3888 - محمد بن عبد الله السبتي: المغربي، ثم المدني، المالكي، قال ابن فرحون: إنه كان من قدماء المجاورين المقدمين في العمل والتعليم، بل محدثين بلا شك، وكانت له على أولاد المجاورين بل وأهل المدينة يد طويلة ومنة عظيمة في تعليم القراءات، وإن قلت: إنه لم ينجب أحد من أبناء زمانه على يد غيره من المعلمين صدقت، وكان في كتابه فوق مائة متعلم، ما بين صبي يفاع وصغير يراع، قد رتب كتاب فجعل العرفاء فوق من دونهم وقدم على طائفة واحداً منهم، وانتظم له سلك التعليم، أكثره بالتخويف والتهديد، وكانت له فراسة عظيمة في الولد قل أن تخطئ، حتى أنه ليقول للواحد منهم: أنت كنت في مكن كذا وكذا، وفعلت كذا وكذا، فيكون كذلك، ولذا كان يهاب في غيبته أكثر من حضوره، ومما جرى لنا يوماً معه أن الطواشي شفيع الكرموني جاء إليه يوماً فقال له: إن عمال الرحم قد فقدوا مربعة خشب مدهونة يكون قدرها زراعاً في زراع وما أظن أخذها إلا بعض الأولاد، فقال له: اذهب فستأتيك إن شاء الله، ثم قال لنا: اقرءوا وارفعوا أصواتكم ففعلنا ثم قال لنا: اسكتوا فسكتنا فقال: قم يا حسين فائت بالمربعة، فقال: ما أخذتها وجعل يبكي، فقال له: اقرأ على حالك: ثم دعى بعض الأولاد وقال له: امض إلى بيته وقل لأهله: حسين يقول لكم ابعثوا إلىّ بالمربعة التي أتيتكم بها البارحة، فما كان إلى قليلاً إذ جاء بها وهو ينظر، فبهت فضربه ثم أمر جميع الصبيان فضربوه، وكان يقول للصبيان: يا فلان أنت وزير المدينة وأنت تكون تاجراً وأنت تكون فلاحاً وأنت تكون ظالماً، وأنت تكون فقيهاً، فما تعدى أحد منهم فيما علمت ما توسم فيه، وكان يعزم على الجان ويستحضرهم، واشتهر حجابه بالنفع، فيأخذ ورقة على طول المصروع فيكتبها له ويعلقها عليه فيبرأ من حينه، ولم يزل كذلك حتى فلجوا ابنة له وكانت تزحف، ثم انطلق نصفها الأيمن وبقيت كذلك حتى توفيت، ولم يرجع عن حاله معهم فرأيته بعد العزم والقوة يمشي في الأسواق زحفاً وقد نفر عنه من كان يعرفه، وصار من الحاجة والقلة بحيث إنه يسأل ويطلب فلا ينظر إليه، ابتلاء من الله، وبقي على ذلك سنين متعددة حتى مات في حدود عشرين تقريباً وهو المسمى لأبيه، ذكره ابن صالح فقال: الشيخ، المؤدب من طلبة أبي عبد الله القصري، ختم عليه القرآن جم غفير من أكثر المجاورين، قرأ عليه يعقوب بن جمال وأخوه يوسف والبدر بن فرحون وإخوته وأولاد الشكيلي الكبار، وقرأت عليه ثلاثة أرباعه، ثم عمي وبطل شقه مع فقره.
3889 - محمد بن عبد الرحمن الضراري: من أهل المدينة، وضرار: موضع بها، يروي عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، وعنه يزيد بن عبد الله بن الهاد، قاله ابن فرحون في رابعة ثقاته، تبعه البخاري في تاريخه، وقال أبو حاتم: شيخ.
3890 - محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن عمير: به ذكر في ابن عمر والده محمد بن عمير.
3891 - محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة: يأتي فيمن جده سعد.
3892 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي ملكية: أبو غرارة القرشي، التيمي، المليكي، الجدعاني، المكي، ويقال: المدني، زوج جبرة ابنة محمد بن ثابت بن سباع الخزاعية، يروي عن أبيه وعم أبيه وعبيد الله بن عمر وغيرهما، وعنه أحمد بن محمد الأزرقي وأبو عاصم ومسدد والمقدمي، وإبراهيم بن محمد الشافعي وابن أبي إدريس، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان في الضعفاء: لا يحتج به، وقال أحمد وأبو زرعة: لا بأس به، وقال أبو حاتم: مكي ضعيف الحديث، منكر الحديث، وقال ابن معين: لا شيء، وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم، ووقع كما في النسخة محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله أبي ملكية، وقال ابن عدي: قد قيل إن الجدعاني غير أبي غرارة وكان في وقت واحد ينتسبان جميعاً إلى جدعان فاشتبها، قال: ويحتمل أن يكونا واحداً، وبه جزم الخطيب، وممن نسبه مدنياً ابن عقدة في تاريخه وكذا قال ابن حبان: من أهل المدينة، واقتصر عليه الذهبي في تاريخه.
3893 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة: يأتي قريباً فيمن جده عبد الله.(2/164)
3894 - محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان: أبو عبد الله القرشي العامري، مولى بني عامر بن لقي، عداده في أهل المدينة، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، يروي عن أبي هريرة وابن عمر وابن عباس وأبي سعيد وفاطمة ابنة قيس وجابر وعنه عبد الله بن يزيد (مولى الأسود)، والزهري ويحيى بن أبي كثير ويزيد بن عبد الله بن قسيط ويحيى بن سعيد وآخرون، وهو ثقة، خرج له الأئمة، وذكر في التهذيب، وثقات ابن حبان وقال: مولى الأخنس بن شريق ومرة: مولى بني عامر. وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم، ونقل عن أبيه أنه قال: إنه من التابعين، لا يسأل عنه، وعن أبي زرعة: أنه مدني قرشي من بني عامر بن لؤي، ثقة.
3895 - محمد بن عبد الرحمن بن جبر الأنصاري: عداده في أهل المدينة، وهو محمد بن أبي عبس. قال البخاري في تاريخه، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: إنه يروي عن أبيه عن جده، وعنه ابنه.
3896 - محمد بن عبد الرحمن بن حارثة بن النعمان: ويقال اسم جده عبد الله بن حارثة أبو الرجال، وأبو عبد الرحمن الأنصاري البخاري من بني حارثة بن النجار المدني، أحد الثقات، ذكره مسلم في رابعة تابعي المدنيين، يروي عن أمه عمرة ابنة عبد الرحمن بن سعد بن زرارة وأنس بن مالك، وعنه بنوه (محمد وحارثة وعبد الرحمن)، ويحيى بن سعيد الأنصاري والثوري ومالك وسعيد بن هلال وعبد الله بن عمر العمري والضحاك بن عثمان ويعقوب بن محمد بن طحلا وأبو سعيد مولى بني هاشم، وكان أحد الثقات، وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم ثم ابن حبان، وخرج له الشيخان، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان، وإنما كني أبا الرجال لأنه كان له عشرة بنين رجال، وحده حارثة بدري.
3897 - محمد بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: المخزومي، القرشي، المدني، أخو أبي بكر وإخوته، ذكره مسلم في ثالثة المدنيين، يروي عن عائشة، وعنه الزهري، وهو مقل لا يكاد يعرف، قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث، وذكره في الطبقة الأولى من المدنيين، وقال النسائي: ثقة، ونقل الأزدي في ضعفائه عن ابن معين: ليس حديثه بشيء، وممن خرج له مسلم، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري.
3898 - محمد بن عبد الرحمن بن الحسين القطان: ويلقب صلاح الدين، ممن سمع في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة على الزين المراغي في تاريخه للمدينة.
3899 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحكم: الحكمي، الأوسي، من أهل المدينة، كان ينزل في بني أمية بن يزيد، يروي عن طلحة، وعنه يعقوب بن سفيان، قاله ابن حبان في رابعة ثقاته.
3900 - محمد بن عبد الرحمن بن خلاد الأنصاري: من أهل المدينة، عن أم مبشر، وله صحبة، وعنه يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة... قاله ابن حبان في ثانية ثقاته تبعاً للبخاري في تاريخه كما تبعه ابن أبي حاتم.
3901 - محمد بن عبد الرحمن بن رداد بن عبد الله بن شريح بن مالك القرشي: العامري، من أهل المدينة، من ولد ابن أم مكتوم... يروي عن عبد الله بن دينار وسهيل بن أبي صالح ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعنه بشرين معاذ، ويعقوب بن حميد بن كاسب وإسماعيل بن أبي أويس وعبد الله بن نافع الصايغ ومعاوية بن هشام، ذكره ابن حبان في ثقاته، وقال: كان يخطئ، وقال ابن عدي: عامة ما يريده غير محفوظ، وقال الأزدي: لا يكتب حديثه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، ذاهب الحديث، ولم يقرأ كما قال ابنه عليهم حديثه، وقال أبو زرعة: مدني لين، وقال الذهبي وفي المغني: ضعفوه، وذكره في الميزان وأورد له عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن رافع بن حديج مرفوعاً " المدينة خير من مكة " ، وقال: ليس بصحيح، وقد صح في مكة خلافه.
3902 - محمد بن عبد الرحمن بن زرارة: فيمن جده سعد قريباً.(2/165)
3903 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد: كان بينه وبين أبيه سبع عشرة سنة وفي الموت إحدى وعشرين ليلة، فاشترك مع أبيه في رجاله، سمع هشام بن عروة وطبقته، قيل: لم يحدث عنه إلا الواقدي، وقد ضعفه ابن معين، ووثقه ابن سعد، وأطنب في وصفه، وكذا وثقه ابن حبان وقال: مات ببغداد سنة أربع وتسعين ومائة، وهو ابن سبع وخمسين سنة، روى عنه الدراوردي، وقال أبو حاتم: روى عن أبيه وعنه بعض المدنيين، وهو في تاريخ البخاري، وابن أبي حاتم والميزان للذهبي وقال: مات قديماً مع والده، قال ابن سعد: عاش بعد أبيه أياماً وأبوه أسن منه بسبع عشرة سنة، وذكره ابن عدي مختصراً.
3904 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي سارة: مدني، بيض ابن أبي حاتم عن أبيه وقال: قرئ على العباس بن محمد الدوري، سمعت ابن معين يقول: هو صدوق ثقة.
3905 - محمد بن عبد الرحمن بن سعد: أبو أسعد بن زرارة الأنصاري المدني، ابن أخي عمرة ابنة عبد الرحمن، وهو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، أو ابن أبي زرارة، وقيل: غير ذلك، يروي عن جابر وأبي سعيد وعمته عمرة وأختها لأمها أم هشام ابنة حارثة بن النعمان، وخالة يحيى بن أسعد وابن كعب بن مالك، ومحمد بن عمرو بن الحسن بن علي والأعرج وسالم بن عبد الله، وعنه جماعة منهم: شعبة ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير وابن عيينة وقال: يقولون: هذا عامل عمر بن عبد العزيز " يعني على المدينة " فجلست إليه وأنا ابن خمسة عشر سنة، وكذا قال أبو حاتم: إنه كان والياً على المدينة في زمان عمر بن عبد العزيز، وجزم به غير واحد كالذهبي، وثقه النسائي وابن حبان وابن سعد وصرح: بأن عمرة عمة أبيه، يقول: توفي سنة أربع وعشرين ومائة، وقال ابن أبي خيثمة: سمعت مصعب بن عبد الله يقول: إنه كان والياً لعمر بن عبد العزيز على اليمامة، وكان رجلاً صالحاً، قلت: وقوله على اليمامة يخالف ما تقدم، فيحتمل أن يكون والياً عليهما فلا مانع منه، وقد خرج له الأئمة، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم، وكل من سعد وأسعد صحيح، فأسعد جده من قبل أمه.
3906 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم: أبو الفضائل، قرأ في سنة اثنتين وثمانين وسبعمائة بالمدينة صحيح مسلم على الموفق أبي الخير محمد بن أحمد بن يوسف الزرندي.
3907 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة: النعمان، مضى فيمن جده حارثة.
3908 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن زرارة: مضى قريباً.
3909 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن عثمان: أبو عتيق التيمي، حفيد أبي بكر الصديق " أفضل الأمة بعد الرسول " ابن أبي قحافة، له رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، وحينئذ فهم أربعة من نسق الصحابة، قال ابن حبان: وليس هذا لأحد من هذه الأمة غيرهم، قلت: يعين بقية المذكور، وإلا فعبد الله بن الزبير " أمه أسماء ابنة أبي بكر بن أبي قحافة " ، وعبد الله له رواية نعم، ثم جماعة أربعة من المذكور، غير أنه مختلف في الرابع،وهذا في ثاني الإصابة.(2/166)
3910 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بم محمد بن عبد الرحمن بن حسين: الشمس بن الزين، المدني، الضشافعي، سبط النور علي بن عبد الرحمن بن حسين بن القطان، الماضي أمه زينب، ويعرف بابن زين الدين، وكسلفه بابن القطان، ولد في رجب سنة اثنتين وستين وثمانمائة بالمدينة، وحفظ بها القرآن، وجوّده فيها على الشمس بن شرف الدين الششتري، بل تلاه عليه إفراداً وجمعاً للعشر في ختمتين والشاطبيتين والطيبة الجزرية، وقراءة نافع لابن تبري، ورفع توضيح ابن هشام، وعرض على أبي الفرج المراغي والشهاب الأبشطي، وحضر دروسه بآخره، وسمع على أولهما بقراءة ولده الشمس، ثم قرأ في سنة تسعين على الولد جميع الصحيح، وكذا قرأ على الجمال عبد الله بن القاضي عبد الرحمن بن محمد بن صالح أشياء، وأخذ في ابتدائه عن الشمس العوفي في الفقه وأصوله، والعربية، ودخل مصر فتلى بالعشر على مكل من الزينين، " جعفر السنهوري والهيثمي " ، وقرأ على الجوجري جانباً من التوضيح وحضر دروساً، وكذا دروس ابن قاسم، وقرأ عليه من شرحيه على المنهاج والألفية، وعلى الجلالين " البكري وابن الأسيرطي " ، ولازم الشرف عبد الحق هناك بل وبالحرم في الفقه وأصوله والعربية وغيرها بل حل عليه قطعة من الشاطبية، وقرأ على السراج معمر ألفية النحو، حين كان عندهم، وكذا دخل دمشق وقرأ على التقي بن قاضي عجلون بالقاهرة أيضاً في سنة إحدى وتسعمائة، وحضر دروس الزيني زكريا، وأخذ كلاً من الفيتي النحو والحديث عن البرهان بن أبي شريف، وسمع في الكبت الستة، والموطأ وغيرها على الفخر الديمي، ولازم قبل ذلك وبعده الشريف السمهودي... وما أظن أخذ عنه أفضل منه، وسمع بمكة من النجم بن فهد المسلسل والثلاثيات، وعليّ في المجاورة الثانية بالمدينة أشياء، ثم قرأ عليّ في التي بعدها شرحي لتقريب النووي بحثاً، وأقرأ الطلبة بالمسجد النبوي، ونعم الرجل فضلاً وتودداً.. وأقول: وقد صار شيخ الراء بالمدينة الشريفة وإمامها وخطيبها وأحد المدرسين المفتيين فيها، وكانت فيها لخطابتها وإمامتها في سنة......، واستمر مباشراً لها مع بلاغته وفصاحته لم يعزل منها إلا مدة يسيرة في سنة ثلاث عشرة وتسعمائة، ثم مات بعد تعلله مدة في ليلة الأربعاء خامس عشر صفر عام ثلاثين وتسعمائة بالمدينة ودفن بالبقيع رحمه الله تعالى، ولم يخلف ببلده مثله، وباشر الخطابة بعده ولده الزيني عبد الحق، ثم تركها رغبة فيها لعجزه عن القيام بها عوض ناصر الدين بن صالح سنة عشر وتسعمائة بعناية شيخه السيد السمهودي.
3911 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ملكية: هو ابن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله: مضى.
3912 - محمد بن عبد الرحمن بن عنج: وقيل اسم جده بن عنج المدني، نزيل مصر، يروي عن نافع مولى ابن عمر، وعنة الليث بن سعد، ذكره ابن حبان في ثقاته تبعاً لتاريخ البخاري وابن أبي حاتم ونقل عن أبيه: أنه صالح الحديث لا أعلم روى عنه غير الليث. وقال أحمد: شيخ مقارب الحديث، روى عنه الليث، وقال أبو داود: من أهل المدينة كان بمصر روى عنه الليث نحو ستين حديثاً، وقال ابن حبان في الثقات: حدّث عن نافع بنسخة مستقيمة، وقد خرج له هو ومسلم والنسائي، وذكر في التهذيب.
3913 - محمد بن عبد الرحمن بن عود الزهري: القرشي، المدني، يروي عن أبي سعيد الخدري، وعنه ابنه عبد الواحد ومحمد بن المنكدر، قاله ابن حبان في ثانية ثقاته تبعاً لتاريخ البخاري، وكذا ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وسمي فيمن روى عنه عبد الله المدني... وهو في ثاني الإصابة.(2/167)
3914 - محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة: ويقال: ابن أبي لبيبة، المدني مولى بني هاشم، ولبيبة أمه، وأبو لبيبة كنية أبيه، واسمه وردان، يروي عن سعيد بن المسيب وعمر بن سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن أبي سليمان والقاسم بن محمد وعبيد الله بن علي بن أبي رافع، وأرسل عن سعد بن أبي وقاص، وعلي بن أبي وقاص، روى عنه حفيده يحيى بن عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي كثير وسعيد بن أبي أيوب وحاتم بن إسماعيل ووكيع وأسامة بن زيد الليثي ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وجعفر بن محمد بن محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام، ذكره ابن حبان في ثانية ثقاته، بروايته عن سعد، وقال ابن أبي حاتم: أخبرني ابن أبي خيثمة فيما كتب إليّ، سمعت ابن معين يقول: ابن أبي لبيبة الذي يحدث عنه وكيع ليس حديثه بشيء، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف وذكر في التهذيب.
3915 - محمد بن عبد الرحمن بن مجبر: بضم الميم ثم الجيم مشددة مفتوحة لكونه كان وقع فتكسر، فقالت عمته حفصة: هو الجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني، عن نافع وعطاء وزيد بن أسلم وعبد الرحمن بن القاسم ويحيى بن سعيد الأنصاري والعلاء بن عبد الرحمن، وعنه سعيد بن سليمان الواسطي وبشر بن الوليد وحفص بن عمرو العمري ويزيد بن هارون وهشيم والحجاج بن المنهال وعبد الله بن رجاء وغيرهم، قال ابن معين: ليس بشيء، وقاله البخاري: سكتوا عنه، وقال النسائي، متروك، وقال لابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه، وقال ابن حبان في الضعفاء: روى عنه يزيد بن هارون والعراقيون، ممن يتفرد بالمعضلات عن الثقات، ويأتي بأشياء مناكير عن أقوام مشاهير لا يحتج به، وقال أبو حاتم: ليس بقري، روى عنه هشيم فقال: ثناء محمد بن عبد الرحمن القرشي يكنى عن اسم جده، لكن لا يفطن له. وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وهو في الميزان، وكرره في اللسان، ونسبه الذهبي في تاريخه مدنياً، وما رأيت ذلك الآن لغيره بل قال هو في الميزان: البصري.(2/168)
3916 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عشاس بن بدر بن يوسف بن علي بن عثمان الرضي: أبو حامد، ابن التقي أبي الحرم بن الجاحظ، الجمال أبي عبد الله بن أبي جعفر الأنصاري، الخزرجي، المدني، الشافعي، القاضي، الماضي أبوه، وعمه العفيف عبد الله، والآتي ولده المحب محمد، ويعرف كسلفه بالمطر، وهو سبط الجمال محمد بن يوسف الزرندي، ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بالمدينة. كما قرأته بخطه نقلاً عن خط أبيه وأنه بعد صلاة العصر في يوم الأربعاء خامس ذي القعدة منها، وسمع بها من العفيفين " عمه المطري، وله فيه ذكر، واليافعي " صحيح البخاري، وعلى أولهما: مسند الشافعي بالروضة في سنة ثالث وخمسين، ومن العز بن جماعة: الموطأ، رواية يحيى بن مكي، والفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا، والثواب لآدم، وجزء البيتوتة ومنتقى من الرسالة القشيرية، وجزء كبير من حديثه يخرجه لنفسه وغيرها، وبآخره من أمين الدين بن الشماع جامع الأصول لابن الأثير بفوت، ومن البرهان بن أبي الحسن بن فرحون الشفا، ومن محمد بن صالح المدني بقراءته عليه غالب تأليفه الدرة النفيسة الفصيحة بكرامات شيخ الصدق والنصيحة، الذي ترجم فيه شيخه أبا عبد الله القصري، ومن الشمس الخشبي إتحاف الزائر لابن عساكر، ومن البهاء السبكي شفاء السقام لأبيه بفوت، وقرأ على الجمال الأميوطي والعمل سليمان السقا، وسمع علىالزين أبي بكر المراغي في آخرين: كالبدر بن فرحون، سمع عليه في سنة سبع وستين وسبعمائة الأنباء المبيتة لابن عساكر، ووصفه أبو عبد الله بن شكر في الطبقة: الفقيه، العالم، العامل، الرئيس، والبرهان إبراهيم بن علي بن فرحون سمع عليه الشفا مع الشرف أبي الفتح المراغي، ووصفه الشرف: سيدنا وشيخنا الإمام العلامة، والزين العراقي قرأ عليه أشياء كجوابه في قص الشارب سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وأجاز له في سنة مولده أبو الفتح الدلاصي والميدومي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد المؤمن بن اللبان وبعدها ابن الخباز وابن القيم وأبو الثناء المنيجي، وخلق، وكذا أجاز له ولوالده في سنة إحدى وخمسين من بغداد القاضي الإمام الشرف محمد بن بكتاش بن عبد الله التشتري البغدادي " ومولده سنة أربع وستين وستمائة " ، والأصيل عز الدين الحسين بن محمد بن عبيد الله " ومولده في جمادى الثاني سنة أربع وسبعين " ، والقاضي الخطيب أبو الحسن حيدرة بن محيي الدين محمد بن المحيا العباسي " ومولده في آخر رمضان سنة سبع وثمانين " ، والعلامة الشمس محمد بن الشهاب عبد الرحمن بن عسكر البغدادي المالكي " ومولده سنة إحدى وسبعمائة " . والعدل الجمالي محمد بن محمود البغدادي المقرئ، وقد حدّث ودرّس وأفتى، وممن أكثر من الأخذ عنه سماعاً وقراءة وتفقه عليه ولده المحب محمد، وكذا قرأ عليه التقي بن فهد، وولي رئاسة المؤذنين بالحرم النبوي كأبيه وجده " وقضاء المدينة وخطابتها وإمامتها، على عادة من سلف من قضاتها، بعد أشهر خلت من سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وصلت إليه الولاية وهو بالطائف) من أعمال مكة، في النصف الأخير من شهر ربيع الآخر منها، فتوجه إلى المدينة في أوائل جمادى الأولى فباشرها قليلاً وحمدت مباشرته، ولم يلبث أن مات عن ثلاثين وستين في ليلة الخميس سادس عشر ذي الحجة منها بمكة، وكان قدمها حاجاً وهو عليل ودفن بالمعلاة رحمه الله، وكان خيراً، ديناً، له إقبال على الخير والعبادة وعناية العلم، ذا معرفة حسنة بالفقه العربية وغيرها مع نظم حسن وحفظ جيد، استقر عوضه ولده المحب في الرئاسة بل ناب عنه فيها، وفيما كان متوليه من القضاء والخطابة والإمامة، وقد ذكره شيخنا في أنبائه باختصار وقال: كان بيده نظر مكة، ثم نازع صهره شيخنا الزين المراغي في قضاء المدينة، وذكر شيئاً مما تقدم، وأنه مات عن إحدى وستين بعد أن أرخ مولده سنة ست وأربعين... وكلامها سهواً، فالصواب ما تقدم، وذكره الفاسي في مكة.(2/169)
3917 - محمد: الشمس أبو عبد الله، وأبو الهدى المطري، أخو علي الماضي والذي قبله، ولد كما قرأته بخط أخيه نقلاً عن أبيهما في صبيحة يوم الأحد عاشر رجب، سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وسمع بالمدينة من العز بن جماعة جزءه الكبير الذي أخرجه لنفسه، ومن البدر إبراهيم بن الخشاب الصحيح وغيره، وعلى الزين العراقي " في سنة تسع وثمانين بقراءة أخيه " جزء قص الشارب له، ولد اشتغال بالعلم ونباهة، وكان يؤذن بالحرم النبوي في مأذنة الرياسة كأبيه وحده، ودخل مصر والشام واليمن، ومات في ثامن عشرى ذي الحجة سنة ست وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، وممن ذكره الفاسي.
3918 - محمد: الجمال، أخو الأولين، سمع على الزين، ومن ذلك في سنة تسع وسبعين وسبعمائة في تاريخه للمدينة... ويحرر إن كان غير أبي الهدى.
3919 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان: أبو الخير بن أبي الفضل بن أبي عبد الله السخاوي الأصل، القاهري، البهائي، الشافعي، مؤلف هذا الكتاب شمس الدين، له ترجمة ألفها سماها إرشاد الغاوي، وذكر نسبه في تاريخه الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، ومختصرها: أنه ولد في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة، فحفظ القرآن وصلّى به التراويح في رمضان، ثم عمدة الأحكام والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك، و...... لشيخه ابن حجر، تلى على فقيه العلامة شهاب الدين بن أسد لأبي عمرو وابن كثير، وسمع عليه غيرهما من الروايات أفراداً وجمعاً، ونذرت به في المطالعة والقراءة، وشارط من يردد إليه في الفقه والعربية والقراءات وغيرها.
3920 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن علي الأنصاري: المصري، الشافعي، شاركناه في ثلاثة من آبائه، ورأيته سمع مسلماً على المحب المطري في سنة ست وأربعين بالمدينة... وكتبته تخميناً.
3921 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصبيبي: نسبة لقلعة الصبيبة، المدني، الشافعي، والد أحمد وابن عمة الجمال الكازروني، وابن أخت أبي العطاء أحمد بن عبد الله بن محمد، ولد في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، وسمع على البدر إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب في سنة سبعين فما بعدها، وحدّث بالبخاري من لفظه بالروضة سنة ست وثمانمائة، فسمعه منه جماعة، ووصفه النجم السكاكيني " في إجازة ولده " : بالعالم، الفاضل، الكامل، ووالده: بالشيخ، الصالح، الزاهد، العابد، بل قال شيخنا: إنه اشتغل بالفقه، ودرس في الحرم النبوي، ومات بصفد سنة سبع وثمانمائة، وقد بلغ الخمسين.(2/170)
3922 - محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن حسن بن علي بن صالح: فتح الدين أبو الفتح بن ناصر الدين أبي الفرج، ابن الشمس، أبي عبد الله بن الخطيب، التقي أبي البقاء المصري الأصل، المدني، الشافعي: والد زين الدين وصالح الدين وغيرهما، ويعرف كسلفه بابن صالح، ولد في ليلة ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وسبعمائة بالمدينة، ونشأ بها، فحفظ القرآن، وقال: إنه تلاه للعشر من طريق النشر على مصنفه ابن الجزري والحاوي وجمع الجزامع والجمل للزجاجي وألفية الحديث، وعرض على جماعة، واشتغل في الفقه العراقي والجمال بن ظهيرة في آخرين، وعن النجم أخذ الأصول من المعاني والبيان، وكذا أخذ الأصول مع العربية والمنطق عن أبي عبد الله الوانوعي، وعنه وعن غيره أخذ النحو، وممن أخذ عنه قاضي الحنفية نور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي الزندي " تلميذ المحب بن هشام " قرأ عليه الحاجبية وغيرها، بل قرأ عليه في سنة عشر في البخاري وكذا فيه على العلامة الحسن الدرعي، وعلى والده وفتح الدين النحريري في سنة عشرين أشياء، ومن جملتها على الثاني الترمذي، وعلى خلف المالكي وعلي بن الجزري في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة بالمدينة الشفا بسماعه له على البرهان إبراهيم بن حاتم السكندري ثم الدمسقي في سنة سبع وستين وسبعمائة بالجامع الأموي بدمشق، بسنده، ومكارم الأخلاق للطبراني، بإجازته مشافهة من أبي الثناء محمود المنيحي بسماعه له من الشهاب بن علي الحسني القرافي ..... أبو محمد بن رواح ..... السلفي بسنده، وسمع عليه تصنيفه الحصن الحصين والمسلسل بالأولية من جمعه وبالمصافحة، وعلى الزين أبي بكر المراغي في البخاري، وعلى أبي الحسن علي المحلي المدني " سبط الزبير " بعض الاكتفاء للكلاعي في آخرين من المدنيين والقادمين إليها كالجمال بن ظهيرة والمجد اللغوي، وقرأ هو البخاري سنة ثلاث وعشرين، وأجاز له في سنة خمس وثمانمائة فما بعدها العراقي والهيثمي وابن صديق والجوهري والقرسيس وأبو الطيب السحولي وأبو اليمن الطبري وعبد الكريم بن محمد الحلبي وخلق منهم: عائشة ابنة ابن الهادي والجمال بن الشرائحي والشهاب ابن حجى والحسباني - يجمعهم مشيخته تخريج التقي بن فهد في مجلد سماه بغية الطالب الناصح من مشيخة قاضي طابة أبي الفتح بن صالح، اقتصر فيها على المجيزين فقط، وناب في القضاء والخطابة والإمامة والنظر بالمدينة عن أبيه، ثم اشتغل بها بعد موته سنة ست وعشرين، ودام إلى أن ترك القضاء لأخيه أبي عبد الله محمد سنة أربع وأربعين، واقتصر على الباقي حتى مات، وقد لقيته بالمدينة وأخذت عنه، وكان قد قدم القاهرة بسبب اتهامه بالمواطأة على قتل أبي الفضل المراغي أخي أبي الفتح، وزار بيت المقدس، وكان ذكياً، مسدداً في قضائه، كريماً، من دهاة العالم، ذا سمت حسن، وملقى جميل، مع فضيلة في الفقه ومشاركة في غريه وسهولة للنظم بحيث كان قد ابتدأ نظم القراءات العشر من طرق ابن الجزري، في روي الشاطبية ونحوها مع التصريح بأسماء القراء، نظماً منسجماً واختصاراً حسناً ولكنه غير سالم من اللحن،مات في ليلة الجمعة رابع عشري جمادى الأولى سنة ستين وثمانمائة بالمدينة، وصلّى عليه بعد صلاة الصبح بالروضة الشريفة، ودفن بالبقيع في مقبرتهم بالقرب من السيد عثمان على قارعة الطريق... رحمه الله وعفا عنه.
3923 - محمد: ولي الدين أبو عبد الله، أخو الذي قبله، سمع على أبي حسن المحلي " سبط الزبير " اليسير من الاكتفاء للكلاعي، وولي القضاء استقلالاً حين استعفى أخوه عنه سنة أربعين، وشارك في الخطابة والإمامة، وكان جيد الخطابة، ثم استعفى من القضاء أيضاً يف سنة كذا وأعرض عنه لابن أخيه صلاح الدين محمد، ووصل إليه التفويض بذلك في ثاني ذي الحجة منها، ولم يلبث أن مات أحد الجمادين سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
3924 - محمد: شمس الدين، أخو الذي قبله، سمع على أبي الحسن المحلي أيضاً بعض السيرة.
3925 - محمد بن عبد الرحمن بن القاضي ولي الدين أبي عبد الله محمد بن القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح: معين الدين، حفيد ثاني الأخوة، والماضي أبوه، شاب، رأيته قرأ بالروضة في الشفا على قاضي المالكية بالمدينة سنة ثمان وتسعين، وهو ممن قرأ عليّ.
3926 - محمد: تقي الدين، أخو الذي قبله، مقيم بالعجم.(2/171)
3927 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن: أبو الخير الحسني الفاسي، المكي، المالكي، أمه أم هانئ ابنة الشريف علي الفاسي، حضر على العز بن جماعة، سمع على الجمال بن عبد المعطي صحيح ابن حبان إلا مجلساً، وعلى فاطمة ابنة الشهاب أحمد بن قاسم الحراري بعض المصابيح، وعلى النشاوي والأميوطي جامع الترمذي بفوت في آخرين: كالكمال بن حبيب، وأجاز له الصلاح بن أبي عمر وابن أصيلة وابن الهبل والسوقي وابن النجم وعمر بن إبراهيم النقبي وأحمد بن عبد الكريم البعلي وغيرهم، وتفقه بالشيخ موسى المراكشي وابيه، وخلفه في تصديره بالمسجد الحرام فأجادوا وأفاد، وكان من الفضلاء الأخيار، ذا حظ من العبادة والخير والثناء عليه جميل، مات في يوم الاثنين ثالث شوال سنة ست وثمانمائة بالمدينة، ودفن بالبقيع وقد أجاز الأربعين بيسير، وعظمت الرزية " كما قاله الفاسي بفقده " ، فإنه لم يعن بعد أبيه إلا نحو سنة، وكان يذكر أنه رأى في المنام " وأبوه مريض " أن شخصاً أظنه مغربياً أعطاه عساً وقال له: بعه بثلاثة عشر درهماً أعط أباك منها ثلاثة والباقي لك، فأول بمقدار حياتهما، وتردد في الدرهم أهو شهر أو سنة، فقدرت وفاة أبيه بعد ثلاثة أشهر بعدها وذلك في ليلة نصف ذي القعدة سنة خمس، فغلط على ظنه أنه لا يعيش بعده إلا عشرة أشهر، فكان كذلك عاشها وسبعة عشر يوماً، وهذه الرؤيا مما حملته على اهتمامه بالزيارة النبوية والرغبة في الوفاة في جواره، فحقق الله له قصده... رحمه الله وإيانا.
3928 - محمد: الرضي أبو حامد الحسني الفاسي، المكي، المالكي، شقيق الذي قبله، ولد في رجب سنة خمس أو أربع وثمانين وسبعمائة، وسمع على ابن صديق والمراغي وظناً النشاوي والجمال الأميوطي، وأجاز له جماعة، وحفظ عدة من المختصرات في فنون، وتفقه بأبيه وبالزين خلف النحريري " وارتحل إليه بالمدينة، وأذن له بالإفتاء في سنة سبع وثمانمائة " وأبي عبد الله الوانوعي وحضر دروسه في غير الفقه أيضاً، وأخذ العربية عن الشمس الخوارزمي المعيد " إمام الحنفية " بمكة والشمس عدة كتب، ولا بأس بكتابته، وتصدى لتدريس والإفتاء، وكثيراً مات يعارض في فتواه قريبه التقي الفاسي، مما هو بمعارضته في أكثره محظي... هذا بعد أن كان ينوب عنه في العقود والنسوخ، وأداه ذلك إلى أن ولي قضاء المالكية حين غيبة التقي باليمن في سنة سبع عشرة، فلم يلبث إلا قليلاً ثم صرف وحرص على العود فما أمكنه، ورام جماعة من التقي استنابته وصرف المعلوم فامتنع مع نيابة عن الجمال بن ظهيررة وبالجملة فكان خيراً، مات بمكة في ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة... ذكره الفاسي، ورأيت فيمن سمع البخاري سنة عشرين بالمدينة براءة المحب المطري أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محمد... فيحتمل أن يكون هذا، وله كنيتان... ويحتمل أن يكون أخاً له، بل هو أخاً له، بل هو أخ له أكبر منه، ومات سنة ثلاث وعشرين.
3929 - محمد بن عبد الرحمن بن مشكور القرشي: المكي الأصل، المدني، قرأ، وجود، ورأس، وأعقب ولداً نجيباً، مشتغلاً بالعلم، مخالصاً للرؤساء، ذا عقل وديانة وحسن مداراة للخلق، مات في حدود تسع وعشرين وسبعمائة، وكان غالب المشاكير يتسببون في العطر... قاله ابن فرحون.(2/172)
3930 - محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحرث بن أبي ذئب هشام بن شعبة: الإمام، أحد الأعلام، أبو الحرث القرشي، العامري، المدني، ولد سنة ثمانين، وأمه برهية ابنة عبد الرحمن بن أبي ذئب، أخت الحرث، يروي عن أخيه المغيرة الآتي، وخاله الحرث بن عبد الرحمن القرشي، وعكرمة، وشعبة مولى ابن عباس، وشرحبيل بن سعد ونافع وأسيد البراد وسعيد المقبري وصالح مولى التؤمة، والزهري، ومسلم بن جندب والقاسم بن عباس ومحمد بن قيس وخلق، وعنه يحيى القطان، وحجاج الأعور وشبابة وأبو علي الحنفي وابن المبارك وابن أبي فديك وأبو نعيم وآدم بن أبي أياس وأحمد بن يونس، وعاصم بن علي، والقعنبي وأسد بن موسى وعلي بن جعد وكثيرون، قال أحمد: كان يشبه بسعيد بن المسيب، لم يخلف مثله، كان أفضل من مالك، إلا أن مالكاً أسد تنقية للرجال منه، ولما بلغه أن مالكاً لم يأخذ البيعان بالخيار، قال: يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم قال أحمد: هو أروع بالحق منه... انتهى، وقد هجره مالك لما نسب إليه من القد، كلهم أئمة رضي الله عنهم أجمعين ونفعنا بهم وبعلومهم، وقال الواقدي فيما رواه ابن سعد عنه: كان من أروع الناس وأفضلهم ورمي بالقدر ولم يكن قدرياً، فإنه كان ينفي قولهم ويعيبه، ولكن كان رجلاً كريماً يجلس إليه كل أحد ويغشاه فلا يطرده ولا يقول له شيئاً وإن مرض عاده، فكانوا لهذا وشبهه يتهمونه بذلك، وقال لمصعب: معاذ الله أن يكون قدرياً إنما كان في زمن المهدي قد أخذوا القدرية وضربوهم ونفوهم فجاء قوم منهم فجلسوا إليه واعتصموا به من الضرب فقيل هو قدري لذلك، لقد حدثني من أثق به أنه ما تكلم فيه قط، قال الواقدي: وكان يصلي الليل أجمع ويجتهد في العبادة، ولو قيل له إن القيامة تقوم غداً، كان فيه مزيد من الاجتهاد، وأخبرني أخوه: أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً، ثم سرد الصوم، وكان شديد الحال يتعشى الخبز والزيت وله قميص وطيلسان يشتي فيه ويصيف ولا يغيره شيبة، وكان من أشد الناس صارمة وقولاً بالحق ويحفظ حديثه، لم يكن له كتاب، ويروح إلى الجمعة باكراً فيصلي حتى يخرج الإمام، ورأيته يأتي دار أجداده عند الصفا فيأخذ كراءها، ولما خرج محمد بن عبد الرحمن بن حسن لزم بيته إلى أن قتل محمد، وكان الحسن بن زيد الأمير يجري عليه كل شهر خمسمائة دينار، وقد دخل مرة على عبد الصمد بن علي والي المدينة فكلمه في شيء فقال له: إني لا أراك مرائياً فأخذ عوداً وقال: من أدائي؟ فوالله للناس عندي أهون من هذا، ولما ولي جعفر بن سليمان المدينة بعث إليه بمائة دينار فاشترى منها شاباً كردياً بعشرة دنانير، فلبسه غمرة وقدم به عليهم بغداد فلم يزال به حتى قبل منهم فأعطوه :يعني الدولة " ألف دينار، فلما رد مات بالكوفة... انتهى، ولما حج المهدي ودخل مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد إلا قام، إلا هو فقال له المسيب بن زهير: قم هذا أمير المؤمنين فقال: إنما تقوم الناس لرب العالمين فقال له المهدي: دعه فلقد قامت كل شعرة في رأسي، وقال لابن جعفر المنصور: هلك الناس فلولا أغنيتهم من الفيء فقال، ويلك لولا ما شددت من الثغور لكنت تؤتى في منزلك فتذبح فقال: قد سد الثغور وأعطى الناس من هو خير منك، فنكس المنصور رأسه وقال:هذا خير أهل الحجاز، بل قال له: ما تقول في أنك لجائر، فأخذ الربيع بلحيته، فكفه المنصور ووبخه وأمر له بثلاثمائة دينار، ولذا قال أحمد: إنه لم يهله أن قال لأبي جعفر الحق حيث قال له: الظلم ببابك فاش، قال أبو جعفر: دعا الرشيد فقهاء أهل المدينة وهو ومالك فيهم، وسأله عن سيرته فكلهم قال: ما حضره من تحسين ما هو عليه، وابن أبي ذئب ساكت فسأله عن ذلك، فقال: إن رأي أمير المؤمنين أن يعفيني فعل فقال له: بل أسألك أن تصدقني فقال: أما إذا سألت فإين أراك ظالماً عسوفاً قعدت في أمر ليس لك وغصبته عمن هو له بحق ثم تأخذ الأموال من حيث لا تحل وتنفقها فيما لا يرضي الله ورسوله، ولو وجدت أعواناً أطلقتك من هذا الأمر، وأدخلت فيه من هو أنصح لله والمسلمين منك، فأطرق الرشيد برأسه، قال مالك: وضمت إلى ثيابي أن لا يصيبني من دمه فرفع الرشيد رأسه فقال: أما أنك أصدق القوم، ثم قال لهم: قوموا، وأضعف لأبي ذئب في العطية وكان رحمه الله فقيه النفس، قال الشافعي: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي(2/173)
ذئب، وترجمته محتملة للتطويل، خرج له الأئمة، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري والخطيب وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان وغيرها، مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، عن تسع وسبعين سنة بعد الفراق من بغداد، وقد أثنى المهدي جائزته.، وترجمته محتملة للتطويل، خرج له الأئمة، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري والخطيب وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان وغيرها، مات بالكوفة سنة تسع وخمسين ومائة، عن تسع وسبعين سنة بعد الفراق من بغداد، وقد أثنى المهدي جائزته.
3931 - محمد بن عبد الرحمن بن مهران المدني: مولى مزينة وقيل مولى أبي هريرة، يروي عن أبيه وسعيد المقبري، وعنه مروان بن معاوية الفزازي وأبو عامر العقدي، قال أبو حاتم: ما أرى بحديثة بأساً، محله الصدق، ووثقه ابن حبان، وهو في تاريخ البخاري وابن أبي حاتم، وخرج له النسائي وذكر في التهذيب.
3932 - محمد بن عبد الرحمن بن أبي الموال الهاشمي: مولى علي بن أبي طالب، مدني معروف يروي عن أبيه، وعنه عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قاله البخاري في تاريخه، وتبعه ابن أبي حاتم وابن حبان في ثقاته.
3933 - محمد بن عبد الرحمن بن نضلة الدولي: ويقال الديلي، من أهل المدينة، يروي عن سعيد بن المسيب وعبد الله بن عوسجة العوسجي قولهما، والقاسم وسالم ونافع، وعنه محمد بن جعفر بن أبي كثير وبكير بن عبد الله بن الأشج، ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وابن حبان في ثقاته.
3934 - محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزي بن الأسود القرشي: الأسدي، مدني الأصل، يتيم عروة، لأن أباه أوصى به إليه، وكان جده من مهالجرة الحبشة وبها توفي. ونزل هذا مصر وحدث بها بكتاب المغازي لعروة بن الزبير، وعن علي بن الحسين والنعمان بن أبي عياش الزرقي وعكرمة الهاشمي وجماعة، وعنه حياة بن شريح وشعبة ومالك وابن لهيعة وآخرون، آخرهم وفاة أبو ضمرة أنس بن عياض، وكان أحد الثقات المشاهير، قال أبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حبان في ثقاته، خرج له الأئمة وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري، وقال: مدني الأصل، سمع ابن الزبير، وعنه هشام بن عروة والزهري وحيوة ومالك، وقال ابن حبان: روى عنه مالك وأهل المدينة، مات سنة سبع عشرة ومائة، وهو وهم بلا شك، فإنه قدم مصر فيما قاله ابن لهيعة سنة ست وثلاثين، وقال القراب: مات سنة إحدى وثلاثين، وقال الواقدي: مات في آخر سلطان بني أمية، والأشبه قول الذهبي سنة بضع وثلاثين ومائة، وهو محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله، الرواي عن ظريف، وعنه ابن إسحاق " فيما قاله أبو حاتم كما تقدم " .
3935 - محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: القرشي المخزومي، وأمه أم أبان ابنة عبد الحميد بن عباد بن نطرف بن سلامة من بني مخزمة، قاضي مكة ويلقب بالأوقص بل عرفه الذهبي في ميزانه: بقاضي المدينة وتعقبهم بقاضي بغداد بعد الواقدي، يروي عن ابن جريج وعيسى بن طهمان، وعنه معن بن عيسى ومحمد بن الحسن بن زبالة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال العقيلي: يخالف في حديثه وابن عساكر: ضعيف، وكانت ولايته لمكة لما حج المهدي سنة ستين ومائة وترك عنده مالاً لعمارة المسجد، ففعل واستمر حتى مات في خلافة موسى الهادي... قال الزمخشري: في ربيع الأبرار، ولم ير مثله في عفافه ونيله وظرفه مع زهده، مر ليلاً بسكران وهو نائم في جناح له يتغنى:
عوجي علينا ربة الهودج ... إنك إن لم تفعلي تخزي
فأشرف عليه وقال: يا هذا شربت حارماً وأيقظا نياماً وغنيت خطأ، خذه عني، وأصلحه له، وفي ترجمته مما يشهد لذلك غير هذا... ذكره الفاسي.
3936 - محمد بن عبد الرحمن بن وردان: فيمن جده أبو لبيبة.
3937 - محمد بن عبد الرحمن بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: ويلقب أبوه عزير بالمعجمة... يأتي في محمد بن عزير.
3938 - محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن غنج: مضى بدون يزيد.
3939 - محمد بن عبد الرحمن: الجمال بن أبي الحرم المطري المدني: فيمن جده محمد بن أحمد بن خلف.(2/174)
3940 - محمد بن عبد الرحمن: الشمس القرشي، البكري، المدني، أخو عبد الوهاب وعبد الله الماضيين، ووالد ست قريش زوج الشهاب العليف بعد أبي الفضل المراغي، ويعرف بابن جمال، ممن وقفت عليه امرأة صحيح مسلم في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، مات بالقاهرة سنة ثمان وستين وثمانمائة.
3941 - محمد بن عبد الرحمن: أبو جابر البيضاوي الأنصاي، المدني، من أنفسهم، وأحد الضعفاء، عن سعيد بن المسيب وصالح مولى التؤمة والدراوردي، وعنه خجاج بن أرطأة وابن أبي ذئب وإبراهيم بن أبي يحيى وغيرهم، قال الشافعي: بيض الله عيني من يحدث عن البياضي، وأراد بهذا التغليظ على من يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ودفع من يراه حجة أو يوجب تحديثه حكماً، وقال مالك: ليس بثقة، كنا نتهمه بالكذب، وفي لفظ: لم يكن يرضى، وقال أحمد: منكر الحديث جداً، وقال ابن معين: كذاب، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ضعيف الحديث، ما أقر به من ابن البيلماني، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال النسائي: متروك، يعني مع قلة حديثه، وقال ابن حبان: في الضعفاء كان ممن يروي عن الثقات مما لا يشبه حديث الأثبات، روى عنه أهل بلده، وقال ابن عبد البر: أجمعوا على أنه ضعيف، متروك الحديث، مات سنة ثلاثين ومائة، وهو في الميزان وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وضعفاء ابن حبان.
3942 - محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني: سمع محمد بن ميمون... ذكره البخاري في تاريخه هكذا، وقال أبو حاتم: هو وميمون مجهولان، ولذا ذكره بكر.
3943 - محمد بن عبد الرحمن: الشمس الصبيبي، فيمن جده بن أبي بكر.
3944 - محمد بن عبد الرحمن: المؤذن هو وأبوه وجده، قال ابن فرحون: كان فقيهاً متفنناً، اشتغل بالعلم، وألف وصنف، وكان إماماً في النحو واللغة، هماماً في الأدب والشعر، وكاتبني بقصيدة له أبانت عن فصاحته وبلاغته وقوة غرسه، مطلعها:
حنانيك عبد الله زين المواكب ... فما أنت إلا البدر بين الكواكب
وكان من إخواننا في الاشتغال بالعربية، كنا نحضر جميعاً عند والدي وعند الشيخ أبي عبد الله النحوي ولي معه مباحث في مسائل كثيرة، وكان ذا حزوة وأنفة لا يجلس إلا مع الكبار، ولا يتكلم إلا بكلمات كبار، مع الورع والدين وحسن الصوت، مات في سنة عشرين وسبعمائة، وتبعه المجد بأفصح الهجرة في الأذان بعد أبي وجده توفاه الله قديماً قبلهما في سنة عشرين وهو ابن ثلاثين سنة، وكان فاضلاً، فقهاً، وأصولاً ونحواً، وقراءة، وذكاء مفرط، ألف في النحو والفلك، وترك بعد موته أمة ضعيفة عمياء، فحزنت عليه كثيراً وبقيت بعده طويلاً، ثم لحقته وهي في الثمانين، وكانت قابلت أمي فيّ وفي أخوتي... عوضها الله الجنة.
3945 - محمد بن عبد السلام بن محمد بن روزبة: البدر أبو الوفاء بن العز الكازروني المدني، الماضي أبوه، ولد في نصف ليلة السبت ثاني شوال سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وأجاز له فيها البدر بن الخشاب... كما قرأته بخط أبيه أجازه بكتب عينها وبسائر مروياته.
3946 - محمد: التقي والشرف، أخو الذي قبله ووالد المحمد بن فتح الدين وأبي حامد الآتيين، ويقال له: تقي، وهو عم الشمس محمد بن عبد العزيز الآتي، ولد في شعبان سنة خمس وسبعين وسبعمائة، وأحضر في الثالثة مع أبيه وأخيه عبد العزيز سنة سبع وسبعين بالحرم المدني على الشمس الشستري قطعة من السيرة النبوية للمحب الطبري، وسمع على البدر بن الخشاب، بل قرأ على ابن صديق، وسمع على العراقي والهيثمي شيئاً من أول المصابيح، وآخره وناولاه إياه مع الإجازة، وسمع ومعه ابنة أبو حامد محمد بن علي، الزين أبي بكر المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وكان قد حفظ العمدة والتنبيه والمهاج الأصلي وألفية ابن مالك، عرض على أحمد بن محمد السلاوي الشافعي بالمدينة في سنة اثنتين وتسعين، وأخذ العربية عن المحب بن هشام، قرأ عليه في التوضيح لأبيه، وناب في القضاء والخطابة والإمامة عن ابن عمه الجمال الكازروني حين كان الجمال بالقاهرة يسيراً، ووصفه ابنه أبو الفتح: بالفقيه، والعالم، وأبو الفتح المراغي " في إجازة ولده " : بالعالم أقضى القضاة، وقال شيخنا في تاريخه: كان بيناً في الفقه، مات في سنة خمس عشرة وثمانمائة.
3947 - محمد: أبو المعالي الكازروني، المدني، أخو الأولين، ولد في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وسبعمائة.(2/175)
3948 - محمد بن عبد السلام بن مقبل: الفراش، ممن سمع في سنة سبع وثلاثين على الجمال الكازروني في البخاري.
3949 - محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن قاسم: ناصر الدين أبو الفرج التميمي، المغربي الأصل، المدني، المالكي، ويعرف بابن قاسم، ولد في سنة سبع وخمسين وثمانمائة، واشتغل عند مسعود المغربي، وقرأ عليه البخاري والسيد السمهودي، وسمع على الشمس المراغي وأبيه أبي الفرج ثم مني وعلي، بل قرأ بنفسه الشمائل، ولازمني في المجاورة الأولى بالمدينة في أشياء كتبتها له في كراسة وأشرت إليها في الكبير، وهو حسن الصوت جيد الإنشاد، ممن يتعانى اللطف والتهليل عقب الصبح بالحرم النبوي.
3950 - محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن سليمان: ناصر الدين بن عز الدين الدريني الأصل، المدني، الحنفي، ويعرف بالخواص... حرفة أبيه، ولد في ذي الحجة سنة سبع وخمسين بالمدينة، وأمه سبطة أبي بكر، وابن صالح والد عبد الحميد، ونشأ بها فحفظ القرآن وأربعين النووي وبعض المختار، وحضر بعض دروس عثمان الطرابلسي وإسماعيل الأوغاني والشمس بن جلال وغيرهم، سمع مني غالب القول البديع وعلي في البخاري وغيره، وقرأ عليّ أبي الفرج المراغي الأربعين، وتكتب بالنساخة، وصار يقصد لي الشهادات ونحوها مع صلاح وخير، ولم يخرج عن المدينة لغير الحج، وكانت وفاة أبيه في شعبان سنة أربع وسبعين بها.
3951 - محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن محمود بن عبد الوهاب: الجمال بن العز، الفيومي الأصل، المالكي، المصري، الشافعي، دخل المدينة وتزوج بها ابنة لعبد الرحمن بن القاضي أبي عبد الله محمد بن القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح، واستولدها زين الحرمين ثم فارقها ورجع لبلده، وقرأ وهو بالمدينة علي الجمال عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح رواية، وعلى السيد السمهودي دراية، وهو ممن له ذكاء...(2/176)
3952 - محمد بن عبد العزيز بن عبد السلام بن محمد: الشمس، وربما لقب المحب، أبو عبد الله وأبو الفتح بن العزيز، العز الكازروني، المدني، الشافعي، ولد في جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وسبعمائة، وحفظ العمدة والتنبيه والحاوي " كلاهما في الفقه " ، والمنهاج الأصلي وألفية ابن مالك والشاطبية والتيسير والرابية، وعرض على جماعة منهم: الزين خلف بن أبي بكر المالكي " نزيل المدينة " ، والزين أبي بكر المراغي، وسمع عليه في سنة خمس عشرة وقبلها أشياء، ومم سمعه عليه جزء من حديث نصر المزجي، وقبل ذلك في رمضان سنة اثنتين وثمانمائة بعض تاريخه للمدينة، وحضر مجلسه في الفقه وانتفع به، ووصفه ولده أبو الفرج المراغي: بالعالم العلامة، مفيد الطالبين، وكذا عرض على عبد الرحمن بن محمد بن صالح القاضي وأبي حامد المطري، وسمع عليهما صحيح البخاري، وعرض أيضاً على أبي عبد الله محمد بن أحمد الوانوعي، وبحث عليه في الألفية منها، وفي الجمل للزجاج والتقريب في النحو أيضاً، وفي التنقيح للأصول للقرافي وحضر دروسه أيضاً في التفسير، وأخذ أيضاً عن ابن عم أبيه الجمال الكازروني الفقه وأصوله وغيرهما من العلوم: كالتفسير، بحيث كان صدر المدرسين، وكذا أخذ بقراءته النحو والصرف والمعاني والبيان وإعراب القرآن عن سنة سبع عشرة على الجمال بن ظهيرة، وبالمدينة عند الزين عبد الرحمن القطان في الفقه والحديث، مع عرضه على كل هؤلاء الأربعة أيضاً، وبحث الحاوي والبيضاوي الأصلي مع مرحه وألفية ابن مالك والتلخيص على النجم السكاكيني... كل ذلك بالمسجد النبوي، وأذن له في الإقراء والتدريس والإفتاء، وذلك في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين، ووصفه العلامة شمس الدين بن العلامة شمس الدين بن العلامة عز الدين بن الإمام عز الدين، وسمع بالمدينة على النور المحلي " سبط الزبير، والشمس محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المحب، سمع عليه حين جازر عندهم بالمدينة " البخاري ومسلماً، والشرف عبد الرحيم الشيرازي الجرهي وقرأ عليه الموطأ، والولي ابن العراقي حين قدم للحج في سنة اثنتين وعشرين، وعلى المسلسل، وعدة الحصن الحصين والتقريب والطيبة " ثلاثتها له " ، والشاطبية والسنن لأبي داود، وتلى على الزين ابن عياش لأبي عمرو ثم لعاصم ثم لورش، وأكمل الثالثة عند زوجه النبي صلى الله عليه وسلم، وكلها في سنة تسع وعشرين، ثم لابن كثير ولقالون عن نافع وهما في سنة ثلاثين، ثم لابن عامر والكسائي ولحمزة وأكملها عند وجه النبي صلى الله عليه وسلم فكمل له بها ست ختمات، ثم جمع بالسبع إلي " والوالدات يرضعن " ، وأذن له، وسمع عليه قصيدته غاية المطلوب في قراءة أبي جعفر وخلف ويعقوب، ودخل الشام في سنة ثمان عشرة، فأخذ عن التاج عبد الوهاب بن أحمد بن صالح الزهري والشهاب أحمد بن عبد اله بن بدر الغزي والجمال بن نشوان، والشمس محمد بن أحمد الكفيري والبرهان خطيب عذراء والنجم عمر بن حجي وأبي بكر بن علي الحريري وإبراهيم بن الخطيب الشافعيين، وعرض عليهم، وبالقدس عن الشمس الهروي، وقرأ عليه بعض صحيح مسلم، وساق له إسناده، فكان بينه وبين مسلم سبعة كلهم نيسابوريون، حسبما كتبته في ترجمة الهروي والله أعلم، والزين القبابي، وسمع عليه أيضاً بعض مسلم، وأجاز له في سنة إحدى وثمانمائة: البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي والمجد إسماعيل الحنفي وولديه وغيرهم، ومات بالمدينة في المحرم سنة تسع وأربعين، وصلّي عليه في الروضة، ودفن بالبقيع.
3953 - محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد بن عمر بن عياذ: الإمام، الأوحد، الكمال الأنصاري، المدني، المالكي، والد حسين وحسن، وأخو أحمد... الماضي كل منهم، سمع على صهره النور المحلي سبط الزبير في سنة عشرين بعض الاكتفاء للكلاعي، وكتب عنه سنة سبع وثلاثين في إجازة لضرورة له، واشتغل على جده ومم أخذه عنه مختصره لمغني بن هشام، وبرع في العربية والفقه بحيث كان يحفظ ابن الحاجب والرسالة وغيرهما، ومن شيوخه الجلال الخجندي وقد عرض عليه عبد السلام الأول ابن أبي الفرج الكازروني في سنة خمس وأربعين ومائة، ومات بعده في سنة ستين وثمانمائة.(2/177)
3954 - محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف الزهري: القرشي، العوفي، المدني، والد إبراهيم، يروي عن أبيه والزهري وأبي زناد، وعنه ابنه وعبد الصمد بن حسان والواقدي ومعاوية بن بكر وغيرهم... كابن أخيه عبد العزيز بن عمران متروك الحديث، قال البخاري: مذكر الحديث، وبمشورته جلد مالك، وقال ابن حبان: يأتي بالطامات عن الإثبات حتى سقط الاحتجاج به، وقال النسائي وغيره: متروك، وفي رواية عن النسائي: منكر الحديث، قال أبو حاتم: هم ثلاثة، أخوه محمد وعبد الله وعمران، كلهم ضعفاء الحديث ليس لهم حديث مستقيم، وليس لمحمد عن أبي الزناد والزهري وهشام حديث صحيح، وقال الدارقطني: ضعيف، البخاري: بالقاضي، وقال الذهبي: أظنه ولي القضاء بالمدينة وهو مقل، قال ابن عدي: قليل الحديث، ومما رواه ابنه عن الزهري: أوصى عبد الرحمن بن عوف لمن شهد بدراً فكانوا مائة ومنهم عثمان، خص كل واحد أربعمائة دينار ولم يمتنع من أخذها، وهو في الميزان وضعفاء ابن حبان وتاريخ البخاري والخطيب، وقال: كان من أهل الفضل والسخاء وابن أبي حاتم.
3955 - محمد بن عبد العزيز: الشمس الجبرتي، الماضي أبوه وابنه عبد العزيز، قال ابن فرحون: إنه كان على بر وصدقة وإحسان إلى الناس، وإيثار للفقراء من رؤساء المدينة وأجاويدها ذا همة علية، ومروءة سنية ممن يرجع إليه في الرأي، صحب بعد والده أمراء مصر وأخصه به منهم: الملك نائب السلطنة، فأحسنوا إليه ووالوه لما وجدوا فيه من الديانة والخدمة وحفظ المروة، وكان يقضي حوائج الناس بما هو في يده وربما هو عند غيره، ويسعى في تحصيله ولو برهن من حلي عياله، كراهة أن يرجع سائله خائباً، واشتهر بالذكر الجميل، وولي شهادة الحرم الشريف والنظر على جميع ما يأتيه من الحواصل، ومما ينشأ فيه من العمارات وعلى الميضات التي عند باب السلام إنشاء المنصور قلاوون الصالحي في سنة ست وثمانين وستمائة، بل كان إليه المرجع في جميع الآراء الصادرة عن شيوخ الحرم، وملك الأملاك الحفيلة من النخيل والدور، قل من نال من أبناء المجاورين مثله، مات في ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة " يعني قبل العفيف عبد الله بن محمد بن أحمد المطري بثمانية أيام " ... رحمهما الله، وخلف أولاداً نجباء: كعبد العزيز المشار إليه وتبعه المجد بالعبارة الرشيقة والإشارة الوثيقة، وزاد أنه كان في بنية من قام فيما ذكر وزاداً، وكاد واقتصر ابن صالح على قوله: إنه كان يشهد في الحرم، وخلف ثلاثة ذكور وابنتين.(2/178)
3956 - محمد بن عبد القادر بن عمر: النجم السنجاري الأصل، الشيرازي، ثم الواسطي، الشافعي، المقرئ، نزيل الحرمين، وربما كتب له المدني، ويعرف بالسكاكيني، ولد في سنة سبع وخمسين وسبعمائة إلى سنة ستين، واشتغل ببلده على جماعة منهم: فريد الدين ابن مصنف الينابيع القاضي الصدر الأسفرايني الشعيبي، فقرئ عليه المحرر للرافعي والحاوي الصنيفر والغاية القصوى للبيضاوي، والينابيع لأبيه، وتلى بالسبع والعشر بما تضمنه الإرشاد لأبي العز القلانسي، على الشيخ خضر العجمي عند قدومه من القاهرة إلى العارق، وعرض عليه من حفظه الشاطبية وكذا تلى على العلاء محمد بن علد الرحمن بن عبدالمحسن الواسطي بما تضمنه الكنز من القراءات إلى آخر آل عمران، وأجاز له ثم ارتحل في الطلب، وتبحر في القراءات فقرأ الشاطبية على أبي العباس أحمد التروجي، مدرس البرجانية ببغداد قراءة بحث وإتقان وتحقيق لوجوه القراءات، وقرأ البردة في بغداد على قاضي قضاة العراق على الإطلاق الشهاب أحمد بن يونس بن إسماعيل بن عبد الملك المسعودي، التونسي، المالكي، في آخر سنة ثمان وسبعمائة بقراءته لها على العلامة أبي عبيد الله محمد، عرف أبوه بابن عصفور وأستاذ النحات عن ناظمها، ولما غارت أصحاب تمر على العراق أخذت كتبه جميعها مع مقروءاته ومسموعاته وإجازته ولم يبق له شيء من الكتب، وحج في سنة تسع وثمانمائة وجاور بمكة التي تليها، وتلى بالسبع إلى آخر آل عمران، على النور بن سلامة بما تضمنه التفسير والشاطبية، وعرض عليه من حفظه الشاطبية، وأذن له في الإقراء والتصدير، وعاد إلى العراق وتصدى بها لإقراء القرآن، ثم دخل دمشق قاصداً زيارة بيت المقدس سنة خمس عشرة، فقرأ به إلى آخر آل عمران أيضاً على الزين أبي المعالي بن اللبان، بما تضمنه الكنز في القراءات العشر والكفاية نظم الكنز... كلاهما للإمام النجم عبد لله بن عبد الواحد الواسطي، والإرشاد لأبي العز القلانسي والتيسير، وأذن له في الإقراء والتصدير، ولقي بهذه النواحي المجد اللغوي، فسمع بعض صفر من تصنيفه كل فتح الباري في شرح البخاري والقاموس مع ثلاثيات البخاري، وصار يتردد في بعض السنين إلى المدينة النبوية، ثم انقطع بها من سنة ثلاث وثلاثين، وصار يتردد في بعض السنين إلى المدينة النبوية، ثم انقطع بها من سنة ثلاث وثلاثين، وصار يتردد منها إلى مكة، في أيام الموسم للحج خاصة، ثم قطنها بعد الحج في سنة سبع وثلاثين إلى أن مات بها في ليلة الأحد خامس عشرى ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة ودفن بالمعلاة، وكان إماماً، عالماً، مشهوراً بالخبرة بكتاب الحاوي، وأحسن تقديره صالحاً، متواضعاً، حريصاً على نفع الطلبة، درس بالحرمين وأفتى فيهما، وانتفع به كثيرون فيهما وفي غيرهما، وله مؤلفات منها: شرح المنهاج الأصلي، وتخميس البردة، وكذا بانت سعاد تنفيس الشدة في تخميس البردةة وبلوغ المراد في تخميس بانت سعاد وقصيدة قراءة يزيد بن القعقاع المدني ويعقوب الحضرمي، واختيار خلف الأسدي على وزن الشاطبية وقافيتها، وجعلها بين بيوتها حيث أدخل كل شيء مع ما يناسبه، وصارت كالتسميط بين أبيات الشاطبية، وتسمى نظم التتمة في القراءات العشر وشرحها باختصار، إلى غير ذلك، وممن أخذ عنه أبو الفرج المراغي، وقرأ عليه التقي بن فهد تخميسه للبردة، وقصيدة من نظمه طويلة، أولها:
يا.... الزهاق أين تروموا ... هذه زمزم وهذا الحطيم
وأخرى في مدح الكعبة وسيد المرسلين، مع الشكوة لانقطاع وفد العراق أولها:
ساجعات مع نسيمات الصبا .......................
وله قصيدة دون أربعين بيتاً فيما وقع من النهب بالمدينة النبوية ورثائها فيها أهلها أولها:
يا مدمعي سخ من فوقه الثرى سحباً ... على مدينة خير الخلق وانتحبا
فقد غزتها من النواب طائفة ... يقودها سفر أشرافها زغبا
.... حرماً فيه الرسول ثوى ... ولأرني ربوة فيها بنا وربا
يقول فيها:
المنان والملك السلطان نصرتنا ... الأشرف الشرف الأعلى على رتبا
وأخرى في مدح الكعبة أولها:
يا كعبة .... ساقتك معانيكي ... إلى جمالك وشاقتني مغانيك(2/179)
يا كعبة أوجب الله الطواف بها ... ما ضل من ظل يسعى في مساعيكي
على صفاك صفا قلبي ومروتكي ... لما دعانا لناديكي مناديكي
من عالم ... قد نوديت قلت بلى ... لبيك لبيك من توفيق باريكي
وهي طويلة، وقد قرأ عليه كل ما أشرت إليه من نظمه صاحبنا الشمس محمد بن الشيخ علي بواب سعيد السعداء حين لقيه في حجة رحمهما الله وإيانا، وهو من أنباء شيخنا باختصار مع سهو في نسبه، فقال: محمد بن عبد الله بن عبد القادر، الشيخ نجم الدين الواسطي السكاكيني، يقال: إنه قرأ على... ومهر في القراءات والنظم والفقه، يقال: إنه قرأ الحاوي ثلاثين مرة، وله شرح على المنهاج الأصلي، ونظم بقية القراءات العشر بأكمله للشاطبي وعلى طريقته، حتى يغلب على جامعه نظم الشاطبي، وخمس البردة وبانت سعاد، ومات بمكة في سادس عشرى ربيع الآخر... انتهى، وقد أجاز شيخا في استدعاء لولد لصاحب الترجمة اسمه أبو الفتح.
3957 - محمد بن عبد القارد بن محمد بن علي بن عمر بن حمزة: الجمال أبو الخير بن البدر بن الشمس بن المسند النور أبي الحسن القرشي، العدوي، العمري، الحراني، المدني، الحنبلي، الفراش بالحرم النبوي، ووالد عبد الرحمن، ويعرف أبوه بالحجار، سمع في سنة سبع وستين وسبعمائة على البدر بن فررحون الأنباء المدنية، ووصف بالطبقة: بالولد النجيب العامل، بل وشهد بعد ذلك سنة إحدى وثمانين وسبعمائة في مكتوب.
3958 - محمد: أبو الفرج، أخو الذي قبله، سمع على ابن صديق.
3959 - محمد: أبو البركات، أخوهما، سمع على ابن صديق أيضاً.
3960 - محمد بن عبد الله بن جحش: صحابي... ذكره مسلم في المدنيين وهو الأسدي، وأبوه، وكذا أمه فاطمة ابنة أبي جحش صحابيان، وزينب أم المؤمنين عمته، ذكر الواقدي: أنه ولد قبل الهجرة بخمس سنين، وحكاه الطبري فقال: فيما قيل، وقال البخاري: له صحبة، وابن حبان: سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرج الزبير بن بكار من طريق أبي كثير مولى محمد بن جحش: سمعت محمد بن عبد الله بن جحش وكانت له صحبة فذكر الحديث في التشديد في الدين وفي فضل الجهاد، وأخرجه أيضاً أحمد بن أبي خيثمة والبغوي وغيرهم. وفي رواية بعضهم: كنا جلوساً في موضع الجنائز مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج بعضهم بقوله: سمعت رسول الله ومداره على العلاء بن عبد الرحمن عن أبي كثير، وأخرج حديثة في ستر العورة أحمد النسائي وابن ماجة، وعلقه البخاري وصححه الحاكم، قال ابن سعد: يكنى عبد الله، قتل أبوه بأحد فأوصى به النبي صلى الله عليه سلم، فاشترى له مالاً بخيبر وأقطعه داراً بالمدينة، وأخرج البغوي من طريق علي بن زيد عن أنس عن سعيد بن المسيب: أن عمر كتب أنباء المهاجرين ممن شهد بدراً في أربع آلاف منهم محمد... هكذا ذكره في الإصابة وهو في التهذيب.
3961 - محمد بن عبد الله بن سلام بن الحرث الإسرائيلي: صحابي، روى له أحمد والبخاري في تاريخه وأبو بكر بن أبي شيبة وابن قانع والبغوي والطبراني، وابن منده من طريف شهر بن حوشب، عنه قال: " قدم علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الذي أثنى الله عليكم فيه رجال يحبون أن يتطهروا، قال نستنجي بالماء " ... وأخرجه البغوي، وفيه: لا أعلمه إلا عن أبيه، وقال: راويه أبو هاشم الرفاعي إنه ليس في كتاب شيخه عن أبيه وكذا قال البغوي: حدث به الغرباني بدونه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن منده: رواه داود بن أبي هند مرسلاً، لم يذكر محمداً ولا أباه، ورواه سلمة بن رجاء فزاده، وقال أبو زرعة: إنه بدونه الصحيح عندنا، ذكره شيخنا في الإصابة بأبسط.
3962 - محمد بن عبد اللطيف بن إبراهيم: الجبرتي الأصل، المدني، الحنفي، له ذكر في جده إبراهيم.
3963 - محمد بن السراج عبد اللطيف بن الكمال أبي الفضل محمد بن عبد اللطيف الشمس الزرندي: المدني، الآتي أبوه... في ذي الحجة سنة خمسين....
3964 - محمد بن عبد اللطيف بن محمد................
3965 - محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود: الشمس بن الكمال أبي الفضل، الزرندي، المدني، الحنفي، الماضي جده قريباً..........
3966 - محمد بن عبد اللطيف الزرندي: المدني...............
3967 - محمد بن عبد المجيد بن الزين عبد الرحمن بن عوف الزهري ..........(2/180)
3968 - محمد بن عبد المعطي: وقرأ في القراءات على الشطانوفي، وكان بشوشاً محاسناً للأصحاب، حليماً، كريماً جواداً، تكسب بالشهادة في القاهرة، فلما ولي القضاء ثقل به فما حمله، ولم يقم برسمه ولا شرطه، لأنه لم يلتحق ممن قبله في علومهم ولا في قيامهم برحمة المنصب فأقبل على السياسة والمسالمة، ومع ذلك فاشتغل الناس به وطعنوا عليه بأنه لم يجتمع فيه الشروط والرسوم في الخطابة، وهي: العلم بالقراءات " يعني على وجهها " ، وبالأصلين، وغير ذلك، وبكونه إذا دخل الحجرة النبوية للزيارة يقبل الأرض عند.... بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وبأشياء لا يليق ذكرها، فكان ذلك سبباً لعزله، هذا مع أن أمير المدينة سعداً، وكانت ولايتهما في سنة واحدة، أمر بالنداء بالمدينة في ثامن عشرى ذي الحجة في سنة ولايتهما، أن لا يحكم بالمدينة معه غيره، وتقوت بذلك السنة كما سبق في ترجمة سعد، وكان صاحب الترجمة خطيباً مصقعاً، إذا خطب على المنبر يسمع من يطرف السوق مع ما في السوق من اللغط، بل لو أنصت له منصت من أعلى سور المدينة سمع كلامه، مع الفصاحة العظيمة وحسن الأداء، وبدت سقطات لا تليق بالحكام، منها: تصحيفه المثل المشهور: " إذا قالت خدام فصدقوها " ، فقال بالخاء المعجمة المضمومة والدال المشددة. ويقال إنه زعم أن المراد بذلك خدام الحرم النبوي " ، فلما كان في سنة أربع وخمسين سافر جماعة من المجاورين وأشعوا عنه هذه الأشياء، وكان القاضي عز الدين بن جماعة من أعظم الناس كراهية في ولايته للمدينة - يعني بحيث كانت بغير اختياره، وكذا الشريف أبو العباس الصفراوي المغربي، وكانت للصفراوي وجاهة عند الأمراء، فشجع المجاورين على التكلم فيه مع الأمراء، فكتبوا فيه قصة، وعددوا فيها ما نقموا عليه، وساعدهم في الباطن هو وابن جماعة، فعقد له مجلس بدار العدل وأحضر الحجازيون جميعاً، فشهدوا عند القاضي عز الدين بمحضر باقي القضاة الأربعة، فقبل شهادة بعضهم وثبت ما نسب إليه، فعزل وولي القاضي بدر الدين بن الخشاب، وبعث قاضي القضاة في وسط السنة نجاباً للمدينة بعزله، واستنجاز محضر بصدق ما شهد به عليه بالقاهرة فتقدمت لذلك وأثبت محضراً به وبعث إلى البدر بن الخشاب يسال في القيام بالوظيفة نيابة عنه، فرأيت تعين ذلك على لضيعة المنصب، وكان الأمير شيخو يشد من ابن السبع فاستنجز له مرسوماً بالكشف عليه في المدينة، وبعثه مع أمير الركب المصري سيف الدين عمر شاه وبعث معه خلعة وتقليداً، فوقع لي مجلس عظيم مع الأمير المذكور والإمام ابن النقاض وغيرهما من المتعصبين له، وردهم الله بالحق، ورجع الأمير بالمرسوم والخلعة واستمر البدر بن الخشاب على ولايته، فلم يلبث إلا يسيراً، وساعده شيخو أيضاً بسعاية علاء الدين بن صاحب الترجمة، يعني الذي حدثنا عنه بالشفاء، ومات في رمضان سنة خمس وتسعين حتى أعيد في أول سنة ست وخمسين، فجرة على أخلاقه المعهودة وسألني في النيابة عنه، فامتنعت، فكان يقول لي كلما لقيني: أنا أسأل الله عند هذا النبي الكريم كلما زرته أن يسخرك لي، وإذا سألني على خطبته فقلت: له حسنة يقول: هذه والله إجازة منك ويسر بذلك، ولم ينقم على أحد ممن تكلم فيه بالقاهرة بل حاش الناس ومشى الحال وقام بوظائفه أشبه من طريقته الأولى، ودام إلى الحادي عشر من ريع الثاني سنة تسع وخمسين، فقدم جماز بن منصور متولياً للإمرة بمرسوم سلطاني، ومعه القاضي تقي الدين الهوريني بعوده، وعزل صاحب الترجمة، وكذا بعزل شيخ الخدام العز دينار، وولاية افتخار الدين، وذلك كله بغتة فتعجب الناس من عدم بلوغ الخبر إلا عند وصولهم وكان يذكر أنه يعرف بابن السبع من جهة....، لأن جده لأمه كان رجلاً صالحاً ركب السبع، فجرى عليه هذا اللقب، وما جده لأبيه فكان أميراً صاحب إقطاع عتيقاً لمن لم يحضرني، وذكر أنه سمع الكتب الستة على الشرف الدمياطي، والسيرة الهاشمية على الأبرقوهي، ولبس منه الخرقة بلباسه لها من الشهاب الهروردي... انتهى، ولخص المجد كثيراً مما تقدم بأمتن عبارة، وأبين إشارة، وترجمه غيرهما بقوله: العسقلاني الأصل، ثم المصري، ثم المدني، وأنه ولد في سنة خمس وثمانين وستمائة، وسمع من محمد بن مكي بن أبي الذكر الصقلي وأبي الحسن علي بن محمد القارئ الصحيح، ومن الحجار ووزيره بعضه، ومن غازي الحلاوي وذاكر الله بن الشمعة(2/181)
وإسحاق بن درباس في آخرين، وذكر أه سمع الكبت الستة على الشرف الدمياطي، والسيرة على الأبرقوهي، ولبس منه الخرقة بلباسه من السهرودي، بل زعم أنه سمع ابن دقيق العيد، وأجاز له فيما ذكر أيضاً العز الحراني، وقال شيخنا: وليس ببعيد، وإنه تفقه على النجم بن الرفعة وتلى بالسبع على السراج الشنطوفي، وكان يتكسب بالشهادة خارج باب الفتوح من القاهرة مدة، ثم ذكر ولايته وما شرح، وأنه لما انفصل أولاً توجه إلى مكة فجاور بها، وحديث فيها بالصحيح، قرأه عليه الشمس بن سكر، وأنه كان حسن الأداء للخطبة " كما تقدم " لكنه قال: قليل العلم، قصير الباع، فيه كثير التودد والمتقى مع أوصافه الماضية، وحدث، سمع من الفضلاء وممن سمع عليه البخاري الزين أبو بكر المراغي، وكذا سمع منه العراقي، واستمر معزولاً حتى مات في شهور سنة خمس وستين، وهو في در شيخنا ووفيات الولي ابن العراقي، وابنه العلاء على أحد المسندين ممن سمع منه شيخنا الرشيدي، ومات في سنة خمس وتسعين وسبعمائة.سحاق بن درباس في آخرين، وذكر أه سمع الكبت الستة على الشرف الدمياطي، والسيرة على الأبرقوهي، ولبس منه الخرقة بلباسه من السهرودي، بل زعم أنه سمع ابن دقيق العيد، وأجاز له فيما ذكر أيضاً العز الحراني، وقال شيخنا: وليس ببعيد، وإنه تفقه على النجم بن الرفعة وتلى بالسبع على السراج الشنطوفي، وكان يتكسب بالشهادة خارج باب الفتوح من القاهرة مدة، ثم ذكر ولايته وما شرح، وأنه لما انفصل أولاً توجه إلى مكة فجاور بها، وحديث فيها بالصحيح، قرأه عليه الشمس بن سكر، وأنه كان حسن الأداء للخطبة " كما تقدم " لكنه قال: قليل العلم، قصير الباع، فيه كثير التودد والمتقى مع أوصافه الماضية، وحدث، سمع من الفضلاء وممن سمع عليه البخاري الزين أبو بكر المراغي، وكذا سمع منه العراقي، واستمر معزولاً حتى مات في شهور سنة خمس وستين، وهو في در شيخنا ووفيات الولي ابن العراقي، وابنه العلاء على أحد المسندين ممن سمع منه شيخنا الرشيدي، ومات في سنة خمس وتسعين وسبعمائة.
3969 - محمد بن عبد الملك: أبو عبد الله الأنصاري، يقال إنه من ولد أبي أيوب الأنصاري، المدني الضرير، نزيل حمص ... يروي عن عطاء بن أبي رباح ونافع وابن المنكدر وسالم والزهري، عنه يحيى بن سعيد العطار، ويحيى بن صالح الوحاظي ومحمد بن الصلت الأسدي وعامر بن سيار، وعدة، ضعفه أبو زرعة وغيره، بل كذبه أحمد ورماه بالوضع، وقال أبو حاتم: كان يكون ببغداد ذاهب الحديث جداً، كذاب يضع، وقال البخاري: منكر الحديث، مات قبل السبعين ومائة، ومن بلاياه عن عطاء بن عباس، نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخلل بالقصب والأس، وقال إنما يسقيان عرق الجذام، وعن ابن المنكدر عن جابر رفعه من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة، وهو في الميزان وتاريخ البخاري والخطيب وابن أبي حاتم، والضعفاء لابن حبان، وانتقده الدارقطني في إدراجه فيه رواية الأوزاعي عنه، بل شيخ الأوزاعي اسم جده مروان بن الحكم، قرشي أموي، والضعيف يعرف بالأنصاري الضرير.
3970 - محمد بن عبد الواحد بن عمر بن عياذ: مضى في عبد العزيز، فهو به أشهر.
3971 - محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد: الشمس بن التاج، الهواري الأصل، القاهري، قاضي الينبوع، ويعرف بابن زبالة، ولي بعد وفاة ابن عمه الشهاب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد في سنة ست وستين وثمانمائة، وصاهر القاضي فتح الدين بن صالح قاضي المدينة النبوية على أخته واستولدها أبا العادات، وقدرت وفاته بها سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة تقريباً، وقد جاوز الستين، واستقر بعده أخوه لأبيه الشرفي قاسم المولود في سنة ثلاثين.(2/182)
3972 - محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن عبد الله: فتح الدين أبو الفتح بن القاضي تاج الدين بن القاضي نور الدين الأنصاري، الزرندي، المدني، الحنفي، ابن عم حسن ويوسف بن القاضي فتح الدين محمد بن نور الدين، وكذا ظناً محمد بن عبد اللطيف، ولد بعد سنة ثمانين وسبعمائة بالمدينة، حضر بها في سنة خمس وثمانين وسبعمائة على العلم سليما السقا نسخة أبي مسهر، وما معها، ثم سمع ثلاثيات البخاري وجزء الدراج وجزء ابن فارس على الجمال الأميوطي والموطأ على البرهان بن فرحون، وكذا سمع على الزين المراغي ومما سمعه عليه في سنة اثنتين وثمانمائة في تاريخه للمدينة، وأجاز له البلقيني وابن الملقن والعراقي والهيثمي والحلاوي والسويداوي والكمال الدميري، وغيرهم، وولي قضاء الحنفية بالمدينة مع حسبتها بعد ابن عمه القاضي نجم الدين يوسف بن محمد بن القاضي نور الدين مع أن فتح الدين هذا كان هو القائم بأعباء المصنف عنه، أخذ عنه التقي بن فهد وابنه النجم وغيرهما إجازة، ومات بالمدينة في يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، وصلّي عليه بالروضة وصلّي عليه ثم دفن بالبقيع، وترك من الأولاد سعداً وأحمد، فاستقر سعد بعده.
3973 - محمد بن عبد الوهاب بن المحب محمد بن علي بن يوسف الزرندي: المدني، سبط الجمال الكازروني، سمع عليه.
3974 - محمد بن التاج عبد الوهاب بن الشمس محمد بن التقي محمد بن صالح بن إسماعيل الكناني: المدني، الشافعي، أخو أبي الفتح، له ذكر في أبيهما.
3975 - محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يعقوب بن يحيى بن عبد الرحمن: النجم أبو المعالي بن التاج بن نصر بن نصر بن الجمال بن الشرف، المغربي الأصل، المدني، ثم المكي المالكي، الماضي أبوه، ويعرف كهو بابن يعقوب، ولد في ربيع الأول أو الثاني سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بالمدينة، وأمه سارة ابنة غياث بن ظاهر بن الجلال الخجندي، وماتت قبل استكماله سنة فنشأ في كفالة أبيه، وحفظ القرآن المختصر الفرعي لابن الحاجب والثلثين من الأصل وغالب الرسالة وألفيتي الحديث والنحو، وعرض على جماعة من أهلها والقادمين إليها، ولازم أبا الفرج المراغي في قراءة الحديث وغيره، بحيث قرأ عليه الكثير ومن ذلك: الأحياء للغزالي، بل قرأ في الفقه على يحيى العلمي، وابن يونس " حين مجاورتيهما بطيبة " وجماعة منهم: بالقاهرة النور السنهوري، وكذا قرأ بها على الأمين الأقصرائي بعض العلوم وعلى الديمي وكاتبه، ومما أخذه عنه تصنيفه القول البديع قراءة ومناولة، وألفية العراقي وجملة من الكتب الست، والموطأ مع المسلسل بالأولية وبالمحمدين وحديث زهير العشاري، وبعض ذلك بلفظه، وامتدحه بقصيدة أنشده إياها لفظاً وكتبها مع غيرها من نظمه وغيره بخطه،وأذن له في الإفادة وكتب له إجازة حسنة، ومن شيوخه أيضاً في الفقه: موسى الحاجبي، ويحيى الهواري، وفي الفنون: السيد السمهودي ... وأظنه أخذ عن الجوجري، ثم رأيت معه بخط الشيخ الجوجري إجازة لصاحب الترجمة، وذكر فيها: أنه قرأ عليه قطعة من ألفية ابن مالك سنة أربع وسبعين، وبعدها في سنة ثمان وسبعين من أول التوضيح لابن هشام إلى اشتغال العامل عن المعمل، وأذن له أن يدرس فيها، ويفيد من شأنه الاستفادة ... انتهى، ولم يزل يجتهد حتى ولي قضاء مكة المشرفة بعناية الخواجا ابن قاوان سنة تسع وسبعين وقطنها سن اثنتين وثمانين، وتزوج ابنة الجمالي بن نجم الدين بن ظهيرة، ورسخت قدمه بها، وأقرأ الطلبة في الفقه وغيره، وأفتى وتصدر بالمسجد الحرام مع استحضار لمذهب، وتميز في فن الأدب وحسن مذاكرة وظرف، ولطف عشرة وعقل وتودد وأوصاف لائقة، وقد ترفع حاله بالنسبة لما كان وابتنى داراً هائلة، ورافع فيه بعض من كان في خدمته وتكلم بكلام كثير، وكاد أن يتزحزح، فخذله الله، وكذا كانت بينه وبين الحنبلي بعض مراجعات من الجانبين، ثم لما ماتت زوجته المشار إليها وتزوج بعد بابنة الشريف أصيل، فلما مات، وكانت زوجته أخت قاضي الحنفية بمكة كانت بينهما مراجعات بسبب ميراثه، استحسنت كلامه فيها، ومع ذلك فلم يظفر بطائل، ثم كانت بينه وبين عبد الله بن الشيبي مفاوضة بسبب وقف الخلجي في سنة إحدى وتسعمائة ... لم أحمد صنيعه فيها مع عقله، والله يؤيده ويحمله، ومن نظمه:(2/183)
إن كنت ترجو من الرحمن رحمته ... فارحم ضعاف الورى يا صاح محترماً
واقصد بذلك وجه الله خالقنا ... سبحانه من إله قد برى النسما
واطلب جزاء ذاك من مولاك رحمته ... فإنه يرحم الرحمن من رحما
أقول: وله نظم ونثر وعدة مؤلفات، كتبتها من إملائه لأنه بعد المؤلف انفرد بمكة المشرفة وصار من أكابرها ومرجع أهلها، وتقدم عند سلطانها، وقدم القاهرة بسببه مدة بعد أخرى فأكرمه ملكها وأنعم عليه بخلعة سنية وإنعامات مرضية، وفوض إليه الحكم حيث حل فحكم بجدة والطائف، ونال جملة من اللطائف، ثم قدر الله تعالى أنه دخل القاهرة صحبة الشريف أبي نمي ابن صاحب مكة السيد بركات الحسني سنة ثماني عشرة وتسعمائة فواجه ملكها وعاد مع الحاج، فتحرك عليه ريح القولنج وهو نازل من عقبة أيلة، فأسكت من وقته، ومات بها في يوم الجمعة سلخ ذي القعدة فجهز ودفن بأسفلها عند الخان الجديد، وجاء نعيه لمكة مع ولده الصغير " وهو القاضي تاج الدين المالكي " وصلّي عليه صلاة الغائب رحمه الله وإيانا.
3976 - محمد بن أبي عبس: هو محمد بن عبد الرحمن بن جبر.
3977 - محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع: أو بدون علي بن عبيد الله، والد معمر، له ذكر فيه، وهو في التهذيب محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم، روى عن أبيه وأخيه عون وزيد بن أسلم وغيرهم، وعنه ابناه " معمر والمغيرة " ، ومندل وحبان " أبناء علي " ، وابن لهيعة وآخرون، قال البخاري: مكر الحديث، وابن معين: ليس بشيء ولا ابنه معمر، وأبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث جداً، ذاهب، والدارقطني: متروك، وله معضلات،وابن عدي: هو في عداد شيعة الكوفة ويروي من الفضائل أشياء لا يتابع عليها، وذكره ابن حبان في الثقات.
3978 - محمد بن عبيد الله بن محمد بن زيد: ابن أبي زيد، الفقيه، أبو ثابت، القرشي، الأموي، المدني، التاجر، مولى آل عثمان بن عفان، يروي عن إبراهيم بن سعد ومالك وعبد العزيز بن أبي حازم والدراوردي وحاتم بن إسماعيل وابن وهب وجماعة، وعنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم " وقال: صدوق " ، وإسماعيل القاضي والعباس بن الفضل الأسقاطي وآخرون، وقال الدارقطني: ثقة، حافظ، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان، وقال: مات في المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين.
3979 - محمد بن عبد الله بن ميمون التيمي: المدني، التبان، الماضي أبوه، القرشي، يروي عن الدراوردي وعيسى بن يونس ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ومحمد بن سلمة الحراني ومسكين بن بكير، وعنه: البخاري وابن ماجة وعبد الله بن شيب ومحمد بن سليمان بن هارون المصري وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم. كتبت عنه بالمدينة سنة ست عشرة ومائتين، وقال: شيخ، وأبو العباس ثعلب ومطين، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان وقال: ربما أخطأ.
3980 - محمد بن عبيد الله المدني: حضر هو وأخوه على درس السراج، ثم درس الشرف الأميوطي القاضيين وكانا فقيهين ... ذكرهما ابن صالح.
3981 - محمد بن عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان: أبو مروان العثماني، القرشي، المدني، نزيل مكة وقاضيها، يروي عن أبيه وإبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن حازم وعبد الرحمن بن أبي الزناد ومحمد بن ميمون وجماعة، وعنه ابن ماجة، وأحمد بن زيد القزاز وإسحاق الخزاعي، وبقي بن مخلد وجعفر الفريابي وعمران بن موسى بن مجاشع ومحمد بن يحيى بن منده ومحمد بن أحمد بن أبي عون وطائفة، وقال صالح: حرره، ثقة، صدوق، إلا أنه يروي عن أبيه المناكير، وكذا قال البخاري: صدوق، وقال أبو حاتم ثقة: وقال ابن حبان: يخطئ ويخالف، قاله في الثقات، وقال: مات بمكة في آخر سنة أربعين ومائتين أو أول التي تليها، وبالثاني جزم البخاري، وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم والفاسي في مكة.(2/184)
3982 - محمد بن عثمان بن الخضر: التاج أبو عبد الله بن الفخر بن الجمال الأنصاري الصرخدي، الشافعي، قاضي طيبة وإمامها وخطيبها، رأيت له مختصراً في الأصول جمع فيه بين المنهاج للبيضاوي وزوائده للأسنوي، مع زيادات وسماه المفتخر على كل مختصر المؤلف بمدينة سيد البشر، انتهى منه في شعبان في سنة اثنتين وستين وسبعمائة، أخذه عنه بعد الواحد بن عمر بن عياذ المالكي وبالغ في وصف مؤلفه، بأول نسخة كتبها منه بخطه " انتهت في شعبان من التي تليها " ، وكذا رأيته بخط العز عبد السلام الكازروني ووصفه: بالشيخ الإمام، العلامة، الأوحد، مفتي المسلمين، مفيد المخلصين، قدوة العلماء العاملين، صدر المدرسين، سيف المناظرين، رحلة الطالبين، وارث المرسلين، موضح الدلائل ومميز الحق من الباطل، مقتفي سنن أولى التحقيق الأتقياء، وبقية أهل التصنيف والإملاء، بقية السلف، وذخر الخلف، ذي النفس الزكية، والهمة العلية، قاضي القضاة، تاج الدين أبي عبد الله بن الشيخ فخر الدين بن الشيخ الإمام جمال الدين، ووصفه: بالإمام والخطيب بالروضة النبوية، وهو ممن قرأ الكتاب على مصنفه في نسة خمس وستين بالمدينة، وأثبت له المؤلف ذلك بخطه ووصفه: بالإمام، العالم، العامل، وكتب له الشيخ نور الدين الزرندي على ظهر النسخة المشار إليها قوله:
هنيئاً لأرباب العلوم جميعها ... ولا سيما علم الأصول بمختصر
كتاب جليل ذو فوائد جمة ... ولم يخل من تحصيله من له بصر
حوى كل ما تحوي التآليف فاغتدا ... عن الكل مستغنٍ وكل له افتقر
وقذ عيوناً من أولى العيون جميعه ... وما منهم إلا لفضل له أقر
به فخر أهل العلم شرقاً ومغرباً ... فلا غرو إذ كان المسمى بمفتخر
فجامعه في العلم قل فيه ما تشاء ... بلا حرج حبر كبحر إذا زجر
فلا زال تاجاً للعلوم وللعلى ... يؤلف ما يبقى له خير مدخر(2/185)
وقال ابن فرحون: محمد بن عثمان التاج الصلخدي ثم الكركي الشافعي، هو: الشيخ، الإمام العلامة، المتفنن، ولي القضاء والخطابة والإمامة بعد موت التقي عبد الرحمن الهوريني، وكان فاضلاً في أهل مذهبه وفي أصول الفقه مشاركاً في العريبة وغيرها، تفقه بالبرهان بن الفركاح وطبقته مثل: قاضي القضاة الشرف بن البارزي وغيره، ومولده في سنة عشر وسبعمائة، وجاء إلى المدينة بأخلاق رضية، ونفس زكية، فوجد اختلافاً كثيراً فسكنه وعيوباً جمة فسترها، وتحبب إلى قلوب المجاورين والخدام واستمال الطلبة وحضهم على الاشتغال وتبتل للإفادة، فعكفت القلوب على محبته واعتقاده وانطلقت الألسن بذكره وشكره، وكنت أقول لأصحابي: هذا رجل لا يتطرق العيب إليه ولا يجد العدو فيه مطعناً، فلما طالت إقامته بالمدينة وكبر أولاده لاذ به وبهم جماعة من شباب الطلبة الذين لم يحنكهم الليالي والأيام وليم يريبهم ذو النهي والأحلام، فأظهروا له النصيحة والكلام في أعراض أصحابه ونقل مجالسهم، والتنميم عليهم، فأفسدوا عقيدته في أصحابه، وكان رجلاً متخيلاً، فصار يحمل نصيحة له على الغش له والنصيحة لغيره، وصار يحفق عداوتهم له ويصدق النمام بالظن والتخميم والحدس، وصار يتكلم في المجالس العامة بما نفر عنه الكبار، وذوي العقول الراجحة، ثم سعوا حتى أفسدوا ما بينه وبين الخدام من الإلفة والمحبة، بحيث إنه فوض إلى الشيخ افتخار الدين أحكام الحرم والوظائف والكلام في الربط والأوقاف، وكنت ألومه على ذلك فلا يرجع ففسد حال الناس من الجهتين وأضرمت نار الفتنة وافترقت الكلمة وتحزب الناس أحزاباً، وحاول عود ما كان جعله للمشار إليه فلم يتمكن، واستحكم الفساد وصارت آراؤه تصدر عن مشورة الشبان، فبدت منه أشياء لا تليق بعقله وحسن سياسته، ونفر عنه أكثر المجاورين والخدام، ومالت عنه قلوبهم واجتمعت كلمتهم على غيره، واتفق له مع الخدام موطن في داره، حضر جماعة من الأشرار لولا ألطف لكان يحكي يوم الدار، ولما سافر الناس إلى مصر قل الشاكر وكثر الشاكي، وكان قد عزلني من نيابة في الأحكام، فجاء في أثناء سنة خمس وستين توقيع بالإجراء على العادة في الأحكام وعدم تعرض أحد من الحكام لعزلي، وكذا جاء للخدام أيضاً ما قويت به شوكتهم وعلت به كلمتهم، فحينئذ أقبل على شأنه حافظاً للسانه متحرزاً من خوانه، ثم سافر إلى مصر مع الركب المصري ليمهد الأحوال ويدرك الآمال، فاختار المقام بها فعزل بالشمس الحكري... انتهى، وتبعه المجد على جحاري عادته ملخصاً كلامه بالعبارة الوجيزة والإشارة الحريزة، وقال غيرهما: إنه اتفق في ليلة ثامن عشري ربيع الأول أنه صلّى بالناس العصر، فسجد في الركعة الأخيرة سجدة فقط سهواً وتشهد وسلم، فقيل له: قد بقيت سجدة فاستدركها وسلم، ولم يسجد للسهو، وشنع ي ذلك مقتصراً هو واللذان قبله على اسم أبيه دون اسم جده فقال: الصرخدي المعروف بالقاضي تاج الدين الكركي، ولد سنة عشر وسبعمائة وتفقه بابن الفركاح بدمشق وبابن البازري بحماة، حتى برع، وشارك في الأصول والعربية، وولي قضاء المدينة في آخر سنة ستين، فباشره بسياسة ورئاسة وخلق رضي، وتحبب إلى الطلبة والخدام وفوض أمر الأوقاف لشيخ الخدام افتخار الدين ياقوت، ثم حاول أن يرتجع ذلك فلم يستطع وتمالوا عليه، فحج في سنة خمس وستين وتوجه إلى القاهرة، وحدث عن الحجاز بالصحيح وناب في الحكم بمصر، ومات في ...
3983 - محمد بن عثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن: المدني، مضى في عثمان بن محمد بن ربيعة.
3984 - محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع: المخزومي، القرشي، المدني، أخو عمر... يروي عن جده وسعيد بن المسيب وسالم والقاسم بن محمد، وعنه حاتم بن إسماعيل والدراوردي وصفوان بن عيسى، وثقة أحمد ثم ابن حبان، وقال أبو حاتم: شيخ، مدني، محله الصدق، وقال ابن سعد: قليل الحديث، ذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان.
3985 - محمد بن عثمان بن علي الشامي: ويعرف بابن الحريري، ممن تلى عليه خير الدين المالكي بعض القرآن للسبع بالمدينة.
3986 - محمد بن عثمان: التاج الصرخدي، فيمن جده الخضر قريباً.(2/186)
3987 - محمد بن عجلان: مولى فاطمة ابنة الوليد بن عتبة بن ربيعة، أبو عبد الله القرشي، المدني، الفقيه، أحد الأعلام، عن أبيه وأنس، ونافع، ومحمد بن كعب القرظي وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب، وغيهم وعنه السفيانان، وبكر بن مصر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس ويحيى القطان وابو عاصم والاقدي وخلق، وثقه ابن عيينة وأحمد وابن معين وآخرون، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل، له حلقة في المسجد النبوي، ولما خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن هم والي المدينة جعفر بن سليمان الهاشمي أن يجلده فقالوا له: أصلحك الله لو رأيت الحسن البصري فعل مثل هذا تضربه؟ قال: لا... قيل له: فابن عجلان في أهل المدينة مثل الحسن في أهل البصرة، فعفا عنه، وقال مصعب الزبيري: كان له قدر وفضل بالمدينة، ولما أراد جعفر قطع يده حين خرج مع محمد وكان عنده الأكابر، سمع ضجة فقال: ما هذا؟ قالوا: ضجة أهل المدينة يدعون لابن عجلان فلو عفوت عنه فإنه غر وأخطأ في الرؤية ظن أنه المهدي، فعفا عنه وأطلقه، وقال ابن المبارك: لم يكن بالمدينة، لم يكن أحد أشبه بأهل العلم منه كنت أشبهه: بالياقوتة بين العلماء، وهو ممن وثقه أحمد وابن معين، وحدث عنه شعبة ومالك، وأخرج له مسلم في الشواهد لتكلم المتأخرين من أئمتنا في سوء حفظه، بل قيل لمالك: إن ناساً من أهل العلم يحدثون وسموا منهم ابن عجلان فقال: إنه لم يكن يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالماً، والحق أن حديثه من قبيل الحسن، مات في سنة ثمان وأربعين ومائة بالمدينة وقيل سنة تسع، وكان قد مكث في بطن أمه ثلاث سنين فشق بطنها وأخرج وقد نبتت أسنانه، وبهذا رد مالك على الوليد بن مسلم حين قال: إني حدثت عن عائشة أنها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل، وقال: من يقول هذا؟ هذه أم ابن عجلان جارتنا امرأة صدق، ولدت ثلاثة أولاد في اثنتي عشرة سنة تحمل أربع سنين قبل أن تلد، بل روى الواقدي عن مالك أنه قال: يكون الحمل سنتين وأكثر أعرف من حمل به كذلك، يعني نفسه، وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات العجلي وابن حبان، وابن يونس وقال: قدم مصر إلى الإسكندرية فتزوج بها امرأة فآتاها في دبرها، فشكته إلى أهلها فشاع ذلك، فصاوا فيه فخرج منها... انتهى، والظاهر أنها كذبت عليه كما اتفق في عصرنا لبعض خيار العلماء ... ولا قوة إلا بالله.
3988 - محمد بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدي: أمه أم يحيى ابنة الحكم بن العاص، يروي عن أبيه وعمه عبد اله، عنه أخوه هشام والزهري، قال الزبير: كان بارعاً، جميلاً، يضرب بحسنه المثل، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال مصعب الزبير، توفي مع أبيه يومئذ عند الوليد بن عبد الملك، وفي ذلك السفر أصيبت رجل عروة، وهو في التهذيب.
3989 - محمد بن عروة بن هشام بن عروة بن الزبير الزبيري: عن جده، وعنه إبراهيم بن علي الرافعي، قال ابن حبان: منكر الحديث جداً لا يجوز الاحتجاج به، زاد الذهبي في ميزانه: وفيه جهالة، قال شيخنا: وليس هو بمجهول العين، فقد حكى الخطيب: أنه ولي قبل مغيرة مع المهدي القضاء للحسن بن زيد غير مرة ثم أدرك ولاية الرشيد فاستعمله على الزنادقة، وروى عنه أيضاً داود بن المجير وكان شيخاً، ممدحاً، وكذا ذكر الزبير بن بكار في كتاب النسب وزاد: وكان في عسكر المهدي، وله دار ضيافة، وقال: كان يكنى أبا خالد.
3990 - محمد بن عطية بن منصور بن جماز بن شيحة: استقر شريكاً لقريبه جماز بن هبة بن جماز بن منصور سنة ثمان وسبعين، ثم تغلب جماز وانفرد إلى أن عزل بمحمد سنة سبع وثمانين، ولم يلبث أن مات في إحدى الجمادين من التي تليها وأعيد جماز.
3991 - محمد بن عقبة بن أبي عتاب: في أهل المدينة... يروي عن أبيه، وعنه سليمان بن بلال وموسى بن عقبة وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم، ووثقه ابن حبان.(2/187)
3992 - محمد بن عقبة بن أبي عياش: الأسدي، القرشي، مولى آل الزبير بن عوام، مدني، وهو أخو موسى وإبراهيم، يروي عن جده لأمه أبي حبيبة وكريب ومحمد بن أبي بكر بن عوف الثقفي ويحيى بن عروة بن الزبير، وعنه مالك وابن أبي الزناد، ووهيب بن خالد والسفيانان، قال أحمد، ما أعلم فيه إلا خيراً، ووثقه هو وابن معين وابن سعد، وقال أبو حاتم: شيخ، وذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته، وكذا ذكر فيها الذي قبله وسمع البخاري في التفرقة بينهما... وأظنه هو.
3993 - محمد بن عقبة بن مالك الأنصاري: القرظي، ابن أخي ثعلبة بن أبي مالك، وجد زكريا بن منظور من قبل أمه، عداده في أهل المدينة... يروي عن أبيه وعمه ثعلبة ومعاوية وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وأم هاني ابنة أبي طالب، وعنه سبط زكريا، ومحمد بن رفاعة، وثقه ابن حبان، وخرج له ابن ماجة.
3994 - محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام: أبو عبد الله المخزومي، القرشي، المدني... يروي عن جماعة من التابعين وغيرهم، كأبيه وسعيد بن المسيب ونافع بن جبير بن مطعم والأعرج وابن أبي ملكية ومحمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، وعنه إبراهيم بن سعد، وقال الذهبي في ميزانه: لم يرو عنه سواه، وثقه ابن حبان، وهو في تاريخ البخاري وابن أبي حاتم.
3995 - محمد بن العلاء بن حسين: التقي المطلبي، هو والذي بعده.
3996 - محمد بن العلاء بن أبي نيقة المدني: سمع الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه عن جده، وعنه ابن شبيب، وذكره الدارقطني في المحمدين وساق له حديثاً، وروى الطبراني في الكبير من طريق ابن شبيب عن محمد بن العلاء بن حسين بالتقي المطلبي عن الوليد حديثاً آخر.
3997 - محمد بن علم بن عائذ: مدني، ثقة... قاله العجلي فيما أثبته السبكي بخطه في ترتيب بقائه ولم يذكره الهيثمي ويحرر اسم أبيه.
3998 - محمد بن علم المدني: ولد سنة إحدى وسبعمائة وكتب على استدعاء بخط ابن سكر في شعبان سنة ثمانين وسبعمائة... قاله شيخنا في درره.
3999 - محمد بن علي بن إبراهيم: اليمني، حج وأقام بالحرمين مدة، فتفقه بهما، وكان صاحاً، ذكره صاحب تاريخ اليمن وتبعه ابن فهد بدون والده.
4000 - محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن مهدي: ولي الدين أبو الطيب ابن النور الكناني... الفوي الأصل، المدني، الشافعي، الماضي أبوه، ولد بطيبة، ونشأ نشأة جميلة، وأسمعه أبوه الكثير بالحجاز والشام على غير واحد من أصحاب ابن البخاري وابن شيبان وطبقتهم... كست العربية، حفيدة الفخر وابن غلش ومحمود بن خليقة، وحفظ كتباً، وكان فيه نباهة وفطنة وذكاء، وبكنه لم يعتن بالعلم، ودخل فيما لا يعينه، وتردد إلأى القاهرة مراراً وذكر بالمروة والهمة والعصبية من يعرفه بحيث كان يقوم دائماً في السعي لجماز أمير المدينة، على ابن عمه ثابت، فاتفق أنه قدم المدينة على عادته وأقام بها مدة، ثم توجه منها يريد القاهرة فبعث إليه جماعة فاعترضوه وقتلوه في أوائل سنة خمس وثمانمائة، ذكره المقريزي في عقوده، ولكن في تاريخ الفاسي أنه قتل في أوائل سنة خمس وتسعين وسبعمائة بظاهر المدينة النبوية وهو متوجه منها إلى مصر وكأنه... من نسخة العقود لفظ وتسعين، قال الفاسي: وبلغني أنه عذب عذاباً عظيماً، قطع لسانه، ثم قطعت...... ثم أزهقت روحه قال: وقد كان قد سكن المدينة في صباه سنين كثيرة مع أبيه، ودخل مصر والشام غير مرة وحصلت له بها شهرة.(2/188)
4001 - محمد بن علي بن أحمد بن إسماعيل: أبو الفتح القاهري، الأزهري، الشافعي، نزيل طيبة، ويعرف بأبي الفتح ابن إسماعيل، وهو بكنيته أشهر، وربما قيل له: ابن الرئيس، لكون أبيه كان رئيس الوقادين بالأزهر، ولد بعد العشرين وثمانمائة بالقاهرة، ونشأ بها، فحفظ القرآن وجوده والمنهاج وغيره، وتفقه بالجمال..... ظناً، وكذا بالشرف السبكي، وأخذ العربية عن الآبدي وغيره من المغاربة، ولازم ابن الهمام وانتفع به في فنون وسمع معي عليه بمكة وغيرها، ورام استقراره في مشيخة الطيبرسية بعد موت زين الصالحين المتوفى، وكتب معه لناظرها: وقد أرسلت رجلاً من أهل العلم والدين والفقر ليس له في هذه الدنيا وظيفة في مدرسة ولا طلب ولا تدريس ولا تصوف، واجتمعت فيه إن شاء الله تعالى جهات الاستحقاق... إلى أن قال: ولولا علمي بتمام أهليته وفقره وعلمه ما تعرضت لذلك، فقدر أنه سبق الولي الأسيوطي بعد أن عنيت الشمس..... وتألم الشمس كثيراً ولم يقبل بعد ذلك وظيفة، وكذا قرأ صاحب الترجمة على شيخنا في شرح الحاوي لابن الملقن دروساً شاركته فيها وآلى أمره بعد هذا كله إلى التوجه للمدينة النبوية بعد أن حج فقطنها يقرئ ويفيد، وكان ممن قرأ عليه بها في سنة ثمان وخمسين البخاري أحمد بن بشر المدني المؤذن، وممن أخذ عنه الفقه وأصوله والعربية صلاح الدين بن صالح القاضي الآن، وقرأ هو مصنفي القول البديع أول من أرسلت به حين تصنيفه بالمدينة وأرسلني في الثناء عليه وبالتزام قراءته في رمضان كل سنة، ولم يلبث أن ورد القاهرة واجتمعت به فأعلمني بقراءته في الروضة الشريفة، وتوجه منها لزيارة بيت المقدس ثم عاد إليها، وسافر في البحر عائداً إلى طيبة فغرق مع جمع كثير في سنة اثنتين وستين... وأسفا عليه فنعم الرجل كان.... عوضه الله وإيانا الجنة.
4002 - محمد: ويدعى الخضر بن علي بن أحمد بن عبدالعزيز بن القاسم بن عبد الرحمن " الشهيد الناطق " بن القاسم بن عبد الله، القاضي جمال الدين أبو الخير بن القاضي نور الدين بن الحسن القرشي، الهاشمي، العقيلي، النويري، المكي، الشافعي، والد أبي اليمن محمد قاضي مكة، ولد في ليلة ثالث عشر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وسبعمائة بمكة، وأمه زينب ابنة القاضي شهاب الدين الطبري، ونشأ لها، وسمع على العز بن جماعة منسكه الكبير بأفوات والسيرة النبوية الصغرى له، وليس من خرقة التصوف، وعلى الكمال بن حبيب سنن ابن ماجة، ومقامات الحريري وبعض مسند الطيالسي، وعلى الجمال بن عبد المعطي صحيح البخاري وابن حبان بفوت، وعلى العفيف الشاوري وجدته " أم الحسن فاطمة ابنة أحمد بن قاسم الخرازي " صحيح مسلم، وعلى جدته فقط المصابيح للبغوي بأفوات ونسخة ابن بكار بن قتيبة، وعلى والده وغيرهم، وأجاز له البهاء بن خليل والجمال الأسنائي والعفيف اليافعي والتقي البغدادي وأبو البقاء السكبي والتاج السبكي وابن النجم وابن أميلة والصلاح بن أبي عمر ومحمد بن أبي بكر السوقي، وعمر بن إبراهيم النقبي وأحمد بن عبد الكريم البعلي، ومحمد بن الحسن بن عمار ومحمد بن عبد الله الصفوي، وإبراهيم بن إسحاق الأمدي، وخلق، وتفقه بالأنباسبي، وأذن له في الإفتاء والتدريس، وناب في الخطابة بالمسجد الحرام " بعد وصول العزل للشهاب بن ظهيرة بابن عم صاحب الترجمة المحب " في شعبان سنة ثمان وثمانين حتى قدم المحب من المدينة النبوية في العشر الأخير من رمضانها، وكذا أناب في القضاء والخطابة بمكة عن حفيد عمه العز محمد بن أحمد، ثم ولي قضاء المدينة النبوية وخطابتها وإمامة الروضة النبوية في سنة خمس وثمانمائة عوضاً عن ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح، ولكنه لم يباشره لكونه كان مقيماً بمكة فاستناب القاضي أبا حامد المطري، ثم لم يلبث أن صرف بالقاضي ناصر الدين بن صالح، وقد حدث، قرأ عليه التقي بن فهد، وسافر مراراً إلى اليمن لطلب الرزق، وانقطع بآخره بمنزله مدة لثقل بدنه، وعجز عن الحركة والقيام حتى مات في صبح الأربعاء رابع عشر ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثماني مائة بمكة، وصلّي عليه بعد عصره ودفن بالمعلاة عند أسلافه، وكان ضخماً جداً، شهماً، مقداماً، جريئاً... رحمه الله وعفا عنه.(2/189)
4003 - محمد بن علي بن أحمد بن محمد: أبو عبد الله الأنصاري التونسي. اللواتي - نسبة لقبيلة من جهات تونس - المالكي، نزيل طيبة، ولد في جمادى الثاني سنة تسع وأربعين وثمانمائة بتونس. كان والده من معتقدي الشيخ فتح الله. وله انتماء للدولة، فنشأ ولده، فقرأ القرآن، واشتغل بالفقه وغيره. وتميز في الفرائض والحساب، وشارك في الطب وغيره، م تجرد وانسلخ من مخالطة الدولة، وقدم مكة فدام بها قليلاً، ثم تحول إلى المدينة فقطنها، وكان بها على خير واستقامة وانجماع، وتردد لمن يلتمس مه ملاطفته بالطب، على وجه جميل وهمة علية، كثير التلاوة في سبع خير بكر صباحاً ومساءاً، ويحضر درس المالكي وغيره بل حضر عندي في سماع الموطأ، وبحث شرحي للتقريب بالروضة النبوية، ورأيت منه تودداً وإخلاصاً في المحبة... وامتد حتى بقصيدته كتبه لي بخطه مع نثر وغير، وأنشد لفظاً، وأول القصيدة المشار إليها:
شكراً لسعيك إذا وافيت في الأثر ... بما رويت من الأخبار والأثر
محدثاً بصحيح القول طالبه ... في صورة شكلها تزهو على القمر
سلكت في سنة الهادي طريق هدى ... كنت الدليل بمن يهدي من البشر
إلى أن قال بعد التغزل النبوي:
هل تسخ نفس بهذا يا مناظره ... كما سخت للسخاوي نفس ذي فكر
يحدث الجد في علم الحديث بما ... قد خص في قدم من سيد البشر
عناية الله وافته بصيبها ... فأنبت أرضه الغالي من الثمر
ما ذاك إلا بتوفيق الإله له ... فلا يصلك إلا عتب إلى العمر
ومن يكن حبله الموصول من مدد ... محمدي نيال القصد في الظفر
4004 - محمد بن علي بن أيوب بن إبراهيم: أبو الفتح، الرماوي الأصل، المدين المولد، المكي الدار، ويعرف كأبيه بابن الشيخة، ويقال له المدني لكونه ولد بها، نشأ بمكة فحفظ القرآن وغيره وأسمعه أبوه على أبي الفتح المراغي، والتقي بن فهد وغيرهما، وأجاز له جماعة، وتكرر قيامه بالقرآن في كل سنة بحاشية الطواف، وليس بالمرضي وأموره زائدة الوصف... وما أظن هذا إلا من كثرة تهكم أبيه، وإن مات عن إنابة وخير.
4005 - محمد بن علي بن جابر: أبو عبد الله الوادياشي، ذكره ابن فرحون في تاريخه استطراداً، فقال: كان من شيوخنا المباركين الذين صبحوا الولد ورعوه في ذريته، ممن أفنى عمره في السماع ثم الإسماع ويحرص على إسماع الصغار وأخذ خطوط الشيوخ لهم، ولو لم يكن له بذلك علم رجاء لنشر العلم وإن يذكر فيدعي له، وكان من أحسن الناس في علمه، وأنسه وفوائده وفرائضه، وصلّى بالناس بالتراويح في المسجد النبوي فلم أسمع أحسن من قراءته وآدابه وجودة حفظه وترتيب مواقفه. بل هو من القراء المجودين، مات بتونس بعد الحج والزيارة في حدود سنة خمسين وسبعمائة، وذكره ابن صالح فقال: الشيخ، العالم، المقرئ، المحدث. جاور بالمدينة مراراً، ورجع مرتين منها - والله أعلم - إلى تونس ومات بها، وقال لي: كان في بلدنا رجل صالح يقال له: أبو عبد الله الحبحائي، يزوره الناس لبركته وصلاحته، فكان يقول لهم عن نفسه: عن كنت أعتقد أني مسلم فلا أماتني الله مسلماً.
4006 - محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن شيبة بن أياد بن عمر بن العلاء: قاضي الحرمين وتاج الخطباء... أبو المظفر الشيباني الطبري المكي، سمع جده أبا عبد الله الحسين - فقيه مكة - ، وأبا الحسن علي بن خلف بن هبة الله بن الشماع. وحدث عنهما بتاريخ الأزرقي. وكذا حدث عن أبي الحسين بن محمد الطريثيئي، والمفتي أبي الطاهر يحيى بن محمد بن أحمد المحاملي، وشيخ الحرمين أبي الوفاء محمد بن عبد الله الطوسي عرف بالمقدسي، وغيرهم، روى عنه أبو حفص الميانشي وبالإجازة ابن بشكوال، مات في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وخمسمائة بمكة... ذكره الفاسي أنه نقل تاريخ وفاته من حجر قبره، قلت: ويحرر. هذا ما كتبه ابن فهد من كونه حدث بتاريخ مكة للأزرقي في سنة تسع وتسعين خمسمائة. وسمعه منه لاحق بن عبد المنعم الأرتاحي.(2/190)
4007 - محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب: أبو جعفر بن زيد العابدين، الهاشمي، القرشي، العلوي، الباقر، سيد بني هاشم في زمانه، وذو الأخوة الأشرف زيد - الذي صلب - ، وعمر وحسين وعبد الله، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، يروي عن جديه الحسن والحسين وعائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري وجابر وسمرة بن جندب وعبد الله بن جعفر وأبيه، وسعيد بن المسيب وطائفة، وعنه أبو جعفر الصادق وعمرو بن دينار والأعمش وربيعة الرأي وابن جريج والأوزاعي وقرة بن خالد ومخول بن راشد وحرب بن شريح والقاسم بن الفضل الحداني وآخرون، عده النسائي وغيره في فقهاء التابعين بالمدينة. قال أحمد بن البرقي: ومولده سنة ست وخمسين، قال الذهبي: فحينئذ لم يسمع من عائشة ولا من جديه مع أن روايته عن جده الحسن وعائشة في سنن النسائي فهي منقطعة، وروايته عن سمرة في أبي داود، وكان أحد من جمع العلم والفقه والشرف والديانة والثقة والسؤددة، ممن يصلح للخلافة، وهو أحد الاثني عشر الذي يعتقد الرافضة عصمتهم... لا عصمة إلا لنبي لأن النبي إذا أخطأ لا يقر على ذلة، بل يعاتب بالوحي على هفوة إن ندر وقوعها منه ويتوب إلى الله تعالى، كما جاء في سجدة ص، إنها توبة بني، وأما قولهم الباقر: فهو من بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه، قال ابن فضيل عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر وابنه جعفر الصادق عن أبي بكر وعمر، فقال: لا ليّ يا سلم تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما كانا إمامي هدى، وما أحسنهما لكونهما عن سالم ثم ابن فضيل... فهما من أعيان الشيعة الصادقين، لكن شيعة زماننا عثرهم الله تعالى ينالون من الشيخين ويحملون هذا القول من الباقر والصادق رحمهما الله على التقية، وقال إسحاق الأزرقي عن بسام الصيرفي: سألت أبا جعفر عنهما فقال: والله إني لأتولاهما وأستغفر لهما وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاهما، ويروى أن أبا جعفر كان يصلي في اليوم والليلة مائة وخمسين ركعة، مات بالمدينة سنة أربع عشرة وقيل: سبع عشرة ومائة وقيل غير ذلك عن ثمان وخمسين... والقول بأنه عن ثلاث وسبعين فيه توقف، حقق شيخنا غلطه، وترجمته مطولة، وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات العجلي وابن حبان.
4008 - محمد بن علي بن سليمان: المدني، الحنفي، والد علي الماضي، ويعرف بابن الطحان، وربما قيل ابن الطحان، له ذكر في أبيه، ومن متمولي أهل المدينة، ممن يعامل ويقارض، وهو زوج أم الحسين ابنة عطية بن فهد، وأولدها إبراهيم وأبا السعود، ومات في سنة اثنتين وتسعمائة.
4009 - محمد بن علي بن سليمان بن وهبان: المالكي، المدني، سبط القاضي عبد الله بن فرحون... إذ جدته لأمه هي: أخت عبد الله، ممن اشتغل على أبي القاسم النويري والشهاب أحمد الحريري، وقرأ البخاري في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة ومسلماً في التي قبلها، كلاهما على أبي الفتح بن صالح، وكان باسمه فراشة، مات في حياة أبيه سنة ثمان وخمسين، وترك ولده محمداً طفلاً، فكفلته أمه وجده لأبيه.
4010 - محمد بن علي بن صالح بن إسماعيل الكناني المدني: ابن عم القاضي ناصر الدين عبد الرحمن بن محمد بن صالح، وخادم ضريح سيدي حمزة عم النبي صلّى الله عليه وسلّم، أجاز للتقي بن فهد، وبيض لترجمته.(2/191)
4011 - محمد بن علي بن أبي طالب: أبو القاسم وأبو عبد الله، الهاشمي، المدني، ويعرف بابن الحنفية واسمها خولة ابنة جعفر من سبي اليمامة ومن بني حنيفة، قالت أسماء ابنة أبي بكر: رأيتها، وكانت سندية سوداء أمة لبني حنيفة، ولم تكن منهم وإنما صالحهم خالد بن الوليد على الرفيق، ولم يصالحهم على أنفسهم، ثم إن جمعه بين اسم النبي صلّى الله عليه وسلّم وكنيته رخصة، لعلي بإذن من الشارع، كما في الحديث، ولد في صدر خلافة عمر، وقال الواقدي: في خلافة أبي بكر ورأى عم وروى عن أبيه وعثمان وعمار بن ياسر وابن عباس وأبي هريرة وآخرين، وعنه بنو الحسن وعبد الله وعمر وإبراهيم وعون وعبد الله بن محمد بن عقيل وسالم بن أبي جعد ومنذر الثوري وعمرو بن دينار وأبو جعفر علي وجماعة، قال إبراهيم بن الجنيد: لا نعلم أحداً أسند عن علي أكثر ولا أصح مما أسند، ووفد على معاوية وعبد الملك، وكان قد صرع أباه مروان يوم الجمل، وجلس على صدره، فلما وفد على ابنه ذكره بذلك، فقال: عفواً يا أمير المؤمنين فقال: والله ما ذكرته وأنا أريد أكافيك به، وكانت الشيعة تسميه المهدي ويزعمون أنه لم يمت وهو كذب فيهما، وقد أمر ابنه فقال لهم: يا معشر الشيعة إن أبي يقرئكم السلام، ويقول لكم إنا لا نحب اللعانين ولا الطعانين ولا نحب مستعجلي القدر، وكان يقول لمن يقول إنه المهدي: أجل، أنا مهدي أهدي إلى الخير، تولكن إذا سلم أحدكم علي فليقل: السلام عليك يا محمد ولا تقولوا: يا مهدي، مات في المحرم برضوى سنة ثلاث وسبعين، وقيل ثمانين وقيل إحدى وثمانين وقيل اثنتين وثمانين عن خمس وستين وقيل غير ذلك في مولده وسنه، ودفن بالبقيع، فمولده كما يروى عنه لثلاث سنين بقين من خلافة عمر، وعن أبي حمزة مما رواه البخاري في تاريخه قال: قضينا نسكنا حين قتل ابن الزبير ورجعنا إلى المدينة مع أبي الحنفية، فمكث ثلاثة أيام ثم مات، وهو ممن شهد يوم الجمل، قال العجلي: وكان رجلاً صالحاً، تابعياً، ثقة، مدنياً، قال ابن عمر لرجل سأله عن مسألة: سئل محمد بن الحنفية فسأله ثم أخبره فقال ابن عمر: أهل بيت متهمون، وترجمته تحتمل كراريس، وهو في التهذيب وتاريخ البخاري والذهبي وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان والعجلي.
4012 - محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: الهاشمي، عداده في أهل المدينة، يروي عن ابن عباس وعائشة، وعنه ابنه إبراهيم، ذكره ابن حبان في ثقاته تبعاً لتاريخ البخاري.
4013 - محمد بن علي بن عثمان بن حمزة: أبو عبد الله الأنصاري، المدني، قال الحاكم: روى بخراسان عن الأئمة عجائب من نعيم بن حماد وإبراهيم بن المنذر، بقي إلى سنة ثلاث وتسعين ومائتين... وبهذا ذكره الذهبي في ميزانه.
4014 - محمد بن علي بن عمر بن حمزة: الشيخ شمس ابن المسند أبي الحسن القرشي، العدوي، العرمي، الحراني الأصل، المدني، الحنبلي، والد البكر عبد القادر، الماضي أبوه.
4015 - محمد بن علي بن عمر بن قنان: الهاشمي بن النور العيني، الدمشقي، المدني، الشافعي، عم الخفر بن أحمد، وأخو عمر، سمع هو وأخره وأبوهما علي الزين أبي بكر المراغي في سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، ثم على النور المحلي سبط الزبير في سنة عشرين بعض الاكتفاء. ثم سمع صاحب الترجمة على الجمال الكازروني في سنة سبعه وثلاثين بعض الصحيح. ووصفه القاري: بالفقيه، الفاضل، ابن الشيخ. وفضل في العربية وغيرها وتعاطى التجارة، ومات بكنباية سنة ثمان وخمسين وثمانمائة.(2/192)
4016 - محمد بن علي بن عمر بن البنا: شمس الدين، الماضي أخوه عبد الرحيم، ممن اشتغل، ولازم السيد السمهودي وغيره، وتوجه وكيلاً عن شيخ الخدام وأهل المدينة في استخلاص أوقافهم ببلاد العجم سنة ثمان وتسعين أو التي بعدها... وإلى الآن لم يجئ خبره...، وقيل ذلك دخل مصر والشام وبلاد بني جبر، وطاف وحصل، أقول: ودخل... فولي بها القضاء، وعاد إلى المدينة بعد موت...، ملكاه فظهرت كباقة، وحمدت طريقته، فلما تولى أتابك زنكي... واستقر الموصل وما والاها استخدمه وقربه، واصطحبه معه إليها فولاه نصيبين ثم الرحب... في كل عن كفاية وعفة وخف على قلبه فصار من خواصه وأكبر بل جعله مشرق مملكته كلها، وحكمه تحكماً لا مزيد عليه كلما مثل على قلعة جعبر أراد بعض العسكر قتل هذا ونهب أمواله وتعرضوا له ورموا خيمته بالنشاب، فجاءه جماعة من المراء وتوجه بالعسكر إلى الموصل... سيف الدين غازي بن أتابك زنكي ولازمه وفوض إليه الأمر شريكاً لغيره فجاد بالأموال وبالغ في الأنفال، بحيث عرف بالجود وصار كالعلم عليه لا يقال له إلا جمال الدين الجواد، ومدحه الشاعر المجد بن نصر بن صغير القيصراني، ومن ذاك قصيدته الشهيرة التي أولها:
سقى الله... من جانب العرب ... منها وردت عين الحياة من القلب
...... وأجرى الماء إلى عرفات أيام الموسم من مكان بعيد، وعمل المدرج من أسفل الجبل إلى أعلاه وبنى سوق المدينة النبوية وما كان خرب من مسجدها الشريفة، وكان... في كل سنة إلى الحرمين والقصاد لا غير، وتنوع في فعل الخير، حتى أنه... ومنه بالموصل علاء مفرط يواسي الناس بحيث لم يبق له شيء، وكان أقطاعه عشر... البلاد على عادة وزراء الدولة السلجوقية... ما معه، حكى بعض وكلائه: أنه دخل عليه يوماً فناوله... وقال له: بع هذا واصرفه عنه إلى المحايج، فقال له الوكيل: أنه لم يبق عندك سواه والذي على رأسك وإذا بعت هذا بما تحتاج إن بعت الذي على رأسك فلا تجد ما تلبسه، فقال له: إن هذا الوقت صعب كما ترى وربما لا أجد وقتاً مثله، وأما للبقاء فإني أجد عوضه كثير، فخرج الوكيل فباعه وتصدق بثمنه، إلى غيرها من النوادر، واستمر كذلك حتى مات مخدومه... وقام بعده أخوه قطب الدين مودود فاستولى عليه مدة ثم إنه استكثر إقطاعه وثقل عليه أمره، فقبض عليه في رجب سنة ثماني وخمسين وخمسمائة وحبسه في قلعة الموصل إلى أن مات في العشر الأخير من رمضان - وقيل التي بعدها - وصلي عليه، وكان يوماً مشهوداً من ضجيج الضعفاء والأرامل والأيتام حول جنازته، ودفن بالموصل إلى أثناء سنة ستين، ثم نقل إلى مكة وطيف به حول الكعبة بعد الصعود ليلة الموقف إلى عرفات وكانوا يطوفون حولها مدة مقامهم بمكة، وكانوا يوم دخولهم به مكة يوماً مشهوداً من اجتماع... والبكاء عليه... قيل إنه لم يعهد عندهم مثل ذلك اليوم، وكان معه شخص يرثيه بذكر مآثره ويعدد محاسنه إذا وصلوا به إلى... والمواضع المعظمة، فلما... إلى الكعبة وقف وأنشد:
ما كعبة الإسلام هذا الذي ... جاءك يسعى كعبة الجود
قصدت في العام وهذا الذي ... لم يخل يوماً يوم مقصود
ثم حمل إلى مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم ودفن بتربة منها، بعد أن أدخل المسجد الشريف وطيف به حول حجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنشد الشخص هناك:
سرى نعشه فوق الرقاب وطال ما ... سرى جوده فوق الركاب ونائله
عير على الوادي فتننى دماً له ... عليه وبالنادي فتبكي أرامله(2/193)
ويحكى أن بعضهم رمى عليه من فوق سطح فردة لما حوت في مروره ببعض شوارع الموصل... وبقيت عليه قتلته، فبادر أتباعه ومسكوه فلما حضر إليه قال له: ما حملك على هذا، قال: رأيتك في غاية الكرم، ومحبة الناس لك في الدنيا، ولم يكن لي شيء أتقرب به إليك إلا روحي فقلت لعلي أقتلك فتدخل الجنة وأكون فداك، فأعجبه وعفى عنه، وذكره الصاحب كمال الدين بن العديم في تاريخ حلب فقال: وزير قطب الدين مودود، وقال في ترجمته: إن لم يكن في كل يوم ركب حتى تتصدق بمائة دينار، وإنهم قد بنوا له تربة في رباطه الذي أمر ببنائه في مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم مقابل باب جبرائيل من المسجد النبوي شرقي المسجد والحجرة الشريفة... بها. وترجمته محتملة للبسط، وقد طولها التقي الفاسي في مكة وغشها النجم بن فهد، وعن بعضهم: أنه لما مرض وهو في السجن، قال للشيخ أبي القاسم الصوفي: كنت... أن أنقل من الدست إلى القبر سروراً منه بكونه يموت على تلك الحالة، وقال له: إن بيني وبين أسد الدين شيركوه - يعني عم صلاح الدين بن أيوب - عهداً، من مات قبل صاحبه حمله الآخر إلى المدينة النبوية فدفنه بالتربة التي عملها، فإذا أنا مت فامض إليه وذكره، قال: فلما مات توجهت إلى المشار إليه فأعطاني مالاً صالحاً لأحمله لمكة، ثم للمدينة، وأمر بحج جماعة من الصوفية معه وناب بقرائينا بذي نعشه عند النزول والرحلة وقدوم مدينة بالطريق وينادون بالصلاة عليه في البلاد، فلما كان في الحلة اجتمع الناس للصلاة عليه وإذا شاب قد ارتفع على مكان عال ونادى بأعلى صوته ونال سرى إلى آخرهما.
4017 - محمد بن علي بن وهبان: مضى فيمن جده سليمان.
4018 - محمد بن علي بن يحيى بن علي: أبو عبد الله الأندلسي الغرناطي، المالكي، نزيل الحرمين، ويعرف بالشامي، لنزول أبيه الشام، ولد سنة إحدى وسبعين وستمائة بأحوال غرناطة، وسمع بها من جماعة، وتلى بالسبع على أبي جعفر بن الزبير، وبيونس من أبي محمد بن هارون الطائي، وقدم القاهرة في سنة سبعمائة متوجهاً للحج فسمع بالمدينة على القاسم خلف بن عبد العزيز النشوري والكمال عبد الله بن محمد بن أبي بكر العثماني المالكي، وأبي عبد الله الفاسي، وشرح الجمل للزجاجي، وله نظم كثير، من الكثير في المديح النبوي، أثنى عليه الذهبي في طبقات القراء فقال: فقد وصفه بالإمام، العلامة المتفنن، كان بارعاً في مذهب مالك والشافعي، عارفاً بالنحو وعلم الفلك، له شعر رائق، فيمن اشتغل بالعربية، ...، ولذا كان فيه قوة نفس... على أكثر هذا ابن المطري صاحب، يعني به العتيق بن الجمال، قلت: وقد روى عنه الأقشهري قصيدة في حمزة عم النبي صلّى الله عليه وسلّم وأنه كتبها من إملائه عليه في رمضان سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وأنشدها قبل ذلك في رجب من السنة، ووصفه: بالشيخ المرحوم، نزيل الحرمين، البليغ...، وأرخ وفاته بالمدينة برباط وكالة منها في صبيحة يوم الاثنين سابع صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة وأولها:
أيا سيد الشهداء بعد محمد ... ورضيع ذي المجد المرفع أحمد
يا ابن الأعزة من خلاصة هاشم ... شرح المعالي والكرام المجد
يا أيها البطل الشجاع المحتمي ... ..................المستأسد
يا شيعة الشرف الأصيل المعتلي ... يا دورة الحب الأسيل.........
وروى عنه الشريف أبو الخير بن أبي عبد الله الفاسي قوله:
جرمي عظيم يا عفو وإنني ... بمحمد أرجو التمسح فيه
فيه توسل آدم في دينه ... وقد اهتدى من يقتد بأبيه
وعدة مقاطع ذكرها الفاسي في ترجمته في مكة.
4019 - محمد بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن: فتح الدين بن العلامة القاضي... محمد بن يحيى، هذا هو جد محمد بن علي............
4020 - محمد......
4021 - محمد......
4022 - محمد بن علي: الجمال النويري......، فيمن جده أحمد بن عبد العزيز.
4023 - محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت الأنصاري: مدني... يروي عن أبيه عن جده، وعنه ابنه خزيمة، ... ذكره ابن حبان في ثقاته تبعاً لتاريخ البخاري وابن أبي حاتم، في المسند من طريق أبي معشر عنه قال:......(2/194)
4024 - محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري: الحزمي، المدني، يروي عن عمه أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعبيد الله بن عبد الله بن أبي طلحة ومحمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي، وأبي طوالة وزينب ابنة...، وأنس بن مالك، وعنه مالك وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي، وعبد الله بن إدريس... بن إسماعيل، وصفوان بن عيسى وأبو عاصم، وثقه ابن معين ثم ابن حبان، وقال: من أهل المدينة، يروي عن المدنيين، وعنه أهل الحجاز، وقال أبو حاتم: صالح ليس بذاك القوي...، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وثقات ابن حبان.
4025 - محمد بن عمارة: وقيل عبارة، يروي عن المدنيين، وقد أدرك محمود بن الربيع، يروي عنه السكن ابن أبي حزم... قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
4026 - محمد بن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ بن عايز: أبو عبد الله الأنصاري السعدي، مؤذن مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم، ويلقب بكشاكش، يروي عن سعيد المقبري وصالح مولى التؤمة وأسيد...، وشريك بن أبي نمر، وعن جده لأمه محمد بن عمار بن سعد الآتي وغيره، وعنه ابن أبي فديك وسعيد بن منصور ومعن بن عيسى وأبو عامر العقدي وعلي بن حجر وسوط بن سعيد وغيرهم، وثقه ابن المديني وغيره، وقال ابن حبان في الثقات: كان ممن يخطئ وينفرد، وقال أحمد، ما أرى به بأساً، وكذا قال ابن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، يكتب حديثه، وذكره البخاري في الضعفاء فما تكلم فيه بل ذكر له حديثاً لم يتقنه، وقال في تاريخه: قال بعض أهل المدينة: هو مولى عمار بن ياسر مولى بني مخزوم، وقد ترجم ابن عدي لكشاكشة، ثم لمحمد بن عمار الأنصاري وذكر اختلافاً... أهو المؤذن أو غيره؟ فإن كان غيره فهو مجهول، وأشار إلى ترجيح التفرقة فيكون كشاكش نسب مخزومياً، والآخر أنصارياً، وخرج الترمذي لكشاكش... وذكر في التهذيب.
4027 - محمد بن عمار بن سعد: القرظ، المؤذن، المدني، جد الذي قبله لأمه، يروي عن أبيه وأبي هريرة، وعنه ابنه عبد الله وابن أخيه عبد الرحمن بن سعد القرظ، وسبطه محمد بن عمار بن عمر بن سعد الذي قبله، وصهره عمار بن حفص - أبوه، وسعيد بن مسلم بن فاتك وأبو الحرث عبد الرحمن بن معاوية الزرقي وعمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، وعيسى بن كنانة، وثقه ابن حبان، وخرج له الترمذي، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم، ولم يتكلما فيه.
4028 - محمد بن عمار بن ياسر: ممن ضربه عمرو بن الزبير لعلمه بهوائهم في أخيه عبد الله... كما في عمرو.
4029 - محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله: أبو سليمان القرشي، التيمي، المدني، أحد الأشراف، وأمه أسماء ابنة سلمة بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد، ولي قضاء المدينة لبني أمية، ثم للمنصور، وقال ابن سعد: كان مهيباً، جليلاً، صليباً من الرجال، قليل الرواية، مات قاضياً بالمدينة سنة أربع وخمسين ومائة، ولما بلغ موته المنصور أبا جعفر، قال: اليوم استوت قريش، قال ابن حبان: يروي عن جماعة من التابعين، يعني كما للدارقطني في المحمدين عن القاسم، عن عائشة، إسلام أبي بكر الصديق، وعنه أهل بلده وابنه عبد الله، كان القضاء لبني أمية ولبني هاشم، وهو عند أبي حاتم وابن حبان وغيرهما.
4030 - محمد بن عمران الحجبي: المدني، آخر من حدث عن جدته صفية ابنة شيبة، روى عنه وكيع وأبو عاصم ومروان بن معاوية وأبو جعفر النفيلي، روى له أبو داود حديثه عن جدته عن عائشة: " ما الذي أحلّ اسمي وحرم كنيتي " ، وهو عند الطبراني عن أحمد بن عبد الرحمن بن عفان بن أبي جعفر النفيلي المروي عن أبي داود عنه، وقال: لا يروي عن عائشة إلا بهذا الإسناد، قال شيخنا: وهو متن منكر مخالف للأحاديث الصحيحة، انتهى، وقال الذهبي: لم أسمع من صاحب الترجمة مقالاً وكذا لم يتكلم فيه ابن أبي حاتم ولا غيره.
4031 - محمد بن عمران الأنصاري: الماضي ابنه.(2/195)
4032 - محمد بن عمرو بن ثابت العتواري: الليثي، المدني، سمع أباه عن أبي سعيد الخدري وابن عمر، وعنه فليح بن سليمان، ذكره ابن حبان في ثالثة ثقاته، وهو في تاريخ البخاري، وقال أبو حاتم: لا أعرفه، ولذا ذكره شيخنا في اللسان، وقال: إنه روى عنه غير فليح... انتهى، ولم أقف له على غيره، ثم لعله أراد أن يقول: ما روى عنه غيره، ووهم من ذكر في الرواة عنه شريح بن يونس، فشريح إنما يروي عن فليح عنه.
4033 - محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان: أبو عبد الملك، ويقال أبو القاسم ويقال أبو سليمان الأنصاري النجاري، والد أبي بكر، ولد في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم بنجران سنة عشر، ويقال: إنه هو الذي كناه أبا عبد الملك، يروي عن أبيه وعمر وعمرو بن العاص، وعنه ابنه، وعمر بن كثير بن أفلح، وولته الخزرج أمرها يوم الحرة فأصيب في ذلك اليوم سنة ثلاث وستين بعد أن صلّى وجراحه تثعب دماً، وما قتل إلا نظماً بالرماح، وكان يرفع صوته: يا معشر الأنصار أصدقوهم الضرب فإنهم يقاتلون على طمع دنيا، وأنتم تقاتلون على الآخرة، ثم جعل يحمل على الكتيبة منهم فيفضها حتى قتل، وقال حفيد عبد الله بن أبي بكر: غنه أكثر يوم الحرة القتل في أهل الشام، كان يحمل على الكردوس منهم فيفضه، وكان فارساً، ثم حملوا عليه حتى نظموه بالرماح، فلما وقع انهزم الناس بحيث كان قتله سبب هزيمة أهل المدينة، وقتل معه ثلاثة عشر رجلاً من أهل بيته، وكان يلبس مطرف خز بسبعمائة، وقد روى له النسائي وذكر في التهذيب وثاني الإصابة والثقات وابن أبي حاتم وتاريخ البخاري، وقال: قال محمد بن سلمة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر، عن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده محمد بن عمرو، قال: " من تسمى باسمي فلا يتكنى بكنيتي " . فحولت كنيتي بأبي عبد الملك، وقال شيخنا: كان أمير الأنصار يوم الحرة عبد الله بن حنظلة بن الغسيل، هذا ما لا خلاف فيه، ولعلهم بعد قتل ابن حنظلة اجتمعوا على ابن حزم، قال: ثم ظهر لي أنه كان مقدماً على الخزرج - يعني كما وقع التصريح به فيما تقدم - ، وابن حنظلة على الأوس.
4034 - محمد بن عمرو بن حلحلة: الديلي، المدني، يروي عن عطاء بن يسار ومعبد بن كعب بن مالك، ومحمد بن عمرو بن عطاء والزهري وعنه مالك، وإسماعيل بن جعفر ومسلم الزنجي والدراوردي وزهير بن محمد المروزي ويزيد بن أبي حبيب وسعيد بن أبي هلال، وغيرهم، وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن حبان وقال: كان ذا هيبة، ملازماً للمسجد، وكذا قال ابن سعد، وخرج له الشيخان، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان.
4035 - محمد بن عمرو بن عبد الله: الأنصاري، المدني، ذكره الدارقطني في المحمدين... وينظر تاريخي الكبير.
4036 - محمد بن عمرو بن عبيد بن حنظلة: أبو سهل الأنصاري، الواقفي، المدني، ثم البصري، يروي عن شهر بن حوشب ومحمد بن سيرين والقاسم والحسن والبصريين وغيرهم، وعنه ابن المبارك وعلي بن الجعد وبشر بن الوليد ومعن القزاز وكامل بن طلحة، ضعفه ابن معين وغيره، وقال ابن حبان في ثقاته: يخطئ، وذكره أيضاً في الضعفاء وقال: يروي عن الحسن والبصريين، وعنه أهلها، ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، يعتبر تحديثه من غير احتجاج به، وقال يحيى بن سعيد: روى عن الحسن أوابد، وقال عمرو بن علي الفلاس: ذكرته ليحيى بن سعيد فلم يرضه، وقال أحمد: كان يكون بالبصرة وعبادان، يحدث عنه ابن مهدي، وقال ابن نمير: بصري ليس يسوي شيئاً، وذكره البخاري في تاريخه والخطيب وابن أبي حاتم وابن حبان في الثقات والضعفاء، وكذا هو في التهذيب، لكن في محمد بن عمرو الأنصاري.(2/196)
4037 - محمد بن عمرو بن عطاء بن عياش بن علقمة: أبو عبد الله القرشي، العامري المدني، أمه أم كلثوم ابنة عبد الله بن غيلان بن سلمة بن ثقيف، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، يروي عن أبي حميد الساعدي في صفة صلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم وعن أبي قتادة الأنصاري، وعن أبي هريرة وابن عباس وسعيد بن المسيب وغيرهم، وعنه محمد بن عمرو بن حلحلة وعمرو بن يحيى المازني والوليد بن كثير وابن عجلان وعبد الحميد بن جعفر وابن إسحاق وابن أبي ذئب والزهري وموسى بن عقبة وآخرون، قال ابن سعد: كانت له هيئة مروة، كانوا يتحدثون أنه يقضي الخلافة إليه لهيئته وعقله وجماله، لقي ابن عباس وغيره وكان ثقة له أحاديث، وقد خرج له الأئمة، وذكر في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم ونقل عن أبيه: بأنه ثقة، صالح الحديث، وعن أبي زرعة: أنه مدني قرشي من بني عامر بن لؤي، ثقة، وكذا وثقه النسائي ثم ابن حبان وقال: مات بالمدينة في آخر ولاية هشام بن عبد الملك عن ثلاث وثمانين سنة، وقال ابن سعد: بالمدينة في خلافة الوليد بن يزيد... والجمع بينهما ممكن فإنه مات في آخر خلافة هشام وأول خلافة الآخر.
4038 - محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص: أبو عبد الله، وقيل أبو الحسن، الليثي، المدني، أحد علماء الحديث، يروي عن أبيه وأبي سليمة بن عبد الرحمن وعبيدة بن سفيان وسعيد بن الحرث وإبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن الحرث، التيمي، وطائفة، وعنه مالك وسفيان وإسماعيل وبن جعفر وابن عيينة وعباد بن عباد وأبو أسامة وسعيد بن عامر ومحمد بن بشر ويزيد بن هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق، قال أبو حاتم: صالح الحديث يكتب حديثه، وهو شيخ، وقال ابن معين: ما زال الناس يتقون حديثه، فقيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه، ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال النسائي وغيره: ليس به بأس، زاد غيره: وحديثه صالح، ولذا خرج له البخاري مقروناً بغيره، ومسلم متابعة، وذكر في التهذيب وثقات ابن حبان وقال: يخطئ، والبخاري وابن أبي حاتم، مات سنة خمس أو أربع وأربعين ومائة.
4039 - محمد بن عمرو بن كعب الأنصاري: من أهل المدينة... يروي عن امرأة أبيّ عن أبيّ، وعنه محمد بن عبد الرحمن، شيخ لشعبة، قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته.
4040 - محمد بن عمرو: أبو سهل الأنصاري، الواقع أبو سهل البصري... قيل اسم جده عبيد، وقيل عبد الله بن حنظلة بن نافع، مترجم في التهذيب للتمييز، ولم أر من ينسبه مدنياً، وأشرت إليه هنا لقول ابن عبد الهادي: إنه هو الذي بعده.
4041 - محمد بن عمرو الأنصاري: المدني، عن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن محمد بن زيد في الآذان، وعنه ابن مهدي وحماد بن خالد الخياط، وقال الذهبي: حكمه العدالة، لرواية ابن مهدي عنه، وأشار ابن عبد الهادي إلى أن صاحب الترجمة هو: المكنى بأبي سهل، فالحديث الذي خرجه أبو داود في الآذان، لهذا أخرجه أحمد في مسنده، فوقع عندنا مكنياً بذلك، قلت: وسمى الدارقطني في المحمد بن جده عبد الله، وهو في التهذيب.
4042 - محمد بن العمري: تابعي، مدني، ثقة... قاله العجلي فيما رتبه السبكي في هذا المحل دون الهيثمي، قلت: واسم أبيه.
4043 - محمد بن عمر بن الأعمى: الماضي أبوه، كان قارئاً مؤذناً، مات في المغرب بعد غيبة طويلة وخلف ولداً صالحاً نجيباً مؤذناً حسن الصوت... قاله ابن فرحون.
4044 - محمد بن عمر بن عبد العزيز بن بدر: الشمس بن السراج، السابقي، المدني، الشافعي، الماضي أبوه، سمع مني الكثير من القول البديع مع المسلسل، وحديث زهير، وعلي اليسير من البخاري... كل ذلك في المجاورة الأولى بالمدينة وكتبت له، ثم قدم القاهرة فقرأ على مسند الشافعي ولازمني في غيره، واشتغل قليلاً وعرض عليّ بعض محفوظاته، ثم عاد واجتمع بي في سنة ثمان وتسعين في المدينة.
4045 - محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن أبي طالب: في الذي بعده.(2/197)
4046 - محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: أبو عبد الله العلوي المدني، من سادات بني هاشم، أمه أسماء ابنة عقيل بن أبي طالب... يروي عن أبيه وعمه محمد بن الحنفية، وابن عمه علي بن الحسين بن علي وعبيد الله بن أبي رافع والعباس بن عبيد الله بن عباس وكريب مولى ابن عباس، وعنه بنوه عبيد الله وعبد الله وعمر، وابن جريج، وهشام بن سعد، ويحيى بن أيوب والثوري، ومحمد بن موسى الفطري وآخرون، قال ابن سعد: أدرك خلافة بني العباس، وقال جويرية بن أسماء: كان الناس يقولون إنه يشبه جده علياً، وقال ابن حبان في ثانية ثقاته: إنه يروي عن علي يعني مرسلاً، وأكثر روايته عن أبيه وعن علي بن الحسين وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري والثوري، وهو في تاريخ البخاري، وقال ابن سعد: قد روى عنه، وكان قليل الحديث، أدرك أول خلافة بني العباس، وقال ابن القطان: حاله مجهول، لكن زعم أنه محمد بن عمر بن علي بن الحسين بن أبي طالب، قال شيخنا: وأظنه وهم في ذلك.
4047 - محمد بن عمر بن علي بن عمر بن محمد بن أسعد: أبو الطيب السحولي، فتح المهملة نسبة لسحول من بلاد اليمن، ثم المكي المؤذن، ولد في ليلة الخميس مستهل رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة بمكة كما ذكر وأحضر في آخر الخامسة بالمدينة النبوية علي الزبير الأسواني الشفا، فكان آخر من روى عنه في الدنيا، وسمع بها من علي بن عمر بن حمزة الحجار خامس فضائل الصحابة لخيثمة، ومن الفخر النويري والعز بن جماعة مجالس من النسائي، ومن الجمال المطري وخالص البهائي في آخرين، وأجاز له من شيوخ مكة الجمال الأقشهري وعيسى الحجي والشهاب الحنفي والزين أحمد بن محمد بن المحب الطبري، وغيرهم، وحدث بالشفا غير مرة حديثاً عن غير واحد، منه شيخنا، والتقي بن فهد، وكان فقيهاً بالمدارس الرسولية بمكة، حسن الطريقة بآخره، يكتب الخط الجيد، وينظم الشعر، ودخل القاهرة والشام غير مرة، وأذن بالحرم المكي على زمزم دهراً، وكان على آذانه مهابة، وأضر قبل موته بسنين، ومات، وقد أضر بعد أن تعلل أياماً يسيرة في يوم السبت ثامن ذي الحجة سنة سبع وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة - رحمه الله.
4048 - محمد بن عمر بن كيكلدي الحلبي: سبط ابن الفرفور، وفراش الحرم النبوي، له: سير أهل السعادة إلى ارتقاء درجات الشهادة.
4049 - محمد بن عمر بن محمد بن أحمد: الهندي الأصل، المدني المولد والمنشأ، الحنفي، رأيت بخطه نسخة من طبقات الحنفية لعبد القادر موقوفة بالمدينة، أرخ كتابتها في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة، بسعيد السعداء.
4050 - محمد بن عمر بن محب: هو الذي بعده.
4051 - محمد بن عمر بن المحب محمد بن علي بن يوسف: الشمس الأنصاري، الزرندي، المدني، الشافعي، حفظ المنهاج وغيره وأخذ القراءات عن ابن عياش والطباطبي، وسمع أبا الفتح المراغي والبخاري على المحب الأقصرائي بالروضة النبوية سنة إحدى وخمسين، وقرأه على أبي الفرج المراغي، ثم منى حيث كنت هناك، وهو إنسان خير، صاهره السيد السمهودي على أخته رقية، بعد عبد القادر عم النجم بن يعقوب القاضي، وباشر في حاصل الحرم مع دشيشة الظاهر جقمق بعد مسدد، مات في شوال سنة تسع وثمانين وثمانمائة عن دون السبعين.(2/198)
4052 - محمد بن عمر بن عمر: الخواجا الشمس بن السراج، الدمشقي، ثم القاهري، ويعرف بابن الزمن، ولد في سنة أربع وعشرين وثمانمائة بدمشق، ونشأ بها، وتعاطى كأبيه، وسافر فيها إلى الجهات ودخل القاهرة مع أبيه وبمفرده غير مرة، ثم قطنها وترقى إلى أن صار من خيار أعيان التجار المظهرين التودد للعلماء والصلحاء والساعين في المآثر الحسنة بحيث عمر بمكة رباطاً ودشيشة، وكذا بالمدينة النبوية ومدرسة ببيت المقدس وغير ذلك كجامع شرع فيه ببولاق، وندبه الأشرف قايتباي لسابق خصوصيته له به قبل تسلطنه بأشياء من القرب التي عملها بالمسجدين الشريفين، وكان ابتداء مباشرته لذلك من أثناء سنة تسع وسبعين فزادت همته فيهما بحيث كان هو الأصل في جل ما نسب له فيهما، وكذا ندبه لإصلاح في مقام الشافعي فاجتهد في ذلك وصارت له وجاهة في بلاد الحجاز، ونمت أمواله وجهاته بسبب مراعاته في متاجرة ونحوها مع كثرة خدمه وبذله، ولم يسلم من قائم عليه، سيما حين تعرضه للحجرة النبوية بعد مناكدته لعالم البرهان بن ظهيرة بما شرح في محاله، وتعب من الكلف في توابع ذلك، وبالجملة فهو زائد العقل والتودد والاحتمال، قليل المثل في مجموعه ممن والى على أفضاله سيما حين مجاورتي الأولى بالمدينة، وسمع مني مجالس في القول البديع، والناس فيه فريقان وأكثر الفقراء معه، ولا زال في مجاهدة ومناهدة ومضاراة ومراعاة إلى أن سافر لمكة في موسم سنة ست وتسعين، فحج وجاور متعللاً حتى مات في شوال سنة سبع بعد امتثاله للأمر بإصلاح العين الزرقاء بالمدينة وإصلاح ما اختل من سقف مسجدها، فأرسل مملوكه لذلك فأنهاهما، وتأسفنا على فقده فلم يخلف بعده في الجماعة مثله - رحمه الله وعفا عنه.(2/199)
4053 - محمد بن عمر بن واقد: أبو عبد الله الأسلمي، مولاهم، المدني، الواقدي، الإمام، ولد في سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة ثلاثين كما سمعه ابن سعد منه، وكان جده واقد مولى لعبد الله بن بريدة الأسلمي، روى عن محمد بن عجلان وابن جريج وثور بن يزيد وأسامة بن زيد ومعمر بن راشد وابن أبي ذئب وهشام بن العار، وأبي بكر بن أبي شيبة والثوري ومالك وأبي معشر وخلائق، وكتب ما لا يوصف كثرة، وروى القراءة عن نافع بن أبي نعيم وعيسى بن وردان، وعنه أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن سعد وأبو حسان الزنادي وسليمان الشاذكوني ومحمد بن شجاع البلخي ومحمد بن إسحاق الصغاني وأحمد بن عبيد بن ناصح وأحمد بن خليل البرجلاني والحرث بن أبي أسامة، وكان من أوعية العلم، ولي قضاء الجانب الشرقي من بغداد وسارت الركبان بكتبه في المغازي والسير، وكذا الفقه، وكان أحد الأجواد المذكورين، قال ابن سعد: ولي القضاء ببغداد للمأمون أربع سنين، وكان عالماً بالمغازي والسير والفتح والأحكام واختلاف الناس، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها للناس وحدّث بها، وقدم بغداد سنة ثمانين في دين لحقه، فلم يزل بها... قال: ولم يزل قاضياً حتى مات بها لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة سبع ومائتين... انتهى، قال محمد بن سلام الجمحي: هو عالم دهره، وقال مصعب بن عبد الله، والله ما رأينا مثله، وقال الدراوردي: هو أمير المؤمنين في الحديث، وقال إبراهيم الحري: وناهيك به، إنه أمين الناس على أهل الإسلام، كان أعلم الناس بأمر الإسلام، فأما الجاهلية فلم نعلم منها شيئاً، وعن الواقدي كانت ألواحي تضيع فأوتي بها من شهرتها بالمدينة يقال: هذه ألواح ابن واقد. وقال ابن المبارك: كنت أقدم المدينة فيما يفيدني ويدلني على الشيوخ إلا هو، وممن ترجمه الخطيب في خمسة أوراق كبار، وقال: هو ممن طبق شرق الأرض وغربها، وكذا طول ابن عساكر في تاريخه ترجمته، ثم المزي في تهذيبه، وزاد عليه شيخنا: ولكنه مع عظمته في العلم ضعيف، ذكره غير واحد كابن حبان في الضعفاء، قال ابن نمير ومسلم وأبو زرعة: متروك الحديث، وقال البخاري: سكتوا عنه وما عندي له حرف تركه أحمد وابن نمير، وقال أبو داود: وكان أحمد لا يذكر عنه كلمة وأنا أكتب حديثه، وعن الشافعي قال: كتبه كذب، وقال ابن راهويه: هو عندي ممن يضع الحديث، وكذا قال ابن المديني، وقال ابن معين: ليس بشيء، وحاصل الأمر أنه مجمع على ضعفه، وأجود الروايات عنه رواية سعد في الطبقات، فإنه كان يختار من حديثه بعض الشيء، وقال النووي في كتاب الغسل من شرح المهذب: إنه ضعيف باتفاقهم، وقال الذهبي في الميزان: استقر الإجماع على وهنه وتعقب بما لا يلاقي في كلامه، وقال الدارقطني: الضعف في بين على حديثه، وقال الجوزجاني: لم يكن متقناً... وترجمته محتملة للبسط.
4054 - محمد بن عمر بن يوسف بن عمر بن نعيم: الإمام أبو عبد الله الأنصاري الأندلسي القرطبي، ثم المدني، المكي، قال القطب القسطلاني في ارتقاء الرتبة له: وصحبت الشيخ الإمام العارف أبا عبد الله القرطبي بالمدينة، وقرأت عليه فيها ختمة، وسمعت عليه بها وبمكة، وكان يلحظني وينوه بي ويكرمني وأنا في بركته، وحكى أنه كان يقرأ عليه بهذا الأدب وعاب علي فرجعت وأنا منكسر، فدخلت المسجد وقعدت عند القبر الشريف فلم ألبث أن جاءني وأنا على تلك الحالة، وقال: قم فقد جاء فيك شفيع لا يرد... انتهى، وهذه منقبة عظيمة لكل منهما، وقد ترجمه المنذري بأنه تلى بالروايات على أبي القاسم الشاطبي، وسمع منه ومن جماعة من شيوخ مصر، وكذا سمع بمكة وإسكندرية، وحدّث، وأقرأ، وانتفع به جماعة، وحج مراراً وأكثر المجاورة عند قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وبرع في التفسير والأدب، وكان له القبول التام بين الخاص والعام، مثابراً على قضاء حوائج الناس، سمعت منه وسمعته يذكر ما يدل على أن مولده سنة ثمان أو سبع وخمسين وخمسمائة، وتوفي في ليلة مستهل صفر سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ورأيت غيره أرخه في سنة تسع وعشرين وستمائة بالمدينة النبوية، والقولان حكاه التقي الفاسي، فأولهما عن المنذري والرشيد والعطار وابن المسدي والذهبي، وثانيهما عن غيره، وخطأه وطول ترجمته، وممن يروي عنه القطب القسطلاني، وأنشد له من نظمه:(2/200)
لو كنت أعقل ما أطبقت مقلتي ... وكان دمعي على الحديث يستبق
كأنه شمعة يبدو توقدها ... لمن أراد اهتداء وهي تحترق
وأبو العباس أحمد بن عبد الواحد بن المري الحوراني، وقال إنه قال له: روى النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام، فسأله أن يعلمه كلمات في الاستخارة فعلمه: اللهم رب محمد أسألك بترابه الطيب الطاهر وما ضمه من أعضائه ورفقته به إلى ملكوته الأعلى أن تعزم لي على أحب الأمور إليك مني، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا حول ولا قوة إلا بالله فقوله ثلاثاً، وكان إذا جاءه أحد من الأشراف يقوم له ويستمر قائماً حتى يقضي الشريف حاجته أو ينصرف أو يجلس، وله أخبار مع الملك الكامل في حق شرفاء المدينة وتعظيمهم، وممن كان قريباً من تاريخه من قرطبة ثلاثة علماء، وهم، أبو العباس أحمد بن علي صاحب المفهم مات سنة ست وخمسين وستمائة، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج بالمهملة، مؤلف التفسير والتذكير، مات سنة إحدى وسبعين وستمائة، وأبو العباس أحمد بن فرج، بالمهملة.
4055 - محمد بن عمر فصيح الدين أبو المطهر...، من المائة الثامنة، له تفسير مجلدين، صنفه بالمدينة النبوية... رأيته عند البدر بن القطان، ثم صار للقلقبلي المدبر.
4056 - محمد بن عمر التكروري: كان من الصالحين، المتقين، العلماء... ذكره ابن صالح.
4057 - محمد بن عمر الديلي: يروي عن نعيم المجمر، وعنه أهل المدينة ... قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته، تبعاً لتاريخ البخاري، وزاد البخاري: أهاب أن يكون محمد بن عمرو بن حلحلة - يعني الماضي.
4058 - محمد بن عمير الهلالي: شيخ الفراشين بالمدينة... تلقاها عن محمد بن ضرغام، ممن كان الأبشيطي يصفه بالقطبية، بل تعرض له بعض شيوخ الخدام، فرأى النبي صلّى الله عليه وسلّم وأحد صاحبيه وهو يأمر بالانتقام منه، وعمير جده لا أبوه، وقد سبق في محله، وترك صاحب الترجمة ابنة تزوجها ابن عمه عبد الرحمن بن أحمد بن عمير، وأولادها عدة، أحدهم محمد قرأ القرآن والمنهاج وغيره... ومات سنة تسعمائة، وآخران حيان سافر أحدهما مع أبيه لمصر وهما الآن فيها.
4059 - محمد بن عوف المدني: من شيوخ هياج بن عبيد الآتي.
4060 - محمد بن عياض: المدني الأصل... يروي عن الليث وعبد العزيز أبي رواد وابن لهيعة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعمه فضالة بن المنذر، وعنه يزيد بن سعيد الإسكندراني، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه قال: وسألته عنه فقال: شيخ مصري، إسكندراني، مدني الأصل، قلت ما حاله، قال: شيخ.
4061 - محمد بن عيسى بن سالم بن علي بن محمد: الجمال أبو أحمد الدوسي الشريش، ثم المكي، الشافعي، ويعرف بابن خشيش... مصغر، ولد سنة إحدى وستمائة، وسمع على أبي الفضل المرسي، ومحمد بن علي بن الحسين الطبري، وحدّث، وصفه الميورقي: بالإمام، المدرس، الفرضي، النحوي، اللغوي، الأصولي، مفتي الحرمين، وأنه مات بالمدينة في رجب سنة أربع وسبعين وستمائة، وله في الفقه المقتضب. قال الجمال بن ظهيرة: إنه حسن قرأه عليه الرضي بن خليل العسقلاني - نظم التنبيه في سبعة آلاف وخمسمائة وسنة أربعين بيتاً، سماها الكفاية وشرحه في أربع مجلدات وسماه الغاية، وكان موقوفاً برباط ربيع من مكة وأسند فيه أحاديث كثيرة للاستدلال بها من جماعة، وله كراسة في علم الحديث سماها صفوة علم الحديث في الميز بين الطيب والخبيث، قرأه عليه العلم أحمد بن أبي بكر بن خليل العسقلاني في المحرم سنة سبع وستين...، وعبد الرحيم بن يوسف،...، والعماد إسماعيل بن محمد بن إبراهيم الطربون، والتقي عمر بن محمد بن عمر القسطلاني بن إمام المالكية، والجار لهم، وهو عند الفاسي باختصار.
4062 - محمد بن عيسى الملك بن حميد بن الرحمن بن عوف القرشي: الزهري، المدني... والد يعقوب الآتي، له ذكر فيه.
4063 - محمد بن عيسى بن محمود العلوي: الهندي الأصل، المكي، المدني المنشأ، ممن صحبه أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطي اثنتي عشرة سنة، ودخل إلى بلاد السودان، وحصل دنيا ثم ذهبت منه، ومات بالمدينة النبوية سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة... ذكره الفاسي... هكذا واصفاً لأبي بكر بأنه شيخه.(2/201)
4064 - محمد بن عيسى الزرقي الأنصاري: يروي عن أبيه عن خولة ابن قيس، وعنه ابن أبي ذئب، قاله ابن حبان في ثالثة ثقاته، وابن أبي حاتم عن أبيه، وهو في تاريخ البخاري، وقال: عداده في أهل المدينة.
4065 - محمد بن غانم بن حصين بن حسين: الجمال التربي، السوارقي، أخو خاتون الآتية وفق عليهم طراد في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وتأخر هذا إلى قريب الأربعين.
4066 - محمد بن غرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أبو عبد الله،...... وغيرهما، وعنه البخاري وذكره في تاريخه، وعبد الله بن شبيب وأبو جعفر ومحمد بن أحمد الترمذي، وقاله ابن حبان وذكر في التهذيب لتخريج البخاري عنه ضمنه لأحاديث، كما قاله صاحب الدهر... وقال السمعاني في الأنساب: إن اسم أبيه عبد الرحمن وغرير لقبه.(2/202)
4067 - محمد بن غصن: أبو عبد الله الأنصاري القصري، ممن أخذ عن أبي الحسين عبد الله بن أبي الربيع، وبالغ في تعظيمه رفيقاً لأبي عبد الله محمد بن علي بن حريث... حسبما تأتي في ترجمته مع شيء يدخل في ترجمة القصري، قال ابن فرحون: هو شيخنا، الإمام، العلامة... المقرئ،الوالي،المحقق، الثري، أبو عبد الله، جاور بالمدينة ثلاث مرات بعد السبعمائة عام تسع ثم ثامن عشر، ثم عشرين، وكان عالم زمانه بالقراءات، مشهور بالكرامات، قرأت عليه وحدثت عنه وجودت القرآن عنده، ورأيت مرسي أحواله ما لم أره في أحد من أقرانه وقد ذكر لي... به عنه أنه ظهر حاله في تونس ظهوراً عظيماً واتسعه خلق كثير، واعتقده الخاصة والعامة حتى خاف منه صاحبها، وخشي على ملكه منها، فأمره بالانتقال عنه لأنه لو أمر الناس بخلعه لفعلوا، وقد قيل لي إنه فك في يوم واحد كثيراً من الأسرى من أيدي الإفرنج بأموال... ولا خص، وكان إذا تكلم في... بها على... وترك الحقوق والتقاضي عن الخصوم ولا يقوم غلا وقد ألفى الناس من ... وشبهها ما يسد.. الثور الكبير، فلما قدم المدينة رام إخفاء حاله... مع المقام الشريف ملزم الصلاة والإقراء حتى اشتهرت أحواله وكراماته فاجتمع عليه أهل الخير ومشايخ الحرم، وسألوه تعيين يوم يعظمهم فيه معين يوم الجمعة بعد الصبح بعد توقف كبير ومعالجة، حتى إنه أسمع من في المسجد من سعيهم إليه رجة عظيمة ولا يتخلف عنه أحد لا من المجاورين ولا من غيرهم، وكتب... في مجلسه فأمرني في ذلك فكان الناس إذا صلوا ذهبوا أول يوم يوم يقرأه آية " يا أيها الناس " ... حتى يصل فاستمعوه له، وحديث الحلال بين، وكان يتكلم فإذا غلب عليه الحال قام على قدميه وصاح بأعلى صوته فكلما بعد مواعظة القلوب... عنا بابا مو... وانتفع الناس بكلامه، ومن جملة كراماته أن كبيش بن منصور متولي المدينة نيابة عن أبيه بلغه أن عمه مقبل بن جماز أقبل من الشام يريد المدينة فأمر بالاحتفاظ منه... أن لا يناب أحد من المجاورين وغيرهم، حتى الضعفاء والعلماء والخدام في بيته بل بالقلعة وما حولها من يخلف حل دمه، فكرب الناس لذلك، ولكن لم يسعهم غير الطاعة، بحيث لم يتخلف سوى والدي والشيخين عبد الله البكري وصاحب الترجمة على قدميه وصاح: اللهم من أراد المدينة بسوء... فخذه صباحاً، ومن أرادها صباحاً فخذه مساءً، واحتد واحمر وجهه ودعا حتى قال: من لا يعرف حاله هذا... فإن الناس وطالت قلوبهم، وهذا الرجل يذكر... ويدعو على من سره فلم يلبث إلا ليلة أو ليلتين، ودخل مقبل المدينة وهو وجماعة بالليل من خلف قلعتها فإنهم نصبوا سلماً استعملوه في الشام قطعاً موصلاً هو اليوم بالحرم الشريف، وذلك في ليلة السبت ثامن عشرى شعبان سنة تسع وسبعمائة فرام كبيش الهروب، ثم ثبته الله تعالى وقابلهم هو وأهل المدينة، فقتل مقبل وجوش وقائم أبناء عم قاسم بن جماز... فعلموا حينئذ أن الشيخ حدث بلك وكشف له عنه وحذر الناس فعموا، ومن جملة ما رأيت منه أنه لما قدم إلى المدينة بعد مجاورته بمكة في آخر عام اثنتين وعشرين وسبعمائة ووجد والدي قد توفي، قال لي: ما منعك أن تقوم بوظائف والدك، فقلت: له: ما بيدي، ما بقي لي ركن ولا ساعد غير الله، فقال لي: أثبت على وظائف والدك، فأنت إن شاء الله تعالى عليها، فقلت: الاشتغال والإشغال يبطل مادة وصفي فكره، وقد انكسر خاطري فقال: لم نكن نشغل الناس بالعربية في أيام والدك فقلت: بلى، قال: قدم على ذلك ومن حال كلامه وحلت نفسي على الاشتغال ولازمت حتى كانت خلعتي فوق خلعة والدي واشتغلت اشتغالاً جيداً حصلت سنين ما لم يحصله غيري في مدة عمره، ثم سافر إلى القدس فوافاه بها أبو يعقوب رسول صاحب المغرب أبي الحسن المديني، وقد أرسل الإقامة، درس بالمدينة ووظيفة أخرى فاستشاروه فيما حافا به ومن... فأشار عليهم بأن لا يقدم على أحد... ذلك وحصل إلى الخير ببركته...، وله موضوعات مفيدة منها اختصار الكافي في القراءات، لم يسبق إلى صلة صغير الحجم غزير العلم، انتفع به الطلبة وحفظوه، ومقدمات في النحو والحديث... البيان، مات بالقدس في عيد الأضحى سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، قلت وكذا قرأ عليه القرآن بالمدينة أخو البدر عبد الله علي، وكان الشيخ يحكي في أنه رأى في المنام كأن ناراً استعرت في الروضة، وهي تعمل في السجاجيد التي... أوصال...(2/203)
ويصح وربما سجادتي من تل السجاجيد، وكذا كان يقول إذا... الروضة ولم أجد لي فيها مدخلاً فرجت وسردت لما أدى... الحرص على الخير، وكان... الصف من جمعة... حتى يرفع البساط ويصلي على الرمل، وقد أفرد ترجمته الشمس محمد بن صالح في مؤلف سماه... النفيسة... شيخ الصدق والنصيحة...، وهو ممن لازمه وأخذ القراءات وغيرها... وما رأيت المجد ذكره لكن... ترجمته.ويصح وربما سجادتي من تل السجاجيد، وكذا كان يقول إذا... الروضة ولم أجد لي فيها مدخلاً فرجت وسردت لما أدى... الحرص على الخير، وكان... الصف من جمعة... حتى يرفع البساط ويصلي على الرمل، وقد أفرد ترجمته الشمس محمد بن صالح في مؤلف سماه... النفيسة... شيخ الصدق والنصيحة...، وهو ممن لازمه وأخذ القراءات وغيرها... وما رأيت المجد ذكره لكن... ترجمته.
4068 - محمد بن غياث بن طاهر بن العلامة الجلال الخجندي: المدني، الحنفي، اشتغل عند السيد على شيخ الباسطية بالمدينة، وجود عليه الخط، وتردد إلى القاهرة، ثم توجه إلى الحبشة، فقتل بها شهيداً في سنة تسع وسبعين وثمانمائة وترك بالحبشة... وبلغني أنه في الأحياء.
4069 - محمد: أخو الذي قبله وذاك أكبر، ويكنى هذا بالفتح... عنه.. ممن اشتغل عند السيد علي أيضاً وجود عنه الخط، وتردد إلى القاهرة، فمات في طاعون سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.
4070 - محمد بن فاطمة الزهراء: روى عنه الأوزاعي ووقع في الوصايا من مسلم منسوباً لأم جده محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
4071 - محمد بن أبي الفتح بن إبراهيم بن أحمد بن غانم: يأتي في محمد بن محمد بن أحمد، واسمه أبو الفتح محمد.
4072 - محمد بن أبي الفتح بن تقي الكازروني: في ابن محمد.
4073 - محمد بن فرج: الجمال، المكي...، ممن كان يتردد إلى اليمن كثيراً في دولة بني سيده الشريف أحمد بن عجلان بن رميسة لتوليه لأمر العلم الذي... صاحب اليمن كل سنة إلى مكة، وحصل دنيا، تقر منها بقربات، كرباط بقرب باب الحروك، وسبيل عند عين تاران وكلاهما بمكة، وبعض رباط... بالمدينة... وهو رباط... وتولى أمر الشريف علي بن عجلان مديدة، ومات في محرم سنة تسعين وسبعمائة، بمكة ودفن بالمعلاة، ذكره الفاسي مطولاً.(2/204)
4074 - محمد بن فرحون بن فرحون: الشمس أبو عبد الله بن ذي الكشين أبي الفضيل وأبي القاسم اليعمري، الأبدي، الجياني، التونسي، المولد والمنشأ، المدني، المالكي، والد البدر عبد الله المؤرخ وأخيه علي وجد القاضي برهان الدين إبراهيم الماضيين، ويعرف بابن فرحون، له ذكر في عدة تراجم من تاريخ ولده فيراجع، وقد قال ابنه أيضاً: إنه كان قد اشتغل بالعلم على شيوخ بلده وبرع في الفقه وأصوله، والعربية، وشارك في علوم عديدة، وسمع الحديث على الجمال أبي بكر بن مسدي. وصحب أبا محمد المرجاني، وخرج في صحبته من تونس إلى الحج، فلما وصل مكة مرض، فقال له أبو محمد: هذا إشارة إلى الإقامة، فأقام بها، ولم يتعرف بأحد من الناس، ولم يكن معه من التفقه سوى ما أعده للطريق، فبنى أمره على التوكل على الله، فعرف مكانه من العلم، واشتهر بحسن الخط مع الصحة والضبط، فالتمس منه بعضهم نسخ الروضة للنووي ففعل، وكان يستعين بما يحصل له،وقدر الله انتقال تلك النسخة إلى المدينة ووقفها بالمدرسة الشهابية مع نسخة أخرى بخطه، نسخها في إقامته بالمدينة، ولما حجّ رجع إلى تونس فوجد المرجاني المشار إليه قد مات فحمل كتبه وهي كثيرة جليلة وجلها أو كلها بخطه وبعضها بخط أبيه، فلما وصل إسكندرية باعها، ولم يبق معه إلا ما هو يحتاج إليه، وقدم المدينة فسكن المدرسة الشهابية منها، بين تلك السادات ونيته أن لا يشتغل بغير نفسه، ولا يتعرف بأحد من أبناء جنسه، فألزموه بحضور الدرس لأجل المسكن ففعل، فاشتهر علمه، وفضيلته، وتفننه في علوم، فعظم عند الجماعة وأحبوه ولزموه، واشتغلوا عليه في الفقه والعربية وجماعة في علم الهيئة، فأبان عن فضيلة تامة، وكثر المشتغل عليه في علم الميقات، بحيث انقطع وقته مع المشتغلين به... كما قاله لي، قال: وحرت في الخلاص منهم، لا سيما وقد سمعت شخصاً من العوام يقول لجلسائه يوماً: ما رأيت أعلم من هذا النجم. قال: فقلت في نفسي: لقد أسأت باشتهاري بهذا العلم، حتى أطلق عليّ هذا الاسم. فتركت الاشتغال فيه، وكان له اختلاط بسادات من الشيوخ أبي عبد الله البسكري وأصحابه، وأبي الحسن وعبد الواحد الجرولي وأبي العلاء الأندلسي وأبي إسحاق، وبجماعة من صلحاء الخدّام، وممن لا يحصى كثرة، فعرضوا عليه التزوج، فامتنع، فلم يزال به حتى زوّجوه أكبر بنات الشريف عبد الواحد الحسيني الأربع، الثابت النسبة بالقاهرة ليتعاطى من وقف بلقيس الموقوف على الشرفاء، بل لما حج نقيب الأشراف أوقفته على ذلك الثبوت، فصار يصرف لابنته مباركة حتى ماتت، وكان في تزوج أبي بالشريفة البر التام بنا، إذ ألحقنا بنسب النبي صلّى الله عليه وسلّم وسيرنا من ذريته إجماعاً، وشرفاء عند أكثر العلماء، كما أفتى به ناصر الدين المشدالي، وغيره ممن هو مثله في العلم، وكمل بره بأن علمنا فأحسن تعليمنا، وأدبنا فأحسن تأديبنا، واتفق أنه قرأ في بعض كتب الرقائق: أن رجلاً كان يسأله جاره أن يزوجه إحدى بناته، فيقول له: لا حاجة لي بالتزويج، فبينما هو نائم إذ رأى كأن القيامة قد قامت، وأن الناس في شدة وحر عظيم وعطش زائد، وكان بينهم ولدان معه أكواز يتخللون الناس، قال فقلت لأحدهم: يا ولدي اسقني فإني عطشان، فقال: اذهب، فما لك فينا واحد - قال: فاستيقظت وبي رجفة عظيمة، فأتيت باب جاري فدفعته وقلت له: زوجني إحدى بناتك الآن، فلي قصة عجيبة، فزوجه، ولم يأت عليه الصباح إلا وهو مع زوجته، فلما قرأها الولد كان سبباً لإجابة الجماعة الذين عرضوا عليه التزويج، وكان بناؤه بها ليلة الاثنين سادس عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وستمائة، فولدت له خمسة ذكور، توفي منهم في حياته اثنان، وكان يقول: عندي مسرة بمن قدمته أكثر منها بكم رجاء لما وقع في الحكاية السابقة، وكنت أول أولاده، ولم يصده العيال عن شيء من الأوراد والأفعال الصالحة التي كان عليها، بل كان لا يزال مشغولاً بنفسه ويذكره وقراءته واشتغاله بكتب العلم، وفي بيته عيال كثيرون ليس بينه وبينهم إلا المصاهرة فقط، ومع ذلك فلم يكن يهيم شأنهم ولا شأن أولاده، بل قدم اشتغاله بالآخرة على كل شيء حتى إنه خلي عن التعليقات، وكلما نظرت إلى حالي وسعة مسكني وضيق خلقي وقلة صبري مع ما رأيته من ضيق مسكنه وسعة خلقه وطول صبره صغرت عندي نفسي، وأيست من خيري وأنى لي بحسن أخلاقه وحفظ لسانه، ولقد(2/205)
حكى الشيخ محمد والشيخ عمر الخرازين: أن والدي لم احج معهما وكانوا رفاقاً كثيرة مع عدة جمالين يتحدثون عن سيرة ركابهم معهم فقال لهم جمال والدي: يا جماعة أما رفيقي فأخرس، لم يتكلم منذ حملته بكلمة، فقال له رفيقه: بلى والله قد سمعته يوماً يتكلم مع أصحابه، وكانت هذه طريقته سفراً وحضراً لا يراه أحد جالساً بطريق ولا في حلقة فضول، ولا يتكلم إلا جواباً، وإن جاوب لم يفتح للفضول باباً... كان القاضي فخر الدين بن مسكين الفقيه الشافعي إذا لقيني يقبل عليّ ويسلم ويقول: رحم الله والده ما كان أحسنه وأكثر أدبه وخيره، اتفقت لي معه قضية، وهي أني كنت إذا صليت الصبح أجلس في مصلاّي حتى تطلع الشمس وأصلي الضحى ثم أنصرف، وكان في الروضة جماعة من الأشياخ المباركين، قال: وكنت أرتقب بصلاتي ارتفاع الشمس والناس يرقبون قيام أبي عبد الله ويقومون لقيامه، وكان يقوم إذا وصلت في الحائط الغربي إلى أن فتحت الشابيك الصغار، فاجتمعت به وأنا به جاهل فقلت له: رأيتك تقوم لصلاة الضحى قبل وقتها، وقد نهى النبي صلّى الله عليه وسلّم عنها حتى ترتفع الشمس وتبيض، وهذا وقت كراهة وكثرت عليه من الأدلة، وأنا في اجتهاد واحدة، فلما فرغ ما عندي التفت إليّ، وقال لي: بعد هذا اليوم نؤخر كما قلت، وسكت عني واشتغل بما كان فيه، فانصرفت عنه وسألت عنه فقيل لي: إنه فلان فندمت وقلت: أي حاجة دعتني إلى التعرض لهذا الشيخ. فرجعت إليه واعتذرت، فتبسم وقال: ما قلت إلا خيراً، قال: فأنا أدعو له كلما ذكرته، وقال لي أبو عبد الله محمد الغرناطي: كنت جالساً في المسجد الشريف مع أبي عبد الله القبتوري. قال فقال لي: يا محمد رأيت قط الكبريت الأحمر الذي لا يتغير أبداً ولا يتحول...؟ فقلت: لا، فقال لي: انظر إلى أبي عبد الله بن فرحون فقد دخل المدينة ولم يتغير حاله... انتهى...، وكان قد ترك الاشتغال بنا فكلما تغيب فلا يسأل عنه ومرض فلا يهمه مرضنا بل يسأل الله لنا ويدعو لنا فنحن في بركته وبركة دعائه، أخبرني أنه خرج يوماً في الموسم عند قدوم بني عقبة يريد شراء...، وكان غالب عيش المدينة من زرعها وزرع السوارقتة لا يأتي من الشام إلا قليلاً حتى كان السعيد يدخل بيته بجمل أو جملان، وكان... الدرب على من يشتري...... كبير... قال: فاشتريت جمل... فلما دنوت من الدرب قال لي صاحب الجمل: أنا ما أدخل به أخاف أن أطالب بخراجه، قال فقلت له: سوق الجمل وأنا أتكفل بما يريدون منك ففعل، فلما أردت الدخول قرأت أوائل سورة يس وتعوزت، ودخلت مع الجمل فلم يرونا ولا عرفونا، فجاءهم من ذكر لهم أنني اشتريت جملاً... فقالوا: لم يدخل به من عندنا ولا رأيناه، فدفع الله شرهم عنه...، مات في يوم الخميس رابع عشرى ربيع... سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، ورآه أخي علي بعد موته في النوم، فقال له:... ما فعل الله بك، فقال: أعطاني... فها أنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وتبعه المجد كذلك، ووصفه... من أبي عبد الله بن جابر مما كتبه عنه رفيقه أبو جعفر... بالشيخ، العالم، الصالح، الورع، المدرس. وقرأ عليه كل من ولديه الفقه والعربية، وسمع عليه الحديث، وذكره الشيخ الشمس محمد بن صالح في تاريخه ووصفه: بالشيخ، الفقيه، الصالح، وأنه كان مدرساً للمالكية فاضلاً... ساكناً، حضرت حلقته في النحو وسمعت كلامه، وربما كان ذلك يأمر شيخي أبي عبد الله القصري، وأرخ وفاته سنة عشري فأخطأ، قال: ودفن بالبقيع، ورأيت من أرخه في سنة إحدى وعشرين...، وقد سمع الشفا بالمدينة على أبي القاسم خلف بن عبد العزيز بن خلف القبتوري الماضي ووصف بالفقيه... الصالح نزيل المدينة أبو عبد الله بن فرحون المالكي. الشيخ محمد والشيخ عمر الخرازين: أن والدي لم احج معهما وكانوا رفاقاً كثيرة مع عدة جمالين يتحدثون عن سيرة ركابهم معهم فقال لهم جمال والدي: يا جماعة أما رفيقي فأخرس، لم يتكلم منذ حملته بكلمة، فقال له رفيقه: بلى والله قد سمعته يوماً يتكلم مع أصحابه، وكانت هذه طريقته سفراً وحضراً لا يراه أحد جالساً بطريق ولا في حلقة فضول، ولا يتكلم إلا جواباً، وإن جاوب لم يفتح للفضول باباً... كان القاضي فخر الدين بن مسكين الفقيه الشافعي إذا لقيني يقبل عليّ ويسلم ويقول: رحم الله والده ما كان أحسنه وأكثر أدبه وخيره، اتفقت لي معه قضية، وهي أني كنت إذا صليت الصبح أجلس في مصلاّي حتى تطلع الشمس وأصلي الضحى ثم أنصرف، وكان في الروضة جماعة من الأشياخ المباركين، قال: وكنت أرتقب بصلاتي ارتفاع الشمس والناس يرقبون قيام أبي عبد الله ويقومون لقيامه، وكان يقوم إذا وصلت في الحائط الغربي إلى أن فتحت الشابيك الصغار، فاجتمعت به وأنا به جاهل فقلت له: رأيتك تقوم لصلاة الضحى قبل وقتها، وقد نهى النبي صلّى الله عليه وسلّم عنها حتى ترتفع الشمس وتبيض، وهذا وقت كراهة وكثرت عليه من الأدلة، وأنا في اجتهاد واحدة، فلما فرغ ما عندي التفت إليّ، وقال لي: بعد هذا اليوم نؤخر كما قلت، وسكت عني واشتغل بما كان فيه، فانصرفت عنه وسألت عنه فقيل لي: إنه فلان فندمت وقلت: أي حاجة دعتني إلى التعرض لهذا الشيخ. فرجعت إليه واعتذرت، فتبسم وقال: ما قلت إلا خيراً، قال: فأنا أدعو له كلما ذكرته، وقال لي أبو عبد الله محمد الغرناطي: كنت جالساً في المسجد الشريف مع أبي عبد الله القبتوري. قال فقال لي: يا محمد رأيت قط الكبريت الأحمر الذي لا يتغير أبداً ولا يتحول...؟ فقلت: لا، فقال لي: انظر إلى أبي عبد الله بن فرحون فقد دخل المدينة ولم يتغير حاله... انتهى...، وكان قد ترك الاشتغال بنا فكلما تغيب فلا يسأل عنه ومرض فلا يهمه مرضنا بل يسأل الله لنا ويدعو لنا فنحن في بركته وبركة دعائه، أخبرني أنه خرج يوماً في الموسم عند قدوم بني عقبة يريد شراء...، وكان غالب عيش المدينة من زرعها وزرع السوارقتة لا يأتي من الشام إلا قليلاً حتى كان السعيد يدخل بيته بجمل أو جملان، وكان... الدرب على من يشتري...... كبير... قال: فاشتريت جمل... فلما دنوت من الدرب قال لي صاحب الجمل: أنا ما أدخل به أخاف أن أطالب بخراجه، قال فقلت له: سوق الجمل وأنا أتكفل بما يريدون منك ففعل، فلما أردت الدخول قرأت أوائل سورة يس وتعوزت، ودخلت مع الجمل فلم يرونا ولا عرفونا، فجاءهم من ذكر لهم أنني اشتريت جملاً... فقالوا: لم يدخل به من عندنا ولا رأيناه، فدفع الله شرهم عنه...، مات في يوم الخميس رابع عشرى ربيع... سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، ورآه أخي علي بعد موته في النوم، فقال له:... ما فعل الله بك، فقال: أعطاني... فها أنا في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وتبعه المجد كذلك، ووصفه... من أبي عبد الله بن جابر مما كتبه عنه رفيقه أبو جعفر... بالشيخ، العالم، الصالح، الورع، المدرس. وقرأ عليه كل من ولديه الفقه والعربية، وسمع عليه الحديث، وذكره الشيخ الشمس محمد بن صالح في تاريخه ووصفه: بالشيخ، الفقيه، الصالح، وأنه كان مدرساً للمالكية فاضلاً... ساكناً، حضرت حلقته في النحو وسمعت كلامه، وربما كان ذلك يأمر شيخي أبي عبد الله القصري، وأرخ وفاته سنة عشري فأخطأ، قال: ودفن بالبقيع، ورأيت من أرخه في سنة إحدى وعشرين...، وقد سمع الشفا بالمدينة على أبي القاسم خلف بن عبد العزيز بن خلف القبتوري الماضي ووصف بالفقيه... الصالح نزيل المدينة أبو عبد الله بن فرحون المالكي.(2/206)
4075 - محمد بن فضالة: الأنصاري الغفاري، المخرمي، المدني... يروي عن أبي حررة ويعقوب بن مجاهد، عن محمد بن كعب تفسير سور من القرآن، وعنه إبراهيم بن حمزة وإبراهيم بن المنقذ الخزامي، قال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال: شيخ، مدني، ليس لي به خبرة.
4076 - محمد بن الفضل: روى عنه النعمان بن شبل، فقال: حدثنا محمد بن فضل...... سنة ست وسبعين عن جابر كأنه الجعفي عن محمد بن علي عن علي رفعة: " من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني " ، وقوله: مديني زال... كأنه محمد بن الفضل بن عطية الكوفي أو المروزي نزيل بخارى، وفي الرواية، محمد بن الفضل بن نباتة النميري، يروي عن الحماني عن الثوري عن عبد الله بن السايب، عن ابن مسعود مرفوعاً مثل حديث علي.
4077 - محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن محمد: المغربي الأصل، المدنين الشافعي، شقيق أبي الفتح، ويعرف بالنفطي، اشتغل عند أحمد الحريري في العربية وشارك فيها، وفي الرمل والنجوم والحساب، وأكثر الأسفار والجولان في توكله لأهل الحرم في الجهات الرومية، وربما أقرأ، ومن قرأ عليه بمصر الشمس بن جلال، وكان خاملاً، مات سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.
4078 - محمد بن فليح بن سليمان: أبو عبد الله الأسلمي، مولى أسلم، وقيل الخزاعي، المدني، يروي عن أبيه وموسى بن عقبة والزهري وهشام بن عقبة وعبيد الله بن عمر وجماعة، وعنه ابن أخيه عمران بن موسى بن فليح وإبراهيم بن المنذر الحزامي وهارون بن موسى الفراء ومحمد بن إسحاق المسيبي وغيرهم، وقد روى عنه ابن وهب مع تقدمه، لكنه قال عن محمد بن أبي يحيى عن أبيه فذكر حديثاً أخرجه البخاري عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح بسنده فهو هو، وثقه الدارقطني وابن حبان، وقال أبو حاتم: ما به بأس، ليس بذاك القوي، وقال ابن معين: ليس ولا أبوه بثقة، وقال العقيلي: لا يتابع على بعض حديثه، قال البخاري في تاريخه: قال... مات سنة سبع وتسعين ومائة، زاد ابن حبان في ثقاته: في ذي القعدة، وهو في التهذيب وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان.(2/207)
4079 - محمد بن قاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر: هذا هو المعتمد في نسبه، وقال بعضهم: محمد بن أبي القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر الولوي، أبو اليمن بن التقي بن الجمال، الشيشبيني الأصل، المحلي، الشافعي، ويعرف بابن قاسم، كان جده الجمال من أعيان شهود المحلة، وأما والده فناب بها وبغيرها عن قضاتها، وولد له هذا في سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة بالمحلة، ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج، وعرضه هناك على جماعة، واشغل عند الكمال جعفر البلقيني، والولي بن قطب ونور الدين بن عميرة وغيرهم يسيراً، وناب في القضاء بالدماير وديسط وبساط من أعمال المحلة عن قاضيها، وكان ذلك سبب رئاسته... فإن الأشرف برسباي حين كان أحد المقدمين في الأيام المؤيدية، نزل لما استقر في كشف الجسور بالغربية المحلة على عادة الكشاف الجفل منه أهل ديسط، وعدوا إلى شارمساح فانزعج ذلك خوفاً من المؤيد، سيما وهو كان يكرهه، فقال الولي في استرجاع أهل البلد بسياسة، وبالغ مع ذلك في إكرامه والوقوف في خدمته، فرعى له ذلك، فلما استقر في السلطنة كان حينئذ مجاوراً بمكة، فأمر أمير الحاج باستصحابه معه، فقدم بمفرده وأرسل بعياله إلى المحلة، فأكرمه غاية الإكرام، بل وجهز سراً من أحضر عياله بغير علمه واشترى له منزلاً في السبع قاعات وزاد في رفعته ونادمه، فرغب في حسن محاضرته وخفة روحه ولطف مداعبته... هذا مع إفراط سمنة،وعز ترقيقه على الزين عبد الباسط قبل اختياره، فلما خبره حسن موقعه عنه فزاد أيضاً في تقريبه، فتكاملت حينئذ سعادته، وأثرى جداً وأصار أحد الأعيان وازدحم الناس على بابه، وأضيف إليه قضاء سمنود وأعمالها، وطوخ، ومنية غزال، والنحرارية استقر فيها عن ابن الشيخ يحيى، وقطيا عن الشهاب بن مكنون ودمياط ثم استقر فيها، عرضه الكمال بن البارزي ونظر دار الدرب عن الشرف بن نصر الله، وغير ذلك من الحمايات والمستأجرات، وعرضت عليه الحسبة، بل وكتابة السر فيما بلغني، فأبى ورام بعد سنين التنقل مما هو فيه فسعى بعد موت الأشرف لذلك، مراعاة لخاطره وإلا فهو لم يكن يسمح لفراقه، مع كونه عز على الخدام، وقالوا: إن العادة لم تجر في ولاية المشيخة لفحل، وسافر في سنة تسع وثلاثين، ثم أضيف إليه نظر حرم مكة، عوضاً عن سودون المحمدي، واستمر يتردد بين الحرمين إلى أن استقر الظاهر جقمق فأمر بإحضاره فحضر، وتكلف له ولحاشيته أموالاً جمة، فله فيما قيل خمسة عشر ألف دينار وأزيد من نصف لمن عداه، وآل أمره أن رضي عنه ونادمه وأعطاه إقطاعاً باعه بستة آلاف دينار، وتقدم عنده أيضاً إلى أن مات بالطاعون في يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة ثلاث وخمسين، ودفن بتربة ابن عبود من القرافة، وكان خيراً، فكه المحاضرة، لطيف العشرة، مع مزيد سمنة، بحيث لم يكن يحمله الأجياد الخيل، تام العقل، يرجع إلى دين وعفة عن المنكرات، وإمساك لا يليق بحاله في اليسار... رحمه الله وعفا عنه، وله ذكر في ترجمة جوهر القيقباي من أنباء شيخنا - رحمه الله.
4080 - محمد بن قاسم بن علي: المكي، الواعظ، الشافعين أكثر المجاورة بالمدينة، وقرأ فيها البخاري بالروضة.(2/208)
4081 - محمد بن قاسم بن محمد بن عبد العزيز: أبو عبد الله القرشي المخزومي، المغربي، القفصي... نسبة لمدينة عظيمة من بلاد الجريد أعمال أفريقية، وقيل لها بلاد الجريد، لكثرة النخل بها، وربما قيل له البسكري، ولكنه لم يعلم لانتسابهم إلى بسكرة مستنداً، بل هم قفصيون فروعاً وأصولاً، ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة بها، ونشأ فأخذ عن أبي عبد الله الدكالي وغيره، وارتحل في أواخر القرن الثامن إلى الحجاز، فجاور بمكة نحو ثلاث سنين متجرداً ثم منها إلى المدينة النبوية ماشياً، فأقام بها زيادة على سنة ثم عاد لمكة إلى القاهرة فدام بها مدة، ثم رجع إلى بلاد المغرب فأقام بها نحو سنة خمس عشرة وثمانمائة، ورجع بأهله فجاور بمكة سبع سنين، ثم انتقل إلى القاهرة فانقطع فيها بالمدرسة النظامية بالقرب من القلعة، ثم حج في سنة اثنتين وأربعين، واستمر بمكة حتى مات في مستهل المحرم من التي تليها، ودفن بالمعلاة، وكان إماماً، زاهداً، ورعاً، ملازماً للانقطاع إلى الله، من صغر إلى كبره، ولا يتردد إلى أحد سيما الخير عليه لائحة، كريماً، رضياً، متضلعاً من السنة، مطلعاً على الخلاف العالي والنازل، مديم النظر في التمهيد لابن عبد البر، وله عليه حواشي مفيدة... ومع هذا كله لم يكن يعرف العربية، وقد لقيه صاحبنا النجم بن فهد بالنظامية المشار إليها، وكتب عنه من نظمه وترجمه.
4082 - محمد بن قاسم بن محمد بن مخلوف الصقلي: قال شيخنا في الأنباء: نزيل الحرمين، كان خيراً، سمع من الزيتاوي وابن أميلة وغيرهما، ولازم قراءة الحديث بمكة في شوال سنة أربع وتسعين وسبعمائة، وذكره الفاسي في مكة، وذيل سير النبلاء، وسمى جده قاسماً أيضاً لا محمداً، واستند في نسبه لإملائه له عليه، وقال الشريف أبو عبد الله الحسني المالكي: يعرف بالبنزرتي نزيل الحرمين الشريفين، ولد سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وسمع ابن أميلة بدمشق، وإبراهيم الزيتاوي بنابلس ومحمود المنيحي بدمشق والعفيف النشاوري بمكة... فعلى الأول السنن لأبي داود والترمذي، وعلى الثاني ابن ماجة، وعلى الثالث سنن النسائي رواية ابن السني بفوت معين، وعلى الأخير البخاري حسبما أخبر، وهو ثقة، خير، دين، له إلمام بالحديث من كثرة قراءته، وعلى ذهنه فوائد له حظ وافر من العبادة مع حسن الطريقة، يسر الصوم، قدم المدينة في حدود سنة سبعين، فدام بها سنين، ولازم قراءة الحديث عند الحجرة الشريفة، وصار يتردد إلى مكة حتى أدركه أجله بها ودفن بالمعرفة، ترجمه الفاسي... وهو ممن سمع عليه، وشهد الصلاة عليه ودفنه.
4083 - محمد بن أبي القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله: هو الماضي قريباً كما علمته.(2/209)
4084 - محمد بن قلاون: المالك، الناصر، أبو المنصور صاحب الديار المصرية الشامية والحجازية، وغيرها من البلاد الشامية، بويع بالسلطنة بعد قتل أخيه الأشرف خليل في المحرم سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وهو ابن تسع سنين، ولم يلبث أن خلع في المحرم التي تليها، بنائب السلطنة العادل كتبغا المنصوري مملوك أبيه، وبعث بالناصر إلى الكرك ليتعلم به القرآن والخط، فدام حتى قتل المنصور حسام الدين لاجين المنصوري، المنتزع المملكة من كتبغا، فبويع للناصر، وخطب له بالديار المصرية مع كونه بالكرك في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين، ثم أحضر واستمر حتى أظهر التخلي عن الملك آنفاً، من كثرة حجر نائبه سلار واستاداره بيبرس الجاشنكير بحيث منع من خروف مشوي اشتهاه، وذلك في آخر سنة ثمان وسبعين، بعد أن صار بالكرك، وذلك بعد أن ظهر الخروج من مصر للحج، ثم توجه إليه، ولما علم الأمر بذلك تسلطن بيبرس ولقب بالمظفر وصار سلار نائبه، واستمر الناصر بالكرك إلى أثناء سنة تسع فتوجه إلى دمشق رجاء العود، وتقوى بمن وافقه من النواب وغيرهم حتى وصل إلى مصر وجلس على سرير الملك في يوم عيد الفطر منها، وخزل المظفر وأرسل في الأمان فأجابه ثم قتله وجماعة من أعدائه، وتمهد له الأمر حتى مات في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بقلعة الجبل عن ثمان وخمسين، وحمل محفة، فدفن عند أبيه بالمنصورية بعد أن حج في سنة اثنتي عشرة، ثم سنة تسع عشرة، ثم سنة اثنتين وثلاثين، من مآثره الجامع الجديد بشاطئ مصر، والمدرسة الناصرية بين القصرين وخانقاة الصوفية بسرياقوس، وبمكة المآثر الكثيرة، وكذا بالمدينة الشريفة، كإنشاء منارة رابعة وزيادة رواقين من جهة القبلة على هيئة الأورقة القديمة، متصلين بمؤخر المسجد، فاتسع السقف بهما وعم نفعهما، سيما منع وصول المطر غالباً لمن يكون بالمسقف القديم ثم تجيد الرواقين اللذين عن يمين صحن المسجد وشماله قبل ذلك، وترجمته محتملة للبسط... وقد ذكره المجد وبيض.
4085 - محمد بن قسي بن محزمة بن المطلب بن عبد المطلب بن عبد مناف: الحجازي، أخو عبد الله الماضي... ذكرهما مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، وهو يروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً، ولكن قال العسكري إنه أدركه وهو صغير، وعن أبي هريرة وعائشة وعن أمه عن عائشة، روى عنه ابن حكيم وابن أبي مليك على خلاف فيه وعبد الله بن كثير بن المطلب وابن عجلان وابن إسحاق وعمر بن عبد العزيز وابن محيص وابن جريج، قال أبو داود: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وخرج له مسلم، وذكر في التهذيب، وكتبته تخميناً.
4086 - محمد بن قيس الأوسي: الأنصاري، المدني، مولى سهل بن حنيف، يعد في أهل الحجاز، سمع سهلاً مولاه، وعنه الوليد بن مالك أو ابن مليكة من عبد القيس، قال علي بن المديني: لا يعرف، ذكره البخاري في تاريخه ثم ابن حبان في ثانية ثقاته، وابن أبي حاتم وزاد في الرواة عنه أبا أمية عبد الكريم بن أبي المخارق... وهو خطأ فعبد الكريم إنما روى عن الوليد بن مالك كما في البخاري، وأعز شيخنا في لسانه بما في ابن أبي حاتم فذكر عبد الكريم في الرواة عنه.(2/210)
4087 - محمد بن قيس: أبو إبراهيم، ويقال أبو أيوب، ويقال أبو عثمان المدني القاص، مولى يعقوب القبطي، ويقال مولى آل أبي سفيان بن حرب، كان يقص لعمر بن عبد العزيز... يروي عن أمه وعبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي حرمة الأنصاري وعمر بن عبد العزيز، وأرسل عن أبي هريرة وجابر، روى عنه أسامة بن زيد الليثي وابن إسحاق وأبو معشر وابن أبي ذئب وسليمان التيمي وحرب بن قيس وأبو معشر نجيح وعمر بن عبد الرحمن بن محيص وموسى بن عبيدة والليث، وثقه أبو داود ويعقوب بن سفيان ثم ابن حبان، وقال خليفة: توفي أيام الوليد بن يزيد، له عند مسلم حديثه عن أبي حرمة عن أبي هريرة " لولا إنكم تذنبون " الحديث، وقال ابن معين: محمد بن قيس بن محزمة، ومحمد بن قيس النخعي المعاصر لأبي ذئب، ومحمد بن قيس مولى يعقوب المدني قاضي عمر بن عبدا لعزيز ومحمد بن قيس الزيات مدني أيضاً يعني المعاصر لابن أبي ذئب، ومحمد بن قسي مولى سهل بن حنيف، وقال ابن سعد: توفي محمد بن قيس مولى بني أمية بالمدينة في فتنة الوليد بن يزيد وكان كثير الحديث، عالماً... انتهى، قال اذهبي: وأحسبه يقال له قاضي عمر وقاص عمر، فيحرر هذا، قال ابن المبارك: قال عمر بن عبد العزيز: إني نظرت في أمري وأمر الناس فلم أر شيئاً خيراً من الموت، ثم قال لقاصه: محمد بن قيس أدع لي بالموت، قال: فدعا وهو يؤمن ويبكي... انتهى، وفي المحمدين للدارقطني: محمد بن قيس عن أمه، عن أم سلمة، سمع منه أسامة بن زيد وساق له حديثاً، وفي ثانية ثقات ابن حبان محمد بن قيس من أهل المدينة، وهو مولى أبي سفيان بن حرب، يروي عن زيد بن ثابت، وعنه إسماعيل بن أمية، مات في فتنة الوليد بن يزيد بالمدينة، وقال في ثالثها: محمد بن قيس مولى يعقوب القبطي، قاص عمر بن عبد العزيز، يروي عن الحجازيين، وعنه محمد بن إسحاق، وحماد بن سلمة، وقال الذهبي: محمد بن قيس عن أبي هريرة، وعنه أبو معشر، قال ابن معين: ليس بشيء إلا يروي عنه... انتهى.
4088 - محمد بن قيس الزيات: المدني، والد أبي زكير يحيى... يروي عن سعيد بن المسيب، وزرعة بن عبد الرحمن الزبيدي، وعنه ابنه وأبو بكر الحنفي، وأبو عامر القعدي وداود بن عطاء وزيد بن حبان في الثقات، وهو في التهذيب، وقال: قد خلطه بعضهم بالذي قبله، والصواب التفريق... انتهى، وكان كما سبق معاصراً لابن أبي ذئب.
4089 - محمد بن كامل الحسري الحموي: قال ابن فرحون: شيخ، صالح، كبير، مؤذن، جاور بالمدينة، وكان يقرأ فيها كل يوم وليلة من رمضان ختمة، وتردد إلى الحرمين كثيراً، وكان يتسبب في الطريق للشيخ أبي البيان ويعظمه جداً ويكثر في كلامه ومواعظه، وكان قد أكثر السياحة بحيث قال لي: دخلت نحو مائتي مدينة من إقليم مصر والشام واليمن والحجاز، وما فاتني إلا التزويج ي كل مدينة قاله على وجه الممازحة، ولي إحدى وأربعين سنة ما استكملت ببلدي سنة، ولم تكن أمي تمنعني من السفر، بل تقول: استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه، ومنّ الله عليّ بحضور موتها، فواليتها ودفنتها، وقد قرأ عليّ شيئاً من القرآن، بل كنت أقرأ عليه الميقات، لبراعته فيه ومعرفته بحسابه ودقائقه، وفي آخر حجة حجها حصل له ضعف فارتحل إلى بلده حماه فمات بها عند أهله - رحمه الله.(2/211)
4090 - محمد بن كعب بن حبان بن سليم بن أسد: أبو حمزة، ويقال أبو عبد الله، القرظي، المدني، ذكره مسلم في ثالثة تابعي المدنيين، وقال: يكنى أبا حمزة، وكان أبوه من سبي بني قريظة، ممن لم ينبت، فتركنا فنزل الكوفة، وولد له هذا بها فيما قيل، وهو حليف الأوس، وقال قتيبة: بلغني أنه ولد في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهو مسعد ذاك أبوه، وقيل إنه نشأ بالكوفة ثم تحول أبوه المدينة، واشترى بها أملاكاً، يروي عن علي وابن مسعود وأبي الدرداء وأبي أيوب وفضالة بن عبيد وأبي هريرة وكعب بن عجرة وزيد بن أرقم وابن عباس وجابر وشيت بن ربعي وأبان بن عثمان وغيرهم، قال الذهبي: وأحسب روايته عن علي وذويه مرسلة، مع قول أبي داود، سمع من علي وابن مسعود، وعنه ابن المنكدر وزيد بن أسلم، والحكم بن عتيبة ويزيد بن الهاد، وابن عجلان، وأسامة بن زيد الليثي، وعاصم بن محمد العمري، وأبو المقدم هشام بن زياد وقال عنه: إنه قدم على عمر بن عبد العزيز بخناصرة وكان عهده به وهو أمير المدينة حسن الجسم والشعر، وقد حال لونه ونحل جسمه... انتهى، وأبو معشر نجيح وعبد الرحمن بن أبي الموال وآخرون، قال ابن أبي حاتم: سكن الكوفة ثم تحول إلى المدينة، وسأل أبو زرعة عنه فقال: مدني ثقة، قال ابن سعد: كان ثقة، عالماً، كثيرالحديث، ورعاً، من خلفاء الأوس، وقال ابن حبان: كان من أفاضل أهل المدينة علماً وفقهاً، وقالا لعجلي: مدني، تابعي، ثقة، رجل، صالح، عالم بالقرآن، ويروى: أن أمه قالت له: يا بني لولا إني أعرفك صغيراً طيباً وكبيراً طيباً لظننت أنك أذنبت ذنباً موبقاً، لما أراك تصنع بنفسك، فقال لها: يا أمتاه وما يؤمني أن يكون الله اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني، فقال اذهب فلا أغفر لك مع أن عجائب القرآن توردني على أمور حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي، وأصاب مالاً، فقيل له: ادخر لولدك فقال: لا ولكن أدخره لنفسي عند ربي وأدخر ربي لولدي، ومواعظه كثيرة، وترجمته طويلة. وكان ممن جمع بين العلم والعمل، مات سنة ثمان ومائة أو سبع عشرة أو غير ذلك، عن ثمانية وسبعين سنة، وعن ابن حبان: مات بالمدينة سنة ثمان عشرة في المسجد، كان يقص فسقط عليه وعلى أصحابه سقف المسجد، فمات هو وجماعة تحت الهدم، عن ثمانين سنة، وخرج له الأئمة، وذكر في التهذيب ورابع الإصابة وتاريخ البخاري وابن أبي حاتم، وثقات ابن حبان والعجلي.
4091 - محمد بن كعب بن مالك: الأنصاري، السلمي، المدني، في الذي بعده.
4092 - محمد: أخو الذي قبله، وهو الأصغر لمحمد الأكبر، مات في حياة النبي صلّى الله عليه وسلّم، روى عن أبيه وأخيه عبد الله، وعنه الزهري والوليد بن كثير، خرج له مسلم، وذكر في التهذيب، وفي المحمدين للدارقطني.
4093 - محمد بن كعب بن مالك الأنصاري: إن شاة لهم كانت ترعى مذيمتها بمروة، فسأل كعب النبي صلّى الله عليه وسلّم الحديث، وساقه الدارقطني من طريق نافع عن محمد الأكبر، روى عنه أخوه عبد الله، وعنه صاحب الترجمة.
4094 - محمد بن أبي كعب الأنصاري: من بني مالك بن النجار، من أهل المدينة، يروي عن أبيه، وعنه بشر بن سعيد والحضرمي بن لاحق، قاله ابن حبان في ثانية ثقاته.
4095 - محمد بن كليب بن جابر بن عبد الله: الأنصاري، المدني، عن محمود ومحمد ابني جابر. ذكره البخاري في تاريخه من وجهين: قال في الراوي عنه مرة: محمود، ومرة: محمد، وقال: فلا أدري أهو أخوه أم لا؟، وفي ثانية ثقات ابن حبان: محمد بن كليب الأنصاري عن جابر بن عبد الله، وعنه عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري، وموسى بن شيبة بن عمرو، وعن ابن أبي حاتم: محمد بن كليب بن جابر، يروي عن جابر وعن محمود، ومحمد ابني جابر. وعنه عبد الرحمن وموسى، سمعت أبي يقول، وسئل أبو زرعة عن محمد بن كليب بن جابر، فقال: مدني، ثقة.
4096 - محمد بن كيسان: قال عبد العزيز بن محمد: كأنه الدراوردي، رأيته، وهو من أهل المدينة يأتي إذا صلّى العصر من يوم الجمعة فيقوم عند القبر فيسلم على النبي صلّى الله عليه وسلّم ويدعو حتى يمس، فيقول: جلساء ربيعة بن أبي عبد الرحمن له ونحن معهم: انظروا إلى ما يصنع هذا، فيقول لهم دعوه فإنما للمرء ما نوى... رواها ابن زبالة.
4097 - محمد بن مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي: المدني، الماضي أبوه، وابنه أحمد، روى عنه ابنه أحمد.(2/212)
4098 - محمد بن مبارك بن أبي شملة المدني: سمع بها في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة مسند الشافعي، على العفيف المطري بالروضة، ورأيته فيمن سمع على الزين العراقي في شرح الألفية بالقاهرة، بقراءة النجم الباهي شخص وافق هذا في اسمه واسم أبيه وبلغ له المصنف بخطه بالشيخ شمس الدين محمد بن المبارك البسغاني... فيحتمل أن يكون ذلك، وليس هو بالذي بعده جزماً.
4099 - محمد بن مبارك القسطنطيني: المغربي المالكي، نزيل المدينة، استوطنها مدة وحمده أهلها بحيث رأيتهم كالمتفقين على ولايته، وبلغني عنه أحوال صالحة، مع تقدمه في العلوم بحيث أقرأ الطلبة في العربية والفقه وغيرهما، وانتفع به مع أنه لم يشتغل إلا على كبر، ومن شيوخه محمد بن عيسى، وقرأ عليه الشفا سعيد بن أبي بكر بن صالح بالمدينة، سنة ست وستين، ومات سنة ثمان وستين وثمانمائة، أو التي تليها بالمدينة، آخر الثلث الجلد الثاني من تاريخ المدينة الشريفة خاتمة الحفاظ والمؤرخين، أبي الخير محمد شمس الدين بن عبد الرحمن بن أبي بكر السخاوي القاهري الشافعي... تغمده الله تعالى برحمته ورضوانه آمين، وكان الفراغ من كتابته في يوم الأحد حادي عشرى ذي القعدة الحرام من شهور عام سنة 952، على يد العبد الفقير الحقيرن المعترف بالعجز والتقصير، الراجي عفو ربه القدير، الواثق بمالك يوم الدين، عبد الباسط بن عبد الحفيظ بن محمد بن شرف الدين الحنفي... عامله الله بلطفه الخير والمسلمين أجميعن.
والحمد لله وحده حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كمل الكتاب تكاملت
وعفا الإله بفضله
إن تجد عيباً فسد الخللا(2/213)