قطوف
من روائع السيرة الذهبية
( 3 )
لأول مرة
الإسراء والمعراج
الرِّوَايَةُ المتَكَامِلَةُ الصَّحِيْحَةُ الوَحِيْدَةُ
تأليف
الشيخ / محمدُ بنُ رِزْقٍ بنِ طُرْهُونِيْ
دار فواز للنشر والتوزيع
الإحساء
المقدمة
الحمدُ لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فقد وعدتك أيها القارئ العزيز في رسالة ( النبيُّ ( كأنَّك تراه ) وهي الجزءُ الثاني من مجموعة القطوف التي وقع الاختيارُ عليها من كتابي صحيحِ السيرةِ النبويةِ والذي سميته [ السيرة الذهبية ] بإخراج قصة الإسراءِ والمعراجِ الصحيحةِ في وقتٍ لاحق . وها أنا ذا أوفي بما وعدتُ به ، متعجلاً وصولَ هذه المعلوماتِ إليك ، ومشوقاً لك إلى المجلد الثاني من السيرةِ المتضمن في حناياه هذه الرسالةَ الصغيرة ، وأتركُ لخيالِك المجالَ لتتصورَ مايحويه هذا المجلدُ المنتظرُ من سائرِ المباحثِ والوقائعِ إلى هجرتِه ( على غرارِ المنهج الذي تراه في هذا الجزء .
وقد ذكرت في الجزء الأول المتعلق بتحديدِ تاريخِ مولِده ( الدافعَ الذي دفعني لإفرادِ تلكَ المباحثِ في أجزاءٍ مستقلة .
أما حادثةُ الإسراءِ والمعراجِ فقد كثر الخلافُ حولها بين السلف والخلف ؛ هل كانت يقظةً أم مناماً ؟ وهل كانت بالروحِ أم بالجسدِ والروح ؟ وهل وقعَ المعراجُ بالروحِ والإسراءُ بالجسد ؟ وهل كانت قبل البعثة أم بعدها ؟ وهل كانت قبلَ الهجرة أم بعدها ؟ وهل وقع الإسراءُ أولاً أم المعراجُ ؟ وهل تكرر الإسراءُ والمعراجُ ؟ وهل وقع بعضُه مناماً وبعضًه يقظة ؟ وهل .... وهل ... أمورٌ كثيرةٌ حدثَ الخلافُ حولها ، وسيتبينُ لك أيها القارئ خلاصةَ بحثِ هذه الخلافاتِ بالسياقِ المذكورِ في هذه الرسالة .(1/1)
أما المباحثُ التي سبقت ما سُطِرَ هنا فمنها ما هو مكذوبٌ صراحةً مثل ما اشتهر بين الناس بما يسمى بـ( معراج ابن عباس ) ، ومنها مالم يحظَ بالدراسة والتمحيصِ فخلط الغثَّ بالسمين ، ومنها ما هو نقل لبعض الروايات الواردة المتكرر ألفاظها مع ترك البعض الآخر ، وأما هنا فقد حرصت على إدماج الروايات الصحيحة الثابتة فقط في سياقٍ واحدٍ يعيش معه القارىء في أحداثِ القصة ، وجعلت دراسة الرواياتِ في آخر الجزء حسب الأرقام المذكورة .
ويلاحَظُ أن الرقمَ الأساسيَّ لروايةِ الإسراء والمعراج في الكتاب الأم هو رقم (501 ) ويتضمن تحته تخريجَ الزياداتِ من الزيادة بين القوسين (1) ، (1) إلى الزيادة بين القوسين (42) ، (42) وكلُّها مذكورةٌ في هذهِ الرسالة , وأما تحديدُ تاريخِ الإسراءِ والمعراج فهو في نفس الرواية التي حددتْ المولدَ وقد ذكرتها في الجزء الأول من هذه القطوف .
كما أزفُّ إلى جميع القراء البشرى مرةً ثانية بقرب صدورِ المجلد الثاني من السيرةِ الصحيحة ، وآمل من الجميع التماس العذرِ لي فيما يلاحظونه من بعض التأخر في إخراجِ هذا العمل ، ولا بدَّ لي من ذكر بعضِ أسبابه وأذكر على سبيلِ المثال سببين :
الأول : وهو واضحٌ لكل قارىء ، ويتضمن صعوبةَ هذا العمل وضخامتَه ومسئوليتَه التي يحجم عنها الحاجمون وتقصر دونها الهمم .
الثاني : أن هذا العملَ قائمٌ على جهدي الخاص علمياً ومادياً ، فلم أتلقَّ أيَّ دعمٍ ماديٍّ له ، وليس في مقدوري الاستعانة حتى ولو بكاتب يوفر علي شيئاً من الوقت ، في حين تُوَفَّرُ الملايينُ لمثلِ هذا العمل نفسِه عندَ عدةٍ من الجهاتِ وأسأل الله أن يوفقَ الجميعَ لخدمةِ هذا الدين ، وبالأخصِّ سيرة الحبيب ( , وأذكر في هذا المقامِ قولَ الشاعر الذي طالما ردده أحدُ مشايخنا الفضلاء في التفسير :
وكم في الخدر أبهى من عروس ولكن للعروس الدهر يوما(1/2)
وقد تمنيتُ كثيرا أن يتبنى هذا العملَ جهةٌ رسميةٌ تساعدُ على سرعةِ إنجازِه ، ولكن لم يتيسرْ شيءٌ من ذلكَ ، وعلى الله التكلان .
هذان سببان ظاهران ، وما خفي كان أعظم ! ولذا فإني أطلبُ منهم الدعاءَ لي أن يوفقني الله تعالى في إكمالِ هذا الطريق الشاق ، وأن يسددَ قلمي وينير بصيرتي ، وأن يجعل عملي خالصا له وحده لا شركَ فيه لأحدٍ كائنا من كان .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
المؤلف
محمد بن رزق بن طرهوني
المدينة المنورة 1412هـ
ص.ب 1783
[ قصة الإسراء والمعراج ]
(41) ( وفي يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ) (41)
بينما رسول الله ( في الحطيم عند البيت ، مضطجعاً بين النائمِ واليقظان ، إذ سمع قائلاً يقول : أحد الثلاثة بين الرجلين (18)( فجاءه ثلاثةُ نفر قبلَ أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام ، فقال أولهُّم : أيهم هو ؟ فقال أوسطهم : هو خيرُهم , فقال آخرُهم : خذوا خيرَهم . فكانت تلكَ ليلة ، فلم يرهم حتى أتَوْهُ ليلةً أخرى فيما يرى قلبُه وتنامُ عينُه ولا ينامُ قلبُه ، وكذلك الأنبياءُ تنام أعينُهم ولا تنامُ قلوبهم )(18) .
(35) ( وذلكَ بعد ما صلى لأصحابِه صلاةَ العتمة بمكة معتماً ) (35) . قال رسول الله ( : ( فُرِجَ عن سقف بيتي وأنا بمكة ، فنزل جبريل ) (12) ( فإذا أقربُ من رأيتُ به شبهاً دِحيةُ بنُ خليفة ) (12) .(1/3)
(3) ( فانطلقوا بي إلى زمزم ) (3) (18) ( فلم يُكلِّموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئرِ زمزم )(18) قال : وأتاني ( جبريل ففرج صدري ) فشق ما بينَ هذه إلى هذه ؛ يعني : من ثغرةِ نحره إلى شعرتِه إلى مراق البطن ، (18) ( حتى فرغ من صدرِه وجوفِه فغسله بماءِ زمزم بيده حتى أنقى جوفَه )(18) . قال رسول الله ( : فاستخرج قلبي فغُسل بماء زمزم ثم أُتيت بطست من ذهب (18) ( فيه تَوْرٌ من ذهب )(18) مملوءة ( حكمة ) وإيمانا ( فأفرغه في صدري ) فغسل قلبي . ثم حشى (18) ( به صدرَه ولغاديدَه )(18) ثم ( أطبقه ) (24) ( فلما شقَّ جبريلُ بطنه قال : قلبٌ وكيعٌ - أي شديد- فيه أذنان سميعتان وعينان بصيرتان ، محمد رسول الله المقفي الحاشر ، خُلُقُكَ قيِّمٌ ولسانُك صادقٌ ونفسُك مطمئنة )(24) .
قال ( : (28) ( فبينا أنا نائمٌ إذ جاء جبريلُ عليه السلام فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرةٍ فيها كوكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسَمَتْ وارتفعت حتى سدَّت الخافِقَين وأنا أقلب طرفي ولو شئتُ أن أمسَّ السماءَ لمسستُ )(28) ( ثم أخذ بيدي ) فانطلق بي جبريلُ حتى أتى السماءَ الدنيا .(1/4)
(18) ( فضرب بابا من أبوابها ) فاستفتح جبريل ( ( قال جبريلُ لخازنِ السماءِ : افتح ) فقيل من هذا ؟ قال : جبريل , قيل ومن معك ؟ قال : محمد ( , قيل : وقد أُرسِلَ إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحباً به (18) ( وأهلاً به )(18) فنعم المجيء جاء (18) يستبشر به أهلُ السماءِ لا يعلمُ أهلُ السماءِ بما يريدُ الله به في الأرض حتى يُعلِمهم )(18) ففتح لنا . فلما خلصت ( علَوْنا السماءَ الدنيا ) فإذا فيها آدمُ ( ( رجلٌ قاعدٌ ، على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قِبَلَ يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى ) ( قلت لجبريل : من هذا ؟) فقال : هذا أبوك آدم ( ( وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نَسمُ بنيه فأهل اليمين منهم أهلُ الجنة والأسودة التي عن شماله أهلُ النار فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ) فسلِّمْ عليه ، فسلمت عليه فرد السلامَ ثم قال : مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح (18) ( نعم الابن أنت )(18) (3) ( ودعا لي بخير )(3) . ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية فاستفتح ( فقال لخازنها : افتح )(18) ( فقالت الملائكة له مثلَ ما قالت له الأولى )(18) قيل من هذا ؟ قال : جبريل , قيل ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به (18) ( وأهلا وسهلا )(18) فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت إذا بيحيى وعيسى وهما ابنا خالة ( قلت : من هذا ؟) قال : هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما ، فسلمتُ فردّا ثم قالا : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعوا لي بخير )(3) ، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح (18) ( فقالوا له مثلَ ما قالت الأولى والثانية )(18) قيل من هذا ؟ قال : جبريل , قيل ومن معك ؟ قال : محمد ( , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا أنا بيوسف (3) ( صلى الله عليه وسلم وإذا هو قد أعطي شطر الحسن )(3) قال : هذا يوسفُ فسلِّم(1/5)
عليه فسلمتُ عليه فرد ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) , ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعةَ فاستفتح (18) ( فقالوا له مثل ذلك )(18) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا إدريس ( قلت : من هذا ؟) قال : هذا إدريسُ فسلِّم عليه فسلَّمتُ عليه فرد ثم قال : مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير . قال الله ( : ? ???????????????? ?????????? ?????????? ?(3) . ثم صعد بي حتى أتى السماءَ الخامسةَ فاستفتح (18) ( فقالوا له مثل ذلك ) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففتح لنا فلما خلصت فإذا أنا بهارون (3) ( صلى الله عليه وسلم )(3) قال : هذا هارون فسلِّم عليه فسلمتُ عليه فردَّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) ، ثم صعد بي حتى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتح (18) ( فقالوا له مثل ذلك )(18) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد , قيل : وقد أرسلَ إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحبا به فنعم المجيء جاء ، ففُتِح لنا فلما خلصت فإذا أنا بموسى (3) ( صلى الله عليه وسلم )(3) (18) ( بتفضيل كلامِ الله له ، فقال موسى : رب لم أظن أن يُرفعَ عليَّ أحد )(18) ( قلت من هذا ؟) قال : هذا موسى فسلِّم عليه فسلمت عليه فردَّ ثم قال : مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح (3) ( ودعا لي بخير )(3) , فلما تجاوزت بكى قيل له : مايبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاماً بُعِثَ بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي (36) ( قلت : من يعاتب ؟ قال : يعاتب ربَّه فيك , قلت : فيرفع صوتَه على ربه !؟ قال : إن الله قد عرف له حدته )(36) ثم صعد بي حتى أتى(1/6)
السماء السابعة فاستفتح (18)( فقالوا له مثل ذلك )(18) قيل : من هذا ؟ قال : جبريل , قيل : ومن معك ؟ قال : محمد (3) صلى الله عليه وسلم )(3) , قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم , قيل : مرحباً به فنعم المجيء جاء ، ففُتِح ، فلما خلصت فإذا أنا بإبراهيمَ (3) ( صلى الله عليه وسلم مسنداً ظهرَه إلى البيت المعمور )(3) (19)( شيخ جليل مهيب ) ( قلت : من هذا ) قال : هذا أبوك ( إبراهيم ( ) فسلِّمْ عليه ، فسلمتُ عليه فردَّ السلامَ ثم قال : مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ . ثم رفع لي البيت المعمور (3) ( في السماء السابعة )(3) (13) يقال له : الضراح ؛ وهو بحيال الكعبة من فوقِها ، حرمتُه في السماءِ كحرمةِ البيت في الأرض )(13) فقلت : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا البيتُ المعمورُ يدخلُه كلَّ يومٍ (13) ( يصلي فيه )(13) سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه (13) ( أبدا )(13) آخر ما عليهم (3)( حتى تقوم الساعة )(3) (25) ( وما مرَّ رسولُ الله ( بملأٍ من الملائكة إلا أمروه بالحجامةِ وقالوا : يا محمد مُرْ أمَّتَكَ بالحِجامة )(25) .(1/7)
(18)( ثم علا به فوقَ ذلك بما لا يعلمه إلا الله ( حتى جاء سدرة المنتهى )(18) قال : ثم رُفِعَت لي سدرةُ المنتهى (6)( وهي في السماء )(6) (2)( السابعة )(2) (31)( صبر الجنة )(31) (6)( إليها ينتهي ما يُعرَجُ به من الأرض فيُقبَضُ منها وإليها ينتهي ما يُهبَطُ به من فوقها فيقبض منها )(6) فإذا نَبَقُها مثلُ قِلال هجر ، وإذا ورقُها مثلُ آذان الفِيَلَةِ (39)( يسير الراكبُ في ظلِّ الفننِ منها مائة سنةٍ يستظِلُّ بالفَنَنِ منها مائةُ راكبٍ )(39) قال : هذه سِدرةُ المنتهى وإذا أربعةُ أنهارٍ تخرج من أصلِها (2)( من ساقها )(2) : نهران باطنان ونهران ظاهران , فقلت : ما هذان يا جبريل ؟ قال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة ، وأما الظاهران فالنيل والفرات , ثم أُتيت بإناء من خمرٍ وإناءٍ من لبن وإناءٍ من عسلٍ فأخذت اللبن فقال : أصبتَ أصابَ الله بكَ هي الفطرةُ التي أنتَ عليها وأمتُك ( ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ) (19)( فسمع من جانبها وجسا قال : يا جبريل ما هذا ؟ قال : هذا بلال )(19) (38)( قال : فسمعت خشفة فقلت ما هذه الخشفة ؟ فقيل : الرميصاء بنتُ ملحان امرأةُ أبي طلحة , وبينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بقصرٍ أبيضَ فقلت : لمن هذا يا جبريل ؟ ورجوت أن يكون لي , فقال : لعمر بن الخطاب , ثم سرت هنيهة فرأيت قصراً هو أحسنُ من القصرِ الأول ؛ من ذَهَبٍ ، مربعاً يُسمع فيه ضوضاءٌ ، بفَنائه جاريةٌ تتوضأُ إلى جانبِ القصرِ فقلت : لمن هذا القصر يا جبريل ؟ ورجوت أن يكون لي ؟ فقالوا : لرجلٍ من أمةِ محمد , قلت : فأنا محمد ، لمن هذا القصرُ ؟ قالوا : لرجلٍ من العرب , قلت : أنا عربيٌّ لمن هذا القصر ؟ قالوا : لشابٍ من قريش , قال : فظننت أني أنا هو ، فقلت : أنا قرشي ، لمن هذا القصر , قالوا : لعمرَ بنِ الخطاب وإن فيه من الحور العين ، فأردتُ أن أدخلَه فأنظرَ إليه فذكرتُ غيرتَه ، فوليتُ(1/8)
مُدبِراً )(38) (29)( وإذا بنهرٍ أشدُّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل ، حافتاه قبابُ اللؤلؤ المجوف ، عليه قصرٌ من لؤلؤ وزبرجد فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثرُ الذي أعطاك ربك . فضرب الملَك بيده فإذا طينُه مسكٌ إذفر ، فضربت بيدي إلى تربته في مجرى الماء فإذا مسكةٌ ذفرة وإذا حصاه اللؤلؤ )(29) (21)( ومرَّ برائحةٍ طيبةٍ فقال : ما هذه الرائحةُ يا جبريل ؟ قال : هذه رائحةُ ماشطةَ بنتِ فرعونَ وأولادها ، قال : وماشأنها ؟ قال : بينا هي تمشط ابنةَ فرعونَ إذ سقطتْ المدري من يديها فقالت : باسم الله , قالت لها بنتُ فرعونَ : أبي؟ قالت : لا ، ولكن ربي وربُّك وربُّ أبيك , قالت : أَوَ لكِ ربٌّ غيرُ أبي ؟ قالت : نعم , ربي وربك وربُّ أبيك الله , قالت : أقول له إذاً ؟ , قالت : قولي له , فدعاها فقال لها : يا فلانة أو لك رب غيري ؟ قالت : نعم ربي وربك الله ( الذي في السماء , فأمر ببقرةٍ من نحاسٍ فأحميتْ ثم أمر بها لتلقى هي وأولادها فيها , فقالت : إن لي إليكَ حاجة , قال : وما هي ؟ قالت : أن تجمعَ عظامي وعظامَ ولدي في ثوبٍ واحدٍ وتدفننا , قال : ذلك لكِ علينا لما لكِ علينا من الحق , فأمرَ بأولادِها فأُلقوا في البقرة بين يديها واحداً واحداً ، إلى أن انتهى ذلك إلى صبيٍّ لها مرضع ، وكأنها تقاعَسَتْ من أجله , فقال : يا أمَّهْ ، قَعِي ولا تقاعسي ، اصبري فإنك على الحق ، اقتحمي فإن عذابَ الدنيا أهونُ من عذابِ الآخرة . ثم ألقيت مع ولدها .
فكان هذا من الأربعة الذين تكلموا وهم صبيان )(21) .(1/9)
(19)( فنظر في النار فإذا قومٌ يأكلون الجِيَفَ فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس , ورأى رجلاً أحمرَ أزرقَ جعداً شعثاً إذا رأيتَه , قال : من هذا يا جبريل ؟ قال : هذا عاقرُ الناقة )(19) (20)( ولما عُرِج برسولِ الله ( ليلةَ أسري به مرَّ على قومٍ تُقرَضُ شفاهُهم وألسنتهم بمقاريض من نار , فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاءِ خطباءُ أمتك ،الذين يقولون ما لا يفعلون الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ؟)(20) (22)( وقال رسول الله ( : لما عَرَجَ بي ربي ( مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نحاس يخمشون وجوهَهم وصدورَهم ، فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحومَ الناس ويقعون في أعراضهم )(22) (8)( فرأى النبي ( مع جبريلَ الجنةَ والنارَ ووَعْدَ الآخرةِ أجمع )(8) قال : (1)( ثم عُرِج بي حتى ظَهَرْتُ لمستوى أسمع فيه صريفَ الأقلامِ )(1) (28)( ومررت بالملأ الأعلى )(28) (40)( عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى )(40) (3)( فلما غَشِيَها من أمرِ الله ما غشي تغيَّرَتْ فما أحدٌ من خلقِ الله يستطيعُ أن ينعَتَها من حُسنِها )(3) (31)( عليها السُّندُسُ والإستبرق )(31) ( وغشيها ) (6)( الملائكةُ فَراشٌ من ذهبٍ )(6) (14)( وتحولتْ ياقوتاً أو زمرداُ أو نحو ذلك )(14) ( وألوانٌ لا أدري ما هي ) (28)( فالتفت إلى جبريلَ عليه السلام كأنه حِلْسٌ لاطٍ فعرفتُ فضلَ عِلمِه بالله عليَّ ، وفُتِحَ لي بابٌ من أبوابِ السماءِ فرأيتُ النورَ الأعظمَ وإذا دونَ الحجابِ رفرفُ الدُّرِّ والياقوت )(28) (30) ( وسمعتُ تسبيحاً في السموات )(30) (18)( ودنا الجبارُ ربُّ العزة فتدلى حتى كان منه قابَ قوسين أو أدنى )(18) قال : ثم فُرِضَتْ عليَّ الصلاةُ خمسينَ صلاةً كلِّ يوم (3)( فأوحى الله إلي ما أوحى )(3) (32)( ثم رَفَعَ جبريلُ رأسَه ، فرأيتُه في(1/10)
خَلْقِه الذي خُلِقَ عليه عندَ سدرةِ المنتهى في صورته ؛ له ستمائة جناحٍ في حلة رفرف قد سدَّ الأفق ، ينفض من ريشه التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما الله به عليم ، في خضر رجلاه كالدر مثل القطر على البقل )(32) (34)( ووجَدَ رسولُ الله ( اسمَه مكتوباً في السماءِ محمدٌ رسولُ الله )(34) (3)( قال : فنزلت )(3) فرجعت فمررت على موسى (3)( صلى الله عليه وسلم )(3) (18)( فاحتبسَه موسى )(18) فقال : (18)( يا محمد )(18) بما أُمِرْتَ ؟ قلت : أمرتُ بخمسينَ صلاةً في اليوم (18)( والليلة )(18) قال : إني عالجتُ بني إسرائيلَ قبلَكَ ، وإنَّ أمَّتَكَ لا تَستطيعُ خمسينَ صلاةً في اليوم ، وإني والله قد جَرَّبتُ الناسَ قبلَكَ ، وعالجت بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ ، فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ لأمتك (18)( فالتَفَتَ النبيُّ ( إلى جبريلَ كأنه يستشيرُه في ذلك فأشارَ إليه جبريلُ : أن نعم إن شئتَ ، فَعَلا به إلى الجبارِ تعالى )(18) قال : فرجعت (3)( إلى ربي فقلت : يا ربِّ خفِّفْ على أمتي )(3) (18)( فإن أمتي لا تستطيعُ هذا )(18) (3)( فحَطَّ عني خمساً ، فرجعت إلى موسى , فقلت : حطَّ عني خمساً قال : إن أمتَكَ لا يطيقون ذلك فارجِعْ إلى ربك فاسأله التخفيفَ )(3) فوضع عني عشراً فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرتَ ؟ قلتُ : أمرتُ بأربعين صلاة , قال : إني قد خبرتُ الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ ، فارجع إلى ربِّكَ فسَلْهُ التخفيفَ لأمتِكَ , قال : فرجعت فوضع عني عشراً قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ فقلت : بثلاثينَ صلاةً , قال : إن أمتك لا تستطيعُ ثلاثينَ صلاةً وإني قد خَبَرْتُ الناسَ قبلَكَ ، وعالجت بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ فارجع إلى ربك فسله التخفيفَ لأمتك , قال : فرجعت فوضع عني عشراً , قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أُمِرْتَ ؟ فقلت : أمرتُ بعشرينَ صلاةً فقال : إن أمتك لا تستطيع ذلك ، وإني قد(1/11)
خبرت الناسَ قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ : فارجع إلى ربك فسلْهُ التخفيفَ . قال : فرجعت فأُمِرْتُ بعشرِ صلواتٍ كلَّ يومٍ قال : فرجعت إلى موسى فقال : بما أمرتَ ؟ فقلت : أمرتُ بعشرِ صلواتٍ , قال : إن أمتَكَ لا تستطيعُ عشرَ صلواتٍ وإني قد خبرت الناس قبلَكَ وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة (18)( والله لقد راودتُ بني إسرائيلَ قومي على أدنى من هذا فضعُفوا فتركوه فأمتُكَ أضعفُ أجساداً وقلوباً وأبداناً وأبصاراً وأسماعاً )(18) ارجع إلى ربك فسلْهُ التخفيفَ لأمتك . (18)( كلُّ ذلك يلتفتُ النبيُّ ( إلى جبريلَ ليشيرَ عليه ولا يكرَهُ ذلك جبريلُ ، فرفَعَهُ فقال : يا رب إن أمتي ضعفاء أجسادُهم وقلوبهم وأسماعُهم وأبدانهم فخفِّفْ عنا )(18) قال : فرجعت فأُمِرْتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ (3)( قال يا محمد )(3) (18)( قال : لبيك وسعديك , قال : )(18) (3)( إنهن خمس صلوات كلَّ يوم وليلة لكلِّ صلاةٍ عشرٌ فذلك خمسون صلاة )(3) ( هي خمسٌ وهي خمسون لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ ) (18)( كما فُرضَتْ عليك في أمِّ الكتاب ، كلُّ حسنةٍ بعشرِ أمثالها فهي خمسونَ في أمِّ الكتاب وهي خمسٌ عليك )(18) (3)( ومن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتبْ شيئاً ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة )(3) قال : (3)( فنزلت حتى انتهيت )(3) إلى موسى فقال : بما أمرت ؟ قلت : (18)( خَفَّفَ عنا أعطانا بكلِّ حسنةٍ عشرَ أمثالها )(18) أمِرْتُ بخمس صلواتٍ كلَّ يومٍ ، قال : إن أمَّتَكَ لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يومٍ ، وإني قد جربت الناس قبلَك وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجة فارجِع إلى ربك فاسأله التخفيفَ لأمتك , قلت : سألتُ ربي حتى استحييتُ ولكن أرضى وأسلِّمُ , فلما جاوزتُ نادى منادٍ : أمضيت فريضتي وخففتُ عن عبادي وجعلت الحسنةَ بعشرِ أمثالها . (18)( قال : فاهبط باسمِ الله فاستيقظَ(1/12)
وهو في المسجد الحرام )(18) .
(6)( فأعطيَ رسولُ الله ( ثلاثاً لم يُعطَهُنَّ نبيٌّ قبلَه ؛ أعطِيَ الصلواتِ الخمسَ ، وجُعِلَتْ بخمسينَ صلاة ، وأُعطِيَ خواتيمَ سورةِ البقرة ، وغُفِرَ لمن ماتَ لم يشرِكْ بالله من أمته شيئاً المقحمات )(6) .
قال : ثم أُتيتُ بدابةٍ دونَ البغلِ وفوقَ الحمارِ (8)( طويل الظَّهرِ ممدود )(8) أبيض هو البراقُ يضع خطوه عند أقصى طرفه (11)( أتي به إليه ( مسرجاً ملجماً ليركبَه وكانت تُسَخَّرُ للأنبياءِ قبلَه فاستصعبَ عليه فقال له جبريلُ : ما يحمِلُكَ على هذا ؟ أبمحمدٍ تفعلُ هذا ؟ فوالله ما ركِبَكَ أحدٌ قطُّ أكرمُ على الله ( منه ، فارفَضَّ عَرَقاً )(11) . قال ( : فحُملْتُ عليه (16)( حتى أتينا أرضاً ذاتَ نخلٍ فأنزلني فقال : صلِّ فصليتُ ثم ركِبْنا فقال : أتدري أين صليتَ ؟ قلت : الله أعلم , قال : صليتَ بيثربَ ، صليتَ بطيبةَ ، وإليها المهاجَرُ, فانطلقَتْ تهوي بنا يقعُ حافرَها حيث أدركَ طرفُها حتى بلغنا أرضاً فقال : انزلْ فنزلتُ , ثم قال : صلِّ ، فصليت ، ثم ركبنا فقال : أتدري أين صليتَ ؟ قلت : الله أعلم , قال : صليتَ عند شجرةِ موسى عليه السلام حيث كلَّم الله موسى )(16) (23)( قال رسول الله ( : مررتُ ليلةَ أُسرِيَ بي على موسى فرأيتُه قائماً يصلي في قبرِه عند الكثيبِ الأحمرِ )(23) قال : (16)( ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرُها حيث أدرك طرفها , ثم قال : انزل فنزلت فقال : صل , فصليت ، ثم ركبنا قال : أتدري أين صليت ؟ قلت : الله أعلم , قال : صليتَ ببيت لحم حيث وُلِدَ عيسى عليه السلام )(16) (3)( فركبته فسار حتى أتيت بيتَ المقدس )(3) (15)( فقال جبريلُ بأصبعه فخرق بها الحجر وشد به البراق )(15) (3)( فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياءُ ثم دخلتُ المسجدَ )(3) (10)( ووضعتُ قدمي حيث تُوضَعُ أقدامُ الأنبياءِ من بيتِ المقدس )(10) (5)( فرأيتني في جماعةٍ من الأنبياء فإذا موسى )(5)(1/13)
(4)( بن عمران عليه السلام )(4) (5)( قائمٌ يصلي فإذا رجلٌ )(5) (4)( آدم طوال )(4) (9)( أسحم آدم كثير الشعر شديد الخلق )(9) (5)( ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي فإذا ربعة أحمر )(5) (4)( جعد مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس )(4) (9)( شاباً أبيضَ جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق )(9) (5)( كأنما خرج من ديماس أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم ، يعني نفسه )(5) (9)( فلا أنظر إلى إرب من آرابه إلا نظرت إليه مني )(9) .(1/14)
(7)( ولما لقي رسول الله ( إبراهيم ليلةَ أسري به قال : يا محمد أقرئ أمَّتَكَ مني السلامَ وأخبرهم أن الجنةَ طيبةُ التربةِ عذبةُ الماء وأرضُها واسعةٌ ، وأنها قيعانٌ ، غراسُها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )(7) (26)( ولقي النبي ( ليلةَ أسري به إبراهيمَ وموسى وعيسى فتذاكروا أمرَ الساعة فردّوا أمرَهم إلى إبراهيمَ ، فسألوه عنها فقال : لا علمَ لي بها ، فردوا الأمرَ إلى موسى ، فقال : لا علمَ لي بها ، فردوا الأمرَ إلى عيسى ، فقال : أما وجبتُها فلا يعلمُها أحدٌ إلا الله , ذلك وفيما عهد إلى ربي ( أن الدَّجالَ خارجٌ ، قال : فأهبط ومعي قضيبان فإذا رآني يذوب كما يذوب الرصاصُ فأقتله ، قال : فيهلكُه الله حتى إن الحجرَ والشجرَ ليقول : يا مسلم ، إن تحتي كافراً فتعالَ فاقتُلْهُ ، قال : فيهلكهم الله ، ثم يرجع الناس إلى بلادِهم وأوطانهم ، قال : فعند ذلك يخرج يأجوجُ ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون ، فيطؤون بلادَهم ، لا يأتون على شيء ، إلا أهلكوه ، ولا يمرون على ماء إلا شربوه ، ثم يرجع الناس إلي ، فيشكونهم فأدعو الله عليهم فيدعون الله ، فيهلكهم الله ويميتهم ، حتى تجوى الأرض من نَتَنِ ريحِهم ، فتجأر الأرض إلى الله من نتن ريحهم ويجأرون إلي , قال : فأدعو الله فينزل الله ( المطرَ فتجرف أجسادَهم ، حتى يقذفهم في البحر , ثم تُنسف الجبال ، وتُمدُّ الأرضُ مدَّ الأديم , قال : ففيما عهد إلي ربي ( أن ذلك إذا كان كذلك فإن الساعة كالحامل المتم ، التي لايدري أهلها متى تفجؤهم بولادها ليلا أو نهارا )(26) قال رسول الله ( : (5)( فحانت الصلاةُ )(5) (42)( فأذن مؤذن )(42) (5)( فأممتُهم )(5) ، فتقدم رسولُ الله ( إلى القبلة فصلى ، قال : (3)( فصليت فيه ركعتين )(3) (19)( فالْتَفَتَ ثم الْتَفَتَ فإذا النبيون أجمعون يصلون معه )(19) (5)( فلما فرغ من الصلاة )(5) (27)( رأى من حائطِ(1/15)
بيتِ المقدس الشرقيِّ جهنمَ في الوادي الذي بالمدينة ورأى ملَكاً يُقَلِّبُ جمراً كالقطف وإذا جهنم تنكشف مثل الزرابي )(27) (9)( قال جبريل عليه السلام )(9) (5)( يا محمد ، هذا مالكٌ صاحبُ النار فسلِّمْ عليه ، فالتفت إليه )(5) (37)( فإذا رجلٌ عابسٌ يُعرَفُ الغضبُ في وجهه )(37) (5)( فبدأني بالسلام )(5) (9)( فسلمْتُ عليه )(9) (4)( فأُري مالكاً خازنَ النار والدجالَ في آيات أراهن الله إياه )(4) (9)( رأى الدجالَ في صورته رؤيا عينٍ ليسَ رؤيا منامٍ ، فيلمانياً أقمرَ هجاناً ، إحدى عينيه قائمة كأنها كوكبٌ دريٌّ ، كأن شعرَ رأسه أغصانُ شجرة )(9) (33)( وقال : رأيتُ ليلةَ أسري بي عموداً أبيضَ كأنه لؤلؤ تحمله الملائكة ، قلت : ما تحملون ؟ قالوا : نحمل عمود الإسلام ، أُمِرْنا أن نضعًه بالشام )(33) (3)( قال : ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناءٍ من خمرٍ وإناء من لبنٍ وإناء من عسل )(3) (5)( فقيل لي : خُذْ أيَّها شئت ، فنظرت إليها )(5) (3)( فاخترتُ اللَّبَنَ )(3) (5)( فشربته )(5) (3)( فقال جبريلُ ( : اخترت الفطرة )(3) (5)( الحمد لله الذي هداك للفطرة ، أما إنك لو أخذت الخمرَ غَوَت أمتُك )(5) (16)( ثم انصرف بي ، فمررنا بعيرٍ لقريشٍ بمكان كذا وكذا (16) (17) ( فنفرت فقالوا : يا هؤلاء ما هذا ؟ قالوا : ما نرى شيئاً ، ما هذه إلا ريح )(17) (16)( فأضلُّوا بعيراً لهم فجمعه فلانٌ )(16) (501 ) .(1/16)
(1)( ولما أصبح النبي ( بمكة فَظَعَ بأمره وعرف أن الناسَ مكذبوه )(1) ، وأصبح النبي ( يتحدث بذلك ، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به وصدقوه ، وسَعَوْا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه ، فقالوا : هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس , قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم , قال : لئن كان قال ذلك لقد صدق , قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلةَ إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح ؟ قال : نعم ، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء في غدوةٍ أو روحةٍ . فلذلك سمي أبو بكر الصديق . (1)( وقعد ( معتزلاً حزيناً ، فمر به عدوُّ الله أبو جهل ، فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزىء : هل كان من شيء ؟ فقال له رسول الله ( : نعم , قال : وما هو ؟ قال : إني أسري بي الليلة , قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيتِ المقدس , قال : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم , فلم يُرِهِ أنه يكذبه مخافةَ أن يجحدَه الحديثَ إذا دعا قومَه إليه . فقال : أرأيتَ إن دعوتُ قومَك أتحدثهم بماحدثتني ؟ فقال رسول الله ( : نعم , قال : هيا معشر بني كعبِ بنِ لؤي هلم . فانتفضت إليه المجالسُ وجاءوا حتى جلسوا إليهما ، قال : حدِّثْ قومَك بما حدثتني , فقال رسول الله ( : إني أسري بي الليلة , فقالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس , قالوا : ثم أصبحت بين ظهرانينا ؟ قال : نعم , فمن بين مصفق ، ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب - زعم - قالوا : وتستطيع أن تنعت لنا المسجد ؟ - وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد - قال رسول الله ( : )(1) (2)(فلما كذبتني قريش قمتُ في الحجر )(2) ( وقريش تسألني عن مسراي ) (1)( فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى )(1) سألتني عن أشياءَ من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربة ما كربت مثله قط ، قال : (2)( فأثنيت على ربي وسألته أن يمثِّلَ لي بيتَ المقدس فجلا الله لي بيت المقدس )(2) ( فرفعه الله لي أنظر إليه )(1/17)
(1)( حتى وضع دون دار عقيل )(1) ( ما يسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتُهم به ) (2)( فطفقت أخبرُهم عن آياتِه وأنا أنظر إليه )(2) (1)( فقال القوم : أما النعت فوالله لقد أصاب )(1) ، (3)( فكان عليُّ بنُ أبي طالب يحلف أن الله أنزلَ اسمَ أبي بكر من السماء الصديق )(3) (503 ) .
فقال : إن من آية ما أقول لكم أني مررت بعيرٍ لكم بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيراً لهم ، فجمعه فلان ، وإن مسيرَهم ينزلون بكذا ثم بكذا ويأتونكم يوم كذا وكذا ، يقدمهم جمل آدم عليه مِسحٌ أسود وغرارتان سوداوان ( فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم ) فلما كان اليوم أشرفَ الناسُ ينتظرون حتى كان قريب من نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله ( ( فقال ناسٌ : نحن لا نصدق محمداً بما يقول فارتدوا كفاراً ، فضربَ الله رقابَهم مع أبي جهل ) (537 ) .
ولما ذكر رسول الله ( البراق ، قال أبو بكر : صفها لي . فقال رسول الله ( : هي كذه وذه . فقال : أشهد أنك رسول الله , وكان أبو بكر قد رآها ( 538 ) .
الحواشي
( 407 ) أخرجه الدارمي 1/28-29 عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري بإسناد حسن وصحابيه مختلف في صحبته ، ومعناه له شواهد كثيرة ، والراوي عن عبد الرحمن من كبار التابعين ، وهو أبو إدريس الخولاني لو أرسله لقبله جمع كبير فكيف بشيخه ؟
والحديث في الإسراء لا شك ، لأن ما قاله جبريل لا يصلح أن يقال للطفل إلا مجازاً باعتبار ما سيكون ، والشق إنما حصل مرتين فقط عند التحقيق ؛ مرة عند طفولته وقد تقدمت ، ومرة عند الإسراء . وهذا الحديث فيها ، والله أعلم .(1/18)
( 501 ) أخرجه البخاري 7/201 ، ومسلم 1/150 وابن أبي شيبة 14/305 والترمذي باختصار 5/443 والنسائي مطولاً 1/217-221 وأبو عوانة 1/116- 124 وأحمد 4/207-208 ، 208-210 وابن خزيمة 1/153 وابن جرير 15/3 ، 27/53 والفاكهي 2/25 والبيهقي في الدلائل 2/373 وابن عساكر 566-570/1 عن أنس بن مالك ، عن مالك بن صعصعة ، مرفوعا . وهو أصل الحديث .
ـ وما بين القوسين غير المرقمين من حديث أنس بن مالك عن أبي ذر مرفوعا عند البخاري 1/458 وانظر رقم 1636 ، 3342 ، ومسلم 1/148 ، وأخرجه أيضا أبو عوانة 1/133-134-135 وأبو يعلى 6/297 والبيهقي في الدلائل 2/379 والبغوي في شرح السنة 3754 وابن عساكر 571/1 والذهبي في السيرة ص168 .
ـ وما بين القوسين (1) ، (1) من حديث ابن عباس وأبي حبة الأنصاري عند البخاري 1/459 ، 6/374 ، ومسلم 1/149 والحاكم 3/633 والفاكهي 2/24 وغيرهم .
ـ وما بين القوسين (2) ، (2) مما أخرجه أحمد 3/164 والحاكم 1/81 من طريق معمر عن قتادة عن أنس وإسناده صحيح , وقال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين وسكت الذهبي . وأخرجه أيضاً البخاري تعليقاً والطبراني في الصغير2/131 والحاكم 1/81 من طريق إبراهيم بن طهمان عن شعبة عن قتادة عن أنس , وانظر الصحيحة 112 .
وأخرجه ابن طهمان في مشيخته وأبو يعلى 5/460. وانظر تخريج الزيادة (11) ، (11) .
وأخرج البيهقي في الدلائل 2/7 شق الصدر من طريق سعيد عن قتادة عن أنس .
وأخرج الترمذي 5/316 وأحمد من طريق قتادة عن أنس من حديث المعراج رؤيته ( لإدريس في السماء الرابعة , وقال : حسن .(1/19)
ـ وما بين القوسين (3) ، (3) من حديث أنس بن مالك من رواية ثابت البناني عنه عند مسلم 1/146وابن أبي شيبة 14/302 وأحمد 3/148-149، 153 ، وأبي عوانة 1/126-128 وأبي يعلى 6/109 ، 165 ،216 والحاكم 2/468 والبيهقي في الدلائل 1/147 ،2 /382 والبغوي في شرح السنة 3763 وابن عساكر 1/573-574 وابن جرير 27/54 وعبد بن حميد وابن مردويه وتمام . ولم يخرج البخاري رواية ثابت لأنها من رواية حماد بن سلمة عنه وليس على شرطه قاله ابن الديبع بنحوه , وبعضها عند البخاري 1/458 وابن ماجه 1/448 وأحمد 3/161 والفاكهي 2/26 من طريق الزهري عنه , وأخرج ابن جرير 27/54 بعضه من طريق سليمان بن المغيرة عن أنس بنحوه .
ويلاحظ أنه في جزء عرض الآنية عند بيت المقدس لم تذكر هذه الرواية العسل فأضفته أنا من مجموع روايتي ابن عباس من طريق أبي ظبيان وحديث ابن مسعود ، ويأتي ذكرهما وتصحيح العلماء لهما، وجعلت الضمير في الزيادة التي بعدها متوافقا مع ذلك . فثبت عرض الآنية الثلاثة في كل من المعراج والإسراء , ولم يثبت عرض الماء وإنما جاء في روايات ضعيفة ، ولعل ذلك لأمور منها مراعاة الوتر ومنها أن المقصود الضيافة وليس الماء مما يضاف به غالبا .
ـ وما بين القوسين (4) ، (4) فمن حديث ابن عباس عند مسلم 1/151،152 ، وأحمد 1/245 ، 342 والبيهقي في الدلائل 2/386 وهو في الصحيحين باختصار أيضا .
ومابين القوسين (5) ، (5) فمن حديث أبي هريرة عند البخاري 6/428 ،476 مسلم 1/154 ، وأحمد 2/282 ، 512 ، والترمذي 5/300 ، وأبي عوانة 1/129-130 ، 131 والدارمي 2/110 وابن جرير 15/15 والبيهقي في الدلائل 2/357 ، 358 ، 387 وله شاهد من حديث ابن عباس المخرج في رقم 514 .(1/20)
ـ وما بين القوسين (6) ، (6) فمما أخرجه مسلم وأبو عوانة وغيرهما عن ابن مسعود . وانظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن . وله شاهد عن ابن عباس من طريق جويبر عن الضحاك عنه أخرجه ابن جرير 27/56 وعند أبي يعلى والحكيم الترمذي ( انظر الدر 6/125 ) وقال الهيثمي : رواه أبو يعلى وفيه جويبر وهو ضعيف ( المجمع 7/114 ) ، وآخر عنه عند ابن إسحق والبيهقي في الأسماء والصفات ( انظر الدر 6/124 ) ، وعن أنس عند ابن مردويه وآخر عن أسماء عنده أيضا وعند ابن جرير وغيره وسيأتي ( انظر الخصائص 1/156 ، 177 ) وآخر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب عند الخطيب 13/311 ومراسيل عن مجاهد وإبراهيم ويعقوب بن زيد وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم .
وأما لفظة ملائكة فمن مجموع روايات منها رواية أبي هريرة الطويلة ويأتي تخريجها ورواية ابن عباس عند عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ( انظر الدر 6/116 ) . ورواية الربيع المرسلة عند الطبري 27/56 وكذا رواية ابن زيد عنده أيضا , ورواية سلمة بن وهرام المرسلة عند عبد بن حميد . ولاشك أنها ملائكة في صورة فراش من ذهب حيث إن هذا المكان لايصله مخلوق ضئيل مثل الفراش وإنما هو مكان المقربين والخصوص من الملائكة .(1/21)
ـ وما بين القوسين (7) ، (7) جاء في عدة أحاديث منها عن ابن مسعود عند الترمذي والطبراني في الصغير 1/196 والخطيب في التاريخ 2/292 وقال الترمذي : حسن غريب , وقال الألباني : حسن ( صحيح الترمذي 3/160 ) وعزاه السيوطي أيضا لابن مردويه ( انظر الخصائص 1/163 ) وعن أبي أيوب الأنصاري عند أحمد 5/418 والطبراني وابن حبان 2/133 وابن أبي حاتم وابن مردويه ( انظر الخصائص 1/166 ) وقال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو ثقة لم يتكلم فيه أحد ووثقه ابن حبان ( المجمع 10/97 ) وحسنه المنذري وعن ابن عمر عند الطبراني وغيره وقال الهيثمي : فيه عقبة بن علي وهو ضعيف ( المجمع 10/98 ) وعن ابن عباس عند ابن مردويه من طريق شهر بن حوشب عنه ( انظر الخصائص 1/160-161 ) ( وانظر الصحيحة 105 )
ـ وما بين القوسين (8) ، (8) فمن حديث حذيفة بتصرف يسير , أخرجه أحمد 5/387 ، 392 ، 394 وابن أبي شيبة 11/460 ، 14/306 والحاكم 2/359 والحميدي 1/213 والطيالسي ص55 والترمذي 5/307 وابن جرير 15/15 والنسائي في التفسير وابن حبان ( الموارد 39 ) والبيهقي في الدلائل 2/364 بإسناد حسن . وقال الترمذي : حديث حسن صحيح وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت الذهبي .
ـ وما بين القوسين (9) ، (9) فمن حديث ابن عباس المخرج في رقم 514 , وقد أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس تفسير وماجعلنا الرؤيا التي أريناك بأنها رؤيا عين وسيأتي تخريجها وشواهدها في كلامنا على نزول سورة الإسراء .
ـ وما بين القوسين (10) ، (10) فمن حديث أبي هريرة عند أحمد 2/528 وابن مردويه( انظر الخصائص 1/176 ) وإسناده حسن وأصله في الصحيحين وقد تقدم .(1/22)
ـ وما بين القوسين (11) ، (11) فمما أخرجه أحمد 3/164 ، والترمذي 5/301 وأبو يعلى 5/459 وابن جرير 15/15 والبيهقي في الدلائل 2/362-363 من طريق قتادة عن أنس ، وإسناده صحيح . وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق . وقال ابن حجر : وصححه ابن حبان ا.هـ ، ورواه ابن إسحاق عن قتادة مرسلاً بنحوه ( انظر الفتح 7/207 ) وله شاهد عند ابن سعد وابن عساكر عن ابن عمر وأم سلمة وعائشة وأم هانىء وابن عباس في حديث عنهم جميعا ( انظر الدر 4/149 ) .
ولبعضه شاهد عند البزار وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل وغيرهم عن شداد بن أوس .
ولبعضه أيضا شاهد عند البزار عن علي ( انظر الدر 4/140، 154 ) . وعزاه السيوطي لعبد بن حميد وابن جرير وابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل ( الدر 4/149 ) وقوله : وكانت تسخر للأنبياء قبله زيادة عند النسائي وابن مردويه وانظر رقم 108 فلها شواهد هناك .
ـ وما بين القوسين (12) ، (12) فمن حديث جابر عند مسلم 1/153 ط.فؤاد ، وأبي عوانة 1/129، 130
ـ وما بين القوسين (13) ، (13) فمن حديث علي عند ابن جرير 27/11 من طريق خالد بن عرعرة عنه ، وإسناده صحيح . وقد سبق الكلام عن خالد في رقم 173 . وله طريق ثانية عن علي عند ابن جرير أيضا وفيها ضعف .
وله شاهد مرسل عن قتادة بإسناد صحيح عنده كذلك ( وانظر الصحيحة 477(
ـ وما بين القوسين (14) ، (14) فمما أخرجه أحمد 3/128 وابن أبي عاصم في السنة 1/262 وابن أبي شيبة 11/472 ، 14/309 من طريق حميد عن أنس , وقال الألباني في رواية ابن أبي عاصم : إسناد جيد على شرط مسلم ، وقال في رواية أحمد : إسناد صحيح على شرط الشيخين .(1/23)
ـ وما بين القوسين (15) ، (15) فمن حديث بريدة عند الترمذي 5/301 والبزار وابن حبان ( الموارد 39 ) والحاكم 2/360 . وقال الترمذي : حسن غريب . وقال الحاكم : صحيح الإسناد وأبو تميلة والزبير مروزيان ثقتان , وسكت الذهبي . وفيها أن جبريل خرق صخرة بيت المقدس بأصبعه وشد فيها البراق , وهي من طريق أبي تميلة عن الزبير بن جنادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه , ورجاله ثقات إلا أن الزبير قال فيه الحافظ : مقبول , وقد وثقه ابن حبان والحاكم ، وقال أبو حاتم : شيخ ليس بالمشهور وحسن له الترمذي وروى عنه جماعة من الثقات ، فحديثه حسن إن شاء الله تعالى .
وله شاهد من حديث أنس عند ابن أبي حاتم من طريق يزيد بن أبي مالك بنحوه ( انظر تفسير ابن كثير 5/11 ) ويشهد له ما يأتي بعده من ذكر الربط في الحلقة . وقال السهيلي : وهو حديث صحيح وقد رواه غير بريدة . ووقع في حديث الحارث بن أبي أسامة من طريق أنس ومن طريق أبي سعيد أعني ربطه للبراق في الحلقة التي كانت تربط فيها الأنبياء ، غير أن الحديث يرويه داود بن المحبر وهو ضعيف ( الروض الأنف 2/151 ) ويشهد له أيضا ما جاء في مرسل محمد بن كعب القرظي بنحوه وسيأتي .(1/24)
ـ وما بين القوسين (16) ، (16) من حديث شداد بن أوس أخرجه الطبراني 7/328 وابن أبي حاتم ( انظر تفسير ابن كثير 5/25 ) والبيهقي في الدلائل 2/355-357 وقال : هذا إسناد صحيح ، وروي ذلك مفرقا في أحاديث غيره , فتعقبه الذهبي في السيرة بقوله : ابن زبريق تكلم فيه النسائي وقال أبو حاتم شيخ ا.هـ وقال الهيثمي : رواه البزار والطبراني في الكبير ، وفيه إسحق بن إبراهيم وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي ( المجمع 1/74 ) . وقال ابن كثير : لاشك أن هذا الحديث أعني الحديث المروي عن شداد بن أوس مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ، ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس وغير ذلك والله أعلم ( التفسير 5/25 ) وابن زبريق لا ينزل حديثه عن الحسن إن شاء الله تعالى . وفي الإسناد عمرو بن الحارث قال الحافظ : مقبول .
والحديث يشهد له ما أخرجه النسائي 1/221 وابن أبي حاتم في تفسيره ( انظر تفسير ابن كثير ) من طريقين عن يزيد بن أبي مالك عن أنس ، ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى . وقد أثبت ما اتفقت عليه الروايتان ، ومما يشهد لصلاته بسيناء - وقد استنكره بعض أهل العلم - حديث مروره بموسى وهو يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر فإن ذلك يقتضي أنه مر بسيناء وهي ليست في طريقه . ويشهد لذلك أيضا ما جاء في حديث عبد الله بن شداد الآتي وفيه : ثم سار إلى مصر ( وانظر ما كتبته في جمع الفوائد ص 106 ) وجملتا ( وإليها المهاجر ) و ( حيث كلم الله موسى ) من حديث أنس , وأما قصة العير فشواهدها كثيرة سأنبه عليها عند مواضعها ومنها حديث عبد الله بن شداد وحديث ابن عباس المخرج برقم 514 ، وحديث ابن عباس وابن مسعود عند ابن أبي حاتم وسيأتي .
ـ وما بين القوسين (17) ، (17) فمن حديث عبد الله بن شداد بإسناد صحيح أخرجه ابن أبي شيبة 11/461 ، 14/308 وابن جرير 15/15 وعبد الله صحابي صغير .(1/25)
ـ وما بين القوسين (18) ، (18) فمن حديث أنس من رواية شريك عنه عند البخاري 13/478 ومسلم والفاكهي 2/26 ،114 وابن جرير 15/3-4 ، 27/45 والبيهقي في الدلائل وابن عساكر 1/575-577 ، ولكل جزء منه شواهد كثيرة , وقد استنكر بعضه جماعة من الحفاظ لعدم وقوفهم على شواهده ( انظر كمثال تفسير ابن كثير 5/6 ) ، ووجه ذلك الحافظ ابن حجر فسأذكر من كلامه ما يحتاج إليه وسأزيد على ما ذكر بعض الشيء وبالله التوفيق .
ـ أما بداية الحديث وما كان من نومه وإتيان الملائكة له فقد ذكر الحافظ متابعة ميمون بن سياه لشريك عن أنس عند الطبراني على ذلك .
ـ وأما قوله قبل أن يوحى إليه فذكر الحافظ متابعة كثير بن خنيس له عند الأموي في مغازيه وأزيد أنها عند ابن جرير وابن مردويه كما سيأتي , ويمكن توجيهها بحمل قوله قبل أن يوحى إليه على الوحي إليه بأنه سيقوم بهذه الرحلة لدلالة نفس رواية شريك والروايات الأخرى على عدم صحة حملها على بدء الوحي من أساسه ( وانظر كلام الحافظ في الفتح 13/485(
ـ وأما قوله ( ودنا الجبار ... ) الخ فقد ذكر الحافظ متابعة رواية ميمون بن سياه له على ذلك ، وذكر رواية ابن عباس الآتية وقال : وهو شاهد قوي لرواية شريك .
وأزيد على ماذكر في هذه المسألة : أنه في رواية البيهقي لحديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس من نفس طريق مسلم : فدنا فتدلى فأوحى إلى عبده ما أوحى , وقال الذهبي : أخرجه مسلم دون قوله فدنا فتدلى وذلك ثابت في رواية حجاج بن منهال وهو ثبت في حماد بن سلمة ( السيرة 174) .
وأخرج الطبراني في السنة والحكيم عن أنس مرفوعاً رأيت النور الأعظم ولط دوني بحجاب الرفرف والياقوت فأوحى الله إلي ما شاء أن يوحي .(1/26)
وأخرج ابن جرير 27/45 ،52 وابن حبان ( الموارد 40 ) مختصراً بإسناد حسن عن ابن عباس قال : دنا ربه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى . قال ابن عباس : قد رآه النبي ( , وعلقه الذهبي وقال : إسناده حسن ( انظر السيرة 164) . وعزاه الحافظ للأموي في مغازيه ومن طريقه البيهقي وقال : وهذا سند حسن ( انظر الفتح 13/484 ) . وعزاه السيوطي لابن مردويه وهو عند الترمذي عن الأموي 5/395 وقال الترمذي : حديث حسن ا.هـ وأخرجه أيضا الحاكم مختصراً 1/65 وصححه . ويؤيده ما رواه ابن جرير من طريق آخر 27/47 عن ابن عباس وإسناده صحيح في قوله فأوحى إلى عبده ماأوحى قال : عبده محمد ( ما أوحى إليه ربه . وأخرج أيضا 27/48 من طريق ثالث عن ابن عباس وفيه : رأيت ربي في أحسن صورة ، فذكر الحديث وقال فيه : فذلك قوله في كتابه يحدثكموه ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فجعل بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي , إلا أن فيه خلطاً بين المنام الذي وضع فيه رب العزة يده بين كتفيه ( وبين المعراج ، ولعله قصد أن هذه هي المرة الثانية ، والله أعلم . وسيأتي قصة هذا المنام إن شاء الله تعالى بعد الهجرة .
وقال السيوطي : أخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس دنا فتدلى إلى ربه عز وجل قال الهيثمي : رواه الطبراني وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط ( المجمع 7/114 ) ، وقال السيوطي أيضا : أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عنه قال : كان بينه وبينه مقدار قوسين .
وعن ابن عباس مرفوعا : فارقني جبريل فانقطعت عني الأصوات فسمعت كلام ربي يقول : ليهدأ روعك ادن يا محمد ادن ( ذكره ابن الديبع في حدائق الأنوار 1/397 ولم يعزه لأحد )(1/27)
وأخرج ابن مردويه نحو رواية شريك من طريق كثير بن خنيس عن أنس وفيه فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ماأوحى , ( انظر الدر 6/139 ) إلا أن فيه أن الكوثر في السماء السابعة على الصواب , وقد أخرجه ابن جرير 27/47 من طريقه مختصرا وفيه : فدنا ربك فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى . وأخرجه أيضا الأموي في مغازيه كما تقدم .
وأخرج الخطيب 5/130 من طريق حميد عن أنس مرفوعاً لما أسري بي إلى السماء قربني ربي تعالى حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى لا بل أدنى ... الحديث . وأخرجه أيضاً ابن عساكر ( انظر الخصائص 2/193، والدر المنثور ) .
وأخرج الخطيب أيضا 10/135 من طريق عبد الله بن محمد بن اليسع - قال الأزهري : ليس بحجة - عن لوين عن سويد بن عبد العزيز عن حميد عن أنس مرفوعا : ... انتهيت فرأيت ربي عز وجل بيني وبينه حجاب بارز فرأيت كل شيء منه حتى رأيت تاجاً مخوصاً من لؤلؤ .
وأخرج ابن جرير 27/46 عن محمد بن كعب القرظي عن بعض أصحاب النبي ( : قلنا يا نبي الله هل رأيت ربك ؟ قال : لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين ثم تلا ثم دنا فتدلى .
وفي مرسل شريح ابن عبيد الذي أخرجه ابن سنجر ( انظر الروض الأنف 2/157 ) وأبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل ( انظر الدر 6/124 ) قال : فأوحى إلى عبده ما أوحى ، فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجدا ...حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ... الخ ,
وفي رواية ابن مسعود عند أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ في العظمة عن ابن مسعود بإسناد حسن وسيأتي قال : ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى قال : فلما أحس جبريل ربه عاد في صورته ... الخ .
وفي رواية علي عند البزار حتى انتهى إلى الحجاب الذي يلي الرحمن وستأتي .(1/28)
و في حديث أبي سعيد الخدري وسيأتي : فتغشى لي فكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى . وفي لفظ عند ابن المنذر وابن مردويه : اقترب من ربه فكان قاب قوسين أو أدنى ( انظر الدر 6/123 ) .
وفي حديث هبار بن الأسود الذي أخرجه أبو نعيم وابن عساكر أن عتبة بن أبي لهب قال : والله لأنطلقن إلى محمد ولأوذينه في ربه فانطلق فقال : يا محمد هو يكفر بالذي دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، فقال النبي ( : اللهم ابعث إليه كلباً من كلابك , وسيأتي ذكره في محله إن شاء الله تعالى .
وفي حديث الأعرج عن أبي هريرة عند الخطيب 5/13 وفيه : انتهى بي جبريل إلى سدرة المنتهى فغمسني في النور غمسة ثم تنحى فقلت : حبيبي جبريل أحوج ما كنت إليك تدعني وتتنحى ، قال : يا محمد إنك في موقف لا يكون نبي مرسل ولا ملك مقرب يقف ها هنا ، أنت من الله أدنى من القاب إلى القوس . فأتاني الملك فقال : إن الرحمن يسبح نفسه فسمعت الرحمن يقول : سبحان الله ما أعظم الله لا إله إلا الله ... الحديث ، قال الخطيب : هذا حديث منكر ورجال إسناده كلهم معروفون بالثقة إلا إبراهيم بن عيسى القنطري فإنه مجهول ا.هـ
وعن مجاهد عند آدم بن أبي إياس والفريابي والبيهقي في الأسماء والصفات في قوله قاب قوسين قال حيث الوتر من القوس يعني ربه , وعن مجاهد وعكرمة عند ابن المنذر كان بينه وبينه مثل مابين كبدها إلى الوتر ( انظر الدر 6/123) .
ويشهد لذلك الروايات التي جاءت في قوله إذ يغشى السدرة ما يغشى وأن المراد نور الرب . ومن ذلك ما أخرجه ابن جرير 27/56 من طريق العوفيين عن ابن عباس قال : غشيها الله , وعن الربيع قال : غشيها نور الرب ، وعن أبي هريرة من حديث أبي جعفر الرازي عنه وسيأتي : فغشيها نور الخلاق . ويشهد لذلك أيضا الروايات التي تدل على رؤيته ( لربه ولتنظر في موضعها من الكتاب .(1/29)
وأما قضية النوم والاستيقاظ فأرى والله أعلم أن شريكاً قد ضبطها وقد توبع على أولها في عدة روايات ، وشريك لم يذكر في روايته غير المعراج فليس هناك أي مجال لتوهيمه فيما ذكر ، فإن كثيراً من الروايات تؤيد وقوع المعراج مناماً بالروح فقط ، سواء الروايات التي جاءت في قصة الإسراء والمعراج أو الروايات الأخرى المشابهة ، والقول بذلك وجه مشهور عند أهل العلم ، وأراه جامعا بين الاختلافات المتباينة في تلكم المسألة الهامة أضف إلى ذلك تقدم المعراج على الإسراء وهو الذي صرحت به بعض الروايات وهاكم التفصيل :(1/30)
ـ إن العلماء عندما رأوا الاختلافات الشديدة بين الروايات لجأ كثير منهم إلى حملها على التعدد هرباً من التوفيق لصعوبته ، خاصة مع عدم الاقتصار على الروايات الصحيحة والنظر في ضبط الرواة ؛ فمن أهل العلم من قال بتكرر الإسراء وتكرر المعراج عدة مرات ، ومنهم من قال بحدوثهما مناماً ثم حدوثهما يقظة ، وغير ذلك . وبحمد الله تعالى بعد دراستي للروايات دراسة ممحصة متعمقة من جهة الأسانيد أولا ثم من جهة المتون ثانيا ثم من جهة موافقة العقل للنقل ثالثا تبين لي ما جعل الروايات كلها تلتئم وهو القول بكون المعراج الذي حدث في ليلة الإسراء كان بالروح فقط أثناء النوم توطئة وتمهيداً لرحلة الإسراء بالجسد والروح معاً ، وأن المعراج بالروح مناماً تكرر ولا مانع من ذلك ، وقد يكون مرة وقد يكون عدة مرات حيث إنه لا يعدو أن يكون انطلاقة للروح ، وهو أمر غير مستبعد تكرره لغير الأنبياء فكيف بالأنبياء ؟ فمثلاً حديث سمرة في المعراج مناماً وحديث أبي أمامة وحديث أبي موسى الأشعري كلها تدل على تكرر المعراج ، وكما أنها كانت بالاتفاق مناماً فشبيهها يكون مثلها مناما عند النظر , وقد فرق ابن القيم وابن كثير وغيرهما بين العروج بالروح وبين المنام المحض ، وقوى ابن القيم القول بالعروج بالروح ونقل عن موسى بن عقبة عن الزهري قوله : عرج بروح رسول الله ( ...الخ ( انظر زاد المعاد 3/40، والبداية 3/114 ) ونص ابن كثير على احتمال كون رواية شريك توطئة لما وقع يقظة . ( انظر التفسير 5/6 ) . وعلى القول بعدم التكرار كما رجحت يمكن توجيه ذلك بأن ما رآه في المعراج حالة نومه كان توطئة لما رآه في الإسراء حالة يقظته من رؤية للأنبياء ورؤية للنار ونحو ذلك ,(1/31)
ورد في بعض روايات المعراج مايشبه ماجاء في حديث سمرة وغيره مما يؤكد ما قلناه . وورد في بعض الروايات الضعيفة ما يشهد لذلك وهو التنصيص فيها أن المعراج هو ما تعرج به الأرواح عندما يموت الميت . وورد في بعض الروايات التقاؤه ( بأرواح الأنبياء ، ووردت في رواية لحديث ابن مسعود أن سدرة المنتهى إليها ينتهي مايعرج به من الأرواح وورد في أحاديث كثيرة التعبير بالعروج للروح وكذا في قوله تعالى : تعرج الملائكة والروح إليه .
وعلى القول الذي بينته ينتهي الاستشكال في رؤية النبي ( لربه ، وينتهي استشكال الدنو والتدلي ، ويتضح موافقة ذلك لقوله سبحانه ما كذب الفؤاد ما رأى .
وعلى هذا القول ينتهي الاستشكال المتعلق بالروايات التي تكلمت عن المعراج فقط ولم تذكر الإسراء والتي عكست الأمر فبعضها ذكر مالم يذكر الآخر .
وعليه أيضا ينتهي إشكالات الروايات التي رويت عن معاوية وعائشة والحسن في كونه بالروح والروايات الأخرى التي تدل على عكس ذلك والروايات التي صرحت بالمنام والروايات التي صرحت باليقظة .
ولا تعارض بين هذا القول وبين قوله تعالى : ? ???????????? ????????? ?????????? ???????????? ??????? ????? ???????????? ????????????? ?????? ???????????? ????????????? ?، وكون الآية نصت على الإسراء فقط وجعلت غايته المسجد الأقصى دليلٌ قوي وصريح في تعلق المعجزة بذلك ، وهذا هو القدر الذي بينا أنه كان بالجسد والروح معاً بخلاف المعراج الذي لا إعجاز فيه وكان توطئة وتمهيداً للإسراء .
يتضح مماذكرناه لماذا لم يذكر النبي ( للمشركين معراجه على سبيل التحدي كما قال في الإسراء ولماذا اقتصرت جميع الروايات التي تكلمت عن تكذيب قريش وتصديق أبي بكر على ذكر الإسراء فقط ,(1/32)
هذا القول يحل لنا الإشكالات الواردة من مجيء بعض الروايات في قصة المعراج ثم مجيئها مرة أخرى في قصة منام كقصر عمر ونهر الكوثر وغير ذلك مما لايحوجنا إلى الحمل على التعدد الذي يمله العقل ويظهر فيه التكلف للهروب من المشكلة .
كذلك يوجه هذا القول صنيعَ كثير من أهل العلم الذين فرقوا في تبويبهم بين الإسراء والمعراج ، ولم يجمعوهما في باب واحد كابن إسحق والبخاري والذهبي وابن حزم وغيرهم .
وهذا القول يريحنا من عناء توجيه كيف صعد النبي ( بجسده في طبقات السماء ، وكيف نزل ، وكيف تحمل جسده ذلك ، وكيف رأى في النار أناساً ولم تقم القيامة بل لم يموتوا بعد كخطباء أمته الذين يقولون ما لا يفعلون ، وكيف رأى في الجنة من لم يمت بعد كبلال ، وكيف تم اللقاء بين جسد وأرواح في طباق السماء ، فالمعلوم أن أجساد الأنبياء في قبورهم في الأرض ، ولاشك أن نزول الروح إلى الأرض أقرب إلى الواقع من صعود الجسد إلى السماء , أما الإسراء فأمره لا يتعدى وجود دابة سريعة تقطع المسافات في وقت قصير ، ويقوي ذلك رؤية الصديق لها ونفور الدواب منها وما روي في بعض الطرق الضعيفة من كلامه ( مع القافلة بل وشربه من مياههم , وهذا الآن أصبح في إمكان البشر وإنما كان في وقته من المعجزات .
قال الحافظ ابن حجر : وذهب بعضهم إلى أن الإسراء كان يقظة والمعراج كان في المنام أو أن الاختلاف في كونه يقظة أو مناما خاص بالمعراج لا بالإسراء ، ولذلك لما أخبر به قريشاً كذبوه في الإسراء واستبعدوا وقوعه ولم يتعرضوا للمعراج ، وأيضا فإن الله سبحانه وتعالى قال ? ???????????? ????????? ?????????? ???????????? ??????? ????? ???????????? ????????????? ?????? ???????????? ????????????? ? فلو وقع المعراج في اليقظة لكان أبلغ في الذكر فلما لم يقع ذكره في هذا الموضع مع كون شأنه أعجب وأمره أغرب من الإسراء بكثير دل على أنه كان مناما 0( الفتح 7/197 ) .(1/33)
وقال السهيلي : ووقع في كتاب العلم للمازري قول رابع في الجمع بين الأقوال ، قال : كان الإسراء بجسده في اليقظة إلى بيت المقدس فكانت رؤيا عين ثم أسري بروحه إلى فوق سبع سموات ، ولذلك شنع الكفار قوله : وأتيت المقدس في ليلتي هذه ولم يشنعوا قوله فيما سوى ذلك ( الروض 2/150) ونقله عنه ابن سيد الناس ( انظر عيون الأثر 1/181) ، ونقل هذا القول أيضا ابن كثير ( انظر البداية 3/115 ) وقد رجح هذا القول الشيخ محمد أبو زهرة واستدل له ببيان القرآن وبعض النصوص فراجعه ( انظر خاتم النبيين 1/569-571 ) .
وأرى والله أعلم أن الإمام أبو محمد بن حزم يميل إلى ذلك أيضا ؛ فإنه لما تكلم عن الإسراء نص على كونه بالجسد ولم يفعل ذلك عندما تكلم عن المعراج ( انظر جوامع السير ص68 ) .
ـ وأما ترتيب المعراج قبل الإسراء فقد جاء التصريح به في حديث ابن عباس من طريق قابوس عن أبيه عنه وجاء كذلك في حديث ابن مسعود من طريقيه وقد تقدم تصحيح أهل العلم لهما ووجود ثم في بعض الروايات التي في الإسراء عن أنس لا تدل على الترتيب ، وقد وقع في رواية أنس عن مالك بن أبي صعصعة وفي روايته عن أبي ذر ورواية شريك وثابت عنه بالتصريح بالمعراج بعد شق الصدر مباشرة ، إذا اعتبرنا ثم للترتيب ، وهذا القول يحل لنا الإشكالات الآتية :
ـ كيف عرج بروحه كما سبق تقريره وهو نائم بعد أن استيقظ وذهب إلى المسجد الأقصى بجسده وروحه ؟
ـ كيف يسأل عن الأنبياء وقد التقى بهم وصلى بهم وتحدث معهم ؟
ـ كيف يجزم حذيفة بأنه هو وجبريل ما زايلا ظهر البراق حتى رأى ما رأى لو كان عرج به بعد ما ترك البراق ؟
ـ كيف يكون العروج لرؤية ملكوت السموات مع مافيه من التشريف من بيت المقدس ويترك الأفضل وهو المسجد الحرام .
ـ وكيف يعرج به من المكان غير المسامت للبيت المعمور ويترك المكان المسامت له ، والذي يجعل العروج مستوياً بغير اعوجاج ؟ وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في الفتح 7/197 ,(1/34)
ـ وكيف يقول فحانت الصلاة ويرجح ابن كثير وغيره أنها صلاة الفجر وهو لم يعرج به بعد ؟
ـ وكيف يصلي بهم الفجر ولم تفرض الصلاة بعد على قول الجمهور ؟
وغير ذلك من الإشكالات التي حدت ببعض أهل العلم إلى القول بالتقائه بالأنبياء مرتين ودخوله المسجد مرتين وصلاته فيه مرتين وهلم جراً ، مرة قبل المعراج ومرة بعد المعراج ، ومع ذلك لم يخلص من كل ما تقدم من الإشكالات .
وقد بوب جماعة من أهل العلم المعراج قبل الإسراء ، وجزم الواقدي بذلك وفرق بينهما بزمان ( انظر الطبقات وسيرة الذهبي ) ، وقال المناوي : اختلف في المعراج والإسراء هل كانا في ليلة واحدة أو ليلتين وأيهما كان قبل وهل كان يقظة أو مناماً بجسده أو بروحه مرة أو أكثر على أقاويل لاتكاد تحصى ( العجالة السنية ص65 ) .
وقال ابن كثير : ثم اختلفوا في اجتماعه بالأنبياء وصلاته بهم أكان قبل عروجه إلى السماء كما دل عليه ما تقدم أو بعد نزوله منها كما دل عليه بعض السياقات وهو أنسب( انظر البداية 3/111 (
وأما باقي الانتقادات الموجهة إلى شريك فواضح توجيهها ويكفي كلام الحافظ فيها ولا مانع من حمل بعضها على عدم الضبط أو على تقدير محذوف والله تعالى أعلم .
ـ وما بين القوسين (19) ، (19) أخرجه أحمد 1/257 رقم 2324 وأبو نعيم في الدلائل والضياء في المختارة وابن مردويه عن ابن عباس بإسناد حسن , وقال السيوطي : بسند صحيح ( انظر الدر 4/151، الخصائص 1/159 ) وقال ابن كثير : إسناد صحيح ولم يخرجوه ( التفسير 5/26 ) وصححه الضياء وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح ا.هـ وفيه ترتيب الإسراء بعد المعراج .
ولجزء بلال شواهد كثيرة منها :
ـ عن وحشي بن حرب مرفوعاً : لما أسري بي في الجنة سمعت خشخشة فذكر نحوه . قال الهيثمي : رواه الطبراني ورجاله ثقات ( المجمع 9/299 ) .(1/35)
ـ ومنها بلفظ دخلت الجنة أو أدخلت الجنة بدون التصريح بكونه ليلة الإسراء عن سهل بن سعد عند الطبراني في الكبير والأوسط وعن أبي أمامة عنده فيهما أيضا وفي الصغير وعند أحمد 5/259 والخطيب 14/78 ( وانظر المجمع 9/299 ، والمعجم الكبير 8/254،281 ) .
ـ وله شواهد في الصحيحين وغيرهما مثل الحلية لأبي نعيم 1/150 عن جابر وبريدة بدون التصريح بأنه ليلة الإسراء وانظر ما يأتي في الزيادة ( 38) ، (38) .
ـ وما بين القوسين ( 20) ، (20) يأتي تخريجه برقم 633 .
ـ وما بين القوسين ( 21) ، (21) يأتي تخريجه برقم 502 .
ـ وما بين القوسين (22) ، (22) أخرجه أحمد 3/224 والخطيب 5/116 من طريق عبد الرحمن بن جبير وراشد بن سعد عن أنس بإسناد صحيح ، وأخرجه أبو داود موصولاً ومرسلاً 4/269. وقال العراقي : المسند أصح ( تخريج الإحياء 3/125) وقال الألباني : صحيح ( صحيح أبي داود 4082 ) .
ومابين القوسين (23)،(23) أخرجه مسلم 7/102 وأحمد 3/120،148 ، 5/59 ،362 وعبد الله في زوائد الزهد ص74 وابن أبي شيبة 14/308 والنسائي 3/215 ،216 وأبو يعلى 6/71 ، 7/126 -127 وابن حبان ( الموارد 50 ) وأبو نعيم في الحلية 6/253 ، 8/333 من طرق عن أنس . وفي بعض الطرق عن أنس عند أبي يعلى وغيره قال : حدثني بعض أصحاب النبي ( .
وله شاهد عن ابن عباس عند الطبراني وآخر عن أبي سعيد عند ابن مردويه من طريق أبي نضرة عنه وثالث عن أبي هريرة عند ابن مردويه من طريق سليمان التيمي عن أنس عنه ( انظر الخصائص 1/161،169 ، 176 ) .
ـ وما بين القوسين (24) ، (24) تقدم تخريجه برقم 407.
ـ وما بين القوسين (25) ، (25) من رواية لحديث مالك بن صعصعة المتقدم في بداية التخريج في الصحيحين ، أخرجه الطبراني في الكبير 19/274 وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح ( المجمع 5/91 ) .(1/36)
ـ وله شواهد كثيرة منها ما أخرجه أحمد 1/354 والترمذي 4/391 وابن ماجه 3477 وأبو عبيد في الغريب 1/234 وابن أبي شيبة وعبد بن حميد 572 وأحمد بن منيع ( انظر الحجامة للبوصيري ص41) والطبراني والحاكم 4/209 ،409 وابن غيلان في الغيلانيات ق33/ب وابن الجوزي في العلل الواهية وابن مردويه من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس ( وانظر الخصائص 1/164) . وقال الترمذي : حسن غريب , وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت الذهبي . وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح , وقال الألباني : صحيح ( صحيح ابن ماجه 2/259، صحيح الجامع 5345 ) وعباد فيه ضعف , وله طريق آخر عن ابن عباس أخرجه ابن عدي 6/2049 من طريق فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عنه . وقال ابن عدي : أحاديث فرات عن ميمون مناكير . وله طريق ثالث عند الطبراني 11/ 162 وعلقه ابن حبان في المجروحين 3/59 وفيه أبو هرمز الجمال . وعن أنس أخرجه ابن ماجه 3479 وابن عدي في الكامل 6/2084 وفيه كثير وجبارة ضعيفان وقال الألباني : صحيح . وله طريق آخر عند ابن سعد 1/448 وفيه سلام الطويل ويزيد الرقاشي .
ومنها عن ابن مسعود أخرجه الترمذي 4/490 وفيه أبو شيبة الواسطي ، وقال الترمذي : حسن غريب من حديث ابن مسعود , وقال الألباني : صحيح ( صحيح سنن الترمذي 2/204 ) .
ومنها عن ابن عمر أخرجه البزار ( كشف الأستار 3020 ) وإسناده لابأس به وفيه زيادة لم أثبتها لكونها تحتمل أن تكون من قول النبي ( لا من قول الملائكة له , وأخرج ابن عدي 3/1187 ، 5/1884 وابن مردويه عن علي نحوه ( انظر الخصائص 1/164) وفي إسناديه عند ابن عدي ضعف شديد , وعن أبي سعيد الخدري أخرجه الحارث بن أبي أسامة وفيه الواقدي .
وجملة ( وقالوا يا محمد .... ) الخ من مجموع بعض الطرق المذكورة ومنها حديث ابن عمر .(1/37)
ـ وما بين القوسين (26) ، (26) أخرجه أحمد 3556 ، وابن ماجه رقم 4081 والحاكم 2/384 من طريق العوام بن حوشب عن جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة عن ابن مسعود به ، وأخرجه الحاكم وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وأما مؤثر فليس بمجهول روى عن ابن مسعود والبراء بن عازب روى عنه جماعة من التابعين , وسكت الذهبي . ومؤثر قال الحافظ : مقبول , وذكر في التهذيب 10/331 توثيق ابن حبان له ( وانظر الثقات 5/463 ) ونقل قول الحاكم : روى عنه جماعة من التابعين , وفاته توثيق العجلي له فقد قال في الثقات ص443 : من أصحاب عبد الله ثقة , ويضاف إلى ذلك ذكر كل من ابن أبي حاتم له 4/429 والبخاري 4/63 والبسوي في المعرفة والتاريخ 3/118ويحيى بن معين رواية الدوري 2/591 وابن الجنيد 236 والدولابي في الكنى 1/106ولم يذكره أحد منهم بجرح ولا تعديل ، فمثله يحسن حديثه على أقل تقدير ، فكيف ولغالبه شواهد في الصحيح , وقد سمع هذا الحديث في مجلس واحد من هشيم كل من الإمام أحمد ويحيى بن معين وإسحاق بن الطباع وحجاج ، وكان حجاج يكتب ولا يلحق ثم عدله بعد المجلس ( وانظر العلل لأحمد 1/298 ،393، 2/245 ) . والحديث قال فيه البوصيري : إسناده صحيح رجاله ثقات , وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح ( وانظر مرويات ابن ماجة في التفسير ص 289 رقم 564 ) . وقد عزاه السيوطي في الدر لابن جرير وابن المنذر وابن أبي شيبة وسعيد ابن منصور وجماعة .
ـ وما بين القوسين (27) ، (27) مجموع من عدة روايات :
أولها ما أخرجه الذهبي في السيرة ص160 ( انظر الحاشية ) عن عبادة بن الصامت أنه كان يبكي عند حائط بيت المقدس ويقول : إن رسول الله ( رأى منه ملَكاً يقلب جمراً كالقطف . وقال الذهبي : إسناده جيد وهو كما قال .(1/38)
ثانيها : ما أخرجه ابن عساكر 299/7 من طرق عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن زياد بن أبي سودة عن عبادة بن الصامت بنحوه ، وفيه أنه السور الشرقي وقال : من ها هنا أخبرنا رسول الله ( أنه رأى جهنم , وإسناده صحيح .
ثالثها : حديث شداد بن أوس المذكور آنفا وفيه : ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة فإذا جهنم تنكشف مثل الزرابي ، فقلنا : يا رسول الله كيف وجدتها ؟ قال : مثل الحمة الساخنة .
رابعا : ما أخرجه الطبراني في الكبير عن صهيب وفيه : لو أخذت الخمر لغويت وغويت أمتك وكنت من أهل هذه وأشار بيده إلى الوادي الذي يقال له وادي جهنم ، فنظرت إليه فإذا هو يلتهب , قال الهيثمي : فيه ابن لهيعة ( انظر المجمع 1/78 ) وأخرجه أيضا ابن مردويه( انظر الخصائص 1/158) . خامسها : ما أخرجه ابن إسحق 1/37 قال : وحدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن رسول الله ( ... في رؤيته مالكاً خازن النار وأنه قال لجبريل ألا تأمره أن يريني النار ؟ فقال : بلى ، يا مالك أَرِ محمداً النار ، فكشف عنها غطاءها ففارت وارتفعت ...الحديث .(1/39)
ـ وما بين القوسين (28) ، (28) فمن حديث الحارث بن عبيد عن أبي عمران الجوني عن أنس الذي أخرجه البزار ( انظر تفسير ابن كثير 5/8 ) والبيهقي في الدلائل 2/368 ،389 وابن عساكر 579/1 وعزاه السيوطي أيضا لابن سعد وابن مردويه ( الخصائص 1/157 ) وقال البزار : تفرد به الحارث بن عمير وكان بصريا مشهورا , قال ابن حجر : قلت : وهو من رجال البخاري ( الفتح 8/609 ) . وقال الهيثمي : رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح ( المجمع 1/75 ) . وقال الذهبي : إسناده جيد حسن والحارث من رجال مسلم ( السيرة 161 ) . وقال ابن حجر : رجاله لا بأس بهم إلا أن الدارقطني ذكر له علة تقتضي إرساله ( الفتح 7/198 ) ، وأظن الحافظ يشير إلى ما علقه البيهقي من طريق حماد بن سلمة عن أبي عمران فجعله عن محمد بن عمير بن عطارد مرسلا , ولعله عند أبي عمران من الوجهين لا سيما ولفظ محمد بن عمير يختلف عن لفظ حديث أنس , والقول ما قال الحافظ الذهبي والله أعلم . قال ابن كثير ( التفسير 7/420 ) بعد أن ذكر أقوال بعض المضعفين للحارث : فهذا الحديث من غرائب رواياته فإن فيه نكارة وغرابة ألفاظ ولعله منام ا.هـ وقد صرح لفظه بأنه منام إلا أن المتن الذي ساقه ابن كثير ليس بهذا اللفظ , وقال ابن كثير أيضا ( التفسير 5/8 ) : وهذا إن صح يقتضي أنها واقعة غير ليلة الإسراء فإنه لم يذكر فيها بيت المقدس ولا الصعود إلى السماء فهي كائنة غير ما نحن فيه والله أعلم , وأقول : أما قوله لم يذكر بيت المقدس فهذا في غيره من الأحاديث التي اكتفت بذكر المعراج في الصحيحين وغيرهما ، وأما كونه لم يذكر الصعود فمن باب القصور في الرواية كما حصل لغيره أيضا . وغاية ما في الأمر تقدير جزء محذوف كما يظهر من سوقي للرواية في المتن , وهذا حاصل في جميع الروايات ومنها رواية الصحيحين التي ذكرت البراق ومنه إلى العروج مباشرة مع حذف الإسراء كلية , وقد ذكره في قصة المعراج كل من ابن(1/40)
عساكر والهيثمي وغيرهما , وللحديث شواهد منها في جزئه الأخير ما أخرجه الطبراني في الأوسط عن جابر مرفوعا قال : مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس البالي من خشية الله , قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ( المجمع1/78 ) ، وعزاه السيوطي لابن مردويه أيضا وقال : بسند صحيح ( انظر الخصائص 1/158 وانظر الدر أيضا ) وقد أدمجت بعضه في المتن . وله شاهد من مرسل شريح بن عبيد عند ابن سنجر وقد تقدم وفيه : فلما أحس جبريل بدنو الرب خر ساجداً فلم يزل يسبح ... حتى قضى الله إلى عبده ما قضى ثم رفع رأسه فرأيته في خلقه الذي خلق عليه ...الخ .
ـ وما بين القوسين (29) ، (29) فمجموع من عدة روايات عن أنس مطولة مصرح في بعضها أنه في ليلة الإسراء ولم يصرح في البعض الآخر ؛ أخرجه البخاري 4964 ،6581 والترمذي 3356 وابن ماجه 4305 وأبو داود 4748 وأحمد 3/103 ، 115 ، 152 ، 164 ، 191 ، 207 ، 247 ، 263، 289 ، 324 ، 323 وأبو يعلى 5/257 ،462 ، 6/46 ، 237 ، 384 ، 440 وابن المبارك في الزهد 561 والطيالسي 2813 وابن عدي 5/1797 والخطيب 11/45 . وانظر أيضا تخريج رواية شريك عن أنس ورواية يزيد بن أبي مالك عن أنس كذلك . وعزاه السيوطي لابن مردويه ( انظر الدر 6/153 ) . وأخرجه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي وأبو يعلى وأبو عوانة وابن حبان وغيرهم باختصار من طريق قتادة عن أنس . وله شاهد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عند ابن مردويه ( انظر الخصائص 1/169 ) .
ـ وما بين القوسين (30) ، (30) فمن مجموع عدة روايات منها :
ـ رواية عبد الرحمن بن قرط مطولة أخرجها سعيد بن منصور ( انظر تفسير ابن كثير 5/30 ) والطبراني وأبو نعيم في الحلية وفي المعرفة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات ( انظر الخصائص 1/164) . وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسكين بن ميمون ذكر له الذهبي هذا الحديث وقال إنه منكر ( المجمع 1/78 ) .(1/41)
ـ رواية سهل بن سعد عند ابن عساكر ( انظر الخصائص 1/158 ) .
ـ ورواية شريح بن عبيد عند ابن سنجر المتقدم ذكرها ، وفيها أن المسبِّح كان جبريل حتى قضى الله ماقضى . ويشهد لذلك آيات قرآنية وأحاديث أخرى كثيرة على رأسها حديث : إذا قضى الله أمراً سبح حملةُ العرش . وقد تقدم ذكره في بدء الوحي , ولاشك أن فرض الصلوات مما قضاه الله سبحانه فلا بد معه من التسبيح والله أعلم .
ـ وما بين القوسين (31) ، (31) فمن رواية الهزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود عند ابن جرير 27/54 بإسناد صحيح .
ـ وما بين القوسين (32) ، (32) فأصله حديث ابن مسعود المخرج في رقم ( 504 ) ، وقد حذفت أقواس الزيادات منه هنا وبدأته بلفظ مرسل شريح بن عبيد الذي حدد وقت الرؤية ، وتشهد له الآيات وهو الموافق للسياق ، حيث إنه قد ثبت أن جبريل أصبح كالحلس ، فلابد أن ينهض مرة ثانية ورؤيته إياه عند سدرة المنتهى في البداية كان أمرها طبيعياً حيث لم يأت الجبار جل وعلا بعد ولم يغش السدرة ما غشاها ولم يتغير حال جبريل ؛ فالطبيعي أن ما حصل له كان بعد هذه التغيرات ، وهو الذي نص عليه مرسل شريح , والله أعلم . وأخرج أحمد 1/407 رقم 3864 وابن جرير وابن أبي حاتم ( انظر تفسير ابن كثير 7/419 ) ، والطبراني وأبو الشيخ في العظمة عن ابن مسعود في رؤيته ( لجبريل مرتين قال : ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ، قال : فلما أحسَّ جبريلُ ربه عاد في صورته وسجد . وإسناده حسن . وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح لولا الشك في وصله عن ابن مسعود ا.هـ وهو كما قال على الشك في المسند وابن كثير ، إلا أن السيوطي ذكره مجزوماً بوصله فلعله في المصادر الأخرى على الجزم .
وقد أخرج مسلم والبيهقي في الدلائل 2/371 عن أبي هريرة موقوفاً في قوله : ? ???????? ??????? ????????? ?????????? ? : رأى جبريل عليه السلام .(1/42)
ـ وما بين القوسين (33) ، (33) من حديث عبد الله بن حوالة عند ابن أبي حاتم والربعي في فضائل الشام ودمشق ( انظر تخريج أحاديثه ص28 ) وابن عساكر والطبراني . وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح غير صالح بن رستم وهو ثقة ( المجمع 10/58 ، 59 ) ، وفي بعض المصادر زيادات . وقال الألباني في هذا الجزء : حديث صحيح ا.هـ وقال الحافظ ابن حجر : إسناده حسن ( الفتح 12/403 ) وللحديث شواهد كثيرة في موضوعِ عمود الإسلام ووضعه بالشام . وانظر لها ما كتبه الحافظ في الفتح . ومابين القوسين (34) ، (34) فمجموع من عدة أحاديث منها :
ـ عن ابن عباس أخرجه الخطيب في التاريخ 5/445 وصوبه بإسناد رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة الأعمش وليس فيه علة غيرها إن حاولنا تعليله ، ونصه : ما مررت بسماء إلا رأيت فيها مكتوباً محمد رسول الله أبو بكر الصديق . ولكن قال فيه الذهبي : باطل ما أدري من يغش فيه ، فإن هؤلاء ثقات ( الميزان 3/610 ) . واحتراما لقول الذهبي لم أثبت إلا الجزء الأول منه لشواهده . وقد روى الخطيب الحديث بلفظ أبو بكر الصديق من خلفي من رواية أبي سعيد الخدري وقال : تفرد به محمد بن عبد الله المهري إن كان محفوظا عنه عن الحسن بن عرفة ، ونراه غلطاً وصوابه ... فذكر الحديث السابق . وقال الذهبي أيضا : باطل ا.هـ وكذا رواه الخطيب من حديث أبي هريرة بنحو حديث أبي سعيد وفي إسناده عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال الذهبي : متهم بالكذب ا.هـ وقال ابن حجر فيه : متروك ورماه ابن حبان بالوضع .
وقد أخرجه أيضا من حديث أبي هريرة : الحسن بن عرفة في جزئه 6 وابن عدي في الكامل 4/1507 وأبو يعلى والطبراني في الأوسط . وقال الهيثمي : وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف ( انظر المجمع 9/41 ) .
وفيه عن ابن عمر بنحو رواية ابن عباس قال الهيثمي : رواه البزار وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري وهو ضعيف ( المجمع 9/41 ) .(1/43)
ولحديث ابن عباس لفظ آخر عند الخطيب 5/4 من طريق علي بن جميل عن جرير عن ليث عن مجاهد عنه بلفظ : ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على كل ورقة ... الحديث , وذكره ابن عدي من طريق علي بن جميل ومعروف بن أبي معروف عن جرير به وقال : والحديث المعروف هو هذا ، وهذا أيضا ليس بصحيح ( الكامل 5/1691 ) ، وأخرجه أيضا الخطيب 7/337 من طريق الحسن بن عبد الرحمن عن جرير به . والحسن هذا قال فيه ابن عدي : منكر ، يسرق الحديث عن الثقات ولا يشبه حديثه حديثَ أهل الصدق , وعزاه السيوطي لأبي نعيم في الحلية ( انظر الخصائص 1/7 ) .
ولحديث ابن عباس لفظ آخر : على باب الجنة : أخرجه الخطيب 1/259 وفيه رجل يسمى محمد بن إسحق قال الخطيب : حديثه كثير المناكير , وقال في حديثنا هذا : منكر بهذا الإسناد ، وعلي بن حماد مستقيم الحديث لا يحتمل مثل هذا .
وعن ابن عباس شاهد أخرجه الحاكم وصححه ، وقال الذهبي : في سنده عمرو بن أوس لا يدرى من هو . ا.هـ في كتابة لا إله إلا الله محمد رسول الله على العرش .
وعن علي بلفظ على العرش أخرجه الخطيب 10/265 من طريق عبد الرحمن بن عفان الصوفي عن محمد بن مجيب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده , وقال يحيى في الصوفي : كذاب يكذب , وعزاه السيوطي أيضا لابن عساكر ( انظر الخصائص 1/7 ) .
وعن أنس بلفظ : على ساق العرش أخرجه الخطيب 11/173 من طريق الحسين بن إبراهيم البابي عن حميد عن أنس . وقال الخطيب في الحسين : مجهول من أهل الباب والأبواب , وأخرجه ابن عدي وابن عساكر ( انظر الخصائص 1/ 7 ) .
وعن أبي الحمراء بلفظ مكتوبا على ساق العرش : أخرجه الطبراني قال الهيثمي فيه عمرو بن ثابت وهو متروك ( المجمع 9/121 ) . وله لفظ مشابه عند أبي نعيم في الحلية 3/27 وقال : غريب من حديث يونس بن عبيد عن سعيد بن جبير لم نكتبه إلا من هذا الوجه .(1/44)
وعن أبي الدرداء بلفظ في العرش أخرجه الدارقطني في الأفراد ومن طريقه الخطيب في التاريخ 11/204 من طريقين عن محمد بن فضيل عن ابن جريج عن عطاء عن أبي الدرداء به وأخرجه أيضا ابن عساكر ( انظر الخصائص 1/7 ) ، وقال الدارقطني : تفرد به ابن فضيل عن ابن جريج ، لا أعلم حدث به غير هذين - يعني الراويين عن ابن فضيل وهما السري بن عاصم وعمر بن إسماعيل بن مجالد .
وعن جابر بلفظ على باب الجنة أخرجه ابن عساكر ( انظر الخصائص 1/ 7 ) .
وله شاهد عن عمر فيه كتابتها على العرش أخرجه الحاكم والبيهقي والطبراني في الصغير وأبو نعيم وابن عساكر وفي إسناده عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف جدا .
وله شاهد عن كعب الأحبار عند ابن عساكر وفيه كتابتها على العرش وفي السموات وفي الجنة ( وانظر الخصائص 1/6 ) .
وفيه حديث سهل بن سعد عند ابن عساكر بلفظ على العرش .
ـ وأما مابين (35) ، (35) فمن حديث شداد بن أوس الذي صححه البيهقي وقد تقدم . وله شاهد من حديث أم هانىء من طرقه الآتي ذكرها وفي حديث أبي سعيد الخدري ما قد يشهد له وهو قوله : نام عشاء .
ـ وأما مابين (36) ، (36) فمن طريقي حديث ابن مسعود الآتي ذكره ويشهد له الروايات الثابتة عن أنس بكلام موسى معاتبا ربه فراجعها .(1/45)
ـ وما بين القوسين (37) ، (37) فمن حديث عمر بن الخطاب عند ابن مردويه ( انظر الخصائص 1/164 ) ، وهذا لفظه . ويشهد له رواية خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن أنس عند ابن أبي حاتم ويأتي الكلام عليها . ويشهد لذلك أيضا ماذكره ابن إسحق في السيرة بدون إسناد . وأخرج نعيم بن حماد في زيادات الزهد لابن المبارك ص 92 والجوزجاني عن أبي الخليل قال : ليلة أسري بالنبي ( ... فذكر نحو القصة إلا أن فيها ولكنه خازن من خزان جهنم . وقد أخرج أحمد في المسند وفي الزهد 1/80 من حديث أنس بن مالك ما يشهد لذلك إلا أنه في ميكائيل وليس في مالك ، وفي إسناده إسماعيل بن عياش وروايته عن المدنيين فيها ضعف وهذه منها ، وبقية رجاله ثقات . كذا قال الهيثمي ( انظر المجمع 10/385 ) ، فلعله وهم في الاسم .
وروى ابن أبي الدنيا عن أبي فضالة عن أشياخه وعن بكر العابد عن أبي الحسن ما يشهد لذلك أيضا . وفي مرسل ضعيف عن الحسن وصف خزنة جهنم بما يشهد لما ذكرناه ( انظر التخويف من النار ص38 ، 39 ، 174 ) . وفي حديث سمرة الطويل عند البخاري في قصة المنام ما يشهد لوصف مالك هنا فراجعه , وأصل ذلك قوله تعالى : ? ????????? ???????????????? ???????? ???????? ? .(1/46)
ـ وأما مابين القوسين (38) ، (38) فمما أخرجه البخاري 7/40، 9/320 ، 12/415 ، 417 ومسلم 4/1863 وأحمد 2 / 339 ، 3/106 ، 107 ، 125 ، 179 ، 191 ، 239 ، 263 ، 268 ، 269 ، 309 ، 372 ، 389 ، 5/333 ، 354 ، 360 وفي فضائل الصحابة وزياداته 1/275 ، 323 ، 429 ، 445 ، 446 والحميدي 1235والطيالسي والترمذي 5/619 ، 620 وابن حبان ( الموارد 536 ) وأبو يعلى 3/467 ، 4/13 ، 51 ، 6/223 ، 390 ، 440، 461 ، 7/196 وهناد في الزهد 1/104، 105وأبو نعيم في الحلية 6/334-335 ، 7/259 ، 309 والطبراني والحاكم ( وانظر المجمع 9/74 ، حدائق الأنوار 1/400 ) عن أنس وجابر وأبي هريرة وبريدة ومعاذ وعن الزهري وأبي سلمة مرسلا . وهذا مجموع لفظهم بشرط الثبوت وقد ثبت من حديث جابر عند البخاري وغيره أن قصة بلال والرميصاء وعمر كلها في آن واحد مما يثبت أن ذلك في المعراج . وانظر ما تقدم في الزيادة رقم (19) ، (19) وقد وقع في طرقه ما يصرح أحياناً ويلمح أحياناً بكونه مناماً ، وهو ما رجحناه فيما سبق .
وقد يقول قائل كيف رأى الرميصاء ولعلها لم تكن أسلمت بعد ؟ فالجواب أن النبي ( حكى ذلك بعد ما هاجر ولم يكن يعرفها وقت الإسراء ، فلما طابق الواقع القدر أعلمهم بذلك . والله أعلم . وعلى القول بأن الإسراء كان قبل الهجرة بعام فلا حاجة إلى هذا التأويل لأنها تكون قد أسلمت قبل ذلك . وبالنسبة لقصة عمر فكأني أذكر أنه في بعض الطرق الضعيفة في قصة الإسراء صرح بذلك ولا أستحضرها الآن ولكن في حديث أبي سعيد ما يشهد لذلك أيضا ففيه أنه ( رأى جارية فسأل لمن هذه فقيل : لزيد بن حارثة فلعله وهم في الاسم والله أعلم .(1/47)
ـ وما بين القوسين (39) ، (39) من حديث أسماء عند الترمذي 4/680 وابن جرير 27/55 وهناد في الزهد رقم 115 والحاكم 2/469 وابن مردويه وسبق الإشارة إليه ، وقال الترمذي : حسن غريب , وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وسكت الذهبي . والحديث إسناده حسن وقد صرح ابن إسحق بالتحديث عند هناد . وهذا الجزء له شواهد في الصحيحين بدون النص على كون هذه الشجرة هي سدرة المنتهى ولفظه : إن في الجنة شجرة يسير الراكب فيها مائة عام لا يقطعها .
ـ وما بين القوسين (40) ، (40) من سورة النجم .
ـ وما بين القوسين (41) ، (41) تقدم تخريجه في رقم ( 119 ) من حديث ابن عباس وجابر عند ابن أبي شيبة والجوزقاني بإسناد صحيح على شرط البخاري .
ـ وما بين القوسين (42) ، (42) فمما أخرجه ابن أبي حاتم وغيره عن أنس من رواية خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عنه ، وليس فيها إلا ضعف من قبل حفظ خالد ، وقد توبع على أصلها . وسيأتي الكلام عليها بعد قليل .
وأما هذا الجزء الذي ذكرناه ؛ فله شواهد ، منها : عن علي عند البزار ، وعنه أيضاً عند ابن مردويه ، وكذا عن ابن الحنفية عند أبي نعيم في الدلائل ، وعن عائشة عند ابن مردويه ، وعن ابن عمر عند الطبراني في الأوسط . ويأتي الكلام عليها كلها إن شاء الله تعالى . وتقدم الإشارة إلى بعضها . ( وانظر الخصائص 1/8 ، 164 ، والدر المنثور 4/154 ) . وقد يشكل ذكر الأذان لما ثبت من كونه بدأ بالمدينة ؛ والجواب أن الأذان معناه الإعلام ، ولا ضرورة أن يكون بما ثبت بعد الهجرة ، وعلى فرض اتحادهما كما جاء في بعض الشواهد المذكورة فيقال : إنه وقعت رؤية الصحابي مطابقة لما رآه النبي ( في الإسراء فأمضاها النبي ( لذلك ، وهو أقوى لا سيما إذا ثبت تأخر الإسراء إلى قبيل الهجرة .
وقد جاء حديث الإسراء من طرق أخرى كثيرة كلها تشهد لما ذكرناه ، فمن ذلك :(1/48)
ـ رواية عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن أنس بالحديث مطولاً : أخرجه ابن جرير 15/6 والبيهقي في الدلائل 2/362 وابن عساكر 1577 وقال ابن كثير : وفي بعض ألفاظه نكارة وغرابة ( التفسير 5/ 10 ) .
ـ رواية أنس عن أبي بن كعب بمثل روايته عن أبي ذر تماما ، وأراها وهماً من أحد الرواة , أخرجها عبد الله بن أحمد في زوائد المسند 5 / 122 ، 143 ، 144 وأبو يعلى مختصراً 6/295 وابن عساكر 1/572 . وأظن الوهم فيها من يونس بن يزيد الأيلي . وقال الهيثمي : رجال رجال الصحيح ( المجمع 1/65-66 ) ، ثم وقفت على قول السيوطي : وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه وابن عساكر من طريق يونس عن الزهري عن أنس عن أبي بن كعب مثله ـ أي مثل حديث أبي ذر ـ سواء حرفاً بحرف ، فعده جماعة من مسند أبي بن كعب . وذكر الحافظ ابن حجر أنه وقه فيه تحريف وأنه كان في الأصل عن أبي ذر فسقط من النسخة لفظة ذر فظن أن أبي أبياً فأدرج في مسند أبي بن كعب غلطاً والله أعلم ( انظر الخصائص 1/167 ) . وبنحوه قال أبو حاتم وغيره ( انظر العلل 1/116-117 ، 315-316 ، المسند المعتلي 1/7 ) .
ـ رواية أنس عن أبي بن كعب مرفوعاً : دخلت الجنة فرأيت فيها خياماً من لؤلؤ ترابها المسك فقلت : لمن هذا يا جبريل ؟ فقال : للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمد . أخرجه الفاكهي في تاريخ مكة 4/144 وإسناده ضعيف . وعزاه السيوطي في الجامع الكبير1/521 لأبي يعلى وأبي الشيخ في الأذان وقال ابن كثير وابن حجر في أطرافه غريب جداً ( انظر حاشية المحقق ) .
ـ وعن أبي أيضا في أرض الجنة أخرجه ابن مردويه ( انظر الدر ) .(1/49)
ـ رواية يزيد بن أبي مالك عن أنس أخرجها النسائي 1/221 من طريق مخلد بن الحسين عن سعيد بن عبد العزيز عنه به . ورجالها ثقات إلا أنني وقفت لها على علة ؛ فقد روى ابن عساكر 304/7 من طريق الدوري عن ابن معين قال أبو مسهر : كان سعيد بن عبد العزيز قد اختلط قبل موته وكان يعرض عليه قبل موته وكان يقول لا أجيزها ، ثم روى من طريق أبي زرعة قال سمعت أبا مسهر قال : رأيت أصحابنا يعرضون على سعيد بن عبد العزيز حديث المعراج عن يزيد بن أبي مالك عن أنس ، فقلت : يا أبا محمد أليس قد حدثتنا عن يزيد بن أبي مالك ؟ قال : حدثنا أصحابنا عن أنس بن مالك قال : نعم إنما يقرءون على أنفسهم ا.هـ فهذه الرواية تدل على وجود واسطة بين يزيد وأنس ، وعلى الرغم من كونهم جماعة فإن في النفس منها شيء ، ولذا لم أثبت منها إلا ما شهدت له الروايات الأخرى .
ـ ومنها رواية شداد بن أوس التي ذكرناها قبل هذا , وقال ابن كثير في هذا الحديث : فيه غرابة ونكارة جدا ( التفسير 5/10 ) .
وله طريق آخر عن يزيد عن أنس أخرجه ابن أبي حاتم من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه به مطولاً ، وتفرد بأشياءٍ . وخالد ضعيف ولكنه قد توبع على أصلها بالرواية السابقة , وقال ابن كثير : هذا سياق فيه غرائب عجيبة ( التفسير 5/11-13 ) وفيه غمز الحجر وربط البراق ونهر الكوثر وقصة العير وتصديق أبي بكر وغير ذلك , وقد أخرج ابن ماجه وأبو نعيم في الحلية 8/333 من هذه الطريق رؤية النبي ( على باب الجنة أجر القرض وأنه أكثر من الصدقة .
وأخرج الخطيب 2/330 ، 11/242 من طريق محمد بن عبيد الله بن مرزوق الخلال عن عفان عن حماد عن ثابت عن أنس مرفوعاً رؤيته خيلاً مسرجة ذوات أجنحة لمحبي أبي بكر وعمر ... الحديث وقال الخطيب في محمد بن عبيد الله : له عن عفان أحاديث كثيرة عامتها مستقيمة غير حديث واحد فذكر حديثنا .(1/50)
وعن أنس أيضا عند ابن مردويه في ريح النبي ( بعد الإسراء كريح عروس ( انظر الدر ) .
ـ عن عمر بن الخطاب عند أحمد 1/38 قال الهيثمي : فيه عيسى بن سنان القسملي وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات ( المجمع 4/6 ) . وقال أحمد شاكر : إسناده حسن , وانظر مرويات أحمد في التفسير 3/38 . وفيها إثبات صلاته ( ببيت المقدس . وجملة ( فتقدم إلى القبلة فصلى ) منه ، ويشهد لها كونه إمامهم وروايات أخرى صرحت بذلك أيضا .
ولابن مردويه رواية عن عمر أيضا من طريق المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمر وفيه الصلاة في مقدم المسجد ( انظر الخصائص 1/164، الشفا 1/116، حدائق الأنوار 1/401 ) .
ـ رواية أبي هريرة عند ابن أبي حاتم وابن الأعرابي والواحدي وغيرهم وقد نص على كون البيت المعمور حيال الكعب ( وانظر الصحيحة 477 ) .
وروايته عند ابن جرير 15/6-11 والبيهقي في الدلائل 2/397 وابن أبي حاتم والحاكم من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أو غيره عن أبي هريرة مطولاً جداً . وقال ابن كثير : أبو جعفر الرازي قال فيه أبو زرعة الرازي يهم في الحديث كثيراً ، وقد ضعفه غيره أيضاً ووثقه بعضهم . والأظهر أنه سيء الحفظ ففيما تفرد به نظر ، وهذا الحديث في بعض ألفاظه غرابة ونكارة شديدة وفيه شيء من حديث المنام من رواية سمرة بن جندب في المنام الطويل عند البخاري ويشبه أن يكون مجموعاً من أحاديث شتى أو منام وقصة أخرى غير الإسراء ( انظر تفسير ابن كثير 5/36 ) . وقال الذهبي : تفرد به أبو جعفر الرازي وليس هو بالقوي والحديث منكر يشبه كلام القصاص ، وإنما أوردته للمعرفة لاللحجة ( السيرة 182 ) . وقال الهيثمي : رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول ( المجمع 1/72 ) .(1/51)
وروايته عند أحمد 2/353 ، 363 وابن ماجه 2/763 وابن أبي شيبة 14/307 وابن أبي حاتم ( انظر تفسير ابن كثير 5/37 ) والذهبي في السيرة ص164 ، 165 من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي الصلت عن أبي هريرة . قال ابن كثير : علي بن زيد بن جدعان له منكرات ( التفسير 3/519 ) . وقال البوصيري : هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد ( مصباح الزجاجة 2/23 ) ، وقال الذهبي : أبو الصلت مجهول ا.هـ وقال الهيثمي : فيه أبو الصلت لا يعرف ولم يرو عنه غير علي بن زيد ا.هـ وعزاه السيوطي لابن مردويه ( انظر الدر 4/152-153 ) .
وروايته من طريق أبي وهب مولى أبي هريرة عنه أخرجها سعيد بن منصور ثنا أبو معشر عن أبي وهب به ( انظر سيرة الذهبي 161 ) وأخرجها أيضا ابن سعد 3/120 والطبراني في الأوسط وابن مردويه من طريق أبي معشر به ( انظر الخصائص 1/176 ) وفيه : لما رجع ليلة أسري به قال : يا جبريل إن قومي لا يصدقوني قال يصدقك أبو بكر وهو الصديق , وقال الهيثمي : في أحد إسناده أبو وهب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات(المجمع 9/41)
وروايته من طريق راشد بن سعد المقدامي عن أبي هريرة أخرجها ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ( انظر الدر 6/392 ) .
ـ رواية ابن عباس عند الطبراني والواحدي وابن مردويه ، وإسناده ضعيف وقد نصَّ على كون البيت المعمور حيال الكعبة ( وانظر الصحيحة 477 ) ، وروايته عند أحمد ونص على فرضية الصلوات خمسين وتخفيفها إلى خمس وعند الطبراني ونص على سدرة المنتهى ونبقها .
وحديثه من طريق مجاهد والضحاك عنه وفي إسناده إسحق بن بشر قال البيهقي : وإسحق بن بشر متروك لا يفرح بما ينفرد به ( الدلائل 2/404 ) . وقال الذهبي : وروى في المعراج إسحق بن بشر حديثاً وليس بثقة عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس ( السيرة 182 ) .
ولابن عباس رواية موضوعة تسمى بمعراج ابن عباس وهي رواية مكذوبة عليه فلينتبه لذلك .(1/52)
ـ عن أبي سعيد الخدري رواه عنه مطولاً أبو هارون العبدي أخرجه ابن إسحق وابن جرير 15/11-14 والبيهقي في دلائل النبوة 2/390 وابن أبي حاتم وابن عدي 6/2123 وابن عساكر 581-584 وعزاه السيوطي أيضا لابن المنذر وابن مردويه ( انظر الخصائص 1/167) والعبدي متروك . وقال ابن كثير معقباً على رواية ابن أبي حاتم : ذكره بسياق طويل حسن أنيق أجود مما ساقه غيره على غرابته وما فيه من النكارة , وقال : عن أبي هارون العبدي واسمه عمارة بن جوين وهو مضعف عند الأئمة وقال : وإنما سقنا حديثه ها هنا لما في حديثه من الشواهد لغيره ولما رواه البيهقي فذكر مناماً رآه يزيد بن أبي حكيم مفاده أنه سأل النبي ( عن حديث أبي هارون فأثبته ( انظر التفسير 5/23 ، 24 ) . والمنام عند البيهقي 2/405 ومثله لا يحتج به ولا بأس أن يستأنس به إن صحت الرؤيا . وقال ابن كثير إنه من غرائب الأحاديث وفي إسناده ضعف ( انظر البداية 3/111) . وقال الذهبي : هذا حديث غريب عجيب حذفت نحو النصف منه ثم قال : عن أبي هارون عمارة بن جوين وهو ضعيف شيعي , وقال : وبسياق مثل هذا الحديث صار أبو هارون متروكاً ( السيرة 181 ) ، وفيه ما يشهد لكون الأنبياء كانت تركبه قبله ، وفيه معاتبة موسى لربه ، وفيه قصة العير وتكذيب قريش ، وفيه شواهد لأجزاء أخرى كثيرة من الحديث .
وحديث أبي سعيد أخرجه أيضاً ابن مردويه مختصراً من طريق علقمة عنه وفيه رؤيته لإبراهيم .
وأخرجه الخطيب 4/279 من طريق أبي جعفر الرازي عن زنيج عن جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد بقصة الحوراء وجعلها لعلي وانظر ما يأتي عن عقبة بن عامر .(1/53)
ـ عن أم هانئ وله طرق عنها ؛ أخرجه ابن إسحق حدثني الكلبي عن أبي صالح عنها وأخرجه ابن جرير15/2 من طريقه . وقال ابن كثير : الكلبي متروك ساقط لكن رواه أبو يعلى عن محمد بن إسماعيل الأنصاري عن ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبي صالح عن أم هانىء فليكتب هنا وروى أبو القاسم الطبراني من حديث عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن أم هانىء فذكر الحديث ( التفسير 5/39 ) . وحديث أبي يعلى أخرجه ابن عساكر ( انظر الخصائص 1/178 ) والذهبي في السيرة 157 وابن سيد الناس 1/174 من طريق أبي يعلى به . وقال الذهبي : وهو حديث غريب ، الوساوسي ضعيف تفرد به - يعني محمد بن إسماعيل الأنصاري - ا.هـ وفيه أيضا أبو صالح مولى أم هانىء , وقد سكت عليه البوصيري . وقال الحافظ في الإصابة في ترجمة نبعة : هذا أصح من رواية الكلبي ا.هـ باختصار .
وحديث الطبراني أخرجه أيضا ابن مردويه من نفس الطريق ( انظر الخصائص 1/177 ) وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور متروك كذاب ( المجمع 1/76 ، 9/42 ) . وله طريق آخر عنها وهو ما أخرجه ابن سعد عن الواقدي بإسناده عنها , وقال ابن كثير بعد كلامه المتقدم في حديث أبي سعيد : وكذا في حديث أم هانىء ا.هـ وفيه قصة العير والجمل الأورق والغراراتان وربط البراق بالحلقة وتسمية الصديق وغير ذلك .
ـ رواية ابن مسعود عند ابن عرفة في جزئه رقم 69 وأبي نعيم في الحلية 10/386 وابن عساكر 580/1 من طريق أبي عبيدة عن أبيه ولم يسمع منه شيئاً وفيه أيضاً قنان النهمي قال الحافظ : مقبول , وباقي رجاله ثقات , وقال الذهبي : هذا حديث حسن غريب ( السيرة 175 ) . وقال ابن كثير : وفيه غرابة وقال : إسناد غريب ولم يخرجوه ، ثم ذكر بعض غرائبه . وفيه ربط البراق ومعاتبة موسى لربه ونهر الكوثر وغير ذلك . وقد روي بعضه من حديث ابن عمر وهو خطأ وسيأتي .(1/54)
ورواية الطبراني 10/84 والحارث بن أبي أسامة وأبي يعلى ( انظر المطالب العالية 4/204 ، 205 ) وأبي نعيم ( انظر الخصائص 1/163) وابن عساكر 579/1 وعلقه الذهبي في السيرة ص155 من طريق حماد بن سلمة ثنا أبو حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود ثم قال : هذا حديث غريب وأبو حمزة هو ميمون ضعيف ( السيرة ص156) وسكت عليه البوصيري وقال الهيثمي : رواه البزار وأبو يعلى والطبراني ورجاله رجال الصحيح ( المجمع 1/74 )على الرغم من تضعيفه عدة أحاديث بأبي حمزة وفيه أيضا ربط البراق وتذمر موسى .
وقد روى ابن إسحق بعضه في الإسراء فقط بلاغاً عن ابن مسعود .
ـ عن ابن عباس وابن مسعود أخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس ومرة الهمداني عن ابن مسعود وفيه أمر العير والبعير الذي ند ( انظر الدر 4/157 ) .
ـ عن سمرة بن جندب أخرجه ابن مردويه وهو قطعة من حديث المنام الطويل ونص على كونه في الإسراء ( انظر الخصائص 1/158 ) ، وإسناده صحيح ، ولكن أكثر الرواة لم ينصوا على ذلك ، فلعله خلط من بعض رواته أو أنه أراد إسراء آخر وهو ما وقع بعد ذلك مناماً . ويلاحظ تعبير بعض الرواة عن المعراج بالإسراء لأنه سرى بالليل أيضاً . وألفاظ الروايات الأخرى عند البخاري وأحمد وابن حبان وغيرهم تدل على وقوع ذلك مناماً بعد إسلام سمرة بعد الهجرة بزمان .
ـ عن ابن عمر أخرجه الطبراني في الأوسط مقتصراً على تعليمه الأذان ليلة أسري به وقال الهيثمي : فيه طلحة بن زيد ونسب إلى الوضع ( المجمع 1/329 ) .
ـ وعن ابن عمر أيضاً أخرجه الخطيب 5/297 وفيه قصة تفاحة انفلقت فخرجت منها حوراء لعثمان بن عفان , وقال الخطيب : منكر بهذا الإسناد وكل رجاله ثقات سوى محمد بن سليمان بن هشام والحمل فيه عليه والله أعلم .(1/55)
ـ وعن ابن عمر أيضاً عند أبي نعيم في الحلية 10/385-386 من طريق أحمد بن شاذهرمز عن زيد بن أخرم عن أبي داود عن شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر بنحو حديث أبي عبيدة عن ابن مسعود مختصراً . وقال أبو نعيم : هذا من حديث شعبة منكر وأبو داود وزيد ثبتان لا يحتملان هذا ولعل أدخل لابن شاذهرمز حديثاً في حديث عبد الله بن مسعود .
ـ عن أبي عبيدة بن الجراح أخرجه الطبراني في السنة ومن طريقه الخطيب في التاريخ 8/151 وفيه خلط بقصة المنام الذي رأى فيه رسول الله ( ربه فوضع يده بين كتفيه ( وانظر الدر 5/320 ) .
ـ وعن عدي بن حاتم عند ابن مردويه نحو حديث أبي عبيدة أيضاً ( انظر الدر 5/320 ) ، وقد خالفهما رواياتٌ عديدةٌ تقتضي وقوع ذلك بالمدينة في منام آخر غير قصة المعراج . وتفسير الآية المشهور في اختصام الملأ الأعلى المراد به اختصامهم في أمر آدم ولا مانع من تكرر اختصامهم . وكذا فإن لفظ الحديث لا يساعد على كونه وقع في المعراج حيث أن فيه أموراً شرعية لم تكن شرعت بعد والله أعلم .
ـ عن عقبة بن عامر في رؤيته ( ليلة الإسراء في الجنة الحوراء العيناء المرضية التي أشفار عينيها كمقاديم أجنحة النسور للخليفة بعده , قال الهيثمي : أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط عن شيخه بكر بن سهل ، قال الذهبي : مقارب الحديث ، عن عبد الله بن سليمان العبدي ، وثقه ابن حبان ، وبقية رجاله رجال الصحيح ( المجمع 9/46 ) ، وأخرجه الخطيب من طريق عبد الله بن سليمان عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة فجعله للخليفة المقتول ظلماً . وقال الخطيب : حدث عن الليث حديثاً منكراً فذكره ( انظر التاريخ 9/464 ) وفي حديث أبي سعيد جعلها لعلي فراجعه .
وأخرج الخطيب 1/409 من طريق يحيى بن شبيب عن حميد عن أنس نحوه لعثمان .(1/56)
وأظن كل ما تقدم في قصة هذه الحوراء مرجعه حديث المرأة التي رآها النبي ( لعمر ، وما خالف ذلك فمن ضعف الرواة . ويشهد لذلك أيضاً ما جاء في بعض روايات حديث أنس من رؤيته ( للحور .
ـ رواية الخطيب 8/166 من طريق أحمد بن نصر عن حميد بن الربيع عن قتيبة عن مالك عن حميد عن أنس في رؤيته المرزنجوش تحت العرش وقال الخطيب : موضوع المتن والإسناد ، وحميد مجهول وأحمد بن نصر غير ثقة .
ـ عن أبي بن كعب عند ابن مردويه وفيه دخوله الجنة وترابها المسك .
ـ عن أبي ليلى : أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردويه من طريق محمد بن عبد الرحمن عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي ليلى ( كذا في الخصائص ) ، وقال الهيثمي : رواه الطبراني هكذا مرسلا ( يعني عن ابن أبي ليلى ) ، وقال : لا يروى عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد , ومع الإرسال فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف ( المجمع 1/77 ) .
ـ عن عبد الله بن أسعد بن زرارة أو سعد بن زرارة : وفيه لما عرج بي ، وفيه ذكر قصر من لؤلو فيه فراش من ذهب ...الخ قال الهيثمي : رواه البزار وفيه هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري ولم أر من ذكرهما ( المجمع 1/78 ) ، وسكت عليه البوصيري . وأخرجه أيضا ابن قانع وابن عدي والبغوي وابن عساكر ( انظر الدر 1/163) ، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة : معظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء والمتن منكر جداً .
ـ عن علي بن أبي طالب عند البزار من طريق الحسين عن أبيه وقال الهيثمي : فيه زياد بن المنذر مجمع على ضعفه ( المجمع 1/329 ) ، وعند ابن مردويه من طريق زيد بن علي عن آبائه عن علي ( انظر الخصائص 1/8 ، 164 ) . وعند ابن عدي 2/753 من طريق موسى بن جعفر عن آبائه عن علي مرفوعا وفيه نبت الورد من عرقه في المعراج , وقال ابن عدي : موضوع على أهل البيت .(1/57)
ـ عن علي وابن عباس وابن مسعود والضحاك بن مزاحم حديث طويل فيه غرائب أخرجه البيهقي في الدلائل 2/404-405 وذكر طرفه وفيه في بيت أم هانىء وصلاته العشاء الآخرة ولم يذكر باقي المتن وقال : راويه مجهول وإسناده منقطع .
ـ عن عائشة أخرجه ابن مردويه من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها مرفوعا أذن جبريل فصليت بالملائكة ( انظر الخصائص 1/176 ) .
ـ عن عائشة أيضاً : في دخوله الجنة ليلة الإسراء وأكله منها وتكون نطفة فاطمة ؛ أخرجه الطبراني من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها ( انظر الخصائص ) وأخرجه الخطيب 5/87 من طريق محمد بن الخليل البلخي عن شجاع بن الوليد عن هشام به وقال الخطيب : محمد بن الخليل مجهول .
ـ وعن سعد بن أبي وقاص بنحو حديث عائشة هذا ؛ أخرجه الحاكم وقال : غريب ، وفي سنده شهاب بن حرب مجهول وعلق عليه الذهبي بأن فاطمة ولدت قبل النبوة فضلاً عن الإسراء .
ـ وعن معاوية أخرجه ابن إسحق ومن طريقه ابن جرير 15/16 وفيه قوله أنه رؤيا من الله صادقة وهو منقطع .
ـ وعن عائشة أن الإسراء كان بالروح فقط أخرجه ابن إسحق أيضاً ومن طريقه ابن جرير 15/16 وفيه مبهم .
وقد أنكر البعض شرحَ صدره ( ليلة الإسراء . وقد رده الذهبي فقال : إنما ذكرت هذا ليعرف أن جبريل شرح صدره مرتين في صغره ووقت الإسراء به ( السيرة ص22 ) ، وقد قدمت في شرح صدره في صغره بعضاً مما قيل في شرح الصدر وقد أوصله بعضهم إلى ست مرات ولا يثبت سوى ما ذكرناه والله أعلم .(1/58)
ـ وفي الباب روايات مرسلة عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عند ابن جرير 15/5 والبيهقي في الدلائل 2/359-360 وفيه البراق وقصة العير والبعير ذي الغرارتين والقدحين زاد ابن المسيب رؤيته الأنبياء وارتداد ناس بعد ما أسلموا , وفي لفظ : كانوا قد صلوا معه ( انظر سيرة الذهبي 158) وزاد أبو سلمة تكذيب قريش وتصديق أبي بكر , وعن الحسن البصري عند ابن جرير 15/3 ، 110 وفيه أن جبريل أيقظه ثم خرج به إلى باب المسجد الحرام , وفيه تكذيب قريش وتصديق أبي بكر , وعن قتادة عند ابن جرير 15/15،111 وفيه أن البراق شمس وقول جبريل له وتكذيب الكفار وارتداد البعض وتصديق أبي بكر , وعن السدي عند البيهقي في الدلائل 2/404 وفيه قصة العير , وعن ابن جريج عند ابن جرير 15/111 وفيه تكذيب قريش وفرض الصلوات في نفس الليلة , وعن ابن زيد عند ابن جرير 15/111 وفيه افتتان ناسٌ كثيرٌ ، وشموس البراق وتكذيب قريش وتمثل بيت المقدس أمامه وتصديق أبي بكر . وعن الضحاك عند ابن جرير 15/112 وفيه كونه فتنة . وعن عروة عند أبي نعيم وفيه قصة الناقة . وعن أبي بكر بن أبي سبرة وغيره عند ابن سعد وابن عساكر ( انظر الخصائص 1/180) وفيه عن محمد بن كعب القرظي في قصة أبي سفيان مع هرقل أخرجه أبو نعيم في الدلائل من طريق الواقدي ( انظر تفسير ابن كثير 5/41 والخصائص 1/170-171 ) . وعن محمد بن الحنفية عند أبي نعيم ( انظر الخصائص 1/164) . وعن كعب الأحبار عند الواسطي في فضائل بيت المقدس وفيه الإسراء والمعراج . وعن الوليد بن مسلم عن بعض أشياخه بالإسراء فقط . وعن الحسن بن الحسين عند ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر بركوب البراق فقط ( انظر الدر 4/157) . وعن نافع بن جبير عند عبد الرزاق في المصنف بالإسراء وفرض الصلوات ( انظر الدر 4/158) . وفيه أيضا عن الحسن بن يحيى الخشني عند الربعي في فضائل الشام وابن عساكر في الإسراء وصلاته في مسجد دمشق , وقال الألباني :(1/59)
ضعيف معضل ( تخريج أحاديث الربعي ص40 ) .
هذا وقد جاء من طرق كثيرة ما يدل على كون الإسراء والمعراج قد وقعا في ليلة واحدة ، ومن ذلك : ـ ما جاء عن أنس من طرق عدة وعن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن عبد الرحمن بن قرط وعن أبي بن كعب وعن أبي سعيد وعن سهل بن سعد وعن ابن عمر وعن علي وعن جابر وغيرهم وقد تقدمت مواضع أحاديثهم .
قال البيهقي : وفي هذا السياق ـ يعني رواية ثابت عن أنس ـ دليل على أن المعراج كان ليلة أسري به عليه الصلاة والسلام من مكة إلى بيت المقدس , قال ابن كثير : وهذا الذي قاله هو الحق الذي لا شك فيه ولا مرية ( انظر التفسير 5/7 ) .(1/60)
( 502 ) أخرجه أحمد رقم 2822، 2823، 2824، 2825 وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح , وأخرجه ابن حبان ( الموارد 39 ، 40 ) ، والحاكم 2/496 والبيهقي في الدلائل 2/389 والذهبي في السيرة ص176 وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت الذهبي . وقال ابن كثير : إسناده لابأس به ولم يخرجوه ( التفسير 5/27 ) ، وقال الذهبي : حديث حسن ا.هـ وصححه ابن حبان وقال الهيثمي : رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط ( المجمع 1/65 ) ، وتعقبه أحمد شاكر بقوله : فات الحافظ الهيثمي أن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل اختلاطه , وهو كما قال شاكر . وانظر الكواكب النيرات ص 327 , وعزاه السيوطي إلى النسائي وأبي نعيم وابن مردويه أيضا وقال : بسند صحيح ( انظر الدر 4/150 ، والخصائص 1/160 ) ، وله شاهد عند ابن ماجه عن أبي بن كعب من رواية ابن عباس عنه وفيه ضعف ( انظر السنن رقم 4030 ، ومرويات ابن ماجه في التفسير ص 261 ، 262 رقم 524 ) ، وذكره السيوطي باختصار عند ابن مردويه من طريق قتادة عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي بن كعب ( انظر الخصائص 1/157) وله شاهد عن ابن عباس وابن مسعود أخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس ومرة الهمداني عن ابن مسعود وفيه أنه مر بواد يفوح مسكاً فقال : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : أهل بيت من المسلمين حرقوا بالنار ( انظر الدر 4/157 ) .
( 503 ) أخرجه أبو نعيم في المعرفة 1/157-158 والحاكم 3/62 ، 77 والبيهقي في الدلائل 2/360 عن عائشة ( انظر تفسير ابن كثير 5/38 ) وعزاه السيوطي أيضا لابن مردويه ( الخصائص 1/176) وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت الذهبي , وقال في الموضع الثاني : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، فإن محمد بن كثير الصنعاني صدوق ا.هـ وفي إسناده محمد بن كثير الصنعاني فيه كلام يسير وللحديث شواهد كثيرة منها :(1/61)
ـ عن شداد بن أوس مرفوعاً بحديث الإسراء وقد تقدم الكلام عليها في رقم ( 501 ) .
ـ وله شاهد مرسل عن سعيد بن المسيب وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن عند ابن جرير 15/5 والبيهقي في الدلائل 2/359-360 أيضاً .
ـ وآخر عند ابن سعد 3/120 وغيره من طريق أبي معشر عن أبي وهب مولى أبي هريرة وإسناده ضعيف , وقد تقدم ذكره في شواهد ( 501 ) .
وروى الحاكم 3/62 عن علي نزول تسمية أبي بكر صديقاً من السماء وقال : لولا مكان محمد بن سليمان العبدي من الجهالة لحكمت لهذا الإسناد بالصحة , ثم ذكر له شاهداً من طريق آخر عن علي , وفيه العلاء بن هلال . قال : الذهبي متعقبا للحاكم : منكر الحديث , ( وانظر السلسلة الصحيحة رقم 306 ) . وقال ابن حجر : رواه الطبراني ورجاله ثقات ( انظر الفتح 7/9 ) . وقال الهيثمي : رواه الطبراني : ورجاله ثقات ( المجمع 9/41 ) . وقد أخرجه أبو نعيم في المعرفة 1/155 ، 156 من طريقين عن أبي تحيى - بمثناة - عن علي بنحوه . ومابين القوسين (3) ، (3) من هذا الحديث , ويشهد له أيضاً ماورد في كون اسمه مكتوباً في السماء : الصديق ، وقد تقدمت الرواية بذلك في رقم ( 501 ) فراجعها ، وكذا من حديث أم هانئ في قصة الإسراء وقد تقدم هناك أيضا .
ـ وما بين القوسين (1) ، (1) من حديث ابن عباس عند أحمد 1/309 رقم 2820 وابن أبي شيبة 11/461 ، 14/306 والنسائي والبيهقي في الدلائل 2/363 وإسناده صحيح ( وانظر تفسير ابن كثير 5/28) ، وقال الهيثمي : رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط . ورجال أحمد رجال الصحيح ( المجمع 1/65 ) . وقال الحافظ ابن حجر : إسناده حسن ( الفتح 7/199) . وعزاه السيوطي لأبي نعيم أيضاً وقال : إسناده صحيح ( انظر الخصائص 1/160 ) ، وعزاه كذلك لابن مردويه والضياء في المختارة وقال : بسند صحيح ( انظر الدر 4/155 ) ، وقال أحمد شاكر : إسناده صحيح .(1/62)
ـ وما بين القوسين غير المرقمين أخرجه مسلم وأبو عوانة وغيرهما عن أبي هريرة وانظر رقم (501 ) الزيادة (5) ، (5) ومابين القوسين (2) ، (2) من حديث جابر عند البخاري 7/196 ومسلم 1/156 ، 157 وأحمد 3/377 والترمذي 5/301 وأبي عوانة 1/124-125 ، 131 والبيهقي في الدلائل 2/359 .
( 537 ) مابين القوسين من الحديث المخرج برقم ( 514 ) عن ابن عباس . والباقي من حديث شداد بن أوس المخرج في رقم ( 501 ) الزيادة ( 16) ، (16) . وله شاهد من حديث يزيد بن أبي مالك عن أنس وغيره ، وقد نبهت على شواهده في الرقم المشار إليه فراجعه .
( 538 ) أخرجه أبو يعلى 7/126 - 127 وقال محققه : إسناده صحيح . وعن أبي يعلى نقله ابن كثير في التفسير 5/8 ، وأخرجه أيضاً البيهقي في الدلائل 2/361 وهو مختلف في اللفظ ، وفيه كأن أبا بكر قد رآها . وعلقه الذهبي في السيرة 159 عن أنس عن بعض أصحاب النبي ( مختصراً .
وقد أخرجه أيضاً ابن النجار ( انظر الدر 4/157 ) فجعل السائل النبي ( والمسؤول أبا بكر فقال رسول الله ( : صدقت قد رأيتها يا أبا بكر .(1/63)
وله شاهد في سؤال أبي بكر النبي ( عن صفة بيت المقدس ، والمشهور أن السائل غير أبي بكر ، فلعل الراوي خلط في موضوع السؤال . ( انظر حديث شداد بن أوس في رقم 105 ) . وقد يقول قائل : كيف رآها أبو بكر ؟ والجواب : أنه ورد في بعض روايات الحديث أن أبا بكر كان في الرفقة التي مر بها رسول الله ( وهو في طريقه إلى الشام ، فلعله لمحها وظنها خيالاً تخيل له ، أو لعل الله أراه إياها وهي تنتظر النبي ( عند الحرم ، أو لعله رآها في صورة من الصور التي عند النصارى في الشام كما ورد رؤية صور الأنبياء فيما ذكرنا في المجلد الأول من السيرة . وقد نقله السيوطي 4/150 وعزاه لابن مردويه أيضاً بلفظ يحتمل معنى آخر ، ففيه : فأوثقت الفرس ـ أو قال : الدابة ـ بالحلقة ، فقال أبو بكر : صفها لي ... الحديث . فإذا رجع الضمير للحلقة يكون الأمر لا إشكال فيه غير أن ذلك مستبعد لا سيما وقد قال البيهقي بعد روايتنا : وفي رواية أخرى : كريمة وديمة .ا.هـ وهذه صفة للدابة .
( 633 ) أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/386 ، 8/43 ، 44 موصولاً ومعلقاً ، وابن حبان ( الموارد 39 ) وأبو يعلى 7/180 وابن أبي حاتم 1/151 ، 152 وابن مردويه ( انظر تفسير ابن كثير 1/122 ) من طريقين عن مالك بن دينار عن ثمامة ، وهذا إسناد صحيح . وللحديث طريق أخرى عند أحمد في المسند 3/120 ، 180 ، 231 ، 239 وابن أبي شيبة 14/308 وأبي يعلى 7/69 ، 72 وابن المبارك في الزهد 819 والخطيب 6/199 ، 12/47 وعبد بن حميد في مسنده وابن مردويه ( انظر تفسير ابن كثير ) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس ، وقد رواه ابن مردويه من طريق عمر بن قيس عن علي بن جدعان فقال : عن ثمامة عن أنس ، وعلى كلٍ فهو شاهد قوي ، فعلي بن زيد فيه كلام .(1/64)
وأخرجه أبو يعلى مختصراً 7/118 وأبو نعيم في الحلية 8/172-173 من طريق سليمان التيمي عن أنس ، وإسناده صحيح . وقال أبو نعيم : مشهور من حديث أنس رواه عنه عدة ، وحديث سليمان عزيز . وعزاه السيوطي لابن مردويه من طريق قتادة وسليمان التيمي وثمامة وعلي بن زيد عن أنس ( انظر الخصائص 1/156 ) ، وله طريق أخرى عن خالد بن سلمة عنه عند الواحدي في الوسيط ( وانظر السلسة الصحيحة رقم 291 ) .(1/65)