____________________
(6/1)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم سنة إحدى وسبعمائة
دخلت وسلطان الإسلام الملك الناصر نصره الله ونائبه سلار ونائبه بدمشق الأفرم
فقتل بمصر على الزندقة الذكي المتفنن فتح الدين أحمد بن البققي
وما تحرك العدو العام
وأسلم بدمشق ديان اليهود العالم عبد السيد وبنوه وخلع عليهم النائب وضربت وراءهم الدبادب
____________________
(6/15)
وهم راكبون وأسلم معه نسيم الدباغ وأولاده والعابد جمال الدين داوود الطبيب
وجاء دمشق جراد عظيم فما ترك حشيشة خضراء وأكل أكثر ورق الأشجار وأكل الدراقن وبقي حبه في الأغصان ورأيت بعض الحب قد أكل نصفه وكان ذلك عبرة
وفيها توفي صاحب مكة عز الدين أبو نمي محمد ابن صاحب مكة أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني من أبناء السبعين وكان أسمر ضخما شجاعا سائسا مهيبا ولى أربعين سنة قال لي الدباهي لولا أنه زيدي لصلح للخلافة لحسن صفاته
وماتت خديجة بنت الرضي عبد الرحمن بن محمد عن أربع وثمانين سنة روت عن القزويني والبهاء وجماعة
2 و ومات بمصر علاء الدين علي بن عبد الغني
____________________
(6/16)
ابن الفخر ابن تيمية الشاهد عن اثنتين وثمانين سنة
حدثنا عن الموفق عبد اللطيف وابن روزبه
ومات أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن أبي علي بن أبي بكر بن المسترشد بالله العباسي في جمادي الأول وعهد بالخلافة إلى ابنه المستكفي بالله سليمان كانت خلافته أربعين عاما
ومات مسند الشام تقي الدين الله أحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن الصوري الصالحي الحنبلي في جمادي الآخرة عن أربع وثمانين سنة روى عن الشيخ الموفق حضورا وعن ابن أبي لقمة والقزويني والبهاء وأبي القاسم بن صصرى خرجوا له مشيخة
ومات الشيخ الابن محمد بن عثمان بن المنجا التنوخي رئيس الدماشقة عن إحدى وسبعين سنة
ثنا عن جعفر الهمداني وغيره وهو واقف دار القرآن
____________________
(6/17)
ومات شيخ بعلبك الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد اليونيني الحنبلي في رمضان من ضربة مجنون في رأسه بسكين فتوفى بعد ستة أيام عن إحدى وثمانين سنة كان إماما فاضلا كثير الفضائل 2 ظ والمحاسن ثنا عن البهاء حضورا وعن ابن صباح وابن الزبيدي وعدة ودرس وأفتى
ومات بمكة في العشرين من ذي الحجة مسند الوقت أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي عن سبع وثمانين سنة حدث عن الفتح بن عبد السلام وأحمد بن صرما وابن وأبي لقمة والفخر بن تيمية وعبد القوي بن الحباب وتفرد باشياء وكان مقرئا صالحا متواضعا فاضلا رحمه الله
____________________
(6/18)
سنة اثنتين وسبعمائة
فيها وسط اليعفوري والقباري وقطعت يمين التاج الناسخ لدخولهم في تزوير وتخويف الأفرم من كبار عماله عليه
وطرق قازان الشام فالتقى يزكه ويزك الإسلام بعرض ونصره الله وقتل من التتار خلق وأسر مقدمان وعلى يزكنه سيوف الدين أسندمر وكجكن وغرلو وبهادر آص في ألف وخمسمائة فارس وكان العدو نحو أربعة آلاف وتأخر جند الأطراف إلى حمص
ثم جهز قازان جيوشه مع نائبه خطلوشاه فساقوا إلى مرج دمشق 3 و وتأخر المسلمون وبات أهل دمشق في بكاء واستغاثة بالله وخطب شديد وقدم السلطان وانضمت إليه جيوشه والجفال فكان المصاف
____________________
(6/19)
على شقحب فهزم العدو الميمنة واستشهد رأس الميمنة الحسام استاددار في جماعة أمراء وثبت السلطان كعوائده ونزل النصر وشرع التتار في الهزيمة في ليلة ثاني رمضان وتبعهم المسلمون قتلا وأسرا ومزقوا كل ممزق وتخطفهم الناس إلى الفرات وسلم شطرهم في ضعف شديد وجوع وحفا ووقوف خيل ثم دخل السلطان والخليفة راكبين والحمد لله
ومن الشهداء الفقيه إبراهيم بن عبيدان والأمير صلاح الدين ولد الكامل والأمير علاء الدين على بن الجاكي والأمير حسام الدين أوليا بن قرمان والأمير سنقر الكافرى وعز الدين بن الأمير يعقوبا
وفي ذي القعدة زلزلت مصر وتساقطت الدور ومات
____________________
(6/20)
بالإسكندرية تحت الردم نحو المائتين وكانت آية
وافتتحت جزيرة أرواد وأسر من الفرنج نحو خمسمائة
وفيها مات بزملكا المعمر عبد الحميد بن أحمد بن خولان البناء عن بضع وثمانين سنة
أجاز له ابن أبي لقمة وابن البن 3 ظ وسمع أبا القاسم بن صصرى والناصح وابن الزبيدي
ومات بالقاهرة شيخها وقاضيها شيخ الإسلام تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي بن وهب بن دقيق العيد القشيري المنفلوطي الشافعي صاحب الإلمام وكتاب الإمام وشرح العمدة في صفر عن سبع وسبعين سنة روى عن ابن الجميزي وابن رواج والسبط وعده وكان رأسا في العلم والعمل عديم النظير
____________________
(6/21)
وأخذ من دمشق قاضيها ابن جماعة فولى مكانه وولى بدمشق ابن صصرى
ومات في ربيع الأول المسند بدر الدين الحسن بن علي بن الخلال الدمشقي عن ثلاث وسبعين سنة
حدث عن مكرم وابن اللتى وابن الشيرازي وابن المقير وجعفر وكريمة وخلق وتفرد رحمه الله
ومات متولي حماة الملك العادل زين الدين كتبغا المغلى المنصوري ونقل فدفن بتربته بسفح قاسيون مات يوم الجمعة يوم الأضحى وكان في آخر الكهولة أسمر قصيرا دقيق الصوت شجاعا قصير العنق ينطوي على دين وسلامة باطن وتواضع
تسلطن بمصر عامين وخلع في صفر سنة ست وتسعين فالتجأ إلى 4 و صرخد ثم أعطى حماة
ومات المقرئ شمس الدين محمد بن قيماز الطحان
____________________
(6/22)
الدمشقي عن ثلاث وثمانين سنة تلا بالسبع على السخاوى وسمع من ابن صباح وابن ناسويه وابن الزبيدي وكان خيرا متواضعا
ومات مسند المغرب الإمام الأديب أبو محمد عبدالله بن محمد بن هارون الطائي القرطبي بتونس في ذي القعدة عن مائة عام أجاز لنا مروياتة
سمع الموطأ وكامل المبرد من أبي القاسم أحمد بن بقى في سنة عشرين وعمر دهرا سنة ثلاث وسبعمائة
فيها أغارت العساكر المنصورة على ملطية ونازلوا تل حمدون من بلاد سيس
ومات القدوة الزاهد العلامة بركة الوقت الشيخ إبراهيم بن أحمد الرقي الحنبلي بدمشق عن نحو ستين سنة وشيعه الخلق وحمل على الرؤوس إلى الجبل
____________________
(6/23)
وكان من اولياء الله ومن كبار المذكرين له تصانيف محركة إلى الله
ثنا عن عبد الصمد بن أبي الجيش وله نطم كثير وخبرة بالطب ومشاركات في العلوم توفى في المحرم
وماتت المعمرة أم أحمد ست الأهل بنت علوان بن سعيد البعلبكي بدمشق في المحرم مكثرة عن البهاء عبد الرحمن صالحة خيرة عاشت خمسا وثمانين سنة
4 ظ ومات خطيب بعلبك ضياء الدين عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن علي بن عقيل السلمي الشافعي في صفر عن تسع وثمانين سنة سمع القزويني وابن اللتي وهو آخر من روى شرح السنة وخطب ستين سنة
ومات مفيد الطلبة نجم الدين إسماعيل إبراهيم بن الخباز في صفر عن أربع وسبعين سنة
كتب عمن دب ودرج وجمع وكتب الكثير ولم
____________________
(6/24)
ينجب روى عن الضياء وعبد الحق بن خلف والمرسي وأمم
ومات فيه شيخ دار الحديث وخطيب البلد المفتي زين الدين عبدالله بن مروان الفارقى عن نيف وسبعين سنة روى عن السخاوى وكريمة وابن رواحة وابن خليل فولى بعده دار الحديث ابن الوكيل والخطابة شرف الدين الفزارى
ومات عز الدين أيبك الحموى نائب حمص ونقل إلى تربته تحت عقبة دمر وكان شيخا عاقلا وشجاعا وولى نيابة دمشق بعد سنة تسعين للملك الأشرف
ومات في رجب بالجبل الشيخ أبو الفتح نصر بن أبي الضوء الزبداني الفامي أحد رواة الصحيح عن ابن
____________________
(6/25)
الزبيدي كتبنا عنه جاوز الثمانين
5 و ومات صاحب الشرق القآن محمود غازان بن القآن أرغون بن أبغا بن هولاكو المغلى في شوال بقرب همذان لم يتكهل ونقل إلى تربته بتبريز سم في منديل تمسح به بعد الجماع وتملك أخوه خربندا وكان بسنجار وسموه محمدا ولقبوه غياث الدين سنة أربع وسبعمائة
تكلم ابن النقيب وغيره في فتاو لإبن القطار فيها تخبيط وسعوا إلى القضاة فحار ابن القطار وأرعب وبادر إلى الحاكم ابن الحريري فأسلم بدعوى صورت فحقن دمه ثم ندم ولامه أصحابه وبلغ النائب فغضب من الفتن واعتقل ابن النقيب وغيره أربع ليال فأنكروا
وفي صفر مات المحدث المشهور مفيد دمشق أبو الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي بالمارستان
____________________
(6/26)
بدمشق ودفن بالسفح
حدثنا عن ابن رواحة والكمال الضرير وابن عبد الدايم وقرأ مالا يوصف كثرة وحصل أصولا وقفها وعاش سبعين سنة دين في وقناعة وصدق رحمة الله
ومات بالمدينة صاحبها عز الدين جماز بن شيحة العلوي الحسيني وقد شاخ وأضر 5 ظ وتملك بعده ابنه منصور وفيهم تشيع ظاهر
ومات الضياء عيسى بن أبي محمد بن عبد الرزاق المغارى شيخ المغارة في ربيع الآخرعن ثمانين سنة روى عن ابن الزبيدي وابن صباح والإربلى
ومات المعمر ركن الدين أحمد بن عبد المنعم بن أبي الغنائم القزويني الطاووسي كبير الصوفية بدمشق في جمادى الأولى عن مائة سنة وسنتين وتسعة أشهر
____________________
(6/27)
روى بالعامة عن أبي جعفر الصيدلاني وطائفة وبالسماع عن ابن الخازن والسخاوى
ومات شيخ البطائحية تاج الدين بن الرفاعي بقرية أم عبيدة عن سن عالية وله شهرة كبيرة
ومات بقاسيون الحاج محمد بن أحمد بن علي بن أحمد بن فضل بن الواسطي عن ثمانين سنة روى عن ابن الزبيدي وابن اللتي وابن المقير
ومات الشيخ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب الإربلي ثم الدمشقي كبير الذهبيين ويكنى أبا الفضل أيضا سقط من السلم فمات لوقته في رمضان عن ثمانين سنة وكان مكثرا سمع المسلم المازني وابن الزبيدي ومكرما وأبا نصر بن عساكر وعدة وتفرد بأشياء خرجت له مشيخة
6 و ومات بالإسكندرية شيخها الإمام المحدث
____________________
(6/28)
تاج الدين علي بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي المعدل في ذي الحجة عن ست وسبعين سنة روى عن ابن عماد وأبي الحسن القطيعي وابن بهروز وجماعة وتفرد ورحل إليه وكان فقيها عالما ثقة
وفيها حكم المالكي بدمشق بضرب عنق محمد بن الباجربقى وإن تاب بشهادة مجد الدين التونسي وجلال الدين خطيب الزنجيلية والمحيى بن الفارعى وجماعة بكفريات
ومات بمصر عالمها العلم العراقي عبد الكريم بن على الأنصاري المصري الشافعي المفسر عن نيف وثمانين سنة سنة خمس وسبعمائة
فيها أغار جيش حلب على أطراف العدو فكمنوا
____________________
(6/29)
لهم وقتل خلق من العسكر
وناب لابن صصرى جلال الدين القزويني
وسار عسكر دمشق والأفرم النائب لحرب الجرديين فضايقوهم أياما وهم رافضة آذوا الجيش في مكاتبه قازان ثم صولحوا وفرقوا وخرجوا من أراضيهم
وقل الغيث واستسقى بالناس خطيبهم الفزارى بسفح المزة
وفيها فتنة الشيخ تقي الدين بن تيمية 6 ظ وسؤالهم عن عقيدته فعقد له ثلاثة مجالس وقرئت عقيدته الملقبة بالواسطية وضايقوه وثارت الغوغاء والفقهاء له وعليه ثم وقع نوع وفاق ثم إنه طلب على البريد إلى مصر وصورت عليه الدعوى عند المالكي فاستخصمه الشيخ وقاموا فسجن الشيخ
____________________
(6/30)
وأخواه بالجب بضعة عشر شهرا ثم اخرج ثم حبس بحبس الحاكم ثم أبعد إلى الإسكندرية فلما تمكن السلطان سنة تسع طلبه واحترمه وصالح بينه وبين الحكام وكان الذي ادعى عليه بمصر أنه يقول إن الرحمن على العرش حقيقة وإنه يتكلم بحرف وصوت ثم نودى بدمشق وغيرها من كان على عقيدة ابن تيمية حل ماله ودمه
وجاء تقليد بالخطابة للشيخ برهان الدين بعد عمه وباشر وخطب ثم ترك ذلك واختار بقاءه بالباذرائية بعد أن صلى خمسة أيام
ومات بحلب قاضيها كان وخطيبها العلامة شمس الدين محمد بن محمد بن بهرام الدمشقي الشافعي عن ثمانين سنة وهو الذي عزل بزين الدين ابن قاضي الخليل من الحكم وكان مشكورا يدرى المذهب
ومات بمصر المعمر أبو عبد الله محمد بن
____________________
(6/31)
عبد المنعم بن شهاب بن المؤدب المصري حدث عن 7 و ابن باقا ثنا عنه أبو الحسن السبكي
ومات بالإسكندرية الإمام المعمر شرف الدين يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن الصواف الجذامي المالكي كبير الشهود عن ست وتسعين سنة سمع منه قاضي القضاة السبكى وجماعة روى عن ابن عماد والصفراوي وتلا عليه بالسبع وأول سماعه كان في سنة خمس عشرة وستمائة أصم وأضر مدة
ومات خطيب دمشق الإمام الكبير شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزارى الشافعي أخو الشيخ تاج الدين في شوال عن خمس وسبعين سنة وشهر وشهده ملك الأمراء والأعيان تلا بالسبع واحكم بالعربية وقرأ الحديث وسمع كثيرا وكان فصيحا عديم اللحن طيب الصوت روى عن السخاوى والعز النسابة والتاج القرطبي وعدة وأقرأ العربية زمانا مع الكيس والتواضع والتصون
____________________
(6/32)
وزمات حافظ الوقت العلامة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي في نصف ذي القعدة فجأة عن اثنتين وتسعين سنة سمع من على بن مختار وابن المقير وابن رواحة وإبراهيم بن الخير وطبقتهم وصنف التصانيف المهدنة ولم يخلف في معناه مثله
وماتت بمصر المعمرة زينب بنت 7 ظ سليمان بن رحمة الإسعردى في ذي القعدة عن بضع وثمانين سنة سمعت ابن الزبيدي والشمس أحمد بن عبد الواحد البخاري وعلى بن حجاج وجماعة وتفردت بأشياء
ومات في ذي القعدة صاحب المغرب أبو يعقوب يوسف ابن السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني سنة ست وسبعمائة
قدم من الشرق الشيخ براق العجمي في جمع نحو
____________________
(6/33)
المائة وفي رءوسهم قرون من لبابيد ولحاهم دون الشوارب محلقة وعليهم أجراس ودخلوا في هيبة يجرون بشهامة فنزلوا بالمنيبع ثم زاروا القدس وشيخهم من أبناء الأربعين فيه إقدام وقوة نفس وصولة فما مكنوا من المضي إلى مصر
وكانت تدق له نوبة ونفذ إليه الكبار غنما ودراهم
وأنشئ بحذاء الرباط الناصري جامع للأفرم وخطب به القاضي شمس الدين بن العز
وحطوا على أهل جيلان عند خربندا ونبه على أن يكون له عندهم نائب وأنهم يسبون الأشعرى وأبا حنيفة فندب لحربهم خطلو شاه فسار فكبست الجيلانيون التتار وبثقوا عليهم من البحر سدا فانهزموا وقتل بسهم طاغيتهم خطلو شاه الكافر
وفيها توفى أمير سلاح بدر الدين بكتاش بن عبد الله
____________________
(6/34)
الصالحي كبير أمراء مصر وله غزوات 8 و ومواقف وكان ذا عقل ورأي قارب الثمانين
ومات رئيس الصدر جمال الدين إبراهيم بن محمد بن السواملى العراقي وله ست وسبعون سنة توفي بشيراز والسوامل كالطاسات كان يثقب اللؤلؤ فصمد الفى درهم ثم تجر وسار إلى الصين فتمول وعظم وضمن العراق من القآن ورفق بالرعية وصار له أولاد مثل الملوك ثم صودر وأخذ منه أموال ضخمة
ومات فجأة خطيب دمشق الشيخ شمس الدين محمد بن احمد بن عثمان الخلاطي ابن إمام الكلاسة وحمل على الرؤوس وصلى عليه الأفرم وكان دينا صينا مليح الشكل طيب الصوت حسن الهدى روى عن البرهان وابن عبد الدايم أم بالكلاسة مدة ثم خطب للخطابة فأقام ستة أشهر ونصفا وخرج
____________________
(6/35)
من الحمام وصلى سنة الفجر فغشى عليه وانطفا فولى بعده الخطابة جلال الدين القزويني
ومات بحلب مسندها علاء الدين سنقر القضائي الزيني في شوال عن سبع وثمانين سنة تفرد بأشياء وحدث عن الموفق عبد اللطيف وابن شداد وابن روزبه وابن الزبيدي وأنجب الحمامي وعدة وكان دينا خيرا صبورا على الطلبة أكثرنا عنه رحمه الله
ومات ببغداد العلامة 8 ظ المتفنن نصير الدين عبد الله بن عمر الفاروثي الشيرازي الشافعي مدرس المستنصرية قدم علينا دمشق وظهرت فضائله بالعقليات
ومات بالكرك الطواشي الأمير المعمر
____________________
(6/36)
شمس الدين صواب السهيلي وكان محتشما متمولا بعيد الصيت سنة سبع وسبعمائة
عقد مجلس بالقصر فاستتيب النجم ابن خلكان من عبارات قبيحة ودعاو مبيحة للدم وادعاء نبوة ما فاختلفت فيه الآراء ومال إلى الترفق به الشيخ برهان الدين فتاب
وصلى الخطيب بالبلد صلاة الفطر وحضر بالمقصورة ملك الأمراء بسبب المطر
ومات بمكة في آخر العام الماضي الزاهد الكبير الشيخ محمد بن أحمد بن أبي بكر الحراني القزاز وكان كثير التلاوة روى عن عبد الله بن النحال وإبراهيم بن الخير وجماعة وتفرد كتبنا عنه
____________________
(6/37)
ومات بدمشق كبير الأمراء ركن الدين بيبرس العجمي الصالحي الجالق توفى بإقطاعه عن نحو الثمانين وبقى في الإمرة زمانا
ومات بمصر رئيسها الصاحب تاج الدين محمد بن الصاحب فخر الدين محمد بن الوزير بهاء الدين علي بن محمد بن حنا ثنا عن سبط السلفي وكان محتشما وسيما عادلا شاعرا متمولا من رجال 9 و الكمال
ومات بمكة شيخها الإمام القدوة أبو عبد الله محمد بن حجاج بن إبراهيم بن مطرف الأندلسي في رمضان عن نيف وتسعين سنة جاور نحو ستين عاما وكان يطوف في اليوم والليلة خمسين أسبوعا وحمل نعشه صاحب مكة حميضة
____________________
(6/38)
ومات بالقاهرة أقضى القضاة جمال الدين أبو بكر محمد بن عبد العظيم بن علي بن السقطي الشافعي روى عن ابن باقا بالإجازة وعن العلم ابن الصابوني وعاش خمسا وثمانين سنة أكثروا عنه
وله أخ باسمه وهو العدل نجم الدين محمد مات بعد النووي رحمهما الله
ومات ببغداد مسندها الإمام رشيد الدين محمد بن أبي القاسم المقرئ الحنبلي شيخ المستنصرية في رجب عن أربع وثمانين سنة سمع الكثير من عمر بن كرم والحسن بن أسيد والسهروردى وزكريا العلى وعدة وتفرد وكتب المنسوب وشارك في الفضائل واشتهر
ومات بتبريز عالمها شمس الدين العبيدي شيخ
____________________
(6/39)
الشافعية وقد أسن وخلف كتبا تساوى ستين ألفا توفى في ذي القعدة
ومات بدمشق مسندها شهاب الدين محمد بن أبي العز بن مشرف بن بيان الأنصاري البزاز شيخ الرواية بالدار الأشرفية في ذي الحجة عن ثمان وثمانين سنة وأشهر 9 ظ حدث عن ابن الزبيدي والناصح وابن صباح وابن باسوية وابن المقير ومكرم وتفرد واشتهر سنة ثمان وسبعمائة
أطلقت حماة لنائبها قبجق فولى نظرها عبد الصمد ابن المغيزل وعزل الشرف محمد بن جمال الدين بن صصرى منها
وعزل ناظر دمشق أمين الدين أبو بكر بن الرقاقى فرد إلى مصر
____________________
(6/40)
وسار السلطان إلى الكرك ليحج فدخلها فبعث نائبها جمال الدين إلى مصر وزهد في مملكة محجور عليه فيها ولوح بعزل نفسه فوثب على الملك ركن الدين بيبرس الجاشنكير ولقب بالمظفر وأقر على نيابة الملك سلار وحلف له أمراء النواحي وجاء كتاب الناصر من الكرك بانه لم يؤذ أحدا وقد اختار الانقطاع والعزلة بالكرك وأن له عليهم بيعة بالطاعة وقد أمرهم بالطاعة لمن يتولى ويشير بالاتفاق وما فيه تصريح بعزل نفسه وولى برغلى موضع الذي تسلطن ومكان برغلى بتخاص ومكان بتخاص أقوش نائب الكرك وركب المظفر بأبهمة السلطنة والسواد والعمامة المدورة والسيف الخليفتي والأعيان مشاة والصاحب حامل على رأسه التقليد من امير المؤمنين في كيس أطلس أوله إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
(6/41)
وبلغ عدة الخلع 10 و ألفا ومائتين
ومات ببرزة الزاهد القدوة الكبير الشيخ عثمان بن عبد الله الحلبوني وقد شاخ وكان من الصعيد طلع النائب والقضاة إلى جنازته وكان ذا كشف وتوجه وجد ترك الخبز سنين
ومات بمصر المسند أبو علي شهاب الدين ابن على المحسني من أبناء الثمانين مكثر عن ابن المقير وابن رواج والساوي
ومات رئيس الطب بمصر العلم إبراهيم بن الرشيد بن أبي الوحش بن أبي حليقة قيل تركته ثلاثمائة ألف دينار
وماتت المعمرة أم عبد الله فاطمة بنت سليمان بن
____________________
(6/42)
عبد الكريم الأنصاري في ربيع الآخر عن قريب التسعين بدمشق لها إجازة من الفتح وابن عفيجة وجماعة وسمعت المسلم المازني وكريمة وابن رواحة وكانت صالحة روت الكثير وتفردت ولم تتزوج
ومات في رجب الملك المسعود نجم الدين خضر بن الظاهر في أول الكهولة توفى فجأة
ومات شيخ الحرم ظهير الدين محمد بن عبد الله بن منعة البغدادي عن بضع وسبعين سنة جاور أربعين سنة وحدث عن الشرف المرسى توفى بناحية اليمن بالمهجم
ومات الحافظ مفيد 10 ظ مصر شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة الطائي السوادي الحنبلي في ذي القعدة عن سبع وأربعين سنة روى عن ابن عبد الدايم حضورا وسمع وكتب الكثير بدمشق ومصر وحلب وبغداد والبصرة وأصبهان
____________________
(6/43)
وكان فصيحا متعبدا كيسا جيد المعرفة
ومات بدمشق مسند الشام أبو جعفر محمد بن على بن حسين السلمى العباسى الدمشقي ابن الموازيني وكان دينا متزهدا حج مرات وجاور وتفرد عن أبي القاسم بن صصرى والبهاء عبد الرحمن ورحل إليه مات في نصف ذي الحجة عن أربع وتسعين سنة
وماتت بحماة الجليلة أم عمر خديجة بنت عمر بن أحمد بن العديم في عشر التسعين روت لنا عن الركن إبراهيم الحنفي
ومات بغرناطة عالمها الحافظ المقرئ النحوى ذو العلوم أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي في ربيع الأول عن ثمانين سنة طلب العلم سنة ست وأربعين وستمائة وسمع من جماعة وتفرد ب السنن الكبير للنسائي عن أبي الحسن الشارى بينه وبين الؤلف ستة أنفس
____________________
(6/44)
ومات ببغداد شيخ المستنصرية المعمر عماد الدين إسماعيل بن علي 11 وابن الطبال سمع عمر بن كرم وابن روزبة وجماعة وتفرد سنة تسع وسبعمائة
بعث بابن تيمية مع مقدم إلى الإسكندرية فاعتقل ببرج ومن أراد دخل إليه
وأبطلت الخمور والفاحشة من السواحل
وفي وسط السنة ثار أمراء وهموا بقتل المظفر بيبرس فتحرز فساقوا على حمية إلى العريش ثم دخلوا الكرك وحركوا همة السلطان وكان رأسهم نغيه المنصوري وهم فوق المائة فسار السلطان قاصدا دمشق وراسل الأفرم فتوقف وقال كيف هذا وقد حلفنا للمظفر ثم خذل وفر إلى الشقيف ثم دخل السلطان إلى قصر الميدان وأتاه مسرعا نائب حلب قراسنقر ونائب حماة قبجق ونائب الساحل
____________________
(6/45)
أسندمر والتف إليه جميع عساكر الشام ثم سار بهم بعد أيام في أهبة عظيمة نحو مصر فبرز المظفر بجيوشه فخامر عليه برغلى في أمراء فخارت قوته وانهزم نحو المغرب ودخل السلطان إلى مقر ملكه يوم الفطر بلا ضربة ولا طعنة ثم أمسك عدة أمراء عتاة وخذل المظفر فجاء إلى خدمة السلطان فوبخه ثم 11 ظ خنقه وأباد جماعة من رؤوس الشر وتمكن وهرب نائبه سلار نحو تبوك ثم خدع وجاء برجله إلى أجله فأميت جوعا وأخذ من أمواله ما يضيق عنه الوصف من الجواهر والعين والملابس والمزركش والخيل المسومة ما قيمته أزيد من ثلاثة آلاف ألف دينار قل اللهم مالك الملك
وثارت الحوارنة في هذه الدة وأقاموا الهوى وقتل منهم نحو الألف
وأظهر خربندا الرفض بمملكته وغير الخطبة
____________________
(6/46)
وشمخت الشيعة وجرت فتن كبار
وانتزع كمال الدين بن الشيرازي بالجاه الشامية الكبرى من ابن الزملكاني باعتناء أسندمر
وأمسك نغيه المذكور وقيد ثم مات
ومات بمصر غريبا شيخنا العلامة النحوى شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلى الحنبلى بعد دخوله بأيام في المحرم عن أربع وستين سنة ثنا عن الفقيه اليونيني وابن عبد الدايم وطلب الحديث فأكثر منه وأتقن النحو عن ابن مالك وصنف شرحا للجرجانية وانتفع به جماعة من الفضلاء مع الدين والصيانة والفقه والتواضع
ومات بدمشق كبير المؤذنين نجم الدين أيوب
____________________
(6/47)
ابن سليمان المصري المعروف ب مؤذن النصيبي عن تسع وثمانين سنة
12 و وبلغنا موت نائب العراق أذينة وكان مسلما عادلا يأتي الجمعة ماشيا ولى مدة
ومات بمصر الأمير الكبير الوزير شمس الدين سنقر المنصوري الأعسر وله عدة مماليك تقدموا وكان كبيرا شهما عارفا فيه ظلم
ومات بمصر الشيخ العارف المذكر تاج الدين أحمد بن محمد بن عطاء الله الإسكندراني صاحب أبي العباس المرسى
ومات بمكة مسندها المعمر الصالح أبو العباس أحمد ابن أبي طالب الحمامي البغدادي الزانكي المجاور من زمان في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة سمع من الأنجب الحمامى أجزاء تفرد بها أخذ عنه ابن مسلم
____________________
(6/48)
القاضي وشمس الدين بن الصلاح مدرس القيمرية وأجاز لأبي عبد الله
ومات بمصر الشيخ نبيه الدين حسن ابن حسين بن جبريل الأنصاري المعدل عن تسع وسبعين سنة سمع ابن المقير وابن رواج وغيرهما
وماتت بحلب المعمرة أم محمد شهدة بنت الصاحب كمال الدين عمر بن العديم العقيلى وولدت يوم عاشوراء سنة تسع عشرة وحضرت الكاشغرى وعمر بن بدر ولها إجازة من ثابت بن مشرف وكانت تكتب وتحفظ أشياء وتتزهد وتتعبد سمعت منها
ومات بدمشق المقرئ 12 ظ المعمر أبو إسحاق إبراهيم ابن أبي الحسن صدقة المخرمى عن بضع وثمانين سنة حدثنا عن ابن اللتى وجعفر ومكرم
____________________
(6/49)
سنة عشر وسبعمائة
دخلت وسلطان الوقت الملك الناصر محمد ونائبه بكتمر أمير جندار والوزير فخر الدين عمر بن الخليلي ونائب دمشق قراسنقر ونائب حماة قبجق ونائب حلب أسندمر
ودرس بالعذراوية الصدر سليمان الكردي وبالشامية الجوانية الأمين سالم انتزعاهما من ابن الوكيل ثم أعيدتا إليه بشفاعة أسندمر
ثم ذهب أسندمر إلى حماة فأخرق قراسنقر بابن الوكيل فخارت قوته وأسرع إلى القاضي الحنبلي فحكم بإسلامه وكانت الرشوة إلى قراسنقر متواصلة وجرت أمور وكان يتبرطل من الجهتين ففسد النظام وانعسفت الرعية وكان يتهاون بالصلاة ثم أخذت الشامية وردت إلى الأمين سالم جاءه توقيع من مصر
وولى نظر الخزانة عن الدين أخو الجلال بن القلانسى بعد
____________________
(6/50)
النجم البصروى لأنه ولى الوزارة ونزل عن الحسبة لأخيه الفخر
وفي أولها عزل ابن جماعة من القضاء بنائبه جمال الدين الزرعى لكونه امتنع يوم عقد المجلس 13 و لسلطنة المظفر فرآها له السلطان ثم بعد عام أعيد ابن جماعة إلى المنصب ثم جاء كتاب بعزل ابن الوكيل من جهاته
ثم وزر بالشام عز الدين حمزة بن القلانسى
وولى مشيخة الخوانق بدمشق الشهاب الكاشغرى الشريف وكان قليل الخير
وبعد أشهر أخذت من ابن الشيرازي الشامية فأعيدت إلى ابن الزملكانى
وفي نيسان مطرنا مطرا كأعكر ماء الزيادة وبقى أثر الطين على الثمر والورق نحو شهرين
وأمسك أسندمر نائب حلب وطوغان نائب إلبيرة لكن طوغان أنعم عليه بشد دمشق
____________________
(6/51)
ومات بمصر الشاعر المحسن شهاب الدين أحمد بن عبد الملك العزازى التاجر وديوانه في مجلدين عاش بضعا وسبعين سنة
ومات بمصر الصالح عبد الله بن ريحان التقوى سمع ابن المقير والعلم ابن الصابونى وابن رواج وكان سمسارا صدوقا
وماتت ببغداد ست الملوك فاطمة بنت على بن على بن أبي البدر روت كتابى الدرامى وعبد بن حميد عن ابن بهروز الطبيب توفيت في ربيع الأول
ومات بالصالحية قاضى القضاة شهاب الدين أحمد بن حسن بن أبي موسى بن الحافظ عبد الغني 13 ظ المقدسي مدرس الصاحبية الذي انتزع القضاء من تقى الدين سليمان بن حمزة ثم عزل بعد ثلاثة
____________________
(6/52)
أشهر وأعيد تقى الدين روى عن ابن عبد الدايم وعاش أربعا وخمسين سنة
ومات نائب طرابلس الحاج بهادر سيف الدين المنصوري
ومات قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفى أحد أئمة المذهب عزل وطلب من دمشق ابن الحريري فولى مكانه فتوفي السروجى بعد أيام في ربيع الآخر وله ثلاث وسبعون سنة صنف التصانيف واشتهر
وهلك جوعا كما استفاض نائب الممالك سيف الدين سلار المغلى وقد بلغ من الجاه والعز والمال م لا مزيد عليه تمكن إحدى عشرة سنة وكان إقطاعه نحوا من أربعين طبلخاناه فحسبك وكان أسمر سهل الخدين
____________________
(6/53)
ليس بطويل عاقلا ذا هيئة قليل الظلم مات في جمادى الأول
وفيه مات بحماة الأمير سيف الدين قبجق المنصوري أحد الشجعان والأبطال وكان تركيا تام الشكل محببا إلى الرعية قارب الستين ويقال سقى والله أعلم
ومات بدمشق المقرئ الخير أبو عمرو عثمان 14 و بن إبراهيم الحمصى النساخ في رجب عن ثلاث وثمانين سنة حضر ابن الزبيدي وروى كثيرا عن الضياء
ومات بمصر شيخ الشافعية الشيخ نجم الدين أحمد بن محمد بن على بن مرتفع ابن الرفعة مصنف شرح الوسيط وشرح التنبيه وغير ذلك وعاش نيفا وستين سنة توفى في رجب
____________________
(6/54)
ومات في رمضان المسند العالم كمال الدين إسحاق ابن أبي بكر بن إبراهيم الأسدى الحلبى بن النحاس الحنفى عن بضع وسبعين سنة أو ثمانين سنة سمع ابن يعيش وابن قميرة وابن رواحة وابن خليل فأكثر ونسخ الأجزاء وانقطع بموته شيء كثير
ومات بتبريز عالم العجم العلامة قطب الدين محمود ابن مسعود بن مصلح الشيرازى عن ست وسبعين سنة توفى في سابع عشر رمضان وله تصانيف وتلامذة وكان ذا ذكاء باهر ومزاح ظاهر
ومات ببغداد في رمضان الإمام نجم الدين أبو بكر عبد الله بن أبي السعادات بن منصور بن أبي السعادات بن محمد الأنبارى ثم البابصرى المقرئ خطيب جامع المنصور وشيخ المستنصرية 14 ظ بعد ابن الطبال
____________________
(6/55)
وله اثنتان وثمانون سنة سمع ابن بهروز والأنجب الحمامي وأحمد بن المارستاني
ومات باللجون العلامة المتفنن الشيخ على بن على بن أسمح اليعقوبي ويلقب مثلا الناسخ الزاهد كان له عدة محفوظات حفظ مصابيح البغوى والمفصل والمقامات وسكن الروم وركب البغلة ثم تزهد وهاجر إلى دمشق واستمر بدلق ومئزر صغير أسود وتردد إلى المدارس وأقرأ العربية
ومات بمصر في ذي القعدة المعمر الصدر بهاء الدين على ابن الفقيه عيسى بن سليمان بن رمضان الثعلبي المصري ابن القيم وكان ناظر الأوقاف وذكر مرة للوزارة وكان دينا خيرا متواضعا حدث عن الفخر الفارسي وابن باقا وعاش سبعا وتسعين سنة رحمة الله
____________________
(6/56)
سنة إحدى عشرة وسبعمائة
عزل عن دمشق قراسنقر المنصوري ولله الحمد بكرية المنصوري الذي كان مجردا بحلب
وولى العذراوية شرف الدين حسين بن سلام لرواح سليمان الكردي مع قراسنقر
وولى نظر المارستان النورى أيضا ابن خطيب المصلى لرواح ابن الحداد أيضا
وأعطى الصاحب نجم الدين 15 و البصروى إمرة وخلع عليه لها بزى الوزراء
ووزر بمصر أمين الملك أبو سعيد المستوفى الذي أسلم عوضا عن بكتمر الحاجب
وولى حمص بيبرس العلائي
وأعيد إلى القضاء ابن جماعة
وجعل الزرعى قاضي العسكر مع تدريساته
____________________
(6/57)
وقرر على أملاك دمشق وأوقافها ألف وخمسمائة فارس فقال الخطيب جلال الدين أنا لها ومشى إلى القضاة وتجمع الناس وكبروا وحملوا المصحف والأثر النبوى وأعلام الخطبة ورأى النائب كريه منظرا مزعجا فغضب وأهان الخطيب وضرب الشيخ مجد الدين التونسى ورسم عليهم فتألم الخلق ودعوا على كريه فبعد تسعة أيام أخذ من النيابة وقيد وسجن بالكرك
وأمسك قطلبك نائب صفد ونائب مصر بكتمر أمير جندار وولى بمصر بيبرس الخطائى الدويدار صاحب التاريخ
وكانت نيابة كريه بدمشق نحو خمسة أشهر ووليها جمال الدين أقوش الكركي وولى صفد بهادر آص مديدة
ومات الصاحب فخر الدين عمر بن عبد العزيز
____________________
(6/58)
ابن الحسن بن الخليلي التميمي الداري المصرى عن إحدى 15 ظ وسبعين سنة حدث عن المرسى وولى وزارة الصحبة في آخر الدولة المنصورية ثم وزر للعادل والمنصور حسام الدين ثم عزل ثم ولى للناصر ثم عزل ومات معزولا وكان خبيرا بالأمور شهما مقداما فيه كرم وسؤدد مات ليلة الفطر
ومات فى المحرم بالثغر الزاهد العابد الإمام الناظم أبو حفص عمر بن عبد النصير السهمي القوصى عن ست وتسعين سنة ثنا بدمشق عن ابن المقير وابن الجميزى وحج مرات
ومات بدمشق في صفر المسند الفاضل فخر الدين إسماعيل بن نصر الله بن تاج الأمناء أحمد بن عساكر عن اثنتين وثمانين سنة ثنا عن ابن اللتى ومكرم وابن الشيرازى وطبقتهم وشيعه الكبراء وشيوخه نحو التسعين كان مكثرا وفيه خفة وطيش ولكنه فيه دين ويذاكر بأشياء
____________________
(6/59)
وماتت الصالحة المسندة أم محمد فاطمة بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي البعلى والدة الشيخ إبراهيم ابن القريشية وإخوته توفيت في صفر عن ست وثمانين سنة روت الصحيح عن ابن الزبيدى مرات وسمعت صحيح مسلم من 16 و ابن الحصيرى شيخ الحنفية وسمعت من ابن رواحة دينة متعبدة
ومات بحماة قاضيها العلامة عز الدين عبد العزيز بن محيى الدين محمد بن نجم الدين أحمد بن هبة الله بن العديم الحنفى في ربيع الأول ودفن بتربته عن ثمان وسبعين سنة ثنا عن ابن خليل وسمع من يونس بن خليل والضياء صقر وهدية وكان له اعتناء بالكشاف وبمفتاح السكاكى
ومات الإمام القدوة الشيخ شمس الدين محمد
____________________
(6/60)
ابن أحمد بن أبي نصر الدباهى الحنبلى الصوفى عن خمس وسبعين سنة وكان ذا تأله وصدق وعلم
ومات بعده بيوم الإمام العارف الزاهد القدوة عماد الدين أحمد بن شيخ الحزامية إبراهيم بن عبد الرحمن الواسطى صاحب التواليف فى التصوف في ربيع الآخر عن أربع وخمسين سنة وكان من سادة السالكين له مشاركة في العلوم وعبارة عذبة ونظم جيد
ومات في جمادى الأولى العدل المرتضى المسند عماد الدين أبو المعالى محمد بن على بن محمد بن على البالسى الدمشقى عن أربع وسبعين سنة سمع من إسحاق الشاغورى وكريمة وجماعة حضورا ومن السخاوى 16 ظ وابن قميرة وابن شقيرا وعمر بن البراذعى وخلق خرجت له معجما كبيرا ووقف أجزاءه وكان محمودا في الشهادات حسن الديانة
____________________
(6/61)
ومات الشيخ الصالح الزاهد البركة الشيخ شعبان بن أبي بكر بن عمر الإربلى شيخ مقصورة الحلبيين في رجب عن سبع وثمانين سنة وكانت جنازته مشهودة خرج له رفيقه ابن الظاهرى عن محمد بن النعالى وعبد الغنى بن بنين والكمال الضرير وطبقتهم وكان خيرا متواضعا وافر الحرمة
ومات القاضي المنشئ جمال الدين محمد بن مكرم بن على الأنصاري الرويعفى بمصر في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة يروى عن مرتضى وابن المقير ويوسف بن المخيلى وابن الطفيل وحدث بدمشق ومصر واختصر تاريخ ابن عساكر وله نظم ونثر وفيه شائبة تشيع
ومات شيخ التجويد وصاحب الكتابة الباهرة والإنشاء الجيد شرف الدين محمد بن شريف بن يوسف
____________________
(6/62)
ابن الوحيد الزرعى من كتاب الدرج كان شجاعا مقداما متكلما منشئا وهو متهم في دينه يرمى بعظائم 17 و توفى في شعبان وقد شاخ
ومات وزير التتار سعد الدين محمد بن على الساوجى قتلوه مع رفيقه في الوزارة مبارك شاه وطائفة في شوال خبث عليهم الشريف الآوى فقتل أيضا الكل ببغداد قيل عملوا على قتل القآن
ومات العلامة شيخ الأدباء رشيد الدين رشيد بن كامل الرقى الشافعى عن ست وثمانين سنة درس وأفتى وبرع في الأدب وكان وكيل بلاد حلب وحدث عن ابن مسلمة وابن علان
ومات بمصر العلامة الأصولي الخطيب شمس الدين محمد بن يوسف الجزرى مدرس المعزية وخطيب جامع ابن طولون وله تلامذة
____________________
(6/63)
وهلك في سجن الكرك الأمير الكبير سيف الدين أسندمر الكرجى في آخر الكهولة ولى البر بدمشق ثم نيابة طرابلس ثم حلب وكان بطلا شجاعا سائسا داهية جبارا ظلوما مهيبا سمع بقراءتي صحيح البخارى
وهلك معه الأمير الكبير بتخاص
ومات قاضي الحنابلة بمصر الإمام الحافظ سعد الدين مسعود بن أحمد 17 ظ الحارثي في ذي الحجة عن ستين سنة حدث عن ابن البرهان والنجيب وابن علاق وخلق
وكتب وصنف ورأس وكان دينا صينا وافر الجلالة فصيحا ذكيا حكم سنتين ونصفا وكان من أئمة الحديث ومتقنيهم
وخر في هذه الحدود خطيب غرناطة العلامة أبة محمد
____________________
(6/64)
عبدالله بن أبي حمزة المرسي من فوق المنبر يوم الجمعة ومات فجأة وله نيف وثمانون سنة روى بالإجازة عن ابن سالم الكلاعى سنة اثنتي عشرة وسبعمائة
في المحرم ساق الأميران عز الدين الزردكاش وآخر إلى الأفرم نائب طرابلس الذي ناب بدمشق وانضموا إلى نائب حلب قراسنقر ثم ساقوا وأجارهم مهنا فبقوا عنده أياما ثم خامروا إلى القآن خربندا فأقبل عليهم كثيرا وأقطعهم
وولى السر بدمشق شرف الدين بن فضل الله وقام مكانه بمصر علاء الدين بن الأثير
واحتيط على أموال أولئك الأمراء وقطع خبز مهنا وأمر مكانه أخوه الأمير محمد
وولى نيابة حلب سودى
____________________
(6/65)
وأخذ من دمشق نائبها جمال الدين أقوش على البريد في ربيع الأول
وطلب قطب الدين السلامى إلى مصر فولى نظر الجيش 18 و بها وولى قضاء الحنابلة بمصر تقي الدين أحمد ابن القاضي بن عوض
وصودر كاتب الجيش بمصر الفخر كاتب المماليك
وولى طرابلس تمر الساقي
وأمسك نائب حمص بيبرس العلائي
ومن دمشق مشدها طوغان المنصورى وبيبرس المجنون وركن الدين الباجى وكشلى وسنجر البراوى وحبسوا بالكرك
وأمسك بمصر النائب بيبرس الخطائي وأقوش الذي ناب بدمشق وسنقر الكمالى الحاجب وخمسة أمراء فحبسوا
____________________
(6/66)
وفي ربيع الآخر وصل على نيابة الشام ملك الأمراء تنكز الناصري وفي خدمته أمراء منهم الحاج وقطبة
وبعد الشهر ولى نظر الجيش بدمشق معين الدين ابن خشيش وشورك بين كاتب المماليك وبين قطب الدين
ونازل خربندا بجيوشه الرحبة وانجفل الناس وكثر الخوف ونصبت المجانيق عليها ونقبت النقوب حتى طلب أهلها الأمان ونزل نائبها وقاضيها إلى القآن بهدية فقبلها واستحلفهم له وأمر كلا على ولايته ثم ترحل عنها في العيد أو في آخر رمضان فبعثوا إلى السلطان بما جرى وطلبوا العزل لأيمانهم فعزل الكل 18 ظ وبعث غيرهم ودخل دمشق في أواخر شوال ثم بادر فحج في خواصه ورجع إلى دمشق مؤيدا منصورا
____________________
(6/67)
وقدم شيخنا تقي الدين من مصر بعد غيبة سبع سنين وسبع جمع
وفيها مات شيخ بعلبك الإمام الفقيه الزاهد القدوة بركة الوقت أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن حاتم الحنبلى في صفر عن نيف وثمانين سنة حدث عن سليمان الإسعردى وأبي سليمان الحافظ والشيخ الفقيه وبالإجازة عن ابن روزبه ونصر بن عبد الرزاق وكان من العلماء الأبرار قليل المثل خيرا منورا أمارا بالمعروف رحمه الله
ومات الصدر الأديب المقرئ شهاب الدين أحمد ابن سليمان بن مروان بن البعلبكي الدمشقي من تجار الخواصين ومن عدول القيمة عرض الشاطبية على السخاوى وسمع منه أجزاء وله نظم جيد ومدائح عاش خمسا وثمانين سنة توفى في ربيع الآخر
ومات بالمزة الصاحب تاج الدين أحمد بن
____________________
(6/68)
العماد محمد بن الشيرازى ولى الوكالة والحسبة ونظر الدواوين ونظر الجامع وتنقل في المناصب ثم مات بطالا حدث عن ابن عبد الدايم وعاش ثمانيا وخمسين سنة توفى في رجب
ومات صاحب ماردين المنصور 19 و نجم الدين غازي بن المظفر قرا أرسلان ابن السعيد غازي بن أرتق بن غازي بن ألبي بن تمرتاش ابن الملك غازي بن أرتق التركماني الأرتقي في ربيع الآخر ودفن بتربة آبائه عن بضع وستين سنة وتملك بعده ولده العادل علي فمات بعد أيام فيقال سمهما قراسنقر ثم تملك ابنه الآخر الملك الصالح
ومات بمصر في ربيع الآخر المسند العالم الصالح الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن هارون التغلبي الدمشقي قارئ المواعيد للعامة وله ست وثمانون سنة
____________________
(6/69)
سمع من ابن صباح حضورا ومن ابن الزبيدي والمازني وابن اللتي والناصح ومكرم وعدة وتفرد بالعوالى واشتهر وكان دينا خيرا متواضعا حمل على الرؤوس وتأسفوا عليه
وتوفيت بالقدس في جمادى الأولى المعمرة أم محمد هدية بنت على بن عسكر الهراس ولها ست وثمانون سنة تروى عن ابن الزبيدى حضورا وعن ابن اللتى والهمذانى وغيرهم وكانت فقيرة صالحة قنوعة متعبدة سمراء قابلة
ومات بمصر الفقيه المعمر عماد الدين أحمد ابن القاضي شمس الدين محمد بن العماد إبراهيم المقدسى الحنبلى في جمادى 19 ظ الآخرة عن خمس وسبعين سنة سمع ببغداد من الكاشغرى وابن الخازن وبمصر من ابن رواج وطائفة وتفرد بأجزاء
ومات بدمشق العدل الصالح التقى شرف الدين أبو البركات عبد الأحد بن أبي القاسم بن عبد الغني
____________________
(6/70)
خطيب حران فخر الدين بن تيمية الحرانى التاجر في شعبان عن اثنتين وثمانين سنة روى عن ابن اللتى حضورا ومن ابن رواحة ومرجا بن شقيرا وجماعة
ومات المولى الملك المظفر شهاب الدين غازى بن الناصر داوود بن المعظم بن العادل عن نيف وسبعين سنة ثنا عن الصدر البكرى وخطيب مردا وكان عاقلا دينا
ومات المسند الخطيب نور الدين علي بن نصر الله بن عمر القرشى المصرى ابن الصواف الشافعى الذى روى عن ابن باقا أكثر سنن النسائى سماعا وتفرد واشتهر توفى في رجب وقد قارب التسعين وسمع من جعفر الهمذانى والعلم ابن الصابونى وله إجازة أبى الوفا محمود بن مندة من أصبهان
وماتت ست الأجناس موفقية بنت عبد الوهاب ابن عتيق بن وردان المصرية ولها اثنتان وثمانون سنة روت عن الحسن بن دينار والعلم ابن الصابونى
____________________
(6/71)
وعبد العزيز النقار وطائفة 20 و وتفردت
ومات بمصر في شوال المقرئ المعمر زين الدين أبو محمد الحسن بن عبد الكريم بن عبد السلام الغمارى المصرى المالكى سبط الفقيه زيادة وله خمس وتسعون سنة سمع من أبي القاسم بن عيسى المقرئ ومحمد بن عمر القرطبى المقرئ وتفرد عنهما وتلا بالسبع على أصحاب أبي الجود وكان دينا خيرا فاضلا كيسا يؤدب في منزله
ومات بالقدس مدرس الصلاحية العلامة نجم الدين داوود الكردى الشافعى درس بها ثلاثين سنة وبعده وليها الشيخ شهاب الدين بن جهبل
ومات سلطان دست القفجاق طقططية المغلى الجنكزخانى وله نحو من أربعين سنة وكانت دولته
____________________
(6/72)
ثلاثا وعشرين سنة وكان على دين قومه يحب السحرة وفيه عدل فى الجملة وميل إلى الإسلام وعسكره خلق عظيم بالمرة وتملك بعده القآن الكبير أزبك خان وهو شاب بديع الجمال حسن الإسلام موصوف بالشجاعة وامتدت أيامه سنة ثلاث عشرة وسبعمائة
وصل السلطان من الحج إلى دمشق يوم حادى عشر المحرم لابسا عباءة وعمامة مدورة وصلى جمعتين بالمقصورة وولى نظر الدواوين غبريان ونظر الجامع فخر الدين ابن شيخ السلامية وشد الأوقاف بكتاش المنكورسى وذهب فى 20 ظ الرسلية ابن الوكيل إلى مهنا مرتين
وفيها روك أخباز الشاميين وانضر عدد كثير
____________________
(6/73)
وأقيمت صلاة الفطر لأجل الثلج بدار السعادة
وفيها مات الخطيب القاضى عماد الدين على بن الفخر عبد العزيز ابن قاضى القضاة عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلى بن السكرى المصرى الشافعى خطيب جامع الحاكم ومدرس مشهد الحسين وله أربع وسبعون سنة وقد ذهب فى الرسلية إلى ملك التتار وحدث بدمشق عن جده لأمه ابن الجميزى
ومات بمكة في ربيع الآخر المحدث الحافظ فخر الدين أبو عمر وعمان بن محمد بن عثمان التوزرى المالكى المجاور عن ثلاث وثمانين سنة سمع السبط وابن الجميزى وعدة وقرأ ما لايوصف كثرة ثم جاور للعبادة مدة وكان قد تلا بالسبع
ومات بدمشق نائب الخطيب وشيخ القراء تقى الدين أبو بكر بن محمد بن المشيع الجزرى
____________________
(6/74)
المقصاتى في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة أم مدة بالرباط الناصرى تلا على الشيخ عبد الصمد وغيره وروى عن الكواشى تفسيره وكان دينا صالحا بصيرا بالسبع
ومات رئيس التجار الصدر عز الدين عبد العزيز بن منصور الكولمى بالإسكندرية وقد شاخ وكان ابوه من يهود حلب فأسلم وتاجر سافر عز 21 و الدين إلى الصين وكان فيه كرم وخير ولما مر باليمن نابه لصاحبها من المغارم ثلاثمائة ألف درهم
ومات في جمادى الآخرة الشيخ المسند أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن بدران الأنمى الدشتى الكردى المؤدب الحنبلى بدمشق عن ثمانين سنة غير أشهر ثنا عن ابن رواحة وابن يعيش وابن قميرة
____________________
(6/75)
والضياء وصفية القرشية وعدة وله مشيخة بانتقاء البرزالى تفرد بأشياء عالية
ومات بحلب المسند المعمر ركن الدين بيبرس التركى المجدى العديمى في ذي القعدة عن نحو التسعين أو أكثر ثنا عن الكاشغرى وهبة الله بن الدوامى وجماعة سنة أربع عشرة وسبعمائة
أغارت عساكر حلب على دنيسر وقتلوا خلقا وفعلوا قبائح
وولى حلب ألطنبغا الحاجب بعد وفاة سودى
وقتل الشقى موسى الكركى كاتب قطلبك لكونه سب النبي صلى الله عليه وسلم
وجرت وقعة بقرب مكة بين الأخوين حميضة وأبي الغيث فقتل أبو الغيث واستولى حميضة على مكة
____________________
(6/76)
ومات العدل المسند زين الدين إبراهيم بن عبد الرحمن بن تاج الدين أحمد بن القاضى أبي نصر بن الشيرازى في جمادى الآخرة وله ثمانون سنة ثنا عن السخاوى والنسابة وكريمة والتاج بن حموية وطائفة 21 ظ وانتخب عليه العلائى مولده في أول يوم من سنة أربع وثلاثين وكان لا بأس به كثير التلاوة
ومات بحلب نائبها سيف الدين سودى وكان جيد السيرة
ومات كاتب الحكم الصدر شمس الدين محمد بن كاتب الحكم المهذب بن أبي الغنائم في آخر الكهولة وخلف ثروة
ومات بمصر العلامة الشيخ المعمر شيخ الحنفية رشيد الدين إسماعيل بن عثمان ابن المعلم القرشى الدمشقى في رجب عن إحدى وتسعين سنة سمع من ابن الزبيدى
____________________
(6/77)
الثلاثيات وسمع من السخاوى والنسابة وجماعة وتفرد وتلا بالسبع على السخاوى وأفتى ودرس ثم انجفل إلى القاهرة سنة سبعمائة
ومات قبله ابنه المفتي تقي الدين بقليل تغير قبل موته بسنة أو أكثر وانهزم
ومات محتشم العراق القدوة شهاب الدين عبد المحمود بن عبد الرحمن بن أبي جعفر محمد بن الشيخ شهاب الدين السهروردى وخلف نعمة جزيلة وكان عالما واعظا حدث عن جده أبي جعفر
ومات نقيب الأشراف أمين الدين جعفر ابن شيخ الشيعة محيى الدين محمد بن عدنان الحسينى في حياة أبيه فولى النقابة بعده ولده شرف الدين عدنان وخلع عليه بطرحة وهو شاب طرى
ومات بحلب ناظرها الصاحب شرف الدين يعقوب
____________________
(6/78)
ابن مظفر بن مزهر عن ست وثمانين سنة وقد عمل نظر دمشق مرة
ومات بدمشق 22 و الشيخ سليمان التركمانى الموله وكان يجلس بسقاية باب البريد وحوله الكلاب ثم يطرق العلبيين وعليه عباءة نجسة ووسخ بين وهو ساكن قليل الحديث له كشف وحال من نوع إخبارات الكهنة وللناس فيه اعتقاد زائد وكان شيخنا إبراهيم الرقى مع جلالته يخضع له ويجلس عنده قارب سبعين سنة وكان يأكل في رمضان ولا صلاة ولا دين ورأيت من يحكى أنه يعقل ولكنه يتجانن وأنه من بابة يعقوب الحلط الذى هو مسجون على الكفريات
ومات صاحب جيلان الملك شمس الدين دوباج بن
____________________
(6/79)
فينشاه بن رستم بقرب تدمر ونقل فعمل له تربة عند قبة الرقى
ومات بمصر العلامة الأصولى علاء الدين على بن محمد بن خطاب الباجى الشافعى عن ثلاث وثمانين سنة تخرج به الفضلاء وله تصانيف وشهرة درس بأماكن وروى عن أبي العباس التلسمانى
وماتت العالمة الفقيهة الزاهدة القانتة سيدة نساء زمانها الواعظة أم زينب فاطمة بنت عباس البغدادية الشيخة في ذي الحجة بمصر عن نيف وثمانين سنة وشيعها خلائق وانتفع بها خلق من النساء وتابوا وكانت وافرة العلم قانعة باليسير حريصة على النفع والتذكير ذات إخلاص وخشية وأمر بالمعروف وانصلح بها نساء دمشق ثم نساء مصر وكان لها قبول زايد ووقع في النفوس رحمها الله زرتها مرة
____________________
(6/80)
ومات بالثغر العدل جمال الدين ابن عطية بن إسماعيل بن عبد الوهاب بن محمد بن عطية اللخمي المنفرد بكرامات الأولياء عن مظفر الفوى من أبناء الثمانين سنة خمس عشرة وسبعمائة
فى أولها سار نائب دمشق بجيوش الشام وقطع الدربند إلى ملطية فافتتحها وسبيت الذرارى وعدد من المسلمات وعم النهب فلله الأمر وأحرقوا في نواحيها وفارقوها بعد ثلاث
وقدم قاضيها فأعطى تدريس الخاتونية البرانية وشيخ الصوفية
وقتل بملطية عدة من النصارى
ودرس بالأتابكية قاضى القضاة ابن صصرى
____________________
(6/81)
وبالظاهرية ابن الزملكانى بعد الصفى الهندى
وقدم بغداد قراسنقر المنصورى بزوجته الخاتون بنت آبغا وعزم أن يعبر على الشام فما مكنه خربندا
وكمل بناء القيسارية والسوق قبل سوق الخواتين وكان بقعة ذلك ساحة وطاحونا
وقتل أحمد الرويس الأقباعى بدمشق لاستحلاله المحارم وتعرضه للنبوة وكان له كشف وإخبار عن المغيبات فضل به الجهلة وكان يقول أتانى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنى وكان يأكل الحشيشة ويترك الصلاة وعليه قباء
ومات سلطان الهند علاء الدين محمود أو فى السنة الماضية وتسلطن بعده ابنه غياث الدين
____________________
(6/82)
ومات بالموصل العلامة المتكلم النحوى السيد ركن الدين حسن بن شرف شاه الحسينى و الأسترابادى صاحب التصانيف توفى فى المحرم وقد شاخ وكان يبالغ فى التواضع ويقوم لكل أحد للسقاء وكان لا يحفظ القرآن إلا بعضه وكانت جامكيته في الشهر ألفا وثمانمائة درهم
ومات بدمشق الزاهد محيى الدين على بن محتسب دمشق فخر الدين محمود بن سيما السلمى في صفر ببستانه عن أربع وثمانين سنة روى عن أبيه حضورا وعن ابن عبد الدايم وأجاز له ابن دحية والإربلى وجماعة وكان خيرا دينا منقطعا عن الناس رحمه الله
ومات بدمشق مدرس الظاهرية والأتابكية العلامة شيخ الشيوخ صفى الدين أبو عبد الله محمد بن
____________________
(6/83)
عبد الرحيم الأرموى ثم الهندى الشافعى في صفر عن إحدى وسبعين سنة ولد بالهند وتفقه بها على جده لأمه الذى توفى سنة ستين وستمائة وسار من دلى في سنة سبع وستين إلى اليمن ثم حج وجاور ثلاثة أشهر وجالس ابن سبعين ثم قدم مصر ودخل الروم فأقام بها إحدى عشرة سنة بقونية وغيرها ودرس وتميز واجتمع بالسراج الأرموى ثم قدم دمشق سنة خمس وثمانين وسمع من ابن البخارى وتصدر للإفادة وناظر وصنف وأخذ عنه ابن الوكيل والفخر المصرى والكبار وكان ذا دين وتعبد وإيثار وخير وحسن إعتقاد وكان يحفظ ربع القرآن
ومات بمصر العلامة المفتى شمس الدين بن العونسى محمد بن أبى القاسم بن جميل الربعى المالكى وله ست وسبعون سنة ولى قضاء الإسكندرية مدة
____________________
(6/84)
ومات بحلب تاج الدين أبو المكارم محمد بن الشيخ كمال الدين أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن النصيبى عن أربع وسبعين سنة مكثر عن يوسف ابن خليل وكان مدرس العصرونية ووكيل بيت المال وولى مرة نظر الأوقاف وكتابة الإنشاء
ومات فى ذي القعدة فجأة قاضى القضاة مسند الشام تقى الدين أبو الفضل سليمان بن حمزة المقدسى الحنبلى وله ثمان وثمانون سنة روى الصحيح عن ابن الزبيدى حضورا وسمع من ابن اللتى وجعفر وابن المقير وكريمة وابن الجميزى والحافظ الضياء وأجاز له عمر بن كرم وأبو الوفا محمود بن مندة وشهاب الدين السهروردى وله معجم في مجلدين عمله ابن فخر وكان بصيرا بالمذهب دينا متعبدا متواضعا كثير المحاسن واسع الرواية أفتى نيفا وخمسين سنة وتخرج به الفقهاء
____________________
(6/85)
ومات في ذي الحجة بمصر العدل المعمر عز الدين أبو الفتح موسى بن على بن أبي طالب العلوى الموسوى الدمشقى الحنفى وله سبع وثمانون سنة روى عن الإربلى حضورا وعن مكرم والسخاوى وابن الصلاح وجماعة وتفرد ورحل إليه
ومات في ذى الحجة العدل ناصر الدين محمد ابن يوسف بن محمد بن المهتار نقيب الحاكم عن تسع وسبعين سنة سمع المرجا بن شقيرة ومى 24 و ابن علان وأبا عمرو بن الصلاح وعدة له مشيخة وأجاز له ظافر بن شحم وابن المقير وتفرد بأشياء سنة ست عشرة وسبعمائة
ولى القاضى حسام الدين القرمى قضاء طرابلس
وشمس الدين بن مسلم قضاء الحنابلة بدمشق ودخل مهنا إلى الشرق فأكرمه خربندا إلى الغابة
____________________
(6/86)
فقيل لم يقبل منه إلا اليسير والتزم بحفظ البلاد من الغارات
وولى وكالة الشام ابن الشريشى جمال الدين
ومات العدل الرئيس شمس الدين عبد القادر ابن يوسف بن مظفر بن الخطيرى الدمشقى ولى نظر الخزانة ونظر الجامع ونظر المارستان وحدث عن ابن رواج وبالإجازة عن على بن الجمل وابن الصفراوى وطائفة وعاش إحدى وثمانين سنة توفى في جمادى الأولى وكان دينا صينا أمينا وافر الجلالة
ومات نائب طرابلس كشتيه الناصرى
ومات الأديب البارع المحدث علاء الدين على بن مظفر بن إبراهيم الكندى ويعرف بكاتب ابن وداعة عن ست وسبعين سنة تلا بالسبع على العلم القاسم وغيره وسمع من البكرى وإبراهيم بن
____________________
(6/87)
خليل وطبقتهما ونسخ الأجزاء وكان من جياد الطلبة على رقة في دينه وهنات وله النظم والنثر وحسن الكتابة ولى مشيخة النفيسة مدة وكتابة الإنشاء ووقف التذكرة الكندية
ومات العلامة النجم سليمان بن عبد القوى الطوفى الحنبلى الشيعى الشاعر صاحب شرح الروضة وكان على بدعته 24 ظ كثير العلم عاقلا متدينا مات ببلد الخليل كهلا
وماتت مسندة الوقت ست الوزراء بنت عمر بن أسعد بن المنجا التنوخية في شعبان فجأة عن اثنتين وتسعين سنة روت عن أبيها القاضى شمس الدين وابن الزبيدى وحدثت بالصحيح ومسند الشافعى بدمشق ومصر مرات وكانت على خير
ومات سلطان التتار غياث الدين خربندا بن أرغون
____________________
(6/88)
ابن آبغا بن هولاكو هلك من هيضة في آخر رمضان ولم يتكهل وكانت دولته ثلاث عشرة سنة وتملك بعده ابنه أبو سعيد
ومات المعمر المقرئ المسند صدر الدين أبو الفدا إسماعيل بن يوسف بن مكتوم بن أحمد القيسى الدمشقى بدمشق في شوال عن ثلاث وتسعين سنة سمع عن ابن اللتى ومكرما وابن الشيرازى والسخاوى وقرأ عليه بثلاث روايات وكان فقيها بالمدارس ومقرئا بالزويرانية وله أملاك وتفرد بأجزاء
ومات بدمشق شيخ التجويد نجم الدين موسى بن على الكاتب بن البصيص عن خمس وستين سنة
وماتت بحماة أم أحمد فاطمة بنت النفيس محمد بن الحسين بن رواحة روت أجراء عن عمها بمصر وطرابلس سمعنا منها
____________________
(6/89)
ومات الشيخ العلامة ذو الفنون صدر الدين محمد ابن الوكيل خطيب دمشق زين الدين عمر بن مكى بن المرحل الشافعى بمصر في الرابع والعشرين من ذي الحجة وله إحدى 25 و وخمسون سنة وثلاثة أشهر ولد بدمياط ونشأ بدمشق وسمع من ابن علان والقاسم الإربلى وأفتى وله اثنتان وعشرون سنة وحفظ المقامات في خمسين يوما وتخرج به الأصحاب وكان أحد الأذكياء وله نظم رائق ومزاح عفا الله عنه
ومات بستة عالمها المقرئ النحوى ذو العلوم أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عيسى الغافقى الإشبيلى وله خمس وسبعون سنة سمع التيسير من ابن جوبر بسماعة من ابن أبي جمرة وبحث كتاب سيبويه على ابن أبي الربيع وتلا بالسبع وله تصانيف وجلالة وتلامذة
____________________
(6/90)
سنة سبع عشرة وسبعمائة
فيها عمل جامع النائب وتنازع العلماء فى إقامة قبلته ثم ترخصوا في انحرافه مغربا
وفي صفر الزيادة العظمى ببعلبك فغرق في البلد مئة وبضعة وأربعون نسمة وخرق السيل سورها الحجارة مساحة أربعين ذراعا ثم تدكدك بعد مكانه بمسيرة نحو من خمسمائة ذراع فكان ذلك آية بينة وتهدم من البيوت والحوانيت نحو ستمائة موضع
وفيها قدم السلطان إلة غزة وإلى الكرك ثم رجع
وفيها ظهر جبلى ادعى أنه المهدى بجبلة وثار معه خلق من النصيرية والجهلة فقال أنا محمد المصطفى ومرة قال أنا علي وتارة قال أنا محمد بن الحسن المنتظر وزعم أن الناس كفرة وأن دين النصيرة هو الحق وأن الناصر صاحب مصر قد مات وعاثوا بالساحل 25 ظ واستباحوا جبلة ورفعوا
____________________
(6/91)
أصواتهم بقول لا إله إلا علي ولا حجاب إلا محمد ولا باب إلا سليمان ولعنوا الشيخين وخربوا المساجد وكانوا يحضرون المسلم إلى ظاغيتهم ويقولون اسجد لإلهك فسار إليهم عسكر طرابلس وقتل الظاغية وجماعة وتمزقوا
وفيها أعيدت إمرة العرب إلى مهنا
وفي أول جمادى الأولى جلس على تخت الملك السلطان أبو سعيد بن خربندا بالسلطانية وهو ابن إحدى عشرة سنة
وفيه سار السلطان الملك الناصر إلى القدس وزار الخليل عليه السلام ودخل الكرك وتصيد ثم رجع
ومات المحدث الإمام الشيخ علي بن محمد الجبنى الصوفى فى المحرم عن سبع وأربعين سنة روى عن الفخر علي وتاج الدين الفزارى وكان دينا تقيا مؤثرا كثير المحاسن
وقتل وزير التتار ومدبر دولتهم رشيد الدولة
____________________
(6/92)
فضل الله بن أبي الخير الهمذانى الطبيب كان أبوه يهوديا عطارا فاشتغل هذا في المنطق والفلسفة وأسلم واتصل بقازان وعظم في دولة خربندا بحيث أنه صار في رتبة الملوك قام عليه الوزير على شاه وغوث بأنه هو الذى قتل القآن خربندا لكونه أعطاه على هيضة مسهلا فتقيأ فخارت قواه فاعترف وبرطل جوبان 26 و بألف ألف دينار فما نفع بل قتل هو وابنه وكان يوصف بحلم ولطف وسخاء ودهاء
فسر القرآن فشحنه بآراء الأوائل وعاش نيفا وسبعين سنة وقيل بل كان جيد الإسلام وهو والد الوزير المعظم محمد بن الرشيد
ومات بدمشق قاضى المالكية المعمر جمال الدين محمد بن سليمان بن سومر الزواوى عن بضع وثمانين سنة وبقى قاضيا ثلاثين سنة وأصابه فالج سنوات
____________________
(6/93)
ثم عجر فجاء على منصبه قبل موته بعشرين يوما العلامة فخر الدين أحمد بن سلامة الإسكندرانى ثنا الزواوى عن الشرف المرسى وابن عبد السلام
ومات شمس الدين محمد بن الصلاح موسى بن محمد بن خلف بن راجح الصالحى الحنبلى في جمادى الآخرة في عشر الثمانين سمع من ابن قميرة والرشيد بن مسلمة وجماعة وله نظم جيد
ومات القاضى الأثير شرف الدين عبد الوهاب بن فضل الله بن مجلى العدوى كاتب السر بمصر ثم بدمشق في رمضان عن اربع وتسعين سنة وكان دينا عاقلا وقورا ناهضا بفنه مشكورا مليح الخط والإنشاء روى عن ابن عبد الدايم رثاه شهاب الدين محمود الذى ولى بعده كتابة السر وعلاء الدين بن غانم وجمال الدين بن نباتة وخلف أموالا
ومات بعده بيسير بمصر القاضى الأديب علاء الدين
____________________
(6/94)
على ابن الصاحب فتح الدين محمد بن عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان السعدى الجذامى من كبار المنشئين وعلمائهم ورثاه الشهاب محمود بقصيدة أولها
( الله أكبر أى ظل زالا ** عن آمليه وأى طود مالا )
( أنعى إلى الناس المكارم والندا ** والجود والإحسان والإفضالا )
ومات المفتى شرف الدين حسين بن الكمال على بن سلام الدمشقى مدرس العذراوية وغيرها وكان من الأذكياء
ومات بمصر رفيقنا المحدث الرئيس فخر الدين عثمان بن بلبان المقاتلى معيد المنصورية عن اثنتين وخمسين سنة حدث عن أبي حفص بن القواس وطبقته وارتحل وحصل وكتب وخرج وكان يحفظ أحزابا من القرآن ولكنه نديم أخبارى
____________________
(6/95)
ومات المقرئ زين الدين محمد ابن سليمان بن أحمد بن يوسف الصنهاجى المراكشى ثم الإسكندرانى إمام مسجد قداح سمع من ابن رواج ومظفر بن الفوى توفى في ذى الحجة سنة ثمان عشرة وسبعمائة
كان القحط المفرط بالجزيرة وديار بكر وأكلت الميتة وبيعت الأولاد وجلا الناس ومات بعض الناس من الجوع وجرى مالا يعبر عنه
وكان أهل بغداد في قحط أيضا دون ذلك
وجاءت بأرض طرابلس زوبعة أهلكت جماعة وحملت الجمال في الجو
وأبعد السلطان أكبر أمرائه طغية إلى نيابة صفد ثم إنه أمسكه وأمسك جماعة أمراء
ومات في صفر بزاويته الإمام القدوة بركة
____________________
(6/96)
الوقت الشيخ محمد بن عمر ابن الشيخ الكبير أبي بكر ابن قوام البالسى عن سبع وستين سنة روى لنا عن أصحاب ابن طبرزد وكان محمود الطريقة متين الديانة
ومات بمصر قاضى المالكية زين الدين على ابن مخلوف بن ناهض النويرى عن ثلاث وثمانين سنة وكانت ولايته ثلاثا وثلاثين سنة من بعد ابن 27 و شاس حدث عن المرسى وغيره وكان مشكور السيرة وولى بعده تقى الدين بن الإخنائى
ومات بالقاهرة الجلال محمد بن محمد بن عيسى بن الحسن القاهرى طباخ الصوفية حدث عن ابن قميرة وابن الجميزى والساوى وطائفة
ومات بدمشق الإمام الكبير أبو الوليد محمد بن أبي القاسم أحمد بن القاضى أبي الوليد محمد بن أحمد بن محمد ابن الحاج التجيبى القرطبى إمام محراب
____________________
(6/97)
المالكية ووالد إمامه في رجب وله ثمانون سنة وكان من العلماء العاملين ومن بيت فضل وجلالة ثنا عن الفخر بن البخارى
ومات في رمضان شيخ تبريز الإمام القدوة القانت المذكر تاج الدين عبد الرحمن بن محمد بن أفضل الدين أبي حامد التبريزى الأفضلى الشافعى الواعظ أدركه اجله بعد حجه ببغداد كهلا
ومات مسند الوقت الصالح أبو بكر بن المسند زين الدين أحمد بن عبد الدايم بن نعمة المقدسى في رمضان عن ثلاث وتسعين سنة وأشهر سمع حضورا في سنة سبع وعشرين وسمع من ابن الزبيدى والناصح والإربلى والهمذانى وسالم بن صصرى وطائفة
____________________
(6/98)
وتفرد وكان ذا همة وجلادة وذكر وعبادة لكنه أضر وثقل سمعه
ومات في شوال بطريق الحجاز العلامة المفتى كمال الدين أحمد بن الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد بن الشريشى الوائلى البكرى الشافعى وكيل بيت المال وشيخ دار الحديث وشيخ 27 ظ الرباط الناصرى عن خمس وستين سنة حدث عن النجيب وغيره
ومات بدمشق شيخ القراء والنحاة والبحاثين مجد الدين أبو بكر بن محمد بن قاسم التونسى الشافعى فى ذي القعدة عن اثنتين وستين سنة أخذ القراءات والنحو عن الشيخ حسن الراشدى وتصدر بتربة الأشرفية وبأم الصالح وتخرج به الفضلاء وكان دينا صينا ذكيا ثنا عن الفخر علي
وماتت بالصالحية زينب بنت عبد الله بن الرضى
____________________
(6/99)
عن نيف وثمانين سنة روت عن الحافظ الضياء وتفردت بأجزاء
ومات الشهاب المقرئ الجنائزى أحمد بن أبي بكر ابن حطة البغدادى أبوه الدمشقى صاحب الألحان والصوت الطيب وله نظم ونثر وفضائل وظرف ومنادمة تقرأ قدام الوعاظ عاش خمسا وثمانين سنة توفى في ذي القعدة
ومات في ذي الحجة بدمشق قاضى المالكية العلامة الأصولى البارع فخر الدين أحمد بن سلامة بن أحمد الإسكندرانى عن سبع وخمسين سنة كان حميد السيرة بصيرا بالعلم محتشما سنة تسع عشرة وسبعمائة
ولى الوكالة القاضى جمال الدين أحمد بن القلانسى ودرس بالناصرية ابن صصرى كلاهما بعد ابن
____________________
(6/100)
الشريشى وشرعوا في الصحيح
وقل الغيث بدمشق فاستسقوا وعين للخطبة خطيب العقيبة الشيخ القدوة صدر الدين تلميذ النووى وصلى 28 و بالناس بوطأة طبريا ثم سقوا
وعزل القرمانى عن حمص بسيف الدين البدرى
وسمر بيليك غلام رئيس المزة وشنقت زوجته حنقا أمرارا ثلاثة ثم قتل المسمر في ثامن يوم
وقدم على قضاء المالكية شرف الدين محمد ابن قاضى القضاة معين الدين أبي بكر بن ظافر الهمذانى النويرى ونائبه شمس الدين القفصى
واختلفت التتار وكرهوا نائب أبي سعيد جوبان والتقوا فقتل بينهم أكثر من عشرين ألفا والسبب أن القآن انحصر من نائبه لاستبداده بلأمور وحجر عليه في أشياء فتنفس إلى خاله إيرنجى وإلى قرمشى
____________________
(6/101)
ودقماق فقالوا نحن نقتل جوبان واتفقوا على كبسته وانضم إليه أمراء فعمل قرمشى لجوبان دعوه ففهم واحترز وهرب ليلا في نفر وأقبل قرمشى فلم يجده فوقع القتال وقتل نحو الثلاثمائة ثم ساق قرمشى خلف جوبان ووصل جوبان إلى مرند فأكرمه متوليها وأمده بخيل ورجال وقصد تبريز فتلقاه على شاه الوزير وقبل الأرض له وذهب معه إلى أبى سعيد فاعتذر أبو سعيد ولعن أولئك وقال الوزير له يا ملك الوقت جوبان والد مشفق وهؤلاء يحسدونه ولو قتلوه لتمكنوا منك وتعجز عنهم فجمع القآن العساكر وأقبل 28 ب من الروم دمرتاش بن جوبان وأقبل قراسنقر بجموعه في زي عساكر الشام وسار معهم القآن فالتقى الجمعان وذل إيرنجى لما رأى القآن عليهم ثم انكسر وقتلت أبطاله ثم أسر هو وقرمشى ودقماق وأخوه وعقد لهم مجلس فقالوا ما عملنا شيئا إلا بأمر الملك وحاققوا أبا سعيد فصمم وكذبهم وقال إيرنجى
____________________
(6/102)
هذا خطك معى فجحد وسلمهم إلى جوبان فعذبهم وقتلهم وتمكن
وكان إيرنجى جبارا ظالما ولى الروم ثم العراق وكان أبوه البياخ نائب القآن أرغون وقيل إن جوبان أباد سبعة وثلاثين أميرا ممن خرج عليه واستباح أموالهم وكان دقماق دينا متصدقا حسن الإسلام محبا في العرب ثم خمدت الفتنة بعد استئصال كبار المغل
وفي رمضان جاء بدمشق سيل عظيم وذهب كثير من مساطب السفرجل ولم أر قط ماء أعكر منه لعل في الرطل منه ثلاث أواق تراب فخنق سمك بردى وطفا فأخذه الناس ثم بعد يوم فرغ الماء وعاد وادى مرج شعبان يبسا كما كان وكانت سنة قليلة المياة حتى نشفت قناه زملكا
وجاء كتاب سلطانى بمنع ابن تيمية من فتياه بالكفارة في الحلف بالطلاق وجمع له القضاة وعوتب في ذلك واشتد المنع فبقى أتباعه يفتون بها خفية
____________________
(6/103)
وحج مولانا السلطان من مصر
وفيها كانت 29 و الملحمة العظمى بالأندلس بظاهر غرناطة فقتل فيها من الفرنج أزيد من ستين ألفا ولم يقتل من عرف من عسكر المسلمين سوى ثلاثة عشر نفسا إن في ذلك لآية فلله الحمد على هذا النصر المبين واشتهرت هذه الكائنة وصحت لدينا ونقلها جماعة منهم رفيقنا المحدث أبو عبد الله بن ربيع وكان هناك على بيع الغنيمة فقال لما بلغ العدو حال السلطان الغالب بالله أبي الوليد إسماعيل بن فرج بن الأحمر وأنه محصن لبلاده استنفروا من جميع بلادهم ودخل دونبتره صاحب قشتالة إلى الباب بطليطة فأذن له وقوى عزمه ليستأصل مابقى بالأندلس للمسلمين فاستنجد ابن الأحمر بصاحب فاس المرينى فلم يتحرك ولجأ الخلق إلى الله واستغاثوا به فأقبل الكفر في جيش ناهيك أنه اشتمل على خمسة وعشرين سلطانا وأتوا غرناطة ونزلوا على نهر شنيل ممتدين
____________________
(6/104)
فعزم السلطان ابن الأحمر على أمير جيوشه الصالح المجاهد أبي سعيد عثمان بن أبي العلا أن يبرز إليهم بالعسكر في نصف ربيع الآخر وذلك يوم عيد العنصرة للعدو وخرج من رجالة غرناطة نحو خمسة آلاف من المطوعة فعزم عليهم أبو سعيد أن يرجعوا حياطة لهم وأن يكون طريق الخيل لهم مصاحبا لكونه أمنع وأوصاهم أن يثبتوا بمكان عينه لهم 29 ظ وترجل أبو سعيد وبكى وسجد فضج الخلق بالدعاء وحرك الفرسان الحرب فاستشهد أمير رندة فجاشت لمصرعه نفوس الأبطال وحمى القتال ووجه أبو سعيد إلى الرجالة أن يسرعوا إلى خيام العدو فبادروا ونزل الخذلان على عباد الصليب وعمل فيهم السيف أكثر النهار وحاز المسلمون غنيمة لم نسمع بمثلها وقتلت ملوكهم الكل وأقل ما قيل أن عدد القتلى خمسون ألفا ومنهم طاغيتهم الأكبر دونبترة فصبر وعلق على باب غرناطة ورتب للأسارى ولمن يحرسهم كل يوم خمسة آلاف درهم وقيل كان عدة فرسان المسلمين ألفين وخمسمائة وقيل أقل
____________________
(6/105)
من ذلك وذلت النصارى والتمسوا عقد هدنة وعندى هذه الغزوة المباركة مطوله مفصلة صحيحة
ومات بدمشق في المحرم الشيخ عبد الرحيم بن يحيى بن عبد الرحيم بن مسلمة القلانسى المقرئ عن سبع وسبعين سنة وله مشيخة ثنا عن عمه الرشيد بن مسلمة وابن علان وجماعة وعن السخاوى حضورا وكان فيه خير وقناعة
وماتت بحماة نخوة بنت محمد بن عبد القاهر بن النصيبى روت لنا عن يوسف بن خليل
ومات بدمشق القاضى المفتى شيخ القراء شهاب الدين حسين بن سليمان بن فزارة الكفرى الحنفى في شعبان 30 و عن اثنتين وثمانين سنة تلا بالسبع على
____________________
(6/106)
علم الدين القاسم أخذ عنه خلق وحدث عن ابن طلحة وغيره وكان دينا خيرا عالما فقيها
ومات بدمشق الأمير سيف الدين غرلو العادلى الذي استنابه أستاذه العادل كتبغا على دمشق في آخر سنة خمس وتسعين وكان أحد الشجعان العقلاء وله تربة مليحة بقاسيون
ومات بدمشق غريبا الإمام الصدر كبير الرؤساء بدر الدين محمد بن منصور الحلبي ثم المصرى ابن الجوهرى وله سبع وستون سنة روى عن إبراهيم ابن خليل والكمال الضرير وجماعة وتلا بالسبع وتفقه وكان فيه دين ونزاهة ويذكر للوزارة
ومات بمصر شيخها الإمام القدوة العابد أبو الفتح نصر بن سليمان المنبجى المقرئ بزاويته بالحسينية في جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة حدث عن إبراهيم
____________________
(6/107)
ابن خليل وجماعة وتلا بثلاث على الكمال الضرير وتفقه وانعزل ثم اشتهر وزارة الأعيان وكان الجاشنكير الذي تسلطن يتغالى في حبه وله سيرة ومحاسن جمة إلا أنه كان يغلو في ابن العربى ونحوه ولعله ما فهم الإتحاد
ومات مسند الوقت شرف الدين عيسى بن عبد الرحمن بن معالى بن أحمد الصالحى المطعم في الأشجار ثم السمسار في العقار في ذي الحجة عن أربع وتسعين سنة 30 ظ سمع الصحيح بفوت من ابن الزبيدى وسمع من الإربلى حضورا وسمع من ابن اللتى وجعفر وكريمة والضياء وتفرد وتكاثروا عليه وكان أميا عاميا
ومات بمالقة شيخها العلامة أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن ربيع القرطبى عن ثلاث وتسعين سنة تفرد بالسماع من الدباج وأبي على الشلوبين والكبار
____________________
(6/108)
سنة عشرين وسبعمائة
حج مع السلطان الأمير عماد الدين الأيوبى فسلطنه السلطان على حماة ولقب بالملك المؤيد
وقتل بمصر إسماعيل بن سعيد الكردى المقرئ على الزندقة وسب الأنبياء
وقتل بدمشق عبد الله الرومى الأزرق مملوك التاجى ادعى النبوة وأصر
وعمل عقد السلطان على أخت أزبك التى قدمت في البحر
وخلع على الكريم وابن جماعة وكاتب السر وغيرهم
وغضب السلطان على آل فضل واحتيط على إقطاعهم بعد أن أعطاهم قناطير من الذهب بحيث إنه أعطاهم في عام أول ألف ألف وخمسمائة ألف درهم
____________________
(6/109)
وغزا الجيش بلاد سيس لكن غرق في نهر جهان منهم خلق
وحبس بقلعة دمشق ابن تيمية لإقتائه في الطلاق وأمسك نائب غزة الجاولى
وجاء بالسلطانية برد كبار وزنت منه واحدة ثمانية عشر درهما 31 و فاستغاث الخلق وبكوا فأبطلت الفاحشة وبددت الخمور اجمع بهمة على شاه الوزير وزوج من العواهر خمسة آلاف في نهار واحد وشقق آلاف من الظروف
وأنشئ الجامع الكريمى بالقبيبات وسيق إليه ماء كثير
وحج الرجبيوون منهم الفخر المصرى والوانى وأبوه البرهان وابن الفخر والنويرى والموفق الحنبلى وشمس الدين الحارثى ثم حج من مصر ابن الحريري
____________________
(6/110)
وابن عوض القاضيان والمجد حرمى وشيخ الحنفية الفخر التركمانى ونائب المملكة أرغون والفخر كاتب المماليك فكانت محامل المصريين بضعة وعشرين محملا
وحج العراقيون بسبيل ومحمل سلطانى عليه من الذهب والجواهر ما قوم مائتين وخمسين ألف مثقال
وحج الشيخ صدر الدين بن حموية وابن عبد المحسن ومدرس المستنصرية ابن العاقولى وابن منتاب وخال السلطان أبي سعيد في كبار من المغول وصاحب هراة غياث الدين
وكان الصلح والهدايا بين سلطان الإسلام وأبي سعيد واطمأن ولله الحمد فمن هدية ابي سعيد على يد ابن ياقوت سيف المعتصم وخوذة مكفتة عليها كثير من القرآن وخيمة سقلاط وخركاه مجوهرة وبخاتى 31 ظ ومماليك وجوار وثياب
____________________
(6/111)
وكانت وقفة عرفة الجمعة باتفاق وكان الوفد لا يحصون كثرة فى مقدار العادة ثلاث مرات أو أكثر
ومات بمصر القاضى الإمام المعمر زين الدين أبو القاسم محمد بن العلم محمد بن الحسين بن عتيق بن رشيق المالكى فى المحرم عن اثنتين وتسعين سنة ولى القضاء الإسكندرية اثنتى عشرة سنة وذكر لقضاء دمشق ثنا عن ابن الجميزى وله نظم وفضائل
ومات في ربيع الآخر بمصر المعمر المقرئ الرحلة أبو علي الحسن بن عمر بن عيسى الكردى الدمشقى ابن فراش تربة أم الصالح عن نيف وتسعين سنة سمع من ابن اللتى كثيرا وهو حاضر والموطأ من المكرم وسمع من السخاوى وقرأ عليه ختمة سكن بالجيزة زمانا يرتزق ببيع ورق ظهر في سنة اثنتى عشرة وثقل سمعه بأخرة بحيث إنه حدث بالأول من حديث ابن السماك
____________________
(6/112)
تلقينا وكان رأس ماله نحوا من درهمين ثم وصلوه بدراهم منها فى مرة مائة درهم وأكثروا عنه
ومات العدل الفقيه كمال الدين عبد الرحيم ابن عبد المحسن بن حسن بن ضرغام الكنانى المصرى الحنبلى المنشاوى في ربيع الآخر وله ثلاث وتسعون سنة وكان خطيب جامع المنشية حدثنا عن السبط اختلط قبل موته بنحو من أربعة أشهر فما إخاله 32 و حدث فيها
وقتل حميضة بن أبي نمى الحسنى صاحب مكة كان ثم نزع الطاعة فتولى أخوه عطيفة قتله جندى التصق إليه بالبرية غيلة ثم قتله السلطان لغدره
ومات بمصر المحدث العدل الكبير شرف الدين يعقوب بن أحمد بن الصابونى عن ست وسبعين سنة حدثنا عن ابن عزون وابن علاق
____________________
(6/113)
وكتب وقرأ وحصل وتميز فى كتابة السجلات وولى مشيخة المنكودمرية
ومات بدمشق النحوى اللغوى الأديب البارع شمس الدين محمد بن حسن بن سباع الجذامى المصرى ثم الدمشقى الصايغ عن خمس وسبعين سنة وله النظم والنثر والتصانيف تخرج به فضلاء
ومات بمصر القاضى الصدر فخر الدين أبو الهدى أحمد بن إسماعيل بن على بن الحباب الكاتب تفرد بأجزاء عن سبط السلفى عاش سبعا وسبعين سنة
ومات بدمشق المسند الجليل شرف الدين أبو الفتح محمد بن عبد الرحيم بن عباس القرشى التاجر الحريرى بن النشو فى شوال عن ثمانين سنة حدثنا عن ابن رواج والساوى وابن الجميزى وابن الحباب وتفرد بعوال
____________________
(6/114)
ومات بحلب يوم الفطر الشرف عبد الرحيم بن محمد بن أبي طالب عبد الرحمن بن العجمى المعروف بالتتارى لأنه أسر بأيدى التتر من حلب وقدمها بعد خمسين سنة سمع من يوسف بن خليل جزء محمد بن عاصم حضورا وسمع من جده والضياء صقر ومحمد ابن أبي القاسم القزوينى عاش بضعا وسبعين سنة
ومات فى شوال بدمشق المعمر الصالح أمين الدين محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله الأسدى الحلبى الصفار عن نيف وتسعين سنة حدثنا عن صفية القرشية وشعيب الزعفرانى والساوى وابن خليل وتفرد وأكثروا عنه سنة إحدى وعشرين وسبعمائة
فيها أطلق ابن تيمية بعد حبس خمسة أشهر
وأقبلت الحرامية في جمع كثير فنهبوا في بغداد
____________________
(6/115)
علانية سوق الثلاثاء فانتدب لهم عسكر فقتلوا فيهم مقتلة نحو المائة وأسروا جماعة
وأنشئ بالقابون جامع مليح بأمر كريم الدين
وكان بالقاهرة الحريق الكبير المتتابع وذهبت الأموال ودام أياما في أماكن ثم ظفر بفاعليه جماعة من النصارى يعملون قوارير ينقدح مافيها ويحرق فقتل جماعة وكان أمرا مزعجا قيل فعلوا ذلك لإخراب كنيسة لهم
وأخرب ببغداد بازار الفاحشة وأريقت الخمور ثم قتل اثنان لاخفائهم الخمر
وجدد بمسجد القصب جمعة
وأخربت كنيسة اليهود
وحج نائب دمشق وفي صحبته خطيب البلد
____________________
(6/116)
جلال الدين والقاضى جلال الدين الحنفى والصاحب عز الدين حمزة وقاضى الركب النجم 33 و الدمشقى وعلم الدين البرزالى
ومات شيخ الشيعة بدمشق وفاضلهم محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم الهمذانى ثم الدمشقى السكاكينى فى صفر عن ست وثمانين سنة وكان لا يغلو ولا يسب معينا ولديه فضائل روى عن ابن مسلمة والعراقى ومكى بن علان وتلا بالسبع وله نظم كثير وأخذ عن أبي صالح الحلبى الرافضى وأخذه معه منصور صاحب المدينة فأقام بها سنوات وكان يتشيع به سنة ويتسنن به رافضة وفيه اعتزال
ومات بالفيوم خطيبها الرئيس الأكمل المحتشم مجد الدين أحمد بن القاضى معين الدين أبي بكر الهمذانى المالكى صهر الوزير تاج الدين بن حنا و كان يضرب به المثل فى السؤدد والمكارم عزى به
____________________
(6/117)
الناس أخاه قاضى القضاة شرف الدين المالكى
ومات بمردا المعمر عبد الله بن أبي الطاهر ابن محمد خاتمة من سمع من الحافظ الضياء
ومات بجوبر الشيخ مجد الدين إسماعيل بن الحسين بن أبي التائب الأنصارى الكاتب روى عن مكى بن علان والرشيد العراقى وجماعة وطلب بنفسه وأخذ النحو عن ابن مالك
ومات بمصر الرئيس تاج الدين أحمد بن المجير محمد بن الشيخ كمال الدين على بن شجاع القرشى العباسى فى جمادى الأولى وله تسع وسبعون سنة روى عن 33 ظ جده الكمال الضرير وابن رواج والسبط حدث بالكرك لما ولى نظرها
ومات بمكة فى جمادى الآخرة العارف الكبير
____________________
(6/118)
الشيخ نجم الدين عبد الله بن محمد بن محمد الأصبهانى الشافعى تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي عن ثمان وسبعين سنة جاور بمكة مدة وما زار النبي صلى الله عليه وسلم فيما انتقد عليه الشيخ على الواسطى رحمهما الله
ومات بدمشق العدل المسند بهاء الدين براهيم ابن المفتى شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن نوح ابن المقدسي الدمشقى فى جمادى الآخرة عن اثنتين وثمانين سنة ثنا عن ابن مسلمة وابن علان والمرسى وله أوقاف على البر وفيه خير وتصون وكان يكره فعائل أخيه ناصر الدين المشنوق
ومات العدل المسند علاء الدين على بن يحيى بن على بن الشاطبى الدمشقى الشروطى فى رمضان عن خمس وثمانين سنة روى شيئا كثيرا سمع ابن مسلمة وابن علان والمجد الإسفرايين وعدة وتفرد
____________________
(6/119)
ومات كبير الحجاب زين الدين كتبغا رأس النوبة بدمشق وكان فيه كرم وخير
ومات فى ذى الحجة صاحب اليمن الملك المؤيد هزبر الدين داود بن الملك المظفر يوسف بن عمر التركمانى بتعز وكانت دولته بضعا وعشرين سنة وكان عالما فاضلا سائسا شجاعا جوادا له كتب عظيمة نحو مائة 34 و ألف مجلد وكان يحفظ التنبيه وغير ذلك
ومات بدمشق الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان بن مشرف بن رزين الأنصارى الدمشقى الكنانى ثم الخشاب المعمار فى ذي الحجة عن اثنتين وتسعين سنة روى عن التقى بن العز وغيره وبالإجازة عن ابن اللتى وابن المقير وابن الصفراوى وتفرد
ومات بمصر المحدث الرحال تقى الدين محمد بن
____________________
(6/120)
عبد الحميد بن محمد الهمذانى ثم المصرى المهلبى عن نيف وسبعين سنة حمل عن إسماعيل بن عزون والنجيب وطبقتهما وحصل وتعب ثم انقطع ولزم المنزل مدة لم أره وكان صوفيا ارتحل وسمع من ابن أبي الخير ساء خلقه
ومات بالصالحية مسند الوقت سعد الدين يحيى ابن محمد بن سعد المقدسى في ذي الحجة عن تسعين سنة وتسعة أشهر روى عن ابن اللتى حضورا وعن جعفر والمرسى وطائفة وأجاز له ابن روزبة والقطيعى وعدة وتفرد واشتهر اسمه مع الدين والسكينة والمروءة والتواضع وتفرد بإجازة ابن صباح فيما رأى وهو ولد المحدث شمس الدين
ومات عالم المغرب الحافظ العلامة أبو عبد الله بن رشيد الفهرى فى المحرم بفاس عن أربع وستين سنة
____________________
(6/121)
سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة
درس بالظاهرية القحفازى بعد موت ابن العز الحنفى
وفيها 34 ظ حوصرت آياس وأخذت
ومات بدمشق المسند أبو عبد الله محمد بن المحب على بن أبي الفتح بن السنجارى الدمشقى المؤدب في رمضان عن إحدى وثمانين سنة سمع ابن علان والرشيد العراقى والبلخى وخرجوا له مشيخة
ومات المسند المعمر الإمام محيى الدين محمد بن عدنان بن حسن الحسينى الدمشقى ولى نظر الحلق والسبع مدة وكان عابدا كثير التلاوة جدا تخضع له الشيعة وهو والد النقيبين زين الدين حسين وأمين الدين جعفر وجد النقيب ابن عدنان وابن عمه
____________________
(6/122)
عاش ثلاثا وتسعين سنة وكان له معرفة وفضيلة وفيه انجماع وانقباض عن الناس
ومات العلامة القدوة أبو عبد الله محمد بن محمد بن على بن حريث القرشى البلنسى ثم السبتى بمكة فى جمادى الآخرة عن إحدى وثمانين سنة يروى الموطأ عن ابن أبي الربيع عن ابن بقى وكان صاحب فنون ولى خطابة سبتة ثلاثين عاما وتفقهوا عليه ثم حج وبقى بمكة سبع سنين
ومات بمصر المحدث الزاهد تقى الدين عتيق بن عبد الرحمن بن أبي الفتح العمرى له رحلة وفضائل يروى عن النجيب وابن علاق مرض بالفالج مده توفى في ذي القعدة
ومات بدمشق المحدث مجد الدين محمد بن محمد بن على الصيرفى سبط ابن الحبوبى عن إحدى وستين سنة روى عن 35 و ابن أبي اليسر ومحمد بن النشى
____________________
(6/123)
وشهد وحضر المدارس وقال الشعر وعمل لنفسه معجما ضخما وكان متواضعا ساكنا توفى في رمضان
ومات بالسفح المعمر الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن على البجدى فى صفر عن بضع وثمانين سنة وكان ذا خشية وعبادة وتلاوة وقناعة سمع من المرسي وخطيب مردا وأجاز له ابن القبيطى وكريمة وخلق وروى الكثير وقال لى لم ألحق ابن الزبيدى ذاكره أخ لى مات صغيرا
ومات بمكة شيخ الإسلام إمام المقام الشيخ رضى الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبرى المكى الشافعى في ربيع الأول وله ست وثمانون سنة وكان صاحب حديث وفقه وإخلاص وتأله روى عن شعيب الزعفرانى وابن الجميزى وعبد الرحمن بن أبى حرمى والمرسى وعدة وأجاز له السخاوى وغيره
____________________
(6/124)
خرج لنفسه التساعيات وتفرد بأشياء رحمه الله
ومات الصدر الكبير نصير الدين عبد الله ابن الوجيه محمد بن على بن سويد التغلبي التكريتى ثم الدمشقى صاحب الأموال من أبناء السبعين سمع الرضى بن البرهان والنجيب وابن عبد الدايم
ومات بالقدس الزاهد الكبير جلال الدين إبراهيم ابن شيخنا زين الدين محمد بن أحمد العقيلى الدمشقى ابن القلانسى الكاتب كان فى ذي القعدة عن ثمان وستين سنة روى عن ابن عبد الدايم والكرمانى ودخل مصر منجفلا وانقطع فى مسجد فتغالوا فيه ونوهوا بذكره وعظموه وبنوا له زاوية واشتهر وحصل لأخيه عز الدين الحسبة ونظر الخزانة
ومات مسند بالإسكندرية العدل المعمر محيى الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة بن
____________________
(6/125)
رجاء الربعى المالكى يوم التروية وله ثلاث وتسعون سنة سمع من جعفر والتارسى وابن رواج وتفرد مع صلاح وخير
وماتت بالقدس المعمرة الرحلة أم محمد زينب بنت أحمد بن عمر بن أبي بكر بن شكر المقدسى في ذي الحجة عن أربع وتسعين سنة سمعت من ابن اللتى والهمذانى وتفردت بأجزاء كالثقفيات ومسندى عبد والدرامى وارتحل إليها الطلبة وحدثت بمصر وبالمدينة النبوية
ومات بأسيوط في ذي الحجة الرئيس المعمر الكاتب زين الدين عبد الرحمن بن أبي صالح رواحة بن على بن الحسين بن مظفر بن نصر بن رواحة الأنصارى الحموى الشافعى عن أربع وتسعين سنة واشتهر و سمع من جده لأمه أبي القاسم بن رواحة وصفية
____________________
(6/126)
القرشية وتفرد ورحل إليه 36 و وله إجازة ابن روزبة والسهروردى وعدة سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة
قدم على قضاء الشام جمال الدين الزرعى فولى بعده تدريس المنصورية السبكى
وأمسك الكريم المسلمانى وكيل السلطان وزالت سعادته التى كان يضرب بها المثل
وولى نظر الجيش بدمشق المعتز بن حشيش
وعزل قطب الدين السلامى ثم أشرك بينهما
وكان على نظر طرابلس أمين الملك فاستعفى وأقام بالقدس مديدة ثم طلب فى هذا الحين وولى وزارة مصر
وقدمت عمة قازان للحج فعظمت وأنزلت بالقصر الأبلق
____________________
(6/127)
ومات مؤرخ الآفاق العالم المتكلم كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد الشيبانى البغدادى ابن الفوطى فى المحرم عن إحدى وثمانين سنة وله تصانيف كثيرة وتواريخ كبار روى عن الصاحب محيى الدين بن الجوزى وابن أبي الدينة وخلق وطلب وكتب وخطه فائق ونظمه رائق وله هنات وبوائق والله يسمح له
ومات بدمشق في ربيع الأول قاضى دمشق ورئيسها الكامل نجم الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن سالم ابن حسن بن صصرى التغلبى الشافعى وولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة سمع أباه وعميه وابن عبد الدائم وحضر بمصر على الرشيد العطار وأفتى ودرس وله النظم والترسل والخط المنسوب والدروس الطويلة والفصاحة وحسن الشارة
____________________
(6/128)
والمكارم مع دين وحسن سريرة ولى القضاء إحدى وعشرين سنة
ومات بقاسيون الشيخ أبو العباس أحمد بن على بن مسعود الكلبى البدوى ثم الصالحى الفامى ويعرف بابن سعفور ويلقب بعمى توفى في ربيع الآخر عن إحدى وثمانين سنة سمع من المرسى حضورا ومن محمد بن عبد الهادى وخطيب مردا وطائفة وأجاز له السبط وكان خيرا كيسا متعففا منقطعا
ومات كبير المتمولين بدمشق شهاب الدين أحمد بن محمد بن القطينة الزرعى عن ثمانين سنة ودفن بتربة مليحة بطريق القابون بلغت زكاته عام قازان خمسة وعشرين ألفا وفى دولة الظاهر كان رأس ماله ألف درهم
ومات ببعلبك التاجر الرئيس جمال الدين عمر بن الياس ابن الرشيد وله مائة سنة وسنة
____________________
(6/129)
ومات بدمشق بالمارستان الإمام المحدث اللغوى صفى الدين محمود بن محمد بن حامد الأرموى ثم الدمشقى ثم القرافى الصوفى فى جمادى الآخرة وله ست وسبعون سنة سمع الكثير وكتب 37 و وتعب واشتهر وحدث عن النجيب والكمال بن عبد وحفظ التنبيه وحصل له لبس فكان إذا خلا تحدث وصيح فإذا خالسته سكن مع دين وتصون ومعرفة
ومات مسند الشام بهاء الدين القاسم بن مظفر ابن النجم محمود بن تاج الأمناء بن عساكر فى شعبان عن أربع وتسعين سنة ونصف حضر فى سنة تسع وعشرين على مشهور النيربانى وحضر ابن غسان وكريمة وعبد الرحيم بن عساكر وابن المقير وسمع من ابن اللتى وجماعة وأجاز له مشايخ البلاد
____________________
(6/130)
وبلغ معجمه سبع مجلدات وألحق الصغار بالكبار ووقف أماكن على المحدثين وكان طبيبا
ومات الأمير الصاحب الوزير نجم الدين محمد بن عثمان بن الصفى البصروى الحنفى كهلا ولى الحسبة ثم الخزانة ثم الوزارة ثم الإمرة ودرس أولا بمدارس بصرى وكان مقدم خيول عربية فتقدم بذلك
ومات بصفد خطيبها وعالمها نجم الدين حسن بن محمد الصفدى وله تواليف وتقدم فى الأدب والمعقول توفى في رمضان من أبناء الثمانين
ومات بالمزة ليلة عرفة مسند الوقت شمس الدين أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازى الدمشقى عن أربع وتسعين سنة وشهرين
____________________
(6/131)
سمع من جده القاضى أبي نصر والسخاوى وجماعة وبمصر 37 ظ من العلم ابن الصابونى وابن قميرة وأجاز له أبو عبد الله بن الزبيدى والحسن بن السيد وقاضى حلب ابن شداد وخلق وله مشيخة وعوال وروى الكثير وكان ساكنا وقورا منقبضا عن الناس له كفاية وكبر سنة وأكثر ولم يختلط سنة أربع وعشرين وسبعمائة
كان الغلاء بالشام وبلغت الغرارة أزيد من مائتى درهم أياما ثم جلب القمح من مصر بإلزام السلطان لأمرائه فنزل إلى مائة وعشرين درهما ثم بقى أشهرا ونزل السعر بعد شدة
وأسقط مكس الأقوات بالشام بكتاب سلطانى وكان على الغرارة ثلاثة ونصف
وعزل الزرعى عن القضاء بالقزوينى بعد أن ألح الدولة على الشيخ برهان الدين الفزارى فامتنع وصمم
____________________
(6/132)
وقدم ملك التكرور موسى بن أبي بكر الأسود في ألوف من قومه للحج فنزل سعر الذهب درهمين ودخل إلى السلطان فسلم ولم يجلس ثم أركب حصانا بزنارين أطلس وأهدى هو إلى السلطان أربعين ألف دينار وإلى نائبه عشرة آلاف وهو شاب عاقل حسن الشكل راغب في العلم مالكى
وولى قضاء حلب شيخنا ابن الزملكانى
ومات بالثغر الشيخ ركن الدين عمر بن محمد ابن يحيى القرشى العتبى الشاهد ابن جابى الأحباس 38 و في صفر عن خمس وثمانين سنة تفرد عن السبط بجزء سفيان وبالدعاء للمحاملى ومشيخته
ومات بمصر المفتى الإمام الزاهد نور الدين على ابن يعقوب بن جبريل البكرى الشافعى كهلا وهو الذي
____________________
(6/133)
آذى ابن تيمية والذى طرده السلطان وأراد قطع يده لفتاويه وذم المنكر فتنقل بأعمال مصر
ومات بدمشق العدل المعمر القاضى شمس الدين أحمد بن على بن الزبير الجيلى ثم الدمشقى الشافعى في ربيع الآخر عن تسع وثمانين سنة سمع من ابن الصلاح من سنن البيهقى
ومات الشيخ الزاهد محمد ابن المفتى جمال الدين عبد الرحيم بن عمر الباجربقى الضال الذى حكم بضرب عنقه القاضى المالكى مرة بعد أخرى ثم انسحب إلى مصر وإلى بغداد ثم قدم متخفيا وسكن القابون وكان فقيها بالمدارس ثم حصل له كشف شيطانى فضل به جماعة كان يتنقص الأنبياء ويتفوه بعظائم وعاش ستين سنة انقلع في ربيع الآخر
ومات أمير العرب محمد بن عيسى بن مهنا
____________________
(6/134)
بسلمية ودفن عند أبيه وكان عاقلا نبيلا فيه خير عاش نيفا وستين سنة وهو أخو مهنا
ومات قاضى حلب زين الدين عبد الله بن قاضى الخليل محمد بن عبد القادر الأنصارى وله سبعون سنة ولى حلب نيفا وعشرين سنة وقبلها ولى بعلبك وناب بدمشق وولى حمص وكان مسمتا مليح الشكل
ومات وزير الشرق على شاه بن أبي بكر التبريزى في جمادى الآخرة بأرجان وقد شاخ وكان سنيا معظما لصاحب مصر محبا فيه
ومات الإمام شرف الدين محمد بن الإمام زين الدين المنجا بن عثمان التنوخى مدرس المسمارية عن خمسين سنة وكان دينا صينا فاضلا
ومات مخنوقا الصاحب الكبير كريم الدين
____________________
(6/135)
عبد الكريم بن هبة الله القبطى المسلمانى بأسوان وكان نفى إلى الشوبك ثم إلى القدس ثم إلى أسوان ثم شنق سرا وكان هو الكل وإلية العقد والحل وبلغ من الرتبة ما لا مزيد عليه وجمع أموالا عظيمة عاد أكثرها إلى السلطان وكان عاقلا داهية سمحا وقورا مرض نوبة فزينت مصر لعافيته وكان يعظم الدينين وله بر وإيثار قارب سبعين سنة
ومات في ذي الحجة بدمشق المفتى الزاهد علاء الدين على بن إبراهيم بن العطار الشافعى ويلقب بمختصر النووى عن سبعين سنة سمع ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وخرجت له معجما وأصابه فالج أزيد من عشرين سنة وله فضائل وتأله وأتباع وكان شيخ النووية 39 و سنة خمس وعشرين وسبعمائة
في جمادى الأولى كان غرق بغداد المهول وبقيت كالسفينة وساوى الماء الأسوار وعمل في سد السكور
____________________
(6/136)
كل أحد ودثرت الحواضر وغرق أمم من الفلاحين وعظمت الاستغاثة بالله ودام خمس ليال وعملت سكورة فوق الأسوار ولولا ذلك لغرق جميع البلد وليس الخبر كالعيان وقيل تهدم بالجانب الغربي نحو خمسة آلاف بيت ومن الآيات أن مقبرة الإمام أحمد بن حنبل غرقت سوى البيت الذي فيه ضريحه فإن الماء دخل في الدهليز علو ذراع ووقف بإذن الله وبقيت البوارى عليها غبار حول القبر صح هذا عندنا وجر السيل أخشابا كبارا وحيات غريبة الشكل صعد بعضها فى النخل ولما نضب الماء نبت على الأرض شكل بطيخ كطعم القثاء
وقدم دمشق الشيخ شمس الدين محمود الأصبهانى المتكلم المصنف وله ستون سنة
وسار من مصر نحو ألفى فارس نجدة لصاحب اليمن
____________________
(6/137)
وضرب بمصر الشهاب بن مرى التميمي المذكور وسجن ثم نفى لنهيه عن الاستغاثة والتوسل بأحد غير الله ومقت لذلك ثم فر إلى أرض الجزيرة وأقام هناك سنين
ورجع ملك التكرور موسى فخلع عليه السلطان خلعة الملك عمامة مدورة وجبة سوداء وسيفا مذهبا
وعملت خانقاه 39 ظ سلطانية كبيرة بسرياقوس وحضر السلطان والقضاة ووليها المجد الأقصرائى
ولم يثبت عيد الفطر إلى قبيل الظهر بدمشق فصلى العيد خطيب العقيبة ثم صلى الظهر ثم صلاها خطيب البلد من الغد بالبلد ولم يخرج إلى المصلى بل بعث الشمس النجار فخطب بالمصلى
ومات بدمشق المحدث كاتب العدل الحكم علاء الدين على بن النصير محمد بن غالب بن محمد الأنصارى
____________________
(6/138)
الشافعى عن ثمانين سنة روى عن الكمال الضرير الشاطبية وعن ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وطلب وكتب وتفقه وشارك فى العلم وتميز فى الشروط
ومات الفقيه المعمر شهاب الدين أحمد بن العفيف محمد بن عمر الصقلى ثم الدمشقى الحنفى إمام مسجد الرأس فى صفر وله ثمان وثمانون سنة وثلاثة أشهر وهو آخر من حدث عن ابن الصلاح
ومات بمصر الامام شيخ القراء تقى الدين محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصرى الشافعى الخطيب ابن الصايغ فى صفر وله ثمان وثمانون سنة تلا بالسبع على الكمالين الضرير وابن فارس واشتهر وأخذ عنه خلق ورحل إليه وكان ذا دين وخير وفضيلة ومشاركات قوية
ومات بدمشق في ربيع الأول المعمر الشيخ عبد الرحمن بن عبد الولى الصحراوى سبط اليلدانى عن خمس وثمانين
____________________
(6/139)
سنة سمع من جده كثيرا والرشيد العراقى وابن خطيب القرافة وشيخ الشيوخ الحموى وأجاز له الضياء والسخاوى سمع منه نائب السلطنة الآثار 40 و للطحاوى ووصله ورتب له درهما ثم أضر وعجز
ومات واقف الخان المشهور خطاب بن محمود العراقى الأمير بدمشق
ومات الإمام المحدث نور الدين على بن جابر الهاشمى اليمنى الشافعى شيخ الحديث بالمنصورية عن بضع وسبعين سنة حدث عن زكى البيلقانى وعرض عليه الوجيز للغزالى وله مشاركات وشهرة
ومات علامة الأدب علم البلاغيين شهاب الدين محمود بن سلمان بن فهد الحلبى كاتب السر بدمشق في شعبان عن إحدى وثمانين سنة وصلى عليه ملك الأمراء أجاز له ابن خليل وحدث عن ابن البرهان ويحيى بن
____________________
(6/140)
الحنبلى وابن مالك خدم بالإنشاء نحوا من خمسين سنة وكان يكتب التقاليد على البدية وولى بعده ابنه شمس الدين
ومات بالكرك قاضيها العلامة الورع نور الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الأميوطى الشافعى حكم بالكرك نحوا من ثلاثين سنة وتفقه به الطلبة وحدث عن قطب الدين القسطلانى وغيره وهو والد شرف الدين قاضى بلبيس
ومات بدمشق شيخ الظاهرية عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدى الحنفى فى رمضان عن ثلاث وثمانين سنة روى كثيرا عن ابن خليل وعن عيسى الخياط والضياء صقر وعدة وطلب الحديث وحصل أصولا بمروياته وخرج له ابن المهندس معجما قرأته وكان لا بأس به
ومات كبير الدوله الأمير الكبير ركن الدين
____________________
(6/141)
بيبرس المنصورى الخطائى الدويدار صاحب التاريخ الكبير ورأس المسيرة ونائب مصر قبل أرغون بلغ الثمانين توفى فى رمضان بمصر
ومات بدمشق في ذي القعدة الإمام شيخ الإسلام بقية الفقهاء الزهاد خطيب العقيبة صدر الدين سليمان بن هلال بن شبل الهاشمى الجعفرى الحورانى الشافعى عن ثلاث وثمانين سنة تفقه بالشيخين محيى الدين وتاج الدين وناب عن ابن صصرى وبينه وبين جعفر الطيار ثلاثة عشر أبا والله أعلم وكان متزهدا فى ثوبه وعمامته الصغيرة ومأكله وفيه تواضع وترك للرياسة والتصنع وفراغ عن الرعونات وسماحة ومروءة ورفق شيعه الخلق وحمل على الرءوس وكان لا يدخل حماما حدث عن ابن أبي اليسر والمقداد وكان عارفا بالفقه وله حكايات في مشيه إلى شاهد يؤدى عنده وإلى خصم فقير
____________________
(6/142)
وربما نزل في طريق داريا عن حمارته وحمل عليها حزم حطب لمسكينة رحمه الله سنة ست وعشرين وسبعمائة
ضربت عنق الفقيه المقرئ ناصر بن الهيتى الصالحى على الزندقة الواضحة وفرح المسلمون وكان من أبناء الستين
ثم ضربت عنق توما الراهب الذي أسلم من ثلاث سنين وارتد سرا ثم أفشى ذلك عند المالكى وأحرق ولم يتكهل 41 و وهو بعلبكى
وسار المحمدى رسولا إلى أبي سعيد القآن
ونقل قرطاى من نيابة طرابلس إلى خبز القرمانى الذي أمسك
وولى طرابلس طينال الحاجب
وفي سعبان أخذ ابن تيمية وحبس بالقلعة في قاعة
____________________
(6/143)
ومعه أخوه عبد الرحمن يؤنسه وعزروا جماعة من أصحابه
ووصل الماء الجارى إلى مكة من مال جوبان نائب التتار
وأنشئت قيسارية الدهشة بسوق علي وسكنها أعيان التجار
ومات فى المحرم الشيخ علاء الدين على ابن محمد بن على بن السكاكرى الشاهد وكان رأسا فى كتابة الشروط وفيه شهامة وحط على الكبار ولكنه كان يتحرز فى الشهادة من أبناء الثمانين ساء ذهنه بأخره أجاز له عبد العزيز بن الزبيدى وهبة الله بن الواعظ والتسترى وعدة وسمع من ابن عبد الدايم وجماعة
ومات المعمر كبير السادة ناصر الدين يونس بن أحمد الحسينى الدمشقى عن إحدى وثمانين سنة وكان رئيسا وسيما حدث عن خطيب مردا وذكر للنقابة
____________________
(6/144)
ومات خطيب المدينة وقاضيها المفتى سراج الدين عمر بن أحمد بن طراد الخزرجى المصرى الشافعى عن تسعين سنة وحدث عن الرشيد العطار وأجازه الشرف المرسى والمنذرى وتفقه بابن عبد السلام قليلا ثم بالسديد التزمنتى والنصير بن الطباخ وخطب بالمدينة أربعين سنة سافر إلى مصر ليتداوى فأدركه الموت بالسويس
ومات بمصر القاضى الإمام كمال الدين محمد بن على بن عبد القادر التميمى الهمذانى ثم المصرى ثم الشافعى عن إحدى وسبعين سنة حدث عن النجيب وطائفة قرأ عليه ولده الإمام نور الدين صحيح البخارى وله عليه حواش بحطه المنسوب رثاه صاحبنا أبو بكر الرحبى توفى في المحرم
ومات ببعلبك شيخها الصدر الكبير قطب الدين موسى ابن الشيخ الفقيه محمد اليونينى صاحب
____________________
(6/145)
التاريخ عن ست وثمانين سنة وأشهر حدث عن أبيه وشيخ الشيوخ والرشيد العطار وأبي بكر بن مكارم وجماعة وأجاز له ابن رواج وجماعة وكان وافر الحرمة له عقل ورأى وذكاء توفى في شوال
ومات بدمشق المقرئ المدرس الإمام زين الدين أبو بكر بن يوسف المزى بن الحريرى الشافعى في ربيع الأول عن ثمانين سنة كان كيس الجملة عالما متواضعا مقرئا بالسبع أخذ عن الزواوى وحفظ الفقه والنحو وحدث عن خطيب مردا و البكرى وابن عبد الدايم وله جهات
وماتت المعمرة أمة الرحمن ست الفقهاء بنت الشيخ تقى الدين إبراهيم بن على بن الواسطى الصالحية في ربيع الآخر عن ثلاث وتسعين سنة سمعت جزء ابن عرفة من عبد الحق حضورا وسمعت من إبراهيم بن خليل وغيره وأجاز لها حعفر الهمذانى وكريمة وأحمد بن المعز
____________________
(6/146)
وابن القسطى وعدد كثير وكانت مباركة صالحة روت الكثير وهى والدة فاطمة بنت الدباهى
ومات بالحلة شيخها العلامة المتفنن جمال الدين حسين بن يوسف بن المطهر الشيعى المعتزلى صاحب التصانيف من أبناء الثمانين بل أزيد
ومات الخطيب المسند تقى الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي 42 و عمر المقدسى فى جمادى الآخرة عن بضع وسبعين سنة سمع من خطيب مردا السيرة فى الخامسة وسمع من اليلدانى والبكرى ومحمد بن عبد الهادى حضورا ومن إبراهيم بن خليل وأجاز له السبط وجماعة وكان يخطب جيدا بالجامع المظفرى
ومات الزاهد الكبير الشيخ حماد التاجر ابن القطان بالعقيبة وحمل على الرءوس وكان يقرئ
____________________
(6/147)
القرآن ويحكى عجائب عن الفقراء وفيه زهد وتعفف ويحضر السماع ويصيح وله وقع فى القلوب وعاش ستا وتسعين سنة
ومات مفتى العراق جمال الدين يوسف بن عبد المحمود بن البتى الحنبلى أحد الأذكياء كهلا تخرج به الفضلاء فى فنون
ومات فى شوال بقاسيون العالم المسند شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن الزراد الصالحى عن ثمانين سنة روى شيئا كثيرا وتفرد خرجت له مشيخة روى عن البلخى ومحمد بن عبد الهادى واليلدانى وخطيب مردا والبكرى وكان يروى المسند والسيرة ومسند أبي عوانة والأنواع والتقاسيم ومسند أبى يعلى وأشياء افتقر واحتاج وتغير ذهنه واختلط قبل موته بعام أو أكثر
ومات بالمدينة الإمام الزاهد التقى قاضى الحنابلة
____________________
(6/148)
شمس الدين محمد بن مسلم بن مالك الصالحى فى ذي القعدة عن أربع وستين سنة وأشهر وكان من قضاة العدل بصيرا بمذهبه عارفا بالعربية كبير القدر ولى إحدى عشرة سنة وحج ثلاثا وفي الرابعة أدركه أجله ومولده في صفر أو في ربيع الأول سنة اثنتين وستين روى عن ابن عبد الدايم حضورا وطلب بنفسه وقرأ وكتب بعد الثمانين ومحاسنه جمة رحمه الله سنة سبع وعشرين وسبعمائة
نقل قاضى حمص ابن النقيب إلى قضاء طرابلس وقاضيها ناصر الدين الزرعى إلى قضاء حمص
وحاصر ودى بن جماز المدينة جمعة ودخلوا وأحرقوا بابها وأسروا غلمان صاحبها كبيش وهرب أخوه طفيل وابنه وقتلوا القاضى هاشم بن على العلوى وعبد الله بن العابد
ودخل الأمير قوصون بابنة للسلطان
____________________
(6/149)
وفي رجب كائنة الإسكندرية ضرب رجل أفرنجيا عند باب البحر فأنهى الحال إلى أميرها الكركرى فركب وأمر بغلق الأبواب وخل الليل على الناس فمشى كبراء إلى الأمير في فتح الباب لهم ففتحه بعد العشاء وخرجت الرماة ثم انعصر الخلق فى الباب وجذبت السيوف وخطفت العمائم ومات نحو عشرة من الرض فلما أصبحوا وخرج الأمير إلى الجمعة رجم فعاد إلى بيته فجاءوا بقش وأحرقوا الباب وأخرجوا أهل الحبس ووقع النهب في دارين أو ثلاثة لأعوان الوالى فبطق الأمير إلى مصر وغوث فتنمر السلطان واعتقد أنهم أخرجوا أمراء من سجنهم فأمر ببذل السيف فى الإسكندرية وهدمها وجهز أربعة أمراء منهم الوزير الجمالى فجاء وطلب قاضى البلد ونائبه وأهانهم فقال نائبه وهو التنيسى ما و يلزمنا فلا تهن الشرع فضربه كثيرا وطلب التجار وسبهم وأخذ منهم أموالا عظيمة ووسط
____________________
(6/150)
ثلاثين نفسا واختبط البلد وصودر الكل حتى افتقر عدد كثير
وطلب قاضى حلب ابن الزملكانى إلى مصر ليولى قضاء دمشق فمات ببلبيس
وعرض قضاء دمشق على أبي اليسر بن الصايغ وجاءه التشريف فصمم وامتنع وبكى فأعفى مكرما ثم قدم على المنصب الشيخ علاء الدين على بن إسماعيل القونوى ثم بعده طلب ابن الزملكانى المذكور
وجاء يوم الأضحى على بلبيس سيل عظيم وقاسوا شدة
ومات في المحرم المعمر شمس الدين محمد بن أحمد بن منعة بن مطرف القنوى ثم الصالحى عن اثنتين وتسعين سنة وسمع من عبد الحق حضورا ومن ابن قميرة والمرسي واليلدانى وأجاز له الضياء الحافظ وابن
____________________
(6/151)
يعيش النحوى وروى جملة وتفرد
ومات بمصر فى المحرم النور على بن عمر بن أبي بكر الوانى الصوفى عن اثنتين وتسعين سنة سمع من ابن رواج والسبط والمرسي وتفرد بعوال وكان دينا خيرا أضر ثم أبصر
ومات بالثغر الملك أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد الهنتاتى المغربى ويعرف باللحيانى عن بضع وثمانين سنة وقد وزر أبوه لابن عمه المستنصر بتونس مدة اشتغل زكريا فى الفقه والنحو فبرع فيه وتملك تونس وحج سنة تسع وسبعمائة ورجع فبايعوه في سنة إحدى عشرة ولقبوه بالقائم بأمر الله فاستمر سبع سنين ثم تحول إلى طرابلس المغرب وأخذت منه تونس فتوجه إلى الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين فسكنها وكان قد أسقط ذكر المهدى المعصوم أعنى ابن تومرت من الخطب
____________________
(6/152)
ومات بدمشق الرئيس العابد الأمين ضياء الدين إسماعيل بن عمر بن الحموى الدمشقى الكاتب عن اثنتين وتسعين سنة سمع عثمان بن خطيب القرافة وشيخ الشيوخ وكان ذا حظ من قيام وصيام وإطعام وإيثار تام توفى في صفر وكان بصيرا بالحساب شارف الجامع مدة والخزانة
ومات المفتى الزاهد القدوة شرف الدين عبد الله بن عبد الحليم بن تيمية الحرانى فى جمادى الأولى عن إحدى وستين سنة وشيعه الخلق روى عن ابن أبي اليسر حصورا وسمع المسند والكتب الستة وأشياء
ومات الملك الكامل الأمير ناصر الدين محمد بن السعيد عبد الملك بن الصالح إسماعيل بن العادل في جمادى الآخرة عن أربع وسبعين سنة وأعطى خبزه لولده الملك صلاح الدين ثنا عن ابن عبد الدايم
ومات بدمشق قاضى الحنفية صدر الدين على
____________________
(6/153)
ابن الصفى أبي القاسم بن محمد البصروى فى شعبان ببستانه عن خمس وثمانين سنة ثنا عن ابن عبد الدايم وكان رأسا في المذهب مليح الشارة كثير النعم حكم بدمشق عشرين سنة وأوصى بثلث ماله صدقة وولى بعده ابن الطرسوسى
ومات فى سادس عشر شهر رمضان ببلبيس العلامة قاضى حلب فخر المجتهدين كمال الدين محمد بن على بن عبد الواحد خطيب زملكا الأنصارى الشافعى وحمل فدفن بالقرافة وولد في شوال سنة سبع وستين أفتى وصنف وتفرد به الأصحاب وكان 44 و سيال الذهن مليح الشكل طلب ليشافهه السلطان بقضاء دمشق فأدركه الأجل تفقه بتاج الدين عبد الرحمن وحدث عن ابن علان وابن البخارى ورثاه الشعراء
ومات بدمشق القاضى الأديب شمس الدين محمد
____________________
(6/154)
ابن الشهاب محمود كاتب السر وولى القاضى محيى الدين ابن فضل الله توفى فى شوال عن ثمان وخمسين سنة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة
قدم صاحب الروم تمرتاش بن جوبان بعسكرة وذهب إلى السلطان في خواصه فاحترموه
واشترى النائب دار فلوس وما حولها وزخرفها وسميت دار الذهب
وأوصل الماء إلى القدس بعد أن عمل الصناع ستة أشهر
ونقض رخام حائط القبلى من ناحية الجامع الغربية فوجد الحائط منحدبا فنقض كأنه تغير من زلزلة فأخرب إلى الأرض مساحة خمسين ذراعا فبنى وأحدث فيه محراب للحنفية وجدد ترخيم حيطان الجامع سوى المقصورة وأركان القبة
____________________
(6/155)
وكان بالفرايين حريق عظيم ثم جدد بعده قيساريتان
وفيها فى المحرم درس العلائى بحلقة ابن صاحب حمص بحضرة القضاة فأورد درسا باهرا نحو ستمائة سطر
ومات بالثغر المعمر الإمام القدوة عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسينى الغرافى الشافعى فى المحرم من ولد موسى الكاظم سمع من والده وحليمة بنت ولد جمال الإسلام والبادرائى وجماعة وأجاز له ابن يعيش وابن رواج ونسخ بالأجرة وتفرد مع التقوى والعلم والورع وعاش تسعين سنة
ومات ببغداد الإمام الواعظ مسند العراق شيخ المستنصرية عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن البغدادى ابن الخراط الحنبلى عن تسعين سنة مات فى جمادى الأولى وكان مولده فى
____________________
(6/156)
ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومرة كتبه في سنة تسع سمع من عجيبة كثيرا وابن الخير وابن قميرة وأخيه والأعز بن العليق وعبد الملك بن قيبا وطائفة وتفرد
ومات بمصر فى جمادى الآخرة قاضى القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن الدمشقى الحنفى ابن الحريرى ولد فى صفر سنة ثلاث وخمسين وحدث عن ابن الصيرفى والقطب ابن عصرون وابن أبي اليسر وكان عادلا مهيبا صارما دينا رأسا فى المذهب
ومات ببغداد مفتيها وشيخها جمال الدين عبد الله بن محمد بن على بن العاقولى الواسطى الشافعى مدرس المستنصرية في شوال وله تسعون سنة وثلاثة أشهر وكان يذكر أنه سمع من محيى الدين بن الجوزى
ومات بقلعة دمشق ليلة الاثنين العشرين من
____________________
(6/157)
ذي القعدة شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحرانى معتقلا ومنع قبل وفاته بخمسة أشهر من الدواة والورق ومولده فى عاشر ربيع الأول يوم الاثنين سنة إحدى وستين وستمائة بحران سمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وعدة وبرع فى التفسير والحديث والاختلاف والأصلين وكان يتوقد ذكاء ومصنفاته أكثر من مائتى مجلد وله مسائل غريبة نيل من عرضه 45 و لأجلها وكان رأسا فى الكرم والشجاعة قانعا باليسير شيعه نحو من خمسين ألفا وحمل على الرءوس رحمه الله
ومات بالصالحية فى ذي القعدة الفقيه المعمر جمال الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن شكر المقدسي الحنبلى ولد في رمضان سنة تسع وثلاثين سمع من النور البلخى والمرسى ومحمد بن عبد الهادى وطائفة
____________________
(6/158)
وقتل نائب الشرق جوبان بهراة ونقل تابوته فدفن بالبقيع ولم يدفن بمدرسته سنة تسع وعشرين وسبعمائة
في المحرم نقل كاتب السر محيى الدين إلى عند السلطان
وولى بدمشق شرف الدين حفيد الشهاب محمود
وأصاب كاتب السلطان فالج وهو علاء الدين بن الأثير
ووسعت أسواق دمشق وجددت القنا التى من القنوات بإلزام النائب واسترحنا من ترسل المياة بعد غرامات كثيرة
وألقيت كلاب دمشق في خندق باب كيسان وفصل بحائط بين ذكورهم وإناثهم ورجمهم الناس قيل بلغوا خمسة آلاف
ومات بمصر شارح التنبيه نجم الدين محمد بن
____________________
(6/159)
عقيل البالسي عن تسع وستين سنة ناب فى القضاء لابن دقيق العيد ودرس بعده بالمعزية القاضى الزرعى وكان إماما زاهدا شيعه الخلق
ومات بدمشق في ربيع الآخر الصدر نجم الدين على بن محمد بن هلال الأزدى عن ثمانين سنة حدث عن ابن البرهان والقاضى صدر الدين بن سنى الدولة والزين خالد والكرمانى وطلب وحصل الأصول وولى نظر الأيتام وكان تام الشكل حسن البزة ذا كرم وتجمل
ومات في جمادى الأولى مدرس البادرائية شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم بن شيخ الشافعية تاج الدين عبد الرحمن بن إمام الرواحية أبي إسحاق إبراهيم بن سباع الفزارى المصرى الأصل وشيعه الخلق يوم الجمعة إلى عند قبر أبيه بباب الصغير وله سبعون
____________________
(6/160)
سنة سوى أشهر حضر على الزين خالد وسمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وعدة وله مشيخة وحدث بالصحيحين وأعاد لوالده وخلفه فى تدريس البادرائية وفى حلقته بالجامع وتخرج به أئمة علق على التنبيه شرحا كبيرا وكان رأسا فى المذهب عارفا بالأصول وبنحو ومنطق مع الورع والتقوى والتعفف والكرم امتنع من القضاء وباشر خطابه البلد أيام ثم ترك وكان له وقع فى القلوب وود
ومات بعده بيومين شيخ الحنابلة بدمشق العلامة مجد الدين إسماعيل بن محمد الفراء الحرانى عن أربع وثمانين سنة حدث عن الصيرفى وابن أبي عمر وكان قيما بمذهبه عالما بعلمه ولا يغتاب بشرا ولا يؤذى آدميا تفقه به أئمة ومحاسنه جمة لم يصنف شيئا
ومات بمصر مسندها المعمر فتح الدين يونس بن
____________________
(6/161)
إبراهيم بن عبد القوى الكنانى العسقلانى ثم المصرى الدبابيسى فى جمادى الأولى وقد جاوز التسعين بيسير وهو آخر من روى عن ابن المقير بالسماع وبالإجازة عنه وعن المخيلى وحمزة بن أوس وظافر بن شحم وعدة وتفرد وروى الكثير وكان عاقلا صبورا
ومات بمصر الأديب 46 و العلامة ناظر الجيش معين الدين هبة الله بن مسعود بن حشيش عن ثلاث وستين سنة روى عن ابن البخارى وغيره وله النظم والنثر وقوة الأدوات
ومات بدمشق في ذي القعدة قاضى القضاة علاء الدين على بن إسماعيل القونوى الشافعى الأصولى شيخ الشيوخ وصاحب التصانيف والتلامذة وله إحدى وستون سنة وأشهر كان قد قدم من الروم فى سنة ثلاث وتسعين فدرس ة ناظر وسمع من ابن القواس والشرف
____________________
(6/162)
ابن عساكر والأبرقوهى وسكن القاهرة مدة وتخرج به الأصحاب مع دين ونزاهة وصيانة وحياء وغزارة علم رحمه الله
ومات الصاحب الأمجد رئيس الشام عز الدين حمزة ابن المؤيد بن القلانسي الدمشقي في ذي الحجة عن ثمانين سنة وأشهر وكان محتشما معظما متنعما عمل الوزارة وغيرها
وروى عن البرهان وابن عبد الدايم سنة ثلاثين وسبعمائة
قدم على قضاء الشام علم الدين الإخنائى فاستناب مدرس الشامية زين الدين بن المرحل
ونقل من طرابلس إلى قضاء حلب الشيخ شمس الدين بن النقيب
وولى شمس الدين محمد بن المجد قضاء طرابلس
____________________
(6/163)
وولى قضاء الإسكندرية علم الدين صالح الإسنائى ثم عزل بعد شهرين
وأنشأ الأمير قوصون جامعا كبيرا بالقرب من جامع طولون وجعل لخطيبه في الشهر ثلاثمائة درهم
ومات بمصر كاتب السر علاء الدين على بن تاج الدين أحمد بن سعيد بن الأثير الحلبى ثم المصرى وكان 46 ظ ذا جاه وأموال وتمكن مات فى آخر الكهولة
ومات بدمشق سيف الدين بهادر آص المنصورى عن نيف وسبعين سنة وكان من أمراء الألوف بدمشق وقبته خارج باب الجابية
ومات يوم الخامس والعشرين من صفر مسند الدنيا شهاب الدين أحمد بن أبي طالب بن نعمة بن حسن
____________________
(6/164)
الديرمقرنى ثم الصالحى الحجار ابن شحنة حبل الصالحية وحدث يوم موته وله مائة وبضع سنين سمع من ابن الزبيدى وابن اللتى وأجاز له ابن روزبة والقطيعى وعدة ونزل الناس بموته درجة
ومات بحلب قاضيها فخر الدين عثمان بن محمد بن البارزى عن اثنتين وستين سنة حدث بمسند الشافعى عن ابن النصيبى وحفظ كتبا وأفتى وأفاد
ومات بمكة مفتيها وقاضيها نجم الدين محمد بن محمد بن الشيخ محب الدين الطبرى الشافعى عن اثنتين وسبعين سنة حدث عن عم جده يعقوب بن أبي بكر الطبرى وله إجازة من ابن سدى
ومات بمصر المحدث الزاهد فخر الدين عثمان ابن شيخنا الحافظ أحمد بن الظاهرى فى رجب عن ستين سنة سوى أشهر حضر ابن علاق والنجيب
____________________
(6/165)
وكان مكثرا ارتحل به أبوه ونسخ هو بخطه وحدث
ومات المعمر زين الدين أيوب بن نعمة النابلسي ثم الدمشقى الكحال فى ذي الحجة حدث عن المرسى والرشيد العراقى وعبد الله بن الخشوعى وجماعة وتفرد حدث بمصر ودمشق وعاش أزيد من تسعين سنة 47 و سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة
وصل إلى بلد حلب نهر الساجور بعد غرامة كثيرة وحفر زمن طويل وفرحوا به
وعزل ابن مراجل من الجامع بابن الشيرازى
وولى نظر الأسرى ابن الفويرة
ومات في صفر قاضى الحنابلة عز الدين محمد ابن قاضى القضاة سليمان بن حمزة المقدسى وله ست
____________________
(6/166)
وستون سنة روى عن الشيخ وعن أبي بكر الهروى وبالإجازة عن ابن عبد الدايم وكان متوسطا فى العلم والحكم متواضعا
ومات بمصر العدل بدر الدين يوسف بن عمر الختنى فى صفر وله اربع وثمانون سنة سمع من ابن رواج حضورا وصالح المدلجى والبكرى والرشيد والمرسى وابن اللمط الذي سمع من أبي جعفر الصيدلانى وتفرد بأشياء
ومات بحلب نائب السلطنة أرغون الدويدار الذي عمل مدة نيابة مصر ثم أخر وكان مليح الخط نسخ صحيح البخارى وقرأ فى مذهب أبي حنفية وحصل كتبا نفيسة مات فى ربيع الأول كهلا
ومات مسند حلب خاتمة أصحاب ابن خليل 47 ظ
____________________
(6/167)
عز الدين إبراهيم بن صالح بن العجمى من أبناء التسعين وقد سمع بدمشق من خطيب مردا
وماتت بحلب بعد أيام في رجب أبو القاسم بن على بن نصر الحرانى بن الحبشى وله ست وثمانون سنة سمع من عيسى الخياط مشيخته
ومات بالثغر كمالية بنت أحمد بن عبد القادر بن رافع الدمراوى فى شعبان وتسمى ست الناس روت بالإجازة عن عبد الله بن برطلة الأندلسى ومحمد بن الجراح والشرف المرسى
ومات بالغرب السلطان أبو سعيد عثمان ابن السلطان يعقوب بن عبد الحق المرينى فى ذي القعدة وكانت دولته اثنتين وعشرين سنة قارب السبعين وتملك بعده ابنه السلطان الإمام الفقيه أبو الحسن
ومات بدمشق الإمام أقضى القضاة جمال الدين أحمد
____________________
(6/168)
ابن محمد بن القلانسى التميمي الشافى قاضى العسكر ووكيل بيت المال 48 و ومدرس الأمينية والظاهرية عن اثنتين وستين سنة وكان عالما محتشما مليح الشكل لين الكلمة حدث عن ابن البخارى توفى فى ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة
جاء بحمص سيل فغرق خلق منهم فى حمام النائب بظاهرها نحو المائتين من نساء وأولاد
وفي ربيع الآخر تسلطن الملك الأفضل بن المؤيد إسماعيل الحموى وركب بالقاهرة بالغاشية والعصائب
ثم كان عرس محمد بن السلطان على بنت بكتمر الكبير قيل جهزت بألف ألف دينار واحتفلوا للعرس بما لا يوصف
وأقيمت بالشامية جمعة وخطب قطب الدين 170 عبد الدين ثم تقرر كمال الدين بن الزكى
ونقل إلى كتابة السر من دمشق القاضى شرف الدين أبو بكر بن محمد بن الشهاب محمود وهظم شأنه وحج مع السلطان وبعث ابن فضل الله إلى مكانه بدمشق
ونكب الصاحب شمس الدين غبريال بدمشق وصودر وزالت سعادته
ومات 48 ظ فى المحرم الشيخ الكبير المتزهد عبد الرحمن بن أبي محمد القرامزى الدمشقى المقرئ الحنبلى بجوبر عن ثمان وثمانين سنة روى عن ابن أبي اليسر والمجد بن عساكر وتلا بالسبع وتعبد واشتهر وتردد إليه الكبار
ومات صاحب حماة الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن الأفضل على بن محمود الأيوبى الحموى
____________________
(6/169)
عبد النور ثم تقرر كمال الدين بن الزكى
ونقل إلى كتابة السر من دمشق القاضى شرف الدين أبو بكر بن محمد بن الشهاب محمود وعظم شأنه وحج مع السلطان وبعث ابن فضل الله إلى مكانه بدمشق
ونكب الصاحب شمس الدين غبريال بدمشق وصودر وزالت سعادته
ومات 48 ظ فى المحرم الشيخ الكبير المتزهد عبد الرحمن بن أبي محمد القرامزى الدمشقى المقرئ الحنبلى بجوبر عن ثمان وثمانين سنة روى عن ابن أبي اليسر والمجد بن عساكر وتلا بالسبع وتعبد واشتهر وتردد إليه الكبار
ومات صاحب حماة الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل بن الأفضل على بن محمود الأيوبى الحموى
____________________
(6/170)
صاحب التاريخ وناظم الحاوى فى المحرم كهلا ناب بحماه ثم تملك ثنتى عشرة سنة وله كتاب تقويم البلدان وفضائل وفلسفة والله يعفو عنه
ومات المقرئ الصالح أبو العباس أحمد بن الفخر البعلبكى السكاكينى بدمشق فى صفر عن أربع وثمانين سنة روى عن خطيب مردا وابن عبد الدايم وروى كثيرا وكان تقيا
ومات بمصر المحدث الإمام تاج الدين أبو القاسم عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافى السعدى الشافعى فى ربيع الأول عن اثنتين وثمانين سنة سمع ابن 49 و عزون والنجيب وعدة وخرج التساعيات وأربعين مسلسلات وطلب وكتب الكثير وتميز وأتقن ولى مشيخة الصاحبية وأفتى ونسخ نحوا من خمسمائة مجلد وخرج لشيوخ
____________________
(6/171)
ومات بدمشق المفتى العلامة رضى الدين المنطيقى إبراهيم بن سليمان الرومى الحنفى مدرس القيمازية وحج سبع مرات وبلغ ستا وثمانين سنة وله تلامذة
ومات صاحبنا الفقيه المحدث محيى الدين عبد القادر بن محمد المقريزى الحنبلى كهلا حدث عن ابن القواس وبنت كندى وكتب ورحل
ومات في ربيع الآخر المحدث العالم عماد الدين إبراهيم بن يحيى بن الكيال الدمشقى الحنفى عن سبع وثمانين سنة قرأ على ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وأيوب الحمامى وعدة وكان فصيحا يعرب ثم خدم في المواريث وحصل ثم تاب وحج وأم بالربوة وغيرها
ومات فى جمادى الأولى بالصالحية فجأة قاضى الحنابلة شرف الدين عبد الله بن حسين بن
____________________
(6/172)
عبد الله بن الحافظ بعد أن حكم يومئذ بالجوزية وكان دينا حييا خيرا عالما عاش ثمانيا وثمانين سنة وله فضائل روى عن ابن علاق ومحمد بن سعد والجمال الصورى وابن عبد الهادى وعدة وتفرد
ومات زاهد الإسكندرية الشيخ ياقوت الحبشى الشاذلى صاحب أبي العباس المرسى من أبناء الثمانين
ومات صدر الأكابر فخر الدين محمد بن فضل الله كاتب المماليك ناظر الجيش المصرى وله جلالة وشهرة وأوقاف بلغ ثلاثا وسبعين سنة واحتيط على حواصله
ومات بمصر العدل نور الدين على ابن التاج إسماعيل بن قريش المخزومى عن ثمانين سنة توفى فى رجب سمع الزكى المنذرى والرشيد وشيخ شيوخ
____________________
(6/173)
حماة وابن عبد السلام وحضر عبد المحسن بن مرتفع في الرابعة وكان صالحا مكثرا
ومات دويدار السلطان سيف الدين ألجيه الناصرى الفقيه الحنفى كهلا وولى مكانه صلاح الدين يوسف بن الأسعد
وماتت 50 و وجيهية بنت على بن يحيى بن على بن سلطان الأنصارية البوصيرية وتدعى زين الدار في رجب بالإسكندرية روت عن أحمد بن النحاس وبالإجازة عن يوسف الشاوى والأمير يعقوب الهدبانى
ومات بدمشق كبير الطب امين الدين سليمان بن داوود فى عشر التسعين درس الدخوارية
ومات شيخ بلد الخليل العلامة شيخ القراء
____________________
(6/174)
برهان الدين إبراهيم بن عمر الجعبرى الشافعى صاحب التصانيف فى رمضان وله اثنتان وتسعون سنة أجاز له ابن خليل وعرض التعجيز على مؤلفه وتلا على الوجوهى وغيره ورحل القراء إليه
ومات مدرس المستنصرية العلامة شهاب الدين عبد الرحمن بن محمد بن عسكر المالكى البغدادى وله ثمان وثمانون سنة
ومات فى ذى القعدة قاضى القضاة علم الدين محمد بن أبي بكر بن عيسى الإخنائى الشافعى عن ثمان وستين سنة وأشهر وكان دينا عادلا روى عن أبي بكر بن الأنماطى وجماعة وحدث 50 ظ بالكثير وكان من شهود الخزانة ثم ولى قضاء الإسكندرية ثم دمشق
ومات الفقيه المحدث المفيد فخر الدين عبد الرحمن بن محمد بن الفخر البعلبكى ثم الدمشقى الحنبلى فى
____________________
(6/175)
ذي القعدة وله سبع وأربعون سنة روى عن الفخر حضورا وابن الواسطى وابن القواس وارتحل وكتب وخرج وتميز وأفتى
ومات بدمشق ناظر الجيش الصدر قطب الدين موسى بن أحمد بن شيخ السلامية فى ذي الحجة عن اثنتين وسبعين سنة ودفن بتربة مليحة أنشأها وكان من رجال الدهر وله فضل وخبرة
ومات بمصر شيخ الحنابلة شمس الدين عبد الرحمن ابن قاضى القضاة سعد الدين مسعود بن أحمد الحارثى فى ذي الحجة عن إحدى وستين سنة وأشهر وكان من العلماء العاملين حدث عن العز الحرانى والفخر على وجماعة ودرس بأماكن وأفتى
ومات فجأة فى الحج مع السلطان كبير أمرائه وعينهم سيف الدين بكتمر الساقى وابنه وخلف ما لا يعبر عنه
____________________
(6/176)
من صنوف المال وقيل بل ماتا في أول 51 و الآتية ومما وجد له من الخدام مائة خصى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة
قدم أمين الملك على نظر الشام وعلى نظر الجيش فخر الدين بن الحلى
وفى ربيع الأول ولى قاضى القضاة جمال الدين يوسف بن جملة
وجددت بالربوة خطبة
وأمسك حاجب السلطان الأمير سيف الدين ألماس وكان ظلوما
ومات شيخ المستنصرية المحدث الإمام تقى الدين محمود بن على الدقوقى وحمل على الرءوس توفى فى المحرم عن نحو من سبعين سنة روى عن عبد الصمد وابن أبي الدينة
____________________
(6/177)
وابن الساعى وله جلالة عجيبة وإفادة للعامة
وفي ربيع الآخر حول كاتب السر شرف الدين إلى دمشق وابن فضل الله إلى مصر
ومات قاضى القضاة شيخ الإسلام بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكنانى الحموى صاحب التصانيف في ليلة العشرين من جمادى الأولى وله أربع وتسعون سنة وشهر حدث عن شيخ الشيوخ وابن عزون والنجيب والرضى بن البرهان والرشيد العطار وابن أبي اليسر وعدة وعنى بالرواية ومهر فى التفسير والفقه وشارك في فنون وكان ذا دين وتعبد ونزاهة وحمد فى القضاء أضر بأخرة وانقطع للطاعة
ومات في جمادى الآخرة بدمشق مفتى المسلمين شهاب الدين أحمد بن يحيى بن جهبل الشافعى مدرس البادرائية عن ثلاث وستين سنة حدث عن
____________________
(6/178)
الفخر على وابن الزين والفاروثى ودرس مدة بالقدس
ومات بحماة فى رمضان الرئيس المعمر تاج الدين أحمد بن المحدث إدريس بن محمد بن مزيز الحموى وله تسعون سنة وشهران ذكر لوزارة بلده وسمع من صفية حضورا وبدمشق من ابن علان واليلدانى ومحمد ابن عبد الهادى وعدة وأجاز له إبراهيم بن الخير وابن العليق
ومات الإمام المحدث العدل شمس الدين محمد ابن إبراهيم بن غنايم ابن المهندس الصالحى الحنفى فى شوال عن ثمان وستين سنة سمع من ابن أبي عمر وابن شيبان فمن بعدهما وكتب الكثير ورحل وخرج وتعب ونسخ تهذيب الكمال للمزى مرتين مع الدين والتواضع ومعرفة الشروط
ومات ببدر محرما الإمام القدوة الولى الشيخ على
____________________
(6/179)
ابن الحسن الواسطى 52 و الشافعى عن ثمانين سنة وكان من أعبد البشر واعتمر أزيد من ألف مرة وتلا أزيد من أربعة آلاف ختمة وطاف مرات فى الليل سبعين أسبوعا رحمه الله تعالى
وماتت بدمشق المعمرة المسندة أم محمد أسماء بنت ممد بن سالم بن الحافظ أبي المواهب بن صصرى أخت القاضى نجم الدين فى ذى الحجة عن خمس وتسعين سنة سمعت من مكى بن علان خمسة أجزاء وتفردت وحجت مرات وتصدقت سنة أربعوثلاثين وسبعمائة
جاء بطيبة سيل عظيم أخذ الجمال وعشرين فرسا وخرب أماكن
وقدم إلى باب السلطان أمير العرب مهنا فأكرم وأعطى ذهبا كثيرا وعقارا
____________________
(6/180)
وولى الوكالة نجم الدين بن أبي الطيب ونظر الجامع عز الدين بن منجا ونقل إلى الحسبة عماد الدين بن الشيرازى وخلع عليهم يوم عرفة بالطرحات
وألزم النصارى واليهود بالعمائم الزرق والصفر ببغداد وهدمت بها كنائسهم فأسلم رأس اليهود سديد الدولة وأسقط ببغداد مكوس ومغارم ودعا المسلمون للوزير محمد بن الرشيد
ومات بمصر المعمر قاضى القضاة جمال الدين سليمان بن عمر الأذرعى المشهور بالزرعى الشافعى الذى ولى قضاء مصر سنة ثم قضاء دمشق بعد ابن صصرى وكان مليح الشكل وافر الحرمة قليل العلم لكنه حكام درس بأماكن توفى فى صفر عن تسع وثمانين سنة روى عن ابن عبد الدايم وجماعة
ومات الأمير شهاب الدين قرطاى المنصورى الذى ناب بطرابلس توفى بدمشق فى صفر
____________________
(6/181)
ومات الشيخ الضال محمد بن عبد الرحمن السيوفى صاحب ابن سبعين هلك به جماعة
ومات بحماة الفقيه القدوة الولى نجم الدين عبد الرحمن بن الحسن اللخمى القبابى الحنبلى الزاهد عن ست وستين سنة وحمل على الرءوس
ومات بمصر الحافظ العلامة المتفنن فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمرى فى شعبان عن ثلاث وستين سنة روى عن العز وغازى وابن الأنماطى وخلق وخرج ورحل وجمع وصنف وله النظم والنثر ومعرفة السير والرجال واللغة وبراعة 53 و الخط توفى فجأة وله إجازة النجيب وجماعة
ومات الصاحب شمس الدين غبريال المسلمانى
____________________
(6/182)
بمصر فى عشر الثمانين يقال أدى ألف درهم وأهين وصودر أهله من بعده وكان صدرا محتشما نبيلا محبا للستر على الناس قليل الشر والأذى لولا ما وقع فى أيامه من زغل الذهب وتأذى الناس بذلك وامتدت أيامه بدمشق فى سعادة وتنعم وكان يحب أصحاب ابن تيمية كثيرا ويذب عنهم
ومات بمصر وكيل بيت المال المعمر المفتى مجد الدين حرمى بن قاسم الفاقوسى مدرس قبة الشافعى مات فى عشر التسعين
وفى رمضان أوذى قاضى القضاة ابن جملة وقاموا عليه وهدد وأهين وعزل وحبس بالقلعة بضعة عشر شهرا وأخذ المنصب شهاب الدين بن المجد عبد الله
وعزل من السر شرف الدين أبو بكر وجاء على السر جمال الدين عبد الله بن كمال الدين محمد بن الأثير الفقيه شاب عاقل دين
____________________
(6/183)
سنة خمس وثلاثين وسبعمائة
استعفى علاء الدين على بن الشهاب بن السلعوس من ضمانة الدواوين فولى عماد الدين بن الشيرجى
وظلم الأمير حمزة وعصر الدويدار وابن جملة وكاتب السر الشرف وتمرد وتمكن من النائب
وبنى حماما فى القنوات فى غاية السعة والزخرفة ثم استأصلة الله 53 ظ وعرفه ملك الأمراء فصودر وضرب بالبندق وعصر وقطع لسانه من أصله فهلك وما رق له مسلم نسأل الله العفو
ورضى السلطان عن ثلاثة عشر أميرا وأطلقهم منهم تمر الساقى الذى ناب بطرابلس وبيبرس الحاجب
وأغار المسلمون على بلاد سيس فوثب الملاعين على التجار والعربان فقتلوا ألفى مسلم
____________________
(6/184)
ووقع بحماة حريق كثير ذهبت به الأموال واحترق مائتان وخمسون دكانا
وسمر بمصر إبراهيم الساحر
ومات بدمشق رئيس المؤذنين وأطيبهم صوتا برهان الدين إبراهيم بن محمد الخلاطى الوانى الشافعى عن أكثر من تسعين سنة توفى في صفر حدث عن الرضى بن البرهان وابن عبد الدايم وجماعة
ومات بعده بشهر ولده المحدث مفيد الجماعة أمين الدين محمد عن إحدى وخمسين سنة روى عن الشرف بن عساكر وأبي الحسن اللمتونى وابن مؤمن وعدة وارتحل مرات وحج وجاور وكتب وخرج وأفاد
ومات فى صفر مسند الوقت بدر الدين عبدالله بن حسين بن أبي التائب الأنصارى الدمشقى الشاهد عن
____________________
(6/185)
قريب من تسعين سنة وتفرد بأشياء حدث عن ابن علان والعراقى والبلخى وعثمان ابن خطيب القرافة وجماعة سماعة صحيح وهو لين
54 و ومات مجود دمشق بهاء الدين محمود بن خطيب بعلبك محيى الدين محمد بن عبد الرحيم السلمى عن سبع وأربعين سنة كتب صحيح البخارى وكان دينا ورعا مليح الشكل متواضعا
ومات بمصر الواعظ شمس الدين حسين بن راشد بن مبارك ابن الأثير سمع الحافظ عبد العظيم وعبد المحسن بن عبد العزيز المخزومى والنجيب وكان حسن المذاكرة والعلم عاش أربعا وثمانين سنة
ومات الحافظ الإمام قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبى بمصر فى رجب عن إحدى وسبعين
____________________
(6/186)
سنة تلا بالسبع على إسماعيل المليحى وسمع من ابن العماد وإبراهيم المنقذى والعز والفخر على وبنت مكى وابن الفرات الإسكندرانى وصنف وخرج وأفاد مع الصيانة والديانة والأمانة والتواض والعلم ولزوم الاشتغال والتأليف حج مرات وحدثنا بمنى وعمل تاريخا كبيرا لمصر بيض بعضه وشرح السيرة لعبد الغنى فى مجلدين وعمل أربعين تساعيات وأربعين متباينات وأربعين بلدانيات وعمل معظم شرح البخارى فى عدة مجلدات
وماتت فى ذي القعدة المعمرة زينب بنت الخطيب يحيى بن الشيخ عز الدين بن عبد السلام السليمة عن سبع وثمانين سنة روت عن اليلدانى 45 ظ وإبراهيم بن خليل وعمر بن عوة وعثمان ابن خطيب القرافة ولها إجازة السبط روت الكثير وتفردت
ومات ملك العرب حسام الدين مهنا ابن الملك عيسى بن مهنا الطائى بقرب سلمية فى ذى القعده عن
____________________
(6/187)
نيف وثمانين سنة وأقاموا عليه المأتم ولبسوا السواد وكان فيه خير وتعبد سنة ست وثلاثين وسبعمائة
سار ملك الأمراء فى نقاوة الجيش فقدم جعبر وتصيد وغاب خمسة وثلاثين يوما
ودرس بالناصرية النور الأردبيلى وبالظاهرية ابن قاضى الزبدانى
وعزل من السر بدمشق ابن الأثير بالعلم ابن القطب
ودرس بالأمينية ابن إمام المشهد
وعزل الشمس الكاشغرى من تدريس الشبلية بنجم الدين إبراهيم بن الطرسوسى
____________________
(6/188)
وناب بصفد الحمص الأخضر سيف الدين طشتمر بعد موت نائبها ايتمش المحمدى
ومات بدمشق المسند الرحلة أبو الحسن على بن محمد بن ممدود بن جامع البندنيجى البغدادى الصوفى بالسميساطية في المحرم عن اثنتين وتسعين سنة سمع صحيح مسلم من الباذبينى وجامع الترمذى من العفيف بن الهنى وأجاز له النشتبرى ومحمد بن السباك وإياس الحجبى صاحب 55 و خطيب الموصل وتفرد وأكثروا عنه ثم تعاسر إلا بعطاء
ومات قاضى بغداد قطب الدين الأخوين واسمه محمد بن عمر التبريزى الشافعى وله ثمان وستون سنة سمع شرح السنة من قاضى تبريز محيى الدين وكان ذا فنون ومروءة وذكاء وكان يرتشى
____________________
(6/189)
ومات مدرس الناصرية القاضى كمال الدين أبو القاسم بن الصدر عماد الدين بن الشيرازى فى صفر عن ست وستين سنة ببستانه بأرض الحميريين تفقه بالشيخ تاج الدين وغيره وروى عن أبيه وابن البخارى وذكر للقضاء وكان فيه معرفة وتواضع وصيانة حفظ مختصر المزنى
ومات فى صفر فجأة القاضى علاء الدين على بن محمد بن محمد بن القلانسى مدرس الأمينية والظاهرية وكان ولى أيضا الوكالة وقضاء العسكر والمارستان مع نظر ديوان ملك الأمراء وذكر للقضاء ثم تنمر له النائب وصودر وعزل حدث عن الفخر على وعاش ثلاثا وستين سنة
ومات الصالح أحمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم الهكارى الصرخدى في ربيع الأول حدث عن خطيب
____________________
(6/190)
مردا وابن عبد الدايم عاش تسعين سنة
ومات بالثغر الرئيس الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم المرادى المغربي العشاب وزير متملك تونس اللحيانى فى ربيع الأول عن سبع وثمانين سنة حدث عن إبراهيم بن عبد الرحمن التجيبى ويوسف بن خميس وطلب الحديث وبرع فى النحو وأقرأه
ومات بدمشق ناظر الخزانة عز الدين أحمد بن الزين محمد بن أحمد العقيلى بن القلانسى المحتسب عن ثلاث وستين سنة وكان مليح الشكل متواضعا 55 ظ نزها دينا ورعا أخذت منه الحسبة عام أول واعتقل لامتناعه من شهادة
ومات بالأردوا القآن أبو سعيد بن خربندا بن
____________________
(6/191)
أرغون بن آبغا بن هولاوو المغلى ونقل إلى السلطانية وله بضع وثلاثون سنة فدفن بتربته وكان يكتب المنسوب ويجيد ضرب العود وفيه ديانة ورأفة وقلة شر هادن سلطان الإسلام وهادنه وألقى مقاليد الأمور إلى وزيره ابن الرشيد وقدم بغداد مرات وأحبه الرعية وكانت دولته عشرين سنة
ومات والى دمشق شهاب الدين أحمد بن سيف الدين أبي بكر بن برق الدمشقى عن أربع وستين سنة وكان جيد السياسة محببا إلى الناس ولى ثلاث عشرة سنة وحدث عن ابن علان والمجد بن الخليلى
ومات بعده بيومين وإلى البر فخر الدين عثمان بن محمد بن ملك الأمراء شمس الدين لؤلؤ عن أربع وستين سنة أيضا 56 و وكان أجود الرجلين
وماتت عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية أخت محاسن فى شوال عن تسعين سنة روت عن
____________________
(6/192)
العراقى والبلخى حضورا وعن اليلدانى ومحمد بن عبد الهادى وتفردت
ومات شيخ الشيعة الزين جعفر بن أبي الغيث البعلبكى الكاتب عن اثنتين وسبعين سنة روى عن ابن علان وتفقه للشافعى وترفض
ومات الذى تسلطن بعد أبي سعيد القآن أرباخان ضربت عنقه صبرا يوم الفطر وكانت دولته نصف سنة خرج عليه على باش والقآن موسى فالتقوا فأسروا المذكور ووزيره الذي سلطنه خواجا محمد بن الرشيد الهمذانى وقتلا صبرا وكان المصاف فى وسط رمضان فدقت لذلك البشائر بدمشق وجاء الرسول بنصرتهم
ومات بدمشق الصاحب الأمجد عماد الدين إسماعيل ابن محمد ابن شيخنا الصاحب فتح الدين ابن القيسرانى فى ذى 56 ظ القعدة عن خمس وستين سنة وكان
____________________
(6/193)
منشئا بليغا رئيسا دينا صينا نزها روى عن العز الحرانى وغيره وهو والد كاتب السر القاضى شهاب الدين سنة سبع وثلاثين وسبعمائة
فى أولها بغلنا كسرة على باش وأنه قتل ثم قتل موسى ابن على بن بيدوا الذى سلطنه وكانت دولتهم ثلاثة أشهر
وفي المحرم أخذ بمصر شمس الدين ابن اللبان الشافعى وشهد عليه عند الحاكم بعظائم تبيح الدم فرجع ورسم بنفيه ثم شد منه كبار ولله الأمر
وولى بمصر وكالة بيت المال الإمام عز الدين ابن جماعة وكيل السلطان
وسار الجيش لحصار سيس ثم سلم صاحبها سبع قلاع وصولح وخفف عنه من الحمل وقرئ له الأمان فقبل الأرض وبقى العسكر بأرضه أربعة أيام فسلم آياس
____________________
(6/194)
وكواره ونجيمة وسوكندار والهارونية وقلعة البحر وميناء آياس وأخذ منه قبل ذلك قلعة النقير
وقتل على الزندقة عدو الله الحموى الحجار وأحرق أضل جماعة قام عليه قاضى القضاة شرف الدين بحماة
ومات بتبوك الصدر الإمام علاء الدين على بن محمد بن غانم المنشئ في المحرم عن ست وثمانين سنة روى عن ابن عبد الدايم والزين خالد والنظام بن البانياسى وعدة وحفظ التنبيه وله النظم والترسل والفائق والمروءة التامة وكثرة التلاوة ولزوم الجماعات والشيبة البهية والنفس الزكية باشر
____________________
(6/195)
الإنشاء ستين سنة وحدث بالصحيحين وحج مرات
ومات بعده بأشهر أخوه الأديب البليغ شهاب الدين أحمد بن محمد عن سبع وثمانين سنة وله نظم ونثر ومعرفة بالتواريخ دخل اليمن ومدح الكبار وخدم فى الديوان وروى عن ابن عبد الدايم وجماعة ثم اختلط قبل موته بستة أو أكثر وربما ثاب إليه وعيه
ومات في ربيع الأول الإمام المحدث التقى محب الدين عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسي عن خمس وخمسين سنة وشيعه الخلق روى عن الفخر وجماعة وطلب الحديث سنة سبع وتسعين فقرأ الكثير وتعب وخرج وأفاد العامة وكان لعبارته وقع عجيب فى النفوس ومحاسنه كثيرة
ومات فى الشهر بحماة المحدث المفيد ناصر الدين محمد بن طغريل الصيرفى عن نيف وأربعين سنة قرأ الكثير
____________________
(6/196)
وتعب ورحل وخرج وقرأ للعوام حدث عن أبي بكر ابن عبد الدايم وعيسى الدلال مات غريبا الله يسامحه
ومات شيخ نابلس ومفتيها القدوة شمس الدين عبد الله بن العفيف محمد بن يوسف الحنبلى فى ربيع الآخر وله ثمان وثمانون سنة روى عن السبط إجازة وعن خطيب مردا حضورا وعن عم ابيه الجمال عبد الرحمن أم بمسجد الحنابلة نحوا من سبعين سنة وتأسفوا عليه
58 و ومات بقاسيون شيخ الفقراء أبو عبد الله محمد بن أبي الزهر الغسولى عن ثلاث وثمانين سنة روى عن إبراهيم بن خليل حضورا وعن العماد بن عبد الهادى وابن عبد الدايم وجماعة له زاوية ومريدون
ومات بمصرمسندها العدل شرف الدين يحيى بن يوسف المقدسى وله إجازة ابن رواج وابن الجميزى
____________________
(6/197)
وروى الكثير وتفرد توفى فى جمادى الآخرة عن نيف وتسعين سنة
ومات بدمشق في رجب الفقيه العالم شمس الدين محمد ابن أيوب بن على الشافعى ابن الطحان نقيب الشامية والسبع الكبير وله خمس وثمانون سنة وأشهر سمع من عثمان بن خطيب القرافة ومن الكرمانى والزين خالد
ومات الشيخ محمد بن عبد الله بن المجد إبراهيم المصرى المرشدى الزاهد فى رمضان بقريته منية مرشد كهلا وقد قرأ في التنبيه والقرآن وانقطع بزاوية له فكان يقرى الضيفان وربما كاشف وللناس فيه اعتقاد زائد ويخدم الواردين ويقدم لهم ألوان المآكل ولا خادم عندي حتى قيل أطعم الناس فى ليلة ما قيمته مائة دينار وأنه أطعم فى ثلاث ليال متوالية ما قيمته
____________________
(6/198)
ألف دينار وزاره أمراء وكبراء وبعد صيته حتى إن بعض الفقهاء يقول كان مخدوما وبلغنى أنه كان فى عافية فأرسل إلى القرى المجاورة له احضروا فقد عرض أمر مهم ثم دخل خلوته فوجدوه ميتا قيل قرأ ختمة على الصائغ
ومات المعمر الملك أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز بن السلطان الملك المعظم فى رمضان عن خمس وتسعين سنة ودفن بالقدس روى السيرة وأجزاء عن خطيب مردا وتفرد وكان ممتعا بحواسه مليح الشكل ما تزوج ولا تسرى
وقتل صاحب تلمسان أبو تاشفين عبد الرحمن بن موسى بن عثمان بن الملك يغمراسن بن عبد الواحد الزناتى البربرى وكان سيئ السيرة قتل أباه وكان قتله له رحمة للمسلمين لما انطوى عليه من خبث السريرة وقبح السيرة ثم تمكن وظلم وكان بطلا شجاعا تملك
____________________
(6/199)
نيفا وعشرين سنة حاصره سلطان المغرب أبو الحسن المرينى مدة ثم برز عبد الرحمن ليكبس المرينى فقتل على جواده فى رمضان كهلا 59 و سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة
كان أهل العراق وأذربيجان فى خوف وحروب وشدائد وملال لاختلاف التتار
ومات الصالح المسند أبو بكر بن محمد بن الرضى الصالحى القطان فى جمادى الآخر عن تسع وثمانين سنة سمع حضورا من خطيب مردا وعبد الحميد بن عبد الهادى وسمع من عبدالله ابن الخشوعى وابن خليل وابن البرهان وتفرد وأكثروا عنه ونعم الشيخ كان له إجازة السبط وجماعة
ومات قبله بشهر المعمر أبو بكر بن محمد بن أحمد
____________________
(6/200)
ابن عنتر الدمشقى عن ثلاث وتسعين سنة روى الكثير بإجازة السبط
ومات القاضى الأثير محيى الدين يحيى بن فضل الله ابن مجلى العدوى كاتب السر بمصر فى رمضان عن ثلاث وتسعين سنة ونقل إلى دمشق وكان صدرا معظما متمولا رزينا كامل السؤدد وروى عن ابن عبد الدايم وغيره وبالإجازة عن ابن مسلمة وولى بعده ابنه الصغير علاء الدين
ومات قاضى القضاة شهاب الدين محمد بن المجد الإربلى ثم الدمشقى الشافعى فى آخر جمادى الأولى عن ست وسبعين سنة نفرت به بغلته فرضت دماغه وهلك إلى عفو الله بعد بعد ست ليال روى عن ابن أبي اليسر وابن أبي عمر وجماعة وأفتى 59 ظ وناظر وحكم نحو ثلاث سنين وجاء على منصبه قاضى المالكية جلال الدين
____________________
(6/201)
ومات بحماة قاضيها شيخ الإسلام شرف الدين هبة الله ابن القاضى نجم الدين عبد الرحيم ابن القاضى شمس الدين إبراهيم بن البارزى الجهنى الشافعى فى ذى القعدة عن ثلاث وتسعين سنة
روى عن جده وابن هامل وله من الباذرائى والكمال الضرير وجماعة إجازة وكان إماما قدوة مصنفا صاحب فنون وإكباب على العلم وصلاح وتواضع وخشية وصحة ذهن بلغ رتبة الإجتهاد وتخرج به الأصحاب رحمه الله
ومات بدمشق مدرس الشامية الذى كان قاضى القضاة جمال الدين يوسف بن إبراهيم بن جملة المحجى ثم الصالحى ثم الشافعى فى ذى القعدة عن سبع وخمسين سنة حدث عن الفخر وغيره وتفقه بابن الوكيل وبابن النقيب وتميز ودرس سعى له
____________________
(6/202)
ناصر الدين الدويدار فولى القضاء نحو سنتين وعزل وسجن مدة ثم أعطى الشامية وكان قوى النفس ماضى الحكم على حدة فيه وكان كثير الفضائل
ومات بمصر شيخ الشافعية زين الدين عمر بن ابي الحزم الدمشقى ابن الكتانى عن خمس وثمانين سنة وكان تام الشكل عالما ذكيا مهيبا مائلا إلى الحجة فيه قوة وزعارة سمع جزء الأنصارى وأبي أن يحدث ولى مشيخة المنصورية وغير ذلك وكان يذكر دروسا مفيدة
ومات بدمشق بالشامية الكبرى مدرسها العلامة زين الدين محمد بن عبد الله بن المرحل فى رجب 60 و عن بضع وأربعين سنة فقيه مناظر أصولى تفقه بعمه وناب فى الحكم عن ابن الإخنائى وكان يذكر للقضاء
____________________
(6/203)
ومات بقوص ولى العهد القائم بأمر الله محمد بن أمير المؤمنين المستكفى وكان سريا فقيها شجاعا مهيبا وسيما قيل هو السبب فى تسييرهم إلى قوص مات فى ذى الحجة عن أربع وعشرين سنة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة
عساكر التتار فى اختلاف وافتراق والرعية فى مشاق لذلك وخوف ومغارم
وفي رجب هلك تحت الزلزلة بطرابلس الشام ستون نفسا
وفيه قدم العلامة شيخ الإسلام تقى الدين السبكى على قضاء الشافعية بالشام وفرح المسلمون به
ومات ببغداد عالمها اإمام ذو الفنون صفى الدين عبد المؤمن بن الخطيب عبد الحق بن شمايل البغدادى
____________________
(6/204)
الحنبلى مدرس البشيرية فى صفر وله إحدى وثمانون سنة صنف شرحا للمحرر فى ستة أسفار وألف فى الفرائض وطلب الحديث وعمل معجما حدث عن عبد الصمد بن أبي الجيش والكمال ابن الفويرة وأسمعته من الشرف بن عساكر وله نظم رائق وفيه دين وفتوة وأخلاق وتصوف ولم يتأهل
ومات بمصر قاضى حلب ذو الفنون فخر الدين عثمان بن خطيب جبرين على بن عثمان الحلبى الشافعى فى المحرم عن سبع وسبعين سنة كان طلب وأخرق به وعزل والله يأجره 60 ظ وكان يدرى القراءات والأصول والنحو وله تواليف وتلامذة
ومات بدمشق قاضى قضاة الإقليمين جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزوينى الشافعى فى نصف جمادى الأولى وله ثلاث وسبعون سنة ودفن بمقابر الصوفية وكان مولده بالموصل وتفقه بأبيه وأخذ الأصول
____________________
(6/205)
عن الأيكى وأفتى ودرس وناظر وتخرج به الأصحاب وكان مليح الشكل فصيحا حسن الأخلاق غزير العلم ناب فى القضاء لأخيه إمام الدين ولابن صصرى ثم ولى خطابة دمشق مدة ثم قضاءها ثم قضاء الديار المصرية إحدى عشرة سنة ثم نقل إلى قضاء دمشق وأصابه طرف فالج مديدة وتأسفوا عليه لأياديه وحلمه والله يسمح لنا وله حدث عن الفاروثى وغيره
ومات القاضى الإمام القدوة العابد بدر الدين أبو اليسر محمد بن قاضى القضاة الإمام العادل عز الدين محمد بن عبد القادر الأنصارى ابن الصائغ الدمشقى الشافعى مدرس العمادية والدماغية فى جمادى الأولى عن ثلاث وستين سنة حدث عن ابن شيبان والفخر وطائفة وحفظ التنبيه ولازم الشيخ برهان الدين زمانا وجاءه التقليد والتشريف بقضاء القضاة فى سنة
____________________
(6/206)
سبع وعشرين فأصر على 61 و الامتناع فأعفى ثم ولى خطابة القدس وتركها وكان مقتصدا فى أموره كثير المحاسن حج غير مرة
ومات شيخ الأمراء الكبير سيف الدين كجكن المنصورى عن نحو التسعين
ومات بمصر المعمر الشيخ موفق الدين أحمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عثمان بن مكى الشارعى وكان آخر من حدث بالسماع عن جد أبيه وكان من أبناء التسعين لحقه أبو الخير الدهلى مات فى جمادى الأولى
ومات المفتى زين الدين عبادة بن عبد الغنى السعدى الحرانى الحنبلى فى شوال عن ثمان وستين سنة حدث بالصحيح عن القاسم الإربلى وغيره وكان دينا متهجدا متواضعا جوادا مناظرا صحبته بضعا وأربعين سنة وكان يلى العقود والفسوخ
____________________
(6/207)
ومات شيخ بلاد الجزيرة الإمام القدوة شمس الدين محمد بن شرشق بن محد بن عبد العزيز بن الشيخ عبد القادر الجيلى فى أول ذى الحجة بقرية الجبال من عمل سنجار عن تسع وثمانين سنة وكان عالما صالحا 61 ظ وقورا وافر الجلالة حج مرتين وروى عن الفخر على بدمشق وببغداد وخلف أولادا كبارا لهم كفاية وحرمة
ومات العدل الأمير شمس الدين محمد بن إبراهيم ابن الجزرى الدمشقى صاحب التاريخ الكبير فى وسط السنة وله إحدى وثمانون سنة وكان دينا ساكنا وقورا به صمم روى عن إبراهيم بن أحمد والفخر بن البخارى وسمع ولديه مجد الدين ونصير الدين كثيرا
____________________
(6/208)
ومات بخليص محرما فى ذي الحجة الإمام الحافظ محدث الشام علم الدين القاسم بن محمد بن البرزالى الشافعى صاحب التاريخ والمعجم الكبير وله أربع وسبعون سنة وأشهر وأول سماعة فى سنة ثلاث وسبعين روى عن ابن أبي الخير وابن أبي عمر والعز الحرانى وغازى وخلق كثير وقرأ وكتب وتعب وأفاد وخرج مع الصدق والتواضع والإتقان وكثرة المحاسن ووقف جميع كتبه وأوصى بثلثه وحج خمس مرات رحمه الله
قلت وفى المحرم منها مات الشيخ شرف الدين أبو الحسين بن عمر البعلى شيخ الربوة 62 و والشبلية حدث عن الشيخ شمس الدين وابن البخارى وطائفة وله بضع وثمانون سنة
____________________
(6/209)
ومات بأطرابلس الشيخ ناصر الدين محمد بن العلم المنذرى سمع المسند من ابن شيبان
ومات بالقدس خطيبه زين الدين عبد الرحيم ابن قاضى القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الشافعى
ومات بدمشق معيد البادرائية المعمر علاء الدين على بن عثمان بن الخراط حدث عن ابن البخارى وغيره وعمل خطبا ومقامات
ومات شيخنا المعمر الصالح شرف الدين الحسين بن على بن محمد بن العماد الكاتب عن ثمانين سنة وأشهر درس بالعمادية وحدث عن ابن أبي اليسر وابن الأوحدى وجماعة
ومات بدمشق نقيب الأشراف عماد الدين موسى بن جعفر بن محمد بن عدنان الحسينى وكان سيدا نبيلا
____________________
(6/210)
وقف على من يقرأ الصحيحين بالنورية فى الأشهر الحرم
ومات بالقاهرة قاضى العساكر وناظر الخزانة القاضى كمال الدين أحمد ابن قاضى القضاة علم الدين الاخنائى حدث عن الدمياطى وغيره
ومات بالإسكندرية قاضيها العلامة وجيه الدين يحيى بن محمد الصنهاجى المالكى ولحقه الدهلى
ومات بالصالحية المعمر نجم الدين عبد الرحيم ابن الحاج محمود السبعى حدث عن ابن عبد الدايم وغيره وله إحدى وتسعون سنة سنة أربعين وسبعمائة
فى صفر هبت ريح بجبل طرابلس وسموم وعواصف على جبال عكا وسقط نجم اتصل نوره بالأرض برعد
____________________
(6/211)
عظيم وعلقت منه نار فى أراضى الجون أحرقت أشجارا ويبست ثمارا وأحرقت منازل كان ذلك آية ونزلت من السماء نار بقرية الفيجة على قبة خشب أحرقتها وأحرقت إلى جانبها ثلاثة بيوت وصح هذا واشتهر
وأمر التتار فى اختلاف وهرج وفرقة
ومات بدمشق الشيخ المعمر نجم الدين إبراهيم ابن بركات بن أبي الفضل بن القرشية البعلبكى الصوفى أحد أعيان الصوفية وأكابر الفقراء القادرية 63 و عن تسعين سنة أو أكثر حدث عن الشيخ الفقيه وكان خاتمة أصحابه وعن ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وجماعة وولى مشيخة الشبلية والأسدية توفى فى رجب
ومات بمصر العلامة مجد الدين أبو بكر بن
____________________
(6/212)
إسماعيل بن عبد العزبز الزنكلونى الشافعي في ربيع الأول عن بضع وستين سنة إمام مفت ورع وصالح مصنف ألف للتنبيه شرحا وللتعجيز وتفقه به جماعة وروى عن الأبرقوهى وغيره ودرس
وماتت مسندة الشام أم عبد الله زينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم المقدسية المرأة الصالحة العذراء فى تاسع عشر جمادى الأولى عن أربع وتسعين سنة روت عن محمد بن عبد الهادى وخطيب مردا واليلدانى وسبط ابن الجوزى وجماعة وبالإجازة عن عجيبة الباقدارية وابن الخير وابن العليق والنشرى وعدد كثير وتكاثروا عليها وتفردت وروت كتبا كبارا رحمها الله
وفى ليلة السادس والعشرين من شوال وقع بدمشق حريق كبير 63 ظ شمل اللبادين القبلية وما تحتها وما فوقها إلى عند سوق الكتب واحترق سوق الوراقين وسوق الدهشة وحاصل الجامع وما حوله والمئذنة الشرقية وعدم
____________________
(6/213)
للناس فيه من الأموال والمتاع ما لا يحصر ونسب فعل ذلك إلى النصارى فأمسك كبارهم وسمروا حتى ماتوا
وفي هذا العام مات الخليفة المستكفى بالله أبو الربيع سليمان بن الحاكم العباسي بقوص وكانت خلافته ثمانيا وثلاثين سنة وبويع لأخيه إبراهيم بغير عهد
ومات القاضى الإمام محيى الدين إسماعيل بن يحيى بن جهبل الشافعى عن سن عالية حكم بدمشق نيابة ثم ولى قضاء طرابلس ثم عزل وحدث عن ابن عطاء وابن البخارى وجماعة
وفيه قبض على الصاحب شرف الدين عبد الوهاب النشو القبطى فى صفر وصودر واستصفيت حواصله بمباشرة الأمير سيف الدين شنكر الناصرى ومن جملة ما وجد له صندوق ضمنه تسعة عشر ألف دينار
____________________
(6/214)
64 و وأربعمائة مثقال لؤلؤ كبار وصليب مجوهر ووجد بداره كنيسة مرخمة مصورة بمحاريبها الشرقية ومذابحها وآلاتها واستمر الملعون فى العقوبة حتى هلك فى ربيع الآخر
وقد زاد النيل فى اليوم الذى قبض فيه على النشو ثمانية عشر إصبعا وثانى يوم إلى اثنين وعشرين إصبعا ولله الحمد
____________________
(6/215)
____________________
(6/216)
الذيل الثانى للحسينى من سنة 741 - 764 هـ
____________________
(6/217)
____________________
(6/218)
373 ظ بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر سنة إحدى أربعين وسبعمائة
فى المحرم منها أو فى أواخر العام الماضى قبض على الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام وأخذ إلى القاهرة فاعتقل بالإسكندرية أياما ثم قتل ودفن هناك ولى نيابة دمشق فى سنة اثنتى عشرة وسبعمائة وسار فى سنة خمس عشرة فافتتح ملطية وسبى وقتل وكان رجلا عبوسا شديد الهيبة وافر الحرمة لا يجترئ أحد من الأمراء أن يكلم أحدا بحضرته وكان مع جبروته له من يضاحكه ومن يغنيه وقد زار مرة شيخنا ابن تمام وسمع من أبي بكر بن عبد الدايم وعيسى وابن الشحنة وما علمته حدث
____________________
(6/219)
وله آثار حسنة فى أماكن البلاد الإسلامية رحمه الله تعالى
وولى من بعده نيابة دمشق الأمير علاء الدين ألطنبغا نائب حلب
وفي هذا العام جددت خطبة بالمدرسة البدرية جوار الشبلية باعتناء القاضى شهاب الدين بن فضل الله كاتب السر
ومات الزاهد العابد القدوة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام التلى ثم الصالحى الخياط فى ربيع الأول عن إحدى وتسعون سنة ثنا عن ابن عوة وابن السرورى وابن عبد الدايم وطائفة استوعب الذهبى شيوخه في جزء وزاره تنكز نائب الشام وحدث عنه
____________________
(6/220)
البرزالى والذهبى والعلائى وخلق وكان أحد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر رحمه الله
حدث بصحيح مسلم عن الرضى ابن البرهان
ومات بمصر العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن حيدرة القرشي الشافعى المعروف بابن القماح في ربيع الآخر عن بضع وثمانين سنة
ومات بدمشق المحدث الإمام بدر الدين محمد بن على بن محمد بن غانم الشافعى سمع التقى ابن الواسطى وطائفة وعنى بالحديث وحدث وأفتى ودرس أفاد
ومات الشيخ الزاهد خالد المجاور لدار الطعم ودفن بداريا صحب الشيخ تقى الدين بن تيمية وله حال وكشف وكلمة نافذة رحمه الله
____________________
(6/221)
ومات بدمشق أيضا الإمام العلامة ذو الفنون برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن هلال الزرعى ثم الدمشقى الحنبلى عن بضع وخمسين سنة أفتى قديما ودرس وناظر وناب فى الحكم عن القاضى عز الدين ابن التقى سليمان ثم عن القاضى علاء الدين ابن المنجا وكان إليه المنتهى فى التحرى والتفنيد وجودة الخط وحسن الخلق حدث عن عمر بن القواس والشرف بن عساكر وغيرهما وكان يصبغ بالوسمة وفي ذي القعدة
مات شيخنا 6374 و المعمر بهاء الدين على بن عيسى بن المظفر بن الياس بن الشيرجى الدمشقى عن ثمان وثمانين سنة حدث عن ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وطائفة توفى فى ذي القعدة
ومات ببغداد المعمر أبو عبد الله محمد بن على
____________________
(6/222)
ابن محمود بن الدقوقى عن خمس وسبعين سنة سمع من ابن أبي الدينة مسند الإمام أحمد وحدث عن أبي محمد بن ورخز وكانت سيرته غير مرضية
ومات بها أيضا الشيخ وجيه الدين محمد الباذبينى حدث عن ابن الطبال وغيره
ومات بدمشق المعمر بهاء الدين عيسى بن عبد الكريم بن عساكر بن مكتوم القيسى الدمشقى الشاهد عن ثلاث وثمانين سنة حدث عن ابن الأوحد وابن أبي اليسر وطائفة وكان يرتزق من الشهادة ثم انقطع بأخرة وضعفت حركته وأضر ولد فى شعبان سنة ثمان وخمسين وتوفى فى ذى القعدة
وماتت المعمرة الصالحة الخيرة أم محمد صفية بنت أحمد بن أحمد المقدسية زوجة شيخنا بهاء الدين ابن العز عمر عن سن عالية حدثت ب صحيح مسلم عن ابن عبد الدايم توفيت في ذى الحجة
وفي يوم الأربعاء عشرينه مات بالقاهرة السلطان
____________________
(6/223)
الملك الناصر أبو الفتح محمد بن الملك المنصور قلاوون الصالحى عن بضع وخمسين سنة ودفن على والده بالمنصورية ولد فى المحرم سنة أربع وثمانين وستمائة وسمع من قاضى القضاة بدر الدين بن جماعة وابن الشحنة وست الوزراء وأجاز له من دمشق عام ثلاث وسبعمائة أبو جعفر بن الموازينى وإسحاق النحاس والقاضى تقى الدين سليمان وطائفة
وكان ابتداء ملكه فى المحرم سنة ثلاث وتسعين بعد قتل أخيه الملك الأشرف فأقام سنة ثم خلع بالملك العادل زين الدين كتبغا فأقام سنتين ثم خلع بالملك المنصور حسام الدين لاجين أستاذ تنكز المذكور فأقام المنصور حتى قتل فى ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين فأحضر الملك الناصر من الكرك وسلطنوه وهى المرة الثانية فأقام إلى سنة ثمان وسبعمائة ثم أظهر أنه يريد الحج فخرج وعرج إلى الكرك فأقام به ولوح بعزل نفسه فتولى
____________________
(6/224)
الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير فأقام بقية سنة ثمان وسبعمائة إلى رمضان من العام القابل فخرج طائفة من كبار الأمراء وكرهوا ولاية المظفر وساقوا على حمية إلى الكرك فاستنهضوا الملك الناصر فخرج معهم وسار إلى دمشق فبايعه أمراء الشام وتوجه إلى القاهرة فلما تحقق بيبرس قدوم السلطان خرج هاربا نحو الصعيد فدخل السلطان إلى قلعة الجبل يوم عيد الفطر سنة تسع وسبعمائة واتفقت عليه كلمة المسلمين فأقام ملكا مطاعا وأذعنت له الملوك ودانت له الأمم وخافته الأكاسرة حتى مات فى هذا العام وعهد إلى ابنه الملك المنصور أبى بكر فولى بعد أبيه وهو ابن عشرين سنة
وفي أيام الملك الناصر كانت وقعة غازان بوادى الخزندار ووقعة شقحب وفتح ملطية وآياس ووقعة عرض
وقى أيامه أسقط مكس الأقوات والله يرحمه
____________________
(6/225)
سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة فى المحرم منها
بويع الخليفة الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد ابن المستكفى بالله سليمان بن الحاكم العباسى وكان ولى عهد أبيه
وقبض السلطان الملك المنصور على الأمير سيف الدين بشتك الناصرى وأخذ من حواصله ما يزيد على ألف ألف وسبعمائة ألف دينار وقبض على غيره من الأمراء فاتفق الأمراء على خلعه فخلعوه فى سابع عشر صفر وحبس بقوص ثم قتل فى جمادى الآخرة وكانت دولته نحوا من سبعين يوما وأقاموا أخاه الملك الأشرف كجك وهو متميز فسلطنوه وخطب له بدمشق وغيرها في ربيع الأول وكان أخوه الملك الناصر أحمد بالكرك فلما بلغه ولاية أخيه الأشرف الذى هو أضغر إخوته تحركت
____________________
(6/226)
همته فسار فى شهر رمضان من الكرك إلى القاهرة وقد كان الأمير قطلوبغا الفخرى اتفق مع الأمراء على الشخوص إلى القاهرة وولاية أحمد صاحب الكرك وتنازل الفخرى وألطنبغا نائب دمشق وتراسلوا فذهب ألطبنغا على حمية إلى مصر منهزما واستقر الفخرى بدمشق إلى رمضان فتوجه هو ونائب حلب طشتمر المعروف بحمص أخضر فدخلا القاهرة وتوجه قضاة الشام فاجتمعوا كلهم وخلعوا الملك الأشرف كجك خلعه الخليفة الحاكم بحضور قضاة مصر والشام وذلك لصغر سنة وعجزه عن القيام بمصالح الرعية فكانت دولته نحو سبعة أشهر وبايعوا السلطان الملك الناصر أحمد بيعة لم يتفق لغيره مثلها وذلك يوم الاثنين عاشر شوال بحضور أمراء مصر والشام وقضاة القضاء بمصر والشام فأقام كذلك إلى ثانى الحجة منها فسار إلى الكرك بأمواله وخيله ورجاله ومعه كاتب السر وناظر الجيش وطشتمر المذكور محتفظا عليه وقد كان ولى الفخرى نيابة دمشق فجهز إليه فقبض عليه بالطريق فضربت عنقه وعنق طشتمر خارج الكرك فى العشر الأخر من ذى الحجة ثم قتل ألطنبغا
____________________
(6/227)
نائب ابشام وجماعة من الأمراء المصريين
ومات بدمشق خطيبها المفتى الإمام بدر الدين محمد بن قاضى القضاة جلال الدين القزوينى الشافعى وقد ناب فى الحكم عن والده فى الكرة الأخيرة
ومات ببلبيس المعمر أبو الفتوح عبد الله النصير بن محمد الأنصارى عن ثمان وتسعين سنة حدث عن الفضل 375 و بن رواحة وغيره
ومات بدمشق مقرئها العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن على الرقى ثم الدمشقى الحنفى الأعرج عن أربع وسبعين سنة حدث عن الفخر وطائفة وقرأ على الفاروثى
____________________
(6/228)
والفاضلى وأقرأ بالأشرفية توفى فى سلخ صفر
ومات الحافظ العلامة إمام المحدثين جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكى عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف القضاعى ثم الكلبي الحلبي ثم الدمشقي المزي الشافعي صاحب تهذيب الكمال وكتاب الأطراف ولد فى العاشر من ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وستمائة بحلب وسمع بدمشق فى سنة خمس وسبعين من ابن أبي الخير وابن علان والإربلى والشيخ شمس الدين وابن البخارى وخلق من هذه الطبقة وغيرهم وهلم جرا وحدث بالكثير من مسموعاته وحمل عنه طوائف من الفقهاء والحفاظ وغيرهم وبه ختم شيخنا الذهبى طبقات الحفاظ له
توفى فى يوم السبت ثانى عشر صفر ودفن بالصوفية رحمه الله وكان مع تبحره فى علم الحديث رأسا فى اللغة
____________________
(6/229)
العربية والتصريف له مشاركة جيدة فى الفقه وغيره ذا حظ من زهد وتعفف ويقنع باليسير وقد شهد له بالإمامة جميع الطوائف وأثنى عليه الموافق والمخالف
ومات ببغداد المحدث المسند محب الدين أبو الربيع على بن عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر البغدادى عن ست وثمانين سنة حدث عن ابن أبي الدينة وطائفة
ومات فى جمادى الأولى ملك العرب مظفر الدين موسى بن مهنا ودفن بتدمر
ومات بعده بثمانية أيام نائب طرابلس أرنبغا الناصرى
وفى آخر هذا العام قتل قوصون الناصرى ونهبت أمواله بالقاهرة
____________________
(6/230)
سنة ثلاث أربعين وسبعمائة فى المحرم
أرسل أمراء الدولة إلى الملك الناصر أحمد بالكرك ليعود إلى القاهرة مستقر ملكه وملك أبيه فأجابهم إن كنت أنا السلطان فلا يأتمر على أحد الشام لى ومصر لى أيهما شئت أقمت به وقد أقمت نائبا لقضاء حوائج الرعية فلم يعجبهم هذا الجواب واضطربت آراؤهم ثم اتفقوا على خلعه فخلعوه فى ربيع الأول وعقدوا الملك لأخيه الملك المظفر عماد الدين إسماعيل وهو ابن نحو من سبع عشرة سنة وكانت دولة الناصر أحمد نحو خمسة أشهر وأياما وتوجه امراء دمشق بالمجانيق لحصار الكرك
وولى نيابة دمشق الأمير علاء الدين أيدغمش الناصرى فأقام نحو ثلاثة أشهر ومات فجأة فى رابع جمادى الآخرة وولى بعده نيابة دمشق الأمير سيف الدين طقزتمر الناصرى فدخلها فى نصف رجب
____________________
(6/231)
وفيها ولد لرجل من أهل الجبل ولد برأسين وأربع أيد فحكى لى شيخنا عماد الدين بن كثير قال ذهبت إليه ونطرت إليه فإذا هما ولدان قد اشتبكت أفخاذهما بعضها فى بعض وركب كل واحد منهما ودخل فى الآخر والتحمت فصارت جثة واحدة وهما ميتان
ومات مسند الشام المقرئ الصالح العابد أبو العباس أحمد بن على بن حسن بن داوود الجزرى ثم الصالحى الحنبلى عن ثلاث وتسعين سنة وسبعة أشهر حضر على ابنى عبد الهادى واليلدانى والبكرى وخطيب مردا وإبراهيم بن خليل وابن عبد الدايم وغيرهم وأجاز له ابن الزعبى والصرصرى وفضل الله الجيلى وعبد القادر القزوينى وخلق خرجت له من عواليه وتوفى في خامس شعبان وسمعت شيخنا الحافظ تقى الدين السبكى يقول لم أر أجلد منه على التلاوة والصلاة
____________________
(6/232)
ومات ببعلبك مسندها وخطيبها المعمر محيى الدين محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن على بن أحمد ابن عقيل السلمى الشافعى نزيل بلد بعلبك وشيخ الكتابة ولد سنة ثمان وخمسين وستمائة وسمع من ابن عبد الدايم والقاسم الإربلى والرشيد العامرى وابن هامل وطائفة استوعبهم شمس الدين بن سعد في جزء خرجه له وحدث عنه الذهبى فى معجمه وكان مجيدا للخطابة مليح الشكل كبير القدر عاقلا متصونا وهو والد شيخنا المجود بهاء الدين محمود توفى فى تاسع رمضان
ومات بالقاهرة القاضى الإمام الأوحد تاج الدين أبو محمد عبد الله بن على بن عبد الهادى المعروف بابن الأطريانى كاتب الإنشاء عن نحو ثمانين سنة حدث عن العز بن الصيقل وغيره
ومات بها الأديب الإمام البارع العلامة تاج الدين عبد الباقى بن عبد المجيد المخزومى المكى قدم مصر
____________________
(6/233)
والشام وتقدم عند صاحب اليمن وباشر فنون الإنشاء باليمن ثم تفرقت الدولة فصرف عن ذلك وأوذى فعاد إلى الحجاز وأقام بالمدينة وخطب بها نيابة ثم عاد إلى القاهرة ودرس بها ثم استوطن القدس وحضر إلى دمشق وحلب كتب عنه شيخنا أبو حيان من نظمه وصنف تصانيف مفيدة منها كتاب مطرب السمع فى شرح حديث أم زرع
ومات بظاهر دمشق الإمام الزاهد المفتى عبد الله بن محمد بن أحمد ابن أبي الوليد المالكى إمام محراب المالكية بالجامع الأموى حدث عن ابن البخارى
ومات الخطيب البليغ شمس الدين محمد بن
____________________
(6/234)
عبد الأحد بن الوزير الحنبلى خطيب الجامع الكريمى
ومات شيخ القراء الإمام بدر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بصخان الشافعى ودفن بباب الفراديس وله خمس وسبعون سنة حدث عن إسماعيل ابن الفرا وطبقته وتلا بالسبع على الدمياطى سنة أربع أربعين وسبعمائة فى رجب
جئ بتنكز مصبرا فى تابوت من الإسكندرية فدفن بتربته جوار جامعه 376 و بدمشق وفى منتصف شعبان
كانت الزلزلة العظمى العامة فهدمت مدينة منبج
____________________
(6/235)
وتهدمت منها أماكن بحلب وغيرها واستمرت تتعاهدهم بحلب إلى بعد عيد الفطر
وفيها قدم الصاحب مكين الدين إبراهيم بن قروينة من القاهرة على نظر الدواوين بالشام فى رمضان وصرف عنها الصاحب تاج الدين بن أمين الملك إلى طرابلس وفى شوال
قدم الصاحب شمس الدين موسى بن التاج عبد الوهاب من مصر إلى حلب على نظر الدواوين بها وفي مستهل ربيع الآخر
احترق سوق الصالحية من أوله إلى آخره
وولى قضاء الشافعية بحلب شيخنا الزاهد قاضى القضاة نور الدين محمد بن محمد بن الصايغ ودرس بعده بالدماغية بدمشق القاضى الإمام جمال الدين
____________________
(6/236)
أبو الطيب الحسين ابن قاضى القضاة تقى الدين السبكى وأخذ فى قول الله تعالى { وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه }
ومات المعمر الصالح كمال الدين محمد بن القاضى محيى الدين ابن الزكى القرشى الشافعى مدرس العزيزية والتقوية عن سن عالية سمع من ابن البخارى وغيره ودرس بعده بالتقوية القاضى الإمام تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب السبكى وأخذ فى قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة القدر }
ومات الإمام العلامة قاضى القضاة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن على بن أحمد بن يوسف الحنفى سبط ابن عبد الحق سمع جده أبا العباس وابن البخارى وغيرهما وولى قضاء الحنفية بالقاهرة ثم صرف عنه فى سنة ثمان وثلاثين فقدم دمشق وإليه
____________________
(6/237)
انتهت رياسة المذهب توفى فى ذى الحجة
ومات بحلب الحافظ الإمام شمس الدين محمد بن على بن أيبك السروجى ولد سنة خمس عشرة عام مولدى وسمع بالقاهرة من مشيخة الوقت وقدم دمشق غير مرة واعتنى بالرجال وبرع وكتب وتعب وكان فيه شهامة وقوة نفس توفى فى ربيع الأول
وفيه مات بالقدس القاضى الإمام النبيل شرف الدين أبو بكر بن محمد بن العلامة شهاب الدين محمود الحلبي وكيل بيت المال بدمشق توفى فجأة وولى بعده القاضى أمين الدين ابن القلانسى
ومات بظاهر دمشق الحافظ الإمام العلامة ذو الفنون شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادى المقدسى الصالحى الحنبلى ولد سنة خمس وسبعمائة
____________________
(6/238)
وسمع أبويه والقاضى تقى الدين سليمان وأبا بكر بن عبد الدايم وهذه الطبقة ولازم الحافظ المزى فأكثر عنه وتخرج به واعتنى بالرجال والعلل وبرع وجمع وصنف وتفقه بشيخ الإسلام تقى الدين بن تيمية وكان من جلة أصحابه ودرس بالمدرسة الصدرية وولى مشيخة الضيائية والصبابية وتصدر للاشتغال والإفادة وكان رأسا فى القراءات والحديث والفقه والتفسير والأصلين واللغة والعربية تخرج به خلق وروى الذهبى عن المزى عن السروجى عنه توفى يوم الأربعاء عاشر جمادى الأولى وسمعت شيخنا الذهبى يقول يومئذ بعد دفنه والله ما اجتمعت به قط إلا استفدت منه رحمهما الله
ومات بحلب المفتى الإمام شمس الدين محمد بن محمد بن إبراهيم السفاقسى المالكى فى رمضان
ومات بدمشق المعمر الصالح الخير زين الدين
____________________
(6/239)
عبد الرحيم بن إبراهيم بن كاميار القزوينى الأصل الدمشقى عن ثلاث وتسعين سنة حدث بالإجازة عن عثمان بن خطيب القرافة والبكرى وخلق
ومات المسند شهاب الدين أبو القاسم عبد الله بن على بن محمد بن عمر بن هلال الأزدى الدمشقى ولد سنة إحدى وسبعين وحضر ابن أبي اليسر ويحيى ابن الحنبلى وسمع ابن علان وطائفة توفة ى في منتصف رجب
ومات بالكرك الشرف محمد بن عبيد الله بن أحمد بن عمر بن أبي عمر المقدسي الصالحى ثم الكركى ثنا عن ابن البخارى انتهت إليه رياسة عمل المنجنيق وبه قتل فى جمادى الأولى
ومات بالقاهرة العلامة تاج الدين أحمد بن عثمان
____________________
(6/240)
ابن إبراهيم ابن التركمانى الشافعى أحد أركان المذهب
ومات بالقريتين ملك العرب شرف الدين عيسى ابن فضل ابن أخى الملك مهنا ونقل فدفن بحمص
ومات بدمشق الحافظ الإمام العلامة ذو الفنون أقضى القضاة تقى الدين أبو الفتح محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن على بن تمام السبكى الشافعى ولد بالمحلة فى ربيع في ربيع الآخر سنة خمس وسبعمائة وأحضر على أبوى الحسن على بن عيسى بن القاسم وعلى بن محمد بن هارون التغلبى وغيرهما وسمع من الحسن الكردى وعلى بن عمر الوانى ويونس الدبوسى وست الوزراء وخلق وأجاز له عام مولده الحافظ شرف الدين الدمياطى وغيره وحدث وكتب بخطه المليح المتقن شيئا كثيرا وانتقى على جماعة من شيوخه وكتب العالى والنازل وبرع فى الفقه والأصلين والحديث واللغة وأفتى ودرس وأفاد وتلا بالسبع على
____________________
(6/241)
الأستاذ أبي حيان وأخذ عنه علم العربية وتفقه بجده وأبي عبد الله السنباطى وشيخ الإسلام السبكى وناب فى الحكم وتوفى فى ثانى عشر ذى القعدة رحمه الله
ومات بحلب فى ذي الحجة العلامة كمال الدين عمر بن محمد بن عثمان ابن العجمى في حدود الأربعين سمع بدمشق من جماعة من جماعة وأفتى ودرس وناظر سنة خمس وأربعين وسبعمائة فى صفر
فتحت الكرك وقبض على السلطان الملك الناصر أحمد ثم قتل ودفن هناك واحتمل رأسه إلى القاهرة وزين البلد وفي ذى الحجة
قدوم شيخنا الصاحب تقى الدين ابن مراجل من القاهرة على نظر الدواوين بالشام
____________________
(6/242)
وفي سادس رمضان
أثلجت السماء ثلجا عاما بحيث إنه أصبح على الأسطحة نحو الذراعين 377 و وفى بعض الأماكن طول الرمح وتقطعت السبل وهلك الدواب والمواشى ومات خلق من السفارة بالطرق واستمر ذلك خمسة أيام تباعا ولم يزل يتعاهدنا الثلج إلى ثانى شوال
ومات بظاهر دمشق المعمر الصالح شمس الدين محمد بن على بن هكام القيسى المعروف بابن البلوط حدث عن ابن عبد الدايم
ومات بالقاهرة شيخ النحاة العلامة أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حيان النفزى الجيانى ثم المصرى الظاهرى عن تسعين سنة وأشهر حدث عن محدثى الأندلس والقاهرة وغيرهم وعنى بالحديث والفقه والتفسير واللغة وأما العربية فهو حامل لوائها وقد
____________________
(6/243)
سارت بذكره وتصانيفه ونظمه ونثره الركبان فى أقطار البلدان تخرج به أئمة ودرس بالقبة المنصورية وغيرها وتوفى فى ثامن عشرين صفر أضر فى آخر أيامه
ومات بدمشق العلامة قاضى القضاة جلال الدين أبو المفاخر أحمد بن قاضى القضاة حسام الدين بن أحمد بن الحسن بن أنو شروان الرازى ثم الدمشقى الحنفى عن ثلاث وتسعين سنة ونصف حدث عن ابن البخارى وغيره وناب فى الحكم بدمشق عن والده ثم ولى استقلالا ثم عرض له صمم فصرف بالقاضى شمس الدين بن الحريرى ودرس بالخاتونية والريحانية والقصاعين وإليه المنتهى فى مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم توفى فى رجب ودفن بمدرسته التى أنشأها بدمشق المعروفة بالجلالية وكانت سكنه رحمه الله
____________________
(6/244)
ومات بأطرابلس شيخنا مجد الدين محمد بن عيسى بن يحيى بن أحمد أبو الخطاب السبتى المصرى ثم الدمشقى الصوفى عن اثنتين وسبعين سنة حدث ب جامع الترمذى عن ابن ترجم وولى مشيخة دويرة حمد بباب البريد
ومات بدمشق شيخ الأدب الإمام ذو الفنون نجم الدين على بن داوود بن يحيى بن كامل القرشى القحفازى الحنفى خطيب جامع تنكز ومدرس الحنفية بالظاهرية سمع من البرهان ابن الدرجى وغيره ولد سنة ثمان وستين وولى بعده الخطابة القاضى عماد الدين ابن العز
ومات بالصالحية المعمر الصالح الرئيس الكامل زين الدين عبد الرحمن بن على بن حسين بن مناع التكريتى ثم الدمشقى ولد فى رمضان سنة اثنتين وستين وستمائة
____________________
(6/245)
وحدث بالصحيح وغيره عن ابن عبد الدايم وتوفى فى خامس شعبان وكان رجلا مهيبا نبيلا منور الشيبة كريم الأخلاق محتشما أقعد فى أواخر عمره
ومات المسند المقرئ المعمر أبو عمر عثمان بن سالم بن خلف البذى المقدسى ثم الدمشقى الصالحى الحنبلى حدث بصحيح مسلم عن ابن عبد الدايم توفى فى شعبان وقد جاوز المئة
ومات الإمام المفتى الكبير الزاهد أبو عمرو أحمد بن أبي الوليد محمد بن ابي جعفر أحمد ابن قاضى الجماعة أبي الوليد محمد الإشبيلى ثم الدمشقى المالكى ولد بغرناطة سنة اثنتين وسبعين ثم قدم دمشق فسمع من ابن البخارى وابن مؤمن والفاروثى وغيرهم حدث عنه الذهبى وأم بمحراب المالكية بالجامع توفى فى ثانى رمضان وكان يخضب
____________________
(6/246)
ومات بالقاهرة الأمير العالم الكبير علم الدين أبو سعيد سنجر الجاولى الممنصورى سمع من قاضى الشوبك دانيال مسند الشافعي في سنة ثمان وثمانين وشرحه بإعانة غيره فى عدة أسفار وله آثار حسنة بالبلاد الشامية وغيرها توفى فى رمضان
ومات ببرزة خطيبها المعمر الصدر سليمان بن أحمد البانياسى ثم الدمشقى الشافعى عن إحدى وثمانين سنة سمع من ابن البخارى وهو خطيب وحدث عنه خطيب توفى فى شوال
وماتت بالصالحية الشيخة الصالحة الخيرة المعمرة أم عبد الله حبيبة بنت الخطيب عز الدين إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسية عن إحدى وتسعين سنة حدثت عن ابن عبد الدايم وغيره وأجاز لها فى سنة أربع وخمسين وستمائة محمد بن عبد الهادى وابن السرورى
____________________
(6/247)
وابن عوة وطائفة وكانت سوداء ماتت فى ذى القعدة ولم تتزوج
وفى ليلة الجمعة ثانى عشر القعدة مات شيخنا الإمام العلامة بقية السلف قاضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن إبراهيم ابن النقيب الشافعى عن بضع وثمانين سنة حدث عن ابن البخارى وغيره وجالس شيخ الإسلام محيى الدين النووى وولى قضاء حمص ثم أطرابلس ثم حلب ثم صرف ودرس بالشامية الكبرى عوضا عن ابن جملة وكان أحد أوعية العلم ودرس بعده بالشامية شيخ الإسلام السبكى سنة ست وأربعين وسبعمائة فى ليلة الخمسين رابع ربيع الآخر
مات المولى السلطان الملك الصالح إسماعيل بن الملك الناصر محمد بن قلاوون الصالحى واستقر أخوه
____________________
(6/248)
الملك الكامل شعبان فكانت أيام الصالح ثلاث سنين وثلاثة أشهر ولما ملك الملك الكامل شرع فى تفريق كبار الأمراء فجهز الأمير سيف الدين آل ملك إلى صفد بعد نيابة مصر وسيف الدين قمارى إلى طرابلس وسيف الدين طقزتمر إلى مصر بعد نيابة دمشق والحاج أرقطاى إلى حلب وسيف الدين يلبغا اليحياوى إلى دمشق بعد نيابة حلب وسيف الدين آق سنقر إلى مصر بعد نيابة طرابلس وسنجر الأمير حسام طرنطاى البجمقدار إلى دمشق بعد حجوبية مصر وسيف الدين طقتمر الخليلى إلى نيابة حمص بعد حجوبية دمشق وسيف الدين أياز إلى غزة بعد نيابة جعبر فقدم الأمير سيف الدين يلبغا إلى دمشق 378 و على نيابتها بكرة يوم السبت ثالث عشر جمادى الأولى
وفيه عزل الصاحب تقى الدين ابن مراجل عن نظر
____________________
(6/249)
الدواوين بدمشق وولى الصاحب بهاء الدين ابن سكرة الحلبى وفى منتصف الشهر
مات شيخنا الرئيس الإمام عز الدين محمد بن أحمد بن المنجا التنوخى الحنبلى محتسب دمشق وناظر الجامع حضر زينب بنت مكى وكان رجلا خيرا دمث الأخلاق ذا شارة وبزة حسنة وسيما مجتهدا فى لف العمامة ودرس بعده بالحنبلية عز الدين حمزة بن شيخ السلامية
وولى الحسبة عماد الدين بن الشيرازى
ومات بأطرابلس قاضيها كان العلامة حسام الدين حسن بن رمضان القرمى مدرس الناصرية بالجبل تفقه للشافعى وبرع فى علم الحديث وصنف وأفاد وكان أحد الأئمة
ودرس بعده بالناصرية شيخنا نجم الدين بن قوام
____________________
(6/250)
وفي غرة جمادى الآخرة
مات بالقاهرة الأمير سيف الدين طقزتمر نائب الشام كان وفى ثانى عشره
مات القاضى الإمام علاء الدين على بن محمد بن محمد بن أبي العز الحنفى خطيب جامع الأفرم ونائب الحكم عن القاضى عماد الدين الطرسوسى
وولى بعده نيابة الحكم شيخنا الإمام شرف الدين الكفرى
وفيه مات بحمص نائبها الأمير سيف الدين طقتمر الخليلى صاحب المدرسة الخليلية بدمشق ونقل إلى دمشق فى تابوت ودفن بالقبيبات
____________________
(6/251)
ومات الأمير سيف الدين أياز الساقى نائب غزة بها وفى رجب
مات شيخنا الإمام القدوة الزاهد نجم الدين أبو بكر بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن قوام البالسى ثم الدمشق الشافعى ودفن بزاوية جده بقاسيون درس بالناصرية بالجبل وثنا عن عمر بن القواس وغيره
ومات بطيبة المشرفة المحدث المفيد الزاهد نور الدين على بن محمد بن أبي القاسم فرحون بن محمد بن فرحون فى رجب وفى سابع عشر منه
مات بدمشق القاضى الرئيس النبيل بدر الدين محمد بن القاضى محيى الدين يحيى بن فضل الله
____________________
(6/252)
العمرى العدوى صاحب ديوان الإنشاء بدمشق
وولى بعده القاضى تاج الدين بن الزين خضر وفى عاشر شعبان
مات الصاحب بهاء الدين أبو بكر بن موسى بن سكرة الحلبى ناظر الدواوين بالشام
وولى بعده الصاحب علاء الدين ابن الحرانى وفى ذي القعدة
مات بدمشق الأمير علاء الدين على بن معبد البعلبكى ودفن إلى جانب والده داخل دمشق بتربة أنشأها له وجعلها دار قرآن وفى ذى الحجة
مات الأمير الكبير جنكلى بن محمد بن البابا بمصر
____________________
(6/253)
والأمير سيف الدين قمارى نائب طرابلس بها
والأمير سيف الدين آل ملك نائب صفد بها
والأمير سيف الدين ألمش الحاجب كان بدمشق توفى ببانياس ونقل في محفة فدفن بالقبيبات سنة سبع وأربعين وسبعمائة فى جمادى الأولى منها
خرج نائب دمشق الأمير سيف الدين يلبغا ومعه الأمراء فنزلوا بميدان الحصا وكتب إلى النواب بحلب وحماة وحمص وطرابلس وغيرها بما فعله فأجابوه إلى ذلك سوى نائب حلب وقدموا عليه فى جملة من عساكرهم فحلفوا له مع أمراء دمشق وأقاموا معه فلما بلغ أهل مصر ما فعله أهل الشام انتحوا لأنفسهم وانعزلوا عن السلطان الملك الكامل ولاموه فيما فعله بكبار الأمراء فحلف ألا يعود فلم يطمئنوا إليه واجتمعوا
____________________
(6/254)
بالخليفة الحاكم والقضاة وأبدوا لهم ما فعله السلطان بالأمراء من سفك دمائهم وتشتيتهم عن أوطانهم فاتفقوا على خلعه فخلعوه واعتقلوه هو وجماعة من بطانته فكانت دولته أربعة عشر شهرا
وتملك بعده أخوه الملك المظفر حاجى ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون فى مستهل جمادى الآخرة
وقدم الأمير بيغرا إلى دمشق بالبشارة بذلك فرجعت العساكر ودخل نائب الشام فى عسكر عظيم حوله نواب السلطنة بحماة وحمص وأطرابلس وصفد وعسكر دمشق واستقبلهم الناس بالشمع وامتدحهم الشعراء وبين أيديهم الأسد وكان يوما مشهودا ثم خنق الكامل فى اليوم الثالث من خلعه
وفي هذا العام أنشئ الجامع السيفى يلبغا بدمشق وفي ربيع الآخر
مات القاضى تاج الدين محمد بن الزين خضر
____________________
(6/255)
المصرى صاحب ديوان الإنشاء بالشام وولى بعده القاضى الإمام ناصرالدين محمد بن الصاحب شرف الدين يعقوب الحلبى فقدم إلى دمشق من حلب فى ثانى عشر جمادى الأولى وفى هذا الشهر
مات ببعلبك شيخنا الإمام القدوة محيى الدين عبد القادر ابن الإمام الحافظ شرف الدين أبي الحسين على بن محمد ابن اليونينى شيخ بلد بعلبك حدث عن الفخر وطائفة وفى رجب
مات بأطرابلس قاضيها الإمام شهاب الدين أحمد بن شرف بن منصور الزرعى الشافعى وكان عمل نيابة الحكم بدمشق وفى شعبان
مات بدمشق شيخنا القاضى الإمام العالم الرئيس
____________________
(6/256)
الكامل تقى الدين أبو محمد عبد الكريم ابن قاضى القضاة محيى الدين ابي الفضل يحيى ابن قاضى القضاة محيى الدين أبي المعالى محمد ابن قاضى القضاة زكى الدين أبي الحسن على بن قاضى القضاة منتخب الدين أبي المعالى محمد بن يحيى بن على بن عبد العزيز القرشى الأموى العثمانى المصرى ثم الدمشقى الشافعى
ولد ليلة عرفة سنة أربع وستين وستمائة بالقاهرة ثم قدم دمشق فتفقه بها وسمع من ابن البخارى وغيره
وولى مشيخة الشيوخ ودرس بأماكن وكان رجلا ساكنا عاقلا مهيبا وقورا ذا غور 379 و ودهاء وفيه مكارم وإفضال رحمه الله
ومات السيد الشريف النقيب علاء الدين على ابن السيد النقيب زين الدين الحسين بن محمد بن عدنان الحسينى نقيب العلويين بدمشق
ولد فى مستهل سنة خمس وثمانين وسمع من ابن
____________________
(6/257)
البخارى وباشر المواريث ثم نقابة السادة وتوفى فى شعبان
وولى بعده السيد زين الدين الحسين ابن عمه
ومات الشيخ الصالح الزاهد أبو عبد الله محمد بن موسى بن محمد بن حسين القرشى الصوفى الصالحى أحد مشايخها الزهاد
ولد سنة ست وستين وسمع الشيخ شمس الدين وابن البخارى وغيرهما وتوفى فى رمضان ودفن بزاوية جده بقاسيون
ومات شيخنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن غنايم ابن المهندس الحنفى سمع الفخر وابن شيبان وخلقا وباعتناء أخيه المحدث شمس الدين وولى مشيخة الكاملية بالجبل بعد أخيه توفى فى شوال
____________________
(6/258)
وفيه
ماتت المعمرة الصالحة العابدة أم إبراهيم فاطمة بنت الخطيب عز الدين إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسية الصالحية خاتمة أصحاب إبراهيم بن خليل وآخر من حدث بالإجازة عن محمد بن عبد القادر وابن السرورى وابن عوة وخطيب مردا توفيت في شوال عن أزيد من ثلاث وتسعين سنة
ومات شيخنا المعمر الثقة زين الدين أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرانى ثم الدمشقى الحنبلى أخو شيخ الإسلام تقى الدين
ولد بحران سنة ثلاث وستين وسمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وابن عبد والشيخ شمس الدين وخلقا توفى فى ذى القعدة
____________________
(6/259)
ومات بقطنا الزاهد القدوة الشيخ على بن عبد الله القطنانى وكان له أحوال وكشف وكرم وفى شوال
صرف الصاحب علاء الدين الحرانى ناظر الدواوين بالشام وولى الصاحب تقى الدين بن هلال سنة ثمان وأربعين وسبعمائة فى جمادى الأولى
جاء الخبر إلى دمشق بمسك جماعة من كبار أمراء مصر منهم آق سنقر والحجازى وبيدمر البدرى وغيرهم تتمة ستة فجمع نائب الشام الأمير سيف الدين يلبغا الأمراء بعد الموكب واستشارهم فيما يصنع فاختلفوا عليه فكاتب إلى النواب بالبلاد الشامية فأجابه بالطاعة نائب حلب أرغون شاه فتحول نائب دمشق بأهله وخزائنه إلى القصر الظاهرى فأقام به أياما فقدم عليه أمر
____________________
(6/260)
السلطان يعلمه أنه قد كتب تقليد أرغون شاه نائب حلب بنيابة دمشق ويأمره بالشحوص إلى القاهرة فانتهز الرسول ورده بغير جواب فلما كان من الغد وهو يوم الخميس منتصف الشهر خرج بجميع أهله وغلمانه ودوابه وحواصله إلى خارج البلد عند قبته المعروفة به اليوم وخرج معه أبوه وإخوته وجماعة من الأمراء منهم قلاوون وسيفاه فيمن أطاعهم فباتوا ليلتئذ بأرض القبيبات فلما كان من الغد يوم الجمعة نودى فى البلد من تأخر من الأمراء والجند عن الوطاق شنق على باب داره فتأهب الناس للخروج وطلع الأمراء فاجتمعوا إلى السنجق السلطانى تحت القعلة فلما تكاملوا ساروا نحوه بعد صلاة الجمعة ليمسكوه فجهز ثقله وزاده وما خف عليه من أمواله ثم ركب بمن أطاعه ووافاه الجيش عند ركوبه وهابوا أن يبدأوه بالشر فتقدمهم وساقوا وراءه وأما أهل القبيبات وعوام الناس والأجناد البطالة فنهبوا خامه وكانت قيمته
____________________
(6/261)
مايزيد عن مائة ألف درهم فقطعوه ونهبوا مطبخه وما قدروا عليه من الشعير والجمال والمتاع وأما العسكر فساقوا خلفه وتتابعت عليه الجيوش وأحاطت به العرب من كل جانب فألجئوه إلى واد بين حماة وحمص فدخل إلى نائب حماة بعد أن قاسى من الشدائد ما قاسى فاستجار به فأجاره وأنزله وأكرمه وكتب إلى السلطان الملك المظفر يعلمه بذلك فجاءه الجواب بمسكه فقبض عليه نائب حماة وقيده وأرسل به محتفطا عليه فلما وصل إلى قاقون جاءه أمر الله فخنق هناك واحتزوا رأسه ومضوا به إلى القاهرة
ثم قدم إلى دمشق شيخنا الأمير نجم الدين ابن الزيبق صحبة الصاحب علاء الدين الحرانى للحوطة على أموال يلبغا ومن تبعه من الأمراء
ومات الأمير سيف الدين قلاوون الناصرى فى هذه الأيام بحمص
____________________
(6/262)
وفى جمادى الأولى
عزل الصاحب تقى الدين بن هلال من نظر الدواوين بالشام ثم مات فى رجب
وولى بعده الصاحب شمس الدين موسى بن عبد الوهاب القبطى ثم عزل فى ذي الحجة منها بالصاحب جلال الدين ابن الأجل ثم اعيد فى صفر من العام الآتى وفى ثامن عشر جمادى الآخرة
قدم الأمير سيف الدين أرغون شاه من حلب على نيابة دمشق
ومات قاضى القضاة وشيخ الشيوخ شرف الدين أبو عبد الله محمد ابن قاضى القضاة معين الدين أبي بكر بن ظافر الهمذانى النويرى المالكى فى ثانى المحرم عن بضع وثمانين سنة
____________________
(6/263)
وولى بعده قضاء المالكية نائبه الإمام جمال الدين محمد بن عبد الرحيم المسلاتى
ومشيخة الشيوخ شيخنا علاء الدين على بن محمود القونوى الحنفى الصوفى
ومات المعمر الصالح أبو محمد عبد الرحمن بن الفقيه أحمد بن محمد بن محمود المرداوى ثم الدمشقى الصالحى ابن قيم الصاحبة
ولد سنة ستين وستمائة حدث عن ابن 380 و عبد الدايم وعبد الوهاب المقدسى توفى في المحرم
ومات شيخنا تقى الدين أحمد بن الصلاح محمد بن أحمد بن بدر بن تبع البعلى ثم الدمشقى الشافعى ولد فى المحرم سنة اربع وثمانين وسمع من ابن البخارى وطائفة وأسره التتار عام غازان ثم خلصه الله من أيديهم
وكان رجلا صالحا لطيفا خفيف الروح صاحب
____________________
(6/264)
ملح ونوادر وكان يتكلم بعدة ألسنة
ومات بالقدس شيخنا الإمام علاء الدين أبو الحسن على بن أيوب بن منصور أحد فقهاء الشافعية ومدرس الصلاحية عن بضع وثمانين سنة
حدث عن ابن البخارى وغيره وبرع فى الفقه واللغة والعربية وعنى بالحديث وتفقه بالشيخ تاج الدين ودرس وأفتى وناظر وأفاد وسمع الكتب الكبار المطولة وكان يكتب اسمه فى الطباق عليان اختلط قبل موته بمدة توفى فى منتصف رمضان
ومات بدمشق شيخنا الأمير نجم الدين داوود بن أبي بكر بن محمد البعلى ثم الدمشقى المعروف بابن الزيبق
حدث عن ابن جوشكين والتاج عبد الخالق وبنت كندى وكان رجلا شجاعا حازما عاقلا سئوسا
____________________
(6/265)
مهيبا تنقل فى المباشرات بدمشق وغيرها توفى فى رجب
وفيه مات الشيخ نجم الدين أبو الفتح أحمد ابن العلامة شمس الدين محمد ابن أبي الفتح البعلى ثم الدمشقى
حدث عن ابن البخارى وطائفة وكان مغفلا
ومات بدمشق فى شعبان الأمير الكبير حسام الدين طرنطاى بن عبد الله البجمقدار الناصرى أحد أمراء الألوف بدمشق عن سن عالية
حدث عن عيسى المطعم وأبي بكر بن عبد الدايم وابن الشحنة وولى حجوبية مصر والشام وكان ذا حزم وخبرة رحمه الله
ومات بالصالحية الشيخ الإمام العالم الزاهد الورع الناسك عز الدين أبو عبد الله محمد بن
____________________
(6/266)
إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسى الصالحى الحنبلى عن خمس وثمانين سنة
حدث بصحيح مسلم عن ابن عبد الدايم حضورا وسمع من الشيخ شمس الدين وطائفة وخطب بالجامع المظفرى ودرس بأماكن وكان رحمه الله على سمت السلف هديا ودلا مواظبا على تشييع الجنائز وتلقين الموتى طلق الوجه حسن البشر مهيبا وقورا أمارا بالمعروف توفى فى رمضان
وفى رمضان قتل السلطان الملك المظفر حاجى بن محمد بن قلاوون الناصرى
وولى بعده أخوه الملك الناصر حسن بن محمد وكانت دولة المظفر خمسة عشر شهرا وفى ليلة الاثنين ثالث ذى القعدة
مات شيخنا الحافظ الإمام العلامة مؤرخ الشام
____________________
(6/267)
ومحدثه ومفيده شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركمانى الفارقى الأصل الدمشقى المعروف بالذهبى الشافعى مصنف كتاب الأصل وصاحب كتاب تاريخ الإسلام وسير النبلاء والميزان وغير ذلك
ولد سنة ثلاث وسبعين وسمع الحديث فى سنة اثنتين وتسعين وهلم جرا فحدث عن عمر بن القواس والشرف ابن عساكر والأبرقوهى وخلق وشيوخه فى معجمه الكبير نحو ألف وثلاثمائة بالسماع والإجازة وأجاز له خلق من أصحاب ابن طبرزد و حنبل والكندى وابن الحرستانى وخرج لجماعة من شيوخه وجرح وعدل وفرع وأصل وصحح وعلل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيرا من تواليف المتقدمين والمتأخرين وصنف الكتب المفيدة السائرة
____________________
(6/268)
فى الآفاق وخطب بكفر بطنا مدة ثم ولى مشيخة الحديث بأماكن ولم يزل يكتب ويدأب حتى أضر فى سنة إحدى وأربعين توفى فى هذا العام رحمه الله
ومات فى ذى الحجة بالمزة الإمام العلامة قاضى القضاة عماد الدين أبو الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم الطرسوسى الحنفى حدث عن ابن البخارى وغيره وولى قضاء الحنفية بدمشق فى سنة سبع وعشرين بعد القاضى صدر الدين البصراوى فشكرت سيرته وأحكامه وكان رجلا جليلا مهيبا وقورا كثير التلاوة متعبدا وولى بعده ابنه نجم الدين إبراهيم سنة تسع وأربعين وسبعمائة فى أولها
أولها اشتهر أن السلطان الشيخ حسن الكبير حاكم بغداد وجد دفينا فى بعض خرائب دور الخلافة
____________________
(6/269)
ببغداد مقدار عشرة قناطير ذهب فى خوابى نحاس مسلسلة وأنه أبطل بسبب ذلك مظالم ومكوس وفى أواخر صفر
من هذا العام كان الطاعون العام بأقطار البلدان وامتد إلى أواخر المحرم من العام القابل فقيل مات بالقاهرة ومصر فى اليوم الواحد نحو أحد عشر ألف نفس وأما دمشق فأكثر ما ضبط فى اليوم أربعمائة نفس
فممن مات من المشهورين بالقاهرة ومصر العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن لاحق المعروف بابن عدلان عن بضع وثمانين سنة درس بأماكن وناب فى الحكم عن الإمام تقى الدين ابن دقيق العيد قبل السبعمائة وتخرج به أئمة
____________________
(6/270)
الإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن ابن اللبان الإسعردى مدرس قبة الإمام الشافعى
والإمام الأصولى شمس الدين محمود بن عبد الرحمن بن أحمد الأصبهانى الحافظ
والحافظ شهاب الدين أحمد بن أيبك بن عبد الله الدمياطى
والمحدث المفيد شرف الدين صالح بن عبد الله القيمرى
وقاضى الإسكندرية الإمام جمال الدين محمد بن محمد بن سبط القيسى
وابنه القاضي جمال الدين
____________________
(6/271)
وبحلب شيخنا الفقيه العلامة جمال الدين يوسف بن مظفر بن عمر ابن الوردى
وزاهدها الشيخ على بن محمد بن نبهان الرقى الأصل الجبرينى
وقاضيها شيخنا الإمام نور الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد القادر ابن الصايغ الشافعى
وبدمشق القاضى الإمام عز الدين محمد بن عيسى ابن الأقصرائى الحنفى نائب الحكم
وشيخنا شمس الدين محمد بن الصلاح الشهرزورى مدرس القيمرية
وخطيب دمشق 381 و البليغ تاج الدين عبد الرحيم
____________________
(6/272)
ابن القاضى جلال الدين محمد القزوينى
وولى بعده الخطيب جمال الدين محمود بن جملة
والحاكم العادل زين الدين عمر بن سعد الله بن النجيح الحرانى ثم الدمشقى الحنبلى حدث عن التقى ابن الواسطى وابن البخارى وطائفة
وأخوه السيف أبو بكر حدث عن الفخر وجماعة
وشمس الدين محمد بن عبد الهادى المقدسى محدث الصالحية حدث عن الفخر وغيره
والمعمر بهاء الدين على بن العز عمر بن أحمد بن عمر الشروطى عن تسع وثمانين سنة حدث بصحيح مسلم عن ابن عبد الدايم وخرجت له عوالى توفى فى المحرم
وفخر الدين عثمان بن عمر بن عثمان بن
____________________
(6/273)
الحرستانى المؤذن عن اثنتين وثمانين سنة حدث عن ابن البخارى وابن المجاور توفى في ربيع الأول
والعدل بهاء الدين محمد بن الإمام شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلى ثم الدمشقى الحنبلى حضر عمر بن القواس وسمع من طائفة وولى العقود ومشيخة الأسدية وأمه سكينة بنت الحافظ شرف الدين اليونينى حدثت عن أبيها والقاضى تاج الدين عبد الخالق والثقة شهاب الدين محمد بن أحمد بن هارون الساوجى الصوفى عن نحو سبعين سنة حدث بالترمذى عن ابن البخارى وولى مشيخة خانقاه القصاعين
والرئيس النبيل عماد الدين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى أبو المعالى ابن الشيرازى الدمشقى عن بضع وستين سنة حدث عن ابن البخارى حضورا وعن الأبرقوهى وولى
____________________
(6/274)
نظر الجامع والحسبة مرات وكان فيه شهامة توفى فى شعبان
وشيخ الشيوخ علاء الدين أبو الحسن على بن محمود بن حميد بن مؤمن القونوى ثم الدمشقى الحنفى مدرس القليجية
والقاضى الإمام العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن فضل الله العمرى صاحب ديوان الإنشاء بالشام كان وصاحب كتاب مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار فى عدة أسفار ولد فى شوال سنة سبعمائة وتوفى يوم عرفة أجاز له الأبرقوهى
وشيخنا زين الدين عبد الرحمن بن حافظ الآفاق جمال الدين أبى الحجاج يوسف بن الزكى المزى عن إحدى وستين سنة حدث عن ابن البخارى وخلق توفى فى جمادى الأولى
____________________
(6/275)
والإمام صدر الدين سليمان بن عبد الحكيم المالكى شيخهم ومدرس الشرابيشية وشيخ التنكزية بعد الذهبى
والإمام العلامة نور الدين فرج الأردبيلى الشافعى مدرس الناصرية والجاروخية وشارح منهاجى البيضاوى والنووى
والصدر النبيل شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد بن أبي العز الحرانى ثم الدمشقى المعروف بابن الصباب ولد سنة أربع وسبعين وستمائة وسمع من الشيخ شمس الدين وابن البخارى وهو واقف المدرسة الصبابية بدمشق
____________________
(6/276)
والتاجر الكبير 381 ظ شمس الدين أفريدون العجمى واقف المدرسة المليحة الأفريدونية خارج باب الجابية
والحافظ المفيد شرف الدين عبد الله بن محمد بن إبراهيم الوانى الحنفى مدرس العلمية
والحافظ نجم الدين سعيد بن عبد الله الدهلى البغدادى
وشهاب الدين أحمد بن على بن سعيد السيوانى الصوفى
وأحمد بن عيسى الكركى
____________________
(6/277)
وشمس الدين محمد بن حسن ابن النقيب الحربي التميمى
والحافظ شهاب الدين أبو الفتح أحمد بن شيخنا المحب عبد الله بن أحمد بن المحب المقدسى حدث عن عيسى المطعم وغيره
وعمه الصالح أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن المحب
وناصر الدين محمد بن طولبغا السيفى
ومحمد بن عبيد البالسى المحدث وأمم لا يحصيهم إلا الله تعالى سنة خمسين وسبعمائة فى ربيع الأول
قدم الأمير سيف الدين ألجى بغا المظفرى نائب
____________________
(6/278)
طرابلس إلى دمشق مختفيا فى جماعة من أصحابه فنزل ليلا على الأمير فخر الدين إياس الذى كان نائب حلب وكان نائب دمشق الأمير سيف الدين أرغون شاه تلك الليلة بالقصر الظاهرى فتلطف ألجى بغا وإياس بالبوابين ففتحوا ودخلوا إلى باب القصر فطرقوه بزعجة فخرج أرغون شاه مسرعا فقبضوه وسحبوه إلى خارج القصر عند المنيبع فذبحوه وأمسكوا السكين بيده وأحضروا من ليلتهم القاضى جمال الدين إبراهيم الحسبانى والشهود وسألوهم هل تعرفون هذا فأنكره القاضى والشهود فعرفوهم به وراودوهم أن يعملوا محضرا أنهم وجدوه مذبوحا وبيده السكين يعنون أنه ذبح نفسه فامتنع القاضى والشهود وأدركهم الصبح فظهر ألجى بغا وإياس ونصبوا الخيام بالميدان الكبير وأخرجوا كتابا مفتعلا على السلطان أنه أمرهم بما فعلوا وجلس ألجى بغا والموقعون فى الميدان فحكم ذلك اليوم وعلم على المراسيم كعادة النواب فلما كان فى اليوم الثانى أراد الخروج والعود إلى طرابلس فخرج
____________________
(6/279)
ذوو الرأى من الأمراء مثل ألجى بغا العادلى وبدر الدين بن خطير فى آخرين وهم ملبسون وأرادوا منعه من الخروج من دمشق حتى يكاتبوا إلى مصر ويستصحوا الخبر فانتدب لهم ألجى بغا الخارجى بمن معه بالسيوف فتأخر عنه الأمراء وخافوا الفتنة لكن قطعت يد ألجى بغا العادلى وخرج ألجى بغا المظفرى على حمية حتى قدم طرابلس وبلغ ذلك السلطان فأنكر على أمراء الشام بسبب ذلك وأرسل يطلب ألجى بغا المظفرى فخرج من طرابلس وشق العصا فركب العسكر فى طلبه وتوجه إليه جماعة من عسكر دمشق وضايقوه فى البرية حتى قبضوه وحضروا به إلى دمشق وحبسوه وإياس بالقلعة فورد المرسوم بقتلهما وإشهارهما فقتلا فى حادى عشرين ربيع الآخر وعلقا تحت القلعة 382 و نصفين وولى نيابة دمشق الأمير سيف الدين أيتمش الناصرى فقدمها فى جمادى الآخرة وكان لين الجانب
وفيها مات المعمر الصالح الزاهد شمس الدين محمد
____________________
(6/280)
ابن عبد الحليم الرقى الحنفي النقيب عن نحو تسعين سنة حدث عن أبي بكر ابن البشتى وغيره وكان من عباد الله الخاشعين
وماتت المعمرة أمة العزيز زينب بنت المحدث نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم ابن الخباز فى المحرم أو فى آخر ذى الحجة من العام الماضى حدثت عن ابن عبد الدايم وخلق جاوزت التسعين
ومات قاضى القضاة علاء الدين أبو الحسن على ابن العلامة زين الدين المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخى الدمشقى الحنبلى ولد سنة سبع وسبعين وسمع أباه وابن البخارى وابن شيبان وطائفة استوعبهم ابن سعد فى معجم خرجه له وتفقه بأبيه وغيره وأفتى ودرس وولى قضاء الحنابلة بعد ابن الحافظ فشكرت سيرته وكان رجلا وافر العقل حسن الخلق الحافظ كثير التودد توفى في ثامن شعبان وولى بعده القاضى جمال الدين المرداوى
____________________
(6/281)
سنة إحدى وخمسين وسبعمائة
فيها مات الشيخ الإمام العلامة ذو الفنون شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعى الدمشقى الحنبلى المشهور بابن قيم الجوزية تفقه بشيخ الإسلام تقى الدين ابن تيمية وكان من عيون أصحابه وأفتى ودرس وناظر وصنف وأفاد وحدث عن شيخه التعبير وغيره ومصنفاته سائرة مشهورة توفى فى رجب
ومات شيخنا العلم المسند سليمان بن عسكر الخواصى ثم الدمشقى المؤذن حدث عن عمر بن القواس والشرف ابن عساكر وجماعة وحج كثيرا بوظيفة أذان الركب وكان ينشد فى التهانى والتعازى بما يناسب ذلك وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى المنام سنة خمس وخمسين وشيخنا هذا واقف بين يديه يقرأ
____________________
(6/282)
{ وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل } الآية
ومات القاضى تقى الدين عبد الله ابن العلامة أقضى القضاة زين الدين ابن المرحل الشافعى درس بالعذراوية بعد أبيه وخطب بالشامية توفى بحلب
ومات بأطرابلس الرئيس الكبير النبيل فخر الدين ابن الحريرى ناظر الجيش بها
ومات بدمشق فى شعبان شيخنا الإمام الثقة الكبير المعمر شمس الدين أبو المظفر يوسف بن يحيى بن عبد الرحمن بن نجم ابن الحنبلى الشيرازى الأصل الصالحى الحنبلى حدث عن ابيه والشيخ شمس الدين وطائفة ودرس بمدرسة الصاحبة بالجبل ولد سنة خمس وستين وكان عبدا صالحا
ومات بدمشق الإمام العلامة مفتى الشام فخر الدين
____________________
(6/283)
محمد بن على المصرى الأصل الدمشقى الشافعى كهلا حدث عن ابن الجرائدى وبنت 382 ط شكر وجماعة وناب فى الحكم عن القاضى جلال الدين القزوينى وأفتى ودرس بالرواحية والدولعية وغيرهما
وكان يلقى دروسا حافلة ويورد فى دروسه من الأحاديث الطوال حفظا سردا من غير توقف وكان كثير التلاوة مغترا بالتجارة رحمه الله سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة
اتفق المصريون على خلع السلطان الملك الناصر حسن فخلعوه فى رجب وأقاموا أخاه الملك الصالح صالح وكان الناصر حسن قد أقام الأمير سيف الدين منجك وزيرا وبيبغاروس نائبا بالقاهرة ومغلطاى البورى رأس نوبة وكان إليهم الحل والعقد فلما حج بيبغا فى العام الماضى توهم الأمراء أنه حج لأمر يريده فأردفوه
____________________
(6/284)
بالأمير طاز فلما قضوا أمر الحج قبض طاز على بيبغا واحتفظ عليه فقدم به وبالملك المجاهد صاحب اليمن وبرميثة صاحب مكة وبطفيل صاحب المدينة فهؤلاء أربعة ملوك قدم بهم طاز حتى وطئوا بساط السلطان الملك الناصر فأنعم على صاحب اليمن ومن معه وعظم أمر طاز عند الأمراء فأرادوا إنشاء دولة من جهتهم فخلعوا الناصر واعتقلوه فكانت دولته نحوا من ثلاث سنين وتسعة أشهر وسلطنوا الملك الصالح وقام بتدبير الملك شيخو وطاز وصرغتمش ولم يكن بهم بأس فاعتقلوا الوزير منجك ومغلطاى رأس نوبة وعزلوا أيتمش من نيابة دمشق فى آخر رجب وأحضروه إلى مصر وأخرجوا بيبغاروس من القاهرة على نيابة حلب فى أوائل شعبان
وولى أرغون الكاملى نيابة دمشق فدخلها من حلب فى حادى عشر شعبان
وفيها مات شيخنا الزاهد عماد الدين أحمد
____________________
(6/285)
ابن عبد الهادى المقدسى الحنبلى والد الحافظ شمس الدين ثنا عن الشيخ والفخر
ومات المولى الصاحب الأثير علاء الدين على بن الحرانى بالقدس فى رمضان ولى نظر الشام مرات وكان عفيفا دينا متصونا مطرح التكلف انقطع بأخرة بالقدس والرملة حتى مات رحمه الله
ومات شيخنا الإمام العلامة قاضى القضاة ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن قاضى القضاة كمال الدين عمر بن قاضى القضاة عز الدين عبد العزيز العقيلى الحبلى الحنفى المعروف بابن العديم ولد سنة تسع وثمانين وحدث عن الأبرقوهى وولى قضاء حلب بعد أبيه توفى بحلب فى شعبان وفى غرة ذى الحجة
مات شيخنا الأمير السيد الشريف علاء الدين على بن الخطيب شرف الدين أحمد بن محمد بن على
____________________
(6/286)
العباسى أحد أمراء العشرات بدمشق ولد بشيزر إذ كان أبوه خطيبها فى سنة إحدى وثمانين وأحضر على شامية بنت البكرى ثم قدم دمشق وولى القدس ثم استادارية تنكز نائب الشام ثم ولى شاد الأوقاف وكان 383 و شكلا حسنا مهيبا خليقا للإمارة حدثنا عن شامية
وماتت أخته الشريفة ست الفقهاء بعده بثمانية أيام روت عن شامية أيضا
ومات المقرئ المجيد شمس الدين محمد بن شيخنا سعيد بن فلاح بن أبي الوحش النابلسى الأصل الدمشقى رئيس المؤذنين بالجامع الأموى توفى بدرب الحجاج وصار قبره منزلة للحاج معروفة
ومات شيخنا المعمر الثقة أبو سليمان داوود بن إبراهيم بن داوود بن العطار الدمشقى الشافعى ولد فى شوال سنة خمس وستين وتفقه وجود الخط وحدث عن
____________________
(6/287)
الشيخ شمس الدين وابن أبي الخير وابن علان وطائفة وأجاز له شيخ الإسلام محيى الدين النووى وابن عبد الدايم وابن أبى اليسر وآخرون ولى مشيخة القليجية بعد أخيه الشيخ علاء الدين توفى فى جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة فى رجب
خرج بيبغاروس من حلب إلى دمشق ومعه نائب طرابلس ونائب حماة ونائب الرحبة واجتمع معهم طوائف من التركمان وغيرهم فنزلوا ظاهر دمشق بميدان الحصا ومعهم نائب صفد الأمير أحمد مشد الشربخاناه فغلقت أبواب البلد دونهم وكان نائب الشام أرغون الكاملى لما بلغه أن بيبغا نائب حلب قد حشد وجمع وعزم على القدوم إلى دمشق نادى فى الناس بالاحتراز على أنفسهم وأموالهم وحصن أهله وأمواله بالقلعة وخرج بالعسكر حتى نزلوا بالرملة وغالبهم ليس معه زاد فلما قدم بيبغا دمشق
____________________
(6/288)
بمن معه فتح حواصل نائب الشام أرغون من الغلال وغيرها واستخدم من الجهات السلطانية وعاث من معه فى أرض الغوطة بالنهب والفسق فلما تحققوا خروج السلطان بالعساكر من أجلهم كروا راجعين إلى جهة حلب وقدم السلطان الملك الصالح والخليفة المعتضد والوزير العلم بن زنبور وعسكر مصر والشام من الرملة إلى دمشق فدخلوها فى أواخر شعبان ومضى الأمير سيف الدين شيخو وجماعة من الأمراء إلى حلب فأحضروا النواب الذين كانوا مع بيبغا إلى دمشق فقتلوا صبرا وتغيب بيبغا فلم يقدر عليه واستكمل المصريون صيام شهر رمضان بدمشق وخرجوا فى ثالث شوال إلى القاهرة
وفى هذا العام مات الخليفة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن المستكفى بالله أبى الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله ابى العباس أحمد بن أبى على بن على بن المسترشد بالله العباسى
____________________
(6/289)
توفى بالقاهرة وبويع لأخيه المعتضد بالله أبي الفتح أبى بكر بعهد من أخيه
وفيه مات جماعة بالطاعون بالشام وغيرها
ومات الشيخ الزاهد أبو سلطان بالمزة كان فقيرا حسنا صاحب حال وكشف وله أتباع ومريدون
ومات بدمشق القاضى الرئيس النبيل شهاب الدين يحيى بن إسماعيل بن القيسرانى الخالدى المخزومى من بيت الحديث والرواية ولى كتابة السر بدمشق فى الدولة الناصرية
ومات الإمام العالم بهاء الدين أبو عبد الله محمد بن على بن سعيد الأنصارى الدمشقى الشافعى المعروف بابن إمام المشهد تفقه وبرع وطلب الحديث بنفسه وأسمع أولاده وحدث عن السخاوى وغيره ودرس بالأمينية قديما وبغيرها وأفتى وناظر وولى حسبة
____________________
(6/290)
دمشق وخطب بجامع التوبة وتوفى بدمشق فى رمضان كهلا
ومات فى شوال القاضى شمس الدين محمد بن سليمان بن أحمد القفصى نائب الحكم المالكى وولى بعده شهاب الدين أحمد بن البيع الإسكندرى وفى ذى الحجة
مات شيخنا المعمر شهاب الدين أحمد بن المحدث عماد الدين إبراهيم بن الكيال الحنفى الكاتب عن سن عالية حدث عن الشيخ والفخر
وفي هذا الشهر قدم الأمير علاء الدين الماردانى من القاهرة إلى دمشق على نيابتها عوضا عن أرغون الكاملى فدخلها فى حاشية واستقر أرغون على نيابة حلب
____________________
(6/291)
سنة أربع وخمسين وسبعمائة فى المحرم
توجه الأمير عز الدين طقطاى الدوادار إلى حلب فأخذ أرغون نائبها وساروا نحو بيبغاروس إلى أرض الروم فأمكنهم الله منه فأمسكوه ورجعوا به إلى حلب فقتلوه واحتمل رأسه ألى القاهرة وأراح الله العباد منه وفى ربيع الآخر
ومات الأمير الكبير المعمر سيف الدين ألجى بغا العادلى توفى بدمشق
مات الأمير الكبير أتابك الجيوش بدر الدين مسعود بن الأمير أوحد بن مسعود بن خطير أحد أمراء الألوف بدمشق ولد سنة ثلاث وثمانين وحدث عن الحافظ تقى الدين ابن دقيق العيد بأربعينه وولى حجوبية
____________________
(6/292)
مصر ثم نقل إلى دمشق وولى نيابة طرابلس غير مرة توفى بدمشق فى سابع شوال وخلف عدة أولاد أمراء
ومات الشيخ المسند المعمر مسند الدنيا صدر الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم ابن أبي القاسم الميدومى المصرى خاتمة أصحاب النجيب عبد اللطيف توفى بالقاهرة عن تسعين سنة خرجت له جزءا من عواليه حدث به غير مرة
ومات الوزير الصاحب الأمير علم الدين عبد الله بن زنبور القبطى وكان قبض عليه فى ذى القعدة من العام الماضى عند وصول السلطان إلى القاهرة فصودر وعذب حتى هلك فى هذا العام واستصفيت حواصله ووزر بعده الصاحب موفق الدين عبد الله القبطى وكان خيرا ممن تقدمه
____________________
(6/293)
سنة خمس وخمسين وسبعمائة فى شهر رجب
ألزمت الذمية بالعهد العمرى وأن تلبس 384 و نساؤهم الأزر الملونة وأن لا يستخدموا فأسلم منهم طائفة طوعا وكرها وممن أسلم من المعروفين علم الدين داوود الإسرائيلى كاتب الجيش والرشيد بن حباشة الكركى المستوفى والمعلم رزق الله صاحب الديوان وفى شوال
خلع السلطان الملك الصالح فكانت دولته نحو ثلاث سنين وثلاثة أشهر وأعيد الملك الناصر حسن وذلك أن الصالح كان يحب الأمير طاز ويقدمه فى المشورة فلما طلع طاز إلى الصيد اغتنموا غيبته ووثبوا على الصالح فأخذوا سيفه وأخرجوا الناصر فأجلسوه على الكرسى وحافوا له واعتقلوا الصالح مكانه فلما بلغ طاز الخبر حضر إلى القاهرة فرأى الأمور قد تغيرت فرسم له الناصر بنيابة حلب فخرج بأهله
____________________
(6/294)
وحواصله بعد فتنة جرت بينهم فقدم إلى دمشق مجتازا إلى حلب فى شوال وطلب الأمير سيف الدين أرغون الكاملى نائب حلب إلى القاهرة فاجتاز بدمشق فى غرة ذى القعدة ومضى فاعتقل بالإسكندرية وولى الوزير منجك نيابة طرابلس فدخلها فى شوال
وكان قدم من طرابلس إلى دمشق الأمير علاء الدين مغلطاى النورى رأس نوبة فمات فى اليوم الثالث
ومات بعده بثمانية أيام بأطرابلس نائبها الذى كان نائب دمشق الأمير سيف الدين أيتمش الناصرى وفى جمادى الأولى
ضربت عنق الشيخ الضال حسين بن عبد الله الحلى بدمشق وأحرق لبسه الصحابة وإعلانه بلعن الشيخين وشهادته أنهما ظلما أهل البيت حقهم
____________________
(6/295)
وفى شعبان
وسط بأطرابلس ناظر الجيش بها كريم الدين عبد الله القبطى لما تكرر منه من الألفاظ المؤدية إلى الانحلال والتلاعب بدبن الإسلام ثم أحرق وفى ربيع الآخر
مات الوزير موفق الدين عبد الله بن سعيد الدولة القبطى بالقاهرة
ومات بطيبة المشرفة القاضى شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن فرحون وفى ثانى رمضان
مات بدمشق القاضى الإمام جمال الدين أبو الطيب الحسين بن شيخ الإسلام قاضى القضاة تقى الدين
____________________
(6/296)
أبى الحسن على بن عبد الكافى السبكى الشافعى ولد سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بالقاهرة وسمع من يونس الدبابيسى وجماعة وقدم دمشق مع والده فناب عنه فى الحكم ودرس وأفتى وناظر وكان من قضاة العدل رحمه الله
ومات فى ذى القعدة القاضى جمال الدين إبراهيم بن محمد بن يوسف الحسبانى الشافعى نائب الحكم عن نيف وثمانين سنة وأم بالناس عليه نائب دمشق الأمير علاء الدين الماردانى
ومات الصدر شرف الدين سليمان بن حسن بن أحمد بن عمرون البعلى ثم الدمشقى عن نحو ثمانين سنة ولد بحماة وسمع أبا الحسين اليونينى وغيره وولى نظر طرابلس وغيره وبعلبك وعدة قلاع ثم انقطع إلى الشهادة ثم اختلط فى أوائل سنة أربع وخمسين ومات فى آخر جمادى الآخرة من هذا العام
____________________
(6/297)
وفى هذا الشهر وقع شيخنا غازى بن عثمان بن غازى المادح من طاقة فمات له نظم حسن وحدث عن الشهاب القرافى
ومات بعده بيوم شيخنا سابق الدين عثمان ابن على بن بشارة الشبلى الحنفى عن ثلاث وثمانين سنة حدث عن ابن البخارى وغيره وولى نظر خانقاه الشبلية توفى فى ثامن عشرين جمادى الآخرة
ومات بالصالحية خطيبها البليغ نجم الدين أبو العباس أحمد بن قاضى القضاة عز الدين محمد بن قاضى القضاة تقى الدين سليمان بن حمزة المقدسى سمع جده وكان من فرسان المنابر توفى فى رجب عن بضع وأربعين سنة وقل من رأينا مثله فى سمته
ومات القاضى الإمام العالم المعمر شهاب الدين
____________________
(6/298)
أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الظاهرى الدمشقى الشافعى فى عشر الثمانين تفقه وأفتى ودرس وحكم بالركب غير مرة وحدث عن الشرف بن عساكر وجماعة وحج بضعا وثلاثين حجة وشد الرحل إلى المسجد الأقصى نحو ستين كرة حدث عنه البرزالى والذهبى وتوفى فى شعبان
ومات الإمام العلامة ذو الفنون فخر الدين أبو طالب أحمد بن على بن أحمد الهمدانى الكوفى ثم الدمشقى الحنفى المعروف بابن الفصيح ولد بالكوفة سنة ثمانين وستمائة وسمع من الدواليبى وغيره وتفقه وبرع ثم قدم دمشق ودرس بالريحانية وأفتى وناظر وظهرت فضائله وله النظم والنثر والمصنفات المفيدة وكان رفيقى فى الحج عام خمسين وتوفى فى شعبان من ذا العام رحمه الله
____________________
(6/299)
ومات بمصر المعمر تاج الدين فخر الذوات محمد بن الزكى أبي بكر بن أبى البركات النعمانى عن بضع وثمانين سنة حدث عن العز الحرانى وشامية وجماعة وأجاز له يحيى بن الصيرفى والشيخ محيى الدين النووى وطائفة توفى فى رمضان
ومات المعمر مسعود بن عبد الرحمن بن صالح الجعبرى عن نحو تسعين سنة لبس الخرقة من الشيخ قطب الدين بن القسطلانى وتوفى ببئر طى من الجيزة
ومات بمكة عالمها الإمام شهاب الدين أحمد بن قاسم الحرازى ولد سنة خمس وسبعين وسمع من الرضى الطبرى والتوزرى وجماعة باعتنائه توفى فى شوال
ومات بالقاهرة الإمام قطب الدين أبو بكر بن عامر بن شيخ الإسلام تقى الدين بن دقيق العيد حدث عن جده وابن الصواف وجماعة وولى
____________________
(6/300)
قضاء المحلة ودرس بالمسرورية وتوفى فى صفر
ومات بدمشق القاضى الرئيس الصدر النبيل شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن المسلم بن البارزى الحموى الشافعى 385 و ناظر الأوقاف بدمشق ولد فى شوال سنة أربع وسبعين وستمائة وتوفى فى شوال من ذا العام حدث بالغيلانيات عن غازى الحلاوى وكان فيه تودد وسكون وديانة متينة رحمه الله
ومات بالصالحية الشيخ الصالح المعمر القدوة علاء الدين على بن محمد بن إبراهيم الأرموى حدث عن الفخر بن البخارى وتوفى فى شوال ودفن بزاوية جده
ومات بصفد المقرئ الصالح الخير شمس الدين محمد بن عمر أبى بكر المجدلى الخابورى الأصل
____________________
(6/301)
الدمشقى الصالحى الكاتب ولد بدمشق في سنة خمس وسبعين وسمع ابن البخارى وابن الواسطى وجماعة ونسخ عدة كتب ووقفها ثم نزل صفد ومات بها رحمه الله وفى شوال
صرف المولى الصاحب تاج الدين أحمد بن عبد الله أبو الفضائل ابن المولى الصاحب الوزير أمين الملك أبى سعيد القبطى من نظر الجيوش بالقاهرة وصودر وضرب حتى هلك وكان ولى نظر الشام وعنده عقل وسكون وعفة
وفى هذا العام قصد عرب البحرين التغلب على البصرة فالتقاهم عسكرها المغل فعجزوا عنهم فأمدهم صاحب بغداد الشيخ حسن الكبير بالأمير فواز بن مهنا فالتقاهم وهزمهم وأسر منهم طائفة من الرجال والنساء بعد أن قتل من الفريقين عدد كثير ثم من عليهم فواز وأطلق النساء
____________________
(6/302)
سنة ست وخمسين وسبعمائة
استهلت وسلطان الإسلام الملك الناصر حسن بن محمد بن قلاوون
وخليفة الوقت المعتضد بالله بن المستكفى العباسى
وفى هذا العام أخذ الفرنج أطرابلس المغرب يوم الجمعة غدرا وهو أنهم دخلوا البلد قبل ذلك بهيئة التجار فلما اطمأن بهم الوقت خرجوا على الناس يوم الجمعة وبذلوا السيف فقتلوا وأسروا ثم استنقذها المسلمون بعد ذلك ولله الحمد وفي ربيع الآخر
أمطرت السماء بردا شظايا بأرض الروم اهلكت نحو مائة وخمسين قرية فجعلتها حصيدا وكان وزن الواحدة من ذلك نحو رطل وثلث بالحلبى وذلك فى نيسان
وفيها جاء الجراد إلى الشام فأهلك جملة من الأشجار وغيرها
____________________
(6/303)
وفى صفر
ولى الإمام العلامة نور الدين على بن عبد البصير بن على السخاوى قضاء المالكية بالقاهرة ومات فى جمادى فكانت ولايته ثلاثة أشهر وفى أواخر شهر ربيع الأول
ولى قضاء الشافعية بدمشق الإمام العلامة قاضى القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب السبكى عوضا عن والده شيخ الإسلام تقى الدين أبى الحسن على
ثم توجه شيخنا قاضى القضاة تقى الدين على بن عبد الكافى بن على المذكور إلى القاهرة بعد أيام ومات بها فى ثالث جمادى الآخرة ودفن هناك عن ثلاث وسبعين سنة وقد حدث عن الحافظ شرف الدين الدمياطى ويحيى بن الصواف وابن الموازينى وابن المشرف وخلق وعنى بالحديث أتم عناية وكتب بخطه المليح
____________________
(6/304)
الصحيح شيئا كثيرا فى سائر علوم الإسلام وهو ممن طبق الممالك ذكره وسارت بتصانيفه وفتاويه الركبان فى أقطار البلدان وكان من فمن جمع فنون العلم من الفقه والأدب والنحو واللغة والزهد والورع والعبادة وكثرة التلاوة والشجاعة والشدة فى بدنه واطراح التكلف وكان رأسا فى كل علم ولى قضاء الشام فى سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وخطب بالجامع الأموى فى سنة اثنتين وأربعين وتخرج به أئمة وحمل عنه أمم ولم يخلف بعده مثله رحمه الله
ومات ببعلبك المعمر شجاع الدين عبد الرحمن بن على بن إبراهيم خادم الشيخ الفقيه اليونينى حدث عن ابن البخارى وابن علان وطائفة ولد سنة ست وستين ومات فى سادس عشر ربيع الآخر
ومات بدمشق العدل بدر الدين محمد بن محمد بن عبد الغنى ابن قاضى حران الحنبلى المعروف بابن
____________________
(6/305)
البطاينى عن ثمان وسبعين سنة حدث عن ابن شيبان وغيره وولى قضاء الركب والعقود توفى فى رجب
ومات بالقدس الشيخ الصالح العارف شرف الدين محمد بن حجاج الكاشغرى المعروف بالجيتى حدث عن شيخ الشيوخ صدر الدين ابن حمويه وغيره
ومات مسند الشام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز خاتمة أصحاب ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وابن عبد وغيرهم وهو ابن سبعين سنة
ومات بحلب قاضى الماليكة بها زين الدين أبو حفص عمر بن سعيد بن يحيى التلسمانى المالكى وكان جهولا
ومات الشاعر المفلق شمس الدين محمد بن يوسف الخياط المعروف بالضفدع عن ثلاث وستين
____________________
(6/306)
سنة حج فى هذا العام وهجا الحجاج بعد عوده كعوايده فحلقوا لحيته وعزروه فتعلل أياما ومات بمعان فى أوائل المحرم أخذ صناعة الأديب عن الشهاب محمود
ومات بالقدس الإمام الموقع تاج الدين محمد بن محمد بن عبد المنعم ابن البرنبارى
ومات يوم عرفة شيخنا التاجر الصالح عبد المؤمن ابن الوزير حدثنا عن ست الوزراء وحج ثلاثا وثلاثين حجة رحمه الله
ومات فى هذا العام خلق من الأمراء منهم المعمر نغية الجمدار الناصرى وقردم وملك آص وسيفاه وابن طبال وقجا البريدى ووالى الولاة
____________________
(6/307)
ناصر الدين محمد بن داوود ابن الزيبق
ومات بالقاهرة الصدر زين الدين الخضر بن محمد الخضر الشافعى الموقع كهلا حدث عن الشريف عز الدين وغيره
ومات بمصر المعمر صدر الدين 386 و محمد بن أحمد بن أبى الربيع سليمان الدلاصى حدث عن ابن خطيب المزة وجاوز الثمانين
ومات بدمشق القاضى شهاب الدين أحمد بن سيدهم بن البيع المالكى سمع بالإسكندرية من محيى الدين بن جماعة وناب فى الحكم بدمشق عن قاضى القضاة جمال الدين المسلاتى وحكم بعده نيابة الإمام فخر الدين الزواوى شيخنا
ومات بالقاهرة المسند ناصر الدين محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبى بكر بن أيوب الصوفى المعروف بابن ملوك عن نحو ثمانين سنة
____________________
(6/308)
حدث عن العز الحرانى وابن الأنماطى وابن خطيب المزة وغازى وطائفة وتفرد
ومات العلامة شهاب الدين أحمد بن يوسف ابن عبد الدايم الحلبى عرف بابن السمين سمع بأخرة من يونس الدبوسى وقرأ على ابن الصايغ وعمل تفسير القرآن فى عشرين سفرا والإعراب وله شروح على كتب أخر توفى بالقاهرة فى شعبان سنة سبع وخمسين وسبعمائة فى رابع ربيع الآخر
هبت ريح من جهة الغرب وامتدت من مصر إلى الشام فى يوم وليلة فغرق ببولاق نحو ثلاثمائة واقتلعت من النخيل والجميز ببلاد مصر وبلبيس وغيرها شيئا كثيرا فكانت آية
وفيها أفرج عن الأمير سيف الدين أرغون الكاملى من الإسكندرية وأقام بالقدس
____________________
(6/309)
وفيها احترقت القيسارية خارج باب الفرج وما حولها من الحوانيت فكانت جملة الحوانيت المحترقة نحو سبعمائة حانوت سوى البيوت وعدم الناس فيها ما لا يحصى
وفيها احترق سوق الصالحية عن آخره
وفيها غارت الفرنج ومن تبعهم من المسلمين العجز المتحربين فى السواحل واستباحوا بلد صيدا وآياس وغير ذلك من البلاد الساحلية
ومات بدمشق فى شوال المعمر ناصر الدين محمد بن محمد بن أبى القاسم شاهد القيمة المعروف بابن الدجاجية ثنا عن الأبرقوهى
ومات بحلب قاضيها الفقيه نجم الدين محمد بن عثمان بن أحمد بن عمرو الزرعى الشافعى ابن شمرنوح
____________________
(6/310)
ومات بالقاهرة العدل الكبير شهاب الدين أحمد بن الحسن بن الفرات الشروطى حدث عن الدمياطى والرضى الطبرى وطائفة
ومات الإمام كمال الدين أحمد بن العلامة عز الدين عمر بن أحمد بن مهدى النشائى خطيب الجامع الخطيرى ومدرسه حدث عن الدمياطى وغيره وطلب الحديث بنفسه وكتب الطباق وصنف وأفاد
ومات بدمشق صفى الدين أحمد بن قاضى القضاة شمس الدين محمد بن عثمان ابن الحريرى الحنفى مدرس الصادرية وكان مغفلا يحكى عنه نوادر رحمه الله
ومات ببغداد حاكمها وسلطانها الشيخ حسن بن آقبغا الكبير بن القآن أبى سعيد بن خربندا بن
____________________
(6/311)
أرغون بن آبغا بن هولاكو المغلى وكانت دولته نحوا من عشرين سنة كأبيه وكان أحد أئمة العدل وولى بعده ابنه أويس
ومات الأمير فواز بن الملك مهنا الطائى أحمد الشجعان
ومات بدمشق الأمير الكبير بدر الدين بكتاش المنكورسى الظاهرى نائب بعلبك كان عن سن عالية
ومات بالقاهرة شيخنا السيد الشريف شرف الدين أبو الحسن على بن الحسن بن على بن الحسين الحسينى الأرموى ثم المصرى الشافعى نقيب العلويين ووكيل بيت المال وقاضى العساكر حدث عن ست الوزراء ودرس بمشهد الحسين وكان من سروات الناس رحمه الله
ومات بدمشق المعمر الصالح الثقة عز الدين أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن عمر بن الحموى الدمشقى عن سبع وسبعين سنة حدث ب المسند والصحيحين
____________________
(6/312)
والسنن الكبير للبيهقى ومسند الطيالسى ومسند الحميدى وشيئا كثيرا وتفرد توفى فى جمادى الآخرة
ومات فى رجب الشيخ الرئيس يوسف بن الديان عبد السيد بن المهذب الإسرائيلى المتطب سمع فى يهوديته من الشمس ابن مؤمن وثنا عنه فى الإسلام
ومات الإمام العالم أقضى القضاة فخر الدين محمد بن مسعود بن سليمان بن سومر الزواوى المالكى حدث عن ست الوزراء وكان من قضاة العدل توفى فى ذى الحجة وناب بعده صاحبنا القاضى أمين الدين أبو حيان
ومات فى شهريذ المعمر سيف الدين أبو بكر بن رمضان الشروطى عن سن عالية حدث عن ابن النشبى وابن علان وهو خاتمة أصحاب الخشوعى يعنى بالسماع
____________________
(6/313)
ومات المعمر الفاضل محيى الدين يحيى بن على ابن مجلى الحنفى المعروف بابن الحداد خاتمة أصحاب الشيخ محيى الدين النووى ثنا عن ابن البخارى
ومات بالصالحية شيخنا التقى عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن الناصح الحنبلى والد المفتى شمس الدين بن الناصح حدثنا عن الفخر أيضا سنة ثمان وخمسين وسبعمائة فى شعبان
وثب بعض الجند على الأمير سيف الدين شيخون الناصرى فضربه بوجهه بحضرة السلطان والأمراء بالقصر وحصل بذلك خبطة وكادت تثور فتن فحمل إلى منزله مجروحا فخاطوه وتعلل منها أياما ومات فى العشر الآخر من ذى القعدة وكان ذا جزم
____________________
(6/314)
وعزم وعقل ومهابة وسياسة وآثار حسنة وكان فيه صدقة وبر وسكون وقضاء حوائج الناس
ومات بالقاهرة شيخنا الرئيس النبيل علاء الدين على بن أحمد بن أسد الحنفى ابن الأطروش محتسب القاهرة حدث عن الأبرقوهى وولى 387 و حسبة دمشق أيضا وكانت فيه شهامة وقوة نفس وإقدام وبعض علم
ومات الحافظ المفيد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن المظفر بن أبى محمد بن المظفر ابن النابلسى سبط الزين خالد ولد سنة خمس وسبعين فى رمضان وسمع زينب بنت مكى وابن الواسطى وخلق ورحل وقرأ وكتب وعنى بهذا الشأن وولى مشيخة العزية وغيرها توفى فى ربيع الأول بدمشق وكان من أئمة هذا الشأن
ومات الإمام العلامة قاضى القضاة نجم الدين
____________________
(6/315)
إبراهيم بن قاضى القضاة عماد الدين على بن الطرسوسى الحنفى ولد بالمزة وتفقه بوالده وغيره وبرع فى الفقه والأصول ودرس وأفتى وناظر وأفاد مع الديانة والصيانة والتعفف والمهابة ناب فى الحكم عن والده ثم ولى استقلالا بعده وحدث عن ابن الشيرازى وغيره توفى فى شعبان وولى بعده نائبه القاضى شرف الدين الكفرى
ومات بظاهر دمشق الشيخ الصالح المعمر أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله المرداوى ثم الصالحى المعروف بالحريرى عن نحو ست وتسعين سنة حدث عن الكرمانى والشيخ والفخر وطائفة وهو آخر من حدث عن ابن عبد الدايم والنجيب عبد اللطيف وابن علان وابن أبى اليسر وهذه الطبقة بالإجازة فى الدنيا توفى فى شعبان
ومات بالقدس الأمير الكبير العادل سيف الدين أرغون الكاملى نائب دمشق وحلب كان وكان رجلا
____________________
(6/316)
حازما عادلا له فهم ومعرفة على صغر سنه توفى فى شوال ودفن بتربته بالقدس رحمه الله
ومات بالقاهرة الشيخ قوام الدين لطف الله الحنفى أحد الدهاة وقد ولى مشيخة الظاهرية بدمشق أياما
ومات المعمر الصالح أبو عبد الله محمد بن أحمد بن رمضان الجزرى الأصل الدمشقى الحنبلى إمام مسجد الجزيرة ولد سنة تسع وستين وستمائة وحضر الشيخ شمس الدين ابن أبى عمر وسمع من غيره وتوفى بدمشق فى ثانى ذى الحجة سنة تسع وخمسين وسبعمائة
فيها عاثت الفرنج بأطراف السواحل وقصدتهم العساكر وثارت العربان وقطعوا السبل وقام العشير فى
____________________
(6/317)
النواحى واشتد وتفاقم أمره ببلاد حوران وتزايد واستمر أياما فجهزت إليهم العساكر فخمدوا بعد أن أفنى بعضهم بعضا واغتيل مقدمهم الشهاب أحمد بن البسرية بزرع
ولما مات الأمير شيخون فى العام الماضى استقل السلطان الملك الناصر بالأمور وقام بسياسة الملك وتدبير الممالك الأمير سيف الدين صرغتمش وخلا له الجو وترحل عنه فيالة الأمير شيخون فقبض على الأمير تقطاى الدوادار وجماعة من بطانة الأمير شيخون وأرسل إلى نائب دمشق الأمير علاء الدين الماردانى خلعة وتقليدا بالاستمرار وإلى غيره من النواب واستدعى الأمير سيف الدين طاز نائب حلب إلى مصر فخرج من حلب وتوجهت إليه العساكر ثم خرج إليه نائب دمشق فعسكر بخان لاجين وآخر الأمر أن الأمير طاز استسلم وسلم نفسه فقبض عليه نائب الشام وأرسل به فاعتقل بالكرك ونقل سيف الدين منجك من نيابة طرابلس إلى نيابة حلب وقبض على
____________________
(6/318)
حاجب دمشق الإسماعيلى واعتقل بقلعة صرخد ثم أفرج عنه وقدم دمشق متوجها إلى القاهرة فاعتقل بقلعة دمشق أياما ثم أفرج عنه بعد كشف وتعنت ومضى إلى القاهرة ثم رجع على حجوبيته وعادته فبقى إلى ذى الحجة ثم أخرج إلى حماة فاعتقل بها وفى يوم السبت خامس عشرين جمادى الأولى
صرف الأمير علاء الدين الماردينى عن نيابة دمشق إلى نيابة حلب وقدم الأمير سيف الدين منجك من حلب على نيابة دمشق فدخلها يوم الخميس رابع عشر جمادى الآخرة وباشر نظر ديوانه شيخنا الصاحب تقى الدين ابن مراجل وفى العشر الآخر من رجب
توجه شيخنا الإمام صلاح الدين الصفدى إلى حلب على كتابة السر بها
وفيه صرف شيخنا قاضى القضاة عز الدين
____________________
(6/319)
ابن جماعة عن قضاء الشافعية بمصر ثم أعيد بعد شهرين وفى العشر الآخر من شعبان
صرف قاضى القضاة تاج الدين السبكى الشافعى وقاضى القضاة شرف الدين الكفرى الحنفى وقاضى القضاة جمال الدين المسلاتى المالكى عن القضاء بدمشق
وولى قضاء الشافعية قاضى القضاة بهاء الدين أبو البقاء وقضاء الحنفية قاضى القضاة جمال الدين محمود بن السراج فحكما نحوا من ثلاثين يوما ثم صرفا فى أول شوال وأعيد قاضى القاهرة تاج الدين السبكى وقاضى القضاة شرف الدين الكفرى وخلع عليهما يوم الاثنين خامس شوال وفى يوم الأربعاء ثانى رمضان
قدم شيخنا قاضى القضاة شرف الدين أحمد بن الحسين العراقى من القضاة على قضاء المالكية بدمشق عوضا عن القاضى جمال الدين المسلاتى ثم من الغد قدم القاضى أمين الدين بن عبد الحق على
____________________
(6/320)
حسبة دمشق عوضا عن علاء الدين الأنصارى وكانت هذه التنقلات بأسرها صادرة عن رأى صرغتمش وفى رمضان
قبض على الأمير سيف الدين صرغتمش الناصرى وعلى القاضى ضياء الدين محمد بن خطيب بيت الآبار فصودر الضياء وأهين واعتقل بقوص وخفى أمر صرغتمش وزالت نعمته وخمدت 388 و كلمته بحول الله وقوته وفى ذى القعدة
قبض على الأمير ناصر الدين محمد بن الأقوش نائب حمص وعلى إخويه سيف الدين كجك الحاجب وأمير حاج فأدوا فى المصادرة نحو ثلاثمائة ألف درهم ثم أفرج عنهم وفرقوا فى البلاد وفى ذى الحجة
صرف ابن عبد الحق من حسبة دمشق ووليها شيخنا عماد الدين ابن الشيرجى
____________________
(6/321)
وفى سادسه
قبض على أسندمر العمرى نائب حماة كان واعتقل بقلعة دمشق وفى صبيحة يوم عرفة
صرف الأمير سيف الدين منجك من نيابة دمشق إلى نيابة صفد
وقدم الأمير شهاب الدين أحمد بن صالح حاجبا إلى دمشق عوضا عن الإسماعيلى
ومات القاضى الكبير الصدر الرئيس النبيل شرف الدين خالد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله القيسرانى أحد الموقعين ثنا عن القاسم ابن عساكر وغيره وقد كان ولى وكالة بيت المال بدمشق فى أيام الفخرى توفى فى ثانى جمادى الآخرة
وفيها مات صاحب بلاد المغرب السلطان أبو عنان ابن السلطان أبى الحسن المرينى
____________________
(6/322)
ومات بدمشق الحافظ شمس الدين محمد ابن يحيى بن محمد بن سعد المقدسى ثم الصالحى الحنبلى ولد سنة ثلاث وسبعمائة وسمع أباه والقاضى وعيسى وخلقا كثيرا وجما غفيرا وجمع فأوعى وكتب ما لا يحصى وخرج لخلق من شيوخه وأقرانه توفى فى ثالث ذى القعدة
ومات الإمام شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن داوود الكردى الشافعى إمام مشهد على حدث عن التقى ابن الواسطى وغيره وتوفى فى تاسع ذى القعدة
ومات فى سادس عشرينه شيخنا الزاهد بهاء الدين محمد بن أحمد ابن المرجانى صاحب جامع المزة وغيره من المآثر الحسنة حدث عن ابن مؤمن وغيره
ومات المقرئ المعمر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم
____________________
(6/323)
الصالحى المعروف بالحفيفة عن سن عالية حدث بمشيخة الفخر عنه وأقرأ خلقا بالجامع المظفرى رحمه الله سنة ستين وسبعمائة
فى يوم الأربعاء ثانى المحرم دخل الأمير علاء الدين الماردانى إلى دمشق على نيابتها قدمها من حلب فأقام إلى ثانى عشرين رجب فقبض عليه وتوجهوا به إلى القاهرة فأعيد من الطريق إلى نيابة صفد وولى بعده نيابة دمشق الأمير سيف الدين أسندمر الزينى أخو يلبغا اليحياوى فدخلها يوم الاثنين حادى عشر شعبان وفى سادس صفر
قدم الأمير سيف الدين بيدمر الخوارزمى من مصر إلى دمشق يتقدمه ألف فارس وولده بطبلخاناه وأضيف إليه عدة جهات وحجوبية الحجاب 388 ظ ثم فى جمادى الأولى
رسم بتحويله من الوقوف بسوق الخيل تجاه النائب
____________________
(6/324)
فركب إلى جانبه فوق الأمراء وورمت لذلك أنوف وفى ليلة سادس صفر
قبض على الأمير شهاب الدين بن صبح الحاجب واعتقل هو وأولاده بقلعة دمشق ثم نقل هو إلى القاهرة فاعتقل بالإسكندرية وفى العشر الأول من صفر
صرف الأمير سيف الدين منجك من نيابة صفد وأخذ إلى القاهرة فانفلت منهم بقرب غزة ومضى لسبيله فلم يوقع له على خبر وأوذى بسببه خلق وجرى لأهل القدس أمور وفى ثالث عشر صفر
قدم الأمير سيف الدين آقطمر بن عبد الله بن عبد الغنى نائب طرابلس إلى دمشق واعتقل بالقلعة مقيدا ثم أخذ إلى القاهرة فاعتقل بالإسكندرية
____________________
(6/325)
وفيه حضر الإسماعيلى من حماة واعتقل بقلعة دمشق ثم أخذ فأودع الإسكندرية وفى يوم الأحد رابع ربيع الأول
صرف قاضى القضاة شرف الدين ابن العراقى عن قضاء المالكية بدمشق وأعيد قاضى القضاة جمال الدين المسلاتى
وفيه صرف القاضى ناصر الدين محمد بن الشرف يعقوب الحلبى من كتابة السر بدمشق ومشيخة الشيوخ إلى كتابة سر حلب
وولى بعده السر بدمشق شيخنا وكيل بيت المال القاضى أمين الدين محمد بن أحمد بن القلانسى مع تدريس الناصرية والشامية الجوانية ومشيخة الشيوخ
وفيه قدم المعين ابن الكريدى المستوفى من القاهرة بتذكرة سلطانية بإهدار المتأخرات الديوانية جميعها
____________________
(6/326)
إلى آخر العام الماضى واستقرار الرواتب الدرهم ثلث والجوامك الدرهم ثلثا درهم وفى مستهل ربيع الآخر
قدم القاضى صلاح الدين الصفدى من كتابة سر حلب على وكالة بيت المال بدمشق وتوقيع الدست عوضا عن القاضى أمين الدين ابن القلانسى
وفيه قدم قاضى القضاة تاج الدين السبكى من القاهرة وكان توجه إليها فى الشهر الماضى ومعه ابن عمه القاضى بدر الدين محمد بن أبي الفتح فأكرمه السلطان ورتب له معلوما على الإفتاء بمدرسته التى أنشأها بالقاهرة وفى رجب
قبض على الأمير قطليجا الدوادار وطيبغا حاجى وأيدغمش واعتقلوا بقلعة دمشق ثم فرقوهم فى البلاد وأخرج ألدمر السليماني الذى كان حاجبا إلى طرابلس
____________________
(6/327)
وفى ليلة نصف شعبان
أخرج قاضى القضاة بهاء الدين أبو البقاء محمد بن عبد البر السبكى إلى طرابلس وفى ليلة حادى عشرينه
قدم الأمير شهاب الدين أحمد بن القيمرى من حلب إلى دمشق أمير حاجب عوضا عن الأمير سيف الدين بيدمر ونقل بيدمر إلى حلب على نيابتها وفى ليلة الجمعة عاشر ربيع الأول
مات شيخنا الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد 389 و بن على بن أبي بكر بن بحتر بن خولان الصالحى الحنفى مدرس الميطورية وخطيب القلعة ولد سنة أربع وثمانين وستمائة حضر ابن البخارى وزينب بنت العلم وولى العقود وتوفى فى عشر ربيع الأول
____________________
(6/328)
ومات القاضى الرئيس الصدر الكبير علم الدين محمد بن القطب أحمد بن مفضل بن فضل الله المستوفى ناظر الجيش بدمشق وكان وجيه الشام فى وقته ولى كتابة السر بدمشق فى الدولة الناصرية ثم نظر الدواوين ثم نظر الجيوش وسمع من القاضى تقى الدين سليمان وعيسى المطعم وطائفة توفى فى ثانى جمادى الأولى وولى بعده نظر الجيش نائبه القاضى علم الدين داوود الإسرائيلى فلبس يوم الاثنين سادس جمادى الآخرة
ومات شيخنا الزاهد أبو العباس أحمد بن محمد بن أبى الزهر الغسولى ثم الصالحى جاوز الثمانين وحدث بمشيخة الفخر عنه توفى فى جمادى الأولى
ومات بمكة قاضيها الإمام شهاب الدين أحمد ابن القاضى الإمام الأريب نجم الدين محمد بن جمال الدين محمد بن الحافظ محب الدين الطبرى الآملى توفى فى العشر الآخر من شعبان
____________________
(6/329)
ومات بدمشق المعمر الصالح أحد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الفقيه عمر بن عثمان بن سالم بن خلف بن فضل الله المقدسى ثم الصالحى الحنبلى حدث عن ابن البخارى وابن الواسطى وجماعة وولد فى شعبان سنة ثلاث وسبعين وتوفى فى ذى القعدة
ومات فى ذى الحجة الأمير صفى الدين البصراوى بالقدس ناظر الحرم
ومات بحلب شيخنا جمال الدين إبراهيم بن القاضى الإمام شهاب الدين محمود بن سليمان بن فهد الحلبى ثنا عن الأبرقوهى وغيره
ومات بدمشق المعمر صلاح الدين محمد بن أحمد بن أفتكين كبير شهود القيمة سنة إحدى وستين وسبعمائة
فى سادس عشرين المحرم ظهر الأمير سيف الدين
____________________
(6/330)
منجك الذى كان تسحب فى صفر من العام الماضى وأخذ من الشرف الأعلى ظاهر دمشق ونفذ إلى القاهرة فعاتبه السلطان على فعله ثم من عليه وأطلقه وكتب له طرخانا يقيم حيث شاء وأقطعه إقطاعا وأقام بالقدس وفى صفر
صرف الأمير علاء الدين الماردانى من نيابة صفد واستقر على نيابة حماة وفى ربيع الأول
قبض على شيخنا المعلم سنجر الهلالى وأخذ منه أزيد من ألف ألف درهم بسبب ما نقل عنه من عدم أداء الزكاة والتكسب الفاحش على الأمراء ثم احتيط على حججه وأملاكه وحواصله فكانت أزيد من ثلاثة آلاف ألف درهم ثم سلموها إليه بعد مدة وأخذ
____________________
(6/331)
من ابنه شمس الدين محمد بن الصايغ تربته التى كان أنشأها بباب 389 ظ الجامع وفى ربيع الآخر
قبض على الصاحب شمس الدين موسى ناظر الدواوين بالشام وعلى المستوفى وخلق من الدواوين وأخذ منهم أزيد من ستمائة ألف درهم بعد الضرب والإهانة وجرت أمور وهج خلق على وجوههم خوف المصادرة وفى جمادى الأولى
طلب من التجار أموال بسبب القنود فشق ذلك على الناس وهم أكثر التجار وأصحاب الأموال بالجلاء عن دمشق واستمر الخوف بسبب ذلك نحو خمسة عشر يوما ثم أفرج عنهم إلا قليلا من أصحاب المعاملات فإنهم وزنوا من ذلك جملة وفى العشر الأوسط من جمادى الأولى
قدم الوزير فخر الدين فخر الدولة بن قروينة على
____________________
(6/332)
نظر الدواوين بالشام عوضا عن الصاحب شمس الدين وفى جمادى الآخرة
توجهت العساكر الحلبية مع نائبهم الأمير سيف الدين بيدمر إلى جهة سيس فافتتحوا عدة قلاع وحصون وفى صفر
قدم قاضى القضاة بهاء الدين أبو البقاء السبكى من طرابلس إلى دمشق على جهاته وفى ثانى عشرينه
ولى القاضى جمال الدين أحمد بن الرهاوى نظر الجامع الأموى عوضا عن الصاحب تقى الدين ابن مراجل بحكم إقامته على نظر الإسكندرية ثم قدم فى العشر الأخر من ربيع الأول على وظيفته نظر الجامع على عادته وصرف ابن الرهاوى وفى يوم الأربعاء رابع عشرين رجب
قبض على الأمير سيف الدين أسندمر نائب دمشق
____________________
(6/333)
وأقام بطرابلس وولى بعده نيابة دمشق الأمير سيف الدين بيدمر الخوارزمى فدخلها من حلب يوم السبت تاسع عشر شعبان وفى رمضان
توجه الأمير شهاب الدين أحمد بن القيمرى حاجب دمشق إلى حلب على نيابتها واستقر عوضه حاجبا اليوسفى وفى رمضان
قتل مرزوق الصفدى النصيرى على الزندقة والتعرض إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفى ذى الحجة
موافقة لتشرين الأول أرسل بعامة بلاد الشام رعد عظيم وبرق وصواعق وأمطرت السماء مطرا عظيما وسقط برد فى بعض الأماكن نحو البيض وما دونه وهلك من ذلك خلق من السيول وأبيدت كروم كثيرة واستمرت المياة متغيرة نحو شهر
____________________
(6/334)
وفى ثالث المحرم
مات شيخنا الإمام العلامة بقية الحفاظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدى العلائى الدمشقى ثم المقدسى الشافعى مدرس المدرسة الصلاحية وغيرها بالقدس عن سبع وستين سنة حدث عن القاضى تقى الدين سليمان الحنبلى وطبقته فأكثر وكان إماما فى الفقه والنحو والأصول مفتنا فى 390 و علوم الحديث ومعرفة الرجال علامة فى معرفة المتون والأسانيد فمصنفاته تنبئ عن إمامته فى كل فن توفى ببيت المقدس وولى بعده تدريس الصلاحية الخطيب برهان الدين إبراهيم بن جماعة ومشيخة التنكزية شهاب الدين أبو محمود
ومات الشيخ المعمر الصالح أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم الصالحى المعروف بابن قيم
____________________
(6/335)
الضيائية عن نحو تسعين سنة حدث عن الشيخ شمس الدين وابن البخارى وجماعة وتفرد توفى فى المحرم
ومات الشيخ الصالح يونس القواس الدمشقى صحب ابن هود فى وقت ثم هجره ولازم شيخ الإسلام ابن تيمية وحدث عن عن البخارى وغيره ونعم الرجل كان
ومات بالقاهرة الإمام العلامة شيخ الأدب جمال الدين أو محمد عبد الله بن محمد بن هشام النحوى الحنبلى صاحب كتاب المغنى فى النحو عن بضع وخمسين سنة توفى فى ذى القعدة
ومات المعمر مظفر الدين محمد بن محمد بن يحيى بن عبد الكريم العسقلانى خاتمة أصحاب العز الحرانى حضر عليه فى الرابعة سنة أربع وثمانين توفى بالقاهرة
____________________
(6/336)
ومات فى شعبان القاضى الإمام فخر الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الحارث ابن مسكين القرشى الزهرى نائب الحكم بمصر والقاهرة عن ثلاث وتسعين سنة حدث عن الشهاب القرافى ببعض تصانيفه وعن عبد الرحيم الدميرى وغيرهما وأجاز له الشيخ شمس الدين وابن البخارى والعز الحرانى وخلق نحو الألف
ومات الشيخ رضى الدين الحسين بن عبد المؤمن بن على بن معاذ الموحدى سبط المجد الطبرى حدث عن الأبرقوهى والدمياطى وعدة وتفرد عن جده توفى فى صفر
ومات الإمام نجم الدين أيوب بن موسى بن عباس الراشدى الشافعى مدرس القوصية بالقاهرة حدث عن الشريف عز الدين وغيره توفى فى ربيع الأول وقد جاوز الثمانين
ومات بمكة الإمام جمال الدين يوسف بن الحسن
____________________
(6/337)
ابن على الحنفى حدث عن الفخر التوزرى وغيره مات فى صفر وفى هذا العام
أنشئت الخانقاه الكججانية بالشرف الأعلى جوار الطواويس ظاهر دمشق سنة اثنتين وستين وسبعمائة
لما تمهد السلطان الملك الناصر أمره ولم يبق فى مملكته من يخشى شره وغرته الآمال بجمع الأموال نادى عليه لسان الحال وعند التناهى يقصر المتطاول فتخلى حينئذ عن أمر مملكته وشغلته دنياه عن القيام بمصالح رعيته فمقتته القلوب وتوجهت عليه إلى علام الغيوب وفوقوا نحوه سهام الليالى ومرغوا بخالص التأله غرر الجباه فى ظلم الدياجى فنفذت فيه سهام الأقدار لما صاح عليه مؤذن غروه بانصرام أيامه وخلوه بما أوعاه من جرائمه وآثامه وقبض 390 ظ عليه كبير
____________________
(6/338)
بطانته وضرغام دولته ونطام مملكته الأمير سيف الدين يلبغا الناصرى ضاعف الله أجوره وأقام ابن أخيه السلطان الملك المنصور صلاح الدين محمد بن الملك المظفر حاجى بن الناصر محمد بن قلاوون الصالحى وحلفت له الأمراء وجلس على كرسى يوم الأربعاء تاسع جمادي الأولى وأخذ الناصر فعذب الملك يوم الأربعاء تاسع جمادى الأولى وأخذ الناصر فعذب حتى هلك بعد أيام وكانت دولته فى الكرة الثانية ست سنين وسبعة أشهر ولما وصل الخبر إلى دمشق بذلك وحلفت الأمراء ونودى فى دمشق بالعدل وإزالة المظالم تنمر لذلك نائب الشام الأمير سيف الدين بيدمر الخوارزمى وكان فى أنفس المصريين منه بعض ما فيها لتوجهه عند الناصر وأخرج من القاهرة إلى الشام على نيابة طرابلس الأمير سيف الدين تومان تمر الذى كان ثالث الأمراء فى المشورة ونقل تمر المهمندار من نيابة غزة إلى دمشق حاجبا ثم مات فى شوال عن سن عالية وأفرج عمن كان اعتقلهم الناصر بالإسكندرية من الأمراء وهم الأمير شهاب الدين ابن صبح نائب صفد وسيف الدين طنيرق
____________________
(6/339)
فى نيابة حماة وآقطمر عبد الغنى نائب طرابلس وطيدمر الإسماعيلى حاجب دمشق فى آخرين وأخرج الأمير سيف الدين طاز إلى القدس وقد كان اعتقله الناصر بالكرك ثم أكحله ثم قدم دمشق فى ذى الحجة وفى العشر الأوسط من ذى الحجة
تغلب الأمير سيف الدين بيدمر نائب دمشق عليها وأنفق على رجال القلعة بعد موت نائبها برتاق وحلفهم على السمع والطاعة والقيام معه فى مصالح المسلمين ثم حلف أمراء دمشق على نحو ذلك وقد كان حضر من طرابلس إلى دمشق الأمير سيف الدين أسندمر الذى كان نائبا فى العام الماضى فحلف مع الأمراء ثم راسلوا النواب بذلك فكتب إليهم منجك من القدس بموافقتهم والقيام معهم وأنهم ليسوا براضين بالطاعة ليلبغا الناصرى لأنه قتل الناصر ظلما بزعمهم فجعلوها عثمانية وعملوا بذلك محاضر وشقوا العصا ونصبوا راية الخلاف ثم حضر إلى دمشق الأمير سيف الدين تومان تمر نائب طرابلس
____________________
(6/340)
فى عاشر رمضان ونزل القصر الظاهرى وقد كان نائب الشام فى الشهر الماضى أخرج رجال القلعة المستقرين وأقام بها جماعة من ذويه وكان بها لبيت المال نحو أربعمائة ألف درهم فحازها واستخرج الأموال الديوانية وتعجل من الذمة جزية العام الآتى ونقل إلى القلعة من الغلال والطعم والقديد والعدد والآلات ما لا يوصف كثرة ونصب عليها المجانيق ثم حلف الأمراء ثانيا وأعطاهم ووعدهم ومناهم
ولما قدم عليه نائب طرابلس وجاءته مكاتبة منجك وانظم إليه أمراء الشام 391 و وتوثق لنفسه جهز العساكر الشامية فخرجوا أرسالا إلى جهة غزة ليحفظوه له ذلك الثغر من جهة المصريين ثم خرج هو بمن بقى من الأمراء بعد صلاة الجمعة ثانى عشر رمضان وخرج معه بالقضاة والموقعين فوصلوا إلى قريب الصنمين فلما كان الليل جاءهم الخبر أن بعض الأمراء خالفهم وأنهم اقتتلوا ونهبتهم العرب بقرب غزة فكر راجعا بمن معه ولحقهم منجك فى أواخر
____________________
(6/341)
النهار فباتوا ليلتئذ وأصبح نائب طرابلس وخلق من أمراء دمشق لا حس لهم ولا خبر فخارت قوى نائب الشام وسقط فى يده وشرع أصحابه فى التفرق عنه فلما لاحت أمارات الكسرة وإشارات الخذلان ولم يبق ممن كان معه ممن العمدة عليه سوى منجك وأسندمر وجبرائيل حاجبه ومعهم دون المائتى نفس وخرج المصريون فى خدمة السلطان والخليفة المعتضد والعساكر فوصلوا إلى منزلة الكسوة فى رابع عشرين رمضان فتحصن إذ ذاك نائب دمشق ومن معه بالقلعة وغلقت أبواب البلد وأشرف الناس على خطة صعبة وتأهبوا للحصار وأصبح الأمراء يوم الخميس بدمشق لابسين آلة الحرب فقطعوا الأنهر الداخلة إلى القلعة فقلق الناس لذلك وخافوا الهلكة فلما كان من الغد وقت صلاة الجمعة فتحت أبواب البلد واستبشر الناس بذلك وأصبح السلطان نزل المخيم ظاهر دمشق ومعه العساكر والأمير علاء الدين الماردانى الذى كان نائب حماة بخلعة نيابة دمشق وهذه النيابة الثالثة وشرعوا فى مراسلة الأمير سيف الدين بيدمر نائب دمشق ومن معه
____________________
(6/342)
فأجابوا إلى الصلح بعد محاورة طويلة ودخل قضاة الشام بينهم فى ذلك فنزلوا من القلعة بالأمان ليلة الاثنين تاسع عشرين رمضان وكان عند الناس من السرور بذلك أعظم من سرورهم بهلال العيد وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فلما نزل نائب دمشق وأسندمر ومنجك وجبرائيل إلى وطاق الأمير سيف الدين يلبغا أمر بتقييدهم فقيدوا وأخذوا إلى القصر الظاهرى محتفظا عليهم ودخلت العساكر المصرية والشامية وعيدوا بدمشق آمنين ودخل السلطان القلعة فأقاموا إلى عاشر شوال ثم ترحلوا وقد كان فى خلال هذه الأيام قصد جماعة من الخدام بالقاهرة إقامة الأمير حسين بن الملك الناصر محمد فى الملك فتفطن لهم بعض الأمراء هناك فعاجلوهم ولم يتم أمرهم ولما حل الركاب السلطانى الملكى المنصورى بدمشق أمر بقبض جماعة من الأمراء الشاميين فقبض عليهم وأودعوا القلعة ثم خرجوا ببعضهم معهم إلى القاهرة واستقر على نيابة الشام الأمير علاء الدين 391 ظ الماردانى عوضا عن بيدمر وطيزق على نيابة حماة وسيف الدين الأحمدى
____________________
(6/343)
على نيابة حلب عوضا عن ابن القيمرى وتومان تمر على نيابة حمص وملكتمر المحمدى على طرابلس وزين الدين زبالة الفرقانى على نيابة القلعة واستقر فى كتابة السر بدمشق ومشيخة الشيوخ بها القاضى ناصر الدين محمد بن شرف الدين يعقوب الحلبى عوضا عن القاضى أمين الدين ابن القلانسى وقبض على ابن القلانسى وصودر فأدى فى المصادرة نحو المائتى ألف درهم واستقر علاء الدين الأنصارى على حسبة دمشق عوضا عن عماد الدين ابن الشيرجى وعلى نظر الدواوين بالشام الصاحب تاج الدين موسى بن شاكر المصرى عوضا عن الصاحب فخر الدين ناظر قطيا وقد كان الوزير فخر الدين ابن قروينة القبطى نقل من وزارة الشام فى ربيع الأول إلى القاهرة وزيرا وولى عوضه نطر الشام الصاحب فخر الدين ناظر قطيا المذكور وفى شوال
درس القاضى ولى الدين عبد الله بن قاضى القضاة
____________________
(6/344)
بهاء الدين أبى البقاء السبكى بالأتابكية والرواحية والقيمرية عوضا عن والده المذكور وفى ذى القعدة
ولى القاضى الإمام بدر الدين محمد بن أبى الفتح السبكى قضاء العساكر بدمشق وفى هذا العام
توجه العسكر الشامى إلى ملطية فتسلموها وأقيم بها نائب لصاحب مصر
ومات فى المحرم الشيخ الزاهد المعمر أبو العباس أحمد بن موسى الزرعى الحنبلى أحد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر صحب الشيخ تقى الدين ابن تيمية قدس الله روحه دهرا وتفقه به وكان فيه إقدام على الملوك وأبطل مظالم
ومات بالقاهرة الحجيج المعمار الصالحى
____________________
(6/345)
ومات بحلب السيد الشريف النبيل علاء الدين محمد بن على بن حمزة بن زهرة نقيب العلويين بحلب وكان فيه تشيع ظاهر
ومات بالصالحية المعمر أبو عبد الله محمد بن أبى بكر بن خليل الأعزازى عن سن عالية حدث عن ابن البخارى
ومات بالمارستان المنصورى بالقاهرة المحتسب علاء الدين على بن شعيا السيف أبى بكر ابن السيف الحرانى ولى حسبة دمشق مرتين ثم عزل ومات غريبا
ومات ببلبيس السيد الشريف كمال الدين محمد بن شرف الدين أحمد بن يعقوب بن فضل بن طرخان الجعفرى الزينبى حدث ببعض الصحيح عن ست الوزراء وطلب وسمع وكتب الطباق وباشر المدارس ثم تخلى ولزم كتابة التوقيع بدمشق ونقل إلى غزة وخطب بها ثم
____________________
(6/346)
عزل ودخل القاهرة فتعلل بها ومات فى ربيع الأول عن بضع وخمسين سنة
ومات بدمشق الكاتب المجود شمس الدين محمد بن الوزان حدث عن القاسم بن عساكر وكتب بخطه المنسوب عدة مصاحف وغيرها
ومات الصدر الكبير عماد الدين محمد بن محمد بن أحمد الزملكانى الدمشقى ناظر 392 و السبع الكبير وجامعه عن نحو سبعين سنة حدثنا عن الأبرقوهى وعدة وانتقى عليه البرزالى جزءا من عواليه سنة ثلاث وستين وسبعمائة
استهلت وسلطان الإسلام الملك المنصور صلاح الدين محمد بن المظفر حاجى بن محمد بن قلاوون ونائبه بدمشق الأمير علاء الدين الماردانى
____________________
(6/347)
وفى صفر منها
قدم الإمام قاضى القضاة صدر الدين سليمان بن محمد الدميرى على قضاء المالكية بحلب عوضا عن ابن الرياحى
وفيه ولى القاضى أمين الدين بن وهبان قضاء الحنفية بحماة
وفيه توفى بدمشق الإمام علاء الدين على بن محمد بن أحمد بن سعيد الأنصارى محتسب دمشق ومدرس الأمينية توفى عن بضع وأربعين سنة ودرس بعده بالأمينية سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكى أيده الله وأعيدت الحسبة إلى شيخنا عماد الدين ابن الشيرجى
ومات بالقاهرة قاضى القضاة تاج الدين محمد بن محمد بن أبى بكر بن الإخنائى المالكى قاضى المالكية وولى عوضه أخوه القاضى برهان الدين
____________________
(6/348)
وفى شهر ربيع الأول
صرف الصاحب تاج الدين عن نظر الدواوين بالشام وولى الصاحب بدر الدين حسن ابن النابلسى فدخل فى ثانى عشرينه
وفيه توفى بالقاهرة المحدث الإمام شمس الدين محمد بن على بن عبد الواحد النقاش
ومات بدمشق القاضى الرئيس النبيل أمين الدين أبو عبد الله محمد بن القاضى جمال الدين أبى العباس أحمد بن محمد بن نصر الله التميمى الدمشقى ابن القلانسى ولد سنة إحدى وسبعمائة وأجاز له الحافظ شرف الدين الدمياطى وعدة وحدث عن إسماعيل بن مكتوم وعيسى المطعم وست الوزراء وغيرهم وولى قضاء العساكر بدمشق ووكالة بيت المال مرات ودرس بالعصرونية ثم ولى كتابة السر عوضا عن القاضى ناصر الدين بن شرف الدين يعقوب الحلبى ومشيخة
____________________
(6/349)
الشيوخ وتدريس الناصرية والشامية والجوانية ثم عزل فى العام الماضى وأوذى وأدى فى المصادرة جملة وتوفى فى ربيع الآخر
ومات الشيخ الصالح الزاهد العابد الناسك فتح الدين يحيى بن الإمام زين الدين عبدالله بن مروان الفارقى الأصل الدمشقى الشافعى خازن الأثر الشريف وإمام الدار الأشرفية ولد سنة اثنتين وسبعين وسمع الشيخ شمس الدين ابن أبى عمر وكان آخر أصحابه وسمع الفخر وابن شيبان وخلقا وحدث باليسير من مسموعاته تورعا وكان ذا زهد وورع ثخين ويقنع باليسير ولم يقيض لى السماع منه توفى فى سادس عشرين ربيع الآخر
ومات بالقاهرة خليفة الوقت الإمام أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو الفتح 392 ظ أبو بكر بن المستكفى ابن الحاكم العباسى وكانت خلافته نحوا
____________________
(6/350)
من عشر سنين توفى فى جمادى الأولى وبويع لأبنه المتوكل على الله حمزة بعهد من أبيه
ومات بدمشق الزاهد عبد النور بن على المغربى المكناسى المالكى المقرئ الصوفى حدث ببعض الصحيح عن ست الوزراء وخطب بالشامية أياما وكان عبدا صالحا زاهدا متعبدا توفى فى جمادى الأولى وفى تاسع جمادى الأولى
ولى قاضى القضاة جمال الدين أبو المحاسن يوسف ابن شيخنا قاضى القضاة شرف الدين أحمد بن الحسين الكفرى قضاء الحنفية عوضا عن والده واستناب القاضى بدر الدين الجواشنى والقاضى شمس الدين ابن منصور وفى رجب
أفرج عن الأمراء المعتقلين بالإسكندرية فأخرج الأمير
____________________
(6/351)
سيف الدين بيدمر إلى صفد وسيف الدين أسندمر إلى طرابلس ومنجك إلى أرض الحجاز وجبريل إلى حماة وكذلك أفرج عن الأمراء المعتقلين بقلعة دمشق
وفيه مات بالصالحية القاضى الإمام العالم العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسى ثم الصالحى الحنبلى عن إحدى وخمسين سنة أفتى ودرس وناظر وصنف وأفاد وناب فى الحكم عن حموة قاضى القضاة جمال الدين المرداوى فشكرت سيرته وأحكامه وكان ذا حظ من زهد وتعفف وصيانة وورع ثخين ودين متين حدث عن عيسى المطعم وغيره وفى يوم الأثنين خامس شعبان
عزل عن نيابة دمشق المقر العالى أمير على الماردينى وعزل عن قضائها سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكى كلاهما فى مجلس واحد
وولى نيابة الشام الأمير سيف الدين قشتمر نائب السلطنة
____________________
(6/352)
بمصر كان فدخل دمشق يوم السبت مستهل رمضان وأحضر سيدنا الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين السبكى وألزم بقضاء الشام عوضا عن أخيه وطلب سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج السبكى أيده الله تعالى إلى الأبواب الشريفة على البريد على وظائف أخيه الشيخ بهاء الدين وهى تدريس الشافعى والخطابة والميعاد بالجامع الطولونى وتدريس الشيخونية وفتيا دار العدل مضافا إلى ما بيده بدمشق من التداريس التى لا تتعلق بالقضاء وهى تدريس الشامية البرانية والعذراوية والأمينية ومشيخة دار الحديث الأشرفية فأقام بمصر على هذا الحكم واستناب بمدارسه التى فى دمشق بإذن السلطان له فى ذلك وقدم أخوه سيدنا الشيخ بهاء الدين المذكور إلى دمشق فدخلها آخر نهار الثلاثاء رابع شهر رمضان ونزل بالمدرسة الركنية واستمر على القضاء وتدريس الغزالية والعادلية ونظر الأوقاف
____________________
(6/353)
وفى رمضان
توفى الشيخ الإمام 393 و العلامة شهاب الدين أحمد بن القماح الشافعى شابا لم يبلغ الأربعين كان متضلعا بالعلوم من دينة الفقهاء وفى ذى القعدة
تعرضت الفرنج المتحرمون إلى بعض السواحل فقبض على كبارهم بدمشق واعتقلوا وختم على حواصلهم وفيه
ثارت العربان بالأطراف وقطعوا السبل فقدم الأمير صولة اين ملك العرب جبار بن مهنا بالقود من جهة أبيه على العادة فاعتقل بقلعة دمشق فزاد الشر وكثر الفساد وأخذت التجار والبريدية نهارا فجهزت إليهم العساكر الشامية فخرجوا فى رابع ذى الحجة مع النائب الأمير سيف الدين قشتمر فتسحب بعدهم بليلتين صولة المذكور من برج الطارمة بمن معه من جماعته فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم فأرسل
____________________
(6/354)
فى أثرهم فلم يوقع لهم خبر ورجع العسكر إلى دمشق ولم يكن بينهم وبين العرب قتال
ولما بلغ الأمير سيف الدين يلبغا ذلك تنمر على نائب القلعة الأمير زين الدين فعزله وأمر بضربه فضرب بدار السعادة واستقر على نيابة القلعة الأمير سيف الدين بهادر العلائى وسمر من كان مترسما على صولة من القلعية وأشهروا على جمال
ومات القاضى الإمام العالم الصدر الرئيس الكامل قاضى العساكر الحلبية ناصر الدين أبو عبد الله محمد ابن الصاحب شرف الدين يعقوب الحلبى ثم الدمشقى الشافعى ولد بحلب وسمع ابن النصيبى وغيره ودرس وولى كتابة السر بحلب ثم نقل إلى دمشق فولى كتابة السر بها ومشيخة الشيوخ ودرس بالناصرية والشامية الجوانية ثم صرف عن ذلك بشيخنا القاضى أمين الدين ابن القلانسى وأعيد إلى حلب على كتابة السر بها ثم عاد فى العام الماضى إلى دمشق على جهاته وكان دينا فاضلا
____________________
(6/355)
عفيفا نزها عديم الشر تام العقل توفى فى ذى القعدة وتولى بعده تدريس الناصرية سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام بهاء الدين أبو حامد السبكى وتدريس الشامية الجوانية قاضى القضاة بدر الدين السبكى
ومات الأمير الكبير أتابك الجيوش الإسلامية سيف الدين طاز بن عبد الله الناصرى أحد الشجعان والأبطال وأكبر أمراء الدولة فى سنة خمسين وما بعدها ولما حج بيبغاروس نائب مصر فى أيام الناصر حسن سنة إحدى وخمسين أردفوه بالأمير سيف الدين طاز فساس الأمر وتلطف بالأمير يلبغا غاية التلطف ولما وقعت الفتنة بمنى ذلك العام قبض على الملك المجاهد صاحب اليمن وعلى رميثة صاحب مكة وعلى طفيل صاحب المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فقدم بالجميع إلى مصر من غير تكلف حتى وطئوا بساط السلطان ثم ولى نيابة حلب فى سنة خمس وخمسين كما تقدم ثم عزل واعتقل بالكرك ثم أحضره 393 ظ السلطان إلى القاهرة فكحله واعتقله
____________________
(6/356)
بالإسكندرية ثم أخرج إلى القدس الشريف فأقام أياما ثم حضر إلى دمشق فمات بها فى العشرين من ذى الحجة وفى هذا العام
نقض أهل ملطية وثاروا على نائبهم فخرج إلى حلب وجهز إليهم عسكرا سنة أربع وستين وسبعمائة فى صفر منها
طلب سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام بهاء الدين السبكى إلى مصر على البريد وأعيد إلى وظائف الشيخونية والشافعى والجامع الطولونى وفتيا دار العدل وسئل سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكى فسح الله فى مدته فى العود إلى قضاء الشام على عادته فلم يجب حتى روجع فى ذلك مرات فعاد بحمد الله تعالى إلى دمشق قاضيا على عادته ودخلها بكرة يوم الثلاثاء
____________________
(6/357)
رابع عشر ربيع الآخر فقرت برؤية وجهه العيون وسر بقدومه الناس أجمعون
وكان يوم دخوله إلى دمشق كالعيد لأهلها وقد كان أيده الله تعالى فى مدة إقامته بمصر على حال شهيرة من التعظيم والتبجيل يعتقده الخاص والعام ويتبرك بمجالسته ذوو السيوف والأقلام ويزدحم طلبة فنون العلم على أبوابه وتمسح العامة وجوهها بأهداب أثوابه ويقتدى المتنسكون بما يرونه من آدابه فالله يمتع ببقائه أهل المصرين ويجمع له ولمواليه خير الدارين بمحمد وآله وفى خامس عشر شعبان
خلع السلطان الملك المنصور محمد بن الملك المظفر حاجى بن الناصر محمد بن قلاوون فكانت مدة سلطنته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وولى عوضه الملك الأشرف شعبان ابن الأمير حسين بن الناصر محمد بن قلاوون
____________________
(6/358)
وفى شهر ربيع الأول
توفى الأمير حسين ولد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وهو آخر من بقى من أولاده الذكور لصلبه وفى يوم الخميس سلخ شهر ربيع الآخر
توفى بدمشق بالعادلية الكبرى القاضى قطب الدين محمد بن عبد المحسن بن حمدان السبكى الشافعى قاضى حمص مولده سنة ست وثمانين وستمائة وسمع الحديث فى سنة أربع وسبعمائة وبعدها سمع بالقاهرة من الشيخ على بن محمد بن هارون التغلبى وأبى إسحاق إبراهيم بن على بن محمد الحبوبى وغيرهما وسمع بمكة من الشيخ عز الدين عبد الرحمن بن إبراهيم بن الشيخ أبى عمر وشهاب الدين أحمد بن الشجاع عبد الرحمن
____________________
(6/359)
الصرخدى وحدث فسمع منه سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكى وروى عنه وهو حى وسمع منه جماعة آخرون وكان قد حضر إلى الشام فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة فولاه الشيخ الإمام قضاء حمص وتدريس النورية والمجاهدية والخطابة بها فاستمر بها نائبا عن الشيخ الإمام ثم عن ولده سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين أيده الله وهكذا إلى سنة اثنتين وستين وسبعمائة فنقله سيدنا قاضى القضاة تاج الدين باختياره إلى قضاء بعلبك وتدريس النورية بها فأقام بها على ذلك نحو شهرين ثم أعاده إلى حمص على عادته المتقدمة 394 و فأقام بها إلى صفر من هذه السنة ثم خرج منها ودخل دمشق لتلقى سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين السبكى فسح الله فى مدته فعرض له مرض وعزل نفسه عن القضاء واستمر على تدريس النورية وحدها وأقام مريضا إلى أن توفى فى التاريخ المذكور رحمه الله وكان رجلا صالحا كثير التلاوة للقرآن حسن الحفظ له يختم فى اليوم والليلة وكان ينقل
____________________
(6/360)
مذهب الشافعى جيدا وكان معروفا باستحضار الحاوى الكبير للماوردى و لا يدرى من العلوم شيئا سوى الفقه تفقه على الشيخ صدر الدين السبكى ولازم حلقة الشيخ الإمام بعد العشر وسبعمائة
وتوفى بدمشق شيخنا بدر الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمود بن أبى القاسم ابن الزقاق المغربى الأصل الدمشقى المولد والمنشإ والدار والمعهد الكاتب الرئيس المسند المكثر الشهير بابن الجوخى وكانت وفاته فى الحادى عشر من رمضان عن بضع وثمانين سنة ونعم الرجل كان وفى شوال
صرف الأمير سيف الدين قشتمر الناصرى عن نيابة الشام وأقر على نيابة صفد وولى عوضه نيابة دمشق الأمير سيف الدين منكلى بغا الناصرى فتوجه من حلب إليها ودخلها يوم الخميس السابع والعشرين من ذى القعدة
وفيه صرف القاضى جمال الدين ابن الأثير عن كتابة
____________________
(6/361)
السر بدمشق وعن مشيخة الشيوخ بها وتوجه القاضى فتح الدين محمد بن إبراهيم ابن الشهيد إلى القاهرة وتولى الوظيفتين المذكورتين عوضا عن المذكور وعاد إلى دمشق وكان دخوله إليها فى يوم الثلاثاء الثانى من ذى الحجة وفى هذا العام
وقع الطاعون العام وكان ابتداء وقوعه بدمشق فى شعبان
وتوفى بالقاهرة القاضى شهاب الدين أحمد بن يس بن محمد الرباحى المالكى قاضى حلب
وبالقدس شيخنا الزاهد القدوة المعمر أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن سعد الله بن جماعة الكنانى الحموى الشافعى ابن أخى قاضى القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة
____________________
(6/362)
وكان ذا حظ من الخير جاور بالمساجد الثلاثة المشرفة مدة وكانت وفاته فى ذى الحجة بعد أن ثقل سمعه
وبدمشق الشيخ الامام شهاب الدين أحمد ابن بلبان بن عبد الله البعلبكى الشافعى المقرئ المجود النحوى المتقن شيخ وظيفة الإقراء بتربة أم الصالح وبالأشرفية ومدرس القليجية والعادلية الصغرى
وولى بعده التدريس بالعادلية الشيخ جمال الدين محمد بن الحسن الحارثى ابن قاضى الزبدانى
وولى تدريس القليجية الشيخ شهاب الدين أحمد بن الزهرى وولى أم الصالح الشيخ شمس الدين محمد ابن اللبان المقرئ وولى التربة الأشرفية الشيخ أمين 394 ظ الدين عبد الوهاب ابن السلار وكان مولد المذكور ببعلبك فى سنة ثمان وتسعين وستمائة وانتقل إلى دمشق فاشتغل بالعلم وتلا بالسبع على الشيخ شهاب الدين الحسين بن سليمان الكفرى الحنفى وأخذ عن الشيخ مجد الدين
____________________
(6/363)
التونسى وناب فى الحكم لقاضى القضاة شهاب الدين ابن المجد وسمع من الشيخ شهاب الدين محمود بن سليمان الحلبى وعلاء الدين على بن إبراهيم بن داوود بن العطار وغيرهما وباشر وظيفة إفتاء دار العدل بدمشق مدة وخلفه فيها صهره شهاب الدين أحمد بن الزهرى المتقدم ذكره وكان موته فى رمضان
وشيخنا القاضى الأديب صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدى الألبكى الشافعى كاتب السر بمدينة حلب ثم وكيل بيت المال بدمشق سمع من يونس الدبابيسى وجماعة وروى بدمشق وحلب وألف كتبا كثيرة فى عدة فنون وكان من بقايا الرؤساء الأخيار وولى الوكالة بعده الشيخ جمال الدين أحمد بن الرهاوى الشافعى وكانت وفاته ليلة العاشر من شوال ومولده تقريبا فى سنة ست وتسعين وستمائة
والأمير صلاح الدين خليل بن خاص ترك الناصرى
____________________
(6/364)
أحد أمراء الحلقة الشامية بدمشق وكانت وفاته يوم الاثنين سلخ ذى الحجة وكان راغبا فى أهل العلم محبا لكتبه جامعا لها
والصاحب تقى الدين سليمان بن على بن عبد الرحيم ابن مراجل الدمشقى الرئيس الأمين ناظر الجامع الأموى وكان مولده فى سنة ثلاث وثمانين وستمائة وباشر كثيرا من الجهات الديوانية وحدث عن أقش الشبلى وولى نظر الجامع بعده القاضى علاء الدين على بن عثمان بن شمر نوح الشافعى وكانت وفاته ظاهر دمشق
وشيخنا الإمام العلامة الزاهد القدوة بهاء الدين أبو الأزر هارون الشهير بعبد الوهاب بن عبد الرحمن بن عبد المولى الإخميمى المراغى المصرى ثم الدمشقى الشافعى وكان بارعا فى المعقولات تخرج بالشيخ علاء الدين القونوى وروى لنا عن يونس بن إبراهيم الدبابيسى وألف أشياء منها الكتاب المنقذ من
____________________
(6/365)
الزلل فى القول والعمل وكان يؤم بمسجد درب الحجر ودفن بزاوية ابن السراج بالصاغة العتيقة داخل دمشق بالقرب من سكنه رحمه الله
وشيخنا أبو الحسن على بن أحمد بن محمد بن صالح بن العرضى الدمشقى التاجر المسند الخير روى لنا عن ابن البخارى وابن الزين وابن المجاور وزينب بنت مكى وغيرهم وحدث بجميع المسند للأمام أحمد بن حنبل وكانت وفاته فى شوال بالإسكندرية عن خمس وثمانين سنة
والقاضى أمين الدين محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحيم بن على السلمى المسلاتى المالكى المكنى أبا حيان 395 و وكان فى أول أمره شافعى المذهب ثم صار مالكيا وناب فى الحكم عن عمه سيدنا قاضى القضاة جمال الدين محمد بن عبد الرحيم المسلاتى وسمع
____________________
(6/366)
معنا بدمشق ومصر من جماعة كثيرين وكان من القضاة المشكورين كثير التواضع حسن السيرة وكانت وفاته بجديا من غوطة دمشق وحمل منها ودفن بخارج باب الصغير بدمشق رحمه الله وذلك يوم الجمعة الثانى والعشرين من شوال وباشر نيابة الحكم بعده القاضى أمين الدين محمد بن على الأنفى المالكى
والأمير ناصر الدين محمد بن صلاح الدين عبد الله بن عبد الوهاب بن فضل الله العمرى أحد الجلة من أمراء دمشق باشر شد الأوقاف بها مدة وروى عن أبى بكر بن أحمد بن عبد الدايم وجماعة وخرجت له مشيخة وقرأها عليه مخرجها فلم يقدر لى السماع منه وكان مشكورا موصوفا بالخير وكانت وفاته بأدنه من أعمال أنطرسوس فى ذى القعدة
والخطيب الإمام العلامة القدوة جمال الدين محمود بن محمد بن إبراهيم بن جملة المحجى الأصل
____________________
(6/367)
الدمشقى الشافعى أحد الأعيان تفقه بعمه قاضى القضاة جمال الدين يوسف بن إبراهيم بن جملة وروى عن جماعة ومن شيوخه القاضى تقى الدين سليمان بن حمزة الحنبلى وناب عنه فى الحكم يوما واحدا ودرس بالظاهرية البرانية وأعاد وأعاد بعدة مدارس وأفتى وشغل وألف كتبا كثيرة وكان ملازما لبيته مشتغلا بما يعنيه محبا للفقراء دينا صينا وباشر خطابة الجامع الأموى بعد الشيخ تاج الدين عبد الرحيم بن القاضى جلال الدين القزوينى وكانت وفاته فى العشرين من رمضان وولى الخطابة بعده سيدنا قاضى القضاة شيخ الإسلام تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن السبكى أمتع الله به وكان مولد الخطيب جمال الدين فى سنة سبع وسبعمائة وكانت جنازته مشهودة
والأصولى الإمام عماد الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن الإسنائى الشافعى أخو شيخنا العلامة جمال الدين عبد الرحيم الإسنائى وكان ينوب فى الحكم بالصالحية
____________________
(6/368)
من القاهرة وكانت وفاته في شهر رجب
وصلاح الدين محمد بن شاكر بن أحمد الداراني الأصل الدمشقي الكتبي الصوفي الخازن المؤرخ روى عن الحجار وغيره وجمع تواريخ وغيرها وخلف جملة كثيرة وكان في أول أمره فقيرا مدقعا وكانت وفاته في رمضان ودفن خارج باب الصغير ظاهر دمشق
والصاحب جلال الدين أبو القاسم ابن الأجل الحلبي الأصل وكان قد باشر عدة من 395 ظ الوظائف الديوانية وكان عنده تواضع ومحبة لأهل الخير توفى بالقاهرة
والشيخ ناصر الدين محمد بن أحمد بن عبدالعزيز الحنفي الشهير بابن الربوة مدرس
____________________
(6/369)
المقدمية بدمشق وخطيب جامع يلبغا ظاهر دمشق وكان فقيها مفتيا ذا مروءة وولى خطابه الجامع المذكور بعد سيدنا قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن شيخنا قاضي القضاة شرف الدين أحمد الكفري الحنفي
والصدر الرئيس علاء الدين علي بن أبي بكر بن محمد بن الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي أحد الموقعين بدمشق وكان شابا ساكنا متواضعا
والصدر شمس الدين عبدالرحمن بن عز الدين محمد بن أحمد بن المنجا التنوخي الحنبلي روى لنا عن القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة وعيسى المطعم وأبي بكر بن أحمد بن عبد الدايم وغيرهم
____________________
(6/370)