تاريخ خليفة بن خياط- العصفري
تاريخ خليفة بن خياط
العصفري(1/)
تاريخ خليفة بن خياط العصفري
ت: 240 ه - 854 م
رواية بقي بن خالد
حققه وقدم له الاستاذ الدكتور سهيل زكار
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع(1/1)
جميع حقوق اعادة الطبع المحفوظة للناشر
1993 م / 1414 ه
دار الفكر بيروت لبنان المكاتب: البناية المركزية.
هاتف: 244732.
ص ب: 61.
7 / 11 المطباع والمعمل: حازة حريك.
شارع عبدالنور.
هاتف:.
663.
39 / 2.
837898 8382 برقيا: فكسى.
تلكس: 41392 فكر 41392 LE FFIKA(1/2)
توطئة
بسم الله الرحمن الرحيم
تجربتي كانت في تحقيق كتابي خليفة بن خياط.
الطبقات والتاريخ تعود إلى السنة التي تخرجت منها من قسم التاريخ بكلية الااداب في جامعة دمشق، غير أنه قبيل شروع وزارة الثقافة بطباعتهما سافرت إلى لندن للحصول على شهادة الدكتوراه، حيث توليت من هناك متابعة الدقيق الطباعي ووضع الفهارس وكتابه بحث عن خليفة بن خياط في الموسوعة الاسلامية.
لقد مضى على عملي في الكتابين أكثر من ربع قرن طلب مني خلاله العديد من الاصدقاء إعادة طبع الكتابين، وقد أمعنت النظر أكثر من مرة في القراءة وتدقيق التحقيق فتوصلت إلى أن التحقيق لا يحتاج إلى إعادة، وإنما يقتضي تصويب التطبيعات التي ظهرت خلال الطباعة وتقويمها، فعمدت إلى ذلك، وقمت بدفعهما إلى لتلبية حاجة الباحثين والمهتمين إلى هذين المصدرين الاصيلين.
وأملي كبير أن يجد كل مهتم بالتاريخ الاسلامي والثقافة العربية ما يرجوه من فائدة في هذين المصدرين الاساسيين، والله الموفق إلى الصواب والهادي إلى أجمعين.
دمشق 26 / 6 / 1992.
سهيل زكار(1/3)
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على السيد الأنبياء وخاتم المرسلين النبي العربي محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد .
فهذا تاريخ خليفة بن خياط أقدم كتاب حولي ينشر حتى الان باللغة العربية، وأهم وثيقة متميزة تنحدث عن اثنين وثلاثين ومائتي سنة من تاريخ الاسلام، مذ هجرني الدين دار لشراك إلى دار الايمان حتى ثماني سنوات سبقت وفاة المؤلف.
مؤلف الكتاب: هو خليفة بن خياط العصفري البصري، المعروف بشباب، يكنى أبا عمرو.
عالم مؤرخ ثقة، لم يتيسر لنا توضح جوانب توضحا كافيا، إذ لم تسعفنا المصادر التي بين أيدينا لتقري معالم الصورة لحياز هذا المؤرخ الكبير، فأخباره فيها أنباذ يسيرة لاتفى بتوضح الصورة.
وما جاء عنه فيها لا يجاوز ذكر نسبه وسنة وفاته وعد شيوخه وتلاميذه.
ومن خلال هذه اللمحات اليسيرة يغلب الترجيح أن خليفة لم ينهد إلى رحلة في الطلب، أو لم يكن واسع الرحلة على تقدير، إنما اقتصر في التلقي على علماء البصرة بلده.
ولعله لم يدخل بغداد قط إذ لم نجد له ذكرا عند الخطيب البغدادي في تاريخه.(1/5)
والبصرة في القرن الثالث كانت مركزا هاما من مراكز إشعاع الثقافة العربية الاسلامية، ولا سيما في ميادين اللغة والحديث والسيرة والتاريخ.
في هذا البلد الحضاري البنية، العثماني الهوى، عاش خليفة تعلم، وهو سليل أسرة علم فجده الذي يحمل اسمه كان من رجل الحديث الثقات عند البخاري وابن أبي الرازي، وقد أخذ خليفة العلم عن عدد من الشيوخ في طليعتهم يزيد بن زريع الذي كان خليفة ألصق به من سواء، ويزيد هذا من ثقات أهل البصرة مع ميول عثمانية كما وصفه ابن سعد في طبقاته (1).
ومن يستعرض تاريخ خليفة بلحظ أن معظم الذين نقل خليفة عنهم من رجال البصرة، مما يؤكد أنه لم يرحل في الطلب بل قضى حياته في البصرة.
وتوفي فيها سنة 240 ه / 854 م، عن عمر يناهز ثمانين سنة.
مؤلفاته:
صنف خليفة فيما ذكر ابن النديم (2) أربعة كتب (كتاب التاريخ) الذي نقدمه الان وكتاب (طبقات القراء) وكتاب (تاريخ الزمنى والمرضى والعميان) وكتاب (أجزاء القرآن وأعشاره وأسباعه وآياته).
وأعتقد أن الكتاب الذي سماه ابن النديم بكتاب طبقات القراء هو كتاب الطبقات الذي ترجم فيه للصحابة ثم لمن تبعهم حتى عهده وهو الذي قمت بتحقيقه ونشره مع هذا الكتاب من قبل في دمشق عام 1967 - 9168.
منزلته عند أئمة علم الحديث.
يكاد يجمع علماء الحديث على أن خليفة كان من الثقات، غير أن اين أبي حاتم وعلي بنالمديني ليناه.
فقد جاء عند الاول في كتابه (الجرح والتعديل) (3).
__________
() انظر طبقات ابن سعد 7 / 289.
ط.
بيروت.
(2) الفهرس لابن النديم ص 232.
ط.
فلوجل.
(3) الجرح والتعديل 1 / 2 / 378.(1/6)
" وسألت أبي عنه فقال: لا أحدث عنه هو غير قوى، كتبت من مسنده أحاديث ثلاثة عن أبي الوليد، فأتيت أبا الوليد وسألته عنها فأنكرها وقال: ما هذه من حديثي، فقلت: كتبتها من كتاب شباب العصفرى فعرفه وسكن غصبه.
قال أبو محمد: انتهى أبو زرعة إلى أحاديث كان أخرجها في فوائده عن شباب العصفري فلم يقرأها علينا فضربنا عليها وتركنا الرواية عنه " (1).
وابن أبي حاتم وأبوه من المتشددين في الجرح، حتى إن البخاري صاحب الصحيح لم ينج منهما، وليس فيما حكياه ما يدل دلالة قاطعة على لين في خليفة، ذلك أن أبا الوليد الطيالسي أنكر الاحاديث في البداية - وقد يكون سبب ذلك أنه وجد في رجال الاحاديث من ينكر أمره - ثم يكت وسكن غضبه عند إعلامه أن الرواية عن خليفة، وهذا يعني صدق خليفة في الرواية عنه، ولعلهيعني أيضا أن أبا الوليد قد روى الاحاديث في زمن مضى ثم تبين له بعد ذلك من أمرها ما أنكر، - وهذا الامر كثير الحدوث -.
ولا أظن أن الأمر يعدو هذه الحال، ولو عداده لما سكن غضب الطيالسي ولنال من خليفة ووصفه بالادعاء أو الكذب.
ونرى ابن عدي ينتصر في كامله الخليفة عندما روى عن ابن المديني قوله: " لو لم يحدث شباب كان خيرا له ".
قال ابن عدي: " حدثنا محمد بن جعفر بن يزيد المطيري ثنا محمد بن يونس ابن موسى سمعت علي بن المديني يقول: لو لم يحدث شباب كان خيرا له، وكان الفضل بن الحباب يذكر أنه كان عند أبي الوليد وقال: لم لاأحدثه ؟.
قال ابن عدي: ولا أدري هذه الحكاية عن علي بن المدينى (لو لم يحديث شباب كان خيرا له).
__________
(1) في الاصل: (فلم يقرأ علينا فضربنا عليه وترك الرواية نه).
وهذا تصحيف قومنه مما نقله ابن حجر في كتابه تهذيب التهذيب ص 160.
ط.
الهند.
(*)(1/7)
قال ابن عدي: إنما يروي عن علي بن المديني الكديمى، والكديمي لا شئ، وشباب من متيقظني رواة الحديث وله حديث كثير وتاريخ حسن وكتاب في طبقات الرجال.
وكيف يؤمن بهذه الحكاية عن علي فيه، وهو من أصحاب علي.
ألا ترى أنه حمله الرسالة أبي الوليد في ابن معين، سيما إذا كان الراوي عن علي محمد ابن يونس وهو الكديمى فدل هذا على أن الحكاية عن على باطلة.
ولخليفة من الحديث الكثير ما يستغنى أن أذكر له شيئا من حديثه وهو مستقيم الحديث صدوق (1) ".
وقد عده البخاري من الثقات عندما ترجم له في تاريخه الكبير (2) كما فعل ذلك الذهبي ووثقه في معظلم كتبه.
نجد ذلك في (تذكرة الحفاظ) و (الميزان).
ويقول الذهبي في (سير أعلام البنلاء) وهي أوسع ترجمة له: " خليقة بن خياط بن خليفة بن خياط الامام الحافظ العلامة الاخباري أبو عمرو العصفرى البصري،
ويلقب بشباب، صاحب التاريخ وكتاب الطبقات وغير ذلك، سمع أباه ويزيد ابن زريع، وزياد بن عبد الله البكائي، وسفيان بن عيينة، وعبد الاعلى بن عبد الاعلى، ومحمد بن جعفر غندر واسماعيل بن علية ومحمد بن أبي عدي، ومعتمر ابن سليمان، ومحمد بن سواء، وخالد بن الحارث ويحيى القطان، وابن مهدي، وأمية بن خالد، وحاتم بن مسلم، وهشاما الكلبي، وعلى بن محمد المدائني وخلقا كثيرا.
ذكر شيخنا في تهذيب الكمال أنه روى أيضا عن حماد بن سلمة، فهذا وهم بين، فإن الرجل لم يلحق أيضا السماع من حماد بن زيد وأراه رآه.
حدث عنه البخاري بسبعة أحاديث أو أزيد في صحيحه، وبقي بن مخلد، وحرب الكرماني، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعمر بن أحمد الأهوازي، وموسى بن زكريا التسترى، وعبدان
__________
(1) الكامل لابن عدي نسخة الظاهرية رقم 364 حديث و 1155 - عام قطعة 123 / 1 - ب.
(2) التاريخ الكبير للبخاري - 644 - ط.
الهند.
(*)(1/8)
الجواليقي، وزكريا الساجي، وخلق، وكان صدوقا نسابة، عالما بالسير والايام والرجال، وثقه بعضهم وقال ابن عدي: هو صدوق من متيقظي الرواة، قلت: لينه بعضهم بلا حجة.
قال مطين وغيره.
مات سنة أربعين ومائتين.
قلت: كان من أبناء الثمانين وقد أخطا من قال: مات في سنة ست وأربعين " (1).
ويقول ابن حجر في تهذيب التهذيب مترجما الخليفة: " خليفة بن بن خياط بن خليفة بن خياط العصفري التميمي أبو عمرو البصري الملقب بشباب.
روى عن إسماعيل بن أمية، وبشر بن الفضل ع وأبى داود الطيالسي،
ويزيد بن زريع، وعبد الرحمن بن مهدي، وكهمس بن المنهال، ومعاذ بن معاذ العنبري، ومعتمر بن سليمان، وابن عيينه وخلق كثير.
وعنه البخاري وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلتي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن علي الأبار، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وحرب الكرماني، وعبد الله بن ناجية، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وتمتام، ويعقوب بن سيبة، والصنعاني وجماعة...وذكره ابن حيان في الثقات وقال: كان متقنا عالما بأيام الناس وأنسابهم قال محمد بن عبيد الله الحضرمي: مات سنة 240.
قلت: لم يحدث عنه البخاري إلا مقرونا، وإذا حدث عنه لمفرده علق أحاديثه...وقال مسلمة الأندلسي: لا بأس به " (2).
ويقول ابن خلكان عنه: " أبو عمرو خليفة بن خياط بن أبي هبيرة خليفة بن خياط الشيباني العصفري البصري، المعروف بشباب، صاحب الطبقات.
كان حافظا عارفا بالتواريخ وأيام الناس غزير الفضل.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وتاريخه، وعبد الله بن الامام أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي والحسن بن سفيان لنسرى في آخرين.
وروى هو عن سفيان بن عيينة،
__________
(1) سير أعلام النبلاء 8 / 126 - 127.
مخطوطة مكتب أحمد الثالث - مصورة المجمع العلمي بدمشق - وانظر أيضا تذكرة الحفاظ ص 436.
ط.
الهند الثالثة.
وميزان الاعتدال 1 / 312 - 313.
(2) تهذيب التهذيب لابن حجر 3 / 160 - 161.
ط.
الهند(1/9)
ويزيد بن زريع.
وأبي داود الطيالسي ودرست بن حمزة، وتلك الطبقة.
وتوفى في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائتين.
وقال الحافظ ابن عساكر في معجم مشايخ الائمة إنه توفى سنة أربعين وقيل ست وأربعين ومائتين.
رحمه الله تعالى.
والعصفري - بضم العين وسكون الصادر المهملتين وضم الفاء وبعدها راء - هذه النسبة إلى العصفر لاذي يصبغ به الثياب حمرا، وشباب - بفتح الشين المثلثة والباء الموحدة وبعد الالف باء ثانية - وقد اختلفوا في تلقيبه بذلك لاي معنى هو " (1).
وذكر ابن تغري بردي خليفة وفيات سنة 240 ه (2).
وأثنى عليه ابن العماد في (الشذرات) (3) وكذلك أبو بكر بن العربي حين اعتمده ونقل عنه في كتاب (العواصم من القواصم) (4).
التاريخ ومنهج خليفة فيه تاريخ اخليفة أقدم ما انتهى إلينا - حتى اليوم - من كتب التاريخ التي تنهج منهج الحوليات وهو يتناول تأريخ فترة من تاريخ الاسلام تمتد حتى سنة اثنتين وثلاثين ومئتين، وقد استهلت بحديث عن وضع التأريخ وميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ يسوق أخبار كل سنة على حدة ابتداء من السنة الاولى للهجرة باسطا ما جرى فيها من أحداث ومغاز وثورات، حتى إذا فرغ من ذلك ذكر من أدركتهم الوفاة في تلك السنة، ومن أقام الموسم، وإذا ما استوفى الحديث عن عهد خليفة من الخلفاء أتبع ذلك ذكر من ولوا كل اقليم من أقاليم الدولة على عهده، ثم من ولوا القضاء في الأمثار ولاسميا المدينة ومكة والبصرة والكوفة، وقد يذكر أحيانا من ولوه في الشام، ويصل ذلك بذكر من تولوا حجابة الخليفة،
__________
(1) وفيات الاعيان 1 / 172.
ط.
الميمنية.
(2) انظر النجوم الزاهرة 2 / 303.
(3) شذرات الذهب 2 / 94.
(4) العواصم من القواصم ص 174.
(*)(1/10)
والشرطة، والكتابة، وبيوت المال، والخاتم، والبريد، ثم يسوق أسماء الرسل (السفراء).
وهو يتسع في ذلك كله اتساعا لانصيبه عند غيره من المؤرخين.
وبهذا الصنيع يقدم لنا خليفة الاساس الاول لدراسة تاريخ الادارة والقضاء في الدولة الاسلامية في تلك الحقبة من الدهر.
في الكتاب إحصاءات لانجدها في غيره، لان من عادة خليفة أنه عقيب الحديث عن كل معركة كبيرة هامة - كبدر، وأحد، والحرة، وقديد - يورد أسماء الذين لقوا حتفهم في هذه المعارك.
وأما من روى خليفة عنهم فمنهم أوثق الائمة في الحديث والاثار وأحسنهم سمعة كالوليد بن هشام، ويزيد بن زريع، وأبي اليقظان واسماعيل بن علية، وغندر محمد بن جعفر، والمدائني، ولم يحك عن أمثال أبي محنف لوط بن يحيى، وسيف بن عمر وغيرهما من الضعفاء المتهمين في عقائد هم ومذاهبهم وصدق روايتهم.
ومما يلفت النظر في أخبار الفتوح خاصة أن خليفة يحكيها من طريقين، إحداهما: عن رواة من أهل كل مصر من هذه الأمصار المفتوحة - رواية محلية -.
والاخرى: طريق أهل المدينة - الرواية الرسمية -.
وعلى سبيل المثال نجده عندما تحدث عن فتح اقليم مصر.
أورد خبر هذا الفتح عن ابن لهيعة وابن حبيب وغير هما من المصر يين ثم روى خبر الفتح هذا عن الفتح عن ابن لهيعة وابن حبيب وغير هما من المصريين ثم روى خبر الفتح هذا عن عروة بن الزبير وغيره من أهل المدينة وهكذا.
ومن الملحوظ أيضا أن خليفة لا يولي في تاريخه أحداث الدولة الاسلامية
الداخلية اهتماما كبيرا، ويكتفي باللمحة والاشارة، فثورة يزيد بن المهلب مثلا - لم يذكرها إلا عرضا وإشارة دونما تفصيل وإيضاح، وأما الا حديث الخارجية من مغار وفتوحات وما إلى ذلك فإنه يوليها عناية كبيرة، وقد انفرد برواية أخبار هامة في هذا الباب.
ومما انفرد به - فيما أعلم - أن أبا بكر الصديق أرسل حاطب بن أبي بلتغة إلى مصر فعقد معاهدة مع المقوقس استمرت قائمة حتى تمت حركة زمن عمربن الخطاب.(1/11)
يضاف إلى هذا أن خليفة أولى الاحداث الداخلية التي ترتبت عليها أمور تتعلق بالعقيدة عناية فائقة (مقتل عثمان.
ويوم الحرة.
وثورة ابن الأشعث، وحركات الخواج زمن مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية..)، حيث بجد تفصيلات بالرواية لانجدها عند غيرهمما يلقي أضواء تكشف كثيرا من المعضلات، ولا سيما في أمر مقتل عثمان وواقعة التحكيم.
ومع قلة عناية خليفة بالاحداق الداخلية - كما قلنا - فإننا نجد عنده ذكرا لبعض الثوراث والحركات الداخلية لانجدها عند غيره مثل ثورة جراشة الشاري في العصر العباسي.
في هذا التاريخ نجد مثل ثورة جراشة الشاري في العصر العباسي.
في هذا التاريخ نجد تاريخ وفيات كثير من أئمة الحديث، ورجال الفكر والادارة والحكم وقد تجاوز ذلك إلى ذكر تاريخ ملادهم، وبعض أحداث حياتهم.
وما يسترعي الانتباه أن خليفة قد أولى أخبار الدولة الاموية عناية خاصة، بينهما سرد أخبار بني العباس التي عاصر قسما كبيرا منها سردا سريعا ودونما عناية مع خصوبة هذه الفترة وخطرها في التاريخ الاسلامي، ولعل تفسير هذا الامر أن خليفة أبعد عن تقديره أن ثمة ضرورة للتبسط في تدوين أخبار عصر لأناس
يعيشون فيه ويعرفونها كما يعرفونها كما يعرفها، أو لأن المولف بصري الموطن، وهذا قد يعنى أنه ذو ميول عثمانية - وقد أسلفنا أن شيخه يزيد بن زريع كان عثمانيا -.
هذه الامور التي انفرد بها خليفة منهجا وعرضا تجعل من تاريخة مصدرا ووثيقة هامتين في دراسة حركة التاريخ العربية، يضاف إلى ذلك وضوح شخصيته كمؤرخ نفاد لاكمدون خبر شأن كثير من المؤرخين.
مخطوطة الكتاب وتحقيقة: لم نعرف من مخطوطات تاريخ خليفة سوى نسخة فريدة لا أخت لها كان للاستاذ المرحوم ابراهيم الكتابي قيم الخزانة العامة للمخطوطات في الرباط فضل العثور عليهاو العريف بها فجزاه الله عنا جميل الشكر ورحمه وأسكنه فسيح جنانه، ثم عرضت هذه المخطوطة النادرة في معرض مكتبة جامعة القرويين بفاس بمناسبة مروة مائة وألف سنة على تأسيس هذه الجامعة والذي أقيم سنة 9160 م.
والنسخة في غاية الجودة فهي قديمة بعود تاريخ نسخها إلى سنة سبع(1/12)
وسبعين وأربعمائة للهجرة كتبها ناسخ اسمه أحمد الأشعري، لم أهتد إلى معرفتة، وعليها مقابلة تمت في شهر، ربيع الحرام عام تسع وسبعين وأربعمائة، وأحسن ضبط النسخة، ولم يعسف بما قدمها إلا بخرم صغير ذهب ببضعه أسطر في الصفحة الاولى.
ويبدو أنها عورضت على أكثر من نسخة أم، وبلغ من دقة صاحبها أنه أثبت في هوامشها ما وقف عليه من اختلاف في النسخ، كما حشى عليها ببعض التنبيهات على أوهام المؤلف، ويذكر أيضا بعض الروايات المخالفة منقولة من كتب أخرى منها كتاب (نسب قريش) للمصعب الزبيري، وكتب الدار قطني و (تاريخ البخاري)، و (البيان والتبيين) للجاحظ وغير ذلك، ونجد أيضا في هوامش النسخة شروحا قليلة وتراجم لبعض الرواية.
وهي برواية بقي بن مخلد عن خليفة.
وبقى هو أبو عبد الرحمن.
" من حفاظ المحدثين وأئمة الدين، والزهاد الصالحين، رحل إلى المشروق فروى عن الائمة وأعلام السنة، يزيدون لى المائتين، وكتب المصنفات الكبار، والمنثور الكبير، وبالغ في الجمع والراية ورجع إلى الاندلس فملاها علما جما، وألف كتبا حسانا تدل على احتفاله واستكثاره.
وقد اختلف في تاريخ موته بين سنة ست وسبعين ومائتين وثلاث وسبعين ومائتين.
ورجع الحميدي في جذوة المقتبس - 331 - أنه كان في الاندلس سنة ست وسبعين ومائتين بعد ذكره حادثة تثبت أنه كان حيا سنة خمس وسبعين.
وبيدو أن عددا من العلماء رووا الكتاب عن بقي، فغيروا من مظهره الخارجي وتقسيماته إلى أجزاء، فيذكر ابن خير الاشبيلي في فهرسته / ص 225 / أن كتاب التاريخ لخليفة بن خياط مولف من عشرة أجزاء، بينما نجد نسختنا هذه تقع في جزء واحد يضم / 168 / ورقة وتشتمل الصفحة منها على واحد وعشرين سطرا، وخطها اندلسي أنيق صحيح متقن.
ولما وقت على هذه النسخة الثمينة الفريدة من التاريخ رأيت أن أحقق هذا الكتاب وأخرجه للناس قرنا لكتاب الطبقات للمؤلف نفسه، فقمت بانتساخه وضبطت نصوصه وقيدت أسماء الاعلام بالشكل وترجمت لبعضها مما تدعو الضرورة إليه، كما عرفت بالاماكن الواردة في الكتاب تعريفا موجزا، ولم أذهب في كل ذلك مذهب التبسط، ولك لان معظم رجاله مشهورون ولان الكتاب(1/13)
أقدم حولية وقفنا: ليهافليس يسوغ لنا أن نجعل من الكتب المتأخرة مصادر لكتاب متقدم، وذيلت الكتاب بفهارس مفصلة توخيت في وضعها أن أجعلها مفتاحا للمراجع وتصنيفا ميسرا لمن يبتغي الدراسة والتحقيق.
وهكذا أقدم هذا المتواضع للناس بتقصيري تقصير البشر عن الكمال، مقدما عظيم شكري لوزارة الثقافة والسياحة والارشاد القومي على تفضلها باعتماد هذا الكتاب ونشره في سلسلة منشورات إحياء التراث القديم، مما يؤكد للناس دائما اهتمامها بتراثنا المجيد الخالد.
كما أشكر للصديق الأستاذ عدنان الدرويش مساعدته في إخراج الكتاب وتصحيحه.
والله من رواء القصد وبه التوفيق وله الحمد والمنة.
سهيل زكار 12 / 1387 ه، 21 / 1967 م(1/14)
وجه الورقة الاولى من الاصل المخطوط وعليه عنوان الكتاب ورواثه(1/15)
ظهر الورقة الاولى روجه الورقة الثانية من الاصل اعطوط وفيهما خطبة الكتاب والبدء بالتاريخ(1/16)
وجه الورقة الأخيرة من الأصل المخطوط وهو آخر الكتاب وعليه ختمته(1/17)
تاريخ خليفة بن خياط رواية بقي بن مخلد(1/19)
سفر فيه تاريخ خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط رواية بقي بن مخلد
حدثنا هذا التاريخ الامام الاوحد الفقيه القاضي أبو الوليد هشام بن أحمد (1)
__________
(1) جاء اسم أبيه مطبوسا في الاصل بمكن قراءته محمدا أو أحمد وهو المرجح لأن رسم الحاء يدل على أنها منفصلة لا متصلة وقد وجدت في صلة ابن بشكول من اسمه هشام بن محمد.
وهشام بن أحمد كلاهما أخذ عن أبي عمر الطلمنكي فهشام بن محمد هو هشام بن محمد ابن عثمان بن نصر يعرف بابن المصحفي من أهل قرطبة يكنى أبا الوليد من شيوخه أبو عمر الطلمنكي.
كان عالما بالاداب واللغات مقيدا لها مع الذكاء والفهم توفي في شوال من سنة أربعين وأربعمائة.
أما هشام بن أحمد بن هشام الكناني فيعرف بالوقشي " من أهل طليطلة يكني أبا الوليد أخذ العلم عن أبي عمر الطلمنكي وغيره كان أحد رجال الكمال في وقته باحتوائه على فنون المعارف، وجمعة لكليات العلوم، وهومن أعلم الناس بالنحو واللغة ومعاني الاشعار وعلم العروض وصناعة البلاغة، وهو بليغ مجيد شاعر متقدم حافظ للسنن وأسماء نقله الأخبار بصير بأصول الاعتقادات وأصول الفقه حسن النقد للمذاهب ثاقب الذهن في تمييز الصواب ".
وان من يطال تاريخ خليفة ويرى الحواشي الكثيرة فيه يرجع أن هشام بن أحمد هو رواية ويضاف إلى هذا أن قد توفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
ونسخة كتابنا هذه تم نسحها في سنة سبع وسبعين وأربعمائة بينما هشام بن محمد توفي سنة أربعين وأربعمائة، أنظر صلة ابن بشكوال - 4123 - 1437.
(*)(1/21)
قال: حدثني الفقيه المقرئ أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي (1) رضي الله عنهما قال: حدثني الفقيه القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج (2) قاضي الجماعة بقرطبة رحمه الله قال: حدثني أبو القاسم أحمد بن عبد الله ابن محمد بن مبارك بن حبيب بن عبد الملك بن الوليد بن عبد الملك بن مروان (3) أمير المؤمنين رحمه الله.
__________
(1) جاء في جذوة المقتبس للحميدي - 187 - أحمد بن محمد بن بعد الله، المقرئ
الطلمنكي، أبو عمر محدث منسور إلى بلده، وكان إمام في القراءات مذكورا وثقة في الرواية مشهورا، سمع بالاندلس محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج القاضي.
مات بعد العشرين وأربع مائة.
وجاء في البغية 151 أنه توفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشريون واربعمائة وله تسع وثمانون سنة وكان مولده سنة أربعين وثلاثمائة.
(2) جاء في المصدر السالف - 10 - محمد بن أحمد بن يحيى بن مفرج القاضي أبو عبد الله وقيل أبو بكر، محدث حافظ جليل.
له رحلة، صنف عددا من الكتب.
روى عنه بالأندلس أبو الوليد الفرضي وأبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله المقرئ المعروف بالطلمنكي وغيرهم.
(3) جاء في المصدر السالف 220 - أحمد بن عبد الله بن محمد بن المبارك بن حبيب بن عبد الملك بنعمر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
روى عن بقي بن مخلد وغيره.
مات بالاندلس سنة ثلاث وثلاثين ومائة (*)(1/22)
[ 3 و ] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم.
قال خليفة بن خياط: هذا كتاب التاريخ، وبالتاريخ عرف الناس أمر حجهم وصومهم، وانقضاء عدد نسائهم، ومحل ديونهم.
يقول الله تبارك وتعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج) (1).
قال خليفة: حدثنا زيد بن زريع قال: نا سعيد عن قتادة قوله: (يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج).
قال: سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك لم جعلت هذه الأهلة ؟ فأنزل الله ما تسمعون (هي مواقيت للناس).
فجعلها لصوم المسلمين ولا فطارهم وحجهم ومناسكهم وعدة نسائهم ومحل دينهم في أشياء (2)، والله أعلم بما يصلح خلقه قال: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد
__________
(1) الاية: 2 يسئلونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوان البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون " سورة البقرة 2 / 189.
(2) وقع خرم في الأصل شمل قطعة من ثمانية أسطر.
تم تداركه من القرآن الكريم ومن تفسير الطبري 3 / 553 ط.
شاكر حيث ورد في تفسير الاية (189 - من سورة البقرة الخبر الذي ذكره خليفة هنا بالاسناد نفسه، وما تداركناه وضع بين معقوفتين.
ويزيد بن زريع هو أخد شيوخ خليفة بن خياط مصنف هذا التاريخ عده ابن سعد في الطبقة السادسة من أهل البصرة وقال عنه: كان ثقة حجة كثير الحديث.
توفي في شوال سنة الثنتين وثمانين ومائة وكان عثمانيا.
وقد أورد خليفة في تاريخه هذا سنة ولادة شيخه يزيد ثم وفاته.
أنظر طبقات ابن سعد 7 / 289.
ط بيروت (*)(1/23)
السنين والحساب) (1).
وقال في آية أخرى: (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقد ره مناز لتعلموا عدد السنين والحساب، ما خلق الله ذلك إلا بالحق، يفصل الآيات لقوم يعلمون) (2).
وحدثنا خليفة قال: حدثني يحيى بن محمد الكعبي عن عبد العزيز بن عمران قال: لم يزل للناس تاريخ، كانوا يؤرخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة، فلم يزل ذلك حتى بعث الله نوحا.
فأرخوا من دعاء نوح قومه، ثم أرخوا من الطوفان، فلم يزل كذلك حتى حرق ابراهيم فأرخوا من تحريق ابراهيم، وأرخت بنو اسماعيل من بنيان الكعبة.
قال خليفة: وحدثني محمد بن معاوية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: لم يزل لفارس تاريخ يعرفون أمورهم به، وتاريخ حسابهم إلى هذا اليوم مذ ملك يزدجرد بن شهريار، وذلك في سنة ست عشرة من هجرة رسول الله صلى الله عليه
وسلم وتاريخ الناس اليوم.
[ 4 ظ ] قال: ولبني اسرائيل تاريخ آخر بسني ذي القرنين.
قال خليفة: فحدثني يحيى بن محمد الكعبي قال: حدثني عبد العزيز بن عمران قال: كانت بنو إسماعيل بن إبراهيم يؤرخون من بنيان الكعبة، فلم يزل كذلك حتى مات كعب بن لؤي فأرخوا من موته، فلم يزل كذلك حتى كان عام الفيل، فأرخوا من عام الفيل، ثم أرخ المسلمون بعد من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان للعرب أيضا تاريخ.
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب واسحاق بن إدريس قالا: نا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي قال: أخطأ الناس العدد ما عدوا من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا من وفاته، وما عدوا إلا من مقدمة المدينة
__________
(1) الاية: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شئ فصلناه تفصلناه " سورة الاسراء 17 / 12.
(2) سورة يونس 10 / 5.
(*)(1/24)
قال: ونا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال: ناقرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال: قال: عامل لعمر بن الخطاب: أما تؤرخون ؟ فأرادوا أن يؤرخوا فقالوا: من مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من وفاته ؟ ثم أجمعو ا أن يجعلوه من هجرته، فأرادوا أن يبتدوا بشهر رمضان ثم رأوا أن يجعلوه في المحرم.
حدثنا كثير بن هشام قال: نا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: ائتمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يكتبون التاريخ، فقال بعضهم: نكتبه من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: منذ أوحي إليه، وقال بعضهم: من هجرته التي هجر فيها دار الشرك إلى دار الإيمان فأجمع رأيهم أن يكتبوه من هجرته.
نا محمد بن عبد الله بن الزبير فقال: نا حبان عن مجالد عن عامر قال: كتب أبو موسى الأشعري إلى عمر: أنه تأتينا كتب ما ندري ما تاريخها ؟، فاستشار عمر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: من المبعث، وقال بعضهم: من وفاته، فقال عمر: أرخوا من هجرته فإن مهاجره فرق [ 5 و ] بين الحق والباطل حدثنا خليفة قال: نا اسحاق بن إدريس قال: نا عبد العزيز محمد قال: نا عثمان بن عبيد الله عن سعيد بن المسيب قال: جمع عمر المهاجرين والأنصار فقال: من أين أكتب التاريخ ؟ فقال له علي: مذ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الشرك فهو يوم هاجر، فكتب ذلك عمر بن الخطاب.(1/25)
مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا خليفة قال: نا بكر بن سليمان (1) قال: نا ابن اسحاق ووهب بن جرير عن أبيه عن ابن اسحاق قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة ابن المطلب عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة (2) قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عام الفيل.
قال: وحدثني يحيى بن محمد قال: نا عبد العزيز بن عمران قال: حدثني الزبير بن موسى عن أبي الحويرث قال: شهدت عبد الملك بن مروان قال لقباث بن أشيم (3): أنت أكبر أم رسول الله ؟ قال: هو أكبر مني وأنا أسن منه.
قال: متى ولدت ؟ قال: وقفت بي أمي على روث الفيل محيلا أعقله، وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل.
قال: وحدثني عبد السلام بن مطهر (4) قال: نا جعفر بن سليمان قال: نا بسطام بن مسلم العوذي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: حدثني مولى لهذيل قال: مررت بمولاي أقوده وعثمان بن عفان جالس في أصحابه فقالوا له:
__________
(1) جاء في حاشية الاصل: (تكنيته أبويحيى البصري روى عنه شهاب بنعمر بوخليفة هذا) وترجم له ابن حاتم في الجرح والتعديل 2 / 1506.
كما ترجم لشهاب بن معمر أبي الازهر البصري 2 / 1588.
(2) هو قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي ولد هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عام واحد.
أسلم وحسن اسلامه.
وكان من المؤلفة قلوبهم.
الاصابة لابن حجر / 7237 /.
(3) قباث بن أشيم: كناني وقيل تميمي وقيل كندي روى عنه قوله: ولدت أن ورسول الله عام الفيل، كما ذكر أنه أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسلم وشهد حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاصابة لابن حجر / 7058 /.
(4) جاء في حاشية الاصل.
" كنيته أبو الجعفي ".
وذكر ابن أبن حاتم في الجرح والتعديل 3 / 255.
أنه يكنى أبا ظفر ووصفه بأنه صدوق.
(*)(1/26)
يا أمير المؤمنين هذا أكبر العرب، فقال عثمان: إن أخبرني ابن كم كان يوم الفيل أخبرته ابن كم هو.
قال علي بن محمد (1): روي عن موسى بن عقبة قال: ولد بعد الفيل بثلاثين عاما.
قال: وقال أبو زكريا العجلاني: بعد الفيل بأربعين عاما.
والمجتمع عليه عام الفيل.
قال: ونا بكر عن ابن اسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر عن
عمرة عن عائشة قالت: رأيت قائد الفيل وسائسه أعميين يستطعمان [ 6 ظ ].
نا وهب عن أبيه عن ابن اسحاق، وبكر عن ابن اسحاق عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل.
قال: وبين الفيل وبين الفجار عشرون سنة، وبين الفجار وبين بنيان الكعبة خمس عشرة سنة، وبين بنيان الكعبة وبين مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس سنين، فبعث رسول الله صلى الله عليه سلم وهو ابن أربعين سنة.
قال: ونا شعيب بن حبان عن عبد الواحد بن أبي عمرو عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين قبل الفيل بخمس عشرة سنة.
قال: ونا يزيد بن زريع قال: نا يونس بن عبيد عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين فأقام بمكة خمسا مختفيا وعشرا معلنا وبالمدينة عشرا.
قال: ونا أبو داود قال: نا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير.
__________
(1) جاء ف - حاشية الاصل: " هو أبو الحسن المدائني " راوية مؤرخ كثير التصانيف من أهل البصرة سكن المدائن ثم انتقل إلى بغداد فلم يزل بها إليأن توفي سنة خمس وعشرين ومائتين.
ذكره ابن النديم في فهرسه وأورد له أسماء نيف ومائتي كتاب في السيرة والمغاري والتاريخ والبلدان.
انظر الفهرس لاين لنديم ص 153.
ط مصر وتاريخ بغداد 21 / 54.
(*)(1/27)
عن أبي سلمة أن عائشة وابن عباس أخبراه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عشرا يوحى إليه وبالمدينة عشرا.
نا يزيد بن زريع قال: نا سعيد عن قتادة عن الحسن قال: أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين بمكة وبالمدينة عشرا.
نا أبو عاصم عن أشعث عن الحسن قال: بعث وهو ابن خمس وأربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة ثمانيا وتوفي وهو ابن ثلاث وستين.
نا يزيد عن سعيد قال: وقال قتادة: أقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا.
وحدثني أبو عبيدة عن حماد بن سلمة عن أبي حمزة (1) عن ابن عباس: أقام بمكة ثلاث عشرة وبالمدينة عشرا.
نا زياد بن عبد الله البكائي قال: نا حجاج عن نافع عن ابن عمر: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة عشر سنين.
نا عبد الوهاب عن هشام عن عكرمة عن ابن عباس قال: أقام بمكة ثلاث عشرة [ 7 و ] وبالمدينة عشرا.
قال هشام: قال الحسن: أقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا.
سنة إحد ى من التاريخ حدثنا بكر بن سليمان قال: نا ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن اسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عويمر ابن ساعدة قال: حدثني رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: لما سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة توكفنا قدومه فكنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه، فو الله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس، فلما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى
__________
(1) في حاشية الاصل: " صح عندنا في أخرى أبو جمرة ".
انظر طبقات ابن سعد 7 / 235.
حيث جاء عنده نصر بن عمران الضبعي يعرف بأبي جمرة.
ثقة توفي في ولاية يوسف ابن عمر على العراق (* ((1/28)
الله عليه وسلم، جلسنا حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فكان أول من رآه رجل من يهود فصرخ بأعلى صوته يا بني قيلة (1) هذا جدكم قد جاء.
فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر في مثل سنه، وأكثرنا من لم يكن رأى رسول الله قبل ذلك، فركبه الناس فلم نعرفه من أبي بكر، حتى إذا زال الظل عن رسول الله قام أبو بكر فأظله، فعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن اسحاق: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول.
قال ابن اسحاق: فنزل بقباء (2) على كلثوم بن هدم أخي بني عمرو بن عوف ويقال: بل نزل على سعد بن خيثمة، وأقام في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وأسس مسجدهم.
وخرج من بني عمرو ابن عوف فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف، وصلى الجمعة في المسجد الذي ببطن الوادي.
قال ابن اسحاق: ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء مسجده في تلك السنة.
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت [ 8 و ] أبي أيوب حتى بني مسجده ومساكنه، ثم انتقل صلى الله عليه وسلم.
قال ابن اسحاق: وفي هذه السنة وهي سنة إحدى.
هلك أبو أمامة أسعد ابن زرارة أخذته الذبحة في تلك الأشهر والمسجد يبنى.
قال ابن اسحاق: في تلك السنة أسلم عبد الله بن سلام.
__________
(1) هي قيلة بنت الارقم بن عمرو بن جفنة مذيقباء، أم الأوس والخروج - انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 332 - ط.
دار المعارف بمصر.
(2) قباء: قرية قرب المدينة بها بئر وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الانصار على
ميلين من المدينة على يسار القاصد إلى مكة - مراصد الاطلاع.
(3) في حاشية لاصل " ف.
غ ".
أي في غيرها من النسخ: " منزل ".
(*)(1/29)
وفيها رأى عبد الله بن زيد الآذان، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا أن ينادي بالاذان فيما حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن إبراهيم ابن الحارث عن أبيه.
سنة اثنين فيها غزوة الأبواء (1): وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نا بكر عن ابن اسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن اسحاق قال: إن أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة اثنتين حتى بلغ ودان يريد قريشا وبني ضمرة فوادعه مخشي بن عمرو الضمري، وهي غزوة الأبواء.
وحدثني علي بن محمد عن أشياخه قال: خرج يوم الاثنين في صفر، ورجع مستهل شهر ربيع الأول وهي على أربع مراحل من المدينة إلى مكة قال ابن اسحاق: وفيها غزا بواط (2) من ناحية رضوى في شهر ربيع الآخر يعترض عيرا لقريش فلم يلق كيدا.
قال علي بن محمد: خرج يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر، ورجع لعشر، وهي على ثلاث مراحل من المدينة، من طريق الشام.
قال ابن اسحاق: ثم غزا غزوة العشيرة (3) في جمادى الأولى، فلم يلق كيدا، فوادع بني مدلج.
قال علي: خرج لمستهل جمادى الأولى، ورجع لخمس بقين منه.
__________
(1) الأبواء: قرية تبعد عن المدينة أكثر من ثلاثة وعشرين ميلا بها قر آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم - مراصد الاطلاع.
(2) بواط: ي بل من جبال جهينة بناحية رضوى: ورضوى: جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع على مسيرة يوم منها وعلى ليلتين من البحر به مياه كثيرة وأشجار في شعابه، يزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية مقيم به حي يرزق - مراصد الاطلاع.
(3) العشيرة: مكان بين مكة والمدينة - مراصد الاطلاع.
(*)(1/30)
قال ابن اسحاق: ثم خرج في طلب كرز بن جابر، وكان أغار على سرح المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم [ 9 و ] في طلبه، حتى بلغ سفوان من ناحية بدر في جمادى الآخرة، ورجع في رجب ولم يلق كيدا، وهي غزوة بدر الأولى.
قال علي: ثم غزا ناحية جهينة يوم الثلاثاء للنصف من شعبان، فلم يلق كيدا.
قال ابن اسحاق: وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير لقريش.
فخرج في طلبه.
قال ابن اسحاق: خرج في طلبه يوم الأربعاء لثلاث خلون من شهر رمضان وهي غزوة بدر.
قال ابن اسحاق: وحدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: كانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.
نا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة مثل ذلك.
وحدثنا أبو داود قال: نا شعبة عن أبي اسحاق عن حجير عن علقمة والأسود عن عبد الله قال: التمسوا ليلة القدر يوم التقى الجمعان في تسع عشرة أو إحدى وعشرين.
قال: ونا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: نا عمرو بن عثمان بن موهب قال: سمعت موسى بن طلحة قال: سئل أبو أيوب عن يوم بدر فقال: إنه لسبع عشرة أو تسع عشرة خلت أو لثلاث عشرة أو إحدى عشرة بقيت.
حدثني خليفة قال: نا سليمان بن داود قال: نا هشيم قال: أنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد قال: التقى الجمعان يوم تسع عشرة خلت من شهر رمضان.
قال ابن اسحاق: وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر آخر شهر رمضان، ويقال: في أول شوال، فأقام بالمدينة ليالي، ثم خرج بنفسه فغزا بني سليم، فبلغ ماء يقال له: الكدر فأقام ثلاث ليال ثم رجع ولم يلق كيدا.
قال ابن اسحاق: استخلف فيها محمد بن مسلمة.
قال ابن اسحاق: خرج لغرة شهر شوال ورجع لعشر خلون من شوال.(1/31)
ثم غزوة السويق: قال ابن إسحاق: خرج في ذي الحجة.
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير [ 10 ظ ] ويزيد بن رومان أن أبا سفيان حين رجع إلى مكة ورجع فل قريش نذر ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا.
فخرج في مائتي راكب من قريش.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ قرقرة الكدر ثم انصرف.
قالوا: يا رسول الله أترجو أن تكون لنا غزوة ؟ قال: نعم.
قال علي بن محمد: خرج يوم الأحد لسبع خلون من ذي الحجة، ورجع يوم الاثنين لثمان بقين منه.
تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببد ر من قريش، ثم من بني المطلب بن عبد مناف بن قصي: عبيدة بن الحارث
ابن المطلب، قتله عتبة بن ربيعة، قطع رجله فمات بالصفراء.
ومن بني زهرة: عمير بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة قتله عمرو بن عبد ود، وذ و الشمالين ابن عبد عمرو بن نضلة حليف لهم من خزاعة، قتله أسامة الجشمي.
ومن بني عدي بن كعب: عاقل بن البكير حليف لهم من بني ليث، قتله مالك بن زهير ومهجع مولى عمر بن الخطاب أتاه سهم فقتله.
ومن بني الحارث بن فهر: صفوان بن بيضاء، قتله طعيمة بن عدي (1).
قال علي بن محمد: عن عبد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: استشهد يوم بدر أبو أنسة مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن الأنصار من بني عمرو بن عوف: سعد بن خيثمة، قتله طعيمة بن عدي ويقال: عمرو بن عبد ود، ومبشر بن عبد المنذ ر بن زبير قتله أبو ثور ويقولون: زنبر.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو أخو سهيل بن بيضا.
وبيضاء أمهما " انظر طبقات ابن سعد 3 / 415 - 416 / ط.
بيروت.
(*)(1/32)
ومن بني الخزرج: يزيد بن الحارث الذي يقال له: افسحم، قتله نوفل ابن معاوية.
ومن بني سلمة: [ 11 و ] عمير بن الحمام قتله خالد بن الأعلم (1).
ومن بني حبيب بن عبد حارثة: رافع بن المعلى، قتله عكرمة بن أبي جهل.
ومن بني عدي بن النجار: حارثة بن سراقة بن الحارث قتله، حبان بن العرقة بسهم وهو يشرب من الحوض.
ومن بني مالك بن النجار: عوف ومعوذ ابنا عفراء - عفراء أمهمما - هما
ابنا الحارث بن سواد، قتل معوذا أبو مسافع.
وجرح معاذا ابن ماعص أحد بني زريق (2) فمات من جراحته بالمدينة.
حدثنا خليفة قال: نا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: أول سرية بعث فيها عبيدة بن الحارث في شهر ربيع الأول في ثمانين راكبا، ويقال ستين من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد فبلغ سيف البحر (3) حتى بلغ أحيا - ماء بالحجاز - بأسفل ثنية المرة فلقي بها جمعا عظيما من قريش ولم يك بينهم قتال، غير أن سعد بن مالك رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الإسلام وانصرف بعضهم عن بعض.
قال ابن إسحاق: وهرب من المشركين يومئذ إلى المسلمين المقداد بن عمرو حليف بني زهرة وعتبة بن غزوان حليف بني نوفل بن عبد مناف وكانا مسلمين خرجا ليتوصلا بالمسلمين.
وكان على المشركين عكرمة بن أبي جهل.
__________
(1) في حاشية الأصل: " الأعجم عند ابن الحذاء " ذلك أن نسخة الكتاب عورضت على أكثر من نسخة أم، كما يبدو من الحواشي الكثيرة في صفحاته.
ومن جملة النسخ نسخة كان يملكها رجل اسمه محمد بن يحيى الحذاء كما جاء في حاشية الصفحة (30) من الأصل.
(2) أبناء عفراء ثلاثة شهدوا بدرأ واستشهدوا بها.
وهم عوف ومعوذ ومعاذ.
سيرة ابن هشام 1 / 302.
الاشتقاق لا بن دريد ص - 450.
(3) سيف البحر: ساحلة.
(*)(1/33)
قال ابن إسحاق: راية عبيدة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: وبعض العلماء يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيعه حين قفل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة.
قال علي بن محمد: أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم حمزة بن
عبد المطلب في شهر ربيع الأول من سنة اثنتين إلى سيف البحر من ناحية العيص (1) من أرض جهينة قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم [ 12 ظ ] حمزة بن عبد المطلب في ثلاثين راكبا من المهاجرين إلى سيف البحر فلقي أبا جهل في ثلاث مائه راكب من قريش، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان موادعا للفريقين، وانصرفوا ولم يك بينهم قتال.
قال ابن إسحاق: وبعض الناس يزعمون أن راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثني عمرو بن المنخل قال: حدثني رجل عن عاصم الأحول عن الشعبي قال: أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جحش حليف بني أمية قال ابن إسحاق: ثم سرية سعد بن مالك في ثمانية رهط من المهاجرين فخرج حتى أتى الخرار من أرض الحجاز فلم يلق كيدا (2).
قال ابن إسحاق: وبعث في مغزاه من بدر الأولى في رجب عبد الله بن جحش بن رئاب في ثمانية من المهاجرين إلى نخلة (3) فمرت به عير لقريش فيها عمرو بن الحضرمي، وأسر عثمان بن عبد الله بن المغيرة، والحكم بن كيسان مولى هشام بن *
__________
(هامش (* (1) في مراصد الاطلاع، العيص: عرض من أعراض المدينة على ساحل البحر.
(2) هو المعروف باسم سعد بن أبي وقاص.
والخرار علم الموضع بالحجار على الطريق المدينة من مكة - مراصد الاطلاع.
(3) نخلة: واد من الحجار بينه وبين مكة مسيرة ليلتين - مراصد الاطلاع.
(*)(1/34)
المغيرة، وذلك في آخر رجب، فأقام الحكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى قتل ببئر معونة، وفدي عثمان بن المغيرة، وقال عبد الله بن جحش: إن لرسول الله عليه السلام مما غنمتم الخمس، وذلك قبل أن يفرض الله الخمس، فعزل لرسول الله خمس العير وقسم سائرها بين أصحابه.
قال ابن إسحاق: والحديث في هذا عن الزهري ويزيد بن رومان عن عروة ابن الزبير.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن غالب الليثي في شوال.
قال علي بن محمد: بعثه لعشر خلون من شوال، ورجع لست عشرة خلت منه.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يتجسسان خبر العير، وبعث بسبس بن عمرو وعدي بن أبي الزغباء ليعلما خبر أبي سفيان بن حرب [ 13 و ] وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين صرفت القبلة.
يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام) (1).
قال: ونا أبو داود قال: نا المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس بعد بقدومه إلى المدينة ستة عشر شهرا فأنزل الله (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها)
__________
(1) الاية: " قد نزى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث من كنتم فولوا وجوهك شطره وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون ".
سورة البقرة 2 / 144.
(*)(1/35)
وحدثنا أبو داود قال: نا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا بعد قدومه من المدينة.
نا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة مثله.
قال: وسمعت عبد الوها ب بن عبد المجيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، وحول قبل بدر بشهرين.
نا الضحاك بن مخلد قال: نا عثمان بن سعد الكاتب عن أنس بن مالك قال: صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيت المقدس بعد تسعة أشهر أو عشرة بينا هو يصلي الظهر بالمدينة صلى ركعتين نحو بيت المقدس انصرف بوجهه إلى الكعبة، فقال السفهاء (ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها) (1) نا أبو الوليد عن زائدة عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس: بعد ستة عشر شهرا.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: صرفت القبلة في رجب بعد سبعة عشر شهرا بعد قدومه.
حدثنا ابن أبي عدي عن أشعث عن الحسن قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنتين نحو بيت المقدس ثم أمرنا بالقبلة.
وفيها ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة.
نا وكيع قال: نا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن عروة [ 14 ظ ] عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وابتنى بي في شوال.
وحدثني علي بن محمد عن أبي زكريا العجلاني عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة بعد رجوعه من بدر.
__________
(1) الاية: " سيقول السفهاء من النس ما ولا هم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ".
سورة البقرة 2 / 241.
(*)(1/36)
وفي هذه السنة ولد عبد الله بن الزبير، وهو أول مولود من المهاجرين، وفيها ولد النعمان بن بشير بن سعد، وفيها ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: ماتت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاء خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه يوم بدر.
وفيها تزوج علي بفاطمة، وفيها أنزلت فريضة شهر رمضان، وفيها مات عثمان بن مظعون..سنة ثلاث حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق فأقام بالمدينة بقية ذي الحجة ومحرم أو قريبا منه، ثم غزا نجدا يريد غطفان وهي غزوة ذي أ مر (1) حتى دخل صفر، ثم رجع ولم يلق كيدا.
ثم غزا في شهر ربيع الأول يريد قريشا وبني سليم حتى بلغ بحران معد ن بالحجاز من ناحية الفرع فأقام حتى مضى جمادى الأولى، ورجع ولم يلق كيدا.
قال ابن إسحاق: وكان فيما بين ذلك من غزواته أمر بني قينقاع قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن بني قينقاع كانوا أو ل يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين بدر وأحد
فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، فوهبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بن سلول.
قال ابن إسحاق: حدثني أبي إسحاق بن يسارعن عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت قال: لما حارب رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قينقاع تشبث بأمرهم [ 15 و ] عبد الله بن أبي سلول.
ولهم حديث يطول ذكره.
وفي هذه السنة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة من بني عامر بن صعصعة وهي أم المساكين في رمضان فعاشت عنده شهرين أو
__________
(1) موضع بئر من ناحية النخل بنجد من ديار غطفان - مراصد الاطلاع.
(*)(1/37)
ثلاثة.
وفيها تزوج حفصة بنت عمر في شعبان.
وفيها تزوج عثمان بن عفان أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها ولد الحسن بن علي بن أبي طالب.
غزوة أحد حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق عن الزهري ويزيد بن رومان وغيرهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عشية الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من شوال، وكانت الوقعة يوم السبت للنصف من شوال.
حدثنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مرطا أسود من مراجل كان لعائشة، وراية الأنصار يقال لها: العقاب، وعلى ميمنته علي بن أبي طالب، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو الساعدي، والزبير بن العوام على الرجال.
ويقال: المقداد وحمزة بن عبد المطلب القلب، وعلى الرماة عبد الله بن
جبير الأنصاري ومعه سعد بن ما لك، واللواء مع مصعب بن عمير أخي بني عبد الدار بن قصي فقتل، فأعطاه نبي الله عليا.
ويقال كانت له ثلاثة ألوية، لواء المهاجرين إلى مصعب بن عمير، ولواء إلى علي بن أبي طالب والمنذر بن عمرو جميعا من الأنصار ولواء قريش مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى، فقتله علي بن أبي طالب، فأخذ اللواء (1) سعد بن أبي طلحة بن عبد العزى فقتله سعد بن مالك، فأخذه عثمان بن أبي طلحة فقتله حمزة بن عبد المطلب، فأخذه مسافع ابن طلحة فقتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وأخذه [ 16 ظ ] الجلاس بن طلحة فقتله عاصم بن ثابت أيضا وكلاب بن طلحة والحارث بن طلحة قتلهما قزمان حليف بني ظفر
__________
(1) في حاشية الأصل: " الصواب أبو سعد واسمه أسيد " وقد أيد هذا ابن دريد في الاشتقاق ص 91.
(*)(1/38)
وأرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قتله مصعب ابن عمير، وأبو يزيد بن عمير بن عبد مناف بن عبد الدار قتله قزمان، وصواب عبد لهم حبشي قتله قزمان.
قال ابن إسحاق: فبقي اللواء ما يأخذه أحد، وكانت الهزيمة على قريش.
فحدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن اسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: والله لقد رأيت هندا وصواحباتها مشمرات هوارب ما دون أخذ هن قليل ولا كثير، حتى رأيت خدما (2) بساقيها إذ مالت الرماة إلى العسكر حتى كشفنا القوم عنه يريدون النهب، وخلوا ظهورنا للخيل وأتينا من أ دبارنا، وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل.
فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم.
تسمية من استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد:
من بني هاشم بن عبد مناف بن قصي: حمزة بن عبد المطلب قتله وحشي غلام جبير بن مطعم.
ومن بني أمية بن عبد شمس: عبد الله بن جحش بن رئاب، حليف لهم من بني أسد بن خزيمة.
ومن بني عبد الدار: مصعب بن عمير بن هاشم، قتله ابن قمئة الليثي.
ومن بني مخزوم: شماس بن عثمان بن الشريد.
ومن الأنصار ثم من بني عبد الأشهل: عمرو بن معاذ بن النعمان.
والحارث بن رافع، وعمارة بن زياد بن السكن، وسلمة بن ثابت بن وقش، وعمرو بن ثابت بن وقش.
__________
(1) في حاشية الاصل: " وأرطاة بن شرحبيل " والذي وجدته في سيرة ابن هشام 2 / 69 / 128 موافق لما في الكتاب.
(2) سوار أو خلخال.
(*)(1/39)
وقال ابن إسحاق: وقد زعم لي [ 17 و ] عاصم بن عمر بن قتادة أن أباهما ثابتا قتل يومئذ، ورفاعة بن قيس (1)، وحسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة أصابه المسلمون في المعركة ولا يد رون فتصدق حذيفة بديته على من أصابه، وصيفي بن قيظي، وحباب بن قيظي، وعباد بن سهل، والحارث بن أوس بن معاذ اثنا عشر رجلا.
ومن بني ظفر: يزيد بن حاطب بن أمية بن رافع رجل.
ومن أهل راتج (2): إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلى بن
زعورى بن جشم بن عبد الأشهل، وعبيد بن التيهان، وحبيب بن زيد بن تيم، ثلاثة نفر.
ومن بني عمرو بن عوف ثم من بني صعصعة بن زيد: أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد، وحنظلة بن أبي عامر بن صيفي وهو غسيل الملائكة قتله شداد بن الأسود بن شعوب رجلان.
ومن بني عبيد بن زيد: أنس بن قتادة رجل.
ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف: أبو حية وهو أخو سعد بن خيثمة لأمه، وعبد الله بن جبير بن النعمان أمير الرماة.
رجلان.
ومن بني السلم بن مالك بن أوس: خيثمة،، أبو سعد بن خيثمة.
رجل.
ومن حلفائهم من بني العجلان: عبد الله بن سلمة.
رجل.
ومن بني معاوية بن مالك: سبيع بن حاطب بن الحارث بن هيشة.
ومن بني النجار ثم من بني سواد بن مالك: عمرو بن قيس، وابنه قيس بن عمرو، وثابت بن عمرو بن زيد، وعامر بن مخلد.
أربعة نفر.
ومن بني عمرو بن مبذول: أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة بن عمرو بن ثقف بن مالك بن مبذول.
وعمرو بن مطرف بن علقمة بن عمرو رجلان.
__________
(1) في حاشية الاصل، ف غ (وقش) وكذلك جاء في سيرة ابن هشام 2 / 122 والاصابة لابن حجر / 2681 /.
(2) في مراصد الاطلاع، راتج: أطم من آطام السهو بالمدينة وتستمى الناحية به.
(*)(1/40)
ومن بني عمرو بن مالك: أوس بن المنذر رجل.
ومن بني عدي بن النجار: أنس بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام رجل.
ومن بني مازن بن النجار: قيس بن مخلد، وكيسان، رجلان.
ومن بني دينار بن النجار: [ 18 ظ ] سليم بن الحار ث.
عبد لهم ومن بني الحارث بن الخزرج: خارجة بن زيد بن أبي زهر، وسعد بن الربيع بن أبي زهير، دفنا في قبر واحد وأوس بن الأرقم بن زيد بن قيس، ثلاثة نفر.
ومن بني الأبجر، وهم بنو خدرة: مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبد بن الأبجر وهو أبو أبي سعيد الخدري، وسعد بن سويد بن قيس، وعتبة ابن ربيع بن رافع، ثلاثة نفر.
ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: ثعلبة بن سعد بن مالك، وثقف ابن فروة بن البدي (1).
رجلان، ويقولون البرك.
ومن بني طريف رهط سعد بن معاذ: عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة، وضمرة حليف لهم من جهينة رجلان.
ومن بني عوف بن الخزرج ثم من بني سالم ثم من بني مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم: نوفل بن عبد الله.
وعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان، ونعمان بن مالك بن ثعلبة بن.
والمجذر بن ذ ياد حليف لهم من بلي، قتله الحارث بن سويد بن الصامت ثم لحق بمكة كافرا وعباد بن الحسحاس (2)، د فن مع نعمان بن مالك والمجذ ر بن ذ ياد في قبر واحد، خمسة نفر.
ومن بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ثعلبة بن سعد بن مالك.
ومن بني الحبلى: رفاعة بن عمرو رجل.
__________
(1) في حاشية الاصل: " البدن بالنون وفتح الدال ذكره الدار قطني عن ابراهيم " وفي ابن هشام 2 / 15 موافق للاصل.
(2) في ابن هشام 2 / 126 عبادة.
(*)(1/41)
ومن بني سلمة ثم من بني حرام: عبد الله بن عمرو بن حرام وهو أبو جابر، قتله أسامة الأعور بن عبيد ويقال: ابن زيد أخو بني الحارث بن عبد، وعمرو بن الجموح دفنا في قبر واحد، وخلاد بن عمرو ابن الجموح وأبو أمين ابن عمرو بن الجموح، أربعة نفر.
ومن بني سواد بن غنم: سليم بن عمرو بن حديدة، ومولاه عنترة، وسهل بن قيس بن أبي كعب بن القين، ثلاثة نفر.
ومن بني زريق بن عامر: ذكوان بن عبد قيس.
رجل.
وعبيد بن المعلى ابن لوذان.
مات.
[ 19 و ] فجميع من استشهد من المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار خمسة وستون رجلا.
حدثنا يزيد بن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك قال: استشهد يومئذ سبعون رجلا.
قال ابن إسحاق: فلما كان الغد من أحد، وذلك يوم الأحد لست عشرة خلت من شوال، أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب العدو، وأذن مؤذننا لا يخرج معنا إلا أحد حضر يومنا بالأمس، فكلمه جابر بن عبد الله ابن عمرو بن حرام فقال: إن أبي كان خلفني على إخواني.
فأذ ن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه.
قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى حمراء الأسد، وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأ قام بها الإثنين والثلاثاء والأربعاء ثم رجع إلى المدينة.
قال ابن إسحاق: فحد ثني عبد الله بن أبي بكر قال: مر برسول الله صلى الله عليه وسلم معبد الخزاعي وهو يومئذ مشرك فقال: يا محمد والله عز علينا ما أصابك في أصحابك.
ثم خرج معبد ورسول الله صلى الله عليه وسلم
بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء، قد أجمعوا أن يرجعوا إلى(1/42)
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقالوا: أصبنا حد أصحابهم وقادتهم وأشرافهم، فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: ما وراءك يا معبد ؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه في جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم فانصرف أبو سفيان ومن معه.
وفيها أمر الرجيع حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة فقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهونا في الدين ويقرئونا القرآن، [ 20 ظ ] ويعلمونا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفرا ستة من أصحابه منهم: مرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وخالد بن البكير الليثي حليف بني عدي بن كعب، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخا بني عمرو بن عوف، وخبيب بن عدي أخا بني جحجبا بن كلفة بن عمرو بن عوف، وزيد بن الدثنة أخا بني بياضة بن عامر، وعبد الله بن طارق حليف لبني ظفر، وأمر رسول الله على القوم مرثد بن أبي مرثد، فخرجوا مع القوم حتى إذا كانوا على الرجيع ماء لهذيل بناحية الحجاز من صدر الهدأة - غدروا بهم واستصرخوا عليهم هذيلا.
فأما مرثد وخالد بن البكير وعاصم بن ثابت فقاتلوا فقتلوا، وأما خبيب وعبد الله بن طارق وزيد بن الدثنة فأ عطوا بأيد يهم فأسروا، ثم خرجوا بهم إلى مكة حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران، وأخذ سيفه
فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظهران، وقدموا بخبيب وزيد بن الدثنة مكة فباعوهما، فابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي حليف بني نوف، وأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية فقتل رحمه الله.(1/43)
وأما خبيب فجاؤوا به إلى التنعيم (1) ليصلبوه فقال: إن رأيتم أن تدعوني أركع ركعتين فافعلوا، فقالوا: دونك.
فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، وكان خبيب أول من استن الركعتين عند القتل.
نا عبد الله بن داود قال: نا معمر عن الزهري قال: أول من استن الركعتين عند القتل خبيب.
قال خليفة: فحدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن ابيه عن ابن إسحاق قال: حد ثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عقبة بن الحارث فقال: سمعته يقول: والله ما أنا قتلت خبيبا لأنا كنت أصغر من ذلك ولكن أبا هبيرة (2) [ 21 و ] أخا بني عبد الدار أخذ الحربة فجعلها في يدي، ثم اخذ بيدي وبالحربة ثم طعنه بها حتى قتله.
قال: ونا جعفر بن عون قال: نا إبراهيم بن إسماعيل عن الزهري عن جعفر بن عمرو بن أمية عن أبيه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خبيب فصعدت خشبته ليلا فقطعت الشرط وألقيته فسمعت وجبته خلفي فالتفت فلم أر شيئا.
سنة أربع فيها بئر معونة: قال: حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال:
حدثني أبي إسحاق بن يسار عن المغيرة بن عبد الله بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال: يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى نجد يدعونهم إلى أمرك.
قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن
__________
(1) في مراصد الاصلاع، التنعيم: موضع بمكة خارج الحرم على ثلاثة أميال من مكة يحرم المكيون منه بالعمرة.
(2) في ابن هشام 2 / 173: " أبا ميسرة " (*)(1/44)
إسحاق: وذلك في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد - المنذر بن عمرو أخا بن ساعدة في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين، منهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق في رجال من خيار المسلمين حتى نزلوا ببئر معونة وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم فلما نزلوها بعثوا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أحدهم إلى عامر بن الطفيل فلم ينظر في كتابه حتى قتله، ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوه وقالوا: لن نخفر أبا براء.
فاستصرخ عليهم قبائل سليم: عصية ورعل وذكوان فأجابوه فقاتلوهم فقتلوا من آخرهم، إلا كعب ابن زيد ترك وبه رمق، فعاش حتى قتل يوم الخندق.
قال ابن إسحاق: فحدثني هشام [ 22 ظ ] قال: اقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ذاالحجة والمحرم وصفر أو شهري ربيع، وخرج في جمادي الاولى.
قال علي بن محمد: خرج في غرة جمادى الى بني لحيان يطلب باصحاب
الرجيع فنذروا به فلحقوا بالجبال، فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسفان (1).
قال ابن إسحاق: وأغار عيينة بن حصن بن بدر على سرح المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه.
وهي غزوة ذ ي قرد (2).
سراياه في سنة خمس:
بعث عبد الله بن أنس (3) إلى خالد بن سفيان من بني لحيان فقتله.
وبعث عمرو بن أمية وسلمة بن أشيم لقتل أبي سفيان بن حرب.
وبعث عبد الله بن
__________
(1) وقع سقط في الارض أكملته نقلا ن ابن اسحق من سيرة ابن هشام 2 / 279 وعسفان: قرية جامعة على ستة وثلاثين ميلا من مكة وهي حد تهامة - مراصد الاطلاع.
(2) ماء على ليلتين من المدينة وبين خيبر - مراصد الاطلاع.
(3) في حاشية الاصل: " أنيس " لابن الحذاء.
كذلك في سيرة ابن هشام 2 / 619.
(*)(1/45)
رواحة فقتل بشير بن رزام (1).
وبعث زيد بن حارثة إلى وادي القرى إلى فزارة فقتل عامة أصحابه، ثم غزوة زيد الثانية إلى أم قرفه فقتلها ثم بعث عمر بن الخطاب إلى القارة فاعتصموا بالجبال.
وبعث بلال بن مالك المزني إلى بني كنانة فنذ روا به فلم يصب من دارهم إلا فرسا واحدا.
وبعث بشير بن سويد الجهني إلى بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، فاعتصموا في غيضة، فأحرقهم، فلامه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال علي بن محمد: هذه السرايا الثلاث وجههم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غاز إلى بني لحيان، ثم أتى عسفان من وجهه ذلك.
وبعث أبا عبيدة بن الجراح في جيش نحو الأحلاف: إلى طئ وأسد فنذ روا به، فرجع أبو عبيدة ولم يلق كيدا.
وبعث عمر بن الخطاب إلى تربة - قرية بين مكة والمدينة - فلم يلق كيدا،
وتربة من أرض بني عامر.
وبعث محمد بن مسلمة إلى القرطاء من بني كلاب فبدأ ببني جعفر فنذروا به فأصيب أصحابه ونجا بنفسه.
وبعث بشير بن سعد أحد بني الحارث بن الخزرج إلى فدك (2) فقاتله بنو مرة، فأصيب أصحابه ورجع جريحا.
وبعث غالب بن عبد الله الليثي، فأصاب الذين قتلوا أصحاب بشير وكان غالب في ستين راكبا.
[ 23 و ] حدثنا بكر قال: نا ابن إسحاق قال: حد ثني يعقوب بن عطاء عن مسلم عن جنبن مكيث الجهني قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي - كلب ليث -، إلى بني الملوح بالكديد (3) وأمره أن يغير عليهم فخرج وكنت في سريته فقتلنا واستقنا النعم في حديث ذكره.
__________
(1) كتب فوق كلمة بشير (عنده بشير) والذي وجدته في ابن هشام 2 / 618 (اليسير) (2) قرية بالحجار بينها وبين المدينة يومان فيها عين فوارة ونخل - مراصد الاطلاع.
(3) في مراصد الاطلاع، الكديد: موضع الحجار على اثنين وأربعين ميلا من مكة.
(*)(1/46)
سنة ست سراياه عليه السلام في سنة ست: بعث بشير بن سعد إلى خيبر ولم يلق كيدا.
وبعث كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح (1) فأصيب أصحابه، قتلهم قضاعة، وعبد الرحمن بن عوف إلى كلب فتزوج تماضر بنت الأصبغ، وعلي بن أبي طالب إلى فدك فأخذها وعثمان بن عفان بالهدي، وعبد الله بن رواحة إلى خيبر ليكون بين علي وخيبر
وفي هذه السنة وهي سنة ست تزوج رسول الله أم حبيبة ودخل بها سنة سبع، وفيها أسلم عمرو بن العاص.
وفيها بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، وشجاع بن أبي وهب إلى الحارث بن أبي شمر (2)، وسليط بن عمرو إلى هوذة بن علي الحنفي، وعبد الله بن حذافة إلى كسرى، ودحية بن خليفة إلى قيصر في الهدنة.
قال أبو عبيدة: وفيها قتل شيرويه أباه كسرى خسرو براز.
وفيها طاعون شيرويه، وفيها قتل شيرويه.
وفي سنة ست غزوة بني المصطلق.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق، ووهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال:: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر، ومحمد بن يحيى بن حبان قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له، فخرج إليهم فلقيهم على ماء من مياههم يقال له مريسيع (3) من ناحية قديد، فاقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم، ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم عليه وكان فيما أصاب [ 24 ظ ] من السبايا جويرية بنت الحارث ابن أبي ضرار.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، ذات أطلاح: موضع وراء ذات القرى.
(2) في ابن هشام 2 / 607 (شجاع) بالشى المعجمة.
وكذلك في الاصابة لابن حجر - 3843.
(3) ماء من ناحية قديد قرب مكة إلى الساحل - مراصد الاطاع.
(*)(1/47)
قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة قالت:: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق، وقعت جويرية
بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له، فكاتبت على نفسها، فأدى رسول الله كتابتها وتزوجها.
نا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبى جويرية بنت الحارث، فجاء أبوها فقال: إن ابنتي لا تسبى لأنها امرأة كريمة.
فقال: اذهب.
فخيرها، فقال: قد أحسنت وأجملت، فقال لها أبوها ليأخذها لا تفضحي قومك، فقالت: قد اخترت رسول الله.
فقال أبوها: فعل الله بك وفعل.
وفي هذه الغزاة قال أهل الإفك في عائشة ما قالوا ونزل فيها من القرآن: (إن الذين جاء وا بالإفك عصبة منكم) هؤلاء الآيات (1) قال ابن إسحاق: وكانت الغزاة في شعبان، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأقام بها شهر رمضان وشوال، وخرج في ذي القعدة معتمرا لا يريد حربا.
قال ابن إسحاق: فحدثني الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة ومروان ابن الحكم قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالا، وساق معه الهدي سبعين بدنة والناس سبع مائة.
نا عبد الوهاب عن خالد الحذاء عن الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل ابن يسار: أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو رافع غصنا من أغصان الشجرة عن رأس رسول الله يبايع الناس، فبايعوه على أن لا يفروا وهم يومئذ ألف وأربعمائة.
__________
(1) الآية: (إن الذين جاءوا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرى منهم ما اكتسب من الاثم تولى كبره منهم له عذاب عظيم) مع آيات من سورة النور 24 / 11.
(*)(1/48)
نا ابن زريع قال: نا سعيد عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: بلغني أن جابر بن عبد الله يقول: كانوا أربع عشرة مائة، فقال: نسي جابر كانوا ألفا وخمس مائة.
[ 25 و ] نا بشر بن المفضل قال: نا قرة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: وهم جابر رحمه الله هو حدثني أنهم كانوا ألفا وخمس مائة.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة يعلمهم أنه لا يريد قتالا.
قال: فحدثني عبد الله بن أبي بكر قال: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قتل، فبايع الناس وقال: لا نبرح حتى نناجزهم ثم بلغه أن ذلك باطل.
قال ابن إسحاق: ثم صالحه سهيل بن عمرو أن يرجع عامه ذلك، ويرجع عاما قابلا.
سنة سبع قال ابن إسحاق: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية ذا الحجة وبعض المحرم.
ثم خرج في بقية المحرم الى خيبر.
قال علي بن محمد: خرج في المحرم، وافتتحها في صفر، ورجع لغرة شهر ربيع الأول.
قال ابن إسحاق: وافتتح رسول صلى الله عليه وسلم حصونهم حصونهم حصنا حصنا، فكان أول حصونهم افتتح حصن ناعم، ثم القموص حصن ابن أبي الحقيق، فأصاب رسول الله منهم سبايا منهن صفية بنت حيي بن أخطب، فاصطفاها رسول الله لنفسه، وكان آخر ما افتتح من حصونهم الوطيح،
والسلالم، حاصرهم بضعا وعشرين ليلة.
قال ابن إسحاق: فحد ثني عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل أحد بني حارثة عن جابر بن عبد الله قال: خرج مرحب اليهودي من حصنهم فخرج إليه محمد بن مسلمة فقتله، ثم خرج ياسر أخو مرحب.(1/49)
قال ابن إسحاق: فزعم هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إليه فقتله.
وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حصنيهم: الوطيح والسلالم، فسألوا رسول الله أن يسيرهم ويحقن دماءهم ففعل.
وسألوا رسول الله أن يعاملهم الأموال على النصف ففعل.
قال ابن إسحاق [ 26 ظ ]: لما سمع أهل فدك بما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهل خيبر، بعثوا إلى رسول الله يسأ لونه أن يسيرهم ويحقن لهم دماءهم، ويخلون له الأموال ففعل.
فكانت خيبر فيئا بين المسلمين، وفدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب.
نا أبو الوليد قال: نا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: أن صفية وقعت في سهم دحية الكلبي، فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس.
قال ابن إسحاق: كان دحية سأل رسول الله صفية، فلما اصطفاها لنفسه أعطاه النبي عليه السلام ابنتي عمها.
تسمية من قتل من المسلمين بخيبر من اسلم: عامر بن الأكوع وربيعة بن أكثم بن سخبرة، من بني أسد ابن خزيمة حليف لبني أمية بن عبد شمس، وثقف بن عمرو.
أسدي حليف لهم أيضا، ورفاعة بن مسروح، وعبد الله بن الهبيب بن أهيب من بني سعد بن
ليث.
ومن الأنصار من بني سلمة: بشر بن البراء بن معرور مات من الشاة التي سمت، والفضيل بن النعمان.
ومن بني زريق: مسعود بن سعد.
ومن الأوس ثم من بني عبد الأشهل: محمود بن مسلمة أخو محمد بن مسلمة.
وأبو الصباح بن ثابت من بني عمرو بن عوف، ومبشر بن عبد المنذر(1/50)
بن زنبر (1).
وأبو سفيان بن الحارث، والحارث بن حاطب، وعروة بن مرة، وأوس بن الفاتك.
وأنيف بن حبيب.
ومن غفار: عمرو بن عقبة.
رمي بسهم.
قال ابن إسحاق: خرج رسول الله صلى الله غليه وسلم إلى خيبر في المحرم.
قال علي بن محمد: خرج في المحرم، وافتتحها في صفر، ورجع لغرة شهر ربيع الأول.
قال ابن إسحاق: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر انصرف إلى وادي القرى فحاصر [ 27 و ] أهلها ليالي ثم انصرف.
قال ابن إسحاق: وبعث أهل فدك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصالحوه على النصف من فدك، فقبل ذلك منهم، فكانت له خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب.
قال ابن إسحاق: فأقام رسول الله بالمدينة شهري ربيع وجماديين ورجبا وشعبان وشهر رمضان، وبث فيما بين ذلك السرايا.
فكان فيما بث من السرايا: زيد بن حارثة إلى جذام، وبعث عمرو بن
العاص إلى ذات السلاسل (2)، وبعث سرية أ بي العرجاء إلى بني سليم فأصيب هو وأصحابه، وسرية عكاشة بن محصن إلى الغمرة (3) فرجع ولم يلق كيدا، وسرية زيد بن حارثة إلى الطرف من ناحية العراق، وسرية عبد الله بن أبي حدرد ورجلين معه إلى الغابة إلى رفاعة على ثمانية أميال من المدينة، وسرية عبد الله بن أبي حدرد إلى إضم فلقي عامر بن الأضبط.
قال بن إسحاق: ثم خرج في ذي القعدة معتمرا عمرة القضاء، فأقام بمكة ثلاثا ثم انصرف.
وفيها تزوج ميمونة بنت الحارث.
__________
(1) في حاشية الأصل: (زبير) والذي وجدته في طبقات ابن سعد 3 / 456 ط بيروت.
ولا اصابة لابن حجر 7718 (ابن زنبر) بزاي ونون وباء موحدة وزن جعفر.
(2) في مراصد الاطلاع ذات السلاسل: ماء بأرض جذام.
(3) في مراصد الاطلاع غمرة: منهل من مناهل طريق مكة فصل ما بين تهامة ونجد.
(*)(1/51)
قال ابن إسحاق: وحدثني أبان بن صالح.
وابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة بنت الحارث في سفره ذلك وهو حرام، زوجه إياها العباس بن عبد المطلب، وبنى بها بسرف في ذي الحجة.
وفيها قدمت أم حبيبة بنت أبي سفيان المدينة، وبنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها قدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس بمارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبغلته دلدل.
وحماره يعفور.
وفيها قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة.
وفيها تزوج رسول الله صفية بنت حيي.
وفيها قدمت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة، وفيها أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين زمان خيبر [ 28 ظ ]، وخالد بن الوليد بين الحديبية وخيبر.
سنة ثمان فيها وقعة مؤتة التي أصيب فيها جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وابن رواحة.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا إلى مؤتة في جمادى الأولى من سنة ثمان، واستعمل عليهم زيد بن حارثة، فإن أصيب، فجعفر، فإن أصيب فعبد الله بن رواحة، فلقيتهم جموع هرقل بالبلقاء، فقتل زيد وجعفر وابن رواحة، وأخذ خالد بن الوليد الراية فانحاز بالمسلمين.
وفي هذه السنة وهي سنة ثمان افتتح رسول الله مكة.
نا بكر عن ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعشر خلون من شهر رمضان يريد مكة.
فحدثني علي بن محمد عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة سنة ثمان من مهاجره في شهر رمضان، فأقام خمسة عشر يوما.
ثم شخص، واستعمل على مكة عتاب بن أسيد.(1/52)
قال ابن إسحاق: افتتحها لعشر بقين من شهر رمضان.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سراياه حوالي مكة يدعون إلى الله، ولم يأمرهم بقتال قال ابن إسحاق: فحدثني حكيم بن حكم بن عباد بن حنيف عن أبي جعفر محمد بن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حين افتتح مكة داعيا، فأتى الغميصاء - ماء من مياه جذيمة بن عامر بن عبد مناة - فقتل
منهم ناسا ولهم حديث.
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى العزى، وكانت بيتا عظيما لقريش وكنانة ومضر كلها بنخلة فهدمها.
نا يحيى بن سعيد قال: نا أجلح عن ابن أبي الهذيل قال: بعث [ 29 و ] رسول الله صلى الله عليه وسلم خالدا إلى العزى فهدمها وهو يقول: كفرانك (1) لا سبحانك، إني رأيت الله قد أهانك.
غزوة حنين: نا وهب عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال ابن إسحاق وحدثني الزهري: أن هوازن لما سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه، جمعها مالك بن عوف النصري، وخرج رسول الله من مكة معه ألفان من أهل مكة مع عشرة آلاف من أصحابه، واستعمل على مكة ابن أسيد (2)، فالتقوا بحنين، فجال المسلمون ثم كروا على عدوهم، فهزم الله المشركين.
قال علي بن محمد: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحد في النصف من شوال إلى حنين.
__________
(1) في حاشية الأصل (ان الوزن اليوم ولا سبحانك " وهذا صحيح.
وجاء في اصنام ابن الكلبي ص 26.
ياعز كفرانك لا سبحانك * اني رأيت الله قد أهانك (2) هو عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس، انظر سيرة ابن هشام 2 / 440.
(*)(1/53)
قال ابن إسحاق: استشهد من المسلمين يوم حنين: أبو عامر الأشعري في
رجال لا أعلم أحدا منهم حفظ عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث غير أبي عامر منهم: أيمن بن عبيد، ويزيد بن ربيعة بن الأسود بن المطلب، جمح به فرسه.
وسراقة بن الحباب.
أنصاري.
غزوة الطائف قال ابن إسحاق: لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين، سار إلى الطائف فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، ثم انصرف عنها.
نا عبيد الله بن موسى عن طلحة بن جبر عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصرهم سبع عشرة أو تسع عشرة فلم يفتحها، وفي ذلك الحصار نزل أبو بكرة (1) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نا أمية (2) بن خالد عن شعبة عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: سبق أبو بكرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف.
نا عمر بن علي قال: نا حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم [ 30 ظ ] من خرج إليه من غلمان الطائف.
نا بكر عن ابن إسحاق قال: انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطائف فنزل الجعرانة (3) وقسم بها أموال هوازن وسباياها وأعطى المؤ لفة قلوبهم.
نا أبو عبيدة عن حماد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم السبي وهم ستة آلاف رأس.
__________
(1) هو نفيع بن الحارث أخو زياد بن أبيه: تولى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من حصن الطائف ببكرة فاشتهر بأبي بكرة.
انظر الاصابة لابن حجر - 8795.
(2) في حاشية الأصل: (أمية بن خالد بن الاسود أخو هدبة بن خالد بصري ازدي يكنى
أبا عبد الله وهدبة يكنى أبا خالد).
أنظر طبقات ابن سعد 7 / 301 ط.
بيروت (3) منزل بن الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب - مراصد الاطلاع.
(*)(1/54)
تسمية المؤلفة قلوبهم أبو سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، وابن النضر (1) بن الحارث بن كلدة، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو.
وحاطب ابن عبد العزى، والعلاء بن جارية وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابس.
، ومالك بن عوف النصري.
أعطى كل رجل منهم مائة من الإبل، و أعطى مخرمة بن نوفل، وعمير بن ود قة (2)، وهشام بن عمرو، وسعيد ابن يربوع، وعباس بن مرداس، كل رجل منهم دون المائة تسمية من استشهد من المسلمين يوم الطائف من قريش ثم من بني أمية: سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية، وعرفطة بن حباب ابن حبيب من الأزد حليف لهم.
ومن بني تيم بن مرة: عبد الله بن أبي بكر الصديق، رمي بسهم فمات في المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن بني مخزوم بن يقظة: عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، مات من رمية رمي بها.
ومن بني عدي: عبد الله بن عامر بن ربيعة، حليف لهم من أهل اليمن.
ومن بني سهم بن عمرو: السائب ابن الحارث بن قيس، وأخوه عبد الله ابن الحارث.
ومن بني سعد بن ليث: جليحة بن عبد الله بن محارب.
__________
(1) في ابن هشام 2 / 493 قول ابن اسحق: وأعطى الحارث بن الحارث بن كلدة أخا بني عبدالدار مئة بعير " ويعلق على ذلك ابن هشام بقوله: قال ابن هشام: نضير بن الحارث ابن كلدة ويجوز أن يكون اسمه الحارث أيضا.
(2) ذكر ابن هشام 2 / 493 عمير بن وهب الجمحي بدلا من عمير بن ودقة.
انظر أيضا الاصابة لابن حجر - 6058 - 6060.
(*)(1/55)
ومن الأنصار من بني سلمة: ثابت الجذع، والجذع ثعلبة (1).
ومن بني مازن بن النجار: الحارث بن سهل بن أبي صعصعة.
[ 31 و ] ومن بني ساعدة: المنذر بن عبد الله.
ومن الأوس: رقيم بن ثابت.
جميع من استشهد اثنا عشر رجلا.
قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة معتمرا، ثم انصرف إلى المدينة، واستخلف عتاب بن أسيد على مكة، فحج عتاب بالمسلمين سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا عليه.
وفيها أسلم عكرمة بن أبي جهل.
وفيها ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها توفيت زينب بنت رسول الله.
وفيها تزوج فاطمة بنت الضحاك الكلابية.
سنة تسع فيها غزوة تبوك (2).
قال ابن إسحاق: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، فصالحه صاحب أيلة (3)، وكتب له رسول الله كتابا.
قال أبو الحسن: خرج في غرة رجب.
وفي غزوة تبوك قصة الثلاثة الذين خلفوا: كعب بن مالك، وهلال بن أمية،
ومرارة بن الربيع (4).
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة، وهو أكيدر بن عبد الملك رجل من أهل اليمن، كان ملكا،
__________
(1) هو ثعلبه بن زيد بن الحارث بن حرام بن غنم بن كعب بن سلمة.
انظر الاصابة لابن حجر - 813 - وجوامع السيرة لابن حزم ص 84.
وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 358 - وطبقات ابن سعد 3 / 569.
ط.
بيروت.
(2) قرية بين وادي القرى والشام - مراصد الاطلاع.
(3) مدينة على ساحل بحر القلزم - الأحمر - مما يلي الشام هي آخر الحجاز وأول الشام - مراصد الاطلاع.
(4) انظر سيرة ابن هشام 2 / 531.
(*)(1/56)
فأخذه خالد، فقدم به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحقن دمه وأعطاه الجزية فرده إلى قريته.
قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر سنة تسع يقيم للناس الحج، ثم بعث عليا بسورة (براءة)، وأمر ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
نا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال: نا معمر عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: أمرت بأربع: ألا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة (1)، ولا يقرب المسجد الحرام بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وأن يبرأ إلى كل ذي عهد من عهده.
[ 32 و ] وفيها قدم على رسول الله وفود العرب.
فقدم عطارد بن حاجب ابن زرارة والزبرقان بن بدر.
وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم في أشراف من أشراف تميم.
وبعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة (2) فأسلم ورجع إلى قومه فأسلموا.
وقدم الجارود معه: المنذر بن ساوي في عبد القيس.
وقدم وفد حنيفة مسيلمة بن حبيب الكذاب.
وقدم زيد الخيل في طئ، فأما عدي بن حاتم فقدم بعد ذلك.
وقدم فروة بن مسيك المرادي، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي.
وفي سنة تسع نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم النجاشي أصحمة، وفيها ماتت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبيدة: وفي سنة تسع من التاريخ قتلت فارس شهرا براز وأردشير ابن شيرويه.
وفيها قتل شهرابراز وملكوا بوران بنت كسرى.
__________
(1) انظر تفاصيل ذلك في سيرة ابن هشام 2 / 543.
وكتب في الأصل فوق كلمة " مؤمنه " كلمة " مسلمة ".
(2) هو ضمام بن ثعلبة.
انظر سيرة ابن هشام 2 / 573.
(*)(1/57)
سنة عشر فيها حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع.
وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى إلى بلحارث بن كعب بنجران فأسلموا، ثم كتب إليه فقدم وقدم معه رجال من بلحارث بن كعب فأسلموا ورجعوا إلى قومهم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن حزم ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ويأخذ صدقاتهم.
وفيها مات ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبيدة: وفيها ماتت بوران بنت كسرى وملكت فارس أختها بلزرمى (1) بنت كسرى.
سنة إحدى عشرة فيها توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الأول، ويقال: لليلتين [ 33 و ] خلتا منه، ودفن ليلة الأربعاء صلى الله عليه وسلم.
: واختلف في سنه صلى الله عليه وسلم.
نا أبو داود قال: نا زهير عن أبي إسحاق قال: قال عبد الله (2) بن عتبة: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين فقال عامر بن سعد: حدثني جرير قال: كنا عند معاوية فقال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.
حدثنا أبو أحمد وسلم بن قتيبة قالا: نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي المظفر عن الشعبي عن معاوية بن أبي سفيان: قال توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.
سنة.
__________
(1) في حاشية الأصل: (أزرما) (2) في حاشية الأصل (ف.
غ.
عبيد الله) والذي في الاصابة - 13 48 - عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي ويقال له: أبو عبيد الله بالتصغير كان صغيرا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (*)(1/58)
نا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وحدثني أبو عبيد ة عن حماد بن سلمة عن أبي جمرة عن ابن عباس قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة.
نا أبو العباس عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن الزهري عن عروة عن
عائشة قالت: قبض وهو ابن ثلاث وستين.
حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن الشعبي قال: توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.
نا عبد الوهاب وابن زريع عن هشام عن عكرمة عن ابن ابن عباس قال: توفي وهو ابن ثلاث وستين.
حدثنا يزيد بن زريع قال: نا يونس بن عبيد عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم قال: سألت ابن عباس فقال: توفي وهو ابن خمس وستين سنة.
نا أبو عاصم عن اشعش عن الحسن: توفي وهو ابن ثلاث ستين.
نا عبد الوهاب عن هشام عن الحسن: توفي وهو ابن ستين سنة.
نا يحيى بن محمد المدني قال: نا ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك قال: توفي [ 34 ظ ] وهو ابن ستين سنة (1).
نا إسماعيل بن سنان قال: نا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن عروة ابن الزبير قال: توفي وهو ابن ستين.
نا سهل بن بكار عن وهيب عن يونس عن الحسن: توفي وهو ابن ستين سنة.
نا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: توفي وهو ابن اثنتين ستين سنة.
وفيها توفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، يقال: بثمانية أشهر، ويقال: بستة، ويقال: سبعين يوما.
__________
(1) ثمة خلل في ترتيب أوراق المخطوطة فتتمة الكلام وردت في الصفحة - 27 - حتى 57.
(*)(1/59)
حدثنا أبو وهب السهمي قال: نا حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار
قال: توفيت فاطمة بعد أبيها بثمانية أشهر.
حدثنا أبو عاصم عن كهمس بن الحسن عن ابن بريدة قال: عاشت سبعين بين (1) يوم وليلة بعد أبيها.
وحدثني محمد بن معاوية عن سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي قال: لبثت بعد أبيها ستة أشهر، قال: وقال ابن شهاب: لبثت ثلاثة أشهر.
وحدثني أحمد بن علي عن جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال: توفيت بعد أبيها بثمانية أشهر.
تسمية عماله صلى الله عليه وسلم استخلف على المدينة ابن أم مكتوم (2) ثلاث عشرة مرة في غزواته، في غزوة الأبواء، وبواط، وذي العشيرة، وخروجه إلى ناحية جهينة في طلب كرز بن جابر، وحين سار إلى بدر ثم رد أبا لبابة واستخلفه عليها، وغزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد، وبحران، وذات الرقاع، وحجة الوداع.
واستخلف أبا رهم الغفاري كلثوم بن حصين حين سار إلى مكة وحنين والطائف، واستخلف محمد بن مسلمة في غزوة قرقرة الكدر (3)، [ 35 و ] وفي غزوة بني المصطلق نميلة بن عبد الله الليثي.
وفي غزوة الحديبية عو يف بن الأضبط من بني الديل.
وفي غزوة خيبر أبا رهم الغفاري.
وفي عمرة القضاء أبا رهم أيضا.
وفي غزوة تبوك سباع بن عرفطة الغفاري.
وفي بعض غزواته غالب بن عبد الله الليثي.
واستخلف على مكة عند انصرافه عنها عتاب بن أسيد، فلم يزل عليها
__________
(1) كتب فوق (بين) كلمة: (من حذ).
(2) هو عمرو بن قيس الاعمى الذي أنزل الله فيه " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " من بني عامر بن لوى.
واسم أم مكتوم.
عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة.
الاشتقاق لابن دريد - 114 -.
(3) جاء في الأصل: (بالقراءة بلغ العرض بأصل أبي عبد الله محمد بن يحيى بن الحذاء رحمه الله عليه).
(*)(1/60)
حتى مات ومات أبو بكر.
وعثمان بن أبي العاصي الثقفي على الطائف، وسالم بن عثمان بن معتب على الأحلاف من ثقيف على بني مالك (1)، وعمرو بن سعيد بن العاصي على قرى عربية خيبر ووادي القرى وتيماء وتبوك، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو عليها، والحكم بن سعيد بن العاصي على السوق.
و فرق اليمن فاستعمل على صنعاء خالد بن سعيد بن العاصي، وعلى كندة والصدف المهاجر بن أبي أمية، وعلى حضر موت زياد بن لبيد الأنصاري أحد بني بياضة، ومعاذ بن جبل على الجند (2) والقضاء وتعليم الناس الإسلام وشرائعه وقراءة القرآن، وولى أبا موسى الأشعري زبيد ورمع (3) وعدن والساحل، وجعل قبض الصدقات مع العمال الذ ين بها إلى معاذ بن جبل.
وبعث عمرو بن حزم إلى بلحارث بن كعب، وأبا سفيان بن حرب إلى نجران.
وقد بعث أيضا عليا إلى نجران فجمع صدقاتهم وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
و سعيد بن القشب الأزدي حليف بني أمية على جرش وبحرها.
والعلاء ابن الحضرمي على البحرين ثم عزله وولى أبان بن سعيد وبحرها (4) قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبان على البحرين، وعمرو بن العاصي إلى عمان، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو عليها، ويقال: قد كان بعث أبا زيد الأنصاري إلى عمان.
وسليط بن [ 36 ظ ] سليط أحد بني عامر بن
__________
(1) في حاشية الأصل: (لأن ثقيفا فرقتان.
الاحلاف وهم عوف من ثقيف ومنهم عوف ابن مسعود والمغيرة بن شعبة وبنو مالك بن حطيط ويقال: خطائط بن جشم بن ثقيف) انظر.
جمهرة أنساب العرب ص 266.
(2) في مراصد الاطلاع، الجند.
: ولاية باليمن.
والجند مدينة منها.
(3) رمع موضع باليمن قيل جبل وقيل هو قرية أبي موسى ببلاد الأشعريين من اليمن قرب زبيد، وقيل واد يتلو زبيد وفي أسفل رمع موضع الماء الذي كان يسمى غسان - مراصد الاطلاع.
(4) كتب فوق كلمة وبحرها (كذا) وجاء في الحاشية،، (لعله وولاها أبان بن سعيد وبحرها).
(*)(1/61)
لؤي إلى أهل اليمامة فأسلموا، فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما في أيديهم وأموالهم.
تسمية رسله صلى الله عليه وسلم بعث عثمان بن عفان إلى أهل مكة سنة الحديبية.
وعمرو بن أمية الضمري بهدية إلى أبي سفيان بن حرب بمكة.
وعروبن مسعود الثقفي إلى قومه بالطائف.
وجرير بن عبد الله إلى ذي كلاع وذي رعين باليمن.
وبعث إلى الأبناء الذين باليمن وبر بن يحنس، ويقال: وبر بن محصن العلفاني ويقال: مخشي بن وبرة، ويقال: حنيس الأزدي.
وخبيب بن زيد بن عاصم إلى مسيلمة الكذاب فقتله مسيلمة.
وسليط بن سليط إلى أهل اليمامة.
وعبد الله بن حذافة السهمي إلى كسرى.
ودحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر.
وشجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، ويقال: إلى جبلة بن الأيهم.
وحاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس صاحب الاسكندرية.
وعمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي بالحبشة.
تسمية عماله على الصدقات عبد الرحمن بن عوف على صدقات كلب، عدي بن حاتم على الحليفين:
طئ وأسد، ويقال: على أسد الاباء بن قيس الأسدي.
عيينة بن حصن على فزارة.
الوليد بن عقبة بن أبي معيط على بني المصطلق.
الحارث بن عوف المري على بني مرة.
مسعود ابن رخيلة الأشجعي على أشجع وبني عبد الله بن غطفان و بني عبس.
الأعجم بن سفيان البلوي على عذ رة وسلامان وبلي من جهينة (1) مالك بن نويرة على بني حنظلة.
الزبرقان بن بدر على عوف والأبناء (2).
قيس بن
__________
(1) في حاشية الأصل: (ليست هذه البطون من جهينه وانما هي من قضاعة) وهذا صحيح، انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 244 - 447 (2) في حاشية الاصل: (لعله غوث أو عوف).
لعله عوف بن مالب بن حنظلة انظر الاشتقاق لابن دريد - 233 - وسيرة ابن هشام 2 / 600.
(*)(1/62)
عاصم المنقري [ 37 و ] على مقاعس والبطون أسد وغطفان (1).
وعطارد على صدقات دارم (2).
عامر بن مالك بن جعفر على بني عامر بن صعصعة.
عباس بن مرداس على بني سليم.
وعلى عجز هوازن: - جشم ونصر وثقيف وسعد بن بكر - مالك بن عوف النصري.
الضحاك بن سفيان الكلابي على بني كلاب.
تسمية من كتب له صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت كاتب الوحي، وقد كتب له معاوية بن أبي سفيان، وكتب له حنظلة بن ربيع الأسيدي (3)، وكتب له عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد و لحق بمكة.
وكان يأذن عليه أنسه مولاه.
وعلى نفقاته بلال.
ومعيقيب بن أبي فاطمة خازنه، ويقال: كان معيقيب على خاتمه.
وأنس بن مالك يخدمه.
و مؤذناه: بلال وابن أم مكتوم.
وحرسه ببد ر: سعيد بن زيد الأنصاري، وحين رجع من بد ر ذ كوان بن عبد قيس، وبأحد محمد بن مسلمة، وفي الخندق الزبير ابن العوام وغيره وبخيبر لبة بنى بصفية أبو أيوب، وبتبوك أبو قتادة، وقد
حرسه سعد بن مالك وعائذ بن عمرو المري.
وفي سنة إحدى عشرة بويع أبو بكر بيعة العامة يوم الثلاثاء من غد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسم أبي بكر: عبد الله بن أبي قحافة، واسم قحافة: عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وأمه: أم الخير بنت صخر (4) بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة فأنفذ جيش أسامة بن زيد.
__________
(1) في حاشية الأصل: (لعله وبطون أسد وغطفان).
(2) في حاشية الأصل، (في أخرى أسدا.
وعطارد على صدقات دارم ليس فيها ذكر عطفان).
(3) في حاشية الاصل: (صوابه ابن ربيع).
وهو المعروف وروي أنه ابن ربيعة انظر الاصابة / 1859 - 8160 /.
(4) في حاشية الأصل: (إنما هو صخر بن عامر بن كعب).
انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 285 - حيث وافق كلامه ما جاء في الحاشية.
(*)(1/63)
حدثنا علي وموسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي توفي فيه: (نفذوا جيش أسامة).
فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بالجرف (1) [ 38 ظ ] فكتب أسامة إلى أبي بكر (أنه قد حدث أعظم الحدث، وما أرى العرب إلا ستكفر ومعي وجوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدهم فإن رأيت أن نقيم).
فكتب إليه أبو بكر فقال: (ما كنت لأستفتح بشئ أول من رد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (2)، ولأن تخطفني الطير أحب إلي من ذلك، ولكن إن
رأيت أن تأذن لعمر).
فأذن له.
ومضى أسامة لوجهه.
فحدثنا بكر عن ابن إسحاق: أن أبا بكر أمر الناس ينفذوا جيش أسامة فقال له الناس: إن العرب قد انتقضت عليك وإنك لا تصنع بتفريق الناس عنك شيئا، فقال: (والذي نفس أبي بكر بيده لو ظننت أن السباع أكلتني بهذه القرية، لنفذ هذا البعث الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإنفاذه).
وحدثني علي بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري بنحوه قال: فسار أسامة في آخر شهر ربيع الأول حتى بلغ أرض الشام ثم انصرف، فكان مسيرة ذاهبا وقافلا أربعين يوما.
وارتدت العرب ومنعوا الزكاة.
فقال أصحا ب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: أقبل منهم.
فقال: (لو منعوني عقالا مما أعطوا رسول الله لقاتلتهم).
ثم خرج إلى ذي القصة، واستخلف على المدينة سنانا الضمري، وابن مسعود على أنقاب المدينة.
عبد الوهاب عن يحيى بن سعيد أن أبا بكر قال: (لو منعوني عقالا أو حبلا لقاتلتهم).
__________
(1) في مراصد الاطلاع، الحرف: موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.
(2) في حاشية الاصل ف.
غ: (أولى من أمر رسول).
(*)(1/64)
فحدثنا علي بن محمد عن عبد الله بن عمر الأنصاري عن هشام بن عروة عن أبيه قال: خرج أبو بكر من المدينة للنصف من جمادى الآخرة.
قال علي: عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال: خرج أبو بكر إلى ذي القصة لعشر خلون من جمادى الأولى بعد قدوم أسامة بن زيد، فنزلها و هو على بريدين واميال من المدينة من ناحية طريق العراق، [ 39 و ] واستخلف على
المدينة سنان الضمري، وعلى حرس أنقاب المد ينة عبد الله بن مسعود.
فحدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: نا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها، اشرأب النفاق بالمدينة وارتد ت العرب، فو الله ما اختلفوا في نقطة (1) إلا طار أبي إلى اعظمها في الاسلام.
حد ثنا بكر عن ابن إسحاق قال: أمر أبو بكر خالد بن الوليد على الجيش، وثابت بن قيس بن شماس على الأنصار، وجماع أمر الناس إلى خالد، فسار وسار أبو بكر معه حتى نزل بذي القصة من المدينة على بريدين، فضرب هناك عسكره وعبأ جيوشه، وعهد إلى خالد وأمره أن يصمد لطليحة وهو على ماء يقال له: قطن، وماء آخر يقال له غمر مرزوق (2) ثم رجع إلى المدينة.
علي بن محمد عن مسلمة عن داود عن عامر وأبي معشر عن يزيد بن رومان أن أبا بكر خرج إلى ذي القصة وهم بالمسير نفسه فقال له المسلمون: إنك لا تصنع بالمسير بنفسك شيئا، ولا ندري لم تقصد ؟ فأمر رجلا تأمنه وتثق به وارجع إلى المدينة فإنك تركتها تغلي بالنفاق، فعقد لخالد بن الوليد على الناس، وأمر على الأنصار خاصة ثابت بن قيس بن شماس، وعليهم جميعا خالد، وأمره أن يصمد لطليحة، وأظهر أبو بكر مكيدة فقال لخالد: إني موافيك بمكان كذا وكذا.
__________
(1) في حاشية الاصل (ف.
غ لفظه).
(2) ماء من مياه بني أسد - مراصد الاطلاع.
(*)(1/65)
قال مسلمة (1) عن داود عن عامر وعثمان بن عبالرحمن عن الزهري: أن خالدا سار من ذي القصة في ألفين وسبع مائة إلى الثلاث آلاف يريد طليحة.
ووجه عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم (2) بن ثعلبة الأنصاري حليف لهم من بلي
فانتهوا إلى قطن، فصادفوا بها حبالا متوجها إلى طليحة بثقله، فقتلوا حبالا وأخذوا ما معه (3).
فخرج طليحة وسليمة (4) ابنا خويلد، فلقيا [ 40 ظ ] عكاشة وثابتا، فقتلا عناشة وثابتا.
وسار خالد إلى بزاخة (5) فلقي طليحة ومعه عيينة بن مالك الفزاري وقرة بن هبيرة القشيري، فاقتتلوا قتالا شديدا، وهزم الله طليحة وهرب إلى الشام، وأسر عيينة وقرة بن هبيرة، فبعث بهما خالد إلى أبي بكر فحقن دماءهما.
وتفرق الناس عن بزاخة، فأتى ناس غمر مرزوق، فسار إليهم خالد فقتل منهم ناسا كثيرا وانهزم الآخرون بعد قتال شديد.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: حدثني طلحة بن يزيد عن ركانة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قاتل عيينة مع طليحة في سبع مائة من بني فزارة، فانهزم الناس وهرب طليحة إلى الشام وانفض جمعه.
وحدثني علي بن محمد وموسى بن اسماعيل عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كفرت العرب فجاءت بنو سليم إلى أبي بكر فقالوا: إن
__________
(1) في حاشية الاصل: (مسلمة بن علقمة أبو محمد اللذي البصري.
وداود هو ابن أبي هند ثقة كنيته أبو بكر).
توفى داود سنة تسع وثلاثين ومائة وكان مسلمة بن علقمة إمام مسجد داود.
انظر طبقات ابن سعد 7 / 255 - 285.
بيروت.
(2) في حاشية الاصل (ف.
غ أرقم).
وفي الاصابة - 882 - (ثابت بن أقرم بن ثعلبة ابن عدي بن العجلان البلوي).
(3) لعله حبال بن الهجيم - انظر الاشتقاق لابن دريد ص 209.
(4) في حاشية الاصل (ف.
غ سلمة).
وهكذا ورد في تاريخ الطبري 3 / 254 ط.
دار المعارف بمصر.
(5) ماء الأسد بنجد.
مراصد الاطلاع.
تاريخ الطبري 3 / 254.
ط.
دار المعارف بمصر.
(*)(1/66)
العرب قد كفرت فأمدنا بالسلاح فأمر لهم بسلاح، فأقبلوا يقاتلون أبا بكر فقال عباس بن مرداس: لم تأخذون سلاحه لقتاله * * ولكم به عند الإله أثام فبعث أبو بكر خالد بن الوليد إلى بني سليم فجعلهم في حظائر ثم أضرم عليهم النار.
ومضى خالد فلقي أسدا وغطفان ببزاخة فهزمهم الله.
ثم لقيهم ببطاح (1) فأقبلوا براياتهم وأسلموا.
ثم قال: والله لا أنتهي حتى أناطح مسيلمة.
فقالت الأنصار: هذا رأي لم يأمرك به أبو بكر فارجع إلى المدينة.
فقال: لا والله حتى أناطحه.
فرجعت الأنصار فسارت ليلة ثم قالوا: والله لئن نصر أصحابنا لقد خسسنا، ولئن هزموا خذلناهم فرجعوا.
وأما بكر فحدثنا عن ابن إسحاق أن ثابت بن قيس قال: ما نحن بسائرين معك، وذكر نحو الأول.
قال: فبعثوا إلى خالد وقد سار منقلة أو منقلتين أن أقم حتى نلحقك، فأقام حتى لحقوا به.
ثم سار حتى نزل [ 41 و ] البطاح من أرض تميم، فبعث السرايا فلم يلق كيدا، فأتي بمالك بن نويرة في رهط من بني حنظلة فضرب أعناقهم.
وحدثنا علي بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري نحو حديث ابن إسحاق.
وحدثنا علي بن محمد عن أبي زكريا يحيى بن معين العجلاني عن سعد بن إسحاق عن أبيه عن أبي قتادة قال: عهد أبو بكر إلى خالد وأمرائه الذين وجه إلى الردة أن إذا أتوا دارا أن يقيموا، فإن سمعوا آذانا أو رأوا صلاة أمسكوا حتى يسألوهم عن الذي نقموا ومنعوا له الصدقة، وإن لم يسمعوا آذانا ولا رأوا مصليا
شنوا الغارة وقتلوا وحرقوا.
قال: فكنت مع خالد حتى فرغ من قتال طليحة وغطفان وهوازن وسليم.
ثم سار إلى بلاد بني تميم، فقدمنا خالد أمامه فانتهينا إلى أهل بيت منهم حين طفلت الشمس للغروب، فثاروا إلينا فقالوا من أنتم ؟
__________
(1) في مراصد الاطلاع، بطاح: ماء في ديار بني أسد.
(*)(1/67)
قلنا: نحن عباد الله المسلمون.
فقالوا: ونحن عباد الله المسلمون.
وقد كان خالد بث سراياه فلم يسمعوا آذانا وقاتلهم قوم بالبعوضة (1) من ناحية المذار فجاءوا بمالك بن نويرة في أسرى من قومه، فأمر خالد بأخذ أسلحتهم ثم أصبح فأمر بقتلهم.
وحدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: نا طليحة بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن قتادة نحوه وقال: إنا لما غشينا القوم أخذوا السلاح فقلنا: إنا مسلمون، فقالوا: ونحن مسلمون، قلنا: فما بال السلاح معكم ؟ قالوا: فما بال السلاح معكم ؟ قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، فوضعوا السلاح، ثم صلينا وصلوا..قال أبو اليقظان عن طفيل قال: نزل خالد بالبعوضة وكان أبو الحلال مؤذنهم غائبا، فلم يؤذن أحد فأغار عليهم فقتل منه ناسا منهم بشر بن أبي سود الغداني، وأفلت يومئذ مرداس بن أدية وهو ابن عشر سنين.
وحدثنا علي بن محمد عن أبي ذئب عن [ 42 ظ ] الزهري عن سالم عن أبيه قال: قدم أبو قتادة على أبي بكر فأخبره بمقتل مالك وأصحابه، فجزع من ذلك جزعا شديدا.
فكتب أبو بكر إلى خالد فقدم عليه، فقال أبو بكر: هل يزيد خالد على أن يكون تأول فأخطأ ؟.
ورد أبو بكر خالدا، وودى مالك بن نويرة ورد السبي والمال.
بكر عن ابن إسحاق قال: دخل خالد على أبي بكر فأخبره الخبر فاعتذر إليه فعذره.
وقال متمم بن نويرة يرثي أخاه مالك بن نويرة: فعشنا بخير في الحياة وقبلنا * * أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا وكنا كندماني جذيمة حقبة * * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كاني ومالكا * * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا فما شارف حنت حنينا فرجعت * * حنينا فأبكى شجوهاالبرك أجمعا ولا ذات أظار ثلاث روائم * * رأين مجرا من حوار ومصرعا
__________
(1) في مراصد الاطلاع، البعوضة: مياه لبني أسد بنجد.
(*)(1/68)
يذكرن ذا البث الحزين بحزنه * * إذا حنت الأولى سجعن لها معا بأوجد مني يوم قام بمالك * * مناد فصيح بالفراق فاسمعا أبا الصبر آيات أراها وإنني * * أرى كل حبل بعد حبلك أقطعا سقى الله أرضا حلها قبر مالك * * ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا وأثر بطن الواديين بديمة * * ترشح وسميا من النبت خروعا تحيته مني وإن كان نائيا * * وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا في كلام كثير في هذه القصيدة وغيرها من مراثيه.
خبر اليمامة حدثنا بكر عن ابن إسحاق أن أبا بكر وجه خالد بن الوليد إلى اليمامة وأمره أن يصمد لمسيلمة الكذاب، فلما د نا نزل واديا من أوديتهم فأصاب فيه مجاعة ابن مرارة في عشرين رجلا [ 43 و ] منهم كانوا خرجوا في طلب رجل من بني نمير.
فقال لهم خالد: يا بني حنيفة ما تقولون ؟ فقالوا: نقول: منا نبي ومنكم نبي،
فعرضهم خالد على السيف فقتلهم إلا مجاعة فاستوثق منه بالحديد، ثم سار فاقتتلوا فكان أول قتيل من المشركين رجال بن عنفوة واقتتلوا قتالا شديدا، فانكشف المسلمون ثم تداعوا، فقال ثابت بن قيس بن شماس: بئس ما عودتم أنفسكم يا معشر المسلمين، اللهم إني أبرأ إليك مما يصنع هؤلاء ثم قاتل حتى قتل.
فحدثنا معاذ بن معاذ قال: نا ابن عون عن موسى بن أنس بن مالك قال: لما انكشف الناس يوم اليمامة أتى أنس بن مالك ثابت بن قيس وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط، فقال: يا عم ألا تحي، ما بجسمك (1) قال: بلى يا بن أخي الآن، وجعل يتحنط ثم جاء فجلس فقال: هكذا عن وجوهنا حتى نضارب القوم ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ساء ما عودتم أقرانكم فقاتل حتى قتل.
__________
(1) ذلك أنه جرح يوم أحد عدة جراحات.
(*)(1/69)
حدثنا ابن علية عن أيوب قال: حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس قال: أتيت على ثابت بن قيس يوم اليمامة وهو يتحنط فقلت: أي عم ألا ترى ؟ فقال الآن يا بن أخي، ثم تقدم فقاتل حتى قتل.
علي وموسى عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: جال المسلمون حتى بلغوا الرحال، فقال السائب بن العوام: يا أيها الناس قد بلغتم الرحال فليس لأحد مفر بعد رحلة فارجعوا، فرجعوا فهزم الله المشركين و قتل مسيلمة.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: قال زيد بن الخطاب حين كشف الناس عن رحالهم: لا تحوز بعد الرحال، ثم قاتل حتى قتل.
معاذ بن معاذ قال: نا ابن عون عن محمد قال: كانوا يرون أن أبا مريم الحنفي قتل زيد بن الخطاب يوم اليمامة قال: فقال أبو مريم لعمر: يا أمير المؤمنين إن الله.
ح أكرم زيدا بيدي ولم يهني بيده.
علي بن محمد عن المبارك بن فضالة عن الحسن [ 44 ظ ] قال: كانوا يرون أن أبا مريم قتل زيد بن الخطاب.
أبو الحسن عن أبي خزيمة الحنفي عن قيس بن طلق قال: قتله سلمة بن صبيح ابن عم أبي مريم.
وحدثنا الأنصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس بن مالك قال: بارز البراء محكم اليمامة فاختلفا ضربتين فضرب محكم اليمامة جحفة كانت مع البراء حتى عض السيف بيده، وضرب البراء رجله فقطعها وأخذ سيفه فذبحه به.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: محكم اليمامة بن طفيل رماه عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق بسهم فقتله.
علي بن محمد عن أيوب عن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: رمى عبد الرحمن بن أبي بكر محكم اليمامة بسهم فوقع في نحره فقتله.
بكر عن ابن إسحاق قال: زحف إليهم المسلمون حتى ألجأوهم إلى الحديقة وفيها عدو الله مسيلمة.
فقال البراء: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم، فاحتمل(1/70)
حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على الحديقة حتى فتحها للمسلمين، فقتل الله مسيلمة.
الأنصاري عن أبيه عن ثمامة عن أنس بن مالك قال: رمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب، وفيه بضع وثمانون جراحة من بين رمية بسهم
وضربة، فحمل إلى رحله يداوي فأقام عليه خالد شهرا.
بكر عن ابن إسحاق قال: نا عبد الله بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس ابن ربيعة الهاشمي عن سليمان بن يسار عن ابن عمر قال: سمعت رجلا يومئذ يقول يصرخ: قتله (1) العبد الاسود.
وحدثنا بكر قال: نا ابن إسحاق قال: نا عبد الله بن الفضل بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: حدثنا وحشي قال: لما خرج الناس إلى مسيلمة خرجت معهم وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقى الناس رأيت مسيلمة قائما في يده السيف وما [ 45 و ] أعرفه، فتهيأت له وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى كلانا يريده، فهززت حربتي حتى إذا رضيت عنها دفعتها عليه فوقعت فيه، وضربه الأنصاري بالسيف، فربك أعلم أينا قتله، فإن كنت قتلته فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتلت شر الناس، ويقال: قتله عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب من بني مازن بن النجار، فالله أعلم.
حدثنا خليفة قال: قال ابن إسحاق: لما قتل مسيلمة خرج خالد بمجاعة بن مرارة يرسف معه في الحديد ليدله على مسيلمة، فجعل يكشف القتلى حتى مر بمحكم اليمامة بن الطفيل، وكان رجلا جسيما، فقال خالد: هذا صاحبكم ؟ قالوا: لا هذا خير منه هذا محكم اليمامة، ثم مضى خالد حتى د خل الحديقة فإذا رويجل أصيفر أحيمش فقال مجاعة: هذا صاحبنا.
فقال خالد: ويلك هذا فعل بكم ما فعل قال: قد كان ذلك.
__________
(1) في الاصل: (يصرخ فقتله).
(*)(1/71)
قال ابن إسحاق: ثم سأل مجاعة أن يصالحه عن قومه، فصالحه على
الصفراء والبيضاء والحلقة ونصف السبي يريد الخدم، فلما فرغ من الصلح فتحت الحصون فإذا ليس فيها إلا النساء والصبيان.
قال ابن إسحاق: وبعث أبو بكر سلمة بن سلامة بن وقش وأبا نهيك بن أوس أحد بني عبد الأشهل إلى خالد بن الوليد يأمره ألا يستبقي من بني حنيفة رجلا أنبت، فوجداه قد فرغ من الصلح.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي بكر: أن أبا بكر الصديق بعث رجلا من الأنصار إلى خالد يأمره أن يقتل من أنبت من بني حنيفة.
حدثنا أبو عبيدة عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: رمى أبو دجانة بنفسه في الحديقة فانكسرت رجله فقاتل حتى قتل.
أبو الحسن عن أبي معشر عن زيد بن أسلم وغيره قال: قتل من المهاجرين والأنصار مائة وأربعون رجلا.
[ 46 ظ ] وكان جميع القتلى أربع مائة وخمسين رجلا.
أبو الحسن عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة عن ابن المسيب قال: شهداء اليمامة خمس مائة، فيهم خمسون أو ثلاثون من حملة القرآن.
تسمية من استشهد يوم اليمامة من قريش ثم من بني عبد شمس بن عبد مناف: أبو حذيفة بن عتبة بن عبد شمس، بدري.
وسالم بن معقل مولى أبي حذيفة.
بدري.
ومن حلفائهم - من بني أسد بن خزيمة: شجاع بن وهب بن ربيعة، بدري.
ومن بني سليم حلفاء في بني أسد بن خزيمة: صفوان بن أمية بن عمرو.
وأخوه: مالك بن أمية بن عمرو، بدري.
قال علي بن محمد عن أبي معشر عن يزيد رومان وغيره قال:
ومن حلفائهم من حضرموت: مخرمة بن شريح من حلفاء بني عبد شمس، وطفيل بن عمرو الدوسي.(1/72)
قال أبو معشر: والحكم بن سعيد بن العاصي.
في حديث أبي معشر قال: ومن بني المطلب بن عبد مناف بن قصي: جبير بن مالك.
أمه بحينة بنت الحارث بن عبد المطلب.
حليف لهم من الأزد.
ومن بني أسد بن عبد العزى: السائب بن العوام بن خويلد أخو الزبير.
ومن بني عبد الدار: يزيد بن أوس، حليف لهم.
قال ابن إسحاق في غير حديث أبي معشر: ومن بني زهرة بن كلاب قال ابن إسحاق: حي بن جارية (1)، وقال أبو معشر: يعلى بن جارية الثقفي حليف لهم.
قال أبو معشر: وحبيب بن أسيد بن جارية أخو أبي بصير عتبة (2) بن أسيد.
ومن بني مخزوم بن يقظة: الوليد بن عبد شمس بن المغيرة.
قال ابن إسحاق: وحكيم بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ.
وقال أبو معشر: حزن بن أبي وهب جد سعيد بن المسيب.
[ 47 و ] وحكيم بن أبي وهب.
قالا: ومن بني عدي بن كعب: زيد بن الخطاب بن نفيل، وعبد الله بن عمرو بن مجرة، قال أبو معشر: وهم أهل بيت من اليمن تبناهم مجرة بن عبد الله ابن قرط ابن رزاح.
وعامر بن البكير من بني ليث، بدري.
ومن بني سهم بن عمرو: أبو قيس بن الحارث بن قيس من مهاجرة الحبشة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (قال الطبري: حي بن جارية كما وقع هنا.
وقال الدار قطني:
عبيد عن ابن اسحق حي بن حارثة وقال...بكر..في الرواية متفقا).
(2) في حاشية الأصل (في هذا الكتاب عقبة بالقاف وهو في كتاب الدار قطني في مواضع عتبة مكتوبا بالتاء في باب أبي بصير في مواضع وباب وفي باب عتبة).
وقال ابن حجر في الاصابة / 5399 /: عتبة بن أسيد...أبو بصير مشهور بكنيته متفق على اسمه.
(*)(1/73)
قال ابن إسحاق: وعبد الله بن الحارث بن قيس (1).
ومن بني عامر بن لؤي: عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس، بدري.
وعبد الله بن سهيل بن عمرو بد ري.
قال ابن إسحاق: والسليط بن السليط بن عمرو، وعمرو بن أبي أويس بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب بن حذيفة بن نصر بن مالك بن حسل، ومن بني منقذ بن عمرو بن معاوية: أبو علي بن عبد الله بن الحارث بن رحضة قال أبو معشر: سليط لم يقتل.
فجميع ذلك أربعة وعشرون رجلا منهم تسعة من أهل بدر.
واستشهد من الأنصار ثم من بني عبد الأشهل من الأوس: عباد بن بشر ابن وقش، بدري.
وعبد الله بن عتيك.
ورافع بن سهل، حليف.
وحاجب ابن يزيد، حليف، وسهيل بن عدي (2).
قال ابن إسحاق: هما من أهل راتج من أزد شنؤة، ومالك بن أوس، وعمير (3) بن أوس.
ومن بني جحجبا: طلحة بن عتبة، ورباح مولى الحارث بن مالك.
ومن بني أنيف: أبو عقيل، بدري.
ومن بني العجلان: معن بن عدي بن جد بن عجلان.
__________
(1) في حاشية الاصل: (قيس الابجر هو قيس بن عدي بن سعد بن سهم المضروب به المثل في الغر وهو الذي عنى عبد المطلب بقوله وهو يرقص ابنه عبد الله.
كأنه في العز قيس بن عدي * في دار قيس بنتدى أهل الندى وعبد الله يعرف بالمبرق ببيت قاله وهو: إذا أنا لم أبرق فلا يسعمنى * من الارض بر ذو فضاء وأبحر وقال المصعب بن عبد الله: هذا من شعراء الطائف).
انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 004 - 104.
(2) في الحاشية (ف.
غ - سهيل) - انظر الاصبابة لابن حجر - 3542 و 3571.
(3) في حاشية (ف.
غ أو عمير).
وفي الاصابة ما يرجح استشهاد هما انظر 2206 و 7598.
(*)(1/74)
قال ابن إسحاق: وجرول بن العباس بن عامر بن ثابت.
وقال أبو معشر: عامر بن ثابت.
ومن الخزرج ثم من بني الحارث بن الخزرج: ثابت بن قيس بن شماس.
وبشر بن عبد الله.
وكليب بن بشر بن تميم، حليف لهم.
ومن بني الحبلى: عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول، بدري.
وعبد الله ابن عتبان حليف بني أسد.
[ 48 ظ ] ومن بني سالم بن عوف: ثابت بن هزال، واياس بن ودقة، بدريان.
ومن بني ساعدة: أسعد بن يربوع، وسعد بن جارية بن لوذان بن عبد ود ابن زيد، وأبو دجانة سماك بن خرشة، وسعد بن حماز حليف.
ومن بني سلمة ثم من بني حرام: عقبة بن عامر بن نابي، بدري.
قال أبو معشر: ومخاشن بن حمير، حليف (1).
ومن بني غنم بن كعب: ضمرة بن عياض وهو ابن عم عبد الله بن أنيس.
ومن بني مازن بن النجار: أبو حبة بن غزية بن عمرو.
قال ابن إسحاق: وحبيب بن زيد.
ومن بني عمرو بن مبذول: حبيب بن عمرو بن محصن، قتل في الطريق وهو ذاهب.
ومن بني مالك بن النجار: عمارة بن حزم بن زيد، بدري.
ويزيد بن ثابت بن الضحاك أخو زيد رمي بسهم فمات في الطريق.
وثابت بن خالد بن عمرو بن خنسا، وفروة بن النعمان بن إساف.
ومن بني زريق: عائذ بن ماعص.
جميع من استشهد من الأنصار أربعة وثلاثون رجلا.
فجميع ذلك من المهاجرين والأنصار ثمانية وخمسون رجلا.
__________
(1) في حاشية الأصل: (في كتاب الدار قطني مخشي بن الحمير وذكر أنه أشجعي وأنه من شهداء اليمامة كما وقع هنا).
وكذا ورد في الاصابة - 7843.
(*)(1/75)
قال أبو عبيدة: عن حماد عن علي بن زيد عن الحسن: أن الحكم شد الجارود وثاقا.
قال علي: فحدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال: وبعث أبو بكر العلاء الحضرمي إلى البحرين وكانوا ارتدوا إلا نفر أ ثبتوا مع الجارود فالتقوا بجواثا (1) فهزمهم الله وقتل منهم مقتلة.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: حاصرهم العلاء بجواثا حتى كاد المسلمون أن يهلكوا من الجهد، فسمعوا أصواتا كثيرة شديدة، فقال عبد الله بن
جندب: دعوني أهبط من الحصن فأتيكم بالخبر، فنزل من الحصن فأخذوه فقالوا: من أنت ؟ فانتسب وجعل ينادي يا أبجراه، فعرفه أبجر فمن عليه فرجع إلى أصحابه [ 49 و ] فأخبرهم أن القوم سكارى، فبيتهم العلاء فيمن معه فقتلوهم قتلا شديدا.
وبعث أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إلى عمان، وبعث أبو بكر المهاجر بن أبي أمية المخزومي وزياد بن لبيد الأنصاري إلى أهل النجير (2) وكانوا ارتدوا وفيهم الأشعث بن قيس الكندي، فحصروهم فسألهم الأشعث الأمن على نفسه وولده وماله على أن يفتح لهم.
ففعلوا، وفتح لهم، فقتلوا من كان في الحصن، وبعثوا بالأشعث إلى أبي بكر، فمن عليه وحقن دمه.
قال ابن إسحاق: فانتقضت على زياد بن لبيد طائفة من كندة مع جارية (3) بن سراقة.
قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن زياد بن لبيد بيتهم فقتلوا ملوكا (4) أربعة: جمرا.
ومحوصا، ومشرحا، وأبضعة.
وفيها قتل العنسي الأسود الكذاب.
__________
(1) في مراصد الاصلاع: جواثا: حصن لعبد القيس بالبحرين.
(2) النجير، حصن باليمن قرب حضر موت - مراصد الاطلاع.
(3) في حاشية الأصل (ف.
غ.
حارثة).
وكذا جاء في تاريخ الطبري 3 / 332 ط.
دار المعارف.
(4) في حاشية: (الوجه: الملوك الأربعة).
(*)(1/76)
أبو الحسن عن يعقوب بن داود الثقفي فقال: سئل أشياخنا بصنعاء عن مقتل العنسي فقالوا: كنا نسمع آباءنا يذ كرون أن داذويه وقيسا وفيروز دخلوا عليه
بيته فحطم فيروز عنقه وقتله.
ويقال: قتله قيس بن مكشوح.
أبو الحسن عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال: دخل عليه فيروز وداذويه وقيس.
وفيها توفي عبد الله بن أبي بكر الصديق، انتقض به السهم الذي رمي به يوم الطائف فمات منه.
وأقام الحج عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية.
ويقال عبد الرحمن ابن عوف، ويقال عمر بن الخطاب.
بكر عن ابن إسحاق، ووهب بن جرير عن أبيه عن ابن إسحاق قال: حدثني نافع أن عمر بن الخطاب أقام الحج سنة إحدى عشرة، وابتاع أسلم مولاه من ناس من الأشعريين.
وكيع بن الجراح قال: نا الأعمش عن أبي وائل في حديث ذكره، أن أبا بكر بعث عمر فأقام للناس الحج.
وفيها مات سعد بن عبادة الأنصاري، ويقال مات [ 50 ظ ] سنة خمس عشرة.
سنة اثنتي عشرة فيها بعث أبو بكر خالد بن الوليد إلى أرض البصرة، وكانت تسمى أرض الهند.
فحدثنا عون بن كهمس بن الحسن قال: نا عمران بن حدير قال نا رجل منا يقال له: مقاتل عن قطبة بن قتادة السدوسي قال: حمل علينا خالد بن الوليد في خيله فقلنا: إنا مسلمون، فتركنا وغزونا معه الأبلة (1) ففتحناها، حتى إنهم ليولغون كلابهم في آنية الذهب والفضة.
قال علي بن محمد: صالحه أهل نهر المرة (2) على اثني عشر ألف، درهم وانصرف عنهم.
__________
(1) الأبلة: بلدة على شاطئ دجلة في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة - مراصد الاطلاع.
(2) نهر المرة.
بالبصرة منسوب إلى مرة بن أبي عثمان مولى عبد الرحمن بن أبي بكر - مراصد الاطلاع.
(*)(1/77)
قال علي بن محمد صالحته من رأس الفهرج إلى نهر المرة.
الوليد بن هشام عن أبيه عن جده أن خالدا دخل ميسان فأصاب بها غنائم وسبايا من أهل القرى وصالحته طماهيج صاحبة نهر المرة.
ثم رجع إلى البصرة، ثم سار نحو السواد فأخذ على كسكر وزندورد (1)، واستخلف على البصرة قطبة بن قتادة السدوسي.
قال علي بن محمد وأبو عبيدة وأبو اليقظان وغيرهم: صالح ابن صلوتا على أليس (2) وقرى السواد في صفر من سنة اثنتي عشرة على ألف دينار.
وحدثني من سمع يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن الشعبي قال: صالح أهل أليس خالدا يوم السبت لثلاث مضت من رجب سنة اثنتي عشرة على ألف دينار وافتتح هزمرجرد ونهر الملك وباروسما (3).
وصالحه عبد المسيح بن بقيلة (4) وإياس بن قبيصة الطائي على تسعين ألفا.
ثم سار إلى الأنبار (5) فصالحوه، ووجه المثنى بن حارثة الشيباني إلى سوق بغداد فأغار عليها.
قال أبو عبيدة وعلي بن محمد وغيرهما: أتى خالد بن الوليد عين التمر فحاصرهم حتى نزلوا على حكمه فقتل وسبى، فمن ذلك السبي: سيرين أبو محمد
__________
(1) كسكر: كورة واسعة قصبتها واسط التي بين البصرة والكوفة.
وزندود: مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة - مراصد الاطلاع.
(2) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
اللبتين في..) وأليس: موضع في أول العراق من ناحية البادية وقيل: أليس قرية من قرى الأنبار.
مراصد الاطلاع.
(3) هزمرجرد هكذا في الأصل والذي وجدته في مراصد الاطلاع هزمر جرد ناحية كانت بأطراف العراق.
ونهر الملك: كورة واسعة من نواحي بغداد كانت تشتمل على ثلاثمائة وتستين قرية.
وباروسما: ناحيتان من سواد بغداد من نواحي بغداد كانت تشتمل على ثلاثمائة وستين قرية.
وباروسما: ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما: باروسما الاعلى وباروسما الأسفل.
(4) في حاشية الأصل: (هو عبد المسيح بن قيس بن حيان بن لحارث.
والحارث بقيلة سمى بذلك لأنه خرج على قومه في بردين أخضرين فقالوا له: يا حارث والحارث بقيلة وبعضهم يقول: نفيلة فإن كان صحيحا فإنه يعدل إلى ذل لأنها تصغير نفله وهي واحد النفل وهي بقلة خضراء).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 374.
(5) الأنبار: مدينة على الفرات غربي بغداد.
سميت بذلك لأنه كان يجمع بها أنابير الحنطة والعشير - مراصد الاطلاع.
(*)(1/78)
ابن سيرين، ومنهم يسار كان عبدا لقيس [ 51 و ] بن مخرمة.
من ولده محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السير، ومنهم نصير أبو مالك بن نصير، ومنهم رباح (1) أبو عبد الله وعبيد الله ابني رباح، ومنهم هرمز يسمون بالبصرة الهرامزة في جماعة يبلغ عددهم أربعين أكره ذكرهم.
وفيها مات أبو العاصي بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها حج بالناس أبو بكر الصديق.
وفيها قبل ذلك في رجب خرج أبو بكر معتمرا واستخلف على المدينة عمر.
واستخلف (2) حين حج عثمان بن عفان.
سنة ثلاث عشرة حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: لما قفل أبو بكر عن الحج بعث عمرو بن العاصي قبل فلسطين، ويزيد بن أبي سفيان، وأبا عبيدة بن الجراح، وشرحبيل ابن حسنة، وأمرهم أن يسلكوا على البلقاء (3).
قال ابن إسحاق: وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد فسار إلى الشام فأغار على غسان بمرج راهط (4)، ثم سار فنزل على قناة بصرى، وقدم عليه يزيد بن أبي سفيان وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة، فصالحت بصرى فكانت أول مدائن الشام فتحت.
وصالح خالد في وجهه ذلك أهل تدمر.
ومر على حوارين (5) فقتل وسبى، وأغار على قرى غسان بمرج راهط فقتل وسبى.
قال ابن إسحاق: ثم ساروا جميعا قبل فلسطين فالتقوا بأجنادين بين الرملة وبين بيت جبرل، والأمراء كل على جنده، يزعم بعض الناس أن عمرو
__________
(1) في حاشية الأصل (في أخرى أبو عبد الله ويجب أن يكون على ذلك ابني رباح).
(2) في حاشية الأصل (سقط في النسخة الاخرى).
(3) في مراصد الاطلاع: البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى قصبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة.
(4) مرج راهط: بنواحي دمشق قرية جوبر الحالية.
(5) حصن بين تدمر وحمص وتسمى به منطقة القريتين الحالية.
(*)(1/79)
ابن العاصي كان عليهم جميعا.
وعلى الروم القنقلار فقتل القنقلار وهزم الله المشركين، وذلك يوم السبت لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة.
قال ابن إسحاق: و استشهد يوم أجنادين ممن حفظ عنه الحديث نعيم بن عبد الله النحام العدوي، [ 52 ظ ] وهشام بن العاصي بن وائل السهمي.
قال أبو الحسن: واستشهد يومئذ أيضا الفضل بن عباس بن عبد المطلب، وأبان بن سعيد بن العاصي.
قال ابن الكلبي: استشهد يومئذ الفضل بن عباس.
قال ابن إسحاق: في هذه السنة وقعة مرج الصفر (1) يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، والأمير خالد بن الوليد وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: استشهد يوم مرج الصفر خالد بن سعيد بن العاصي، ويقال: عمرو بن سعيد بن العاصي قتل أيضا، والفضل بن عباس، وعكرمة بن أبي جهل، ويقال أبان بن سعيد استشهد يومئذ.
قال ابن إسحاق: على المشركين يومئذ فلقط، وقتل من المشركين مقتلة عظيمة وهزمهم الله.
قال ابن إسحاق: ثم التقوا بفحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة، فهزم الله المشركين، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأقام للناس الحج عبد الرحمن بن عوف.
أمية بن خالد عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أن عمر لما استخلف بعث عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس، ثم حج عمر بقية إمارته حتى مات وفيها مات أبو بكر رحمة الله عليه ورضوانه.
قال ابن إسحاق: على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثني عشر يوما من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثني علي بن محمد وأبو اليقظان في آخرين قالوا توفي يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة.
وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين لا يختلف في سنه.
__________
(1) يقع على مرج الصفر خارج دمشق في جنوبها قرب قرية شقحب ليس بعيدا عن الكسوة.
(*)(1/80)
أبو داود عن زهير عن أبي إسحاق قال: قال عبد الله بن عتبة: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.
فقال عامر بن سعد: حدثني جرير بن عبد الله عن معاوية قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين.
وتوفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين.
أبو أحمد وسلم عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر عن الشعبي عن معاوية قال: توفي أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين.
[ 53 و ] ابن أبي عدي عن داود عن عامر توفي وهو ابن ثلاث وستين.
عبد الوهاب قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: توفي وهو ابن ثلاث وستين.
ابن أبي عدي عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن الأصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: أنا أكبر أم أنت ؟ قال: بل أنت أكبر وأكرم وخير، وأنا أسن منك.
كانت ولايته سنتين وثلاثة أشهر وعشرين يوما ويقال عشرة أيام، ولد أبو بكر في بيت أبي بكر الذي بمكة.
وفيها بويع عمر.
أم عمر: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وفيها بويع عمر بن الخطاب فعزل خالد بن الوليد عن الشام، والمثنى بن حارثة عن ناحية السواد سواد الكوفة وقد كان يغير بتلك الناحية.
معاذ عن ابن عون عن محمد قال: لما ولي عمر قال: لأعزلن خالدا حتى يعلم أن الله إنما ينصر دينه.
علي وموسى عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما
استخلف عمر كتب إلى أبي عبيدة إني قد استعملتك وعزلت خالدا.
خرج أبو بكر من المدينة إلى ذي القصة لقتال أهل الردة واستخلف على المدينة سنانا الضمري، ويقال: أسامة بن زيد وابن مسعود على أنقاب المدينة.(1/81)
تسمية عمال أبي بكر على البحرين: العلاء بن الحضرمي حتى توفي أبو بكر فأقره عمر.
حدثنا الأنصاري عن ابن عون عن موسى بن أنس أن أبا بكر ولى أنسا البحرين.
ووجه أبو بكر عكرمة بن أبي جهل إلى عمان، وكانوا ارتدوا فظهر عليهم، ثم وجه أبو بكر إلى اليمن.
وولى عمان حذيفة العلقاني فلم يزل بها حتى توفي أبو بكر.
ووجه أبو بكر المهاجر بن أمية المخزومي وزياد بن لبيد الأنصاري إلى اليمن.
[ 54 ظ ] المهاجر على صنعاء وزياد على ما سوى ذلك من الساحل، وذلك بعد أن حصر أهل النجير وقد كتبنا قصة النجير ويعلى بن أمية على خولان، وأقر أبو بكر عتاب بن أسيد فتوفي أبو بكر وعتاب في يوم واحد.
وأقر أبو بكر عثمان بن أبي العاصي على الطائف، وولى أبو بكر سليط بن قيس على اليمامة، قد كتبنا أمر الشام وقصة خالد بن الوليد بالعراق.
وحج أبو بكر سنة اثنتي عشرة واستخلف على المدينة قتادة بن النعمان الظفري من الأنصار، ويقال استخلف ابن أم مكتوم.
قال ابن إسحاق: ويقال حج عمر بن الخطاب.
قال: ويقال عبد الرحمن بن عوف كاتبه عثمان بن عفان.
وحاجبه رشيد مولاه، ويقال: كتب له زيد بن ثابت أيضا.
وعلى أمره كله.
والقضاء عمر بن الخطاب.
وقد ولى أبا عبيدة بن الجراح بيت المال ثم وجهه إلى الشام.
ومؤذنه: سعد القرظ مولى عمار بن
ياسر.
بكر عن ابن إسحاق قال: وفيها بعث عمر أبا عبيد بن مسعود الثقفي إلى العراق، فلقي جابان بين الحيرة والقادسية، ففض جمعه وقتله وأسر أصحابه ففدى جابان نفسه، ثم أغار على كسكر فلقي نرسي فهزمهم الله، ودخل أبو عبيد باروسما فصالحه ابن الأندرد عن كل رأس بأربعة دراهم.
وبعث أبو عبيد المثنى بن حارثة إلى زندورد (1) فحاربوه فقتل وسبى.
__________
(1) مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة خربت بعمارة واسط.
مراصد الاطلاع.
(*)(1/82)
وبعث عاصم بن عمرو الأسيدي إلى نهر جوبر وعروة بن زيد الخيل إلى الزوابي (1) فصالحوه على صلح باروسما.
فلما رجعت المرازبة إلى يزدجرد منهزمين شتمهم وأقصاهم ودعا بهمان بن خرهرمزان ذا الحاجب، وعقد له على اثني عشرألفا، ودفع إليه درفش كاربيان وكانوا يتيمنون بها، وأعطاه سلاحا كثيرا، وحمل معه من آلة الحرب أوقارا، [ 55 و ] ودفع إليه الفيل الأبيض.
وبلغ أبا عبيد مسيرهم، فعبر الفرات وقطع الجسر، وأقبل ذو الحاجب فنزل قس الناطف وبينه وبين أبي عبيد الفرات، فأرسل إلى أبي عبيد: إما أن تعبر إلينا، وإما أن نعبر إليك، فقال أبو عبيد: نعبر إليكم، فعقد له ابن صلوتا الجسر.
وعبر فالتقوا في مضيق، وذلك في آخر شهر رمضان أو أول شوال سنة ثلاث عشرة، وقدم ذو الحاجب جالينوس معه الفيل الأبيض ودرفش كابيان (2)، فاقتتلوا قتالا شديدا، وضرب أبو عبيد مشفر الفيل، وضرب أبو محجن عرقوبه.
وقتل أبو عبيد رحمه الله، وقد كان أبو عبيد قال: إن قتلت فعليكم الجبر ابن أبي عبيد، فإن قتل فعليكم أبو الجبر بن أبي عبيد، فإن قتل فعليكم حبيب بن
أبي ربيعة بن عمرو بن عمير، فإن قتل فعليكم أبو قيس بن حبيب بن ربيعة بن عمرو بن عمير، فإن قتل فعليكم عبد الله بن مسعود بن عمرو بن عمير وهو أخو أبي عبيد.
ويقال: أول من جعل إليه الأمر عبد الله بن مسعود، فقتل جميع الأمراء، وأخذ المثنى بن حارثة الراية، واستحر القتل في المسلمين.
فمضوا نحو الجسر، وحماهم المثنى بن حارثة وعروة بن زيد والكلح الضبي وعاصم بن عمرو الأسيدي وعمرو بن الصلت السلمي حتى انتهوا إلى الجسر وقد سبقهم إليه عبد الله بن يزيد الخطمي، ويقال عبد: الله بن يزيد الثقفي، فقطع الجسر، وقال:
__________
(1) نهذ جوبر: في منطقة سواد بغداد.
والزوابي: جمع زاب وفي العراق عدة زابات منها زابان بين بغداد وواسط يسميان الاعلى والاسفل ما أخذ هما من الفرات - مراصد الاطلاع.
(2) الدرفش: الراية.
ودرفش كابيان: الراية العظمى عند الفرس صنعوها كما يروى من جلود بعض الحيوانان المفترسة كالنمر أو غيره وحلوها باللالئ والمجوهرات.
وكانوا يتيمنون بها ولا يخرجونها إلا في الحروب العظيمة.
وقال الطبري في تاريخه 3 / 454.
ط.
دار المعارف.
" كانت من جلود النمر عرض ثمانية أذرع في طول اثني عشرة ذراعا ".
(*)(1/83)
قاتلوا عن دينكم فاقتحم الناس الفرات فغرق ناس كثير ثم عقد المثنى الجسر وعبر المسلمون، واستشهد يومئذ ألف وثما ن مائة وقال: أربعة آلاف بين قتيل وغريق، وانحاز بالناس المثنى بن حارثة الشيباني، فبعث عمر جرير بن عبد الله البجلي.
وقال الوليد بن هشام عن أبيه عن جده نحو ذلك.
قال أبو عبيدة: مات أبو بكر والعلاء بن الحضرمي [ 56 ظ ] محاصر أهل الزارة (1) فأقره عمر، فبارز مرزبان الزارة البراء بن مالك فقتله البراء فأخذ سلاحه ومنطقته فبلغ ثلاثين ألفا، وقال: هذا مالي فخمسة عمر، ثم خرج رجل إلى
العلاء فاستأمنه فدله على عين خارجة من الزارة، كانوا يشربون منها فسدها العلاء من خارج، فصالحوه على أن له ثلث المدينة وثلث ما فيها من الذهب والفضة.
وغزا العلاء مدينة الغابة (2) فقتل من بها من العجم.
وأقام الحج سنة ثلاث عشرة عبد الرحمن بن عوف.
سنة أربع عشرة فيها فتحت دمشق: سار أبو عبيدة بن الجراح ومعه خالد بن الوليد فحاصرهم فصالحوه وفتحوا له باب الجابية وفتح خالد أحد الأبواب عنوة وأتم لهم أبو عبيدة الصلح.
فحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: كان خالد على الناس فصالحهم، فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبي عبيدة فأمضى أبو عبيدة صلح خالد ولم يغير الكتاب.
والكتاب عندهم باسم خالد.
هذا غلط لأن عمر عزل خالدا حين ولي.
حدثنا عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: صالحهم أبو عبيدة على أنصاف كنائسهم ومنازلهم وعلى رؤوسهم، على أن لا يمنعوا من أعيادهم ولا يهدم شئ من كنائسهم، صالح على ذلك أهل المدينة وأخذ سائر الأرض عنوة.
__________
(1) عين الزارة: بالبحرين - مراصد الاطلاع.
(2) الغابة: موضع البحرين - مراصد الاطلاع.
(*)(1/84)
قال ابن الكلبي: كان الصلح يوم الأحد للنصف من رجب سنة أربع عشرة صالحهم أبو عبيدة بن الجراح وحدثني بكر عن ابن إسحاق قال: صالحهم أبو عبيدة في رجب.
قال ابن الكلبي: ثم كانت وقعة فحل (1) يوم السبت لثمان بقين من ذي الحجة سنة أربع عشرة، فغلب المسلمون على الأرض بعد قتال شديد فسألوا أبا عبيدة [ 57 و ] الصلح فصالحهم وكتبوا بينهم كتابا.
وحدثني بكر بن عطية قال: حاصرهم أبو عبيدة رجبا وشعبان وشهر رمضان وشوال، والصلح في ذي القعدة.
بكر عن ابن إسحاق قال: فحل سنة ثلاث عشرة وهي قبل دمشق قال ابن إسحاق وغيره: وفيها يعنون سنة أربع عشرة فتحت حمص وبعلبك صلحا على أيدي أبو عبيدة في ذي القعدة، ويقال: في سنة خمس عشرة.
علي بن محمد عن أشياخه قالوا: بعث عمر بن الخطاب في سنة أربع عشرة شريح بن عامر أحد بني سعد بن بكر إلى البصرة وقال: كن ردئا للمسلمين.
فسار إلى الأهواز فقتل بدارس.
فبعث عمر عتبة بن غزوان أحد بني مازن بن منصور في شهر ربيع سنة أربع عشرة، فمكث أشهرا لا يغزو.
فبعث عمر على عمله عبد الرحمن، ويقال عبد الله بن سهل الأنصاري فمات قبل أن يصل إلى البصرة.
وكتب عمر إلى العلاء بن الحضرمي وهو بالبحرين أن سر إلى عتبة فقد وليتك عمله، فسار العلاء فمات بتياس من أرض بني تميم قبل أن يصل.
__________
(1) في الحاشية: (هو موضع بالشام قال ذلك ابن دريد والدار قطني: وكما ضبطته قال الدار قطني: وقال ابن دريد.
فحل وفي بعض نسخ الجمهرد فحل).
وفي مراصد الاطلاع.
فحل: بكسر أوله ثم السكون موضع بالشام كانت للمسلمين مع الروم به وقعة.
(*)(1/85)
ثم غزا عتبة فافتتح الأبلة والفرات وأبرقباذ، وسبي من ميسان سبيا منهم
يسار (1) أبو الحسن بن أبي الحسن البصري.
ويقال: الذي افتتح الفرات مجاشع بن مسعود بولاية عتبة إياه، ويقال: افتتح ميسان ودست ميسان وأبرقباذ وشطي دجلة المغيرة بن شعبة بولاية عتبة بن غزوان.
مسلم والضحاك (2) قالا: نا سوادة بن أبي الأسود عن قتادة أن عمر بعث عتبة بن غزوان فغزا الأبلة.
مرحوم بن عبد العزيز قال: حدثني أبي عن خالد بن عمير العدوي قال: غزونا مع عتبة بن غزوان الأبلة فافتتحناها ثم عبرنا إلى الفرات.
عون بن كهمس قال: نا عمران بن حدير [ 58 ظ ] قال: حدثنا رجل منا يقال له: مقاتل عن قطبة بن قتادة السدوسي قال: غزونا مع خالد بن الوليد الأبلة فافتتحناها.
هذا غلط خالد مر بالبصرة في ولاية أبي بكر ومن سبي ميسان أرطبان جد عبد الله بن عون.
الوليد بن هشام قال: حدثني أبي عون عن أبيه عن أرطبان قال: كنت شماسا في بيعة ميسان فوقعت في السهم لعبد الله بن ذرة المزني.
أبو عمرو الشيباني عن من أخبره عن مجالد عن الشعبي قال: صالحت طماهيج بنت كسرى أخت شيرويه عتبة بن غزوان على ميسان، ويقولون: بعثت صاحبة نهر المرة بأم أزدان فصالح ابن غزوان على ما وراء نهرها إلى موضع جسر الأكبر.
__________
(1) في الحاشية: (ذكر الطبري أن اسمه حبيب).
والذي وجدته في تاريخ الطبري 3 / 596.
ط.
دار المعارف: (وكان ممن سبي من ميسان يسار أبو الحسن البصري).
وأبر قباذ: بين البصرة وواسط.
وميسان: كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة.
وواسط.
(2) في الحاشية: (مسلم: هو ابن ابراهيم الفراهيدي.
والصحاك: مولى مخلد وكنيته أبو عاصم يعرف بالنبيل وكلام هما بصري).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 295، 304.
(*)(1/86)
أبو اليقظان عن صدقة بن عبيد الله المازني قال: نا ثابت بن عمارة عن غنيم ابن قيس قال: كنا مع عتبة بن غزوان، فلما انتهى البر وراء منابت القصب قال: ليست هذه من منازل العرب فنزل الخريبة (1) صفوان بن عيسى قال: نا أبو نعامة عن خالد بن عمير العدوي قال: مر عتبة بن غزوان بموضع المربد فوجد الكذان (2) الغليظ فقال: هذه البصرة أنزلوها بسم الله.
حدثنا غندر بن شعبة عن عقيل بن طلحة عن قبيصة قال: كنا مع عتبة بن غزوان بالخريبة.
حدثنا عبد الله بن ميمون عن عوف عن الحسن قال: افتتح عتبة بن غزوان الأبلة فقتل من المسلمين سبعون رجلا في موضع مسجد الأبلة ثم عبر إلى الفرات فأخذها عنوة.
حدثنا إبراهيم بن صالح بن درهم عن أبيه سمع أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يحشر من مسجد العشار بالأبلة شهداء لا يقوم مع شهداء بدر أحد غيرهم) وفيها أمر عتبة بن غزوان محجن بن [ 59 و ] الأدرع فخط مسجد البصرة الأعظم وبناه بالقصب، ثم خرج عتبة حاجا وخلف مجاشع بن مسعود، وأمره أن يسير إلى الفرات، وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلي بالناس حتى يقدم مجاشع، فجمع أهل ميسان للمغيرة عليهم الفيلكان عظيم من عظماء أهل إبرقباذ، فظهر عليهم المغيرة وكتب بالفتح إلى عمر.
فأمر عمر عتبة أن يسير إلى عمله، فمات قبل أن يسير فأقر عمر المغيرة على البصرة.
وفيها بعث عمر جرير بن عبد الله
البجلي على السواد، وقد كان المثنى بن حارثة يغير بناحيته، فلقي جرير مهران، فقتل مهران وذلك في صفر من سنة أربع عشرة، وتنازع جرير والمثنى بن حارثة الإمارة، فبعث عمر سعد بن مالك وكتب إليهما أن اسمعا له وأطيعا فسمعا له
__________
(1) موضع بالبصرة كانت مدينة للفرس حربت لتوالى غارات المثنى عليها فلما مصرت البصرة ايتنوا الى جانبهاقسميت الخريبة لذلك وعندها كانت وعندها وقعة الجمل - مراصد الاطلاع.
(2) الحجر الرخو.
(*)(1/87)
وأطاعا.
وفيها مات المثنى بن حارثة..وفيها أمر عمر بن الخطاب باجماع الناس في القيام في شهر رمضان.
وفيها حج عبد الرحمن بن عوف بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيها مات أبو قحافة عثمان (1) بن عمرو أبو أبي بكر الصديق.
وأقام الحج سنة أربع عشرة إلى سنة ثلاث وعشرين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
سنة خمس عشرة حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: افتتح شرحبيل بن حسنة الأردن كلها عنوة ما خلا طبر ية فإن أهلها صالحوه، وذلك بأمر أبي عبيدة.
وقال ابن الكلبي نحوه.
قالا: وبعث أبو عبيدة خالد بن الوليد فغلب على أرض البقاع، وصالحه أهل بعلبك (2) وكتب لهم كتابا.
قال ابن مغيرة عن أبيه: صالحهم على أنصاف منازلهم وكنائسهم ووضع الخراج.
قال ابن الكلبي: ثم خرج أبو عبيدة يريد حمص، وقدم خالدا أمامه [ 60 ظ ] فقاتلوه قتالا شديدا، ثم هزمت الروم حتى دخلوا مدينتهم فحصرهم، فسألوه الصلح على أموالهم وأنفسهم وكنائسهم وعلى أرض حمص على مائة ألف
دينار وسبعين ألف دينار.
وحدثني عبد الله بن مغيرة عن أبيه قال: صالحهم أبو عبيدة على المدينة على ما صالحهم عليه أهل دمشق وأخذ سائر مدائنهم (3) عنوة.
وحدثني حاتم بن مسلم عن من حدثه عن ابن إسحاق نحوه.
وفيها وقعة اليرموك:
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما هو عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب من سعد بن تيم) وانظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 572.
(2) في الاصل: (على أرض النقاع وصالحه أجدل بعلبك) وهو تصحيف صوابه ما أثبتنا.
(3) في الأصل: (وأخذ سابرا مدائنهم عنوة).
(*)(1/88)
بكر عن ابن إسحاق قال: نزلت الروم اليرموك وهي مائة ألف من الروم، وقبائل قضاعة عليهم السفلار خصي لهرقل.
قال ابن الكلبي: كانت الروم ثلاث مائة ألف عليهم هاهان رجل من أبناء فارس تنصر ولحق بالروم.
وضم أبو عبيدة إليه أطرافه وأمراء الأجناد، وأمده بسعيد بن عامر بن حذيم فهزم الله المشركين بعد قتال شديد، وقتل منهم مقتلة عظيمة.
قال ابن الكلبي: كانت الوقعة يوم الإثنين لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: استشهد يوم اليرموك عمرو بن سعيد بن العاصي وأبان بن سعيد بن العاصي، وعكرمة بن أبي جهل، وعبد الله (1) بن سفيان بن عبد الأسد، وسعيد بن الحارث بن قيس.
قال أبو الحسن: أبان بن سعيد قتل يوم أجنادين، ويقال: يوم مرج الصفر.
وقال الوليد بن هشام: قتل يوم مرج الصفر عكرمة.
قال أبو الحسن: واستشهد يوم اليرموك سهيل بن عمرو الحارث بن هشام.
وفي هذه السنة بالعراق فتحت نهر تيري ودست ميسان وقراها.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده: أن المغيرة بن شعبة صالحهم على ألف ألف درهم ومائة ألف درهم، ثم كفروا فافتتحها أبو موسى بعد.
وحدثني علي بن محمد عن النضر بن إسحاق عن قتادة أن المغيرة بن شعبة افتتح نهر تيري عنوة وجد بها حد النوشجان، وهو يومئذ صاحبها.
[ 61 و ] وفيها وقعة القادسية، على المسلمين سعد بن مالك، وعلى المشركين رستم ومعه الجالينوس وذو الحاجب.
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما ذكر المصعب أن المقتول يوم اليرموك عبيد الله لا عبد الله وهما ابنا سفيان بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم).
انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 338.
(*)(1/89)
فحدثني غير واحد عن أبي عوانة عن حصين عن أبي وائل قال: كان المسلمون ما بين السبعة آلاف إلى الثمانية، ورستم بإزائنا في ستين ألفا.
يزيد بن زريع عن الحجاج عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير قال: كانوا أربعين ألفا.
بكر عن ابن إسحاق قال: كان رستم في ستين ألفا من أخص ديوانه، والمسلمون ستة آلاف أو سبعة.
حدثنا من سمع شريكا عن عبيدة عن إبراهيم قال: كانوا ما بين الثمانية آلاف إلى التسعة آلاف، وجاءهم قدر ألفين فأقاموا قدر شهر لا يلقاهم العدو.
وبعث سعد زهرة بن حوية للغارة، فلقي شارزاد بن أزاذبه بالسيلحين (1)، فقتل شارزاذ قتله بكير بن عبد الله الليثي، وأصابوا حليا كثيرا وجوهرا، وكتب سعد إلى عمر يستمده.
قال ابن زريع: عن حجاج عن حميد بن هلال عن خالد بن عمير قال: أمدهم أهل البصرة بألف وخمس مائة كنت فيهم.
قال ابن إسحاق: سار المغيرة بن شعبة في أربع مائة، وقيس بن مكشوح في سبع مائة.
قال أبو الحسن: فاقتتلوا قتالا شديدا ثلاثة أيام، أولها يوم الإثنين لثلاث بقين من شوال، ويقال: لأيام بقين من شهر رمضان، فهزم الله المشركين وقتل رستم.
يقال: قتله زهرة بن حوية، ويقال: هلال بن علفة، ويقال: عمرو بن معدي كرب، ويقال: مات عطشا.
وقتل حنظلة (2) بن ربيعة الأسيدي ذا الحاجب.
وأمر سعد زهرة بن حوية باتباع الفرس فلحقهم بالخرار (3) فقتل جالينوس وأخذ سلبه، ويقال: قتله كثير بن شهاب وقتلوهم ما بين الخرار إلى السيلحين إلى النجف [ 62 ظ ] وأمسوا فكف عنهم زهرة ورجع.
__________
(1) طسوج قرب بغداد بينه وبينها مقدار ثلاثة فراسخ - مراصد الاطلاع (2) في حاشية الاصل: (قد تقدم أن الصواب حنظلة بن الربيع الأسيدي وهو حنظلة الكاتب من الصحابة) وقد ذكرت مسبقا أن الأشهر ابن الربيع ولكن هناك من روى ابن ربيعة.
(3) موضع في نواحى الكوفة.
(*)(1/90)
وفي حديث أبي عوانة عن حصين عن أبي وائل قال: اتبعناهم إلى الفرات
فهزمهم الله، واتبعناهم إلى الصراة (1) فهزمهم الله، فألجأناهم إلى المراض.
وفي حديث ابن زريع عن حجاج عن عبد الله قال: دقت رجالة السبعين فيلا في الخندق.
حدثنا من سمع أبا محصن عن حصين عن أبي وائل قال: لقد رأيتني أعبر الخندق مشيا على الرجال قتل بعضهم بعضا، قال: ما بهم سلاح.
قال أبو الحسن: ثم سار سعد من القادسية يتبعهم فأتاه أهل الحيرة فقالوا: نحن على عهدنا، وأتاه بسطام صاحب نهر بسطام فصالحه، وقطع سعد الفرات فلقي جمعا بنرس (2) عليهم بصبهر فقتله زهرة بن حوية.
ثم لقي جمعا بكوثا عليهم الفيرزان فهزمهم الله.
ثم لقي جمعا بدير كعب عليهم الفرجان فهزمهم الله.
ثم سار سعد والمسلمون حتى نزلوا المدائن فافتتحوها.
وقتل سعد بن عبيد ابن النعمان يوم القادسية بعد أشهر.
وفيها حديث.
حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن خازم عن الأعمش عن حبيب ابن صبهان قال: كنت مع سعد بن مالك فجاءه رجل فقال: ما يمنعكم من العبور إلا هذه النظفة.
ثم أقحم فرسه فاعترض به دجلة ثم قرأ: (ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله) (3) فأقحم الناس خيولهم فلما رآهم الفرس قالوا: دبوان دبوان (4).
فعبرالنا س لم يفقدوا شيئا إلا قدحا كان معلقا على عذبة السرج، فرأيته يعوم على الماء هو يطفح فأصبنا عسكرهم فيه من الجرب (5) أمثال الرجال من الكافور، وأصبنا من بقرهم، فذبحنا فجعل الناس يلقون الكافور على اللحم
__________
(1) الصراة: نهر قرب بغداد - مراصد الاطلاع.
(2) نهر بنواحي الكوفة مأخذه من الفرات.
(3) الآية: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدينا نؤته
منها ومن يرد ثواب الاخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين).
آل عمران 3 / 541.
(4) في حاشية الاصل: (في أخرى دبوان: أي جن).
(5) جمع جراب.
(*)(1/91)
ويقولون: ما أمر ملح العجم.
قال: وأصبنا من آنية الذهب حتى جعل الرجل يشري صفراء ببيضاء يعني ذهبا بفضة.
حدثنا من سمع [ 63 و ] أبا محصن عن حصين عن أبي وائل قال: ألجأناهم إلى المدائن فد خلوها، ونزل المسلمون دير المسالح فجعلنا نقاتلهم فقال المسلمون: هؤلاء في البيوت ونحن بالعراء وفي الصحاري فاعبروا بنا إليهم، فعبر المسلمون من فوق المدائن ومن أسفل، أقحمنا في الماء حتى عبرنا إليهم فحاصرناهم في الجانب الشرقي حتى أكلوا فيها الكلاب والسنانير.
فخرجوا على حامية معهم العيال والأثقال فساروا حتى نزلوا جلولاء (1).
حدثنا من سمع مسلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: أول من أفحم فرسه (2) دجلة سعد.
وحدثني علي بن محمد عن أبي الذيال عن حميد بن هلال أن أول من عبر هلال بن علفة، ويقال: أول من عبر رجل من عبد القيس.
أبو الحسن عن حباب بن موسى عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: عبر سعد في أربع مائة فكانوا يتحدثون على ظهورها كما يتحدثون على الأرض.
ذكر مسلمة عن المثنى عن أبي عثمان قال: غرق يومئذ رجل كان على فرس شقراء زل عن ظهرها، وخرجت الفرس تنفض عرفها.
ولد سعيد بن المسيب لسنتين خلتا من خلافة عمر، ومات نوفل بن الحارث
لسنتين خلتا من خلافة عمر.
وفي هذه السنة ولى عمر عثمان بن أبي العاصي أرض عمان والبحرين فسار إلى عمان، ووجه أخاه الحكم بن أبي العاصي إلى البحرين
__________
(1) جلولاء: طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان - مراصد الاطلاع.
(2) في الحاشية (ف.
غ.
أقحم في دجلة).
(*)(1/92)
سنة ست عشرة فيها افتتحت الأهواز ثم كفروا.
وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: سار المغيرة إلى الأهواز فصالحه اليروان على ألفي ألف درهم وثمان مائة ألف وتسعين ألفا ثم غزاهم الأشعري بعد.
وفي هذه السنة افتتحت حلب وأنطاكية ومنبج.
فحدثني عبد الله بن المغيرة قال: [ 64 و ] حد ثني أبي أن أبا عبيدة بعث عمرو بن العاصي بعد فراغه من اليرموك إلى قنسرين، فصالح أهل حلب ومنبج وأنطاكية وافتتح سائر أرض قنسرين عنوة.
قال ابن الكلبي: أبو عبيدة صالح أهل حلب، وكتب لهم كتابا ثم شخص أبو عبيدة وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فحاصر أهل إيلياء فسألوه الصلح على أن يكون عمر هو يعطيهم ذلك ويكتب لهم أمانا، فكتب أبو عبيدة إلى عمر فقدم عمر فصالحهم فأقام أياما ثم شخص إلى المدينة.
قال ابن الكلبي: وذلك سنة ست عشرة.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: نا محمد بن طلحة بن ركانة عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: خرج أهل إيلياء إلى عمر فصالحوه على الجزية وفتحوها.
وفي هذه السنة ماتت مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها
مات سعد بن عبادة الأنصاري بالشام.
سنة سبع عشرة فيها خرج عمر بن الخطاب إلى سرغ (1)، واستخلف على المدينة زيد بن ثابت وبها الطاعون فرجع.
وفيها شهد أبو بكرة ونافع ابنا الحارث وشبل بن معبد وزياد على المغيرة بن شعبة، فعزله عمر عن البصرة وولاها أبا موسى الأشعري.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، سرغ: أول الحجاز وآخر الشام.
(*)(1/93)
قال عامر بن حفص: قدم أبو موسى البصرة سنة سبع عشرة فكتب إليه عمر أن سر إلى كور الأهواز فسار أبو موسى واستخلف على البصرة عمران بن حصين، فأتى الأهواز فافتتحها، يقال: عنوة.
ويقال: صلحا.
فوظف عليها عمر عشرة آلاف وأربع مائة وألف.
ريحان بن عصمة نا عمرو بن مرزوق عن أبي فرقد قال: كنا مع أبي موسى الأشعري بالأهواز وعلى خيله تجافيف الديباج.
يحيى بن عبد الرحمن عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: افتتح أبو موسى الأهواز.
أبو الحسن عن خلاد بن عبيدة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال [ 65 و ]: فتحت الأهواز صلحا أو عنوة.
الوليد بن هشام قال: حدثني مسلمة بن محارب قال: نا قحذم قال: جهد زياد في سلطانه أن يخلص الصلح من العنوة فما قدر.
حدثنا أبو عاصم قال: نا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: رد عمر الأهواز إلى الجزية بعد ما قسموا بين المسلمين وغشي نساؤهم.
ثم صالح السبان
وأهل نهر تيري أبو موسى ثم سار إلى مناذر (1) فحصر أهلها ثم انصرف عنها واستخلف الربيع بن زياد الحارثي فافتتحها عنوة فقتل وسبى، وقتل بها من المسلمين المهاجر بن زياد الحارثي.
وفيها وقعة جلولاء: هرب يزدجرد بن كسرى بعد وقعة المدائن إلى جلولاء وأقام سعد بالمدائن، فكتب يزد جرد إلى الجبال فجمع المقاتلة، فوجههم إلى جلولاء، فاجتمع بها جمع كثير عليهم خرزاد بن جرمهز، فكتب سعد إلى عمر يخبره.
فكتب عمر: أقم بمكانك ووجه إليهم جيشا فإن الله ناصرك ومتم وعده، فعقد سعد لهاشم ابن عتبة بن أبي وقاص، فالتقوا فجال المسلمون جولة ثم هزم الله المشركين وقتل منهم مقتلة عظيمة، وحوى المسلمون عسكرهم وأصابوا أموالا عظيمة وسلاحا ودواب وسبايا، فبلغت الغنائم ثمانية عشر ألف ألف.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، مناذر: بلدان بنواحي خوزستان صغرى وكبرى.
(*)(1/94)
فحدثني شعيب بن حيان عن عمرو بن يحيى عن سيف قال: نا مجالد عن الشعبي قال: قسم فئ جلولاء على ثلاثين ألف ألف.
حدثني من سمع أبا محصن عن حصين عن أبي وائل قال: قاتلناهم بجلولاء، فجال المسلمون، فنادى سعد: يا معشر المسلمين اين اين ؟ اما رأيتم ما حلفتم وتأتون عمر منهزمين ؟ فعطف المسلمون عليهم فهزمهم الله.
وسميت جلولاء فتح الفتوح.
عثام بن علي بن الأعمش عن شمر بن عطية قال: كانت السهام بجلولاء ثلاثة آلاف سهم.
أبو مدين عن عمرو بن يحيى عن سيف عن عبيدة عن شقيق قال: سميت
جلولاء [ 66 ظ ] الوقيعة لما تجللها من الشر.
حدثنا غير واحد عن أبي عوانة عن حصين عن أبي وائل قال: سميت جلولاء فتح الفتوح.
وحدثني شعيب عن عمرو بن يحيى عن سيف قال: كانت جلولاء سنة سبع عشرة.
وحدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: كانت سنة تسع عشرة.
قال أبو اليقظان: أم الهذيل وبسطام وهياج بني عمران بن الفضيل من سبي جلولاء.
وحدثني حاتم بن مسلم (1): أن أم الشعبي من سبي جلولاء.
ثم رجع المسلمون إلى المدائن، وجاء أهل الطساسيج إلى سعد فصالحوه وأقرهم في بلادهم.
وحدثني من سمع أبا محصن عن حصين عن أبي وائل قال: رجع المسلمون فنزلوا فاجتووها، فشكوا ذلك إلى عمر، فقال عمر: أتصبر بالمدائن الإبل ؟
__________
(1) في حاشية الاصل: (حاتم هذا هو المعروف بابن أبي صغيرة وهو زوج أمه، كنيته أبو يونس، قشيري مولى ويقال: بل عالي بصرى).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 270 ط.
بيروت.
(*)(1/95)
فقالوا: لا إن بها بعوضا.
قال: فإن العرب لا تصبر ببلاد لا تصبر فيها الإبل فارتادوا.
قال: فخرجنا ونحن نريد الحيرة، فلقينا رجل من أهل الحيرة وهو يريد أن يصرفنا عنها فقال: أدلكم على بلدة ارتفعت عن البعوضة وتطأطأت عن البقة وطعنت في البرية وخالطت الريف، فدلنا على الكوفة فاختط الناس ونزلوا.
سنة ثمان عشرة بكر عن ابن إسحاق قال: فيها عام الرمادة: أصاب الناس مجاعة شديدة فخرج عمر يستسقي ومعه العباس فقال: اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك.
قال: وفيها طاعون عمواس بالشام، مات فيه أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة، والحار ث بن هشام ابن المغيرة.
قال ابن إسحاق: وفي سنة ثمان عشرة فتحت الرها (1) وحدثني حاتم بن مسلم: أن أبا موسى الأشعري افتتح الرها وسميساط (2) صلحا وما والاهما عنوة.
[ 67 و ] قال: وكان أبو عبيدة بن الجراح وجه عياض بن غنم الفهري إلى الجزيرة، فوافق أبا موسى بعد فتح هذه المدائن فمضى ومضى معه أبو موسى فافتتحا حران ونصيبين وطوائف الجزيرة عنوة.
ويقال: وجه أبو عبيدة خالد بن الوليد إلى الجزيرة، فوافق أبا موسى قد افتتح الرها وسميساط، فوجه خالد أبا موسى وعياضا إلى حران فصالحا أهلها، ثم مضى خالد إلى نصيبين فافتتحها، ثم رجع إلى آمد فافتتحها صلحا وما بينهما عنوة.
حدثني شيخ من أهل الجزيرة: أن عياض بن غنم ولي صلح هذه المدن وغيرها من الجزيرة، وكتب لهم كتابا هو عندهم اليوم باسم عياض.
حدثنا وكيع بن الجراح قال: نا ثور عن عبد الرحمن بن عائذ: أن خالد بن الوليد دخل حماما بآمد، وذكر فيه حديثا.
__________
(1) مدينة بالجزيرة فوق حران بينهما فراسخ - مراصد الاطلاع.
(2) في مراصد الاطلاع، سمسياط: مدينة على شاطئ الفرات في طرف الروم على غربي الفرات.
(*)(1/96)
وحدثنا رجل عن المغيرة بن زياد الموصلي عن عبادة بن نسي أن أبا موسى أمد بأهل الكوفة فنزل سميساط، وذكر فيه حديثا.
معاذ بن هشام قال: نا أبي عن قتادة عن يونس بن جبير أن أبا موسى صلى بدارا صلاة الخوف، ودارا من أرض الجزيرة بينها وبين نصيبين فراسخ.
وحدثني حاتم بن مسلم أن عمرا وجه عياضا فافتتح الموصل وخلف عتبة بن فرقد على أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن فصالحه أهلها وذلك سنة ثمان عشرة.
وفيها فتحت حلوان والماهات (1) حدثني محمد بن معاوية قال: قال أبو عبيدة عن السمري (2): وجه سعد جرير بن عبد الله البجلي إلى حلوان بعد جلولاء فافتتحها عنوة.
قال: ويقال: بل وجه هاشم إلى ماه دينار (3) فأجلاهم إلى أذربيجان، ثم بعثوا إلى سعد فصالحوه، وافتتح هاشم الصامات وماسبذان (4).
وفيها افتتح جندي سابور والسوس (5) صلحا، صالحهم أبو موسى ثم رجع إلى الأهواز.
[ 68 ظ ] وحدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: أول من قدم رام هرمز (6) أربع مائة من المسلمين، فأغاروا على قرية العبادي فقتلوا وسبوا، ثم انصرفوا إلى
__________
(1) في مراصد الاطلاع، حلوان العراق: هي آخر حدود السواد مما يلي الجبال.
والماه: قصبة البلد.
(2) في الحاشية: (السمرى الذي روى عنه ابن أبي خيثمة في أخبار المدينة اسمه على بن محمد السمرى).
(3) في مراصد الاطلاع، ماه دينار: هي نهاوند سميت بذلك حذيفة من اليمال نازلها، وأخذ رجلا في الحرب أسيرا فقال: اذهبوا بى إلى أمير كم أصالحه عن المدينة وأودى له الجزية واسمه دينار فانطلقوا به الى حذيفة فصالحه فسميت نهاوند يؤمئذ ماه دينار
(4) مدن عدة بها قبر المهدي - مراصد الاطلاع.
(5) مدينتان بخوزستان - مراصد الاطلاع.
(6) رام هرمز: مدينة بنواحي خوزستان - مراصد الاطلاع.
(*)(1/97)
صهرتاج من سرق (1) فقتل جماعة.
فسار أبو موسى فافتتحها صلحا.
أهل سرق وأهل رام هرمز إلى مدينة بالجبل على فرسخ من رام هرمز، فصالحوه على أشياء بلغت جماعتها ثماني مائة ألف في كل عام، وبلغ خراج سرق مثل ذلك.
حدثني عبد الله بن مروان بن معاوية عن حميد الطويل عن حبيب بن يحيى عن خالد بن زيد، وكانت عينه أصيبت بسرق قال: حاصرناهم.
حدث حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن فضيل الرقاشي قال: حاصرنا أهل صهرتاج، فكتب مملوك أمانا ورمى به بسهم، فخرجوا فكتب عمر يجير على المسلمين أدناهم، ثم شخص أبو موسى، وولى أبا مريم الحنفي، ويقال: أبو مريم ولي صلح الكورتين، ويقال: افتتح جرير بن عبد الله رام هرمز، وكان عمر بعثه مددا لأبي موسى وهو محاصر لأهل تستر.
وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: افتتح أبو موسى عامة رام هرمز، ثم سار أبو موسى إلى تستر (2) فأقام عليها.
قال أبو عبيدة: وفيها حاصر هرم بن حيان أهل ريسهر (3)، فرأى ملكهم امرأة تأكل ولدها فقال: الآن أصالح العرب.
فصالح هرما على أن خلى لهم المدينة.
وفيها: نزل الناس الكوفة وبنى سعد مسجد جامعها.
سنة تسع عشرة فيها فتحت قيسارية (4)، أميرها معاوية بن أبي سفيان وسعيد بن عامر بن
حذيم، كل أمير على جنده، فهزم الله المشركين، وقتل منهم مقتلة عظيمة.
قال
__________
(1) سرق: إحدى الأهواز: وصهر تاج: موضع بالأهواز أيضا.
مراصد الاطلاع.
(2) في مراصد الاطلاع، تستر: أعظم مدينة بخوزستان.
(3) في مراصد الاطلاع، ريسهر ناحية من كورة أرجان.
(4) بلدة على ساحل بحر الشام تعد في فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام - مراصد الاطلاع.
(*)(1/98)
ابن الكلبي: وذلك في سنة تسع عشرة.
وقال ابن إسحاق: سنة عشرين.
وفيها فتحت تكريت (1) سنة تسع عشرة وفيها قتل شهرك بأرض فارس، قتله [ 69 و ] باب بن ذي الجرة.
قال أبو اليقظان: قتله جديد بن مالك اليحمدي.
قال أبو الحسن: كانت الوقعة بصهاب (2)، على المسلمين الحكم بن أبي العاصي في ذي الحجة سنة تسع عشرة.
قال أبو عبيدة: التقوا بصهاب عليهم هرم بن حيان العبدي.
حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة أو غيره قال: قطع عثمان والحكم فلقوا شهرك بريسهر (3)، فافتتحوها، فجاء برأس شهرك رجل من اليحمد يقال له: جديد بن مالك أو مالك بن جديد إلى عثمان بن أبي العاصي، فنزلوا توج (4) وابتنوا بها البناء، ثم تحولوا عنها.
عن أبي أسامة قال: نا العلاء بن المنهال عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: حاصرنا توج وعلينا مجاشع بن مسعود ففتحناها.
وحدثني عبد الله بن مغيرة عن أبيه قال: لما قتل شهرك انهزم رجل يقال له برتيان، وهو عظيم من عظماء فارس، فتحصن في التوجان من كورة سنبيل (5) من
رام هرمز، واجتمعت إليه جماعة، فبعث إليه أبو موسى فحصره سنة أو نحوها فخرج فلحق باصطخر (6).
وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: لم يزالوا في الحصن حتى كتب لهم عمر كتابا، وأجلهم أربعة أشهر يذهبون حيث شاؤوا فذهبوا إلى إصطخر.
وفيها أسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي.
__________
(1) بلد مشهور بين بغداد والموصل وبينها وبين بغداد ثلاثون فرسخا - مراصد الاطلاع.
(2) في مراصد الاطلاع، صهاب، قرية بفارس.
(3) قرية كبيرة من قرى أصبهان - مراصد الاطلاع.
(4) مدينة بفارس - مراصد الاطلاع.
(5) في مراصد الاطلاع، سنبيل: كورة من أعمال خوزستان متاخمة لفارس.
(6) في مراصد الاطلاع، اصطخر: بلدة بفارس، ويقال إن كور فارس خمسة أكبرها وأصلها كورة إصطخر.
(*)(1/99)
سنة عشرين فيها أمر مصر: حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده وعبد الله بن مغيرة عن أبيه وغيرهم أن عمر كتب إلى عمرو بن العاصي أن سر إلى مصر فسار، وبعث عمر الزبير بن العوام مددا له، ومعه عمير بن وهب الجمحي وبسر بن أرطاة العامري وخارجة بن حذافة، حتى أتى باب أليون (1) فامتنعوا فافتتحها عنوة وصالحه أهل الحصن.
وكان الزبير أول من ارتقى سور المدينة ثم اتبعه الناس بعد.
وكلم الزبير بن العوام عمرا [ 70 ظ ] أن يقسمها بين من افتتحها، فكتب
عمرو إلى عمر، فكتب عمر: أكلة وأكلات خير من إفرازها.
حدثنا من سمع ابن لهيعة عن إبراهيم بن محمد الحضرمي عن ابن أبي العالية عن أبيه قال: سمعت عمرو بن العاصي على المنبر يقول: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحد من قبط مصر علي عهد ولا عقد إن شئت قتلت وإن شئت بعت وإن شئت خمست، إلا أهل طرابلس فإن لهم عهدا يوفى به.
وعن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سفيان بن وهب الخولاني قال افتتحنا مصر مع عمرو بن العاصي عنوة.
من سمع عبد الله بن صالح عن موسى بن علي عن أبيه قال: المغرب كله عنوة.
من سمع سعيد بن أبي مريم عن ابن لهيعة عن عمرو بن يزيد عن عبد الله ابن دينار عن ابن عمر قال: فتحت مصر بغير عهد.
قال ابن لهيعة: وأخبرني الصلت بن أبي عاصم كاتب حيان بن شريح أنه قرأ كتاب عمر بن عبد العزيز إلى حيان بن شريح أن مصر افتتحت عنوة بغير عقد ولا عهد.
قال ابن لهيعة: أخبرني أبو سرجون عن عبد الملك بن جنادة عن أبيه وكان ممن فتح مصر أنهم دخلوا مصر بلا عهد ولا عقد.
*
__________
(1) حصن في قرب موضع القسطاط ما زالت آثاره قائمة حتى اليوم.
(*)(1/100)
من سمع عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن علي بن رباح: أن أبا بكر الصديق بعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس بمصر بناحية قرى الشرقية فأعطوه، فلم يزالوا على ذلك حتى دخلها عمرو بن العاصي فقاتلهم فانتقض ذلك الصلح.
من سمع عبد الله بن صالح عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب أن المقوقس صالح عمرو بن العاصي على أن يفرض على القبط دينارين دينارين، فبلغ ذلك هرقل، فبعث الجيوش فأغلقوا الإسكندرية وأن يؤذنوا عمرا بالحرب، فقاتلهم وكتب إلى عمر: (أما بعد [ 71 و ] فإن الله فتح علينا الإسكندرية عنوة قسرا بلا عهد ولا عقد).
قال: فمصر كلها صلح في قول يزيد بن أبي حبيب غير الإسكندرية، وبهذا القول كان يقول الليث.
من سمع عبد الله بن صالح عن الليث عن سهل بن عقيل عن عبد الله بن هبيرة قال: صالح عمر أهل أنطابلس وهي من بلاد برقة بين إفريقية ومصر على الجزية أن يبيعوا من أحبوا من أبنائهم في جزيتهم.
من سمع ابن أبي مريم عن ابن لهيعة عن مرثد بن عبد الله الحضرمي (1): أنه أتى أهل إنطابلس حين ولي أنطابلس بكتاب عهدهم.
من سمع عبد الله بن صالح عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: ليس بين أهل مصر وبين الأساود عهد ولا ميثاق، إنما هي هدنة بيننا وبينهم نعطيهم شيئا من قمح وعدس، ويعطونا رقيقا ولا بد لنا من أن نشتري رقيقهم.
وقعة تستر: الوليد بن هشام عن أبيه وعمه: أن أبا موسى لما فرغ من الأهواز ومناذر ونهر تيري، وجند ي سابور، ورام هرمز توجه إلى تستر، فنزل باب الشرقي، وكتب إلى عمر يستمده.
فكتب عمر إلى عمار بن ياسر أن أمد أبا موسى، فكتب
__________
(1) في حاشية الاصل: (المعروف في نسب مرثد أن يزني وكنيته أبو بكر) وهكذا ورد في طبقات ابن سعد 7 / 511.
ط.
بيروت.
(*)(1/101)
عمار إلى جرير بن عبد الله وهو بحلوان أن سر إلى أبي موسى، فسار جرير في ألف فأقاموا أشهرا.
ثم كتب أبو موسى إلى عمر أنهم لم يغنوا عنك شيئا، فكتب عمر إلى عمار أن سر إلى تستر فسار، فأمده عمر من المدينة.
فحدثني علي بن عبد الله قال: حدثني قراد أبو نوح قال: حدثني عثمان بن معاوية القرشي عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: أقاموا سنة أو نحوها، فجاء رجل من أهل تستر فقال لأبي موسى: أسألك أن تحقن دمي ودماء أهل بيتي وتخلي لنا أموالنا ومساكننا على أن أدلك على المدخل، قال: فذلك لك، قال: فأبغني إنسانا سابحا ذا عقل يأتيك بأمر بين، فأرسل أبو موسى إلى مجزأة [ 72 ظ ] ابن ثور السدوسي فقال: ابغني رجلا من قومك سابحا ذا عقل، فقال مجزأة: اجعلني ذلك الرجل، فانطلق به فأدخله من مدخل الماء، مدخلا يضيق أحيانا حتى ينبطح على بطنه، ويتسع أحيانا فيمشي قائما ويحبو في بعض ذلك، حتى دخل المدينة.
وقد أمره أبو موسى أن يحفظ طريق الباب (1) وطريق السور ومنزل الهرمزان، وقال: لا تسبقني بأمر، فانطلق به العلج حتى أتى الهرمزان فهم بقتله، ثم ذكر قول أبي موسى لا تسبقني بأمر، فرجع إلى أبي موسى، فندب أبو موسى الناس معه، فانتدب ثلاث مائة ونيف، فأمرهم أن يلبس الرجل ثوبين لا يزيد عليهما وسيفه، ففعلوا.
قال عبد الرحمن: فكبر ووقع الماء وكبر القوم ووقعوا.
قال عبد الرحمن: كأنهم البط، فسبحوا حتى جاوزوا، ثم انطلق بهم إلى النقب الذي يدخل الماء منه، وكبر ثم دخل ومعه خمسة وثلاثون رجلا أو ستة وثلاثون رجلا.
فمضى بطائفة منهم إلى الباب فوضعهم عليه، ومضى بطائفة إلى السور، ومضى بمن بقي معه حتى صعد السور فانحدر عليه علج معه نيزك (2)، فطعن مجزأة فأثبته، وكبر المسلمون على السور وعلى الباب، وفتحوا الباب، و أقبل المسلمون حتى دخلوا المدينة وتحصن الهرمزان في قصبة له.
قال أبو الحسن: الذي سأل أبا موسى الأمان ويدلهم على المدخل سينبة.
__________
(1) في الحاشية: (ف.
غ.
باب المدينة).
(2) في المصباح المنير النيزك: رمح قصير.
(*)(1/102)
قال أبو الحسن: عن العلاء بن معاذ المازني قال: حدثني مشيخة من أهل تستر: أن المسلمين دخلوا المدينة ليلا وأصبحوا يوم الأربعاء، فقاتلهم ثم انهزم فدخل القلعة.
أبو الحسن عن سلمة بن عثمان عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال: قاتلناهم حتى طلع الفجر، فما صليت الغداة ولا أحد منا حتى انتصف النهار، فما يسرني بتلك الصلاة الدنيا كلها.
حدثنا ابن زريع عن سعيد عن قتادة عن أنس قال: لم نصل يومئذ [ 73 و ] الغداة حتى انتصف النهار، فما يسرني بتلك الصلاة الدنيا كلها.
أبو عمرو الشيباني قال: نا أبو هلال الراسبي عن ابن سيرين قال: قتل البراء بن مالك يوم تستر.
حدثنا يحيى بن سعيد عن حبيب بن شهاب عن أبيه قال: أنا أول من أوقد بباب تستر فرمي أبو موسى بسهم فصرع، فأمرني على عشرة من قومي.
حدثنا اسماعيل بن ابراهيم قال: أخبرني حبيب بن شهاب عن أبيه قال: شهدت فتح تستر مع أبي موسى فكان يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء.
عبد الرحمن بن عثمان عن حبيب بن شهاب عن أبيه قال: قال لي أبو موسى: تخير من الجند عشرة يكونون معك على حفظ السبي، فلما قسم الغنائم أعطى الفارس سهما ولفرسه سهما، وللراجل سهما وقال: لا تفرق بين المرأة وولدها
قال: وفضلني يومئذ برأس.
أبو الحسن عن مبارك بن فضالة عن معاوية بن قرة قال: أول من دخل من باب المدينة تستر عبد الله بن معقل المزني.
علي بن أبي سيف عن المبارك بن فضالة عن الحسن أن أبا موسى حاصر أهل تستر سنتين.
وحدثنا عن ابن المبارك عن مجالد عن الشعبي قال: حاصرهم ثمانية شهرا، وأقام الهرمزان في القلعة التي بتستر، ثم نزل بعد على حكم عمر.
عبد الوهاب قال: نا حميد عن أنس قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر، فلما انتهينا إليه قال عمر: تكلم، قال: كلام حي أو ميت ؟ قال:(1/103)
تكلم فلا بأس، قال: إنا وإياكم معاشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نقصيكم ونقتلكم، فلما كان الله معكم لم تك لنا بكم يدان.
قال عمر: يا أنس ما تقول ؟ قلت: يا أمير المؤمنين تركت بعدي عددا كثيرا وشوكة شديدة، فإن نقتله يأيس القوم من الحياة أو يكون أشد [ 74 ظ ] لشوكتهم.
قال عمر: أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور ؟، فلما خفت أن يقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل، قد قلت له تكلم فلا بأس.
فقال: لتأتيني بمن يشهد به غيرك.
فلقيت الزبير فشهد معي فأمسك عنه عمر وأسلم وفرض له.
وحدثني علي عن قراد عن عثمان بن معاوية عن أبيه عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: أطافوا بالهرمزان فلم يخلصوا إليه حتى أمنوه، ونزل على حكم عمر، فبعث به أبو موسى وأصحابه إلى عمر.
وفيها مات عياض بن غفم الفهري.
وفيها ماتت صفية بنت عبد المطلب.
سنة إحدى وعشرين فيها وقعة نهاوند حدثنا الأنصاري قال: نا النهاس بن فهم عن القاسم بن عوف عن أبيه عن رجل عن السائب بن الأقرع قال: زحف للمسلمين زحف لم يزحف لهم بمثله قط، زحف لهم أهل ماه وأهل أصبهان وأهل همذان وأهل الري وأهل قومس وأهل أذربيجان وأهل نهاوند (1)، فبلغ عمر الخبر فشاور المسلمين فاختلفوا، ثم قال علي: يا أمير المؤمنين ابعث إلى أهل الكوفة فليسر ثلثاهم، وتدع ثلثهم فيحفظ ذراريهم، وتبعث إلى أهل البصرة.
فقال: أشيروا علي من استعمل عليهم ؟
__________
(1) في مراصد الاطلاع، أصبهان: مدينة عظيمة مشهورة عن أعلان المدن وأعيانها وأصبهان اسم للاقليم بأسره مدينتها جي.
وهمذان: مدينة من الجبال أعذبها ماء وأطيبها هواء وهي أكبر مدينة بها.
والري: من أمهات البلاد وأعلام المدن قرب طهران الحالية ضاحية لها.
وقومس: كورة كبيرة واسعة بهامدن وقرى ومزارع في ذيل ومزارع في ذيل جبل طبرستان قصبتها دامغان بين الري ونيسابور.
وأذربيحان.
صقع حده متصل ببلاد الديلم والجبل من الشمال.
أشهر مدنه تبريز.
(*)(1/104)
فقالوا: يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك، فقال: لأستعملن عليهم رجلا يكون لأول أسنة يلقاها، يا سائب اذهب بكتابي هذا إلى النعمان بن مقرن، فليسر بثلثي أهل الكوفة وليبعث إلى أهل البصرة، وأنت على ما أصابوا من غنيمة، ولا ترفع إلي باطلا، ولا تحبس عن أحد حظا هو له، فإن قتل النعمان فحذيفة فإن قتل حذيفة فجرير، فإن قتل ذلك الجيش فلا أراك.
فحدثنا موسى بن إسماعيل قال: نا حماد [ 75 و ] بن سلمة قال: نا أبو عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار: أن عمر شاور
الهرمزان في أصبهان وفارس وأذربيجان بأيتهن يبدأ ؟ فقال الهرمزان: أصبهان الرأس، وفارس وأذربيجان الجناحان، فإن قطعت أحد الجناحين مال الرأس بالجناح الآخر، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان، فدخل عمر المسجد فإذا هو بالنعمان بن مقرن يصلي فسرحه، وبعث إلى أهل الكوفة أن يمدوه فذهبوا ومعه حذيفة بن اليمان والزبير بن العوام والمغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس وعمرو بن معد ي كرب وابن عمر حتى أتوا نهاوند.
رجع إلى حديث السائب قال: التقوا بنهاوند يوم الأربعاء، فكان في المجنبة اليمنى انكشاف، وثبتت المجنبة اليسرى وثبت الصف، ثم التقوا يوم الخميس فكان في المجنبة اليسرى انكشاف، وثبتت المجنبة اليمنى والنصف.
ثم التقوا يوم الجمعة فأقبل النعمان بن مقرن على بريذين (1) أحوى قريب من الأرض يقف على أهل كل راية فيخطبهم ويحضهم ويقول: إن هؤلاء القوم قد أخطروا لكم خطرا وأخطر تم لهم خطرا عظيما، أخطروا لكم يواليق ورثة، وأخطرتم لهم الإسلام وذراريكم فلا أعرفن رجلا، وكل قرنه إلى غيره فإن ذلك لؤم، ولكن شغل كل رجل منكم قرنه.
إني هاز الراية فليرم كل رجل منكم من ضيعته (2) وليتيسر.
ثم هازها الثانية فليقف كل رجل منكم موقفه.
ثم هازها الثالثة فحامل فاحملوا
__________
(1) في الحاشية: (في كتاب ابن الحذاء ويقال أحوت).
وبريذين تصغير برذون.
وأحوى أسود.
(2) كذا في الأصل.
(*)(1/105)
على بركة الله، ولا يتلفت أحد منكم.
فكان النعمان أول قتيل، وأخذ حذيفة الراية ففتح الله عليهم.
رجع إلى حديث حماد بن أبي عمران عن علقمة عن معقل بن يسار قال: قال النعمان: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر.
فقال النعمان: إني هاز اللواء ثلاث مرات فالهزة الأولى فليقض الرجل حاجته وليتوضأ، [ 76 ظ ] والهزة الثانية فليرم الرجل ثيابه (1) وسلاحه، والهزة الثالثة فاحملوا ولا يلوي أحد على أحد، فإن قتل النعمان فلا يلوي عليه أحد، وإني داع الله بدعوة، فعزمت على امرئ إلا أمن عليها فقال: اللهم ارزق النعمان شهادة بنصر المسلمين وفتح عليهم، فامن القوم، فهز اللواء ثلاث هزات وحمل وحمل الناس فكان أول صريع (2).
وفيها نزل عثمان بن أبي العاصي توج ومصرها.
وبعث سوار بن هبار العبدي إلى سأبور فقتل في عقبة الطين.
وأغار عثمان على سيف البحر والسواحل، وبعث عثمان الجارود فقتل بعقبة الجارود (3).
وفيها وجه سعد النعمان ابن مقرن إلى كسكر فصالح أهل زندورد.
وفيها شكا أهل الكوفة سعد بن مالك إلى عمر فعزله.
وولى عمار بن ياسر الصلاة، وابن مسعود بيت المال، وعثمان ابن حنيف مساحة الأرض.
وفيها مات بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها ماتت زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها مات أسيد بن حضير، ويقال: أبو الهيثم بن التيهان مات فيها أيضا.
ويقال: أبو الهيثم أدرك صفين وهو خطأ.
__________
(1) في حاشية الاصل: (شأنه).
(2) في حاشية الاصل (اللهم مكرمهم عندك وحق من شرفتهم به احشرني فيهم يا رب).
(3) عقبة الطين: بفارس قتل بها الجارود بن المعلى العبدي فأصبح يقال لها: عقبة الجارود - انظر الاصابة لابن حجر - 1042.
(*)(1/106)
قال الأصمعي: سألت قومه فقالوا: مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها ولد الحسن بن أبي الحسن وعامر الشعبي.
وحدثنا الوليد بن هشام قال: نا عمر عن زياد الأعجم قال: قدم علينا أبو موسى بكتاب عمر فقرئ علينا: (من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عثمان بن أبي العاصي سلام عليك.
أما بعد: فإني قد أمددتك بعبد الله بن قيس، فإذا التقيتما فعثمان الأمير وتطاوعا والسلام).
قال زياد الأعجم: لما طال حصار إصطخر قال عثمان لأبي موسى: إني أريد أن أبعث أمراء إلى هذه [ 77 و ] الرساتيق حولنا يغيرون عليها، فما ظفروا به من شئ قاسموه أهل العسكر المقيمين على المدينة.
فقال أبو موسى: لا أرى ذلك أن يقاسموه، ولكن يكون لهم، فقال عثمان: إن فعلت هذا لم يبق على المدينة أحد خفوا كلهم ورجوا الغنيمة فأجمع المسلمون على رأي عثمان.
وفيها مات خالد بن الوليد بالشام رحمه الله.
قال الوليد: وفيها افتتحت إسكندرية، افتتحها عمرو بن العاصي.
حدثنا يحيى بن عبد الرحمن عن عبد الله بن وهب قال: نا حرملة بن عمران أن أبا تميم حدثه أنه شهد فتح الإسكندرية الآخرة وعليهم عمرو بن العاصي.
سنة اثنتين وعشرين.
قال أبو عبيدة: مضى حذيفة بن اليمان بعد نهاوند إلى مدينة نهاوند، فصالحه دينار على ثماني مائة ألف درهم في كل سنة.
ثم غزا حذيفة بن اليمان مدينة
الدينور فافتتحها عنوة، وقد كانت فتحت لسعد فانتقضت.
ثم غزا حذيفة ماسبدان فافتتحها عنوة، وقد كانت فتحت لسعد فانتقضت، وقد قيل في ماه غير هذا.
ويقال: أبو موسى افتتح ماه دينار، ويقال: السائب بن الأقرع افتتح ماه دينار.
وحدثنا غند ر ويزيد بن هارون عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: غزا أهل البصرة ماه، فأمدهم أهل الكوفة وعليهم عمار، فأرادوا(1/107)
أن يشتركوا في الغنائم، فأبى أهل البصرة، فكتبوا إلى عمر، فكتب عمر إن الغنيمة بين من شهد الوقعة.
قال أبو عبيدة: غزا حذيفة همذان فافتتحها عنوة، ولم تكن فتحت قبل ذلك.
ثم غزا الري فافتتحها عنوة، ولم تكن فتحت قبل ذلك وإليها انتهت فتوح حذيفة.
قال أبو عبيدة: فتوح حذيفة هذه كلها في سنة اثنتين وعشرين، ويقال: همذان افتتحها [ 78 ظ ] المغيرة بن شعبة سنة أربع وعشرين، ويقال: جرير بن عبد الله افتتحها بأمر المغيرة.
وفيها فتحت أذربيجان.
حدثنا عن ابن إسحاق قال: فتحت سنة اثنتين وعشرين، أميرهم المغيرة ابن شعبة.
حدثنا علي بن محمد قال: صالحهم حذيفة سنة اثنتين وعشرين على ثمانية مائة ألف.
وقال أبو عبيدة: افتتحها حبيب بن مسلم الفهري بأهل الشام عنوة ومعهم أهل الكوفة في خلافة عمر ومعهم حذيفة بعد قتال شديد، ويقال: افتتحها عتبة بن فرقد.
حدثنا يزيد بن زريع قال: نا التيمي عن أبي عثمان قال: جاءنا كتاب عمر ونحن مع عتبة بن فرقد.
ومن سبي أذربيجان: آل عبد الله ويحيى ابني أبي إسحاق الحضرمي وآل أبي العالية الكاتب.
وفيها افتتح عمرو بن العاصي إطرابلس صلحا.
وفيها عزل عمر عمارا عن الكوفة.
وفيها افتتح عمرو بن العاصي الاسكندرية.
حدثني الوليد عن أبيه وعمه عن جده: أن عمرو بن العاصي افتتح الاسكندرية، ثم أتى لبدة (1) من أرض إطرابلس فافتتحها، ثم رجع في سنة أربع وعشرين.
__________
(1) لبدة: مدينة بين برقة وافريقية (تونس) وقيل بين طرابلس وجبل نفوسة حصن مبني بالآخرة والحجر - مراصد الاطلاع هي في ليبيا حاليا ذات آثار هامة.
(*)(1/108)
حدثنا يحيى بن عبد الرحمن عن عبد الله بن وهب قال: نا حرملة بن عمران أن أبا تميم أخبره: أنه شهد فتح الاسكندرية الآخرة وعليهم عمرو بن العاصي.
قال: ونا ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد قال: نا أبو تمام الجيشاني قال: كنا مع عمرو بن العاصي فافتتح مدينة اطرابلس.
سنة ثلاث وعشرين فيها غزوة إصطخر الأولى.
حدثنا بكر عن ابن إسحاق قال: إصطخر الأولى سنة ثلاث وعشرين ولم تفتح.
وحدثني الوليد بن هشام قال: حدثني أبي عن جدي قال: غزا عثمان بن أبي العاصي من توج سنوات في خلافة عمر، وعثمان يغزو صيفا ويرجع فيشتو بتوج.
وفيها قتل عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، طعن لثلاث بقين من [ 79 و ] ذي الحجة، فعاش ثلاثة أيام، ويقال سبعة أيام.
روى ابن علية عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن ابي طلحة قال: قتل عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة.
يحيى بن محمد عن عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد الله بن الهذيل قال: ولد عمر بعد الفيل بثلاث عشرة سنة.
وروي عن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده قال: سمعت عمر يقول: ولدت قبل الفجار بأربع سنين.
أبو داود عن زهير عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد عن جرير عن معاوية قال: مات عمر و هو ابن ثلاث وستين.
أبو أحمد وسلم عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي السفر عن الشعبي عن معاوية مثله.
ابن أبي عدي عن داود عن عامر مثله.(1/109)
وحدثوا عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال: توفي وهو ابن بضع وخمسين.
حدثنا من سمع ابن عيينة عن الزهري قال: ابن أربع وخمسين.
وحدثنا معاذ (1) عن أبيه عن قتادة قال: ابن اثنتين وخمسين، صلى عليه صهيب بن سنان بين القبر والمنبر.
وكانت ولايته عشر سنين وستة أشهر وخمسة أيام أو تسعة.
وفيها مات قتادة بن النعمان الأنصاري، وصلى عليه عمر.
ومات ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب في خلافة عمر.
تسمية عمال عمر بن الخطاب
على مكة: محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس، ثم عزله وولى قنفذ (2) بن عمير بن جدعان التيمي، ثم عزله وولى: نافع بن عبد الحارث الخزاعي، فخرج نافع إلى عمر، واستخلف مولاه: عبد الرحمن بن أبزى، فعزله عمر وولى خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي، واستخلف على المدينة في حجته زيد بن ثابت في حجتين وخمسة من الأنصار وثلاثة من كنانة، واستخلف [ 80 ظ ] حين خرج إلى الشام زيد بن ثابت.
حدثني حاتم بن مسلم عن من أخبره عن ابن إسحاق عن يعقوب بن عتبة: أن عمر استخلف زيدا وكتب إليه من الشام: (إلى زيد بن ثابت من عمر بن الخطاب).
وحدثني من سمع أبا معاوية عن الحجاج بن أرطاة عن نافع: أن عمر كان يستخلف زيدا إذا حج.
من سمع عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح: أن عمر استخلف خالا له يقال له عبد الله في بعض حججه.
وولى عمر عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي على
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو معاذ بن هشام بن بكر بن أبي عبد الله بن كثير الدستوائي البصري).
انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 4 / 1133.
(2) في حاشية الاصل (ف.
غ.
منقذ).
والذي وجدته في الاصابة لابن حجر (قنفذ) وأن عمر ولاه مكة ثم صرفه بنافع بن عبد الحارث - 7138.
(*)(1/110)
اليمن.
وعلى البحرين العلاء بن الحضرمي، ثم كتب إليه فسار إلى أرض البصرة، فمات قبل أن يصل إليها.
وولى عمر قدامة بن مظعون البحرين، ثم عزله وولى عثمان بن أبي العاصي، ومن ولاة عمر عليها أبو هريرة وعياش بن أبي ثور.
وعلى عمان بلال رجل من الأنصار، ثم ضمها إلى عثمان بن أبي العاصي.
وعلى البصرة شريح بن عامر أحد بني سعد بن بكر فقتل ناحية الأهواز، فولى عتبة بن غزوان أحد بني مازن بن منصور، ثم خرج عتبة واستخلف مجاشع بن مسعود وكان غازيا، وقال للمغيرة بن شعبة: صل بالناس حتى يقدم مجاشع، فأقر عمر المغيرة ثم عزله وولى أبا موسى، فلم يزل عليها حتى قتل عمر.
وكان أبو موسى إذا غزا استخلف عمران بن حصين، وربما استخلف زيادا.
القضاة ولى عمر أبا مريم الحنفي قضاء البصرة، ثم عزله وولى كعب بن سور اللقيطي (1)، فلم يزل قاضيا حتى قتل عمر.
وعلى الكوفة سعد بن مالك، ثم عزله وولى عمار بن ياسر، وأعاد سعدا الثانية ثم عزله وولى جبير بن مطعم، ثم عزله قبل أن يسير وولى المغيرة بن شعبة فلم يزل عليها حتى قتل عمر.
سلمان بن ربيعة الباهلي ولاه عمر وسعد الثانية قضاء الكوفة، ثم ولى عمر شريحا..وعلى اليمامة سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري، وأقر عثمان بن أبي العاصي على الطائف، ثم عزله وولى سفيان بن عبد الله الثقفي.
الشامات عزل خالدا حين ولي وولى أبا عبيدة بن الجراح، فولى أبو عبيدة حين فتح الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها، وشرحبيل بن حسنة على الأردن، وخالد بن الوليد على دمشق، وحبيب بن مسلمة على حمص ثم
__________
(1) في الحاشية: (من بني لقيط بن لحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس من الازد) قتل يوم الجمل جاءه سهم غرب فقتله حين خرج وأخذ المصحف فنشره ومشى بين الصفين يدعوهم إلى ما فيه).
وكان معروفا بالخير والصلاح - طبقات ابن سعد 7 / 91.
(*)(1/111)
عزله، وولى عبد الله بن قرط الثمالي ثم عزله، وولى عبادة بن الصامت
الأنصاري ثم عزله، ورد عبد الله بن قرط، ثم وقع طاعون عمواس فمات أبو عبيدة واستخلف أخاه معاذا، فمات معاذ.
واستخلف يزيد بن أبي سفيان، فمات واستخلف أخاه معاوية فأقره عمر.
وولى عمر عمرو بن العاصي فلسطين والأردن، ومعاوية دمشق وبعلبك والبلقاء، وسعيد بن عامر بن حذيم حمصا، ثم جمع الشام كلها لمعاوية بن أبي سفيان.
وكتب إلى عمرو بن العاصي فسار إلى مصر فافتتحها، فلم يزل واليا حتى مات عمر، ووجه عمر عياض بن غنم إلى الجزيرة وقد كتبنا خبره ثم عزله.
وولى حبيب بن مسلمة الفهري وضم إليه إرمينية وأذربيجان، ثم عزله وولى عمير بن سعد الأنصاري وسعيد بن عامر بن حذيم.
وكتب إلى عمرو بن العاصي فسار إلى مصر فافتتحها ولم يزل أميرا حتى قتل عمر.
وكاتب عمر: زيد بن ثابت، وقد كتب له معيقيب، وكاتبه على ديوان البصرة عبد الله بن خلف الخزاعي أبو طلحة الطلحات، وكاتبه على ديوان الكوفة أبو جبيرة ابن الضحاك الأنصاري.
وحاجبه: يرفأ مولاه.
وخازنه: يسار.
وعلى بيت ماله: عبد الله بن الأرقم.
حدثنا أمية بن خالد عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم: أن عمر ولى عبد الله بن أرقم بيت المال [ 82 ظ ].
ولد عمر بمكة في دار الخطاب في البيت عن يسار الداخل من بابها.
وفي ثلاث وعشرين مات أبو كبشة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم..وفي آخر خلافة عمر مات رافع بن عمر الطائي (1) وفي آخر خلافة عمر يقال: في سنة ثلاث وعشرين ولد عروة بن الزبير.
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما هو رافع بن عميرة وهكذا وقع في كتاب أبي عبيد وكتاب ابن أبي خيثمة وهو كان خالد.
وقال فيه شريك.
رافع بن عمرو ويقال رافع بن أبي
رافع).
ووجدت في الاصابة لابن حجر - 2538 - أنه اختلف في اسم أبيه.
(*)(1/112)
سنة أربع وعشرين فيها استخلف عثمان بن عفان بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.
أمه أروى بنت كريز بن حبيب (1) بن ربيعة بن عبد شمس.
وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف.
فيها افتتحت همذان من أرض الجبل.
قال أبو عمرو الشيباني: افتتحها المغيرة بن شعبة في شهر ربيع أو في جمادى الأولى سنة أربع وعشرين.
قال علي بن محمد: بعث المغيرة بن شعبة وهو وال على الكوفة جرير بن عبد الله فافتتحها.
قال أبو عبيدة: فافتتحها حذيفة سنة اثنتين وعشرين.
حدثنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد قال: نحن من أهل همذان.
وفيها غزا أبو موسى الأشعري بأهل البصرة فافتتح الري.
قال أبو عبيدة: افتتح الري حذيفة قبل ذلك ثم انتقضوا فغزاهم أبو موسى.
قال أبو عمرو الشيباني: افتتحها البراء بن عازب سنة أربع وعشرين صلحا أو عنوة.
حاتم بن مسلم قال: افتتحها قرظة بن كعب الأنصاري.
علي بن محمد قال: افتتح بعضها أبو موسى وبعضها قرظة بن كعب.
وأقام الحج سنة أربع وعشرين عبد الرحمن بن عوف.
وفيها مات سراقة بن مالك بن جعشم.
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما هو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس).
وهكذا جاء
في كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 101.
(*)(1/113)
سنة خمس وعشرين حدثنا محمد بن معاوية عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: حدثني السمري: أن أهل الري [ 83 و ] انتقضوا فغزاهم أبو موسى سنة خمس وعشرين ويقال: انتقض بعضها.
و فيها عزل عثمان بن عفان سعد بن مالك عن الكوفة وولاها الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فبعث الوليد سلمان بن ربيعة الباهلي أحد بني قتيبة ابن معن بن مالك في اثني عشر ألفا إلى برذعة (1) فقتل وسبى.
قال أبو عبيدة عن السمري: عمر بعث سلمان بن ربيعة إلى برذعة فافتتحها.
وفيها انتقض أهل الاسكندرية فغزاهم عمرو بن العاصي وهو أمير على مصر، فقتل وسبى، فرد عثمان السبي إلى ذمتهم.
حدثني محمد بن سعيد الباهلي قال: فيها بعث ملك الروم منويل الخصي في مراكب إلى الاسكندرية، فانتقض أهلها غير المقوقس، فغزاهم عمرو بن العاصي في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وافتتحها عنوة، وافتتح عمرو بن العاصي أرض مصر عنوة غير عين شمس فإنها صلح.
وأقام الحج عثمان بن عفان.
سنة ست وعشرين فيها فتحت سابور (2)، وأميرها عثمان بن أبي العاصي الثقفي.
الوليد بن هشام عن أبيه عن جده: أن عثمان بن أبي العاصي صالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاث مائة ألف وزن سبعة.
علي بن محمد عن يحيى بن زكريا عن مجالد عن الشعبي قال: صالح عثمان بن أبي العاصي أهل سابور سنة ست وعشرين على ثلاثة آلاف ألف ونيف،
وأدخلوا في صلحهم كازرون (3) وهو عامل الحصون.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، برزعة: بلد بأقصى أذربيجان.
(2) قي مراصد الاطلاع، سابور: مدينة بينها وبين شيراز خمسة وعشرون فرسخا.
(3) في مراصد الاطلاع، كازرون: مدينة بفارس بين البحر وشيراز.
(*)(1/114)
الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: وجه عثمان بن أبي العاصي هرم بن حيان العبدي إلى قلعة بحرة يقال لها: قلعة الشيوخ فافتتحها عنو ة وسبى أهلها، وصالح أهل قلعة الرهبان من كازرون، ثم غدروا فقتلوا فارسين من المسلمين، فأتى عثمان القلعة فقتل المقاتلة وسبى الذرية.
وفيها زاد عثمان بن عفان [ 84 ظ ] في المسجد الحرام، وأقام الحج سنة ست وعشرين إلى سنة أربع وثلاثين.
سنة سبع وعشرين فيها فتحت أرمان ودرأبجرد (1) علي بن محمد عن مسلمة بن محارب عن داود بن أبي هند قال: صالح عثمان ابن أبي العاصي وأبو موسى الأشعري أهل إرمان سنة سبع و عشرين على ألفي ألف ومائتي ألف، وصالح أهل د رأ بجرد على ألفي ألف ومائتي ألف.
الوليد بن هشام قال: حدثني أبي عن جدي قال: صالح الهربذ على د رأبجرد على أن يؤدي منها خمسة آلاف ألف وزن سبعة، ومائتي ألف وعلى جوالق (2) وسقاطات.
وفيها عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاصي عن مصر وولاها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فغزا ابن أبي سرح افريقية ومعه العبادلة: عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير.
فلقي جرجير، وجرجير في مائتي ألف بسبيطلة (3) على سبعين ميلا من القيروان فقتل جرجير وسبوا وغنموا.
أهل القصور والمدائن فصالحوه على مائتي ألف رطل ذهبا.
من سمع ابن لهيعة قال: نا أبو الأسود قال: حدثني أبو إدريس: أنه غزا مع عبد الله بن سعد إفريقية، قال: فافتتحها فأصاب كل إنسان ألف دينار.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، درأبجرد: ولاية في فارس.
وقال أبو الفداء في تقويم البلدان - 331 - درأبجرد: من أجل كور فارس.
(2) في اللسان، الجوالق: وعاء من الأوعية معروف.
(3): مدينة من مدن افريقية (مراصد الاطلاع).
(*)(1/115)
سنة ثمان وعشرين فيها غزيت أذربيجان.
أمير الناس الوليد بن عقبة وقدم عبد الله بن شبيل الأحمسي فأعطوه الصلح الذي كان صالحهم عليه حذيفة.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا معاوية بن أبي سفيان في البحر ومعه امرأته فاختة (1) بنت [ 85 و ] قرظة من بني عبد مناف، ومعه عبادة بن الصامت، ومعه امرأته أم حرام بنت ملحان الأنصارية فأتى قبرس، فتوفيت أم حرام فقبرها هناك.
وفيها قدم عبد الله بن الزبير على عثمان بفتح إفريقية.
وفيها تزوج عثمان بن عفان بنت الفرافصة الكلبية فيما حدثني ابن الكلبي عن أشياخه.
سنة تسع وعشرين فيها عزل عثمان بن عفان أبا موسى الأشعري عن البصرة، وعثمان بن أبي العاصي عن فارس، وجمع ذلك أجمع لعبد الله بن عامر بن كريز.
فحدثني الوليد بن هشام قال: حدثني أبي عن جدي عن الحسن قال: قال أبو موسى: يقدم عليكم غلام كريم الجدات والعمات، يجمع له الجندان، فقدم
ابن عامر.
وسمعت أبا اليقظان ذكر نحو ذلك وقال: قدم ابن عامر وهو ابن أربع أو خمس وعشرين سنة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هي فاختة قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف بن قصي، ولدت لمعاوية بن أبي سفيان عبد الله وهندا قاله المصعب بن عبد الله).
انظر كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 128 وكتب إلى جانب هذه الحاشية حاشية ثانية جاء فيها: (وقال ابن وهب عن ابن..غزا معاوية بامرأته كنود بنت قرظة من بني نوفل بن عبد مناف في البحر إلى قبرس وصالحهم في خلافه عثمان بن عفان وكنوذ وفاختة اختان كانت كل واحدة منهما زوجا لمعاوية).
(*)(1/116)
قال الوليد عن أبيه عن جده عن الحسن قال: غزا ابن عامر وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي، فأتى أصفهان وخلف على البصرة فصالحوه على أن يؤدوا إليه كما يؤدي أهل فارس.
وقال أبو اليقظان نحوه.
حدثني عثمان القرشي عن عباد بن راشد عن الحسن قال: افتتح أبو موسى أصبهان، ويقال: افتتح أصبهان سارية بن زنيم الد ئلي صلحا أو عنوة بأهل البصرة.
قال الوليد في حديثه عن أبيه عن جده، وأبو اليقظان وأبو الحسن: أن ابن عامر سار إلى إصطخر وعلى مقدمته عبيد الله (1) بن عبيد الله بن معمر التيمي، فقتل عبيد الله وفتحها ابن عامر عنوة، فقتل وسبى.
الوليد بن هشام قال: حدثني عمي عن أبيه قال: قاتلوه قتالا شديدا وقتل ابن معمر، فأقسم ابن عامر لئن ظفر بها ليقتلن حتى تسيل الدماء من باب المدينة،
فنقب المسلمون [ 86 ظ ] من مدينتهم فلم يشعروا حتى صار المسلمون معهم، فقتل ابن عامر حتى أسرف في القتل، فجعل الدم لا يجري فقيل له أفنيت الناس، فأمر الماء فصب على الدم حتى خرج من باب المدينة.
قال الوليد بن هشام في حديثه قال: من سبي أصبهان: حماد بن أبي سليمان الكوفي الفقيه، ومنهم عبد الرحمن أبو جبلة بن عبد الرحمن الباهلي، ومنهم قحذم (2) مولى أبي بكرة، ووردان مولى عمرو بن العاصي.
وقال لي الأصمعي: قال لي نافع بن أبي نعيم قارئ أهل المدينة: أصلنا من أصبهان.
__________
(1) ف - حاشية الاصل (لم يذكر المصعب ف - ولد عبيد الله بت معمر عبيد الله وانما ذكر أن منهم عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن معمر قتلته الخوارج ولاعب له).
انظر كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 289.
(2) في حاشية الاصل: (هو قحذم سليمان بن ذكوان كان كاتب الخراج في أيام يوسف بن عمر الثقفي وهو جد الوليد بن هشام القحذمي).
انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3 / 830 و 4 / 85.
(*)(1/117)
قال الوليد عن عمه قال: من سبي أصبهان مهران الترجمان، وجد عبيد الله الكاتب، وآل عطية.
وقال الوليد عن أبيه عن جده، وقاله أبو اليقظان وأبو الحسن: سار ابن عامر إلى حلوان وكانوا نقضوا الصلح فافتتحها صلحا وعنوة، وذلك سنة تسع وعشرين فأكثر القتل فيهم.
وفيها عزل عثمان بن عفان الوليد بن عقبة عن الكوفة، وولى سعيد بن العاصي إرمينية سنة تسع وعشرين.
وقدم سلمان بن ربيعة الباهلي إلى ناحية منها، فلقي سعيد عدوا، وتقدم سلمان إلى بلنجر (1) فأصيب بها رحمة الله عليه، ويقال:
عمر بعث سلمان إلى بلنجر.
قال أبو خالد: قال أبو البراء: غزا سلمان البيلقان (2) فصالحوه، ثم أتى برذعة فصالحوه واستولى عليها، وبعث صاحبه خيله إلى جرزان (3) فصالحوه، ومضى سلمان إلى حيزان (4) فصالحوه، ثم انتهى إلى مسقط فصالحه أهلها وأصيب ببلنجر.
فكتب عثمان إلى حبيب بن مسلمة الفهري أن يسير من الشام في جيش، فمضى حبيب من ناحية درب الحدث (5) فصالحه أهل جرزان، وفادى المطامير (6)
__________
(1) في مراصد الاطلاع، بلنجر: مدينة ببلاد الخزر خلف الباب والابواب (2) في مراصد الاطلاع، البلقان: مدينة قرب الدربند الذي يقال له الباب والأبواب تعد في ارمينية.
(3) في مراصد الاطلاع، جرزان: اسم جامع لناحية ارمينية قصبتها تفليس.
(4) في مراصد اطلاع، حيزان: بلد بديار بكر.
(5) الحدث، قلعة حصينة بين مليطة وشمشاط ومرعش من الثغور يقال لها: الحدث الحمراء لحمرة تربتها، وكان العرب يدخلون بلاد الروم من دربين أحد هما درب الحدث والآخر درب السلامة وهو أصعب من درب الحدث.
وسمى بدرب السلامة من باب التفاول.
انظر وصفه مع وصف المداخل الى بلاد الروم في كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة ص 100.
(6) المطامير: حصون أرضية كانت منتشرة قرب الثغور الشاميد وهذه الحصون تشبه المغائر تم حفرها في باطن الأرض.
وذكر ابن خرداذبة أسماء بعض هذه الحصون في كتابه ص 801.
(*)(1/118)
وكتب لهم كتابا..وفيها غزا سعيد بن العاصي جرجان (1)، ويقال: سنة ثلاثين فافتتحها.
فحدثني الوليد بن هشام عن أبيه [ 87 و ] عن جده قال: ضرب سعيد
بجرجان رجلا على حبل عاتقه، فأخرج السيف من مرفقه.
وقال أبو عبيدة: وانتقضت أذربيجان أيضا فغزاهم سعيد بن العاصي فافتتحها.
وفيها وسع عثمان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سنة ثلاثين فيها فتحت خوز (2) من أرض فارس فيما حدثني الوليد عن أبيه عن جده، وأبو اليقظان وأبو الحسن قال: غزا ابن عامر خوز سنة ثلاثين فافتتحها، وأصاب بها غنائم كثيرة، وافتتح الكاريان (3) والفيشجان من د رأبجرد، ولم يكونا دخلا في صلح عثمان بن أبي العاصي، وافتتح ابن عامر أيضا أردشير خرة (4) فقتل وسبى.
وحدثني أبو الحسن عن مسلمة عن داود بن أبي هند قال: لما افتتح ابن عامر أرض فارس وذلك سنة ثلاثين هرب يزدجرد بن كسرى فاتبعه ابن عامر ومجاشع بن مسعود السلمي.
وحدثني الوليد عن أبيه عن جده قال: كان مع ابن عامر بخوز عبد الله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير فافتتحها وأصاب غنائم كثيرة، وافتتح الكاريان والفيشجان وأصاب غنائم كثيرة مما جمع في بيت النار.
__________
(1) مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان.
مراصد الاطلاع.
(2) في مراصد الاطلاع، بلاد خوزستان: يقال لها الخوز وهم اسم نواحى أهواز بين فارس وواسط والبصرة وجبال اللوز المجاورة لأصبهان.
(3) الكاريان.
مدينة بفارس صغيرة ولها قلعة - مراصد الاطلاع.
(4) من أجل كور فارس ومنها مدينة شيراز وجور وخبر وميمند والخواز وسيراف وكازرون وغيرها من اعيان مدن فارس واكثرها ممتد على البحر قصبتها سيراف - المصدر السالف.
(*)(1/119)
قال أبو الحسن: سار مجاشع حتى نزل السيرجان (1)، ويقال: بل وجه ابن عامر هرم بن حيان، ويقال: افتتح هرموز (2) راشد بن عمرو (3).
ثم سار ابن عامر يريد خراسان ووجه زياد بن الربيع الحارثي إلى سجستان فافتتح ذالق وشرواذ وناشب وباشروذ (4)، وأصاب عبد الرحمن أبا صالح بن عبد الرحمن والي خراج العراق مع أمه، وأصاب إبراهيم بن يسار مولى بني ليث من بعض قرى سجستان، وحاصر مدينة زرنج (5) فصالحوه على ألف وصيف، مع كل وصيف جام من ذهب.
وتوجه ابن عامر إلى خراسان على مقدمته الأحنف بن قيس فلقي أهل هراة (6) فهزمهم.
وافتتح ابن عامر أبرسهر (7) صلحا [ 88 ظ ] ويقال عنوة.
وبعث ابن عامر أمين بن أحمر اليشكري فافتتح طوس (8) وما حولها، وصالح من جاء من أهل سرخس (9) على مائة ألف وخمسين ألفا.
__________
(1) مدينة بين كرمان وفارس: قيل مصر اقليم كرمان - مراصد الاطلاع.
(2) كتب في الأصل فوق موز.
(مز) أي أن اسم المدينة هرمز والواقع أن الوجهين يرويان.
وهرمز فرضة كرمان مدينة تقع على الخليج العربي كانت تأتيها المراكب وينقل إليها أمتعة الهند.
المصدر السالف.
(3) في حاشية الاصل: (راشد بن عمرو الجديدي من مر الازد).
انظر الاشتقاق لابن أمتعة الهند.
المصدر السالف.
(3) في حاشية الاصل: (راشد بن عمرو الجديدي من مر الازد).
انظر الاشتقاق لابن دريد.
ص 501.
(4) زالق رسمت بالزاي في الكتب الجغرافية وقيل عنها: رستاق كبيرة في سجستان فيه قصور وحصون.
ناشب وباشروذ.
لم أعثر لهما على ذكر في الكتب الجغرافية العربية.
(5) هي قصبة سجستان الكورة المعروفة.
مراصد الاطلاع.
(6) هراة: مدينة عظمية مشهورة من أمهات مدن خراسان.
مراصد الاطلاع.
(7) ويقال فيها أبرشهر وهو الأشهر قيل: هي نيسابور - المصدر السالف.
(8) طوس: مدينة كبيرة مشهورة بينها وبين نيسابور عشرة فراسخ بها قبر الرشيد وعلب بن موسى الرضى هي مشهد في ايران حاليا.
(9) سرخس: مدينة قديمة من نواحى خراسان كبيرة بين نيسابور ومرو - مراصد الاطلاع.
(*)(1/120)
وبعث ابن عامر الأسود بن كلثوم العدوي - عدي تيم - إلى بيهق (1) من أرض أبرسهر فافتتحها وقتل بها رحمه الله.
ثم صالح كناز بن عامر على ما بقي من أبرسهر على ألف ألف درهم ومائة ألف فارد من طعام.
وبعث أهل مرو يطلبون الصلح فصالحهم ابن عامر على ألفي ألف ومائتي ألف، وكان الذي صالحه ماهويه بن أرز مرزبان مرو، ويقال: الذي كان صالح أهل مرو حاتم بن النعمان الباهلي بعثه ابن عامر.
وبعث ابن عامر الأحنف بن قيس في أربعة آلاف، وجمع له أهل تخارستان وأهل الجوزجان والفارياب والطالقان (2) وعليهم طوقان شاه فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزم الله المشركين.
حدثنا أزهر بن سعد قال: نا ابن عون عن محمد قال: كان الأحنف بن قيس يحمل ويقول: إن على كل رئيس حقا * * أن يخضب القناة (3) أو تندقا قال أبو الحسن: قتلهم المسلمون ثلاثة عشر فرسخا، ثم سار الأحنف من مرو الروذ إلى بلخ (4) وصالحوه على أربع مائة ألف، ثم أتى خوارزم (5) فلم يطقها فرجع.
(1) بيهق: ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحى نيسابور - المصدر السالف.
(2) الجوزجان: كورة واسعة من كور بلخ بين مرو وبلخ.
أماالفاريان: فلم أجدها في الكتب الجغرافية العربية والذي وجدته في معجم ياقوت الفارياب وفي المراصد احداهما بخراسان بين مرو الروذ وبلخ بينها وبين مرو الروذ ثلاث مراحل.
المصدر الساف.
(3) في حاشية الاصل.
(ويروى المغروف: الصعدة).
(4) بلخ: مدينة مشهورة بخراسان من أجلها وأشهرها ذكرا وأكثرها خيرا وبينها وبين ترمذ اثنا عشر فرسخا ويقال لجيحون نهر بلخ.
مراصد الاطلاع.
(5) خوارزم.
ولاية كبيرة على جيحون مساحتها ثمانون فرسخا في مثلها قصبتها مدينة الجرجانية.
المصدر السالف.
(*)(1/121)
وبعث ابن عامر خليد بن عبد الله بن زهير إلى باذ غيس (1) وهراة فافتتحها ثم كفروا بعد.
وفيها غزا سعيد بن العاصي طبرستان (2) فحاصرهم، فسألوه الأمان على أن لا يقتل منهم رجلا واحدا، فقتلهم كلهم إلا رجلا واحدا.
علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن حنش بن مالك قال: غزا سعيد بن العاصي طبرستان سنة ثلاثين، وذكر نحوه.
وفيها أصيب معضد الشيباني، ويقال: سلمان بن ربيعة أيضا.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب الأسدي: أصيب سلمان [ 89 و ] سنة إحدى وثلاثين.
وفيها احتفر زياد نهر الأبلة حتى انتهى به إلى موضع الجبل، والذي ولي حفره لزياد عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو يومئذ ابن ست عشرة سنة.
وفيها مات حاطب بن أبي بلتعة.
وفيها مات أبو أسيد الساعدي.
يحيى بن سعيد قال: نا سفيان قال: حدثني أشعث بن سليم عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم قال: كنا مع سعيد بن العاصي بطبرستان فقال: أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف ؟ فقال
حذيفة: أنا فذكر الحديث.
سنة إحدى وثلاثين فيها أحرم ابن عامر من سابور واستخلف قيس بن الهيثم السلمي ونافع بن خالد الطاحي وخليد بن عبد الله الحنفي وحاتم بن النعمان الباهلي، ويقال: بل استخلف قيس بن الهيثم وحده.
وفيها غزا ابن أبي سرح من مصر زندان من ناحية المصيصة.
وفيها احتفر ابن عامر فيض البصرة من الطازات فشقه وسط البصرة.
وحفر نهر الأساودة حتى بلغ الشباك، واحتفرت أمه دجالة بنت الصلت نهرها الذي يقال له: نهر أم عبد الله وسط البصرة.
__________
(1) باذغيس: ناحية من أعمال هراة ومرو الروذ.
المصدر السابق.
(2) طبرستان: بلاد واسعة ومدن كثيرة يشملهاهذاالاسم يغلب عليها الجبال - المصدر السالف.
(8)(1/122)
قال أبو عبيدة: النهر الأدنى إلى فيض البصرة، والنهر الثاني وسط البصرة في سوقها حفرتهما جميعا في خلافة عثمان ولم يوقت وقتا.
وفيها مات أبو سفيان بن حرب.
سنة اثنتين وثلاثين فيها مات عبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن زيد صاحب الأذان، وأبو طلحة الأنصاري، وأبو ذ ر مات فيها قبل ابن مسعود وابن مسعود صلى عليه، ويقال: مات فيها أبي بن كعب أيضا، ويقال: بل مات [ 90 ظ ] أبي في خلافة عمر بن الخطاب.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا معاوية المضيق من قسطنطينة.
سنة ثلاث وثلاثين
فيها جمع قارن جمعا كثيرا بباذغيس وهراة، فأقبل في أربعين ألفا، فخللا قيس بن الهيثم البلاد، فقام بأمر الناس عبد الله بن خازم السلمي، فلقي قارن في أربعة آلاف، فقتل قارن وهزم أصحابه وأصابوا سبايا كثيرة.
قال أبو اليقظان: من ذلك السبي: أم الصلت بن حريث الحنفي، وأم زياد بن الربيع الحارثي، وأم عون بن أرطبان جدة عبد الله بن عون الفقيه.
وكتب إلى ابن عامر بالفتح فأقره على خراسان حتى قتل عثمان.
وفيها وجه ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب إلى سجستان فصالحه صاحب زرنج (1)، وأقام بها حتى اضطرب أمر عثمان.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا معاوية بن أبي سفيان ملطية (2) وإفريقية، وغزا أيضا حصن المرة من أرض الروم.
وفيها غزا ابن أبي سرح الحبشة فأصيبت عين معاوية بن حديج.
وفيها مات العباس بن عبد المطلب رحمه الله.
وفيها مات
__________
(1) زرنج: هي قصبة كورة سجستان - مراصد الاطلاع.
(2) ملطية: مدينة تتاخم الثغور الشامية.
وافريقبة (بالباء المفتوحة) هكذا وردت في الاصل ولم أجدها في الكتب الجغرافية العربية.
وكذلك حصن المرة.
(*)(1/123)
المقداد بن الأسود رحمه الله، ومات عامر بن ربيعة حين نشب (1) الناس في أمر عثمان رضي الله عنه.
سنة أربع وثلاثين فيها أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاصي، وولوا أبا موسى الأشعري، وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يولي أبا موسى فولاه.
وفيها يوم الجدعة، وكان عثمان رد سعيد بن العاصي إلى الكوفة فخرج أهل الكوفة فمنعوه.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا ابن أبي سرح من مصر الصواري، وفيها مات
عبادة بن الصامت وأبو عبس بن جبر.
سنة خمس وثلاثين [ 91 و ] فيها مقتل عثمان رحمه الله وحصاره.
قال أبو الحسن: قدم أهل مصر عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وأهل البصرة عليهم حكيم بن جبلة (2) العبدي، وأهل الكوفة فيهم الأشتر مالك بن الحارث النخعي، المدينة في أمر عثمان، فكان مقدم المصريين ليلة الأربعاء هلال ذي القعدة.
حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: نا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فقالوا: ادع بالمصحف، فدعا به، فقالوا: افتح السابعة وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأ حتى أتى هذه الآية: (قل الله أذن لكم أم
__________
(1) في حاشية الأصل: (نشم) وفي القاموس في الأمر: ابتدأ وفي الشر أخذ ونشب.
(2) في حاشية الاصل: (ويقال له أيضا حكيم بن جبل)، في جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 298 حكيم بن جبلة بن حصين بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث بن الديل.
أحد قتله عقمان رضي الله عنه.
(*)(1/124)
على الله تفترون) (1).
فقالوا له: قف أ رأيت ما حميت من الحمى ؟ آلله أذن لك أم على الله تفتري ؟ فقال: امضه نزلت في كذا وكذا، فأما الحمى فإن عمر حماة قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زاد من إبل الصدقة، امضه.
قال: فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول: امضه نزلت في كذا فما يريدون ؟ فأخذوا ميثاقه وكتبوا عليه ستا، وأخذ عليهم ألا يشقوا عصا ولا
يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم، ثم رجعوا راضين، فبينا هم بالطريق إذا ركاب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم قالوا: مالك ؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم.
فأقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليا فقالوا: أ لم تر إلى عدو الله كتب فينا بكذا وكذا ؟ وإن الله قد أحل دمه فقم معنا إليه.
قال: والله لا أقوم معكم قالوا: فلم كتبت إلينا ؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتابا، فنظر بعضهم إلى بعض، وخرج علي من المدينة.
فانطلقوا إلى عثمان فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا.
قال: [ 92 و ] إنهما اثنتان: أن تقيموا رجلين من المسلمين، أو يمين بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا أمللت ولا علمت، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل وينقش الخاتم على الخاتم.
قالوا: قد أحل الله دمك، ونقض العهد والميثاق وحصروه في القصر رضي الله عنه.
ابن علية عن ابن عون عن محمد: أن عثمان بعث إليهم عليا ورجلا آخر فقال علي: تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم.
فأقبل معه ناس من وجوههم فاصطلحوا على خمس: أن المنفي يقلب والمحروم يعطى، ويوفر الفئ، ويعدل في القسم، ويستعمل ذو الأمانة والقوة.
كتبوا ذلك في كتاب، وأن يرد ابن عامر على البصرة وأبو موسى الأشعري على الكوفة.
فأخبرني ابن علية قال: نا ابن عون عن الحسن قال: أنبأني وثاب قال: بعثني عثمان فدعوت له الأشتر.
فقال: ما يريد الناس مني ؟ قال: ثلاثا ليس من
__________
(1) الاية (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالاقل الله أذن لكم أم على الله تفترون) سورة يونس 0 / 59.
(*)(1/125)
إحداهن بد.
قال: ما هن ؟ قال: يخيروك بين أن تخلع لهم أمرهم فتقول: هذا أمركم فاختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت فالقوم قاتلوك.
قال: ما من إحداهن بد ؟ قال: ما من إحداهن بد.
قال أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالا سربلنيه الله.
قال: وقال غير الحسن: والله لأن تضرب عنقي أحب إلي من أن أخلع أمة محمد بعضها على بعض.
وأما أن أقص من نفسي فو الله لقد علمت أن صاحبي بين يدي قد كانا يعاقبان، وما يقوم بدني بالقصاص.
وأما أن تقتلوني فو الله لئن قتلوني لا يتحابون بعدي أبدا، ولا يصلون بعدي جميعا أبدا، ولا يقاتلون بعدي عدوا جميعا أبدا.
حدثنا كهمس بن المنهال قال: نا سعيد بن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع قال: دخل ابن عمر على عثمان وعنده المغيرة بن الأخنس فقال: انظر [ 93 و ] ما يقول هؤلاء، يقولون: اخلعها ولا تقتل نفسك.
فقال ابن عمر: إذا خلعتها أ مخلد أنت في الدنيا ؟ قال: لا، قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك ؟ قال: لا، قال: فهل يملكون لك جنة أو نارا ؟ قال: لا، قال: فلا أرى لك أن تخلع قميصا قمصكه الله فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه.
حدثني عمر بن أبي خليفة (1) قال: حدثتنا أم يوسف بنت ماهك عن أمها قالت: دخلت على عثمان وهو محصور وفي حجره المصحف، وهم يقولون: اعتزلنا، وهو يقول: لا أخلع سربالا سربلنيه الله.
حدثنا يزيد بن هارون قال: نا عبد الملك عن أبي الكندي قال: أشرف عثمان فقال: لا تقتلوني فإنكم إن قتلتموني كنتم هكذا وشبك أصابعه.
حدثنا أبو داود قال: نا سهل السراج عن الحسن قال: قال عثمان:
لا تقتلوني فو الله لئن قتلتموني لا تقاتلون عدوا جميعا أبدا، ولا تقسمون فيئا
__________
(1) في حاشية الاصل: (عمر هذا بصري كنيته أبو حفص.
وأم يوسف هي أخت يوسف بن ماهك).
انظر طبقات ابن سعد 5 / 470.
ط.
بيروت.
(*)(1/126)
جميعا أبدا ولا تصلون جميعا أبدا.
قال الحسن: فو الله إن صلى القوم جميعا إن قلوبهم لمختلفة.
أبو بكر الكلبي قال: نا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة قال: سمعت عثمان يقول: أستغفر الله إن كنت ظلمت، وقد عفوت إن كنت ظلمت.
حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال: سمعت عثمان يقول: إن وجدتم في الحق أن تضعوا رجلي في قيد فضعوهما.
حدثنا كهمس بن المنهال قال: نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: أشرف عليهم عثمان حين حصر فقال: أخرجوا إلي رجلا أكلمه، فأخرجوا صعصعة بن صوحان فقال عثمان: ما نقمتم علي ؟ قال: أخرجنا من ديارنا بغير حق إلا أن قلنا ربنا الله.
قال عثمان: كذبت لستم أولئك، نحن أولئك أخرجنا أهل مكة فقال الله: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر) (1) فكان ثناء قبل بلاء.
[ 94 ظ ] حدثنا غندر قال: نا شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت حنظلة بن قنان قال: أشرف علينا عثمان فقال: أ فيكم ابنا محدوج ؟ فقال: أنشدكما الله أ لستما تعلمان أن عمر قال: إن ربيعة فاجر أو غادر، وإني والله لاجعل فرائضهم وفرائض قوم جاءوا من مسيرة شهر، وإنما مهر أحدهم عند طنبه، وأني زدتهم في غداة واحدة خمس مائة حتى ألحقتهم بهم ؟ قالوا: بلى.
قال: أذكركما
الله أ لستما تعلمان أنكما أتيتماني فقلتما إن كندة أكلة، رأس وإن ربيعة هي الرأس، وإن الأشعث بن قيس قد أكلهم فنزعته واستعملتكما ؟ قالوا: بلى.
قال: اللهم إن كانوا كفروا معروفي وبدلوا نعمتي فلا ترضهم عن إمامهم ولا ترضى إماما عنهم.
حدثنا المعتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: أشرف عليهم ذات يوم فقال: السلام عليكم، فما أسمع أحدا رد عليه إلا أن يرد
__________
(1) الاية: (الذين طن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والله عاقبة الامور).
سورة الحج 22 / 41.
(*)(1/127)
رجل في نفسه فقال: أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت رومة (1) من مالي فاستعذبت بها، وجعلت رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين ؟ قيل: نعم.
قال: فعلام تمنعوني أن أشرب من مائها حتى أفطر على ماء البحر ؟ - يعني ماء البئر المالح -.
قال: أنشدكم الله هل تعلمون أني اشتريت كذا كذا من الأرض فزدته في المسجد، فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه قبلي ؟ قال: أنشدكم الله هل تعلمون أن نبي الله ذكر كذا كذا أشياء في شأنه، وذكر أيضا كتابة المفصل ففشا النهي وجعل الناس يقولون: مهلا عن أمير المؤمنين ؟.
اخبرنا يحيى بن أبي الحجاج أبو أيوب الخاقاني قال: نا الجريري عن أبي الورد بن ثمامة قال: أشرف عثمان فقال: أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على ثبير ومعه أبو بكر وعمر وأنا فتحرك بهم حتى همت حجارته [ 95 و ] أن تساقط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثبت فإنما عليك نبي وصد يق وشهيد.
قالوا: اللهم نعم.
قال: شهدوا لي ورب الكعبة.
حدثنا ابن علية قال: نا أيوب عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير
قال: قلت لعثمان: إنا معك في الدار عصابة مستبصرة ينصر الله بأقل منهم فأذن لنا.
فقال: أذكر الله رجلا إهراق في، أو قال: دما.
ابن مهدي قال: نا سعيد بن عبد الرحمن عن محمد بن سيرين قال: قال سليط بن سليط: نهانا عثمان عن قتالهم، ولو أذن لنا لضربناهم حتى نخرجهم من أقطارها.
سمعت عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول: كنت مع عثمان في الدار فقال: أعزم على كل من رأى أن عليه سمعا وطاعة إلا كف يده وسلاحه فإن أفضلكم عندي غناء من كف يده وسلاحه ثم قال: قم يا ابن عمر فأجر بين الناس، فقام ابن عمر وقام معه رجال من بني عدي: ابن سراقة وابن مطيع ففتحوا الباب، وخرج، ودخلوا الدار فقتلوا عثمان رضي الله عنه.
حدثنا معاذ عن ابن عون عن نافع قال: كان ابن عمر مع عثمان في الدار.
__________
(1) رومة: بئر بالمدينة اشتراها عثمان من ماله وسبلها.
(*)(1/128)
حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عون عن أبيه عن نافع قال: لبس ابن عمر الدرع يوم الدار مرتين.
و حدثنا كهمس قال: نا ابن أبي عروبة عن قتادة أن زيد بن ثابت قال لعثمان: هؤلاء الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين فقال: لا حاجة لي في ذلك كفوا.
وحدثني كهمس قال: نا ابن أبي عروبة عن يعلى بن حكيم عن نافع أو غيره: أن ابن عمر كان يومئذ متقلدا سيفه حتى عزم عليه عثمان أن يخرج مخافة أن يقتل.
حدثنا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قلت لعثمان: اليوم طاب الضرب معك.
قال: أعزم عليك لتخرجن.
حدثنا كهمس [ 96 ظ ] عن ابن أبي عروبة عن قتادة: أن أبا هريرة كان
متقلدا سيفه حتى نهاه عمر.
و حدثنا عبد الأعلى وكهمس عن ابن أبي عروبة عن قتادة وزاد عبد الأعلى: أن الحسن بن علي كان آخر من خرج من عند عثمان.
عبد الرحمن بن مهدي قال: نا حصين بن بكر عن يحيى بن عتيق عن محمد بن سيرين قال: انطلق الحسن والحسين وابن عمر وابن الزبير ومروان وكلهم شاك في السلاح حتى دخلوا الدار، فقال عثمان: أعزم عليكم لما رجعتم فوضعتم أسلحتكم ولزمتم بيوتكم، فخرج ابن عمر والحسن والحسين، فقال ابن الزبير ومروان: ونحن نعزم على أنفسنا أن لا نبرح.
حدثنا المعتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: فتح عثمان الباب ووضع المصحف بين يديه فدخل عليه رجل فقال: بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه.
ثم دخل عليه آخر فقال: بيني وبينك كتاب الله فأهوى إليه بالسيف فاتقاه يده فقطعها فلا أدري أبانها أم قطعها ولم يبنها.
فقال: أما والله إنها لأول كف خطت المفصل.
حدثنا إسماعيل عن ابن عون عن الحسن عن وثاب قال: جاء رويجل كأنه ذئب فاطلع من باب ثم رجع.
وجاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلا فأخذ بلحيته فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه وقال: ما أغنى عنك معاوية،(1/129)
ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنت عنك كتبك ؟، فقال: أرسل لي لحيتي يابن أخي، قال: فأنا رأيته استعدى رجلا من القوم بعينه يعني أشار إليه فقام إليه بمشقص فوجأ به رأسه.
قلت: ثم مه ؟ قال: ثم تعاوروا عليه والله حتى قتلوه رحمه الله.
حدثنا المعتمر عن أبيه عن الحسن: أن ابن أبي بكر أخذ بلحيته فقال عثمان: لقد أخذت - مني مأخذا أو قعدت مني - مقعدا ما كان أبوك ليقعده، [ 97 و ] فخرج وتركه.
وفي حديث المعتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: دخل عليه رجل من بني سدوس يقال له الموت الأسود فخنقه وخنقه قبل أن يضرب بالسيف، فقال: والله ما رأيت شيئا ألين من خناقه، لقد خنقته حتى رأيت نفسه مثل الجان تردد في جسده.
وقال في غير حديث أبي سعيد: ودخل التجوبي (1) فأشعره مشقصا فانتضح الدم على قوله: (فسيكفيكهم الله) (2) فإنها في المصحف ما حكت.
حدثنا كهمس عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال: الذي ولي قتل عثمان رومان رجل من بني أسد بن خزيمة، أخذ ابن أبي بكر بلحيته وذبحه رومان بمشاقص كانت معه.
حدثنا أبو الحسن عن أبي زكريا العجلاني عن نافع عن ابن عمر قال: ضربه ابن أبي بكر بمشاقص في أوداجه، وبعجه سودان بن حمران بحربة.
حدثنا أبو داود قال: نا محمد بن طلحة قال: نا كنانة مولى صفية قال: شهدت مقتل عثمان.
قال: قلت: من قتله ؟ قال: رجل من أهل مصر يقال له حمار.
__________
(1) في حاشية الأصل: (المشهور في قاتله التجيبى وهو كنانة بن بشير وأما التجوبي فهو قاتل علي رضي الله عنه).
انظر الاشتقاق لابن دريد ص 37 1 حيث يؤيد ما جاء في الحاشية.
(2) الآية: (فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد أهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
(*)(1/130)
خالد بن الحارث قال: نا عمران بن حدير عن عبد الله بن شقيق قال:
اول من ضرب عثمان رومان اليماني بصولجان.
حدثنا خالد بن الحارث قال: نا عمران بن حدير قال: إن لا يكن عبد الله بن شقيق حدثني أن أول قطرة قطرت من دمه على (فسيكفيكهم الله)، فإن أبا حريث ذكر أنه ذهب وسهيل النميري فأخرجوا إلي المصحف فإذا القطرة على (فسيكفيكهم الله) قال: فإنها في المصحف ما حكت.
أبو عاصم قال: نا عمربن أبي زائدة عن أبيه عن أبي خالد الوالبي قال: قالت عائشة: استتابوه حتى تركوه كالثوب الرحيض ثم قتلوه.
حدثنا أبو قتيبة قال: نا يونس بن أبي إسحاق عن عون بن عبد الله بن عتبة قال: قالت عائشة: غضبت لكم من السوط ولا أغضب لعثمان من [ 98 ظ ] السيف ؟ استعتبتموه حتى إذا تركتموه كالقلب المصفى قتلتموه.
حدثنا روح بن عبادة قال: نا سعيد بن عبد الرحمن عن ابن سيرين قال: قالت عائشة: مصتموه موص (1) الإناء ثم قتلتموه.
محمد بن عمرو قال: نا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن مسروق قال: قالت عائشة: تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قربتموه تذبحونه كما يذبح الكبش.
قال مسروق: فقلت: هذا عملك كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج عليه فقالت عائشة: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسواد في بياض حتى جلست مجلسي هذا.
قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب على لسانها.
وفيها بعث عثمان عبد الله بن عباس فأقام الحج، وصلى علي يوم النحر بالناس في المدينة.
وفيها قتل عثمان رحمة الله عليه يوم الجمعة لأيام بقين من ذي الحجة.
المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: نا أبو عثمان النهدي قال: قتل عثمان في أواسط أيام التشريق.
__________
(1) في القاموس: الموص: غسل هين والدلك باليد وموص تمويصا...ثيابه غسلها ونقاها.
(*)(1/131)
أبو الحسن عن أبي معشر عن نافع قال: قتل يوم الجمعة لسبع عشر أو ثمان عشرة خلت من ذي الحجة.
حدثنا عبد الأعلى بن الهيثم قال: حدثني أبي قال: قلت للحسن: أ كان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار ؟ قال: لا، كانوا أعلاجا من أهل مصر.
حدثني يحيى عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يقول: لو أن أحدا أرفض مما فعل بعثمان لكان محقوقا.
ولد عثمان بمكة في دار أبي العاصي التي يقال لها دار الحكم، ويقال: قتل يوم النحر، وقتل بالمدينة، وفيه قال الفرزدق: عثمان إذ قتلوه وانتهكوا * * دمه صبيحة ليلة النحر وقال نابغة بني جعدة: وابن عفان حنيفا مسلما * * ولحوم البدن لما تنتقل وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت (1): لعمري لبئس الذبح ضحيتم به * * خلاف رسول الله يوم الأضاحي [ 99 و ] ودفن عثمان ليلا، صلى عليه جبير بن مطعم، ويقال: حكيم بن حزام، ويقال: المسور بن مخرمة.
كانت ولايته إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا وثمانية عشر يوما، ويقال: أربعة عشر يوما.
واختلف في سنة: فحدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة قال: قتل وهو ابن ست وثمانين سنة.
وحدثني أبو اليقظان قال: حدثني أبو المقدام قال: قتل وهو ابن اثنتين وثمانين، ويقال: أربع وثمانين.
__________
(1) في حاشية الأصل: (القاسم هذا وأبوه وجده ثلاثة شعراء في نسق).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 269.
(*)(1/132)
وحدثني يحيى بن محمد ق ال: حدثني عبد العزيز بن أبي عمران قال: حدثني محمد بن عبد الله المخزومي قال: قتل وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
وفيها قتل المغيرة بن الأخنس بن شريق يوم الدار مع عثمان رحمه الله.
تسمية عمال عثمان بن عفان ولى مكة علي بن عدي بن ربيعة (1) بن عبد شمس بن عبد مناف.
وولاها أيضا خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي فقتل عثمان وهو عليها.
وكان يستخلف زيد بن ثابت على المدينة إذا حج.
وأقر أبا موسى الأشعري على البصرة أربع سنين، فكان أبو موسى إذا غزا استخلف عمران بن حصين وأحيانا يستخلف زيادا.
ثم عزل أبا موسى وولى عبد الله بن عامر بن كريز، قد كتبنا عمال ابن عامر على خراسان وسجستان في تاريخ السنين في ولاية ابن عامر.
قتل عمر والمغيرة بن شعبة على الكوفة فأقره عثمان قليلا، ثم عزله وولى سعد بن مالك، ثم عزله وولى الوليد بن عقبة بن أبي معيط، ثم عزله وولى سعيد بن العاصي فأخرجه أهل الكوفة وولوا أبا موسى الأشعري، وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه فأقره عثمان حتى قتل رحمه الله.
وعزل عمرو بن العاصي عن مصر وولى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فلم يزل عليها حتى قتل عثمان رحمه الله.
[ 100 ظ ] وأقر معاوية بن أبي سفيان على الشام.
وكان عثمان أول من اتخذ شرط، وكان على شرطه عبد الله بن قنفذ من بني تيم قريش.
وحاجبه حمران بن أبان.
وعلى بيت المال عبد الله بن أرقم ثم استعفى فأعفاه، وكاتبه مروان بن الحكم.
__________
(1) في حاشية الاصل: (انما ربيعة هذا هو ابن عبد العزي بن عبد شمس).
انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 157.
فهو يؤيد ما جاء في الحاشية.
(*)(1/133)
القضاة قضاء البصرة: كان عليها كعب بن سور ثم أمر عثمان أبا موسى الأشعري أن يقضي بين الناس، ثم ولى ابن عامر فاستقضى كعب بن سور حتى قتل أيام الجمل أتاه سهم غرب فقتله ولم يقاتل.
الكوفة: شريح حتى قتل عثمان.
اليمن: يعلى بن أمية من بلعدوية، وأمه منية، وكان على صنعاء حتى قتل عثمان رجل يقال له ثمامة.
وولي ابن عامر البصرة سنة تسع وعشرين فغزا ابن عامر واستخلف على البصرة زيادا، فافتتح أصبهان وحلوان وكرمان وعامة خراسان، وقد كتبنا فتوحه في التاريخ، ثم أحرم من سابور، واستخلف قيس بن الهيثم السلمي على خراسان، وذلك سنة ثلاث وثلاثين، فجمع قارن جمعا فترك قيس البلاد، فقام بأمر الناس عبد الله بن خازم السلمي فلقي قارن فقتل قارن وهزم أصحابه، وكتب إلى ابن عامر بالفتح فأقره على خراسان حتى قتل عثمان.
سجستان: ولاها ابن عامر الربيع بن زياد الحارثي فافتتح ذالق، وصالح أهل زرنج، ثم انصرف واستخلف رجلا من بلحارث، ثم ولى ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب سنة ثلاث وثلاثين، فلم يزل بها حتى اضطرب أمر عثمان فرجع واستخلف أمين بن أحمر اليشكري فأخرجه أهل سجستان.
السند: بعث عثمان حكيم بن جبلة العبدي، فأتى مكران ثم قدم على عثمان فسأل عنها فقال: ماؤها وشل، ولصها بطل، وسهلها جبل إن كثر بها الجند جاعوا، وإن [ 101 و ] قلوا ضاعوا، فلم يوجه إليها عثمان أحدا حتى قتل.
البحرين: قال أبو خالد: عن أبي الخطاب قال: بعث ابن عامر عبد الله بن سوار العبدي في ولاية عثمان فلم يزل بها حتى قتل عثمان.
ومن ولاته عليها: مروان بن الحكم.
الصائفة: كتب عثمان إلى معاوية أن يغزو بلاد الروم، فوجه يزيد بن الحر العبسي ثم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد على الصائفتين جميعا، ثم عزله وولى سفيان بن عوف الغامدي، فكان سفيان يخرج في البر، ويستخلف على البحر جنادة(1/134)
ابن أبي أمية، فلم يزل كذلك حتى مات سفيان فولى معاوية عبد الرحمن بن خالد ابن الوليد، ثم ولى عبيد الله بن رباح، وشتي في أرض الروم.
سنة ست وثلاثين فيها بويع علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.
وفيها قدم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام ومعهما عائشة أم المؤمنين البصرة وبها عثمان بن حنيف الأنصاري واليا لعلي، فبعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة العبدي، فلقي طلحة والزبير بالزابوقة وهي مدينة الرزق بحضرة كلاء البصرة، فقتل حكيم بن جبلة، وقتل أيضا مجاشع بن مسعود السلمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج عثمان بن حنيف عن البصرة.
وفيها خرج علي من المدينة وولاها سهل بن حنيف الأنصاري، وبعث علي الحسن بن علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر إلى الكوفة يستنفران الناس
وقدم علي البصرة.
ففيها كانت وقعة الجمل بالبصرة بالزاوية ناحية طف البصرة، يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين.
وفيها قتل طلحة بن عبيد الله في المعركة أصابه سهم غرب فقتله.
وحدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن الجارود بن أبي سبرة قال: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة [ 102 ظ ] بن عبيد الله يوم الجمل فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فقتله.
حدثنا من سمع جويرية بن أسماء عن يحيى بن سعيد عن عمه: أن مروان رمى طلحة بسهم فقتله.
وانحدر الزبير منصرفا فقتل بوادي السباع، قتله عمير بن جرموز المجاشعي (1).
وقتل محمد بن طلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد.
وفي الجمل الأول قبل قدوم علي قتل مجاشع بن مسعود السلمي وحكيم بن جبلة العبدي.
__________
(1) في حاشية الاصل: (المشهور عمرو).
وهذا ما جاء في جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 221.
(*)(1/135)
نعيم بن مسعود الأشجعي أدرك عثمان.
وفيها مات حذ يفة بن اليمان في أول سنة ست وثلاثين.
قال أبو اليقظان وأبو الحسن قدم ماهويه بن أزر مرزبان مرو على علي بعد الجمل سنة ست وثلاثين مقرا بالصلح، وكتب له علي كتابا ثم كفروا بعد، فوجه علي عون بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي فلم يصنع شيئا.
وفيها خرج عمران بن الفضل (1) البرجمي وحسكة بن عتاب الحبطي فأغارا على نواحي سجستان فصالحهم صاحب زرنج.
وفيها خرج علي من البصرة فقدم الكوفة،
ثم خرج يريد معاوية واستخلف على الكوفة أبا مسعود عقبة بن عمرو البدري.
وفيها وقعة الجمل.
قال أبو اليقظان: قدم طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام وعائشة البصرة فتلقاهم الناس بأعلى المربد، فلما كانوا بالدباغين وذلك حضرة قصر زربي في سكة المربد اجتمع الناس حتى لو رمي بحجر وقع على رأس إنسان، فتكلم طلحة وتكلمت عائشة وكثر اللغط.
فحدثني أبو بكر قال: نا عوف قال: نا أبو رجاء العطاردي قال: أتيت طلحة بن عبيد الله غشيه الناس وهو على دابته فجعل يقول: يا أيها الناس انصتوا ؟ فجعلوا يركبونه ولا ينصتون، فقال: أف أف فراش نار وذبان طمع.
قال أبو الحسن عن الهذلي: إنهم انحدروا من موضع الدباغين فرماهم الناس بالحجارة، فأخذوا [ 103 و ] في بني نهد حتى خرجوا على مقبرة بني مازن ثم مقبرة بني حصن، ثم خرجوا على المسناة حتى نزلوا الجبل.
حاتم بن مسلم عن يوسف بن عبدة عن ابن سيرين قال: نزل طلحة والزبير في ناحية بني سعد.
قال أبو اليقظان: وولى علي البصرة يومئذ عثمان بن حنيف الأنصاري.
قال: وسار طلحة والزبير ومن معهما حتى أتوا الزابوقة فخرج إليهم عثمان بن حنيف فتواقعوا حتى زالت الشمس، ثم اصطلحوا وكتبوا بينهم كتابا أن يكفوا
__________
(1) في حاشية الاصل: (الفضيل) وهكذا ورد ف الاصابة لابن حجر - 6016 (*)(1/136)
عن القتال، ولعثمان دار الإمارة والمسجد وبيت المال والكلاء، وأن ينزل طلحة والزبير من البصرة حيث شاءا، ولا يعرض بعضهم لبعض حتى يقدم علي.
قال أبو اليقظان: تحولت عائشة وطلحة والزبير فنزلوا (1) طاحية ابن عبيدة.
قال أبو الحسن: عن الهذلي عن الجارود بن أبي سبرة عن سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي: غدا ابن الزبير إلى الزابوقة وهي مدينة الرزق فأراد أن يرزق أصحابه، فجاء حكيم بن جبلة العبدي في سبع مائة من عبد القيس وبكر بن وائل، فاقتتلوا فقتل حكيم بن جبلة وأخوه الزعل بن جبلة وابنه الأشرف بن حكيم.
قال أبو اليقظان: قتل حكيما رجل من الحدان يقال له: ضجيم، ويقال: قتله يزيد بن الأسحم الحداني.
قال أبو اليقظان: وقتل مع حكيم حنظلة الهزاني.
قال أبو الحسن عن مسلمة عن داود بن أبي هند قال: ارتث مع ابن الزبير مجاشع بن مسعود السلمي فاحتمل إلى داره في بني يشكر فمات فدفن فيها.
قال أبو اليقظان: وبعث علي الحسن بن علي وعمار بن ياسر إلى الكوفة يستنفران الناس.
فحدثنا غندر قال: نا شعبة عن الحكم قال: سمعت أبا وائل يقول: لما استنفر الحسن وعمار أهل الكوفة قال عمار: أما والله إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه أو إياها.
غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: حدثني رجل [ 104 ظ ] من أسلم قال: كنا مع علي أربعة آلاف من أهل المدينة.
__________
(1) في حاشية الأصل: (المعرف في طاحية أنه طاحية بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو مزيقياء).
أنظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 371.
فإنه يوافق ما جاء بالحاشية وكذلك عند ابن دريد في الاشتقاق ص 484.
(*)(1/137)
قال: ونا أبو غسان: قال نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: كان مع علي يوم الجمل ثماني مائة من الأنصار وأربع مائة ممن شهد بيعة الرضوان.
أبو بكر عن عبد الملك عن سلمة بن كهيل قال: قدم الحسن بن علي وعمار فاستنفروا الناس، فخرج ما بين الستة آلاف إلى السبعة حتى قدموا على علي بذي قار، فسار بهم ومعه زهاء عشرة آلاف حتى أتى البصرة.
قال أبو عبيدة: سار علي من ذي قار فأمر علي مقدمته عبد الله بن عباس، ثم أمر الأمراء وعقد الألوية ودفع اللواء إلى ابنه محمد بن علي.
قال أبو اليقظان: كانت راية علي مع ابنه محمد بن علي.
قال أبو عبيدة: على الخيل عمار بن ياسر، وعلى الرجالة محمد بن أبي بكر، وعلى الميمنة - وهم ربيعة البصرة والكوفة - علباء بن الهيثم السدوسي، ويقال: عبد الله بن جعفر، وعلى الميسرة وهم مضر البصرة ومضر الكوفة - الحسن بن علي قال: ويقال: على الميمنة الحسن وعلى الميسرة الحسين بن علي، ولواء طلحة والزبير مع عبد الله بن حكيم بن حزام، وعلى الخيل طلحة بن عبيد الله، وعلى الرجالة عبد الله بن الزبير، وعلى الميمنة وهي مضر عبد الله بن عامر، ويقال عبد الله بن الحارث، وعلى الميسرة - وهم أهل اليمن - مروان بن الحكم.
فحدثنا أبو الحسن عن الهذلي عن قتادة قال: سار علي من الزاوية وسار طلحة والزبير وعائشة من الفرضة، فالتقوا عند موضع قصر عبيد الله بن زياد في النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين يوم الخميس وكانت الوقعة يوم الجمعة.
فحدثنا علي بن عاصم قال: نا حصين قال: حدثني عمرو بن جاوان
قال: سمعت الأحنف بن قيس قال: لما التقوا كان أول قتيل طلحة بن عبيد الله [ 105 و ] وخرج كعب بن سور من البصرة معه المصحف ناشرة بين الصفين يناشد الناس في دمائهم فقتل وهو بتلك الحال.
قال أبو اليقظان: خرج كعب بن سور في عنقه مصحف وعليه برنس وبيده عصا، فأخذ بخطام الجمل فأتاه سهم غرب فقتله.(1/138)
حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عن الجارود بن أبي سبرة الهذلي قال: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فقتله.
فحدثني أبو عبد الرحمن القرشي عن حماد بن زيد عن قرة بن خالد عن ابن سيرين قال: رمي طلحة بسهم فأصاب ثغرة نحره.
قال: فأقر مروان أنه رماه قال: وحدثني جويرية بن أسماء عن يحيى بن سعيد عن عمه قال: رمى مروان طلحة بن عبيد الله بسهم، ثم التفت إلى أبان بن عثمان فقال: قد كفيناك بعض قتلة أبيك.
عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال: قال طلحة: ندمت ندامة الكسعي لما * * شريت رضي بني جرم برغمي (1) اللهم خذ لعثمان مني حتى ترضى.
حدثنا علي بن عاصم عن حصين عن عمرو بن جاوان عن الأحنف قال: لما انحاز الزبير فقتله عمرو بن جرموز بوادي السباع.
بشر بن المفضل قال: نا منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: من حدثك أنه شهد الجمل من أهل بدر غير أربعة أو إن جاءوا بخامس، كان علي وعمار ناحية، وطلحة والزبير ناحية.
حدثنا عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: رمي طلحة يوم الجمل بسهم في ركبته فكانوا إذا أمسكوها انتفخت، وإذا أرسلوها نبعت فقال: دعوها فإنه سهم أرسله الله.
وانهزم الناس وقتل منهم مقتلة عظيمة.
حدثني كهمس بن المنهال [ 106 ظ ] قال: نا سعيد عن قتادة قال: قتل يوم الجمل عشرون ألفا.
حدثنا وهب بن جرير قال: حدثني أبي عن محمد بن يعقوب الضبي قال: قتل من أهل البصرة ألفان وخمس مائة من الأزد وثمان مائة من بني ضبة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (البيت للحطيئة تمثل به طلحة و أنشد بن حبيب: برضاء بني غنم).
(*)(1/139)
قال وهب: وحدثني المعلى أبو حاتم قال: حدثتني جدتي قالت: خرجنا إلى قتلى الجمل فعددناهم بالقصب عشرين ألفا.
أبو اليقظان عن الركين بن القاسم عن علي بن زيد قال: قتل يوم الجمل سبعة آلاف.
حدثنا حاتم بن مسلم عن عبد الرحمن بن خالد بن العاصي عن أبيه قال: قتل ثلاثة عشر ألفا، من أصحاب علي ما بين الأربع مائة إلى الخمس مائة.
أبو الحسن عن محمد بن صالح الثقفي عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: أصيب من أصحاب علي خمس مائة.
وحدثني أبو عبد الرحمن عن حماد بن زيد عن الزبير بن الخريت قال: قيل لأبي لبيد (1) أ تحب عليا ؟ قال: كيف أحب رجلا قتل من قومي حين كانت الشمس من هاهنا إلى أن صارت ها هنا ألفين وخمس مائة ؟ تسمية من حفظ لنا ممن قتل يوم الجمل
من بني أمية: عبد الرحمن عتاب بن أسيد.
ومن بني حبيب بن عبد شمس: عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر.
ومن بني عبد العزى بن عبد شمس: علي بن عدي بن محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى.
ومن بني أسد بن عبد العزى: الزبير بن العوام قتله عمير بن جرموز (2).
وعبد الله بن حكيم بن حزام.
ومن بني عبد الدار بن قصي: عبد الله بن مسافع بن طلحة بن أبي صالحة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (أبو لبيد هذا لمازة بن زبار الجهضمي البصري).
وانظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الراز ي 2 / 3 / 182 وعنده عن ابن حنبل كان أبو لبيد صالح الحديث.
(2) في حاشية الاصل.
(قد نبه عليه) أي أن اسمه عمرو بن جزموز لا عمير ويلاحظ أن خليفة يورده بالاسمين.
(*)(1/140)
ومن بني عبد بن قصي: عبد الله مولى الحارث بن نقيد (1).
ومن بني زهرة بن كلاب: الأسود بن عوف.
وعبد الله بن المغيرة بن الأخنس ابن شريق، وعبد الله بن أبي عثمان بن الأخنس بن شريق، حليفان لهم من ثقيف.
ومعبد بن المقداد (2) [ 107 و ] بن الأسود، حليف لهم من بهراء.
ومن بني مخزوم بن يقظة: عبد الرحمن بن الوليد بن عبد شمس وعبد الله بن أبي بردة بن معبد بن وهب بن عائذ، ومعبد بن زهير بن أبي أمية.
ومن بني تيم بن مرة: طلحة بن عبيد الله، وابنه محمد بن طلحة وعبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان، وعبد الرحمن بن أبي سلمة بن الحارث.
ومن بني جمح: صفوان مولى مطيع، وعبد الرحمن بن وهب بن أسيد، وعبد الله بن أبي بن خلف، وابن لعميرة بن وهب، ومسلم بن عامر بن حميل،
ونعيم بن الصلت حليف لهم من كندة، وعبد الله بن هانئ مولى عبد الله بن أبي سلمة.
ومن بني سهم بن عمرو: ابن لقيس بن عدي.
ومن بني عامر بن لؤي: عمرو بن عبد الله بن أبي قيس، وأبو سفيان بن حويطب، وأبو الأخنس مولى لهم.
ومن بني الحارث بن فهر: رجل.
ومن بني تميم: هلال بن وكيع الدارمي، وأبو الجرباء الغيلاني.
ومن بني غيلان بن مالك: أخوة مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.
قال أبو اليقظان: وقتل السجف بن سعد بن عوف العجيفي، وفرافصة.
وعمار رجلان.
ومن بلهجيم: حنظلة بن ضرار الضبي.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو نقيد بن بجير بن عبد قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى).
(2) في حاشية الاصل: (كنية لمقداد أبو معبد بابنه معبد هذا).
(3) في حاشية الاصل.
(انما هو وهب بن عمرو بن عائذ).
(انما ذكر المصعب لأبي بردة هذا واسمه عمر وعبد الرحمن ومسلما ابني أبي بردة.
وقال: قتل عبد الحرحمن يوم الجمل مع عائشة وقتل مسلم يوم الحرة).
انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 346.
(*)(1/141)
ومن قيس بن عيلان ثم من بني سليم: عاصم بن قيس بن الصلت وابنه عمرو بن عاصم، وشبيب بن الهيثم، ومعوض بن أسماء بن الصلت (1)، ومعوض بن علاط أخو الحجاج بن علاط (2).
وقتل من باهلة: كليب بن عمرو عم قتيبة بن مسلم.
ومن اليمن: كعب بن سور اللقيطي، وابن لصبرة بن شيمان الحداني.
قال أبو اليقظان: وقتل من طاحية ثلاثون رجلا دفنوا عند مسجد نافع بن خالد الطاحي.
وقتل من الجهاضم ثلاثون رجلا منهم: قيس بن صهبان، وجودان بن عائذ أبو عبد الله بن جودان.
وقتل عمرو بن الأشرف وهو [ 108 ظ ] أبو زياد بن عمرو وهو آخذ بخطام الجمل قتله الحارث بن عبد الشارق الغامدي، وقتله عمرو بن الأشرف، قتل كل واحد منهما صاحبه.
وقتل من أصحاب علي ممن حفظ لنا زيد وسيحان ابنا صوحان، وعلباء بن الحارث السدوسي، وهند الجملي، والصقعب وعبد الله ابنا سليم أخوا مخنف بن سليم.
فحدثنا أشهل بن حاتم وعبيد الله بن عبد الله بن عون عن ابن عون عن أبي رجاء قال: لقد رأيت الجمل يومئذ كأنه قنفذ من النبل ورجل آخذ بالخطام وهو يقول: نحن بنو ضبة أصحاب الجمل * * ننازل الموت إذا الموت نزل والموت أحلى عندنا من العسل * * ننعي ابن عفان بأطراف الأسل قال: فأقسم بالله ما برح حتى بري قوائم البعير، فسقط فقالوا: أمنا أمنا، فقال رجل لأبي رجاء: ما صنعت يومئذ ؟ قال: رميت بأسهم فما أدري ما فعلن.
__________
(1) في الحاشية: (إنما هو معرض وكذلك وجدته في النسخة الاخرى).
(2) في الحاشية: (انما في المؤتلف للدار قطني أن معرض بن الحجاج بن علاط قتل يوم الجمل فقال فيه أخوه نصر بن علاط.
لقد جزعت نفسي لذكرى معرضا * وعيني جادت بالدموع شؤونها) (*)(1/142)
حدثنا علي بن عاصم عن حصين قال: حدثني أبو جميلة البكائي قال: إني لفي الصف مع علي إذ عقر بأم المؤمنين جملها، فرأيت محمد بن أبي بكر وعمار بن
ياسر يشتدان بين الصفين أيهما يسبق إليها، فقطعا عرضة الرحل فاحتملاها في هودجها.
حدثنا من سمع هبيرة بن حدير العدوي قال: نا أوفى بن دلهم العدوي قال: قالت عائشة: ما أنكرت رأس جملي حتى فقدت أصوات بني عدي.
حدثني غندر وأبو داود قالا: نا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة والحارث بن سويد تذاكرا يوم الجمل، فقال الحارث: لا والله ما رأيت مثل يوم الجمل، لقد أشرعوا الرماح في صدورنا وأشرعناها في صدورهم، حتى لو شاءت الرجال أن تمر عليها لمرت، فو الله لوددت أني لم أشهد ذلك اليوم وأن علي كذا.
فقال عبد الله بن سلمة: والله ما يسرني [ 109 و ] أني غبت عن ذلك اليوم، ولا أني غبت عن مشهد شهده علي وأن لي كذا.
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: نا مسعر عن عمرو بن مرة عن الحارث بن جمهان الجعفي قال: لما كان يوم الجمل أشرعنا الرماح في صدورهم وأشرعوها في صدورنا، حتى لو تشاء الرجال أن تمشي على الرماح لفعلت.
قال: وأنا أسمع هؤلاء يقولون: لا إله إلا الله والله أكبر، وهؤلاء يقولون: لا إله إلا الله والله أكبر.
وفيها مات سلمان الفارسي وقدامة بن مظعون الجمحي.
وأقام للناس الحج عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، ويقال: عبد الله بن عباس.
وفيها ند ب الحارث بن مرة العبدي الناس إلى غزو الهند، فجاوز مكران إلى بلاد قندابيل ووغل في جبال الفيقان، فأصاب سبايا كثيرة، فأخذوا عليه بعقبة فأصيب الحارث ومن معه.
__________
(1) مكران: ولاية واسعة تشتمل على مدن وقرى وهذه الولاية غربيها كرمان وسجستان شماليها والبحر جنوبيها.
وقندابيل: مدينة قصبة لولاية يقالها: الندهة.
مراصد
الاطلاع.
(*)(1/143)
سنة سبع وثلاثين فيها وقعة صفين يوم الأربعاء لسبعن خلون من صفر سنة سبع وثلاثين، وكان الصلح ليلة السبت لعشر خلون من صفر.
وفيها قتل عمار بن ياسر وأبو هاشم بن ربيعة.
وفيها اجتمع الحكمان: أبو موسى الأشعري من قبل علي، وعمرو ابن العاصي من قبل معاوية بدومة الجندل في شهر رمضان، ويقال: بأذرح وهي من دومة الجندل قريب، فبعث علي ابن عباس ولم يحضره، وحضر معاوية فلم يتفق الحكمان على شئ، و افترق الناس وبايع أهل الشام لمعاوية بالخلافة في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين.
وفيها مات خباب بن الأرت مرجع علي من صفين.
وولى علي سهل بن حنيف فارس فأخرجه أهل فارس، فوجه علي زيادا فأرضوه وصالحوه وأدوا الخراج.
[ 110 ظ ] وفيها كان أمر علي وبني ناجية ومصقلة بن هبيرة، لهم حديث نكره ذكره.
قال أبو عبيدة: فيها خرج أهل حروراء في عشرين ألفا عليهم شبث بن ربعي، فأتاهم علي فحاجهم فرجعوا.
المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي عن أنس قال: قال شبث بن ربعي: أنا أول من حرر الحرورية، فقال رجل: ما في هذا ما تمتدح به.
وأقام الحج عبد الله بن عباس بن عبد المطلب (1).
سنة ثمان وثلاثين فيها ولى علي الأشتر مصر فمات بالقلزم (2) من قبل أن يصل إليها، فولى علي محمد بن أبي بكر الصديق فسار إليه عمرو بن العاصي فاقتتلوا، فهزم محمد بن أبي بكر.
قال: فد خل خربة فيها حمار ميت، فدخل جوفه فأحرق في
جوف الحمار.
و يقال: قتله معاوية بن حديج في المعركة، ويقال: أتي به عمرو بن العاصي فقتله صبرا.
__________
(1) في حاشية الاصل: (عبيد الله بن عباس.
قال ابن بكار).
الذي طبع من جمهرة نسب قريش للزبير بن بكار لا يتضمن أخبار آل العباس.
(2) مدينة قرب السويس الحالية بها كان يدعى البحر الأحمر القلزم.
(*)(1/144)
فحدثنا غندر قال: نا شعبة عن عمرو بن دينار قال: أتي عمرو بن العاصي بمحمد بن أبي بكر أسيرا فقال: هل معك عهد ؟ هل معك عقد من أحد ؟ قال: لا.
فأمر به فقتل.
حدثنا أبو الحسن عن مسلمة بن محارب عن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية قال: فصل معاوية من الشام إلى صفين في سبعين ألفا.
قال: وسألت زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب قلت: في كم كان علي ؟ قال: في مائة ألف.
حدثنا أبو الحسن عن أبي الوزير عن ابن إسحاق وإسماعيل بن مجالد عن الشعبي قال: سار علي في خمسين ألفا.
أبو الحسن عن حباب بن موسى بن جابر عن أبي الحمراء قال: كان علي في تسعين ألفا وسبق معاوية فنزل على الفرات، وجاء علي وأصحابه فمنعوا الماء، فبعث علي الأشعث بن قيس في ألفين، وعلى الماء لمعاوية أبو الأعور السلمي في خمسة آلاف، فاقتتلوا [ 111 و ] قتالا شديدا وغلب الأشعث على الماء.
حدثنا أبو نعيم قال: نا موسى بن قيس قال: سمعت حجر بن عنبس قال: حيل بين علي وبين الماء فقال: أرسلوا إلى الأشعث بن قيس فأزالهم عن الماء، ثم التقى الناس يوم الأربعاء لسبع خلون من صفر سنة سبع وثلاثين،
ولواء علي مع هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وفي ميسرة علي: ربيعة وعليهم ابن عباس، وفي ميمنة علي: أهل اليمن عليهم الأشعث بن قيس، وعلي في القلب في مضر البصرة والكوفة ولواء معاوية مع المخارق بن الصباح الكلاعي، وفي ميسرة معاوية: مضر عليهم ذو الكلاع، وفي ميمنته: أهل اليمن، ومعاوية في الشهباء أصحاب البيض والدروع.
أبو غسان قال: نا عبد السلام بن حرب عن يزيد (1) بن عبد الرحمن بن جعفر أظنه ابن أبي المغيرة.
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال:
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو الدالاني الواسطي).
ذكره ابن سعد في طبقاته 7 / 310 وقال نه: " كان منكر الحديث ".
(*)(1/145)
شهدنا مع علي ثمان مائة (1)، فاقتتلوا يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة وليلة السبت، ثم رفعت المصاحف ودعوا إلى الصلح، وافترقوا على سبعين ألف قتيل، خمسة وأربعين ألفا من أهل الشام، وخمسة وعشرين ألفا من أهل العراق، ويقال: على ستين ألفا.
حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد بن سيرين قال: افترقوا عن سبعين ألفا يعدون بالقصب.
وكان ممن قتل مع معاوية: ذو كلاع، وحوشب، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب، وعمرو بن الحضرمي، وحابس بن سعد الطائي، وعروة بن داود الدمشقي في جماعة كثيرة.
وقتل من أصحاب علي: عمار بن ياسر، وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعبد الله بن كعب المرادي، وعبد الرحمن بن كلدة الجمحي في جماعة كثيرة.
قال: ونا يحيى بن أرقم عن يزيد (2) بن عبد العزيز عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت قال: كانت راية علي مع [ 112 ظ ] هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعلى الخيل عمار بن ياسر، وعلى الرجالة عبد الله بن بديل، وعلى الميمنة الأشعث ابن قيس، وعلى الميسرة عبد الله بن عباس، وعلى رجالة الميمنة سليمان بن صرد الخزاعي، وعلى رجالة الميسرة الحارث بن مرة العبدي، والقلب مضر البصرة والكوفة، الميمنة اليمن، والميسرة ربيعة، وعلى قريش وأسد وكنانة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وعلى كندة حجر بن عدي، وعلى بكر البصرة حضين بن المنذر، وعلى تميم البصرة الأحنف بن قيس، وعلى خزاعة عمرو بن الحمق، وعلى بكر الكوفة نعيم بن هبيرة، وعلى سعد والرباب جارية بن قدامة، وعلى بجيلة رفاعة بن شداد، وعلى أهل الكوفة رويم بن الحارث، وعلى عمرو وحنظلة البصرة أعين بن ضبيعة المجاشعي، وعلى قضاعة وطئ عدي بن حاتم، وعلى
__________
(1) ثمان مائة ممن حضروا بيعة الرضوان.
(2) في حاشية الأصل: (هو يزيد بن عبد العزيز بن سياة كوفي) انظر طبقات ابن سعد 6 / 363.
(*)(1/146)
لهازم الكوفة عبد الله بن حجل العجلي، وعلى تميم الكوفة محمد بن عطارد، وعلى أزد اليمن جندب بن زهير، وعلى عمرو الكوفة وحنظلتها شبث بن ربعي، وعلى همدان سعيد بن قيس، وعلى لهازم البصرة حريث بن جابر الحنفي، وعلى سعد الكوفة وربابها الطفيل بن شبرمة، وعلى مذحج الأشتر بن الحارث، وعلى عبد القيس الكوفة صعصعة بن صوحان، وعلى قيس الكوفة عبد الله بن طفيل الكناني، وعلى عبد القيس البصرة عمرو بن جبلة أخو حكيم بن جبلة، وعلى قريش البصرة الحارث بن نوفل الهاشمي، وعلى قيس البصرة قبيصة بن شداد
الهلالي.
لواء معاوية مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وعلى الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وعلى الرجالة مسلم بن عقبة المري، وعلى الميمنة عبد الله بن عمرو بن العاصي، وعلى الميسرة حبيب بن مسلمة الفهري، [ 113 و ].
وأهل حمص الميمنة ذو الكلاع، وعلى أهل قنسرين على الميمنة زفر بن الحارث، وعلى أهل الأردن الميسرة أبو الأعور السلمي، وعلى أهل فلسطين الميسرة مسلمة بن مخلد، وعلى رجالة أهل دمشق بسر بن أرطاة، وعلى رجالة أهل حمص حوشب ذو ظليم، وعلى رجالة أهل قنسرين طريف بن الحسحاس الهلالي، وعلى رجالة أهل الأردن عبد الرحمن القيسي، وعلى رجالة أهل فلسطين الحارث بن عبد الأزدي، وعلى رجالة الميمنة كلهم حابس بن سعد الطائي، وعلى رجالة الميسرة بلال بن أبي هريرة الدوسي، وعلى قيس دمشق حسان بن بحدل الكلبي، وعلى قضاعة مصر عباد بن يزيد الكلبي، وعلى كندة دمشق ابن حوي السكسكي، وعلى كندة حمص يزيد بن صبيرة السكوني، وعلى الحضرميين والحميريين ابن عفيف، وعلى قضاعة الأردن حبيش بن دلجة، وعلى كنانة فلسطين شريط الكناني، وعلى مذحج الأردن مخارق بن الحارث الزبيدي، وعلى جذام فلسطين ولخمها ناتل بن قيس الجذامي، وعلى همدان الأردن حمرة بن مالك، وعلى خثعم ولفها فلان بن عبد الله الخثعمي، وعلى غسان الأردن يزيد ابن أبي النمس.
حدثنا أبو عبد الله عن حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال: بلغ قتلى صفين سبعين ألفا.(1/147)
حدثنا أبو عبيدة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن: أن جندبا
كان مع علي بصفين.
حدثنا أبو عبد الله عن شريط عن منصور قال: قلت لإبراهيم: أشهد علقمة مع علي صفين ؟ قال: نعم وخضب سيفه وقتل أخوه أبي بن قيس.
حدثنا من سمع شعبة قال: سألت الحكم أشهد أبو أيوب صفين ؟ قال: لا ولكن شهد النهروان.
حدثنا أبو غسان قال: نا عبد السلام بن حرب بن يزيد [ 114 ظ ] بن عبد الرحمن عن جعفر أظنه ابن أبي المغيرة عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: شهدنا مع علي ثمان مائة ممن بايع بيعة الرضوان، قتل منا ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر.
وفيها وجه معاوية بن أبي سفيان عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة ليأخذها، وبها زياد خليفة لابن عباس، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم وتحول زياد إلى الأزد، فنزل على صبرة بن شيمان الحداني، فكتب زياد إلى علي يعلمه ذلك، فوجه علي أعين بن ظبيعة المجاشعي فقتل على فراشه غيلة، فبعث علي جارية بن قدامة السعدي، فحاصر ابن الحضرمي في دار سنبيل ثم حرق عليه (1).
__________
(1) في حاشية الاصل: (ابن الحضر مي المحرق هو عبد الله بن عامر بن الحضرمي الصدفي ابن اخي العلاء بن الحضرمي يقال له صحبة وكنيته أبو أيوب).
لم يذكره ابن حجر في الاصابة.
(1) في الاصل: وضع الناسخ قبل العبارة (وفيها وقعة النهروان) اشارة تنبيه إلى كلام في الحاشية، وقد أثبت في الحاشية أزاءها النص التالي: (سنة ثمان وثلاثين فيها ولى على الأشتر مصر فمات بالقلزم من قبل أن يصل إليها فولى على محمد بن أبي بكر الصديق فسار إليه عمرو بن العاصي فاقتتلوا فهزم بن أبي بكر، قال فدخل خربة فيها حمار ميت فدخل جوفه فأحرق في جوف الحمار، ويقال: قتله معاوية ابن حديج في المعركة، ويقال أتي به عمرو بن العاصي
فقتله صبرا.
فحدثنا غندر قال: نا شعبة عن عمرو بن دينار قال: أتي عمرو بن العاصي بمحمد بن أبي بكر أسيرا فقال: هل معك عهد ؟ هل معك من أحد ؟ قال: لا فأمر به فقتل).
ولعل هذا سهو من الناسخ إذ نجد الكلام مكررا وقد سبق في ص 193.
(*)(1/148)
وفيها وقعة النهروان (1).
على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي، فقتل عبد الله بن وهب وأصحابه إلا قليلا منهم.
على ميمنة علي قيس بن سعد بن عبادة، وعلى ميسرته حجر بن الأدبر الكندي.
قال أبو عبيدة: كانت الوقعة في شعبان سنة ثمان وثلاثين، وعلى ميمنة الخوارج حرقوص بن زهير السعدي، وعلى ميسرتهم شبيب بن بجرة الأشجعي، ورايتهم مع شريح بن أوفى العبسي، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل عبد الله بن وهب، وارتث أبو بلال مرداس بن أدية فنجا وشبيب بن بجرة والمستورد بن علفة والبرك صاحب معاوية ووردان بن مجمع العكلي فنجوا، وقتل علفة أبو المستورد.
وقتل من أصحاب علي: يزيد بن نويرة الأنصاري، و أبو نعيم عقبة بن عامر الجهني.
أبو نعيم قال: نا موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب قال: لقيهم علي فقتلوا وقتل من أصحاب علي اثنا عشر رجلا أو ثلاثة عشر رجلا.
وفيها قتلت الخوارج عبد الله بن خباب بن الأرت وعليهم مسعر بن فدكي.
وفيها مات سهل بن حنيف بالكوفة، وصلى عليه علي وصهيب بن سنان، وأقام الحج قثم بن عباس بن عبد المطلب.
سنة تسع وثلاثين
فيها خرج أبو مريم بناحية الفرات، فوجه إليه علي يحيى بن هانئ، ثم سار علي فقتل أبا مريم، ذكر ذلك أبو عبيدة.
قال أبو عبيدة: ثم خرج المستورد بن علفة (1) أحد بني عدي فلقيه معقل بن قيس الرياحي، فقتل كل واحد منهما صاحبه مبارزة و ذلك سنة تسع وثلاثين.
وفيها بعث معاوية بن أبي سفيان يزيد بن شجرة الرهاوي ليقيم الحج
__________
(1) في حاشية الاصل: (المستورد بن علفة من تيم الرباب وفي كتاب أبي عبيد من بني رياح يربوع وهو غلط).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 199 حيث فيه ما يوافق الحاشية.
(*)(1/149)
للناس فنازع قثم بن عباس، فسفر بينهما أبو سعيد الخدري وغيره، فاصطلحوا على أن يقيم الحج شيبة بن عثمان ويصلي بالناس.
سنة أربعين فيها بعث معاوية بن أبي سفيان بسر بن أرطاة أحد بني عامر بن لؤي إلى اليمن، وعليها عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، فتنحى عبيد الله وأقام بسر عليها فبعث علي جارية بن قدامة السعدي، فهرب بسر ورجع عبيد الله بن عباس، فلم يزل عليها حتى قتل علي رحمه الله.
وفيها قتل علي بن أبي طالب رحمة الله عليه صبيحة الجمعة لسبع بقين من شهر رمضان، واختلف في سنه.
حدثنا علي عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن أن عليا أسلم وهو ابن خمس عشرة.
حدثني حاتم بن مسلم عن من أخبره عن الشعبي قال: قتل علي وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
حدثنا يحيى عن عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد الله المؤمل
المخزومي قال: ولد علي بمكة في شعب بني هاشم، وقتل بالكوفة وصلى عليه الحسن ابنه.
[ 116 ظ ] كانت ولاية علي أربع سنين وتسعة أشهر وستة أيام، ويقال: ثلاثة أيام ويقال: أربعة عشر يوما.
ثم بويع الحسن بن علي بن أبي طالب وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها ولد علي بن عبد الله بن عباس ليلة قتل علي بن أبي طالب في صبيحتها.
وفيها مات الأشعث بن قيس، ومعيقيب بن أبي فاطمة وأقام الحج المغيرة بن شعبة.(1/150)
تسمية عمال علي بن أبي طالب خراسان: وجه إليها عون بن جعدة المخزومي فردوه، فبعث خليد بن قرة التميمي.
سجستان: خرج حسكة بن عتاب الحبطي وعمران بن الفضيل البرجمي في صعاليك من العرب عند انقضاء الجمل، فأتوا ذالق فأصابوا نساء وغنائم، فصالحهم صاحب زرنج فدخلوها، فبعث علي عبد الرحمن بن جرو الطائي فقتله حسكة، فكتب علي إلى ابن عباس أن وجه رجلا إلى سجستان، فوجه ربعي ابن كأس العنبري فظهر على حسكة وعمران، وأقام حتى قتل علي وبويع معاوية.
السند: جمع الحارث بن مرة العبدي جمعا أيام علي وسار إلى بلاد مكران فظفر وغنم، وأتاه الناس من كل وجه، فجمع له أهل ذلك الثغر جندا، فقتل من كان معه إلا عصابة يسيرة، فلم يغز الثغر حتى كان أيام معاوية.
البحران: من عمال علي عليها: عمر بن أبي سلمة، وقدامة بن
العجلان.
والنعمان بن العجلان الأنصاري.
اليمن: عليها عبيد الله بن عباس، فوجه معاوية بسر بن أرطاة، فتنحى عبيد الله، وأقام بسر.
فبعث علي جارية بن قدامة، فهرب بسر ورجع عبيد الله، فلم يزل بها حتى قتل علي رحمه الله.
الجزيرة: الأشتر بن مالك.
القضاء قضاء البصرة: [ 117 و ] ولى ابن عباس في خلافة علي أبا الأسود الدؤلي، ويقال: قضى الضحاك بن عبد الله الهلالي، ويقال: عبد الله بن فضالة الليثي.
الكوفة: أقر عليها شريحا ثم عزله، وولى محمد بن زيد بن خليدة الشيباني أشهرا ثم عزله، وأعاد شريحا حتى قتل علي.
الشرط: معقل بن قيس الرياحي، ومالك بن حبيب اليربوعي، وعلى شرطة الخميس الأصبغ بن نباتة المجاشعي.
كتابه سعيد بن نمران الهمداني، وعبيد الله بن أبي رافع.(1/151)
حاجبه قنبر أبو يزيد مولاه ولد علي بمكة في شعب بني عبد المطلب، وقتل بالكوفة وصلى عليه الحسن ابنه، ودفن في رحبة الكوفة، ويقال: بنجف الحيرة.
مكة: عزل عنها علي خالد بن سعيد بن العاصي بن هشام بن المغيرة المخزومي، وولاها أبا قتادة الأنصاري، ثم عزله.
وولى قثم بن عباس فلم يزل واليا حتى قتل علي.
وولى عبيد الله بن العباس اليمن حتى قتل علي.
المدينة: على المدينة حين سار إلى البصرة سهل بن حنيف، ثم عزله وولى تمام بن عباس، ثم عزله وولى أبا أيوب الأنصاري، فشخص أبو أيوب
الأنصاري واستخلف رجلا من الأنصار حتى قتل علي رحمه الله.
مصر: ولى محمد بن أبي حذ يفة بن عتبة بن ربيعة مصر، ثم عزله وولاها قيس بن سعد بن عبادة، ثم عزله.
وولى الأشتر مالك بن الحارث النخعي فمات قبل أن يصل إليها، فولى محمد بن أبي بكر فقتل بها وغلب عمرو بن العاصي على مصر.
وولى البصرة عثمان بن حنيف الأنصاري، فأخرجه طلحة والزبير، ثم قدم علي، فلما خرج من البصرة ولى عبد الله بن عباس، فشخص ابن عباس واستخلف زيادا، فبعث معاوية عمرو بن الحضرمي وقد كتبنا خبره ثم رجع ابن عباس إلى البصرة ثم شخص [ 118 ظ ] إلى الحجاز وولى أبا الأسود الدؤلي، فلم يزل عليها حتى قتل علي.
وولى على الكوفة قرظة بن كعب الأنصاري، ثم قدم علي، فلما خرج إلى صفين ولى أبا مسعود البدري، ثم رجع علي واستخلف حين سار إلى النهروان هانئ بن هوذ ة النخعي، فلم يزل بالكوفة حتى قتل علي.
ومات معاذ بن عفراء وأبو مسعود وكعب بن مالك وأبو رافع، وحسان بن ثابت ومعقيب أيام علي بن أبي طالب.
سنة إحدى وأربعين فيها سنة الجماعة اجتمع الحسن بن علي بن أبي طالب ومعاوية، فاجتمعا بمسكن من أرض السواد ومن ناحية الأنبار، فاصطلحا وسلم الحسن بن علي إلى معاوية، وذلك في شهر ربيع الآخر أو في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين.(1/152)
كانت ولاية الحسن بن علي سبعة أشهر وسبعة أيام.
أقر عمال أبيه وافتعل المغيرة بن شعبة عهدا على لسان الحسن، فأقام الحج سنة أربعين، ومات الحسن بالمدينة سنة تسع وأربعين، وصلى عليه سعيد بن العاصي وهو
أمير المدينة.
ومات الحسن وهو ابن ست وأربعين سنة، ولد الحسن بالمدينة سنة ثلاث، أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واجتمع الناس على معاوية، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.
ودخل الكوفة فخرج عليه عبد الله بن أبي الحوساء بالنخيلة، فبعث إليه معاوية خالد بن عرفطة العذري حليف بني زهرة في جمع من أهل الكوفة، فقتل ابن أبي الحوساء في جمادى سنة إحدى وأربعين فيما ذكر أبو عبيدة وأبو الحسن.
قال أبو عبيدة وأبو الحسن: لما قتل ابن أبي الحوساء خرج حوثرة بن ذ راع، فسرح إليه معاوية عبد الله [ 119 و ] بن عوف بن أحمر في ألف، فقتل حوثرة في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين.
قال أبو عبيدة وأبو الحسن: فيها خرج سهم بن غالب الهجيمي ومعه الخطيم الباهلي، واسم الخطيم: زياد بن مالك بناحية جسر البصرة، فقتل عبادة بن قرص (1) الليثي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج إليهم عبد الله بن عامر فاستأمن سهم والخطيم فأمنهما وقتل عدة من أصحابهما.
قال أبو عبيدة: وقتل سهم بن غالب أيضا سعدا مولى قدامة بن مظعون.
وفيها ولى عمرو بن العاصي وهو على مصر عقبة بن نافع الفهري وهو ابن خالة عمرو إفريقية، فانتهى إلى لوبية ومراقية (2) فأطاعوا ثم كفروا، فغزاهم في سنته فقتل وسبى.
وفيها ولي عبد الله بن عامر بن كريز البصرة، ومروان بن الحكم
__________
(1) في حاشية الأصل: (ويقال فيه قرط بالطاء).
انظر الاصابة لابن حجر - 4501 - حيث قال: (عبادة بن قرط أو قرص بن عمرة بن بجير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث).
(2) في مراصد الاطلاع: (إذا قصد القاصد افريقية من اسكندرية فأول بلد يلقاه مراقية
ثم لوبية).
(*)(1/153)
المدينة.
وعبد الرحمن بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة مكة، ويقال: بل الحارث بن خالد بن هشام، ثم جمعهما والطائف لمروان بن الحكم.
وفيها صالح معاوية الروم.
وأقام الحج عتبة بن أبي سفيان بن حرب.
وفيها ولد الحجاج بن يوسف.
سنة اثنتين وأربعين فيها وجه ابن عامر عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان، ومعه في تلك الغزاة الحسن بن أبي الحسن والمهلب بن أبي صفرة وقطري بن الفجاءة، فافتتح زرنج وكورا من كور سجستان.
وفيها غزا عقبة بن نافع إفريقية فافتتح غدامس (1) فقتل وسبى.
وفيها ولى ابن عامر راشد بن عمرو الجديدي ثغر الهند.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب: أقام بها راشد وشن الغارات وأوغل في بلاد السند.
و فيها مات حبيب بن مسلمة الفهري بأرض أرمينية، ومات صفوان بن أمية وعثمان بن طلحة، وركانة بن عبد يزيد في أول خلافة معاوية، وأبو بردة [ 120 ظ ] ابن نيار، ورفاعة بن رافع في أول قيام معاوية.
وأقام الحج عنسبة بن أبي سفيان بن حرب.
سنة ثلاث وأربعين فيها افتتح عبد الرحمن بن سمرة الرخج وزابلستان (2) من بلاد سجستان.
وفيها غزا عقبة بن نافع الفهري وافتتح كورا من بلاد السودان، وافتتح ودان (3)
__________
(1) غدامس: بفتح.
وله ويضم مدينة بالمغرب في جنوبيه ضاربة في بلاد السودان - مراصد الاطلاع.
(2) الرخج: كورة من أعمال سجستان.
وزابلستان) كورة واسعة قائمة بنفسها جنوبي بلخ قصبتها غزنة وقد ضبطت في الأصل بعد الالف باء مفتوحة ولام مفتوحة وضبطها صاحب مراصد الاطلاع عن ياقوت بعد الألف باء مضمومة ولام مكسورة.
(3) ودان: مدينة بافريفية في جنوبها بينها وبين زويلة عشرة أيام من جهة افريقية ولها قلعة حصينة وهي مدينتان وبابهما واحد - مراصد الاطلاع.
(*)(1/154)
وهي من حيز برقة، وكلها من بلاد إفريقية.
وفيها شتا بسر بن أرطاة بأرض الروم.
وفيها ولي معاوية عبد الله بن سوار العبدي بلاد مكران.
وفيها مات عمرو بن العاصي بمصر يوم الفطر، ويقال: سنة اثنتين وأربعين، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، وعبد الله بن سلام.
وأقام الحج مروان بن الحكم.
سنة أربع وأربعين فيها افتتح ابن عامر كابل (1)، وقتل بكابل أبو قتادة العدوي ويقال: الذي قتل أبو رفاعة العدوي.
ومن سبي كابل: مكحول الشامي، وسالم بن عجلان (2) الأفطس، وكيسان أبو أيوب بن أبي تميمة السختياني، ومنهم: نافع مولى بن عمر ومهران أبو حميد الطويل.
وفيها غزا المهلب بن أبي صفرة أرض الهند فسار إلى قندابيل ثم أخذ بنة والأهوان وهما في سفح جبل كابل، فلقيهم عدد (3) هزمهم الله وملأ المسلمون أيد بهم وانصرفوا سالمين.
وفيها كان من أمر معاوية وزياد الذي كان.
وفيها وفد ابن عامر إلى معاوية واستخلف على البصرة قيس بن الهيثم السلمي.
قال ابن الكلبي: فيها شتا عبد الرحمن بن خالد بأرض الروم.
وأقام الحج
معاوية بن أبي سفيان.
__________
(1) كابل أو كابلستان: من ثغور طخارستان اقليم متاخم للهند سكانه ترك يقال لهم الخلج وهو بين الهند وسجستان - مراصد الاطلاع.
(2) في حاشية الاصل: (كذا أيضا في أخرى غير هذه من النسخ).
وسالم الأفطس: هو مولى محمد بن مروان بن الحكم قتله عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس أول ما دخلت المسودة الشام سنة اثنتين وثلاثين مائة وكان منزلة حران وكان ثقد كثير الحديث.
طبقات ابن سعد 7 / 184.
ط.
بيروت.
(3) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
عدو).
(*)(1/155)
سنة خمس وأربعين فيها عزل معاوية ابن عامر عن البصرة، وولى الحار ث بن عمرو الأزدي فقدم في أول [ 121 و ] السنة، ثم عزله وولى زيادا فقدم البصرة في شهر ربيع فقتل سهم بن غالب الهجيمي الذي كان خرج بناحية جسر البصرة وصلبه.
وفيها بعث ابن عامر عبد الله بن سوار العبدي فافتتح القيقان وأصاب غنائم، وقاد منها خيلا فالبراذين القيقانية (1) من نسل تلك الخيل، ثم قدم واستخلف كراز بن ابي كراز العبدي (2)، وقدم على معاوية فرده إلى عمله وعزل ابن عامر.
وفيها غزا معاوية بن حديج إفريقية فنزل جبلا فأصابته أمطار فسمي جبل الممطور.
وأقام الحج مروان بن الحكم.
وفيها شتا عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أيضا بأرض الروم.
وفيها أغزى معاوية بن أبي سفيان معاوية بن حديج فبلغ فحص (3) فأصاب شيئا من سبي، ولم يفتح مدينة ولا حصنا ثم قفل.
وفيها مات زيد بن ثابت وسلمة بن سلامة بن وقش.
وأقام الحج مروا ن بن الحكم.
سنة ست وأربعين فيها عزل معاوية عبد الرحمن بن سمرة عن سجستان، وولا ها الربيع بن زياد بن الربيع الحارثي، فجاشت الترك وجمع كابل شاه الجموع وزحف إلى المسلمين فأخرجوا من كان بكابل من المسلمين، وغلبوا على زابلستان ورخج حتى انتهوا إلى بست، فلقيهم الربيع بن زياد ببست، فهزم الله رتبيل فاتبعه الربيع إلى الرخج.
__________
(1) في حاشية الاصل: (فأصل).
وفي مراصد الاطلاع.
فيقان: بلد قرب طبرستان.
(2) في حاشية الاصل: (خراز بن كراز).
- (3) الفحص: في المغرب كالقرية، وفحص الاجم: حصن منيع من نواحى افريقية.
مراصد الاطلاع.
(*)(1/156)
قال ابن الكلبي: فيها شتا مالك بن عبد الله أبو حكيم بأرض الروم ويقال: بل شتا بها مالك بن هبيرة الفزاري.
وأقام الحج عتبة بن أبي سفيان بن حرب.
سنة سبع وأربعين فيها غزا عبد الله بن سوار العبدي القيقان، فجمع له الترك، فقتل عبد الله بن سوار وعامة ذلك الجيش، وغلب المشركون على بلاد القيقان.
قال الكلبي: فيها شتا مالك بن هبيرة في أرض الروم، وشتا أبو عبد الرحمن القيني [ 122 ظ ] أنطاكية.
وفيها غزا رو يفع بن ثابت الأنصاري من أنطابلس فدخل إفريقية ثم انصرف من عامه.
وأقام الحج عنبسة بن أبي سفيان.
سنة ثمان وأربعين فيها عزل معاوية مروان بن الحكم عن المدينة وولاها سعيد بن العاصي،
قال أبو اليقظان: لما قتل عبد الله بن سوار كتب معاوية إلى زياد: (انظر رجلا يصلح لثغر الهند فوجهه)، فوجه زياد سنان بن سلمة بن محبق الهذلي.
قال ابن الكلبي: فيها شتا أبو عبد الرحمن القيني أيضا في أنطاكية، وقال بعضهم: ابن مكرز من بني عامر بن لؤي.
وأقام الحج سعيد بن العاصي.
سنة تسع وأربعين فيها قتل زياد بالبصرة الخطيم الباهلي الخارجي أحد بني وائل اسمه زياد بن مالك.
حد ثني بعض ولد سعيد بن سلم عن أبيه قال: ولد قتيبة بن مسلم يوم قتل الخطيم وذلك سنة تسع وأربعين.
وفي ولاية المغيرة بن شعبة على الكوفة خرج شبيب بن بجرة الأشجعي، فوجه إليه المغيرة كثير بن شهاب الحارثي فقتله باذربيجان.(1/157)
قال أبو عبيدة: خرج شبيب بن بجرة وكان ممن شهد النهروان بالكوفة على المغيرة بن شعبة عند دار الرزق فقتل.
قال ابن الكلبي: وفيها شتا مالك بن هبيرة بأرض الروم، ويقال: شتا بها فضالة بن عبيد الأنصاري، وشتا عبد الله بن مسعدة في البر.
وأقام الحج سعيد بن العاصي.
وفيها مات الحسن بن علي بن أبي طالب رحمة الله.
سنة خمسين فيها مات المغيرة بن شعبة بالكوفة في شعبان، واستخلف ابنه عروة، ويقال: استخلف جرير بن عبد الله.
فولى معاوية زيادا الكوفة مع البصرة، وجمع له العراق، فعزل زياد الربيع بن زياد الحارثي عن سجستان، وولاها عبيد الله بن أبي بكرة، وأمره بقتل الهرابذة وإطفاء النيران ما بينه وبين سجستان.
وفيها وجه معاوية عقبة بن نافع إلى إفريقية فخط القيروان وأقام بها ثلاث سنين.
حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: لما افتتح عقبة بن نافع إفريقية وقف على القيروان فقال: يا أهل الوادي إنا حالون إن شاء الله فاظعنوا ثلاث مرات.
قال: فما رأينا حجرا ولا شجرا إلا يخرج من تحته دابة، حتى يهبطن بطن الوادي ثم قال: انزلوا بسم الله.
وفيها غزى (1) مسلمة بن مخلد وهو أمير بمصر معاوية بن حديج أصاب سبيا وقفل سالما.
قال أبو خالد: غزى (2) مسلمة بن مخلد معاوية بن حديج، وكتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم وهو عامله على المدينة أن ابعث عبد الملك بن مروان على بعث المدينة إلى بلاغ المغرب، فقدم عبد الملك بن مروان فدخل مع معاوية بن حديج إفريقية، فبعثه معاوية بن حديج على خيل إلى
__________
(1) في حاشية الاصل: (أغزى).
(2) في مراصد الاطلاع، جلولاء: مدينة مشهورة بافريقية أزلية مبنية بالصخر.
(*)(1/158)
جلولاء (1) بأرض المغرب، فحصر أهلها ونصب عليها المجانيق، فكتب إليه معاوية بن حديج أن انصرف فانصرف، وقد كان أوهى الحائط فخر الحائط فانصرف بالناس راجعين، فقتل المقاتلة وسبى الذرية، ووجه ابن حديج جيشا فنزلوا على مدينة فسألوه الصلح فصالحهم، وانصرف في سنة إحدى وخمسين.
وفيها غزا يزيد بن معاوية أرض الروم ومعه أبو أيوب الأنصاري.
وفيها
دعا معاوية بن أبي سفيان أهل الشام إلى بيعة ابنه يزيد بن معاوية، فأجابوه وبايعوا يزيدا.
وفيها شتا عبد الله بن عامر أرض الروم.
وفيها قتل راشد بن عمر الجديدي بالهند.
وأقام الحج يزيد بن معاوية بعد أن قفل من أرض الروم.
[ 124 ظ ] وفيها مات أبو أيوب الأنصاري بأرض الروم، وعبد الرحمن بن سمرة وصلى عليه زياد، وأبو موسى بالكوفة، والحكم بن عمرو الغفاري بخراسان، وراشد بن عمرو الجديدي بأرض الهند، والمغيرة بن شعبة.
وفيها قدم الربيع بن زياد الحارثي خراسان من قبل زياد فغزا بلخا، وكانت أغلقت بعد الأحنف فصالحوا الربيع، ثم غزا الربيع قهستان ففتحها عنوة.
الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه قالا: وجمعت العراق لزياد سنة خمسين، فكان على شرطه بالبصرة عبد الله بن حصن أحد بني ثعلبة بن يربوع، وعلى شرطه بالكوفة شداد بن الهيثم الهلالي، وكاتب الخراج زاذان فروخ، وكاتب الرسائل عبد الرحمن بن أبي بكرة وجبير بن حية، وحاجبه مهران مولاه.
ومات وهو ابن ثلاث وستين.
وفيها قتل عمرو بن الحمق الخزاعي بالموصل، قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي عم عبد الرحمن بن أم الحكم.
يحيى بن عبد الرحمن عن ابن لهيعة قال: حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار قال: غزونا مع ابن حديج إفريقية فنفلنا النصف بعد الخمس.
وفيها ولي زياد سنان بن سلمة بن المحبق ثغر الهند بعد قتل راشد.
فحدثنا أبو اليمان النبال قال: غزونا مع سنان القيقان، فجاءنا قوم كثير من العدو فقال سنان: أبشروا فأنتم بين خصلتين: الجنة والغنيمة، ثم أخذ سبعة أحجار وواقف القوم، قال: إذا رأيتموني قد حملت فاحملوا، فلما صارت الشمس في كبد السماء رمى بحجر في وجوه القوم وكبر، ثم رمى بها حجرا حجرا(1/159)
حتى بقي السابع، فلما زالت الشمس عن كبد السماء رمى بالسابع ثم قال: (حم لا ينصرون) وكبر وحمل وحملنا معه فمنحونا أكتافهم فقتلناهم، أربعة فراسخ فأتينا قوما [ 125 و ] متحصنين في قلعة فقالوا: والله ما أنتم قتلتمونا، ولا قتلنا إلا رجال ما نراهم معكم الآن على خيل بلق، عليهم عمائم بيض فقلنا: ذلك نصر الله.
فرجعنا والله ما أصيب منا إلا رجل واحد، فقلنا لسنان: واقفت القوم حتى إذا زالت الشمس واقعتهم ؟ قال: كذ لك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأقام الحج معاوية.
سنة إحدى وخمسين فيها قتل معاوية بن أبي سفيان حجر بن عدي بن الأدبر ومعه محرر بن شهاب وقبيصة بن ضبيعة بن حرملة القيسي وصيفي بن بسيل (1) من ربيعة.
وفيها مات كعب بن عجرة.
وفيها أخذ معاوية الناس بالبيعة ليزيد.
حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدثني أبي قال: نا النعمان بن راشد عن الزهري عن ذكوان مولى عائشة قال: لما أجمع معاوية أن يبايع لابنه يزيد، حج فقدم مكة في نحو من ألف رجل، فلما دنا من المدينة خرج ابن عمر وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر، فلما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر ابنه يزيد فقال: من أحق بهذا الأمر منه، ثم ارتحل فقدم مكة فقضى طوافه، ودخل منزله، فبعث إلى ابن عمر، فتشهد وقال: (أما بعد يا بن عمر فإنك قد كنت تحد ثني أنك لا تحب أن تبيت ليلة سوداء ليس عليك أمير، وإني أحذرك أن تشق عصا المسلمين، وأن تسعى (2) في فساد ذات بينهم)، فلما سكت تكلم ابن عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (أما بعد فإنه قد كانت قبلك خلفاء لهم أبناء ليس ابنك بخير من أبنائهم، فلم
يروا في أبنائهم ما رأيت أنت في ابنك، ولكنهم اختاروا للمسلمين حيث عملوا
__________
(1) في تاريخ الطبري 5 / 271: (صيفي بن فسيل) بالفاء.
(2) في الاصل: (تسع).
(*)(1/160)
الخيار، وأنك تحذرني أن أشق عصا المسلمين، فإذا اجتمعوا على أمر [ 126 ظ ] فإنما أنا رجل منهم)، فقال: (يرحمك الله)، فخرج ابن عمر.
وأرسل إلى عبد الرحمن بن أبي بكر، فتشهد وأخذ في الكلام، فقطع عليه كلامه فقال: (إنك والله لوددت أنا وكلناك في أمر ابنك إلى الله، وإنا والله لا نفعل، والله لتردن هذا الأمر شورى في المسلمين، أولنفرنها عليك جذعة) ثم وثب فقام.
فقال معاوية: (اللهم اكفنيه بم شئت)، ثم قال: (على رسلك أيها الرجل لا تشرفن بأهل الشام فإني أخاف أن يسبقوني بنفسك حتى أخبر العشية أنك قد بايعت ثم كن بعد ذلك على ما بدا لك من أمرك).
ثم أرسل إلى ابن الزبير فقال: (يا بن الزبير إنما أنت ثعلب رواغ كلما خرج من جحر دخل آخر، وإنك عمدت إلى هذين الرجلين فنفخت في مناخرهما وحملتهما على غير رأيهما)، فتكلم ابن الزبير فقال: (إن كنت قد مللت الإمارة فاعتزلها، وهلم ابنك فلنبايعه، أ رأيت إذا بايعنا ابنك معك لأيكما نسمع ؟ لأيكما نطيع ؟ لا نجمع البيعة لكما والله أبدا.
ثم قام.
فراح معاوية فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إنا وجدنا أحاديث الناس ذوات عوار، زعموا أن ابن عمر وابن الزبير وابن أبي بكر الصديق لم يبايعوا يزيد قد سمعوا وأطاعوا وبايعوا له) فقال أهل الشام لا والله لا نرضى حتى يبايعوا على رؤوس الناس وإلا ضربنا أعناقهم، فقال: (مه سبحان الله ما أسرع الناس إلى قريش بالسوء، لا أسمع هذه المقالة من أحد بعد اليوم)، ثم نزل.
فقال الناس: بايع ابن عمر وابن الزبير وابن أبي بكر، ويقولون: لا والله ما بايعنا.
ويقول الناس: بلى لقد بايعتم، وارتحل معاوية فلحق بالشام.
وحدثنا وهب قال: حدثني أبي عن أيوب عن نافع قال: خطب معاوية فذكر ابن عمر فقال: والله ليبايعن أو لأقتلنه، فخرج عبد الله بن عبد الله بن عمر إلى أبيه فأخبره، وسار إلى مكة ثلاثا، فلما أخبره بكى ابن عمر، فبلغ الخبر عبد الله بن صفوان [ 127 و ] فد خل على ابن عمر فقال: أخطب هذا بكذا ؟ قال: نعم.
فقال: ما تريد ؟ أ تريد قتاله ؟ فقال: يا بن صفوان الصبر خير من ذلك.
فقال ابن صفوان: والله لئن أراد ذلك لأقاتلنه.
فقدم معاوية مكة، فنزل(1/161)
ذا طوى، فخرج إليه عبد الله بن صفوان فقال: أنت الذي تزعم أنك تقتل ابن عمر إن لم يبايع لابنك ؟ فقال: أنا أقتل ابن عمر ؟ ! إني والله لا أقتله.
وهب بن جرير قال: حدثني جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخ أهل المدينة يحد ثون أن معاوية لما كان قريبا من مكة، فلما راح من مر (1) قال لصاحب حرسه: لا تدع أحدا يسير معي إلا من حملته أنا.
فخرج يسير وحده حتى إذا كان وسط الأراك لقيه الحسين بن علي، فوقف وقال: (مرحبا وأهلا يا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد شباب المسلمين، دابة لأبي عبد الله يركبها)، فأتي ببرذون فتحول عليه، ثم طلع عبد الرحمن بن أبي بكر فقال: (مرحبا وأهلا بشيخ قريش وسيدها وابن صديق هذه الأمة، دابة لأبي محمد)، فأتي ببرذون فركبه، ثم طلع ابن عمر فقال: (مر حبا وأهلا بصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن الفاروق وسيد المسلمين) ودعا له بدابة فركبها، ثم طلع ابن الزبير فقال له: (مرحبا وأهلا يا بن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن الصديق وابن عمة رسول الله)، ثم دعا له بدابة فركبها.
ثم أقبل يسير بينهم، لا يسايره
غيرهم حتى د خل مكة، ثم كانوا أول داخل وآخر خارج، ليس في الأرض صباح إلا لهم فيه حباء وكرامة، لا يعرض لهم بذكر شئ مما هو فيه حتى قضى نسكه وترحلت أثقاله، وقرب مسيرة إلى الكعبة وأنيخت رواحله، فأقبل بعض القوم على بعض فقالوا: أيها القوم لا تخدعوا إنه والله ما صنع بكم لحبكم و لا كرامتكم، وما صنعه إلا لما يريد فأعدوا له جوابا.
وأقبلوا على الحسين فقالوا: أنت يا أبا عبد الله ؟ قال: [ 116 ظ ] (وفيكم شيخ قريش وسيدها هو أحق بالكلام).
فقالوا: أنت يا أبا محمد ؟ لعبد الرحمن بن أبي بكر فقال: (لست هناك وفيكم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن سيد المسلمين) - يعني ابن عمر -.
فقالوا لابن عمر: أنت ؟ قال: (لست بصاحبكم ولكن ولوا الكلام ابن الزبير يكفيكم).
قالوا: أنت يا بن الزبير.
قال: (نعم إن أعطيتموني عهودكم ومواثيقكم ألا تخالفوني كفيتكم الرجل).
فقالوا: فلك ذلك.
فخرج
__________
(1) بطن مر: من نواحي مكة عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا يأتي في نخلة وفي مر.
(*)(1/162)
الإذن فأذن لهم، فدخلوا، فتكلم معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (قد علمتم سيرتي فيكم وصلتي لأرحامكم وصفحي عنكم وحملي لما يكون منكم، ويزيد بن أمير المؤمنين أخوكم وابن عمكم وأحسن الناس فيكم رأيا، وإنما أردت أن تقدموه باسم الخلافة وتكونون أنتم الذين تنزعون وتؤمرون، وتجبون وتقسمون، لا يدخل عليكم في شئ من ذلك)، فسكت القوم فقال: (ألا تجيبوني ؟ فسكتوا.
فأقبل على بن الزبير فقال: (هات يا بن الزبير، فإنك لعمري صاحب خطبة القوم.
قال: نعم يا أمير المؤمنين نخيرك بين ثلاث خصال أيها ما أخذت فهو لك رغبة).
قال: (لله أبوك اعرضهن).
قال: (إن شئت صنعت
ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن شئت صنعت ما صنع أبو بكر فهو خير هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن شئت صنعت ما صنع عمر فهو خير هذه الأمة بعد أبي بكر).
قال: (لله أبوك وما صنعوا ؟) قال: (قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعهد ولم يستخلف أحدا، فارتضى المسلمون أبا بكر، فإن شئت أن تدع هذا الأمر حتى يقضي الله فيه قضاءه فيختار المسلمون لأنفسهم) فقال: (إنه ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر، إن أبا بكر كان رجلا تقطع دونه الأعناق، وإني لست آمن عليكم الاختلاف).
قال: (صدقت والله ما تحب أن تدعنا [ 129 و ] على هذه الأمة).
قال (فاصنع ما صنع أبو بكر).
قال: (لله أبوك قال: وما صنع أبو بكر ؟) قال: (عمد إلى رجل من قاصية قريش ليس من بني أبيه ولا من رهطه الأدنين فاستخلفه، فإن شئت أن تنظر أي رجل من قريش شئت ليس من بني عبد شمس فترضى به) قال: (لله بوك الثالثة ما هي ؟) قال: (تصنع ما صنع عمر).
قال: (وما صنع عمر ؟) قال: (جعل هذا الأمر شورى في ستة نفر من قريش، ليس فيهم أحد من ولده ولا من بني أبيه ولا من رهطه).
قال: (فهل عندك غير هذا) ؟ قال: (لا).
قال: (فأنتم ؟) قالوا: ونحن أيضا).
قال: (إما لا فإني أحببت أن أتقدم إليكم أنه قد أعذر من أنذر، وإنه قد كان يقوم منكم القائم إلي فيكذبني على رؤوس الناس، فأحتمل له ذلك وأصفح عنه.
وإني قائم بمقالة إن صدقت فلي صدقي وإن كذبت فعلي كذبي، وإني أقسم لكم بالله لئن رد علي منكم إنسان كلمة في مقامي مذا لا ترجع إليه كلمته حتى يسبق إلي رأسه، فلا يرعين رجل إلا على نفسه)، ثم دعا صاحب حرسه(1/163)
فقال: (أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين من حرسك، فإن ذهب رجل يرد علي كلمة في مقامي هذا بصدق أو كذب فليضرباه بسيفيهما)، ثم خرج وخرجوا معه
حتى إذا رقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، لا نستبد بأمر دونهم ولا نقضي أمرا إلا عن مشورتهم، وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد بن أمير المؤمنين من بعده، فبايعوا بسم الله)، فضربوا على يديه ثم جلس على راحلته وانصرف فلقيهم الناس فقالوا: زعمتم وزعمتم فلا أرضيتم وحبيتم فعلتم قالوا: إنا والله ما فعلنا قالوا: فما منعكم أن تردوا على الرجل إذ كذب ؟ ثم بايع أهل المدينة والناس ثم خرج إلى الشام.
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: نا سفيان عن محمد بن المنكدر قال: قال ابن عمر حين بويع يزيد بن معاوية: إن كان خيرا رضينا وإن كان [ 130 ظ ] بلاء صبرنا (1).
وحدثنا عبد الرحمن قال: نا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن (2) قال: د خلنا على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استخلف يزيد بن معاوية فقال: أ تقولون أن يزيد ليس بخير أمة محمد، لا أفقه فيها فقها ولا أعظمها فيها شرفا ؟ قلنا (3): نعم.
قال: وأنا أقول ذلك، ولكن والله لأن تجتمع أمة محمد أحب إلي من أن تفترق.
أ رأيتم بابا لو د خل فيه أمة محمد وسعهم، أ كان يعجز عن رجل واحد لو دخل فيه ؟ قلنا: لا.
قال: أ رأيتم لو أن أمة محمد قال كل رجل منهم لا أهريق دم أخي، ولا آخذ ماله، أ كان هذا يسعهم ؟ قلنا: نعم.
قال: فذ لك ما أقول لكم.
ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يأتيك من الحياء إلا خير).
__________
(1) في حاشية الاصل: (وقال الاوزاعي أن ابن عمر قا في ذلك نحو هذا).
(2) في حاشية الاصل: (هو الحميري).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 147.
ط.
بيروت.
(3) في حاشية الاصل: (هو ساقط في الأم ومما زاد القاضي لأنه غير مستغني عنه).
(*)(1/164)
إسماعيل بن سنان قال: نا حماد بن سلمة عن يعلى بن عن عمه قال: كنت مع عبد الله بن عمرو حين بعثه يزيد بن معاوية إلى عبد الله بن الزبير قال: فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لابن الزبير: (تعلم أني وجدت في الكتاب أنك ستعني وتعنى، وتدعى الخليفة ولست بخليفة، وإني أجد الخليفة يزيد بن معاوية).
أشهل قال: نا ابن عون عن محمد عن عقبة بن أوس السدوسي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال: ملك الأرض المقدسة معاوية وابنه.
وأقام الحج سنة إحدى وخمسين معاوية بن أبي سفيان.
وفيها شتا فضالة بن عبيد الأنصاري بأرض الروم في البحر.
وفيها مات عمرو بن حزم الأنصاري، وجرير بن عبد الله البجلي، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكعب بن عجرة الأنصاري.
وفيها ولد الزهري.
سنة اثنتين وخمسين فيها صالح عبيد الله بن أبي بكرة رتيبل على كابل وبلاده على ألف ألف درهم.
[ 131 و ] وأقام الحج سعيد بن العاصي.
وفيها شتا بسر بن أرطاة بأرض الروم ومعه سفيان بن عوف الزهري (1).
وفيها مات أبو بكرة بالبصرة وصلى عليه أبو برزة الأسلمي، وعمران بن حصين بالبصرة.
سنة ثلاث وخمسين فيها مات زياد بن أبي سفيان بالكوفة.
واستخلف على البصرة سمرة بن جندب، على الكوفة عبد الله بن خالد بن أسيد، فعزل معاوية عبد الله بن خالد وولاها الضحاك بن قيس الفهري وعزل عبيد الله بن أبي بكرة عن سجستان
__________
(1) في حاشية الاصل: (أراه أراد الزاهراني وليس أيضا بزهراني وانما هو غامدي وكلا النسيين من الأزد.
الفقيه أبو الوليد يقوله).
وجاء نسبه في جمهرة ابن حزم ص 378.
(سفيان بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة بن الدؤل بن سعد بن غامد.
صاحب الصوائف إلى أرض الروم).
(*)(1/165)
وولاها عباد بن زياد، فغزا عباد القند هار حتى بلغ بيت الذهب، وجمع له الهند جمعا فقاتلهم، فهزم الله الهند، ولم يزل على سجستان حتى مات معاوية.
وفيها شتا عبد الرحمن بن أم الحكم بأرض الروم.
وفيها ولى معاوية عبيد الله بن زياد خراسان.
وفيها ولد يزيد بن المهلب، مات زياد وهو ابن ثلاث وخمسين، ويقال: فيها مات عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق.
وفي في إمارة زياد على العراق كان أمر قريب وزحاف، وهما ابنا خالة.
حدثنا وهب بن جرير قال: حدثني أبي عن جرير بن زيد (1) قال: خرج قريب وزحاف في إمارة زياد في سبعين رجلا، وذلك في شهر رمضان، فأتوا بني ضبيعة وهم في مسجدهم، فلقوا رجلا منهم يقال له: رؤبة بن المخبل فقتلوه.
قال وهب: قال أبي: فحدثني الزبير بن الخريت عن أبي لبيد أن رؤبة بن المخبل قال في العشية التي قتل في ليلتها في شئ حدث به: إن كنت صادقا فرزقني الله الشهادة قبل أن أرجع إلى بيتي، فلقوه تلك الليلة قبل أن يصل إلى منزله فقتلوه، ثم أتوا مسجد بني قطيعة.
قال وهب: وحدثني أبي عن قطن الأزرق عن شيخ منهم قال: ما شعرنا و إنا لقيام في المسجد حتى أخذوا بأبواب المسجد وحكموا، [ 132 ظ ] ومالوا على أهل المسجد يقتلونهم، فوثب القوم الجدر وسعوا إلى الأبواب، وصعد رجل المنارة فجعل ينادي: يا خيل الله اركبي، فصعدوا إليه فقتلوه حتى إذا لم يبق في
المسجد إلا قتيل، وهرب من هرب، خرجوا يحكمون في السكة، وخرج رجل من بني قطيعة من باب داره فوافق القوم حتى انتهوا إلى باب، فضربه رجل بالسيف حين أخرج رأسه فقد لحيه فرجع وأغلق الباب، وكان عروسا قبل ذلك حديثا، فقامت إليه امرأته فشدته بخمار لها مصبوغ ببقم فالتأم وبرا.
قال قطن: فأدركته وفي فيه الضجم (2).
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ يزيد).
انظر الجرح والتعديل 2 / 2070 - 2071.
(2) في المغرب للجواليقي، البقم: فارسي معرب وهو ضبغ أحمر.
وفي القاموس الضجم: عوج في الفم والشدق والشفة والذقن والعنق.
(*)(1/166)
قال: وحدثني ذلك الرجل حديثهم أيضا قال: ومضوا وأقبل رجل من الحي في يده السيف نحوهم، فناداه بعض من أشرف عليه من ظهر البيوت: يا فلان اتق الحرورية، فقال رجل منهم: لسنا الحرورية ولكنا الحرس، فأمن الرجل فقام حتى انتهوا إليه فقتلوه، ومضوا حتى دخلوا مسجد المعاول (1) فقتلوا من فيه ثم مضوا حتى خرجوا إلى رحبة بني علي.
حدثنا وهب قال: حدثني أبي قال: نا جرير بن يزيد أنهم انتهوا إلى رحبة بني علي، فخرج عليهم بنو علي، وكانوا رماة فرموهم بالنبل حتى صرعوهم أجمعين.
قال: فلما أصبحنا غدونا ونحن شباب فإذا هم قد صلبوا عن حفرة السعدين.
قال: فجاءت جارية معها قصعة فيها دراهم فنظرت إليهم فقالت: (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار (2))، فأخذت فصلبت معهم.
قال: فكأني أنظر إليها ومعها الدراهم ما يعرض لها أحد.
قال: وكان قريب وزحاف ابني خالة.
حدثنا وهب قال: حد ثني غسان بن مضر قال: حدثني سعيد بن يزيد
قال: خرج قريب وزحاف وزياد بالكوفة وسمرة بالبصرة، قال: فخرجوا ليلة فنزلوا مقبرة بني يشكر، وكانا واعدا خوارج المضرية أن يجتمعوا جميعا في مقبرة بني يشكر، فلم توافهم خوارج مضر [ 133 و ] فقال بعضهم لبعض: لو تفرقنا.
فقالوا: قد عرف كل رجل منكم من أين خرج، وتتبعون في منازلكم فتقتلون، وذلك في شهر رمضان وهم سبعون رجلا، فأقبلوا فمروا ببني ضبيعة، فأتوا على شيخ منهم يقال له: حبكان، فقال حين رآهم: مرحبا بأبي الشعثاء، وهو يحسب أنه ابن حصن وكان على الشرط فقتلوه.
قال: وتفرقوا في مساجد الأزد وانطلقت فرقة منهم إلى بني علي، وأتت فرقة منهم مسجد المعاول، فخرج عليهم سيف بن وهب بالترس والرمح في أصحاب له، فكان يطعن الرجل الطعنة فيشيله من الأرض فقتل من أتاه، وخرج على قريب و زحاف شباب من بني علي
__________
(1) في حاشية الاصل: (المعاول: بطن من الأزد وهم بنو معولة بن شمس).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 384.
(2) سورة الرعد 13 / 34.
(*)(1/167)
وشباب من بني راسب بالنبل، قال قريب: هل في القوم فلان ؟ يعني عبد الله بن أوس الطاحي وهو عم طوق وأوس كان يناضله قبل ذلك قالوا: نعم، قال: فهلم إلى البراز فقتله عبد الله بن أوس، وجاء برأسه.
قال: وأقبل زياد من الكوفة ومسعود بن عمرو معه، فقال له زياد وجعل يؤنبه: فعلتم وفعلتم ؟ فقال مسعود: هذا باطل.
فقال زياد: أكذب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟.
؟ ثم قال: يا معشر طاحية لو لا أنكم قد أصبتم في القوم لبعثت بكم إلى السجن.
قال: فادعى بنو علي قتلهم، وادعى بنو راسب قتلهم.
قالوا: فالحكم بيننا وبينهم النبل، فوجدوا نبل بني علي في القتلى أكثر.
قال سعيد بن يزيد: وكان قريب وزحاف أول من خرج بعد أهل النهروان من الحرورية.
قال: وكان قريب من بني إياد، وزحاف من بني طئ، وهما ابنا خالة.
قال وهب: وسمعت غسان بن مضر يقول: سمعت سعيد بن يزيد يقول: قال أبو بلال: قريب لا قربه الله وأيم الله لئن أقع من السماء إلى الأرض أحب أن أصنع كما صنع.
يعني الاستعراض.
قال وهب: قال أبي: اشتد ز ياد في أمر الحرورية بعد قريب وزحاف فقتلهم، وأمر سمرة بقتلهم، فقتل منهم بشرا كثيرا.
قال أبو عبيدة: زحاف طائي [ 134 ظ ] وقريب إيادي (1) من إياد بني سود خرجوا، فقتلوا رؤبة بن المخبل، ثم قتلوا جابر بن كعب الجديدي، وضربوا بكير بن وائل الطاحي على ذراعه فاتقى.
قال أبو عبيدة: فركب زياد فلحقه شقيق بن ثور وحجار بن أبجر وعباد بن حصين الحبطي، فجرحوا شقيقا في جبهته، وصرعوا حجار بن أبجر، فاستنقذه شقيق، فزعموا أن زيادا قال لبني علي: لا عطية لكم عندي إن نجوا، فقاتلهم المقاتلة ورمتهم الذراري من فوق البيوت حتى قتلوا.
و وأقام الحج سعيد بن العاصي.
__________
(1) في الحاشية: (ف.
غ.
أودي).
والذي وجدته في الكامل للمبرد ص 984.
ط.
البابي: (قريب بن مرة الازدي وزحاف الطائي).
وجاء عنده.
(وبلغ أبا بلال خبرهما فقال: قريب لا قربه الله من الخير وزحاف لا عفا الله عنه، ركباها مظلمة، يريد اعتراضهما الناس).
(*)(1/168)
سنة أربع وخمسين فيها عزل معاوية سعيد بن العاصي عن المدينة وولاها مروان بن الحكم، واستقضى مروان مصعب بن عبد الرحمن بن عوف.
وفيها غزا عبيد الله بن زياد
خراسان، فقطع النهر إلى بخارى على الإبل، فكان أول عربي قطع النهر إلى بخارى.
وافتتح زامير ونصف بيكند (1)، وهما من بخارى.
وعزل معاوية سمرة بن جندب عن البصرة، وولاها عبد الله بن عمرو بن غيلان الثقفي ستة أشهر.
وفيها ولى معاوية الضحاك بن قيس الكوفة وفيها شتا محمد بن مالك بأرض الروم.
وأقام الحج مروان بن الحكم.
وفيها أغزى مسلمة بن مخلد خالد بن ثابت الفهري (2) بلاد المغرب، وأمره أن يستخلف أبا المهاجر دينارا من الأنصار.
فانصرف وخلف أبا المهاجر.
حدثني حاتم بن مسلم قال: بعث الضحاك بن قيس إذ كان على الكوفة مصقلة بن هبيرة الشيباني إلى طبرستان، فصالح أهلها على خمس مائة ألف درهم وزن خمسة، ومائة طيلسان، وثلاث مائة رأس.
وبها قتل دحية غلام بيرك فقتله.
وفيها مات حكيم بن حزام، ومخرمة بن نوفل وأبو قتادة، وحويطب بن عبد العزى من بني عامر بن لؤي، وثوبان، وسعيد بن يربوع المخزومي.
[ 135 و ] سنة خمس وخمسين فيها عزل معاوية عبد الله بن عمرو بن غيلان عن البصرة، وولاها عبيد الله بن زياد.
فلم يزل واليا حتى مات فأقره يزيد.
وفيها غزا يزيد بن شجرة الرهاوي فقتل، وقال بعضهم: لم يقتل في هذه الغزاة، قتل بعد ذلك.
وأقام الحج مروان بن الحكم.
وفيها مات سعد بن مالك، وأبو اليسر، قال أبو الحسن: وزيد بن ثابت.
__________
(1) في مصادر الاطلاع، زامين: من قرى بخارى وقد وردت بالاصل بالراء (زامير).
(2) في حاشية الاصل: (الفهمي).
هكذا ورد عند حجر في الاصابة - 2149.
(*)(1/169)
سنة ست وخمسين فيها عزل معاوية عبيد الله بن زياد عن خراسان وولاها سعيد بن عثمان بن عفان، فغزا سعيد ومعه المهلب بن أبي صفرة، وطلحة بن عبد الله بن خلف (1) طلحة الطلحات، وأوس بن ثعلبة من بني تيم اللات وربيعة بن عسل اليربوعي، فغزا سمرقند، وخرج إليه الصغد فقاتلوه، فألجأهم إلى مدينتهم، فصالحوه وأعطوه رهائن.
وفيها شتا مسعود بن أبي مسعود أرض الروم، ويقال: جنادة بن أبي أمية.
وأقام الحج الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
وفيها مات إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله بخراسان.
وفيها ماتت جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
سنة سبع وخمسين فيها عزل معاوية الضحاك بن قيس عن الكوفة، وولاها عبد الرحمن بن أم الحكم.
وفيها وجه معاوية بن أبي سفيان حسان بن النعمان الغساني إلى إفريقية، فصالحه من يليه من البربر، ووضع عليها الخراج.
فلم يزل عليها حتى مات معاوية.
وفيها عزل معاوية مروان بن الحكم عن المدينة وولاها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فلم يزل عليها واليا حتى مات معاوية، واستقضى الوليد ابن زمعة العامري على المدينة.
وفيها عزل سعيد بن عثمان عن خراسان وولاها عبيد الله بن زياد.
[ 136 ظ ] وفيها شتا عبد الله بن قيس بأرض الروم.
وفيها ماتت عائشة أم المؤمنين وأبو هريرة.
وأقام الحج الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
__________
(1) في حاشية الاصل.
(ف.
غ.
ابن خالد).
والذي في جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 238 يوافق ما جاء في المثن.
(*)(1/170)
سنة ثمان وخمسين قال خليفة: فيها شتا مالك بن عبد الله بأرض الروم.
وفيها غزا يزيد بن شجرة الرهاوي، فأصيب هو وأصحابه.
وأقام الحج الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
وفيها مات عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
وعقبة بن عامر الجهني.
قال بقي (1): وقرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث أنه قال: وفي سنة ثمان وخمسين غزوة أكدر وسعيد بن يزيد رودس، وغزوة مالك بن الأبجر إفريقية.
وفيها نزع مروان عن أهل المدينة وأمر الوليد بن عتبة.
قال بقي: وكتب إلي بكار بن عبد الله عن محمد بن عائذ قال: حدثني الوليد قال: حدثني غير يزيد قال: وفي سنة ثمان وخمسين شتا عمرو بن مرة البذبذون (2).
وأغار الحصين بن نمير على صائفة الروم.
قال خليفة والليث: وحج عامئذ بالناس الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
سنة تسع وخمسين قال خليفة: فيها غزا دينار أبو المهاجر، فنزل على قرطاجنة، فالتقوا فكثر القتل والجراح في الفريقين، وحجز الليل بينهم، وانحاز المسلمون من ليلتهم، فنزلوا حبلا في قبلة تونس، ثم عاودوهم القتال فصالحوهم على أن يخلوا لهم الجزيرة، وانتهى المهاجر إلى عيون أبي المهاجر وافتتح ميلة (3)، وكان إقامته في هذه الغزاة نحوا من سنتين.
وفيها شتا عمرو بن مرة المهري بأرض الروم في البر، ولم يكن عامئذ بحر.
وفيها مات سعيد بن العاصي وجبير بن مطعم، وشيبة بن عثمان وعبد الله بن عامر بن كريز.
وفيها مات ولد عوف بن أبي جميلة [ 137 و ] الأعرابي.
وفيها
__________
(1) في حاشية الاصل.
(هو بقيبن مخلد القرطبي).
(2) في حاشية الاصل: (البذبدون: ماء بثغر الروم وفي مات المأمون).
(3) في مراصد الاطلاع، ميلة: مدينة صغيرة بأقصى افريقية بينها وبين بجاية ثلاثة أيام وبينها وبين قسنطينة يوم واحد وهي قليلة الماء.
(*)(1/171)
مات معاوية بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب، وصلى عليه ابنه يزيد بن معاوية، ويقال: لم يحضر يزيد، صلى عليه الضحاك بن قيس.
مات معاوية وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
ويقال: ست وثمانين.
وكانت وكانت ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وعشرين يوما.
ولد بمكة في دار أبي سفيان بن حرب، ويقال: في دار عتبة بن ربيعة.
ومات في آخر ولاية معاوية: أسامة بن زيد، وعمرو بن عوف، وصفوان بن المعطل، وعثمان بن حنيف، ومجمع بن جارية، وأبو حميد الساعدي، وخراش بن أمية، وابن بحينة، وقيس بن سعد بن عبادة، وأبو جهم بن حذيفة، ومسلمة بن مخلد، وبلال بن الحارث المزني، والحارث بن الأزمع الهمداني، ومحجن بن الأدرع أدرك معاوية، وفضالة بن عبيد، وشداد ابن أوس، ويقال: مات سنة إحدى وأربعين.
قال بقي: وقرئ على يحيى بن عبد الله بن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: وفي سنة تسع وخمسين غزوة جنادة بن أبي أمية وعلقمة بن جنادة الحجري وعلقمة بن الأخثم، رودس.
وحج عامئذ بالناس محمد بن أبي سفيان.
قال: وكتب إلي بكار بن عبد الله عن محمد بن عائذ عن الوليد عن رجل قال: وفي سنة تسع وخمسين شتا جنادة بن أبي أمية بأرض الروم.
قال: ونا ابن نمير قال: ومات أبو هريرة سنة تسع وخمسين (1).
القضاة في خلافة معاوية
قال خليفة: البصرة: عليها عميرة بن يثربي الضبي، ولاه ابن عامر، ووولى عمران بن حصين فاستعفاه فأعفاه وولى زياد عاصم بن فضالة أخا عبد الله بن فضالة الليثي، وزرارة بن أوفى الخرشي، وقضى شريح مع زياد بالبصرة سنة.
__________
(1) في حاشية الاصل.
(تقدم أنه مات في سبع وخمسين والأكثر أنه مات سنة ثمان وخمسين كذلك عائشة).
(*)(1/172)
[ 138 ظ ] وقضى لعبيد الله بن زياد في خلافة معاوية زرارة بن أوفى، وقضى له أيضا عبد الرحمن بن أذينة الكوفة: لم يزل شريح قاضيا عليها حتى أحدره (1) زياد معه إلى البصرة، فقضى عليها بعده مسروق بن الأجدع حتى رجع شريح (2).
المدينة: استقضى مروان عليها عبد الله بن نوفل بن الحارث، ولم يزل قاضيا عليها حتى عزل مروان سنة ثمان وأربعين.
ثم ولي سعيد بن العاصي فاستقضى أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، فلم يزل قاضيا حتى عزل سعيد بن العاصي.
وولي مروان بن الحكم الثانية سنة أربع وخمسين، فاستقضى مروان بن الحكم مصعب بن عبد الرحمن بن عوف، فلم يزل قاضيا عليها حتى عزل مروان سنة سبع وخمسين في آخر ذي القعدة.
وولي الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فاستقضى ابن زمعة العامري حتى مات معاوية.
قال: وكان كاتب الرسائل: عبيد بن أوس الغساني.
وعلى الديوان وأمره كله سرجون بن منصور الرومي.
وحاجبه: أبو أيوب مولاه.
وعلى شرط: يزيد بن الحر مولاه، فمات يزيد فولى قيس بن حمرة الهمداني، ثم عزله وولى ذ هل بن عمرو العذري.
وكان أول من اتخذ صاحب حرس، وأول من وضع ديوان
الخاتم، وكان على الحرس المختار مولى لحمير، وعلى الخاتم: عبد الله بن عمرو الحميري.
ومات معاوية - رحمه الله - يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين.
قال: وكان أول من جمعت له العراق زياد بن أبي سفيان، جمعها له معاوية، وذلك في سنة خمسين فلم يزل واليا عليها حتى مات سنة ثلاث وخمسين.
__________
(1) في حاشية الاصل: (الكلام حدره.
ومما في أمر لله، صح المتقدم).
(2) في حاشية الاصل: (من هنا قيل لشريح قاضي المصرين).
(*)(1/173)
سنة ستين قال بقي: وقرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: وفي سنة ستين توفي أمير المؤمنين معاوية في رجب لأربع ليال خلت منه، واستخلف يزيد بن معاوية.
وفيها حمل أهل مصر إلى رودس الطعام.
وفيها نزع الوليد بن عتبة [ 139 و ] عن المدينة وأمر عمرو بن سعيد على المدينة ومكة والطائف، فحج عامئذ بالناس عمرو بن سعيد، ثم نزع في مستهل ذي الحجة وأمر الوليد بن عتبة.
زاد حرمله في روايته عن ابن بكير: وخرج حسين بن علي رضي الله عنه إلى العراق وابن الزبير إلى مكة.
قال: وكتب إلي بكار بن عبد الله عن محمد بن عائذ قال: وحدثنا غير الوليد (1) بأمراء معاوية على الصوائف، فكتبت ذلك على ما سمعت من ذلك ما حدثنا إسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن سعيد بن حنظلة: أن معاوية بن أبي سفيان أمر عمرو بن معاوية العقيلي على الصائفة، فلما قدم سأله عما بلغ الخمس، فأخبره.
فقال: أين هو ؟ قال عمرو: تسألني عن الخمس وأرى رجلا من المهاجرين يمشي على قدميه لا أحمله فقال معاوية: لا جرم لا تنالها
ما بقيت.
قال: إذا لا أبالي، وأنشأ يقول: تهادي قريش في دمشق غنيمتي * * وأترك أصحابي فما ذاك بالعدل ولست أميرا أجمع المال تاجرا * * ولا أبتغي طول الإمارة بالبخل فإن يمسك الشيخ الدمشقي ماله * * فلست على مالي بمستغلق قفلي
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو الوليد بن مسلم الفقيه الدمشقي صاحب الاوزاعي ومالك يكنى أبا العباس.
وبكار بن عبد الله دمشقي من ولد بسر بن أبي أطاة كتب عنه أبو حاتم الرازي وقال: هو صدوق عنه أحمد بن الحوازي وأبو زرعة الرازي.
ومحمد بن عائد دمشقي أيضا كنيته أو أحمد).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 470.
ط.
بيروت.
(*)(1/174)
قال محمد بن عائذ: وحدثني اسماعيل بن عياش عن صفوان بن عمرو عن أبي حسبة (1): أن معاوية بن عمرو العقيلي كان وهو على الجيش ينزل فيواسي أصحابه بسوق السبي والجزر والرمك (2) مشمرا عن ساقيه.
قال محمد: وحدثني مروان بن محمد عن رشد ين بن سعد عن الحسن بن ثوبان عن يزيد: أنه كان على أهل الشام منقلبه عبد الله بن قيس الفزاري، وعلى أهل مصرعوام اليحصبي، وعلى أهل المدينة عبد العزيز بن مروان، وعوام على الجماعة قال محمد: وحدثني مروان بن محمد عن رشدين بن سعد عن الحسن بن ثوبان قال: قال يزيد: ففتح عبد الله بن قيس الفزاري منقلبة في خلافة معاوية فكانت غنائمهم يومئذ مائة دينار [ 140 ظ ] وأوقية تبر وقمقم صفر.
قال: فلم أسأل مروان عن هؤلاء الأمراء الذين ذكر في الحديث الأول، أ في هذه الغزاة كانوا جميعا أم كانت هذه غزاة قبلهم ؟ قال محمد: وحدثني الوليد بن مسلم قال: كان آخر ما أوصاهم به معاوية
أن شدوا خناق الروم، فإنكم تضبطون بذلك غيرهم من الأمم.
قال الوليد: مات معاوية في رجب سنة ستين، وكانت خلافته تسع عشرة سنة و نصف سنة.
قال محمد: وحدثني الواقدي أن معاوية مات وهو ابن ثمان وسبعين قال محمد: قال الوليد بن مسلم: ولي يزيد بن معاوية، فغزا في ذلك العام مالك (3) سورية.
__________
(1) في حاشية الاصل: (أبو حسبة هذا اسمه مسلم بن أكيس مولى عبد الله بن عامر بن كريز عدادة في الشاميين).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 452.
ط.
بيروت.
وقد صحف الاسم فاصبح مسلم بن كبيس ويكنى أبا حسنة.
(2) في القاموس، الرمكة.
الفرس والبرذونة، تتخذ للنسل ج رمك.
(3) هو مالك بن عبد الله الخثعمي المعروف بمالك السرايا قاد الصوائف أربعين سنة أيام معاوية ويزيد وكسر على قبره أربعون لواء.
جمهرة أنساب العرب ص 391.
(*)(1/175)
قال: ونا ابن نمير قال: مات بلال بن الحارث المزني سنة ستين، وتوفي معاوية في رجب سنة ستين، وبويع يزيد بن معاوية فأمر عمرو بن سعيد بن العاصي على المدينة، فحج عمرو بالناس سنة ستين.
وقتل الحسين بن علي لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين، ثم نزع عمرو عن المدينة في سنة ستين.
قال خليفة (1): فيها بعث الحسين بن علي بن أبي طالب ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب إلى أهل الكوفة ليبايعوه، فبايعه ناس كثير، فجمع يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد العراق، فخرج بأهل العراق فقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عمرو (2) المرادي.
وفيها خرج الحسين بن علي من مكة يريد الكوفة، فقال الفرزدق: خرجت أريد الحج، فلما كنت بذات عرق رأيت قبابا مضروبة
فقلت: لمن هذه ؟ قالوا: للحسين بن علي.
فعدلت إليه فقلت: يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعجلك عن الحج ؟ قال: كتب إلي هؤلاء القوم - يعني أهل الكوفة - يذكرون ما هم فيه.
ثم سألني: كيف تركت الناس وراءك ؟ فقلت: فداك أبي وأمي تركت القلوب معك والسيوف مع بني أمية والنصر في السماء.
قال: وفي سنة ستين ولد قتادة بن دعامة السدوسي، وهشام بن عروة، وسليمان بن مهران الأعمش، وإسماعيل بن أبي خالد.
قال: وفيها بعث [ 141 و ] يزيد بن معاوية رزيقا مولاه إلى الوليد بن عتبة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (من هاهنا بدأ في أم ووصل من أول قول بقي الى هذا الموضع بعد قوله وأقام عمرو بن سعيد الواعق في آخر السنة وتلك الوثبة أحسن من عنده).
(2) في حاشية الاصل: (إنما هو هاني بن عروة).
جاء في جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 406.
هانئ بن نمران بن عمرو بن قعاس...المرادي قتله عبيد الله بن زياد في أمر مسلم بن عقيل ويتبين من نسبة أن عمرا أحد آبائه وفي كثير من الأحيان ينسب المرء الى أحد أبائه بدلا من أبيه المباشر.
(*)(1/176)
فحدثني وهب بن جرير قال: حدثني أبي عن محمد قال: حدثني رزيق مولى معاوية قال: لما هلك معاوية بعثني يزيد بن معاوية إلى الوليد بن عتبة وهو أمير المدينة، وكتب إليه بموت معاوية، وأن يبعث إلى هؤلاء الرهط فيأمرهم بالبيعة له.
قال: فقدمت المدينة ليلا فقلت للحاجب: استأذن لي، فقال: قد دخل ولا سبيل إليه، فقلت: إني جئته بأمر فدخل وأخبره، فأذن له، وهو على
سريره، فلما قرأ كتاب يزيد بوفاة معاوية واستخلافه، جزع لموت معاوية جزعا شديدا، فجعل يقوم على رجليه، ويرمي بنفسه على فراشه، ثم بعث إلى مروان فجاء وعليه قميص أبيض وملاءة موردة، فنعى له معاوية، وأخبره أن يزيد كتب إليه أن يبعث إلى هؤلاء الرهط فيدعوهم إلى البيعة ليزيد.
قال: فترحم مروان على معاوية ودعا له بخير وقال: ابعث إلى هؤلاء الرهط الساعة فادعهم إلى البيعة فإن بايعوا وإلا فاضرب أعناقهم، قال: سبحان الله أقتل الحسين بن علي وابن الزبير ؟ قال: هو ما أقول لك.
وحدثني وهب قال: حدثني جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخنا من أهل المدينة ما لا أحصي يحدثون أن معاوية توفي وفي المدينة يومئذ الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، فأتاه موته، فبعث إلى مروان بن الحكم وناس من بني أمية فأعلمهم الذي أتاه.
فقال مروان: ابعث الساعة إلى الحسين وابن الزبير، فإن بايعا وإلا فاضرب أعناقهما، وقد هلك عبد الرحمن بن أبي بكر قبل ذلك، فأتاه ابن الزبير، فنعى له معاوية وترحم عليه، وجزاه خيرا.
فقال له: بايع قال: ما هذه ساعة مبايعة ولا مثلي يبايعك هاهنا، فترقى المنبر فأبايعك ويبايعك الناس علانية غير سر.
فوثب مروان فقال: اضرب عنقه فإنه صاحب فتنة وشر.
فقال: إنك لهتاك با بن الزرقاء واستبا.
فقال الوليد: أخرجوهما عني، [ 142 ظ ] وكان رجلا رفيقا سريا كريما، فأخرجا عنه فجاء الحسين بن علي على تلك الحال فلم يكلم في شئ حتى رجعا جميعا، ورجع مروان إلى الوليد فقال: والله لا تراه بعد مقامك إلا حيث يسوؤك.
فأرسل العيون في أثره، فلم يزد حين دخل منزله على أن دعا بوضوء وصف بين قدميه فلم يزل يصلي، وأمر حمزة ابنه أن يقدم راحلته إلى(1/177)
الحليفة (1)، على بريد من المدينة مما يلي الفرع، وكان له بالحليفة مال عظيم، فلم
يزل صافا بين قدميه، فلما كان من آخر الليل وتراجعت العيون جلس على دابته فركبها حتى انتهى إلى الحليفة، فجلس على راحلته، ثم توجه إلى مكة وخرج الحسين من ليلته، فالتقيا بمكة، فقال له ابن الزبير: ما يمنعك من شيعتك وشيعة أبيك ؟ فو الله لو أن لي مثلهم لذهبت إليهم.
قال: وبعث يزيد عمرو بن سعيد أميرا على المدينة على الوليد بن عتبة تخوفا لضعف الوليد.
فرقي عمرو المنبر حين دخل، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر ابن الزبير وما صنع، قال: تعوذ بمكة فو الله لنغزونه، ثم والله لئن دخل مكة لنحرقها عليه، على رغم أنف من رغم.
قال وهب: قال جويرية: فأخبرني مسافع أنه حدثه رجل من قريش نسيت اسمه أنه كان جليسا مع عبد الملك بن مروان تحت منبر عمرو بن سعيد حيث قال: على رغم أنف من رغم، فوضع عبد الله إصبعه على أنفه ثم قال: اللهم فإن أنفي يرغم أن يغزى بيتك الحرام، وفيه حديث.
وأقام الحج عمرو بن سعيد.
سنة إحدى وستين فيها قتل الحسين بن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، يوم الأربعاء لعشر خلون من المحرم يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وقتل معه جعفر بن [ 143 و ] علي بن أبي طالب.
قال أبو عبيدة: قتل معه جعفر بن علي بن أبي طالب، أمه أم البنين بنت حازم بن خالد من بني الوحيد أحد بني كلاب (2).
قال أبو الحسن: وقتل معه عثمان بن علي، أمه أم البنين أيضا.
__________
(1) في حاشية الاصلى: (المعروف ذو الحليفة).
وفي مراصد الاطلاع الحليفة أو ذو الحليفة: قرية وبين المدينة ستة أميال أو سبعة.
(2) في حاشية الاصل: (حزام هذا هو الصواب).
هو ما ذكره الطبري وأبو الفرج الاصفهاني في كتابه - مقاتل الطالبين - ص 81 - 83.
(*)(1/178)
قال أبو عبيدة وأبو الحسن: وقتل معه العباس الأصغر ومحمد بن علي الأصغر ابنا علي بن أبي طالب، أمهما لبابة بنت عبيد الله بن العباس.
وقال أبو الحسن: أمه أم ولد.
وقال أبو عبيدة وأبو الحسن: قتل معه علي بن حسين بن علي، أمه ليلى أو لبنى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي، وأمه ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية.
قال أبو الحسن: وقتل معه عبيد الله بن حسين بن علي بن أبي طالب، أمه الرباب بنت امرئ القيس من كلب، وقتل معه أبو بكر بن القاسم بن حسين بن علي بن أبي طالب،، ومحمد بن عبد الله بن جعفر أمه الخوصاء بنت خصفة بن ثقف بن ربيعة بن عائذ من بني تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة، ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، أمه فتاة تدعى حلبة، وعبد الرحمن بن مسلم أمه فتاة، وعبد الله بن مسلم بن عقيل، أمه رقية بنت محمد بن سعيد بن عقيل بن أبي طالب.
حدثنا محمد بن معاوية عن سفيان عن أبي موسى قال: سمعت الحسن البصري قال: أصيب مع الحسين ستة عشر رجلا من أهل بيته، ما على وجه الأرض يومئذ أهل بيت لهم شبيهون.
وحدثنا الحسن بن أبي عمرو قال: سمعت فطر بن خليفة قال: سمعت منذرا الثوري عن ابن الحنفية قال: قتل مع الحسين بن علي سبعة عشر رجلا كلهم قد ارتكض في بطن فاطمة.
الذي ولي قتل الحسين شمر بن ذي الجوشن، وأمير الجيش عمر بن سعد بن مالك.
فيها غزا مالك بن عبد الرحمن الخثعمي أرض الروم وكانت له وقعة بقوبية (1).
__________
(1) يلاحظ أن خليفة ناقض نفسه في اسم مالك هذا فهو مرة يقول عنه ابن عبد الرحمن وثانية يجعله بان عبد الله ويرجح الذي ورد في معظم المصادر أنه مالك بن عبد الله بن سنان بن وهب بن الأقيصر بن مالك بن فحافة بن عامر الخثعمي.
قاد الصوائف أربعين سنة (*)(1/179)
[ 144 ظ ] وأقام الحج الوليد بن عتبة بن أبي سفيان.
فيها مات حمزة بن عمرو الأسلمي.
وفيها ولد عمر بن عبد العزيز وسعيد بن إياس الجريري.
وقرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: وفي سنة إحدى وستين قتل الحسين بن علي وأصحابه رضي الله عنهم، وحج بالناس الوليد بن عتبة.
وحدثنا ابن نمير قال: ثم نزع عمرو عن المدينة وأمر الوليد بن عتبة، فحج بالناس سنة إحدى وستين، وقتل الحسين بن علي لعشر خلون من المحرم.
وكتب إلي بكار بن عبد الله عن محمد بن عائذ عن الوليد بن مسلم قال: وفي سنة إحدى وستين كانت غزوة مالك بن عبد الله الصائفة غزوة قوبية.
سنة اثنتين وستين فيها غزا سلم بن زياد خوارزم، فصالحوه على مال كثير، ثم عبر إلى سمرقند فصالحوه.
وفيها ولى عبيد الله بن زياد المنذر بن الجارود ثغر قندابيل، فمات المنذر بالثغر، فخرج الحكم بن المنذر بن الجارود، فغلب على قندابيل، فبعث ابن زياد سنان بن سلمة ففتح الموقان، ثم بعث إليها يزيد بن معاوية بعد ذلك عبد الرحمن بن يزيد الهلالي.
وفيها نقض أهل كابل، وأخذوا أبا عبيدة بن
زياد بن أبي سفيان أسيرا، فسار يزيد بن زياد بن أبي سفيان فهجم على العدو فقاتلوه فقتل يزيد بن زياد، وقتل معه زيد بن جدعان أبو علي بن زيد بن جدعان الفقيه، وصلة بن أشيم أبو الصهباء العدوي وابنه، وعمرو بن قتيبة وبديل بن نعيم (1) العدوي، وعثمان بن آدم العدوي، ورجال من أهل الصدق.
وفيها غزا
__________
(1) ايام معاوية ويزيد وكسر على قبره أربعون لواء.
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 391.
وتاريخ اليعقوبي 2 / 240 - 253.
ط.
بيروت.
وتاريخ الطبري 5 / 309.
ط.
دار المعارف.
ولم أجد في كتب الجغرافيا العربية ذكرا لمدينة اسمها بالباء كما وردت هنا في الاصل وإنما المعروف أن هناك مدينة اسمها قونية بالنون مشهورة في بلاد الروم.
انظر تقويم البلدان لأبي الفداء ص 382 - 383.
وكتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة 101، 108، 113.
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ ابن تيم).
(*)(1/180)
عبد الله بن أسد بن كرز القسري قيسارية مما يلي الحدث.
وفيها كانت صائفة عليها حصين بن نمير السكوني فغزا سورية.
فيها مات علقمة [ 145 و ] بن قيس النخعي، وأقام الحج عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
سنة ثلاث وستين فيها أمر الحرة: قال أبو اليقظان: أقام عثمان بن محمد الحج سنة اثنتين وستين، ثم قدم المدينة فأقام شهرا، ثم أوفد وفدا إلى يزيد بن معاوية فيهم عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، ومحمد بن عمرو بن حزم الأنصاري، ورجل من بني سراقة من بني عدي بن كعب في رجال من قريش، فقدموا المدينة فأظهروا شتم يزيد والبراءة منه وخلعوه.
حدثنا وهب بن جرير قال: حدثني جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخا من أهل المدينة يحدثون أن ممن وفد إلى يزيد بن معاوية عبد الله بن حنظلة معه ثمانية بنين له، فأعطاه مائة ألف، وأعطى بنيه كل رجل منهم عشرة آلاف درهم سوى كسوتهم وحملانهم، فلما قدم عبد الله بن حنظلة المدينة أتاه الناس فقالوا: ما وراءك ؟ قال: أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته بهم، قالوا: فإنه بلغنا أنه أجازك وأكرمك وأعطاك.
قال: قد فعل وما قبلت منه إلا أن أتقوى به عليه، وحضض الناس فبايعوه.
قال أبو اليقظان: دعوا إلى الرضا والشورى، وأمروا على قريش عبد الله بن مطيع العدوي، وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة الغسيل، وعلى قبائل المهاجرين معقل بن سنان الأشجعي، وأخرجوا عثمان بن محمد بن أبي سفيان من المدينة ومن كان بها من بني أمية.
فحدثني وهب قال: حدثني أبي عن أيوب عن عكرمة أن ابن عباس سأل عنهم وهو بالطائف، فقيل له: استعملوا عبد الله بن مطيع على قريش وعبد الله بن حنظلة على الأنصار.
فقال: أميران هلك القوم.(1/181)
قال وهب: وحدثني أبي قال: لما أخرج أهل المدينة [ 146 ] بني أمية ومروان نزلوا حفيلا، وكتب مروان إلى يزيد بالذي كان من رأي القوم، فأمر بقبة فضربت له خارجا من قصره، وقطع البعوث على أهل الشام مع مسلم بن عقبة المري.
فلم تمض ثالثة حتى فرغ، ثم أصبح في اليوم الثالث فعرض عليه الكتاب وهو يقول: أبلغ أبا بكر إذا الجيش انبرى * * إذا أتى الجيش على وادي القرى أجمع نسوان من القوم ترى (1) قال: وحدثني جويرية بن أسماء قال: سمعت أشياخا من أهل المدينة
يحدثون: أن معاوية لما حضرته الوفاة دعا يزيد فقال له: (إن لك من أهل المدينة يوما، فإن فعلوها فارمهم بمسلم بن عقبة فإنه رجل قد عرفنا نصيحته).
فلما صنع أهل المدينة ما صنعوا وجه إليهم مسلم بن عقبة، وقد بعث أهل المدينة إلى كل ماء بينهم وبين أهل الشام فصبوا فيه زقا (1) من قطران وعوروه، فأرسل الله عليهم السماء فلم يستقوا بدلو حتى وردوا المدينة.
قال أبو اليقظان وغيره: إن يزيد ولى مسلم بن عقبة وهو يتشكى وقال: إن حدث بك حدث فاستعمل حصين بن نمير.
قال وهب في حديثه عن جويرية قال: فخرج أهل المدينة بجموع كثيرة وبهيئة لم ير مثلها، فلما رآهم أهل الشام هابوهم وكرهوا قتالهم، فأمر مسلم بسريره فوضع بين الصفين، ثم أمر مناديه قاتلوا عني أو دعوا، فشد الناس في قتالهم، فسمعوا التكبير خلفهم في جوف المدينة، وأقحم عليهم بنو حارثة أهل
__________
(1) في تاريخ الطبري 6 / 484.
ط.
دار المعارف.
أبلغ أبا بكر إذا الليل سرى * وهبط القوم على وادي القرى عشرون الفا بين كهل وفتى أجمع سكران من القوم ترى أم جمع نفى عنه الكرى * يا عجبا من ملحد يا عجبا يخادع في الدين يقفو بالعرى.
(1) في الاصل: (رقا) بالراء الهملة.
(*)(1/182)
الشام، وهم على الجد (1)، فانهزم الناس وعبد الله بن حنظلة متساند إلى بعض بنيه يغط نوما، فنبهه ابنه، فلما فتح عينيه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فتقدم حتى قتل، فلم يزل يقدمهم واحدا واحدا حتى أتى على آخرهم.
ثم كسر جفن سيفه وقاتل حتى قتل.
[ 147 و ] ودخل مسلم بن عقبة المدينة، ودعا الناس إلى البيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية يحكم في أهليهم ودمائهم وأموالهم ما شاء، حتى أتي بعبد الله بن زمعة، وكان صديقا ليزيد بن معاوية وصفيا له، فقال: بايع على أنك خول لأمير المؤمنين يحكم في دمك وأهلك ومالك.
قال: أبايعك على أني ابن عم أمير المؤمنين يحكم في دمي وأهلي ومالي.
فقال: اضربوا عنقه، فوثب مروان فضمه إليه وقال: يبايعك على ما أحببت.
قال: والله لا أقيلها إياه أبدا، وقال: إن تنحى وإلافاقتلوهما جميعا، فتركه مروان، فضربت عنق ابن زمعة.
قال أبو الحسن: وقال عوانة: أتي مسلم بيزيد بن عبد الله بن زمعة فقال: بايع، فقال: أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه فأمر بقتله (2).
حدثنا وهب قال: حدثني أبي قال: نا الحسن قال: أصيب ابنا زينب يوم الحرة فحملا إليها فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ما أعظم المصيبة علي فيهما، ولهي في هذا أعظم علي منها في هذا.
أما هذا فبسط يده فقاتل حتى قتل فأخاف عليه، وأما هذا فكف يده حتى قتل فأنا أرجو له.
حدثنا وهب بن جرير قال: نا أبو عقيل الدورقي قال: سمعت أبا نضرة يحدث قال: دخل أبو سعيد الخدري يوم الحرة غارا، فدخل عليه رجل ثم خرج، فقال لرجل من أهل الشام: أدلك على رجل تقتله ؟.
فلما انتهى الشامي إلى باب الغار قال لأبي سعيد - وفي عنق أبي سعيد السيف -: اخرج إلي.
قال: لا وإن تدخل علي أقتلك، فدخل الشامي، فوضع أبو سعيد السيف وقال: بؤ بأثمك وإثمي، وكن من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين، فقال أبو سعيد الخدري: أنت ؟ قال: نعم، قال: فاستغفر لي، قال: غفر الله لك.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، جد الاثافي وجد الموالي: موضعان يعقيق المدينة.
(2) في حاشية الاصل: (هذا يدل على كفره لعنة الله عليه).
(*)(1/183)
تسمية من قتل يوم الحرة من قريش ثم من بني هاشم: [ 148 ظ ] أبو بكر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، والفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وعباس بن عتبة بن أبي لهب.
ومن حلفاء أبي طالب: من بني سليم بن منصور: سليمان بن صفوان بن عباد بن شيبان، والأسود بن عباد بن شيبان، وعتبة بن معبد أو معبد بن عتبة بن شيبان، ومحمد بن عقبة بن دبية بن جابر.
وأخوه سليم (1)، وجري بن حزم بن جابر.
ومن بني المطلب بن عبد مناف: يحيى بن نافع بن عجير بن عبد يزيد بن هاشم من بني المطلب، وعبد الله بن نافع بن عجير.
ومن حلفائهم من بني سليم: جيفر بن عبد الله بن مالك، ويقال: بل جعفر بن عبد الله بن مالك.
ومن بني نوفل بن عبد مناف: داود بن الوليد بن قرظة بن عبد عمرو بن نوفل، وابنه الوليد بن داود، وعبيد الله بن عتبة بن غزوان حليف لهم من بني مازن بن منصور.
ومن بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف: إسماعيل بن خالد بن عقبة بن أبي معيط، وأبو علياء مولى مروان بن الحكم، وسليمان وعمرو والوليد بنو يزيد ابن أخت النمر.
ومن بني أسد بن عبد العزى بن قصي: وهب بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، ويزيد بن عبد الله بن زمعة قتل صبرا، وأبو سلمة بن عبد الله بن زمعة، والمقداد بن وهب بن زمعة، ويزيد بن
عبد الله بن وهب بن زمعة، وخالد بن عبد الله بن زمع، وابن لعبد الله بن زمعة لا يعرف اسمه، والمغيرة بن عبد الله بن السائب بن أبي حبيش بن المطلب بن أسد.
وعبد الله وعمرو ابنا نوفل بن عدي بن نوفل بن أسد، وابن لعبد
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
ع سليمان).
(*)(1/184)
الرحمن بن عبد الله بن أبي ذؤيب بن عدي بن نوفل بن أسد، وعدي بن تويت بن حبيب بن أسد.
ومن حلفائهم: عبد الله بن عبد الرحمن بن [ 149 و ] حاطب بن أبي بلتعة من نمر الأزد، وأسامة بن الخيار.
ومن بني عبدالدار بن قصي: عبد الله بن عبد الرحمن بن مسافع بن طلحة بن أبي طلحة، اسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار، ومحمد بن أيوب بن ثابت بن عبد المنذر بن علقمة بن كلدة، ومصعب بن أبي عمير بن أبي عزيز بن عمير.
ويزيد وزيد ابنا مسافع، وعبد الرحمن بن عمرو بن الأسود.
ومن بني زهرة: زيد بن عبد الرحمن بن عوف، وأبان بن عبد الله بن عوف، وعياض بن حسن بن عوف، مات في فتنة ابن الزبير، ومحمد بن الأسود بن عوف، والصلت بن مخرمة بن نوفل بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، ومحمد بن المسور بن مخرمة.
وعبد الله بن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغو ث.
واسماعيل بن وهيب بن الأسود بن عبد يغوث، وعمير وعمرو ابنا سعد بن أبي وقاص، وإسحاق بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، وعمران بن عبد الرحمن بن نافع بن عتبة بن أبي وقاص، ومحمد بن نافع بن عتبة بن أبي وقاص.
ومن حلفائهم: عثمان والجلاس ومحمد بنو العلاء بن جارية من ثقيف.
وأبو عبد الله بن موهب بن رباح، وعبد الله.
وعبيد الله ابنا بشر بن
السائب.
ومن بني تيم بن مرة: يعقوب بن طلحة بن عبد الله، وعبيد الله بن عثمان بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق، ومعبد بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن عمرو بن (1) كعب.
ومن حلفائهم: موسى بن الحارث بن الطفيل من دوس، ويقال: من أزد شنؤة وهو أخو عائشة وعبد الرحمن بن أبي بكر لأمهما، والحارث بن المنقذ بن
__________
(1) في حاشية الاصل: (انما هو صخر بن عامر بن كعب وزيادة عمرو خطأ).
انظر كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 294.
فقيه ما يوافق ما جاء بالحاشية.
(*)(1/185)
الطفيل، والطفيل أبو الحصين أخو ابن أبي عتيق لأمه، وعمار بن صهيب، ومصعب وخالد ابنا محمد بن صهيب.
ومن بني مخزوم: عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن مغيرة.
[ 150 ظ ] وأبو سعد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أمه من بني الحارث بن كعب، وعبد الله بن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، ومسلم ويقال مسلمة (1) بن أبي برد بن معبد بن وهب بن عائذ.
ومن بني عدي بن كعب: أبو بكر بن عبيد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله وسليمان ابنا عاصم بن عمر بن الخطاب، وعمر أو عمرو بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، ومحمد بن سليمان بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج، وعبد الملك بن عبد الرحمن بن مطيع، وعبد الله بن نافع بن عبد عمرو بن عبد الله بن نضلة، وابراهيم بن نعيم بن عبد الله بن النحام ويقال: إبراهيم بن نعيم بن عبد الله، ومحمد بن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم قتل صبرا، وخديج أو حديج بن أبي حثمة بن حذافة بن غانم.
ومن حلفائهم: إياس ويعلى ابنا السري، ويوسف بن حبيب من بني ليث.
ومن بني سهم بن عمرو بن هصيص: ذؤيب بن عمرو بن خنيس بن حذافة بن سعد بن سهم، وابنه ومياح بن خلف (2)، وفضالة بن مياح، حليفان لهم.
ومن بني جمح بن عمرو: عبد الملك بن حطاب، والحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، وخطاب بن الحارث بن حطاب، وعمرو بن محمد بن حاطب، وحاطب بن عمرو بن الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ سلمة).
(2) في حاشية الاصل: (غ ابن خالد).
(*)(1/186)
ومن حلفائهم: عثمان ويقال: عمر بن كثير بن الصلت، ونعيم بن لوط أو لوط بن نعيم بن الصلت الكندي.
ومن بني عامر بن لؤي: عبد الرحمن بن حويطب بن عبد العزى، وعبد الملك بن عبد الرحمن بن حويطب، وربيعة بن سهم أو سهل بن عبد الله بن زمعة.
[ 151 و ] وعبد الرحمن بن زمعة بن قيس، وعمرو بن عبد الله بن زمعة.
وعبد الله بن عبد الله بن زمعة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن عمرو بن حاطب وسليط بن عبد الله بن عمرو بن هاشم صاحب صحيفة قريش، وهاشم بن حمزة، وهشام بن عبد الأسود بن هاشم بن كنانة، وهشام بن عبد الله بن كنانة، وربيعة وكنانة ابنا هاشم بن كنانة بن عثمان بن حصن، والخيار بن عبد الرحمن بن الخيار.
وأبو سليمان بن عبد الله بن الخيار، وسليمان بن أويس بن سعد بن أبي
سرح، وأبو عمرو بن عبد الله بن عمرو بن أويس.
والحارث بن عبد الله بن كنانة، وأبو قيس بن عبد الرحمن بن عدي ابن أخت لهم من بني معيص.
ومن بني حجير أو حجر بن معيص: فضالة بن خالد بن نائلة بن رواحة، وعياض بن خالد بن نائلة بن هرمز أو هرم بن رواحة (1).
والحارث ومسلم ابنا خالد، ومحمد بن عبد الرحمن بن الطيفل، وعياض بن أبي سلام بن يزيد بن عبد الله بن مالك بن ربيعة بن وهب، وزيد أو يزيد بن عبد الله بن مسافع بن أنس بن عبد بن وهيب بن ضباب.
ومن بني الحارث بن فهر: شعيب بن أبي عبد الله، و مرداس بن عوف، وابراهيم بن اسرائيل.
ومصعب بن عبد الله بن أبي خيثمة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (التصحيح هرم.
ونائلة هو ابن هرم بن رواحة لا ابن رواحة كما تقدم).
والذي في كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري ص 634 - 437 (نائلة بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص).
وأظن أن هدم تصحيف هرم من قبل النساخ أو الناشر.
(*)(1/187)
ومن بني قيس بن الحارث بن فهر وهو الخلج: زفر بن الحارث أو ابن سويد، وابن لمالك بن سويد.
وعقيل بن زفر، وربيعة بن زياد، وأثاثة والعلاء ابنا شيبة، وزهير بن عبد الله، وزياد بن أبي أمية (1).
ومن بني محارب بن فهر: عبد الرحمن وعبد الله وقطن بنو نفيل بن عبد الله بن وهب بن سعد بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان أو شيبة بن محارب (2)، وعبد الله بن نضلة بن عبد الله بن وهب، وشريد بن رباح بن [ 152 ظ ] عمرو بن المغترف بن حجوان بن عمرو بن حبيب، وأبان بن حسل أو ابن حسان بن رباح بن عمرو، وعمرو بن حسان بن رباح، والوليد بن عصمة،
والعلاء بن يزيد بن أنس بن عبد الله بن حجوان، وحبيب بن نافع بن مضرس، والوليد بن حممة بن عبد الله بن حجوان، وخثيم بن نافع بن مضرس.
فجميع من أصيب من قريش من أنفسهم سبعة وتسعون رجلا.
وأصيب من الأنصار - من الأوس ثم من بني عوف: عبد الله بن حنظلة وسبعة بنين له منهم: عبد الرحمن والحارث.
والحكم.
وعاصم، ويحيى وعبد الله ابنا مجمع، وعبس (3) بن عبد الرحمن بن يزيد، وعكاشة (4) بن يزيد بن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، وعمرو بن سويد بن عقبة بن عويم بن ساعدة، وأبو العيال بن عقبة بن عويم بن ساعدة.
ومن بني حنش بن عوف بن عمرو بن عوف: سهل بن عثمان بن حنيف، وعمرو بن سهل، ومحمد بن عثمان بن حنيف، وحبيب بن عباد بن حنيف.
ومن بني ثعلبة: حبيب وعمر أو عمرو ابنا خوات.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
ع ابن أبي أميمة).
ولم يذكره المصعب في كتابه.
انظر ص 446.
(2) في حاشية الاصل: (الصحيح شيبان بن محارب).
وهكذا ورد عند المصعب في كتابه ص 447.
(3) في حاشية الاصل: (ف.
غ وعيسى).
(4) في حاشية الاصل: (وعكاشة بن يزيد بن عبد الرحمن بن يزيد).
(*)(1/188)
ومن بني جحجبا بن كلفة: عياض بن عمرو بن بليل، وعمرو بن عمرو بن بليل، وعمرو بن عقبة بن عتواره، وذكوان مولى بني حنظلة (1).
ومن بني العجلان: عمارة أو عمار بن سلمة، وعبد الرحمن بن الحارث بن سلمة.
ومن بني معاوية بن مالك: محمد بن بشير، وعبد الله بن كليب أو ابن عبيد جرح فمات من جراحته، ومحمد وعتبة أو عبيد ابنا جبير، وعبد الله (2) والعلاء ابنا ثابت، والسائب بن عبد الله، وثعلبة وعامر ابنا الحارث بن ثعلبة، وسعد بن عبد الله، وعبد الله بن حزم بن عمرو بن أمية، وعتبة بن الأشعث بن كعب.
ومن بني عبد الأشهل: عبد الله بن سعد بن معاد، ومحمد بن بشير بن معاذ.
[ 153 و ] ومن بني زعورا: عمرو بن يزيد بن السكن، وعباد بن راشد بن رافع بن قيس، وموسى بن عبد الله، وجعفر بن ثعلبة، وسلمة أو مسلمة بن عباد بن سلكان.
وعباد بن سلكان بن سلامة بن وقش، وشيبة بن عبد العزيز.
ومن النبيت: سعيد بن جبير، وعبد الله بن سعد وعباد وساعدة وأبو جبيرة بنو سعد.
ومن بني حارثة بن الحارث: عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل، وكنانة بن سهل بن عبد الله بن أو س بن قيظي، وعبد الله بن أويس، وسهل بن أبي أمامة حليف، وجعفر بن ثعلبة بن محيصة، وساعدة بن أسد بن ساعدة.
ويزيد بن محمد بن سلمة (3).
__________
(1) في حاشية الاصل: (خ أي خطأ.
" مولى ابن حنظلة ").
(2) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
وعبيد الله).
(3) في حاشية الاصل: (ويزيد بن محمد بن مسلمة).
وهو الصحيح.
انظر الاصابة - 7808 -.
(*)(1/189)
ومن بني ظفر: عمرو.
ومحمد.
ويزيد، بنو ثابت بن قيس بن الخطيم.
ومحمد بن أبي أنملة زرارة.
ومن الخزرج ثم من بني مالك بن النجار: عمرو بن سعيد بن الحارث بن، الصمة وسعيد.
وسليمان.
وزيد.
ويحيى.
وعبيد الله، بنو زيد بن ثابت بن الضحاك، ومحمد.
وزيد ابنا عمارة بن زيد بن ثابت بن الضحاك.
ومحمد بن عمرو بن حزم.
وعبد الرحمن.
وعثمان وعبد الملك، بنو محمد بن عمرو بن حزم، وعبد الله (1) وجابر ومعاوية بنو عمرو بن حزم، ويقال: قتل مع محمد بن عمرو بن حزم ثلاثة عشر رجلا من أهل بيته، والعلاء بن عبد الله بن رقيم بن نضلة، وعمرو بن المعلى بن عمرو، والعلاء بن عبد الله بن نعيم بن نضلة، ومالك بن معاذ بن عمرو بن قيس، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة.
وقيس بن سعد بن قيس بن عمرو بن سهيل.
وعبد الرحمن بن أبي الزناد.
ابن أبي الورد بن قيس بن قهد، وابراهيم بن تميم بن قيس بن قهد، وعبد الرحمن بن سعد، و عبد الرحمن بن معاذ، وخالد بن صفوان، وعبد الرحمن بن سعد، وزيد بن أبي عمرو بن عمرو بن محصن، ويحيى بن عمرو، ومحمد بن أبي بن كعب، وعائذ بن أبي قيس بن أنس بن قيس، وأنس بن محمد بن عبد الله بن أبي طلحة، وعمرو بن [ 154 ظ ] أبي عمرو، وإسماعيل بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت، ومحمد بن عبد الملك بن نبيط، وعامر بن عقبة، وعمارة بن عمرو بن حزم، وقيس بن أبي الورد بن قهد.
ومن بني عدي بن النجار: بكر بن عبد الله بن قيس بن صرمة، ومالك بن سواد (2) بن غزية، وعون بن رفاعة، وعمرو بن عبد الله، والحارث بن سراقة، وعبد الله ويحيى ابنا أنس بن مالك.
ومن بني دينار بن النجار: سعد بن عمير بن أهيب.
ومن بني مازن بن النجار: عمرو بن تميم بن غزية، ونعمان بن عمرو بن سعد بن عمرو بن غزية، وسعد وجعفر ابنا أبي داود بن عمير بن مالك، وعبد
__________
(1) كتب فوق كلمة عبد (خ عبيد) أي أنه عبيد الله.
(2) في حاشية الاصل.
(ف.
غ.
سداد).
(*)(1/190)
الله بن زيد بن عاصم، وابنه أبو حسن، وعبد الله بن حارث بن عبد الله بن كعب، وأخواه عبد الرحمن وقيس، وعمرو بن أبي حسن، وعتبة بن جرير، وحكيم بن أبي قحافة عد يد لهم من أهل اليمن.
ومن بني الحرث بن الخزرج: عبد الرحمن بن خبيب بن إساف، ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد بن إساف، ومحمد وعبد الله ابنا خالد بن إساف، وعبيد الله بن أنيس بن سكن بن إساف، وسعد بن كلب (1) بن إساف، ومحمد ويحيى وعبد الله بنو ثابت بن قيس بن شماس، وأبو نعيم بن أبي فضالة بن ثابت، ولبيب بن بسر بن زيد، وعبد الله بن عتبة بن سماك، وعبد الرحمن بن عبد الله بن حصين، وعبد الله بن الربيع بن سراقة، والسائب بن عبد الله بن ثعلبة، وعامر بن الحارث بن ثعلبة، وسعد بن عبيد الله، وعبد الله بن حسن بن وعمرو (2) بن أمية، وعتبة بن الأشعث بن كعب من الزرقين.
ومن بني عوف بن الخزرج: عبد الله بن ربيعة بن بلال (3).
ومن بني سالم بن عوف: نوفل بن محمد بن عباد ة بن عبادة بن الصامت، ومحمد بن كعب بن عجرة، وأخوه سعد بن كعب [ 155 و ] وثابت بن عبد الله بن إياس ومن بني سلمة: معاذ بن الصمة.
وأيوب بن عبد الله بن معاذ، وعمرو بن خشرم، وعبد الرحمن بن أبي قتادة بن ربعي، ويزيد بن أبي اليسر،
ويحيى بن صيفي بن الأسود بن وهب بن كعب بن مالك، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي المنذر.
ومن بني زريق: عروة بن أبي عمارة، وابنه عثمان بن عروة، وعقبة بن أبي عمارة، وأخوه مسعود، وسعد بن عثمان بن خلدة، وسلمة بن قيس بن ثابت بن خلدة، وعامر بن عبد الرحمن بن عمرو، والمطلب بن عامر بن عمرو بن خلدة، والحارث بن رفاعة بن رافع بن مالك، وسليمان بن أبي عياش بن معاوية بن صامت.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ كليب).
(2) في حاشية (ف.
غ ابن عمرو).
(3) في حاشية الاصل: (ف.
غ هلال).
(*)(1/191)
ومن آل المعلى: سعيد بن أبي سعيد بن أوس بن المعلى، وسهل بن أبي سعيد، والحارث بن عتبة بن عبيد بن المعلى، ومحمد بن عمرو بن قيس، وكثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري.
فجميع من أصيب من الأنصار مائة رجل وثلاثة وسبعون رجلا، وجميع من أصيب من قريش والأنصار ثلاث مائة رجل وستة رجال.
قال أبو الحسن: كانت وقعة الحرة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
وقتل معقل بن سنان الأشجعي صبرا، ومحمد بن أبي حذيفة العدوي صبرا، ومحمد بن أبي الجهم بن حذيفة صبرا.
وفي سنة ثلاث وستين بعث سلم بن زياد طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي واليا على سجستان، وأمره أن يفدي أخاه أبا عبيدة بن زياد، ففداه بخمس مائة ألف، فلحق بأخيه، وأقام طلحة بسجستان.
و فيها غزا عقبة بن نافع،
واستخلف على القيروان زهير بن قيس البلوي، فأتى السوس القصوى فغنم وسلم وقفل، فلقيه كسيلة بن مكيزم وكان [ 156 ظ ] نصرانيا فقتل عقبة بن نافع وأبو المهاجر من الأنصار (1) وعامة أصحابه، ثم سار كسيلة فلقيه زهير بن قيس على بريد من القيروان فقتل كسيلة وأصحابه، وقتلوا قتلا ذريعا.
فأقام الحج سنة ثلاث وستين عبد الله بن الزبير، ويقال: لم يحج أمير.
نا عثمان بن عثمان قال: حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: خطب عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب بالموسم، وذكر حديثا في رؤية الهلال.
شيبة بن عثمان أدرك يزيد بن معاوية، وربيعة بن كعب الأسلمي أدرك الحرة، ونوفل بن معاوية الديلي.
ومات أيام يزيد بن معاوية: بريدة الأسلمي، وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ مولى).
في البيان المغرب لابن عذاري 1 / 17.
ط.
بيروت: (لما جمع معاوى بن أبي سفيان ولاية المغرب لمسلمة بن مخلد استعمل على إفريقية.
مولاه أبا المهاجر).
(*)(1/192)
وفي ولاية ابن زياد العراق: مات معقل بن يسار المزني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعائذ بن عمرو المزني، وأبو برزة الأسلمي كل هؤلاء بالبصرة ماتوا، ومسروق بن الأجدع، وأبو بشير المازني بعد الحرة.
قال أبو الحسن: عن رجل من أهل مكة عن صالح بن كيسان عن عبد العزيز بن مروان قال: بعث يزيد ابن عضاه الأشعري إلى ابن الزبير يدعوه لبيعته ومعه جامعة من فضة وبرنس خز، فقدم على ابن الزبير وهو جالس بالأبطح، ومعه أيوب بن عبد الله بن زهير بن أبي أمية المخزومي.
وعلى مكة يومئذ الحارث بن خالد بن العاصي بن هشام بن المغيرة فكلمه ابن عضاة وابن الزبير
ينكت في الأرض، فقال له أيوب: يا أبا بكر ألا أراك غرضا للقوم ؟.
فرفع ابن الزبير رأسه فقال: قلت: حلف ألا يقبل بيعتي حتى يؤتي بي في جامعة لا أبر الله قسمه، وتمثل ابن الزبير: [ 157 و ] ولا ألين لغير الحق أساله * * حتى يلين لضرس الماضغ الحجر ثم قال: والله لا أبايع يزيد ولا أدخل في طاعته.
حدثنا الأنصاري وغندر قالا: نا ابن جريج قال: اتخذ ابن الزير المسجد حصنا فكانت فيه الفساطيط والخيام، فحرق رجل من أهل الشام باب بني جمح، ففشا الحريق حتى أخذ في باب الكعبة فاحترقت.
قال ابن جريج: فسمعت ابن أبي عمار يقول: نادى رجل من أهل الشام على ضفة زمزم: هلك الفرقان، أو قال: الفريقان والذي نفس محمد بيده.
قال ابن جريج: قال ابن مليكة: فاعتزل ابن الزبير في ناحية دار الندوة في تلك الناحية، فجعل يقول: يا رب يا رب، لو علمت أن هذا كائن، يا رب يا رب قد رقت حشوة الكعبة، وضعف بناؤها حتى إن الطير لتقع عليها فتتناثر حجارتها.
وحدثنا أبو الحسن عن بقية بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما بلغ يزيد بن معاوية أن أهل مكة أراد وا ابن الزبير على البيعة فأبى، أرسل النعمان بن بشير الأنصاري وهمام بن قبيصة النميري إلى ابن الزبير يدعوانه إلى البيعة ليزيد، على أن يجعل له ولاية الحجاز وما شاء وما أحب لأهل بيته من الولاية، فقدما على ابن(1/193)
الزبير، فعرضا عليه ما أمرهما به يزيد، فقال ابن الزبير: أتأمراني ببيعة رجل يشرب الخمر ويدع الصلاة ويتبع الصيد ؟ فقال همام بن قبيصة: أنت أولى بما قلت منه، فلطمه رجل من قريش، فرجعا إلى يزيد، فغضب وحلف لا يقبل
بيعته إلا وفي يده جامعة.
سنة أربع وستين قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: توفي أمير المؤمنين يزيد في سنة أربع وستين ليلة البدر في شهر ربيع الأول.
وفيها أحرقت الكعبة يوم [ 158 ظ ] السبت لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر.
وفيها بويع أمير المؤمنين مروان في ذي القعدة في الجابية، وفيها كانت وقيعة راهط في ذي الحجة بعد الأضحى بليلتين.
وفيها فتح لزهير المغرب يوم قتل إكسيل.
زاد حرملة في روايته عن ابن بكير: وأقام ابن الزبير الحج.
قال ابن عياش: ولما مات يزيد بن معاوية، انصرف أهل الشام مع الحصين، وانصرف من انصرف من أصحاب ابن الزبير.
فقالت الخوارج بعضها لبعض: ألا تسألونه عن عثمان ما قوله فيه ؟ فأتوه فقالوا له: ما قولك في عثمان ؟ فالتفت فرأى في أصحابه قلة، فقال: روحوا إلي العشية.
وأمر أصحابه أن يحضروا، وحضرت الخوارج فقالوا: ما قولك في عثمان ؟ قال: أ تولاه حيا وميتا.
قالوا: برئ الله منك.
ثم انصرفوا، فخرج نجدة باليمامة وخرج نافع بن الأزرق بالبصرة، وتفرقت الخوارج.
كتب إلي بكار عن محمد بن عائذ قال: توفي يزيد بن معاوية في النصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وستين، وكانت خلافته ثلاث سنين وثمانية أشهر.
قال محمد: وحدثني عبد الأعلى: أن يزيد بن معاوية مات وهو ابن ثمان وثلاثين.
قال محمد بن عائذ: وأغزى يزيد بن معاوية يزيد بن أسد أرض الروم.
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال: أمر يزيد على المدينة عمرو بن سعيد بن العاصي، وحج عمرو بالناس سنة ستين، السنة التي بويع فيها يزيد بن
معاوية، وبويع في رجب سنة ستين، ثم نزع عمرا عن المدينة وأمر الوليد بن عتبة(1/194)
على المدينة، فحج الوليد بالناس سنة إحدى وستين، ثم حج الوليد بن عتبة أيضا سنة اثنتين وستين، ثم نزع الوليد وأمر عثمان بن محمد أبي سفيان، فأخرجه أهل المدينة وأخرجوا من كان بالمدينة من بني أمية، وأقام عبد الله [ 159 و ] بن الزبير للناس الحج سنة ثلاث وستين قبل أن يبايع له.
حدثنا ابن نمير قال: توفي يزيد بن معاوية لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، فكانت خلافته ثلاث سنين وتسعة أشهر.
حدثنا ابن نمير قال: ثم بايع أهل الشام مروان فعاش تسعة أشهر.
حدثنا ابن نمير قال: وبويع ابن الزبير سنة أربع وستين، وحرقت الكعبة يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين، وحج عبد الله بن الزبير بالناس ثماني حجج ولاء، من سنة أربع وستين إلى إحدى وسبعين.
قال خليفة: فيها مات مسلم بن عقبة المري لا رحمه الله ولعنه، وقد كان سار بالناس، وهو ثقيل في الموت نحو مكة حتى إذا صدر عن الأبواء ثقل، فلما عرف أن الموت قد نزل به دعا حصين بن نمير الكندي، فقال: قد دعوتك فما أدري أستخلفك على الجيش أو أقدمك فأضرب عنقك قال: أصلحك الله، سهمك فارم بي حيث شئت.
قال: إنك أعرابي جلف جاف، وإن هذا الحي من قريش لم يمكنهم أحد قط من أذنيه إلا غلبوه على رأيه، فسر بهذا الجيش، فإذا لقيت القوم فإياك ألا (1) تمكنهم من أذنيك، لا يكونن إلا الوقاف ثم الثقاف (2) ثم الانصراف.
فمضى حصين بن نمير بجيشه ذلك، فلم يزل جيشه محاصرا لأهل مكة حتى هلك يزيد، فبلغت ابن الزبير وفاة يزيد قبل أن تبلغ حصينا، فناداهم ابن الزبير: على ما تقاتلون، وقد مات صاحبكم ؟ قالوا: نقاتل لخليفته.
قال: إنه لم يعهد إلى
أحد، قال حصين: إن يكن ما تقول حقا فما أسرع الخبر.
__________
(1) في حاشية الاصل: (أن تمكنهم).
(2) في القاموس الوقاف والمواقفة: أن تقف معه ويقف معك في حرب أو خصومة.
والثقاف.
الخصام والجلاد.
(*)(1/195)
ومات مسلم بن عقبة في صفر سنة أربع وستين، وكان حصار حصين خمسين يوما حتى مات يزيد.
ونصب حصين المجانيق على الكعبة وحرقها [ 160 ظ ] يوم الثلاثاء لخمس خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين.
وفي الحصار قتل المسور بن مخرمة، ومات مصعب بن عبد الرحمن بن عوف.
وفيها مات يزيد بن معاوية بحوارين من بلاد حمص، وصلى عليه ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية ليلة البدر في شهر ربيع الأول، وأمه ميسون ابنة بحدل الكلبية، ومات وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وقالوا: ابن بضع وأربعين سنة.
وكانت ولايته ثلاث سنين وتسعة أشهر واثنين وعشرين يوما، واستخلف ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية فأقر عمال أبيه ولم يول أحدا، ولم يزل مريضا حتى مات وهو ابن إحدى وعشرين سنة، ويقال: عشرين سنة، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكانت ولايته نحوا من شهر ونصف.
و يقال: مات معاوية بعد أبيه يزيد بأربعين يوما وهو ابن ثمان عشرة سنة.
القضاة في خلافة يزيد قال خليفة: على البصرة: عبد الرحمن بن أذينة العبدي حتى وقعت الفتنة.
وشريح على الكوفة.
وعلى المدينة: عبد الله بن عثمان التيمي من قبل عمرو بن سعيد.
وفي ولاية ابن زياد العراق كان أمر مرداس بن أدية.
وهو مرداس بن حدير من بني ربيعة بن حنظلة، خرج في أربعين رجلا فلم يقتل أحدا، ولم يعرض للسبيل ولا للمال حتى نفد زادهم ونفدت نفقاتهم وأرملوا حتى جعلوا يتصدقون، فبعث إليهم ابن زياد جيشا فهزمهم، وكان على الجيش عبد الله بن حصن الثعلبي، وقتلوا في أصحابه، فبعث عباد بن أخضر، فقتلهم على شاطئ ميسان أجمعين.
قال: فحدثني من كان في قافلة بريد فارس قال: لقيناهم وخيلهم تقاد، فتكلم أبو بلال فقال: قد رأيتم ما كان يؤتى إلينا، ولعلنا لو صبرنا كان خيرا لنا، وقد أصابتنا [ 161 و ] خصاصة، فتصدقوا فإن الله يجزي المتصدقين.
قال: فجاء التجار بالبدور فوضعوها بين يديه فقال: لا إلا درهمين لكل رجل، فلعلها لا نأكلها(1/196)
حتى نقتل، فأخذ ثمانين درهما له ولأصحابه، فبعث إليهم أهل البصرة جندا فقتلوهم.
فخرج نافع بن الأزرق فاعترض الناس، فخرج إليه ابن عبيس، فقتل نافع وقتل ابن عبيس، قال: قتلنا منهم خمسة أمراء، وقتلوا منا خمسة أمراء، قتل ابن عبيس فرأست أهل البصرة ربيعة السليطي، وقتل ابن الأزرق فرأست الخوارج عبد الله بن ماحوز، فقتلا جميعا، فرأست أهل البصرة حارثة بن بدر الغداني، ورأست الخوارج الزبير بن ماحوز فانحاز حارثة بالناس، وسار الزبير إلى المدائن.
وقال معاوية بن قرة المزني: خرجنا مع ابن عبيس نحوا من عشرين ألفا فخطبنا ابن عبيس فقال: (أيها الناس إنا إنما خرجنا حسبة، فمن كان منكم على مثل رأينا فليمعن معنا ومن لا فليقعد عنا غير حرج).
قال: فحلصنا في ألفين، فلقيناه بدستوا (1)، فاقتتلنا فقتل منا خمسة أمراء وقتلنا منهم خمسة أمراء، وقتل أبي
قرة، فحملت على قاتل أبي فقتلته، فلما أمسينا بقيت شرذمة منهم، وكانت الحرورية نحوا من خمس مائة، وقتل ابن الأزرق وابن عبيس فقمنا وقاموا ينظرون إلينا وننظر إليهم ما منا رجل يبسط يده إلى قتال من اللغوب.
فقال الناس: لو أمسكنا عنهم حتى يسود الليل، وقال بعضهم: لا تقيلوهم العثرة فأحب الناس الهوينا فطرقهم مدد من اليمامة، فما ملكنا أنفسنا أن انهزمنا حتى دخلنا البصرة، ثم غلبوا وبايعوا ابن الماحوز، وغلبوا على الأهواز وفارس وجبوا المال.
وفيها مات همام بن الحارث، وأبو ميسرة.
وفي سنة أربع وستين دعا ابن الزبير إلى نفسه، وذلك بعد [ 162 ظ ] موت يزيد بن معاوية، فبويع في رجب لسبع خلون من سنة أربع وستين، ولم يكن يدعو إليها ولا يدعى لها حتى مات يزيد.
قال: وكان أبو حرة صاحب العباء رجلا من الموالي شجاعا شاعرا مقاتلا فقال: يا بن الزبير ما سفكنا الدماء ولا قتلنا الناس إلا في ملكك، قال: فمن تبايعون سواي ؟ قال: فهلا انتظرت حتى نكون نحن ندعوك ؟ ففارقه، ثم أنشأ يقول:
__________
(1) في مراصد الاطلاع، دستوا: بلدة بفارس أو بالاهواز.
(*)(1/197)
إن الموالي أمست وهي عاتبة، * * على الموالي تشكى الجوع والحربا ماذا علينا وما ذا كان يرزؤنا * * أي الملوك على ما خولوا غلبا نعاهد الله عهدا لا نخيس به * * لا نسأل الدهر شورى بعد ما ذهبا وإنما كان ابن الزبير يدعو قبل ذلك إلى أن تكون شورى بين الأمة، فلما كان بعد ثلاثة أشهر من وفاة يزيد بن معاوية دعا إلى بيعة نفسه، فبويع له بالخلافة لتسع خلون من رجب سنة أربع وستين.
وقد كان ابن زياد خطب الناس فنعى يزيد، وقال: اختاروا لأنفسكم.
فقال الأحنف: نحن بك راضون حتى يجتمع
الناس.
فقال: ابن زياد: أغدوا على أعطياتكم، وفوضع الديوان، وأعطى العطاء، فخرج سلمة بن ذؤيب الرياحي، فدعا إلى بيعة ابن الزبير بناحية المربد، فرفع ابن زياد العطاء، وشاور إخوته وأهل بيته في قتال من عصاه وخالفه، فأشاروا عليه بالكف عن ذلك فتنحى وصار إلى مسعود في جمادى الآخرة سنة أربع وستين، وأقام عنده أكثر من شهرين، وإنما صار إلى الدار في شعبان.
ويقال: أقام ابن زياد عند مسعود أربعون يوما، ويقال: أقام عنده ثلاثة أشهر فانتهبت دار الإمارة، وجاء الأحنف فقال: لا يدخل دار ابن زياد أحد وأنا حي، فمنعها، وبعث إلى بيت المال والسجن والديوان [ 163 و ] واجتمع أهل البصرة ليؤمروا عليهم أميرا، فاجتمع رأيهم على عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب، وأمه بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية، فانطلق مالك بن مسمع وسويد بن منجوف إلى مسعود بن عمرو ليحالفوه ويردا ابن زياد إلى دار الإمارة، وقال ابن زياد لعباد بن زياد: أكد بينهم الحلف.
فكتبوا كتابا بينهم، وختمه مسعود بخاتمه، وكتب لمالك بن مسمع كتابا وختمه بخاتمه، دفع الكتابين إلى ذراع أبي هارون بن ذراع النميري، فوضعوهما على يده، ثم قالوا لابن زياد: انطلق حتى نردك إلى دار الإمارة.
فقال لهم ابن زياد: انطلقوا فمسعود عليكم، فإن ظفرتم رأيتم حينئذ رأيكم.
فسار مسعود وأصحابه يريدون الدار، فدخل أصحاب مسعود المسجد، وقتلوا قصارا كان في رحبة المسجد، وبلغ الأحنف، فبعث حين علم بذلك إلى بني تميم فجاءوا وجاء رجل من بني تميم إلى مسعود وهو واقف على بغلة في رحبة بني سليم فقتله، ورمت الأساورة بالنشاب فقتلوا في المسجد، وهرب(1/198)
مالك بن مسمع، فجاء إلى بني عدي، وانهزم الناس.
وخرج طواف بن المعلى السدوسي، فحكم عند قصر أوس، فرماه الناس بالحجارة فاحتمله فرسه فقذفه في
فيض البصرة.
وبعث عبد الله بن الزبير على صلاة الكوفة عبد الله بن يزيد الخطمي وعلى الخراج ابراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله، وذلك في شهر رمضان سنة أربع وستين.
وأقر عبد الله بن الحارث على البصرة أربعين يوما، ثم كتب إلى أنس بن مالك يصلي بالناس.
وبايع الناس مروان بن الحكم في النصف من ذي القعدة سنة أربع وستين، وأمه آمنة بنت عقمة بن صفوان الكناني.
وفيها وقعة راهط بالشام، وقد كان أهل الشام بايعوا ابن الزبير، ما خلا أهل الجابية ومن كان من بني أمية ومواليهم وابن زياد [ 164 ظ ] وبايعوا مروان بن الحكم ومن بعده لخالد بن يزيد بن معاوية، وذلك للنصف من ذي القعدة، ثم ساروا إلى الضحاك، فالتقوا بمرج راهط، فاقتتلوا عشرين يوما، ثم كانت الهزيمة على الضحاك بن قيس، فقتل الضحاك وأصحابه، ومع مروان ثلاثة عشر ألفا، والضحاك في ستين ألفا.
فأقاموا عشرين يوما يقتتلون في كل يوم.
فقال ابن زياد لمروان: إن الضحاك في فرسان قيس، ولن ننال منهم ما نريد إلا بمكيدة، فسلهم الموادعة، واكفف عن القتل، وأعد الخيل، فإذا كفوا فارمهم بها، فمشت بينهم السفراء، فكف الضحاك عن القتال، فشد عليهم مروان في الخيل، ففزعوا إلى رايتهم من غير تعبئة، فقتل الضحاك، وقتل من فرسان قيس جماعة، وأصيب يومئذ ثلاثة بنين لزفر بن الحارث، وفي ذلك يقول زفر بن الحارث (1): لعمري لقد أبقت وقيعة راهط * * لمروان صدعا بيننا متنابيا أريني سلاحي لا أبا لك إنني * * أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا أبعد بني عمرو بن معن تتابعا * * و مقتل همام أمنى الأمانيا
__________
(1) في حاشية الاصل: (...زفر عثماني يكنى أبا المتوكل خرج من البصرة وهي مولده
لما كبر حتى قدم إلى الشام فساد أهلها، وكان سيد قيس في زمانه وكان عليها يوم مرج راهط).
(*)(1/199)
وتذهب كلب لم تنلها رماحنا * * وتترك قتلى راهط هي ماهيا فلم تر مني نبوة قبل هذه * * فراري وتركي صاحبي ورائيا عشية أجرى بالفريقين لا أرى * * من الناس إلا من علي ولا ليا أ يذهب يوم واحد إن أساته * * بصالح أيامي وحسن بلائيا فلا صلح حتى تنحط الخيل في القنا * * وتثأر من نسوان كلب نسائيا فقد ينبت المرعى على دمن الثرى * * وتبقى حزازات النفوس كماهيا (1) وفي سنة أربع وستين هدم ابن الزبير الكعبة وبناها، وأدخل فيها نحوا من سبعة أذرع من الحجر.
وبعد وفاة يزيد بن معاوية انتقض أهل الري [ 165 و ] فوجه عامر بن مسعود عامل الكوفة محمد بن عمير بن عطارد فهزموه، فوجه عتاب بن ورقاء الرياحي، فقتل البرجان (2) وانهزم المشركون.
وفيها ولد يونس بن عبيد.
وفيها جدد مروان البيعة لنفسه ولابنه من بعده عبد الملك بن مروان ثم عبد العزيز بن مروان، وذلك في أول سنة خمس وستين.
سنة خمس وستين قرئ على يحيى بن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة خمس وستين د خل مروان مصر في هلال شهر ربيع الآخر، ثم خرج من مصر في جمادى الآخرة، ثم توفي في مستهل رمضان.
واستخلف أمير المؤمنين عبد الملك بإيلياء في شهر رمضان.
وفيها قتل حبيش بن د لجة، وضحى أمير المؤمنين عبد الملك بحمص.
وأ قام ابن الزبير للناس الحج.
__________
(1) انظر تاريخ الطبري 5 / 541 - 542.
ط.
دار المعارف حيث روى أبيات زفر
بشكل يخالف رواية خليفة هاهنا من عدد الابيات المروية وترتيبها ونصها الذي يؤدي إلى تغيير في المعنى.
كرواية البيت الثالث الذي جاء عنده.
أبعد ابن عمرو وابن معن تتابعا * ومقتل همام أمنى الامانيا (2) في المعرب للجواليقي، برجان، اسم أعجمي.
(*)(1/200)
كتب إلي بكار عن محمد بن عائذ قال الوليد: وبويع عبد الملك بن مروان فنزل بطنان حبيب (1).
حدثنا ابن نمير قال: فبايع أهل الشام عبد الملك بن مروان.
قال ابن عياش: حد ثنا محمد بن المنتشر قال: نا المهلب بن أبي صفرة قال: وكثيرا ما كان يقول لنا في قتالنا ذاك - يعني في قتال قطري أو قتال الأحزاب -: أنا أشك والله ليملكن عبد الملك فنقول له: أصلح الله الأمير بعلم ما ذا ؟ فيقول المهلب: وجهني سلم بن زياد إلى يزيد بن معاوية بالشام من خراسان، فقدمت عليه، فو الله إني لقائم إلى جنب سريره عند رأسه ويدي على مرافقه، إذ جاءه الآذن فقال له: هذا عبد الملك بن مروان يستأذ ن.
فقال يزيد بن معاوية: أ ليس قد قضينا حوائجه وحوائج أبيه ؟ فقال: إنما سأل أن يكلمك قائما ولا يجلس.
قال يزيد: فأذ ن له.
قال المهلب: فد خل رجل آدم أدعج العينين سهل الوجه جميل عليه عمامة سوداء قد [ 166 ظ ] أرخاها من بين يديه ومن خلفه كما يفعل القراء، فكلمه فقال يزيد: نعم وكرامة، فلما ولى أتبعه يزيد بصره، ثم أقبل علي فقال: يا مهلب.
فقلت لبيك يا أمير المؤمنين.
قال: زعم أهل الكتب أن هذا سيملك.
قال: فقلت: الله أعلم، والله لئن ملك إنه لعفيف في الإسلام واسط العشيرة.
قال: فبلغت عبد الملك عن المهلب، فكان يشكرها له حتى كتب إليه بما كتب، ثم استعمله بعد ذلك على خراسان.
قال خليفة: وفيها وجه مروان عبيد الله بن زياد إلى العراق في ستين ألفا في شهر ربيع الآخر.
وفيها قتل سليمان بن صرد، والمسيب بن نجبة، وعبد الله التيمي من تيم اللات بن ثعلبة.
وفيها دعا ابن الزبير محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية إلى بيعته فأبى فحبسه في شعب بني هاشم في عدة من أصحابه منهم عامر بن واثلة أبو الطفيل، وأوعدهم وعدا شد يدا حتى بعث المختار أبا عبد الله الجدلي فأخرجهم من الحصار.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، بطنان: اسم واد بين منبج وحلب وبين كل واحد من البلدين مرحلة، فيه أنهر جارية وقرى متصلة قصبتها بزاعة، وهو بطنان حبيب وبطنان بني وبر بن الأضبط موضعان منه بينهما روحة للماشي.
(*)(1/201)
ثم بويع عبد الملك بن مروان بن الحكم، وأمه عائشة بنت المغيرة بن أبي العاصي، ومات مروان بن الحكم بد مشق لثلاث خلون من شهر رمضان سنة خمسة وستين وهو ابن ثلاث وستين سنة، صلى عليه ابنه عبد الملك بن مروان، وكانت ولايته تسعة أشهر وثمانية عشر يوما، وكان مروان ولد بمكة في دار أبي العاصي التي يقال لها: دار أم أبي الحكم، ويقال: ولد بالطائف.
وكان على شرطته: يحيى بن قيس الغساني.
وكاتبه سرجون بن منصور الرومي.
وحاجبه: أبو نهشل (1) الأسود مولاه.
ويقال: مات آخر يوم من شعبان وهو ابن أربع وستين سنة.
سنة ست وستين [ 167 و ] قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: وفي سنة ست وستين غزوة بطنان الأولى.
ومقتل عبيد الله بن زياد وأصحابه بالخازر.
ومقتل ناتل وأصحابه بفلسطين وضحى عامئذ أمير المؤمنين
بسلمية (2)، ووقع الطاعون بمصر ووقيعة أجنادين.
وأقام الحج للناس ابن الزبير.
قال خليفة: فيها غلب المختار بن أبي عبيد على الكوفة، فقتل بجبانة السبيع رفاعة بن شداد وحبيب بن صبهان وعبد الله بن سعد بن قيس وقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص وابنه حفص بن عمر بن سعد.
وفيها قتل إبراهيم بن الأشتر ابن زياد بالخازر من أرض الموصل، وحصين بن نمير السكوني، وشرحبيل بن ذي الكلاع في ناس من أهل الشام، وقتل من أصحاب ابن الأشتر هبيرة بن يريم الذي روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وفيها حج نجدة بن عامر، فوقف ابن الحنفية بأصحابه، و وقف نجدة بأصحابه، ووقف ابن الزبير بجماعة الناس.
وفيها مات زيد بن أرقم الأنصاري، وأسماء بن خارجة بن بدر الفزاري.
وفيها
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ أبو سهل).
(2) بليدة من أعمال بينهما ما يقرب من العشرين ميلا إلى الشرق منها.
(*)(1/202)
ولد عبد الله بن عون بن أرطبان الفقيه.
قال ابن الكلبي: ومات عدي بن حاتم الطائي زمن المختار.
سنة سبع وستين قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة سبع وستين غزوة بطنان، ومقتل المختار بن أبي عبيد، ومقتل عمر بن سعد، وضحى أمير المؤمنين بدمشق.
زاد حرملة في روايته: وأقام ابن الزبير للناس الحج.
قال خليفة: وفيها وقعة المذار (1)، وفيها قتل عمر بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن الأشعث بن قيس، وقتل المختار بن أبي عبيد دخل عليه القصر طريف
وطراف أخوان من بني حنيفة فقتلاه، وأتيا مصعب برأسه فأعطاهما ثلاثين ألفا.
[ 168 ظ ] وفيها قتل أبو الكنود واسمه عبد الله بن عامر صاحب بن مسعود.
وفيها مات الأحنف بن قيس بالكوفة، صلى عليه مصعب بن الزبير ومشى في جنازته بغير رداء، فيقال: إنه أول من مشى في جنازة بغير رداء.
سنة ثمان وستين قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة ثمان وستين غزوة الريان اليمن بالموالي.
وأقام أمير المؤمنين عامئذ.
وفيها توفي عابس بن سعيد، ضحى عامئذ أمير المؤمنين بدمشق.
وأقام ابن الزبير الحج للناس.
كتب إلي بكار بن محمد بن عائذ: وكان الجوع، فترك أهل الشام الغزو سنة ثمان وستين.
وفيها مات ابن عباس بالطائف.
قال خليفة: فيها: أراد جابر بن الأسود الزهري سعيد بن المسيب على بيعة ابن الزبير فأبى فضربه ستين سوطا.
وفيها مات جابر بن عبد الله الأنصاري وزيد بن خالد الجهني وأبو واقد الليثي، وأبو شريح الخزاعي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، المذار، بلدة بين واسط والبصرة بينها وبين البصرة نحو من أربعة أيام.
(*)(1/203)
.
سنة تسع وستين قرئ على يحيى بن عبد الله وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة تسع وستين غزوة بطنان الآخرة وغزوة حسان أوراس.
وفيها أوثق أصحاب ابن محرز، وضحى عامئذ أمير المؤمنين بدمشق.
كتب إلي بكار عن محمد بن عائذ قال: في سنة تسع وستين نزل عبد الملك
بطنان حبيب عام الرد غة (1)، فتخلف أهل الشام عن الغزو، وأخذ خمس أموالهم من العطاء سنة سبعين.
قال خليفة: فيها كان طاعون الجارف، مات فيه أولاد لأنس بن مالك كثير عددهم.
وفيها مات عبد الله بن العباس بالطائف، وصلى عليه [ 169 و ] ابن الحنفية.
سنة سبعين قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة سبعين أقام أمير المؤمنين.
وفيها قتل عمير بن الحباب.
وضحى عامئذ أمير المؤمنين بدمشق.
وأقام الحج للناس ابن الزبير.
كتب إلي بكار عن محمد بن عائذ قال: تخلف أهل الشام عن الغزو عام الردغة، فأخذ خمس أموالهم من العطاء سنة سبعين.
قال خليفة: خلع عمرو بن سعيد بن العاصي عبد الملك بن مروان وأخرج عبد الرحمن بن أم الحكم من دمشق وكان خليفة عليها، فسار إليه عبد الملك فاصطلحا جميعا على أن يكون الخليفة بعد عبد الملك، وعلى أن لعمرو مع كل عامل عاملا، وفتح المدينة، ودخل عبد الملك، ثم غدر به فقتل وقال له: لو أعلم أن تبقى وتصلح قرابتي لفديتك بدم النواظر، ولكنه قلما اجتمع فحلان في إبل إلا أخرج أحدهما صاحبه، ثم قتله وأنشأ يقول: أدنيته مني لأمن مكره * * فأصول صولة حازم مستمكن غضبا ومحمية لديني إنه * * ليس المسئ سبيله كالمحسن
__________
(1) في القاموس، الماء والطين والوحل الشديد.
(*)(1/204)
والشعر للبهبي وإنما تمثل به.
وفيها قتل أبو فديك نجدة بن عامر، بعث
إليه راشد بن عمرو أبا هاشم فقتله.
وفيها مات عاصم بن عمر بن الخطاب.
وفيها ولد أبو الأشهب العطاردي جعفر بن حيان.
سنة إحدى وسبعين قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة إحدى وسبعين غزوة فرسطا (1).
وضحى عامئذ أمير المؤمنين بدمشق، وأقام ابن الزبير الحج للناس.
قال خليفة: فيها تحول أبو فديك عبد الله بن ثور بن قيس بن ثعلبة إلى البحرين، فوجه إليه مصعب بن الزبير عبد الرحمن بن الإسكاف فالتقوا بجواثا، فانهزم [ 170 ظ ] عبد الرحمن وأهل البصرة.
سنة اثنتين وسبعين قرئ على يحيى بن عبد الله بن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة اثنتين وسبعين غزوة أمير المؤمنين بالكوفة.
وفيها قتل المصعب بن الزبير في مسكن (2).
وفيها غزا حسان بن نعمان أوراس الفتح.
وحج عامئذ بالناس الحجاج بن يوسف وقاتل ابن الزبير وأقام الحج.
قال ابن عياش: ولما قدم عبد الملك النخيلة (3) وقتل مصعب استعمل خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العاصي بن أمية على البصرة وقال له: أكرم جفريتك، يعني الذين قاتلوا معه يوم الجفرة ونصروه على عمال ابن الزبير فاستعملهم وأكرمهم وعزل المهلب عن قتال الأزارفة واستعمله على الأهواز وكور دجلة، واستعمل المغيرة بن المهلب على فسا (4)، ود رأبجرد، واستعمل سعيد بن المهلب على أرجان وسابور.
__________
(1) فرسطا: كورة في مصر.
المسالك والممالك لابن خرداذبة ص 82.
(2) في مراصد الاطلاع، مسكن: موضع على نهر دجيل عند دير الجاثليق.
(3) في مراصد الاطلاع، النخيلة: موضع قرب الكوفة على سمت الشام.
(4) في مراصد الاطلاع، فسا: مدينة بفارس أنزه مدينة بها بينها وبين شيراز أربع مراحل.
(*)(1/205)
قال خليفة: فيها قتل مصعب بن الزبير، وفي ولاية مصعب بن الزبير مات البراء بن عازب، وعبد الله بن أبي حدرد، وقتل مصعب وهو ابن أربعين سنة.
وفيها مات قبيصة بن جابر الأسدي، وصلة بن زفر العبسي، وعبد الله بن صامت الليثي، وسويد بن منجوف السدوسي، وعبيدة بن قيس السلماني ويقال مات عبيدة في زمن المختار بن أبي عبيد.
وفيها ولد هشام بن عبد الملك.
وفيها ولى عبد الملك أخاه بشر بن مروان الكوفة، وغلب طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان على المدينة ودعا إلى بيعة عبد الملك وأخرج عنها طلحة بن عبد الله بن عوف وكان واليا لابن الزبير.
وفيها وجه عبد الملك الحجاج بن يوسف إلى مكة لقتال ابن الزبير.
وفيها كانت أول وقعة بينهم في ذي القعدة، وفيها نصب الحجاج المنجنيق على الكعبة.
[ 171 و ] سنة ثلاث وسبعين فيها قتل عبد الله بن الزبير يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت من جمادى الآخرة، وقتل وهو ابن ثلاث وسبعين سنة، ولد عام الهجرة.
وفي سنة ثلاث وسبعين مات عوف بن مالك الأشجعي.
وأسماء بنت أبي بكر الصديق.
وفيها قتل عبد الله بن صفوان بن أمية وهو متعلق بأستار الكعبة، وأصاب عبد الله بن مطيع حجر منجنيق فمات منه.
فلما قتل مصعب غلب على الكوفة حمران بن أبان ودعا إلى بيعة عبد الملك بن مروان.
وأقام الحج الحجاج بن يوسف.
القضاة البصرة: هشام بن هبيرة بن فضالة الليثي، واعتزل شريح فاستقضى مصعب على الكوفة سعيد بن نمران الهمداني، ثم عزله.
وولى عبد الله بن عتبة بن مسعود فلم يزل قاضيا حتى قتل مصعب.
واجتمع الناس على عبد الملك، وأقام الحج للناس عبد الله بن الزبير من سنة أربع وستين إلى أن حضر موسم اثنتين وسبعين، فحج(1/206)
ابن الزبير بالناس ولم يقفوا الموقف، وحج الحجاج بأهل الشام ولم يطوفوا بالبيت.
وكان حاجب ابن الزبير عبد الله بن سعد مولى حاطب بن أبي بلتعة.
وعلى أمره كله عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف.
وكانت ولاية ابن الزبير إلى أن قتل تسع سنين وشهرين وأياما.
ولد في جمادى الأولى في بيت أبي بكر بالسنح سنة اثنتين.
وفي سنة ثلاث وسبعين: قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة ثلاث وسبعين قتل عبد الله بن الزبير في جمادى الأولى، وهبط كريب بن أبرهة الاسكندرية.
وفيها طلع أبرد بن هبار على الجيش إلى إفريقية، وهبط عبد الرحمن بن معاوية إلى رشيد بالمعبرة.
وحج عامئذ بالناس الحجاج بن يوسف.
كتب إلي بكار عن ابن عائذ [ 172 ظ ] قال: في سنة ثلاث وسبعين غزوة محمد بن مروان سبيسطة (1) فواقع الروم فهزمهم.
وحدثنا ابن نمير قال: قتل ابن الزبير يوم الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من جمادى سنة ثلاث وسبعين.
قال خليفة: وحج الحجاج بن يوسف بالناس سنة ثلاث وسبعين.
سنة أربع وسبعين قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة أربع وسبعين هبط عبد العزيز بن مروان إلى الإسكندرية.
وفيها قتلت الكاهنة.
وفيها أطلع سفيان بن وهب إلى افريقية فبلغ.
وفيها واقع محمد بن مروان الروم بالزاب.
وحج عامئذ بالنا س الحجاج بن يوسف.
كتب إلى بكار عن محمد بن عائذ قال: في سنة أربع وسبعين غزا محمد بن مروان أندرلية (2).
__________
(1) الذي وجدته في كتب الجغرافية العربية (سبسطية) وحدد ياقوت مكانها قرب سمسياط محسوبة من أعمالها - المشترك وضعا والمفترق صقعا.
(1) لم أجدها في كتب الجغرافية العربية.
(*)(1/207)
قال خليفة: فيها جمع عبد الملك لأخيه بشر بن مروان العراق، وقدم البصرة سنة أربع وسبعين في ذي الحجة.
وفيها هدم الحجاج حائط الكعبة الذي يلي الحجر، وأخرج الحجر من الكعبة، وسد الباب الذي في دبر الكعبة، وبنى حائط الكعبة مما يلي الحجر، وأقام الحج للناس.
وفيها مات رافع بن خديج وعبد الله ابن عمر بن الخطاب وأبو سعيد الخدري، وسلمة بن الأكوع.
ومات عبد الله ابن سعيد بن خيثمة بعد قتل عبد الله بن الزبير.
سنة خمس وسبعين قرئ على ابن بكير وأنا أسمع عن الليث قال: في سنة خمس و سبعين خرج عبد العزيز بن مروان إلى الشام وهبط خباب بن مرثد إلى الإسكندرية وتوفي زياد بن حناطة، وأمر الأصبغ بن عبد العزيز.
وحج عامئذ بالناس أمير المؤمنين [ 173 و ] عبد الملك بن مروان.
وفيها اطلع عمير بن عبيد الخولاني بالجيش إلى
إفريقية.
كتب إلي بكار عن محمد بن عائذ قال: في سنة خمس و سبعين غزا محمد بن مروان الصائفة، خرجت فيها الروم إلى الأعماق (1) في جمادى الأولى، فلقيهم أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط ود ينار فهزمهم الله.
وفي سنة خمس وسبعين [ قدم الحجاج العراق ] (2)، ثم خرج الحجاج عن الكوفة، واستحث الناس في قتال الأزارقة، وخرج فنزل رستق أباذ، فخلعوه وبايعوا عبد الله بن الجارود واقتتلوا فقتل ابن الجارود وعبد الله بن حكيم المجاشعي، وهرب الغضبان بن القبعثرى وعكرمة بن ربعي الفياض من بني تيم اللات في رجال من أهل العراق فلحقوا بالشام، ولهم حديث.
قال أبو عبيدة: وفيها خرج داود بن النعمان أحد بني مازن بن عبد القيس بموقوع ناحية طف البصرة، وهو أول من اتخذها دار هجرة، فوجه إليه الحكم بن أيوب الثقفي وهو والي البصرة فقتله.
__________
(1) الاعماق: كورة قرب دابق يايقال لها: العمق بين حلب وأنطاكية.
(2) وقع طمس في الأصل ذهب به بعض كلمات اسدركتها من سياق حديثه عند ذكر عمال عبد الملك بعد وفاته.
انظر أيضا الطبري 6 / 202.
ط.
دار المعارف.
(*)(1/208)
فحدثني عامر بن حفص (1) قال: خرج داود وكان من أهل البحرين، فقال له أبوه: دع هذا الرأي ولك بستاني هذا مائة جريب فقال: يا أبة إن بستانك به بق، وإني أريد بستانا لا بق فيه، ثم قدم البصرة فأتى موقوع، فوجه إليه الحكم بن أيوب عباد بن حصين في الخيل، فقتل داود.
وفي ذلك يقول: ألا فاذكروا داود إذ باع نفسه * * وجاد بها يبغي الجنان العواليا قال ابن الكلبي: وفيها غزا محمد بن مروان الصائفة عند خروج الروم إلى
العمق من ناحية مرعش.
وأقام الحج عبد الملك بن مروان.
قال أبو عاصم عن ابن جريج عن أبيه قال: حج علينا عبد الملك بن مروان سنة خمس وسبعين بعد مقتل ابن الزبير عامين، فخطبنا فقال: (أما بعد فإنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون من هذا المال ويؤكلون، وإني والله لا أداوي هذه الأمة إلا بالسيف، ولست بالخليفة [ 174 ظ ] المستضعف - يعني عثمان - ولا الخليفة المداهن - يعني معاوية (2) -.
أيها الناس: إنا نحتمل لكم كل اللغوية (3) (ما لم يك عقد راية أو وثوب على منبر، هذا عمرو بن سعيد، حقه حقه، وقرابته قرابته، قال برأسه هكذا، فقلنا بسيفنا هكذا).
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: ولي بشر بن مروان العراق سنة أربع وسبعين، ومات في أول سنة خمس وسبعين وهو ابن نيف وأربعين سنة.
وفي ولاية بشر مات جابر بن سمرة السوائي من أصحاب رسول الله صلى
__________
(1) في حاشية الاصل: (عامر بن حفض هو أبو اليقطان سحيم مولى بني الهجيم من تميم، عامر اسمه وسحيم لقبه وسيأتي ذكره بكنيتة واسمه واسم أبيه في خبر حدث به عنه خليفة في سنة عشرين ومائة).
انظر الفهرس لابن النديم ص 144.
ط.
مصر.
(2) في حاشية الاصل: (في البيان زيادة.
ولا الخليفة المأبون يعني يزيد بن معاوية.
قال أبو اسحق وهو النظام.
والله لولا نسبك من هذا المستضعف وسببك من هذا المداهن لكنت منها أبعد من العيوق.
والله ما أخذتها من جهة الميراث ولامن جهة السابقة ولامن جهة القرابة ولا تدعى شورى ولا وصية).
وانظر البيان والتبين 2 / 273.
ط.
السندوي.
(3) في حاشية الاصل.
(أو أشغوبة وأما اللغوبة واللغوابة فالضعف ولا أعلم له هنا وجها يقال رجل لغب ضعيف بين اللغابة واللغوبة) (*)(1/209)
الله عليه وسلم، وأبو جحيفة وه ب السوائي، وخرشة بن الحر الفزاري
وأوس بن ضمعج، وعبيد بن فضلة خزاعي، وعاصم بن ضمرة السلولي وشداد بن الأزمع، وعبد الله بن عتبة بن مسعود، وأبو عبد الرحمن السلمي.
سنة ست وسبعين فيها خرج صالح بن مسرح في صفر بناحية الجزيرة، فوجه إليه محمد بن مروان بن الحكم عدي بن عدي بن عميرة الكندي، فانهزم عدي، فوجه إليه محمد بن مروان خالد بن عبد الله السلمي والحارث بن جعونة العامري، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانحاز صالح بن مسرح الى العراق، فلم يتبعوه، فوجه إليه الأشعث (1) بن عميرة الهمداني فالتقوا بجوخان (2)، فاقتتلوا قتالا شديدا، فارتث صالح، ثم مات يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين، واستخلف صالح (3) شبيب بن يزيد فلقي سورة بن أبجر، ثم سار شبيب، فلقي سعيد بن عمرو الكندي، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انصرف شبيب، فأتى الكوفة فدخلها وقتل بها أبا سليم مولى عنبسة بن أبي سفيان أبا الليث بن أبي سليم، وقتل أيضا عدي بن عمرو وأزهر بن [ 175 و ] عبيد الله العامري، ودخلت غزالة مسجد الكوفة وقرأت وردها في المسجد، وصعدت المنبر، وكانت نذرت ذلك، وفي ذلك يقول عتبان بن وصيلة الشيباني: غزالة منا ذات نذر حميدة * * لها في سهام المسلمين نصيب
__________
(1) في حاشية الاصل: (ابن عميرة الحارث وهو ناعطي وناعط من همدان وناعظ جبل نزل به ربيعة قسمي به).
انظر الكامل للمبرد - 1100 - 1101.
وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 393.
(2) في حاشية الاصل: (ع) بجوخاي...قال القاضي رضى الله عنه أراه بجوخى).
وفي مراصد الاصلاح، جوخان: بليدة قرب الطيب من نواحى الاهواز.
(3) في حاشية الاصل: (صالح هذا تعظمه الخوارج وهو أحد بني امري القيس بن زيد
مناة بن تميم رهط عدي بن زيد العبادي وعند قبره تحلق الخوارج - إذا خرجوا - رؤوسهم).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 214.
والاشتقاق لابن دريد ص 217.
(*)(1/210)
وقال عمران بن حطان السدوسي يؤنب الحجاج: أسد علي وفي الحروب نعامة * * فتخاء تجفل من صفير الصافر هلا برزت إلى غزالة في الوغى * * بل كان قلبك في جوانح طائر صدعت غزالة قلبه بفوارس * * تركت مناظرة كأمس الدابر ثم خرج شبيب عن الكوفة، فوجه إليه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي في جمع فالتقوا بأسفل الفرات، فقتل زائدة، فوجه الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث فلم يقاتله، فوجه عثمان بن قطن الحارثي فالتقوا في ذي الحجة من سنة ست وسبعين فقتل عثمان بن قطن وانهزم أصحابه.
وفي سنة ست وسبعين وغل (1) عبد الله بن أمية بن عبد الله بسجستان، فأخذ عليه بالطريق، فأعطى مالا وخلوا له عن الطريق، فعزله عبد الملك بن مروان، ووجه موسى بن طلحة بن عبيد الله.
وفيها غزا محمد بن مروان أرض الروم من ناحية ملطية.
وفيها مات الأسود بن يزيد، ومرة بن شراحيل الهمداني، وسعيد بن وهب الخيواني، وعمرو بن ميمون الأودي، ويقال: سنة أربع.
سنة سبع وسبعين فيها بعث الحجاج عتاب بن ورقاء الرياحي الى شبيب، فلقيه بسواد الكوفة، فقتل عتاب وانهزم أصحابه، ووطئت الخيل يومئذ زهرة بن حوية الأعرجي وهو شيخ كبير فمات، وقتل رجل من بني تغلب يقال له قبيصة [ 176 ظ ] يقال له صحبة، فوجه إليه الحجاج الحارث بن معاوية بن أبي زرعة بن مسعود الثقفي،
والتقوا بزرارة (3)، فقتل الحارث وانهزم أصحابه، ثم عبر شبيب الفرات، فنزل السبخة (4)، وبنى مسجدا، فلم يخرج إليه الحجاج ثلاثا، ثم خرج يوم الرابع،
__________
(1) في حاشية الاصل: (الكلام أوغل).
(2) كذا في الاصل.
(3) في حاشية الاصل: (سميت بزرارة بن يزيد بن عمرو بن عدس بن معاوية بن عبادة بن البكاء.
وهو ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة لأنها كانت منزلة).
(4) في مراصد الاطلاع، السبخة: موضع بالبصرة.
(*)(1/211)
ووجه أبا الورد مولى بني نصر فقتله شبيب، فوجه طهمان مولى عثمان فقتله شبيب، فخرج إليه الحجاج بنفسه، فأزال شبيبا عن مسجده، واقتتلوا قتالا شديدا، وقتلت غزالة، فلما جنه الليل عبر الفرات، وقطع الحجاج الجسر، فبعث الحجاج حبيب بن عبد الرحمن بن زيد الحكمي في ثلاثة آلاف، فلقي شبيبا بالأنبار، فصبر الفريقان حتى حجز الليل بينهم، وسار شبيب فأتى الأهواز وبها محمد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، فتعرض لقتال شبيب، وسأل المبارزة، فخرج إليه شبيب فقتله، ومضى شبيب إلى كرمان فأقام نحوا من شهرين، ثم رجع إلى الأهواز فبعث الحجاج حبيب بن عبد الرحمن بن زيد الحكمي وسفيان بن برد الكلبي فلقيهم شبيب على جسر دجيل، فا قتتلوا حتى حجز الليل بينهم، ثم غدا شبيب، فلما صار على الجسر قطع الجسر، فغرق شبيب واستخلف البطين، فطلب البطين الأمان، فأمنه سفيان، ثم قتله الحجاج بعد.
وأقام الحج أبان بن عثمان بن عفان.
قال ابن الكلبي: غزا الوليد بن عبد الملك أرض الروم فبلغ ما بين ملطية والمصيصة.
سنة ثمان وسبعين
فيها قدم المهلب بن أبي صفرة على الحجاج وقد نفى الأزارقة، فبعث الحجاج سفيان بن الأبرد الكلبي، فقتل قطري بن الفجاءة.
قال أبو اليقظان: ولي قتل قطري سورة بن أبجر الدارمي وباذان مولى ابن الأشعث.
وفيها قتل [ 177 و ] عبد ربه مولى بني قيس بن ثعلبة.
وفيها ولى الحجاج عبيد الله بن أبي بكرة سجستان، وولى المهلب خراسان، فوجه عبيد الله بن أبي بكرة ابنه أبا بردعة، فأخذ عليه بالمضيق، وقتل شريح بن هانئ الحارثي، وأصاب المسلمين ضيق وجوع شديد، فهلك عامة ذلك الجيش، وقتل أيضا عبد الله بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
وفيها بعث الحجاج سعيد بن أسلم بن زرعة إلى مكران، فقتله محمد ومعاوية ابنا الحارث العلافيان من بني سامة بن لؤي.(1/212)
قال ابن الكلبي: وفيها غزوة محرز بن أبي محرز أرض الروم وفتح أزقلة، فلما قفل أصابهم مطر شديد من وراء درب الحد ث، فأصيب فيه ناس كثير.
وفيها قفل حسان بن النعمان الغساني من القيروان، وقد م على عبد الملك فرده إلى افريقية وزاده اطرابلس فقدم على عبد العزيز بن مروان بمصر فلم ينفذه عبد العزيز، وولى موسى بن نصير، فقدم حسان على عبد الملك فأمره بلزوم بيته.
وأقام الحج الوليد بن عبد الملك.
وفيها مات زيد بن خالد الجهني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري.
وفيها قتل شريح بن هانئ الحارثي، وعبد الله بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب مع ابن أبي بكرة بسجستان.
وعمرو بن حريث المخزومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها قتل الحجاج سليمان بن كند ير القشيري..سنة تسع وسبعين فيها ولى الحجاج مجاع (1) بن سعر أحد بني مرة بن عبيد مكران، وأمره بطلب العلافيين، فهربا ومات مجاع.
وفيها ولى الحجاج محمد بن صعصعة الكلابي البحرين، وضم إليه عمان، وعزل زياد بن الربيع الحارثي، فولى محمد بن صعصعة [ 178 ظ ] عبد الملك بن عبد الله بن أبي رجاء العوذي صاحب قصر أبي رجاء بناحية البصرة، فخرج عليهم الريان النكري (2) بقرية يقال لها: طاب من الخط (3) بالبحرين، وقدم عليه ميمون الحروري من عمان، فانهزم عبد الملك، وهرب محمد بن صعصعة، فركب البحر فقدم على الحجاج، وقد كان الحجاج بعث
__________
(1) في حاشية الاصل: (مجاعة هو المعروف وكذ وقع في كتاب أبي عبيد.
ومرة هو مرة بن عبيد بن مقاعس وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سع بن زيد مناة بن تميم.
ومرة هؤلاء رهط الاحنف).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 217.
(2) في حاشية الاصل: (نكرة من عبد القيس).
انظر الاشتقاق لابن دريد ص 329.
(3) الخط: أرض تنسب إليها الرماح وهو خط عمان في سيف البحرين والسيف كله الخط وفيه القطيف والعقير وقطر - مراصد الاطلاع.
(*)(1/213)
يزيد بن أبي كبشة ممدا لمحمد بن صعصعة، فهرب محمد قبل أن يقدم عليه يزيد بن أبي كبشة وفيها ولى الحجاج هارون بن ذ راع النميري ثغر الهند، وأمره بطلب العلافيين، فقتل أحدهما وهرب الآخر.
وفيها غزا ابن الحكم أرض الروم، فأصاب د واب بمرج الشحم.
وفيها غزا الوليد بن عبد الملك من ناحية ملطية فغنم وسبى.
وفيها غزا موسى بن نصير أرض المغرب.
فحدثني بكر بن عطية عن عوانة قال: أول قبيل من البرابر غزاهم موسى بن نصير الذين قتلوا عقبة بن نافع، سار إليهم بنفسه، فقتل وسبى وهرب ملكهم كسيلة.
قال محمد بن سعيد: قتل موسى وسبى حتى انتهى إلى طبنة وصنهاجة (1)، وبلغ سبيهم عشرين ألفا وذلك سنة إحدى وثمانين.
وأقام الحج أبان بن عثمان بن عفان.
وفي سنة تسع وسبعين مات عبيد الله بن أبي بكر بسجستان.
وفيها مات عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، وفيما بين السبعين الى الثمانين مات هشام بن هبيرة الليثي القاضي و حطان بن عبد الله الرقاشي.
وعبد الله بن عبيد الله بن معمر الليثي، وصفوان بن محرز المازني، وحبة بن جوين العرني في أول مقدم الحجاج العراق.
سنة ثمانين فيها غزا المهلب بن أبي صفرة كش ونسف من بلاد خراسان، وحاصرهم حتى أتاه كتاب ابن الأشعث يدعوه إلى خلع الحجاج، وذلك في سنة إحدى وثمانين، [ 179 و ] فانصرف المهلب عنهم راجعا.
وفيها لقي يزيد بن أبي كبشة الريان النكري بالبحرين، ومع الريان امرأة من الأزد يقال لها: جيداء، فالتقوا بمندان (2) الزارة، فقتل الريان وجيداء وعامة أصحاب الريان، ثم قفل يزيد راجعا.
وولى الحجاج قطن بن زياد بن الربيع الحارثي البحرين، فخرج عليه داود بن عامر
__________
(1) في مراصد الاطلاع، طبنة: بلدة في طرف افريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب ليس فيما بين القيروان إلى سجلماسة بلدة أكبر منها.
وصنهاجة.
إحدى قبائل البرير.
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 104.
(3) في حاشية الاصل.
(بميدان).
والزارة: قرية كبيرة بالبحرين - مراصد الاطلاع.
(*)(1/214)
ابن الحارث فقتل داود.
وفيها أصاب أهل الشام طاعون شديد، فلم يكن لهم ذلك العام غزو.
وأقام الحج أبان بن عثمان.
وفي سنة ثمانين مات السائب بن يزيد ابن أخت النمر، وجنادة بن أبي أمية، وأبو إدريس الخولاني، وجبير بن نفير،
وعبد الرحمن بن عبد القاري، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
قال أبو الحسن: مات عبد الله بن جعفر سنة أربع وثمانين.
سنة إحدى وثمانين فيها خلع ابن الأشعث بسجستان، وأقبل يريد الحجاج.
فحدثني أبو الحسن وأبو اليقظان: أن ابن الأشعث لما أجمع المسير إلى العراق دعا ذرا أبا عمر بن ذر الهمداني، فكساه ووصله وأمره أن يحضض الناس، فكان يقص كل يوم وينال من الحجاج، ثم ساروا وقد خلعوا الحجاج، ولا يذكرون خلع عبد الملك.
وحدثني أمية بن خالد قال: تمثل ابن الأشعث حين سار: خلع الملوك وسار تحت لوائه * * شجر العرا وعراعر الأقوام وأغر من ولد الأراقم ماجد * * صلت الجبين معود الإقدام (1) وتمثل: سائل مجاور جرم هل جنيت لهم * * حربا تزايل بين الجيرة الخلط ؟ وهل تركت نساء الحي ضاحية * * في عرصة الدار يستوقدن بالغبط (2) فقدم لأي بن شقيق بن ثور السد وسي على الحجاج فأخبره فحمله [ 180 ظ ] من ساعته إلى عبد الملك، فرده عبد الملك إلى الحجاج يأمره بالتشمير والجد حتى تأتيه الجنود، فسار الحجاج فالتقوا بتستر يقال: يوم النحر فانكشف الحجاج حتى دخل البصرة وتبعه ابن الأشعث.
__________
(1) كتب في حاشية البيت الاول (يؤخر) وبجانب الثاني (يقدم).
(2) الابيات للحارث بن وعلة.
انظر تاريخ الطبري 6 / 338.
ط.
دار المعارف.
(*)(1/215)
قال أبو اليقظان: قال زادان فروخ للحجاج: أخرج له عن البصرة فإن الذين معه من البصرة إذا شموا نساءهم وأولادهم قعدوا عنه، فخرج إلى ناحية
طف البصرة، ودخل ابن الأشعث البصرة، فقعد عنه عامة من كان معه من أهل البصرة.
فحدثني محمد بن معاذ عن أبيه عن جدته قالت: سمعت منادي ابن الأشعث يقول: أين الذين بايعوا بالرخج (1) ؟.
وحدثني من سمع قريش بن أنس عن ابن عون قال: رأيت ابن الأشعث متربعا على المنبر يتوعد الذين تخلفوا عنه توعدا شديدا.
وفي سنة إحدى وثمانين أتى موسى بن نصير طبنة فقتل وسبى.
وأقام الحج سليمان بن عبد الملك سنة اثنتين وثمانين فيها وقعة الزاوية بالمحرم.
حدثني أبو الحسن وأبو اليقظان قالا: خرج ابن الأشعث، فلقي الحجاج بالزاوية، فاقتتلوا قتالا شديدا، قتل يومئذ أبو الجوزاء الربعي وعقبة بن عبد الغافر العوذي، وعقبة بن وساج البرساني، وعبد الله بن غالب الجهضمي.
حدثني سلم بن قتيبة قال: نا سلام بن مسكين قال: قتل عبد الله بن غالب يوم الزاوية.
حدثني يحيى بن محمد عن غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد قال: قتل أبو الجوزاء وعبد الله بن غالب، وعقبة بن عبد الغافر يوم الزاوية.
وحدثني سليمان بن حرب قال: نا حمد بن زيد عن المعلى بن زياد عن مرة بن ذ ياب قال: مررت بعقبة بن عبد الغافر يوم الزاوية وهو صريع فناداني ذهبت الدنيا والآخرة.
وقتل يومئذ عبد الرحمن بن عوسجة النهمي [ 181 و ] من همدان، وكان على ميمنة ابن الأشعث، وأتي الحجاج بعمران بن عصام الضبعي فقتله صبرا.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، الرخج: كورة من أعمال سجستان.
(*)(1/216)
فحدثني علي بن محمد عن عبيد الله بن عمر البكرواي قال: كتب عبد الملك إلى الحجاج أن أدع الناس إلى البيعة، فمن أقر بالكفر فخل سبيله إلا رجلا نصب راية أو شتم أمير المؤمنين.
فدعا الناس إلى البيعة على ذلك حتى جاءت بنو ضبيعة، فقرأ عليهم الكتاب، فنهض عمران بن عصام، فدعا به الحجاج فقال: أتشهد على نفسك بالكفر ؟ قال: ما كفرت بالله منذ آمنت به، فقتله.
وانهزم ابن الأشعث وخلف عسكره، فاقتتل الناس بظهر المربد ثلاثة أيام، وتولى أمرهم عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
ووثب مطر بن ناجية الرياحي، فغلب على الكوفة، فقدم عليه ابن الأشعث فبايعه مطر بن ناجية، وتبعه الحجاج فالتقوا بدير الجماجم.
فحدثني أمية بن خالد عن عوانة أنه قال: كانت بينهم بالجماجم إحدى وثمانين وقيعة، كلها على الحجاج إلا آخر وقعة كانت على ابن الأشعث، فانهزم.
وقتل من القراء بدير الجماجم أبو البختري سعد مولى حذيفة وأبو البختري الطائي.
فحدثني غندر قال: نا شعبة عن عمرو بن مرة قال: أتى القراء يوم دير الجماجم أبا البختري الطائي يؤمرونه عليهم فقال: أنا رجل من الموالي فأمروا رجلا من العرب، فأمروا جهم بن زحر بن قيس (1).
وحدثني من سمع سفيان عن أبان بن تغلب قال: حدثني سلمة بن كهيل قال: رأيت أبا البختري بدير الجماجم وشد عليه رجل بالرمح فطعنه، وانكشف ابن الأشعث من دير الجماجم، فأتى البصرة وتبعه الحجاج فخرج منها إلى مسكن من أرض د جيل الأهواز واتبعه الحجاج فالتقوا بمسكن، فانهزم
ابن الأشعث، وقتل من أصحابه ناس كثير وغرق ناس كثير.
__________
(1) في حاشية الاصل: (المعروف جبلة لا جهم، وهو جبلة بن زحر بن قيس من جعفي بن سعد العشيرة ثم من بني من بني براء بن سعد بن عمرو بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي.
وأبوه زحر شهد صفين مع علي عليه السلام).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 904.
ط دار المعارف حيث جاء فيه ما يؤيد هذه الحاشية.
(*)(1/217)
فحدثني أمية بن خالد قال: نا شعبة عن عمرو بن مرة قال: افتقد ليلة دجيل بمسكن [ 182 ظ ] عبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن شداد بن الهاد،، وابو عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
وحدثني علي بن عبد الله قال: نا سفيان قال: حدثني أبو فروة قال: افتقد ابن أبي ليلى بسوراء وأسر الحجاج ناسا كثيرا منهم: عمران بن عصام العنزي، و عبد الرحمن بن ثروان، وأعشى همدان، وفيروز حصين.
قال أبو اليقظان: حدثني سلم بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي قال: أتي الحجاج بعمران بن عصام العنزي، فقال: عمران ؟ قال: نعم.
قال: ألم أقدم العراق فأوفدتك إلى أمير المؤمنين ولا يوفد مثلك ؟ قال: بلى.
قال: وزوجتك سيد قومها ماوية بنت مسمع ولم تكن لها بأهل ؟ قال: بلى.
قال: فما حملك على الخروج مع عدو الله ابن الأشعث ؟ قال: أخرجني باذان.
قال: فأين كنت عن حجلة أهلك ؟ قال: أخرجني باذان.
قال: فأين كنت على خرب البصرة ؟ قال: أخرجني باذان.
فكشط رجل العمامة عن رأسه فإذا هو محلوق.
قال: ومحلوق أيضا لا أقالني الله إن أقلتك، فأمر به فضربت عنقه.
قال: فسأل عبد الملك بن مروان بعد عن عمران بن عصام العنزي فقيل له: قتله الحجاج.
قال: ولم ؟ قيل: خرج مع ابن الأشعث، قال: ما كان
ينبغي أن يقتله بعد قوله: وبعثت من ولد الأغر معتب * * صقرا يلوذ حمامة بالعوسج (1) فإذا طبخت بناره أنضجتنا * * وإذا طبخت بغيرها لم تنضج وهو الهمام (2) إذا أراد فريسة * * لم ينجها منه صريخ الهجهج ثم سار ابن الأشعث يريد خراسان، وتبعه الفل فتركهم، وسار إلى رتبيل بسجستان، فقام بأمر النا س عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد
__________
(1) في حاشية الاصل: (بالعرفج وقع في غير هذا الكتاب).
(2) في حاشية الاصل: (الهزبر).
(*)(1/218)
المطلب، فلقيه المفضل بن المهلب بهراة وهو وال لأخيه يزيد فهزمه، وأسر ناسا من أصحابه منهم محمد بن سعد بن مالك والهلقام بن نعيم.
فحدثني عامر بن صالح بن رستم [ 183 و ] قال: حدثني أبو بكر الهذلي قال: كان في الأسرى يزيد بن طلحة بن عبد الله بن خلف الطلحات، والنضر بن أنس بن مالك، وعبد الله بن فضالة الزهراني، وسعد بن نجد في ناس كثير من أهل اليمن، فخلى عنهم يزيد بن المهلب وكساهم، وبعث إلى الحجاج بالمضرية، وكان أول من كلمه الهلقام بن نعيم فقال: لعنك الله يا حجاج إن فاتك هذا المزوني (1) يعني يزيد قال: لم ؟ قال لأنه كاس في إطلاق أسرته * * وقاد نحوك في أغلالها مضرا وقى بقومك حر الموت أسرته * * وكان قومك أد نى عندها خطرا قال: كذبت وأمر بقتله.
وحدثني قال: قال المهلب لمحمد بن سعد بن مالك: يا ظل الشيطان أتيه الناس رضيت أن تكون مؤذنا لعبد بني نصر يعني عمرو (2) بن أبي الصلت بن
كنارا، ثم أمر به فقتل.
أول وقعة كانت بينهم يوم تستر يوم النحر آخر سنة إحدى وثمانين، والوقعة الثانية بالزاوية في المحرم أول سنة اثنتين وثمانين، والوقعة الثالثة بظهر المربد في صفر يوم الأحد سنة اثنتين وثمانين، والوقعة الرابعة بدير الجماجم، كانت الهزيمة في جمادى لأربع عشرة ليلة خلت منه سنة اثنتين وثمانين، والوقعة الخامسة في شعبان سنة اثنتين وثمانين ليلة دجيل.
أبو عبيدة عن عمرو بن عيسى أبي نعامة العدوي قال: قدمت من مكة والناس بالزاوية في المحرم، فأتيت الحريش وهو جالس تحته جلد أسد
__________
في حاشية الاصل: (المزون عمان وهي بلغة الفرس).
وجاء في الطبري 6 / 380.
ط.
دار المعارف أن الذي خاطب الحجاج هو عبد الله بن عامر وقد روى الطبري الشعر مع بعض الخلاف لرواية خليفة هنا.
(2) في حاشية الاصل: (ف.
غ عمر) وكذا وجدته في تاريخ الطبري 6 / 379.
(*)(1/219)
متفضلا (1)، فسلمت فرد علي ونسبني فعرفني، فجاء رجل فقال: إن المهلب قد أخرج كتائبه من الخندق، فرفع رأسه فنظر إلى الشمس فقال: ما هذه ساعة قتال، ثم جاء آخر فقال مثل ذلك، ثم جاء آخر، فقال لرجل: قم على هذا الجذم فانظر، فقال: أرى الكتائب [ 184 ظ ] تخرج، وقد نهض العسكران.
فقال: أخرج فرسي وسلاحي.
فلبس سلاحه، فنظرت إلى ذراعه كأنها ذراع أسد، ثم قعد على كرسي، وتحدرت الفرسان فكان أول من أتاه أبو العلج وابنه مولى بني تيم، تيم قريش، ثم جاء مجاهد بن بلعاء العنبري وجاء جهضم بن عباد بن حصين، ثم تحادرت فرسان بني تيم حتى عددت ستين، فركب، واتبعتهم أنظر ما يصنعون، فأتى صف الأزد فحضضهم وذكر فعالهم
وذم أهل الشام، وقال لأصحابه: احملوا، فخرقوا الصف، فعل ذلك مرارا، ثم لم يزل يفعله حتى أمسى، فرجعت إلى منزلي، وذلك يوم الأربعاء في آخر المحرم، وكنت أسمع أصواتهم هبة (2) من الليل، ثم خفيت الأصوات وتحاجزوا.
ثم أصبحوا يوم الخميس فاقتتلوا قتالا شديدا، وصبر الفريقان حتى حجز الليل بينهم، ثم التقوا يوم الثالث بعد زوال الشمس فاقتتلوا طعنا وضربا، فأمر الحجاج عبد الرحمن بن مسلم أن يأخذ المسناة حتى يأتي البصرة، وبلغ ذلك أهل العراق، فعارضهم الحريش، فالتقوا عند الجسر، وقتل من أصحاب الحريش ثلاثون رجلا، وأقبل أبو بكر بن الحنتف بن السجف (3)، وضرب رجل من أهل الشام الحريش على رأسه فحمل إلى البصرة، وقالوا: قتل الحريش وصبر الفريقان، فقتل عبد الرحمن بن عوسجة صاحب ميمنة ابن الأشعث وعبد الله بن رزام، وزياد بن مقاتل، وطفيل بن عامر كلهم من أصحاب ابن الأشعث، وحمل
__________
(1) في أساس البلاغة، تفصل الرجل أو المرأة: إذا توشح بثوب واحد مخالف بين طرفيه على عاتقه.
(2) هبة من الليل: قطعة منه وجاء في أساس البلاغة وعشنا هبة من الدهر.
(3) في حاشية الأصل: قطعة منه وجاء في أساس وعشنا هبة من الدهر.
حنظلة من تميم قاتل بن دلجة الليثي يوم الريزة أيام ابن الزبير).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 228.
(*)(1/220)
سفيان بن الأبرد وجال الناس، وبقي أهل الحفاظ والصبر، فقتل عقبة بن عبد الغافر في جماعة من القراء، وقتل عبد الله بن عامر بن مسمع في نحو من ثلاث مائة، وقتل كثير أبو عمر صاحب الكتان مولى عنزة، وقتل معه مائتان من الموالي وانهزم الناس، واتبعهم سفيان بن الأبرد حتى دخلوا البصرة، فقتلهم ثم
رجع، فقتل [ 185 و ] في وجهه من لقي أربعمائة أو أكثر.
تسمية القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث مسلم بن يسار مزني ويقال: مولى أبي بكر ويقال: مولى عثمان بن عفان، وعقبة بن عبد الغافر العوذي قتل في المعركة، وعقبة بن وساج البرساني قتل في المعركة، وعبد الله بن غالب الجهضمي قتل في المعركة، والنضر بن أنس بن مالك، وأبو الجوزاء قتل في المعركة.
وعمران بن عصام الضبعي قتل صبرا، وسيار بن سلامة أبو المنهال الرياحي، ومالك بن دينار، ومرة بن د باب الهرادي (1)، وأبو نجيد الجهضمي، وأبو شيخ الهنائي، والحسن بن أبي الحسن أخرج كرها لم يقتل.
حدثني أمية بن خالد قال: نا حماد بن زيد عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: إن أحببت أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن.
ومن أهل الكوفة: سعيد بن جبير، وعامر الشعبي، وعبد الله بن شداد بن الهاد ي فقد ليلة د جيل، وعبد الرحمن بن أبي ليلى فقد ليلة د جيل.
وحدثني غند ر قال: حد ثني شعبة عن حصين قال: رأيت ابن أبي ليلى يحضض الناس ليالي الجماجم.
وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود والمعرور بن سويد، ومحمد بن سعد بن مالك، قتل صبرا، وطلحة بن مصرف الأيامي، وزبيد بن الحارث الأيامي، وعطاء بن السائب مولى ثقيف، وأبو البختري الطائي قتل في المعركة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو منسوب إلى هراد بن زيد مناة بن حجر بن عمران من الأذان).
(*)(1/221)
حدثني عبد الرحمن قال: نا حماد عن أيوب قال: ما صرع مع ابن الأشعث أحد إلا رغب له عن مصرعه، ولا نجا منهم أحد إلا حمد الله الذي سلمه.
وحدثت عن محمد بن طلحة قال: رآني زبيد مع العلاء بن عبد الكريم ونحن نضحك فقال: لو شهدت الجماجم ما ضحكت، ولوددت أن يدي أو قال: يميني قطعت من العضد وأني لم أكن شهدت.
قال أبو الحسن: قال [ 186 ظ ] عوانة: قتل الحجاج بمسكن خمسة آلاف أسير أو أربعة آلاف.
وقال: عن الحسن الجفري عن مالك بن دينار قال: خرج مع ابن الأشعث خمسمائة من القراء كلهم يرون القتال، وقتل طفيل بن عامر بن واثلة.
قال الأصمعي: وحدثني عثمان الشحام قال: لما أتي الحجاج بالشعبي عاتبه، فقال الشعبي: أجدب بنا الجناب، وأحزن بنا المنزل، واستحلسنا الخوف، وخبطتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء، فقال له: لله أبوك وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين وثمانين مات سويد بن غفلة، وزر بن حبيش ويقال: مات زر قبل الجماجم، وأبو وائل، وزاذان، وربعي بن حراش، وزيد بن وهب، وهذ يل بن شرحبيل، وأبو الشعثاء كلهم بعد الجماجم، وميمون بن أبي شبيب في الجماجم.
وفيها قتل الحجاج كميل بن زياد النخعي.
وفيها مات المهلب بن أبي صفرة بمرو.
وفيها قتل قتيبة بن مسلم عمرو بن أبي الصلت بن كنارا، وأبا الصلت والصلت بن أبي الصلت، وموسى بن كثير الحارثي، وبكير بن أبي هارون البجلي.
وفيها بعث عبد مروان أخاه محمدا إلى إرمينية، فلقيه أهلها فهزمهم، ثم سألوه الصلح فصالحهم، وولى عليهم نبيح بن عبد الله العنزي، فغدروا به فقتلوه.
وفيها فتح عبد الملك بن
مروان حصن سيان (1) من أرض الروم من ناحية المصيصة.
وفيها أغزى موسى بن نصير المغيرة بن أبي بردة العبدي إلى صنهاجة.
وأقام الحج أبان بن عثمان.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ سبان).
والذي وجدته في مراصد الاطلاع وغيره من الكتب الجغرافية سيان: صقع باليمن وسنان: حصن في بلاد الروم.
(*)(1/222)
سنة ثلاث وثمانين فيها ولى الحجاج محمد بن القاسم فارس وأمره بقتل الأكراد.
وفيها بعث الحجاج عمارة بن تميم القيني (1) إلى رتبيل في أمر ابن الأشعث، فصالح رتبيل، [ 187 و ] وخلى بينه وبين ابن الأشعث، فأوثقه وعدة من أهل بيته في الحديد، وأقبل يريد الحجاج وقد قرن به رجل يكنى أبا العنز، فلما صار بالرخج طرح نفسه من فوق القصر فماتا جميعا، وحمل رأس ابن الأشعث إلى الحجاج.
حدثنا أبو الحسن قال: لما أتي الحجاج برأسه تمثل فقال: أبى حينه والموق إلا تهورا * * فصادفه عبل الذ راع شتيم كريه المحيا باسل ذ وعزيمة * * فروس لأعناق الكماة أزيم فبعدا وسحقا لابن واهصة الخصى * * فقد لقي الرحمن وهو ذميم ثم بعث به إلى عبد الملك، فبعث به عبد الملك إلى عبد العزيز بمصر.
وفيها بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمدا إلى إرمينية، فصالحوه، واستعمل عليهم أبا شيح بن عبد الله الغنوي وعمرو بن الصدي الغنوي، فغدروا بهما فقتلوهما.
وفيها غزا عبد الله بن عبد الملك بن مروان أرض الروم، فلقي الروم بسورية ولؤلؤة، فهزمت الروم.
وأقام الحج هشام بن إسماعيل المخزومي.
سنة أربع وثمانين فيها مات عبد العزيز بن مروان بمصر، فبايع عبد الملك لابنيه الوليد
وسليمان، فدعا، هشام بن إسماعيل بن إبراهيم سعيد بن المسيب إلى بيعة الوليد وسليمان فأبى أن يبايع لأميرين، فضربه مائة سوط.
__________
في حاشية الاصل: (قال بعد هذا القيني أو اللخمى وقد ذكرت هناك أنه لخمي ثم من بني غنم بن أريش بن جديلة بن لخم.
الفقيه أبو الوليد يقوله).
انظر جمهرة المؤلف عن ولاة عبد الملك على سجستان (*)(1/223)
قال أبو اليقظان: قال سعيد بن المسيب لهشام بن إسماعيل: إن أحب عبد الملك أن أبايع الوليد فليخلع نفسه فقال له: ادخل من هذا الباب واخرج من هذا الباب ليري الناس أنه قد بايع، فأبى وقال: لا يغتر بي أحد، فضربه مائة سوط وألبسه تبان (1) شعر وأراه أنه يصلبه.
قال أبو اليقظان: فحدثني أبو المقدام قال: مروا علينا بسعيد بن المسيب [ 188 ظ ] ونحن في الكتاب، وقد ضرب مائة سوط وعليه تبان شعر، ذهبوا به يرهبونه بالصلب، فقال سعيد بعد: لو علمت أنهم لا يصلبونني ما لبست لهم التبان، فقال عبد الملك حين بلغه ما صنع هشام بسعيد: بئس ما صنع هشام مثل سعيد لا يضرب بالسياط، كان ينبغي أن يضرب عنقه أو يدعه.
وأقام الحج هشام بن إسماعيل المخزومي.
وفيها غزا موسى بن نصير شكوما من أرض إفريقية فنزل أوربة فقاتلوه، ثم فتح الله فقتل وسبى.
فحدثني أبو خالد بن سعيد عن أبي براء النميري قال: زحفت الروم إلى إرمينية إلى محمد بن مروان فهزمهم الله وهي سنة الحريق، وذلك أن محمد بن مروان بعد هزيمة القوم بعث زياد بن الجراح مولى عثمان بن عفان وهبيرة بن الأعرج الحضرمي فحرقهم في كنائسهم وبيعهم وقراهم، وكان الحريق بالبشوى والسفرجان (2).
قال أبو براء: وفي تلك الغزوة سبيت أم يزيد بن أسيد (3) من
السيجسان، وكانت بنت بطريق السيجسان.
__________
في اللسان، التبان: سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط.
(2) في المسالك والممالك لابن خرداذبة 122، أرمينية الثالثة: البسقر جان ودبيل، وسراج طير، ونشوي.
وفي مراصد الاطلاع، نشوي، قصبة كورة بسفرجان.
انظر مختصر كتاب البلدان لابن الفقيه الهمذاني ص 287.
وينبغي ألا يفوتنا أن الأسماء الأجنبية عند تعريبها يصيبها الكثير من التحريف وتوجد فروق كبيرة.
فمن المحتمل أن تكون بشوى هي نشوي وسفرجان هي بسفرجان.
(3) في حاشية الاصل: (يزيد هذا صحاب ارمينية وهو أحد بني قنفذ بن مالك بن عوف بن امرى القيس بن بهثة بن سليم بن منصور).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 262.
والسيجسان: بلدة أران بينها وبين دبيل ستة عشر فرسخا.
مراصد الاطلاع.
(*)(1/224)
قال ابن الكلبي: في هذه السنة غزا عبد الله بن عبد الملك بن مروان أرض الروم حتى بلغ أرض طربنذ ة.
وفيها بنى عبد الله بن عبد الملك المصيصة.
سنة خمس وثمانين فيها غزا محمد بن مروان إرمينية فصاف بها وشتا.
حدثني أبو خالد عن أبي براء النميري قال: قفل محمد بن مروان وولى عبد الله بن حاتم بن النعمان الباهلي، فمات عبد الله بن حاتم، فولى محمد بن مروان أخاه عبد العزيز بن حاتم فبنى مدينة د بيل ومدينة البشوي ومدينة برذ عة (1).
قال ابن الكلبي: وفي سنة خمس وثمانين بعث عبد الله بن عبد الملك وهو بالمصيصة يزيد بن حنين فلقيته الروم في جمع كثير، فأصيب الناس بميسوسنة، وأصيب (2) [ 190 ظ ] ميمون الجرجاني في نحو من ألف من أهل أنطاكية عند
طوانة (3).
وأقام الحج هشام بن إسماعيل بن إبراهيم المخزومي.
وفي سنة خمس وثمانين مات واثلة بن الأسقع الليثي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن عامر بن ربيعة، وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
سنة ست وثمانين فيها قدم قتيبة بن مسلم بن عمرو خراسان واليا فلقيه دهاقين بلخ، فساروا معه، وأتاه ملك الصغانين (4) بهدايا ومفتاح من ذهب فسلم إليه بلاده.
قال ابن الكلبي: وفي سنة ست وثمانين غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الروم، ففتح حصن تولق وحصن الأخرم قبل وفاة عبد الملك.
وفيها وجه موسى بن
__________
(1) في مراصد الاطلاع، برذعة: بلد بأقصى أدربيجان: وهي قصبة أدربيجان.
وقيل، في أران كانت كبيرة قيل فرسخ في فرسخ.
(2) المفروض أن يكون الرقم 189 وولكن ترقيم الأصل 190.
(3) في مراصد الاطلاع، طوانة: بلد بثغور المصيصة.
(4) ولاية عظيمة واسعة وراء النهر أعمالها متصلة بترمذ فيها جبال وسهول.
(*)(1/225)
نصير المغيرة بن أبي بردة العبدي في مراكب، فافتتح أوليه، وهي أول مدائن صقلية من أرض المغرب.
وفي سنة ست وثمانين مات عبد الملك بن مروان.
فحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده وعبد الله بن مغيرة عن أبيه قالا: مات عبد الملك بد مشق يوم النصف من شوال (1) سنة ست وثمانين، وهو ابن ثلاث وستين، صلى عليه الوليد بن عبد الملك.
ولد عبد الملك في المدينة في دار مروان في بني حديلة سنة ثلاث وعشرين، ويقال: سنة ست وعشرين.
وفيها مات
قبيصة بن ذ ؤ يب الخزاعي، وأبو أمامة الباهلي من أصحاب رسول الله صلى عليه عليه وسلم، وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وفي ولاية عبد الملك بن مروان مات بسر بن أرطاة وعمر بن أبي سلمة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلاهما، وعلقمة بن وقاص [ 191 و ] الليثي، وغنيم بن قيس المازني، وأمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد.
تسمية ولاة عبد الملك المدينة: لما قتل مصعب بن الزبير وذلك سنة اثنتين وسبعين غلب طارق ابن عمرو مولى عثمان بن عفان على المدينة ودعا إلى عبد الملك، فلما قتل عبد الله ابن الزبير ولى عبد الملك الحجاج بن يوسف مكة والمدينة والطائف، وذلك سنة ثلاث وسبعين، فكان الحجاج يستخلف على المدينة إذا أتى مكة عبد الله بن قيس بن مخرمة، ثم ولي الحجاج العراق فشخص، وولى عبد الملك بن مروان يحيى بن الحكم بن مروان، وذلك سنة خمس وسبعين، فشخص يحيى بن الحكم إلى الشام، واستخلف أبان بن عثمان فأقره عبد الملك ثم عزله في سنة ثلاث وثمانين، وولي هشام بن اسماعيل المخزومي، فلم يزل واليا حتى مات عبد الملك.
__________
(1) في حاشية الاصل: (خ.
للنصف من شوال).
(*)(1/226)
مكة: شخص الحجاج سنة خمس وسبعين، واستخلف على مكة قيس بن مخرمة، فعزله عبد الملك، وولى نافع بن علقمة بن صفوان، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك.
اليمن: محمد بن يوسف حتى مات عبد الملك.
البصرة: ولاها عبد الملك حين قتل مصعب خالد بن عبد الله بن خالد بن
أسيد، فقدمها في آخر سنة اثنتين وسبعين.
ثم عزله، وضمها إلى بشر بن مروان ابن الحكم، فقدمها بشر في ذي الحجة آخر سنة أربع وسبعين، فأقام بها أشهرا ثم مات، واستخلف خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فعزله عبد الملك بن مروان.
وولي الحجاج فقدم العراق في رجب سنة خمس وسبعين، فولى الحكم بن أيوب الثقفي البصرة سنة خمس وسبعين، فلم يزل بها حتى خلع [ 192 ظ ] ابن الأشعث، وقدم البصرة، وذلك في أول سنة اثنتين وثمانين (1)، فلحق الحكم بن أيوب بالحجاج، وولاها ابن الأشعث عبد الله ابن إسحاق بن الأشعث، ثم عزله وولى رجلا من آل عبد الله بن مغفل غامديا (2) فيما زعم حاتم بن مسلم.
ثم هزم ابن الأشعث فولاها الحجاج الحكم بن أيوب.
الكوفة: ولاها عبد الملك حين قتل مصعب قطن بن عبد الله الحارثي أشهرا ثم عزله، وولى بشر بن مروان نحوا من سنتين، ثم ضم إليه البصرة، فشخص بشر واستخلف عمرو بن حريث المخزومي، ثم قدم الحجاج سنة خمس وسبعين فولاها الحجاج عروة بن المغيرة بن شعبة، ويقال: ولى حوشب بن رويم الشيباني، ثم عزله.
وولى عبد الرحمن بن عبد الله بن الحضرمي، فأخرجه مطر بن ناجية الرياحي ودعا إلى ابن الأشعث.
ثم قدمها ابن الأشعث، ثم خرج إلى دير الجماجم واستخلف عبد الله بن إسحاق بن الأشعث، ثم قدمها الحجاج حين هزم
__________
(1) في حاشية الاصل: (انظر قوله في خلع ابن الأشعث في أول سنة اثنتين وثمانين وقد تقدم أن خلعه كان في سنة إحدى وثمانين).
(2) في حاشية الاصل: (لا أعلم عبد الله بن مغفل إلا المزني صاحب النبي عليه السلام وليس بغامدي).
وهو مزني عند ابن حزم في جمهرة أنسابه ص 202.
وكذلك في الاصابة لابن حجر - 4973.
(*)(1/227)
ابن الأشعث من الجماجم، ثم شخص إلى البصرة وولى عمير بن هانئ (1) من أهل دمشق ثم عزله، وولى المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل الصلاة، وزياد بن جرير بن عبد الله على الشرط حتى مات عبد الملك.
خراسان: كتب عبد الملك عام قتل مصعب إلى عبد الله بن خازم بولايته على خراسان، بعث بالكتاب مع سورة بن أبجر الدارمي فقال له ابن خازم: لو لا أني أكره أن أضرب بين بني تميم وسليم لقتلتك ولكن كل كتابك، فأكله، فكتب عبد الملك إلى بكير بن وساج الصريمي (2): إن قتلته أو أخرجته من خراسان فأنت الأمير، فقتل بكير ابن خازم، وأقام واليا حتى قدم أمية بن عبد الله بن خالد ابن أسيد، فعزله.
وولى أمية، ثم عزله.
وولى المهلب بن أبي صفرة في سنة تسع وسبعين، ثم مات المهلب في [ 193 و ] سنة اثنتين وثمانين، واستخلف ابنه يزيد، فأقره عبد الملك سنتين أو أكثر، ثم ضم خراسان إلى الحجاج، فولاها الحجاج قتيبة بن مسلم، فقدمها في سنة ست وثمانين قبل وفاة عبد الملك بن مروان.
سجستان: ولاها عبد الملك عبد الله بن علي بن عدي بن حارثة بن ربيعة ابن عبد العزى بن عبد شمس، ثم عزله.
وضمها مع خراسان إلى أمية بن عبد الله ابن خالد بن أسيد، وذلك سنة ثلاث وسبعين، فولاها أمية ابنه عبد الله ابن أمية نحوا من ثلاث سنين، فعزله عبد الملك وولى محمد بن موسى بن طلحة ابن عبيد الله، فقتله شبيب الحروري بالأهواز قبل أن يصل إليها، وذلك سنة سبع وسبعين.
ثم عزل أمية وضمت إلى الحجاج فولاها عبيد الله بن أبي بكرة سنة ثمان وسبعين، فمات عبيد الله سنة تسع وسبعين، واستخلف ابنه أبا برذعة، فكتب الحجاج إلى المهلب أن وجه رجلا من قبلك إلى سجستان، فوجه وكيع بن بكر بن وائل الأزدي، ثم ولاها الحجاج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث سنة ثمانين، فخلع الحجاج وسار إلى العراق واستخلف، وذلك في آخر سنة إحدى وثمانين.
__________
(1) في حاشية الاصل: (عمير هذا نسي دمشقي من خيار التابعين كنيته أبو الوليد).
(2) في حاشية الاصل: (الصريمي من بني صريم بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن تميم).
انظر جمهرة انسان العرب الابن حزم ص 218.
(*)(1/228)
ثم ولى الحجاج عمارة بن تميم القيني أو اللخمي (1)، ثم عزله وولى عبد الرحمن ابن سليم، وذ لك سنة أربع وثمانين، ثم كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أن ول مسمع مالك سجستان، فلم يزل عليها حتى مات، فولى ابن أخيه محمد بن شيبان، فعزله الحجاج وولى الأشعث بن بشر الكلبي، ثم عزله.
وضمها إلى قتيبة بن مسلم، فبعث قتيبة أخاه عمرو بن مسلم، ثم قدمها قتيبة، ثم شخص عنها، واستخلف عبد ربه بن عبد الله بن عمر الليثي، ذلك كله سنة ست وثمانين وبعض سنة سبع وثمانين، فلم يزل عبد ربه واليا [ 194 ظ ] حتى عزله قتيبة سنة ثلاث وتسعين.
القضاء قضاء البصرة: ولي عبد الملك بن مروان خالد بن عبد الله بن أسيد البصرة سنة اثنتين وسبعين عند مقتل مصعب بن الزبير، فاستقضى خالد على البصرة عبيد الله بن أبي بكرة، فلم يزل قاضيا حتى قدم الحجاج بن يوسف فأقره، ثم ولى الحجاج هشام بن هبيرة الليثي، ثم ولى عبد الرحمن بن أذينة العبدي.
الكوفة: لما اجتمع الناس على عبد الملك عند قتل مصعب أعاد شريحا ثم قدم الحجاج، فأقره على القضاء، ثم استعفاه فأعفاه.
وولى أبا بردة بن أبي موسى الأشعري، ثم استعفاه بعد الجماجم فأعفاه.
فاستقضى أبا بكر بن أبي موسى الأشعري، فلم يزل قاضيا حتى مات، ثم استقضى عامر بن شراحيل الشعبي.
المدينة: غلب عليها طارق بن عمرو مولى عثمان بن عفان حين قتل مصعب
ابن الزبير، ودعا إلى عبد الملك، ثم ولاها عبد الملك الحجاج بن يوسف سنة ثلاث وسبعين، فاستقضى الحجاج عبد الله بن قيس بن مخرمة، فلم يزل قاضيا حتى شخص الحجاج إلى العراق واستخلفه على المدينة، ثم ولى عبد الملك عمه يحيى بن الحكم على المدينة سنة ست وسبعين، واستخلف أبان بن عثمان بن * (هامش * (1) في الحاشية: (هو لخمي من بني غنم بن أريش بن أراش بن جديلة بن لخم).
انظر ما سبق في حوادث سنة ثلاث وثمانين.
(*)(1/229)
عفان فأقره عبد الملك، فاستقضى أبان بن عثمان نوفل بن مساحق العامري فلم يزل قاضيا حتى عزل أبان سنة ثلاث وثمانين، وولى عبد الملك المدينة هشام بن اسماعيل بن ابراهيم المخزومي، فاستقضى هشام عمر بن خلدة الزرقي حتى مات عبد الملك.
الشام: قاضي عبد الملك أبو إدريس الخولاني.
السند: ولاها الحجاج بن يوسف سعيد بن أسلم الكلابي سنة ثمان وسبعين، فقتله محمد ومعاوية ابنا الحارث [ 195 و ] العلافيان من بني سامة بن لؤي، فولاها الحجاج مجاع (1) بن سعر أحد بني مرة (2) بن عباد سنة تسع وسبعين، فمات مجاع، فولاها الحجاج محمد بن هرون بن ذراع النميري سنة ثمانين، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك.
بعث عبد الملك بن مروان عمر بن عبيد الله فقتل أبا فديك، ثم ولاها عبد الملك ابن أسيد بن الأخنس بن شريق الثقفي.
البحران ولاها الحجاج سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي، فمات فاستخلف ابنه موسى بن سنان بن سلمة، فولى الحجاج سعيد بن حسان الأسيدي، ثم ولى زياد بن الربيع الحارثي، ثم عزله سنة تسع وسبعين، وولى محمد بن صعصعة الكلابي، فولاها محمد بن صعصعة عبد الملك بن عبد الله
العوذي، فخرج عليه الريان النكري، فهرب عبد الملك وهرب محمد، وبعث الحجاج يزيد بن أبي كبشة، فقتل الريان وصلبه، ثم قفل يزيد فولاها الحجاج قطن ابن زياد بن الربيع الحارثي، فلم يزل عليها حتى مات الحجاج والوليد.
عمان: بعث إليها الحجاج موسى بن سنان بن سلمة، وذلك سنة كذا وسبعين، ثم غلب عليها سعيد وسليمان ابنا عباد، فبعث الحجاج طفيل بن حصين البهراني فأخرجهما، فكتب إليه الحجاج أن يستخلف ويقفل، فاستخلف حاجب
__________
(1) في حاشية الاصل: (قد ذكرت أن المعروف في هذا مجاعة بن سعر أول سنة تسع وسبعين).
(2) حاشية الاصل: (قد زدت في هذا بيانا في أول سنة تسع وسبعين).
والذي ذكره هو نسب بني مرة إلى بني تميم.
(*)(1/230)
ابن شيبة فمات بها، فغلب عليها ابن عباد، فوجه الحجاج مجاع (1) بن سعر ثم صرفه عنها، وولى محمد بن صعصعة، فقتله ابن عباد، فبعث الحجاج سورة بن ابجر فقتل ابن عباد، وولاها الحجاج سعيد بن حسان الأسيدي.
مصر: ولاها عبد العزيز بن مروان، فمات عبد العزيز سنة أربع وثمانين فولاها عبد الملك ابنه عبد الله بن عبد الملك، فلم يزل واليا حتى مات عبد الملك، [ 196 ظ ] وذلك سنة ست وثمانين.
ولاها عبد الملك حسان بن النعمان سنة أربع وسبعين، فخرج منها قافلا سنة ثمان وسبعين، فاستخلف سفيان بن مالك الفهمي، وقدم على عبد الملك فرده، فلم يمضه عبد العزيز، وولى موسى بن نصير سنة تسع وسبعين بد ر بن سفيان بن مالك.
إفريقية: موسى بن نصير سنة تسع وسبعين، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك، وقد كان عبد الملك ولى قبل موسى حسان بن النعمان الغساني، فلم ينفذه عبد العزيز وهو على مصر، وأنفذ موسى بن نصير.
الجزيرة: ولاها عبد الملك أخاه محمد بن مروان، فلم يزل عليها حتى مات عبد الملك والوليد.
إرمينية وأذربيجان: ضمهما إلى محمد بن مروان سنة ثلاث وثمانين حتى مات عبد الملك، فعزل محمد بن مروان سنة خمس وثمانين، واستخلف على إرمينية وأذربيجان عبد الله بن حاتم بن النعمان الباهلي، فمات عبد الله، وولى محمد بن مروان عبد العزيز بن حاتم بن النعمان.
اليمامة: يزيد بن هبيرة، ثم ابراهيم بن عربي الليثي حتى مات عبد الملك.
الصائفة: مالك بن عبيد الله الحنفي ثم ولى ابنه الوليد بن عبد الملك ثم محمد بن مروان بن الحكم، ثم عمرو بن محرز الأشجعي.
الشامات: فلسطين: ابنه سليمان بن عبد الملك.
حمص: ابنه عبد الله بن عبد الملك.
__________
1 0) في حاشية الاصل: (هو المعروف بمجاعة).
(*)(1/231)
الأردن: أبو عثمان بن مروان بن الحكم.
البلقاء: محمد بن عمر الثقفي أخو يوسف بن عمر.
الموسم: سنة ثلاث وأربع وسبعين الحجاج بن يوسف، خمس وسبعين عبد الملك بن مروان.
ست وسبعين أبان بن عثمان.
سنة ثمان الوليد بن عبد الملك.
تسع وسبعين إلى سنة ثمانين أبان بن عثمان.
إحدى وثمانين سليمان بن عبد الملك.
اثنتين وثمانين أبان بن عثمان.
ثلاث وأربع وخمس وست [ 197 و ] هشام ابن إسماعيل المخزومي.
الشرط: يزيد بن أبي كبشة السكسكي، ثم عزله وولى أبا ناتل رياح بن عبدة الغساني، ثم عزله وولى عبد الله بن زيد الحكمي، ثم عزله.
وولى كعب بن حامد العبسي حتى مات عبد الملك.
كاتب الرسائل: أبو الزعيزعة مولاه.
الخراج والجند: سرجون بن منصور الرومي، فمات سرجون، فولى سليمان ابن سعد مولى خشين حي من قضاعة وهو أول من ترجم ديوان الشام بالعربية.
الخاتم وبيوت الأموال والخزائن: قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، فمات قبيصة، فولى عمر بن الحارث.
الحاجب: أبو يوسف مولاه.
الحرس: عدي بن عياش (1) مولى لحمير، ثم جمعه لأبي الزعيزعة ثم الريان بن خالد بن الريان مولى بني محارب، فمات الريان، فولى ابنه خالد بن الريان حتى مات عبد الملك.
كانت ولاية عبد الملك منذ اجتمع عليه ثلاث عشرة سنة و ثلاثة أشهر وثمانية وعشرين يوما.
ثم بويع الوليد بن عبد الملك في النصف من شوال سنة ست وثمانين.
أم الوليد ولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة من بني عبس بن بغيض.
ولد الوليد بالمدينة في دار عبد الملك في بني حديلة سنة اثنتين وخمسين، ويقال: أقل من ذلك.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ ابن أبي عياش).
(*)(1/232)
مات في خلافة عبد الملك بن مروان: عمر بن أبي سلمة المخزومي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلقمة بن وقاص الليثي، وزرارة بن أوفى
الجرشي.
وعبد الرحمن بن أذينة (1)، وعبد الله بن عتبان الأسدي، وعتبة بن الندر السلمي.
سنة سبع وثمانين فيها قدم نيزك طرخان على قتيبة بن مسلم فصالحه وأطلق من في يده من الأسارى.
وفيها غزا قتيبة بيكند من بخارا، فاستنصروا الصغد، فأتوهم في جمع كثير، فهزم الله المشركين، واتبعهم المسلمون فقتلوا منهم بشرا كثيرا وأسروا، واعتصم ناس بالمدينة، وسألوا الصلح فصالحهم، وولاهم رجلا من بني قتيبة، ورحل عنهم، فقتلوا عامة أصحابه، فرجع قتيبة، فسألوه الصلح فأبى فظفر بها عنوة فقتل من كان فيها من المقاتلة، وأصاب آنية كثيرة من الذهب والفضة.
و فيها أغزى موسى بن نصير ابنه عبد الله بن موسى بن نصير سردانية من بلاد المغرب فافتتح قولة.
وفيها أغزى موسى بن نصير أيضا عبد الله بن حذيفة الأزدي سردانية فغنم وأصاب سبيا وغنائم.
وفيها بنى الوليد بن عبد الملك مسجد دمشق.
وفيها أمر الوليد بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز فبنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد عليه.
وفيها كان طاعون الفتيات بالبصرة في شوال.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك فافتتح فيعم وبحيرة الفرسان وبلغ عسكره قلوذيمانلس فقتل وسبى.
وأقام الحج عمر بن عبد العزيز بن مروان.
وفي سنة سبع وثمانين: مات شريح القاضي والمقدام بن معدي كرب (2).
قال أبو نعيم: مات شريح سنة سبع وسبعين.
وعتبة بن عبد السلمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفيها ولد شعبة بن الحجاج.
وفيها ولد عمر بن هبيرة الفزاري والي العراق.
__________
(1) في حاشية الاصل: (قال بعد هذا: بعد الثمان وقبل التسعين.
) (2) في حاشية الأصل: (المقدام بن معدي كرب يكني أبا كريمة له صحبة نزل الشام وهو بصري).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 415.
ط.
بيروت وعنده يكنى أبا يحى.
(*)(1/233)
سنة ثمان وثمانين فيها غزا قتيبة بن مسلم تومشكت، فتلقاه أهلها فصالحوه، ثم سار إلى أرمثنة (1) فصالحه أهلها وانصرف، فزحف إليهم الترك معهم الصغد وأهل [ 199 و ] فرغانة، فاعترضوا المسلمين وعليهم ابن أخت ملك الصين يقال: في مائتي ألف، فأظفر الله المسلمين، وفض جمع المشركين.
وفيها غزا محمد بن مروان أرمينية فصاف و شتا.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك والعباس بن الوليد بن عبد الملك، فرابطا أنطاكية وشتوا بها، فجمعت لهم الروم جمعا كثيرا، فزحفوا إليهم، فهزم الله الروم وقتل منهم بشرا كثيرا يقال: خمسون ألفا، وفتح الله جرثومة وطوانة.
وأقام الحج عمر بن الوليد بن عبد الملك.
وفيها مات عبد الله بن بسر السلمي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سنة تسع وثمانين فيها غزا قتيبة بن مسلم وردان خذاه ملك بخارا فلم يطقهم فرجع.
وفيها أغزى موسى بن نصير ابنه عبد الله بن موسى، فأتى ميورقة ومن ورقة جزيرتين بين صقلية و الأندلس وافتتحهما، وهذه الغزاة تدعى غزوة الأشراف، كان معه أشراف الناس.
وفيها أغزى موسى بن نصير ابنه مروان بن موسى السوس الأقصى فبلغ السبي أربعين ألفا.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك عمورية، فلقي جمعا للمشركين فهزمهم الله.
وأقام الحج عمر بن عبد العزيز بن مروان.
وفيها ولي خالد بن عبد الله القسري مكة.
وفي سنة تسع وثمانين: مات عبد الله بن ثعلبة بن صعير.
وبعد الثمانين وقبل التسعين: مات زرارة بن أوفى، وعبد الرحمن بن
أذينة، ومعبد الجهني، وحميد بن عبد الرحمن الحميري، ويونس بن جبير أبو غلاب، وأبو أيوب الأزدي، وقسامة بن زهير، وأبو السوار العدوي، ونصر بن
__________
(1) في حاشية الاصل: (رامثة).
وفي مراصد الاطلاع، رامثين: قرية ببخارى.
(*)(1/234)
عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر، وعبد الرحمن ومسلم ابنا أبي بكرة، وخيثمة بن عبد الرحمن.
سنة تسعين فيها غزا قتيبة بن مسلم وردان خذاه الغزوة الثانية، وأرسل وردان خذاه إلى الصغد والترك ومن حولهم يستنصرهم، فلقيهم قتيبة فهزمهم الله وفض جمعهم.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك سورية، وفتح الحصون الخمسة التي بها.
وفيها غزا العباس بن الوليد بن عبد الملك فبلغ أرزن، ثم رجع.
وأقام الحج عمر بن عبد العزيز بن مروان.
وفيها مات عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة.
وأبو ظبيان الحني.
سنة إحدى وتسعين فيها عزل الوليد بن عبد الملك محمد بن مروان عن الجزيرة وأرمينية وأذربيجان، وولاها مسلمة بن عبد الملك، فغزا مسلمة سنة إحدى وتسعين الترك حتى بلغ الباب من نحو أذربيجان، ففتح مدائن وحصونا، ودان له من وراء الباب.
وأقام الحج الوليد بن عبد الملك.
وفيها مات سهل بن سعد الساعدي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
سنة اثنتين وتسعين فيها افتتح محمد بن القاسم بن أبي عقيل الثقفي مدينة فنزبور، وافتتح أيضا مدينة أرمايل صلحا (1).
وفيها افتتح قتيبة شومان وكش ونسف (2).
__________
(1) في المسالك والممالك لابن خرداذبة ص 55 - 56 فنزيور: إحدى مدن السند.
وفي مراصد الاطلاع أرمئيل.
مدينة كبيرة بين مكران والديبل من أرض السند بينها وبين البحر نصف فرسخ.
(2) في مراصد الاطلاع، شومان: بلد بالصغانيان مما وراء نهر جبحون.
وكش: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجيل.
ونسف: مدينة بين جيحون وسمرقند والجبال منها على فرسخين فيما يلي كش.
(*)(1/235)
فكتب إليه الحجاج أن سر إلى رتبيل، فسار فصالحه رتبيل.
وفيها وجه موسى بن نصير مولاه طارقا فأتى طنجة وهي على ساحل البحر وعبر إلى الأندلس، فلقيه ملكها فقتل وسبى وأسر، فقتل الأساري، وقتل ملكهم.
قال أبو نعيم: فيها مات علي بن حسين بن علي بن أبي طالب ويقال: سنة أربع وتسعين.
سنة ثلاث وتسعين فيها افتتح محمد بن القاسم بن أبي عقيل الثقفي الديبل، ثم سار إلى التيرون (1)، فأتاه كتاب الحجاج: أنت أمير ما افتتحت.
قال أبو عبيدة: وولاه الحجاج [ 201 و ] وهو ابن سبع عشرة سنة، وفي ذلك يقول يزيد بن الحكم: إن الشجاعة والسماحة والندى * * لمحمد بن القاسم بن محمد قاد الجيوش لسبع عشرة حجة * * يا قرب ذلك سؤددا من مولد قال: فحدثني ابن كهمس بن الحسن قال: حدثني أبي قال: كنت مع محمد بن القاسم فجاءنا داهر في جمع كثير ومعه سبعة وعشرون فيلا، فعبرنا إليهم فهزمهم الله وهرب داهر.
قال أبي: ثم عبرنا إليهم، واتبع عصابة من المسلمين العدو فقتلوهم ثم رجعوا إلى العسكر، فلما كان في الليل أقبل داهر ومعه جمع كثير مصلتين، فقتل داهر وعامة أصحابه، وانهزم الآخرون، واتبعهم محمد بن القاسم حتى أتى مدينة برهما، فخرج إليه قوم منهم فقاتلوهم، فألجأهم إلى مدينتهم فحصرهم حتى فتحها، ثم سار إلى الكيرج (2) فافتتحها.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، الديبل، مدينة مشهورة على ساحل بحر الهند وهي فرضته وإليها تفضي مياه لهور ومولتان فيصب في البحر الملح.
أما التيزون: فهي تصحيف نيرون.
انظر فتح السند للكوفي - ط بيروت 1991 ص 112 - 115.
(2) يبدو أن الكيرج إحدى مدن السند - انظر المسالك والممالك لابن خرداذبة ص 57.
(*)(1/236)
وفي سنة ثلاث وتسعين غزا موسى بن نصير بلاد المغرب.
فحدثني بكر بن عطية عن عوانة قال: غزا موسى بن نصير في المحرم سنة ثلاث وتسعين فأتى طنجة، ثم عبر لا يأتي على مدينة حتى يفتحها أو ينزلوا على حكمه، ثم سار إلى قرطبة، ثم سار مغربا فا فتتح مدينة باجة مما يلي البحر، وافتتح مدينة البيضاء، ووجه الجيوش فجعلوا يفتحون ويغنمون.
وفيها غزا قتيبة بن مسلم خوارزم، فصالحوه على عشرة آلاف ألف (1) رأس، ثم سار إلى سمرقند فقاتلوه قتالا شديدا، وحاصرهم حتى صالحوه على ألفي ألف ومائتي ألف، على أن يعطوه تلك السنة ثلاثين ألف رأس، فرضي بذلك.
وفيها غزا العباس بن الوليد بن عبد الملك أرض الروم، ففتح على يديه حصنا.
وغزا مروان بن الوليد أيضا فبلغ حنجرة.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك فافتتح بابي الحصن الجديد من ناحية ملطية.
وأقام الحج عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك.
وفي سنة [ 202 ظ ] ثلاث وتسعين: مات أنس بن مالك.
قال أبو اليقظان صلى عليه قطن بن مدرك الكلابي، وبلغ أنس مائة سنة وثلاث سنين.
وفيها مات سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
، ومحمود بن لبيد، وخبيب بن عبد الله بن الزبير.
وجابر بن زيد بالبصرة.
وتميم بن طرفة البكري.
، وإبراهيم بن يزيد التيمي بواسط في حبس الحجاج، ويقال: سنة أربع.
سنة أربع وتسعين فيها غزا قتيبة بن مسلم كابل، فحصر أهلها حتى افتتحها.
وفيها غزا قتيبة فرغانة (2)، فحصر أهلها، وافتتح قلاعها، وبعث خيلا، فافتتحت الشاش (3)
__________
(1) في حاشية الاصل: (غ عشرة الاف رأس).
(2) في مراصد الاطلاع، فرغانة: مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان.
(3) في مراصد الطلاع، فرغانة، مدينة وكورة واسعة بما رواء النهر متاخمة لبلاد تركستان.
(3) في مراصد الاطلاع، الشاش: بلدة بمارواه النهر ثم وراء سيحون متاخمة لبلاد الترك ولها عمل وقرى وهي من أنزه بلاد ما وراء النهر وقصتهابنكث.
(*)(1/237)
وفيها قدم موسى بن نصير من الأندلس وافدا إلى الوليد بن عبد الملك يخبره ما فتح الله على يديه وما معه من الأموال والتيجان، وبعث إليه بالخمس.
وفيها قتل محمد بن القاسم صصة.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك أرض الروم فافتتح سندرة.
وفيها غزا العباس بن الوليد أرض الروم، فافتتح أنطاكية وقارطة من
الساحل.
وفي سنة أربع وتسعين غزا عبد العزيز بن الوليد أرض الروم حتى بلغ غزالة.
وأقام الحج مسلمة بن عبد الملك.
سنة خمس وتسعين فيها فتح محمد بن القاسم المولتان (1).
وفيها قفل موسى بن نصير من إفريقية، واستخلف ابنه عبد الله بن موسى بن نصير، وحمل الأموال على العجل والظهر، ومعه ثلاثون ألف رأس، فقدم على الوليد.
وفيها فتح مسلمة بن عبد الملك مدينة الباب من أرمينية، وهدم مدينتها وأخربها، ثم بناها مسلمة [ 203 و ] بعد تسع سنين.
فحدثني أبو خالد عن أبي براء قال: حدثني يزيد بن أسيد قال: غزا مسلمة فافتتح سروان وجمران والبران ومدينة صول حتى أتى الباب (2).
قال: حدثني أبو مروان الباهلي عن رجل من باهلة حضر مسلمة قال: نزل مسلمة على مدينة الباب فأتاه رجل فسأله أن يؤمنه على نفسه وأهل بيته ويدله على عورة المدينة، فأعطاه، فدخل المسلمون المدينة ونذر بهم العدو، فاقتتلوا قتالا شديدا، فلما كان السحر كبر شيخ من المسلمين، وأظهر الله مسلمة.
وفيها غزا قتيبة
__________
(1) المولتان: بلد من بلاد الهند على سمت غزنة - مراصد الاطلاع.
(2) سروان: مدينة صغيرة من أعمال سجستان بها فواكه كثيرة وأعناب ونخل على مرحلتين من بست.
أما جمران وبران فلم أجد هما.
وصول: مدينة في بلاد الخزر في الباب والأبواب وهو الدربند.
(*)(1/238)
الشاش غزوة ثانية، فأتته وفاة الحجاج، فرجع إلى مرو.
وفيها قتل الحجاج بن يوسف سعيد بن جبير.
وفيها مات الحجاج وهو ابن ثلاث وخمسين.
حدثنا الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: جمعت العراق للحجاج فقدم في رجب سنة خمس وسبعين، فكان على شرطة الكوفة قبل أن ينزل واسط عبد الرحمن بن عبيد السعدي، وضم إليه شرط البصرة، فكان إذا انحدر إلى البصرة استخلف على شرط الكوفة ابن أخيه مودودا، وإذا شخص عن البصرة استخلف عليها صاحب شرط من قبله، ثم عزله الحجاج، فولى شرط الكوفة زياد بن جرير بن عبد الله البجلي، وشرط البصرة عامر بن مسمع بن مالك، ثم ولى عبد الملك المهلب بن أبي صفرة، فولى يزيد بن عمير الأسيدي، ثم ابنه عمر بن يزيد بن عمير، فولى زياد بن عمرو العتكي، ثم بنى واسط، وهو أول من بناها، وكان على شرطه بواسط أربعة من أهل الشام: موسى بن وجيه الحميري.
ومهاصر بن سحيم الطائي.
وعكرمة بن الأوصافي (1) حميري، [ 204 ظ ] وأبو علاقة السكسكي، ثم قفل أبو علافة إلى الشام وولى سفيان بن سليم الأزدي (2).
فحدثني الوليد بن هشام قال: أخبرني بشر بن عيسى عن جده قال: مر بنا الحجاج بواسط وأنا يومئذ غلام وبين يديه سفيان بن الأبرد ورجل آخر كلاهما على حربته.
وحدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: كان على حربته أبو السكن مولى خشين حي من قضاعة من حمير.
قالوا: وكاتب الخراج زاذان فروخ فمات، فولى الحجاج يزيد بن أبي مسلم، وكاتب الرسائل نافع مولاه.
__________
(1) في حاشية الاصل: (قال القاضي رضي الله عنه: إنما أعلم في حمير الوصافي (2) كلمة الأزدي غير واضحة في الأصل مطموسة ويمكن أن تقرأ غير الأزد.
هذا ولم تسعفني المصادر التي وقفت عليها على الموصول إلى الصواب ذلك فيما أعلم أن خليفة انفرد تقريبا
بذكر قوائم العمال ورجال الادارة في حين يرد ذكر ذلك عرضا عند غيره من المؤرخين.
(*)(1/239)
مات الحجاج وهو ابن ثلاث وخمسين.
ومات في آخر ولاية الحجاج العلاء بن زياد بن مطر العدوي، وسنان بن سلمة بن المحبق، وحكيم بن جابر، ومالك بن الحارث.
وعقبة بن صهبان بعد التسعين.
وفي ولاية الوليد: مات ربيعة بن عباد الديلي، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي، وعبد الله بن أبي قتادة.
وجعفر بن عمرو بن أمية الضمري آخر ولاية الوليد، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وأبو سعيد المقبري، وثابت بن أبي قتادة.
وأقام الحج بشر بن الوليد بن عبد الملك بن مروان.
سنة ست وتسعين فيها مات الوليد بن عبد الملك بن مروان.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن المغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم: أن الوليد توفي يوم السبت في النصف من شهر ربيع الأول.
وقال بعضهم: الآخر سنة ست وتسعين، وهو ابن أربع وأربعين، صلى عليه سليمان بن عبد الملك.
فحدثني يحيى بن محمد عن عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد الله بن المؤمل المخزومي قال: ولد الوليد بالمدينة سنة خمس وأربعين.
قال: ومات وهو ابن إحدى وخمسين.
قال حاتم بن مسلم: ابن تسع وأربعين، صلى عليه سليمان بن عبد الملك، [ 205 و ] وكانت ولايته تسع سنين وخمسة أشهر وأياما.
ثم بويع سليمان بن عبد الملك بن مروان، وأمه ولادة بنت العباس (1) هي أم الوليد بن عبد الملك.
تسمية عمال الوليد بن عبد الملك والحجاج
البصرة: الحكم بن أيوب في ولاية الوليد، ثم عزله.
وولى طلحة بن سعيد الجهني من أهل دمشق، ثم عزله.
وولى عمرو بن سعيد العوذي من أهل دمشق، ثم عزله وولى مهاصر بن سحيم الطائي من أهل حمص، ثم عزله.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو العباس بن جزء بن الحارث بن زهير بن جذيمة العبسي) (*)(1/240)
وولى قطن بن مدرك الكلابي، ثم عزله.
وولى الجراح بن عبد الله الحكمي، فلم يزل واليا حتى مات الحجاج والوليد.
الكوفة: عروة بن المغيرة بن شعبة الثقفي سنة خمس وتسعين، وزياد بن جرير بن عبد الله الشرط حتى مات الحجاج، فولاها يزيد بن أبي كبشة حرملة بن عمير اللخمي حتى مات الوليد.
خراسان: قتيبة بن مسلم حتى مات الحجاج والوليد.
سجستان: كانت إلى قتيبة، فولاها قتيبة عبد ربه بن عبد الله بن عمير الليثي، ثم عزله وولى النعمان بن عوف اليشكري في ولاية الوليد حتى مات الحجاج والوليد.
البحران: ولاها الحجاج قطن بن زياد بن الربيع الحارثي سنة تسع وسبعين، فلم يزل واليا حتى مات عبد الملك والوليد والحجاج.
عمان: عبد الرحمن بن سليم الكلبي، ثم عبد الجبار بن سبرة المجاشعي حتى مات الحجاج.
السند: محمد بن القاسم بن أبي عقيل سنة خمس وتسعين.
مكة: مات عبد الملك وعليها نافع بن علقمة بن صفوان، فأقره الوليد سنتين، ثم عزله وولى خالد بن عبد الله القسري، وذلك سنة تسع وثمانين، فلم يزل واليا حتى مات الوليد.
المدينة: مات عبد الملك وعليها هشام بن اسماعيل المخزومي، فأقره [ 206 و ] الوليد سنتين (1)، ثم عزله وولى عمر بن عبد العزيز بن مروان سنة سبع وثمانين حتى أولها أو آخر سنة ست وثمانين، فأقام بها إلى سنة ثلاث وتسعين، ثم عزل.
واستخلف على المدينة أبا بكر بن حزم، فعزله الوليد وولاها عثمان بن حيان المري، فلم يزل واليا حتى مات الوليد.
اليمامة: مات عبد الله وعليها إبراهيم بن عربي فأقره الوليد.
__________
(1) في حاشية الاصل: (أسقط في التقدير سنتين مع ما تقدم من تاريخ موت عبد الملك وتاريخ توليه عمر الواقع هنا: واجب الكتاب كان تاريخ توليه عمر سنة تسع وثمانين في أولها أؤ آخر سئة ثمان وثمانين) (*)(1/241)
الجزيرة: أقر عليها حتى مات محمد بن مروان بن الحكم مع أرمينية وأذربيجان.
مصر: مات عبد الملك وعليها ابنه عبد الله بن عبد الملك، فأقره الوليد ثم عزله.
ومن عمال الوليد عليها: قرة بن شريك العبسي.
إفريقية: مات عبد الملك وعليها موسى بن نصير، فأقام سنتين، ثم شخص إلى الوليد سنة خمس وتسعين، واستخلف ابنه عبد الله بن موسى حتى مات الوليد.
اليمن: أقر عليها محمد بن يوسف حتى مات الوليد.
الشامات: دمشق: عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك حتى مات الوليد.
الأردن: ابنه عمر بن الوليد حتى مات الوليد.
فلسطين: سليمان بن عبد الملك.
حمص: العباس بن الوليد حتى مات الوليد.
الموسم: سنة ست وثمانين هشام بن إسماعيل.
سبع وثمانين عمربن عبد العزيز.
ثمان وثمانين عمر بن الوليد بن عبد الملك.
تسع وثمانين عمر بن عبد العزيز.
تسعين عمر بن عبد العزيز.
إحدى وتسعين الوليد بن عبد الملك.
اثنتين وتسعين عمر بن عبد العزيز.
ثلاث وتسعين عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك.
أربع وتسعين مسلمة بن عبد الملك.
خمس وتسعين بشر بن الوليد بن عبد الملك.
الصائفة: مسلمة بن عبد الملك، ثم ابنه العباس، ثم ابنه عمر.
[ 207 و ] الشرط: رياح بن عبدة، ثم عزله.
وولى كعب بن حامد العبسي حتى مات الوليد.
الرسائل: جناح مولاه.
الخراج والجند: سليمان بن سعد مولى خشين.
الخاتم: عمرو بن الحارث مولى عامر بن لؤي، فمات فدفعه إلى جناح مولاه.
بيوت الأموال والخزائن: عبد الله بن عمرو.(1/242)
الحرس: خالد بن الريان.
حاجبه: سعيد مولاه، ويقال: محمد بن أبي سهيل مولى مروان.
حدثني الوليد عن أبيه عن جده، وعبد الله بن المغيرة عن أبيه (1) وغيرهم بذلك أجمع.
القضاة قضاء المدينة: ولى الوليد بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز المدينة سنة
ست وثمانين في آخرها أو في أول سنة سبع، فولى عمر القضاء عبد الرحمن بن يزيد ابن جارية، ثم عزله واستقضى أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ثم عزله الوليد وولى عثمان بن حيان المري، ثم ولى أبا بكر بن حزم المدينة سنة ثلاث وتسعين.
وعلى الكوفة: عامر الشعبي.
وفي سنة ست وتسعين فيها جمع سليمان بن عبد الملك العراق ليزيد بن المهلب بن أبي صفرة.
وولى الخراج صالح بن عبد الرحمن.
وفيها: ولى يزيد بن المهلب الأشعث بن عبيد الله بن الجارود البحرين.
فخرج عليه مسعود بن أبي زينب المحاربي، فانحاز الأشعث وضبط مسعود البحرين.
وفيها قتل قتيبة بن مسلم بخراسان.
فحدثني عبد الله بن المغيرة قال: حدثني أبي عن عبد الله بن أبي حاضر الأسيدي قال: أتيت حضين بن المنذر حين سار الناس إلى قتيبة فقال لي: ما صنع القوم ؟ قلت: ما أراهم إلا قاتليه إن وصلوا إلى قتله، فأطرق طويلا ثم قال: يا بن أبي حاضر كم ترى في هذا العسكر من فرس ودابة وبغل وحمار ؟ قلت: مائة ألف.
قال: فو الله لو انتخبوا من ذلك عشرة آلاف، ثم انتخبوا من العشرة آلاف ألفا، ثم بعثوا كل واحد في وجه [ 208 ظ ] يطلبون مثل قتيبة ما قدروا عليه.
__________
(1) في حاشية الاصل: (سقط عن أبيه من النسخة الثانية).
(*)(1/243)
وفي سنة ست وتسعين: مات إبرايم النخعي وهو ابن ثلاث وخمسين.
وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ومحمود بن الربيع الخزرجي.
وأغزى سليمان بن عبد الملك الصائفة مسلمة بن عبد الملك.
وأقام الحج أبو بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم.
وفيها غزا العباس بن الوليد وافتتح طبرس والمرزباس (1).
وغزا بشر بن الوليد فقفل وقد توفي الوليد، وفيها أصيب جدار (2) وهو معه بأرض الروم.
سنة سبع وتسعين فيها غزا يزيد بن المهلب جرجان (3).
فحدثنا أبو الحسن قال: غزا يزيد جرجان في خلافة سليمان بن عبد الملك، ولم تك يومئذ مدينة إنما هي جبال محيطة بها، وتحول إلى صول فنزل البحيرة جزيرة في البحر ويزيد في ثلاثين ألفا، فدخلها يزيد وأصاب أموالا، ثم خرج إلى البحيرة فحاصر صولا، فكان صول يخرج في الأيام فيقاتلهم، فمكثوا كذلك أشهرا وانصرف عنهم في شهر رمضان.
وحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: صالحهم يزيد على خمس مائة ألف درهم يؤدونها كل عام.
وحدثني حاتم بن مسلم عن يونس بن أبي إسحاق أنه شهد ذلك مع يزيد بن المهلب قال: صالحهم على خمس مائة ألف درهم وزن خمسة، وبعثوا إليه بثياب وطيالسة وألف رأس.
وفيها: مات طلحة بن عبد الله بن عوف، وسعيد بن مرجانة.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك برجمة (4) والحصن الذي افتتح الوضاح وهو حصن ابن عوف، وافتتح أيضا مسلمة حصن الحديد وسردوسل بضواحي الروم.
وشتا عمر بن هبيرة في البحر.
وأقام الحج سليمان بن عبد الملك.
__________
(2) لم أحد هما فيما وقفت عليه من كتب الجغرافية العربية.
(2) لعله جدار بن قيس الشيباني الذي سيأتي ذكره على أنه أحد عمال مروان بن محمد.
(3) في مراصد الاطلاع، جرجان: مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان.
(4) في مراصد الاطلاع، برجمة: حصن للروم.
(*)(1/244)
سنة ثمان وتسعين فيها غزا يزيد بن المهلب طبرستان (1)، فسأله الأصبهبذ الصلح، فأبى فاستعان [ 209 و ] الأصبهبذ بأهل الجبال والديلم.
فالتقوا عند سند الجبل، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم هزم الله المشركين، صعدوا الجبل، فبعث يزيد حيان (2) النبطي، فصالح الأصبهبذ على سبع مائة ألف درهم، وأربع مائة وقر زعفران أو قيمته من العين، وأربع مائة رجل مع كل رجل برنس وطيلسان وجام فضة وسرقة حرير (3) وكسوة، فقبل ذلك يزيد وانصرف عنهم..قال أبو الحسن: غدر أهل جرجان بمن خلف يزيد عليهم من المسلمين، فقتلوهم فلما فرغ من صلح طبرستان سار إليهم، فتحصنوا وصاحبهم المروزان، فقاتلهم يزيد أشهرا، ثم أعطوا بأيديهم، ونزلوا على حكمه، فقتل مقاتلتهم وسبى ذراريهم وصلبهم فرسخين، وقاد منهم اثني عشر ألفا إلى الأندر وادي جرجان فقتلهم وأجرى الماء في الوادي على الدم وعليه أرحاء ليطحن بدمائهم فطحن واختبز وأكل، وكان حلف على ذلك.
وفي سنة ثمان وتسعين شتا مسلمة بضواحي الروم، وشتا عمر بن هبيرة البحر، فسار مسلمة من مشتاه حتى سار إلى القسطنطينة في البحر والبر فجاوز الخليج وافتتح مدينة الصقالبة، وأغارت خيل برجان (4) على مسلمة، فهزمهم الله وخرب مسلمة ما بين الخليج وقسطنطينة.
وفيها أصيب عبد الله بن شراحيل.
وأقام الحج عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، طبرستان: بلاد واسعة ومدن كثيرة يشملها هذا الاسم يغلب عليها الجبال.
(2) في حاشية الاصل: (قال القاضي رضي الله عنه: أراه حسان النبطي).
والذي جاء
في الطبري 6 / 540 ط.
دار المعارف (حيان النبطي) وجاء باسم حسان في تاريخ اليعقوبي 2 / 320 - 323 وكذلك في كتاب العيون المؤلف مجهول ص 68 - 69 (3) هي شق الحرير الابيض أو الحرير عامة - القاموس.
(4) الصقالبة: أي السلاف كانوا يقطنون بين بلاد البلغار والقسطنطينية.
وبرجان هم البلغار.
(*)(1/245)
وفي سنة ثمان وتسعين: مات كريب مولى ابن عباس، وأبو عبيد مولى ابن أزهر، وعبد الرحمن بن يزيد بن جارية وقيس بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك في خلافة سليمان بن عبد الملك.
وعبد الله بن محمد بن الحنفية في خلافة سليمان.
سنة تسع وتسعين فيها أغارت الخزر على أرمينية وأذربيجان وعليها عبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي [ 210 ظ ] فقتل الله عامة الخزر (1)، وكتب بذلك عبد العزيز إلى عمر بن عبد العزيز عند ولايته، فولى عمر عدي بن عدي أرمينية، فاحتفر عدي نهرا يقال له إلى اليوم: نهر عدي.
وفيها مات سليمان بن عبد الملك بدابق.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه قالا: مات سليمان بدابق يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع وتسعين وهو ابن ثلاث وأربعين سنة، وصلى عليه عمر بن عبد العزيز.
قال عبد العزيز: مات وهو ابن ثلاث وثلاثين.
قال حاتم بن مسلم: ابن خمس وأربعين، كانت ولايته سنتين وعشرة أشهر ونصفا، أو تسعة أشهر ونصفا.
ولد سليمان في دار عبد الملك بالمدينة في بني حديلة، ومات بدابق من أرض قنسرين.
ثم بويع عمر بن عبد العزيز بن مروان، وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب.
__________
(1) في الاصل (الخرز) وهو تصحيف والخزر: عند العرب جيل من الترك لهم مملكة قاعدتها إتل ويقعون بين الروس والبلغار.
انظر مراصد الاطلاع مادة خزر ثم ما كتبه عنهم ابن فضلان في رحلته ص 169.
ط.
الجمع العلمي العربي بدمشق، وأهم من هذا كله كتابي المترجم تاريخ يهود الخزر ط.
بيروت 1987.
(*)(1/246)
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: جمعت العراق ليزيد بن المهلب سنة ست وتسعين، فأقر على شرط الكوفة زياد بن جرير بن عبد الله البجلي، وولى شرط البصرة عثمان بن الحكم بن ثعلبة الهنائي.
وعلى شرطه بواسط حرب بن عبد الله، ثم سار إلى خراسان واستخلف على العراق الجراح بن عبد الله الحكمي، فكان على شرطه بواسط محمد بن علقمة بن عبد الرحمن الحكمي، وأقر شرط البصرة والكوفة على ما كانت.
كاتب يزيد: كوثر، والمغيرة بن أبي قرة مولى بني سدوس.
قتل يزيد وهو ابن تسع وأربعين سنة.
تسمية عمال سليمان بن عبد الملك مكة: أقر عليها خالد بن عبد الله القسري، ثم عزله وولى داود بن [ 211 و ] طلحة، ثم عزله.
وولى عبد العزيز بن عبد الله حتى مات سليمان.
المدينة: مات الوليد وعليها عثمان بن حيان المري، فعزله سليمان وولى أبا بكر بن حزم في شهر رمضان سنة ست وتسعين حتى مات سليمان.
اليمن: عروة بن محمد بن عطية السعدي من بني سعد بن بكر بن معاوية.
البصرة: ولاها يزيد بن المهلب في خلافة سليمان بن سفيان بن عمير الكندي، وعزل عنها الجراح، وذلك سنة مائة، ثم ولاها يزيد عبد الله بن بلال الكلابي (1)، ثم عزله.
وولى مروان بن المهلب حتى مات سليمان.
الكوفة: مات الوليد وعليها حرملة بن عمير، فأقره يزيد بن المهلب أشهرا، ثم عزله وولى بشير بن حسان المهري، ثم عزله.
وولى سفيان بن حريش الخولاني حتى مات سليمان..خراسان: مات الوليد وعليها قتيبة بن مسلم، فخلع سليمان، فقتل قتيبة.
وتولى أمر الناس وكيع بن أبي سود الغداني، فعزله يزيد بن المهلب وولى ابنه
__________
(1) في حاشية الاصل: (خ ثم ولاها يزيد بن عبد الله).
(*)(1/247)
مخلد بن يزيد، ثم قدمها يزيد، ثم شخص واستخلف ابنه مخلدا حتى مات سليمان.
سجستان: ولاها يزيد أخاه مدركا ثم عزله، وولى ابنه معاوية بن يزيد حتى مات سليمان.
السند: كتب سليمان بن عبد الملك إلى صالح بن عبد الرحمن أن يأخذ آل بني أبي عقيل ويحاسبهم، فولى صالح حبيب بن المهلب حرب الهند ويزيد بن أبي كبشة الخراج، فأقام بها يزيد بن أبي كبشة أقل من شهر، ثم مات واستخلف أخاه عبيد الله بن أبي كبشة، فعزله صالح وولى عمران بن النعمان الكلاعي، ثم جمع حربها وخراجها لحبيب بن المهلب.
البحران: ولاها يزيد بن المهلب الأشعث بن عبد الله بن الجارود، فأخرجه
منها مسعود بن أبي زينب العبدي من بني محارب [ 212 ظ ] وغلب عليها، وذلك سنة ست وتسعين.
إفريقية: أقر عليها عبد الله بن موسى بن نصير، ثم عزله سنة سبع وتسعين، ويقال: محمد بن يزيد مولى ريحانة بنت أبي العاصي سنة سبع وتسعين.
عمان: ولاها صالح بن عبد الرحمن بن قيس الليثي، ثم ولاها يزيد بن المهلب أخاه زياد بن المهلب.
اليمامة: ولاها سليمان سفيان بن عمرو العقيلي ثم نوح بن هبيرة.
أرمينية: عبد العزيز بن حاتم بن النعمان، وأمر ثغر أرمينية حتى مات سليمان.
الموسم: سنة ست وتسعين أبو بكر بن عمرو بن حزم.
وسبع وتسعين سليمان ابن عبد الملك.
ثمان وتسعين عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد.
الصائفة: أيوب بن سليمان بن عبد الملك ثم مسلمة بن عبد الملك.
الشرط: كعب بن حامد العبسي.
كاتب الرسائل: ليث بن أبي رقية مولى أم الحكم بنت أبي سفيان.
الخراج والجند: سليمان بن سعد مولى خشين.
الخاتم: نعيم بن أبي سلامة مولى لأهل اليمن.(1/248)
بيوت الأموال والخزائن والرقيق والنفقات: عبد الله بن عمرو بن الحارث مولى بني عامر بن لؤي.
الحرس: خالد بن الريان مولى بني محارب حاجبه: أبو عبيد (1) مولاه.
في خلافة سليمان ولد سفيان بن سعيد الثوري ومالك بن أنس.
قال عبد الرحمن: سألتهما عن سنهما فاتفقا على ذلك.
وفي سنة تسع وتسعين غزا الوليد بن هشام، وعمرو بن قيس الكندي أبو عيسى بن عمرو، فأصيب من أصحاب عمرو بن قيس بن الجعد في ناس من أهل أنطاكية، وأصاب الوليد بن هشام فرسانا من ضواحي الروم، وأسر ناسا كثيرا.
وفيها حمل عمر بن عبد العزيز الطعام والدواب إلى مسلمة بن عبد الملك إلى بلاد الروم [ 213 و ] وأمر من كان له هناك حميم أن يبعث إليه، وبعث معه بعثا، فأغاث الناس، وأذن لهم في القفول.
وفيها أغارت الترك على أذربيجان.
فحدثني أبو خالد عن أبي براء وغيره: أن الترك أصابوا من الناس، فصار إليهم عبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي، فقتل الله الترك فلم يفلت منهم إلا الشريد، وقدم على عمر وهو بخناصرة.
وفيها قدم يزيد بن المهلب من خراسان فما قطع الجسر إلا وهو معزول.
وقدم عدي بن أرطاة واليا من قبل عمر بن عبد العزيز على البصرة، فذهب يزيد يسلم عليه فأوثقه في الحديد، وبعث به إلى عمر بن عبد العزيز، فحبسه عمر حتى مات.
وفيها بعث عمر بن عبد العزيز الجراح بن عبد الله الحكمي على خراسان، وكتب إليه عمر ألا تغزوا وتمسكوا بما في أيديكم.
وأقام الحج أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وفي سنة تسع وتسعين مات عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، ومات عبد الله بن محمد بن الحنفية في آخر ولاية سليمان.
ومات قبل المائة عبد الرحمن بن الأسود يزيد بن يزيد النخعي وحضين بن المنذر أبو ساسان أول خلافة سليمان بن عبد الملك.
وفي ولاية سليمان مات سالم بن أبي الجعد.
__________
(1) في حاشية الاصل: (أبو عبيد هذا قيل اسمه حي وقيل حيى وقيل حميد).
(*)(1/249)
سنة مائة أقام الحج أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وفيها: مات خارجة بن زيد بن ثابت، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (1)، وبسر بن سعيد مولى الحضرميين، وأبو عثمان النهدي بالبصرة، ومسلم بن يسار بالبصرة، وتميم بن سلمة بالكوفة، وشهر بن حوشب بالشام.
وفيها ولد حماد بن زيد.
سنة إحدى ومائة فيها مات عمر بن عبد العزيز.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه: أن عمر بن عبد العزيز مات يوم الجمعة لخمس بقين من رجب بدير سمعان (2) من أرض حمص، وصلى عليه يزيد بن عبد الملك بن مروان وهو ابن تسع وثلاثين سنة وستة أشهر.
حدثني عثمان بن عثمان قال: نا علي بن زيد بن جدعان قال: سمعت عمر بن عبد العزيز قال: تمت حجة الله على ابن الأربعين ومات لها.
قال الأصمعي: عن ابن أبي الزناد عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز قال: توفي أبي وما استوفى الأربعين.
ولد عمر بمصر سنة إحدى وستين، ومات بدير سمعان سنة إحدى ومائة، قال عبد العزيز: ولد سنة تسع وخمسين.
قال أبو اليقظان: ولد عمر بمصر سنة إحدى وستين، ومات بدير سمعان من أرض حمص، صلى عليه يزيد بن عبد الملك.
بويع يزيد بن عبد الملك بن مروان، وأمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هذا غلط والصواب ما قال بعد هذا أنه توفي سنة عشرين ومائة).
(2) قرب معرة النعمان إلى الشرق منها.
(*)(1/250)
وفي سنة إحدى ومائة دخل يزيد بن المهلب البصرة ليلة البدر في شهر رمضان، فحاربه عدي بن أرطاة، وهو أمير البصرة.
تسمية عمال عمر بن عبد العزيز البصرة: عدي بن أرطاة الفزاري حتى مات عمر.
الكوفة: عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب حتى مات عمر.
خراسان: الجراح بن عبد الله الحكمي، ثم كتب إليه فاستخلف عبد الرحمن بن نعيم الغامدي.
سجستان: الجراح بن عبد الله، ثم ضمها إلى عبد الرحمن بن نعيم، وذلك سنة مائة، ثم بعث يزيد بن المهلب أخاه مدركا حين خلع، فمنعه عبد الرحمن دخولها حتى قتل يزيد.
السند: ولاها عدي بن أرطاة عبد الملك بن مسمع بن مالك بن مسمع ثم عزله.
وولى عمرو بن مسلم الباهلي حتى مات عمر.
البحران: صلت بن حريث بعث إلى عدي منها بخوارج، ثم عزله عدي وولى عبد الكريم بن المغيرة أظنه باهليا.
عمان: ولى عدي سعيد بن مسعود المازني، ثم ولاها عمر بن عبد العزيز من قبله عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري.
اليمامة: زرارة بن عبد الرحمن.
مكة: أقر عليها عبد العزيز [ 215 و ] بن عبد الله بن خالد بن أسيد حتى
مات.
المدينة: أقر عليها أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم حتى مات، وزعم عثمان بن عثمان أن محمد بن قيس بن مخزمة قد تولى المدينة لعمر بن عبد العزيز.
اليمن: أقر عليها عروة بن محمد حتى مات.
الجزيرة وأرمينية وأذربيجان: ولاها عبد العزيز بن حاتم بن النعمان.
أرمينية: ثم ولاها عدي بن عدي، فاستخلف سوادة أبا الصباح بن سوادة الكندي على الجزيرة.(1/251)
الشامات: دمشق: عبد بن الحسحاس العذري.
الأردن: عبادة بن نسي كندي.
فلسطين: النضر بن يريم بن أبرهة بن الصباح.
حمص: يزيد بن حصين سكوني.
قنسرين: الوليد بن هشام بن الوليد بن عقبة.
البلقاء: الحارث بن عمرو طائي.
مصر: أيوب بن شرحبيل بن أبرهة بن الصباح.
إفريقية: عزل عنها محمد بن يزيد، وولى عبد الله بن مهاجر الأنصاري مولى لهم، ثم ولى اسماعيل بن عبيد الله مولى بني مخزوم فقدمها سنة مائة، فأسلم عامة البربر في ولايته، وكان حسن السيرة حتى مات عمر.
القضاة قضاة البصرة: حدثنا عامر بن حفص: أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عدي بن أرطاة أن أجمع ناسا ممن قبلك فشاورهم في إياس بن معاوية والقاسم بن
ربيعة الجوشني (2)، فاستقض أحدهما.
فجمع عدي ناسا فحلف القاسم أن إياسا أعلم بالقضاء وأصلح له مني، فولاه عدي.
فحدثني سهل بن يوسف قال: نا خالد الحذاء قال: قال لي إياس بن معاوية: إن هذا الرجل قد بعث إلي فانطلقت معه، فدخل على عدي، ثم خرج ومعه حرسي فقال: أبى أن يعفيني، فأتى المسجد، فصلى ركعتين، ثم قال
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو أبو اليقظان).
(2) في حاشية الاصل، (الجوشني منسوب إلى بني جوشن بطن من بني عبد الله بن غطفان كان لهم عدد بالبصرة عدد بالبصرة فانقضروا.
قاله ابن دريد.
وقال يعقوب بن شيبة بن الصلت فيه أيضا: الجوشني من بني عبد الله بن غطفان.
وقال البخاري: هو القاسم بن ربيعة بن جوشن الذي روى عنه خالد الحذاء وحميد وأيوب وعلى بن زيد وقتادة وكان الحسن إذا سئل عن شئ من النسب أحال عليه في ذلك).
انظر الاشتقاق لابن دريد من 276.
وطبقات ابن سعد 7 / 152 - 922 - 642 - 252 - 259.
ط.
بيروت.
(*)(1/252)
للحرسي: قدم، فما قام حتى قضى سبعين قضية، ثم خرج إياس من البصرة في قصة كانت، فولى [ 216 ظ ] عدي الحسن بن أبي الحسن.
قضاء الكوفة: القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
قضاء المدينة: أبو طوالة واسمه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم حتى مات عمر.
الموسم: سنة تسع و تسعين أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وسنة مائة أبو بكر أيضا.
الصائفة: فرقها بين الوليد بن هشام وبين عمرو بن قيس السكوني.
الشرط: يزيد بن بشر بن يزيد بن بشر الكلبي.
كاتبه: ليث بن أبي رقية مولى أم الحكم بنت أبي سفيان.
الخراج والجند: صالح بن جبير الغداني.
خاتمة: نعيم بن سلامة.
الحرس: ابن عياش (1) الألهاني، ثم عزله وولى عمر بن المهاجر مولى الأنصار.
حاجبه: حبيش مولاه.
وفي خلافة عمر بن عبد العزيز: مات محمد بن جبير بن مطعم، والقاسم ابن مخيمرة همداني، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله، وعلقمة بن عبد الله المزني، وأبو الضحاء مسلم بن صبيح، وعبد الله بن مرة همداني من أهل الكوفة، والحسن بن محمد بن الحنفية، ويوسف بن عبد الله بن سلام، وأبو الطفيل عامر ابن واثلة أدرك عمر.
وفي سنة إحدى ومائة: مات مقسم مولى عبد الله بن الحارث.
وفيها أيضا مات ذ كوان أبو صالح، ومحمد بن مروان بن الحكم.
وعبد الله بن رافع بن خديج.
وفيها جمع يزيد بن عبد الملك لمسلمة بن عبد الملك العراق، وأمره بمحاربة يزيد ابن المهلب.
وأقام الحج عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري.
__________
(1) في حاشية الاصل: (غ ابن أبي عياش).
(*)(1/253)
سنة اثنتين ومائة فيها قتل يزيد بن المهلب يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من صفر سنة اثنتين ومائة.
وفي صفر من سنة اثنتين و مائة أيضا قتل معاوية بن يزيد عدي بن أرطاة والقاسم بن مسلم مولى بني عبر وهو أبو روح وهشام ابني القاسم.
فحدثني شهاب قال: حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه قال: شهدت دار [ 217 و ] الإمارة بواسط يوم جاء قتل يزيد بن المهلب، ومعاوية بن يزيد قاعد، فأتي بعدي بن أرطاة وابنه محمد بن عدي ومالك وعبد الملك ابني مسمع والقاسم ابن مسلم وعبد الله بن عمر النصري فضرب أعناقهم.
وفيها أغزى يزيد بن أبي مسلم وهو بإفريقية محمد بن أوس الأنصاري في البحر صقلية من بلاد المغرب، وأغزى معه الناس فغنم وسلم.
وفيها وثب الجند على يزيد بن أبي مسلم فقتلوه.
فحدثني أبو اليقظان عن الوضاح بن خيثمة قال: حدثني داود بن أبي هند قال: حدثني محمد بن يزيد الأنصاري قال: بعثني عمر بن عبد العزيز حين ولي، فأخرجت من في السجون من حبس سليمان ما خلا يزيد بن أبي مسلم، فنذر دمي، فلما مات عمر ولاه يزيد بن عبد الملك إفريقية وأنا بها، فأخذت فأتي بي في شهر رمضان عند الليل.
فقال: محمد بن يزيد ؟ قلت: نعم.
قال: الحمد لله الذي أمكن منك بلا عهد ولا عقد فطالما سألت الله أن يمكنني منك.
قلت: وأنا طال ما سألت الله أن يعيذني منك.
قال: فو الله ما أعاذك الله مني، والله لو أن ملك الموت سابقني إليك لسبقته.
قال: وأقيمت المغرب قال: فصلى ركعة، فثار به الجند، فقتلوه، وقالوا: خذ أي طريق شئت.
قال أبو خالد: فقفل محمد بن يزيد من غزاته، وقد قتل يزيد بن أبي مسلم، فكتب إلى يزيد بن عبد الملك يخبره، فكتب يزيد إلى بشر بن صفوان الكلبي وهو عامله على مصر بولايته، فقدم بشر إفريقية في شوال سنة اثنتين ومائة.(1/254)
وفي هذه السنة بعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز المازني إلى قندابيل (1) في طلب أهل المهلب، فالتقوا فقتل المفضل بن المهلب وانهزم الناس، وقتل هلال ناسا من ولد المهلب، ولم يفتش النساء ولم يعرض لهن، وبعث بالعيال والأسارى إلى يزيد بن عبد الملك.
فحدثني حاتم بن مسلم قال: لما دخلوا على يزيد بن عبد الملك قام كثير بن أبي جمعة الذي يقال له كثير عزة فقال: [ 218 و ] حليم إذا ما نال عاقب مجملا * * أشد العقاب أو عفا لم يثرب فعفوا أمير المؤمنين وحسبة * * فما تحتسب من صالح لك يكتب أساؤوا فإن تغفر فإنك قادر * * وأعظم حلم حسبة حلم مغضب نفتهم قريش عن أباطح مكة * * وذو يمن بالمشرفي المشطب فقال يزيد: لاطت بك الرحم لا سبيل إلى ذلك، من كان له قبل آل المهلب دم فليقم، فدفعهم إليهم حتى قتل نحوا من مائتين (2).
وفي سنة اثنتين ومائة بعث مسلمة بن عبد الملك سعيد بن عبد العزيز على خراسان فغزا فلم يظفر بشئ، وقاتله الصغد، فقتل رجال من بني تميم منهم المغيرة ابن حبناء وشعبة بن ظهير النهشلي وعبد الله بن زهير العدوي، ويقال: هذا في سنة ثلاث ومائة.
وفيها غزا العباس بن الوليد بن عبد الملك فافتتح دبسة من أرض الروم.
وأقام الحج عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري.
وفي آخر سنة اثنتين ومائة أو أول سنة ثلاث ومائة عزل مسلمة بن عبد الملك عن العراق.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: جمع يزيد بن عبد الملك لأخيه مسلمة العراق سنة
__________
(1) في مراصد الاطلاع: قندابيل: مدينة بالسند قضبة لولاية يقال لها الندهة.
(2) في حاشية الاصل: (ق غ ثمانين).
انظر تاريخ الطبري 6 / 60 2.
ط.
دار المعارف.
ولاطت بك الرحم: يعني وصلت بك الرحم.
(*)(1/255)
إحدى ومائة في آخرها أو في أول سنة اثنتين ومائة، وعزله آخر سنة أو أول سنة ثلاث ومائة، فكان على شرط مسلمة بالكوفة قطن بن حبة الكلبي، وعلى شرط الكوفة العريان بن الهيثم بن الأسود النخعي، وعلى شرط البصرة عبد الرحمن بن سليم الكلبي.
سنة ثلاث ومائة فيها جمع يزيد بن عبد الملك العراق لعمر بن هبيرة الفزاري، فعزل عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاصي، وولى سعيد بن عمرو الحرشي، فكفرت الصغد وساروا بأهاليهم وأموالهم، وسار إليهم سعيد بن عمرو الحرشي، فسألوه الصلح على أن يرجعوا إلى بلادهم ويؤدوا الجزية، فخرج بعضهم وبقي بعضهم.
ثم خرجوا على الناس يضربونهم يمينا وشمالا [ 219 و ] فقتلهم سعيد عن آخرهم وسبى ذراريهم.
وفيها غزا معلق بن صفار البهراني أرمينية.
قال أبو خالد عن أبي براء قال: لقيت الخزر معلق بن صفار بمرج الحجارة، فأصيب من المسلمين جماعة، وذلك في شهر رمضان من سنة ثلاث ومائة، وكلب الشتاء، واستولى الخزر على العسكر.
ومحمد بن مروان الصائفة الكبرى.
وعثمان بن حيان الصائفة الصغرى.
وفيها غزا العباس بن الوليد أرض الروم.
وأقام الحج عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري.
وفيها في المحرم أغزى بشر بن صفوان يزيد بن مسروق اليحصبي سردانية
من أرض المغرب فغنم وسلم.
وفي سنة ثلاث ومائة: مات يحيى بن وثاب مولى بني أسد من أهل الكوفة.
ومصعب بن سعد بن مالك، وعطاء بن يسار مولى ميمونة، وعبد العزيز بن حاتم بن النعمان الباهلي بارمينية.
وفيها ولد يزيد بن زريع.(1/256)
سنة أربع ومائة فيها عزل يزيد بن عبد الملك معلق بن صفار عن ارمينية، وولاها الجراح بن عبد الله الحكمي، فغزا الجراح فافتتح بلنجر يوم الأحد لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع ومائة، ثم لقي الجراح ابن خاقان دون الباب فرسخين على نهر أران، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم ابن خاقان، وتبعهم المسلمون يقتلونهم، فقتلوا جمعا كثيرا وسبوا.
فحدثني أبو خالد عن أبي البراء النميري قال: سأل أهل (1) الجراح الصلح على أن يحولهم وينزلهم رستاق حيزان فحولهم، ثم سار إلى رستاق بزغوا فأقام أياما، وسألوه الصلح على أن يحولهم إلى رستاق فيله.
قال أبو براء: أخبرني سوادة وكان شيخا صدوقا قال: كنا مع الجراح ببلنجر، فخرج رجل من المسلمين فقال من يشري لله نفسه ؟ فأجابته جماعة ما بلغت عدتهم ثلاثين رجلا، فكسروا جفون سيوفهم، وشدوا على عجل الربض، فأجلوا الرجال عنها وأخذوا عجلة، وكانت العجل موصولة بعضها [ 220 ظ ] ببعض، فلما انحدرت العجلة تبعها بقية العجل حتى صارت كلها في عسكر المسلمين وهي نحو من ثلاث مائة عجلة (2)، ثم شدوا على أهل بلنجر، فخرج القوم من الباب، وأفلت صاحب بلنجر على ظهر برذونه واستولى الجراح على
__________
(1) هكذا ورد الخبر في الاصل حيث أغفل اسم المكان الذي صالح الجراح أهله.
وفى
الكامل لابن الأثير 4 / 181.
ط.
المنيرية "...وساروا حتى نزلوا على حصن يعرف بالحصين فنزل أهله بالأمان على مال يحملونه وأجابهم ونقلهم عنها ثم سار إلى مدينة يقال لها بزغوا ".
وفي مراصد الاطلاع، بلنجر: مدينة بلاد الخزر خلف الباب والأبواب.
وحيزان: بلد شجير بديار بكر وقيل من مدن أرمينية قريبة من شيروان.
وفيلان: بلد وولاية قرب باب الأبواب من نواحى الخزر يقال لملكها فلانشاه وهم نصارى وهم لسان ولغة.
(2) جاء في الكامل لابن الأثير توضيح لهذه الحادثة بقوله: " وكان أهل أهل الحصن قد جمعوا ثلاثمائة عجلة فشدوا بعضها إلى بعض وجعلوها حول حصنهم ليحتموا بها وتمنع المسلمين من الوصول إلى الحصن وكانت تلك العجل أشد شئ على المسلمين في قتالهم فلما رأوا الضرر الذي عليهم منها انتدب جماعة منهم نحو ثلاثين رجلا.." (*)(1/257)
بلنجر، ثم سار الجراح إلى الأتراك وهم أربعون أهل (1) بيت، فسألوه الموادعة على أن يكونوا معه على الخزر، فقبل ذلك منهم وسار إلى ورتان.
وفيها غزا عثمان بن حيان المري وعبد الرحمن بن سليم الكلبي فنزلا على سيبرة فافتتحاها وا فتتحا قيصرة حصنا من حصون الروم.
وفيها أغزى بشر بن صفوان وهو والي افريقية عمرو بن فاتك الكلبي في البحر، فغنم وسلم، وذلك سنة أربع ومائة.
وأقام الحج عبد الواحد بن عبد الله النصري - نصر بن معاوية.
وفي سنة أربع ومائة: مات سليمان بن يسار مولى ميمونة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة، ومجاهد بن جبر، وأبو معبد مولى ابن عباس، وأبو قلابة الجرمي، وعامر بن سعد بن مالك ويزيد بن الأصم.
وحدثني حاتم بن مسلم عن عثمان بن موهب قال: مات الشعبي وموسى ابن طلحة بن عبيد الله وأبو بردة بن أبي موسى الأشعري في جمعة آخر سنة ثلاث
ومائة أو في أول أربع مائة.
قال أبو نعيم: ماتوا سنة أربع ومائة.
وفي خلافة يزيد بن عبد الملك مات عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
سنة خمس ومائة فيها زحف جابان في جمع كثير من الترك نحو أرمينية، وزحف الجراح بن عبد الله الحكمي فالتقوا بموضع يقال له: الرم بين الكر والرس (2)، في شهر رمضان، فاقتتلوا أياما، ثم هزم الله المشركين.
قال أبو خالد: قال أبو البراء: حدثني مالك بن أدهم قال: كنا مع الجراح فقاتلناهم حتى حجز الليل بيننا، وفتح الله على المسلمين.
__________
(1) في الكامل لابن الأثير 4 / 187 (أربعين ألف بيت).
(2) نهر الكر: بين أرمينية وأران يشق مدينة تفليس بينه وبين برذعة فرسخان ثم يجتمع هو ونهر الرس بالجمع ثم يصب في بحر الخزر - مراصد الاطلاع.
(*)(1/258)
قال ابن الكلبي: وفيها غزا الجراح بن عبد الله أللان (1) حتى أتى المدائن من وراء بلنجر، فافتتح بعضها وأجلى بعضا، وقتل وغنم، وذلك سنة خمس ومائة.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا مروان بن محمد على الصائفة اليمنى، فافتتح مدينة من أرض الروم من [ 221 و ] ناحية عنج.
وفي سنة خمس ومائة مات يزيد بن عبد الملك بن مروان.
فحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وغيرهم: أن يزيد بن عبد الملك أمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية ولد بدمشق سنة إحدى أو اثنتين وسبعين، ومات بإربد من بلاد البلقاء يوم الجمعة لخمس بقين من
شعبان سنة خمس ومائة، صلى عليه أخوه هشام بن عبد الملك وهو ابن أربع أو ثلاث وثلاثين، وكانت ولايته أربع سنين وشهرا، قال جرير: سربلت سربال ملك غير مغتصب * * قبل الثلاثين إن الملك مؤتشب وبويع هشام بن عبد الملك وأمه أم هشام بنت إسماعيل بن هشام المخزومي.
تسمية عمال يزيد بن عبد الملك المدينة: عزل عنها أبا بكر بن حزم، وولاها عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري سنة إحدى ومائة، ثم عزله وولى عبد الواحد بن عبد الله من بني نصر بن معاوية سنة أربع ومائة، فلم يزل عليها حتى مات.
مكة: عزل عنها عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فضمها مع الطائف إلى عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس سنة ثلاث ومائة ثم عزله وضمها مع الطائف إلى عبد الواحد بن عبد الله النصري سنة أربع حتى مات يزيد.
اليمن: أقر عليها عروة بن محمد.
__________
(1) اللان: بلاد وأمة في طرف أرمينية مجاور الخزر وهم نصارى.
(*)(1/259)
البصرة: خلع يزيد بن المهلب، فقدم البصرة ليلة البدر من شهر رمضان سنة إحدى ومائة.
وبها عدي بن أرطاة، فظهر عليه يزيد فحبسه ثم سار إلى واسط، واستخلف على البصرة أخاه مروان بن المهلب، فلما قتل يزيد و ذلك سنة اثنتين في صفر تراضى أهل البصرة بشبيب المازني أبي عيسى بن شبيب، ثم قدم مسلمة ابن عبد الملك وهو على العراق عبد الرحمن بن سليم الكلبي مسلحة، ثم ولى مسلمة عبد الملك بن بشر بن مروان، ثم ولى يزيد بن عبد الملك عمر بن هبيرة
[ 222 ظ ] الفزاري العراق، فقدم سنة ثلاث ومائة، فولى البصرة سعيد بن عمرو الحرشي، ثم حسان بن عبد الرحمن بن مسعود الفزاري من أهل دمشق، ثم فراس بن سمي الفزاري وهو زوج أم عمر بن هبيرة حتى مات يزيد.
الكوفة: مات عمر بن عبد العزيز وعليها عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فأقره يزيد بن عبد الملك، ثم عزله مسلمة بن عبد الملك وهو والي العراق وولاها محمد بن عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، ثم عزله ابن هبيرة سنة ثلاث ومائة وولي الصعر بن عبد الله من مرة غطفان حتى مات يزيد بن عبد الملك.
خراسان: كان بها عبد الرحمن بن نعيم الغامدي، فلما خلع يزيد بن المهلب بعث أخاه مدركا فمنعه عبد الرحمن من الدخول، فلما قدم مسلمة على العراق بعث سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاصي، فأقره ابن هبيرة، ثم عزله وولى سعيد بن عمرو الحرشي سنة ثلاث ومائة ثم عزله وولى مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي سنة أربع ومائة.
سجستان: ولاها يزيد بن عبد الملك القعقاع بن سويد من بني منقر بن عبيد من أهل الكوفة، فعزله ابن هبيرة وولى السيال بن المنذر بن عوف بن النعمان.
السند: مات عمر وعليها عمرو بن مسلم، ثم ولاها يزيد بن المهلب فلانا السبئي (1) حين غلب على البصرة يزيد بن وادع بن حمير الأزدي، فلم يزل عليها حتى قدم عليها هلال بن أحوز من قبل مسلمة بن عبد الملك، وذلك سنة اثنتين
__________
(1) في حاشية الاصل: (غ.
خ الشيباني).
(*)(1/260)
ومائة، ثم ولاها ابن هبيرة سنة ثلاث ومائة عبيد الله بن علي السلمي، ثم عزله
وولى عبد الحميد بن عبد الرحمن من مرة غطفان حتى مات يزيد بن عبد الملك.
البحران.
اليمامة: رد عليها إبراهيم بن عربي.
أرمينية: ولاها يزيد بن عبد الملك معلق بن صفار بن فلحس بن جنب الجمار بن موقد النار البهراني [ 223 و ] من أهل حمص سنة ثلاث ومائة، ثم عزله سنة أربع ومائة، وولي الجراح بن عبد الله الحكمي.
الجزيرة: فايد محمد الكندي، و العرس بن قيس بن شعبة بن الأرقم الكندي.
إفريقية: يزيد بن أبي مسلم في ذي القعدة سنة إحدى ومائة فقتل بها، فولى يزيد بن عبد الملك بشر بن صفوان سنة اثنتين ومائة.
ثم خرج بشر وافدا إلى يزيد بن عبد الملك، واستخلف يحيى بن ناعصة الكلبي سنة خمس ومائة فقدم وقد مات يزيد.
مصر: بشر بن صفوان الكلبي، ثم ولاه إفريقية..القضاء قضاء البصرة: ولى مسلمة بن عبد الملك البصرة عبد الملك بن بشر بن مروان، فاستقضى عبد الملك بن بشر النضر بن أنس بن مالك، ثم ولى مسلمة بن عبد الملك موسى بن أنس بن مالك سنة اثنتين و مائة، ثم قدم ابن هبيرة فولى عبد الملك بن يعلى سنة ثلاث ومائة.
الكوفة: أقر عليها القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، ثم عزله سنة ثلاث و استقضى الحسين بن الحسن الكندي المدينة: ولاها يزيد عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس، فاستقضى مسلمة بن عبد الله بن سلمة المخزومي، ثم ولي البصرة سنة أربع فاستقضى عبد الواحد بن عبد الله النصري سعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ثم عزله وولى سعيد
ابن سليمان بن زيد بن ثابت حتى مات يزيد.
__________
(1) تقديم قبل أنه ابن سليمان وهكذا ورد في تاريخ اليعقوبي 2 / 315.
ط.
بيروت.
(*)(1/261)
الموسم: سنة إحدى واثنتين و ثلاث ومائة عبد الرحمن بن قيس الفهري، وسنة أربع عبد الواحد النصري.
الصائفة: عبد الرحمن بن سليم (1) الكلبي حتى مات يزيد.
الشرط: كعب بن حامد العبسي حتى مات.
الخراج والجند والرسائل: صالح بن جبير الغداني.
ثم عزله وولى أسامة ابن زيد مولى لأهل اليمن.
الخاتم والخزائن وبيوت الأموال: مطير مولاه.
قال حاتم بن مسلم: على الخاتم أسامة بن زيد.
الحرس: غيلان ختن أبي معن.
قال حاتم: و على الحرس أبو مالك السكسكي.
حاجبه: خالد مولاه.
حدثني عبد الله بن المغيرة عن أبيه، والوليد بن هشام [ 224 ظ ] عن أبيه عن جده، وغيرهم قالوا: جمعت العراق لعمر بن هبيرة الفزاري سنة ثلاث ومائة في أولها.
فكان على شرطه بواسط سويد المري أبو زياد بن سويد وحوثرة بن سهل (1) الباهلي، وعلى شرطه بالكوفة محمد بن منظور الأسدي، وعلى شرطه بالبصرة ابن رياط، وكاتبه رجل من أهل الشام يقال عثمان وسعد بن عطية.
مات ابن هبيرة وهو ابن نيف وخمسين سنة.
في ولاية ابن هبيرة: مات سعد بن عبيد السلمي من أهل الكوفة، وأبو مجلز، ومؤرق العجلي، وأبو السليل (2).
وفي ولاية ابن هبيرة خرج مسعود بن أبي زينب فغلب على البحرين واليمامة، فقتله سفيان بن عمرو العقيلي.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ ابن سهيل).
(2) في حاشية الاصل: (أبو السليل: اسمه ضريب بن نقير بن سمير القيسي).
انظر.
طبقات ابن سعد 7.
/ 222.
ط.
بيروت.
(*)(1/262)
وفي سنة خمس ومائة أيضا مات حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وعمارة بن خزيمة بن ثابت.
وسنان بن أبي سنان الدئلي، و عكرمة مول ابن عباس وأبو رجاء العطاردي، والمسيب بن رافع، والضحاك بن مزاحم، وفي ولاية يزيد بن عبد الملك مات أبان بن عثمان وعبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب.
سنة ست ومائة فيها غزا مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة فرغانة (1)، فلقيه الزحف من الترك، فقتل ابن أخي خاقان وجماعة من المشركين، و ذلك في ولاية ابن هبيرة، ثم قدم خالد بن عبد الله القسري واليا على العراق فولى خالد أخاه أسد ابن عبد الله على خراسان، ولقي مسلم بن سعيد وقفل بالجيش وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ست ومائة.
وفيها غزا الجراح بن عبد الله الحكمي من بلاد أرمينية.
فحدثني أبو خالد عن أبي براء النميري قال: أوغل الجراح بن عبد الله الحكمي في أرض الخزر، فصالحته أللان وأعطوه الجزية والخراج، وهو أول من قفل من باب أللان.
وفيها: أغزى بشر بن صفوان وهو على إفريقية محمد بن أبي بكر مولى بني جمح فأصاب قرسقة وسردانية.
وفيها غزا سعيد بن عبد الملك أرض
الروم.
وأقام الحج هشام بن عبد الملك.
وفي سنة ست ومائة: مات طاووس بن كيسان بمكة، وصلى عليه هشام بن عبد الملك قبل أن يروح إلى منى.
وفيها: مات مسلم بن جندب [ 225 ظ ] الهذلي.
وفيها: غزا معاوية بن هشام الصائفة.
وفيها: ولي خالد بن عبد الله القسري العراق.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، فرغانة: مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان.
(*)(1/263)
سنة سبع ومائة فيها عزل هشام بن عبد الملك الجراح بن عبد الله الحكمي عن أرمينية وأذربيجان، وولاها مسلمة بن عبد الملك، فوجه مسلمة الحارث بن عمرو الطائي.
قال أبو خالد: قال أبو براء: وغزا مسلمة من ذلك العام فأدرب من ملطية، فأناخ على قيسارية (2) فافتتحها عنوة، وذلك لأربع خلون من شهر رمضان سنة سبع ومائة.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم فبلغ عسكره، وبعث الوضاح صاحب الوضاحية فحرق القرى والزروع وقطع الشجر.
قال ابن الكلبي: وفي ذلك العام وقع طاعون شديد بالشام حتى وقع في الدواب والبقر.
وفيها غزا أسد بن عبد الله غرسبستان (2) وبعث ابن سالم الأزدي على الخيل، فلقيه جمع من العدو، فأصيب نفر من المسلمين، وأصاب الناس تلك السنة مجاعة فرجعوا مجهودين.
وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم فبلغ أرولية.
وأقام الحج إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي.
وفي سنة سبع ومائة: مات سالم بن عبد الله بن عمر في أول السنة، ومات القاسم بن محمد بن أبي بكر في آخر السنة، وعطاء بن يزيد الليثي.
وفيها ولد المعتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة.
وفي أول خلافة هشام: مات يزيد ومحمد ابنا طلحة بن ركانة، ومسلم بن جندب.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، قيسارية: مدينة كبيرة في بلاد الروم.
(2) في مراصد الاطلاع، غرشتان، أو غرجستان: ولاية برأسها هراة في غربيها والغورضي شرقيها ومرو الروذ عن شماليها وغزنة عن جنوبها.
(*)(1/264)
سنة ثمان ومائة فيها غزا أسد بن عبد الله غور (1)، فلقوه في جمع كثير فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم هزم الله العدو.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك الصائفة اليمنى، وعاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي الصائفة اليسرى.
وفيها زحف ابن خاقان إلى أذربيجان.
قال أبو خالد: قال [ 226 ظ ] أبو براء: زحف مارتيك بن خاقان سنة ثمان ومائة إلى أذربيجان فحصر مدينة ورثان (2) ورماها بالمجانيق، فبلغ الخبر الحارث ابن عمرو، فتوجه فقطع الرس من فوق ورثان، وبلغ ابن خاقان فأتى الحارث، فالتقوا فهزم الله ابن خاقان وأصحابه وقتل منهم جمعا كثيرا، و قتل الحارث بن عمرو رحمة الله عليه.
وفيها أغزى بشر بن صفوان من إفريقية قثم بن عوانة الكلبي فغنم وسلم.
وأقام الحج إبراهيم بن هشام بن اسماعيل.
و فيها خرج عباد الحروري بالري فقتله يوسف بن عمر.
وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم فبعث البطال إلى
حنجرة (3) ففتحها.
وفي هذه السنة وهي سنة ثمان ومائة: مات أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير الحرشي.
وبكر بن عبد الله المزني، وأبو المليج الهذلي وأبو نضرة العبدي، وأبو حرب بن أبي الأسود الد يلي، وخالد بن معدان الشامي.
وبعد المائة: مات أبو شيخ الهنائي.
وعبد الله بن شقيق العقيلي، وسعيد بن أبي الحسن، وأبو المتوكل الناجي، وأبو الصديق الناجي (4).
__________
(1) في مراصد الاطلاع، غور: جبال وولاية بين هراة وغزنة.
(2) ورثان، بلد في حدود أدربيجان وبين الرس فرسخان وبينه وبين بيلقان سبعة فراسخ.
مراصد الاصلاع.
(3) الذي وجدته في مراصد الاطلاع، خنجرة: بالخاء المعجمة ناحية من بلاد الروم وكذا جاء الخبر في تاريخ اليعقوبي 2 / 329.
ط.
بيروت (4) في حاشية: (نسبوا إلى أمهم ناحية بنت جرم بن ربان وهم من بني سامة بن لوى).
انظرت كتاب نسب قريش للمصعب الزبير ص 440.
(*)(1/265)
سنة تسع ومائة فيها أغزى بشر بن صفوان افريقية حسان بن محمد بن أبي بكر (1) مولى بني جمح سردانية فغنم وسلم.
وفيها مات بشر بن صفوان بإفريقية، واستخلف قعاس ابن قرط الكلبي.
وفيها غزا مسلمة بن عبد الملك وسرح الجيوش في أذربيجان فشتوا بها.
وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم، وافتتح حصنا يقال له: الغطاسين.
وأقام الحج إبراهيم بن هشام بن إسماعيل.
وفي هذه السنة وهي سنة تسع ومائة: مات أبو نجيح أبو عبد الله بن أبي نجيح، ودفيف مولى ابن عباس.
وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع.
سنة عشر ومائة فيها غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الخزر وهي الغزاة التي تسمى غزاة الطين.
قال أبو خالد عن أبي براء النميري قال: قصد مسلمة إلى تلميس، فلقي طاغية الخزر في جمع كثير قريبا من الباب [ 227 ظ ]، فاقتتلوا أياما كثيرة ثم هزمهم الله وذلك يوم الخميس لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة عشرة ومائة.
قال أبو براء: فحدثني عبد الله بن أسيد الكلابي: أن مسلمة قفل من باب أللان، فلقيته الخزر فناوشوه حتى حجز بينهم الليل، وقفل مسلمة سالما.
قال ابن الكلبي: كان قتال مسلمة إياهم نحوا من شهر في مطر شديد ثم هزمهم الله.
وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم، وافتتح حصنين من حصونهم: صملة والموة (2).
__________
(1) في حاشية الاصل: (غ بكير).
(2) في حاشية الاصل: (ف.
غ البوة).
ولم أستطع الهداية إلى معرفة هذه المدن في كتب البلدان العربية.
(*)(1/266)
قال أبو خالد: فيها قدم عبيدة بن عبد الرحمن البركاني (1) من بني سليم إفريقية فأغزى عثمان بن أبي عبيدة على سبع مائة، فقصد لسراقس مدينة صقلية، فلقوه فأسر بطريقهم وهزمهم الله.
وأقام الحج إبراهيم بن هشام بن اسماعيل المخزومي.
وفي سنة عشر ومائة مات الحسن بن أبي الحسن في رجب، وصلى عليه النضر ابن عمرو المقرئي (2) من حمير من أهل الشام.
وفيها مات محمد بن سيرين في شوال وصلى عليه النضر بن عمرو.
وفيها مات الفرزدق.
وجرير بعده بأشهر.
قال ابن الكلبي: وفيها مات عبد الملك بن يسار أخو عطاء وسليمان ابن يسار.
وفيها مات وهب بن منبه، وإبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد
الله.
سنة إحدى عشرة ومائة فيها بعث أشرس بن عبد الله السلمي إلى ملوك طخارستان (3)، فقدموا عليه ولم تكن لهم غزوة.
وفيها عزل هشام بن عبد الملك أخاه مسلمة عن أرمينية وأذربيجان وولى الجراح بن عبد الله الحكمي الولاية الثانية.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب: ولي الجراح الولاية الثانية في سنة إحدى عشرة ومائة، فأتى تلميس فأغار على مدينة للخزر يقال لها البيضاء فافتتحها، ثم انصرف، فجمعت الخزر جموعا كثيرة مع ابن خاقان فد خلوا أرمينية، وسار ابن خاقان فحاصر أهل أردبيل.
__________
(1) في حاشية الاصل: (الذكواني الصواب) لأن في سليم ذكوان وليس فيها بركان.
انظر الاشتقاق لابن دريد ص 307 - 309.
(2) في حاشية الاصل: (المقرئي في لغة حمير المسمع وبنو مقرئي بطن من حمير).
وانظر جمهرة انساب العرب لابن حرم ص 437.
(3) في مراصد الاطلاع.
طخارستان: ويقال طخيرستان وهي ولاية واسعة تشتمل على عدة بلاد من نواي خراسان وهي عليا وسفلى فالعليا شرقي بلخ وغربي نهر جيحون وبينها وبين بلخ ثمانية عشرون فرسخا والسفل أيضا غربي جيحون إلا أنها أبعد من بلخ وأقرب إلى شرق من العليا وأكبر مدينة فيها طالقان.
(*)(1/267)
قال ابن الكلبي: وفيها غزا [ 228 و ] معاوية بن هشام على الصائفة اليسرى فانصرف ولم يلق كيدا.
وفيها غزا سعيد بن هشام الصائفة أيضا مما يلي الجزيرة فبلغ قيسارية.
قال أبو خالد: وفيها أغزى عبيدة بن عبد الرحمن من إفريقية المستنير بن
الحارث في ثمانين ومائة مركب، فنزل حاصرهم، وهجم الشتاء فقفل بريح طيبة حتى لجج فجاءت ريح عاصف فغرقت مراكبهم فلم يسلم منهم إلا سبعة عشر مركبا.
وأقام الحج ابراهيم بن هشام.
وفيها مات تميم بن أوس وكان قاضيا.
وفيها مات عبيد الله بن رافع بن خديج.
سنة اثنتي عشرة ومائة وفيها غزا أشرس بن عبد الله السلمي فرغانة، فلقيه الزحف وأحاطت به الترك، فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فولى الجنيد بن عبد الرحمن المري - مرة غطفان -.
وفيها زحف الجراح من برذعة سنة اثنتي عشرة ومائة، فقدم أذربيجان فعسكر في مرج سبلان، وبها نهر فعقد عليه جسرا فهو اليوم يدعى: جسر الجراح.
قال أبو خالد: قال أبو براء: زحف الجراح سنة اثنتي عشرة إلى ابن خاقان وهو محاصر أهل أردبيل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل الجراح رحمه الله لثمان بقين من شهر رمضان سنة اثنتي عشرة ومائة وغلبت الخزر على أذربيجان وساحت خيولهم حتى بلغوا قريبا من الموصل، ونصبوا على أردبيل المجانيق وأهل أردبيل يقاتلونهم فلما طال عليهم الحصار أسلموها، ودخلها الخزر فقتلوا المقاتلة وسبوا الذرية.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب: حدثني رجل من بني سليم قال: قتل الجراح بأرشق (1).
قال أبو الخطاب: لما قتل الجراح وجه هشام بن عبد الملك سعيد بن عمرو الحرشي، ووجه معه فرسان العرب على البريد، فمضى سعيد بن عمرو حتى قدم برذعة.
__________
(1) أرشق: جبل بأرض مؤقان من نواحى أذربيجان عند البذ مدينة بابك الخرمي.
مراصد الاطلاع.
(*)(1/268)
قال أبو الخطاب: فحدثني أبو علقمة الثقفي عن شيخ من أهل حمص قال: حدثني ثبيت البهراني قال: قدم علينا الحرشي برذعة على دواب البريد فسرنا معهم إلى البيلقان (1) ومضوا نحو أذربيجان، وأقبل عسكر الخزر معهم عجل كثير [ 229 و ] عليها سبايا المسلمين والغنائم من أهل أردبيل.
قال ثبيت: فوجهني الحرشي طليعة فأتينا العسكر وهم نيام فانصرفت فأخبرته فحضض أصحابه وسار إليهم، فاستنقذ العجل بما فيها.
قال ثبيت: فوجهني إلى مدينة البيلقان وكتب إلى هشام بن عبد الملك بالفتح، ثم أخبر أيضا بعجل كثيرة من ناحية ورثان (2) عليها سبايا وغنائم، فبيتهم فقتل من كان فيها من العدو وأدخل العجل مدينة ورثان وكتب إلى هشام بالفتح، وتوجه فلقي طاغية الخزر فهزمهم الله وهرب الطاغية وأحرز الحرشي ما كان معهم من سبايا المسلمين وغنائمهم.
قال أبو خالد: قال أبو براء: حدثني عبد الله بن عبد الله العامري: أن سعيد بن عمرو الحرشي لقي ابن خاقان فبيتهم فقتلهم مقتلة عظيمة، وهرب طاغية الخزر وكتب بالفتح إلى هشام بن عبد الملك.
قال ابن الكلبي: استشهد الجراح ومن معه بمرج أردبيل، وقد كان استخلف أخاه الحجاج بن عبد الله فأتاهم الحرشي فهزمهم الله واستنقذ ما في أيديهم.
قال ابن الكلبي: خرج مسلمة بن عبد الملك في شوال سنة اثنتي عشرة ومائة في طلب الترك في شدة من المطر والثلج حتى جاوز الباب وخلف الطائي في بنيان الباب وتحصينه، وقطع لذلك بعثا، ثم بعث الجيوش فافتتح مدائن وحصونا، فحرق أعداء الله أنفسهم بالنار في مدائنهم.
وفي سنة اثنتي عشرة ومائة: قال أبو خالد: فيها أغزى عبيدة بن عبد الرحمن من إفريقية ثابت بن خثيم من أهل الأردن صقلية، فأصاب سبايا وغنائم وسلم.
__________
(1) البيلقان: مدينة قرب الدربند الذي يقال له الباب والأبواب تعد في أرمينية الكبرى قريبة من شروان: مراصد الاطلاع.
(2) ورثان: بلد في حدود أذربيجان بينه وبين الرس فرسخ وبينه وبين بيلقان سبعة فراسخ.
المصدر المتقدم نفسه.
(*)(1/269)
قال ابن الكلبي: وفيها غزا معاوية بن هشام الصائفة فافتتح خرشنة من ناحية ملطية.
وأقام الحج إبراهيم بن إسماعيل المخزومي.
وفي هذه السنة مات رجاء بن حيوة، وعبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري.
سنة ثلاث عشرة ومائة فيها خرج الجنيد بن عبد الرحمن من مرة غطفان غازيا يريد طخارستان، فجاشت الترك بسمرقند، فسار الجنيد [ 230 ظ ] حتى كان على أربع من سمرقند، فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالا شديدا حتى أمسوا فتحاجزوا، وكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دارم وهو واليه على سمرقند يأمره بالقدوم عليه، فأتاه فلقيته الترك قبل أن يصل إلى الجنيد، فقتل سورة بن أبجر وعامة جيشه وقتل معه مجاهد بن بلعاء العنبري، ثم لقيهم الجنيد فهزمهم الله ومضى الجنيد فدخل سمرقند.
وفي سنة ثلاث عشرة ولى هشام أخاه مسلمة أرمينية وأذربيجان، وعزل سعيد بن عمرو الحرشي، فولى مسلمة عبد الملك بن مسلمة، ثم سار مسلمة فأخذ سعيد بن عمرو فقيده وحبسه، فبعث هشام فأخرجه من الحبس.
قال أبو خالد: قال أبو براء: قدم مسلمة فسأل أهل حيزان الصلح، فأبوا فقاتلهم فسألوه الأمان فحلف ألا يقتل منهم رجلا ولا كلبا، فانحدروا فقتلهم
جميعا إلا رجلا واحدا وكلبا واحدا، وأخذ الحصن وسار إلى أرض سوران، فسأله الملك الصلح فصالحه، وصالح أهل مسقط وأهل الكر، فلقي مسلمة خاقان فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انصرف مسلمة فأتى غزالة وأحاطت به الجيوش من الخزر فاقتتلوا قتالا شديدا ثم هزم الله الخزر وهرب خاقان.
قال أبو خالد: قال أبو الخطاب: لما أقبل مسلمة زحفت إليه الخزر فلم يشعر مسلمة حتى اطلعوا عليه فقاتلهم وحال بينهم الليل، فبات المسلمون يحيون وانصرف الخزر، وقفل مسلمة واستخلف مروان بن محمد وذلك كله سنة ثلاث عشرة ومائة.(1/270)
قال أبو خالد: وفي سنة ثلاث عشرة ومائة أغزى عبيدة بن عبد الرحمن من افريقية عبد الملك بن قطن فأتى صقلية فغنم وسلم.
وفيها أغزى أيضا أبا عمران الهذ لي فغنم وسلم.
وأقام الحج سليمان بن هشام بن عبد الملك.
وفي سنة ثلاث عشرة ومائة مات مكحول الشامي بالشام، وطلحة بن مصرف الأيامي بالكوفة، ويوسف بن ماهك بمكة، وعبد الله بن عبيد بن عمير بمكة، وحرام بن سعد بن محيصة.
حدثنا من سمع الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن [ 231 و ] بن يزيد بن جابر قال: مات مكحول سنة ثلاث عشرة ومائة.
سنة أربع عشرة ومائة فيها عزل هشام بن عبد الملك مسلمة بن عبد الملك عن أرمينية وأذربيجان والجزيرة، وولاها مروان بن محمد بن مروان لمستهل المحرم سنة أربع عشرة ومائة.
قال أبو خالد: قال أبو البراء: سار مروان في سنة أربع عشرة ومائة حتى
جاوز نهر الرم فقتل وسبى وأغار على الصقالبة.
قال أبو خالد: وفيها أغزى عبيدة بن عبد الرحمن من إفريقية عبد الله بن قطن أيضا صقلية فغنم وسلم، وأغزى أيضا عبد الله بن زياد الأنصاري سردانية فغنم وسلم.
وفيها غزا الجنيد بن عبد الرحمن الصغانيان فلم يلق كيدا وانصرف.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم والتقى عبد الله البطال وقسطنطين في جمع، فهزم الله العدو وأسر قسطنطين.
وفيها غزا سليمان بن هشام أرض الروم مما يلي الجزيرة حتى أتى قيسارية.
وأقام الحج خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاصي.
وفي سنة أربع عشرة ومائة مات الحكم بن عتيبة.(1/271)
سنة خمس عشرة ومائة فيها خرج الحارث بن شريح (1) فغلب على الجوزجان ومرو (2)، فبعث هشام بن عبد الملك عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، فلقي الحارث بن شريح، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم اصطلحا على أن يقيم الحارث بن شريح ببلخ ويبعث عاصم رسولا، فبعث خالد أخاه أسد بن عبد الله واليا على خراسان وعزل عاصما، فقطع الحارث نهر بلخ، وسار أسد فالتقوا، فهزم الحارث فلحق بالترك، وأخذ أسد بن عبد الله ناسا من أصحابه فقتل بعضهم وقطع أيدي بعضهم وأرجلهم.
وفيها غزا معاوية بن هشام في شهر رمضان حتى انتهى إلى افلاجونية (3).
قال أبو خالد: وفي سنة خمس عشرة ومائة أغزى عبيدة بن عبد الرحمن من إفريقية بكر بن سويد، فأتى صقلية ودوبانة (4) فلقيته الروم فرموا مراكبه بالنار.
وأقام الحج محمد بن هشام بن اسماعيل.
وفي سنة خمس عشرة ومائة مات عطاء بن أبي رباح ويقال: سنة ست عشرة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (قال الدار قطني في هذا الرجل سريج بالسين والجيم غير معجمتين والمشهور شريح) وجاء.
اسمه في جمهرة أنساب العرب لابن حزم 321 الحارث بن شريح.
وفي الكامل لابن الأثير 4 / 218 الحارث بن سريج.
(2) في الاصل (مروة): وهو خطأ صوابة ما أثبتنا.
انظر مراصد الاطلاع (مرو) والكامل لابن الأثير 4 / 218.
(3) في مراصد الاطلاع، أفلا غونيا: مدينة كبيرة من بلاد الأرمن من نواحى أرمينية ولهذه المدينة رستاق وقلاع عظيمة حصينة.
(4) في حاشية الاصل: (ف.
غ دربانة).
ولم أعثر للاسمين على ذكر في كتب البلدان العربية.
(*)(1/272)
سنة ست عشرة ومائة فيها كتب هشام بن عبد الملك إلى عبيدة بن الحبحاب مولى بني سلول، وهو واليه على مصر، فولاه افريقية فدخلها في سنة ست عشرة ومائة فخرج عبد الأعلى بن حديج مولى موسى بن نصير، وكان صفريا فخرج بطنجة، فخرج إليه عمرو بن عبد الله العبسي، وكان واليا لابن الحبحاب، فقتل عمرو وانهزم أصحابه.
وفيها أغزى ابن الحبحاب عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع السوس وأرض السودان فظفر وأصاب ذهبا كثيرا.
وفيها أيضا أغزى ابن الحبحاب عثمان بن أبي عبيدة فأصاب ناحية من صقلية وقفل، فلقيته مراكب الروم في البحر، فهزمهم الله وأصابوا من المسلمين، وأسروا ابني عثمان: عمرا وسليمان أبا
الربيع، وعبد الرحمن بن زياد ابن أنعم، وأخاه المغيرة بن زياد، فلم يزالوا في أيدي الروم حتى ولي عبد الرحمن بن حبيب، ففدى ابني عمه وناسا من أسارى المسلمين وعبد الرحمن بن زياد، وذلك سنة إحدى وعشرين ومائة.
وأقام الحج الوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويقال: عيسى بن مقسم مولى الوليد بأمر الوليد.
وفيها مات ميمون بن مهران بالجزيرة.
سنة سبع عشرة ومائة فيها جاشت الترك بخراسان ومعهم الحارث بن شريح، فانتهى خاقان ومعه الحارث إلى الجوزجان (1)، وأغار ت الترك حتى أتوا مرو الروذ.
فحدثني من سمع أبا الذيال قال: فسار أسد بن عبد الله فلقيهم، فهزمهم الله وقتلهم المسلمون قتلا ذريعا.
قال أبو خالد: عن أبي براء قال: فيها بعث مروان بن محمد وهو والي أرمينية وأذربيجان بعثين إلى جبل القبق (2)، فافتتح أحد البعثين ثلاثة حصون من أللان
__________
(1) الجوزجان أو جوزجان: اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو الروذ وبلخ يقال لقصبتها اليهودية.
(2) في مراصد الاطلاع، فبق: جبل متصل بالباب والأبواب وبلاد أللان وهو آخر حدود أرمينية قيل فيه أثنان وسبعون لسانا لا يعرف كل لسان لغة صاحبه إلا بترجمان.
(*)(1/273)
ونزل البعث [ 233 و ] الآخر على تومان شاه، فنزل تومان شاه على حكم مروان بن محمد، فبعث به مروان إلى هشام بن عبد الملك، فرده هشام إلى مروان، فأعاده مروان على مملكته.
قال أبو خالد: وفيها بعث عبيدة بن الحبحاب حبيب بن أبي عبيدة فأصاب قرية من سردانية، وأثخن في القتل والسباء.
قال ابن الكلبي: وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم حتى بلغ سيبرة وبلغت سراياه سردة وأصابوا سبايا.
وأقام الحج خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم.
وفي سنة سبع عشرة ومائة: مات عبد الرحمن بن هرمز الأعرج مولى ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وسعيد بن يسار مولى الحسن بن علي ومحمد بن كعب القرظي، وعائشة بنت سعد بن مالك، و سكينة بنت الحسين بن علي كلهم بالمدينة وقتادة بن دعامة بواسط.
وفيها ولد معاذ بن معاذ.
سنة ثمان عشرة ومائة فيها غزا مروان بن محمد من أرمينية فدخل أرض ورتنيس (1) من ثلاثة أبواب، فهرب ورتنيس إلى الخزر وترك القلعة، فنصب مروان عليها المجانيق، فقتل أهل خمرين ورتنيس، وبعثوا برأسه إلى مروان، فنصب مروان رأس ورتنيس لأهل قلعته، فنزلوا على حكم مروان، فقتل المقاتلة وسبى الذرية.
قال أبو خالد: وفيها أغزى ابن الحبحاب قثم بن عوانة الكلبي، فأصاب أولية من صقلية، فأحاطوا به، ثم خلوا عنه.
وغزا معاوية بن هشام أرض الروم.
وأقام الحج محمد بن هشام بن إسماعيل.
وفي سنة ثمان عشرة و مائة: مات أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالمدينة، و علي بن عبد الله بن عباس بالشام، وعبد الرحمن بن سابط الجمحي بمكة، وعمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي بالطائف، و عبد الله بن أبي ملكية بمكة، وعبادة بن نسي بالشام، وعمرو بن مرة الجملي بالكوفة.
وفيها ولد محمد بن عبد الله الأنصاري.
__________
(1) أرض ورتنيس: عبارة عن حصن في بلاد سميساط - مراصد الاطلاع.
(*)(1/274)
[ 234 ظ ] سنة تسع عشرة ومائة فيها غزا مروان بن محمد من أرمينية غزوة السائحة، فدخل من باب أللان، فمر بأرض أللان كلها حتى خرج منها إلى بلاد الخزر فمر ببلنجر وسمندر فانتهى إلى البيضاء التي يكون فيها خاقان، فهرب خاقان.
وفيها أغزى ابن الحبحاب أيضا قثم بن عوانة، فأصاب قلعة من سردانية من بلاد المغرب، وغرق قثم في مراكب من المسلمي وسلم بعضهم.
وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم فبلغ بلونية، وغزا سليمان بن هشام أيضا أرض الروم من ناحية الجزيرة.
وفيها قتل عبد الملك بن مروان بن محمد هزار طرخان وعامة أصحابه ببلاد أرمينية.
وأقام الحج مسلمة بن هشام بن عبد الملك أبو شاكر.
وفي سنة تسع عشرة: مات سليمان بن موسى بالشام، وأبو معشر بالكوفة، وحبيب بن أبي ثابت بالكوفة، وقيس بن سعد بمكة.
وإياس بن سلمة بن الأكوع بالمدينة، وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع بالمدينة، وعبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
سنة عشرين ومائة فيها عزل هشام بن عبد الملك خالد بن عبد الله القسري عن العراق، وولاها يوسف بن عمر.
وأقام الحج محمد بن هشام بن اسماعيل.
وغزا مسلمة بن هشام أرض الروم.
وفي سنة عشرين ومائة: مات الجارود بن أبي سبرة الهذلي بالبصرة، وعاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري بالمدينة، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بالمدينة، وحماد بن أبي سليمان بالكوفة، وعدي بن عدي بالجزيرة، وأسد بن عبد الله بخراسان، ومسلمة بن عبد الملك بن مروان يوم الأربعاء في المحرم بالشام،
وأبو قيس عمرو بن مسلم الباهلي، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحارث التيمي (1).
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما هو محمد بن ابراهيم بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن تيم بن مرة المدني الذي روى عنه يحيى بن سعيد، ومحمد بن اسحق.
(*)(1/275)
وفيها ولد يحيى بن سعيد القطان.
قال أبو خالد: ولم تغز إفريقية سنة عشرين وغزا سليمان بن هشام على الصائفة.
[ 235 و ] وفيها قدم هشام بن عروة البصرة في ولاية خالد بن عبد الله القسري.
حدثنا الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان عامر بن حفص (1) وغيرهم قالوا: جمعت العراق لخالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز البجلي في سنة ست ومائة، وعزل سنة عشرين ومائة.
كان على شرطه بواسط: عمرو بن عبد الأعلى المحكمي، وعلى شرط الكوفة العريان بن الهيثم النخعي.
وعلى شرط البصرة مالك بن المنذر بن الجارود العبدي، ثم عزله وولى بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ثم ضم إليه الصلاة والقضاء.
كاتب خالد على الرسائل: داود بن سعيد الكاتب.
وعلى الخراج: الحجاج بن عمير.
وعلى التجويز (2): هارون بن مياس مولى بني ليث.
قتل خالد في سنة ست وعشرين ومائة وهو ابن نحو من ستين سنة.
__________
ويروي هو عن أبي سلمة وعن عائشة.
بقي: واستصحب خليفة علطه في هذا فجعل موت محمد بن ابراهيم في سنة إحدى وعشرين).
انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 295.
(2) في حاشية الاصل (لقبه سحيم واسمه عامر قاله أبو حاتم وروى عنه).
(2) لم يرد ذكر هذه الوظيفة إلا هذا المرة ولم أجد لها ذكرا في ما وصلت إليه يدي من مصادر وأرجحأن هذه الوظيفة تشبه وظيفة تشبه الحاجب لدى الخليفة، ويقوي هذا معنى الكلمة
اللغوي وأمر آخر هو أن العراق كولاية مع ماا يتبعها من أقطار شاعية أصبحت كما يستفاد من هذا الكتاب وغيره - منذ استلام الحجاج لها ولاية إدارتها ووظائفها الخاصة التي تشبه وظائف وأعمال إدارة الخليفة.
وأصبح والي العراق الشخصية الثانية بعد الخليفة في الدولة الأموية.
وقد يكون وجود إدارة شبه مستقلة في العراق من الامور التي ساعدت الدولة العباسية عل اتخاذ العراق مركز حكمها والاستغناء إلى حد كبير عن موظفي دمشق بلو تقليتلهم.
علما بأن الدولة الاموية عند قيامها أبقت واحتفظت بعناصر الادارة البيزنطية السابقة لبلاد الشام.
سرجون الرومي وغيره - حتى توفر قيام عناصر عربية فتمنت حركة التعريب وغيرها من الأعمال، ووجدت الادارة العربية التي طردت سرجون وتخلف عنه أما قبل ذلك فقد اختفظت به مكرهة رغم سلوكه الشاذ كما تروي الاخبار.
(*)(1/276)
وفي ولاية خالد بن عبد الله العراق وهي نحو من أربع عشرة سنة: مات نعيم بن أ هند في أول ولاية خالد، وشمر بن عطية في أولها، وعبد الرحمن بن الأصبهاني، والعيزار بن حريث، وأبو السفر جميعا في وسطها، وحميد بن هلال العدوي، وأنس بن سيرين، والأزرق بن قيس.
وعمار بن أبي عمار مولى بني هاشم في وسط من ولاية خالد، ومحارب بن دثار الذهلي، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، ووبرة بن عبد الرحمن، وعبد الملك بن ميسرة، وأبو عون الثقفي، وعدي بن ثابت، وعلقمة بن مرثد، وعون بن أبي جحيفة في آخر ولاية خالد وعطية بن سعد العوفي.
سنة إحدى وعشرين ومائة فيها غزا مروان بن محمد من أرمينية وهو واليها، فأتى قلعة بيت السرير (1) فقتل وسبى، ثم أتى قلعة ثانية فقتل وسبى، ودخل غومسك وهو حصن فيه بيت الملك يكون فيه ملك السرير فخرج الملك هاربا حتى أتى حصنا يقال له: خثرج
فيه سرير الذهب، فأقام مروان عليه شتوة وصيفة [ 236 ظ ] فصالحه على ألف رأس في كل سنة ومائة ألف مدي (2) وسار مروان فدخل أر ض تومان، فصالحه تومان ملكها وسار مروان فدخل أرض زروبكران (3) فصالحه ملكها، ثم أتى مروان خمرين فأبى ملكها أن يصالحه، فقاتل حصنا من حصون خمرين شهرا، فأخرب بلاد خمرين، ثم سأله خمرين الصلح فصالحه، ثم أتى مروان أرض مسدار فافتتحها على صلح، ثم نزل مروان كيران فصالحه طبرستان وفيلان (4).
__________
(1) السرير: ممكلة واسعة بين أللان والباب والأبواب وليس لها إلا مسلكان مسلك إلى بلاد الخزر ومسلك إلى بلاد أرمينية والسرير المملكة وليس اسم مدينة وأهل السرير نصارى وبين هذه الولاية ومدينة سمندر عاصمة الخزر خلف الباب والأبواب نحو فرسخين وبينهم هدنة.
(2) المدي: يسع تسعة عشر صاعا وهو غير المد - المصباح المنير للفيومي.
(3) في مراصد الاطلاع، زركران: من قرى سمرقند.
(4) فيلان: بلد وولاية قرب باب الأبواب من نواحي الخزر يقال لملكها فيلانشاه وهم نصارى ولهم لسان ولغة وهو اسم يختص بملك السرير فعلى هذا ولاية السرير يقال لها فيلان وقيل كورة السرير منها - مراصد الاطلاع.
(*)(1/277)
وفي سنة إحدى وعشرين: غزا مسلمة بن عبد الملك على الصائفة، وسار معه هشام حتى بلغ ملطية، ولم يكن بافريقية غزو.
وأقام الحج محمد بن هشام بن اسماعيل.
وفيها قتل البطال بأرض الروم.
وفي سنة إحدى وعشرين ومائة: مات محمد بن ابراهيم التيمي ومحمد بن يحيى بن حيان الأنصاري، وعامر بن عبد الله بن الزبير.
وفيها ولد أبو عاصم الضحاك بن مخلد.
سنة اثنتين وعشرين ومائة قال أبو خالد: فيها خرج عبد الأعلى بن خديج مولى موسى بن نصير بطنجة من بلاد المغرب وكان صفريا، فخرج إليه عمرو بن عبد الله العبسي والي ابن الحبحاب فقتل عمرو وانهزم أصحابه، فقتلهم عبد الأعلى وسبى نساءهم.
وفيها أيضا خرج ميسرة الحقير، وكان يبيع الماء بالقيروان، وكان مخرجهما على ميعاد للنصف من شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين ومائة، فوجه إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب جيشا إلى ميسرة الحقير وأصحابه فهزمهم، ثم بيت ميسرة الحقير عسكر اسماعيل بن عبيد الله فقتل وسبى.
ثم بعث إلى ميسرة الحقير قائدا فقتل عبد الأعلى بن وديج، وبلغ ابن الحبحاب قتل ابنه إسماعيل فخرج فلقي ميسرة بنهر يقال: نهر الكدر، وعلى أصحاب ابن الحبحاب خالد بن أبي حبيب أبو الأصم، فقتل خالد وابنه وعثمان بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع، وابنه ابراهيم بن عثمان.
وموسى بن عبد الرحمن.
وعبد الكريم بن مسحل بن عتبة بن ضرار بن الخطاب، وزرارة بن [ 237 و ] عمرو من ولد أبي عزيز بن عمير أخي مصعب بن عمير من بني عمير من بني عبد الدار بن قصي، فسميت غزوة الأشراف، وكان قتلهم في آخر السنة أو في المحرم من سنة ثلاث وعشرين ومائة.
قال أبو خالد: فلما بلغ ابن الحبحاب مقتلهم وجه عبد الرحمن بن المغيرة العبدي عاملا على تلمسين، فجعل يقتل الصفرية فسمي الجزار، فخرجوا على عبد الرحمن بن المغيرة فانحاز، وقدم حبيب بن أبي عبيدة من غزاته في البحر، فوجهه ابن الحبحاب فنزل على وادي تلمسين، فلم يجاوزه حتى انقضت ولاية ابن الحبحاب.
وفيها قتل زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب بالكوفة.(1/278)
فحدثني أبو اليقظان قال: وفيها غزا معاوية بن هشام أرض الروم، وغزا
سليمان بن هشام، فحاصرا جميعا الروم، فلقي المسلمون شدة من الجوع وغلاء من السعر.
وفيها أصيب الحكم بن عوانة بالسند، فولى يوسف بن عمر عمر (1) بن محمد بن القاسم.
وغزا محمد بن هشام الصائفة.
وأقام الحج محمد بن هشام بن اسماعيل.
وفيها مات يزيد بن عبد الله بن قسيط بالمدينة، وإياس بن معاوية بن قرة المزني بواسط، وزبيد بن الحارث بن عبد الكريم الأيامي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، وسلمة بن كهيل بالكوفة، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج.
وفيها ولد محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بالحميمة من أرض الشام.
سنة ثلاث وعشرين ومائة فيها قدم كلثوم بن عياض واليا على إفريقية في أول شعبان، فسار حتى نزل تلمسين.
وأقام الحج يزيد بن هشام بن عبد الملك الذي يقال له: الأفقم.
وغزا سليمان بن هشام على الصائفة.
وفيها حج الزهري.
سنة أربع وعشرين ومائة فيها مات ميسرة الحقير الصفري ببلاد المغرب، فافترقت الصفرية فرقتين: [ 238 ظ ] فرقة عليها خالد بن حميد، وفرقة عليها سالم أبو يوسف الأزدي، فسار إليهم كلثوم بن عياض فاجتمعا جميعا، فلقيا كلثوم بن عياض على واد من أودية طنجة، فقتل كلثوم ومحمد بن عبيد الله الأزدي ويزيد بن سعيد بن عمرو الحرشي وحبيب بن أبي عبيدة، واستباحوا عسكر كلثوم وسبوا الذرية، وانهزم بلج بن بشر ابن عم كلثوم بالناس واتبعهم أبو يوسف بن حميد، وفي ساقة
__________
(1) في حاشية الاصل: (خ عمرو): وهكذا ورد في تاريخ اليعقوبي 2 / 317.
ط.
بيروت.
(*)(1/279)
بلج بن بشر حسان بن غنابة (1)، فلما غشوه قاتلهم وصبر لهم فهزمهم، وقتل أبو يوسف وناس كثير من الصفرية، و [ مضت ] (2) الصفرية على هزيمتها، ومضى بلج وأصحابه.
فنزلوا الحصن، فعقد لأبي الخطار (3) الكلبي على الناس واستنفرهم، فأبى الناس وقالوا: اعقد لعبد الرحمن بن عقبة الغفاري (4)، فعقد له، فلقي عكاشة الفزاري بالفحص الأبيض، فهزمه عبد الرحمن وقتل من البربر ناسا كثيرا، ومضى عبد الرحمن فنزل الزاب فصام فيه شهر رمضان، ومضى الفزاري من هزيمته إلى طنجة، فلقيه عبد الواحد بن يزيد الهواري، وقد وجهه خالد بن حميد صاحب الصفرية لقتال أهل إفريقية ورد معه الفزاري، فكتب حنظلة إلى عبد الرحمن بن عقبة بن نافع (5) يأمره بلقاء عبد الواحد بن يزيد، فخرج عبد الرحمن في أهل الزاب (6) فالتقوا يوم الخميس للنصف من ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائة، فقتل عبد الرحمن بن عقبة ومروان بن عثمان الغساني ومحمد بن يوسف في بشر، وقدم الفل القيروان على حنظلة، واستولى عبد الواحد على عيالات أهل طبنة (7)، فعقد حنظلة لثابت بن خثيم، فزحف عبد الواحد أول يوم من صفر سنة خمس وعشرين ومائة فالتقوا فقتل ابن خثيم وانهزم الناس، فكتب حنظلة إلى
__________
(1) في حاشية الاصل: (خ عتاقة).
(2) وقع خرم في الاصل استدركناه بكلمة " مضت " ليستقيم الكلام.
(3) قي حاشية الاصل: (ابن الكبي: أبو الخطار الحسام بن ضرار الكلام...) وجاء نسبه في كلب لدى ابن حزم في جمهرته ص 457.
(4) في حاشية الاصل.
(إنما عبد الرحمن بن عقبة هذا فهري لاغفاري).
ولم أجد بين
جمهرة أنساب العرب لابن حزم 178.
(5) ثمة حاشية مطموسة غير واصحة.
(6) في مراصد الاطلاع، الزاب: كورة عظيمة ونهر جرار بين تلمسان وسجلماسة والنهر يتسلط عليها.
(7) في مراصد الاطلاع، طبنة: بلدة في طرف افريقية مما يلي المغرب على ضفة الزاب ليس فيما بين القروان إلى سجلماسة بلد أكبر منها.
(*)(1/280)
المستنير بن الحارث الحرشي عامله على تونس: إن قويتم على محاربة القوم وإلا فاقدموا فقدم ومعه العيالات.
وبلغ خالد بن حميد رأس الصفرية بطنجة أن عبد الواحد قد سلم عليه بالخلافة، فوجه عبد الأعلى زرزرا مولى موسى بن نصير في خيل وأمره أن يحل لواء عبد الواحد [ 239 و ] وولى أمر أصحابه، وبلغ عبد الواحد فسار يريد القيروان، فلقيتهم خيل حنظلة، فقتل عبد الواحد وانهزمت البربر وقتل منهم مقتلة عظيمة ونادى منادي حنظلة بالأمان، ومضى عكاشة الفزاري منهزما، فأخذه قوم فشدوه وثاقا، وبعثوا بها إلى حنظلة وسألوه الأمان، فقتله حنظلة، و ولت الصفرية، وسكنت البلاد.
وفي سنة أربع وعشرين ومائة: ثارت البربر بالأندلس، وعكاشة بن أيوب الفزاري يقابس (1) بإفريقية على غير هوى يدعو إليه، وعامل إفريقية يومئذ عبد الرحمن بن عقبة الغفاري خليفة لكلثوم، فوجه مسلم بن سوادة الفهري فهزمهم عكاشة حتى دخل القيروان، ومضى عكاشة إلى مدينة قابس وبها عبد الأعلى بن عقبة وسعيد بن بجرة الغساني، فحاصرهم ونصب عليها المجانيق فلم يصل إليهما ومضى إلى قفصة (2) فحاصرها، وقدم على عبد الرحمن بن عقبة فل كلثوم، فنهض
بهم واستخلف على القيروان عبد الحميد بن ذؤيب السهمي، وأقبل عكاشة نحوه فالتقوا في صفر سنة أربع وعشرين ومائة، فانهزم عكاشة الغزاري فلحق بطبنة، ورجع عبد الرحمن إلى القيروان، وولى هشام بن عبد الملك حنظلة بن صفوان الكلبي فقدمها في النصف من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين ومائة.
وأقام الحج محمد بن هشام بن اسماعيل.
وفي سنة أربع وعشرين ومائة: مات محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان ومحمد بن
__________
(1) قابس: مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل بحر المغرب من أعمال افريقية وبها مرفأ للسفن من كل مكان بينها وبين البحر ثلاثة أميال.
مراصد الاطلاع.
(2) فقصة: بلدة صغيرة من طرف افريقية من ناحية المغرب من عمل الزاب - المصدر نفسه.
(*)(1/281)
علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بالشام، والقاسم بن أبي بزة بمكة، وأبو جمرة الضبعي بالبصرة، ومحمد بن عبد الرحمن من ولد سعد بن زرارة بالمدينة، وفي آخر ولاية هشام مات عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام.
سنة خمس وعشرين ومائة فيها مات هشام بن عبد الملك [ 240 ظ ] بن مروان رحمه الله بالرصافة (1).
حدثني الوليد بن هشام عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: مات هشام بن عبد الملك بالرصافة يوم الأربعاء لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وهو ابن ثلاث وخمسين، وصلى عليه الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
قال حاتم بن مسلم: توفي وهو ابن إحدى وستين.
كانت ولايته تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وأحد عشر يوما،
ثم بويع الوليد بن يزيد بن عبد الملك، أمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف.
تسمية عمال هشام بن عبد الملك مكة والمدينة.
والطائف: محمد بن هشام بن اسماعيل المخزومي سنة ست ومائة في جمادى الأولى، فلم يزل واليا على مكة حتى مات هشام.
المدينة: ولاها مع مكة محمد بن هشام بن اسماعيل، ثم عزله سنة أربع عشرة ومائة.
وولى خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم (2)، ثم عزله سنة
__________
(1) رصافة هشام: في غربي الرقة بناها هشام لما وقع الطاعون بالشام وكان يسكنها في السيف مراصد الاطلاع.
(2) في حاشية الاصل: (الذي ذكره الواقدي وأبو معشر وسعيد بن عفير وابن أبي خيثمة وغير واحد أن الذي ولي المدينة لهشام بن عبد الملك انما هو ابراهيم بن هشام بن اسماعيل أخو محمد ولم يزل واليا إلى سنة أربع عشرة وعزل بخالد بن عبد الملك والله أعلم).
(*)(1/282)
تسع عشرة ومائة وكتب إلى أبي بكربن محمد بن عمرو بن حزم فكان يصلي بالناس حتى قدم محمد بن هشام سنة تسع عشرة، فلم يزل واليا حتى مات هشام.
اليمن: ولاها هشام يوسف بن عمر الثقفي فقدمها لثلاث بقين من شهر رمضان سنة ست ومائة، فلم يزل واليا حتى كتب إليه في سنة عشرين ومائة بولايته على العراق فسار.
واستخلف ابنه الصلت بن يوسف.
ثم ولاها أخاه القاسم بن عمر، فلم يزل واليا حتى مات هشام.
البصرة: ولاها خالد بن عبد الله القسري عند ولايته العراق أبان بن ضبارة بن عفير بن سيف ذي يزن من أهل حمص.
والشرط: عقبة بن عبد الأعلى الكلاعي من أهل دمشق، ثم ولى الشرط
مالك بن المنذر بن الجارود العبدي، فقدمها في ذي القعدة [ 241 و ] سنة ست ومائة.
ثم عزل مالك وولى بلال بن أبي بردة سنة.
ثم ولى النضر بن عمرو المقرئئ الحميري من أهل دمشق الصلاة، ثم عزله سنة عشرين ومائة، وولى يوسف بن عمر الثقفي العراق فبعث الوازع بن عباد الكلبي فأخذ بلالا، ثم ولى يوسف كثير بن عبد الله السلمي.
ويكنى أبا العاج (1) ثم عزله سنة اثنتين وعشرين ومائة وولى القاسم بن محمد فلم يزل واليا حتى مات هشام.
الكوفة: ولاها خالد بن عبد الله عبد الملك بن جزء بن حدر جان الأزدي من أهل فلسطين، ثم عزله وولى اسماعيل بن أوسط (2) البجلي، ثم عزله وولى عبد الله بن عمرو البجلي ثم عزله وولى أخاه عاصم بن عمرو، ثم عزله وولى ضبيس بن عبد الله البجلي، ثم عزله.
وولى نوفا الأشعري، ثم عزله وولى زياد بن عبيد الله الحارثي.
ثم عزل خالدا سنة عشرين ومائة وولى يوسف بن عمر، فولى الحكم بن الصلت الثقفي، ثم عزله وولى يوسف بن محمد بن القاسم الثقفي، ثم عزله وولى محمد بن عبيد الله الثقفي، ثم عزله وولى زياد بن صخر اللخمي، ثم عزله.
وولى عبيد الله بن العباس الكندي،
__________
(1) في حاشية الاصل: (لقب بذلك لطول ثناياه).
(2) في حاشية الاصل: (هو أوسط بن عامر البجلي يروي عن أبي بكر رضي الله عنه وقيل أوسط بن عمرو وقيل ابن اسماعيل).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 441.
(*)(1/283)
ثم عزله.
وولى أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل الثقفي، فأقام (1) جمعة حتى هرب يوسف بن عمر.
خراسان: ولى خالد بن عبد الله أخاه أسد بن عبد الله خراسان، ثم عزله هشام سنة ثمان ومائة.
وولى أشرس بن عبد الله السلمي ثم عزله سنة ثلاث
عشرة ومائة.
وولى الجنيد بن عبد الرحمن من مرة غطفان، ثم عزله سنة خمس عشرة ومائة وولى عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، ثم جمعت لخالد بن عبد الله الثانية، فولى أخاه أسد بن عبد الله، فمات أسد سنة عشرين ومائة قبل عزل خالد قليلا، واستخلف جعفر بن حنظلة البهراني ثم ولى هشام نصر بن سيار الليثي حتى مات هشام.
سجستان: ولاها خالد بن عبد الله [ 242 ظ ] يزيد بن الغريف (2) الهمداني، ثم الأصفح الكندي أبو خالد بن الأصفح الكندي، ثم عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، فلم يزل واليا حتى عزل خالد.
وولي يوسف بن عمر العراق، فولاها محمد بن حجر بن قيس العبدي، ثم إبراهيم بن عاصم العقيلي فمات ابراهيم فولاها يوسف حرب بن قطن بن قبيصة بن مخارق الهلالي، فلم يزل واليا حتى مات هشام.
السند: أقر عليها خالد بن عبد الله الجنيد بن عبد الرحمن من مرة غطفان سنتين، ثم عزله.
وولى تميم بن زيد القيني، ثم عزله وولى الحكم بن عوانة، فقتلت الميذ (3) الحكم، واستخلف محمد بن عزار (4) الكلبي، فعزله يوسف
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ ثم عزله).
(2) في حاشية الاصل: (أبو الغريف عبيد الله بن خليفة).
انظر تاريخ اليعقوبي 2 / 319.
ط.
بيروت.
(3) في حاشية الاصل: (الميذجيل من الأجيال).
وفي اللسان الميذ: جيل من الهند بمنزلة الترك يغزون المسلمين في البحر وكذا جاء في القاموس.
(4) في حاشية الاصل: (قال الدار قطني..عذار وهو عنده..في آخره...بالسند).
(*)(1/284)
سنة اثنتين وعشرين ومائة وولى عمرو (1) بن محمد بن القاسم، فلم يزل واليا حتى مات هشام.
البحران: عمال خالد عليها محمد بن زياد بن جر بن عبد الله البجلي وهزان بن سعيد، ويحيى بن اسماعيل، ويحيى بن زياد بن الحارث الحارثي.
وعمال يوسف على البحرين: عبد الله بن شريك النميري، ومحمد بن حسان بن سعد الأسيدي، وغلب عليها المسيب بن فضالة نحوا من ثلاث سنين.
اليمامة: ولاها هشام المهاجر بن عبد الله من بني أبي بكر بن كلاب فمات المهاجر فولاها ابنه حتى قتل الوليد.
مصر: ولى هشام محمد بن عبد الملك بن مروان ثم ولاها عبيدة بن الحبحاب مولى بن سلول.
إفريقية: كان عليها بشر بن صفوان الكلبي، فخرج عنها وافدا إلى يزيد ابن عبد الملك، واستخلف يحيى بن ناعصة الكلبي، فرد هشام بشر بن صفوان إليها فقدمها سنة ست، فلم يزل واليا حتى مات سنة تسع ومائة، واستخلف نعاس بن قرط الكلبي فعزله هشام وولي عبيدة بن عبد الرحمن السلمي، فقدمها سنة عشر ومائة، ثم شخص عنها.
واستخلف عقبة بن عبد الله بن قدامة التجيبي، ثم جمعها لعبيدة بن الحبحاب مع مصر، فقدمها سنة عشر ومائة.
، ثم عزله سنة ثلاث وعشرين ومائة [ 243 و ] وولاها كلثوم بن عياض، ثم ولي حنظلة بن صفوان الكلبي فقدمها في النصف من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين فلم يزل بها إلى سنة تسع وعشرين.
الموسم: سنة خمس ومائة هشام بن اسماعيل المخزومي سنة ست هشام بن عبد الملك.
وسنة سبع وثمان وتسع وعشر وإحدى عشرة واثنتي عشرة
ابراهيم بن هشام بن اسماعيل.
ثلاث عشرة سليمان بن هشام بن عبد الملك.
أربع عشرة خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاصي.
خمس عشرة محمد بن هشام بن اسماعيل.
ست عشرة الوليد بن يزيد.
__________
(1) تقدم باسم عمر في حوادث سنة اثنتيم وعشرين ومائة.
(*)(1/285)
وحدثني الوليد بن هشام، وأبو اليقظان أن عيسى بن مقسم مولى الوليد بن يزيد أقام الحج سنة ست عشرة.
سنة سبع عشرة.
خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم.
ثمان عشرة محمد بن هشام بن عبد الملك.
تسع عشرة مسلمة بن هشام بن عبد الملك.
عشرين وإحدى وعشرين واثنتين وعشرين محمد بن هشام بن اسماعيل.
ثلاث وعشرين يزيد بن هشام بن عبد الملك.
أربع وعشرين محمد بن هشام بن اسماعيل.
الصائفة: ولاها مسلمة بن عبد الملك.
ثم ابنيه معاوية وسليمان ابني هشام وقد بينا ذلك في سني التاريخ.
أرمينية: مات يزيد وعليها الجراح بن عبد الله الحكمي، فأقره هشام ثم عزله سنة سبع عشرة.
وولى مسلمة بن عبد الملك، ثم عزله سنة تسع.
وولى الجراح الولاية الثانية، فقتل الجراح سنة اثنتي عشرة ومائة.
فولى سعيد بن عمرو الحرشي، ثم عزله سنة ثلاث عشرة.
وولى مسلمة بن عبد الملك، فقفل مسلمة واستخلف مروان بن محمد، فولاها مروان بن محمد في أول سنة أربع عشرة ومائة.
القضاء في ولاية هشام بن عبد الملك البصرة: ولى خالد بن عبد الله ثمامة بن أنس بن مالك قضاء البصرة، [ 244 ظ ] ثم عزله سنة تسع ومائة وجمع القضاء لبلال بن أبي بردة، فلم يزل
قاضيا حتى قدم يوسف بن عمر سنة عشرين ومائة.
فولى عبد الله بن بريدة الأسلمي (1)، فلم يلبث أن مات.
فاستقضى عامر بن عبيدة الباهلي، فلم يزل قاضيا حتى مات هشام والوليد، ووقعت الفتنة فاعتزل.
الكوفة: أقر خالد الحسين بن الحسن الكندي عليها ثم عزله، ثم سعيد بن أشوع الهمداني، ثم محارب بن دثار سنة ثلاث عشرة ومائة ثم الحكم بن عتيبة العجلي، ثم أعاد ابن أشوع فلم يزل قاضيا حتى مات، ثم ولى
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ السلمي).
وجاء أسلمي عند ابن سعد في طبقاته 7 / 221.
ط بيروت.
(*)(1/286)
عيسى بن المسيب البجلي، ثم قدم يوسف بن عمر فعزل عيسى بن المسيب وولى عبد الله بن شبرمة الضبي، ثم عزله وولاه بيت المال.
وولى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى حتى مات هشام والوليد.
المدينة: ولى هشام ابراهيم بن هشام بن اسماعيل المدينة فاستقضى محمد بن صفوان الجمحي، ثم استقضى الصلت بن زبيد بن الصلت ثم عزله ابراهيم بن هشام سنة أربع عشرة، وولى المدينة خالد بن عبد الملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاصي فاستقضى خالد أبا بكر بن عبد الرحمن بن حويطب من بني عامر بن لؤي، ثم عزله واستقضى محمد بن صفوان الجمحي، ثم عزل هشام خالدا سنة تسع عشرة ومائة.
وكتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فلم يزل قاضيا حتى مات.
شرط هشام: أقر كعب بن حامد العبسي ثلاث عشرة سنة، ثم ولاه أرمينية وولى الشرط يزيد بن يعلى بن ضخم العبسي.
كاتب الرسائل: سالم (1) مولى سعيد بن عبد الملك.
الخراج والجند: أسامة بن زيد، ثم عزله.
وولى عبيدة بن الحبحاب مولى بني سلول، ثم ولاه مصر وجعل مكانه سعيد بن عقبة مولى بني الحارث بن كعب.
الخاتم: الربيع بن شابور مولى بني الحريش.
الخزائن وبيوت الأموال: عبد الله بن عمرو بن الحارث.
الحرس: نصير مولاه، ثم عزله.
وولى الربيع [ 245 و ] بن زياد مع الخاتم.
الخاتم الصغير والخاصة: أصطخر أبو الزبير مولاه.
حاجبه: غالب بن مسعود مولاه.
__________
(1) في حاشية الاصل: (سالم هذا كنيته أبو العلاء وهو صاحب أجمة سالم وهو ممن كتب للخلفاء من الموالي - قاله الجاحظ وكان في الموالي).
(*)(1/287)
وفي سنة خمس وعشرين ومائة: كتب الوليد بن يزيد إلى يوسف بن عمر، فقدم عليه، فدفع إليه خالد بن عبد الله القسري ومحمدا وابراهيم ابني هشام بن اسماعيل المخزوميين، وأمره بقتلهم.
فحدثني اسماعيل بن ابراهيم الشعيراوي (1) العتكي قال: حدثني السري بن مسلم أبو بشر بن السري قال: رأيتهم حين قدم بهم يوسف بن عمر الحيرة وخالد في عباءة في شق محمل فعذبهم حتى قتلهم.
وفيها غزا الغمر بن يزيد بن عبد الملك الصائفة.
وأقام الحج يوسف بن عمر.
وفيها مات صالح بن نبهان مولى التوءمة بنت أمية بن خلف بالمدينة، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية بواسط، وبديل بن ميسرة العقيلي بالبصرة.
وآدم بن علي الشيباني بالكوفة، ومحمد بن عمرو بن عطاء
بالمدينة.
وفي ولاية يوسف بن عمر العراق: مات زبيد الأيامي، وسماك بن حرب الذهلي، وجبلة بن سحيم الشيباني، وأشعث بن أبي الشعثاء.
سنة ست وعشرين ومائة فيها قتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: قتل الوليد بالبخراء من تدمر على أميال يوم الخميس لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة وهو ابن خمس وثلاثين أو ست وثلاثين.
وحدثني يحيى بن محمد عن عبد العزيز بن أبي عمران قال: قتل وهو ابن خمس أو أربع وأربعين.
وقال حاتم بن مسلم: ابن خمس وأربعين وأشهر.
__________
(1) في حاشية الاصل: (الشعيراء هم بكر بن مر أخو تميم بن مر).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 206.
(*)(1/288)
ولد الوليد بدمشق سنة تسعين، ويقال: اثنتين وتسعين، كانت ولايته سنة وشهرين واثنين وعشرين يوما.
حدثني اسماعيل بن ابراهيم قال: حدثني عبد الله بن واقد الجرمي وكان شهد قتل الوليد قال: لما أجمعوا [ 246 ظ ] على قتل الوليد قلدوا أمرهم يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، وبايعه من أهل بيته عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، فخرج يزيد بن الوليد فأتى أخاه العباس ليلا فشاوره في قتل الوليد فنهاه عن ذلك، فأقبل يزيد ليلا حتى دخل دمشق في أربعين رجلا، وكسروا باب
المقصورة ودخلوا على واليها، فأوثقوه، وحمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار، وعقد لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، ونادى مناديه من انتدب إلى الوليد فله ألفان، فانتدب معه ألفا رجل، وضم مع عبد العزيز بن الحجاج يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم ومنصور بن جمهور، وبلغ الوليد بن يزيد فتوجه من البلقاء متوجها إلى حمص، وكتب إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك يأتيه في جند من أهل حمص وهو منها قريب، وخرج الوليد حتى انتهى إلى البخراء قصر في برية ورمل من تدمر على أميال وصبحت الخيل الوليد بالبخراء وقدم العباس بن الوليد بغير خيل، فحبسه عبد العزيز بن الحجاج خلفه، ونادى منادي عبد العزيز: من أتى العباس بن الوليد فهو آمن وهو بيننا وبينكم.
فظن الناس أن العباس مع عبد العزيز فتفرقوا عن الوليد، وهجم عليه الناس فكان أول من هجم عليه السري بن زياد بن أبي كبشة السكسكي (1) وعبد السلام اللخمي، فأهوى إليه السري بالسيف، وضربه عبد السلام على قرنه وقتل.
قال اسماعيل: وحدثني عبد الله بن واقد الجرمي قال: دخلوا على الوليد وقد ظاهر بين درعين وبيده السيف صلتا، فأحجموا عنه، فنادى مناديهم: اقتلوا اللوطي قتلة قوم لوط، فقتل.
__________
(2) في حاشية الاصل: (كذب هذا إذ لم يكن ليزيد بن أبي كبشة السكسي المشه بهجير الحجاج أخ يقال له: زياد فهو وهم).
انظر جمهرة أنساب العر لا حزم ص 432.
(*)(1/289)
قال اسماعيل: فحدثني عبد الله بن واقد قال: حدثني يزيد بن أبي فروة مولى بني أمية قال: لما أتي يزيد بن الوليد برأس الوليد بن يزيد قال: أنصبه للناس ؟ فقلت: لا تفعل إنما ينصب رأس الخارجي، فحلف لينصبنه ولا ينصبه
أحد غيري، فوضع على رمح ونصبه على درج مسجد دمشق ثم قال: اذهب فطف به في [ 247 و ] مدينة دمشق.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه قال: لما أحاطوا بالوليد أخذ المصحف وقال: أقتل كما قتل ابن عمي عثمان.
فحدثني اسماعيل بن ابراهيم قال: حدثني أبي ابراهيم بن اسحاق: أن يزيد بن الوليد قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أما بعد: أيها الناس إني والله ما خرجت أشرا، ولا بطرا، ولا حرصا على الدنيا، ولا رغبة في الملك، وما بي إطراء نفسي، ولا تزكية عملي، وإني لظلوم لنفسي إن لم يرحمني ربي، ولكني خرجت غضبا لله ودينه، وداعيا إلى كتابه وسنة نبيه حين درست معالم الهدى، وطفئ نور أهل التقوى، وظهر الجبار العنيد، المستحل الحرمة، والراكب البدعة، والمغير السنة، فلما رأيت ذلك أشفقت إذ غشيتكم ظلمة لا تقلع عنكم على كثرة من ذنوبكم، وقسوة من قلوبكم وأشفقت أن يدعو كثيرا من الناس إلى ما هو عليه، فيجيبه من أجابه منكم، فاستخرت الله في أمري، وسألته ألا يكلني إلى نفسي، ودعوت إلى ذلك من أجابني من أهلي وأهل ولايتي، وهو ابن عمي في نسبي وكفئي في حسبي، فأراح الله منه العباد، وطهر منه البلاد، ولاية من الله وعونا بلا حول منا ولا قوة، ولكن بحول الله وقوته وولايته وعونه.
أيها الناس: إن لكم عندي إن وليت أموركم ألا أضع لبنة على لبنة، ولا حجرا على حجر، ولا أنقل مالا من بلد إلى بلد حتى أسد ثغرة، وأقسم بين مسالحه ما يقوون به، فإن فضل فضل رددته إلى البلد الذي يليه وهو أحوج إليه حتى تستقيم المعيشة بين المسلمين وتكونوا فيه (1) سواء.
ولا أجمر بعوثكم فتفتتنوا ويفتتن أهاليكم، فإن أردتم بيعتي على الذي بذلت لكم فأنا لكم به، وإن حلت فلا بيعة
__________
(1) كتب فوق كلمة " فيه " " فيها ".
(*)(1/290)
لي عليكم، وإن رأيتم أحدا هو أقوى عليها مني فأردتم بيعته فأنا أول من بايع ودخل في طاعته، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم).
[ 248 ظ ] تسمية عمال الوليد بن يزيد المدينة: كتب الوليد إلى محمد بن هشام بن اسماعيل وهو وال على مكة لهشام بن عبد الملك، فقدم عليه واستخلف على المدينة محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، فعزله الوليد.
وجمعها ليوسف بن محمد بن يوسف مع مكة والطائف حتى قتل الوليد.
اليمن: الضحاك بن زمل (1) حتى قتل الوليد.
البصرة: كان القاسم بن محمد بن القاسم عليها حتى مات هشام، فأقره الوليد حتى قتل.
الكوفة: عبيد الله بن العباس الكندي، ثم عزله يوسف وولى أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل الثقفي، فأقام جمعة حتى هرب يوسف بعد قتل الوليد.
خراسان: أقر عليها نصر بن سيار الليثي حتى قتل الوليد.
سجستان: حرب بن قطن بن قبيصة الهلالي حتى قتل الوليد.
السند: عمرو بن محمد بن القاسم الثقفي حتى قتل الوليد.
البحران: محمد بن حسان بن سعيد الأسيدي حتى قتل الوليد، ويقال: قتل بشر بن سلام العبدي المسيب بن فضالة وبقي حتى قدم ابن هبيرة.
اليمامة: المهاجر بن عبد الله الكلابي حتى قتل الوليد.
إفريقية: مات هشام وعليها حنظلة بن صفوان (2)، فلم يزل واليا حتى قتل
الوليد، وخرج سنة تسع ومائة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (الضحاك بن زمل سكسكي من السكاسك بن أشرس بن كندي).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 429.
(2) في حاشية الاصل: (حنظلة هذا كلبي).
(*)(1/291)
عمان: ولاها يوسف بن عمر الفيض بن محمد بن كردم بن بيهس.
القضاء قضاء البصرة: عامر بن عبيدة حتى قتل الوليد ووقعت الفتنة فاعتزل.
الكوفة: ابن أبي ليلى حتى قتل الوليد.
المدينة: ولاها يوسف بن محمد بن يوسف سعد بن ابراهيم، ثم عزله.
وولى يحيى بن سعيد حتى قتل الوليد.
الموسم: يوسف بن محمد بن يوسف سنة خمس وعشرين ومائة.
الجزيرة وأرمينية وأذربيجان: مروان بن محمد بن مروان بن الحكم حتى قتل الوليد، فاستخلف مروان على أرمينية وأذربيجان عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي وانصرف إلى الشام.
الصائفة: الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان.
[ 249 و ] شرط الوليد: عبد الرحمن بن حنبل الكلبي، ثم عزله.
وولى عبد الله بن عامر الكلاعي.
كاتب الرسائل: سالم مولى سعيد بن عبد الملك، ثم كتب له ابنه عبد الله بن سالم.
الخراج والجند: عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف، ثم ولى الحجاج بن عمير.
الخاتم والخزائن وبيوت الاموال: عبد الرحمن بن حنبل الكلابي مع
الشرط.
الخاتم الصغير: رباح بن أبي عمارة.
حاجبه: عيسى بن مقسم.
الحرس: غيلان ختن أبي معن.
ولاية يوسف بن عمر العراق حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: جمع هشام بن عبد الملك بن مروان العراق ليوسف بن(1/292)
عمر الثقفي سنة عشرين و مائة، فكان على شرطه بالحيرة العباس بن سعد بن مرة من مرة غطفان، وجعل شرط البصرة والكوفة إلى عمالها يولون من شاؤوا.
وكاتب الخراج: قحذم بن سليمان مولى آل بكرة.
وعلى رسائل الخليفة: رشدين مولاه.
وعلى رسائل العمال: عقبة.
قتل يوسف سنة سبع وعشرين ومائة وهو ابن نيف وستين سنة.
وفي ولاية يوسف بن عمر: مات جبلة بن سحيم.
وفي هذه السنة وهي سنة ست وعشرين ومائة: مات عمرو بن دينار مولى آل باذان بمكة، وسعيد بن أبي سعيد المقبري بالمدينة، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر بالمدينة، وسليمان بن حبيب بالشام وكان قاضيا.
وفي ولاية الوليد بن يزيد: مات نبيه بن وهب، ومحمد بن قيس مولى أبي سفيان بن حرب.
والحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ.
وفيها بويع يزيد بن الوليد بن عبد الملك في أول رجب، وأمه بنت يزدجرد بن كسرى.
وفي هذه السنة: مات يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان الذي يقال
له: يزيد الناقص.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن ومغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: مات يزيد بن الوليد بن عبد الملك بدمشق لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة، وهو ابن خمس أو ست وثلاثين سنة، وصلى عليه أخوه إبراهيم بن [ 250 ظ ] الوليد بن عبد الملك.
قال حاتم بن مسلم: وهو ابن ست وأربعين.
وقال عبد العزيز: بويع وهو ابن تسع وثلاثين سنة ومات ولم يبلغ الأربعين، ولد يزيد بدمشق سنة ست وتسعين، وبايع أهل الشام إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ما خلا أهل حمص فإنهم أبوا أن يبايعوه.(1/293)
فحدثني العلاء بن برد بن سنان قال: حدثني أبي قال: حضرت يزيد بن الوليد حين حضرته الوفاة، فأتاه قطن فقال: أنا رسول من وراء بابك يسألونك بحق الله لما وليت أمرهم أخاك ابراهيم ؟، فقطب وقال بيده على جبهته: أنا أولي ابراهيم ؟ ثم قال لي: يا أبا العلاء إلى من ترى أن أعهد ؟ فقلت: أمر نهيتك عن الدخول في أوله فلا أشير عليك في آخره، قال: وأصابته إغماءة حتى ظننت أنه قد مات، ففعل ذلك غير مرة، قال: فقعد قطن فافتعل عهدا على لسان يزيد بن الوليد ودعا ناسا فأشهدهم عليه.
قال أبي: ولا والله ما عهد إليه يزيد شيئا ولا إلى أحد من الناس.
تسمية عمال يزيد بن الوليد ولي العراق: منصور بن جمهور الكلبي، ويقال: أ فتعل عهدا على لسانه،
ولي نحوا من أربعين يوما، وجعل على شرطه الحجاج بن أرطاة الفقيه.
مكة والمدينة والطائف: ولاها يزيد بن الوليد عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، ثم عزله.
وولاها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
البصرة: قتل الوليد وعليها محمد بن القاسم بن محمد، فهرب فاصطلح أهل البصرة على عبد الله بن عبد الله بن أمية يقال له: الأفوه، فصلى بها جمعة، ثم قدم جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي، ثم ولي عبد الله بن عمر بن عبد العزيز العراق، فكتب إلى عبد الله بن أبي عثمان فصلى بالناس حتى قدم ابن سهيل، ويقال: ولى عبد الله بن عمر بعد عبد الله بن أبي عثمان سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة المخزومي، فأخرجه أهل البصرة.
فولى عمرو بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان، وبعث الضحاك بن قيس الخارجي حين غلب عمارة.
الكوفة: ولاها منصور بن جمهور عبيد الله بن العباس، فعزله ابن عمر وولى أخاه [ 251 و ] عاصم بن عمر.(1/294)
سجستان: قتل الوليد وعليها حرب بن قطن، فولاها منصور بن جمهور محمد بن عزار (1) فعزله ابن عمر.
وولاها حرب بن قطن فأقام شهرا، ثم خرج عنها واستخلف سوار بن الأسعر المازني فلم ترض بكر بن وائل، وقاتلوا تميما، فبعث ابن عمر سعيد بن عمرو من آل سعيد بن العاص فلم ترض تميم وبكر.
خراسان: نصر بن سيار حتى انقضاء أمر بني أمية.
السند: لما عزل منصور بن جمهور عن العراق أتى السند فغلب عليها ونزل
العسكر وسماها المنصورية (2).
إفريقية: عبد الرحمن بن حبيب غلب عليها.
القضاء قضاء البصرة: اعتزل عامر بن عبيدة في الفتنة.
الكوفة: ابن أبي ليلى.
المدينة: ولاها عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان سعد بن ابراهيم، ثم عزل يزيد عبد العزيز بن عبد الله وولى عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، فعزل سعد بن ابراهيم و استقضى عثمان بن عمر التيمي.
شرط يزيد بن الوليد: بكير بن شماخ اللخمي حتى مات يزيد.
كاتب الرسائل: ليث بن أبي سليمان بن سعد.
الخراج والجند و الخاتم الصغير: النضر بن عمرو من أهل اليمن مع الحرس.
__________
(1) في الحاشية، (قد تقدم ما قال فيهه الدارقطني أنه عذار).
(2) في الحاشية، (المشهور والصواب المصورة وكذلك بعد هذا في باب عمال أبي العباس وفي باب عمال أبي جعفر).
وجاء في مراصد الاطلاع المنصورة: مدينة كبيرة بالسند كثيرة الخيرات ذات جامع كبير سوارية ساج يحيط بها خليج من نهر منران فهي شبهة الجزيرة.
وقيل: كان اسمها وهفافا فسميت المنصورة باسم عامل كان فيها لنبي أمي يقال له: منصور بن جمهور.
(*)(1/295)
خاتم الخلافة: عبد الرحمن بن حنبل الكلبي، ويقال: قطن مولاه.
وفي هذه السنة وهي سنة ست وعشرين ومائة أمر عمرو بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
فحدثنا أبو عبيدة قال: وجه يزيد بن الوليد عند ولايته عبد الله بن عمر بن عبد العزيز إلى العراق.
وفي هذه السنة وهي سنة ست وعشرين ومائة خرج سعيد بن بحدل من النمر بن قاسط بالجزيرة في شعبان سنة ست وعشرين ومائة، ثم قطع دجلة إلى قردا (1) ثم سار حتى نزل المرج من كور الموصل في أول يوم من شهر رمضان، فلقي أبا كرب رجلا من حمير قد كان خرج في ناس كثير وسمي أمير المؤمنين، فنظر في مخرجهما فوجدوا سعيدا خرج قبله، فعرف ذلك له أبو كرب وسلم الأمر إليه وأتى منزله [ 252 ظ ] وتفرق أصحابه، فاجتمع إلى سعيد نحو من خمس مائة رجل حتى نزل على مدينة الموصل أياما، فسألوه أن يرحل عنهم، وأعطوه الرضا فرحل عنهم وسار إلى شهرزور، فلقي شيبان بن عبد العزيز اليشكري وقد اجتمع إليه وسمي أمير المؤمنين فنظر في مخرجهما، فوجدوا سعيدا خرج قبله، فسلم شيبان وسار معه وقد كان شيبان قبل ذلك لقي رجلا من أهل الشام يقال له: نصير في خيل فقتله وانهزم أصحابه.
سنة سبع وعشرين ومائة فيها وقعت الفتنة قال اسماعيل بن ابراهيم: قتل الوليد بن يزيد ومروان بن محمد بن مروان بأرمينية واليا، فلما أتاه قتل الوليد دعا الناس إلى بيعة من رضية المسلمون فبايعوه، فلما أتاه وفاة يزيد بن الوليد دعا قيسا وربيعة ففرض لستة وعشرين ألفا من قيس وسبعة آلاف من ربيعة، فأعطاهم أعطياتهم، وولي على قيس اسحاق بن مسلم العقيلي، وعلى ربيعة المساور بن عقبة، ثم خرج يريد
__________
(1) في مراصد الاطلاع: قردى، في شرقي دجلة تقابل الجزيزة ينسب إليها ولاية كثير نحو مائتي قرية هي قردو أي جزيزة ابن عمر.
(*)(1/296)
الشام واستخلف على الجزيرة أخاه عبد العزيز بن محمد بن مروان، فلقيه وجوه قيس، الوثيق بن الهذيل بن زفر ويزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري، وأبو الورد ابن الهذيل بن زفر وعاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي في أربعة أو خمسة آلاف من قيس، فساروا معه حتى قدم حلب وبها بشر ومسرور ابنا الوليد بن عبد الملك أرسلهما ابراهيم بن الوليد حين بلغه مسير مروان، فصاف القوم، فخرج أبو الورد بن الهذيل بن زفر في ثلاث مائة وكبروا وحملوا على مروان حتى كانوا قريبا منه، ثم حولوا وجههم وقلبوا أترستهم (1) ولحقوا بمروان، وحمل مروان ومن معه فانهزم مسرور وبشر من غير قتال، فأخذهما مروان فحبسهما عنده وأسر ناسا كثيرا من أصحابهما فأعتقهم مروان، ثم سار مروان حتى أتى حمص فدعاهم إلى المسير معه والبيعة لوليي العهد الحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد [ 253 و ] وهما محبوسان عند ابراهيم بن الوليد بدمشق.
فبايعوه وخرجوا معه حتى أتى معسكر سليمان بن هشام بن عبد الملك بعد قتال شديد، وحوى مروان عسكره.
وبلغ عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ما لقي سليمان وهو معسكر في ناحية أخرى فأقبل إلى دمشق، فأخرج ابراهيم بن الوليد من دمشق ونزل باب الجابية وتهيأ للقتال ومعه الأموال على العجل ودعا الناس فخذلوه، وأقبل عبد العزيز بن الحجاج وسليمان بن الوليد، فدخلا مدينة دمشق يريدان قتل الحكم وعثمان ابني الوليد وهما في السجن، وجاء يزيد بن خالد بن عبد الله القسري فدخل السجن فقتل يوسف بن عمر الثقفي والحكم وعثمان ابني الوليد بن يزيد وهما الحملان.
قال اسماعيل: فحدثني عبد الله بن واقد الجرمي أن يزيد بن خالد قتلهما، ويقال: ولي قتلهما مولى لخالد بن عبد الله يقال له: أبو الأسد شدخهما بالعمد، وأتاهم رسول ابراهيم فتوجه عبد العزيز بن الحجاج إلى داره ليخرج عياله، فثار
به أهل دمشق فقتلوه واحتزوا رأسه، فأتوا به أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، وكان محبوسا مع يوسف بن عمر وأصحابه، فأخرجوه فوضعوه على المنبر في قيوده ورأس عبد العزيز بين يديه وحلوا قيوده وهو على المنبر، فخطبهم وبايع لمروان، وشتم يزيد وابراهيم ابني الوليد وأشياعهم، وأمر بجسد عبد العزيز فصلب على باب
__________
(1) في حاشية الاصل.
(كلام العرب ترستهم).
(*)(1/297)
الجابية منكوسا، وبعث برأسه إلى مروان بن محمد، وبلغ ابراهيم فخرج هاربا، واستأمن أبو محمد لأهل دمشق فأمنهم مروان ورضي عنهم، ثم أتى مروان يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية.
وأبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية ومحمد بن عبد الملك بن مروان وأبو بكر بن عبد الله بن يزيد، فأذن لهم، وكان أول من تكلم أبو محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، فسلم عليه بالخلافة وعزاه على الوليد وابنيه الحكم وعثمان ابني الوليد، فقال: وأصيب الغلامان إنا لله إن كانا الحملين اللذين يؤكلان ويوضعان.
ثم بايعوه.
ثم أتى دمشق فأمر بيزيد بن الوليد فنبش وصلب، وأتته بيعة أهل الشام.
وفيها أتى ابراهيم بن الوليد [ 254 ظ ] مروان بن محمد بالجزيرة، فخلع نفسه وبايعه، فقبل منه وأمنه، وسار ابراهيم فنزل الرقة على شاطئ الفرات، ثم أتاه كتاب سليمان بن هشام يستأمنه، فأمنه فأتاه فبايعه، واستقامت لمروان بن محمد، و كانت ولاية ابراهيم بن الوليد المخلوع أشهرا.
قال أبو الحسن: شهرين ونصفا.
وفيها قتل يزيد بن خالد بن عبد الله القسري بالغوطة، قتله رجل من بني تميم يقال له: صعصعة.
وفيها قتل زامل بن عمرو بأمر مروان: الوليد وخالدا ابني يزيد بن الوليد بن عبد الملك.
وفيها خلع ثابت بن نعيم وقال: أنا الأصفر القحطاني.
وفيها خلع أهل حمص ودمشق
مروان، فسار مروان حتى أتى حمص فظهر عليهم، فقتل رؤساء من رؤسائهم، وأمر بهدم ناحية من مدينتهم ونادى في الناس بالأمان، ثم وجه الوليد بن معاوية بن مروان إلى ثابت بن نعيم وهو بالطبرية، فحاصر أهلها وانهزم ثابت وقتل من أصحابه مقتلة عظيمة، وهرب ثابت فأتى فلسطين مستخفيا، وأتبعه مروان عمرو بن الوضاح وأبا الورد، فعلم بمكانه فأخذ، به إلى مروان بدمشق فقطع يديه ورجليه.
وفيها وهي سنة سبع وعشرين ومائة: بايع أهل الكوفة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ومعه أخواه الحسن ويزيد ابنا معاوية.
فحدثني اسماعيل بن ابراهيم قال: قدم عبد الله بن معاوية عبد الله بن جعفر وأخواه الحسن ويزيد ابنا معاوية على عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الكوفة(1/298)
في ولاية يزيد بن الوليد فأكرمهم وحملهم وأجرى عليهم كل يوم ثلاث مائة درهم، فلما مات يزيد وبايع ابراهيم بن الوليد مروان ثار ناس من الشيعة فدعوا إلى بيعة ابن معاوية، وكان الذي فعل ذلك هلال بن الورد مولى بني عجل، وأتواه به وأدخلوه القصر وبايعه أهل الكوفة واسماعيل بن عبد الله ومن كان من أهل الشام بالكوفة ودخل فأقام أياما يبايعه الناس، وأتته بيعته من المدائن ومن كل وجه، وخرج يوم الأربعاء يريد ابن عمر، فلم يكن بينهم قتال، ثم أصبح الناس غادين إلى القتال، فقتل مكبر بن الحواري في ناس كثير من أهل اليمن مع ابن معاوية وانهزم فدخل القصر، وبقيت الزيدية فقاتلوا قتالا شديدا [ 255 و ] وألزموا أفواه السكك حتى أخذ لعبد الله بن معاوية وأخويه أن يأخذوا حيث شاؤوا من البلاد ولا يتبعوا، وأرسل ابن عمر إلى عمر بن الغضبان بن القنعثراء يأمره بنزول القصر وإخراج ابن معاوية، فأرسل إليه عمر بن الغضبان فرحله ومن معه من
شيعته ومن تبعه من أهل المدائن وأهل السواد وأهل الكوفة.
فسارت بهم رسل عمر حتى أخرجوهم من الجسر، ونزل عمر القصر، ثم بعث ابن عمر اسماعيل بن عبد الله أميرا.
وفي هذه السنة وهي سنة سبع وعشرين ومائة مات سعيد بن بحدل الخارجي.
فحدثني اسماعيل بن ابراهيم أن سعيد بن بحدل لما حضرته الوفاة بشهرزور اجتمع إليه قواده، فدعاهم أن يستخلف عليهم رجلا منهم فجعلوا ذلك إليه، فقال لنا: اختاروا منكم عشرة فأخرج منهم عشرة، ثم صيرهم إلى أربعة ثم قال للأربعة: اختاروا فاختاروا الضحاك بن قيس المحلمي وشيبان بن عبد العزيز اليشكري، فقال لهما سعيد: اختارا للمسلمين ولأنفسكما، فقال شيبان: فإني أختار لنفسي وللعامة الضحاك.
وقال الضحاك: أختار لنفسي وللعامة شيبان.
فأبى شيبان إلا الضحاك ورضي بذلك أصحابهما، فبايعوا الضحاك فقال الضحاك بيتا: لأوردن رجالا إن ملكتهم * * طعنا يثج كأفواه المثاعيب(1/299)
قال اسماعيل بن ابراهيم: حدثني الوليد بن سعيد الشيباني: أن سعيد بن بحدل جعلها شورى بين ستة منهم: الضحاك، والخيبري وشيبان، وعبيدة بن سوار التغلبي، وكان غائبا بأذربيجان، فبايعوا الضحاك، ثم قدم عبيدة فأبى أن يرضى بالضحاك، فقالوا له: لتدخلن فيما دخلنا فيه أو لنشعرنك برماحنا فبايعه.
ثم وجه الضحاك حبناء بن عصمة الشيباني في خيل إلى تكريت (1) فغلب عليها فبعث بمالها إلى الضحاك، ووجه أبا الريش خالد بن الريش إلى حولان (2) وأرضها فلقي جميع بن مقرن الكلبي وحريث بن أبي الجهم، فقتل جميع وانهزم حريث
فأتى المدائن، ووجه [ 256 ظ ] عبد الله بن عمر الأصبغ بن ذؤالة فنزل المدائن، فأقبل أبو الريش وعبثل وحبناء بن عصمة فالتقوا جميعا بالمدائن، فقطع الأصبغ بن ذؤالة الجسر، وانصرف إلى الكوفة، وأقبل الضحاك بن قيس يريد الكوفة، فنزل دير الثعالب (3) في ثلاثة آلاف، والمكثر يقول: في أربعة آلاف، وبعث عبد الله بن عمر عبيد الله بن العباس الكندي في عشرة آلاف، فتوافوا وبينهم الفرات، فقال مسكين: يا عبيد الله اختر إن شئت أن تعبر إلينا ولك الذمة ألا نحركك حتى تقطع جميع من معك، وإما أن تعطينا مثل ذلك فنعبر إليكم، فأبى ذلك عبيد الله وانصرف إلى الكوفة، وعبر مسكين الفرات، وأقبل الضحاك فنزل بشاطئ الفرات، وضرب الناس معابر فعبروا، وسار مسكين فوجد ابن عمر وأهل الشام وأهل الكوفة على أفواه السكك وقد خندقوا، وذلك يوم الأربعاء لليال خلون من شعبان سنة سبع وعشرين ومائة، فانقحم أصحاب مسكين الخنادق، فأصيب منهم سبعة عشر انسانا من رجل وامرأة وبلغ ذلك الضحاك، فبعث حبناء بن عصمة في ناس، وعزم عليهم ألا يقاتلوا تلك اللية.
وأقبل الضحاك فيمن معه، فحمل عليهم حتى إذا كان حيث تناله النشاب أنزل من كل كردوس عصابة نشطوا *
__________
(1) تكريت: بلد مشهور بين بغداد والموصل وبينها وبين بغداد ثلاثون فرسخا في غربي دجلة ولها قعلة حصينة أحد جوابنها إلى دجلة - مراصد الطلاع.
(2) في حاشية الاصل: (أراه حولايا).
وفي مراصد الاطلاع حولان.
من قرى اليمن.
وحولايا قرية كانت بالنهروان خرجت بخرابه.
(3) دير الثعالب: دير مشهور قرب قرب بغداد وبينها ميلان أو أقل مراصد الاطلاع.
(*)(1/300)
للقتال، فلم يلبث أهل الشام أن انهزموا وعبروا الخنادق فدخلوا الكوفة، ثم رجعوا من ساعتهم، وذلك يوم الخميس فرجعوا إلى مواقفهم وحمل بعضهم عليهم، فقتل
عاصم بن عمر بن عبد العزيز وجعفر بن العباس وانهزم أهل الشام، ثم غدا ابن عمر يوم الجمعة، وحضض الناس، ووجه الأصبغ بن ذؤالة في عشرة آلاف، فأخذ المحجة كأنه يريد الشام، والضحاك ومن معه وقوف، وهو يريد أن يخالفهم إلى عسكرهم، وقد كان بلغهم فخلفوا شيبان في العسكر، فانطلق الأصبغ ومن معه حتى إذا كانوا بازاء الضحاك حمل الضحاك على ابن عمر وعليهم فلم يلو أحد منهم على صاحبه،، فلما جنهم الليل خرج أهل أهل الشام من الكوفة متوجهين في كل وجه، فلم [ 257 و ] يبق فيها منهم أحد فأصبح ابن عمر فخرج متوجها إلى واسط، فنادى منادي الضحاك ألا تتبعوا موليا ولا تجرحوا أحدا وقد أجلناكم يا أهل الشام ثلاثا، فمن دخل فيما دخلنا فيه فله ما لنا، ومن أحب أن يتوجه حيث شاء من الأرض فليتوجه آمنا، فمن أتاهم ألحقوه بهم، ومن شخص لم يعرضوا له، وبعث حبناء بن عصمة إلى قصر الكوفة، فباع الفئ وأصاب خزائن كثيرة وسلاحا وأموالا.
فلما كان أول يوم من شهر رمضان سار الضحاك إلى واسط، فاستخلف على الكوفة ملحان، وسار الضحاك حتى نزل على ابن عمر بواسط فقاتله، وفارس أهل الشام والقائم بتلك الحرب منصور بن جمهور، فقتل جحشنة ابن أخي منصور في تلك الحرب، وحمل منصور على عكرمة فقتله.
قال اسماعيل بن اسحاق: وحدثني الوليد بن سعيد قال: خرج منصور يوما فحمل على عبد الملك بن علقمة، فطعنه فأنفذ الرمح من ظهره، فتقوضت صفوف الضحاك وانصرفوا جزعا عليه.
يقال: كان القتال ستة أشهر ويقال: سنة حتى صالحه ابن عمر، فأرسل ابن عمر إلى الضحاك على أن يعطيه الرضى ويقره على عمله.
قال اسماعيل: فحدثني عون بن يزيد الباهلي قال: إني بواسط إذ رأيت عبد الله بن عمر أتى الضحاك فأعطاه الرضى، وفي ذلك يقول شبيل بن عزرة
الضبعي: أ لم تر أن الله أظهر دينه * * وصلت قريش خلف بكر بن وائل(1/301)
وأقام الحج سنة سبع وعشرين ومائة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان.
وفي سنة سبع وعشرين ومائة مات أبو اسحاق الهمداني يقال: يوم دخل الضحاك بن قيس الكوفة، وأبو حصين، وسعيد بن مسروق الثوري وجابر بن يزيد الجعفي.
قال أبو نعيم: سنة ثمان وعشرين ومائة، وعاصم بن بهدلة مولى بني أسد، واسماعيل بن عبد الرحمن السدي، وجامع بن شداد [ 258 ظ ]، كلهم بالكوفة، ومحمد بن واسع الأزدي بالبصرة، ويزيد بن أبي حبيب بمصر، ووهب بن كيسان مولى آل الزبير.
سنة ثمان وعشرين ومائة فيها سار الضحاك بن قيس حتى أتى الموصل، فخرج إليه عاملها، فقتله الضحاك واستولى على المدينة، فبلغ مروان فكتب إلى ابنه عبد الله بن مروان وهو يومئذ على الجزيرة يأمره أن ينزل نصيبين.
وسار إليه الضحاك فحاصره نحوا من شهرين بنصيبين فلم يظفر منه بشئ، وبث الخيول في الغارة على أرض الجزيرة حتى بلغت خيله الرقة.
واجتمعت إلى الضحاك ملوك أهل الشام ممن هرب من مروان من قريش وغيرهم.
وسار مروان يريد نصيبين، فرحل من عين الوردة (1) فنزل الأكدر ثم رحل من الأكدر يوم الإثنين زحفا على تعبئة ورجالته تمشي وخيوله مجففات وهو في القلب، فاستقبله الضحاك على قريب من فرسخين من عسكر الضحاك قريبا من صلاة الظهر.
قال اسماعيل: فحدثني السري بن مسلم، والوليد بن سعيد: أن العسكرين
لما تقاربا قام إلى الضحاك أشراف من معه من أهل الشام فقالوا له: إنه والله ما اجتمع إلى داع دعا إلى هذا الرأي منذ كان الإسلام ما اجتمع معك فتأخر وقدم من خيلك ورجالتك وفرسانك من يلقى هذا الطاغية، فقال: إني والله ما لي في دنياكم هذه حاجة، وإنما أردت هذا الطاغية وقد جعلت لله علي إن رأيته أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيني وبينهم، وعلي دين سبعة دراهم في كمي منها ثلاثة
__________
(1) عين الورة: هو المكان المعروف الان برأس عين في الجزيرة.
(*)(1/302)
دراهم.
ثم أقبل مروان فالتقوا فاقتتلوا حتى غابت الشمس، وقتل الضحاك في المعركة ولا يعلم به، وحجز بينهم الليل، ورجع الفريقان إلى معسكرهم، وقتل منهم نحو من ستة آلاف، وأكثر القتلى من أصحاب الضحاك، وقتل من الشراة نحو من ثماني مائة امرأة، وأمر مروان حين أصبح وفنصب راية أمان ودعا إليها، وخرج الخيبري ودعا في شراته: من أراد الجنة والموت فلينتدب معي.
، فانتدب معه ثلاث مائة [ 259 و ] وخمسون فارسا، فحملوا على مروان في القلب، فانكشف وأعرى القلب، وشد رجل من الخوارج على مروان فضربه بالسيف على عاتقه، فقطع الحمائل وسقط الجفن، وضربه مروان فأصاب يده وولى هاربا.
قال اسماعيل: حدثني السري وكان شهد ذلك اليوم قال: هاجت يومئذ ضبابة فما كان الرجل يبصر عرف فرسه ولا سوطه، ومضى فل مروان في كل وجه.
وبقي ابنه عبد الله بن مروان في الميمنة واسحاق بن مسلم في الميسرة على حالهما لا يعلمان حال مروان، وجاء الخيبري فدخل عسكر مروان، فقطع أطناب رواقه، وقعد على سريره، وتفرق أصحابه حول الحجرة في النهب والقتل وشعارهم يا خيبري، ولا يعلم سائر أصحاب الخيبري بالأمر للنقع والضباب، ولا يرون الخيبري إلا وقد قتل، فلما
رأى من في عسكر مروان قلتهم ثار مولى لمحمد بن مروان، وكان في حرسه رجل يقال له: سليمان بن مسروح من البرابرة، فنادى في العبيد من اتبعني فهو حر، فاجتمع إليه من العبيد وغيرهم نحو من ثلاثة آلاف رجل أو أربعة آلاف رجل، فقتل الخيبري.
وانجلت الضبابة عن مجنبتي مروان عبد الله بن مروان واسحاق بن مسلم، فرأوا أعلام الشراة في موضع مروان فقالوا: قد قتل الخيبري واحتمله أصحابه فدفنوه فلم يقدروا على رأسه ولا جسده، وخرج مولى لمروان يقال له: غزوان يركض على فرسه حتى أتى مروان، فأخبره الخبر، فرجع مروان إلى عسكره، وتابعت الشراة مكانهم فارتحل شيبان راجعا حتى نزل الزابين من أرض الموصل، فخندق على نفسه، وأتاه مروان فقاتلهم عشرة أشهر كل يوم راية مروان مهزومة، ثم رفض شيبان الخنادق، وخرج إلى شهرزور، ثم انحدر على ماه، ثم على الصيمرة،(1/303)
ثم أتى كرمان، ثم أتى جزيرة بركاوان (1)، ثم أتى عمان فقاتلوه فقتل بها.
قال اسماعيل: فحدثني عاصم بن الحدثان قال: حدثني حبيب بن جدرة الهلالي قال: ما رأيت امرأة أشد كمدا من امرأة من بني شيبان [ 260 و ] قتل أبوها وأخوها وزوجها وأمها وعمتها وخالتها مع الضحاك، فما رقأت لها عين ولا رأيتها ضاحكة ولا مبتسمة فقالت: من لقلب شفة الحزن * * أو لنفس ما لها سكن ظعن الأبرار فارتحلوا * * خيرهم من معشر ظعنوا معشر قضوا نحوبهم * * كل ما قد قدموا حسن صبروا عند السيو ف فلم * * ينكلوا عنها ولا جبنوا فتية باعوا نفوسهم * * لا ورب البيت ما غبنوا تبعوامرضاة ربهم * * حين مات الدين والسنن
فأصاب القوم ما طلبوا * * منة ما قبلها (2) منن في هذه السنة وهي سنة ثمان وعشرين ومائة خرج بسطام بن ليث الثعلبي أحد بني زيد (3) بأذربيجان وهو يرى رأي البيهسية، فقتل عاملا لمروان، ثم قدم بلد (4) في نيف وأربعين رجلا، فسار إليه يحيى بن أبي الحر في أهل الموصل
__________
(1) في حاشية الاصل: (في خطبة قتيبة بن مسلم حين خلع: جمعتكم من منابت الشيح القيصوم ومنابت القلقل وجزيرة بركاوان).
القلقل: نبت له حب أسود حسن الشم وهو غير الفلفل.
وجزيرة أبركاوان: جزيرة عظيمة في الخليج العربي بين عمان والبحرين.
انظر البيان والتبيين للجاحظ 2 / 153.
ط السندوبي.
(2) في / حاشية الأصل: (خ بعدها).
(3) في حاشية الاصل: (زيد الله...من تغلب عنه...وفيهم يقول الشاعر.
سيسعى بزيد الله واف بذمة * إذا غاب عنهم حرزم وأبان وقال فيهم الاخطل.
أعضاد زيد الله عنق الجمل * قبح ذاك جملا وما حمل (4) في حاشية الاصل: (بلد اسم علم لبلاد بالجزيرة وإليه نسب الخباز البلدي الشاعر).
وهي فوق الموصل على دجلة بينهما سبعة فراسخ وربما قيل بلط بالطاء - مراصد الاطلاع.
(*)(1/304)
فهزمهم، ثم أتى قردا، فمرت به عصابة من أهل الشام أكثر من ألف فبيتهم فأصاب منهم، ثم انصرف إلى نصيبين، فقتل بها رجلا من الشيبانية يقال له: طارق الأحدب ثم أتى أرمينية وأذربيجان، فوجه إلى عاصم بن زيد أخاه عبد الملك في ستة آلاف، وهو في نحو من مائتي رجل، فقتل عبد الملك ورؤوس من معه، ثم سار إلى شهرزور وبها جدار بن قيس الشيباني عامل لمروان، فتحصن
منه، ثم سار متوجها إلى العراق فلقي عزيز بن أبي المتوكل في نحو من ألفين فهزمهم.
فبلغ الضحاك خبره، فبعث إليه شجرة بن زهير الشيباني والخيبري فلقيه الخيبري فبيته، فقتل بسطام وعامة أصحابه، ثم أصبح يتبع من بقي منهم في الكروم والبساتين، وباع الفئ، ثم انصرف، وبلغ شجرة فانصرف.
وفي سنة ثمان وعشرين بالمائة: [ 261 و ] مات بكير بن عبد الله بن الأشج، وأبو عمران الجوني، وسعد بن ابراهيم.
وأقام الحج عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
ولاية عبد الله بن عمر بن عبد العزيز العراق حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: ولي عبد الله بن عمر بن عبد العزيز العراق سنة ست وعشرين ومائة، ولاه يزيد بن الوليد، فكان على شرطه: الحجاج بن أرطاة الفقيه، ثم توجه إلى واسط.
فولى شرطه رجلا من كلب فلم يزل على شرطة ولايته كلها، وجعل شرط البصرة والكوفة إلى عمالها.
كاتب الخراج: روزبهان.
وكاتب الرسائل: الحكم بن النعمان مولى لهم.
عزل ابن عمر وهو ابن أقل من أربعين سنة.(1/305)
وفي هذه السنة وهي سنة ثمان وعشرين ومائة: وجه مروان يزيد بن عمر بن هبيرة واليا على العراق، وذلك قبل قتل الضحاك، فسار حتى نزل هيت (1)، وبلغ الخبر المثنى بن عمران العائزي من قريش وهو عامل الضحاك على الكوفة، فوجه إليه منصور بن جمهور فيمن كان معه من الخوارج، فنزل منصور الأنبار، وسار ابن
هبيرة فترك طريق الأنبار حتى خرج على عين التمر، ورجع منصور بن جمهور والتقوا بغمر (2) فاقتتلوا، فهزم منصور وأصحابه حتى أتوا الكوفة، وأقبل ابن هبيرة حتى أتى الروحا (3)، فخرج إليه المثنى بن عمران فهزمهم ابن هبيرة وقتل منهم قتلى كثيرا، وخرجوا من ليلتهم من الكوفة، ونزل ابن هبيرة النخيلة، فسار إليه عبيدة بن سوار التغلبي وعلى مقدمته المنتوف بن سوار، فهزمه حتى انتهى إلى الصراة وقطع الجسر وعبيدة من وراء الصراة، وأقبل مطاعن بن مطاعن من كسكر فيمن معه من الشراة حتى نزل السيب (4)، فسرح إليه ابن هبيرة رجلا يقال له: عطية التغلبي، فقتل مطاعن على السيب، وأقام عسكره على حاله عليهم رجل يقال له: شيبان، [ 262 ظ ] وأقبل عبيدة بن سوار سوار فسار إلى عسكر شيبان، وأقبل ابن هبيرة فالتقوا فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل عبيدة ومن ثبت معه من الشراة، ومضى منصور بن جمهور حتى أتى حلوان (5) فأقام بها.
ثم لم يزل ينتقل من موضع
__________
(1) في مراصد الاطلاع، هيت: بلدة على الفرات فوق الانبار ذات نخل كثير وخيرات واسعة على جهة البرية في غربي الفرات.
(2) في حاشية الاصل: (ابن دريد غمر: امس موضع) وفي مراصد الاطلاع غمر: قرى من تحت هيت في البر بقرب الفرات.
(3) في مراصد الاطلاع، الروحا: قرية من قرى الرحبة.
وضبتها ياقوت في كتابه المشترك وضعا والمفترق صقعا (الروحاء) آخرها همزة بينما قال البغدادي في مراصد الاصلاع الروحا بالقصر.
(4) في مراصد الاطلاع، النخلية: موضع قرب الكوفة على سمت الشام، والصراة: نهر يستمد من الفرات في سواد الكوفة وكسكر: كورة واسعة قصبتها واسط.
والسيب: كورة من سواد الكوفة.
(5) حلوان العراق: هي آخر حدود السواد مما يلي الجبال كانت مدينة عامرة لم يكن
بالعراق بعد البصرة والكوفة وواسط أكبر منها.
أكثر ثمارها التين وهي بقرب الجبل وليس للعراق بقرب الجبل غيرها وحواليها عيوم كبريتية ينتفع بها من عدة أدواء - مراصد الاطلاع.
(*)(1/306)
إلى موضع حتى أتى السند، ومضى أبو طالوت الخصي حتى أتى البصرة فأقام بها أياما ثم لحق بشيبان بن عبد العزيز اليشكري.
وفي هذه السنة وهي سنة ثمان وعشرين ومائة: لجأ الحارث بن سريج إلى الكرماني (1) وإلى الأزد وقال: تعالوا نقاتل هذا الباغي، يعني نصر بن سيار، فقاتلوا نصرا فهزموه، فلما جن نصرا الليل خرج متوجها إلى أبرشهر، فطمع الحارث أن تجتمع عليه تميم وشامهم فقالوا: نحن معك، فمال.
إليهم فاجتمعت مضر مع الحارث وبايعوه، واجتمعت اليمن وربيعة مع الكرماني فاقتتلوا، فقتل الحارث لا يدرى من قتله.
وهزمت تميم، وغلب الكرماني على مرو وكتب العهود، وفي ذلك يقول نصر بن سيار في قتل الحارث بن شريح (2): يا مدخل الذل على قومه * * بعدا وسحقا من هالك ما كانت الأزد وأشياعها * * تطمع في عمرو ولا مالك (3) وأقام الحج عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز.
سنة تسع وعشرين ومائة قال اسماعيل بن اسحاق: لما قتل ابن هبيرة عبيدة بن سوار أصحابه سار إلى واسط، فوثب من كان في المدينة، فسدوا باب القصر على ابن عمر باللبن حتى أتاه ابن هبيرة، فقدم إليه بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان، چفتناول سيفه وأمره بالدخول إلى بيت من بيوت القصر، وكره ابن هبيرة أن يلي ذلك منه، وكتب إلى
__________
(1) الكرماني: هو جديع بن علي بن شبيب من دوس بن عدنان، أثار العصبية بخراسان وقد قتله نصر بن سيار وقام بعده أولاده حتى قتلهم أبو مسلم الخراساني واستأصل آل
الكرماني كلهم.
أنظر جمهرة أنساب العرب ص 380.
(2) في حاشية الاصل: (وقال الدارقطني عنه الحارث بن سريج بالجيم والسين غير معجمة).
وانظر ما سبق في حوادث سنة خمس عشرة ومائة.
(3) في حاشية الاصل: (عمرن ومالك من تميم).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 207 - 222.
(*)(1/307)
مروان بذلك، فكتب إليه مروان يأمره بقتله غيلة، فكره ابن هبيرة ذلك منه، وكتب إليه مروان أن يرسل إليه، فأرسل به إلى مروان فحبسه بحران (1) مع ابراهيم بن محمد بن علي.
[ 263 و ] وفي هذه السنة وهي سنة تسع وعشرين ومائة خرج عبد الله ابن يحيى الأعور الكندي الذي يسمى طالب الحق بحضرموت وعليها ابراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي، فأخرج ابراهيم منها من غير قتال، واجتمعت الأباضية إليه فبايعوه وعامة أصحابه أهل البصرة، ثم خرج إلى صنعاء وعليها القاسم بن عمر الثقفي وهو في ألفي رجل من الشراة، وخرج القاسم بن عمر وهو في نحو من ثلاثين ألفا، فالتقوا بالجانح قرية من قرى أبين (2)، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم القاسم وأكثر القتلى في أصحابه حتى أتى صنعاء، وسار عبد الله بن يحيى وقد خندق القاسم خنادق، فبيته في وجه الصبح فهرب القاسم وقتل الصلت بن يوسف بن عمر في المعركة، وقتل ناس كثر، ود خل صنعاء فأخذ الخزائن والأموال فقوي بها، فأقام أشهرا، ثم وجه إلى مكة رجلا من أهل البصرة من الأزد يقال له: بلج بن المثنى، ثم وجه أبا حمزة (3) المختار بن عوف الأزدي في عشرة آلاف، وأمره أن يقيم بمكة.
فزعم اسماعيل بن اسماعيل: أن بلجا قدم في الموسم، فلم يشعر الناس وهم
بعرفات حتى أطلعت عليها الخيل من الجبل من طريق الطائف، فاجتمع الناس إلى عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان وهو والي مكة والمدينة، فكره عبد الواحد قتالهم فمشى عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بينهم حتى أخذ عليهم ولهم ألا يحدثوا حدثا حتى ينقضي أمر الموسم ففعلوا، فوقف عبد
__________
(1) في مراصد الاطلاع، حران: مدينة قديمة قصبة ديار مضر بينها بين الرها يوم وبين الرقة يومان.
(2) في المسالك والممالك لاين خرداذبة ص 139 ص 139 ابين: مخلاف في اليمن فيه عدن.
(3) في حاشية الاصل: (هو سلمي بن سليمة الازد).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 370.
(*)(1/308)
الواحد بالناس، ووقف بلج في أصحابه بعرفات وبجمع، وأقاموا أيام منى، فلما كان يوم النفر نفر عبد الواحد فأتى مكة ثم أتى أبو حمزة مكة، فخطبهم على المنبر فقال: يا أهل مكة تعيروني بأصحابي تزعمون أنهم شباب.
خطبة أبي حمزة: (يا أهل مكة تعيروني بأصحابي تزعمون أنهم شباب ؟ وهل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا شبابا ؟ أما إني عالم بتتابعكم فيما يضركم في معادكم، ولو لا اشتغالي بغيركم ما تركت الأخذ فوق أيديكم [ 264 ظ ] نعم شباب مكتهلون في شبابهم، ثقال، غبية عن الشر أعينهم، بطية عن الباطل أرجلهم، قد نظر إليهم في جوف الليل منثنية أصلابهم بمثاني القرآن، إذا مر أحدهم باية فيها ذكر الجنة بكى شوقا إليها، وإذا مر باية فيها ذكر الناس شهق شهقة كأن زفير جهنم في أذنيه، قد وصلوا كلالهم بكلالهم كلال ليلهم بكلال
نهارهم، قد أكلت الأرض جباههم وأيديهم وركبهم، مصفرة ألوانهم، ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيام، مستقلين لذلك في جنب الله، موفون بعهد الله، منجزون لوعد الله إذا رأوا سهام العدو فوقت، ورماحهم قد أشرعت، وسيوفهم قد انتضيت، وأبرقت الكتيبة وأرعدت بصواعق الموت، استهانوا بوعيد الكتيبة لوعيد الله، مضى الشاب منهم قدما حتى تختلف رجلاه عن عنق فرسه، قد رملت محاسن وجهه بالدماء وعفر جبينه في الثرى، وأسرعت إليه سباع الأرض، فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها من خشية الله، وكم من كف قد بانت بمعصمها طالما اعتمد عليها صاحبها في سجوده في جوف الليل لله، وكم من خد رقيق وجبين عتيق قد فلق بعمد الحديد، رحمة الله على تلك الأبدان، وأد خل أرواحها الجنان.
) ثم قال: (الناس منا ونحن منهم، إلا عابد وثن أو كفرة أهل الكتاب أو سلطانا جائرا أو شادا على عضدة.
) وحدثنا اسماعيل بن اسحاق: عن الزنجي بن خالد قال: خطبنا أبو حمزة بمكة خطبة شكك المستبصر وزاد المرتاب، حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس سالناكم عن ولاتكم هؤلاء، فقلتم فيهم والله الذي نعرف، قلتم: أخذوا المال من(1/309)
غير حله فوضعوه في غير حقه، وجاروا في الحكم واستأثروا بحقوقنا وفيئنا فجعلوه دولة بين أغنيائهم وذوي شرف الدنيا منهم، وجعلوا مقاسمنا وحقوقنا في مهور النساء وفروج الإماء، فقلنا لكم: تعالوا إلى هؤلاء الذين ظلمونا وظلموكم وجاروا في الحكم فحكموا [ 265 و ] بغير ما أنزل الله، فقلتم: لا نقوى على ذلك، وددنا أنا أصبنا من يكفينا.
فقلنا: نحن نكفيكم ثم الله راع علينا إن ظفرنا لنعطين كل ذي حق حقه، فجئنا فاتقينا الرماح بوجوهنا والسيوف بصدورنا، وجعلنا الله علينا راعيا كفيلا لئن ظفرنا لنعطين كل ذي حق حقه، فعرضتم دونهم
فقاتلتمونا فأبعدكم الله، فو الله لو قلتم: لا نعرف الذي تقولون ولا نعلمه كان أعذر مع أنه لا عذر للجاهل، ولكن أبى الله إلا أن ينطق بالحق على ألسنتكم ويأخذكم به في الآخرة.
وفي هذه السنة وهي سنة تسع وعشرين ومائة: بعث ابن هبيرة نباتة بن حنظلة أحد بني أبي بكر بن كلاب إلى سليمان بن حبيب بن المهلب وكان قد أتى الأهواز حين انحاز شيبان بن عبد العزيز وكان معه، فوجه سليمان بن حبيب داود بن حاتم فالتقوا بالمذيار وهي مناذ ر (1)، فقتل داود وأصحابه وهزموا، وقتل داود بن حاتم وقبيصة بن عمرو بن المهلب بن قبيصة بن المهلب ومخلد بن معاوية بن المهلب.
وفي هذه السنة وجه ابن هبيرة عامر بن ضبارة (2) من مرة غطفان إلى شيبان بن عبد العزيز اليشكري بعد أن انحاز شيبان عن مروان، فوجه شيبان الجون الشيباني، فالتقوا بالسن (3)، فقتل الجون وأصحابه، فانحد ر شيبان إلى شهرزور، فكتب مروان إلى ابن ضبارة لا تقاتله وكلما ارتحل من منزل فأنزله، وجعل يتفرق عليه أصحابه حتى أتى ماه.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، مناذر بلدان بنواحي خوزستان صغيرى وكبرى.
(2) في حاشية الاصل.
(يكني عامر هذا أبا الهيذام).
(3) في مراصد الاطلاع، يقال: سن بارما: مدينة على دجلة فوق تكريت عند مصب الزاب الاسفل.
مراصد الاطلاع.
(*)(1/310)
قال اسماعيل بن إسحاق: ثم أتى الصيمرة، ثم أتى جزيرة أبركاوان، ثم عبر إلى عمان، فقتل بها.
وكتب ابن هبيرة إلى عامر بن ضبارة أن يقبل عبد الله بن معاوية
الهاشمي، فلقيه بأصطخر ومعه أخواه الحسن ويزيد ابنا معاوية، فهزمه ابن ضبارة حتى أتى خراسان وقد ظهر أبو مسلم في شهر رمضان سنة تسع وعشرين ومائة فحبس الهاشمي وأخوته.
وفي هذه السنة وهي سنة تسع وعشرين ومائة: سار الكرماني إلى مرو الروذ وسار إليه سلم بن أحوز المازني والي نصر بن سيار، فالتقوا فهزم الكرماني ووقعت [ 266 ظ ] تميم في العسكر في السلب، فكر عليهم الكرماني فهزمهم، وذلك عند الليل، فرجعوا إلى عسكرهم، فتوادعوا ثلاثة أيام، فأخذ الكرماني ليلا من وراء الجبل، فلما أصبحوا اتبعوه فاقتتلوا، ثم اصطلحوا على أن يسكن الكرماني قرية باب عبد القيس حتى يروا من رأيهم، وابن أحوز وأصحابه مدينة مرو الروذ، وجاء نصر بن سيار حتى أتاهم فاقتتلوا ستة أشهر، حتى جثم الشتاء وهزل الكراع، فبعث الكرماني إلي ابنه وهو على مرو، فبعث إليه نحوا من ألف رجل، وبعث من الثياب والمتاع ما يصلحهم لسنتهم، وعليهم عبد الجبار بن شعيب رجل من بني هناءة، فلقيتهم خيل لبني تميم فهزمتهم وأخذوا ما معهم، فرجعوا إلى مرو، فوثب من كان بمرو من بني تميم على ابن الكرماني وعليهم عرفجة بن الورد السعدي فحاصروا ابن الكرماني في المدينة، وبلغهم أن نصرا والكرماني اصطلحا فأخرجوا ابن الكرماني من المدينة ورجع نصر والكرماني إلى مرو، فلبث الكرماني أياما، ثم تنحى عن نصر وخرج من ليلته، فلما صلى نصر الغداة خرج إليهم ومشت السفراء بينهم وجعلوا ينهون الناس عن القتال، فبينما هم كذلك إذ حمل الحارث بن شريح في بني حنظلة، ونشب القتال، فانهزم الكرماني فلحقوه فقتلوه، وجاء برأسه رجل من بني مجاشع يقال له: محارب بن هلال بن عليم ولحق ابن الكرماني وربيعة والأزد بسرخس، فلحقوا بشيبان بن مسلمة رجل من بني سدوس حروري، وقد غلب على سرخس وطوس وناحية أبرشهر في قريب من ثلاثين ألفا
من الخوارج، فبايعوه وصاروا معه، فلما رأى ذلك من معه من خوارج البصرة قالوا: ركن إلى الدنيا وتعصب، فخرج مشكان مولى لبني سليم في خمسة آلاف،(1/311)
وفارقه عبد الله بن السمط مولى لمضر في نحو من ألفين، وقعد عبد الرحمن بن زياد مولى لقريش في بيته، وكان رأسا فيهم، فسار شيبان في بقية من معه من الحرورية في وجهين، فبعث ابن الكرماني في خمسة آلاف أو ستة آلاف حتى عبر إلى مرو، وسار شيبان حتى أتى مرو أيضا، فسار نصر بن سيار في جماعة مضر نحو ابن [ 267 و ] الكرماني، فلقيه بقرية من قرى مرو يقال لها: قار، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزمت الحرورية وقتلوا منهم نحوا من ثلاث مائة رجل وارتحل ابن الكرماني من ليلته فنزل بقرية يقال لها: أبزن أسفل من مكانه وغدا عليه نصر في أصحابه، فقاتلهم وقتلهم قتلا ذريعا، وأفلت ابن الكرماني، ود خل شيبان من الجانب الآخر، فأتى ناحية الأزد وخندق وبايعته ربيعة والأسد، وحاصرهم نصر فخند ق فا قتتلوا في ذينك الخندقين نحوا من سنة ونصف.
وفي هذه السنة وهي سنة تسع وعشرين ومائة: تحركت الأباضية بالمغرب فوثب عبد الرحمن بن حبيب الفهري على رأسهم: سعد بن مسعود فقتله وصلبه، فخرجت الا باضية عليهم عبد الجبار بن معن، فلقيهم يزيد بن صفوان المعافري في صفر سنة تسع وعشرين ومائة، فقتل الأميران وانهزم أصحاب ابن حبيب، وأقبل أبو قرة الصفري من تلمسين أيضا في صفر، فوجه إليه ابن حبيب سليمان بن عثمان، فقتل سليمان وعبد الله وعثمان في أشراف أهل إفريقية، وانصرف أبو قرة راجعا إلى تلمسين..وأقام الحج عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان.
وفي هذه السنة وهي سنة تسع وعشرين: مات بشر بن حرب أبو عمرو،
وعمرو بن مالك النكري.
وقبل الثلاثين: مات غيلان بن جرير، وعبد الله بن أبي إسحاق النحوي الحضرمي ومطر بن طهمان الوراق، وعاصم الجحدري، وواصل الأحدب، وأبو المنهال الرياحي وهو سيار بن سلامة، وطارق بن عبد الرحمن، وزياد بن فياض، وفراس، وقابوس بن أبي ظبيان (1).
__________
(1) في حاشية الاصل،: (اسم أبي ظبيان حصين بن جندب الجنبي).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 412.
(*)(1/312)
سنة ثلاثين ومائة فيها اصطلح نصربن سيار وابن الكرماني واسم الكرماني جميع (1) بن علي بن شبيب بن عامر بن نواري بن ضييم بن مليح بن شرطان بن معن بن مالك من الأزد على أن يقاتلوا أبا مسلم، فإذا فرغوا نظروا في أمورهم، فدس أبو مسلم إلى علي بن الكرماني إني معك فصالح ابن الكرماني وبايعه، فساروا إلى نصر جميعا، وأرسل أبو مسلم إلى ابن الكرماني أن أنشب الحرب بينكما فاقتتلوا يومهم وليلتهم [ 268 ظ ] فأصبح أبو مسلم غاديا عليهم من ورائهم، فلما رأى ذلك نصر أرسل إلى أبي مسلم إني معك وأنا أحق بك من ابن الكرماني، وأنا أبايعك، فسار أبو مسلم في أكثر من عشرة آلاف حتى أتى الدار، وأرسل أصحابه فضربوا وجوه الأزد وبني تميم، فانصرفوا واصطلح الناس، وأرسل أبو مسلم إلى نصر أن أجب.
فقال: أتوضأ.
فخرج من باب له آخر، فركب برذونا وخرج وترك رسل أبي مسلم قعودا وذلك بعد العصر، فأرسلوا إلى أبي مسلم أنه قد هرب، وهرب أصحابه يمينا وشمالا، وسار أبو مسلم من ليلته حتى أتى موضع ثقل نصر بأقصى مرو، فأخذ أهله وولده الصغار، وهرب ولده الكبار، فانتهى نصر إلى
سرخس فأقام بها، وبعث أبو مسلم إلى سرخس إبراهيم بن بسام مولى بني ليث، فقاتله شيبان الحروري ومن كان بها من ربيعة، فهزمهم وقتل شيبان وجمعا كثيرا من ربيعة، وأرسل أهل طوس إلى نصر أنا معك وبايعوه، فأرسل نصر ابنه تميما مددا لهم في قريب من ثلاثة آلاف، وأرسل أبو مسلم قحطبة واسمه زياد بن شبيب وقحطبة لقب، فأتاهم قحطبة من أعلى طوس، وأتتهم جنود من قبل أبي الورد، وأتاهم القاسم بن مجاشع في المسودة من قبل سرخس، فسار عاصم بن عمير ومعه عظم (2) الناس إلى قحطبة، فهزمه قحطبة فسار عاصم بن عمير حتى لحق بنصر فارتحل نصر فنزل بقومس.
__________
(1) في حاشية الاصل: (الصواب جديع).
(2) في حاشية الاصل: (ف.
غ وتبعه).
(*).(1/313)
فحدثني عمرو بن عبيدة قال: حدثني قزعة مولى نصر بن سيار قال: بعث أبو مسلم إلى نصر أن أجب، فخرج نصر من باب له آخر حتى خرج من المدينة، وأخذ سلم بن أحوز، وكان على شرطة نصر فقتل.
وحدثني محمد بن معاوية قال: حدثني بيهس بن حبيب الرام قال: ظهر أبو مسلم في رمضان سنة تسع وعشرين ومائة، فحبس عبد الله بن معاوية وأخويه، ثم قتله وخلى عن أخويه في سنة ثلاثين ومائة، وهرب نصر بن سيار، فبعث أبو مسلم قحطبة بن شبيب، فلقي نباتة بن قحطبة أحد بني أبي بكر بن كلاب بجرجان في ذي الحجة سنة ثلاثين ومائة، فقتل نباتة وابنه حبة بن نباتة.
قال أبو الذيال: قتل يومئذ أهل خراسان وأهل جرجان من بها من بني تميم وأهل المساجد، فلما بلغ ذلك [ 269 و ] نصرا ارتحل من قومس فانتبذ ناحية، وكتب إلى ابن هبيرة والى مروان يستمدهم.
وفي هذه السنة وهي سنة ثلاثين ومائة كانت وقعة قديد.
فحدثني علي بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم الأزدي قال: لما صدر الناس
عن مكة وذلك آخر سنة تسع وعشرين ومائة مضى عبد الواحد بن سليمان إلى المدينة، وكتب إلى مروان يخبره بخذلان أهل مكة، فعزله مروان وكتب إلى عبد العزيز بن عمر واليه على المدينة أن يوجه جيشا، وسار أبو حمزة في أول سنة ثلاثين ومائة يريد المدينة، واستخلف على مكة أبرهة بن الصباح الحميري، وجعل على مقدمته بلج بن عقبة السعدي، وخرج أهل المدينة فالتقوا بقديد يوم الخميس لتسع خلون من صفر سنة ثلاثين ومائة، وبلج في ثلاثين ألف فارس، فقال لهم: خلوا طريقنا نأتي هؤلاء الذين بغوا علينا، وجاروا في الحكم، ولا تجعلوا حدنا بكم فإنا لا نريد قتالكم فأبوا وقاتلوهم، فانهزم أهل المدينة، وجاءهم أبو حمزة فقال له علي بن الحصين بن الحر: اتبع هؤلاء القوم وأجهز (1) على جريحهم فإن لكل زمان حكما والإثخان في هؤلاء أمثل، قال: ما أرى ذلك وما أرى أن أخالف سيرة من مضى قبلي.
،
__________
(1) في حاشية الاصل: (كان في الاصل وأجز فأصلح وأجهر إذ هو الصواب).
هذا وهم إذ للكلمتين المعنى ففي القاموس وأجرت على الجريح أجهرت.
(*)(1/314)
ومضى أبو حمزة إلى المدينة فدخلها يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاثين ومائة.
قال أبو الحسن: عن شيخ من الأنصار والمصعبي وغيرهم قال: استعمل عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وراية قريش مع إبراهيم بن عبد الله بن مطيع، وأقبل أبو حمزة فنزل بإزائهم، فاقتتلوا وصبر الفريقان، فأصيب من قريش ثلاث مائة رجل، وأبلى يومئذ آل الزبير فأصيب منهم اثنا عشر رجلا.
تسمية من قتل بقد يد
من آل الزبير بن العوام: حمزة بن مصعب بن الزبير، وابنه عمارة بن حمزة، ومصعب بن عكاشة بن مصعب، وعتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير، وابنه عمرو بن عتيق، وصالح بن عبد الله بن عروة بن الزبير، والحكم بن يحيى بن عروة بن الزبير، والحكم بن يحيى بن عروة بن الزبير.
والمنذر بن عبد الله بن المنذر، وقتل أربعة من ولد خالد بن الزبير: سعيد بن محمد بن خالد وابن لموسى بن خالد، ورجل منهم يقال: له بهبنذا، ورجل آخر.
وقتل أربعون رجلا من بني أسد، وقتل يومئذ أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وهرب عبد العزيز بن عبد الله وهو أمير القوم، وقتل يومئذ سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
فحدثني اسماعيل بن ابراهيم قال: أخبرني جويرية بن أسماء قال: خرج عبد العزيز بن عبد الله يريد قديدا، فسقط لواؤه فتطير الناس.
قال اسماعيل: وحدثني غسان بن عبد الحميد قال: خرج أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان مقنعا يوم قديد لا يلتفت إلى أحد ولا يكلم أحدا مقبلا على بثه حتى قتل.
قال أبو الحسن: ما سمع الناس بواكي أوجع للقلوب من بواكي قديد، ما بقي بالمدينة أهل بيت إلا وفيهم بكي، قالت نائحة تبكيهم:(1/315)
ما للزمان وما ليه * * أفنى قديد رجاليه فلأبكين سريرة * * ولأبكين علانية حدثنا اسماعيل بن اسحاق قال: بعث مروان بن محمد بن مروان محمد بن عطية السعدي سعد بن بكر في أربعة آلاف من جنده، عامتهم رابطة، فشرطوا على مروان إذا قتلنا الأعور قفلنا لا سلطان لك علينا، فأعطاهم ذلك، فأقبل ابن عطية
فلقي بلجا بوادي القرى، وقد سار يريد الشام، فاقتتلوا فقتل بلج وعامة أصحابه، ولم يزل يقتلهم حتى دخلوا المدينة ولحق نحو من ألف رجل منهم، عليهم رجل منهم يقال له: الصباح من همدان فتحصن في جبل من جبال المدينة، فقاتلهم فيه ثلاثة أيام، ثم انحاز ليلا في نحو من ثلاث مائة، فرقى في الجبال حتى لحق بمكة، ودخل ابن عطية المدينة، ثم سار إلى مكة، فلقي أبي حمزة بالأبطح ومع أبي حمزة خمسة عشر ألفا، ففرق عليه ابن عطية الخيل فأتته خيل من أسفل مكة وخيل من منى وأتى هو بنفسه من أعلى الثنية، فاقتتلوا حتى كاد النهار أن ينتصف، وخرجت الخيل إليهم ببطن الأبطح، فألجؤوهم إلى عسكرهم [ 271 و ] وقتل أبرهة بن الصباح عند بئر ميمون، وقتلت معه امرأته، وقتل أبو حمزة، واستباح العسكر وقتل منهم مقتلة عظيمة.
وبلغ عبد الله بن يحيى الأعور، فسار في نحو من ثلاثين ألفا فنزل ابن عطية تبالة (1)، ونزل الأعور صعدة ثم التقوا فانهزم الأعو فسار إلى جرش (2)، وسار ابن عطية والتقوا فاقتتلوا حتى حال بينهم الليل، وأصبح ابن عطية مكانه، فنزل الأعور في نحو من ألف رجل من أهل حضرموت فقاتل حتى قتل ومن معه، وبعث برأس الأعور إلى مروان، وسار ابن عطية حتى أتى صنعاء فثار به رجل من حمير يقال له: يحيى بن عبد الله بن عمير بن السباق، فأخذ الجند، فبعث إليه ابن عطية ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد، فانهزم يحيى بن عبد الله وأصيب ناس من أصحابه، ومضى يحيى حتى أتى عدن أبين فجمع نحوا من ألفين، فسار إليه ابن عطية بنفسه فلقيه بواد من أوديتهم فقتل يحيى ومن معه ورجع ابن
__________
(1) ف - مراصد الاطلاع، تباله: بلد مشهور بتهامة في طريق اليمن.
(2) جرش: من مخاليف اليمن من جهة مكة - مراصد الاطلاع.
(*)(1/316)
عطية إلى صنعاء، ثم خرج رجل يقال له: يحيى بن حرب من حمير بساحل البحر،
فبعث إليه ابن عطية رجلا من كندة يكنى أبا أمية كان على الوضاحية فقتل يحيى وناس من أصحابه ثم سار ابن عطية إلى عبد الله بن سعيد خليفة الأعور، وهو في جماعة حضرموت في عدد كثير، فصبحهم ابن عطية فقاتلهم حتى آواه الليل، ثم أتاه كتاب مروان يأمره بالصلاة بالموسم، فدعا أهل حضرموت إلى الصلح، فصالحوه، فانطلق ابن عطية في خمسة عشر رجلا من وجوه أصحابه مبادرا، وخلف ابن أخيه عبد الرحمن بن يزيد، وأقبل ابن عطية متعجلا فنزل واديا من أودية مراد بقرية يقال لها: شبام (1)، فشدوا عليه فقتلوه وأصحابه واحتزوا رأسه، وجاء ناس من همدان، فدفنوا جسده في قرية يقال لها: خيوان (2) على طريق حاج اليمن، وبلغ عيد الرحمن بن يزيد فأرسل رجلا من الوضاحية يقال له: شعيب البارقي في الخيل، وأمره أن يقتل كل من وجد من الناس، فقتل شعيب الرجال، وبقر النساء، وقتل الصبيان، وأخذ الأموال، وعقر النخل، وحرق القرى، ثم انصرف حتى أتى عبد الرحمن.
وأقام الحج محمد بن عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي.
وفيها أقبل [ 272 ظ ] الصقر بن أيوب الفزاري في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة في عدد كثير إلى تلمسين، فخرج إليه عبد الرحمن بن حبيب فقتل الصقر بن أيوب وانهزمت البربر، وأقبل سليمان بن ذراق المرعبي وكان صفريا، وخرج إليه ابن حبيب، ثم انصرف سليمان من غير قتال.
وفي هذه السنة وهي سنة ثلاثين ومائة: مات محمد بن المنكدر بالمدينة، ومحمد بن عمرو بن حزم بالمدينة، ويزيد بن رومان، وأبو الزناد، واسماعيل بن
__________
(1) في حاشية الاصل،: (في همدان شبام وهو سعيد بن عبد الله بن أسعد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بنهمدان وبه سميت شبام..يحمس فسميت بسكناه ويقال هو شبام بفتح الشين وليس...بمعروف وقال ابن الكلبي عن شبام جبل نزله عبد
الله بن أسعد المذكور فسمي به).
انظر جمهرة أنساب العرب لا بن حزم ص 475.
وفي مراصد الاطلاع، شبام: جبل عظيم بضنعاء به شجر وعيون وشرب صنعاء منه.
(2) خيوان: مخلاف باليمن ومدينة بهامن صنعاء على ليلتين مما يلي مكة - مراصد الاطلاع.
(*)(1/317)
أبي حكيم، كلهم بالمدينة.
ومات مالك بن دينار، وشعيب بن الحبحاب ويزيد الرشك.
وأبو التياح، وكلثوم بن جبر، وحبيب المعلم، ويحيى البكاء، كل هؤلاء بالبصرة.
وعبد العزيز بن صهيب، وعامر الأحول، وعلي بن الحكم البناني.
وحميد بن قيس الأعرج، ويزيد بن عبد الله بن قسيط بالمدينة.
وأبو وجزة السعدي.
سنة إحدى وثلاثين ومائة فيها توجه قحطبة بن شبيب من جرجان بعد قتل نباتة، فبلغ ابن هبيرة فاحدر (1) عامر بن ضبارة الى أصطخر، ووجه ابنه داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة، فسار داود وعامر من أصطخر إلى أصبهان، وبعث ابن هبيرة مالك بن أدهم الباهلي في خيل عظيمة والمصعب بن صحصح الأسدي وغطيفا السلمي متساندين، فنزل بعضهم ماه وبعضهم همذان، فوجه قحطبة ابنه الحسن إلى تلك الجيوش، فبلغ مسير الحسن، فانضموا إلى نهاوند، ونزل بهم الحسن فحاصرهم.
فحدثني محمد بن معاوية عن بيهس أبي حبيب بن حبيب قال: توجه قحطبة فلقي عامر بن ضبارة وداود، فالتقوا بجابلق رستاق من أصبهان في رجب يوم السبت لسبع بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة، فقتل عامر وانهزم داود فلحق بأبيه، ولحق قحطبة بمن معه حتى حصر أهل نهاوند مع ابنه الحسن بن قحطبة.
وفي هذه السنة وهي سنة إحدى وثلاثين ومائة: قتل عامر، وكتب نصر بن سيار إلى مروان وابن هبيرة يستمدهما، فلم يأته مدد حتى سار [ 273 و ] قحطبة، فانحاز نصر فنزل الري ومرض، ثم سار فمات بهمذان.
وحدثني عمرو بن عبيدة قال: حد ثني قزعة مولى نصر بن سيار قال: مات نصر بسلوة من أرض الري فدفناه وأجرينا الماء على قبره.
قال قزعة: لما حضرته الوفاة دعا بنيه فقال: إياكم والمدن، ألحقوا بالشام فإن تكن لبني مروان مدة
__________
(1) في حاشية الاصل: (فحدر الصواب).
(*)(1/318)
كنتم معهم، وإن كان غير ذلك أصابكم ما أصابهم، وأنشدني لنصر بن سيار حين أبطا المدد: أرى خلل الرماد وميض جمر * * خليق أن يكون له ضرام فإن النار بالزندين تورى * * وإن الفعل يقدمه الكلام (1) أقول من التعجب ليت شعري * * أأيقاظ أمية أم نيام قال بيهس بن حبيب: كتب ابن هبيرة إلى مروان يخبره بقتل ابن ضبارة، فوجه إليه الحوثرة بن سهيل الباهلي من بني فراص في عشرة آلاف من قيس خاصة، واجتمعت الجيوش بنهاوند، وكتب ابن هبيرة بعهد مالك بن أدهم عليها.
قال بيهس: فحاصر قحطبة أهل نهاوند نحوا من أربعة أشهر.
قال عمرو بن عبيدة عن قزعة قال: حصرنا بها حتى أكلنا دوابنا وأصابنا جوع وجهد شديد.
قال بيهس: ثم صالح مالك بن أدهم قحطبة، وفتحت المدينة في شوال سنة إحدى وثلاثين ومائة، فقتل قحطبة أهل خراسان الذين هربوا مع نصر بن سيار وقال: إني لم أصالح على أهل خراسان إنما صالحت على أهل الشام، وادعى
مالك أنه صالح على أهل خراسان وأهل الشام.
قال أبو الذيال: أمن أهل الشام غير رجلين، رجل من قريش يقال له: أبو البختري، ورجل من بني سليم يقال له: سفيان قتلهما صبرا.
قال قزعة: أقام قحطبة رجالا على أبواب المدينة فلم يدع أحدا له نباهة من أهل خراسان إلا قتله، وأخذ بني نصر بن سيار فقتلهم.
وقال أبو الحسن: افتتحها صلحا في غرة ذي القعدة، وقتل سعيد بن الحر ابن عبيد الله بن عمر بن الخطاب من أهل الجزيرة، وقتل حاتم بن الحارث بن شريح التميمي، وعاصم بن عمرو السمرقندي [ 274 ظ ] وكان يسمى هزارمرود، وعمارة بن سليم.
__________
(1) في حاشية الاصل: (الذي أذكره وهو أنشر في الشعر فإن النار بالعودين تذكر * وإن الحرب أولها كلام) (*)(1/319)
قال بيهس بن حبيب: لما فرغ قحطبة من نهاوند أقبل يريد ابن هبيرة، ونهض ابن هبيرة على مقدمته عبيد الله بن العباس الليثي (1) حتى نزل براز الروز بين حلوان والمدائن.
قال بيهس: وانتهى إلينا حوثرة بن سهيل على نهر يقال له: بامرا، وانضم إلينا من كان من أصحاب عامر بن ضبارة ومن خرج من نهاوند فاجتمعا في ثلاث وخمسين ألفا ممن يرتزق، وسار الحسن بن قحطبة على مقدمة أبيه فنزل حلوان، وأتاه أبوه فاجتمع القوم جميعا، وتوجه ابن هبيرة فنزل جلولاء الوقيعة، ونزل قحطبة خانقين بين العسكرين أربعة فراسخ وذلك في آخر ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين ومائة، فجعلت طلائعنا وطلائعهم تلتقي أياما لا نبرح ولا يبرحون.
وفيها كان الطاعون بالبصرة.
حدثني علي بن محمد قال: ابتدأ الطاعون في جمادى الآخرة، فكان يموت فيه الجميعة وكذلك رجب واشتد في شعبان، وكانت حمته وشدته في رمضان وشوال.
ثم سكن فكان كنحو ما بدأ حتى انقضت السنة، وفي الطاعون مات أيوب السختياني وعلي بن زيد بن جدعان.
وفي هذه السنة مات عبد الله بن أبي نجيح المكي وعبد الرحمن بن القاسم بن أبي بكر.
وأقام الحج الوليد بن عروة بن محمد بن عطية من سعد بن بكر.
وبعد الثلاثين ومائة مات عبد العزيز بن حكيم الحضرمي، وعبد العزيز بن رفيع، والركين بن الربيع، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن.
وعمارة بن عبد الله بن ضبارة.
وفي خلافة مروان مات أبو الحويرث واسمه عبد الرحمن بن معاوية مرادي حليف بني نوفل بن عبد مناف.
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما هو والله أعلم الكندي وهو المذكور في باب سنة سبع وعشرين قبل هذا وفي عمال عنشام وفي عمال الوليد بن يزيد في كل حال قال انه عبد الله بن العباس الكندي وكذلك في البيان وغيره).
انظر البيان والتبييين 1 / 282.
ط.
هارون الاولى.
(*)(1/320)
سنة اثنتين وثلاثين ومائة فيها لقي قحطبة بن شبيب يزيد بن عمر بن هبيرة.
فحدثني محمد بن معاوية عن بيهس بن حبيب قال: بلغ ابن هبيرة أن قحطبة خرج متوجها نحو الموصل، فقال ابن هبيرة لأصحابه: ما بال القوم تنكبونا ؟ قالوا: يريدون الكوفة، فنادى ابن هبيرة بالرحيل، ولم يحل عقدة حتى بلغ براز الروز (1) من خند قنا على ستة فراسخ، وتركنا أعلافنا وأطعمتنا [ 275 و ]،
وجاء قحطبة فنزل خندقنا ونزلنا وصرنا في العراء، فأقام نحوا من عشرين يوما حتى أسمن وأجم، ثم سار معارضا لمهب الشمال حتى قطع دجلة من باحمشا (2)، وذلك في الصيف والبسر قد أحمر وقلت المياه، فأخاض فأقبل وأقبلنا جميعا نريد الكوفة حتى انتهينا جميعا إلى الفرات، فنزل الفلاة ونزلنا على مسنا الفرات من أرض الفلوجة العليا (3) وذلك يوم الثلاثاء لثمان خلون من المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ثم عبر قحطبة الفرات وعبر معه نحو من سبع مائة وتتام إلينا نحو ذلك، وجاء ابن هبيرة ولا يشعر به، فصاروا على المسناة ونحن تحتهم فطاعناهم فأزالونا عن مكاننا نحوا من مائتي ذراع، ثم رجعنا عليهم فهزمناهم حتى أتوا المسناة، وأصابت قحطبة طعنة في وجهه فوقع في الفرات فهلك ولا نعلم به ولا يعلمون.
وقال أبو الذيال: قتل قحطبة وانهزم أصحاب ابن هبيرة حتى أتوا فم النيل (4).
قال بيهس: لم نزل ندافعهم ويدافعوننا حتى سقط القمر.
وذلك لثمان خلون من المحرم، ثم مضينا لا ندري أين نسطع (5) حتى أدركنا الناس بسوري (6)،
__________
(1) في مراصد الاطلاع، براز الروز: من طساسيج السواد ببغداد.
(2) في مراصد الاطلاع، باحمشاد: قرية على دجلة قريبة من بغداد.
(3) في مراصد الاطلاع، الفلوجة: قرية كبيرة من سواد بغدد والكوفة.
(4) في حاشية الاصل ما صورته (هذا النيل هو نهر واسط وليس بنيل مصر).
(5) في حاشية الاصل ما صورته (إنما هو نسكع أي نذهب ونتوجه وفي معناه نصقع يقال على أحد هذين: سكع وصقع).
(6) في حاشية الاصل: (هي سوراء ممدودة على ما في رثاء ابن مناذر عبد المجيد بن عبد (*)(1/321)
فقطعنا مخاضة سوراء، فغرق ناس كثير وذهبت أثقال كثيرة واجتمع الناس بعد ما
قطعنا، فنادى مناد من أراد الشام فهلم، فذهب معه عنق من الناس ولا نعرفه، ونادى آخر من أراد الجزيرة، ونادى آخر من أراد الكوفة، كل واحد يذهب معه عنق من الناس، فقلت: من أراد واسطا فهلم، فأصبحنا بقناطر السيب، وأقبل ابن هبيرة فنزلنا جميعا فم النيل، وأقبل حوثرة بن سهيل ولم يكن دخل الكوفة حتى وافانا بفم النيل، ثم ارتحلنا حتى دخلنا واسط يوم جمعة يوم عاشوراء، وأصبح السودان (1) وفقدوا أميرهم فالتمسوه، فأخرجوه وفيه طعنة في جبهته فدفنوه يوم الأربعاء وولوا عليهم الحسن بن قحطبة، وتوجهوا إلى الكوفة وهرب زياد بن صالح فأتانا و دخلوا الكوفة يوم عاشوراء واستعملوا أبا سلمة الخلال على الكوفة وقتل من أصحاب ابن هبيرة ليلة الفرات [ 276 ظ ] زياد بن سويد المري صاحب شرطة ابن هبيرة وكاتب لابن هبيرة يقال له: عاصم بن أبي عاصم من موالي أبي سفيان بن حرب، ووجه أبو سلمة الحسن بن قحطبة ومعه خازم بن خزيمة إلى واسط.
قال بيهس: جاءنا الحسن بن قحطبة في آخر المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومائة فنزل الماحوز (2)، ثم أتانا في صفر لا يريد قتالا إنما يريد أن يرتاد منزلا، وجاء بالفعلة ليخندق، فقال الناس لابن هبيرة: خل عنا نقاتل القوم فأبى، فما زالوا حتى قال: يا مسلم افتح الأبواب، واستعمل ابنه داود ومحمد بن نباتة ومعن ابن زائدة في القلب مما يلي الحسن بن قحطبة، وخرج حوثرة بن سهيل مما يلي خازم بن خزيمة، وذلك يوم الأربعاء فاقتتلنا فهزمنا، وقتل منا حكيم بن المسيب من جديلة قيس، وقتل يزيد بن قحطبة، فلما أمسوا رجعوا وأصبحنا فدفنا قتلانا الذين على الخندق، ثم بويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن
__________
الوهاب الثقفي).
وفي مراصد الاطلاع، سوراء: موضع قيل إلى جنب بغداد وقيل ببغداد نفسها، ويروى بالقصر.
(1) في حاشية الاصل: (يزيد المسودة).
(2) في تاريخ اليعقوبي 2 / 492.
ط.
بيروت الماحوزة: موضع على ثلاثة فراسخ من سامراء بني فيه المتوكل الجعفرية.
(*)(1/322)
عباس، فبعث أخاه أبا جعفر إلى الحسن بن قحطبة ومن معه، وأم أبي العباس ريطة ابنة عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، وبويع ليلة الجمعة بالكوفة لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة بالكوفة في بني أود في دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم، فركب حين أصبح فصلى بالناس يوم الجمعة، وبويع ذلك اليوم بيعة العامة.
قال بيهس: لما جاءنا أبو جعفر نهضوا إلينا بجماعتهم، فجعلنا نقاتلهم حتى أتتنا هزيمة مروان، فكنا في القتال شعبان وشهر رمضان وشوالا، فجاءنا الحسن ابن قحطبة في آخر شوال فقال: إلى من تمدون أعناقكم ؟ ما بقي أحد إلا وقد دخل في طاعة أمير المؤمنين، لكم عهد الله وميثاقه أنكم آمنون على كل شئ قبلنا، ثم أصبحنا الغد فأتانا خازم بن خزيمة فقال مثل ذلك، ثم جاءنا الحارث ابن نوفل الهاشمي، ثم جاءنا اسحاق بن مسلم العقيلي، فقال: القوم يعطونكم ما تريدون فاكتتبنا بيننا وبينهم كتابا [ 277 و ] صلحا، وذلك في أول ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة على ما شئنا، على أن ابن هبيرة على رأس أمره مع خمس مائة من أصحابه ينزل خمسين يوما مدينة الشرقية لا يبايع، فإذا تمت فإن شاء لحق بمأمنه، وإن شاء دخل فيما دخل فيه الناس، وما كان في أيدينا فهو لنا، ففتحنا الأبواب يوم السبت لأيام خلون من ذي القعدة، فدخلوا المدينة فجولوا فيها وخرجوا ثم فعلوا مثل ذلك يوم الأحد.
فلما كان يوم الإثنين دخل علج من علوجهم في خيل فتتبع كل دابة عليها سمة الله فأخذها وقال: هذه للإمارة.
قال بيهس: فأخبرت أبا عثمان فأخبر ابن هبيرة قال: غدر القوم ورب
الكعبة وقال لأبي عثمان: انطلق إلى أبي جعفر وأقرئه السلام وقل له: إن رأيت أن تأذن لنا في إتيانك فأذن له، فركب يوم الإثنين وركبنا معه نحوا من مائتين حتى انتهينا إلى الرواق، فنزل ابن هبيرة وأبو عثمان وسعيد وأنا فجئنا نمشي معه حتى إذا بلغنا باب الحجرة رفع الباب فإذا أبو جعفر قاعد.
قال له ابن هبيرة: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله وبركاته أرخي الباب ؟ فسمعت أبا جعفر يقول: يا يزيد إنا بني هاشم نتجاوز عن المسئ ونأخذ بالفضل ولست عندنا كغيرك، إن لك وفاء وأمير المؤمنين أرغب شئ في الصنيعة إلى مثلك فأبشر بما يسرك.(1/323)
قال أبو الحسن: قال له ابن هبيرة: إن إمارتكم محدثة فأذيقوا الناس حلاوتها وجنبوهم مرارتها تجتبوا قلوبهم، وما زلت منتظرا لهذه الدعوة ثم قام، فقال أبو جعفر: عجبا لرجل يأمرني بقتل هذا.
قال بيهس: لما كان يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة بعث أبو جعفر خازم بن خزيمة فقتل ابن هبيرة، وكان الذي ولي قتله عبد الله بن البختري الخزاعي، وقتل رباح بن أبي عمارة مولى لبني أمية و عبد الله بن الحبحاب الكاتب، وقتلوا داود بن يزيد بن عمر بن هبيرة، وأخرج عثمان كاتب ابن هبيرة خازم بن خزيمة [ 278 و ] فقتله، وأخذ بشر بن عبد الملك ابن بشر بن مروان، وأبان بن عبد الملك بن مروان، والحوثرة بن سهيل، ومحمد ابن نباتة، وقعد الحسن بن قحطبة في مسجد حسان النبطي على دجلة مما يلي المدائن فحملوا إليه فضرب أعناقهم، وأتي بحارث بن قطن الهلالي فأمر به إلى السجن، وطلب خالد بن سلمة المخزومي، فلم يقدر عليه فنادى مناديهم أن خالد بن سلمة آمن، فخرج بعد ما قتل القوم يوما فقتلوه أيضا.
وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة سود سفيان بن معاوية بن
يزيد بن المهلب بالبصرة، ودعا إلى بيعة بني هاشم، فأرسل إليه سلم بن قتيبة وهو وال لابن هبيرة على البصرة يسأله أن يكف حتى ينظر ما يصنع ابن هبيرة.
قال أبو عبيدة وأبو اليقظان وغيرهما: سفر بينهما أبو سفيان بن العلاء وسلمة ابن علقمة المازني، وعباد بن منصور، وعامر بن عبيدة الباهلي، وعثمان البتي، واسماعيل المكي، ومعاوية بن عمر الغلاني، فقبل الموادعة واصطلحوا، وكتبوا بينهم كتابا على أن يقيم سلم في دار الإمارة وسفيان في الأزد حتى ينظروا ما يفعل ابن هبيرة، فبلغ ذلك أبا سلمة الخلال فكتب إلى بلج بن المثنى بن مخرمة العبدي: إن قاتل سفيان سلما وإلا فأنت الأمير، فأجمع سفيان على القتال وسار إلى سلم وقدم ابنه معاوية فقتل معاوية وانهزم سفيان.
وفي هذه السنة قتل روح بن حاتم إسحاق الضبي وكان يحتسب فأرسل إليه سلم بن قتيبة ابن رألان فهزمه، ثم انحاز روح في ليلته فأتى ميسان فغلب عليها.(1/324)
وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة بعث أبو العباس عمه عبد الله ابن علي ابن عبد الله بن عباس لقتال مروان بن محمد، وزحف مروان بمن معه من أهل الشام والجزيرة، وحشدت معه بنو أمية بأنفسهم وأتباعهم.
فحدثني بشر بن بشار عن شيخ من أهل الجزيرة قال: خرج مروان في مائة ألف من فرسان الشام والجزيرة.
قال أبو الذيال: كان مروان في مائة ألف وخمسين ألفا فسار حتى نزل الزابين دون الموصل، وسار عبد الله بن علي فالتقوا يوم السبت صبيحة إحدى عشرة خلت [ 279 و ] من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فهزم مروان وقطع الجسر وأتى الجزيرة فأخذ بيوت الأموال والكنوز، ثم أتى دمشق، وسار عبد الله بن
علي حتى دخل الجزيرة، ثم خرج واستخلف موسى بن كعب التميمي، وتوجه عبد الله بن علي إلى الشام، وأرسل أبو العباس صالح بن علي حتى اجتمعا جميعا، ثم سارا إلى دمشق فحاصروهم أياما، ثم افتتحوها وقتل الوليد بن معاوية، وأخذ عبد الله بن علي حين دخل د مشق يزيد بن معاوية بن مروان وعبد الله بن عبد الجبار بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، فبعث بهما إلى أبي العباس فصلبهما، وكان مدخل عبد الله بن علي دمشق في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وكان مروان يومئذ بفلسطين فهرب حتى أتى مصر.
وقتل عبد الله بن علي بضعة وثمانين رجلا من بني أمية.
قال أبو الذيال: كان مروان بمصر، فلما بلغه دخول عبد الله بن علي دمشق عبر النيل وقطع الجسر، ثم سار قبل الحبشة، ووجه عبد الله بن علي أخاه صالح بن علي في طلب مروان، فجاء صالح وقد عبر مروان، فاستعمل صالح عامر بن اسماعيل أحد بني الحارث بن كعب، فسرحه إلى مروان، فلحقه بقرية من قرى مصر يقال لها بوصير فقتل مروان في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وحدثني بكر بن عطية عن أبيه قال: كنت بالكوفة، فأتي برأس مروان فنصب على قناة بباب المسجد، فانقطع رجاء من كان من شيعة بني أمية.(1/325)
حدثنا الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين، أمه أمة كانت لمصعب بن الزبير، وقتل ببوصير في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وقال حاتم بن مسلم: قتل سنة اثنتين وثلاثين (1)، وكانت ولايته إلى أن قتل خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام.
وأقام الحج داود بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفي هذه السنة وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة: مات منصور بن المعتمر واسحاق بن عبد الله بن [ 280 ظ ] أبي طلحة، وصفوان بن سليم، ومحمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم كلهم بالمدينة.
وفيها مات عمارة بن أبي حفصة (2) ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي بالبصرة.
وأبو سنان ضرار بن مرة الشيباني بالكوفة.
وفيها أيضا مات أبو المعلى العطار (3) بالبصرة.
وفيها قتل سالم الأفطس بالجزيرة.
وفي ولاية مروان مات خبيب بن عبد الرحمن.
وأبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ مولى ابن عياش، وشيبة بن نصاح، ويحيى بن خلاد الزرقي، وأبو الحويرث الزرقي، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت، و اسماعيل بن محمد بن سعد بن مالك.
تسمية عمال مروان بن محمد البصرة: كانت فتنة حتى قدم ابن هبيرة في سنة تسع وعشرين ومائة فكتب إلى المسور بن عباد بن حصين يأمره أن يصلي بالناس، فنزل دار الإمارة، فمنعته بنو سعد.
فاصطلح الناس على عباد بن منصور وهو قاض فصلى بالناس، ويقال: كتب ابن هبيرة إلى عبد الله بن أبي عثمان فصلى بالناس.
حتى قدم سلم بن قتيبة
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ قال حاتم بن مسلم: قتل وهو ابن اثنتين وثمانين).
(2) في حاشية الاصل (اسم أبي حفصة ثابت).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 257.
ط بيروت.
(3) في حاشية الاصل: (أبو المعلى هذا يحيي بن ميمون بصري ليس به بأس حديثه ثابت..).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 271.
ط.
بيروت.
(*)(1/326)
ابن مسلم بن عمرو الباهلي (1) واليا على البصرة من قبل ابن هبيرة، فسود سفيان بن
معاوية وحارب سلما فظهر سلم عليه.
ثم خرج سلم من البصرة حين سلم ابن هبيرة واستخلف على البصرة محمد بن جعفر الهاشمي من بني نوفل، ثم بعث أبو العباس أسد بن عبد الله بن مالك الخزاعي فصلى بالناس جمعة، ثم ولى أبو سلمة سفيان بن معاوية.
الكوفة: ولاها الضحاك بن قيس ملحان الشيباني فقتل، فولى سعدا الخصي - وإنما سمي الخصي لأنه لم تكن له لحية وهو رجل من الأزد -، ثم عزله.
وولى المثنى ابن عمران العائذي من قريش حتى صالح ابن عمر الضحاك، فانصرف الضحاك إلى مروان.
فولى ابن عمر الكوفة عمر بن عبد الحميد، ثم عزله.
وولى اسماعيل بن عبد الله، ثم عزله وولى عبد الصمد بن أبان بن النعمان بن بشير الأنصاري، ثم قدم ابن هبيرة فولى الكوفة زياد بن صالح الحارثي، فلم يزل عليها حتى أقبل قحطبة.
فسود محمد بن خالد بن عبد الله القسري وأخرج زياد ابن صالح ودعا إلى بني هاشم.
فبعث ابن هبيرة حوثرة بن سهيل الباهلي [ 281 و ] فلم يصل إلى الكوفة ورجع إلى ابن هبيرة، ودخل الحسن بن قحطبة الكوفة فسلم إلى أبي سلمة الخلال، فأقر أبو سلمة محمد بن خالد بن عبد الله.
ثم ظهر أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي.
خراسان: فلم يزل نصر بن سيار عليها حتى نفاه عنها أبو مسلم.
سجستان: غلب عليها بحير بن السهلب حتى قدم ابن هبيرة، فولى عامر ابن ضبارة المري، فوجه أبو مسلم مالك بن الهيثم من أهل خراسان، ثم بعث عمر بن العباس بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة ثم بعث اسماعيل بن عمران.
* (هامش * (1) في حاشية الاصل: كنية قتيبة أو حفص وهو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة بن خالد بن.
سيد الخير بن زيد بن قضاعي بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن ابن مالك بن أعصر وهو...منبه بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن
عدنان.
ومعن أحد من حصنته باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج فعوفوا بها).
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 245.
(*)(1/327)
السند غلب عليها منصور بن جمهور، فقتل مروان وهو بها.
البحران: قتل الوليد وعليها بشر بن سلام العبدي، فلم يزل حتى قدم ابن هبيرة، فأقره عليها حتى مات بشر بن سلام، فولى سيار بن بشر فمات، فولى أخاه سلم بن بشر فلم يزل حتى قتل مروان.
اليمامة: غلب عليها البهي رجل من بني حنيفة، فمات فولى عبد الله بن النعمان الحنفي، فلم يزل عليها حتى بويع أبو العباس.
المدينة: أقر مروان عليها عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان ثم عزله سنة تسع وعشرين ومائة، وولى عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، ثم انحاز من أبي حمزة ودخل أبو حمزة المدينة فوجه مروان عبد الملك بن محمد بن عطية من سعد بن بكر، فقتل أبا حمزة وضم إليه مكة، ثم خرج عبد الملك إلى اليمن واستخلف الوليد بن عروة بن محمد بن عطية.
ثم ولاها مروان بن محمد (1) يوسف بن عروة بن محمد بن عطية حتى جاءت بيعة أبي العباس.
مكة: أقر عليها عبد العزيز بن عمر مع ولاية المدينة، ثم ولاها عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك، فانحاز عن أبي حمزة الخارجي وأقام بها أبو حمزة الخارجي، ثم خرج يريد المدينة فاستخلف أبرهة بن الصباح، ثم رجع أبو حمزة فقتله عبد الملك بن محمد بن عطية، ثم خرج إلى الطائف وولى رومي بن ماعز الكلابي ثم عزله وولى محمد بن عبد الملك، ثم قتل عبد الملك بن محمد ببعض بلاد اليمن.
فولى مروان يوسف ابن عروة بن محمد، فلم يزل واليا حتى جاءت بيعة أبي العباس.
إفريقية: [ 282 ظ ] غلب عليها عبد الرحمن بن حبيب الفهري حتى قتل سنة ثمان وثلاثين ومائة.
اليمن: لما وقعت الفتنة وثب عبد الله بن يحيى، فأخرج الضحاك بن زمل (2) عنها، فوجه مروان عبد الملك بن محمد فقتل عبد الله بن يحيى، ثم انحدر يريد مكة
__________
(1) في الاصل: (ثم ولاها مروان بن يوسف بن عروة بن محمد بن عطية).
فأضفنا كلمة محمد لاستقامة المعنى.
(2) في الاصل حاشية غير واضحة.
(*)(1/328)
فقتل ببعض البلاد غيلة.
فولاها مروان بن محمد (1) يوسف بن عروة مع ولاية مكة والمدينة، فبعث إلى اليمن أخاه الوليد بن عروة، فلم يزل واليا حتى جاءت بيعة أبي العباس.
قفل مروان من أرمينية عند قتل الوليد، واستخلف عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، فبعث الضحاك بن قيس مسافر بن القصاب، فقتل عاصم بن عبد الله وبلغ الخبر مروان.
فولى عبد الله بن مسلم فمات.
فولى اسحاق بن مسلم فخرج إسحاق.
واختار أهل برذعة مسافر بن يحيى حتى قام أبو العباس.
القضاة قضاء البصرة: قضى أيام ابن سهيل عباد بن منصور.
ثم قدم سلم بن قتيبة، فعزل عبادا وولى معاوية بن عمر الغلابي، فقضى ثلاثة أيام، ثم استعفى فأعفاه، وولى عامر بن عبيدة الباهلي فاستعفي.
فولى عباد بن منصور، فلم يزل قاضيا حتى بويع أبو العباس.
الكوفة: كان عليها ابن أبي ليلى حتى دخلها الضحاك بن قيس، فولاها غيلان بن جامع المحاربي، ثم قدم ابن هبيرة فاستقضى الحجاج بن عاصم
المحاربي، ثم عزله وولى منصورا حتى بويع أبو العباس.
المدينة: كان عليها عثمان بن عمر التيمي من قريش، فأقره عبد الواحد بن سليمان، ثم قضى محمد بن عمران التيمي للوليد بن عروة بن محمد بن عطية آخر قيام مروان.
الموسم: سنة سبع وعشرين ومائة وثمان وعشرين ومائة عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان.
وتسع وعشرين ومائة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك.
وثلاثين ومائة عبد الملك بن محمد بن عطية.
وإحدى وثلاثين ومائة الوليد بن عروة بن محمد بن عطية.
شرط مروان: كوثر بن الأسود الغنوي.
__________
(1) في الاصل: (مروان بن) فأضفنا كلمة محمد ليستقيم المعنى.
(*)(1/329)
ديوان الجند و الخراج وبيوت الأموال والخزائن: عمران بن صالح مولى هذيل.
كاتب الرسائل: عبد الحميد الكبير.
الخاتم الصغير: عبد الأعلى بن ميمون بن مهران.
خاتم الخلافة: مولى له.
حاجبه: سقلاب، ويقال: مقلاص مولى له.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: ولد مروان بالجزيرة سنة اثنتين وسبعين، كانت أمه أمة لمصعب بن الزبير، وقتل بقرية من قرى مصر يقال لها: بوصير، يوم الخميس لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
كانت ولاية مروان خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام.
وولي يزيد بن عمر بن هبيرة العراق، فقدم في سنة تسع
وعشرين ومائة، فولى شرطه بواسط زياد بن سويد المري فقتل ليلة الفرات، وعلى شرط الكوفة عبد الرحمن ابن بشير العجلي.
البصرة إلى عمالها، كان على شرط سلم بن قتيبة بالبصرة ابن رألان، وكاتب الخراج لابن هبيرة عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول فقتل حين قتل ابن هبيرة.
رسائل الخليفة: يحيى بن بكير ابن أخي رباح بن أبي عمارة.
قتل ابن هبيرة بواسط يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهو ابن نحو من أربعين سنة.
وفي (1) سنة اثنتين وثلاثين ومائة: بويع أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أمه ريطة بنت عبد الله (2) بن عبد الله بن عبد المدان الحارثي، بويع بالكوفة ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة في بني أود في دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم، فركب حين أصبح فصلى بالناس يوم الجمعة، وبويع ذلك اليوم بيعة العامة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (خلافة السفاح).
(2) ذكرها من قبل ص 317 " ابنة عبيد الله ".
(*)(1/330)
حدثني عبد الله بن مغيرة عن أبيه قال: رأيت أبا العباس حين خرج إلى الجمعة على برذون أشهب قريب من الأرض بين عمه داود بن علي وأخيه أبي جعفر شابا جميلا تعلوه صفرة [ 284 ظ ] فأتى المسجد فصعد المنبر فتكلم فصعد داود بن علي فقام على عتبتين من المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنه والله ما علا منبركم هذا خليفة بعد علي بن أبي طالب غير ابن أخي هذا، فوعد الناس ومناهم.
قال أبي: ثم رأيته في الجمعة الثانية كان وجهه ترس وكان عنقه إبريق فضة، وقد
ذهبت الصفرة، والله ما كان بينهما إلا أسبوع.
فيها قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس الغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، واسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وعبد الله بن عبد الملك.
وقتل عبد الله بن علي عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.
وفيها قتل داود بن علي بن عبد الله بن عباس عمران بن موسى بن عمرو بن سعيد، ويحيى.
واسماعيل ابني أمية بن عمرو بن سعيد وعبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاصي، وابنيه محمد وعياض ابني عبد الله وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد.
وأقام الحج داود بن علي.
سنة ثلاث وثلاثين ومائة فيها مات داود بن علي بن عبد الله بن عباس في غرة شهر ربيع الأول.
وفي هذه السنة أقبل طاغية الروم قسطنطين بن إليون، فنزل على ملطية فقاتلوه قتالا شديدا وألح عليهم حتى نزلوا على أمان، فهدم المدينة ومسجد الجامع ودار الإمارة، ووجه مع المسلمين خيلا بلغتهم مأمنهم.
وفيها بعث أبو العباس محمد بن النضر بن بريم الحميري، فأتى طوانة من أرض الروم.
وأقام الحج زياد بن عبيد الله الحارثي.(1/331)
وفي هذه السنة وهي سنة ثلاث وثلاثين ومائة: مات عطاء بن أبي مسلم الخراساني مولى هذيل وأمه (1).
سنة أربع وثلاثين ومائة فيها تحول أبو العباس عن الكوفة ونزل الأنبار.
وفيها بعث عبد الله بن علي وهو [ 285 و ] بالشام الحارث بن عبد الله (1) الحرشي وخرجت الروم عليهم
كوشان البطريق، وذلك في جمادى الآخرة من سنة أربع وثلاثين ومائة، فوجه مقاتل بن حكيم العتكي ابنه مخلد بن مقاتل، فلقي الروم بأرمينية الرابعة، وانهزم مخلد وأسلم عسكره.
وأقام الحج عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها استعرض يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس أهل الموصل فقتلهم.
وفيها مات المغيرة بن مقسم الضبي، واسماعيل بن محمد بن سعد بن مالك، ويزيد بن يزيد بن جابر الأزدي.
وفيها قدم موسى والعباس ابنا الوليد بن يزيد المغرب، وعبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، وسعيد بن عمرو بن سليم الزرقي.
سنة خمس وثلاثين و مائة فيها كتب أبو العباس إلى عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس يأمره بضرب البعوث، فولى سعيد بن عبد الرحمن الرحبي، فلم يدرب وجعل بدابق و أفواه الدروب.
وأقام الحج سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس.
__________
(1) في حاشية الاصل: (اسم أبي مسلم ميسرة ويقال: عبد الله لانه يقال فيه: عطاء بن أبي مسلم وابن عبد الله وابن ميسرة كنيته أبو أيوب وقيل أبو عثمان بابنهعثمان وقال أبو عمر: ولد سنة خمسين وابنه عثمان ضعيف).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 69.
ط.
بيروت.
(2) كتب فوق " عبد الله ف.
غ عبد الرحمن " وجاء اسمه في تاريخ اليعقوبي 2 / 389 - 395.
ط.
بيروت ابن عبد الرحمن.
(*)(1/332)
وفيها مات يحيى بن يحيى الغساني، وداود بن الحصين مولى آل عثمان بن عفان، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم، وأبو حازم، وموسى بن عقبة.
وفي
خلافة أبي العباس مات ابن خثيم وعمر بن عامر.
سنة ست وثلاثين ومائة فيها مات أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان، وغيرهم قالوا: ولد أبو العباس بالحميمة من أرض الشام سنة ثمان ومائة، ومات بالأنبار يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة وهو ابن ثمان وعشرين سنة صلى عليه عيسى بن علي، كانت ولايته أربع سنين وتسعة أشهر.
ثم بويع أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أمه أم ولد.
[ 286 ظ ] تسمية عمال أبي العباس البصرة: عزل عنها سفيان بن معاوية، وولاها عمر بن حفص هزارمرد (1) ثم عزله سنة ثلاث وثلاثين ومائة، وولى سفيان بن علي بن عبد الله بن عباس، فلم يزل عليها حتى مات أبو العباس.
الكوفة: استعمل عليها أبو العباس عمه داود بن علي بن عبد الله بن عباس ثم عزله وبعثه فصلى بالموصل، وولى الكوفة عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس حتى مات أبو العباس.
مكة: ولاها داود بن علي مع المدينة، فمات داود.
واستخلف ابنه موسى بن داود فعزله أبو العباس.
وولى خاله زياد بن عبيد الله الحارثي مع المدينة والطائف، فولاها زياد بن عبيد الله ابن أخيه علي بن الربيع حتى مات أبو العباس.
__________
(1) هو عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة: وهزارمرد: تعني ألف رجل.
أنظر الكامل لابن الاثير 5 / 30 ط.
المنيرية.
(*)(1/333)
المدينة: بعث عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس من دمشق عند د خوله إياها يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس إلى المدينة، فخرج عنها واليها يوسف بن عروة بن محمد بن عطية.
ثم ولاها أبو العباس عمه داود بن علي مع مكة والطائف، فوليها أربعة أشهر ثم مات واستخلف ابنه موسى بن داود، فعزله أبو العباس وولى خاله زياد بن عبيد الله، فقدم المدينة في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين ومائة، فلم يزل عليها حتى مات أبو العباس.
اليمن: جمعها أبو العباس لداود بن علي فولاها داود، ثم وليها عمر بن عبد الحميد الخطابي، ثم ولاها أبو العباس ابن خاله محمد بن يزيد بن عبيد الله فمات.
فجمعها أبو العباس لخاله زياد بن عبيد الله، فولاها زياد ابن أخيه علي بن الربيع.
ثم عبد الله بن الربيع حتى مات أبو العباس.
وقد وليها في خلافة أبي العباس عمر بن عبد الحميد الخطابي.
خراسان: أقام بها أبو مسلم.
سجستان: بعث أبو مسلم مالك بن الهيثم من أهل خراسان، فأخرج أهل الشام منها، ثم بعث عمر بن العباس بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة، ثم بعث اسماعيل [ 287 و ] بن عمرو (1).
السند: بعث أبو العباس رجلا من بني تميم يقال له: مغلس، فأخذه منصور بن جمهور أسيرا وقتل عامة أصحابه، فوجه أبو العباس موسى بن كعب المرئي، فلقيه منصور بقندابيل، فقتل منصورا ودخل المنصورة موسى بن كعب، فلم يزل عليها حتى مات أبو العباس.
البحران: المسبح بن الحواري بن زياد بن عمرو العتكي، ثم عبد الله بن سليمان بن المنذر بن الجارود، ثم عمر بن حفص هزارمرد.
اليمامة: داود بن علي فمات فولى السري بن عبد الله بن الحارث بن
العباس بن عبد المطلب.
الجزيرة: لما هزم مروان من الزاب سار عبد الله بن علي ودخلها، ثم استخلف موسى بن كعب المرئي.
ثم ولى أبو العباس أخاه أبا جعفر الجزيرة
__________
(1) تقدم أنه ابن عمران.
(*)(1/334)
وأرمينية وأذربيجان، ثم أمره أن يسير إلى مكة فيقيم الحج، فسار واستخلف مقاتل بن حكيم العتكي حتى مات أبو العباس.
الصائفة: النضر بن يريم.
ثم صالح بن علي.
الموسم: اثنتين وثلاثين داود بن علي.
ثلاث وثلاثين زياد بن عبيد الله الحارثي.
أربع وثلاثين عيسى بن موسى.
خمس وثلاثين سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس.
ست وثلاثين أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي أمير المؤمنين.
القضاء قضاء البصرة: بعث أبو جعفر في خلافة أبي العباس الحجاج بن أرطاة الفقيه النخعي قاضيا على البصرة، فقضى أشهرا، ثم قدم سليمان في أول سنة ثلاثة وثلاثين، فعزل الحجاج وأعاد عباد بن منصور، ثم عزله.
وولى سوار بن عبد الله.
وعمر بن عامر السلمي فكانا يقعدان جميعا، فاستعفي سوار فأعفاه.
وولي عمر بن عامر فمات عمر.
فولى طلحة بن إياس العدوي عدي الرباب، ثم عزله.
وأعاد عباد بن منصور حتى مات أبو العباس.
الكوفة: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى حتى مات أبو العباس.
المدينة: ولى زياد بن عبيد الله بن أبي سبرة سنة [ 288 ظ ] ست وثلاثين ومائة.
شرط أبي العباس: عبد الحبار بن عبد الله الأزدي.
الخاتم والحرس: أسد بن عبد الله بن مالك الخزاعي.
حاجبه: أبو عمارة (1) مولاه.
وفي هذه السنة وهي سنة ست وثلاثين ومائة: خلع عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس ودعا إلى نفسه.
وفيها حج أبو مسلم وقد كان أبو العباس كتب إلى عبد الله بن علي بغزو بلاد الروم والسياحة فيها، فأتى عبد الله دابقا فعسكر بها، وتوافت إليه الجنود وأتته وفاة أبي العباس.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ أبو غسان).
وهكذا جاء في تاريخ اليعقوبي 2 / 361.
ط.
بيروت.
(*)(1/335)
وفيها مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن مولى آل المنكدر، وعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد، وعروة بن رؤيم، والعلاء بن الحارث من أهل الشام.
وعبد الله بن عمير اللخمي من أهل الكوفة حليف لبني عديس بن كعب.
وفيها قتل موسى بن كعب منصور بن جمهور بقندابيل لليلتين بقيتا من شهر رمضان.
وفي سنة ست وثلاثين ومائة: قدم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك أرض المغرب.
وفى سنة سبع وثلاثين ومائة لقي أبو مسلم عبد الله بن علي فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم عبد الله بن علي فأتى البصرة، وبعث أبو جعفر إلى أبي مسلم أن احتفظ بما في يديك، فغضب أبو مسلم وتوجه إلى خراسان، فبعث أبو جعفر سلمة بن سعيد بن جابر وكان صهر أبي مسلم كانت خالته تحت أبي مسلم فلحق أبو مسلم 0 قبل أن يدخل الري، فسأله القدوم
على أبي جعفر، فقدم معه وأبو جعفر بالمدائن، فقتله أبو جعفر بالرومية، وذلك يوم الأربعاء لأربع بقين من شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة.
فسمعت يحيى بن المسيب قال: قتله وهو في سرادقات، ثم بعث إلى عيسى بن موسى فأعلمه ذلك، وأعطاه الرأس والمال فخرج به ونثر الأموال فتشاغل الناس بها، ويقال: بعث أبو جعفر جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله إلى أبي مسلم.
وفيها استغوى سنقاذ أهل الري فانتقضوا.
قال أبو عبيدة: فبعث إليهم أبو جعفر محمد بن الأشعث، فقتلهم وسبى ذراريهم ويقال: جمهور بن مروان (1) العجلي.
وفيها عزل أبو جعفر سليمان بن علي
__________
(1) في حاشية الاصل: (غ.
مرار) وهكذا جاء في تاريخ اليعقوبي 2 - 368.
ط.
بيروت.
(*)(1/336)
عن البصرة، وولاها سفيان بن معاوية فقدم سفيان في شهر رمضان، فقتل ابن المقفع.
[ 289 و ] وفيها قدم بعبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس.
وأقام الحج اسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس، ولم تك تلك السنة صائفة.
وفيها مات حصين بن عبد الرحمن.
وعاصم بن كليب.
وأسد بن وداعة بالشام.
وفي أول خلافة أبي جعفر: مات العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة وسليمان بن سحيم.
سنة ثمان وثلاثين ومائة فيها خرج ملبد بن حرملة أحد بني أبي ربيعة بالموصل، فوجه إليه أبو جعفر خازم بن خزيمة فقتله،
ويقال: خرج ملبد سنة سبع وثلاثين ومائة.
وفيها غزا صالح بن علي فنزل دابق، وأقبل قسطنطين بن إليون طاغية الروم في مائة ألف، فلقيه صالح فقتل وسبى وخرج سالما.
وأقام الحج الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها عزل أبو جعفر سفيان بن معاوية عن البصرة وولاها عمر بن حفص هزامرد.
وفيها قتل عبد الرحمن بن حبيب الفهري بإفريقية، قتله الياس بن حبيب وأخوه عبد الوارث.
سنة تسع وثلاثين ومائة خرج جعفر بن حنظلة البهراني، فأتى ملطية وهي خراب فعسكر، وخرج عبد الواحد فأتى ملطية فزرع وطبخ كلسا كثيرا، ثم قفل فوجه الطاغية فحرق الزرع.
وأقام الحج العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
وفيها مات يونس بن عبيد، وداود بن أبي هند مصدر الناس عن الحج، ويزيد بن أسامة بن الهادي، وعبد ربه بن سعيد أخو يحيى بن سعيد، وعمرو بن المهاجر بالشام.(1/337)
سنة أربعين ومائة فيها كتب أمير المؤمنين أبو جعفر إلى صالح بن علي يأمره ببناء مدينة المصيصة، فوجه جبريل بن يحيى فرابط بها حتى بناها وفرغ منها سنة إحدى وأربعين ومائة.
وفيها وجه أبو جعفر [ 290 ظ ] عبد الوهاب بن ابراهيم بن محمد بن علي لبناء ملطية، فأقام عليها سنة حتى بناها وأسكنها الناس.
وأقام الحج أبو جعفر أمير المؤمنين.
وفيها مات مطرف بن طريف مولى بني الحارث بن كعب، وأبو إسحاق الشيباني، وأبو العلاء أيوب بن مسكين (1) وعمارة بن غزية.
ومات قبل الأربعين ومائة سلمة بن علقمة المازني، وعثمان بن
حكيم.
ويعقوب بن عبد الرحمن (2) مولى الحرقة، وعثمان بن عروة بن الزبير بن العوام.
وبعد الأربعين شريك بن أبي نمر.
وموسى وابراهيم ابنا عقبة، وسعد بن إسحاق.
سنة إحدى وأربعين ومائة فيها خرج العبيد بالبصرة وسوار بن عبد الله على القضاء والصلاة والمعونة، فخرج إليهم حفص بن النضر السلمي، وهو على شرطة سوار فقتل العبيد.
وفيها ولى أبو جعفر محمد بن أبي عيينة البحر، فنزل مدينة قيس (3) جزيرة
__________
(1) ثمة حاشية غير واضحة.
(2) في حاشية الاصل: (انظر هل هو أخو العلاء بن عبد العلاء بن عبد الرحمن المذكورة وفاته أول خلافة ابي جعفر في أعلى ظهر هذه الورقة فاني...ويعقوب هذا).
ولم أقف ليعقوب المذكرو على ترجمة فيما بين يدي من مصادر وأما العلاء فمترجم في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3 / 1 / 1974 وتاريخ الاسلام للذهبي 5 / 282.
وليس فيهما ما يفيد أن له أخا يدعى يعقوب.
هذا وحين ترجم ابن سعد في طبقاته 5 / 309.
لعبد الرحمن بن يعقوب قال عنه: " هو أبي العلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة ".
ولم يذكر أن له ولدا يدعى يعقوب.
(3) في مراصد الاطلاع: جزيرة في بحر عمان وتسمى كيس دروها أربعة فراسخ مدنية مليحة المنظر ذات وعمارات جيدة وهي مرفأ مراكب الهند وبر فارس وبها مغاص اللؤلؤ.
(*)(1/338)
في البحر، فأتته مراكب الميذ، فلم يخرج إليهم وخرج ابنه فقتل في جماعة المسلمين، وخلى ابن أبي عيينة المدينة فخربها العدو فهي خراب إلى اليوم.
وفيها مات سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وأبان بن تغلب.
وسعد بن سعيد بن قيس أخو يحيى بن سعيد.
وأقام الحج صالح بن علي بن عبد الله بن عباس.
سنة اثنتين وأربعين ومائة فيها وجه أبو عون وهو والي مصر العوام بن عبد العزيز البجلي في ألف فارس، فوجه إليه أبو الخطاب الإباضي واسمه عبد الملك بن السمح مولى معافر مالك بن سميران فالتقوا بطرابلس، فهزم العوام وقتل عامة أصحابه.
وفيها قدم المنصور أمير المؤمنين أبو جعفر البصرة، فنزل عسكره بجسر الأكبر وأقام الحج اسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها مات خالد بن مهران الحذاء بالبصرة.
والحسن بن عمرو الفقيمي، والحسن بن عبيد الله.
وحبيب بن أبي عمرة كل هؤلاء بالكوفة.
وفيها ولى أبو جعفر معن بن زائدة اليمن.
[ 291 و ] وولى عمر بن حفص البصرة الولاية الثانية، ثم ولاه السند.
سنة ثلاث وأربعين ومائة فيها مات حميد بن مهران الطويل، وسليمان بن طرخان التيمي، كلاهما بالبصرة، وليث بن أبي سليم، وأشعث بن سوار.
ومجالد بن سعيد كلهم بالكوفة.
ويحيى بن سعيد الأنصاري ومحمد بن عمرو بن علقمة من أهل المدينة.
وسعيد بن إياس الجريري.
وحجاج الصواف بالبصرة.
وأقام الحج عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها وجه محمد بن الأشعث وهو على مصر أبا الأحوص العبدي في ستة آلاف إلى إفريقية، فنزل برقة فلقي أبا الخطاب الإباضي قريبا من برقة، فهزم أبو الأحوص ورجع إلى برقة، ومضى أبو الخطاب إلى طرابلس، فلقيه محمد بن الأشعث بلبدة، فقتل أبو(1/339)
الخطاب، ودخل ابن الأشعث القيروان.
وفيها ولى أبو جعفر عيسى بن عمرو السكسكي ويكنى أبا الجمل، ثم عزله وولى اسماعيل بن علي بن عبد الله بن
عباس، وعزل أبو جعفر الهيثم بن معاوية عن مكة وولى السري بن عبد الله، وعزل محمد بن خالد عن المدينة وولى رباح بن عثمان المري.
سنة أربع وأربعين ومائة فيها وجه صالح بن علي مسلمة بن يحيى أخا جبريل بن يحيى فبنى حصن أذ نة.
وأقام الحج أبو جعفر أمير المؤمنين.
وفيها ولى سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب البصرة.
وفيها ولى رياح بن عثمان المري المدينة.
وفيها مات عبد الله بن شبرمة الضبي وموسى الجهني، وعمرو بن عبيد بمران (1)، ومحمد وأنيس ابنا أبي يحيى.
واسحاق بن عبد الله بن أبي فروة.
وفيها أحدر أبو جعفر أمير المؤمنين عبد الله بن حسن بن حسن بن علي أبا محمد وإبراهيم.
وقبل خمس وأربعين مات الحجاج بن أرطاة وأبو حيان التيمي.
سنة خمس وأربعين ومائة فيها ولى صالح بن علي عيسى بن كثير النقاش، فغزا سلوقية ثم أتى طوانة، ثم أتى قرمة فقتل وسبى.
[ 292 ظ ] وفيها خرج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب بالمدينة في رجب، فشد رياح بن عثمان المري، وخرج إبراهيم بن عبد الله بالبصرة في أول ليلة من شهر رمضان، فبعث أبو جعفر عيسى بن موسى وعلى مقد مته حميد بن قحطبة فالتقوا.
وولي المد ينة كثير بن الحصين أحد بني عبدالدار، فاستقضى عبد العزيز بن المطلب، ثم عزله أبو
__________
(1) مران: موضع على أربع مراحل من مكة إلى البصرة وقبل بينة وبين مكة ثمانية عشر ميلا - مراصد الاطلاع.
(*)(1/340)
جعفر.
وولى عبد الله ابن الربيع الحارثي فاستقضى محمد بن عبد العزيز الزهري.
قال مسلمة بن ثابت: خرج إبراهيم بن عبد الله أول ليلة من شهر رمضان وخرجنا معه فأتى مقبرة بني يشكر، وتوافت إليه جماعة كنت فيهم، ثم سار حين أصبح فأتى دار الإمارة وبها سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب واليا، فسلم الدار من غير قتال.
فسمعت يسار بن عبيد الله قال: حضرت يومئذ وأقبل جعفر ومحمد ابنا سليمان بن علي في مواليهما ومن انضم إليهما نحو من ثلاثة آلاف، فوجه إبراهيم الطهوي (1) فلقيهما في سكة المربد حضرة مسجد الحرورية، فلم يلبث جعفر ومحمد أن انكشفا.
وسمعت أبا مروان قال: حضرتهم يومئذ وجعل أصحاب جعفر ومحمد ينضحونهم بالنبل.
قال: فنظرت إلى الطهوي وضع جبهته على قربوس سرجه وانتضى سيفه وشد على القوم، فضرب يد صاحب علمهم فأبانها وسقط العلم وانهزموا.
وصلى ابراهيم بالناس يوم الفطر، وأتاه نعي أخيه وهو على المنبر، ثم خرج ابراهيم عن البصرة واستخلف ابنه الحسن بن ابراهيم حتى أتى باجميرا (2) من سواد الكوفة، فلقيه عيسى بن موسى، فقتل إبراهيم في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة، وقتل معه بشير الرحال وجماعة كثيرة، وقد كان إبراهيم وجه المغيرة بن الفزع (3) التميمي أحد بني كعب بن سعد بن تميم إلى الأهواز، فأخذها بعد قتال شديد،
__________
(1) لم أستطع معرفة اسمه انظر مقاتل الطالبين لأبي الفرج الاصفهاني ص 318 - 323.
(2) المروف أن المكان الذي قصده ابراهيم هو باحمرا وهو موضع بين الكوفة وواسط وهو
إلى الكوفة أقرب وجاء في مراصد الاطلاع أن به قبر ابراهيم بن عبد الله بن حسن أما باجميرا فتقع دون تكريت إلى الموصل.
انظر تاريخ اليعقوبي 2 / 378.
ط.
بيروت.
الكامل لابن الاثير 5 / 19.
ط.
المنيرية.
ومقاتل الطالبيين ص 335.
(3) في حاشية الاصل: الفزع بإسكان الزاي: ابن عبد الله بن ربيعة بن جندل بن ثور به عامر بن أحيمر بن بهدلة بن عوف بن كعب بعد سعد بن زيد مناة بن تميم.
(*)(1/341)
ووجه إلى واسط فأخذها وتنازع سلمة بن عبد الحميد مولى بني راسب وسليمان بن مجاهد مولى بني ضبيعة، فغلب سليمان بن مجاهد وصلى بالناس يوم الجمعة، ولم يحضرها كبير أحد.
[ 293 و ] حدثنا خليفة قال: حدثني أبي أن أباه أخبره أنه شهد الجمعة فلم يصل في المسجد تمام صف، ثم قدم جعفر بن سليمان بن علي، فصلى بالناس يوم النحر، وأقام السري بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الحج للناس.
وفيها مات حبيب بن الشهيد بالبصرة.
واسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي بالكوفة.
وعمرو بن ميمون من أهل الجزيرة، وعبيد الله بن عمر من أهل المدينة، ويحيى بن الحارث الذ ماري من أهل الشام.
ومحمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب.
سنة ست وأربعين ومائة أقام الحج عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها مات عوف بن أبي جميلة الأعرابي، وأشعث بن عبد الملك الحمراني، وهشام بن عروة بن الزبير ببغداد، وأجلح الكندي، ومحمد بن السائب الكلبي.
وفيها عزل أبو جعفر عبد الله بن الربيع الحارثي عن المدينة،
وولى جعفر بن سليمان بن علي فأقر محمد بن عبد العزيز على القضاء.
وفيها ولي أبو جعفر سلم بن قتيبة البصرة يسيرا، ثم عزله.
وولى محمد بن سليمان، ثم عزله وولى محمد بن أبي العباس، فلقبه أهل البصرة أبا الدبس.
ومات عمر بن عبد الله مولى غفرة بنت رباح أخت بلال بن رباح بعد الهزيمة.
وفيها عزل علي بن موسى عن الكوفة ووليها محمد بن سليمان بن علي.
سنة سبع وأربعين ومائة فيها بايع أبو جعفر لابنه المهدي، وخلع عيسى بن موسى، وكان ولي عهد بعد أبي جعفر، ووجه أبو جعفر عبد الله بن عبد الرحمن المسعودي إلى البصرة في بيعة المهدي.(1/342)
وفي هذه السنة تساقطت النجوم.
وأقام الحج أبو جعفر أمير المؤمنين.
وفيها مات هشام بن حسان القردوسي بالبصرة وعثمان بن الأسود بمكة.
ويزيد بن أبي عبيد (1).
وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ويقال: سنة ثمان وأربعين.
وقبل ثمان وأربعين: مات حسين المعلم.
94 م ظ، وعثمان البتي.
وحبيب بن شهاب العنبري.
سنة ثمان وأربعين ومائة فيها أقام الحج جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين أبو عيسى بن جعفر بن أبي جعفر.
وفيها دخل الميذ من البحر فأتوا دجلة البصرة.
وفيها مات سليمان بن مهران الأعمش.
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وجعفر بن محمد بن علي بن حسين.
ومحمد بن عجلان مولى فاطمة بنت عتبة.
سنة تسع وأربعين ومائة
فيها وجه أبو جعفر الحسن بن قحطبة، فأتى كمخ من بلاد الجزيرة فامتنعوا، فقفل ولم يصنع شيئا.
وفيها خرج أشناشيش (2)، فوجه إليه أمير المؤمنين جبريل بن يحيى، ومعاذ بن مسلم فهزمهما.
وفيها دخل الميذ مهلبان في دجلة البصرة.
وفيها لقي العدو أبا جيفر بخار ك (3) فأصيب هو وأهل مركبه.
وفيها مات زكريا بن
__________
(1) في حاشية الاصل: (يزيد هذا مولى سلمة بن الاكوع).
(2) جاء اسمه في الكامل لابن الأثير 5 / 28.
ط.
المنيرية.
استناذسيس وقد خرج في أهل هرة وباذغيس وسجستان وغيرها من خراسان وغلب على عامة خراسان وهزم عدة جيوش وجهت للقضاء عليه إلى أن تمكن خازم بن خزيمة من هزيمته والقبض عليه وذلك سنة إحدى وخمسين ومائة.
ويقال انه ادعى البنوة وأنه جد الخليفة المأمون أبو أمه مراجل.
(3) في مراصد الاطلاع.
بخارك: جزيرة في وسط بحر فارس وهي جبل عال في وسط البحر إذا خرجت المراكب من عبادان وطابت لها لاريح وصلت إليها في يوم وليلة.
يقابلها في البر جناية ومهروبان.
بها قبر ومشهد يزعمون أنه قبر محمد بن الحنفية.
(* ((1/343)
أبي زائدة، وكهمس بن الحسن، وثابت بن عمارة، وعمران بن حدير، والمثنى بن الصباح.
والوضين بن عطاء، وحرام بن عثمان الأنصاري.
سنة خمسين ومائة فيها أقام الحج عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
وفيها مات إبراهيم بن يزيد الخوزي (1).
وفيها مات عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
وأبو حنيفة النعمان بن ثابت.
وفيها قتل أشناشيش.
وفيها خرج عقبة بن سلم عن البصرة، واستخلف ابنه نافع بن عقبة فعزله وولى جابر بن توبة الكلابي.
سنة إحدى وخمسين ومائة
فيها دخل الميذ دجلة البصرة، فتلقاهم أبو عبيدة السعدي.
وفيها أقام الحج محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي.
وفيها مات عبد الله بن عون، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي.
وعبد الله بن عامر الأسلمي من أهل المدينة.
وفيها قتل معن بن زائدة بسجستان، قتلته الخوارج غيلة ولم تك صائفة.
سنة اثنتين وخمسين ومائة أقام الحج أبو جعفر المنصور [ 295 و ] أمير المؤمنين.
وغزا الصائفة عبد الوهاب بن محمد فلم يدرب.
وفيها عزل جابر بن توبة عن البصرة.
وولي يزيد بن منصور شهرا ثم عزل، وولي أبو الجمل الولاية الثانية.
وفيها مات محمد بن إسحاق صاحب السيرة، وصالح بن رستم الخزاز أبو عامر.
وطلحة بن عمرو الحضرمي، وعباد بن منصور.
__________
(1) في حاشية الاصل: (سمي الخوزي لأنه كان ينزل بشعب الخوز وهو موضع بمكة.
وهو ضعيف لاحديث.
) (*)(1/344)
سنة ثلاث وخمسين ومائة أقام الحج المهدي بن أمير المؤمنين.
وفيها دخل الميذ نهر الأمير بدجلة البصرة فقتلوا وسبوا.
حدثني نضلة: أنه شهدهم يوم نهر الأمير وقاتلهم وجماعة معه حتى صاروا إلى بوارجهم (1) واستنقذوا ما في أيديهم.
وفيها مات هشام بن أبي عبد الله الدستواني، وأبو مكين نوح بن جعونة (2).
وأبان بن صمعة.
وفطر بن خليفة.
ومحل بن محرز.
والحسن بن عمارة.
ومسعر بن كدام.
ومعمر بن راشد.
وعبد الحميد بن جعفر.
وأسامة بن زيد.
والضحاك ابن عثمان.
وموسى بن عبيدة.
وثور بن زيد.
وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
وولي الصائفة معيوف بن يحيى
فلم يدرب.
ومات بكير بن مسمار.
وبردان بن سالم واسمه إبراهيم.
سنة أربع وخمسين ومائة فيها مات قرة بن خالد السدوسي، وعلي بن صالح بن حي.
والحكم بن أبان باليمن، ومحمد بن عمران بن ابراهيم بن طلحة بن عبيد الله مات قاضيا.
وعبيد الله بن عبد الله بن موهب، وعبد الله بن نافع مولى ابن عمر.
وجعفر بن برقان بالجزيرة.
وعمر بن اسحاق أخو محمد بن اسحاق صاحب السيرة.
وربيعة بن عثمان بن عثمان بن عبد الله بن موسى.
وعاصم بن عمر بن حفص.
وولى أبو جعفرالصائفة زفر بن عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي، فدخل المصيصة حتى القزة وبث السرايا فغنم وخرج من درب مرعش.
__________
(1) في حاشية الاصل: (البوارج: ضرب من سفن البحر واحدتها بارجة تنخذ للقاتل.
وقيل ما فلان إلا بارجة أي قد جمع فيه السوء).
(2) في حاشية الاصل: (المعروف بن ربيعة).
وهذا صحيح يؤيده ما جاء في الحرج والتعديل لا بن أبي حاتم 4 / 22006 - 2215.
" أبو مكين بصري ثقة.
اسمه نوح بن ربيعة.
" (*)(1/345)
سنة خمس وخمسين ومائة فيها ولى شهاب بن عبد الملك البحر.
وفيها خرج يزيد بن أسيد السلمي هي غزاة داذقشة بناحية بحر الخرز.
[ 296 ظ ] وفيها عزل عبد الملك بن الهيثم النميري وولى الهيثم بن معاوية وأخذ أهل البصرة بالخندق.
وفيها مات نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام.
وعمران بن أبي عاتكة مولى عمر بن الخطاب، كان ثقة في الحديث.
سنة ست وخمسين ومائة فيها عزل الهيثم بن معاوية عن البصرة وولى سوار مع القضاء، فمات سوار
ابن عبد الله في آخر ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائة، وصلى عليه ابن دعلج وصلى بالناس عبيد الله بن الحسن.
وفيها مات سعيد بن أبي عروبة، وعبد الحكم بن أبي فروة.
وأفلح بن سعيد.
وأقام الحج العباس بن محمد.
وغزا زفر بن عاصم الهلالي بلاد الروم، فأغار على قنبة وقوبية.
سنة سبع وخمسين ومائة فيها أقام الحج ابراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وغزا الصائفة يزيد بن أسيد السلمي فغنم وسلم.
وفيها ولي عبيد الله بن الحسن قضاء البصرة والصلاة.
وابن دعلج على الأحداث حتى مات أبو جعفر.
وفيها مات عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ومصعب بن ثابت، وعمر بن صهبان مولى أسلم.(1/346)
سنة ثمان وخمسين ومائة حضر الحج أمير المؤمنين أبو جعفر، فمات بمكة قبل التروية يوما ببئر ميمون، وذلك يوم...لسبع خلون من ذي الحجة (1).
ومات مالك بن مغول في ذي الحجة.
وأفلح بن حميد، وقد كان وجه معيوف بن يحيى إلى الروم فأدرب من درب الحدث، وقفل من درب الراهب سالما.
حدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده، وعبد الله بن مغيرة عن أبيه، وأبو اليقظان وغيرهم قالوا: ولد أبو جعفر بالحميمة من أرض الشام ومات ببئر ميمون يوم...(2) لسبع خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين مائة وهو ابن
أربع وستين سنة، وصلى عليه عيسى بن موسى، ويقال: ابراهيم بن يحيى بن محمد.
قال عبد العزيز: ولد سنة خمس وتسعين، ومات آخر سنة ثمان وخمسين ومائة وهو ابن اثنتين وستين، وكانت ولايته اثنتين وعشرين سنة إلا ستة أيام.
وبويع محمد [ 297 و ] ابن أمير المؤمنين المهدي، وأمه أم موسى ابنة منصور امرأة من حمير.
وأقام الحج ابراهيم بن يحيى بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها غزا معيوف بن يحيى فقتل وسبى.
سنة تسع وخمسين ومائة فيها مات عبد العزيز بن أبي رواد مولى المغيرة بن المهلب، ومالك بن مغول.
وعكرمة بن عمار اليمامي.
ويونس بن أبي إسحاق السبيعي.
ومحمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب من بني عامر بن لؤي بالكوفة.
ومات مخرمة ابن عبد الله بن الأشج في أول خلافة المهدي.
وهشام بن سعد أيضا في أول خلافة المهدي وهو مولى أل أبي لهب.
__________
(1) بياض في الاصل، وفي البداية والنهاية لابن كثير 10 / 121.
" توفي ليلة السبت لست مضين من ذي العقدة ".
(2) بياض في الاصل.
(*)(1/347)
وأقام الحج يزيد بن منصور خال المهدي.
ودخل العباس بن محمد وبث سراياه فقفل غانما سالما.
سنة ستين ومائة فيها خرج يوسف الندم (1) بخراسان، فلقيه سعيد بن مسلم بن قتيبة بن مسلم ابن عمرو، فهزمه سعيد واستباح عسكره.
وأقام الحج المهدي أمير المؤمنين.
الصائفة: ثمامة بن الوليد بن القعقاع بن خليد العبسي فغنم وسلم.
وفيها مات شعبة بن الحجاج، والربيع بن صبح.
وخليفة بن خياط (2).
وأيوب بن عتبة.
وفيها عزل محمد بن عبد الملك بن أيوب عن البصرة، وولاها محمد بن سليمان، وعزل عبد الصمد بن علي وولى جعفر بن سليمان مع مكة والطائف.
واستقضى المهدي على مكة عبد الله بن محمد بن عزان التيمي.
ومحمد بن يعقوب الأنصاري.
تسمية عمال أبي جعفر المدينة: أقر عليها زياد بن عبيد الله الحارثي، ثم عزله سنة إحدى وأربعين ومائة.
وولاها محمد بن خالد بن عبد الله القسري ثم عزله سنة ثلاث وأربعين وولى رياح بن عثمان المري فخرج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن ابن علي بن أبي طالب في رجب سنة خمس وأربعين، فشد رياح بن عثمان، فوجه أبو جعفر عيسى بن موسى بن علي فقتل محمد بن عبد الله.
وولى المدينة كثير بن الحصين أحد بني عبد الدار فولي شهرا، ثم عزله.
وولى عبد الله بن الربيع الحارثي، ثم عزله أبو جعفر سنة ست وأربعين.
[ 298 ظ ] وولى جعفر بن سليمان بن علي
__________
(1) في حاشية الاصل: (غ.
البرم) وكذا ورد في تاريخ اليعقوفي 2 / 397.
ط.
بيروت.
(2) في حاشية الاصل: (هذا هو جد واضع الكتاب.
) (*)(1/348)
بن عبد الله بن عباس، ثم عزله سنة تسع وأربعين ومائة.
وولى عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
مكة: أقر عليها زياد بن عبيد الله الحارثي مع ولاية المدينة، ثم عزله سنة إحدى وأربعين ومائة.
وولى العباس بن عبد الله بن معبد بن عباس، ثم عزله.
وولى اسماعيل بن أيوب المخزومي، ثم عزله.
وولى الهيثم بن معاوية العتكي في سنة
إحدى وأربعين ثم عزله.
وولى السري بن عبد الله بن الحارث سنة ثلاث وأربعين، ثم عزله.
وولى عبد الصمد بن علي ثم عزله.
وولى محمد بن عبد الله الكثيري حتى مات (1).
اليمن: أقر عليها عبد الله بن الربيع الحارثي، ثم عزله وولى معن بن زائدة الشيباني في سنة اثنتين وأربعين ومائة، ثم عزله.
وولى الحجاج بن منصور، ثم عزله.
وولى الفرات بن سالم.
ثم ولاها يزيد بن منصور حتى مات أبو جعفر.
البصرة: أقر عليها سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم عزله.
وولى سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب، فقدم في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين، ثم عزله.
وولى عمر بن حفص هزارمرد سنة ثمان وثلاثين ومائة، ثم عزله سنة أربعين ومائة.
وولى عبد العزيز بن عبد الرحمن الأزدي، ثم عزله.
وولى سوار بن عبد الله مع القضاء، ثم عزله وولى عمر بن حفص هزارمرد الثانية في سنة اثنتين وأربعين ومائة، ثم ولاه السند.
وولى أبا الجمل عيسى بن عمرو السكسكي، ولاه البصرة سنة ثلاث وأربعين ومائة، ثم عزله وولى اسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس في هذه السنة أيضا سنة ثلاث وأربعين ومائة، فخرج اسماعيل واستخلف محمد بن سليمان بن علي، ثم عزله.
وولى سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب، فخرج إلى أبي جعفر.
واستخلف ابنه المغيرة بن سفيان.
ثم قدم سفيان وخرج ابراهيم بن عبد الله في شهر رمضان، فسلم إليه سفيان من غير قتال.
ثم خرج إبراهيم من البصرة في شوال واستخلف ابنه الحسن بن ابراهيم، وقتل [ 299 و ] ابراهيم في ذي القعدة وغلب على البصرة
__________
(1) في حاشية الاصل: (أي مات أبو جعفر).
(*)(1/349)
سليمان بن مجاهد مولى لبني ضبيعة، ثم قدم جعفر بن سليمان فصلى بالناس يوم النحر.
ثم ولى أبو جعفر سلم بن قتيبة فولى شهرين، ثم عزله.
وولى محمد بن أبي العباس فلقبه أهل البصرة أبا الد بس، وذلك سنة ست وأربعين.
ثم خرج محمد بن أبي العباس سنة تسع وأربعين، واستخلف عقبة بن سلم الهنائي فأقره أبو جعفر.
ثم خرج عقبة بن سلم سنة خمسين، واستخلف ابنه نافع بن عقبة، فعزله وولى جابر بن توبة (1) الكلابي، ثم عزله وولى يزيد بن منصور سنة اثنتين وخمسين فولي شهرا، ثم عزله.
وولى عيسى بن عمرو أبا الجمل الولاية الثانية، ثم عزله.
وولى عبد الملك بن أيوب النميري سنة...(2) وخمسين ثم عزله فولى الهيثم بن معاوية سنة خمس وخمسين، ثم عزله.
وولى سوار بن عبد الله الصلاة وابن دعلج (3) على الأحداث سنة خمس وخمسين ومائة، فمات سوار في آخر سنة ست وخمسين ومائة في آخر ذي الحجة، وصلى بالناس عبيد الله بن الحسن، فأقره أبو جعفر على الصلاة.
الكوفة: أقر عليها عيسى بن موسى، ثم عزله سنة تسع وثلاثين وولى محمد ابن سليمان ثماني سنين، ثم عزله وولى عمرو بن زهير أخا المسيب بن زهير حتى مات أبو جعفر.
خراسان: ولها وليها بعد أبي مسلم أبو داود من بني ذهل، ثم عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي، ثم خازم بن خزيمة ناحية.
وجبريل بن يحيى ناحية، ثم أسد بن عبد الله، ثم عبد الله بن مالك الخزاعي، ثم أبو عون الحمصي، ثم حميد بن قحطبة مات بها.
واستخلف ابنه عبد الله (4) بن حميد.
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف غ.
جابر بن يزيد).
وقد سبق أن جاء اسمه جابر بن توبة في حوادث سنة خمسين ومائة وكذا جاء في تاريخ الكامل لابن الاثير 5 / 34.
ط.
المنيرية.
(2) بياض في الاصل.
وجاء في تاريخ الكامل لابن الاثير 5 / 37.
أنه عينه سنة أربع
وخمسين ومائة.
(3) هو سعيد بن دعلج، أنظر عمال المهدي على البصرة ثم على خراسان.
(4) في حاشية الاصل: (ف.
غ ابنه عبيدالله).
ولم أجد لحميد بن قطبة ولدا اسمه عبيد الله وانما وجدت له عبد الله وقد ورد ذكره في تاريخ اليعقوبي 2 / 438.
(*)(1/350)
سجستان: من عمال أبي جعفر عليها: ابراهيم بن حميد بن محمد المروروذ ي ومعن بن زائدة قتل بها سنة إحدى وخمسين ومائة، واستخلف معن يزيد بن مزيد، فعزله المهدي في ولاية أبي جعفر.
وولى تميم بن عمر من بني تيم اللات بن ثعلبة، ثم عزله.
وولى عبيد الله بن العلاء حتى مات أبو جعفر.
السند: موسى بن كعب ثم شخص واستخلف ابنه عيينة بن موسى فلم يزل واليا حتى قدم عمر بن حفص هزارمرد سنة ثلاث وأربعين ومائة، فلم يسلم إليه عيينة وحاربه فحاصره [ 300 ظ ] عمر بالمنصورة أحد عشر شهرا، ثم سأله عيينة الصلح على أن يشخص عنها فصالحه فشخص عنها عيينة.
واستقامت البلاد لعمر بن حفص، ثم كتب إليه أبو جعفر يأمره بالشخوص، فشخص واستخلف أخاه لأمه جميل بن صخر ثم عزله.
وولى هشام بن عمرو التغلبي، ثم شخص إلى أبي جعفر.
واستخلف أخاه بسطام بن عمرو ثم عزله أبو جعفر.
وولى سعيد (1) بن الخليل رجلا من بني تميم، فمات بالمنصورة.
واستخلف ابنه محمد بن سعيد (2) فلم يزل عليها حتى مات أبو جعفر.
البحران: من عمال أبي جعفر عليها عبد ربه بن شريك بن عبد ربه، و عقبة بن سلم.
ويزيد بن عوانة (3) الهلالي.
اليمامة: قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس.
الجزيرة: كان أبو جعفر ولاها مقاتل بن حكيم العكي في خلافة أبي
العباس، ثم سار عبد الله بن علي بعد موت أبي العباس، فحصر مقاتل بن حكيم في مدينة حران حتى د فعها على صلح، فبعث أبو جعفر أبا مسلم إلى عبد الله بن علي فالتقوا بنصيبين في جمادى سنة سبع وثلاثين ومائة، فانهزم عبد الله بن علي.
فولى أبو جعفر الجزيرة مخارق بن العقار.
ثم ولى حميد بن قحطبة.
ثم العباس بن
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
معبد) وكذا ورد في تاريخ الكامل لابن الاثير 5 / 41.
ط.
المنيرية.
(2) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
ابن معبد).
(3) في حاشية الاصل (ف.
غ يزيد بن عبد الله الهلالي).
(*)(1/351)
محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم موسى بن سليم رجل من أهل خراسان، ثم موسى بن مصعب مولى اليمن.
إفريقية: قتل عبد الرحمن (1) سنة ثمان وثلاثين ومائة، وبايع الناس العباس ابن حبيب فحاربه عيينة بن عبد الرحمن بن حبيب، فقتل العباس ودخل القيروان في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين ومائة، فثار عاصم بن جميل فخرج حبيب بن عبد الرحمن من القيروان فولى أهل إفريقية حميد بن حريث المعافري وكان قاضيهم، ثم دخلها عاصم بن جميل في المحرم سنة أربعين ومائة ثم قتل عاصم ابن جميل، ثم د خلها عبد الرحمن بن خالد بن عمران بن أيوب السهمي سنة إحدى وأربعين ومائة، فقتله مكرز بن جميل بن عبد الملك بن أبي الجعد وثار أبو الخطاب الأباضي فقتل مكرزا ودخل القيروان وأخذ بيعة الناس، فولى أبو جعفر محمد بن الأشعث فقتل أبا الخطاب سنة ثلاث وأربعين ومائة، ثم ثار به الجند فأخرجوه وولوا عيسى بن موسى [ 301 و ] قائدا من قواد أبي جعفر، فعزله أبو جعفر.
وولى الأغلب بن سالم من بني تميم، فثار به الحسن بن حرب الكندي
فقتل الأغلب، ثم قتل المخارق بن عقار الطائي وغلب عليها، فكتب إليه أمير المؤمنين بولايته.
ثم ولاها أبو جعفر عمر بن حفص هزارمرد فأقام بها زمانا، ثم قتل.
فقام بأمر الناس أخوه لأمه جميل بن صخر.
ثم حاربه أبو حاتم رجل من البربر زمانا، ثم أعطاه أبو حاتم أمانا وصارت إفريقية في يد أبي حاتم.
فوجه أبو جعفر يزيد بن حاتم، فهزم أبا حاتم ونفاه عن البلاد حتى مات أبو جعفر.
القضاء البصرة: استقضى أبو جعفر سوار بن عبد الله العنبري سنة، ومات آخر سنة ست وخمسين، فولى أبو جعفر عبيد الله بن الحسن العنبري.
__________
(1) في حاشية الاصل: (يعني بعبد الرحمن عبد الرحمن بن حبيب الفهري.
الغالب كان على افريقية حتى قتل).
(*)(1/352)
الكوفة: أقر عليها ابن أبي ليل ى فمات سنة ثمان وأربعين ومائة، فاستقضى أبو جعفر عبد الرحمن بن عبد الله (1) بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ثم شريك بن عبد الله النخعي حتى مات أبو جعفر.
المدينة: كان عليها ابن أبي سبرة، ثم ولي المدينة محمد بن خالد بن عبد الله القسري سنة إحدى وأربعين ومائة فاستقضى عبد العزيز بن المطلب، ثم عزل محمد بن خالد سنة ثلاث وأربعين ومائة وولى رياح بن عثمان المري فأقرعبد العزيز بن المطلب، ثم ولي كثير بن حصين أحد بني عبد الدار، فأقر عبد العزيز بن المطلب، ثم عزل أبو جعفر كثيربن الحصين وولى عبد الله بن الربيع الحارثي فأقر عبد العزيز بن المطلب، ثم عزل أبو جعفر عبد الله بن الربيع في سنة ست وأربعين وولى جعفر بن سليمان بن علي فأقر عبد العزيز بن المطلب على القضاء.
ثم عزل أبو جعفر جعفر بن سليمان بن علي وولى الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
في شهر رمضان سنة تسع وأربعين ومائة، فاستقضى عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر فتوفي عبد الله بن عبد الرحمن فاستقضى الحسن بن عمران التيمي ثم عزله.
وولى ربعيا المخزومي أياما، ثم عزله.
وولى الكثيري، ثم عزل أبو جعفر الحسن بن محمد.
وولى عبد الصمد بن علي بن عبد الله في سنة خمس وخمسين ومائة [ 302 ظ ] فاستقضى عبد الصمد عبد الله بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
الموسم: كتبنا في تاريخ السنين كل سنة من قام بالحج.
الشرط: شرط أبي جعفر عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي.
ثم المسيب ابن زهير الضبي، وكان حمزة (2) يسير بين يديه بالحربة، والمسيب بن علي العدوي، ثم ضم الحربة إلى المسيب حتى مات أبو جعفر.
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما عبد الله ابن عيسى بن عبد الرحمن).
ذلك أن عبد الحرمن بن أبي ليلى كان يكنى أبا عيسى.
انظر طبقات ابن سعد 6 / 109.
ط.
بيروت.
(2) في حاشية الاصل: (هو حمزة بن مالك نسبه بعد هذا عند شرط المهدي.
(*)(1/353)
الرسائل: أبو أيوب المورياني (1).
كاتب الخراج: يزيد بن الفيض.
رسائل الفتوح: عبد الملك بن حميد.
بيوت الأموال: أبان بن صدقة حتى مات أبو جعفر.
الخزائن: سليمان بن مجالد فمات.
فولى ابن أخيه ابراهيم بن صالح بن مجالد حتى مات أبو جعفر.
ديوان جند خراسان وصوافي الأرض وأحوازها: عبد الملك بن حميد ثم عزله وولى على أرض البصرة عمارة بن حمزة، وعلى خراج الكوفة عمرو بن
صليع، ثم عزله.
وولى ثابت بن موسى، وعلى خراج الشام وجند الشام ابن رغبان.
وعلى زمام الجند: إسحاق بن صالح بن مجالد.
وعلى الحرس والخاتم: عثمان بن نهيك فمات عثمان فولى عيسى بن نهيك فمات عيسى فولى أبا العباس الطوسي.
وعلى ديوان الخاتم أبو منصور الكاتب من أهل خراسان.
حاجبه: عيسى بن نجيح مولاه، ثم أبو الخصيب مولاه، ثم الربيع مولاه.
ثم بويع المهدي محمد عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أمه أم موسى بنت منصور من حمير في آخر سنة ثمان وخمسين ومائة.
سنة إحدى وستين ومائة فيها خرج منخائل البطريق من ناحية درب الحدث فأتى عقبة حرتنا فظفر بأهلها، وأتى قرية عنزران فقتل وسبى وحرقها بالنار، ثم أتى مرعش وفيها عيسى بن علي مرابطا فخرج إليه سالم البرنسي فقاتله فلم يصل إلى شئ، ثم أتى جيحان
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو سليمان بن داود وقيل ابن مخلد وزير أبي جعفر المنصور ومولاه وكاتبه ويقال له المورياني لان الموريان كنيته لا نسبته).
وفي معجم البلدان لياقوت.
موريان: قرية من نواحى خوزستان واليها ينسب أبو أيوب المورياني وزيز المنصور.
انظر أيضا وفيات الاعيان لان خلكان كتاب السين.
(*)(1/354)
فبعث ثمامة بن الوليد وكان غازيا بالروم ملالة بن حكمة في طلب منخائل فلحقه بالدرب [ 303 و ] فأصيب ملالة وأصحابه.
وأقام الحج موسى بن أمير المؤمنين.
وفيها مات حرب بن شداد بالبصرة وزائدة بن قدامة بالكوفة.
سنة اثنتين وستين ومائة
فيها غزا الحسن بن قحطبة فأتى بطنة وبث سراياه فهدم وحرق وسبى، ووجه ابنه محمد بن الحسن إلى عمورية ثم أتاها الحسن فكانت بينهم مناوشة ثم انصرف.
وفيها خرج المحمرة بجرجان.
وأقام الحج ابراهيم بن جعفر بن أبي جعفر.
وفيها مات أبو الأشهب العطاردي.
ويزيد بن ابراهيم التستري، وسفيان بن سعيد الثوري بالبصرة.
واسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق بالكوفة وخالد بن أبي بكر ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة من بني عامر بن لؤي.
سنة ثلاث وستين ومائة فيها غزا هارون أمير المؤمنين في خلافة أبيه الصائفة، فأصاب سبايا كثيرة وخرثيا (1) وأمتعات.
وفيها عزل المهدي معاذ بن مسلم عن خراسان وولى المسيب ابن زهير.
وفيها قتل سعيد الحرشي المقنع بخراسان (2).
__________
(1) في القاموس الخزثي: أثاث البيت.
وأردا المتاع والغنائم.
(2) في حاشية الاصل: (المقنع هذا من مرو كان قصارا أعور ألكن.
خرج بمرو فادعى الربوبية واسمه عطاء وكان يخترع..في حال من...) ويستدل من ترجمة القنع هذا كما وردت في كتب التاريخ وعلى الأخص وفيات الاعيال لابن خلكان..أن اسمه عطاء وقيل حكيم والأول أشهر ولم يعرف اسم أبيه.
ادعى الربوبية بناحية مرو وقال بالتناسخ وأن روح أبي مسلم الخراساني قد حلت به وكان مشوة الخلق أعور قصيرا وكان لا يسفر عن وجه بل اتخذ وجها من ذهب فتقنع به فلذلك قيل له المقنع.
انظر تاريخ الكامل لابن الاثير 5 / 58.
(*)(1/355)
وأقام الحج علي بن المهدي.
وفيها مات همام بن يحيى في شهر رمضان، وموسى بن علي بن رباح.
سنة أربع وستين ومائة فيها غزا عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الصائفة فانهزم، فغضب عليه المهدي وحبسه في المطبق وأراد قتله.
وأقام الحج صالح بن أبي جعفر.
وفيها مات المبارك بن فضالة بالبصرة وشيبان أبو معاوية بالكوفة.
سنة خمس وستين ومائة فيها غزا هارون أمير المؤمنين في خلافة أبيه الصائفة حتى نزل بالخليج، وقفل سنة ست وستين ومائة.
وفيها عزل المسيب بن زهير عن خراسان وولى أبا العباس الطوسي، وعزل [ 304 ظ ] محمد ابن سليمان عن البصرة وولى صالح بن داود مولى بني سليم.
فخرج صالح واستخلف أبا مقاتل مولاه.
وفيها مات ابن أبي حبيبة وهو ابراهيم بن اسماعيل بن أبي حبيبة (1).
سنة ست وستين ومائة أقام الحج محمد بن ابراهيم بن محمد.
وفيها عزل صالح بن داود عن البصرة وولى روح بن حاتم.
سنة سبع وستين ومائة أقام الحج يحيى بن ابراهيم بن محمد.
وفيها عزل عبيد الله بن الحسن عن قضاء البصرة، وولى خالد بن طليق الخزاعي أشهرا، ثم عزل وولى عمرو بن
__________
(1) في حاشية الاصل: (مدني..).
وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1 / 1 / 196: ابراهيم بن أبي حبيبة الاشهيل الانصاري مولى بني الاشهل.
مدني.
(*)(1/356)
عثمان من بني تيم قريش.
وفيها كان الفداء بالروم على يد عبد الحميد بن الضحاك.
وفيها قتل عقبة بن مسلم بعيساباذ (1).
وفيها مات حماد بن سلمة في آخر السنة في ذي الحجة بعد النحر، وأبو هلال الراسبي.
وسلام بن مسكين،
وسعيد بن عبد العزيز التنوخي، ومحمد بن طلحة بن مصرف، والحسن بن صالح، وجعفر الأحمر.
سنة ثمان وستين ومائة أقام الحج محمد بن ابراهيم بن محمد ويقال: علي بن المهدي.
وفيها كتب المهدي إلى علي بن سليمان بن علي يأمره ببناء مدينة الحدث، فوجه المسيب ابن زهير فأمر ببنائها.
وفيها مات قيس بن الربيع، وعبيد الله بن الحسن، ومندل ابن علي، وأبو الغصن ثابت بن قيس مولى بني غفار، ومحمد بن صالح بن د ينار التمار.
سنة تسع وستين ومائة فيها مات أمير المؤمنين المهدي بماسبذان (2) لثمان بقين من المحرم، وصلى عليه ابنه هارون بن المهدي وهو ابن ثمان وأربعين.
ولد بالحميمة من أرض الشام سنة إحدى وعشرين ومائة، ويقال: مات وهو ابن ثلاث وأربعين.
وقال عبد العزيز: ابن إحدى وأربعين، كانت ولايته عشر سنين وشهرا ونصف.
__________
(1) أي عمارة عيسى منسوبة إلى عيسى بن المهدي وهي محلة كانت بشرقي بغداد - معجم البلدان لياقوت.
(2) مدينة حسنة في الصحراء بين جبال كبيرة الحمات والكباريت تبعد عن الروذ عشرة فراسخ - معجم البلدان.
مراصد الاطلاع.
(*)(1/357)
[ 305 و ] تسمية عمال المهدي المدينة: مات أبو جعفر وعليها عبد الصمد بن علي فعزله المهدي، وولى
محمد ابن عبد الله بن كثير بن الصلت، ثم عزله.
وولى عبيد الله بن صفوان الجمحي، ثم عزله.
وولى جعفر بن سليمان بن علي سنة ستين، ثم عزله سنة ست وستين وولى ابراهيم بن يحيى بن محمد، فتوفي.
فولى إسحاق بن يحيى حتى مات المهدي.
مكة: مات أبو جعفر وعليها محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت، فعزله المهدي وجمعها لجعفر بن سليمان مع المدينة.
ثم وليها عبيد الله بن قثم بن العباس بن عبيد الله ابن العباس، ثم أحمد بن إسماعيل حتى مات المهدي.
اليمن: أقر عليها يزيد بن منصور، ثم عزله وولى رجاء بن روح من ولد روح بن زنباع، ثم علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم سليمان ابن يزيد الحارثي، ثم عبد الله بن سليمان الهاشمي.
البصرة: مات أبو جعفر وعلى الصلاة عبيد الله بن الحسن، وعلى الأحداث سعيد بن دعلج فعزلهما المهدي.
وولى عبد الملك بن أيوب النميري، ثم عزله سنة ستين ومائة.
وولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم عزله وولى صالح بن داود سنة خمس وستين ومائة، فخرج صالح واستخلف مولاه أبا مقاتل.
ثم ولاها روح بن حاتم حتى مات المهدي.
الكوفة: مات أبو جعفر وعليها عمرو بن زهير أخو المسيب بن زهير الضبي، ثم عزله المهدي.
وولى عيسى بن لقمان بن محمد بن حاطب الجمحي، ثم عزله.
وولى شريك بن عبد الله النخعي القاضي، فاستعمل شريك على الأحداث اسحاق بن الصباح بن عمران بن اسماعيل بن محمد بن الأشعث، ثم عزل المهدي شريكا.
وولى اسحاق بن الصباح، ثم عزله.
وولى هاشم بن سعيد ابن منصور ابن خاله، ثم عزله.
وولى روح بن حاتم ثم عزله وولى موسى ابن عيسى حتى مات المهدي.
خراسان: مات أبو جعفر وعليها عبد الله بن حميد بن دقحطبة واليا لأبيه،
فعزله المهدي.
وولى أبا عون الحمصي ثم عزله.
وولى معاذ بن مسلم سنة(1/358)
ستين [ 306 ظ ] ثم عزله.
وولى المسيب بن زهير سنة ثلاث وستين، ثم عزله.
وولى أبا العباس الطوسي سنة خمس وستين حتى مات المهدي.
سجستان: ولاها المهدي حمزة بن مالك بن زهير بن محمد العائذي، ثم سعيد بن دعلج فمات.
واستخلف تميم بن سعد.
فولى المهدي محمد بن جعفر ابن الأشعث.
السند: مات أبو جعفر وعليها محمد بن سعيد (1) بن الخليل، رجل من بني تميم، فعزله المهدي.
وولى روح بن حاتم سنة تسع وخمسين ومائة، ثم عزله.
وأعاد نصر بن محمد الخزاعي، ثم جاءه عهده وهو بالبلد، ثم شخص عنها، ثم عزله وولى سفيح بن عمرو أخا هشام بن عمرو التغلبي، ثم عزله وولى الليث مولاه حتى مات المهدي.
الجزيرة: مات أبو جعفر وعليها موسى بن مصعب، فعزله المهدي وولى المسيب بن زهير، ثم عزله.
وولى عبد الصمد بن علي، ثم الفضل بن صالح، ثم علي بن سليمان بن علي، ثم عمران بن المنهال، ثم علي بن سليمان الثانية، و وليها عبد الملك بن صالح مرتين وعبد الله بن صالح.
إفريقية: مات أبو جعفر وعليها يزيد بن حاتم فأقره المهدي حتى مات.
القضاء البصرة: مات أبو جعفر وعلى قضاء البصرة عبيد الله بن الحسن العنبري فأقره المهدي، ثم عزله في سنة تسع وستين ومائة.
وولاها خالد بن طليق من ولد عمران بن حصين أشهرا، ثم عزله.
وولى عمر بن عثمان من تيم قريش.
الكوفة: مات أبو جعفر وعليها شريك بن عبد الله النخعي فأقره المهدي.
وقضي للمهدي عافية بن يزيد الأودي وابن علاثة العقيلي.
المدينة: ولى المهدي عند قيامه المدينة محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت فاستقضى عبد العزيز بن المطلب حتى عزل محمد بن عبد الله، وولي المدينة عبيد
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
معبد).
(*)(1/359)
الله بن صفوان (1) فأقر عبد العزيز، ثم صار قضاء المدينة إلى الخليفة ولاها المهدي من قبله محمد بن عمران التيمي.
ثم سعيد بن سليمان بن مساحق (2).
الموسم: [ 307 و ] قد كتبنا من حج بالناس في تاريخ السنين.
الشرط: نصر بن مالك، ثم مات.
فولى المهدي حمزة بن مالك، ثم ولى عبد الله مالك.
كاتب الرسائل: أبو عبيد الله معاوية بن عبيد الله، ثم عزله.
وولى عمر بن بزيع.
وعلى ديوان خراسان: بكر بن معاوية الباهلي ثم عزله.
وعلى ديوان النفقات وبيوت الأموال والخزائن والرقيق وديوان الشام: أبو سمير مولى لبني فهر من أهل الشام واسمه أيوب، وقال حاتم بن مسلم: أيوب ابن أبي سبير (3)..وقال حاتم: كاتب الديوان: ابراهيم بن صالح، فمات فولى أبا الوزير عمر بن مطرف.
وعلى ديوان جند خراسان: عبد الجبار بن شعيب.
و على بيت المال: فرج بن فضالة.
والمظالم: سلام مولاه.
والخاتم: خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الهمداني، فمات فولى علي بن يقطين.
الحرس: محرز أبو القاسم، ثم ولى أبا العباس الطوسي، ثم ولى عبد الله
ابن أبي العباس الطوسي.
حاجبه: مولاه الربيع، ثم الحسن بن الربيع.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو عبيد الله بن محمد بن صفوان).
وكذلك جاء في جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 16.
(2) في حاشية الاصل (هو سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق).
(3) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
سمير).
ولم أجده فيما وصلت إليه يدي من المصادر حتى أرجح الصواب.
(*)(1/360)
وفي خلافة المهدي خرج عبد السلام بن هاشم اليشكري في سنة ستين ومائة في باجرما، فأتى نصيبين و عليها المنهال بن عمران بن قنان الكلابي أحد بني جعفر على خراجها، فبعث إليه بعشرين ألفا فلم يدخلها، فأتى رأس العين (1) فمنعته بنو تميم، فأخذ إلى آمد فلقيه عيسى بن موسى الخراساني، فانهزم أصحاب عبد السلام فقال: والله لأبدأن بكم لأنكم كفار تفرون من الزحف وليست لكم فئة، فتراجعوا فانهزم أصحاب عيسى وحمل عليه عبد السلام فعانقه فصرعه فقتله، فكتب المهدي إلى داود بن إسماعيل الربذي وهو في ألف بالجزيرة، وسار إليه براز (2) فأحاطوا بهم و رماهم الأتراك فقتلوهم.
قال أبو الحسن: كتب المهدي إلى عبد السلام: (إن الله اختص بالسعادة جنده، وأيد بالهدى حزبه، وأسكن من أجاب جنته، وأسبغ على من خشيه نعمته، وأهدف من عصاه نقمته، إني قد عجبت من أحداثك وبغيك حيث أسالك [ 308 ظ ] ما نقمت إذ حكمت بكلمة حق تريد بها ما الله مخزيك به وسائلك عنه مع مناوأتك خليفته، ونزعك يدك من طاعته وشتمك أبا الحسن علي بن أبي طالب ووقوعك فيه، وتنقصك إياه، وولايتك من عاداه، فالله عصيت، ونبيه عاديت، فقد
أتاك يقين راض وحديث صادق عن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه فكنت المكذب بذلك، والحائد عنه حيث انقطعت مدتك واستعنت بشيعتك، وتماديت في غيك، فأقسم لأغزينك أجنادا مطيعة، وقوادا منيعة، هم الذين يفضون جمعك، ويهتكون بناءك، فاعمل لنفسك أو دع).
__________
(1) في حاشية الاصل: (لا يقال رأس العين.
ولكن يقال رأس عين).
وجاء في مراصد الاطلاع: رأس عين ويقال رأس العين.
وبه يعرف وقد منع قوم ولعله أسقط اللازم نظرا إلى أصله وهو رأس عين الخابور لان الخابور منه فحذف الخابور للطول وقد جاء في أشعار قديمة باللام.
منها.
وهم قتلوا عميد بني فراس * برأس العين في الحجج الخوالي وهو مدينة كبيرة من مدن الجزيرة حران ودنيسر.
فيها عيون كثيرة تشكل نهر الخابور.
(2) براز: هذا رجل من تغلب.
(*)(1/361)
فكتب إليه عبد السلام: (من عبد السلام بن هاشم إلى محمد بن عبد الله: سلام على من اتبع الهدى، واجتنب الغي، وقام بالحق، فلا الهدى اتبعت، ولا الغي اجتنبت، ولا بالحق قمت.
أما بعد: فإن الله بحوله وقوته ورحمته وعونه سيد السادات، شديد النقمات، الذي توحد في ملكه، لم يدع أمة محمد في أهداف من الالتباس حتى يصلحهم، ويبعث فيهم من يتعاهد منهم ما ينبغي لهم تعاهده.
أتاني كتابك تعجب مما نقمت إذ حكمت، فلست بتاركك في عمياء مما أنت فيه، مع أنك إنما خدعت عن هذا نفسك، وقد علمت أني إنما أسفت وحكمت حين تركت الأمة تائهة مائجة، لا حدودها أقمت، ولا حقوقها أديت، واشتغلت
بامائك، وتنوقت في بنائك، مع ادمانك الصيد إذ تغدو معك البزاة والفهود والجنائب والكتائب، فإذا انثنيت من صيدك، ودخلت بهوك، واتبعك إخوانك فتغديت وغنيت، فسبحان الله ما أفحش هذا ممن يدعي خلافة الله.
قد كانت الأعاجم تنقم مما دون هذا، ثم أنت إذا خطبت كذبت، وإذا عاهدت نكثت، وقد زعمت في كتابك أنك ستغزيني أجنادا مطيعة، وقوادا منيعة، فالله يفض جمعك ويهزم جندك ويقتل قوادك، فإذا شئت فنحن متوقعو هذا منك ومتمنوه وقد زادني غيظا [ 309 و ] أنك تسميت المهدي.
وأبعد من سماك.
فنعم المهدي أنت إذ بعت الناس بيعا، وأوسعت الناس غيا، خدعك يعقوب بن داود (1)، أخا آخيت، وخدنا صافيت، دعاك فأجبت، وخدعك فطاوعت، ففي أي دين يسعك وفي أي كتاب أصبت ؟ إذ تعدو وظيفة، أو تهوى زيادة، أو تنقص مساحة، أو تصطفي إستان (2)، أو تبذخ في مركب، أو تنهمك في صيد، أو
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو أبو عبيد الله وزير المهدي وكاتبه وقد سماه هذا معاوية بن عبيد الله وهو أشعري ويقال معاوية بن يعقوب) وكان المهدي قد آخاه وسلم وفوض أمره إليه ثم نكبه وفيه يقول بشار.
بني أمية هبو طال نومكم * طن الخليفة يعقوب بن داود (2) في مراصد الاطلاع: معنى الاستان كالرستاق.
هذا ويلحظ القارئ أن في الرسالة هذه بعض الاضطراب الذذي لم استطع تداركه لعدم ورود الرسالة في المصادر التي وقفت عليها وذكرت ثورة اليشكري هذه.
(*)(1/362)
ترمي به في النزهة، أو تغامض عن جند، أو تحبس عطاء أو تنسى من غزا، أو تعاقب بالسوط، سافكا للدم.
وإنما السافك يقاد، والزاني يقام حده، واللص تقطع يده، ولا تعاهد السجون بنفسك ولا تزعجها بعينك، فهذا نسيت وعن
هذا سهوت، أيها الطاغية أفمن بعد هذا حياة ؟ فانظر لنفسك، فما عيني عنك بنائمة، تصادف من يصدقك، وتلقى من يقتلك، وما أنا بالعازم، الفتح بيد الله يحكم ما أحب، إنما أنا عبد من عباده، لا أستطيع منه امتناعا، ولا عن نفسي دفاعا، ولا حول ولا قوة إلا بالله).
ثم بويع موسى بن المهدي بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في المحرم سنة تسع وستين ومائة، وأمه الخيزران.
وفيها خرج الحسين بن علي (1).
وتوجه إلى مكة في ذي القعدة سنة تسع وستين، فلقيه العباس بن محمد وموسى بن عيسى، ومحمد بن سليمان بن علي، وكانوا وافوا للحج فقتل بفخ قبل الحج.
وبعث موسى بن يحيى لغزو الصائفة، وبعث السرايا وغنم.
وأقام الحج سليمان بن أبي جعفر المؤمنين.
وفيها مات السري بن يحيى البصري بمكة، ووهيب بن خالد صاحب الكرابيس، وقبل السبعين مات سليمان ابن المغيرة، وعبيد العزيز بن مسلم القسملي (2).
سنة سبعين ومائة فيها مات أمير المؤمنين موسى بن المهدي بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو الحسين بن علي بن الحسن بن لحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب).
انظر مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصبهاني في ص 435.
(2) في حاشية الاصل: (بطن من الازد لهم: القساملة وهم أولاد قسملة وهو معاوية بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس).
انظر جمهر أنساب العرب لابن حزم ص 380 - 474.
(*)(1/363)
حدثني الوليد بن هشام، وعبد الله بن المغيرة، وغيرهم قالوا: ولد موسى بالري سنة ست وأربعين ومائة [ 310 ظ ] ومات بمدينة السلام يوم النصف من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة وهو ابن أربع وعشرين سنة.
قال عبد العزيز بن أبي ثابت: ابن إحدى وعشرين سنة، صلى عليه أمير المؤمنين هارون، كانت ولايته سنة وشهرين واثنين وعشرين يوما.
تسمية عمال موسى مكة: عبيد الله بن العباس بن عبيد الله بن العباس حتى مات موسى.
اليمن: ابراهيم بن سلم بن قتيبة حتى مات موسى.
البصرة: مات المهدي وعليها روح بن حاتم، فعزله موسى وولى محمد بن سليمان بن علي حتى مات.
الكوفة: مات المهدي وعليها موسى بن عيسى، فأقره موسى حتى مات (1).
خراسان: مات المهدي وعليها أبو العباس الطوسي، فأقره موسى حتى مات.
سجستان: مات المهدي وعليها تميم بن سعد، فعزله موسى وولى كثير ابن سلم حتى مات.
السند: مات المهدي وعليها الليث مولاه، فكتب إليه موسى أن ينحدر فانحدر.
واستخلف ابنه محمد بن الليث، فمات موسى قبل أن يصل إليه.
الجزيرة: ولاها رجلا من أهل خراسان يكنى أبا هريرة، وولاها إبراهيم ابن صالح.
إفريقية: أقر عليها يزيد بن حاتم حتى مات موسى.
__________
(1) في حاشية الاصل: (يعني مات موسى).
(*)(1/364)
القضاء البصرة: أقر عثمان بن عثمان (1) على قضاء البصرة، فعزله محمد بن سليمان ابن علي ولى معاذ بن معاذ (2).
الكوفة: عزل موسى شريكا واستقضى القاسم بن معن.
المدينة: قضى لموسى أبو يوسف بن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي.
الموسم: سليمان بن أبي جعفر.
الشرط: عبد الله بن مالك الخزاعي.
الرسائل والديوان: عمر بن بزيع.
الخاتم: علي بن يقطين.
الحرس: علي بن عيسى بن ماهان الخزائن وبيوت الأموال: علي بن عيسى مع الحرس.
حاجبه: الفضل بن الربيع.
ووزيره صاحب أمره كله: ابراهيم بن ذكوان الحراني.
ثم بويع أمير المؤمنين الرشيد هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، وأمه الخيزران، في النصف من [ 311 و ] شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة فأقر على البصرة محمد بن سليمان بن علي، فوجه محمد بن سليمان يحيى بن سعد السعدي في ثلاثة عشر مركبا في بحر البصرة حتى بلغ عمان ولم يلق كيدا.
وفيها قدمت الروم للفداء.
__________
(1) في حاشية الاصل: (عثمان بن عثمان هذا بصرى غطفاني يروي عن..) زيد بن أسلم وعثمان البتي وعمر بن نافع وعلي بن زيد وعمر وبن مصعب روى عنه أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني.
كان رجلا صالحا من الثقاب.
الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 3 / 1 / 879.
(2) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
خ.
عنبري).
وهو معاذ بن معاذ بن نصر بن
حسان من بني العنبر بن عمرو بن قيم ولد تميم ولد سنة تسع عشرة وتوفي سنة ستت وتسعين ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة.
انظر طبقات ابن سعد 7 / 293.
(*)(1/365)
و أقام الحج هارون أمير المؤمنين.
وفيها مات جرير بن حازم بالبصرة، وأبو معشر المدني، وعبد الله بن جعفر المخرمي (1) من بني زهرة بالمدينة، وعمرو بن ثابت في أول خلافة هارون.
سنة إحدى وسبعين ومائة فيها غزا سليمان بن عبد الله الأصم، فدخل بلاد الروم فغنم وسلم، وفيها بنيت طرسوس على يدي فرج الخصي.
وأقام الحج عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها مات مهدي بن ميمون، وحبان بن علي.
سنة اثنتين وسبعين ومائة فيها غزا زفر بن عاصم الهلالي الصائفة، وبعث ابنه عبد العزيز بن زفر، فمضى حتى أتى جيحان، فأصابه برد فقتل.
وأقام الحج يعقوب بن أبي جعفر أمير المؤمنين.
وفيها مات صالح بن بشير المري بالبصرة، وسليمان بن بلال بالمدينة، وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر أول سنة إحدى وسبعين ومائة.
سنة ثلاث وسبعين ومائة فيها مات محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بالبصرة وهو أميرها في رجب واستخلف، ثم ولى أمير المؤمنين سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين.
وفيها مات جويرية بن أسماء، وسلام بن أبي مطيع في آخرها، وعثمان بن مقسم البري.
وأقام الحج أمير المؤمنين هارون.
والصائفة: عبد الملك بن صالح بن علي.
__________
(1) في حاشية الاصل: (هو من ولد المسور بن مخرمة).
(*)(1/366)
سنة أربع وسبعين ومائة أقام الحج أمير المؤمنين هارون أيضا.
ولم تك صائفة غير أن عبد الملك بن صالح وجه ابنه عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح فبلغ عقبة الركاب (1) فأصاب سبيا وخرثيا.
وفيها غزا حماد بن نمير بلاد سرشب وافتتح مدينة البردان (2).
مات فيها عبد الله بن لهيعة.
[ 312 ظ ] سنة خمس وسبعين ومائة أقام الحج أيضا أمير المؤمنين هارون.
وفيها مات ليث بن سعد بمصر.
وفيها غزا عبد الملك بن صالح الروم وهي غزوة أقريطية في أهل الثغور جميعا، فأدرب من الصفصاف، فأصاب تسعة عشر ألف رأس وقفل على درب الحدث.
سنة ست وسبعين ومائة أقام الحج سليمان بن أبي جعفر أمير المؤمنين، ولم تك صائفة، وكتب عبد الملك بن صالح بن علي إلى مخلد بن يزيد بن عمر بن هبيرة، فأمره أن يسير إلى د بسة حتى يأتيه عبد الرحمن بن عبد الملك بن صالح، فأتاها عبد الرحمن ففتحها ولها حديث طويل.
وفيها قدم أمير المؤمنين هارون البصرة ومعه الماجشون (3) وأبو يوسف وابن أبي يحيى، وعزل مسلم بن زياد الأصم عن البحر ومراكبه بسليمانان (4).
وفيها مات أبو عوانة الوضاح مولى يزيد بن عطاء وعبد الملك بن محمد بن أبي بكر ابن حزم الأنصاري.
__________
(1) في مراصد الاطلاع: عقبة الركاب: قرب نهاوند.
(2) في مراصد الاطلاع.
البردان: مدينة على نهر بثغر طرسوس يجئ من بلاد الروم ويصب في البحر في على ستة أميال من طرسوس وهو نهر يسقي بساتين مرعش.
(3) الماجشون: (هو يعقوب بن أبي سلمة واسم أبي سلمة دينار مولى آل المنكدر القرشي المديني.
انظر الجر والتعديل لا بن أبي حاتم (ج 4 / 2 / 863.
(4) في حاشية الاصل.
(سليمانان ضيعة أقطعها سليمان فعرفت به ونسبت إليه هذه النسبة وكذلك عبادان نسبت إلى من أقطعها عباد بن زيادة وكذلك منذران أقطعها منذر بن الزبير فنسبت إليه هذه النسبة).
(*)(1/367)
سنة سبع وسبعين ومائة أقام الحج أمير المؤمنين هارون.
وفيها غزا عمرو العربي بلاد بحر البصرة فظفر ببارجة (1) في رأس الجمعة (2).
وفيها مات عبد الواحد بن زياد.
وأغزى هارون عبد الله بن صالح بن علي الصائفة، وسليمان بن راشد الثقفي الشاتية، فقفل عبد الله سالما، وكلب الشتاء على سليمان فعصى بعض أصحابه ومات بعضهم ووصل إلى ملطية.
وفيها غزا يسار بن سقلاب بأهل المصيصة، فأدرب في الصفصاف ثم إلى طوانة، ثم قفل فنزل مرج الشحم فغنم وسلم.
سنة ثمان وسبعين ومائة أقام الحج محمد بن ابراهيم بن محمد.
وغزا مسلم بن زياد الأصم بحر البصرة.
وظفر بإحدى عشرة بارجة.
وفيها خرج الوليد بن طريف ببلاد الجزيرة.
وفيها مات شريك بن عبد الله النخعي بالكوفة، وعبد الله بن جعفر بن نجيح المدني بالبصرة، وجعفر بن سليمان الضبعي.
وفيها ولى عبد الملك بن صالح البختري بن شريك بن العلاء العبسي فغنم وسلم، بلغت غنائمه مائة ألف دينار وثلاثة وخمسين ألف دينار.
[ 313 و ] سنة تسع وسبعين ومائة أقام الحج أمير المؤمنين هارون.
وفيها مات حماد بن زيد يوم الخميس ودفن يوم الجمعة لست مضين من شهر رمضان.
وفيها مات مالك بن أنس، وأبو الأحوص سلام بن سليم.
وفيها أصاب مسلم بن زياد الأصم أربع بوارج.
__________
(1) في حاشية الاصل: (البارجة ضرب من السفن).
(2) في مراصد الاطلاع.
: الجمحة: سن خارج في البحر بأقصى عمان بينهان وبين عدن يسمون البحريون رأس الجمحة.
(*)(1/368)
سنة ثمانين ومائة أقام الحج موسى بن عيسى.
وفيها قدم أمير المؤمنين هارون مكة القدمة الثانية، فدخل البصرة يوم الاثنين لعشر خلون من المحرم، وفي ذلك اليوم مات أبو عبيدة عبد الوارث بن سعيد (1).
وفيها ما ت ابن أبي الزناد، والمنكدر بن محمد بن المنكدر (2)، وابن أبي حازم، وسلمة بن صالح، وسليم بن أخضر.
وفيها قتل يزيد بن مزيد الوليد بن طريف الشاري بأرض الجزيرة، وكان خرج الوليد بن طريف أحد بني حيي (3) بن عمرو ويقال لهم: أضراس الكلاب من بني تغلب، فخرج في شاطئ الفرات في ثلاثين، وأقبل إلى رأس العين، فلقي رجلا من أهل البصرة يقال له: عمرو بن منصور من التجار ومعه رجل نصراني يقال: له نسطاس، فلقيهما قريبا من رأس العين فقتل عمرو بن منصور وأخذ ماله وخلى عن النصراني، ثم أتى رأس العين فحرق ولم يدخل الحائط، ثم أتى باعربايا من نصيبين، فلقي بزارا رجلا من بني تغلب عند تل أبي الجوزاء، فانهزم بزار وقتل رجالا من أصحابه، وأتى بزار نصيبين، ثم أتى الوليد دارا فباعها بعشرين ألفا، وأتى آمدا فباعها من عصمة بن عصام وأهل بيته بعشرين ألفا، ثم أتى ميافارقين ففدوها بعشرين ألفا، ثم عبر سربط واديا يجئ من
أرمينية فعبره إلى أرزن، فأقام بها ففدوها بعشرين ألفا، وقتل رجلا من وجوه أهلها من بني شيبان يقال له: مرة، ثم أتى خلاط، فحاصرهم عشرين يوما ففدوا أنفسهم
__________
(1) في حاشية الاصل: (يعرف بعد الوارث هذا بالتنوري وهو بصري عنبري مولاهم).
انظر طبقات ابن سعد 7 / 289.
ط.
بيروت (2) القرشي اليتمي المدني رون عن الزهري وعنه ابنه ومعن بن عيسى والحسن بن جعفر النجاري وقتيبة بن سعيد وآخرون.
(3) في حاشية الاصل: (إنما هو بن عمرو بن غنم بن تغلب ثم...عمرو بن بكر بن حبيب).
والذي جاء في جمهرة أنساب العرب الابن حزم ص 306: " الوليد بن طريف بن عامر الخارجي وهو من بني صيفي بن حيي بن عمرو بن بكر بن حخبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.
(*)(1/369)
بثلاثين ألفا، ثم أخذ إلى أذربيجان، ثم أتى حلوان فلقي بها الخرشي يحيى، فهزمه وقتل أصحابه، ثم أتى جولايا ثم أتى السودقانية فعبر إلى غربي د جلة فأتى بلد ففدوها بمائة ألف، ثم أتى نصيبين وبها ابراهيم بن خازم وبزار في بني تغلب، فأقبل الوليد فوقف على التل حيال باب الروم، فدخل في ثلمة من حائط المدينة أغفلوها [ 314 ظ ] فخرج ابراهيم بن خازم وبزار من باب الروم، فأتبعهم الوليد، فلحق ابراهيم يوم الاربعاء في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائة، فقتل ابراهيم قتله رجل أسود يقال له: أبو الحواري فغسلوا رأسه ولحيته ونصبوه على رمح يومين ثم بعثوا به إلى البرية وارتجز الأعراب:.
إن عديا عبدها أخزاها * * قد سفك الله به دماها وخرب العامر من قراها وأباح الوليد نصيبين خمسة أيام، فقتل بها خمسة آلاف، وأصاب متاعا كثيرا ودواب، وأخذ المعافي بن صفوان وكان صديقا لبزار فقتله، فأتاه جعفر بن عبد الله بن عبد
الله بن هاشم التغلبي فاشترى منه المدينة بخمسين ألفا، ثم توجه إليه يزيد بن مزيد فقتله بالبرية، وقال رجل من أصحاب يزيد بن مزيد: بلينا حفاظا والمنايا مطلة * * حذار المخاري والوليد مخوف ستعلم يا خاقان إن عاد موقف * * وحانت زحوف خلفهن زحوف من المصطلي حر السيوف إذا بدت * * كواكب يوم شمسهن كسوف وقال يزيد بن مزيد: تجهز يا وليد فقد أتينا * * سراعا للقاء وللجلاد فلست لمزيد إن لم ترونا * * نجالدكم كانا جن وادي فقال الوليد: ا ستعلم يا يزيد إذا التقينا * * بشط الزاب أي فتى تلاقي(1/370)
وقال ابن النطاح: وائل بعضها يقتل بعضا * * لا يفل الحديد إلا الحديد وقالت أخت الوليد ترثيه فيا شجر الخابور مالك مورقا * * كأنك لم تجزع على ابن طريف فتى لا يريد الزاد إلامن التقى * * ولا المال إلا من قنا وسيوف فقدناه فقدان الربيع فليتنا * * فديناه من ساداتنا بألوف (1).
وخرج باسير رجل من بني تميم فمكث شهرين فقتله أبو هريرة، وخرج صحصح الشيباني فقتله بزار وداود بن اسماعيل، وخرج الفضيل بن أبي سعيد من راذان وكان يتولى (2) بني شيبان، فخرج في عشرين فارسا فأتى بلد فصالحوه على مائة ألف ولم يقتل أحدا، ثم أتى با نعمان دون نصيبين بخمسة فراسخ، فقتل بها اثني
عشر رجلا من تغلب، ثم أتى نصيبين وهو في خمسة مائة، فوقف بالباب ودخل أصحابه فأخرجوا إليه الناس من باب الروم، فقال: بيعوهم وأعطاهم بهم درهمين فلم يرد عليه أحد، فرمى إليهم بدرهمين ود رهم إلى المدينة، ثم أتى دارا فصالحهم على خمسة آلاف، ثم أتى آمد فصالحهم على عشرين ألفا، وعبر إلى ميافارقين فصالحهم على عشرة آلاف ثم أتى أرزن فأقام عشرين ليلة فصالحهم على عشرين ألفا، ثم أتى خلاط فأقام بها أياما، ثم رجع إلى نصيبين في مائتين، فوجه إليه معمر بن عيسى العبدي أحد بني غنم في اثني عشر ألفا، فأتى الفضيل الموصل، ثم أتى الزاب فلحقه معمر بالزاب فانهزم معمر، ثم تراجع الناس فعقر (3) بالفضيل وأصحابه فقتلوا.
__________
(1) في حاشية الاصل.
خفيف على ظهر الجواد إذا عدا * وليس على أعدائه بخفيف.
ولا الذخر إلا كل جرداء صلدم * وكل رقيق الشفرتين حليف (2) في الاصل (بتولي) بالباء المفردة.
(3) في حاشية الاصل: (يقال عقر به فرسه إذا عقر فرسه).
(*)(1/371)
قال أبو الحسن عن علي بن سليم: خرج جراشة بن شيبان سنة تسع وسبعين ومائة، فأتى السواد ثم البند نجين (1) فقتل بها عمر بن عمران بن جميل الفزاري، ثم مضى إلى الدينور فلقيه الليث، فهزمه جراشة وقتل من أصحابه بضعة وثلاثين رجلا، ورجع جراشة إلى حلوان، فكتب ليث إلى مالك بن علي الخزاعي وهو على حلوان وماه: أن جراشة قد توجه إليك وهو مهزوم مفلول في نفر يسير، فنادى في الناس ليخرجوا فقال له كاتبه: أنشدك الله في نفسك، ما تريد من رجل لم يأتك ؟ قال: اسكت إني لأرجو أن آخذه أسيرا، فخرج وخرج معه قوم من العرب أتوه زوارا فخرج قبل الفطر بيوم وذلك سنة ثمانين ومائة، فعارضه فلقيه في
موضع يقال له: قنداب على ستة فراسخ من حلوان، فقتل من الخوارج خمسة وأربعون رجلا، وطعن رجل من الخوارج مالكا [ 316 ظ ] في فيه (2) وسقط ونادى أصحابه: قتل الأمير، وانهزموا فتبعوهم فقتلوهم، فقتل من أصحاب مالك مائة رجل وخمسون رجلا.
ثم أتى جراشة شهرزور، فاجتمع التجار وخندقوا على أنفسهم، فحصرهم ثمانية عشر يوما، فصالحه يحيى بن النضر من ماله على أن يدخل القرية رجلان فيحكمان فيها ثم يخرجان ففعل، ثم خرج فأتى سنداباذ، وسرح إلى نهاوند وهمذان من يجبيهما، ووجه الفضل بن يحيى ابراهيم بن جبريل في ألفين، وعقد له يوم الفطر فسار حتى أتى ماه، ثم خرج يريد جراشة، فلقيه جراشة في ثمانين ومائة رجل، ومعه أبو ثور رجل من أهل أرمينية، فاقتتلوا قتالا شديدا، وحمل رجل من الصغد على جراشة فطعنه فرمى به على عنق فرسه، وأحاطت به الرماح ورماه رجل فأصاب جبهة فرسه، فشب به فرسه فعاد في السرج، واحتمله الفرس واتبعه أصحابه، فقتلنا منهم خمسين ومائة رجل، وقتل أبو ثور، واتبعهم ابراهيم بن جبريل فسبقه جراشة إلى قصر اللصوص على ثمانية فراسخ من الموضع الذي لقيه
__________
(1) في حاشية الاصل: (ف.
غ.
ثم أتى النبذيتخين).
وفي مراصد الاطلاع.
النبدنجين: بلدة مشهورة في طرف النهروان.
(2) في حاشية الاصل.
(هذا الذي طعن مالكا هو مسمار ذكره الجاحظ عن أبي عبيدة أن مسمارا أخبره بذلك وذلك أنه فتح فاه يقول أنا أبو علي قطعنه في جوف فمه).
انظر البيان والتبيين للجاحظ 3 / 265.
ط.
هارون الاول.
(*)(1/372)
فيه ثم أخذ إلى قرماسين (1)، ثم عدل إلى مروج أمير المؤمنين، فأخذ دواب وأخذ طريق شهرزور، وأخذ أبو بهجة رجل من أصحاب جراشة إلى ماه وأتى جراشة شهرزور في ستين رجلا سار إليها ثلاثة أيام تسعين فرسخا، فبات عند يحيى بن النصر ليلة، ثم عبر دجلة، فأتى ابراهيم بن جبريل شهرزور، فأقام أربعة أيام
وقد هلكت دوابه، ثم أتبع جراشة وقد أتى الأنبار فأقام ثمانية عشر يوما ثم أخذ إلى القادسية، وسار ابراهيم وأتاه المدد، وأقبل خالد بن يزيد بن حاتم في ألفين، فنزل العذيب (2)، وخرج جراشة فأخذ طريق البصرة واتبعه ابراهيم فرجع جراشة إلى وادي السباع.
ثم أخذ على العذيب وأخذ في البرية، ورجع ابراهيم يتبع جراشة فنزل القطقطانة، ثم أتى قصر أبي مقاتل (3)، ثم أتى عين التمر، فقيل له: مر اليوم يريد هيت.
فنزل وادي البردان، فقيل له: مضى بين أيديكم، فاتبعه ابراهيم إلى ثميل وعليه أناس من بكر [ 317 و ] بن وائل بعد عتمة، فقالوا: أتانا صلاة العصر فقتل خمسة نفر وحبس الناس، فلما اعتم خرج لا ندري أين توجه، فأخذ ابراهيم الأدلاء فسرحهم فقال: ائتوني بخبره، فأتوه نصف الليل فأخبروه أنه قد رجع إلى وادي البردان، فرجع ابراهيم إلى وادي البردان وسرح الأدلاء فقالوا: أخذ نحو الجنيبة، فبلغه أن الخيل على الفرات فرجع إلى ثميل، فاتبعه ابراهيم إلى ثميل، ثم سار حتى نزل على فرسخين من ثميل بموضع يقال له: الرمانتان، ثم مضى يريد هيت، واتبعه ابراهيم في ليلة ظلماء فأضل الدليل الطريق فأصبح بينه وبين هيت ثمانية عشر فرسخا، ونزل جراشة عين أقعد (4)، فسرح إلى هيت رجلا يعلم هل هناك خيل فلقي مسلم بن بكار بن مسلم رسول جراشة فأنكره، فأخذه فقال: أدلك على جراشة، فسار إليه مسلم ومعه عبيد بن يقطين، فأتوا جراشة
__________
(1) قرماسين: قرية على طريق همذان.
مراصد الاطلاع.
(2) العذيب: ماء من يمين القادسية بينه وبين القادسية أربعة أميال.
المصدر نفسه.
(3) القعطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالصف به كان سجن النعمان بن المنذر.
وقصر مقاتل.
قصر كان بين عين التمر والشام وهو قرب القطقطانة.
(4) في حاشية الاصل.
(خ أبعد).
ولم أحدها فيما وقفت عليه من كتب البلدان لذلك لم أستطح ترجيح الصواب ومعرفته.
(*)(1/373)
و هو نائم فقتلوه وقتلوا ثلاثة عشر رجلا من أصحابه، وبلغ ابراهيم قتله فرجع إلى هيت.
سنة إحدى وثمانين ومائة أقام الحج أمير المؤمنين هارون، وغزا الأصم نحو البصرة فغنم وسلم.
وفيها مات أبو يوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي، والأغضف عمرو بن الوليد.
وخلف بن خليفة الأشجعي.
وفيها لقي سعيد بن سلم جراشة الشاري بجب سماقا فهزمه سعيد.
سنة اثنتين وثمانين ومائة أقام الحج موسى بن عيسى.
وفيها مات يزيد بن زريع يوم الأربعاء لثمان خلون من شوال، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وخالد بن عبد الله الطحان الواسطي.
سنة ثلاث وثمانين ومائة أقام الحج العباس بن موسى.
وفيها مات هشيم بن بشير، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم ببغداد، وسفيان بن حبيب، وزياد بن عبد الله البكائي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة يكنى أبا سعيد.
سنة أربع وثمانين ومائة أقام الحج إبراهيم بن المهدي.
وفيها مات أبو أمية بن يعلى الثقفي (1).
ووجه عبد الله بن صالح أحمد بن هارون الشيباني مغيرا على بلاد الروم فغنم وسلم.
وفيها وجه هارون أمير المؤمنين صالح بن بيهس الكلابي إلى قصة ويقال: غصة (2) ملكة الروم في الفداء.
__________
(1) في حاشية الاصل: (أبو أمية هذا اسماعيل.
بصري سكتوا عنه روى عن نافع وأبي...روى عنه يزيد بن هارون).
انظر التاريخ الصغير للبخاري ص 120 ط.
حيدر أباد.
(2) يعني أغسطة مشتق من اللفظة...التي تعني وظيفة مساعد امبراطور وهي
الوظيفة الاسمية للملكة ايريني - 797 - 802 م.
ذلك أنها حكمت في البداية وصية.
(*)(1/374)
[ 318 ظ ] سنة خمس وثمانين ومائة أقام الحج منصور بن المهدي.
وفيها مات عبد الصمد بن علي ويزيد بن مزيد.
وفيها قدم وكيع بن الجراح عبادان.
ولم تك صائفة.
سنة ست وثمانين ومائة أقام الحج أمير المؤمنين هارون، وجدد البيعة لابنيه محمد المخلوع وعبد الله المأمون، وكتب بينهما شروطا، وعلق الكتاب في الكعبة.
وفيها خرج أبو الخصيب رجل من أهل نسا فغلب على طوس وسرخس، وقتل بمرو، قتله علي بن عيسى بن ماهان.
وفيها مات خالد بن الحارث الهجيمي، وعباد بن العوام، وصالح بن علي بسلمية.
سنة سبع وثمانين ومائة أقام الحج عبيد الله بن العباس بن محمد.
وفيها مات المعتمر بن سليمان التيمي في المحرم، وبشر بن المفضل في جمادى، وعلي بن نصر الجهضمي، وعبد السلام بن حرب بالكوفة، وعمر بن عبيد الطنافسي، والفضيل بن عياض بمكة.
وفيها قتل أمير المؤمنين جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك بالأنبار في أول ليلة من صفر.
وفيها قتل إبراهيم بن عثمان بن نهيك.
وفيها وجه أمير المؤمنين هارون ابنه القاسم على صائفة الروم ومعه عبد الملك بن صالح وأهل الثغور، فدخل درب الصفصاف حتى أتى قرة فأرسل إليه نقفور يسأله أن ينصرف ويعطيه ثلاثة مائة وعشرين أسيرا من المسلمين ففعل وانصرف.
سنة ثمان وثمانين ومائة أقام الحج أمير المؤمنين هارون.
وفيها مات الحسين بن الحسن بالبصرة، وعبدة بن سليمان بالكوفة،(1/375)
وعزل عبد الملك بن صالح وولى ابنه القاسم بن هارون، فوجه القاسم بن هارون ابن جبريل، فدخل من درب الحدث، فلقي العدو بمرج عذراء فهزم الله العدو.
[ 319 و ] سنة تسع وثمانين ومائة أقام الحج العباس بن موسى بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها مات عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن يزيد الواسطي، ويحيى بن اليمان، ومحمد بن الحسن القاضي بالري، وأبو خالد الأحمر اسمه سليمان.
وفيها أغار الطاغية على عين زربة وعلى الكنيسة السوداء وأذ نة.
سنة تسعين ومائة فيها أقام الحج عيسى بن موسى بن المهدي.
وفيها خلع رافع بن ليث بن نصر بن سيار بسمرقند، ووجه إليه علي بن عيسى بن ماهان وهو والي خراسان ابنه عيسى بن علي، فهزم عيسى.
وفيها مات عمر بن علي بن مقدم، وحميد بن عبد الرحمن الرواسي.
ويوسف بن خالد السمتي، وأسد بن عمرو.
وفيها غزا أمير المؤمنين الروم وفرق القواد في بلادهم.
وأقام أمير المؤمنين بطوانة، وسأله الطاغية أن ينصرف ويعطيه مالا فأبى إلا أن يعطيه فدية، ويبعث إليه بجزية عن رأسه ورأس ابنه فبعث إليه بثلاثين ألف دينار جزية.
سنة إحدى وتسعين ومائة أقام الحج الفضل بن العباس بن محمد.
وفيها قتل رافع بن الليث عيسى بن
علي بن عيسى بنسف.
وفيها عزل علي بن عيسى عن خراسان، وولى هرثمة بن أعين، وعزل معاذ بن معاذ عن قضاء البصرة وولي محمد بن عبد الله الأنصاري.
وفيها غزا يزيد بن مخلد بن يزيد بن عمر بن هبيرة فسلم وغنم.(1/376)
سنة اثنتين وتسعين ومائة أقام الحج العباس بن عبيد الله بن جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين.
وفيها عزل محمد بن عبد الله عن قضاء البصرة وولي عبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري.
وفيها مات عبد الله بن إدريس الأودي يكنى أبا محمد، وحميد بن عبد الرحمن الرواسي، وعلي بن ظبيان، ويوسف بن أبي يوسف القاضي، وعيسى بن جعفر بن أبي جعفر [ 320 ظ ] بطبرستان.
وفيها قتل ثروان الشاري سلم (1) بن سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي بطف البصرة.
وفيها خرج الخرمية بالجبل فأغزاهم أمير المؤمنين هارون خزيمة بن خازم فقتل وسبى.
سنة ثلاث وتسعين ومائة فيها مات أمير المؤمنين هارون بطوس من أرض خراسان ليلة السبت غرة جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وهو ابن سبع وأربعين.
وقال عبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت: ولد لثلاث بقين من ذي الحجة سنة خمسين ومائة، ومات وهو ابن ثلاث وأربعين سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيام.
قال الوليد وغيره: ولد بالري سنة ست وأربعين ومائة، وكانت ولايته ثلاثا وعشرين سنة وشهرا ونصفا.
وبويع محمد المخلوع بن أمير المؤمنين، وأمه أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين.
تسمية عمال أمير المؤمنين هارون مكة: أقر عليها عبيد الله بن قثم ثم عزله وولى العباس بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم عزله وولى سليمان بن
__________
(1) في حاشية الاصل: (كذا في هذه النسخة والاخرى وقد ذكر في هذا الكتاب سعيد وكثير وابراهيم بن سلم بن قتيبة مفترقين في مواضع بالولايات فانظر).
(*)(1/377)
جعفر بن سليمان بن علي ثم ابراهيم بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي كانت الولاية لأبيه موسى بن عيسى فولاه، ثم عبد الله بن قثم بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ثم عبد الله بن محمد بن عمران ابن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عثمان الطلحي، ثم عبيد الله بن قثم بن عباس بن عبيد الله بن عباس فمات، ثم عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن محمد بن علي، ثم العباس بن موسى بن عيسى بن موسى، فاستخلف طلحة بن بلال، ثم ولى علي بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد.
فاستخلف محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي سلمة المخزومي القاضي، ثم حماد البربري مولى أمير المؤمنين، ثم محمد بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان بن عفان، ثم سليمان بن جعفر بن سليمان [ 321 و ] مات بها.
ثم أحمد بن اسماعيل بن علي، ثم الفضل بن عباس بن محمد بن علي، ثم ولى القاضي محمد بن عبد الرحمن بن محمد أبي سلمة حتى مات هارون.
اليمن: ولى خاله الغطريف، فوجه الغطريف ابن خالته الوليد، ثم قدمها الغطريف ووليها محمد بن إبراهيم، فوجه ابنه ابراهيم بن محمد، ثم عزله وولى ابنه العباس بن محمد ووليها أحمد بن اسماعيل، وأيوب بن جعفر بن سليمان بن على، والعباس بن سعيد مولاه، وعبد الله بن مصعب الزبيري، وابراهيم بن عبيد الله الحجبي، ومحمد بن خالف بن برمك، وحماد البربري حتى
مات هارون.
البصرة: ولاها محمد بن سليمان بن علي، فمات محمد في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائة، ثم ولاها أمير المؤمنين سليمان بن أبي جعفر ثم عزله في آخر سنة أربع وسبعين، وولى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر، فخرج عيسى واستخلف المهلب بن المغيرة، فقدم خزيمة بن خازم البصرة وصلى بالناس يوم الجمعة وادعى عهدا، ثم عزل عيسى وولى جعفر بن سليمان بن علي، فولى ابنه سليمان بن جعفر ثم عزل وولى جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين، ثم عزل سنة ثمان وسبعين ومائة وولى عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فشخص في شوال سنة ثمان وسبعين ومائة.
واستخلف مالك بن علي الخزاعي، ثم ولى إسحاق بن(1/378)
سليمان بن علي في آخر ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائة، ثم عزل سنة تسع وسبعين ومائة وولي سليمان بن جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين، ثم عزل وولي عيسى بن جعفر بن أبي جعفر أمير المؤمنين فخرج.
واستخلف المهلب بن المغيرة ثم عزل المهلب وولى محمد بن زهير الغامدي، ثم عزل عيسى وولي الحسين بن جميل مولى أمير المؤمنين، ثم عزل وولي اسحاق بن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، فلم يزل على البصرة حتى مات هارون، وكان يستخلف إذا شخص عبد الملك الأنصاري إمام المسجد.
الكوفة: مات موسى وعليها موسى بن عيسى بن علي، فوجهه أمير المؤمنين هارون إلى مصر، وولى ابنه العباس بن موسى، ثم عزله واستخلف الجحواني يحيى بن بشر بن جحوان (1) الحارثي، ثم عزل وولى موسى بن عيسى، ثم عزله وولى عباس بن موسى بن عيسى شهرين، ثم عزله وولى إسحاق بن الصباح الكندي ثلاثة أشهر، ثم عزله وولى جعفر بن جعفر بن أبي جعفر، فلم
يأتها.
وولى منصور بن عطاء الخراساني مولى بني ليث، ثم عزل.
وولى موسى ابن عيسى حتى مات أمير المؤمنين هارون.
خراسان: أقر عليها أبا العباس الطوسي، ثم عزله وولى جعفر بن محمد ابن الأشعث، ثم العباس بن جعفر، ثم الحسن بن قحطبة أياما، ثم الغطريف خال أمير المؤمنين، ثم حمزة بن مالك، ثم الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك، فولاها الفضل عمر بن حمل اليربوعي، ثم عزل الفضل بن يحيى وولى منصور ابن يزيد، ثم جعفر بن يحيى بن خالد فلم يسر إليها وولاها علي بن عيسى بن ماهان، ثم عزل سنة إحدى وتسعين ومائة، وولى هرثمة بن أعين حتى مات أمير المؤمنين هارون.
سجستان: مات موسى وعليها كثير بن سلم، فشغب الجند، فجاءهم أصرم ابن عبد الحميد الطائي من قبل خراسان، ثم ولى عبد الله بن حميد بن قحطبة، ثم عثمان بن عمارة بن حريم، ثم داود بن يزيد من قبل الغطريف، ثم يزيد بن
__________
(1) في حاشية الاصل: (أيضا بو جحوان بطن في أسد).
(*)(1/379)
جرير من قبل الفضل بن يحيى بن خالد، ثم ابراهيم بن جرير من قبل الفضل بن يحيى أيضا، ثم الحسين بن علي من قبل علي بن عيسى بن ماهان، ثم يزيد بن جرير من قبل علي بن عيسى بن ماهان أيضا، ثم علي بن الحسن بن قحطبة، ثم أصرم بن عبد الحميد الطائي، فمات بها.
واستخلف رجلا من أهلها يقال له ابن سلمة.
ثم علي بن عيسى بن ماهان فولاها مولى له، ثم أحمد بن الحصين القومسي، ثم الحكم بن سنان الباهلي من قبل هرثمة حتى مات هارون.
السند: ولاها الليث مولى أمير المؤمنين [ 323 و ] ثم عزله وولاها البرنسي سالم مولى أمير المؤمنين، فمات بها واستخلف ابنه إبراهيم بن سالم، فوليها سنة ثم عزل ووليها إسحاق بن سليمان بن علي، ثم عزله ووليها محمد بن
طيفور الحميري ويقال مولى أمير المؤمنين، ثم عزله وولى سعيد بن سلم بن قتيبة، فوجه أخاه كثير بن سلم، ثم عزل وولى محمد بن عدي ابن أخت هشام بن عمرو فمنعه أهل المولتان وولي عبد الرحمن بن سليمان، ثم خرج واستخلف عبد الله بن العلاء الضبي، ثم ولي أيوب بن جعفر بن سليمان بن علي، فوجه أيوب على مقدمته سليمان بن سعيد بن زيد، ثم مات أيوب قبل أن يدخلها، فولي داود بن يزيد بن حاتم، فلم يزل عليها حتى مات هارون.
الجزيرة: من عمال هارون عليها محمد بن خالد بن برمك، ومحمد بن ابراهيم، وخزيمة بن خازم، ويزيد بن مزيد، ثم سليمان بن أبي جعفر، ثم محمد بن جميل، ثم خزيمة بن خازم الولاية الثانية حتى مات هارون.
مصر: جعفر بن يحيى بن خالد، فلم يسر إليها، وولاها ابن المسيب بن زهير، ثم ولاها هارون إبراهيم بن صالح، ثم عزله وولاها مسلمة بن يحيى أخا جبريل بن يحيى، ثم موسى بن عيسى، ثم إسحاق بن سليمان، ثم هرثمة بن أعين، ثم عبيد الله بن المهدي، ثم حوي بن جوين العدوي، ثم الليث بن الفضل مولى لهم، ثم حسين بن جميل مولى أمير المؤمنين، ثم ابن ماعز الكلبي.
إفريقية: أقر عليها يزيد بن حاتم حتى مات يزيد، واستخلف ابنه داود بن يزيد، ثم عزله سنة إحدى أو اثنتين وسبعين، و ولى روح بن حاتم فمات سنة أربع أو(1/380)
خمس وسبعين، واستخلف ابنه قبيصة بن روح، فعزله وولى نصر بن حبيب سنة ونصفا، ثم ولى الفضل بن روح فثار به الجند وعليهم رجل من أهل هراة يقال له: عبدويه، فقتل الفضل وغلب على البلاد، ثم قدم هرثمة بن أعين فأمن عبدويه وحمله إلى بغداد، ثم وليها محمد بن مقاتل العكي، فثار به رجل من الأبناء يقال له: تمام، فأخرج محمدا وغلب عليها، [ 324 ظ ] ثم رجع محمد
فأخرج تماما وصارت في يده ه، فثارت به الأبناء فأخرجوه.
وولوا إبراهيم بن الأغلب ابن سالم، فجاء عهد من قبل أمير المؤمنين، فلم يزل واليا حتى مات هارون.
الموسم: قد كتبنا من قام بالحج في كتاب تاريخ السنين كل سنة.
القضاء قضاء البصرة: ولاها عبد الرحمن بن محمد المخزومي، ثم عزله وولى عمر ابن حبيب العدوي (1) سنة اثنتين وسبعين ومائة، ثم عزل سنة إحدى وثمانين ومائة وولي معاذ بن معاذ، ثم عزل سنة إحدى وتسعين ومائة.
وولي محمد بن عبد الله الأنصاري، ثم عزل سنة اثنتين وتسعين ومائة.
وولي عبد الله بن سوار ابن عبد الله العنبري فمات أمير المؤمنين وهو قاض.
الكوفة: أقر عليها القاسم بن معن، ثم عزله وولى نوح بن دراج مولى النخع، ثم عزله وولى شريكا، ثم عزله وولى حفص بن غياث، ثم الحسن بن زياد اللؤلؤي.
المدينة: لم يذكر لها قاضيا.
كان قاضي هارون أبو يوسف، فمات أبو يوسف فاستقضى وهب بن وهب أبا البختري وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، فمات فاستقضى الحسين بن الحسن العوفي.
__________
(1) في حاشية الاصل: (عمربن حبيب.
ذكره الحاحظ في من ولى القضاء من الوراقين فإنه فد قضى على البصرة وغيرها أكثر من ثلاثين سنة).
انظر كتاب الحيوان للجافظ 3 / 34.
ط.
هارون.
(*)(1/381)
الشرط: خزيمة بن خازم، ثم المسيب بن زهير، فكان ابنه محمد بن المسيب يسير بالحربة بين يديه، ثم عبد الله بن مالك.
قال أبو الحسن: مات موسى وعلى شرطه عبد الله بن مالك فأقره هارون، ثم
عزله.
وولى عبد الله بن خازم بن خزيمة، ثم عزله.
وولى ابراهيم بن عثمان بن نهيك ثم قتله وولى ابنه وهب بن إبراهيم وسماه وهب بن عثمان وطرح اسم ابراهيم، فمات هارون وهو على شرطه.
كاتب الرسائل: إسماعيل بن صبيح من أهل حران، وكتب له يحيى بن سليم.
الديوان والخراج والجند: أبو صالح فضم ذلك إلى إسماعيل بن صبيح.
الخاتم: جعفر بن محمد بن الأشعث، ثم ولاه خراسان، ودفع الخاتم إلى حمزة بن مالك، ثم دفعه إلى أبي العباس الطوسي، فمات أبو العباس فصار الخاتم إلى يحيى بن خالد بن برمك، ثم صار إلى جعفر بن يحيى، ثم رده إلى يحيى بن خالد، ثم صار في يد أمير المؤمنين هارون.
[ 335 ظ ] الحرس: جعفر بن محمد بن الأشعث، ثم عبد الله بن مالك، ثم علي بن عيسى بن ماهان، ثم صير الحرس إلى جعفر بن يحيى بن خالد فولى جعفر صالح بن شيخ بن عمير، ثم ولى جعفر هرثمة بن أعين فأقره هارون.
حاجبه: بشر (1) بن ميمون مولاه ثم محمد بن خالد بن برمك، ثم الفضل بن الربيع..كان وزيره وصاحب أمره كله: يحيى بن خالد بن برمك.
ثم ابنه جعفر ابن يحيى، ثم قتله.
فصار الفضل بن الربيع.
أقام الحج سنة ثلاث وتسعين ومائة داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي.
__________
(1) في حاشية الاصل: (خ.
بشير).
ولم أقف على اسمه في المصادر التي رأيتها حتى أرجح وجه الصواب.
(*)(1/382)
وفي سنة ثلاث وتسعين ومائة: مات أبو بكربن عياش مولى واصل بن
حيان الأحدب.
وفيها مات غندر في ذي القعدة.
سنة أربع وتسعين ومائة أقام الحج علي بن هارون أمير المؤمنين.
وفيها مات إسماعيل بن ابراهيم، أمه علية، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، ومحمد بن أبي عد ي مولى بني سليم، وحفص بن غياث النخعي.
وفيها عزل أبو البختري وهب بن وهب عن المدينة ووليها إسماعيل بن العباس بن محمد.
وفيها صار رافع بن ليث إلى طاعة أمير المؤمنين المأمون، وقدم عليه وذلك قبل أن يقتل المخلوع.
سنة خمس وتسعين ومائة أقام الحج داود بن عيسى بن محمد بن علي.
وفيها وجه المخلوع علي بن عيسى بن ماهان إلى خراسان، ووجه أمير المؤمنين المأمون طاهر بن الحسين بن مصعب، فالتقوا بالري في شعبان فقتل علي بن عيسى.
وفيها دعي للمأمون بالخلافة بخراسان.
وفيها قتل طاهر عبد الرحمن بن جبلة الأبناوي.
وفيها خرج هرثمة لقتال المخلوع.
وفيها مات محمد بن الفضيل بن غزوان، وعثام بن علي، ومعاذ بن معاذ، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأبو معاوية الضرير، وعبد الرحمن بن عبد الرحيم المحاربي بالكوفة.
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما هو ابن محمد أبو محمد والد عبد الرحيم وتوفي ابنه عبد الرحيم ويكني أبا زياد سنة إحدى عشرة ومائتين.
الفقيه أبو الوليد يقوله).
وجاء في طبقات ابن سعد 6 / 392 و 407 ط.
بيروت: عبد الرحمن بن محمد المحاربي ويكني أبا محمد توفي سنة خمس وتسعين ومائة.
وعبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد المحاربي ويكني أبا زياد توفى بالكوفة سنة إحدى عشرة ومائتين.
(*)(1/383)
[ 326 ظ ] سنة ست وتسعين ومائة أقام الحج العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن
عباس، ودعا للمأمون بالخلافة في الموسم بمكة والمدينة.
وفيها وثب الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان ببغداد، فخلع محمدا المخلوع ودعا الناس إلى بيعة المأمون، وأخذ محمدا المخلوع يوم الثلاثاء في رجب فحبسه، ووثب الجند على حسين بن علي فقتلوه، وأخرجوا المخلوع من الحبس.
وفيها خرج عون بن جمهان السعدي بالبصرة ودعا إلى المأمون، وخلع منصور بن المهدي محمدا المخلوع ودعا إلى المأمون.
وفيها قتل محمد بن يزيد بن حاتم بالأهواز.
وفيها قدم طاهر بن الحسين بغداد وبايعه الحربية.
وفيها كانت هزيمة زهير بن المسيب بالبصرة يوم الثلاثاء لثمان خلون من شهر رمضان.
سنة سبع وتسعين ومائة أقام الحج العباس بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب.
فيها حصر المخلوع ببغداد، وأحاطت به الأجناد، طاهر بن الحسين وهرثمة بن أعين وزهير بن المسيب.
وفيها مات وكيع بن الجراح بفيد (1)، وعبد العزيز بن عمران بن أبي ثابت الأعرج.
سنة ثمان وتسعين ومائة أقام الحج العباس بن موسى بن عيسى أيضا.
وفيها قتل المخلوع ليلة الأحد لليلتين بقيتا من المحرم، ولي قتله قريش الدنداني، ونصب رأسه طاهر بن الحسين ساعة من نهار وبعث برأسه إلى المأمون.
وفيها مات سفيان بن عيينة.
ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعن بن عيسى.
وفيها عزل عبد الله بن سوار عن قضاء البصرة وولي محمد بن عبد الله الأنصاري.
__________
(1) في مراصد الاطلاع، فيد: بليدة في نصف طريق مكة من الكوفة.
(*)(1/384)
ولد المخلوع ببغداد سنة سبعين ومائة، وقتل ببغداد في المحرم [ 327 و ] سنة ثمان وتسعين ومائة وهو ابن ثمان وعشرين.
كانت ولايته إلى أن خلع ودعي بالخلافة للمأمون بخراسان سنتين، وخلع بالعراق والحجاز بعد ذلك سنتين، فكانت ولايته إلى أن قتل أربع سنين، وثمانية أشهر، واستقامت لأمير المؤمنين عبد الله المأمون بن أمير المؤمنين.
على شرطة: عبد الله بن خازم، ثم محمد بن حمزة بن مالك، ثم عزله وأعاد عبد الله بن خازم.
قاضي المخلوع: إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وولى أبا البختري وهب بن وهب سنة خمس وتسعين، ثم ولى ابن أبي حنيفة قضاء الكوفة وهلك بها.
البصرة: عبد الله بن سوار.
سنة تسع وتسعين ومائة فيها قدم الحسن بن سهل واليا على العراق، فنزل مدينة السلام.
وفيها خرج محمد بن إبراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، وهو الذي يقال له: ابن طباطبا بالكوفة يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة، فوافاه أبو السرايا واسمه السري بن منصور الشيباني في ذلك اليوم فهرب والي الكوفة وصارت في أيديهم بغير قتال، ثم مات محمد بن ابراهيم في أول شعبان من تلك السنة، فبويع محمد بن محمد بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب وفيها وثب محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بالبصرة، فصارت إليه (1) بغير قتال، ووثب محمد بن سليمان بن داود بن حسن بن حسن بن علي بالمدينة فصارت إليه بغير قتال.
وفيها بعث الحسن بن سهل زهير بن المسيب إلى الكوفة، فلقيه أبو السرايا فهزم زهيرا وحوى سفنه وأثقاله، فوجه الحسن بن سهل أيضا عبدوس بن محمد بن أبي خالد، فلقيه أبو السرايا بالجامع فقتل عبدوسا وعامة أصحابه وحوى عسكره، ووجه الحسن بن سهل أبا البط أحمد بن عمرو
__________
(1) في حاشية الاصل: (خ.
في يده).
(*)(1/385)
الذهلي، فوجه محمد بن محمد بن زيد محمد بن اسماعيل [ 328 ظ ] بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسين، فالتقوا بساباط من أرض السواد فهزم أبو البط، وأتى ابراهيم بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي اليمن، ونفى عنها إسحاق بن موسى بن عيسى.
وبعث المأمون سليمان بن داود بن موسى بن عيسى لاقامة الحج، فوثب ابن الأفطس (1) واسمه محمد بن علي بن حسن بن حسين بن علي بن أبي طالب بمكة فبيض، فتنحى سليمان ولم يمض إلى عرفة، ووقف الناس بغير إمام، وأتى الحسن بن الحسين عرفات ليلة النحر وقد صدر الناس عنها فوقف بالناس غداة جمع.
وفيها خرج هرثمة بن أعين في شهر رمضان لمحاربة أبي السرايا وأصحابه.
وفيها مات ابن أبي فديك (2)، وعبد الله بن نمير بالكوفة.
سنة مائتين فيها هزم هرثمة أبا السرايا ومعه محمد بن محمد، ودخلا الكوفة يوم الأحد للنصف من المحرم، فهرب أبو السرايا ومحمد بن محمد، فأخذهما حماد الأندغوش بناحية السوس، فبعث بهما إلى الحسن بن سهل، فقتل أبا السرايا وصلبه على خشبتين.
وفيها دخل علي بن أبي سعيد، وأحمد بن سعيد بن سلم والجلودي بالبصرة والأمير علي بن أبي سعد فخرج زيد ومن كان بها من الطالبيين بالبصرة.
وأقام الحج أبو إسحاق ابن أمير المؤمنين، فهرب محمد بن جعفر بن محمد بن علي وابن الأفطس بمكة، فظهر عليهم أبو إسحاق بن أمير المؤمنين وبعث بهما إلى المأمون.
وفيها مات أسباط بن محمد، وعلي بن عاصم، وداود بن يزيد بن حاتم بالسند.
__________
(1) في حاشية الاصل: (إنما الافطس الحسن بن علي بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب على ما ذكر المصعب الزبيري وانما ذكران الغالب على مكة أيام أبي السرايا حسين بن
الأفطس لا محمد حتى أخرجه منها ورقاء.
وجه إليه الجلودي).
انظر كتاب نسب قريش للمصعب الزبيري 72 - 73.
(2) في حاشية الاصل: (أبو اسماعيل بن أبي فديك واسمه مسلم وقيل دينار المدني).
انطر طبقات ابن سعد 5 / 437.
ط.
بيروت.
(*)(1/386)
سنة إحدى ومائتين فيها بايع المأمون لعلي بن موسى بن جعفر بالخلافة من بعده وخلع القاسم بن هارون أمير المؤمنين، وأمر بالسواد فألقي ولبست الخضرة.
وفيها أخرج الحسن بن سهل من بغداد، وبويع ابراهيم بن المهدي وأمه شكلة ببغداد، وأخذت له الكوفة وعامة [ 329 و ] السواد.
وفيها قتل زهير بن المسيب ببغداد، وقتل محمد بن أبي خالد أصابته ضربة فمات منها.
وفيها مات هرثمة بن أعين ليلة الأحد لثلاث خلون من المحرم.
وأقام الحج داود بن عيسى بن موسى.
سنة اثنتين ومائتين فيها خرج أمير المؤمنين المأمون من خراسان يريد بغداد.
وفيها قتل الفضل بن سهل بسرخس (1) في شعبان، فقتل أمير المؤمنين علي بن أبي سعيد وموسى بن عمران وعبد العزيز بن عمران، اتهمهم بقتل الفضل بن سهل.
وأقام الحج إبراهيم بن موسى بن جعفر أخو الرضى.
وفيها مات حماد بنت مسعدة.
سنة ثلاث ومائتين فيها مات الرضى علي بن موسى بن جعفر يوم السبت آخر يوم من صفر، وقدم المأمون بغداد يوم الأحد في شهر رمضان.
وأقام الحج سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها مات زيد بن الحباب، ومحمد بن بشر، وحسين بن علي الجعفي، ويحيى بن آدم مولى لآل عقبة بن أبي معيط، ومحمد بن بكر البرساني في ذي الحجة، وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزبيري.
__________
(1) في مراصد الاطلاع.
سرخس: مدينة قديمة من نواحى خراسان كبيرة بين نيسابور ومرو في وسط الطريق.
(*)(1/387)
سنة أربع ومائتين أقام الحج عبيدالله بن الحسن بن عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب، وهو والي مكة والمدينة.
وفيها نزل المأمون الرصافة وأمر بإلقاء الخضرة.
وفيها مات أبو داود سليمان بن داود الطيالسي في شهر ربيع الأول.
سنة خمس ومائتين أقام الحج عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن عباس بن علي بن أبي طالب أيضا.
وفيها مات محمد بن عبيد الطنافسي، ويعقوب بن اسحاق الحضرمي.
وعبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي، وكلاهما في جمادى يوم الأحد.
[ 330 ظ ] سنة ست ومائتين أقام الحج عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن عباس أيضا.
وفيها مات يزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، وأبو داود الحفري.
والحجاج الأعور، ويحيى بن معاذ بن مسلم، والهيثم بن عدي.
سنة سبع ومائتين أقام الحج أبو عيسى بن هارون أمير المؤمنين.
وفيها مات أزهر بن سعد السمان، ووهب بن جرير بن حازم في أولها، وجعفر بن عون المخزومي، وكثير بن هشام، وعمر بن حبيب، وعبد العزيز بن أبان، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وفيها مات طاهر بن الحسين بخراسان
فولى أمير المؤمنين ابنه عبد الله بن طاهر خراسان مع الجزيرة فولى أخاه طلحة ابن طاهر خراسان.
سنة ثمان ومائتين أقام الحج صالح بن هارون أمير المؤمنين.
وفيها مات صفوان بن عيسى، وعبد الله بن بكر أبو وهب السهمي وسعيد بن عامر في شوال، وشاذان بن(1/388)
عامر، ويونس بن محمد المؤدب.
وأشهل بن حاتم، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وفيها مات القاسم وأبو عيسى ابنا أمير المؤمنين هارون، وثابت بن نصر والي الثغور، والفضل بن الربيع.
سنة تسع ومائتين أقام الحج صالح بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
فيها مات عثمان بن عمر بن فارس، وبشر بن عمر الزهراني (1)، والحسن بن موسى الأشيب.
وفيها أسر الخرمي أحمد بن الجنيد ومعاذ بن هانئ.
سنة عشر ومائتين أقام الحج صالح بن العباس بن محمد.
فيها مات يعلى بن عبيد الطنافسي ويحيى بن اسحاق السيلحيني.
وفيها ظفر المأمون أمير المؤمنين بابراهيم بن المهدي فعفا عنه.
[ 331 و ] سنة إحدى عشرة ومائتين أقام الحج صالح بن العباس أيضا.
وفيها مات عبد الرزاق بن همام، و عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي (2)، والمعلى بن منصور الرازي، وأبو زيد الهروي (3).
__________
(1) في حاشية الاصل: (...ابن هانئ أبو هاني البصري القاضي...النهراني...الشعري روى عنه..وحرب بن شداد..روى عنه..) وجاء في
طبقات ابن سعد 7 / 300 ط.
بيروت: بشر بن عمر الزهراني ويكنى أبا محمد وكان ثقة رواية مالك بن أنس، وتوفي بالبصرة في شعبان سنة تسع ومائتين.
(2) كتب فوق كلمة عبد الرحيم (عبد الرحمن بن) وجاء في حاشية الاصل: (الصواب عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن محمد وقد تقدم التنبيه عليه في سنة خمس وتسعين).
(3) في حاشية الاصل: (هو سعيد بن الزبير.
بصري كان يبيع الناس الهروية فنسب إليها).
(*)(1/389)
سنة اثنتي عشرة ومائتين أقام الحج عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي.
فيها مات أبو عاصم الضحاك بن مخلد في ذي الحجة، وزكريا بن عدي.
سنة ثلاث عشرة ومائتين أقام الحج عبد الله بن عبيد الله أيضا.
فيها مات عبد الله بن داود، وعبيد الله بن موسى.
وفيها مات حمزة الشاري.
وفيها عزل محمد بن عباد بن عباد عن البحر وصير إلى غسان بن عباد، فولي محمد بن عباد بن عباد.
وفيها مات عبد الله بن يزيد المقرئ.
سنة أربع عشرة ومائتين أقام الحج اسحاق بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
وفيها قتل ابن حميد الطوسي (1) قتلته الخرمية وهو الأمير.
سنة خمس عشرة ومائتين أقام الحج عبد الله بن عبيد الله.
وفيها مات محمد بن عبد الله الأنصاري.
وفيها ولي علي بن هشام محاربة لخرمية.
وفيها قتل إبراهيم بن الليث بأردبيل.
وفيها ولي ابراهيم بن محمد
لتيمي البحر.
وفيها مات اسحاق بن العباس بن محمد باليمن.
وفيها مات عباس بن قريب الأصمعي.
سنة ست عشرة ومائتين أقام الحج عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس.
__________
(1) هو محمد بن حميد الطوسي قتله بابك الخرمي.
انظر الكامل لابن الاثير 5 / 217.
(*)(1/390)
[ 332 ظ ] سنة سبع عشرة ومائتين أقام الحج سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس.
فيها مات الحجاج بن المنهال الأنماطي، وسعيد بن سلم بن قتيبة.
وفيها قتل علي بن هشام.
سنة ثمان عشرة ومائتين أقام الحج سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي.
وفيها مات المأمون عبد الله بن هارون أمير المؤمنين، وبويع المعتصم بالله أبو اسحاق أمير المؤمنين.
تسمية عمال المأمون المدينة: عبيد الله بن العباس بن عبيد الله بن العباس، وضم إليه مكة.
ثم عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن فلان بن علي بن أبي طالب، وقثم بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس في سنة ثمان ومائتين، ثم عزله وولى محمد بن فلان بن حسين بن زيد، ثم عزله.
وولى سليمان بن عبد الله بن سليمان بن علي سنة ثلاث عشرة.
سنة تسع عشرة ومائتين أقام الحج صالح بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس.
فيها مات أبو نعيم الفضل بن دكين في شعبان، ومالك بن اسماعيل أبو غسان النهدي.
وفيها أخرج الزط من البطيحة إلى بغداد على يدي عجيف (1).
__________
(1) هو عجيف بن عنبسة من جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
انظر جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص 184.
وكذلك تاريخ لابن الاثير 5 / 232.
ط.
المنيرية.
فقيه أخبار ثورة والقضاء عليها.
(*)(1/391)
سنة عشرين ومائتين أقام الحج صالح بن العباس بن محمد.
فيها مات عفان بن مسلم يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وأبو حذيفة، وأبو عمر الضرير، وعبد الله بن مسلمة بن قعنب.
وفيها غزا الحسن بن مصعب بلاد الروم، فنكب وهزم وأسر عامة جيشه.
سنة إحدى وعشرين ومائتين أقام الحج محمد بن داود بن عيسى بن موسى.
فيها مات عيسى بن أبان القاضي.
[ 333 و ] سنة اثنتين وعشرين ومائتين أقام الحج محمد بن داود بن عيسى بن موسى.
فيها مات مسلم بن ابراهيم، والوليد بن هشام بن قحذم.
وفيها وقعة الإفشين بالكافر بابك، فهزمه وقتل في بلاده، وحوى عسكره واستخرج من كان في بلاده من أسرى المسلمين، وهرب بابك ثم ظفر به أسيرا فكتب بالفتح إلى أمير المؤمنين.
سنة ثلاث وعشرين ومائتين
أقام الحج محمد بن داود.
فيها مات حرمي بن حفص، ومحمد بن كثير، وموسى بن اسماعيل وأبو عبد الله الخزاعي، وأبو أمية، وأبو صالح كاتب الليث.
وفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين: سار أمير المؤمنين أبو اسحاق المعتصم بالله في جمع كثير، فوغل في بلاد الروم، وقدم الأفشين خيذر بن كاوس فلقي(1/392)
الطاغية بموضع يقال له: لورلة (1) على ميلين منها، فهزمه وقتل من أصحابه أربعة آلاف، وسار أمير المؤمنين فنزل على عمورية، ووافاه الأفشين فافتتحها أمير المؤمنين عنوة يوم الثلاثاء لثلاث عشرة بقيت من شهر رمضان، فقتل بها مقتلة عظيمة وسبى سبايا كثيرة وخرب المدينة وهدمها، وقبل وصول أمير المؤمنين إلى عمورية خرب ما مر به من قراهم وهربت الروم في كل وجه.
وفيها خرب أنقرة، ثم توجه أمير المؤمنين قافلا يوم السبت لسبع (2) بقين من شهر رمضان، فضرب أعناق أربعة آلاف من الأسرى،، فلم يزل يقتل الأسرى في مسيره ويحرق حتى ورد بلاد الإسلام.
وفيها أتي أمير المؤمنين بالكافر بابك أسيرا، فأمر أمير المؤمنين بقطع يديه ورجليه، ثم ضرب عنقه وصلبه وذ لك في صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وفيها مات الحسن بن عبيد الله بن الحسن العنبري قاضي البصرة.
وفيها ولي أحمد بن رياح قضاء البصرة.
[ 334 ظ ] سنة أربع وعشرين ومائتين أقام الحج محمد بن داود بن عيسى بن موسى.
فيها مات عارم بن الفضل، وسليمان بن حرب بعده إلى أشهر، وعمرو بن مرزوق، وابراهيم بن سويد.
سنة خمس وعشرين ومائتين
أقام الحج أيضا محمد بن داود.
وفيها عزل أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري عن بحر البصرة.
__________
(1) لعلها درولية كما جاء في كتاب العرب والروم لفاريلييف ص 132.
ومراصد الاطلاع وهي على ثلاثة أيام من عمورية ويستفاد من كتاب فازيلييف وحواشيه أن اسم المكان الذي حدث فيه اللقاء أنزن انظر ص 139.
(2) في حاشية الاصل: (خ.
لتسع).
ولم أقف في مصادر يوم عمورية على تاريخ انصراف المعتثم قافلا إلى بلادة.
(*)(1/393)
سنة ست وعشرين ومائتين أقام الحج أيضا محمد بن داود.
وفيها غزا أحمد بن عبيد الله بن الحسن بحر البصرة.
سنة سبع وعشرين ومائتين فيها مات المعتصم بالله أمير المؤمنين يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين.
وبويع الواثق هارون بن أمير المؤمنين.
فيها مات هشام بن عبد الملك أبو الوليد صاحب الطيالسة، وسهل بن بكار، وأحمد بن يونس من أهل الكوفة، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي من أهل البصرة.
وأقام الحج المتوكل جعفر بن المعتصم أمير المؤمنين.
سنة ثمان وعشرين ومائتين مات فيها مسدد بن مسرهد، وعبيد الله بن محمد بن حفص يقال له: ابن عائشة وعبد الرحمن بن المبارك مولى بني تيم بن ثعلبة، وتركي داود بن سليمان.
أقام الحج محمد بن داود.
أقام الحج محمد بن داود.
وغزا ابراهيم بن هاشم بحر البصرة من قبل أحمد بن رياح.
سنة تسع وعشرين ومائتين أقام الحج محمد بن داود.
وغزا ابراهيم بن هاشم بحر البصرة من قبل أحمد بن رياح.(1/394)
سنة ثلاثين ومائتين أقام الحج محمد بن داود.
وغزا ابراهيم بن هاشم بحر البصرة فبلغ أداني بلاد سرشب (1) [ 335 و ] بعض قراها وأصاب سبيا.
سنة إحدى وثلاثين ومائتين أقام الحج محمد بن داود.
وفيها مات محمد بن المنهال الضرير راوية يزيد بن زريع، وأمية بن بسطام العائشي، وخلف بن سالم المخرمي (2)، وهارون بن معروف من أهل بغداد، وعبد الله بن محمد بن أسماء.
قال بقي بن مخلد: وفيها مات يحيى بن عبد الله بن بكير يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر، أخبرني بذلك ابنه عبد الله (3).
وفيها كسرت مراكب المطوعة في بحر البصرة بين جنابا وسينين وأصيب فيها ناس من المطوعة.
وفيها كان الفداء بالروم والوالي أحمد بن سعيد بن سلم الباهلي، ففدي من المسلمين نحو من أربعة آلاف رجل وست مائة ونحوها من النساء والصبيان.
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين فيها أقام الحج محمد بن داود.(1/395)