُمَادَى الاخرة سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَكَانَ حَافِظًا مجودا حسن السمت ذكره ابْن الطيلسان
424 - مُحَمَّد بن حسن بن أَحْمد بن يُوسُف بْن أَحْمَد بْن يُوسُف بْن أَحْمد بن يُوسُف ثَلَاثَة بن أَحْمد التجِيبِي من أهل سبتة يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أبي مُحَمَّد بن عبيد الله وَأكْثر عَنهُ وَعَن أبي القَاسِم بْن حُبَيْش وَأبي عَبْد الله بن حميد وَغَيرهم وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن حنين نزيل فاس وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو مُحَمَّد بْن دحمان وَأَبُو عَبْد الله بن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي وَأَبُو عبد الله بن الفخار وَأَبُو مُحَمَّد عبد الْحق الإشبيلي وَأَبُو بكر بن أبي جَمْرَة وَمن أهل الْمشرق أبوالطاهر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو طَالب التنوخي وَأَبُو حَفْص الميانشي وَغَيرهم وَكَانَ فِي بَلَده صَدرا فِي شُهُوده المعدلين عاكفا على عقد الشُّرُوط راوية مكثرا ثمَّ انْتقل إِلَى إشبيلية واستوطنها وَحدث عَنهُ بعض أَهلهَا وَتُوفِّي بهَا فِي شهر ربيع الأول سنة عشْرين وسِتمِائَة ومولده فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
425 - مُحَمَّد بن يخلفتن بن أَحْمد بن تنفليت التجِيبِي الفازازي من أهل تلمسان يكنى أَبَا عبد اللَّه روى عَنْ أبي عَبْد الله التجِيبِي مقدمه من الْمشرق وروى أَيْضا عَن غَيره وَكَانَ من أهل الْعلم بالآداب والمشاركة فِي الْفِقْه مُتَقَدما فِي الْكِتَابَة وَالشعر وَولي قَضَاء مرسية ثمَّ صرف عَنْ ذَلِكَ وَولي قَضَاء قرطبة وَكَانَ حميد السِّيرَة حسن السمت جميل الْهَيْئَة شَدِيد الهيبة رَأَيْته بمرسية فِي رَمَضَان سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة فَتوجه إِلَى إشبيلية(2/164)
وَلم آخذ عَنهُ وَلَا كَانَ من أهل هَذَا الشَّأْن غير أَنه كَانَ قَائِما على حفظ الحَدِيث حدثت أَنه كَانَ يحفظ صَحِيح البُخَارِيّ أَو معظمه وَتُوفِّي بقرطبة أول منبعث الْفِتْنَة فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين وسِتمِائَة
426 - مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ المتيشي من نَاحيَة بجابة وَنزل مرسية يكنى أَبَا عبد الله دخل الأندلس فِي صغره وَأقَام بمالقة مُدَّة وَلَقي بقرطبة أَبَا الْقَاسِم بن بشكوال فَسمع مِنْهُ وَأكْثر عَنهُ وَأَبا الْحسن الشقوري وَأَبا عبد الله بن عراق وَأَبا الْقَاسِم الشراط وَأَبا عبد الله بن جَعْفَر وَأَبا قَاسم بن رشد الْوراق وَسمع بهَا أَبَا بكر بن خير وَلَقي فِي تجوله أَبَا مُحَمَّد التادلي لقِيه بمكناسة وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا مُحَمَّد بن عبد الله وَأَبا حبيب عبد الْمُنعم بن الخلوف وَأَبا الْحجَّاج بن الشَّيْخ سمع من جَمِيعهم وأجازوا لَهُ إِلَّا نجبة وَحده وَكتب إِلَيْهِ أَبُو عَبْد اللَّه بْن زرقون وَأَبُو الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن حُمَيْد وَأَبُو الْحسن بن كوثر وَأَبُو الْقَاسِم بن عَبَّاس الجذامي وَأَبُو إِسْحَاق المَخْزُومِي الْمَعْرُوف بكوتان وَأَبُو مُحَمَّد بن أبي زمنين وَأَبُو بكر بن حسنون البياسي وَغَيرهم وَفِيهِمْ من لقِيه وَسكن مرسية فِي نَحْو الستمائة وَولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بجامعها وَكَانَ مليح الْخط مَعْرُوفا بالكمال والضبط مشاركا فِي علم الحَدِيث وَحفظ أَسمَاء الروَاة سهل الْجَانِب فَاضلا زاهدا لَهُ حَظّ من قرض الشّعْر كتب علما جما حدث وأقرأ الْقُرْآن وَأخذ عَنهُ النَّاس وَكَانَ لذَلِك أَهلا وَتُوفِّي بمرسية صَبِيحَة يَوْم السبت الثَّامِن عشر لشهر ربيع الأول سنة خمس وَعشْرين وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الْعَصْر مِنْهُ بالجامع الْقَدِيم ومولده بالعدوة سنة سِتّ وَخمسين وَخَمْسمِائة
427 - مُحَمَّد بن عبد الْحق بن سُلَيْمَان اليفرني وَيعرف بالندرومي من أهل تلمسان وقاضيها يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ من أَبِيه وتفقه بِهِ وبأبي عَليّ بن الجهار النَّحْوِيّ وَأخذ عَنْهُمَا الْعَرَبيَّة والآداب وَأخذ الْقرَاءَات عَن أبي عَليّ مِنْهُمَا فِي سنة إِحْدَى وَخمسين(2/165)
وَخَمْسمِائة وَسمع الحَدِيث من أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه وَأبي الْحَسَن بن حنين وَأبي عبد الله بن خَلِيل وَأبي الْقَاسِم بن حُبَيْش وَأبي زيد السُّهيْلي وَلَقي أَبَا بَكْر بْن الْجد وَأَبا الْحسن نجبة بن يحيى وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأَبا الْعَبَّاس بن مضاء وَجَالسهمْ وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الْحسن بن هُذَيْل وَأَبُو بَكْر بْن نُمارة وَأَبُو الْحسن بن النِّعْمَة وَأَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وَأَبُو بكر بن رزق وَأَبُو الْعَبَّاس الخروبي وَأَبُو بكر بن خير وَجَمَاعَة من أَعْلَام أهل الأندلس وَمن أهل الْمشرق أَبُو الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبُو عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ وَأَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو طَالب التنوخي وَغَيرهم وَدخل الأندلس وَولي قَضَاء بَلَده وَكَانَ حميد السِّيرَة مشاركا فِي الْفِقْه وَعلم الْكَلَام معنيا بِالْحَدِيثِ وَرِوَايَته جوادا وَاسع الْمُرُوءَة مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة وَجمع من الدفاتر والدواوين الْعَقِيقَة وَله تواليف فِي فنون مِنْهَا كتاب الاقتضاف فِي غَرِيب الْمُوَطَّأ وَإِعْرَابه اقتضبه من الْكتاب الْكَبِير الْمُخْتَار الْجَامِع بَين المنتفى والاستذكار فِي عشْرين سفرا أَو نَحْوهَا يشْتَمل على نَحْو ثَلَاثَة أُلَّاف ورقة وَكتاب إرشاد المسترشد وبغية المريد المستبصر الْمُجْتَهد والفيصل الْجَازِم فِي فَضِيلَة الْعلم والعالم حدث ودرس وَأخذ عَنهُ وَغَيره امتن تحصيلا مِنْهُ وَأحسن تَصرفا وَتُوفِّي بتلمسان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة وَقد نَيف على الثَّمَانِينَ
428 - مُحَمَّد بن عَليّ بن حمادو ابْن عِيسَى بن أبي بكر الصنهاجي يكنى أَبَا عَبْد اللَّه أَصله من قَرْيَة تعرف بِحَمْزَة من حوز قلعة حَمَّاد وَسكن بجاية روى عَنْ أبي الْعَبَّاس أَحْمَد بن مُبشر مولى الحماديين وَكَانَ نحويا منطقيا فَقِيها مُحدثا وَتعلم الْقُرْآن عِنْد الْقَاسِم بن النُّعْمَان بن النَّاصِر بن علناس بن حَمَّاد وَكَانَ لما انقرضت دولتهم يعِيش بتعليم كتاب الله جلّ جَلَاله وروى عَن أبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التَّمِيمِي القلعي المعمر وَعَن أبي مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن عَبْد الرَّحْمَن الأشبيلي وَعَن أبي عبد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مخلوف بالجزائر ورحل إِلَيّ الْمغرب فَأخذ عَن أبي ذَر الْخُشَنِي وَغَيره وَدخل الأندلس فَسمع بمرسية من أبي مُحَمَّد بن غلبون وَأبي جَعْفَر بن عَيَّاش وبإشبيلية(2/166)
من أبي الْحُسَيْن بْن زَرقون وَأبي الْحسن عَليّ بن سكر بن مُحَمَّد الْأمَوِي وَولي قَضَاء الجزيرة الخضراء ثمَّ صرف عَنهُ وَولي قَضَاء سلا سنة ثَلَاث عشرَة وسِتمِائَة وَله تواليف مِنْهَا كتاب الْأَعْلَام بفوائد الْأَحْكَام لعبد الْحق الإشبيلي وَشرح فِي مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد وَله تَارِيخ سَمَّاهُ بالنبذ المحتاجة فِي أَخْبَار صنهاجة بإفريقية وبجاية وَكَانَ شَاعِرًا كَاتبا لَهُ ديوَان نظم ونثر وَقد أَخذ عَنهُ وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَعشْرين وسِتمِائَة وَقَالَ ابْن فرتون فِي عشر الْأَرْبَعين وسِتمِائَة
429 - مُحَمَّد بن عمر بن نصر الْفَزارِيّ من أهل سلا يكنى أَبَا عبد الله دخل الأندلس وَكَانَت لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَسمع من أبي مُحَمَّد الْقَاسِم بن عَسَاكِر وَأبي الطَّاهِر الخشوعي وَأبي الْحسن بن الْمَقْدِسِي وَغَيرهم حدث عَنهُ أبوالحسين عبيد الله بن عَاصِم الْأَسدي الْخَطِيب برنده وَحكي أَنه أجَاز لَهُ ولبنيه عَن شعْبَان سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة
430 - مُحَمَّد بن عِيسَى بن مَعَ النَّصْر بن ابراهيم بن دوناس بن زَكَرِيَّاء بْن سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن حبيب بن عَليّ بن الْمَنْصُور بن سُلَيْمَان نزيل بلد بني مومنان من حوز فندلاوة عمل فاس يكنى أَبَا عَبْد اللَّه روى عَنْ أَبِيه عِيسَى وصهر أَبِيه أَمَام جَامع الْقَرَوِيِّينَ أبي مُحَمَّد سكر بن مُوسَى وَأبي الْخطاب بن الْجَمِيل وَأبي الْعلَا الإدريسي أَمَام مَسْجِد ابْن أغلب وَأبي الْقَاسِم عبد الرَّحِيم بن عِيسَى بن الملجوم وَأبي ذَر الْخُشَنِي وَأبي بكر عبد الْعَزِيز بن ريدان وَأبي عبد الله بن عبد الْحق وَأبي عبد الله التجِيبِي التلمسانيين وَأبي مُوسَى عِيسَى بن عبد الْعَزِيز بن يللبخت الْجُزُولِيّ سمع عَلَيْهِ بعض أَحْكَام عبد الْحق الصغري وَأَجَازَ لَهُ مَا رَوَاهُ وَأبي عبد الله مُحَمَّد بن قَاسم بْن عَبْد الْكَرِيم من أَهْلَ مكناسة وَأبي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الْملك وَكِلَاهُمَا مَشْهُور بِابْن الْقطَّان(2/167)
وعنهما أَخذ صناعَة الحَدِيث وَعلم الرِّجَال وَأبي الْقَاسِم بن زانيف وَأبي الْعَبَّاس بن الْبَقَّال الْجُزُولِيّ وَأبي الْحجَّاج بن نموي الأديب المتفنن الْمُتَكَلّم وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد بن حوط الله وَأَبُو عبد الله الشاري وَأَبُو الْقَاسِم مولى ابْن بَاقٍ عَن أبي الْوَقْت صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره وَأَبُو مُحَمَّد عِيسَى بن سُلَيْمَان الرندي يروي عَنهُ أَيْضا وَدخل الأندلس ولقيه بإشبيلية فِي سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة وَهُوَ أحد شيوخها وَكَانَ يُشَارك فِي فنون وَقتل بمراكش فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة رَحمَه الله
431 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْملك بن محَارب الْقَيْسِي من أهل الْإسْكَنْدَريَّة وَدخل الأندلس وَأَصله من الْمغرب يكنى أَبَا عَبْد اللَّه سَمِعَ أَبَا الطَّاهِر بْن عَوْف وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الحضْرميّ وَأَبا الْقَاسِم بن موقي وَأَبا الْحسن بن مفضل وَغَيرهم وَكَانَ يزْعم أَنه سمع من أبي طَاهِر السلَفِي الْأَرْبَعين حَدِيثا لَهُ وَغَيرهَا ويدافع عَن ذَلِك وَقد كتب عَنهُ وَسمع مِنْهُ وَكَانَت لَهُ رِوَايَة بغرناطة عَن أبي مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن الْفرس وَأبي جَعْفَر بن خير وَأَجَازَ لَهُ أَبُو مُحَمَّد التادلي رِوَايَته عَن أبي مُحَمَّد بن عتاب وَأبي بَحر الْأَسدي ويروى عَن ابْن رشد فِي اخرين وأنشدني بعض أَصْحَابنَا قَالَ أَنْشدني ابْن محَارب هَذَا قَالَ أَنْشدني الْفَقِيه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي بكر مُحَمَّد بن عِيسَى هُوَ ابْن قزمان قَالَ أَنْشدني وَالِدي لنَفسِهِ
(أمسك الْفَارِس درعا بيد ... وَأَنا أمسك فِيهَا قصبه)
(فكلانا بَطل فِي حزبه ... إِن الأقلام رماح الكتبه)
توفّي فِيمَا بَلغنِي سنة 641 ومولده سنة 554
432 - مُحَمَّد بن قَاسم بن منداس بن عبد الله الأشيري النَّحْوِيّ من أهل الجزائر عمل بجاية يكنى أَبَا عبد الله أخد الْعَرَبيَّة والآداب عَن أبي مُوسَى الْجُزُولِيّ وأدب بالجزائر سنة ثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَلَقي أَبَا مُحَمَّد بن عبيد الله وَأَبا الْعَبَّاس بن مضاء(2/168)
وَأَبا الْحسن بن زمنين وَأَبا الْحسن عَليّ بن عَتيق بن مومن وَأَبا ذَر الْخُشَنِي فَحمل عَنْهُم وَكَانَ قد لَقِي بفاس أَبَا الْقَاسِم بن مجكان من أَصْحَاب أبي عبد الله الْأَزْدِيّ وَهُوَ اخر الروَاة عَنهُ فَسمع مِنْهُ وَدخل الأندلس فَسمع بمالقة من أبي الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن حسن الْأنْصَارِيّ وَغَيرهمَا فِي سنة سبع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة وَيحدث عَن السلَفِي بإجازته الْعَامَّة فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة أَفَادَهُ ذَلِك أَبُو الْحجَّاج بن الشَّيْخ وَعَاد إِلَى بَلَده وأقرأ الْعَرَبيَّة وَحدث بِيَسِير كتب إليَّ بِإِجَازَة مَا رَوَاهُ وَتُوفِّي فِي أول الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَسنة سِتّ وَثَمَانُونَ سنة إِلَّا أشهرا ومولده فِي أول لَيْلَة من جُمَادَى الأولي سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة
من اسْمه مُوسَى
433 - مُوسَى بن الهنيد بن دَاوُد بن نصير مولي لخم مَذْكُور فِي أَخْبَار الأندلس روى عَن أَبِيه الهنيد بن دَاوُد قَالَه ابْن يُونُس وَذكره الْحميدِي
434 - مُوسَى بن ربيعَة ذكره أَبُو إِسْحَاق بن نصير فِي الروَاة عَنْ مَالك من أهل الدّين وَقَالَ حَدثنِي عمي عُثْمَان بن سُفْيَان قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَمْرو بن خَالِد قَالَ سمعته أَبَا طَاهِر بن عَمْرو بن السَّرْح يَقُول سَمِعت مُوسَى بن ربيعَة يَقُول كنت عِنْد مَالك بن أنس فَأَتَاهُ سندي فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عبد الله إِنِّي حَلَفت بِالطَّلَاق فِي كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لَهُ مَالك إياك أَن تحلف بِالطَّلَاق مرّة أُخْرَى فَقَالَ لَهُ السندي يَا أَبَا عبد الله قَالَ اذْهَبْ فَلَا شَيْء عَلَيْك فَقَالَ لَهُ السندي امْرَأَته طَالِق ثَلَاثًا الْبَتَّةَ بِأَن فارقتك أَو أقبلك قَالَ فَقَالَ لَهُ مَالك اجْلِسْ لَا تَبْرَح حَتَّى إِذا قضي مَا يُرِيد قَامَ وَقَالَ السندي قُم حَتَّى إِذا صَار إِلَى بَاب دَاره وَوضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الأسبكية قَالَ لَهُ مَالك مَا أردْت قَالَ تقبلني أردْت أَن تقبل رَأْسِي فَقَالَ نعم يَا أَبَا عبد الله قَالَ فَهَذَا رَأْسِي فَقبله فَأَوْمأ بِرَأْسِهِ فَقبله هَكَذَا وجدت هَذِه الْحِكَايَة بِخَط ابْن بنوش وَفِي آخرهَا كَذَلِك خَمْسَة وَعِشْرُونَ رجلا يُرِيد أَسمَاء الروَاة من أهل الأندلس عَن مَالك وَفِيهِمْ من لَا يَصح ذكره فيهم ومُوسَى هَذَا غير مَعْرُوف
435 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن حبيب الجذامي كَذَا فِي كتاب الْقُضَاة وَفِي المقتبس لِابْنِ حَيَّان مُوسَى بن مُحَمَّد بن زِيَاد بن كثير بن يزِيد بن حبيب الجذامي يكنى(2/169)
أَبَا الْقَاسِم ذكره ابْن حَارِث وَقَالَ هُوَ من الْعَرَب الشاميين من جند فلسطين وَأَصله بالأندلس من كورة شذونة وَكَانَ صَنِيعَة للأمير عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد وولاه خطتي الشرطة وَالرَّدّ ثمَّ نَقله إِلَى الشرطة الْعليا ثمَّ ولاه الْقَضَاء وَالصَّلَاة مَعًا فصلى بِالنَّاسِ جُمُعَة وَاحِدَة واستعفى فِي الثَّانِيَة وَلم يكن من الْقَضَاء فِي ورد وَلَا صدر وَتصرف للأمير عبد الله فِي خطط جمة قبل الْقَضَاء وَغَيره إِلَى أَن رقاه إِلَى الوزارة وَحدثت بَينه وَبَين بدر مولي الْأَمِير وَحْشَة أبعدته عَن مَحل اللطف وَقرب الْمنزلَة فَاسْتَأْذن عِنْد ذَلِك فِي الْحَج فَأذن لَهُ وَحج ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس ورام الدنو من السُّلْطَان فَلم يتهيأ لَهُ وَتُوفِّي الْأَمِير عبد الله ومُوسَى خامل وَصَارَ الْأَمر بعده إِلَى ابْن ابْنه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الله ومدير دولته مولاة بدر فَقبض على مُوسَى وحبسه وَعجل عَلَيْهِ فأمأت نَفسه ذكر ذَلِك ابْن حَيَّان وَذكره ابْن الفرضي مُخْتَصرا وَنسبه إِلَى جده زِيَاد وَلم يذكر وَفَاته وَقَالَ فِيهِ ابْن حَارِث سَمِعت من يَحْكِي من الْعلمَاء أَنه كَانَ حسن السمت أديبا ظَاهر الْمُرُوءَة بَادِي الْوَقار إِلَّا أَنه كَانَ جَاهِلا غبيا
436 - مُوسَى بن يحيى بن عبد الله بن حيون رَحل إِلَى الْمشرق وَطلب الْعلم وَسمع من عَلِيّ بْن عبد الْعَزِيز وعامر بن عبد الله الْمَكِّيّ وَعبد الله بن عَليّ بن الْجَارُود وَمُحَمّد بن عبد الله البرقي وَغَيرهم وَأقَام فِي الْمشرق سبع عشرَة سنة وَسمع مِنْهُ بسجلماسة وبقرطبة وَتُوفِّي ليَوْم السبت لأَرْبَع بَقينَ من ربيع الآخر سنة خمس عشرَة وثلاثمائة وَهُوَ ابْن سِتّ وَسبعين سنة مُسْتَفَاد من خطّ الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وقرأته بِخَط أبي الْخطاب بن وَاجِب
437 - مُوسَى بن أَصْرَم من أهل لورقة يكنى أَبَا القَاسِم سَمِعَ من أبي الْغُصْن وأبن عَاتٍ ذكره ابْن حَارِث
438 - مُوسَى بن مُحَمَّد بن حدير بن مُوسَى بن حدير مولي هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة وَقَالَ فِيهِ الرَّازِيّ مُوسَى بن سعيد بن سعيد الْحَاجِب من أهل قرطبة يكنى أَبَا الْأَصْبَغ كَانَ هُوَ وَابْنه عبد الرَّحْمَن وَأَخُوهُ أَبُو عمر أَحْمد بن مُحَمَّد مَعَ رياستهم ونباهتهم من أهل الْعلم وَالْأَدب وَالشعر وَالرِّوَايَة وَكَانَ مُوسَى هَذَا عَارِفًا بالْكلَام ذَاهِبًا إِلَى الاعتزال نظارا على أُصُوله وَله فِيهِ تأليف ولأخيه أبي عمر أَيْضا كَذَلِك ولابنه عبد الرَّحْمَن بن(2/170)
مُوسَى كتاب فِي نَوَازِل من مسَائِل الْأَحْكَام جمع فِيهِ مَا جرى على يَدَيْهِ ويدي أَبِيه وشاور فِيهَا بِقَضَاء مِنْهُ إِذْ ذَاك عبيد الله بن يحيى وَمُحَمّد بن عمر بن لبَابَة وَأحمد بن بَقِي وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن الْيمن وَغَيرهم ولد سنة سِتّ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد لِلنِّصْفِ من صفر سنة عشْرين وثلاثمائة ذكره الرَّازِيّ والْحميدِي وَفِيه عَن أبي مُحَمَّد بن حزم وَقَالَ ابْن الفرضي فِي غير تَارِيخه توفّي سنة تسع عشرَة وثلاثمائة فِي آخرهَا وَحكى أَن مولد أَخِيه أَحْمد بن مُحَمَّد سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ قَالَ ومولد أَخِيه أَحْمد بن مُوسَى بعده سنة سِتّ وَخمسين كَمَا تقدم
439 - موسة ابْن أبي تليد وَاسم أبي تليد خصيب بْن مُوسَى الْخَولَانِيّ من أهل شاطبة سَمِعَ بقرطبة من قَاسم بْن اصبغ ووهب بن مَسَرَّة وبيته عريق فِي الْعلم وَالْخَيْر وَقد تقدم ذكر ابْنه خلف بن مُوسَى أَكْثَره عَن ابْن الدّباغ
440 - مُوسَى بن أَحْمد البلذوذي وبلذوذ فِي جِهَة بجانة من كورة البيرة يكنى أَبَا عمرَان كَانَ أديبا شَاعِرًا من أهل التصنيف ذكره أَبُو الْخطاب الْعَلَاء بن حزم فِيمَن ألف من أهل الأندلس قَالَه الرشاطي
441 - مُوسَى بن أَحْمد بن دُحَيْم من أهل مرسية يكنى أَبَا الْأَصْبَغ أَخذ عَن أبي نصر هَارُون بن مُوسَى بن جندل النَّحْوِيّ كتاب سِيبَوَيْهٍ ووقفت على نسخته مِنْهُ وَخط أبي نصر لَهُ عَلَيْهِ فِي صفر سنة سبعين وثلاثمائة وتحديثه بِهِ عَنهُ وَكَانَ حسن الْخط
442 - مُوسَى بن منتيل بن دهزيل الْأمَوِي من أهل وشقة روى عَن أبي يحيى زَكَرِيَّاء بن يحيى بن النداف سمع مِنْهُ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وثلاثمائة وقرأت بِخَطِّهِ أخبرنَا أَبُو يحيى يَعْنِي ابْن النداف قَالَ حَدثنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن الْحسن يَعْنِي ابْن السندي قَالَ حَدثنَا يحيى بن عُمَر قَالَ حَدثنَا أَبُو الرّبيع سُلَيْمَان بن دَاوُد قَالَ حَدثنَا عبد الله بن يُوْسٌف قَالَ سَأَلت اللَّيْث بن سعد عَمَّا يَقُول النَّاس بَعضهم لبَعض فِي أعيادهم تقبل الله منا ومنكم وَغفر لنا وَلكم فَقَالَ اللَّيْث أدْركْت النَّاس وهم يَقُولُونَ ذَلِك بَعضهم لبَعض وَفِيهِمْ إِذْ ذَاك بَقِيَّة قَالَ وَكَانَ ابْن سِيرِين لَا يزِيد أَن يَقُول للرجل إِذا قدم(2/171)
من حج أَو غَزْوَة أَو فِي عيد قبل الله منا ومنكم وَغفر لنا وَلكم وَقد بوب ابْن وضاح فِي بعض تواليفه على هَذَا القَوْل وكراهيته
443 - مُوسَى بْن عَبْد الْملك بْن وليد بْن مُحَمَّد بْن وليد بْن مَرْوَان بْن عَبْد الْملك بْن أبي جَمْرَة من أَهْلَ مرسية سمع من أَبِيه عبد الْملك ورحل إِلَى قرطبة فَسمع من أبي الْمطرف القنازعي وَأبي عبد الله بن نَبَات وَأبي الْوَلِيد يُونُس بن مغيث وَأبي عبد الله بن عَابِد وَأبي مُحَمَّد مكي بن أبي طَالب وَغَيرهم وَكَانَ من فُقَهَاء بَلَده ونبهائه وَهُوَ الَّذِي جلب فِي رحلته من قرطبة كتاب المستخرجة للعتبي وَكَانَ يقوم عَلَيْهِ بعض خَبره عَن ابْن الدّباغ وَقد وقفت على إجازات يُونُس ومكي وَابْن عَابِد لَهُ ولأبنه عبد الْملك بن مُوسَى فِي سنتي سبع وثمان وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وحَدثني القَاضِي أَبُو بكر بن أبي جَمْرَة فِي كِتَابه قَالَ حَدثنِي أبي أَحْمد عَن أَبِيه عبد الْملك عَن أَبِيه مُوسَى يَعْنِي هَذَا قَالَ أردته الرحلة إِلَى الْمشرق ومفارقة الأندلس لِكَثْرَة الْفِتَن فِيهَا فَقَالَ لي شَيْخي أَبُو الْوَلِيد يُونُس بن مغيث وَقد استشرته سنة سِتّ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة أَن حَنش بن عبد الله الصَّنْعَانِيّ دخل الأندلس مَعَ جمَاعَة من التَّابِعين فَلَمَّا أشرف على قرطبة من فج الْمَائِدَة نزل فَوضع أُصْبُعه فِي أُذُنه وَأذن فِي غير وَقت أَذَان فَقيل لَهُ لَا يَنْقَطِع فِيهَا أبدا وَتُوفِّي حَنش بسرقسطة فَإِذا كَانَ أهل الْمشرق من التَّابِعين يقصدون الأندلس فَكيف يرحل عَنْهَا من حل فِيهَا وَقد روى عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وَأورد خَبره فِي فضل الأندلس وَإِنَّمَا كتبته لأنبه على وَضعه وَهُوَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن الله تعالي فِي أرضه جَزِيرَة يُقَال لَهَا الأندلس حيهم مرابط وميتهم شَهِيد يأمنون من الصعقة لِكَثْرَة فزعهم قَالَ مُوسَى فأفادني هَذِه الْفَائِدَة فجالت نيتي ولازمت الْمقَام بالأندلس وَولد لي فِيهَا
444 - مُوسَى بن أَحْمد التدميري القَاضِي يكنى أَبَا مُحَمَّد حدث عَنهُ أَبُو هَارُون مُوسَى بْن خَلَف بْن أبي دِرْهَم الوشقي كتب إِلَيْهِ فَأَجَازَهُ مَا رَوَاهُ قَرَأت ذَلِك بِخَط ابْن الدّباغ وَلم يسم شُيُوخه وَذكر أَبُو الْقَاسِم بن مدير فِي تَارِيخه وقرأته بِخَطِّهِ مُوسَى بن أَحْمد من أهل تدمير وَحكي أَنه كَانَ معنيا بِالْعلمِ موسوما بالحلم ولي خطة الْقَضَاء بالمرية إِلَى أَن توفّي بهَا سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة وَقد أرْبى عَلَى السّبْعين
445 - مُوسَى بن وليد بن عَبَّاس الإشبيلي يكنى أَبَا عمرَان رَحل حَاجا وَسمع(2/172)
بِمَكَّة صَحِيح الْبُخَارِيّ من أبي ذَر الْهَرَوِيّ سنة سبع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة وروى أَيْضا بهَا عَنْ أبي بَكْر مُحَمَّد بْن سعيد بن سختويه الأسفراني روى عَنهُ أَبُو بكر بن الْأَزْهَر سمع مِنْهُ بِمَكَّة قَرَأت ذَلِك بِخَط طَاهِر بن مفوز
446 - مُوسَى بن خلف بن عِيسَى بن سعيد الْخَيْر بن وليد بن ينفع بن أبي دِرْهَم التجِيبِي من أهل وشقة وقاضيها يكنى أَبَا هَارُون سمع أَبَاهُ أَبَا الحزم وَأَبا عمر أَحْمد بن صارم وَأَبا مُحَمَّد الشنتجالي وَأَبا عَمْرو السفاقسي فِي قدومهما على وشقة وَلَقي بتطيلة صَاحب الْأَحْكَام بهَا أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن عل بن شبْل فَحمل عَنهُ شرح الحَدِيث لمُحَمد بن سَحْنُون مناولة وَحمل عَن صَاحب الشرطة الأديب أبي عبد الله بن الغليط سمع مِنْهُ الْكَامِل للمبرد فِي سنة سِتّ وَأَرْبع مائَة ورحل حَاجا سنة سبع وَأَرْبع مائَة فَسمع من أبي عَبْد الْملك البُوني بهَا كِتَابه فِي شرح الْمُوَطَّأ وبالقيروان من أبي عمرَان الفاسي صَحِيح البُخَارِيّ وَمن أبي عَبْد اللَّه بْن أبي صفرَة المخلص للقابسي وَلَقي بِمَكَّة أَبَا ذَر الْهَرَوِيّ فَأجَاز لَهُ فِي سنة ثَمَان وَأَرْبع مائَة وَلم يسمع مِنْهُ فِيمَا أَحسب وَكتب إِلَيْهِ أَبُو الحزم بن هَاشم قَاضِي سرقسطة وَأَبُو الْوَلِيد حيون بن خطاب التطيلي وَأَبُو الحزم خلف بن مَسْعُود بن الجلاد الوشقي وَأَبُو مُحَمَّد يحيى بن إِبْرَاهِيم بن عَارِف السَّرقسْطِي وَأَبُو عمر الطلمنكي وَأَبُو عَمْرو الْمُقْرِئ وَأَبُو عمر بن عبد الْبر وَأَبُو عمر مُوسَى بن أَحْمد التدميري القَاضِي وَمُحَمّد بن سعيد الغرناطي القَاضِي وَأَبُو عَليّ الإلبيري وَغَيرهم وَأَجَازَ الطلمنكي مِنْهُم لَهُ ولبنيه هَارُون وَعبد الرَّحْمَن وَعبيد الله وَمن هَؤُلَاءِ من لقِيه وَتَنَاول مِنْهُ بعض مَا رَوَاهُ وَولي قَضَاء بَلَده وشقة وَكَانَ يقْعد لإسماع الحَدِيث بجامعها وَهُوَ عريق الْبَيْت فِي الْعلم وَالصَّلَاح واستقرت خطة الْقَضَاء فيهم ببلدهم دهرا طَويلا حدث عَنهُ ابناه القَاضِي بدانية أَبُو مُوسَى هَارُون وَأَبُو مطرف عبد الرَّحْمَن وَابْن أُخْته صَاحب الْأَحْكَام بسرقسطة أَبُو الحزم خلف بن مُحَمَّد بن خلف بن حَاتِم الْعَبدَرِي وقرأت السماع عَلَيْهِ بِخَط ابْنه هَارُون الْمَذْكُور فِي سنة(2/173)