وَكَانَ فِي الدَّرْكِ مَعَ قَارُونَ وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ نَسِيَ الْقُرْآنَ مُتَعَمِّدًا حُشِرَ مَجْذُومًا وَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةٌ أَوْ عَقْرَبٌ وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ وَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالنَّاسُ يَتَأَذَّوْنَ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ وَيَدْخُلُ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ مُسَمَّرٍ بِمَسَامِيرَ مِنْ حَدِيدٍ وَيُضْرَبُ عَلَيْهِ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ وَمَنْ زَنَى بِيَهُودِيَّةٍ أَوْ نَصْرَانِيَّةٍ أَو مَجُوسِيَّة أَوْ مَسْلَمَةٍ حُرَّةٍ كَانَتْ أَوْ أَمَةٍ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي قَبره ثلثمِائة أَلْفِ بَابٍ مِنْ جَهَنَّمَ وَمَنْ صَافَحَ امْرَأَةً حَرَامًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولا ثُمَّ أُمِرَ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ سَقَاهُ اللَّهُ شَرْبَةٍ مِنْ سَمِّ يَتَسَاقَطُ وَجْهِهِ وَمَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ انْفَجَرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ فَرْجِهِ وَادٍ مِنْ صَدِيدٍ يَتَأَذَّى النَّاسُ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ قَالَ الْمُؤلف وَذكر حَدِيثا طَويلا: مَوْضُوع مُحَمَّد بْن عَمْرو لَيْسَ بِقَوي ومُحَمَّد بْن خرَاش مَجْهُول ومُحَمَّد بْن الْحَسَن هُوَ النقاش يكذب وَالْحمل فِيهِ عَلَى الْحَسَن بْن عُثْمَان كَذَّاب يضع (قُلْتُ) هَذَا الْحَدِيث أَخْرَجَهُ بِطُولِهِ الْحَرْث بْن أَبِي أُسَامَة فِي مُسْنده فَقَالَ حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المُحَبَّر حَدَّثَنَا ميسرَة بْن عَبْد ربه عَنْ أَبِي عَائِشَة السَّعْديّ عَنْ يَزِيد بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز عَنْ أَبِي سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَن أَبِي هُرَيْرَةَ وابْنِ عَبَّاسٍ قَالَا خَطَبَنَا رَسُولُ الله خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ وَهِيَ آخِرُ خِطْبَةٍ خَطَبَهَا بِالْمَدِينَةِ حَتَّى لَحِقَ اللَّهَ فَوَعَظَنَا فِيهَا مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا الْجُلُودُ وَتَقَلْقَلَتْ مِنْهَا الأَحْشَاءُ أَمَرَ بِلالا فَنَادَى الصَّلاةُ جَامِعَةٌ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ فَارْتَقَى الْمِنْبَرَ وَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَدَنَا النَّاسُ وَنظر بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا ثُمَّ قَالَ ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ فَدَنَا النَّاسُ وَاضْطُرَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا ثُمَّ قَالَ ادْنُوَا وَأَوْسِعُوا لِمَنْ خَلْفَكُمْ فَدَنَوْا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَالْتَفَتُوا فَلَمْ يَرَوْا أَحَدًا فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ لِمَنْ تُوسِعُ لِلْمَلائِكَةِ قَالَ لَا إِنَّهُمُ إِذَا كَانُوا مَعَكُمْ لَمْ يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَلا خَلْفَكُمْ وَلَكِنْ عَنْ أَيْمَانِكُمْ وَعَنْ شَمَائِلِكُمْ فَقَالَ وَلَمْ لَا يَكُونُوا بَيْنَ أَيْدِينَا وَلَا خلقنَا أَهَمُ أَفْضَلُ مِنَّا قَالَ بَلْ أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنَ الْمَلائِكَةِ اجْلِسْ ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ احمده ونستعينه ونستفغره وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِيهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ كَانَ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ ثَلاثُونَ كَذَّابًا أَوَّلُهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ وَصَاحِبُ صَنْعَاءَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ من لَقِي الله وَهُوَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا لَا يَخْلِطُ مَعَهَا غَيْرَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَامَ عَلَيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيِّنْ لَنَا كَيْفَ نُخْلِصُ بِهَا لَا نَخْلِطُ مَعَهَا غَيْرَهَا بَيِّنْ هَذَا حَتَّى نَعْرِفَهُ فَقَالَ حِرْصًا عَلَى الدُّنْيَا وَجَمْعًا لَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا وَرِضى بِهَا وَأَقْوَامٌ يَقُولُونَ أَقَاوِيلَ الأَحْبَارِ وَيَعْمَلُونَ عَمَلَ الْجَبَابِرَةِ الْفُجَّارِ فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى وَلَيْسَ فِيهِ شَيء مِنْ هَذِهِ الْخِصَالِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله فَلهُ(2/303)
الْجَنَّةُ وَمَنِ اخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَة فَلهُ الدُّنْيَا وَمَنْ تَوَلَّى خُصُومَةَ قَوْمٍ ظَلَمَةٍ أَوْ أَعَانَهُمْ عَلَيْهَا نَزَلَ بِهِ مَلَكُ الْمَوْتِ يُبَشِّرُهُ بِلَعْنَةٍ وَنَارٍ خَالِدًا فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ وَمَنْ خَفَّ لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فِي حَاجَةٍ الْمَوْتِ يُبَشِّرُهُ بِلَعْنَةٍ وَنَارٍ خَالِدًا فِيهَا وَبئسَ الْمصير وَمن خلف لِسُلْطَانٍ جَائِرٍ فِي حَاجَةٍ فَهُوَ قَرِينُهُ فِي النَّارِ وَمَنْ دَلَّ سُلْطَانًا عَلَى جَوْرٍ قُرِنَ مَعَ هَامَانَ فِي النَّارِ وَكَانَ هُوَ ذَلِك السُّلْطَانُ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا وَمَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ الدُّنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ سَبْعِ أَرَضِينَ يُطَوَّقُهُ نَارًا تُوقَدُ فِي عُنُقِهِ ثُمَّ يُرْمَى بِهِ فِي النَّارِ فَقِيلَ كَيْفَ يَبْنِي رِيَاءً وَسُمْعَةً قَالَ يَبْنِي فَضْلا عَمَّا يَكْفِيهِ وَبَنِيهِ مُبَاهَاةً وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَجْرَهُ أَحْبَطَ عَمَلَهُ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ وَرِيحُهَا يُوجَدُ مِنْ مسيرَة خَمْسمِائَة عَامٍ وَمَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ طَوَّقَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ نَارًا حَتَّى يُدْخِلَهُ جَهَنَّمَ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ثُمَّ نَسِيَهُ مُتَعَمِّدًا لَقِيَ اللَّهَ مَجْذُومًا مَغْلُولا وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ فِي النَّارِ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كتاب اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ رَجُلا أَوْ صَبِيًّا حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ أَنْتَنُ مِنَ الْجِيفَةِ تَتَأَذَّى بِهِ النَّاسُ حَتَّى يَدْخُلَ نَارَ جَهَنَّمَ وَأَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَهُ وَلا يَقْبَلُ مِنْهُ صَرْفًا وَلا عَدْلا وَيُدْخَلُ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ وَيُشَدُّ عَلَيْهِ مَسَامِيرُ مِنْ حَدِيدٍ حَتَّى تَشُكَّ تِلْكَ الْمَسَامِيرُ فِي جَوْفِهِ فَلَوْ وَضَعَ عِرْقًا مِنْ عُرُوقِهِ عَلَى أَرْبَعمِائَة أُمَّةٍ لَمَاتُوا جَمِيعًا وَهُوَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمن زنى بِامْرَأَة مسلمة أَو غير مَسْلَمَةٍ حُرَّةٍ أَوْ أُمَّةٍ فُتِحَ عَلَيْهِ فِي قَبره ثلثمِائة أَلْفِ بَابٍ مِنْ نَارٍ وَيَخْرُجُ مِنْهَا حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ فَتَهُبُّ مِنَ النَّارِ فَهُوَ يُعَذَّبُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِتِلْكَ النَّارِ مَعَ مَا يَلْقَى مِنْ تِلْكَ الْعَقَارِبِ وَالْحَيَّاتِ وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِنَتْنَةِ فَرْجِهِ وَيُعْرَفُ بِذَلِكَ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ مَعَ مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ لأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْمَحَارِمَ وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ غيرته حرم الْفَوَاحِش وحدد الْحُدُودَ وَمَنِ اطَّلَعَ إِلَى بَيْتِ جَارِهِ فَرَأَى عَوْرَةَ رَجُلٍ أَوْ شَعْرَ امْرَأَةٍ أَوْ شَيْئًا مِنْ جَسَدِهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ النَّارَ مَعَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا يُبْخَسُونَ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يَفْضَحَهُ وَيُبْدِيَ لِلنَّاظِرِينَ عَوْرَتَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَخِطَ رِزْقَهُ وَبَثَّ شَكْوَاهُ وَلَمْ يَصْبِرْ لَمْ يُرْفَعْ لَهُ إِلَى اللَّهِ حَسَنَةٌ وَلَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ سَاخِطٌ وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَاخْتَالَ فِيهِ خُسِفَ بِهِ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ ثُمَّ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَلالا بِمَالٍ حَلالٍ يُرِيدُ بِذَلِكَ الْفَخْرَ وَالرِّيَاءَ لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلا ذُلا وَهَوَانًا وَأَقَامَهُ اللَّهُ بِقَدْرِ مَا اسْتَمْتَعَ بِهَا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ ثُمَّ يَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا وَمَنْ ظَلَمَ امْرَأَةً مَهْرَهَا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ زَانٍ وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدِي زَوجتك على عهدي فَلم توفّي بِعَهْدِي فَيَتَوَلَّى اللَّهُ طَلَبَ حَقِّهَا فَتَسْتَوْجِبُ حَسَنَاتِهِ كُلَّهَا فَلا تَفِي بِهِ فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ رَجَعَ عَنْ شَهَادَةٍ أَوْ كَتَمَهَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ لَحْمَهُ عَلَى رُؤُوس الْخَلَائق(2/304)
وَيَدْخُلُ النَّارَ وَهُوَ يَلُوكُ لِسَانَهُ وَمَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا فِي الْقَسْمِ مِنْ نَفْسِهِ وَمَالِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَغْلُولا مَائِلا شِقُّهُ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ وَمَنْ آذَى جَارَهُ مِنْ غَيْرِ حَقٍّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ وَمَأْوَاهُ النَّارُ أَلا وَإِنَّهُ يُسْأَلُ الرَّجُلُ عَنْ جَارِهِ كَمَا يُسْأَلُ عَنْ حَقِّ أَهْلِ بَيْتِهِ فَمَنْ ضَيَّعَ حَقَّ جَارِهِ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ أَهَانَ فَقِيرًا مُسْلِمًا مِنْ أَجْلِ فَقْرِهِ فَاسْتَخَفَّ بِهِ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ وَلَمْ يَزَلْ فِي مَقْتِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ حَتَّى يُرْضِيَهُ وَمَنْ أَكْرَمَ فَقِيرًا مُسْلِمًا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَضْحَكُ إِلَيْهِ وَمَنْ عُرِضَتْ لَهُ دُنْيَا وَآخِرَةٌ فَاخْتَارَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ لَقِيَ اللَّهَ وَلَيْسَتْ لَهُ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ وَإِنِ اخْتَارَ الآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَنْهُ رَاضٍ وَمَنْ قَدَرَ عَلَى امْرَأَةٍ أَوْ جَارِيَةٍ حَرَامًا فَتَرَكَهَا لِلَّهِ مَخَافَةً مِنْهُ أَمَّنَهُ اللَّهُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ وَحَرَّمَهُ عَلَى النَّارِ وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ كَسَبَ مَالا حَرَامًا لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَدَقَةٌ وَلا عِتْقٌ وَلا حَجٌّ وَلا عَمْرَةٌ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِقَدْرِ ذَلِكَ أَوْزَارًا وَمَا بَقِيَ عِنْدَ مَوْتِهِ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ وَمَنْ أَصَابَ مِنَ امْرَأَةٍ نَظْرَةً حَرَامًا مَلأَ اللَّهُ عَيْنَهُ نَارًا ثُمَّ أَمَرَ بِهِ إِلَى النَّارِ فَإِنْ غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا أَدخل الله قَلْبِهِ مَحَبَّتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَأَمَرَ بِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنْ فَاكَهَهَا حُبِسَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ كَلَّمَهَا فِي الدُّنْيَا أَلْفَ عَامٍ وَالْمَرْأَةُ إِذَا طَاوَعَتِ الرجل حَرَامًا فالتزمها أَوْ قَبَّلَهَا أَوْ بَاشَرَهَا أَوْ فَاكَهَهَا أَوْ وَاقَعَهَا فَعَلَيْهَا مِنَ الْوِزْرِ مِثْلُ مَا عَلَى الرَّجُلِ فَإِنْ غَلَبَ الرَّجُلُ عَلَى نَفْسِهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَوِزْرُهَا وَمَنْ غَشَّ مُسْلِمًا فِي بَيْعٍ أَوْ شِرَاءٍ فَلَيْسَ مِنَّا وَيُحْشَرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الْيَهُودِ لأَنَّهُمْ أَغَشُّ النَّاسِ لِلْمُسْلِمِينَ وَمَنْ مَنَعَ الْمَاعُونَ مِنْ جَارِهِ إِذَا احْتَاجَ إِلَيْهِ مَنَعَهُ اللَّهُ فَضْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَمَنْ وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ هَلَكَ آخِرَ مَا عَلَيْهَا وَلا يُقْبَلُ لَهُ عُذْرٌ وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ آذَتْ زَوْجَهَا لَمْ تُقْبَلْ صَلاتُهَا وَلا حَسَنَةٌ مِنْ عَمَلِهَا حَتَّى تُعْفِيَهُ وَتُرْضِيَهِ وَلَوْ صَامَتِ الدَّهْرَ وَقَامَتْ وَأَعْتَقَتِ الرِّقَابَ وَحَمَلَتْ عَلَى الْجِيَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَكَانَتْ أَوَّلَ مَنْ تَرِدُ إِلَى النَّارِ إِذَا لَمْ تُرْضِهِ وَتُعْفِهِ وَعَلَى الرَّجُلِ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْوِزْرِ وَالْعَذَابِ إِذَا كَانَ لَهَا مُؤْذِيًا ثُمَّ يُسَلَّطُ عَلَيْهِ النَّار وَيبْعَث حِين يبْعَث مَغْلُولا حَتَّى يَرِدَ النَّارَ وَمَنْ بَاتَ وَفِي قَلْبِهِ غِشٌّ لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ بَاتَ وَأَصْبَحَ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَتُوبَ وَيَرْجِعَ فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ عَلَى غَيْرِ الإِسْلامِ ثُمَّ قَالَ أَلا إِنَّهُ مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاثًا وَمَنْ يُعَلِّقْ سَوْطًا بَيْنَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ جَعَلَ اللَّهُ حَيَّةً طُولُهَا سَبْعُونَ أَلْفَ ذِرَاعٍ فَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ فِي نَار جَهَنَّم خَالِد مُخَلَّدًا وَمَنِ اغْتَابَ مُسْلِمًا بَطَلَ صَوْمه وَنقض وُضُوءُهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ كالمستحيل مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَمَنْ مَشَى بِالنَّمِيمَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ سَلَّطَ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ نَارًا تُحْرِقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَدْخُلُ النَّارَ وَمَنْ عَفَا عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَكَظَمَ غَيْظَهُ أَعْطَاهُ أَجْرَ شَهِيدٍ وَمَنْ بَنَى عَلَى أَخِيهِ وَتَطَاوَلَ عَلَيْهِ وَاسْتَحْقَرَهُ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُورَةِ الذَّرِّ تَطَؤُهُ الْعِبَادُ بِأَقْدَامِهِمْ ثُمَّ يَدْخُلُ النَّارَ وَلَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَمُوتَ وَمَنْ رَدَّ عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ غِيبَةً يَسْمَعُهَا تُذْكَرُ فِي مَجْلِسٍ رَدَّ اللَّهُ عَنْهُ أَلْفَ بَابٍ مِنَ الشَّرِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَإِنْ هُوَ لَمْ يَرُدَّ عَنْهُ وَأَعْجَبَهُ مَا قَالُوهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِهِمْ وَمَنْ رَمَى مُحْصَنًا أَوْ مُحْصَنَةً حَبِطَ عَمَلُهُ وَجلده يَوْم الْقِيَامَة(2/305)
سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا سَقَاهُ اللَّهُ من سم الأساود وسم الْعَقَارِبِ شَرْبَةً يَتَسَاقَطُ لَحْمُ وَجْهِهِ فِي الإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبَهَا فَإِذَا شَرِبَهَا تَفَسَّخَ لَحْمُهُ وَجِلْدُهُ كَالْجِيفَةِ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ الْجَمْعِ ثُمَّ يَأْمُرُ بِهِ إِلَى النَّارِ أَلا وَشَارِبُهَا وَعَاصِرُهَا وَمُعْتَصِرُهَا وَمُبْتَاعُهَا وَحَامِلُهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَآكِلُ ثَمَنِهَا سَوَاءٌ فِي إِثْمِهَا وَعَارِهَا لَا يَقْبَلُ اللَّهُ لَهُ صَلاةً وَلا صِيَامًا وَلا حَجًّا وَلا عَمْرَةً حَتَّى يَتُوبَ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ مِنْهَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْبِقَهُ بِكُلِّ جرعة شربة فِي الدُّنْيَا شَرْبَةً مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ أَلا وَكُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَمَنْ أَكَلَ الرِّبَا مَلأَ اللَّهُ تَعَالَى بَطْنَهُ نَارًا بِقَدْرِ مَا أَكَلَ وَإِنْ كَسَبَ مِنْهُ مَالا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا مِنْ عَمَلِهِ وَلَمْ يَزَلْ فِي لَعْنَةِ اللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ مَا زَالَ عِنْدَهُ مِنْهُ قِيرَاطٌ وَمَنْ خَانَ أَمَانَتَهُ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يُؤَدِّهَا إِلَى أَرْبَابِهَا مَاتَ عَلَى غَيْرِ دَيْنِ الإِسْلامِ وَلَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ فَيَهْوِي فِي شَفِيرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ وَمَنْ شَهِدَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى مُسْلِمٍ أَوْ كَافِرٍ عُلِّقَ بِلِسَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَصِيرُ مَعَ الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل النَّارِ وَمَنْ قَالَ لِمَمْلُوكِهِ أَوْ مَمْلُوكَتِهِ أَوْ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَا لَبَّيْكَ وَلا سَعْدَيْكَ قَالَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا لَبَّيْكَ وَلا سَعْدَيْكَ اتْعَسْ فِي النَّارِ وَمَنْ أَضَرَّ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تَفْتَدِيَ مِنْهُ لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لَهُ بِعُقُوبَةٍ دُونَ النَّارِ لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغْضَبُ لِلْمَرْأَةِ كَمَا يَغْضَبُ لِلْيَتِيمِ وَمَنْ سَعَى بِأَخِيهِ إِلَى السُّلْطَانِ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ كُلَّهُ فَإِن وصل إِلَيْهِ مَكْرُوه أَوْ أَذًى جَعَلَهُ اللَّهُ مَعَ هَامَانَ فِي دَرَجَةِ النَّارِ وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ رِيَاءً وَسُمْعَةً أَوْ يُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا لَقِيَ اللَّهَ وَوَجْهُهُ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ وَرَدَعَ الْقُرْآنُ فِي قَفَاهُ حَتَّى يَقْذِفَهُ فِي النَّارِ فَيَهْوِي فِيهَا مَعَ مَنْ هَوَى وَمَنْ قَرَأَهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى فَيَقُولُ رَبِّ لَمْ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا فَيَقُولُ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ وَمَنِ اشْتَرَى خِيَانَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا خِيَانَةٌ كَانَ كَمَنْ خَانَهَا فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا وَمَنْ قَاوَدَ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَرَجُلٍ حَرَامًا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَصَارَتْ مَصِيرًا وَمَنْ غَشَّ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ نَزَعَ اللَّهُ مِنْهُ رِزْقَهُ وَأَفْسَدَ عَلَيْهِ مَعِيشَتَهُ وَوَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ، وَمَنِ اشْتَرَى سَرِقَةً وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهَا سَرِقَةٌ فَهُوَ كَمَنْ سَرَقَهَا فِي عَارِهَا وَإِثْمِهَا وَمَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا فَلَيْسَ مِنْهَا ولسنا مِنْهَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَمِعَ بِفَاحِشَةٍ فَأَفْشَاهَا فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهَا وَمَنْ سَمِعَ بِخَبَرٍ فَأَفْشَاهُ فَهُوَ كَمَنْ عَمِلَهُ وَمَنْ وَصَفَ امْرَأَةً لِرَجُلٍ فَذَكَرَ جَمَالَهَا وَحُسْنَهَا حَتَّى افْتُتِنَ بِهَا فَأَصَابَ مِنْهَا فَاحِشَةً خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا مَغْضُوبًا عَلَيْهِ وَمَنْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ غَضِبَتْ عَلَيْهِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَكَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ مِثْلُ وِزْرِ الَّذِي أَصَابَهَا قُلْنَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا قَالَ قُبِلَ مِنْهُمَا وَلا يَقْبَلُ تَوْبَةَ الَّذِي وَصَفَهَا وَمَنْ أَطْعَمَ طَعَامًا رِيَاءً وَسُمْعَةً أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ صَدِيدِ جَهَنَّمَ وَكَانَ ذَلِكَ الطَّعَامُ نَارًا فِي بَطْنه حَتَّى يقْضِي وَمن بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ فَجَرَ بِامْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ انْفَجَرَ مِنْ بَطْنِهَا وَاد من صديد مسيرته خَمْسمِائَة عَامٍ يَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى امْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ مَلأَتْ عَيْنَهَا مِنْ غَيْرِ زَوْجِهَا أَوْ مِنْ غَيْرِ ذِي محرم مِنْهَا وَإِذا(2/306)
فَعَلَتْ ذَلِكَ أَحْبَطَ اللَّهُ كُلَّ عَمَلٍ عَمِلَتْهُ فَإِذَا وَطِئْتُ فِرَاشَهُ غَيْرَهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَحْرِقَهَا بِالنَّارِ مِنْ يَوْمِ تَمُوتُ فِي قَبْرِهَا وَأَيُّمَا امْرَأَةٍ اخْتلعت من زَوجهَا لَمْ تَزَلْ فِي لَعْنَةِ اللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَإِذَا نَزَلَ بِهَا مَلَكٌ قَالَ لَهَا أَبْشِرِي بِالنَّارِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ مِنَ الْمُخْتَلِعَاتِ بِغَيْرِ حَقٍّ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ مِمَّنْ أَضَرَّ بِامْرَأَةٍ حَتَّى تختلع مِنْهُ وَمن أم قرا بِإِذْنِهِمْ وَهُمْ لَهُ رَاضُونَ فَاقْتَصَدَ بِهِمْ فِي حُضُورِهِ وَقِرَاءَتِهِ وَرُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ وَقُعُودِهِ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِمْ وَإِنْ لَمْ يَقْتَصِدْ بِهِمْ فِي ذَلِك ردَّتْ عَلَيْهِ صلته وَلَمْ تُجَاوِزْ تَرَاقِيَهِ وَكَانَ بِمَنْزِلَةِ أَمِيرٍ جَائِرٍ مُعْتَدٍ لَمْ يُصْلِحْ إِلَى رَعِيَّتِهِ وَلَمْ يَقُمْ فِيهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأبي أَنْت وَأُمِّي وَمَا مَنْزِلَةُ الأَمِيرِ الْجَائِرِ الْمُتَعَدِّي الَّذِي لَمْ يُصْلِحْ إِلَى رَعِيَّتِهِ وَلَمْ يَقُمْ فِيهِمْ بِأَمْرِ اللَّهِ قَالَ هُوَ رَابِعُ أَرْبَعَةٍ وَهُوَ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْلِيسُ وَفِرْعَوْنُ وَقَاتِلُ النَّفْسِ وَالأَمِيرُ الْجَائِرُ رَابِعُهُمْ وَمَنِ احْتَاجَ إِلَيْهِ أَخُوهُ الْمُسْلِمُ فِي قَرْضٍ وَلَمْ يُقْرِضْهُ وَهُوَ عِنْدَهُ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ يَوْمَ يَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَمَنْ صَبَرَ عَلَى سُوءِ خُلُقِ امْرَأَتِهِ وَاحْتَسَبَ الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا أَعْطَى أَيُّوبَ عَلَى بَلائِهِ وَكَانَ عَلَيْهَا مِنَ الْوِزْرِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِثْلُ رَمَلِ عَالِجَ فَإِنْ مَاتَ قَبْلَ أَنْ تُعْتِبَهُ وَتُرْضِيَهُ حُشِرَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْكُوسَةً مَعَ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَمَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَةٌ فَلَمْ تُوَافِقْهُ وَلَمْ تَصْبِرْ عَلَى مَا رَزَقَهُ اللَّهُ وَشَقَّتْ عَلَيْهِ وَحَمَّلَتْهُ مَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لَمْ تقبل لَهَا حَسَنَةٌ فَإِنْ مَاتَتْ عَلَى ذَلِكَ حُشِرَتْ مَعَ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَمَنْ أَكْرَمَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَإِنَّمَا يُكْرِمُ رَبَّهُ فَمَا ظَنُّكُمْ وَمَنْ تَوَلَّى عِرَافَةَ قَوْمٍ حُبِسَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ بِكُلِّ يَوْمٍ أَلْفَ سَنَةٍ وَيُحْشَرُ وَيَدُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ فَإِنْ كَانَ أَقَامَ أَمْرَ اللَّهِ فِيهِمْ أُطْلِقَ وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا هَوَى فِي جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفًا وَمَنْ تَحَلَّمَ مَا لَمْ يَحْلُمُ كَانَ كَمَنْ شَهِدَ بِالزُّورِ وَيُكَلَّفُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَهُمَا وَلنْ يعقدهما وَمَنْ كَانَ ذَا وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ وَجْهَيْنِ وَلِسَانَيْنِ فِي النَّارِ وَمَنِ اسْتَنْبَطَ حَدِيثًا بَاطِلا فَهُوَ كَمَنْ حَدَّثَ بِهِ قِيلَ وَكَيْفَ يَسْتَنْبِطُ قَالَ هُوَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُول أَكَانَ ديت وديت فَيَفْتَتحُهُ فَلا يَكُونَنَّ أَحَدُكُمْ مِفْتَاحَ الشَّرِّ وَالْبَاطِلٌ وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يَرْجِعَ وَأُعْطِيَ أَجْرَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَنْ مَشَى فِي قَطِيعَةٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْوِزْرِ بِقَدْرِ مَا أُعْطِيَ مِنَ الصُّلْحِ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنَ الأَجْرِ وَوُجِّهَتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ حَتَّى يَدْخُلَ جَهَنَّمَ فَيُضَاعَفُ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ مَشَى فِي عَوْنِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ وَمَنْفَعَتِهِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَنْ مَشَى فِي غَيْبَتِهِ وَكَشْفِ عَوْرَتِهِ كَانَتْ أَوَّلُ قَدَمٍ يَخْطُوهَا كَأَنَّمَا وَضَعَهَا فِي جَهَنَّمَ ثُمَّ تُكْشَفُ عَوْرَته يَوْم الْقِيَامَة على رُؤُوس الْخَلائِقِ وَمَنْ مَشَى إِلَى ذِي قرَابَة أَو ذِي رحم يتسلى بِهِ أَوْ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ مِائَةِ شَهِيدٍ وَإِنْ وَصَلَهُ مَعَ ذَلِكَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةً وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَيُرْفَعُ لَهُ بِهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَكَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهَ مِائَةَ أَلْفِ سنة وَمن مَشى(2/307)
فِي فَسَادٍ بَيْنَ الْقَرَابَاتِ وَالْقَطِيعَةِ بَيْنَهُمْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَلَعَنَهُ وَكَانَ عَلَيْهِ كَوِزْرِ مِنْ قَطَعَ الرَّحِمَ وَمَنْ عَمِلَ فِي تَزْوِيجِ رَجُلٍ حَلالا حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا زَوَّجَهُ اللَّهُ أَلْفَ امْرَأَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كُلُّ امْرَأَة فِي قصر من در وَيَاقُوت وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا أَوْ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا فِي ذَلِكَ عِبَادَةِ سَنَةٍ قِيَامِ لَيْلِهَا وَصِيَامِ نَهَارِهَا وَمَنْ عَمِلَ فِي فُرْقَةٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّظَرَ إِلَى وَجهه وَمن عَاد ضَرِير إِلَى الْمَسْجِد أَو إِلَى منزله أَو إِلَى حَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِهِ كَتَبَ اللَّهُ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعَهَا أَوْ وَضَعَهَا عِتْقَ رَقَبَةٍ وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يُفَارِقهُ وَمن مَشى لضرير فِي حَاجَة حَتَّى يَقْضِيَهَا أَعْطَاهُ اللَّهُ بَرَاءَتَيْنِ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ وَقَضَى لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَاجَةٍ مِنْ حوائج الدُّنْيَا ويخوص فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَرْجِعَ وَمَنْ قَامَ عَلَى مَرِيضٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً بَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ خَلِيلِهِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى يَجُوزَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ وَمَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَإِنْ كَانَ الْمَرِيضُ قَرَابَتَهُ أَوْ بَعْضَ أَهْلِيهِ فَقَالَ رَسُولُ الله: وَمَنْ أَعْظَمُ أَجْرًا مِمَّنْ سَعَى فِي حَاجَةِ أَهْلِهِ وَمَنْ ضَيَّعَ أَهْلَهُ وَقَطَعَ رَحِمَهُ حَرَمَهُ اللَّهُ حُسْنَ الْجَزَاءِ يَوْمَ يَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَصَيَّرَهُ مَعَ الْهَالِكِينَ حَتَّى الْمَخْرُوجِ وَأَيْنَ لَهُ بِالْمَخْرُوجِ وَمَنْ مَشَى لَضَعِيفٍ فِي حَاجَةٍ أَوْ مَنْفَعَةٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَمَنْ أَقْرَضَ مَلْهُوفًا فَأَحْسَنَ طَلَبَهُ فَلْيَسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ وَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ بِكُلِّ دِرْهَمٍ أَلْفُ قِنْطَارٍ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ أَخِيهِ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَنَظَرَ إِلَيْهِ نَظْرَةَ رَحْمَةٍ يَنَالُ بِهَا الْجَنَّةَ وَمَنْ مَشَى فِي صُلْحٍ بَيْنَ امْرَأَةٍ وَزَوْجِهَا كَانَ لَهُ أَجْرُ أَلْفِ شَهِيدٍ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقًّا وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ وَكَلِمَةٍ عِبَادَةُ سَنَةٍ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا وَمَنْ أَقْرَضَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ دِرْهَمٍ وَزْنُ جَبَلِ أُحُدٍ وَحِرَاءَ وَثَبِيرٍ وَطُورِ سَيْنَاءَ حَسَنَاتٌ فَإِنْ رَفَقَ بِهِ فِي طَلَبِهِ بَعْدَ حِلِّهِ جَرَى لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ وَلا عَذَابَ وَمَنْ مَطَلَ طَالِبَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهِ فَعَلَيْهِ خَطِيئَةُ عَشَّارٍ فَقَامَ إِلَيْهِ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ فَقَالَ وَمَا خَطِيئَةُ العشار فَقَالَ رَسُول الله خَطِيئَة العشار أَن عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَمَنْ يَلْعَنِ الله فَلَنْ تَجِد لَهُ نَصِيرًا وَمَنِ اصْطَنَعَ إِلَى أَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَعْرُوفًا ثُمَّ مَنَّ بِهِ عَلَيْهِ أحبط الله عَلَيْهِ أَجْرَهُ وَخَيَّبَ سَعْيَهُ ثُمَّ قَالَ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى المنان والبخيل والمختال والقتات والجواط وَالْجَعْظَرِيِّ وَالْعُتُلِّ وَالزَّنِيمِ وَمُدْمِنِ الْخَمْرِ الْجَنَّةَ وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أَعْطَاهُ بِوَزْن كل درة مِنْهَا مِثْلَ جَبَلِ أُحُدٍ مِنْ نَعِيمِ الْجَنَّةِ وَمَنْ مَشَى بِهَا إِلَى الْمِسْكِينِ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ وَلَوْ تَدَاوَلَهَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ إِنْسَانٍ حَتَّى تَصِلَ إِلَى الْمِسْكِينِ كَانَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِثْلُ ذَلِكَ الأَجْرِ كَامِلا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَمَنْ بَنِي مَسْجِدًا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ شِبْرٍ أَوْ قَالَ بِكُلِّ ذِرَاعٍ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَدَرٍّ وَيَاقُوتٍ وَزَبَرْجَدٍ وَلُؤْلُؤٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيت(2/308)
أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِيرٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفٍ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفَةٍ وَفِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ فِي كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ مِنَ الطَّعَامِ وَيُعْطِي اللَّهُ وَلِيَّهُ مِنَ الْقُوَّةِ مَا يَأْتِي عَلَى تِلْكَ الأَزْوَاجِ وَذَلِكَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ وَمَنْ تَوَلَّى أَذَانَ مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاجِدِ اللَّهِ يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ ثَوَابَ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ نَبِيٍّ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ صِدِّيقٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ ألف شَهِيد وَيدخل فِي شَفَاعَة أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ أُمَّةٍ كُلُّ أُمَّةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ رَجُلٍ وَلَهُ فِي كُلِّ جَنَّةٍ مِنَ الْجِنَانِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَدِينَةٍ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ ألف قصر فِي كل قصر أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ سَرِيرٍ عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ سَعَةُ كُلِّ بَيْتٍ مِنْهَا سَعَةُ الدُّنْيَا أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ بَيْنَ يَدَيْ كُلِّ زَوْجَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفٍ وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ وَصِيفَةٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَائِدَةٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ قَصْعَةٍ عَلَى كُلِّ قَصْعَةٍ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لَوْنٍ لَوْ نَزَلَ بِهِ الثَّقَلانِ لأَوْسَعَهُمْ بِأَدْنَى بَيْتٍ من بيوته بِمَا شاؤوا مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَاللِّبَاسِ وَالطِّيبِ وَالثِّمَارِ وَأَلْوَانِ التُّحَفِ وَالطَّرَائِفِ وَالْحُلِيِّ وَالْحُلَلِ كُلُّ بَيْتٍ مِنْهَا يَكْتَنِفُ بِمَا فِيهِ مِنْ هَذِهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الْبَيْتِ الآخَرِ قَالَ فَإِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ اكْتَنَفَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَهُوَ فِي ظِلِّ رَحْمَة الله حَتَّى يفرغ وَكتب لَهُ ثَوَابَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ أَلْفِ مَلَكٍ ثُمَّ يَصْعَدُونَ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنَ الْمَسَاجِدِ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَتُمْحَى عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَيُرْفَعُ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَمَنْ حَافَظَ عَلَى الْجَمَاعَةِ حَيْثُ كَانَ وَمَعَ مَنْ كَانَ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اللامِعِ فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ مَعَ السَّابِقِينَ وَوَجْهُهُ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَافَظَ عَلَيْهَا ثَوَابُ شَهِيدٍ وَمَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ فَأَدْرَكَ أَوَّلَ تَكْبِيرَةٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُؤْذِيَ مُؤْمِنًا أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ ثَوَابِ الْمُؤَذِّنِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ بَنَى عَلَى ظَهْرِ طَرِيق يهوي إِلَيْهِ عابروا السَّبِيلِ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ على نجيبة مِنْ دُرٍّ وَوَجْهُهُ يُضِيءُ لأَهْلِ الْجَمْعِ حَتَّى يَقُولَ أَهْلُ الْجَمْعِ هَذَا مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ حَتَّى يُزَاحِمَ إِبْرَاهِيمَ فِي قُبَّتِهِ وَيَدْخُلُ الْجَنَّةُ بِشَفَاعَتِهِ أَرْبَعُونَ أَلْفَ رَجُلٍ وَمَنْ شَفَعَ لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ لَهُ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَحَقَّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ عَبْدًا بَعْدَ نَظَرِهِ إِلَيْهِ فَإِذَا شَفَعَ لَهُ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ كَانَ لَهُ مَعَ ذَلِكَ أَجْرُ سَبْعِينَ شَهِيدًا وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَكَفَّ عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِيبَةِ وَالْكَذِبِ وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلٌ وَأَمْسَكَ لِسَانَهُ إِلا عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَكَفَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَجَمِيعَ جَوَارِحِهِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ وَعَنْ أَذَى الْمُسْلِمِينَ كَانَ لَهُ مِنَ الْقُرْبَةِ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَمَسَّ رُكْبَتَهُ رُكْبَةَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِهِ وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْرًا حَتَّى يَبْسُطَ مَاؤُهُ فَيَبْذُلَهَا لِلْمُسْلِمِينَ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ مَنْ تَوَضَّأَ مِنْهَا وَصَلَّى وَلَهُ بِعَدَدِ شَعْرِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا حَسَنَاتٌ إِنْسٌ أَوْ جِنٌّ أَوْ بَهِيمَةٌ أَوْ سَبْعٌ أَوْ طَائِرٌ أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ وَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ ذَلِكَ عتق(2/309)
رَقَبَةٍ وَيَرِدُ فِي شَفَاعَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَوْضَ الْقُدْسِ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَوْضُ الْقُدْسِ قَالَ حَوْضِي حَوْضِي حَوْضِي وَمَنْ حَفَرَ قَبْرًا لِمُسْلِمٍ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ وَبَوَّأَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ لَوْ وَضِعَ فِي قَبْرِهِ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْحَبَشَةِ لَوَسِعَهَا وَمَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا وَأَدَّى الأَمَانَةَ فِيهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْهُ عِتْقٌ وَرفع لَهَا بِهَا مِائَةُ دَرَجَةٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ قَالَ بستر عَوْرَتَهُ وَيَكْتُمُ شَيْنَهُ وَإِنْ هُوَ لَمْ يَسْتُرْ عَوْرَتَهُ وَلم يكتم شينه أبدى الله عَوْرَته على رُؤُوس الْخَلائِقِ وَمَنْ صَلَّى عَلَى مَيِّتٍ صَلَّى عَلَيْهِ جِبْرِيلُ وَمَعَهُ أَلْفُ مَلَكٍ وَغُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ فَإِذَا قَامَ حَتَّى يُدْفَنَ وَحَثَى عَلَيْهِ مِنَ التُّرَابِ انْقَلَبَ وَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قِيرَاطٌ مِنَ الأَجْرِ وَالْقِيرَاطُ مِثْلُ أُحُدٍ وَمَنْ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةٍ كَانَ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْ دُمُوعِهِ مِثْلُ أُحُدٍ فِي مِيزَانِهِ وَلَهُ بِكُلِّ قَطْرَةِ عَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ عَلَى حَافَّتَيْهَا مِنَ الْمَدَائِنِ وَالْقُصُورِ مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعْتُ وَلَا خطرَ عَلَى قلب وَاصِفٍ وَمَنْ عَادَ مَرِيضًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ خَطَاهَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَسَنَةٍ وَنَحْو سَبْعِينَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرُفِعَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ دَرَجَةٍ وَيُوكَلُ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يُعَزُّونَهُ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ تَبِعَ جَنَازَةً فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَتَّى يَرْجِعَ مِائَةُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحْوُ مِائَةِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرُفِعَ مِائَةَ أَلْفِ دَرَجَةٍ فَإِنْ صَلَّى عَلَيْهَا وُكِّلَ بِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يَرْجِعَ وَإِنْ شَهِدَ دَفْنَهَا اسْتَغْفَرُوا لَهُ حَتَّى يُبْعَثَ مِنْ قَبْرِهِ وَمَنْ خَرَجَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ وَمَحْوُ أَلْفِ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَلَهُ عِنْدَ رَبِّهِ بِكُلِّ دِرْهَمٍ يُنْفِقُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَبِكُلِّ دِينَارٍ أَلْفُ أَلْفِ دِينَارٍ وَبِكُلِّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا أَلْفُ أَلْفِ حَسَنَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ وَهُوَ فِي ضَمَانِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَفَّاهُ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ رَجَعَهُ رَجَعَهُ مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا لَهُ فَاغْتَنِمُوا دَعْوَتَهُ إِذَا قَدِمَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَ الذُّنُوبَ فَإِنَّهُ يُشَفَّعُ فِي مِائَةِ أَلْفُ رَجُلٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنْ خَلَّفَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ كَامِلا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا وَمَنْ رَابَطَ أَوْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خطْوَة حَتَّى يرجع سَبْعمِائة ألف ألف حَسَنَة ومحو سَبْعمِائة أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ وَرَفَعَ لَهُ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ وَكَانَ فِي ضَمَانِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَفَّاهُ بِأَيِّ حَتْفٍ كَانَ أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ وَإِن رَجَعَهُ مَغْفُورًا لَهُ مُسْتَجَابًا لَهُ وَمَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَلَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حَتَّى يَرْجِعَ عِتْقُ مِائَةِ أَلْفِ رَقَبَةٍ وَمَحْوُ مِائَةِ ألف ألف سَيِّئَة وَيكْتب لَهُ مائَة ألف ألف حَسَنَة وَيرْفَع لَهُ بهَا مِائَةِ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ قَالَ فَقُلْنَا لأَبِي هُرَيْرَةَ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُول الله: مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً فَهِيَ فِدَاؤُهُ مِنَ النَّارِ قَالَ بَلَى وَيُرْفَعُ لَهُ سَائِرُ مَا فِي كُنُوزِ الْعَرْشِ عِنْدَ رَبِّهِ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ كَانَ لَهُ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلُ جَمِيعِ مَا أَعْطَى الْمَلائِكَةَ وَالأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن رِيَاء وَسُمْعَة ليماري بهَا السُّفَهَاءَ وَيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ وَيَطْلُبَ بِهِ الدُّنْيَا بَدَّدَ اللَّهُ عِظَامَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا وَلا يَبْقَى فِيهَا نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ الْعَذَابِ إِلا عُذِّبَ بِهِ لِشِدَّةِ غَضَبِ اللَّهِ وَسَخَطِهِ عَلَيْهِ وَمَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ عِبَادَ اللَّهِ يُرِيدُ بذلك مَا(2/310)
عِنْدَ اللَّهِ لَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَفْضَلُ ثَوَابًا مِنْهُ وَلا أَعْظَمُ مَنْزِلَةً مِنْهُ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ مَنْزِلَةٌ وَلا دَرَجَةٌ نَفِيسَةٌ إِلا وَلَهُ النَّصِيبُ وَأَوْفَرُ الْمَنَازِلِ أَلا وَإِنَّ الْعِلْمَ أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ وَمِلاكُ الدِّينِ الْوَرَعُ وَإِنَّمَا الْعَالِمُ مَنْ عَمِلَ بِعَلمهِ وَإِنْ كَانَ قَلِيلَ الْعِلْمِ وَلا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعَاصِي شَيْئًا وَإِنْ صَغُرَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَإِنَّهُ لَا صَغِيرَةَ مَعَ إِصْرَارٍ وَلا كَبِيرَةَ مَعَ اسْتِغْفَارٍ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ حَتَّى عَنْ مَسِّ أَحَدِكُمْ ثَوْبَ أَخِيهِ فَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْعَبْدَ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ وَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَمَنِ اخْتَارَ النَّارَ عَلَى الْجَنَّةِ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ أَلا وَإِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا دِمَاءَهُمْ مني وَأَمْوَالهمْ إِلَّا لحقها وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَدَعْ شَيْئًا مِمَّا نَهَى عَنْهُ إِلا وَقَدْ بَيَّنَهُ لَكُمْ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَة ويحيي من حيى عَنْ بَيِّنَةٍ أَلا وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَظْلِمُ وَلا يَجُوزُ عَلَيْهِ ظُلْمٌ وَهُوَ بِالْمِرْصَادِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساؤوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى فَمَنْ أَحْسَنَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَدَقَّ عَظْمِي وَانْهَدَّ جِسْمِي وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي وَاقْتَرَبَ أَجَلِي وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي أَلا وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ مِنِّي وَمِنْكُمْ فَمَا دُمْتُ حَيًّا فَقَدْ تَرَوْنِي فَإِنْ أَنَا مُتُّ اللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ثُمَّ نَزَلَ وَابْتَدَرَهُ رَهْطُ الأَنْصَارِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ الْمِنْبَرِ وَقَالُوا جُعِلَتْ أَنْفُسُنَا فِدَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ الشَّدَائِدِ وَكَيْفَ الْعَيْشُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ فَقَالَ لَهُمْ وَأَنْتُمْ فِدَاكُمْ أبي أُمِّي نَازَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي أُمَّتِي فَقَالَ لِي بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحٌ حَتَّى يُنْفَخَ فِي الصُّورِ ثُمَّ قَالَ مَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ سَنَةٌ كَثِيرٌ وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ وَشَهْرٌ كَثِيرٌ وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِجُمُعَةٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ جُمُعَةٌ كَثِيرٌ وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِيَوْمٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَوْمٌ كَثِيرٌ وَمَنْ تَابَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَاعَةٍ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ وَمَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ يُغَرْغِرَ بِالْمَوْتِ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ثُمَّ نَزَلَ فَكَانَت آخر خطْبَة - بهَا قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالي الْعَالِيَة هَذَا الْحَدِيث بِطُولِهِ مَوْضُوع على رَسُول الله وَالْمُتَّهَم بِهِ مَيْسَرَة بْن عَبْد ربه لَا بورك فِيهِ أهـ واللَّه أَعْلَم.
(أَبُو الْحَسَن) بْن الْمهْدي بِاللَّه فِي فَوَائده أَنْبَأَنَا الْقَاسِم عُبَيْد اللَّه بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد المشاب حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو عُثْمَان بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الدّقّاق حَدَّثَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم السَّمَرْقَنْدِيّ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَان بْن شاهين سَعِيد بْن شاهين بْن مَرْثَد حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد أَبُو بدين نصر بْن مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن عَمْرو عَنِ السّري بْن خَالِد عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جدِّه عَن النَّبِي أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِنَّكَ لَنْ تَزَالَ بِخَيْرٍ مَا حَفِظْتَ وَصِيَّتِي يَا عَلِيُّ إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ ثَلاثَ عَلامَاتٍ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ يَا عَلِيُّ وَلِلْمُتَكَلِّفِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلَاث عَلَامَات يتملق(2/311)
مَنْ شَهِدَهُ وَيَغْتَابُ مَنْ غَابَ عَنْهُ وَيَشْمَتُ بِالْمُصِيبَةِ يَا عَلِيُّ وَلِلْمُرَائِي ثَلاثَ عَلامَاتٍ يَكْسَلُ عَنِ الصَّلاةِ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ وَيَنْشَطُ لَهَا إِذا كَانَ عِنْده وَيجب أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِ وللظالم ثَلَاث عَلَامَات يقصر مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَمَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَيُظَاهِرُ لِلظَّلَمَةِ يَا عَلِيُّ وَلِلْمُنَافِقِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ وَلِلْكَسْلانِ ثَلاثُ عَلامَاتٍ يَتَوَانَى حَتَّى يُفَرِّطَ وَيُفَرِّطُ حَتَّى يُضَيِّعَ وَيُضَيِّعُ حَتَّى يَأْثَمَ يَا عَلِيُّ وَلَيْسَ لِلْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ شَاخِصًا إِلا فِي ثَلاثِ خِصَالٍ مَرَمَّةٍ لِمَعَاشِهِ أَوْ خَطْرَةٍ لِمَعَادِهِ أَوْ لَذَّةٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ قَالَهُ وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْوَرَثَةِ إِلَى آخِرِهَا وَمِنْهَا يَا عَلِيُّ اغْسِلِ الْمَوْتَى فَإِنَّهُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا غُفِرَ لَهُ سَبْعُونَ مَغْفِرَةً لَوْ قُسِمَتْ مَغْفِرَةٌ مِنْهَا عَلَى جَمِيعِ الْخَلائِقِ لَوَسِعَتْهُمْ قلت مَا يَقُولُ مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا قَالَ يَقُولُ غُفْرَانَكَ يَا رَحْمَنُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الْغُسْلِ مَوْضُوع: وَالْمُتَّهَم بِهِ حَمَّاد بْن عَمْرو وَهُوَ كَذَّاب وَضاع (قُلْتُ) وَمِنْهَا يَا عَليّ إِذا أثني عَلَيْك فِي وَجهك فَقل اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا خيرا مِمَّا يظنون واغفر لنا مَا لَا يعلمُونَ وَلَا تُؤَاخِذنَا بِمَا يَقُولُونَ أَخْرَجَهُ ابْن النجار فِي تَارِيخه منْ طَرِيق أَحْمَد بْن حبيب بْن عُبَيْد النهرواني عَنْ أَحْمَد بْن عبد الصَّمد الْأَنْصَارِيّ عَنْ حَمَّاد بْن عُمَر النصيبي بالسند الْمَذْكُور مِنْهَا يَا عَليّ ادهن بالزيت وائتدم بِهِ فَإنَّهُ مِنَ ادهن بالزيت لَمْ يقربهُ الشَّيْطَان أَرْبَعِينَ صباحًا وَمِنْهَا يَا عَليّ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلِ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك تَمام الْوضُوء وَتَمام الصَّلاة وَتَمام رضوانك وَتَمام مغفرتك فَهَذَا زَكَاة الْوضُوء وَإِذَا أكلت فابدأ بالملح وَاخْتِمْ بالملح فَإِن الْملح شِفَاء منْ سبعين دَاء الْجُنُون والجذام والبرص ووجع الأضراس ووجع الْحلق ووجع الْبَطن يَا عَليّ لَا تسْتَقْبل الشَّمْس فَإِن استقبالها دَاء واستدبارها دَوَاء وَلَا تجامع امْرَأَتك نصف الشَّهْر وَلَا عِنْد غرَّة الْهلَال أما رَأَيْت المجانفين كثيرا يَا عَليّ إِذا رَأَيْت الْأسد فَكبر ثَلَاثًا تَقُولُ اللَّه أكبر اللَّه أكبر اللَّه أكبر أعز منْ كُلّ شَيْء وأكبر وَأَعُوذ بِاللَّه منْ شَرّ مَا أَخَاف وَأحذر تَكْفِي شَره إِن شَاءَ اللَّه تَعَالَى وَإِذَا هر الْكَلْب عَلَيْك فَقل يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَات وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلا بسُلْطَان يَا عَليّ إِذا كُنْت صَائِما فِي شهر رَمَضَان فَقل بعد إفطارك اللَّهُمَّ لَك صمت وَعَلَيْك توكلت وعَلى رزقك أفطرت تكْتب مثل منْ كَانَ صَائِما منْ غير أَن ينْقض منْ أُجُورهم شَيْئا يَا عَليّ اقْرَأ يس فَإِن فِي قِرَاءَة يس عشر بَرَكَات مَا قَرَأَ بهَا جَائِع إِلَّا شبع وَلَا ظمآن إِلَّا رَوَى وَلَا عَار إِلَّا اكتسى وَلَا عزب إِلَّا تزوج وَلَا خَائِف إِلَّا آمن وَلَا مسجون إِلَى خرج وَلَا مُسَافر إِلَّا أعين عَلَى سَفَره وَلَا منْ ضلت لَهُ ضَالَّة إِلَّا وجدهَا وَلَا مَرِيض إِلَّا برِئ وَلَا قريب عِنْد ميت إِلَّا خفف عَنْهُ أَخْرَجَهُ الْحَرْث بْن أَبِي أُمَامَة حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن وَاقد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن عمرويه وَأخرج البَيْهَقيّ أَوله فِي الدَّلَائِل ثمَّ قَالَ وَهُوَ حَدِيث طَوِيل فِي الرغائب والآداب قَالَ وَهُوَ حَدِيث مَوْضُوع قَالَ وَقَدْ شرطت فِي أول الْكتاب بِأَن لَا أخرج فِي هَذَا الْكتاب حَدِيثا(2/312)
أعلمهُ مَوْضُوعا واللَّه أَعْلَم (أَخْبَرَنَا) مُحَمَّد ابْن نَاصِر أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن قُرَيْش أَنْبَأنَا إِبْرَاهِيم بْن عُمَر الْبَرْمَكِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن غَالب السُّلَمِيّ حَدَّثَنِي هريم بْن عُثْمَان أَبُو الْمُهلب حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن زِيَاد عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَا عَلِيُّ لَا تَرْجُ إِلا رَبَّكَ وَلا تَخَفْ إِلا ذَنْبَكَ يَا عَلِيُّ لَا تَسْتَحِي أَنْ تَتَعَلَّمَ مَا لَمْ تَعْلَمْ وَلا تَسْتَحِي إِذَا سُئِلْتَ عَنْ شَيء لَا تَعْلَمُ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَعْلَمُ يَا عَلِيُّ إِنَّ منزلَة الصَّبْر من الإِيمَانَ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ يَا عَلِيُّ إِنَّ الصَّبْرَ ثَلاثُ خِصَالٍ مَنْ جَاءَ بِوَاحِدَةٍ لَمْ تُقْبَلْ وَمَنْ جَاءَ بِاثْنَيْنِ لَمْ يُقَبْلا مِنْهُ يَا عَلِيُّ الصَّبْرُ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَالصَّبْرُ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَالصَّبْرُ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَعْصِيَةٍ أَعْطَاهُ مِائَةَ دَرَجَةٍ مَا بَين كل دَرَجَة إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ يَا عَلِيُّ مَنْ صَبَرَ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَعْطَاهُ الله خَمْسمِائَة دَرَجَةٍ مَا بَين كل دَرَجَة إِلَى صَاحِبَتِهَا كَمَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الأَرْضِ، مَوْضُوع: وَالْمُتَّهَم بِهِ عَبْد الله بْن زِيَاد بْن سمْعَان كَذَّاب وَشَيْخه لَيْسَ بِشَيْء (قُلْتُ) : لجملة الصَّبْر طَرِيقَانِ آخرَانِ عَنْ عَليّ قَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن زيرك أَنْبَأَنَا عُمَر بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا عُمَر بْن يُونُس اليمامي حَدَّثَنَا مبارك بْن مُحَمَّد السدُوسِي عَنْ رَجُل يُقَالُ لَهُ عَلِيّ أَوْ أَبُو عَليّ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب ح وَقَالَ الديلمي أَنْبَأنَا أَبِي أَنْبَأنَا بنجير عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْأَبْهَرِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن المخلص عَنْ عَبْد اللَّه بْن سُلَيْمَان بْن الْأَشْعَث عَنْ أَحْمَد بْن صَالح عَنِ ابْن وَهْب عَنْ سُفْيَان عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنِ الْحَرْث عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الصَّبْر ثَلَاثَة فَصَبْرٌ عَلَى الْمُصِيبَةِ وَصَبْرٌ عَلَى الطَّاعَةِ وَصَبْرٌ عَلَى الْمَعْصِيَةِ فَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمُصِيبَةِ حَتَّى يَرُدَّهَا بِحُسْنِ عَزَائِهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثلثمِائة دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَمَنْ صَبَرَ عَلَى الطَّاعَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سِتّمائَة دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَين تخوم الأَرْض إِلَى مُنْتَهَى الأَرَضِينَ وَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمَعْصِيَةِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ تِسْعمائَة دَرَجَةٍ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ تُخُومِ الأَرَضِينَ إِلَى مُنْتَهَى الْعَرْشِ مَرَّتَيْنِ واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) أَخْبرنِي أَبُو نصر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسون النَّرْسِيّ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد الْآدَمِيّ الْقَارِي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد بْن نَاصح حَدَّثَنَا شَبابَة بْن سَواد الفَزَاريّ حَدَّثَنَا ركن بْن عَبْد اللَّه الدِّمَشْقِي عَنْ مَكْحُول الشَّامي عَنْ معَاذ بْن جبل أَن النَّبِيّ لَمَّا بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ مَشَى مَعَهُ أَكْثَرَ مِنْ مِيلٍ يُوصِيهِ فَقَالَ: يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الْعَظِيمِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ ولين الْكَلَام وَرَحْمَة اللَّئِيم وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ وَالْجَزَعِ مِنَ الْحساب وَحب(2/313)
الآخِرَةِ وَلا تُفْسِدَنَّ أَرْضًا وَلا تَشْتُمْ مُسْلِمًا وَلا تُصَدِّقْ كَاذِبًا وَلا تُكَذِّبْ صَادِقًا وَلا تَعْصِ إِمَامًا عَادِلا يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِذِكْرِ اللَّهِ عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجر وَأَنْ تُحْدِثَ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً السِّرَّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةَ بِالْعَلانِيَةِ يَا مُعَاذُ إِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي وَأَكْرَهُ لَكَ مَا أَكْرَهُ لَهَا يَا مُعَاذُ إِنِّي لَوْ أَعْلَمُ أَنَّا نَلْتَقِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَقْصَرْتُ لَكَ مِنَ الْوَصِيَّةِ يَا مُعَاذُ إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ مَنْ لَقِيَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مِثْلِ الْحَالَةِ الَّتِي فَارَقَنِي عَلَيْهَا.
مَوْضُوع.
وَالْمُتَّهَم بِهِ ركن (قلت) : لَهُ طَرِيق آخر قَالَ البَيْهَقيّ فِي الزّهْد أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأنَا أَبُو عون مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن ماهان حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عُيَيْنَة أَخْي سُفْيَان حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن رَافع الْمَدَنِيّ عَنْ ثَعْلَبَة بْن صَالح عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ أَخذ بيَدي رَسُول الله ثُمَّ مَشَى مِيلا ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَصِدْقِ الْحَدِيثِ وَوَفَاءِ الْعَهْدِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَتَرْكِ الْخِيَانَةِ وَرَحْمَةِ الْيَتِيمِ وَحِفْظِ الْجِوَارِ وَكَظْمِ الْغَيْظِ وَلِينِ الْكَلامِ وَبَذْلِ السَّلامِ وَلُزُومِ الإِمَامِ وَالْفِقْهِ فِي الْقُرْآنِ وَالْجَزَعِ مِنَ الْحِسَابِ وَقِصَرِ الأَمَلِ وَحُسْنِ الْعَمَلِ وَأَنْهَاكَ أَنْ تَشْتُمَ مُسْلِمًا أَوْ تُصَدِّقَ كَاذِبًا أَوْ تُكَذِّبَ صَادِقًا أَوْ تَعْصِيَ إِمَامًا عَادِلا وَأَنْ تُفْسِدَ فِي الأَرْضِ يَا مُعَاذُ اذكر الله عِنْد كل شجر وَحَجَرٍ وَأَحْدِثْ لِكُلِّ ذَنْبٍ تَوْبَةً السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلانِيَةُ بِالْعَلانِيَةِ.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ: رَوَاهُ أَسد ابْن مُوسَى عَنْ سَلام بْن سُلَيْم عَن إِسْمَاعِيل بْن رَافع عَن ثَعْلَبَة الحصمي عَنْ مُعَاذ بْن جبل انْتهى وَهَذَا أَخْرَجَهُ العسكري فِي المواعظ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْد أَحْمَد بْن الْحُسَيْن حَدثنَا يحيى بن يعمر حَدَّثَنَا أَسد بْن مُوسَى بْن سَلام الطَّوِيل حَدَّثَنَا أَسد بِهِ.
واللَّه أَعْلَم.
(أَبُو الْحَسَن) ابْن المُهْتَدِي أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْص بْن شاهين حَدثنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن مَسْعُود الزُّبَير عَنْ عَمْرو بْن إِدْرِيس بْن عِكْرِمَة حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن عَبْد الله بن عبد الرَّحِيم البرقي حَدَّثَنَا عُرْوَة بْن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: ابْن المهتدى وَحدثنَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن عَمْرو بن مُحَمَّد بن المنتاب حَدثنَا أَبُو عَمْرو بْن أَحْمَد الدقاق حَدَّثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن السرى الصَّيْرَفِي حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن عِيسَى الْعَطَّار حَدثنَا حَمَّاد بن عَمْرو عَن الْفضل بن غَالب عَن مسلمة بن عمر بن سُلَيْمَان عَن مَكْحُول الشَّامي عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَقُلِ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ تَكْتُبُ لَكَ حَسَنَاتٍ حَتَّى تَنْبِذَهُ عَنْكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا غَشِيتَ أَهْلَكَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ فَإِنَّ حَفَظَتَكَ لَا تَسْتَرِيحُ حَتَّى تَغْتَسِلَ من الْجَنَابَة فَإِذا اغْتَسَلت من الْجَنَابَة غفر لَكَ ذُنُوبُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَإِنْ كَانَ لَكَ مِنْ تِلْكَ الْوَقْعَةِ وَلَدٌ كُتِبَ لَكَ حَسَنَاتٌ بِعَدَدِ نَفْسِ ذَلِكَ الْوَلَدِ وَعَقِبِهِ حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُ شَيء يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ(2/314)
دَابَّة فَقل باسم اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تكن من العابدين حَتَّى تخرج مِنْهَا يَا أَبَا هُرَيْرَة إِذا لبست ثوبا فَقُلِ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ يكْتب لَكَ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بِعَدَدِ كُلِّ سِلَكَ فِيهِ قَالَ الْمُؤلف وذُكِر تَمام الْوَصِيَّة، مَوْضُوع: فِيهِ مَجَاهِيل وَحَمَّاد بْن عَمْرو كَذَّاب يضع قَالَ ابْن حبَان: كَانَ يضعُ الْحَدِيث وضعا عَلَى الثِّقَات لَا يحل كتب حَدِيثه إِلَّا عَلَى متعجب (قُلْتُ) لبعضه طَرِيق قَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْقُوب الْأَهْوَازِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سِنَان حَدَّثَنَا عقيل بْن عَمْرو حَدَّثَنَا الصَّباح بْن سُلَيْم الْمُجَاشِعِي عَن أبان عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا أَكَلْتَ طَعَامًا فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ لَا تَسْتَرِيحُ كَاتِبَانِ يَكْتُبَانِ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى يُرْفَعَ مَائِدَتُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِذَا رَكِبْتَ سَفِينَةً فَقُلْ بِسْمِ اللَّهِ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ لَا تَسْتَرِيحُ كَاتِبَانِ يَكْتُبَانِ لَكَ الْحَسَنَاتِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا.
وَالله أعلم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا قُتَيْبَة بْن سَعِيد حَدَّثَنَا كَثِيرٌ أَبُو هَاشِمٍ الأَيْلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ إِنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلٌ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِشَيء غَيْرِي وَلَيْسَ لِي إِلا وَلَدِي هَذَا وَأُحِبُّ أَنْ تَقْبَلَهُ مِنِّي يَخْدُمُكَ فقبلني رَسُول الله وَأَقْعَدَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَمَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي وَبَرَّكَ عَلَيَّ وَقَالَ لِي يَا بُنَيَّ احْفَظْ سِرِّي تَكُنْ مُؤْمِنًا يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَكُنْ فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ كُتِبَ لَهُ شَهَادَةً يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا تُصَلِّي فَصَلِّ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُصَلُّونَ عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ رَحْلِكَ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُّكَ عَلَى أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّكَ تَرْجِعُ إِلَى مَنْزِلِكَ وَقَدِ ازْدَدْتَ فِي حَسَنَاتِكَ يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ رَحْلَكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ يَا بُنَيَّ إِنْ أَطَعْتَنِي فَلا يَكُنْ شَيء أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَاسْتَقْبَلِ الْقِبْلَةَ وَارْفَعْ يَدَيْكَ وَكَبِّرْ وَأَقِمْ صُلْبَكَ حَتَّى يَرْجِعَ كُلُّ عَظْمٍ مَكَانَهُ وَإِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ عقبك تَحت يَديك وَاذْكُرْ مَا بَدَا لَكَ وَأَقِمْ صُلْبَكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مَنْ لَا يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ: لَا يَصِّح.
قَالَ ابْن حَبَّان أَبُو هَاشِم الْأَيْلِيّ كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى أَنَس.
أَخْبَرَنَا عَبْد اللَّه بْن عمر الْمقري أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن هبة اللَّه بْن عَبْد الرَّزَّاق الْأَنْصَارِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن بَشرَان أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْمصْرِيّ حَدثنَا بشر ابْن إِبْرَاهِيم أَبُو عُمَر حَدَّثَنَا عُبَاد بْن كَثِير عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة عَنْ سَعِيد بْن المسيِّب عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قدم النَّبِي وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ فَأَتَتْهُ أُمِّي فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ غَيْرِي وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ مَا أُتْحِفُكَ بِهِ إِلا ابْنِي هَذَا يخدمك قَالَ فخدمت النَّبِي عَشْرَ سِنِينَ فَمَا سَبَّنِي سَبَّةً قَطُّ وَلا ضَرَبَنِي ضَرْبَةً وَلا انتهرني نهرة قطّ(2/315)
وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ اكْتُمْ سِرِّي فَلَقَدْ كَانَتْ أُمِّي تَسْأَلُنِي عَن سر رَسُول الله: فَمَا أُخْبِرُهَا بِهِ وَمَا أَنَا بمخبر سر رَسُول الله: أَحَدًا حَتَّى أَمُوتَ فَقَالَ يَا بُنَيَّ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ بَيْتِكِ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ تَرْجِعُ وَقَدْ زِيدِ فِي حَسَنَاتِكَ يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ بَيْتَكَ فَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ يَا بُنَيَّ إِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَنْقُرْ كَمَا يَنْقُرُ الدِّيكُ وَلا تَبْسُطْ ذِرَاعَيْكَ كَمَا يَبْسُطُ الْكَلْبُ وَلا تُقْعِي كَمَا يُقْعِي الْكَلْبُ فَإِذَا رَكَعْتَ فاحني ظَهْرَكَ وَافْرُجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ وَجَافِ عَضُدَيْكَ عَنْ جَنْبَيْكَ يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَأْتِيَكَ الْمَوْتُ إِلا وَأَنْتَ عَلَى وُضُوءٍ فَمَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ يَا بُنَيَّ إِنْ حَفِظْتَ وَصِيَّتِي لَمْ يَكُنْ شَيء أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلا بُدَّ لَكَ مِنْهُ وَإِنْ ضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي لَمْ يَكُنْ شَيء أَبْغَضَ إِلَيْكَ مِنَ الْمَوْتِ وَلَنْ تُعْجِزَهُ مَوْضُوع.
عَبْد الرَّحْمَن بْن حَرْمَلَة ضعفه الْبُخَارِيّ وَعباد بْن كَثِير مَتْرُوك وَبشر بْن إِبْرَاهِيم يضع (قُلْتُ) لَمْ يصنع الْمُؤلف شَيْئا.
قَالَ التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِم الْأَنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ مُسْلِم بْن حَاتِم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ سَعِيد بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ قَالَ لِي رَسُول الله: يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ يَكُونُ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ.
قَالَ التِّرمِذيّ: هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب.
وبِهَذَا الْإِسْنَاد فِي كتاب الْعلم عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ لِي رَسُول الله: يَا بُنَيَّ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لأَحَدٍ فَافْعَلْ ثُمَّ قَالَ لِي يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحْيَانِي وَمَنْ أَحْيَانِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ وَفِي الْحَدِيث قصَّة طَوِيلَة قَالَ التِّرمِذيّ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب منْ هَذَا الْوَجْه.
وَمُحَمَّد بْن عَبْد الله الْأنْصَارِيّ ثِقَة وَأَبوهُ ثِقَة وَعلي بْن زَيْد صَدُوق إِلَّا أَنَّهُ رُبمَا يرفع الشَّيْء الَّذِي يوقفه غَيره وَلَا نَعْرِف لسَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَنَس رِوَايَة إِلَّا هَذَا الحَدِيث بِطُولِهِ.
وَقد روى عباد الْمِنْقَرِيّ هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ أَنَس ولَمْ يذكر فِيهِ عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب انْتهى، وقَالَ أَحْمَد بْن منيع فِي مُسْنده حَدَّثَنَا يزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا الْعَلاء أَبُو مُحَمَّد حَدَّثَنَا أَنَس بِهِ.
وقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو نصر بْن قَتَادَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو بْن مَطَر أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سُلَيْمَان المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا بشر بْن الْوَلِيد حَدَّثَنَا كثير بْن عَبْد اللَّه أَبُو هَاشِم اللاحي سَمِعْتُ أنسا يَقُولُ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تكون أبدا عَلَى وضوء فافعل فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ كتبت لَهُ الشَّهَادَة.
قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن حَاتِم الْأَنْصَارِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله(2/316)
الْأَنْصَارِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ لي رَسُول الله: يَا بُنَيَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تزَال على الْوضُوء فَإِن مَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ.
وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَبِي يَزِيد الصدائي حَدَّثَنَا عُبَاد الْمِنْقَرِيّ عَنْ عَلِيّ بْن زَيْد عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَدِمَ رَسُول الله الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ فَأَخَذَتْ أُمِّي بِيَدِي فَانْطَلَقَتْ بِي إِلَى رَسُول الله فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ رَجُلٌ وَلا امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ بِتُحْفَةٍ وَإِنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَى مَا أُتْحِفُكَ بِهِ إِلا ابْنِي هَذَا فَخُذْهُ فَلْيَخْدُمْكَ مَا بَدَا لَك فخدمت رَسُول الله عَشْرَ سِنِينَ فَمَا ضَرَبَنِي ضَرْبَةً وَلا سَبَّنِي سَبَّةً وَلا انْتَهَرَنِي وَلا عَبَسَ فِي وَجْهِي وَكَانَ أول مَا أَوْصَانِي أَنْ قَالَ يَا بُنَيَّ اكْتُمْ سِرِّي تَكُ مُؤْمِنًا فَكَانَتْ أُمِّي وَأَزْوَاج النَّبِي يسألني عَن سر رَسُول الله فَلا أُخْبِرُهُمْ بِهِ وَمَا أَنَا بمخبر بسر رَسُول الله أَحَدًا أَبَدًا.
وقَالَ: يَا بني عَلَيْك بإسباغ الْوضُوء يحبك حافظاك ويزداد فِي عمرك.
وَيَا أَنَس بَالغ فِي الِاغْتِسَال مِنَ الْجَنَابَة فَإنَّك تخرج منْ مَحل مغتسلك وَلَيْسَ عَلَيْك ذَنْب وَلَا خَطِيئَة قُلْتُ: كَيفَ الْمُبَالغَة يَا رَسُول اللَّه قَالَ تبل أصُول الشّعْر وتنقي الْبشرَة وَيَا بني إِن اسْتَطَعْت أَن لَا تزَال أبدا عَلَى وضوء فَإنَّهُ منْ يَأْتِيهِ الْمَوْت وَهُوَ عَلَى وضوء يعْطى الشَّهَادَة وَيَا بني إِن اسْتَطَعْت أَن لَا تزَال تصلي فَإِن الْمَلَائِكَة تصلي عَلَيْك مَا دمت تصلي.
وَيَا أَنَس إِذا ركعت فَأمكن كفيك منْ ركبتيك وَفرج بَين أصابعك وارتفع مرفقيك عَنْ جنبيك وَيَا بني إِذا رفعت راسك مِنَ الرُّكُوع فَأمكن كُلّ عُضْو مِنْك مَوْضِعه فَإِن اللَّه لَا ينظر يَوْم الْقِيَامَة إِلَى منْ لَا يُقيم صلبه بَيْنَ رُكُوعه وَسُجُوده وَيَا بُنَيَّ إِذَا سَجَدْتَ فَأَمْكِنْ جَبْهَتَكَ وكفيك مِنَ الأَرْض وَلَا تنقر نقر الديك وَلَا تقع إقعاء الْكَلْب أَوْ قَالَ الثَّعْلَب وَإِيَّاك والالتفات فِي الصَّلَاة فَإِن الِالْتِفَات فِي الصَّلاة هلكة فَإِن كَانَ لَا بُد فَفَي النَّافِلَة لَا فِي الْفَرِيضَة وَيَا بني إِذا خرجت منْ بَيْتك فَلَا تقعن عَيْنك عَلَى أحد منْ أَهْل الْقبْلَة إِلَّا سلمت عَلَيْه فَإنَّك ترجع مغفورًا لَك وَيَا بني إِذا دخلت مَنْزِلك فَسلم عَلَى أهلك وعَلى نَفسك وَيَا بني إِن اسْتَطَعْت أَن تصبح وتمسي ولَيْسَ فِي قَلْبك غش لأحد فَإنَّهُ أَمن عَلَيْك فِي الْحساب وَيَا بني إِن اتبعت وصيتي فَلَا يكون شَيْء أحبّ إِلَيْك مِنَ الْمَوْت.
وقَالَ الْخَطِيب فِي أَمَالِيهِ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْبَزَّار حَدَّثَنَا يَزِيد بْن إِسْمَاعِيل الخلَّال حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عتاب حَدَّثَنَا أَحْمد بن بكر البأسي حَدَّثَنَا الْهَيْثَم بْن جميل عَنْ هُشَيْم عَنْ يُونُس عَنْ عُبَيْد عَن الْحَسَن عَن أنس قَالَ قدم رَسُول الله الْمَدِينَةَ وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ فَأَقْبَلَتْ أُمِّي بِي إِلَيْهِ فَقَالَتْ لَهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ قَدِمْتَ الْمَدِينَةَ وَلم(2/317)
يَبْقَ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الأَنْصَارِ امْرَأَةٌ وَلا رَجُلٌ إِلا وَقَدْ أَتْحَفَكَ تُحْفَةً وَإِنِّي لَمْ أَجِدْ شَيْئًا أُتْحِفُكَ بِهِ فَهَذَا وَلَدِي فَاسْتَخْدِمْهُ مَا بَدَا لَكَ قَالَ أَنَسٌ فَخَدَمْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ فَمَا سبني سبة قَطُّ وَلا عَبَسَ فِي وَجْهِي قَطُّ وَلا زَبَرَنِي قَطُّ وَكَانَ وَصِيَّتُهُ إِيَّايَ أَنْ قَالَ يَا بُنَيَّ احْفَظْ سِرِّي تَكُ مُؤْمِنًا فَمَا كَشَفْتُ سِرَّهُ لأَحَدٍ قَطُّ ثُمَّ قَالَ لِي يَا بُنَيَّ عَلَيْكَ بِإِسْبَاغِ الْوُضُوءِ تُحِبَّكَ حَفَظَتُكَ وَيَزْدَادُ فِي عُمُرِكَ يَا بُنَيَّ وَبَالِغْ فِي الْغُسْلِ مِنَ الْجَنَابَةِ تَخْرُجْ مِنْ مُغْتَسَلِكَ وَلا ذَنْبَ عَلَيْكَ قُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْمُبَالَغَةُ فِي الْغُسْلِ قَالَ تُبْلِغُ الْمَاءَ أُصُولَ الشَّعْرِ وَتُنْقِي الْبَشَرَةَ وَلا تزَال تصلي فَإِن الْمَلَائِكَة تصلي عَلَيْكَ مَا دُمْتَ تُصَلِّي وَإِيَّاكَ وَالالْتِفَاتَ فِي الصَّلاةِ فَإِنَّ فِيهَا الْهَلَكَةَ فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ ملتفتا فِي التَّطَوُّعِ لَا فِي الْفَرِيضَةِ يَا بُنَيَّ إِذَا كُنْتَ عِنْدَ الرُّكُوعِ فَضَعْ كَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ وَافْرِجْ بَيْنَ أَصَابِعِكَ وَجَافِ عَضُدَيْكَ عَنْ مِرْفَقَيْكَ وَإِذَا كُنْتَ فِي السُّجُودِ فَلا تَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْكَ افْتِرَاشَ السَّبْعِ وَلَا تنقر نقر الديك وَلَا تُقْعِ إِقْعَاءَ الْكَلْبِ وَإِذَا كُنْتَ فِي الْقَعْدَةِ فَضَعْ ظَهْرَ قَدَمَيْكَ عَلَى الأَرْضِ وَضَعْ أَلْيَتَيْكَ عَلَى بَطْنِ قَدَمِكَ الْيُسْرَى وَانْصِبْ قَدَمَكَ الْيُمْنَى بحذاء الْقبْلَة فَإِن فَعَلْتَ ذَلِكَ أَحْيَيْتُ سُنَّتِي وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحْيَانِي وَمَنْ أَحْيَانِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ، يَا بُنَيَّ وَإِذَا خَرَجْتَ مِنْ مَنْزِلِكَ فَلا يَقَعَنَّ بَصَرُكَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ إِلا سَلَّمْتَ عَلَيْهِ تَرْجِعْ إِلَى مَنْزِلُكَ وَقَدْ زِيدِ فِي حَسَنَاتِكَ.
يَا بني فَإِذا أَنْت دخلت مَنْزِلك فَسلم عَلَى أهلك تكْثر بركَة بَيْتك وَيكون خيرا عَلَيْك وعَلى أهلك يَا بني وَلَا يكن فِي صدرك غش لأحد مِنَ الْمُسلمين يهون عَلَيْك عِنْد الْمَوْت.
يَا بني إِذا أَنْت حفظت وصيتي لَمْ يكن أحبّ إِلَيْك مِنَ الْمَوْت.
وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد التمار بَصرِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد الْأَثْرَم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن زور قَالَ: دَخَلنَا عَلَى أَنَس بْن مَالك فِي الزاوية فَقُلْنَا لَهُ يَا أَبَا حَمْزَة حَدَّثَنَا مَا سَمِعْتُ من رَسُول الله قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ: يَا أَنَس سلم عَلَى منْ لقِيت منْ أمتِي تكْثر حَسَنَاتك.
يَا أَنَسُ صَلِّ صَلاةَ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ.
يَا أَنَس سلم عَلَى أَهْل بَيْتك يكثر خير بَيْتك.
وقَالَ ابْن سَعْد الكنجرودي أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الرَّازيّ أَبُو سَعِيد أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَيُّوب الرَّازيّ حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا سَعِيد بْن زور أَبُو الْحَسَن قَالَ كُنْت عِنْد أَنَس فَسَمعته يَقُولُ: خدمت النَّبِي ثَمَان حجج فَقَالَ: يَا أَنَس أَسْبغ الْوضُوء يزدْ فِي عمرك وَسلم عَلَى منْ لقِيت منْ أمتِي يكثر حَسَنَاتك وَإِذا دخلت عَلَى أهلك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك وَصلي الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَوقر الْكَبِير وَارْحَمْ الصَّغِير ترافقني يَوْم الْقِيَامَة.
أخرجه الْبَيْهَقِيّ قَالَ الْعقيلِيّ قَالَ يَحْيَى بْن مَعِين سَعِيد بْن زور بَصرِي ضَعِيف.
وقَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان: أَشَارَ ابْن عَدِيّ عَلَى أَنَّهُ أرجح منْ كثير بن(2/318)
عَبْد اللَّه.
وقَالَ الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْأَنْبَارِي الْمقري حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عون بْن الهزرع الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا نصر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِي حَدَّثَنَا عوبد بْن أَبِي عمرَان الْجونِي عَن أَبِيهِ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَا أَنَسُ صَلِّ صَلاةَ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ يَا أَنَس ارْحَمِ الصَّغِيرَ وَوَقِّرِ الْكَبِيرَ تَكُنْ رَفِيقِي: عوبد مَتْرُوك.
وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن النَّضْر الْأَزْدِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يُوسُف الَّذِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سليم الطَّائِفِي عَنِ الْأَزْوَر بْن غَالب عَنْ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: يَا أَنَس أَسْبغ الْوضُوء يزدْ فِي عُمُرِكَ وَسَلِّمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتك يكثر خير بَيْتك وَيَا أَنَس سلم عَلَى منْ لقِيت مِنْ أُمَّتِي تَكْثُرْ حَسَنَاتُكَ وَيَا أَنَسُ لَا تَبِيتَنَّ إِلا وَأَنْتَ طَاهِرٌ فَإِنَّكَ إِنْ مِتَّ مِتَّ شَهِيدًا وَصَلِّ صَلاةَ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلاةُ الأَوَّابِينَ قَبْلَكَ وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ تُحِبَّكَ الْحَفَظَةُ وَوَقِّرِ الْكَبِيرَ وَارْحَمِ الصَّغِيرَ تَلْقَنِي غَدًا، أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ والْخَطِيب فِي الْمُتَّفق والمفترق.
قَالَ العُقَيْليّ: لَمْ يَأْتِ بِهِ عَنْ سُلَيْمَان التَّيْميّ غَيْر الْأَزْوَر وَهُوَ مُنْكَر الْحَدِيث وقَالَ ابْن عَدِيّ للأزور أَحَادِيث يسيرَة غير مَحْفُوظَة وَأَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ.
وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدثنَا يُونُس بْن مُحَمَّد التودب حَدَّثَنَا بَكْر الأعتق عَن ثَابت عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَا أَنَس أَسْبغ الْوضُوء يزدْ فِي عمرك وصل مِنَ اللَّيْل وَالنَّهَار مَا اسْتَطَعْت تحبك الْحفظَة وَصَلِّ صَلاةَ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلاةُ الْأَوَّابِينَ وَإِن اسْتَطَعْت أَن لَا تنام إِلَّا عَلَى طَهَارَة فَإنَّك إِن مت مت شَهِيدا وَسلم عَلَى أَهْل بَيْتك يكثر خير بَيْتك وَوقر الْكَبِير وَارْحَمْ الصَّغِير ترافقني فِي الجَنَّة.
وقَالَ أَبُو سَعِيد القُشَيْريّ فِي الْأَرْبَعين أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر يَحْيَى بْن إِبْرَاهِيم الخُزَاعيّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن مُوسَى الكعبي حَدَّثَنَا أَبُو نصر اليسع بْن سهل حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن عُيَيْنة عَنْ حُمَيد الطَّوِيل عَنْ أَنَس قَالَ: خدمت رَسُول اللَّه عشر سِنِين فَمَا قَالَ لشَيْء فعلته لَمْ فعلته وَلَا لشَيْء تركته لَمْ تركته وَكنت وَاقِفًا أصب عَلَى يَدَيْهِ المَاء فَرفع رَأسه وقَالَ يَا بني أَلا أعلمك كَلِمَات تنْتَفع بِهن قلت بلَى قَالَ منْ لقِيت منْ أمتِي فَسلم عَلَيْهِم يطلّ عمرك وَإِذَا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَيْهِم يكثر خير بَيْتك وَصَلِّ صَلاةَ الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلاةُ الْأَبْرَار أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي شعب الْإِيمَان.
قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان: اليسع بْن سهل الزَّيْنيّ لَمْ أر لَهُم فِيهِ كلَاما وَهُوَ آخر منْ زعم أَنَّهُ سَمِع منْ سُفْيَان مَاتَ سنة نَيف وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.
وقَالَ البَيْهَقيّ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأنَا أَحْمد بن كَامِل(2/319)
القَاضِي حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَة حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن جَعْفَر الطَّائِفِي عَنْ عَمْرو بْن دِينَار عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَا أَنَس إِذا دخلت بَيْتك فَسلم عَلَى أهلك يكثر خير بَيْتك وَإِذا تَوَضَّأت فأسبع وضوءك يطلّ عمرك وَمن لقِيت منْ أمتِي فَسلم عَلَيْهِم تكْثر حَسَنَاتك وَلَا تبيتن إِلَّا عَلَى وضوء تراك الْحفظَة وَأَنت طَاهِر وصل بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وصل الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ وَوقر الْكَبِير وَارْحَمْ الصَّغِير.
وقَالَ البَيْهَقيّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد الْمقري أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا يُوسُف بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر حَدَّثَنَا بشر بْن أَبِي حَازِم حَدَّثَنَا أَبُو عمرَان الْجونِي عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَا أَنَس إِذا خرجت منْ مَنْزِلك فَسلم عَلَى منْ لقِيت منْ أَهْل بَيْتك يكثر خير بَيْتك وَصلي صَلَاة الضُّحَى فَإِنَّهَا صَلَاة الْأَوَّابِينَ منْ قبلك واللَّه أعلم.
كتاب الْفِتَنِ
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صَالح حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سَابق حَدَّثَنَا مَسْلَمَةَ بْن عَلِيّ عَنْ أَبِي مَهْدِيّ سَعِيد بْن سِنَان عَنْ جَعْفَر بْن كريب عَنْ كثير بْن مرّة عَن عَبْد الله بْن عُمَرَ عَن رَسُول الله: قَالَ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْكَبَ الْمَنْظُورُ وَيُلْبَسَ الْمَشْهُورُ وَيُبْنَى المسدود وَيَصِيرُ النَّاسُ إِخْوَانَ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ.
لَا يَصِّح أَبُو مَهْدِيّ كَذَّاب قَالَ العُقَيْليّ: لَا يعرف هَذَا الْحَدِيث إِلَّا بِهِ وَلَا يُتَاب عَلَيْهِ ومسلمة مَتْرُوك (عبد الرَّزَّاق) ابْن أَبِي شُرَيْح حَدثنَا أَبُو سهل مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن يَزِيد القَاضِي حَدثنَا الْقَاسِم بن عباد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَلمَة الْحَرَّانِي عَنْ خصيف عَنْ مُجَاهِد عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله: سَيَجِيءُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَكْثَرُ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الآدَمِيِّينَ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ شَيء مِنَ الرَّحْمَةِ سَفَّاكُونَ لِلدِّمَاءِ لَا يَرْعُوُونَ عَنْ قَبِيحٍ إِنْ بَايَعْتَهُمْ ضَارُّوكَ وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ صَبِيُّهُمْ عَارِمٌ وَشَيْخُهُمْ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَلا يَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرٌ الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ وَطَلَبُ مَا فِي أَيْدِيهِمْ فَقْرٌ وَالْمُؤْمِنُ فِيهِمْ مُسْتَضعْفٌ السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ لِذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ وَيَدْعُو خِيَارُهُمْ فَلا يُسْتَجَابُ لَهُمْ.
مَوْضُوع.
وَهُوَ مَعْرُوف مُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة وَهُوَ كَذَّاب (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصَّائِغ المكّيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُعَاويَة النَّيْسَابُورِي.
وَأخرجه الْحَافِظ أَبُو(2/320)
مُوسَى الْمَدَائِنِي فِي كتاب دولة الْأَسْرَار وقَالَ هَذَا حَدِيث يعرف بمُحَمَّد بْن مُعَاوِيَة رَوَاهُ جمَاعَة قَالَ ويروى منْ غَيْر هَذَا الْوَجْه.
أَنْبَأَنَا جَعْفَر بْن عَبْد الْوَاحِد الثَّقَفيّ عَنْ أَبِي مَنْصُور الْخَطِيب حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مَنْدَويْه حَدَّثَنَا عبد الرَّحْمَن بْن الْحَسَن الضراب حَدَّثَنَا هَارُون بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا زُبَيْد بْن وُلِد زُبَيْد اليامي حَدَّثَنِي مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ منْ أَهْل الْحَدِيث مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة حَدَّثَنَا أَبُو قَتَادَةَ الحرَّاني عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ عَبْد الْملك بْن عُمَير عَنْ أَبِي الْمَلِيح عَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ أَكْثَرُهُمْ وُجُوهُهُمْ وُجُوهُ الآدَمِيِّينَ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي سَفَّاكُونَ لِلدِّمَاءِ لَا يرعون عَنْ قَبِيحٍ فَعَلُوهُ فَإِنْ بَايَعْتَهُمْ ضَارُّوكَ وَإِنْ حَدَّثَتْهُمْ كَذَّبُوكَ وَإِنِ ائْتَمَنْتَهُمْ خَانُوكَ وَإِنْ تَوَارَيْتَ مِنْهُمُ اغْتَابُوكَ صَبِيُّهُمْ عَارِمٌ وَشَابُّهُمْ شَاطِرٌ وَشَيْخُهُمْ فَاجِرٌ لَا يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلا يَنْهُونَ عَنْ مُنْكَرٌ الاعْتِزَازُ بِهِمْ ذُلٌّ وَالاخْتِلاطُ بِهِمْ فَقْرٌ الْحَلِيمُ فِيهِمْ غَاوٍ وَالْغَاوِي فِيهِمْ حَلِيمٌ السُّنَّةُ فِيهِمْ بِدْعَةٌ وَالْبِدْعَةُ فِيهِمْ سُنَّةٌ وَالآمِرُ بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ مُتَّهَمٌ وَالْفَاسِقُ فِيهِمْ مُشَرَّفٌ وَالْمُؤْمِنُ بَيْنَهُمْ مُسْتَضْعَفٌ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَقْوَامًا إِنْ تَكَلَّمُوا قُتِلُوا وَإِنْ سَكَتُوا اسْتَأْجَرُوهُمْ يستأثرون عَلَيْهِم بفيئهم ويجوزون عَلَيْهِمْ فِي حُكْمِهِمْ.
قَالَ الْحَافِظ أَبُو هَذَا حَدِيث غَرِيب أَيْضا منْ هَذَا الْوَجْه ويروى منْ حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَر انْتهى واللَّه أَعْلَم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن سَعِيد بْن دَاوُد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا عَنْبَسَة بْن أَبِي صَغِير الهَمْدانِّي عَنِ الأَوْزَاعِيّ حَدَّثَنِي عَبْد الْوَاحِد بْن قَيْس سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ الله: تَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهَا وَفِي شَوَّالٍ هَمْهَمَةٌ وَفِي ذِي الْقَعْدَةِ تُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَفِي ذِي الْحِجَّةِ تُرَاقُ الدِّمَاءُ وَفِي الْمُحَرَّمِ أَمْرٌ عَظِيمٌ وَهُوَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْكِ هَؤُلاءِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ قَالَ الَّذِينَ يكونُونَ فِي ذَلِك الزَّمَانِ.
مَوْضُوع، عَبْد الْوَاحِد شَبَّه لَا شَيْء قَالَ العُقَيْليّ لَيْسَ لِهذا الحَدِيث أصل عَن ثِقَة وَلَا منْ وَجه يثبت.
وَقَدْ رَوَى مَسْلَمَةَ بْن عَلِيّ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيد بْن المسيِّب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ أَنَّهُ قَالَ: تَكُونُ هَدَّةٌ فِي رَمَضَانَ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُفْزِعُ الْيَقْظَانَ الْحَدِيث.
ومَسْلَمَةَ مَتْرُوك وروى إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ لَيْث عَنْ شهر بْن حَوْشَب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا قَالَ: تَكُونُ فِي رَمَضَانَ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خِدْرِهَا وَإِسْمَاعِيل وَلَيْث وَشهر ضعفاء (قُلْتُ) طَرِيق مَسْلَمَةَ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي(2/321)
الْمُسْتَدْرك وقَالَ غَرِيب الْمَتْن ومَسْلَمَةَ لَا تقوم بِهِ الحجّة وقَالَ الذَّهَبِيّ بل هُوَ سَاقِط مَتْرُوك والْحَدِيث مَوْضُوع انْتهى.
وقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدثنَا إِسْمَاعِيل بْن قَاسِم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرْعرة حَدَّثَنَا نوح بْن قَيْس حَدَّثَنَا البَخْتَرِيّ عَنْ شهر بْن حَوْشَب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: فِي شَهْرِ رَمَضَانَ الصَّوْتُ وَفِي ذِي الْقَعْدَةِ غَيْرُ الْقَبَائِلِ وَفِي ذِي الْحِجَّةِ يُسْلَبُ الْحَاجُّ.
وقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي الْفِتَن أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن روح الشَّعْرانيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه المنصوري حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش عَنْ مُحَمَّد بْن ثَابت عَنْ مَسْرُوق عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: تَكُونُ ضَجَّةٌ فِي رَمَضَانَ وَتَكُونُ معمعة فِي شَوَّال وتمير الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَتُسْفَكُ الدِّمَاءُ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَخُرُوجُ أَهْلِ الْمَغْرِبِ فِي الْمُحَرَّمِ يَقُولُهَا ثَلاثًا وَأخرج نُعَيم بْن حَمَّاد فِي كتاب الْفِتَن عَنِ ابْنِ مَسْعُود عَن النَّبِي قَالَ: إِذَا كَانَتْ صَيْحَةٌ فِي رَمَضَانَ فَإِنَّهُ تَكُونُ مَعْمَعَةٌ فِي شَوَّالٍ وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَتُسْفَكُ الدِّمَاءُ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وَمَا الْمُحَرَّمُ يَقُولُهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ تُقْبِلُ النَّاسُ فِيهِ هَرَجًا هَرَجًا قُلْنَا وَمَا الصَّيْحَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ هَذِهِ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ جُمُعَةٌ تَكُونُ هَدَّةٌ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُقْعِدُ الْقَائِمَ وَتُخْرِجُ الْعَوَاتِقَ مِنْ خُدُورِهِنَّ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَة فِي سنة كَثِيرَة الزلازل فِي الْبرد فَإِذا وَافق شهر رَمَضَان فِي تِلْكَ السّنة لَيْلَة جُمُعَةٍ فَإِن صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ فَادْخُلُوا بُيُوتَكُمْ وَأَغْلِقُوا أَبْوَابَكُمْ وَشُدُّوا كُوَاكُمْ وَدَثِّرُوا أَنْفُسَكُمْ وَسُدُّوا آذَانَكُمْ فَإِذَا أَحْسَسْتُمْ بِالصَّيْحَةِ فَخِرُّوا لِلَّهِ سُجَّدًا وَقُولُوا سُبْحَانَ القدوس سُبْحَانَ الْقُدُّوسُ رَبُّنَا الْقُدُّوسُ فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ نَجَا وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَهْلِكْ.
وقَالَ نُعَيم أَيْضا فِي كتاب الْفِتَن حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَة أَخْبَرَنَا عَبْد الوهَّاب عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: فِي السَّمَاءِ آيَةٌ لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْ رَمَضَانَ وَفِي شَوَّالٍ هَمْهَمَةٌ وَفِي ذِي الْقعدَة فِي ذِي الْحجَّة الثرابل وَفِي الْمُحَرَّمِ وَمَا الْمُحَرَّمِ قَالَ عبد الْوَهَّاب بَلغنِي أَن رَسُول الله قَالَ فِي رَمَضَان آيَة فِي السَّمَاء كعمود سَاطِع وشوال الْبلَاء وفى ذِي الْقعدَة الفقاء وفى ذِي الْحجَّة ينهب الْحَاج وَالْمحرم وَمَا الْمحرم وَخرج نُعَيم بْن حَمَّاد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي تَكُونُ هَدَّةٌ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ تَظْهَرُ عِصَابَةٌ فِي شَهْرِ شَوَّالٍ ثُمَّ تَكُونُ مَعْمَعَةٌ فِي ذِي الْقَعْدَةِ ثُمَّ سَلْبُ الْحَاجِّ فِي ذِي الْحِجَّةِ ثُمَّ تُنْتَهَكُ الْمَحَارِمُ فِي الْمُحَرَّمِ ثُمَّ يَكُونُ صَوْتٌ فِي صَفَرٍ ثُمَّ تَنَازَعُ الْقَبَائِلُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ ثُمَّ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى نَاقَةٌ مُصِيبَةٌ خَيْرٌ مِنْ دَسْكَرَةٍ تَغُلُّ مِائَةَ أَلْفٍ.
وقَالَ نُعَيم حَدَّثَنَا الْوَلِيد عَنْ عُقْبة عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله:(2/322)
يَكُونُ فِي رَمَضَانَ صَوْتٌ وَفِي شَوَّالٍ هَمْهَمَةٌ وَفِي ذِي الْقَعْدَةِ تَتَحَارَبُ الْقَبَائِلُ وَفِي ذِي الْحِجَّةِ يُنْتَهَبُ الْحَاجُّ وَفِي الْمُحَرَّمِ يُنَادِي مُنَادِي مِنَ السَّمَاءِ أَلا إِنَّ صَفْوَةَ الله من خَلفه فُلانٌ وَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا.
وقَالَ نُعَيم: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُف عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ يَكُونُ صَوْتٌ فِي رَمَضَانَ وَيَكُونُ مَلْحَمَةٌ عَظِيمَةٌ بِمِنًى يَكْثُرُ فِيهَا الْقَتْلُ وَيُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ حَتَّى تسيل دِمَاءَهُمْ عَلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ.
وقَالَ نُعَيم حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مَرْوَان عَن كَعْب قَالَ هِلَال بني عَبَّاس عِنْد نجم يظْهر فِي الجو وهدة وداهية يكون ذَلِكَ أجمع فِي شهر رَمَضَان تكون الْجَمْرَة مَا بَيْنَ الْخمس إِلَى الْعشْرين والهدة فِيمَا بَيْنَ النّصْف إِلَى الْعشْرين والداهية مَا بَيْنَ الْعشْرين إِلَى أَرْبَعَة وَعشْرين وَنجم يرْمى بِهِ يضيء كَمَا يضيء الْقَمَر ثُمّ يلتوي كَمَا تلتوي الْحَيَّة يكَاد رأساه يَلْتَقِيَانِ والرجفتان فِي لَيْلَة الفسحتين والنجم يَرْمِي بشهاب مِنَ السَّمَاء بلَاء فِيهِ شَدِيد وقَالَ نُعَيم حَدَّثَنَا الحكم بْن نَافِع قَالَ تكون فِي زمن السفياني هدة بِالشَّام حَتَّى يظنّ كُلّ قوم أَنَّهُ خراب مَا بَينهم.
وقَالَ نُعَيم حَدثنَا عَبْد القدوس عَنْ كثير بْن مرّة الْحَضْرَمِيّ عَن مهَاجر السيال قَالَ: يكون رَمَضَان فترمض قُلُوبهم وشوال يشلل مِنْهُم وَفِي ذِي الْقعدَة تستقعدهم وَفِي ذِي الحجّة تسفك الدِّمَاء وقَالَ نُعَيم حَدثنَا عَبْد القدوس عَنْ كثير بْن مرّة قَالَ الْحدثَان فِي رَمَضَان والمعشر فِي شَوَّال والتذايل فِي ذِي الْقعدَة والمعمعة فِي ذِي الحجّة.
واللَّه أَعْلَم.
(الطَّبَرِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الْوَهَّاب بْن نجدة حَدَّثَنَا عَبْد الْوَهَّاب بْن الضَّحَّاك حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيّ عَنْ عُبَيدة بْن أَبِي لبَابَة عَنْ فَيْرُوز الدَّيْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَكُونُ صَوْتٌ فِي رَمَضَانَ.
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ أَوْ فِي وَسَطِهِ أَوْ فِي آخِرِهِ قَالَ بَلْ فِي النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ رَمَضَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ يَكُونُ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يُصْعَقُ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا وَيُخْرَسُ سَبْعُونَ أَلْفًا وَيُعْمَى سَبْعُونَ أَلْفًا وَيُصَمُّ سَبْعُونَ أَلْفًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنِ السَّالِمُ مِنْ أُمَّتِكَ قَالَ مَنْ لَزِمَ بَيْتَهُ وَتَعَوَّذُ بِالسُّجُودِ وَجَهَرَ بِالتَّكْبِيرِ لِلَّهِ تَعَالَى ثُمَّ يَتْبَعُهُ صَوْتٌ آخَرُ فَالصَّوْتُ الأَوَّلُ صَوْتُ جِبْرِيلَ وَالصَّوْتُ الثَّانِي صَوْتُ الشَّيْطَانِ فَالصَّوْتُ فِي رَمَضَانَ وَالْمَعْمَعَةُ فِي شَوَّالٍ وَتُمَيَّزُ الْقَبَائِلُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ وَيُغَارُ عَلَى الْحَاجِّ فِي ذِي الْحِجَّةِ وَفِي الْمُحَرَّمِ وَمَا الْمُحَرَّمُ أَوَّلُهُ بَلاءٌ عَلَى أُمَّتِي وَآخِرُهُ فَرَجٌ لأُمَّتِي الرَّاحِلَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ يَقْتَنِيهَا يَنْجُو عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ خَيْرٌ لَهُ من دكسرة تَغُلَّ مِائَةَ أَلْفٍ.
لَا يَصِّح عَبْد الوهَّاب مَتْرُوك وإِسْمَاعِيل ضَعِيف وَعَبدَة لَمْ ير فَيْرُوزًا وفَيْرُوز لم ير رَسُول الله وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث غُلَام خَلِيل عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم البياضي عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد العَطَّار عَنْ أَبِي الْمُهَاجِر عَنِ الأَوْزَاعِيّ وَكلهمْ ضِعَاف فِي الْغَايَة.
رَوَى هَهُنَا عَنْ خَالِد بْن خِدَاش عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد عَن(2/323)
أَيُّوب عَنِ الْحَسَن عَنْ صَخْرِ بْنِ قُدَامَةَ مَرْفُوعا: لَا يُولد بعد الْمِائَة مَوْلُود فِيهِ حَاجَة قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل لَيْسَ بِصَحِيح.
قَالَ المُصَنّف: فَإِن قيل فإسناده صَحِيح فَالْجَوَاب أَن العنعنة تحْتَمل أَن يكون أحدهم سَمعه من ضَعِيف أَو كَذَّاب فأسقط اسْمه وَذكر من رَوَاهُ لَهُ عَنهُ بِلَفْظ عَن وَكَيف يكون صَحِيحا وَكثير من الْأَئِمَّة السَّادة ولدُوا بعد الْمِائَة (قلت) : الحَدِيث أخرجه ابْن قَانِع فِي مُعْجَمه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْقَاسِم بْن الْمسَاوِر حَدَّثَنَا خَالِد بْن خِدَاش حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن زيد عَن أَيُّوب عَنِ الْحَسَن عَنْ صَخْرِ بْنِ قدامَة قَالَ قَالَ رَسُول: لَا يُولد مَوْلُود بعد الْمِائَتَيْنِ للَّه فِيهِ حَاجَة.
قَالَ أَيُّوب: فَلَقِيت صَخْر بْن قُدَامَة.
فَسَأَلته عَنْهُ فَلم يعرفهُ.
قَالَ ابْن قَانِع: هَذَا مِمَّا ضعف خَالِد بِهِ وَأنكر عَلَيْه انْتهى.
وخَالِد الْمَذْكُور ثِقَة رَوَى لَهُ مُسْلِم والنَّسائيّ والْحَدِيث أَخْرَجَهُ ابْن شاهين فِي الصَّحَابَة مِنْ هَذَا الطَّرِيق بِلَفْظ: لَا يُولد بعد مائَة مَوْلُود للَّه فِيهِ حَاجَة وقَالَ: هَذَا حَدِيث مُنْكَر وَهَذَا الْبَغْدَادِيّ يَعْنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن أعين.
لَا اعرفه قَالَ الْحَافِظ ابْن حُجْر فِي الْإِصَابَة هُوَ ثِقَة مَشْهُور ولَمْ ينْفَرد بِهِ لَكِن حكى السَّاجِي عَنْ عَليّ بن المَدِينيّ أَنَّهُ كَانَ يضعف خَالِد بْن خِدَاش فِي رِوَايَته عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد وَعَن يَحْيَى بْن مَعِين أَن خَالِد انْفَرد عَنْ حَمَّاد بِأَحَادِيث وقَالَ ابْن مَنْدَه صَخْر بْن قُدَامَة مُخْتَلف فِي صحبته.
قَالَ الْحَافِظ لَمْ يُصَرح بِسَمَاعِهِ من النَّبِي ولَمْ يُصَرح الْحَسَن بِسَمَاعِهِ مِنْهُ فَهَذِهِ عِلّة أُخْرَى لهَذَا الْخَبَر انْتهى واللَّه أَعْلَم (الْأَزْدِيّ) حَدَّثَنَا أَبُو عرُوبَة الحرَّاني حَدَّثَنَا أَبُو كريب مُحَمَّد بْن الْعَلَاء حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أبان العِجْليّ أَنْبَأَنَا بَشِير بْن الْمُهَاجِر عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: عِنْدَ رَأْسِ الْمِائَةِ سَنَةٌ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً طَيَّبَةً يَقْبِضُ فِيهَا رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
هَذَا حَدِيث بَاطِل يكذبهُ الْوُجُود وَبشير مُنْكَر الْحَدِيث (قُلْتُ) الْحَدِيث صَحِيح أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى وَالرُّويَانِيّ فِي مسنديهما وَابْن قَانِع فِي مُعْجَمه وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ أَيْضا المقدسيّ وَأوردهُ فِي المختارة.
قَالَ الْحَاكِم أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن الْحَسَن حَدثنَا أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ حَدثنَا عُبَيْد الله بْن مُوسَى حَدَّثَنَا بَشِير بْن الْمُهَاجِر عَنِ عبد اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِن لله ريحًا يبعثها الله عَلَى رَأس مائَة سنة تقبض روح كُلّ مُؤمن.
قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح الْإِسْنَاد وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَهَذِه الْمِائَة قرب السَّاعَة.
والمؤلف ظن أَنَّهَا الْمِائَة الأولى مِنَ الْهِجْرَة ولَيْسَ كَذَلِك، وَقَدْ ورد ذكر هَذَا الرّيح منْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عُمَر وعَائِشَة والنواس بْن سمْعَان وَالثَّلَاثَة عِنْد مُسْلِم فِي صَحِيحه.
وَمن حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم وَعَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعَة أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ(2/324)
وَالْحَاكِم وحُذَيْفة بْن أسيد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ عَنِ ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا أَخْرَجَهُ الْحَاكِم وَكلهَا صِحَاح واللَّه أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي سُفْيَان حَدَّثَنَا بركَة بْن مُحَمَّد الْحلَبِي حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي قَالَ: تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ رَوَاهُ بركَة عَنِ الْوَلِيد عَنِ الأَوْزَاعِيّ عَن يحيى ين أَبِي كثير عَن أَبِي سَلمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.
وَرَوَاهُ حبيب بْن حبيب عَنْ مَالك عَنِ الزُّهْرِيّ وَهَذَا حَدِيث مَوْضُوع بركَة كَذَّاب وَكَذَا حبيب.
قَالَ الدارَقُطْنيّ لَا يَصِّح عَنْ مَالك ولَيْسَ بِمَحْفُوظ عَنِ الزُّهْرِيّ (قُلْتُ) لَهُ طَرِيق آخر قَالَ المخلص فِي فَوَائده: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بن عبد الحكم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل بْن أَبِي فديك عَنْ عَبْد اللَّه بْن زَيْد عَنْ مُصْعَب بن مُصْعَب وَهُوَ ابْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف عَنِ ابْن شهَاب عَن أَبِي سَلمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: تُرْفَعُ زِينَةُ الدُّنْيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَعشْرين وَمِائَة.
أَخْرَجَهُ ابْن عَسَاكِر منْ طرق عَنِ ابْن فديك بِهِ وقَالَ فِي بَعْضهَا يَعْنِي بالزينة الرِّجَال.
وَفِي آخر: قَالَ إِسْحَاق بْن البهلول قُلْتُ لِابْنِ أَبِي فديك مَا مَعْنَاهُ قَالَ: زينتها نور الْإِسْلَام وبهجته.
واللَّه أَعْلَم.
(ابْن حَبَّان) حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم هَارُون بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصُّورِي حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه الْبَابلُتِّي حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: إِذَا كَانَتْ سَنَةُ ثَلاثِينَ وَمِائَةٍ كَانَ الْغُرَبَاءُ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ قُرْآنٌ فِي جَوْفِ ظَالِمٍ وَمُصْحَفٌ فِي بَيْتِ قَوْمٍ لَا يُقْرَأُ فِيهِ وَمَسْجِدٌ فِي نَادِي قَوْمٍ لَا يُصَلُّونَ فِيهِ وَرَجُلٌ صَالِحٌ بَيْنَ قَوْمِ سُوءٍ.
قَالَ ابْن حَبَّان: هَذَا بِلَا شكّ مَعْمُول والبابلتي يَأْتِي عَنِ الثِّقَات بأَشْيَاء معضلات وقَالَ الدارَقُطْنيّ البلية فِي هَذَا الْحَدِيث مِنَ الرَّاوِي عَنِ الْبَابلُتِّي لَا مِنْهُ (قُلْتُ) الْمُنكر صَدره وللباقي طَرِيق آخر قَالَ الدِّينَوَرِيّ فِي المجالسة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن حبيب حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ نُعَيم بْن مورع عَنْ شريك عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ شَدَّاد بْن أَوْس قَالَ قَالَ رَسُول الله: ثَلاثَةٌ غُرَبَاءُ قُرْآنٌ فِي قَلْبِ رَجُلٍ فَاجِرٍ وَمُصْحَفٌ فِي بَيْتٍ لَا يَقْرَأُ فِيهِ وَصَالِحٌ مَعَ الظَّالِمِينَ واللَّه أَعْلَم.
(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا عَبْدَانِ حَدَّثَنَا ابْن مصفى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد العَطَّار عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عكاشة الأَسَديّ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيق عَنْ حُذَيْفَةَ مَرْفُوعًا: سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ خَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَاتُ.
الأَسَديّ كَذَّاب ويَحْيَى بْن سَعِيد لَيْسَ بِشَيْء.(2/325)
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الدستوَائي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الْحَافِظ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد المارستاني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم المارستاني حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أَبُو جَعْفَر عَنْ سيف بْن مُحَمَّد عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي وَائِل عَنْ حُذَيْفة مَرْفُوعًا: إِذا كَانَتْ لَيْلَة خمسين وَمِائَة فَخير أَوْلَادكُم الْبَنَات فَإِذا كَانَ سنة سِتِّينَ وَمِائَة فأمثل النّاس يَوْمئِذٍ كُلّ ذِي حاذ قُلْنَا وَمَا ذُو الحاذ قَالَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ وُلِد خَفِيف الْمُؤْنَة وَفِي سنة كَذَا وَكَذَا خُرُوج أَهْل الْمغرب ونزولهم مصر وَذَلِكَ حِين قُتِل أَهْل الْمغرب أَمِيرهمْ فويل لمصر مَاذَا يلقى أَهلهَا مِنَ الذل الذَّلِيل وَالْقَتْل الذريع والجوع الشَّديد وَذكر حَدِيثا فِي الْمَلَاحِم طَويلا سيف كَذَّاب يضع، وَقَدْ رَوَى بِإِسْنَاد مظلم كلهم مَجَاهِيل إِلَى مقَاتل عَنْ عَطَاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: إِذَا كَانَتْ سَنَةُ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَاحْذَرُوا التَّزْوِيجَ فَإِنَّ مَنْ تَزَوَّجَ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ سَلَبَ اللَّهُ عَقْلَهُ وَهَدَمَ دِينَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ دُنْيَا وَلا آخِرَةٌ هَذَا منْ أفحش الْكَذِب.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نَاصِر أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد السيري عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه عَنْ بطة حَدثنَا ابْن صاعد حَدثنَا سَلَمَة بْن شبيب حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيرَة عَبْد القدوس بْن الحَجَّاج حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن السمط حَدَّثَنَا زَكَرِيّا بْن يَحْيَى الصَّدَفيّ عَنْ ابْن لحُذَيْفَةَ عَن أَبِيه حُذَيْفَة بْنِ الْيَمَانِ مَرْفُوعًا: خَيْرُ أَوْلادِكُمْ بَعْدَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ الْفَوَاقِدُ وَسَنَةَ ثَمَانِي وَسِتِّينَ تَقَاضِي دِينِكَ وَسَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَة الْهَرج فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا النَّجَا وَمَا الْخَلاصُ قَالَ: الْهَرْجُ الْهَرْجُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
لَا يَصِّح ابْن حُذَيْفة مَجْهُول وزَكَرِيّا مَجْرُوح وَعبد القدوس يضع (قلت) أَخْرَجَهُ الديلمي من طَرِيق آخر عَنْ عَبْد القدوس فَقَالَ فِيهِ عَنِ ابْن لِحُذَيْفَة عَنْ أَبِيه عَن جده حُذَيْفَة وقَالَ أَيْضا حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيّا الْحَافِظ إملاء حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أَبِي عَليّ حَدَّثَنَا عبد الْوَاحِد بْن عُبَيْد اللَّه أَنْبَأَنَا الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا إِدْرِيس بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: فِي الأَرْبَعِينَ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ خَيْرُ أَوْلادِكُمُ الْبَنَاتُ وَفِي الْخَمْسِينَ خَيْرُ نساءكم الْعَقِيمَاتُ وَفِي السِّتِّينَ يُغْبَطُ الرَّجُلُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَهْلٌ وَفِي السَّبْعِينَ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ الْبَلاءُ الْمُبِينُ وَفِي الثَّمَانِينَ وَالسَّيْفُ وَفِي التِّسْعِينَ حلت لأمتي الرهبانية وَفِي الثلثمائة نِعْمَ الْبَيْتُ الْقَبْرُ.
واللَّه أَعْلَم.
(عَبْد الله) بْن مُحَمَّد الْبَغَوِيّ حَدَّثَنَا كَامِل بْن طَلْحَة حَدَّثَنَا عُبَاد بْن عَبْد الصَّمد حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ مَرْفُوعًا: طَبَقَاتُ أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الثَّمَانِينَ أَهْلُ الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ التَّرَاحُمِ وَالتَّوَاصُلِ وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ أَهْلُ التَّقَاطُعِ والتدابر(2/326)
وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْمِائَتَيْنِ أَهْلُ الْهَرْجِ وَالْحُرُوبِ.
لَا أَصْل لَهُ وَالْمُتَّهَم بِهِ عُبَاد مُنْكَر الْحَدِيث.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن حَاتِم حَدَّثَنَا عَبْد السَّلَام بْن عَاصِم الرَّازيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِسْمَاعِيل بْن حيويه حَدَّثَنَا الْمُبَارَك بْن سعيد الثَّوْريّ عَن عَرَفَة أَبِي مُوسَى مَرْفُوعًا: أَنَا وَأَصْحَابِي أَهْلُ إِيمَانٍ وَعَمَلٍ إِلَى أَرْبَعِينَ وَأَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى إِلَى الثَّمَانِينَ وَأَهْلُ تُوَاصُلٍ وَتَرَاحُمٍ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَأَهْلُ تُقَاطُعٍ وَتَدَابُرٍ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ ثُمَّ الْهَرْجَ الْهَرْجَ الْهَرَبَ الْهَرَبَ.
قَالَ العُقَيْليّ عَرَفَة مَجْهُول وَلَا يتَبَيَّن سَمَاعه منْ أَبِي مُوسَى.
وروى يَحْيَى بْن عَنْبَسَة عَنِ ابْن المُنْكَدِر عَنِ ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ: أمتِي خمس طَبَقَات: يَحْيَى كَذَّاب (قُلْتُ) حَدِيث أَنَس أَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه منْ طَرِيقين فبرئ مِنْهُ عُبَاد قَالَ حَدَّثَنَا نصر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِي حَدَّثَنَا نوح بْن قَيْس حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن معقل عَنْ يَزِيد الرِّقاشي عَنْ أَنَسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ: أمتِي على خَمْسُ طَبَقَاتٍ فَأَرْبَعُونَ سَنَةً أَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى الْعِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ أَهْلُ تَرَاحُمٍ وَتَوَاصُلٍ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ أَهْلُ تَدَابُرٍ وَتَقَاطُعٍ ثُمَّ الْهَرْجَ الْهَرْجَ النَّجَا النَّجَا.
وقَالَ حَدَّثَنَا نصر بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا حَازِم أَبُو مُحَمَّد الْعَنْبَري حَدَّثَنَا المِسْوَر بْن الْحَسَن عَنْ أَبِي معن عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أُمَّتِي عَلَى خَمْسِ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا فَأَمَّا طَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي فَأَهْلُ عِلْمٍ وَإِيمَانٍ وَأَمَّا الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ مَا بَيْنَ الأَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ فَأَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى ثُمّ ذكر نَحوه.
وَلَهُ شَوَاهِد.
قَالَ الْحَسَن بْن سُفْيَان فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن حُجْر حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مَطَر النَّهْرِي عَنْ أَبِي الْمَلِيح عَنِ الأشيب بْن دارم عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ سنة الطَّبَقَة الأولى أَنَا وَمن معي أَهْل علم ويقين إِلَى الْأَرْبَعين والطبقة الثَّانِيَة أَهْل نعم وتقوى إِلَى الثَّمَانِينَ والطبقة الثَّالِثَة أَهْل تواصل وتراحم إِلَى الْعشْرين وَمِائَة والطبقة الرَّابِعَة أَهْل تقاطع ومظالم وتدابر إِلَى السِّتين وَمِائَة والطبقة الْخَامِسَة أَهْل هرج ومرج إِلَى الْمِائَتَيْنِ حفظ أَمر نَفسه ذكر ابْن عَبْد الْبر الْحَدِيث فِي تَرْجَمَة دارم وقَالَ فِي إِسْنَادُه نظر.
وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي ذيل المغنى إِبْرَاهِيم بْن المطهر لَا يدْرِي منْ ذَا.
قَالَ ابْن عَسَاكِر أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن القرضي أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد فُضَيْل أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن بْن عَوْف أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيّ بْن مُنِير أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر بْن جريم حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارِ بْنِ نُصَيْرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله: أمتِي على(2/327)
خَمْسِ طَبَقَاتٍ وَأَنَا وَمَنْ مَعِي إِلَى أَرْبَعِينَ سَنَةً أَهْلُ نُبُوَّةٍ وَهُدًى وَالطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ إِلَى ثَمَانِينَ سَنَةٍ أَهْلُ بِرٍّ وَتَقْوَى وَالطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ تُوَاصُلٍ وَتَرَاحُمٍ وَالطَّبَقَةُ الرَّابِعَةُ إِلَى السِّتِّينَ وَمِائَةٍ أَهْلُ تُقَاطُعٍ وَتَدَابُرٍ وَالطَّبَقَةُ الْخَامِسَةُ إِلَى مِائَتَيْ سَنَةٍ أهل هرج فالهرب أَهْلُ هَرْجٍ فَالْهَرَبَ.
قَالَ وَحَدَّثَنَا هِشَام حَدَّثَنَا أَبُو الْوَزير بْن النُّعْمَان بْن الْمُنْذر الغساني عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَكْحُول بِمثل هَذَا الحَدِيث سَوَاء وَقد أورد الْحَافِظ ابْن حُجْر فِي عشارياته حَدِيث أَنَس وقَالَ: هَذَا حَدِيث ضَعِيف وَعباد ويَزِيد الرِّقاشي ضعيفان وَلَهُ شَوَاهِد كلهَا ضِعَاف مِنْهَا أَن عَلِيّ بْن حُجْر رَوَاهُ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مَطَر الفِهْريّ ولَيْسَ بعمدة عَنْ أَبِي الْمَلِيح بْن أُسَامَة الْهُذلِيّ الْقُرَشِيّ وَهُوَ تَالِف عَنِ الثَّوْريّ عَن مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَنِ ابْن عَبَّاس نَحوه قَالَ وَإِنَّمَا أوردته لِأَن لَهُ مُتَابعًا ولكونه منْ إِحْدَى السّنَن واللَّه أعلم.
(أَخْبَرَنَا) ابْن نَاصِر أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن أَحْمد بْن بَيَان أَنْبَأنَا أَبُو عَلِيّ بْن شَاذان أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن مُحَمَّد الواسطيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس الْكُدَيْمِي حَدَّثَنَا عون بْن عمَارَة حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن الْمثنى عَن أَبِيهِ عَن جدِّه عَن أَنَس عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الْآيَات بعد الْمِائَتَيْنِ.
مَوْضُوع: عون وَابْن الْمُثَنَّى ضعيفان غَيْر أَن الْمُتَّهم بِهِ الْكُدَيْمِي (قُلْتُ) هُوَ بَرِيء مِنْهُ فقد أَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الخلَّال حَدَّثَنَا عون بِهِ وَأخرجه الْحَاكِم منْ طَرِيق عون وقَالَ: صَحِيح.
وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ: عون ضَعَّفُوهُ وَالله أعلم.
(الْحَاكِم) أَخْبرنِي أَبُو عمر عبد الْوَاحِد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقرشِي حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا غيلَان بْن المُغِيرَة حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن صالِح حَدَّثَنَا أَبُو يحيى الْخُرَاسَانِي سُلَيْمَان بْن عِيسَى حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا: إِذَا أَتَتْ عَلَى أُمَّتِي ثلثمِائة وَثَمَانُونَ سَنَةً فَقَدْ حَلَّتْ لَهُمُ الغربة وَالتَّرَهُّب على رُؤُوس الْجِبَالِ.
مَوْضُوع.
سُلَيْمَان يضع (قُلْتُ) لَهُ طَرِيق آخر قَالَ الغسولي فِي جزئه حَدَّثَنَا أُسَامَة بْن الْحَسَن بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد العَدَويّ حَدَّثَنَا زُهَيْر بْن عباد حَدثنَا الْحجَّاج بْن رَشِيدين عَنْ أَبِيهِ رِشْدِين بْن سَعْد عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ الأَزْدِيِّ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا أَتَتْ عَلَى أُمَّتِي ثَمَانُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ فَقَدْ حَلَّتْ لَهُمُ الغربة وَالْعُزْلَة وَالتَّرَهُّب فِي رُؤُوس الْجِبَالِ واللَّه أَعْلَم.
(ابْن عَدِيّ) حَدثنَا كهمس بن معمر حَدثنَا أَبُو يَحْيَى الْوَقار حَدَّثَنَا مُؤَمل بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عون عَن ابْن سِيرِين(2/328)
عَن أبي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعا: يكون فِي آخر الزَّمَان خَليفَة لَا يفضل عَلَيْه أَبُو بَكْر وَلَا عُمَر، مَوْضُوع.
مُؤَمل ضَعِيف وزَكَرِيّا الْوَقار كَذَّاب (قُلْتُ) هما بريئان مِنْهُ فقد ورد بُسْنَد صَحِيح أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي شَيْبَة فِي المُصَنّف حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَة عَنْ عون عَن مُحَمَّد بْن سِيرِين قَالَ يكون فِي هَذِهِ الْأمة خَليفَة لَا يفضل عَلَيْه أَبُو بَكْر وَلَا عُمَر.
وَلَهُ طَرِيق آخر أَخْرَجَهُ نُعَيم بْن حَمَّاد وَفِي كتاب الْفِتَن منْ طَرِيق ضَمْرَة عَنْ مُحَمَّد بْن سِيرِينَ وَقَدْ تَكَلَّمت عَلَيْه وعَلى تَأْوِيله فِي كتاب الْمُهْتَدي وَالله أعلم.
كتاب الْمَرَضِ وَالطِّبِّ
(الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْحمال حَدَّثَنَا قطن بْن إِبْرَاهِيم النَّيْسابوريّ حَدَّثَنَا الْجَارُود بْن يَزِيد حَدَّثَنَا سفين عَنْ أَشْعَث بْن عَبْد الْملك عَنْ أَبِي سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: ثَلاثَةٌ مِنْ كُنُوزِ الْبِرِّ إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ وَكِتْمَانُ الشَّكْوَى يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي فَصَبَرَ وَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ فَإِنْ أَبْرَأْتُهُ أَبْرَأْتُهُ وَلا ذَنْبَ لَهُ وَإِنْ تَوَفَّيْتُهُ فَإِلَى رَحْمَتِي: لَا يَصِّح تَفَرّد بِهِ الْجَارُود وَهُوَ مَتْرُوك (قلت) وَلم يتهم الْجَارُود بِوَضْع وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن هَارُون حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَكَّار حَدَّثَنَا زَافِر بْن سُلَيْمَان عَن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رواد عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مِنْ كُنُوزِ الْبِرِّ كِتْمَانُ الْمَصَائِبِ وَالأَمْرَاضِ وَالصَّدَقَةِ وَمَنْ بَثَّ لَمْ يصير.
أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية والقضاعي فِي مُسْند الشهَاب كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي الشَّيْخ.
وقَالَ أَبُو زَكَرِيّا الْبُخَارِيّ فِي فَوَائده حَدَّثَنَا الْخَلِيل بْن عَبْد القهار الصيدلاوي حَدَّثَنَا هِشَام بْن خَالِد حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَنِ ابْن أَبِي رواد عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَن رَسُول الله قَالَ: ثَلَاث منْ كنوز الجَنَّة كتمان الْمُصِيبَة وَالصَّدَََقَة والأمراض قَالَ تَمام فِي فَوَائده حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا ثَابِت بْن عَمْرو حَدَّثَنَا مقَاتل بْن حَيَّان عَنْ قَيْس بْن سكن عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِيّ قَالَ: ثَلَاث منْ كنوز الجَنَّة الْبِرُّ وَكِتْمَانُ الأَوْجَاعِ وَالْبَلْوَى وَالْمَعِيبَاتِ وَمَنْ بَثَّ لَمْ يَصْبِرْ.
وقَالَ(2/329)
الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ الأَبّار حَدَّثَنَا هِشَام بْن خَالِد حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَنِ ابْن جُرَيج عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه: منْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فِي مَالِهِ أَوْ جَسَدِهِ وَكَتَمَهَا وَلَمْ يَشْكُهَا إِلَى النَّاسِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى أَن يغْفر لَهُ.
قَالَ الْخَطِيب أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر البرياني حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الْحَافِظ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ بن بِنْت كَعْب حَدَّثَنَا عَليّ بْن الْحَسَن الْأنْصَارِيّ من ولد أبي أَيُّوب حَدَّثَنَا وَكِيع بْن الْجراح عَنْ سُفْيَان بْن سَعِيد عَنْ أبي إِسْحَاق عَن الْحَارِث عَن عَليّ عَن النَّبِي قَالَ: أَرْبَعَةٌ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ إِخْفَاءُ الصَّدَقَةِ وَكِتْمَانُ الْمُصِيبَةِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَقَوْلُ لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ.
قَالَ البرقاني: قَالَ أَبُو الْحَسَن لَمْ نكتب هَذَا الْحَدِيث إِلَّا عَنْ هَذَا الشَّيْخ.
قَالَ الْخَطِيب: وَكَانَ ثِقَة صَالحا دينا واللَّه أَعْلَم.
(أَبُو الشَّيْخ) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَبُو الْجمَاهِر مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبَّاس حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بن أبي الجون حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَن جدِّه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَبْتَلِي عَبْدِي بِالْبَلاءِ فَإِنْ لم يشكني إِلَى عُوَّادِهِ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا من لَحْمه ودماً أطيب من دَمه فَإِن أَطْلَقْتُهُ مِنْ أَسْرِي أَمَرْتُهُ فَاسْتَأْنَفَ الْعَمَلَ.
لَا يَصِّح عَبْد اللَّه بْن سَعِيد مَتْرُوك (قُلْتُ) : بل هُوَ صَحِيح وَلَهُ طرق أُخْرَى قَالَ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك حَدَّثَنِي بَكْر بْن مُحَمَّد الصَّيْرفيّ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن المَدِينيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْحَنَفِيّ حَدَّثَنَا عَاصِم بْن مُحَمَّد بْن زَيْد عَنْ سَعِيد المَقْبُري عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي الْمُؤْمِنَ فَلَمْ يَشْكُنِي إِلَى عُوَّادِهِ أَطْلَقْتُهُ مِنْ أَسْرِي ثُمَّ أَبْدَلْتُهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ ثُمَّ يَسْتَأْنِفُ.
قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ.
وأَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي الشّعب عَنِ الْحَاكِم وَصَححهُ أَيْضا وقَالَ زعم بعض الْحفاظ أَن مُسلما أَخْرَجَهُ فِي صَحِيحه عَنِ القَوَاريريّ عَنِ الْحَنَفِيّ ثُمّ اعْترض عَلَيْه بِأَنَّهُ إِنَّمَا يرْوى عَنْ عَاصِم بْن مُحَمَّد عَن عَبْد الله بْن سَعِيد المَقْبُري وَعبد اللَّه ضَعِيف قَالَ البَيْهَقيّ وَقَدْ نظرت فِي كتاب مُسْلِم فَلم أَجِدهُ فِيهِ وَلَا ذكره أَبُو مَسْعُود فِي أَطْرَافه.
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَطْرَاف الْعشْرَة: تعقبه أَبُو الْفَضْل بْن عمار الشَّهِيد فِيمَا استدركه عَلَى كتاب مُسْلِم مِنَ الْأَحَادِيث المعللة وذُكِر أَن مُعَاذ بْن معاذير يرويهِ عَنْ عَاصِم عَنْ عَبْد الله بْن سَعِيد عَن أَبِيهِ وَهُوَ أشبه بِأَحَادِيث عَبْد اللَّه بْن سَعِيد انْتهى.
فَكَانَ فِي صَحِيح مُسْلِم فِي غَيْر الرِّوَايَة(2/330)
الْمَشْهُورَة فَإنَّهُ رِوَايَات مُتعَدِّدَة وَقَدْ أخرحه البَيْهَقيّ فِي السّنَن عَنِ الْحَاكِم ثُمّ قَالَ وَرَوَاهُ أَبُو صَخْر حُمَيد بْن زِيَاد عَنْ سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوقوفا (أَخْبَرَنَا) أَحْمَد بْن الْحَسَن القَاضِي ويَحْيَى بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْمُزَكي قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس وَهُوَ الْأَصَم حدثتا بَحر هُوَ ابْن نصر حَدَّثَنَا ابْن وَهْب حَدَّثَنِي أَبُو صَخْر حُمَيد بْن زِيَاد أَن سَعِيد المَقْبُري حدّثه قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ اللَّه أبتلى عَبدِي الْمُؤمن فَإِذا لَمْ يشك إِلَى عواده ذَلِكَ حللت عَنْهُ عقدي وأبدلته دَمًا خيرا منْ دَمه وَلَحْمًا خيرا منْ لَحْمه ثُمّ قُلْتُ لَهُ أستأنف الْعَمَل.
قَالَ القَاضِي أَبُو الْحَسَن بْن صَخْر فِي عوالي مَالك أَنْبَأَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد بْن سفين حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان حَدثنَا عَليّ بن مُحَمَّد الزياد أبادي عَنْ سهل بْن أَبِي صَالح عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ فَيَقُولُ انْظُرُوا مَا يَقُولُ لِعُوَّادِهِ فَإِنْ هُوَ إِذَا دَخَلُوا عَلَيْهِ حَمِدَ اللَّهَ رَفَعُوا ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُ لِعَبْدِي إِنْ أَنَا تَوَفَّيْتُهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ أَنَا شَفَيْتُهُ أَنْ أُبْدِلَهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ وَأَنْ أُكَفِّرَ عَن سَيِّئَاتِهِ.
وَلَهُ شَوَاهِد أخر قَالَ مَالك فِي الْمُوَطَّأ عَنْ زَيْد بْن أسلم عَن عَطاء بْن يسَار أَن رَسُول الله قَالَ: إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلَكَيْنِ فَيَقُولُ انْظُرُوا مَا يَقُولُ لِعُوَّادِهِ فَإِنْ هُوَ إِذا جاؤوا حَمِدَ اللَّهَ رَفَعُوا ذَلِكَ إِلَى الله وَهُوَ أعلم يَقُول لِعَبْدِي عَلَيَّ إِنْ تَوَفَّيْتُهُ أَنْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ أَنَا شَفَيْتُهُ أَنْ أُبْدِلَهُ لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَدَمًا خَيْرًا مِنْ دَمِهِ وَأَنْ أُكَفِّرَ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ.
قَالَ ابْن عَبْد الْبر فِي التَّمْهِيد هَكَذَا رَوَاهُ جمَاعَة الروَاة عَنْ مَالك مُرْسلا وَقَدْ أسْندهُ عُبَاد بْن كثير عَن زيد بْن أسلم عَن عَطاء بْن يسَار عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد بْن بشر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن أَبِي دليم حَدَّثَنَا ابْن وضاح حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى حَدثنَا عَبْد الله بْن الْوَلِيد عَنْ عُبَاد بْن كثير عَنْ زيد بْن أسلم عَن عَطاء بْن يسَار عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِذَا أَصَابَ اللَّهُ عَبْدًا بِالْبَلاءِ بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ فَقَالَ انْظُرُوا مَا يَقُولُ لِعُوَّادِهِ فَإِنْ قَالَ لَهُمْ خَيْرًا فَأَنَا أُبْدِلُهُ بِلَحْمٍ خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ وَبِدَمٍ خَيْرًا مِنْ دَمِهِ وَإِنْ أَنَا تَوَفَّيْتُهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَإِنْ أَنَا أَطْلَقْتُهُ مِنْ وَثَاقِهِ فَلْيَسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ قَالَ ابْن عَبْد الْبر: عُبَاد بْن كثير الثَّقَفيّ كَانَ فَاضلا عابدًا ولَيْسَ بِالْقَوِيّ.
وَالله أَعْلَم.
(الْخَطِيب)(2/331)
فِي الْمُتَّفق والمفترق أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن الْحُسَيْن بْن الْعَبَّاس النعالي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد الله الْبَزَّار الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن الْفَضْل الرَّازيّ حَدَّثَنَا عِيسَى بْن جَعْفَر عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ ثَلاثِينَ سَنَةً.
لَا يَصِّح قَالَ الدارَقُطْنيّ الذرع كَذَّاب إِلَّا أَن هَذَا لَيْسَ منْ عمل الذرع (ابْن حَبَّان) أَنْبَأَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الخلَّال حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد البردعي حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن سِنَان عَنْ إِسْحَاق بْن بشر عَنِ الثَّوْرِيّ عَنْ هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: مَرَضُ يَوْمٍ يُكَفِّرُ ثَلاثِينَ سَنَةً وَإِنَّ الْمَرَضَ يَتْبَعُ الذُّنُوبَ فِي الْمَفَاصِلِ حَتَّى يَسُلَّهُ عَنْهُ سَلا فَيَقُومُ مِنْ مَرَضِهِ قَدْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ.
هَذَا منْ عمل أَبِي حُذَيْفة إِسْحَاق بْن بشر المخلص.
حَدَّثَنَا الْبَغَوِيّ حَدَّثَنَا حَاجِب بْن الْوَلِيد حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُحَمَّد الموقري عَن الزُّهْرِيّ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: مَثَلُ الْمَرِيضِ إِذا برأَ وَصَحَّ مِنْ مَرَضِهِ كَمَثَلِ الْبَرْدَةِ تَقَعُ فِي الْمَاءِ بِصَفَائِهَا وَلَوْنِهَا.
قَالَ ابْن حَبَّان: هَذَا حَدِيث بَاطِل إِنَّمَا هُوَ قَول الزُّهْرِيّ وَلم يرفعهُ عَنْهُ إِلَّا المرقدي وَلَا يحْتَج بِهِ بِحَال.
قَالَ الْمُؤلف: وَرَوَاهُ سَعِيد بْن هَاشِم بْن صَالح الْمَخْزُومِيّ عَنِ ابْن أَخْي الزُّهْرِيّ عَنِ الزُّهْرِيّ وسَعِيد لَيْسَ بِمُسْتَقِيم الْحَدِيث وَرَوَاهُ سُفْيَان بْن مُحَمَّد الفرادي عَنِ ابْن وَهْب عَنِ الزُّهْرِيّ وسُفْيَان يسرق الْحَدِيث (قُلْتُ) الْحَدِيث أَخْرَجَهُ مِنَ الطَّرِيق الأول البَيْهَقيّ فِي شعب الْإِيمَان وقَالَ يعرف بالموقري وَهُوَ ضَعِيف.
قَالَ وَلَهُ طَرِيق آخر ثُمّ أَخْرَجَهُ منْ طَرِيق ابْن عَدِيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن مورود حَدَّثَنَا عَبْد الوهَّاب حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَنِ الزُّبَيْديّ عَنِ الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّمَا مثل الْمَرِيض إِذا برأَ وَصَحَّ مِنْ مَرَضِهِ كَمَثَلِ الْبَرْدَةِ تَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ فِي صَفَائِهَا وحسنها ولونها.
وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن مَخْلَد بْن جَعْفَر القَاضِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْحكمِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس حَدَّثَنَا مكّيّ بْن قمير العِجْليّ حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سُلَيْمَان عَنْ سَعْد بْن طَرِيق عَن الْأَصْبَغ بْن نباتة قَالَ دَخَلْنَا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَعُودُهُ فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا ابْن رَسُول الله؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا.
قَالَ: كَذَلِكَ أَنْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ قَالَ أَسْنِدُونِي فَأَسْنَدَهُ عَلِيٌّ إِلَى صَدْرِهِ فَقَالَ سَمِعْتُ جَدِّي وَقَالَ لِي يَوْمًا: عَلَيْكَ بِالْقَنَاعَةِ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ وَأَدَاءِ الْفَرَائِضِ تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ.
يَا بُنَيَّ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يُقَالُ لَهَا شَجَرَةُ الْبَلْوَى يُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ يُصَبُّ لَهُمُ الْأجر صبا(2/332)
وَقَرَأَ رَسُول الله: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب} لَا يَصِّح الْأَصْبَغ مَتْرُوك وَكَذَا سَعْد (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير وَلَهُ طَرِيق آخر قَالَ ابْن مرْدَوَيْه حَدَّثَنَا أَبُو عُمَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الوهَّاب حَدَّثَنَا آدم حَدَّثَنَا بَكْر بْن خُنَيْس حَدَّثَنَا ضرار بْن عُمَر عَنْ يَزِيد الرِّقاشي عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا وَأَرَادَ أَنْ يُصَافِيَهُ صَبَّ عَلَيْهِ الْبَلاءَ صَبًّا وَثَجَّهُ عَلَيْهِ ثَجًّا إِلَى أَنْ قَالَ: وَتُنْصَبُ الْمَوَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُؤتى بِأَهْلِ الصَّلاةِ فَيُوَفَّوْنَ أُجُورَهُمْ بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْلِ الصِّيَامِ فَيُوَفَّوْنَ أُجُورَهُمْ بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْلِ الصَّدَقَةِ فَيُوَفَّوْنَ أُجُورَهُمْ بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتى بِأَهْل الْحَج فَيُوَفَّوْنَ أُجُورهم بِالْمَوَازِينِ وَيُؤْتَى بِأَهْلِ الْبَلاءِ فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ وَيُصَبُّ عَلَيْهِمُ الأَجْرُ صَبًّا بِغَيْرِ حِسَابٍ حَتَّى يَتَمَنَّى أَهْلُ الْعَافِيَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي الدُّنْيَا تُقْرَضُ أَجْسَادُهُمْ بِالْمَقَارِيضِ بِمَا يَذْهَبُ بِهِ أَهْلُ الْبَلاءِ مِنَ الْفَضْلِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجرهم بِغَيْر حِسَاب} ، وَلَهُ طَرِيق ثَالِث أحسن مِنَ الطَّرِيقَيْنِ قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير حَدَّثَنَا السّري بْن وَهْب الجنديسابوري حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن رشيد حَدَّثَنَا مجاعَة بْن الزُّبَير عَنْ قَتَادَةَ عَنْ جَابِر بْن زَيْد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُؤْتى بالشهيد يَوْم الْقِيَامَة فينصب لِلْحسابِ ثُمّ يُؤْتى بِأَهْل الْبلَاء فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا ينشر ديوَان فَيصب عَلَيْهِم الْأجر صبا حَتَّى أَن أَهْل الْعَافِيَة لَيَتَمَنَّوْنَ فِي الْموقف أَن أَجْسَادهم قرضت بِالْمَقَارِيضِ مِنْ حسن ثَوَاب الله لَهُم.
وروى ابْن النجار فِي تَارِيخه أَنْبَأنَا أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ أَنْبَأَنَا نصر حُمَيد بْن مَنْصُور بْن أَحْمَد الدوعي أَنبأَنَا السَّيِّد أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن مُحَمَّد الْعلوِي النَّيْسَابُورِي أَنْبَأَنَا نَاصِر بْن الْحَسَن العُمَرِي أَنْبَأَنَا أَبُو رَافع الْحَسَن بْن مُحَمَّد الْجَوْهَرِي حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ياسين حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن بدر حَدَّثَنَا دَاوُد بْن سُلَيْمَان أَبُو سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن جَرِير البَجَليّ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد عَن قيس بْن أَبِي حَازِم عَنْ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جِيءَ بِأَهْلِ الْبَلاءِ فَلا يُنْشَرُ لَهُمْ دِيوَانٌ وَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُوضَعُ لَهُمْ صِرَاطٌ وَيُصَبُّ عَلَيْهِمُ الأَجْرُ صَبًّا.
وقَالَ الدَّيْلَمِيّ أَنْبَأنَا نصر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْخياط أَنْبَأَنَا أَبِي أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن درزبة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بَكَّار بأنطاكية حَدثنَا ابْن خرداد حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الْجَبَّار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَكَّار بأنطاكية حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن الجهم الْأَزْدِيّ عَنْ عَمْرو بْن جَرِير عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن زِيَاد عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِذا(2/333)
وَجَّهْتُ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَيدِى مُصِيبَةً فِي بَدَنِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ لده ثُمَّ اسْتَقْبَلَ ذَلِكَ بَصِبْرٍ جَمِيلٍ اسْتَحَيْتُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ أَنْصِبَ لَهُ مِيزَانًا أَوْ أَنْشُرَ لَهُ دِيوَانًا.
واللَّه أَعْلَم.
(الطَّبَرَانِيّ) أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الْفَقِيه حَدَّثَنَا يُوسُف بْن مُوسَى الْقطَّان حَدَّثَنَا أَبُو زُهَيْر عَبْد الرَّحْمَن بْن مغرا حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أبي الزبير عَنْ جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالْمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أَهْلِ الْبَلاءِ.
لَا يَصِّح عَبْد الرَّحْمَن بْن مغرا لَيْسَ بِشَيْء (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ والبَيْهَقيّ فِي سنَنه منْ طَرِيقه وَصَححهُ الضياء المقدسيّ فَأخْرجهُ فِي المختارة وَقَدْ أَخْرَجَهُ الخليلي فِي الْإِرْشَاد وقَالَ غَرِيب منْ حَدِيث الْأَعْمَشُ لَمْ يروه عَنْهُ إِلَّا أَبُو زُهَيْر وَهُوَ ثِقَة انْتهى.
وَقَدْ تقدّمت شواهده.
وروى الطَّبَرَانِيّ بُسْنَد جيد عَنِ ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا: يود أَهْل الْبلَاء حِين يعاينون الثَّوَاب لَو أَن جُلُودهمْ كَانَتْ تقْرض بِالْمَقَارِيضِ.
واللَّه أَعْلَم.
رَوَى عِيسَى بْن مَيْمُون الْخَواص عَنِ الْبَدِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ: مَنْ مَرِضَ لَيْلَةً فَقَبِلَهَا بِقَبُولِهَا وَأَدَّى الْحَقَّ الَّذِي يَلْزَمُهُ فِيهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ أَرْبَعِينَ سَنَةً وزَادَ فَعَلَى قَدْرِ ذَلِكَ.
يَصِّح عِيسَى مَتْرُوك (قلت) أَخْرَجَهُ ابْن النجار فِي تَارِيخه أَنْبَأنَا الْأَغَر بْن عَلِيّ بْن أظفر أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم إِسْمَاعِيل بْن أَحْمَد بْن عُمَر السَّمَرْقَنْدِيّ حَدَّثَنَا أَبُو طَالب عَبْد الله بْن عَبْد الْكَرِيم بْن نُعَيم بْن مُزَاحِم التَّمِيمِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفوارس الْحَافِظ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن سهل حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سهل بْن عَلِيّ الْبَاهِلِيّ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة عِيسَى بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا الحكم بْن ظهير عَنِ السُّدِّيّ بِلَفْظ كتب اللَّه لَهُ عبَادَة سنة إِلَى آخِره وَعِيسَى لَمْ ينْفَرد بِهِ فَأخْرجهُ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَنِ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الهُذَيْل الوَاسِطِيّ عَنْ أَحْمَد بْن سهل بْن قُرَّةَ عَنِ الحكم بْن ظهير عَن السّديّ بِهِ قَالَ وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس: كَيفَ يقبلهَا؟ قَالَ: يعرف أَن اللَّه هُوَ الَّذِي أمرضه وَهُوَ الَّذِي لَا يتكل عَلَى طَبِيب وَلَا دَوَاء قِيلَ فَمَاذَا حَقّهَا قَالَ لَا يشكو إِلَى عواده واللَّه أَعْلَم.
(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا القَاضِي الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا وَهْب بْن حَفْص أَبُو الْوَلِيد حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن عون حَدَّثَنَا مِسْعَر عَنْ عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: مَنْ أَذْهَبَ اللَّهُ تَعَالَى بَصَرَهُ فِي الدُّنْيَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ وَاجِبًا أَنْ لَا تَرَى عَيْنَاهُ نَارَ جَهَنَّمَ.
قَالَ الدارَقُطْنيّ: تَفَرّد بِهِ وَهْب وَهُوَ كَذَّاب يضع.(2/334)
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو نُعَيْم الْحَافِظ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الْحُسَيْن الْوَرَّاق حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَبُو عَليّ الْحَافِظ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن عيسون حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن أَبِي دَاوُد حَدَّثَنَا دَاوُد بْن الزبْرِقَان عَنْ مَطَر الْوَرَّاق عَنْ هَارُون بْن عنبرة عَنْ عَبْد اللَّه بْن السّائب زَاذَان عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُود عَن النَّبِي قَالَ: ذَهَابُ الْبَصَرِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَذَهَابُ السَّمْعِ مَغْفِرَةٌ لِلذُّنُوبِ وَمَا نَقَصَ مِنَ الْجَسَدِ فعلى قدر ذَلِكَ.
قَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا مُنْكَر الْمَتْن والإسناد وهَارُون لَا يحْتَج بِهِ ودَاوُد لَيْسَ بِشَيْء.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثَابِت الأفطح حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن زَهْدَم بْن الْحَارِث الْغِفَارِيّ عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا تَكْرَهُوا أَرْبَعَةً فَإِنَّهَا الأَرْبَعَةِ لَا تَكْرَهُوا الرَّمَدَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْعَمَى وَلا تَكْرَهُوا الزُّكَامَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ عُرُوقَ الْجُذَامِ وَلا تَكْرَهُوا السُّعَالَ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ الْفَالِجَ وَلا تَكْرَهُوا الدَّمَامِيلَ فَإِنَّهَا تَقْطَعُ عُرُوقَ الْبَرَصِ.
قَالَ ابْن حَبَّان يَحْيَى رَوَى عَنْ أَبِيهِ نُسْخَة مَوْضُوعَة لَا يحل كتبهَا إِلَّا عَلَى التَّعَجُّب (قُلْتُ) قَالَ ابْن عَدِيّ فِي يَحْيَى أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ والْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وقَالَ فِي إِسْنَادُه ضعف واللَّه أَعْلَم.
(أَخْبَرَنَا) أَبُو الْقَاسِم الحريري أَنْبَأَنَا أَبُو طَالب العشاري حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم ابْن الحُصَيْن حَدَّثَنَا عُمَر بْن جَعْفَر الْخُتلِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس حَدَّثَنَا بشر بْن حُجْر حَدَّثَنَا فُضَيْل بْن عِيَاض عَن لَيْث عَنْ مُجَاهِد عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: مَا مِنْ أَحَدٍ إِلا فِي رَأْسِهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ يَنْعَرُ فَإِذَا هَاجَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ الزُّكَامِ.
لَا يَصِّح مُحَمَّد بْن يُونُس هُوَ الْكُدَيْمِي يضع الْحَدِيث وأَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك لَكِن تعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ كأَنَّه مَوْضُوع.
فالكديمي مُتَّهم.
واللَّه أَعْلَم.
(أَبُو سَعِيد) مُحَمَّد بْن عَلِيّ النقاش أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِد مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصفار حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن حسن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن سَحْنُون التّنُوخيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ زَيْد بْن وَهْب عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَرْفُوعًا: مَا مِنْ آدَمَيٍّ إِلا وَفِيهِ عِرْقٌ مِنَ الْجُذَامِ فَإِذَا تَحَرَّكَ ذَلِكَ الْعِرْقُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ الزُّكَامَ يُسَكِّنُهُ.
قَالَ النقاش مَوْضُوع: بِلَا شكّ وَضعه يَحْيَى بْن مُحَمَّد أَوْ مُحَمَّد بْن بشر (قُلْتُ) يَحْيَى توبع أَخْرَجَهُ الدَّيْلَمِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو نصر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن لال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مَنْصُور حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن يُوسُف الفحام بِمصْر حَدَّثَنَا(2/335)
مُحَمَّد بْن سَحْنُون التّنُوخيّ بِهِ وَالله أعلم (ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد الرسغني حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْفَضْل الدهْقَان حَدَّثَنَا نصر بْن حَمَّاد الْوَرَّاق عَنْ روح بْن غطيف عَنِ الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا يُعَادُ الْمَرِيضُ إِلا بَعْدَ ثَلَاث.
لَا يَصح روح مَتْرُوك وَكَذَا نصر (قُلْتُ) لَهُ شَاهد قَالَ ابْن مَاجَه حَدَّثَنَا هِشَام بْن عمار حَدَّثَنَا مَسْلَمَةَ بن عَليّ حَدَّثَنَا ابْن جُرَيج عَن حُمَيْد الطَّوِيل عَن أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُول الله لَا يعود مَرِيضا إِلَّا بعد ثَلَاث.
أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي الشّعب وقَالَ: إِسْنَادُه غَيْر قوي.
وقَالَ هَنَاد فِي الزّهْد: حَدَّثَنَا ابْن أَبِي زَائِدَة عَنْ حسن بْن عَيَّاش عَنْ مُحَمَّد بْن عجلَان قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَان بْن أَبِي عَيَّاش الزُّرَقي يَقُولُ: إِنَّمَا عِيَادَة الْمَرِيض بعد ثَلَاث أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي الشّعب وقَالَ الْحَاكِم فِي تَارِيخه حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عمار الْأَنْصَارِيّ وجدت فِي كتاب عمي أَبِي إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن خَالِد التَّمِيمِي حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا نوح بْن أَبِي مَرْيَم حَدَّثَنَا أبان عَنْ أَنَس رَفعه: لَا يُعَاد الْمَرِيض حَتَّى يمرض ثَلَاثَة أَيَّام.
قَالَ البَيْهَقيّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْن بَشرَان أَنْبَأنَا أَبُو عَمْرو بْن السماك حَدَّثَنَا حَنْبَل بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيم الْفَضْل حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ قَالَ: كُنَّا إِذا فَقدنَا الرجل ثَلَاثَة أَيَّام سَأَلنَا عَنْهُ فَإِن كَانَ مَرِيضا عدناه.
واللَّه أَعْلَم.
(ابْن شاهين) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي سَعِيد الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الهَرَويّ حَدَّثَنَا خَالِد بْن الْهياج حَدَّثَنَا أبي عُبَاد بْن كَثِير أَخْبرنِي ابْن لأبي أَيُّوب حَدثنِي أَبِي عَنْ جدي قَالَ: كَانَ رَسُول الله وحَدَّثَنِي بِهِ أَبِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا فَقَدَ الرَّجُلَ انْتَظَرَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَإِذَا كَانَ ثَلاثَةُ أَيَّامِ سَأَلَ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ مَرِيضا عَاده فَإِذا كَانَ غَائِبًا دَعَا لَهُ وَإِن كَانَ صَحِيحا زَارَه ففقد رَسُول الله رَجُلًا مِنَ الأَنْصَار فَسَأَلَ عَنْهُ يَوْم الثَّالِث فَقِيل يَا رَسُول اللَّه مَرِيض كأَنَّه الفرخ فَقَالَ لأَصْحَابه بَعْدَمَا صلّى وَسَأَلَ عَنْهُ انْطَلقُوا إِلَى أخيكم نعوده فَخرج رَسُول اللَّهِ وَمَعَهُ نفر مِنَ الْمُسلمين فيهم أَبُو بَكْر وَعمر فَلَمَّا دخلُوا عَلَيْهِ قعد رَسُول الله فَسَأَلَهُ فَإِذا هُوَ مثل الفرخ لَا يَأْكُل شَيْئا إِلَّا وَيخرج منْ دبره فَقَالَ رَسُول اللَّهِ: مَا شَأْنك قَالَ يَا رَسُول اللَّه بَينا أَنْت تصلي قَرَأت فِي صَلَاة الْمغرب القارعة ثُمّ مَرَرْت عَلَى هَذِهِ الْآيَة {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجبَال كالعهن المنفوش} فَقلت أَيّ رب فَمَا كَانَ لي منْ ذَنْب أَنْت معذبي عَلَيْهِ فِي الْآخِرَة فَعجل عقوبتي فِي الدُّنْيَا فَرَجَعت إِلَى أَهلِي فَأَصَابَنِي مَا ترى، فَقَالَ(2/336)
رَسُول الله: بئْسَمَا صنعت جبت لنَفسك الْبلَاء لَو سَأَلت اللَّه الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة قَالَ فَمَا أَقُول قَالَ تَقُولُ رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وقنا عَذَاب النَّار ثُمّ دَعَا لَهُ رَسُول الله فبرئ وَقَامَ كَأَنّما نشط منْ عقال ثُمّ خرج رَسُول اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ حثثتنا آنِفا عَن عِيَادَة الْمَرِيض فَمَا لنا فِي ذَلِكَ مِنَ الْأجر فَقَالَ رَسُول الله: إِن الْمَرْء الْمُسلم إِذا توجه إِلَى أَخِيهِ الْمَرِيض يعودهُ خَاضَ فِي الرَّحْمَة إِلَى حقْوَيْهِ وَرفع الله لَهُ بِكُل قدِم دَرَجَة وَكتب بِكُل قدِم حَسَنَة وَحط عَنْهُ بِهِ خَطِيئَة فَإِذا قعد عِنْد الْمَرِيض غمرته الرَّحْمَة وَكَانَ الْمَرِيض فِي ظلّ عرش الرَّحْمَن وَكَانَ الْعَائِد فِي ظلّ عَرْشه ثُمّ يَقُولُ لملائكته كم احْتبسَ عِنْد عَبدِي الْمَرِيض يَقُولُ الْملك إِذا كَانَ لَمْ يطلّ احْتبسَ عِنْده فواقًا قَالَ اكتبوا لَهُ عبَادَة ألف سنة إِن عَاشَ لَمْ يكْتب عَلَيْه خَطِيئَة واستأنف الْعَمَل وَإِن مَاتَ قبل ألف سنة دخل الجَنَّة ثُمّ يَقُولُ للْملك كم احْتبسَ فَإِن كَانَ أَطَالَ الْحَبْس يَقُولُ بساعة اكتبوا لَهُ دهرًا والدهر عشرَة آلَاف سنة اسْتَأْنف الْعَمَل فَإِن مَاتَ قبل عشرَة آلَاف سنة دخل الجَنَّة وَإِن كَانَ صباحًا صلّى عَلَيْه سَبْعُونَ ألف ملك إِلَى أَن يصبح.
مَوْضُوع.
وَالْمُتَّهَم بِهِ عُبَاد (قلت) أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَده قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحَسَن الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد عُبَاد كَانَ رَجُلًا صَالحا وَلكنه ضَعِيف الحَدِيث لِغَفْلَتِه.
وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي المطالب الْعَالِيَة: تَفَرّد بِهِ عُبَاد بْن كثير وَهُوَ واه وآثار الْوَضع لائحة عَلَيْه واللَّه أَعْلَم.
(الْأَزْدِيّ) حَدثنَا مُحَمَّد بن زكربا بْن الْهَيْثَم بْن أَبِي حَرْب حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن زِيَاد حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه الْكُوفِي عَنْ عَبْد اللَّه بْن قَيْس عَنْ حُمَيد الطَّوِيل قَالَ دَخَلنَا عَلَى أَنَس بْن مَالك نعوده فَقُلْنَا حَدَّثَنَا بِشَيْء سمعته من رَسُول الله: قَالَ سَمِعت رَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ: عِيَادَة مَرِيض أحبّ إليَّ منْ عبَادَة أَرْبَعِينَ أَوْ خمسين سنة قُلْنَا زِدْنَا.
قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الدَّرْدَاء عَن النَّبِي قَالَ: منْ شيع جَنَازَة فَرجع حط اللَّه عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَة لَا أَصْل لَهُ إِبْرَاهِيم وَشَيْخه كذابان (قُلْتُ) للأخير شَاهد قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد التمار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُقْبة السدُوسِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي سارة سَمِعْتُ ثَابتا الْبنانِيّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسِ بْنِ مَالك قَالَ رَسُول الله: مَنْ حَمَلَ جَوَانِبَ السَّرِيرِ الأَرْبَعَ كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ أَرْبَعِينَ كَبِيرَةً.
عَلِيّ بْن أَبِي سارة ضَعِيف وَالله أعلم.
(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى بْن مُحَمَّد التَّاجِر حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد عَنِ الزُّهْرِيّ عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول(2/337)
الله: إِنَّ مِنْ تَمَامِ الْعِيَادَةِ أَنْ تضع يَديك عَلَى الْمَرِيضِ وَتَقُولَ كَيْفَ أَصْبَحْتَ كَيفَ أَمْسَيْتَ.
لَا يَصِّح قَالَ العُقَيْليّ عَبْد الْأَعْلَى رَوَى عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد أَحَادِيث مَنَاكِير لَا يُتَابَع عَلَيْهَا وَلَا أصُول لَهَا مِنْهَا هَذَا الْحَدِيث.
قَالَ الْمُؤلف: وَقَدْ رَوَى عُبَيْد اللَّه بْن زحر عَن عَلِيّ بْن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أَبِي أُمَامَةَ عَن رَسُول الله قَالَ: مِنْ تَمَامِ عِيَادَةِ الْمَرِيضِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَيْهِ وَتَسْأَلَهُ كَيفَ هُوَ.
عبيد الله لَيْسَ بِشَيْء وَكَذَا شَيْخه (قُلْتُ) هَذَا الطَّرِيق أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنده حَدَّثَنَا خلف بْن الْوَلِيد حَدثنَا ابْن الْمُبَارك عَن يَحْيَى بْن أَيُّوب عَن عُبَيْد اللَّه بْن زحر بِهِ وَأخرجه التِّرمِذيّ عَنْ سُوَيْد بْن نصر عَنِ ابْن الْمُبَارَك بِهِ وَأخرجه مِنَ الطَّرِيق الأول ابْن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة وَلَهُ شَوَاهِد قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا هِشَام بْن عمار حَدَّثَنَا مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى الأطرابلسي حَدَّثَنَا مُعَاوِيَة بْن سَعِيد عَنْ يَزِيد بْن أَبِي حبيب عَنْ مَرْثَد بْن عبد الله الزيني عَنْ أَبِي رُهْمٍ السِّمْعِيِّ قَالَ قَالَ: إِن منْ تَمام عِيَادَة الْمَرِيض أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَيْهِ وَتَسْأَلَهُ كَيفَ هُوَ.
وقَالَ البَيْهَقيّ فِي سنَنه: أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِر الْفَقِيه أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِد بْن بِلَال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيرَة حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن يزِيد حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِي صَالح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: عَاد رَسُول الله رَجُلًا منْ أَصْحَابه وَرجع وَأَنا مَعَه فَقبض عَليّ يَده وَوضع يَده عَلَى جَبهته وَكَانَ يرى ذَلِكَ منْ تَمام عِيَادَة الْمَرِيض.
وأَخْرَجَهُ ابْن السّني منْ طَرِيق أَبِي المُغِيرَة وقَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُول الله إِذا أعَاد مَرِيضًا يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمَكَانِ الَّذِي يَأْلَمُ ثُمَّ يَقُولُ: بِسْمِ اللَّهِ لَا بَأْسَ.
رِجَالُهُ مَوْثُوقُونَ وَقَالَ الْمروزِي فِي الْجَنَائِز حَدثنَا القَوَاريريّ حَدَّثَنَا سُفْيَان بْن حبيب عَن ابْن جريج عَن عَطَاءٍ قَالَ منْ تَمام العيادة أَن تضع يدك عَلَى الْمَرِيض.
واللَّه أَعْلَم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَبِي مَرْيَم أَنْبَأَنَا مَسْلَمَةَ بْن عَلِيّ الخُشَنيّ حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيّ عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَن أَبِي جَعْفَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُول الله قَالَ: ثَلاثَةٌ لَا يُعَادُونَ مِنْهُمْ صَاحِبُ الرَّمَدِ وَصَاحِبُ الدُّمَّلِ.
مَوْضُوع: وَالْحمل فِيه عَلَى مَسْلَمَةَ وَإِنَّمَا يرْوى منْ كَلَام يَحْيَى بْن أَبِي كثير (قُلْتُ) مَسْلَمَةَ لَمْ يتهم بكذب والْحَدِيث أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَضَعفه واللَّه أَعْلَم.
(أَخْبَرَنَا) عَلِيّ بن عبيد الله(2/338)
أَنبأَنَا أَحْمد مُحَمَّد بْن النُّقُود أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز بْن مدرك حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب بْن شَبَّة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن نصر حَدَّثَنَا الْخَلِيل بْن زَكَرِيّا عَنِ ابْن عون عَنْ نَافِع عَن ابْن عُمَر أَن رَسُول الله مر بوادي المجذومين فَقَالَ: أَسْرِعُوا السَّيْرَ فَإِنْ كَانَ كُلُّ مَشْيٍ يُعْدِي فَهُوَ هَذَا.
لَا يَصِّح تَفَرّد بِهِ الْخَلِيل وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
(الْخَطِيب) قَرَأت عَليّ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب عَنْ مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن نُعَيم النَّيْسابوريّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن سَعِيد بْن الْمُؤَدب حَدَّثَنَا الْحَرْث بْن عَبْد اللَّه الصَّنعْاني حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق أَنْبَأنَا معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالِمٍ عَن أَبِيهِ مَرْفُوعًا: الْمَرَضُ يَنْزِلُ جُمْلَةً وَالْبُرْءُ يَنْزِلُ قَلِيلا قَلِيلا.
قَالَ الْخَطِيب: أَخطَأ عَبْد اللَّه بْن الْحَرْث فِي رِوَايَة هَذَا مَرْفُوعًا وَلَا مَوقوفًا وَإِنَّمَا هُوَ قَول عُرْوَة بْن الزُّبَير (قُلْتُ) عَبْد اللَّه الْمَذْكُور نسبه ابْن حَبَّان وأَبُو نُعَيم وَغَيرهمَا إِلَى الْوَضع وَقد أَخْرَجَهُ الديلمي أَنْبَأنَا أَبِي عَنْ أَبِي الْفرج البَجَليّ عَن ابْن لال عَنْ مُحَمَّد بْن الْفَضْل بْن مُحَمَّد الصفار الْبَلْخِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن يُوسُف الأَنْماطيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَرْث الصَّنْعَانِيّ عَنْ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعا بِهِ وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْحجَّاج حَدثنَا سيف عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَت: كَانَ رَسُول الله يَغْتَسِلُ كُلَّ لَيْلَةٍ وَيَحْتَجِمُ كُلَّ شَهْرٍ وَيَشْرَبُ الدَّوَاءَ كُلَّ سَنَةٍ.
لَا يَصِّح سيف ابْن أُخْت سُفْيَان الثَّوْرِيّ كَذَّاب (أَخْبَرَنَا) ابْن الْحَسَن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن الموحد أَنْبَأنَا هناد بْن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الوفا الْمُسَيِّب بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ القُضاعيّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن عَبْد الله بْن عُمَر بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِي المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن ساسويه المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن النَّضْر حَدَّثَنَا ابْن رَجَاء عَنْ أبي طَاهِر عَن مَرْزُوق أَبِي عَبْد اللَّه الْحِمصِي عَنْ ثَوْبَان أَن رَسُول الله قَالَ: النِّيرَانُ ثَلاثَةٌ نَارٌ تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ وَنَارٌ تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ وَنَارٌ تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَأَمَّا النَّارُ الَّتِي تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فَجَهَنَّمُ وَأَمَّا الَّتِي تَأْكُلُ وَلا تَشْرَبُ فَنَارُ الدُّنْيَا وَأَمَّا الَّتِي تَشْرَبُ وَلا تَأْكُلُ فَالْحُمَّى فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُمْ إِلَى بِئْرٍ فَلْيَسْتَقِ مِنْهَا دَلْوًا وَلْيَصُبُّهُ عَلَيْهِ وَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدِّقْ رَسُولَكَ يَفْعَلُ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فَإِذَا ذَهَبَتْ وَإِلا يَفْعَلُ سَبْعَ غَدَوَاتٍ فَإِنَّهَا سَتَذْهَبُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى: لَا يَصِّح فِيهِ مَجْهُولُونَ وضعفاء مِنْهُم سَلَمَة بْن رَجَاء لَيْسَ بِشَيْء قُلْتُ لآخره شَاهد.
قَالَ التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد الْأَشْقَر المرابطي حَدَّثَنَا روح بْن عبَادَة حَدَّثَنَا مَرْزُوق أَبُو عَبْد اللَّه الشَّامي حَدَّثَنَا سَعِيد رَجُل منْ أَهْل الشَّام حَدَّثَنَا ثَوْبَانُ عَن النَّبِي قَالَ: إِذَا أَصَابَ أَحَدُكُمُ الْحُمَّى فَإِنَّ الْحُمَّى قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَلْيُطْفِهَا عَنْهُ بِالْمَاءِ وَلْيَسْتَنْقِعْ فِي نهر جَار(2/339)
وَيسْتَقْبل الْقبْلَة فَيَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ اشْفِ عَبْدَكَ وَصَدِّقْ رَسُولَكَ بَعْدَ صَلاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلْيَغْتَمِسْ فِيهِ ثَلاثَ غَمَسَاتٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فِي ثَلاثٍ فَخَمْسً فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فَسَبْع فَإِنْ لَمْ يَبْرَأْ فَتِسْع فَإِنَّهَا لَا تُجَاوِزُ تِسْعًا بِإِذن اللَّه تَعَالَى.
هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب وخرجه أَحْمَد فِي مُسْنَده حَدثنَا روح بِهِ.
وأَخْرَجَهُ ابْن السّني وأَبُو نُعَيم كِلَاهُمَا فِي الطِّبّ منْ طَرِيق روح بِهِ.
وقَالَ سَعِيد بْن مَنْصُور بْن وَهْب المَعَافِرِي: أَن رَجُلًا شكى إِلَى النَّبِيّ الْحمى فَقَالَ لَهُ: اغْتسل ثَلَاثَة أَيَّام قبل طُلُوع الشَّمْس وَقل بِسم اللَّه وَبِاللَّهِ اذهبي يَا أم ملدم فَإِن لَمْ تذْهب فاغتسل سبعا.
وقَالَ ابْن أَبِي شيبَة فِي المُصَنّف: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة بن هِشَام حَدثنَا سفين عَنْ عَبْد الْملك بْن عُمَير عَنْ رَجُل عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَا مِنْ رَجُلٍ يُحَمُّ فَيَغْتَسِلُ ثَلَاثَة أَيَّام متابعات يَقُولُ عِنْدَ غُسْلِهِ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي اغْتَسَلْتُ الْتِمَاسَ شِفَائِكَ وَتَصْدِيقَ نَبِيِّكَ إِلا كُشِفَ عَنْهُ.
وَالله أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا ابْن قُتَيْبَة حَدثنَا صَفْوَان ابْن صَالح حَدَّثَنَا ضَمْرَة بْن رَبِيعَة عَن عباد بْن رَاشد عَن الْحَسَن قَالَ حَدَّثَنِي سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَاب رَسُول الله مِنْهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَن رَسُول الله نَهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَقَالَ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَأَصَابَهُ بَيَاضٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ.
لَا يَصِّح قَالَ ابْن حَبَّان: الْحَسَن لَمْ يشافه ابْن عُمَر وَلَا ابْن عَمْرو وَلَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَلَا سَمُرِة وَلَا جَابِرًا وعُبَاد بْن رَاشد يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ عَنِ الْمَشَاهِير حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ الْمُتَعَمد لَهَا (ابْن عَدِيّ) أَنْبَأَنَا الْقَاسِم بْن يَحْيَى بْن نصر حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ سُلَيْمَان بْن أَرقم وَابْن سمْعَان عَنِ الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي سَلَمَة أَوْ عَنْ سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: مِنَ احْتجم يَوْم الْأَرْبَعَاء وَيَوْم السبت فَأَصَابَهُ برص فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه.
وقَالَ حَدَّثَنَا عَبَّاس بْن الْوَلِيد حَدَّثَنَا قَاسم بن يزِيد الْكلابِي حَدَّثَنَا حَسَّان بْن ساه حَدَّثَنَا ثَابت عَن أنس مَرْفُوعا: من احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَرَأَى وَضَحًا فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ (ابْن حَبَّان) حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا الحكم بْن مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن زِيَاد الفلسطيني عَنْ زرْعَة بْن إِبْرَاهِيم عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ: لَا يَصِّح إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش ضَعِيف وَسليمَان بن(2/340)
أَرقم مَتْرُوك وَابْن سمْعَان كَذَّاب وَحسان يحدث بِمَا لَا يُتَابَع عَلَيْه.
وقَالَ ابْن حَبَّان: عَبْد اللَّه بْن زِيَاد الفلسطيني تجب مجانبة رِوَايَته قَالَ وَلَا يحل ذكر مثل هَذَا الْحَدِيث فِي الْكتب إِلَّا عَليّ سَبِيل الِاعْتِبَار لِأَنَّهُ مَوْضُوع وَلَيْسَ هَذَا منْ حَدِيث رَسُول الله وَقَدْ كره أَحْمد بْن حَنْبَل الْحجامَة يَوْم السبت وَالْأَرْبِعَاء الْحَدِيث رَوَى عَنِ الزُّهْرِيّ مُرْسلا غَيْر مَرْفُوع وقَالَ يُعجبنِي أَن يتوفى ذَلِكَ قلت أَخْرَجَهُ مُسْلِم الْكَجِّي فِي سنَنه حَدَّثَنَا حَجّاج بْن منهال حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّه عَنْ عون مَوْلَى أم حَكِيم عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنّ رَسُول الله قَالَ: مِنَ احْتجم يَوْم الْأَرْبَعَاء وَيَوْم السَّبْتِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ.
قَالَ وَحَدَّثَنَا حَجّاج حَدَّثَنَا حَمَّاد عَنْ سُلَيْمَان بْن أَرقم عَن الزُّهْرِيّ عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ الْبَزَّار فِي مُسْنده حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر حَدَّثَنَا الحَجَّاج حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن سُلَيْمَان بْن أَرقم بِهِ وقَالَ لَا نعلمهُ إِلَّا منْ هَذَا الْوَجْه وسُلَيْمَان لين الْحَدِيث.
وَرَوَاهُ غَيْره عَنِ الزُّهْرِيّ مُرْسلا انْتهى وَهَذِه مُتَابعَة قَوِيَّة لإسماعيل بْن عَيَّاش وَقَدْ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم حَدَّثَنَا حَجّاج بْن منهال بِهِ وأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من طَرِيق أَبِي مُسْلِم وقَالَ سُلَيْمَان بْن أَرقم ضَعِيف، قَالَ: وروى عَنِ ابْن سمْعَان وسُلَيْمَان بْن يَزِيد عَنِ الزُّهْرِيّ كَذَلِك مَوْصُولا وَهُوَ أَيْضا ضَعِيف.
وروى عَنِ الْحَسَن بْن الصَّلْت عَنِ ابْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَهُوَ ضَعِيف وَالْمَحْفُوظ عَنِ الزُّهْرِيّ عَنِ النَّبِي مُنْقَطِعًا انْتهى.
وقَالَ أَبُو نُعَيم فِي الطِّبّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أبي شيبَة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا دَاوُد بْن الزبْرِقَان عَنْ سُلَيْمَان الرِّقاشي عَنِ ابْن شهَاب عَن سَعِيد بْن الْمسيب عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِي قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ أَوِ الأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلا نَفْسَهُ.
وَرَوَاهُ الدَّيْلَمِيّ فِي مُسْند الفردوس أَنْبَأَنَا عَبدُوس عَنِ الطُّوسيّ عَنِ الْأَصَم عَنْ بَكْر بْن سهل الدمياطي عَنْ مُحَمَّد بْن السّري الْعَسْقَلَانِي عَنْ شُعَيْب بْن إِسْحَاق بْن الْحَسَن بْن الصَّلْت عَنْ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَهَذِهِ متابعات لِسُلَيْمَان بْن أَرقم قَالَ الدَّيْلَمِيّ: قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عُمَر وَابْن عَمْرو وَعبد اللَّه بْن جَراد وأَنَس وجَابِر وعِمْرَانَ وَمَعْقِل ثُمّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عُمَر ومُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مَطَر النَّيْسابوريّ قَالَ قُلْتُ يَوْمًا إِن هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ بِصَحِيح فافتصدت يَوْم الْأَرْبَعَاء فَأَصَابَنِي البرص فَرَأَيْت رَسُول الله فِي النّوم فشكوت إِلَيْهِ(2/341)
حَالي فَقَالَ إياك والاستهانة بحديثي فَقلت تبت يَا رَسُول اللَّهِ فانتبهت وَقد عافاني اللَّه وَذهب ذَلِكَ عني.
وَأخرج ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه من طَرِيق أَبِي عَليّ مِهْرَان بْن هرو الْحَافِظ الهازي قَالَ سَمِعْتُ أَبَا معِين الْحُسَيْن بْن الْحَسَن الطَّبَرِيّ يَقُولُ: أردْت الْحجامَة يَوْم السبت فَقلت للغلام: ادْع لي الْحجام فَلَمَّا وُلّي الْغُلَام ذكرت خبر النَّبِي: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ فَلا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفسه.
قَالَ: فدعوت الْغُلَام ثُمّ تفكرت فَقلت هَذَا حَدِيث فِي إِسْنَادُه بعض الضعْف فَقلت للغلام ادْع الْحجام لي فَدَعَاهُ فاحتجمت فَأَصَابَنِي البرص فَرَأَيْت رَسُول الله فِي النّوم فشكوت إِلَيْهِ حَالي فَقَالَ إياك والاستهانة بحديثي ونذرت للَّه نذرا لَئِن أذهب اللَّه مَا بِي مِنَ البرص لَمْ أتهاون فِي خبر النَّبِي صَحِيحا كَانَ أَو سقيمًا فَأذْهب اللَّه عني ذَلِكَ البرص.
وَمن طَرِيق حَدِيث ابْن عُمَر مَا أَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه حَدَّثَنَا سُوَيْد بْن سَعِيد حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن مطر عَن الْحَسَن بْن أبي جَعْفَر عَنْ مُعَاذ بْن جُحَادة عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ وَحَدَّثَنَا أَحْمَد بْن المصفي حَدَّثَنَا عَلان بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عصمَة عَن سَعِيد بْن مَيْمُون عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ وَفِيهَا شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ وَهِيَ تَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَتَزِيدُ فِي الْحِفْظِ فَمَنْ كَانَ مُحْتَجِمًا فَيَوْمَ الْخَمِيسِ عَلَى اسْمِ اللَّهِ وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَوْمَ السَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَدِ وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أُصِيبَ فِيهِ أَيُّوبُ بِالْبَلاءِ وَلا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا فِي يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ وَلَيْلَةِ الأَرْبِعَاءِ.
أَخْرَجَهُ الْحَاكِم حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الزَّاهد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بن الْجُنَيْد وجعفر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ وزَكَرِيا بْن سُلَيْمَان الزَّاهد حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن الْجُنَيْد وجَعْفَر بن مُحَمَّد الْفرْيَابِيّ وزَكَرِيا بن يحيى السَّاجِي قَالُوا حَدَّثَنَا زِيَاد بْن يَحْيَى الحساني حَدَّثَنَا عرَاك بْن مُحَمَّد عَنْ مُحَمَّد بْن جُحَادة بِهِ.
وقَالَ رُوَاته ثقاة إِلَّا عرَاك بْن مُحَمَّد بْن حَفْص السدُوسِي.
حَدَّثَنَا عَبْد الْملك بْن عَبْد ربه الطَّائِي حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ عُثْمَان بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جُحَادة بِهِ وقَالَ رُوَاته ثِقَات إِلَّا عُثْمَان بن جَعْفَر فَإِنِّي لَا أعرفهُ.
وقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْإِفْرَاد حَدَّثَنَا أَبُو الْحسن أَحْمَد بْن الْعَبَّاس الْبَغَوِيّ حَدَّثَنَا عمر بن شبة حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن هِشَام بْن أَبِي عَبْد اللَّه الدستوَائي حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ يحدث عَنْ نَافِع عَنِ ابْن عُمَر بِهِ وَفِي آخِره وَلَا تحتجموا يَوْم الْأَرْبَعَاء فَإنَّهُ مَا نزل مِنَ السَّمَاء برص وَلَا جذام إِلَّا يَوْم الْأَرْبَعَاء واللَّه أَعْلَم.
(رَوَى) يَحْيَى بْن الْعَلاء الرَّازيّ عَنْ زَيْد بْن أسلم عَنْ طَلْحَة بْن عُبَيْد اللَّه عَنِ الْحُسَيْن بْن عَلَى مَرْفُوعًا: فِي الْجُمُعَة سَاعَة لَا يُوَافِقهَا رَجُل يحتجم فِيهَا إِلَّا مَاتَ، مَوْضُوع:(2/342)
يَحْيَى مَتْرُوك (قلت) أَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَده وَلَهُ شَاهد.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه أَنبأَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَليّ الْحُسَيْن بْن دَاوُد العَلَويّ أَنْبَأَنَا نصر بْن مُحَمَّد بْن حَمْدَوَيْه بْن سهل المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالح حَدَّثَنَا عطاف بْن خَالِد عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَحْتَجِمُ فِيهَا مُحْتَجِمٌ إِلا عَرَضَ لَهُ دَاءٌ لَا يُشْفَى مِنْهُ.
قَالَ البَيْهَقيّ: عطاف ضَعِيف واللَّه أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُوسَى قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فَإِنَّ سُورَةَ الْحَدِيدِ أُنْزِلَتْ عَلَى يَوْمِ الثُّلاثَاءِ.
عُمَر بْن مُوسَى هُوَ الوجيهي يضع.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن أبي مَيْسَرَة حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا بَكَّار بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي بكرَة حَدَّثَتْنِي عَمَّتِي كَبْشَةُ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَيَزْعُم عَن رَسُول الله أَنَّهُ يَوْمُ الدَّمِ وَيَقُولُ فِيهِ: سَاعَةٌ لَا يَرْقَأُ فِيهَا الدَّمُ.
بَكَّار لَيْسَ بِشَيْء قَالَ العُقَيْليّ: وَلَا يُتَابَع عَلَى هَذَا الْحَدِيث (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل وَسكت عَلَيْه فَهُوَ عِنْده صَالح وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من طَرِيق أَبِي دَاوُد وبَكَّار اسْتشْهد بِهِ الْبُخَارِيّ فِي الصَّحِيح وروى لَهُ فِي الْأَدَب الْمُفْرد.
وقَالَ ابْن معِين: صَالح.
وقَالَ ابْن عدي أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ وَهُوَ مِمَّنْ يكْتب حَدِيثه وَلِلْحَدِيثِ شَاهد.
قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق التسترِي حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن الْفَضْل حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن سَلَمَة الْأَزْدِيّ عَنْ مَسْلَمَةَ بْن عَلِيّ الخُشَنيّ عَنْ عُمَير بْن هاني عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: نَزَلَتْ سُورَةُ الْحَدِيدِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَخَلَقَ اللَّهُ الْحَدِيدَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَقَتَلَ ابْنَ آدَمَ أَخُوهُ يَوْمَ الثُّلَاثَاء وَنهى رَسُول الله عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ واللَّه أَعْلَم.
(ابْن حَبَّان) حَدَّثَنَا السجسْتانِي حَدَّثَنَا شَيبَان بْن فروخ حَدَّثَنَا نَافِع أَبُو هُرْمُز عَن عَطاء عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ: دَخَلنَا على رَسُول الله وَهُوَ يحتجم قَالَ نعم: منْ وَافق مِنْكُم يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع عشر مَضَت مِنَ الشَّهْر فَلَا يجاوزها حَتَّى يحتجم.
لَا يَصِّح أَبُو هُرْمُز كَذَّاب.
(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا زُهَيْر بْن عُبَاد حَدَّثَنَا سَلام الطَّوِيل عَنْ زَيْد الْعَمِّيِّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن قُرَّةَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: الْحِجَامَةُ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ دَوَاءُ السَّنَةِ.
سَلام مَتْرُوك وَكَذَا شَيْخه (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ ابْن سَعْد فِي طبقاته والطَّبَرَانِيّ والبَيْهَقيّ فِي سنَنه وَالله أعلم.
(ابْن(2/343)
حبَان) حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حَرْب النَّسائيّ حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْفَضْل عَنْ زَيْد الْعَمِّيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن قُرَّةَ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النَّبِيَّ قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ مَضَيْنَ مِنَ الشَّهْرِ كَانَ دَوَاءَ السَّنَةِ.
مُحَمَّد بْن الْفَضْل كَذَّاب (قلت) لَهُ متابع.
قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه أَنبأَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْدَانِ أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يَحْيَى الْحلْوانِي حَدَّثَنَا أَبُو معمر حَدَّثَنَا هُشَيْم عَنْ زَيْد الْعَمِّيّ عَنْ مُعَاوِيَة بْن قُرَّةَ عَنْ أَنَس يرفعهُ قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ لِسَبْعَ عشرَة من أشهر أخرج اللَّه مِنْهُ دَاء سنة.
قَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو جري نصر بْن طريف بِإِسْنَادَيْنِ لَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.
واللَّه أَعْلَم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا إِدْرِيس بْن عَبْد الْكَرِيم الْمقري حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن زَكَرِيّا الْمَدَائِنِي حَدَّثَنَا الزُّبَير بْن سَعِيد عَنْ عَبْد الحميد بْن سَالم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ لَعِقَ الْعَسَلَ ثَلاثَ غَدَوَاتٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ لَمْ يُصِبْهُ عُظْمٌ مِنَ الْبَلاءِ.
الزُّبَير لَيْسَ بِثِقَة قَالَ العُقَيْليّ وَلِهَذَا الْحَدِيث أَصْل (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ منْ هَذَا الطَّرِيق ابْن مَاجَه فِي سنَنه والبَيْهَقيّ فِي شُعْبَة وَلَهُ شَاهد.
قَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّة الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَلِيّ بْن عُرْوَة عَنْ عَبْد الْملك عَنْ عَطَاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعا: مَنْ شَرِبَ الْعَسَلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ عَلَى الرِّيقِ عُوفِيَ مِنَ الدَّاءِ الأَكْبَرِ الْفَالِجِ وَالْجُذَامِ والبرص.
وَالله أعلم.
كتاب الْمَوْت والقبور
(عَبْد الرَّزَّاق) حَدَّثَنَا جريج عَن إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي عَطَاء عَنْ مُوسَى بْن وردان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِي قَالَ: مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فَتَّانَ الْقَبْرِ وَغُدِيَ عَلَيْهِ رِيحٌ يُرْزَقُهُ مِنَ الْجَنَّةِ.
لَا يَصِّح ومداره عَلَى إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن أَبِي يَحْيَى وَهُوَ مَتْرُوك قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَل إِنَّمَا هُوَ منْ مَاتَ مرابطًا.
وقَالَ الدارَقُطْنيّ حَدَّثَنَا ابْن مَخْلَد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ الْآبَار حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سُكَيْنَة الْحلَبِي قَالَ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن أبي يحيى يَقُول(2/344)
حَدِيث ابْن جُرَيْج بِهَذَا الْحَدِيث: منْ مَاتَ مرابطًا فروى عني منْ مَاتَ مَرِيضا وَمَا هَكَذَا حَدِيثه قُلْتُ أَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن يُوسُف حَدَّثَنَا عَبْد الرَّزَّاق بِهِ.
وَلَهُ طريقٌ آخر عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية منْ طَرِيق الْحَرْث بْن أَبِي أُسَامَة فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَبِي قُتَيْبَة عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رواد عَن مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ عَطَاء عَن أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ.
وقَالَ أَبُو نُعَيم حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمد الْمقري حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن أَبِي حَاتِم عُبَيْد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الباروزي حَدَّثَنَا حَفْص بْن أَبِي عُمَر الْبَصْرِيّ عَن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي رواد عَنْ طلق عَنْ جَابِرِ بْن عَبْد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ مَاتَ غَرِيبًا أَوْ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا.
قَالَ أَبُو نُعَيم: غَرِيب من حَدِيث الباروزي عَنْ حَفْص واللَّه أَعْلَم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد التمار حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن كثير أَبُو مَالك صَاحب الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: وُلِدَ لِسُلَيْمَانَ ابْنٌ فَقَالَ الشَّيْطَانُ إِنَّي أُوَارِيهِ مِنَ الْمَوْتِ قَالُوا نَذْهَبُ بِهِ إِلَى تُخُومِ الأَرْضِ قَالَ يَصِلُ إِلَيْهِ الْمَوْتُ قَالُوا فَنَصْعَدُ بِهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ قَالَ نَعَمْ فَصَعِدَ بِهِ وَنَزَلَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ يَا ابْنَ دَاوُدَ إِنَّي أُمِرْتُ بِقَبْضِ النَّسَمَةِ وَطَلَبْتُهَا فِي الْبَحْرِ فَلَمْ أُصِبْهَا وَطَلَبْتُهَا فِي الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ فَلَمْ أُصِبْهَا فَبَيْنَمَا أَنَا أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ أَصَبْتُهَا فَقَبَضْتُهَا وَجَاءَ جَسَدٌ حَتَّى وَقَعَ عَلَى كُرْسِيِّهِ وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثمَّ أناب} .
مَوْضُوع: يَحْيَى يرْوى عَنِ الثِّقَات مَا لَيْسَ منْ حَدِيثهمْ وَلَا ينْسب إِلَى نَبِيَّ اللَّه سُلَيْمَان ذَلِكَ.
(أَبُو نُعَيم) حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر الْمُفِيد أَنْبَأَنَا عَاصِم الْأَحول عَنْ أنس عَن مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
(الْخَطِيب) أَنبأَنَا عبد الْوَاحِد بن مُحَمَّد البَجلِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد الوَاسِطِيّ حَدثنَا بشر بن مُوسَى حَدثنَا مفرج بن شُجَاع الْموصِلِي عَن يزِيد بْن هَارُون عَن عَاصِم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: الْمَوْت كَفَّارَة لكل مُسلم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المُحَبَّر حَدَّثَنَا نصر بْن جميل حَدَّثَنَا حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن قَالَ أَتَيْنَا عَاصِمًا الْأَحول نعزيه حِين قُتِل ابْنه وقُلْنَا إِنَّا نرجو لَهُ الشَّهَادَة قَالَ أَوْ مَا هُوَ أوسع من ذَلِك قَالَ سمعتُ أنس بْن مَالك يَقُول(2/345)
رَسُول الله: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِلْمُؤْمِنِ.
لَا يَصِّح أَبُو بَكْر الْمُفِيد ضَعِيف جدا والسقطي مَجْهُول ومفرج قَالَ الْأَزْدِيّ واهي الْحَدِيث.
قَالَ الْخَطِيب: هُوَ فِي عداد المجهولين قَالَ والْحَدِيث عَنْ يَزِيد شَاذ مَعَ أَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ نصر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِي أَيْضا عَنْ أَنَس ولَيْسَ بِثَابِت عَنْهُ.
قَالَ وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد اللَّه التَّيْميّ عَنِ الْحَسَن بْن صَالِح عَنْ عَاصِم الْأَحول وإِسْمَاعِيل كَذَّاب وَرَوَاهُ أَصْرَم بْن غياث عَنْ عَاصِم وأصرم لَا تقوم بِهِ حجَّة ودَاوُد بْن المُحَبَّر كَذَّاب (قُلْتُ) أنكر عَلَى المُصَنّف توهِينه لهَذَا الْحَدِيث فقد صَححهُ الْإِمَام أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ وَجمع الحَافِظ أَبُو بَكْر الْعِرَاقِيّ فِي طرقه فِي جُزْء قَالَ: إنَّه يبلغ رُتْبَة الْحَسَن انْتهى وَرِوَايَة نصر بْن عَلِيّ أخرجهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُعْجَمه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن صَالِح بْن شُعَيْب حَدَّثَنَا نصر بْن عَلِيّ الْجَهْضَمِي عَنْ يزِيد بن هَارُون عَن عَاصِم الْأَحول قَالَ دَخَلنَا عَلَى أَنَس بْن مَالك نعزيه عَلَى ابْن لَهُ فَقُلْنَا يَا أَبَا حَمْزَة إِنَّا لنَرْجُو لَهُ النَّعيم قَالَ وَأكْثر منْ ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ.
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي اللِّسَان: رُوَاته إِثْبَات إِلَّا شيخ الْإِسْمَاعِيلِيّ فَمَا علمت خَاله وَقَدْ رَوَاهُ البَيْهَقيّ فِي الشّعب عَنْ شيخ لَهُ عَنْ أَبِي بَكْر الْإِسْمَاعِيلِيّ بِهِ وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الرَّازيّ حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن شبيب حَدَّثَنَا دَاوُد بْن المحبر حَدَّثَنَا خضر بْن جميل حَدَّثَنَا حَفْص بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عَاصِم الْأَحول عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَسُولَ الله قَالَ الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ ذَنْبٍ قَالَ العُقَيْليّ خضر وحَفْص مَجْهُولان قَالَ وروى بِغَيْر هَذَا الْإِسْنَاد منْ وَجه لين أَيْضا.
وقَالَ أَبُو سَعْد الْمَالِينِي فِي مُسْند شُيُوخ الصُّوفِيَّة أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن فورك حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُسْلِم الرَّازيّ حَدَّثَنَا سَحْنُون الناهكي الزَّاهد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن قِيرَاط عَنْ أَبِي غياث عَنْ عَاصِم الْأَحول عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الْمَوْتُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ وَفِي بعض طرق الْحَدِيث مَا يفهم مِنْهُ أَن المُرَاد بِالْمَوْتِ الطَّاعُون فَإِنَّهُم كَانُوا فِي الصَّدْر الأول يطلقون الْمَوْت ويريدون بِهِ الطَّاعُون.
وقَالَ ابْن سَعْد فِي طبقاته أَنَا حَفْص بْن غياث حَدَّثَنَا عَاصِم الْأَحول عَنْ حَفْصَة بِنْت سِيرِينَ قَالَتْ قَالَ لي أَنَس فِي أَيّ موت مَاتَ يَحْيَى بْن سِيرِينَ قلت فِي الطَّاعُون قَالَ أما الطَّاعُون شَهَادَة لكل مُسْلِم ثُمّ رَأَيْت فِي لِسَان الْمِيزَان مَا نَصه قَدْ سبق ابْن الْجَوْزِيّ إِلَى ذَلِكَ ابْن طَاهِر فَبَالغ فِي إِنْكَاره وَالَّذِي يَصِّح فِي ذَلِكَ حَدِيث حَفْصَة بِنْت سِيرِينَ عَنْ أَنَس بِلَفْظ: الطَّاعُون كَفَّارَة لكل مُسْلِم.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ انْتهى واللَّه أَعْلَم.
(الْحَاكِم) حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن يُوسُف الْفَقِيه حَدَّثَنَا ابْن محمويه ابْن مُسْلِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا النَّضْر بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْريّ عَن إِبْرَاهِيم بن(2/346)
مهَاجر عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ: افْتَحُوا عَلَى صِبْيَانِكُمْ أَوَّلَ كَلِمَةٍ بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلَقِّنُوهُمْ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ أَوَّلُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَآخَرُ كَلامِهِ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ عَاشَ أَلْفَ سَنَةٍ لَمْ يُسْأَلْ عَنْ ذَنْبٍ وَاحِدٍ.
مَوْضُوع.
ابْن محمويه وَأَبوهُ مَجْهُولان وَقَدْ ضعف النجاري إِبْرَاهِيم بْن مهَاجر (قلت) الْحَدِيث فِي الْمُسْتَدْرك وأَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي الشّعب عَنِ الْحَاكِم وقَالَ متن غَرِيب لَمْ نَكْتُبهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد وَأوردهُ الْحَافِظ ابْن حجر فِي أَمَالِيهِ وَلَمْ يقْدَح فِي سَنَده بِشَيْء إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِبْرَاهِيم فِيهِ لين وَقَدْ أخرج لَهُ مُسْلِم فِي المتابعات واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو مَنْصُور أَحْمَد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن عُمَر السكرِي حَدَّثَنَا جدي حَدَّثَنَا أَبُو نصر مُحَمَّد بْن مَنْصُور بْن حَيَّان الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن قَاسِم الْبَلْخِي حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرو الْأَيْلِيّ عَنْ كثير عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ.
لَا يَصِّح كثير مَتْرُوك ومُحَمَّد بْن قَاسِم كَانَ يضع الْحَدِيث وإِنَّمَا يرْوى عَنِ الْحَسَن (قُلْتُ) لَهُ شَاهد قَالَ الْحَارِث فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن قُتَيْبَة حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي دَاوُد عَنْ زَيْد بْن أسلم عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مُعَالَجَةُ مَلَكِ الْمَوْتِ أَشَدُّ مِنْ أَلْفِ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ.
وقَالَ ابْن الْمُبَارَك فِي الزّهْد أَنْبَأَنَا حَدِيث ابْن السّائب الأَسَديّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ أَن رَسُول الله ذَكَرَ الْمَوْتَ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ وَعَارَهُ فَقَالَ: ثلثمِائة ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ.
واللَّه أَعْلَم.
(ابْن حبَان) حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن سهل بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن نصر الْعَنْبَري عَنْ حَمْد بْن زَيْد عَنْ هِشَام عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ قَالَ: لَمَّا أَتَى إِبْرَاهِيمُ رَبَّهُ عز وَجل قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: كَيْفَ وَجَدْتَ الْمَوْتَ قَالَ وَجَدْتُ حِسَّ نَزْعِ السَّلِّ مِنَ الصُّوفِ.
قَالَ: هَذَا وَقَدْ يَسَّرْنَا عَلَيْكَ الْمَوْتَ.
قَالَ ابْن حبَان هَذَا متن، مَوْضُوع: وجَعْفَر بْن نصر يرْوى عَنِ الثِّقَات مَا لَمْ يحدثوا بِهِ واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) أَخْبَرَنِي مُحَمَّد عَليّ الأيادي أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن عُمَر الْحَضْرَمِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيد حَاتِم بْن الْحَسَن الشَّاشِي حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُد السنجي حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عصمَة النصيبي حَدَّثَنَا بشر بْن حَكِيم عَنْ سَالم بْن كثير عَن مُعَاويَة بن قُرَّة عَن أَبِيه عَن النَّبِي قَالَ: وَمَنْ حَضَرَ فَوَضَعَ وَصِيَّتَهُ عَلَى كتاب اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كَفَّارَةً لِمَا ضَيَّعَ مِنْ زَكَاتِهِ فِي حَيَاتِهِ.
لَا يَصِّح يَعْقُوب لَا يُسَاوِي شَيْئا (قلت) مَا ليعقوب وَلِهَذَا الْحَدِيث.
فقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ عَنْ عَبْدَان بْن مُحَمَّد المَرْوَزِيّ عَنْ إِسْحَاق بْن رَاهَوَيْه وناهيك بجلالته عَنْ عَبْد اللَّه بْن عصمَة بِهِ وأَخْرَجَهُ ابْن(2/347)
مَاجَه فِي سنَنه حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن سَعِيد الْحِمصِي حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَنْ أَبِي حليس عَنْ خَلِيل بْن أَبِي خُلَيْد عَنْ مُعَاوِيَة عَنْ أَبِيهِ بِهِ.
وَلَهُ شَاهد قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن جَعْفَر القَتَّات الْكُوفِي وَمُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا عون بْن سَلام حَدَّثَنَا عَمْرو بْن شمر عَن الْأَعْمَش عَن أَبِي وَائِل عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَفَعَهُ قَالَ: إِن الرجل الْمُسلم ليصنع فِي ثُلُثِهِ عِنْدَ مَوْتِهِ خَيْرًا فَيُوَفِّي اللَّهُ زَكَاتَهُ وقَالَ عَبْد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَنْ إِسْمَاعِيل عَن دَاوُد بْن أبي هِنْد عَن الشَّعْبِيّ قَالَ إِنَّمَا الْوَصِيَّة تَمام لما ترك مِنَ الصَّدَقَة وقَالَ عَنْ إِسْمَاعِيل عَنْ دَاوُد أَيْضا عَن الْقَاسِم ابْن فلَان أَو فلَان ابْن الْقَاسِمِ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيٍ الْقُشَيْرِيُّ إِنَّ الْوَصِيَّةَ تَمَامٌ لِمَا تَرَكَ مِنَ الزَّكَاةِ واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن بشار النَّيْسابوريّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمويه العسكري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْوَلِيد الْأَنْطَاكِيّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ عَلَى إِبِلٍ أَكَلَتْ نَوًى فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ فِي مَسِيرِنَا إِذْ نَحْنُ بِرَاكِبٍ مُقْبِلٍ فَقَالَ النَّبِيُّ: أَخَالُ الرَّجُلَ يُرِيدُكُمْ فَوَقَفَ وَوَقَفْنَا فَإِذا أَعْرَابِي عَلَى قَعُودٍ لَهُ فَقُلْنَا مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ فَقَالَ: أَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي أُرِيدُ مُحَمَّدًا.
فَقُلْنَا هَذَا رَسُول الله فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ فَقَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ: أَقْرَرْتُ قَالَ وَتُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ فَقَالَ أَقْرَرْتُ فَجَعَلَ لَا يُعَرَّفُ شَيْئًا مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ إِلا قَالَ أَقْرَرْتُ فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرِهِ فِي سِكَّةٍ فَإِذَا الْبَعِيرُ لِجَنْبِهِ وَإِذَا الرَّجُلُ لِرَأْسِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: أَدْرِكُوا صَاحِبَكُمْ فَابْتَدَرْنَاهُ فَسَبَقَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ مَاتَ فَقَالَ رَسُول الله: اغْسِلُوا صَاحِبَكُمْ فَغَسَّلْنَاهُ وَرَسُولُ اللَّهِ مُعْرِضٌ عَنْهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِي فَلَمَّا فَرغْنَا قَالَ النَّبِي: هَذَا الَّذِي تَعِبَ قَلِيلا وَنَعِمَ طَوِيلا هَذَا الَّذِي مَنِ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ قُلْنَا رَأَيْنَاكَ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهُ قَالَ إِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ مَاتَ جَائِعًا إِنِّي رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ وَهُمَا يَدُسَّانِ فِي فِيهِ ثِمَارَ الْجَنَّةِ.
لَا يَصِّح وَالْحمل فِيهِ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك الْأنْصَارِيّ الضَّرِير المَدِينيّ كَانَ يضع الْحَدِيث (قُلْتُ) كلا فقد أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنَده عَنْ إِسْحَاق بْن يُوسُف عَنْ أَبِي حَيَّان عَنْ زَاذَان وعَنْ أسود بْن عَامر عَنْ عَبْد الحميد بْن جَعْفَر عَنْ ثَابِت عَنْ زَاذَان عَنْ جرير بْن عَبْد اللَّه بِطُولِهِ.
وَأخرجه ابْن أَبِي حاتِم فِي تَفْسِيره من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس بِطُولِهِ وَأخرجه ابْن أبي حَاتِم منْ مُرْسل بَكْر بْن سوَادَة وأَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيد فِي تَفْسِير منْ مُرْسل إِبْرَاهِيم التَّيْميّ كِلَاهُمَا(2/348)
بِاخْتِصَار وَقَدْ سقط الْجَمِيع فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور.
وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا عَلان بْن عَبْد الصَّمد حَدَّثَنَا عُمَر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر الهياجي حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى.
وقَالَ البَيْهَقيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الحَافِظ أَخْبَرَنِي أَبُو حبيب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُوسَى المصاحفي حَدَّثَنَا سهل بْن عمار حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَة الثمالِي عَنْ أَبِي الْيَقظَان عَنْ زَاذَان عَنْ جَرِيرٍ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى رَوَاحِلِنَا فَرُفِعَ لَهُ شَخْصٌ فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ لَا عَهْدَ لَهُ بِأَنِيسٍ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فإياي يُرِيد فأسرع النَّبِي وَأَسْرَعْنَا مَعَهُ حَتَّى اسْتَقْبَلَهُ فَإِذَا فَتًى قَدِ انْثَرَتْ شَفَتَاهُ مِنْ أَكْلِ السَّلْجَمِ فَسَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ أَقبلت فحدثه فَقَالَ وَأَنا أُرِيدُ يَثْرِبَ أُرِيدُ مُحَمَّدًا لأُبَايِعَهُ قَالَ فَأَنَا مُحَمَّدٌ أَنَا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْ لِيَ الإِسْلامَ قَالَ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِرُّ بِمَا جِئْتُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتُقِيمُ الصَّلاةَ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ قَالَ أَقْرَرْتُ قَالَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ قَالَ أَقْرَرْتُ ثُمَّ انْصَرَفَ وَانْصَرَفْنَا مَعَهُ فَوَقَعَ يَدُ بَكْرِهِ فِي أَخَافِيقِ الْجِرْذَانِ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهُ فَمَاتَ فَقَالُوا قَدْ مَاتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَتَاهُ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ بِوَجْهِهِ فَقَالَ احْمِلُوهُ إِلَى الْمَاءِ فَغَسَّلْنَاهُ وَحَنَّطْنَاهُ ثُمَّ قَالَ احْفِرُوا لَهُ لَحْدًا وَلا تَشُقُّوا لَهُ فَإِنَّ اللَّحْدَ لَنَا وَالشَّقَّ لأَهْلِ الْكتاب وَجَلَسَ عَلَى قَبْرِهِ لَا يُحَدِّثُنَا بِشَيْءٍ ثُمَّ قَالَ أَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَ هَذَا الرَّجُلِ هَذَا امْرُؤٌ عَمِلَ قَلِيلا وَأُجِرَ كَثِيرًا هَذَا مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} إِنِّي أَعْرَضْتُ عَنْهُ آنِفًا وَمَلَكَانِ يَدُسَّانِ فِي شَفَتِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ فَعَرَفْتُ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ جَائِعًا.
وقَالَ الْحَكِيم التِّرمِذيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول حَدَّثَنَا يُوسُف بْن مُوسَى الْقطَّان الْكُوفِي حَدَّثَنَا بهران بْن أَبِي عُمَر الرَّازيّ أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْأَعْلَى عَنْ أَبِيهِ عَن سَعِيد بْن جُبَيْر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله فِي مَسِيرٍ سَارَهُ إِذْ عَرَضَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ جِئْتُكَ مِنْ بِلادِي وَتِلادِي وَمَالِي لأَهْتَدِيَ بِهُدَاكَ وَآخُذَ مِنْ قَوْلِكَ فَمَا بَلَغْتُكَ حَتَّى مَا لِي طَعَامٌ إِلا مِنْ خَضِرِ الأَرْضِ فَاعْرِضْ عَلَيَّ فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ فَقَبِلَ فَازْدَحَمْنَا عَلَيْهِ فَدَخَلَ خُفُّ بَكْرِهِ فِي بَيْتِ جُرْذَانٍ فَخَرَّ الأَعْرَابِيُّ فَانْكَسَرَتْ عُنُقُهُ فَقَالَ رَسُولُ الله: صَدَقَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِلادِهِ وَتِلادِهِ وَمَالِهِ يَهْتَدِي بِهُدَايَ وَيَأْخُذُ مِنْ قُولِي فَمَا بَلغنِي حَتَّى مَاله طَعَامٌ إِلا مِنْ خَضِرِ الأَرْضِ كَمَا قَالَ أَسَمِعْتُمْ بِالَّذِي عَمِلَ قَلِيلا وَجُزِيَ كَثِيرًا هَذَا مِنْهُمْ أَسَمِعْتُمْ ب {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْن وهم مهتدون} فَإِنَّ هَذَا مِنْهُمْ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا بَلَغَ الأَرْضَ حَتَّى مُلِئَ شِدْقُهُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ اغْسِلُوا أَخَاكُمْ وَكَفِّنُوهُ وَصَلُّوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ انْشُقُّ أَن نُلْحِدُ فَقَالَ اللَّحْدُ لَنَا وَالشَّقُّ لِغَيْرِنَا.
وقَالَ البَيْهَقيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر أَحْمَد بن عبيد الْحَافِظ(2/349)
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن بَكْر الْعَتكِي حَدَّثَنَا رَبِيعَة بْن كُلْثُوم بْن جُبَير عَن زِيَاد بن محراق عَن ابْن أَن النَّبِي مَرَّ بِخِبَاءِ أَعْرَابِيٍّ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ يُرِيدُونَ الْغَزْوَ فَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ نَاحِيَةً مِنَ الْخِبَاءِ فَقَالَ مَنِ الْقَوْم فَقيل رَسُول الله وَأَصْحَابُهُ يُرِيدُونَ الْغَزْوَ فَقَالَ هَلْ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا يُصِيبُونَ قِيلَ لَهُ نَعَمْ يُصِيبُونَ الْغَنَائِمَ ثُمَّ يَقْسِمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَعَمَدَ إِلَى بَكْرٍ فَاعْتَقَلَهُ وَسَارَ مَعَهُمْ فَجَعَلَ يَدْنُو بِبَكْرِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَأَصْحَابُهُ يَذُودُونَ بَكْرَهُ عَنْهُ فَقَالَ رَسُول الله دَعُوا لِيَ النَّجْدِيَّ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لَمِنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ قَالَ فَلَقَوُا الْعَدُوَّ فَاسْتُشْهِدَ فَأُخْبِرَ بذلك النَّبِي فَأَتَاهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ مُسْتَبْشِرًا يَضْحَكُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ مُسْتَبْشِرًا تَضْحَكُ ثُمَّ أَعْرَضْتَ عَنْهُ فَقَالَ أَمَّا مَا رَأَيْتُمْ مِنَ اسْتِبْشَارِي فَلِمَا رَأَيْتُ مِنَ كَرَامَةِ رُوحِهِ عَلَى اللَّهِ وَأَمَّا إِعْرَاضِي عَنْهُ فَإِنَّ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ الآنَ عِنْدَ رَأْسِهِ وَلَهُ طَرِيق آخر عَنِ ابْن مَسْعُود.
قَالَ ابْن عَسَاكِر: أَنْبَأَنَا جدي القَاضِي أَبُو الْمُفَضَّل يَحْيَى بْن عَلِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّزَّاق بْن عَبْد اللَّه الكلَاعِي أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد السراج أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بن مُحَمَّد هِشَام بحلب حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عَامر بْن مرداس بْن هَارُون السَّمَرْقَنْدِيّ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عِصَام بْن يُونُس بْن قدامَة الْبَاهِلِيّ بملخ عَنْ مَنْصُور عَنْ عَلْقَمَة عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله فِي مَجْلِسٍ لَهُ إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ حَتَّى جَاءَ فَوَقَفَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله: أَنَا مُحَمَّدٌ فَنَزَلَ الأَعْرَابِيُّ فَجَثَا عَلَى يَدَيْهِ وَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ لِيَ الْيَوْمَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي أَطْلُبُ الإِسْلامَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ: أَنْ يُسَلِّمَ قَلْبُكَ وَلِسَانُكَ وَأَنْ تُصَلِّيَ الْخَمْسَ وَإِنْ كَانَ لَكَ مَالٌ تُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا فَأَنَا مُسْلِمٌ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ هُنَيْهَةً فَسَقَطَ مِنْ بَعِيرِهِ فِي حجر جُرَذٍ فَوُقِصَ مَيِّتًا فَقَالَ النَّبِيُّ قُومُوا إِلَى أَخِيكُمْ فَخُذُوا فِي جهازه فجاؤوا بِهِ فوضعوه فحول النَّبِي وَجْهَهُ عَنْهُ سَاعَةً فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصلى عَلَيْهِ رَسُول الله ثُمَّ أَدْخَلَهُ قَبْرَهُ ثُمَّ قَالَ مُدُّوا عَلَيَّ ثَوْبًا فَمَكَثَ طَوِيلا ثُمَّ خَرَجَ وَإِنَّ الْعَرَقَ لَيَتَحَادَرُ مِنْهُ فَسُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ أَمَا تَحَوُّلُ وَجْهِي فَلِمَنْ نَزَلْنَ عَلَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِأَيْدِيهِمُ الثِّمَارُ تُلْقِمُهُ أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى خُضْرَةِ شَفَتَيْهِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنَّهُ لَمْ يَطْعَمْ مِنْ خَمْسَةِ أَيَّامٍ شَيْئًا وَأَمَّا جِلْسَتِي فِي قَبْرِهِ فَلَقَدْ نَزَلَتْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كُلُّهُنَّ قُلْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنَا بِهِ فَمَا خَرَجْتُ حَتَّى زَوَّجْتُهُ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ واللَّه أَعْلَم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا يُوسُف بْن يَزِيد حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُوسَى الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بْن أَبِي كثير عَنِ الْحَسَن عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالك عَن النَّبِي أَنَّهُ قَالَ: آجَالُ الْبَهَائِمِ مِنَ الْقَمْلِ وَالْبَرَاغِيثِ وَالْجَرَادِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ(2/350)
وَالدَّوَابِّ كُلِّهَا وَالْبَقَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ آجَالُهَا فِي التَّسْبِيحِ فَإِذَا تَقَضَّى تَسْبِيحُهَا قَبَضَ اللَّهُ رُوحَهَا وَلَيْسَ إِلَى مَلَكِ الْمَوْتِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ.
مَوْضُوع.
وَالْمُتَّهَم بِهِ الْوَلِيد قَالَ العُقَيْليّ أَحَادِيثه بَوَاطِيلُ لَا أَصْل لهَا وَهَذَا الْحَدِيث لَا أَصْل لَهُ منْ حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ وَلَا غَيره.
قُلْتُ الْوَلِيد قواه أَبُو حَاتِم فَقَالَ صَدُوق الْحَدِيث لين حَدِيثه صَحِيح وقَالَ فِي اللِّسَان: فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهُ مُنْكَر واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حُمَيد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن نَاجِية حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصدائي حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن الْوَلِيد عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِي عَن مُحَمَّد بْن سوقة عَن إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ عَزَّى مُصَابًا كَانَ لَهُ فَلهُ مِثْلَ أَجْرِهِ.
وَقَالَ حَدثنَا الْحسن بْن عَليّ الْوراق حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن وَكِيع حَدثنَا يحيى بن أبي طَالب حَدثنَا نصر بن حَمَّاد حَدثنَا شُعْبَة عَن مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله من عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره واللَّه أَعْلَم.
(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن البُسْريّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن يَزِيد الصدائي عَنْ عُبَيْد اللَّه عَن أَبِي الزبير عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه: منْ عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره.
لَا يَصِّح تَفَرّد بِهِ حَمَّاد بْن الْوَلِيد عَنِ الثَّوْرِي وَكَانَ يسرق الْحَدِيث وتَفَرّد بِهِ نصر بْن حَمَّاد عَنْ شُعْبَة ولَيْسَ بِثِقَة وتَفَرّد بِهِ عَلِيّ بْن عَاصِم عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة وَقَدْ كذبه شُعْبَة ويَزِيد بْن هَارُون ويَحْيَى بْن مَعِين وأمّا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه فَهُوَ الغوري مَتْرُوك.
قلت: حَدِيث ابْن مَسْعُود أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ منْ طَرِيق عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ حَدَّثَنَا واللَّه مُحَمَّد بْن سوقة فَذَكَرَه وقَالَ: هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه مَرْفُوعًا إِلَّا منْ حَدِيث عَلِيّ بْن عَاصِم وَرَوَاهُ بَعضهم عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة بِهَذَا الْإِسْنَاد مَوْقُوفا وَلَمْ يرفعهُ.
ويُقَالُ: أَكثر مَا ابتلى بِهِ عَلي بْن عَاصِم هَذَا الْحَدِيث يغمز بِهِ عَلَيْه وأَخْرَجَهُ أَيْضا ابْن مَاجَه وَالْحَاكِم والبَيْهَقيّ وَغَيْرُهُمْ منْ طرق عَنِ ابْن سوقة.
وقَالَ الْخَطِيب فِي التَّارِيخ مِمَّا أنكرهُ النّاس عَلَى عَلِيّ بْن عَاصِم وَكَانَ أَكثر كَلَامهم فِيهِ بِسَبَبِهِ حَدِيث مُحَمَّد بْن سوقة منْ عزي مصابًا لَهُ مثل أجره وأَخْرَجَ عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم الوكيلي قَالَ حضرت وكيعًا وَكَانَ عِنْده أَحْمَد بْن حَنْبَل وخَلَف الْمَخْزُومِيّ فَذكرُوا عَلِيّ بْن عَاصِم فَقَالَ خَلَف أَنَّهُ غلط فِي حَدِيث مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَن(2/351)
النَّبِي منْ عزي مصابًا لَهُ مثل أَجْرِهِ.
فَقَالَ وَكِيع: حَدَّثَنَا قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْد اللَّه قَالَ وَكِيع وَحَدَّثَنَا إِسْرَائِيل بْن يُونُس عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَن النَّبِي قَالَ: مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ.
قَالَ الْخَطِيب: وَأَجَازَ لنَا ابْن مَهْدِيّ قَالَ أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا جدي سَمِعْتُ إِبْرَاهِيم بْن هَاشِم يَقُولُ قَالَ رَجُل لِسُفْيَان بْن عُيَيْنة أَن عَلِيّ بْن عَاصِم حدَّث عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ: من عزى مصاباً فَلهُ مثل أَجْرِهِ فَلَا يُنكر الْحَدِيث وقَالَ مُحَمَّد بْن سوقة لَمْ يحفظ عَنْ إِبْرَاهِيم شَيْئا قَالَ وأَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد رزق أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُحَمَّد الصفار حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَيُّوب المَخْزُومِي حَدَّثَنَا حسن بْن صَالِح رَجُل منْ أَهْل الْعلم كَانَ يسكن عبادان أَنه رأى النَّبِي فِي النّوم قَالَ فَقلت: يَا رَسُول اللَّه إِن عَلِيّ بْن عَاصِم حَدَّثَنَا عَنْك بِحَدِيث قَالَ وَمَا هُوَ قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَنْ إِبْرَاهِيم عَنِ الْأسود عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ قَالَ صدق عَليّ هُوَ عني وَأَنا حدثت بِهِ.
أَخْبَرَنَا الْحَسَن بْن شُجَاع الصُّوفيّ أَنْبَأَنَا عُمَر بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم الْخُتلِي حَدَّثَنَا الْحَرْث بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمعَافي العابد وَكَانَ ثِقَة وصدوقًا قَالَ: رَأَيْت النَّبِي فِي النّوم فَقلت لَهُ: يَا رَسُول اللَّه حَدِيث عَليّ بْن عَاصِم يرويهِ عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة: منْ عزى مصابًا.
هُوَ عَنْك؟ قَالَ: نعم وَكَانَ مُحَمَّد كلما حدَّث بِهَذَا الْحَدِيث بَكَى أخبرنَا الْحَسَن بْن الْحَسَن بْن الْمُنْذر القَاضِي أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الشّافعيّ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن الْحَرْث قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَليّ المفلوج الزَّمن يَقُول رَأَيْت النَّبِي فِيمَا يرى النَّائِم وأَبُو بَكْر عَنْ يَمِينه وَعمر عَنْ يسَاره وعُثْمَان أَمَامه وعَلِيّ خَلفه حَتَّى جاؤوا فجلسوا عَلَى رابية وَإِذَا بَيْنَ أَيْديهم صبي يلْعَب قلت منْ هَذَا قَالُوا هَذَا إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي فَقَالَ النَّبِي: أَيْنَ عَلِيّ بْن عَاصِم أَيْنَ عَليّ بن عَاصِم مرَّتَيْنِ فجيء بِهِ فَلَمَّا أقبل قبل بَيْنَ عينه ثُمّ قَالَ لَهُ أَحييت سنتي قَالُوا يَا رَسُول اللَّه إِنَّهُم يَقُولُونَ أَخطَأ فِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود منْ عزى مصاباً فَلهُ مثل أجره فَقَالَ النَّبِي: أَنَا حدثت عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود وعَبْد اللَّه بْن مَسْعُود حدَّث الْأسود وَالْأسود بْن يَزِيد حدَّث إِبْرَاهِيم وإِبْرَاهِيم حدَّث مُحَمَّد بْن سوقة صدق عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ أَبُو بَكْر الباغندي فَجئْت إِلَى عَاصِم بْن عَلِيّ سنة تسع عشرَة وَمِائَتَيْنِ فَحَدَّثته بِذَلِك فَركب إِلَى أَبِي عَليّ فَسَمعهُ مِنْهُ.
وقَالَ الزَّرْكَشِيّ فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ فِي كِتَابه فَعرفهُ الرِّجَال وَسَأَلت أَبَا دواد عَنْ عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ يخطأ فِي أَحَادِيث يَرْوِيهَا مِنْهَا حَدِيث ابْن مَسْعُود: منْ عزى مصابًا وإِنَّمَا هَذَا الْحَدِيث مُنْقَطع فوصله عَلِيّ بْن عَاصِم فَعَاتَبَهُ يَحْيَى فَقَالَ أَصْحَابك الَّذِين سمعُوا مَعَك مَا أسندوه وَأَنت قَدْ أسندته فَأبى أَن يرجع فَسَبهُ يَحْيَى قُلْتُ لأبي دَاوُد فعاصم ابْنه قَالَ هُوَ عِنْدهم ثَبت قَالَ وَسَأَلت أَبَا بَكْر مَا كَانَ أَحْمد بن(2/352)
حَنْبَل يَقُولُ فِي عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ سَأَلْتُهُ عَنْهُ فَأَجَازَهُ.
وقَالَ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي الْفَرَائِض عَلِيّ بْن عَاصِم قَالَ صَدُوق وقَالَ البَيْهَقيّ تَفَرّد بِهِ عَلِيّ بْن عَاصِم وَهُوَ أحد مَا أنكر عَلَيْه وَقَدْ رَوَى أَيْضا عَن غَيره قَالَ الْخَطِيب قَدْ رَوَى حَدِيث ابْن سوقة عَبْد الْحَكِيم بْن مَنْصُور مثل مَا رَوَاهُ عَلِيّ بْن عَاصِم وَقَدْ رَوَى مثل ذَلِكَ عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِي وشُعْبَة وإِسْرَائِيل ومُحَمَّد بْن الْفَضْل بْن عَطِيَّة وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك بْن مغول والحرث بن عمرَان الْمقري كلهم عَنِ ابْن سوقة ولَيْسَ شَيْء مِنْهَا ثَابتا انْتهى.
قَالَ الزَّرْكَشِيّ وَهَذِه المتابعات لَا ترد عَلَى البَيْهَقيّ لضعف أسانيدها وقَالَ ابْن عَدِيّ فِي الْكَامِل وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة غَيْر عَلِيّ بْن عَاصِم وَهُوَ مُحَمَّد بْن الْفَضْل بْن عَطِيَّة وعَبْد الرَّحْمَن بْن مَالك بْن مغول وروى عَنِ الثَّوْرِي وإِسْرَائِيل وقَيْس وَغَيْرُهُمْ عَنِ ابْن سوقة وَمِنْهُم منْ يَزِيد فِي هَذَا الْإِسْنَاد عَلْقَمَة قَالَ الزَّرْكَشِيّ وَهَذَا كُله يرد عَلَى ابْن الْجَوْزِيّ حَيْثُ ذكر الْحَدِيث فِي الموضوعات انْتهى.
وَذكر الْحَافِظ ابْن حجر فِي التَّخْرِيج كَلَام الْخَطِيب وَابْن عَليّ ثُمّ قَالَ رِوَايَة الثَّوْرِي مدارها عَلَى حَمَّاد بْن الْوَلِيد وَهُوَ ضَعِيف جدا وكل المتابعين لعَلي بْن عَاصِم أَضْعَف مِنْهُ بِكَثِير ولَيْسَ فِيهَا رِوَايَة يُمكن التَّعَلُّق إِلَّا طَرِيق إِسْرَائِيل فقد ذكرهَا صَاحب الْكَمَال منْ طَرِيق وَكِيع عَنْهُ وَلَمْ أَقف عَلَى إسنادها بعد ثُمّ قَالَ هُوَ وَالزَّرْكَشِيّ وَمن شواهده حَدِيث أَبِي بَرزَة مَرْفُوعًا منْ عزى ثَكْلَى كسى بردا فِي الجَنَّة، رَوَاهُ التِّرمِذيّ وقَالَ غَرِيب ولَيْسَ إِسْنَادُه بالقوى.
وروى ابْن مَاجَه منْ طَرِيق قَيْس بْن أَبِي عمار مَوْلَى الْأَنْصَارِيّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلا كَسَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وقَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدَّين العلائي فِي أجوبته عَنْ تعقبات السراج القَزْوينيّ عَنِ المصابيح عَلِيّ بْن عَاصِم أحد الْحفاظ المكثرين وَلَكِن لَهُ أَوْهَام كَثِيرَة تكلمُوا فِيهِ بِسَبَبِهَا ومِنْ جُمْلَتهَا هَذَا الْحَدِيث وَقَدْ تَابعه عَلَيْه عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة عَبْد الْحَكِيم بْن مَنْصُور وَلكنه لَيْسَ بِشَيْء وَكَأَنَّهُ من سَرقه منْ عَلِيّ بْن عَاصِم.
وَقَدْ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم الخُوارَزْميّ عَنْ وَكِيع عَنْ قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة وإِبْرَاهِيم بْن مُسْلِم هَذَا ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وَلم يتَكَلَّم فِيهِ أحد وَقيس بن الرّبيع صَدُوق مُتَكَلم فِيهِ لَكِن حَدِيثه يُؤَيّدهُ رِوَايَة عَليّ بن عَاصِم وَيخرج بِهِ عَنْ أَن يَكُون ضَعِيفا واهيًا فضلا عَنْ أَن يَكُون مَوْضُوعا وقَالَ يَعْقُوب بْن شَبَّة مَا ظفر بمتابعة إِبْرَاهِيم بن مُسلم أَنه هُوَ ومتابعه شُعْبَة وَعبد الْحَكِيم ومُحَمَّد بْن الْفَضْل فِي فَوَائِد تَمام قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر حَدَّثَنَا سَعْد بْن أَحْمَد العواد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أبي طَالب حَدثنَا نصر بن حَمَّاد حَدثنَا شُعْبَة عَن مُحَمَّد بْن سوقة بِهِ حَدثنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن عُمَر الْعَدنِي بواسط حَدَّثَنَا بَكَّار بْن بَكَّار حَدَّثَنَا عَبْد الْحَكِيم بْن مَنْصُور عَنْ مُحَمَّد بْن سوقة بِهِ.
وأنبأنا أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا أَبُو عقيل أَنَس بْن عَبْد السَّلَام الخَوْلانِّي حَدَّثَنَا عِيسَى بْن سُلَيْمَان الشِّيرَازِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْفَضْل عَنْ(2/353)
مُحَمَّد بْن سوقة بِهِ واللَّه أَعْلَم.
أَخْبَرَنَا أَبُو غَالب مُحَمَّد بْن الْحَسَن المّاوَرْدِيّ وأَبُو سَعْد أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ قَالَ: أَنْبَأَنَا المطهر بْن عَبْد الْوَاحِد أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَر بْن الزربان أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الحرورى حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد عَن عبَادَة بْن نسي عَن عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم قَالَ: أُصِيبَ مُعَاذٌ بِوَلَدِهِ وَاشْتَدَّ جَزَعُهُ عَلَيْهِ فَبلغ رَسُول الله فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: سَلامٌ عَلَيْكَ فَإِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ وَرَزَقَنَا وَإِيَّاكَ الشُّكْرَ ثُمَّ إِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَهْلِينَا وَأَمْوَالَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُ بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ ثُمَّ افْتَرَضَ عَلَيْنَا الشُّكْرَ إِذَا أَعْطَى وَالصَّبْرَ إِذَا ابْتَلَى وَكَانَ ابْنُكَ مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ مَتَّعَكَ اللَّهُ بِهِ فِي غِبْطَةٍ وَسُرُورٍ وَقَبَضَة مِنْكَ بِأَجْرِ الصَّلاةِ وَالْهُدَى إِنْ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ فَلا تَجْمَعَنَّ يَا مُعَاذُ عَلَيْكَ خَصْلَتَيْنِ أَنْ يُحْبِطَ جَزَعُكَ أَجْرَكَ فَتَنْدَمَ عَلَى مَا فَاتَكَ فَلَوْ قَدِمْتَ عَلَى ثَوَابِ مُصِيبَتِكَ وَتَنَجَّزْتَ مَوْعِدَهُ عَرَفْتَ أَنَّ الْمُصِيبَةَ قَدْ قُصِرَتْ عَنْهُ وَاعْلَمَنَّ يَا مُعَاذُ أَنَّ الْجَزَعَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يَدْفَعُ حُزْنًا فَأَحْسِنِ الْعَزَاءَ وَتَنَجَّزِ الْمَوْعِدَ وَلْيَذْهَبْ أَسَفُكَ بِمَا هُوَ نَازِلٌ فَكَأَنْ قَدْ وَالسَّلامُ.
(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم طَلْحَة بْن عَلِيّ بْن الصَّقْر الْكِنَانِي حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَان مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا النُّعْمَان بْن مدرك حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن نجيح عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كتب النَّبِي إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَهُوَ وَالٍ بِالْيَمَنِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ سَلامٌ عَلَيْكَ إِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ ابْنَكَ فُلانًا قَدْ تُوُفِّيَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فَأَعْظَمَ اللَّهُ لَكَ الأَجْرَ وَأَلْهَمَكَ الصَّبْرَ ورزقك الصَّبْر عِنْدَ الْبَلاءِ وَالشُّكْرَ عِنْدَ الرَّخَاءِ أَنْفُسُنَا وَأَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْهَنِيَّةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَوْدَعَةِ يُمَتِّعُنَا بِهَا إِلَى أَجَلٍ مَعْدُودٍ وَيَقْبِضُهَا لِوَقْتٍ مَعْلُومٍ وَحَقُّهُ عَلَيْنَا هُنَاكَ إِذَا أبلانَا الصَّبْرُ فَعَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنِ الْعَزَاءِ فَإِنَّ الْحُزْنَ لَا يَرُدُّ مَيِّتًا وَلا يُؤَخِّرُ أَجَلا وَإِنَّ الأَسَفَ لَا يَرُدُّ مَا هُوَ نَازِلٌ بِالْعِبَادِ مَوْضُوع.
مُحَمَّد ابْن سَعِيد هُوَ المصلوب فِي الزندقة، كَذَّاب وَكَذَا إِسْحَاق بْن نجيح وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيث مجاشع بْن عُمَر عَنْ مَحْمُود بْن لبيد عَنْ مُعَاذ مثله ومجاشع يضع وكل هَذِهِ الزِّيَادَات بَاطِلَة وإِنَّمَا كَانَتْ وَفَاة ابْن مُعَاذ فِي سنة الطَّاعُون سنة ثَمَان عشرَة بعد موت النَّبِي بِسبع سِنِين وَكتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة يعزيه.
قلت: رِوَايَة مجاشع أخرجهَا الطَّبَرَانِيّ وأَبُو نُعَيم فِي الْحِلْية وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وقَالَ غَرِيب حسن وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ: ذَا منْ وضع مجاشع وَأخرج أَبُو نُعَيم أَيْضا حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحِيم بْن غَنْم ثُمّ قَالَ وروى(2/354)
منْ حَدِيث ابْن جُرَيْج عَنْ أَبِي الزُّبَير عَنْ جَابِر نَحوه قَالَ وكل هَذِهِ الرِّوَايَات ضَعِيفَة لَا تثبت فَإِن وَفَاة ابْن مُعَاذ كَانَتْ بعد وَفَاة رَسُول الله بسنين وإِنَّمَا كتب إِلَيْهِ بعض الصَّحَابَة فَسَهَا الرَّاوِي فنسبها إِلَى النَّبِي وَلَا يعلم لِمعَاذ غيبَة فِي حَيَاة النَّبِي إِلَّا إِلَى الْيمن ولَيْسَ مُحَمَّد بْن سَعِيد ومجاشع مِمَّنْ يعْتَمد روايتهما ومفار يدهما أهـ.
وَقَدْ أخرج هَذَا الْحَدِيث الْإِمَام مُحَمَّد بْن دَاوُد الْأَصْبَهَانِيّ فِي كتاب الزهرة قَالَ حَدَّثَنَا القَاضِي إِبْرَاهِيم بْن عَاصِم حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عُمَر وأَبُو دَاوُد النَّخَعِيّ عَنْ مهَاجر بْن أَبِي الْحَسَن الشَّامي عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن غنم عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ مَاتَ ابْن لي فَكتب إِلَيّ رَسُول الله من مُحَمَّد رَسُول الله ذكر الْحَدِيث.
وأَبُو دَاوُد النَّخَعِيّ كَذَّاب (وقَالَ) وَكِيع فِي الْغرَر حَدَّثَنِي أَبُو إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم بْن حسن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب حَدَّثَنِي عمي حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ أَنَّ ابْنًا لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ هَلَكَ فَجَزِعَ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا فَكتب إِلَيْهِ رَسُول الله أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَنْفُسَنَا وَأَمْوَالَنَا وَأَهْلَنَا وَأَوْلادَنَا مِنْ مَوَاهِبِ اللَّهِ الْحَسَنَةِ وَعَوَارِيهِ الْمُسْتَرَدَّةِ فَذكر الْحَدِيث بِنَحْوِهِ واللَّه أَعْلَم.
(أَخْبَرَنَا) عُبَيْد الله بن عَليّ الْمقري أَنْبَأنَا أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن أَحْمَد الْخياط أَنْبَأَنَا عَبْد الْملك بْن مُحَمَّد بْن بشر حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ أَحْمَد بْن الْفَضْل بْن خُزَيْمَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُوَيْد الطَّحَّان حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَلِيّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعْد عَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّهِ سَلْمَى قَالَ اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ حَيْضَتَهَا فَقَالَتْ لِي يَوْمًا وَخَرَجَ عَلَيَّ يَا أُمَّتَاهُ اسْكُبِي غُسْلا فَسَكَبْتُ ثُمَّ قَامَتْ فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا كَانَتْ أَرَاهَا تَغْتَسِل ثمَّ قَالَت هَات لِي ثِيَابِي الْجُدُدَ فَأَتَيْتُهَا بِهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي كَانَتْ فِيهِ فَقَالَتْ لِي قَدِّمِي الْفِرَاشَ إِلَى وَسِيطِ بَيْتٍ ثُمَّ اضْطَجَعَتْ وَوَضَعَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا وَاسْتَقْبَلَتْ ثُمَّ قَالَتْ يَا أُمَّتَاهُ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الْيَوْمَ وَإِنِّي قَدِ اغْتَسَلْتُ فَلا يَكْشِفْنِي أَحَدٌ فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لَا وَاللَّهِ لَا يَكْشِفْهَا أَحَدٌ فَدَفَنَهَا بِغُسْلِهَا ذَلِكَ وَقَدْ رَوَاهُ نوح ين يَزِيد عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بِهَذَا الْإِسْنَاد وَرَوَاهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل أَن فَاطِمَة اغْتَسَلت هَكَذَا ذكر مُرْسلا وَهَذَا حَدِيث: لَا يَصِّح مُحَمَّد بْن إِسْحَاق مَجْرُوح وعَاصِم لَيْسَ بِشَيْء ونوح والْحَكَم كِلَاهُمَا متشيع وَابْن عقيل ضَعِيف جدا وَحَدِيثه مُرْسل وَكَيف يَصِّح الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت هَذَا لَا يَصِّح إِضَافَته إِلَى فَاطِمَة وَعلي بل ينزهان عَنْ مثل هَذَا.
قُلْتُ: الْحَدِيث أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنده (حَدَّثَنَا) أَبُو النَّضْر إِبْرَاهِيم بْن سَعْد بِهِ وَأخرجه عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد عَالِيا عَنْ مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْوَركَانِي عَنْ إِبْرَاهِيم بن سعد أَبُو النَّضر الْوَركَانِي منْ رجال الصَّحِيح فَمَا بَقِي غَيْر نوح والْحَكَم وعَاصِم.
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد: وأمّا حمل ابْن الْجَوْزِيّ عَلَى ابْن إِسْحَاق فَلَا طائل فِيهِ فَإِن الْعلمَاء قبلوا حَدِيثه وَأكْثر مَا عيب عَلَيْه التَّدْلِيس وَالرِّوَايَة عَن المجهولين وَأما هُوَ فِي نَفسه فصدوق وَهُوَ حجَّة فِي الْمَغَازِي عِنْد الْجُمْهُور وَشَيْخه عبيد الله بن عَليّ بن أبي رَافع يعرف بعبادل قَالَ أَبُو حَاتِم شيخ(2/355)
ومرسل عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل يعضد مُسْند ابْن إِسْحَاق وَقَدْ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه منْ طَرِيق عَبْد الرَّزَّاق فَكيف يَأْتِي الْحَكَم عَلَيْه بِالْوَضْعِ نعم هُوَ مُخَالف لما رَوَاهُ غَيرهمَا منْ أَن عليا وَأَسْمَاء غسلا فَاطِمَة وَقد تعقب ذَلِك أَيْضا وَشرح ذَلِك يطول إِلَّا أَن الْحَكَم بِكَوْنِهِ مَوْضُوعا غَيْر مُسلم أهـ وَلَفظ رِوَايَة ابْن عقيل أَن فَاطِمَة لما حضرتها الْوَفَاة أمرت عليا فَوضع لَهَا غسلا فاغتسلت وتطهرت ودعت بِثِيَاب أكفانها فَأتيت بِثِيَاب غِلَاظ خشن فَلبِست ومست مِنَ الحنوط ثُمّ أمرت عليا أَن لَا تكشف إِذا قبضت وَإِن تدرج كَمَا هِيَ فِي ثِيَابهَا فَقلت لَهَا هَلْ علمت أحدا فعل ذَلِكَ قَالَتْ نعم ثُمّ كثير بْن عَيَّاش رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَنْ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم عَنْ عَبْد الرَّزَّاق بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيْم فِي الْحِلْية عَن الطَّبَرَانِيّ وأمّا إِنْكَار ابْن الْجَوْزِيّ الْغسْل للْمَوْت قبل الْمَوْت فَجَوَابه أَن ذَلِكَ لَعَلَّه خصيصة لفاطمة خصها بهَا أَبوهَا كَمَا خص أَخُوهَا إِبْرَاهِيم بترك الصَّلِاة عَلَيْه واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَمَّاد مَوْلَى بني هَاشِم حَدَّثَنَا حَمْزَة بْن الْقَاسِم بْن عَبْد الْعَزِيز الْهَاشِمِي حَدَّثَنَا سَعِيد بْن أَحْمَد بْن عُثْمَان صَاحب يَحْيَى بْن أَيُّوب المقابري حَدَّثَنَا عُمَر بْن إِسْمَاعِيل بْن مخالد حَدَّثَنَا حَفْص بْن غياث عَن برد بْن سِنَان عَن مَكْحُول عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: لَا تُظْهِرُ الشَّمَاتَةَ لأَخِيكَ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ.
لَا يَصِّح عُمَر بْن إِسْمَاعِيل كَذَّاب وَقَدْ رَوَاهُ ابْن حبَان منْ طَرِيق الْقَاسِم بْن أُمَيَّة الْحذاء عَنْ حَفْص بْن غياث قَالَ وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بالقاسم قَالَ وَهَذَا لَا أَصْل لَهُ (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ مِنَ الطَّرِيقَيْنِ وقَالَ هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب وَلَهُ طَرِيق ثَالِث ورابع فَأخْرجهُ المخلص فِي فَوَائده مِنْ طَرِيق فَهد بْن حبَان عَنْ حَفْص بْن غياث وَأخرجه الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب من طَرِيق فَهد وَمن طَرِيق السّري بن عَاصِم كِلَاهُمَا عَنْ حَفْص بْن غياث وَلَهُ شَاهد منْ حَدِيث ابْن عَبَّاس.
قَالَ الْخَطِيب فِي الْمُتَّفق والمفترق أَنْبَأَنَا القَاضِي أَبُو عمر الْقَاسِم بن جَعْفَر الْهَاشِمِي حَدثنَا أَبُو الْحسن عَليّ بن إِسْحَاق المادراني أَنبأَنَا أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَبِي بشر بكر بْن خَلَف بِمَكَّة حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد الصَّنعْاني حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيم بْن الْحَكَم بْن أبان عَنْ أَبِيهِ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله لَا تَشْمَتْ بِالْمُصِيبَةِ فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيَكَ: إِبْرَاهِيم ضَعِيف واللَّه أَعْلَم.
(ابْن حبَان) أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن عَبدُوس النَّيْسابوريّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَزِيد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن قِيرَاط عَن عُبَيْد الله بْن عُمَر عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نهى رَسُول الله أَن تتبع جَنَازَةُ فِيهَا صَارِخَةٌ.
قَالَ ابْن حبَان: لَا أصل لَهُ وحَمَّاد يَجِيء عَنِ الْإِثْبَات بالطامات قلت لَهُ طَرِيق(2/356)
أُخْرَى عَنِ ابْن عُمَر قَالَ: نهى رَسُول الله أَن نتبع جَنَازَة مَعهَا رانة.
أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي سنَنه منْ طَرِيق عُبَيْد اللَّه بِهِ.
وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّان مَالك بْن إِسْمَاعِيل وأَحْمَد بْن يُونُس قَالَا حَدَّثَنَا إِسْرَائِيل حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى القَتَّات بِهِ وقَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صَالِح حَدَّثَنَا صَالِح الحرَّاني حَدَّثَنَا مُوسَى بْن أعين عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْن عُمَر بِهِ.
وقَالَ حَدَّثَنَا عَبْدَان بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا زَيْد بْن الحريث حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن حِرَاش عَنِ الْعَوَّام بْن حَوْشَب عَنْ شهر بْن حَوْشَب عَنِ ابْن عُمَر بِهِ واللَّه أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن سهل الْأَنْصَارِيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب مَرْفُوعًا: إِذَا سَمِعْتُمْ بِمَوْتِ مُؤْمِنٍ أَوْ مُؤْمِنَةٍ أَمَرَ اللَّهُ جِبْرِيلَ أَنْ يُنَادِيَ فِي الأَرْضِ رَحِمَ اللَّهُ مَنْ شَهِدَ جَنَازَةَ الْعَبْدِ فَمَنْ شَهِدَهَا فَلا يَرْجِعْ إِلا مَغْفُورًا لَهُ وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةِ قَدَمٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ حِجَّةً وَعُمْرَةً وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ تَكْبِيرَةٍ كَبَّرَهَا عَلَيْهَا ثَوَابُ اثْنَى عَشَرَ أَلْفِ شَهِيدٍ وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ عَلَى بَدَنِهِ رَقَبَةَ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ قِنْطَارًا وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةَ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ بِكُلِّ مَرَّةٍ يَأْخُذُ بِالسَّرِيرِ مَدِينَةً بِالْجنَّةِ واستغفر لَهُ مَلَائِكَة السَّمَوَات وَالأَرْضِ أَيَّامَ حَيَاتِهِ وَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ نَادَى مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ ذَنْبُ السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ فَإِنْ مَاتَ إِلَى مِائَةِ يَوْمٍ مَاتَ شَهِيدًا وَإِذَا حَضَرْتُمُ الْجَنَازَةَ فَامْشُوا خَلْفَهَا فَإِنَّ فَضْلَ الْمَاشِي خَلْفَهَا كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ: الْأَصْبَغ لَا يُسَاوِي شَيْئا إِلَّا أَن الْمُتَّهم بِهِ سَعْد بْن طريف.
قَالَ ابْن حبَان كَانَ يضع الْحَدِيث واللَّه أَعْلَم.
(عَبْد بْن حُمَيد) فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا عبد الْمجِيد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أبي دَاوُد عَن مَرْوَان بْن سالِم عَن عَبْد الْملك بْن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ خَرَجَ فِي جَنَازَتِهِ (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْمُنِير حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الله بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن قَيْس حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله إِنَّ أَوَّلَ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لُمِشَيِّعِهِ.
لَا يَصِّح مَرْوَان بْن سَالم مَتْرُوك وَكَذَا عبد الْمجِيد وَمُحَمّد ابْن رَاشد قَالَ الْخَطِيب مَجْهُول وَعبد الرَّحْمَن بْن قَيْس مَتْرُوك وَكَذَا الرَّاوِي عَنْهُ (قُلْتُ) لحَدِيث ابْن عَبَّاس طَرِيق آخر قَالَ البَيْهَقيّ فِي الشّعب أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو زَيْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طريف البَجَليّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كثير عَنِ الْأَعْمَشُ حدَّثَنِي عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ سُئِلَ رَسُول الله عَنْ أَوَّلِ مَا يُتْحَفُ بِهِ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ قَالَ يُغْفَرُ لِمَنِ اتَّبَعَ جَنَازَتَهُ، قَالَ البَيْهَقيّ بعد أَن خرج هَذَا وَحَدِيث عبد الْملك عَن(2/357)
عَطَاء عَنِ ابْن عَبَّاس وَحَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الْأَسَانِيد ضعف.
وَأخرج الدارَقُطْنيّ فِي الْأَفْرَاد حَدِيث ابْن عَبَّاس منْ هَذَا الطَّرِيق وقَالَ غَرِيب منْ حَدِيث الْأَعْمَشُ عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْن عَبَّاس تَفَرّد بِهِ مُحَمَّد بْن كثير عَنْهُ وَهُوَ مُحَمَّد بْن فُضَيْل بْن كثير الْجَعْفَرِي الصَّيْرفيّ كَانَ مُحَمَّد بْن طريف ينْسبهُ إِلَى جَدّه وَلِحَدِيث جَابِر طَرِيق أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي كتاب ذكر الْمَوْت وقَالَ وَلَهُ شَوَاهِد.
قَالَ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول حَدَّثَنَا معبد بْن مسرور الْعَبْدِيّ حَدَّثَنَا الْحَكَم بْن سِنَان أَبُو عون الْمقري حَدثنِي النمير عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله أَوَّلُ تُحْفَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُغْفَرَ لِمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن أَحْمَد حَدَّثَنَا وَيْح حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن الضريس حَدَّثَنَا عَمْرو بْن سَمُرِة عَنْ جَابِر عَنْ زَاذَان عَنْ سَلْمَانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله أَوَّلُ مَا يُبَشَّرُ بِهِ الْمُؤْمِنُ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَبْشِرْ وَلِيَّ اللَّهُ بِرِضَاهُ وَالْجَنَّةِ قَدِمْتَ خَيْرَ مَقْدَمٍ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لِمَنْ شيعك واستجاب من اسْتغْفر لَك وَقبل لمن شَهِدَ لَكَ.
وقَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا عبد الْحسن بْن عَبْد الْعَزِيز الْإِمَام حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ عُمَر بْن جَابَان عَن أبيسعيد مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن زَكَرِيّا النَّيْسابوريّ عَنْ يَحْيَى بْن مَنْصُور القَاضِي عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن سوار عَنْ إِدْرِيس بْن سُلَيْم الْمَوْصِلِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم عَنْ المُنْكَدِر بْن مُحَمَّد المُنْكَدِر عَنْ أَبِيهِ عَن جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعَذِّبَ مَنْ حَمَلَهُ وَمَنْ تَبِعَهُ وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهِ.
وقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَة حَدَّثَنَا بَقِيَّة حَدَّثَنَا الْفرج بْن فضَالة عَن الضَّحَّاك بْن نمرة عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: يَبْلُغُ مِنْ كَرَامَةِ الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ أَنْ يَغْفِرَ لِمَنْ حَضَرَ جَنَازَتَهُ واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله الْكَاتِب أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى الْمُزَكي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن الدغولي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن جَعْفَر بْن خاقَان قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّ بْن الْفَضْل بْن النَّضْر يَقُولُ قَرَأَ علينا عَبْدَان كتاب الْجَنَائِز فَلَمَّا فرغ منْ بَاب التَّسْلِيم عَلَى الْجِنَازَة قَالَ لرجل منْ أَصْحَاب الرَّأْي: يَا أَبَا فُلان منْ أَيْنَ جئْتُمْ بتسليمتين فَقَالَ الرجل يرْوى عَن النَّبِي بتسليمتين فَقَالَ عَبْدَان عَمَّن قَالَ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيم بْن رستم عَنْ أَبِي عصمَة عَنِ الرُّكْن عَنْ مَكْحُول عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الصَّلاةُ عَلَى الْجَنَازَةِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَوَاءٌ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَيُسَلِّمُ تَسْلِيمَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ عَبْدَان: يَا أَبَا فُلان منْ هُنَا أَتَى أَبُو عصمَة حَيْثُ ترك حَدِيثه يرْوى مثل هَذَا عَنِ الرُّكْن.
قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْمُبَارَك لِأَن أقطع الطَّرِيق أحبّ إليَّ منْ أَن أروى عَنْ عَبْد القدوس الشَّامي وَعبد القدوس خير منْ مائَة مثل الرُّكْن.
وقَالَ النَّسائيّ(2/358)
والدارَقُطْنيّ الرُّكْن مَتْرُوك وأَبُو عصمَة نوح ابْن أَبِي مَرْيَم يضع وإِبْرَاهِيم بْن رستم لَيْسَ بِمَعْرُوف مُنْكَر الْحَدِيث عَنِ الثِّقَات (أَخْبَرَنَا) أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بْن أَحْمَد الخازن أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَلِيّ بْن المحسن التنوخي أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن عُمَرَ الْحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن الْأَشْعَث حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى التَّيْميّ الْمكتب حَدَّثَنَا قطر ابْن خَليفَة عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ يَقُولُ قَالَ رَسُول الله: إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ اللَّهُ لَهُمَا وَهُوَ أَعْلَمُ مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ فَيَقُولُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ سَبِّحَانِي وَاحْمَدَانِي وَهَلِّلانِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ تَسْبِيحِكُمَا وَتَحْمِيدِكُمَا وَتَهْلِيلِكُمَا ثَوَابًا مِنِّي لَهُ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ كَافِرًا فَمَاتَ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُمَا مَا جَاءَ بِكُمَا فَيَقُولانِ رَبِّ قَبَضْتَ عَبْدَكَ وَجِئْنَاكَ فَيَقُولُ لَهُمَا ارْجِعَا إِلَى قَبْرِهِ وَالْعَنَاهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَإِنَّهُ كَذَّبَنِي وَجَحَدَنِي وَإِنِّي جَعَلْتُ لَعْنَتَكُمَا عَذَابًا أُعَذِّبُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
واللَّه أعلم.
(الدَّارَقُطْنِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَخْلَد حَدَّثَنَا سَعْدَان بْن نصر حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن يَحْيَى بْن عُبَيْد اللَّه حَدَّثَنَا مِسْعَر عَنْ عَطِيَّة عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَمِعْتُ النَّبِي يَقُولُ: إِذَا قَبَضَ اللَّهُ تَعَالَى رُوحَ الْعَبْدِ صَعِدَ مَلَكَاهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالا يَا رَبَّنَا إِنَّكَ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ الْمُؤْمِنِ نَكْتُبُ عَمَلَهُ وَقَدْ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ فَائْذَنْ لَنَا نَسْكُنِ السَّمَاءَ فَيَقُولُ سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ مَلائِكَتِي يُسَبِّحُونِي فَيَقُولانِ ائْذَنْ لَنَا نَسْكُنِ الأَرْضَ فَيَقُولُ أَرْضِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي وَلَكِنْ قَوْمًا عَلَى قَبْرِهِ فَسَبِّحَانِي وَاحْمَدَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (أَخْبَرَنَا) عَبْد اللَّه بْن عَليّ الْمقري أَنْبَأَنَا غَانِم بْن أَحْمَد الْحداد أَنْبَأنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن حَدَّثَنَا أَبُو حَفْص عُمَر بْن مُحَمَّد المعدَّل أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا أَبُو عَامر مُوسَى بْن عَامر حَدَّثَنَا عِيسَى بْن خَالِد حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن مطر حَدَّثَنَا ثَابِت الْبنانِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِعَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ فَإِذَا مَاتَ قَالَ الْمَلَكَانِ اللَّذَانِ وُكِّلا بِهِ قد مَاتَ فَأذن لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خَلْقِي يُسَبِّحُونِي فَيَقُولانِ أَيْنَ فَيَقُولُ عِنْدَ قَبْرِهِ فَسَبِّحَانِي وَاحْمَدَانِي وَكَبِّرَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، لَا يَصِّح مدَار حَدِيث أَبِي بَكْر وَأبي سُلَيْمَان عَلَى عُثْمَان وَهُوَ مَتْرُوك وعُثْمَان بْن مطر قَالَ ابْن حبَان يروي الموضوعات عَن الْإِثْبَات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ قلت أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان منْ وَجه آخر عَنْ عُثْمَان وَلَمْ ينْفَرد بِهِ عُثْمَان بل تَابعه الْهَيْثَم بْن حَمَّاد عَنْ ثَابت(2/359)
الْبنانِيّ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَّ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مَلَكَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَهُ فَإِذَا قَبَضَ اللَّهُ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ الْمَلَكَانِ يَا رَبِّ وَكَّلْتَنَا بِعَبْدِكَ وَقَدْ قَبَضْتَهُ إِلَيْكَ فَتَأْذَنُ لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَائِي مَمْلُوءَةٌ مِنْ خلقي يعبدوني فَيَقُولانِ فَأْمُرْنَا رَبَّنَا فَيَقُولُ قِفَا عَلَى قَبْرِ عَبْدِي فَكَبِّرَانِي وَسَبِّحَانِي وَمَجِّدَانِي وَهَلِّلانِي وَاكْتُبَا ذَلِكَ لِعَبْدِي حَتَّى أَبْعَثَهُ مِنْ قَبْرِهِ.
حَدَّثَنَا سريح حَدَّثَنَا هُشَيْم عَنِ الْهَيْثَم بْن حَمَّاد عَنْ ثَابِت عَن أنس نَحوه وقَالَ أَبُو بَكْر الشَّاشِي فِي الغيلانيات حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُونُس بْن مُوسَى الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أَبِي الْوَزير أَبُو الْمطرف حَدَّثَنَا هُشَيْم عَنِ الْهَيْثَم بْن حَمَّاد بِهِ.
وقَالَ حَدَّثَنَا بشر بْن أَنَس حَدَّثَنَا أسود بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الواسطيّ عَنْ هُشَيْم بْن بشر عَنِ الْهَيْثَم بْن حَمَّاد بِهِ.
وقَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا عَبدُوس بْن أَبِي فَنْجَوَيْهِ عَنْ مُوسَى بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه الْكسَائي عَنِ الْحَرْث بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِي مَعْشَر عَنْ مُحَمَّد بن كَعْب عَن أَن أَنَس مَرْفُوعًا بِهِ.
واللَّه أَعْلَم.
(أَحْمَد) فِي مُسْنده حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَابِر عَنْ عُمَر بْن مرّة عَن أبي البحتري عَنْ حُذَيْفة قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي فِي جَنَازَة فَلَمَّا انتهينا إِلَى الْقَبْر قعد عَلَى شفته وَجَعَل يردد بَصَره فِيهِ قَالَ: يضغط الْمُؤْمِن فِيهِ ضغطة ترميه حمائله وعَلى الْكَافِر نَار.
لَا يَصِّح مُحَمَّد بْن جَابِر لَيْسَ بِشَيْء، قلت تعقب الحافط ابْن حجر فِي القَوْل المسددعلى الْمُؤلف وقَالَ أَبُو البَخْتَرِيّ سَعِيد بْن فَيْرُوز لَمْ يدْرك حُذَيْفة وَلَكِن بِمُجَرَّد ذَلِكَ لَا يدل على أَن الْمَتْن مَرْفُوع فَإِن لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة لَا يَتَّسِع الْحَال لاستيعابها واللَّه أَعْلَم.
(ابْن شاهين) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن صاعد إملاء غَيْر مرّة وَمَا كتبناه إِلَّا عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن بْن شَقِيق سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَة عَنْ سُلَيْمَان الْأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ الله فَسَاءَنَا حَالُهُ فَلَمَّا دَخَلَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُهُ صُفْرَةً ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَا مِنْكَ أَمْرًا سَاءَنَا فَلَمَّا دَخَلْتَ الْقَبْرَ الْتَمَعَ وَجْهُكَ صُفْرَةً ثُمَّ أَسْفَرَ وَجْهُكَ فَمَا ذَلِكَ قَالَ: ذَكَرْتُ ضَعْفَ ابْنَتِي وَشِدَّةَ عَذَابِ الْقَبْرِ فَأُتِيتُ فَأُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدْ خُفِّفَ عَنْهَا وَلَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً سَمِعَ صَوْتَهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ.
واللَّه أَعْلَم.
(أَبُو بَكْر عَبْد الله بْن أبي دَاوُد السّجِسْتانيّ) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ رَسُولِ الله وَكَانَت امْرَأَة مسقامة فَخرج بجنازتها وَخَرجْنَا مَعَه فرأيناه كئيبا حَزينًا ثمَّ دخل النَّبِي قبرها فَخرج ملتمع اللَّوْن فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ مسقامة فَذَكَرَتْ شدَّة الْمَوْت وضغطة الْقَبْر فدعوت الله أَن(2/360)
يُخَفف عَنْهَا.
(سَعِيد بْن مَنْصُور فِي سنَنه) .
حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة أَنْبَأَنَا الْعَلاء بْن الْمُسَيِّب عَنْ مُعَاوِيَة الْعَبْسٍيّ عَنْ زَاذَان أَبِي عُمَر قَالَ لما دُفِن رَسُول الله ابْنَته جلس عِنْد الْقَبْر فتربد وَجهه ثُمّ سرى عَنْهُ فَسَأَلَهُ أَصْحَابه عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: ذكرت ابْنَتي وضعفها وَعَذَاب الْقَبْر فدعوت اللَّه فَفرج عَنْهَا وأيم اللَّه قد ضمت ضمة سَمعهَا مَا بَيْنَ الْخَافِقين.
هَذَا حَدِيث لَا يَصِّح منْ جَمِيع طرقه.
قَالَ الدارَقُطْنيّ: رَوَاهُ الْأَعْمَش وَاخْتلف فِيهِ فَرَوَاهُ أَبُو حَمْزَة السكرِي عَنِ الْأَعْمَشُ عَن سُلَيْمَان بْن الْمُغيرَة عَن أَنَس وَرَوَاهُ حبيب بْن خَالِد الأَسَديّ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن المُغِيرَة عَنْ أَنَس والْحَدِيث مُضْطَرب عَنِ الْأَعْمَشُ.
قُلْتُ أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك (أَنْبَأنَا) أَحْمَد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن حَفْص حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بن شَاذان حَدثنَا سعد بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنْ أَنَس بِهِ.
وَأخرجه أَبُو عَوَانَة فِي صَحِيحه قَالَ كتب إليَّ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم بْن شَاذان حَدَّثَنَا سَعِيد بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنْ أَنَس وجَابِر بْن عَبْد الله الْحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَبِي الرطيل حَدَّثَنَا حبيب بْن خَالِد الأَسَديّ عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن المُغِيرَة عَنْ أَنَس بِهِ.
وقَالَ أَيْضا حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان الرَّازيّ عَنْ زَكَرِيّا بْن سَلام عَنْ سَعِيد بْن مَسْرُوق عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ بنت رَسُول الله حَزِنَ ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ حَزِينًا ثُمَّ سُرِّيَ عَنْكَ قَالَ ذَكَرْتُ زَيْنَبَ وَضَعْفَهَا وَلَقَدْ هُوِّنَ عَلَيْهَا وَعَلَيَّ ذَلِكَ لَقَدْ ضُغِطَتْ ضَغْطَةً بَلَغَتِ الْخَافِقَيْنِ واللَّه أَعْلَم.
(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الله بْن ميسر حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سِنَان الْقطَّان حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا صَالِح بْن مُحَمَّد بْن صَالِح عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِوَفَاةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَنَزَلَ الأَرْضَ لِشُهُودِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مَا نَزَلُوهَا قَبْلَهَا وَاسْتَبْشَرَ أَهْلُ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ ضُمَّ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ضَمَّةً يَعْنِي فِي قَبْرِهِ وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهَا مُعَافًى عُوفِيَ مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ تَفَرّد بِهِ مُحَمَّد بْن صَالِح.
قَالَ ابْن حبَان: يرْوى الْمَنَاكِير عَنِ الْمَشَاهِير لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ.
(ابْن شاهين) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن سُلَيْمَان بْن الْأَشْعَث حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن مِهْرَان حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن رشيد حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدة وَهُوَ مجاعَة بْن الزُّبَير عَنِ الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي حَازِم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: لَمَّا أُخْرِجَتْ جَنَازَةُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ قَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا أَخَفَّ جَنَازَةَ سَعْدٍ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ إِلا وَلَهُ ضَغْطَةٌ فِي الْقَبْر وَلَوْ كَانَ مُنْفَلِتًا مِنْهَا أَحَدٌ لانْفَلَتَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفسِي(2/361)
بِيَدِهِ لَقَدْ سَمِعْتُ أَنِينَهُ وَرَأَيْتُ اخْتِلافَ أَضْلاعِهِ فِي قَبْرِهِ.
لَا يَصِّح الْقَاسِم مُنْكَر الْحَدِيث.
(هَنَاد بْن السّري) فِي الزّهْد حَدَّثَنَا ابْن فُضَيْل عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: أَصَابَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ جِرَاحَةٌ فَجَعَلَهُ النَّبِيُّ عِنْدَ امْرَأَةٍ تُدَاوِيهِ فَمَاتَ مِنَ اللَّيْلِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: لَقَدْ مَاتَ اللَّيْلَةَ فِيكُمْ رَجُلٌ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِحُبِّ لِقَاءِ اللَّهِ إِيَّاهُ فَإِذَا هُوَ سَعْدٌ فَدَخَلَ رَسُول الله قَبْرَهُ فَجَعَلَ يُكَبِّرُ وَيُهَلِّلُ وَيُسَبِّحُ فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ هَكَذَا قَطُّ قَالَ: إِنَّهُ ضُمَّ فِي الْقَبْرِ ضَمَّةً حَتَّى صَارَ مِثْلَ الشَّعْرَةِ فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ مُرْسل وأَبُو سُفْيَان طريف بْن شهَاب مَتْرُوك قلت: أصل الْحَدِيث فِي ضعفه سَعْد بْن مُعَاذ صَحِيح ثَابِت فِي عدَّة أَحَادِيث.
قَالَ النَّسائيّ أَنْبَأَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا عَمْرو بْن مُحَمَّد العنقري حَدثنَا ابْن إِدْرِيس عَنْ عُبَيْد اللَّه عَنْ رَافع عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُول الله قَالَ: هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْمَلائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ يَعْنِي سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَلَوْ أَنَّ رَجُلا نَجَا مِنَ الْقَبْرِ لَنَجَا مِنْهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ.
وقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ أَبِي إِسْحَاق حَدَّثَنِي مُعَاذ بْن رِفَاعَة عَنْ مَحْمُود بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ: لَمَّا دُفِنَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ وَنحن مَعَ رَسُول الله سَبَّحَ وَسَبَّحَ النَّاسُ مَعَهُ ثُمَّ قَالُوا: يَا رَسُول الله لما سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ؟ قَالَ: لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَيْضا حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ يَزِيد بْن عَبْد اللَّه بْن أُسَامَة اللَّيْثِيّ عَنْ مُعَاذ بْن رِفَاعَة الزُّرَقي عَنْ جَابِر بِنَحْوِهِ.
وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عُثْمَان بْن صالِح حَدَّثَنَا حَسَّان بْن غَالب حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَة عَنْ أَبِي النَّضْر المَدِينيّ عَنْ زِيَاد مَوْلَى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله يوْم تُوُفّي سَعْد بْن مُعَاذ وقف عَلَى قَبره ثُمّ اسْترْجع ثُمّ قَالَ: لَو نجا منْ ضغطة الْقَبْر أحد لنجا سَعْد لقد ضغط ثمَّ وحى عَنْهُ.
وقَالَ فِي الْأَوْسَط حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا خَالِد بن خِدَاش حَدثنَا ابْن وَهْب عَنْ عُمَر بْن الْحَرْث عَنْ أَبِي النَّضْر بِهِ.
وقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَة عَنْ سَعْد بْن إِبْرَاهِيم عَنْ نَافِع عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ إِن للقبر ضغطة(2/362)
وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ.
وقَالَ هَنَاد فِي الزّهْد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فضل عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ مَا أُجِيرَ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ وَلا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ الَّذِي مِنْدِيلٌ مِنْ مَنَادِيلِهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا واللَّه أَعْلَم.
(أَبُو نُعَيم) عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْحَمِيد أَنْبَأَنَا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن لال حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي السّري حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُول الله: فَتَّانُو الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ.
لَا أَصْل لَهُ فَهُوَ مُرْسل لِأَن ضَمْرَة تَابِعِيّ وروى مَوْقُوفا عَلَيْه واللَّه أَعْلَم.
(حَدَّثَنَا) أَبِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سَعِيد الْحِمصِي حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن سَعِيد عَنْ عُتْبَةَ ابْن ضَمْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فَتَّانُو الْقَبْرِ ثَلَاثَة أنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَسَيِّدُهُمْ رُومَانُ.
قُلْتُ سُئِلَ الحَافِظ ابْن حجر هَلْ يَأْتِي الْمَيِّت ملك اسْمه رُومَان فَأجَاب أَنَّهُ ورد بُسْنَد فِيهِ لين.
وقَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين قَالَ أَبُو الْحَسَن الْقطَّان فِي الطوالات حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِدْرِيس حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك البعلي حَدَّثَنَا الْوَلِيد بْن مُسْلِم عَنْ عُتْبَة بْن ضَمْرَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: فتان الْقَبْرِ أَرْبَعَةٌ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ وَنَاكُورٌ وسيدهم رُومَان.
قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن الضَّحَّاك: فَحدث رَجُلًا بِهَذَا مِنَ الْجَهْمِية فَقَالَ نَحْنُ ننكر اثْنَيْنِ جئتنا بأَرْبعَة أَبُو حَاتِم هُوَ الحَافِظ الْكَبِير الْمَشْهُور وَشَيْخه ذكره ابْن حبَان فِي الثِّقَات وقَالَ مَحَله الصدْق والْوَلِيد منْ رجال مُسْلِم وَهَذَا الْوَقْف لَهُ حكم الرّفْع فَإِن مثله لَا يُقَالُ منْ قبل الرَّأْي فَهُوَ مُرْسل واللَّه أَعْلَم.
أَنْبَأَنَا عَبْد الوهَّاب بْن الْمُبَارَك الحَافِظ أَنْبَأَنَا شهر بْن حَوْشَب بْن عَبْد الْعَزِيز الجيلي أَنْبَأَنَا أَبُو حَامِد مُحَمَّد بْن همام حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الْقُرَشِيّ كَذَا قَالَ وَالصَّوَاب مُحَمَّد بْن سُلَيْم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن هدبة عَنْ أَنَسٍ أَن رَسُول الله شَيَّعَ جَنَازَةً فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهَا دَعَا بِثَوْب فسط عَلَى الْقَبْرِ وَهُوَ يَقُولُ: لَا تَطَّلِعُوا فِي الْقَبْرِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ فَلَعَلَّ أَو عَسى تحل العقد فَيَنْجَلِي لَهُ وَجْهٌ أَسْوَدٌ وَلَعَلَّهُ يُحَلُّ الْعُقْدَةُ فَيَرَى فِي قَبْرِهِ حَيَّةً سَوْدَاءَ مَطْوِيَّةً فِي عُنُقِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَعَسَى أَنْ يَقْبَلَهُ فَيَعُودُ إِلَيْهِ دُخَانٌ مِنْ تَحْتِهِ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ.
مَوْضُوع: وَأكْثر رُوَاته مَجْهُولُونَ وَإِبْرَاهِيم ابْن هدبة كَذَّاب.
(الْخَطِيب) أَخْبَرَنِي أَبُو الْفرج الطناجيري أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه بْن عُثْمَان الصفار أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن أَبِي الْحُسَيْن بدر بْن عَبْد اللَّه مَوْلَى المعتز بِاللَّه حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم أَنَس بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الطَّحَّان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بشر الأرطباني حَدثنَا مُحَمَّد مَعْمَر حَدَّثَنَا حميد بْن حَمَّاد عَنْ مِسْعَر بْن كدام عَنْ عَبْد اللَّه عَن ابْن عُمَر قَالَ(2/363)
قَالَ رَسُول الله: دَفْنُ الْبَنَاتِ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ: لَا يَصِّح حُمَيد يحدث عَنِ الثِّقَات بِالْمَنَاكِيرِ.
(الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَنَس بْن مَالك الدِّمَشْقِي وَغَيره حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن ذَكْوَان الدِّمَشْقِي حَدَّثَنَا عرَاك بْن خَالِد بْن يَزِيد بْن صَبِيْح الْمُرِّيّ عَنْ عُثْمَان بْن عَطَاء الْخُرَاسَانِي عَن أَبِيهِ عَن عِكْرِمَة عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا عُزِّيَ رَسُول الله بِابْنَتِهِ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ دفن الْبَنَاتُ مِنَ الْمَكْرُمَاتِ (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا صالِح بْن أَحْمَد بْن يُونُس حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن بهْلُول حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن طَلْحَة الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عَطَاء بِهِ.
عُثْمَان ضَعِيف وَأَبوهُ رَدِيء الْحِفْظ وعراك لَيْسَ بِالْقَوِيّ ومُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن ضَعِيف يسرق الْحَدِيث (قَالَ الْمُؤلف) : وسَمِعْتُ شَيخنَا عَبْد الوهَّاب بْن الأَنْماطيّ الحَافِظ يحلف بِاللَّه عَزَّ وَجَلّ أَنَّهُ مَا قَالَ رَسُول الله منْ هَذَا شَيْئا قطّ واللَّه أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن يَزِيد العسكري حَدَّثَنَا هِشَام بْن عمار حَدَّثَنَا خَالِد بْن يَزِيد حَدَّثَنَا أَبُو رزق الهَمْدانِّي عَنِ الضَّحَّاك عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله: لِلْمَرْأَةِ سِتْرَانِ الْقَبْرُ وَالزَّوْجُ قِيلَ وَأَيُّهُمَا أَفْضَلُ قَالَ الْقَبْرُ.
مَوْضُوع: وَالْمُتَّهَم بِهِ خَالِد وَهُوَ ابْن يَزِيد بْن أَسد الْقَسرِي قَالَ ابْن عَدِيّ: أَحَادِيثه كلهَا لَا يُتَابَع عَلَيْهَا لَا متْنا وَلَا إِسْنَادًا قُلْتُ لَهُ شَاهد.
قَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا أبي أَنْبَأَنَا عَلِيّ بْن الْحُسَيْن أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الْقَاسِم الْكَاتِب حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْدَانِ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن مُسْلِم حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر الْحَسَن حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الحَسَنيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد الْأَشْقَر عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّد بْن عَبْد الله عْن عَبْد الله بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحَسَنِ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الْحَسَن عَنْ عَلِيٍّ مَرْفُوعًا: لِلنِّسَاءِ عَشْرُ عَوْرَاتٍ فَإِذَا زُوِّجَتِ الْمَرْأَةُ سَتَرَ الزَّوْجُ عَوْرَةً وَإِذَا مَاتَتِ الْمَرْأَةُ سَتَرَ الْقَبْرُ تِسْعَ عَوْرَاتٍ.
وَفِي الطيوريات بِسَنَدِهِ عَنْ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه قَالَ نعم الْأخْتَان الْقُبُور واللَّه أَعْلَم.
(أَبُو نُعَيم) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مَحْمُود حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمرَان بْن الْجُنَيْد حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سجيت بْن مُحَمَّد الهَمْدانِّي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عِيسَى حَدَّثَنَا مَالك عَنْ نَافِع بْن مَالك عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ فِي وَسَطِ قَوْمٍ صَالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجِوَارِ السُّوءِ.
لَا يَصِّح سُلَيْمَان كَذَّاب(2/364)
وَرَوَاهُ دَاوُد بْن الحُصَيْن عَنْ إِبْرَاهِيم بْن الْأَشْعَث عَنْ مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة الفَزَاريّ عَنْ سُهَيْل بْن أَبِي صَالح عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله مَرْفُوعًا بِهِ.
قَالَ ابْن حبَان دواد يحدث عَنِ الثِّقَات مِمَّا لَا يشبه حَدِيث الْإِثْبَات تجب مجانبة رِوَايَته والبلية فِي هَذَا مِنْهُ.
قَالَ وَهَذَا خبر بَاطِل لَا أصل لَهُ.
قُلْتُ لَهُ شَوَاهِد أخرج الْمَالِينِي فِي المؤتلف والمختلف عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَمَرَنَا رَسُولُ الله أَنْ نَدْفِنَ مَوْتَانَا وَسَطَ قَوْمٍ صَالِحَيْنَ فَإِنَّ الْمَوْتَى يَتَأَذَّوْنَ بِجَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى بِهِ الأَحْيَاءُ وَأخرج أَيْضا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَن النَّبِي قَالَ: إِذَا مَاتَ لأَحَدِكُمُ الْمَيِّتُ فَأَحْسِنُوا كَفَنَهُ وَعَجِّلُوا إِنْجَازَ وَصِيَّتِهِ وَأَعْمِقُوا لَهُ فِي قَبْرِهِ وَجَنِّبُوهُ جَارَ السُّوءِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَنْفَعُ الْجَارُ الصَّالِحُ فِي الْآخِرَة قَالَ هَل يَنْفَعُ فِي الدُّنْيَا قَالُوا نَعَمْ قَالَ كَذَلِكَ يَنْفَعُ فِي الآخِرَةِ.
وَقَالَ الديلمي أَنْبَأنَا وَالِدي أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد الميداني الحَافِظ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ الْجَوْهَرِي أَنْبَأَنَا أَبُو حَفْص عُمَر ابْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن يَحْيَى الزَّيَّات حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عَامر بْن سيار بحلب حَدَّثَنَا عَبْد القدوس بْن حبيب الكلَاعِي عَنِ ابْن طَاوس عَن أَبِيهِ عَنِ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله: أَحْسِنُوا الْكَفَنَ وَلا تُؤْذُوا مَوْتَاكُمْ بِعَوِيلٍ وَلا تَأْخِيرِ وَصِيَّةٍ وَلا بِقَطِيعَةٍ وَعَجِّلُوا قَضَاءَ دَيْنِهِ وَاعْدِلُوا بِهِ عَنْ جِيرَانِ السُّوءِ.
وَأخرجه أَبُو الْقَاسِم بْن مَنْدَه فِي كتاب الأحواء والْإِيمَان بالسؤال واللَّه أَعْلَم.
(الْحَاكِم) حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن سَعْد الرَّازيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مهْرَان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن مجمع الطانكاني حَدَّثَنَا أَبُو مقَاتل السَّمَرْقَنْدِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن ثَابِت الْأَنْصَارِيّ عَنْ كثير بْن شنطير عَن الْحَسَن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مَرْفُوعًا: لَا يَزَالُ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ الأَذَانَ مَا لَمْ يُطَيَّنْ قَبْرُهُ.
مَوْضُوع: الْحَسَن لَمْ يسمع مِنَ ابْن مَسْعُود وَكثير لَيْسَ بِشَيْء وأَبُو مقَاتل.
قَالَ ابْن مَهْدِيّ لَا تحل الرِّوَايَة عَنْهُ غَيْر أَن الْمُتَّهم بِوَضْعِهِ مُحَمَّد ابْن الْقَاسِم فَإنَّهُ كَانَ عَالما فِي الْكَذَّابين الوضاعين (ابْن عَدِيّ) .
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الضَّحَّاك بْن عُمَر بْن أَبِي عَاصِم حَدَّثَنَا يَزِيد بْن خَالِد الْأَصْبَهَانِيّ حَدَّثَنَا عَمْرو بْن زِيَاد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سُلَيْم الطَّائِفِي عَنْ هِشَام عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَة عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: مَنْ زَارَ قَبْرَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَقَرَأَ يس غُفِرَ لَهُ.
قَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا بِهَذَا الْإِسْنَاد بَاطِل وَكَانَ عَمْرو يتهم بِالْوَضْعِ قلت لَهُ شَاهد.
قَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط حَدثنَا مُحَمَّد ابْن أَحْمَد بْن النُّعْمَان بْن شبْل الْأنْصَارِيّ حَدثنَا أبي حَدثنَا عَم أبي مُحَمَّد بن النُّعْمَان(2/365)
بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ يَحْيَى بْن الْعَلاء الْبَلْخِي عَنْ عَبْد الْكَرِيم أَبِي أُمَيَّة عَنْ مُجَاهِد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا كُلَّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ وَكُتِبَ بَرًّا.
عَبْد الْكَرِيم ضَعِيف ويَحْيَى بْن الْعَلاء ومُحَمَّد بْن النُّعْمَان مَجْهُولان وقَالَ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّهْمِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن النُّعْمَان يرفع الْحَدِيث إِلَى النَّبِي مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدُهُمَا فِي كُلّ جُمُعَة غفر لَهُ وَكتب برا وَأخرجه البَيْهَقيّ فِي الشّعب منْ طَرِيقه واللَّه أعلم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن حَفْص السَّعْديّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن مُوسَى حَدَّثَنَا خاقَان السَّعْديّ حَدَّثَنَا أَبُو مقَاتل السَّمَرْقَنْدِيّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَن نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أُمِّهِ أَوْ عَمَّتِهِ أَوْ خَالَتِهِ أَوْ أَحَدٍ مِنْ أَقْرِبَائِهِ كَانَتْ لَهُ كَحَجَّةٍ مَبْرُورَةٍ وَمَنْ كَانَ زَائِرًا لَهُمْ زَارَتِ الْمَلائِكَةُ قَبْرَهُ.
قَالَ ابْن حبَان: لَيْسَ لهَذَا الحَدِيث أصل وَأَبُو مقَاتل حَفْص بْن سُلَيْم يَأْتِي بالأشياء الْمُنكرَة (ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْمُؤْمِن حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح المكّيّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَيَّاش الْحِمصِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أَرقم عَنِ ابْن سِيرِينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: حسنوا أكفان مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يتزاورون فِي قُبُورهم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عَلِيّ الْحُلْوَانِيّ حَدَّثَنَا سَعِيد بْن سَلام العَطَّار حَدَّثَنَا أَبُو مَيْسَرَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ.
لَا يَصِّح، سُلَيْمَان بْن أَرقم مَتْرُوك وَكَذَا سَعِيد بْن سَلام قلت الْحَدِيث حسن صَحِيح لَهُ طرق كَثِيرَة وشواهد استوعبتها فِي كتاب شرح الصُّدُور مِنْهَا.
قَالَ الْحَارِث فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا روح عَنْ زَكَرِيّا بْن أَبِي إِسْحَاق عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: إِذَا وَلِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ فَإِنَّهُمْ يُبْعَثُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ فِي أَكْفَانِهِمْ.
وقَالَ الدَّيلميّ أَنْبَأَنَا عَبدُوس بْن عَبْد اللَّه أَنْبَأَنَا عَمْرو بْن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبدُوس حَدَّثَنَا عُمَر بْن مُحَمَّد الزَّيَّات حَدَّثَنَا ابْن نَاجِية حَدَّثَنَا يُوسُف بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه عَنْ أَبِي الزبير عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أَحْسنُوا كفن مَوْتَاكُم فَإِنَّهُم يتباهون ويتزاورون بهَا فِي قُبُورهم.
وقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإيِمَان أَنْبَأنَا عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن عَبْدَانِ(2/366)
أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن عُبَيْد حَدَّثَنَا تَمام حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم الْوَرَّاق حَدَّثَنَا عِكْرِمَة بْن عمار حَدَّثَنَا هِشَام بْن حسان عَن ابْن سِيرِينَ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه: منْ ولى أَخَاهُ فليحسن كَفنه فَإِنَّهُم يتزاورون فِيهَا.
وَرَوَاهُ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور منْ طَرِيق إِسْحَاق بْن يسَار بْن نصْرَة عَنِ الْوَلِيد بْن أَبِي مَرْوَان عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ: نحْشر الْمَوْتَى فِي أكفانهم واللَّه أعلم.
كتاب الْمَوَارِيثِ
(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْأَيْلِيّ حَدَّثَنَا عُمَر بْن يَحْيَى حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن عَمْرو النَّخَعِيّ عَنِ الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِي صالِح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: الْخُنْثَى يَرِثُ مِنْ قِبَلِ مَبَالِهِ.
لَا يَصِّح الْكَلْبِيّ والنَّخَعِيّ وأَبُو صَالح كذابون قَالَ ابْن عدي وَالْبَلَاء فِيهِ مِنَ الْكَلْبِيّ ذكر أَبُو مُحَمَّد بْن قُتَيْبَة أَن فَاطِمَة خرجت فِي ثَلَاثَة من نسائها فتوطأ ذيولها حَتَّى دخلت عَلَى أَبِي بَكْر فكلمته يَعْنِي فِي الْمِيرَاث قَالَ ابْن قُتَيْبَة كُنْت أرى أَن لهَذَا أصلا فَقَالَ لي بعض نقلة الْأَخْبَار: أَنَا أسن منْ هَذَا الْحَدِيث وَأعرف منْ عمله قلت: فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا منْ طرق عَنْ عَائِشَة أَن فَاطِمَة أَتَتْ أَبَا بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ تلتمس مِيرَاثهَا منْ رَسُول الله فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْر إِن رَسُول الله قَالَ: لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة.
وَفِي تَارِيخ ابْن النَّجّار بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِي جَعْفَر بْن المُهْتَدِي قَالَ لَا شكّ أَن فَاطِمَة والْعَبَّاس علما أَن النَّبِيّ قَالَ: نَحْنُ معاشر الْأَنْبِيَاء لَا نورث مَا تركنَا صَدَقَة. فتأولت فَاطِمَة والْعَبَّاس أَن ذَلِكَ فِي الكراع وَالسِّلَاح وَآلَة الْجِهَاد دون المَال وأخبرهما أَبُو بَكْر أَن المُرَاد جُمَيْع مَا يملكهُ واللَّه أَعْلَم.
(الجوزقاني) أَنْبَأَنَا أَبُو نصر الصَّواف أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم بْن مُحَمَّد الْوَرَّاق حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن اللَّيْث حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المُهَاجر حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ خَالِد الْحذاء عَن عَمْرو بْن كردِي عَن يَحْيَى بْن معمر عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّهُ كَانَ يُوَرِّثُ الْمُسْلِمَ مِنَ الْكَافِرِ وَيَقُولُ سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: الإِسْلامُ يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ.
بَاطِل وَالْمُتَّهَم بِهِ مُحَمَّد بْن المُهَاجر.
قلت: هُوَ بَرِيء مِنْهُ فقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا دَاوُد بْن مُحَمَّد بْن صَالح المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الحَجَّاج الشَّامي حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة بِهِ وَأخرجه أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن أَبِي حَكِيم عَنْ عبد الله بن(2/367)
بُرَيْدَة عَن يَحْيَى بْن يعْمُر عَنْ أَبِي الْأسود الدَّيْلَمِيّ عَنْ مُعَاذ بْن جبل بِهِ وَأخرجه أَحْمَد فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر حَدَّثَنَا شُعْبَة بِهِ وَأخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ ولَمْ يتعقبه الذَّهَبِيّ واللَّه أَعْلَم (أَنْبَأَنَا) الْفَضْل بْن الْحُبَاب حَدَّثَنَا مسدَّد حَدَّثَنَا عِيسَى بْن يُونُس عَنْ جَعْفَر بْن الزبير عَن الْقَاسِم عَن أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ فَلَهُ وَلاؤُهُ.
لَا يَصِّح الْقَاسِم واه وجَعْفَر يكذب وَتَابعه مُعَاوِيَة بْن يَحْيَى الصَّدَفِي وَلَيْسَ بِشَيْء عَنِ الْقَاسِم قُلْتُ أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي سنَنه مِنَ الطَّرِيقَيْنِ وقَالَ ضَعِيف وَشَاهد مَا رَوَاهُ أَحْمَد والدارمي وأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ والنَّسائيّ وَابْن مَاجَه والدارَقُطْنيّ وَالْحَاكِم عَن تَميم الدَّارِيّ قَالَ: قلتُ يَا رَسُول الله مَا السّنة فِي الرجل يسلم عَلَى يَدي الرجل؟ قَالَ: هُوَ أولى النّاس بمحياته ومماته.
واللَّه أعلم.
كتاب الْبَعْثِ
(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا أَبُو الْأسود عَن عَبْد الله بْن مُوسَى القَاضِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد الْحَنَفِيّ حَدَّثَنَا عِمْرَانَ حَدَّثَنَا خَارِجَة عَنِ ابْن جُرَيْج عَنْ عَطاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ حَظَّ أُمَّتِي مِنَ الأَرْضِ طُولُ بَلائِهَا تَحْتَ الأَرْضِ وَإِنَّ الْجَنَّةَ مُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ الأُمَمِ حَتَّى أَدْخُلَهَا أَنَا وَأُمَّتِي الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ.
قَالَ الدارَقُطْنيّ: تَفَرّد بِهِ الْحَنَفِيّ عَنْ عِمْرَانَ عَنْ خَارِجَة بْن مُصْعَب وخارجة لَيْسَ بِثِقَة.
(ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن عَبْد اللَّه النبطي حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا حَمْزَة بْن دَاوُد حَدَّثَنَا عُمَر بْن يحيى عَن الْعَلَاء بن زيدل عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَيَّامٍ الآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}
عُمَر مَوْضُوع.
وَالْمُتَّهَم بِهِ الْعَلاء بْن زيد قلت لَهُ شَوَاهِد(2/368)
فَأخْرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والبَيْهَقيّ فِي الدَّلَائِل منْ حَدِيث الضَّحَّاك بْن ذهل الجُهَنيِّ: الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سنة وَأَنا فِي آخرهَا ألف وَأوردهُ السُّهَيْليّ فِي الرّوح قَالَ هَذَا الْحَدِيث وَإِن كَانَ ضَعِيف الْإِسْنَاد فقد رَوَى مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس منْ طرق صِحَاح أَنَّهُ قَالَ: الدُّنْيَا سَبْعَة أَيَّام كُلّ يوْم ألف سنة وَبعث رَسُول الله فِي آخرهَا ألفا.
قَالَ وَصحح أَبُو جَعْفَر الطَّبَرَانِيّ هَذَا الأَصْل وعضده بآثار انْتهى.
وَلَهُ شَاهد مَرْفُوع منْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول منْ طَرِيق لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم عَنْ مُجَاهِد عَنْهُ وَلَيْث لين وَآخر مَرْفُوع منْ حَدِيث أَنَس بِلَفْظ عُمَر الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سنة أَخْرَجَهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَنْ شَقِيق بْن إِبْرَاهِيم الزَّاهد عَنْ أَبِي هَاشِم الْأَيْلِيّ عَنْ أَنَس وأَبُو هَاشِم ضَعِيف وَعند ابْن أَبِي حَاتِم فِي التَّفْسِير عَنِ ابْن عَبَّاس قَالَ: الدُّنْيَا جُمُعَة منْ جمع الْآخِرَة سَبْعَة آلَاف سنة وروى ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي ذمّ الأمل عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ: إِنَّمَا الدُّنْيَا جُمُعَة منْ جمع الْآخِرَة وَورد بِذَلِك آثَار أخر سقتها فِي كتاب كشف الْغُمَّة عَنْ مُجَاوزَة هَذِهِ الْأمة واللَّه أَعْلَم (العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا صَالِح بْن شُعَيْب حَدَّثَنَا أُمَيَّة بْن بسطَام الْعَبْسيّ حَدَّثَنَا عَاصِم الْعَبادَانِي حَدَّثَنَا عَبْد الْكَرِيم بْن كَيْسَان عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمَنِ اتَّبَعَنِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ نَاقَةَ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْتَلِبُهَا فَيَشْرَبُهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ حَتَّى يُوَافَى بِهَا الْمَوْقِفَ وَلَهَا رُغَاءٌ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْعَضْبَاءِ قَالَ لَا ابْنَتِي فَاطِمَةُ عَلَى الْعَضْبَاءِ وَأُحْشَرُ أَنَا عَلَى الْبُرَاقِ وَأُخْتَصُّ بِهِ دُونَ الأَنْبِيَاءِ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ يُحْشَرُ هَذَا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيَقْدَمُهَا بِالأَذَانِ مَحْضًا فَإِذَا قَالَ أشهدُ أَن لَا إِلَه إِلا اللَّهُ قَالَتِ الأَنْبِيَاءُ مِثْلَهَا وَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَإِذَا قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَتِ الْخَلائِقُ نَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَمِنْ مَقْبُولٍ مِنْهُ وَمِنْ مَرْدُودٍ عَلَيْهِ فَيُتَلَقَّى بِحُلَّةٍ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ الشُّهَدَاءُ وَصَالِحُ الْمُؤَذِّنِينَ.
مَوْضُوع: قَالَ العُقَيْليّ: عَبْد الْكَرِيم مَجْهُول بِالنَّقْلِ وَحَدِيثه غَيْر مَحْفُوظ.
قُلْتُ لَهُ طَرِيق آخر أَخْرَجَهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الفُرَاوِيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عبد اللَّه بْن عُمَر العُمَرِي أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي شُرَيْح حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الخيري الرداني حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد حُمَيد بْن زَنْجوَيْه حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه هُوَ ابْن يُونُس حَدَّثَنَا سَلام بْن سَلام حَدَّثَنَا جَبَلَة بْن عُثْمَان عَمَّن حدّثه عَنْ مَكْحُول عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: حَوْضِي أَشْرَبُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَمَنْ آمَنَ بِي وَمَنِ اسْتَسْقَانِي مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَتُبْعَثُ نَاقَةُ ثَمُودَ لِصَالِحٍ فَيَحْتَلِبُهَا فَيَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى تُوَافِيَ بِهِ الْمَحْشَر(2/369)
لَهَا رُغَاءٌ وَهُوَ يُلَبِّي عَلَيْهَا فَقَالَ مُعَاذٌ إِذَنْ تَرْكَبُ الْعَضْبَاءَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا تَرْكَبُهَا ابْنَتِي فَاطِمَةُ وَأَنَا عَلَى الْبُرَاقِ اخْتُصِصْتُ بِهِ مِنْ دُونِ الأَنْبِيَاءِ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ نَظَرَ إِلَى بِلالٍ فَقَالَ هَذَا يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ يُنَادِي عَلَى ظَهْرِهَا بِالأَذَانِ مَحْضًا أَوْ قَالَ حَقًّا.
فَإِذَا سَمِعَتِ الأَنْبِيَاءُ وَأُمَمُهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله وأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ نَظَرُوا كُلُّهُمْ إِلَى بِلالٍ فَقَالُوا وَنَحْنُ نشْهد على ذَلِك قبَاء ذَلِك مِمَّن قبل مِنْهُ وَرَدَّ عَلَى مَنْ رَدَّ فَإِذَا وَافَى بِلالٌ اسْتُقْبِلَ بِحُلَّةٍ مِنَ الْجَنَّةِ فَلَبِسَهَا وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ بِلالٌ وَصَالِحُ الْمُؤَذِّنِينَ.
وقَالَ أَبُو الشَّيْخ فِي كتاب الْأَذَان: حَدثنَا ابْن أسيد المَدِينيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَبْد الْمُؤْمِن اللؤْلُؤِي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْلَى زينور حَدَّثَنَا عُمَر بْن صبح عَن مقَاتل بْن حبَان عَنْ كثير بْن مرّة الْحَضْرَمِيّ بْن أَبِي أَوْفَى قَالَ: حدث رَسُول الله بِحَدِيث الْحَوْض فَلَمَّا فرغ منْ حَدِيثه قَالَ يشرب منْ حَوْضِي يَوْم الْقِيَامَة أَنا ومؤمنو أمتِي وَمن استسقاني مِنَ الْأَنْبِيَاء وتبعث نَاقَة ثَمُود لصالح النَّبِيّ عَلَيْه الصَّلِاة وَالسَّلَام لَهَا رُغَاء حَتَّى يوافى بهَا الْمَحْشَر فَقَالَ مُعَاذ يَا رَسُول اللَّه وَأَنت يَوْمئِذٍ عَلَى نَاقَتك العضباء قَالَ لَا تركبها ابْنَتي وَأَنا يَوْمئِذٍ عَلَى الْبراق أخص بِهِ نَفسِي دون الْأَنْبِيَاء قَالَ وبلال جَالس أَمَام رَسُول الله فَأَشَارَ النَّبِي قَالَ وَهَذَا يَوْمئِذٍ عَلَى نَاقَة منْ نُوق الجَنَّة يُنَادي عَلَيْهَا نِدَاء مخلصًا بِالْأَذَانِ فَإِذا سَمِعْتُ الْأَنْبِيَاء وأتباعهم مِنَ الْأُمَم قَول بِلَال أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ قَالُوا بأجمعهم مثل قَول بِلَال تَصْدِيقًا لَهُ قبل ذَلِك مِمَّن قبل مِنْهُ وَرَدَّ عَلَى منْ رد فَلَا يزَال بِلَال يُؤذن أذانًا بعد أَذَان على نقاته حَتَّى يوافى بهَا الْمَحْشَر يسْتَقْبل بحلة منْ حلل الجَنَّة فيلبسها وَأول منْ يكسى يَوْمئِذٍ بعد الْأَنْبِيَاء وَالشُّهَدَاء بِلَال وَصَالح المؤذنين وَالْمُؤمنِينَ واللَّه أَعْلَم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا حَكَّامَة بنت عُثْمَان بْن دِينَار أَخْي مَالك بْن دِينَار عَنْ أَبِيهَا عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ وَلا فَخْرٌ وَيَتْبَعُنِي بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ وَيَتْبَعُهُ سَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ وَهُوَ وَاضِعٌ يَدَهُ فِي أَذَانِهِ وَهُوَ يُنَادِي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَسَائِرُ الْمُؤَذِّنِينَ يُنَادُونَ مَعَهُ وَيَتْبَعُونَهُ حَتَّى يَأْتِيَ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ فَأَكُونُ أَنَا أَوَّلُ ضَارِبٍ حَلْقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ وَلا فَخْرَ فَتَتَلَقَّانَا الْمَلائِكَةُ بِخُيُولٍ وَنُوقٍ َمِنْ أَلْوَانِ الْجَوَاهِرِ تَعْقِلُهَا التَّسْبِيحُ حَتَّى تُسَلِّمَ عَلَيْنَا وَتَقُولُ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنَيْنَ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ وذُكِر حَدِيثا طَويلا.
كَذَا قَالَ العُقَيْليّ: قَالَ عُثْمَان تروى عَنْهُ ابْنَته حَكَّامَة أَحَادِيث بَوَاطِيلُ لَهَا أَصْل منْ هَذَا الْحَدِيث.
(الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن مُحَمَّد بن(2/370)
إِسْمَاعِيل الْبَزَّار حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد بْن عَائِد الخلَّال حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن دَاوُد السطري حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن صالِح حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَيُّوب عَنِ ابْن جُرَيْج عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب القرضي عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَبْعَثُ اللَّهُ الأَنْبِيَاءَ عَلَى الدَّوَابِّ وَيُبْعَثُ صَالِحٌ عَلَى نَاقَتِهِ كَمَا يُوَافَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْمَحْشَرَ وَيُبْعَثُ ابْنَا فَاطِمَةَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى نَاقَتَيْنِ وَعَلَيُّ بْنُ أَبَى طَالِبٍ عَلَى نَاقَتِي وَأَنَا عَلَى الْبراق وَيبْعَث بِلَالًا عَلَى نَاقَةٍ فَيُنَادَى بِالأَذَانِ وَشَاهِدُهُ حَقًّا حَقًّا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أشهدُ أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله شَهِدَ بِهَا جَمِيعُ الْخَلائِقِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فَقُبِلَتْ مِمَّنْ قُبِلَتْ مِنْهُ.
مَوْضُوع: عَبْد اللَّه بْن صَالح كَاتب اللَّيْث مُنكر الْحَدِيث كَانَ لَهُ جَار يضع الْحَدِيث عَلَى شيخ عَبْد اللَّه ويكتبه بِخَط يشبه خطّ عَبْد اللَّه ويرميه فِي دَاره بَيْنَ كتبه فيتوهم عَبْد اللَّه أَنَّهُ خطه فَيحدث بِهِ.
قُلْتُ لَهُ طَرِيق آخر أَخْرَجَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قَالَ أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن بَالَوَيْهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا ابْن نُمَيْر حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم قَائِد الْأَعْمَشُ حَدَّثَنَا صَالِح الْأَعْمَشُ عَنْ سُهَيْل بْن أَبِي صَالح عَنْ أَبِيهِ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.
قَالَ الْحَاكِم: صَحِيح عَلَى شَرط مُسْلِم وَتعقبه الذَّهَبِيّ فَقَالَ أَبُو مُسلم لم يخرجُوا لَهُ قَالَ الْبُخَارِيّ فِيهِ نظر وقَالَ غَيره مَتْرُوك انْتهى.
وَورد أَيْضا حَدِيث بُرَيْدَة وعَلى أخرج ابْن عَسَاكِر منْ طَرِيق أَبِي نُعَيم حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الْوَرَّاق الْمُؤَدب حَدَّثَنَا أَبُو صَالِح مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن الْمُهلب حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عِيسَى الطرسوسي حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن الخَطَّاب حَدَّثَنَا ابْن الْفَضْل بْن عَطِيَّة عَنْ أَبِيه عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: يَبْعَثُ اللَّهُ تَعَالَى نَاقَةَ صَالِحٍ يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِهَا هُوَ وَمَنْ آمن بِهِ مِنْ قَوْمِهِ وَلِي حَوْضٌ كَمَا بَيْنَ عَدْنَ إِلَى عُمَانَ أَكْوَابُهُ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَيَسْتَسْقِي الأَنْبِيَاءُ وَيَبْعَثُ اللَّهُ صَالِحًا عَلَى نَاقَتِهِ قَالَ مُعَاذُ بْنُ جبل يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنْتَ عَلَى الْعَضْبَاءِ قَالَ أَنا أبْعث على الْبراق ويخصني بِهِ من بَين الْأَنْبِيَاء وَفَاطِمَة ابْنَتي على العضباء وَيُؤْتَى بِلالٌ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ فَيَرْكَبُهَا وَيُنَادِي بِالأَذَانِ فَيُصَدِّقُهُ مَنْ سَمِعَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى يُوافِيَ الْمَحْشَرَ وَيُؤْتَى بِلالٌ بِحُلَّتَيْنِ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ فَيَكْسَاهُمَا فَأَوَّلُ مِنْ يُكْسَى مِنَ الْمُؤَذِّنِينَ بِلالٌ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدُ.
وَأخرج ابْن عَسَاكِر منْ طَرِيق زَيْد بْن يَعْقُوب الدّقّاق حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن الْحُسَيْن حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مُحَمَّد الْفَروِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُمَر عَنْ أَبِيهِ عُمَر بْن عَلِيّ عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب: إِذا كَانَ يوْم الْقِيَامَة حملت عَلَى الْبراق وحملت فَاطِمَة عَلَى نَاقَتي العضباء وَحمل بِلَال عَلَى نَاقَة منْ نُوق الجَنَّة وَهُوَ يَقُولُ اللَّه أكبر اللَّه أكبر إِلَى آخر الْأَذَان يسمع الْخَلَائق.
وَأخرج ابْن عَسَاكِر منْ طَرِيق الحبيب حَدَّثَنِي الْحسن بن أبي طَالب(2/371)
حَدَّثَنَا عُمَر بْن أَحْمَد الْوَاعِظ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَحْمَد بْن سَعِيد حَدَّثَنَا عُمَر بْن يَحْيَى الْآجُرِيّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْن إِبْرَاهِيم المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا دَاوُد بْن الزبْرِقَان عَن مُحَمَّد بْن جحادة عَنْ أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُحْشَرُ الْمُؤَذِّنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى نُوق من نُوقِ الْجَنَّةِ يَقْدَمُهُمْ بِلالٌ رَافِعِي أَصْوَاتِهِمْ بِالأَذَانِ يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الْجَمْعُ فَيُقَالُ مَنْ هَؤُلاءِ فَيُقَالُ مُؤَذِّنُو أمة مُحَمَّد يخافُ النَّاس وَلَا يَخافون ويحزنُ النَّاسُ وَلا يَحْزَنُونَ واللَّه أَعْلَم.
(ابْن عدي) حَدَّثَنَا ابْن أَبِي سُوَيْد حَدَّثَنَا شَيبَان حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن دِينَار عَنِ الخصيب بْن جحدر عَنْ عِمْرَانَ بْن سُلَيْمَان عَن عَوْف بْن مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن النَّبِي قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ الْمُتَكَبِّرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ يَتَوَاطَؤُهُمُ الْجِنُّ وَالإِنْسُ وَالدَّوَابُّ بِأَرْجُلِهَا حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ بَيْنَ عِبَادِهِ فَيَدْخُلُ أَهْلُ الْجنَّة الْجنَّة وأهلُ النَّار النَّار وَيُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي وَادِ جَهَنَّمَ: الخصيب مَتْرُوك وَكَذَا الْحَسَن.
قُلْتُ لَهُ شَاهد منْ حَدِيث جَابِر وَأبي هُرَيْرَةَ وَابْن عُمَر.
وقَالَ الْبَزَّار حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن السكن الْأَيْلِيّ حَدَّثَنَا الْجَعْد بْن زُرَيْق أَخْبَرَنِي الْقَاسِم بْن عَبْد اللَّه يَعْنِي العُمَرِي عَنْ مُحَمَّد بْن المُنْكَدِر عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِي قَالَ: يَبْعَثُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسا فِي صُوَرِ الذَّرِّ يَتَوَاطَؤُهُمُ النَّاسُ بِأَقْدَامٍ فَيُقَالُ مَا بَالُ هَؤُلاءِ الْمُسْتَكْبِرُونَ فِي الدُّنْيَا.
وقَالَ الْبَزَّار: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُثْمَان العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن رَاشد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي صُوَرِ الذَّرِّ.
قَالَ أَبُو الْقَاسِم بْن صَصْرى فِي أَمَالِيهِ أَنْبَأَنَا أَبُو غَالب أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن الْبناء أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حسون النَّرْسِيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْوراق إملاء حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان إملاء حَدَّثَنَا أَبُو ثَوْر هَاشم بْن نَاجِية مولى عُثْمَان بْن عَفَّان حَدَّثَنَا عَطَاء بْن مُسْلِم عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أَبِي سَلمَة عَن أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيّ قَالَ: يُجَاءُ بِالْجَبَّارِينَ الْمُتَكَبِّرِينَ فِي صُوَرِ الذَّرِّ يَتَوَاطَؤُهُمُ النَّاسُ لِهَوَانِهِمْ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ثُمَّ يُذْهَبُ بِهِمْ إِلَى نَارِ الأَنْيَارِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الأَنْيَارُ قَالَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ.
قَالَ ابْن صَصْرى تَفَرّد بِهِ عَطَاء بْن مُسْلِم الْحلَبِي.
وقَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد عَنِ ابْن عجلَان حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ النَّاسِ يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنَ الصَّغَارِ حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ بُولَسُ يَعْلُوهُمْ نَارُ الأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ عصارة أهل(2/372)
النَّارِ.
أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ وَأخرج البَيْهَقيّ منْ وَجه آخر عَنْ عَمْرو بْن شُعَيْب واللَّه أَعْلَم.
(أَنْبَأَنَا) أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الزُّرَقي أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن عَلِيّ الْخياط أَنْبَأَنَا أَبُو سهل مَحْمُود بْن عُمَر العُكْبَرِيّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْحَسَن النقاش حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن الْحُسَيْن الطَّبَرِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن حُمَيد الرَّازيّ حَدَّثَنَا سَلَمَة بْن صالِح حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن الحكم عَنْ سَلام الطَّوِيل عَنْ غياث بْن الْمُسَيِّب عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن غَنْم وَزيد بْن وهب عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ وَعِدَّةٌ من أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالب قَالَ رَسُول الله: إِنَّ فِي الْقِيَامَةِ لَخَمْسِينَ مَوْقِفًا كُلُّ مَوْقِفٍ مِنْهَا خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ فَأَوَّلُ مَوْقِفٍ إِذَا خَرَجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ يَقُومُونَ عَلَى أَبْوَابِ قُبُورِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ عُرَاةً حُفَاةً جِيَاعًا عِطَاشًا فَمَنْ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مُؤْمِنًا بِرَبِّهِ مُؤْمِنًا بِجَنَّتِهِ وَنَارِهِ مُؤْمِنًا بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ مُصَدِّقًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ نَجَا وَفَازَ وَغَنِمَ وَسَعِدَ وَمَنْ شَكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا بَقِيَ فِي جُوعِهِ وَعَطَشِهِ وَغَمِّهِ وَكَرْبِهِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيهِ بِمَا يَشَاءُ ثُمَّ يُسَاقُونَ مِنْ ذَلِكَ الْمَقَامِ إِلَى الْمَحْشَرِ فَيَقُومُونَ عَلَى أَرْجُلِهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ فِي سُرَادِقَاتِ النِّيرَانِ فِي حَرِّ الشَّمْسِ وَالنَّارُ عَنْ أَيْمَانِهِمْ.
وذُكِر حَدِيثا طَويلا مِقْدَار جُزْء عَلَيْه آثَار تدل عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوع لَا أَصْل لَهُ ثُمّ فِي إِسْنَادُه سَلام الطَّوِيل مَتْرُوك وسَلَمَة بْن صَالِح لَيْسَ بِشَيْء ومُحَمَّد بْن خريم كَذَّاب (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الجُهَنيِّ حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن بشر بْن هِلَال حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ حَدَّثَنَا مَرْوَان الفَزَاريّ عَنْ حُمَيد الطَّوِيل عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُدْعَى النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا مِنَ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.
لَا يَصِّح إِسْحَاق مُنْكَر الْحَدِيث (قُلْتُ) لَهُ طَرِيق آخر قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن علوِيَّة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عِيسَى الْقطَّان حَدَّثَنَا ابْن بشر أَبُو حنيفَة حَدَّثَنَا ابْن جريج عَن ابْن أَبِي مليكَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ اللَّهَ يَدْعُو النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأُمَّهَاتِهِمْ سَتْرًا مِنْهُ عَلَى عِبَادِهِ واللَّه أعلم.
(رَوَى) إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن الطيان حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن الْقَاسِم بْن مُحَمَّد الزَّاهد حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن أَبِي زِيَاد عَنْ ثَوْر عَنْ خَالِد بْن معدان عَن مُعَاذِ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَثَمَّ مَوَازِينُ وَكِفَّتَانِ؟ فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّ ثَمَّ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ تُوزَنُ حَسَنَاتُهُ بِسَيِّئَاتِهِ فَإِنْ فُضِّلَتْ حَسَنَاتُهُ عَلَى سَيِّئَاتِهِ كَانَ من أهل الْجنَّة وَإِن فضلت سيئاته على حَسَنَاته كَانَ من أهل النَّار وَمن اسْتَوَت(2/373)
حَسَنَاته وسيئاته جَازَ الصِّرَاطَ وَكَانَ عَلَى السُّورِ وَهُوَ الأَعْرَافُ حَتَّى أَشْفَعَ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِي وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرٍ وَالسَّيِّئَةُ بِوَاحِدَةٍ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ مِنْ غَلَبَتْ وَاحِدَتُهُ عَشْرًا.
لَا يَصِّح إِسْمَاعِيل كَذَّاب والْحُسَيْن وإِبْرَاهِيم مجروحان (الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن رَبِيعَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن هَارُون الْخياط حَدَّثَنَا صَالِح التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا الْمُسَيِّب بْن شريك عَنْ سَعِيد بْن الْمَرْزُبَان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يَخْتَصِمُ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ الْجَسَدُ أَنَا كُنْتُ بِمَنْزِلَةِ الْجِذْعِ مُلْقًى لَا أُحَرِّكُ يَدًا وَلا رِجْلا لَوْلا الرُّوحُ وَتَقُولُ الرُّوحُ أَنَا كُنْتُ رِيحًا لَوْلا الْجَسَدُ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَعْمَلَ شَيْئًا فَضَرَبَ لَهُمْ مَثَلَ أَعْمَى حَمَلَ الأَعْمَى الْمُقْعَدَ فَدَلَّهُ بِبَصَرِهِ الْمُقْعَدُ وَحَمَلَهُ الأَعْمَى بِرِجْلِهِ.
مَوْضُوع.
سَعِيد بْن الْمَرْزُبَان والْمُسَيِّب مَتْرُوكَانِ (حَدَّثَنَا) مُحَمَّد بْن يَحْيَى المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد الْفُرَات التَّمِيمِيّ سَمِعْتُ مُحَارِبَ بْنَ دِثَارٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ: الطَّيْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرْفَعُ مَنَاقِيرَهَا وَتَضْرِبُ بِأَذْنَابِهَا وَتَطْرَحُ مَا فِي بُطُونِهَا وَلَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ فَاتِقَةٌ.
لَا يَصِّحُ مُحَمَّد بْن الْفُرَات كَذَّاب رَوَى عَنْ محَارب مَوْضُوعَات (قُلْتُ) أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ والبَيْهَقيّ فِي سنَنه.
وقَالَ مُحَمَّد بْن الْفُرَات الْكُوفِي ضَعِيف.
وقَالَ العُقَيْليّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُوسَى الْإِصْطَخْرِي حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن شَاذان حَدَّثَنَا سَعِيد بْن الصَّلْت حَدَّثَنَا هَارُون بْن الجهم أَبُو الجهم الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْملك بْن عُمَير بْن محَارب بْن دثار عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: إِنَّ الطَّيْرَ لَتَضْرِبُ بِمَنَاقِيرِهَا وَتُحَرِّكُ أَذْنَابَهَا مِنْ هَوْلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا تُكَلِّمُ شَاهِدَ الزُّورِ وَلا تُعَادُ قَدَمَاهُ حَتَّى يُقْذَفَ فِي النَّارِ.
قَالَ العُقَيْليّ: هَارُون بْن الجهم لَيْسَ هَذَا الْحَدِيث منْ حَدِيث عَبْد الْملك بْن عُمَير لَهُ أصل وإِنَّمَا هَذَا منْ حَدِيث مُحَمَّد بْن الْفُرَات الْكرْمَانِي عَنْ محَارب عَنِ ابْن عُمَر انْتهى واللَّه أَعْلَم.
(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا الْبَغَوِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي حَدَّثَنَا حَفْص بْن أَبِي دؤاد عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: أَوَّلُ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بَيْتِي ثُمَّ الأَقْرَبُ فَالأَقْرَبُ ثُمَّ الأَنْصَارُ ثُمَّ مَنْ آمَنَ بِي مِنَ الْيَمَنِ ثُمَّ سَائِرُ الْعَرَبِ ثُمَّ سَائِرُ الأَعَاجِمِ وَمَنْ أَشْفَعُ لَهُ أَوَّلا أَفْضَلُ قَالَ الدارَقُطْنيّ تَفَرّد بِهِ حَفْص عَنْ لَيْث قَالَ الْمُؤلف لَيْث ضَعِيف وحَفْص كَذَّاب وَهُوَ الْمُتَّهم بِهِ.
أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي الطَّاهِر الْبَزَّاز أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَلي بْن عَلِيّ الْبَصْرِيّ أَنْبَأَنَا أَبُو سَعِيد عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الأندلسي حَدثنَا(2/374)
أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قُرَيْش المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاق بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْوَاحِد الْكَاتِب المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن كدر بْن هاني الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا الشاه بْن قرح أَبُو بَكْر حَدَّثَنَا الْفُضَيْل بْن عِياض عَنْ مَنْصُور عَنْ إِبْرَاهِيم بْن عَلْقَمَة عَن عَبْد اللَّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُدْخِلَ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَيَقُولُ الْمَلَكُ كَمَا أَنْتُمْ وَمَعَهُ عَشْرُ خَوَاتِيمَ مِنْ خَوَاتِيمِ الْجَنَّةِ هَدِيَّةٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَيَضَعُهَا فِي أَصَابِعِهِمْ مَكْتُوبٌ فِي أَوَّلِ خَاتَمٍ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ وَفَى الثَّانِي مَكْتُوبٌ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنَيْنِ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ وَفَى الثَّالِثِ ذَهَبَتْ عَنْكُمُ الأَحْزَانُ وَالْغُمُومُ وَفَى الرَّابِعِ مَكْتُوبٌ لِبَاسُهُمُ الْحُلِيُّ وَالْحُلَلُ وَفَى الْخَامِسِ مَكْتُوبٌ زَوَّجْنَاكُمُ الْحُورَ الْعِينَ وَفَى السَّادِسِ مَكْتُوبٌ إِنَّي جِزْيَتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ وَفَى السَّابِعِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ شَبَابًا لَا تَهْرَمُونَ أَبَدًا وَفَى الثَّامِنِ مَكْتُوبٌ صِرْتُمْ آمِنَيْنِ لَا تَخَافُونَ أَبَدًا وَفَى التَّاسِعِ مَكْتُوبٌ رَافَقْتُمُ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءَ وَفَى الْعَاشِرِ مَكْتُوبٌ أَنْتُمْ فِي جِوَارِي وَلا تُؤْذَى الْجِيرَانُ فَلَمَّا دَخَلُوا بُيُوتَهُمْ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحزن.
لَا يشك فِي وَضعه فِيهِ مَجْهُولُونَ والشاه كَانَ يضع الْحَدِيث.
(ابْن عَبْد الرَّحْمَن) السُّلَمِيّ فِي الْأَرْبَعين أَنْبَأَنَا مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مطر حَدَّثَنَا حميد بْن عَلِيّ بْن هَارُون القَيْسيّ أَنْبَأَنَا هدبة بْن خَالِد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن ثَابت عَن أَنَسٍ مَرْفُوعا: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ قَوْمًا عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ خُضْرٌ بِأَجْنِحَةٍ خُضْرٍ فَيَسْقُطُونَ عَلَى حِيطَانِ الْجَنَّةِ فَتُشْرِفُ عَلَيْهِمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ فَيَقُولُونَ لَهُمْ مَا أَنْتُمْ أَمَا شَهِدْتُمُ الْحساب أما شهدتم الْوُقُوفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَقَالُوا لَا نَحْنُ قَوْمٌ عَبَدْنَا اللَّهَ سِرًّا فَأَحَبَّ أَنْ يُدْخِلَنَا الْجَنَّةَ سِرًّا.
مَوْضُوع: وَالْمُتَّهَم بِهِ حُمَيد قُلْتُ لَهُ طَرِيق آخر قَالَ ابْن النجار فِي تَارِيخه الْحَسَن بْن أَحْمَد أَبُو عَليّ الديرعاقولي حدَّث عَنْ أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن شُعَيْب شيخ مَجْهُول عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عُبَيْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حَفْص الْعَبْسيّ الْمَعْرُوف بِابْن عَائِشَة الْبَصْرِيّ بِحَدِيث غَرِيب ثُمّ قَالَ قَرَأت فِي كتاب أَبِي مَنْصُور مُحَمَّد بْن نَاصِر بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هَارُون الصَّائِغ الفودي بِخَطِّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مَنْصُور شهفيروز بْن عَبْد اللَّه الشِّيرَازِيّ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد عَلِيّ بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا القَاضِي أَبُو طَاهِر عَبْد الْوَاحِد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الفَرَضيّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن حَدَّثَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن أَحْمَد الديرعاقولي حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن شُعَيْب حَدَّثَنَا عُبَيْد الله بْن عَائِشَة حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن ثَابِت عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَأُخْرِجَ النَّاسُ مِنْ قُبُورِهِمْ فَوَقَفُوا فِي مَحْشَرِهِمْ يُنْبِتُ اللَّهُ لأَقْوَامٍ مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَجْنِحَةً خَضْرَاءَ فَيَتَطَايَرُونَ فَيَسْقُطُونَ عَلَى حِيطَانِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنَّةِ مَنْ أَنْتُمْ فَيَقُولُونَ لَهُمْ أَشَهِدْتُمُ الْحِسَابَ فَيَقُولُونَ لَا نَعْرِفُ حِسَابًا فَيَقُولُونَ بِمَ نِلْتُمْ هَذِهِ الْمَنْزِلَةَ فَيَقُولُونَ إِنَّا كُنَّا أَقْوَامًا نَعْبُدُ اللَّهَ فِي دَارِ الدُّنْيَا سرا فأدخلنا الْيَوْم(2/375)
الْجَنَّةَ سِرًّا.
واللَّه أَعْلَم.
(ابْن حَيْوَة) فِي جزئه حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن سَعِيد الْجَوْهَرِي حَدَّثَنَا قُرَّةَ بْن حبيب الغَنَويّ عَنْ جسر بْن فرقد عَن الْحَسَن عَن عمرَان بن الْحصين وأَبَى هُرَيْرَةَ قَالا سُئِلَ رَسُولُ الله عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جنَّات عدن} قَالَ: قَصْرٌ مِنْ لُؤْلُؤَةٍ فِي ذَلِكَ الْقَصْرِ سَبْعُونَ دَارًا مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ فِي كُلِّ دَارٍ سَبْعُونَ بَيْتًا مِنْ زَبَرْجَدَةٍ خَضْرَاءَ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ سَرِيرًا عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ فِرَاشًا مِنْ كُلِّ لَوْنٍ عَلَى كُلِّ مَائِدَةٍ سَبْعُونَ لَوْنًا مِنَ الطَّعَامِ فِي كُلِّ بَيْتٍ سَبْعُونَ وَصِيفَةً وَيُعْطَى الْمُؤْمِنُ مِنَ الْقُوَّةِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ مَا يَأْتِي عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ، مَوْضُوع.
جسر لَيْسَ بِشَيْء.
قلت: أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي صفة الجَنَّة وَابْن أبي حَاتِم فِي التَّفْسِير والطَّبَرَانِيّ وأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة والآجري فِي النَّصِيحَة منْ طَرِيق الْحَسَن ابْن خَليفَة عَنِ الْحَسَن واللَّه أَعْلَم.
(الْعقيلِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد النصيبي حَدَّثَنَا أَبُو بَقِيّ هِشَام بْن عَبْد الْملك حَدَّثَنَا عُتْبَة بْن السكن الفَزَاريّ حَدَّثَنَا أبان بْن المُحَبَّر عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله: كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلا قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ وَمِثْلُهَا مِنْ تَمْرٍ.
لَا يَصِّح وقَالَ ابْن حبَان: بَاطِل أبان مَتْرُوك قَالَ العُقَيْليّ لَا يُتَابَع عَلَيْه إِلَّا منْ هُوَ مثله أَو دونه (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن مُحَمَّد بْن نصر الرَّمْلِيّ وَعبد الْجَبَّار بْن أَحْمَد السَّمَرْقَنْدِيّ قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُسَافر حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يَعْلَى حَدَّثَنَا عُمَر بْن صبيح من مقَاتل بْن حَيَّان عَنِ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وحَدَّثَنِي زِيَاد بْن سيار حَدَّثَتْنِي عُرْوَةُ بِنْتُ عِيَاضٍ أَنَّهَا سَمِعَتْ جَدَّهَا أَبَا كِرْصَافَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ابْنُوا الْمَسَاجِدَ وَأَخْرِجُوا الْقُمَامَةَ مِنْهَا فَمَنْ بَنَى لِلَّهِ بَيْتًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَذِهِ الْمَسَاجِدُ الَّتِي تُبْنَى فِي الطَّرِيقِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَإِخْرَاجُ الْقُمَامَةِ مِنْهَا مُهُورُ الْحُورِ الْعِينِ.
صَححهُ الضياء المقدسيّ فِي المختارة واللَّه أعلم.
(الْخَطِيب) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن أَبِي جَعْفَر حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سِنَان حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن جبر حَدَّثَنَا أَبِي عَن الْحَسَن عَن أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعت رَسُول الله يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَة} قَالَ: غِلَظُ كُلِّ فِرَاشٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
لَا يَصِّح جبر وَابْنه مَتْرُوكَانِ وَالْمُتَّهَم بِهِ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن سِنَان.
قَالَ ابْن حبَان يضع الْحَدِيث ويقلبه ويسرقه قُلْتُ صَحَّ منْ غَيْر هَذَا الطَّرِيق.
قَالَ أَحْمد حَدثنَا حسن(2/376)
حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا دراج وقَالَ التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا رِشْدِين بْن سَعْد عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ دراج عَن أَبِي الْهَيْثَم عَن أَبِي سعيد عَن النَّبِي قَالَ: ارْتِفَاعُهَا كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْض ومسيرة مَا بَينهمَا خَمْسمِائَة عَامٍ.
قَالَ التِّرمِذيّ: هَذَا حَدِيث حسن غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا منْ حَدِيث رِشْدِين انْتهى وَقَدْ رَأَيْته منْ حَدِيث غَيره عِنْد أَحْمَد فَلَو رَأَى التِّرمِذيّ طَرِيق أَحْمَد أَيْضا لصححه وَقَدْ صَححهُ ابْن حبَان فَأخْرجهُ فِي صَحِيحه من طَرِيق ابْن لَهِيعَة وَصَححهُ الضياء المقدسيّ فَأخْرجهُ فِي المختارة منْ طَرِيق رِشْدِين وأَخْرَجَهُ أَيْضا النَّسائيّ والبَيْهَقيّ فِي الْبَعْث واللَّه أَعْلَم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن رزق حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الصَّمد بْن عَلِيّ الْوَكِيل حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم السراج حَدَّثَنَا أَبُو إِبْرَاهِيم الترجماني إِسْمَاعِيل بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مَرْوَان الْكُوفِي عَن سعد ابْن طريف عَنْ زيد بْن عَلِيّ عَن أَبِيهِ عَن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِبٍ مَرْفُوعًا: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَخْرُجُ مِنْ أَعْلاهَا الْحُلَلُ وَمِنْ أَسْفَلِهَا خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ ذَهَبٍ مُسْرَجَةٌ مُلْجَمَةٌ بِالدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ ذَاتُ أَجْنِحَةٍ.
فَيَجْلِسُ عَلَيْهَا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَتَطِيرُ بِهِمْ حَيْثُ شَاءُوا فَيَقُولُ الَّذِي أَسْفَلَ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ نَاصِفُونَا يَا رَبِّ مَا بَلَّغَ هَؤُلاءِ هَذِهِ الْكَرَامَةَ فَقَالَ اللَّهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يَصُومُونَ وَكُنْتُمْ تُفْطِرُونَ.
وَكَانُوا يَقُومُونَ بِاللَّيْلِ وَكُنْتُمْ تَنَامُونَ وَكَانُوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتُمْ تَبْخَلُونَ وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ الْعَدُوَّ وَكُنْتُمْ تَجْبُنُونَ.
مَوْضُوع.
وَالْمُتَّهَم بِهِ سَعْد بْن طريف ومُحَمَّد بْن مَرْوَان هُوَ السُّدِّيّ الصَّغِير كَذَّاب ثُمّ إِن عَلي بْن الْحُسَيْن لَمْ يدْرك عَلي بْن أَبِي طَالِب وَالله أعلم (الْخَطِيب) أَنْبَأنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بْن عَليّ بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن تَميم حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حُسَيْن السقطيّ أَبُو حَنش حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَة زُهَيْر بْن حَرْب حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا ابْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا دراج عَنْ أبي الْهَيْثَم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَرْفُوعًا: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً الْوَرَقَةُ مِنْهَا تُغَطِّي جَزِيرَةَ الْعَرَبِ أَعْلَى الشَّجَرَةِ كِسْوَةٌ لأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْفَلَ الشَّجَرَةِ خَيْلٌ بُلْقٌ سُرُوجُهَا مِنْ زُمُرُّدٍ أَخْضَرَ وَلُجُمُهَا دُرٌّ أَبْيَضُ لَا تَرُوثُ وَلا تَبُولُ لَهَا أَجْنِحَةٌ تَطِيرُ بِأَوْلِيَاءِ الله تَعَالَى حَيْثُ يشاؤون فَيَقُولُ مَنْ دُونَ تِلْكَ الشَّجَرَةِ يَا رب ثمَّ نَالَ هَؤُلاءِ هَذَا فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى كَانُوا يَصُومُونَ وَأَنْتُمْ تُفْطِرُونَ وَكَانُوا يُصَلُّونَ وَأَنْتُمْ تَنَامُونَ وَكَانُوا يَتَصَدَّقُونَ وَأَنْتُمْ تَبْخَلُونَ وَكَانُوا يُجَاهِدُونَ وَأَنْتُمْ تَقْعُدُونَ ثُمَّ مَنْ تَرَكَ الْحَجَّ لِحَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا لَمْ تُقْضَ لَهُ تِلْكَ الْحَاجَةُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى الْمُحَلِّقِينَ قَدِمُوا وَمَنْ أَنْفَقَ مَالا فِيمَا لَا يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى فَظَنَّ أَنَّهُ لَا يَخْلُفُ عَلَيْهِ لَمْ يَمُتْ حَتَّى ينْفق أضعافه فِيمَا يسْخط وَمن ترك مَعُونَة أَخِيه الْمُسلم فِيمَا يُؤجر عَلَيْهِ لم يمت حَتَّى يُبْتَلَى بِمَعْرِفَةِ مَنْ يَأْثَمُ فِيهِ وَلَا يُؤجر عَلَيْهِ.(2/377)
ابْن لَهِيعَة ذَاهِب الْحَدِيث وأَبُو حَنش مَجْهُول قلب قَالَ الذَّهَبِيّ: السقطيّ نكرَة لَا يعرف وأتى بِخَبَر لَا يعرف مَوْضُوع وَهُوَ هَذَا واللَّه أعلم.
(عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زوائده الْمسند) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَنِ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق عَنِ النُّعْمَان بْن سَعْد عَنْ عَلَيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا فِيهَا بَيْعٌ وَلا شِرَاءٌ إِلا الصُّوَرُ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ إِنِ اشْتَهَى الرَّجُلُ صُورَةً دَخَلَ فِيهَا مَجْمَعًا لِلْحُورِ الْعِينِ يَرْفَعْنَ أَصْوَاتًا لَمْ تَرَ الْخَلائِقُ مِثْلَهَا يَقُلْنَ نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَبِيدُ وَنَحْنُ الراضيات فَلَا تسخط وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ طُوبَى لِمَنْ كَانَ لَنَا وَكُنَّا لَهُ: لَا يَصِّحُ وَالْمُتَّهَم بِهِ عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق وَهُوَ أَبُو شَيْبَة الواسطيّ قَالَ يَحْيَى مَتْرُوك قلتُ قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد: أَخْرَجَهُ منْ طَرِيقه التِّرمِذيّ وقَالَ: غَرِيب وَحسن لَهُ غَيره مَعَ قَوْله إنَّه تكلم فِيهِ منْ قبل وَصحح الْحَاكِم منْ طَرِيقه حَدَّثَنَا غَيْر هَذَا وَأخرج لَهُ ابْن خُزَيْمة فِي الصِّيَام منْ حَدِيثه صَححهُ آخر لَكِن قَالَ فِي الْقلب منْ عَبْد الرَّحْمَن شَيْء وَلَهُ شَاهد منْ حَدِيث جَابِر أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وأَبُو نُعَيم فِي صفة الجَنَّة وَلَفظه: خرج علينا رَسُول الله وَنحن مجتمعون فَقَالَ: يَا مَعْشَر الْمُسلمين إِن فِي الجَنَّة لسوقًا مَا يُبَاع فِيهَا وَلَا يشترى إِلَّا الصُّور فَمنْ أحبّ صُورَة منْ رَجُل أَوِ امْرَأَة دخل فِيهَا.
وَالَّذِي يظْهر لي أَن المُرَاد أَن صورته تَتَغَيَّر فَتَصِير شَبيهَة بِتِلْكَ الصُّورَة إِلَّا أَنَّهُ دخل فِيهَا وَالْمرَاد بالصورة الشكل والهيئة وَالْبزَّة وأصل ذكر سوق الجَنَّة منْ غَيْر تعرض لذكر الصُّور فِي صَحِيح مُسْلِم منْ حَدِيث أَنَس وَفِي التِّرمِذيّ وَابْن مَاجَه منْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أهـ.
وَقد وجدت لَهُ طَرِيقا آخر عَنْ عَليّ قَالَ ابْن عَسَاكِر أَنْبَأنَا أَبُو مُحَمَّد بْن الْأَكْفَانِيِّ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد أَنْبَأنَا أَبُو الْقَاسِم عُمَر بْن الْحسن بن مُحَمَّد بن درسويه أَنْبَأنَا أَبُو الْحَسَن خَيْثَمَة بْن سُلَيْمَان الأطرابلسي أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن بْن فيل حَدَّثَنَا أَبُو ثوبة حَدثنَا مُحَمَّد بن أَبُو الْفُرَات الْجرْمِي سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاق يذكر عَنِ الْحَرْث عَنْ عَلَيٍّ قَالَ قَالَ رَسُول الله: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا لَا يُبَاعُ فِيهِ وَلا يُشْتَرَى إِلا الصُّوَرُ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ يَتَوَافَوْنَ عَلَى كُلِّ مِقْدَارٍ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا يَمُرُّ بِهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَمَنِ اشْتَهَى صُورَةً دَخَلَ فِيهِ مِنْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ وَكَانَ هُوَ تِلْكَ الصُّورَةَ وَالله أعلم (الْخَطِيب) أَنْبَأنَا الْأَزْهَرِي أَنْبَأنَا الْمعَافى بْن زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيد الْحَرَّانِي وَهْب بْن حَفْص حَدثنَا عبد الْملك بن(2/378)
إِبْرَاهِيم الجدي حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلمَة عَن عَمْرو بْن دِينَار عَن جَابر أَن النَّبِي قَالَ: لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا يُدْعَى بِاسْمِهِ إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلا وَهُمْ جُرْدٌ إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَبْلُغُ سُرَّتَهُ (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الْغَزِّي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي السّري حَدَّثَنَا شيخ بْن أَبِي خَالِد الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا حمّاد بْن سَلمَة عَن عَمْرو بْن دِينَار عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: يُدْعَى النَّاسُ بِأَسْمَائِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ وَأَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ إِلا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَضْرِبُ إِلَى سُرَّتِهِ.
قَالَ ابْن حبَان: مَوْضُوع.
وَهْب كَذَّاب وَشَيخ ابْن أَبِي خَالِد كَانَ يرْوى عَنِ الثِّقَات المعضلات لَا يحْتَج بِهِ بِحَال وَلما حدَّثت ابْن أَبِي السّري عَن شيخ ابْن أَبِي خَالِد بِهَذَا الْحَدِيث بلغ ذَلِكَ إِلَى وَهْب بْن حَفْص وَكَانَ معضلا فسرقه وحدَّث بِهِ عَنْ عَبْد الْملك موهمًا أَنَّهُ سَمِع مِنْهُ وَقَدْ رَوَى أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث الْكُوفِي عَنْ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى بْن جَعْفَر عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه إِلَى أَن ينتهى إِلَى عَلَيِّ بْنِ أبي طَالب عَن النَّبِي أَنَّهُ قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ لَيْسَ لَهُمْ كُنًى إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى بِأَبِي مُحَمَّدٍ.
قَالَ ابْن عَدِيّ: وأَبُو الْحَسَن هُوَ الْمُتَّهم بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيث.
قُلْتُ: الْحَدِيث الأول أَخْرَجَهُ أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة منْ طَرِيق وَهْب بْن حَفْص وَلَهُ شَاهد أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي الدُّنْيَا فِي صفة الجَنَّة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْلَ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ لَيْسَ لَهُمْ لِحًى إِلا مَا كَانَ مِنْ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فَإِنَّ لِحْيَتَهُ تَصِيرُ إِلَى صَدْرِهِ.
وَحَدِيث عَليّ قَالَ البَيْهَقيّ فِي الدَّلَائِل أَنْبَأنَا أَبُو عَبْد الله الْحَافِظ أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْر بْن دَاوُد بْن سَليْمّان الْعَوْفِيّ قَالَ قرئَ عَلَى أَبِي عَليّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الْأَشْعَث الْكُوفِي بمثعير وَأَنا أسمع فَأقر بِهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَن مُوسَى بْن إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب فِي مَدِينَة رَسُول اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبِي إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّه جَعْفَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ عَلَيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: أَهْلُ الْجَنَّةِ لَيْسَ لَهُمْ كُنًى إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ تَوْقِيرًا وَتَعْظِيمًا.
وَفِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر بِسَنَدِهِ عَنْ كَعْب قَالَ لَيْسَ أحد يكنى فِي الجَنَّة غَيْر آدم يكنى فِيهَا أَبَا مُحَمَّد.
وَفِيه عَنْ غَالب بْن عَبْد اللَّه العُقَيْليّ قَالَ: كنية آدم فِي الدُّنْيَا أَبُو الْبشر وَفِي الجَنَّة أَبُو مُحَمَّد.
وروى أَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَنْ بَكْر بْن عَبْد اللَّه الْمُزنِيّ قَالَ: لَيْسَ(2/379)
أحد فِي الجَنَّة لَهُ كنية إِلا آدَمَ فَإِنَّهُ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّد أكْرم اللَّه بِذَلِك مُحَمَّدًا وَالله أعلم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن نَاصِر أَنْبَأَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن أَحْمَد الْفَقِيه أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بْن عَبْد الْبَاقِي أَنْبَأَنَا رزق بْن عَبْد الوهَّاب أَنْبَأنَا أَبُو عَلِيّ بْن شَاذان أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَر غُلَام ثَعْلَب أَنْبَأنَا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن هِشَام بْن أَبِي الدميك المَرْوَزِيّ حَدَّثَنَا سَلمَة بْن شبيب حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه الْحَرَّانِي حَدَّثَنَا ضرار بْن عَمْرو عَنْ يَزِيد الرِّقاشي عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِي قَالَ: إِذَا أَسْكَنَ اللَّهُ أَهْلَ الْجنَّة الْجنَّة وأهلُ النَّار النَّار فَهَبَطَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى الْجَنَّةِ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي كُلِّ سَبْعَةِ آلافِ سَنَةٍ مَرَّةً قَالَ وَفَى الْقُرْآنِ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ مِنْ أَيَّامِ الآخِرَةِ فَيَهْبِطُ إِلَى مَرْجِ الْجَنَّةِ فَيَمُدُّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ حِجَابًا مِنْ نُورٍ فَيَبْعَثُ جِبْرِيلَ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَأْمُرُ فَلْيَزُورُوهُ فَيَخْرُجُ رَجُلٌ فِي مَوْكِبٍ عَظِيمٍ حَوْلَهُ صَفْقُ أَجْنِحَةِ الْمَلَائِكَة ودوي تسبيحهم والنور ين أَيْدِيهِمْ أَمْثَالَ الْجِبَالِ فَيَمُدُّ أَهْلُ الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ هَذَا الْمَجْعُولُ بِيَدِهِ المفتوخ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَالْمُعَلَّمُ الأَسْمَاءَ وَالْمَسْجُودُ لَهُ مِنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِي أُبِيحَ لَهُ الْجَنَّةُ هَذَا آدَمُ وَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا فِي إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدٍ وَقَالَ ثُمَّ يَخْرُجُ كُلُّ نَبِيٍّ وَأُمَّتُهُ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حَوْلَ الْعَرْشِ فَيَقُولُ لَهُمْ عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نَغَمَتِهِ مَرْحَبًا بِعِبَادِي وذُكِر حَدِيثا طَويلا لَا فَائِدَة فِي ذكره وَهُوَ مَوْضُوع لَا يشك فِيهِ وَالله تَعَالَى ينزه عَنْ أَن يُوصف بلذة الصَّوْت وحلاوة النغمة وَيزِيد الرِّقَاشِي مَتْرُوك وَكَذَا ضرار ويَحْيَى بْن عَبْد اللَّه قَالَ ابْن حَبَّان يَأْتِي عَنِ الثِّقَات بأَشْيَاء معضلات قلت تَمام الْحَدِيث بعد قَول هَذَا آدم قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ثُمّ يَخْرُج رَجُل فِي مثل موكبه حوله دوى تَسْبِيح الْمَلَائِكَة وَرفع النُّور أمامهم فيمد أَهْل الْجَنَّةِ أَعْنَاقَهُمْ فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّه فَتَقول الْمَلَائِكَة هَذَا الْمُصْطَفى لوحيه والمؤتمن لرسالته والمبعوث بنبوته والمجعول النَّار عَلَيْه بردا وَسلَامًا هَذَا إِبْرَاهِيم خَلِيل رب الْعَالمين والخليل الَّذِي يعد خَلِيله شَيْئا ثُمّ يَخْرُج رَجُل آخر فِي مثل موكبه حوله دوى منْ تَسْبِيح الْمَلَائِكَة والنور أمامهم فيمد أهل الجَنَّة أَعْنَاقهم يَقُولُونَ منْ هَذَا الَّذِي أذن لَهُ عَلَى اللَّه فَتَقول الْمَلَائِكَة هَذَا الَّذِي اصطفاه لنَفسِهِ ألْقى عَلَيْه محبته ولين لَهُ الْحجر وَأنزل عَلَيْه الْمَنّ والسلوى وظلل عَلَيْه الْغَمَام وقربه نجيًا وأَعْطَاه الألواح فِيهَا كُلّ شَيْء وَكَلمه تكليمًا هَذَا مُوسَى بْن عِمْرَانَ قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ ثُمّ يَخْرُج رَجُل آخر فِي مثل موكب آدم عَلَيْه الصَّلَاة والسَّلَام وموكب إِبْرَاهِيم وموكب مُوسَى وَجَمِيع مواكب أَهْل الجَنَّة حوله دوى تَسْبِيح الْمَلَائِكَة وَرفع النُّور أمامهم فيمد أَهْل الجَنَّة أَعْنَاقهم فَيَقُولُونَ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ أذن لَهُ عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ فَتَقول الْمَلَائِكَة هَذَا الْمُصْطَفى لوحيه المؤتمن لرسالته الْمَبْعُوث بنبوته خَاتم(2/380)
الْأَنْبِيَاء وَالرسل وَصَاحب لِوَاء الْحَمد وَأول منْ تَنْشَق الأَرْض عَنْ ذوائبه سيد وُلِد آدم عَلَيْه الصَّلَاة والسَّلَام وَأعظم الْأَنْبِيَاء حوضًا وَأَكْثَرهم واردا وَأول شَافِع وَأول مُشَفع هَذَا أَحْمد قَدْ أُذِنَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ ثُمّ يَخْرُج كُلّ نَبِيٍّ وَأُمَّتُهُ فَيَخْرُجُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمْ حَتَّى يَحُفُّوا حول الْعَرْش فَيَقُول لَهُم اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بِلَذَاذَةِ صَوْتِهِ وَحَلاوَةِ نغمته مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكرموهم فتنهض الْمَلَائِكَة فتطرح للأنبياء مَنَابِر النُّور وللصديقين سررًا منْ نور وللشهداء كراسي منْ نور وَسَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَى كُثْبَان الْمسك وَلَيْسَت الْمَلَائِكَة مِنَ الجَنَّة فِي شَيْء لَا يَأْكُلُون فِيهَا أَكلَة وَلَا يشربون فِيهَا شربة خلقُوا لِلْعِبَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة شهي إِلَيْهِم التَّسْبِيح كَمَا شهي إِلَى بني آدم الشَّهَوَات قَالَ هَهُنَا فِي الْوَحْي {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبهم} ثُمَّ يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وجيراني وزواري أطعموهم فتوضع بَيْنَ أَيدي أَسْفَل أَهْل الجَنَّة سَبْعُونَ ألف صَحْفَة منْ ذهب لَيْسَ مِنْهَا صفحة عَلَى لون وَاحِد فِيهَا ألوان منْ لُحُوم طَائِر كأَنَّها البخت لينَة لين الزّبد وريحه ريح الْمسك وحلاوته حلاوة الْعَسَل لَا ريش لَهُ وَلَا عظم لَمْ يمسهُ نَار وَلَا حَدِيدَة فيأكل منْ كُلهنَّ فيجد لآخرهن طعمًا كَمَا وجد لأولهن ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا اسقوهم فَيقوم عَلَى رَأس أَسْفَل أَهْل الجَنَّة منزلَة سَبْعُونَ ألف غُلَام أشباه اللُّؤْلُؤ المنثور بِأَيْدِيهِم آنِية الْفضة وأباريق الذَّهَب فِيهَا أشربة بردهَا برد الثَّلج وحلاوتها حلاوة الْعَسَل وريحها ريح الْمسك ممزوج بالزنجبيل والكافور مطبوع بالمسك لَيْسَ فِيهَا إِنَاء على لون وَاحِد كلهم يتشاهون إِلَيْهِم ليَأْخُذ الْإِنَاء فَيَضَع الْإِنَاء عَلَى فِيهِ قدر أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا ينزفون لَيست كام وَفد الَّتِي تسلب الْعُقُول وتحرك الْأَقْدَام وَلَا يصدعون منْ تعاطيهم إِيَّاهَا ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا فكهوهم فيؤتون بأطباق مِنَ الذَّهَب مكللة بالمرجان قَدْ قطف لَهُم منْ ثمار الجَنَّة نبتها أَمْثَال القلال ورطبها أَمْثَال الخواتي يقطر شهده طيب عذب دسم وَهُوَ الرطب الجني الَّذِي ذكر اللَّه عَزَّ وَجَلّ لِمَرْيَم وَزعم يَزِيد الرِّقَاشِي أَن الرجل يكسر الرمانة فَتسقط الْحبَّة فتستر وُجُوه الرِّجَال بَعضهم منْ بعض ثُمّ يَقُولُ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا أكسوهم فينتهي إِلَى شَجَرَة منْ ذهب سقفها الْفضة تنْبت السندس والاستبرق فيؤتون بحلل مسقولة بِنور الرَّحْمَن موسومة بالوشي حَتَّى إِذا لبسوا قَالَ مرْحَبًا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا وكسوا طيبوهم فتهاج ريح فِي الجَنَّة تسمى المثيرة تثير أثابير الْمسك الْأَبْيَض الأذفر وتساقط عَلَيْهِم منْ خلال الشّجر حَتَّى تبل عَلَيْهِم ثِيَابهمْ وعمائمهم ثمَّ يَقُول مربحا بعبادي وَخلقِي ووفدي وزواري وجيراني أكلُوا وَشَرِبُوا وفكهوا وكسوا وطيبوا وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لأرينهم وَجْهي فيتجلى لَهُم رب الْعِزّ عَزَّ وَجَلّ فَيَقُول السَّلَام عَلَيْكُم يَا عبَادي انْظُرُوا إليَّ قَدْ رضيت عَنْكُم(2/381)
فَيَقُولُونَ سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ فتصدع لَهُ مَدَائِن أَهْل الجَنَّة وقصورها وتتجاوب فُصُول شَجَرهَا وأنهارها وَجَمِيع مَا فِيهَا سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ فَيمْلَأ الْأَبْصَار بِالنّظرِ إِلَى وَجهه عَزَّ وَجَلّ الَّذِي تقطعت الْأَبْصَار دونه وَالَّذِي تجلى للجبل فَجعله دكًا وخر مُوسَى صعقًا وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ وأشرقت الأَرْض بِنور وَجهه تبَارك وَتَعَالَى فاحتكروا الجَنَّة وَجَمِيع مَا فِيهَا حِين نظرُوا إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلّ وإِلَى ذَلِكَ انْتهى الْعَطاء والمزيد ثُمّ يحمل الْعَرْش إِلَى الْجُمُعَة الْأُخْرَى فيفعل بهم ذَلِكَ فِي كُلّ جُمُعَة أَخْرَجَهُ الْمُوفق بْن قدامَة فِي كتاب الْبكاء والرقة.
قَالَ قَرَأت عَلَى الشَّيْخ الثِّقَة أَبِي الْحَسَن عَبْد الْحق بْن عَبْد الْخَالِق بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْقَادِر بْن يُوسُف أخْبركُم أَبُو الْحَسَن الْمُبَارَك بْن عَبْد الْجَبَّار الصَّيْرفيّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَليّ الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن شَاذان بِهِ واللَّه أَعْلَم.
(الدارَقُطْنيّ) حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ حَدَّثَنَا هَانِئ بْن يَحْيَى بْن هَاشِم بْن سُلَيْمَان الْمُجَاشِعِي حَدَّثَنَا الْمُرِّيّ عَنْ عُبَاد الْمِنْقَرِيّ عَنْ مَيْمُون سياه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ النَّبِي قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضره إِلَى رَبهَا ناظره} قَالَ: وَاللَّهِ مَا نَسَخَهَا مُنْذُ أَنْزَلَهَا يَزُورُونَ رَبَّهُمْ فَيَطْعَمُونَ وَيُسْقَوْنَ ويطيبيون وَيحلونَ وترفع الْحجب بَينه وَبَينه وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى {وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بكرَة وعشيا} .
لَا يَصِّح مَيْمُون ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن الْمَشَاهِير لَا يحْتَج بِهِ إِذا انْفَرد.
وَصَالح المري: مَتْرُوك (الْخَطِيب) أَنْبَأنَا الْحُسَيْن بْن أبي الْحُسَيْن الْوَرَّاق حَدَّثَنَا عز بْن أَحْمد الْوَاعِظ حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد العَطَّار حَدَّثَنَا جدي عَبْد اللَّه بْن الْحَكَم سَمِعت عَاصِمًا أَبَا مُحَمَّد يَقُول سَمِعت حميدا الطَّوِيل قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى لأَهْلِ الْجَنَّةِ فِي مِقْدَارِ كُلِّ يَوْمٍ عَلَى كَثِيبٍ مِنْ كَافُورٍ أَبْيَضَ لَا أَصْلَ لَهُ جَعْفَر وجَدّه عَاصِم مَجْهُولان (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْخَالِق حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الصدائي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر الْمُقَدَّمِيّ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه الْقُرَشِيّ عَنِ الْفَضْل الرِّقَاشِي عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر بْن عَبْد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذَ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ فَنَظَرُوا فَإِذَا الرَّبُّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِهِمْ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {سَلامٌ قَوْلا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} قَالَ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فَلا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَحْتَجِبَ فَيَبْقَى نُورُهُ وَبَرَكَتُهُ عَلَيْهِمْ وَفَى دَارِهِمْ.
مَوْضُوع.
الْفَضْل رَجُل سوء.
قَالَ الْعقيلِيّ:(2/382)
هَذَا الْحَدِيث لَا يعرف إِلَّا بِعَبْد اللَّه وَلَا يُتَابَع عَلَيْه قُلْتُ أَخْرَجَهُ ابْن مَاجَه فِي سنَنه حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك بْن أَبِي الشَّوَارِب حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم العبداني وَهُوَ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه حَدَّثَنَا الْفَضْل الرِّقَاشِي بِهِ وَورد منْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ ابْن النَّجّار فِي تَارِيخه قَالَ كتبت إِلَى أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن عبد الأرتاجي أَن أَبَا الْحَسَن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن نصر بْن عبد الْعَزِيز بن أَحْمد الْمقري الشِّيرَازِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْن مُحَمَّد بْن يَزِيد العصري حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِم سُلَيْمَان بْن أَحْمَد الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل الدمياطي حَدَّثَنَا عَمْرو بْن هَاشم الْبَيْرُوتِي حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن أبي كَرِيمَة عَن ابْن جريج عَن أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ إِذْ لَمَعَ لَهُمْ نُورٌ غَلَبَ عَلَى نُورِ الْجَنَّةِ فَرَفَعُوا رؤوسهم فَإِذَا الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ سَلُونِي فَقَالُوا نَسْأَلُكَ الرِّضَا فَقَالَ بِرِضَائِي أَحْلَلْتُكُمْ دَارِي وَأَنَلْتُكُمْ كَرَامَتِي وَهَذَا أَوَانُهَا فَسَلُوا فَيَقُولُونَ نَسْأَلُكَ الزِّيَارَةَ إِلَيْكَ فَيُؤْتَوْنَ بِنَجَائِبَ مِنْ نُورٍ تَضَعُ حَوَافِرَهَا عِنْدَ مُنْتَهَى طَرَفِهَا وَتَقُودُهَا الْمَلائِكَةُ بِأَزِمَّتِهَا فَيُنْتَهَى بِهِمْ إِلَى دَارِ السُّرُورِ فَيَنْصَغبِونَ بِنُورِ الرَّحْمَنِ وَيَسْمَعُونَ قَوْلَهُ مَرْحَبًا بِأَحِبَّائِي وَأَهْلِ طَاعَتِي فَيَرْجِعُونَ بِالتُّحَفِ إِلَى مَنَازِلهمْ ثمَّ تَلا النَّبِي هَذِهِ الآيَةَ {نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيم} سُلَيْمَان بْن أَبِي كَرِيمَة قَالَ ابْن عَدِيّ: عَامَّة أَحَادِيثه مَنَاكِير ولَمْ أر للْمُتَقَدِّمين فِيهِ كلَاما.
واللَّه تَعَالَى أَعْلَم.
(أَبُو نُعَيم) أَنْبَأنَا أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن حمدَان حَدثنَا مُحَمَّد بْن يُونُس السُّلَمِيّ حَدَّثَنَا يَعْقُوب بْن إِسْمَاعِيل بْن يُوسُف السّلّال حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِم العبداني عَنِ الْفَضْل بْن عِيسَى الرقاشِي عَن مُحَمَّد ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابِر بْن عَبْد اللَّهِ مَرْفُوعًا: بَيْنَا أَهْلُ الْجَنَّةِ فِي نَعِيمِهِمْ إِذَ سَطَعَ لَهُمْ نُورٌ غَلَبَ عَلَى نُورِ الْجَنَّةِ فَرفعُوا رؤوسهم فَإِذَا الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ سَلُونِي قَالُوا نَسْأَلُكَ الرِّضَا عَنَّا فَيَقُولُ رِضَائِي أحلكم دَاري وَأَنا لكم كَرَامَتِي وَهَذَا أَوَانُهَا فَسَلُونِي قَالُوا نَسْأَلُكَ الزِّيَارَةَ إِلَيْكَ فَيُؤْتَوْنَ بِنَجَائِبَ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ أَزِمَّتُهَا مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ فَيُحْمَلُونَ عَلَيْهَا تَضَعُ حوافرها عَن مُنْتَهَى طَرَفِهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِمْ إِلَى جَنَّةِ عَدْنٍ وَهَى قَصَبَةُ الْجنَّة وَيُؤمر اللَّهُ بِأَطْيَارٍ عَلَى أَشْجَارٍ يُجَاوِبْنَ الْحُورَ الْعِينَ بِأَصْوَاتٍ لَمْ يَسْمَعِ الْخَلائِقُ بِمِثْلِهَا يَقُلْنَ نَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نيأس نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَمُوتُ إِنَّا أَزْوَاجٌ كِرَامٌ لِكِرَامٍ طِبْنَا وَطَابُوا لَنَا وَيَأْمُرُ اللَّهُ بِكُثْبَانٍ مِنَ الْمِسْكِ الأَذْفَرِ فَيَنْثُرُهَا عَلَيْهِمْ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنعم عُقبى الدَّار ثُمَّ تُجِيبُهُمْ رِيحٌ يُقَالُ لَهَا الْمُثِيرَةُ ثُمَّ تَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا قَدْ جَاءَ الْقَوْمُ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَرْحَبًا بِالطَّائِعِينَ مَرْحَبًا بِالصَّادِقِينَ ادْخُلُوهَم فَيُكْشَفُ لَهُمْ عَنِ الْحِجَابِ فَيَنْظُرُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَنْظُرُ الله إِلَيْهِم فينصبغون فِي نور الرَّحْمَن حَتَّى(2/383)
مَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا قَالَ رَسُول الله فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {نُزُلا مِنْ غَفُور رَحِيم} .
مَوْضُوع.
وأَبُو عَاصِم هُوَ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه هُوَ الْكُدَيْمِي يضع قلت أَخْرَجَهُ البَيْهَقيّ فِي كتاب الْبَعْث والنُّشُور منْ هَذَا الطَّرِيق واللَّه أعلم.
(العُقَيْليّ) حَدَّثَنَا يُوسُف بْن يَزِيد حَدَّثَنَا أَسد بْن مُوسَى حَدَّثَنَا الزَّاهدي عَنْ سُفْيَان عَنْ أَبِي إِسْحَاق عَنْ عَاصِم بْن ضَمرَة عَنْ عَلِيٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحُزْنِ أَوْ وَادِي الْحُزْنِ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا جُبُّ الْحُزْنِ أَوْ وَادِي الْحُزْنِ؟ قَالَ: وَادِي الْحُزْنِ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ تَعَوَّذُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ مَرَّةً أَعَدَّهُ اللَّهُ لِلْقُرَّاءِ الْمُرَائِينَ وَإِنَّ مِنْ شَرِّ الْقُرَّاءِ مَنْ يزور الْأُمَرَاء.
لَا يَصح الداهري أَبُو بَكْر بْن حَكِيم قَالَ العُقَيْليّ يحدث ببواطيل عَنِ الثِّقَات (ابْن عدي) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن شرور حَدَّثَنَا زَكَرِيّا بْن يَحْيَى الْمَدَائِنِي حَدَّثَنَا مَالك بْن إِسْمَاعِيل حَدَّثَنَا عمار بْن سيف عَنْ معَان بْن رِفَاعَة عَن ابْن سِيرِين عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله: تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ جُبِّ الْحُزْنِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا جُبُّ الْحُزْنِ قَالَ وَادٍ فِي جَهَنَّم يدْخلهُ الْقُرَّاء المراؤون وَأَبْغَضُهُمْ إِلَى اللَّهِ الزَّوَّارُونَ لِلأُمَرَاءِ.
لَا يَصِّح عمار وَمَعَان مَتْرُوكَانِ قُلْتُ الْحَدِيث أَخْرَجَهُ التِّرمِذيّ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب الْمحَاربي عَنْ عمار بْن سيف بِهِ بِلَفْظ قَالَ: وَاد فِي جَهَنَّم تتعوذ مِنْهُ جَهَنَّم كُلّ يوْم مائَة مرّة قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ يدْخلهُ قَالَ الْقُرَّاء المراؤون بأعمالهم وقَالَ هَذَا حَدِيث غَرِيب وَقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه بْن عبدويه الْبَغْدَادِيّ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَطَاء عَنْ يُونُس عَنِ الْحَسَن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِي قَالَ: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ لواديًا تَسْتَعِيذُ جَهَنَّمُ مِنْ ذَلِكَ الْوَادِي فِي كل يَوْم أَرْبَعمِائَة مَرَّةٍ أُعِدَّ ذَلِكَ الْوَادِي لِلْمُرَائِينَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لِحَامِلِ كتاب اللَّهِ وَلِلْمُصَدِّقِ فِي غَيْرِ ذَاتِ اللَّهِ وَلِلْحَاجِّ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلِلْخَارِجِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ واللَّه أعلم (ابْن عدي) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن زاطيا حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شيبَة حَدَّثَنَا يزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا أَزْهَر بْن سِنَان عَنْ محَمْد بْن وَاسع قَالَ دخلت عَلَى بِلَال بْن أبي بردة فَقلت يَا بِلَال إِن أَبَاك حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيه عَن النَّبِي قَالَ: إِنَّ فِي النَّارِ جُبًّا يُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ حَقُّ اللَّهِ أَنْ يُسْكِنَهُ كُلَّ جَبَّارٍ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مُسْتَكْبِرًا يَا بِلالُ.
قَالَ ابْن حبَان: هَذَا متن لَا أصل لَهُ أَزْهَر لَيْسَ بِشَيْء.
قلت قَالَ أَبُو نُعَيم فِي الْحِلْية هَذَا حَدِيث تَفَرّد بِهِ أَزْهَر بْن سِنَان الْقُرَشِيّ عَنْ مُحَمَّد وحدَّث بِهِ أَحْمَد بْن حَنْبَل وأَبُو خَيْثَمَة عَنْ يَزِيد بْن هَارُون مثله وَرَوَاهُ سَعِيد بْن سُلَيْمَان الواسطيّ عَنْ أَزْهَر مثله أهـ وَأخرجه أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنده والطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلَمْ يتعقبه الذَّهَبِيّ والبَيْهَقيّ فِي الشّعب وأزهر(2/384)
منْ رجال التِّرمِذيّ قَالَ فِيهِ ابْن عدي لَيست أَحَادِيثه بالمنكر جدا أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْس بِهِ وَالله أعلم (ابْن عدى) حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله بن طعمة الْمقري حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن سُلَيْم حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن هدبة حَدَّثَنَا أَنَسٌ مَرْفُوعًا: إِنَّ فِي جَهَنَّمَ بَحْرًا أَسْوَدَ مُظْلِمًا مُنْتِنَ الرِّيحِ يُغْرِقُ اللَّهُ فِيهِ مَنْ أَكَلَ رِزْقَهُ وَعَبَدَ غَيْرَهُ.
إِبْرَاهِيم كَذَّاب (ابْن عَدِيّ) أَخْبَرَنِي الْحَسَن بْن سُفْيَان حَدَّثَنَا شَيْبَان حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن حَوْط عَنْ لَيْث عَنْ نَافِع عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: الذُّبَابِ كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن عَبْد الْعَزِيز حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عمار الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا الْقَاسِم بْن يَزِيد الحرمي حَدَّثَنَا سُفْيَان الثَّوْرِي عَنْ مَنْصُور عَنْ مُجَاهِد عَنْ عُبَيْد بْن عُمَير اللَّيْثِيّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: الذُّبَابِ كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (الطَّبَرَانِيّ) حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن عُمَر الضَّبِّيّ حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن عُمَير بْن سُفْيَان عَنْ إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم المكّيّ عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: كل الذُّبَابِ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (أَبُو يعلى) حَدثنَا شَيبَان بن فروخ حَدَّثَنَا مِسْكين بْن عَبْد الْعَزِيز عَن أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعا: عُمَر الذُّبَاب أَرْبَعُونَ يَوْمًا والذباب كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ.
لَا يَصِّح أَيُّوب مَتْرُوك وَالقَاسِم مَجْهُول وَإِسْمَاعِيل لَيْسَ بِشَيْء ومسكين لَيْسَ بِالْقَوِيّ قُلْتُ قَالَ الحَافِظ ابْن حجر حَدِيث أَنَس لَا بَأْس بِسَنَدِهِ وَحَدِيث ابْن عُمَر ضَعِيف.
وقَالَ البوصيري فِي زَوَائِد الْعشْرَة حَدِيث أَنَس إِسْنَادُه حسن أهـ وَلِحَدِيث أَنَس طَرِيق ثَان قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد حَدَّثَنَا عُقْبة بْن خَالِد حَدَّثَنَا حنبسة بْن العَاصِي حَدَّثَنَا حَنْظَلة عَنْ أَنَس مَرْفُوعًا بِهِ.
وَلَمْ يقل إِلَّا النَّحْل وَلِحَدِيث ابْن عُمَر طرق أُخْرَى قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش عَنْ لَيْث بْن أبي سليم عَن مُجَاهِد عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: الذُّبَابِ كُله فِي النَّار إِلَّا النَّحْل.
وقَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم الدبرِي عَن عَبْد الرَّزَّاق عَن النَّوَوِيّ عَن لَيْث عَن مُجَاهِد عَن عُبَيْد بْن عُمَير أَوْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ الله كُلّ الذُّبَاب فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ وقَالَ حَدَّثَنَا بَكْر بْن سهل حَدَّثَنَا نُعَيْم بْن حَمَّاد حَدَّثَنَا الْفضل بْن مُوسَى عَن سُفْيَان عَنْ لَيْث عَنْ مُجَاهِد عَنِ ابْنِ عَمْرٍ وعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: الذُّبَاب فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ.
وقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يُوسُف التركي حَدثنَا(2/385)
ابْن عَائِشَة حَدَّثَنَا صَفْوَان حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم قَالَ كُنْت عِنْد الْأَعْمَشُ فَجعل الذُّبَاب يسْقط عَلَى عَيْنَيْهِ فَقَالَ يَا إِسْمَاعِيل مَا تحفظ فِي الذُّبَاب فَقَالَ أحفظ أَن عُمَر الذُّبَاب أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَكَأَنِّي لَمْ أشفه فِيهِ فَقَالَ حَدَّثَنِي خَيْثَمَة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَوْ قَالَ ابْنُ عَمْرٍو أَنّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الذُّبَابُ كُلُّهُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ.
وقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِم الْكشِّي حَدثنَا عَبْد اللَّه بْن رَجَاء حَدَّثَنَا يَحْيَى أَبُو زَكَرِيّا عَنِ الْأَعْمَشُ عَنْ مُجَاهِد عَن ابْن عُمَر أَن رَسُول الله قَالَ الذُّبَاب فِي النَّار وُرُود أَيْضا من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْحَضْرَمِيّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم بْن أَبِي مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا أَبِي عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَنِ ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي قَالَ: الذُّبَابُ فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ وَمن حَدِيث ابْن مَسْعُود قَالَ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا إِدْرِيس بْن عَبْد الْكَرِيم الْحداد حَدَّثَنَا عَاصِم بْن عَلِيّ حَدَّثَنَا ابْن يَحْيَى بْن طَلْحَة عَنِ الْمُسَيِّب بْن رَافع عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُول الله: الذُّبَابِ كُله فِي النَّارِ إِلا النَّحْلَ (الْخَطِيب) أَنْبَأَنَا عُثْمَان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد العلان حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله الشَّافِعِي حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن روح حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن مِهْرَان أَبُو سُلَيْمَان الْمَدَائِنِي حَدَّثَنَا سَلام عَنْ أَبِي بشر عَنْ أنسقال قَالَ رَسُول الله فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُم جُزْء مقسوم} قَالَ: جُزْءٌ أَشْرَكُوا بِاللَّهِ وُجُزْءٌ شَكَوْا فِي اللَّهِ وَجُزْءٌ غَفَلُوا عَنِ اللَّهِ، مَوْضُوع: آفَتُهُ سَلام، قلت أَخْرَجَهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي التَّفْسِير منْ هَذَا الطَّرِيق واللَّه أعلم (ابْن عَدِيّ) حَدَّثَنَا مكرم حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن يُوسُف حَدَّثَنَا سُلَيْمَان بْن مُسْلِم عَنْ سُلَيْمَان التَّيْميّ عَنْ نَافِع عَنِ ابْن عمر عَن النَّبِي قَالَ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْرِجُ مَنْ دَخَلَ النَّارَ حَتَّى يَمْكُثَ فِيهَا أَحْقَابًا وَالْحِقْبُ بِضْعٌ وَثَمَانُونَ سنة كل سنة ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا كُلُّ يَوْمٍ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.
قَالَ ابْن عَدِيّ: هَذَا حَدِيث مُنْكَر جدا.
وسُلَيْمَان شَبَّه الْمَجْهُول وروى عَنِ التَّيْميّ مَا لَيْسَ منْ حَدِيثه بحَديثه.
قلت: أَخْرَجَهُ الْبَزَّار فِي مُسْنَده وَابْن مرْدَوَيْه فِي التفسر منْ هَذَا الطَّرِيق.
وقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الهيثمي وَأَبُو الْفَضْل بْن حجر فِي الزَّوَائِد: هَذَا الْحَدِيث مَوْضُوع فِي نقدي أهـ وَلَهُ شَوَاهِد قَالَ ابْن أَبِي عُمَر الْعَدنِي فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا مَرْوَان عَنْ جَعْفَر بْن الزُّبَير عَن الْقَاسِم عَن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُول الله فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {لابِثِينَ فِيهَا أحقابا} قَالَ: الحقب ألف(2/386)
شَهْرٍ وَالشَّهْرُ ثَلاثُونَ يَوْمًا وَالسَّنَةُ ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَالْيَوْمُ أَلْفُ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ وَالْحِقْبُ ثَلاثُونَ أَلْفَ سَنَةٍ.
أَخْرَجَهُ ابْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيره والطَّبَرَانِيّ وجَعْفَر مَتْرُوك وقَالَ هَنَاد بْن السرى فِي كتاب الزّهْد حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر عَن عَاصِم عْن أبي صالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ الْحِقْبُ ثَمَانُون سنة وَالسّنة ثلثمِائة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَالْيَوْمُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.
وقَالَ حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ عمار الذَّهَبِيّ عَن سالِم بْن أَبِي الْجَعْد أَن عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب سَأَلَ هلالا البحري مَا تَجِدُونَ الحقب فِيكُم قَالَ نجده فِي كتاب اللَّه ثَمَانِينَ سنة السّنة اثْنَا عشر شهرا الشَّهْر ثَلَاثُونَ يَوْمًا الْيَوْم ألف سنة.
وقَالَ عَبْد بْن حميد فِي تَفْسِيره أَنْبَأَنَا الْحَسَن بْن مُوسَى وحَجّاج بْن منهال عَنْ حَمَّاد بْن سَلمَة عَن عَاصِم عَن أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ {لابِثِينَ فِيهَا أحقابا} قَالَ: الْحِقْبُ ثَمَانُونَ عَامًا الْيَوْمُ مِنْهَا كَسُدْسِ الدُّنْيَا وقَالَ الْبَزَّار فِي مُسْنَده حَدَّثَنَا عَبْد القدوس بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْكَبِير حَدَّثَنَا الحَجَّاج بْن نصر حَدَّثَنَا همام عَنْ أَبِي عَاصِم عَنْ أَبِي صالِح عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: رَفعه {لابثين فِيهَا أحقابا} قَالَ الْحِقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً.
قَالَ الْبَزَّار لَا نعلم أحدا رَفعه إِلَّا الحَجَّاج وَغَيره يوقفه وَلَهُ شَوَاهِد أخر أوردتها فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور واللَّه أَعْلَم.
(أَحْمَد) حَدَّثَنَا حسن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا سَلام بن مِسْكين عَن أبي طلال عَن أنس بْن مَالك عَن النَّبِي قَالَ: إِنَّ عَبْدًا فِي جَهَنَّمَ لَيُنَادِي أَلْفَ سَنَةٍ يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لجبريل: اذْهَبْ فَائْتِنِي بعبدي هَذَا فَيَنْطَلِقُ فَيَجِدُ أَهْلَ النَّارِ مُنْكَبِّينَ يَبْكُونَ فَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ فَيُخْبِرُهُ فَيَقُولُ اذْهَبْ فَائْتِنِي بِهِ فَإِنَّهُ فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا فَيَجِيءُ بِهِ فيقف على ربه فَيَقُول لَهُ يَا عَبْدِي كَيْفَ وَجَدْتَ مَكَانَكَ وَمَقِيلَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ شَرَّ مَكَانٍ وَشَرَّ مَقِيلٍ فَيَقُولُ رُدُّوا عَبْدِي فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا كُنْتُ أَرْجُو إِذْ أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَنْ تَرُدَّنِي فِيهَا فَيَقُولُ دَعُوا عَبْدِي.
لَا يَصِّح أَبُو ظلال لَيْسَ بِشَيْء (قُلْتُ) قَالَ الحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد أخرج لَهُ التِّرمِذيّ وَحسن بعض حَدِيثه وعلق لَهُ الْبُخَارِيّ حَدِيثا وقَالَ فِيهِ هُوَ مقارب الْحَدِيث وَأخرج هَذَا الْحَدِيث ابْن خُزَيْمة فِي كتاب التَّوْحِيد منْ صَحِيحه إِلَّا أَنَّهُ سَاقه بطرِيق لَهُ تدل عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَرطه فِي الصِّحَّة وَفِي الْجُمْلَة لَيْسَ هُوَ مَوْضُوعا وَأخرجه البَيْهَقيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وقَالَ الْآجُرِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن عَبْد الحميد حَدَّثَنَا زِيَاد بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا مَرْوَان بْن مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا مَالك بْن أَبِي الْحَسَن عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَ أَلْفِ عَامٍ فَقَالَ الْحَسَنُ لَيْتَنِي ذَلِكَ الرَّجُلُ فَهَذَا شَاهد لبَعض حَدِيث أنس أهـ وَالله أعلم.
(الْخَطِيب) أَنْبَأنَا القَاضِي أَبُو الْعَلَاء مُحَمَّد بْن عَليّ بْن يَعْقُوب حَدَّثَنَا أَبُو نصر سهل بْن عُبَيْد اللَّه بْن دَاوُد بْن سُلَيْمَان بْن أبان الْمحَاربي حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن نوح الْجند يسابوري حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن عِيسَى النَّاقِد(2/387)
حَدَّثَنَا سهل بْن عُثْمَان حَدَّثَنَا عبد اللَّه بْن مِسْعَر بْن كدام عَنْ جَعْفَر عَنِ الْقَاسِم عَنْ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا: يَأْتِي عَلَى جَهَنَّمَ يَوْمٌ مَا فِيهَا مِنْ بَنِي آدَمَ أَحَدٌ تَخْفِقُ أَبْوَابُهَا كَأَنَّهَا أَبْوَابُ الْمُوَحِّدِينَ.
مَوْضُوع.
جَعْفَر هُوَ ابْن الزُّبَير مَتْرُوك.
فَوَائِد مُتَفَرِّقَة
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي مُقَدّمَة الموضوعات.
أعلم أَن الروَاة الَّذِين وَقع فِي حَدِيثهمْ الْمَوْضُوع وَالْكذب والمقلوب خَمْسَة أَقسَام:
(الأول) : قوم غلب عَلَيْهِم الزّهْد والتقشف فغفلوا عَنِ الْحِفْظ والتمييز وَمِنْهُم منْ ضَاعَت كتبه أَوِ احترقت أَو دَفنهَا ثُمّ حدَّث منْ حفظه فغلط فَهَؤُلَاءِ تَارَة يرفعون الْمُرْسل ويسندون الْمَوْقُوف وَتارَة يقلبون الْإِسْنَاد وَتارَة يدْخلُونَ حَدِيثا فِي حَدِيث.
(الثَّانِي) : قوم لم يعاينوا علم النَّقْل فَكثر خطوهم وفحش عَلَى نَحْو مَا جرى فِي الْقسم الأول.
(الثَّالِث) : قوم ثِقَات لَكِن اخْتلطت عُقُولهمْ فِي أَوَاخِر أعمارهم فخلطوا فِي الرِّوَايَة.
(الرَّابِع) : قوم غلبت عَلَيْهِم الْغَفْلَة ثُمّ انقسم هَؤُلَاءِ فَمنهمْ منْ كَانَ يلقن فيتلقن ويُقَالُ قل فَيَقُول وَقَدْ كَانَ بعض هَؤُلَاءِ ذَا وراقة يضع لَهُ الْحَدِيث فيرويه وَلَا يعلم وَمِنْهُم منْ كَانَ يرْوى الْأَحَادِيث وَإِن لَمْ يكن سَمَاعا ظنا مِنْهُ أَن ذَلِكَ جَائِز وَقَدْ قِيلَ لبَعض ضعفائهم هَذِهِ الصَّحِيفَة سماعك فَقَالَ لَا وَلَكِن الَّذِي رَوَاهَا مَاتَ فرويتها مَكَانَهُ.
(الْخَامِس) : قوم تعمدوا الْكَذِب ثُمّ انقسم هَؤُلَاءِ ثَلَاثَة أَقسَام:
(الأول) : قوم رووا الْخَطَأ منْ غَيْر أَن يعلمُوا أَنَّهُ خطأ فَلَمَّا عرفُوا الصَّوَاب وأيقنوا بِهِ أصروا عَلَى الْخَطَأ أَنَفَة أَن ينسبوا إِلَى غلط.
(الثَّانِي) : قوم رووا عَنْ كَذَّابين وضعفاء ويعلمون فدلسوا أَسْمَاءَهُم وَالْكذب منْ أْولَئِك الْمَجْرُوحين وَالْخَطَأ الْقَبِيح منْ هَؤُلَاءِ المدلسين وهم فِي مرتبَة الْكَذَّابين لما قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِي أَنه قَالَ منْ رَوَى عني حَدِيثا يرى أَنَّهُ كذب فَهُوَ أحد الْكَذَّابين وَفِي هَذَا الْقسم قوم رووا عَنْ أَقوام مَا رَأَوْهُمْ مثل إِبْرَاهِيم بْن هدبة عَنْ أَنَسٍ وَكَانَ بِوَاسِطَة شيخ يحدث عَنْ أَنَس وَيحدث مرّة عَنْ شريك فَقِيل لَهُ حِين حدَّث عَنْ أَنَس لَعَلَّك سَمِعْتُهُ منْ شريك فَقَالَ أَقُول لَكُمُ الصدْق سَمِعْتُ هَذَا منْ أَنَس بْن مَالك عَنْ شريك وَقَدْ حدَّث عَبْد اللَّه بْن إِسْحَاق الْكرْمَانِي عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي يَعْقُوب فَقِيل لَهُ مَاتَ مُحَمَّد قبل أَن تولد بتسع سِنِين، وحدَّث مُحَمَّد بْن حَاتِم الْكشِّي عَنْ عَبْد بْن حُمَيد فَقَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْحَاكِم هَذَا الشَّيْخ سَمِع منْ عَبْد بْن حُمَيد بعد مَوته بِثَلَاث عشر سنة.(2/388)
(الثَّالِث) قوم تعمدوا الْكَذِب لَا لأَنهم أخطأوا وَلَا لأَنهم رووا عَنْ كَذَّاب فَهَؤُلَاءِ تَارَة يكذبُون فِي الْإِسْنَاد فيروون عَمَّن لَمْ يسمعوا مِنْهُ وَتارَة يسرقون الْأَحَادِيث الَّتِي يَرْوِيهَا غَيرهم وَتارَة يضعون أَحَادِيث وَهَؤُلَاء الوضاعون انقسموا ثَمَانِيَة أَقسَام الأول الزَّنَادِقَة قصدُوا إِفْسَاد الشَّرِيعَة وإيقاع الشَّك فِيهَا فِي قُلُوب الْعباد والتلاعب بِالدّينِ كَعبد الْكَرِيم بْن أَبِي العوجاء وَبنت حَمَّاد وقَالَ ابْن عَدِيّ لما أَخَذَ ابْن أَبِي العوجاء أَتَى بِهِ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِيّ فَأمر بِضَرْب عُنُقه فَقَالَ وَالله لقَدْ وضعت فِيكُم أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث أحرم فِيهَا الْحَلَال وَأحل فِيهَا الْحَرَام وَعَن جَعْفَر بْن سُلَيْمَان قَالَ سَمِعْتُ الْمهْدي يَقُولُ أقرّ عِنْدِي رَجُل مِنَ الزَّنَادِقَة أَنَّهُ وضع أَرْبَعمِائَة حَدِيث فَهِيَ تجول فِي أَيدي النّاس وَقَدْ كَانَ فِي هَؤُلَاءِ الزَّنَادِقَة منْ يغْفل الشَّيْخ فِي كِتَابه مَا لَيْسَ منْ حَدِيثه فيرويه ذَلِكَ الشَّيْخ ظنا مِنْهُ أَنَّهُ منْ حَدِيثه.
وقَالَ حَمَّاد بْن زَيْد وضعت الزَّنَادِقَة على رَسُول الله أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث.
الثَّانِي قوم كَانُوا يقصدون وضع الْحَدِيث نصْرَة لمذاهبهم وَهَذَا مَذْكُور عَنْ قوم مِنَ السالمية عَنْ عَبْد اللَّه بن يزِيد الْمقري قَالَ رَجَعَ رَجُل منْ أَهْل الْبدع عَنْ بدعته فَجعل يَقُولُ انْظُرُوا هَذَا الْحَدِيث عَمَّن تأخذونه فَإنَّا كُنَّا إِذا تراءينا رَأيا جعلنَا لَهُ حَدِيثا.
وَعَن ابْن لَهِيعَة قَالَ سَمِعْتُ شَيخا مِنَ الْخَوَارِج تَابَ وَرجع فَجعل يَقُولُ إِن هَذِهِ الْأَحَادِيث دين فانظروا عَمَّن تأخذون دينكُمْ فَإنَّا كُنَّا إِذا هوينا أمرا صيرناه حَدِيثا وَعَن حَمَّاد بْن سَلَمَة قَالَ حَدَّثَنِي شيخ لَهُم يَعْنِي الرافضية قَالَ كُنَّا إِذا استحسنا شَيْئا جَعَلْنَاهُ حَدِيثا وقَالَ الْحَاكِم أَبُو عَبْد اللَّه كَانَ مُحَمَّد بْن الْقَاسِم الطائكاني منْ رُؤَسَاء المرجئة يضع الْحَدِيث عَلَى مَذْهَبهم وَعَن أَبِي أَنَس الْحَرَّانِي قَالَ قَالَ الْمُخْتَارِ لرجل منْ أَصْحَاب الْحَدِيث ضع لي حَدِيثا عَنِ النَّبِيّ أَنَّهُ كَائِن بعده خَليفَة مطالبًا لَهُ بترة وَلَده وَهَذِه عشرَة آلَاف دِرْهَم وخلعة ومركوب وخادم فَقَالَ لَهُ الرجل أما عَنِ النَّبِي فَلَا وَلَكِن اختر منْ شِئْت مِنَ الصَّحَابَة وَحط لي مِنَ الثّمن مَا شِئْت قَالَ عَنِ النَّبِي أوكد وَالْعَذَاب عَلَيْه أَشد الثَّالِث قوم وضعُوا الْأَحَادِيث فِي التَّرْغِيب والترهيب ليحثوا النّاس بزعمهم عَلَى الْخَيْر ويزجروهم عَنِ الشَّرّ وَهَذَا يغلظ عَلَى الشَّرِيعَة ومضمون فعلهم أَن الشَّرِيعَة نَاقِصَة وتحتاج إِلَى تَتِمَّة فقد أتممناها عَنْ أبي عَبْد اللَّه النهاوندي قَالَ قُلْتُ لغلام خَلِيل هَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي تُحَدِّث بهَا مِنَ الرَّقَائِق فَقَالَ وضعناها لنرقق بهَا قُلُوب الْعَامَّة.
وَعَن أَبِي جَعْفَر التفري قَالَ لما حدَّث غُلَام خَلِيل عَنْ بَكْر بْن عِيسَى عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة قُلْتُ لَهُ يَا أَبَا عَبْد اللَّه إِن هَذَا الرجل قديم الْوَفَاة وَلَمْ تلْحقهُ وَلَا منْ فِي سنك فَكيف فِي هَذَا وَقلت لَهُ أحسبك سَمِعْتُهُ منْ رَجُل يُقَالُ لَهُ بَكْر بْن عِيسَى غَيْر هَذَا فَسكت وافترقنا فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَد قَالَ يَا أَبَا جَعْفَر علمت أَنِّي نظرت البارحة فِيمَن سَمِعْتُ مِنْهُ بِالْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ بَكْر بْن عِيسَى فوجدتهم سِتِّينَ رَجُلًا قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ غُلَام خَلِيل كَانَ يتزهد ويهجر شهوات الدُّنْيَا يتقوت الباقلاء صرفا وغلقت أسواق(2/389)
بَغْدَاد يوْم مَوته فَحسن لَهُ الشَّيْطَان هَذَا الْفِعْل الْقَبِيح وَعَن مُحَمَّد بْن عِيسَى الطباع قَالَ سَمِعْتُ ابْن مَهْدِيّ يَقُولُ لِميسرَة بْن عَبْد ربه منْ أَيْنَ جِئْت بِهَذِهِ الْأَحَادِيث منْ قَرَأَ كَذَا فَلَه كَذَا قَالَ وَضَعتهَا أَرغب النّاس فِيهَا وَسُئِلَ عَبْد الْجَبَّار بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِي دَاوُد النَّخَعِيّ فَقَالَ كَانَ أطول النّاس قيَاما بلَيْل وَأَكْثَرهم صياما بنهار وَكَانَ يضع الْحَدِيث وضعا وَكَانَ أَبُو بشر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْفَقِيه المَرْوَزِيّ منْ أَصْلَب أَهْل زَمَانه فِي السّنة وأذبهم عَنْهَا وأخفهم لمن خالفها وَكَانَ مَعَ هَذَا يضع الْحَدِيث ويقلبه.
وقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازيّ كَانَ مَيْسَرَة بْن عَبْد ربه يضع الْحَدِيث وَقَدْ وضع فِي فَضَائِل قزوين نَحوا منْ أَرْبَعِينَ حَدِيثا كَانَ يَقُولُ إِنِّي أحتسب فِي ذَلِكَ وَعَن أَبِي عمار المَرْوَزِيّ قَالَ قِيلَ لأبي عصمَة بْن أَبِي مَرْيَم المَرْوَزِيّ منْ أَيْنَ لَك عَنْ عِكْرِمَة عَنِ ابْن عَبَّاس فِي فَضَائِل الْقُرْآن سُورَة سُورَة وَلَيْسَ عِنْد أَصْحَاب عِكْرِمَة هَذَا قَالَ إِنِّي رَأَيْت النّاس أَعرضُوا عَنِ الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِفقه أبي حنيفَة وَمَغَازِي بن إِسْحَاق فَوضعت هَذَا الْحَدِيث حسبَة وقَالَ ابْن عَدِيّ سَمِعْتُ أَبَا بدر أَحْمَد بْن خَالِد يَقُولُ كَانَ وَهْب بن حَفْص مِنَ الصَّالِحين مكث عشْرين سنة لَا يكلم أحدا قَالَ أَبُو عرُوبَة كَانَ يكذب كذبا فَاحِشا.
وَعَن يَحْيَى بْن سَعِيد الْقطَّان مَا رَأَيْت الْكَذِب فِي أحد أَكثر مِنْهُ فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر والزهد الرَّابِع قوم استجازوا وضع الْأَسَانِيد لكل كَلَام حسن كَمَا حكى عَنْ مُحَمَّد بْن سَعِيد أَنَّهُ قَالَ لَا بَأْس إِذا كَانَ كَلَام حسن أَن تضع لَهُ سنادا الْخَامِس قوم كَانَ يعرض لَهُم غَرَض فيضعون الْحَدِيث فَمنهمْ منْ قصد بِذَلِك التَّقَرُّب إِلَى السّلطان بنصرة غَرَض كَانَ.
كغياث بْن إِبْرَاهِيم فَإنَّهُ حِين دخل عَلَى الْمهْدي وَكَانَ الْمهْدي يحب الْحمام فَقِيلَ لَهُ حَدِّثْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ حَدَّثَنَا فُلان عَنْ فُلان أَن النَّبِي قَالَ: لَا سَبْقَ إِلا فِي نصل أَوْ خف أَوْ حافر أَوْ جَنَاحٍ فَأَمَرَ لَهُ الْمَهْدِيُّ ببدرة فَلَمَّا قَامَ أشهد عَلَى فَقَالَ إنَّه قفا كَذَّاب عَلَى رَسُول الله نعم قَالَ الْمهْدي أَنَا حَملته عَلَى ذَلِكَ ثُمّ أَمر بِذبح الْحمام ورفض مَا كَانَ فِيهِ.
وَمِنْهُم منْ كَانَ يضع الْحَدِيث جَوَابا لسائليه كَمَا رَوَى المعيطي عَنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ رَجُل أعْطى الْغَزل لحائك فنسج لَهُ وَفضل مِنْهُ خيوط فَقَالَ صَاحب الثَّوْب هِيَ لي وقَالَ النساج هِيَ لي فالخيوط لمن فَقَالَ إِبْرَاهِيم حَدَّثَنِي ابْن جُرَيْج وَعَطَاء قَالَ: إِن كَانَ صَاحب الثَّوْب أعطَاهُ لأردها نسج فالخيوط لَهُ وَإِلَّا فَهِيَ للحائك.
وَمِنْهُم منْ كَانَ يَضَعهُ فِي ذمّ منْ يُرِيد أَن يذمه كَمَا حكى عَنْ سَعْد بْن طريف أَنَّهُ رَأَى ابْنه يبكي فَقَالَ مَا لَك فَقَالَ ضَرَبَنِي الْمعلم فَقَالَ أما واللَّه لأحدثنهم حَدَّثَنِي عِكْرِمَة عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ معلمو صِبْيَانكُمْ شِرَاركُمْ وَقيل لمأمون بْن أَحْمد أَلا ترى إِلَى الشّافعيّ وَإِلَى منْ تبعه بخراسان فَقَالَ حَدثنَا أَحْمد بن(2/390)
عَبْد اللَّه بْن مَعْدَان عَنْ أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: يكون فِي أمتِي رَجُل يُقال لَهُ مُحَمَّد بْن إِدْرِيس أضرّ عَلَى أُمَّتِي مِنْ إِبْلِيسَ.
وَقيل لمُحَمد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ان قوما يرفعون أَيْديهم فِي الرُّكُوع وَبعد رفع الرَّأْس مِنَ الرُّكُوع فَقَالَ أَنْبَأَنَا الْمُسَيِّب بْن وَاضح حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه الْمُبَارَك عَنْ يُونُس عَنْ يَزِيد عَنِ الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ رَفَعَ يَدَيْهِ فِي الرُّكُوعِ فَلَا صرة لَهُ.
السَّادِس قوم وضعُوا الْأَحَادِيث قصدا للأغراب ليطلبوا وَيسمع مِنْهُم قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْحَاكِم مِنْهُم إِبْرَاهِيم بْن اليسع وَهُوَ ابْن أَبِي حَيَّة كَانَ يحدث عَنْ جَعْفَر الصَّادِق وَهِشَام بْن عُرْوَة فيركب حَدِيث هَذَا عَلَى حَدِيث ذَاكَ تستغرب تِلْكَ الْأَحَادِيث بِتِلْكَ الْأَسَانِيد قَالَ وَمِنْهُم حَمَّاد بْن عَمْرو النصيبي وبهلول بْن عُبَيْد وأصرم بْن حَوْشَب وَمِنْهُم منْ كَانَ يَدعِي سَماع منْ لم يسمع مِنْهُم ليكْثر حَدِيثه قَالَ عَمْرو بْن عَوْف قدِم علينا شيخ مخضوب بِالْحِنَّاءِ فَحدث عَنْ أَنَس وَاجْتمعَ خلق أَكثر منْ عشْرين ألفا حمل حَدِيثه إِلَى هُشَيْم وَيزِيد بْن هَارُون فَقَالَا أَحَادِيث صِحَاح سمعناها منْ حُمَيد والتَّيْميّ فَدخل السُّوق فَاشْترى مغازي بن إِسْحَاق وَقعد يحدث عَنْهُ فَقَالُوا لَهُ أَيْنَ رَأَيْته فَبكى وقَالَ الصدْق يَزِيد كُلّ شَيْء لَمْ أره وَلَكِن أَخْبَرَنِي أَنَس عَنْهُ فمزقوا الْكتب وروى مُسْلِم بْن الْحجَّاج أَن يَحْيَى بْن أَكْثَم دخل مَعَ أَمِير الْمُؤْمِنِين حمص فَرَأى كل من صبا يشبه الشيران فَدخل عَلَى شيخ وعَلى رَأسه دبية وَلَهُ جُبَّة فأدناه وقَالَ شيخ منْ لقِيت قَالَ اسْتَغْنَيْت عَنْ جُمَيْع النّاس بشيخي قَالَ وَمن شيخك قَالَ الْأَوْزَاعِيّ قَالَ والْأَوْزَاعِي عَمَّن قَالَ عَنْ مَكْحُول قَالَ عَمَّن قَالَ عَنْ سُفْيَان بْن عُيَيْنة قَالَ وسُفْيَان عَمَّن قَالَ عَنْ عَائِشَة فَقَالَ لَهُ يحيى أَرَاك تعلو إِلَى أَسْفَل، السَّابِع قوم شقّ عَلَيْهِم الْحِفْظ فَضربُوا بعد الْوَقْت وَرُبمَا رَأَوْا أَن الْمَحْفُوظ مَعْرُوف فَأتوا بِمَا لَا يعرف مِمَّا يحصل مقصودهم وهَؤُلَاءِ قِسْمَانِ، أَحَدُهُمَا الْقصاص ومعظم الْبلَاء مِنْهُم يجرى لأَنهم يُرِيدُونَ أَحَادِيث تتفق وترفق والصحاح يقل فِيهَا هَذَا ثُمّ إِن الْحِفْظ يشق عَلَيْهِم ويتفق عدم الدّين وهم يحضرهم جهال، حكى فقيهان ثقتان عَنْ بعض قصاص زَمَاننَا وَكَانَ يظْهر النّسك والتخشع أَنَّهُ حكى لَهما قَالَ قُلْتُ يوْم عَاشُورَاء قَالَ رَسُول اللَّهِ منْ فعل الْيَوْم كَذَا فَلَه كَذَا وَمن فعل كَذَا فَلَه كَذَا إِلَى آخر الْمجْلس فَقَالَا وَمن أَيْنَ حفظت هَذِهِ الْأَحَادِيث فَقَالَ واللَّه مَا حَفظتهَا وَلَا أعرفهَا فَقَالَ بل فِي وقتي قلتهَا وَقَدْ صنفت بعض قصاص زَمَاننَا كتابا فَذكر فِيهِ أَن الْحَسَن والْحُسَيْن دخلا عَلَى عُمَر بْن الخَطَّاب وَهُوَ مَشْغُول فَلَمَّا أَفَاق منْ شغله رفع رَأسه فرآهما فَقَامَ فقبلهما ووهب لكل وَاحِد مِنْهُمَا ألفا وقَالَ لَهما اجعلاني فِي حل فَمَا عرفت دخولكما فَرَجَعَا وشكراه بَيْنَ يَدي أَبِيهِمَا فَقَالَ عَليّ سَمِعْتُ رَسُول الله يَقُولُ: عُمَر بْن الخَطَّاب نور(2/391)
فِي الْإِسْلَام وسراج لأهل الجَنَّة فحدثاه فَدَعَا بِدَوَاةٍ وَقِرْطَاس وَكتب بِسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحِيم حَدَّثَنِي سيدا شباب أَهْل الجَنَّة عَنْ أَبِيهِمَا المرتضى عَن جدهما الْمُصْطَفى أَنَّهُ قَالَ عُمَر نور الْإِسْلَام فِي الدُّنْيَا وسراج أَهْل الجَنَّة وَأوصى أَن يَجْعَل فِي كَفنه عَلَى صَدره فَوضع فَلَمَّا أَصْبحُوا وجدوه عَلَى قَبره وَفِيه صدق الحَدِيث صدق الْحَسَن والْحُسَيْن وَصدق أَبوهُمَا وَصدق رَسُول الله عُمَر نور الْإِسْلَام وسراج أَهْل الجَنَّة.
وَالْعجب لهَذَا الَّذِي بلغت بِهِ الوقاحة إِلَى أَن يصنف مثل هَذَا ثُمّ مَا كَفاهُ حَتَّى عرضه عَلَى كبار الْعلمَاء فَكَتَبُوا عَلَيْه تصويب ذَلِكَ التصنيف فَلهَذَا عرف أَن هَذَا محَال متوفر علم بِهِ أَنَّهُ منْ أَجْهَل الْجُهَّال الَّذِين مَا شموا ريح النَّقْل وَلَعَلَّه قَدْ سَمعه منْ بعض الطَّرِيقَيْنِ وَقَدْ ذكرت فِي كتاب الْقصاص عَنْهُمْ طرقًا منْ هَذِهِ الْأَشْيَاء وَمَا أَكثر مَا تعرض عَلَى أَحَادِيث فِي مجْلِس الْوَعْظ قَدْ ذكرهَا قصاص الزَّمَان فأردها عَلَيْهِم وَأبين أَنَّهَا محَال فيحقدون عَلَى حِين أبين عُيُوب سلكهم حَتَّى قُلْتُ يَوْمًا قُولُوا لمن تودده هَذِهِ الْأَحَادِيث مَا يتهيأ لَكُمُ مَعَ وجود هَذَا النَّاقِص اتِّفَاق زائف وَذكرت حَدِيثا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو بَكْر الكروحي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم سَمِعْتُ أَبَا بَكْر الجوزقي سَمِعْتُ غَيْر وَاحِد منْ مَشَايِخنَا يذكرُونَ عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة أَنَّهُ قَالَ مَا دَامَ أَبُو حَامِد بْن الشرفي فِي الْأَحْيَاء لَا يتهيأ لأحد أَن يكذب عَلَى رَسُول الله وَعَن مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمة قَالَ حَيَاة أَبِي حَامِد بْن الشرفي تحجب بَيْنَ النَّاس وبَيْنَ الْكَذِب عَلَى رَسُول اللَّه وَعَن الدارَقُطْنيّ أَنَّهُ قَالَ يَا أَهْل بَغْدَاد لَا تظنوا أَن أحدا يقدر يكذب عَلَى رَسُول الله وَأَنا حَيّ وَقَدْ روينَا عَنِ ابْن الْمُبَارَك أَنَّهُ قِيلَ لَهُ هَذِهِ الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة فَقَالَ تعيش لَهَا الجهابذة الثَّامِن الشحاذون فَمنهمْ قصاص وَمِنْه غير قصاص وَمِنْهُم هَؤُلَاءِ منْ يضع وأغلبهم يحفظ الْمَوْضُوع.
وروى الدارَقُطْنيّ عَنْ أبي حَاتِم البستي قَالَ: دخلت تاجروان مَدِينَة بَيْنَ الرقة وحران فَحَضَرت الْجَامِع فَلَمَّا فَرغْنَا مِنَ الصَّلَاة قَامَ بَيْنَ أَيْدِينَا شَاب فَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو خَليفَة حَدَّثَنَا الْوَلِيد حَدَّثَنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله: مَنْ قضى لمُسلم حَاجَة فعل اللَّه بِهِ كَذَا وَكَذَا.
فَلَمَّا فرغ دَعوته فَقلت لَهُ رَأَيْت أَبَا خَليفَة قَالَ لَا فَقلت.
كَيفَ تروى عَنْهُ وَلَمْ تره فَقَالَ إِن المناقشة مَعنا منْ قله الْمُرُوءَة أَنا أحفظ هَذَا الْإِسْنَاد الْوَاحِد وَكلما سَمِعْتُ حَدِيثا ضممته إِلَى هَذَا الْإِسْنَاد.
(فصل)
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: والوضاعون خلق كثير فَمن كبارهم وهب ابْن وَهْب القَاضِي ومُحَمَّد بْن السّائب الْكَلْبِيّ ومُحَمَّد بْن سَعِيد الشَّامي المصلوب وَأَبُو دَاوُد النَّخعِيّ(2/392)
وإِسْحَاق بْن نجيح الْمَلْطِي وعباس بْن إِبْرَاهِيم النَّخَعِيّ والمُغِيرَة بْن شُعْبَة الْكُوفِي وَأحمد بْن عَبْد اللَّه الجويباري ومأمون بْن أَبِي أَحْمَد الهَرَويّ ومُحَمَّد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ومُحَمَّد بْن الْقَاسِم الطائكاني ومُحَمَّد بْن زِيَاد الْيَشْكُرِي وقَالَ النَّسائيّ الكذابون المعروفون بِوَضْع الْحَدِيث أَرْبَعَة ابْن أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ والواقدي بِبَغْدَاد وَمُقَاتِل بْن سُلَيْمَان بخراسان ومُحَمَّد بْن سَعِيد المصلوب بِالشَّام وقَالَ الحَافِظ سهل بْن الْبَرَاء ثُمّ وضع أَحْمَد بْن الجويباري ومُحَمَّد بْن عكاشة الْكرْمَانِي ومُحَمَّد بْن تَمِيم الدَّارِيّ الفاريابي على رَسُول الله أَكثر منْ عشرَة آلَاف حَدِيث وَقَدْ قدِم جمَاعَة مِنَ الْكَذَّابين عَلَى كذبهمْ وتنصلوا منْ ذَلِكَ عَنِ ابْن أَبِي شَيْبَة قَالَ كُنْت أَطُوف بِالْبَيْتِ وَرجل ورائي يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِر لي وَمَا أَرَاك تفعل فَقلت يَا هَذَا قنوطك أَكثر منْ ذَنْبك فَقَالَ دَعْنِي فَقلت لَهُ أَخْبَرَنِي، فَقَالَ إِنِّي كذبت عَلَى رَسُول اللَّهِ خمسين حَدِيثا فطارت فِي النَّاس وَمَا أقدر أَن أرد مِنْهَا شَيْئا.
وقَالَ ابْن لَهِيعَة دخلت عَلَى شيخ وَهُوَ يبكي فَقلت وَمَا يبكيك قَالَ وضعت أَرْبَعمِائَة حَدِيث أدخلتها فِي النّاس فَلَا أَدْرِي كَيفَ أصنع.
وَعَن أَبِي العيناء قَالَ أَنَا والجاحظ وَضعنَا حَدِيثا وَأَدْخَلْنَاهُ عَلَى الشُّيُوخ بِبَغْدَاد فقبلوه ألَّا ابْن أَبِي شَيْبَة العَلَويّ فَإنَّهُ قَالَ لَا يشبه آخر هَذَا الْحَدِيث أَوله وأبى أَن يقبله وَكَانَ أَبُو العيناء يحدث بِهَذَا بَعْدَمَا تَابَ.
(فصل)
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: لما لَمْ يُمكن أحدا أَن يدْخل فِي الْقُرْآن مَا لَيْسَ مِنْهُ أَخَذَ أَقوام يزِيدُونَ فِي حَدِيث رَسُول الله ويضعون عَلَيْه مَا لَمْ يقل فَأَنْشَأَ اللَّه عُلَمَاء يَذبُّونَ عَلَى النَّقْل ويوضحون الصَّحِيح ويفضحون الْقَبِيح وَمَا يخلى اللَّه بهم عصرًا مِنَ الْأَعْصَار غَيْر أَن هَذَا الضَّرْب قَدْ قل فِي هَذَا الزَّمَان فَصَارَ أعز منْ عنقاء مغرب.
(وَقَدْ كَانُوا إِذا عدوا قَلِيلا ... فقد صَارُوا أعز مِنَ الْقَلِيل)
قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِي: الْمَلَائِكَة جُزْء مِنَ السَّمَاء وَأَصْحَاب الْحَدِيث جُزْء مِنَ الأَرْض وقَالَ يَزِيد بْن زُرَيْع: لكل دين فرسَان وفرسان هَذَا الدّين أَصْحَاب الْأَسَانِيد.
(فصل)
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: وَالْأَحَادِيث سِتَّة أَقسَام: الأول مَا اتّفق عَلَى صِحَّته الْبُخَارِيّ ومُسْلِم وَذَلِكَ الْغَايَة، الثَّانِي مَا تَفَرّد بِهِ الْبُخَارِيّ ومُسْلِم، الثَّالِث مَا صَحَّ سَنَده وَلَمْ يُخرجهُ وَاحِد مِنْهُمَا، الرَّابِع مَا فِيهِ ضعف قريب مُحْتَمل وَهَذَا هُوَ الْحَدِيث الْحَسَن، الْخَامِس الشَّديد الضعْف الْكثير التزلزل فَهَذَا يتَفَاوَت مراتبه عِنْد الْعلمَاء فبعضهم يُدْنِيه مِنَ الحسان وَيَزْعُم أَنَّهُ لَيْسَ بِقَوي التزلزل وَبَعْضهمْ يرى شدَّة تزلزله فيلحقه بالموضوعات، وَفِي هَذَا(2/393)
جمع الْكتاب الْمُسَمّى بالعلل المتناهية فِي الْأَحَادِيث الْوَاهِيَة السَّادِس الموضوعات الْمَقْطُوع بِأَنَّهَا كذب فَتَارَة تكون مَوْضُوعَة فِي نَفسهَا وَتارَة تُوضَع على النَّبِي وَهِي كَلَام غَيره وَفِي هَذَا الْقسم جَمعنَا كتَابنَا الموضوعات هَذَا كُله كَلَام ابْن الْجَوْزِيّ رحِمَه الله تَعَالَى. تمّ(2/394)