للعسكر فلم يصدق فلما تواتر إليه الخبر قدم من بروسا إلى أدرنة لزيارة ولده فلما قرب من بلدة ادرنة تلقاه ولده وتبعه علماء البلد وأشرافه فلما نظر والده إلى ذلك الجمع العظيم قال من هؤلاء قالوا ابنك فنزل صاحب الترجمة من فرسه وسلم على أبيه وأخوته وأدخلهم على السلطان وعمل ضيافة كبيرة اجتمع فيها أعيان المملكة وجلس في صدر المجلس وجلس الأكابر على قدر مراتبهم وضاق المجلس بمن فيه فقام أخوته مقام الخدم فكان ذلك ما تقدمت الإشارة إليه من ذلك الصوفي ثم درس بمدارس عدة وقد اشتهر في بلاد الروم وطار صيته وكثر تلامذته وصنف مصنفات منها شرح الريحانة المتقدم ذكره ومنها حاشية على التلويح وحاشية على المواقف ولم تكمل وكتاب التهافت وحاشية على شرح هداية الحكمة وشرح الطوالع ومات في سنة 893 ثلاث وتسعين وثمان مائة ولم يذكره السخاوى في الضوء اللامع
مصطفى القسطلانى ثم الرومى
اخذ عن علماء الروم ثم لما برع في العلوم صار مدرسا بإحدى المدارس الثمان ثم جعله السلطان محمد بن مراد قاضيا للعسكر ثم لما مات السلطان محمد وولى السلطنة ابنه السلطان بايزيد عزل صاحب الترجمة عن القضاء وجعل له كل يوم مائة درهم وكان متبحرا في جميع العلوم وله حاشية على شرح العقائد ورسالة ذكر فيها اشكالات على المواقف وشرحه وحاشية على المقدمات الأربع وتوفى سنة 901 احدى وتسعمائة(2/299)
السيد المطهر ابن الإمام شرف الدين بن شمس الدين ابن الإمام المهدى احمد بن يحيى
الأمير الكبير ملك اليمن وابن أئمتها المشهور بالشجاعة والحزم والإقدام والمهابة والسياسة والكياسة والرياسة كان من أعظم الأمراء مع والده الإمام وكان قد حلت هيبته بقلوب أهل اليمن قاطبة وقلوب من يرد إليها من الأتراك والجراسة فسعى بعض أعداء الإمام بينه وبين ولده هذا الهمام بما أوجب تكدر خاطر كل واحد منهما على الآخر وتزايدت الوحشة حتى ألقى إلى المطهر ان والده الإمام يريد القبض عليه بعد صلاة الجمعة في قرية القابل وكان بلوغ ذلك إليه وهو في المسجد مع والده منتظرا للصلاة فأرسل إلى جماعة من أعيان أصحابه فما كملت الصلاة إلا وقد حضروا فخرج عقب الصلاة إلى الجبل ودار بينه وبين أخيه شمس الدين كلام طويل فلم يتم أمر فكان آخر الأمر أنه ذهب المطهر إلى حصن ثلا مغاضبا ورجع الإمام إلى الجراف ثم آل الأمر إلى أن وقع بين صاحب الترجمة وبين أخيه شمس الدين مصاف وتفاقم الأمر حتى غزا بطائفة من أصحابه إلى الجراف للقبض على والده فدفع الله عنه وكان آخر الأمر أن الإمام أعطى ولده صاحب الترجمة جميع ما شرطه لنفسه واستولى على كثير من معاقل اليمن ومدائنها لا سيما بعد موت والده في تاريخه المتقدم فإنه كاد يستولى على اليمن بأسره وجرت بينه وبين الأتراك خطوب وحروب نال منهم ونالوا منه وكانت ملاحم عظيمة لا سيما بينه وبين الباشا سنان وقد استوفى ذلك قطب الدين الحنفى في البرق اليمانى وبالجملة فصاحب الترجمة من أكابر الملوك وأعاظم السلاطين
بالديار اليمنية وله ماجريات في الشجاعة وحسن السياسة وجودة الرأي وسفك الدماء لم يتفق إلا للنادر من الملوك الأكابر وتوفى سنة 980 ثمانين وتسعمائة وقد أهمل ذكره صاحب مطلع البدور(2/300)
المطهر بن على بن محمد بن على بن حسن بن إبراهيم الضمدى اليمانى العالم المشهور
المفسر النحوى مصنف المنقح على شرح الخبيصى للكافية ومؤلف التفسير المسمى بالفرات وهو تفسير مفيد جدا مع اختصاره يدل على قوة ملكة صاحب الترجمة في العلوم ورسوخ قدمه في فنون عدة وكان مشهورا بالذكاء والفطنة وجودة الحفظ وله شعر سائر في غاية الجودة ومنه ( ويلاه من جفنه السقيم *** وخده الأبلج القسيم ) ( يلوح صبح الجبين منه *** تحت دجى شعره البهيم ) ( كأنما الخد من نضار *** والثغر من لوءلوء نظيم ) ( كأنما اللحظ منه موسى *** يجرح في قلبى الكليم ) ( إذا رآه الوشاة قالوا *** تبارك الله من حكيم ) ( يقول إن رمت وصله ما *** لظالم قط من حميم ) ( معتزلى رافض لهذا *** لا يعرف الجبر للنديم ) وتوفى بضمد في سنة 1049 تسع وأربعين وألف وأرخ موته صاحب الوافي بوفيات الأعيان تكميل غربال الزمان عبد الله بن على الضمدى أخو صاحب الترجمة في الليلة الرابعة عشر من شهر رمضان ليلة الثلاثاء سنة 1048 ثمان وأربعين وألف وذكر من جملة مصنفاته أيضا جلاء الوهوم مختصر ضياء الحلوم في مجلد وشرع في شرح على الأزهار وأورد الأدلة ومشى على نمط الاجتهاد وبلغ فيه إلى اخر كتاب الحج(2/301)
الإمام الواثق المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى قد تقدم تمام نسبه ولد ليلة سادس عشرين من ذى القعدة سنة 702 اثنتين وسبعمائة وأخذ عن والده الإمام محمد بن المطهر المتقدم ذكره وغيره وبرع في العلوم لا سيما علم البلاغة فانه قليل النظير في ذلك وأشعارة الفائقة ورسائله الرائقة شاهدة لذلك بحيث يفوق على رسائل البلغاء المشاهير من أهل العصور المتقدمة ولما مات في تاريخ موته كما تقدم دعى صاحب الترجمة إلى نفسه وتكنى بالواثق وفتح صنعاء ثم عارضه الإمام المهدى على بن محمد المتقدم ذكره فتنحى هذا ولما مات الإمام المهدى وقام والده الإمام الناصر صلاح الدين حاول صاحب الترجمة في القيام بالإمامة فامتنع واستمر مكبا على العلم حتى مات في نيف وثمانين وسبعمائة وعمره زيادة على ثمانين سنة(2/302)
الإمام المتوكل على الله المطهر بن محمد بن سليمان ابن يحيى الحسين بن على بن محمد ابن حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين ابن القاسم بن إبراهيم بن اسمعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبى طالب سلام الله عليه وعليهم هو أحد أئمة الزيدية القائمين بالديار اليمنية ولد في أول القرن التاسع ودعا إلى نفسه بعد موت الإمام المنصور على بن صلاح المتقدم ذكره في سنة 840 وأجابه جماعة من الزيدية وكان عالما كبيرا أخذ العلم عن الإمام المهدى احمد بن يحيى ولازمه مدة طويلة أخذ عن غيره وملك كحلان وغيره من حصون المغارب ثم ملك ذمار وعارضه المهدي صلاح بن على ابن محمد بن أبى القاسم وعارضهما المنصور بالله الناصر بن محمد بن الناصر بن احمد بن المطهر بن يحيى فأسر هذا صاحب الترجمة وسجنه بمكان يقال له الربغة فأنشأ صاحب الترجمة قصيدة يتوسل بها أولها ( ماذا أقول وما آتى وما أذر *** في مدح من ضمنت مدحا له السور ) فلما أتمها بلغت إلى وزير الحابس له فقال انظروا فإذنكم تجدون الرجل قد خرج من السجن ببركة هذا الشعر فكان الأمر كما قال وبعد خروجه من السجن مازالت أحواله مختلفة تارة يقوى وتارة يضعف إلى أن مات في صفر سنة 879 تسع وسبعين وثمانمائة بذمار ودفن بها(2/303)
مغلطاى بن قليج بن عبد الله الجكرى الحنفى الحافظ علاء الدين صاحب التصانيف ولد بعد سنة 690 تسعين وستمائة وقيل سنة 689 وسمع من احمد بن على بن دقيق العيد أخى الشيخ تقي الدين والدبوسى وغيرهما وأكثر جدا من القراءة بنفسه والسماع وكتب الطباق ولازم الجلال القزوينى ودرس بالقاهرة في الحديث وصنف تصانيف منها شرح البخارى وذيل المؤتلف والمختلف والزهر الباسم في السيرة النبوية قال ابن رجب ان مصنفاته نحو المائة وأزيد قال وأنشد لنفسه في الواضح المبين شعرا يدل على استهتار وضعف في الدين قال وغالب شيوخه الذين ادعى السماع منهم لا يصح سماعه منهم قال وذكر أنه سمع من الدمياطى ومن تقى الدين بن دقيق العيد دروسا بالكاملية في سنة 702 وابن دقيق العيد انقطع في سنة 701 إلى أن مات وله ذيل على تهذيب الكمال يكون في قدر الأصل واختصره مقتصرا على الاعتراضات على المزى في نحو مجلدين ثم في مجلد لطيف وغالب ذلك لا يرد على المزى قال وكان عارفا بالأنساب معرفة جيدة وأما غيرها من متعلقات الحديث فله بها خبرة متوسطة وشرح قطعة من سنن أبى داود وقطعة من سنن ابن ماجه ورتب المهمات على أبواب الفقه وصنف زوائد ابن حبان على الصحيحين وذيل على ابن نقطة وتصانيفه كثيرة جدا مات في شعبان سنة 762 اثنتين وستين وسبعمائة موسى بن احمد بن موسى بن احمد الرداد المعروف بابن الزين اليمانى الزبيدى ولد سنة 842 اثنتين وأربعين وثمانمائة وحفظ مختصرات وأخذ عن الجمال محمد بن أبى بكر وعمر الفتى والعفيف الناشرى وبرع لا سيما في الفقه وصنف شرحا للإرشاد ولما فرغ من تبييضه ورام اظهاره وإقراءه وصل من الديار المصرية شرح الجوجرى وابن أبى شريف فاستأنف عملا آخر وكمل ذلك الشرح على أحسن الأحوال وسماه الكوكب الوقاد ودار عليه الفتيا ببلده وعظمه سلاطينها فكثرت جهاته وأمواله ومات يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر محرم سنة 923 ثلاث وعشرين وتسعمائة بزبيد ودفن بها(2/304)
موسى بن أبى بكر بن سالم التكرورى ملك التكرور
قدم حاجا في سنة 724 ودخل الديار المصرية في ولاية الناصر محمد قلاون المتقدم ذكره ولما أمر بتقبيل الأرض قال لا أسجد لغير الله فأعفاه الناصر وقربه وأكرمه وأحسن تجهيزه إلى الحجاز وكان معه من الذهب شيء كثير وأهدى هدية من ذلك كبيرة للناصر نحو خمسة آلاف مثقال وكذلك أهدى للخزانة السلطانية شيئا كثيرا من الذهب المعدنى الذى لم يصنع ولم يدع أميرا ولا صاحب وظيفة إلا أعطاه من ذلك فكان كثرة ما أعطاه من الذهب مؤثرا في انحطاط سعر الدينار بالديار المصرية وكان كثير الإنفاق حتى استغرق جميع ما معه وهو مقدار كبير نحو مائة حمل واحتاج الى الإقتراض من التجار وكان معظما عند أصحابه بحيث لا يكلمه أحدهم إلا ورأسه مكشوف وبقى في الملك خمسا وعشرين سنة(2/305)
حرف النون
ناصر بن أحمد بن يوسف بن منصور بن فضل بن على ابن أحمد بن حسن بن عبد المعطى بن على المعروف بابن مزنى بفتح الميم ثم زاى ساكنة بعدها نون ولد في المحرم سنة 781 إحدى وثمانين وسبعمائة وسمع من جماعة منهم ابن عرفة وقدم القاهرة حاجا وأصله من المغرب ولازم الحافظ بن حجر وترجم له شيخه المذكور فقال جمع تاريخا لو قدر أن يبيضه لكان مائة مجلد وكان قد مارس ذلك إلى أن صار أعرف الناس به فإنه جمع منه في مسوداته مالا يعد ولا يدخل تحت الحد ومات قبل تبييضه فتفرق شذر مذر في العشرين من شعبان سنة ثلاث وعشرين وثمان مائة السيد الناصر بن محمد بن اسحاق بن المهدى احمد ابن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد
ولد تقريبا بعد سنة 1150 خمسين ومائة وألف وله تعلق بالأدب تام كتعلق أهل هذا البيت الشريف فإن آل اسحق بن المهدي لا يخلو كل واحد منهم من فضيلة فغالبهم جامع بين العلم والأدب والقليل لا يخلو عن أحدهما ومن نظم صاحب الترجمة ما كتبه إلى مهنئا بأعراس وهو ( يا وحيد العصر لا *** فارقت ما عشت ارتياحك ) ( وجرى السعد بما *** تهوى وأعطاك اقتراحك ) ( بصباح العرس فأنعم *** أسعد الله صباحك ) وكتب إلى قصيدة مطلعها ( تحية ود ما الغوالى وعرفها *** بأعطر منها وهى فواحة العطر ) ( تأرج أرجاء هى الطيب انما *** أتت بمراعاة النظير من النشر ) ( وتسمو إلى سامى مقام محمد *** لتظفر من تقبيل انمله العشر ) ( وحيد العلا عز الشريعة والهدى *** وزينة أرباب الفضائل في العصر ) ( امام علوم سعدها وشريفها *** وفاضلها المربى فخارا على الفخر ) وهى أبيات طويلة وأجبت عليه بأبيات مطلعها ( على البر نجل البحر منى تحية *** تضوع من نشر تأرج من بشر ) وهو الآن في الحياة وله ميل إلى الخمول مع حسن اخلاق ولطافة طباع وحسن محاضرة ومروة ثم مات في شهر شعبان سنة 1220 عشرين ومائتين وألف(2/306)
نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر الجلال أبو الفتح التسترى البغدادى الحنبلى نزيل القاهرة ولد سنة 733 ثلاث وثلاثين وسبعمائة ببغداد وأخذ عن محمد بن السقاء والبدر الأربلي والشمس الكرمانى وأكثر من الاشتغال بالحديث وولى التدريس بالمستنصرية والمجاهدية ثم قدم دمشق لما شاع قدوم تيمور إليها فبالغوا في اكرامه ثم قدم القاهرة فاستقر في تدريس الحديث بها وتصدى للتدريس والإفتاء وكان مقتدرا على النظم والنثر وله منظومة في الفقه تزيد على سبعة آلاف بيت قال ابن حجر اجتمعت به واستفدت منه وسمعت من انشائه وقد حدث بجامع المسانيد لابن الجزرى وصنف في الفقه وأصوله واختصر ابن الحاجب وله في الفرائض أرجوزة في مائة بيت ومدائح نبوية وله أيضا نظم غريب القرآن ومات في عشرين من صفر سنة 812 اثنتى عشر وثمان مائة(2/307)
حرف الهاء
السيد الهادي بن إبراهيم بن على الملقب الوزير قد تقدم تمام نسبه في ترجمة أخيه محمد وفي ترجمة السيد عبد الله بن على الوزير فإن نسبه ينتهى إلى صاحب الترجمة كما تقدم ولد يوم الجمعة السابع والعشرين من محرم سنة 758 ثمان وخمسين وسبعمائة بهجرة الظهر من شظب ثم ارتحل لطلب العلم إلى صعدة فأخذ عن إسماعيل بن إبراهيم ابن عطية النجرانى ومحمد بن على بن ناجي والعلامة عبد الله بن الحسن الدوارى وعمه السيد المرتضى بن على وعمه السيد أحمد بن على وارتحل لسماع الحديث والملح إلى مكة فسمع جامع الأصول على القاضى العلامة محمد بن عبد الله بن ظهيرة المتقدم ذكره وبرع في عدة علوم وصنف تصانيف منها كفاية القانع في معرفة الصانع والطرازين المعلمين في فضائل الحرمين المحرمين ورسالة في الرد على ابن العربى وهداية الراغبين إلى مذهب أهل البيت الطاهرين وكاشفة الغمة عن حسن سيرة امام الأئمة وكريمة العناصر في الذب عن سيرة الإمام الناصر والسيوف المرهفات على من ألحد في الصفات ونهاية التنوية في إزهاق التموية وبالجملة فهو من أكابر علماء الزيدية وله نظم في غاية الحسن وبينه وبين علماء عصره مراسلات ومكاتبات ومشاعرات واشتهر ذكره وطار صيته ومن جملة من كاتبه إسماعيل المقرى المتقدم ذكره بقصيدة طنانة مطلعها ( ايملك طرفى دمعى اليوم قانيا *** وقد حلت الأشواق منى الغراليا ) وشعر صاحب الترجمة مشهور موجود وقد ترجم له السخاوى في الضوء اللامع فقال ذكره شيخنا في أنبائه يعنى الحافظ ابن حجر فقال عني بالأدب ففاق فيه ومدح المنصور صاحب صنعاء وذكره ابن فهد في معجمه فقال انه حدث سمع منه الفضلاء وله مؤلفات منها الطرازين المعلمين في فضائل الحرمين المحرمين والقصيدة البديعة في الكعبة اليمنية أولها ( سرى طيف ليلى فابتهجت به وجدا *** وتوج قلبي من لطائفه مجدا ) ومات يوم عرفة سنة 822 اثنتين وعشرين وثمان مائة كذا في الضوء اللامع وقال في مطلع البدور انه توفى بذمار آخر نهار تاسع عشر
ذى الحجة من تلك السنة وأظنه تاسع ذى الحجة لأنه قال بعد هذا ان موت صاحب الترجمة كان مانعا لفعل ما يعتاد في العيد فيمكن ان يكون الزيادة من الناسخ(2/308)
السيد الهادى بن أحمد بن زكى الدين الجرموزى اليمانى
أحد الرؤساء الأدباء له شعر حسن فمنه قصيدة مكاتبا بها القاضى أحمد بن ناصر المخلافى مطلعها ( فراقكم هاج اشتياقى وأشجانى *** وأغرا جفوني بالسهاد وأشجانى ) وبعد هذا البيت قوله ( وأبدى سقامى فيكم ما كتمته *** وعبر شانى في الصحابة عن شانى ) ومن شعره القصيدة التى مطلعها ( سلوه ما غيره من بعدى *** حتى لوى وما وفي بعهدي ) وما زال متنقلا في الأعمال وآخر ما تولاه مدينة حيس فمات بها سنة 1097 سبع وتسعين وألف
السيد الهادى بن احمد الجلال أخو السيد الحسن ابن أحمد المتقدم ذكره أخذ العلم عن جماعة منهم على بن محمد العقينى رحل إليه إلى مدينة تعز وسمع عليه الصحيحين وغيرهما ورحل إلى عبد القادر بن زياد الجعاشنى في سنة 1061 فسمع منه صحيح البخارى وسمع سنن أبى داود على اسحاق بن إبراهيم بن جعمان وكان صاحب الترجمة عالما محققا مائلا إلى الخمول له مصنفات منها شرح الأسماء الحسنى وله مصنفات سماه نور السراج جعله على ابواب الفقه واستكمل فيه البخارى ولعل موته كان في أول القرن الثانى عشر(2/309)
هادى بن حسين القارنى ثم الصنعانى
ولد سنة 1164 أربع وستين ومائة وألف بصنعاء ونشأ بها فحفظ القرآن ثم تلاه بالسبع على بعض مشائخ صنعاء فقدم بعض الغرباء المبرزين في القراآت وهو الشيخ على بن عثمان بن حجر الرومى فتلاه عليه بالسبع من أوله إلى آخره وبرع صاحب الترجمة في هذا الشأن وصار الآن منفردا بهذا العلم وشيخا لغالب القراء من أهل صنعاء منهم من تلا عليه بالسبع ومنهم من تلا عليه ببعضها وله خبرة كاملة بشروح الشاطبية وغيرها من كتب الفن وأخذ الفقه عن شيخنا العلامة أحمد بن محمد الحرازى ولازمه مدة وشاركنى في القراءة عليه فبرع في الفقه أيضا وأخذ على علم النحو والصرف عن جماعة من مشائخ صنعاء منهم جماعة من شيوخى وأخذ علم المعانى والبيان والأصول والتفسير والحديث عن شيخنا العلامة الحسن بن إسماعيل المغربى مشاركا له في القراءة عليه واستفاد في جميع ذلك وصار مشاركا لعلماء العصر في فنونهم مع تفرده عنهم بمعرفة القراآت وهو أحد شيوخى في التلاوة وأخذت عنه في شرح الجزرية وقرأت عليه في أيام الصغر في الملحة وشرحها ثم بعد ذلك أخذ عنى في مسموعات منها في شرحى على المنتقى بعد أن كتبه وقد سمع الآن بعضه وهو مستمر في السماع وسمع من بعض البخارى وبعض الأحكام للإمام الهادى وهو الآن يدرس في عدة فنون مع دين متين وورع وعفاف وقنوع ومحبة لمقاصد الخير ونفع الفقراء والإشتغال بخاصة النفس(2/310)
والوقوف على مقتضى الشرع والانجماع عن بنى الدنيا والإقبال على الطاعة والتلاوة والأذكار والتزيد من التودد وحسن الخلق وبمجموع ما حواه من خصال الكمال صار محببا إلى الناس مقبولا عندهم معروفا بالديانة والصيانة والأمانة وكثيرا ما يقصدونه في فصل كثير من الخصومات وتخصيص التركات فيحكم ذلك غاية الاحكام ويقنع بما يطيب به نفوسهم وقد يفعل ذلك بدون أجرة وكثيرا ما ينوب عنى في أعمال شرعية فيقوم بها قياما تاما ويفصلها فصلا حسنا أدام الله النفع به السيد الهادى بن المطهر بن محمد الجرموزى اليمانى احد الأدباء بالديار اليمنية المباشرين لكثير من أعمال الدولة القاسمية ولى بلاد عتمة للإمام المتوكل على الله إسماعيل ومن نظمه هذه الأبيات ( اليك الشوق والفكر *** وفيك التوق والذكر ) ( وأنت المقصد الأعلى *** وأنت السر والجهر ) ( وأنت الشكر والسكر *** والريحان والدهر ) ( ومن طلعتك الغرا *** تغار الشمس والبدر ) ( وفي جفنيك والأعطاف *** هام البيض والسمر ) وتوفى بصنعاء في ذى الحجة سنة 1103 ثلاث وإحدى عشر مائة ودفن في قبة أخيه الحسن بن المطهر بمقبرة خزيمة المشهورة(2/311)
السيد الهادى بن يحيى بن المرتضى أخو الإمام المهدى قرأ على جماعة منهم الفقيه قاسم بن أحمد حميد وله تلامذة منهم صنوه الإمام المهدي وكان صاحب الترجمة عالما كبيرا ومات في سنة 785 خمس وثمانين وسبعمائة قبل موت أخيه الإمام المهدي بخمس وخمسين سنة وهذا عجيب السيد هاشم بن يحيى بن أحمد بن على بن الحسن بن محمد ابن صلاح بن الحسن بن جبريل بن يحيى بن محمد بن سليمان بن أحمد بن الإمام الداعي يحيى بن المحسن بن محفوظ بن محمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر ابن الحسن ابن الأمير عبد الله ابن الإمام المنتصر بالله ابن الإمام المختار القاسم ابن الإمام الناصر ابن الإمام الهادى يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم الشامى ثم الصنعانى أحد العلماء المشاهير والأدباء المجيدين ولد تقريبا سنة 1104 أربع ومائة وألف ونشأ بصنعاء وأخذ العلم عن أكابر علمائها كالسيد العلامة زيد بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم والعلامة الحسين بن محمد المغربى وطبقتهما وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران ودرس للطلبة وانتفع به أهل صنعاء وتخرج به جماعة من العلماء كشيخنا السيد العلامة عبد القادر بن احمد والسيد العلامة محمد بن اسحاق ابن الإمام المهدى والقاضى العلامة أحمد بن محمد القاطن وكثير من العلماء(2/312)
النبلاء وتولى القضاء بصنعاء أياما وله شعر فائق وفصاحة زائدة وشرع في جمع حاشية على البحر الزخار سماها نجوم الأنظار فكتب منها مجلدا في غاية الإتقان والتحقيق ولم تكمل ومن مقطعاته الفائقة قوله ( لم يبكنى جور الغرام ولا شجى *** قبل المتيم بلبل بسجوعه ) ( لكنه وعد الخيال بوصله *** طرفي فرش طريقه بدموعه ) ومن ذلك قوله ( قلبى قد ذاب فلا تحسبوا *** مبيض دمعى فض احداقى ) ( فهو دم القلب ولكنها *** قد صعدته نار اشواقى ) ومن ذلك قوله ( لاتندبن زمنا مضى *** ابدا ولا دهرا تقادم ) ( فالدهر يوم واحد *** والناس من حوا وآدم وما أحسن قوله من أبيات ( وإذا القلب على الحب انطوى *** فاشتراط القرب واللقيا غريب ) وقد ترجم له الحيمي في طيب السمر وذكر من نظمه قطعة مفيدة وكذلك ترجم له صاحب نسمة السحر ومن جملة من ترجم له تلميذه القاضى العلامة أحمد بن محمد قاطن في كتابه الذى سماه تحفة الإخوان وفي كتابه الذى سماه اتحاف الأحباب وقال فيه انه أخبره ان اقرارات النساء لقرابتهن وتمليكهن لهم وإباحتهن ونحو ذلك لا يصح عنده لضعف ادراكهن وعدم خبرتهن وحكى عنه انه وصل إليه بعض أهل صنعاء بقريبة له وقد كتب مرقوما تضمن انها ملكته أموالا وجاء بجماعة يعرفونها فقرأ عليها ذلك المرقوم فأقرت به فقال لها هل معك حلقة في يدك قالت نعم قال أريد(2/313)
أنظر إليها فأعطته حلقة كانت بإصبعها فقال لها وهذه اجعليها من جملة التمليك فقالت لا افعل انها لى وكرر ذلك عليها فلن تسعد قال فعلمت من ذلك أن المرأة لا تعد ما غاب عنها ملكا لها ثم مزق المكتوب وأقول لا ريب أن غالب النساء ينخدعن ويفعلن لا سيما للقرابة كما يريدونه بأدنى ترغيب أو ترهيب خصوصا المحجبات وقد يوجد فيهن نادرا من لها من كمال الإدراك ومعرفات التصرفات وحقائق الأمور ما للرجال الكملاء وقد رأيت من ذلك عجائب وغرائب والذى ينبغي الاعتماد عليه والوقوف عنده وهو البحث عن حال المرأة التى وقع منها ذلك فإن كانت ممارسة للتصرفات ومطلعة على حقائق الأمور وفيها من الشدة والرشد ما يذهب معه مظنة التغرير عليها فتصرفها صحيح كتصرف الرجال وإن لم يكن كذلك فالحكم باطل لأن وصاياها التى لا تتعلق بقربة يخصها من حج أو صدقة أو كفارة هو الواجب وكذلك تخصيصها لبعض القرابة دون بعض بنذر أو هبة أو تمليك أو اقرار يظهر فيه التوليج وأما تصرفاتها بالبيع إلى الغير والمعاوضة فالظاهر الصحة وإذا ادعت الغبن كانت دعواها مقبولة وإن طابقت الواقع ولا يحل دفعها بمجرد كونها مكلفة متولية للبيع ولا غبن على مكلف فإنها بمن ليس بمكلف أشبه إلا في النادر وجرت لصاحب الترجمة محنة في أول خلافة الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم بسبب ميله إلى السيد العلامة محمد بن اسحاق لما عارض المنصور فاختفى اياما ثم بعد ذلك رضي عنه المنصور وكان يعظمه ويكرمه ولما مرض صاحب الترجمة زاره إلى بيته وكان موته في آخر خلافته وذلك في ضحوة يوم السبت الثالث والعشرين من شهر صفر سنة 1158 ثمان وخمسين ومائة وألف وجميع عمره أربع وخمسون سنة كما ذكره السيد العلامة إبراهيم بن محمد الأمير في مجموع له(2/314)
هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن المسلم بن هبة الله الشيخ شرف الدين ابن البارزى الجهنى الحموى الشافعى ولد سنة 645 خمس وأربعين وستمائة وسمع من أبيه وجده وابراهيم ابن الخليل وابن الكامل وتفقه بأبيه وجده أيضا وابن العديم وابن عبد السلام وفاق الأقران في الفقه وأخذ الناس عنه فأكثروا وعظم قدره جدا وباشر قضاء حماه بدون مقرر وعين لقضاء الديار المصرية فلم يوافق وله تصانيف منها التمييز في الفقه وشرح الشاطبية وتفسير وكتاب السرعة في السبعة واختصر جامع الأصول مرتين ومن مختصره نقل الديبع التيسير وله كتاب في الأحكام وتوضيح الحاوى وكان فصيحا ومن لطيف كلامه سور حماه بربها محروس وهو مما لا يستحيل بالإنعكاس قال الذهبى برع في كل الفنون وشارك في الفضائل وانتهت إليه الإمامة في زمانه وكان من بحور العلم قوى الذكاء مكبا على الطلب قوى التصور وقال الأسنوى في الطبقات كان اماما راسخا في العلم له المصنفات العديدة المفيدة وصارت إليه الرحلة مات يوم الأربعاء العشرين من ذى الحجة سنة 738 ثمان وثلاثين وسبعمائة(2/315)
حرف الواو
وجيهة بنت على بن يحيى بن سلطان الأنصارية الصعدية ثم الإسكندرية
ولدت قبل سنة 640 أربعين وستمائة وقال ابن رافع والصفدى ولدت سنة 639 وسمعت من ابن النحاس وأحمد بن عبد المحسن القرافى مجلسين من حديث أبى المظفر ابن السمعانى لسماعه منه وسمعت كثيرا وأجاز لها جماعة وخرج لها بعض أهل الحديث مشيخة وحدث عنها جماعة كثيرة وماتت في رجب سنة 732 اثنتين وثلاثين وسبعمائة بالإسكندرية ودى بضم الواو وفتح الدال ابن حماد بن شخه الحسنى أمير المدينة النبوية الملقب بدر الدين ذكره الشهاب بن فضل الله وأنشد له شعرا مقبولا كتب به إليه في الحبس سنة 729 ومطلعه ( أنا ابن الكرام الطيبين بنى عمر *** ومن بهم في الجدب يستنزل المطر ) وقال في وصفه وسند الوادى وسيد النادى مقيم السنة وملبيها ورافض الرافضة ومقصيها وكان السلطان قبض عليه ثم أطلقه ولم يذكر تاريخ موته(2/316)
حرف الياء التحتية
يحيى بن أحمد بن مظفر مؤلف البيان
ترجم له في مطلع البدور واقتصر على ذكر اسمه واسم ابيه وجده وقال انه كان عارفا مجردا ولم يزد على هذا وبيض لترجمته وهو أحد العلماء المبرزين من الزيدية في علم الفقه أخذه عن علماء عصره كالفقيه يوسف ابن أحمد بن محمد بن عثمان كما صرح بذلك صاحب الترجمة في أول مصنفه الذى سماه البيان فإنه قال وجعلت فيه ما كان مطلقا فهو من كتابى التذكرة والزهور أو ما نقلته عن شيخى المشهور عالم الزمان يوسف بن أحمد بن محمد بن عثمان أو مما استحسنته من البحر الزخار وقد عكف الطلبة على كتابه المذكور في ديار الزيدية كصنعاء وذمار وصعدة وغيرها وصار لديهم من أعظم ما يعتمدونه في الفقه ومن جملة مشايخه الإمام المهدي أحمد بن يحيى كما صرح بذلك إبراهيم بن القاسم بن المؤيد في طبقاته وقال ان من جملة مصنفاته الكواكب على التذكرة والبيان وغير ذلك وأرخ موته سنة 875 خمس وسبعين وثمان مائة(2/316)
يحيى بن أبى بكر بن محمد بن يحيى بن محمد بن حسين العامرى الحرضى اليمانى الشافعى
ولد سنة 816 ست عشرة وثمان مائة وهو محدث اليمن وشيخها سمع من أبى الفتح المراغى بمكة وعلى بن إبراهيم النحوى باليمن ومحمد بن أبى الغيث الكرمانى بأبيات حسين وتفقه بأبيه ومن جملة شيوخه التقى بن فهد المتقدم ذكره واستفاد منه طلبة العلم ورحلوا إليه وله مصنفات منها العدد فيما لا يستغنى عنه أحد في عمل اليوم والليلة وغربال الزمان في التاريخ وبهجة المحافل وبغية الأماثل في السيرة والتحفة في الطب والرياض المستطابة في معرفة من روى في الصحيحين من الصحابة ومؤلفاته مشهورة مقبوله نافعة مفيدة ومات بحرض في سنة 893 ثلاث وتسعين وثمان مائة ودفن بها(2/317)
السيد يحيى بن الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد
ولد تقريبا سنة 1035 خمس وثلاثين وألف وهو أحد أكابر علماء آل الإمام القاسم ولم أجد له ترجمة استفيد منها تاريخ مولده أو موته على التعيين أو شيئا من أحواله بل أهمل ذكره أهل عصره فمن بعدهم ولعل سبب ذلك والله أعلم ميله إلى العمل بما في أمهات الحديث ورده على من خالف النصوص الصحيحة وقد رأيت له مؤلفا رد به على رسالة للقاضى أحمد بن سعد الدين المتقدم ذكره يتضمن الرد على أئمة الحديث وسمى صاحب الترجمة مؤلفه صوارم اليقين لقطع شكوك القاضى أحمد بن سعد الدين وهو مؤلف ممتع يدل على طول باع مصنفه وكذلك رأيت له مصنفا سماه الإيضاح لما خفى من الاتفاق على تعظيم صحابة المصطفى ووقع بينه وبين أهل عصره قلاقل بسبب تظهره بما تقدم وبالجملة فهو من أهل القرن الحادي عشر نعم رأيت السيد إبراهيم بن القاسم بن المؤيد ذكره في طبقاته مهملا لمولده ووفاته ولكنه قال انه قرأ على السيد أحمد بن على الشامى وعلى السيد الحسين بن محمد التهامى وقرأ الأصول على أحمد بن صالح العنسى وأجاز له أحمد بن سعد الدين وذكر له روايات في كتب الحديث قال وأخذ عنه جماعة قال وكان اماما محققا له تصانيف جليلة منها كتاب التاريخ في مجلدين وشرح مجموع زيد بن على وهو يدل على تمكن واطلاع في جميع العلوم انتهى منقولا باختصار وله مصنفات كثيرة وقد عددها في آخر كتابه المسمى الزهر في أعيان العصر وسرد منها زيادة على أربعين منها ما هو في مجلدات وأرخ موته بعض المتأخرين في سنة نيف وثمانين وألف(2/318)
السيد يحيى بن الحسين ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الشهارى الزيدي العالم المشهور ترجم له ولده يوسف بن يحيى في نسمة السحر وقال انه ولد بشهارة ولم يقع له تاريخ ولادته قلت ولكنه قد وقع لإبراهيم بن القاسم فقال في طبقاته انه ولد ليلة الإثنين المسفر صباحه عن رابع شهر الحجة سنه 1044 أربع وأربعين وألف وقال انه نقل ذلك من خط والده صاحب الترجمة وأخذ عن القاضى أحمد بن سعد الدين وذكر ولده المذكور في ذلك الكتاب ما يدل على أن مشائخ صاحب الترجمة اثنا عشر ولكنه لم يسم غير القاضى المذكور ثم ان صاحب الترجمة ارتحل إلى صنعاء وكان الأمير بها اذ ذاك عمه السيد على بن المؤيد فزوجه ابنته وأعطاه الدار المعروفة إلى الآن بدار حرير واستقر بصنعاء وأخذ عنه الطلبة وكان(2/319)
مشهورا بالحفظ وأخذ علم الطب عن الحكيم محمد بن صالح الجيلاني المتقدم ذكره وله منظومة تشتمل على عقيدة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم صنفها في حياته وشرحها وجمع رسالة في توثيق أبي خالد الواسطى راوى المجموع وولاه الإمام المهدي أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم بريم وذمار وعفار وحج مرات وفي آخرها عاد مريضا إلى شهارة محمولا فمات في صفر سنة 1090 تسعين وألف وله تلامذة نبلاء منهم القاضى أحمد بن ناصر بن عبد الحق والأديب أحمد بن محمد الآنسى المتقدم ذكره وكذلك الشاعر المشهور الحسن بن على بن جابر الهبل وكان متظهرا بالرفض وثلب الاعراض المصونة من أكابر الصحابة ومشى على طريقته تلامذته ورأيت بخط السيد يحيى بن الحسين المذكور قبله أن صاحب الترجمة تواطأ هو وتلامذته على حذف أبواب من مجموع زيد بن على وهي ما فيه ذكر الرفع والضم والتأمين ونحو ذلك ثم جعلوا نسخا وبثوها في الناس وهذا أمر عظيم وجناية كبيرة وفي ذلك دلالة على مزيد الجهل وفرط التعصب وهذه النسخ التى بثوها في الناس موجودة الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله وله نظم أورده ولده في نسمة السحر وهو ( لحى الله شخصا يرتضى بمهانة *** ذليلا مهانا عاجز النفس حائرا ) ( مرج لشخص كل يوم وليلة *** وربك رب العرش يكفيك ناصرا ) السيد يحيى بن الحسين بن يحيى بن على بن الحسين مصنف الياقوتة والجوهرة المشهور المذكور في كتب الفقه ومن مؤلفاته اللباب في الفقه وتوفى سنة 729 تسع وعشرين وسبعمائة عن نيف وستين سنة ودفن بجوار جامع صنعاء بمحل يقال له العوسجة(2/320)
الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة بن على بن إبراهيم بن محمد بن ادريس بن على بن جعفر بن على ابن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين السبط بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم ولد بمدينة صنعاء سابع وعشرين من صفر سنة 669 تسع وستين وستمائة واشتغل بالمعارف العلمية وهو صبى فأخذ في جميع أنواعها على أكابر علماء الديار اليمنية وتبحر في جميع العلوم وفاق أقرانه وصنف التصانيف الحافلة في جميع الفنون فمنها الشامل في أربع مجلدات ونهاية الوصول إلى علم الأصول ثلاث مجلدات والتمهيد لعلوم العدل والتوحيد مجلدان والتحقيق في الأكفار والتفسيق مجلد والمعالم مجلد هذه جميعها في أصول الدين وفي أصول الفقه الحاوى في ثلاث مجلدات وفي النحو الاقتصاد في مجلد والحاصر لفوائد مقدمة طاهر مجلد والمنهاج مجلدان والمحصل في شرح اسرار المفصل اربع مجلدات وفي علم المعانى والبيان الإيجاز في مجلدين والطراز مجلدان وفي الفقه الانتصار ثمانية عشر مجلدا والاختيارات مجلد ومن مصنفاته الأنوار(2/321)
المضية شرح الأحاديث النبوية على السيلقية مجلدان والسيلقية هى المعروفة عند المحدثين بالودعانية وله الديباج الوضى في شرح كلام الرضى من كلام على بن أبى طالب كرم الله وجهه وله في علم الفرائض الإيضاح لمعانى المفتاح مجلد والتصفية في الزهد مجلد والقانون المحقق في علم المنطق والجواب القاطع للتمويه عما يرد على الحكمة والتنزيه والجواب الرايق في تنزيه الخالق والجوابات الوافية بالبراهين الشافية والكاشف للغمة عن الاعتراض عن الأمة والرسالة الوازعة لذوى الألباب عن فرط الشك والارتياب والرسالة الوازعة للمعتدين عن سب أصحاب سيد المرسلين وله غير ذلك من المصنفات الكثيرة حتى قيل أنها بلغت إلى مائة مجلد ويروى أنها زادت كراريس تصانيفه على عدد أيام عمره وهو من أكابر أئمة الزيدية بالديار اليمنية وله ميل إلى الإنصاف مع طهارة لسان وسلامة صدر وعدم اقدام على التكفير والتفسيق بالتأويل ومبالغة في الحمل على السلامة على وجه حسن وهو كثير الذب عن أعراض الصحابة المصونة رضى الله عنهم وعن أكابر علماء الطوايف رحمهم الله وقد دعا إلى نفسه عقب موت الإمام المهدى محمد بن المطهر المتقدم ذكره وعارضه الإمام على بن صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين والإمام الواثق المطهر بن محمد بن المطهر الفصيح المشهور صاحب الرسالة المتداولة إلى شرحها الحيمى من المتأخرين ومن جملة المعارضين له السيد أحمد بن على ابن أبي الفتح الديلمى ولكن أجاب الناس في الديار اليمنية دعوة صاحب الترجمة ولم يلتفتوا إلى غيره وكان من الأئمة العادلين الزاهدين في الدنيا المتقللين منها وهو مشهور بإجابة الدعوة وله كرامات(2/322)
عديدة وبالجملة فهو ممن جمع الله له بين العلم والعمل والقيام بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومات في سنة 705 خمس وسبعمائة بمدينة ذمار ودفن بها وقبره الآن مشهور مزورو مما شاع على الألسن انه إذا دخل رجل يزوره ومعه شيء من الحديد لم تعمل فيه النار بعد ذلك وقد جربت ذلك فلم يصح وكذلك اشتهر انه إذا دخل شيء من الحيات قبته مات من حينه(2/323)
يحيى بن صالح بن يحيى الشجري ثم الصنعانى المعروف بالسحولى ولد في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة 1134 أربع وثلاثين ومائة وألف ونشأ بصنعاء وأخذ عن والده وعن جماعة من العلماء في الفقه وفي الحديث عن السيد العلامة عبد الله بن لطف البارى الكبسى المتقدم
ذكره وبرع في الفروع وشارك في غيرها واتصل بالإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم فولاه القضاء فباشر بصرامة وشهامة وفطانة وهو دون العشرين ففاق على المباشرين للقضاء وتقدم عليهم وتصدر في الديوان وفيه علماء أكابر كالسيد العلامة أحمد بن عبد الرحمن المتقدم ذكره وبهر الناس بحسن تصرفه وجودة ذكائه وحفظه لقضايا الشجار واستحضاره لما تقدم عهده منها فقر به الإمام المنصور بالله وعظمه وفوض إليه غالب أمور القضاء فلما مات الإمام المنصور بالله في سنة 1161 وقام بعده ولده الإمام المهدى لدين الله العباس بن الحسين بالغ في تعظيم صاحب الترجمة وضم إليه الوزارة إلى القضاء وصار غالب أمور الخلافة تدور عليه وعظمت هيبته في القلوب واشتهر صيته وطار ذكره فاستمر كذلك إلى سنة 1172 فنكبه الإمام المهدى واستأصل غالب أمواله وسجنه فاستمر مسجونا أعواما ثم أفرج عنه ولزم بيته والناس يترددون إليه لأخذ العلم عنه ويستفتونه في المعضلات فاستمر كذلك حتى مات الإمام المهدى في سنة 1189 وصارت الخلافة إلى مولانا الإمام المنصور بالله على بن العباس حفظه الله فأعاد صاحب الترجمة إلى القضاء الأكبر وفوض إليه جميع ما يتعلق بذلك وصار إليه المرجع من جميع قضاة الديار اليمانية فباشر ذلك بحرمة وافرة ومهابة زائدة وفخامة عظيمة وصار المتصدر في الديوان وليس لأحد من القضاة معه كلام بل ما أبرمه لا يطمع أحد في نقضه وما أبطله لا يقدر غيره على تصحيحه وكان الخليفة حفظه الله يشاوره فيما يعرض من الأمور المهمة الخاصة بأمور الخلافة بل كان الوزراء جميعا يترددون إليه ويعملون بما يرشدهم إليه وبالجملة فكان صدرا من الصدور متأهلا للرياسة ذا دراية(2/324)
بالأمور قد حنكته التجارب ومارس جميع الأمور المتعلقة بالمملكة وعرف أحوال الناس وأحاط بجميع الأمور العرفية مع فطنة عظيمة وذكاوة مفرطة وحافظة باهرة حتى اشتهر في الناس بأنه إذا ذهب سجل من اسجال الخصومات على رجل متمسك به وجاء إليه بعد سنين كتبه بلفظه لا من ديوان يجمع فيه ما يتفق من ذلك بل من حفظه وهذا شيء يتقاصر عنه غالب القدر البشرية وكان لعظمته في الصدور وجلالته عند الجمهور بمحل يقصر عنه الوصف بل كان يقال في حياته انه إذا مات اختل نظام المملكة فضلا عن نظام القضاء واستمر على ذلك إلى أن مات وكان له اطلاع تام على كتب الأئمة وسائر علماء الزيدية وشغلة عظيمة بذلك وكذلك بغيرها فإنه كان يقرأ عليه جماعة من علماء صنعاء في صحيح مسلم وفيه من سعة الصدر وحسن الخلق وكمال السياسة وجودة الرأى مالم يسمع بمثله في أهل العصر والحاصل انه من رجال الدهر حزما وعزما وإقداما وإحجاما ودهاء وتوددا وخبرة ورياسة وسياسة وجلالة ومهابة وفصاحة ورجاحة وشهامة ولما مات في أول يوم من رجب سنة 1209 تسع ومائتين وألف أمرنى مولاى الإمام المنصور بالله حفظه الله بالقيام بما كان صاحب الترجمة يقوم به من القضاء حسبما شرحته في ترجمة مولانا الإمام حفظه الله من هذا الكتاب ولصاحب الترجمة رسائل وفتاوى رأيتها مجموعة في مجلد لطيف وله رسالة سماها التثبيت والجواز أجاب بها على اعتراض العلامة الحسن الجلال على مؤلف القاضى العلامة إبراهيم بن يحيى السحولى الذى جمعه في اسناد المذهب وسماه الطراز المذهب ولصاحب الترجمة نظم كنظم العلماء ومنه ما كتبه إلى قبل موته بنحو سنة ابتلاء ولم يكن بينى وبينه اتصال بل لم أجتمع به قط وهو(2/325)
( يا أنفع الناس في التدريس في البلد *** وباذلا نفسه في طاعة الصمد ) ( ويا جمال أولى التحقيق عن كمل *** على تواضع هل الفضل والرشد ) ( ومن له القلب يقضى بالمحبة في *** حب المهيمن لا زالت على الأبد ) ( بقيت تحيى ربوع العلم مجتهدا *** في نشرها عن أولى التحقيق والسند ) ( ولا شغلت بآفات العلوم ولا *** برحت في اللطف من خلاقنا الأحد ) وهى أبيات أكثر من هذا فأجبته بقولى ( يامن له في المعالى أرفع السند *** ومن غدا باتفاق بيضة البلد ) ( نظامك الدر يا ابن الأكرمين أتى *** أهداه خير أب بر إلى ولد ) ( لا زلت تفرى أديم الجهل عن نفر *** لا يعرفوا الفرق بين النقد والنقد ) ( ودمت ترفع من رام التوثب في *** مسارح الشرع عطلانا عن العدد ) ( لولاك صار القضافي العصر ملعبه *** سياسة باسم شرع الواحد الصمد )
( فالله يبقيك تحيى من مراسمه *** معاهدا وتحوط الدين عن أود )(2/326)
يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن صالح بن على بن عمر بن عقيل بفتح المهملة ابن زرمان بتقديم الزاي العجيسى البخاري المالكى نزيل القاهرة المعروف بالعجيسى ولد في سنة 777 سبع وسبعين وسبعمائة بأرض عجيسة ومكث في بطن أمه أربع سنين ونشأ بها وحفظ القرآن وكتبا ثم ارتحل للطلب إلى بجاية فأخذ عن يعقوب بن يوسف والزواوى وابن صابر ثم جال في مدائن المغرب فأخذ عن أحمد بن الخطيب وابن عرفة وأبى عبد الله المراكشى وجماعة عدة في فنون كثيرة ثم رحل إلى بلاد الشرق فدخل قابس وطرابلس وإسكندرية فلقى أهلها وأخذ عنهم ومن جملة من أخذ عنه البدر بن الدمامينى ودخل القاهرة ثم حج وزار ورجع إلى دمشق وحلب وسائر مدائن الشام واستقر بالقاهرة متقيدا للإقراء والتأليف والمطالعة ومن جملة مصنفاته شروح عدة كتبها على الألفية واحد منها في أربع مجلدات وعمل تذكرة فيها فوائد وكان ممن قرأ عليه في الابتداء ابن الهمام ودرس بعده بعدة مدارس وكان حافظا للأخبار والنوادر فكان يسرد أخبار الصحابة من الاستيعاب لابن عبد البر سردا حلوا حتى يكاد يأتي على جميع مافيه ومات في يوم الأحد السابع والعشرين من شعبان سنة 862 اثنتين وستين وثمانمائة بالقاهرة(2/327)
يحيى بن على بن محمد بن عبد الله الشوكانى الصنعانى أخو مؤلف هذا الكتاب قد تقدم تمام نسبه في ترجمة والده ولد ضحوة يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر رجب سنة 1190
تسعين ومائة وألف بصنعاء ونشأ بها وقرأ على جماعة من المتصدرين الآن بجامع صنعاء كالعلامة محمد بن على السودى المتقدم ذكره والعلامة سعيد بن إسماعيل الرشيدى وآخرين وهو الآن قد قرأ عدة من كتب النحو والصرف والمنطق والفقه وبعض مختصرات الأصول وله عناية كاملة بهذا الشأن ورغبة ونشاط وإقبال على الطاعة ورصانة وحفظ اللسان عن الفلتات التى لا يخلو عنها غالب أمثاله ونجابة كاملة وذهن وقاد وفكر إلى ادراك الحقائق منقاد وحسن سمت وقنوع وعفاف ومحاسن أوصاف فتح الله عليه بالمعارف وجعله من العلماء العاملين وبعد هذا قرأ على جماعة من أكابر العلماء كالسيد العلامة الحسن بن يحيى الكبسي والقاضى العلامة عبد الله بن محمد مشحم والقاضى العلامة الحسين بن أحمد السياغى واستفاد في علوم الاجتهاد وصار من علماء العصر وقرأ على في مصنفاتى وغيرها وصار الآن يقرىء الطلبة في علوم متعددة آلية وتفسيرية وحديثية كالأمهات وغيرها وقد سمع منى الأمهات وغيرها من كتب الحديث وسمع منى تفسير الزمخشرى والمطول وحواشيهما والرضي في النحو وغير ذلك ومن كتب الآل الأحكام للإمام الهادى وأمالى أحمد بن عيسى والتجريد للإمام المؤيد بالله وشفاء الأمير الحسين وغير ذلك وسمع منى من مؤلفاتى السيل الجرار ونيل الأوطار وتحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين وتفسيري المسمى فتح القدير الجامع بين فنى الرواية والدراية من علم التفسير وغيرها وقد أخذ عنى العلوم بطريق السماع ثم أكدت ذلك بالإجازة العامة له في جميع ما اشتمل عليه كتابى الذى سميته اتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر وجميع مصنفاتي وجميع مالى من نظم ونثر وهو كثر الله(2/328)
فوائده ومتع بحياته جيد النظم إلى الغاية القصوى وله من ذلك قصائد فرايد وبالجملة فهو حسنة من حسنات الزمن وفرد من أفراد قطر اليمن وله شيوخ غير من ذكرته سابقا كالقاضى العلامة أحمد بن محمد الحرازى شيخنا رحمه الله فإنه قرأ عليه في الفروع والقاضى العلامة عبد الرحمن بن أحمد البهكلى فإنه قرأ عليه في النحو والقاضى العلامة حسين بن محمد العنسي قرأ عليه في المنطق والنحو والأصول وسيدنا العلامة يحيى بن محمد الحبورى رحمه الله قرأ عليه في النحو وسيدى العلامة محمد بن عبد الرب بن محمد بن زيد قرأ عليه في النحو وقد برع في كثير من العلوم زاده كمالا
السيد يحيى بن القاسم بن عمر بن على العلوى الحسنى اليمانى الصنعانى عز الدين
ولد سنة 680 ثمانين وستمائة وقرأ على مشائخ اليمن ثم ارتحل إلى بغداد والشام وخراسان وقرأ على علماء هذه الديار وبرع في علوم كثيرة وأكثر الاشتغال بالكشاف وصنف حاشيته المشهورة بحاشية العلوى وهو الذى يشير إليه المتأخرون بالفاضل اليمنى وتارة بالفاضل العلوى وقد ترجمه الصفدى وذكر قدومه عليهم إلى الشام في سنة 749 ولم يذكره ابن حجر في الدرر الكامنة فهو ممن فاته من الأكابر المشهورين وذكر صاحب مطلع البدور أنه يقال ان قبر صاحب الترجمة بجهة اللجب من الشرق الأشرف أحد المواضع المشهورة باليمن قال وتسميه أهل اللجب الشولبى قال وذكر بعض المطلعين على التاريخ أنه مات قافلا من رحلته الكبيرة بالشرحة ولعل الذى في اللجب مؤلف سيرة الإمام على بن(2/329)
صلاح فالله أعلم ومن شعر صاحب الترجمة السائر المشهور قوله ( ان المفصل والمفتاح قد شغلا *** صباى واستغرقا بالدرس أوقاتى ) ( ووافق الفائق الكشاف آونه *** مع الأساس على كدى وأعناتى ) ( ولا تسل عن داووين القريض ودع *** ذكر المقامات عنى والمقالات ) ( والله يعلم ما عنيت من تعب *** في الجامعين وتخريج الزيادات ) ( وفي الأصول وفي فن الخلاف على *** رأى العميدى ثم الأبهريات ) ( وخضت في ابحر الرازي أعبر من *** شرح العيون إلى شرح الإشارات ) ( وكم نسخت وكم صححت من نسخ *** وكم تصرفت في محو وإثبات ( وكم لقيت شيوخا برزوا قدما *** في الصالحات وفاقوا في الروايات ) ( فما استفدت بما حصلت في عمري *** سوى عقارب تؤذينى وحيات ) ( والآن سن أشدى قد ارتنى من *** وخط المشيب على فودى آيات ) ( والله أسأل توفيقا يعين على *** قضاء مافات من فرض العبادات ) ( وتوبة من معاصى سودت صحفى *** وغرقتنى في لج الخطيئات ) ( فتلك عصبة دهر ما يسوغ بها *** لى مطعم في غدوى والعشيات )
يحيى بن محمد بن حسن بن حميد بن مسعود المقراى بلدا الحارثى المدحجى نسبا الزيدى مذهبا ولد سنة 908 ثمان وتسعمائة وقرأ على جماعة منهم محمد بن أحمد مرغم ومحمد بن يحيى بهران ومحمد بن أبى بكر الشافعى وغيرهم ورحل إلى مكة ولقى ابن حجر الهيثمى وسأله بمسائل وأخذ عنه جماعة من العلماء وله مصنفات منها شرح الأثمار سماه الوابل المغرار ومنها الفتح وشرحه والتوضيح ومصباح الفرائض وشرحه ونزهة الأنظار ومات في رجب سنة 990 تسعين وتسعمائة(2/330)
يحيى بن محمد بن سعيد بن فلاح بن عمر الشرف العبسى القاهرى الشافعى المعروف بالقبانى ولد في جمادى الآخرة سنة 827 سبع وعشرين وثمان مائة بالقاهرة فحفظ القرآن ومختصرات كثيرة وتلا بالسبع على جماعة وأخذ عن آخرين كالحافظ بن حجر والمناوى والعلم البلقينى وابن الهمام والجلال المحلى وطلب الحديث بنفسه وتردد إلى الشيوخ كالرشيدى والصالحى وحج وجاور وأخذ عن المراغى والتقى بن فهد وله مصنفات منها بشرى الأنام بسيرة خير الأنام وبغبة السؤول في مدح الرسول والكواكب المضية في مدح خير البرية والمجموع الحسن من الخلق الحسن وفتح المنعم على مسلم والابتهاج على المنهاج وغير ذلك وعرض له وسواس حتى قرب من حد الجنون وزاد ذلك حتى تضعضع حاله حتى مات في ذى الحجة سنة 900 تسعمائة السيد
يحيى بن محمد بن عبد الله بن الحسين ابن الإمام القاسم ابن محمد الصنعانى أخذ العلم بصنعاء عن جماعة من العلماء وشارك في الفقه وغيره وكان أحد قضاة الحضرة الإمامية بل كان رئيس القضاة ولكنه لم يكن بيده من الأمر شيء مع القاضى العلامة يحيى بن صالح السحولى وكان ساكنا وقورا قليل الخلاف غير محب للرياسة ولا مقتحما للأمور الخطرة في فصل الخصومات ولو أراد ذلك لكان له يد قوية وصولة عظيمة لكونه من آل الإمام ولعلو سنه وكان غالب اشتغاله بالطب والمعول(2/331)
عليه في صنعاء في مداواة المرضى وفيه بركة ظاهرة قل أن يداوى مريضا فلا يشفى ولم يكن ليأخذ على ذلك أجرا بل قد يسمح بأدوية لها قيمة ومقدار لكثير من الفقراء وله ما جريات في العلاجات يتواصفها الناس فمنها ما اخبرنى به بعض الثقات أن رجلا حصل معه مرض وورمت عضداه حتى صارتا في العظم والصلابة بحيث إذا غمزتا بالإصبع غمزا شديدا لا تدخل فيهما ولا يظهر لذلك أثر فذهب المخبر لى إلى صاحب الترجمة ووصف له ذلك فقال هذا المرض سببه أنه وضع قلنسوته التى تباشر رأسه وتتلوث بالعرق فلدغتها عقرب فصار فيها شيء من السم ثم وضع بعد ذلك القلنسوة على رأسه وعرق فتنزل ذلك في مسام الشعر واحتقن بالعضدين فهو لا شك ميت فكان الأمر كما ذكره من موت ذلك المريض وله من ذلك عجائب وغرائب مع أنه لم يأخذ علم الطب عن شيوخ مشهورين بل كانت فايدته بالمطالعة والتجريب المتكرر والممارسة ولم يخلف بعده مثله بحيث كثر تأسف الناس عليه ومن جملة ما اتفق باطلاعي أنه حصل مع الوالد رحمه الله انتفاخ في البطن وتقلص شديد فكتبت إلى صاحب الترجمة أصف له ذلك فأجاب أنه يحسن أن يشرب ماء ورد بعد أن يخلط به بزر قطنا فعجبت من ذلك وقلت في نفسى هذا الدواء انما يصلح لمن كان محرورا وانتفاخ البطن لا يكو إلا من البرودة وهممت أن لا أظهر ذلك للوالد فزاد مرضه حتى خشيت عليه أن يموت فعرفته بما وصفه صاحب الترجمة من الدواء فاستدعاه وشربه فشفى من ساعته وذهب أثر الانتفاخ مع أن عمره حينئذ في نحو السبعين سنة ومات صاحب الترجمة في غرة شهر رجب سنة 1201 إحدى ومائتين وألف(2/332)
السيد يحيى بن محمد الحوثى ثم الصنعانى
ولد تقريبا سنة 1160 ستين ومائة وألف أو قبلها بيسير أو بعدها بيسير ونشأ بصنعاء فاشتغل بعلم الفرائض والحساب والضرب والمساحة ففاق في ذلك أهل عصره وتفرد به ولم يشاركه فيه أحد وصار الناس عيالا عليه في ذلك ولم يكن له بغير هذا العلم المام مع أنه قد توجه إلى الطلب ولكن كان كل حظه في هذا العلم وهو رجل خاشع متواضع كثير الأذكار سليم الصدر إلى غاية يعتريه في بعض الأحوال حدة مفرطة وكان قد حصل معه جنون في أيام شبابه ثم عافاه الله من ذلك وما زال مواظبا على الخير لكنه قليل ذات اليد بما يضيق صدره لذلك مع كثرة عائلته ويسر الله له ما يقوم به بعد مزيد امتحان وهو شيخى في علم أخذت عنه علم الفرائض والوصايا والضرب والمساحة وفي ليلة رابع عشر شهر رمضان سنة 1216 ثارت بسببه فتنة عظيمة بصنعاء وذلك ان بعض اهل الدولة ممن يتظهر بالتشيع مع الجهل المفرط والرفض باطنا أقعد صاحب الترجمة على الكرسى الذى يقعد عليه أكابر العلماء المتصدرون للوعظ وأمره أن يملى على العامة كتاب تفريج الكروب للسيد اسحاق بن يوسف المتوكل المتقدم ذكره وهو في مناقب على كرم الله وجهه ولكن لم يتوقف صاحب الترجمة على ما فيه بل جاوز ذلك إلى سب بعض السلف مطابقة لغرض من حمله على ذلك لقصد الإغاظة لبعض أهل الدولة المنتسبين إلى بنى أمية كل ذلك لما بين الرجلين من المنافسة على الدنيا والمهافتة على القرب من الدولة وعلى جمع الحطام فكان صاحب الترجمة يصرخ باللعن على الكرسى فيصرخ معه من(2/333)
يحضر لديه من العامة وهم جمع جم وسبب حضورهم هو النظر إلى ما كان يسرج من الشمع وإلى الكرسى لبعد عهدهم به وليسوا ممن يرغب في العلم فكان يرتج الجامع ويكثر الرهج ويرتفع الصراخ ومع هذا فصاحب الترجمة لا يفهم ما في الكتاب لفظا ولا معنى بل يصحف تصحيفا كثيرا ويلحن لحنا فاحشا ويعبر بالعبارت التى يعتادها العامة ويتحاورون بها في الأسواق وقد كان في سائر الأيام يجتمع معهم ويملى عليهم على الصفة التى قدمنا ذكرها في مسجد الإمام صلاح الدين فأراد ان يكون ذلك في جامع صنعاء الذى هو مجمع الناس ومحل العلماء والتعليم لقصد نشر اللعن والثلب والتظاهر به فلما بلغ ذلك مولانا خليفة العصر حفظه الله جعل اشارة منه إلى عامل الأوقاف السيد إسماعيل بن الحسن الشامى انه يأمر صاحب الترجمة ان يرجع إلى مسجد صلاح الدين فأمر السيد المذكور الفقيه أحمد بن محسن حاتم رئيس المأذنة أن يبلغ ذلك إلى صاحب الترجمة فأبلغه فحضر العامة تلك الليلة على العادة ومعهم جماعة من الفقهاء الذين وقع الظلم بهذا الاسم باطلاقه عليهم فإنه أجهل من العامة فلما لم يحضر صاحب الترجمة في الوقت المعتاد لذلك وهو قبل صلاة العشاء ثاروا في الجامع ورفعوا أصواتهم باللعن ومنعوا من إقامة صلاة العشاء ثم انضم إليهم من في نفسه دغل للدولة أو متستر بالرفض ثم اقتدى بهم سائر العامة فخرجوا من الجامع يصرخون في الشوارع بلعن الأموات والأحياء وقد صاروا الوفا مؤلفة ثم قصدوا بيت الفقيه أحمد حاتم فرجموه ثم بيت السيد إسماعيل بن الحسن الشامى فرجموه وأفرطوا في ذلك حتى كسروا كثيرا من الطاقات ونحوها وقصدوه إلى مدرسة الإمام شرف الدين(2/334)
يريدون قتله فنجاه الله وهرب من حيث لا يشعرون وقد كانوا أيضا قصدوا قتل الفقيه أحمد حاتم فهرب من الجامع إلى بيتى ونحن اذ ذاك نملى في شرحى للمنتقى مع حضور جماعة من العلماء ثم بعد ذلك عزم هؤلاء العامة وقد تكاثف عددهم إلى بيت السيد على بن إبراهيم الأمير المتقدم ذكره ورجموه وأفزعوا في هذه البيوت أطفالا ونساء وهتكوا حرما وكان السبب في رجمهم بيت السيد المذكور انه كان في تلك الأيام يتصدر للوعظ في الجامع ولم يكن رافضيا لعانا ثم عزموا جميعا وهم يصرخون إلى بيت الوزير الحسن بن عثمان العلفى وإلى بيت الوزير الحسن بن على حنش المتقدم ذكره والبيتان متجاوران فرجموهما وسبب رجم بيت الأول كونه أموى النسب ورجم بيت الآخر كونه متظهرا بالسنة متبريا من الرفض فأما بيت الفقه حسن حنش فصعد جماعة من قرابته على سطحه ورجموهم حتى تفرقوا عنه وأصابوا جماعة منهم أما بيت الفقيه حسن عثمان فرجموه رجما شديدا واستمروا على ذلك نحو أربع ساعات حتى كادوا يهدمونه وشرعوا في فتح أبوابه ووقع الرمى لهم بالبنادق فلم ينكفوا لكونه لم يظهر لذلك فيهم أثر إذ المقصود بالرمى ليس إلا مجرد الإفزاع لهم ثم بعد ذلك غار بعض أولاد الخليفة حفظه الله وبعض أصحابه فكفوهم فانكفوا وقد فعلوا ما لايفعله مؤمن ولا كافر وفي اليوم الآخر أرسل الخليفة حفظه الله للوزير والأمراء وقد حصل الخوف العظيم من ثورة العامة وطال التراود والمشاورة بينهم ومن بعد ذلك أرسل لى حفظه الله فوصلت إليه حفظه الله فاستشارنى فأشرت عليه أن الصواب المبادرة بحبس جماعة من المتصدرين في الجامع للتشويش على(2/335)
العوام وإيهامهم أن الناس فيهم من هو منحرف عن العترة وأن التظاهر بما يتظاهرون به من اللعن ليس المقصود به إلا إغاظة المنحرفين ونحو هذا من الخيالات التى لا حامل لهم عليها إلا طلب المعاش والرياسة والتحبب إلى العامة وكان من أشدهم في ذلك السيد إسماعيل بن عز الدين النعمى فإنه كان رافضيا جلدا مع كونه جاهلا جهلا مركبا وفيه حدة تفضى به إلى نوع من الجنون وصار يجمع مؤلفات من كتب الرافضة ويمليها في الجامع على من هو أجهل منه ويسعى في تفريق المسلمين ويوهمهم أن أكابر العلماء وأعيانهم ناصبة يبغضون عليا كرم الله وجهه بل جمع كتابا يذكر فيه أعيان العلماء وينفر الناس عنهم وتارة يسميهم سنية وتارة يسميهم ناصبة ومع هذا فهو لا يدرى بنحو ولا صرف ولا أصول ولا فروع ولا تفسير ولا حديث بل هو كصاحب الترجمة في التعطل عن المعارف العلمية لكن صاحب الترجمة يعرف فنا من فنون العلم كما قدمنا وأما هذا فلا يعرف شيئا الا مجرد المطالعة لمؤلفات الرافضة الإمامية ونحوهم الذين هم أجهل منه ويشبه الرجلين رجل آخر هو أحد عبيد مولانا الإمام حفظه الله اسمه ضرغام رأس ماله الاطلاع على بعض كتب الرافضة المشتملة على السب للخلفاء وغيرهم من اكابر الصحابة فصار هذا يقعد في الجامع ويملى سب الصحابة على من هو أجهل منه فهذه الأمور هى سبب ما قدمنا ذكره فلما اشرت على مولانا الإمام حفظه الله بحبس هؤلاء وجماعة ممن يماثلهم حصل الاختلاف الطويل العريض في مقامه الشريف بين من حضر من أولاده ووزرائه ومنشأ الخلاف أن من كان منهم مائلا إلى الرفض وأهله فهو لا يريد هذا ومن كان على خلاف ذلك فهو يعلم أنه(2/336)
الصواب وانها لا تندفع الفتنة ألا بذلك فصمم مولانا حفظه الله على حبس من ذكر ثم أشرت عليه حفظه الله أن يتتبع من وقع منه الرجم ومن فعل تلك الافاعيل فوقع البحث الكلي منه ومن خواصه فمن تبين انه منهم أودع الحبس والقيد ومازال البحث بقية شهر رمضان حتى حصل في الحبس جماعة كثيرة فلما كان رابع شوال طلب الإمام حفظه الله الفقهاء المباشرين للرجم فبطحوا تحت طاقته وضربوا ضربا مبرحا ثم عادوا إلى الحبس ثم طلب في اليوم الثانى سائر العامة من أهل صنعاء وغيرهم المباشرين للرجم ففعل بهم كما فعل بالاولين وضربت المدافع على ظهور جماعة منهم ثم بعد أيام جعلوا في سلاسل حديد وارسل بجماعة منهم إلى حبس زيلع وجماعة إلى حبس كمران وفيهم ممن لم بياشر الرجم السيد إسماعيل بن عز الدين النعمي المتقدم وسبب ذلك انه جاوز الحد في التشديد في الغرض كما قدمنا وأما صاحب الترجمة ومن شابههه في هذا المسلك فانه حبس نحو شهرين ثم أطلق هو ومن معه وكذلك عامل الوقف السيد إسماعيل بن الحسن الشامى والسيد على بن إبراهيم الامير والفقيه أحمد حاتم فانهم حبسوا مع الجماعة وأطلقوا معهم وبالجملة فهذه فتنة وقى الله شرها بالحزم الواقع بعد أن وجلت القلوب وخاف الناس واشتد الخجطب وعظم الكرب وشرحها يطول وبعد هذه الواقعة بنحو سنة عول صاحب الترجمة في ان يكون أحدأعوان الشرع ومن جملة من يحضر لدى فاذنت له وصار يعتاش بما يحصل له من أجرة تحرير الورق وذلك خير له مما كان فيه ان شاء الله(2/337)
السيد العلامة يحيى بن مطهر بن إسماعيل بن يحيى ابن الحسين بن القاسم
ولد شهر جمادى الاولى سنة 1190 تسعين ومائة وألف وطلب العلم على جماعة من مشايخ صنعاء كالقاضى العلامة عبد الله بن محمد مشحم وطبقته وله سماعات كثيرة وشغله تامة بالعلم وتقيد بالدليل ومحبة للانصاف كما كان جد أبيه المذكورقريبا وهو حال تحرير هذه الترجمة يقرأ على في العضد وحواشيه وفي شرح التجريد للمؤيد بالله وفي شرحى على المنتقى وفي مؤلفى المسمى اتحاف الاكابر باسناد الدفاتر وفي مؤلفى المسمى بالدرر وشرحه المسمى بالدرارى وفي الكشاف وحواشيه وفتح البارى والعواصم وفي البخارى ومسلم والنسائى وابن ماجه والموطاء وفي تفسيرى للقران وفي الرضى وفي النحو وفي المطول وغير ذلك وله قراءات على في سنن أبي داود والترمذى وغير ذلك وله ابحاث ومسائل وهو على منهج سلفه في البعد عن أعمال الدولة والتكفى بما خلفوه له وهو كثير الطيب وفيه علو همة ومكارن وسيادة زاد الله في الرجال من أمثاله وفي كل وقت يزداد علما وفضلا وحسن سمت ووقار وهو الآن في عمل تراجم لأهل العصر وقد رأيت بعضا منها فوجدت ذلك فائقا في بابه مع عبارات رصينة ومعانى جيدة وقد سألنى بسؤالات وأجبت عليها برسائل هى في مجموعات الفتاوى وله جدول مفيد جدا وأشعار فائقة ومعانى رائقة ومكاتباته إلى موجودة في مجموع الاشعار المكتوبة إلى ولولا ضيق المكان لذكرت منها ما يسنف الامساع ويروح الطباع وإن مد الله في المدة فسأحرر له ترجمة مستوفاة مطولة فهو حقيق بذلك(2/338)
يوسف بن أحمد بن محمد بن عثمان اليمانى الزيدى المصنف الشهير
كان مستقرا بهجرة العين من ثلا والطلبة يرحلون إليه من جميع أقطار اليمن فيأخذون عنه في جميع العلوم الشرعية وكان مسكن سلفه بصرم بنى قيس من بلاد خبان وله مصنفات نافعة منها مختصر الانتصار ومنها الرياض على التذكرة والزهور على اللمع والثمرات في تفسير آيات الأحكام وله تعليق على الزيادات وكان بين تلامذته وتلامذة الإمام أحمد بن يحيى منافسة ومفاخرة أى الرجلين أوسع علما ومن مصنفات صاحب الترجمة الجواهر والغرر في كشف أسرار الدرر في الفرائض وبرهان التحقيق وصناعة التدقيق في المساحة والضرب ومات في جمادى الآخرة سنة 832 اثنتين وثلاثين ثمانمائة(2/340)
السيد يوسف ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد ولد يوم الثلاثاء سادس عشر جمادى الأولى سنة 1068 ثمان وستين وألف وربي في حجر الخلافة واشتغل بالعلوم حتى اشتهر ذكره وطار صيته ورام الخلافة في أيام المهدى صاحب المواهب فدعا إلى نفسه بعد وفاة أخيه المؤيد بالله محمد بن إسماعيل فلم يتم له أمر ثم كاتبه أهل خولان بأنهم سيقومون بنصرته فخرج إليهم فلم يفوا له فرام الذهاب إلى جبل برط فمر بمحل يقال له صرف شرقى الروضة فسعى به بعض السعاة فقبض عليه هنالك وسجنه المهدى نحو سبع عشرة سنة وله نظم حسن فمنه في جارية اسمها عيناء ( ورب راء للفتاة التى *** قد ابرزت طرتها سينا ) ( صاد إلى ريقتها عاجب *** من حاجب يحكى لها نونا ) ( وصدغها كاللام مع مبسم *** كالميم قد جاء كما شينا ) ( من جاءنا يسأل عن وصفها *** يروم ايضاحا وتبيينا ) ( كيف المحيا كيف ذاك البها *** ماالاسم كيف الخد قل عينا ) ولما كانت الدولة المتوكلية دولة القاسم بن الحسين ارتفع قدره بها وأعطى حقه ولما مات المتوكل وقام ولده الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم كان من جملة الخارجين عليه ولم يظفر بطائل بل مات في عمران في جمادى الأولى سنة 1140 أربعين ومائة وألف وكان ممتحنا على جلالة قدره ونبالة ذكره يطلب الخلافة بدون ترقب للفرص(2/341)
يوسف بن تغرى بردى الجمال أبو المحاسن ابن الأتابكي بالديار المصرية
ولد بشوال سنة 813 ثلاث عشرة وثمان مائة وحفظ مختصرات كثيرة وأخذ عن العينى والشمنى والكافياجي والزين قاسم وابن عرب شاه وغيرهم وحج واعتنى بكتابة الحوادث وله مصنفات منها المنهل الصافى في ست مجلدات تراجم على الحروف المعجم من دولة الأتراك بمصر ومورد اللطافة فيمن ولى السلطنة والخلافة والبشارة في تكميل الإشارة للذهبى وحلية الصفات في الأسماء والصفات وقد قال السخاوى في ترجمته أن مؤلفاته فيها كثير من الخلط والوهم وهو من معاصريه فالله أعلم وقد أكثر من الحط عليه وأطال ترجمته متتبعا لغلطاته ومات يوم الثلاثاء خامس ذى الحجة سنة 874 أربع وسبعين وثمان مائة
يوسف بن الحسن بن محمد الحسن بن مسعود بن على بن عبد الله الجمال أبو المحاسن الحموى الشافعى المعروف بابن خطيب المنصورية ولد في ثالث عشر ذى الحجة سنة 737 سبع وثلاثين وسبعمائة واشتغل بحماه وغيرها فأخذ في الأصلين عن البهاء الأخيمى والفقه عن التقى الحصنى والتاج السبكى وغيرهما والنحو واللغة والفرائض والحساب والبيان عن ابن هانى اللخمى المالكى واشتغل بالحديث فسمع وحصل وكان عارفا بعدة علوم ودرس وأفتى وصنف ومن مصنفاته الاهتمام في شرح أحاديث الأحكام في ست مجلدات كبار وشرح فرائض المنهاج الفرعى في مجلد وألفية ابن معطى وله نظم حسن وانتهت إليه مشيخه العلم ببلاده ورحل إليه الناس قال ابن حجر فاق الأقران وقال ابن حجر دأب وحصل إلى أن تميز ومهر وفاق أقرانه في العربية وغيرها من العلوم وشرح الاهتمام مختصر الإمام ومن شعره ( ايعذل المستهام المغرم الصادى *** إذا حدى باسم سكان الحمى الحادي ) ( لا تنكروا وجد معشوق اضربه *** بعد وقد قرب النادى من النادى ) ( إذا تعارفت الأرواح وائتلفت *** فلا يضر تناء بين اجساد ) ( هذا رياح الرضا بالوصل قد عصفت *** وكوكب السعد في أفق السنابادى ) قال ابن حجر في معجمه له مؤلفات عديدة وتلامذة كثيرة ومات بحماه في شوال سنة 809 تسع وثمان مائة(2/342)
يوسف بن الزكى عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك ابن يوسف بن على بن أبى الزاهر الحلبى الأصل المزى أبو الحجاج جمال الدين الإمام الكبير الحافظ صاحب التصانيف ولد في ربيع الآخر سنة 654 أربع وخمسين وستمائة وطلب بنفسه فأكثر عن أحمد بن أبى الخير والمسلم بن علان والفخر بن البخارى ونحوهم من أصحاب ابن طبرزد والكندي وسمع الكتب الطوال والأجزاء ومشايخه نحو ألف شيخ ومن مشايخه النووى وسمع بالشام والحرمين ومصر وحلب والإسكندرية وغيرها وأتقن اللغة والتصريف وتبحر في الحديث ودرس بمدارس منها دار الحديث الأشرفية ولما ولى تدريسها قال ابن تيمية لم يلها من حين بنيت إلى الآن أحق بشرط الواقف منه قال الذهبى ما رأيت أحدا في هذا الشأن أحفظ منه وأوذي مرة بسبب ابن تيمية لأنها لما وقعت له المناظرة مع الشافعية وبحث مع الصفى الهندى وابن الزملكانى كما تقدمت الإشارة إلى ذلك شرع صاحب الترجمة يقرأ كتاب خلق أفعال العباد للبخارى قاصدا بذلك الرد على المخالفين لابن تيمية فغضب الفقهاء وقالوا نحن المقصودون بهذا فبلغ ذلك القاضي الشافعى يومئذ فأمر بسجنه فتوجه ابن تيمية يومئذ وأخرجه من السجن بيده فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه وأمر النائب ان ينادى بأن من يتكلم في العقائد يقتل ومن مصنفاته تهذيب الكمال اشتهر في زمانه وحدث به خمس مرات وكتاب الأطراف وهو كتاب مفيد جدا وقد أخذ عنه الأكابر وترجموا له وعظموه جدا قال ابن سيد(2/343)
الناس في ترجمته انه احفظ الناس للتراجم وأعلمهم بالرواة من أعارب وأعاجم وأطال الثناء عليه ووصفه بأوصاف ضخمة وقال انه في اللغة امام وله في الفرائض معرفة والمام وقال الصفدى سمعنا صحيح مسلم على السيد تيجى وهو حاضر فكان يرد على القارىء فيقول القارىء ما عندى الا ما قرأت فيوافق المزى بعض من حضر ممن بيده نسخة اما بأن يوجد فيها كما قال أو يوجد مضيفا عليه أو في الحاشية ولما كثر ذلك منه قلت له ما النسخة الصحيحة الا أنت قال ولم أر بعد أبى حيان مثله في العربية خصوصا التصريف ولم يكن مع توسعه في معرفة الرجال يستحضر تراجم غير المحدثين لا من الملوك ولا من الوزراء والقضاة والأدباء وقال الذهبى كان خاتم الحفاظ وناقد الأسانيد والألفاظ وهو صاحب معضلاتنا ومرجع مشكلاتنا قال وفيه حياء وكرم وسكينة واحتمال وقناعة وترك للتجمل وانجماع عن الناس ومات يوم السبت ثانى عشر صفر سنة 744 أربع وأربعين وسبعمائة(2/344)
يوسف بن شاهين الجمال أبو المحاسن ابن الأمير أبى أحمد العلائى قطلوبغا الكركى القاهرى الحنفى ثم الشافعى سبط الحافظ ابن حجر ولد ليلة الإثنين ثامن ربيع الأول سنة 828 ثمان وعشرين وثمان مائة وسمع على جده أبو امه المذكور كثيرا وعلى البرهان بن حصر والبدر بن القطان وجماعة آخرين وقرأ في الفنون على أبى الجود والجلال المحلى والرشيدى وأمعن في الطلب ودار على الشيوخ وكتب الأجزاء والطباق وصنف مصنفات منها رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ وتعريف القدر بليلة القدر والمنتجب شرح المنتخب في علوم الحديث للعلاء التركمانى وروى الظمان من صافى الزلالة بتخريج أحاديث الرسالة وبلوغ الرجاء بالخطب على حروف الهجاء والنفع العام بخطب العام ومنحة الكرام بشرح بلوغ المرام والمجمع النفيس لمعجم اتباع ابن ادريس في أربع مجلدات وغير ذلك وقد طار ذكره في الآفاق وتناقلت مؤلفاته الرفاق وأما السخاوى في الضوء اللامع فجرى على قاعدته المألوفة في معاصريه وأقرانه فترجم صاحب الترجمة بما هو محض السباب والانتقاض لا لسبب يوجب ذلك بل لمجرد كونه كان يعترض على جده الحافظ بن حجر أو يغلط في بعض الأحوال كما هو شأن البشر ومات في سنة 899 تسع وتسعين وثمان مائة
يوسف بن على بن الهادى الكوكبانى ثم الصنعانى القاضى الأديب الشاعر المجيد مصنف طوق الصادح المفصل بجوهر البيان الواضح ترجم فيه لكل من شعر في الحمامة وجعله مسجعا بسجع غالبه البلاغة والجودة ومن تصانيفه سوانح فكر الإفهام وبوارح فقر الأقلام وله قصيدة همزية سماها البغية المقصودة في السيرة المحمودة وله ديوان شعر سماه محاسن يوسف وقد جرت له محن مع أهل عصره لأنه برع في الأدب وفاق الأقران وهذا شأن من نبل من نوع الإنسان وحبس مرارا وسافر مع بعض الأمراء إلى زبيد فجرى بينه وبينه مراجعة في الكلام حتى أمر بقتله ثم شفع فيه وحبس فمرض غيظا وكمدا وشارف الموت فأطلق وحمل على حمار فسقط من فوقه حتى انكسرت احدى يديه تماما للإمتحان وتجلد حتى وصل إلى(2/345)
بيته فمات ومن نظمه القصيدة التى يقول فيها ( فلق الأمانى قد تبلج *** وشذى المسرة قد تأرج ) ( والدهر قد وهب الحبور *** وهب روح رضاه سجسج ) ( وأتى الربيع بحر فضل *** مروطة لما تبرج ) ( فتزخرفت لقدومه الدنيا *** فما أبهى وأبهج ) ( والجو أصبح لازوردى *** المطارف لم يضرج ) ( والروض زاه زاهر *** خضر ملابسه مزبرج ) وهذه قصيدة طويلة كلها غرر وشعره في الذروة وإن أنكر فضله حاسد وجحد مناقبه جاحد وقد ذكر الحيمي في طيب السمر ووصفه بسرقة الأشعار وهو أجل قدرا من ذلك فإنه مقتدر على أن يأتى بما يريد اللهم إلا أن يكون ذلك اختيارا لا اضطرارا ولم أقف على تاريخ وفاته وهو من أهل القرن الثانى عشر وفاة لا مولدا وقد بالغ في تعظيمه الجرموزى في صفوة العاصر وأطال الثناء عليه بما هو به حقيق ثم وقفت على تاريخ موته في سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف(2/346)
يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجى الزبيدى الحنفى شيخنا المسند الحافظ ولد تقريبا سنة 1140 أربعين ومائة وألف أو قبلها بيسير او بعدها بيسير ونشأ بزبيد وأخذ عن علمائها ومنهم والده وبرع في العلوم دراية ورواية وصار حامل لواء الإسناد في آخر أيامه ووفد إلى صنعاء في شهر الحجة سنة 1207 فاجتمعت به وسمعت منه وأجازنى لفظا بجميع ما يجوز له روايته ثم كتب لى اجازة بعد وصوله إلى وطنه وأرسل بها إلى وكان الكاتب لها ابن أخيه عن أمره لأنى أدركته ضريرا ومن جملة ما أرويه عنه أسانيد الشيخ الحافظ إبراهيم الكردي المتقدم ذكره المسمى بالأمم وهو يرويها عن أبيه عن جده علاء الدين عن الشيخ إبراهيم هذا طريقة السماع ويرويها أيضا عن أبيه عن الشيخ إبراهيم بالإجازة لأن الشيخ إبراهيم أجاز لجد صاحب الترجمة ولأولاده وقد أوقفنى على تلك الإجازة بخط الشيخ إبراهيم فوالد صاحب الترجمة ممن شملته الإجازة لكنه أخبرنى رحمه الله أن الإجازة من الشيخ إبراهيم لعلاء الدين كانت قبل وجود ولده محمد والد المترجم له فيكون العمل بها متنزلا على الخلاف في جواز الإحازة لمن سيوجد وكان موت صاحب الترجمة في سنة 1213 ثلاث عشرة ومائتين وألف رحمه الله(2/347)
يوسف باشا أمير المدينة الشريفة النبوية وبندر جدة وصلت الينا الأخبار بأنه من أعظم الأمراء في الدولة العثمانية وأن له من الجهاد في بلاد الإفرنج ما لم يكن لغيره وله فتوحات عظيمة ووصل في عام احد عشر واثنى عشر ومائتين وألف إلى صنعاء رجل يقال له السيد محمد الكتابجي الرومى وله فصاحة وذلاقة وقوة عارضة فأخبرنا ان صاحب الترجمة بعد رجوعه من جهاد النصارى وفتح كثير من معاقلهم ولاه سلطان الروم الوزارة العظمى وهى عندهم القيام بجميع أمور السلطنة قال الراوى فلما ولاه سلطان الروم ماوراء بابه نزل إلى صحن دار السلطنة فطلب الوزراء الذين ترجع امورهم الى الوزير الأعظم فعاتبهم على التفريط في عدم اعلام السلطان في كثير من الفتوق الواقعة في البلاد التى إليهم ثم ضرب أعناقهم جميعا وكان السلطان رجل يسخر به ويجالسه وله عنده منزلة عظيمة لا يصل إليها غيره فقال لصاحب الترجمة عند خروجه من دار السلطان بعد أن ولاه الوزارة كلاما في السر معناه أنه رغب السلطان في جعله وزيرا فأمر صاحب الترجمة في الحال بضرب عنق ذلك المسخرة فضربت فلما بلغ السلطان استدعاه وهو شديد الغضب ثم قال له قد عرفنا الوجه في قتلك للوزراء فما سبب قتلك لفلان يعنى المسخرة فقال يا مولانا السلطان هذا المائق قال لى إنه سعى لى عندك في الوزارة فقتلته لأعلم صحة قوله فإن كنت انما وليتنى الوزارة بمعاونة مثله فلا حاجة لى فيها وهذا العهد الذى عهدته إلى خذه وإن كنت وليتنى ذلك لكونى أهلا لها فلا بأس ولا يضرنى قتل مثل هذا المفتري عليك فسكن عند ذلك غضب السلطان ثم بقى في الوزارة نحو أربع سنين ثم رغب في مجاورة الحرم الشريف والقبر النبوى فطلب من السلطان أن يوليه بندر جدة ويجعل إليه مع ذلك ولاية المدينة الشريفة وهذه الولاية هى دون مقداره ولكنه أراد أن يتفرغ للعبادة فلما ولى ذلك وصل بجيوش كثيرة وعدد عظيمة وقمع المتمردين حتى أمنت المدينة وما حولها ولم يبق من الخوف ما يعتادونه ولا بعضه ووصل منه في سنة 1214 كتاب إلى حضرة مولانا الإمام المنصور بالله وذكر فيه انه وصل إليه كتاب من مولانا الإمام حفظه الله ولا حقيقة لذلك فلعله افتعله بعض المفتعلين وصور كتابه الحمد لله حمدا لا نحصى ثناء عليه جل وعلا وكم وكفى إنا مؤمنون والصلاة والسلام على سيدنا وسندنا رسول الله نحن في جواره من جاهد في الله حتى أتاه اليقين وعلى آله وصحبه الذين بذلوا أنفسهم ابتغاء مرضاة الله رضوان الله عليهم أجمعين وبعد نبدى ذلك ونهديه إلى(2/348)
المحب في الله والصديق لنا وإلينا مخلصا لوجه الله الأجل الأمثل الأبر المؤتمن العظيم امام الزمن في أقطار اليمن كان محروسا ومطهرا من كل ألم ودرن بحرمة النبى الأمين بعد السلام عليكم الذى نعلمكم به وهو كل خير لما بيننا من المحبة السابقة والأخوة الإسلامية ياحبذا هى الرابطة القوية تقدمت الينا من طرفكم كتب مفصحة لنا واستعلام وقائع الطائفة المنحوسة الفرنساوية دمرهم الله وخذلهم بجاه محمد خير البرية وطلبتم منا إيضاح المبهم وأحوال طوائف الإنكليزية وأن المؤمنين لبعضهم معينين في نصرة الدين ولما أوعد الله مترقبين كما قال في محكم التبيين وكان حقا علينا نصر المؤمنين ولا مداد الدولة العلية منتظرين فلما أن علمنا منكم ذلك أعدنا الجواب اليكم سريعا وأعلمناكم عما هنالك هو أن طائفة الفرانسة جعل الله ديارهم دارسة وأعلامهم ناكسة اختلفوا ونقضوا العهد القديم والميثاقه وتعدوا بقهر مصر والآفاقه وطوائف الانكليز بيننا وبينهم رابطة قوية وصحب للإسلام فمن أتاكم من طوائف الفرنساوية اللئام جرعوه كؤوس الحمام ولا تبلغوه المرام وأصدقاؤنا الانكليز أعطوهم ما يهوى من مطاعم الشهوات ومشارب الحلوى هذا وحين ماورد إلى كتابكم أرسلت من خواص أتباعى إلى الدولة العلية وشرحت لهم صلابتكم في الدين وشجاعتكم في الميادين وإقدامكم مع اخوانكم المؤمنين متيقظين لستم بغافلين كما صدق من نطق فيما به الله عليكم قد تفضل وامتن الايمان يمن فبعد أن عملت الدولة العلية أحوالكم وأوصافكم وما أنتم عليه شكروا صنعكم على قولكم وأرسلوا إلى جواب كتابكم من صاحب الدولة العلية العثمانية وهو وزير(2/349)
الختام الآن مدبر الجمهور الصدر المعظم ضياء الحاج يوسف باشا وها هو مرسل اليكم صحبة كتابنا هذا على يد تابعينا الحاج إسماعيل أغا والحاج يحيى أغا فمع سلامة الله إذا وصلا اليكم وقرأتموهما أعلمتم الحاضر والباد يلزم لكم بعد الآن أتم الجهاد والاجتهاد في ذلك الناد لأن الفرنسيس عدو الدين ربما يفر احد منهم من طرف القصير ويأتى من نواحيكم فأذيقوه الحرب الحار ليتوصل به الىأمه الهاوية وبئس القرار ولا تهابوه فإن قلبه قد طار وقصد النجاة لا أبلغه الله الا وطار فلا تغفلوا واحذروا مكر أولئك الفجار وكونوا على قلب واحد أيها المؤمنون فإن الله معنا والنبى المختار وقد كان سابقا في وسط شوال تعدى الكفرة اللئام إلى اطراف الشام وحصروا عكة بلد الجزار بعسكر ينيف على خمسين ألفا من الكفار وتم الحصار بتلك النواحى أربعة وستين يوما واشتد الكرب على المسلمين فوفدت نجدة من الدولة العلية ثمانية عشر مركبا بمدافعها وبارودها ومن يعطى حقها رجالها فقابلوا الكفار قتلوا ما ينيف على ستة وعشرين ألفا منهم إلى النار والجرحى ينيف على ثمانية آلاف اللهم عجل بأرواحهم إلى بئس القرار واستشهد من المسلمين مقدار فبعد اذ عاين أعداء الله القتلى والآية الكبرى انهزموا وولوا الأدبار إلى اطراف مصر طلبا للفرار وإلى يوم تاريخ كتابنا نرجو أن المسلمين بلغوا منهم الأوطار وإن شاء الله عما قريب نسمعكم بشراها ونحمد عقبى مسراها بحق بسم الله مجراها ومرساها هذا ونبشركم مما جرى سابقا ولاحقا ما يوجب تلقيب ملكنا ويتلى له على المنابر غازيا صادقا أنه لما بغ الدولة العلية خبر قهر مصر جهزوا على ساقية عدو الدين(2/350)
وذلك اقليم اللونديك التى فيها دار الضرب للمشخص العتيك التى هي من حور حكومة الفرنسيس وتحت تصرفه برا وبحرا وضبطوا ذلك الإقليم جميعه وتلك النواحى ومما في ذلك الأقليم في البر ثمان بلدان بقلاع من أحسن ما يسمع ومقر سلطنتهم بلدة أوصف وأوسع وغير ذلك قلاع صغار وقرى لا تعد فقتلوا من صد وأسروا أسرا لا يوصف بحد ما ذكرناه في البر وفي البحر له أربع جزائر منيعات حصينات صارت الجميع في قبضة الإسلام ومحي عنها شرك الظلام وبعد ما قطعوا ساقية عدو الدين وجهت الدولة العلية وجه وجهتها إلى أخذ الثأر إلى مصر برا وبحرا وهذا الخبر ورد الينا مع تابعنا الذي أرسلناه الى الدولة العلية وكان وصوله إلى المدينة في السابع عشر من صفر الخير بتحريرات من الدولة العلية العثمانية موضحة لنا ما شرحناه لكم من فتوحات اقليم اللونديك والتوجه إلى أخذ الثار وقمع أولئك الفجار وها حضرة صاحب الختام أقبل بعساكره الصافنات الجياد برا والسفن السائرات بحرا قاصدين مصر وتخليصها من لوث الشرك والكفر نرجو مولانا سامع دعانا أن يدمر الأعداء حيثما دانوا ويعلى ويعمر كلمة الإيمان إينما كانوا بحق من أنزل عليه نصر من الله وفتح قريب إنه سميع مجيب وكما شرحناه اليكم ربما أن بعض الكفرة الفرنسيس اللئام يفرون من القصير إلى نحوكم فإن رأيتم أحدا منهم اقتلوه وأسروه حيثما ثقفتموه وأتباعنا المرسلين اليكم سهلوهما الينا بجواب كتاب صاحب الدولة العلية وجواب كتابنا وأخبار تلك الأقطار افصحوا لنا عنها سريعا انه جل المرام والسلام ختام انتهى كتاب صاحب الترجمة وفي آخره علامته المحتاج إلى عفو(2/351)
الله الحاج يوسف باشا وإلى جدة ومحافظ المدينة المنورة وهذه صورة كتاب وزير الختام وزير السلطان ابن عثمان الذى صدر به صاحب الترجمة إلى مولانا الإمام طى كتابه السابق ولفظه سلام يقطر رباه رياض الوداد وثناء يسيل بفيض سلساله حياض السداد إلى حضرة من حف بالأنظار الإلهية والعترة المحمدية وأنواع المنن امام صنعاء اليمن وبعد فالذى ننهى اليكم ونبديه لديكم أن الطائفة الفرنساوية دمرهم الله بنواير صواعقه القوية نقضوا عهود الصلح والميثاق وسعوا في الأرض الفساد والشقاق وخانوا الملة الأحمدية البيضاء وقاموا على الملة الأحدية السمحاء حيث هجموا بغتة على بلاد الإسلام وما رعوا قوانين الدول في الأخبار والأعلام وأبدعوا من الدسائس والحيل والخدع ما لم يرتكبه أحد من أهل الغى البغى والبدع فاستولوا فجأة على الإسكندرية ومصر القاهرة وتحكموا على علمائها وفضلائها وساداتها الفاخرة وسبوا صبيانها وهتكوا أعراض نسوانها الطاهرة ففرضت علينا فرض العين اقامة الغزو والجهاد والمحاربة معهم في كل ناحية وناد لا زالت جميعهم طعمة لسيوف الموحدين وحملتهم مشتتة بسطوة صنوف المؤمنين فانعقدت بيننا وبين الدولة الإنجليزية والروسية على محاربتهم روابط الاتفاق والاتحاد وظهرت من هاتين الدولتين آثار الإقدام والإحجام لأولئك الفساد حيث ترافعت سفن الروسية مع سفائن سلطاننا الأعظم وخاقاننا الأفخم لا زالت روض السلطنته منضرة بنسيم النصر والنجاح وشمس شوكته مشرقة في سماء الفوز والفلاح وهجموا على قلعة قورفة التى كانت اخذتها تلك الطائفة الباغية من أيدى اللونديك(2/352)
جبرا وحاصرها جيش من جيوشنا المنصورة المرسلة برا فنزعوها منهم فاستؤصل منهم الأكثرون واسترق الباقون فجاءت مفاتحها إلى يد سلطاننا سلطان الإسلام ودخلت بحمد الله في حوزة ممالك الإسلام فعسى الله ان يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبح من شر ذمتهم السائرة بعضهم جريحا طريحا وبعضهم قتيلا ملعونين اينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا وسفائن الإنكليز أيضا مع سفائننا السائرة صدوا سبيل المستولين على مصر القاهرة من أولئك الفجرة الكفرة وقصدوا إلى محاربتهم بالغيرة الكاسرة فأخذوا من سفائنهم المخذولة بعضا وأغرقوا بعضا ونهضت عليهم عساكرنا المنصورة من طرف البر فتضيق بعون الله عليهم الأرض بما رحبت طولا وعرضا وهذا المحب الودود بعون الملك المعبود ناهض بالذات عليهم بترتيبات مهمات السفر وتداركات أسباب الظفر بجنود لا قبل لهم بها من الأتراك والأعجام واللزكية والأكراد وغيرهم ممن لهم في المحاربة صولة واعتياد ففيما صدر من أولئك المخذولين الخاسرين عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين من الخيانة والخباثة والفساد والعلو والعتو والعناد لفرض على كل مؤمن فرض العين ان يعين الدين ويهين الكافرين ويعامل من كان بيننا وبينهم الإتفاق والإتحاد معاملة الحب والوداد فالمأمول من غيرتكم الدينية وحميتكم العربية أن تكونوا متنبهين متيقظين وأن تراعوا مع طائفة الإنكليز والروسية مراسم الوداد والوفاق وتخابروا دائما مع الوزير المكرم وإلى جدة ومحافظ المدينة المنورة أخينا يوسف باشا دام في حفظ الله الخلاق وتكونوا على رأيه وتدبيره ومقتضى(2/353)
تفهيمه وتحريره ودمتم سالمين بجاه محمد الأمين آمين حرر في أواسط ذى القعدة الشريفة لسنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وآخره علامته المستمد من الله الأكرم الحاج يوسف ضياء الوزير الأعظم انتهى كتاب يوسف باشا وزير السلطنة الذى صدر به يوسف باشا الآخر وإلى المدينة الشريفة وجدة وهذه صورة جواب مولانا الإمام المنصور بالله أدام الله عليه الإنعام وهو من أنشاء الحقير جامع هذه التراجم التى اشتمل عليها هذا الكتاب وهذا الجواب على يوسف باشا صاحب المدينة وجدة ولفظه الحمد لله الذى نصر جنده وهزم الأحزاب وحده والصلاة والسلام على من أطلع الله ببعثته شموس الإسلام وطمس بدعوته رسوم الكفرة اللئام وهدم بنبؤته الغراء معاقل المردة الطغام وعلى آله وأصحابه الذين هم لأوليائه نجوم ولأعدائه رجوم وبعد فإنا نهدى من السلام التام والتحيات الفخام إلى حضرة الوزير الأكرم والباشا الأفخم ذى السابقة المحمودة والمنقبة التى هى على مرور الأيام معدودة سيف الدولة السلطانية ومقدام الجيوش الخاقانية الحاج يوسف باشا أمده الله من الطافه بما شا ونخبره أنه وصل الينا من جنابه العالى كتاب بدره على أفق البلاغة متلالى يتضمن الأخبار بتعدى طائفة الكفار الى تلك الديار وما تعقب ذلك من المسار الكبار بفتح الجيوش السلطانية لتلك الأقطار وتوجه وزير الختام وصاحب الدولة في هذه الأيام إلى مناجزة أعداء الدين وحزب مردة الشياطين من الفرنسيس الملاعين فالله المسئول وهو أكرم مرجو ومأمول ان ينصر حزبه ويخذل حزب الشيطان(2/354)
ويرفع دينه وملة رسوله على جميع الأديان فقد عود الله هذه الملة الإسلامية في جميع الأعصار منذ بعثه النبى المختار بنصرهم على طوائف الكفار وقهرهم لمن ناوأهم من الأشرار الفجار فأبشروا بنصر الله فنحن معاشر الإسلام جند الله وحزب الله وهؤلاء الملاعين جند عدو الله إبليس عليه اللعنة وعليهم أجمعين ولنا ان شاء الله العاقبة وجنودنا بمعونة الله الغالبة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فعن قريب يبدد الله شملهم ويشتت جميعهم ويذيقهم الوبال بأيدى أبطال الرجال من جند ذى الجلال وهم بمعونة الله أقل وأذل وأحقر وأنزر من أن يقوم باطلهم في وجه حقنا أو يثور عجاج كفرهم في ديار ديننا بل هم إن شاء الله فريسة المجاهدين وغنيمة جنود الله المرابطين ولهم بأسلافهم من الكافرين أعظم عبرة للمعتبرين فإنهم عليه لعنة اللاعنين ما زالوا بين قتيل وأسير وسليب وعقير وسيوف الإسلام التى أذاقتهم الحمام وتركت أولادهم الأيتام في سالف الأيام هى بحمد الله باقية وإلى دمائهم صادية فلا جرم ساقتهم الآجال إلى مواطن النزال ودفعتهم القدرة إلى تلك الحفرة وما ذكرتم من التوصية بإعانة المعاضدين للمجاهدين إذا رأيناهم في الأطراف نازلين وكذلك ما أرشدتم إليه من اصداق العزائم الإسلامية في أعداء الدين من الكافرين فنحن على ذلك راغبون فيما هنالك قاطعون على الفرانسة اقماهم الله جميع المسالك وكيف لا نرغب في مناجرة هؤلاء الطغام وطلب الجهاد في رضاء الملك العلام ونخبركم أن قد بعثنا من كساكرنا الجمهور وأمرناهم بالمرابطة في أطراف الثغور وأخذنا عليهم اعلامنا بما حدث لديهم لنكون أول القادمين عليهم(2/355)
ونحن وأنتم يد واحدة على جهاد هؤلاء المعاندة فإذا حدث والعياذ بالله لدينا أمر بادرنا بإعلامكم والمؤمنون كالبنيان كما قال سيد ولد عدنان وصدر جواب وزير الختام لا برح في حماية الملك العلام ودمتم في اجل نعمة وأوفر قسمة وهذه صورة جواب مولانا الإمام حفظه الله على وزير السلطنة من انشاء الحقير أيضا لفظه سلام عابق الأرج وتحيات تحمل النصر والفرج يخص حضرة الوزير الكبير المقدام الخطير عضد السدة السلطانية سردار العسكر الخاقانية حامل لواء الدولة العلية العثمانية وزير الختام مدبر الجمهور من الأنام ضياء الحاج يوسف باشا أناله الله من الخير ماشا وننهي إليه دام له الإسعاد ولا برح مسددا في الإصدار والإيراد أنه وفد الينا من سوحه كتاب كريم وقدم علينا من جنابه خطاب هو الدر النظيم يحكى ما حل بأرض الإسلام من طوائف الفرانسة اللئام جعلهم الله طعمة لسيوف المجاهدين وفريسة لجنود الحق من عباده المسلمين وقد وعدنا الله في كتابه الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أن حزبه هم الغالبون وجنده هم المنصورون وهو صادق الوعد لا يخلف الميعاد ومتم نوره وإن رغمت أنوف أهل الاتحاد ولا بد للباطل صولة وللمنكر جولة ولكن العاقبة للمتقين والغلبة بمعونة الله لعباده المؤمنين فأبشروا بنصر الله الديان وثقوا بوعده في محكم القرآن فعن قريب يقطع الله دابرهم ويهلك واردهم وصادرهم وكم لهؤلاء الملاعين من جيوش مركوسة ورايات باطل على ممر الأيام منكوسة وتدبيرات مكائد هى عليهم بمعونة الله معكوسة وكم أطلت(2/356)
على ديار المسلمين منهم سحائب تقشعت عن قليل وكم قصدت ثغور المسلمين منهم كتائب تمزقت في كل سبيل فالنعل لما يدب من هذه العقارب حاضرة والأحجار إذا نبحت هذه الكلاب بمصر القاهرة وافرة متكاثرة وذكرتم ما انعقد بين الحضرة السلطانية والطائفة الإنكليزية والروسية من المظاهرة على الطائفة الكافرة الفرنسيسية فذلك ان شاء الله من أعظم دلائل هلاك هؤلاء الملاعين والحمد لله رب العالمين ونحن ان شاء الله حرب لمن حارب المسلمين سلم لمن سالم أهل هذا الدين المبين مترقبين لانتهاز الفرص منتظرين لتجريع الكافرين أعظم الغصص قد شحنا بنادرنا بالرجال وأمرناهم بالاستعداد للقتال وأخذنا عليهم المعاضدة للمعاضدين والمعاندة للمعاندين فإن نجم والعياذ بالله ناجم وثارت في أطراف ثغورنا قساطل الملاحم فنحن إن شاء الله في الرعيل الأول وعلى الله سبحانه في النصر المعول نجاهد في الله حق جهاده ونرابط في الثغور لحفظ عباده وبلاده والوزير المكرم والباشا المعظم محافظ المدينة ووالى بندر جدة هو أقرب الجيوش السلطانية إلى ديارنا فإن عرض لدينا أو لديه عارض فنحن يد واحدة والإسلام أعظم رابطة والمؤمنون أخوة ودمتم في خير آمنين من كل بؤس وضير انتهى جواب مولانا الإمام على وزير الختام وبعد وصول الكتب السابقة ورجوع الجوابين عنها بلغ أن وزير الختام خرج بجيوش السلطنة من اصطنبول إلى مصر وضايق الفرنج المتغلبين عليها مضايقة شديدة وأخرجهم من أكثرها ثم بعد ذلك انعقد بينهم الصلح على أن يخرج الأفرنج عن مصر ويعودوا إلى بلادهم فاجتمعوا وخرجت منهم فرقة في المراكب(2/357)
فوصلوا إلى البحر واعترضتهم طائفة الإنكليز من الإفرنج واستولوا على بعض مراكبهم فرجعوا إلى أصحابهم الباقين بمصر وأخبروهم بما وقع من الإنكليز من الغدر وظنوا جميعا إن ذلك مكيدة من وزير الختام فاجتمعوا وأقبلوا إليه مقاتلين وقد كان فرق من عنده من جيوش الإسلام ركونا إلى الصلح وتفريطا منه في الحزم فانهزم من الافرنج فقيل انهزم إلى الشام وقيل قتل وقيل مات حتف أنفه والله أعلم أى ذلك كان واستولت الافرنج على أقليم مصر ولم يبلغنا إلى الآن وهوسنة 1215 ما كان وصاحب الترجمة يوسف باشا صاحب المدينة توفى في هذا العام عام خمس عشرة ومائتين وألف ثم جاءت الأخبار الصحيحة والكتب من شريف مكة وغيره في شهر جمادى الآخرة سنة 1316 ست عشرة ومائتين وألف أن الجنود الإسلامية السلطانية أخرجت طائفة الإفرنج اقماهم الله من الديار المصرية بعد أن ضايقوهم وحاصروهم وقتلوا اكثرهم وخرج الباقون في أمان وعادوا إلى ديارهم وتواترت هذه الأخبار وصحت والحمد لله رب العالمين فإن هذه الحادثة العظيمة اضطربت لها جميع الديار الإسلامية ورجفت عندها قلوب الموحدين وتزلزلت بسببها أقدام كثير من المجاهدين فالحمد لله الذى نصر دينه(2/358)
يوسف أغا الرومى أحد خواص الباشا خليل الواصل لحرب الأشراف المستولى على المملكة التى كانت بيد الشريف حمود وولده احمد وهى البلاد العريشية وما أخذه حمود من البلاد الإمامية بإعانة أصحاب النجدى له وذلك اللحية والحديدة وزبيد وبيت الفقيه والزيدية وما دخل في حكم هذه المحلات فانها ثبتت عليها يد الشريف حمود من سنة 1217 إلى أن مات في تاريخه سنة 1233 المتقدم ثم ثبت عليها ولده احمد بعده مقدار سنة فوصلت الجنود التركية مع الباشا خليل وانتزعت البلاد من يده من غير ضربة ولا طعنة بل استسلم وألقى بيده القاء الأمة الوكعاء وأمروه أن يكتب إلى البنادر اليمنية بأن يخرج منها المرتبون من جهته ويدخل فيها المرتبون من جهة الباشا ففعل فخرجوا منها جميعا ولم ينتطح فيها عنزان وهى قليع حصينة فيها رتب متوافرة ثم لما ثبتت يد الباشا على ما كان بيد الشريف حمود وولده وصل من عنده كتاب على أيدى رسل من الترك وفي طيه كتاب من الباشا الكبير باشة مصر محمد على وهو المرسل للباشا خليل إلى اليمن ومضمون كتاب الباشا محمد على انه قد جهز الجنود على الأشراف لإنتزاع البلاد من تحت أيديهم وفيه الوعد بإرجاعها الىمولانا الإمام وكان تاريخ الكتاب قبل استيلاء من بعثه من الجند عليها ومضمون كتاب الباشا خليل طلب رجل من جهة الإمام إلى عنده ممن يركن عليه ليقع الخوض معه شفاها فبعث الإمام الولد القاضى العلامة محمد بن احمد الحرازى بعد المشاورة بينى وبينه في ذلك فنفذ الولد محمد ونفذ صحبته جماعة واستقر هنالك نحو أسبوع ثم رجع ومعه جماعة من الأتراك منهم صاحب الترجمة وهو الأمير عليهم فوصل إلى حضرة الإمامية ثم وصل إلى فوجدته رجلا في أعلى درجات الكمال من كل وجه بحيث لا يوجد نظيره في رجال العرب إلا نادرا وكان حاصل ما وصل به ما عبر عنه بلسانه وما هو مضمون كتاب الباشا أنها تعود تلك البلاد إلى الإمام على شريطة وهى تسليم ما كان عليها فيما مضى(2/359)
ولم يكن عليها فيما مضى شيء ولكن بعض تجار اليمن الذين يرتحلون إلى مصر كذب على الباشا محمد على إنه كان عليها مرجوع إلى السلطنة فوقع التصميم من الباشا خليل ورسوله هذا إنه لابد من ذلك فأوضحنا لهم إنه لم يكن عليها شيء منذ انتزعها أولاد الإمام القاسم إلى الآن زيادة على مائتى سنة وفي خلال ذلك وصل كتاب من الباشا خليل إنه يقع مقدار من البن في كل عام وهو شىء يسير يصير إلى مطبخ السلطان ويقع تسليم شىء من النقد في حكم بغشيش للجنود الرومية المنتزعة للبلاد من يد الأشراف فوقعت المساعدة إلى ذلك لكونهم قد بدأوا بالإحسان وتبرعوا بالجميل ولم يصدق الناس ذلك ولا خطر ببال أحدهم صحته وعدوه مكرا وخداعا وناصحونى بالرسائل من الجهات البعيدة فضلا عن الجهات القريبة بما حاصله أن الركون إلى هذا لا يقع من عاقل ولا يدخل فيه من له فطنة وحذرونى من ذلك غاية التحذير فكنت أجيب عليهم أن هؤلاء عرضوا علينا المسالمة والمصالحة ابتداء فليس لنا أن نرد ما عرضوه علينا بادىء بدأ وإن الله سبحانه يقول ( ^ وإن جنحوا للسلم فاجنح له ) ومع هذا فقد اعتقد الخاص والعام والكبير والصغير انهم سيطوون جميع الديار اليمنية بايسر عمل لأن القلوب قد ارتجفت بعد استيلائهم على صاحب نجد وهو صاحب الجيوش الكثيرة والأحوال المتضاعفة حسبما قدمنا في ترجمته ثم أخذوا ما بيد الأشراف صفوا عفوا وبهذا السبب كانت جنود اليمن من جميع القبائل متفاشلة متخاذله مرتجفة لم يبق همهم إلا بأنفسهم وحريمهم وكانوا يبذلون الجهاد كذبا وافتراء فإنها لو خرجت الأتراك على بقية البلاد لم تنتشر لهم راية ولا اجتمع لهم جيش(2/360)
بل كان كل قبيلة منهم ستلزم محلها فإذا قرب الأتراك منهم هربوا من أوطانهم كما هرب المتابعون للنجدى من طوائف العرب وهو غالب أهل جزيرة العرب فجاء الله بأمر لم يكن في حساب وجرت من الألطاف مالا تقبله العقول ثم عاد الأغا يوسف صاحب الترجمة ومعه الولد محمد بن أحمد الحرازى الى تلك الجهات ونفذت عمال الإمام إليها مع كل واحد طائفة من الجند فخرج من في تلك المحلات من الاتراك ودخلت إليها عمال رتبوها من جند الإمام وتم الأمر بمعونة الله سبحانه وإذا أراد الله أمرا هيأ أسبابه وجعل مولانا الإمام الوالى في البلاد العريشية الشريف على بن حيدر بن على حسب القاعدة المستمرة انه يتولى تلك البلاد شريف من الأشراف من جهة الأئمة وعليها كل عام شىء يرسلونه إلى الأئمة وكان من اعظم أسباب ولاية الشريف على بن حيدر إنها وصلت إلى مولانا الإمام شفاعة له من الباشا خليل بأن يوليه الإمام البلاد العريشية كما كان عليه اسلافه مع أسلاف الامام وعليه ما عليهم فوقعت المساعدة إلى ذلك ونفذ له عهد الولاية والكسوة والمركوب وارتحل الباشا خليل وسائر من معه من جنود الروم من البلاد العريشية لمناجزة البلاد العسيرية لأنهم قد كانوا متابعين للأشراف وأما الشريف أحمد بن حمود فأدخلوه إلى باشة مصر ولعله يدخل إلى السلطان وهكذا ادخلوا جماعة من الأشراف ممن كان من المقربين عند حمود وولده كان المتكلم في دولة الشريف حمود وولده الشريف حسن بن خالد الحازمى وكان من أهل العلم فكان يتوقف الشريف حمود وولده من بعده في الأمور الشرعية وفي جميع الأمور الدولية على رأيه ولا يرد له قول كان يجمع الجيوش ويغزو بهم إلى الأطراف المجاورة للبلاد التى كانت بيد الأشراف(2/361)
وكان هو السبب في تفريق كلمة الأشراف وإدخال الشحناء بينهم وكان ذلك سببا لفرار الشريف على بن حيدر إلى الباشا بمكة واستجارته بالأتراك وبقائه لديهم نحو خمس سنين وكان هذا أحد الأسباب في خروج الأتراك إلى اليمن والسبب الآخر أن الشريف حسن بن خالد الحازمى جمع طائفة من قبائل عسير وغزا بهم إلى قريب الطائف فارتجف من ذلك من في مكة من الأشراف وهذا وقد كانوا استولوا على النجدى وعلى بلاده وأدخلوه الروم فأعجب من طيش الشريف حسن بن خالد فإنه تسبب أولا وثانيا إلى هذه النازلة التى نزلت بالأشراف وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وكان الشريف حسن بن خالد عند وصول الترك إلى البلاد العريشية في بلاد عسير فتقدم عليه طائفة منهم وجرت هنالك حروب آخرها قتل الشريف حسن بن خالد ولله الأمر من قبل ومن بعد(2/362)
السيد يوسف بن يحيى بن الحسين ابن الإمام المؤيد محمد ابن الإمام القاسم الصنعانى
أخذ العلم عن والده وعن السيد العلامة الحسن بن الحسين ومال إلى الأدب ونظم الشعر وصنف نسمة السحر في ذكر من تشيع وشعر ذكر فيها جماعة من الشعراء المتقدمين المشهورين ومن أهل عصره ومن يقرب من أهل عصره وهو كتاب حسن لولا ما شابه به من التسخط على أهل عصره ورميهم بكل عيب والتنويه بذكر العبيديين وغيرهم من الرافضة وانتقاص الأئمة وأكابر السادة الذين هم عنصره وأهل بيته وذوو قرابته كما وقع منه ذلك في ترجمة ابراهيم اليافعى وفي سائر الكتاب وكثيرا مايذكر قولا من أقوال الإمامية في غاية السقوط فيميل إلى ترجيحه وتقويته تصريحا وتلويحا ولكنه يأتى بحجج لا تشبه حجج العلماء وهو امامى المعتقد ولم يكن في أهل بيته من هو كذلك فإن والده المتقدم ذكره كان زيديا وكذلك سائر قرابته وبالجملة فكتابه المذكور من أحسن الكتب المصنفة في الأدب وأنفسها وكثيرا ما يفوته الترتيب باعتبار الأب والجد فيقدم مثلا من كان حرف والده متأخرا على حرف والد من بعده كتقديمه ابراهيم بن العباس الصولى على ابراهيم بن أحمد اليافعى والصواب العكس وكتقديمه ترجمة محمد بن هانىء على ترجمة محمد بن الحسين المرهبي وكان الصواب العكس وكذلك تقديمه للمذكورين على محمد بن ابراهيم السحولى والأولى العكس ونحو ذلك مما في ترتيب ذلك الكتاب والذي ينبغى لمن تصدى للجمع على الحروف أن يقدم باعتبار أول حروف اسم المترجم له ثم الثاني إلى آخره ومع الاتفاق في الإسم يقدم من كانت حروف ابيه اقدم ومع الاتفاق في اسم الأب أيضا ينظر إلى حروف اسم الجد ثم كذلك كما فعله المصنفون على الحروف وهو شيء واضح ومن شعر صاحب الترجمة قوله من قصيدة كتبها إلى السيد على بن أحمد بن معصوم المدني ( وقد عمم الغيم الروانى فأرسلت *** ذوايب برق لوحت في الدجى رقطا ) ( وإن عميد الحب منه لواله *** ولا سيما عنه إذا زعموا الشحطا ) *** أراجعة تلك الليالى فأرتجي *** سلوي أم ضنت بإحسانها سخطا ) ( بلى ربما ظن السماك نبوة *** وجاد فروى وبله التبع والسبطا )(2/363)
( كما جاد لى حتى رأيت ابن أحمد *** عليا ووافى في اقتراحى له الشرطا ) وقد ترجم له الحيمى في طيب السمر ترجمة طويلة أورد فيها قطعة من شعره وتوفى في ربيع الأول سنة 1121 احدى وعشرين ومائة وألف قال المؤلف قدس الله روحه إلى هنا انتهى الكتاب في ليلة الأربعاء ثانى شهر الحجة الحرام سنة 1213 ثلاث عشرة ومائتين وألف وكان مدة جمعه نحو أربعة اشهر وليال يسيرا وأكثر الأيام يعرض الشغل فلا يمكن تحرير شىء وكان النقل لهذه النسخة من نسخة بخط القاضى العلامة محمد بن عبد الملك بن حسين بن محمد بن عبد الفتاح بن احمد بن يحيى الآنسى رحمه الله ذكر فيها أنه نقل تلك النسخة من مسودة التصنيف التى بخط المؤلف رحمه الله وفيها ملحقات وزوائد في الهوامش والسواقط بخط المؤلف قد صارت في النسخة التى بخطه أصلا لكونه مصححا عليها بخط المؤلف ولذا تجد في بعض المواضع ما تاريخه متأخر عن تاريخ تمام الكتاب المذكور أعلا هذا والحمد لله رب العالمين(2/364)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى اختص بالإحاطة بكل شىء علما وتفرد بالشمول فأحصى كل شىء عددا والصلاة والسلام على نبينا محمد المصطفى وآله السادة القادة الهداة الحنفا وعلى أصحابه الراشدين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد فهذه نبذة يسيرة وعجالة ضئيلة حقيرة مشتملة على ما يشبه التراجم المختصرة لأربعمائة وأربعين رجلا من مشاهير رجال اليمن الذين لم يترجمهم القاضى الحافظ محمد بن على الشوكانى في كتابه البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع حررتها أيام نزولى بمصر القاهرة لتكون كالملحق بالكتاب المذكور مع الشروع في طبعه ولم أتكفل بذكر كل أو جل المشاهير الذين لم يترجمهم الشوكانى رحمه الله ممن كمل فيهم شرطه ولا أثبت في هذه النبذة تراجم الرجال الذين ذكروا في نيل الوطر من تراجم رجال اليمن في القرن الثالث عشر بل اقتصرت على اثبات بعض ما عثرت عليه من تراجم من بعد القرن السابع إلى أثناء القرن الثانى عشر من رجال اليمن الميمون بحسب الإمكان مع اشتغال البال بذكر الأهل والوطن شأن كل غريب نازح عن بلاده ومفارق لألفه ومسقط رأسه وأولاده والله ولى التوفيق والهداية وبه الإستعانة(2/365)
حرف الألف
إبراهيم بن أحمد الأكوع الذمارى القاضى العلامة الأورع إبراهيم بن أحمد بن زيد بن عبد الله الأكوع اليمنى الذمارى نشأ بمدينة ذمار وأخذ بها عن القاضى العلامة عبد القادر الشويطر وصنوه يحيى بن الحسين الشويطر والقاضى على بن أحمد بن ناصر الشجنى وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا ناسكا حريصا على الفائدة حسن المحاضرة والمذاكرة محققا لشرح الأزهار والفرائض والوصايا وعنه اخذ القاضى حسين بن عبد الله الأكوع الذمارى وغيره وتولى القضاء للمنصور على بن المهدى العباس في بلاد ذى السفال من اليمن الأسفل ومات في سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف هجرية رحمه الله تعالى
إبراهيم بن احمد بن عامر الشهارى السيد العلامة التقى إبراهيم بن أحمد بن عامر بن على بن محمد بن على ابن الرشيد الحسنى اليمنى الشهارى مولده في شوال سنة 1018 ثمانى عشرة وألف ونشأ على طريقة سلفه السادة الكرام في السمت والصمت والعفة والعبادة وعزة النفس عن المطامع والزهادة والرأفة بالمسلمين والتقلل من زينة الحياة الدنيا مع تمكنه من ذلك وكان خاله الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ينزله منزلة أولاده ويخصه بمزيد التكريم والتعظيم ودرس عليه دروسا نافعة وأخذ عن غيره من الأعلام فاستفاد وأفاد وكان من أعيان علماء عصره وأزهدهم وأكرمهم وبعثه الإمام المؤيد بالله إلى الجهات الآنسية عند اختلالها فقرر أحوالها وعاقب من يستحق العقوبة من أشرار أهلها ثم رجع إلى شهارة فاستقر بها حتى مات فيها في شهر رجب سنة 1056 ست وخمسين وألف
الفقيه إبراهيم بن أحمد المحلى الراغب الفقيه العلامة صارم الدين ابراهيم بن أحمد المحلى اليمنى الظفيرى المعروف بالراغب براء مهملة وغين معجمة أخذ عن السيد الكبير عبد الله ابن القاسم العلوى وعن السيد الحافظ عبد الله ابن الإمام يحيى شرف الدين في النحو والصرف والمعانى والبيان وأصول الفقه وفروعه والتفسير والتصوف وعنه أخذ عبد الله بن مسعود الحوالى والمهلا بن سعيد الشرفى وغيرهما قال السيد ابراهيم في الطبقات كان صاحب الترجمة فقيها جليلا عالما نبيلا عابدا جامعا بين فضيلتى العلم والعمل وتوفى بالطاعون في سنة 983 ثلاث وثمانين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه ابراهيم ابن حثيث الذمارى الفقيه العلامة الفهامة إمام الفروع صارم الدين إبراهيم بن حثيث اليمانى الذمارى نشأ ببلاد جهرات وأخذ بمدينة ذمار عن أكابر علماء عصره فحقق ودقق وفاق شيوخه وأكابر علماء جهته وبلغ في تحقيق الفروع إلى حد تقصر عنه العبارة وقد أخذ عنه عدة من علماء عصره واعتمدت ترجيحاته وفتاواه وتقريراته للمذهب الشريف وصار عديم النظير في الحفظ والإصابة وجودة النظر وطالت أيامه حتى أدرك أيام الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد ووفد عليه إلى مدينة شهارة فأجله وعظمه غاية التعظيم ثم توفى في صفر سنة 1041 إحدى وأربعين وألف وقبره بمدينة ذمار رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/366)
القاضى إبراهيم بن الحسن العيزرى
القاضى العلامة الورع التقى إبراهيم بن الحسن بن سعيد بن محمد ابن جابر بن على بن عواض بن مسعود بن على العياني النوفي المعروف بالعيزرى اليمانى كان عالما عاملا ورعا تقيا ناسكا فاضلا تولى القضاء والكتابة للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ولازمه في سفره وحضره حتى توفى بحضرته بمدينة صنعاء عند توجهه من ضوران إلى شهارة في ربيع الأول سنة 1071 احدى وسبعين وألف وقبره بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء بقرب قبر صديقه وأليفه السيد العالم الشهير أحمد ابن هادي بن هارون الهدوي رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى إبراهيم بن حسن الأكوع الشهارى
القاضى العلامة إبراهيم بن حسن الأكوع اليمنى الشهارى ثم الصنعانى أخذ بشهارة عن السيد أحمد بن المتوكل على الله إسماعيل والقاضى أحمد ابن سعد الدين المسورى وغيرهما وكان عالما فاضلا قال مؤلف الطبقات كان كاتبا للمولى أحمد بن المتوكل بشهارة ثم كتب للوالد القاسم المؤيد في الإنشاء حتى عزم الوالد إلى صنعاء في سنة 1102 اثنتين ومائة وألف فرحل صاحب الترجمة إلى حضرة المهدى محمد بن المهدى وبقى في ذمار على المخازين إلى آخر أيام المهدي ثم رجع إلى صنعاء واتفقت به فيها سنة 1134 أربع وثلاثين وظنى أنه من أبناء الثمانين ولم يزل بصنعاء حتى توفي فيها في شعبان سنة 1144 أربع وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/367)
السيد إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن القاسم الصنعانى
السيد العلامة الأديب إبراهيم بن الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسينى الصنعانى ترجمه السيد الأديب إبراهيم بن زيد جحاف فقال هو إمام البلاغة والمجلى في هذه الصياغة المشهور فضله وآدابه وكماله في جميع الأقطار والناهج منهج آبائه الأخيار له الخلق المرضى والوجه المضى والخط البديع ومن شعره قوله من قصيدة ( ربيبة ملك ما أرى كجمالها *** وكل جمال دونها فهو كاسد ) ( خدلجة الساقين أما قوامها *** فرمح وأما صدرها فهو ناهد ) ( وأحسب ماء الحسن في وجناتها *** لرقته تجرى وذلك حائد ) ( ومن قلسها بالبدر عند طلوعها *** فذاك قياس في الحقيقة فاسد ) إلى آخرها وتوفي في محرم سنة 1107 سبع ومائة وألف وقبره بخزيمة مقبرة صنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/368)
السيد إبراهيم بن زيد بن جحاف الحبورى
السيد العلامة البليغ المؤرخ الأديب إبراهيم بن زيد بن على بن إبراهيم بن المهدى بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن جحاف الحسنى اليمنى الحبورى مولده عاشر ذى الحجة سنة 1075 خمس وسبعين وألف وأخذ بحبور عن الفقيه يحيى بن أحمد بن الحسن الآنسى والفقيه محمد بن عبد الله الآنسى وغيرهما وألف في الأدب والتاريخ مؤلفات لطيفة مفيدة منها كتاب اللآلى والمرجان في ذكر جماعة من الأعيان وزهر الكمائم المنتزع من كتاب اللآلى والمرجان ومآثر الآباء والأجداد وسيرهم الحميدة التى هى كنز الرشاد وحدائق المنثور ونفثات المصدور في المنظوم والمنثور وقد ترجم في مؤلفاته المذكورة الكثيرة من أهل بيته وأقاربه ومن عاصره وكاتبه وفيها ما يدل على وجوده حيا بعد سنة 1116 ست عشر ومائة وألف ومن شعره ( بدت فأرتك البدر والأنجم الزهرا *** وماست كغصن البان في حلة خضرا ) ( من القاصرات الطرف حوراء مقلة *** وعينى ونفسى تعشق الغادة الحورا ) ( أسيرة حجل مطلقات لحاظها *** وما أطلقت إلا لكى تقنص الأسرى ) ( بروحي أفدي ثغرها وهو جامع *** المحاسن شهد النحل والراح والدرا ) إلى آخرها وأشعاره كثيرة ومنها جملة في مؤلفاته المذكورة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/369)
إبراهيم بن عبد الله جعمان الزبيدى
الشيخ العلامة إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم ابن اسحاق ابن إبراهيم بن أبى القاسم بن إبراهيم بن أبي القاسم بن جعمان بفتح الجيم وسكون العين المهملة اليمنى الزبيدى الشافعى أخذ الفقه والحديث وغيرهما عن عمه الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره من علماء عصره وسكن مدينة بيت الفقيه ابن عجيل من تهامة اليمن وانتهت إليه الرياسة في علوم الدين وكان خاشعا متواضعا متورعا ملازما للجامع محافظا على الأذكار وله فتاوى كثيرة ونظم رسالة في علم العروض سماها آية الحائر إلى الفك من أحرف الدوائر وأخذ عنه الشيخ عبد الله بن عيسى الغزى وغيره من العلماء وكان يحب الطلبة وأجاز كل من قرأ عليه ومن شعره في الإلهيات قصيدة أولها ( قصدى رمناك بكل وجه أمكنا *** فامنن على بذاك من قبل الفنا ) ووفاته في بيت الفقيه ابن عجيل في جمادى الأولى سنة 1083 ثلاث وثمانين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد إبراهيم بن على بن المرتضى اليمنى الحسنى
السيد العالم الفاضل الكامل إبراهيم بن على بن المرتضى بن المفضل الحسنى اليمنى أخذ عن السيد العلامة محمد بن الحسن بن باقى الهادوى والسيد محمد بن يحيى بن مكى والقاضى محمد بن حمزة بن مظفر والفقيه محمد ابن سليمان الأوزرى والفقيه يحيى بن حاتم وغيرهم من علماء عصره وكانت له اليد الطولى في فنون العلم وكان وسيما طويل القامة أشم الأنف عبدا صالحا تقيا ورعا ناسكا شاعرا بليغا خطيبا مصقعا قال مؤلف مطالع البدور وكان صاحب الترجمة يؤثر الفقراء بطعامه وطعام أهل بيته ويلبس شملة من الصوف فإذا كان الليل وضعها على أولاده وكانت زهادته وعبادته وأولاده الصالحة قبلة للصالحين وقدوة للعارفين وله كرامات ظاهرة وفضائل باهرة ومن شعره قوله رحمه الله تعالى ( وجدنا هذه الأجسام تملى *** الأدلة للعقول على الحدوث ) ( يعاودها اجتماع وافتراق *** ونيطت بالتحرك والمكوث ) ( أتغفل إنها من غير شىء *** أقيمت في الأماكن والحيوث ) ووفاته في رجب سنة 782 اثنتين وثمانين وسبعمائة وقبره بمقبرة جزع عناش في هجرة الظهر وابن من بلاد شظب رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/370)
الشيخ إبراهيم بن محمد جعمان الزبيدي
الشيخ العالم المفتى إبراهيم بن محمد بن أبى القاسم جعمان اليمنى الزبيدي الشافعى جد إبراهيم السابق ذكره أخذ صاحب الترجمة عن شيوخ العلم بعصره حتى صار حافظا نقادا محدثا وكان على جانب عظيم من نشر العلم والتدريس عديم النظير في زمانه وعنه أخذ السيد أبو بكر بن أبى القاسم الاهدل وأخوه سليمان والسيد محمد بن الطاهر بن بحر ومحمد بن عمر حشير والفقيه محمد بن محمد العلوى وغيرهم وكان هو العمدة في عصره في الفتوى بمدينة زبيد والمعول عليه في حل المشكلات وإليه رياسة مدينة زبيد ومات بها في سنة 1034 أربع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد إبراهيم بن محمد المؤيدى اليمنى
السيد الإمام الداعي إلى الله إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عز الدين ابن على بن الحسين ابن الإمام عز الدين بن الحسن الحسنى المؤيدى اليمنى المعروف بحورية الصعدى أخذ عن السيد صلاح بن أحمد بن المهدى وغيره وكان ترجمان الشريعة والمتبحر في علومها الوسيعة وألف المؤلفات النافعة منها كتاب الروض الحافل شرح الكافل في أصول الفقه وشرح الهداية في الفروع في ثلاث مجلدات وقصص الحق المبين في فضائل أمير المؤمنين والروض الباسم في أنساب آل الإمام القاسم الرسى وغير ذلك وقد دعا إلى الله تعالى وقام في جهات صعدة بأمر
الإمامة العظمى ثم تنحى للإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم وانتهى الأمر إلى ارتفاع الاختلاف ووقوع الائتلاف ووصل الإمام المتوكل على الله فاقطعه مدينة رغافة وما إليها من البلاد وأسعفه بقضاء كل مراد ومات ببلدة العشة بالقرب من مدينة صعدة في سنة 1083 ثلاث وثمانين وألف هجرية رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/371)
الشيخ إبراهيم بن محمد العجمى
هو العالم الفاضل الورع التقى إبراهيم بن محمد العجمى وصل إلى مدينة صنعاء في سنة 1150 خمسين ومائة وألف وكان إماما في كثير من الفنون كالفقه والأصول والعربية والتفسير وكانت أوقاته مستغرقة في الذكر والوعظ ولكلامه وقع وقبول في الأسماع والقلوب وكان يقف بالجامع الكبير بصنعاء فيجتمع إليه خلق وهو فصيح العبارة حسن الأخلاق لطيف في وعظه لا يلتفت إلى الدنيا ومتاعها ولا يقصد بوعظه غير نفع المسلمين وكان يملى على الناس شيئا من تفسير القرآن ويزيده للسامعين بيانا بعبارة حسنة ويد قوية في العلوم وكان يمر بالطرقات والأسواق وهو يعظ الناس ويأمرهم بما يليق بكل مخاطب وبالجملة فهو من العلماء الربانيين وأهل الانقطاع الى الله تعالى في جميع أوقاته وكان يقنع من القوت بأى شىء يأكله في الجامع أو غيره ولا تطمح نفسه إلى شيء وطالما وقف في الجامع ليس له من الطعام إلا نحو ملأ الكف من الباقلاء يستغنى به عن الطعام وكان هذا دأبه في أكثر أحواله وسئل يوما عن مذهب العجم في شأن الصحابة رضى الله عنهم فقال الجهال يسبون والعلماء يتوقفون ثم توفى بصنعاء في آخر هذا العام الذى قدم فيه وكانت(2/372)
وفاته من اعظم الخطوب فإنه كان قد ألقى الله تعالى المحبة له في جيمع القلوب وظهر منه من حسن الطريقة مالا يمكن التعبير عنه فما راع الناس إلا وفاته ولم يطل به المرض فإنه امتنع عن الناس يوما أو يومين ثم قصد إلى منزله فوجد ميتا فعظم المصاب واجتمع لدفنه من الناس خلق كثير وأرخ وفاته الأديب أحمد بن حسين الركيحي بقوله ( هذا ضريح الواعظ المنتقى *** علامة العصر فصيح اللسان ) ( العابد الأواه شمس العلى *** ومن له في كل حكم بيان ) ( فاق أهليه وجيرانه *** وجاء يسعى من ذرا أصفهان ) ( فاجتاحه الموت على غربة *** جرع فيها بكؤوس الهوان ) ( فضاعف الله له أجره *** فهو ولى العفو والامتنان ) ( قد صافحته الحور في جنة *** وعانقته القاصرات الحسان ) ( ناداه رضوان بتاريخه *** يا خلد إبرهيم أسنى الجنان ) سنة 1150 وقبره جنوبى مدينة صنعاء مزور وللناس فيه حسن اعتقاد ثم لما توفى تطلب الناس من يخلفه على الكرسى الذى كان يقعد عليه للوعظ فخلفه السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير ثم تخلف عنه فكتب إليه الأديب الركيحي المذكور ( أرى غرس إبراهيم مازال ينتمي *** فمنك اجتنينا بعده ثمر الغرس ) ( فدع جسدا ملقى بكرسى غيره *** فانك أولى بالقعود على الكرسى ) فاجاب السيد محمد الأمير بقوله ( صفى الهدى ابدعت فيما نظمته *** فداك بنو الآدب بالمال والنفس ) ( إذا الشعرا جاءوا بقرآن شعرهم *** فشعرك في أشعارهم آية الكرسى )(2/373)
السيد إبراهيم بن المهدى بن على حجاف
السيد صارم الدين إبراهيم المهدي بن على المهدى بن احمد بن يحيى ابن القاسم جحاف الحبورى الحسنى كان عالما كامل ورعا تقيا فاضلا من أعيان أصحاب الإمام القاسم ابن محمد وممن أسر مع المؤيد بالله محمد بن القاسم من شهارة في سنة 1011 إحدى عشر وألف ونقل إلى كوكبان ومات في عام اسره بكوكبان رحمه الله تعالى الشيخ إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالى اليمنى الشيخ العالم المحقق إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالى بضم الحاء المهملة الحميرى اليمنى أخذ عن العالمين الفاضلين محمد وعلى ابنى راوع وعن سعيد بن عطاف القدارى اليمنى وله منه أجازة عامة وأخذ عن القاضى المهدى بن أحمد الرجمى وعن عبد الله بن المهدى الرجمي وعبد الله بن المهلا النيسائى قال في طبقات الزيدية وكان صاحب الترجمة من العلماء الأكابر أخذ عنه القاضى عامر الذماري والكثير من العلماء في مغارب بلاد حجة ونواحيها وسكن هجرة الظهرواين ووصل إلى الإمام القاسم بن محمد في سنة 1006 ست وألف إلى مدينة حبور فعظمه الإمام كثيرا ولم يزل صاحب الترجمة في اشتغال بالتدريس في فنون العلم حتى توفى سنة 1008 ثمان وألف سنة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/374)
السيد إبراهيم بن المهدى جحاف الحبوري
السيد العلم إبراهيم بن المهدى بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن يحيى ابن عليان بن الحسن بن محمد بن الحسين جحاف الحسنى اليمنى الحبوري طلب العلم وأخذه عن عدة من علماء عصره وصحب الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين قبل دعوته وكان من أخص أصحابه وأعيان أعوانه بعد دعوته وأخذ له البيعة من أعيان القبائل ووجهه الإمام شرف الدين إلى بلاد الأهنوم وغيرها وكان بها الإمام مجد الدين فتم بحسن نظر المترجم له انتقال الإمام مجد الدين بدون حرب وقتال ثم عاد صاحب الترجمة إلى الإمام شرف الدين إلى صنعاء فولاه البلاد الشمالية من صنعاء وفوضه في أمورها ولم يزل على ذلك حتى توفى في رابع وعشرين رمضان سنة 944 أربع وأربعين وتسعمائة بمحروس حصن ظفار وقبره عند باب مشهد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد إبراهيم بن يحيى بن جحاف
السيد العلامة إبراهيم بن يحيى بن المهدى بن إبراهيم بن المهدى بن أحمد جحاف الحسنى مولده سنة 991 تسعمائة وإحدى وتسعين وكان من أهل الملكة لنفسه والرياضة الكلية عاكفا على كتب الطريقة لا يتخلف عن الحضور لصلات الجماعة في جامع مدينة حبور إلا لعذر عظيم وتولى القضاء وله شرح على المفتاح في الفرائض وشرح على أبيات الجعبرى في التلاوة لآى الفاتحة وله اشعار رائقة فائقة منها تخميس قصيدة الصفى الحلى التى أولها فير زوج الصبح أم ياقوتة الشفق الخ وكان بينه وبين الحسن والحسين إبنى الإمام القاسم بن محمد كل الصداقة وغاية المفاكهة الأدبية ومات بمدينة حبور في سنة 1065 خمس وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/375)
السيد أبو بكر بن أبى القاسم الأهدل اليمنى التهامى
السيد العالم الحافظ أبو بكر بن أبى القاسم بن أحمد بن محمد بن أبى بكر الأهدلى الحسينى اليمنى التهامى مولده تقريبا سنة 984 أربع وثمانين وتسعمائة بتهامة وأخذ عن الشيخ أحمد بن إبراهيم المزجاجى والفقيه محمد بن العباس المهذب ومحمد بن يحيى المطيب وغيرهم من علماء زبيد وتهامة واستجازمن معظم شيوخه ومن علماء الحرمين وله مؤلفات مفيدة منها نفحة المندل بذكر بنى الأهدل ونظم التحرير في الفقه ونظم الورقات والنخبة واصطلاحات الصوفية وغير ذلك وله أرجوزة سماه الدرة الباهرة في التحدث بشىء من نعم الله الباطنة والظاهرة ومن شعره ( إن كنت تطلب في الدارين تفضيلا *** وتبتغى من مليك الكون تكميلا ) ( داوم على العلم والفعل الجميل تنل *** ذكرا جميلا وتكميلا وتوصيلا ) ( فاطلبه وادأب على تحصيله أبدا *** وقم بتأليفه إن حزت تأهيلا ) ( وأنفق العمر في تحقيق حاصله *** وأعمر به الدهر تدوينا وتحصيلا ) ومات في جمادى الأولى سنة 1035 خمس وثلاثين وألف رحمه الله تعالى
السيد أبو بكر العيدروس
السيد العالم الفاضل أبو بكر بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسينى الحضرمى التريمى مولده بمدينة تريم من حضرموت ونشأ بها وأخذ عن والده وغيره ثم سافر إلى البلاد الهندية وسكن مدينة دولت آباد وكان بها ملجأ للوافدين وبها مات في سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/376)
السيد أبو بكر بن أحمد باعلوى الشلى
السيد العالم الفاضل أبو بكر بن أحمد بن أبى بكر باعلوى الحسينى الحضرمى الشلى مولده بمدينة تريم في سنة 990 تسعين وتسعمائة وأخذ بها عن السيد عبد الرحمن بن شهاب الدين والسيد عبد الرحمن بن محمد ابن على بن عقيل السقاف وغيرهما وقد ترجمه ولده محمد بن أبى بكر في المشرع الروى ترجمة بسيطة ووفاته في صفر سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد ابو بكر بن حسين العيدروس
السيد العالم الضرير أبو بكر بن حسين بن محمد بن أحمد بن حسين ابن عبد الله العيدروس الضرير الحسنى اليمنى الحضرمى مولده بمدينة تريم في سنة 997 سبع وتسعين وتسعمائة هجرية وأخذ عن أخيه علوي وغيره ورحل إلى مكة بعد ان كف بصره وقعد للتدريس وأخذ عنه جماعة من العلماء وكان اكثر كلامه في الوعظ والنصيحة وتوفى بمكة تاسع صفر سنة 1068 ثمان وستين وألف رحمه الله تعالى
السيد أبو بكر بن حسين الحضرمى
السيد التقى أبو بكر بن حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحسينى اليمنى الحضرمى مولده بمدينة تريم وأخذ عن أخيه احمد بن حسين وأخذ باليمن عن السيد عبد الله بن عبد الله بن على ثم رحل إلى الهند وأخذ عن السيد محمد بن عبد الله العيدروس ثم ساح في البلاد وكان كريما طلق الوجه وكف بصره في آخر عمره ومات في سنة 1074 أربع وسبعين وألف رحمه الله تعالى(2/377)
السيد أبو بكر بن سعيد الجفرى الحضرمى
السيد العالم ابو بكر بن سعيد بن أبى بكر بن عبد الرحمن الجفرى الحسينى الحضرمى أخذ بمدينة تريم عن السيد عبد الله بن شيخ العيدروس وولده زين العابدين وعن الشيخ عبد الرحمن السقاف والقاضى احمد ابن حسن بلفقيه وغيرهم ثم رحل إلى الحرمين وجاور بهما وأخذ عن جماعة منهما ورحل إلى الهند وأخذ بها عن جماعة من العلماء وكان زاهدا في الدنيا كثير النوافل والاذكار ثم انقطع بمدينة تريم وقنع من الدنيا باليسير ومات بمدينة تريم في سنة 1088 ثمان وثمانين وألف رحمه الله تعالى
السيد أبو بكر بن عبد الرحمن السقاف الحضرمى
السيد الحافظ المحدث ابو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين احمد ابن عبد الرحمن السقاف الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن والده وعن أخيه الهادى بن عبد الرحمن وعن الفقيه محمد بن إسماعيل والشيخ عبد الله العيدروس ورحل إلى اليمين والحرمين وأخذ عن كثير من المشايخ وبرع في التفسير والحديث والتصوف والمعانى والبيان وتصدى للتدريس فانتفع به جماعة وسمع منه طبقة بعد طبقة وتوفى بمدينة تريم في سنة 1061 احدى وستين وألف رحمه الله تعالى(2/378)
السيد أبو بكر بن على خرد الحسينى الحضرمى
السيد الزاهد ابو بكر بن على بن محمد بن علوى بن علوى بن خرد الحسينى الحضرمى ولد بتريم وأخذ عن السيد محمد بن حسن والسيد على ابن عبد الرحمن السقاف وغيرهما وأخذ عنه جماعة من علماء عصره وكان لطيف الشمائل حسن الأخلاق قانعا بالكفاف ومات بتريم في سنة 1007 سبع وألف رحمه الله
السيد ابو بكر بن محمد بن الطيب باعلوى
السيد الفاضل أبو بكر بن محمد بن الطيب باعلوى الحسينى الحضرمى ولد ببندر الشحر المسمى سمعون من جهات حضرموت وحاز فنونا شتى ورحل إلى الحرمين وغيرهما وأخذ عن جماعة من العلماء وكان مرجعا للأعيان ومجمعا لفضلاء الزمان مشهورا بالولاية وتوفى ببلده في سنة 1011 احدى عشر وألف رحمه الله وإيانا والمسلمين آمين
الشيخ أبو بكر بن محمد الزيلعى التهامى
الشيخ العالم أبو بكر بن محمد بن سرين بن المقبول بن عثمان بن احمد ابن موسى بن أبى بكر بن محمد بن عيسى بن احمد بن عمر الزيلعى العقيلى صاحب اللحية من تهامة مولده في سنة 1028 ثمان وعشرين وألف باللحية وحفظ القرآن وكان كثير العبادة يقطع ليله في الصلوة ونهاره في الصيام حريصا على فعل الخير داعيا إلى البر وتوفى سنة 1093 ثلاث وتسعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد أبو بكر بن محمد بن على بافقيه الحضرمى
السيد العالم ابو بكر بن محمد بن على بن أحمد بن عبد الله بن محمد الشهير كسلفه ببافقيه ولد بمدينة تريم من بلاد حضرموت وتفقه على الشيخ محمد بن إسماعيل بافضل وأخذ عن الشيخ عبد الله بن شيخ العيدروس وعن الإمام زين بن حسين بافضل وغيرهم وكان آية في استحضار مذهب الإمام الشافعى وغرائب مسائله وجامعا لكثير من الفنون وتصدى بمدينة قيدون لنشر العلم والإفادة والفتوى وأسمع العالى والنازل واشتهر بحسن التعليم واشتهرت فتاويه في الأقطار مع مواظبته على الطريقة المحمدية والديانة والشفقة والإنعزال عن الملوك وأبناء الدنيا وكمال التواضع والتودد إلى الناس والنصيحة والكرم والزهد ومات بمدينة قيدون في سنة 1005 خمس وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/379)
الشيخ ابو بكر بن المقبول الزيلعى التهامى اللحيى
الشيخ الفاضل أبو بكر بن المقبول بن عبد الغفار بن أبى بكر بن المقبول الزيلعى العقيلى صاحب اللحية مولده باللحية وأخذ عن والده وعن أخيه احمد السطيحة وجد واجتهد حتى فاق وكان شيخا جليلا كامل العقل غزير الفضل شديد الهيبة بعيد الهمة محبا للفضائل تاركا للرزائل باذلا في اماكن العطاء ومات في سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف عن نحو تسعين سنة وقبره باللحية رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد أبو طالب بن احمد بن محمد بن علوى الحضرمى
السيد الفاضل ابو طالب بن محمد بن علوي بن أبى بكر الحبشى الحسينى الحضرمى ولد بمدينة مريمه من حضرموت واشتغل بالفنون وجمع الله تعالى له بين حسن الحفظ والفهم ثم رحل إلى السواحل وأخذ بها عن جماعة ثم رحل إلى البلاد الهندية وأخذ بها عن بعض العلماء وكان كثير الاستحضار للمستحسنات من الأشعار والحكايات وله نظم ونثر وغلب عليه الأدب ثم ترك ذلك واشتغل بالعبادة ورحل إلى عمان وأقام بها مدة ومات فيها في سنة 1055 خمس وخمسين وألف رحمه الله(2/380)
السيد الإمام أحمد بن إبراهيم المؤيدي اليمنى
السيد الإمام الأواه الداعى إلى الله أحمد بن إبراهيم بن محمد بن احمد بن عز الدين المؤيدى الحسنى اليمنى الصعدى المعروف بحورية مولده في سنة 1051 إحدى وخمسين وألف وأخذ عن والده السابق ذكره مؤلف شرح الهداية وغيره من الفنون العلمية وله منه اجازة وكان صاحب الترجمة سيدا سريا وعالما فاضلا تقيا هاجر بمدينة صنعاء مدة ثم عاد إلى بلاده وكان الحال يقتضى وفوده على الأئمة من آل القاسم فينزلونه منزلة الأكابر من أهل العلم وظهرت دعوته في رجب سنة 1087 سبع وثمانين وألف ثم تنحى عن الدعوة وبايع الإمام المهدى لدين الله أحمد بن الحسن بن القاسم ولما نظم السيد يحيى بن أحمد العباسى كتابه نفخ الصور في ذكر آل القاسم المنصور قال صاحب الترجمة مقرظا للكتاب المذكور ومناصحا لبعض الأكابر من آل الإمام القاسم المنصور قصيدة منها ( فلعمرى لقد أجدت بمدح *** احتواه مقال نفخ الصور ) ( هؤلاء الكرام من قد عددنا *** وبنوهم أولو التقى والنور ) ( فعليهم من الآلة سلام *** ماتغنى الحمام فوق الزهور ) ( وعليهم إيجاد كل فقير *** فهم المنجدون كل فقير ) ( كم رأينا في دهرنا من ضعيف *** صار للاحتياج كالمخمور ) ( ذاهل لبه تراه كئيبا *** يتمنى أن يكتفى باليسير ) ( قل لهم يطلبون منه دعاء *** ويجيبون دعوة المحرور ) ( وعليهم حساب أهل الولايات *** على جمعهم للمال كثير ) ( من حلال ومن حرام أتوه *** لم يخافوا عن هول يوم النشور ) ( ما سمعنا من الولاة برفق *** لا ولا يذكرون يوما بخير ) ( ماخلا عصبة نشير إليهم *** فهم الأطيبون عن ذى الشرور ) وكانت وفاة المترجم له في ربيع الأول سنة 1099 تسع وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/381)
السيد أحمد بن أبى بكر بن أحمد الشلى الحسينى الحضرمى
السيد العالم أحمد بن أبى بكر بن أحمد بن أبى بكر بن عبد الله ابن أبى بكر بن علوى الشلى الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم سنة تسع عشرة وألف وأخذ عن والده وعن محمد الهادى بن عبد الرحمن بن شهاب الدين وعن القاضى أحمد بن حسين وعن السيد أبى بكر والسيد شهاب الدين أبى عبد الرحمن بن شهاب الدين وعن غيرهم وبرع في الفقه والحديث والعربية ثم رحل إلى الهند وأخذ بها عنه جماعة ثم عاد إلى وطنه ثم رحل إلى الحرمين وعاد إلى وطنه ومات به في سنة 1057 سبع وخمسين وألف رحمه الله
السيد أحمد بن أبى بكر بن عبد الله باعلوى الشلى
السيد العالم أحمد بن أبى بكر بن عبد الله بن أبى بكر بن علوى بن عبد الله الشلى الحسينى الحضرمى مولده بمدينة تريم من حضرموت وأخذ عن الإمام أحمد بن على باجحدر والسيد شهاب الدين بن عبد الرحمن بن محمد السقاف وحج وأخذ بالحرمين وكان كثير السؤال عما يقع له في أمور الدين من الإشكال كثير المداومة على عمل البر والعبادة والأوراد والأذكار والتلاوة وكان عالما بالفقه وأصوله كثير الخوف والبكاء زاهدا في الدنيا قانعا منها بالكفاف وتوفى في رجب سنة 1004 أربع وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/382)
السيد أحمد بن أبى بكر بن سالم الحضرمى
السيد العالم أحمد بن أبى بكر بن سالم بن عبد الله بن عبدالرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحسينى اليمنى الحضرمى مولده بقرية عينان من حضرموت وأخذ عن أبيه ثم انتقل إلى تريم وأخذ عن السيد أحمد بن علوي وحج صاحب الترجمة ودخل بندر عدن ثم الشحر فأقام به وطار صيته وقصده الناس وعم نفعه وتوفى بالشحر في سنة 1020 عشرين وألف رحمه الله تعالى
السيد أحمد بن احمد الديلمى الذمارى
السيد العلامة أحمد بن أحمد بن حسين بن يحيى بن على الديلمى الذمارى الحسنى نشأ بمدينة ذمار وأخذ عن القاضى سعيد بن عبد الرحمن السماوى والسيد أحمد بن على بن سليمان والسيد الحسين بن يحيى الديلمى والقاضى عبد القادر الشويطر وغيرهم وكان سيدا سريا وحافظا ذكيا عالما عاملا ورعا فاضلا مدرسا بمدينة ذمار بعبارة تضرب الأمثال وتشد إليها الرحال وتوفى بمدينة ذمار في ليلة عيد الفطر سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/383)
السيد أحمد بن اسحاق بن إبراهيم بن المهدي
السيد الحافظ المجتهد المنتقد أحمد بن اسحاق بن إبراهيم بن المهدي لدين الله أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى مولده في سنة 1107 سبع ومائة وألف ونشأ بمدينة ذمار وأخذ بها عن القاضى عبد الله بن على الأكوع وغيره ثم انتقل إلى صنعاء فأخذ بها عن السيد
محمد بن إسماعيل الأمير والسيد هاشم بن الشامى والسيد محمد بن اسحاق بن المهدى والسيد عبد الله بن على الوزير والسيد محمد بن عبد الله بن الحسين ابن القاسم والسيد محمد بن زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم وغيرهم من أكابر العلماء بعصره حتى صار زينة في العلماء العاملين والأذكياء الأتقياء المحققين ودرس في الفروع والأصول ولازم الأقراء والإفادة والتدريس وأخذ عنه ولده عبد الله بن أحمد بن اسحاق والمحقق حامد ابن حسن شاكر والسيد اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم من أكابر الحفاظ وله حواش على شرح الغاية في الأصول وشرح العمدة في الحديث وعدة رسائل وجوابات بمسائل وأنظار ثاقبة وكان يتجنب مخالطة الدولة القاسمية مع قرب نسبه ويفتى أن المحبوس إذا أقر بشىء حبس لأجله لا يصح إقراره ولا يحل الحكم عليه ولا تلزمه غرامة ولا قطع عليه فإقراره ليخلص من الحبس غير صحيح وكانت وفاته في صفر سنة 1158 ثمان وخمسين ومائة وألف بعد عوده وأهله من الحج ورثاه السيد إسماعيل بن محمد بن اسحاق بن المهدى هو وشيخه العلامة هاشم ابن يحيى الشامى لأن موتهما كان في شهر واحد ومستهل المرثية ( مصاب به غرب المدامع محلول *** وبيت الهنا فى القلب بالحزن محلول ) منها في ذكر صاحب الترجمة ( وزاد التهاب الخطب في الناس شدة *** بتلميذه إذ كان في الأمر تعجيل ) ( صفى الهدى المحمود أحمد من رفى *** الى مرتقى ماغيره فيه مسئول ) ( وصار إلى البيت العتيق بأهله *** جميعا فشمل الخير بالجمع مشمول ) الخ رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/384)
الفقيه أحمد بن إسماعيل العلفى
الفقيه العلامة الأديب احمد بن إسماعيل العلفى الصنعانى كان عالما فاضلا له محاسن جمة وفضائل عديدة لازم المولى محمد بن اسحاق بن المهدى ملازمة طويلة واجتنى من ثمار علمه ووزر له ايام دعوته ولصاحب الترجمة ادب جمعه إلى علمه ورئاسة فوقد كاتب أعيان العلماء بعصره كالسيد محمد ابن إسماعيل الأمير وغيره ومن شعره قصيدة أولها ( آلمنى وظلام الليل معتكر *** طيف الخيال فطاب الليل والسمر ) ومنها ( لله قلبى المعنى كم اشاهده *** وفيه نار الهوى العذرى تستعر ) ( به تلاعب طرف زانه دعج *** يسبى العقول فتور فيه بل حور ) ( وكم يروح ويغدو في الغرام ومن *** وصل الأحبة لا يقضى له وطر ) إلى آخرها وتوفى في أثناء القرن الثانى عشر رحمه الله إيانا والمؤمنين آمين
السيد أحمد بن إسماعيل بن على بن عبد الله الذمارى
السيد العلامة أحمد بن إسماعيل بن على بن عبد الله ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الذمارى مولده سنة 1109 تسع ومائة وألف وأخذ بمدينة ذمار عن القاضى زيد بن عبد الله الأكوع وغيره وكان محققا للفروع مشاركا في غيرها وتولى القضاء للمنصور بن الحسين بن القاسم بن الحسين بمدينة تعز فبقى بها أربعين يوما ومات في ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة 1155 خمس وخمسين ومائة وألف وكان قد سأل ليلة وفاته عن إذان صلاة العشاء ثم أذن لها الأذان الكامل جهرا ونطق بالشهادتين وفاضت نفسه عقيب ذلك وقبره بجنب قبر الإمام إبراهيم بن تاج الدين بمقبرة تعز رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/385)
الفقيه احمد بن جابر الكينعى الشهارى
الفقيه العالم التقى احمد بن جابر الكينعى نسبا الشهارى مسكنا اخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والمولى الحسين بن المؤيد بالله والفقيه احمد بن على الشبيبي وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا وتقيا عاملا سكن شهارة ثم انتقل إلى مدينة حوث ودرس بها وقد ترجمه تلميذه السيد إبراهيم بن القاسم بن المؤيد في الطبقات وأرخ وفاته بمدينة حوث في سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد احمد بن الحسن ابن المتوكل على الله إسماعيل اليمنى
السيد العلامة أحمد بن الحسن ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى كانت له اليد الطولى في العلوم والاشتغال التام بالحديث والتفسير والبحث في مسائلها مع نقاوة كاملة وحفظ واسع للتاريخ وحسن أخلاق وشرف نفس وكان حلو الحديث طلق المحيا واسع الصدر كثير الاتصال بالمولى هاشم بن يحيى الشامى والمولى أحمد بن عبد الرحمن الشامى وبينهم كمال المودة وكانوا يجتمعون في يوم الاثنين وفي يوم الخميس من كل أسبوع دائما في بير العزب فيشمل موقفهم على كل عجيبة من مسائل العلوم والأدب وتوفي صاحب الترجمة في سنة بضع وأربعين ومائة وألف وأوصى إلى المولى هاشم بن يحيى الشامى رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/386)
السيد أحمد بن الحسن الجرموزى الصنعانى
السيد العلامة أحمد بن الحسن بن المطهر بن محمد الجرموزى الحسنى اليمنى الصنعانى مولده في صفر سنة 1075 خمس وسبعين وألف وأخذ العلم عن مشايخ صنعاء ثم انتقل إلى بندر المخا أيام ولاية والده للبندر فمهر في الأدب ونظم الشعر الفائق الحسن ومن مؤلفاته قلائد الجوهر في إبنى بنى المطهر ذكر فيه جماعة من أهله الأعلام وقد ترجم له الحيمى في طيب السمر والمولى يوسف بن يحيى في نسمة السحر والسيد إبراهيم الحوثى في نفحات العنبر وغيرهم ومن شعره مضمنا ( يا طول لهفى من نفس تكلفنى *** على التخطى جهلا في خطا الغرر ) ( أضحت تحث على ترك الخمول ولم *** تعلم بما قيل في ماض من السير ) ( من أخمل النفس أحياها وروحها *** ولم يبت طاويا منها على ضجر ) ومن شعره ( إذا كان من ارجوه عند مطامعى *** كمثلى محتاج إلى خالق الخلق ) ( فما حاجتى في قصد مثلى وكيف لا *** ألوذ بمعطيه ليعطينى رزقى ) ( وهل أنا إلا عبده وابن عبده *** ويقبح منى أن أملكهم رقى ) ومن شعره قوله مؤريا بغيل المحجرى النهر المعروف بمدينة رداع ( قالت رداع وقد ذممنا سوحها *** مهلا لقد جئتم بشيء منكر ) ( حسبى بأنى من ألم بساحتى *** أسقيه مهما حل بى من محجرى ) ووفاة المترجم له في أثناء القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/387)
الفقيه احمد بن حسن بركات اليمنى
الفقيه العلامة الزاهد الواعظ المفسر الأديب أحمد بن الحسن بن سعيد بركات الصنعانى مولده في ربيع الأول سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف وأخذ عن أعلام صنعاء بعصره وبرز في علم الآلة وأخذ في الفقه والحديث والتفسير وطالع في كتب الأدب والتواريخ والأشعار ولما حج أخذ عن الشيخ محمد حياة السندى ودرس صاحب الترجمة في عدة فنون واشتغل في آخر أمره بالتدريس في الفقه وكانت له اليد الطولى في تعبير الرؤيا والتفرس في حال الرائى وكان دمث الأخلاق رفيق الحاشية حسن المحاضرة لطيف الطبع شريف النفس كثير الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى حلو المجون بديع اللطائف والاستعارات مطرحا للكبر عارفا بأحوال أبناء زمانه غير مشتغل بالتكليفات العرفية لا يتأنق في ملبوسه ولا يبالى على أى وجه كان ظهوره وكان رحمه الله لا يدع صلاة الجماعة وعيادة المرضى ويقعد لانتظار الجنائز خارج باب اليمن المعروف بمدينة صنعاء فيشيع كل جنازة تمر به من جنائز المسلمين إلى فوق القبر سواء كان يعرف الميت أو لم يعرفه وكان في أول أيامه قد جاب الديار وتنقل في الأقطار ومن شعره ( أنا عند الجفاء أزداد ودا *** لخليلى إذا جفانى الخليل ) ( أصل القاطعين في هذه الدار *** لعلمى أنها ستزول ) ( وكفانى إنى إذا شغل الناس *** كثير منها كفانى القليل ) ( بعد خمسين حجة وثلاث *** نحو دار البقاء حان الرحيل ) وكان قد رأى في منامه قبيل وفاته انه أطلق من السجن فعلم أنه قد دنا أجله ودعا الفقيه لطف الله بن أحمد جحاف وقال له أنت وصي فاكتب قال ما اكتب قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم(2/388)
( بالخمسة الغر من قريش *** وسادس القوم جبريل ) ( بحقهم رب فاعف عنى *** فحسن ظنى بك جميل ) ثم قال أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى وذادنا عن الضلالة والردى فانا بما أنزل عليه وعلى من قبله من الانبياء مؤمنون ثم قال أكتب لا أملك من الدنيا شيئا سوى بيتى والكتب لا أملك منها سوى كتاب الأزرق في الطب ثم سكت ساعة وقال ( علمى معي إينما يممت كان معى *** إن كنت في السوق كان العلم في السوق ) ( أو كنت في البيت كان العلم يصحبنى *** في جيب صدرى لافى جيب صندوقى ) وكانت وفاته في سادس عشر المحرم سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف ورثاه الفقيه محمد بن حسن دلامة بقصيدة منها ( لقد نعى الشيخ الرفيع مقامه *** بأول عام كان من بركاته ) ( صفى الهدى انسان عين زمانه *** ومن حسنات الدهر من حسناته ) ( ومن جمعت فيه العلوم وأجمعت *** على فضله فينا رواة ثقاته ) ومنها ( فياحبذا راق إلى غرف العلى *** بخير فعال كان في خلواته ) *** ( وياحبذا التاريخ جاء لعالم *** أعاد علينا الله من بركاته ) سنة 1196 وبنو بركات من قبيلة نهم وجد صاحب الترجمة هو الذى انتقل من نهم إلى صنعاء رحمهم الله تعالى(2/389)
القاضى أحمد بن حسن السحولى
القاضى العلامة الأديب أحمد بن الحسن السحولى اليمنى قال مؤلف نفحات العنبر ذكره الحيمى صاحب طيب السمر فقال ما خلاصته حاكم أزيح بعلمه الجهل المتراكم واستدرك به الإيضاح ولا غرو من كون المستدرك للحاكم ناظم ناثر حميد خلال ومآثر له في الأشعار مجموع وديوان بإذان القبول مسموع وقد استوزره بعض من ملك فجرى في وزارته بسعده الفلك وشعره كأبيه حسن إنقادت له الجزالة بألطف رسن فمنه قوله ( فرجت كربى بحسن المنظر البهج *** ياظبية في سوى أحشائى لم تلج ( نزهت طرفى وقلبى عن سواك فما *** للقلب غيرك يا ذات الجمال نجى ) ومنها ( فيا فؤادى عرج بالمحاجر من *** سفح اللوى تلق من تهوى به وعج ) ( وحين تسئل من ذا أنت ذاك فقل *** أنا القتيل بلا ذنب ولا حرج ) ( فإن أعاد سؤالا عنك أين فصح *** مابين معترك الأحداق والمهج ) إلى آخرها وللمترجم له في المولى محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد عدة من المدائح ووفاته في القرن الحادى عشر رحمه الله والمؤمنين آمين(2/390)
السيد احمد بن حسين بن إبراهيم الشرفى
السيد العالم الفاضل التقى احمد بن حسين بن إبراهيم بن على بن ابراهيم بن على بن المهدى بن صلاح الشرفى الحسينى اليمنى مولده في سنة 1040 اربعين وألف وأخذ عن السيد يحيى بن احمد الشرفى وعن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والقاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا تقيا عاملا وتوفى بالجاهل من بلاد الشرف في ثالث ذى القعدة سنة 1103 ثلاث ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى احمد بن حسين الهبل الصنعانى
القاضى العلامة الورع التقى الأفضل احمد بن حسين الهبل الصنعانى مولده سنة 1107 سبع ومائة وألف وأخذ عن السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير ولازمه سبع سنين وحج معه وأخذ أيضا عن السيد العلامة هاشم بن يحيى الشامى وغيره وعنه أخذ السيد عبد القادر بن أحمد الكوكبانى والقاضى أحمد بن صالح بن أبي الرجال الصغير والقاضى عبد الله ابن محي الدين العرايسى وغيرهم وانتفع به الطلبة ونبل الكثير منهم وكان حسن المقصد لين العريكة حلو المجون كثير الأدب متخليا عن الأهل والولد وسكن تعز بحضرة المولى أحمد بن المتوكل القاسم بن الحسين نحو عشر سنين وكان أحد الأعوان على الخير في حضرته وزينة الأعيان من أهل دولته ثم رجع إلى صنعاء ودرس بها وكان له ميل إلى التصوف ومعاناة كتبه ولكنه كان يكتم ذلك حياء من شيخه السيد محمد بن إسماعيل الأمير ولم يزل صاحب الترجمة على حاله الجميل حتى توفى بصنعاء في سادس رمضان سنة 1176 ست وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/391)
الشيخ أحمد بن حسين بافقيه الحضرمى
الشيخ العالم الفاضل أحمد بن حسين بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن على بن محمد بافقيه الحضرمى ولد بمدينة تريم وتفقه بالشيخ محمد بن إسماعيل والسيد عبد الرحمن ثم رحل إلى الحرمين وأخذ بهما عن السيد عمر بن عبد الرحيم والشيخ أحمد بن علان وغيرهما وأجازه جماعة من مشايخه في الإفتاء والتدريس وقصده الطلبة واشتهر صيته وعين للقضاء بمدينة تريم فحمدت سيرته ثم عزل ثم أعيد للقضاء وتوفي بوطنه في سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد احمد بن حسين العيدروس الحضرمى
السيد العلامة احمد بن حسين بن عبد الله بن الشيخ بن عبد الله العيدروس بن عبد الله بن شهاب الدين العلوي الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم سنة 970 سبعين وتسعمائة وأخذ عن علماء عصره وكان كثير القيام والعبادة والصوم والصدقة كثير التلاوة للقرآن كثير الاستماع للمواعظ والأشعار الحسنة ورزق السعادة في نسله فخلف ثلاثة أولاد نفع الله بهم خلقه فعبد الله بن احمد في حضرموت وحسين بن احمد في اليمن وأبو بكر بن احمد في الهند ووفاة المترجم له بوطنه في شوال سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله
الشيخ احمد بن حسين بن محمد بافقيه الحضرمى
الشيخ العلامة احمد بن حسين بن محمد بن على بن احمد بن عبد الله بن محمد بافقيه الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن أبيه وعن عمه ابى بكر وعن الفقيه ابن عمر البيتى وغيرهم ورحل إلى الحرمين وجاور بمكة وأخذ بالمدينة ثم عاد إلى مكة وأقام بها إلى أن توفى فيها سنة 1052 اثنتين وخمسين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/392)
الفقيه احمد بن حميد المحلى اليمنى
الفقيه العلامة احمد بن حميد بن احمد المحلى اليمنى أخذ عن أبيه العلامة الشهير وعن احمد بن وهاس وغيرهما وحقق علم الأصول والعربية والفرائض وروى عن أبيه عن الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة جميع مؤلفاته معقولا ومنقولا وتولى القضاء وكان من أعيان علماء وقته ومات في صفر سنة 701 احدى وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه التقى احمد الراعى الصنعانى الفقيه الفاضل المتأله الزاهد العابد التقى احمد الراعى الصنعانى قال مؤلف النفحات كان والد المترجم له وإخواته يتعلقون بالتجارة فنشأ صاحب الترجمة ولازم أهل العلم والفضل واشتغل بكتب الرقائق وواظب على الطاعات ثم اعتزل عن الناس وأقبل على عباد الله تعالى وكان يحب الخلوة في جبل نقم وإذا رآه أحد من الناس فر منهم وربما فاجأه من كان يتصل به في الابتداء فيعتذر بأن معه علة ويشير إلى بطنه موهما ان تلك العلة تمنعه الملاقاة وكان لا يرضى بأكل ما يسد رمقه من عند اخوته ولبس ما يستر عورته الا بعد أن يعمل لهم أشق الأعمال ويتولى غسل ثيابهم وتربية أولادهم وغير ذلك واشتهرت عنه كرامات عديدة مع شدة نفوره عن الناس وعمن يريد التبرك به او التماس الدعاء منه قال القاضى أحمد قاطن أنى حدثت نفسى في بعض الأيام بأن صلاة الجمعة والجماعة لعلها تفوته ولم يشعر أحد بما حدثت به نفسى فلم ألبث أن جاء الفقيه أحمد بن سعيد الحطوار وهو رجل فاضل يقرأ على في النحو فأخبرني انه صلى الجمعة بجنب الفقيه أحمد الراعي وإنه سلم عليه(2/393)
وأمره ان يسلم على ويقول لى إنه يحضر الجمعة والجماعة قال القاضى وأخبرنى من أثق به عن بعض أهل صنعاء إنه دخل من بير العزب بعد صلاة المغرب وأراد الدخول من باب اليمن أحد أبواب صنعاء المعروفة فوجد الباب قد أغلق فحصل معه قلق عظيم واعتراه ذل ووحشة فبينما هو يفكر في أمره عند المقابر إذ رآه شخص وبيده فانوس وقد جاء من جهة جبل نقم فأنس به وقصده فإذا هو الفقيه أحمد الراعي فأخبره ان باب اليمن قد أغلق فأجاب الفقيه أحمد بأنه مفتوح وإنما تخيلت أنه قد أغلق ثم قبض على يده ودخلا جميعا من باب اليمن ورآه مفتوحا فلما فارق الفقيه أحمد رجع إلى الباب لينظره فوجده مغلقا فسأل الموكلين به فأخبروه أن له مدة طويلة من حين أغلق وأنه لم يفتح ولم يروا أحدا قد دخل منه انتهى كلام القاضى قلت وسمعت انه استكتمه ذلك وأمره أن لا يخبر به أحدا واشتهرت عنه كرامات أخرى وتوفي في سنة نيف وخمسين ومائة وألف وأوصى أن لا يعرف أخوه أحدا بموته ولما شاع خبر موته خرج جميع أهل صنعاء إلى فوق القبر أفواجا رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/394)
السيد أحمد بن زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم الصنعانى
السيد العلامة التقى أحمد بن زيد بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى الصنعانى أخذ عن أبيه الحافظ الكبير وعن غيره من علماء عصره بصنعاء وكان عالما محققا في النحو والصرف والبيان والمنطق والأصول مشاركا في الحديث وكانت له عناية تامة بالنقل والضبط وكان حسن الأخلاق كثير التواضع فاضلا ناسكا قال الفقيه على بن محمد العابد
في تهذيب الزيادة لتاريخ الأئمة السادة كان صاحب الترجمة من العلماء المبرزين والحفاظ المتفنين إماما مدرسا في العربية والأصول وغيرها وتوفى في العشر الأول من صفر سنة 1183 ثلاث وثمانين ومائة وألف وقد بلغ من العمر إلى عشر الثمانين وقال غير العابد ان وفاة المترجم له في شوال سنة 1182 اثنتين وثمانين ومائة وألف وقبره بالاتفاق بجنب قبر والده غربى مسجد مدرسة الإمام شرف الدين بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى أحمد بن زيد الهبل الروضى
القاضى العلامة الورع التقى أحمد بن زيد الهبل الروضى أخذ عن حاكم الروضة السيد العلامة أحمد بن محمد بن الحسن الكبسى في الحديث والتفسير وغيرهما وهو أجل تلامذته وأخذ عن غيره وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا خطيبا بجامع الروضة ومات في سنة 1185 خمس وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى أحمد بن سعيد الهبل الصنعانى القاضى العلامة شمس الدين أحمد بن سعيد بن صلاح الهبل الصنعانى كان من العلماء الأفاضل والحفاظ النحارير الأخيار الأماثل حافظا لقواعد المذهب الشريف غاية الحفظ وله تقريرات على والده وأعاد القرائة على السيد محمد بن عز الدين المفتى وكان السيد المفتى يعده لتهذيب مسائله وكانت للمترجم له قدم ثابتة في أصول الفقه ومشاركة في سائر العلوم ودرس بجامع صنعاء وتوفى بها سنة 1061 إحدى وستين وألف وقبر بالقرب من قبر السيد عبد الله الديلمى المعروف بأبى شملة جوار مسجد الأبهر المعروف بصنعاء وراء بعض الفضلاء قبيل وفاة المترجم له انهدم الجامع الكبير بصنعاء من الجهة التى كان يدرس فيها صاحب الترجمة فتعقب ذلك وفاته رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/395)
السيد أحمد بن شيخان باعلوي
السيد العلامة احمد بن شيخان باعلوى الحسينى ولد ببندر المخاوكان حاتم زمانه في الكرم وكان يحب الفقراء ويعمل في كل يوم سماطا عظيما يجلس عليه هو وجماعته وأصحابه ثم الخدم ومن حضر ثم العبيد ويفرق الطعام المصنوع للفقراء ومات في بندر جدة ثامن رجب سنة 1044 أربع وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد أحمد بن شيخ العيدروس الحضرمى
السيد العلامة احمد بن شيخ بن عبد الله بن شيخ العيدروس الحسينى اليمنى الحضرمى مولده بمدينة تريم سنة 949 تسع وأربعين وتسعمائة وصحب السيد العالم عبد الرحمن بن شهاب الدين والسيد أحمد ابن علوي باجحدر والسيد أحمد بن حسين العيدروس ثم رحل إلى والده بالديار الهندية ثم رجع إلى عدن وأخذ عن السيد أحمد بن حسين العيدروس وغيره وتوفى في شعبان سنة 1024 أربع وعشرين وألف رحمه الله تعالى(2/396)
القاضى أحمد بن صالح العنسى الصنعانى
القاضى العلامة أحمد بن صالح العنسى الصنعانى أخذ عن الشيخ لطف الله الغياث وغيره وكان من خواص اصحاب المولى الحسين بن الإمام القاسم وغيبة سره وقرينه وهو من العلماء الأجلاء الأخيار وأهل الالتفات إلى الله تعالى والحلم والعقل الراجح وشاهد ذلك زهده في متاع هذه الدار وقد ترجمه القاضى أحمد أبى الرجال في مطلع البدور فقال في اثناء ذلك انه انقطع في آخر أمره إلى العبادة ببير العزب غربى صنعاء واشتغل بجليل علم الكلام ودقيقه ويذكر قول قاضى القضاة ان الفقه قد يقرأه أهله لمقاصد وأما علم العدل والتوحيد فلا يقرأه الا لله تعالى ومات بصنعاء في صفر سنة 1069 تسع وستين وألف وقبره بقرب قبر السيد المفتى في خزيمة رحمه الله تعالى
القاضى أحمد بن صلاح الدوارى القصعة الصعدى
القاضى العلامة شمس الدين احمد بن صلاح بن حسن بن محمد بن على بن مهدى بن على بن حسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الدوارى المعروف بالقصعة الصعدى أخذ عن القاضى الحسين المسورى والسيد محمد بن عز الدين المفتى والسيد على ابن الإمام شرف الدين والسيد المطهر ابن تاج الدين والسيد إبراهيم بن على ابن الإمام شرف الدين وابن نسر الأهنومى وقرأ على العالم الشيرازى القادم إلى مدينة صعدة شرح الرسالة الشمسية مرافقا للإمام الحسن بن على بن داود قبل دعوته وكان الشيرازى هذا يقول ان عاش هذا السيد وقاضيه كان لهما شأن عجيب وكان صاحب الترجمة عالما عاملا زاهدا ورعا فاضلا بحرا زاخرا في علوم أهل البيت مصنفا في علم الحديث كثير البر والإحسان صادق المودة لأهل البيت النبوى ولقى لذلك تعبا شديدا حتى كسر ظهره بعض الأتراك في ذلك وكان يسمى المقشقش بقافين وشينين معجمات لأنه كان إذا حضر طعامه بصعدة أمر رسوله أن يجمع من في جامع صعدة من الغرباء للأكل معه وكان شديد النفور عن الظلمة وتوفى بمدينة صعدة سنة 1018 ثمان عشرة وألف وأمه جارية هندية رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/397)
القاضى أحمد بن عامر الذمارى
القاضى العلامة المجاهد أحمد بن عامر بن محمد الذمارى الصباحى نسبة إلى بيضاء صباح من قرى رداع كان عالما بالفروع رئيسا مقداما هماما شجاعا صادعا بالحق جوادا له فروسية كاملة وكان يضرب به المثل في البسالة ولما قصد الأتراك قرية شوكان من بلاد خولان العالية وأحاطوا به وقبضوا عليه وكتفوه فر من بين أيدى أهل النجدة منهم وقد تولى القضاء للمولى الحسن ابن الإمام القاسم وكان من رؤسا اجناده وحضر معه ومع أخيه الحسن حروب بلاد زبيد ثم مات بعد رجوعه منها بوادى عاشر من بنى سجام خولان العالية في شهر رجب سنة 1045 خمس وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد أحمد بن عبد الله الوزير
السيد الإمام الحجة احمد بن عبد الله بن احمد بن صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير الحسنى اليمنى مولده في ذى القعدة سنة 921 إحدى وعشرين وتسعمائة وأخذ عن الفقيه نسر بن احمد والسيد صلاح ابن الإمام عز الدين بن الحسن والسيد عبد الله بن ابن أمير المؤمنين شرف الدين والسيد عبد الله بن القاسم ومحمد بن ابى بكر الحرازى وصالح بن صديق النمازى الشافعى ويحيى بن محمد حميد وإبراهيم بن محمد سلامة وغيرهم وجمع بين العلم والعمل وحاز الفضل عن كمل وانتهت إليه العلوم النبوية وتفجرت منه ينابيع البلاغة والحكم العلوية وكان موزعا لأوقاته في الطاعات وحج في سنة 984 أربع وثمانين وتسعمائة وبعد رجوعه من مكة سكن مدينة صعدة وشرح ارجوزة النمازى في نسب الإمام شرف الدين وانتزع الأحاديث المستحسنة الدائرة على الألسنة من كتاب السخاوى ومات في ربيع الأول سنة 985 خمس وثمانين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/398)
الفقيه أحمد بن عبد الله الجربى اليمنى
الفقيه العلامة الزاهد الورع الناسك القانت التقى أحمد بن عبد الله بن أحمد بن معوضة الجربى بالجيم وبعد الراء موحدة قبل ياء النسبة هو الزاهد الولى القانت الناسك الولى انقطع إلى الله تعالى في سنة 1088 ثمان وثمانين وألف وسكن بمكان صغير أرضى بالروضة من أعمال صنعاء وكان بمحل رفيع من الزهادة والعبادة والورع ولا يقبل من أحد شيئا واشتهرت له كرامات عديدة وتناقلها الناس من أيامه إلى الآن وموته بالروضة في سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الشيخ أحمد بن عبدالله السلمى الأصابى
الشيخ العلامة المحقق المدقق احمد بن عبد الله السلمى الأصابى أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد باقى المزجاجى ورحل لطلب العلم بمدينة زبيد وتولى وقفه من جهة المهدى صاحب المواهب وكان من أقران السيد يحيى بن عمر بن الأهدل وللمترجم له تصانيف معظمها في الحساب والجبر والمقابلة وزاد في بعض جوامع مدينة زبيد فسعى السيد يحيى بن عمر الأهدل في هدمها ولعل ذلك في سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف فحرر صاحب الترجمة رسالة سماها الضوء اللامع في زيادة الجامع وأرسل بفتوى إلى القاضى طه السادة فقرر الزيادة ثم انتقل صاحب الترجمة من زبيد رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/399)
الشيخ احمد بن عبد الله باعنتر الحضرمى
الشيخ العالم احمد بن عبد الله باعنتر الحضرمى السيوونى الشافعى ولد في سنة إثنتى عشرة وألف ورحل إلى مكة وأخذ بها عن الشمس البايلى وغيره وكان عالما عاملا ومات بالطائف في رمضان سنة 1091 إحدى وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى أحمد بن عبد الله الدوارى الصعدى
القاضى العلامة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الدوارى اليمنى الصعدى أخذ عن والده القاضى الحافظ الشهير وعن غيره وكان عالما فقيها محققا فاضلا ومن مؤلفاته التلفيق بين كتاب اللمع والتعليق والجزاز المصقول شرح وازعة ذوى العقول وتولى القضاء من بعد والده بمدينة صعدة وما إليها ثم صار إلى مكة للحج ومات محرما ملبيا في رابع ذى الحجة سنة 807 سبع وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد أحمد بن عز الدين بن الحسن الحسنى اليمنى
السيد الكبير النحوى الشهير أحمد ابن الإمام عز الدين بن الحسن اليمنى مولده في شوال سنة 873 ثلاث وسبعين وثمانمائة وكان عالما كبيرا محققا في الآلات وكان يقال له سيبوية زمنه لعلو شأنه في النحو ورحل لطلب الحديث بالمدينة النبوية واستصحب معه كتبا عظيمة من خزانة والده فنهبت عليه في ديار حرب وله أسئلة على خطبة كتاب الأثمار وحاشية على تذكرة الفقيه حسن وكتاب في أحوال الإمامة وما يلزم الإمام وما يلزمه وتولى القضاء لأخيه الإمام حسن بن عز الدين ولابن أخيه الإمام مجد الدين بن الحسن ومات صاحب الترجمة بقرية فللة في صفر سنة 941 إحدى وأربعين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/400)
السيد احمد بن على بن الحسن الشامى الصنعاني
السيد العلامة المحقق المدقق المنتقد الشهير أحمد بن على بن الحسن بن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل الشامى اليمنى الحسنى الخولانى ثم الصنعانى نشأ بوادى مسور من خولان العالية ثم رحل إلى مدينة صنعاء فأخذ عن السيد محمد بن عز الدين المفتى والقاضى يحيى السحولى وغيرهما من أكابر علماء صنعاء وظهرت استفادته لشدة إقباله وذكاء قريحته فأحرز الفنون نحوأو صرفا وبيانا وأصولا وفروعا وتفسيرا وأتقن الفرائض والضرب والمساحة والتقسيم وداوم على الدرس والتدريس والإحياء للعلم بمدينة صنعاء وجعل إليه الوزير حسن باشا نائب الأتراك على صنعاء إمامة مسجد الشهيدين بصنعاء ثم كان انتقال المترجم له عن صنعاء إلى بلاد الحيمة وكانت في تلك المدة إلى الإمام القاسم بن محمد فولاه الإمام بعض تلك الجهات ولازم في آخر أيامه الحسين ابن الإمام القاسم حضرا وسفرا وكان يتولى معه فصل الشجارات وما يرد عليه من الخصومات ثم ضعف بصره في سنة 1055 خمس وخمسين وألف فحفظ القرآن غيبا وكان شديد الإنكار للمنكرات مقبول الكلمة وكتبه التى مر عليها ودرس فيها مخدومة بالضبط والفوائد المفيدة وله حواش وأنظار وترجيحات وتقريرات في هوامش شرح الأزهار وغيره من كتب الفروع وله ترجيحات يخالف فيها الهداية مثل فسخ نكاح زوجة الغائب وثبوت القصاص في اللطمة وطهارة الماء القليل ما لم يتغير أحد أوصافه وعدم التكفير باللازم وأن الزوال ميلان الظل أدنى ميل في الصيف والشتاء من غير فرق وغير ذلك من ترجيحاته ومات بصنعاء في شوال سنة 1071 إحدى وسبعين وألف وقبره في باب السبحة مشهور مزور رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/401)
الفقيه أحمد بن على الحبشى الصعدى
الفقيه العلامة أحمد بن على الحبشى الصعدى قرأ على الشيخ العلامة صديق بن رسام الصعدى وغيره وكان عالما محققا وله حواش على المناهل وأخذ عنه خلق كثير ومات تقريبا في سنة 1132 اثنتين وثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين القاضى أحمد بن على ذعفان الذمارى القاضى العلامة احمد بن على بن محمد بن عبدالهادى ذعفان الذمارى أخذ بمدينة ذمار عن الفقيه المحقق الحسن بن احمد الشبيبي والقاضى زيد بن عبد الله الأكوع وغيرهما وكان من العلماء المشهورين والحكام المعتبرين قريب الجناب سهل الحجاب وقورا صبورا وتولى القضاء بمدينة ذمار ومدينة تريم ومات بذمار في سنة 1185 خمس وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى(2/402)
السيد أحمد بن على الأهنومى
السيد العلامة الزاهد المفصال أحمد بن على بن الهادى الأهنومى الحسنى مولده في سنة 878 ثمان وسبعين وثمانمائة ورحل إلى صنعاء فأخذ بها وبقى فيها نحو أربعة عشر سنة ولقى العلامة ابن مظفر ولازمه وصار المترجم له علما بالبلاد الشامية من صنعاء ومات في بلاد الشرف في شهر رجب سنة 924 أربع وعشرين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى أحمد بن على سلامة اليمنى
القاضى العلامة أحمد بن على بن أحمد بن الحسن بن محمد سلامة أخذ عن السيد عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر وغيره من الأعيان وشارك في الفقه وأصول الدين وغيرهما من العلوم ومات في ذيبين سنة 1174 أربع وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الشيخ أحمد بن على مطير الحكمي اليمنى
الشيخ العلامة احمد بن على بن محمد بن مطير الحكمي الشافعى اليمنى أخذ عن والده وغيره وبرع في فنون العلم وألف المؤلفات النافعة منها تسهيل الصعاب في علمى الفرائض والحساب والروض الأنيف في النحو واللغة والتصريف ونظم كتاب الأزهار في فقه الأئمة الأطهار وشرح غاية السؤل في علم الأصول وله رسالة في ادحاض حديث الافتراق وقال ان الحديث من طريق معاوية بن أبى سفيان وكان المترجم له في مسئلة الإمامة على مذهب الزيدية ومات في بلده من المخلاف السليمانى بتهامة في سنة 1068 ثمان وستين وقيل خمس وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/403)
السيد أبو طالب أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
السيد السند العظيم الماجد الجواد الكريم أبو طالب احمد ابن الإمام القاسم بن محمد بن على الحسنى مولده في شهر صفر سنة 1007 سبع وألف وأخذ بصنعاء عن القاضى إبراهيم بن يحيى السحولى والقاضى على المسورى وسعد الدين المسوري وغيرهما وكان رئيسا جليلا وسيدا ماجدا نبيلا ساميا مهيبا من أعضاد الدين وأعمدة المسلمين وسيوف الانتقام من المضلين وتولى لوالده الإمام القاسم جهات صعدة وبلاد الشرف وسارت بذكره الركبان وكان يأمر باصطناع الطعام الواسع وتفريقه على الضعفاء من المسلمين ويجيز الشعراء الجوائز السنية ومن أجل مناقبه عمارة جامع الروضة من أعمال صنعاء وعمارة سمسرة ريدة باليون من بلاد عمران وسمسرة الأزرقين في بلاد همدان وغير ذلك ومات بمدينة صعدة في صفر سنة 1066 ست وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل الشبامى
السيد العلامة الأجل الانبل احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل ابن إبراهيم بن على ابن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين الحسنى اليمنى الشبامى نشأ بمدينة شبام كوكبان وأخذ العلوم عن والده وحقق كثيرا من الفنون وكان بالمحل الرفيع من العبادة والتقوى وبذل النفس لنفع المسلمين وتدريس الطالبين مع كرم اخلاق وتواضع ومات في سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد العلامة احمد بن محمد بن إسماعيل الذمارى السيد العلامة أحمد بن محمد بن إسماعيل بن على بن عبد الله ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الذمارى أخذ عن القاضى عبد القادر الشويطر ومحسن بن حسين الشويطر والسيد على بن أحمد بن سليمان والسيد الحسين ابن يحيى الديلمى والسيد الحسين بن محمد الديلمى وغيرهم وحقق النحو والصرف والفقه والفرائض وشارك في غيرها وكان حسن الأخلاق ورعا فاضلا ومات في رمضان سنة 1200 مائتين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/404)
القاضى أحمد بن محمد الأكوع
القاضى العلامة أحمد بن محمد بن على بن صالح بن سليمان الأكوع مولده سنة 1032 اثنتين وثلاثين وألف وأخذ عن الإمام المؤيد بالله محمد ابن القاسم وعن أخيه الإمام المتوكل على الله إسماعيل وغيرهما وكان عالما فاضلا عاكفا على الطاعات ملازما للجمعة والجماعات ودرس القرآن امام بجامع شهارة في أكثر الأوقات وله تلامذة اجلاء ومات في شعبان سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى
الفقيه أحمد بن محمد الخالدي
الفقيه العلامة أحمد بن محمد بن داود الخالدي اليمنى أخذ عن الشيخ إسماعيل النجرانى وغيره وكان من خواص أصحاب الإمام المطهر بن محمد بن سليمان ومن مؤلفات صاحب الترجمة كتاب ايضاح الغامض من علم الفرائض وشرح على كافية ابن الحاجب وكتاب الجوهر الشفاف في المنطق وكان نادرة زمانه في الذكاء والزهد والورع ومات في سنة 880 ثمانين وثمان مائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/405)
الفقيه أحمد بن محمد الضبوى اليمنى
الفقيه العلامة التقى احمد بن محمد الضبوى نسبة إلى قرية ضبوة من أعمال صنعاء أخذ عن القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وغيره وكان عالما محققا فاضلا ورعا شاعرا بليغا كتب إلى شيخه القاضى احمد بن صالح المذكور يستحثه في الإجازة هذه الأبيات ( الأقل لشمس الدين علامة الورى *** ومن هوء للعلياء فينا طرازها ) ( لقد طال منا الانتظار لوعده *** اما آن منه للوعود نجازها ( فكم تتقاضاك الإجازة عصبة *** تريد على ضبط العلوم احترازها ) ووفاته سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الشيخ أحمد بن محمد بن عجيل التهامى
الشيخ العلامة التقى احمد بن محمد بن احمد بن محمد بن احمد العجل ابن محمد بن يوسف بن إبراهيم بن القطب أحمد بن موسى عجيل اليمنى التهامى قال في خلاصة الأثز الشهير بالعجل بكسر العين وسكون الجيم والصواب فتح العين وكسر الجيم ولد في بلدته بيت الفقيه ابن عجيل ونشأ في حجر أبويه وأخذ عن شيوخ الحرمين ودخل زبيد ومكث بها نحو إحدى عشرة سنة لا يخرج منها الا للحج أو لزيارة ابيه نادرا ومات ببلده في شعبان سنة 1704 أربع وسبعين وألف ودفن خارج قبة والده رحمه وإيانا والمؤمنين آمين(2/406)
الشيخ أحمد بن مقبول الزيلعى التهامى
الشيخ العالم أحمد بن مقبول الزيلعى التهامى صاحب اللحية مولده بوطنه ببندر اللحية وأخذ عن كثير من العارفين ومات في ربيع الأول سنة 1012 اثنتى عشرة وألف وقبر باللحية رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه أحمد بن معوضة الجربى اليمنى
الفقيه العلامة الورع التقى احمد بن معوضة الجربي نسبة إلى الجربتين من ذمار أخذ عن السيد بن أحمد المؤيدى واستقر مدة بمدينة ذمار ثم انتقل إلى مدينة صنعاء واشتهر فضله بها وسلم إليه زكواتهم ليصرفها في مصرفها فكان لا يقبل ذلك بل يترك الأموال عند اربابها ويحول لمن عرف استحقاقه من أرباب الأموال واعتكف للعبادة بمسجد داود المعروف بصنعاء وتوفى بصنعاء في سنة 1015 خمس عشرة وألف رحمه الله وله ولدان محمد بن أحمد وعبد الله بن أحمد انتقل إلى الروضة عن أعمال صنعاء رحمهم الله تعالى
القاضى احمد بن مهدى الشبيبي الذمارى
القاضى العلامة التقى أحمد بن مهدى الشبيبي الذمارى أخذ عن والده وعن السيد على بن حسن الديلمى والقاضى حسين بن على المجاهد وغيرهم وكان عالما محققا متقنا شاعرا بليغا وتولى القضاء بمدينة ذمار وعمر المسجد الذى بسوق الأربعاء في ذمار وتولى القضاء بتعز مدة طويلة ومات في صفر سنة 1157 سبع وخمسين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/407)
القاضى أحمد بن ناصر المهلا
القاضي العلامة أحمد بن ناصر بن عبد الحفيظ المهلا الشرفى أخذ عن عدة من علماء عصره ومن تلامذته مؤلف طبقات الزيدية وله منظومة في علم المنطق قال في نعته مؤلف زهرة الكمائم ( وان أحمد في الدنيا وان عظمت *** لواحد مفرد في عالم أمم ) ( رحب الذراع طويل الباع متضح *** كأن غرته نار على علم ) ( زادت مرور الليالى بيتهم شرفا *** كالسيف يزادان ارهاقا على القدم ) وموت صاحب الترجمة في سنة 1133 ثلاث وأربع وثلاثين ومائة وألف
القاضى احمد بن ناصر بن عبد الحق المخلافى اليمني
القاضى شمس الدين احمد بن ناصر بن عبد الحق بن شايع بن على المخلافى الاصل الصنعانى المولد والنشأة مولده في 1055 خمس وخمسين وألف وأخذ عن السيد يحيى بن الحسين بن القاسم وصحب المؤيد بالله محمد بن المتوكل قبل خلافته فولاه بلاد الحيمة واضاف إليه القضاء بها ثم وازره بعد دولته مع ولاية بلاد الحيمة ثم حج وعاد فاستعفى عن ولاية بلاد الحيمة واستمر في القضاء والوزارة حتى توفى الإمام المؤيد فصار مع أخيه المولى يوسف بن المتوكل على الله إسماعيل وقام بدعوته اشد القيام ولما انتهى الحال بمصير الامر إلى المهدى صاحب المواهب كان المترجم له من جملة من وقع في شراك المحنة فحبسه المهدى بصيرة عدن مدة ثم أطلقه وولاه القضاء بصنعاء ورد إليه ما كان أخذه من أمواله وضياعة وجهزه خطيبا للجيوش في قتال المحطورى الشرفى ثم جهزه مع ولده المحسن لقتال همدان إلى مدينة عيان ثم غضب عليه وحبسه ثم أفرج عنه وجعله حاكما في بندر عدن وكان واسع الاطلاع كثير النقل وله رسائل ومسائل مفيدة عديدة وشرع في شرح مجموع الإمام زيد بن على وكان(2/408)
شديد الغيرة على العترة النبوية وله فضائل كثيرة ومن شعره قصيدة كبيرة عارض بها الهمزية وقصيدة عارض بها البردة وأشعاره كثيرة واتفق أنه خرج من الحمام فلقيه بعض أصدقائه وسأله عن سبب دخوله الحمام فأنشده قول الشاعر ( ولم أدخل الحمام من أجل لذة *** وكيف ونار الشوق بين جوانجى ) ( ولكنه لم يكفنى فيض أدمعى *** دخلت لابكى من جميع جوارحى ) وكان قد تناول الحناء واثره على يده فقال له فما هذا يشير إلى الحناء فقال مرتجلا ( وليس خصابا ما بكفى وإنما *** مسحت به أثر الدموع السوافح ) ثم صدر صاحب الترجمة البيتين وعجزهما ونقل معناهما إلى الوعظ وضم إليهما البيت الثالث فقال ( ولم أدخل الحمام من أجل لذة *** وكيف التذادى بالنيار اللواقح ) ( ولا جئته ابغى اصطلاء بناره *** وكيف ونار الشوق بين جوانحي ) ( ولكنه لم يكفنى فيض أدمعى *** على ماضيات من ذنوب فواضح ) ( ولما رأيت العين لم يكف وبلها *** دخلت لابكى من جميع جوارحى ) ( وليس خضابا ما بكفى وانما *** مسحت به أثر الدموع السوافح ) وتوفى حاكما ببندر عدن في شهر محرم سنة 1116 ست وقيل سبع عشرة ومائة وألف وأرخ وفاته زيد بن على الخيوانى بقوله ( قد قضى قاضى العلا في عدن *** فعلوم الآل بالشجو تباكا ) ( وباقلام الرثا ارخته *** ياابن عبد الحق قد طاب ثراكما ) سنة 1117
رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/409)
السيد احمد بن الهادي المدافعى
السيد العالم احمد بن الهادى بن على بن محمد بن الهادى بن محمد بن الحسن بن أبى الفتح بن مدافع الحسنى اليمني أخذ عن القاضى عامر بن محمد الذمارى وغيره وعنه اخذ محمد بن الهادى ابن أبى الرجال والسيد عز الدين دريب وغيرهما وكان عارفا بالفقه واشتهر على السنة الفقهاء تسميته بالباقر لتبقره في العلم وكانت له الخصال الحميدة وخرج من بلاد صعدة لمجاهدة الأتراك بالبلاد الصنعانية ثم رجع إلى بلاده وسكن بمدينة ساقين حتى مات فيها في سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
احمد بن الهادى الهارونى الهدوى
السيد السند العلامة الزاهد المعتمد احمد بن الهادى بن هارون الهدوى اليمنى كان سيدا سريا ذكى القلب ثابت الجنان له فراسة صادقة وله في العربية مسكة حسنة وفي الفقه عرفان تام واشتغل بأمور الإسلام العامة وتولى بلاد خولان ابن عامر وسكن مدينة حيدان من جهات صعدة وحف به العلماء الأعيان ولم يدخل في العمل الا بهم فكانت سيرته وأعماله علوية وتولى للإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ولأخيه المتوكل على الله إسماعيل اعمالا وتوجه لغزو أهل نجران وجهادهم وتولى للمتوكل اسماعيل بلاد ذمار ولبث بها مدة وكان لا يعرف كنه من عنده من العلم لذكائه وله كرامات كثيرة وجاءه رجل له مقام عجيب في الاتصال بعالم الجن فقال له ان بعض الجن توصى إليه أنه إذا صرع أحدا من المسلمين(2/410)
كتب له صاحب الترجمة ثلاث عشر مرة قل هو الله أحد ثم يكتب اسمه احمد بن الهادى بن هرون وكان بين المترجم له والإمام الاواه محمد بن المتوكل كمال الألفة ومات بصنعاء في سنة 1071 احدى وسبعين وألف ورثاه القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال بقوله ( هذا الضريح الذي فوق الضراح سما *** وحاز من بعد افلاك السماء سما ) ( فيه الهمام ضياء المبهمات ومن *** للذكر والغزو شق الحندس المبهما ) ( مازال بالحرب والمحراب مشتغلا *** ان قيل ما الذي تهواه قال هما ) ( قد حالف الخط والخطي مدته *** ما زال ينشر فيه العلم والعلما ) ( عليه اسنى صلاة الله ما حمدت *** منه السمات وما مزن السحاب هما )
القاضى احمد بن يحيى الآنسى
القاضى العلامة احمد بن يحيى الآنسى اليمنى قال في الطبقات قرأ في العربية على السيد أحمد بن محمد الشرفي والسيد أحمد بن محمد لقمان وفي الفقه على القاضى عامر والإمام القاسم بن محمد إلى أن قال ما خلاصته وطلب من الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم الإجازة فأجازه في سنة 1050 خمسين وألف وله تلامذة كثيرة منهم القاضى عبد الله الصعترى والقاضى على بن احمد اللاحجى وغيرهم وكان صاحب الترجمة فاضلا جليلا عمدة للشيعة شمسا للشريعة رحمه الله تعالى(2/411)
الفقيه احمد بن يحيى بن سالم الذويد اليمنى
الفقيه المحقق احمد بن يحيى بن سالم الذويد بن على بن محمد بن موسى الصعدى أخذ عن السيد محمد بن عز الدين المفتى وعبد العزيز بن محمد بن بهران وسمع الأمهات الست واستجاز فيها من الحافظ محمد بن محمد المصرى وأجل تلامذة صاحب الترجمة الإمام القاسم بن محمد والفقيه مهدى الشعيبي وغيرهما وكان فقيها محدثا قليل النظير في المعقولات والصفات اماما في الشرعيات على الاطلاق وكان آية من ايات الله وله في كل علم قدم راسخة وبلغ في علم الطب والرمل وحل السحر وغيرها إلى مبلغ عظيم وقرأ في التوراة وكان من أهل الثروة والمال واجتمع له من الكتب خزانة ملوكية مع مكارم اخلاق وتوفي بصعدة في جمادى الأولى سنة 1020 عشرين وألف رحمه الله تعالى
الحكيم أحمد بن يعقوب الهاشمى الهندى ثم اليمنى
السيد أحمد بن يعقوب الهاشمى الهندى ثم اليمنى الحكيم الماهر المتطبب وصل إلى مدينة زبيد فنعته الأمير سعيد المجزبى بكتاب إلى الإمام المهدى العباس فبعث إليه ووصل إلى مدينة صنعاء في سنة 1171 إحدى وسبعين ومائة وألف في زى الفقراء وكان قد عاد من الحج إلى زبيد وكانت معرفته بالطب منحة من الله تعالى وذكر أنه دعا له بعض مشايخه بالفتوح في يومى الأحد والأربعاء فكان لا يكاد يخطىء الدواء في اليومين ولما تتبع المهدى العباس أخلاقه ورآه بمحل من الصلاح والعفاف وعدم التهور أدناه من محله وبعثه إلى المرضى وأهل العلل وشكر صنيعه للناس فانتفع به العالم وكان لايقر لأحد بأنه يملك في الأرض ذرة ويقول كلها لله تعالى ولا يرى لأحد فضلا على أحد ويقول كل الناس عباد الله تعالى ومن كلامه أن الغبن أن يصعد الروح ويرجع لا يمتزج بذكر الله تعالى وكان كثير الذكر وإذا طلبه الإمام المهدى لا يحتفل بتسوية هيئته(2/412)
كما هى عادة الناس في الدخول على الملوك قال جحاف وحدثنى ولده على بن أحمد أنه كان يرى ما وصل إليه كما يراه الآخر فلا يحتفل بشىء منه وإنه أرسل له المهدى العباس بشىء من آلة الصين الفاخر فشرعها بمقامه فما دارت أيام قلائل إلا وقد ذهب جميعه كان يدخل عليه الداخل فيعجبه الشيء فيسأله فيعطيه قال ومن عجيب أمره أن الصينية التى يتقهوى بها انما تحفظها بعض نسائه خوفا من أن يأخذها عليها الغير وكان يسعى في الخير ويثابر على اعانة الضعفاء ويستخرج من الخليفة المهدى أموالا جمة للفقراء وأدرك الإمام في بعض أيامه تغيرا في المزاج وقلقا في الطبع فبعث إليه فجس نبضه فوجده صالحا فقال العلة تنبىء عن جمع المال والدواء الإنفاق على أهل الحاجة فبذل الإمام مالا للصدقة فاستوى مزاجه واعتدل طبعه وجىء إلى المهدى برجل من أهل الجرائم قد احتوشه الناس باب دار الإمام فقال صاحب الترجمة تنظر إلى هذا قال المهدى نعم قال فاتق الله فإنى أخاف أن يؤتى بك يوم القيامة هكذا وكان المهدى رحمه الله لا يطرح الحشمة مع أحد سواه وبدرت من المهدى غضبة عليه فراح عنه واشتغل بتجهيز نفسه للسفر فبعث إليه المهدى ما شأنك فقال أنا رجل هندى غريب الديار لا يطمعنى شىء ولى جارية منك خذها لا حاجة لى فيها فوقفه وقرر خاطره واشتغل المترجم له آخر ايامه بجمع الكتب الطبية والدينية وغيرها ونسخها وتوسع بعد ذلك في شراء الأموال وكان الحكيم إسماعيل العجمى يحسده وكذلك الحكيم حسين فتح الله وامتحناه فلم يعول بواحد منهما ومات بصنعاء في خامس وعشرين رجب سنة 1195 خمس وتسعين(2/413)
ومائة وألف وله إثنا عشر ولدا ذكرا وأنثى منهم على وهو الأكبر وعبد الرحمن وعبد الله وعبد الرحيم وعبد الكريم ويروى أنه كان لا يكاد يخطىء في جس النبض وأنه لما حضرته الوفاة لم يهتد إلى إدراك نبضه وصار إذ ذاك أجهل الناس بمعرفته وكانت تأتيه الأرملة والضعيف فيذهبان به أين أرادوا وربما جاءه رسول الخليفة فلا يجيب حتى يقضي لهما وطرا وقيل ان أكبرو أولاد صاحب الترجمة هو القاسم بن أحمد وكان من الصالحين الزاهدين رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى ادريس بن جابر العيزرى اليمنى
القاضى العلامة المحقق ادريس بن جابر بن على بن عواض بن مسعود ابن على بن حسن العيزرى نسبة إلى العيازرة في جبل الأهنوم كان صاحب الترجمة اماما في الفروع والخلافات محققا درس كتاب التذكره زيادة على اربعين مرة وكانت له اليد الطولى في حث أهل تلك البلاد على اعانة الإمام الناصر الحسن بن على بن داود حتى تم بحميد سعيه الخير العام للإسلام وكان الإمام يسميه بالوالد ووالد صاحب الترجمة جابر بن على كان عالما فاضلا جمع خزانة عظيمة من الكتب النافعة وعمر في بلاد الأهنوم نحو ثلثمائة مسجد ومات ولده المترجم له في ربيع الأول سنة 999 تسع وتسعين وتسعمائة رحمه الله(2/414)
السيد ادريس بن على الحمزى المؤرخ
السيد النسابة المؤرخ ادريس بن على بن عبد الله بن الحسن بن حمزة بن سليمان بن على بن حمزة بن أبى هاشم الحسن بن عبد الرحمن الحسنى الحمزي اليمنى كان هذا السيد علامة متفننا وتولى لسلطان اليمن الأسفل الملك المظفر الرسولى ثم تركه وهو مؤلف كتاب كنز الأحبار في الأخبار في اربع مجلدات رتبه على السنين وذكر حوادث كل سنة مع عناية تامة بتراجم رجال الزيدية وأئمتهم وفرغ من تأليفه سنة 713 ثلاث عشرة وسبعمائة هجرية وله كتاب في فضائل فاطمة الزهراء رضى الله عنها وغير ذلك قال مؤلف الطبقات كان صاحب الترجمة اميرا خطيرا وعلامة شهيرا ترجمه الخزرجي ومدحه غيره من الشعراء فكان يجيزهم الجوائز السنية وخالط السلاطين باليمن ولم يمت حتى تاب إلى الله تعالى من ذلك توبة نصوحا وموته في سنة 714 أربع عشرة وسبعمائة
السيد إسحاق بن احمد بن الحسن بن القاسم
السيد السند العلامة الفهامة الأمجد اسحاق ابن الإمام المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى كان صاحب الترجمة رئيسا نبيلا علامة جليلا اكمل أهل عصره مجدا وأعظمهم فخرا وأحسنهم أدبا وله مشاركة قوية في علم الفلك وغيره وكان والده المهدى يحبه ويميل إليه كثيرا وتولى بعد وفاة والده ذى اشرق من اليمن الأسفل ثم لما قام صنوه المهدى صاحب الترجمة من جملة الأمراء الذين تقدموا لمحاصرته بالمنصورة وآل الأمر إلى استيلاء المهدى عليهم وحبس صنوه صاحب الترجمة أعواما ثم أفرج عنه في سنة 1110 عشر ومائة وألف وولاه بلاد خمر وما إليها ثم بلاد أصاب ثم طلبه للخروج على أهل يافع ولما وصل إلى مدينة قعطبة توفاه الله بها في ربيع الآخر سنة 1121 إحدى وعشرين ومائة وألف ومن شعره ( سقى الله هذا الروض قد حاز كلما *** يروق ويحلو للنفوس ويطرب ) ( نخيل وأنهار وزهر وبلبل *** كلوا وأشربوا واستنشقوا الزهر واطربوا )(2/415)
السيد اسحاق بن محمد الكوكبانى
السيد العالم اسحاق بن محمد بن الحسين الكوكبانى مولده في صفر سنة 1159 تسع وخمسين ومائة وألف وأخذ بكوكبان عن السيد عيسى ابن محمد وغيره وكان كثير الأذكار والطاعات حسن الأخلاق كريم الطباع ومن شعره مجيبا على شيخه السيد عيسى بن محمد ( يا اماما جلى بعلم البيان *** وعلا رفعة على الزبرقان ) ( قد أتى من نظامه بمعان *** ما سواه لمثلها بمعان ) ( لا يطيق الجواب عنه فصيح *** ايقاس الحصى بالمرجان ) ومات في ذى القعدة سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الشيخ اسحاق بن محمد جعمان الزبيدى
الشيخ العلامة اسحاق بن محمد بن إبراهيم بن أبى القاسم بن اسحاق جعمان اليمنى الزبيدى الشافعى مولده بزبيد سنة 1014 أربع عشرة وألف وأخذ عن والده وعن عمه الطيب بن أبى القاسم وغيرهما وبرع وفاق اقرانه وحج وأخذ عنه بمدينة زبيد وبالحرمين جماعة من العلماء ومن مؤلفاته الحاشية الأنيقة على مسائل المنهاج الدقيقة ومن شعره قصيدة أولها ( نفحت نفحة العبير وريا *** مندل الحب أوصلتها شمول ) ( سحرا والرفاق من سكرة النوم *** على أظهر النجائب ميل ) ( فنشقنا نوافح الطيب منها *** اذ شذاها على الخيام دليل ) ( وابتسام المهاة في حندس الليل *** أضاء الدجى فبان السبيل ) وهى قصيدة عامرة ومات بزبيد في ربيع الثانى سنة 1096 ست وتسعين والف رحمه الله تعالى(2/416)
السيد إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى جحاف الحبورى
السيد الكبير إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن المهدى بن أحمد جحاف الحبورى الحسنى مولده في سنة 1024 أربع وعشرين وألف تقريبا وأخذ عن والده والحسين بن على جحاف والسيد عبد الرحمن بن حسين جحاف وغيرهم وكان محققا في الفروع والأصول والعربية والطب مع أدب وحافظة وكان حاكما بحضرة الإمام المتوكل على الله إسماعيل ومن شعرة يحث الإمام المتوكل على احياء مدارس العلم بقصيدة أولها ( أصبح الدهر طيب الأوقات *** كامل الحسن وافر الحسنات ) منها ( يا امام الزمان قد أسعد الله *** أناسا رأوك قبل الممات ) ( شاهدوا فيك من صفات على *** جملة أخبرت عن الباقيات ) ومنها ( حجة الله لا برحت بخير *** في رياض انيقة مغدقات ) ( أصبحت عبرة لكل نسيب *** عرصات من أهلها مقفرات ) ( فتميل القلوب تشكو إليها *** هجرها دائما بكل جهات ) ( ليس خلق سواك يحنو عليها *** يا اماما فوات قبل الفوات ) ( وانتعش أهلها وشيد بناها *** واعدها في أحسن الحالات )
ومات المترجم له بحبور في شعبان سنة 1097 سبع وتسعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/417)
الفقيه إسماعيل بن إبراهيم النجرانى
الفقيه المحقق إسماعيل بن إبراهيم بن عطية النجرانى قرأ على المطهر بن تريك في الصرف والمعانى والبيان والتفسير وأجازه بمحروس مدينة صعدة وأجازه الإمام يحيى بن حمزة في كتابه الانتصار وللمترجم له تلامذة اجلاء منهم السيد الهادى بن إبراهيم الوزير الكبير والسيد على بن أبي القاسم وغيرهما وكان عالما فاضلا ورعا تقيا ومن مصنفاته الأسرار الشافية في كشف معانى الشافية ومات في سنة 794 أربع وتسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى
السيد إسماعيل بن إبراهيم المهدى صاحب المواهب
السيد العلامة إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى وكان سيدا جوادا كريما مقداما بصيرا بالأعمال اشتغل بعلم الكيمياء وعاناه مدة من الزمان وتفقه في علوم الزيدية فأدرك حظا ووضع كتابا في النحو وسهله بألفاظ عرفيه تفهمه المرأة والصبى وكان حسن الشكل والملبوس ذا شاش وحشمة وتوفى في ذى القعدة سنة 1098 ثمان وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/418)
الفقيه إسماعيل بن احمد بن القحيف الذمارى
الفقيه الأديب الأديب إسماعيل بن أحمد بن القحيف الذمارى كان أديبا اريبا لطيفا تولى أعمالا للمهدي صاحب المواهب ومن شعره معارضا لأبيات عمرو بن معدى كرب المشهور بقوله ( أعددت للحدثان رحمة *** محصى الأنفاس عدا ) ( ان كان عمرو عد سابغة *** وعدا علندا ) ( ولنعم ما اعددته *** ولبئس ما عمرو أعدا ) ( من كان غير الله عدته *** بحادثة تردى ) ( يا من تميد الراسيات *** لسخطه وتخر هدا ) ( يا من له تعنو الملوك *** وكلهم آتيه عبدا ) ( أرجوك للأمر الذى *** لا استطيع له مردا ) ( فأجب دعائى ولا تذرنى *** يا جميل الصنع فردا ) ( واغفر لعبدك وابن عبدك *** ما جنى سهوا وعمدا ) ومات بمدينة ذمار في سنة 1121 احدى وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى
الفقيه إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عطية النجرانى
الفقيه العلامة الفاضل إسماعيل بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عطية النجرانى قرأ الكشاف وتجريده على السيد على بن محمد بن أبى القاسم ومن شيوخه أيضا السيد ابو العطايا عبد الله بن يحيى بن المهدى والقاسم بن يحيى بن المؤيد والسيد صلاح بن عبد الله بن المهدى وغيرهم وكان عالما كبيرا محققا للعربية والتفسير ومكانته في الفضل مكانة عمه إسماعيل بن إبراهيم السابق ذكره ومن أجل تلامذة المترجم له السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير والسيد محمد بن عبد الله الوزير وغيرهما من أكابر علماء القرن التاسع رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/419)
القاضى إسماعيل بن حسن أبى الرجال
القاضى العالم الأديب إسماعيل بن حسن بن أحمد بن أبي الرجال الصنعاني أخذ عن القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال وغيره من علماء صنعاء قال جحاف في أثناء ترجمته له كان شاعرا بليغا مفوها أدركته الوسوسة وتحكمت به الأوهام والخيالات الملبسة ومازال يتحدث أن الإمام المهدى العباس قد أضمر في نفسه له شرا لأمور نقلت إليه سرا فزادت أوهامه وكثرت في النوم أحلامه وكان يشير بيده إلى الهواء ويشخص ببصره ويعيده في أقرب مدة ويقول كاذبين كاذبين ثم يقول هذا غلط والصواب كاذبون أى هم كاذبون وكان يقول بالهواء سكان لهم في السحر ملكة عظيمة وأن من سحرهم أنهم يسرقون لسانه ويتكلمون بها بكلام خبيث فلا يشك السامع إلا أنه إسماعيل أبى الرجال قال وأكثر ما يتكلمون به في سب الإمام المهدى فإذا بلغه أن إسماعيل شتمه وطعن فيه كان ذلك سببا لإبانة شبر من أعلا قامته وكان لا يتجاوز من شرقى صنعاء سوق الملاحين ولا يتجاوز من غربيها صومعة مسجد طلحة ويقول ان تجاوزت أحد المحلين رأيت الإمام المهدى على فرسه في أرباب دولته ورأس إسماعيل مضروب بين يديه وجثته منكوسة مشدودة بالخشب وكان نازلا بمنازل مسجد داود فإذا أقبل الليل عليه نزل إلى المسجد فصلى قصرا ويقول ذهب من العقل نصف وبقى نصف فعلى نصف صلاة ويصلى الرباعية ركعتين ثم يصعد إلى منزله ويسرج مصباحا ويخرج إلى جيرانه فيقول اشهدوا على ويلقى في فمه خرقة ثم يشد على شفتيه بحبل وثيق ويعود إلى منزلته ولا يتنفس إلا من منخريه وإنما يفعل ذلك وثوقا(2/420)
بأن السحرة سكان الهواء لا يأخذون لسانه فإذا أخذوها وتكلموا بها فقد أشهد على نفسه بأنه ما نام إلا وقد شد على فمه وكان ربما ألقى نفسه على الأرض واضطرب من فتح اشارات سكان الهواء وكانت هيئته هيئة العقلاء ولباسه لباس ذوى الهيئات وكان إذا رأى غلاما جميلا تحدث عنه وعن حسنه ثم يقول وآخر الأمر غضضت بصرى وحفظت ذكرى وصفعت جفرى وبعد أن تحكمت به السوسة والخيال خرج من صنعاء وقصد بلاد خولان ومازال يسأل كل انسان عما عليه السلطان من ذلك الأمر الذى كان ثم كتب في صفر سنة 1187 سبع وثمانين ومائة وألف إلى الإمام المهدى العباس بواسطة القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال رسالة وقصيدة سماها درة اليمن وتحفة الزمن وسلوة المظلوم الممتحن عدد أبياتها مئة وسته عشر بيتا بها يفتن أولها ( لى حسن ظن في رضا الرحمان *** الواحد المشكور بالإحسان ) ( يا من أحاط بكل شىء علمه *** يا عالما بخفى سر فلان ) ( قد ضاقت الأحوال بى ذرعا فكن *** يا رب عونا لى على الشيطان ) ( شيطان سحر قد تعلق بالهوا *** وأتى بألفاظ بغير معانى ) ( سب الإله مع الملائكة الكرام *** م مع الأنام مع امام زماني ) ( ورمى بسوء من أناخ مهاجرا *** أفنى الزمان بطاعة الرحمن ) ( يا ويلهم سحروا تقيا مؤمنا *** حسدا على تقواه والإيمان ) منها ( وكسوه جلباب الخساسة والدناسة *** وارتضوا بالإثم والعدوان ) ( قوم أباليس يطيروا في الهوا *** خلقوا شياطينا من النيران )
( ما زلت أسمع كل حين في الهوا *** أصوات قوم السحر في آذان ) ( زعموا بأن السحر مالى خوليا *** هزوء لقصد الحبس في غمدان ) ومات في سنة 1190 تسعين ومائة وألف(2/421)
السيد إسماعيل بن صلاح الأمير
السيد العلامة المفضال أبو محمد إسماعيل بن صلاح الأمير الحسنى والد السيد الشهير محمد بن إسماعيل الأمير مولده بمدينة كحلان في سنة 1072 اثنتين وسبعين تقريبا وحقق الفقه والفرائض ودرس واشتهر بالعلم والنفل والتقشف والكرم ولين الجانب ومجانبة الدول والمحافظة على طلب الحلال والتواضع وهضم النفس ومحبة الصالحين وانتقل بأهله إلى مدينة صنعاء اليمن في سنة 1108 ثمان ومائة وألف وصار بها أحد الأعيان وأراد المتوكل القاسم بن الحسين الاجتماع به ومعرفته فلم يسعد وكذلك المنصور الحسين بن المتوكل وكان المترجم له آية في الذكاء حتى قال المولى زيد بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم ما أظن ذهن السيد الشريف يفضل ذهن السيد إسماعيل الأمير وكان حلو المجون حسن المحاضرة ومن مشايخه المولى زيد بن محمد ثم أخذ على ولده محمد بن إسماعيل الأمير في الصرف والبيان وفي شرح العمدة وفي الكشاف وحواشيه ونظر وحقق ورجح العمل بالدليل وواظب على الهدى النبوى وكان كثير التردد إلى بيت الله الحرام وزيارة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام وحج على قدمه أربعة عشر موسما وزار مرارا وكان كثيرا ما يتشوق في أشعاره إلى مكة المشرفة وامتحن بفراق ولده محمد بن إسماعيل من سنة 1138 ثمان وثلاثين ولم يقدر بينهما الاجتماع حتى توفى صاحب(2/422)
الترجمة ومن شعره ما كتب إلى ولده في عيد الإفطار سنة 1140 أربعين ( تطاول البين بين الأب والولد *** ما كان يخطر هذا قط في خلدى ) ( سرت ومرت شهور للنوى ومضت *** حتى انقضى الحول هذا منتهى العدد ) ( ذقت المرارات في الدنيا وشدتها *** أمر من فرقة الأحباب لم أجد ) ( قالوا تجلد يا هذا فقلت لهم *** مالى إلى البين من صبر ولا جلد ) ( كيف التجلد بعد الحول ويحكم *** ولا أراه يطيق الصبر من أحد ) ( وبعد ذا ليت شعرى هل له أمد *** فنرتجى أن نقضى مدة الأمد ) إلى آخرها فأجاب ولده البدر بقصيدة أولها ( تجدد البين فاستأنفت في العدد *** وكان مامر عندى غاية الأمد ) ( لكنه حين كان البين في سفر *** يرضى به ربنا مافت في عضدي ) ( فإنه هجرة عن كل منكرة *** قد أحدثتها ملوك الجور في بلدي ) ( مثلى يقيم بأرض لا تقام بها *** شريعة المصطفى والواحد الصمد ) ( ولا يقيم على ذل يراد به *** غير الأذلين غير الحى والوتد ) ( لا كنت لا كنت من نسل الرسول إذا *** أقمت بين ذوى الشحناء والحسد ) إلى آخرها ثم كتب صاحب الترجمة إلى ولده البدر وهو بشهارة قصيدة أولها ( بعدتم فصبرى يا محمد أبعد *** ووجدى على طول المدى يتجدد ) ( لكل امرء شوق على قدر حبه *** وليس سواى مطلق ومقيد ) ( وإنى من بين المحبين آخذ *** بأوفر حظ والمدامع تشهد ) ( إلى الله أشكو طول بعدك أنه *** شديد وهل شىء من البعد أنكد ) ( تنقلت منها بلدة بعد بلدة *** وللدهر في هذا التنقل مقصد )(2/423)
( إلى ان تسنمت المحل الذى علا *** على الشم فهو الشامخ المتفرد ) إلى آخرها فأجاب ولده البدر بقصيدة اولها ( إلى أحاديث الصبابة تسند *** وعنى رواة الحب في الوجد أسندوا ) ( ومرسل دمعى قد رووه لأنه *** بما أرسلوه من غرامى يشهد ) ( وكم أخذ العشاق من نار صبوتى *** وكم وردوا من نهر دمعى وأوردوا ) ( فلى في الهوى العذرى أرفع رتبة *** الى مثلها أهل الصبابة تقصد ) ( هنيئا لاحبابى تنام جفونهم *** وجفنى إذا جن الظلام المسهد ) ( فيادار أوطان ومنزل صبوتى *** ومربع انسي هل بك الدهر يسعد ) إلى آخرها ومن شعر صاحب الترجمة قوله ( إنى أرى العمر قد تقضى *** وقد مضت مدة الاقامه ) ( ما أقرب الموت بعد هذا *** وأقرب الحشر والقيامه ) ( يا نفس هلا انتبهت يوما *** من نومة تورث الندامه ) ( وأنت في فسحة فتوبى *** واستفرغى الوسع في الملامه ) ( فليس بعد الممات إلا الجحيم *** دارا او المقامه ) وأجازه ولده محمد بن إسماعيل بقوله ( أبشر فان الإله بر *** أعد للوافد الكرامه ) ( سوف ترى عفوه وتلقى *** جودا به تنتفى الندامه ) ( فناده تلقه مجيبا *** قل عبدكم أحسنوا ختامه ) ( ان تعتقونى فليس عتقى *** ينقص من ملككم قلامه ) ( قد شاب في رقكم فجودوا *** لا تطعموا ناركم عظامه ) ( يا سيد الرسل لى عليكم *** رحامة بلوا الرحامه ) ( عليك دامت صلاة ربى *** مهما أقيمت لها إقامه ) ومات صاحب الترجمة بمدينة صنعاء في ثالث ذى الحجة سنة 1146 ست وأربعين ومائة وألف وقيل اثنتين وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/424)
السيد إسماعيل بن على الخطيب الذمارى
السيد العلامة إسماعيل بن على بن يحيى الخطيب نشأ بذمار وكانت له معرفة تامة بالفروع ومشاركة في غيرها وتولى الخطابة والإمامة بجامع مدينة ذمار مع ولاية وقف الإمام يحيى بن حمزة وكان سيدا سريا مفضالا فصيحا متكلما حسن الصوت والقراءة كثير الخشوع غزير الدمعة وتوفى في ذى القعدة سنة 1180 ثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد إسماعيل بن محمد فايع الصنعانى
السيد الوزير إسماعيل بن محمد بن على فايع الحسنى الصنعانى مولده في سنة 1106 ست ومائة وألف بصنعاء ونشأ بها نشأة حسنه وله جمال ونجابة وصحب المولى المحسن بن الحسين بن المهدى أيام ولايته على صنعاء فبدت أهليته الكفاءة من غرته وبزع قمر الكمال من أسرته ثم حظي في دولة المتوكل القاسم بن الحسين فكان من أعيانها يستحضر للجلوس ويدخر لليوم العبوس ومازال ملحوظا من المتوكل بعين التعظيم حتى جاءت الدولة المنصورية فعلت مرتبته وزادت رفعته وانتظم في سلك الوزراء وتوسط على بعض اليمن الأسفل وكان المنصور الحسين يرى له حق الإخلاص ويركن عليه في المشورة والنصح ويحتمل له احتمالا كثيرا لأنه كان حاد المزاج سريع البادرة محبا للفضل وأهله مبالغا في فعل الخير والمعروف كثير الصدقات قريب الجناب سهل الحجاب دينا خيرا كثير العبادة والاشتغال بالأوراد محبا لأهل العلم مغرما بشراء الكتب ومن شعره مضمنا ( في لام عارضه ورمح قوامه *** وافى وقد فضح الغزالة بالسنا ) ( فخشيت من فتك الرقيب فقال لى *** لا تخش وانظر بالحقيقة ما هنا ) ( أترى الرقيب يحوم حولك بعدما *** زرناك في زرد الحديد وفي القنا ) ومات تقريبا في سنة 1185 خمس وثمانين ومائة وألف بصنعاء رحمه الله(2/425)
حرف الجيم
القاضى جعفر الظفيرى
القاضى الحافظ جعفر بن على بن تاج الدين الظفيرى كان في ابتداء أمره جنديا فحضر في بعض أيامه موقف السيد احمد بن احمد الخطيب وحوله تلامذته للقرائة فأراد أن يسأل فزجره بعض الحاضرين فخرج من ساعته وغير لباسه ورحل إلى مدينة شهارة فأخذ بها عن القاضى احمد ابن سعد الدين المسورى والقاضى إبراهيم بن حسن العيزرى ثم رجع إلى بلده بعد سنة كاملة قد وقف على فائدة فتمم القرائة على السيد يحيى بن محمد الخطيب والسيد حسين بن محمد الحوثى والسيد احمد الذيونى ثم رحل إلى ضوران فأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل كتبا متعددة وأخذ عن القاضى احمد بن صالح ابي الرجال والمؤيد محمد بن المتوكل وغيرهم وكان عالما محققا مدققا ومن أجل تلامذته السيد الحافظ الحسين
بن احمد زبارة وغيره وتولى القضاء للمؤيد بالله ثم رجع إلى بلده الظفير ولم يزل حاكما ومدرسا حتى توفى في شعبان سنة 1109 تسع ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/426)
السيد جعفر الصادق العيدروس
السيد العالم جعفر الصادق بن على بن زيد العابدين بن عبد الله بن شيخ العيدروس الحسينى اليمنى الشافعى ولد بمدينة تريم من حضرموت في سنة 997 سبع وتسعين وتسعمائة وأخذ عن ابن عمه السيد عبد الرحمن السقاف والسيد أبى بكر بن عبد الرحمن والشيخ رزين بن حسين بافضل وغيرهم وبرع في التفسير والفقه والحديث والعربية والتصوف والحساب والفلك والفرائض وكان حسن الفهم جميل الصورة بليغا في النظم والإنشاء وحج وعاد إلى تريم ثم رحل إلى الهند وأخذ عن عمه الشريف محمد وتصدر للتدريس ومات سنة 1064 أربع وستين وألف(2/427)
حرف الحاء المهملة
السيد حاتم بن احمد الاهدل اليمنى
السيد العالم الفاضل المتصوف حاتم بن أحمد بن موسى بن أبى القاسم بن محمد بن أبى بكر بن أحمد بن عمر بن أحمد بن عمر الأهدل الحسينى اليمنى كان محققا للعلوم والمعارف بديع النظم والنثر رحل إلى كثير من البلدان وأقام بالحرمين ثم توطن ببندر المخامن اليمن وحصل له بها شأن عظيم وقيل فيه ( تاهت بكم أرض المخا وتحملت *** فالبندر المحروس زهوا يرفل )
( لما طلعت بافقه متهللا *** أمسى وظل بنوره يتهلل ) وقد ترجمه الشلى الحضرمى في تاريخه وابن معصوم في سلافته وصاحب خلاصة الأثر وغيرهم ومن شعره مخمسا لقصيدة ابن النبيه الشهيرة بقوله ( رقم العذول زخارفا وتصنعا *** وأشاع نقض العهد عنك وشيعا ) فأجبته والنفس تقطر أدمعا ( أفديه ان حفظ الهوى أو ضيعا *** ملك الفؤاد فما عسى أن اصنعا ) ( حكم الغرام فلذبه وبحكمه *** واثبت على مفروض واجب رسمه ) واخضع لعدل الحب فيه وظلمه ( من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه *** حلوا فقد جهل المحبة وادعى ) ( يامن بلطف جماله قلبى اقتنص *** صبرى على الاعتاب من جلدى نكص ) وثبات حملى حين زمرتم رقص ( يا صاحب الوجه الجميل تدارك *** الصبر الجميل فقد عفا وتضعضعا ) ( وفرت من نبل اللواحظ أسهمي *** وكلمت احشائى ولم اتكلم ) وهجرتنى ظلما ولم أتظلم ( ما في فؤادك رحمة لمتيم *** ضمت جوانحه فؤآدا مرجعا ) ( قلبى اليك مسائر لك سائر *** كلى عليك مسامع ومناظر ) وإذا شككت بأصل ما أنا ذاكر ( فتش حشاى فأنت فيه حاضر *** تجد الحسود بضد ما فيه سعى ) ( إنى اعترفت بذلتى وجنايتى *** ورضاك مقصودى وغاية غايتى ) يامن ضلإلى فيه عين هدايتى
( هل من سبيل أن أبث شكايتى *** أو أشتكى بلواى أو أتضرعا ) ( لى في حماك مسارح ومطارح *** كم بت للغزلان فيه أطارح ) ياقلب أما اليوم طيبك نازح ( يا عين عدرك في حبيبك واضح *** تسحى لفرقته دما أو أدمعا ) ولصاحب الترجمة نظم كثير في ديوان شهير وتوفي ببندر المخافى نهار الأحد سابع عشر المحرم سنة 1013 ثلاث عشرة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمنين(2/428)
الفقيه حاتم الحملانى اليمنى
الفقيه العلامة الزاهد الورع القانت العابد حاتم بن منصور الحملانى الصنعانى أخذ مرافقا للإمام يحيى بن حمزة في بعض العلوم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا رأسا في العبادة وإماما يقتدى به في الزهادة استاذ أهل زمانه في الفقه والأصولين وعنه أخذ الزاهد الشهير إبراهيم احمد الكينعى وكان لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يدخر شيئا لغده قال تلميذه الكينعى في نعته صلى حاتم زهاء أربعين سنة اماما ما ترك صلاة واحدة في جماعة ولا سجد للسهو في جميع هذه المدة إلا ست مرات وكان لا يدع البكاء في الصلاة مطلقا انتهى وقال في الطبقات روى الثقة أنها قبضت روحه وهو يصلى صلاة التسبيح مستلقيا من المرض انتهى ومات في يوم الأحد 28 ربيع الآخر سنة 765 خمس وستين وسبعمائة وقبره جنوبى مدينة صنعاء ما بين مسجد السعدى وباب اليمن رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/429)
الفقيه الحسن بن احمد الشبيبي اليمنى
الفقيه المحقق أمام فروع الزيدية الحسن بن أحمد بن الحسن بن على بن يحيى بن على بن محمد بن معوضة الشبيبي الآنسى ثم الذمارى مولده بقرية ذى حود من بلاد آنس سنة 1107 سبع ومائة وألف وأخذ بمدينة ذمار وظفير حجة وحصن كحلان وبمدينة صنعاء ومن مشايخه السيد على بن يحيى لقمان الذمارى وزيد بن عبد الله الأكوع والسيد اسحاق بن يوسف بن المتوكل والسيد صلاح بن الحسن الأخفش والسيد محمد الأمير وأجازه السيد إبراهيم بن القاسم مؤلف الطبقات وغيره وصار إماما في الفقه مشاركا في غيره وانتهت إليه رياسة العلم بمدينة ذمار وأخذ عنه جملة من الأكابر وفاق أقرانه وانتشر علمه وصيته في البلاد اليمنية وله في هوامش شرح الأزهار فى فقه الأئمة الأطهار وفي هامش بيان ابن مظفر حواش في غاية التحقيق والاتقان واعتنى بتذهيب نسخة شرحه غاية العناية حتى صارت المرجع للطلبة والعلماء بالبلاد اليمنية وتولى القضاء أياما بمدينة تعز نيابة عن القاضى احمد بن مهدى الشبيبي ثم ترك ذلك والدخول في أعمال الدولة ومال إلى الحديث وكتب السنة النبوية وعكف على التدريس إلى أن توفى بمدينة ذمار في شهر ربيع الأول سنة 1169 تسع وستين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/430)
الشيخ الحسن بن احمد المحيشى الشهارى
الشيخ العلامة الحسن بن احمد بن ناصر بن على بن زيد بن نهشل المحيشى الشهارى أخذ عن القاضى أحمد بن سعد الدين المسورى والسيد يحيى بن الحسن بن المؤيد والقاضى أحمد بن صالح بن أبي الرجال والحسن بن صالح العفارى وأسمع على الإمام المتوكل على الله إسماعيل في الكشاف في سنة 1076 ست وسبعين وألف وكان وزيرا له ثم لولده المؤيد بالله محمد بن المتوكل وكان صاحب الترجمة عالما محققا متواضعا وصيا للإمام المؤيد بالله ابن المتوكل متنفذا لوصاياه ومن أجل تلامذته أحمد بن الناصر المخلافى وجعفر الظفيرى وعبد العزيز المفتى والحسن بن صالح العفاري وغيرهم ومات بشهارة سنة 1098 ثمان وتسعين وألف رحمه الله
السيد الحسن بن شرف الدين الكحلانى
السيد العلامة الحسن بن شرف الدين بن صلاح بن يحيى الملقب بالهادى بن الحسين بن المهدى بن محمد بن ادريس بن على بن محمد تاج الدين الكحلانى الحسنى القاسمى اليمنى أخذ عن خاله أحمد بن محمد المنتصر الظفيرى والسيد حسن بن صلاح الشرفى والقاضى سعد الدين المسورى وغيرهم وكان امام الزاهدين وقدوة العابدين واسع الأخلاق دمثها محبا للضيوف حنقا على أعداء الله مجاهدا لهم وافتتح حصن عفار عنوة ثم سكن شهارة ومات بها في سنة 1028 ثمان وعشرين وألف رحمه الله الفقيه الحسن بن صالح العفارى الشهارى الفقيه العلامة الحسن بن صالح بن صلاح العفارى الشهارى مولده سنة 1041 إحدى وأربعين وألف وأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل والقاضى مهدى بن جابر العفارى والسيد الحسين بن صلاح حاكم شهارة والقاضى أحمد بن سعد الدين وغيرهم وبلغ المنتهى واقتطف(2/431)
من جنى العلم ما اشتهى وكان آية زمانه زهدا وعلما وفطانة مبرزا في جميع العلوم متورعا امتنع عن القضاء وتعفف عن الأكل من بيت المال وكان ذا ثروة ومال وطين يباشر بنفسه أكثر الأوقات ومع هذا فما ترك التدريس بجامع شهارة الا قبيل وفاته بثلاثة أيام ومن أجل تلامذته على بن المؤيد بالله محمد بن المتوكل والسيد الحسين والسيد الحسن ابنا القاسم بن المؤيد والسيد أحمد بن المتوكل وولده القاسم بن أحمد بن المتوكل ومؤلف طبقات الزيدية السيد إبراهيم بن القاسم بن المؤيد وغيرهم ومات بشهارة ثالث رمضان سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه الحسن بن صالح الحداد الصنعانى
الفقيه الزاهد العابد الحسن بن صالح الحداد الثابتى الصنعانى رأس أهل العبادة والاجتهاد كهف الضعفاء والأرامل المؤذن بجامع صنعاء مولده سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف وحفظ القرآن عن ظهر قلب وأخذ في النحو والأصول وأخذ في علم الحديث عن السيد المحقق هاشم بن يحيى الشامى وغيره وكان يدخل في صغره على الإمام المتوكل القاسم بن الحسين فيدنيه ويقول أرى على هذا مخائل الصلاح وكان حسن الصوت لا يسمع تلاوته أحد إلا تحير لحسن صوته واشتغل به المنصور الحسين بن المتوكل وكان يستدعيه كثيرا نصف الليل فيذهب إليه ويأمره بالتلاوة ولازم مدارسة المنصور الحسين حتى توفي ثم أدناه ولده المهدي العباس منه ورفع ذكره وعرف قدره وساق إليه الخير وأناط به آمال المحتاجين وأمره بصرف صدقة جارية على يده لا تنقطع في كل أسبوع(2/432)
بسبعة ريالات طعاما وفي يوم الجمعة ثلاثين قدحا طعاما تفرق لأهل الحاجة وثلاث صلات في كل عام وفي الشتاء وفي رمضان وفي ذى الحجة وكان يبعث إليه خلال أيام السنة بالدنانير والدراهم فيفرقها على الضعفاء ولا يدع الشفاعة لدى المهدى العباس فيقبلها ويعرفه بعمارة مسكن لفقير وإعانة متزوج وقضاء دين معسر وغير ذلك فكان طاهر اللسان لا يذكر بالعيب انسانا وكمن له رجل من أهل الشر فى الليل بجامع صنعاء وليس فيه أحد من الناس فقام الرجل يشهر السلاح فقال صاحب الترجمة حسبنا الله ونعم الوكيل واستسلم فسقط ذلك الرجل مغشيا عليه وكان المترجم له طيب العيش محبا للطيب يلبس الفاخر من الثياب وأصابه حصر البول فبعث المهدى العباس من يبضع للحصاة ولما وصل إليه البضاع أراد أن يستعمل المخدر لئلا يجد ألم البضع فقال له صاحب الترجمة لا سبيل إلى استعمال ذلك وسأصبر فباشره البضاع فلما وجد الألم استغاث بالله وأكثر من قول يا غياث المستغيثين فلما وقف البضاع على الحجر بالمثانة استبعدها فقال له بل لتنزل الحجر عن محلها فبال ونزلت ودخلت قصبة الذكر فاسترجع البضاع فقال مالك فأخبره الخبر وأرشده إلى استعمال المخدر فقال لا سأصبر فشق قصبة ذكره واستخرجها وهو صابر وعاش بعد ذلك صحيحا إلا أنه انقطع نسله ولما مات المهدي العباس حزنه صاحب الترجمة حزنا شديدا وعاف الحياة بعده وتخلى عن الدنيا ولبس الخشن من الثياب وباع داره التى في بير العزب وصرف قيمتها في وجوه الخير ثم باع متاعه وملبوسه وصرف قيمته في أهل الحاجات وكتب إلى المنصور على بن المهدى العباس بكتاب يطلب منه شراء بيته بصنعاء(2/433)
واشترط سكونه فيه إلى الموت فأسعفه المنصور وأرسل من يقوم البيت فبذل للمقوم له عشرة ريالات على أن يزيده في الثمن فقال المقوم لا يجوز لى ذلك فقال المال من بيت مال المسلمين والمشترى أمير المؤمنين والبائع حسن الحداد سيصرف الثمن في وجوه الخير فقال نعم وزاد ثمن البيت مائة وخمسين ريالا ولما وصلت القيمة إلى المترجم له شرى بها بيوتا صغارا لأهل الحاجات وفك ديونا لضعفاء شكوا أمرهم إليه وكان المنصور على قد استدعاه وأناط به أمور الصلات والصدقات إلا أنه لم يوفرها كما كانت في أيام والده المهدي العباس ولما حضرت صاحب الترجمة الوفاة قال اسندونى أصلى العصر فصلاها ثم سلم والتفت يمينا وشمالا ورفع أصبعه السبابة وقال أشهد أن لا اله إلا الله ففاضت نفسه في يوم الخميس خامس وعشرين جمادى الآخرة سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الإمام الحسن بن عز الدين بن الحسن
الإمام الناصر للدين الحسن بن عز الدين بن الحسن بن على بن المؤيد الحسنى اليمني مولده في سنة 862 اثنتين وستين وثمانمائة ودعوته من حصن كحلان بعد وفاة والده في رجب سنة 900 تسعمائة وخطب له بمدينة صعدة ولم يخطب فيها لوالده وكان إماما عظيما ومن مؤلفاته النافعة المنقحة المهذبة كتاب القسطاس المقبول شرح معيار العقول في علم الأصول وله رسائل ومسائل مشتملة على فصاحة وبلاغة ومات في مدينة فللة في شعبان سنة 929 تسع وعشرين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/434)
السيد الحسن بن على بن الحسين الأبيض
السيد العالم الحسن بن على بن الحسين بن على ابن المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم الحسنى اليمنى الملقب الأبيض كان سيدا سريا هماما كريما تولى للمهدى العباس قطر قعطبة وبلاد عتمة ورداع وولى بلاد سنحان مرات وأمره الإمام المنصور على بن المهدى بالخروج لمناجزة خولان وكانت إليه بلاد اليمانيتين قطعة فدخل عليه في بعض الأيام الفقيه الأديب احمد بن حسن بركات فرأى ببابه جماعة من أهل اليمانيتين وقد تمالوا على رفع أصواتهم بالشكوى ففزع المترجم له وقال انظروا ما هذا فقال أحمد بركات هو عقيق يمانى فقال المترجم له العقيق مخلوق لآل محمد يشير إلى ما يحفظه الناس في قولهم ( من كان يعتقد الولاء لحيدر *** ويحب أهل محمد تحقيقا ) ( فليلبس الحجر العقيق فإنه *** حجر لآل محمد مخلوقا ) ومات في رجب سنة 1101 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى الحسن بن على الأكوع
القاضى العلامة الحسن بن على بن صلاح بن سليمان الأكوع مولده سنة 960 تسعمائة وستين قال صاحب بغية المريد هو القاضى العلامة العارف بدر المعارف وسحاب العوارف أحد حسنات الأيام حوى من المكارم ما لم يحوه أبناء جنسه من الورع الشحيح والتشيع الصحيح والعزم والحزم وكان أحد أجواد الزمان ومع ذلك فهو يتلطف للسائلين كأنه ليسألهم ما أعطاهم وكان من الشجاعة بمحل لا يلحق به وكان كثير(2/435)
الولوع لقراءة ( قل هو الله أحد ) ولما شكا أهل الحجرة من بلاد الحيمة إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم الحسن ابن الإمام القاسم وأنه طلب الفطرة منهم خمسة دراهم وقيمتها درهم وصار يحتجب منهم أخرج الإمام المؤيد القناع النبوى وألزم صاحب الترجمة بالغرم فبقى في العر فلم ينتظم الحال فرفع الإمام يد الحسين بن القاسم عن البلاد جميعا وألزمه بالقرائة والسكون وجعل جميع الأمور الى صنوه الحسن بن القاسم ومات صاحب الترجمة في ربيع الثانى سنة 1024 أربع وعشرين ألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد الحسن بن على بن صلاح العبالى
السيد العلامة الحسن بن على بن صلاح بن محمد بن احمد العبالى الحسنى القاسمي والعبالى نسبة إلى قرية العبال من بلاد حجة أخذ صاحب الترجمة عن الشيخ لطف الله الغياث وعن الإمام القاسم بن محمد وغيرهما وكان عالما محققا اماما في المعقول والمنقول شيخا للعلماء الجهابذة الفحول عالى المرتبة شريف الرتبة حاويا للفضل مع دماثة أخلاق مرجوعا إليه لا سيما في علوم الأدوات وله شعر جيد وهاجر إلى مدينة شهارة وزوجه الإمام القاسم ابنته الشريفة جمانة ومن أجل تلامذته القاضى احمد بن سعد الدين المسورى والإمام المتوكل على الله إسماعيل وغيرهما وانتقل في آخر أيامه من شهارة إلى حض ظفير حجة ومات به في سنة 1065 خمس أوست وخمسين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/436)
الفقيه الحسن بن على حنش
الفقيه العلامة الحسن بن على بن يحيى حنش أخذ عن السيد عبد الله بن القاسم العلوى وغيره وكان عالما أديبا نحويا لغويا متضلعا في العلوم له عناية تامة بالتراجم والوفيات علق بنظمه الفوائد وجمع الشوارد وكان من أعيان أصحاب الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين ومات بهجرة شطب في سنة 975 خمس وسبعين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى الحسن بن عبد الله الريمى
القاضى العلامة الحسن بن عبد الله بن احمد بن حاتم الريمى الذمارى وأخذ عن السيد على بن الحسن الديلمى وغيره وكان فقيها محققا للفروع مشهورا بالفضل متواضعا ودرس بمدينة ذمار وتولى القضاء فيها وله كراما وفضائل جمة ومات في ذمار سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الإمام الحسن بن القاسم بن المؤيد الشهارى الإمام الهادى الحسن بن القاسم بن المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الشهارى نشأ بمدينة شهارة وأخذ عن علمائها حتى حقق المنطوق والمفهوم وبرع في العلوم وكان ذا ديانة ورصانة وزهادة وكان أكبر سنا من أخيه الإمام المنصور الحسين بن المؤيد وأجود رأيا وأشد صبرا وبعد وفاة صنوه المذكور دعا صاحب الترجمة إلى نفسه وتلقب بالمؤيد بالله وبايعه أهل مدينة شهارة وبلادها ونفذت رسائله إلى اليمن فصالحه المتوكل على الله القاسم بن الحسين ولم يزل آمرا بالمعروف إلى سنة 1152 اثنتين وخمسين ومائة وألف ثم جدد الدعوة وتكنى بالهادي وقد أشار إلى ذكر أحواله السيد إسماعيل بن صلاح الأمير الصنعانى بقوله ( إليه انتهت كل الفضائل والعلى *** وساد على أقرانه فهو مفرد ) ( تأزر ثوب المجد طفلا ويافعا *** وكهلا فما زالت سجاياه تحمد ) ومات صاحب الترجمة في سنة 1156 ست وخمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/437)
السيد الحسن بن لطف الله الزبارى
السيد العلامة الفاضل التقى الحسن بن لطف الله الزباري أخذ عن السيد العلامة احمد بن على الشامى والقاضى احمد بن جابر الهبل والقاضى على بن جابر الشارح وغيرهم وكان عالما فاضلا ورعا تقيا ناسكا اماما بجامع صنعاء الكبير مدرسا فيه ومن أجل تلامذته السيد عبد الله بن على الوزير والسيد قاسم بن احمد العيانى وغيرهما ومات في محرم سنة 1119 تسع عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى
القاضى الحسن بن محسن الغربى الصنعانى
أخذ عن السيد عبد الله بن احمد بن اسحق في دقائق العلوم وغيره وكان محققا للمعارف وله بالحديث ورجاله معرفة تامة وكان كاتبا للوقف الخارجي وهو من بيت لزم أهله التواضع والسكينة والثبات على العلم والعمل ولما مات صاحب الترجمة بعث المنصور على بن المهدى العباس بكسوة ليلى أحد أقارب المترجم له وظيفته ويقوم بعمله فأبقوها ثلاثة أشهر لديهم ثم أرجعوها إلى المنصور وكان يجب أن يقوم بالعمل أحدهم الا أنهم لزموا العفاف وتجنب الأعمال الدولية فعذرهم المنصور وموت صاحب الترجمة في ذى الحجة سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/438)
السيد الحسن بن محمد الكوكبانى
السيد الأديب الحسن بن محمد بن الحسين الكوكبانى الحسنى مولده في صفر سنة 1153 ثلاث وخمسين ومائة وألف وأخذ عن أخيه السيد عيسى بن محمد بن الحسين وغيره وكان أديبا أريبا ومن شعره إلى أخيه عيسى بن محمد ( طود حلم رسا على كوكبان *** بحر علم طغى بدر البيان ) ( جاء في نظمه يحث على ما *** أغفلته معاشر الإخوان ( فجزيتم يرا على عقد در *** فاق فى نظمه بديع الزمان ) ومات في صفر سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد الحسن بن محمد الأخفش
السيد الحسن بن محمد الأخفش الحسنى اليمنى الكوكبانى ثم الصنعانى كان عالما عارفا معرفة تامة بالفروع مشاركا في غيرها وجمع بين الوزارة والقضاء للإمام المهدى العباس وكان محبا للملبوس متأنقا في المعيشة راغبا في العمائر ومات في رمضان سنة 1190 تسعين ومائة وألف السيد الحسن بن محمد جحاف الحبوري السيد الأديب الحسن بن محمد بن صلاح جحاف الحبورى كان رحمه الله حسن الأخلاق طيب الأعراق عمر أوقاته بالقراءات والمكاتبات والمراسلات ومن شعره قصيدة أولها ( لقد جاءنى نظم أرق من السحر *** وأسرى إلى الأكباد من لطف الخمر ) ومات في كسمة من بلاد ريمة في صفر سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى(2/439)
الفقيه الحسن بن محمد الرزيقى
الفقيه العلامة الحسن بن محمد بن على بن سليمان الرزيقى الهمداني مولده سنة 896 ست وتسعين وثمانمائة وأسمع على الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين في الفقه والحديث والتفسير وأجازه المحقق محمد بن يحيى بهران وغيره وكان المترجم له علامة محققا حافظا للشوارد صدرا من الصدور في المحافل وكان الإمام شرف الدين يعتمده في قضاء حاجات الفقراء وغير ذلك وله حاشية نافعة على كتاب الأثمار ومات بالظفير في سنة 960 ستين وتسعمائة تقريبا رحمه الله تعالى القاضى الحسن بن نسر الأهنومى
القاضى العلامة الحسن بن نسر الأهنومى أخذ عن الفقيه المحدث على بن إبراهيم عطية وأسمع على الإمام يحيى بن حمزة مؤلف القسطاس وأجازه في رمضان سنة 727 سبع وعشرين وسبعمائة وأسمع على إسماعيل بن أحمد الحرازى في فقه الشافعية وأجازه في سنة 745 خمس وأربعين وسبعمائة وكان صاحب الترجمة علامة كبيرا فصيحا عبادة فاضلا ومن مؤلفاته اللمع في النحو والملتمع في الفقه ومات بحوث في بضع وخمسين وسبعمائة رحمه الله تعالى القاضى الحسن بن يحيى حابس الصعدى أخذ عن السيد محمد بن عز الدين المفتى جامع الأصول لابن الأثير وغيره وكان عالما محققا متفننا ظريف المحاضرة والمجالسة يحب الراحة والاستراحة وتولى القضاء بمدينة صعدة بعد وفاة صنوه أحمد ثم وصل إلى
صنعاء وتزوج فيها فلم يرغب إلى غيرها وسكن بصنعاء وقضى بها وكان صاحب تجارة يشارف عليها بنفسه رأس السنة وأرسله الإمام المتوكل على الله إسماعيل لتصحيح عمل قسمة مخلف المولى محمد بن يحيى بن القاسم رحمه الله ومات صاحب الترجمة بذمار في رمضان سنة 1079 تسع وسبعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/440)
القاضى الحسين بن أحمد المجاهد الذماري
القاضى العلامة الحسين بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد المجاهد أخذ عن الحسين بن يحيى بن على الديلمى وزيد بن عبد الله الأكوع ومحمد بن مهدى الشبيبي وغيرهم وبلغ إلى الغاية في العرفان ومات بذمار في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى
القاضى الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمى الصنعانى
القاضى الوزير الحسين بن أحمد بن ناصر الحيمى الصنعانى كان من فحول الرجال وله الخط البديع والانشاء البليغ مع دهاء وألمعية وزر للإمام المهدى لدين الله أحمد بن الحسين بن الإمام القاسم ثم وزر لولده المهدى صاحب المواهب بالخضراء واستفحل أمره وجمع فأوعى ثم تغير عليه المهدى ونكبه وصادره بأموال جليلة قيل مبلغها خمسون لكا مخرج الدنانير والذهب وذلك في سنة 1105 خمس ومائة وألف وحبسه بحصن ثلا وجزيرة كمران وجبل بعدان وأطلقه آخر فعكف على الكتب وجمع منها خزانة عظيمة وكان واسع المعيشة وهو الذى أشار آخرا على المهدى صاحب المواهب باطلاق المتوكل القاسم بن الحسين من الحبس وتجهيزه على المنصور الحسين بن القاسم صاحب شهارة ووزر المترجم له بعد ذلك للمتوكل القاسم بن الحسين ثم لولده المنصور الحسين بن المتوكل واستشهد في واقعة عصر غربى صنعاء في المحرم سنة 1140 أربعين ومائة وألف وقبر بجوار مسجده المعروف بأعلا مدينة صنعاء اليمن جنوبى القصر رحمه الله تعالى(2/441)
القاضى الحسين بن الحسن بن إبراهيم المجاهد
القاضى العلامة الحسين بن الحسن بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد المجاهد الذمارى أخذ بذمار عن الحسين بن على المجاهد وغيره وتولى القضاء بمدينة ذمار للمتوكل القاسم بن الحسين وكان مع اشتغاله بالقضاء لا يترك التدريس يوما واحدا ومات بذمار في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم السيد الكبير الشهير الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى مولده بحصن كوكبان في سنة 1041 احدى وأربعين وألف ختن بصنعاء وكان يوم ختانه يوما مشهودا فرق فيه من الدراهم والخلع جملة كبيرة وأعذر من أولاد الفقراء زيادة على خمسمائة صبي وأعطى كل واحد منهم ما يصير به غنيا وقرأ صاحب الترجمة على السيد أحمد بن الحسن حميد الدين والحسن بن يحيى حابس وصالح بن داود الآنسى وغيرهم وحقق النحو والصرف والمعانى والبيان وكان كثير المذاكرة وولاه المتوكل على الله إسماعيل بلاد المشرق من مدينة رداع إلى حضرموت وأضاف إليها بلاد خبان وغيرها وكانت مملكة متسعة جدا وقد دعا إلى نفسه برداع وسجنه المهدى صاحب المواهب محمد بن أحمد بن الحسن نحو عشرة أعوام ثم أفرج عنه وجعل إلى المترجم له مواد بلاد حفاش وملحان ومات بصنعاء في سنة 1121 إحدى وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/442)
السيد الحسين بن الحسن العوامى
السيد العالم الأديب الحسين بن الحسن بن صلاح بن المطهر تاج الدين العوامى نسبة إلى بلاد بنى العوام في جهات حجة الحسنى أخذ عن والده وعن القاضى على بن يحيى البرطى ومحمد بن الحسن الحيمى وغيرهم وحقق في العلوم العربية والفقه والأصول وكان عالما عاملا ورعا تقيا زاهدا فاضلا ذكيا متفننا عفيفا لا يحابى أحدا ولى القضاء في بنى العوام ومات في نحو سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد الحسين بن الحسن الحوثى
السيد العلامة التقى الحسين بن الحسن بن محمد بن الحسين الحوثى الحسينى الصنعانى مولده سنة 1104 وأخذ عن السيد محمد بن اسحق بن المهدى والسيد عبد الله بن على الوزير وغيرهما وكان اماما في النحو والصرف والبيان مشاركا في سائر العلوم شاعرا أديبا حافظا ذكيا لا يطلع على شىء الا حفظه وكان يملى من حفظه حال الدرس فلا ينقص أو يزيد على مافي الكتاب شيئا وذكر حفظه لبعض الحكماء فقال هذا السيد لا بد أن يفلج وينسى كل شىء فلبث بعد ذلك مدة ونسى كل شىء حتى أسماء أهله وإخوته وأمتعة بيته ونظم الشافية في التصريف نظما حسنا وكان له شغلة بنظم الفوائد والقواعد ومات في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/443)
السيد الحسين بن زيد جحاف اليمنى
السيد العلامة الحسين بن زيد بن على بن إبراهيم بن يحيى جحاف الحسنى مولده سنة 1054 أربع وخمسين وألف وقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته بقراءة الأئمة العشرة على الشيخ عبد الله بن الباقى المزجاجى الزبيدى وكان أول قرائته على شيخه المذكور ببندر المخافى سنة 1078 ثمان وسبعين وألف وتمامها في مدينة زبيد سنة 1086 ثم رحل المترجم له إلى صنعاء في سنة 1094 فقرأ عليه في علم القراآت الفقيه على بن محمد الشاحذى وغيره وعاد المترجم له إلى زبيد وما زال مقرئا بزبيد حتى توفى في سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف أو قبلها رحمه الله تعالى
السيد الحسين بن عبد القادر بن على بن المهدى
السيد السند العلامة المعتمد العامل العابد الفاضل الحافظ الضابط المحدث الزاهد قدوة المتورعين ورأس الزاهدين نخبة آل الإمام القاسم ومفخر الأعلام الأعاظم الحسين بن عبد القادر بن على بن الحسين بن الإمام المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الروضي مولده بالروضة من أعمال صنعاء في ربيع الأول سنة 1120 عشرين ومائة وألف وأخذ عن المولى هاشم بن يحيى الشامى والسيد محمد بن إسماعيل الأمير والسيد يوسف بن الحسين بن احمد زبارة والسيد محمد بن زيد بن محمد بن الحسن والفقيه الزاهد إبراهيم بن خالد وغيرهم وحفظ العربية بجميع فنونها ثم ولع بعلم الحديث وعمل بمقتضى الدليل ورغب فيه وحط على من خالفه وحذر من الأقوال والتمويهات واختار العزلة(2/444)
والفرار عن الناس وطلب الحلال الطلق وانقطع إلى الله تعالى ولم يجمع بين قميصين ولا عمامتين ولا عباءتين ولا غيرها من الملبوس وكان إذا طال كمه على كفه قطع الكم ولم يلبس جنبية مدة عمره ولم يملك بيتا ولا ضيعة ولا شجرة وكان عمه الرئيس محمد بن على بن الحسين بن المهدى يسوق إليه جراية طعاما ودراهم وسمنا وسليطا وغير ذلك فرآها بعين بصيرته لا تسوغ له وهو هاشمى فردها على عمه وكانت له جراية من بستان عنب يدرس بها كتاب الله تعالى للموصى ثم نبذها لبعض ورثة الموصى وطلبه الإمام المهدى للصلاة بالناس بمسجده الذى بناه بالبستان وسماه مسجد التقوى فقام بتلك الوظيفة فقيل له في بعض الأيام قد استدعاك الإمام المهدى ففر عن المسجد واختفى ثم أرسل له ثانية فاختفى فقام بالإمامة أحد أولاده وعذره المهدى وكان حسن الخط سريعا حين يكتب وكتب بيده أكثر من ثلاثمائة مجلد وكان شاعرا مجيدا كثير الزواج مطلاقا وورث من بعض زوجاته ما يساوى مائة ريال فلم يمر عليه شهر حتى أنفقه في وجوه الخير ومن شعره متغزلا في أيام شبابه وفيه حسن التعليل البديع ( جيدك يا زينب والقلب قد *** فاق على غصن النقا والضيا ) ( لا غروان زدت بأمرين في *** الجمال قد زدت على الزين يا ) وله في الجناس التام وقد سمع بعض آل الإمام يتلهف على تفريق المهدى العباس للأصحاب فاخر اللباس فقال ( صبرا على هذا الزمان وأهله *** فملوكه قد أصبحوا أملاك سو ) ( فأرج الإله ولا تسل عنهم كسوا *** في العيد من يعتادها أم لا كسو )(2/445)
وله في أيام المنصور الحسين بن المتوكل القاسم بن الحسين ناصحا ومناديا للمعرضين عن سنن سيد المرسلين قصيدة منها ( يا ناصح القوم قد أبلغتهم حججا *** فما وعتها من المنصوح آذان ( لأنهم شغلوا عنها بزخرفة *** حوت أعاجيبها دور وحيطان ) ( مات الذين إليهم سقت موعظة *** والتابعين لهم دانوا كما دان ) ( وأحدثوا في الملاهي كل نادرة *** غريبة ضمها الموسوم بستان ) ( شادوا قصورا وفيها من مفارجهم *** ملاعب ما رآها قبل انسان ) ( وكم مائر في صنعاء مزخرفة *** ووسطها من صنوف الوشي ألوان ) ( قد استبدوا ببيت المال أجمعه *** وأخذه من ذوى الإسلام عدوان ) وكان رحمه الله لا يدع ذكر الله إلا عند قراءة كتاب أو نسيخ واختصر كثيرا من الكتب المبسوطة وكتب مجلدات كل مجلد في عدة علوم وكان مولعا بالروضة ومات ليلة الإثنين لثلاث بقين من المحرم سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/446)
القاضى الحسين ذعفان الذمارى
القاضى العلامة الحسين بن عبد الهادى ذغفان الذمارى أخذ بذمار عن علماء عصره وكان عالما محققا للفروع مشاركا في غيرها وتولى القضاء بمدينة ذمار للإمام محمد بن المتوكل على الله إسماعيل فحمدت سيرته وكان صادعا بالحق ومات بذمار في المحرم سنة 1120 عشرين ومائة وألف ورثاه القاضى محمد بن الهادى الخالدى بمرثاة منها ( قاضى قضاة المسلمين المرتضى *** وهو الرضي إذا التقى الخصمان ) ( أحيا العلى سبعين عاما بعدها *** سبع ولم يك عاجزا متوانى ) ( وثوى بشهر محرم من علة *** طالت كذلك عادة الإنسان ) ( في عام عشرين وألف كامل *** من بعد هامئة كملن ثوانى )
السيد الحسين بن على بن أحمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى الصعدى
أخذ عن والده وغيره وكان سيدا جليلا هماما نبيلا عارفا كاملا تولى لوالده بلاد رازح وما إليها ولما مات والده دعا صاحب الترجمة إلى نفسه بمدينة صعدة وتقلب بالمؤيد بالله فاستقام أمره وحسنت سيرته ولما ظهرت دعوة الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد من شهارة بايعه صاحب الترجمة وأخذ له البيعة من جميع أهل حضرته وسار عن أمره في جيش إلى مدينة أبى عريش من تهامة ثم رجع وقد علق به المرض قيل انه سم في الطريق فسقطت أسنانه دفعة واحدة ومات بصعدة في سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى
القاضى الحسين بن على المجاهد الذمارى
القاضى العلامة الحسين بن على بن احمد المجاهد الذمارى نشأ بمدينة ذمار وأخذ عن علمائها حتى صار شيخ الشيوخ وأستاذ أهل الرسوخ والحافظ لعلوم الشريعة والحائط بعلوم الآل والشيعة وتولى القضاء للمهدى صاحب المواهب وكانت لا تأخذه في الله لومة لائم وكان يدخل على المهدى فيأخذ بيده ما وجد من الدراهم بمقامه ويفرقها على من يستحقها من الضعفاء والمساكين ومات في شوال سنة 1126 ست وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/447)
السيد الحسين بن على الديلمى الذمارى
السيد العلامة الحسين بن على بن أحمد بن على بن ناصر الديلمى الذمارى أخذ عن القاضى زيد بن عبد الله الأكوع وغيره وكان حليف درس كتاب الله تعالى غيبا ومات في بلاد حيس في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن المهدى لدين الله أحمد بن الحسن السيد العلامة التقى الحسين بن المهدى لدين الله أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى كان من عيون آل محمد علما وعبادة ونبلا وجلالة جمع كل فضيلة وحاز كل سبق ومكرمة جليلة فريد دهره أدبا وفضلا ومجدا له قرائة على والده وغيره من علماء عصره وكان عمدة والده ووصيه وحج في حياة والده وله كرامات عظيمة منها قضية السيل الوارد على الحرم الشريف واجتاح لما هنالك حتى هلكت أمم من الناس ولما وصل إلى قرب المكان الذى فيه صاحب الترجمة وأصحابه افترق إلى فرقتين وبقى صاحب الترجمة وأصحابه في ربوة صغيرة وعرف له هذه الكرامة كل من هنالك من أهل الأقطار ولما مات والده المهدى اعتقد الناس دعوته وقيامه بأمر الإمامة فتوقف ورعا وبايع الإمام المؤيد بالله محمد ابن المتوكل على الله وتجهز عن أمره أميرا على الأجناد والسادات الذين جهزهم المؤيد بالله لحرب يافع والمشرق ثم لما رجعت تلك الأجناد من يافع إلى رداع على حال غير جميل عاد صاحب الترجمة إلى مدينة تعز من اليمن الأسفل فاستقر بها أياما يسيرة ثم مات فيها في غرة ربيع الأول سنة 1095 خمس وتسعين
وألف وقبره بجنب قبر الإمام إبراهيم تاج الدين بمقبرة تعز رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/448)
السيد الحسين بن على جحاف الحبوري
السيد العلامة الحسين بن على بن إبراهيم بن المهدى جحاف الحبورى اخذ العلم عن السيد إبراهيم بن المهدى جحاف وعن المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهما وكان عالما كاملا مرجوعا إليه في علوم العربية والفقه والأصولين وتولى بلاد حجة للإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ومات بحبور في سنة 1059 تسع أو ثمان وخمسين وألف رحمه الله تعالى السيد الحسين بن صلاح بن عبد الرحيم الهدوى السيد العلامة الحسين بن صلاح بن عبد الرحيم بن الباقر بن نهشل ابن المطهر الحسنى الهدوى أخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل والحسن بن على العبالى ويحيى بن محمد حنش وغيرهم وكان عالما عاملا فاضلا مدرسا بجامع شهارة مفيدا حسن الهيئة متواضعا ومات بشهارة في رجب سنة 1093 ثلاث وتسعين وألف رحمه الله(2/449)
السيد الحسين بن على العبالى
السيد العلامة الحسين بن على بن صلاح بن محمد بن أحمد العبالى الحسنى أخذ عن الإمام القاسم بن محمد وعن والده السيد على بن صلاح والسيد أحمد بن محمد الشرفى والسيد محمد بن عشيش والسيد داود الهادى المؤيدى وعن خاله الشيخ لطف الله الغياث وغيرهم وكان يحفظ مذاهب العترة النبوية ويقف عند نصوصها وله شرح على الحاجبية وشرح على الأزهار وكتاب الأيضاح بالأدلة القاطعة الوافية في بيان الفرقة الناجية ومات بحصن الظفير في شهر محرم سنة 1080 ثمانين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه الحسين بن على بن موسى الخياط الصنعانى
نشأ بصنعاء وكان شاعرا بليغا وكان يكتسب بالخياطة وشعره القديم في غاية الإجادة ثم ضعف جدا لأنه سقاه بعض الأطباء مسهلا أخرج له كل رطوبة في بدنه فلبث ثلاث عشرة سنة لا يذوق فيها نوما فاختل مزاجه وبرد شعره ثم أفاق من ذلك العارض واقتصر على مدح المتوكل القاسم بن الحسين ثم عاوده العارض فانقطع ثمانية أشهر ومن شعره ( فتنت بأهيف يسبى النهى *** ألح المحبون في عشقه ) ( له مقلة سهمها صائب *** وثغر يكاد سنا برقه ) وله في مليح صلى بأمثاله جماعة ( أقام صلاة العصر غض مهفهف *** بكل كحيل الطرف نون الحواجب ) ( فقلت أفى المحراب قد قام يوسف *** فقد شاهدت عينى سجود الكواكب ) ومات في جمادى الأولى سنة 1140 أربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى(2/450)
السيد الحسين بن القاسم بن المؤيد بالله الحسنى
السيد الإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد بالله محمد بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الشهارى ولد بشهارة وأخذ بها وبمدنية صنعاء حتى صار الاجماع على علو درجته وعلمه وزهده وورعه وفضله ودعا من بلاد حاشد في ذى الحجة سنة 1124 أربع وعشرين ومائة وألف فأجابته البلاد اليمنية ونفذت أوامره وخطب له في كثير من البلاد ثم كان قيام المتوكل على الله القاسم بن الحسين بصنعاء في ذى القعدة سنة 1128 ثمان وعشرين فاستقر صاحب الترجمة مترددا من مدينة شهارة إلى مدينة حوث حتى مات في شعبان سنة 1131 إحدى وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد الحسين بن المؤيد بالله ابن الإمام القاسم
السيد العالم التقى الحسين ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى الشهارى أخذ عن والده وعن عمه الإمام المتوكل على الله إسماعيل والسيد الحسين بن على بن صلاح العبالى وغيرهم وكان سيدا حازما واختص بملازمة أبيه وهو وصيه ثم ولاه عمه المتوكل على الله إسماعيل بلاد القبلة وله في السخاء الأخبار الحسنة وله همة في شراء الضياع والأموال وإحياء الأرض الخالية عن السكان وتأمين السبل وله وصيلة تلحق بوصايا الأوائل وتقرير درس ختمتين في كل يوم وقبيل وفاته بسنتين اعتورته الآلام فقعد في بيته بمدينة شهارة حتى مات في سنة 1084 أربع وثمانين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد الحسين بن محمد زعيب الحسنى
السيد العلامة الحسين بن محمد بن يحيى بن احمد بن عجلان زعيب الحسنى أخذ عن السيد الحسن بن شرف الدين وغيره وكان عالما فاضلا ومن تلامذته القاضى احمد بن سعد الدين المسورى وغيره وخرج للجهاد بجهات صنعاء فمات بحدة بنى شهاب في جمادى الآخرة سنة 1037 سبع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/451)
القاضى الحسين بن محمد المسورى
القاضى العلامة الحسين بن محمد بن على بن محمد بن غانم المسورى أخذ عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وغيره وكان من أهل الزهادة والبعد عن مطامع الدنيا وله أشعار بليغة ولازم المطهر بن الإمام شرف الدين ووفاة صاحب الترجمة في ربيع الآخر سنة 983 ثلاث وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه الحسين بن محمد النعمانى الأهنومى
الفقيه العلامة الحسن بن محمد النعمانى الأهنومى الشهارى أخذ عن الحسن بن صالح العفارى ومحمد بن على العفارى وأحمد بن جابر الكينعى وغيرهم وكان عالما محققا سيما في الفقه مع ديانة وكان سادنا في قبتى الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم وولده الحسين بن المؤيد ومات بشهارة في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد الحسين بن يحيى الكبسى
السيد العلامة التقى الحسين بن يحيى الكبسى الحسنى كان سيدا زاهدا صالحا عابدا ذا تقوى لا يقبض المال قال جحاف حدثنى والدى عنه قال ذهبت إليه بصدقة فوافيته باب مسجد الأبهر بصنعاء فناولته فتنحى عنى وقال أعوذ بالله ومازال يردد ( هذا تأويل رؤياى من قبل قد جعلها ربى حقا ) فسألته فقال رأيت كأنى وقعت في عين حمئة منتنة فاستعذت بالله من ذلك وترقبت بعض المهالك فهى هذه اذهب لا حاجة لى بها ولا أعلم في زمنى من رد المال سواه ومات ليلة الجمعة ثامن عشر ربيع الأول سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/452)
القاضى الحسين بن يحيى حنش شارح البحر الزخار
القاضى العلامة الحسين بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن صالح بن يحيى بن محمد بن يحيى بن احمد حنش الشهارى أخذ عن السيد الحسن بن على العبالى وصلاح الذنوبى وغيرهما وكان علامة محققا وله معرفة بالأصول والفروع والحديث والنحو والصرف وله شرح على البحر الزخار وكان لا يترك التدريس بشهارة وله هيبة وعزيمة صادقة ومن تلامذته القاسم بن المؤيد ويحيى بن الحسين بن المؤيد وغيرهما من أكابر العلماء الأعلام بعصره في شهارة وبلادها ومات في رجب سنة 1095 خمس وتسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/453)
حرف الدال المهملة
السيد داود بن يحيى الهدوي
السيد العلامة الحافظ التقى داود ابن السيد العلامة يحيى بن الحسين بن على الهدوى صاحب الياقوته مولد صاحب الترجمة سنة 720 عشرين وسبعمائة وكان عالما في فنون شتى حافظا ضابطا من أكابر أعلام الزيدية بزمنه وهو ممن وصل صنعاء مع القاضى عبد الله بن الحسن الدوارى وبايع الإمام المنصور على بن صلاح الدين بصنعاء ثم رجع إلى صعدة وأقام بها وله مصنفات وإجازات ومن تلامذته السيد الهادى بن إبراهيم الوزير وغيره ومات بصعدة في رجب سنة 796 ست وتسعين وسبعمائة وقبر بجنب قبر أخيه الهادى بن يحيى رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/454)
حرف الراء
رزق بن سعد الله محمد الصنعانى
رزق بن سعد الله محمد مملوك المولى محمد بن على بن الحسين بن المهدى أخذ في الآلات عن القاضى احمد بن حسين الهبل وأخذ عن السيد عبد الله بن احمد بن اسحق والسيد اسحق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم وبرع في المعارف وكان يقال هو ابن سيناء زمنه وكتب بخطه سلاسل الذهب شيئا كثيرا ولما نزل يوسف العجمى الإمامى بصنعاء اشتغل به ولازمه وأخذ عنه في الفلسفة ومن شعر صاحب الترجمة يفتخر بخطه ( لست بالذلة أرضى *** وأنافذ النقادة ) ( قلم الديباج في كفي *** به نلت السعادة ) ومات بصنعاء في ذى القعدة سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/454)
حرف الزاى
زيد بن عبد الله الأكوع الذمارى
القاضى العلامة الورع زيد بن عبد الله الأكوع الذمارى مولده في سنة 1081 احدى وثمانين وألف وأخذ عن القاضى الحسين بن على المجاهد والحسين بن عبد الهادى ذعفان والسيد على بن الحسن الديلمى والسيد صلاح بن الحسين الأخفش وغيرهم حتى صار امام العلوم بأسرها وملتقط فرائدها من بحرها وكان ورعا ناسكا فاضلا رصينا زاهدا وله أجوبة مفيدة وحواش وتقارير على شرح الأزهار سديدة ومن تلامذته السيد الإمام عبد القادر بن احمد الكوكبانى والمولى اسحق بن يوسف بن المتوكل والسيد يحيى بن احمد الكبسى والفقيه المحقق الشهير الحسن بن احمد الشبيبي وغيرهم ومات في رجب سنة 1166 ست وستين ومائة وألف رحمه وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى زيد بن عبد الله العيزرى
القاضى العلامة زيد بن عبد الله العيزرى الآنسى مولده في سنة 1065 خمس وستين وألف وأخذ عن الفقيه سعيد بن سند وغيره وكان عالما فاضلا محققا للأصول والفروع وتولى القضاء للمهدى صاحب المواهب في بلاد آنس وفي أب وجبلة ثم تولى القضاء بمدينة ذمار ولبث بها ثلاث عشرة سنة ثم اعتذر عن القضاء في أيام المتوكل القاسم بن الحسين ورجع إلى وطنه ضوران آنس ومات فيه في ذى الحجة سنة 1143 اثنتين ومائة وألف رحمه الله
القاضى زيد بن على قيس الخيوانى الصنعانى
مولده سنة 1073 ثلاث وسبعين وألف ونشأ بصنعاء وله معرفة تامة بالعلوم واتصل بالمولى زيد بن المتوكل على الله إسماعيل ثم ولى المخزان للمهدى صاحب المواهب فنال أهل الاستحقاق منه النصيب الأوفر ثم جرى في الدولة المتوكلية والمنصورية مجرى الناصح وتعلق بعدة أعمال وله شعر كثير فمنه قصيدة أولها ( لغدير دمعى في محبتكم صفا *** وحديث وجدى لم يكن فيه خفا ) ومات في سنة 1150 خمسين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/455)
الشيخ زين العابدين بن سعيد المنوفى
ورد من مكة إلى اليمن مع والده في أيام المهدى صاحب المواهب فأعجب بكمالاته وما زال حال ينمو حتى تولى الوزارة للمهدى وأفاد أموالا جليلة ودنيا عريضة طويلة ثم كان من أكابر أعيان الدلة المتوكلية والموزرين لها وولى بيت الفقيه من أعمال تهامة مرار ثم تغير عليه المتوكل القاسم بن الحسين فرجع إلى مكة بثروة عظيمة ومات في سنة 1156 ست وخمسين ومائة وألف
السيد زيد بن على بن إبراهيم جحاف
السيد العلامة الوزير الشهير زيد بن على بن إبراهيم بن المهدى بن جحاف الحسنى كان سيدا جليلا ورئيسا نبيلا وزر للإمام المتوكل على الله إسماعيل وكانت له لديه المنزلة الرفيعة والمرتبة العالية المنيعة ولبلغاء وأدباء عصره فيه عدة من المدائح وقد ترجمه ولده إبراهيم بن زيد في الزهر الكمائم وغيره تراجم بسيطة ومن محاسنه عمارة الجامع الكبير الشهير بمدينة حبور وبركة الماء العظمى هنالك وغيرهما ومات بالروضة من أعمال صنعاء في سنة 1108 ثمان ومائة وألف ودفن بخزيمة مقبرة صنعاء المشهورة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/456)
حرف السين المهملة
القاضى سعد الدين المسورى
القاضى العلامة سعد الدين بن الحسين المسورى اليمنى أخذ عن السيد شرف الدين الحمزى والمهلا بن سعيد النسائى وغيرهما وكان من افراد وقته في الفضائل وله في العلوم الحظ الواسع ورحل إلى صنعاء وسكن في بلاد خولان وكان رسولا فيما بين الإمام القاسم بن محمد والأتراك في الصلح وتولى الكتابة والخطابة للإمام القاسم ومات في الهجر من بلاد الأهنوم في سنة 1031 احدى وثلاثين وألف رحمه الله تعالى
الشيخ سعد الدين بن عبد الولى العدينى
الشيخ العالم الفاضل سعد الدين بن عبد الولى صاحب العدين من اليمن الأسفل كان شيخا فاضلا تقيا ورعا صالحا ناسكا حلو الحديث كريما لا يدع الصدقة الواسعة في صباح كل يوم وله مشاركة في العلم يسيرة وكان يحفظ فقه الشافعية حفظا متقنا وله في الأدب يد قوية وكان غنيا مليا مرزوقا وقالوا لو توجه لبيع التراب لربح فيه وابتلى في آخر عمره بكف بصره وكان مشغولا بالطاعة وإنالة المساكين وعمر دار للضيافة ينزل بها الضعفاء والمساكين وكان ينيل كل قاصد وينزل كل يوم إلى مجمع به حملة كتاب الله فيدارسهم وبين يديه صندوق مملوء مالا فلا يقوم عن المجلس حتى ينفق ما فيه ومات في سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/457)
الفقيه سعيد بن احمد الفتوحى
الفقيه العلامة سعيد بن احمد الفتوحى المعروف بسعيد الدار نسبة إلى قرية دار عمرو من بلاد سنحان بجهات صنعاء أخذ عن السيد الكبير على بن محمد بن أبى القاسم وغيره وكان عالما نحويا محققا وعنه أخذ السيد محمد بن المرتضى والسيد محمد بن عبد الله ابو زيد وغيرهما وكان يقرىء بمدينة صنعاء رحمه الله وقد ترجمه مؤلف طبقات الزيدية رحمهم الله تعالى القاضى سعيد بن صلاح الهبل القاضى العلامة الأفضل سعيد بن صلاح الهبل أخذ عن أحمد بن معوضة الجربى وعلى بن قاسم السنحانى والسيد عبد الله بن احمد المؤيدي وغيرهم وكان صاحب الترجمة هو العلامة الفاضل المذاكر شيخ الأكابر له السجايا النبوية والأخلاق العلوية والورع الشحيح والزهد الصحيح ومن تلامذته المتوكل على الله إسماعيل وغيره وسكن صعدة مدة ثم عاد إلى الأهنوم ومات بها في شوال سنة 1037 سبع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى والمؤمنين آمين
الفقيه سعيد بن عطاف قحيل القدارى
الفقيه العلامة سعيد بن عطاف بن قحيل القدارى الدولانى اخذ عن السيد قاسم بن محمد العلوى وعبد الله بن احمد بن الوردسار الغالبى والسيد المطهر بن محمد تاج الدين ويحيى بن محمد حميد والسيد عبد الله بن محمد المنتصر وغيرهم وهو العلامة الفاضل الزاهد الورع الكامل أجاز للإمام القاسم بن محمد وأولاده في صحيح البخارى ومات في محرم سنة 1023 ثلاث وعشرين وألف في بيت القدارى رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/458)
القاضى سعيد بن عبد الرحمن السماوى
القاضى العلامة سعيد بن عبد الرحمن السماوى مولده سنة 1117 سبع عشر ومائة وألف وأخذ عن أحمد بن مهدي الشبيبي وأخيه محمد ابن مهدى وزيد بن عبد الله الأكوع والحسن بن أحمد الشبيبي وغيرهم من علماء مدينة ذمار وكان بقية المدققين وخاتمة المحققين وتولى القضاء بمدينة شبام وتريم ودرس بمدينة صنعاء ثم عاد إلى ذمار وتصدر للفتيا والتدريس بها حتى توفى فيها في سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى
القاضى سعيد بن عبد الله العنسى الذمارى
القاضى العلامة التقى سعيد بن عبد الله بن محمد بن احمد العنسى الذمارى مولده سنة 1061 إحدى وستين وألف وأخذ عن إسماعيل بن على المجاهد وعلى بن عبد الله العمرى ومحمد بن إبراهيم السحولى وغيرهم حتى صار فقيه عصره ومفتى دهره وتصدر للفتيا والتدريس وطلب منه المهدى صاحب المواهب والمتوكل القاسم بن الحسين الدخول في القضاء فامتنع أشد الامتناع ومن شعره ( للخير قوم لا تزال *** وجوههم تدعو إليه ) ( طوبى لمن جرت الأمور *** الصالحات على يديه ) ولم يزل عاكفا على التدريس والفتيا بذمار حتى توفى فيها في سنة 1136 ست وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/459)
الفقيه سعيد السمحى الآنسى الصنعانى
الفقيه الأديب الأريب سعيد بن محمد وقيل سعيد بن صالح السمحى الآنسى نشأ بمدينة صنعاء ومهر في الأدب وانفرد من بين شعراء عصره بالمعرفة التامة للغة فاستعملها في شعره وله نسك وصلاح ومن شعره ( وإنى لأهوى صون ديباجة الحيا *** وأرغب في هجر القريض وأطمع ) ( وألبس من درع القناعة سايغا *** ترد سهام الضيم عنى وتدفع ) ( فكم اتحاشى الثمد من كل محسن *** وحوض المنى فيه لغيرى مترع ) ( ولكننى والحمد لله لم أجد *** لمثلى رزقا غير ما كنت أصنع ) ( قريض كما الدر النضيد أصوغه *** وكالروض بالعذب النمير يوشع ) ( يطاوعنى هذا القريض صناعة *** وأكثر من وافى به يتصنع ) وأشعاره كثيرة وتوفي بصنعاء سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف رحمه الله
الفقيه سليمان بن يحيى الصعيترى
الفقيه العلامة الشهير سليمان بن محمد بن يحيى الصعيترى ابن بنت الفقيه الإمام الحسن بن محمد النحوى الزيدى كان صاحب الترجمة وحيد المفرعين ولسان المخلصين وهو مؤلف البراهين وله شرح على تذكرة جده الفقيه الحسن النحوى ومات صاحب الترجمة بصنعاء في جمادى الآخرة سنة 815 خمس عشرة وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الأمير سعد يحيى العلفى ولى أعمالا للإمام المهدى العباس مع سيده يحيى أحمد العلفى الأموى واشتغل بعده بولايات وكان شجاعا جوادا حريصا على جمع المال متألفا للرجال محبا للأبطال مائلا إلى الرفاهية مشغوفا بعمل المركبات ظهرت على يديه في الولايات آيات وتعجب أرباب الدولة من بلوغه إلى انهى المراتب المحمودة الغايات وقد ترجمه جحاف في تواريخه وساق جملة من أخباره وغرائبه وموته في ذى القعدة سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله(2/460)
الشيخ سهل جمل الليل الحضرمى
الشيخ العلامة سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبد الله بن محمد جمل الليل اليمنى الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن علوى بافقيه والشيخ أحمد بن عمر وعبد الرحمن سقاف العيدروس وغيرهم وكان جيد الفهم حسن الحفظ يميل إلى الخمول مع بشاشة وشفقة ودرس وأفتى ومات في تريم سنة 1076 ست وسبعين وألف رحمه الله(2/461)
حرف الشين المعجمة
السيد شمس الدين ابن الإمام المهدى أحمد بن يحيى
السيد العلامة المجتهد الفهامة المقتصد شمس الدين ابن الإمام المهدى لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسنى اليمنى تربى في حجر والده نحو عشر سنين وحفظ المتون المختصرة وأخذ في علم العربية عن الإمام المطهر بن محمد الحمزى وكان عالما فاضلا ورعا تقيا ناسكا حسن العبارة شاعرا بليغا كثير المحفوظات وأخذ عنه ولده الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وغيره ومات بظفير حجة في سنة 1091 إحدى وتسعمائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد شمس الدين بن محمد الهادوى
السيد العلامة شمس الدين بن محمد بن صلاح بن الحسن الهادوى الحسنى اليمنى أخذ عن الفقيه العلامة محمد بن أحمد بن يحيى مظفر وأجازه اجازة قال فيها سمع على الشريف العالم الورع العامل الكامل الأزهد شمس الدين كتاب البيان وكتاب البستان والتبيان قراءة من اطلع على معانيها وحقق حقائقها واستفاد وأجاد بما عند شيخه وزاد في أوقات ومجالس متعددة آخرها اليوم السابع من شهر رمضان سنة 892 اثنتين وتسعين وثمانمائة
السيد شيخ بن عبد الله بن شيخ العيدروس الحضرمى
السيد العالم التقى شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسينى اليمنى الحضرمى مولده سنة 993 ثلاث وتسعين وتسعمائة بمدينة تريم وأخذ عن والده وعن فضل بن عبد الرحمن بافضل والشيخ زين با حسين وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم ورحل إلى الشحر واليمن والحرمين وأخذ عن عدة من العلماء فيها ولازم الاشتغال والتقوى ورحل إلى الهند وأخذ عن جماعة وحصل كتبا نفيسة واجتمع له من الأموال مالا يحصى وله مصنفات عديدة ومات في سنة 1041 إحدى وأربعين وألف رحمه الله تعالى(2/462)
السيد شيخ بن عبد الله السقاف
السيد الفاضل شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن بن شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف الحسينى أخذ عن جماعة من علماء عصره وشارك في الفقه والنحو وكان الغالب عليه شدة التواضع والمحبة للعلماء والرحمة للضعفاء ومات في سنة 1016 ست عشرة بعد الألف رحمه الله تعالى السيد
شيخ بن على الجعفرى
السيد العالم الفاضل شيخ بن على بن محمد بن عبد الله بن علوى الجعفرى الحسينى الحضرمى أخذ عن جماعة من العارفين في حضرموت ثم دخل إلى الهند وأخذ عن عدة من الأعلام وضبط وقيد ورحل إلى الحرمين وفاق في العلوم النقلية والعقلية ثم عاد إلى بندر الشحر فاشتهر بها وعلا صيته فيها وأقبل عليه أهلها وعظموه وأجلوه وولى مشيخة التدريس بالمدرسة السلطانية فأفاد وانتفع به خلق كثير وولى خطابة الجامع وجمع بين الرياسة والمراتب ومات في الشحر في صفر سنة 1063 ثلاث وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/463)
حرف الصاد المهملة
السيد الصادق بن محمد بن زيد بن المتوكل
السيد الفاضل الصادق بن محمد بن زيد ابن المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى كان سيدا جليلا لطيف المجالسة حسن المحاضرة ومن شعره قصيدة أرخ بها دعوة المنصور بالله على بن المهدى العباس في رجب سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف ( لا زلت تسمو إلى ما شئت من رتب *** في المجد أعيت منا لا فكر مطلبى ) ( تنقاد طوعا كما يحكى مؤرخها *** لك المحامد في عشرين من رجب )
السيد صالح بن أحمد السراجى الصنعانى
السيد العلامة صالح بن احمد بن يحيى بن داود بن على بن احمد ابن الإمام يحيى بن محمد السراجى الحسنى الصنعانى أخذ عن حسن بن يحيى زنبور وعلى الملصى وعلى سعيد الشربجى وإبراهيم السحولى وأحمد ابن سعيد الهبل وعلى بن جابر الشارح وغيرهم من أكابر علماء عصره وعزم مع المولى محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم في سنة 1070 سبعين وألفا إلى رداع فأخذ عنه وتلامذة صاحب الترجمة جم غفير من أكابر العلماء وكان عالما محققا وأستاذا مدققا صواما قواما سكن مدينة صنعاء وتوفى بها في شوال سنة 1084 أربع وثمانين وألف رحمه الله تعالى
الشيخ صالح بن أحمد النصيرى
الشيخ العلامة المحقق صالح بن أحمد بن صالح بن احمد بن يحيى الأنصارى الرداعي كان صاحب الترجمة من أنصار الدين وأهل الفضل اليقين مبرزا في جميع العلوم مدققا في علوم الأصول ونظم متن الكافل في أصول الفقه نظما بديعا فيه كل السلاسة وزيادة من حفظه وهو أبسط من منظومة السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وأسمع على المترجم له منظومته المذكورة في سنة 1121 إحدى وعشرين ومائة وألف تلميذه محمد بن هادى الخالدى وغيره رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين القاضى صالح بن حسين العنسى القاضى العلامة صالح بن حسين بن قاسم بن يحيى بن محمد العنسى أخذ عن أحمد بن صالح العنسى ومهدى الحسوسة والسيد محرم بن محمد والحسين بن يحيى السحولى وغيرهم وكان عالما أصوليا كبيرا محققا شهيرا من أحسن الناس خلقا وخلقا وجلالة وكان ينتقل من صنعاء إلى صعدة ثم ولاه المهدى صاحب المواهب القضاء في حبيش فلم يزل حاكما عليها حتى توفى في جمادى الآخرة سنة 1120 عشرين ومائة وألف رحمه الله(2/464)
القاضى صالح بن داود الآنسى
القاضى العلامة صالح بن داود الآنسى الحدقى أخذ عن إبراهيم بن يحيى السحولى والسيد أحمد بن على الشامى والإمام المتوكل على الله إسماعيل وغيرهم وكان عالما محققا مبرزا يملى الأزهار من حفظه ومن مؤلفاته شرح العقيدة الصحيحة للإمام المتوكل على الله ومختصر شرح العلفى للجامع الصغير وشرح على المسائل المرتضاة فيما يعتمده القضاة وسكن في آخر أيامه بقرية حدقة من بلاد آنس ومات بها سنة 1062 اثنتين وستين وألف رحمه الله
السيد صلاح بن إبراهيم تاج الدين
السيد العلامة المقام صلاح بن إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمد بن احمد بن يحيى بن يحيى الحسنى روى عن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى والقاضى سليمان بن يحيى صاحب شعلل والأمير الهادى بن تاج الدين والسيد على بن المرتضى بن المفضل والسيد يحيى بن منصور بن المفضل ومحمد بن سليمان بن أبى الرجال والإمام الحسن بن بدر الدين والأمير الحسين بن محمد وغيرهم وكان علامة كبيرا ونحريرا خطيرا وله رسائل ومسائل وهو متمم شفاء الأمير الحسين بن محمد وسكن الشرف الأعلى وقد أثنى عليه الإمام المهدى محمد بن المهدى في رسالة له في سنة اثنتين وسبعمائة ومات صاحب الترجمة في أول القرن الثامن رحمه الله تعالى(2/465)
الشريفة صفية بنت المرتضى بن المفضل
الشريفة العالمة الفاضلة صفية بنت المرتضى بن المفضل كانت عالمة فاضلة لها مؤلفات وتزوجت السيد محمد بن يحيى القاسمى لأنه كان عالما محققا في علم الكلام فرغبت فيه لقصورها في ذلك الفن فانتفعت به وانتفع بها في علم العربية وماتت الشريفة صفية في سنة 771 إحدى وسبعين وسبعمائة رحمها الله تعالى
السيد صلاح بن إبراهيم الوزير الحسنى
السيد العلامة صلاح بن إبراهيم بن على بن المرتضى الوزير صنو السيد الهادى بن إبراهيم الوزير أخذ صاحب الترجمة عن عبد الله بن الحسن الدوارى وعلى أخيه الهادى بن إبراهيم وغيره ومهر في فنون العلم والبلاغة والأدب واللغة العربية وله في الفقه يد قوية وكان بينه وبين الإمام المهدي أحمد بن يحيى مودة عظيمة وخرج معه إلى قرية بيت بوس من أعمال صنعاء ثم انقطع صاحب الترجمة إلى العبادة والذكر وحج حجتين ماشيا ولزم مسجد الهجرة في شظب يقوم فيه بعض الليل ومعظم النهار لا يكلم أحدا وأذن في ذلك المسجد نحو خمسين سنة للفروض الخمسة وكان من رأيه تربيع الآذان في أوله ومات في سنة 810 عشر وثمانمائة تقريبا رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/466)
السيد صلاح بن أحمد الوزير
السيد العلامة المحدث البارع صلاح بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن علي بن المرتضي الوزير الحسنى مولده ليلة الجمعة 27 شعبان سنة 945 خمس وأربعين وتسعمائة وأخذ عن والده وعن محمد بن يحيى حنش وغيرهما وكان خاتمة النجباء وكعبة العلماء والادباء أفضل أهل زمانه وأروعهم وأفصحهم في الكلام وأبرعهم محققا في جميع العلوم سكن حصن كوكبان ثم انتقل الى صنعاء وبقى بها عن أمر الامام القاسم بن محمد أبام ولاية الاتراك عليها وكان صادعا بالحق لا تأخذه في الله لومة لامم ومن أجل تلامذته الامام القاسم وولده الامام محمد بن القاسم والسيد محمد بن عز الدين المفتى وغيرهم من الاكابر وكان يتصل بالباشا جعفر نائب الاتراك بها فقال له في بعض الايام موجها بذكر المذاهب ( خدك ذا الاشعرى حنفنى *** وصار من أحمد المذاهب لى ) ( حبك ما زال شافعي أبدا *** يا مالكي كيف صرت معتزلى ) ثم قال الباشا جعفر مداعبا أين ذكر الزيدية فقال صاحب الترجمة مرتجلا ( زاد غرامى به فزدنى *** بعدا عن المكثرين في عدلى ) فتعجب الباشا من سرعة بادرته وقال له من أفضل الصحابة يا سيد صلاح قال أبو بكر فقال أتفضله على على بن أبي طالب قال أنت سألتني عن الصحابة وأما القرابة فأمرهم آخر على يعد من القرابة فسكت الباشا وبلغه أن الامام القاسم عزر من لعب الشطرنج تعزيرا مخصوصا وأوقفه في الشمس معقولة رجله فاستغرب الباشا ذلك وظن أنه لا سلف للامام فيما يفعله وأن ذلك هفوة منه فلما دخل عليه السيد صلاح سأله فقال أصاب الامام قال الباشا من أين لك ذلك فقال هذا فعله جده أمير المؤمنين(2/467)
على بن أبي طالب عليه السلام وأسند الرواية ولعله نسب الرواية وأسندها من طريق الزمخشرى وقد ذكر هذا التعزير الأمير الحسين في الشفاء ومن شعر صاحب الترجمة ( منا قضا شعر من قال *** لا يكن ظنك الا سيئا ) الخ فقال صاحب الترجمة ( لا يكن ظنك إلا حسنا *** ان سوء الظن من طبع اللئام ) ( وكفى في ذمه لو عقلوا *** أنه نقص وأثم وحرام ) ( كل من كان له معتمدا *** عدم النفع بأنواع الأنام ) ( أحسن الظن بمولاك تفز *** ان حسن الظن برء وسلام ) ومن شعره السائر القصيدة التى أولها ( لله أيامى بذي مرمر *** وطيب أوقاتى بسفح الغراس ) ( والشمل مجموع بمن ارتضى *** والسر فيه السر والناس ناس ) ( الجنس منظوم إلى جنسه *** وأفضل النظم نظام الجناس ) ( وزهر زهران له مجتنى *** وقاته الهازم جند النعاس ) الخ ومات بصنعاء في سنة 1124 أربع وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/468)
السيد صلاح بن أحمد الرازحى
السيد العلامة التقى صلاح بن أحمد الرازحى أخذ عن الفقيه صديق بن رسام والقاضى يحيى بن أحمد الحاج وغيرهما وكان من محاسن السادة وممن بذل نفسه للتدريس والإفادة في عامة الفنون وسكن صنعاء وكان أديبا ظريفا سريع الجواب حسن المجون ومات بعد سنة 1115 خمس عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد صلاح بن الحسين الكحلانى السيد العلامة الفروعى صلاح بن الحسين بن شرف الدين الكحلانى الحسنى كان عالما ورعا زاهدا عابدا مدرسا أخذ عنه جماعة وتولى الحكومة في كحلان من سنة 1133 حتى توفى بها في سنة 1168 ثمان وستين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد صلاح بن عبد الخالق الجحافى الحبورى
السيد البليغ العلامة صلاح بن عبد الخالق بن يحيى بن الهادى بن إبراهيم الجحافى الحبورى أخذ عن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وأحمد بن سعد الدين المسورى وغيرهما وهو إمام الأدب البارع وعلم البيان النافع الحاوى لكل غريب والآتى بكل عجيب ونادرة وقته في جميع الخصال وكان فقيها في الفروع وإماما في علم الطريقة وله شرح على تكملة الأحكام ومات في جمادى الأولى سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف بحبور السيد صلاح بن على بن محمد بن أبى القاسم الإمام المهدى صلاح بن على بن محمد بن أبى القاسم الحسنى كان من أكابر علماء عصره ومن مؤلفاته النجم الثاقب بشرح كافية ابن الحاجب ودعا بصنعاء في سنة 1840 أربعين وثمانمائة ثم قبض عليه الأمير سنقر وحبه بصنعاء ثم خرج من الحبس وسار إلى صعدة ثم عاد إليها بجيش عظيم في سنة 842 وكان اسره حول صنعاء وإيداعه السجن بها حتى مات فيه في سنة 849 تسع وأربعين وثمانمائة وقبره بصرح مسجد موسى المعروف بصنعاء رحمه الله تعالى(2/469)
الفقيه صلاح بن على الشويطر الذمارى
الفقيه صلاح بن على المداني الحارثى الشويطر الذمارى قرأ على عبد المسلمى وغيره وعنه أخذ في علم القراآت جم غفير منهم عبد السلام السلامى وغيره وكان فقيها ورعا زاهدا عابدا لازم الأذان بمدرسة الإمام شرف الدين بصنعاء ثلاثا وأربعون سنة ومات سنة 1064 أربع وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد صلاح بن محمد الهدوى
السيد العلامة صلاح بن محمد بن الحسن بن المهدى بن على بن المحسن بن يحيى بن يحيى الحسنى مولده سنة 701 عشر وسبعمائة وكان عالما فاضلا من أكابر شيوخ آل محمد ومن تلامذته السيد عبد الله بن الهادى الوزير وغيره وهو من أنصار الإمام المهدى وتوفى في شوال سنة 784 أربع وثمانين وسبعمائة في رغافة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه صلاح الفلكى الذمارى الفرايضى
الفقيه المحقق صلاح بن محمد بن ناصر الفلكى الذمارى الفرايضى أخذ عن والده وغيره وكان علامة فهامة علما من الأعلام لا يزاحم في الفضائل ومن أهل الصبر على التدريس وله شعر رائق ومن تلامذته القاضى إبراهيم السحولى ووالده القاضى يحيى وغيرهما ومات بمدينة ذمار في سنة 1040 أربعين وألف رحمه الله تعالى(2/470)
السيد صلاح بن ناصر الكحلانى
السيد العلامة صلاح بن ناصر بن محمد بن صلاح الكحلانى الحسنى أخذ بشهارة عن السيد الحسين بن المؤيد وصنوه القاسم بن المؤيد وغيرهما وكان عالما فاضلا محققا سيما في الفروع وتولى الخطابة بشهارة ثم رحل إلى كجلاح تاج الدين ودرس فيه مدة ثم انتقل إلى قرية بيت قدم من أعمال كحلان ومات هنالك في رمضان سنة 1129 تسع وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى
الفقيه صلاح بن يحيى الشظبى
الفقيه العلامة صلاح بن يحيى بن محمد بن داود بن يوسف بن قيس الشظبى وأخذ عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وعن الفقيه يحيى حميد والسيد عبد الله بن القاسم العلوى وغيرهم وكان عالما محققا قال الإمام شرف الدين في أثناء اجازته له ما نصه أجزنا الفقيه العلامة النبيه الذى استفاد في كل العلوم كل مسموعاتنا وموضوعاتنا وسائر علوم الديانة وكتب البراعة والبلاغة لعلمنا أهليته وحفظه واتقانه وتبحره في كل ذلك وكان ذلك في رجب سنة 959 تسع وخمسين وتسعمائة
السيد صلاح بن يوسف الحسنى
السيد العلامة صلاح بن يوسف بن صلاح بن المرتضى الحسنى الهدوى سمع على الإمام المطهر بن محمد بن سليمان الحمزى وغيره وكان علامة محققا متبحرا سيما في علم الكلام وهوتلو أخيه محمد ووفاة صاحب الترجمة في شوال سنة 901 احدى وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/471)
حرف العين
السيد عامر مؤلف بغية المريد
السيد الأديب عامر بن محمد بن عبد الله بن عامر بن على الشهيد الحسنى عم الإمام القاسم بن محمد ولد صاحب الترجمة في 26 ذى القعدة سنة 1062 اثنتين وستين وألف وكان من ذوى الأخلاق الرضية والأنفاس الطيبة الهاشمية قدر على نفسه وصانها وخالف هواها وهانها وحفظ منصبه ورياسته وتفرد بالكمال في وقته عارفا بكثير من الأمور محققا في الأنساب وأخبار سلفه وله في ذلك التاريخ المفيد الموسوم بغية المريد وأنس الفريد في أنساب ذرية السيد على بن محمد بن على بر الرشيد ومن نشأ معهم وعاصرهم من السادة الأعلام الكماة والشيعة الفضلاء وقد جمع في هذا الكتاب وأوعى وأفاد فيه وأجاد وحكى عنه ولده محمد بن عامر بن محمد أنه قال ان في كتابه المذكور ما يحتاج إلى تقديم وتأخير وكان صاحب الترجمة قد حنكته التجارب ومارس الأمور الصعاب وكانت له فراسة قوية ومرض من ألم الاستسقاء وتوفى ليلة غرة شعبان سنة 1135 خمس وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى عامر الذمارى
القاضى العلامة التقى عامر بن محمد الذمارى الصباحى أخذ عن إبراهيم بن مسعود الحوالى وعبد العزيز بهران والإمام الحسن بن على بن داود والإمام القاسم بن محمد وغيرهم وكانت إليه النهاية في تحقيق الفروع بزمنه ورحل في أول زمانه إلى مدينة ذمار فلقى شيوخها فعكف على الطلب مع شدة وكان لا يملك الا فروا واحدا من جلد الغنم فإذا احتلم(2/472)
غسله ولبسه وهو أخضر لأنه لا يجد غيره ولما دعا الإمام القاسم خرج إليه صاحب الترجمة من صنعاء وصحبه وقوى أعضاد الدولة القاسمية ثم الدولة المؤيدية ثم انتقل إلى خولان العالية واستقر في وادى عاشر من بنى سحام وبنى بها دارا عظيمة فقصده العلماء إلى هنالك وكان كثير العبادة ودخل إلى صنعاء لعقد الصلح بين الإمام القاسم بن محمد والأتراك وكان يرى عدم جواز الصلاة في البكيرية المعمورة بأعلا صنعاء لأن موضعها مقبرة عظيمة من مقابر المسلمين بنى عليها الوزير حسن باشا الرومي جامع البكيرية وعظام الموتى في تخوم الأرض هذا ترجيح صاحب الترجمة ومات في حادى عشر رمضان سنة 1047 وقبره بجنب قبر عبد القادر التهامى وقبر ولده أحمد بن عامر الذمارى في عاشر من بنى سحام في بلاد خولان العالية رحمهم الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
عبد البارى الأهدل الحسينى
السيد التقى عبد البارى بن محمد بن عمر بن عبد القادر بن أحمد بن حسن بن عمر بن محمد بن أحمد بن عمر بن أحمد بن على الأهدل الحسينى اليمنى كان من الكملاء المشهورين له فضائل عديدة وأفعال جميلة حميدة شائع الفضل والكرم في تهامة اليمن وتوفى بقرية المراوعة من أعمال تهامة في ذى الحجة سنة 1072 اثنتين وسبعين وألف رحمه الله تعالى الشيخ عبد الباقى المزجاجى الزبيدى الشيخ العلامة عبد الباقى بن الزين المزجاجى التحيتى نسبة إلى التحيتية خارج زبيد ولد بالتحيتية وأخذ عن علماء عصره وتخرج به جماعة من الفضلاء ولم يزل ينفع الناس حتى تولى في ربيع الآخر سنة
أربع وسبعين وألف وآل المزجاجى نسبة إلى المزجاجية موضع بالقرب من زبيد القاضى عبد الجبار الحبورى القاضى العلامة الحاكم الشهير بمدينة صنعاء عبد الجبار بن جابر الحبوري كان عالما حافظا وفقيها متفننا ورعا ناسكا يستأنس به الضعفاء والمساكين ويهابه الأكابر والعظماء من المتخاصمين مات بصنعاء في ذى القعدة سنة 1184 أربع وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/473)
القاضى عبد الحفيظ المهلا الشرفى
القاضى الحافظ التقى عبد الحفيظ بن عبد الله المهلا الشرفى أخذ عن والده وعن الإمام القاسم بن محمد وولده المؤيد بالله والحسين بن الإمام القاسم وغيرهم من أكابر علماء عصره وكان اماما في علوم الاجتهاد وله فضائل أذعنت لها أرباب التحقيق في كل بلاد وكان يحفظ في كل العلوم مؤلفات عديدة مع شروحها وله أجوبة على مسائل عديدة وردت إليه من علماء عصره ورسائل بليغة وخطب رائقة وأشعار فائقة وفضائل وفواضل وتوفى سلخ ربيع الأول سنة 1077 سبع وسبعين وألف ورثاه السيد محمد صلاح بن الهادى الوشلى بقصيدة منها ( الله أكبر كل خطب هين *** إلا على عبد الحفيظ فيكبر ) ( حبر الأنام وحجة الإسلام ان *** أمرعرى والعاقب المتبصر ) ( أعطى الجهاد حقوقه وسمت به *** للاجتهاد عوارف لا تنكر )(2/474)
القاضى عبد الحميد المعافى اليمنى
القاضى العلامة البليغ عبد الحميد بن أحمد بن موسى بن عمرو بن المعافى اليمنى السودى كان صاحب الترجمة عالما أديبا أريبا محققا سيما في العربية وله شرح على الملحة وحواش وأجوبة مفيدة في النحو وشرح الهداية والأزهار في الفقه واعتنى في شرحه للأزهار بموافقة اعراب الأزهار فإن شرح ابن مفتاح عليه يتناسب في بعضه اعراب المتن مع الشرح إلا بتحويل للمتن من رفع إلى نصب ونحو ذلك ولصاحب الترجمة خط حسن ونظم جيد فمن شعره في راية للإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم ( أيا راية أصبحت في الحسن آية *** وفاق على الأعلام حسنك عن يد ) ( قرنت بنصر الله حين صنعت للأمام *** أمير المؤمنين المؤيد ) ( امام حلى جيد الكمال بجوده *** محمد بن القاسم بن محمد ) ومما اتفق أنه لما مات السيد إبراهيم ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل وكان قد ألم بكل غريبة من علوم القراءات والنحو وأشعار الحكمة والأدعية وغيرها مع كونه أكمه وكان من أصلح الناس على صغر سنه فلما مات عظم الخطب فكتب القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال إلى الإمام المتوكل على الله إسماعيل قصيدة الإمام شرف الدين يحيى التى قالها عقيب وفاة ابنه السيد العالم النجيب عبد القيوم بن شرف الدين وكان من سادات العترة ولم يبلغ من العمر إلا إحدى عشرة سنة ونصفا وكان يجارى العلماء ومما يروى عنه أنه قعد في مجلس الحشحوش المعروف بجراف صنعاء والعلماء يخوضون في مسئلة البهائم إذا تم سؤالها وحسابها أين تصير فذكروا المقالات في ذلك ولم يذكروا أحسنها وأشهرها فقال السيد عبد القيوم وما يشكل عليكم من أمرهن لعل الله يخلق لهن رحبة(2/475)
يتنعمن فيها فأعجب الحاضرون بذلك وكتبوه عنه ولما ختم عبد القيوم القراءات غيبا وبعض الكتب العلمية عمل والده وليمة وأركب ولده على حصان لزفافه فسقط ومات من حينه وقبره بقرب جراف صنعاء مشهور مزور فقال الإمام شرف الدين قصيدته التى أولها ( حمدت الله ربى يا بنيا *** على علم نعيت به اليا ) ( نغصت حشاشتى والروح لما *** نفضت تراب قبرك من يديا ) ( ولما أن ختمت الذكر غيبا *** قدمت به على البارى صبيا ) ( وكنا في زفاف الختم نسعى *** فقال الرب زفته اليا ) ( لإحدىعشرة مع نصف عام *** وطئت بهمة هام الثريا ) ( وكنت قد امتلأت من المعالى *** ولم تترك من الاحسان شيئا ) إلى آخر القصيدة قال القاضى أحمد بن صالح بن أبى الرجال في ترجمة القاضى عبد الحميد المعافي بمطالع البدور فكتبت أنا هذه الأبيات إلى الإمام المتوكل على الله إسماعيل ثم لم أشعر إلا بكتاب إلى الإمام من المترجم له بالأبيات فعجبت من توارد الخواطر انتهى ووفاة صاحب الترجمة بالسودة في نيف وخمسين وألف رحمه الله تعالى الشيخ عبد الخالق بن الزين المزجاجى الشيخ عبد الخالق بن الزين بن محمد بن الصديق بن عبد الباقى بن الصديق بن الزين بن إسماعيل المزجاجى الحنفى الزبيدى أخذ عن والده وعمه علاء الدين والسيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل والشيخ عبد الرحمن الذهبى والشيخ أمر الله الهندى وعمر الحشيبرى ومحمد بن أحمد مطير وأخذ بالحرمين عن السيد عبد الرحمن بن أسلم وتاج الدين القلعى(2/476)
وغيرهم من الأكابر ووصل إلى صنعاء فعظمه المنصور الحسين بن المتوكل القاسم بن الحسين تعظيما كبيرا وأخذ عنه جماعة من أعيان علماء صنعاء كالسيد محمد بن اسحاق والسيد محمد بن إسماعيل الأمير والسيد احمد ابن عبد الرحمن الشامى وجملة من أكابر العلماء ومات في صنعاء في سنة 1152 اثنتين وخمسين ومائة وألف وقبره بجربة الروض جنوبى صنعاء وأرخ وفاته بعض الأدباء بقوله ( عز للأمجاد أرباب النهى *** بوفاة المستجاد السابق ) ( طود علم قد توارى شخصه *** بعد أن سامى مقام الطارق ) ( كان يقرى ثم يقرى ضيفه *** فهو في الحالين فوق الفائق ) ( في جنان الخلد أضحى نازلا *** ضيف مولاه الكريم الرازق ) ( طاب مثواه فأرخ حسبه *** فاز بالزلفى عبد الخالق )
السيد عبد الرب بن محمد الكوكبانى
السيد السند عبد الرب بن محمد بن الحسين بن عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن على ابن الإمام شرف الدين الحسنى مولده في ربيع الأول سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف وأخذ عن السيد أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن عبد الرب والسيد اسحاق بن يوسف والسيد محمد بن زيد بن محمد بن الحسن وغيرهم وكان سيدا سريا هماما كريما ألمعيا ومات وهو يتلو آية الكرسى في رجب سنة 1176 ست وسبعين ومائة وألف وأرخ وفاته عبد الوهاب سداد بقوله ( أيها الزائر قبرا قد حوى *** سيدا ليثا له قل الشبيه )
ومنها ( سل فنون العلم عنه ان تكن *** جاهلا فهو امام ونبيه ) ( عاش في الدنيا وجيها أرخوا *** وبدار الخلد لا ريب الوجيه )(2/477)
السيد عبد الرحمن بن أحمد الكوكبانى
السيد الأديب عبد الرحمن بن احمد بن محمد بن الحسين الحسنى الكوكبانى مولده في رجب سنة 1147 سبع وأربعين ومائة وألف وكان سيدا نبيلا فارسا شجاعا أديبا أريبا ومن شعره ( احذر مقالة كاذب في وده *** تصفو مودته إذا لم تغضب ) ( وتراه ان أثرت صار ملازما *** وإذا تربت رأيته كالأجنبى ) ( فاصبر على ريب الزمان فإنه *** بالصبر تحصل ما تشا من مطلب ) ومات في رمضان سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله
الشيخ عبد الرحمن القحطانى اليمنى الحديدى
الشيخ العلامة عبد الرحمن بن إسماعيل الخلى اليمنى الأنصارى الشافعى القحطانى ولد ببندر الحديدة في سنة 1018 ثمانى عشرة وألف وأخذ عن علماء عصره وتولى القضاء في بلده وسار فيه أحسن سيرة وبالغ الناس في الثناء عليه بالتقوى والدين والصلاح ومات في عاشر المحرم سنة 1095 خمس وتسعين وألف رحمه الله تعالى(2/478)
السيد عبد الرحمن مولى الدويلة الحضرمى
السيد العالم عبد الرحمن بن حسن بن شيخ بن حسن الحسينى مولى الدويلة ولد بمدينة تريم من حضرموت وأخذ عن علماء عصره وواظب على مصاحبة أهل الخير والصلاح وعزم إلى اليمن وأخذ عن جماعة من علمائها وسكن بندر المخا إلى أن توفى فيه سنة 1017 سبع عشرة بعد الألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الرحمن الحضرمى
السيد العلامة مفتى الشافعية بالبلاد الحضرمية عبد الرحمن بن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن على بن أبى بكر السقاف الحسينى الحضرمى مولده بتريم في سنة 945 خمس وأربعين وتسعمائة وأخذ عن محمد بن على خرد ومحمد بن حسن بن الشيخ وحسين بن عبد الله بافضل وغيرهم وبرع في التفسير والحديث والفقه والعربية وتخرج به جماعة وكان ذا سخاء ومروءة وعلم وفتوة وولى القضاء بتريم ولم يشغله القضاء عن الافتاء والتدريس وكان مواظبا على قيام الليل والذكر والتلاوة وجمع خزانة عظيمة من الكتب النفيسة ومات في تريم في رمضان سنة 1014 أربع عشرة وألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الرحمن جمل الليل الحضرمى
السيد عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن على بن هارون بن حسن بن على بن محمد جمل الليل الحسينى الحضرمى مولده بتريم وأخذ عن القاضى أحمد بن حسين والشيخ أحمد بن عمر عيديد وعبد الرحمن بن علوى وغيرهم وحفظ عدة متون ثم دخل الهند واجتمع بجماعة من علمائها وعاد إلى تريم ودرس فيها وطلب للقضاء ولم يشغله القضاء عن الافادة والتدريس حتى مات في سنة 1070 سبعين وألف رحمه الله تعالى(2/479)
السيد عبد الرحمن بن عقيل الحضرمى
السيد عبد الرحمن بن عقيل بن محمد بن عبد الرحمن بن عقيل الحسينى الحضرمي اليمنى ولد بمدينة تريم وأخذ عن السيد عبد الله العيدروس وولده زين العابدين وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم ورحل إلى اليمن وأخذ عن السيد عبد الله بن على والسيد حاتم المهدلى وحج وأخذ عن جماعة بالحرمين ثم دخل الهند وأخذ عن علماء فيها ثم عاد إلى اليمن واستقر في بندر المخا حتى توفى فيه في ربيع الأول سنة 1059 تسع وخمسين وألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الرحمن بن علوى بافقيه
السيد العلامة عبد الرحمن بن علوى بن أحمد بن علوى بن محمد الحسينى اليمنى الحضرمى المعروف كسلفه ببافقيه مولده بتريم وأخذ عن الشيخ محمد إسماعيل وعبد الرحمن بن شهاب الدين وسالم بن أبى بكر الكاف وغيرهم واجتهد في الفروع وشارك في الأصلين وكان منعزلا عن الناس زاهدا في الدنيا مواظبا على الطاعات والجماعات ونشر العلم ملازما للتلاوة والاعتكاف ومات في سنة 1047 سبع وأربعين وألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الرحمن باحسن الحويلى صاحب مرباط
السيد العالم عبد الرحمن بن على بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الحويلى باحسن صاحب مرباط ولد بمدينة تريم وأخذ عن علماء عصره وغلب عليه فن الأدب وكان جيد البديهة سريع الجواب وله عناية بنظم الشيخ عمر بن عبد بامخرمة وأقام في القرية المسماة القارة حتى مات فيها في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى(2/480)
السيد عبد الرحمن السقاف الحضرمى
السيد العلامة عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن السقاف الحسينى الحضرمى مولده بمدينة تريم وأخذ عن أبى بكر بن عبد الرحمن شهاب الدين وغيره واشتهر وانتفع به غير واحد وكان حريصا على فعل الخير عارفا بمذاهب العلماء قليل الكلام ومات في سنة 1048 ثمان وأربعين وألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الرحمن بن محمد السقاف العلوى
السيد التقى عبد الرحمن بن محمد بن على بن عقيل بن أحمد السقاف الحسينى الحضرمى ولد سنة 948 بمدينة تريم وأخذ عن السيد أبى بكر سالم والسيد محمد بن على بن عبد الرحمن والسيد محمد بن عقيل وغيرهم وكان عالما عاملا بعلمه كثير السخاء له هيبة في القلوب ومات في سنة 1011 إحدى عشرة وألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الرحمن بن محمد جحاف الحبورى
السيد الأديب العالم البارع عبد الرحمن بن محمد بن شرف الدين الجحافى الحبورى وكان علامة محققا في الأصول والمنطق واشتغل آخر أمره بالتفسير وله شرح على غاية السوءل للحسين بن القاسم أجاد فيه كل الإجادة وكان متوليا لأعمال بلاد خفاش ثم استقر بصنعاء وكان لا يطمع في شىء من زينة الدنيا ومات بالحشيشية من أعمال صنعاء في نيف وخمسين بعد الألف من الهجرة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/481)
السيد عبد الرحمن العيدروس السقاف
السيد التقى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس السقاف الحسينى الحضرمى مولده سنة 988 ثمان وثمانين وتسعمائة بمدينة تريم وأخذ عن الشيخ عمر بن عبد الله الخطيب ومحمد بن حكم باقشير وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم وبرع في العلوم ودرس وتخرج به كثيرون وكان يلازم قيام الثلث الأخير من الليل وأقواله مفيدة وأحواله حميدة ومات في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله تعالى
الشيخ عبد الرحيم البرعى الهاجري
الشيخ العالم الشاعر البليغ الشهير عبد الرحمن بن على البرعى الهاجرى اليمنى سكن وطنه النيابتين وأخذ في النحو والفقه على جماعة من علماء عصره حتى تأهل للتدريس وأتته الطلبة من أماكن شتى فدرس وأفتى واشتهر بالعلم والشعر وهو من العلماء الأحبار المجتهدين والشعراء والبلغاء المجيدين وله ممادح كثيرة في النبى وديوان شعره مشهور ومن شعره القصيدة التى أولها ( بالأبرق الفرد أطلال دريسات *** لآل هند عفتهن الغمامات ) ومات في سنة 803 ثلاث وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/482)
القاضى عبد السلام السلامى الآنسى
القاضى العلامة الورع التقى عبد السلام بن محمد بن صلاح بن سعيد بن قاسم السلامى الآنسى أخذ عن والده وعن القاضى محمد بن صلاح الفلكى والإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم وصلاح بن على الحارثى وغيرهم وكان عالما محققا سيما في الفقه والفرائض ولم يزل في بلده بنى سلامة من بلاد آنس مدرسا حتى سنة 1111 إحدى عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الشيخ عبد الصمد باكثير اليمنى
الشيخ العالم عبد الصمد بن عبد الله باكثير اليمنى الكندى كان شاعر عصره ونابغة دهره وكان كاتب الإنشاء للسلطان عمر بن بدر ملك الشحر وله ديوان شعر ومن شعره قصيدة أولها ( هذى المرابع والكثيب الأوعس *** وظبا الخيام الآنسات الكنس ) ( قف بى عليها ساعة فلعل ان *** يبدو لى الخشف الأغن الألعس ) ( فلطالما عفت الكرى عن ناظرى *** شوقا إليه ومدمعى يتبجس ) إلى آخرها ومات بالشحر في سنة 1025 خمس وعشرين وألف رحمه الله تعالى
الشيخ عبد العزيز المفتى الشافعى اليمنى
الشيخ العالم عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز المفتى الشافعى مولده في سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف وأخذ عن علماء عصره باليمن الأسفل وكان عالما حافظا محدثا وصل إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله إسماعيل إلى معبر جهران فأخذ عنه الإمام المؤيد بالله والسيد المهدى الكبسى وغيرهما ثم عاد إلى وطنه من اليمن الأسفل ومات فيه في رجب سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله تعالى(2/483)
القاضى عبد العزيز بن محمد بهران الصعدى
القاضى الحافظ عبد العزيز بن محمد بن يحيى بهران التميمى البصرى الصعدى مولده سنة 948 ثمان وأربعين وتسعمائة وأخذ عن والده في جميع العلوم والفنون وأجازه إجازة عامة وأخذ عن القاضى محمد الضمدي ويحيى حميد وغيرهم من أكابر علماء عصره وكان عالما كبيرا متفننا متضلعا في جميع العلوم ومن أجل من أخذ عنه الإمام القاسم بن محمد والقاضى عامر الذمارى وأحمد بن يحيى الذويد والسيد داود بن الهادى المؤيدى وغيرهم وهو شيخ الشيوخ وأستاذ أهل الرسوخ وهو الذى اجرى القوانين في سقى ماء آبار صعدة ومناقبه كثيرة وفضائله شهيرة وضعف بصره في آخر أيامه فقال لا يستضىء غير كتب العلم والتدريس ومات في ثامن رجب سنة 1010 عشر وقيل ست عشرة وألف بصعدة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى عبد القادر الشويطر الذمارى
القاضى العلامة امام أهل الزهادة عبد القادر بن حسين الشويطر الذمارى مولده سنة 1148 ثمان وأربعين ومائة وألف وأخذ عن الحسن ابن أحمد الشبيبي وسعد بن عبد الرحمن السماوى وعبد الله بن حسين دلامة وغيرهم وكان قمر العلم النوار والمرجع للعلماء المبرزين في الأنظار محققا للفروع والأصول عارفا بسائر العلوم شديد الحفظ والذكاء منظورا بعين التعظيم وكان لا يترك التدريس بالليل والنهار مع تلاوة القرآن وطلب إلى القضاء فنفر عنه كل النفور ومات في سنة 1197 سبع وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/484)
القاضى عبد القادر الهبل الصعدى
القاضى العلامة عبد القادر بن سعيد بن صلاح الهبل أخذ عن والده وعن القاضى عامر الذمارى والإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهم وهو العلامة المحقق ومفتى مدينة صعدة المدقق وهو من أعيان علماء القرن الحادى عشر رحمه الله تعالى السيد عبد القادر العيدروس السيد العلامة عبد القادر بن شيح بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسنى اليمنى ولد سنة 978 ثمان وسبعين وتسعمائة بمدينة أحمد اباد من الهند وهو صاحب المؤلفات العديدة منها النور السافر على أخبار القرن العاشر والحدائق الخضرة في سيرة النبى عليه السلام وأصحابه العشرة والمنتخب المصطفى في أخبار مولد المصطفى والدر الثمين في بيان المهم من أمور الدين وغير ذلك ومات في سنة 1038 ثمان وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد عبد القادر بن محمد الكوكبانى
السيد الرئيس عبد القادر بن محمد بن الحسين بن الناصر الكوكبانى الحسنى مولده في سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف بكوكبان وكان وقورا حليما دينا خيرا محبا للفقراء معينا للأرامل له معرفة تامة بالحساب والفرائض مع مطالعة في الطب وتولى امارة بلاد كوكبان فقام بالعدل وكان سهل الحجاب فنافسه أخوه إبراهيم في الإمارة واعتقله إلى حين وفاته في رجب سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/485)
السيد عبد القادر بن الناصر الكوكبانى
السيد السند عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن على شمس الدين بن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين الحسنى اليمنى الكوكبانى مولده بكوكبان ونشأ فيه وأخذ عن علماء عصره واكتسب الفضائل وجد في تحصيل دقيق المسائل وتولى امارة بلاد كوكبان وقال القاضى يحيى بن الحسن الحيمي متمما أرجوزة النمازى الشافعى في ذكر نسب الإمام شرف الدين هذه الأبيات المشتملة على الحاق نسب صاحب الترجمة إلى الإمام شرف الدين وهى ( معطى الجزيل ذى النوال العامر *** مولاى عبد القادر بن الناصر ) ( سليل عبد البر ذى المكارم *** نجل على صفوة الأكارم ) ( سليل شمس الدين ذى الكمال *** رافع بيت المجد والمعالى ) ( ابن الإمام الحبر ذى العلوم *** كهف اللهيف كافل اليتيم ) ( يحيى بن شمس الدين من ساد الورى *** ومن حديث مجده لن يفترى ) إلى آخرها وأبيات النمازى مشهورة مشروحة ومات صاحب الترجمة بكوكبان في المحرم سنة 1097 سبع وتسعين وألف رحمه الله تعالى
القاضى عبد الكريم السلامى
القاضى العلامة عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن صلاح بن سعيد ابن قاسم السلامى الآنسى أخذ عن عمه عبد السلام بن محمد وعن السيد المهدى الكبسى ومحمد بن على قيس ويحيى بن حسين السحولى وعلى بن يحيى البرطى وحسين بن محمد المغربى وحسين بن عبد الهادى ذعفان وغيرهم وكان فقيها محققا فروعيا مدققا فاضلا تقيا وصل إلى صنعاء في سنة
ثلاثين ومائة وألف ثم رجع إلى وطنه بنى سلامة ومات في رمضان سنة 1139 تسع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/486)
القاضى عبد القادر التهامى
القاضى المحقق عبد القادر بن حمزة التهامى أخذ عن على بن راوع وغيره وهاجر لطلب العلم من محلة يبة من قرى حلى بن يعقوب أيام الإمام شرف الدين وتابع الإمام الحسن بن على داود وسكن وادى عاشر من بنى سحام خولان العالية وله حاشية على الأزهار مفيدة وفتاوى مدونة وكان عالما كبيرا محققا زاهدا ورعا محبوبا مهيبا وله تلامذة أجلاء علماء فضلاء نبلاء ومات بعاشر من خولان الطيال سنة 1013 ثلاث عشرة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد عبد الله الديلمى أبو شملة
السيد العلامة التقى الزاهد الشهير عبد الله بن إبراهيم الديلمى الفتحي المعروف بأبى شملة مولده في عاشر ذى الحجة سنة 756 ست وخمسين وسبعمائة وسكن مدينة صنعاء وكان سيدا عابدا زاهدا ورعا تقيا وكان يسمى حافظ صنعاء لرؤيا رأها الإمام على بن صلاح الدين في منامه وهى أن حجارة تسقط على مدينة صنعاء وأن رجلا يتلقاها فسأل عنه فقيل له فلان وكان لا يعرفه ولما حاصر الإمام على بن صلاح الدين الباطنية في حصن ذى مرمر كان هذا السيد المترجم له ممن حضر الحصار فلما خرج الباطنية منه اخبروا أن هذا السيد كان يضربهم بشملته فيؤلمهم ويعمى أبصارهم فيموت بعضهم من ذلك وقيل انه لا يحدث بصنعاء حدث الا سمع بقبره همهمة ومات في محرم سنة 836 ست وثلاثين وثمان مائة وقبره
بالقرب من مسجد الأبهر المعروف بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/487)
السيد عبد الله الشرفى المفسر
السيد العلامة التقى عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن على بن محمد ابن صلاح بن محمد بن القاسم الحسنى الشرفى أخذ عن الإمام القاسم بن محمد الشرفى وعبد الحفيظ المهلا وغيرهم وله التفسير الموسوم بالمصابيح الساطعة الأنوار المجموعة من تفسير الأئمة الأطهار ابتدأ فيه بآخر القرآن تبعا لما فعله الإمام القاسم بن على العيانى وتفسير صاحب الترجمة في ست مجلدات وهو يدل على تمكنه في العلوم واطلاعه على أقوال الأئمة عليهم السلام وهو من أكابر علماء القرن الحادى عشر رحمه الله تعالى والمؤمنين السيد عبد الله بن احمد الوزير السيد العلامة عبد الله بن احمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم الوزير الحسنى المفضلى مولده سنة 896 ست وتسعين وثمان مائة وأخذ عن والده وعن السيد محمد بن المرتضى وغيرهما وكان سيدا كبير القدر حميد الطريقة اتصل بالإمام شرف الدين ولازمه وكان عنده وافر الجلالة إلى أن توفى في سنة 933 ثلاث وثلاثين وتسعمائة(2/488)
السيد عبد الله المؤيدى
السيد العلامة عبد الله بن أحمد بن الحسين المؤيدى الحسينى أخذ عن أحمد بن معوضة الجربى وغيره وكان عالما متواضعا دمث الأخلاق محيطا بعلوم الاجتهاد وكان شيخه الجربى بعد أن كف بصره لا يمر إلى مصلاه بمسجد داود إلا من وراء صاحب الترجمة تعظيما له ووفاة المترجم له بصنعاء في القرن الحادى عشر رحمه الله الفقيه عبد الله الجربى الفقيه العلامة التقى عبد الله بن احمد بن معوضة الجربى أخذ عن السيد الحسن بن شمس الدين والسيد صلاح بن أحمد الرازحي وغيرهما وكان عالما عاملا تقيا ورعا فاضلا زاهدا عابدا متقشفا يتوقد ذكاء وله في علم الكلام جليله ودقيقه يد طولى مع تبحره في الفقه وانتقل هو وصنوه الولى التقى العلامة محمد بن احمد من صنعاء إلى الروضة وتوفى صاحب الترجمة بها في سنة 1063 ثلاث وستين وألف ولهما كرامات مشهورة بالروضة رحمهما الله وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه عبد الله الناصح
الفقيه العلامة عبد الله بن أحمد الناصح أخذ عن السيد عبد الله بن القاسم العلوى وعبد الله بن مسعود الحوالى وغيرهما وكان عالما تقيا ورعا صالحا محققا ومات سنة 980 ثمانين وتسعمائة السيد عبد الله بن اسحاق بن المهدى السيد العلامة البليغ عبد الله بن اسحاق بن المهدى لدين الله أحمد ابن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى كان سيدا سريا هماما ذكيا أديبا أريبا المعيا بطلا شجاعا وقورا دمث الأخلاق له المواقف المشهورة في الحروب وتولى لأخيه بلاد أصاب وله الأشعار الرائقة والأخبار الحميدة وله قصيدة زهاء ثلاثة وعشرين بيتا في كل بيت منها تاريخ اكمال عمارة مفرج لأخيه الناصر محمد بن اسحاق ببير العزب أولها ( يا مفرج البدر الذى لكماله *** نادى على الإقبال يمن ختامه )
ومات بصنعاء في ربيع الأول سنة 1151 إحدى وخمسين ومائة وألف رحمه الله تعالى(2/489)
السيد عبد الله بن إسماعيل جحاف
السيد العلامة عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن الهدى الجحافى الحبورى أخذ عن والده وغيره وكان عالما عاملا تقيا فاضلا ابتلى في آخر أيامه بمرض اقعده في داره فعكف على التدريس في بيته بحبور حتى مات في سنة 1104 أربع ومائة وألف رحمه الله
القاضى عبد الله بن جابر التهامى
القاضى العلامة عبد الله بن جابر التهامى أخذ عن المهدى بن عبد الهادى الحسوسة والسيد الحسين بن على جحاف وغيرهما وكان عالما محققا في كل فن وتولى الوقف والقضاء بمدينة حبور عن أمر الإمام المتوكل على الله إسماعيل ومات بحبور في سنة 1087 سبع وثمانين وألف رحمه الله تعالى
الفقيه عبد الله دلامة الذماري
الفقيه العلامة المحقق عبد الله بن حسين دلامة الذمارى أخذ عن زيد بن عبد الله الأكوع والحسن بن أحمد الشبيبي والسيد عبد القادر ابن أحمد والسيد اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم من أكابر العلماء وكان عالما محققا متفننا وله مؤلفات منها مختصر الجامع الصغير ومختصر الهدي النبوى وغيرهما وكان مقصودا من كل مكان مشارا إليه بالبنان محبا للفقراء وله معرفة بعلم السيمياء والكيمياء ومات في محرم سنة 1179 تسع وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(2/490)
القاضى عبد الله فحل
القاضى العلامة عبد الله بن حسين فحل أخذ في الفروع عن محمد بن صلاح الفلكى وغيره وكان عالما فاضلا وتولى القضاء بمدينة تعز من اليمن الأسفل حتى مات في سنة 1117 سبع عشرة ومائة ألف
السيد عبد الله جحاف
السيد العلامة عبد الله بن حسين بن على بن إبراهيم جحاف الحبورى الحسنى مولده سنة 1040 أربعين وألف وأخذ عن أخيه على بن الحسين وأحمد بن صالح بن أبى الرجال وغيرهما وكان عالما محققا سيما في الأصول وكان يتأول كلام المعتزلة في الصفات وكانت تدار على الفتوى في جهات بلاد حجة ومات في شعبان سنة 1112 اثنتين عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الله الأهدل التهامى
السيد العلامة عبد الله بن أبى القاسم بن محمد بن أبى القاسم بن احمد بن أبى القاسم بن يحيى بن إبراهيم الأهدل الحسينى التهامى سكن المنيرة من تهامة وكان عارفا بالفقه والحديث والتفسير والنحو والمنطق وكان أديبا فطنا لبيبا له القدم الراسخ في العبادة وخطه في نهاية الحسن ومات في عشر الأربعين وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله العيدروس السيد العلامة عبد الله بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم سنة 1002 اثنتين وألف وأخذ عن والده وفضل بن عبد الله فضل وغيرهما وكان من أكابر علماء حضرموت عالما تقيا شاعرا ناثرا بليغا وكان من أعرف الناس بالأنساب والحساب والفرائض والسير والأمثال ومات في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله(2/491)
الشيخ عبد الله بافقيه
الشيخ العلامة عبد الله بن حسين بن محمد بن على بافقيه مولده بمدينة تريم وأخذ عن والده والسيد عبد الرحمن بن أبى بكر بن شهاب وعبد الرحمن بن علوى بافقيه وغيرهم وكان أحد أكابر علماء الإسلام وله مؤلفات منها شرح الأجرومية وشرح الملحة ومختصرها وحاز قصب السبق في النظم والنثر وله قصائد غريبة وله قدم راسخ في التقوى والصلاح ورحل إلى الديار الهندية وعظم شأنه هنالك ومات في القرن الحادى عشر رحمه الله تعالى
عبد الله بن سالم صاحب خيلة الحضرمى
السيد العالم عبد الله بن سالم بن محمد بن سهل بن عبد الرحمن بن عبد الله صاحب خيلة الحضرمى ولد بتريم وأخذ عن محمد بن عقيل والشيخ عبد الله بن شيخ وعبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم واعتنى بعلم الحديث وسلك منهاج الصالحين في الزهد والتقوى والتقشف ورحل إلى مدن اليمن والحرمين وأخذ عن جماعة وعاد إلى بلاده ومات سنة 1048 ثمان وأربعين وألف(2/492)
السيد عبد الله العيدروس
السيد عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن الشيخ عبد الله العيدروس الحسينى اليمنى ولد بمدينة تريم في سنة 945 خمس وأربعين وتسعمائة وأخذ عن والده وعن الشيخ أحمد بن عبد الرحمن وحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن بلحاج وحج وأخذ عن علماء الحرمين ثم عاد إلى حضرموت ونصب نفسه للنفع والاقراء وقصده الناس وكان متضلعا تفسيرا وحديثا وأصولا وكان كثير الإنصات دائم العبادة لا يخرج من بيته إلا لحضور الجمعة أو جماعة أو لأجابة وليمة ومات في سنة 1019 تسع عشرة وألف في أثناء سجود صلاة العصر رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد عبد الله العيدروس حفيد السابق
السيد العالم عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس السابق ذكره مولد صاحب الترجمة بتريم سنة 1027 سبع وعشرين ومائة وألف وأخذ عن ابن عمه والسيد عبد الله العيدروس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب وعبد الرحمن بن محمد امام السقاف وغيرهم ورحل إلى بندر الشحر وحج وأخذ عن جماعة ثم عاد إلى وطنه واشتهر صيته وبرع في كثير من الفنون وجمع كتبا كثيرة من كل فن ومات بالشحر في ذى القعدة سنة 1073 ثلاث وسبعين وألف رحمه الله تعالى(2/493)
السيد عبد الله بن عامر بن على الحسنى اليمنى
السيد العلامة عبد الله بن عامر بن على الحسنى اليمنى ابن عم الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد كان عالما متيقظا فطنا ذكيا فصيحا ألمعيا مجيدا في الشعر على منهج العرب الأولى ولم يظهر شعره إلا في آخر أمره وكان جيد الخط فائقا في الرماية بالبندق فارسا وحيدا ووقف مدة بمدينة ذيبين عن أمر الإمام القاسم بن محمد وتولى وادعة واعتنى بالجمع بين المنتخب والأحكام من مؤلفات الإمام الهادى إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام وسمى ذلك التصريح بالمذهب الصحيح وأشعاره كثيرة واستوطن هجرة الحموس ببلاد عذر حاشد في سنة 1061 إحدى وستين وألف ومات بمدينة حوث رحمه الله تعالى
الشيخ عبد الله باجمال الحضرمى
الشيخ العالم عبد الله بن عبد الرحمن بن سراج باجمال الحضرمى الغرفى أخذ عن والده وارتحل إلى الشحر فأخذ عن على بن على بايزيد وولى امامة مسجد الغرقة ثم تدريس الجامع بالشحر ثم القضاء فيه ثم عاد إلى وطنه الغرقة وولى قضائها ودرس فيها وله مؤلفات منها شرح قصيدة أبى الفتح البستى التى أولها ( زيادة المرء في دنياه نقصان *** وربحه غير محض الخير خسران ) وله تنبيه الثقات على كثير من حقوق الأحياء والأموات وله نظم حسن ومات في شعبان سنة 1033 ثلاث وثلاثين وألف رحمه الله تعالى
الحافظ الكبير عبد الله المهلا اليمنى الشرفى
القاضى الحافظ المحقق المدقق شيخ شيوخ زمانه عبد الله بن عبد الله بن المهلا بن سعيد بن على النسائى الشرفى الأنصارى الخزرجي مولده سنة 950 خمسين وتسعمائة وأخذ العلم عن والده ثم رحل لطلب العلم إلى الأقطار وأخذ عن الفقيه عبد الله الراغب وأخيه إبراهيم والسيد هادى الوشلى والقاضى على بن عطف الله والسيد أحمد بن المنتصر الغربانى والقاضى عبد الرحمن النزيلى وغيرهم ثم رجع إلى وطنه بالشرف فأخذ عنه الإمام القاسم بن محمد والسيد أمير الدين بن عبد الله وغيرهما ورحل(2/494)
إلى صنعاء سنة 995 خمس وتسعين وتسعمائة وأخذ عنه جماعة ثم انتقل إلى الأهجر من بلاد كوكبان وأقام فيه تسع سنين وارتحل إليه الطلبة من صنعاء والأهنوم وبلاد آنس والحيمة والشرف وشبام وكوكبان واستفاد منه خلق كثير ثم رجع إلى وطنه بالشرف وأقام به يقرىء بقية عمره وكانت ترد إليه كتب العلماء في عصره لاستيضاح المشكلات في كل فن ومات في ذى الحجة سنة 1028 ثمان وعشرين وألف بالشجعة من بلاد الشرف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد
عبد الله بن على الشيخ الحضرمى
السيد العلامة عبد الله بن على بن حسن بن الشيخ على الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن الشيخ زين بن حسين بافضل والسيد عبد الله بن سالم خيلة وغيرهما ورحل إلى بندر الشحر وأخذ عن على بن على بايزيد حتى برع ودخل اقليم السواحل ورحل إلى الديار الهندية ثم رجع إلى عدن وأخذ عن السيد عمر بن عبد الله العيدروس وصادف قبولا عظيما ثم توطن قرية الوهط بالقرب من بندر لحج وقصده الناس وانتهت إليه تربية المريدين وتخرج به جماعة وله انشاء عظيم ونظم مستحسن ومات في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف بقرية الوهط المذكورة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/495)
القاضى عبد الله بن على الأكوع
القاضى العلامة عبد الله بن على بن عز الدين بن على بن صالح الأكوع أخذ عن الحسين بن يحيى حنش وغيره وكان عالما محققا لاسيما في الأصول والمعانى والبيان والعروض مع تواضع وديانة وصحب الإمام القاسم بن محمد وتولى له بلاد حبور وما إليها ثم انتقل إلى بلاد ذمار وتولى المخا ثم رجع إلى صنعاء ومات بها في رمضان سنة 1128 ثمان وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى
القاضى عبد الله الصعيترى
القاضى العلامة عبد الله بن على الصعيترى الآنسى ينتهى نسبه إلى الفقيه سليمان الصعيترى وأخذ عن القاضى حسين الشوكانى وأحمد بن سعيد الهبل والسيد محمد المفتى وإبراهيم بن يحيى السحولى وغيرهم وكان عالما فاضلا محققا متفننا ترد عليه المسائل من بلاد الزيدية والشافعية ومات في سنة 1123 ثلاث وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى السيد عبد الله بن على جحاف السيد العالم عبد الله بن على بن حسين بن على بن إبراهيم جحاف الحبورى أخذ عن السيد يحيى بن إبراهيم جحاف والسيد إسماعيل بن إبراهيم جحاف والسيد عبد الله بن الحسين جحاف وغيرهم وهو العلامة الثبت المحقق الأصولى الفروعى بقية العلماء الأعلام من أهل بيته علما وعملا وصلاحا وفضلا وكان هو الحاكم بمدينة حبور وسكن جبل عمر من بلاد حجة ثم انتقل إلى حصن الظفير للتدريس ومات به في ذى الحجة سنة 1135 خمس وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى(2/496)
السيد عبد الله المحرابى
السيد العلامة التقى عبد الله بن الحسن المحرابى الحسنى الذمارى أخذ عن الحسن بن أحمد الشبيبي وشمس الدين أحمد المجاهد وأحمد بن على الطشى وغيرهم وكان عالما محققا للفروع وكف بصره آخر عمره وكان حفاظة فاضلا مات في سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى آمين
الشيخ عبد الله اليزيدى
الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن ناصر اليزيدى كان شاعرا بليغا وجرى ذكر حديث الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة فقال صاحب الترجمة حسبنا ذلك فبلغت صلاة واحدة في المسجد الحرام بصلاة خمس وعشرين سنة وستة أشهر وعشرين ليلة فأما صلاة يوم وليلة في المسجد الحرام وخمس صلوات فإنها عن مأتى سنة وسبع وسبعين سنة وسبعة وأشهر وعشر ليالى ومات في سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد عبد الله بن القاسم العلوى
السيد العلامة الفهامة عبد الله بن القاسم بن الهادى بن إبراهيم العلوى مولده في ليلة عرفة من ذى الحجة سنة 889 تسع وثمان وثمانمائة وأخذ عن عبد الله بن مسعود الحوالى والسيد الهادى بن إبراهيم والفقيه على بن يحيى والسيد أحمد الأهنومى والإمام شرف الدين وغيرهم ورحل إلى مدينة رداع ثم حج ورجع إلى مدينة حجة وزبيد ثم إلى صنعاء وصحب الإمام شرف الدين في مخرجه إلى نجران سنة 940 أربعين وتسعمائة ثم استقر بأهله في ظفير حجة وكان شيخ العترة الزكية وغوث أهل الملة المحمدية محققا في الأصولين والنحو والصرف والمعانى والبيان واللغة والحديث والفقه وكان غزير الدمعة كثير الأذكار من نوادر زمنه وعجايبه وأخذ عنه جماعة من أكابر الأعلام وتوفى ببلاد حجة في سنة 980 ثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(2/497)
القاضى عبد الله السلامى
القاضى العلامة عبد الله بن محمد بن صلاح السلامى الآنسى أخذ عن أبيه وعن المولى محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم والسيد محمد عز الدين المفتى والقاضى إبراهيم السحولى والسيد أحمد بن على الشامى وغيرهم وكان فقيها فاضلا عالما محققا تولى الفتيا في حقل بلاد تريم وتولى أوقاف بلاد تعز وكان حاكما للمولى محمد بن الحسن في سفره وحضره وكان بليغا ومات سنة 1070 سبعين وألف رحمه الله تعالى
القاضى عبد الله بن محيى الدين العراسي
القاضى العلامة الحافظ الضابط الفهامة عبد الله بن محيى الدين العراسي الصنعانى مولده في جمادى الآخرة سنة 1134 أربع وثلاثين ومائة وألف وأخذ عن السيد الإمام عبد الله بن لطف البارى الكبسى في النحو وعن القاضى أحمد بن حسين الهبل في النحو والصرف والمعانى والبيان والأصول وعن السيد محمد بن إسماعيل الأمير في الأمهات الست وغيرها من كتب الحديث وأخذ عن السيد زيد بن محمد بن الحسن بن القاسم وغيره من أكابر علماء عصره حتى صار من أعيان العلماء ذوى الكمال بعصره وعد من حفاظ جهابذة قطره وله مؤلفات نافعة من أجلها وأبدعها تخريج أحاديث كتاب الثمرات وهو كتاب بديع مفيد جدا ونظم انموذج اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطى نظما حلوا يزيد على ثمانمائة بيت سماه فتح الحسيب بنظم انموذج اللبيب أوله ( الحمد لله الذى يخص من *** يشاء بالفضل العظيم والمنن )(2/498)
منه ( أولها خصائص في ذاته *** خص بها المختار في حياته ) ( بأنه أول من قد خلقا *** من النبيين فكن مصدقا ) ( وأنه قدم في نبوءة *** وآدم مجندل في طينته ) ومنه ( وأنه أرسله الله بلا *** شك إلى الجن باجماع الملا ) ( وقال قوم انه قد أرسلا *** إلى الملائك الكرام الكملا ) إلى آخرها وله منظومة بديعة كبيرة جدا سماها مفتاح السعادة الأبدية في ذكر الكلمة التوحيدية أولها ( نجاتنا لا إله الا الله *** وامننا لا إله إلا الله ) ( وحصن بارى الأنام خالقنا *** سبحانه لا إله إلا الله ) وأرجوزة كبيرة في حصر فوائد الصلاة على رسول الله ومواضعها وتولى النظارة على أوقاف صنعاء فحمد الناس سيرته فيها وتضاعفت حاصلات أموال الوقف وكان من محاسن دهره ومات في ليلة عيد الفطر سنة 1187 سبع وثمانين ومائة وألف رحمه الله ومن بعد وفاته بمدة يسيرة تولى الوقف السيد محمد بن الحسن حطبة فنقص بعض أهل الأعمال فيه من مقرراتهم وجعل منها مرجوعا لبيت المال فقال الفقيه محمد بن حسن دلامة قصيدته التى منها ( لم يحمد الوقف بعد الشيخ من رجل *** يا حسرة الوقف والعمال والطلبة ) ( ولم يكن مثمرا حبا ولا عنبا *** من بعد ما غرسوا في أرضه حطبة )(2/499)
القاضى عبد الله بن مسعود الحوالى
القاضى العلامة عبد الله بن مسعود بن صالح بن على الحوالى بضم الحاء المهملة مولده في جمادى الآخرة سنة 869 تسع وستين وثمانمائة وأخذ عن السيد الهادى بن إبراهيم الوزير ووالده السيد إبراهيم الوزير والإمام عز الدين بن الحسن وكان صاحب الترجمة شيخ الشيوخ متبحرا متفننا امام المعارف بلا مدافعة مع أخلاق رضية وحلم وشمائل زكية وعنه أخذ الإمام شرف الدين وولده عبد الله بن الإمام شرف الدين والسيد عبد الله بن القاسم العلوى وغيرهم ومات بصنعاء في سنة 936 ست وثلاثين وتسعمائة رحمه الله تعالى
السيد عبد الله بن الهادى الوزير
السيد العلامة عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن على بن المرتضى الوزير الحسنى اليمنى ولد بمدينة صعدة وأخذ عن خاله احمد بن عبد الله بن حسن الدوارى وأحمد حابس والسيد صلاح الجلال وغيرهم وكان ممن أكمل الله خلقه وخلقه وكرم طباعه وحسن طريقه وأدبه وكانت له جلالة في النفوس ومهابة في القلوب وأدب وبراعة وله معرفة تامة بالأنساب وأيام المؤرخين وله شرح على التسهيل أجاد فيه ومات بصنعاء في سنة 840 أربعين وثمانمائة رحمه الله تعالى(2/500)
القاضى عبد الله الأهنومى النسرى
القاضى العلامة عبد الله بن يحيى بن احمد بن على النسرى الروسى الأهنومي أخذ بشهارة عن والده وعن السيد إبراهيم بن الحسين بن المؤيد والسيد صلاح الكحلانى وعلى بن يحيى داود وغيرهم ورحل إلى ضوران فأخذ عن السيد الحسين بن احمد زبارة والسيد يوسف بن المتوكل على الله اسماعيل والسيد محمد بن الحسن الجلال ثم رجع إلى وطنه بالأهنوم وتولى الحكم وكان عالما محققا مدققا متواضعا زاهدا عابدا وإليه مرجع علماء جهته في المشكلات والفتوى ومات في محرم سنة 1136 ست وثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى عبد الله الناظرى الظفيرى
القاضى العلامة عبد الله بن يحيى بن محمد الناظري اليمنى الظفيرى أخذ عن السيد عبد الله بن القاسم العلوى والإمام شرف الدين ومحمد بن احمد مرغم ويحيى بن احمد مرغم ومحمد بن احمد بن مظفر وغيرهم وكان غاية أهل زمانه في تحقيق شرح الأزهار والبحر الزخار وخاتمة للمذاكرين ومن أعيان أصحاب الإمام محمد بن على السراجى والإمام شرف الدين وتولى له القضاء ومات في نيف وعشرين وتسعمائة رحمه الله تعالى
السيد عبد الله بن يحيى أبو العطايا
السيد العلامة امام الأسانيد ومرجعها وفقيه العترة ومصقعها أبو العطايا عبد الله بن يحيى بن المهدى ابن القاسم بن المطهر بن احمد ابن أبي طالب بن الحسن بن يحيى بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسين بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب مولده سنة 710 عشر وسبعمائة تقريبا وأخذ عن والده ومحمد بن داود البهمى وغيرهما وكان شيخ العترة النبوية في زمنه ومفسرها ومحدثها ومفتيها والمعتنى بعلومها تخرج عليه جماعة من اكابر العلماء كالسيد إبراهيم بن محمد الوزير وعلى بن زيد العنسى والسيد محمد بن عبد الله
الوزير وغيرهم وله كرامات وفضائل لا تفى بها عبارة ومات في سنة 873 ثلاث وسبعين وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/1)
السيد عبد الله ابن الإمام يحيى بن حمزة
السيد العلامة التقى عبد الله بن الإمام يحيى بن حمزة بن على الحسينى اليمنى أخذ عن والده الإمام وسكن مدينة حوث ثم انتقل إلى مدينة صنعاء قال الفقيه الشهير يوسف بن احمد اجاز لى السيد الأفضل عبد الله بن يحيى بن حمزة الانتصار بما معه من الاجازة من والده الإمام يحيى بن حمزة وكان صاحب الترجمة رجلا صالحا عالما فاضلا تقيا زكيا يشار إليه بالإمامة واستكمال شرائط الزعامة كثير الصلوات والدعوات والبكاء في دياجير الظلمات ومات بصنعاء في جمادى الأولى سنة 788 ثمان وثمانين وسبعمائة وقبره غربى مسجد الفليحي المعروف بصنعاء رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى عبد الهادى الشويطر الذمارى
القاضى العلامة التقى عبد الهادى بن حسين الشويطر الذمارى مولده سنة 1157 سبع وخمسين ومائة وألف وأخذ عن اخوته عبد القادر ومحسن ويحيى الشويطر وغيرهم وكان من العلماء الفضلاء درس بمدينة ذمار في شرح الأزهار والفرائض وغيرهما ومات سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/2)
القاضى عبد الله بن المهدى الحوالى
القاضى العلامة المحقق عبد الله بن المهدى بن إبراهيم بن محمد بن مسعود الحوالى اليمنى ترجمه القاضى احمد بن صالح أبي الرجال فقال في أثناء ذلك الفاضل المحقق الحافظ المدقق سيبوية زمانه وخليل العلوم في أوانه كان علما في العلوم أديبا لبيبا مطلعا على أفراد اللغة وعلم تراكيبها حافظا لأيام العرب في الجاهلية والإسلام واشتهر باللغة وبرز فيها واستدرك على المحققين من أهلها كصاحب الصحاح والقاموس وأضرابهما وكان بعض مشايخنا يسميه بالبحر وكان من لين العريكة وسهولة الناحية وعذوبة الحاشية بمحل يكاد تسيل لديه طباعه سيلانا ويتواجد للإلهيات ويهتز اللأدبيات ولم تطمح نفسه مع أهليته إلى شىء من المراتب ولقيته بوطنه الظهرين بحجة فرأيت فوق ماسمعت وله شعر في الذروة العليا وله القصيدة لطنانة التى طارت في الآفاق يمدح بها الإمام المؤيد بالله واخوته الثلاثة الحسنين وأحمد وكان يقول انها ليست من جيد شعره وهى طويلة مطلعها ( عن سعاد وحاجر حد ثانى *** ودعانى عن الملام دعانى ) ( وأذكرا برهة من الدهر مرت *** كنت أدعى بها صريع الغوانى ) ومات في سنة 1061 احدى وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى عبد الملك بن دعسين اليمنى
القاضى الكبير عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الحفيظ بن عبد الله بن دعسين الأموى القرشى اليمنى وبنو دعسين قبيلة باليمن أفردهم صاحب الترجمة بمؤلف سماه قرة العين لمعرفة بنى دعسين ومولد صاحب الترجمة في سنة 952 اثنتين وخمسين وتسعمائة وكانت له يد طولى في جميع العلوم كالحديث والتفسير والفقه والتصوف والأصلين والفرائض والحساب والنحو والصرف والعروض واللغة والمعانى والبيان والهيئة(3/3)
والفلك والشعر والتاريخ والأنساب وصنف في كثير من هذه العلوم فمن مصنفاته منحة الملك الوهاب بشرح ملحة الإعراب وشرح معارضة بانت سعاد وغيرهما وكان عاملا بالكتاب والسنة حافظا لكتاب الله مواظبا على تلاوته ناصرا لشرع الله قائما بما جرى عليه سلفه الصالح من الأوراد والأذكار وإكرام الوافدين وبذل الجاه وكان حسن الأخلاق عظيم التواضع سخى النفس ومات في بندر المخافى ربيع الأول سنة 1006 ست بعد الألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى عبد الهادى الزيلعى اليمنى
القاضى العلامة عبد الهادى بن المقبول بن عبد الأول بن أبى بكر بن عبد الأول بن عيسى بن عبد الغفار بن عبد الأول بن محمد بن عيسى بن احمد بن عمر الزيلعى صاحب اللحية من تهامة ولد ببندر جازان سنة 1030 ثلاثين وألف وأخذ عن الفقيه مقبول القرشى ومحمد بن الصديق الديباجى وإسماعيل بن محمد المحلوى ورحل إلى الحجاز فأخذ عن جماعة من الأعلام ثم رجع إلى اليمن وقدم اللحية ثم رجع إلى جازان وشيوخه بالسماع والإجازة كثيرون منهم الحسين المهلا وأحمد بن أبى بكر الكنانى الشافعى وأحمد بن صديق الحشيبرى ومن شعره يرثى السيد العلامة يحيى بن احمد الشرفى بقوله ( أفل البدر من سماء السعود *** واختفى النور عن سناه السعيد ) ( وغدا الدهر لابسا ثوب حزن *** آسفا منذ غاب عين الوجود ) ( لا رعى الله لليالى ذماما *** إذ دهتنا بكل حتف شديد ) ( حين وافت عين الخطوب بخطب *** ومصاب مشيب للوليد )
ومات ببندر جازان في سلخ ذى القعدة سنة 1098 ثمان وتسعين وألف رحمه الله تعالى(3/4)
القاضى عبد الواحد الأنصارى حاكم القنفذة
القاضى العلامة عبد الواحد بن أبى بكر الأنصارى الشافعى قاضى القنفذة أخذ عن الشيخ على بن الجمال وعبد الله بن سعيد باقشير وعيسى ابن محمد الجعفرى وجاور بالحرمين سنين وأجازه شيوخه وكان رئيس القنفذة وما والاها من ارض الحجاز لا تصدر أمورها الا عن رأيه ولم يزل كذلك حتى سعى بعض حسدته بسبب سعيه في صلح بين الأشراف بنى عبد الله إلى الشريف سعيد بن زيد ورماه بأمور أوجبت أن أمر الشريف بقبضه ونهب داره وجميع أثاثه ثم قيد بالقيود وأتى به إليه فأراد قتله بعد الذى جرى عليه من حلق لحيته فشفع فيه بعض الأعيان فعفا عنه واختار الإقامة بعد ذلك بنجد الحجاز وكان يتردد إلى بلده القنفذة لزيارة من بها من أحبابه وكان بمكان مكين من العلم غاية في الذكاء والفهم حسن التقرير والتحرير وله مؤلفات منها نظم المنهج وشرح على الرحبية في الفرائض ومنظومة في أصول الدين وشرح عقيدة الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم ملك اليمن وغير ذلك ومات في جمادى الأولى سنة 1089 تسع وثمانين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/5)
الفقيه عبد الوهاب سداد
الفقيه الأديب الأريب الطبيب عبد الوهاب بن محمد سداد الصنعانى أخذ عن السيد محمد بن إسماعيل الأمير وغيره وكان أوحد أهل زمانه لطفا ومطارحة مع رصانة وأمانة وكاتب السيد يحيى بن الحسن بن اسحاق وغيره من أكابر العلماء والبلغاء بصنعاء وكوكبان فمن شعره ما كتبه إلى السيد محمد الأمير من قصيدة أولها ( ماللهوى صار دون الناس بى لهجا *** أروم صبرا فينشى في الحشا وهجا ) ومات في سنة 1200 مائتين وألف رحمه الله
الشيخ عبد الوهاب بن سعيد الحوالى
الشيخ العلامة عبد الوهاب بن سعيد بن عبد الله بن مسعود الحوالى الحميرى وكان يسمى بالصنعانى نسبة إلى أمه وكان عالما مجتهدا متعلقا بالسياحة دمث الأخلاق كريم السجايا وله مكارم وآداب وكان يأتى إلى ذيبين أيام الخريف فيجتمع به الفضلاء وكان جميل الثياب حسن الهيئة ويقال انه كان يعرف السمياء ولما اعتقل بحصن كوكبان ظهر هذا منه فإنه كان يخرج من السجن ويغيب اليوم واليومين ثم يرجع ويفارقهم من محل وعر لا يمكن النفوذ منه وله صناعة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتوفى بالظهرين هجرتهم المعروفة في بلاد حجة في رجب سنة 1018 ثمان عشرة وألف رحمه الله ورثاه السيد العلامة على بن صلاح العبالى بأبيات أولها ( عين جودى بدمعك الهتان *** وانذنى ماجدا عظيم الشأن ) ( فاضل طلق الدنا وتخلى *** عالم عامل بكل مكان ) ( لم يدع بغية من الفضل إلا *** نالها بالسباق طلق العنان ) ( ياله من مبرز في علوم *** ماحواه سواها من انساب )(3/6)
الشيخ عثمان الزيلعى التهامى
الشيخ العالم عثمان بن إبراهيم بن عمر بن أحمد بن أبى بكر بن محمد ابن عيسى بن احمد بن عمر الزيلعى صاحب اللحية ولد بجزيرة عيسى من أعمال اللحية وكان عمار زمانه وسلمان أوانه صبيح الوجه حسن الخلق رقيق الخلق أفنى كهولته وشيوخته في طاعة خالقه وكان امام الشريعة والطريقة يفزع إليه الناس ويعظمونه لمكانته في العلم والولاية وكان سمحا في المأكل والمشرب والملبس ورعا تقيا محافظا على الطاعات ملازما للجماعات ومات في نيف وثلاثين بعد الألف من الهجرة
السيد عثمان بن على الوزير اليمنى
السيد العلامة الفهامة عثمان بن على بن محمد بن عبد الإله بن احمد بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم الوزير الحسنى اليمنى مولده سنة 1052 اثنتين وخمسين وألف وأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والفقيه على بن جابر الشارح والسيد الحسين بن محمد التهامى والقاضى أبى بكر بن يوسف عقبة والقاضى على بن جابر الهبل والقاضى احمد بن جابر العيزرى وغيرهم وكان سيدا تقيا ورعا ألمعيا اما مافي الفروع حاكما مفتيا متين الديانة والعبادة له الأخلاق الرضية تولى القضاء بجهات السر من بلاد بنى حشيش وفي بنى الحارث وكان يتردد إلى صنعاء وله شرح لطيف على قصيدة الإمام شرف الدين القصص الحق سماه انتهاز الفرص بشرح القصص وسكن في آخر أيامه مدينة صنعاء وأخذ عنه صنوه السيد العلامة البارع عبد الله بن على الوزير وغيره ومات صاحب الترجمة بصنعاء في جمادى الأولى سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/7)
السيد عز الدين دريب اليمنى
السيد العلامة عز الدين بن دريب بن المطهر بن دريب بن عيسى بن دريب بن احمد بن محمد بن مهنا بن سرور بن وهاس بن سلطان بن منيف ابن يحيى بن ادريس بن يحيى بن على بن بركات بن فليته بن حسين بن يوسف بن نعمة بن على بن داود بن سليمان بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب اليمنى أخذ بمدينة صعدة عن سعيد بن صلاح الهبل والسيد احمد بن محمد لقمان وأخذ عن السيد احمد الشرفي والإمام المؤيد بالله وغيرهم واختص بالسيد احمد لقمان كل الاختصاص وسكن المترجم له بمدينة الطويلة مفرح جهات كوكبان شبام وتولى أمورها وتمول وكان المرجع لأهل تلك البلاد في القضاء والفتيا والسياسة والولاية وكان سيدا سريا علامة نسابة ألمعيا نافذ الكلمة رحب الغنى وبنى بالطويلة جامعا عظيما وله كتاب يجرى مجرى الشرح للثلاثين مسئلة في أصول الدين وله فتاوى وجوابات واسعة وحواش على هداية ابن الوزير وبعض البحر الزخار والإيضاح في أصول الدين وكان من أمراء الجيش النافذ مع سيف الإسلام احمد بن الحسن بن القاسم لفتح بلاد حضرموت ومات في سنة 1075 خمس وسبعين وألف ودفن بقرب الجامع الذى عمره بمدينة الطويلة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/8)
السيد عز الدين النعمى التهامى
السيد العلامة التقى عز الدين بن على بن الحسن بن محمد بن الحسن ابن عبد الرحمن بن يحيى بن محمد بن عيسى النعمى الحسنى اليمنى ولد سنة 1032 اثنتين وثلاثين وألف ورحل إلى مدينة صعدة فأخذ عن علمائها ثم رحل إلى مدينة صنعاء فأخذ عن القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وعن محمد بن إبراهيم السحولى وغيرهما وعكف في محاريب الفنون كلها لا سيما الأدبية وطار صيته في الآفاق واشتهر فضله وعلمه وكان قاضى الحج اليمانى من قبل الإمام المتوكل على الله إسماعيل من سنة 1067 سبع وستين وألف إلى سنة اثنتين وثمانين فعرض له عمى فعزل وكانت له جائزة عظيمة على القضاء المذكور فكتب إلى الإمام بعد أن ضعف بصره يستعطفه ويطلب منه أن يجري عليه ما كان له من الجائزة قصيدة مطلعها ( اليك يدا ذا العرش من متظلم *** رمته قسى البين من غير ظالم ) ومنها ( فعطفا أمير المؤمنين ومنة *** على العبد من تغيير وصل ملازما ) ( فإنى أرى العادات منك كريمة *** وأكرمها عادات أهل المواسم ) ( لهم كل عام منك سيب إلى المنى *** بمحكم ديوان جزيل المغانى ) ( وقد كان لي فيها عطاء مخلد *** برسم كريم رازق غير حارم ) ( فإن يكن الأمر الذى أصبحت به *** عيونى في قلبى محا اسمي وخاتمى ) يشير بهذا البيت إلى قول ابن عباس رضى الله عنه أن يأخذ الله من عينى نورهما الخ عز الدين بن على العبالى السيد العلامة عز الدين بن على بن صلاح بن محمد العبالى الحسنى اليمنى أخذ عن المولى الحسين ابن الإمام القاسم وغيره وكان عالما جليلا شهيرا نحويا لغويا أصوليا متضلعا في العلوم متفننا جامعا للفضائل الشريفة
المنيفة معتدل العقيدة مائل إلى كلام أهل السنة عارفا بحق الصحابة وسكن مدينة صنعاء وأخذ عنه الحسين بن محمد المغربي وأحمد بن صالح بن أبي الرجال وغيرهما ومات بصنعاء في شوال سنة1088 ثمان وثمانيين وألف رحمة الله تعالى(3/9)
عز الدين بن محمد بن عز الدين المؤيدي
السيد العلامة عزالدين بن محمد بن عزالدين بن صلاح بن الحسن ابن الامام عز الدين بن المؤيدي الحسنى أخذ عن والده مؤلف الحاشية المشهورة على كافية ابن الحاجب وغيره وكان سيدا جليلا عالما مفتيا ينوب في القضاء والفتيا عن ولاة الاتراك بمدينة صعدة ثم أخرجه الأتراك قسرا من صعدة وحبسوه مدة بصنعاء ثم افرجوا عنه وسكن صنعاء ومات بها وهو من أهل القرن الحادي عشر رحمه الله تعالى آمين 274القاضي العفيف الصراري القاضي العلامة العفيف بن الحسن بن العفيف المدحجي الصراري سمع الجامع الكافي وهو في ست مجلدات على الفقيه أبي القاسم بن محمد في سنة 754 أربع وخمسين وسبعمائة برباط الزيدية المعروف برباط ابن الحاجب بمكة وقال شيخه المذكور في أثناء اجازته له ما نصه أجزت للقاضي الصدر العالم شرف الدنيا والدين العفيف بن حسن جميع كتاب الجامع في فقه الكوفيين بعد أن قرأه على ثم انتزعه صاحب الترجمة واختصره في مؤلف سماه ( تحفة الاخوان وقرة الأعيان في مذاهب أئمة كوفان ) وكان مقيما بمكة علامة محققا محدثا نبيلا ومن
تلامذته السيد إبراهيم بن محمد وغيره رحمه الله تعالى(3/10)
السيد عقيل بن عبد الله باعلوى
السيد العالم عقيل بن عبد الله بن عقيل بن شيخ بن على بن عبد الله باعلوى الحسينى الحضرمى ولد بمدينة تريم وأخذ عن محمد بن على بن عبد الرحمن وعمه السيد محمد بن عقيل ثم رحل إلى المسجد الحرام وحج ورحل إلى الديار الهندية وجمع الكتب النفيسة ثم عاد إلى الحرمين ثم إلى وطنه بحضرموت ومات في سنة 1022 اثنتين وعشرين وألف رحمه الله تعالى
الشيخ عقيل بن عمر عمران
الشيخ العلامة عقيل بن عمر المشهور بعمران بن عبد الله بن على ابن عمر بن سالم ولد بقريقة مرباط من قرى ظفار الحبوطى وأخذ عن احمد ابن محمد الهادى وزين العابدين بن العيدروس وعبد الرحمن السقاف العيدروس وغيرهم ورحل إلى تريم واليمن ثم إلى الحرمين ثم عاد إلى تريم ثم إلى وطنه ظفار وأخذ عنه جماعة وله مؤلفات منها العقيدة وغيرها وله نظم بديع الأسلوب ومات في محرم سنة 1062 اثنتين وستين وألف
السيد علوى بن حسين العيدروس
السيد العلامة علوى بن حسين بن محمد بن احمد بن حسين بن عبد الله العيدروس ولد بمدينة تريم في سنة 1000 ألف هجرية وأخذ عن عبد الرحمن بن علوى بافقيه وأحمد بن عمر عبديد وغيرهما ورحل إلى الحرمين وأخذ بهما وكان ملازما للشريعة والطريقة كثير التحرى في الدين وكان كلامه مشتملا على العبارات الفصيحة والنكت البديعة ومات بمكة في سنة 1055 خمس وخمسين وألف رحمه الله تعالى(3/11)
السيد علوى بن عبد الله العيدروس
السيد التقى علوى بن عبد الله بن احمد بن حسين بن عبد الله العيدروس ولد بمدينة تريم وأخذ عن السيد علوى بن محمد بافرج والسيد عبد الله بن سالم والشيخ زين بن حسين وغيرهم واجتهد في العبادات ولازم السنة النبوية وجمع بين العلم والعمل وكان يحب العزلة والانقطاع وتصدر للانتفاع فسار ذكره وانتفع به خلائق لا يحصون ومات في سنة 1055 خمس وخمسين وألف رحمه الله تعالى
السيد علوى بن عقيل السقاف
السيد العلامة علوى بن عقيل بن احمد بن أبى بكر بن عبد الرحمن السقاف ولد بتريم في سنة 958 ثمان وخمسين وتسعمائة وارتحل إلى اليمن والحرمين وتعاطى أول أمره التجارة وصحب جماعة من أكابر العارفين ثم أقام بمكة واستوطنها وترك التجارة وأقبل عليه الناس بالاعتقاد واختلفت إليه أكابر مكة وأعيانها ومات بمكة في محرم سنة 1048 ثمان وأربعين وألف واجتمع الخلائق للصلاة عليه بالمسجد الحرام وحضر الصلاة عليه شريف مكة الشريف زيد بن محسن رحمه الله تعالى(3/12)
السيد علوى بن عمر جمل الليل
السيد العلامة علوى بن عمر بن عقيل بن محمد بن احمد بن عبد الله ابن محمد جمل الليل مولده في قرية روعة من جهات حضرموت وأخذ عن جماعة ودخل الهند ثم عاد إلى وطنه ومشى على طريقة أسلافه وكتب بخطه الحسن عدة من الكتب العربية والأدبية وله رسائل مشتملة على عبارات فصيحة ومات في سنة 1054 أربع وخمسين وألف رحمه الله تعالى
السيد علوى بن محمد الجفرى
السيد العالم علوى بن محمد بن أبى بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن علوى بن أبى بكر الجفرى الحسينى ولد بمدينة قسم من البلاد الحضرمية وجاب البلاد وسار إلى الجبال والسواحل وإلى اليمن ومصر والهند وكان كثير الأسفار للحج وكان غاية في الجود والكرم وصلة الرحم وحب الفقراء والإحسان إليهم ومحبة العلم والعلماء صبورا على السعى في قضاء حوائج المسلمين مقبول الشفاعة مسموع الكلمة صافى الفؤاد حسن الاعتقاد ومات بتريم في سنة 1061 احدى وستين وألف رحمه الله تعالى
السيد على بن إبراهيم الحيدانى
السيد العلامة على بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله ابن إبراهيم بن صلاح بن المهدى بن الهادى بن على بن محمد بن الحسن بن يحيى بن على بن الحسن بن عبد الله بن عيسى بن إسماعيل بن عبد الله بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على ابن أبى طالب اليمنى المعروف بالحيدانى نسبة إلى مدينة حيدان بجهات صعدة أخذ عن على بن قاسم السنحانى وإبراهيم بن مسعود صاحب الظهرين والإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهم وكان سيدا هماما ذا عزيمة ونية صادقة وكان أحد الأعيان الأمراء في جهاد الأتراك وكان محققا في الفقه وتولى ذيبين وبلادها نحوا من ثلاثين سنة ومازال في مواظبة على أعمال الطاعات حتى كبر وهرم وحصل معه بعض تغير فإنه عمر كثيرا ومات في سنة 1071 احدى وسبعين وألف رحمه الله تعالى(3/13)
الفقيه على بن إبراهيم عطية النجرانى
الفقيه العلامة المحقق على بن إبراهيم بن عطية النجرانى اخذ عن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة وعن العلامة حسين بن محمد بن على بن أحمد يعيش وولده محمد بن حسين وغيرهم وكان من أكابر علماء صعدة وعنه أخذ الفقيه يوسف بن احمد وأحمد بن على مرغم وغيرها وكان على قيد الحياة في سنة 801 احدى وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد على بن إبراهيم العالم الشرفي
السيد العلامة المحتسب على بن إبراهيم بن على بن المهدى بن صلاح ابن على بن احمد بن محمد بن جعفر بن حسين بن فليته الحسنى الملقب بالعالم الشرفى مولده في صفر سنة 930 ثلاثين وتسعمائة وهاجر إلى صنعاء وأخذ عن محمد بن عبد الله راوع وغيره وكان أحد السادة المعروفين بالفضل الموسومين بالخير ولما مات المطهر ابن الإمام شرف الدين في سنة 980 ثمانين وتسعمائة وصل إلى صاحب الترجمة وإلى السيد على بن إبراهيم العابد الآتى ذكره جماعة من قبائل الشرف فقاما بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر اتم قيام حتى قام الإمام الحسن بن على بن داود فعاضده صاحب الترجمة وناصره وتولى كثيرا من أعماله ثم كان من أعوان الإمام القاسم بن محمد وكان كثير التلاوة والعبادة ومات بهجرة الجاهلى من بلاد الشرف في ربيع الآخر سنة 1006 ست وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/14)
السيد على بن إبراهيم العابد الشرفى
السيد العلامة المحتسب على بن إبراهيم العابد بن على بن محمد بن صلاح بن احمد بن محمد بن القاسم بن يحيى ابن الأمير داود المترجم ابن يحيى ابن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن على بن محمد بن يحيى بن القاسم الجرازى بن محمد بن القاسم الرسى الحسنى غلب على صاحب الترجمة اسم العابد لكثرة عبادته ورحل لطلب العلم إلى مدينة بيت الفقيه ابن عجيل من تهامة وغيرهما وهو صاحب الكرامات والمقامات السامية في العبادة والزهد وكان يدخل إلى الأسواق التى هى مجتمع الناس لا لحاجة دنيوية بل ليصلى في كل مسجد على طريقة ويدعو بالمأثور في الأسواق وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير واستمر في آخر عمره على تدريس العلم بهجرة كحلان حتى مات في سنة 983 ثلاث وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى على بن إبراهيم المجاهد الأبى
القاضى العلامة على بن إبراهيم بن على بن إبراهيم بن يحيى بن احمد المجاهد أخذ بمدينة صعدة وبمدينة صنعاء ومن مشايخه إبراهيم خالد العلفى وغيره وكان عالما مشاركا وله مكانة عظيمة عند السيد الوزير احمد بن عبد الرحمن الشامى وكان من حكام الديوان بمدينة صنعاء ثم تولى القضاء في بلاد ذى السقار من اليمن الأسفل وبقى فيها نحو أربعة عشر سنة ثم تولى القضاء بمدينة آب وجيلة ومات في آب سنة 1177 سبع وسبعين
ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/15)
السيد على بن إبراهيم جحاف
السيد العلامة على بن إبراهيم بن على بن إبراهيم بن المهدى بن احمد ابن يحيى بن القاسم بن يحيى بن عليان جحاف الحسنى اليمنى مولده في سنة 991 احدى وتسعين وتسعمائة تقريبا وكان سيدا عارفا عادلا ورعا له اخلاق رضية وشمائل مرضية وتولى الجعفرية وما إليها من بلاد ريمة أصاب نحو ثلاث وثلاثين سنة وهو على حالة واحدة مستقيمة على العدل والإحسان إلى السادة والفقراء ولم يذكر عند احد من أهل الفضل والصلاح إلا أثنى عليه ودعا له وهو والد السيد العالم النجيب زيد بن على جحاف حاكم المخا الشهير ووفاة صاحب الترجمة بكسمة من بلاد ريمة في رجب سنة 1071 احدى وسبعين وألف وقبر بجنب مسجده الذى عمره هنالك رحمه الله تعالى
الشيخ على بن أبى بكر الزيلعى التهامى
الشيخ العلامة على بن أبي بكر بن المقبول الزيلعى التهامى ولد باللحية في سنة 1024 أربع وعشرين وألف وأخذ عن أبيه وعن مقبول بن احمد المحجب وغيره ورحل الىالحرمين ثم إلى صعيد مصر ومكث نحو ثلاثين سنة ثم رجع إلى الحرمين ومكث بهما مدة ثم توجه في سنة 1094 أربع وتسعين وألف إلى اليمن ورجع في ذلك العام ومات بمكة في ذى القعدة سنة 1095 خمس وتسعين وألف رحمه الله تعالى(3/16)
القاضى على بن احمد بن إبراهيم أبى الرجال
القاضى العلامة على بن احمد بن إبراهيم بن أبى الرجال أخذ عن عبد القادر التهامى في وادى عاشر من بلاد خولان وعن العلامة الشكايذى بمدينة ذمار وعن على بن قاسم السنحانى الصنعانى وغيرهم وكان فقيها عالما بالفروع الفقهية ويقال انه حفظ شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار غيبا وكان يقرأ في أثناء مجاهدة الأتراك على السيد على بن صلاح العبالى في الأصول وصاحب الترجمة من أول من سارع من الأكابر إلى الجهات مع الإمام القاسم وله وقعات عديدة وتولى آخر أمره القضاء بجهة وصاب وتوفى بالدث منه في سنة 1051 احدى وخمسين وألف رحمه الله تعالى
السيد على بن أحمد بن عبد القادر الكوكبانى
السيد العلامة على بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر الحسنى الكوكبانى أخذ عن علماء عصره وكان عالما محققا في جميع العلوم منعزلا عن الناس لا يخالط الا القليل منهم ويصلى في المساجد التى لا يعرفه فيها أحد واستقدمه المتوكل القاسم بن الحسين إلى صنعاء ورغبه في البقاء بها وقرر له المقررات الواسعة وأعطاه مركوبا من الخيل فكان لا يركبه الا بيوم الجمعة لشدة ميله إلى الخمول وكان له ولع شديد بشجرة القات فكان يتناول منه الكثير وقد ترجمه القاضى احمد قاطن وأثنى عليه كثيرا وكان خريجه وتلميذه قال وتخرجت عليه أخته من الرضاعة الشريفة ميمونة بنت احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل وكان له عناية تامة بتحقيقات العلوم وتخريج الطالب مع التمسك بالسنة النبوية وحث الطلبة على قراءة الفقه لمعرفة أقاويل الناس والأدلة وتسهيل الاجتهاد والاستنباط ومات في محرم سنة 1140 أربعين ومائة وألف وبين وفاته ووفاة صنوه السيد الإمام عبد القادر بن احمد بن عبد القادر سبع وستين سنة رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/17)
السيد على بن احمد ابن الإمام القاسم
المولى على بن احمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى مولده في سنة 1040 اربعين وألف وأخذ عن علماء عصره حتى جمع الفضائل العميمة والمناقب الجليلة والخصال الكريمة وجمع بين العلم والرياسة والشجاعة والبراعة والفراسة والفضل والأدب والنفاسة وتحقيق العلوم أصولها وفروعها وآلاتها وله شرح على البحر الزخار ومباحث جليلة ومسائل ورسائل وجوابات شافيه ولما مات والده في سنة 1066 ست وستين وألف أقامه المتوكل على الله إسماعيل مقام أبيه فتولى صعدة وبلادها وساسها وضبطها مع كمال واقدام وثبات ومهابة في الصدور وجلالة في النفوس وكان يصل من صعدة لزيارة عمه الإمام المتوكل فيجله ويعظمه كثيرا ولم يزل على هذا الحال الجميل حتى رفع جماعة آل المتوكل عنه مخالفته لإرادته فرفع المتوكل يده عن بعض الأعمال ثم عزله بولده الحسن بن المتوكل ولم يبق له في صعدة أمر ولا نهي فحالف القبائل وكانوا يحبونه ونبذ طاعة عمه المتوكل ودعا إلى الرضا وخرجت أكثر القبائل عن طاعة الحسن بن المتوكل ولم يبق للمتوكل الا السكة في جهة صعدة وبعد وفاة المتوكل تابع صاحب الترجمة الإمام المهدى احمد ابن الحسن بن القاسم وتابعه ولما مات المهدى دعا صاحب الترجمة إلى نفسه دعوة ثانية ثم بايع الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل واستمر متوليا على بلاد صعدة وبايع بعد ذلك المهدى صاحب المواهب ثم لم يرض سيرته واعترضه في أشياء ودعا إلى نفسه وتلقب بالداعى وخطب له بجهة
صعدة وضربت السكة باسمه وخرج في جموع كثيرة لمحاصرة صنعاء وواجهت إليه جميع البلاد وفرق الولاة على البلاد ثم جهز عليه المهدى صاحب المواهب الجنود الكثيرة واستمال بعض من مال إلى صاحب الترجمة بالأموال فتفرقوا عنه فرجع إلى صعدة فتبعه أولاد المهدى صاحب المواهب إليها فخرج عنها وجرت حروب آلت إلى رجوع صاحب الترجمة إلى صعدة واستمراره على ولايتها وبلادها حتى مات في جمادى الأولى سنة 1121 احدى وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/18)
القاضى الشهير على بن احمد السماوى
القاضى العلامة جمال المتقين على بن احمد بن على السماوى اليمنى مولده في سنة 1031 إحدى وثلاثين وألف ونشأ بمدينة ذمار وأخذ عن السيد احمد بن على الشامى والسيد احمد بن محمد الحوثى والقاضى عبد الواسع العلفى والقاضى عبد الرحمن الحيمى والقاضى محمد بن صلاح الفلكى وبرع في الفقه والنحو والصرف والأصولين والمساحة وشارك في علم المنطق ورسخ في المعارف وكان في غاية من الزهد والورع مواظبا على الطاعات حليفا للمساجد في جميع الأوقات وكان يصلى الفجر ويقعد للذكر بمصلاه إلى طلوع الشمس ثم يدرس في العلوم ثم يدخل إلى بيته ليتناول الميسور من الطعام من الشعير أو نحوه ويرجع إلى مسجده للتدريس والقضاء بين المسلمين إلى آخر النهار وتخرج به جماعة من العلماء الأعلام كالسيد الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم والقاضى اسحق العبدى وغيرهما ووفد إلى مدينة ذمار لملاقاة المتوكل على الله إسماعيل في سنة 1079 تسع وسبعين وألف فعظمه المتوكل غاية التعظيم وطلب منه المعاونة في القضاء(3/19)
وولاه ولاية عامة فلم يقبله الا بعد الزامه الحجة ومراجعات كثيرة وباشره مباشرة حسنة وظهر من كماله وحسن تدبيره ما سار به الركبان وطار صيته في عموم البلدان وكان مهاب الجانب وكان إذا وجب الحبس على شخص أمره بالذهاب إليه فلا يتخلف عنه ولم يزل على ذلك حتى عذره المهدى صاحب المواهب في سنة 1104 أربع ومائة وألف لأسباب يطول شرحها فلازم العبادة والتدريس والفتيا ومات في يوم عيد الفطر سنة 1117 سبع عشرة ومائة وألف بمدينة رداع وكان يوم موته يوما مشهودا حضره من أهل الذمة فوق الألف يصرخون ويثيرون التراب على رؤسهم وتواتر أنه سمع في مدينة النبي - صلى الله عليه وسلم - هاتف يقول رحم الله القاضى السماوى مات في هذا اليوم فصلوا عليه في ذلك اليوم بالمدينة ومكة والمخا وزبيد وعدن وحضرموت وقبر في مقبرة العابد برداع ولم يمرض مرضا يتعذر معه القيام والقعود والدخول والخروج وقبضت روحه وهو في السجدة الثانية من الركعة الثانية من صلاة المغرب رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/20)
الفقيه على بن احمد الشظبى
الفقيه العلامة المحدث على بن احمد بن مكابر الشظبى اليمنى أخذ عن الفقيه على بن زيد الشظبى واستجاز منه في سنة 904 أربع وتسعمائة وسكن وادى مسور من خولان العالية وعنه أخذ الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين واستجاز منه قال الإمام شرف الدين صح لى سماع كتاب الأحكام على الفقيه الماجد الفاضل العالم القدوة الحلاحل مفتى العصابة الزيدية وبقية الشيعة المحمدية وإنسان عين الفقهاء المبرزين جمال الدين على بن احمد وأجاز لنا جميع ما تضمنه من الأدلة والأحاديث انتهى وكان صاحب الترجمة عالما كبيرا محققا شهيرا له تصانيف منها شرح على العمدة ومات في ربيع الآخر سنة 907 وفيل سنة 909 تسع وتسعمائة وقبره بجربة الروض بصنعاء رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد على بن احمد بن على بن المهدى
السيد العلامة على بن احمد بن على بن الحسين بن المهدى احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى أخذ عن القاضى احمد بن صالح ابن أبى الرجال والسيد اسحق بن يوسف بن المتوكل والقاضى على بن احمد بن ناصر الشجنى وغيرهم وكان عالما محققا للنحو والفقه والحديث وتصدر للتدريس بجامع مدينة ذمار وكان مرجوعا إليه في فصل الشجارات وتولى وقف ذمار ولم يزل فيه حتى مات في رجب سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن إسماعيل بن محمد بن الحسن بن القاسم السيد العلامة الأديب على بن إسماعيل بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى كان سيدا سريا هماما المعيا أديبا أريبا حسن الفروسية جيد الذكاء عارفا بالحساب وغيره ومن شعره في غلام رآه ببندر اللحية فقال وأحسن في التورية ( غزال كالغزالة فاق حسنا *** على قد كغصن البان لينا ) ( تبدى باللحية منه وجها *** ولم يك جاوز العشر السنينا ) ومن شعره قوله ( قد كان طرفى قدما *** وهو المجلى المقدم )
( يفوت كل جواد *** واليوم صلى وسلم ) ومات في مدينة بيت الفقيه بتهامة سنة 1111 احدى عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/21)
القاضى على بن إسماعيل المغربى الصنعانى
القاضى العلامة الناسك العابد الزاهد التقى على بن إسماعيل المغربى الصنعانى أخذ عن القاضى احمد بن صالح بن أبى الرجال وأحمد بن حسين الهبل وغيرهما من الأعلام وزهد في القضاء وقد طلب إليه ولما مات الفقيه اسمعيل بن حسن النهمى أسند إليه وصيته فاجتهد في التحلل عن أخذ شىء منها وعرضت عليه المخلفات وقرب بين يديه شىء من الحلويات فما تناول منه شيئا وكان محبوبا إلى الناس يحنو على الكبير ويرحم الصغير لا يمر بصبي الا حدثه عن حاله وما يصنع وكان له صبر على مجالسة الفقراء يدعوهم إليه ويطعمهم من زاده ويرغب في محادثتهم وتهوين أمر الدنيا عليهم ومات في شعبان سنة 1200 مائتين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه على بن جابر الشارح
الفقيه على بن جابر الشارح أخذ عن عبد الهادى الحسوسة والسيد محمد بن عز الدين المفتى وغيرهما وكان عالما مبرزا في الفقه مرجوعا إليه في مشكلاته وتبيين معضلاته وتقرير قواعده وتقييد شوارده وكان يدرس بمسجد الجديد المعروف بمدينة صنعاء وعنه أخذ الحسين بن محمد المغربى وصنوه الحسن بن محمد والسيد صالح السراجي والسيد عثمان الوزير والسيد الحسن بن لطف الله الزبارى وغيرهم ومات في سنة 1068 ثمان وستين وألف كما في طبق الحلوى رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/22)
الشيخ على بن الحسن الخزرجى الزبيدى
الشيخ العلامة الحافظ المؤرخ على بن الحسن بن على بن وهاس الخزرجى موفق الدين الزبيدى اشتغل بالأدب ولهج بالتاريخ فمهر فيه وجمع لبلده تاريخا كبيرا وآخر على الحروف وآخر في الملوك وكان ناظما ناثرا قال الحافظ ابن حجر في انباء الغمر بأبناء العمر اجتمعت به في زبيد وكتب إلى مدحا ومات في أواخر سنة 812 اثنتى عشرة وثمانمائة وقد جاوز السبعين انتهى السيد على بن حسن الديلمى الذمارى
السيد العلامة التقى على بن الحسن الديلمى الذمارى الحسنى أخذ عن القاضى حسين بن على المجاهد والقاضى حسين بن احمد الخولانى وغيرهما وكان عالما محققا مبرزا بقية العلماء بمدينة ذمار وأخذ عنه الحسين بن أحمد السياغي الحيمى وغيره ومات بمدينة ذمار في سنة 1130 ثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد على بن الحسن الغربانى
السيد العلامة على بن الحسن بن صالح بن عبد الله الغربانى أخذ عن القاضى أحمد بن سعد الدين المسوري وعلى بن محمد سلامة وغيرهما وكان عالما نبيلا طودا شامخا فضيلا متحل بصفات الكمال أخذ عنه جماعة من العلماء والأعلام وأقام بقرية الهجر من بلاد الأهنوم ودرس هنالك حتى مات في ربيع الأول سنة 1086 ست وثمانين وألف وقبره جنوبى الجامع وجواره قبر القاضى حفظ الله بن سهيل رحمهما الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/23)
السيد على بن حسن النعمى
السيد العلامة التقى على بن الحسن بن محمد بن الحسن بن عبد الرحمن ابن يحيى بن محمد بن عيسى النعمى الحسنى اليمنى مولده في سنة 984 أربع وثمانين وتسعمائة وأخذ عن علماء عصره وكان عالما فاضلا شاعرا ولى القضاء بجهة صبيا من تهامة وفاق أقرانه بالتحقيق وله مؤلفات عديدة ورسائل شهيرة ورزق الحظوة في البنين حتى أعقب اثنى عشر ولدا ذكرا كلهم أدباء علماء شعراء وكان صاحب الترجمة يأتى على أكثر الكشاف غيبا وانتفع به أهل المخلاف السليمانى وتولى القضاء للمؤيد بالله محمد بن القاسم ولأخيه المتوكل على الله إسماعيل بمدينة صبيا وأعمالها حتى مات ومن نظمه في مدح شرح الأزهار في فقه الأئمة الأطهار قوله ( درسة الشرح نزهة للنفوس *** وبها مرهم لداء وبؤس ) ( وهى اشهى لألفها من سلاف *** قد أديرت على ندامى الكؤس ) ( ولها صورة بمنظر قلبى *** هى أبهى من صورة الطاووس ) إلى آخرها ومات صاحب الترجمة في ذى الحجة سنة 1067 سبع وستين وألف(3/24)
السيد على بن حسن بن عقيل النعمي
السيد العالم على بن حسن بن عقيل النعمى كان سيدا نبيلا عالما فضيلا تولى القضاء في بلدة العشيرة من المخلاف السليمانى ومات عند رجوعه من مكة بعد الحج في حمصة محط الحاج اليمانى بالقرب من وادى عتود في أوائل المحرم سنة 1075 خمس وسبعين وألف وكان والده على قيد الحياة فلما وصله الخبر بموته انفطر قلبه حزنا عليه لأنه لم يكن له من الأولاد سواه فمات بعده بعشرين يوما بالدهناء ودفن بالهجرة ورثاهما السيد محمد بن على النعمى بقوله ( صدم الدهر طود مجد أثيل *** ووهى الدين بالمصاب الجليل ) ( ونجوم الهوى هوت واغيضت *** أبحر الجود بعد نجلى عقيل ) ( قمرى أفقها وطودى علاها *** وعمودا نوالها المأمول ) ( جبلى أمنها إذا ناب خطب *** نخوة الملتجى وكهف النزيل )
السيد على بن الحسين الشامى اليمنى
السيد العلامة المحقق الكبير على بن الحسين بن عز الدين بن الحسن ابن محمد بن صلاح بن الحسن بن جبريل اليمنى الشامى مولده في مسور خولان العالية في ربيع الأول سنة 1033 ثلاث وثلاثين وألف وأخذ بصنعاء عن السيد العلامة أحمد بن على الشامى في أكثر الفنون وأخذ عن القاضى محمد بن إبراهيم السحولى وغيره وتفرغ للعلم وكد في طلبه وتفرغ له حتى أحرز علوم الاجتهاد ونسخ بيده جملة من الكتب الفقهية والنحوية والبيانية من ذلك نسخة من كتاب البحر الزخار في خمسة أجزاء جمع فيها متن الكتاب والشرح والحديث على أسلوب بديع لم يسبقه إليه أحد وصنف في اصول الدين كتاب العدل والتوحيد على مذهب أهل البيت ثم رجع من صنعاء إلى وطنه بخولان العالية ومنه قام ودعا بعد موت الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل ثم لزم بيته مدة طائلة وبعدها عاد إلى صنعاء اليمن وتولى الأوقاف بها وكانت ترد إليه السؤالات ويرجع إليه في المشكلات ومات بها في 27 رمضان سنة 1120 عشرين
ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/25)
القاضى على بن حسين المسورى
القاضى العلامة البليغ على بن الحسين بن محمد بن على بن محمد بن غانم المسورى اليمنى نشأ بالشرف ورحل إلى صنعاء وأخذ عن علمائها وحقق في العلوم سيما علم المعقول وكان كثير العبادة حسن السمت محبوبا عند الناس وروى أنه قال الإمام القاسم بن محمد عليه السلام لو أن في الأرض ملائكة يمشون كان القاضى على بن الحسين منهم وكان حليف درس القرآن وله في الشعر باع طويل ومن شعره في كرسى مصحف قوله ( صبرت على شقى بنشر وان لى *** بيحيى نبى الله أسوة عارف ) ( فجوزي جنات النعيم بصبره *** وجوزيت عن شقى بحمل المصحف ) ( وصرت خليل الأتقياء ولم ازل *** على حالة يرضى بها كل عارف ) ومات بمدينة صبيا من المخلاف السليمانى عند عزمه للحج في ذى القعدة سنة 1034 أربع وثلاثين وألف رحمه الله
الفقيه على بن زيد بن الحسن الشظبي
الفقيه العلامة المحقق التقى على بن زيد بن الحسن الشظبى الصريمى الصنعانى أخذ عن القاضى يحيى بن احمد مظفر والسيد عبد الله بن يحيى بن المهدى والفقيه يوسف بن احمد عثمان وغيرهم وكان علامة كبيرا ومحققا شهيرا سكن صنعاء وأخذ عنه جماعة من أكابر علماء عصره وهو مؤلف التذكرة في الفروع وله شرح على التكملة وتعاليق وفوائد مفيدة وكف بصره في آخر عمره ومات بصنعاء في ربيع الآخر سنة 882 اثنتين وثمانين وثمانمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/26)
السيد على بن شمس الدين ابن الإمام أحمد بن يحيى
السيد العلامة شمس الدين وعلامة العترة النبوية على بن شمس الدين ابن الإمام المهدى لدين الله احمد بن يحيى بن المرتضى الحسنى كان عالما ورعا تقيا عابدا ناسكا له عند الناس حرمة عظيمة ومات في سنة 927 سبع وعشرين وتسعمائة بصنعاء ورثاه ابن بهران بقصيدة منها ( بر تقى نقى فاضل ورع *** جليسه الذكر والآيات والسور ) ( ما زال يحتقر الدنيا وزهرتها *** حتى تساوى لديه الدر والحجر ) ( لا فارقت رحمة الرحمن مضجعه *** ولا عداه ملث القطر منهمر )
السيد على بن صلاح الدين الكوكبانى
السيد العلامة الحفاظة الفهامة على بن صلاح الدين بن على بن صلاح الدين بن يحيى بن الحسين بن على ابن الإمام شرف الدين الحسنى الكوكبانى مولده سنة 1120 عشرين ومائة وألف تقريبا وأخذ بصنعاء عن السيد هاشم بن يحيى الشامى والفقيه إبراهيم خالد العلفى وغيرهما ثم سار إلى كوكبان واشتغل بعلم الحديث ورجاله فبلغ إلى مبلغ سامى به القدماء وصار حفاظة نحريرا مجتهدا أخباريا ضابطا ماهرا كبيرا وكان حسن المحاضرة صدوقا لا يمر الكذب على لسانه أصلا حاد الطبع جدا ومن مؤلفاته اتحاف الخاصة بتصحيح الخلاصة تعقب به خلاصة الخزرجى في رجال الحديث فجاء مصححا لها ومكملا وله منهج الكمال النفسى بمعرفة الكلام القدسى رتبه على حروف المعجم في مجلد ضخم(3/27)
ودرر الأصداف المنتقاة من سلك جواهر الاسعاف شرح شواهد البيضاوى والكشاف والمختصر المستفاد من تاريخ العماد في التاريخ إلى زمنه وأكمله جحاف ومات صاحب الترجمة في صنعاء سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد على بن عبد الله بن أمير الدين السيد العلامة على بن عبد الله بن أمير الدين بن عبد الله بن نهشل مولده تقريبا في سنة 1045 خمس وأربعين وألف وأخذ عن السيد عبد الله بن احمد الشرفي والإمام المتوكل على الله إسماعيل والسيد الحسين بن محمد الحوثي والسيد الحسين بن صلاح وغيرهم وكان عالما محققا فاضلا دينا سكن شهارة ودرس بها وعرف بالصلاح والفضل وكانت له يد قوية في الطب وضعف في آخر أمره فسكن في بيته حتى مات في محرم سنة 1120 عشرين ومائة وألف
السيد على بن عبد الله جحاف
السيد العلامة على بن عبد الله بن الحسين بن على بن إبراهيم بن المهدى جحاف أخذ عن السيد يحيى بن إبراهيم جحاف والسيد إسماعيل بن إبراهيم وعن والده السيد عبدالله بن الحسين والفقيه على بن عبد الله الأكوع وغيرهم وصاحب الترجمة هو العلامة المحقق الثبت الأصولى الفروعى بقية علماء أهل هذا البيت علما وعملا وصلاحا وفضلا له في العلوم اليد الطولى سيما في الأصولين امام المعقول والمنقول جوادا تقيا نقيا حاكما للشريعة بمدينة حبور وسكن في جبل عمر من بلاد حجة ثم انتقل إلى حصن الظفير ومات في ذى الحجة سنة 1135 خمس وثلاثين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/28)
الفقيه على بن عبد الله الفصلى الظليمى
الفقيه العلامة على بن عبد الله الفصلى الظليمى أخذ عن السيد إسماعيل بن إبراهيم جحاف وصنوه يحيى بن إبراهيم وعن الفقيه على بن عبد الله بن جابر التهامى وغيرهم وكان عالما صالحا عارفا فاضلا مجودا في الفروع والفرائض ودرس أكثر زمانه بمدينة حبور واستعمله في آخر زمانه القاسم بن المؤيد بن القاسم وكيلا له على امواله ومات في سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى على بن عبد الله التهامى الحبورى القاضى العلامة على بن عبد الله بن جابر التهامى الحبورى أخذ في سنة 1093 ثلاث وتسعين وألف عن الفقيه صالح بن قاسم المدايرى وعمر بن محمد الجبلى وعلى بن عبد الله الفصلى وعبد الله بن إسماعيل جحاف وغيرهم وكانت له معرفة جيدة في كل فن لاسيما الفقه والفرائض وسكن مدينة حبور وكان بقية العلماء الفضلاء وشيخ الطلبة النبلاء ثم ان الإمام المتوكل على الله نصبه للقضاء ببندر المخا فسار إلى هنالك ومات في المخا في رمضان سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/29)
السيد على ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
السيد الهمام المقام على ابن الإمام القاسم بن محمد بن على الحسنى مولده في رمضان سنة 994 أربع وتسعين وتسعمائة وكان سيدا نبيلا سريا جليلا عارفا مجاهدا مع والده له في حروب صعدة الأيام الشهيرة وكانت الأتراك تهابه وله معهم ملاحم عديدة وتوفى شهيدا في معركة
بينه وبين الأتراك في جبل الشقاء غربى مدينة صعدة في سنة 1032 اثنتين وعشرين وألف تقريبا رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه على بن عبد الله العمرى الصنعانى
الفقيه الأكمل الأنبل الأجل على بن عبد الله العمرى ثم الصنعانى قال الفقيه على بن محمد العابد في تهذيب الزيادة لتاريخ الأئمة السادة ما خلاصته كان بنظره وظائف كثيرة للإمام المهدى العباس منها عمائر الدولة وسياسة المدينة وعقاب المتمرد فيها وقمع السفهاء بها وطيافة كضائم الغيول المستخرجة جنوبى صنعاء وحقيقة القول فيه وخلاصته أنه رزق مبلغ الحذق في الدنيا فإن كان قد رزق الحذق المذكور للدنيا والآخرة فطوبى له ثم طوبى ونسأل الله الكريم أن يدخلنا في واسع رحمته وكان الإمام المهدى رحمه الله قد أمر بالقبض عليه في شهر ذى الحجة سنة 1182 اثنتين وثمانين ومائة وألف وقبض على داره وخيله وأودعه السجن وصادره على تسليم ما عينه من المال ثم مات في شهر شعبان سنة 1183 ثلاث وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين قلت وهو أول من انتقل من هجرة العمارية ببلاد الحدا وسكن صنعاء من أهل هذا البيت
القاضى على بن عبد الله المهلا
القاضى العلامة على بن عبد الله بن المهلا بن سعيد بن على النسائى الشرفي مولده بحصن كوكبان وأخذ بمدينة صعدة والشرف وصنعاء ومن مشايخه محمد بن عبد الله المهلا وعبد الحفيظ بن عبد الله المهلا وعلى بن محمد الجملولى والسيد محمد بن عز الدين المفتى والسيد عيسى بن لطف الله ابن المطهر وغيرهم وكان عالما بالفقه والنحو والمعانى والبيان والمنطق
والتاريخ ومن شعره قصيدة أولها ( لا تحسبوه عن هواكم سلا *** كلا ولا فارقكم عن قلى ) وهى جيدة كبيرة وقصيدة أولها ( هام وجدا ساكنى نعمان *** حسبه من أحبة ومكان ) ( جيرة خيموا فخيم قلبى *** واستقلوا فهام في الأظعان ) ( ألفتهم روحي فهانت عليهم *** قلما يسلم الهوى من هوان ) إلى آخرها ومات بصنعاء في سنة 1049 تسع وأربعين وألف رحمه الله(3/30)
السيد على بن عبد الله العيدروس
السيد العلامة على بن عبد الله بن احمد بن حسين بن عبد الله العيدروس الحسينى الحضرمى مولده بمدينة تريم وأخذ عن عبد الله بن عمر باغريب وعبد الرحمن بن علوى بافقيه وغيرهما واشتغل بعبادة مولاه وما ينفعه في آخرته ودنياه ونصب نفسه لنفع الأنام وانتشر صيته في البلدان وكان مأوى للغريب وملاذا للقريب والبعيد ومات في سنة 1078 ثمان وسبعين وألف رحمه الله تعالى
الشيخ على بن عبد الله الدوعنى الحضرمى
الشيخ العلامة على بن عبد الله باراس الدوعنى الحضرمى وأخذ عن الشريف عمر العطامى باعلوى وغيره وانفرد في اقليمه بالإرشاد وفتح الله عليه بفتوحات كثيرة وقصده الناس من نواح شتى وتخرج به خلق كثير وله مؤلفات شهيرة منها شرحان على الحكم العطائية كبير وصغير ومات في حضرموت في شهر ربيع الأول سنة 1054 أربع وخمسين وألف رحمه الله تعالى(3/31)
السيد على بن عمر بن على الحضرمى
السيد على بن عمر بن على بن محمد فقيه ابن عبد الرحمن ابن الشيخ على الحضرمى ولد في مدينة تريم وأخذ عن احمد بن حسين بافقيه وأبى بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين وأحمد بن عمر عبد يد وغيرهما حتى عد من فحول العلماء وبرع في عدة علوم وكان حسن المذاكرة كثير الفوائد كريما سخيا عفيفا ذكيا بصيرا بالأمور نظيف الثياب وجمع كتبا كثيرة ووقفها على طلبة العلم بتريم وتوفي قبل الاكتهال في شوال سنة 1038 ثمان وثلاثين وألف رحمه الله تعالى
السيد على بن عمر باعمر الحضرمى
السيد العلامة على بن عمر بن على بن عبد الله بن عمر بن سالم بن محمد بن عمر باعمر الحضرمى مولده بمدينة ظفار وأخذ عن الشيخ عقيل بن عمران ورحل إلى مكة فحج ثم سافر إلى الهند وبلاد جاوة ثم رجع إلى وطنه فعظم قدره وأزال مافيه من الفساد وجلس للتدريس فقصده الناس ثم رجع إلى مكة فأخذ عن جماعة وأخذ عنه جماعة ثم رجع إلى وطنه وقد صار فريد زمانه وكان حسن الأخلاق حليما وقورا ومات بظفار في سنة 1096 ست وتسعين وألف رحمه الله تعالى(3/32)
الشيخ على بن محمد الناشرى الزبيدى
الشيخ العلامة الشاعر الشهير على بن محمد بن إسماعيل بن أبى بكر ابن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن الناشرى موفق الدين الزبيدى الشاعر المشهور قال الحافظ ابن حجر في أنباء الغمر اشتغل بالأدب ففاق أقرانه ومدح الأفضل ثم الأشرف ثم الناصر وكانوا يقترحون عليه الأشعار في المهمات فيأتى بها على أحسن وجه وكانت طريقته حسنة الانسجام والسهولة دون معانى المعانى التى لهج بها المتأخرون حج في سنة 811 احدى عشرة وثمانمائة ورجع فمات في حرض في المحرم سنة 812 اثنتي عشرة وثمانمائة أو في بعده وقد جازو الستين رأيته بزبيد وسمعت من نظمه قليلا انتهى
الفقيه على بن محمد النجرى
الفقيه العلامة المحقق على بن محمد بن أبى القاسم بن على بن ناصر النجرى اليمنى وأخذ عن الإمام المهدى لدين الله احمد بن يحيى كتابه الأزهار في فقه الأئمة الأطهار وأجازه الإمام المهدى اجازة منها قوله اسمع علينا الفقيه الفاضل هذا الكتاب من أوله إلى آخره وقد أذنا له أن يروى لفظه كما سمعه در سلخ صفر سنة 822 اثنتين وعشرين وثمانمائة وكان صاحب الترجمة علامة متفننا محققا وله عناية تامة بعلم الإمام المهدى وكتبه في الفروع وهو صاحب الشرح المعروف بشرح النجرى على الأزهار رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الفقيه على بن محمد بن إبراهيم الجملولى الأهنومى الفقيه العلامة على بن محمد بن إبراهيم الجملومى الأهنومى أخذ عن على بن حسن بن عبد الله زيد وغيره وكان عالما كبيرا وحافظا شهيرا مجاهدا ورعا تقيا اديبا يجرى مع الناس بما ينجر به قلوبهم من غير أن يكون عليه وصمة وكان يحفظ كل طريقة وفي كلامه ما يجرى مجرى الأمثال وأقام بأمر الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بحصن كوكبان للقضاء والتدريس ولم يزل على ذلك حتى توفى هنالك في رجب سنة 1043 ثلاث واربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/33)
حفيده على بن محمد بن على الجملولى
الفقيه العلامة على بن محمد بن على بن محمد بن إبراهيم الجملولى الأهنومى أخذ عن جده المذكور قبله ثم عن أبيه محمد بن على الجملولى وعن السيد محمد بن إبراهيم بن المفضل وغيرهم وكان عالما محققا حافظا كتب الأئمة وشيعتهم وغيرهما غيبا وله ذهن وقاد وفطانة وحدة مفرطة وتولى الحكم في سيران من بلاد الأهنوم وطال عمره حتى اختلط في آخر عمره وتوفى في ذى الحجة سنة 1125 خمس وعشرين ومائة وألف رحمه الله
الفقيه على بن محمد البصير المحيرسى الشاحذى
الفقيه العلامة المحقق التقى على بن محمد البصير المحيرسى الشاحذى ثم الصنعانى المقري مولده في ربيع الآخر سنة 1045 خمس وأربعين وألف وقرأ في العربية والعروض والفقه على عبد القادر المحيرسى وأحمد بن عبد الواحد المحيرسى ثم رحل إلى صنعاء فاستوطنها وأخذ عن صالح بن نشوان وقاسم السلاخ ومحمد بن إبراهيم السحولى والسيد صلاح بن احمد الرازحى والقاضى حسين بن محمد المغربى وصنوه الحسن وغيرهم وكان عالما عارفا محققا في كل فن عابدا زاهدا صالحا تقيا وضىء الوجه يتوقد ذكاء منور البصيرة مواظبا على التدريس بجامع صنعاء يقطع كثير أوقاته فيه وله شعر حسن يتعلق بتقييد شاردة أو حفظ فائدة وكان امام القراء على الإطلاق وشيخ مشايخهم بالاتفاق ومات في ربيع الأول سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/34)
السيد على بن محمد بن على بن المؤيد بالله
السيد العلامة على بن محمد بن على بن يحيى ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى أخذ عن القاضى على بن يحيى السماوى والقاضى محمد بن احمد الهبل والسيد صلاح بن الحسين الأخفش والسيد الحسن بن الحسين بن الإمام والفقيه قاسم بن ناصر الشاطبى والقاضى محمد بن صالح العلفى والقاضى احمد بن ناصر بن عبد الحق والسيد زيد بن محمد بن الحسن وغيرهم وكان عالما محققا متواضعا فاضلا كاملا وسكن صنعاء والروضة ودرس بهما ولما كان قيام المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد في آخر سنة 1125 خمس وعشرين رحل إليه صاحب الترجمة إلى العصيمات من بلاد حاشد فلبث أياما هنالك بالمحل المسمى مركبان وبه توفى في رابع وعشرين رمضان سنة 1126 ست وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد على ابن الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل
السيد العلامة التقى على ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد الحسنى الشهارى مولده بشهارة وبها نشأ وأخذ عن القاضى على بن محمد بن على الجملولى والحسن بن صالح العفارى وغيرهما وكان عالما عارفا وسيدا فاضلا جدليا محققا سيما في الأصولين وكان يتوقد ذكاءا وطالع أكثر كتب الأئمة حتى صار درة الزمن وعلامة اليمن وابتلي بالشك في الوضوء والصلاة وكان أكثر سكونه في بيته لا يكاد يخرج منه الا في النادر إلى حوالى شهارة وخرج في بعض الأيام إلى بعض الأماكن وحصل معه ألم كالبرسام فاطلع إلى بيته ومرض فيه ليلة أو ليلتين ومات في ربيع الآخر سنة 1123 ثلاث وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/35)
السيد على ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم
السيد العلامة الشهير على ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم ابن محمد الحسنى مولده بحصن كوكبان في سنة 1012 اثنتى عشرة ومائة وألف أيام أسر الأتراك وحبسهم لوالده بكوكبان وأخذ عن والده وعن القاضى عامر بن محمد الذمارى والقاضى عبد الهادى الحسوسة وغيرهما وكان جده الإمام القاسم يحبه محبة زائدة ويشفق عليه ولا يفارقه في غالب أوقاته وكان صاحب الترجمة يخبر عن جده الإمام القاسم بعجائب وغرائب وكان صاحب الترجمة سيدا كريما جوادا سموحا طاهرا عالما متفننا فارسا مجيدا له اطلاع على أخبار العرب وسير الأولين ومعرفة الأنساب والبيوت وكان يلازم والده فعرف بذلك الناس وأقدارهم ولما انقضى الصلح فيما بين والده وبين حيدر باشا كان مما اشترطه الباشا حيدر عن تسليمه لصنعاء أن يصحبه مع الخروج أحد أولاد الإمام المؤيد وأحد العلماء فرجح الإمام ارسال صاحب الترجمة والقاضى عامر الذمارى وكانت طريقهم بلاد كوكبان والمحويت ثم أناط الإمام المؤيد ولاية صنعاء بولده صاحب الترجمة من تاريخ خروج حيدر باشا عنها في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف فلبث متوليا عليها نحو أربعين سنة حتى مات وأحبه أهلها محبة زائدة ومات بها تاسع شهر ربيع الآخر سنة 1078 ثمان وسبعين وألف وقبر في حمى مسجد الوشلى المعروف بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين وقال بعض الشعراء يخبر بعض الأمراء من آل الإمام بوفات صاحب الترجمة ( قد أخبر الركب أن ابن المؤيد قد *** ثوى وأنزل تحت الترب وهو على ) ( وأن في الوشلى أختير مصرحه *** وكيف يصرح لج البحر في الوشلى )(3/36)
الشيخ على بن محمد طامش الصنعانى
الشيخ العلامة على بن محمد طامش الصنعانى اشتغل بادى أمره بالتجارة وكسب الحلال ثم انكسر عليه مال فمال إلى الاشتغال بالعلم الهادى إلى مرضاة ذى الجلال وكانت له ضياع اكتفى بما يحصل له منها ولازم حضرة السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وسمعه يثنى على مؤلفات ابن حزم ويصفه بالإنصاف فتطلب من كتبه بصنعاء فلم يظفر منها بشىء فسار إلى مكة وأخرج منها المحلى شرح المحلى لابن حزم واشتغل به دهرا طويلا وجنح من بعد الىمذهب الظاهرية وكان لا يعمل الا بالحديث الصحيح فنال من العمل مراده وكان حريصا على تعليم الناس الخير وكان يذهب إلى عدة من المتمذهبين فيميلهم إلى حديث رسول الله وتوفى في شوال سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/37)
السيد على بن محمد بن الحسين الكوكبانى
السيد العلامة الأديب على بن محمد بن الحسين بن عبد القادر الحسنى الكوكبانى مولده سنة 1144 أربع وأربعين ومائة وألف بكوكبان وبه نشأ وأخذ عن أخيه عيسى بن محمد وغيره وحقق في علوم الآلة وأتقنها وطالع الأسفار وحفظ الأدب والأشعار وكان حسن الأخلاق متواضعا لطيف المزاح حسن المفاكهة مجيدا في الوصف وإيراد اللطائف والتوارى وله رياسة وعظمة في الصدور ومحبة في القلوب وكان سيفا لأخوته مسلولا مع شجاعة قلب وخبرة بمواقع الطعن والضرب وما زال على حاله الجميل حتى دبت عقارب الأعداء فيما بينه وبين أخيه إبراهيم أمير كوكبان فحبسه من سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف فعكف على المطالعة والدرس والقراءة وقصاصة الكتب واعتنى بكتاب احياء علوم الدين للغزالي قراءة وقصاصة ونظم تاريخا لإكمال مطالعته وهو قوله ( الا حبذا حسن الختام الذى أتى *** لأحيا علوم الدين عقد تمامه ) ( لقد تم في شعبان شهر محمد *** وخاتم رسل الله حسن تمامه ) ( ومدفاح في الأرجاء مسك ختامه *** فارخته طيب بمسك ختامه ) سنة 1199 ثم مرض بعد ذلك بأسبوع قبل إكمال الكتاب وتوفى بعد أن صلى من الظهر ركعتين وفتر عن التمام فمات في يوم الجمعة تاسع شعبان سنة 1199 تسع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين أمين(3/38)
الشيخ على بن محمد مطير الحكمى العبسى
الشيخ العلامة على بن محمد بن أبى بكر بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عمر بن احمد بن إبراهيم بن محمد بن عيسى مطير الحكمى اليمنى مولده سنة 950 خمسين وتسعمائة وأخذ عن الشيخ الأمين بن إبراهيم مطير وعبد السلام النزيلى وغيرهم وكان عالما متفننا وله مؤلفات مفيدة منها الاتحاف مختصر التحفة لابن حجر والديباج على المنهاج وكشف النقاب بشرح ملحة الإعراب وخلاصة الأحرى في تعليق الطلاق على الابراء وتكميلا لتفسير جده إبراهيم بن أبى القاسم وغير ذلك ومن شعره يمدح النبي بقصيدة أولها ( متيم ان سرت ريح الشآم صبا *** ومستهام إذا مرت عليه صبا ) ( وذو شجون وما غنت مطوقة *** تبكي على الألف الأدمعة سكبا ) إلى آخرها ومات في ذى القعدة سنة 1041 احدى وأربعين وألف بعبس من المخلاف السليمانى بتهامة رحمه الله تعالى
الشيخ على بن محمد بن أبى بكر بن مطير صاحب الزيدية
الشيخ العلامة المحقق الشهير على بن محمد بن أبى بكر بن مطير أخذ عن الفقيه محمد بن على مطير وأحمد بن على مطير وغيرهما وكان عالما جليلا وعارفا نبيلا عمرت أوقاته بالعلم وقصده الغادى والرايح مع حرصه على سلوك طريقة أهل السنة النبوية ومواظبته على أعمال الخير والاشتغال بالحديث النبوي وعلوم الدين والتقوى والورع وعدم مخالطة الأمراء والحكام وله مؤلفات منها مختصر التلخيص في الفقه ومات في مدينة الزيدية من تهامة في شهر رجب سنة 1084 أربع وثمانين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/39)
السيد على بن محمد بن احمد ابن الإمام الحسن ابن على بن داود
السيد العلامة الأديب على بن محمد بن أحمد ابن الإمام الحسن بن على بن داود الحسنى كان سيدا سريا هماما أديبا حوى كل غريب وأتى بكل عجيب سما بهمته على السماك ورقى على مناكب الافلاك ومن شعره قصيدة أولها ( يا ابن الأكارم والمفضال من وقفت *** من هطل راحته الأمواج والديم ) ( ومن إذا افتخرت عدنان في ملأ *** قامت بمفخره الأخلاق والشيم ) ( لقد قدمت مضر الحمرا لهمتها *** لقدمتك على أقرانها الهمم ) إلى آخرها ومات بصنعاء في صفر سنة 1107 سبع ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد على بن محمد بن قاسم لقمان الذمارى
السيد العلامة على بن محمد بن قاسم بن محمد لقمان الحسنى الذمارى وأخذ عن القاضى شمس الدين بن محمد المجاهد والمحقق الحسن بن أحمد الشبيبي والمولى اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم وكان عالما شهيرا وسيدا ماجدا جليلا وتولى القضاء في مدينة أب وجبلة مدة ثم عاد إلى مدينة ذمار واشتغل بالمطالعة ومفاكهة أهل العلم والمذاكرة وكان مرجوعا إليه في الحوادث العظام واستجاز من السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير فأجازه في سنة 1176 ست وسبعين ومائة وألف وقال في اثناء الاجازة قصيدة أولها ( أجزتك يا على وأنت عندى *** كأولادى الصغار مع الكبار ) ( أحبك حبهم ولنا اتصال *** بآباء لكم علما كبار ) ومنها ( أجزتك ما سمعنا عن شيوخ *** من العلماء اعلام بحار ) إلى آخرها ومات صاحب الترجمة بذمار في سنة 1186 ست وثمانين
ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين أمين(3/40)
الشيخ على بن محمد الديبع الزبيدى
الشيخ العلامة على بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد ابن الإمام الحافظ المحدث عبد الرحمن الديبع المشهور صاحب تيسير الوصول إلى جامع الأصول وغيره أخذ صاحب الترجمة عن محمد بن الصديق الخاص الزبيدى ويحيى ابن محمد الحرازمى وإسحاق بن جعمان وغيرهم وقدم إلى مكة وأخذ عن علمائها وهاجر إلى المدينة وأخذ عن الأستاذ إبراهيم بن حسن الكورانى والسيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي والحسن بن على العجيمى وغيرهم وكان خاتمة المحدثين والقراء وإمام أهل التدريس والإقراء ومات بزبيد في سنة 1072 اثنتين وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى على بن محمد سلامة الصنعانى
القاضى العلامة المحقق الأصولى على بن محمد بن يحيى سلامة الصنعانى وأخذ عن السيد عبد الرحمن بن يحيى القاسمى والسيد على بن إبراهيم الحيدانى والإمام القاسم بن محمد وولده الإمام المؤيد بالله وغيرهم وكان عالما كبيرا متفننا في العلوم وله شرح عظيم على الفصول اللؤلؤية في الأصول الفقهية وشرح عجيب على الهداية وفيها دلالة على تحقيقه للأصول والفروع وتقريره في الفروع وخدم الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم في الكتابة ولازم والده على بن المؤيد وكان حاكما وكاتبا لديه ولما كتب الحسن بن القاسم من قصر صنعاء إلى والده قصيدته التى أولها ( قل هو الهجر ثابت والجفاء *** قد تولى الوصال ثم الجفاء ) أجاب عنها صاحب الترجمة بقصيدة أولها ( أرقتنى حمامة ورقاء *** اذ تغنت وقد دجى الظلماء ) ( فبكت شجوها وناحت بحزن *** فتداعى لها الهوى والشجاء ) ( وتباكت حمايم الغور طرا *** لبكاها فهن فيه سواء ) إلى آخرها ومات صاحب الترجمة بداره التى بقرب مسجد الإمام صلاح الدين بأعلا مدينة صنعاء في عاشر رمضان سنة 1090 تسعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/41)
السيد على بن المرتضى بن المفضل
السيد العلامة العبادة التقى المعروف بمؤمن آل الهادى على بن المرتضى بن مفضل بن منصور بن العفيف بن المفضل بن الحجاج الحسنى مولده سنة 704 أربع وسبعمائة وأخذ عن والده وعن القاضى على بن أحمد سلامة وحسن بن يحيى الآنسى والسيد محمد بن يحيى القاسمى وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا جامعا بين أنواع العبادة كثير الطاعات والرغبة في أعمال الخير والتقاط الفرائد وكانت له اليد الطولى في تفسير القرآن وأسباب نزوله وكان في حكم الناقل لكتاب السيد حميدان ابن يحيى القاسمى وبايع الإمام المهدى على بن محمد وله شعر حسن ومات بهجرة شظب في شعبان سنة 784 أربع وثمانين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/42)
السيد على بن موسى بن على أبو طالب الحسنى
السيد العلامة الأديب على بن موسى بن على بن قاسم بن أبى طالب أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الروضى مولده سنة 1153 ثلاث وخمسين ومائة وألف ونشأ بالروضة من أعمال صنعاء وشارك في فنون الأدب وكان لطيفا ظريفا أديبا أريبا مهذب الأخلاق حلوه المجون حسن المفاكهة عجيب المحاضرة والمجالسة مطرحا للأعراف صحب السيد العلامة محمد بن هاشم الشامى والفقيه سعيد بن على القروانى وكانوا لا يفترقون في غالب الأيام وكانت تدور بينهم كئوس الآداب واللطائف التى صارت أمثالا بين الناس وتناقلها الركبان ومات بعد عودته من الحج في ربيع الأول سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف ولمته كالغداف وروضه مخضر الأكناف رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين
على مصطفى العجمى على مصطفى العجمى
القادم إلى اليمن قدم على المهدى العباس بأنواع التحف وأخرج له الألواح الصينى فبنى ديوانا ببستان المتوكل وصفح جداراته بذلك الصينى وهو أول من أخرج الألواح الزجاج إلى اليمن وكان لا يعرف بها وهو أيضا أول من ابر النخل بصنعاء للإمام المهدى وصلح وأول من أخرج صيب التوت الأبيض إلى اليمن وغرسه بالبستان ورغب المترجم له في اليمن وأهله وأظهر به مذهب الامامية على أشد حفية وعانى باليمن أمور التجارة والكسب وأخرج غيلا شامى صنعا وأنزله إلى الروضة وهو المعروف الآن بغيل مصطفى ومات في ربيع الأول سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف القاضى على بن موسى الدوارى الصعدى القاضى العلامة على بن موسى الدوارى الصعدى أخذ عن السيد العلامة على بن محمد بن أبى القاسم وغيره وكان عالما كبيرا مبرزا متكلما متفننا وعنه أخذ السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد الوزير والإمام عز الدين بن الحسن والقاضى عبد الله النجرى وغيرهم وسكن صعدة ومات في صفر سنة 881 إحدى وثمانين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/43)
الإمام على بن المؤيد بن جبريل الحسنى
الإمام الأعظم الهادى لدين الله على بن المؤيد بن احمد بن يحيى الحسنى اليمنى مولده سنة 746 ست أو سبع وأربعين وسبعمائة وكان من أكابر علماء العترة النبوية وفي سنة 796 ست وتسعين وسبعمائة فزع إليه طائفة من العلماء أهل الحل والعقد كالقاضى محمد بن حمزة مظفر والسيد أحمد بن داود بن يحيى والفقيه يوسف بن أحمد بن عثمان وغيرهم فبايعوه بهجرة قطابر من بلاد خولان ابن عامر ولم يزل يشن الغارات على مدينة صعدة حتى سلموا إليه الواجبات رغبة ورهبة ومات في يوم عاشوراء من المحرم سنة 836 ست وثلاثين وثمانمائة رحمه الله تعالى وقبره جنوبى المسجد الذى عمره في مدينة فللة
الشيخ على بن يحيى الخولانى السعيدى
الشيخ على بن يحيى بن أحمد الخولانى السعيدى كان والده عن الصالحين وحج صاحب الترجمة في سنة 1155 خمس وخمسين ومائة وألف وركب البحر من بندر اللحية قال فوافينا جبل كتنبل فاندقت بنا السفينة وفيها نحو المائتين فغرقوا جميعا إلا الأقل فمنهم من سبح ومنهم من تعلق بألواحها وما زال الموت فيهم واحد بعد واحد حتى لم يبق سوى خمسة عشر نفرا وبقى المترجم له وأصحابه على لوح خمسة أيام فجاءهم الفرج على يد رجل مر بمركبه عايدا من جدة فأخرجهم إلى القنفذة وساروا فأدركوا الحج إلا المترجم له فإنه تأخر وحج عاما قابلا وكانت وفاته في ذى القعدة سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/44)
الوزير على بن يحيى الشامى الحسنى
الوزير الأعظم السيد على بن يحيى الشامى الحسنى الصنعانى كان في بادىء أمره صعلوكا بقى كاتبا في بندر اللحية نحوا من اثنتى عشرة سنة ورفع عنها لكتابة في بندر المخا فبقى نحوا من أربعة أعوام ورأى الوزير الصالح أحمد بن على النهمى من كمالته ما بهره فشكره عند الإمام المهدى فأمره برفعه من المخا فرفعه فاستوزره المهدى وجعله ناظرا على بلاد أصاب الأعلى والأسفل وبلاد حيس وبلاد الروس من أعمال سنحان وأضاف إليه التوسط على المخادر وخبان وأبقى له مرجوع كتابة اللحية وما زال على الحال الجميل حتى مات الوزير النهمى فترشح للوزارة العظمى وكان له من الكمالات والدهاء عجائب وغرائب ولما تعلقت به علة الاستسقاء ورأى كثير من المتطلعين إلى القيام بوظيفته شكر بحضرة الخلفية المنصور على الفقيه حسن عثمان الأموي وأرشده إليه فأودعها أذنا واعية ومات صاحب الترجمة في المحرم سنة 1197 سبع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/45)
الفقيه على بن يحيى الوشلى
الفقيه العلامة المحقق على بن يحيى بن حسن بن راشد الوشلى اليمنى ينتهى نسبه إلى سلمان الفارسى الصحابى مولد صاحب الترجمة في سنة 662 اثنتين وستين وستمائة وأخذ عن السيد محمد بن عبد الله الحسينى الموسوى وغيره وكان عالما محققا حجة في كل مطلب نقع الفروع وبين التأويل والتعليل وأتى بالفرق والجمع بين المسائل بما لم يأتى به غيره وصنف الزهرة على اللمع وقيل ان له اللمعة غير لمعة الجلال ولم يصنع شيئا في كتبه إلا ما كان مذهبا للهادى إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام ومات بصعدة سنة 777 سبع وسبعين وسبعمائة هكذا في الأصل تاريخ وفاته رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد على بن يحيى ابن الإمام المؤيد بالله
السيد العلامة على بن يحيى ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن الإمام القاسم الحسنى الشهارى أخذ عن السيد الحسين بن المؤيد والسيد الحسين ابن صلاح والقاضى محمد بن حسن اليعمرى وغيرهم وكانت له معرفة عظيمة بالفروع والأصول وله في مكارم الأخلاق والديانة والسيادة والكرم الدرجة العليا وكان يدرس في بيته ويطلع للقراءة عليه عدة من الأغراب وكان لا يأكل وحده وقد ينتظر بطعامه إلى قبيل الظهر حتى يصل من الطلبة من يأكل معه ومات بشهارة في شعبان سنة 1085 خمس وثمانين وألف رحمه الله تعالى
الفقيه على بن يحيى الخيوانى
الفقيه العلامة على بن يحيى الخيوانى الصنعانى وأخذ بصنعاء عن السيد محمد عز الدين المفتى وكان من أجل وأنبل تلامذتة وكان عالما فاضلا تقيا ورعا صالحا مكفوف البصر وله حاشية على الأزهار وعنه أخذ بمدينة صعدة وبصنعاء عدة من الأعلام كالسيد صالح بن احمد السراجى والقاضى على بن محمد سلامة والقاضى على بن يحيى السماوى وغيرهم ولم يزل على حاله الجميل حتى مات في سنة 1071 إحدى وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/46)
حرف الفاء
الشريفة فاطمة بنت عبد الله
الشريفة العالمة الفاضلة فاطمة بنت عبد الله ابن الإمام المتوكل على الله المطهر ابن محمد بن سليمان الحسنى الحمزى كانت غاية في الجمال والكمال بارعة في جميع الخصال لها معرفة بما تحتاج إليه من العلوم قرأت النكت وجملة كافية في أصول الدين وبعض شرح ابن هيطل في العربية وكان لها ذكاء وفطنة خارقة مع دين صحيح وورع شحيح وكان راتبها المستمر في أكثر أيام الأسبوع سبعة أجزاء من القرآن وكانت تحفظ القرآن غيبا إلى سورة التوبة وتزوجها الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين وكانت تعارضه في جامع الأصول وتشارك في معرفة المشكلات وكانت بالآلام فكانت تعتريها الأسقام من سنة 895 خمس وتسعين وثمانمائة إلى 910 عشر وتسعمائة ولما أخذ السلطان عامر بن عبد الوهاب مدينة صنعاء حاول الإمام شرف الدين نقل زوجته صاحبة الترجمة من صنعاء إليه وكان بجهة كوكبان فعلم عامر بن عبد الوهاب بذلك ومنع عن اخراجها وكتب إلى الإمام شرف الدين يرغبه في سكون صنعاء ولما علمت صاحبة الترجمة بما عزم عليه عامر عبد الوهاب من انزالها ووالدها عبد الله ابن الإمام المطهر خال الإمام شرف الدين من صنعاء إلى اليمن الأسفل ابتهلت إلى الله ورجعت إليه ليقبضها إليه فاختار الله لها الانتقال إلى جواره عقيب(3/47)
ذلك ودفنت في حمى مسجد الوشلى بصنعاء ورثاها زوجها الإمام شرف الدين بقصيدة تثير الأنين وتبكى الحزين أولها ( هى النفس حنت من شجاها وأنت *** ففيم تلوم العين ان هى شنت ) ( مراجل حزن في فؤادى أوقدت *** فمن فيضها تلك الدموع استهلت ) ( وهل ينبغى لى أن أرى اليوم ساليا *** وفاطمة في باطن اللحد سلت ) ( عقيلة آل المصطفى الطهر والتى *** بكل الأمور الصالحات تحلت ) ( فليذة قلبى بل سويداء مهجتى *** ومطلبى من كل شىء ومنيتى ) ( وما فاطم إلا من الحور أخرجت *** لنعرف قد الحور ثمة ردت ) الفضيل بن محمد الجلال الحسنى
السيد العالم التقى الفضيل بن محمد بن الحسن بن احمد الجلال الحسنى أخذ عن والده وغيره نشأ في برد النجابة ودعا العفاف فأسرع إليه في الإجابة وقرأ العلوم وشفى بتحصيلها الكلوم وشرح بعض كتب جده الإمام الشهير الحسن بن احمد وكان صاحب الترجمة عالما عاملا وورعا تقيا فاضلا اخترمته المنية وهو في سن الشباب وكان مع علمه ورعه راسخ القدم في الأدب ومات في ثانى وعشرين شوال سنة 1099 تسع وتسعين وألف ورثاه والده بقصيدة طنانة أولها ( كبد تكاد بحزنها تتصدع *** ومدامع قد قرحتها الأدمع ) ( أضنيت حتى خلت أنى هالك *** جزعا وحق لدى المصيبة يجزع ) إلى آخرها وأرخ والده وفاته بقوله من فضل الله على ولدى وكرامته وله المنة أن التاريخ لميتته جاء فضيل في الجنة سنة 1099(3/48)
حرف القاف
القاسم بن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة التقى القاسم ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد الحسنى مولده خامس عشر محرم سنة 1068 ثمان وستين وألف بمحروس ضوران ونشأ في حجر والده وحفظ عنه واقتبس من نوره وكان أشبه أولاده به في خلقه وخلقه وجودة معرفته للحديث ثم صحب صنوه الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل فالتمس من بركاته خيرا كثيرا وكان صاحب الترجمة سيدا عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا مخائل الصلاح عليه لائحة وأنوار الهدى والتقى فيه واضحة مع مكارم أخلاق وطيب أعراق وكان حميد المساعى والأفعال وتولى عمالة حصن ثلا وما إليه من بلاد عفار وكحلان في خلافة المهدى احمد بن الحسن وخلافة المؤيد بالله ثم لازم المهدى صاحب المواهب ولازم حضرته مشايعا ومبايعا حتى اختار الله له جواره فمات بمدينة ذمار في رجب سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد القاسم بن الحسين بن اسحق بن المهدى
السيد العلامة الأديب القاسم بن الحسين بن اسحق ابن المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم الحسنى وأخذ عن عمه المولى محمد بن اسحق وغيره من أكابر علماء صنعاء وكان صاحب الترجمة علامة محققا متقنا متفننا شاعرا ناثرا طيب المفاكهة حسن الإيراد فصيحا حلو الحديث حسن الوصف للأخبار والماجريات كثير الإيراد للمشكلات الغامضة والمباحث الدقيقة وكانت له عناية تامة بكتب علم المعقول ومطالعتها وله حواش على أشكال التأسيس في الهندسة يدل على اتقانه لذلك العلم وكذلك علم الهيئة وعلم المنطق والطبعي ودارت بينه وبين السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير عدة مباحثات في الأصول الفقهية وكان صاحب الترجمة يتوقد ذكاء ومن شعره ( وقالوا نرى حب الشباب وقد بدى *** على وجه من تهوى فهل أنت قاطعه ) ( فقلت وهمتم انما ماء حسنه *** وقد خاضه طرفى تبدت فواقعه ) وأشعاره كثيرة ومات بصنعاء في سنة 1165 خمس وستين ومائة والف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/49)
المولى القاسم بن المؤيد بن القاسم
الإمام القاسم بن المؤيد بن القاسم بن محمد الحسنى الشهارى أخذ عن أخيه الحسين بن المؤيد وعن السيد محمد بن الحسن الشرفى وأحمد بن سعد الدين المسورى وغيرهم وبرز في جميع العلوم وأجمع الجمهور على كمال معرفته حين اختباره عند دعوته في سنة 1087 سبع وثمانين وألف ثم بايع المهدى احمد بن الحسن بن القاسم ولما مات المهدى في سنة 1092 اثنتين وتسعين وألف دعا صاحب الترجمة ثانية ثم بايع المؤيد بالله محمد ابن المتوكل وبايع فيما بعد ذلك المهدى صاحب المواهب محمد بن احمد بن الحسن بن القاسم ولم يزل بشهارة حتى ضبطه صاحب المواهب إلى صنعاء وحبسه بها نحو عشرة أعوام ثم أفرج عنه وأمره بالوقوف بصنعاء ومات بها في سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف بعد أن قام ولده المنصور الحسين بن القاسم بن المؤيد بن القاسم وبايعه صاحب المواهب وغيره
وأرخ السيد عبد الله الوزير وفاة صاحب الترجمة بأبيات بيت التاريخ منها هو ( في جنان النعيم طاب فأرخ *** خلد الله قاسما في الجنان )(3/50)
السيد القاسم بن الصادق بن المهدى اليمنى
السيد العارف القاسم بن الصادق بن المهدى صاحب المواهب محمد ابن احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى أخذ عن السيد احمد بن محمد بن اسحق في المعارف العلمية وصحبه في خروجه إلى دن أصاب لمنابذة المهدى العباس وهو الذى لجده المهدى صاحب المواهب هذه الأبيات ( فيم اقتحامك للهموم *** تجوب في ظلم الغياهب ) ( أو ما ترى هذى البقاع *** الخضر قد ملئت مضارب ) ( وجيادنا فيها كموج *** البحر مضطرب الجوانب ) ( ورماحنا في عثير *** كالبرق يلمع في السحائب ) ومات صاحب الترجمة في جمادى الأولى سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد قاسم بن يحيى الأمير الشهارى
السيد العلامة الأديب قاسم بن يحيى الأمير الشهارى كانت له معرفة بالنحو والفقه وتولى القضاء في المخادر والحديدة وولى القضاء بصنعاء مضافا إلى قضاة الديوان وكان شاعرا بليغا أديبا أريبا لطيفا ظريفا وكان أعجوبة الزمان وله عجائب ولطائف مع الخليفة المهدى العباس وغيره ومن شعره مشببا بالكعبة المحرمة زادها الله شرفا ( نسخت باللقا ليالى الصدود *** وسخت مرة بوصل العميد )(3/51)
( وأتت في ملابس الحسن تختال *** على رغم عذل وحسود ) إلى آخرها ومن شعره مؤرخا اكمال عمارة المنصور الحسين لمنارة جامع موسى المعروف بصنعاء ( يا حبذا منارة *** فاقت على كل بنا ) ( قد اكسبت من شادها *** فخرا وأجرا وثنا ) ( ومن حمى بالبيض والسمر *** العوالى اليمنا ) ( أعنى به المنصور مولانا *** الحسين الحسنا ) ( فهنه مؤرخا *** قد حاز ذكر احسنا ) سنة 1160 وله مؤرخا اكمال عمارة المهدى العباس لجامع القبة بأسفل صنعاء اليمنى ( يا حبذا من قبة *** فاقت على صنع الأول ) ( أسسها على التقى *** خليفة العصر الأجل ) ( يرجو رضاء ربه *** بلغه الله الأمل ) ( مهدينا العباس من *** دانت له كل الدول ) ( تاريخها نادى بها *** حى على خير العمل ) سنة 1164 ومات صاحب الترجمة في سنة 1194 أربع وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/52)
حرف الميم
السيد محسن بن احمد بن عبد القادر الكوكبانى
السيد العلامة الأديب محسن بن احمد بن عبد القادر بن الناصر الحسنى الكوكبانى مولده في ربيع الأول سنة 1111 احدى عشرة ومائة وألف بكوكبان وشارك في النحو وطالع كتب الأدب والتاريخ ومهر في الفروسية ثم انتقل إلى صنعاء ثم إلى تعز وغيرهما من المحلات واستقر آخر الأمر بمدينة شبام كوكبان وكانت له يد قوية في علم الفلك واستخراج الخبايا والسرقات بصناعة عظيمة وسياسة عظيمة وحذق وألمعية وكان سلس الطباع حلو الكلام ومن شعره ( ان اللواحظ ما زالت تلاحظنا *** بسحر هاروت أفنانا فأفنانا ) ( هيهات لا قبل للعالمين بها *** فسحر هاروت في الأعيان اعيانا ) ومات بشبام في سنة 1191 احدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى
القاضى محسن بن احمد العنسى
القاضى العلامة الأديب محسن بن احمد العنسى الصنعانى كان عالما أديبا أريبا فاضلا تولى القضاء بمدينة صنعاء من جملة القضاة فيها نحوا من ثمانية وعشرين سنة وكان حسن الأخلاق لطيف الطباع وله مقامة لطيفة سماها الزق المنفوخ في المفاخرة بين الجبة والجوخ ومات في رجب سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/53)
السيد المحسن بن المؤيد بن المتوكل
السيد العلامة المحسن ابن الإمام المؤيد بالله محمد ابن المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى وأخذ عن السد العلامة الحسين بن احمد زبارة وغيره من أكابر علماء عصره وكان عالما جليلا عظيما ورئيسا للأعلام فخيما حسن الأخلاق وكان قاضى القضاة في ايام المتوكل على الله القاسم بن الحسين وولده المنصور الحسين وله شغلة بقضاء حوائج المسلمين واسداء المعروف إلى المؤمنين ومات في سنة 1141 احدى وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد محسن بن محمد فايع الصنعانى
السيد الماجد الكريم التقى محسن بن محمد بن على فايع الصنعانى وكان حسن الأخلاق واسع المروءة رفيع السيادة والفتوة كريم الطباع مفضالا بذل نفسه في معاونة الفقراء والمساكين والوافدين إلى الخلفاء وأتعب خاطره في الطلب لهم وتفقد أحوالهم والسعى في قضاء حوايجهم وعلاج مرضاهم والقيام بموءنتهم وجعلت بنظره صدقات وصلات فبالغ في التحرى عليها وإنفاقها في وجوه الخير وعمر المساجد العجيبة وزاد في بعضها زيادة محتاج إليها واعتنى بدرسة القرآن وأهل المنازل وجعل لهم راتبا معلوما خصوصا في شهر رمضان وتعلق بأعمال دولية ولكنه مال التعلق بباب الخير وله الزيادة الواسعة النافعة في مسجد الفليحى بصنعاء وكان يضيق بالمصلين فأنفق عليه جل ماله وبنى لله مسجدا في ساحة سمرة معمر بصنعاء عمره في آخر أيامه ووقف له وللزيادة في مسجد الفليحى وقفا واسعا وكان كثيرا العوارض والأمراض متلقيا لها بالقبول والشكر والثناء ومات بصنعاء في شعبان سنة 1195 خمس وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/54)
السيد محمد بن احمد بن الحسن بن على بن داود
السيد العلامة محمد بن أحمد ابن الإمام الحسن بن على بن داود الحسنى نشأ على الصلاح وطلب العلم عن علماء عصره وصبر حتى أفضى به صبره إلى محل الخير وقراءته بمدينة صعدة وصنعاء وكان كثير المذاكرة وحضرته معمورة بالفضلاء وكان يحب الأدب وأهله وله شرح على كافية ابن الحاجب سماه تحفة الطالب وزلفة الراغب وشرح على الهداية في الفقه وديوان شعر وكان يقود الكتائب ويشارك في المهمات الكبار أولاد الإمام القاسم وكان لا يعد نفسه ولا يعدونه الا منهم وتولى حصار صنعاء وصحب الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد في جميع المشاهد وولاه العدين وهو اقليم كبير فحسنت سيرته واستقامت حال خلائق معه وعلا صيته بالجاه والعلم والرياسة ولما حج المولى أحمد بن الحسن بن القاسم والمولى محمد بن الحسين بن القاسم ومحمد بن احمد بن القاسم والقاضى أحمد بن سعد الدين المسورى في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف كان صاحب الترجمة هو الأمير عليهم من لدن الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم وهو والد الشريفة زينب بنت محمد العالمة الشاعرة الكاملة وتوفي في ذى الحجة سنة 1062 اثنتين وستين وألف وقبره في حيس رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/55)
السيد محمد بن أحمد بن القاسم الجثام
السيد المقام عز الأنام محمد بن أبى طالب أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى كان رئيسا جليلا كاملا له معرفة بأنساب الناس والأنساب مطلعا على السير والأخبار مقريا للضيف مسموع الكلمة في جهات حاشد وبكيل له صولة عليهم وسكن صنعاء والروضة وآل عمران وكان أميرا كبيرا مستقلا له هيبة وسياسة وكان الإمام المتوكل على الله إسماعيل قد عذره في آخر المدة عن كثير من البلاد التى بنظره فلم يظهر منه أى شىء ولما ولى الإمام المهدى أحمد بن الحسن الخلافة رد إليه البلاد التى كانت تحت يده وأضاف إليه بلاد حجة وعفار وكحلان ولم يعش كثيرا بعد ذلك بل مات في المحرم سنة 1089 تسع وثمانين وألف وقبره في حمى جامع الروضة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
الفقيه محمد بن الحسن الديلمى
الفقيه العلامة الحافظ الزاهد الضابط استاذ الشريعة محمد بن الحسن الديلمى وكان عالما محققا ورعا تقيا فاضلا خرج من الديلم إلى اليمن وصنف بمدينة صنعاء في سنة 707 سبعمائة وسبع كتاب قواعد عقائد أهل البيت عليهم السلام وهو من أصول كتاب الزيدية اشتمل على فضل الآل وذكر مذهب الإمامية وابطاله وتكفير الباطنية وأن مذهب أهل البيت الترضية على الصحابة أو التوقف وأن المعتزلة تشملهم عقيدة الزيدية وأن كل مجتهد مصيب ونحو ذلك ومن مؤلفات صاحب الترجمة كتاب الصراط المستقيم وكتاب المشكاة من الموانع المردية في الزهد ومات في سنة 711 إحدى عشرة وسبعمائة بوادى مر عند رجوعه إلى بلاده رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/56)
السيد محمد بن الحسن الجلال
السيد العلامة الورع التقى الزاهد الناسك محمد بن الحسن بن أحمد الجلال الحسنى اليمنى مولده بجراف صنعاء في المحرم سنة 1042 اثنتين وأربعين وألف وأخذ عن والده المحقق الشهير في الصرف والمعانى والبيان والأصول والتفسير وغير ذلك وضع والده باسمه بعض مؤلفاته وفتح الله على صاحب الترجمة بالحظ الأوفر في الخطب والوعظ والتذكير فكان لا يستطيع سامعه إلا أن يبكى وربما غشى على بعضهم حتى قيل في ذلك الأشعار السائرة ووازر الإمام الصوام القوام محمد ابن المتوكل على الله إسماعيل قبل دعوته أيام إمارته بصنعاء وكان له به كل الاختصاص ثم كان خطيبه في أيام خلافته وسكونه بمعبر وجمع من خطبة مجلدا سماه المشرب الزلال من خطب السيد محمد الجلال وله كتاب تثبيت الأقدام في فتنة أهل الإسلام والنهى عن التوغل في علم الكلام وله الأشعار الفائقة ومن شعره مضمنا ( أرى الشباب تولى وانقضى العمر *** فما الذى بعد هذا صار ينتظر ) ( وما اغتباط الفتى بالعيش في زمن *** فيه ترادفت الآفات والغير ) ( تنوبه كل حين فيه نائبة *** تغشاه من أجلها الأحزان والضجر ) ( فقل لمن كان يهوى أن يعيش به *** ما اطيب العيش لو أن الفتى حجر ) ومات في 25 ربيع الأول سنة 1104 أربع ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/57)
السيد محمد بن الحسن الكبسى حاكم الروضة
السيد العلامة التقى محمد بن الحسن الكبسى الحسنى الروضى أخذ عن عدة من علماء زمنه وكان له شهرة عظيمة بالزهد والورع والعفاف والصدع بالحق وتعليم معالم الدين وكان آية في التحرى عند الحكم والتصلب في دين الله وعدم المحاباة لأحد وله قضايا عجيبة في ذلك وكان لا يأخذ شيئا من الجرايات والمقررات من بيت مال المسلمين وكان صاحب المواهب يرسل له بكسوة فيرجعها وكان عامل صاحب المواهب على صنعاء الأمير سلمان يحسن الاعتذار للمهدى في ارجاع صاحب الترجمة للكسوة وله مع الأمير سلمان قضية مشهورة عند أن طلبه صاحب المواهب إليه وصمم على الامتناع وقد اثبتها مؤلف النفحات بترجمته وكانت وفاة صاحب الترجمة في محرم سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد محمد بن الحسين ابن الإمام القاسم السيد السند العلامة الحفاظة المعتمد محمد بن الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى
أخذ عن علماء عصره وأكثر من علوم الأدوات وتصدى للاستنباط وألف كتاب منتهى المرام شرح آيات الأحكام التى جمعها السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير ففسرها صاحب الترجمة وشرحها شرحا مفيدا واستنبط منها الأحكام وخرج الأحاديث من أمهاتها وأظهر عجائب من علمه وكان بعد موت والده يقيم بالبستان غربى مدينة صنعاء يحف به علماء وجماعة من الجند وكان من أهل الأدب ورعاته وكان من(3/58)
أكابر الأمراء وقواد الجيوش في دولة عمه المتوكل على الله إسماعيل وله الأيام المشهورة معه وبعد حروب الشروق وما كان له من الظفر المبين فيها عاد إلى صنعاء مجللا مكرما وكانت أكابر الشيوخ الأعلام تفد إليه إلى داره وتفنن في النحو والصرف والمعانى والبيان والأصولين والفروع والمنطق ومعظم سيرته وأيام حروبه مذكورة في سيرة عمه المتوكل على الله ومات صاحب الترجمة بصنعاء في ثامن شوال سنة 1067 سبع وستين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد محمد بن حسين الحمزى الكوكبانى
السيد الأديب محمد بن الحسين بن يحيى بن أحمد الحمزى الكوكبانى الحسنى ينتهى نسبه إلى الإمام المنصور بالله عبد الله بن حموة عليه السلام ونشأ بمدينة صنعاء وأخذ عن مشايخها وكان عارفا بالفنون وشاعرا مجيدا لطيف المجون وأشعاره كثيرة منها قصيدة كتبها إلى المولى عبد الله بن على الوزير أولها ( وافى حبيبي بعد طول المدى *** وصار لى بعد الجفا مسعدا ) ومات في سنة 1117 سبع عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد محمد بن حيدرة الحسنى الذمارى
السيد العلامة محمد بن حيدرة بن إسماعيل بن حسن بن لطف الله الحسنى الذمارى مولده في صفر سنة 1122 اثنتين وعشرين ومائة وألف وأخذ بمدينة ذمار عن زيد بن عبد الله الأكوع ثم انتقل إلى صنعاء فأخذ عن علمائها وسكنها حتى مات في صفر سنة 1173 ثلاث وسبعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/59)
السيد محمد بن زيد ابن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة الفهامة محمد بن زيد ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى وكان سيدا عظيما رئيسا ماجدا فخيما أديبا أريبا ناب عن المولى يحيى بن على بن المتوكل بمدينة صنعاء وولى بندر عدن مدة ثم تولى ثلا زمانا ثم سكن صنعاء وولى للمتوكل القاسم بن الحسين ديوان الحساب ثم قلده قضاء القضاة في سنة 1133 ثلاث وثلاثين ومائة وألف أياما ثم ولاه بلاد رداع ومن شعره في وصفه حصانه السعدان ( يعز في العرب العربا وفى الفرس *** وجدان نهد يضاهى حسنه فرسى ) ( سعد أغر وسعدان وطلعته *** أبهى وأبلج من بدر على غلس ) ( إذا رأيت محياه وغرته *** وقت الصباح فما يرمى بمنتحس ) ( يسابق الطير إلا أنه جبل *** ويجهد الريح إذا يمشى على نفس ) ( عنانه بعنان الجو متصل *** فطبعه سلس في صورة الشرس ) ( وجيدة الأتلغ السامى به جيد *** يغنيه عن حلى أقراط وعن جرس ) ( تراه كالماء يجرى وهو منحدر *** والنار كامنة فيه لمقتبس ) ( كأن أذنيه أقلام محبرة *** أطرافهن سواد خط باللعس ) ( يكاد يسمع وقع النمل من بعد *** من شدة الحزم بل من شدة الندس ) إلى آخرها ومات بذمار في سنة 1146 ست وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى آمين(3/60)
السيد محمد بن زيد بن الحسن القاسم
السيد العلامة الحفاظة امام العلوم محمد بن زيد بن محمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى مولده في سنة 1090 تسعين وألف وأخذ عن والده السيد الإمام الكبير وغيره وكان وحيد عصره في علم المعانى والبيان لا يشاركه فيه أحد لكمال عنايته به درسا وتدريسا مع تحقيقه في سائر العلوم العقلية والنقلية وله الأنظار الثاقبة والجوابات النفيسة الصائبة وكان شديد التواضع حسن الأخلاق معظما عند الخاصة والعامة مؤثرا للخمول وصنف في سنة 1149 تسع وأربعين ومائة وألف شرحا مفيدا لصحيفة زين العابدين بن على بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ومن شعره قصيدة أولها ( قلت لما رأيت اسنى مرادى *** ظبية بالعقيق حلت فؤادى ) ( ارحمى من غدا أسير اشتياق *** وصليه بغفلة الحساد ) ( فأشارت إلى الحسود وقالت *** كيف اخفى على عيون الأعادى ) ( وجبينى كالبدر يسطع نورا *** حاضر يستنير في وبادى ) إلى آخرها
السيد محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الحمزى
السيد العلامة المعتمد الفهامة محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن يحيى الحمزي الحسنى والد الإمام المتوكل على الله محمد بن المطهر بن سليمان رحمه الله مولد صاحب الترجمة سنة 730 ثلاثين وسبعمائة وكان اماما محققا أخذ عنه الإمام المهدى أحمد بن يحيى صاحب الأزهار والإمام الواثق وغيرهما قال في أثناء ترجمته بالطبقات السيد الإمام سلطان العلماء مرجع المحققين البحر الحبر الحافظ الحجة زين الملة أوضح من العلم كل مشكل وسهل منه كل معضل وفاق
أهل زمانه علما وإيضاحا وفضلا واعترف له بالكمال ورمقته العيون من كل مكان ولما عزم على الحج حمل زاده معه ووصل إلى الإمام الناصر صلاح الدين محمد بن على إلى ذمار ليستأذنه فوقع مع الإمام موقعا عظيما وأمره بنشر العلم ودخل مع الإمام إلى صعدة ثم عاد إلى صنعاء وبها توفى في سنة 804 أربع وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/61)
الفقيه محمد بن سليمان أبو الرجال المذاكر
الفقيه العلامة المذاكر الزاهد المحقق الفهامة محمد بن سليمان بن محمد ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن على بن حسن المعروف بأبى الرجال إمام المذاكرين أخذ عن الأمير المؤيد بن أحمد والقاضى عبد الله بن على الأكوع والأمير صلاح بن إبراهيم بن أحمد وأخذ بمكة عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروقى وأجاز له في ذى الحجة سنة 688 ثمان وثمانين وستمائة وصاحب الترجمة هو العلامة المجتهد المذاكر العبادة المشهور سابق أقرانه وأويس زمانه امتلأ صدره بتعظيم الله تعالى وتجليله بالفضائل فدرس العلوم أولا باليمن ثم رحل إلى مكة فلقى الفضلاء واشتهر على ألسن الكثير من المحققين اجتهاده وكان ورعا لم يمس من الدنيا شيئا وسكن بجهات متعددة وتوفى بمدينة صعدة في جمادى الآخرة سنة 730 ثلاثين وسبعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/62)
الفقيه محمد بن سليمان النسرى الأهنومى
الفقيه العلامة التقى محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان الروسى الأهنومى النسرى أخذ عن الإمام القاسم بن محمد بن على وغيره من علماء عصره وكان عالما تقيا ورعا فاضلا ناسكا من خيار عباد الله وأهل الصلاح والورع والتقوى في معاملة الله في السر والجهر ومات في سلخ رجب سنة 1041 إحدى وأربعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين
السيد محمد بن صالح الغربانى الشهارى
السيد العلامة محمد بن صالح بن عبد الله الغربانى الشهارى أخذ عن علماء عصره وعنه أخذ المولى الحسين بن القاسم بن المؤيد وصنوه الحسن ابن القاسم والحسن بن الحسن بن القاسم بن المؤيد وغيرهم وكان عالما محققا فرضيا نحويا لا يلحق به في هذين الفنين وهو بقية العلماء بجهات شهارة وكان له بالحسين بن القاسم بن المؤيد اختصاص كامل ومات بشهارة في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى
القاضى محمد بن صلاح السلامى الآنسى
القاضى العلامة محمد بن صلاح بن سعيد بن القاسم السلامى الآنسي أخذ عن القاضى إبراهيم حثيث وغيره وكان فقيها محققا ماهرا وله في علم الكلام مسكة حسنة وكان زاهدا خشن الثياب صحب المولى الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد أياما ثم كان من أعيان دولة المتوكل على الله إسماعيل وهو أول من وضع يده في يده للبيعة فقال الفضلاء انها دعوة سلامة انشاء الله وأخذ عن صاحب الترجمة كتاب التذكرة المولى محمد بن الحسن ابن القاسم وغيره وهو من بيت صلاح وعلم وتقوى ومات بذمار في جمادى الآخرة سنة1062 اثنتين وستين وألف رحمه الله تعالى(3/63)
القاضى محمد بن صلاح الفلكى الذمارى
القاضى العلامة محمد بن صلاح بن محمد بن ناصر بن محمد بن صلاح الفلكى الذمارى المدحجي أخذ عن ابيه وعن القاضى إبراهيم حثيث وغيرهما وعنه أخذ محمد بن صلاح السلامى والحسين المجاهد والحسين ذعفان وغيرهم من الأكابر وكان عالما عارفا وفقيها محققا فاضلا إليه التحقيق لمذهب الهدوية وكان هو الغاية في تحقيق علم الفرائض والحساب والجبر والمقابلة وغير ذلك مما يتعلق بالفن وهذا علم متوارث في أهل هذا البيت تحقيقه وتولى صاحب الترجمة القضاء مدة طويلة فكان محمود الأثر في ذلك ومات في سنة 1074 أربع وسبعين وألف رحمه الله تعالى والمؤمنين آمين
السيد محمد بن عبد الله الوزير
السيد العلامة محمد بن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن على بن المرتضى بن المفضل الوزير الحسنى والد السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد مولد صاحب الترجمة بمدينة صعدة في شعبان سنة 810 عشر وثمانمائة وأخذ عن الشيخ محمد المدحجى والقاضى حسين الحملانى والسيد محمد بن إبراهيم وغيرهم وكانت له معرفة تامة بالعلوم وبلاغة رائقة في المنثور والمنظوم وسبق شهد له به الأصدقاء والخصوم وخط كأنه سلاسل الذهب وكان إماما في علم الأنساب خصوصا أنساب السادة الأشراف وأحوالهم وأيامهم وكان حسن الخلق والخلق له وجاهة وجلالة وهو كثير العبادة والانقطاع إلى الله تعالى وختم له بالانقطاع في بيته نحو ثمان سنين بسبب إقعاد عرض له ومات في حدة بنى شهاب من أعمال صنعاء في رابع شعبان سنة 897 سبع وتسعين وثمانمائة وقبره جنوبى صنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/64)
القاضى محمد بن عبد الله راوع
القاضى العلامة محمد بن عبد الله راوع اليمنى اخذ عن الإمام المتوكل على الله يحيى شرف الدين في سنة 935 خمس وثلاثين وتسعمائة وأخذ عن غيره وكان عالما كبيرا حافظا ثبتا شهيرا أخذ عنه العلامة يحيى حميد والسيد على بن إبراهيم القاسمى والفقيه إبراهيم بن مسعود الحوالى وقاسم بن محمد العلوى وغيرهم وكان من قضاة الإمام شرف الدين وتلميذ غيره من الأئمة وأستاذ الشيوخ الأعلام رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن عبد الله بن محمد ابن الإمام يحيى السيد العلامة التقى محمد بن عبد الله بن محمد ابن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الحسينى اليمنى أخذ عن الفقيه المحقق الحسن بن محمد النحوى والفقيه حميد بن أحمد وغيرهما واستجاز من النحوى في كثير من المسموعات وكان عالما محققا وعنه أخذ الفقيه المذاكر على بن يحيى الوشلى واستجاز منه في سنة 759 تسع وخمسين وسبعمائة انتهى
السيد محمد بن على بن أحمد بن القاسم
السيد العلامة محمد بن على بن أحمد ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصعدى مولده بمدينة صعدة وسكن بلاد أملح من جهات صعدة وأخذ بصعدة عن أبيه وعن القاضى يحيى بن عبد القادر بن سعيد الهبل ويحيى بن جار الله مشحم والسيد على بن محمد الحوثى وغيرهم وكان عالما عاملا ناسكا فاضلا يؤهل للإمامة وله أخلاق سمحة سهلة وعنه أخذ مؤلف طبقات الزيدية السيد إبراهيم بن القاسم بن المؤيد وغيره ومات في أملح سنة 1120 عشرين ومائة وألف رحمه الله(3/65)
القاضى محمد بن على الشكايذى الذمارى
القاضى العلامة محمد بن على الشكايذى الذمارى أخذ عن والده المحقق الشهير وغيره وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا ناسكا متبتلا وكان يسكن مسجد أبى الروم المعروف بصنعاء وعنه أخذ القاضى إبراهيم بن يحيى بن محمد السحولى وأحمد بن عبد الله الغاشم وغيرهما وكان يسكن مدينة ذمار ولما كانت دعوة الإمام القاسم بن محمد نقل الأتراك صاحب الترجمة من مدينة ذمار إلى صنعاء وبعد ظهور قصيدته المتضمنة تحريض المسلمين على إعانة الإمام القاسم رحمه الله سم الأتراك صاحب الترجمة فمات بصنعاء شهيدا في سنة 1006 ست وألف رحمه الله
القاضى محمد بن على الضمدى التهامى
القاضى العلامة محمد بن على بن عمر الضمدى التهامى أخذ عن عبد الله ابن يحيى الذويد والفقيه سالم بن المرتضى ومحمد بن أحمد حابس ومحمد بن يحيى بهران وأجازه الإمام شرف الدين وقال في وصفه الفقيه العلامة نقى الساحة والملائم برىء الذمة من الجرائم أحد علماء الشيعة المحققين وخيرة الأخيار من الفضلاء الصالحين الخ ثم رحل صاحب الترجمة إلى مكة فأخذ بها عن الحافظ أحمد بن محمد بن حجر الهيثمى واستجاز منه في ربيع الأول سنة 966 ست وستين وتسعمائة ومات في سنة 988 ثمان وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى(3/66)
القاضى محمد بن على قيس
القاضى العلامة محمد بن على قيس أخذ عن السيد المحقق الشهير محمد بن إبراهيم بن المفضل وغيره وكان صاحب الترجمة اماما في الفقه مشاركا في غيره من الفنون وعنه أخذ السيد العلامة مهدى بن حسين الكبسي والقاضى على بن يحيى البرطى والسيد عثمان بن على الوزير ومحمد بن عبد العزيز الحبيشى وغيرهم من أكابر العلماء الأعلام ومات بقرية القابل من أعمال صنعاء في شعبان سنة 1096 ست وتسعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى محمد بن على العفارى الشهارى
القاضى العلامة محمد بن على بن عز الدين العفارى ثم الشهارى مولده في سنة 1045 خمس وأربعين وألف وأخذ عن السيد الحسين بن صلاح والقاضى مهدى بن جابر العفارى والسيد الحسين بن المؤيد وغيرهم وكان عالما محققا سيما في الفروع وتحقيق قواعده وتقرير شوارده وحل غوامضه ومشكلاته وكان مواظبا على التدريس وعنه أخذ عدة من أكابر السادة والقضاة بشهارة وتولى القضاء بشهارة حتى مات حاكما مدرسا بها في رجب سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/67)
الفقيه محمد بن مجلى السوطى الحبورى
الفقيه العلامة محمد بن مجلى السوطى الظليمى الحبورى البصير كف بصره بعد مولده بثمان سنين فاشتغل بالقراءة فأخذ عن السيد على بن عبد الله جحاف ومحمد بن على العفارى والسيد إسماعيل بن إبراهيم وصنوه يحيى بن إبراهيم ثم رحل إلى صنعاء فقرأ القراءت العشر عن على بن محمد الشاحذى وغيره وكان عالما محققا متفننا مقريا يتردد من حبور إلى شهارة ثم انقطع في بيته في بنى سويط حتى مات في سنة 1127 سبع وعشرين ومائة وألف رحمه الله تعالى آمين
الفقيه محمد بن محمد اليزيدى
الفقيه العلامة الأديب محمد بن محمد بن ناصر اليزيدى الكوكبانى ثم الصنعانى مولده في سنة 1126 ست وعشرين ومائة وألف وأخذ عن أعلام حصن كوكبان في علوم الآلة والحديث وعمل بالدليل وبرع في الآداب ثم ارتحل إلى صنعا فاتجر في الكتب العلمية ثم قلده المهدى العباس الأوقاف الخارجية فقام بها أتم قيام ونمت فضلتها في ايامه فحسده بعض أهل زمنه فمازال بالإمام حتى عزله وكان فيه ورع شديد وسعى في الصلاح سديد ومن شعره إلى القاضى أحمد بن محمد قاطن قصيدة أولها ( مغرم طال عهده بالرقاد *** بين أحشائه كورى الزناد ) ( نومه واصطباره في انتقاص *** وهواه وشوقه في ازدياد ) إلى آخرها وموته في رمضان سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى العلامة محمد بن محمد الشويطر الذمارى
القاضى العلامة محمد بن محمد بن يحيى بن على الشويطرى الأبي مولده سنة 1151 إحدى وخمسين ومائة وألف وأخذ عن والده وعن عبد القادر بن حسين الشويطر وغيرهما وكان عالما فاضلا متفننا تقيا ناسكا وله مؤلف في أصول الدين سماه أعز ما يطلب في معرفة الرب وهو كتاب عجيب في بابه يدل على قوة عرفان مؤلفه ومن شعره ( عجبت لمن لا يتقى الهم بالصبر *** ويدرأ ريب الدهر بالحمد والشكر ) الخ ومات في سنة 1199 تسع وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/68)
القاضى محمد بن مهدى بن على الشبيبي
القاضى العلامة التقى محمد بن مهدى بن على الشبيبي الذمارى أخذ عن والده وغيره من علماء عصره وكان عالما بالفروع ورعا صالحا زاهدا عابدا تولى وقف مدينة اب وجبلة وامتنع عن تولى القضاء ومات في سنة 1142 اثنتين وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد محمد بن المرتضى بن المفضل السيد العلامة محمد بن المرتضى بن المفضل الحسنى أخذ عن أبيه وعن عمه إبراهيم واتصل بالإمام محمد بن المطهر وأخذ عنه وعن الإمام يحيى بن حمزة والسيد محمد بن أبى القاسم وعن السيد العفيف بن المفضل وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا بارعا في الخطابة والكتابة وتغرب لطلب العلم واستفاد وما زال على ذلك حتى رمقته العيون وبلغ إلى أقصى المبالغ في جميع الفنون وأشير إليه بالاستحقاق للإمامة العظمى وكان مع هذا شجاعا باسلا ومات في سنة 732 اثنتين وثلاثين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/69)
السيد محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر الحسنى
السيد العالم الكامل محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد ابن الإمام المطهر بن يحيى الحسنى كان من حسنات الدهر وأفراد العصر وأهل العلم الغزيروالاطلاع الكبير والكرم الجم والعطاء الجزل وله مؤلف مفيد أكثر النقل فيه من كتب الحديث المتفق عليها وتولى مدينة صنعاء وبلادها أربعين سنة وأحبه أهل صنعاء محبة زائدة لحسن سيرته فيهم ومعاملته لهم وأغار على صنعاء في أيامه السلطان عامر بن عبد الوهاب وجرت بينهما حروب وخطوب ومات صاحب الترجمة بصنعاء في شعبان سنة 908 ثمان وتسعمائة وقبره في حمى مسجد القاسمى المعروف بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد محمد النهارى الضرير الوصابى
السيد محمد النهارى الضرير الهاشمى الوصابى وصل إلى حضرة المنصور على بن المهدى بن العباس من دن وصاب في سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف وكان يجمع الجن بحضرته في دار محمود بصنعاء وكانت لصاحب الترجمة يد في علم الأسماء وقال بعض من عرفه وخبره خبرت هذا النهاري الضرير وجماعته من الجن فما رأيت لهم منفعة دنيوية أصلا إلا نقل الأخبار من البلاد النائية أو حمل كتاب إلى بلاد بعيدة والله أعلم
القاضى محمد بن الهادى ابن أبى الرجال
القاضى العلامة المفضال محمد بن الهادى بن محمد بن على بن محمد بن سليمان ابن أبى الرجال اليمنى مولده في سنة 1016 ست عشرة وألف وأخذ عن احمد بن الهادى الديلمى ورحل معه إلى قطاير وأخذ عن السيد إبراهيم بن على الحيدانى والقاضى أحمد بن صالح وغيرهم وكان صاحب الترجمة عالما زاهدا فقيها تقيا محققا أخلاقه نبوية وكانت من لين الجانب بمكان لا يلحق به وسكن مدينة صعدة ومات في سنة 1053 ثلاث وخمسين وألف رحمه الله تعالى(3/70)
القاضى محمد بن هادى الخالدى
القاضى العلامة محمد بن الهادى بن محمد بن أحمد الخالدى رحل من بلده إلى مدينة صنعاء اليمن والروضة وأخذ عن السيد محمد بن الحسن الكبسى ويحيى بن عامر العمراني والقاضى حسين بن محمد المغربي والسيد الحسين بن احمد زبارة وغيرهم وكان عالما محققا وشرح الأسماء الحسنى بشرح مفيد ثم عينه المتوكل القاسم بن الحسين للقضاء بمدينة جبلة وأب وأخذ هنالك في صحيح البخارى عن القاضى طه بن عبد الله السادة ومات بجبلة في سنة 1144 أربع وأربعين ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد محمد بن يحيى القاسمى
السيد العلامة محمد بن يحيى القاسمى الحسنى المعروف بمؤمن آل القاسم الرسى عليه السلام أخذ عن السيد الحسن بن المهدى الهادوى والإمام محمد بن المطهر والقاضى أحمد بن الحسن بن محمد الرصاص والفقيه على بن شوكان وجار الله الينبعي وغيرهم وكان عالما كبيرا وأجل تلامذته السيد على بن المرتضى بن المفضل وولده إبراهيم بن على المرتضى وغيرهم وهو شارح الأبيات الفخرية للإمام الواثق المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى التى أولها ( لا يستزلك أقوام بأقوال *** ملفقات حريات بإبطال ) وكان فراغ صاحب الترجمة من تأليف شرحها في ربيع الأول سنة 779 تسع وسبعين وسبعمائة بهجرة الظهراوين(3/71)
السيد محمد بن يحيى بن أحمد بن المفضل الشبامى
السيد العلامة محمد بن احمد بن محمد بن إبراهيم بن المفضل بن إبراهيم بن على ابن الإمام شرف الدين الحسنى مولده بمدينة شبام سنة 1132 اثنتين وثلاثين ومائة وألف وأخذ عن القاضى احمد بن محمد قاطن والفقيه إسماعيل بن عبده الحداد والمولى عيسى بن محمد بن الحسين وغيرهم وكان من العلماء المحققين وأعيان العلماء العاملين وألف كتابا في تخريج أمالى أبو طالب الهاروتى ومات في سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد محمد بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة الأديب البليغ محمد بن يوسف ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى مولده في شوال سنة 1090 تسعين وألف ونشأ في ثياب العفة والكمال وأحرز قصب السبق في مضمار الفصاحة وبلغ شعره الطبقة العليا في البلاغة ومن شعره في الفخر ( انا من عرفتم عزتى وآبائى *** ودريتم شرفى وطول علائى ) ( صدر تحاشى أن يضيق وإن غدا *** بالوفد مزدحما رحيب فناء ) ( طالت يدي حتى تقاصر عن مدى *** شأوى المحلق واسترد ورائى ) إلى آخرها ومات في يوم عيد الإفطار سنة 1147 سبع وأربعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/72)
السيد المرتضى بن على بن المرتضى بن المفضل
السيد العلامة التقى المرتضى بن المفضل بن حجاج الحسنى مولده سنة 755 خمس وخمسين وسبعمائة وأخذ عن الفقيه سليمان بن إبراهيم النحوى وغيره وكان شابا تقيا وقمرا مضيا وتعلم الفروسية وركوب الخيل تهيئا للجهاد مع تحقيقه في فنون العلم سيما علم الكلام ومات بمدينة صعدة في سنة 785 خمس وثمانين وسبعمائة رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
السيد المرتضى بن قاسم المؤيدى القطابرى
السيد العلامة المرتضى بن قاسم بن إبراهيم بن محمد الهادى بن إبراهيم بن المؤيد بن أحمد المؤيدى الحسنى اخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد النجرى والفقيه عبد الله بن يحيى الناظرى وغيرهما من علماء جهات صعدة ومدينة صنعاء وكان اماما عظيما محققا في المنطق والمعانى والبيان وسائر علوم العربية متفقها له في أصول الدين وفروعه اليد الطولى وفتاواه بالتحقيق مشهورة ومن تلامذته السيد عبد الله بن القاسم العلوى والقاضى محمد بن يحيى بهران وغيرهما ومات بصنعاء في شعبان سنة 931 إحدى وثلاثين وتسعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد المرتضى بن مفضل بن منصور
السيد العلامة شيخ العترة النبوية في وقته المرتضى بن المفضل منصور بن العفيف محمد بن المفضل بن الحجاج الحسنى كان مجتهدا كبيرا عابدا زاهدا ورعا تقيا ناسكا ملازما للإمام محمد بن المطهر وكان صاحب الترجمة مجتهدا اجتهادا مطلقا وعنه أخذ ولده محمد بن المرتضى والسيد محمد ابن يحيى القاسمى وغيرهما وكان مشغوفا بتدريس العلم إلى أن شاخ وكان الإمام محمد بن المطهر يعظمه غاية التعظيم ومات صاحب الترجمة في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة في بلاد السودة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/73)
الشيخ المطهر بن كثير الجمل
الشيخ العلامة الأجل المطهر بن كثير الجمل اليمنى الصنعانى أخذ عن علماء عصره وكان عالما كبيرا محققا شهيرا متفننا في جميع العلوم وله تلامذة اجلاء منهم السيد صارم الدين ابراهيم بن محمد الوزير والسيد يحيى بن صلاح وغيرهما وصنف كتاب المعراج في الأصول وتمم كتاب جامع الخلاف لشيخه السيد أحمد بن محمد الأزرقى وصنف غير ذلك ولما وصل بعض علماء البلاد الشامية إلى صنعاء ورأى الطلبة حافين بصاحب الترجمة للأخذ عنه قال الشامى ( أنى رأيت عجيبة في ذا الزمن *** شاهدتها في وسط صنعا اليمن ) ( ان تسألونى ما الذى شاهدته *** جملا بها يقرى الورى في كل فن ) ومات صاحب الترجمة بصنعاء في المحرم سنة 863 ثلاث وستين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الشيخ المطهر بن محمد تريك الصعدى
الشيخ العلامة المحقق الفهامة المطهر بن حسين بن محمد ابن يحيى تريك مصغر ترك اليمنى الصعدى مولده قبل سنة 700 سبعمائة وأخذ عن الإمام يحيى بن حمزة وقاسم بن احمد حميد والقاضى عبد الباقى ابن عبد المجيد والفقيه محمد بن عبد الله بن الغزال وغيرهم وكان فقيها عالما أصوليا نحويا مفسرا محدثا مذاكرا في المذهب وله رسالة إلى السيد احمد ابن أبى الفتح أورد فيها في كل فن عشر مسائل وله رسائل ومسائل وديوان جيد مشتمل على غرر وختمه برسالة سماها عيون السعادة ومن تلامذته الإمام محمد بن المطهر والسيد إبراهيم بن محمد الوزير والشيخ إسماعيل بن إبراهيم عطية وغيرهم ومن شعره إلى الإمام محمد بن المطهر يطلب منه عارية الكشاف ( هل يسمحن لنا الإمام المرتضى *** وهو الجواد بعارة الكشاف ) ( فلنا إليه تطلع وتشوق *** شوق العطاش إلى المعين الصافى ) ( بل شوق مولانا إلى بذل اللهى *** وإغاثة الملهوف والإنصاف ) ووفاته بمدينة صعدة سنة 748 ثمان وأربعين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/74)
القاضى المعافى بن سعيد الموشكى الذمارى
القاضى العلامة المعافى بن سعيد الموشكى الذمارى أخذ عن العلامة ابن راوع وغيره من أكابر علماء عصره وكان عالما زاهدا ورعا تقيا عابدا ومحققا سيما في الأصول وعنه أخذ القاضى يحيى بن محمد السحولى وغيره ومات في سنة 1037 سبع وثلاثين وألف تقريبا رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد المهدى بن إبراهيم جحاف السيد العلامة المهدى بن إبراهيم بن المهدى بن على بن المهدى بن أحمد جحاف الحسنى اليمنى الحبورى أخذ عن أبيه والسيد الحسن بن شرف الدين الحمزى وغيرهما وكان علامة فهامة صمصامة وهو شيخ الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد في جميع الفنون وكان ممن أسر مع الإمام المؤيد بالله وحبس بكوكبان وبعد خروجهما من كوكبان تولى صاحب الترجمة القضاء مدة وتوفى بحبور سنة 1034 أربع وثلاثين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/75)
القاضى المهدى بن أحمد الرجمى
القاضى العلامة المحقق المهدى بن أحمد بن داود الرجمى أخذ عن إبراهيم بن مسعود الحوالى وأجازه الفقيه سعيد بن عطاف القدارى وأخذ عن صاحب الترجمة الإمام القاسم بن محمد وغيره وكان عالما كبيرا بايع الإمام الحسن بن على بن داود والتزم أحكامه وهاجر عن محلة الرجم ثم كان من أكابر المجاهدين مع الإمام هاشم بن محمد في بلاد مسور وغيرها حتى أسره واعتقله أمير كوكبان الأمير أحمد بن محمد بن شمس الدين فبقى في الأسر حتى مات سنة 1010 عشر وألف بجهة الأهجر من بلاد كوكبان رحمه الله وإيانا والمؤمنين أمين
السيد المهدى بن أحمد جحاف الحبورى
السيد العلامة المهدى بن أحمد بن المهدى بن على بن المهدى بن احمد جحاف الحبورى الحسنى نشأ بمدينة حبور ثم رحل إلى بلاد لاعة وغرة واتصل بالعلامة على بن محمد مطير فأكرمه وخلطه بأولاده وأسمع عليه صحيح البخارى وصحيح مسلم وأخذ في وطنه عن السيد إبراهيم بن يحيى جحاف وغيره وكان عالما فاضلا ورعا تقيا كاملا وكتب الكثير بخطه الحسن ومات في حبور سنة 1039 تسع وثلاثين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين القاضى المهدى بن جابر العفارى القاضى العلامة المهدى بن جابر بن نصار العفارى بلدا الحجى مسكنا أخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن الإمام القاسم وعن السيد الحسين ابن المؤيد بالله محمد بن القاسم وغيرهما وكان عالما محققا تولى القضاء والتدريس بمدينة شهارة بعد القاضى صلاح الذبويى وتولى القضاء والتدريس بحصن الظفير وجهات حجة ومن تلامذته القاضى محمد بن على العفارى والحسن بن صالح العفارى وغيرهما ومات في سنة 1102 اثنتين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/76)
السيد المهدى بن الحسين الكبسى الحسنى
السيد العلامة الفهامة الورع الناسك التقى المهدى بن الحسين بن القاسم بن المهدى بن محمد بن عبد الله الكبسى الحسنى اليمنى مولده في عشر الأربعين وألف من الهجرة وأخذ عن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم والسيد الحسين بن محمد التهامى والفقيه على بن جابر الشارح والقاضى محمد بن على قيس والقاضى أحمد بن يحيى السحولى والإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل على الله إسماعيل والقاضى عبد العزيز المفتى والقاضى محمد بن إبراهيم السحولى والقاضى الحسين بن محمد المغربى وصنوه الحسن وغيرهم من علماء عصره وكان عالما فاضلا زاهدا ورعا تقيا ناسكا وله معرفة بجميع العلوم ونسك يرضاه الحى القيوم وأخلاق شريفة وخصال منيفة وتولى القضاء للإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل بصنعاء وكان الإمام يلحظه ويثنى عليه حتى نقل عنه أنه كان يريد تقليده الخلافة لولا ما يخشاه من افتراق الكلمة وكان لا يفارق حضرة المؤيد واختص لموازرته واستمر على القضاء بمدينة صنعاء مع علمه الراسخ وضبطه للقواعد وحفظه للفرائد والشوارد وأحكامه وفتاواه ماضية في جميع البلاد وكل(3/77)
ما نظر فيه وقرره فلا محيد ولا مناص عنه وله أنظار ثاقبة واستنباطات واضحة موافقة ومن تلامذته شيخه الإمام المؤيد بالله محمد بن المتوكل والقاضى عبد الكريم السلامى والقاضى احمد بن صالح الهبل والسيد عبد الله بن على الوزير والقاضى على بن محمد العنسى وغيرهم من الأكابر وأقعد في بيته لألم تعلق به ومات بصنعاء في خامس عشر ذي القعدة سنة 1138 ثمان وثلاثين ومائة وألف وقد اناف على التسعين سنة رحمه الله وايانا والمؤمنين آمين
الفقيه المهدي بن عبدالله الذيباني الصنعاني
الفقيه العلامة المقري المهدي بن عبدالله الذيباني بلدا الصنعاني مسكنا اخذ عن الشيخ سعيد بن على فتحة وشيخ شيخه فتحة هو إبراهيم جحون وعبدالله الساوري وعبد الوهاب المسلمي وأخذ عن صاحب الترجمة عدة من الناس من اجلهم المولى الحسن بن القاسم ايام حبسه بقصر صنعاء وغيره وكان فقيها مقريا فاضلا محققا ومات في رجب سنة 1046 ست وأربعين وألف بصنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد المهدي بن قاسم بن المطهر الحسني
السيد العلامة المهدي بن قاسم بن المطهر بن احمد بن ابي طالب بن الحسن بن يحيى بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسين بن محمد بن القاسم ابن يحيى بن الحسين بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب السيد الإمام التقى الولى جد السيد أبو العطايا سكن صاحب الترجمة هجرة صوف من بلاد حضور ثم رحل إلى صنعاء فأخذ بها عن أحمد بن سعيد الحارثى والقاضى يحيى بن محمد حنش وغيرهم وكان عالما كبيرا يؤهل للإمامة وطلب لها بعد موت الإمام يحيى ابن حمزة فامتنع تورعا ومن تلامذته ولده يحيى بن المهدى ويحيى بن محمد التهامى وغيرهما ومات بصنعاء في سنة 759 تسع وخمسين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/78)
القاضى المهدى بن محمد المهلا
القاضى العلامة المهدى بن محمد بن عبد الله بن المهلا بن سعيد النيسائى الشرفى وأخذ عن سلطان العلماء الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد وكان كاتبه لاسيما للمسائل العقلية وأسمع على الإمام المتوكل على الله إسماعيل وأجازه في جمادى الآخرة سنة 1060 ستين وألف وأخذ عن صاحب الترجمة القاضى أحمد بن صالح ابن ابى الرجال والسيد صالح بن احمد السراجى وولده على بن المهدى المهلا وغيرهم وكان علامة محققا ولسانا منطيقا ومات في ربيع الأول سنة 1070 سبعين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى مهدى بن على الشبيبي
القاضى العلامة مهدى بن على بن محمد الشبيبي الذمارى مولده في ثامن شوال سنة 1038 ثمان وثلاثين وألف وأخذ عن علماء عصره فاستفاد وأفاد وكان عالما محققا للفروع مشاركا في غيرها وتولى الوقف الغسانى للإمام المتوكل على الله إسماعيل وكان مشتغلا بالدرس والتدريس وأخذ عنه جماعة منهم ولده احمد بن مهدى وغيره وكان معظما عند الخاصة والعامة وكتب بخطه الحسن جملة من المصاحف وكتب الهداية ومات في ذمار في شهر صفر سنة 1107 سبع ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/79)
الفقيه منصر بن على الشترى الذمارى
الفقيه العلامة الزاهد العابد التقى منصر بن على الشترى الذمارى أخذ عن عبد الله بن حسين دلامة وعلى بن أحمد بن ناصر الشجنى وغيرهما واشتغل بالأمر بالمعروف والنهىعن المنكر وعمارة المساجد وتعليم العوام معالم الدين وكان له بذلك أكل لاشتغال وكان يلازم الذكر والطاعات والجمعة والجماعات حتى مات في ربيع الأول سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى موسى بن سليمان أبو الرجال
القاضى العلامة موسى بن سليمان بن احمد ابن أبى الرجال صنو المحقق الشهير محمد بن سليمان رحل صاحب الترجمة في سنة 715 خمس عشرة وسبعمائة إلى ينبع من البلاد الحجازية وأسمع هناك جملة من كتب الأئمة على العلامة على بن على بن احمد داعس وكان صاحب الترجمة فقيها محققا وعالما كبيرا محدثا وكانت كتبه من كتب المذهب وغيره مضبوطة مصححه وعنه أخذ ابن أخيه الفقيه سليمان بن احمد ابن أبى الرجال وغيره(3/80)
حرف النون
الفقيه ناجى بن مسعود الحملانى
الفقيه العلامة التقى ناجى بن مسعود الحملانى أخذ عن جار الله بن أحمد الينبعى والإمام الناصر صلاح الدين محمد بن على بن يحيى الوشلى وغيرهم وكان عالما محققا فاضلا صدوقا قدوة وعنه اخذ في سنة 769 تسع وستين وسبعمائة السيد العلامة على بن محمد بن أبى القاسم والفقيه أحمد بن عطية وغيرهما رحمهم الله تعالى السيد الناصر بن احمد ابن الإمام المطهر بن يحيى السيد العلامة الناصر بن أحمد ابن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى الحسنى أخذ عن الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد بن المطهر بن يحيى والشيخ إبراهيم بن أحمد الكينعى والفقيه على بن عبد الله بن أبى الخير وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا ناسكا إماما في المعقول والمنقول مرجوعا إليه في الفروع والأصول وكان يسكن بمسجد الأحذم بصنعاء وعنه أخذ السيد محمد بن إبراهيم المفضل وغيره وله سيرة مختصرة في سيرة الإمام المطهر بن يحيى وولده المهدى محمد بن المطهر وولده الواثق ومات صاحب الترجمة في ذى القعدة سنة 802 اثنتين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
الشيخ ناصر بن الحسين المحبشى
الشيخ العلامة الورع التقى ناصر بن الحسين المحبشى حاكم الخليفة المهدى العباس بن المنصور الحسين أخذ عن علماء عصره وكان عالما تقيا ورعا ناسكا زاهدا عابدا خاشعا متقشفا ولاه المهدى العباس القضاء بعد أن مضى من عمره نحو ستين عاما فكان أوحد أهل زمانه دينا وورعا وزهدا وتعففا وقنوعا ولما تولى القضاء كتب إليه السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير نصيحة تناقلها الناس وأثبتناها بكمالها هنا لما اشتملت(3/81)
عليه من النصائح البالغة وهى ( ذبحت نفسك لكن لا بسكين *** كما رويناها عن طه وياسين ) ( ذبحت نفسك والستون قد وردت *** عليك ماذا ترجى بعد ستين ) ( ذبحت نفسك يالهفى عليك وقد *** كنا نعدك للتقوى وللدين ) ( أى الثلاثة تغدو في غداة غد *** إذ يجمع الله أهل الدون والدين ) ( فواحد في جنان الخلد مسكنه *** واثنان في النار دار الخزى والهون ) ( يأتى القيامة قد غلت يداه فكن *** يوم التغابن فيه غير مغبون ) ( فإن يكن عادلا فكت يداه وإلا *** كان في النار من أقران قارون ) ( فإن تقل أكرهونا كان ذا كذبا *** فنحن نعرف أحوال السلاطين ) ( وإن تقل حاجة مست فربتما *** فأين صبرك من حين إلى حين ) ( والله وصى به في الذكر في سور *** كم في الحواميم منه والطواسين ) ( قد شد خير الورى في بطنه حجرا *** ولو أراد أتاه كل مخزون ) ( مامات والله جوعا عالم أبدا *** سل التواريخ عنه والدواوين ) ( ليس القضا مكسبا للرزق نعرفه *** كما عرفناه في اهل الدكاكين ) ( إلا لمن للرشا كفاه قد بسطت *** بسط اللصوص شباكا للثعابين ) ( سل المنى والغنى ممن خزائنه *** سبحانه بين حرف الكاف والنون ) ( وحيث قد صرت مذبوحا فخذ جملا *** للنصح ما بين تخشين وتليين ) ( إياك إياك كتابا تخالهمو *** انسا وهم مثل اخوان الشياطين ) ( واحذر حجابا وحجابا مع خدم *** فهمهم أكل اموال المساكين ) ( وجانب الرشوة الملعون قابضها *** نصا فسحقا لإخوان الملاعين ) ( وفي الرشاء خفيات ويعرفها *** من كان ذا همة في الحفظ والدين )(3/82)
( واحذر قرينا تقل بئس القرين غدا *** كم حاكم بقرين السوء مقرون ) ( ولا تقل ذا أمين الشرع أرسله *** فكم رأينا أمينا غير مأمون ) ( واحذر وكيلا يريك الحق باطله *** برقة بين تنميق وتحسين ) ( ولا تنفذ أحكاما ومستند الأحكام *** رجم بتبخيت وتخمين ) ( لا تجعلن بيوت الله محكمة *** ولا تحلق من خلف الأساطين ) ( لتنظرن بين أقوام صراخهم *** صراخ ثكلا ولكن غير محزون ) ( لا يستطيع المصلى من صراخهم *** يأتى بفرض ولا يأتى بمسنون ) ( وثم أشياء ما بينتها لك في *** نظمى وتعرفها من غير تبيينى ) ( إن عشت سوف ترى منها عجائبها *** ان كان قلبك حيا غير مفتون ) ( فمن يمت قلبه لا يهتدى أبدا *** لو جئته بصحيحات البراهين ) ( هذى النصائح إن كان القبول لها *** مهرا ظفرت غدا بالخلد والعين ) ( مالم ظفرت أنا بالفوت منفردا *** بأجر نصحي يقينا غير مظنون ) ( ثم الصلاة على خير الورى أبدا *** وآله السادة الغر الميامين ) ( ولما وصلت هذه القصيدة إلى صاحب الترجمة بكى وقال أمر كتب على ناصر وقد عاهدت الله أن لا أحيف ولا أميل وقد ذيل وقرظ هذه القصيدة الفريدة السيد العلامة الورع التقى عبد الله بن لطف البارى الكبسى بقصيدة أولها ( لقد نصحت فحققت النصيح فلا *** زالت أياديك تأتينا على حين ) ومات صاحب الترجمة في يوم الجمعة أحد وعشرين شوال سنة 1191 إحدى وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين(3/83)
القاضى ناصر بن حسين المهلا
القاضى العلامة الناصر بن عبد الحفيظ بن عبد الله المهلا بن سعيد ابن محمد بن على القدمى النيسائى الشرفي أخذ عن أبيه وعن مهدى بن عبد الله البصير وغيرهما وكان مرجع العلماء المجتهدين وبركة أفاضلهم المحققين وله الأنظار الثاقبة في المباحث الدقيقة وهو من أنبل العلماء وأحسنهم طريقة واطلاعا على العلوم وسكن الشجعة من بلاد الشرف ومن مصنفاته في علم القرآن المحرر والمقرر واختصر الياقوت المعظم ووضع للزيدية طبقات مفيدة ومات في نيف وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين الإمام الناصر بن محمد بن الناصر الحسنى الإمام المنصور بالله الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد ابن الإمام المتوكل على الله المطهر بن يحيى الحسنى كان سيدا سريا هماما المعيا مشهورا بالبسالة والنجدة قاد الصفوف وأرغم الأنوف وأروى السيوف وله همة علية وآثار رضية ودعوته في سنة 841 إحدى وأربعين وثمانمائة وجرت بينه وبين آل طاهر وغيرهم من ملوك زمنه حروب وخطوب آلت إلى أسر أهل عرقب من بلاد الحدا لصاحب الترجمة في رجب سنة 865 خمس وستين وثمانمائة وحبسه الإمام المطهر بن محمد بن سليمان في كوكبان حتى مات في سنة 867 سبع وستين وثمانمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/84)
السيد الناصر بن محمد بن صبح الغربانى
السيد الداعي الناصر بن محمد بن يحيى العيانى الغربانى المعروف بصبح بمهملتين بينهما موحدة أخذ عن الإمام القاسمى بن محمد وغيره وكان عالما محققا ودعا إلى نفسه في سنة 1029 تسع وعشرين وألف لشىء أنكره على الإمام القاسم بن محمد في مصالحة الأتراك ووثل إلى الحيمة فقبض عليه وحبس في يناع ثم فر إلى بنى السياغ ثم وصل إليه جماعة من بنى مطر وأهل الحيمة فلما علم الأتراك بما هو عليه من الخروج عن طاعة الإمام قصدوه إلى الحيمة واستولوا على من معه ففر إلى بلاد حاشد وبكيل وبقى يتردد فيها ثم وصل إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم إلى شهارة وتاب وأناب وترك الشقاق ولم يزل مدرسا بشهارة حتى مات في جمادى الأولى سنة 1072 اثنتين وسبعين وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/85)
حرف الهاء
السيد الهادى بن إبراهيم الوزير الصغير
السيد العلامة الحافظ الهادى ابن صارم الدين إبراهيم بن محمد ابن عبد الله بن الهادى بن إبراهيم بن على الوزير الحسنى مولده في ثانى شوال سنة 854 اربع وخمسين وثمانمائة وأخذ عن والده في جميع العلوم وكان صاحب الترجمة محقق المحققين ومدقق المدققين والمبرز في المعقول والمنقول والمطرز بتحقيقاته وأنظاره الثاقبة مصنفات آل الرسول وعنه أخذ الإمام شرف الدين والسيد أحمد بن على الأهنوم وغيرهما من اكابر أعيان علماء ذلك العصر ولما وصل إلى صنعاء السلطان عامر بن عبد الوهاب الطاهرى صمم على انزال صاحب الترجمة معه إلى تعز في حكم الرهينة ومعه جماعة من سادات العلماء الأعلام ومات صاحب الترجمة في خامس عشر محرم سنة 923 ثلاث وعشرين وتسعمائة وقبر إلى جنب قبر الإمام إبراهيم بن تاج الدين رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى الهادى بن عبد الله بن محمد بن صلاح السلامى الآنسى
القاضى العلامة الهادى بن عبد الله بن محمد بن صلاح السلامى الآنسى نشأ بصنعاء وأخذ عن القاضى محمد بن على قيس والسيد مهدى بن حسين الكبسى والقاضى على بن يحيى البرطى وغيرهم وكان عالما فاضلا زاهدا ورعا عابدا حاكما في بلاد آنس ثم عينه المهدى صاحب المواهب للقضاء في بلاد حبيش من اليمن الأسفل ثم عاد إلى وطنه بنى سلامة من بلاد آنس فسكن بها ونشر العلم وأخذ عنه جماعة من العلماء منهم الفقيه أحمد بن على السحولى ومحمد بن الهادى الخالدى وغيرهم ومات بوطنه في سنة 1123 ثلاث وعشرين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
القاضى هادى بن على الصرمى
القاضى الطبيب المنجم الشاعر الأديب العالم هادى بن على الصرمى اليمنى ترجمه صاحب نفحات العنبر فقال في أثناء ذلك ما نصه كان محققا متفننا عارفا بكثير من فنون العلوم كالمنطق والهيئة والازياج والطبيعي والسيميا وما يتعلق به من علم الحرف وصناعة الأوفاق واستخدام الروحانيات وأحكام النجوم والأخبار بأشياء من الحوادث وعلم الطب ومباشرة العلاج مع الإصابة في كل ما باشره والتبريز فيه وكان محققا لعلوم الآلات من النحو والصرف والبيان وعالما في الحديث النبوى وسائر علم المنقول وألف المؤلفات العجيبة فمن ذلك مؤلف جمع فيه ماورد في الأحوال التى بعد الموت والعرف الندى حاشية على حاشية اليرذى وشمس الآوان فيما تعاقب عليه الملوان وكان حسن الأخلاق طيب الحديث كامل المروءة مطرحا للكبر والعجب سريع الحركة قلق الطبع إلى آخر ماحلاه به في النفحات وهو من رجال القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/86)
السيد الهادى بن يحيى الهدوى
السيد العلامة المحقق المدقق الهادى بن يحيى بن الحسين بن يحيى بن على بن الحسين مؤلف اللمع ابن يحيى بن يحيى الحسنى الهدوى مولده سنة 707 سبع وسبعمائة وأخذ عن أبيه وعن الإمام المهدى على بن محمد وغيرهما وكان من أعيان العلماء وأكابرهم وأعلامهم وممن لا يجارى في الفضائل وله من التجربة للأمور ومعرفة مصادرها ومواردها ما ليس لغيره وكان من أعيان أعوان الإمام المهدى على بن محمد وعنه أخذ السيد صلاح بن الجلال وغيره وله تعليقة تسمى الشرفية ومات بصعدة سنة 784 أربع وثمانين وسبعمائة رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/87)
حرف الياء
السيد يحيى بن إبراهيم بن على جحاف
السيد العالم الأديب يحيى بن إبراهيم بن على بن إبراهيم بن المهدى جحاف الحبورى الحسنى كان عالما أديبا أريبا ناظما بليغا بلغ الغاية القصوى في النظم والنثر وسلك في الأدب طريقة لم تسلك في سهولة الألفاظ وصحة المعانى وكان طيب المحاضرة حلو الحديث لازم المولى على ابن المتوكل على الله إسماعيل وكتب له وكان يميل في شعره إلى الرقائق والغزليات ولما كان قيام المولى يوسف بن المتوكل كتب له صاحب الترجمة وأنشأ له الرسائل ولما آل الأمر إلى صاحب المواهب حبس المترجم له بالقاهرة في تعز مدة ثم افرج عنه وجمع بعض آل جحاف ديوان شعره في مجلد سماه درر الأصداف من شعر السيد يحيى بن إبراهيم جحاف وكان يسكن تارة في حبور وتارة بصنعاء وحينا بضوران وبلاد ريمة وحينا بجبلة ومن لطائف شعر قوله ( يقول لى العذول وقد رآذنى *** حليف هوى بمن حاز الجمالا ) ( أبن لى هل أنا لك ما تمنى *** وهل تسلو فقلت له أنا لا ) وتوفى بريمة وصاب في سنة 1117 سبع عشرة أو ثمان عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد يحيى بن إبراهيم بن يحيى جحاف
السيد العلامة يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن المهدى بن إبراهيم بن المهدى بن احمد جحاف الحبورى كان سيد وقته علما وعملا وتولى القضاء بمدينة حبور أيام المتوكل على الله إسماعيل ونشر العلم وأحيا المعالم وكان في النحو الغاية وله شرح على الحاجبية عظيم الشأن وكان في الفقه المجلى في الرهان وله ما يجرى مجرى الشرح لنهج البلاغة وشعره على منهج العرب العرباء ومات في حدود سنة 1103 ثلاث ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/88)
الفقيه يحيى بن احمد الشبيبي
الفقيه العلامة يحيى بن احمد بن حسين بن على بن يحيى بن محمد الشبيبي أخذ عن أخيه المحقق الحسن بن احمد وغيره وتولى القضاء في تعز وحبيش وحجة وعتمة ويريم ورداع وكان في غاية من الزهد والورع لم يتمول من الدنيا على قدر ما تولاه من الأعمال في القضوات بل قنعت نفسه من الدنيا بالكفاف فعف عنها أحسن العفاف ومات بمحلة ذى حود في سنة 1192 اثنتين وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى
السيد يحيى بن احمد حيدرة الغربانى
السيد العلامة الأديب يحيى بن احمد بن عبد الله حيدرة الغربانى نشأ بصنعاء وكان سيدا ماجدا أديبا أريبا هماما كريما وكان رئيسا غير مرؤس ومعدودا في الصدور والرؤس وعزم إلى مدينة زبيد واستوطنها ومن شعره ( بضياء وجهك وهو أحسن مطلع *** وبسالف من فوق جيد أتلع ) ( وبقامة الفية ما حررت *** الا لوصل بيننا لم يقطع ) ( وبسهم لحظ عن قسى حواجب *** متشرع لقتال صب موجع ) وهى قصيدة كبيرة جيدة ومات بزبيد في القرن الثانى عشر أيام المهدى صاحب المواهب رحمه الله تعالى السيد يحيى بن احمد العباسى السيد العالم الأديب البارع المؤرخ يحيى بن احمد العباسى كان سيدا فاضلا أديبا أريبا كاملا ناظما ناثرا رئيسا مترسلا هماما ماجدا حسن الأخلاق لطيف الطباع وزر للمهدى صاحب المواهب مدة ثم نكبه فلزم الخمول ومن نظمه كتاب نفخ الصور في تراجم آل القاسم المنصور وهى قصيدة إلى مائة وتسعين بيتا نظمها في سنة 1090 تسعين وألف وأولها ( نسمات المنظوم في المنثور *** رق منثورها بنفخ الصور ) ومن شعر صاحب الترجمة قصيدة أولها ( سل فؤادى هل حل فيه سواكا *** فهو ينبيك انه مغناكا ) ( يا صديقا له حميد السجايا *** وحبيبا للحاسدين شجاكا ) إلى آخرها ومات المترجم له في القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/89)
السيد يحيى بن احمد الهدوى المدانى
السيد الأديب الأريب يحيى بن احمد الهدوى المدانى وكان سيدا سريا وعالما عارفا ذكيا طويل الباع في الأدب ظاهر النباهة حلو الفكاهة ومن شعره قصيدة أولها ( امزار الحبيب من بعد هجعه *** يتلألأ جبينه بالأشعة ) ( خلع الحسن والبهاء عليه *** من برود الجمال أبهج خلعة ) وهو من أدباء القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين السيد يحيى بن اسمعيل الأخفش السيد العلامة يحيى بن اسمعيل بن احمد بن محمد الأخفش الحسنى اليمنى الكوكبانى الصنعانى أخذ العلم عن علماء عصره بصنعاء ثم رجع إلى وطنه كوكبان وكان عالما فاضلا له فضائل جمة مع مسكينة ووقار ومروءة وسماحة وديانة وتولى الأوقاف والقضاء بكوكبان فباشرهما بعفاف ونزاهة وديانة صادقة ومن شعره من قصيدة طويلة قوله ( وهذا الذى أعنيه في النظم سيد *** بهمته القعساء قد أحرز العلما ) ( وساد على الأقران بالفضل والتقى *** وفاق بهذا العصر سادته الشما ) إلى آخرها وموته بالقرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/90)
القاضى يحيى الجبارى حاكم أبى عريش
القاضى العلامة التقى يحيى بن إسماعيل الجبارى نسبة إلى جبارة من قرى مغرب عنس في بلاد ذمار أخذ عن والده وعن القاضى محمد بن صلاح الفلكى والسيد صلاح بن احمد الرازحى والقاضى عبد العزيز بن محمد الحبيشى الأصابى وغيرهم وكان اماما محققا وعالما مدرسا في فنون العلم وتولى القضاء أيام الإمام المؤيد بالله محمد ابن المتوكل على الله إسماعيل ولازمه مدة خلافته ثم ولاه المهدى صاحب المواهب القضاء في أبى عريش وما إليها من أعمال تهامة فما زال فيه حتى مات هنالك في ربيع الأول سنة 1102 اثنتين وقيل أربع ومائة رحمه الله تعالى قال مؤلف مطلع الأقمار بذكر علماء ذمار انه وجد بخط صاحب الترجمة أن القبر الذى غربى الصومعة الشرقية بجامع صنعاء هو قبر السيد الحسن بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الله بن العباس الشهيد بكربلاء مع أخيه الحسين السبط بن على بن أبى طالب عليهم السلام انتهى(3/91)
القاضى يحيى بن الحسن الآنسى
القاضى العلامة يحيى بن الحسن بن أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن صلاح الآنسى كان عالما ورعا تقيا فاضلا شاعرا بليغا فمن شعره قصيدة كتبها إلى تلميذه السيد الأديب إبراهيم بن زيد بن على جحاف أولها ( أملاك رقى كاتبونى فإننى *** لكتبكم راج ورب البرية ) ( ولا تحسبونى مذ تنائيت عنكم *** تناسيتكم أوخنت عهد المودة ) ومات في هجرة مسطح من بنى قشيب آنسى في جمادى الأولى سنة 1107 سبع ومائة وألف وصاحب الترجمة من بيت شهير بالعلم والفضل والصلاح فإنه جده أحمد بن يحيى كان من العلماء الفضلاء الزهاد وجد والد المترجم له وهو يحيى بن إبراهيم بن صلاح كان عالما فاضلا وله فضائل وشهرة في بلادهم وقبره مشهور بجنب قبر السيد يحيى بن قاسم بن يوسف المرتضى بن المفضل بن المنصور بن المفضل بن الحجاج في بلاد آنس ومن جدودهم القاضى أحمد بن على الأعقم مؤلف التفسير المشهور للقرآن الكريم رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد يحيى بن الحسن بن اسحاق بن المهدى
السيد العلامة الورع التقى الأديب يحيى بن الحسن بن اسحاق بن المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى وأخذ عن والده وعن عمه المولى محمد بن اسحاق وعن ابنى عمه أحمد ابن محمد بن اسحاق وإسمعيل بن محمد بن اسحاق وغيرهم من أكابر علماء عصره وأتقن جميع علوم الأدب غاية الإتقان مع مشاركته في جميع العلوم وكان حسن الأخلاق لين الجانب كثير التواضع لايشغل نفسه بغير ما يعنيه حفاظة للعلوم شديد النسيان لغيرها وكثيرا ما يضع كتب القرائة من يده ليقضى بعض أغراضه ثم يترك تلك الكتب نسيانا وقد يخرج من بيته غير معتم لنسيانه لبس العمامة وأما في حفظ الآداب والعلوم فإنه آية باهرة وقد كاتب عدة من بلغاء عصره ومن شعره قصيدة أولها ( بات بكأس الارتوا مداهقا *** راحا له قد حكت الحقائقا ) ( وأشرقت أنوارها بقلبه *** لذا دجاه صار صبحا شارقا ) ( صب بأسياف اللحاظ موثق *** أضحى بعروة الحلال واثقا ) ومات في ثامن وعشرين محرم سنة 1193 ثلاث وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/92)
القاضى يحيى بن الحسن الحيمى الشبامى
القاضى العلامة الأديب يحيى بن الحسن بن احمد الحيمى الشبامى كان عالما عارفا أديبا كريما فاضلا أخذ عن أخيه وتولى الخطابة بمدينة شبام ومن شعره قصيدة أولها ( بان الخليط فبان ماء شؤنى *** وازداد وجدى في الهوى وحنينى ) ( وتصعدت زفرات نفس لم تزل *** مأسورة بظبا الظباء العين ) ( نصبوا إلى ثانى المعاطف ثالث *** القمرين مستغن عن التحسين ) ( ريم رمى لمارنا بلحاظه *** فأصاب مهجة مغرم مفتون ) ( رضوان حسن مذ غدا لى مالكا *** ايقنت أنى في العذاب الهون ) وهى قصيدة كبيرة والمترجم له من رجال القرن الثانى عشر رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/93)
القاضى يحيى بن الحسين الحيمى الشبامى
القاضى العلامة الأديب الشاعر البليغ يحيى بن الحسين بن أحمد الحيمى الشبامى كان أديبا أريبا شاعرا فصيحا ظريفا لطيفا حسن الأخلاق جوادا مدح الإمام المهدى لدين الله احمد بن الحسن بن القاسم وغيره من الرؤساء بغرر القصائد الفرائد وكان قد جمع ديوان شعره بنفسه فمن ذلك قصيدة أولها ( خف الآلة فوجدى فيك غير خفى *** وها فؤادى منه في شفا جرف ) ( أقمت منك على حرف مخافة أن *** ينهار حبك بى في أبحر التلف ) ( قل لى فديتك ما في القول من عبث *** وأنطق بصدق لسان غير مختلف ) ( ماذا يكون بقلب قد وقفت به *** فلم يزل خافقا كالقرط لم يقف ) إلى آخرها ومات في سنة 1088 ثمان وثمانين وألف بمدينة عيان في حضرة الإمام المهدى أحمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بصكة وقعت في جبينه من رأس فرسه عند رفع عنانه رحمه الله تعالى
القاضى يحيى بن حسين الشويطر الذمارى
القاضى العلامة يحيى بن حسين الشويطر الذمارى مولده سنة 1146 ست وأربعين ومائة وألف وأخذ عن أخيه عبد القادر وعن سعيد بن عبد الرحمن السماوى وعلى بن أحمد ناصر الشجنى وعبد الله بن حسين دلامة وغيرهم وكان عالما عاملا ورعا تقيا فاضلا محققا للفروع والوصايا ومات بذمار في سنة 1198 ثمان وتسعين ومائة وألف رحمه الله تعالى(3/94)
القاضى يحيى بن حسين السحولى
القاضى العلامة الورع التقى يحيى بن حسين بن يحيى بن محمد السحولى الصنعانى أخذ عن أبيه وعن عمه إبراهيم بن يحيى في كثير من فنون العلوم وكان عالما محققا مرجوعا إليه في الفقه مقررا لقواعده وعنه أخذ القاضى أحمد بن على السحولى وعبد الكريم السلامى وسعيد بن أحمد السلامى والسيد قاسم بن أحمد العيانى وغيرهم ومات بصنعاء في سنة 1113 ثلاث عشرة ومائة وألف وقبره بقرب قبر عمه إبراهيم بالسعدى جنوبى صنعاء ورثاه السيد العلامة عبد الله بن على الوزير بقوله ( يقولون لى مات العماد وهذه *** صوامع صنعاء قد نعته إلى صنعاء ) ( فقلت لهم مامات ذوالفضل إنما *** يموت الذى ينسى ويحيى الذى ينعى )
السيد يحيى بن على الحيسى المؤرخ
السيد العلامة المحقق المدقق المؤرخ يحيى بن على بن محمد بن مهدى الحيسى القاسمى أخذ عن الشيخ الحافظ على بن محمد العقينى التعزى وغيره من أكابر علماء عصره وكان عالما محققا لجميع العلوم من نحو وصرف وفقه ومعان وبيان ومنطق وأصول وحديث وتفسير وهو مؤلف كتاب تكرمة الإفادة لتاريخ الأئمة من خلافة الإمام المنصور بالله القاسم بن على العيانى إلى ايام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد المتوفى سنة 1087 سبع وثمانين وألف وقد أجاز صاحب الترجمة شيخه العقينى المذكور اجازة قال فيها ما نصه اجزته أن يروى عنى الأمهات السبع البخارى ومسلم والموطأ وسنن أبى داود والترمذى والنسائى وابن ماجه وأجزت له رواية ما يجوز لى روايته من تفسير وحديث ونحو وصرف ولغة ومعان وبيان وعروض وقوافى وغير ذلك وأجزت له أن يروى عنى ما ألفته وهى حاشية التيسير المسماة عنوان القبول إلى تيسير الوصول ومختصر فتح الرحمن على زيد ابن رسلان في الفقه عشرون كراسا وفتح المنان شرح المدخل في
المعانى والبيان خمسة عشر كراسا إلى آخر الإجازة وقد أجاز صاحب الترجمة لولده السيد العلامة محمد بن يحيى بن على في سنة 1104 أربع ومائة وألف بمثل هذه الإجازة رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/95)
السيد يحيى بن محمد الحوثى
السيد العلامة الحافظة التقى يحيى بن محمد بن على بن صلاح بن على بن عبد الله بن أحمد بن على بن الحسين بن على بن عبد الله ابن الإمام المؤيد بالله يحيى بن حمزة الحسينى اليمنى الحوثى مولده بمدينة حوث من بلاد حاشد في سنة 1107 سبع ومائة والف وأخذ عن القاضى عبد الله الروسى بمدينة شهارة ثم هاجر إلى صنعاء فأخذ بها عن السيد صلاح بن الحسين الأخفش والسيد الحسن بن اسحاق بن المهدى والسيد إسماعيل بن صلاح الأمير وولده السيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير وغيرهم وحقق فنون العلم ومال إلى السنة النبوية واعتنى بها كل العناية رواية ودراية وعلما وعملا وحصل عدة من الكتب بخطه وكان روح جسم العلم والزهادة ونور حدقة التقوى والعبادة وأقام بهجرة حوث آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ملجأ للمظلومين سوط عذاب على الظالمين وكان معظما مجللا مسموعا مطاعا وطلب منه القيام بأمر الإمامة العظمى فمال عن ذلك واشتغل بنشر العلم ومات بهجرة حوث في رمضان سنة 1152 اثنتين وخمسين ومائة وألف وأرخ وفاته الأديب احمد بن حسين الرقيحى الصنعانى بأبيات منها ( خصه الله بعلم نافع *** ويقين في سواه ليس يوجد ) ( قد قضى نحبا فلاقى ربه *** وحباه بنعيم ليس ينفد ) ( أنبأ التاريخ حيى آمنا *** في جنان الخلد يحيى بن محمد ) سنة 1152(3/96)
الفقيه يحيى بن موسى الحبورى
الفقيه العلامة الأديب يحيى بن موسى الحبور البدوى كان من الأتقياء المخلصين والأدباء الأكرمين له الشأن العظيم والاعتقاد الصحيح السليم في أهل البيت النبوى وله ديوان شعر ومن شعره قصيدة أولها ( ليس تشقى بذكرك السعداء *** يا حبيبا للبدر منه سناء ) ( يا أبى القاسم الرفيع ومن قد *** أنجبته الأماجد الكرماء ) ( يا شفيع الأنام يا خير هاد *** يا سماء ماطاولتها سماء ) ( أنت ماح الضلال في كل ناد *** بسيوف يلوح منها الهداء ) إلى آخرها وتوفى بمدينة صنعاء في جمادى الآخرة سنة 1110 عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين
السيد يعقوب بن محمد بن اسحق
السيد العلامة الفهامة الأديب الأريب يعقوب بن محمد بن اسحاق بن المهدى لدين الله احمد بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى أخذ عن أبيه وعن أخيه اسماعيل بن محمد وعن القاضى احمد بن احمد بن أبى الرجال وغيرهم وكان عالما محققا مدققا وشاعرا فصيحا مفلقا لطيف الشمائل حسن الأخلاق له الأشعار الكثيرة الرائقة ومن شعره يمتدح المنصور على بن المهدى العباس بعد دعوته في سنة 1189 تسع وثمانين ومائة وألف بقصيدة أولها
( نظام هنائى لؤلؤ وفرائد *** على عنق العلياء منه قلائد ) ( ويوم أسى قلبى ضحى ثم سرنى *** أصيلا وقد حاز الخلافة ماجد ) ( نفى الخوف من كل القلوب بدعوة *** يكاد لداعيها تلبى الجلامد ) إلى آخرها وكان كثير الثناء على المنصور على عقيب دعوته ثم كان خروجه عليه مع ابن أخيه المولى على بن احمد بن محمد بن اسحاق إلى بنى جرموز من أعمال صنعاء وتوفى هناك في ذى الحجة سنة 1196 ست وتسعين ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/97)
السيد يعقوب بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل
السيد العلامة القانت الناسك التقى يعقوب بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل بن الإمام القاسم بن محمد الحسنى اليمنى الصنعانى أخذ عن السيد العلامة احمد بن عبد الرحمن الشامى وغيره وكان سيدا ناسكا تقيا ورعا المعيا كريما فارسا شجاعا ذا وجاهة اتصل في تعز بالسيد يحيى الشظبى الصوفى وأخذ عنه طريقة القوم فعرف شيئا من رموزهم ولقنه استغفارا يقوله بعد كل صلاة وعند كل غفلة وهو أستغفر الله الذى لا إله الا هو الحى القيوم من كل ما كره الله من قول وفعل وعمل وخاطر وذنب وخطيئة وحركة وسكون واعتقاد ونية وأتوب إليه وكان من بعد ذلك ملازما للسيد العدوى احمد بن عبد الرحمن الشامى فزوجه ابنته ورغب فيه ولم يفارقه أكثر أوقاته وكان له شغف بعمل الأطياب ومات بصنعاء في صفر سنة 1190 تسعين ومائة وألف وصلى عليه المنصور على بن المهدى العباس وحضر دفنه رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/98)
السيد يوسف بن الحسين بن المهدى
السيد السند الماجد يوسف بن الحسين ابن المهدى لدين الله احمد بن الحسين ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى كان سيدا ماجدا ورئيسا نبيلا عظيما كريما شجاعا فارسا ولما خلع صنوه المتوكل القاسم بن الحسين طاعة المنصور بالله الحسين بن القاسم بن المؤيد الشهارى ودعا إلى نفسه بصنعاء في سنة 1118 ثمان وعشرين ومائة وألف امتنع صاحب الترجمة عن مبايعة صنوه المتوكل وانعزل بوادى ضهر من أعمال صنعاء مدة كالمغاضب لصنوه ثم بايع من بعد ذلك بمدة وكتب سيد بن اسحاق بن يوسف ابن المتوكل على الله إسماعيل على لسان صديق له إلى صاحب الترجمة يستدعى منه من دار الحجر بالوادى حمامة فقال ( يا يوسف العصر العزيز ومن رقى *** سبل الفخار إلى المحل الأرفع ) ( وافتك معلنة بشكوى اعلنت *** عن صادح يشدو بلحن مبدع ) ( يهوى الأليف مطارحا لسجوعه *** فامنن بألف للعميد المولع ) ( كم بات ينشد وهو مسلوب الحجى *** لفراق من يهوى بقلب موجع ) ( احامة الوادى بشرقى الغضا *** ان كنت مسعدة الكئيب فرجعى ) ( ياليت شعرى هل يكون جوابه *** هبطت اليك من المحل الأرفع ) ومات صاحب الترجمة بوادى ضهر من اعمال صنعاء في سنة 1137 سبع وثلاثين ومائة وألف وسار صنوه الخليفة المتوكل القاسم بن الحسين من صنعاء لدفنه بالوادى ثم عاد رحمهم الله تعالى(3/99)
السيد يوسف بن الحسين بن احمد زبارة
السيد العلامة الفهامة امام أهل النسك والعبادة قطب أهل الورع والتقشف والزهادة يوسف بن الحسين بن احمد بن صلاح بن أحمد ابن الأمير الحسين المعروف بزبارة الهادوى الحسنى اليمنى الصنعانى مولده نهار يوم الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة 1116 ست عشرة ومائة وألف ونشأ في ثياب العفة والطهارة فأخذ عن والده امام الإسناد الحسين بن احمد وعن السيد الإمام الشهير هاشم بن يحيى الشامى والسيد الإمام محمد بن إسماعيل الأمير والسيد الإمام محمد بن اسحاق بن المهدى وصنوه المحقق الحسن بن اسحاق بن المهدى والسيد العلامة اسحاق بن يوسف بن المتوكل وغيرهم من أكابر علماء عصره وفاق أقرانه في النحو والصرف والمعانى والبيان والتفسير والحديث وبرع في المعارف وكان أوحد أهل زمانه عبادة وزهادة وعفافا وتولى الخطابة بجامع صنعاء واستمر فيها إلى تاريخ وفاته وله كرامات مشهورة ومناقب جمة ومن مؤلفاته تحفة الأخوان في فضيلة كلمة الإيمان وهى كلمة التوحيد ومن شعره في حصر سبعة عشر من أنواع الكبائر ( الا ان انواع الكبائر سبعة *** وعشر فمنها أربع قيل في القلب ) ( هى الشرك بالرحمن مع أمن مكره *** وبأس وإصرار المسىء على الذنب ) ( وفي الفم صنع السحر قذف لمحصن *** يمين غموس والشهادة بالكذب )(3/100)
( وفي البطن شرب للخمور وأكله *** لمال يتيم والربا بئس للمربى ) ( وثنتان في الفرج الزنا وتلوط *** وأما يد فالسرق قتل بلا ذنب ) ( وإن فر من زحف ففى الرجل واللتى *** تعم عقوق العاق للأم والأب ) ومن شعره رحمه الله في صيغة الأمر التى هى فعل وتستعمل لخمسة وعشرين معنى فقال ( أتت لمعان صيغة الأمر فلتكن *** لها حافظا يا صاح غير مسهل ) ( لندب وإرشاد وجوب اباحة *** دعاء كيارب اعف عنى وجمل ) ( ومنها احتقار وامتنان اهانة *** وتسوية تعجيزهم بالمنزل ) ( كذلك تكوين تمن كقوله *** الا أيها الليل الطويل الا انجلى ) ( ومن ذاك انذار كمثل تمتعوا *** قليلا وتأديب ككل أنت ما يلى ) وجاءت لتفويض وأيضا مشورة *** كذاك اعتبار والتماس المماثل ) ( ومن ذاك تكذيب كهاتوا تلهفا *** كموتوا وتصبير كذرهم فمهل ) ( كذا خبر جاءت بمعنى رواية *** إذا انت لم تستحى ما شئت فاعمل ) ( وجاءت لتسخير وأيضا تهدد *** وآخرها الأكرام والحمد للعلى ) ومات صاحب الترجمة خطيبا بصنعاء في يوم الأربعاء خامس عشر شوال سنة 1179 تسع وسبعين ومائة وألف وقبر بالحوطة المشهورة المقبور بها السيد العلامة احمد بن عبد الرحمن الشامى والقاضى العلامة احمد بن محمد قاطن جنوبى سور مدينة صنعاء رحمهم الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/101)
السيد يوسف بن الحسين بن الحسن بن القاسم
السيد العلامة الأديب يوسف بن الحسين بن الحسن ابن الإمام القاسم بن محمد الحسنى الصنعانى كان عالما أديبا فاضلا أريبا فاق أقرانه في التبريز وفاتهم في مجال التحصيل والتمييز فمن شعره قصيدة أولها ( جس نبض الأوتار في الأسحار *** وأجل لى كاعبا عروس العقار ) ( هاتها في الكؤوس حمرا صرفا *** قد كساها المزاح ثوب اصفرار ) ( قد جرى جدول الصباح إلى الأفق *** ليسقى اقاح تلك الدرارى ) ( شاخ شخص الظلام حتى تبدى *** في دجى عارضيه شيب النهار ) إلي اخرها واخترمته المنية قبل والده ولو طال عمره لجاء بالعجب العجاب في فنون العلوم والآداب وموته بخفاش من مغارب صنعاء في سنة 1115 خمس عشر ومائة وألف رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/102)
القاضى يوسف بن على الحماطى اليمني
القاضى العلامة التقى الفهامة الزاهد العابد يوسف بن على بن محمد الحماطى نسبة إلى بنى حماطة من بلاد الحيمة نشأ على الزهد والورع وارتحل عن وطنه لطلب العلم في مدينة زبيد وأخذ عن علمائها من فنون العلم مايريد ثم سافر إلى مكة المكرمة فاخذ عن علمائها وانتشر ذكره بها ثم عاد إلى اليمن وأقام مدة بمدينة فللة من جهات صعدة ثم رجع إلى وطنه ببلاد الحيمة وجهات صنعاء ومن مشايخه القاضى على بن قاسم السنحانى الصنعانى وغيره وكان حريصا على التعليم والإستفادة والإرشاد وله رسائل في مسائل وكان يفعل قبل دعوة الإمام القاسم بن محمد ما يفعله المحتسب المجتهد في الجهاد وإزالة المنكرات ولما كانت دعوة الإمام القاسم في صفرسنة 1006 ست وألف كان لصاحب الترجمة الأيام المعروفة في الجهاد ومعاضدة الإمام وشن الغارات على الأتراك وحث أهل البلدان على إعانة الإمام ووجوب طاعته والمسارعة إلى الجهاد وما زال على ذلك حتى اسرته الأتراك وسجنوه بقصر صنعاء حتى مات شهيدا مسموما في سنة سبع وألف وقبره جنوبى سور بمدينة صنعاء رحمه الله وإيانا والمؤمنين آمين(3/103)