البعد الديني للقضية الفلسطينية
ورقة عمل مقدمة إلى برنامج التعليم المستمر في جامعة القدس المفتوحة ـ خانيونس للمشاركة في اليوم العلمي بعنوان:
القدس عنوان هويتنا وحضارتنا العربية الإسلامية
الثلاثاء 16/6/2009م
إعداد
أ. بسام محمد أبو عليان
محاضر غير متفرغ بجامعة القدس المفتوحة ـ خانيونس
يونيو 2009
بسم الله الرحمن الرحيم
البعد الديني القضية الفلسطينية
المقدمة:
لقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن تكون أرض فلسطين أرضا مباركة، كيف لا؟! وهي مبعث الأنبياء والمرسلين.. ومهبط الملائكة.. وملتقى الرسالات.. ومنطلق الدعوات. من أجل ذلك اكتسبت فلسطين صفة البركة والطهارة والقداسة. ففلسطين آية في كتاب الله تعالى، من يتهاون فيها يتهاون في كتاب الله تعالى.. وهناك العديد من المواضع والآيات في القرآن الكريم التي تؤكد على بركة أرض فلسطين.
فلسطين في آيات القرآن:
? قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
? قال تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء71، أي أن الله تعالى نجّى إبراهيم ولوطا وابن أخيه "هاران" من بلاد العراق إلى بلاد الشام المعروفة بكثرة أشجارها وأنهارها، حيث أقام إبراهيم عليه السلام في "فلسطين"، ولوطا عليه السلام في "المؤتفكة"، وبينهما مسيرة يوم.
? قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ }الأنبياء81، أي أن الله تعالى سخر الريح لسليمان عليه السلام تجري بسرعة شديدة إلى الأرض المباركة (بلاد الشام)، ومنها فلسطين.(1/1)
? قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18. قال ابن عباسا: القرى الظاهرة هي: بيت المقدس.
? قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21، الأرض المقدسة: بيت المقدس.
? قال تعالى{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة58، القرية هي: بيت المقدس.
والملاحِظ لمواضع الآيات الست يجد أنها كلها أجمعت على "بركة" بلاد الشام، ومنها فلسطين. وقد ميز العلماء بين نوعين من البركة، (البركة الحسية، والبركة المعنوية).
معنى البركة:
* المعنى في اللغة/ الزيادة في الخير والنمو، وهي مشتقة من بارك الله في الشيء، وبارك عليه، وبارك له.
* المعنى في الشرع/ ثبوت الخير الإلهي.
أولا/ البركة الحسية لفلسطين:(1/2)
لقد أجمع أغلب المفسرين في تفسير قول الله تعالى: {بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، أن الله تبارك وتعالى بارك حول المسجد الأقصى بالخصب والنماء والزروع والأشجار والثمار وجريان الأنهار والسهول والجبال والوديان والمرتفعات والمنخفضات. قال القرطبي: باركنا حوله بالثمار ومجاري الأنهار. وقيل: بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين؛ وبهذا جعله مقدسا. ـ والحديث موصولا للقرطبي ـ وروى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تعالى يا شام أنت صفوتي من بلادي وأنا سائق إليك صفوتي من عبادي". وقال الطبري: جعلنا حوله البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم. وجاء في تفسير أضواء البيان: {بَارَكْنَا حَوْلَهُ}، أكثرنا حوله الخير والبركة بالأشجار والثمار والأنهار. وقد وردت آيات تدل على هذا. كقوله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الاٌّرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}، وقوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ إِلَى الاٌّرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَىْءٍ عَالِمِينَ} فإن المراد بتلك الأرض: الشام. والمراد بأنه بارك فيها: أنه أكثر فيها البركة والخير بالخصب والأشجار والثمار والمياه. كما عليه جمهور العلماء. وقال بعض العلماء: المراد بأنه بارك فيها أنه بعث الأنبياء منها. وقيل غير ذلك.
وقد أكد الرحالة أمثال: (المقدسي في أحسن التقاسيم، ابن بطوطة، الدمشقي في نجفة الدهر وعجائب البر والبحر، والوردي في فريدة العجائب وفريدة الغرائب، ياقوت الحموي في معجم البلدان)، على أن أرض فلسطين هي من أخصب بلاد الشام، حيث يكثر فيها: الكروم وأشجار التين والعنب والفاكهة والزيتون.
ثانيا/ البركة المعنوية لفلسطين:
لقد خص الله تعالى فلسطين ببركة معنوية لا تقل شأنا عن البركة الحسية، وترجع هذه البركة إلى أسباب كثيرة، منها:(1/3)
1. فلسطين مبعث ومرقد الأنبياء: حيث يرقد فيها من الأنبياء (إبراهيم، إسحاق، يعقوب، يوسف) عليهم السلام.
2. مهبط الملائكة: حيث هبطت الملائكة في فلسطين على عدد من النبيين مثل (داوود، سليمان، عيسى، موسى، لوط) عليهم السلام.
3. فلسطين أرض المحشر والمنشر.
4. في بيت المقدس تنصب الموازين للحساب والفصل بين الناس.
5. من على صخرة بيت المقدس المشرفة ينفخ إسرافيل في الصور.
6. من بيت المقدس يتفرق الناس إما إلى جنة وإما إلى نار.
7. لا تقوم الساعة حتى يبعث الله خيار الناس إلى بيت المقدس.
8. قال تعالى مخاطبا بيت المقدس: "أنت جنتي وقدسي وصفوتي من بلادي، من سكنك فبرحمة مني، ومن خرج منك فبسخط مني عليه".
9. الملائكة تبسط أجنحتها على بلاد الشام: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا طوبى للشام.. يا طوبى للشام، قالوا يا رسول الله: بم ذلك؟، قال: تلك ملائكة الله باسطة أجنحتها على الشام".
10. في بيت المقدس الصخرة المشرفة، وهي لا تقل قداسة عن الحجر الأسود في البيت الحرام، لأنه:
أ من على صخرة بيت المقدس المشرفة تصعد الملائكة إلى السماء.
ب من على صخرة بيت المقدس عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في رحلة المعراج.
ت من على صخرة بيت المقدس ينفخ إسرافيل عليه السلام في الصور.
ث صخرة بيت المقدس من صخور الجنة، قال في ذلك أنس بن مالك: "إن الجنة لتحن شوقا إلى بيت المقدس، وصخرة بيت المقدس من جنة الفردوس".
ما نزل من القرآن في فلسطين:
يقول الحسن بن محمد بن حبيب المفسر، وأنزل في القدس على رسول الله ص: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ }الزخرف45. ويؤيد هذا القول ما رواه أبو أمامة عن النبي ص: أنزلت علي النبوة في ثلاثة أمكنة: بمكة والمدينة والشام.
فلسطين في الحديث النبوي:(1/4)
? سأل أبو ذر الغفاري الرسول ص عن أول مسجد وضع في الأرض، فقال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي؟، قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟، قال: أربعون عاما" (1) . [ذكره مسلم في صحيحه].
? قال رسول الله ص: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا". [رواه الشيخان].
? قال رسول الله ص: "صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي بألف صلاة، وصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة". [رواه البيهقي].
? عن ميمونة مولاة الرسول ص، قالت: "أفتنا في بيت المقدس، قال: أرض المحشر والمنشر، ائتوه وصلوا فيه، فإن صلاة فيه بألف صلاة". وفي رواية "بخمسين ألف صلاة".
? قال رسول الله ص: "ستجدون أجنادا، جندا بالشام، وجندا بالعراق، وجندا باليمن. فقال الحوالي: يا رسول الله اختر لي، قال: عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده... فإن الله تكفل لي بالشام وأهله". [رواه أحمد].
? قال رسول الله ص: "لا تزال طائفة من متى ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قيل يا رسول الله: أين هم؟، قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". وفي رواية: "لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". [رواه الترمذي وأحمد]
? قال رسول الله ص: "عقر دار الإسلام بالشام". [رواه الطبراني]
? قال رسول الله ص: "إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فنظرت فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام إلا أن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام". [أخرجه الحاكم].
? قال رسول الله ص: "ستخرج نار في آخر الزمان من حضرموت تحشر الناس. قلنا فبما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام". [أخرجه الترمذي]
__________
(1) الذي بنى المسجد الأقصى يعقوب عليه السلام، والذي جدده سليمان عليه السلام.(1/5)
? قال رسول الله ص: "أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله، فمن احتل منها مدينة من المدائن فهو في رباط، ومن احتل منها ثغرا من الثغور فهو في جهاد". [رواه الطبراني].
العلاقة بين الحرمين الشريفين (المكي والأقصى)
أولا/ ارتبطت مكة بالقدس مذ وجدت:
مكة أول بيت وضع في الأرض، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ }آل عمران96. إن اختيار مكان بناء المسجد الحرام هو من اختيار الله تعالى لا من اختيار البشر، وقد أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام بأن يرفع قواعد المسجد الحرام، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم عن حرمة مكة: "إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرا". أما المدينة المنورة فقد حرمها الرسول ص، فقال: "اللهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حراما، وإني حرمت المدينة، لا يراق فيها دم، ولا يحمل فيها سلاح قتال". [متفق عليه].
إذا كان المسجد الحرام هو أول مسجد وضع في الأرض بنص الآية القرآنية، فإن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وضع في الأرض، بنص حديث أبو ذر الغفاري ي، قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا؟، قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟، قال: المسجد الأقصى. قلت: كم بينهما؟، قال: أربعون سنة".
وأن سليمان عليه السلام لما جدد بناء المسجد الأقصى، سأل الله تعالى ثلاثا:
? سأل الله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، (وقد أعطيها).
? سأل الله حكما يواطئ حكمه، (وقد أعطيها).(1/6)
? سأل الله أن من أتى بيت المقدس لا يريد إلا الصلاة فيه، أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه. (قال رسول الله ص وأرجو أن يكون أعطاه الثالثة). [روي عند الحاكم وابن حبان وابن خزيمة].
ومن صور الارتباط بين المسجدين (المكي والأقصى): لما ضاق إبراهيم عليه السلام ذرعا بعبادة الأصنام في بلاد العراق، هاجر إلى بلاد الشام، وأقام فترة قصيرة في دمشق، ثم تنقل بين (نابلس، غزة، يافا، حيفا، بيت المقدس، الخليل)، ثم انتقل إلى مصر، وهناك أهداه ملكها جارية اسمها "هاجر"، وقد تزوجها إبراهيم عليه السلام وأنجبت له "إسماعيل" عليه السلام. وقد أوحى الله تعالى لإبراهيم أن يترك إسماعيل وأمه عند البيت الحرام، وهو يتنقل بين المسجدين (الحرام والأقصى).
ثانيا/ المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى:
قال ابن عباس رضي الله عنه: "كان النبي ص يصلي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه". وقد صلى المسلمون تجاه بيت المقدس، وبعد الهجرة حولوا القبلة تجاه الكعبة، ومكان التحويل مسجد قباء في صلاة الصبح.
وتحويل القبلة أمر رباني، قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143.(1/7)
وقد صلى المسلمون تجاه الأقصى (16 أو 17) شهرا. فعن البراء، أن النبي ص: كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده، أو قال أخواله من الأنصار، وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن صلى معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون، فقال: أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله ص قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس، وأهل الكتاب، فلما ولى وجهه قبل البيت، أنكروا ذلك. [رواه البخاري]
ثالثا/ قدسية وطهارة المساجد الثلاثة:
ارتبطت المساجد الثلاثة (المكي والمدني والأقصى) بالقدسية والطهارة والشرف، فسكان مكة والمدينة والقدس هم من أشرف أهل الأرض، قال الله على لسان موسى عليه السلام: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ}المائدة21.
والأرض المقدسة هي: بيت المقدس. وترجع قدسية بيت المقدس بسبب (المسجد الأقصى، والصخرة المشرفة). وقيل أن بيت المقدس سمي بهذا الاسم لأنه المكان الذي يتطهر فيه الأولياء من الذنوب والمعاصي والآثام. وكانت الملائكة تؤمه وتطوف فيه وكذلك الأنبياء عليهم السلام يعبدون ويتقربون إلى الله فيه.
ولأن صخرة بيت المقدس صخرة من صخور الجنة لا تقل قداسة عن الحجر الأسود في المسجد الحرام الذي هو حجر من أحجار الجنة.وتكمن سر قدسية الصخرة المشرفة بأن الملائكة من عليها تصعد إلى السماء، ومن عليها صعد الرسول ص إلى السماء ليلة الإسراء. ومن عليها ينادي إسرافيل يوم القيامة.
رابعا/ المساجد الثلاثة تعرضت للاعتداء:(1/8)
* أول اعتداء تعرض له المسجد النبوي عندما قام أبو لؤلؤة المجوسي باغتيال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد النبوي وهو يؤم الناس في صلاة الفجر.
* أما المسجد الأقصى فهو على مدار التاريخ كان ولا زال يتعرض للاعتداءات، فالاعتداءات الصليبية حولت المسجد الأقصى إلى إصطبل للخيل، وحولت الصخرة المشرفة إلى كنيسة. وقد بلغ عدد قتلى المسلمين في الحروب الصليبية أكثر من (70.000) مسلما.
* لما احتل الصليبيون المسجد الأقصى توجهوا نحو (مكة والمدينة)، حيث اعترض ملك الكرك الفرنسي (أرناط) التجارة الوافدة من (جدة، اليمن، الهند) المتجهة إلى العقبة، وأرسل جيشه إلى المدينة، أرسل صلاح الدين الأيوبي القائد "حسام الدين لؤلؤ" ليتصدى لأرناط.
وقد حرر صلاح الدين المسجد الأقصى من الصليبيين سنة 1187م.
والآن يتعرض المسجد الأقصى لهجمة صهيونية شرسة لتهويد المدينة، ومحاولة هدم المسجد الأقصى بكثرة الحفريات التي تهدد أساسات المسجد الأقصى في محاولة لبناء هيكلهم المزعوم، وما فتئ اليهود للحظة واحدة وهم يكيدون المكائد ويخططون الخطط لهدم المسجد الأقصى والتخلص منه، ناهيك عن محاولات حرق أو تفجير المسجد الأقصى، ومنع المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى... إلخ. في حين أن الأقصى لا يجد إلا تهاونا وذلا وتخاذلا من بني جلدتنا (العرب والمسلمون).
خامسا/ من المسجد الأقصى عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء:
قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1
هكذا اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون الإسراء من مكة إلى المدينة، بينما يكون المعراج من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى.
سادسا/ الروابط الجهادية بين المساجد الثلاثة:(1/9)
نظرا لمكانة فلسطين في عقيدة المسلمين، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين من بعده لم يدخروا جهدا في تحرير وتخليص فلسطين من الوثنية، وأهم هذه الجهود:
? سنة (7هـ): أرسل الرسول ص بكتابه إلى هرقل يدعوه فيه إلى الإسلام، وإن أبى تحمل إثم الأريسيين.
? سنة (8هـ): كانت غزوة "مؤتة" لتحرير بلاد الشام من الروم.
? سنة (9هـ): كانت غزوة "تبوك" التي قادها الرسول ص في ثلاثين ألفا (30.000) من الصحابة لتحرير بلاد الشام.
? سنة (10هـ): جهّز الرسول ص جيش أسامة بن زيد لتحرير فلسطين، إلا أن المنية وافته ص قبل أن يرسل الجيش، فواصل المشوار وأنفذ وصيته من بعده أبو بكر الصديق.
? سنة (15هـ): في معركة "اليرموك" فتحت بلاد الشام، وخضع للحكم الإسلامي (يافا، حيفا، غزة، قيسارية... إلخ).
? سنة (15هـ): فتح أبو "عبيدة بن الجراح" القدس بعد حصار للمدينة دام (4) شهور في فصل الشتاء والبرد القارص، وبعد أن طال الحصار طلب أهل المدينة الصلح، وعرض عليهم اختيار واحدا من ثلاثة خيارات: (الإسلام، الجزية، القتال)، فاختاروا الثانية، وقد كتب لهم عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وثيقة عرفت باسم "العهدة العمرية".
سابعا/ إقامة الصحابة في بيت المقدس:
بعد الفتح الإسلامي حرص الصحابة على القدوم إلى المسجد الأقصى من مكة والمدينة، نظرا لما يحتله المسجد الأقصى في عقيدة المسلمين، وقد سكن القدس من الصحابة: (عبادة بن الصامت، تميم الداري، عياض بن غنم).
حرص بعض الأمراء أن يحصل على مبايعة الناس في بيت المقدس، فقد بايع عمرو بن العاص معاوية بن أبي سفيان في بيت المقدس، وبويع سليمان بن عبد الملك في بيت المقدس.
ودفن في بيت المقدس: (9) من الصحابة.. (62) من التابعين.. (286) عالما وقاضيا وخطيبا ونابغة من أصل (440).(1/10)
ثانيا/ قام عبد الملك بن مروان ببناء مسجد قبة الصخرة لتقي المسلمين من حر الصيف وبرد الشتاء، بعد أن استشار العلماء والأمراء. وكان مسجد القبة بجاني المسجد الأقصى والمسجد العمري.
تفسير آيات سورة الإسراء
قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)} [الإسراء4-7].
وقد اختلف المفسرون الأوائل في تفسير هذه الآيات، فمنهم من قال: أن الله تعالى سلط على بني إسرائيل (جالوت وجنوده)، ومنهم من قال: (نبوخذ نصر)، ومنهم من قال: (العمالقة)، ومنهم من قال: (سنحاريب)، ومنهم من قال: (الروم)، ومنهم من قال: (الفرس)، ومنهم من قال: (العرب).
ورجّح كثير من المفسرين أن إفساد بني إسرائيل الأول كان بقتلهم أنبيائهم، وأن نبوخذ نصر هو الذي قضى على الإفساد الأول.
ويقول ابن القيم الجزية: "ثم كان آخر ذلك أن بعث الله محمدا فتركهم [اليهود] في عذاب الجزية".(1/11)
ويفهم من كلام ابن القيم أن العرب هم الذين قضوا على الإفساد الثاني. بمعنى أن الإفسادين (الأول والثاني) قد انتهيا من وجهة نظر الجيل الأول من المفسرين. وهم معذورون في ذلك، لأنهم لم يكونوا يتصورون للحظة واحدة أن دولة الخلافة الإسلامية ستسقط وتنهار، وأنه ستقوم دولة لليهود اسمها "إسرائيل"، لتعيث في الأرض فسادا، وتنشر الخراب والدمار في بلاد المسلمين، وأن يكون المسلمون في أواخر الأمم وأرذلهم وأهونهم.
يستخلص من الآيات السابقة، ما يلي:
1. علو بني إسرائيل في الأرض سيكون (مرتين)، وكل علو يصاحبه إفساد.
2. ينتج عن العلو والإفساد الإسرائيلي خراب ودمار كبيرين. في الوقت يؤكد فيه القرآن الكريم بأن (بني إسرائيل) هم طرفا في الإفسادين (الأول والثاني)، فإنه يؤكد أيضا على طرف آخر يتصدى لهذين الإفسادين هم (عبادا لنا).
بمعنى أن المعركة ستكون بين طرفين هما (المسلمون/ عبادا لنا، وبني إسرائيل/ اليهود).
3. ردا على تفسيرات المفسرين الأوائل الذين قالوا بأن (الروم، الفرس، العمالقة، نبوخذ نصّر... إلخ) هم الذين قضوا على إفساد بني إسرائيل الأول.
... بناءً على النقطة الثانية، من المفترض أن يكون الطرف الذي قضى على الإفساد الأول هو نفسه الذي يقضي على الإفساد الثاني، وفق الآية (عبادا لنا). أي أن (عبادا لنا) هم طرفا في التصدي للإفسادين الإسرائيليين (الأول والثاني).
... بمعنى آخر لو افترضنا أن نبوخذ نصّر هو الذي قضى على الإفساد الأول، فمن المفترض أن يكون نبوخذ نصّر هو الذي يقضي على الإفساد الثاني، كون أن (عبادا لنا) هم طرفا في التصدي للإفسادين الإسرائيليين (الأول والثاني).(1/12)
... والمتابع للتاريخ يجد أنه لم تعد الكرّة ثانية لبني إسرائيل على يد نبوخذ نصر أو للفرس، أو أي ممن ذكر في التفسيرات السابقة. بمعنى أن نهاية الإفساد الأول لبني إسرائيل لم تكن على يد نبوخذ نصّر أو غيره، كون أن التاريخ لم يذكر كرة بني إسرائيل الثانية على أيٍ منهم، ولم يذكر التاريخ أيضا أن أيا ممن ذكر سابقا أنه وهو الذي أنهى الإفساد الثاني لبني إسرائيل.
... ولقد رد الله تعالى الكرّة الثانية لبني إسرائيل على المسلمين، بقيام دولة "إسرائيل" وضياع القدس واستمرار العلو والفساد في الأرض.
4. عملية "البعث" كما وردت في مواضع عدة في القرآن الكريم، لا تكون من الله تعالى للوثنيين والمشركين، إنما تكون عملية البعث للمؤمنين.
خذ على سبيل المثال: قوله الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة12، وقوله تعالى {ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَآؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلوبِ الْمُعْتَدِينَ }يونس74. وكذلك قول الله تعالى في سورة الإسراء {فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً }الإسراء5.(1/13)
يتضح من النصوص السابقة أن عملية البعث لابد أن تكون إلا لـ (عبادا لنا). أي للمسلمين ولا تكون عملية البعث للمشركين والوثنيين.
5. الطرف الذي سيقضي على إفساد بني إسرائيل الثاني هم (عبادا لنا).
بالعودة إلى مطلع سورة الإسراء يقول الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ }الإسراء1، والوقوف عند قوله تعالى: {بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا}. يتضح لنا الارتباط بين كلمتي: "عباد الله، والمسجد". أي أن الذين يترددون على المساجد وعمّار بيوت الله تعالى هم "عباد الله" ـ ولا يؤخذ لفظ "عبادا لنا" في هذه الآية على إطلاقه ـ.
هذا الارتباط بين "المسجد وعباد لنا" لم يتوفر في أي جيش من جيوش الوثنيين الذين قيل عنهم هم الذين قضوا على الإفساد الأول. أي أن (عبادا لنا) تشير إلى المؤمنين لا الوثنيين.
6. عندما يعيد الله تعالى الكرّة لبني إسرائيل، فهم يعتمدون على (المال والبنين).
لا يخفى على أحد القوة الاقتصادية التي تعتمد عليها دولة العدو الصهيوني، والسخاء والدعم الأمريكي والأجنبي للصهيونية. أما مسألة البنين، فإن إسرائيل لم تدخر جهدا في عودة اليهود وهجرتهم إلى فلسطين، وقد وضعت لذلك الخطط ووظفت الأموال والمؤسسات والإعلام والدين لتحقيق غرض جمع اليهود في فلسطين.
7. سورة الإسراء تعرف باسم آخر (سورة بني إسرائيل). ولم تتناول السورة حدث الإسراء إلا في الآية الأولى، و الآيات (3-7) تحدثت عن بني إسرائيل، ثم ترجع الآية (104) من نفس السورة لتخاطب بني إسرائيل ثانية في قول الله تعالى: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً }الإسراء104(1/14)
وهنا لطيفة من لطائف التفسير: أن أوائل آيات سورة الإسراء (3-7) تحدثت عن بني إسرائيل، ثم بعد ذلك تناولت السورة موضوعات متعددة لمناقشتها، وفي أواخر السورة تأتي الآية (104) لتتحدث ثانية عن بني إسرائيل.
الواقع والتاريخ يقولان لنا أنه بعد أن انتهى الإفساد الأول نجد أن اليهود غابوا عن فلسطين لآلاف السنين، وها هم الآن يعودون إليها وبكل ثقل، يريدون أن يعودوا إلى القبر الكبير الذي سيدفنون فيه، ليتحقق فيهم وعد الله تعالى.
8. الملاحِظ لقوله تعالى: { فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً }الإسراء7 ، يجد أن الآية تتحدث بصيغة المضارع، والفعل المضارع يعني الاستمرارية، الأفعال هي: (يسوؤوا، يدخلوا، يتبروا)، أي أن النصر قادم لا محالة لـ (عبادا لنا).
9. إذا كان القرآن يؤكد على أن نهاية الإفساد الثاني ستكون على يد المؤمنين في بيت المقدس، فإن السنة جاءت لتؤكد على هذه النقطة أيضا، خذ على سبيل المثال: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين..."، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...".
خلاصة القول:
لقد تعرضت فلسطين ومدينة القدس على وجه الخصوص لاعتداءات متتالية على مدار التاريخ الإنساني، كان أخطرها الاعتداءات الصليبية الحاقدة، والصهيونية الماكرة، كون أن فلسطين دائما كانت محط اهتمام الجيل الأول من المسلمين الذين جيشوا الجيوش لتحريرها وتخليصها من كل الاحتلالات التي تعرضت لها.
وهنا يحضرني قول القائد صلاح الدين الأيوبي: "أخشى أن يراني جبار السماوات والأرض مبتسما والأقصى لا زال أسيرا".(1/15)
فماذا هم قائلون قادة وزعماء الأمة اليوم من العرب والمسلمين، الذين يستقبلون اليهود والصليبيون في قصورهم، ويبادلونهم القُبَل والابتسامات ويأخذونهم بالأحضان الحارة، ويلتقطون الصور التذكارية، ويسمحون لليهود والنصارى يسرحون ويمرحون في بلاد المسلمين، والمسجد الأقصى يتعرض لخطر التصدع والهدم بسبب الأنفاق والحفريات المتواصلة تحت أساساته، ومدينة القدس تواجهه خطر التهويد، والاستيطان يبتلع أراضيها ويطرد سكانها ويهدم بيوتها، والشعب الفلسطيني يحاصر ويجوّع، ويموت بالبطيء؟!!
... شتان.. شتان بين قادة الأمس وقادة اليوم!!
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}(1/16)