أولاً: التعريف بالناظم.
قال أحمد بن القاضي المكناسي في جذوة الاقتباس في ذكر من حلّ من الأعلام مدينة فاس (2/453) ما نصه:
((عبدالعزيز بن عبدالواحد اللمطي المكناسي الميموني الفقيه المؤلف، ألف ألفيته في النحو ضاهى بها ألفية ابن مالك في النحو، وله تقاييد على مختصر خليل، وهو من أهل مدينة فاس، ونزل المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
توفي بها قرب الثمانين وثمانمئة)).
ثانياً: طبعاتها: طبعة هذه المنظومة مفردة بتحقيق وتعليق الأستاذ عبدالله ولد إسلم ولد فتى، عام1418هـ.
ثالثاً: شروحها:
(1) سلم الأنوار شرح قرة الأبصار، لـ:محمد بن إياه.
(2) بغية الأبرار من شرح قرة الأبصار، لـ: محمد الحسن الخديم.
(3) مرتع الأبرار في التعليق على قرة الأبصار، لـ: غالي محمد الأمين الشنقيطي.
قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
الحمدُ للهِ الذي بأحمدا ... 1 ... هدى إلى أقومِ نَهْجٍ مَنْ هَدَى
حمداً جديداً دائِمَ البقاءِ ... 2 ... مكافئاً ترادُفَ الآلاءِ
ثم الصلاةُ والسلامُ تَتْرَى ... 3 ... على أجَلِّ المرسلينَ قَدْرَا
وآلهِ وصَحْبِهِ ومَنْ سَلَكْ ... 4 ... سبيلَهم مادارَ نَجْمٌ في فَلَكْ
وبَعْدُ فاعْلَمْ أنَّ خيرَ ما اقتفَى ... 5 ... ذو همةٍ سيرةُ خيرِ مقتفَى
وها أنا أذكر في هذا الرجزْ ... 6 ... من ذاك ما فيه سِدادٌ من عَوَزْ
لمبتغي التحصيلِ من أُوِلي الهدَى ... 7 ... عسى بنفعهم به أَنْ أُرْشَدا
سميته بقرة الأبصارِ ... 8 ... في سيرة المشفع المختارِ
مُرتباً له على الأبوابِ ... 9 ... مقرباً مقاصدَ الطلابِ
ومِنْ مُمِدِّ الكون في إنعامهِ ... 10 ... استوهبُ العَوْنَ على إتمامهِ(1/1)
والنفعَ للراوي وللمرويِّ ... 11 ... عنه بجاه المصطفى النبيِّ(1)
عليه أزكى صلوات البارِي ... 12 ... وآله وصحبه الأبرارِ
بيان نسبة النبي المصطفى ... 13 ... صلى عليه ربنا وشرفا
ونسبُ المختارِ محفوظٌ إلى ... 14 ... عدنانَ بالإجماعِ عند الفضَلا
وها أنا أشير لاسم كُلِّ ... 15 ... منهم بحرفٍ منه مستقلِّ
مَعٍ شَهٍ عَقٍ كَمٍ كُلْغَفَمِنْ(2) ... 16 ... كَخْمٍ أمن مَعٍ إلى هنا زُكِنْ
وشيبةٌ إذ بير زمزمَ حفرْ ... 17 ... همةْ بمنعه قريشٌ فنذرْ
إن جاءه من البنينَ عشرهْ ... 18 ... يحمونه من البغاة الفجرهْ
لينحرن واحداً تقربا ... 19 ... به فلما رام نحره أبى
منه قريشٌ فمضى لخيبرا ... 20 ... مستأمراً كاهنها فأمرا
إن استهم عليه والإبالِ ... 21 ... فإن عليه خرجت في الحالِ
فزد عليها عشرة واقترعا ... 22 ... حتى إذا السهمُ عليها وقعا
فانحر فإن ربه قد رضيا ... 23 ... بأنها له فداءٌ فعيا
ففعل الذي به قد أُمِرا ... 24 ... حتى انتهت لمائة فنحرا
من بعد ضَرْبها ثلاثاً وهْي لا ... 25 ... تعدو العشار الكُومَ فيما نُقِلا(3)
وكان والد النبي المفتدى ... 26 ... بمائة فداؤه من الردى
وكان ذاك سنةً في أمته ... 27 ... عن نفس كل مؤمن في فديته
والخلف في ثاني الذبيحين وردُ ... 28 ... فجلهم إسحاقُ وهْوَ المُعْتَمَدْ
وقال قومٌ هو إسماعيلُ ... 29 ... وكلُّ قول فله دليلُ
ثالثها الوقف عن الزجاج ... 30 ... فاسلك سبيلاً غيرَ ذي اعوجاج
__________
(1) أصلحته بقولي: والنفع للراوي وللمروي عنه بحب المصطفى النبي، لأن التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز.
(2) م محمد/ع عبدالله/ش شيبة(عبدالمطلب)/هـ هاشم/ع عبدمناف/ق قصي/ك كلاب/م مرة/ك كعب/ل لؤي/غ غالب/ف فهر/م مالك/ن النضر/ ك كنانة/خ خزيمة/م مدركة/أ إلياس/م مضر/ن نزار/م معد/ع عدنان.
(3) العشار: جمع عشراء، وهي التي على حملها عشرة أشهر أو ثمانية، والكوم: جمع كوماء، وهي عظيمة السنام.(1/2)
بيان مولد النبي المجتبى ... 31 ... صلى عليه الله ما هبَّ الصَّبا
وحملةْ آمنة الزُّهرية ... 32 ... طوبى لها بأكمل البرية
في رجب الفرد بدار وهبِ ... 33 ... والدِها وقيل بل في الشِّعْبِ
وكان مولد النبي الهادي ... 34 ... صلى عليه خالقُ العباد
عامَ قدوم الفيل للأقوام ... 35 ... بإثر خمسين من الأيام
في يوم الاثنين من الشهر الأغر ... 36 ... في ثالث الشهر أو الثاني عشر
أو لثمان من ربيع الأول ... 37 ... موافق النيسان عند الأُوَّل
في عام (جفظ)(1) من سني الإسكندر
883 ... 36 ... بطالع الجدي وكان المشتري
مع زحلٍ في وسط السماء ... 37 ... تقارنا بالعقربِ الغراء
فغاضتِ المياهُ والنيرانُ ... 38 ... قد خمدتْ وانصدعَ الإيوانُ
وخرسَ الملوكُ والأصنامُ ... 39 ... تناكست فما لها قيامُ
بيان موت والد المختار ... 40 ... وكم له كان من الاظئار
ومات عبدالله وهو حَمْلُ ... 41 ... وكم حوت من شرف هُذيلُ(2)
لما غدت بنتهم السعديةْ ... 42 ... من أمهات أشرف البريه
وكم رأت له من الآيات ... 43 ... حليمةٌ منها درور الشاة
وشُقَّ صدر أكرم الأنامِ ... 44 ... وهْو ابنُ عامين وسُدْسِ عامِ(3)
وشُقَّ للبعث وللإسراء ... 45 ... أيضاً كما قد جاءَ في الأنباء
وكم حوت ثويبةٌ من بركهْ ... 46 ... لما غدت ظئراً له وبركه
إذ حَضَنَتْهُ ثُمَّ بعد الأمِّ ... 47 ... غدا كفيلَ الجد ثم العم
وخلفتْهُ أمُّه ابنَ أربعِ ... 48 ... سنينَ والجدُّ ابنَ ضعفها فعِي(4)
__________
(1) حساب الجمل هنا وفق الترتيب المغربي.
(2) صححه في سلم الأنوار بقوله: ومات عبدالله وهو كامن * وكم حوت من شرف هوازن.
وصححه في بغية الأبرار بقوله: ومات عبدالله قبل المولد * وكم حوت هوازنٌ من سؤدد.
(3) سدس عام أي شهرين، وأصلحه في بغية الأبرار بقوله:
وشق صدر أكرم الأنام * وكان ذا في رابع الأعوام.
(4) كفله أربع سنين، ومات عنه وهو ابن ثمان سنين.(1/3)
ثم إلى الشام مع العم ارتحلْ ... 49 ... والعمرُ في ثالثةِ العشر دخلْ
فردَّه خوفاً منَ اليهودِ ... 50 ... عليه أهلِ المكرِ والجحودِ
وعاد مع ميسرةٍ للشام ... 51 ... وهْو منَ الرحمنِ في إكرامِ
تُظِلُّهُ الأملاكُ في المسيرِ ... 52 ... حين اشتدادِ الحرِّ في الهجيرِ
وإذ إلى مكة عادَ وافتتحْ ... 53 ... ستاً وعشرينَ من العمر نكحْ
خديجةً من بعد أربعينا ... 54 ... مضتْ لها من عمرها سنينا
خيرَُ نساء الناسِ أجمعينا ... 55 ... وقد أقامت معه عشرينا
وأربعاً ورُزقَ البنينا ... 56 ... منها سوى أحدهم يقينا
ثم ابنَ خمسٍ وثلاثين حضرْ ... 57 ... بناءَ بيت الله إذ بنا الحجرْ
بيدهِ الكريمةِ الزكيهْ ... 58 ... صلى عليه بارئ البريهْ
بيانُ مبعث النبي الهادي ... 59 ... صلى عليه خالق العباد
وجاءَه جبريلُ في غار حِرا ... 60 ... من بعد أربعين عاماً غَبرا
في يوم الاثنين بسورة العلقْ ... 61 ... صلى عليه الله فالِقُ الفلقْ
فقامَ يدعو الإنسَ والجن إلى ... 62 ... توحيد رب العالمين مُرْسَلا
مؤيداً منه بما أعيا البشر ... 63 ... إحصاؤه من معجزات كالمطر
نفعاً وكثرة وكالسراج ... 64 ... نوراً ورفعةً مع ابتهاج
ومع ذا حاصَرَهُ الفجَّار ... 65 ... كما أتتْ بذلك الأخبارُ
وكان قادراً على التدمير ... 66 ... لو شاءَ لكن جاد بالتأخير
حتى هدى الله به من شاء ... 67 ... منهم ومن أصلابهم أبناء
ثم أعزَّ دينه ونصره ... 68 ... وأيَّد الحق به وأظهره
وأبطلَ الباطل والأعداء ... 69 ... كبتاً وخزيا لهمُ جزاء
وأَمَدُ الحصارِ في الشِّعبِ على ... 70 ... حولين أرْبا لا ثلاثاً وصلا(1)
وعندما انقضى الحصارُ عمرُهْ ... 71 ... ستاً وأربعين كان قدرُهْ
وبعد ما أكمل خمسين سنهْ ... 72 ... جنُّ نَصِيبين أتته مُذْعِنَهْ
__________
(1) أصلحه في بغية الأبرار بقوله:
وأمد الحصار في الشعب إلى * حولين والأقوى ثلاثاً وصلا.(1/4)
وبعد واحد معَ الخمسينا ... 73 ... وأشهرٍ مضتْ له يقينا
شرَّفَهُ الرحمن بالإسراء ... 74 ... وبعروجه إلى السماء
حتى أراه أكبرَ الآيات ... 75 ... وعاد بعد الفرض للصلاة
صلى عليه ربنا وسلما ... 76 ... وآله وصحبه وكرما
بيان هجرة النبي المختار ... 77 ... والغزو والحج والاعتمار
وهاجر المختار لما أن وصلْ ... 78 ... خمسينَ مع ثلاثةٍ حتى نزلْ
بطيبة الغراء حيث أُمِرا ... 79 ... ثم بها أقام حتى احْتُضِرا
فيها فكانت أشرفَ البقاع ... 80 ... أما ضريحه فبالإجماع
ومدة اللبث بها في العِدَّهْ ... 81 ... عشرُ سنين يالها من مُدَّهْ
لقد غزا عشرين بعد خمس ... 82 ... فيها وفي سبع بغير لَبْس
قاتلَ بدرٍ أحدٍ والخندقِ ... 83 ... بني قريظةَ بني المصطلقِ
وغزوةِ الطائف مع حنين ... 84 ... وضعفها البعوثُ دون مين
وقيل في النضير مع وادي القرى ... 85 ... قاتلَ والغابةُ أيضاً ذكرا
وحج حجتين ثم الفرضا ... 86 ... واعتمر الأربع قالوا أيضا
وقال مالك ثلاثاً اعتمر ... 87 ... وحج مفرداً فحقق الخبر
وكلهن كن في ذي القِعْده ... 88 ... على الذي صححه من عدده
بيان أزواج النبي المصطفى ... 89 ... صلى عليه ربنا وشرفا
وعدةُ الأزواج باتفاق ... 90 ... (أيٌ) أتى وجاء في البواقي
11
خلفٌ تركنا ذكره فالمتفقْ ... 91 ... عليه أولاهن ذكرها سبق
بنتُ خويلد التي قد صَدَّقَتْ ... 92 ... قبل النساءِ بالنبي فارتقت
وما تزوج عليها أحدا ... 93 ... حياتَها من النساء أبدا
ثم تزوج ابنةَ الصديق ... 94 ... وعمرُها ستٌّ على التحقيق
بالبلد الحرام قبل الهجره ... 95 ... بسنتين عند أهل الخبره
ثم بنا بها بعيد ما ارتحل ... 96 ... لطيبة وعمرها تسعاً وصل
ومات عنها وهي بنت (حيِّ)
18 ... 97 ... صلى عليه رب كل شيِّ
ولم يكن تزوج المختار ... 98 ... بكراً سواها فلها الفخار
وكم حوت في مدة يسيرة ... 99 ... من العلوم الجمة الغزيرة
وبالبقيع دفنت في (حنِّ)(1/5)
58 ... 100 ... ليلاً وسودةُ سمت في السن
فوهبت ليلتها لها لكي ... 101 ... تحشر في أزواجه بنت لؤي
وبعد موت زوجها السكران ... 102 ... تزوجت خيرَ بني عدنان
صلى عليه ربنا وسلما ... 103 ... وآله وصحبه وكرما
وهاجرا في الدين هجرتين ... 104 ... جزاهما الرحمن جنتين
وعام (ند) أو في خلافة عمر
54 ... 105 ... توفيت بطيبةٍ فاقفُ الأثر(1)
وحفصةٌ تزوجت خير البشر ... 106 ... بعد خنيس ثم لما أن صدر
طلاقها منه بردها أمر ... 107 ... وموتها عام الجماعة ذكر
وزينبٌ أمُّ المساكين قتل ... 108 ... بأحد عنها ابن جحش فَقُبِلْ
تزوجت خيرَ نبي وثوت ... 109 ... شهرين أو ثلاثة ثم توت
ولم يمت حياتَه من النسا ... 110 ... إلا خديجةٌ وذي فاقتبسا
وبنت جحش بنتُ عمة الرسول ... 111 ... زوجها الرحمن بارئُ العقول
خيرَ نبي إذ قضى منها الوطر ... 112 ... زيدٌ وماتت في خلافة عمر
إذ فُتِحَتْ مصرُ وكانت أطولا ... 113 ... نسائِه يداً كما قد نقلا
وهندُ وهي كما لها من فضل ... 114 ... تزوجت من بعد موت البعل
خيرَ الورى وفي خلافة يزيد ... 115 ... في عام ستين قضت بلا مزيد
وبالبقيع دفنت وهاجرا ... 116 ... ثنتين في أول من قد هاجرا
ومن نساء المصطفى جويريه ... 117 ... توفيت في عام(نو) لتدريه
56
وقد سباها في غزاة المصطلق ... 118 ... من بعلها مسافعٍ بالمندلق
ودفع النجوم لابن قيس ... 119 ... عنها فما أبركها من عرس
إذ أرسل الناسُ السبايا طرا ... 120 ... لما غدا المصطلقي صهرا
للمصطفى عليه من رب الأنام ... 121 ... وآله أزكى الصلاة والسلام
ورملةٌ بنت أبي سفيانا ... 122 ... تزوجت خير الورى وكانا
وليُّها خالداً أو عثمانا ... 123 ... عند النجاشيِّ كما أتانا
فسلم المهرَ إليها أجمعا ... 124 ... من الدنانير مآتٍ أربعا
__________
(1) أصلحه في بغية الأبرار بقوله:
والموتُ آخرَ خلافة عمر * بطيبةٍ أو عام(ندٍّ) استمر.(1/6)
وعام سبع أهديت لأحمدا ... وموتها في عام (مد) قد بدا
44
وكم حوت من شرف صفيه ... 125 ... لما غدت لأكرم البريه
زوجا وكانت سُبيت في خيبرا ... 126 ... فاختارَها لنفسه خير الورى
وعتقها مهراً لها حقا جَعَلْ ... 127 ... وعام خمسين بها الموت نزل
وعام سبع بعد فتح خيبرا ... 128 ... ميمونةٌ نكحها معتمرا
وبعد عوده بها كان البنا ... 129 ... بسَرِفٍ وكان ذاك مدفِنا
لها وكانت آخرَ النساء ... 130 ... تزوجاً له بلا امتراء
عليه أزكى صلوات ربه ... 131 ... والآل والأزواج ثم صحبه
وعام خمسين وواحد نزل ... بها الحِمام عندما حان الأجل
ومهرُ كلٍّ كان خمسماية ... 132 ... من الدراهم سوى صفية
ورملةٍ فإنه تقدما ... 133 ... بيانُ ما أصدق كلا منهما
بيان أولاد النبي أحمدا ... 134 ... صلى عليه ربنا ومجدا
أبناؤه أربعة فيما ورد ... 135 ... على اختلاف جاء في هذا العدد
فالقاسمُ الذي به قد كُنِّيا ... 136 ... وبعد عبدالله أيضاً دُعيا
بالطيب الطاهر فاللفظان ... 137 ... ترادفا وقبل بل غيران
ورابع البنين إبراهيمُ ... 138 ... عليهم الرضوان والتسليمُ
ميلادُه بطيبة المرضيه ... 139 ... وأمُّه ماريةُ القبطيه
كانت لخير مرسل سرية ... 140 ... صلى عليه خالقُ البريه
وكلهمْ قبل البلوغ ماتوا ... 141 ... حياتَه كما روى الثقات
أما بناتُه فأربعٌ بلا ... 142 ... خلفٍ وفي الكبرى خلافٌ نقلا
أصحُّه زينب ثم اختلفوا ... 143 ... فيها معَ القاسم فيما وصفوا
فقال قومٌ هي منه أكبرُ ... 144 ... وقال قومٌ آخرون أصغر
ورُتَبُ الثلاث في الميلاد ... 145 ... (رأفٌ) وأسلمنا بلا عناد
وفي ثلاثين لعام الفيل ... 146 ... قد ولدت زينب للرسول
وابنَ الربيع انكحت فلما ... 147 ... أرسل خيرُ مرسل ألمَّا
به قريشٌ في فراق زينبا ... 148 ... فلم يجبهم للفراق بل أبى
وأسلمت وهاجرت وهاجرا ... 149 ... من بعدها فردَّها خيرُ الورى(1/7)
إليه بالعقد الذي قد سبقا ... 150 ... على الأصح لا بثان لحقا
وولدت أمامة عليا ... 151 ... له ومات عام(ح) وفيا
8
وأنكحت رقية عتيبه ... 152 ... وأم كلثوم أخاه عتبه
فطلقاهما معاً إذ نزلا ... 153 ... تبت فتبا لهما إذ فعلا
ثم تزوج ابن عفان الرضى ... 154 ... رقية أتت بنجل فقضى
وهو عام ست بعد موت الأم ... 155 ... في سنة اثنين بغير وهم
وأنكح الأخرى بدون مين ... 156 ... ومن هنا لقب ذا النورين
ولم تلد له وعام تسع ... 157 ... توفيت كما أتى في السمع
وبنت خير المرسلين الصغرى ... 158 ... اسما نساء العالمين قدرا
مولدُها في عام (آم) كانا
41 ... 159 ... من مقدم الفيل ولما بانا
لها من الأعوام خمسةَ عشر ... 160 ... زوجها حيدرةً خيرُ البشر
فولدت له من الأولاد ... 161 ... بنتين وابنين بلا عناد
الحسن الحسين ثم زينب ... 162 ... وأم كلثوم إليهم تنسب
وولدت رقية ومحسنا ... 163 ... أيضاً وماتا في الصبا ودفنا
ثم ابن جعفر بنا بزينب ... 164 ... وولدت له عليا وحُبي
بأختها الفاروق حتى ولدت ... 165 ... زيدا له وبعده تزوجت
محمد بن جعفر وإذ مضى ... 166 ... تزوجت عوناً أخاه وقضى
فنكحت أخاه عبدالله ... 167 ... وعنده ماتت بلا اشتباه
مع ابنها زيد بوقت واحد ... 168 ... وكان فيه سنن للناقد
وبعد موت المصطفى بأشهر ... 169 ... ثلاثة أو ستة في الأشهر
توفيت بنت الحبيب المجتبا ... 170 ... فاطمة أم الكرام النجبا
بيان أعمام النبي المصطفى ... 171 ... وذكر عماتِ الحبيب المقتفى
أعمامُه اثنان وعشرةٌ تُعَدْ(1) ... 172 ... وقيل تسعةٌ وعشرةٌ وَرَدْ
الحارثُ الزبيرُ والمُقَوِّمُ(2) ... 173 ... وعبدُ كعبةٍ ضرارٌ قُثَمُ
كذا المغيرةُ مع الغَيْدَاقِ ... 174 ... لم يدركوا الإسلام باتفاق(3)
وحمزةُ العباسُ عند العلما ... 175 ... قد أدركا البعثة ثم أسلما
__________
(1) وهو الأشهر.
(2) يجوز في الواو الكسر والفتح.
(3) الذين تقدم ذكرهم.(1/8)
لكن أبو طالبَ مَعْ أبي لَهَبْ ... 176 ... قد أدركا البعثَ وما نالا الأربْ
عمَّاتُه(1) صفيةُ المَبَرَّهْ ... 177 ... أميمةٌ عاتكةٌ وبرَّهْ
وهكذا أمُّ حكيمٍ أروى ... 178 ... وعنهمُ إسلام الأولى يُرْوَى
بيانُ ماله من الموالي ... 179 ... والخدم الأحرار باحتفال
زيدٌ أسامةُ ابنُه ثوبانُ ... 180 ... أَنَسَةٌ فضالةٌ شُقرانُ
ثم رباحٌ ويسارٌ واردُ ... 181 ... طَهْمَانُ مأبورٌ عبيدٌ واقدُ
وأبواهما ورافعٌ هشامْ ... 182 ... حنينُ أحمرُ سليمٌ ذو اهتمامْ
كِرْكِرَةُ النوبيُّ زيدٌ أسلمُ ... 183 ... سفينةٌ أنجشةٌ ومِدعمُ
أبو لبابةَ أبو هندَ أبو ... 184 ... ضمرةَ والإماءُ حين تحسبُ
ماريةٌ سَلْمَى وأمُّ رافعِ(2) ... 185 ... بركةٌ كانت لخير شافعِ
حاضنةً ميمونةٌ ريحانهْ ... 186 ... خَضِرَةٌ رضوى فعو حُسبانهْ
وكان من خُدَّامه الأحرارِ ... 187 ... أنسٌ بن مالكِ الأنصاري
ثم ابنُ مسعودٍ بلالٌ وأبو ... 188 ... ذرٍّ ربيعةَ بن كعبٍ حسبوا
وعقبةُ بنُ عامرٍ وسعدُ ... 189 ... ذو مِخْمَرٍ أسماءُ ثم هندُ
بيان حراس النبي المصطفى ... 190 ... صلى عليه ربنا وشرفا
حرسَه في يوم بدر سعدُ ... 191 ... فتى معاذٍ وامرآن بعدُ
في أحدٍ محمدٌ ذكوانُ ... 192 ... عليهما الرحمةُ والرضوانُ
والحارسُ الزبيرُ يومَ الخندقِ ... 193 ... وابنُ أبي وقاصَ خيرَ مشفقِ
ثم أبو أيوبَ وابن بشرِ ... 194 ... في خيبرَ المشهود دون نكرِ
قد حرسوه ثم في وادي القُرى ... 195 ... كان بلالٌ حارساً بلا امترا
وترك الحُرَّاسَ لما أُخبرا ... 196 ... بعصمة الله له خيرُ الورى
وكان حادياً له البراءُ ... 197 ... أنجشةٌ جاءت بذا الأنباءُ
صلى عليه ربنا وسلما ... 198 ... والآل والأصحاب خير من سما
بيان رسل المصطفى لمن ملك ... 199 ... صلى عليه الله ما دار الفلك
__________
(1) ست بلا خلاف.
(2) قال في بغية الأبرار: صوابه: مارية سلمى أي أم رافع....(1/9)
إلى النجاشيِّ النبيُّ أرسلا ... 200 ... عمراً فبجَّل الكتابَ وتلا
ومات مُسلماً وصلى المصطفى ... 201 ... عليه معْ أصحابه أولي الصفا
ودحيةً إلى هرقلٍ أرسلا ... 202 ... فشحَّ ثم ابنَ حذافةٍ إلى
كسرى فمزَّقَ الكتابَ مُزِّقا ... 203 ... وحاطبا إلى المقوقس ارتقا
فقاربَ الإسلام حتى أهْدى ... 204 ... جاريتين دلدلاً وعبدا
ثم إلى من ملكا عمانا ... 205 ... عمراً فأسلما له ودانا
ولليمامة سَلِيطاً أرسلا ... 206 ... فلم يفز صاحبُها إذ سألا
من النبي جعلَ بعض الأمر لهْ ... 207 ... ثم إلى البلقا شجاعاً أرسله
وأرسلَ العلا إلى البحرين ... 208 ... فأسلم المنذرُ دون مين
والأشعريَّ ومعاذاً لليمنْ ... 209 ... فأسلموا دون قتال وفتنْ
بيان من كان من الكتاب له ... 210 ... صلى عليه ربنا وفضله
زيدٌ أبيٌّ والزبيرُ والعلا ... 211 ... والخالدان الخلفاءُ الفضلا
وثابتٌ وعامرٌ وعمرُو ... 212 ... عمارُ سلمانٌ بلالُ الصدرُ
وابنُ أبي سفيانَ معْ أبانِ ... 213 ... وابنُ الربيع فاستمع بياني
ثم ابنُ مسعود أخو الودادِ ... 214 ... وحمزةٌ منهمْ معَ المقدادِ
وكان ممن يضربُ الأعناقا ... 215 ... بين يديه إن رأى شقاقا
عليُّ والزبيرُ وابنُ مسلمهْ ... 216 ... وعاصمُ بنُ ثابتٍ لِتعلمهْ
ثم ابنُ سفيانَ مع المقدادِ ... 217 ... أصحاب ما اختار من العبادِ
بيان من يقطع بالجنان ... 217 ... لهم ومن أذّن للعدنان
يقطع بالجنة والإكرام ... 218 ... لعشرة للخلفا الأعلام
وللزبير وابن عوف وسعيدْ ... 219 ... وعامر سعدٍ وطلحةَ السعيدْ
وعمرٌو أوسٌ وبلالٌ سعدُ ... 220 ... زيادٌ المؤذنونَ عُدُّوا
رضوان ربنا عليهم طرا ... 221 ... ومن تلا منهاجهم وبرَّا
ذكر دوابه عليه أفضلُ ... 222 ... صلاة ربي دائماً وأكملُ
له من الخيل العتاق عشَرَهْ ... 223 ... أو سبعةٌ كما حكاه المهَرَهْ
أولها السكبُ المحجلُ الأغرْ ... 224 ... الطلقُ ذو السبق الذي به اشتهرْ(1/10)
أول ما غزا عليه المجتبا ... 225 ... بأحدٍ فلم يزل مهذَّبا
والوردُ والمرتجزُ الذي شَهدْ ... 226 ... له به خزيمةٌ حين جُحِدْ
والطِّرفُ واللحيفُ والمُلاوِحْ ... 227 ... والضَرسُ واللِزازُ ذاك السابحْ
ثم البغالُ كلها مرويهْ ... 228 ... فضةُ والدُلدُلُ والإيليهْ
ثم حمارٌ اسمُه يعفورُ ... 229 ... والناقةُ القصوى فقطْ مأثورُ
وهي التي امتطى بلا امتراء ... 230 ... نبيُّنا في الهجرة الغرَّاء
وكان لا يحملُه إن نزلا ... 231 ... عليه وحيٌ غيرُها ونُقِلا
أن اسمَها الجدعاءُ والعضباءُ ... 232 ... فقد ترادفتْ لها الأسماء
ومائةٌ كانت له من الغنمْ ... 233 ... ومعها عشرون لَقحة تُلمْ
وكان يختصُّ بشرب شاةِ(1) ... 234 ... تدعى بغيثةَ لدى الرواةِ
وديكُه الأبيضُ جاء في الخبرْ ... 235 ... ولم يجىءْ فيه اقتناؤُه البقرْ
بيان ماله من السلاح ... 236 ... صلى عليه واهب الفلاح
له من الأسيافِ تسعةٌ فقطْ ... 237 ... اسماؤُها مرويةٌ عن من فرطْ
منها الذي أصابه من بدرِ ... 238 ... وكان يُدعى ذا الفقار فادرِ
ومثلُه القَلْعِيُّ والبتَّارُ ... 239 ... والحتفُ قد جاءت به الأخبارُ
كذلك المِخْذَمُ والقضيبُ ... 240 ... والعضبُ والرَّسوبُ يالبيبُ
وكان عنده من الرماح ... 241 ... أربعةٌ تُعدُّ للكفاحِ
ومثلُها قِسِيُّه في العدِّ ... 242 ... والتُّرسُ والجعبةُ فيما أبدِي
وأدرعٌ كانت له بهيَّهْ ... 243 ... أسماؤها فضةُ والسغديهْ(2)
ثالثُها ذاتَ الفضول تُدعى ... 244 ... كانت له يوم حنين درعا
ومِغفرٌ يدعى السبوغ كان لهْ ... 245 ... ونحوه مِنطقة مجمَّلهْ
ورايةٌ سوداء بالعقابِ ... 246 ... تدعى هداك الله للصوابِ
وكان أيضاً عنده لواءُ ... 247 ... أبيض قد فشتْ بذا الأنباءُ
__________
(1) أصلحه أباه بقوله: كانت منائح له كشاة... الخ، لأن من عادته صلى الله عليه وسلم الإيثار لا الاستئثار.
(2) بإهمال العين وإعجامها.(1/11)
بيان ماله من الثياب ... 248 ... ومن أثاث فاستمع خطابي
كان له من الثيابِ اثنا عشرْ ... 249 ... على الذي نقله أهلُ السيرْ
منها قميصان له شِعارُ ... 250 ... ثم كساءان له دثارُ
وجبتان وإزارٌ وثيابْ ... 251 ... أربعةٌ ثم العمامةُ السحابْ
أعني التي وهبَهَا عليَّا ... 252 ... فلا تكن بعلمها غبيا
ثم قلانسُ صغارٌ لاطيَهْ ... 253 ... وهي ثلاث فاغتنم بيانيهْ
والمشطُ من عاج له والمُكحُلَهْ ... 254 ... مرآتُه المِقراضُ والسواكُ لهْ
ثم فراشُ أُدُمٍ قد حُشِيا ... 255 ... بالليفِ ثم قدحانِ فعيا
فواحدٌ بفضةٍ مُضببُ ... 256 ... والتورُ من حجارةٍ ومخضبُ
ومن زجاج قدحٌ ومُغتسلْ ... 257 ... له من الصفر وقصعةٌ تُملْ
والصاعُ والسريرُ ثم الُمدُّ ... 258 ... وخاتمٌ من فضة يُعَدُّ
وكان قد أهدى له خفينِ ... 259 ... أصحمةٌ أيضاً بدون مينِ
وكان ثوبان له للجُمعهْ ... 260 ... غيرُ ثيابِ لُبسه المرتفعهْ
وكان منديلٌ له ليمسحا ... 261 ... به على الوجه المنير الأصبحا
صلى عليه ربنا وسلما ... 262 ... وآله وصحبه وكرَّما
بيان بعض معجزات المصطفى ... 263 ... صلى عليه ربنا وشرفا
منها القرآنُ المعجزُ الذي بهرْ ... 264 ... إعجازُه كلَّ العقول وقهرْ
فلم يجىءْ بمثله ولن يجي ... 265 ... إنسٌ ولا جنٌ وكمْ من مُزْعجِ
لهمْ مقرِّع على الإتيانِ ... 266 ... به وهم فرسانُ هذا الشانِ
قد امتطوا منه جوادَ السبْقِ ... 267 ... واحرزوا عنانَه في النطقِ
بل أخرسوا وهمْ ألدُّ اللددِ ... 268 ... إلا عن الدعوى ومحض الجحدِ
فعند ذاك أمرَ القرآنُ ... 269 ... أن تُضربَ الأعناقُ والبنانُ
لله ما حواه من عجائبِ ... 270 ... جلت عن الحصر ومن غرائبِ
لو لم يجئ بآية سواه ... 271 ... صلى عليه ربنا كفاه
لكنه أتى بما أعيى البشرْ ... 272 ... من معجزات بينات كالقمرْ
وغسلِ قلبه وشقِّ الصدرِ ... 273 ... وحشوهِ بسرٍّ أيِّ سِرِّ(1/12)
وجيءَ بالبراق للإسراءِ ... 274 ... به إلى الأقصى من السماءِ
بل لم يزلْ يرقى إلى أن نالا ... 275 ... منزلةً جلت فلن تُنالا
حباهُ ذو العزة بالمقامِ ... 276 ... فيها وبالرؤيةِ والكلامِ
وفرضَ الخمسينَ ثم خَفَّفَا ... 277 ... عنا به لخمسةٍ وضعَّفا
ثوابَها إذ كثَّر الأمدادا ... 278 ... تفضُّلاً وقللَ الأعدادا
وأمَّ خيرُ مرسلٍ للرُّسْلِ ... 279 ... وعاد من بعد انقضاء الليلِ
فأخبر الناسَ بما قد أطلعْ ... 280 ... عليه في مسراه لمَّا أن رجعْ
فمن سعيدٍ مؤمن بما ذَكَرْ ... 281 ... ومِنْ شقي خاسر به كَفَرْ
والشمسُ بالصَّهباء للمُختارِ ... 282 ... رُدَّتْ ويومَ العير في الأخبارِ
وإذ أتى الفُجَّارُ نحوَ البابِ ... 283 ... لقتلِه فقام بالترابِ
وذرَّهُ على رؤوسِ القومِ ... 284 ... فسقطت أذقانهم بالنومِ
وقال شاهتِ الوجوه ودعا ... 285 ... فمن أجابه ببدر صُرِعا
وفي حنينٍ إذ رمى الأقواما ... 286 ... بقَبضةٍ فانهزموا انهزاما
وفي حمام الغار والعناكبِ ... 287 ... حاكتْ وباضتْ أبدعُ العجائبِ
وإذ رأى سراقةُ الهلاكا ... 288 ... بك استغاثَ فنجا هُناكا
ودرَّتِ الألبانُ إذ مسحتا ... 289 ... على ضروع من شياهٍ شتى
كشاةِ عبدالله والمقدادِ ... 290 ... وأمِّ معبد من الأفرادِ
وكم من الأعيان قلبُها انجلى ... 291 ... بلمْس يمناك بمشهدِ الملا
كآيةِ العرجون إذ أضاءَ ... 292 ... لولدِ النعمان في سوداءَ
مطيرةٍ عشوا إلى أن ولجا ... 293 ... فضربَ الشيطانَ حتى خرجا
وإذ دفعت لابن جحش بأحدْ ... 294 ... عسيب نخل فغدا سيفاً يجدْ
والجذلَ لابن محصن ببدرِ ... 295 ... دفعته فعاد سيفاً يفري
ولم يزل لديه حتى استشهدا ... 296 ... عونا به يضرب أعناقَ العدا
والماءَ قد زودت قوماً رفدا ... 297 ... فعاد أيضاً لبنا وزُبدا
وأخبرتك الشاةُ بعد الشيِّ ... 298 ... بأنها سُمَّتْ فداك حييِّ(1/13)
والطفلُ في المهد بتصديقك يا ... 299 ... أزكى الورى قد فاهَ فيما رُويا
وكم جماداتٍ وعجماواتِ ... 300 ... فاهت بتصديقك في آياتِ
وقبضةُ التمر التي قد أطعما ... 301 ... منها جميعَ الجيش وهْي نحوُ ما
كانت بل أربى منه بل قد أنفقا ... 302 ... من ذلك التمر ابنُ صخر أوسُقا
ولم يزل لديه حتى نهبا ... 303 ... مقتلَ ذي النورين فيما نُهبا
وكم من القليل قد كثرتا ... 304 ... زكم من الأموات قد أحييتا
وكم من الأشجار قد دعوتا ... 305 ... أتت مطيعة لما أمرتا
والجذعُ قد حنَّ حنين الثكلى ... 306 ... إليك حتى نال منك وصْلا
لو لم ينلْه لم يزل كئيبا ... 307 ... عليك ما لاح سناً غريبا
وكم عمى وعمهٍ أذهبتا ... 308 ... عن أعين وعن قلوب حتى
أدركتِ الأبصارُ والبصائرُ ... 309 ... ما لم تكن تظنه الضمائرُ
وكم من الأدواء قد أبرأتا ... 310 ... في الحال بالراحة إذ لمستا
بل فار منها الماءُ لما ضمئوا ... 311 ... حتى ارتوى الأصحابُ بل توضئوا
ومطروا سبتاً إذ استسقيتا ... 312 ... بها وأقلعتْ إذا استصحيتا
ومن عليه أو له دعوتا ... 313 ... أصاب في الحالين ما سألتا
وكم من الغيوبِ قد نبأتا ... 314 ... به فلم تعدُ الذي ذكرتا
فكلُّ ذي علم وذي عرفان ... 315 ... منك استمده سوى الرحمن(1)
هذا وكم من آية لا تحصى ... 316 ... عداً مُنحتها ولا تستقصى
فالحمدُ لله الذي أعطاكا ... 317 ... مالم ينله أحدٌ سواكا
ذكر وفاته صلاة ربه ... 318 ... عليه ثم آله وصحبه
توفي المختارُ عامَ (أيِّ)
11 ... 319 ... وعمرُه (صجٌّ) على المرضيِّ
63
وقتَ الضحى في مثل يومَ وُلِدَا ... 320 ... فيه عليه الله صلى أبدا
__________
(1) قال في بغية الأبرار (ص129): (سوى الرحمن) لا حاجة لهذا الاستثناء لأنه تعالى لا يوصف علمه بأنه مستمد لقدمه؛ فالصواب حذفه ويقول مثلا: فكل ذي علم وذي عرفان* منك استمده مدى الأزمان.(1/14)
وخُيِّرَ المختارُ في البقاءِ ... 321 ... في هذه الدار وفي اللقاءِ
لربه فاختار أن يلقاهُ ... 322 ... صلى عليه الله ما أرقاهُ
ومدَّةُ السقم (يدٌ) وقد دُفِنْ
14 ... 323 ... ليلةَ الاربعاءِ خيرُ من أُمِنْ
ودُهِشَ الأصحابُ إذ مات النبي ... 324 ... ولم يكن أثبتُ فيهم من أبي
بكر وعمِّه الرضى العباسِ ... 325 ... فخطب الصديقُ خيرُ الناسِ
وثبت القومَ وجاء الخضِرُ ... 326 ... معزياً لهمْ على ما أَثروا
وغُسِّلَ المختارُ في الثيابِ ... 327 ... ووليَ الغسلَ من الأصحابِ
عليُّ والعباسُ ثم ابناهُ ... 328 ... قُثَمُ والفضلُ ومولياهُ
شُقرانُ مع أسامةٍ وذُكرا ... 329 ... أنَّ ابنَ خَوْلِيٍّ معهم قد حضرا
وكفن المختار في أثوابِ ... 330 ... ثلاثةٍ بيض بلا ارتيابِ
دون عمامة ولا قميص ... 331 ... ولا خياطة على المنصوص
بل جُعلت لفائفاً وأُدرجا ... 332 ... فيها عليه الله صلى مُدرجا
وفُرِشَتْ للمصطفى في القبر ... 333 ... قطيفةٌ حمراءُ دون نُكر
وكان في طيبة حافران ... 334 ... ذو الشق واللحد فجاء الثاني
وألحدَ القبرَ له وأطبقا ... 335 ... عليه تسع لبنات مطبقا
في بيت عائشةَ والصديقُ ... 336 ... يليه ثم حولَه الفاروقُ
صلى عليه ربنا وسلما ... 337 ... والآل والأصحاب أنجم السما
قد تم نظم قرة الأبصار ... 338 ... بحول هاد ماجد غفار
في غرة الشهر الأغر مولد ... 339 ... اسمى الورى نبينا محمد
بطيبة الغراء دار المصطفى ... 340 ... صلى عليه ربنا وشرفا
وآله وصحبه ومن تلا ... 341 ... منهاجه من الأنام مسجلا(1/15)