بسم الله الرحمن الرحيم
1 - . . . . . . . . . قال إن أول ما قدم رسول الله & المدينة كان إذا احتضر منا الميت آذنا رسول الله & فحضره واستغفر له حتى إذا قبض انصرف النبي & وشهد موت جابر فربما طال حبس ذلك على رسول الله & فلما خشينا مشقة ذلك عليه قال بعض القوم لبعض لو كنا لا نؤذن النبي & بأحد حتى يقبض فإذا قبض آذناه فلم يكن عليه في ذلك مشقة ولا حبس ففعلنا ذلك وكنا نؤذنه بالميت بعد أن يموت فيأتيه ويصلي عليه فربما انصرف وربما مكث حتى يدفن فكنا على ذلك حينا فقلنا لو لم نشخص رسول الله & وحملنا جنائزنا إليه حتى يصلي عليها عند بيته كان ذلك أرفق به ففعلنا فكان ذلك الأمر إلى اليوم
2 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب قال كان رسول الله & إذا هلك الهالك شهده فصلى عليه حيث يدفن فلما ثقل رسول الله & وبدن نقل إليه المؤمنون موتاهم يصلي عليهم فصلى
____________________
(1/7)
رسول الله & على الجنائز عند بيته في موضع الجنائز اليوم ولم يزل ذلك جاريا . . . صلى رسول الله & على عمير عند بيته
3 - . . . . . . . . . صلى على سهيل بن بيضاء في المسجد
4 - قال مالك وحدثنا نافع قال صلى على عمر في المسجد
5 - حدثنا أبو داود قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله عن سالم أبي النضر عن عائشة رضى الله عنها قالت صلي على سهيل بن بيضاء في المسجد فقال رجل لعبد العزيز كان مالك بن أنس يقول في هذا الحديث إن النبي & صلى عليه قال كان مالك أعلم بالحديث مني
6 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني من أثق به أنه كان في موضع الجنائز نخلتان إذا أتي بالموتى وضعوا عندهما فصلى عليهم فأراد عمر بن عبد العزيز حين بنى المسجد قطعهما فاقتتلت فيهما بنو النجار فابتاعهما عمر فقطعهما ( باب ذكر مقام جبريل عليه السلام ) قال أبو غسان علامة مقام جبريل عليه السلام الذي يعرف بها اليوم أنك تخرج من الباب الذي يقال له باب آل عثمان فترى على يمينك إذا خرجت من ذلك الباب على ثلاث أذرع وشبر وهو من الأرض على نحو من ذراع وشبر حجرا أكبر من الحجارة التي بها جدار المسجد ذلك قال فكان مالك بن أنس يقول ما أرى مقام جبريل . . . . . . إلى تهامة فظلم رجلا يقال له دب فجاء دب إلى مقام مروان حيث يريد أن يكبر فضربه بسكين معه فلم يفعل شيئا وأخذه مروان فقال ما حملك
____________________
(1/8)
على ما صنعت قال بعثت عاملك فأخذ مني بقرة فتركني وعيالي لا نجد شيئا وأنا امرؤ خباث النفس فقلت أذهب إلى الذي بعثه فأقتله فهو أصل هذا فجئت كما ترى فحبسه مروان في الحبس حينا ثم أمر به فاغتيل سرا وعمل المقصورة
7 - حدثنا محمد بن يحيى عن عبد الرحمن بن سعد عن أشياخه إن أول من عمل مقصورة بلبن عثمان بن عفان رضى الله عنه وكانت فيها كوى ينظر الناس منها إلى الإمام وأن عمر بن عبد العزيز عملها بالساج
8 - حدثنا محمد بن يحيى عن يعقوب عن بكار عن مشيخة منهم عيسى بن محمد بن السائب ومحمد بن عمرو بن مسلم بن السائب وعمر بن عثمان بن عبد الرحمن أن عثمان بن عفان رضى الله عنه أول من وضع المقصورة من لبن واستعمل عليها السائب بن خباب وكان رزقه دينارين في كل شهر فتوفي عن ثلاثة رجال مسلم وبكير وعبد الرحمن فتواسوا في الدينارين فجريا في الديوان على ثلاثة منهم إلى اليوم ( باب ما جاء في القصص والقاص وجمع الصحف )
9 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال إن أول من جمع القرآن في مصحف وكتبه عثمان بن عفان ثم وضعه في المسجد فأمر به يقرأ كل غداة
10 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن محرز بن ثابت مولى مسلمة بن عبد الملك عن أبيه قال كنت في حرس الحجاج بن يوسف فكتب الحجاج المصاحف ثم بعث بها إلى الأمصار وبعث بمصحف إلى المدينة فكره ذلك آل عثمان فقيل لهم أخرجوا مصحف عثمان يقرأ فقالوا أصيب المصحف بوم قتل عثمان رضى الله عنه قال محرز بلغني أن مصحف عثمان بن عفان صار إلى خالد بن عمرو بن عثمان قال فلما استخلف المهدي بعث بمصحف إلى المدينة فهو الذي يقرأ فيه اليوم وعزل مصحف الحجاج فهو في الصندوق الذي دون المنبر ( ذكر القصص )
11 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثني صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة أن عوف بن مالك الأشجعي دخل وابن عبد كلال مسجد حمص
____________________
(1/9)
فإذا جماعة على رجل فقال عوف ما هذه الجماعة قالوا كعب يقص على الناس قال يا ويحه أما سمع قول رسول الله & لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مراء أو مختال
12 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا العوام بن حوشب قال حدثني عبد الجبار الخولاني قال دخل رجل من أصحاب النبي & المسجد وكعب يقص فقال من هذا قالوا كعب قال سمعت رسول الله & يقول لا يقص إلا أمير أو مأمور أو متكلف قال فبلغ ذلك كعبا فما رئي يقص بعده
13 - حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي عن عبد الله بن عامر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله & لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء
14 - حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال حدثنا بكر بن معروف قال أحسبه عن مقاتل بن حيان قال مر عمر بن الخطاب رضى الله عنه بقاص فخفقه بالدرة وقال ما أنت قال مذكر قال كذبت قال الله جل ثناؤه ! ( فذكر إنما أنت مذكر ) ! الغاشية : 21 ثم خفقه بالدرة فقال ما أنت قال ما أدري ما أقول لك قلت قاص فرددت علي وقلت مذكر فرددت علي فقال قل أنا أحمق مراء متكلف
15 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا علي بن أبي بكر قال حدثنا سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لم يقص على عهد رسول الله & ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر
16 - حدثنا أحمد بن جناب قال حدثني عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث الثمالي أن عبد الملك بن مروان سأله عن القصص ورفع الأيدي على المنابر فقال إنه لمن أمثل ما أحدثتم فأما أنا فلا أجيبك
____________________
(1/10)
إليهما إني حدثت عن النبي & أنه قال ما من أمة تحدث في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة فالتمسك من السنة أحب إلي من إحداث البدعة
17 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن الشيباني قال أول من أحدث قصص العامة معاوية رضي الله عنه فأرسل إلى رجل يريد أن يوليه القصص فقال له جز لي فقال اجلس في بيتك
18 - حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى أن رجلا استأذن عمر رضي الله عنه في القصص فقال وددت لو أنك رفعت إلى الثريا ثم رمى بك إلى الأرض فإياك وإياه فإنه الذبح
19 - حدثنا أيوب بن محمد البرقي قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى قال قيل للحسن متى أحدث القصص قال في خلافة عثمان رضى الله عنه فقيل من أول من قص قال تميم الداري رضي الله عنه
20 - حدثنا محمد بن يحيى قال أنبأنا عبد الله بن موسى التيمي عن ابن أسامة بن زيد عن ابن شهاب قال أول من قص في مسجد رسول الله & تميم الداري استأذن عمر رضي الله عنه أن يذكر الله مرة فأبى عليه ثم استأذن أخرى فأبى عليه حتى كان آخر ولايته فأذن له أن يذكر يوم الجمعة قبل أن يخرج عمر رضى الله عنه فاستأذن تميم رضي الله عنه في ذلك عثمان بن عفان رضي الله عنه فأذن له أن يذكر يومين من الجمعة فكان تميم يفعل ذلك
21 - حدثنا محمد بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن عمر عن نافع وغيره من أهل العلم أنه لم يكن يقص في زمن النبي & ولا أبي بكر ولا عمر رضي الله عنهما وإنما كان القصص حديثا أحدثه معاوية رضي الله عنه حيث كانت الفتنة
22 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خرج عمر رضي الله عنه إلى المسجد فرأى حلقا في المسجد فقال ما هؤلاء فقالوا قصاص فقال وما القصاص ستجمعهم على قاص يقص لهم في يوم سبت مرة إلى مثلها من الآخر فأمر تميم الداري رضي الله عنه
____________________
(1/11)
23 - حدثنا موسى بن مروان البرقي قال حدثنا محمد بن حرب الخولاني عن الزبيري عن الزهري عن السائب بن يزيد أنه لم يكن قص على عهد رسول الله & وأبي بكر رضي الله عنه كان أول من قص تميم الداري رضي الله عنه استأذن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يقص على الناس قائما فأذن له عمر رضي الله عنه
24 - حدثنا أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع أن تميما الداري رضي الله عنه استأذن عمر رضي الله عنه في القصص فقال إني أخاف أن يجعلك الله تحت أقدامهم وقال أبو عاصم مرة إنه الذبح وأشار إلى حلقه فقال إن لي فيه نية وأرجو أن أوجر فيه فأذن له قال وجلس إليه في أصحابه وهو يقص فسمعه يقول إياك وزلة العالم فأراد أن يسأل عنها فكره أن يقطع به قال وتحدث هو وابن عباس رضي الله عنهما وتميم يقص وقاما قبل أن يفرغ
25 - حدثنا ابن أبي رجاء قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب أنه سئل عن القصص فقال لم يكن إلا في خلافة عمر رضي الله عنه سأله تميم رضي الله عنه أن يرخص له في مقام واحد في الجمعة فرخص له فسأله أن يزيده فزاده مقاما آخر ثم استخلف عثمان رضي الله عنه فاستزاده فزاده مقاما آخر فكان يقوم ثلاث مرات في الجمعة
26 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال أنبأنا أبو عثمان قال حدثنا عتبة أن تميما الداري رضي الله عنه استأذن عمر رضي الله عنه أن يقص فقال لا ثم استأذن أيضا فقال أما إني آذن لك فيه وأعلمك أنه الذبح وأشار إلى حلقه
27 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عطاء بن أبي رباح قال أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبيد بن عمير أن يذكر الناس بعد الصبح وبعد العصر في مسجد رسول الله & بالمدينة فلم يزل ذلك جاريا إلى اليوم
28 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن ابن مسعود الجريري من بني جرير بن عباد من بني قيس بن ثعلبة عن أبي نضرة أن عائشة رضي الله عنها قال لقاص المدينة ضع صوتك عن جلسائك وتحدث ما أقبلوا عليك بوجوههم فإذا أعرضوا عنك فأمسك وإياك والسجع في الدعاء
____________________
(1/12)
29 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بن عامر قال قالت عائشة رضي الله عنها لابن أبي السائب قاص أهل المدينة ثلاث لتتابعنني عليهن أو لأناجزنك قال ما هن يا أم المؤمنين بل أتابعك أنا قالت قلت إياك والسجع في الدعاء فإني عهدت النبي & وأصحابه رضي الله عنهم لا يفعلون ذلك وقص على الناس في كل جمعة مرة فإن أبيت فمرتين فإن أكثرت فثلاث ولا تمل الناس ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقطع عليهم فتغمهم ولكن أنصت فإذا حدوك عيه وأمروك به فحدثهم
30 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما لم يكن يجلس إلى القاص إلا أنه زحم يوما وكثر الناس فإذا هو بموسى بن يسار يقص فاستمع له فلما فرغ قال ابن عمر رضي الله عنهما هكذا يتكلم
31 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب كان يكون في مجلسه الذي يجلس فيه وهو غير بعيد عن القاص فكان القارئ يقرأ السجدة ويسجد الناس معه ولا يسجد سعيد فذكر ذلك له فقال إني لم أجلس إليه
32 - حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة قال كان مسلم بن جندب قاصا لأهل المدينة فقرأ سجدة بعد صلاة الصبح فقال سعيد بن المسيب لو كان لي على هذا الأعرابي الجافي سلطان لم أزل أضربه حتى يخرج من المسجد
33 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا عبيد الله بن عامر عن نافع قال كان قاص الجماعة يقص فيحلق حلقة حول القاسم ولا يدخل معهم في قصصهم
34 - حدثن بشر بن عمر قال أنبأنا مالك بن أنس أن عمر بن عبد العزيز أمر رجلا وهو بالمدينة أن يقص على الناس وجعل له دينارين كل شهر فلما قدم هشام بن عبد الملك جعل له ستة دنانير كل سنة
____________________
(1/13)
35 - حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو مكين قال سألت نافعا عن القصص فقال أول من قص تميم الداري رضي الله عنه على عهد عمر رضي الله عنه فكان يقوم فيتكلم فإذا جاء عمر رضي الله عنه أمسك وقد علم ذلك عمر رضي الله عنه
36 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا عاصم بن محمد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قلت له أذكرت هذا الحديث عن أبيك قال نعم قال أرسلت عائشة رضي الله عنها إلى أبي عمر رضي الله عنه في قاص كان يقعد على بابها إن هذا قد آذاني وتركني لا أسمع الصوت فأرسل إليه فنهاه فعاد فقام إليه أبي عمر رضي الله عنهما بعصاه حتى كسرها على رأسه
37 - حدثنا الحطيم بن موسى قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن الزهري أن عثمان بن عفان رضي الله عنه مر على قاص في مسجد رسول الله & فلما رآه القاص قرأ آية السجدة فقال عثمان رضي الله عنه إنما السجدة على من جلس لها واستمع لها
38 - حدثنا محمد بن يحيى عن مالك عن أنس قال عمر بن عبد العزيز رزق قاص الجماعة بالمدينة ( ذكر البلاط الذي حول المسجد )
39 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا من نثق به من أهل العلم أن الذي بنى حوالي مسجد رسول الله & بالحجاز معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أمر بذلك مروان بن الحكم وولى عمله عبد الملك بن مروان وبلط ما حول دار عثمان بن عفان الشارعة على موضع الجنائز وحد ذلك البلاط الغربي ما بين المسجد إلى خاتم الزوراء عند دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بالسوق وحده لشرقي إلى دار المغيرة بن شعبة رضي الله عنه التي في طريق البقيع من المسجد وحده اليماني إلى حد زاوية دار عثمان بن عفان الشارعة على موضع الجنائز وحده الشامي وجه حش طلحة خلف المسجد وهو في الغرب أيضا إلى حد دار إبراهيم بن هشام الشارعة على المصلى وللبلاط أسراب ثلاثة يصب فيها مياه المطر فواحد بالمصلى عند دار إبراهيم بن هشام وآخر على باب الزوراء عند دار العباس بن عبد المطلب بالسوق ثم يخرج ذلك الماء إلى ربيع في الجبانة عن الحطابين وآخر عند دار أنس بن مالك في بني حديلة عند دار بنت الحارث
____________________
(1/14)
40 - حدثنا محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن يحيى ومحمد بن طلحة عن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله قال بلط مروان بن الحكم البلاط بأمر معاوية رضي الله عنه وكان مروان بلط ممر أبيه الحكم إلى المسجد وكان قد أسن وأصابته ريح فكان يجر رجليه فتمتلئ ترابا فبلطه مروان لذلك السبب فأمره معاوية رضي الله عنه بتبليط ما سوى ذلك مما قارب المسجد ففعل وأراد أن يبلط بقيع الزبير فحال ابن الزبير بينه وبين ذلك وقال تريد أن تنسخ اسم الزبير ويقال بلاط معاوية قال فأمضى مروان البلاط فلما حاذى دار عثمان بن عبيد الله ترك الرحبة التي بين يدي داره فقال له عبد الرحمن بن عثمان لئن لم تبلطها لأدخلنها في داري فبلطها مروان ( ذكر المرمر الذي بين يدي المنبر )
41 - حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال رأيت طنفسة كانت لعبد الله بن حسن بن حسن تطرح قبالة المنبر على مرمر كان ثم قبل أن يعمل هذا المرمر فحبس عبد الله بن حسن في سنة أربعين ومائة وبقيت الطنفسة بعد حبسه أياما ثم رفعت فلما ولي الحسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب المدينة في رمضان سنة خمسين ومائة غير ذلك المرمر وعمله ووسعه من جوانبه كلها حتى ألحقه بالسواري على ما هو عليه اليوم فكلمه رجل كان فاضلا كان يصلي هناك يقال له أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان مولى الهذيل أن يدع له مصلاه فتركه ولم يلحقه بالأساطين المقدمة فالمرمر المرتفع حول المنبر عن المرمر المفروش بين ست أساطين ثلاث من قبل القبلة وثلاث من قبل المشرق وثلاث من قبل المغرب قال وقدم المهدي حاجا في سنة إحدى وستين ومائة فقال لمالك بن أنس إني أريد أن أعيد منبر رسول الله & إلى حاله التي كان عليها فقال له مالك إنه من طرفاء وقد سمر إلى هذه العيدان وشد فمتى نزعته خفت أن يتهافت ويهلك فلا أرى أن تغيره فانصرف رأي المهدي عن تغييره ( ذكر البزاق في المسجد وسبب ما جعل فيه الخلوق )
42 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا عمر بن سليم قال حدثنا أبو
____________________
(1/15)
الوليد قال قلت لابن عمر رضي الله عنهما ما بدء الزعفران يعني في المسجد فقال رأى رسول الله & نخامة في المسجد فقال ما أقبح هذا من فعل هذا فجاء صاحبها فحكها وطلاها بزعفران فقال رسول الله & هذا أحسن من ذلك
43 - حدثنا هارون بن معروف قال أنبأنا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبو اليسر ثم مضينا حتى أتينا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في مسجده وهو يصلي في ثوب واحد مشتملا به فتخطيت القوم حتى جلست بينه وبين القبلة فقلت له رحمك الله تصلي في ثوب واحد وهذا رداؤك إلى جنبك فقال فقال بيده في صدره هكذا وفرق بين أصابعه ففرشها أردت أن يدخل علي أحمق مثلك فيراني كيف أصنع فيصنع مثله أتانا رسول الله & في معرضنا هذا وفي يده عرجون ابن طاب فرأى في قبلة مسجدنا نخامة فحكها بالعرجون ثم أقبل علينا فقال أيكم يحب أن يعرض الله عنه قلنا لا أينا يا رسول الله قال فإن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه فلا يبصق قبل وجهه ولا عن يمينه وليبصق قبل يساره تحت رجله اليسرى فإن عجلت به بادرة فليفعل هكذا بثوبه ثم طوى بعضه على بعض أروني عبيرا فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق في راحته فأخذه النبي & على رأس العرجون ثم لضخ به على أثر النخامة قال جابر رضي الله عنه فمن هنالك جعلتم الخلوق في مساجدكم
44 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله & يعجبه أن يمسك العراجين في يده فدخل المسجد وفي يده عرجون فرأى نخامة في المسجد فحكها حتى أنقاها حكا ثم أقبل على الناس مغضبا فقال أيحب أحدكم أن يستقبله الرجل فيبصق في وجهه إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنما يستقبل ربه فلا يبصق قبالة وجهه ولا عن يمينه ولكن عن
____________________
(1/16)
يساره فإن غلبته بادرة ففي ثوبه وأشار يحيى بطرف ردائه
45 - حدثنا زهير بن حرب قال أنبأنا سفيان عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أن رسول الله & رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها بحصاة ثم نهى أن يبصق الرجل بين يديه أو عن يمينه وقال يبصق عن يساره أو تحت قدمه اليسرى
46 - حدثنا سفيان قال أنبأنا حاتم بن إسماعيل عن إبراهيم بن إسماعيل عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قال كل قد حدثني عن رسول الله & أنه رأى نخامة في حائط المسجد فأخذ حصاة فحثها ثم أقبل على الناس فنحب عليهم ثم قال إذا تنخم أحدكم فلا ينتخم وجاهه ولينخم عن يساره
47 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد رضي الله عنهما يقولان رأى رسول الله & نخامة في القبلة فأخذ عصاة فحكها ثم قال لا يتنخم احدكم في القبلة ولا عن يمينه وليتنخم عن يساره أو تحت رجله اليسرى
48 - حدثنا غندر قال حدثنا عبد الله بن سعيد قال سمعت نافعا يحدث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رأى النبي & في قبلته نخامة فأخذ شيئا فحكها ثم قال لا يتنخم أحدكم في قبلته فإن الله واجهه ولكن ليتنخم عن يساره أو تحت رجله
49 - حدثنا أبو عاصم قال حدثني ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر
____________________
(1/17)
رضي الله عنهما أن رسول الله & صلى فرأى نخامة في القبلة فلما انصرف أتاها فحكها ثم قال إن أحدكم إذا صلى فإن ربه أمامه ولا يبزقن بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره
50 - حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & رأى نخامة في قبلة المسجد فحكها ثم أقبل على الناس فتغيظ عليهم ثم قال إن الله قبل وجه أحدكم في صلاته فلا يتنخمن أحدكم قبل وجهه في صلاته
51 - حدثنا خلاد بن يزيد عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & صلى ذات يوم فرأى في قبلة المسجد نخامة فلما قضى صلاته أخذ عودا فحكها ثم دعا بخلوق فخلق مكانها ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس إذا صلى أحدكم فلا يتفل أمامه ولا عن يمينه فإنه يستقبل الرب جل وعز بوجهه
52 - حدثنا عبد الله بن بكر قال حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه رأى النبي & نخامة في القبلة فكرهها حتى عرف ذاك في وجهه فحكها وقال إن أحدكم أو قال إن المرء إذا قام لصلاته فإنه يناجي ربه فإن ربه بينه وبين قبلته فليبزق عن يساره أو تحت قدمه ثم أخذ ثوبه فبزق فيه ثم رد بعضه على بعض وقال أو ليفعل هكذا
53 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثن زائدة عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال رأى النبي & في القبلة نخامة فوجد من ذلك حتى رئي شبه ذلك في وجهه ثم قام فحكه ثم قال إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجي ربه أو ربه بينه وبين القبلة قال حميد لا أدري أيها قال فلا يتفل في قبلته ولكن عن يساره أو تحت قدمه ثم تنخم النبي & في طرف ردائه ثم رد بعضه على بعض ثم قال أو يفعل هكذا
54 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن أبي نضرة أن النبي & رأى نخامة في قبل المسجد فغضب غضبا شديدا حتى كاد يدعو على صاحبها ثم قال لا يبزق أحدكم في قبلته فإن ربه مستقبله ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا
____________________
(1/18)
ولكن عن يساره أو تحت قدمه اليسرى فإن كان عن يساره أحد فليبزق في ثوبه وبزق النبي & في ثوبه وحك بعضه ببعض
55 - قال وحدثنا حماد عن حميد عن أنس رضي الله عنه عن النبي & مثله
56 - حدثن موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن ثابت عن أبي نضرة مثله إلا أنه قال فإن كان عن يساره أحد يكره أن يبزق نحوه فليبزق في ثوبه
57 - قال وحدثنا حماد عن حميد عن أنس رضي الله عنه بنحوه
58 - قال وحدثنا حماد عن الجريري عن أبي نضرة أن ذلك الذي بزق في قبلته جاء بشيء من زعفران فطلى ذلك المكان فأعجب ذلك رسول الله &
59 - قال وحدثني حماد عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي & رأى في قبلته نخامة فحتها بيده
60 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا شجاع بن الوليد قال حدثنا ليث عن محارب بن دثار عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال أبصر رسول الله & في حائط المسجد بزاقا فحكه على خرقة فأخرجه من المسجد فجعل مكانه شيئا من طيب أو زعفران أو ورس
61 - حدثنا عاصم قال حدثنا فرج بن فضالة عن أبي سعد رأيت واثلة بن الأسقع رضي الله عنه دخل المسجد دمشق فصلى فيه فبزق تحت رجله اليسرى ثم عركها فلما انصرفت قلت له أنت صاحب رسول الله & تبزق في المسجد قال هكذا رأيت النبي & صنع
62 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا
____________________
(1/19)
محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن محمد بن عامر بن سعد عن أبيه قال سمعت النبي & يقول إذا تنخم أحدكم في المسجد فليغيب نخامته أن تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فيؤذيه
63 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن عامر عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن محمد بإسناده مثله
64 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا سعيد قال حدثنا قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدث أن رسول الله & قال النخامة في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
65 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شعبة وهشام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله & قال قال شعبة البزاق وقال هشام التفل في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
66 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن واصل عن أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي در الغفاري رضي الله عنه عن النبي & قال عرضت علي أمتي بأعمالها حسنة وسيئة فرأيت في سيئ أعمالها النخامة في المسجد لا تدفن
67 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا مهدي بن ميمون عن واصل عن
____________________
(1/20)
يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي & مثله
68 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا أبو عبيد عن الحسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله & قال من تنخم في المسجد فسيئة ومن دفنه فحسنة
69 - حدثنا القعنبي قال حدثنا ابن لهيعة عن المقدام بن سلامة عن عباس بن خليد الحرثي أنه سمعه يقول إذا تنخم الرجل في المسجد امتعض المسجد من النخامة كما يمتعض المعصور من الكف
70 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا مسعر عن رجل من فزارة عن زياد بن ملقط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إن المسجد لينزوي من النخامة كما ينزوي الجلد من النار
71 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا مسعر عن عمرو بن مرة أن النبي & بزق في المسجد فمسح عليه بنعله أو قال بخفه
72 - حدثنا أبو داود قال حدثنا حرب بن شداد عن يحيى أن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه بزق في المسجد ولم يدفنه فجاء بمصباح فالتمسه حتى دفنه .
73 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال بزق ابن قتادة رضي الله عنه في المسجد فذهب فجاء بمصباح فطلبها حتى وجدها فدفنها وقال الحمد لله الذي لم يمتني بخطيئتي
74 - حدثنا محمد بن يحيى عن أبي ضمرة عن عبيد الله بن عمر قال كنت أنا ومحمد بن أبي بكر جالسين في المسجد فشرب محمد بن أبي بكر فتمضمض وصبه في المسجد فقال له القاسم بن محمد أتتمضمض في المسجد فقال له أنت تصنع فيه شرا من ذلك النخامة والمخاط قال القاسم إن ذلك ما لا بد للناس منه فأما ما منه بد فاعزله عن المسجد
____________________
(1/21)
75 - حدثنا محمد بن يحيى عن ابن أبي فديك عن أبي مودود عن عبد الرحمن بن أبي حدرد الأسلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله & من دخل مسجدي هذا فبزق أو تنخم فليحفر فليبعد فليدفنه فإن لم يفعل فليبزق في ثوبه حتى يخرج به
76 - حدثنا محمد بن يحيى عن يعلى بن عبيد عن محمد بن سوقة عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال من تنخم في المسجد بعث يوم القيامة وهي في وجهه
77 - حدثنا محمد بن يحيى عن الحكم بن سليم عن أيوب بن سليمان بن يسار أن النبي & رأى نخامة في جدار المسجد فحكها وخلق مكانها
78 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن سعيد الجريري عن طاوس أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بزق ذات ليلة في المسجد ثم ذهب ثم رجع بشعلة من نار فجعل يتتبع بزقته حتى وجدها ثم دفنها
79 - حدثنا موسى قال حدثنا حماد أبو سفيان الزهري أن رسول الله & قال دخلت الجنة فرأيت ما لا أحصي من حسنات بني آدم وسيئاتهم وأن البزاق في المسجد سيئة ومسحها حسنة
80 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم قال البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه
81 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن منصور قال ذكرت لإبراهيم قول مجاهد البزاق في المسجد خطيئة فقال إبراهيم كفارتها دفنها
82 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا إبراهيم بن قدامة عن أبيه أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه تفل في القبلة فأصبح مكتئبا فقالت له امرأته ما لي أراك مكتئبا قال لا شيء إلا أني تفلت في القبلة وأنا أصلي فعمدت إلى القبلة فغسلتها ثم عملت خلوقا فخلقتها فكانت أول من خلق القبلة
83 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن كثير بن
____________________
(1/22)
عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله & البزاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه قال وبصق أبو سعيد في المسجد فرجع إليه فدفنه
84 - حدثنا محمد بن يحيى عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي & رأى في جدار القبلة بصاقا أو مخاطا أو نخامة فحكه
85 - حدثنا محمد بن يحيى عن عمرو بن هارون عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي أن النبي & قال إذا أبصر أحدكم القملة وهو يصلي في المسجد فليصررها في ثوبه ولا يقتلها في المسجد
86 - حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الله عن شيبة بن نصاح أن النبي & قال إذا رأى أحدكم القملة في ثوبه وهو في المسجد فليحفر لها فليدفنها وليبصق عليها فإن ذلك كفارتها ( ما كره من رفع الصوت وإنشاد الضالة والبيع ولشرى في المسجد )
87 - حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حيوة بن شريح قال سمعت أبا الأسود يقول حدثني أبو عبد الله مولى شداد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله & من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا أداها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا
88 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن علقمة بن يزيد عن
____________________
(1/23)
سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه أن أعرابيا قال في المسجد حين صلى النبي & من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا أداها الله إليك فإن المساجد لم تبن لهذا
89 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن علقمة بن يزيد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أن إعرابيا قال في المسجد حين صلى النبي & صلاة الصبح من دعا إلى الجمل الأحمر فقال رسول الله & لا وجدته لا وجدته لا وجدته إنما بنيت المساجد لما بنيت له
90 - حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن علقمة بن مرثد عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال صلى النبي & صلاة فسمع أعرابيا ينشد بعيره يقول من وجد البعير الأحمر فقال النبي & لا وجدت لا وجدت إنما بنيت المساجد لما بنيت له
91 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي & نهى أن يباع ويشترى في المسجد أو تنشد فيه الأشعار أو تعرف فيه الضالة أو يتحلق فيه قبل الصلاة
92 - حدثنا محمد بن مخلد قال حدثنا محمد بن جعفر عن يزيد بن خصيفة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن رسول الله & قال من نشد ضالة في المسجد فقولوا لا أداها الله عليك ومن باع فيه سلعة فقولوا لا أربح الله تجارتك
____________________
(1/24)
93 - حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن جعفر بن أبي كثير عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن عن النبي & بمثله
94 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني ابن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار أن إنسانا نشد بعيرا في المسجد فسمعه رسول لله & فقال ماذا يقول فقالوا ينشد بعيرا له فقال لا وجدت بعيرك إذا سمعتم أحدا ينشد في المسجد شيئا فقولوا لا وجدت متاعك ولا أديت عليل ضالتك
95 - حدثنا محمد بن يحيى عن القاسم بن عبد الله العمري عن ابن عجلان عن يعقوب بن عبد الله الأشج عن بشر بن سعيد أن النبي & سمع إنسانا ينشد ضالة في المسجد فقال لا وجدت قولوا لا وجدت
96 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي أن رجلا نشد فرسا له في المسجد رسول الله & فنهاه رسول الله & وزجره أن ينشد في المسجد
____________________
(1/25)
97 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال سمع رسول الله & رجلا ينشد ضالة في المسجد فقال أيها الناشد غيرك الواجد
98 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا سفيان عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله أن النبي & قال لا وجدت قولوا لا وجدت
99 - حدثنا محمد بن يحيى عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس قال سمع النبي & رجلا ينشد ضالة في المسجد فقال لا وجدت
100 - حدثنا عبد الملك بن عمرو قال حدثنا سفيان عن يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن القرشي عن ابن عبد الله مولى شداد بن الهاد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمع رسول الله & رجلا ينشد ضالة في المسجد فقال لا وجدت إن المساجد لم تبن لهذا
101 - حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا الجعد قال حدثني يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال كنت مضطجعا في المسجد فحضر رجل فرفعت رأسي فإذا عمر رضي الله عنه فقال اذهب فأتني بهذين الرجلين فذهبت فجئت بهما فقال من أنتما ومن أين أنتما قالا من أهل الطائف قال لو كنتما من أهل البلد ما فارقتماني حتى أوجعكما جلدا ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله &
102 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي إدريس عن محمد بن عمرو بن علقمة عن محمد بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال كان بين عثمان وطلحة تلاح في مسجد رسول الله & فبلغ عمر رضي الله عنه فأتاهم وقد ذهب عثمان وبقي طلحة فقال أفي مسجد رسول الله & تقولان الهجر وما لا يصلح من القول ما أنت مني بناج فقال الله الله يا أمير المؤمنين فوالله إني لأنا المظلوم المشتوم فقالت أم سلمة من حجرتها والله إن طلحة
____________________
(1/26)
لهو المظلوم المشتوم قال فكف عمر رضي الله عنه ثم أقبل إلى أم سلمة رضي الله عنها فقال ما تقولين يا هنتاه إن ابن الخطاب لحديث العهد ولو سب طلحة لسبه طلحة فلو ضرب طلحة لضربه طلحة ولكن الله جعل لعمر درة يضرب بها الناس عن عرض
103 - حدثنا أبو أيوب سليمان بن داود قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب سمع صوت رجل في المسجد فقال أتدري أين أنت أتدري أين أنت كأنه كره الصوت
104 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ابن وهب قال حدثني أسامة بن زيد عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه كان إذا خرج من الصلاة نادى في المسجد إياكم واللغط ويقول ارتفعوا في أعلى المسجد
105 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا مالك بن أنس عن سالم أبي النضر أن عمر يعني ابن الخطاب رحمه الله اتخذ مكانا إلى جانب المسجد يقال له البطيحاء وقال من أراد أن يلغط أو يرفع صوتا أو ينشد شعرا فليخرج إليه
106 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا مالك عن أبي النضر عن سالم بن عبد الله بمثله قال محمد وقد دخلت تلك البطيحاء في المسجد فيما زيد فيه بعد عمر رضي الله عنه
107 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع ناسا من التجار يذكرون تجاراتهم والدنيا في المسجد فقال إنما بنيت هذه المساجد لذكر الله فإذا ذكرتم تجاراتكم ودنياكم فاخرجوا إلى البقيع
108 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن المسيب قال لو وليت من الأمر شيئا ما تركت رجلين يختصمان في المسجد
109 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا يحيى بن حمزة عن النعمان عن مكحول أن رسول الله & نهى أن ترفع الأصوات في المسجد بالحديث واللغو حتى أنه كان في مسجد رسول الله & رجل قائم بسوط يضرب من فعل ذلك قال ولا يسل فيه سيف ولا يمر فيه بنبل إلا أن يقبض على نصالها ولا يتخذ طريقا إلا لذكر أو صلاة ولا تقام فيه الحدود ولا ينطق فيه بالأشعار ولا يمر فيه بلحم
____________________
(1/27)
110 - حدثنا ابن عائشة ومسلم بن إبراهيم قالا حدثنا الحارث بن نبهان عن عتبة بن يقظان أبي سعد عن مكحول عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله & جنبوا مساجدنا زاد ابن عائشة أو مساجدكم مجانينكم وصبيانكم وشراءكم وبيعكم ورفع أصواتكم زاد مسلم وخصوماتكم وإقامة حدودكم وسل أسيافكم وجمروها في الجمع واتخذوا على أبوابها المطاهر
111 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا ثور بن يزيد عن أبي محمد عن أبي عامر قال قال رسول الله & لا تقربوا مسجدنا هذا صبيانكم ولا مجانينكم
112 - قال أبو عاصم أخبرنا أبو محمد عن أبي عامر عن عطاء بن أبي رباح عن النبي & بمثله قال أبو محمد فأنا حدثت ثورا
113 - حدثنا أبو داود قال حدثنا سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن عمر رضي الله عنه أتي برجل في المسجد وقد أخذ في شيء فقال أخرجاه من المسجد فاضرباه أو اضربوه
114 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني من نثق به أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دخل المسجد وفيه خياط يخيط فقال اتخذت مسجد رسول الله & صنعة أتحترف فيه بصنعتك فحصبه وحصب أصحابه فأخرجهم
115 - حدثنا محمد بن يحيى عن عمر بن هارون عن موسى بن عبيدة أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه استأجر حرسا للمسجد لا يحترف فيه أحد
116 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر
____________________
(1/28)
أنه سمع مكحولا رضي الله عنه يقول نهى رسول الله & أن يبال بأبواب المساجد
117 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن عمارة بن أبي حفصة عن أبي مجلز أن رسول الله & أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يدع أحدا يبول في قبلة المسجد
118 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير عن يونس عن ابن شهاب أنه كره أن يبول فوق المسجد أو إلى جداره ولا يرى أن يجامع فوق ظهر المسجد قال ولا يجلد في المسجد حد ولا غيره
119 - حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن هارون عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب أنه كره أن يمسح ذكره بحائط المسجد من خارج تنزيها للمسجد
120 - حدثنا محمد بن يحيى عن عبد الله بن وهب عن سعيد بن عبد الرحمن عن محمد بن والبة الأسدي أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول ظهر المسجد كقعره . ( باب كراهية النوم في المسجد )
121 - عن حرام بن عثمان عن ابني جابر عن أبيهما قال جاء النبي & ونحن مضطجعون في المسجد في يده عسيب رطب فضربنا فقال ترقدون في المسجد ولا يرقد
122 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا أبو معشر عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أخرج رسول الله & أناسا من المسجد وقال لا ترقدوا في مسجدي هذا قال فخرج الناس وخرج علي رضي الله عنه فقال لعلي رضي الله عنه ارجع فقد أحل لك فيه ما أحل لي كأني بك تذودهم على الحوض وفي يدك عصا عوسج
____________________
(1/29)
123 - أخبرنا عاصم بن علي قال حدثنا أبو معشر عن حرام ابن عثمان عن محمد وعبد الرحمن ابني جابر عن جابر رضي الله عنهما قال خرج رسول الله & على . . . . . . في المسجد فنهاهم أن يتخذوه بيوتا أو نحو هذا فخرجوا منه فأدرك عليا رضي الله عنه فقال ارجع فإن الله قد أحل لك فيه ما أحل لي
124 - حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا عطاء بن مسلم عن أبي عتبة عن إسماعيل عن جسرة وكانت من خيار النساء قالت كنت مع أم سلمة رضي الله عنهما فقالت خرج النبي & من عندي حتى دخل المسجد فقال يا أيها الناس حرم هذا المسجد على كل جنب من الرجال أو حائض من النساء إلا النبي وأزواجه وعليا وفاطمة بنت رسول الله ألا بينت الأسماء أن تضلوا ( باب الرخصة في النوم فيه )
125 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن
____________________
(1/30)
يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن قيس الغفاري عن أبيه قال أتانا رسول الله & بعد المغرب فقال يا فلان انطلق مع فلان ويا فلان انطلق مع فلان حتى بقيت في خمسة أنا خامسهم قال قوموا فدخلنا على عائشة رضي الله عنها وذلك قبل أن يضرب عليها الحجاب فقال أطعمينا يا عائشة فقربت إلينا جشيشة ثم قال أطعمينا يا عائشة فقربت إلينا حيسا مثل القطاة ثم قال اسقينا يا عائشة فأتينا بقعب ثم قال اسقينا يا عائشة فأتينا بقعب دونه ثم قال إن شئتم نمتم عندنا وإن شئتم انطلقتم إلى المسجد فنمتم فيه قلنا ننطلق إلى المسجد فنبيت فيه فانطلقنا إلى المسجد فبتنا فيه فبينما أنا مضطجع على بطني إذا برجل يركضني فنظرت فإذا رسول الله & فقال هكذا إن هذه نومة يبغضها الله
126 - حدثنا محمد بن أسامة الرقي قال حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كنا ننام في المسجد على عهد رسول الله & ونحن عزاب
127 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أكثر ما كنت
128 - حدثنا القعنبي قال حدثنا مجمع بن يعقوب الأنصاري عن محمد بن إسماعيل قال قيل لعبد الله بن أبي حبيبة ما أدركت من رسول الله & فقال جاءنا رسول الله & في مسجدنا بقباء فجئت وأنا غلام حدث حتى جلست عن يمينه وجلس أبو بكر رضي الله عنه عن يساره ثم دعي بشراب فناولني عن يمينه ثم قام يصلى فرأيته يصلي في نعليه
____________________
(1/31)
129 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن أبي سليمان قال سمعت أبا أمامة بن سهل يقول قال سهل بن حنيف قال رسول الله & من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له أجر عمرة
130 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى بن عبيدة قال أخبرني يوسف بن طهمان عن أبي أمامة بن سهل عن أبيه سهل بن حنيف رضي الله عنه قال قال رسول الله & من توضأ فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قباء فركع فيه أربع ركعات كان له عدل عمرة
131 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عتبة بن أبي ميسرة قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول سمعت رجلا من أصحاب النبي & يقول سمعت من رسول الله & حديثا أحببت أني لا أخفيه عليكم سمعته يقول من أتي مسجد بني عمرو بن عوف مسجد قباء لا ينزعه إلا الصلاة كان له أجر عمرة
132 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال أخبرني أبو الأبرد مولى بني حنظلة عن أسيد بن ظهير الأنصاري وكان من أصحاب النبي & حدث أنه جاء بعد قتل ابن الزبير عام حج فزار الأنصار يودعهم ويسلم عليهم فجاء بني خطمة فحدثهم أسيد عن النبي & أنه قال من صلى في مسجد قباء كانت صلاته فيه كعمرة
____________________
(1/32)
133 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا صخر ابن جويرية عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص قال سمعت أبي يقول لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن أتي بيت المقدس مرتين لو يعلمون ما في قباء لضربوا إليه أكباد الإبل
134 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا أبوب بن سيار عن سعيد بن الرقيش الأسدي قال جاءنا أنس بن مالك رضي الله عنه إلى مسجدنا فصلى ركعتين إلى بعض هذه السواري ثم سلم وجلس وجلسنا حوله فقال سبحان الله ما أعظم حق هذا المسجد لو كان على مسيرة شهر كان أهلا أن يؤتى من خرج من بيته يريده معتمدا إليه ليصلي فيه أربع ركعات أقلبه الله بأجر عمرة
135 - حدثنا محمد بن يحيى عن إسماعيل بن المعلى الأنصاري عن يوسف بن طهمان مولى أبي المغيرة عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن النبي & أنه قال ما من مؤمن يخرج على طهر إلى مسجد قباء لا يريد غيره حتى يصلي فيه إلا كان بمنزلة عمرة قال أبو غسان ومما يقوي هذه الأخبار ويدل على تظاهرها في العامة والخاصة قول عبد الرحمن بن الحكم في شعر له ( فإن أهلك فقد أقررت عينا ** من المتعمرات إلى قباء ) ( من اللائي سوالفهن غيد ** عليهن الملاحة بالبهاء )
136 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا هشام بن سعد قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خرج النبي & إلى قباء فجاءت الأنصار يسلمون عليه فإذا هو يصلي فقال ابن عمر رضي الله عنهما يا بلال كيف رأيت النبي & يرد عليهم وهو يصلي قال هكذا بيده كلها يعني بشير
____________________
(1/33)
137 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا حفص بن مسيرة عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان انطلق مع رسول الله & إلى مسجد قباء فصلى فيه قال فجعلت الأنصار يأتون وهو يصلي فيسلمون عليه فخرج علي صهيب فقلت يا صهيب كيف كان رسول الله & يرد على من سلم قال بشير بيده
138 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم قال قال ابن عمر رضي الله عنهما لما أتى النبي & مسجد قباء مسجد بني عمرو بن عوف فدخلت عليه رجال الأنصار يسلمون عليه فقلت لصهيب وكان معه كيف كان النبي & يصنع إذا سلم عليه وهو يصلي قال يشير بيده
139 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن محمد بن موسى عن محمد بن المنكدر قال كان النبي & يأتي قباء صبيحة سبع عشرة من رمضان
140 - قال وحدثني عبد العزيز بن سمعان عن أبي النضير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي & يمثله
141 - حدثنا محمد بن يحيى عن إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس عن سعيد بن عمرو بن سليم أن النبي & كان يطرح له على حمار أنبجاني لكل سبت ثم يركب إلى قباء
142 - حدثنا محمد بن يحيى قال وأخبرني الدراوردي عن شريك بن عبد الله بن أبي تمر أن النبي & كان يأتي قباء يوم الاثنين
143 - حدثنا عمرو بن قيظ قال حدثنا أبو الفتح الرقي عن أبي هاشم قال جاء تميم بن زيد الأنصاري إلى مسجد قباء وكان رسول الله & قد أمر معاذا أن يصلي بهم
____________________
(1/34)
فجاء صلاة الفجر وقد أسفر فقال ما يمنعكم أن تصلوا ما لكم قد حبستم ملائكة الليل وملائكة النهار ينتظرون أن يصلوا معكم قالوا يمنعنا أنا ننتظر صاحبنا قال فما يمنعكم إذا احتبس أن يصلي أحدكم قالوا فأنت أحق من يصلي بنا قال أترضون بذا قالوا نعم فصلى بهم فجاء معاذ رضي الله عنه فقال ما حملك يا تميم على أن دخلت علي في سربال سربلنيه رسول الله & فقال ما أنا بتارك حتى أذهب بك إلى رسول الله & فقال يا رسول الله إن هذا تميم دخل في سربال سربلتنيه فقال النبي & ما تقول يا تميم فقال مثل الذي قال لأهل المسجد فقال النبي & هكذا فاصنعوا مثل الذي صنع تميم بهم إذا احتبس الإمام فقال معاذ رضي الله عنه ما استبقت أنا وتميم إلى خصلة من خصال الخير إلا سبقني إليها استبقت أنا وهو إلى الشهادة فاستشهد وبقيت
144 - حدثنا عفان قال حدثنا حفص قال حدثنا ابن جريج عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رأيت سالما مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما
145 - حدثنا هارون بن معروف وأحمد بن عيسى قالا حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج أن نافعا أخبره أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال وكان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب رسول الله & من الأنصار في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة رضوان الله عليهم
146 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ابن وهب قال أسامة بن زيد حدثني أبي أن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن زرارة حدثه أنه سمع شيوخا من قومه من بني عمرو بن عوف أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاءهم بقباء بعد نصف النهار فدخل مسجد قباء فأمر رجلا يأتيهم بجريدة رطبة وقال لأتقربن بها هنا فجاء بها فنفض بها الغبار عن الجدار في القبلة ثم قال والله لو كنت بأفق من الآفاق لضربنا إليك أكباد الإبل ثم قعد حتى أفطر الصائم وكان صائما فدعا بشراب فابتدره القوم فسبقهم رجل فجاء بقدح من قوارير عسل فتعجب له عمر رضي الله عنه حين رآه وقال بخ بخ أي شيء هذا قال عسل قال عمر رضي الله عنه أخره واتني بشربة هي أيسر في المسألة من هذا فجاء بماء فشربه
147 - حدثنا غندر بن محمد بن جعفر قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال لما نزلت ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) ! التوبة 108 قال رسول الله & يا أهل قباء للأنصار إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور فماذا
____________________
(1/35)
تصنعون قالوا إنا نغسل أثر الغائط والبول
148 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا شيخ من بني النعمان يقال له مجمع قال نزلت هذه الآية في آبائي ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) ! التوبة 108 في بني عمرو بن عوف وهم آبائي وهم أهل قباء فقال لهم رسول الله & ما الذي أحدثتم فيه فقد أحسن الله عليكم الثناء قالوا إنا نستنجي الماء
149 - حدثنا علي بن عاصم قال أخبرني داود بن أبي هند قال أخبرني شهر بن حوشب قال لما نزلت هذه الآية ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) ! التوبة 108 مشى رسول الله & إلى أهل ذلك المسجد فقال إني رأيت الله يحسن عليكم الثناء فما بلغ من طهوركم قالوا نستنجي بالماء
150 - حدثنا حسين بن عبد الأول قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مالك بن مغول قال حدثنا سيار أبو الحكم عن شهر بن حوشب عن محمد بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال لما أسلم أهل قباء نزلت ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) ! التوبة 108 فقال رسول الله & يا أهل قباء ما هذا الثناء الذي أثناه الله عليكم قالوا يا رسول الله نجد في التوراة مكتوبا علينا الاستنجاء بالماء
151 - حدثنا القعنبي قال حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه قال نزلت هذه الآية في أهل قباء ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) ! كانوا يستنجون بالماء
152 - حدثنا فليح بن محمد اليماني قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه أن هذه الآية نزلت في أهل قباء
153 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زهير يعني ابن معاوية عن عاصم
____________________
(1/36)
الأحول عن رجل من الأنصار في هذه الآية ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) ! قال فسأل رسول الله & أهل قباء عن طهورهم وكأنهم كانوا يستحيون أن يحدثوه فقالوا طهورنا طهور الناس فقال إن لكم طهورا فقالوا إن لنا خيرا إنا نستنجي بالماء بعد الحجارة أو بعد الدراري قال إن الله قد رضي طهوركم يا أهل قباء
154 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال لما نزلت ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا ) ! التوبة 108 بعث رسول الله & إلى عويمر بن ساعدة فقال ما هذا الطهور الذي أثني به عليكم فقال ما خرج رجل منا أو امرأة من الغائط إلا غسل دبره أو معقده فقال النبي & فهو هذا
155 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا يزيد بن عياض عن الوليد بن أبي سندر الأسلمي عن يحيى بن سهل الأنصاري عن أبيه أن هذه الآية نزلت في ناس من أهل قباء كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط ! ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ) !
156 - قال وأخبرني يزيد بن عياض عن شرحبيل بن سعد عن هرمى بن عمرو الواقفي وسأله عن قوله ! ( يحبون أن يتطهروا ) ! قال هو غسل الأدبار
157 - قال وحدثني سلمة بن علي عن عتبة بن أبي حكيم قال حدثنا طلحة بن نافع عن أنس بن مالك وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهما حدثاه أن رسول الله & قال يا معشر الأنصار ما هذه الطهرة التي نزلت فيكم قالوا يا رسول الله لا شيء إلا أنا نتوضأ من الحدث ونغتسل من الجنابة فقال فهل مع ذاكم غيره قالوا كنا إذا خرجنا من الغائط استنجينا بالليف والشيح فنجد لذلك مضاضة فتطهرنا بالماء قال هو ذلكم فعليكموه
____________________
(1/37)
158 - حدثنا حكم بن سيف قال حدثنا بقية بن الوليد عن عتبة بن أبي حكيم الهمداني قال حدثني طلحة بن نافع قال حدثني أنس بن مالك وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما بمثله إلا أنه لم يذكر الليف والشيح
159 - حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن أبي قلابة قال استأذنت الحمى على النبي & فقال من أنت فقالت أم ملدم آكل اللحم وأمص الدم فقال عليك بأهل قباء فأتتهم فلقوا منها شدة فأتوا النبي & فشكوا ذلك إليه فقال ما شئتم إن شئتم دعوت الله فكشفها عنكم وإن شئتم تركتها فاستنكفت بقية ذنوبكم قالوا وإنها لتفعل قال نعم قالوا فدعها فتركها
160 - حدثنا محمد بن يحيى عن الواقدي عن أفلح بن سعيد عن أبي كعب القرظي قال قدم رسول الله & قباء وقد بنى أصحابه مسجدا يصلون فيه إلى بيت المقدس
____________________
(1/38)
فلما قدم صلى بهم إليه ولم يحدث في المسجد شيئا
161 - وقال الواقدي عن مجمع بن يعقوب عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش قال كان المسجد في موضع الأسطوانة المخلقة الخارجة في رحبة المسجد
162 - حدثنا محمد بن يحيى عن الواقدي عن مسلم بن حماد عن ابن رقيش قال بنى رسول الله & مسجد قباء وقدم القبلة إلى موضعها اليوم وقال جبريل يؤم بي البيت قال ابن رقيش فحدثني نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان بعد إذا جاء مسجد قباء إلى الأسطوانة المخلقة يقصد بذلك مسجد النبي & الأول
163 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل عن عمار الذهني أنه رأى أبا سلمة بن عبد الرحمن في مسجد قباء فقال له أبو سلمة قد زيد فيه من عند الصومعة إلى القبلة والجانب الأيمن عند دار العاص
164 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا عبيد بن حميد قال حدثني عمار الذهني قال قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن ما بين الصومعة إلى القبلة زيادة زادها عثمان بن عفان رضي الله عنه
165 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي أن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه كان يقول وهم يبنون مسجد قباء ( أفلح من يعالج المساجدا ** ) فقال رسول الله & المساجدا فقال عبد الله رضي الله عنه ( ويقرأ القرآن قائما وقاعدا ** ) فقال رسول الله & قاعدا فقال عبد الله رضي الله عنه ( ولا يبيت الليل عنه راقدا ** ) فقال رسول الله & راقدا
____________________
(1/39)
166 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب عن سعيد بن جبير أن بني عمرو بن عوف ابتنوا مسجدا وارسوا إلى رسول الله & فدعوه ليصلي فيه ففعل فأتاهم فصلى فيه فحسدهم إخوتهم بنو فلان بن عوف يشك فقالوا ألا نبني نحن مسجدا وندعو النبي & فيصلي فيه كما صلى في مسجد إخوتنا ولعل أبا عامر يصلي فيه وكان بالشام فابتنوا مسجدا وأرسلوا إلى النبي & ليصلي فقام ليأتيهم وأنزل القرآن ! ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم ) ! التوبة 107 - 110 قال قال عكرمة ( إلى أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم )
167 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال كان موضع مسجد قباء لامرأة يقال لها لية كانت تربط حمارا لها فيه فابتنى سعد بن خيثمة مسجدا فقال أهل مسجد الضرار نحن نصلي في مربط حمار لية لا لعمر الله لكنا نبني مسجدا فنصلي فيه حتى يجيء أبو عامر فيؤمنا فيه وكان أبو عامر فر من الله ورسوله فلحق بمكة ثم لحق بعد ذلك بالشام فتنصر فمات بها فأنزل الله ! ( والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا ) ! التوبة 107 الآيات
168 - حدثنا موسى قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا جابر بن عمرو أبو الوازع عن أبي أمين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال انطلقت أنا وعبد الله بن عمر وسمرة بن جندب
____________________
(1/40)
نطلب رسول الله & فقيل لنا توجه نحو مسجد التقوى
169 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير عن المغيرة عن الشعبي في قوله ! ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ) ! الأعراف 175 قال قال ابن عباس رضي الله عنهما هو بلعم بن باعور رجل من بني إسرائيل وقال نفر من ثقيف هو أمية بن أبي الصلت وقالت الأنصار هو الراهب الذي بنى مسجد الشقاق
170 - قال أبو غسان وأخبرني من أثق به من الأنصار من أهل قباء أن موضع قبلة مسجد قباء قبل صرف القبلة أن القائم كان يقوم في القبلة الشامية فيكون موضع الاسطوانة الشارعة في رحبة مسجد قباء التي في صف الأسطوانة المخلقة المقدمة التي يقال لها إن مصلى رسول الله & إلى حرفها قال وأخبرني أيضا أن مصلى رسول الله & في مسجد قباء بعد صرف القبلة كان إلى حرف الأسطوانة المخلق كثير منها المقدمة إلى حرفها الشرقي وهي دون محراب مسجد قباء على يمين المصلي فيه
171 - قال وأخبرني الحارث بن إسحاق قال كان إسحاق بن أبي بكر بن أبي إسحاق يحدث أن مبدأ رسول الله & في مركبة إلى قباء أن يمر على المصلي ثم يسلك في موضع الزقاق بين دار كثير بن الصلت ودار معاوية بالمصلى ثم يرجع راجعا على طريق دار صفوان بن سلمة التي عند سقيفة محرق ثم يمر على مسجد بني زريق من كتاب عروة حتى يخرج إلى البلاط قال فذكر إسحاق أنه رأى الوليد بن عبد الملك سلك هذه الطريق
____________________
(1/41)
على هذه في مبدئه ورجعته من قباء قال أبو غسان طول مسجد قباء وعرضه سواء وهو ست وستون ذراعا وطول ذرعه في السماء تسع عشرة ذراعا وطول رحبته التي في جوفه خمسون ذراعا وعرضها ست وعشرون ذراعا وطول منارته خمسون ذراعا وعرضها تسع أذرع وشبر في تسع أذرع وفيه ثلاث أبواب وثلاث وثلاثون أسطوانة ومواضع قناديله لأربعة عشر قنديلا ( ذكر المساجد والمواضع التي صلى فيها رسول الله & )
172 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن محمد بن إبراهيم عن رافع عن خديج أن النبي & صلى في المسجد الصغير الذي بأحد في شعب الجرار على يمينك لازقا بالجبل
173 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن أسيد بن أبي أسيد عن أشياخهم أن النبي & دعا على الجبل الذي عليه مسجد الفتح وصلى في المسجد الصغير الذي بأصل الجبل على الطريق حتى مصعد الجبل
174 - قال أبو غسان أخبرني عبد العزيز بن عمران عن كثير بن زيد عن المطلب بن حنطب قال دعا رسول الله & في المسجد الأعلى على الجبل يوم الاثنين ويوم الثلاثاء واستجيب يوم الأربعاء بين الصلاتين
175 - قال وأخبرني عبد العزيز عن سعد بن معاذ الديناري عن ابن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال دعا رسول الله & في المسجد الأعلى يوم الاثنين ويوم الثلاثاء واستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين
____________________
(1/42)
176 - قال وأخبرني عبد العزيز عن ابن سمعان عن سعيد مولى المهديين قال أقبل النبي & من الحرب فأدركته صلاة العصر فصلاها في المسجد الأعلى
177 - قال وأخبرني عبد العزيز عن محمد بن موسى عن عمارة بن أبي اليسر قال صلى النبي & في المسجد الأسفل
178 - قال وأخبرني عبد العزيز عن ابن أبي الزناد عن سالم أبي النضر قال دعا النبي & يوم الخندق اللهم منزل الكتاب ومنشئ السحاب اهزمهم وانصرنا عليهم
179 - وعن ابن أبي يحيى عن الفضل بن مبشر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال دعا النبي & على الجبل الذي عليه مسجد الفتح من ناحية الغرب وصلى من وراء المسجد
180 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن الحارث بن فضيل أن النبي & بدأ فصلى أسفل من الجبل يوم الأحزاب ثم صعد فدعا على الجبل
181 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن سلمة بن أبي يزيد عن جابر رضي الله عنه أن النبي & قعد على موضع مسجد الفتح وحمد الله ودعا عليه وعرض أصحابه وهو عليه
182 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي & دعا يوم الاثنين في مسجد الفتح واستجيب له عشية الأربعاء بين الصلاتين
____________________
(1/43)
قال أبو غسان وسمعت غير واحد ممن يوثق به يذكر أن الموضع الذي دعا عليه رسول الله & من الجبل هو اليوم إلى الأسطوانة الوسطى الشارعة في رحبة المسجد الأعلى
183 - حدثنا أبو غسان عن الواقدي عن ابن أبي ذئب عن رجل من بني سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال دعا النبي & في المسجد المرتفع ورفع يديه مدا
184 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن عبد الرحمن بن عتبان عن عمرو بن شرحبيل أن النبي & وضع يديه على الحجر الذي في أجم سعد بن عبادة عند جدار سعد وصلى في مسجد بني خدارة
185 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن شيخ من الأنصار أن النبي & صلى في مسجد بني خدارة وحلق رأسه فيه
186 - حدثنا عن أبي غسان قال حدثنا عن ابن أبي يحيى عن محمد بن عمر بن قتادة عن أبيه أن النبي & صلى في مسجد لهم في بني أمية من الأنصار وكان في موضع الكبا من الحرتين اللتين عند مال نهيك
187 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن محمد بن الحصين بن عبد الرحمن بن وائل أن النبي & صلى في تلك الخربة وكان قريبا من مصلى النبي & هناك أجم فانهدم فسقط على المكان الذي صلى فيه فترك وطرح عليه التراب حتى صار كبا سئل الحسن عن شرب الماء الذي يوضع على ظهر الطريق قال قد شرب أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما من جرار سعد بفمه
188 - حدثنا قثم بن جعفر بن سليمان قال قلت لموسى بن عبد الله بن حسن أشرب من هذا الماء الذي يوضع في المسجد فقال فداك خالك إن انقطع عنقك عطشا فلا شرب فيه
____________________
(1/44)
189 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله عن معاوية بن عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن الأعرج أن النبي & صلى على ذباب
190 - حدثنا أبو غسان قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن كثير بن عبد الله المزني عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد قال ضرب النبي & قبته يوم الخندق على ذباب
191 - قال وأخبرني عبد العزيز عن عبد الله بن سمعان عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب قال بعثت عائشة رضي الله عنها إلى مروان بن الحكم حين قتل ذبابا وصلبه على ذباب تعست صلى عليه رسول الله & واتخذته مصلبا قال وذباب رجل من أهل اليمن عدا على رجل من الأنصار وكان عاملا لمروان على بعض مساعي اليمن وكان الأنصاري عدا على رجل فأخذ منه بقرة ليست عليه فتبع ذباب الأنصاري حتى قدم المدينة ثم جلس له في المسجد حتى قتله فقال له مروان ما حملك على قتله قال ظلمني بقرة لي وكنت امرأ خباث النفس فقتلته فقتله مروان وصلبه على ذباب
192 - قال أبو غسان وأخبرني بعض مشيختنا أن السلاطين كانوا يصلبون على ذباب فقال هشام بن عروة لزياد بن عبيد الله الحارثي يا عجبا أتصلبون على مضرب قبة رسول الله & فكف عن ذلك زياد وكفت الولاة بعده عنه
193 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عمن سمع معاذ بن عبد الله بن خبيب يحدث عن جابر بن أسامة قال خط النبي & مسجد جهينة لبلي
194 - حدثنا الحزامي قال حدثني عبد الله بن موسى التيمي عن أسامة بن زيد
____________________
(1/45)
عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن جابر بن أسامة الجهني قال لقيت رسول الله & في أصحابه بالسوق فقلت أين تريدون ورسول الله & قالوا يخط لقومك مسجدا فرجعت فإذا قومي قيام وإذا رسول الله & قد خط لهم مسجدا وغرز في القبلة خشبة أقامها فيها
195 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن سعيد بن معاذ بن عبد الله أن النبي & صلى في مسجد جهينة
196 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن معاوية بن نعمة عن أبيه معاذ بن عبد الله بن أبي مريم الجهني أن النبي & صلى في مسجد جهينة
197 - وحدثنا عن ابن يحيى عن سعد بن إسحاق بن كعب أن النبي & صلى في مسجد بني ساعدة الخارج من بيوت المدينة وفي مسجد بني بياضة ومسجد بني الحبلى ومسجد بني عضية ومسجد بني خدارة
198 - حدثنا عن ابن أبي يحيى عن أسيد بن سليمان عن العباس بن سهل أن النبي & صلى في مسجد بني ساعدة في جوف المدينة
199 - حدثنا أبو غسان قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن عبد السلام بن حفص عن يحيى بن سعيد قال كان النبي & يختلف إلى مسجد أبي فيصلي فيه غير مرة ولا مرتين وقال لولا أن يميل الناس إليه لأكثرت الصلاة فيه
200 - وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن أبي بكر بن يحيى بن النضر الأنصاري عن أبيه أن النبي & لم يصل في مسجد ما في جوبة المدينة إلا في مسجد أبي بن كعب في
____________________
(1/46)
بني جديلة وقال أبو زيد بن شبة وفيها ولد عبد الملك بن مروان ومسجد بني عمرو بن مبذول ومسجد جهينة ومسجد بني دينار ومسجد دار النابغة ومسجد بني عدي وأنه جلس في كهف سلع وجلس في مسجد الفتح ودعا فيه
201 - وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن عمرو بن يحيى بن عمارة المازني عن أبيه أن النبي & صلى في مسجد دار النابغة واغتسل في مسجد بني عدي
202 - وعن ابن أبي يحيى عن هشام بن عمرو أن النبي & صلى في مسجد بني عمرو بن مبذول وفي دار النابغة ومسجد بني عدي ومسجد بني خدارة ومسجد بني عضبة وبني الحبلى وبني الحارث بن الخزرج ومسجد السنح وبني خطمة ومسجد الفضيخ وفي صدقة الزبير في بني محمم وفي بيت صرمة في بني عدي وفي بيت عتبان
203 - حدثنا أبو غسان قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن الحارث بن الفضيل أن النبي & صلى في مسجد بني خطمة
204 - حدثنا عن ابن أبي يحيى عن الحارث بن سعيد بن عبيد الحارثي أن النبي & صلى في مسجد بني حارثة وفي بني ظفر وفي بني عبد الأشهل
____________________
(1/47)
205 - حدثنا محمد بن خالد قال حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة قال حدثنا داود بن الحصين وعبد الرحمن بن عبد الرحمن عن أم عامر أنها رأت النبي & وهو في مسجد بني عبد الأشهل أتى بعرق فتعرقه ثم صلى ولم يمس ماء
206 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا محمد بن سلمة عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد قال صلى النبي & صلاة المغرب في مسجد بني عبد الأشهل فلما فرغ من صلاته قال صلوا هاتين الركعتين في بيوتكم
207 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الله بن عبد الرحمن قال جاء النبي & فصلى بنا في مسجد بني عبد الأشهل فرأيته واضعا يديه في ثوبه إذا سجد
208 - حدثنا عبد الله بن نافع الزبيري قال حدثني يحيى بن الزبير بن عباد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة مولى بني عبد الأشهل عن أبيه قال صلى النبي & في مسجد واقم في بني عبد الأشهل وعليه برنكان فلما سجد لم يفض بيديه من البرنكان إلى الأرض
209 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثني بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن بن ثابت بن صامت عن أبيه عن
____________________
(1/48)
جده أن رسول الله & صلى في بني عبد الأشهل في كساء ملتفا به يقيه برد الحصا
210 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك قال جاءنا عبد الله بن عمر في بني معاوية وهي قرية من قرى الأنصار فقال تدرون أين صلى النبي & من مسجدكم هذا قلت نعم وأشرت له إلى ناحية منه قال فهل تدرون بالثلاث التي دعا بهن فيه قلت نعم قال فأخبرني بهن قلت دعا أن لا يظهر عليهم عدو من غيرهم وأن لا يهلكهم بالسنين فأعطيهما ودعا بأن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعها قال صدقت فلن يزال الهرج إلى يوم القيامة
211 - حدثنا هرون بن معروف قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري قال أنبأنا عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه كان مع النبي & فمر بمسجد بني معاوية فدخل فركع فيه ركعتين ثم قام فناجي ربه ثم انصرف
212 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا علي بن مسهر عن عثمان بن حكيم عن عامر بن سعد عن أبيه أنه أقبل مع رسول الله & ذات يوم فمر بمسجد بني معاوية فدخل فصلى فيه ركعتين
213 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن عبد الرحمن بن عتبان عن أبان بن عثمان عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن النبي & جمع في أول جمعة حين قدم المدينة في مسجد بني سالم في مسجد عاتكة
214 - حدثنا أبو غسان قال حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن غير
____________________
(1/49)
واحد ممن نثق به من أهل البلد أن أول جمعة جمعها النبي & حين أقبل من قباء إلى المدينة في مسجد بني سالم الذي يقال له مسجد عاتكة
215 - وعن ابن أبي يحيى عن النضر بن مبشر عن جابر رضي الله عنه أن النبي & صلى في مسجد الخربة ومسجد القبلتين وفي مسجد بني حرام الذي بالقاع
216 - وعن ابن أبي يحيى عن محمد بن أبي عتبة بن أبي مالك أن النبي & صلى في صدقته ميثب
217 - وعن ابن أبي يحيى عن يحيى بن إبراهيم بن محمد بن أبي ثابت أن النبي & صلى في مسجد الفضيخ وفي مشربة أم إبراهيم
218 - حدثنا أبو غسان قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن الحارث بن الفضل عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال حاصر النبي & الحارث بن الفضل عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال حاصر النبي & بني النضير فضرب قبته قريبا من مسجد الفضيخ وكان يصلي في موضع الفضيخ ست ليال فلما حرمت الخمر خرج الخبر إلى أبي أيوب ونفر من الأنصار وهم يشربون فيه فضيخا فحلوا وكاء السقاء فهراقوه فيه فبذلك سمي مسجد الفضيخ
219 - حدثنا ابن أبي يحيى عن خالد بن رباح أن النبي & صلى في مسجد راتج وشرب من جاسوم وهي بئر هناك
220 - حدثنا أبو غسان قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل عن زيد بن سعد قال جاء النبي & ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى أبي
____________________
(1/50)
الهيثم بن التيهان في جاسوم فشرب منها وصلى في حائطه
221 - وابن أبي يحيى عن عبد الله بن عتبة بن عبد الملك أن النبي & كان كثيرا ما يصلي في مسجد بني دينار الذي عند الغسالين
222 - ابن أبي يحيى عمن سمع كبشة بنت الحارث تخبر عن جابر أن النبي & صلى الظهر يوم أحد على عنين الظرب الذي بأحد عن القنطرة
223 - ابن أبي يحيى عن محمد بن عقبة عن أبي مالك عن علي بن رافع وأشياخ قومه أن النبي & صلى في بيت امرأة من الخضر فأدخل ذلك البيت في مسجد بني قريظة فذلك المكان الذي صلى فيه النبي & شرقي مسجد بني قريظة عند موضع المنارة التي هدمت
224 - ابن أبي يحيى عن سلمة بن عبيد الله الخطمي أن النبي & صلى في بيت العقدة عند مسجد بني وائل في مسجد العجوز في بني خطمة عند القبة ومسجد العجوز الذي عند قبر البراء بن معرور وكان ممن شهد العقبة فتوفي قبل الهجرة وأوصى للنبي & بثلث ماله وأمر بقبره أن يستقبل به الكعبة
225 - ابن أبي يحيى عن سلمة أن النبي & صلى في مسجد بني وائل بين العمودين المقدمين خلف الإمام بخمس أذرع أو نحوها قال وضربنا ثم وتدا
226 - حدثنا القعنبي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك أن النبي & أتاه في منزله فلم يجلس حتى قال له أين تحب أن أصلي لك من بيتك قال فأشرت له إلى المكان فكبر رسول الله & وصففنا خلفه نصلي ركعتين
227 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا يونس عن ابن شهاب عن محمود بن
____________________
(1/51)
الربيع عن عتبان بن مالك أن رسول الله & صلى في بيته سبحة الضحى فقاموا وراءه فصلوا
228 - حدثنا عبد الله بن نافع وأبو غسان قالا حدثنا مالك بن أنس عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع وقال أبو غسان عن ابن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى وأنه قال للنبي & إنها تكون الليلة المظلمة والمطر والسيل وأنا رجل ضرير البصر فصل يا رسول الله في بيتي مكانا اتخذه مصلى قال فجاء رسول الله & فقال أين تحب أن أصلي فأشار إلى مكان من البيت فصلى فيه رسول الله &
229 - حدثنا أبو غسان قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن ابن أبي ذئب عن نافع مولى أبي قتادة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال عرض النبي & المسلمين بالسقيا التي بالحرة متوجها إلى بدر وصلى بها
230 - ابن أبي يحيى عن خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله أن النبي & صلى في بني ساعدة وجلس في سقيفتهم القصوى ولم يدخل الغار الذي بأحد وأنه صلى في المسجد الذي عند الشيخين وبات فيه وصلى فيه الصبح يوم أحد ثم غدا منه إلى أحد
231 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن أبي بن عباس عن سعد أن النبي & صلى في المسجد الذي عند البدائع عن الشيخين وبات فيه حتى أصبح والشيخان أطمان
232 - قال وأخبرني عبد العزيز عن الزبير بن موسى المخزومي عن محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية عن أم سلمة رضي الله عنها قالت أتيت رسول الله & في
____________________
(1/52)
مسجد البدائع بشواء فأكله ثم بات حتى غدا إلى أحد
233 - وعن ابن أبي يحيى عن هشام بن عروة أن الغار الذي ذكر الله تبارك وتعالى في القرآن هو الغار الذي بمكة وأن النبي & نزل على أبي أيوب الأنصاري في بيته ثم انتقل إلى علوه وأن النبي & صلى في مسجد السجدة بالمعرس
234 - قال وحدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & أناخ بالبطحاء التي بذي حليفة فصلى بها قال وكان ابن عمر رضي الله عنهما يفعل ذلك
235 - ابن أبي يحيى عمن سمع ثابت بن مسحل يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي & صلى في مسجد الشجرة إلى الأسطوانة الوسطى استقبلها وكانت موضع الشجرة التي كان النبي & يصلي إليها
236 - وابن أبي يحيى عن محمد بن عقبة عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & صلى بالشجرة بالمعرس ومصلاه بالشجرة في مسجد ذي الحليفة وفي ذي الحليفة وفي ذي الحليفة
237 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا يونس عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أخبره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال بات رسول الله & بذي الحليفة مبدأه وصلى في مسجدها
238 - وعن ابن أبي يحيى عن ربيعة بن عثمان أن النبي & صلى في بيت إلى جنب مسجد بني خدرة قال أبو غسان وقال لي غير واحد من أهل العلم من أهل البلد أن كل مسجد من مساجد المدينة ونواحيها مبني بالحجارة المنقوشة المطابقة فقد صلى فيه النبي & وذلك أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين بنى مسجد رسول الله & سأل والناس يومئذ متوافرون عن المساجد التي صلى فيها رسول الله & ثم بناها بالحجارة المنقوشة المطابقة
____________________
(1/53)
239 - حدثنا أبو غسان عن محمد بن طلحة بن الطويل التيمي محمد بن جعفر عن محمد بن سليمان بن أبي حثمة أن النبي & صلى في دار الشفاء في البيت على يمين من دخل الدار قال محمد وصلى في دار بسرة بنت صفوان وصلى في دار عمرو بن أمية الضمري على يمين من دخل مما يلي الخوخة قال وبلغني أنه صلى في مسجد بني معاوية عن يمين المحراب نحوا من دار عدي قال أبو زيد بن شبه كل ما كان عن ابن أبي يحيى فهو من قول أبي غسان ولم يلقه ( ذكر المساجد التي يقال إنه صلى فيها ويقال إنه لم يصل فيها )
240 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن خالد بن رباح عن سهل عن ابن أبي أمامة عن أبيه أن النبي & اضطجع في البيت الذي في دار سعد بن خيثمة بقباء
241 - وعن ابن وقيش أن النبي & دخل بيت سعد بن خيثمة الذي بقباء وجلس فيه
242 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن أبي بكر بن يحيى بن التمر عن أبيه أن النبي & لم يصل في المسجد الذي في دار الأنصار ولا في مسجد بني زريق ولا في مسجد بني مازن
243 - قال أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن سعد بن إسحاق أن النبي & لم يصل في مسجد بني سالم الأكبر
244 - ابن أبي يحيى عن خالد بن رباح عن المطلب بن عبد الله أن النبي & لم يدخل الغار الذي بأحد
____________________
(1/54)
245 - ابن أبي يحيى عن ربيع بن عبد الرحمن عن أبيه أبي سعيد الخدري أن النبي & لم يصل في مسجد بني خدرة
246 - ابن أبي يحيى عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه أن النبي & وضع مسجد مازن بيده وخطه وهيأ قبلته ولم يصل فيه
247 - ابن أبي يحيى عن حرام بن عثمان أن النبي & لم يصل في مسجد بني حرام الأكبر
248 - ابن أبي يحيى عن عبد الله بن سنان عن سهل بن سعد أن النبي & جلس في سقيفة بني ساعدة القصوى
249 - ابن أبي يحيى عن يحيى بن عبد الله بن رفاعة الزرقي عن معاذ بن رفاعة أن النبي & دخل مسجد بني زريق وتوضأ فيه وعجب من قبلته ولم يصل فيه وكان أول مسجد قرىء فيه القرآن
250 - حدثنا أبو غسان عن عبد المنعم بن عباس عن أبيه عن جده أن النبي & جلس في السقيفة التي في بني ساعدة وسقاه سهل بن سعد في قدح وصبه عليه
251 - حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن الحسن أن حيا من الأنصار يقال لهم بنو سلمة شكوا إلى رسول الله & بعد منازلهم من المسجد فقال لهم يا بني سلمة ألا تحتسبون آثاركم فإن بكل خطوة درجة
252 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب وحميد عن أنس رضي الله عنه أن بني سلمة شكوا إلى رسول الله & بعد منازلهم من المسجد فقال يا بني سلمة أما تحتسبون آثاركم قالوا بلى يا رسول الله
____________________
(1/55)
253 - حدثنا أبو داود قال حدثنا طالب بن حبيب قال حدثني عبد الرحمن يعني ابن جابر بن عبد الله عن أبيه أن بني سلمة قالوا يا رسول الله نبيع دورنا ونتحرك إليك فإن بيننا وبينك واديا فقال رسول الله & اثبتوا فإنكم وأوتادها وما من عبد يخطو إلى الصلاة خطوة إلا كتب الله له أجرا
254 - حدثنا فليح بن محمد القامي قال حدثنا سعيد بن سعيد بن أبي سعيد قال حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال شكا أصحابنا يعني بني سلمة وبني حرام إلى رسول الله & أن السيل يحول بينهم وبين الجمعة وكانت دورهم مما يلي تخيلهم ومزارعهم في مسجد القبلتين ومسجد الخربة فقال لهم النبي & وما عليكم لو تحولتم إلى سفح الجبل يعني سلعا فتحولوا فدخلت حرام الشعب وصارت سواد وعبيد إلى السفح
255 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي قال حدثني معن بن عيسى قال حدثني كثير بن عبد الله عن أبيه جده أن مزينة وبني كعب أتوا رسول الله & فسألوه أن يبنوا مسجدا كما بنت القبائل فقال رسول الله & مسجدي مسجدكم وأنتم باديتي وأنا حاضرتكم وعليكم أن تجيبوني إذا دعوتكم
256 - حدثنا محمد بن زوين قال حدثنا العطاف بن خالد عن كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال صلى رسول الله & في المسجد الذي ببطن الروحاء عند عرق الظبية ثم قال هذا سجاسج واد من أودية الجنة
257 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن موسى التيمي قال حدثني أسامة بن زيد عن معاذ بن عبد الله بن حبيب عن جابر بن أسامة الجهني قال لقيت النبي & في أصحابه بالسوق فسألت أصحابه أين تريدون قالوا نخط لقومك مسجدا فرجعت فإذا قومي قيام فقلت ما لكم قالوا خط لنا رسول الله & مسجدا وغرز في القبلة خشبة أقامها فيها
____________________
(1/56)
( ما جاء في جبل أحد )
258 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن معاوية بن عبد الأودي عن خالد بن أيوب عن معاوية ابن قرة عن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثنا رسول الله & لما تجلى الله عز وجل للجبل طارت لعظمته ستة أجبل فوقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة وقع بالمدينة أحد وورقان ورضوى ووقع بمكة حراء وثبير وثور قال أبو غسان فأما أحد فبناحية المدينة على ثلاثة أميال منها في شاميها وأما ورقان فبالروحاء من المدينة على أربعة برد وأما رضوى فبينبع على مسيرة أربعة ليال وأما حراء فبمكة وجاء بئر ميمون وثور أسفل مكة هو الذي اختبأ فيه رسول الله & في غاره
259 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الخزامي قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثني كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي & في أول غزوة غزاها الأبواء نزل بعرق الظبية وهو المسجد الذي دون الروحاء فقال أتدرون ما اسم هذا الجبل قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا حمت جبل من جبال الجنة اللهم بارك فيه وبارك لأهله ثم قال هذا سجاسج للروحاء وهذا واد من أودية الجنة وقد صلى في هذا المسجد قبلي سبعون نبيا
260 - حدثنا ميمون بن الأصبغ قال حدثنا الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال أخبرني عقبة بن سويد الأنصاري أنه سمع أباه وكان من أصحاب رسول الله & قال قفلنا مع النبي & من غزوة خبير فلما بدا له أحد قال الله أكبر جبل يحبنا ونحبه
261 - حدثنا محمد بن خالد قال حدثنا كثير بن عبد الله قال حدثني أبي عن أبيه قال قال رسول الله & أربعة أجبل من جبال الجنة أحد جبل يحبنا ونحبه جبل من
____________________
(1/57)
جبال الجنة وورقان جبل من جبال الجنة ولبنان جبل من جبال الجنة وطور جبل من جبال الجنة
262 - حدثنا عبد الله بن نافع قال حدثني مالك بن أنس عن عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله & طلع له أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه
263 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه أقبل مع النبي & من خبير فلما بدا لهم أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه
264 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن عاصم الأحول عن أبي قلابة قال كان النبي & إذا جاء من سفر فبدا له أحد قال هذا جبل يحبنا ونحبه ثم قال آيبون تائبون ساجدون لربنا حامدون
265 - حدثنا نصر بن علي قال حدثنا أبي قال حدثنا قرة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول قال رسول الله & إن أحدا جبل يحبنا ونحبه
266 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا عبد الرحمن بن سليم عن يحيى بن عبيد الله أنه أخبره أنه سمع أباه يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول لما قدمنا مع النبي & من غزوة خبير بدا لنا أحد فقال هذا جبل يحبنا ونحبه إن أحدا هذا لعلى باب من أبواب الجنة
267 - حدثنا القعنبي قال حدثنا سليمان بن بلال عن محمود بن يحيى عن
____________________
(1/58)
العباس بن سهل الساعدي عن أبي حميد قال أقبلنا مع رسول الله & من غزوة تبوك فلما أشرفنا على المدينة قال هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه
268 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا مالك وسفيان عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله & قال لأحد جبل يحبنا ونحبه
269 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن هشام بن سعد عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال أقبلنا مع النبي & من منزل حتى إذا كنا بغرابات نظر إلى أحد فكبر ثم قال جبل يحبنا ونحبه جبل سائر ليس من جبال أرضنا
270 - قال وحدثني عبد العزيز عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن عبد الرحمن الأسلمي قال قال رسول الله & أحد على باب من أبواب الجنة وعير على باب من أبواب النار
271 - قال وحدثني عبد العزيز عن ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قال قال رسول الله & أحد على ركن من أركان الجنة وعير على ركن من أركان النار
272 - قال وحدثني محمد بن طلحة التيمي عن إسحاق بن يحيى بن طلحة أن النبي & قال أحد وورقان وقدس ورضوى من جبال الجنة
273 - قال وحدثني عبد العزيز عن ابن سمعان عن عبد الله بن محمد بن عبيد عن
____________________
(1/59)
زينب بنت نبيط عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله & قال أحد على باب من أبواب الجنة فإذا مررتم به فكلوا من شجره ولو من عضاهه
274 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي قال حدثنا سفيان بن حمزة عن كثير بن زيد عن عبد الله بن تمام مولى أم حبيبة زوج النبي & عن زينب بنت نبيط وكانت تحت أنس بن مالك رضي الله عنه أنها كانت ترسل ولائدها فتقول اذهبوا إلى أحد فأتوني من نباته فإن لم تجدن إلا عضاها فأتني به فإن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله & يقول هذا جبل يحبنا ونحبه فقالت زينب فكلوا من نباته ولو من عضاهه قالت فكانت تعطينا منه قليلا قليلا فنمضغه
275 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز عن عبد الله بن عبد الرحمن بن هرمز عن جده عن أبيه رافع بن خديج رضي الله عنه قال نهي رسول الله & أن يحتش أحد إلا يوما بيوم
276 - قال وأخبرني عبد العزيز عن ابن سمعان عن أبي حرملة قال قال رسول الله & إنما مثل أحد على الأرض كمثل كرنافة ما ليس لها سنم
277 - قال وأخبرني عبد العزيز عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله & أربعة أنهار في الجنة وأربعة أجبل وأربع ملاحم في الجنة فأما الأنهار فسيحان وجيحان والنيل والفرات وأما الأجبل فالطور ولبنان وأحد وورقان وسكت عن الملاحم
____________________
(1/60)
278 - قال وأخبرني عبد العزيز ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك أنهما لم يزالا يسمعان أن أهل الجاهلية كانوا يسمون أحدا عنقد
279 - قال وأخبرني عبد العزيز الدراوردي عن رجل من الأنصار عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي & قال خرج موسى وهارون حاجين أو معتمرين حتى إذا قدما المدينة خافا اليهود فنزلا أحدا وهارون مريض فحفر له موسى قبرا بأحد وقال يا أخي ادخل فيه فإنك ميت فدخل فيه فلما دخل قبضه الله فحثا موسى عليه التراب ( ما ذكر في مقبرة البقيع وبني سلمة والدعاء هناك )
280 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن أبيه عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد الله بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن ابن أبي مويهبة مولى رسول الله & قال أهبني رسول الله & من جوف الليل فقال إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم استغفر لهم طويلا
281 - حدثنا إسماعيل بن أبي طرفة الحراني قال حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عمر بن علي عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة رضي الله عنهما قال أهبني رسول الله & من جوف الليل فقال يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فانطلقت معه فلما أشرف عليهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر لو تعلمون ما نجاكم الله منه ليهن ما أصبح الناس فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم استغفر لهم ثم قال يا أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها فخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي ثم الجنة قلت بأبي وأمي خذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا
____________________
(1/61)
أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي ثم الجنة ثم رجع رسول الله & فبدئ به وجعه الذي قبض فيه
282 - حدثنا هرون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا ابن جريج عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس يقول سمعت عائشة رضي الله عنها تقول ألا أخبركم عن رسول الله & وعني قلنا بلى قالت لما كانت ليلتي انفلت فوضع نعليه عند رجليه ووضع رداءه وبسط طرف إزاره على فراشه فاضطجع ثم لم يلبث الا ريثما ظن أني قد رقدت ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ثم فتح الباب رويدا ثم خرج وأجافه رويدا وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت إزاري وانطلقت في أثره حتى جاء البقيع فرفع يده ثلاث مرات وأطال القيام ثم انحرف وانحرفت وأسرع وأسرعت وهرول وهرولت وأحضر وأحضرت وسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل فقال ما لك يا عائشة رابية حشيا قلت لا شيء قال لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر قال فأنت السواد الذي رأيته أمامي قلت نعم قال فلهزني لهزة في صدري أوجعتني وقال أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله قالت مهما يكتم الناس فقد علمه الله قال نعم قال فإن جبريل أتاني حين رأيت ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك وظننت أنك قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشيني فأمرن أن آتي أهل البقيع فاستغفر لهم قالت وكيف أقول قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله للاحقون
283 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله & بينما هو مضطجع على
____________________
(1/62)
فراشه إذ قام فلبس ثيابه وأنا مستيقظة فأرسلت جاريتي بريرة في أثره لتنظر أين يذهب قالت فسلك نحو البقيع بقيع الغرقد فوقف في أدنى البقيع ثم رفع يديه ثم انصرف وأقبلت الجارية إلي فأخبرتني فسكت عنه فلم أسأله عن شيء من ذلك حتى أصبحت فسألته حين أصبحت فقلت يا رسول الله أين خرجت البارحة فقال بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم
284 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز عن شريك عن عطاء بن يسار عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله & كلما كان ليلتها منه يخرج آخر الليل إلى البقيع فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين أتانا وإياكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد
285 - حدثنا أبو غسان قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت خرج رسول الله & من عندي فظننت أنه خرج إلى بعض نسائه فتتبعته حتى جاء البقيع فسلم ودعا ثم انصرف فسألته أين كنت فقال إني أمرت أن آتي أهل البقيع فأدعو لهم وأصلي عليهم
286 - حدثنا عبد الله بن نافع والقعنبي ومحمد بن خالد بن عثمة عن مالك بن أنس عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها قالت قام النبي & ذات ليلة فلبس ثيابه ثم خرج فأمرت جاريتي بريرة فتتبعته حتى جاء البقيع فوقف في أدناه زاد ابن نافع والقعنبي ما شاء الله أن يقف ثم رجع قال محمد بن خالد ورجعت بريرة أمامة وقال ابن نافع والقعنبي فسبقت فأخبرتني ولم أذكر له شيئا حتى أصبحت فلما أصبحت ذكرت ذلك له فقال إني أمرت أن آتي أهل البقيع فأصلي عليهم وقال ابن نافع والقعنبي بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم
287 - حدثنا محمد بن سنان عن شريك عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر عن عائشة رضي الله عنها قالت خرج النبي & من الليل فتبعته فأتى البقيع أو قال المقبرة فقال السلام عليكم ديار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون أنتم لنا فرط
____________________
(1/63)
اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم ثم التفت إلي فرآني
288 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سعد أبو عاصم قال حدثني نافع مولى حمنة بنت شجاع قال حدثتني أم قيس بنت محصن قالت لو رأيتني ورسول الله & آخذ بيدي في سكة من سكك المدينة كل البشر فيه حتى أتينا البقيع فقال يا أم قيس يبعث من هذه القبور سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب كأن وجوههم القمر ليلة البدر قالت فقام رجل فقال يا رسول الله وأنا قال وأنت فقام آخر فقال يا رسول الله وأنا قال سبقك عكاشة قال سعد فقلت لها ما له لم يقل للآخر قالت أراه كان منافقا
289 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا أبو عاصم سعد بن زيد مولى سليمان بن علي قال أخبرني نافع وليس بنافع مولى ابن عمر بمثله إلا أنه لم يقل فقلت لأم قيس
290 - حدثنا فليح بن محمد اليماني قال حدثنا محمد بن سعيد المقبري قال حدثني أخي عن جده أن كعب الأحبار قال نجد مكتوبا في الكتاب أن مقبرة بغربي المدينة على حافة سيل يحشر منها سبعون ألفا ليس عليهم حساب وأن أبا سعيد المقبري قال لابنه سعيد إن أنا هلكت فادفني في مقبرة بني سلمة التي سمعت من كعب
291 - حدثنا أبو غسان قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن عبد العزيز بن مبشر عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله & مقبرة بغربي المدينة يقرضها السيل يسارا يبعث منها كذا وكذا لا حساب عليهم قال ابن مبشر لا أحفظ العدد
292 - وحدثني عبد العزيز عن حماد بن أبي حميد عن ابن المنكدر قال قال رسول الله & يحشر من البقيع سبعون ألفا على صورة القمر ليلة البدر كانوا لا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون قال وكان أبي يخبرنا أن مصعب بن الزبير دخل المدينة فدخل من طريق البقيع
____________________
(1/64)
ومعه ابن رأس الجالوت فسمعه مصعب وهو خلفه حين رأى المقبرة يقول هي هي فدعاه مصعب فقال ماذا تقول قال نجد صفة هذه المقبرة في التوراة بين حرتين محفوفة بالنخل اسمها كفتة يبعث الله منها سبعين ألفا على صورة القمر
293 - حدثنا أبو غسان عن الثقة عن ابن أبي درة السلمي عن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله وعن ابن أبي عتيق وغيرهما من مشيخة بني حرام عن رسول الله & قال مقبرة بين سبلين غريبة يضيء نورها يوم القيامة ما بين السماء إلى الأرض
294 - وأخبرني عبد العزيز عن أبي مروان بن أبي جبر عن عادل بن علي عن أبي رافع مولى رسول الله & أن رسول الله & أتى البقيع فوقف فدعا واستغفر
حدثنا هودة بن خليفة قال حدثنا عوف عن الحسن أن النبي & قام على أهل البقيع فقال السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين لو تعلمون ما نجاكم الله منه مما هو كائن بعدكم ثم نظر إلى أصحابه فقال هؤلاء خير منكم قالوا يا رسول الله وما يجعلهم خيرا منا قد أسلمنا كما أسلموا وهاجرنا كما هاجروا وأنفقنا كما أنفقوا فما يجعلهم خيرا منا قال إن هؤلاء مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئا وشهدت عليهم وإنكم قد أكلتم من أجوركم بعدهم ولا أدري كيف تفعلون بعدي
295 - حدثنا أبو داود قال حدثنا مبارك قال حدثنا الحسن قال أتى رسول الله & على بقيع الغرقد فقام فقال السلام عليكم يا أهل القبور ثلاثا لو تعلمون ما الذي نجاكم الله منه مما هو كائن بعدكم قال ثم التفت فقال هؤلاء خير منكم ونحن خلفه قلنا يا رسول الله إنما هم إخواننا آمنا كما آمنوا وأنفقنا كما أنفقوا وجاهدنا كما جاهدوا وأتوا على آجالهم ونحن ننتظر قال إن هؤلاء قد مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئا وقد أكلتهم من أجوركم ولا أدري كيف تصنعون بعدي
296 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب يعني ابن محمد عن
____________________
(1/65)
عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن رسول الله & كان يخرج إلى البقيع فيدعو لهم فسألته عائشة عن ذلك فقال إني أمرت أن أدعو لهم
297 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال حدثني عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعد الخدري قال قال لي أبي يا بني إني قد كبرت وذهب أصحابي وحان مني فخذ بيدي فأخذت بيده حتى جاء إلى البقيع فجئت به أقصى البقيع مكانا لا يدفن فيه فقال يا بني إذا هلكت فاحفر لي هاهنا لا تبك علي باكية ولا تضربن علي فسطاطا ولا تمشين معي بنار ولا تؤذين أحدا واسلك بي زقاق عمقة وليكن مشيك بي خببا
298 - حدثنا فليح بن محمد قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال ما أحب أن أدفن في البقيع لأن أدفن في غيره أحب إلي من أن أدفن فيه إنما هو أحد رجلين إما ظالم فلا أحب أن أكون معه في قبره وإما صالح فلا أحب أن تنشر لي عظامه
299 - وحدث الواقدي قال حدثنا عبد الملك بن محمد عن عمارة بن غزية عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال أول ميت بالمدينة من الأنصار أسعد بن زرارة أبو أمامة ودفنه بالبقيع ولم يكن قبل ذلك صلاة على الجنائز
300 - حدثنا سويد بن شعبة قال حدثنا ابن أبي الرجال عن عمارة بن غزية عن عبد الرحمن بن أبي سعيد قال قال أبي يا بني كبرت وذهب أصحابي ودنا مني ثم اتكأ علي فأتى البقيع حيث لا يدفن أحد فقال إذا مت فادفني هاهنا واسلك بي زقاق عمقة ولا تضربوا علي فسطاطا ولا تتبعوني بنار ولا تبك علي نائحة وامشوا بي الخبب ولا تؤذنوا بي أحدا قال فسألني الناس متى يخرج فأكره أن أخبرهم لما قال لي فأخرجته في صدر النهار فأتيت البقيع وقد ملئ ناسا
301 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن نافع عن شعيب أبي عبادة عن أبي كعب القرطي أن النبي & قال من دفن في مقبرتنا هذه شفعنا أو شهدنا له
302 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن شريك بن عبد الله بن أبي تمر عن عطاء بن يسار قال أتى النبي & للبقيع فقال السلام عليكم قوم مؤجلون أتانا وإياكم ما توعدون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد
____________________
(1/66)
( ذكر مواضع قبور ولد رسول الله & وغيرهم من أصحابه وأسلاف المسلمين )
303 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن البراء رضي الله عنه قال مات إبراهيم يعني ابن رسول الله & وهو ابن ستة عشر شهرا فقال رسول الله & ادفنوه في البقيع فإن له مرضعا في الجنة تتم رضاعه
304 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن الأعمش بإسناده مثله ولم يقل تتم رضاعه
305 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمر مولى عفرة عمن حدثه أن النبي & نظر إلى ابنه إبراهيم قبل أن يدرج في أكفانه
306 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا حبان بن علي عن عطاء بن عجلان عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي & كبر على ابنه أربعا
307 - حدثنا أبو عاصم عن طلحة بن عمرو عن عطاء قال لما دفن إبراهيم رأى النبي & في القبر جحر فقال سدوا الجحر فإنه أطيب للنفس إن الله يحب إذا عمل العبد عملا أن يتقنه
308 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا يحيى بن حمزة عن برد عن مكحول قال توفي إبراهيم فلما وضع في اللحد وصف عليه اللبن بصر رسول الله & بفرجة من اللبن فأخذ بيده مدرة فناولها رجلا فقال ضعها في تلك الفرجة ثم قال أما إنها لا تضلا ولا تنفع ولكنها تقر بعين الحي
309 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال أخبرني عبد الله بن محمد بن عمر عن أبيه أن النبي & رش على قبر ابنه إبراهيم وأنه أول من
____________________
(1/67)
رش عليه قال ولا أعلم إلا أنه قال وحثا عليه بيديه من التراب وقال حين فرغ من دفنه عند رأسه السلام عليكم
310 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عبد الله بن سعيد بن جبير قال دفن إبراهيم ابن رسول الله & بالزوراء موضع السقاية التي على يسار من سلك البقيع مصعدا إلى جنب دار محمد بن زيد بن علي
311 - حدثنا محمد بن يحيى عن الدراوردي عن سعيد بن محمد عن سعيد بن جبير بن مطعم قال رأيت قبر إبراهيم بن النبي & في الزوراء ( قبر فيه بنت رسول الله & وعثمان بن مظعون رضي الله عنهما )
312 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن محمد بن قدامة بن موسى عن أبيه قال قال رسول الله & ادفنوا عثمان بن مظعون بالبقيع يكن لنا سلفا فنعم السلف سلفنا عثمان بن مظعون
313 - قال وأخبرني عبد العزيز عن قدامة بن موسى قال كان البقيع غرقدا فلما هلك عثمان بن مظعون دفن بالبقيع وقطع الغرقد عنه وقال رسول الله & للموضع الذي دفن فيه عثمان رضي الله عنه هذه الروحاء وذلك كل ما حازت الطريق من دار محمد بن زيد إلى زاوية دار عقيل اليمانية الشرقية ثم قال النبي & هذه الروحاء للناحية الأخرى فذلك كل ما حازت الطريق من دار محمد بن زيد إلى أقصى البقيع يومئذ
314 - حدثنا محمد بن يحيى عن الدراوردي عن أبي سعيد عن سعيد بن جبير بن مطعم قال رأيت قبر عثمان بن مطعون عند دار محمد بن علي بن الحنفية
315 - قال عبد العزيز بن عمران أخبرني محمد بن قدامة عن أبيه عن جده قال لما دفن النبي & عثمان بن مطعون أمر بحجر فوضع عند رأسه قال قدامه فلما صفق البقيع وجدنا ذلك الحجر فعرفنا أنه قبر عثمان بن مطعون رضي الله عنه
____________________
(1/68)
316 - قال عبد العزيز وسمعت بعض الناس يقول كان عند رأس عثمان بن مظعون رضي الله عنه ورجليه حجران
317 - قال أبو غسان وأخبرني بعض أصحابنا قال لم أزل أسمع أن قبر عثمان بن مظعون وأسد بن زرارة بالروحاء من البقيع والروحاء المقبرة التي وسط البقيع يحيط بها طريق مطرقة وسط البقيع
318 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز عن الحسن بن عمارة عن شيخ من بني مخزوم يدعى عمر قال كان عثمان بن مظعون رضي الله عنه من أول من مات من المهاجرين فقالوا يا رسول الله أين ندفنه قال بالبقيع قال فلحد له رسول الله & وفضل حجر من حجارة لحده فحمله رسول الله & فوضعه عند رجليه فلما ولي مروان بن الحكم المدينة مر على ذلك الحجر فأمر به فرمي به وقال والله لا يكون على قبر عثمان بن مظعون حجر يعرف به فأتته بنو أمية فقالوا بئس ما صنعت عدت إلى حجر وضعه النبي & فرميت به بئس ما عملت به فأمر به فليرد قال أم والله إذ رميت به فلا يرد
319 - حدثنا فليح بن محمد اليماني قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا كثير بن زيد عن المطلب قال لما دفن النبي & عثمان بن مظعون قال لرجل هلم تيك الصخرة أضعها على قبر أخي أتعلمه بها أدن إليه من دفنت من أهلي فقام الرجل إليها فلم يستطعها قال المخبر فكأني أنظر إلى بياض ساعدي رسول الله & حين احتملها حتى وضعها عند قبره
320 حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما ماتت رقية بنت رسول الله & قال رسول الله & الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون قال وبكى النساء فجعل عمر رضي الله عنه يضربهن بسوطه فأخذ النبي & بيده وقال دعهن يا عمر وقال وإياكن ونعيق الشيطان فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة ومهما يكن من اللسان ومن اليد فمن الشيطان قال فبكت فاطمة رضي الله عنها على شفير القبر فجل النبي & يمسح الدموع عن عينيها بطرق ثوبه
____________________
(1/69)
قال أبو زيد بن شبه فقد روي هذا وروي خلافه
321 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله & خلف عثمان بن عفان وأسامة بن زيد على رقية وهي وجعة أيام بدر
322 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا يونس عن الزهري قال قسم رسول الله & لعثمان يوم بدر قال وكان تخلف على امرأته رقية بنت رسول الله & أصابتها الحصبة فجاء زيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر وعثمان رضي الله عنه قائم على قبر رقية يدفنها
323 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا الليث بن سعد أن يزيد بن أبي حبيب حدثه عمن حدثه أن عبد الرحمن بن عوف أرسل إلى عثمان رضي الله عنه يعاتبه فذكر أنه شهد بدرا ولم يشهدها فأرسل إليه عثمان إني قد خرجت للذي خرجت له فردني رسول الله & من الطريق إلى بنته التي كانت تحتي لما بها من المرض فوليت من بنت رسول الله & الذي يحق علي حتى دفنتها ثم لقيت رسول الله & منصرفه من بدر فبشرني بأجري عنه قبل أجوركم وأعطاني سهما مثل سهامكم فأنا أفضل أم أنتم
____________________
(1/70)
( متوفى فاطمة بنت رسول الله & رضي الله عنها )
324 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني محمد أنه سمع عبد الله بن حسين بن علي يذكر عن عكرمة بن مصعب العبدري قال أدركت حسن بن علي بن أبي طالب وهو يذبنا عن زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع
325 - وأخبرنا أيضا عن عكرمة بن مصعب عن محمد بن علي بن عمر أنه كان يقول قبر فاطمة بنت رسول الله & زاوية دار عقيل اليمانية الشارعة في البقيع
326 - حدثنا أبو غسان عن حسن بن منبوذ بن حويطب عن أبيه وجده الفضل بن أبي رافع أنهما حدثناه أن قبر فاطمة رضي الله عنها وجاه زقاق نبيه وأنه إلى زاوية دار عقيل أقرب
327 - حدثنا أبو غسان عن غسان بن معاوية بن أبي مزرد أنه سمع عمر بن علي بن حسين بن علي يقول إن قبر فاطمة رضي الله عنها حذو الزقاق الذي يلي زاوية دار عقيل وذكر غسان أنه ذرع من حيث أشار له عمر بن علي فوجده خمس عشرة ذراعا إلى القناة
328 - حدثنا أبو غسان عن عبد الله بن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن أبيه عمر أنه سمعه يقول قبر فاطمة حذو دار عقيل مما يلي دار نبيه
329 - حدثنا أبو غسان عن إسماعيل بن عون بن عبد الله بن أبي رافع أنه سمع من أبيه عن ابيه أن قبر فاطمة رضي الله عنها مخرج الزقاق الذي بين دار عقيل ودار أبي نبيه وذكر إسماعيل أنه ذرع الموضع الذي ذكر له أبوه أنه موضع قبر فاطمة فوجد بين موضع القبر وبين القناة التي في دار عقيل ثلاثا وعشرين ذراعا وبينه وبين القناة الأخرى سبعا وثلاثين ذراعا
330 - قال وأخبرني مخبر ثقة قال يقال إن المسجد الذي يصلي جنبه شرقيا على جنائز الصبيان كان خيمة لامرأة سوداء يقال لها رقية كان جعلها هناك حسين بن علي تبصر قبر فاطمة وكان لا يعرف قبر فاطمة رضي الله عنها غيرها
____________________
(1/71)
331 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن حماد بن عيسى عن جعفر بن محمد عن أبيه قال دفن علي فاطمة رضي الله عنها ليلا في منزلها الذي دخل في المسجد فقبرها عند باب المسجد المواجه دار أسماء بنت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال أبو زيد بن شبة وأظن هذا الحديث غلطا لأن الثبت جاء في غيره
332 - حدثنا أبو غسان عن محمد بن إسماعيل عن فائد مولى عبادل أن عبيد لله بن علي أخبره عمن مضى من أهل بيته أن الحسن بن علي رضي الله عنهم قال ادفنوني في المقبرة إلى جنب أمي فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة مواجه الخوخة التي في دار نبيه بن وهب طريق الناس بين قبرها وبين خوخة نبيه أظن الطريق سبعة أذرع بالسقاية قال فائد وقال لي منقذ الحفار إن في المقبرة قبرين مطابقين بالحجارة قبر حسن بن علي وقبر عائشة زوجة رسول الله & فنحن لا نخرجهما فلما كان زمن حسن بن زيد وهو أمير على المدينة استعدى بنو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب علي آل عقيل في قناتهم التي في دورهم الخارجة في المقبرة وقالوا إن قبر فاطمة رضي الله عنها عند هذه القناة فاختصموا إلى حسن فدعاني حسن فسألني عن قبرها فأخبرته عن عبيد الله بن أبي رافع ومن بقي من أهلي وعن حسن بن علي وقوله ادفنوني إلى جنب أمي ثم أخبرته عن منقذ الحفر وعن قبر الحسن أنه رآه مطابقا فقال حسن بن زيد أنا على ما تقول وأقر قناة آل عقيل إلى منتهاه
333 - حدثنا أبو غسان عن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد الله أن جعفر بن محمد كان يقول قبرت فاطمة رضي الله عنها في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد فهذا ما حدثني به أبو غسان في قبر فاطمة ووجدت كتابا كتب عنه يذكر فيه أن عبد العزيز بن عمران كان يقول إنها دفنت في بيتها وصنع بها ما صنع برسول الله & إنها دفنت في موضع فراشها ويحتج بأنها دفنت ليلا ولا يعلم بها كثير من الناس
334 - حدثنا أبو عاصم النبيل قال حدثنا كهمس بن الحسن قال حدثني يزيد قال كمدت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة أبيها سبعين بين يوم وليلة فقالت إني لأستحي من جلالة جسمي إذا أخرجت على الرجال غدا وكانوا يحملون الرجال كما يحملون
____________________
(1/72)
النساء فقالت أسماء بنت عميس أو أم سلمة إني رأيت شيئا يصنع بالحبشة فصنعت النعش فاتخذ بعد ذلك سنة
335 - حدثنا محمد بن أبي رجاء قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن أمه سلمى قالت اشتكت فاطمة بنت رسول الله & فمرضت فأصبحت يوما كأمثل ما كانت تكون وخرج علي رضي الله عنه فقالت يا أمتاه اسكبي لي غسلا ثم قامت فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل ثم قالت هات ثيابي الجدد فأعطيتها إياها فلبستها ثم جاءت إلى البيت الذي كانت فيه فقالت قدمي الفراش إلى وسط البيت فقدمته فاضطجعت واستقبلت القبلة ووضعت يدها تحت خدها ثم قالت يا أمتاه إني مقبوضة الآن وإني قد اغتسلت فلا يكشفني أحد قال فقبضت مكانها وجاء علي رضي الله عنه فأخبرته فقال لا جرم والله لا يكشفها أحد فحملها بغسلها ذلك فدفنها
336 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حدثني محمد بن موسى عن عون بن محمد وعن عمارة بن مهاجر عن أم جعفر بنت محمد بن أبي طالب عن جدتها أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت غسلت أنا وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بنت رسول الله &
337 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن محمد بن موسى أن عليا رضي الله عنه غسل فاطمة رضي الله عنها
338 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد أن عليا رضي الله عنه دفن فاطمة رضي الله عنها ليلا
____________________
(1/73)
339 - حدثنا أبو عتاب الدلال قال حدثنا ابن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن عليا رضي الله عنه دفن فاطمة رضي الله عنها ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر رضي الله عنه ( قبر الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما )
340 - حدثني أبي قال حدثني نوفل بن الفرات أن الحسن بن علي رضي الله عنهما لما حضرته الوفاة قال للحسين رضي الله عنه إني كنت طلبت إلى عائشة إذا أنا مت أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله & فلا أدري لعل ذلك أن يكون كان منها حياء مني فإذا أنا مت فأتها فاطلب ذلك إليها فإن طابت نفسها فادفني فيه وإن فعلت فلا أدري لعل القوم أن يمنعوك إذا أردت ذلك كما منعنا صاحبهم عثمان بن عفان ومروان بن الحكم يومئذ أمير على المدينة وقد كانوا أرادوا دفن عثمان في البيت فمنعوهم فإن فعلوا فلا تلاحهم في ذلك فادفني في بقيع الغرقد فإن لي بمن فيه أسوة قال فلما مات الحسن بن علي رضي الله عنه أتى الحسين عائشة رضي الله عنهما فطلب ذلك إليها فقالت نعم وكرامة فبلغ ذلك مروان فقال كذب وكذبت فلما بلغ ذلك حسينا رضي الله عنه استلأم في الحديد واستلأم مروان في الحديد أيضا فأتى رجل حسينا فقال يا أبا عبد الله أتعصي أخاك في نفسه قبل أن تدفنه قال فوضع سلاحه ودفنه في بقيع الغرقد
341 - حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن إسماعيل عن فائد مولى عبادل أن عبيد الله بن علي أخبره عمر مضى من أهل بيته أن حسن بن علي رضي الله عنهما أصابه بطن فلما حزبه وعرف من نفسه الموت أرسل إلى عائشة رضي الله عنها أن تأذن له أن يدفن مع رسول الله & فقالت له نعم ما كان بقي إلا موضع قبر واحد فلما سمعت بذلك بنو أمية استلأموا هم وبنو هاشم للقتال وقالت بنو أميه والله لا يدفن فيه أبدا وبلغ ذلك حسن بن علي رضي الله عنهما فأرسل إلى أهله أما إذا كان هذا فلا حاجة لي به ادفنوني في المقبرة إلى جنب أمي فاطمة فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة رضي الله عنها
____________________
(1/74)
( قبر عثمان بن عفان رضوان الله عليه )
342 - حدثنا علي بن محمد عن رجل عن الزهري قال جاءت أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما فوقفت على باب المسجد فقالت لتخلن بيني وبين دفن هذا الرجل أو لأكشفن ستر رسول الله & فخلوها فلما أمسوا جاء جبير بن مطعم وحكيم بن حزام وعبد الله بن الزبير وأبو الجهم بن حذيفة وعبد الله بن حسل فحملوه فانتهوا به إلى البقيع فمنهم من دفنه ابن بحرة ويقال ابن نحرة الساعدي فانطلقوا به إلى حش كوكب وهو بستان في المدينة فصلى عليه جبير ودفنوه وانصرفوا
343 - حدثني علي بن دابه عن شرحبيل بن سعد قال قال عبد الرحمن بن أزهر لم أدخل في شيء من أمر عثمان رضي الله عنه فإني لفي بيتي إذ أتاني المنذر بن الزبير فقال عبد الله يدعوك فأتيته وهو قاعد إلى جنب غرارة حنطة فقال هل لك إلى دفن عثمان رضي الله عنه فقلت ما دخلت في شيء من أمره وما أريد ذاك فاحتملوه معهم معبد بن معمر فانتهوا به إلى البقيع فمنعهم من دفنه جبلة بن عمر والساعدي فانطلقوا إلى حش كوكب ومعهم عائشة بنت عثمان معها مصباح في حق فصلى عليه مسور بن مخرمة ثم حفروا له فلما دلوه صاحت بنته فلم يضعوا على لحده لبنا وأهالوا عليه التراب وانصرفوا
344 - حدثنا علي عن أبي دينار أحد بني دينار بن النجار عن مخلد بن خفاف عن عروة بن الزبير قال منعهم من دفن عثمان بالبقيع أسلم بن أوس بن بحرة الساعدي قال فانطلقوا به إلى حش كوكب فصلى عليه حكيم بن حزام وأدخل بنو أمية حش كوكب في البقيع
345 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن أبيه عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي عن أمه حكيمة قالت كنت مع الأربعة الذين دفنوا عثمان بن عفان رضي الله عنه جبير بن مطعم وحكيم بن حزام وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم الأسلمي وحملوه على باب أسمع قرع رأسه على الباب كأنه دباءة ويقول دب دب حتى جاءوا به حش كوكب فدفن ثم هدم عليه الجدار وصلي عليه هنالك وحش كوكب موضع في أصل الحائط الذي في شرقي البقيع الذي
____________________
(1/75)
يقال له خضراء أبان وهو أبان بن عثمان
346 - حدثنا أبو شبة بن عمر بن أبي عمرو قال أخبرني موسى بن عبد العزيز قال قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه اتكأ الوليد على يدي حين قدم المدينة فجعل يطوف المسجد ينظر إلى بنائه ثم إلى بيت النبي & فوقف عليه ثم أقبل علي فقال أمعه أبو بكر وعمر قلت نعم قال فأين أمير المؤمنين عثمان قال فالله يعلم أني لظننت أنه لا يبرح حتى يخرجهما فقلت يا أمير المؤمنين إن الناس كانوا حين قتل عثمان رضي الله عنه في فتنة وشغل فذاك الذي منعهم من أن يدفنوه معهم فسكت
347 - حدثنا هارون بن عمير قال حدثنا أسد بن موسى عن أبي سلمة جامع بن صبيح عن يحيى بن سعيد قال أخبرني يعقوب بن عبد الله بن إسحاق عن عبد الله بن فروج قال كنا مع طلحة فقال لي ولابن أخيه عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله انطلقنا فانظرا ما فعل الرجل قال فدخلنا فإذا هو مسجى بثوب أبيض فرجعنا إلى طلحة فأخبرناه فقال قوموا إلى صاحبكم فواروه فانطلقنا فجمعنا عليه ثيابه كما يصنع بالشهيد ثم أخرجناه لنصلي عليه فقالت المصرية والله لا يصلى عليه فقال أبو الجهم بن حذيفة والله إن عليكم ألا تصلوا عليه قد صلى الله عليه فنهزوه ساعة بنعال سيوفهم حتى ظننت أن قد قتلوه ثم أرادوا دفنه مع نبي الله & وكان قد استوهب من عائشة رضي الله عنها موضع قبر فوهبت له فأبوا وقالوا ما سار بسيرتهم فيدفن معهم فدفن في مقبرة كان اشتراها فزادها في المقبرة فكان أول من دفن فيها قال أسد فأخبرني سعيد بن المرزبان أن عمرو بن عثمان صلى عليه يومئذ ( قبر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه )
348 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبد العزيز وراشد بن حفص عن حفص بن عمر بن عبد الرحمن قال لما حضرت عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الوفاة بعثت إليه عائشة رضي الله عنها يا بني هذا موضع قد حبسته لك مع رسول الله & فخذ به فقال إني سمعتك تقولين ما وضعت خماري منذ دفن عمر رضي الله عنه فأكره أن أضيق عليك بيتك ونتخذ بيت رسول الله & مقبرة ولي بعثمان بن مظعون أسوة قد كنت عاهدته لئن هلكنا بأرض جميعا لندفنن بها
349 - قال وأخبرني عبد العزيز عن سعيد بن زياد مولى سهلة بنت عاصم بن
____________________
(1/76)
عدي عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف قال أوصى عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إن هلك بالمدينة أن يدفن إلى عثمان بن مظعون فلما هلك حفر له عند زاوية دار عقيل الشرقية فدفن هناك عليه ثوب حبرة من العصب أتمارى في أن تكون فيه لحمة ذهب أو لا ( قبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه )
350 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن خارجة قال أخبرني ابن دهقان قال دعاني سعد بن أبي وقاص فخرجت معه إلى البقيع وخرج بأوتاد حتى إذا جاء من موضع زاوية دار عقيل الشرقية الشامية أمرني فحفرت حتى إذا بلغت باطن الأرض ضرب فيها الأوتاد ثم قال إن هلكت فادللهم على هذا الموضع يدفنوني فيه فلما هلك قلت ذلك لولده فخرجنا حتى دللتهم على ذلك الموضع فوجدوا الأوتاد فحفروا له هناك ودفنوه ( قبر أبي النبي & )
351 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عبيد الله بن كريم عن أبي زيد النجاري قال قبر عبد الله بن عبد المطلب في دار النابغة قال عبد العزيز ووصفه لي ابن كريم فقال تحت عتبة البيت الثاني على يسار من دخل دار النابغة قال عبد العزيز وأخبرني فليج بن سليمان قال قبره في دار النابغة ( قبر آمنة أم رسول الله & )
352 - حدثنا صدقة بن سابق قال قرأت على محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن أمه & توفيت وهو ابن ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة كانت قدمت به المدينة على أخواله بني عدي بن النجار تزيره إياهم فماتت وهي راجعة إلى مكة
____________________
(1/77)
353 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا الوليد بن يحيى عن فرقد السبخي عن رجل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال كنا نمشي مع النبي & ذات يوم إذ مر بقبر فقال أتدرون قبر من هذا قلنا الله ورسوله أعلم قال قبر آمنة دلني عليه جبريل عليه السلام
354 - حدثنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن أبي سليمان بن أبي بريدة عن أبيه قال لما فتح & مكة أتى حرم قبر فجلس إليه وجلس الناس حوله فجعل كهيئة المخاطب ثم قام وهو يبكي فاستقبله عمر رضي الله عنه وكان من أجرإ الناس عليه فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك قال قبر أمي سألت الله الزيارة فأذن لي وسألته الاستغفار فلم يأذن لي فذكرتها فوقفت فبكيت فلم أر يوما كان أكثر باكيا من يومئذ
355 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ابن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال خرج النبي & يوما وخرجنا معه حتى انتهى إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثم تخطى القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس فناجاه طويلا ثم ارتفع نحيب رسول الله & باكيا فبكينا لبكائه ثم إنه أقبل إلينا فتلقاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ما الذي أبكاك يا رسول الله فقد أبكانا وأفزعنا فأخذ بيد عمر رضي الله عنه ثم أقبل إلينا فقال أفزعكم بكائي قلنا نعم قال إن القبر الذي رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب وإني استأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي ونزل علي ! ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ) ! التوبة 113 حتى تنقض الآية ( وما كن استغفار إبراهيم لأبيه ) التوبة 114 فأخذني ما يأخذ الولد للوالد من الرقة فذلك الذي أبكاني
356 - حدثنا فليح بن محمد اليماني قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري قال حدثني أبي عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قام النبي & وهو بمكة على قبر من قبور الجاهلية فقال ألا إن هذا قبر أم محمد استأذنت ربي في أن آتيه فأسلم
____________________
(1/78)
وأستغفر فأذن لي أن آتيه ونهاني أن أستغفر
357 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا أسد بن راشد عن كريب بن شريح عن بشر الندبي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كنا مع النبي & فخلا عن ناقته ولم تكن تقر لمنافق فأخذ برأسها رجل فقرت له فقبل رأسها فدنا النبي & من المقبرة فجعل يدعو حتى ظننا أنه قد نزل فينا شيء وتوجه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما رآه أقبل إلينا بوجهه فقال هذا قبر آمنة بنت وهب الزهرية أم رسول الله & وإني سألت ربي أن يشفعني فيها فأبى علي
358 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا الحسن بن أبي إبراهيم قال حدثنا فرقد السبخي عن إبراهيم النخعي أن النبي & خرج هو وأصحابه في حجة الوداع إلى المقابر فجعل يتخرق تلك القبور حتى جلس إلى قبر منها ثم قام وهو يبكي وقال هذا قبر أمي آمنة وإني استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي ( قبر أم حبيبة زوج النبي & رضي الله عنها )
359 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن يزيد بن السائب قال أخبرني جدي قال لما حفر عقيل بن أبي طالب في داره بئرا وقع على حجر منقوش مكتوب فيه قبر أم حبيبة بنت صخر بن حرب فدفن عقيل البئر وبنى عليه بيتا قال يزيد بن السائب فدخلت ذلك البيت فرأيت فيه ذلك القبر ( قبر أم سلمة زوج النبي & رضي الله عنها )
360 - حدثنا محمد بن يحيى قال سمعت من يذكر أن قبر أم سلمة رضي الله عنها بالبقيع حيث دفن محمد بن زيد بن علي قريبا من موضع فاطمة بنت رسول الله & وأنه
____________________
(1/79)
كان حفر فوجد على ثماني أذرع حجرا مكسورا مكتوبا في بعضه أم سلمة زوج النبي & فبذلك عرف أنه قبرها وقد أمر محمد بن زيد بن علي أهله أن يدفنوه في ذلك القبر بعينه وأن يحفر له عمقا ثماني أذرع فحفر كذلك ودفن فيه
361 - ومما وجدته كتب عن أبي غسان لم أسمعه منه وذكر عن عبد العزيز بن عمران عن عمه محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال لما توفي إبراهيم ابن رسول الله & أمر أن يدفن عند عثمان بن مظعون فرغب الناس في البقيع وقطعوا الشجر واختارت كل قبيلة ناحية فمن هناك عرفت كل قبيلة مقابرها
362 - قال عبد العزيز وكان ابن خديجة في حجر رسول الله & بعد أمه فلما توفي حفر له على قارعة الطريق التي بين زقاق عبد الدار التي باب دارهم فيها وبين بقيع الغرقد الذي يتدافن فيه بنو هاشم اليوم وكفنه رسول الله & ونزل في قبره ولم ينزل في قبر أحد قط إلا في خمسة قبور منها قبور ثلاث نسوة وقبرا رجلين منها قبر بمكة وأربعة بالمدينة قبر خديجة زوجته وقبر عبد الله المزني الذي يقال له عبد الله ذو البجادين وقبر أم رومان أم عائشة بنت أبي بكر وقبر فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي فأما ذو البجادين فإن رسول الله & لما أقبل مهاجرا إلى المدينة وسلك ثنية الغابر وعرت عليه الطريق وغلظت فأبصره ذو البجادين فقال لأبيه دعنى أدلهم على الطريق فأبى ونزع ثيابه فتركه عريانا فاتخذ عبد الله بجادا من شعر فطرحه على عورته ثم عدا نحوهم فأخذ بزمام راحلة رسول الله & وأنشأ يرجز ويقول ( هذا أبو القاسم فاستقيمي ** ) ( تعرضي مدراجا وسومي ** ) ( تعرض الجوزاء للنجوم ** ) قال وقد روى عبد العزيز هذه الأبيات ليسار غلام بريدة بن الخصيب فإما أن تكون لأحدهما وتمثل بها الآخر وإما أن تكون لغيرهما وتمثلا بها جميعا وكان عبد العزيز كثير الغلط في حديثه لأنه أحرق كتبه فإنما كان يحدث بحفظه قال عبد العزيز فلما قدم رسول الله & المدينة اشتكى ذو البجادين فمرضه رسول الله & ثم هلك فكفنه وصلى عليه ودخل في قبره
____________________
(1/80)
363 - وأما فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب فإن عبد العزيز حدث عن عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن عمرو بن ذبيان عن محمد بن علي بن أبي طالب قال لما استقر بفاطمة وعلم بذلك رسول الله & قال إذا توفيت فأعلموني فلما توفيت خرج رسول الله & فأمر بقبرها فحفر في موضع المسجد الذي يقال له اليوم قبر فاطمة ثم لحد لها لحدا ولم يضرح لها ضريحا فلما فرغ منه نزل فاضطجع في اللحد وقرأ فيه القرآن ثم نزع قميصه فأمر أن تكفن فيه ثم صلى عليها عند قبرها فكبر تسعا وقال ما أعفي أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أسد قيل يا رسول الله ولا القاسم قال ولا إبراهيم وكان إبراهيم أصغرهما
364 - حدثنا عبيد بن إسحاق الفطار قال حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل قال حدثني أبي عبد الله بن محمد قال ولم يدعه قط إلا أباه وهو جده قال حدثنا جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال بينما نحن جلوس مع رسول الله & إذ أتى آت فقال يا رسول الله إن أم علي وجعفر وعقيل قد ماتت فقال رسول الله & قوموا بنا إلى أمي فقمنا وكان على رؤوس من معه الطير فلما انتهينا إلى الباب نزع قميصه فقال إذا غسلتموها فأشعروها إياه تحت أكفانها فلما خرجوا بها جعل رسول الله & مرة يحمل ومرة يتقدم ومرة يتأخر حتى انتهينا إلى القبر فتمعك في اللحد ثم خرج فقال أدخلوها باسم الله وعلى اسم الله فلما أن دفنوها قام قائما فقال جزاك الله من أم وربيبة خيرا فنعم الأم ونعم الربيبة كنت لي قال فقلنا له أو قيل له يا رسول الله لقد صنعت شيئين ما رأيناك صنعت مثلهما قط قال ما هو قلنا بنزعك قميصك وتمعكك في اللحد قال أما قميصي فأردت ألا تمسها النار أبدا إن شاء الله وأما تمعكي في اللحد فأردت أن يوسع الله عليها قبرها ( قبر سعد بن معاذ رضي الله عنه )
365 - قال عبد العزيز أصيب سعد رضي الله عنه يوم الخندق فدعا فحبس الله عنه الدم حتى حكم في بني قريظة ثم انفجر كله فمات في منزله في بني عبد الأشهل فصلى عليه رسول الله & ولحد له في طرف الزقاق الذي بلزق دار المقداد بن الأسود وهو
____________________
(1/81)
المقداد بن عمرو وإنما تبناه الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة وهي الدار التي يقال لها دار ابن أفلح في أقصى البقيع عليها جنبذة ( قبر حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه )
366 - قال عبد العزيز أخبرني ابن سمعان عن الأعرج قال لما قتل حمزة رضي الله عنه أقام في موضعه تحت جبل الرماة وهو الجبل الصغير الذي يبطن الوادي الأحمر ثم أمر به النبي & فحمل عن بطن الوادي إلى الربوة التي هو بها اليوم وكفنه في بردة وكفن مصعب بن عمير في أخرى ودفنهما في قبر واحد قال عبد العزيز وقد سمعت من يذكر أن عبد الله بن جحش بن رئاب قتل معهما ودفن معهما في قبر واحد وهو ابن أخت حمزة أمه أميمة بنت عبد المطلب قال عبد العزيز والغالب عندنا أن مصعب بن عمير وعبد الله بن جحش دفنا تحت المسجد الذي بنى على قبر حمزة وأنه ليس مع حمزة أحد في القبر ( قبر صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها )
367 - قال عبد العزيز توفيت صفية فدفنت في آخر الزقاق الذي يخرج إلى البقيع عند باب الدار التي يقال لها دار المغيرة بن شعبة التي أقطعه عثمان بن عفان رضي الله عنهما لازقا بجدار الدار قال عبد العزيز فبلغني أن الزبير بن العوام أجاز بالمغيرة وهو يبني داره فقال يا مغيرة ارفع مطمرك عن قبر أمي فأدخل المغيرة جداره فالجدار اليوم منحرف فيما بين ذلك الموضع وبين باب الدار قال عبد العزيز وقد سمعت من يذكر أن المغيرة بن شعبة أبى أن يفعل ذلك لمكانه من عثمان فآخذ الزبير السيف ثم قام على البناء فبلغ الخبر عثمان فأرسل إلى المغيرة يأمره بالمصير إلى ما أمره به الزبير ففعل ( قبر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه )
368 - قال عبد العزيز دفن العباس بن عبد المطلب عن قبر فاطمة بنت أسد بن
____________________
(1/82)
هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دار عقيل فيقال إن ذلك المسجد بني قبالة قبره قال وقد سمعت من يقول دفن في موقع من البقيع متوسطا ( قبور بني هاشم ) ( قبر أبي سفيان بن الحارث رضي الله عنه )
369 - قال عبد العزيز بلغني أن عقيل بن أبي طالب رأى أبا سفيان بن الحارث رضي الله عنه يجول بين المقابر فقال له يا بن عم ما لي أراك هاهنا قال أطلب موضع قبر فأدخله داره وأمر بقبر فحفر في قاعتها فقعد عليه أبو سفيان ساعة ثم انصرف فلم يلبث إلا يومين حتى توفي فدفن فيه ( قبر عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام رضي الله عنهما )
370 - حدثنا القعنبي وأبو غسان عن مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أنه بلغه أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم السليمين كانا في قبر واحد وكان ممن استشهد يوم أحد وكان قبرهما مما يلي السيل فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت وكان بين يوم أحد ويوم حفر عنهما ست وأربعون سنة
371 - حدثنا القعنبي قال حدثنا مالك أن عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو كفنا في كفن واحد وقبر واحد
372 - حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا شعبة عن ابن أبي نجيح عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال دفن مع أبي رجل يوم أحد في القبر فلم تطب نفسي حتى أخرجته فدفنته على حدة
373 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال قال حيوة أخبرني أبو صخر أن حيوة بن النضر حدثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك قال أتى
____________________
(1/83)
عمرو بن الجموح إلى رسول الله & فقال يا رسول الله أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل الله تراني أمشي برجلي هذه في الجنة قال نعم وكانت عرجاء فقتل يوم أحد هو وابن أخيه ومولى لهما فمر النبي & فقال كأني أراك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة وأمر رسول الله & بهما وبمولاهما فجعلوا في قبر واحد
374 - قال أبو غسان قال الواقدي مع عمرو في القبر خارجة بن زيد وسعد بن الربيع والنعمان بن مالك وعبد بن الحسحاس قال أبو غسان وقبرهم مما يلي المغرب عن قبر حمزة بينه وبين قبر حمزة نحو من خمسمائة ذراع
375 - قال وأخبرني عبد العزيز عن عبد الرحمن بن سهيل العجلاني عن عبد الرحمن بن عمران عن أبيه قال نقلنا عبد الله بن سلمة والمجذر بن زياد فدفناهما بقباء
376 - قال وحدثني عبد العزيز أن رافع بن مالك الزرقي قتل بأحد فدفن في بني زريق قال قيل إن موضع قبره اليوم في دار آل نوفل بن مساحق التي في بني زريق في كتاب عروة صارت للعباس بن محمد
377 - قال وحدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أمر رسول الله & من نقل من شهداء أحد إلى المدينة أن يدفنوا حيث أدركوا فأدرك أبي مالك بن سنان عند أصحاب العباء فدفن ثم قال ابن أبي فديك فقبره في المسجد الذي عند أصحاب العباء في طرف الحناطين
____________________
(1/84)
قال أبو غسان أما ما يعرف اليوم من قبور الشهداء فقبر حمزة بن عبد المطلب وهو في عدوة الوادي الشامية مما يلي الجبل وقبر عبد الله بن حرام أبي جابر ومعه عمرو بن الجموح وقبر سهل بن قيس بن أبي كعب بن القين بن كعب بن سواد من بني سلمة وهو دبر قبر حمزة شامية بينه وبين الجبل قال فأما القبور التي في الحظار بالحجارة بين قبر حمزة وبين الجبل فإنه بلغنا أنها قبور أعراب أقحموا زمن خالد إذ كان على المدينة فماتوا هناك فدفنهم سؤال كانوا يسألون عن قبور الشهداء قال وقال الواقدي هم ماتوا زمن الرمادة
378 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن هشام بن عامر الأنصاري قال جاءت الأنصار إلى رسول الله & يوم أحد فقالوا يا رسول الله أصابنا قرح وجهد فكيف تأمر فقال احفروا وأوسعوا واجعلوا الاثنين والثلاثة في القبر قالوا فأيهم نقدم قال أكثرهم قرآنا قال فقدم أبي عامر بين يدي اثنين أو واحد من الأنصار وكل قتل يوم أحد
379 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن سعد بن هشام بن عامر عن أبيه قال شكي إلى رسول الله & شدة الجراح يوم أحد فقال احفروا وأوسعوا وأحسنوا وادفنوا في القبر الاثنين والثلاثة وقدموا أكثرهم قرآنا قال فقدموا أبي بين يدي رجلين
380 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا هشيم عن جابر عن الشعبي قال رأيت قبور شهداء أحد وهي جثى يهتز عليها النضر يعني النبت
381 - قال أبو غسان حدثني عبد العزيز بن عمران عن موسى بن يعقوب الزمعي عن عباد بن أبي صالح أن رسول الله & كان يأتي قبور الشهداء بأحد على رأس كل حول
____________________
(1/85)
فيقول ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) الرعد 24 قال وجاءها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم فلما قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا جاءهم قال وكان النبي & إذا واجه الشعب قال سلام عليكم بما صبرتم فنعم أجر العاملين
382 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا حبان بن علي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر أن فاطمة بنت رسول الله & كانت تزور قبر حمزة رضي الله عنه ترمه وتصلحه وقد تعلمته بحجر
383 - حدثنا أبو غسان قال حدثنا عبد الله بن نافع عن أسامة بن زيد عن عبد الله بن أبي عروة عن رجل حدثه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال من مر على هؤلاء الشهداء فسلم عليهم لم يزالوا يردون عليه إلى يوم القيامة
384 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا سفيان عن أبي حصين عن الشعبي قال كانت قبور أحد مسنمة
385 - حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا محمد بن معن عن داود بن خالد أنه سمع ربيعة بن عبد الرحمن يقول سمعت رجلا من آل الهدير يقول صحبت طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فما سمعته يحدث عن النبي & قط غير حديث واحد قلت وما هو قال خرجت مع رسول الله & نريد قبور الشهداء حتى إذا تدلينا من حرة واقم إذا قبور محنية فقلنا يا رسول الله هذه قبور إخواننا فقال هذه قبور أصحابنا فلما جئنا قبور الشهداء قال هذه قبور إخواننا
386 - حدثنا أبو زيد وقال ليس هذا مما في الكتاب حدثنا سعيد بن عامر عن هشام بن أبي عبد الله عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال صرخ بنا إلى قتلانا يوم أحد حين أجرى معاوية رضي الله عنه العين فأتيناهم فأخرجناهم رطابا تتثنى أجسادهم قال سعيد وبين الوقتين أربعون سنة ( ما جاء في مصلى رسول الله & في الأعياد )
387 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن أبي أمية مولى بني عامر بن لؤي قال سمعت ابن باكية يقول صلى رسول الله & العيد عند
____________________
(1/86)
دار الشفاء ثم صلى في حارة الدوس ثم صلى في المصلى فثبت يصلي فيه حتى توفاه الله قال وقال الواقدي أول عيد صلاه رسول الله & بالمصلى سنة ثنتين من مقدمه المدينة من مكة
388 - قال أبو عبيد عن ابن أبي يحيى عن إبراهيم بن ابن أبي أمية عن عبد الرحمن بن عمرو بن قيس أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول أول فطر وأضحى صلى فيه رسول الله & للناس بالمدينة بفناء دار حكيم بن العداء عند أصحاب المحامل
389 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن عبد الأعلى بن أبي فروة أن النبي & صلى في ذلك المكان قال وحدثنا ابن أبي يحيى عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ومحمد بن زيد أن مصلى رسول الله & بالمصلى داخلا بين الدارين دار معاوية ودار كثير بن الصلت
390 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي عن ابن شهاب قال صلى النبي & العيد في موضع آل درة وهم حي من مزينة ثم صلى دون ذلك في مكان أطم بني زريق عند أذنه اليسرى
391 - قال وأخبرني أبو ضمرة الليثي عن حمزة بن عبد الواحد عن داود بن بكر عن جابر بن عبد الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله & خرج إلى المصلى ليستسقي فبدأ بالخطبة ثم صلى وكبر واحدة افتتح بها الصلاة فقال هذا مجمعنا ومستمطرنا ومدعانا لعيدنا ولفطرنا وأضحانا فلا يبنى فيه لبنة على لبنة ولا خيمة
392 - قال وحدثني عبد العزيز بن عمران عن داود بن قيس عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح قال أول من قام بالمصلى على منبر عثمان بن عفان قام على منبر بناه له كثير بن الصلت من طين ثم بناه كثير لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما فتكلم عليه
____________________
(1/87)
وبدأ بالخطبة قبل الصلاة فكلمه في ذلك أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فقال الصلاة قبل فقال نترك ما كنت تعهد فقال كلا ورب المشارق والمغارب لا يأتون بخير مما كنت أعلم قال وكان مالك بن أنس يقول إن أول من خطب الناس في المصلى على منبر عثمان رضي الله عنه كلمهم على منبر من طين بناه كثر بن الصلت
393 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن محرز بن جعفر عن جده الوليد بن زياد قال قال أبو هريرة رضي الله عنه ركن باب داري هذا أحب إلي من زنتها ذهبا سلك رسول الله & على داري إلى العيد فجعلها يسارا فمر على عضادة داري مرتين في غداة واحدة
394 - حدثنا القعنبي عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & أخذ يوم العيد في طريق ورجع في طريق آخر
395 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا أبو نميلة قال حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي & كان إذا خرج إلى العيد رجع في غير الطريق الذي أخذ فيه
396 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & كان يأخذ يوم العيد في طريق ويرجع في طريق آخر
397 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا خالد بن إلياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه أن النبي & خرج إلى العيد من طريق ورجع من آخر
398 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا خالد بن إلياس عن يحيى بن عبد الرحمن عن
____________________
(1/88)
أبيه أن رسول الله & كان يأتي العيد ماشيا على باب سعد بن أبي وقاص ويرجع إلى أبي هريرة
399 - حدثنا حكيم بن سيف قال حدثنا بقية بن الوليد عن سليمان الأنصاري عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي & إذا خرج إلى العيد في طريق لم يرجع فيه
400 - حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن الفضل من ولد رافع بن خديج عن الفضل بن مبشر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول لما رجعنا من بني قينقاع ضحينا أول أضحى في ذي الحجة صبيحة عشر فكان أول أضحى رآه المسلمون وذبح أهل اليسر من بني سلمة فعددت في بني سلمة سبع عشرة أضحية
401 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن ابن قسيط الليثي عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي & إذا قدم من سفر فمر بالمصلى استقبل القبلة ووقف يدعو
402 - قال وأخبرني عبد العزيز عن أبي إبراهيم صالح النجار عن جناح النجار قال خرجت مع عائشة بنت سعد بن أبي وقاص إلى مكة فقالت لي أين منزلك فقلت لها بالبلاط فقالت لي تمسك به فإني سمعت أبي يقول سمعت رسول الله & يقول ما بين مسجدي هذا المسجد ومصلاي روضة من رياض الجنة قال أبو غسان ذرع ما بين مسجد رسول الله & الذي عنده دار مروان بن الحكم وبين المسجد الذي يصلي فيه العيد بالمصلى ألف ذراع ( ما جاء في الحربة التي يمشي بها في العيدين بين يدي الولاة )
403 - حدثنا أبو غسان قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن محمد بن عمير عن
____________________
(1/89)
حفص بن عمر عن سعد القرظي رضي الله عنه قال أهدي النجاشي للنبي & حربات فوهب حربة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ووهب حربة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وحبس لنفسه واحدة قال فأما حربة علي رضي الله عنه فهلكت وأما حربة عمر رضي الله عنه فصارت إلى أهله وأما الحربة التي أمسك لنفسه فهي التي يمشي بها مع الإمام يوم العيد
404 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن الحسن بن عمارة عن ابن شهاب عن أبي سلمة وحميد ابني عبد الرحمن بن عوف عن أبيهما رضي الله عنهما قال كان رسول الله & تخرج له عنزة يوم العيد ثم يخرج ليمشي حتى يأتي المصلى فتغرز له فيقوم إليها فيصلى ركعتين يكبر في الأولى سبعا وفي الآخرة خمسا قال أبو سلمة وحميد وفعل ذلك أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ومن بعدهم من الأئمة قال فتلك العنزة اليوم عند مؤذني مسجد رسول الله & بني سعد يتوارثون حملها بين يدي الأئمة
405 - قال وقال الواقدي في سنة ثنتين من مقدمه صلى العيد وحملت له العنزة وهو يومئذ يصلي إليها في الفضاء وكانت العنزة للزبير بن العوام أعطاه إياها النجاشي فوهبها للنبي & فكان يخرج بها بين يديه يوم العيد وهي اليوم بالمدينة عند المؤذنين قال الواقدي حدثني بذلك إبراهيم بن محمد بن عمار بن سعد القرظ عن أبيه عن جده رضي الله عنه
406 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب عن الليث بن سعد أنه بلغه أن العنزة التي كانت بين يدي النبي & إذا صلى كانت لرجل من المشركين فقتله الزبير بن العوام يوم أحد وأخذها في سلبه فأخذها رسول الله & من الزبير فكان ينصبها بين يديه إذا صلى
407 - حدثنا أبو عاصم والقعنبي عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & كان يمشي بين يديه بالعنزة وقال القعنبي كانت تحمل العنزة مع النبي &
408 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن نافع
____________________
(1/90)
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & كان يغدو إلى المصلى يوم العيد والعنزة تحمل بين يديه فيصلي إليها
409 - حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & كان ينصب الحربة ويصلي الناس وراءه
410 - حدثنا أبو عامر قال حدثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أمية عن مكحول قال إنما كانت الحربة تحمل مع النبي & لأنه كان يصلي إليها
411 - حدثنا أبو داود قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن حميد بن عبد الرحمن أن النبي & كان يخرج يوم العيد عنزة فيركزها ويصلي إليها
412 - حدثنا سويد قال حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي & طلب العنزة من الزبير رضي الله عنه فأعطاها إياه ثم طلبها منه أبو بكر رضي الله عنه فأعطاه إياه ثم طلبها عمر رضي الله عنه فأعطاها إياه ثم طلبها عثمان رضي الله عنه فأعطاها إياه فلما قتل عثمان رضي الله عنه وقعت عند أل علي رضي الله عنه فطلبها منهم عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما فأعطوه غيرها قال والله ما هي هذه حتى أعطوه إياها
413 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري أن النبي & كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من منزله حتى يأتي المصلى وحتى يفرغ من الصلاة فإذا فرغ من الصلاة قطع
414 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي النياح عن عبد الله بن أبي الهديل أن النبي & صلى الفجر في مسجده ثم ذهب إلى المصلى فقعد يحدثهم ويذكرهم فلما بسطت الشمس قال لو صلينا فصلى ثم خطب
____________________
(1/91)
415 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب أن النبي & كان يأتي المصلى ثم استن بذلك أهل الأمصار
416 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال قلت لابن عباس رضي الله عنهما أشهدت العيد مع رسول الله & قال نعم خرج حتى أتى العلم عند دار كثير بن الصلت فصلى
417 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا حفص بن غياث عن الحجاج بن أرطاة عن أبي جعفر عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله & كان يلبس في العيدين بردة الأحمر
418 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا هشيم عن الحجاج عن أبي جعفر أن النبي & كان يلبس يوم الجمعة برده الأحمر ويعتم يوم العيدين
419 - حدثنا أبو عاصم عن داود بن قيس قال حدثنا عياض بن عبد الله عن أبي سعيد رضي الله عنه قال كان رسول الله & يخرج يوم العيدين يوم الفطر ويوم النحر فيصلي بالناس ركعتين ثم يقوم فيخطب على رجليه ويقول تصدقوا تصدقوا فإن كان له حاجة أو ضرب على الناس بعثا أخبرهم وإلا انصرف
420 - حدثنا القعنبي قال حدثنا داود بإسناده بنحوه وزاد فيكون أكثر من بتصدق النساء بالقرط والخاتم والشيء ( ما كان يفعله النبي & في صلاة الاستسقاء )
421 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني أبو بكر بن محمد أن عباد بن تميم أخبره أن عبد الله بن زيد رضي الله عنه أخبره أن رسول الله & خرج إلى المصلى يستسقي وأنه لما دعا وأراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه
____________________
(1/92)
422 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم عن عمه أن النبي & خرج إلى المصلى يستسقي فاستقبل القبلة وحول ظهره إلى الناس وقلب رداءه وصلى ركعتين وجهر بالقراءة
423 - حدثنا عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني عمرو بن شعيب أنه بلغنا أن رسول الله & كان إذا استسقى يقول اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت وزعم أنه كان يرددها
424 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا سويد أبو حاتم عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه أن النبي & كان إذا استسقى قال اللهم أنزل على أرضنا زينتها وسكنها
425 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث أن شرحبيل بن السمط سأل مرة بن كعب أو كعب بن مرة البهزي قال حدثني حديثا سمعته من رسول الله & قال دعا على مضر فقلت يا رسول الله إن الله قد نصرك وأعطاك واستجاب لك وإن قومك قد هلكوا فادع الله أن يسقيهم فأعرض عني فقلت الثانية فقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طبقا غدقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار فما كان إلا جمعة حتى مطرنا
426 - حدثنا عبيد بن جياد قال حدثنا رجل عن محمد بن أبان عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي & خرج يستسقي فاستقبل القبلة وحول رداءه وأومأ إلى
____________________
(1/93)
الناس أن قوموا فدعا قائما والناس قيام قال محمد فقلت لجعفر ما أراد بتحويل ردائه قال أن يتحول القحط
427 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن أبي عطاء عن أبيه قال قال لي سعيد بن المسيب يا أبا محمد أتعرف موضع دار كثير بن الصلت قلت نعم قال فإن النبي & خرج حتى انتهى إلى ذلك الموضع فقام وصف أصحابه خلفه فصلى على النجاشي حين مات بأرض الحبشة ( باب ما جاء في العقيق )
428 - حدثنا حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله & يقول وهو بالعقيق أتاني الليلة آت من ربي فقال صل في هذا الوادي المبارك
429 - حدثني هارون الحراز قال حدثنا علي بن المبارك قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال حدثني رسول الله & قال أتاني الليلة آت من ربي وهو بالعقيق أن صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة
430 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا الوليد بن مسلم عن شيخ من أهل
____________________
(1/94)
المدينة عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال قال لي رسول الله & أين كنت قلت في الصيد قال أين فأخبرته بالناحية التي كنت فيها فكأنه كره تلك الناحية وقال لو كنت تذهب إلى العقيق لشيعتك ذاهبا وتلقيتك راجعا
431 - حدثنا محمد بن عثمان الطويل قال حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال كنت أصيد الوحش وأهدي لحومها إلى رسول الله & ففقدني فقال يا سلمة أين كنت فقلت يا رسول الله تباعد الصيد فأنا أصيد بصدور قناة نحو ثيب فقال لو كنت تصيد بالعقيق لشيعتك إذا خرجت وتلقيتك إذا جئت إني أحب العقيق
432 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن موسى بن عقبة الأسدي عن عروة بن الزبير قال قال رسول الله & العقيق واد مبارك
433 - قال وأخبرني سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة قال اضطجع النبي & بالعقيق فقيل إنك في واد مبارك
434 - قال محمد وخبرني عبد العزيز بن عمران عن ثابت بن قيس بن أبي العصر مولى لبني غفار عن عبد الحميد بن عبد الرحمن الأزهري قال قال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله & يقول العقيق واد مبارك
435 - قال محمد وأخبرني عبد العزيز عن إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال قال رسول الله & لسلمة بن الأكوع وكان يتبع الصيد فخرج مرة إلى الحلبة فأطال الغيبة ثم قدم فقال النبي & ما حبسك قال تراخت بي الوحش حتى بلغت ثيب فقال رسول الله & أما إنك لو صدت هاهنا وأشار إلى العقيق لشيعتك إذا خرجت وتلقيتك إذا جئت
____________________
(1/95)
436 - قال محمد وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن أيوب بن النعمان بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جده قال قال رسول الله & لا يسيل تضارع إلا في عام ربيع وتضارع الجبل الذي سفحه قصر ابن بكير العماني وقصور عبد العزيز بن عبد الله بن عمرو بن عثمان على ثلاثة أميال من المدينة على يمين من ذهب إلى مكة
437 - قال محمد وأخبرني عبد العزيز عن يزيد بن عياض بن جعدبة عن ابن شهاب قال وجد قبر على جماء أم خالد أربعون ذراعا في أربعين ذراعا مكتوب في حجر فيه أنا عبد الله من أهل نينوى رسول رسول الله عيسى ابن مريم إلى أهل هذه القرية فأدركني الموت فأوصيت أن أدفن في جماء أم خالد قال فسألت عبد العزيز عن قوله أهل نينوى قال نينوى موضعان فأحدهما بالسواد بالطف حيث قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما والآخر قرية بالموصل وهي التي كان فيها يونس النبي & ولسنا تدري أي الموضعين أراد قال وأما جماء أم خالد يعني الجماء التي بالعقيق التي في أصلها بيوت الأشعث وقصر يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النوفلي والفيفاء فيفاء الخبار وبينها وبين جماء العاقر طريق من ناحية رومة وفيفاء الخبار من جماء أم خالد وجماع العاقر الجبل الذي خلف مشاش وإليه قصور جعفر بن سليمان بن علي بالعرصة
438 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا من نثق به من آل حزم وغيرهم أن رسول الله & أقطع بلال بن الحارث المزني العقيق وكتب له فيه كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى محمد رسول الله بلال بن الحارث أعطاه من العقيق ما أصلح فيه معتملا وكتب معاوية قال فلم يعتمل بلال في العقيق شيئا فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ولايته إن قويت على ما أعطاك رسول الله من معتمل العقيق فاعتمله فما اعتملت فهو لك كما أعطاكه فإن لم تعتمله قطعته بين الناس ولم تحجره عليهم فقال بلال أتأخذ مني ما أعطاني رسول الله & فقال له عمر رضي الله عنه إن رسول الله & قد اشترط عليك فيك شرطا فقطعه عمر رضي الله عنه بين الناس ولم يعمل فيه بلال شيئا فلذلك أخذه عمر رضي الله عنه منه
439 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا عبد العزيز بن
____________________
(1/96)
محمد بن ربيعة عن الحارث بن بلال بن الحارث عن أبيه أن النبي & لم يعطك لتحجره على الناس قال على الناس قال فأقطع عمر رضي الله عنه العقيق بيننا
440 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثن يحيى بن آدم قال حدثنا يونس عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال جاء بلال بن الحارث المزني إلى رسول الله & فاستقطعه أرضا فقطعها له طويلا عريضة فلما ولي عمر رضي الله عنه قال له يا بلال إنك استقطعت رسول الله & أرضا طويلة عريضة فقطعها لك وإن رسول الله & لم يكن يمنع شيئا سئله وإنك لا تطيق ما في يديك قال أجل قال فانظر ما قويت عليه منها فأمسكه وما لم تطق فادفعه إلينا نقسمه بين المسلمين فقال لا أفعل والله شيء أعطانيه رسول الله & فقال عمر رضي الله عنه والله لتفعلن فأخذ منه ما عجز عن عمارته فقسمه بين المسلمين
441 - قال يحيى بن آدم وحدثنا ابن المبارك عن معمر عن ابن طاوس عن رجل من أهل المدينة أن رسول الله & أقطع بلالا أرضا فلما كان عمر رضي الله عنه ترك في يده منها ما يعمر وأقطع بقيتها عتيره
442 - قال يحيى وحدثنا قيس بن الربيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال أقطع عمر رضي الله عنه العقيق حتى انتهى إلى أرض فقال ما أقطعت مثلها فقال خوات بن جبير الأنصاري أقطعنيها فأقطعها إياه
443 - حدثنا حبان قال حدثنا وهيب قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن عمر رضي الله عنه أقطع الناس العقيق أجمع حين جاء قطعه فقال المستقطعون منذ اليوم فقال خوات بين جبير أقطعنيها يا أمير المؤمنين أقطعنيها فقطعها له ( ذكر بئر رومة وهي في العقيق )
444 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن جاوان عن الأحنف بن قيس أنه أتى المسجد فإذا علي وطلحة والزبير وسعد
____________________
(1/97)
رضي الله عنهم ثم أقبل عثمان رضي الله عنه وعليه ملاءة صفراء قد رفعها على رأسه فوقف عليهم فقال أهاهنا علي قالوا نعم قال أهاهنا طلحة قالوا نعم قال أهاهنا الزبير قالوا نعم قال أهاهنا سعد قالوا نعم قال أنشدكم الله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن رسول الله & قال من يبتاع بئر رومة غفر الله له فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول الله & فقلت إني قد ابتعت بئر رومة فقال اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قالوا نعم
445 - حدثنا محمد بن موسى الأصلع قال حدثنا عمرو بن الأزهر الواسطي قال حدثنا عاصم الأحول عن أبي قلابة قال لما كانوا بباب عثمان رضي الله عنه وأرادوا قتله أشرف عليهم فذكر أشياء ثم ناشدهم الله فأعظم النشدة هل تعلمون أن رومة كانت لفلان اليهودي لا يسقي منها أحدا قطرة إلا بثمن فاشتريتها بمالي بأربعين ألفا فجعلت شربي فيها وشرب رجل من المسلمين سوى ما استأثرتها عليهم قالوا قد علمنا ذلك
446 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري عن خاله عدي بن ثابت قال أصاب رجل من مزينة بئرا يقال رومة فذكرت لعثمان بن عفان وهو خليفة فابتاعها بثلاثين ألف درهم من مال المسلمين وتصدق بها عليهم
447 - قال محمد بن يحيى وأخبرني غير واحد من أهل البلد أن النبي & قال نعم القليب قليب المزني
448 - حدثنا محمد بن يحيى عن ابن أبي يحيى عن عبد الرحمن بن أسامة الليثي عن أبيه قال لما حصر عثمان رضي الله عنه أرسل إلى عمار بن ياسر فطلب أن يدخل عليه روايا ماء فطلب له ذلك عمار من طلحة فأبى عليه فقال عمار سبحان الله اشترى عثمان هذه البئر يعني رومة بكذا وكذا ألفا فتصدق بها على الناس وهؤلاء يمنعونه أن يشرب منها
449 - حدثنا محمد بن يحيى قال قال ابن أبي الزناد أخبرني أبي أن النبي & قال نعم الصدقة صدقة عثمان يريد رومة
____________________
(1/98)
450 - قال محمد وحدثت عن الوقاص عن الزهري أن النبي & قال من يشتري رومة يشرب رواء في الجنة فاشتراها عثمان رضي الله عنه من ماله فتصدق بها
451 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت عن يحيى بن أبي أمية عن ابن إسحاق قال قال عبد الله بن حبيب السلمي قال عثمان رضي الله عنه أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله & قال من اشترى بئر رومة فله مثلها من الجنة وكان الناس لا يشربون منها إلا بثمن فاشتريتها بمالي فجعلتها للفقير والغني وابن السبيل فقال الناس نعم ( ما جاء في النقيع )
452 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد الله بن عمر بن حفص بن عمر بن الخطاب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله & حمى النقيع لخيل المسلمين ترعى فيه
453 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي قال حدثنا معن قال حدثنا
____________________
(1/99)
عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & حمى النقيع للخيل وحمى الربذة للصدقة
454 - قال وحدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله & حمى قاع النقيع لخيل المسلمين
455 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن جميل أن رسول الله & حمى وادي نخيل للخيل المضمرة
456 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن نوفل بن مساحق أن النبي & معنى النقيع لخيله ( ما جاء في البئار التي كان يستقى منها )
457 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن ابن إسحاق عن سليط بن أيوب عن عبد الرحمن بن رافع الأنصاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله & وهو يقال له يا رسول الله إنه يستقى لك من بئر بضاعة وهي تلقي فيها لحوم الكلاب والمحائض وعذر النساء فقال رسول الله & إن الماء طهور لا ينجسه شيء
458 - حدثنا محمد بن يحيى عن ابن أبي يحيى عن يحيى بن عبد الله بن يسار
____________________
(1/100)
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي & بصق في بضاعة
459 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن أبيه عن أمه أنها سمعت سهل بن سعد رضي الله عنه يقول سقيت النبي & بيدي من بضاعة
460 - حدثنا عبد الله بن نافع بن ثابت قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله إليه بئر حاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله & يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فتصدق بها أبو طلحة رضي الله عنه
461 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر عن ابن عون عن ابن شهاب قال لما ضرب صفوان بن المعطل حسان بن ثابت قال له النبي & أحسن يا حسان قال هو لك يا رسول الله قال فأعطاه النبي & بئر حاء
462 - حدثنا سعيد بن سليمان وهارون بن معروف قالا حدثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي & كان يستقى له الماء العذب من بئر السقيا وقال هارون من بيوت السقيا
463 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن معاذ بن محمد الديناري عن أبي عتيق عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال أبي يا بني إنا اعترضنا هاهنا بالسقيا حتى قابلنا اليهود بحسيكة فظفرنا بهم ونحن نرجو أن نظفر ثم
____________________
(1/101)
عرضنا النبي & بها متوجها إلى بدر فإن سلمت ورجعت ابتعتها وإن قتلت فلا تفلتنك قال فخرجت أبتاعها فوجدتها لذكوان بن عبد قيس ووجدت سعد بن أبي وقاص قد ابتاعها وسبق إليها وكان اسم الأرض الفلجان واسم البئر السقيا قال سألت عبد العزيز بن عمران أين حسيكة فقال هي ناحية أرض ابن ماقية إلى قصر ابن أبي عمر والرامض إلى قصر ابن المشمعل إلى أداني الجرف كله قال وفيها يقول الشاعر ( صبحناهم بالسفع يوم حُسيكة ** صفائع بصرى والرُّدينية السمرا ) ( فما قام منهم قائم لقراعنا ** ولا ناهبونا يوم نزجرهم زجرا )
464 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن راشد بن حفص عن أبيه قال كان اسم أرض السقيا الفلج واسم بئرها السقيا وكانت لذكوان بن عبد قيس الزرقي فابتاعها منه سعد بن أبي وقاص ببعيرين
465 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن ابن أبي الزناد عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال توضأ رسول الله & على شفة بئر الأعؤاف صدقته وسال الماء فيها ونبتت نابتة على أثر وضوئه ولم تزل فيها حتى الساعة
466 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس رضي الله عنه أن النبي & شرب من بئر أنس التي في دار أنس
467 - حدثنا الأنصاري قال سمعت أبي يقول قال أنس رضي الله عنه كان في داري بئر يدعى في الجاهلية البرود كان الناس إذا حوصروا شربوا منها
468 - قال أبو غسان وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن خالد بن رباح أن النبي & شرب من جاسوم بئر أبي الهيثم بن التيهان
____________________
(1/102)
469 - قال أبو غسان وحدثني عبد العزيز عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن زيد بن سعد قال جاء النبي & معه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إلى أبي الهيثم بن التيهان في جاسوم فشرب من جاسوم وهي بئر أبي الهيثم وصلى في حائطه
470 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن طلحة بن خداش عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن عبد الملك بن جابر بن عتيك وسعد بن معاذ أن النبي & توضأ من العينية التي عند كهف بني حرام قال وسمعت بعض مشيختنا يقول قد دخل النبي & ذلك الكهف
471 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن الحارث بن الفضل أن النبي & توضأ من ذرع بئر بني خطمة التي بفناء مسجدهم
472 - قال أبو غسان وأخبرنيه عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن الحارث بن الفضل وصلى في مسجدهم
473 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن رجل من الأنصار أن النبي & بصق في ذرع بئر بني خطمة
474 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن محمد بن حارثة الأنصاري عن أبيه أن النبي & سمى بئر بني أمية من الأنصار اليسيرة وبرك عليها وتوضأ وبصق فيها
475 - قال وحدثنا عن ابن أبي يحيى عن سعيد بن رقيش أن النبي & توضأ من بئر الأغرس وأهراق بقية وضوئه فيها
476 - قال وقال محمد بن علي شرب النبي & منها وغسل منها حين توفي
477 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريح عن أبي جعفر أن النبي & غسل
____________________
(1/103)
من بئر سعد بن خيثمة بئر كان يستعذب له منها
478 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن أبي جعفر أن النبي & غسل من بئر سعد بن خيثمة بئر يقال لها الغرس بقباء كان يشرب منها
479 - حدثنا موصل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن ابن جريج عن أبي جعفر محمد بن علي قال غسل النبي & من بئر يقال لها الغرس كان يشرب منها
480 - حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى عن ابن رقيش قال يزعمون أن النبي & توضأ من المهراس الذي في دار سعد بن خيثمة بقباء ( ما جاء في أسماء المدينة )
481 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن أبي يسار عن زيد بن أسلم قال قال النبي & للمدينة عشرة أسماء هي المدينة وطيبة وطابة ومسكينة وجبار ومحبورة ويندد ويثرب
482 - قال وأخبرني عبد العزيز عن ابن موسى عن سلمة مولى منبوذ عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال سمى الله المدينة الدار والإيمان قال فجاء في الحديث الأول ثمانية أسماء وجاء في هذا اسمان فالله أعلم أهما تمام العشرة الأسماء التي في الحديث الأول أم لا
483 - قال ابن يحيى لم أزل أسمع أن للمدينة عشرة أسماء في التوراة كما يقال والله أعلم قال هي المدينة وطيبة وطابة والطيبة والمسكينة والعذراء والجابرة والمجبورة والمحببة والمحبوبة
484 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن أبي سهيل بن مالك عن أبيه عن كعب الأخبار قال نجد في كتاب الله الذي أنزل على موسى أن الله قال للمدينة يا طيبة يا طابة يا مسكينة لا تقبلي الكنوز أرفع أجاجيرك على أجاجير القرى والأجاجير السطوح
____________________
(1/104)
485 - حدثنا أبو عاصم عن جويرية بن أسماء عن بديح عن عبد الله بن جعفر قال سمى رسول الله & المدينة طيبة
486 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة قال حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال لما أقبلنا من غزوة تبوك قال رسول الله & هذه طيبة أسكننيها ربي تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد فمن لقي منكم من النفاخين فلا كلمنه ولا يجالسنه
487 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا عمرو بن يحيى عن العباس بن سهل بن سعد عن أبي حميد الساعدي قال خرجنا مع رسول الله & عام تبوك قال فقال إني متعجل فمن أحب منكم أن يتعجل معي فليفعل فخرج وخرجنا حتى إذا أوفى على المدينة قال هذه طابة
488 - حدثنا موسى بن إسماعيل وعفان قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سماك عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أنهم كانوا يقولون المدينة ويثرب فقال رسول لله & إن الله سماها طابة
489 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن سماك عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كانوا يسمون المدينة يثرب فسماها رسول الله & طيبة
490 - حدثنا بن أبي شيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال سمعت النبي & يقول إن الله تعالى سمى المدينة طابة
____________________
(1/105)
491 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا إسماعيل بن زكريا الأسدي عن يزيد بن بي زياد عن عبد الرحمن قال قال النبي & من قال للمدينة يثرب فليقل أستغفر الله ثلاثا هي طابة هي طابة هي طابة
492 - حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال حدثنا صالح بن عمر عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال قال رسول الله & من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة ثلاث مرات
493 - وابن أبي يحيى عن عبد الله بن أبي سفيان عن أبيه عن أفلح مولى أبي أيوب عن أبي أيوب أن رسول الله & نهى أن يقال للمدينة يثرب
494 - وابن أبي يحيى عن عبد الحميد عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي & قال من قال للمدينة يثرب فليستغفر الله
495 - حدثن يحيى بن بسطام قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله & يسمى المدينة طابة ( ذكر أودية المدينة وما حولها وحدودها ومجتمع مياهها ومغايضها )
496 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران وعثمان بن عبد الرحمن الجهني قالا سيل وادي العقيق يأتي من موضع يقال له بطاويح وهو حرس من الحرة وغربي شطاي حتى يصبا جميعا في النقيع وهو قاع كبير الدر وهو من المدينة على أربعة برد في يمانيها ثم يصب في غدير يلبن وبرام ويدفع فيه وادي البقاع ويصب فيه نقعا فيلتقين جمع بأسفل موضع يقال له بقع ثم يذهب السيل مشرقا فيصب على روايتين يعترضهما يسارا ويدفع عليه واد يقال له هلوان ثم يستجمعن فيلقاهن بوادي ربر بأسفل الحليفة العليا ثم يصب على الأتمة وعلى الجام ثم يقضي إلى
____________________
(1/106)
وادي الحمراء فيتبطن واديها ويدفع عليه الحرتان شرقا وغرب حتى ينتهي إلى ثنية الشريد ثم يقضي إلى الوادي فيأخذ في ذي الحليفة حتى يصب بين أرض أبي هريرة صاحب النبي & وبين أرض عاصم بن عدي بن العجلان ثم يستبطن الوادي فيصب عليه شعاب الجماء ونمير حتى يفضي إلى أرض عروة بن الزبير وبئره ثم يستبطن بطن الوادي فيأخذ منه شطيب إلى خليج عثمان بن عفان الذي حفر إلى أسفل العرصة الذي يقال له خليج بنات نائلة وهن بنات لعثمان من نائلة بنت الفراقصة الكلبية وكان عثمان بن عفان عمل ذلك الخليج ساقه إلى أرض اعتملها بالعرصة ثم يفترش سيل العقيق إذا خرج من قراقر عبد الله بن عنبسة بن سعيد يمنة ويسرة ويقطعه نهر الوادي ثم يستجمع حتى يصب في زغابة
497 - قال أبو غسان أخبرني غير واحد من ثقات أهل المدينة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا انتهى إليه أن وادي العقيق قد سال قال اذهبوا بنا إلى هذا الوادي المبارك وإلى الماء الذي لو جاءنا جاء من حيث جاء لتمسحنا به قال وأما سيل بطحان وهو الوادي المتوسط بيوت المدينة فإنه يأخذ من ذي الجدر والجدر قرارة في الحرة يمانية من حلبات الحرة العليا حرة معصم وهو جبل يفترش في الحرة حتى يصب على شرقي ابن الزبير وعلى جفاف ومرقبة وبني حجر وبني كلب والحساة حتى يفضي إلى فضاء بني خطمة والأغرس ثم يستن حتى برد الجسر ثم يستبطن وادي بطحان حتى يصير في زعابة ( بطحان )
498 - حدثنا محمد قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن رجل من آل أبي العلاء عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله & يقول إن بطحان على ترعة من ترع الجنة قال وأما سيل رانون فإنه يأتي من مقمة في جبل في يماني عير ومن حرس شرقي الحرة ثم يصب على قرين صريحة ثم على سد عبد الله بن عمرو بن عثمان ثم
____________________
(1/107)
يتفرق في الصفاصف فيصب في أرض إسماعيل ومحمد ابني الوليد التي بالقصبة ثم يستبطن القصبة حتى يعترض قباء يمينا ثم يدخل غوساء ثم بطن ذي خصب ثم يجتمع ما جاء من الحرة وما جاء من ذي خصب ثم يقرن بذي صلب ثم يستبطن السرارة حتى يمر على قعر البركة ثم يفترق فرقتين فتمر فرقة على بئر جشم تصب في سكة الخليج حتى يفرغ في وادي بطحان وتصب الأخرى في وادي بطحان وأما بطن وادي مهزور فهو الذي يتخوف منه الغرف على أهل المدينة فيما حدثنا بعض أهل العلم ( ذكر آبار المدينة ) قال أبو غسان ومن آبار المدينة بئر بالحرانية يقال لها الحفير يصب فيها سيل مذينب وربما صرف إليها سيل مهزوز إذا طغا وخيف على المدينة فيصب فيها هو ومذينب وبئر يقال لها البويرمة لبني الحارث بن الخزرج وبئر يقال لها الهجير بالحرة فوق قصر ابن ماه وقد كان مهزور سال في ولاية عثمان رضي الله عنه سيلا عظيما خيف على المدينة منه الغرق فعمل عثمان رضي الله عنه الردم الذي عند بئر مدرى ليرد به السيل عن المسجد وعن المدينة ثم سال وعبد الصمد بن علي وال على المدينة في خلافة أبي جعفر المنصور سنة ست وخمسين ومائة فخيف منه أيضا على المسجد فبعث إليه عبد الصمد عبيد الله بن أبي سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وهو على قضائه وندب الناس إليه فخرجوا إليه بعد العصر وقد طغى وملأ صدقات النبي & فدلوا على مصرفه فحفروا في برقة صدقة النبي & فأبدوا عن حجارة منقوشة ففتحوها فانصرف الماء فيها وغاض إلى بطحان وكان الذي دلهم على ذلك عجوز مسنة من أهل العالية قالت إني كنت أسمع الناس يقولون إذا خيف على القبر من سيل مهزور فاهدموا من هذه الناحية وأشارت إلى القبلة فهدمها الناس فأبدوا عن تلك الحجارة وسيل عن مهزور يأخذ من الحرة من شرقيها ومن هكر وحرة صفة حتى يأتي أعلى حلاة بني قريظة ثم يسلك فيه شعيب فيأخذ على بني أمية بن زيد بين البيوت في
____________________
(1/108)
واد يقال له مذينب ثم يلتقي هو وسيل بني قريظة بالمشارف فضاء بني خطمة ثم يجتمع الواديان جميعا مهزور ومذينب فيفترقان في الأموال ويدخلان صدقات رسول الله & كلها إلا مشربة أم إبراهيم ثم يفضي إلى السورين على قصر مروان بن الحكم ثم يأخذ بطن الوادي على قصر بني يوسف ثم يأخذ في البقيع حتى يخرج على بني جديلة والمسجد ببطن مهزور وآخره كومة أبي الحمراء ثم يفضي فيصب في وادي قناة
499 - قال أبو غسان حدثنا إسماعيل بن عبد الله عن أبيه عن عبد الله بن السائب المخزومي ويزيد بن بكير قالا يأتي سيل مهزور من بني قريظة وبطحان من صدور جفاف قال ومعجب هو الذي يمر سيله في مسجد النبي & قال وقالت الأنصار إنما السيل الذي هو مسجد النبي & مهزور
500 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن النبي & قضى في وادي مهزور ومذينب أن يمسك الماء إلى الكعبين ثم يرسل الأعلى على الأسفل
501 - حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو معاوية عن محمد بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك عن أبيه قال قضى رسول الله & في مهزور ووادي بني قريظة أن الماء إلى العقبين لا يحبس الأعلى على الأسفل ويحبس الأسفل على الأعلى
502 - قال وحدثنا يحيى قال حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه قال قضى رسول الله & في سيل مهزور أن لأهل النخل إلى العقبين ولأهل الزرع إلى الشراكين ثم يرسلون الماء إلى من هو أسفل منهم
503 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا محمد بن عمارة قال حدثني أبو بكر بن محمد أن النبي & قضى في سيل مهزور أن يمسك الأعلى على الأسفل حتى يبلغ الكعبين والجدر ثم يرسل الأعلى على الأسفل وكان يسقي الحوائط
____________________
(1/109)
وسيل وادي قناة يأتي من وج وبلغنا عن شريح بن هانئ الشيباني هكذا قال أبو غسان أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعه امرأته أم الغمر فأسلمت ففرق بينهما عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين اردد علي زوجتي فقال إنها قد أسلمت ولا تحل لك إلا أن تسلم فأردها عليك فنزل شريح بقناة فأقام بها وقال ( ألا يا صاحبي ببطن وج ** رواحا لا أرى لكما مقاما ) ( ألا تريان أم الغمر أمست ** قريبا لا أطيق لها كلاما ) فجعل بطن قناة بطن وج لأن السيل يأتي منه أما ملتقى سيول هذه الأودية ومجتمعها فإنها تجتمع بزغابة وهو طرف وادي إضم وإنما سمي إضم لانضمام السيول به واجتماعها فيه ثم تجتمع فتنحدر على عين أبي زياد ثم تنحدر فيلقاها شعاب يمنة ويسرة ثم يلقاها وادي مالك بذي خشب وظلم والجنينة ثم ويلقاها وادي أوان ودوافعه من الشرق ويلقاها من الغرب واد يقال له بواط والحزار ويلقاها من الشرق وادي الأتمة ثم تمضي في وادي إضم وعيونه حتى يلقاه وادي برمة الذي يقال له ذو البيضة من الشام ويلقاها وادي ترعة من القبلة ثم يلتقي هو ووادي العيص من القبلة ثم يلقاه دوافع واد يقال له حجر ووادي الجزل الذي به السقيا والرحبة في نخيل ذي المروة مغربا ثم يلقاه وادي عمودان في أسفل ذي في المروة ثم يلقاه واد يقال له سفيان حتى يفضي إلى البحر عند جبل يقال له أراك ثم يدفع في العمر من ثلاثة أمكنة من البحر يقال لها اليعبوب والنتيجة وحقيب ( ما جاء في أموال النبي & وصدقاته ونفقاته بالمدينة وأعراضها )
504 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن جعفر بن المسور عن أبي عون عن ابن شهاب قال كانت صدقات رسول الله & أموالا لمخيريق اليهودي قال عبد العزيز بلغني أنه كان من بقايا بني قينقاع ثم رجع حديث أين شهاب قال وأوصى مخيريق بأمواله للنبي & وشهد أحدا فقتل به فقال رسول الله & مخيريق سابق يهود وسلمان سابق فارس وبلال سابق الحبشة قال وأسماء أموال مخيريق التي صارت للنبي & الدلال وبرقة والأعواف والصافية والميثب وحسنى ومشربة أم إبراهيم
____________________
(1/110)
فأما الصافية والبرقة والدلال والميثب فمجاورات بأعلى السورين من خلف قصر مروان بن الحكم فيسقيها مهزور وأما مشربة أم إبراهيم فيسقيها مهزور فإذا خلفت بيت مدراس اليهود فحيث مال أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة الأسدي فمشربة أم إبراهيم إلى جنبه وإنما سميت مشربة أم إبراهيم لأن أم إبراهيم من رسول الله & ولدته فيها وتعلقت حين ضربه المخاض بخشبة من خشب تلك المشربة فتلك الخشبة اليوم معروفة في المشربة وأما حسنى فيسقيها مهزور وهي من ناحية القف وأما الأعواف فيسقيها أيضا مهزور وهي في أموال بني محمم قال أبو غسان وقد اختلف في الصدقات فقال بعض الناس هي أموال قريظة والنضير
505 - فحدثني عبد العزيز بن عمران عن أبان بن محمد البجلي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال كانت الدلال لامرأة من بني النضير وكان لها سلمان الفارسي فكاتبته على أن يحييها لها ثم هو حر فأعلم ذلك النبي & فخرج إليها فجلس على فقير ثم جعل يحمل إليه الودي فيضعه بيده فما عدت منها ودية أن أطلعت قال ثم أفاءها الله على رسوله & قال والذي تظاهر عندنا أنها من أموال النضير ومما يدل على ذلك أن مهزورا يسقيها ولم يزل يسمع أنه لا يسقي إلا أموال بني النضير قال وقد سمعنا بعض أهل العلم يقول إن برقة والميثب للزبير بن باطا وهما اللتان غرس سلمان وهما مما أفاء الله من أموال بني قريظة ويقال كان الدلال من أموال بني ثعلبة من اليهود وحسنى من أموالهم ومشربة أم إبراهيم من أموال بني قريظة والأعواف كانت لخنافة اليهودي من بني قريظة والله أعلم أي ذلك الحق وقد كتبناه على وجهه كما سمعنا قال الواقدي وقف النبي & الأعواف وبرقة وميثب والدلال وحسنى والصافية ومشربة أم إبراهيم سنة سبع من الهجرة
____________________
(1/111)
506 - قال وقال الواقدي عن الضحاك بن عثمان عن الزهري قال هذه الحوائط السبعة من أموال بني النضير
507 - قال وقال الواقدي عن عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن إبراهيم بن الحارث قال حدثني عبد الله بن كعب بن مالك قال قال مخيريق يوم أحد إن أصبت فأموالي لمحمد يضعها حيث أراه الله فهي عامة صدقات رسول الله &
508 - قال وقال الواقدي عن أيوب بن أبي أيوب عن عثمان بن وثاب قال ما هي إلا من أموال بني النضير لقد رجع رسول الله & من أحد ففرق أموال مخيريق
509 - حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا إبراهيم بن حميد الرواسي عن أسامة بن زيد قال أخبرني ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان عن عمر رضي الله عنه قال كانت لرسول الله & صفايا خيبر وفدك وبنو النضير فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت لأبناء السبيل وأما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء جزئين بين المسلمين وجزءا لنفقة أهله فما فضل عن نفقة أهله رد على فقراء المهاجرين ( أمر خيبر )
510 - حدثنا أبو عاصم قال ابن جريج أخبرنا قال أخبرنا عامر بن عبد الله بن نسطاس عن خيبر قال فتحها النبي & وكانت له جمعاء
511 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني مالك عن ابن شهاب قال خيبر كان بعضها عنوة وبقيتها صلحا والكثيبة أكثرها عنوة وفيها صلح قال مالك أول من جلى أهل خيبر عمر رضي الله عنه فقال له رئيس من رؤسائهم أتجلينا وقد أقرنا محمد فقال عمر رضي الله عنه أتراني نسيت قوله كيف بك لو قد رقصت بك قلوصك نحو الشام ليلة بعد ليلة فقال إنما كانت هزيلة من أبي القاسم فقال له عمر رضي الله عنه كذبت كلا والذي نفسي بيده إنه لفصل وما هو بالهزل
____________________
(1/112)
512 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا هشيم عن جويبر عن الضحاك قال لما فتح الله على نبيه & خيبر قال له أهل خيبر يا أبا القاسم نحن عبيدك فاستبقنا وادفع إلينا أرضك نعطك ما شئت ونأخذ ما شئت قال فدفعها & إليهم على النصف
513 - حدثنا عبد الله بن نافع والقعنبي عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب قال قال النبي & ليهود يوم فتح خيبر أقركم ما أقركم الله على أن التمر بيننا وبينكم فكان يبعث عبد الله بن رواحة فيخرص بينه وبينهم ثم يقول إن شئتم فلكم وإن شئتم فلي فكانوا يأخذونه
514 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير عن مقارضة النبي & يهود أهل خيبر على أن لنا النصف ولكم النصف قال يكفونا العمل فلما طاب ثمرهم أتوا النبي & فقالوا ابعث خارصا يخرص بيننا وبينك فبعث عبد الله بن رواحة فطاف في نخلهم فنظر إليه ثم قال والله ما أعلم ما يخرج عنكم وإن شئتم أعطيناكم أربعين ألف وسق وتخرجون عنا قال فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا بهذا قامت السموات والأرض وبهذا يغلبونكم
515 - قال ابن جريج وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول خرصها ابن رواحة أربعين ألف وسق فلما خيرهم اختارت اليهود التمر وعليهم عشرون ألف وسق
516 - قال ابن جريج وأخبرني عامر بن عبد الله بن نسطاس قال بعث النبي & عبد الله بن رواحة رضي الله عنه فخرص بينهم فلم خيروا أخذت اليهود التمر فلم يزل بيد يهود حتى أخرجهم عمر رضي الله عنه منها فقالت اليهود ألم يصالحنا النبي & على كذا وكذا فقال إن غدركم ما بدا لله ولرسوله فهذا حين بدا لي إخراجكم منها ثم قسمها بين المسلمين ولم يعط منها أحدا لم يحضر فتحها فأهلها الآن المسلمون ليس فيها اليهود
____________________
(1/113)
517 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني أسامة بن زيد عن نافع عن عبد الله قال لما افتتحت خيبر سألت اليهود النبي & أن يقرها في أيديهم على أن يعملوا على النصف مم خرج منها التمر والزرع فقال النبي & أقركم على ذلك ما شئنا فكانوا فيها كذلك على عهد النبي & وأبي بكر رضي الله عنه وطائفة من إمارة عمر رضي الله عنه وكان التمر يقسم على السهمان من نصف خيبر ويأخذ رسول الله & الخمس وكان النبي & أطعم كل امرأة من أزواجه من الخمس مائة وسق تمرا وعشرون وسقا شعيرا
518 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي أن النبي & دفع خيبر إلى أهلها على النصف وعلى أن يكفوا المسلمين المؤونة حتى يبلغ التمر ولهم الحطب وسواقط النخل فلما بلغت التمرة بعث إليهم عبد الله بن رواحة وكان مسترضعا فيهم ففرحوا به وقالوا مرحبا بك وبمن جئت من عنده كيف أنت وكيف صاحبك الذي تركت وراءك فقال أما أنا فصالح وأما صاحبي فوالله لهو أحب إلي من نفسي التي بين جنبي ولأنتم أبغض إلى من عددكم من القردة والخنازير قالوا فكيف تعدل علينا قال لن يحملني حب صاحبي على أن أجور له عليكم ولا يحملني بغضي إياكم أن لا أعدل عليكم قالوا بهذا قامت السموات والأرض قال قطاف في النخل ونظر فقال إن شئتم أن أكيل لكم كذا وكذا ولنا الحطب وسواقط النخل قال ففرحوا بذلك وقبلوه ثم كالوا التمرة فلم يجدوها نقصت شيئا مما خرص ولا زادت
519 - قال وحدثنا هشيم عن جويبر عن الضحاك أن النبي & يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن رواحة خارصا بين المسلمين ويهود فيخرص عليهم فإذا قالوا تعديت علينا قال إن شئتم فلكم وإن شئتم فلنا فتقول يهود بهذا قامت السموات والأرض ثم قال لهم إن شئتم أن تخرصوا أو تختاروا فقبلوا ذلك فمن هناك جاءت سنة الخرص
520 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن لهيعة
____________________
(1/114)
أن بكير بن عبد الله حدثه عن سليمان بن يسار أن النبي & بعث عبد الله بن رواحة رضي الله عنه إلى أهل خيبر خارصا عليهم فلما جاءهم تلقوه بالهدايا فقال لا أرب لي بهداياكم بهداياكم تعلمون معشر اليهود ما خلق الله قوما أبغض إلي منكم وما خلق الله قوما أحب إلي من قوم خرجت منهم وإني والله لا يحملني حبهم ولا بغضي إياكم أن لا تكونوا في الحق عندي سواء وكان النبي & قد أعطاهم النخل يساقونها على النصف فخرصها ابن رواحة فلما خرصها قال اختاروا فإن شئتم أخذتموه بما خرصت وإلا أخذناه فقالوا هذا هو العدل بهذا قامت السموات والأرض
521 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أعطى رسو الله & خيبر بشطر ما يخرج من ثمرها وزرع وكان يعطي أزواجه في كل عام لكل امرأة منهن مائة وسق ثمانين وسقا من طعام وعشرين وسقا من شعير
522 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا داود بن أبي هند عن الشعبي أن النبي & دفع خيبر إلى أهلها بالشطر فلما كانت المقاسمة بعث إليهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه فخيرهم
523 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا أبيض بن يمان الكوفي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أعطى النبي & أهل خيبر خيبر بالنصف ثم بعث إليهم عبد الله بن رواحة رضي الله عنه ليقاسمهم وأتاهم فقال إن شئتم فأقسموا ثم خبروني وإن شئتم قسمت ثم خيرتكم فقالوا قضيت بما في ناموس موسى
524 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الخزامى قال حدثنا عبد الله بن نافع عن
____________________
(1/115)
عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & أطعم أزواجه من خمس خيبر كل واحدة منهن مائة وسق ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا من الخمس
525 - قال الخزامي حدثني عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال لما افتتح النبي & خيبر كانت سهمانها ثمانية عشر سهما جمع كل رجل من المهاجرين معه مائة رجل يضم إليه فكانوا ألفا وثمانمائة
526 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن النبي & قسم خيبر على ستة وثلاثين سهما
527 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لولا آخر المسلمين ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله & خيبر
528 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أعطانا النبي & نصيبنا من خيبر وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما غير أن الناس كثروا على عمر رضي الله عنه فأرسل إلينا فجمعنا فقال إن الناس قد كثروا فإن شئتم أعطيتكم مكان نصيبكم من خيبر مالا فنظر بعضنا إلى بعض فقتل عمر رضي الله عنه ولم يعطنا شيئا فقبضها عثمان رضي الله عنه وذكرنا له ذلك فقال إن عمر رضي الله عنه قبضها ولم يعطكم فأبى أن يعطينا
529 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا موسى عن الزهري قال بلغني أن الخمس كان إلى رسول الله & من كل مغنم غنمه المسلمون شهده رسول الله & وكان لا يقسم لغائب من مغنم إلا يوم خيبر قسم لغيب الحديبية من أجل أنه كان أعطى خيبر المسلمين من أهل الحديبية قال الله عز وجل ( وعدكم الله مغانم كثيره تأخذونها فجعل لكم هذه ) الفتح 20 فكانت لأهل الحديبية من شهد منهم ومن غاب ولم يشهدها من الناس معهم غيرهم
____________________
(1/116)
530 - حدثنا أبو داود قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن رسول الله & أعطى أهل خيبر خيبر على أن يعملوها ولهم شطر التمرة فكانوا على ذلك حياة رسول الله & وخلافة أبي بكر رضي الله عنه وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنه
531 - قال الزهري فأخبرني عبد الله بن عبيد الله أن عمر رضي الله عنه بلغه أن النبي & قال من مرضه الذي مات فيه لا يجتمع في جزيرة العرب دينان ففحص عمر رضي الله عنه عن الخبر في ذلك حتى وجد عليه الثبت عن رسول الله & فقال عمر رضي الله عنه من كان من أهل الحجاز يعني من أهل الكتاب عنده عهد من رسول الله & فليأت به أنفذ له عهده وأقره ومن لا فإن الله تعالى قد أذن في إجلائكم أو بجلائكم فأجلى عمر رضي الله عنه يهود الحجاز إلى الشام
532 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا الحجاج عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي & دفع خيبر إلى أهلها بالشطر فلم تزل معهم حياة رسول الله & وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى بعثني عمر رضي الله عنه لأقاسمهم فسحروني فتكوعت يدي فانتزعها عمر رضي الله عنه منهم
533 - حدثنا سويد قال حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما ولي عمر رضي الله عنه قسمة خيبر فخير أزواج رسول الله & أن يقطع لهن الأرض والمال أو يضمن لهن الأوساق كل عام فاختلفن عليه فمنهن من اختار الأرض والأموال ومنهن من اختار الأوساق كل عام فكانت عائشة وحفصة رضي الله عنهما ممن اختار الأرض والمال
534 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني أسامة بن زيد عن نافع عن عبد الله رضي الله عنه قال لما أراد عمر رضي الله عنه إخراج اليهود من خيبر أمر الناس أن يركبوا فيقسم خيبر على السهمان فأرسل إلى أزواج النبي & فقال لهن من أحب منكن أن أقسم لها نخلا نخرصها بمائة وسق فيكون لها أصلها وأرضها وماؤها ومن الزرع مزرعة خرص عشرين وسقا فعلنا ومن أحب أن يقر لها الذي هو لها في الخمس كما هو فعلنا
____________________
(1/117)
535 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا زياد بن عبد الله بن طفيل عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن مكنف أخي بني حارثة قال لما أخرج عمر رضي الله عنه يهود من خيبر ركب في المهاجرين والأنصار وخرج معه جبار بن صخر بن خنساء أخو بني سلمة وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم ويزيد بن ثابت فهما قسما خيبر بين أهلها على أصل جماعة السهمان التي كانت عليها فكانت مما قسم عمر رضي الله عنه من وادي القرى لعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وعمر بن أبي سلمة وعامر بن ربيعة وعمرو بن سراقة والأشيم وبني جعفر ولابن عبد الله بن جحش وعبد الله بن الأرقم وغيرهم لكل إنسان حظر قال يحيى والحظر القطعة من النخيل أو الإبل أو غيره
536 - قال يحيى وحدثني عبد السلام بن حرب عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عامل رسول الله & خيبر بشطر ما يخرج من زرع أو تمر فكان يعطي أزواجه كل عام مائة وسق ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا شعيرا فلما قام عمر رضي الله عنه قسم خيبر فخير أزواج النبي & أن يعطيهن الأرض أو يضمن لهن الوسوق كل عام فاختلفن فمنهن من اختار الوسوق ومنهن من اختار أن يقطع لها الأرض وكانت عائشة وحفصة رضي الله عنهما ممن اختار الوسوق
537 - قال يحيى وحدثنا أبو بكر عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قسمت خيبر على ألف سهم وخمسمائة وثمانين سهما الذين شهدوا الحديبية ألف وخمسماية وأربعين رجلا والذين كانوا مع جعفر بأرض الحبشة أربعون رجلا وكان معهم يومئذ مائتا فرس أو نحوها فأسهم للفرس سهمين ولصاحبه سهما
538 - حدثنا محمد بن يحيى قال قال ابن إسحاق بلغني ممن أثق به أن المقاسم كانت على أموال خيبر على الشق والنطاة في أموال المسلمين وكانت الكتيبة خمس الله وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وطعم أزواج النبي & وطعم رجال مشوا بين أهل فدك بالصلح منهم محيصة بن مسعود أعطاه النبي & منها ثلاثين وسقا شعيرا وثلاثين وسقا تمرا فكانت الكتيبة مما ترك رسول الله & فصارت في صدقاته قال أبو غسان وقد سمعت من يقول كانت بئر غاضر والنورس من طعمة أزواج
____________________
(1/118)
النبي & وهما من أموال بني قريظة بعالية المدينة وقد قيل في ذلك إن بئر غاضر مما دخلت في صدفة عثمان رضي الله عنه في بئر أريس
539 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب عن أبي لهيعة عن عقيل بن خالد عن عثمان بن محمد الأخنسي قال غزا النبي & خيبر ففتحها الله له فقال للمسلمين إن خيبر كانت لمن شهد الحديبية خاصة وإن إخوانكم هؤلاء شهدوا معكم فألا تشركونهم وكان قد أدركه بها ركب من شنوءة فيهم الطفيل بن عمرو وأبو هريرة فقال المسلمون نعم افعل يا رسول الله فأسهمهم معهم وكانت قسمت نصفين فكانت الشق ونطاة نصفا وكانت الوطيح وسلالم ووحيدة نصفا فهذا النصف لرسول الله & وكان للمسلمين الشق ونطاة
540 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار قال لما أفاء الله على رسوله & خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم وعزل نصفها لنوائبه وما ينزل به وقسم النصف الباقي بين المسلمين فما قسم بين المسلمين الشق ونطاة وما حيز معهما وكان فيما وقف الوطيح والكتيبة وسلالم وما حيز معهن فلما صارت الأموال بيد النبي & والمسلمين لم يكن لهم من العمال ما يكفون عمل الأرض فدفعها النبي & إلى اليهود ويعملونها على نصف ما خرج منها فلم يزل كذلك على عهد النبي & وأبي بكر رضي الله عنه حتى كان عمر رضي الله عنه وكثر العمال في أيدي المسلمين وقووا على عمل الأرض فأجلى عمر رضي الله عنه اليهود إلى الشام وقسم المال بين المسلمين إلى اليوم
541 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن يزيد بن عياض حدثه أنه بلغه من شأن خيبر أن النبي & نزل في وادي السرير الوادي الأدنى وبه الشق والنطاة فبرز إليه أهلها لقتاله ثم إن الله هزمهم ثم نزلوا على حصن بني نزار ففتحه الله بغير صلح وأن النبي & جعله لأهل الحديبية ولخيل كانت معه عشرين ومائة فرس ولامرأتين حضرتا القتال امرأة من بني حارثة يقال لها أم الضحاك بنت مسعود أخت حويصة ومحيصة والأخرى أخت حذيفة بن اليمان أعطى كل واحدة مثل سهم رجل وقدم عليه هناك وفد الطفيل بن عمرو الدوسي وفيهم أبو هريرة وذلك حين هاجروا فزعموا أن رسول الله & قال إن خيبر لم تكن إلا لمن شهد الحديبية وإن إخوانكم قد جاؤوكم فإن رأيتم أن تشركوهم معكم فأشركوهم فقالوا افعل يا رسول الله فأشركهم فجعل الشق ونطاة ثمانية عشر سهما جمع
____________________
(1/119)
وسهم الجمع يكون لمائة إنسان فتلك على ألف وثمانمائة معدودة منها أربعون ومائة ومائة سهم للخيل لكل فرس سهمان فلما بلغ أهل وادي خاص الأموال القصوى وفيه من الأموال وحيدة وسلالم والكتيبة والوطيح الذي صنع بأهل الشق ونطاة أرسلوا إليه فصالحوه على أن له كل شيء لهم إلا أنفسهم وأن رسول الله & يخرجهم إذا أراد فجعل على مثل ما جعل عليه أموال السرير على ثمانية عشر سهما وأعطى عليا من ذلك سهما وأعطى عباسا وعقيلا سهما سهما وأطعم أزواجه سهمين وسألت يهود رسول الله & أن يقرهم بخيبر ويقاسمهم أموالهم على نصف ما يخرج منها ففعل على أنهم يكونون على ذلك ما بدا له فإذا أراد أن يخرجهم أخرجهم فكانوا على عهد رسول الله & سهما لهم وأعطى رسول الله & أزواجه الخمس فكانوا على ذلك زمان النبي & وأبي بكر رضي الله عنه وبعض زمان عمر رضي الله عنه ثم بدا له أن يخرجوهم فأذن في الناس أن تخرج اليهود من خيبر وقاسم أموالهم فخرج الناس معهم وخرج يزيد بن ثابت وجبار بن صخر من بني سلمة فقسماها على الناس وأجلى يهود إلى الشام وزعم أنه خير أزواج النبي & فيما كان أجري عليهن فقال من أحب منكن أن تعطيه من النخل ما يخرص مثل الذي أعطاه رسول الله & من التمر ومن الزرع ما يكون فيه مثل ما أعطاه من الشعير فيكون له أصولها وماؤها وأرضها فأخذت عائشة رضي الله عنها النخل فلما ضرب السهمان ضرب في نطاة فكان أول سهم خرج منها سهم الزبير رضي الله عنه وهو الخوع وتابعة السرير ثم كان سهم بني بياضة الثاني ثم كان الثالث سهم أسيد ثم كان الرابع سهم بني الحارث بن الخزرج ثم كان الخامس سهم ناعم لبني عوف ومزينة وشركائهم ثم هبطوا إلى الشق فكان أول سهم خرج سهم عاصم بن عدي ويزعمون أن سهم رسول الله & كان معه ثم كان الذي يليه سهم عبد الرحمن بن عوف ثم كان الذي يليه سهم بني ساعدة ثم كان الذي يليه سهم بني النجار ثم كان الذي يليه سهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع كل رجل من هؤلاء الذين تخرج سهامهم مائة رجل ثم كان الذي يليه سهم طلحة بن عبيد الله ثم كان الذي يليه سهم بني سلمة عبيد وحرام ثم كان الذي يليه سهم ابني حارثة وسهم لعبيد السهام كان اشترى من الناس ثم كان الذي يليه آخر سهم فيها سهم اللفيف وجمعت إليه جهينة فكان عدد أصحاب الحديبية ألفا وأربعمائة ( خبر فدك )
542 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا إبن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن الزهري وعبد الله بن أبي بكر عن بعض ولد محمد بن أبي
____________________
(1/120)
سلمة قال بقيت بقية من أهل خيبر تحصنوا فسألوا رسول الله & أن يحقن دماءهم ويسيرهم ففعل فسمع بذلك أهل فدك فنزلوا على مثل ذلك فكانت للنبي & خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب
543 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز عمران عن إبراهيم بن حويصة الحارثي عن خاله معن بن جوية عن حسيل بن خارجة قال بعث يهود فدك إلى رسول الله & حين افتتح خيبر أعطنا الأمان منك وهي لك فبعث إليهم محيصة بن حرام فقبضها للنبي & فكانت له خاصة وصالحة أهل الوطيح وسلالم من أهل خيبر على الوطيح وسلالم وهي من أموال خيبر فكانت له خاصة وخرجت الكثيبة في الخمس وهي مما يلي الوطيح وسلالم فجمعت شيئا واحدا فكانت مما ترك رسول الله & من صدقاته وفيما أطعم أزواجه
544 - قال محمد وقال ابن إسحاق لما فرغ رسول الله & من خيبر قذف الله في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر فبعثوا إلى رسول الله & يصالحونه على النصف من فدك فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطريق أو بعدها قدم المدينة فقبل ذلك منهم فكانت فدك لرسول الله & خالصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب فهي من صدقة رسول الله & فالله أعلم على النصف صالح أهلها أم عليها كلها فكل ذلك قد جاءت به الأحاديث
545 - قال محمد بن يحيى وكان مالك بن أنس يحدث عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن النبي & صالح أهل فدك على النصف له والنصف لهم فلم يزالوا على ذلك حتى أخرجهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأجلاهم فعرض لهم بالنصف الذي كان عوضا من إبل ورجال ونقد حتى أوفاهم قيمة نصف فدك عوضا ونقدا ثم أجلاهم منها
546 - قال أبو غسان وقال غير مالك لما استخلف عمر رضي الله عنه أجلى يهود خيبر فبعث إليهم من يقوم الأموال فبعث أبا الهيثم بن التيهان . . . . . . . . . وفروة بن عمرو وجبار بن صخر وزيد بن ثابت فقوموا أرض فدك ونخلها فأخذها عمر رضي الله عنه ودفع إليهم قيمة النصف الذي لهم وكان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم وقال بعض العلماء كان يزيد على ذلك شيئا وكان ذلك من مال أتى عمر رضي الله عنه من مال
____________________
(1/121)
العراق فأجلى عمر رضي الله عنه أهل فدك إلى الشام
547 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب عن رجل عن يحيى بن سعيد قال كان أهل فدك أرسلوا إلى رسول الله & فبايعوه على أن لهم رقابهم ونصف أرضهم ولرسول الله & شطر أرضهم وتخلهم فلما أجلاهم عمر رضي الله عنه بعث من أقام لهم حظهم من النخل والأرض ثم أداه إليهم ثم أخرجهم ( ذكر فاطمة والعباس وعلي رضي الله عنه وطلب ميراثهم من تركة النبي & )
548 - حدثنا سويد بن سعيد والحسن بن عثمان قالا حدثنا الوليد بن محمد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت رسول الله & أرسلت إلى أبي بكر رضي الله عنه تسأله ميراثها من رسول الله & مما أفاء الله على رسوله وفاطمة حينئذ تطلب صدقة النبي & التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر رضي الله عنه إن رسول الله & قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني أغير شيئا من صدقة رسول الله & عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول لله & ولأعملن فيها بما عمل رسول الله & فأبى أبو بكر رضي الله عنه أن يدفع إلى فاطمة رضي الله عنها منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر رضي الله عنه في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله & ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها علي رضي الله عنه
549 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة والعباس رضي الله عنهما أتيا أبا بكر رضي الله عنه يلتمسان ميراثهما من رسول الله & وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر رضي الله عنه إني سمعت رسول الله & يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال وإني والله لا أغير أمرا
____________________
(1/122)
رأيت رسول الله & يصنعه إلا صنعته قال فهجرته فاطمة رضي الله عنها فلم تكلمه في ذلك المال حتى ماتت
550 - حدثنا عمرو بن عاصم وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا حماد بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن أم هانئ أن فاطمة رضي الله عنها قالت لأبي بكر رضي الله عنه من يرثك إذا مت قال ولدي وأهلي قالت فما لك ترث رسول الله & دوننا قال يا بنت رسول الله ما ورثت أباك دارا ولا مالا ولا ذهبا ولا فضة قالت بلى سهم الله الذي جعله لنا وصافيتنا التي بفدك فقال أبو بكر رضي الله عنه سمعت النبي & يقول إنما هي طعمة أطعمنا الله فإذا مت كانت بين المسلمين
551 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال أرسلت فاطمة رسول الله & إلى أبي بكر رضي الله عنه قالت يا خليفة رسول الله أنت ورثت رسول الله & أم أهله قال لا بل أهله قالت فما بال سهم رسول الله & قال إني سمعت رسول الله & يقول إن الله عز وجل إذا أطعم نبيا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده فرأيت أنا بعد أن أرده على المسلمين قالت أنت وما سمعت من رسول الله & أعلم
____________________
(1/123)
552 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمر وعن أبي سلمة أن فاطمة بنت رسول الله & أتت أبا بكر رضي الله عنه فذكرت له ما أفاء الله على رسوله بفدك فقال أبو بكر رضي الله عنه إني سمعت النبي & يقول إن النبي لا يورث من كان النبي يعوله فأنا أعوله ومن كان ينفق عليه فأنا أنفق عليه قالت يا أبا بكر أترثك بناتك ولا ترث رسول الله & بناته قال هو ذاك
553 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا مالك بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حميد الرواسي قال حدثنا سليمان يعني الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى بن عباس قال اختصم علي والعباس رضي الله عنهما إلى أبي بكر في ميراث رسول الله & فقال ما كنت لأحوله عن موضعه الذي وضعه فيه رسول الله &
554 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا فضيل بن مرزوق قال حدثني النميري بن حسان قال قلت لزيد بن علي رحمة الله عليه وأنا أريد أن أهجن أمر أبي بكر إن أبا بكر رضي الله عنه انتزع من فاطمة رضي الله عنها فدك فقال إن أبا بكر رضي الله عنه كان رجلا رحيما وكان يكره أن يغير شيئا تركه رسول الله & فأتته فاطمة رضي الله عنها فقالت إن رسول الله & أعطاني فدك فقال لها هل لك على هذا بينة فجاءت بعلي رضي الله عنه فشهد لها ثم جاءت بأم أيمن فقالت أليس تشهد أني من أهل الجنة قال بلى قال أبو أحمد يعني أنها قالت ذاك لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما قالت فأشهد أن النبي & أعطاها فدك فقال أبو بكر رضي الله عنه فبرجل وامرأة تستحقينها أو تستحقين بها القضية قال زيد بن علي وأيم الله لو رجع الأمر إلي لقضيت فيها بقضاء أبي بكر رضي الله عنه
____________________
(1/124)
555 - حدثنا عبد الله بن رجاء وأبو أحمد قالا حدثنا إسرائيل عن ابن إسحاق عن عمرو بن الحارث وأبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن ابن إسحاق عن عمرو بن الحارث أخي جويرية قال ما ترك النبي & إلا سلاحه وبغلته البيضاء قال أبو أحمد الشهباء وأرضا جعلها صدقة
556 - حدثنا القعنبي قال حدثني عيسى بن يونس عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت ما ترك رسول الله & دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصي بشيء
557 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا مسعر عن عاصم عن زر عن عائشة رضي الله عنها قالت لإنسان غير ميراث رسول الله & سلني فإن النبي & لم يدع دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولا شاة ولا بعيرا
558 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا مسعر عن عدي بن ثابت عن علي بن حسين وعاصم عن زر عن عائشة رضي الله عنها قالت ما ترك النبي & دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة وقال أحدهما ولا شاة ولا بعيرا
559 - حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا يحيى بن المتوكل أبو عقيل عن كثير النوى قال قلت لأبي جعفر جعلني الله فداك أرأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما هل ظلماكم من حقكم شيئا أو ذهبا به قال لا والذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ما ظلمانا من حقنا مثقال حبة من خردل قلت جعلت فداك فأتولاهما قال نعم ويحك تولهما في الدنيا والآخرة وما أصابك ففي عنقي ثم قال فعل الله بالمغيرة وتبيان فإنهما كذبا علينا أهل البيت
560 - حدثنا عبد الله بن نافع والقعنبي عن مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت أراد أزواج النبي & لما توفي أن يأتين بعثمان رضي الله عنه وقال القعنبي أن يبعثن بعثمان إلى أبي بكر رضي الله عنهما يسألنه ميراثهن وقال
____________________
(1/125)
القعنبي ثمنهن قالت عائشة رضي الله عنها أليس قد قال رسول الله & لا نورث ما تركنا فهو صدقة
561 - حدثنا عبد الله بن نافع والقعنبي وبشر بن عمر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي & قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة
562 - حدثنا الحزامي قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني عبد الرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول سمعت النبي & يقول والذي نفسي بيده لا يقتسم ورثتي شيئا مما تركت ما تركته صدقة فكانت هذه الصدقة بيد علي رضي الله عنه غلب العباس رضي الله عنه عليها وكانت فيها خصومتهما فأبي عمر رضي الله عنه أن يقسمها بينهما حتى أعرض عنها العباس رضي الله عنه وغلبه عليها علي رضي الله عنه ثم كانت على يد حسن بن علي ثم بيد حسين ثم بيد علي بن حسين وحسن بن حسن كلاهما يتداولانها ثم بيد زيد بن حسين وهي صدقة رسول الله & ( خصومة علي والعباس رضي الله عنهما إلى عمر رضي الله عنه )
563 - حدثنا عثمان بن فارس قال حدثنا يونس عن الزهري عن مالك بن أوس بن الحدثان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دعاه يوما بعدما ارتفع النهار قال فدخلت عليه وهو جالس على رمال سرير ليس بينه وبين الرمال فراش على وسادة أدم فقال يا مالك إنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة وقد أمرت لهم برضخ فاقتسمه بينهم فقلت يا أمير المؤمنين مر بذلك غيري قال اقسمه أيها المرء قال وبينما نحن على ذلك إذ دخل يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن وسعد والزبير يستأذنون قال نعم فأذن لهم قال فلبث قليلا ثم قال هل لك في علي والعباس
____________________
(1/126)
يستأذنان قال نعم فأذن لهما فلما دخلا قال عباس يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا يعني عليا وهما يختصمان في الصوافي التي أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير فاستب علي والعباس عند عمر فقال عثمان يا أمير المؤمنين اقض بينهما وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر رضي الله عنه أنشدكما الله الذي بإذنه تقوم السموات والأرض هل تعلمون أن رسول الله & قال لا نورث ما تركنا صدقة يعني نفسه قالوا قد قال ذلك فأقبل عمر على العباس وعلى علي فقال أنشدكما الله هل تعلمان ذلك قالا نعم قال عمر فإني أحدثكم عن هذا الأمر إن الله اختص رسوله في هذا الفيء بشيء لم يعطه أحدا غيره قال الله عز وجل ( ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير ) الحشر 6 فكانت هذه خاصة لرسول الله & فما احتازها دونكم ولا استأثر بها عليكم لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال فكان رسول الله & ينفق على أهله نفقة سنتهم ثم يأخذه فيجعله مجعل مال الله فعمل ذلك حياته ثم توفي فقال أبو بكر رضي الله عنه أنا ولي رسول لله & وقد عمل فيها بما عمل رسول الله & وأنتما حيين وأقبل على علي والعباس رضي الله عنهما تزعمان أن أبا بكر فيه ظالم فاجر والله يعلم أنه فيها لصادق برا راشد تابع للحق ثم توفى الله أبا بكر رضي الله عنه فقلت أنا أولى الناس برسول الله & وبأبي بكر رضي الله عنه فقبضتها سنتين أو سنين من إمارتي أعمل فيها بما عمل رسول الله & وبمثل ما عمل فيه أبو بكر رضي الله عنه وأقبل على علي والعباس رضي الله عنهما فتزعمان أني فيها ظالم فاجر والله يعلم أني لصادق بار راشد تابع للحق ثم جئتماني وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني يعني العباس تسألني نصيبك من ابن أخيك وجاءني هذا يعني عليا يسألني نصيب امرأته من أبيها فقلت لكما إن رسول الله & قال لا نورث ما تركنا صدقة فلما بدا لي أن أدفعه إليكما قلت إن شئتما أن أدفعه إليكما على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيها على ما عمل رسول الله & وأبو بكر رضي الله عنه وما عملت به وإلا فلا تكلمان فقلتما ادفعها إلينا بذلك فدفعتها إليكما بذلك أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك والله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيها بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة فإن عجزتما عنها فادفعاها إلي فأنا أكفيكماها
____________________
(1/127)
564 - حدثنا إسحق بن إدريس قال عبد الله بن المبارك قال حدثني يونس عن الزهري قال حدثنا مالك بن أوس بن الحدثان بنحوه قال فذكرته لعروة قال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة رضي الله عنها تقول أرسل أزواج النبي & عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه يسأل لهن ميراثهن مما أفاء الله على رسوله حتى كنت أنا رددتهن عن ذلك فقلت ألا تتقين الله ألم تعلمن أن رسول الله & كان يقول لا نورث فما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال فانتهى أزواج رسول الله & إلى ما أمرتهن
565 - حدثنا ابن أبي الوزير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان قال بعث إلي عمر رضي الله عنه فأتيته فوجدته جالسا على رمال فقال يا مالك إنه قد دف على دواف من قومك فخذ هذا المال فاقسمه بينهم فقلت لو أمرت بذلك غيري فقال خذه أيها الرجل فقال فبينما أنا عنده إذا يرفأ فقال هل لك في عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد قال سفيان خمسة أو أربعة فقال ائذن لهم فلم يلبث أن أتاه فقال هل لك في علي وعباس فقال ائذن لهما فدخلا فقال القوم يا أمير المؤمنين افصل بينهما وارحمهما فقال إن أموال بن النضير كانت مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب فكان ينفق على أهله منه نفقة سنته وما بقي منه جعله عدة في سبيل الله في السلاح والكراع
566 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا ابن عابد عن أيوب عن عكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان قال جاء العباس وعلي رضي الله عنهما إلى عمر رضي الله عنه يختصمان فقال العباس اقض بيني وبين هذا لكذا وكذا فقال الناس افصل بينهما افصل بينهما فقال لا أفصل بينهما قد علما أن رسول الله قال لا نورث ما تركنا صدقة
____________________
(1/128)
567 - حدثنا سعيد بن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال جاء العباس وعلي رضي الله عنهما إلى عمر رضي الله عنه وهما يختصمان فقال عمر رضي الله عنه لطلحة والزبير وعبد الرحمن وسعد أنشدكم الله أسمعتم النبي & يقول كل مال نبي فهو صدقة إلا ما أطعمه أهلنا إنا لا نورث قالوا نعم قال فكان رسول الله & يتصدق به ويضع فضله في أهله ما كان رسول الله & يضع وأنتما تقولان إنه كان بذلك خاطئا وكان بذلك ظالما وكان بذلك مصيبا راشدا ثم توفي أبو بكر رضي الله عنه فقلت لكما إن شئتما قبلتماه على عمل رسول الله & وعهده الذي عهد فيه فأبيتما ثم جئتماني الآن تختصمان يقول هذا أريد نصيبي من ابن أخي ويقول هذا أريد نصيبي من امرأتي والله لا أقضي بينكما إلا بذاك
568 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن عمر بن مرة قال سمعت أبا الضرير قال سمعت حديثا من رجل فأعجبني فاشتهيت أن أكتبه فقلت اكتبه لي فأتى به مكتوبا مدثرا فذكر نحو حديث يحيى بن جبير قال لما توفي أبو بكر رضي الله عنه أرسلت إليكما وأنتما لا تختصمان فقلت لكما . . .
569 - حدثنا محمد بن يحيى عن إبراهيم بن أبي يحيى عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن أزواج النبي & أرسلن عثمان رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه فذكر الحديث قال عروة وكانت فاطمة رضي الله عنها سألت أبا بكر رضي الله عنه ميراثها مما ترك النبي & فقال لها بأبي أنت وأمي وبأبي أبوك وأمي ونفسي إن كنت سمعت من رسول الله & شيئا أو أمرك بشيء لم أتبع غير ما تقولين وأعطيتك ما تبغين وإلا فإني أتبع ما أمر به قال فأما صدقة رسول الله & بالمدينة فدفعها عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى العباس وعلي رضي الله عنهما فغلبه علي رضي الله عنه عليها وأما خيبر وفد فأمسكهما عمر رضي الله عنه وهما صدقتا النبي & كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه فأمرهما إلى وإلى الأمر وهما على ذلك
570 - حدثنا هشام بن عبد الملك قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر عن الزهري عن مالك بن أوس عن عمر رضي الله عنه قال كانت أموال بني النضير مما أفاء
____________________
(1/129)
الله على رسوله مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب وكان يحبس قوت سنة ثم يجعل ما فضل بعد ذلك في السلاح والكراع عدة في سبيل الله
571 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله الأنصاري عن ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول للعباس وعلي وعبد الرحمن بن عوف والزبير وطلحة أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله & قال لا نورث معشر الأنبياء ما تركنا صدقة قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله & كان يدخر قيتة أهله لسنة من صدقاته ثم يجعل ما بقي في بيت المال قالوا اللهم نعم قال فلما توفي رسول الله & قبضها أبو بكر رضي الله عنه فجئت يا عباس تطلب ميراثك من ابن أخيك وجئت يا علي تطلب ميراث زوجتك من أبيها فزعمتما أن أبا بكر ابن أخيك وجئت يا علي تطلب ميراث زوجتك من أبيها فزعمتما أن أبا بكر رضي الله عنه كان فيها خائنا فاجرا والله يعلم لقد كان برا مطيعا تابعا للحق ثم توفي أبو بكر رضي الله عنه فقبضتها فجئتماني تطلب ميراثك يا عباس من ابن أخيك وتطلب ميراث زوجتك يا علي من أبيها وزعمتما أني فيها غادر فاجر والله يعلم أني فيها بر مطيع تابع للحق فأصلحا أمركما وإلا لم يرجع والله إليكما فقاما وتركا الخصومة وأمضيت صدقة
572 - قال أبو غسان فحدثنا عبد الرزاق الصنعاني عن معمر عن ابن شهاب عن مالك بنحوه قال في آخره فغلبه علي رضي الله عنه عليها فكانت بيد علي رضي الله عنه ثم كانت بيد الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم حسن بن حسن ثم بيد زيد بن حسن رضوان الله عليهم
573 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا صدقة بن عمرو عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن فاطمة رضي الله عنها أتت أبا بكر فقالت قد علمت الذي طلقنا عنه من الصدقات أهل البيت وما أفاء الله علينا من الغنائم ثم في القرآن من حق ذي القربى ثم قرأت عليه ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه ) الأنفال 41 إلى تمام الآية والآية التي بعدها ! ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ) ! إلى قوله ! ( واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) ! الحشر 6 - 7 فقال لها أبو بكر رضي الله عنه بأبي أنت وأمي ووالد ولدك وعلى السمع والبصر كتاب الله وحق رسول الله & وحق قرابته
____________________
(1/130)
وأنا أقرأ من كتاب الله الذي تقرئين ولم يبلغ علمي فيه أن الذي قرأ رسول الله & هذا السهم كله من الخمس يجري بجماعته عليهم قالت أفلك هو ولأقربائك قال لا وأنت عندي أمينة مصدقة فإن كان رسول الله & عهد إليك في ذلك عهدا أو وعدك موعدا أوجب لك حقا صدقتك وسلمته إليك قالت لم يعهد إلي في ذلك بشيء إلا ما أنزل الله تبارك وتعالى فيه القرآن أن رسول الله & حين أنزل عليه ذلك فقال أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى قال أبو بكر رضي الله عنه صدقت فلكم الغنى ولم يبلغ علمي فيه ولا هذه الآية إلى أن يسلم هذا السهم كله كلام ولكن الغنى الذي يغنيكم ويفضل عنكم وهذا عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهما فاسأليهم عن ذلك فانظري هل يوافق على ذلك أحد منهم فانصرفت إلى عمر رضي الله عنه فذكرت له مثل الذي ذكرت لأبي بكر بقصته وحدوده فقال لها مثل الذي كان راجعها به أبو بكر رضي الله عنه فعجبت فاطمة وظنت أنهما قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه
574 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا إسماعيل يعني ابن عياش عن محمد بن السائب عن أبي صالح مولى أم هانئ عن فاطمة رضي الله عنها قالت دخلت على أبي بكر رضي الله عنه بعدما استخلف فقلت يا أبا بكر أرأيت إن مت اليوم من كان يرثك قال ولدي وأهلي قلت فلم ترث رسول الله & دون ولده وأهله قال ما فعلت بنت رسول الله & قالت بلى عمدت إلى فدك وكانت صافية لرسول الله & فأخذتها وعمدت إلى ما أنزل من السماء فرفعته هنا قال بنت رسول الله لم أفعل حدثني رسول الله & أن الله تبارك وتعالى يطعم النبي الطعمة ما كان حيا فإذا قبضه الله رفعت قلت أنت ورسول الله أعلم ما أنا بسائلتك بعد مجلسي هذا
575 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثني الوليد قال حدثني ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال أرادت فاطمة أبا بكر رضي الله عنهما على فدك وسهم ذي القربى فأبي عليها وجعله في مال الله وأعطى فاطمة رضي الله عنها نخلا يقال له الأعواف مما كان لرسول الله &
576 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عباد بن العوام قال حدثنا هلال بن
____________________
(1/131)
خباب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مات والله رسول الله & ولم يترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ترك درعه التي كان يقاتل فيها رهنا
577 - حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال حدثنا سلام أبو المنذر قال حدثنا عبد الملك بن أيوب النميري ودفع إلى صحيفة زعم أنها رسالة عمر بن عبد العزيز كتب بها إلى رجل من قريش أما بعد فإن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن على محمد هدى وبصائر لقوم يؤمنون فشرع الهدى ونهج السبيل وصرف القول وبين ما يؤتى مما ينال به رضوانه وينتهي به عن معصيته وأحل حلاله وحرم حرامه فجعله ضيقا مرغوبا عنه مسخوطا على أهله وجعل ما أحل من الغنائم وبسط لهم منها ولم يحظره عليهم كما ابتلى به أهل النبوة والكتاب من قبلهم فكان من ذلك ما نفل نبي الله & خاصة مما غنمه من أموال قريظة والنضير إذ يقول حميد هو ! ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ) ! حتى بلغ ( والله على كل شيء قدير ) الحشر 6 فكانت تلك الأموال خالصة لرسول الله & لم يجب لأحد فيها خمس ولا مغنم إذ تولى رسول الله أمرها على ما يلهمه الله من ذلك ويأذن له به لم يضربها رسول الله & ولم يحزها لنفسه ولا أقربائه ولكنه آثر بأوسعها وأعمرها وأكثرها نزلا أهل العدم من المهاجرين ! ( الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ) ! الحشر 7 وقسم طوائف منها في أهل الحاجة من الأنصار واحتبس منها فريقا لنوائبه وحقه وما يعروه غير معتقد لشيء من ذلك ولا مستأثر به ولا بموته أن يؤثر به أحدا ثم جعله صدقة لا تراث لأحد فيه زهادة في الدنيا ومحقرة لها
____________________
(1/132)
وإيثارا لما عند الله فهذا لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب وأما الآية التي في تفسيرها اختلاف في قول الفقهاء قول الله ! ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ) ! إلى قوله ! ( واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) ! الحشر 7 ثم أخبر بعد ذلك لهن ذلك فوصفهم وسماهم ليكون ذلك فيهم وفيمن بعدهم لا يكون ذلك إلا لهم وفيهم فأما قوله فلله فإن الله تبارك وتعالى غني عن الدنيا وأهلها وما فيها وله ذلك كله ولكنه يقول لله في سبله التي أمر بها وأما قوله ! ( وللرسول ) ! فإن رسول الله & لم يأخذ من المغنم إلا كحظ الرجل الواحد من المسلمين ولكنه يقول لرسول الله قسمه والعمل به والحكم فيه وأما قوله ! ( ولذي القربى ) ! فقد ظن ناس أن لذي القربى سهما مفروضا يبينه الله كما بين سهام المواريث من النصف والربع والثمن والسدس ولما خص حظهم من ذلك غنى ولا فقر ولا صلاح ولا جهل ولا قلة عدد ولا كثرة ولكن رسول الله & قد بين لهم شيئا من ذلك مما أفاء الله عليهم من العطاء والسبي والعرض والصامت ولكن لم يكن في ذلك سهم مفروض حتى قبض الله نبيه غير أنه قد قسم لهم ولنسائه يوم خيبر قسما لم يعمهم عامتهم ولم يخص به قريبا دون من هو أحوج منه ولقد كان يومئذ ممن أعطى من هو أبعد قرابة لما شكوا إليه من الحاجة لمن كان منهم ومن قومهم في حياتهم ولو كان ذلك مفروضا لم يقطعه عنهم أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما وبعدما وسع ركنه ولا أبو حسن يعني عليا حين ملك ما ملك ولم يكن عليه فيه قائل فهلا أعلمتم من ذلك أمرا يعمل به فيهم ويعرف لهم بعد ولو كان ذلك مفروضا لم يقل الله ! ( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) ! الحشر 7 ولكنه يقول لذي القربى بحقهم وقرابتهم في الحاجة والحق النازل اللازم وكحق المسكين في مسكنه فإذا استغنى فلا حق له وكحق ابن السبيل في سفره وضرورته فإذا أصاب غنى فلا حق له ويرد ذلك على ذوي الحاجة لم يكن رسول الله وصالح الذين اتبعوه ليقطعوا سهما فرضه الله وجنبه رسول الله & لقربى نبيه & لا يؤتونهم إياه ولا يقومون بحق الله لهم فيه كما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأحكام القرآن فقد أمضوا عطايا في أفناء الناس وإن بعضهم على غير الإسلام وأما الخمس فإنها بمنزلة المغنم إلا أن الله وسع لنبيه أن يوسع على ذوي القرابة في مواضع قد سمى له بغير سهم مفروض فقد أفاء الله سبيا فأخدم فيه ناسا وترك ابنته وكلها إلى ذكر الله والتسبيح فلا أعظم منها حقا وقرابة ولو قسم هذا الخمس والمغنم على قول من يقول هذا القول لكان ذلك حيفا على المسلمين واغترافا لما في أيديهم ولا يقبل قسم ذلك فيمن يدعي فيه الولاية والقرابة والنسب ولا دخلت فيه سهمان العصبية والنساء
____________________
(1/133)
وأمهات الأولاد ولدى من تفقه في الدين أن ذلك غير موافق لكتاب الله قال الله لنبيه ! ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ) ! سبأ 47 وقال ! ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) ! ص 68 ومع قول الأنبياء صلوات الله عليهم لأممهم قبل ذلك وما كان رسول الله & ليدع سهما فرضه الله لنفسه ولأقربائه لآخر الناس ولا لخلوف بعده فقد سئل نساء بني سعد بن بكر فتحلل المسلمين من سباياهم فقد كانوا فيئا ففكهم النبي & وأطلقهم لما ولوا من الرضاعة بغير سهم مفروض وقال يومئذ وهو يسأل من أنعامهم وتعلق رداؤه بشجرة ردوا علي ردائي فلو كان لكم مثل عدد سمرها نعما لقسمته بينكم وما أنا بأحق بهذا الفيء منكم بهذه الوبرة آخذها من كاهل البعير ففي هذا بيان عن مواضع الفيء ووصية رسول الله فأما الصدقات فإنه جعلها زكاة وطهورا لعباده ليعلم بذلك صبرهم وإيمانهم بما فرض عليهم فنادى به إلى نبيه فقال ! ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) ! التوبة 103 ولم يقل خذها لنفسك ولقرباك مع أن الصدقة لا تحل لنبي ولا أهل بيته ولا حق فيها لغني ولا لقوي مكتسب قال فقال الله ! ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها ) ! إلى قوله ( والله عليكم حكيم ) التوبة 60 فهذه مواضع الصدقات حيوانها وثمارها وصامتها ثم فرض الله وسن نبيه & وكتب فيها إلى الآفاق وجمع بينها وبين الصلاة فقال أبو بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه وقد قال مرتدو العرب نقيم الصلاة ولا نؤتي الزكاة لا أفرق بين ما جمع الله بينه ولأقاتلن من فرق بينهما طيبة بذلك نفسي وما لأحد أن يتخير وأن يتحكم فيما نطق به كتاب الله مع أنه قد تألف النبي & يوم حنين رؤساء من رؤساء العرب فقال العباس بن مرداس في ذلك ما قال فرأى رسول الله & أنه قال الله يفرغ بعضه في حوض بعض ويسد بعضه مكان بعض وما سهمان الصدقة إلا في مواضع الحاجة فيمن سمى الله ووصف لو لم يكن أهل ذلك يستوجبونه إلا من صنف واحد لم يكن على ولي الأمر أن يصرفه عنهم إلى غيرهم ولا يحل له أن يعطي أحدا لشرفه ولا لغناء ولا لدلة وأولى الناس بها ممن قبضت عنه الصدقة يعلمه من تفقه في الدين وقرأ القرآن والسلام عليك ورحمة الله
____________________
(1/134)
578 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد الرواسي قال حدثنا سليمان يعني الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن عمير مولى ابن عباس قال اختصم علي والعباس رضي الله عنهما في ميراث رسول الله & إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال ما كنت لأحوله عن موضعه الذي وضعه فيه رسول الله &
579 - حدثنا هشيم عن جويبر عن الضحاك عن الحسن بن محمد بن علي أن أبا بكر رضي الله عنه جعل سهم ذي القربى في سبيل الله في الكراع والسلاح
580 - حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا محمد بن إسحاق قال سألت أبا جعفر محمد بن علي أرأيت حين ولي علي العراقين وما ولي من أمر الناس كيف صنع في سهم ذي القربى قال سلك به طريق أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قلت وكيف ولم وأنتم تقولون قال أم والله ما كان أهله يصدرون إلا عن رأيه قلت فما منعه قال كان والله يكره أن يدعى عليه خلاف أبي بكر وعمر رضي الله عنهما قال أبو غسان صدقات النبي & اليوم في يد الخليفة يولي عليها ويعزل عنها ويقسم ثمرها وغلتها في أهل الحاجة من أهل المدينة على قد ما يرى من هي في يده من الوكلاء فيها
581 - حدثنا هارون بن عمير قال حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرني سفيان بن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه قال ألم تر حجرا المدري حدثني أن في صدقة رسول الله & أن ينفق على نسائه بالمعروف غير المنكر ( ذكر صدقات أصحاب رسول الله & من المهاجرين وغيرهم ) ( صدقة العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ) قال أبو غسان تصدق العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بحل له كان بينبع على
____________________
(1/135)
عين يقال لها عين جساس على شراب زمزم فذلك الحق يقال له السقاية لأنه تصدق به على زمزم وهو الثمن من تلك العين وهو اليوم بيد الخليفة يوكل به ( صدقة عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ) وتصدق عبد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما بمال بالصهوة وهو موضع بين معن وبير حوزة على ليلة من المدينة وتلك الصدقة بيد الخليفة يوكل بها ( صدقات علي بن أبي طالب رضي الله عنه )
582 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني عبد العزيز بن عمران عن واقد بن عبد الله الجهني عن عمه عن جده كشد بن مالك الجهني قال نزل طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد رضي الله عنهما علي بالمنحار وهو موضع بين حوزة السفلى وبين منحوين على طريق التجار في الشام حين بعثهما رسول الله & يترقبان له عن عير أبي سفيان فنزلا على كشد فأجارهما فلما أخذ رسول الله ينبع قطعها لكشد فقال يا رسول الله إني كبير ولكن اقطعها لابن أخي فقطعها له فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري بثلاثين ألف درهم فخرج عبد الرحمن إليها فرمى بها وأصابه سافيها وريحها فقدرها وأقبل راجعا فلحق علي بن أبي طالب رضي الله عنه بمنزل وهي بلية دون ينبع فقال من أين جئت فقال من ينبع وقد شنفتها فهل لك أن تبتاعها قال علي قد أخذتها بالثمن قال هي لك فخرج إليها علي رضي الله عنه فكان أول شيء علمه فيها البغيبغة وأنفذها
583 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه قال بشر علي رضي الله عنه بالبغيبغة حين ظهرت فقال تسر الوارث ثم قال هي صدقة على المساكين وابن السبيل وذي الحاجة الأقرب
____________________
(1/136)
584 - حدثنا القعنبي قال حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر عن أبيه أن عمر رضي الله عنه قطع لعلي رضي الله عنه ينبع ثم اشترى علي رضي الله عنه إلى قطيعة عمر أشياء فحفر فيها عينا فبينما هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء فأتي علي رضي الله عنه فبشر بذلك فقال يسر الوارث ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وفي سبيل الله وأبناء السبيل القريب والبعيد في السلم والحرب ليوم تبيض فيه وجوه وتسود وجوه ليصرف الله بها وجهي عن النار ويصرف النار عن وجهي
585 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران قال أخبرني ابن لحفص بن عمر مولى علي عن أبيه عن جده قال لما أشرف علي رضي الله عنه على ينبع فنظر إلى جبالها قال لقد وضعت على نقى من الماء عظيم
586 - قال وقال ابن أبي أبي يحيى عن محمد بن كعب القرظي عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما في حديث ساقه قال أقطع النبي & عليا رضي الله عنه بذي العشيرة من ينبع ثم أقطعه عمر رضي الله عنه بعدما استخلف إليها قطيعة واشترى علي رضي الله عنه إليها قطعة وحفر بها عينا ثم تصدق بها على الفقراء والمساكين وابن السبيل القريب والبعيدة وفي الحياة والسلم والحرب ثم قال صدقة لا توهب ولا تورث حتى يرثها الله الذي يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين قال وقد جاء في الحديث الأول أن عليا رضي الله عنه اشتراها فالله أعلم أي ذلك كان قال وكانت أموال علي رضي الله عنه عيونا متفرقة بينبع منها عين يقال لها عين البحير وعين يقال لها عين أبي نبزر وعين يقال لها عين نولا وهي اليوم تدعى العدر وهي التي يقال لها أن عليا رضي الله عنه عمل فيها بيده وفيها مسجد النبي & متوجهة إلى ذي العشيرة يتلقى عير قريش وفي هذه العيون أشراب بأيدي أقوام زعم بعض الناس أن ولاة الصدقة أعطوهم إياها وزعم الذين هي بأيديهم أنها ملك لهم إلا عين نولا فإنها خالصة إلا نخلات فيها بيد امرأة يقال لها بنت يعلى مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه
____________________
(1/137)
وعمل علي رضي الله عنه أيضا بينبع البغيبغات وهي عيون منها عين يقال لها خيف الأراك ومنها عين يقال لها خيف ليلى ومنها عين يقال لها خيف بسطاس فيها خليج من النخل مع العين وكانت البغيبغات مما عمل علي رضي الله عنه وتصدق به فلم تزل في صدقاته حتى أعطاها حسين بن علي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يأكل ثمرها ويستعين بها على دينه ومؤونته على ألا يزوج ابنته يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فباع عبد الله تلك العيون من معاوية رضي الله عنه ثم قبضت حتى ملك بنو هاشم الصوافي فكلم فيها عبد الله بن حسن بن حسن أبا العباس وهو خليفة فردها في صدقة علي رضي الله عنه فأقامت في صدقته حتى قبضها أبو جعفر في خلافته وكلم فيها الحسن بن زيد المهدي حين استخلف وأخبره خبرها فكتب إلى زفر بن عاصم الهلالي وهو والي المدينة فردها مع صدقات علي رضي الله عنه ولعلي رضي الله عنه أيضا ساقي على عين يقال لها عين الحدث بينبع وأشرك على عين يقال لها العصيبة موات بينبع وكان له أيضا صدقات بالمدينة الفقيرين بالعالية وبئر الملك بقناة و الأديبة بالإضم فسمعت أن حسنا أو حسينا بن علي باع ذلك كله فيما كان من حربهم فتلك الأموال اليوم متفرقة في أيدي ناس شتى ولعلي رضي الله عنه في صدقاته عين ناقة بوادي القرى يقال لها عين حسن بالبيرة من العلا كانت حديثا من الدهر بيد عبد الرحمن بن يعقوب بن إبراهيم بن محمد بن طلحة التيمي فخاصمه فيها حمزة بن حسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بولاية أخيه العباس بن حسن الصدقة حتى قضى لحمزة بها وصارت في الصدقة وله بوادي القرى أيضا عين موات خاصم فيها أيضا حمزة بن حسن بولاية أخيه العباس رجلين من أهل وادي القرى كانت بأيديهما يقال لها مصدر كبير مولى حسن بن حسن ومروان بن عبد الملك بن خارست حتى قضى حمزة بها فصارت في الصدقة ولعلي رضي الله عنه أيضا حق على عين سكر وله أيضا ساقي على عين بالبيرة وهو في الصدقة وله بحرة الرجلاء من ناحية شعب زيد واد يدعى الأحمر شطره في الصدقة
____________________
(1/138)
وشطره بأيدي آل مناع من بني عدي منحة من علي وكان كله بأيديهم حتى خاصمهم فيه حمزة بن حسن فأخذ منهم نصفه وله أيضا بحرة الرجلاء واد يقال له البيضاء فيه مزارع وعفا وهو في صدقته وله أيضا بحرة الرجلاء أربع آبر يقال لها ذات كمات وذوات العشراء وقعين ومعيد ورعوان فهذه الآبر في صدقته وله بناحية فدك واد بين لابتي حرة يدعى رعية فيه نخل ووشل من ماء يجري على سقا بزرنوق فذلك في صدقته وله أيضا بناحية فداك واد يقال له الأسحن وبنو فزارة تدعي فيه ملكا ومقاما وهو اليوم في أيدي ولاة الصدفة في الصدقة وله أيضا ناحية فدك مال بأعلى حرة الرجلاء يقال له القصيبة كان عبد الله بن حسن بن حسن عامل عليه بني عمير مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب على أنه إذا بلغ ثمره ثلاثين صاعا بالصاع الأول فالصدقة على الثلث فإذا انقرض بنو عمير فمرجعه إلى الصدقة فذلك اليوم على هذه الحال بأيدي ولاة الصدقة قال أبو غسان وهذه نسخة كتاب صدقة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حرفا بحرف نسختها على نقصان هجائها وصورة كتابها أخذتها من أبي أخذها من حسن بن زيد بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به وقضى به في ماله عبد الله علي أمير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجني الله به الجنة ويصرفني عن النار ويصرف النار عني يوم تبيض وجوه وتسود وجوه أن أن ما كان لي بينبع من ماء يعرف لي فيها وما حوله صدقة ورقيقها غير أن رباحا وأبا نيزر وجبير أعتقناهم ليس لأحد عليهم سبيل وهم موالي يعملون في الماء خمس حجج وفيه نفقتهم
____________________
(1/139)
ورزقهم ورزق أهليهم ومع ذلك ما كان بوادي القرى ثلثه مال ابني قطيعة ورقيقها صدقة وما كان لي بواد ترعة وأهلها صدقة غير أي زريقا له مثل ما كتبت لأصحابه وما كان لي بإذنية وأهلها صدقة والفقير لي كما قد علمتم صدقة في سبيل الله وأن الذي كتبت من أموالي هذه صدقة وجب فعله حيا أنا أو ميتا ينفق في كل نفقة ابتغى به وجه الله من سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد وأنه يقوم على ذلك حسن بن علي يأكل منه بالمعروف وينفق حين يريه الله في حل محلل لا حرج عليه فيه وإن أراد أن يندمل من الصدقة مكان ما فاته يفعل إن شاء الله لا حرج عليه فيه وإن أراد يبيع من الماء فيقضي به الدين فليفعل إن شاء لا حرج عليه فيه وإن شاء جعله يسير إلى ملك وإن ولد علي وما لهم إلى حسن بن علي وإن كان دار حسن غير دار الصدقة فبدا له أن يبيعها فإنه يبيع إن شاء لا حرج عليه فيه فإن يبع فإنه يقسم منها ثلاث أثلاث فيجعل ثلثه في سبيل الله ويجعل ثلثه في بني هاشم وبني المطلب ويجعل ثلاث أثلاث فيجعل ثلثه في سبيل الله ويجعل ثلثه في بني هاشم وبني المطلب ويجعل ثلثه في آل أبي طالب وأنه يضعه منهم حيث يريه الله وإن حدث بحسن حدث وحسين حي فإنه إلى حسين بن علي وأن حسين بن علي يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسنا له منها مثل الذي كتبت لحسن منها وعليه فيها مثل الذي على حسن وإن لبني فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي وإني إنما جعلت الذي جعلت إلى ابني فاطمة ابتغاء وجه الله وتكريم حرمة محمد وتعظيما وتشريفا ورجاء بهما فإن حدث لحسن أو حسين حدث فإن الآخر منهما ينظر في بني علي فإن وجد فيهم من يرضى بهديه وإسلامه وأمانته فإنه يجعله إن شاء وإن لم ير فيهم بعض الذي يريد فإنه يجعله إلى رجل من ولد أبي طالب يرضاه فإن وجد آل أبي طالب يومئذ قد ذهب كبيرهم وذوو رأيهم ذوو أمرهم فإنه يجعله إلى رجل يرضاه من بني هاشم وإنه يشترط على الذي يجعله إليه أن ينزل الماء على أصوله ينفق تمره حيث أمر به من سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب والقريب والبعيد لا يبغ منه شيء ولا يوهب ولا يورث وإن مال محمد على ناحية ومال ابني فاطمة ومال فاطمة إلى ابني فاطمة وإن رقيقي الذين في صحيفة حمزة الذي كتب لي عتقاء فهذا ما قضى عبد الله علي أمير المؤمنين في أمواله هذه الغد من يوم قدم فكر ابتغي وجه الله والدار الآخرة والله المستعان على كل حال ولا يحل لامرئ مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء
____________________
(1/140)
قبضته في مال ولا يخالف فيه عن أمري الذي أمرت به عن قريب ولا بعيد أما بعدي فإن ولائدي اللاتي أطوف عليهن السبع عشرة منهن أمهات أولاد أحياء معهن ومنهن من لا ولد لها فقضائي فيهن إن حدث لي حدث أن من كان منهن ليس لها ولد وليست بحبلى فهي عتيقة لوجه الله ليس لأحد عليها سبيل ومن كان منهن ليس لها ولد وهي حبلى فتمسك على ولدها وهي في حظه وأن من مات ولدها وهي حية فهي عتيقة ليس لأحد عليها سبيل فهذا ما قضى به عبد الله علي أمير المؤمنين من مال الغد من يوم مكر شهد أبو شمر بن أبرهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبي هياج وكتب عبد الله علي أمير المؤمنين بيده لعشرة خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين هـ
587 - حدثنا ابن أبي خداش الموصلي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو قال لم تكن في صدقة علي إلا شهد أبو هياج وعبيد الله بن أبي رافع وكتب
588 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن مغيرة عن ضمر مولى العباس قال كتب علي في وصيته إن وصيتي إلى أكبر ولدي غير طاعن عليه في فرج ولا بطن
589 - حدثنا عارم وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الوليد بن أبي هشام أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعتق عبيدا له واشترط عليهم أن يعملوا في أرضه ست سنين
590 - حدثنا عارم وموسى قالا حدثنا حماد عن سعيد بن أبي الحكم قال أتيت المدينة فقرأت في وصية علي مثل هذا استقطع الزبير النبي & البقيع فقطعه فهو بقيع الزبير ففيه من الدور للزبير دار عروة بن الزبير وهي التي فيها المجزرة ثم خلفها في شرقيها دار المنذر بن الزبير إلى زقاق عروة فيها يسكن بنو محمد بن فليح بن المنذر وفيه دار مصعب بن الزبير وهي الدار التي على يسارك إذا أردت بني مازن إلى جنب دار الحجارة وهي بأيدي بني مصعب اليوم وفيه دار آل عكاشة بن مصعب بن الزبير وهي الدار التي على باب الزقاق الذي فيه الكتاب الذي يخرجك إلى دور نفيس بن محمد يعني مولى بني المعلى في بني زريق من الأنصار وفيه دار آل عبد الله بن الزبير التي كان فيها صديق بن موسى الزبيري وأديارها
____________________
(1/141)
لبني المنذر فيها بيت أبي عود الزبيري وابنه ثم دار عبد الله ممدودة إلى دار أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وفيه بيت نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الذي يفترق علوه الطريقان كل هذا صدقة من الزبير بن العوام وتجويز منه لولده واتخذ الزبير رضي الله عنه أيضا دار عروة ودار عمرو وهما متلازمتان عند خوخة القوارير فتصدق بهما متفرقتين على عروة وعمرو وأعقابهما فهما بأيديهم على ذلك إلى اليوم قال أبو غسان وسمعت بعض من يذكر أن النبي & أقطعها صفية بنت عبد المطلب قال وكانتا واحدة
591 - قال أبو غسان فأخبرني ابن وهب عن معبد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة بن الزبير أن الزبير بن العوام رسول الله & جعل دوره صدقة على بنيه لا تباع ولا تورث وأن للمرء دوره من بناته أن تسكن غير مضرة ولا مضر بها وإن استغنت بزوج فليس لها حق واتخذ ذؤيب بن حبيب بن تويت بن أسد بن عبد العزى وكانت له صحبة بالنبي & بعد الفتح دارا بالمصلى مما يلي السوق بين دار عبد الملك بن مروان وبين الزقاق الذي يقال له زقاق القفاصين فهي بأيديهم واتخذ حكيم بن حزام داره الشارعة على البلاط إلى جنب دار مطيع بن الأسود بينهما وبين دار معاوية بن أبي سفيان يحجز بينهما وبين دار معاوية الطريق فوقفها فهي بأيديهم اليوم
592 - قال أبو غسان حدثنا الواقدي عن عيسى بن محمد مولى لفاطمة بنت عبيد عن حكيم بن حزام أنه حبس داره لا تباع ولا توهب ولا تورث واتخذ هبار بن الأسود الأسدي دارا بين خطة بني نصر وبين بني زريق فلم تزل بأيدي ولده حتى باعوها من عبد الله بن زياد بن سمعان فهي بأيدي ولده اليوم واتخذ نوفل بن عدي بن أبي حبيس دارين إحداهما التي بالبلاط عند أصحاب الرباع بين دار آل المنكدر التيميين وبين دار أبي جهم العدويين فهي بأيدي آل نوفل بن عدي والدار الأخرى في زريق وجاه الكتاب الذي يقال له كتاب أبي ذبان بين منزل أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام الذي صار لبني عباد بن عبد الله بن الزبير ومن حد الزقاق التي عند الخمارين دبرها دار هانئ التي بأيدي آل جبير
____________________
(1/142)
واتخذ عبد الرحمن بن العوام داره التي يقال لها دار الريان ولدار عبد الرحمن ثلاثة أبواب منها باب يخرجك إلى دار المطلب بن عبد الله المخزومي ومنها باب على الخط العظيم الذي إلى بقيع الزبير ومنها باب يخرجك إلى دار آل سراقة العدوي وعلى دار أيوب بن سلمة المخزومي وهي بأيدي ولده إلى اليوم ( دور عبد بن قصي ) اتخذ طليب بن كثير بن عبد بن قصي دارا في زقاق الصفارين فورثها أبو كثير بن زيد بن كثير بن عبد بن قصي ثم خرجت من أيديهم ( دور بني زهرة ) اتخذ عبد الرحمن بن عوف دورا فدخل منها في المسجد ثلاث آدر كن يدعين القرائن وسمعت من يذكر أن القرائن ثلاث جنابذ لعبد الرحمن بن عوف وللقرائن يقول أو قطيفة ( ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** جنوب المصلى أم كعهدي القرائن ) ودخل في المسجد أيضا دار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وكان يقال لها دار مليكة كان عمر ومصعب يقول باعوها من عبد الله بن جعفر فباعها عبد الله بن معاوية فصارت في الصوافي فأدخلها المهدي في المسجد وإنما سميت دار مليكة لأن عبد الرحمن بن عوف أنزلها مليكة بنت سنان بن أبي حارثة المرية حين قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق وكانت تحت زبان بن منظور فهلك عنها فخلف عليها ابنه
____________________
(1/143)
منظور بن زبان فأقدمها أبو بكر رضي الله عنه المدينة وفرق بينها وبين منظور وقال من ينزل هذه المرأة فأنزلها عبد الرحمن داره قال عبد العزيز بن مروان ومنهن دار القضاء التي هي اليوم رحبة لمسجد رسول الله & في غربيه مما يلي دار مروان
593 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز عن راشد بن حفص عن أم الحكم بنت عبد الله بن ثابت عن عمتها سهل بنت عاصم قالت كان دار القضاء لعبد الرحمن بن عوف وإنما سميت دار القضاء لأن عبد الرحمن اعتزل فيها ليالي الشورى حتى قضي الأمر فباعها بنو عبد الرحمن من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال عبد العزيز فصارت بعد في الصوافي وكانت الدواوين فيها وبيت المال فهدمها أبو العباس أمير المؤمنين فصيرها رحبة للمسجد فهي اليوم كذلك
594 - قال وسمعت من يقول فيها غير ذلك من غير واحد منهم محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني عن عمه قال كانت رحبة القضاء لعمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمر حفصة وعبد الله ابنيه رضي الله عنهما أن يبيعاها عند وفاته في دين كان عليه فإن بلغ ثمنها دينه وإلا فاسألوا فيه بني عدي بن كعب حتى يقضوه فباعوها من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وكانت تسمى دار القضاء قال ابن أبي فديك فسمعت عمر يقول أن كانت لتسمى دار القضاء قال وكان معاوية رضي الله عنه اشتراها عند ولايته فلم ينزل حتى قدم زياد بن عبد الله المدينة سنة ثمان وثلاثين ومائة فهدمها وجعلها رحبة للمسجد وفتح فيه الباب الذي إلى جنب الخوخة الصغيرة وجعل هدمها على أهل السوق قال محمد بن إسماعيل بن أبي فديك فأخذ مني في هدمها أربعة دوانيق قال ابن أبي فديك وأخبرني أيضا كما أخبرني عمي عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال وأشار لي عبيد الله إلى صندوق في بيته وقال إن في هذا الصندوق إبراءات من ذلك الدين فالله أعلم بأمرها ومنهن دار عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وهي الدار التي صارت لمنيرة مولاة أمير المؤمنين ثم صارت بعد ليحيى بن خالد بن برمك ثم صارت صافية وكان سهيل بن عبد الرحمن بن عوف باعها من عبد الله بن جعفر رضي الله عنه ومنهن دار عبد الله بن مكمل بن عوف بن عبد الحارث بن زهرة الشارعة في غربي دار القضاء كان عبد الرحمن بن عوف وهبها له فباعها آل مكمل من المهدي فهي
____________________
(1/144)
بأيدي ولده اليوم خراب قال أبو زيد بن شبة وكان ينام بها وهي خراب إلى جنب المسجد وهي التي يقولون إن أهلها قالوا يا رسول الله اشتريناها ونحن جميع فتفرقنا وأغنياء فافتقرنا فقال & اتركوها وهي ذميمة قال أبو زيد بن شبة وأراد قثم شراءها فحم ومنهن الدار التي يقال لها الدار الكبرى دار حميد بن عبد الرحمن بن عوف بحش طلحة وإنما سميت الدار الكبرى لأنها أول دار بناها أحد من المهاجرين بالمدينة وكان عبد الرحمن ينزل فيها ضيفان رسول الله & فكانت أيضا تسمى دار الضيفان فسرق فيها بعض الضيفان فشكا ذلك عبد الرحمن إلى رسول الله & وقد بنى فيها النبي & بيده فيما زعم الأعرج وهي اليوم بيد بعض ولد عبد الرحمن بن عوف واتخذ سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه دارين بالبلاط متقابلتين بينهما عشرة أذرع أما اليمنى منهما وأنت تريد المسجد فكانت لأبي رافع مولى رسول الله & فناقله أبو رافع إلى داريه بالبقال وكانت دار أبي رافع ملكا لسعد
595 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن جريج عن إبراهيم بن ميسرة أن عمرو بن الشريد أخبره قال وقفت على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فجاء المسور بن مخرمة رضي الله عنه فوضع يده على أحد منكبي ثم جاء أبو رافع مولى رسول الله & فقال يا سعد ابتع مني بيتين لي في ذلك فقال سعد والله لا أبتاعهما فقال المسور والله لتبتاعنهما فقال سعد لا والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة وقطيعة فقال أبو رافع لقد أعطيت بها خمسمائة دينار ولولا أني سمعت رسول الله & يقول المرء أحق بسقبه ما أعطيتكها بأربعة آلاف وأنا أعطي بها خمسمائة دينار وقال وأما الأخرى فوجاه داره هذه هما جميعا صدقة على ولده
____________________
(1/145)
596 - قال الواقدي عن بكير بن مسمار عن عائشة بنت سعد أن سعدا رضي الله عنه أخرج الثياب وجعل للمجهودة أن تسكن
597 - والواقدي عن محمد بن نجاد بن موسى أو عن موسى عن عائشة بنت سعد قالت صدقة أبي حبس لا تباع ولا توهب ولا تورث وأن للمردودة أي أحق أن تسكن غير مضرة ولا مضر بها حتى تستغني فتكلم فيها بعض ورثته يجعلونها ميراثا فاختصموا إلى مروان بن الحكم فجمع أبناء أصحاب رسول الله & فأنقذها على ما صنع سعد واتخذ سعد رضي الله عنه أيضا درا في قبلة دار إبراهيم بن هشام المخزومي بالبلاط في غربيها وهي دبر دار جبى ولها دار جبى طريق مسلمة وهي بأيدي ولد سعد اليوم وقد سمعت بعض من يقول كانت دار جبى لسعد وهي هذه الدار التي ذكرناها في قبلة دار إبراهيم بن هشام وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان قاسمه إياها فكانت دار قاسمه إياها باعها من عثمان بن عفان باثني عشر ألف درهم ثم صارت لعمرو بن عثمان وكانت جبى أرضعت عمر فوهب لها الدار فكانت بيدها حتى سمعت نقيضا في سقف بيتها الذي كانت تسكن فقالت لجاريتها ما هذا فقالت السقف يسبِّح قالت ما سبح شيء قط إلا سجد لا والله لا سكنت هذا البيت فخرجت منه فاضطربت خباء بالمصلى ثم باعت الدار من بعض ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فهي بأيديهم إلى اليوم قال وسمعت من يقول إن عثمان نفسه رضي الله عنه أقطعها جبى فالله أعلم واتخذ سعد رضي الله عنه دارا بالمصلى بين دار عبد الحميد بن عبيد الكناني وبين الزقاق الذي يسلك في بني كعب عن الحمارين وفتح في طائفة من أدنى داره بابا في الزقاق حتى صارت كأنها داران متفرقان وكانت واحدة فهما جميعا بأيدي ولده اليوم على حوز الصدفة
598 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن سعيد بن يحيى بن حسن بن عثمان الزهري عن جده حسن بن عثمان في حديث قد كتبته في صدقات بني زهرة في آخره فثبتت الدور صدقة وهذه نسخة كتاب صدقة سعد في دوره حرفا بحرف على هجائها وصورة كتابها أخذته من كتابه بعينه ودفعه إلى هشام بن عبد الله المخزومي وهو فاض واختصموا في شيء منها فجاءوا به فثبتت عنده
____________________
(1/146)
بسم الله الرحمن الرحيم هذه كتاب سعد بن أبي وقاص لابنته حفص وبنتيها مسكنها الذي هو فيه علوه وسفله سكنة غير مبيع ولا ميراث ولا موهوب ولكن إنما هي دار صدقة فلهن مسكنه غير مسكنتها الرجل إلا بإذن بنتيها وإن لزبراء بنتها مسكنها الذي هي فيه وبيت دمية الذي هي فيه إن خرجت دمية أو توفيت والبيت الذي معه وبيت البير يسكن ذلك غير مبيع ولا متوارث ولا موهوب إنما هي دار صدقة لأن لابنته حجير مسكن بيت أمها وإنما كتب هذا لمن ظلم منهن أو هجر وليس لامرأة منهن تحت زوج في دار مسكن إلا كما كتبت به وإن لجبير مسكن أمه والمشربة التي فوق مسكنه كالذي كتبت به في مسكن الدار وأن لجثيم مسكن بيت الخربة ومسكنه فيه كالذي كتبت به للآخرين وإن لعثمان بن سعد مسكن البقعة التي فيها مسجد ابن أبي القعدة التي فيها القعدة التي تلي سرة الدار من شق الدار ذلك كالذي كتبت به للآخرين وإن بيت رفع وبيت ابن خالد والماء وبيت نيروز فإن نصفه كله لعمر بن سعد كالذي كتبت للآخرين وإن لجهمان مسكنه الذي هو فيه كما كتبت به للآخرين شهد عثمان بن حنيف وعبد الرحمن بن عامر وهشيم وعبيد الله بن هاشم ومسلم بن أبي عبد الله وكتب واتخذ المغيرة بن الأخنس الثقفي حليف بني زهرة دار بجير بن وهب الجمحي التي بالمصلى يقال لها دار ابن صفوان واتخذ عمير بن وهب دار المغيرة بن الأخنس التي عند الصفارين فدار المغيرة بأيدي ولده وداره أسيد بن الأخنس صدقة وفيها قبر المغيرة بن الأخنس وقتل مع عثمان بن عفان يوم الدار وقبره فيها في بيت المغيرة بن الأخنس وهو البيت الذي في زاوية الدار الشرقية اليمانية واتخذ المغيرة أيضا داره التي ببطحان على عدوة الوادي الغربية يمانيها الدار التي يقال لها دار وليد السمان وشاميها دار الوليد بن عقبة التي يقال لها مريد البقر فهي بأيدي بعض ولده اليوم صدقة منه عليهم واتخذ المقداد بن عمرو بن ثعلبة البهرائي حليف بني زهرة دارين إحداهما في بني جديلة يقال لها دار المقداد وهي في أيدي ولد ابنته ولد وهب بن عبد الله بن زمعة الأسدي والأخرى دار بين بيت رباح مولى رسول الله & وبين زقاق عاصم بن عمر بن
____________________
(1/147)
الخطاب وبه دار يزيد بن عبد الملك التي بالبلاط دخلت في دار يزيد باعها منه ولد بنته واتخذ عامر بن أبي وقاص داره التي في زقاق حلوة بين دار حويطب بن عبد العزى وبين خط الزقاق الذي إلى دار آمنة بنت سعد بن أبي سرح فبعضها بأيدي ولده وخرج بعضها واتخذ نافع بن عتبة بن أبي وقاص داره بالبلاط فصارت للربيع مولى أمير المؤمنين ابتاعها من ولد نافع فهي دار الربيع اليوم التي بالبلاط قبالة دار مساحق بن عمرو العامري التي يقال لها دار خراش واتخذ مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة دارا وهي في زاوية المسجد عند المنارة الشرقية اليمانية فاشترى المهدي بعضها فأدخله في رحبة المسجد القصيا وفي الطريق بيعت بقيتها فصارت لرجل من آل مطرق ثم صارت لبعض بني برمك ثم صارت صافية اليوم واتخذ عبد الرحمن بن أزهر بن عبد عوف دارا بالسوق وتصدق بها على بني أزهر بن عبد عوف وإلى شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة واتخذ عبد الله بن عوف بن عبد عوف دارا بالبلاط بين زقاق دار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وبين زقاق دار أبي أمية بن المغيرة شارعا على بابها في البلاط التي يقال لها دار طلحة بن عبد الله بن عوف فهي صدقة بأيدي ولده إلا شيئا خرج منها كان لأبي عبيدة وعبد الله بن عوف صار لطلحة بن سعيد مولى لهم ثم صار بعد لبكار بن عبد الله بن مصعب الزبيري
599 - حدثنا أبو المطرف بن أبي الوزير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال لما قدم المدينة رسول الله & أقطع الناس الدور فجاء حي من بني زهرة يقال لهم بنو عبد زهرة وأنكر عنا ابن أم عبد فقال رسول الله & فلم ابتعثني الله إذن إن الله لا يقدس أمة لا يعطى الضعيف فيهم حقه ( دور بني تيم ) اتخذ أبو بكر رضي الله عنه دارا إلى زقاق البقيع قبالة دار عثمان رضي الله عنه الصغرى
____________________
(1/148)
واتخذ أبو بكر رضي الله عنه أيضا منزلا آخر عند المسجد وهو المنزل الذي قال فيه رسول الله & سدوا عني هذه الأبواب إلى ما كان من باب أبي بكر
600 - قال أبو غسان أخبرني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أن عمه أخبره أن الخوخة الشارعة في دار القضاء في غربي المسجد خوخة أبي بكر الصديق رضي الله عنه التي قال لها رسول الله & سدوا عني هذه الأبواب إلا ما كان من خوخة أبي بكر الصديق واتخذ أبو بكر رضي الله عنه أيضا بيتا بالسنح من ناحية بني الحارث بن الخزرج وهو في وسط بيوت بني الحارث وهو المنزل الذي توفي رسول الله & وأبو بكر رضي الله عنه به واتخذ طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه داره بين دار عبد الله بن جعفر التي صارت لمنيرة وبين دار عمرو بن الزبير بن العوام ففرقها ولده من بعده ثلاث آدار فصارت الدار الشرقية واللاصقة بدار منيرة ليحيى بن طلحة وصارت التي تليها لعيسى بن طلحة وصارت الأخرى لإبراهيم بن محمد بن طلحة وهي جميعا بأيديهم إلى اليوم واتخذت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها دارها إلى جنب دار عائشة رضي الله عنها وهي وجاه زاوية دار عبد الله بن أبي ربيعة فتصدقت بها على ولدها من الزبير بن العوام فهي بأيديهم إلى اليوم واتخذ صهيب بن سنان حليف بني تيم دارا هي اليوم بين دار عيسى بن موسى بن محمد بن علي وبين دار كرز بن حبيب مولى الحكم بن أبي العاص وكانت قبله لأم سلمة بنت أبي أمية فوهبتها له ( دور بني مخزوم ) اتخذ خالد بن الوليد بن المغيرة رضي الله عنه داره التي كانت بالبطيحاء وهي اليوم الدار التي بين دار أسماء بنت حسين وبين الخط الذي في دار عمرو بن العاص وهي
____________________
(1/149)
بأيدي بني أيوب بن سلمة من ولد الوليد بن المغيرة
601 - قال فأخبرني عبد العزيز بن عمران عن يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه قال شكا خالد بن الوليد رضي الله عنه ضيق منزلة إلى رسول الله & فقال له النبي & اتسع في السماء
602 - قال وقال الواقدي عن يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه أن خالد بن الوليد رضي الله عنه حبس داره بالمدينة لا تباع ولا توهب قال واتخذ هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة داره التي بين دار عبد الله بن عوف الزهري التي بالبلاط وبين دار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فهي بأيدي ولده إلى اليوم صدقة عليهم واتخذ عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة داره التي في بني غنم بين دار أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وبين الخط الذي يخرجك إلى بقيع الزبير فهي بأيدي ولده صدقة عليهم واتخذ الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن مخزوم رضي الله عنه داره التي في بني زريق وهي ما بين دار أم كلاب الشارعة على الزقاق إلى دار رفاعة بن رافع الأنصاري قبالة مسجد بني زريق فبعضها بأيدي ولده وقد خرجت منها طائفة إلى غير واحد واتخذ عمار بن ياسر رضي الله عنه داره التي في بني زريق وكانت من دور أم سلمة زوج النبي & وبابها وجاه دار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وكانت أم سلمة أعطته إياها ولها خوخة شارعة في كتاب عروة وهي خوخة عمار نفسه ونصف داره اليوم بأيدي نفر من ولده وكان نصفها لعثمان بن عمار فباعه حين سرق من بيته عطاء بني مخزوم من خالد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فباع ولد خالد ذلك النصف من عبد الله بن أبي عروة ثم صار للفضل بن الربيع والبعض الآخر بأيدي ولد خالد بن عبد الرحمن اليوم وكان عبيد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار يذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد عمار بن ياسر رضي الله عنهما فجاءه في منزله وهو بيني داره فوجده ينقل طينا ولبنا فنقل عمر رضي الله عنه معه بنفسه طينا ولبنا
603 - وكان ابن أبي يحيى يحدث أن عمارا رضي الله عنه خرج إلى الشام مجاهدا
____________________
(1/150)
فنزل بحمص ثم كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر له أنه يريد الحج وسأله أن يبني له داره بالمدينة قبل قدومه فبناها وباشر عمر رضي الله عنه بناءها بنفسه وربما ناول عمالها مكاتل الطين بيده فقدم عمار رضي الله عنه وقد فرغ من بناءها فتعاظمها واستوسعها وقال إنما كنت أريد ما يظل رأسي وأقيد فيه راحلتي حتى أرجع إلى مرابطي قال ابن أبي يحيى وكان لعمار رضي الله عنه دار أخرى في عهد النبي & فدخلت في المسجد وكان موضعها عند الأسطوان المربعة اليمانية الغريبة وكان حديدة دار أبي سيدة بن أبي رهم فدخلتا جميعا في المسجد
604 - حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا عبد الله بن داود قال حدثنا فطر بن خليفة عن أبيه قال سمعت عمرو بن حريث رضي الله عنه يقول دخلت على رسول الله & مع أبي فأقطعني دارا بالمدينة وقال أزيدك أزيدك ثم مررنا معه & فأتى على صبيان قد جمعوا شيئا يبيعونه كما يبيع الصبيان فقال لعبد الله بن جعفر رضي الله عنه اللهم بارك له في صفقته واتخذ خراش بن أمية الكعبي حليف بني مخزوم دارا بين دار إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص وبين الزقاق الذي بين دار المغيرة بن الأخنس التي عند الصفارين وتتبعها وبابها شارع في سوق الخبازين قبالة شرقي دار هند بنت سهيل بن عمرو العامري وهي صدقة بأيدي ولده واتخذ أبو شريح الخزاعي حليف بني مخزوم دارا غربيها شارع على بطحان وشاميها شارع إلى الزقاق الذي يدعى زقاق بني ليث وشرقيها دار ساق الفروين تركها ميراثا
____________________
(1/151)
( دور بني عدي بن كعب ) واتخذ عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما داره التي في بني عمرو بن مبذول التي يقال لها دار الجنابذ بابها شارع في بني عمرو بن مبذول على يمين الذاهب إلى مسجدهم توفي عبد الله رضي الله عنه وتركها ميراثا فتجاوزها ولده من بعده فباع بعضهم وأمسك بعض واتخذ النحام نعيم بن عبد الله داره التي بابها وجاه زاوية رحبة دار القضاء وشرقيها الدار التي قبضت عن جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك التي كانت بيت عاتكة بنت يزيد بن معاوية فهي بأيدي ولده على حوز الصدقة وقد أخبرني مخبر أن النبي & حازها له قطيعة منه له ويقال كان للنحام دار هي موضع القبة في دار مروان واتخذ النعمان بن عدي بن عبد الله بن أداه داره التي صارت لمحمد بن خالد بن برمك فبناها وهي الشارعة عند الخياطين بالبلاط عند أصحاب الفاكهة ابتاعها من آل النحام وآل أبي جهم وكانت صارت لهم مواريث وتورثنها قال وقال لي بعض أصحاب النسب هو النعمان بن عدي بن فضلة بن عمرو واتخذ مطيع بن الأسود داره التي بالبلاط التي يقال لها دار أبي مطيع عند أصحاب الفاكهة ناقل بها العباس بن عبد المطلب إلى دار أويس وكانت له قال وأخبرني مخبر أن النبي & قطعها لمطيع وبلغنا أنها كانت لعبد الله بن مطيع وأن حكيم بن حزام الأسدي ابتاعها هي وداره التي من ورائها بمائة ألف درهم فشركه ابن مطيع فقاومه حكيم وأخذ ابن مطيع داره بالثمن كله وبقيت دار حكيم في يده ربحا فقيل لحكيم خدعك فقال دار بدار ومائة ألف درهم وكان يقال لدار أبي مطيع العنقاء قال لها الشاعر ( إلى العنقاء دار أبي مطيع ** ) واتخذت الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خلف بن صداد دارها في الحكاكين الشارعة في الخط فخرجت طائفة من أيدي ولدها وهو بنو سليمان بن أبي حثمة العدوي
____________________
(1/152)
فصارت للفضل بن الربيع وبقيت بأيديهم منها طائفة واتخذ أبو الجهم داره التي بين دار سعيد بن العاص التي يقال لها دار ابن عتبة وبين دار نوفل بن عدي بابها شارع في البلاط بوجاه غربي دار أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص فباع بعض ولده طائفة منها فصارت لعيسى بن موسى وبقيت طائفة بأيدي بعض ولده واتخذ سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل داره التي بين دار حويطب بن عبد العزى وبين خط الخمارين في بني زريق الذاهب إلى دار أبي عتبة فخرج بعضها من أيدي ولده إلى غير واحد وبقي بعضها واتخذ رويشد الثقفي وهو في بيت بني عدي لصهر له فيهم دارا يقال لها القمقم التي في كتاب ابن زيان التي شرقيها الطريق بينها وبين بيوت آل مصبح وغربيها أدنى دار علي بن عبد الله بن أبي فروة ويمانيها دار الأويسيين التي لسكن خالد بن عبد الله الأويسي وشاميها قبلة بيوت آل مصبح التي بينها وبين دار موسى بن عيسى ودار رويشد هذه التي حرقها عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الشراب
605 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن ابن أبي ذئب عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن عن أبيه قال حرق عمر بن الخطاب دار رويشد الثقفي في الشراب وكان لرويشد حانوت شراب فرأيتها تقطر وبأركانها خمرة ودار رويشد اليوم مشتركة لغير واحد قال أبو زيد بن شبة وكان رويشد خمارا ( دور بني جمح ) واتخذ عمير بن وهب داره التي في الصفارين وهي دار المغيرة ابن الأخنس ثم ناقل بها عمير المغيرة إلى الدار التي للمغيرة بالمصلى التي تدعى اليوم دار ابن صفوان فهي كاليوم بأيدي آل صفوان ابن أمية بن خلف واتخذ محمد بن حاطب الدار التي تدعى دار قدامة في بني زريق شرقيها الدار التي
____________________
(1/153)
يقال لها دار الأعراب وغربيها دار الفجير ويمانيها دار سعيد بن العاص التي هي اليوم صحن المدينة وشاميها الخط وفيه بابها فتصدق بها على ابنه إبراهيم بن محمد بن حاطب وعلى عقبه من الرجال ليس للنساء فيها مدخل فهي بأيدي ولده على ذلك واتخذ قدامة بن مظعون الدار التي فيها المجزرة على فوهة سكة بني ضمرة ودبر دار آل أبي ذيب على يمينك وأنت ذاهب إلى بني ضمرة وكان قدامة تصدق بها على ثلاثين من مواليه فباعها بنوه وأرضوا مواليه من ثمنها ( دور بني سهم ) اتخذ عمرو بن العاص رضي الله عنه داره التي بالبلاط بين دار خالد بن الوليد وبين الكتاب الذي يقال له كتاب ابن الخصيب فتصدق بها على ولده فهي بأيديهم صدقة وقد كان بعض ولده عمر فيها حدث عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن ابن أبي فديك أنها بأيدي ولده بالعمارة والنفقة صدقة من عمرو بن العاص ( دور بني عامر بن لؤي ) اتخذ عبد الله بن مخرمة داره التي بالبلاط الشارع بابها قبالة دار عبد الله بن عوف التي فيها بنو نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة فبأيدي ولده بعضها وقد خرج منهم بعضها والذي خرج بأيدي ورثة عمر بن بزيع مولى أمير المؤمنين واتخذ عبد الله بن أبي سرح دار أويس التي بالبلاط الشارع بابها على دار يزيد بن عبد الملك ابتاعها عبد الله بن أبي سرح من العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بثلاثين ألف درهم فبعضها اليوم بأيدي آل أويس بن أخي عبد الله بن أبي سرح وقد خرج منهم بعضها واتخذ عبد الله بن أبي سرح رضي الله عنه أيضا داره التي بجيزة بطحان العرف التي يقال لها دار مبيض التي وجاه دار الوليد السمان فبعضها اليوم بأيدي ولد أويس وقد خرج منهم كثير منها
____________________
(1/154)
واتخذ حويطب بن عبد العزى داره التي بين دار عامر بن أبي وقاص وعتبة بن أبي وقاص بالبلاط منها البيت الشارع على خاتمة البلاط وبين الزقاق الذي في دار آمنة بنت سعد وبين دار الربيع مولى أمير المؤمنين وهي صدقة منه على ولده فهي بأيديهم واتخذ حويطب أيضا داره التي بين دار عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة التي كانت لأم سلمة وبين دار سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بابها وجاه دار محرز مولى الحكم بن أبي العاص وهي صدقة منه على ولده فهي بأيديهم واتخذ حويطب أيضا داره التي يقال لها دار صبح وهي الدار التي حدها من القبلة رحبة الحكم وحدها الشامي الزقاق الذي يخرجك إلى دار المطلب وحدها الشرقي دار المطلب وحدها الغربي وفيه بابها الطريق إلى مجلس الحكم وهي صدقة منه على ولده فهي بأيديهم قال وقال ابن أبي يحيى كانت لابن سبرة بن أبي رهم دار موضعها عند الاسطوانة المربعة التي في المسجد اليمانية الغريبة وكانت حديدة دار كانت هناك لعمار بن ياسر فأدخلنا في المسجد قال واتخذ عبد بن زمعة داره التي في كتاب عروة وعروة رجل من أهل اليمن كان يعلم إلى حدها الشامي دار حفصة وحدها اليماني دار ابن مشنو بابها لازق في كتاب عروة وهي بأيدي ولدهم صدفة عليهم واتخذ عبد الرحمن بن مشنو داره التي في كتاب عروة حدها من القبلة دبر دار عمار بن ياسر وحدها من الشام دار عبد بن زمعة وحدها من الشرق كتاب إسحاق الأعرج بابها لائط في كتاب عروة وهي صدقة منه بأيدي بني عمرو بن سهل وآل عبد بن زمعة يخاصمونهم فيها واتخذ ابن أم مكتوم وهو عمرو أو عبد الله أحد بني عدي بن معيص دارا هي البيوت التي للمصبحين من دار آل زمعة ابن الأسود وبين شرقي دار القمقم ( دور بني محارب بن قهر ) اتخذت فاطمة بنت قيس بن وهب بن خالد بن وائلة بن ثعلبة بن سفيان بن محارب بن فهر أخت الضحاك بن قيس دارا بين دار أنس بن مالك وبين زقاق جمل باعها ورثتها فهي اليوم بيد إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر مشترى واتخذ معمر بن عبد الله بن عامر بن إياس بن أمية بن حرب بن الحارث بن فهر دارا في بني زريق يقال لها دار الكتبة بين الدار التي يقال لها دار مدراقيس الطبيب ودار أم
____________________
(1/155)
حسان التي صارت لمعمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله العمري وهي صدقة بأيدي ولد معمر ثم عند ذريته ( دور أحلاف قريش ) اتخذ أبو هريرة الدوسي صاحب رسول الله & ورضى عنه دارا بالبلاط بين الزقاق الذي فيه دار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وبين خط البلاط الأعظم فباعها ولده من عمر بن بزيع وكان يسكنها موالي أبي هريرة فخرجوا منها وأرضاهم ابن بزيع وبناها اليوم
606 - وقال الواقدي عن يعقوب بن محمد الأنصاري عن معمر بن محمد الأنصاري عن نعيم بن عبد الله قال شهدت أبا هريرة رضي الله عنه تصدق بداره حبيسا
607 - قال أبو غسان وحدثني محدث قال كانت الدار التي بالبلاط قبالة دار الربيع يقال لها دار حفصة قطيعة من رسول الله & لعثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه فابتاعها من ولد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وكانت معها لعثمان رضي الله عنه أيضا دار آل خراش من بني عامر بن لؤي إلى جنبها ويقال إن الدار دبر دار سعد بن أبي وقاص التي كانت فيه آل مسمار موالي سعد ويقال إن دار آل خراش تلك مما ابتني عثمان بن أبي العاص هي قطيعة النبي & إياه وإن ابن خراش كان على شرط هشام بن إسماعيل بن هشام المخزومي إذ كان على المدينة لعبد الملك بن مروان وابتاع هشام بن إسماعيل تلك الدار فأسكنها ابن خراش حين استقبله على الشرط فصلى هو وأهل بيته عليها قال أبو غسان وقال عبد العزيز بل ابتاعها خراش من آل عثمان بن أبي العاص فأما حفصة التي نسيت إليها دار حفصة فهي مولاة لمعاوية بن أبي سفيان كانت تسكن تلك الدار فنسبت إليها ودار مسمار في الصوافي اليوم ( ذكر الدور الشوارع على مسجد النبي & اليوم ) منها دار عبد الله بن مكمل الشارعة في رحبة القضاء وهي مما يتشاءم به وذلك مما نشأ عن بنائها ومن تلك الدور دار عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في القبلة وقد ذكرنا لها قصة في دور بني عدي
____________________
(1/156)
ثم دار مروان بن الحكم التي ينزلها ولاة المدينة التي إلى جنبها دار يزيد بن عبد الملك وهي اليوم صافية دخلت فيها دار كانت لأبي سفيان كانت شرفية البناء ذاهبة في السماء ودار كانت لآل أبي أمية بن المغيرة فابتاعها يزيد بن عبد الملك وأدخلها في داره وكان بعض أهل المدينة وفد على يزيد فسأله عن داره فقال ما أعرف لك بالمدينة دارا فثقل ذلك على يزيد فقال يا أمير المؤمنين إنها ليست بدار وإنما هي مدينة ثم وجاه دار يزيد دار أويس بن سعد بن أبي سرح ثم إلى جنبها دار مطيع بن الأسود العدوي وبين دار مطيع أبيات ليزيد بن عبد الملك فيها الغسالون يقال إن يزيد كان يستام آل مطيع بدراهم فأبوا أن يبيعوها فأحدث عليهم تلك البيوت فسد وجه دارهم فهي تدعى أبيات الضرار وهي مما صار للخيزران وفي غربي المسجد دار ابن مكمل التي ذكرنا أول ودار النحام العدوي الطريق بينهما قدر ست أذرع ثم إلى جنب دار النحام الدار التي قبضت عن جعفر بن يحيى بن خالد ابن برمك التي دخل فيها بيت عاتكة بنت يزيد بن معاوية وأطم حسان بن ثابت التي يقال لها فارع ثم إلى جنب دار جعفر دار معين مولى المهدي وكانت منزلا لسكينة بنت حسين بن علي ثم إلى جنبها الطريق إلى دور طلحة بن عبيد الله ست أذرع ثم إلى جنب الطريق دار منيرة مولاة أم موسى كانت لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب ثم إلى جنبها خوخة لآل يحيى بن طلحة بن عبيد الله هي لهم اليوم ثم إلى جنبها حش طلحة بن أبي طلحة الأنصاري وهو اليوم خراب صوافي عن آل برمك ثم إلى جنب الطريق خمس أذرع ثم إلى جنب الطريق أبيات كانت لخالصة مولاة أمير المؤمنين باعتها من ابني حرملة الأسود الغزي مولى هارون أمير المؤمنين كانت تلك الأبيات من دار حباب مولى عتبة بن غزوان ثم إلى جنبها دار أبي الغيث بن المغيرة بن حميد بن
____________________
(1/157)
عبد الرحمن بن عوف وهي صدقة بأيدي بني عذير ثم إلى جنبها بقية دار عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كانت لجعفر بن يحيى وقد قبضت صافية عنه ثم من الشرق دار موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي كان ابتاعها هو وعبد الله بن حسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم فتقاوماها فظن عبيد الله أن موسى لا يريد إلا الربح فأسلمها عبيد الله فصارت له والمسجد من ناحية دار موسى بن مغيرة وكان خازم مولى جعفر بن سليمان يقوم على المسجد وكان مملوكا لموسى بن إبراهيم فكان إن أقام الظهر دخل بعض الدار في المسجد فلم يقمه ثم إلى جنبها أبيات قهطم بين دار موسى ودار عمرو بن العاص وهي في صدقة من عمرو وهي اليوم صوافي أي أبيات قهطم ثم إلى جنب دار عمرو دار خالد بن الوليد رضي الله عنه ثم إلى جنبها دار أسماء بنت حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن المطلب وكانت من دار دار جبلة بن عمر الساعدي ثم صارت لسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان ثم صارت لأسماء ثم إلى جنبها دار ربطة بنت أبي العباس وهي اليوم لولدها ثم الطريق بينها وبين دار عثمان بن عفان رضي الله عنه خمس أذرع ثم دار عثمان رضي الله عنه ثم الطريق بعد دار عثمان رضي الله عنه في القبلة خمس أذرع ثم منزل أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه الذي نزله رسول الله & وابتاعه المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وجعل فيه ماءه الذي يسقى في المسجد ثم إلى جنبه دار جعفر بن محمد بن علي وكانت لحارثة بن النعمان الأنصاري وقبالتها دار حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أطم كان حسن ابتاعه فخاصمه فيه أبو عوف النجاري فهدمه حسن فجعله دارا والطريق بينها وبين دار فرج أبي مسلم الخصي مولى أمير المؤمنين خمس أذرع وكانت دار فرج من دور إبراهيم بن هشام وهي قبلة الجنائز كان فيها سرب تحت الأرض يسلكه إبراهيم إلى داره دار التماثيل التي كان ينزل بها يحيى بن حسين بن زيد بن علي ثم إلى جنبها بيت عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام ثم يرجع إلى دار عبد الله بن عمر
____________________
(1/158)
( محال القبائل من المهاجرين ) نزل بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة القطيعة التي قطع لهم النبي & وهي ما بين دار كثير بن الصلت التي تعرف بدار الحجارة بالسوق إلى زقاق ابن حبين إلى دار أبي سبرة التي صارت لخالد مولى عبيد الله بن عيسى بن موسى إلى منازل آل الماجشون بن أبي سلمة ثم ابتاع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه من بني غفار تلك الخطة إلا وقوفا كانت فيها من بعضهم فتلك الوقوف بعد بأيديهم ولبني غفار مسجد في هذه الخطة خارجا من منزل أبي رهم بن الحصين الغفاري صلى فيه النبي & واتخذ سباع بن عرفطة الغفاري خطة بالمصلى وهي اليوم الدار التي يقال لها دار عبد الملك بن مروان بالمصلى وجهها شارع قبالة الحجامين ونزل سائر بني غفار محلتهم بالمدينة وهي السائلة من جبل جهينة إلى بطحان ما بين خط دار كثير بن الصلت ببطحان إلى بني غفار فنزلت بنو مبشر في غفار وهم رهط آل عراك بن مالك منزلهم من خط دار كثير إلى أن يفضي إلى جهينة ونزل بنو أبي عمرو بن نعيم بن مهان وهم من بني عبد الله بن غفار شامي وغربي بني مبشر بن غفار ومعهم بنو خفاجة بن غفار وهم رهط معن بن معن ونزل بنو ليث بن بكر ما بين خط بني مبشر بن غفار إلى خط بني كعب بن عمرو بن خزاعة الذي يسلكك إلى دور الغطفانيين ونزل بنو أحمر بن يعمر بن ليث ما بين مسجدهم إلى سوق التمارين واتخذوا المسجد الذي في محلتهم يدعى مسجد بني أحمر ونزل بنو عمر بن يعمر بن ليث ما بين مسجدهم الذي يدعى مسجد بني كدل إلى بطحان إلى منزل بني مبشر بن غفار إلى زقاق الجلادين الذي فيه دار الماجشون إلى دار أبي سبرة بن خلف إلى التمارين ونزل آل قسيط بن يعمر بن ليث ما بين شامي بني كعب من منازل آل نضلة بن عبيد الله بن خراش إلى كتاب النصر إلى الشارع إلى المصلى إلى بطحان ونزل بنو رجيل بن نعيم وهم رهط آل عروة بن أذينة وحواس بطرف المصلى بين
____________________
(1/159)
غربي دار كثير بن الصلت إلى دار آل قليع الأسديين الشارعة على بطحان ونزل بنو عتوارة بن ليث وهم بنو عضيدة ما بين طرف دار الوليد بن عقبة اليماني ببطحان إلى الحرة إلى زقاق القاسم ابن غنام من قبل دار الوليد بن عقبة ونزل بنو ضمرة بن بكر إلا بني غفار محلتهم التي يقال لها بنو ضمرة وهي شرقي ما بين دار عبد الرحمن بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر بالثنية إلى محلة بني الديل بن بكر إلى سوق الغنم الشارع إلى دار ابن أبي ذئب العامري واتخذوا في محلتهم مسجدا ونزل بنو الديل بن بكر في محلتهم اليوم وهي ما بين بني ضمرة إلى الدار التي يقال لها دار الخرق حدها زقاق الحضارمة ويدعى الخط العظيم لها إلى بني ضمرة إلى جبل في مريد أبي عمار بن عبيس من بني الديل يقال له المستندر إلى دار الصلت بن نوفل النوفلي التي بالجبانة ونزل أبو نمر بن عويف من بني الحارث بن عبد مناف بن كنانة على بني ليث بن بكر فاتخذ الدار التي يقال لها دار آل أبي نمر وهي في خط بني أحمر بن ليث ( منازل أسلم ومالك ابني أفصى ) نزل بنو أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر منزلين فنزلت بنو مالك بن أفصى وأمية وسهم ابني أسلم ما بين خط الزقاق ابن حيين مولى العباس بن عبد المطلب الشامي من زاوية يقصان التي بالسوق إلى خط جهينة إلى شامي ثنية عثعث ونزلت سائر أسلم وهم آل بريدة بن الخصيب وآل سفيان ما بين زقاق الخضارمة إلى زقاق القنبلة ونزلت هذيل بن مدركة ما بين شامي سائلة أشجع زاوية دور يحيى بن عبد الله بن أبي مريم إلى دار آل حرام بن مزيلة بن أسد بن عبد العزى بالثنية زاويتها اليمانية وذلك مجتمعها ومجتمع أسلم ( منازل مزينة ومن حل معها من قيس ) ونزل بنو هدبة بن لاطم بن عثمان بن عمرو إلا بني عامر بن ثور بن ثعلبة بن لاطم بن
____________________
(1/160)
عثمان وعثمان نفسه الذي يقال له مزينة وهي أم مزنة بنت خالد بن خالد بن وبرة ما بين زاوية بيت القروي المطل على بطحان الغربية إلى زاوية بيت أبي هبار الأسدي الذي صار لبني سمعان الشرقية إلى خط بني زريق إلى دار الطائفي التي بشق بطحان الشرقي ونزل معها في هذه المحلة بنو شيطان بين بربوع من بني نصر بن معاوية وبنو سليم بن منصور وعدوان بن عمرو بن قيس وعن شرقي خطة مزينة وهذه سليم بن منصور أيضا وسعد بن بكر بن هوازن بن منصور إلى دار خلدة بن مخلد الزرقي وأدنى دار أم عمرو بنت عثمان بن عفان إلى بيوت نفيس بن محمد مولى بني المعلى في بني زريق من الأنصار إلى أن تلقى بني مازن بن عدي بن النجار فهؤلاء الذين نزلوا مع مزينة ودخل بعضهم في بعض وإنما نزلوا جميعا لأن دارهم في البادية واحدة وقد نزلت بنو ذكوان من بني سليم مع أهل راتج من اليهود فيما بين دار قدامة إلى دار حسن بن زيد بالجبانة ونزل بنو أوس بن عثمان بن مزينة بطرف السورين ما بين دار أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق إلى مفضى السورين إلى الحماريين الزقاق الذي فيه قصر بني يوسف مولى آل عثمان إلى البقال وليس بتلك المجلة منهم اليوم أحد ونزلت بنو عامر بن ثور بن ثعلبة بن هدبة بن لاطم ما بين بيت ابن أم كلاب الذي في خط بني زريق الشارع على المصلى إلى دار مدراقيس الطبيب إهلي دار عمر بن عبد الرحمن بن عوف ودار عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ودار هشام بن العاص المخزومي ( منازل جهينة وبلي ) نزلت جهينة بن زيد بن السود بن أسلم بن الحارث بن قضاعة وبلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ما بين خط أسلم الذي بين أسلم وجهينة إلى دار حرام بن عثمان السلمي الأنصاري التي في بني سلمة إلى الجبل الذي يقال له جبل جهينة إلى يماني ثنية عثعث التي عليها دار ابن أبي حكيم الطيب وسمعت من يقول إنما المسجد الذي لجهينة لبلي
608 - قال وحدثنا ابن أبي نجيح عمن سمع معاذ بن عبد الله بن خبيب يحدث عن جابر بن أسامة الجهني قال خط النبي & مسجد جهينة لبلي
____________________
(1/161)
( منازل قيس ) نزلت أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن غيلان الشعب الذي يقال له شعب أشجع وهو ما بين سائلة أشجع إلى ثنية الوداع إلى جوف شعب سلع وخرج إليهم النبي & بأحمال التمر فنثره لهم
609 - قال أبو غسان فأخبرني عبد العزيز بن عمران عن زيد بن أسامة الجهني هكذا قال أبو غسان عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير قال قدمت أشجع في سبعمائة يقودهم مسعود بن رخلية فنزلوا شعبهم فخرج إليهم رسول الله & بأحمال التمر فقال يا معشر أشجع ما جاء بكم قالوا يا رسول الله جئناك لقرب ديارنا منك وكرهنا حربك وكرهنا حرب قومنا لقلتنا فيهم فأنزل الله عز وجل على نبيه & ( أو جاءوكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم أو يقاتلوا قومهم ) إلى قوله ! ( سبيلا ) ! النساء 90 الآية واتخذت أشجع في محلتها مسجدا قال أبو غسان ونزلت بنو جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس محلتها التي يقال لها بنو جشم وهي ما بين الزقاق الذي يقال له زقاق سفيان إلى الأساس الذي يقال له أساس إسماعيل بن الوليد إلى خوخة الأعراب إلى دار زكوان مولى مروان بن الحكم ونزل بنو مالك بن حماد وبنو زنيم وبنو سكين من فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان المحلة التي يقال لها بنو فزارة وهي قبالة خشرم إلى حمام الصعبة إلى سوق الحطابين الذي بالجبانة ولم ينزلها أحد من بني عدي بن فزارة ( منازل بني كعب بن عمرو وإخوانهم من بني المصطلق ) ونزل بنو كعب بن عمرو بن عدي بن عمرو بن عامر ما بين يماني بني ليث بن بكر إلى دار شريح العدوي عدي بن عمرو إلى موضع التمارين بالسوق إلى زقاق الجلادين الشارع على المصلى يمنة ويسرة إلى بطحان إلى زقاق كدام وكدام سقاط كان هناك إلى دار ابن أبي سليم الشارعة على شامي المصلى التي يقال لها دار التنوير
____________________
(1/162)
ونزلت بنو المصطلق بن سعد بن عمرو وأخوه كعب بن عمرو رهط جويرية بنت الحارث زوج النبي & ظاهرة حرة بني عضيدة إلى أدنى دار عمر بن عبد العزيز بالحرة إلى الدار التي يقال لها دار الخرازين ( ما جاء في ثنية الوداع وسبب ما سميت به )
610 - قال أبو غسان حدثني عبد العزيز بن عمران عن عامر بن جابر قال كان لا يدخل المدينة أحد إلا عن طريق واحد من ثنية الوداع فإن لم يعشر بها مات قبل أن يخرج منها فإذا وقف على الثنية قيل قد ودع فسميت ثنية الوداع حتى قدم عروة بن الورد العبسي فقيل له عشر بها فلم يعشر ثم أنشأ يقول ( لعمري لئن عشرت من خشية الردى ** نهاق الحمير إنني لجزوع ) ثم دخل فقال يا معشر اليهود ما لكم وللتعشير قالوا إنه لا يدخلها أحد من غير أهلها فلم يعشر بها إلا مات ولا يدخلها أحد من غير ثنية الوداع إلا قتله الهزال فلما ترك عروة التعشير تركه الناس ودخلوا من كل ناحية
611 - قال أبو غسان وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن أيوب بن سيار عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال إنما سميت ثنية الوداع لأن رسول الله & أقبل من خيبر ومعه المسلمون قد نكحوا النساء نكاح المتعة فلما كان بالمدينة قال لهم دعوا ما في أيديكم من نساء المتعة فأرسلوهن فسميت ثنية الوداع ( ذكر دار هشام بن عبد الملك التي كان بني وقصر خل وقصر بني جديلة ) قال أبو غسان كان الذي هاج هشام بن عبد الملك على بناء داره التي كانت بالسوق إن إبراهيم بن هشام بن إسماعيل كان خال هشام بن عبد الملك وكان ولاه المدينة فكتب إليه إبراهيم فذكر أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بنى دارين بسوق المدينة يقال لإحداهما دار القطران والأخرى دار النقصان وضرب عليهما الخراج وأشار عليه أن يبني دارا يدخل فيها سوق المدينة فقبل ذلك هشام وبناها وأخذ بها السوق كله وجعل
____________________
(1/163)
لها بابا شاميا خلف شامي زاوية دار عمر بن عبد العزيز بالثنية ثم جعل بينها وبين دار عمر بن عبد العزيز عرضا ثلاث أذرع ثم وضع جدارا آخر وجاه هذا الجدار ثم زاد الأساس بينه وبين الدور كلها ثلاثة أذرع حتى الزقاق الذي يقال له زقاق ابن حبين جعله عليه بابا وجعل على الزقاق الذي يقال له زقاق بني ضمرة عند دار آل أبي ذئب بابا ثم جعل على الزوراء خاتم البلاط بابا ثم مد الجدار حتى جاء به على طيقان دار القطران الأخرى الغربي حتى جاء بها إلى دار ابن سباع بالمصلى التي هي اليوم لخالصة فوضع ثم بابا ثم بنى ذلك كله بيوتا فجعل فيه الأسواق كلها فكان الذي ولى ابن هشام سعد بن عمرو الزرقي من الأنصار فتم بناؤها إلا شيئا من بابها الذي بالمصلى ونقلت أبوابها إليها معمولة من الشام وأكثرها من البلقاء فلم تزل على ذلك حياة هشام بن عبد الملك وفيها التجار فيؤخذ منهم الكراء حتى توفي هشام فقدم بوفاته ابن مكدم الثقفي فلما استوى على رأس ثنية الوداع صاح مات الأحول واستخلف أمير المؤمنين الوليد بن يزيد فلما دخل دار هشام تلك صاح به الناس ما تقول في الدار قال اهدموها فوقع الناس فهدموها وانتهبت أبوابها وخشبها وجريدها فلم يمض ثالثة حتى وضعت إلى الأرض فقال أبو معروف أحد بني عمرو بن تميم ( ما كان في هدم دار السوق إذ هدمت ** سوق المدينة من ظلم ولا حيف ) ( قام الرجال عليها يضربون معا ** ضربا يفرق بين السور والنجف ) ( ينحط منها ويهوي من مناكبها ** صخر تقلب في الأسواق كالحلف ) وأما قصر خل الذي بظاهر الحرة على طريق دومة فإن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أمر النعمان بن بشير رضي الله عنهما ببنائه ليكون حصنا لأهل المدينة ويقال بل أمر به معاوية مروان بن الحكم وهو بالمدينة فولاه مروان النعمان بن بشير فيه حجر منقوش فيه لعبد الله معاوية أمير المؤمنين مما عمل النعمان بن بشير وإنما سمي قصر خل لأنه على الطريق وكل طريق في حرة أو رمل يقال له الخل وأما قصر بني جديلة فإن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما إنما بناه ليكون حصنا وله بابان باب شارع على خط بني جديلة وباب في الزاوية الشرقية اليمانية عند دار محمد بن طلحة التيمي وهو اليوم لعبد الله بن مالك الخزاعي قطيعة وكان الذي ولي بناءه لمعاوية الطفيل بن أبي كعب الأنصاري في وسطه بير حاء
612 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا العطاف بن خالد
____________________
(1/164)
قال كان حسان بن ثابت رضي الله عنه يجلس في أطمه فارع ويجلس معه أصحاب له ويضع لهم بساطا يجلسون عليه فقال يوما وهو يرى كثرة من يأتي رسول الله & من العرب يسلمون ( أرى الجلابيب قد عروا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البلد ) فبلغ ذلك رسول الله & فقال من لي من أصحاب البساط فقال صفوان بن المعطل أنا لك يا رسول الله منهم فخرج إليهم واخترط سيفه فلما رأوه مقبلا عرفوا في وجهه الشر فقروا وتبددوا وأدرك حسانا داخلا بيته فضربه فغلق بيته فضربه ففلق أليتيه فبلغني أن النبي & عوضه وأعطاه حائطا فباعه من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما بعد ذلك بمال كثير فبناه معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قصرا وهو الذي يقال له بالمدينة قصر الداريين ( ما جاء فيما يخرج أهل المدينة منها )
613 - حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن أبي بشر عن ابن شقيق عن رجاء بن أبي رجاء الباهلي قال دخل محجن المسجد فرأى بريدة رضي الله عنه عند باب المسجد فقال مالك لا تصلي كما يصلي سكبة رجل من خزاعة قال شعبة يمازحه فقال إن رسول الله & أخذ بيدي فصعدنا أحدا فلما أشرف على المدينة قال وويح أمها قرية يدعها أهلها كخير ما تكون أو كأعمر ما تكون ثم نزلنا فأتينا المسجد فرأى رجلا يصلي فقال من هذا فقلت فلان هذا كذا وكذا فأثنيت عليه قال لا يسمعه فيهلكه فلما دنا من حجر نسائه نزع من يدي وقال إن خير دينكم أيسره
614 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا كهمس عن عبد الله بن شقيق عن محجن ابن الأدرع قال بعثني النبي & لحاجة ثم لقيني وأنا خارج من بعض طرق المدينة فأخذ
____________________
(1/165)
بيدي فانطلقنا حتى أتينا أحدا ثم أقبل على المدينة فقال لها قولا فكان فيما قال لها ويل أمها قرية يوم يدعها أهلها كأينع ما تكون قلت يا رسول الله من يأكل ثمرها قال عافية الطير والسباع
615 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن محجن بن الأدرع قال بعثني النبي & إلى حاشي المدينة في حاجة فلما جئت ذهبت معه حتى صعد أحدا فأشرف على المدينة فقال ويل أمك منه قرية كيف يدعك أهلك وأنت خير ما تكونين
616 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس اليشكري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال إني لأمشي مع عمران بن حصين رضي الله عنه فانتهينا إلى مسجد البصرة فإذا بريدة رضي الله عنه جالس فيه وسكبة رجل من أصحاب النبي & قائم يصلي الضحى فقال بريدة رضي الله عنه يا عمران أما تستطيع أن تصلي كما يصلي سكبة وإنما يقول ذلك كأنه يعنيه به قال فسكت عمران ومضينا فقال عمران رضي الله عنه إني لأمشي مع رسول الله & إذا استقبلنا أحد فصعدنا عليه وأشرف على المدينة فقال & ويل أمها من قرية يتركها أهلها أحسن ما كانت حتى قالها ثلاثا يأتيها الدجال فلا يستطيع أن يدخلها يجد على كل فج منها ملكا مصلتا السيف قال ثم نزلنا فأتينا المسجد فإذا برجل يصلي فقال من هذا فقلت فلان ومن أمر فجعلت أثني عليه فقال لا تسمعه فتقطع ظهره قال ثم رفع يدي فقال إن خير دينكم أيسره
617 - حدثنا عبد الله بن نافع الزبيري قال حدثنا مالك بن أنس عن يوسف بن يونس بن حماس عن عمه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله & قال لتتركن المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب والذئب فيغذي على سواري المسجد أو
____________________
(1/166)
على المنبر فقالوا يا رسول الله فلمن تكون الثمار ذلك الزمان قال للعوافي الطير والسباع
618 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا هارون بن المغيرة عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي & قال لتتركنها مذللة أحسن ما كانت للطير والهوام
619 - حدثنا ميمون بن الأصبع قال حدثنا الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله & يقول تتركون المدينة على خير ما كانت مذللة لا يغشاها إلا العوافي يريد عوافي السباع وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما
620 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي عن عيسى بن المغيرة وعثمان بن طلحة قالا حدثنا ابن أبي ذئب عن أبي الوليد مولى عمرو بن خراش عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي & أنه قال المدينة يخرج منها أهلها خير ما كانت
____________________
(1/167)
فقال أبو الوليد وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يرد عليه
621 - قال محمد بن مساحق بن عمرو بن خراش أنه كان جالسا عند ابن عمر رضي الله عنهما فجاء أبو هريرة رضي الله عنه فقال لم ترد علي فوالله لقد كنت أنا وأنت في بيت حين قال النبي & يخرج منها أهلها خير ما كانت فقال ابن عمر رضي الله عنهما أجل قد كنت أنا وأنت في بيت ولكن لم يقله إنما قال أعمر ما كانت ولو قال خير ما كانت لكان ذلك وهو حي وأصحابه فقال أبو هريرة رضي الله عنه صدقت والذي نفسي بيده
622 - حدثنا أبو داود قال حدثنا حرب وأبان بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو جعفر أن أبا هريرة رضي الله عنه قال ليخرجن أهل المدينة من المدينة خير ما كانت نصفا زهوا ونصفا رطبا قيل من يخرجهم منها يا أبا هريرة قال أمراء السوء
623 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن أبي المهزم قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول ليدعن أهل المدينة المدينة وهي خير ما كانت مرطبة مونعة قيل فمن يأكلها قال الطير والسباع
624 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي المهزم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال يدع أهل المدينة المدينة والنخل مرطب
625 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي المهزم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ليجيئن الثعلب حتى يقيل في ظل المنبر ثم يروح لا ينهنهه أحد
626 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن عطاء بن السائب عن رجل من أشجع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال آخر من يحشر رجلان رجل من جهينة وآخر من مزينة فيقولان أين الناس فيأتيان المسجد فلا يريان إلا الثعلب فينزل إليهما
____________________
(1/168)
ملكان فيسحبانهما على وجوههما حتى يلحقاهما بالناس
627 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا عمران القطان عن يزيد بن سفيان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لا تقوم الساعة حتى يجيء الثعلب فيربض على منبر رسول الله & لا ينهنهه أحد
628 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد قال حدثنا أبو المهزم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال يجيء جيش من قبل الشام حتى يدخل المدينة فيقتلون المقاتلة ويبقرون بطون النساء ويقولون للحبلى في البطن اقتلوا صبابة السوء فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم فلا يدرك أسفلهم أعلاهم ولا أعلاهم أسفلهم قال أبو المهزم فلما جاء جيش حبيش بن دلجة قلنا هم فلم يكونوا هم
629 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال والذي نفسي بيده ليكونن بالمدينة ملحمة يقال لها الحالقة لا أقول حالقه الشعر ولكن حالقة الدين فاخرجوا من المدينة ولو على قدر بريد
630 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث البكري عن حبيب بن حماد عن أبي ذر رضي الله عنه قال كنا مع النبي & في سفر فنزل منزلا فتعجل ناس من أصحابه إلى المدينة فتفقدهم فقلنا تعجلوا إلى المدينة فقال ليتركنها أحسن ما كانت ليت شعري متى تخرج نار من جبل الوراق يضيء لها أعناق الإبل ببصرى كضوء النهار
631 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن
____________________
(1/169)
أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي & أشرف على أطم من آطام المدينة فقال هل ترون ما أرى إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر
632 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد قال حدثنا أبو هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله & قال ليخرجن أهل المدينة من المدينة ثم ليعودن إليها ثم ليخرجن منها ثم لا يعودون إليها وليدعنها وهي خير ما تكون مونعة قيل فمن يأكلها قال الطير والسباع
633 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة قال أخبرني عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن حذيفة رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله & فأخبرنا بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة غير أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة
634 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن حاتم بن أبي كريب عن كثير بن مرة عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال دخل رسول الله & المسجد ثم نظر إلينا فقال أم والله لتدعنها مذللة أربعين عام للعوافي أتدرون ما العوافي الطير والسباع
635 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبان بن يزيد عن يحيى يعني ابن أبي كثير قال ذكر لي عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله & قال أم والله يا أهل المدينة لتتركنها قبل يوم القيامة أربعين وقال كعب ستخرب الأرض قبل الشام أربعين سنة وليهاجرن الرعد والبرق إلى الشام حتى لا تكون رعدة ولا برقة إلا ما بين العريش والفرات قال فظننا أنها أربعون سنة
____________________
(1/170)
636 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو عن الأشياخ أن رسول الله & قال ليتركن المدينة أهلها وإنها لمرطبة لا يأكلها إلا العوافي الطير والسباع
637 - قال وحدثنا صفوان عن شريح بن عبيد الله أنه قرأ كتابا لكعب وليغشين أهل المدينة أمر يفزعهم حتى يتركوها وهي مذللة حتى يبول السنانير على قطائف الخز ما يروعها شيء وحتى يخرق الثعالب في أسواقها ما يروعها شيء
638 - حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي قال أخبرني فرات عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال آخر الناس محشرا رجلان من مزينة يفقدان الناس فيقول أحدهما لصاحبه قد فقدنا الناس منذ حين انطلق بنا إلى شخص من بني فلان فينطلقان فلا يجدان بها أحدا ثم يقول انطلق بنا إلى المدينة فينطلقان فلا يجدان بها أحداثهم يقول انطلق بنا إلى منازل قريش ببقيع الغرقد فينطلقان فلا يريان إلا السباع والثعالب فيوجهان نحو البيت الحرام
639 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال قال أبو هريرة رضي الله عنه ليأتين على هذا المنبر يوم يستظل في ظله أراه قال الثعلب لا يروعه أحد من الناس
640 - وقال إن رسول الله & قال ليدعن أهل المدينة المدينة مرطبة قالوا يا رسول الله من يأكله قال السباع والطير
641 - حدثنا سليم بن أحمد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أنه سمع عمر بن الخطاب على المنبر يقول إنه سمع رسول الله & يقول يخرج أهل المدينة منها ثم يعودون إليها فيعمرونها حتى تمتلئ وتبنى ثم يخرجون منها فلا يعودون إليها أبدا قال جابر عن النبي & أنه قال لينزلن راكب في جنب وادي المدينة فيقول كان في هذه حاضر من المؤمنين كثير
____________________
(1/171)
( ما قيل في المدينة من الشعر يتشوق إليها وغير ذلك ) قال عبد الله بن عامر بن كريز وركب البحر غائبا فاشتاق رفيق له إلى المدينة فقال ( بكى صاحبي لما رأى الفلك قد مضت ** تهادى بنا فوق ذي لجج خضر ) ( وحن إلى أهل المدينة حنه ** لمصر وهيهات المدينة من مصر ) ( فقلت له لا تبك عينك إنما ** تقر قرارا من جهنم في البحر ) وقال نفيلة بن المنهال الأشعار وكان ممن شهد القادسية مع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ومن الناس من يقول بُقيلة وقد وجدت هذه القصيدة في بعض الكتب تنسب إلى أبي المنهال الأشجعي الأصغر وزاد فيها أبياتا في أعولها وفي أحقافها فما زاد في أولها ( أرقت وغاب عني من يلوم ** ولكن لم أنم أنا والهموم ) ( كأني من تذكر ما ألاقي ** إذا أظلم الليل البهيم ) ( سقيم هل من منه أقربوه ** وأسلمه المداوي والحميم ) هذه الزيادة فأما الصحيح فقوله ( ولما ( أن ) دنا منا ارتحال ** وقرب ناجيات السير كوم ) ( تحاسر واضحات اللون زهر ** على ديباج أوجهها النعيم ) ( وقائلة ومثنية علينا ** تقول وما لها فينا حميم ) ( متى تر غفلة الواشين عنها ** تجد بدموعها العين السجوم ) ( تعد لنا الشهور وتحتصيها ** متى هو حائن منه قدوم ) ( فإن يكتب لنا الرحمن أوبا ** ويقدر ذلك الملك الحكيم ) ( فكم من حرة بين المُنقَّى ** إلى أحد إلى ما حاز ريم ) ( إلى الجمَّاء من خد أسيل ** نقي اللون ليس به كلوم )
____________________
(1/172)
ومن الزيادة ( أتين مودعات والمطايا ** لدى أكوارها خوص هجوم ) ( مشيعة الفؤاد ترى هواها ** وقرة عينها فيمن يُقيم ) ( وأخرى لُبُّها معنا ولكن ** تصبر فهي واجمة كظوم )
642 - حدثنا هارون بن عبد الله قال أنشدني ابن ثابت قول ابن أبي عاصية السلمي يتشوق إلى المدينة وهو باليمن عند معن بن زائدة ( أهل ناظر من خلف غمدان مبصر ** ذرى أحد رمت المدى المتراخيا ) ( فلو أن اليأس بي وأعانني ** طبيب بأرواح العقيق شفائيا ) قال ابن أبي ثابت يعني إلياس بن مضر كان أصابه السل فكانت العرب تدعو السل داء إلياس قال أبو يحيى وقال ابن أبي عاصية يتشوق إلى المدينة وهو بالعراق ( تطاول ليلي بالعراق ولم يكن ** علي بأكناف الحجاز يطول ) ( فهل لي إلى أرض الحجاز ومن به ** بعاقبة قبل الفوات سبيل ) ( فتشفى حزازات وتنقع أنفس ** ويشفى جوى بين الضلوع دخيل ) ( إذا لم يكن بيني وبينك مرسل ** فريح الصبا مني إليك رسول )
643 - قال أبو يحيى حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز قال قال عبد الملك بن مروان لفتى من فتيانهم أتجدك تشتاق المدينة قال لا قال أم والله ولو حبست في مؤخر المسجد بعد عتمة في ليلة مقمرة من ليالي الصيف قد توسدت طرف ردائك مع لمة أصحابك ينازعونك الحديث لاشتقتها
644 - حدثني عيسى بن عبد الله قال لما ولى الوليد بن يزيد كتب إلى المدينة ( محرمكم ديوانكم وعطاؤكم ** به يكتب الكتاب والكتب تطبع ) ( ضمنت لكم إن لم تصابوا بمهجتي ** بأن سماء الضر عنكم ستقلع ) وقال عبد الله بن عنبسة بن سعيد بن العاص لأبان وكان نازلا بأيلة يعيب عليه نزوله بأيلة وتركه النزول بالمدينة ( أتركت طيبة رغبة عن أهلها ** ونزلت منتبذا بدير القُعنُذ )
____________________
(1/173)
فقال أبان ( أنزلت أرضا برها كترابها ** والفقر مضربه بقصر الجنبذ )
645 - حدثني أبو غسان قال أصاب الناس مرض بالمدينة فخرجت أعرابية بولدها وجعلت تقول ( يا رب باعد عني من ضرار ** من مسجد الرسول ذي المنار )
646 - قال وأخبرني عبد العزيز بن عمران عن محرز بن جعفر قال وفد حسان بن ثابت رضي الله عنه على الحارث بن عمر بن أبي شمر فأكرمه وحباه وأصاب عيشا فقال ( يُغدى علي بإبريق ومسمعة ** إن الحجاز حليف الجوع والبؤس )
647 - قال وحدثني عبد العزيز بن عمران قال قدم لبيد إلى المدينة فأقام بها سنة في بني النضير فخرج كأنه نصل قدح فقال له بنو جعفر يا لبيد خرجت من عندنا كالجمل الحجون ورجعت إلينا كالقدح السفون فأنشأ يقول ( يقول بنو أم البنين وقد بدا ** لهم زور جنبي من قميصي ومن جلدي ) ( دفعناك في أرض الحجاز كأنما ** دفعناك فحلا فوقه قزع اللبد ) ( فصافحت حماه وداء ضلوعه ** وخالطت عيشا مسه طرف الحصد ) ( فأُبت ولم تعرفك إلا توهُّما ** كأنك نضو من مزينة أو نهد )
648 - حدثني مصعب بن عبد الله بن مصعب قال قالت امرأة لجبهاء الأشجعي يا جبهاء انطلق بنا ننزل المدينة حتى تفرض وتقيم بها فأقبل بولده وبإبله ليبيعها ويقدم المدينة فلما أوفى على الحرة وأشرف على المدينة تذكرت إبله أوطانها فكرت راجعة فجعل يدورها نحو المدينة وتأبى فأقبل على امرأته فقال ما جعل هذه الإبل أنزع إلى أوطانها منا نحن أحق بالحنين منها أنت طالق إن لم ترجعي وفعل الله بك وردها ثم خلف بأقتابها يزجرها نحو بلاده وأنشأ يقول ( قالت أنيسة بع بلادك والتمس ** دارا بيثرب ربة الأجسام ) ( تكتب عيالك في العطاء وتفترض ** وكذلك يفعل حازم الأقوام ) ( فهممت ثم ذكرت ليل لقاحنا ** بلوى عنيزة أو بقف بشام ) ( إذ هن عن حسبي مذاود كلما ** نزل الظلام بعصبة أعتام ) ( إن المدينة لا مدينة فالزمي ** حِقف الستار وقبة الأرحام )
____________________
(1/174)
( يجلب لك اللبن الغريض وينتزع ** بالعيس من يمن إليك وشام )
649 - حدثنا أحمد بن معاوية عن رجل من قريش عن ابن غزية قال كانت لبني قينقاع سوق في الجاهلية تقوم في السنة مرارا وكانت عند مسجد الذبح إلى الآطام التي خلف النخل فهبط إليها نابغة بني ذبيان يريدها فأدرك الربيع بن أبي حقيق هابطا من قريته يريدها فتسايرا فلما أشرفا على السوق سمعا الضجة وكانت سوقا عظيمة يتفاخر الناس بها ويتناشدون الأشعار فحاصت ناقة النابغة حين سمعت الصوت فزجرها وأنشأ يقول ( كادت تهد من الأصوات راحلتي ** ) أجز يا ربيع فقال ( والثغر منها إذا ما أوجست خلق ** ) فقال النابغة ( لولا أنهنهها بالسوط لانتزعت ** ) أجز يا ربيع فقال ( مني الزمام وإني راكب لبق ** ) فقال النابغة ( قد ملت الحبس بالآطام واشتعفت ** ) أجز يا ربيع فقال ( تريغ أوطانها لو أنها علق ** ) فقال لا تعجل تهبط السوق وتلقى أهلها فإنك ستسمع شعرا لا تقدم عليه شعرا فقال شعر من قال حسان بن ثابت قال فقدم النابغة السوق فنزل عن راحلته وجثا على ركبتيه واعتمد على يديه وأنشد ( عرفت منازلا بعريقنات ** فأعلى الجزع للحي المبن ) قال حسان فقلت في نفسي هلك الشيخ ركب قافية صعبة قال فوالله مازال يحسن حتى أتى على آخرها ثم نادى ألا رجل ينشد قال فتقدم قيس بن الخطيم بين يديه فأنشد ( أتعرف رسما كاطِّراد المذاهب ** لعمرة وحشا غير موقف راكب )
____________________
(1/175)
حتى أتى على آخرها فقال له النابغة أنت أشعر الناس يا ابن أخي قال حسان فدخلني بعض الفرق وأني لأجد على ذلك في نفسي قوة فتقدمت فجلست بين يديه فقال أنشد فوالله إنك لشاعر قبل أن تتكلم فأنشدته ( أسألت رسم الدار أم لم تسأل ** بين الجوابي فالبُضيع فحومل ) فقال حسبك يا ابن أخي وفي اجتماع حسان والنابغة غير حديث منها أن الأصمعي ذكر فيما حدثني عنه من أثق به أنه كان يضرب للنابغة بسوق عكاظ قبة فيجتمع إليه الشعراء فيها فخرج إليه حسان والأعشى وخنساء بنت عمرو بن الشريد فأنشدوه أشعارهم فلما أنشدته خنساء ( وإن صخرا لتأتمُّ الهداة به ** كأنه علم في رأسه نار ) قال يا خنيس والله لولا أن أبا بصير أنشدني آنفا لقلت إني لم أسمع مثل شعرك وما بها ذات مثانة أشعر منك قالت لا والله ولا ذو خُصيين فغضب حسان فقال والله لأنا أشعر منك ومن أبيك فقال له النابغة يا ابن أخي أنت لا تحسن أن تقول ( فإنك كالليل الذي هو مدركي ** وإن خلت أن المُنتأى عنك واسع )
650 - حدثني هارون بن عبد الله قال أخبرني يوسف بن عبد العزيز الماجشون عن أبيه قال قال حسان بن ثابت رضي الله عنه أتيت جبلة بن الأيهم الغساني وقد مدحته فأذن لي عليه وعن يمينه رجل ذو ضفيرتين وهو النابغة وعن يساره رجل لا أعرفه فجلست بين يديه فقال أتعرف هذين فقلت أما هذا فأعرفه هو النابغة وأما هذا فلا أعرفه فقال هو علقمة بن عبدة إن شئت استنشدتهما وسمعت وإن شئت أن تنشد بعدهما أنشدت وإن أحببت سكت قال قلت وذاك فاستنشد النابغة فأنشده ( كليني لهم يا أميمة ناصب ** وليل أقاسيه بطيء الكواكب ) قال فذهب يصغي ثم قال لعلقمة أنشد فأنشد ( طحا بك قلب في الحسان طروب ** بعيد الشباب عصر حان مشيب ) قال فذهب يصغي إلى الآخر ثم قال لي أنت الآن أعلم إن أحببت أن
____________________
(1/176)
تنشدنا بعد ما سمعت فأنشد وإن أحببت أن تمسك فأمسك قال فتشددت وقلت لأنشد قال هات فأنشدته القصيدة التي أقول فيها ( أبناء جفنة حول قبر أبيهم ** قبر ابن مارية الكريم المفضل ) ( يُغشون حتى ما تهر كلابهم ** لا يسألون عن السواد المقبل ) ( بيض الوجوه كريمة أحسابهم ** شم الأنوف من الطراز الأول ) قال أدنه أدنه لعمري ما أنت بدونهما ثم أمر لي بثلاثمائة دينار وبعشرة أقمصة لها جيب واحد وقال هذا لك عندنا في كل عام قال محمد بن عبد الملك الفقعسي من بني أسد بن خزيمة ( ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بسلع ولم تغلق علي دروب ) ( وهل أحد باد لنا وكأنه ** حصان أمام المقربات جنيب ) ( يخب السراب الضحل بيني وبينه ** فيبدوا لعيني تارة ويغيب ) ( فإن شفائي نظرة إن نظرتها ** إلى أحد والحرتان قريب ) ( وإني لأرعى النجم حتى كأنني ** على كل نجم في السماء رقيب ) ( وأشتاق للبرق اليماني إن بدا ** وأزداد شوقا أن تهب جنوب ) كان ابن نمير الحضرمي شاعرا مسنا وكان نازلا ببلاد قومه ثم نزل المدينة يسيرا من دهره ثم حن فرجع إلى بلاده نكرا منه في معيشته فلامته على ذلك زوجته فقال يعتذر لخروجه عن المدينة ( ألا قالت أمامة بعد دهر ** وحلو العيش يذكر في السنين ) ( سكنت مخايلا وتركت سلعا ** شقاء في المعيشة بعد لينه ) ( فقلت لها دببت الدين عني ** ببعض العيش ويحك فاعذريني ) ( أرجي في المعاش على خضم ** فيكفي وأحسن في الدَّرين ) ( وعرب الأرض أرض به معاشا ** يكف الوجه عن باب الضنين ) وقال محمد بن عبد الملك بن حبيب الأسدي ثم الفقعسي ( نفى النوم عني فالفؤاد كثيب ** نوائب همِّ ما تزال تنوب ) ( وأحراض أمراض ببغداد جمعت ** علي وأنهار لهن قسيب ) ( فظلت دموع العين تمري غروبها ** من الماء درات لهن شعوب ) ( وما جزع من خشية الموت أخضلت ** دموعي ولكن الغريب غريب )
____________________
(1/177)
( ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بسلع ولم تغلق علي دروب ) ( وهل أحد باد لنا وكأنه ** حصان أمام المقربات جنيب ) ( يخب السراب الضحل بيني وبينه ** فيبدوا لعيني تارة ويغيب ) ( فإن شفائي نظرة إن نظرتها ** إلى أحد والحرتان قريب ) ( وإني لأرعى النجم حتى كأنني ** على كل نجم في السماء رقيب ) ( وأشتاق للبرق اليماني إن بدا ** وأزداد شوقا أن تهب جنوب ) وقال أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية حين أخرج عبد الله بن الزبير بني أمية من الحجاز إلى الشام ( ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** جيوب المصلى أم كعهدي القرائن ) ( أم الدور أكناف البلاط عوامر ** كما كن أم هل بالمدينة ساكن ) ( أحن إلى تلك البلاد صبابة ** كأني أسير في السلاسل راهن ) ( إذا برقت نحو الحجاز غمامة ** دعا الشوق مني برقها المتيامن ) ( وما أخرجتنا رغبة عن بلادنا ** ولكنه ما قدر الله كائن ) ( ولكن دعا للحرب داع وعاقنا ** معائب كانت بيننا وضغائن ) ( لعل قريشا أن تثوب حلومها ** ويزجر بعد الشؤم طير أيامن ) ( وتطفأ نار الحرب بعد وقودها ** ويرجع ناء في المحلة شاطن ) ( فما يستوي من بالجزيرة داره ** ومن هو مسرور بطيبة قاطن ) وقال ( ليت شعري وأين من ليت ** أعلى العهد يلين فبرام ) ( أم كعهدي العقيق أم غيرته ** يعدي الحادثات والأيام ) ( منزل كنت أشتهي أن أراه ** ما إليه لمن بحمص مرام ) ( حال من دون أن أجل به النأي ** وصرف الهوى وحرب عقام )
____________________
(1/178)
( وتبدلت من مساكن قومي ** والقصور التي بها الآطام ) ( كل قصر مشيد ذي أواس ** تتغنى على ذراه الحمام ) ( وبأهلي بدلت لخما وعكا ** وجذاما وأين مني جذام ) ( أقطع الليل كله باكتئاب ** وزفير فما أكاد أنام ) ( نحو قومي إذ فرقت بيننا الدار ** وحادث عن قصدها الأحلام ) ( حذرا أن يصيبهم عنت الدهر ** وحرب يشيب منها الغلام ) ( ولقد حان أن يكون لهذا الدهر ** عنا تباعد وانصرام ) ( ولحي بين العريض وسيع ** حيث أرسى أوتاده الإسلام ) ( كان أشهى إلي قرب جوار ** من نصارى في دورها الأصنام ) ( يضربون الناقوس في كل فجر ** في بلاد تنتابها الأسقام ) ( ففؤادي من ذكر قومي حزين ** ودموعي على الذري سجام ) ( أقر قومي السلام إن جئت قومي ** وقليل مني لقومي السلام ) وقال ( سقى الله أكناف المدينة مسبلا ** ثقيل التوالي من معين الأوائل ) ( أحسن كأن البرق في حجزاته ** سيوف ملوك في أكف الصياقل ) ( ويا ليت شعري هل تغير بعدنا ** بقيع المصلى أم بطون المسابل ) ( أم الدور أكناف البلاط كعهدنا ** ليالي لاطتنا بوشك التزايل ) ( يجد لي البرق اليماني صبابة ** تذكر أيام الصبا والخلائل ) ( فإن تلك دار غربت عن ديارنا ** فقد أبقت الأشجان صفو الوسائل ) وقال ( إن ردي نحو المدينة طرفي ** حين أيقنت أنه التوديع ) ( زادني ذاك عبرة واشتياقا ** نحو قومي والدهر قدما ولوع ) ( كلما أسهلت بنا العيس بينا ** وبدا من أمامهن مليع ) ( ذكر ما تزال تتبع قومي ** ففؤادي به لذاك صدوع ) وقال ( بكى أحد لما تحمل أهله ** فسلع فبيت العز عنه تصدعوا )
____________________
(1/179)
( ونرحل نحو الشام ليست بأرضنا ** ولا بد منها والأنوف تجدع ) ( على أثر البيض الذين تحملوا ** لمقليهم منا جميعا فودعوا ) وقال ( القصر فالنخل فالجماء بينهما ** أشهى إلى القلب من أبواب جيرون ) ( إلى البلاط فما حازت قرائنه ** دور نزحن عن الفحشاء والهُون ) ( قد يكتم الناس أسرارا فأعلمها ** ولا ينالون حتى الموت مكنوني ) ( إني مررت لما زال منا في شبيبتنا ** مع الرجاء لعل الدهر يُدنيني ) وقال ( بكى أحد إذ فارق النوم أهله ** فكيف بذي وجد من القوم آلف ) ( من أجل أبي بكر جلت عن بلادها ** أمية والأيام ذات تصارف ) وقال ( أيها الراكب المقحم في السير ** إذا جئت يلبنا فبراما ) ( أبلغيه عني وإن شطت الدار ** بنا عن هوى الحبيب السلاما ) ( ما أرى إن سألت إن إليه ** يا خليلي لمن بحمص مراما ) ( تلك دار الحبيب في سالف الدهر ** سقاها الإله ربي الغماما ) ( زانها الله واستهل بها المُزن ** ولج السحاب فيها وداما ) ( ربما قد رأيت فيها حسانا ** كالتماثيل آنسات كراما ) ( خصرات من البهاليل من عبد ** مناف معلقات وساما ) ( وعشارا من المهاري رقاقا ** وعتاقا من الخيول صياما ) ( وإذا ما ذكرت دهرا تولى ** فاض دمعي على ردائي سجاما ) وقال الوليد بن عقبة ( طرب الفؤاد إلى المدينة بعدما ** نزل المشيب محل غصن شباب ) ( ودعى الهوى سدل فداعى سجاما ** فانهل دمعي واكف الأتراب ) ( سيلا كما ارفض الجمان أساله ** أحزانه في إثر حب رباب ) ( ذكر الفؤاد مها برملة حرة ** في مونق جعد الثرى معشاب ) ( نزحت بيثرب أن تزار ودونها ** بلد يقل مناطق الأصحاب )
____________________
(1/180)
( ولقد عمرنا ما كان تفرقا ** قبل السّباب وفرقة الأحباب ) ( لا يرجع الحزن الممر سفاهه ** زمن العقيق ومسجد الأحزاب ) وقال الوليد بن عقبة ( إذا البرق من نحو الحجاز تعرضت ** مخايله هاج الفؤاد المتيما ) ( وهيج أياما خلت وملاعبا ** بأكناف سلع فالبلاط المكرما ) ( وذكر بيضا كن لا أهل ريبة ** يمرون لا يأتين من كان محرما ) ( ويبدين حق الود للكفء ذي الحجى ** ويأبين إلا عفة وتكرما ) ( ذكر حرس رسول الله & )
651 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا يحيى بن سعيد أنه سمع عبد لله بن عامر بن ربيعة يحدث أن عائشة رضي الله عنها كانت تحدث أن رسول الله & سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت فقلت ما لك يا رسول الله قال ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة فقالت فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوت السلاح فقال من هذا قال أنا سعد بن مالك فقال ما شأنك فقال جئت لأحرسك يا رسول الله قالت فسمعت غطيط رسول الله & في نومه
652 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه ذكر صلاة رسول الله & صلاة الخوف قال جابر رضي الله عنه كما يفعل حرسكم هؤلاء لأمرائهم
653 - حدثنا حرمى بن عمارة عن محمد بن إبراهيم الهاشمي عن إدريس الأودي عن أبيه قال كان رسول الله & إذا صلى في الحجر قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رأسه بالسيف
654 - حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي قال حدثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق أن النبي & كان يحرسه أصحابه حتى نزلت
____________________
(1/181)
هذه الآية ! ( والله يعصمك من الناس ) ! المائدة 67 فخرج إلى الناس فقال أيها الناس الحقوا بملاحقكم إن الله جل وعز قد عصمني من الناس
655 - حدثنا عثمان بن عبد الوهاب قال حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم بن محمد بن زيد عن محمد بن كعب القرظي قال أمر رسول الله & بالحرس فنزلت ! ( والله يعصمك من الناس ) ! فترك الحرس
656 - حدثنا محمد بن مسلم قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن الحارث بن حسان البكري قال قدمت المدينة فإذا النبي & على المنبر وإذا بلال متقلد بالسيف وإذا رايات سود فقلت ما هذه الرايات قالوا هذا عمرو بن العاص قدم من عزوة ذات السلاسل
657 - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن الحر قال حدثنا سيف بن هارون البرجمي عن عصمة بن بشير قال أخبرني الفرع عن النفيع قال خاض الناس أن رسول الله & باعث خالد بن الوليد إلى رقيق مصر يعتقهم فأتيت رسول الله & وهو على ناقة له ومعه أسود قائم ما رأيت أحدا من الناس أطول منه قد حاذى رأسه برأس رسول الله & فلما دنوت إليه أهوى إلي فكفه رسول الله &
658 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال حدثنا هشيم عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت صلى رسول الله & في حجرته والناس قائمون من وراء الحجرة يصلون بصلاته
659 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا المسعودي عن القاسم قال كان عبد الله رضي الله عنه يلبس النبي & نعليه ثم يأخذ العصا فيمشي أمامه حتى إذا جلس أعطاه العصا ونزع نعليه فجعلهما في ذراعيه ثم استقبله بوجهه فإذا أراد أن يقوم ألبسه نعليه
____________________
(1/182)
ثم أخذ العصا فمشى قدامه حتى يلج الحجرة أما رسول الله &
660 - حدثنا الصلت بن مسعود وسليمان بن أحمد قالا حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عمن رأى النبي & سائرا إلى منى يقدم موكبه إلى جانبه بلال في يده عود وعليه ثوب يستر النبي & من الشمس
661 - حدثنا أحمد بن يونس عن عاصم بن محمد عن محمد بن كعب قال كان رسول الله & يتحارسه فأنزل الله ! ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ! المائدة 67 فترك الحرس حين أخبره أنه سيعصمه من الناس ( ذكر أسواق المدينة في الجاهلية والإسلام وذكر أحجار الزيت )
662 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد قال حدثنا عبد الله بن جعفر بن المسور عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن يسار قال لما أراد رسول الله & أن يجعل للمدينة سوقا أتى سوق بني قينقاع ثم جاء سوق المدينة فضربه برجله وقال هذا سوقكم فلا يضيق ولا يؤخذ فيه خراج
663 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عبد الله بن حسن قال تصدق رسول الله & على المسلمين بأسواقهم
____________________
(1/183)
664 - حدثنا أبو عاصم عن سفيان عن عاصم بن عبد الله عن عبيد الله بن أبي عبيد مولى أبي رهم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله & مر ببقعة فقال رب يمين هاهنا لا تصعد إلى الله قال فرأيت فيه النخاسين بعد
665 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو ضمرة عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال خرجت مع أبي هريرة رضي الله عنه حتى إذا كنا عند دار ابن مسعود قال يا أبا الحارث إن حِبِّي أبا القاسم & أخبرني أن رب يمين بهذه البقعة لا تصعد إلى الله قال قلت له أنى ذلك يا أبا هريرة قال أما أني أشهد ما كذبت قلت وأنا أشهد
666 - حدثنا محمد بن يحيى عن ابن أبي فديك قال أخبرني ابن أبي ذئب عمن سمع أبا المغيث يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول لا يذهب الليل والنهار حتى يخسف برجل بصحن هذا السوق قال ابن أبي فديك وكنت أسمع من المشائخ أنه قال والله أعلم أن ذلك يكون على باب بيت البرادين ويقال هو بفناء دار ابن مسعود قال أبو غسان وكان بالمدينة في الجاهلية سوق بزبالة من الناحية التي تدعى يثرب وسوق بالجسر في بني قينقاع وبالصفاصف بالعصبة سوق وسوق يقوم في موضع زقاق ابن حبين كانت تقوم في الجاهلية وأول الإسلام وكان يقال لذلك الموضع مزاحم
667 - حدثنا أبو غسان قال حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن سمعان عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها في حديث ساقه قال كان يقال لسوق المدينة بقيع الخيل
668 - حدثنا أبو غسان عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك قال أخبرني
____________________
(1/184)
يحيى بن محمد بن الحكم بن ميناء قال أدركت سوقا بالزوراء يقال له سوق الحرص كان الناس ينزلون إليها بدرج ( ذكر أحجار الزيت )
669 - حدثنا خلاد بن يزيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن المشعث بن طريف عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله & يا أبا ذر قلت لبيك وسعديك يا رسول الله قال كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت في الدم قال قلت ما خار الله لي ورسوله قال عليك بمن أنت معه
670 - حدثنا محمد بن يحيى عن ابن أبي فديك قال أدركت أحجار الزيت ثلاثة مواجهة بيت ابن أم كلاب وهو اليوم يعرف ببيت بني أسد فعلا الكبس الحجارة فاندفنت
671 - حدثنا محمد بن يحيى قال أخبرني أبو ضمرة الليثي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن هلال بن طلحة الفهري أن حبيب بن مسلمة الفهري كتب إليه أن كعبا سألني إن أكتب له إلى رجل من قومه عالم بالأرض فلما قدم كعب المدينة جاءني كتابه ذلك فقال أعالم أنت بالأرض قلت نعم قال إذا كان بالغداة فاغد علي قال فجئته حين أضحت فقال أتعرف موضع أحجار الزيت قلت نعم وكانت أحجارا بالزوراء يضع عليها الزياتون رواياهم فأقبلت حتى جئتها فقلت هذه أحجار الزيت فقال كعب لا والله ما هذه صفتها في كتاب الله انطلق أمامي فإنك أهدى بالطريق مني فانطلقنا حتى جئنا بني عبد الأشهل فقال يا هلال إني أجد هنا أحجار الزيت في كتاب الله فسل القوم عنها وهم يومئذ وافرون فسألتهم عن أحجار الزيت وقال إنها ستكون بالمدينة ملحمة عندها ( ذكر البيداء بيداء المدينة )
672 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو ضمرة اللينيعن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن هلال بن طلحة الفهري قال قال كعب الأحبار تجهز يا هلال
____________________
(1/185)
قال فخرجنا حتى إذا كنا بالعقيق ببطن السيل دون الشجرة والشجرة يومئذ قائمة فقال يا هلال إني أجد صفة الشجرة في كتاب الله قلت هذه الشجرة قال فنزلنا فصلينا تحتها ثم ركبنا حتى استوينا على ظاهر البيداء قلت أنت عليها قال والذي نفسي بيده إن في كتاب الله أن جيشا يؤمون البيت الحرام فإذا استووا عليها نادى آخرهم أولهم ادفعوا فخسف بهم وبأمتعتهم وأموالهم وذراريهم إلى يوم القيامة ثم خرجنا حتى إذا انهبطت رواحلنا قال يا هلال إني أجد صفة الروحاء قال قلت الآن دخلنا الروحاء
673 - حدثنا عفان قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي & قال يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر فتأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام فيغروهم جيش من أهل الشام فإذا كانوا بالبيد خسف بهم ثم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم الله فالخائب من خاب من غنيمة كلب
674 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو المهزم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال يجيء جيش من قبل الشام حتى يدخل المدينة فيقتلون المقاتلة ويبقرون بطون النساء ويقولون للحبلى في البطن اقتلوا صبابة الشر فإذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم فلا يدرك أسفلهم أعلاهم ولا أعلاهم أسفلهم قال أبو المهزم فلما جاء جيش حبيش ابن دلجة قلنا هم فلم يكونوا هم
675 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال أنبأنا علي بن زيد عن الحسن عن أم سلمة رضي الله عنهما قالت بينما النبي & مضطجع في بيته إذا احتفز جالسا فجعل يسترجع فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لك توجع قال جيش من أمتي يجوز من قبل الشام يؤمون البيت لرجل منعه الله منهم حتى إذا علوا البيداء من ذي الحليفة خسف بهم ومصادرهم شتى قلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله كيف يخسف بهم جميعا ومصادرهم شتى قال إن منهم من جبر من يكرهه فيجيء مكرها
676 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن
____________________
(1/186)
يوسف بن سعد عن عائشة رضي الله عنها بمثله
677 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني ابن لهيعة عن بسر بن لخم المعافري قال سمعت أبا فراس يقول سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول إذا خسف بالجيش بالبيداء فهو علامة خروج المهدي ( خبر أصحاب الإفك )
678 - حدثنا الحسين بن إبراهيم قال حدثنا فليح بن سليمان الأسلمي عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص الليثي وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة زوج النبي & ورضي عنها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله منه قال الزهري وكلهم حدثني بطائفة من حديثها وبعضهم أوعى له من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل رجل منهم الحديث الذي حدثني عن عائشة رضي الله عنها وبعض حديثهم يصدق حديث بعض ذكروا أن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي & إذ أراد أن يخرج لسفر أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه قالت فأقرع بيننا في غزوة عزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعدما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله & من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد من جزع قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلونني فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن ولم يغشهن اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه خفة الهودج فاحتملوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس فيها أحد فأقمت بمنزلي الذي كنت فيه فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتيت الجيش بعد ما نزلوا في نحر الظهيرة فهلك في من هلك وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي بن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر
____________________
(1/187)
بشيء من ذلك ويريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله & اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل علي فيسلم ثم يقول كيف تيكم فذاك الذي يريبني ولا أشعر حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم نمشي فعثرت في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت يا هنتاه أولم تسمعي ما قالوا فقلت وما قالوا فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله & ثم قال كيف تيكم فقلت له ائذن لي آتي أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي فأتيت أبوي فقلت لأمي ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها القول فقلت سبحان الله ولقد تحدث الناس بهذا قالت فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبح ودعا رسول الله & علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث عليه الوحي حتى يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعلمه من براءة أهله وبالذي يعلمه في نفسه من الود لهن فقال أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا وأما علي رضي الله عنه فقال لم يضيق الله عليك يا رسول الله والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله & بريرة فقال يا بريرة هل رأيت منها شيئا يريبك قالت لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا أعمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فيأتي الداجن فيأكله قالت فقام رسول الله & من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي قالت فقام سعد بن معاذ فقال يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتلمته الحمية على أن قال كذبت لعمر الله ما تقتله ولا تقدر على قتله فقال أسيد بن حضير كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تماري عن المنافقين قال فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله & على المنبر قال فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت وبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلة ويوما حتى أظن أن البكاء فالق كبدي فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي قالت بينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله & فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل فيَّ ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني قالت فتشهد ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسوف يبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي
____________________
(1/188)
إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه وتاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله & مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي أجب عني فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله & فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله & فقالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله & قالت وأنا جارية حديثة السن وأني لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت إني والله لقد علمت أنكم قد سمعتم ما تحدث به ووقر في أنفسكم وصدقتم به وإن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت بأمر والله يعلم أني منه بريئة لتصدقني والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف إذ قال ! ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ! قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ببراءتي ولكني ما ظننت أن ينزل في شأني وحي يتلى ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم القرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يري الله رسول الله & في المنام رؤيا تبرؤني قالت فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات قالت فلما سري عن رسول الله & وهو يضحك كان أول كلمة تكلم بها أن قال يا عائشة احمدي الله فقد برأك الله قالت فقالت لي أمي قومي إلى رسول الله & فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله وأنزل الله ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ) إلى آخر الآيات كلها فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابة منه والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة فأنزل الله هذه الآية ( ولا يأتل أولو الفضل منكم ) إلى آخرها فقال أبو بكر رضي الله عنه بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه قلت وكان رسول الله & سأل زينب بنت جحش عن أمري فقال يا زينب ما علمت وما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ما رأيت عليها إلا خيرا قالت عائشة رضي الله عنها وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي & فعصمها الله بالورع
679 - وحدثنا فليح عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم بمثله
____________________
(1/189)
680 - حدثنا فليح عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد بمثله قال فليح وسمعت ناسا من أهل العلم يقولون إن أصحاب الإفك جلدوا الحد ولا نعلم ذلك
681 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن راشد بإسناده وألفاظه بمثله إلا حروفا منها من جزع أظفار ومنها لم يثقلهن ولم يُهَبّلهُن اللحم ومنها وكان صفوان من وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي ومنها فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي كليا والله ما تكلم بكلمة وما سمعت منه كلمة غير استرجاعه ومنها حتى أتيت الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ومنها أم مسطح وهي بنت أبي رهم بن عبد المطلب بن عبد مناف
682 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا الوليد بن محمد الموقري عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت غزا رسول الله & غزوة بني المصطلق وسبا يومئذ جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار وكان من شأن عائشة رضي الله عنها بلغنا أن النبي & ساهم بين نسائه في غزوة بني المصطلق أيتهن تخرج معه فخرج سهم عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما فخرج بهما معه فلما قفلوا من غزاتهم وكان بينهم وبين المدينة ليلتان مال رحل أم سلمة فأناخوا بعيرها ليصلحوا رحلها ثم جعل الهودج فيوضع على البعير ثم يشد عليه فلما غيروا رحل أم سلمة نزلت عائشة لحاجة كانت لها فسقطت قلادة كانت في عنقها من جزع أظفار يمانية فرجعت تلتمسها فوجدت القوم قد ذهبوا وظنوا أنها في الهودج قالت عائشة فقلت في نفسي لو اضطجعت في مكاني لعلهم يفقدوني فيلتمسوني فمر بها رجل من قريش يقال له صفوان بن المعطل وكان في ساقة القوم فنادى بها أيها النائم وهو يحسبني رجلا فرفعت رأسي وقد كان رآني قبل الحجاب فاسترجع ثم أناخ بعيره فعقل يديه جميعا ثم قال يا أمة إذا استويت عليه فآذنيني فلما استويت عليه آذنته فأخذ برأس الجمل ولم يكلمني حتى جاء بي إلى رسول الله & بعدما ارتفع النهار فقال عبد الله بن أبي بن سلول ما تخلفت إلا لكذا وكذا وأعانه على قوله مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وامرأة أخرى قالت عائشة رضي الله عنها وقدمنا المدينة فكثر القول في الناس في شأني وكان رجلان من أصحاب رسول الله & أحدهما زيد بن حارثة والثاني أبو أيوب الأنصاري يقولان إذا سمعا شيئا من ذلك سبحانك هذا بهتان عظيم فبلغ ذلك رسول الله & قالت عائشة رضي الله عنها
____________________
(1/190)
ورابني منه أني كنت أعرف من وده ما أعرف ثم استكتم فما يريد إلا أن يقول كيف تيكم فرابني ذلك منه ولم أعلم شيئا مما قال الناس فقالت فخرج رسول الله & فدعا رجلين من أصحابه كانا من أهله علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فقال ما تريان في عائشة فقال علي رضي الله عنه النساء كثير وقد أحل الله لك وأطاب طلق وانكح غيرها وإن تسأل عنها أم مسطح تصدقك فقال أسامة بن زيد رضي الله عنهما يا رسول الله ما علمت على أهلك إلا خيرا إن الناس ليكثرون ويكذبون وإن تسأل عنها أم مسطح تخبرك فأرسل إلى أم مسطح فقال أي امرأة تقولين في عائشة قالت ما علمنا منها إلا خيرا على أنها امرأة رقود ترقد حتى تأتي الشاة فتأكل عجين أهلها إنها لأطيب من طيب الذهب وإن كانت كما يقول الناس لتخبرنك فعجب الناس لقولها ثم جلس رسول الله & على المنبر فقال من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي والله إنهم ليقولون في رجل ما دخل بيتي إلا معي ولا أسافر سفرا إلا سافر معي فلما أمسوا من ذلك اليوم ولم أعلم ما كان في المسجد خرجت إلى ما يخرج إليه النساء من الحاجة ومعي أم مسطح معها سحبل ماء فعثرت فعقلها إزارها فقالت تعس مسطح فقالت عائشة سبحان الله سببت رجلا من المهاجرين شهد بدرا وهو ابنك قالت أوما تدرين ما قال لك قالت وما قال لي قالت زال بك السيل وما تدرين إنه قال كذا وكذا قالت عائشة فرجعت إلى بيتي قد تقلص ذلك مني ما قدرت على قضاء حاجة فبكيت من العشاء حتى أصبحت ما دخل في عيني نوم ولا جفت لي عين ثم بكيت من بكرة حتى الليل ما جفت لي عين ولا دخل في عيني نوم فلما أمسيت قلت يا رسول الله ائذن لي أن آتي أبوي قال نعم إن شئت قالت فجئت إلى أبوي فقلت لهما ألا خبرتماني حتى أعتذر إلى رسول الله & فقال لها أبو بكر رضي الله عنه والله لوددت أني لم أرك قط وددت أن لو كنت حيضة والله ما قيل ذلك في الجاهلية فكيف في الإسلام قالت والله لا يخزيك الله أبدا فقالت أمها أم رومان يا بنية اخفضي عليك شأنك والله ما كانت امرأة قط يحبها زوجها ولها ضرائر إلا يبغينها شرا قالت فدخلت النبي & فرأى في وجوههم من الحزن ما رأى فقال يا عائشة إن كنت فعلت شيئا مما قالوا فأخبريني حتى أستغفر الله لك فقالت لأبويها أجيبا رسول الله & عني قال أبو بكر رضي الله عنه والله ما أدري ما أجيب رسول الله & وما أدري ماذا أقول قالت عائشة والله لا أستغفر الله من هذا الذنب أبدا إن كنت فعلت فلا غفر الله لي وما أجد مثلي ومثلكم إلا مثل أبي يوسف حين قال ! ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ! يوسف 18 وما أذكر اسم يعقوب من الأسف قالت وبكيت فأخذ رسول الله & كهيئة ما يعتريه قال أبو بكر رضي الله عنه ادني من رسول الله & فقلت والله لا أمسه فسرى عن رسول الله & وهو يضحك فقال لها أبشري إن الله قد أنزل براءتك قالت بحمد الله لا بحمدك وحمد صاحبيك فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لا
____________________
(1/191)
أنفع مسطحا أبدا افترى على ابنتي فأنزل الله ( ولا يأتل أولو الفضل منكم السعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) النور 22 فكفر أبو بكر رضي الله عنه عن يمينه وأحسن إلى مسطح بعد وزاده على ما كان يصنع إليه ونزل في عائشة رضي الله عنها في سورة النور بعد الفتنة ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) إلى قوله ! ( لهم مغفرة ورزق كريم ) ! النور 11 - 26
683 - حدثنا أبو عمران الرازي حفص بن عمر قال حدثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أثبت لحديثها من بعض وأحسن له قصصا عن عائشة فذكر نحو حديث فليح ولم يقل بني المصطلق إلا أنه قال وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن فذكر نحوه
684 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن هشيم عن عائشة رضي الله عنها قالت دخلت علي أم مسطح فخرجت إلى حين لحاجة فوطئت أم مسطح على عظم أو شوكة فقالت تعس مسطح فقلت بئس ما قلت ابنك ورجل من أصحاب النبي & فقالت أشهد أنك من الغافلات المؤمنات أتدرين ما قد طار عليك قلت لا والله قالت متى عهد رسول الله & بك فقالت رسول الله & يصنع في أزواجه ما أحب يدني من أحب منهن ويرجي من أحب منهن قالت فإنه قد طار عليك كذا وكذا قالت فخررت مغشية علي فبلغ أمري أمي فلما بلغها أن عائشة قد بلغها الأمر أتتني فحملتني فذهبت بي إلى بيتها فبلغ رسول الله & أن عائشة قد بلغها الأمر فجاء إليها فدخل عليها وجلس عندها وقال يا عائشة إن الله قد قد وسع التوبة قالت فازددت شرا إلى ما بي فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو بكر فدخل علي فقال يا رسول الله ما تنتظر بهذه التي قد خانتك وفضحتني قالت فازددت شرا إلى شر قالت فأرسل إلى علي رضي الله عنه فقال يا علي ما ترى في عائشة قال الله ورسوله أعلم قال لتخبرني ما ترى فيها قال قد وسع الله في النساء فأرسل إلى بريرة جاريتها فسلها فعسى أن تكون قد أطلعت على شيء من أمرها فأرسل إلى بريرة فجاءت فقال لها أتشهدين أني رسول الله قالت نعم قال فإني سائلك عن شيء فلا تكتميني قالت يا رسول الله ما شيء تسألني عنه إلا أخبرتك ولا أكتمك إن شاء الله شيئا قال هل رأيت
____________________
(1/192)
منها شيئا تكرهينه قالت لا والذي بعثك بالنبوة ما رأيت منها منذ كنت عندها إلا خلة قال ما هي قالت عجنت عجينة لي فقلت يا عائشة احفظي هذه العجينة حتى أقتبس نارا فأختبز فقامت تصلي فغفلت عن العجينة فجاءت الشاة فأكلتها قالت فأرسل إلى أسامة فقال يا أسامة ما ترى في عائشة قال الله ورسوله أعلم قال لتخبرني ما ترى فيها قال فإني أرى أن تسكت عنها حتى يحدث الله إليك فيها قالت فما كان إلا يسيرا حتى نزل الوحي فلما نزل فرئي في وجه رسول الله & السرور وجاء عذرها من الله فقال رسول الله & أبشري يا عائشة ثلاث مرار فقد أتاك الله بعذرك قالت فقلت بغير حمدك وحمد صاحبك قالت فعند ذلك تكلمت قالت وكان إذا أتاها قال كيف تيكم
685 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا هشام بن عروة عن عروة أن عائشة رضي الله عنها قالت لقد تحدث الناس بهذا الأمر وشاع فيهم فقام فيهم رسول الله & خطيبا وما أشعر به فدخل رسول الله & في نفر من أصحابه على جارية لي نوبية فقال يا فلانة ما تعلمين عن عائشة فقالت والله ما أعلم منها عيبا إلا أنها تنام فتدخل الشاة فتأكل خميرتها فقال ليس غير هذا أسألك فقالت نعم فسلني فلما فطنت لما يريد قالت سبحان الله ولا علمت من عائشة إلا ما يعلم الصايغ من التبر الأحمر فخرج رسول الله & إلى المسجد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فأشيروا علي معشر المسلمين في قوم آبنوا أهلي وما علمت عليهم من سوء قط آبنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ما بقيت إلا وهو معي ولا دخل بيتي إلا وأنا شاهد فقال سعد بن معاذ يا رسول الله أرى أن تضرب أعناقهم فقال رجل من الخزرج كذبت والله أم والله لو كان من رهطك ما أمرت بقتلهم حتى كاد أن يكون بين الخزرج والأوس كون وكان ممن تولى كبره حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش في آخرين لا يسمون وكان يتحدث به عند عبد الله بن أبي ويذيعه قالت عائشة رضي الله عنها فخرجت ذات ليلة معي أم مسطح لحاجتي فبينما هي تمشي إذ عثرت فقالت تعس مسطح فقلت سبحان الله علام تسبين ابنك وهو من المهاجرين الأولين وقد شهد بدرا ثم مشت أيضا فعثرت فقالت تعس مسطح فقلت علام تسبين ابنك وهو من المهاجرين الأولين قد شهد بدرا ثم مشت أيضا فعثرت فقالت تعس مسطح فقلت لها مثل ذلك فقالت والله ما أسبه إلا فيك فقلت وما شأني فأخبرتني فذهبت حاجتي فما أجد منها شيئا فرجعت فحممت فدخل علي رسول الله & فقال ما شأنك يا عائشة فقلت حممت يا رسول الله فأذن لي فلاتي
____________________
(1/193)
أبوي فأذن لي فذهبت فإذا أمي أسفل وإذا أبي فوق البيت يصلي فقالت أمي ما جاء بك فقلت أخبرتني أم مسطح بكذا وكذا قالت وما سمعته إلا الآن قلت لا قالت فبكت وبكيت وسمع أبي بكاءنا فنزل فقال ما شأن ابنتي فقالت إنها سمعت بذاك الخبر الآن قال أي بنية ارجعي إلى بيتك حتى نغدو عليك غدا فلما كان الغد جاء وعند النبي & امرأة من الأنصار فما منع النبي & مكانها أن يتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا عائشة فإن كنت أسأت وأخطأت فاستغفري ربك وتوبي إليه فقلت لأبي تكلم فقال لم أتكلم فقلت لأمي تكلمي فقالت لم أتكلم فحمدت الله تعالى وأثنيت عليه ثم قلت أما بعد فوالله لئن قلت لكم فعلت والله يعلم ما فعلت لتقولن قد أقرت ولئن قلت ما فعلت لتقولن كذبت والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا ما قال لعبد الصالح ! ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ! يوسف 18 ونزل الوحي على رسول الله & فما سري عنه حتى رأيت السرور بين عينيه ثم قال يا عائشة أبشري فإن الله عز وجل قد أنزل عذرك وقرأ عليها القرآن ! ( سورة أنزلناها وفرضناها ) ! النور 1 حتى أتى على هذه الآيات فقال أبواي قومي فقبلي رأس رسول الله & فقلت أحمد الله لا إياكما وقال الرجل الذي قيل له ما قيل سبحان الله والله إن كشفت كنف أنثى قط فقتل شهيدا في سبيل الله قالت وكان مسطح قريبا لأبي بكر وكان يتيما في حجره فحلف أبو بكر أن لا ينفق عليه فأنزل الله عز وجل ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ) إلى قوله ! ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) ! وكان حسان بن ثابت رضي الله عنه إذا سب عند عائشة رضي الله عنها قالت لا تسبوه فإنه كان ينافح عن رسول الله & وقالت أي عذاب أعظم من ذهاب عينيه
686 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق قال حدثني الزهري عن علقمة بن وقاص وعن سعيد بن المسيب وعن عروة بن الزبير وعن عبيد الله بن عبد الله فكل حدثني هذا الحديث وبعض القوم أوعى له من بعض وقد جمعت لك كل الذي حدثني القوم
687 - قال محمد بن إسحاق وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن حزم الأنصاري عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها فكل قد اجتمع حديثه في قصة خبر عائشة رضي الله عنها عن نفسها حين قال لها أهل الإفك ما قالوا قالت كان رسول الله & إذا أراد سفر أقرع بين نسائه
____________________
(1/194)
فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه كما كان يصنع فخرج سهمي عليهن فخرج بي معه قالت قال وكان النساء إذ ذاك إنما يأكلن العلق فلم يهجهن اللحم فيثقلن وكنت إذا رحل لي بعيري جلست في هودجي ثم يأتيني القوم ويحملونني فيأخذون بأسف الهودج فيرفعونه فيضعونه على ظهر البعير فيشدونه بحباله ثم يأخذون برأس البعير فينطلقون به فلما فرغ رسول الله & من سفره ذلك وجه قافلا حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا فبات به بعض الليل ثم أذن في الناس بالرحيل فارتحل الناس وخرجت لبعض حاجتي وفي عنقي عقد فيه جزع ظفار فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمس ما في عنقي فلم أجده وقد أخذ الناس في الرحيل فرجعت إلى مكاني فالتمسته حتى وجدته وجاء القوم خلافي الذين كانوا يرحلون بي البعير وقد فرغوا من رحلته فأخذوا الهودج وهم يظنون أني فيه كما كنت أصنع فاحتملوه فشدوه على البعير ولم يشكوا أني فيه ثم أخذوا برأس البعير فساروا به فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب فانطلق الناس قالت فتلففت بجلبابي ثم اضطجعت في مكاني وعرفت أني لو افتقدت قد يرجع إلي فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطل السلمي قد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته فلم يبت مع الناس فرأى سوادي فأقبل حتى وقف علي وقد كان يراني قبل أن يضرب علينا الحجاب فلما رآني قال إنا لله وإنا إليه راجعون ظعينة رسول الله & وأنا متلففة في ثيابي فقال ما خلفك يرحمك الله قالت فما كلمته قالت ثم قرب البعير فقال اركبي واستأخر عني فركبت فأخذ برأس البعير وانطلق سريعا يطلب الناس فوالله ما أدركنا الناس وما افتقدت حتى أصبحت ونزل الناس فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي فقال أهل الإفك ما قالوا فارتجف العسكر ووالله ما أعلم بشيء من ذلك ثم قدمنا المدينة فلم أمكث أن اشتكيت شكوى شديدة ولا يبلغني من ذلك شيء وقد انتهى الحديث إلى رسول الله & وإلى أبوي ولا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا إلا أني قد أنكرت من رسول الله & بعض لطفه بي كنت إذا اشتكيت رحمني ولطف بي فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك فقد أنكرت ذلك منه كان إذا دخل وعندي أمي تمرضني قال كيف تيكم لا يزيد على ذلك حتى وجدت في نفسي فقلت يا رسول الله حين رأيت ما رأيت من جفائه لي لو أذنت لي فانتقلت إلى أمي فمرضتني فقال لا عليك قالت فانتقلت إلى أمي ولا أعلم بشيء مما كان حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة وكنا قوما لا نتخذ الكنف في بيوتنا التي يتخذها الأعاجم نعافها ونكرهها إنا كنا نذهب في فسح المدينة وإنما كانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مسطح بنت أبي رهم ابن عبد المطلب بن عبد مناف وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قالت فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها فقالت تعس مسطح قالت فقلت بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد
____________________
(1/195)
بدرا قالت أوما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر قالت قلت وما الخبر فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك قلت أوقد كان هذا قالت نعم والله لقد كان قالت فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجة ورجعت فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي وقلت لأمي يغفر الله لك تحدث الناس بما تحدثوا به ولا تذكرين لي شيئا من ذلك قالت أي بنية خفضي عليك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة حسناء عند رجل يحبها لها ضرائر إلا أكثرن وأكثر الناس عليها قالت وقد قام رسول الله & في الناس خطيبا ولا أعلم بذلك فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس ما بال رجال يؤذونني في أهلي ويقولون عليهم غير الحق فوالله ما علمت منهم إلا خيرا ويقولون ذلك لرجل والله ما علمته منه إلا خيرا ولا دخل بيتا من بيوتي إلا وهو معي قالت وكان كبر ذلك عند عبد الله بن أبي بن سلول في رجال من الخزرج مع الذي قال مسطح وخمنة بنت جحش وذلك أن أختها زينب بنت جحش كانت عند رسول الله & ولم تكن من نسائه امرأة كانت تناصيني في المنزلة عنده غيرها فأما زينب فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا وأما أختها حمنة فأشاعت من ذلك ما أشاعت تضادني لأختها فشقيت بذلك فلما أن قال رسول الله & تلك المقالة قال أسيد بن حضير أحد بني عبد الأشهل يا رسول الله إن يكونوا من الأوس نكفيكهم وإن يكونوا من إخواننا من الخزرج فمرنا بأمرك فوالله إنهم لأهل أن تضرب أعناقهم فتكلم سعد بن عبادة وكان قبل ذلك يُرى رجلا صالحا فقال كذبت لعمر الله لا تضرب أعناقهم أم والله ما قلت هذه المقالة إلا أنك تعرف أنهم من الخزرج ولو كانوا من قومك ما قلت هذا فقال أسيد بن حضير كذبت لعمر الله ولكنك منافق تجادل عن المنافقين قالت وتساور الناس حتى كاد يكون بين هذين الحيين من الأوس والخزرج شر ونزل رسول الله & فدخل علي فدعا علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد فاستشارهما فأما أسامة فأثنى خيرا وقاله ثم قال يا رسول الله أهلك ولا نعلم منهم إلا خيرا وهذا الكذب الباطل وأما علي فإنه قال يا رسول الله إن النساء كثير وإنك لقادر على أن تستخلف وسل الجارية فإنها ستصدقك فدعا رسول الله & بريرة ليسألها فقام إليها علي فضربها ضربا شديدا وقال اصدقي رسول الله & فتقول والله ما أعلم إلا خيرا وما كنت أعيب على عائشة شيئا إلا أني كنت أعجن عجيني فآمرها أن تحفظه فتنام عنه فتأتي الشاة فتأكله قالت ثم دخل علي رسول الله & وعندي أبواي وعندي امرأة من الأنصار وأنا أبكي وهي تبكي معي فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا عائشة إنه قد كان ما بلغك من قول الناس فاتقي الله فإن كنت قارفت سوءا مما يقول الناس فتوبي إلى الله فإن الله يقبل التوبة على عباده قالت فوالله إن هو إلا أن قال لي ذلك فقلص دمعي حتى ما أحس منه شيئا وانتظرت أبوي أن يجيبا عني رسول الله & فلم يتكلما قالت وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي وأصغر شأنا من أن ينزل الله في قرآنا يقرأ به في المساجد ويصلى به ولكني كنت
____________________
(1/196)
أرجو أن يرى رسول الله & في نومه شيئا يكذب الله به عني لما يعلم من براءتي أو يخبر خبرا فأما قرآن ينزل في فوالله لنفسي كان أحقر عندي من ذلك قالت فلما لم أر أبوي يتكلمان قلت لهما ألا تجيبان رسول الله & فقالا والله ما ندري بماذا نجيبه قالت وأيم الله لا أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر في تلك الأيام قالت فلما استعجما علي استعبرت فبكيت ثم قلت والله لا أتوب إلى الله مما ذكرت أبدا والله يعلم أني منه بريئة لأقولن ما لم يكن ولئن أنا أنكرت ما يقولون لا تصدقونني قالت ثم التمست اسم يعقوب فما أذكره قلت ولكني سأقول كما قال أبو يوسف ! ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ! يوسف 3 قالت فوالله ما برح رسول الله & من مجلسه حتى تغشاه من الله ما كان يتغشاه فسجي بثوبه ووضعت له وسادة من أدم تحت رأسه فأما أنا حين رأيت من ذلك ما رأيت ما فزعت كثيرا ولا باليت قد عرفت أني بريئة وأن الله غير ظالمي وأما أبواي فوالذي نفس عائشة بيده ما سري عن رسول الله & حتى ظننت أن أنفسهما ستخرج فرقا من أن يأتي من الله تحقيق ما قال الناس قالت ثم سري عن رسول الله & فجلس وإنه ليتحدر منه مثل الجمان في يوم شات فجعل يمسح العرق عن جبينه ويقول أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك قالت فقلت بحمد الله دونكم ثم خرج إلى الناس فخطبهم وتلا عليهم ما أنزل الله في القرآن في ثم أمر بمسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش وكانوا ممن أفصح بالفاحشة فضربوا حدهم
688 - قال محمد بن إسحاق حدثني ابن إسحاق بن يسار عن بعض رجال بني النجار أن أبا أيوب خالد بن زيد قالت له امرأته أم أيوب يا أبا أيوب ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة قال بلى وذلك الكذب أكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك قالت لا والله ما كنت أفعله قال فعائشة خير منك قالت فلما أنزل الله القرآن ذكر الله من قال من أهل الفاحشة ما قال ومن أهل الإفك فقال ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ) النور 11 وذلك حسان بن ثابت وأصحابه الذي قالوا ما قالوا ثم قال ! ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ) ! النور 12 أي فقالوا كما قال أبو أيوب وصاحبته ثم قال ! ( إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) ! النور 15 فلما نزل هذا في عائشة رضي الله عنها وفي من قال لها ما قال قال أبو بكر رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ولا أنفعه بنافعة أبدا بعد إذ قال لعائشة وأدخل عليها ما
____________________
(1/197)
أدخل فأنزل الله في ذلك ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) النور 22 قال أبو بكر بلى والله والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه وقال والله لا أنزعها أبدا
689 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان في قوله ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة ) النور 22 قال كانت أم مسطح عند عائشة رضي الله عنها فقالت أم مسطح تعس مسطح فقالت عائشة لم تقولين هذا لرجل من المهاجرين قالت أوما تعلمين ما قد قيل وكان مسطح فيمن قال لعائشة وكان يتيما في حجر أبي بكر فقال أبو بكر لا أنفعه بقليل أو لا كثير قال أبو بكر رضي الله عنه فأنزل الله ( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله ) إلا أنه قال رضي الله عنه لأكونن لليتيم خير ما كنت
690 - حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا مالك بن معول عن أبي حصين عن مجاهد قال لما نزل عذر عائشة رضي الله عنها قام إليها أبو بكر رضي الله عنه فقبل رأسها فقالت بحمد الله لا بحمدك فهلا عذرتني يا أبه قال وكيف أعذرك يا بنية بما لا أعلم وأي أرض تقلني وأي سماء تظلني يوم أقول بما لا أعلم
691 - حدثنا هارون بن عبد الله قال حدثنا عبد الرزاق بن همام عن معمر عن الزهري قال كنت عند الوليد بن عبد الملك فقال فقال ! ( الذي تولى كبره ) ! على بن أبي طالب فقلت كلا يا أمير المؤمنين أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعلقمة بن وقاص عن عائشة رضي الله عنها قالت الذي تولى كبره عبد الله بن أُبي قال فما كان جرمه قلت أخبرني رجال من قومك أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن عائشة رضي الله عنها قالت كان مسيئا في أمري
692 - حدثنا ابن أبي عدي عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزل عذري قام رسول الله & على المنبر فذكر ذلك وتلا القرآن فلما نزل أمر برجلين وامرأة يضربوا حدهم
____________________
(1/198)
693 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنه قال جلد رسول الله & الذين قالوا لعائشة رضي الله عنها ما قالوا ثمانين ثمانين حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش
694 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن أشعث بن إسحاق القمي قال الذين قذفوا عائشة رضي الله عنها حسان بن ثابت وعبد الله بن أُبي وحمنة بنت جحش ومسطح بن أثاثة فجلدهم النبي &
695 - حدثنا أبو عاصم النبيل قال حدثنا الحسن بن زيد العلوي عن عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله & ضرب حسانا ومسطحا قال أبو عاصم فقلت له والمرأة فقال والمرأة الحد
696 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عتاب بن بشير عن حصيف عن سعيد ! ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات ) ! النور 23 قال نزلت في عائشة رضي الله عنها خاصة
697 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن حصيف قال قلت لسعيد بن جبير ! ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات ) ! فيمن نزلت قال في عائشة رضي الله عنها خاصة
698 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن سلمة بن نبيط عن الضحاك قال نزلت في أزواج النبي & خاصة
حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا هشيم عن العوام عن شيخ من بني أسد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه فسر سورة النور فلما انتهى إلى هذه الآية ! ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ) ! النور 23 قال هذا في عائشة وأزواج النبي & وهي منهن وليس لهم توبة ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة
____________________
(1/199)
شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا ) النور 4 - 5 قال فجعل لهؤلاء توبة ولم يجعل لمن قذف أزواج النبي & توبة قال فهم بعض القوم أن يقوم إليه فيقبل رأسه من حسن ما فسر هذه السورة
699 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا علي بن مجاهد عن الشعبي عن أبي معشر عن أفلح بن عبد الله عن الزهري عن عروة بن وقاص وسعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة رضي الله عنها قالت كان زيد بن حارثة وأبو أيوب إذا سمعا من ذلك شيئا قالا سبحانك هذا بهتان عظيم
700 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه رضي الله عنه أن النبي & خطب فقال كيف ترون في رجل يخاذل بين أصحاب رسول الله & ويسيء القول لأهل رسول الله & وقد برأهم الله ثم قرأ ما أنزل الله في براءة عائشة قال سعد بن معاذ إن كان منا قتلناه وإن كان من غيرنا جاهدناه قال سعد بن عبادة أما والله ما تقدر على ذلك ولا تستطيعه وقال محمد بن سلمة أتتكلم دون منافق عدو الله فقال أسيد بن حضر فيم تكثرون دعونا من هذا بيننا وبينه أن يأمر رسول الله & ثم لننظر هل يمنعه فلم تبرح القالة حتى تداعوا بالأوس والخزرج فنزل القرآن في ذلك ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ) النساء 88 فلم يكن بعد الآية تبصرة ولا يتكلم فيه أحد لقد كان رجل من بني ثعلبة يأتيه وهو جالس في المسجد فيأخذ بلحيته فيقول أخرج منا فقد أختيتنا فيقول ما أحد ينصرني من أسود بني ثعلبة هذا فما يتكلم فيه أحد
701 - حدثنا القعنبي قال حدثنا العزيز بن محمد عن محمد بن زيد بن أسلم عن ابن سعد بن رفعه وأن هذه الآية نزلت ( فما لكم في المنافقين فئتين ) النساء 88 قال خطب النبي & الناس فقال من لي ممن يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني فقام سعد بن معاذ فقال إن كان منا يا رسول الله قتلته وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فأطعناك فقام سعد بن عبادة فقال فإنك طاعة رسول الله & يا بن معاذ ولقد عرفت ما هو
____________________
(1/200)
منك فقال أسيد بن حضير إنك يا بن عبادة منافق تحب المنافقين فقام محمد بن مسلمة فقال اسكتوا أيها الناس فإن فينا رسول الله & وهو يأمرنا فيعقد أمره فأنزل الله ! ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ) !
702 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق قال ثم إن صفوان بن المعطل اعترض حسان بالسيف حين بلغه ما كان يقول فيه وقد كان حسان قال شعرا في ذلك يمرض بابن المعطل فيه وبمن أسلم من العرب من مضر فقال ( أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البلد ) ( ما البحر حين تهب الريح شامية ** فيغطئل ويرمي العبر بالزبد ) ( يوما بأغلب مني حين تبصرني ** أفري من الغيظ فري العارض البرد ) ( أما قريش فإني لن أسالمهم ** حتى ينيبوا من الغياث للرشد ) ( ويتركوا اللات والعزى بمعزلة ** ويسجدوا كلهم للواحد الصمد ) ( ويشهدوا أن ما قال الرسول لهم ** حق ويوفوا بعهد الله والوكد ) ( أبلغ عبيدا بأني قد تركت له ** من خير ما يترك الآباء للولد ) ( الدار واسطة والنخل شارعة ** والبيض ترفل في الثني كالبرد ) قال فاعترضه صفوان بن المعطل فضربه بالسيف ثم قال كما حدثني يعقوب بن عتبة ( تلق ذباب السيف عني فإنني ** علام إذا هوجيت لست بشاعر ) قال أبو زيد بن شبة وفيها مما ليس في رواية إسماعيل ( جاءت مزينة من عمق لتخرجني ** أخسا مزين ففي أعناقكم قدر ) ( ما للقتيل الذي أعدوا فآخذه ** من دية فيه يعطاها ولا قدد ) وقال ( جاءت مزينة من عمق لتنصرهم ** أخسا مزين وفي أستاهك الفتل ) ( فكل شيء سوى أن يدركوا أمرا ** أو تدركوا شرفا من شأنكم جلل ) ( قوم مدانيس لا يمشي بعقوتهم ** جار وليس لهم في موطن بطل )
____________________
(1/201)
703 - حدثنا أحمد بن عيسى قال وحدثنا عبد الله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب أن صفوان بن المعطل ضرب حسان بن الفريعة بالسيف في عهد النبي & في هجاء هجاه حسان فلم يقطع النبي & يده قال حسان حين برئ القود فأبى النبي & أن يقيده وقال إنك قلت قولا شينا وعقل رسول الله & جرحه ذلك
704 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق قال وحدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن ثابت بن قيس بن شماس أخا بني الحارث بن الخزرج وثب على صفوان حين ضرب حسان فجمع يده إلى عنقه بحبل ثم انطلق إلى دار الحارث بن الخزرج فلقيه عبد الله بن رواحة فقال ما هذا قال ما أعجبك ضرب حسان بالسيف فوالله ما أراه إلا قد قتله فقال له عبد الله هل علم رسول الله & شيئا مما صنعت قال لا قال والله لقد اجترأت ثم قال أطلق الرجل فأطلقه ثم أتى رسول الله & فذكر ذلك له فدعا حسان وابن المعطل فقال ابن المعطل يا رسول الله آذاني وهجاني فاحتملني الغضب فضربته فقال رسول الله & لحسان يا حسان أتشوهت على قومي أن هداهم الله للإسلام ثم قال أحسن يا حسان في الذي أصابك قال هي لك يا رسول الله فأعطاه رسول الله & عوضا منها بير حاء وهي قصر بني حديلة اليوم بالمدينة كانت مالا لأبي طلحة بن سهل تصدق بها إلى رسول الله & فأعطاها حسان في ضربته وأعطاه سيرين أمة قبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان وكانت عائشة رضي الله عنها تقول لقد سئل عن ابن المعطل فوجدوه رجلا حصورا ما يأتي النساء ثم قتل بعد ذلك شهيدا وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه يعتذر من الذي كان قال في شأن عائشة رضي الله عنها ( حصان رزان ما تزن بربية ** وتصبح غرثى من لحوم الغوافل ) ( فإن كنت قد قلت الذي قد زعمتم ** فلا رفعت سوطي إلي أناملي ) ( فكيف وودي ما حييت ونصرتي ** لآل رسول الله زين المحافل ) ( فإن الذي قد قيل ليس بلائط ** ولكنه قول امرئ بي ما حل ) قال وقال قائل من المسلمين في ضرب حسان وأصحابه من قريتهم عليها ( لقد ذاق حسان الذي كان أهله ** وحمنة إذ قالوا هجيرا ومسطح ) ( تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم ** وسخطه ذي العرش الكريم فأترحوا )
____________________
(1/202)
( وآذوا رسول الله فيها فجللوا ** مخازي تبقى عمموها وفضحوا ) ( وصبت عليهم محصدات كأنها ** شآبيب قطر من ذرا المزن تسفح ) وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لمسطح وكان اسمه عوف ومسطح لقب ( يا عوف ويحك هلا قلت عارفة ** من الكلام ولم تتبع بها طمعا ) ( وأدركتك حميا معشر أنف ** ولم يكن قاطعا يا عوف من قطعا ) ( أما حديث من الأقوام إذ حشدوا ** فلا تقول ولو عاينته قذعا ) ( لما رأيت حصانا غير مقرفة ** أمينة الجيب لم يعلم لها خمعا ) ( في من رماها وكنتم معشرا أفكا ** في سيء القول من لفظ الخن شرعا ) ( فأنزل الله عذرا في براءتها ** وبين عوف وبين الله ما صنعا ) ( فإن أعش أجز عوفا عن مقالته ** شر الجزاء بما ألفيته صنعا )
705 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل وعلي بن مجاهد وإبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما كان من أمر عقدي ما كان وقال أهل الإفك ما قالوا وخرجت مع النبي & في سفرة أخرى سقط أيضا عني عقدي فحبس علي التماسه وطلع الفجر فلقيت من أبي بكر ما شاء الله وقال في كل سفرة تكونين بلاء وعناء وليس مع الناس ماء فأنزل الله عز وجل الرخصة بالتيمم فقال أبو بكر رضي الله عنه أم والله يا بنية إنك لما علمت لمباركة
706 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا يونس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عمار بن ياسر كان يحدث أن الرخصة التي أنزل الله في الصعيد إنما نزلت في ليلة حبست عائشة الناس هي مع رسول الله & عن الرحيل من أجل عقد لها من جزع أظفار حبسته في ابتغائه حتى ذهب من الليل ما شاء الله وليس مع الناس ما يتوضأون به للصلاة فأتى أبو بكر عائشة رضي الله عنها فتغيظ عليها وقال حبست الناس وليس معهم ما يتوضأون للصلاة فأنزل الله عز وجل الرخصة في التيمم بالمسح بالصعيد الطيب فقال حين أنزلت يا بنية إنك ما علمت لمباركة
____________________
(1/203)
707 - حدثنا أبو عمران الداري قال حدثنا معتمر بن ميسرة بن إسحاق عن سعيد بن جبير قال ذكر حسان عند عائشة رضي الله عنها فتناولوه فقالت لا تسبوا حسانا فقالوا يا أم المؤمنين أوليس من الذين قال الله تبارك وتعالى ! ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ) ! النور 19 قالت أوليس من العذاب الأليم ذهاب بصره ( خبر عبد الله بن أبي بن سلول )
708 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال خرج عبد الله بن أُبي في عصابة من المنافقين مع رسول الله & في غزوة بني المصطلق فلما رأى كأن الله قد نصر رسوله وأصحابه أظهروا قولا سيئا في منزل نزله رسول الله & وكان في أصحاب رسول الله & رجل يقال له جعال وهم زعموا أحد بني ثعلبة ورجل من بني غفار يقال له جهجاه فعلت أصواتهما واشتد جهجاه على المنافقين ورد عليهم وزعموا أن جهجاه خرج بفرس لعمر رضي الله عنه يسقيه وكان أجيرا لعمر رضي الله عنه ومع جعال فرس لعبد الله بن أُبي فأوردوهما الماء فتنازعوا على الماء واقتتلوا فقال عبد الله بن أُبي هذا ما جازونا به آويناهم ومنعناهم ثم هؤلاء يقاتلون وبلغ حسان بن ثابت الذي كان بين جهجاه الغفاري وبين الفتية الأنصاريين فغضب وقال وهو يريد المهاجرين من القبائل الذين يقدمون على رسول الله & للإسلام ( أمسى الجلابيب قد عزوا وقد كثروا ** وابن الفريعة أمسى بيضة البلد ) فخرج رجل من بني سليم مغضبا من قول حسان رضي الله عنه فلما خرج ضربه حتى قيل قتله ولا يراه إلا صفوان بن المعطل فإنه بلغنا أنه ضرب حسان بالسيف فلم يقطع رسول الله & يده لضرب السلمي حسان فقال خذوه فإن هلك حسان فاقتلوه فأخذوه فأسروه وأوثقوه وبلغ ذلك سعد بن عبادة فخرج في قومه فقال أرسلوا الرجل فأبوا عليه فقال عمر رضي الله عنه أثم إلى قوم رسول الله تشتمون وتؤذونهم وقد زعمتم أنكم نصرتموهم فغضب سعد لرسول الله & ولقومه فنصرهم وقال أرسلوا الرجل وأبوا عليه حتى كاد يكون بينهم قتال ثم أرسلوه فخرج به سعد إلى أهله فكساه حلة ثم أرسله فبلغنا أن السلمي دخل المسجد ليصلي فيه فرآه رسول الله & فقال من كساك كساه الله من ثياب الجنة قال كساني سعد بن عبادة
____________________
(1/204)
وقال عبد الله بن أُبي والله لولا نفقتكم على هؤلاء السفهاء الذي ليس لهم شيء إلا ما ركبوا رقابكم وما خرج معهم رجل واحد منهم وللحقوا بعشائرهم فالتمسوا العيش ولو أنا قد رجعنا إلى المدينة لقد أخرج الأعز منها الأذل فأحصى الله عز وجل عليه ما قال وسمع زيد بن أرقم رجل من بني الحارث بن الخزرج قول عبد الله بن أُبي فأخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأتى رسول الله & فقال يا رسول الله هل لك في ابن أُبي فإنه يقول آنفا والله لولا نفقتكم على هؤلاء السفاء الذين ليس لهم شيء إلا ما ركبوا رقابكم وما اتبعه منهم رجل وللحقوا بعشائرهم فالتمسوا العيش ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل أخبرني زيد بن أرقم أنه سمع هذا منه فابعث إليه يا رسول الله عباد بن بشر أخا بني عبد الأشهل أو معاذ بن عمرو بن الجموح فليقتله فكره رسول الله & قوله فلما رأى ذلك عمر رضي الله عنه سكت وتحدث أهل عسكر رسول الله & بكلمة عبد الله بن أُبي وأفاضوا فيها فأذن مكانه بالرحيل ولم يتقار في منزله ولم يكن إلا أن نزل فارتحل فلما استقل الناس قالوا ما شأن رسول الله & لم يتقار في منزله لقد جاءه خبر لعله أغير على المدينة وما فيها فبعث النبي & إلى ابن أُبي فسأله عما تكلم به فحلف بالله ما قال من ذلك شيئا فقال النبي & إن كان سبق منك قول شيء فتب فجحد وحلف فوقع رجل يزيد بن أرقم وقالوا أسأت بابن عمك وظلمته ولم يصدقك رسول الله & فبينما هم يسيرون رأوا النبي & يوحى إليه فلما قضى الله قضاءه في موطنه وسري عنه نظر فإذا هو يزيد بن أرقم فأخذ بأذنه فعصرها حتى استشرف القوم بفعل رسول الله & ولا يدرون ما شأنه فقال أبشر فقد صدق الله حديثك فقرأ عليه سورة المنافقين حتى بلغ ما أنزل الله في ابن أُبي ! ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) ! إلى قوله ! ( ولكن المنافقين لا يعلمون ) ! المنافقون 7 - 8 فلما نزل رسول الله & بقباء من طريق عمق سرح الناس ظهرهم وأخذتهم ريح شديدة حتى أشفق وقال الناس يا رسول الله ما شأن هذه الريح فزعموا أنه قال مات اليوم منافق عظيم النفاق ولذلك عصفت وليس عليكم منها بأس إن شاء الله وكان موته غائظا للمنافقين قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فرجعنا إلى المدينة فوجدنا منافقا عظيم النفاق مات يومئذ وسكنت الريح آخر النهار فجمع الناس ظهرهم وفقدت راحلة رسول الله & من بين الإبل فسعى لها الرجال يلتمسونها فقال رجل من المنافقين كان في رفقة من الأنصار أين يسعى هؤلاء الرجال قال أصحابه يلتمسون راحلة رسول الله & فقال المنافق ألا يحدثه الله بمكان راحلته فأنكر عليه أصحابه ما قال وقالوا قاتلك الله نافقت فلم خرجت وهذا في نفسك لا صحبتنا ساعة فمكث المنافق معهم شيئا ثم قام وتركهم فعمد لرسول الله & فسمع الحديث فوجد الله قد حدثه حديثه فقال رسول الله & والمنافق يسمع إن رجلا من المنافقين شمت أن ضلت ناقة رسول الله وقال ألا يحدثه الله
____________________
(1/205)
بمكان ناقته وإن الله قد أخبرني بمكانها ولا يعلم الغيب إلا الله وإنها في الشعب المقابل لكم قد تعلق زمامها بشجرة فعمدوا إليها فجاءوا بها وأقبل المنافق سريعا حتى أتى الذين قال عندهم ما قال فإذا هم جلوس مكانهم لم يقم منهم من مجلسه فقال أتشدكم بالله هل أتى منكم أحد محمدا فأخبره بالذي قلت قالوا اللهم لا ولا قمنا من مجلسنا هذا بعد قال فإني قد وجدت عند القوم حديثي والله لكأني لم أسلم إلا اليوم وإن كنت لفي شك من شأنه فأشهد أنه رسول الله فقال له أصحابه فاذهب إليه فليستغفر لك فزعموا أنه ذهب إليه فاعترف بذنبه فاستغفر له رسول الله & ويزعمون أنه ابن اللصيت ولم يزل زعموا يفسل حتى مات
709 - حدثنا إبراهيم قال محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال حدثنا عبد الله بن الفضل أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه وقد سئل عن زيد بن أرقم فقال هو الذي يقول النبي & هو الذي أوفى الله بأذنه سمع رجلا من المنافقين يقول والنبي & يخطب لئن كان هذا صادقا لنحن شر من الحمير فقال زيد بن أرقم فقد والله صدق ولأنت شر من الحمير ثم رفع ذلك إلى رسول الله & فجحده القائل فأنزل الله على رسوله ! ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ) ! وكان ما أنزل الله من هذه الآية تصديقا لزيد
710 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا عباد بن عباد عن هشام بن عروة عن أبيه أن جلاس بن سويد قال لئن كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير فقال عمير بن سعد وكان ربيبه في حجره والله إن الذي يقول حق وإنك لشر من الحمار ورفع ذلك إلى رسول الله & فأتاه جلاس فرد قوله وكذبه وقال والله ما قلت ذاك ولقد كذب علي فأنزل الله ! ( يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ) ! الآية قال جلاس صدق يا رسول الله لقد قلت ذاك وقد عرض الله علي التوبة وإني استغفر الله وأتوب إليه مما قلت وكان حمل حمالة أو عليه دين فأداه النبي & فذلك قوله ! ( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) ! التوبة 74 فقال النبي & لعمير وفت أذنك وصدقك ربك وقال عمير لجلاس أم والله لولا أني خشيت أن ينزل في كتاب أو وحي بكتماني عليك لكتمت عليك
____________________
(1/206)
711 - حدثنا ميمون بن الأصبغ قال حدثنا الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد رضي الله عنه أخبره أن رسول الله & ركب على حمار عليه إكاف فوقه فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أُبي بن سلول وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أُبي فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين والمشركين وعبدة الأوثان واليهود وفي المسلمين عبد الله بن رواحة فلما غشت المجلس عجاجة الدابة خمر ابن أُبي أنفة بردائه ثم قال لا تغيروا علينا فسلم النبي & عليهم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله وقرأ عليهم القرآن فقال عبد الله بن أُبي أيها المرء إنه لا أحسن من حديثك هذا إن كان حقا فلا تؤذنا في مجلسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة بلى يا رسول الله فاغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون فلم يزل النبي & يخفضهم حتى سكتوا ثم ركب دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة فقال يا سعد ألا تسمع إلى ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أُبي قال كذا وكذا فقال سعد يا رسول الله اعف عنه واصفح فوالذي نزل الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرفة فذلك فعل به ما رأيت فعفى عنه النبي & وكان النبي & وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال ! ( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا ) ! آل عمران 186 الآية وقال الله ! ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا ) ! البقرة 109 وكان النبي & يتأول في العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم فلما غزا النبي & بدرا فقتل الله به من قتل من صناديد كفار قريش قال ابن أُبي بن سلول ومن معه من المشركين عبدة الأوثان هذا أمر قد توجه له فبايعوا رسول الله & على الإسلام وأسلموا
712 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا سعيد بن عبد العزيز وغيره من شيوخ أهل دمشق عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال ركب النبي & يوما حمارا بإكاف عليه قطيفة فدكية وردفه أسامة بن زيد يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج فذكر مثله إلى قوله فرد الله ذلك بالحق الذي أنزل عليك
____________________
(1/207)
713 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله ) الحجرات 9 قال أقبل رسول الله & على حمار له يسير حتى وقف على عبد الله بن أُبي بن سلول أخي بني الحبلى فراث الحمار فأمسك عبد الله على أنفه فقال إليك حمارك عن وجه الريح هكذا فوالله لقد أنتنتني فقال عبد الله بن رواحة ألحمار رسول الله & تقول هذا فوالله لهو أطيب عرضا منك قال ألي تقول هذا يا ابن رواحة فقال إي والله ومن أبيك فلم يزل الأمر بينهما حتى جاءت عشيرة هذا وعشيرة هذا فكان بينهم وحي باللطام والنعال فأراد رسول الله & أن يحجز بينهم حتى نزلت ! ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) ! إلى قوله ( حتى تفيء إلى أمر الله ) الحجرات 9 فلما نزلت عرفوا أنا الهاجرة فكفوا وأقبل بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير وكان من رهط ابن رواحة متقلد السيف فلما انتهى إلى القوم وقد تحاجزوا قال أين أُبي يا ابن أبي سعد أعلي تحمل السيف فقال والله لو أدركتكم قبل الصلح لضربتك به
714 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني عروة بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يقول غزونا مع رسول الله & وناب ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان رجل من المهاجرين لعابا فكسع أنصاريا فغضب الأنصار غضبا شديدا حتى تداعوا فقال الأنصاري يا للأنصار يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين يا للمهاجرين فقال النبي & ما بال دعوة الجاهلية فقال ما شأنهم فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري فقال دعوها فإنها خبيثة فقال عبد الله بن أُبي بن سلول قد تداعوا إن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر يا نبي الله ألا تقتل هذا الخبيث فقال النبي & لا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه
____________________
(1/208)
715 - وقد أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر رضي الله عنه يذكر هذا وزاد فيه يا معشر المهاجرين قد ابتلي بكم الأنصار ففعلوا ما قد علمتم فآووا ونصروا وأنتم مبتلون بهم فانظروا كيف تفعلون
716 - حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن الحكم عن محمد بن كعب القرظي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال كنت مع رسول الله & في غزوة فقال عبد الله بن أُبي لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت النبي & فأخبرته فحلف عبد الله بن أُبي أنه لم يكن شيء من ذلك فلامني قومي وقالوا ما أردت إلى هذا قال فانطلقت فقمت كئيبا أو حزينا فأرسل إلي نبي الله & أو فأتيت رسول الله & فقال إن الله عز وجل قد أنزل عذرك وصدقك قالت فنزلت هذه الآية ! ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) ! إلى قوله ! ( منها الأذل ) ! المنافقون 7 - 8
717 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا شجاع بن الوليد عن زهير عن ابن إسحاق عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه سمعه يقول كنا مع رسول الله & في سفر أصاب الناس فيه شدة فقال عبد الله بن أُبي لأصحابه لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله وقال ! ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) ! فأتيت النبي & فأخبرته بذلك فأرسل إلى عبد الله بن أُبي فسأله فاجتهد يمينه ما فعل فقالوا كذب زيد رسول الله & فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله تبارك وتعالى يصدقني في ! ( إذا جاءك المنافقون ) ! المنافقون 1 قال ووافاهم النبي & ليستغفر لهم فلووا رؤوسهم وقوله ! ( كأنهم خشب مسندة ) ! المنافقون 40 قالوا كانوا رجالا أجمل شيء
718 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس بن محمد عن شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة في قوله ! ( سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ) ! المنافقون 6 قال نزلت في عبد الله بن أُبي بن سلول أن غلاما من قرابته انطلق إلى نبي الله & بحديث وتكذيب عنه شديد فدعاه نبي الله & فإذا هو يحلف ويبرأ من
____________________
(1/209)
ذلك وأقبلت الأنصار على الغلام فلاموه وعزروه فقيل لعبد الله لو أتيت رسول الله & استغفر لك فجعل يلوي رأسه ويقول لست فاعلا وكذب علي فأنزل الله ما تسمعون ! ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) ! إلى قوله ! ( لا يفقهون ) ! المنافقون 7 قال هذا قوله لا تنفقوا على محمد وأصحابه حتى يدعوه فإنكم لولا أنتم تنفقون عليهم لتركوه ورحلوا عنه
719 - حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال نزل رسول الله & منزلا على منقلة أو منقلتين فأقبل رجلان رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار جهجاه بن قيس الغفاري وسنان بن وبرة الجهني حليف بني الخزرج قال فظهر الله جهجاه على الجهني وكان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه عسيف إذا نزل القوم انطلق يخنس لفرسه فانطلق العسيف فوجدهما يقتتلان قال وظهر عليه جهجاه فاستصرخ ابن وبرة بقومه حتى نادوا يا أبا الحباب لعبد الله بن أُبي فجاء عبد الله بن أُبي وقد أخذ بيد الرجلين فنظر في وجوه القوم فلم ير إلا قومه فقال هنيئا لكم يا آل الأوس ضممتم إليكم سراق الحجيج من مزينة وغفار يأكلون ثماركم ويقهرونكم في دياركم أم والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولنمسكن بأيدينا عن أثمارنا حتى يجوعوا فينفضوا من حول صاحبهم قال فرجع عسيف عمر ولم يخنس لفرسه فقال له عمر رضي الله عنه ما شأنك لم تخنس لفرسي قال العجب مررت بجهجاه وابن وبرة يقتتلان فظهر عليه جهجاه فاستصرخ ابن وبرة بقومه فجاء ابن أُبي وقد أخذ بين الرجلين فنظر في وجوه القوم فلم ير إلا قومه فقال هنيئا لكم يا آل الأوس ضممتم إليكم سراق المخيم من مزينة وغفار يأكلون ثماركم ويقهرونكم في دياركم أو والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولنمسكن بأيدينا من ثمارها حتى يجوعوا فينفضوا من حول صاحبهم قال قد سمعت قال فاندفع عمر رضي الله عنه من مكانه إلى رسول الله & وكان إذا نزل بهم منزلا صلى بهم صلاة المغرب لم يرتحل منه حتى يصلي بهم صلاة العشاء الآخرة قال فاستأذن عمر رضي الله عنه وكان ممن يتوسد رداءه مكانه أو ذراعه حتى يصلي صلاة العشاء الآخرة فاستأذن عمر رضي الله عنه فقال رسول الله & ادعه وقال يا رسول الله إن لي عسيفا أبعثه يخنس لفرسي إذا نزل القوم وإنه انطلق يخنس فوجد جهجاه وابن وبرة يقتتلان فقص عليه القصة وما قال ابن أُبي فقال رسول الله & أوقد قبلت فأمر فنودي في الناس بالرحيل فارتحلوا حتى قدموا المدينة وتحدث الناس لم يرحل رسول الله & عن مرتحله الذي كان يرتحل إلا شيء خافه أو شيء أتاه فأراد أن ينتهزه قال حتى أصبح الناس وهم يتحدثون بحديثه فبلغ رسول خافه الله & ذلك من قول الناس فقام فخطب فقال إنما عاقنا عن مرتحلنا الذي كنا
____________________
(1/210)
نرحل له قول رجل منكم عبد الله بن أُبي قال كذا وكذا قال فوثب ورقة فقال يا رسول الله ما أظعنك عن مرتحلك الذي كنت ترتحل إلا قول رجل منا فوالله الذي أنزل عليك الكتاب لئن شئت لآتينك أوله من رأسه أضعه بين يديك قال وقد كان ورقة ابن عم لعبد الله فقال فأبى ذلك رسول الله & وقال لا أحل ولكن انطلقوا فأتوني به قال فاندفعوا حتى دخلوا على ابن أُبي قالوا يا ابن أبي إن رسول الله & بلغه عنك قول فوجد عليك في نفسه فإذ أنت أتيته فاعتذر إليه مما قلت ومره فليستغفر لك فإنك ستجده رحيما قال وما بي ألست أغزو معكم إذا غزوتم وأنفق معكم إذا أنفقتم فخرج معهم إلى رسول الله & وهم يقولون له ذلك وهو يلوي رأسه إلى أصحابه جنبيه ويقول ما لي ألست أغزو معكم إذا غزوتم وأنفق معكم إذا أنفقتم حتى انتهى إلى رسول الله & وهو كذلك فقال له رسول الله & يا ابن أُبي أنت الذي تقول لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل أفأنت أعز مني قال يا رسول الله بل أنت أعز وأكرم ما ركبنا حتى ركبت وما قاتلنا حتى كنت أول قال فأنت الذي تقول لنمسكن ما بأيدينا من ثمرنا حتى يجوعوا فينفضوا عن صاحبهم أي أنك تنفق علينا قال والذي تحلف به ما قلت ونزلت ( إذا جاءك المنافقون قالوا تشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) إلى قوله ! ( ولكن المنافقين لا يعلمون ) ! المنافقون من 1 - 8
720 - حدثنا حارثة قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن عبد الله بن عبد الله بن أُبي قال يا رسول الله أقتل أبي فقال & لا تقتل أباك
721 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة في قوله ! ( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) ! المنافقون 8 قال قد قالها منافق عظيم النفاق في رجلين اقتتلا أحدهما غفاري والآخر جهني فظهر الغفاري على الجهني وكان بين جهينة والأنصار حلف فقال رجل من المنافقين وهو عبد الله بن أُبي يا بني الأوس يا بني الخزرج عليكم صاحبكم وحليفكم ثم قال والله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل سمن كلبك يأكلك والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فسعى بها بعضهم إلى رسول الله & فقال عمر رضي الله عنه يا نبي الله مر معاذا يضرب عنق هذا المنافق فقال لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه
722 - حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا عقبة بن أبي الصهباء قال سمعت محمد بن سيرين يقول كان النبي & معتكرا وكان بين رجل من الأنصار وبين رجل من
____________________
(1/211)
قريش كلام حتى اشتد بينهما واجتمع إلى كل واحد منهما ناس من أصحابه فبلغ عبد الله بن أُبي فنادى غلبني على قومي من لا قوم له أم والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخذ سيفه ثم خرج يسعى ثم ذكر هذه الآية ! ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) ! الحجرات 1 ثم رجع إلى النبي & فقال له النبي & ما لك يا عمر كأنك مغضب فقال لا إلا أن هذا المنافق ينادي غلبني على قومي من لا قوم له لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال له النبي & فأردت ماذا يا عمر قال أردت أن أعلوه بسيفي حتى يسكت قال لا تفعل ولكن ناد في الناس بالرحيل قال ترحلوا وسيروا حتى إذا كان بينه وبين المدينة يوم تعجل عبد الله بن عبد الله بن أُبي حتى أناخ على مجامع طرق المدينة وجاء الناس يدخلون وتشعبوا في الطريق حتى جاء عبد الله بن أُبي فقال له ابنه لا والله لا تدخلها حتى يأذن لك رسول الله & وتعلم اليوم من الأعز من الأذل فقال له أنت من بين الناس فقال نعم أنا من بين الناس فانصرف عبد الله حتى لقي رسول الله & فاشتكى إليه ما صنع به ابنه فأرسل رسول الله & إلى ابنه أن خل عنه فدخل فلبث ما شاء الله أن يلبث
723 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أسر رجل يوم بدر من قريش وهو كافر فكان أسيرا عند عبد الله بن أُبي بن سلول وكان عبد الله كافرا ثم أسلم فنافق فطفق ذلك الأسير يريد وليدة مسلمة تسمى معاذة لعبد الله بن أُبي فتمتنع الوليدة من أجل إسلامها من الأسير القرشي فلما بلغ ذلك عبد الله بن أُبي ضربها ليكرهها على البغاء رجاء أن تحمل من القرشي رغبة في فداء ولده فأنزل الله عز وجل ! ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ) ! النور 33 الآية
724 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زكريا عن عامر قال التي جادلت في زوجها خولة بنت الصامت وأمها معاذة التي قالت ! ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ) ! النور 33 قال كانت أمة لعبد الله بن أُبي المنافق فكان يكرهها على البغاء فكانت التوبة لها دونه
____________________
(1/212)
725 - حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم عن زكريا عن عامر في التي جادلت في زوجها خولة بنت حكيم وأمها معاذة وكانت أمة لعبد الله بن أُبي بن سلول وكان يكرهها على البغاء وكانت التوبة لها دونه خاصة يعني ! ( فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) ! النور 33
726 - حدثنا أُبي بن أبي الوزير قال حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال كانت مسيكة جارية لعبد الله بن أُبي وكان يكرهها على البغاء فقالت إن كان خيرا فقد استكثرت منه وإن كان غير ذلك فقد آن لي أن أدعه فنزلت ! ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ) ! النور 33
727 - حدثنا حبان قال حدثنا يزيد يعني ابن زريع قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عمر بن ثابت قال كانت معاذة جارية لعبد الله بن أُبي وكانت مسلمة فكان يستكرهها على البغاء فأنزل الله ! ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ) ! الآية
728 - حدثنا حبان قال حدثنا يحيى بن سعيد قال سمعت الأعمش قال حدثني أبو سفيان عن جابر رضي الله عنه في قوله ! ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ) ! قال كانت جارية لعبد الله بن أُبي يقال لها مسيكة وكان يكرهها على الزنا فأنزل الله ! ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم ) ! النور 33 هكذا يقرؤها ( وفاة عبد الله بن أُبي بن سلول )
729 - حدثنا سلمة بن إبراهيم قال حدثنا عتبة بن أبي الصهباء قال سمعت محمد بن سيرين يقول مرض عبد الله بن أُبي فاشتد مرضه فقال لابنه إني قد اشتهيت أن ألقى رسول الله & وأنت إن شئت جئت به فانطلق ابنه فقال يا رسول الله إن عبد الله بن أُبي وجع شديد الوجع ولا أظنه إلا لمآبه وقد اشتهى أن يلقاك فقال له النبي & نعم وكرامة فانطلق النبي & وانطلق معه نفر من أصحابه حتى دخلوا على عبد الله بن أُبي فقال
____________________
(1/213)
أجلسوني فأجلسوه فقال له النبي & يا عبد الله جزعا فقال يا رسول الله إني لم أدعك لتؤنبني ولكني دعوتك لترحمني فاغرورقت عين النبي & ثم قال حاجتك قال حاجتي إذا أنا مت أن تشهد علي وتكفنني بثلاثة أثواب من ثيابك وتمشي مع جنازتي وتصلي علي قال فعل ذلك النبي & كله غير أني لا أدري أصلى أم دخل القبر أم لم يدخله ثم إن هذه الآية نزلت ! ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) ! التوبة 84
730 - حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير أن النبي & عاد عبد الله بن أُبي فقال يا أبا الحباب ما أغنى عنك حب اليهود فقال عبد الله قد كان ورقة يحبهم فقال رسول الله & إن ورقة كان يحب الله ورسوله فقال للنبي & أعطني ثوبا من ثيابك فأعطاه ثوبا قال أعطني قميصك الذي يمس جلدك فأعطاه
731 - حدثنا مسلمة بن إبراهيم قال حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن عبد الله بن أُبي سأل النبي & قميصه فأعطاه إياه فقيل يا رسول الله أعطيت عبد الله بن أُبي قميصك فقال وما يدريكم لعل الله سيدخل في الإسلام من بني الخزرج كذا وكذا عدة كثيرة
732 - حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الحسن يقول سأل عبد الله بن أُبي النبي & قميصه أن يكفن فيه إباه فأعطاه إياه فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله & أتعطي هذا المنافق قميصك يكفن فيه فقال ويحك يا ابن الخطاب وما علي أن أتألف بني النجار بقميصي
733 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا هشيم عن المغيرة عن الشعبي قال لما ثقل عبد الله بن أُبي انطلق ابنه إلى النبي & فقال إن عبد الله قد احتضر وأحب أن تشهده وأن تصلي عليه فانطلق معه حتى شهده وألبسه قميصه وهو عرق وصلى عليه فقيل له أتصلي عليه يا رسول الله فقال إن الله قال ! ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) ! التوبة 80 لأستغفرن له سبعين وسبعين قال أو معاوية وأشك في الثالثة فلما انتهى إليه ابنه قال له النبي & قال الحباب قال بل أنت عبد الله بن عبد الله الحباب اسم شيطان
____________________
(1/214)
734 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن قتادة قال صلى النبي & على عبد الله بن أُبي وأعطاه قميصا من قمصه فقيل له يا رسول الله تصلي على هذا المنافق وتلبسه قميصك فقال إني لأرجو أن يسلم بقميصي ألف من بني النجار قال قتادة ثم أنزل ! ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ) ! التوبة 84
735 - حدثنا ابن أبي الوزير قال سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أتى النبي & عبد الله بن أُبي بعدما أدخل حفرته فأمر به فأخرج ووضعه على ركبته وألبسه قميصه ونفث عليه من ريقه فالله أعلم
736 - حدثنا زكريا بن أبي خالد قال حدثنا محمد بن عيسى الطباع قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه بمثله
737 - قال وحدثنا سفيان عن أبي هارون المدني أن النبي & ألبسه قميصه الذي كان يلي جده وكان للنبي & قميصان
738 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا محمد أن النبي & صلى على عبد الله المنافق قال ثم إن عمر رضي الله عنه لام نفسه وقال رسول الله يترحم على أصحابه وأنا أمنعه
739 - حدثنا حازم قال حدثنا حماد بن سلمة عن يسار بن السائب عن عامر الشعبي أن عمر رضي الله عنه قال لقد أصبت في الإسلام هفوة ما هفوت مثلها قط إن النبي & أراد أن يصلي على عبد الله بن أُبي فأخذت بثوبه فقلت ما أمرك الله بهذا قال الله ! ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) ! التوبة 80 قال قد خيرني ربي فقال افعل أو لا تفعل قال وقعد النبي & على شفير البئر فجعل الناس يقولون لابنه يا حباب افعل كذا يا حباب افعل كذا فقال رسول الله & الحباب شيطان وسماه عبد الله
____________________
(1/215)
740 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي قال حدثنا أبو ضمرة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال لما توفي عبد الله بن أُبي جاء ابنه إلى النبي & عبد الله بن عبد الله فأعطاه قميصه وأمره أن يكفنه فيه ثم قام ليصلي عليه فأخذ عمر رضي الله عنه بيده وقال أتصلي عليه وهو منافق وقد نهاك الله أن تستغفر له فقال إنما قال ! ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) ! قال فسأزيد على سبعين قال فصلى عليه النبي & وصلينا معه ثم أنزل الله ! ( ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله ) ! الآية
741 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني الليث بن سعد عن عمر مولى عفرة وغيره أن الذي أنزل في قول عبد الله بن أُبي كان في غزوة بني المصطلق بطن من خزاعة وهاج ذلك أن المهاجرين والأنصار وردتح سقاتهم الماء فقل عليهم فتنازعوا فغلب المهاجرون الأنصار على الماء فغضب ناس منهم فأتوا ابن أُبي فذكروا ذلك فقال هو عملكم لولا أنكم تنفقون على من معه لتفرقوا عنه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فذكره للنبي & فأمر أن يؤذن في الناس بالرحيل ليشتغل بعضهم عن بعض فأقبل الناس على الرحيل وتركوا الماء فدعا النبي & عبد الله بن عبد الله بن أُبي وكان رجلا صالحا إن شاء الله فقال له ألم تعلم ما بلغني عن أبيك إنه قال لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال صدق يا رسول الله وهو كاذب أنت الأعز وهو الأذل فإن شئت جئتك برأسه وقد علمت الأنصار ما ولد ولد قط أبر به مني حتى إني لاستحيت أن أنظر في وجهه فأما فيك فإن أمرتني قتلته فقال النبي & لا نأمرك بعقوق أبيك ثم أنذره فأنزل الله ! ( إذا جاءك المنافقون ) ! المنافقون 1
____________________
(1/216)
742 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي أن الحباب بن عبد الله بن أُبي دخل القبر والنبي & على شفيره فجعلوا يقولون يا حباب اصنع كذا فقال النبي & حباب شيطان أنت عبد الله
743 - حدثنا إبراهيم بن المنذر عن أبي وهب قال قال الليث إن النبي & قال لابنه ما اسمك قال حباب قال حباب اسم شيطان اسمك عبد الله فلما دنوا من المدينة أخذ عبد الله بزمام راحلة عبد الله بن أُبي فقال لا والله لا تدخل المدينة حتى يأذن لك رسول الله & حتى تعلم أنه الأعز وأنت الأذل فجعل الناس يقبلون فيقفون حتى أتى النبي & فقال ما هذه الجماعة فأخبروه فقال مروه فليخل سبيله قال فلما دخلوا قال رسول الله & يا بلال قم فجأ في أقفية المنافقين حتى تخرجهم من المسجد قال بلى يا رسول الله قال ابن أُبي بن سلول وفلان وفلان ففعل بلال فوجأ في رقبة ابن أُبي حتى أخرجه من المسجد فلقيه عمر رضي الله عنه وهو خارج من المسجد متغير اللون والحال فقال ما بك يا عبد الله بن أُبي قال ما أدري ما لنا ولكم إنا لنصلي كما تصلون ونقرأ كما تقرأون وننفق كما تنفقون فقال عمر رضي الله عنه وما ذاك قال أمر النبي & فوجأ في رقبتي حتى أخرجني من المسجد فقال عمر رضي الله عنه فارجع حتى يستغفر لك رسول الله & قال فلوى عنقه وقال واعجبا مم يستغفر لي أقلت هجوا يستغفر لي منه وأنزل الله ! ( وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ) ! المنافقون 5 حتى تنقضي الآيات كلها ( ذكر اللعان )
744 - حدثنا أبو داود قال حدثنا عباد بن منصور قال حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت هذه الآية قال سعد بن عبادة يا رسول الله أهكذا أنزلت فلو وجدت لكاعا يتفخذها رجل لم يكن لي أن أخبركم ولا أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته فقال رسول الله & يا معشر الأنصار ألا تسمعون ما يقول سيدكم قالوا يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور والله
____________________
(1/217)
ما تزوج فينا قط إلا عذراء ولا طلق امرأة له فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته فقال سعد والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وأنها من الله ولكني عجبت من ذلك لما أخبرك الله فقال النبي & فإن الله يأبى إلا ذلك فقال صدق الله ورسوله قال فإن رسول الله & لكذاك إذ جاء هلال بن أمية الواقفي فقال يا رسول الله إني جئت البارحة عشاء من حائط لي كنت فيه فرأيت مع أهلي رجلا فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره النبي & ما جاء به وقيل يجلد هلال وينكل في المسلمين فقال هلال يا رسول الله إني أرى في وجهك أنك تكره ما جئت به وإني لأرجو أن يجعل الله لي فرجا فإن رسول الله & لكذاك إذ نزل عليه الوحي وكان إذا نزل عليه الوحي تربد لذلك وجهه وبرد جسده فلما رفع الوحي قال رسول الله & أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجا ثم قال رسول الله & ادعوها فدعيت فقال إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب فقال هلال يا رسول الله ما قلت إلا حقا ولقد صدقت فقالت هي عند ذلك كذب فقيل لهلال اشهد فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين وقيل له عند الخامسة يا هلال اتق الله فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس وإن هذه الموجية التي توجب عليك العذاب فقال هلال لا والله لا يعذبني الله عليها أبدا كما لم يجلدني عليها فشهد الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين وقيل لها اشهدي فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين وقيل لها عند الخامسة يا هذه اتقي الله فإن عذاب الله أشد من عذاب الناس وإن هذه الموجية التي توجب عليك العذاب قال فبكت ساعة ثم قالت والله لا أفضح قومي فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين وقضى رسول الله & أن لا ترمى ولا يرمى ولدها ومن رماها ورمى ولدها جلد الحد وليس لها عليه قوت ولا سكنى من أجل أنهما يتفرقان بغير طلاق ولا متوفى عنها وقال رسول الله & أبصروها فإن جاءت به أثبج أصهب أرسح حمش الساقين فهو لهلال بن أمية وإن جاءت به خدلج الساقين سابغ الإليتين أورق جعدا جماليا فهو لصاحبه فجاءت به خدلج الساقين سابغ الإليتين أورق جعدا جماليا فقال رسول الله & لولا الأيمان لكان لي ولها أمر قال عباد فسمعت عكرمة يقول لقد رأيته بعد ذلك أمير مصر من الأمصار لا يدري من أبوه
____________________
(1/218)
745 - حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن محمد قالت سألت أنس بن مالك رضي الله عنه وأنا أرى أن عنده فيه علما فقال إن هلال بن أمية قذف امرأة بشريك بن سحماء وكان أخا البراء بن مالك لأمه فكان أول رجل لاعن في الإسلام فقال النبي & أبصروها فإن جاءت به أبيض سبطا قضيء العينين فهو لهلال بن أمية وإن جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين فهو لشريك بن سحماء قال فأنبئت أنها جاءت به أكحل جعدا حمش الساقين
746 - حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن سعيد بن جبير عن سعيد بن المسيب أن رجلا جاء إلى النبي & فقال بت أجر الجريد على ظهري فلما أسحرت أتيت أهلي فإذا رجل مع امرأتي فأبصرت عيناي وسمعت أذناي فقال رسول الله & أم والله لا يكلني الله ولا يجوز على نبيه & فأنزل الله عز وجل ! ( والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ) ! إلى قوله ! ( الصادقين ) ! النور من 6 - 9 فقال لهما رسول الله & قبل أن يتلاعنا أحدكما كاذب فهل منكما تائب فمضيا على أمرهما فتلاعنا فقال رسول الله & إن جاءت به أكحل العينين جعد الرأس سابغ الإليتين خدلج الساقين فهو للذي قذفت به وإن جاءت به أخفش العينين أصم الشعر ممسوح الإليتين دقيق الساقين فهو منه فولدت جارية كحلاء سابغة الإليتين جعدة الرأس خدلجة الساقين فقال رسول الله & لولا ما مضى من الإيمان كان لي فيهما أمر
747 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا هارون بن المغيرة عن عمرو بن أبي قيس عن الحجاج عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
____________________
(1/219)
رضي الله عنهما أن رسول الله & لاعن هلال بن أمية وامرأته وهي حامل
748 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال له سل رسول الله & عن ذلك فعاب رسول الله & السائل ثم لقيه عويمر فقال ما صنعت فقال صنعت أنك لم تأتني بخير سألت رسول الله & فعاب السائل فقال عويمر والله أتين رسول الله & فأتاه يسأله فوجده قد أنزل عليه فيهما فدعاهما فتلاعنا فقال عويمر لئن انطلقت بها يا رسول الله لقد كذبت عليها ففارقتها قبل أن يأمر بذلك رسول الله & فصارت سنة في المتلاعنين ثم قال رسول الله & أبصروها فإن جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الإليتين فلا أراه إلا وقد صدق وإن جاءت به أحيمر كأنه وحرة فلا أراه إلا كاذبا قال فجاءت به على النعت المكروه
749 - قال وأخبرني إبراهيم عن أبيه قال أخبرني سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله أن رسول الله & قال إن جاءت به أديعج جعدا فهو للذي أتهمه وإن جاءت به أشقر سبطا فهو لزوجها فجاءت به أديعج
750 - حدثنا عبد الله بن نافع قال حدثني مالك بن أنس أن عن ابن شهاب أن
____________________
(1/220)
سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي العجلاني فقال له يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله & فسأل عاصم عن ذلك رسول الله & فكره المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله & فلما رجع إلى أهله جاءه عويمر فقال له يا عاصم ماذا قال لك رسول الله قال له عاصم لم تأتني بخير قد كره رسول الله & المسألة التي سألته عنها فقال عويمر لا أنتهي حتى أسأل عن ذلك رسول الله & فجاء عويمر رسول الله & وسط الناس فقال يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول الله & قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك فاذهب فائت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله & فلما فرغا من تلاعنهما قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها ثلاثا قبل أن يأمر رسول الله & قال مالك قال ابن شهاب فكانت تلك سنة المتلاعنين
751 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عياض بن عبد الله عن ابن شهاب عن سهل بن سعد بنحوه قال فطلقها ثلاث تطليقات عند رسول الله & فأنفذ رسول الله & ذلك قال سهل حضرت هذا عند رسول الله & وأنا غلام فمضت السنة في المتلاعنين أن يفرق بينهما ثم لا يجتمعان أبدا وكانت امرأة عويمر حاملا فأنكر حملها فكان ابنها يدعى ابن أمه ثم جرت السنة في الميراث أن يرثها وترث مه فافترض الله للأم قال ابن شهاب قال عويمر عند ذلك لبئس عبد الله إنما إن كنت وقعت عند رسول الله & بكذبة وتحملت بغيرته
752 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أنبأنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن القاسم بن محمد قال أخبرني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله & لاعن بين العجلاني وامرأته فقال زوجها والله يا رسول الله ما قربتها مذ عفرنا والعفر أن يسقي النخل بعد أن يترك من السقي بعد الإبار بشهرين قال ابن عباس رضي الله عنهما وزعموا أن النبي & قال يومئذ اللهم بين وكان الذي رميت به ابن السحماء وكان زوج
____________________
(1/221)
المرأة أصهب الشعر حمش الذراعين والساقين فقال رجل يا أبا العباس هي المرأة التي قال رسول الله & لو كنت راجما بغير بينة لرجمتها قال لا تلك امرأة قد كانت أعلنت السوء في الإسلام فناداه رجل من ناحية يا أبا العباس ما قلت قال جاءت به على الوصف السيئ
753 - حدثنا شريح بن النعمان قال حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله قال وكان الذي رميت به ابن السوداء وقال فقال له ابن شداد بن الهاد أهي المرأة التي قال لها رسول الله & لو كنت راجما بغير بينة رجمتها قال لا تلك امرأة قد ألنت السوء في الإسلام
754 - حدثنا عفان قال حدثنا وهيب عن أيوب عن سعيد بن جبير قال كان إذا اختلفنا في شيء بالكوفة كتبته حتى أسأل عنه ابن عمر رضي الله عنهما وكان فيما سألته عن الملاعنة فقال فرق النبي & بين أخوي بني العجلان وقال الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ثلاث مرار قال أيوب فحدثت به عمرو بن دينار فقال في المدينة شيء لا أراك تحدثنيه قال يا رسول الله ما لي قال لا مال لك إن كنت صادقا فقد دخلت بها وإن كنت كاذبا فهو أبعد لك
755 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا عبدة بن سليمان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال بينما نحن في المسجد ليلة الجمعة إذ قال رجل لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وإن نكل جلدتموه لأذكرن هذا لرسول الله & قال فذكره لرسول الله & فأنزل الله آيات اللعان ثم جاء الرجل يقذف امرأته فلاعن رسول الله & بينهما وقل عسى أن تجيء به أسود جعدا فجاءت به أسود جعدا
756 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني عن ليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن ابن عباس
____________________
(1/222)
رضي الله عنهما قال تذاكروا الملاعن عند رسول الله & فقال عاصم فيه قولا ثم رجع فقال ابن عمر له إنه رأى مع امرأته رجلا فقال عاصم ما ابتليت إلا بقولي فأتي النبي & والرجل يذكر له أن الذي رأى مع امرأته رجل خدر كثير اللحم جعد الشعر وكان الرجل قليل اللحم معمرا قال فدعا النبي & بامرأته فتلاعنا فقال النبي & اللهم بين فولدته على شبه ما قال زوجها إنه رآه معها فقال رسول الله & لولا الملاعن لكان بيني بينك حال قال ابن عباس رضي الله عنهما التي لاعن رسول الله & بينها وبين زوجها امرأة كانت تظهر في الإسلام القبيح
757 - قال وحدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن القاسم بن محمد أن رجلا قال لابن عباس رضي الله عنهما المرأة التي لاعن النبي & بينها وبين زوجها قال لها لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمتها قال لا هي امرأة كانت تظهر في الإسلام القبيح ( ذكر الظهار )
758 - حدثنا علي بن عاصم قال حدثنا داود بن أبي هند عن أبي العالية الرياحي قال كانت خولة بنت دليج عند رجل من الأنصار وكان ضرير البصر سيئ الخلق فقيرا وكان طلاق الناس إذا أراد الرجل أن يفارق امرأته قال أنت علي كظهر أمي فنازعته في شيء فغضب فقال أنت علي كظهر أمي فاحتملت عيلا لها أو عيلين منه ثم أتت رسول الله & وهو في بيت عائشة رضي الله عنها وعائشة رضي الله عنها تغسل شق رأسه فدخلت عليه فقالت يا رسول الله إن زوجي ضرير البصر سيئ الخلق فقير ولي منه عيل أو عيلان فنازعته في شيء فغضب فقال أنت علي كظهر أمي ولم يرد الطلاق يا رسول الله فرفع رسول الله & فقال ما أعلمك إلا قد حرمت عليه فقالت أشكو إلى الله ما نزل بي وبأصبيتي وتحولت عائشة رضي الله عنها إلى شق رأسه تغسله وتحولت معها فقالت له مثل ذلك وقال لها مثل ذلك فقالت أشكو إلى الله ما نزل بي وبأصبيتي وتغير وجه رسول الله & فقالت لها عائشة رضي الله عنها وراءك وراءك فتنحت فمكث
____________________
(1/223)
النبي & فيما هو فيه حتى إذا انقطع الوحي وعاد النبي & كما كان قال يا عائشة آتي امرأة فدعتها فجاءت فقال اذهبي فجيئي بزوجك فذهبت تسعى فجاءت به كما قالت ضرير البصر سيئ الخلق فقيرا فلما انتهى إلى رسول الله & قال رسول الله & أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ! ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما ) ! المجادلة 1 إلى آخر الآية فقال له رسول الله & أتجد رقبة تعتقها قال لا يا رسول الله قال أتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال فأعتل قال أفتستطيع أن تطعم ستين مسكينا قال لا إلا أن تعينني يا رسول الله قال فأعانه رسول الله & وصرف الطلاق إلى الظهار قال علي يعني أن الظهار كان طلاقهم فجعل ظهارا
759 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات إن خولة لتشتكي زوجها إلى رسول الله & فيخفى علي أخبار بعض ما تقول فأنزل الله عز وجل ! ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ! المجادلة 1
760 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا خليد بن دعلج عن قتادة قال خرج عمر رضي الله عنه من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه أو سلمت عليه فرد عليها ثم قالت هيه يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تصارع الصبيان فلم تذهب الأيام والليالي حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب منه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت فبكى عمر رضي الله عنه فقال الجارود هيه فقد أكثرت وأبكيت أمير المؤمنين فقال له عمر رضي الله عنه وعنها أوما تعرف هذه هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن
____________________
(1/224)
الصامت التي سمع الله قولها من سمائه فعمر والله أجدر أن يسمع لها
761 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن ابن إسحاق عن يزيد بن زيد في قول الله ! ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ! المجادلة 1 فقال هي خولة بنت الصامت كان زوجها مريضا فدعاها فلم تجبه ثم دعاها فلم تجبه فقال أنت علي مثل ظهر أمي
762 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا جريج بن معاوية عن ابن إسحاق عن يزيد بن زيد عن خولة قال كان زوجها مريضا فدعاها وكانت تصلي فأبطأت عليه فقال أنت علي مثل ظهر أمي إن أنا وطئتك فأتت رسول الله & فشكت ذلك إليه ولم يكن النبي & بلغه في ذلك شيء ثم أتته مرة أخرى فدعاه فجاء رسول الله & فقال أعتق رقبة قال ليس عندي مال قال فصم شهرين متتابعين قال لا أستطيع قال أطعم ستين مسكين ثلاثين صاعا قال لست أملك ذلك إلا أن تعينني فأعانه بخمسة عشر صاعا وأعانه الناس حتى بلغ ثلاثين صاعا فقال أطعم ستين مسكينا فقال يا رسول الله ما أجد أحد أفقر إليه مني وأهل بيتي قال خذه أنت وأهل بيتك فأخذه
763 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر البياضي الزرقي قال كنت امرأ أستكثر من النساء لا أرى رجلا يصيب من ذلك ما أصيب فلما دخل رمضان ظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان فبينما هي عندي ذات ليلة انكشف عنها شيء فوثبت عليها فواقعتها فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري وقلت سلوا رسول الله & فقالوا ما كنا لنفعل إذا ينزل فينا من الله كتاب أو يكون من النبي & فينا قول فيبقى علينا عاره ولكن سوف نسلمك لجريرتك فاذهب أنت فاذكر شأنك لرسول الله & قال فخرجت حتى أتيت النبي & فأخبرته خبري فقال لي أنت بذاك فقلت أنا بذاك فقال أنت بذاك فقلت أنا بذاك قال أنت بذاك قلت نعم هأنذا يا
____________________
(1/225)
رسول الله صابر لحكم الله علي قال أعتق رقبة قال فضربت صفحة رقبتي بيدي وقلت لا والذي بعثك بالحق ما أصبحت أملك إلا رقبتي هذه قال فصم شهرين متتابعين قلت يا رسول الله وهل أدخل علي من البلاء ما أدخل إلا الصوم قال فتصدق أطعم ستين مسكينا قلت والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه ما لنا من عشاء قال فاذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقا من تمر ستين مسكينا واستنفع ببقيتها قال فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي ووجدت عند رسول الله & السعة والبركة وقد أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي قال فدفعوها إلي
764 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة في قوله ! ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله ) ! المجادلة 1 قال ذكر لنا أنها خويلة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت جاءت تشتكي إلى رسول الله & فأنزل الله عز وجل ذلك فيها
765 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت وكان امرأ به لمم فلما اشتد به لممه ظاهر من امرأته فأنزل الله كفارة الظهار
766 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زكريا عن عامر وحدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم عن زكريا عن عامر قال التي جادلت في زوجها خولة قال أبو النعيم بنت الصامت وقال هشيم بنت حكيم
767 - حدثنا سعيد بن منصور البرقي قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن جعفر بن الحارث عن محمد بن إسحاق عن معمر بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال حدثتني خولة بنت مالك من فيها قالت كنت عند أوس بن
____________________
(1/226)
الصامت وكان شيخا كبيرا فكلمني يوما بشيء فراجعته فقال أنت علي كظهر أمي ثم خرج فجلس في نادي القوم ثم أقبل فأرادني على نفسي فأبيت فغلبت لما يغلب به المرأة الضعيفة الرجل الضعيف وقلت ما أنت لتخلص لي في حبي ينتهي أمري وأمرك إلى رسول الله & فيحكم في وفيك حكمه فدخلت على جارة لي فاستعرت منها أثوابا ثم خرجت إلى النبي & أشكو إليه ما لقيت فطفق يقول ابن عمك وزوجك اتقي الله فيه فما برحت حتى أنزل الله فيه وفي قرآنا ! ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) ! المجادلة 1 ثم نزل الفرض بتحرير رقبة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا فقال لي رسول الله & مريه ليعتق رقبة قلت ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين قلت إنه شيخ كبير وما به صيام قال فليتصدق قلت ما عنده قال سأعينه بفرق من تمر فقلت وأنا أعينه بفرق آخر قال أصبت والفرق يأخذ الشطر والشطر ثلاثون صائما فأطعمت عنه ستين مسكينا لكل مسكين صاع من تمر ( خبر ابن صائد )
768 - حدثنا ابن أبي جهينة قال حدثنا العلي بن منصور قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول لئن أحلف عشرا أن ابن الصياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة إنه ليس به وذلك لشيء سمعته من رسول الله & بعثني إلى أم صياد فقال سلها كم حملت به فسألتها فقالت حملت به اثني عشر شهرا فأتيته فأخبرته فقال سلها عن صيحته حيث وقع فقالت صاح صياح صبي ابن شهر قال وقال رسول الله & إني قد خبأت لك خبيئا فقال خبأت لي عظم شاة عفراء وأراد أن يقول والدخان فقال له رسول الله & اخسأ فإنك لم تسبق القدر
769 - حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا شعبة قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة رضي الله عنها أنه سمعها تقول حدثتني أم ابن صائد أنها ولدته ممسوخا مجنونا مشرورا
____________________
(1/227)
770 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله ابن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب أن سالما أخبره عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه انطلق مع رسول الله & في رهط قيل ابن صائد فوجده يلعب مع الصبيان وقد قارب ابن صائد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب النبي & ظهره بيده ثم قال أتشهد أني رسول الله فنظر إليه ابن صائد فقال أشهد أنك رسول الأميين وقال ابن صائد للنبي & أتشهد أني رسول الله فرفضه النبي وقال آمنت بالله ورسله ثم قال له النبي & ماذا ترى قال ابن صائد يا بني نبي الله صادق وكاذب فقال له رسول الله & خلط عليك الأمر ثم قال له النبي & إني قد خبأت لك خبيئا فقال ابن صائد هو الدخ فقال له النبي & اخسأ فلن تعدو قدرك فقال عمر رضي الله عنه يا نبي الله ذرني اضرب عنقه فقال رسول الله & إن يكن فلن تسلط عليه وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله
____________________
(1/228)
771 - حدثنا محمد بن خالد بن حتمة قال حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد رضي الله عنه أن النبي & دخل الأسوار فقيل له هذا ابن صائد نائما تحت صور فقال رسول الله & لعلي إن وجدته نائما أن أخبركم عنه فلما دنا أيقظته أمه فقالت يا صاف هذا رسول الأميين فجاء فقعد يمسح عينيه وينظر إلى السماء فقال رسول الله & ما لها هبلت وقال له رسول الله & إلام تنظر هل ترى في السماء شيئا قال نعم إني لأرى جزلا فقال رسول الله & خلط خلط الله عليه أتشهد أني رسول الله قال أشهد أنك رسول الأميين أتشهد أنت أني رسول الله فقال رسول الله & آمنت بالله ورسله ثم قال رسول الله & قد خبأت لك خبيئا فما هو قال له ابن الصياد دخ فقال & اخسأ فإنك لن تعدو أجلك وقد كان النبي & خبأ له ! ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) ! الدخان 10
772 - حدثنا علي بن عاصم قال حدثنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال أتى رسول الله & ابن صائد ومع النبي & أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فقال له النبي & أتشهد أني رسول الله فقال له ابن صائد أتشهد أني رسول الله فقال النبي & آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله مرتين يا بن صائد انظر ماذا ترى قال أرى كاذبين وصادقا وكاذبا وصادقين فقال النبي & لبس عليه فاتركوه ثم قال يا بن صائد انظر ماذا ترى فقال أرى عرشا من حديد على البحر فقال النبي & ذاك عرش إبليس
773 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال كنا نمشي مع النبي & فمررنا على صبيان يلعبون فتفرقوا حين رأوا رسول الله & وجلس ابن صائد فغاظ رسول الله & فقال ما لك تربت يداك أتشهد أني رسول الله فقال أتشهد أنت أني رسول الله فقال عمر رضي الله عنه دعني يا رسول الله فلأقتل هذا الخبيث فقال دعه فإن ظن الذي يخوف فلن تستطيع قتله
774 - حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا قرة عن قتادة عن النضر بن أنس قال قدم ابن صياد فنزل علينا فمال الناس علينا وقالوا الدجال في دار أنس فلقد رأيتني ولو أن آخذ على بابه إتاوة يعني الرشوة لفعلت فنزل غرفة لنا فجعل يجيء فإذا لم ير أحدا
____________________
(1/229)
تناول ثوبه من الغرفة وإذا رأى أحدا صعد فأخذ حاجته
775 - حدثنا خالد بن عمرو عن الوليد بن جميع عن جهم بن عبد الرحمن قال قلت لابن صائد إن الناس قد أكثروا فيك فأخبرني عن نفسك فقال كان لي تبيعان من الجن أحدهما يصدقني والآخر يكذبني فلما أسلمت ذهبا عني ( ذكر ابن أبيرق )
776 - حدثنا فليح بن محمد اليمامي قال حدثنا مروان بن معاوية عن جويبر عن الضحاك قال كان رجل من اليهود استودع رجلا من الأنصار درعا من حديد فتركها ما شاء الله أن يتركها ثم طلبها فكابره بها فخون اليهودي الأنصاري فغضب له قومه فمضوا معه إلى رسول الله & فقالوا يا رسول الله إن اليهودي خون صاحبنا فاعذره وأزجر عنه فقام النبي & وهو لا يعلم فعذره وزجر عنه فأنزل الله عز وجل هذه الآيات كلها فيه ! ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ) ! النساء 105 يقول بما أنزل إليك وأوحى إليك قوله ! ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ! النساء 48 يقول إن تبت ورجعت من الشرك إلى الإسلام تيب عليك فأبى حتى قتل مع المشركين فقال الله تعالى لنبيه ومن فعل مثل ما فعل ! ( ومن يشاقق الرسول ) ! يقول يعادي الرسول ! ( من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) ! النساء 115
777 - حدثنا فليح بن محمد قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن هشام بن عروة أن ابن أبيرق الظفري كان سرق درعا من يهودي فأخذه اليهودي بها فرمى به غيره فأغضبهم ذلك فقالوا أراد أن يعير أحسابنا فكلموا رسول الله & ليقوم بعذره فلما رجعوا من عند رسول الله & أنزل الله على رسوله فأخبره خبره ! ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ) ! النساء 107 وما ذكر فيها من الشأن قال ! ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ) ! النساء 101 - 112 فلو أنه مات قبل منه إن شاء الله ولكنه حمى أنفه
____________________
(1/230)
فخرج إلى قريش فلبث فيهم ثم عثروا عليه قد سرق ثياب الكعبة فقدموه فقتلوه
778 - حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب السمرقندي قال حدثنا محمد بن سلمة الحراني قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه عن جده قتادة بن النعمان قال كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشير وبشر ومبشر وكان مبشر رجلا منافقا وكان يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله & ثم ينحله بعض العرب ثم يقول قال فلان كذا وقال فلان كذا فإذا سمع أصحاب رسول الله & ذلك الشعر قالوا والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث فقال ( أوكلما قال الرجال قصيدة ** أضموا وقالوا ابن الأبيرق قالها ؟ ) قال وكانوا أهل بيت فاقة وحاجة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير فكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام بالدرمك ابتاع الرجل منها فخص به نفسه فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح له درعان وسيفاهما وما يصلحهما فعدي عليه من تحت الليل فنقبت علينا من ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال فتحسسنا في الدار وسألنا فقالوا قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم قال وقد كان بنو أبيرق قالوا ونحن نسأل في الدار والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجل منا له صلاح وإسلام فلما سمع ذلك لبيد اخترط سيفه وقال أنا أسرق والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبين هذه السرقة قالوا إليك عنا أيها الرجل فوالله ما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم يشك أنهم أصحابها فقال لي عمي يا ابن أخي لو أتيت رسول الله & فذكرت له ذلك قال قتادة فأتيت رسول الله & فذكرت ذلك فقلت يا رسول الله إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له فأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا به فقال رسول الله & سأنظر في ذلك فلما سمع ذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسيد بن عروة فكلموه في ذلك واجتمع إليه أناس من أهل الدار فأتوا رسول الله & فقالوا يا
____________________
(1/231)
رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدوا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة فأتيت رسول الله & فقال عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة عن غير ثبت ولا بينة قال فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض ما لي ولم أكلم رسول الله & في ذلك فأتاني عمي فقال يا ابن أخي ما صنعت فأخبرته بما قال رسول الله & فقال الله المستعان قال فلم يلبث أن نزل القرآن ( إنا أنزلت إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ) بني أبيرق ! ( واستغفر الله ) ! أي مما قلت لقتادة ! ( إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم ) ! أي بني أبيرق ! ( إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) ! أي لو أنهم استغفروا الله لغفر لهم ! ( ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا ) ! قولهم للبيد ! ( فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك ) ! يعني أسيدا وأصحابه ( وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) النساء 105 - 114 قال فلما نزل القرآن أتى رسول الله & بالسلاح فرده إلى رفاعة قال قتادة فلما أتيت عمي السلاح وكان شيخا قد عسا في الجاهلية وكنت أرى أن إسلامه مدخولا قال يا ابن أخي هو في سبيل الله فعرفت أن إسلامه كان صحيحا قال فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين فنزل على سلافة بنت سعد بن شهيد فأنزل الله فيه ! ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) ! النساء 115 - 116 فلما نزل على سلافة رماها حسان بأبيات شعر فآخذت رحله فوضعته على رأسها ثم خرجت فرمت به في الأبطح ثم قالت أهديت إلى شعر حسان قالت والله لا يثبت في صدري قد علمت أنك لم تأتني
____________________
(1/232)
بخير أهديت إلي هجاء حسان فأخذت رحلة فألقته في البطحاء فخرج يسير إلى الطائف فذهب ينقب بيتا فانهدم عليه فمات فقال أهل مكة ما كان ليفارق محمدا رجل من أصحابه فيه خير
779 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت قال حدثنا الوازع عن سالم عن ابن عمر وأم الوليد قالا خرج رسول الله & في غزاة فسرقت درع لرجل من الأنصار سرقها رجل منهم يقال له ثعلبة بن أبيرق فظهروا على صاحب الدرع فجاء أهله فقالوا اعذر صاحبنا يا رسول الله وتجاوز عنه فإنه إن لم يدركه الله بك هلك فأراد النبي & أن يدفع عنه ويتجاوز عنه فأبى الله إلا أن يبدي عليه فأنزل الله ! ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ) ! إلى قوله ! ( إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ) ! إلى قوله ! ( ونصله جهنم وساءت مصيرا ) ! النساء 105 - 111
780 - حدثنا معاذ بن سعد عن عبيد بن زيد قال حدثني أعبي عن أبيه عن الحسن أن رجلا من الأنصار كانت له درع حديد فسرقها ابن أخ له فاتهمه فيها وطلبها منه فجحدها وزعم أنه بريء فأبى إلا أن يطلبها منه ورفع ذلك إلى رسول الله & أمره برد الدرع على عمه فجحده وأبى أن يقر بها فعذره القوم وتكلموا دونه حتى كاد رسول الله & أن يأخذ فيه بعض ما سمع منهم فأنزل الله على رسوله ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم
____________________
(1/233)
يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) النساء 111 - 114 قال الحسن فأقال الله عثرته فأبى أن يقبل وذهب بالدرع إلى رجل من اليهود صائغ فدفعها إليه ثم رجع فقال لم ترمونني بالدرع وهي تلك عند فلان اليهودي فأتوا اليهودي فقال هو أتاني بها فدفعها إلي فأنزل الله ( ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) فلما رأى الفتى أنه قد افتضح ذهب مراغما حتى لحق بقوم كفار فنقب على قوم بيتا ليسرقهم فسقط عليه الحائط فقتله فأنزل الله عز وجل ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ) إلى قوله ( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ) النساء 111 - 116 وقرأ الآية
781 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس بن محمد عن شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة في قوله ( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما ) النساء 105 قال ذكر لنا أن هؤلاء الآيات نزلت في طعمة ابن أبيرق وفي ما هم به نبي الله من عذره فقص الله شأن طعمة ووعظ نبيه وكان طعمة رجلا من الأنصار ثم أحد بني ظفر سرق درعا لعمه كانت له وديعة عنده ثم قدمها على يهودي كان يغشاهم بالمدينة يقال له زيد بن السمير فجاء اليهودي إلى رسول الله & فهتف به فلما رأى ذلك قومه بنو ظفر جاءوا إلى النبي & ليعذروا صاحبهم وكان رسول الله & ردهم بعذره حتى أنزل الله في شأنه ما أنزل فقال ( ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ) النساء 107 ثم قال لقومه وعشيرته ( ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكن عليهم وكيلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ) فكان طعمة قذف بها بريئا فلما بين الله شأنه عنده شاق ولحق بالمشركين بمكة فأنزل الله ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
____________________
(1/234)
ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) النساء 115
782 - حدثنا محمد بن منصور قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا حميد بن قيس الأعرج عن مجاهد قال كان جماع بطون الأنصار هذين البطنين الأوس والخزرج وكان بينهما في الجاهلية حرب وقتال وبلاء شديد حتى جاء الله بالإسلام والنبي & فاصطلحوا وسكتوا فكان يوما رجل من الأوس ورجل من الخزرج جالسين معهما يهودي فجعل يذكرهما أيامهما في الجاهلية في الحرب التي كانت بينهم حتى استبا واقتتلا ودعا هذا قومه وهذا قومه فخرجت الأوس والخزرج في السلاح وصف بعضهم لبعض فبلغ ذلك رسول الله & فجاء حتى وقف بينهم فجعل يعظ بعض هؤلاء وبعض هؤلاء حتى رجعوا ووضعوا السلاح وأنزل الله القرآن ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ) فقرأ حتى بلغ ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران 100 - 105 قال فأنزلت هذي الآيات في الأنصاريين واليهودي
783 - حدثنا عثمان بن موسى قال حدثنا جعفر عن حميد عن مجاهد مثله قال فقرأ إلى قوله ( إذ كنتم أعداء فآلف بين قلوبكم ) آل عمران 103 قال فذكرهم ما كانوا فيه من البلاء والحرب ثم قال ( أولئك لهم عذاب عظيم ) آل عمران 105
784 - حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا عبد الله بن المثنى عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله & إذا سلم على قوم سلم ثلاثا وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ( خبر خالد بن سنان )
785 - حدثنا يوسف بن عطية الصفار قال حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله & كان يبايع النساء فجاءته امرأة تبايعه فسألها بنت من أنت فقالت أنا بنت
____________________
(1/235)
خالد بن سنان فقال رسول الله & هذه بنت نبي ضيعه قومه أمرهم إذا هم دفنوه أن ينبشوا عنه فإنه سيخرج حيا فلم يفعلوا فهذه ابنة نبي ضيعه قومه
786 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان عن سالم الأفطس قال سمعت سعيد بن جبير يقول جاءت بنت خالد بن سنان العبسي إلى النبي & فقال مرحبا يا ابنة أخي وابنة نبي ضيعه قومه
787 - حدثنا سليمان بن أيوب صاحب البصري قال حدثنا أبو عوانة عن أبي يونس عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه أنا أطفئ عنكم نار الحدثان فقال له عمارة بن زياد رجل من قومه والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفئها قال فانطلق وانطلق معه عمارة بن زياد مع ناس من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع قال فخط لهم خطة فأجلسهم فيها وقال لهم إن أبطأت عنكم فلا تدعوني باسمي قال فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا فاستقبلها خالد فجعل يضربها بعصاه ويقول بدا بدا كل هدى مؤدى زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشعب قال فأبطأ عليهم فقال عمارة بن زيد والله لو كان صاحبكم حيا لخرج إليكم بعد فقالوا له إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه قال ادعوه باسمه فوالله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد قال فدعوه باسمه قال فخرج وهو آخذ برأسه فقال ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني احملوني وادفنوني فإن مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانبشوني فإنكم ستجدوني حيا فأخبركم بما يكون قال فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر فقالوا
____________________
(1/236)
ننبشه فإنه قد أمرنا أن ننبشه فقال عمارة لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا تنبشونه أبدا قال وقد كان خالد أخبرهم أن في عكم امرأته لو حين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم سترون ما تسألون عنه قال ولا تمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم قال أبو يونس فقال سماك بن حرب سئل عنه رسول الله & فقال نبي أضاعه قومه قال وقال سماك بن حرب إن ابن خالد بن سنان أو بنت خالد أتى أو أتت النبي & فقال مرحبا بابن أخي أو ابنة أخي
788 - حدثنا على بن الصباح قال هشام بن محمد عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدمت المحياة بنت خالد بن سنان على النبي & فقال مرحبا بابنة أخي نبي ضيعة قومه
789 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا ابن أبي الرجال عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه يقول نبي فرط فيه قومه سالت عليهم نار من حرة النار في ناحية خيبر والناس في وسطها وهي تأتي من ناحيتين جميعا فخافها الناس خوفا شديدا فقال لهم العبسي ابعثوا معي إنسانا حتى أطفئها من أصلها قال فخرج معه راعي غنم هو ابن راعية حتى جاء غارا تخرج منه النار ثم قال العبسي للراعي أمسك ثوبي ثم دخل في الغار فقال هديا هديا كل يهن مؤدى زعم ابن راعية الغنم أني سأخرج وثيابي لا تندى
____________________
(1/237)
قال وهو يمسح العرق عن جبينه ( عودي بدا كل شيء مودى ** لأخرجن منها وجسدي يندى ) حتى إذا حضرته الوفاة قال لقومه الأدنين منه إذا دفنتموني فمرت ثلاثة أيام فإنكم ستنظرون إلى حمار يأتي قبري فيبحث بحافره وجحفلته عني فإذا رأيتم ذلك فانبشوني فإني سأخبركم بما هو هو كائن إلى يوم القيامة قال سمعته يقول اسمه خالد بن سنان
790 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا إسماعيل بن مجالد قال حدثنا مجالد عن الشعبي أن رجلا من عبس في الجاهلية يقال له خالد بن سنان دعا قومه إلى الإسلام وأن يقروا له بالنبوة فأبوا وكانت نار تستوقد في أرض قريب من أرض بني عبس فقال لهم إن أطفأت لكم هذه النار أتشهدون أني نبي قالوا نعم قال فأخذ عسيبا من نخل رطب فدخل النار وهو يضربها بالقضيب وهو يقول باسم رب الأعلى كل هدى مودى زعم ابن راعية المعزى أن لا أخرج منها وثيابي تندى فما من شيء كان أصابه ذلك العسيب إلا انطفأ فأطفأها ودعاهم فأبوا فكذبوه ثانية فقال لهم إني لبثت أي كذا وكذا يوما فإذا دفتنموني وأتى علي ثلاثة أيام فأتوا قبري فإذا عرضت لكم عانة من حمر وحش وبين يديها عير تتبعه فانبشوني فإني أقوم فأخبركم ما هو كائن إلى يوم القيامة فأتوا القبر بعد ثلاث وسنحت لهم الحمر وبين يديها عير تتبعه فقام قومه من أهل بيته وبني عمه فقالوا لا ندعكم تنبشون صاحبنا فنعير فقال الشعبي إن رجلا من ولده سأل النبي & فقال نبي ضيعه قومه
791 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن هلال والحارث عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي قال قدمت بنت خالد بن سنان بن جابر بن مريطة بن قطيعة بن عبس فسمعت رسول الله & يقرأ ! ( قل هو الله أحد ) ! فقالت يا رسول الله إني لأسمع كلاما كنت أسمعه من أبي قال إن أباك كان نبيا أضاعه قومه فما أوصاكم به عند موته قالت قال لنا إنكم إذا دفنتموني أقبل عير أشهب يقود عانة من الحمر حتى يتمعك عند قبري فإذا رأيتم ذلك انحتوني أخبركم بما مضى من أمر الدنيا وما بقي إلى يوم القيامة فلما دفناه جاء ذلك العير في تلك الحمير فتمعك عند قبره فهم بعضنا بنحته فقال قيس بن زهير إذا تكون سبة علينا فاتركوه فتركناه
____________________
(1/238)
792 - قال عبد العزيز عن عبد الرزاق بن الفرات بن سالم قال حدثني ابن القعقاع بن خليد العبسي عن أبيه عن جده قال بعث الله خالد بن سنان نبيا إلى بني عبس فدعاهم فكذبوه فقال له قيس بن زهير إن دعوت فأسلت هذه الحرة علينا نارا فإنك إنما تخوفنا بالنار اتبعناك وإن لم تسل نارا كذبناك قال فذلك بني وبينكم قالوا نعم قال فتوضأ ثم قال اللهم إن قومي كذبوني ولم يؤمنوا برسالتي إلا بأن تسيل عليهم هذه الحرة نارا فأسلها عليهم نارا قال فطلع مثل رأس الحريش ثم عظمت حتى عرصت أكثر من ميل فسالت عليهم فقالوا يا خالد ارددها فإنا مؤمنون بك فتناول عصا ثم استقبلها بعد ثلاث ليال فدخل فيها فضربها بالعصا ويقول هدا هدا كل خرج مؤدى زعم ابن راعية المعزى أن لا أخرج منها وجبيني يندى فلم يزل يضربها حتى رجعت قال فرأيتنا نعشى الإبل على ضوء نارها ضلعا الربذة وبين ذلك ثلاث ليال
793 - حدثني أبو غسان قال حدثني عبد العزيز عن طلحة بن منظور بن قتادة بن منظور بن زبان بن سيار الفزاري قال أخبرني مشيخة من قومي فيهم أبي قالوا قال خالد بن سنان يا بني عبس إن كنتم تحبون أن تغلبوا العرب ولا تغلبنكم فخذوا هذه الصخرة فاحملوها فإذا لقيتم عدوا فاطرحوها بينكم فإنكم لا تزالون غالبين ما كانت الصخرة معكم واسم الصخرة رماس فحملتها بنو عبس يتعاقبونها فإذا كانت الحرب سعى بها الغلام الشاب فإذا لم يكن حرب كان جهدها أن يقلها أربعون رجلا قال فدار حملها يوما على بني بجاد من بني عبس فقال لهم قيس بن زهير يا بني عبس أما تعرفنا العرب إلا بصخرة ورثناها خالد بن سنان ألقوها فلا تحملوها فحفروا لها حفيرا من الأرض فدفنوها فلقيتهم بنو فزارة فقتلوهم فكروا يطلعون الصخرة فلما حفروا عنها صارت عليهم نارا فتركوها فلم يقدروا عليها فقال الحطيئة يهجوهم ( لعن الإله بني بجاد إنهم ** لا يصلحون وما استطاعوا أفسدوا ) ( برد الحمية واحد مولاهم ** جمد على من ليس فيه مجمد )
____________________
(1/239)
794 - قال أبو غسان وحدثني عبد العزيز قال حدثني سليمان بن أسيد عن معمر عن ابن شهاب وعن شعيب الجبائي قال قدم على رسول الله & وافد من عبس قال عبد العزيز وأخبرني منظور بن طلحة أنه الحارث بن جزي العبسي ثم رفع الحديث قال حدثنا مسلم فقال له & كيف لي بقومك قال أنا لك بهم وهذه فرسي رهن حتى آتي بهم قال فخرج حتى نزل على قومه فنزل بضليع فدعاهم فأبوا عليه فناشدهم فأبوا فقال ( خذوا ما قال صاحبكم فإني ** لما فعلت بنو عبس بصير ) ( فهم دفنوا الرماس فأعقبتهم ** مخازي ما تعب ولا تطير ) ( فلما غاب غيهم تناهوا ** وقد بانت لمبصرها الأمور ) ( فكروا نادمين ينحتوها ** ففاجأهم لها لهب سعير )
795 - حدثني زريق بن حسين بن مخارق رئيس بني عبس سنة عشر ومائتين قال سمعت أصحابنا من بني عبس انتجعوا عينا حتى نظروا إلى مواقف وضعوها في جدرها وقالوا امضوا فتمكنوا في الرتع قال ثم رجعوا فلم يجدوها فأتاهم رجل من بني عبس يقال له نيار بن ربيعة بن مخروم فأذاع أنه تنبأ كذلك وقال أنا أخرجها لكم وقال هي رماس وأن لا يزاغ إلا بأطراف القياس فلم يظفروا بها فأخبر النبي & وسئل عنها فقال أما خالد بن سنان فنبي ضيعه قومه وأما نيار فكاذب لعنه الله فقال في ذلك منجاب أحد بني ربيعة بن مخزوم في الإسلام وكان يلقب منقارا ( أما نيار فإن الله يلعنه ** وكل من يلعن الرحمن في النار )
796 - قال زريق بن حسين وسمعت أصحابنا منهم أبي يحدثني عن أبيه أن نار الحدثان خرجت بالحرة التي يقال لها حرة النار حتى كانت الإبل تغشاه بعدها بقدر مسيرة إحدى عشر ليلة وأن خالد بن سنان خرج إليها يضربها بسوطه حتى رجعت من الشق الذي خرجت منه وثيابه تندى لم يصبه ولا ثيابه منها شيء وهو يقول لرجل زجره عنها
____________________
(1/240)
كذبت ابن راعية المعزى لأخرجن منها وثيابي تندى
797 - حدثني من أصدق عن هشام بن محمد عن أبيه عن أُبي بن عمارة بن مالك بن جزء بن شيطان بن حديم بن جزيمة بن رواحل بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس العبسي قال كانت بأرض الحجاز نار يقال لها نار الحدثان حرة بأرض بني عبس تعشى الإبل بضوئها من مسيرة ثمان ليال وربما خرج منها العنق فذهب في الأرض فلا يبقى شيئا إلا أكله ثم يرجع حتى يعود إلى مكانه وأن الله أرسل إليها خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس فقال لقومه يا قوم إن الله أمرني أن أطفئ هذه النار التي قد أضرت بكم فليقم معي من كل بطن رجل قال أُبي فكان ابن عمارة الذي قام معه من جزيمة قال فخرج بنا حتى انتهى إلى النار فخط خطا على من معه ثم قال إياكم أن يخرج أحد منكم من هذا الخط فيحترق ولا ينوهن باسمي فأهلك قال فخرج عنق من النار فأحدق بنا حتى جعلنا من مثل كفة الميزان وجعل يدنو منا حتى كاد يأخذ بأفواهنا فقلت يا خالد أهلكتنا آخر الدهر فقال كلا وجعل يضربها ويقول بدا بدا كل هدى لله مؤدى حتى عادت من حيث جاءت وخرج يتبعها حتى ألجأها في بئر في وسط الحرة منها تخرج النار فانحدر فيها خالد وفي يده درة فإذا هو بكلاب تحتها فرضهن بالحجارة وضرب النار حتى أطفأها الله على يده ومعهم ابن عم له يقال له عروة بن سنان بن غيث وأمه رقاش بنت صباح من بني ضبة فجعل يقول هلك خالد فخرج وعليه بردان ينطفان ماء من العرق وهو يقول بدا بدا كل هدى لله مؤدى أنا عبد الله أنا خالد بن سنان كذب ابن راعية المعزى لأخرجن منها وجلدي يندى فسمي بنو عروة ببني راعية المعزى فهو اسمهم إلى اليوم ثم إن خالدا جمع عبسا فقال يا عشيرتاه احفروا بهذا القاع فحفروا فاستخرجوا حجرا فيه خط دقيق ! ( قل هو الله أحد الله الصمد ) ! السورة كلها فقال احفظوا هذا الحجر فإن أصابتكم سنة أو قحطتم فأخمروه بثوب ثم أخرجوه فإنكم تسقون ما دام مخمرا فكانوا إذا أقحطوا أخرجوه فخمروه بثوب فلم يزالوا يمطرون ما دام مخمرا فإذا كشفوه أقلعت السماء ثم قال إن صاحبتي هذه حبلى في كذا وكذا تلد في كذا وكذا في شهر كذا وكذا وقد سميت من نعم المولود فاستوصوا به خيرا فإنه سيشهد مشاهد أولدت مجاهدا وهو أحيمر كالدرة نفع مولاه من المضرة نعم فارس الكرة ولا تصيبنكم جائحة من عدو ولا سنة ما كان بين أظهركم فلما حضره الموت قال احفروا لي على هذه الأكمة ثم ادفنوني ثم ارقبوني ثلاثا فإذا مرت بكم عانة فيها حمار أبتر فاستاف القبر فأطاف به فانبشوني تجدوني حيا أخبركم بما يكون
____________________
(1/241)
إلى آخر الدهر فمات فدفنوه حيث قال لهم ثم مكثوا أياما ثلاثة فإذا الحمار كما وصف فأرادوا نبشه فقال بنو عبس والله لا ننبش موتانا فتسبنا به العرب فلما أسرع بعضهم إلى بعض قام رجل منهم يقال له سليط بن مالك بن زهير بن جزيمة فقال دعوا نبش هذا الرجل يصلح لكم حالكم وتسلم لكم دماؤكم فأجابوه وقدم ابنه مرة على رسول الله & فأقعده معه وقال إلي يا ابن أخي ابن نبي أضاعه قومه ويقال إن ابنته محياة هي التي أتته فبسط لها رداءه وقال إلي يا ابنة أخي ابنة نبي أضاعه قومه ( ذكر سرايا رسول الله & )
798 - حدثنا عاصم بن علي بن عاصم قال حدثنا ليث بن سعد عن سعيد يعني المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله & بعث خيلا قيل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله & فقال ما عندك يا ثمامة قال عندي يا محمد خير إن تَقتُل تَقتُل ذا ذنب وإن تُنعِم تُنعِم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تُعط منه ما شئت فتركه حتى كان الغد ثم قال ما عندك يا ثمامة قال ما قلت إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا ذنب وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه حتى كان بعد الغد ثم قال ما عندك يا ثمامة قال عندي ما قلت إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا ذنب وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله & أطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين إلي والله ما كان بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل صبوت قال لا ولكني أسلمت مع محمد ولا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله &
____________________
(1/242)
799 - حدثنا فليح بن محمد اليمامي قال حدثنا سعيد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال حدثني أخي عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجت خيل لرسول الله & فأخذت رجلا من بني حنيفة لا يشعرون من هو حتى أتوا به رسول الله & فقال أتدرون من أخذتم قالوا لا والله يا رسول الله قال هذا ثمامة بن أثال هذا سيد حنيفة وفارسها وكان رجلا عليلا أحسنوا إساره ورجع إلى أهله فقال اجمعوا ما قدرتم عليه من طعامكم فابعثوا به إليه وأمر بلقحة له يغذي به عليه ويراح فلا يقع من ثمامة موقعا وإساره ويأتيه النبي & ببعض ذلك فيقول إيها يا ثمامة فيقول إيها يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن ترد الفداء فسل مالا ما شئت فلبث ما شاء الله أن يلبث وقال النبي & ذات يوم أطلقوا ثمامة فلما أطلقوه خرج حتى أتى الصورين فتطهر بأحسن طهوره ثم أقبل فبايع النبي & على الإسلام فلما أمسى جاءوا بما كانوا يأتونه من طعام فلم ينل منه إلا قليلا وجاءوا باللقحة فلم يصب من حلابها إلا يسيرا فتعجب من ذلك المسلمون فقال رسول الله & حيث بلغه ما يعجبون من رجل أكل في أول النهار في معاء كافر وأكل في آخر النهار في معاء مسلم الكافر يأكل في سبعة معاء والمؤمن يأكل في معاء واحدة
800 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت قال أخبرنا عكرمة بن عمار قال حدثني عبد الله بن عبيد بن عميرو أبو زميل أن أصحاب النبي & أخذوا ثمامة وهو طليق وأخذوه وهو يريد أن يغزو بني قشير فجاءوا به أسيرا إلى النبي & وهو موثق فأمر به فسجن فحبسه ثلاثة أيام في السجن ثم أخرجه فقال يا ثمامة إني فاعل بك إحدى ثلاث إني قاتلك أو نفدي نفسك أو نعتقك قال إن تقتلني تقتل سيد قومه وإن تفادي فلك ما شئت وإن تعتقني تعتق شاكرا قال فإني قد أعتقتك قال فأنا على أي دين شئت قال نعم قال فأتيت المرأة التي كنت موثقا عندها فقلت كيف الإسلام فأمرت لي بصحفة ماء فاغتسلت ثم علمتني ما أقول فأتيت النبي & فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ثم قدمت مكة فقلت يا أهل مكة إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ولا تأتيكم من اليمامة تمرة ولا برة أبدا أو تؤمنوا بالله ورسوله فكتب المشركون من مكة إلى النبي & فقال النبي يسألونه بالله وبالرحيم أن لا يحبس الطعام عن مكة حرم الله وأمنه فقدمت على النبي & فقال يا ثمامة لا يثأر المسلم بالكافر ولكن ارجع إلى قومك فادعهم إلى الإسلام فمن أقر منهم بالإسلام واتبعك فانطلق إلى بني قشير ولا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن بايعوك حرمت عليك
____________________
(1/243)
دماؤهم وإن لم يبايعوك فقاتلهم فدعا قومه فأسلموا معه ثم غزا بني قشير فثأر بابنه
801 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن ابن غزية الأنصاري عن المقبري عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله & إلى ثمامة بن أثال الحنفي يؤتى به قال عبد العزيز فأخبرني جعفر عن أبيه قال الذي جاء به محمد بن مسلمة الأنصاري أصابه بنخلة فأسره وجاء به ثم رجع حديث ابن غزية قال فربط إلى سارية في المسجد وقال إبراهيم بن جعفر في حديثه إلى السارية التي ارتبط إليها أبو لبابة قال أبو هريرة رضي الله عنه فخرج رسول الله & فوجده فقال يا ثمام ما تظن أني فاعل بك قال إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دام وإن تسل مالا تعطه قال أبو هريرة رضي الله عنه فقلت في نفسي اللهم أعلق في نفسه أن يأخذ منه الفداء فوالله لأكلة من لحم جزور أحب إلي من دم ثمامة ثم مر النبي & رائحا فأعاد عليه قوله الأول فرد عليه مثل ما قال له ثم أعاد ذلك الثالثة فرد عليه جوابه الأول فجاءه رسول الله & فأطلقه فخرج ثمامة إلى المناصع فاغتسل ورحض ثوبيه ثم أقبل حتى وقف على النبي & فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم كتب أبو ثمامة إلى أهل مكة وهم يومئذ حرب للنبي & وكان مادة أهل مكة من قبل اليمامة أم والله الذي لا إله إلا هو لا يأتينكم طعام ولا حبة من قبل اليمامة حتى تؤمنوا بالله ورسوله فأضر ذلك بأهل مكة حتى كتبوا إلى رسول الله & وهم حرب فشكوا ذلك إليه فكتب إلى أبي ثمامة أن لا تقطع عنهم موادهم التي كانت تأتيهم ففعل
802 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال كانت العضباء لرجل من عقيل وكانت من سوابق الحاج فأعسر الرجل وأخذت العضباء منه فمر به رسول الله & وهو في وثاق ورسول الله & على حمار عليه قطيفة فقال يا محمد علام تأخذونني وتأخذون سابقة الحاج فقال رسول الله & نأخذك بجريرة قومك وحلفائك ثقيف قال وكانت ثقيف قد أسروا رجلين من أصحاب رسول الله & وقال فيما قال إني مسلم فقال رسول الله & ولو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح قال ومضى رسول الله & فقال يا محمد إني جائع فأطعمني وإني ظمآن فاسقني فقال رسول الله & هذه حاجتك ففدي بالرجلين وحبس رسول الله & العضباء لرحله قال ثم إن المشركين أغاروا على سرح المدينة فذهبوا به وكانت العضباء فيه وأسروا امرأة من المسلمين
____________________
(1/244)
فكانوا إذا نزلوا أراحوا إبلهم بأفنيتهم فقامت المرأة ليلا بعدما نوموا فجعلت كلما أتت على بعير رغا حتى أتت على العضباء فأتت على ناقة ذلول مجربة فركبتها ثم وجهتها قبل المدينة ونذرت إن الله أنجاها عليها لتنحرنها فلما قدمت المدينة عرفت الناقة وقيل ناقة رسول الله & وأخبر النبي & بنذرها وأتته فأخبرته فقال بئس ما جزتها أو بئس ما جزيتيها نذرت إن الله أنجاها عليها لتنحرنها ثم قال لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم قال عفان وقال لي وهيب كانت ثقيف حلفاء بني عقيل وقال عفان وزاد حماد بن سلمة قال وكانت العضباء إذا جاءت لا تمنع من حوض ولا نبت
802 - حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن عمران بن حصين بنحوه وزاد ففداه رسول الله & بالرجلين
803 - حدثنا عتاب بن زياد قال حدثنا ابن المبارك عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال فأمر له رسول الله & بطعام ثم فداه بالرجلين
804 - حدثنا عتاب بن زياد قال حدثنا ابن المبارك عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال فأمر له رسول الله & بطعام قال أبو زيد كان مروان بن قيس الدوسي خرج يريد الهجرة إلى رسول الله & فمر بإبل لثقيف فاطردها فأغارت ثقيف فأخذت ابنه وامرأتين له وإبلا فلما ظفر رسول الله & عن حنين يريد الطائف شكا إليه مروان ما فعلت به ثقيف فقال له رسول الله & إن كان قاله خذ أول غلامين تلقاهما من هوزان فأخذ أُبي بن مالك ويقال ابن سلمة بن معاوية بن قشير والآخر حيدة أحد بني الجريش فأتى بها رسول الله & فنسبهما فقال لأُبي إما هذا فإن أخاه يزعم ويزعم له أنه فتى أهل المشرق كيف قال القائل يا أبا بكر قال فقال ( إن نهيكا أبى إلا خليقته ** حتى تزول جبال الحرة السود )
____________________
(1/245)
قال أبو زيد بن شبة والشعر لنهيك وقيل هذا البيت منه ( يا خال دعني ومالي ما فعلت به ** وخذ نصيبك مني إنني مودي ) وأما هذا لابن حيدة فإنه من قوم صليب نسبهم شديد بأسهم أشدد يديك بهما حتى تؤدي إليك ثقيف أهلك ومالك قال أبي يا محمد ألست تزعم أنك خرجت تضرب رقاب الناس على الحق قال بلى قال فأنت والله أولى بثقيف مني شاركتهم في الدار المسكونة والأموال المعمورة والمرأة المنكوحة قال بل أنت أولى بهم مني أنت أخوهم في العصب وحليفهم بالله ما دام الصالف مكانه ولن يزول ما دامت السموات والأرض وقال لمروان اجلس إليهما فكأنه لم يفعل فأجاز بهما رسول الله & فشكوا ذلك إليه فأمر بلالا بألا يغلق عليهما فجاءه الضحاك بن سفيان الكلابي أحد بني بكر بن كلاب فاستأذنه في الدخول على ثقيف فأذن له فكلمهم في أهل مروان وماله فوهبوه له فدفعه إلى مروان فأطلق الغلامين فعتب الضحاك بعد ذلك على أُبي بن مالك في بعض الأمر فقال يذكر بلاءه عنده ( أتنسى بلائي يا أُبي بن مالك ** غداة الرسول مُعرض عنك أشوس ) ( يقودك مروان بن قيس بحبله ** ذليلا كما قيد الذلول المخيس ) ( فعادت عليك من ثقيف عصابة ** متى يأتهم مستقبس الشر يقبسوا ) ويقال إن نهيكا ركب إلى ثقيف فكلمهم وإنه قال هذه الأبيات لأخيه أُبي بن مالك ومن معهما ( وكانوا هم المولى فنادوا بحملهم ** عليك وقد كادت بك النفس تيأس ) ( لعمرو أبيك يا أبي بن مالك ** لغير الذي تأتي من الأمر أكيس )
805 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرة الأسلمي عن أبيه أن رسول الله & بعثه وأبا قتادة ومحلم بن جثامة سرية إلى إضم قال فلقينا عامر بن الأضبط الأشجعي فحياهم بتحية الإسلام فكف أبو قتادة وأبو حدرة وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله فسلبه بعيرا له ومتيعا ووطبا من لبن فلما قدموا أخبروا رسول الله & فقال
____________________
(1/246)
قتلته بعدما قال آمنت بالله ونزل القرآن ( يا أيها الذي آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ) النساء 94
806 - قال محمد بن إسحاق فحدثني بن جعفر قال سمعت زياد بن ضميرة بن سعد الضمري يحدث عن عروة عن أبيه وجده وقد كانا شهدا مع رسول الله & حنينا قال فصلى رسول الله & صلاة الظهر فقام إلى ظل شجرة فقعد فيه فقام إليه عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر يطلب بدم عامر بن الأضبط الأشجعي وهو سيد قيس وجاء الأقرع بن حابس يرد عن دم محلم بن جثامة وهو سيد خندف فقال رسول الله & لقوم عامر بن الأضبط هل لكم أن تأخذوا منا الآن خمسين بعيرا وخمسين إذا رجعنا إلى المدينة فقال عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر لا والله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحزن مثل ما أذاق نسائي فقام رجل من بني ليث يقال له مكيتل وهو القصير من الرجال فقال يا رسول الله ما أجد لهذا القتيل مثلا في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت أولاها ونفرت أخراها اسنن اليوم وغير غدا فقال رسول الله & هل لكم أن تأخذوا خمسين بعيرا الآن وخمسين إذا رجعت إلى المدينة فلم يزل بهم حتى رضوا بالدية فقال قوم محلم ايتوا به حتى يستغفر له رسول الله & قال فجاء رجل طوال ضرب اللحم في حلة قد تهيأ للقتل فيها فقعد بين يدي رسول الله & فقال اللهم لا تغفر لمحلم اللهم لا تغفر لمحلم قال فقام وإنه ليتلقى دمعه بطرف ثوبه قال محمد زعم قومه أنه استغفر له بعد ذلك
807 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد عن عبد الله بن أبي حدرة الأسلمي عن أبيه بنحوه وقال زياد بن ضميرة وقال في غرة الإسلام
808 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة أن جيشا لرسول الله & غزوا قوما من بني تميم فحمل على رجل منهم
____________________
(1/247)
فقال إني مسلم فقتله قال خالد فحدثني نصر بن عاصم الليثي أنه كان محلم بن جثامة الذي حمل على الرجل الذي قال إني مسلم فقتله فجاء قومه وأسلموا فقالوا يا رسول الله إن محلم بن جثامة قتل صاحبنا بعدما قال إني مسلم فقال أقتلته بعدما قال إني مسلم فقال يا رسول الله إنما قالها متعوذا فقال فلولا شققت عن قلبه لتعلم ذاك قال فكنت أعلمه قال فلم قتلته ثم قال أنا آخذ من أخذ بكتاب الله فاقعد للقصاص فلما أرادوا أن يقتلوه اشتد ذلك على رسول الله & وكان من فرسان النبي & فكلم قومه فأعطاهم الدية وأعطاهم محلم دية أخرى فأخذوا ديتين
809 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن زياد بن سمعان وغيره عن ابن شهاب الزهري عن عبد الله بن موهب عن قبيصة بن ذويب الكعبي قال أرسل النبي & سرية فلقوا المشركين فإضم أو قريب منه فهزم الله المشركين وغشي محلم بن جثامة الليثي عامر بن الأضبط الأشجعي فلما لحقه قال أشهد أن لا إله إلا الله فلم ينته بكلمته حتى قتله فذكر ذلك لرسول الله & فأرسل إلى ملحم فقال أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله فقال يا رسول الله إن كان قالها فإنما يعوذ بها وهو كافر فقال رسول الله & ألا ثقبت عن قلبه قال يريد والله أعلم إنما كان يعرب عن القلب واللسان قال ابن سمعان وإنه قتله محلم رغبة في سلاحه وفيه أنزلت هذه الآية ! ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ) ! النساء 94 قال الوليد وأنبأنا أبو سعيد فكان يحدثنا أنه سمع الحسن يقول نما أنزلت هذه في قتل مرداس الفدكي
810 - قال وحدثني ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال نزلت هذه الآية في قاتل مرداس الفدكي
811 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة في قوله ! ( فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل ) ! قال كنتم كفارا حتى من الله عليكم بالإسلام ( فتبنوا إن الله كان بما تعلمون خبيرا ) النساء 94 قال نزلت هذه الآية فيما حدثنا في مرداس رجل من غطفان ذكر لنا أن النبي & بعث جيشا عليهم غالب الليثي إلى أهل فدك فبرز أهل مرداس في الجبل وصيحته الخيل غدوة وقال لأهله إني مسلم وإني غير متبعكم ففر أهله في الجبل فلقيته الخيل غدوة فلما لقي أصحاب النبي & فقتلوه وأخذوا كل ما معه من شيء فأنزل الله في شأنه ( ولا تقولوا لمن ألقى
____________________
(1/248)
اليكم السلام لست مؤمنا ) النساء 94 قال لأن تحية المسلمين السلام بها يتعارفون ويلقى بعضهم بعضا
812 - حدثنا سعيد بن أوس قال حدثنا الأشعث عن محمد عن رجل من قريش الذي قتل رجلا من المشركين من بني تميم بعد قال إني مسلم فطلب بدمه الأقرع بن حابس ووكيع فقال النبي & قتلته بعدما قال إني مسلم فقال إنه يا رسول الله إنما قال متعوذا قال أفلا شرحت عن صدره قال فدفعه إليهم فعرفوا في وجه رسول الله & الكراهة فلم يزالوا بهما حتى رضيا بالدية فقالوا يا رسول الله إنهما قد رضيا بالدية قال فاستعمل رسول الله & أحدهما أو كلاهما على السقاية وقال دناه منها
813 - حدثنا ابن أبي الوزير قال حدثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال قدم كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب مكة فقالت لهم قريش أنتم أهل الكتاب وأهل العلم فأخبرونا عنا وعن محمد قالوا ما أنتم وما محمد قالوا نحن ننحر الكوماء ونفك العناء ونسقي اللبن على الماء ونسقي الحجيج ونصل الأرحام قالوا فما محمد قالوا صنبور قطع أرحامنا واتبعه سراق الحجيج بنو غفار فنحن أهدى سبيلا أم محمد قالوا أنتم فأنزل الله ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) النساء 51
814 - حدثنا فليح بن محمد اليماني قال حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن جويبر عن الضحاك في قوله ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ) يعنون بذلك اليهود جعلوا كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب حكمين ما حكما من شيء خلاف كتاب الله أو يوافق كتاب الله رضوا به وتركوا الكتاب الذي عندهم فزعما وأهل دينهما أن كفار مكة أهدى سبيلا من محمد وأصحابه وهم يعلمون أن محمدا رسول الله & وأصحابه على هدى من الله قال الله ( أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله
____________________
(1/249)
فلن تجد له نصيرا ) النساء 52 قال جوبير حيي بن أخطب الجبت وكعب الطاغوت
815 - حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما قدم ابن الأشرف مكة قالت له قريش أنت حبر أهل المدينة وسيدهم قال نعم قالوا ألا ترى إلى هذا الصبي الأبتر من قومه يزعم أنه خير منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية قال أنتم خير منه فنزلت ( إن شانئك هو الأبتر ) الكوثر 3 ونزلت ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ) النساء 51 - 52
816 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس عن شبيان عن قتادة في قوله ( يؤمنون بالجبت والطاغوت ) قال كنا نحدث أن الجبت الشيطان والطاغوت الكاهن وقوله ( ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) قال ذاك عدوا لله كعب بن الأشرف وحيي بن أخطب وكانا من أشراف يهود من بني النضير لقيا قريشا بالموسم فقال لهما المشركون أنحن أهدى أم محمد فإنا أهل السدانة وأهل السقاية وجيران الحرم قالا بل أنتم أهدى من محمد وأصحابه وهما يعلمان أنهما كاذبان إنما حملهما على ذلك حسد محمد وأصحابه فأنزل الله في ذلك ( أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا )
817 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا فليح بن محمد عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال كان كعب بن الأشرف اليهودي أحد بني النضير قد آذى رسول الله & بالهجاء وقدم على قريش فاستعان بهم عليه فقال أبو سفيان بن حرب أناشدك أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه وأننا أهدى في رأيك وأقرب إلى الحق فإنا نطعم الجزور الكوماء ونسقي اللبن ونطعم ما هبت الشمال قال أنتم أهدى منهم سبيلا ثم خرج مقبلا قد أجمع رأي المشركين على قتال رسول الله & معلنا بعداوته وهجائه فقال رسول الله & من لنا من ابن الأشرف قد استعلن بعداوتنا وهجائنا وقد خرج إلى قريش فأجمعهم على قتالنا وقد أخبرني الله بذلك ثم قدم على أخبث ما كان ينتظر قريشا أن تقدم فينا طبائعهم ثم قرأ النبي & على المسلمين ما أنزل الله فيه أن كذلك والله أعلم قال
____________________
(1/250)
! ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا ) ! النساء 51 وآيات معها فيه وفي قريش
818 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا فضيل بن مرزوق عن عطية العوقي في قوله بالجبت والطاغوت قال الجبت الشيطان والطاغوت كعب بن الأشرف
819 - حدثنا ابن أبي الوزير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله & من يكفينا كعب بن الأشرف فإنه آذى الله ورسوله فقال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله قال نعم قال ايذن لي فأقول قال قل فقتله
820 - قال ابن شهاب في حديثه ذكر لنا أن رسول الله & قال اللهم اكفني ابن الأشرف بما شئت فقال محمد بن مسلمة أنا يا رسول الله أقتله فقال النبي & نعم فقام محمد منقلبا إلى أهله فلقي سلكان بن سلامة في المقبرة عائدا إلى رسول الله & فقال له محمد إن النبي & أمرني بقتل كعب بن الأشرف وأنت نديمه في الجاهلية ولن يأمن غيرك فأخرجه لي حتى أقتله فقال سلكان إن أمرني رسول الله & فعلت فرجع محمد إلى رسول الله & فقال سلكان يا رسول الله أمرت بقتل كعب بن الأشرف قال نعم قال يا رسول الله أمحللي مما قلت لابن الأشرف قال أنت في حل مما قلت فخرج سلكان ومحمد بن مسلمة وعباد بن بشر بن وقش والحارث بن أوس بن معاذ وأبو عبس بن جبر حتى أتوه في ليلة مقمرة فتواروا في ظلال جذوع النخل وخرج سلكان فصرخ بكعب فقال كعب من هذا فقال سلكان هذا يا أبا ليلى أو نائلة وكان كعب يكنى أبا ليلى فقالت امرأته لا تنزل يا أبا ليلى فإنه قاتلك قال ما كان يأتيني إلا بخير ولو يدعى الفتى لطعنة لأجاب فخرج كعب فلما فتح باب المربض قال من أنت قال أخوك قال فطاطئ لي رأسك فطأطأ له فعرفه فنزل إليه فمشى به سلكان نحو القوم فقال له سلكان جعنا وأصبانا شدة مع صاحبنا فجئتك لأتحدث معك ولأرهنك درعي في شعير فقال له كعب قد حدثتك أنكم ستلقون ذلك ولكن عندنا شعير ولم تأتونا لعلنا أن نفعل قال ثم أدخل سلكان يده في رأس كعب ثم شمه فقال ما أطيب عبيركم هذا فصنع ذلك به مرة أو مرتين حتى آمنه ثم أخذ سلكان برأسه أخذة فصاه منها فخار عدو الله خارة رفيعة فصاحت امرأته واصاحباه فعانقه سلكان وقال اقتلوا عدو الله فلم يزالوا يتخلصون بأسيافهم حتى طعنه أحدهم في بطنه طعنة بالسيف فخرج منها مصرانه
____________________
(1/251)
وخلصوا إليه فضربوه بأسيافهم وكانوا في بعض ما يتخلصون إليه وسلكان يعانقه أصابوا عباد بن بشر في وجهه أو في رجله ولا يشعرون ثم خرجوا يشتدون سراعا حتى إذا كانوا بجرف بعاث فقدوا صاحبهم ونزف الدم فرجعوا أدراجهم فوجدوه من وراء الجرف فاحتملوه حتى أتوا به أهاليهم من ليلتهم فقتل الله ابن الأشرف بعداوته لله ورسوله وهجائه إياه وتأليبه عليه قريشا وإعلانه ذلك
821 - قال الحزامي حدثنا ابن وهب عن حيوة بن شريح وابن لهيعة عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو رسول الله & وأصحابه ويحرض عليهم كفار قريش في شعره وكان النبي & قدم المدينة وهي أخلاط منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة رسول الله & ومنهم المشركون الذين يعبدون الأوثان ومنهم اليهود أهل الحلقة والحصون وهم حلفاء الحبين الأوس والخزرج فأراد رسول الله & حين قدم استصلاحهم وموادعتهم وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشركا والرجل يكون مسلما وأخوه مشركا وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله & يؤدونه وأصحابه أشد الأذى فأمر الله نبيه والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم وفيهم أنزل الله تبارك وتعالى ! ( لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ) ! آل عمران 186 وفيهم أنزل الله ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير ) البقرة 109 فلما أبى كعب أن ينزع عن أذى رسول الله & وأذى المسلمين أمر رسول الله & سعد بن معاذ في خمسة رهط فأتوه عشية في مجلسه بالعوالي فلما رآهم كعب أنكر شأنهم وكان يذعر منهم فقال لهم ما جاء بكم قالوا جاء بنا حاجة إليك قال فليدن إلى بعضكم فليحدثني بها فدنا إليه بعضهم فقال جئناك لنبيعك أدراعا لنا نستعين بأثمانها فقال لهم والله لئن فعلتم ذلك لقد جهدتم ثم جهدتم منذ نزل بكم هذا الرجل ثم واعدهم أن يأتوه عشاء حين يهدأ عنه الناس فجاءوه فناداه رجل منهم فقام ليخرج إليهم فقالت له امرأته ما طرقوك ساعتهم هذه لشيء مما تحب قال بلى إنهم قد حدثوني حديثهم فخرج إليهم فاعتنقه محمد بن مسلمة وقال لأصاحبه لا تستنكروا إن قتلتموني وإياه جميعا قال وطعنه بعضهم بالسيف في خاصرته فلما قتلوه فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين فغدوا على رسول الله & حين أصبحوا فقالوا قد طرق صاحبنا الليلة
____________________
(1/252)
وهو سيد من سادتنا فقتل غيلة فذكر لهم رسول الله & الذي كان يقوله في أشعاره ويؤذيهم به ودعاهم إلى أن تكتب بينهم وبينه وبين المسلمين صحيفة فيها جماع أمر الناس فكتبها &
822 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن يزيد عن سعيد بن المسيب أن ابن نامين اليهودي أخذ يعذر رسول الله & في قتل كعب بن الأشرف فقال له محمد بن مسلمة ألا سيف ألا سيف فأخذ السيف وغيبوا اليهودي فقال محمد لمروان ألا أراه يعذر النبي & عندك
823 - حدثنا الحزامي قال وحدثنا ابن وهب قال حدثني ابن لهيعة عن محمد بن عبد الرحمن قال إن ابن الأشرف عدو الله وهو أحد بني النضير اعتزل قتال بني النضير وزعم أنه لم يظاهر على المسلمين فتركه النبي & ثم انبعث يهجهوه والمؤمنين ويمتدح عدوهم من قريش ويحرضهم عليهم فلم يرض بذلك حتى ركب إلى قريش فاستعداهم على رسول الله & فقال أبو سفيان والمشركون ننشدكم الله أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه وأن ديننا أهدى في رأيك أو أقرب إلى الحق فقال لقريش أنتم أهدى منه سبيلا وأفضل ثم خرج معلنا بعداوة رسول الله & وأصحابه فقال رسول الله & من لنا من ابن الأشرف قد استعلن بعداوتنا وهجائنا وقد خرج إلى قريش فأجمعهم على قتالنا وقد أخبرني الله جل وعز بذلك ثم قدم أخبث ما كان ينتظر قريشا ثم قرأ ما أنزل الله عليه ! ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ) ! النساء 51 - 55 وخمس آيات فيه وفي قريش
824 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كان فيما من الله به على رسوله هذين الحيين من الأنصار الأوس والخزرج كانا يتصاولان كما يتصاول الفحلان فلما قتل محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف قالت الخزرج كيف لنا أن يكون لنا مثل سابقتهم فقالوا يا رسول الله أرسلنا إلى ابن أبي حقيق فأرسل أبا قتادة وأبا عتيك وأبيض بن الأسود وعبد الله بن أنيس وقال لهم لا تقتلوا صبيا ولا امرأة فذهبوا فدخلوا الدار ليلا وغلقوا على كل قوم بابهم من خارج حتى إذا استغاثوا لم يستطيعوا أن يخرجوا ثم صعدوا إليه في علية له إليها عجلة فإذا هم به نائم أبيض كأنه القرطاس فتعاطوه بأسيافهم
____________________
(1/253)
فضربوه فصرخت امرأته فهموا أن يقتلوها فذكروا نهى رسول الله & لا تقتلوا امرأة ولا صبيا فنزلوا وانفكت قدم أحدهم فاحتملوه فانطلقوا به فدخلوا نهرا من أنهارهم وتصايح الناس قتل ابن حقيق قتل ابن حقيق فجاءوا بالنيران وقال عبد الله بن أنيس إني أخاف أن لا تكونوا أجهزتهم عليه فقال لأذهبن فلأنظرن قد أجهزنا عليه أم لا فجاء يصعد إليه في غمار الناس فإذا امرأته قد أكبت عليه ساعة ثم قالت فاضت نفسه ويهود وقالت فيما تقول إني لا أظنني إلا قد سمعت كلام عبد الله بن أنيس
825 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن يزيد بن عياض حدثه أنه بلغه من شأن خيبر أن أهل ابن أبي حقيق دعاهم رسول الله & يسألهم عن أموالهم خرجوا بها من المدينة إذ أخرجهم مسك الجمل ودنان كانت فيها الأموال إذ اخرجوا فغيبوها عنه حتى أمر كنانة وحيي ابني أبي الربيع بن أبي الحقيق أو أحدهما زوج صفية فيزعمون أنه سأل رجلا منهم من آل أبي الحقيق فأخبره بمكان المال فدفع رسول الله & أحدهما إلى محمد بن مسلمة والآخر إلى الزبير يعذبان حتى قتلا فاستحل بغدرهم قتل كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق زوج صفية وحيي بن الربيع أخيه
826 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال وحدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال بعث رسول الله & عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس ومسعود بن سنان بن الأسود وأبا قتادة بن ربعي بن بلدمة وأسود بن خزاعي حليفا لهم ويقال ولم نجده في غير هذه الصحيفة وأسعد بن حرام وهو أحد الترك حليف لبني سواد وأمر عليهم رسول الله & عبد الله بن عتيك فطرقوا أبا رافع بن أبي الحقيق بخيبر فقتلوه في بيته قال ابن شهاب قال أُبي بن كعب وقدموا على رسول الله & وهو على المنبر فقال أفلحت الوجوه قالوا أفلح وجهك يا رسول الله قال أقتلتموه قالوا نعم قال ناولوني السيف فسله قال هذا طعامه في ذباب السيف
____________________
(1/254)
827 - قال ابن شهاب سأل رسول الله & كنانة بن أبي الربيع بن أبي الحقيق عن كنز كان من مال أبي الحقيق كان يليه الأكبر فالأكبر منهم فسمى ذلك المال مسك الجمل وسأل مع كنانة حيي بن أبي الربيع بن أبي الحقيق فقالا أنفقناه في الحرب فلم يبق منه شيء وحلفا له على ذلك فقال برئت منكما ذمة الله وذمة رسوله إن كان عندكما أو قال نحو هذا من القول قالا نعم فأشهد عليهما ثم أمر الزبير بن العوام رسول الله & أن يعذب كنانة فعذبه حتى أخافه فلم يعترف بشيء فلا أدري أعذب حيي أم لا ثم إن رسول الله & سأل عن ذلك الكنز غلاما منهم يقال له ثعلبة بن سلام بن أبي الحقيق وكان كالضعيف فقال ليس لي به علم غير أني كنت أرى كنانة يطوف كل غداة بهذه الخربة فإن كان شيء فهو فيها فأرسل رسول الله & إلى تلك الخربة فوجدوا فيها ذلك الكنز فأتى به فأمر بقتلهما ودفع كنانة إلى محمد بن مسلمة فقتله بأخيه محمود بن مسلمة وقيل كنانة قتل محمودا وسبا رسول الله & آل أبي الحقيق بما كانوا أعطوا من أنفسهم وصفية بمكانها منهم ولم يسب أحد من أهل خيبر غيرهما فيما نعلم
828 - حدثنا محمد بن سليمان بن أبي رجاء قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أنه أخبره أن الرهط الذي بعث رسول الله & لقتل ابن أبي الحقيق قتلوه ثم أتوا يوم الجمعة والنبي & قائم على المنبر فلما رآهم قال أفلحت الوجوه قالوا أفلح وجهك يا رسول الله قال أقتلتموه قالوا نعم قال فدعا بالسيف الذي قتلوه به وهو قائم على المنبر فسله ثم قال أجل هذا طعامه في ذباب السيف وكان الرهط الذين قتلوه عبد الله بن عتيك وعبد الله بن أنيس وأسود بن خزاعي وحليفا لهم وأبا قتادة فيما يظن إبراهيم قال إبراهيم ولا أحفظ الخامس
829 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني بعض أهل المدينة أن بني الحقيق اشترط عليهم أن لا يكتموه فكتموه فأحل بذلك دماؤهم
830 - حدثنا عتاب بن زياد قال أنبأنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري قال حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن النبي & حين بعث إلى بني
____________________
(1/255)
الحقيق بخيبر نهى عن قتل النساء والصبيان
831 - حدثنا الحزامي قال حدثنا ابن وهب قال حدثني مالك بن أنس قال بعث رسول الله & عبد الله بن أنيس إهلى ابن نبيح فقال يا رسول الله انعته لي فإني لا أعرفه فنعته له فقال إذا رأيته هبته فقال ما هبت شيئا قط يا رسول الله قال فخرج حتى لقيه خارج من مكة يريد عرنة فلما لقيه ابن نبيح قال له ما حاتك هاهنا قال جئت في طلب قلائص وكان ابن أنيس أناخ راحلته في مكان خبأها فيه فمر يماشيه ساعة ويسائله ثم استأجر عنه كأنه يصلح شيئا ثم شد عليه فضربه بالسيف فقطع رجله قال ابن أنيس فأخذ رجل نفسه فرماني بها فلو أصابتني لأوجعتني قال ثم جاء برأسه إلى رسول الله &
832 - حدثنا الحزامي قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال بعث رسول الله & عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي ثم اللحياني وهو بعرنة من وراء مكة أو بعرفة قد اجتمع إليه الناس ليغزو فيهم رسول الله & وأمره أن يقتله فقال عبد الله لرسول الله & ما صفته يا رسول الله قال إذا رأيته هبته وفرقت منه قال ما فرقت من شيء قط فانطلق عبد الله يتوصل بالناس ويعتزي إلى خزاعة ويخبر من لقي أنما يريد سفيان ليكون معه فلقي سفيان وهو ببطن عرنة وراءه الأحابيش من حاضرة مكة قال عبد الله فلما رأيته هبته وفرقت منه فقلت صدق الله ورسوله ثم كمنت حتى هدأ الناس ثم اعتورته فقتلته فزعموا أن رسول الله & أخبر بقتله قبل قدوم عبد الله وحكوا والله أعلم أن رسول الله & أعطاه عصاه فقال تخصر بها أو أمسكها فكانت زعموا عنده حتى أمر بها فجعلت في كفنه بين جلده وثيابه ولا ندري من أين بعث النبي & ابن أنيس إلى ابن نبيح أمن المدينة أم من غيرها
____________________
(1/256)
833 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال لما صدر أبو بكر رضي الله عنه وقد أقام الناس حجهم فقدم عزوة بن مسعود الثقفي على رسول الله & فأسلم ثم استأذن رسول الله & أن يرجع إلى قومه فقال إني أخاف أن يقتلوك فقال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فأذن له فرجع إلى الطائف فقدم عشاء فجاءته ثقيف فحيوه فدعاهم إلى الإسلام ونصح لهم فعصوه واتهموه وأسمعوه من الأذى ما لم يكن يخشاهم عليه وخرجوا من عنده حتى إذا أسحر وطلع الفجر قام على غرفة له في داره فأذن بالصلاة وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فزعموا أن رسول الله & قال حين بلغه قتله مثل عروة مثل صاحب ياسين دعا قومه إلى الله فقتلوه
834 - حدثنا الحزامي قال حدثنا ابن وهب قال حدثني الليث ابن سعد أن عروة بن مسعود استأذن رسول الله & أن يأتي قومه فقال إني أخاف أن يقتلوك قال إني أحب إليهم من أبكار أولادهم من ذاك الذي عرف من منزلته عندهم فآذن له فلما أتى قومه أذن فيهم بالصلاة قبل أن يعلمهم فقتلوه فقال رسول الله & إن مثل عروة مثل صاحب آل ياسين قال وكان صاحبهم رجلا يقال له حبيب وكان نجارا فقال ! ( يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ) ! وقال ! ( وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون ) ! يس 20 - 25 فقاموا إليه فأخذوا قدومه من قفته فضربوه به على دماغه فقتلوه فقيل له ادخل الجنة فلما دخلها ذكر قومه قال ! ( يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) ! يس 26 - 27
835 - حدثنا الحزامي قال وحدثنا ابن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير أن رسول الله & بعث عروة بن مسعود الثقفي إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام فقتلوه رمي بسهم فبلغ ذلك النبي & فقال مثله في قومه كمثل صاحب ياسين في قومه ورثاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ( فازت ثقيف بأمر غير محمود ** وأصبحت وهي في إثم وتفنيد )
____________________
(1/257)
( بقتلهم رجلا قد كان يخبرهم ** عن النبي بأمر غير مردود ) ( فكذبوه أضل الله سعيهم ** بغيا ولم يثبتوا منه بموعود ) ( وقال كافرهم هذا يريدكم ** شرا فقوموا إليه بالجلاميد ) ( فلو شهدت أضل الله سعيهم ** إذ يرجمونك يا عرو بن مسعود ) ( لوافقوا مرهفات لا يزال لها ** يوما قتيلا عليه الطير بالبيد )
836 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا أبو الفتح الرقي عن عبد الملك بن أبي القاسم قال بعث رسول الله & عروة بن مسعود إلى قومه يدعوهم فقتلوه فشبهه رسول الله & بصاحب ياسين
837 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال لبث رسول الله & بالمدينة أربعة عشر شهرا ثم بعث عبد الله بن جحش في ركب من المهاجرين وكتب معه كتابا فدفعه إليه وأمره أن يسير ليلتين ثم يقرأ الكتاب فيتبع ما فيه وفي بعثه ذلك أو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وعمرو بن سراقة وعامر بن ربيعة وسعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان وواقد بن عبد الله وصفوان بن بيضاء فلما سار ليلتين فتح الكتاب فإذا فيه أن امض حتى تبلغ نخلة فلما قرأه قال سمعا وطاعة لله ولرسوله فمن كان منكم يريد الموت في سبيل الله فليمض فإني ماض على ما أمر رسول الله & فمضى ومضى معه أصحابه ولم يتخلف عنه منهم أحد وسلك على الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما وكانا يعتقبانه فتخلفا عليه في طلبه ومضى عبد الله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل بنخلة فمرت به عبر لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش فيها عمرو بن الحضرمي قال ابن هشام واسم الحضرمي عبد الله بن عباد ويقال مالك بن عباد أحد الصدف واسم الصدف عمرو بن مالك أحد السكون ابن أشرس بن كندة ويقال كندي قال ابن إسحاق وعثمان بن عبد الله بن المغيرة وأخوه نوفل بن عبد الله المخزوميان والحكم بن كيسان مولى هشام بن المغيرة فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبا منهم فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه فلما رأوه أمنوا وقالوا عمار لا بأس عليكم منهم وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به ولئن قتلتموهم
____________________
(1/258)
لتقتلنهم في الشهر الحرام فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت القوم نوفل بن عبد الله فأعجزهم وأقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله & المدينة وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن عبد الله قال لأصحابه إن لرسول الله & مما غنمنا الخمس وذلك قبل أن يفرض الله تعالى الخمس من المغانم فعزل لرسول الله & خمس العير وقسم سائرها بين أصحابه قال ابن إسحاق فلما قدموا على رسول الله & المدينة قال ما أمرتكم بقتال في الشهر الحرام فوقف العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا فلما قال ذلك رسول الله & سقط في أيدي القوم وظنوا أنهم قد هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا وقالت قريش قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه الأموال وأسروا فيه الرجال فقال من يرد عليهم من المسلمين ممن كان بمكة إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان وقالت يهود تتفاءل بذلك على رسول الله & عمرو بن الحضرمي قتله واقد بن عبد الله عمرو عمرت الحرب والحضرمي حضرت الحرب وواقد بن عبد الله وقدت الحرب فجعل الله ذلك عليهم لا لهم فلما أكثر الناس في ذلك أنزل الله على رسوله & ! ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله ) ! البقرة 217 أي إن كنتم قتلتم في الشهر الحرام فقد صدوكم عن سبيل الله مع الكفر به وعن المسجد الحرام وإخراجكم منه وأنتم أهله أكبر عند الله من قتل من قتلتم منهم ! ( والفتنة أكبر من القتل ) ! البقرة 217 أي قد كانوا يفتنون المسلم عن دينه حتى يردوه إلى الكفر بعد إيمانه فذلك أكبر عند الله من القتل ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا ) البقرة 217 أي ثم هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين فلما نزل القرآن بهذا من الأمر وفرج الله تعالى عن المسلمين ما كانوا فيه من الشفق قبض رسول الله & العير والأسيرين وبعثت إليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان فقال رسول الله & لا نفديكموهما حتى يقدم صاحبانا يعني سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان فإنا نخشاكم عليهما فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم فقدم سعد وعتبة فأفداهما رسول الله & منهم
____________________
(1/259)
فأما الحكم بن كيسان فأسلم فحسن إسلامه وأقام عند رسول الله & حتى قتل يوم بئر معونة شهيدا وأما عثمان بن عبد الله فلحق بمكة فمات بها كافرا فلما تجلى عن عبد الله بن جحش وأصحابه ما كانوا فيه حين نزل القرآن طمعوا في الأجر فقالوا يا رسول الله أنطمع أن تكون لنا غزوة تعطى فيها أجر المجاهدين فأنزل الله عز وجل فيهم ! ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) ! البقرة 218 فوضعهم الله عز وجل من ذلك على أعظم الرجاء والحديث في هذا عن الزهري ويزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال ابن إسحاق وقد ذكر بعض آل عبد الله بن جحش أن الله عز وجل قسم الفيء حين أحله فجعل أربعة أخماس لمن أفاءه وخمسا إلى الله ورسوله فوقع على ما كان عبد الله بن جحش صنع في تلك العبر قال ابن هشام وهي أول غنيمة غنمها المسلمون وعمرو بن الحضرمي أول من قتله المسلمون وعثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان أول من أسر المسلمون قال ابن إسحاق قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في غزوة عبد الله بن جحش ويقال بل عبد الله بن جحش قالها حين قالت قريش قد أحل محمد وأصحابه الشهر الحرام وسفكوا فيه الدم وأخذوا فيه المال وأسروا فيه الرجال قال ابن هشام هي لعبد الله بن جحش ( تعدون قتلا في الحرام عظيمة ** وأعظم منه لو برى الرشد راشد ) ( صدودكم عما يقول محمد ** وكفر به والله راء وشاهد ) ( وإخراجكم من مسجد الله أهله ** لئلا يرى الله في البيت ساجد ) ( فإنا وإن عيرتمونا بقلته ** وأرجف بالإسلام باغ وحاسد ) ( سقينا من ابن الحضرمي رماحنا ** بنخلة لما أوقد الحرب واقد ) ( دما وابن عبد الله بن عثمان بيننا ** ينازعه غل من القد عابد )
838 - حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبع حدثنا جعفر بن محمد الصائغ
____________________
(1/260)
حدثنا عفان بن مسلم حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال خرج صهيب مهاجرا إلى رسول الله & فاتبعه نفر من المشركين فنثر كنانته وقال لهم يا معشر قريش قد تعلمون أني من أرماكم والله لا تصلون إلي حتى أرميكم بكل سهم معي ثم أضربكم بسيفي ما بقي منه في يدي شيء فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه قالوا فدلنا على مالك ونخلي عنك فتعاهدوا على ذلك فدلهم ولحق برسول الله & فقال له رسول الله & ربح البيع أبا يحيى فأنزل الله تعالى فيه ! ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) ! البقرة 207 الآية قال أكثر المفسرين نزلت في صهيب بن سنان الرومي حين أخذه المشركون في رهط من المؤمنين فعذبوه فقال لهم صهيب إني شيخ ضعيف لا يضركم أمنكم كنت أم من عدوكم قالوا صدقت قال فتأخذون أهلي ومالي وتدعوني وديني ففعلوا فنزلت فيه هذه الآية فلقيه أبو بكر رضي الله عنه بعدما قدم المدينة فقال ربح البيع يا صهيب قال وبيعك فلا يخسر فقرأ عليه الآية ففرح بها وأما بلال وخباب وجبر وعمار فعذبوا حتى قالوا نمضي ما أراد المشركون ثم أرسلوهم ففيهم نزلت ( والذين هاجروا في الله بعدما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) النحل 41
839 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني نافع بن يزيد عن عمر مولى غفرة أنه بلغه أن النبي & لما خرج مهاجرا إلى المدينة أخذ المشركون عمار بن ياسر وعبد الله بن سعد فشرح بالكفر صدرا وأما عمار فلم يزالوا يعذبونه حتى كادوا يقتلونه فلما رأوا أنه يأبى عليهم أن يكفر قالوا تسب النبي ونخلي
____________________
(1/261)
سبيلك فلما فعل فعلوا فخرج حتى قدم على رسول الله & فلما رآه قال أفلح وجه أبي اليقظان قال ما أفلح وجهه ولا أنجح قال ما لك أبا اليقظان قال بدروني حتى سببتك قال فكيف تجد قلبك قال يحبك ويؤمن بك قال فإن استزادوك من ذلك فزد قال أبو زيد بن شبة فقد روى هذا الحديث وأثبت منه أن عمارا قدم المدينة قبل رسول الله & حدث به شعبة عن ابن إسحاق عن البراء كذلك روى شعبة بهذا الإسناد أن عمر رضي الله عنه قدمها قبل رسول الله & وما روى شعبة أقوى في الإسناد وأحرى أن يكون لأن عمارا وعمر بن الخطاب لا يتخلفان عن رسول الله &
840 - حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يغضب إذا قيل إنه هاجر قبل أبيه ويقول قدمت أنا وعمر رضي الله عنه على رسول الله & المدينة فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر رضي الله عنه فقال اذهب فانظر هل استيقظ فأتيت فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر رضي الله عنه فأخبرته أنه قد استيقظ فانطلقنا إليه فهرول هرولة حتى دخل عليه عمر رضي الله عنه فبايعه ثم بايعته فكان ابن عمر رضي الله عنه يغضب إذا قيل له هاجرت قبل عمر رضي الله عنه
841 - حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا وهيب قال حدثنا عبد الله بن فاروق طاوس عن أبيه عن صفوان بن أمية أنه قيل له إن الجنة لا يدخلها إلا من هاجر قال فقلت لا أدخل منزلي حتى آتي رسول الله & فأسأله قال فأتيت رسول الله & وقلت يا رسول الله إنهم يقولون لا يدخل الجنة إلا من هاجر فقال رسول الله & لا هجرة بعد فتح مكة ولكن جهاد ونية وإن استنفرتم فانفروا
842 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا محمد بن إسحاق عن ابن جعفر أن صفوان بن أمية أتى رسول الله & بعد الفتح فقال ما جاء بك أبا أمية قال زعم الناس أنه لا خلاق لمن لم يهاجر فقال عزمت عليك لترجعن حتى تنبطح ببطحاء مكة فعلم أنه لا هجرة بعد الفتح
____________________
(1/262)
843 - قال محمد بن حاتم أخبرنا الحزامي عن محمد بن طلحة قال حدثنا إسحاق رجل من ولد حارثة بن النعمان عن أبيه عن جده قال لما قدم صفوان بن أمية المدينة قال رسول الله & على من نزلت قال على العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال & نزلت على أشد قريش لقريش حبا قال أبو زيد بن شبة كان نعيم بن عبد الله بن النحام يمون عالة بني عدي فأراد الهجرة إلى رسول الله & فسأله قومه المقام فيهم وقالوا إنه لا ينالك أحد بمكروه ومنا نفس حية فأقام فقال له رسول الله & قومك كانوا لك خيرا من قومي لي أخرجني قومي وحبسك قومك قال نعيم يا رسول الله إن قومك أخرجوك إلى الهجرة وحبسني قومي عنها
844 - حدثنا أبو الوليد القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا أبو مهدي سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية حدير بن كريب عن جبير بن نفير أن رسول الله & كان إذا صلى بالناس فسلم قام فتصفح بوجهه الناس فإذا رأى رجلا لم يكن رآه قبل ذلك سأل عنه قال جبير فرأى يوما رجلا لم يكن رآه قبلها قال من تكون يا عبد الله فرفع رأسه فقال أنا واثلة بن الأسقع الليثي قال فما جاء بك قال مهاجرا إلى الله ورسوله قال هجرة إقامة أم هجرة رجعة قال وكان منهم من يسلم ثم يرجع ومنهم من يسلم ويقيم قال بل هجرة إقامة فقال رسول الله & أعطني يدك فبسطها فصافحه على شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتطيع الله ورسوله فيما استطعت قال نعم فصافح رسول الله & على يده وكان بيعة رسول الله المهاجرين فيما استطعت
845 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن ابن الديلمي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال خرجت من أهلي أريد الإسلام فقدمت على رسول الله & وهو في الصلاة فصففت في آخر الصفوف فصليت بصلاتهم فلما فرغ انتهى إلى واثلة وهو في آخر
____________________
(1/263)
الصفوف فقال ما حاجتك قلت الإسلام قال هو خير لك قال وتهاجر قلت نعم قال هجرة البادي أو هجرة التأله قلت أيها خير قال هجرة التأله قال وهجرة التأله أن يثبت مع رسول الله & وهجرة البادي أن يرجع إلى باديته قال وعليك الطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك قلت نعم قال فقدم يده وقدمت يدي فلما رآني لا أستثني لنفسي شيئا قال فيما استطعت قلت فيم استطعت فضرب على صدري
846 - حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا خالد بن عبد الله عن دواد بن أبي هند عن أبي حرب يعني ابن أبي الأسود الديلي عن طلحة قال أبو زيد هذا طلحة بن عمرو النضري قال كان من قدم المدينة فكان له بها عريف نزل على عريفه ومن لم يكن له بها عريف نزل الضفة فكنت فيمن نزل الصفة فوافقت رجلين فكان يجري علينا في كل يوم مد من تمر من رسول الله & فانصرف النبي & فناداه رجل من أهل الصفة يا رسول الله أحرق التمر بطوننا وتخرقت علينا الخنف فقال النبي & إلى منبره فحمد الله وأثنى عليه وذكر ما لقي من قومه حتى أن كان ليأتي علي وعلى صاحبي بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا البرير فقدمنا على إخواننا من الأنصار وجل طعامهم التمر فواسونا ولو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكم ولكن لعلكم ستدركون زمانا أو من أدركه منكم تلبسون فيه مثل أستار الكعبة ويغدى ويراح عليكم بالجفان
847 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن هشام بن الوليد عن زياد بن مخراق عن عبد الله بن مغفل المزني قال كان النبي & إذا هاجر أحد من العرب وكل به رجلا من الأنصار فقال ففقهه في الدين وأقرئه القرآن فهاجرت إلى رسول الله & فوك بي رجلا من الأنصار ففقهني في الدين وأقرأني القرآن وكنت أغدو عليه فأجلس ببابه حتى يخرج متى يخرج فإذا خرج ترددت معه في حوائجه فأستقرئه القرآن وأسأله في الدين حتى يرجع إلى بيته فإذا دخل بيته انصرفت عنه
848 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل عن سماك عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ! ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ! آل عمران
____________________
(1/264)
110 قال هم الذين هاجروا مع رسول الله & إلى المدينة
849 - حدثنا أيوب بن محمد قال حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا قيس عن سماك بإسناده مثله
850 - حدثنا خالد بن عبد العزيز الثقفي قال حدثنا أبو عوانة عن مغيرة عن مجاهد قال مرت بابن عمر رضي الله عنهما رفقة فقال من القوم فقال حادي بن عمر قريش فقال ابن عمر قريش قريش نحن المهاجرون
851 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا مالك بن أنس قال لما قدم المهاجرون على الأنصار المدينة قال لهم رسول الله & قاسموا الذين قدموا عليكم قالوا نعم يا رسول الله نقاسمهم التمر قال أو غير ذلك قالوا ما هو قال يكفونكم المؤونة وتقاسمونهم التمر قالوا سمعنا وأطعنا فكانوا يكفونهم المؤونة ويقاسمونهم التمر حتى إن كان أحدهم ليكون له المرأتان فيخير أخاه المهاجر في إحداهما
852 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر عن الكلبي قال لما ظهر النبي & على أموال بني النضير قال للأنصار إن إخوانكم من المهاجرين ليست لهم أموال فإن شئتم قسمت هذه الأموال بينهم وبينكم جميعا وإن شئتم أمسكتم أموالكم فقسمت هذه فيهم خاصة قالوا لا بل أقسم هذه فيهم وأقسم لهم من أموالنا ما شئت فنزلت ! ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ! الحشر 9 قال وقال أبو بكر يا معشر الأنصار جزاكم الله خيرا فوالله ما مثلنا ومثلكم إلا ما قال طفيل الغنوي لبني جعفر ( جزى الله عنا جعفرا حين أزلقت ** بنا نعلنا في الواطئين فزلت ) ( أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ** تلاقي الذي يلقون منا لملت )
____________________
(1/265)
( فذو المال موفور وكل معصب ** إلى حجرات أدفأت وأظلت )
853 - قال يحيى وحدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق قال قسمها رسول الله & في المهاجرين إلا سهل بن حنيف وأبو دجانة وكذا نفرا فأعطاهما منها
854 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال قال المهاجرين يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أكثر بذلا من كثير ولا أكثر مواساة من قليل كفونا المؤونة وأشركونا في المهنأ فقد خشينا أن يكونوا قد ذهبوا بالأجر كله فقال رسول الله & كلا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم
855 - حدثنا هارون بن عبد الله قال سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول الله عز وجل ! ( إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) ! التغابن 14 ليست عامة إلا في المهاجرين الأولين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة بكى عليهم أزواجهم وأولادهم فنزلت فيهم
856 - حدثنا عفان وموسى قال حدثنا أبو هلال عن قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب ما فرق بين المهاجرين الأولين والمهاجرين الآخرين قال فرق بينهم القبلتان فمن صلى القبلتين مع النبي & فهو من المهاجرين الأولين
857 - حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا هشيم قال أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال المهاجرون الأولون الذين شهدوا بيعة الرضوان
858 - قال محمد وحدثنا هشيم قال أنبأنا داود قال سمعت الشعبي يقول فضل ما بين الهجرتين بيعة الرضوان يوم الحديبية قال وحدثنا هشيم قال إما منصورا وإما غيره من أصحابنا حدثنا عن الحسن قال فتح مكة
859 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول ما بقي أحد صلى القبلتين غيري
____________________
(1/266)
860 - حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا قرة قال سألت محمدا عن المهاجرين الأولين فقال من صلى القبلتين جميعا مع النبي & قال وكان النبي & وأصحابه صلوا قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا
861 - حدثنا محمد بن يحيى أبو غسان قال حدثني عبد العزيز بن عمران عن مجمع بن يعقوب الأنصاري عن الحسن بن السائب بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي أحمد قال قالت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أنزل في آيات من القرآن كنت أول من هاجر في الهدنة حين صالح رسول الله & قريشا على أنه من جاء رسول الله & بغير إذن وليه رده إليه ومن جاء قريش ممن مع رسول الله & لم يردوه إليه قالت فلما قدمت المدينة قدم علي أخي الوليد بن عقبة قالت ففسخ الله العقد الذي بينه وبين المشركين في شأني فانزل الله ! ( يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ) ! إلى قوله ! ( ولا جناح عليكم أن تنكحوهن إذا آتيتموهن أجورهن ) ! الممتحنة 10 قالت ثم أنكحني رسول الله & زيد بن حارثة وكان أول من نكحني فقلت يا رسول الله زوجت بنت عمك مولاك فأنزل الله ! ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ! الأحزاب 36 قالت فسلمت لقضاء رسول الله & ثم قتل عني فأرسل إلي الزبير بن العوام أُبي بن خالد فأحبسني على نفسه فقلت نعم فأنزل الله ! ( ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم الله أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله ) ! البقرة 235 قالت ثم حللت فتزوجت الزبير وكان ضرابا للنساء فوقع بني وبينه بعض ما يقع بين المرء وزوجه فضربني وخرج عني وأنا حامل في سبعة أشهر فقلت اللهم فرق بيني وبينه ففارقني فضربني المخاض فولدت زينب بنت الزبير فرجع وقد حللت فتزوجت عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فولدت عنده إبراهيم ومحمدا وحميدا بني عبد الرحمن بن عوف
862 - حدثنا يزيد قال حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه أن أم كلثوم بنت عقبة كانت تحت الزبير بن العوام وكانت له كارهة وكان شديدا على النساء فكانت تسأله الطلاق فيأبى فضربها المخاض وهو لا يعلم فألحت عليه يوما وهو يتوضأ للصلاة فطلقها تطليقة ثم خرج إلى الصلاة فوضعت فاتبعه إنسان من أهله وقال إنها وضعت قال خدعتني خدعها الله فأتى النبي & فذكر ذلك له فقال سبق فيها كتاب الله اخطبها قال لا لا ترجع إلي
____________________
(1/267)
863 - حدثنا الحزامي قال حدثنا ابن وهب قال أنبأنا ابن لهيعة أن أم كلثوم ابنة عقبة بن معيط كانت أخت عثمان بن عفان لأمه وأنها أول بكر من قريش هاجرت إلى الله ورسوله فتزوجها زيد بن حارثة ثم تزوجها الزبير بن العوام ثم تزوجها عبد الرحمن بن عوف فمات عنها ثم تزوجها عمرو بن العاص رضي الله عنه
864 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عكرمة أن أميمة بنت بشر الأنصاري ثم من بني عمرو بن عوف كانت تحت يدي الدحداح وهو يومئذ مشرك ففرت من زوجها بمكة حتى أتت النبي & تريد الإسلام فهم النبي & بردها حتى أنزل الله ! ( فامتحنوهن ) ! الممتحنة 10 فكان النبي & يقول للمرأة حيت تأتيه بالله ما أخرجك بغض زوجك بالله ما أخرجك شدة أصابتك بالله ما تريدين إلا الإسلام والهجرة إلى الله ورسوله ففعلت وأن النبي & زوجها سهل بن حنيف فولدت عبد الله بن سهل
865 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا ابن وهب عن حنيف بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب أن امرأة ابن الدحداح أميمة بنت بشر فرت من زوجها وكان مشركا فلما جاءت رسول الله & هم بردها فأنزل الله ! ( فلا ترجعوهن إلى الكفار ) ! الممتحنة 10 فنكحها سهل بن حنيف فبعث إلى المشرك بما أنفق وهو من الصداق
866 - حدثنا ابن حذيفة قال سفيان عن مجاهد في قوله ! ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ) ! قال كانت امرأة من المشركين تفر إلى المسلمين فيعطي المشركين المسلمون مهرها فأنزل الله ! ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) ! النحل 126 يقول إن أصبتم منهم غنيمة
867 - حدثنا أبو أيوب الهاشمي قال حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه عن عروة أن أسماء بنت أبي بكر قالت قدمت علي أمي في عهد قريش وهي مشركة إذا عاهدوا رسول الله & في مدتهم فاستفتيت رسول الله & فقلت إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها قال نعم فصلي أمك
____________________
(1/268)
868 - حدثنا ابن عتمة قال حدثنا ابن عائشة قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة عن أسماء ابنة أبي بكر رضي الله عنها قالت قدمت علي أمي تعني لميرها وهي راغبة وهي في عهد قريش ومدتهم التي كانت بينهم وبين رسول الله & فقلت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي مشركة أفأصلها قال نعم فصليها
869 - حدثنا عتاب بن زياد قال حدثنا ابن المبارك عن مصعب بن ثابت عن عبد الله بن الزبير قال أخبرني عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قدمت قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسد ابن نصر من بني مالك بن حسل على ابنتها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وكان أبو بكر رضي الله عنه طلقها في الجاهلية فقدمت على ابنتها بهدايا ضباب وسمن وقرظ فأبت أسماء رضي الله عنها أن تقبل منها أو تدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة رضي الله عنها أن سلي عن هذا رسول الله & فأخبرته فأمرها رسول الله & أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها وأنزل الله ! ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم ) ! الممتحنة 8 - 9 إلى آخر الآيتين
870 - حدثنا الحزامي وحدثنا ابن وهب عن جرير قال حدثني رجل من أهل مكة يقال له عثمان بن القاسم قال لما خرجت أمها من مكة مهاجرة إلى المدينة أمست بالمنصرف قريبا من الروحاء فلم تجد ما تفطر عليه وعطشت فاشتد عطشها فدلي لها من السماء دلو ثم شيء أبيض فشربت وكانت تقول ما عطشت منذ شربت تلك الشربة قد صمت في الهواجر وتعرضت للعطش فما أصابني عطش بعد
871 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا المسعودي قال حدثنا عدي بن ثابت عن
____________________
(1/269)
أبي بردة عن أبي موسى الأشعري قال لقي عمر رضي الله عنه أسماء بنت عيسى رضي الله عنها فقال نعم القوم أنتم لولا أنكم سبقتم بالهجرة فنحن أفضل منكم فقالت كنتم مع رسول اله & يعلم جاهلكم ويحمل راجلكم وفررنا بديننا ولست براجعة حتى أدخل على رسول الله & فدخلت عليه فقالت يا رسول الله إني لقيت عمر فقال كذا وكذا فقال رسول الله & لكم هجرتكم مرتين هجرتكم إلى الحبشة وهجرتكم إلى المدينة
872 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن ابن إسحاق أن عكرمة بن أبي جهل لما قدم على رسول الله & قال رسول الله & مرحبا بالراكب المهاجر مرحبا بالراكب المهاجر فقال عكرمة والله يا رسول الله لا أدع موقفا وقفته لأحد به عن سبيل الله ولا ادع نفقة أنفقتها لأحد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله ( الوفود )
873 - حدثنا رجاء بن سلمة قال حدثنا أبي قال حدثنا روح بن غطيف عن أبيه غطيف بن أبي سفيان قال أتت الأنصار رسول الله & فقالوا يا رسول الله ادع الله على ثقيف فقال & اللهم اهد ثقيفا قالوا يا رسول الله ادع عليهم فقال اللهم اهد ثقيفا فعادوا فعاد فأسلموا فوجدوا من صالحي الناس إسلاما ووجد منهم أئمة وقادة وقدم وفدهم على رسول الله & فضرب عليهم القبة في المسجد فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله إنهم لا يصلون فقال النبي & دعهم يا عمر فإنهم سيستحيون ألا يصلوا فمكثوا يومهم لا يصلون والغد حتى إذا كان عند العصر صالوا بغير وضوء فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله صلوا بلا وضوء فقال & دعهم فإنهم سيتوضأون حتى إذا كان اليوم الثالث غسلوا وجوههم ورؤوسهم وأعناقهم وأيديهم إلى
____________________
(1/270)
المناكب وتركوا الأرجل فقال عمر إنهم فعلوا كذا وكذا فقال دعهم فإنهم سيتوضأون وغدوا اليوم الخامس فغسلوا البطون والظهور فأتى عمر رضي الله عنه النبي & فأخبره فقال دعهم عنك فلم يذكر شيئا من أمرهم بعد حتى قدمت عليهم هدية من الطائف عسل وزبيب ورمان وشنان فرسك مربب فأهدوا إلى رسول الله & فقال & صدقة أم هدية فقالوا بل هدية يا رسول الله ففتح رسول الله & سقاء من العسل قال ما هذا قالوا ضريب فأكل منه ثم فتح الثاني فقال ما هذا فقالوا ضريب يا رسول الله قال ما أطيب ريحه وأطيب طعمه وأكل منه ثم قاموا عنه وأهدى له رجل من بني ليث شاة مطبوخة بلبن فالتمس العوض فأعطاه رسول الله & وقال هل رضيت قال لا فدخل فأعطاه وقال هل رضيت قال لا قال ويحك لا تبخلني فإني لم أخلق بخيلا ولا جبانا فالتمس فجاءه بقبضة من شعير وسلت وتمر فأعطاه إياه ثم قال هل رضيت قال نعم فقال لا أتهب إلا من قريشي أو ثقفي فإنهما حيان لا يتعجلان الثائبة
874 - حدثنا الحزامي قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال أقبل وفد ثقيف بعد قتل عروة بن مسعود بضعة عشر رجلا هم أشراف ثقيف فيهم كنانة بن عبد ياليل وهو رأسهم يومئذ وفيهم عثمان بن أبي العاص بن بشر وهو أصغر الوفد حتى قدموا على رسول الله & يريدون الصلح والقضية وهو بالمدينة حين رأوا أن قد فتحت مكة وأسلم عامة العرب فقال المغيرة بن شعبة يا رسول الله أنزل علي قومي فأكرمهم فإني حديث الجرم فيهم فقال رسول الله & لا أمنعك أن تكرم قومك ولكن تنزلهم حيث يسمعون القرآن قال وكان من جرم المغيرة في قومه أنه كان أجيرا لثقيف فإنهم أقبلوا من مضر حتى إذا كانوا ببساق عدا عليهم وهم نيام فقتلهم ثم أقبل بأموالهم حتى أتى رسول الله & فقال أخمس مالي هذا قال وما نبأه قال كنت أجيرا لثقيف فلما سمعت بك قتلتهم وهذه أموالهم فقال رسول الله & إنا لسنا بغدر وأبى أن يخمس ما معه وأنزل النبي & وفد ثقيف في المسجد وبنى لهم خياما لكي يسمعوا القرآن ويروا الناس إذا صلوا وكان النبي & إذا خطب لم يذكر نفسه فلما سمعه وفد ثقيف قالوا يأمرنا أن نشهد أنه رسول الله ولا يشهد هو به في خطبتهم فلما بلغه قولهم قال فأنا أول من شهد أني رسول الله وكان يغدون عليه كل يوم ويخلفون عثمان بن أبي
____________________
(1/271)
العاص في رحالهم لأنه أصغرهم فكان عثمان كلما رجع إليه الوفد وقالوا بالهاجرة عمد لرسول الله & فسأله عن الدين واستقرأه القرآن فاختلف إليه عثمان مرارا حتى فقه وعلم وكان إذا وجد النبي & نائما عمد لأبي بكر رضي الله عنه وكان يكتم ذلك من أصحابه فأعجب رسول الله & بعثمان وأحبه فمكث الوفد يختلفون إلى رسول الله & وهو يدعوهم إلى الإسلام فأسلموا فقالوا له كنانة بن عبد ياليل هل أنت مقاضينا حتى نرجع إليك قال نعم إن أنتم أقررتم بالإسلام قاضيتكم وإلا فلا قضية ولا صلح بيني وبينكم قالوا أرأيت الزنا فإنا قوم نغترب قال هو عليكم حرام إن الله قال ( لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) الإسراء 32 قالوا أرأيت الربا قال والربا حرام قالوا فإنها أموالنا كلها قال لكم رؤوس أموالكم فإن الله قال ( يا إيها الذين آمنوا اتقوا الله ودروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ) البقرة 278 قالوا أفرأيت الخمر فإنها عصير أعنابنا ولا بد لنا منه قال فإن الله قد حرمها فقال ! ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) ! المائدة 90 فارتفع القوم وخلا بعضهم ببعض فقال سفيان بن عبد الله ويحكم إنا نخاف إن خالفناه يوما كيوم مكة انطلقوا فيه فلنكافئه على ما سألنا فأتوه & فقالوا نعم لك ما سألت وقالوا أرأيت الربة ماذا نصنع فيها قال اهدموها قالوا هيهات لو تعلم الربة أنك تريد هدمها قتلت أهلينا قال عمر رضي الله عنه ويحك يا ابن عبد ياليل ما أحمقك إنما الربة حجر لا يدري من عبده ممن لا يعبده قال إنا لم نأتك يا ابن الخطاب قالوا يا رسول الله أرسل أنت فاهدمها فإنا لن نهدمها أبدا قال فسأبعث إليكم من يكفيكم هدمها فكاتبوه فقال كنانة بن عبد ياليل ائذن لنا قبل رسولك ثم ابعث في آثارنا فإني أعلم بقومي فأذن لهم وأكرمهم وحملهم قالوا يا رسول الله أمر علينا رجلا منا فأمر عليهم عثمان بن أبي العاص لهما رأى من حرصه على الإسلام وقد كان علم سورا من القرآن قبل أن يخرج فقال كنانة بن عبد ياليل أنا أعلم الناس بثقيف فاكتموهم القضية وخوفوهم بالحرب والفناء وأخبروهم أن محمدا سألنا أمورا أبيناها عليه وسألنا أن نهدم اللات ونبطل أموالنا في الربا ونحرم الخمر والزنا فخرجت ثقيف حين دنا الوفد منهم يتلقونهم فلما رأوهم قد ساروا العنق وقطروا الإبل وتغشوا ثيابهم كهيئة القوم قد حزنوا وكربوا ولم يرجعوا بخير فلما رأت ثقيف ما في وجوه القوم قال بعضهم لبعض ما جاء وفدكم بخير ولا رجعوا به فدخل
____________________
(1/272)
الوفد فعمدوا إلى اللات فنزلوا عندها واللات بيت كان بين ظهري الطائف بستر ويهدى لها الهدي ضاهوا به بيت الله وكانوا يعبدونها فيقول ناس من ثقيف حين نزل الوفد إليها كأنهم لا عهد لهم برؤيتها ورجع كل رجل منهم إلى أهله وأتى كل رجل منهم جانبه من ثقيف فسألوه ماذا جئتم به وما رجعتم به قالوا أتينا رجلا غليظا يأخذ من أمره ما شاء قد ظهر بالسيف وأداخ العرب وأدان له الناس فعرض علينا أمورا شدادا هدم اللات وترك الأموال في الربا إلا رؤوس أموالنا وتحريم الخمر قالت ثقيف فوالله لا نقبل هذا أبدا فقال الوفد فأصلحوا السلاح وتيسروا للقتال ورموا حصنكم فمكثت بذلك ثقيف يومين أو ثلاثة يريدون زعموا القتال ثم ألقى الله في قلوبهم الرعب فقالوا والله ما لنا طاقة به أداخ العرب كلها فارجعوا إليه وأعطوه ما سأل وصالحوه عليه فلما رأى الوفد أنهم قد رعبوا وخافوا واختاروا الأمن على الخوف والحرب قال الوفد فإنا قد قاضيناه وأعطانا ما أحببنا وشرط لنا ما أردنا ووجدناه أتقى الناس وأوفاهم وأرحمهم وأصدقهم وقد بورك لنا ولكم في مسيرنا إليه وفيما قاضيناه عليه فانهوا القضية واقبلوا عاقبة الله قالت ثقيف فلم كتمتمونا هذا الحديث وغممتمونا به أشد الغم قالوا أردنا أن ينزع الله من قلوبكم نخوة الشيطان فأسلموا مكانهم واستسلموا ومكثوا أياما ثم قدمت عليهم رسل رسول الله & أميرهم خالد بن الوليد وفيهم المغيرة بن شعبة فلما قدموا عمدوا إلى اللات فهدموها وقد استكفت ثقيف الرجال منهم والنساء والصبيان حتى خرج العوائق من الحجال لا ترى عامة ثقيف أنها مهدومة ويظنون أنها ممتنعة فقام المغيرة بن شعبة رضي الله عنه فأخذ الكرزن وقال لأضحكنكم من ثقيف فضرب الكرزن ثم سقط يرتكض فارتج أهل المدينة بصيحة واحدة قالوا أبعد الله المغيرة قد قتلته الربة حين رأوه ساقطا وقالوا من شاء منكم فليتقرب وليجتهد على هدمها فوالله لا يستطاع أبدا فوثب المغيرة فقال قبحكم الله يا معشر ثقيف إنما هي لكاع حجارة ومدر فاقبلوا عافية الله واعبدوه ثم ضرب الباب فكسره ثم علا على سورها وعلا الرجال معه فما زالوا يهدمونها حجرا حجرا حتى سووها بالأرض وجعل صاحب المفاتيح يقول ليغضبن الأساس وليخسفن بهم فلما سمع ذلك المغيرة قال يا خالد دعني أحفر أساسها فحفروه حتى أخرجوا ترابها وانتزعوا حليها وأخذوا ثيابها فبهتت ثقيف وقالت عجوز
____________________
(1/273)
منهم أسلمها الرضاع وتركوا المصاع وأقبل الوفد حتى دخلوا على رسول الله & بحليها وكسوتها وقسمها من يومه وحمد الله على نصره وإعزاز دينه فهذا حديث ثقيف
875 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب عن عبد الحميد بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة أنه كتب إلى الوليد بن عبد الملك يخبره أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله & بعد فتح مكة وحنين وانصرافه إلى المدينة فقاضوه على القضية الذي ذكرت لك وبايعوه وهو الكتاب الذي عندهم الذي بايعوه عليه
876 - حدثنا أبو الوليد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الحكم بن هشام الثقفي قال أخبرني محمد بن عبد الرحمن بن عازب أنه كان في كتاب رسول الله & لثقيف حين أسلموا أنهم حي من المسلمين يكونون معهم حيث شاءوا وحيث أحبوا قال فجعلوا دعوتهم مع قريش وقالوا ولدتنا قريش وولدناهم
877 - حدثنا خالد بن عبد العزيز الثقفي قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى عن عثمان بن عبد الله عن عمه عمرو بن أوس عن عثمان بن أبي العاص قال استعملني رسول الله & وأنا أصغر الستة الوفد الذين قدموا عليه من ثقيف لأني كنت قرأت السورة فقلت يا رسول الله إن القرآن يتفلت مني فوضع يده على صدري وقال يا شيطان اخرج من صدر عثمان قال فما نسيت بعد شيئا أريد حفظه
878 - حدثنا أبو عاصم قال أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى عن عثمان بن عبد الله عن عمه عمرو بن أوس عن أبيه أوس قال كنت في الوفد حين قدمت ثقيف على رسول الله & فأنزلهم في قبة في المسجد قال وكان يأتينا إذا صلى العشاء فيقوم قائما يتحدث فأكثر ذاك تشكيه قريشا فقال كنا العشر التي كنا بمكة فكنا مقهورين مظلومين فلما خرجنا في العشر الأواخر كانت الحرب سجالا علينا ولنا قال فاحتبس عنا ليلة فقلنا ما حبسك فقال إنه طرأ علي حزب من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أقضيه
____________________
(1/274)
879 - حدثنا عبيد بن عقيل قال سمعت عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى يحدث عن عثمان بن عبد الله بن أوس بن حذيفة عن جده أوس بن حذيفة قال قدمنا في وفد ثقيف فأنزلهم في قبته بين مصلاه ومسكن أهله فكان يمر بهم إذا صلى العشاء يحدثهم وكان أكثر ما يحدثنا تشكيه قريشا وما صنعوا به بمكة فيقول وكنا بمكة مستضعفين مستذلين فلما خرجنا إلى المدينة انتصفنا من القوم فكانت سجال الحرب علينا ولنا فمكث عنا ليلة فقلنا يا رسول الله أبطأت عنا المكث الليلة فقال إنه طرأ علي حرب من القرآن الليلة فأحببت أن لا أخرج حتى أقضيه فلما قضيته خرجت إليكم فلما أصبح بكرة سألنا أصحابه كيف تحزبون القرآن فقالوا نحزبه سبعة أحزاب ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وترا وترا وحزب المفصل أوله قاف
880 - حدثنا سهل بن يوسف قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن عثمان بن عبد الله قال لما خرج وفد ثقيف إلى رسول الله & نزل الأحلاف على المغيرة بن شعبة وأنزل المالكين وفيهم عثمان بن أبي العاص في قبة بينه وبين المسجد قال عثمان بن أبي العاص فكان يأتينا إذا انصرف من العشاء فيقوم على باب قبتنا فيحدثنا فمنا النائم ومنا المستيقظ نحو حديث عبيد بن عقيل
881 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن عثمان بن عبد الله عن جده قال لما وفدت بنو مالك إلى رسول الله & ضرب عليها قبة وأنزلهم فيها فكان يأتينا بعد العشاء فيحدثنا وإنه لقائم يراوح بين قدميه من طول القيام نحو حديث أبي عاصم
882 - حدثنا عفان قال حدثنا أبو عقيل الدورقي عن الحسن أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله & فضرب لهم قبة في المسجد فقالوا يا رسول الله قوم مشركون فقال إن الأرض ليس عليها من أنجاس الناس شيء إنما أنجاسهم على أنفسهم
883 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن
____________________
(1/275)
عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله & فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم فاشترطوا عليه أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوا ولا يستعمل عليهم غيرهم فقال لكم أن لا تعشروا وأن لا تحشروا ولا يستعمل عليكم غيركم وقال رسول الله & لا خير في دين لا ركوع فيه قال عثمان قلت يا رسول الله علمني القرآن واجعلني إمام قومي
884 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد عن الكلبي أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله & فقالوا يا محمد إنا أخوالك وأصهارك وجيرانك وإنا أشد أهل نجد عليك حربا وخيرهم لك سلما إن حاربناك حاربك من بعدنا وإن سالمناك سالمك من بعدنا فاجعل لنا أن لا نعشر ولا نحشر ولا نجبى ولا تكسر أصنامنا بأيدينا فقال رسول الله & لكم ألا تعشروا ولا تحشروا ولا تكسروا أصنامكم بأيديكم ولا خير في دين ليس فيه ركوع قالوا تمتعنا باللات سنة فإن خشيت لائمة العرب فقل الله ربي أمرني بذلك فقال عمر رضي الله عنه لا والله ولا نعمة عين أحرقتم رسول الله & أحرق الله أكبادهم لا والله حتى تدخلوا فيما دخلت فيه العرب وأنزل الله ! ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره ) ! الإسراء 73
885 - حدثنا أبو داود قال حدثنا فليج بن سليمان قال أخبرني سعيد بن جبير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما قدم وفد ثقيف على رسول الله & أخر صلاة العشاء الآخرة حتى مضى ساعة من الليل فجاء عمر رضي الله عنه فقال يا رسول الله نام الولدان وتعشى النسوان وذهب الليل فقال يا أيها الناس احمدوا الله فما أعلم أحدا ينتظر هذه الصلاة غيركم ولولا أن أشق على أمتي لأخرت هذه الصلاة إلى نصف الليل
886 - حدثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن يحيى بن هانئ قال حدثني أبو علقمة عن عبد الملك بن محمد بن البشير عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله & فأتوه بهدية فقال صدقة أم هدية إن الهدية يبتغى بها وجه الرسول وقضاء الحاجة وإن الصدقة يبتغى بها ما عند الله قالوا بل
____________________
(1/276)
هدية فقبلها ثم لم يزل في مقعده ذلك يحدثونه حتى صلى الظهر مع العصر
887 - حدثنا عمر بن عثمان بن عاصم الواسطي بن أخي علي بن عاصم قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن يحيى بن هانئ وعروة قال حدثني أبو حذيفة عن عبد الملك بن محمد عن عبد الرحمن بن علقمة بمثله إلا أنه قال ثم شغلوه يسألهم ويسألونه حتى لو يصل الظهر إلا مع العصر
888 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا زهير قال أنبأنا أبو خالد يزيد الأسدي قال حدثنا عون بن أبي جحيفة السوائي عن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال انطلقت في وفد إلى رسول الله & فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه فقال قائل منا يا رسول الله ألا سألت الله ملكا كملك سليمان فضحك ثم قال فلعل لصاحبك أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة فمنهم من اتخذ بها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فهلكوا بها وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عندي شفاعة لأمتي يوم القيامة
889 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عاصم بن عبد الله بن تميم عن أبيه عن عروة بن محمد عن أبيه عن جده أنه قدم إلى رسول الله & في وفد بني قومه ثقيف فلما دخلوا عليه كان فيما ذكروا أنهم سألوه فقضى حوائجهم وقال لهم هل قدم معكم أحد غيركم قالوا نعم معنا فتى منا خلفناه في رحالنا قال فأرسلوا إليه وقال فلما دخلت عليه وهم عنده استقبلني فقال إن اليد المنطية هي العليا وإن السائلة هي السفلى فما استغنيت فلا تسأل وإن مال الله مسئول ومنطى
890 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا بن جابر قال حدثني عروة بن محمد عن أبيه عن جده عطية السعدي قال وفدت إلى رسول الله & في نفر من بني سعد وكنت أصغرهم فخلفوني في رحالهم وأتوا النبي & فقضوا حوائجهم فقال هل بقي من أحد قالوا نعم غلام خلفناه في رحالنا فأمرهم أن يدعوني فقالوا
____________________
(1/277)
أجب رسول الله & فأتيته فقال ما أنطاك الله فلا تسأل الناس شيئا فإن اليد العليا هي اليد المنطية وإن اليد السفلى المنطاة وإن مال الله لمسئول ومنطى قال فكلمني بلغتنا
891 - حدثنا ضرار بن صرد قال حدثنا سعيد بن عبد الجبار الزبيري عن منصور بن رجاء عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن عطية بن عمرو السعدي عن أبيه قال قال لي رسول الله & لا تسأل الناس شيئا ومال الله مسئول ومنطى قال فكلمني بلغة قومي وهم بنو سعد
892 - حدثنا عن أبي مصعب قال حدثنا عبد الحميد بن حبيب عن الأوزاعي أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله & وقد وفروا أشعارهم وشواربهم وأظافرهم فأمرهم أن يقيموا وأن يتعلموا القرآن فأقاموا قريبا من سنة ثم إن رسول الله & استعرضهم ففضلهم أحدهم بسورة البقرة وسورة معها فأمره عليهم وقال إنك لأحدثهم ولكني أمرتك عليهم لما فضلتهم من القرآن فإذا صليت فصل بصلاة أصغرهم فإن فيهم الضعيف والمملوك وذا الحاجة وإذا خرجت ساعيا فلا تأخذن من الغنم الشافع ولا الربى ولا حرزة الرجل فإنه أحق بها وخير منهم الجزعة والثنية فإنها وسط من الغنم
893 - حدثنا أبو عاصم قال أنبأنا ابن جريج قال أخبرني إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة يخبر عاصم عن أبيه وافد بني المنتفق قال أتيت نبي الله & أنا وصاحب لي فلم نجده فأتتنا عائشة رضي الله عنها بعصيدة فأكلنا فبينا ذاك إذ جاء رسول الله & يتكفى فقال هل طعمتم شيئا فقلنا نعم أتتنا عائشة رضي الله عنها بعصيدة قال قلت يا رسول الله الصلاة فقال إذا توضأت فأسبغ وضوء الأصابع فإذا استنشقت فأبلغ إلا أن تكون صائما فقال صاحبي يا رسول الله إن لي امرأة فذكر من
____________________
(1/278)
بذائها وطول لسانها فقال طلقها فقال إنها ذات صحبة وولد قال مرها أو قل لها فإن يك فيها خير فستقبل ولا تضربن ظعينتك ضربك أمتك قال فبينا ذاك إذ دفع الراعي الغنم في المراح فقال له رسول الله & هل ولدت شيئا قال نعم قال ماذا قال سخلة قال فاذبح لنا شاة ثم التفت إلى فقال لا تحسبن ولم يقل لا تحسبن أنا إنما ذبحناها من أجلك لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد فإذا ولد للراعي سخلة أمرناه أن يذبح شاة
894 - حدثنا عثمان بن عمر عن ابن جريج بنحوه إلا أنه قال أتتنا عائشة رضي الله عنها بعصيدة وتمر
895 - حدثنا أيوب بن محمد الرقي قال حدثنا يعلى بن الأشدق بن جراد بن معاوية بن فرج بن خفاجة بن عمرو بن عقيل قال حدثنا عبد الله بن جراد بن معاوية بن أبي الفرج بن خفاجة الوافد الميمون الذي دعا له رسول الله & هو عامر وعما فعل إليه
____________________
(1/279)
الرسول دعاه الرسول ليسلم فغلبه فلما غلبه قال فأنا أعطيك وادي القرى خراجه فأبى قال ما نعطيك إلا الأعنة فتكون بيدك قال لا قال فما تريد قال أروني إسلامكم حتى أنظر ما هو فقاموا فصلوا فقال هذا الذي تدعونني إليه باللات والعزى لا نظرت إلى عامرية محببة أبدا أبدا وركب راحتله وخرج وقال والله لأملأنها عليك خيلا شقرا ورجالا حمرا فقال كذبت ثم قال تطهروا فإذا دعوت فأمنوا فزعم عبد الله بن جراد أن الرسول عليه السلام قال اللهم اشغل عامر بن الطفيل ورأينه الحتوف فأمن القوم فقال رسول الله & أيها الناس إنه سيأتيكم الراكب الميمون الذي تحبون وأشار من قبل أرض بني عامر بن صبرة بن أنيس بن لقيط بن عامر بن المنتفق بن عامر بن عقيل فأتاه فأعجبه وقال ما فعل قومك قال قومي على ما يحب رسول الله وقد أتيتك بطواعيتهم إياك وحرصهم عليك فقال أعجل قومك ومسح ناصيته وصافحه وقال هذا الوافد الميمون فلما جاءوه قال أبى الله لبني عامر إلا خيرا فدفع يزيد بن مالك بن خفاجة إلى الضحاك بن سفيان البكري الذي جعله النبي & قائدا على سليم وعامر ودفع إليه ذات الأذنة ودرعه وحصانه وسيفه وهو سلب حارثة الكندي وقال مزاحم بن الحارث بن عقال الخويلدي ( أحارثة الكندي ذا التاج إننا ** متى ما نواقع حارة القوم نقتل ) ( وننعم ولا ينعم علينا وإن نعيش ** بدأنا وأبدا من يظالم يفصل ) ( ونغصب ولا نُغصب وتأُسر رماحنا ** كرام الأسارى بين نعم ومحول ) وقال الحارثة ( يريك شراها يا طفيل بن مالك ** دلاص الحديد عن أشم طويل ) ( وهُم سلبوا ذات الأذنة عنوة ** وهم تركوا بالشعب ألف قتيل )
____________________
(1/280)
896 - حدثنا عفان قال حدثنا محمد بن دينار قال حدثنا يونس عن عكرمة قال جاء عامر إلى النبي & فسأله الخلافة من بعده وسأله المرباع وسأله أشياء فقال له رجل من أصحاب النبي & زحزح قدميك لا تنزعك الرماح نزعا عنيفا والله لو سألت رسول الله & سبيبة من سبيبات المدينة ما أعطاك فولى عامر غضبان وقال لأملأنها عليك خيلا ورجالا فقال النبي & اللهم إن لم تهد عامرا فاكفنيه فأخذته غدة كغدة البكر فجعل ينادي يا آل عامر غدة البكر حتى قتلت عدو الله
897 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال سمعت ليث بن سعد يحدث أن أربد بن ربيعة وعامر بن الطفيل أتيا رسول الله & فقال أحدهما للآخر أنا أشغله بالكلام حتى تقتله فوقف على رسول الله & يحدثه فلما طال عليه انصرف قال له صاحبه لقد رأيت عنده شيئا إن رجليه لفي الأرض وإن رأسه لفي السماء لو دنوت منه لأهلكني فأما أربد فأصابته صاعقة وأنزل الله ! ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) ! الرعد 11 وأما عامر فإنه قال النبي & اللهم اكفنيه فأخذته غدة فقتلته
898 - حدثنا محمد بن الحسن بن زياد قال حدثني عبد العزيز بن نمر عن ابن أخي الزهري عن الزهري أن رسول الله & قال اللهم اهد بني عامر وأرح المسلمين من عامر بن الطفيل
899 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا ابن وهب عن الليث بن سعد قال جعل عامر يقول غدة كغدة البعير في بيت سلولية
900 - حدثنا أبو عاصم قال أخبرني رجل من بني تميم أن رسول الله & قال
____________________
(1/281)
لقد بلغ عامر ما لا يضره أن لا يكون من آل عيينة بن حصن أو زرارة ولو علم النبي & بيتين في العرب أشرف منهما لذكره
901 - حدثنا عفان قال حدثني مهدي بن ميمون عن غيلان بن جرير عن مطرف بن عبد الله عن أبيه أنه قدم على رسول الله & في رهط من بني عامر قال فأتيناه فسلمنا عليه ثم قلنا أنت ولدنا وأنت سيدنا وأنت أطولنا طولا وأنت الجفنة الغراء فقال رسول الله & يا أيها الناس قولوا بقولكم ولا تستسخركم الشياطين قال وربما قال غيلان لا تستهزئكم الشياطين
902 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق قال حدثني سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله & فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله ثم دخل المسجد ورسول الله & جالس في أصحابه وكان ضمام رجلا جلدا أشعر ذا غديرتين حتى وقف على رسول الله & فقال أيكم ابن عبد المطلب فقال رسول الله & أنا ابن عبد المطلب فقال محمد قال نعم قال يا ابن عبد المطلب إني سائلك ومغلظ في المسألة فلا تجدن في نفسك قال لا أجد في نفسي فسل عما بدا لك قال فإني أنشدك الله إلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك الله بعثك إلينا رسولا قال اللهم نعم قال فأنشدك الله إلهك وإله من قبل وإله من بعدك الله أمرك أن نعبده وحده لا شريك له وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت تعبد آباؤنا من دونه قال اللهم نعم قال فأنشدك بإلهك وإله من كان قبلك وإله من هو كائن بعدك الله أمرك أن نصلي هذه الصلوات الخمس قال اللهم نعم قال ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والحج والصيام وشرائع الإسلام كلها يناشده عند كل فريضة كما ناشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وسأؤدي هذه الفرائض وأجتنب ما نهيتني عنه ثم لا أزيد ولا أنقص ثم انصرف إلى بعيره فقال رسول الله & إن يصدق ذو العقيصتين يدخل الجنة قال فأتى إلى بعيره فأطلق عقاله حتى قدم على قومه فاجتمعوا إليه فكان أول ما
____________________
(1/282)
تكلم به أن قال بئست اللات والعزى قالوا يا ضمام اتق البرص والجنون واتق الجذام قال ويلكم إنهما والله ما يضران ولا ينفعان إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فاستنقذكم مما كنتم فيه وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلما قال يقول عبد الله بن عباس فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام بن ثعلبة
903 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا نافع عن ابن أبي مليكة قال أخبرني ابن الزبير قال قدم الأقرع بن حابس على النبي & فقال أبو بكر يا رسول الله استعمله على قومه وقال عمر لا تستعملنه يا رسول الله فتكلما حتى ارتفعت أصواتهما فقال أبو بكر لعمر رضي الله عنه ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فنزلت ! ( لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ! الحجرات 2 الآية قال فكان عمر رضي الله عنه بعد ذلك إذا كلم النبي & كلمه في مسمعه حتى يستفهمه مما يخفض صوته قال ما ذكر حينه
904 - حدثنا قيس بن عاصم أنه قدم على رسول الله & في وفد من بني سعد فاستملاه رسول الله & فأعطاه يومئذ أشياء فلما حضرت الصلاة قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فدعا له النبي & بسدر وماء فاغتسل وأقيمت الصلاة ففرج بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقام بينهما فلما قضى الصلاة قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله قال فلم يسأله أحد عنهن ولم يخبرهن
905 - حدثنا محمد بن عباد بن عباد المهلبي قال حدثني أبي عن محمد بن الزبير قال قدم عمرو بن الأهتم والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم على
____________________
(1/283)
رسول الله & فسأل رسول الله & ابن الأهتم عن الزبرقان كيف هو فيكم ولم يسأل عنه قيسا لشيء قد علمه بينهما فقال له ابن الأهتم مطاع في أذنيه شديد العارضة مانع لما وراء ظهره قال الزبرقان والله لقد قال ما قال وهو يعلم أني أفضل مما قال قال عمرو فإنك لزمر المروءة ضيق العطن أحمق الأب لئيم الخال ثم قال يا رسول الله لقد صدقت فيهما جميعا أرضاني فقلت بأحسن ما أعلم فيه وأسخطني فقلت بأسوأ ما ألم فيه فقال رسول الله & إن من البيان لسحرا وكان يقال للزبرقان قمر نجد لجماله وكان ممن يدخل مكة متعمما لحسنه وولاه رسول الله & صدقات قومه بني عوف فأداها في الردة إلى أبي بكر فأقره أبو بكر على الصدقة لما رأى من ثباته على الإسلام وحمله الصدقة إليه حين ارتد الناس وكذلك عمر بن الخطاب قال رجل في الزبرقان من النمر بن قاسط يمدحه وقيل قالها الحطيئة ( تقول خليلتي لما التقينا ** ستدركنا بنو القوم الهجان ) ( سيدركنا بنو القمر بن بدر ** سراج الليل للشمس الحصان ) ( فقلت ادعي وأدعو إن أندى ** لصوت أن ينادي داعيان ) ( فمن يك سائلا عني فإني ** أنا النمري جار الزبرقان ) وكان الزبرقان قد سار إلى عمر بصدقات قومه فلقيه الحطيئة ومعه أهله وأولاده يريده العراق فرارا من السنة وطلبا للعيش فأمره الزبرقان أن يقصد أهله وأعطاه إمارة يكون بها ضيفا له حتى يلحق به ففعل الحطيئة ثم هجاه الحطيئة بقوله ( دع المكارم لا ترحل لبغيتها ** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي ) فشكاه الزبرقان إلى عمر فسأل عمر حسان بن ثابت عن قوله أنه هجو فحكم أنه هجو له وضعة فحبسه عمر في مطمورة حتى شفع فيه عبد الرحمن بن عوف والزبير فأطلقه بعد أن أخذ عليه عهد أن لا يهجو أحدا أبدا وتهدده إن فعل والقصة مشهورة وهي أطول من هذه وللزبرقان شعر فمنه قوله ( نحن الملوك فلا حي يقاربنا ** فينا العلاء وفينا تُنصب البيع )
____________________
(1/284)
( ونحن نطعمهم في القحط ما أكلوا ** من العبيط إذا لم يؤنس الفزع ) ( وننحر الكوم عبطا في أرومتنا ** للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا ) ( تلك المكارم حزناها مقارعة ** إذا الكرام على أمثالها اقترعوا ) وقال محمد بن إسحاق ولما قدمت على رسول الله & وفود العرب قدم عليه عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي في أشراف بني تميم منهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر التميمي أحد بني سعد وعمرو بن الأهتم والحتحات بن يزيد ونعيم بن يزيد وقيس بن الحارث وقيس بن عاصم أخو بني سعد في وفد عظيم من بني تميم قال ابن إسحاق ومعهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري وقد كان الأقرع بن حابس وعيينة شهدا مع رسول الله & فتح مكة وحنين والطائف فلما قدم وفد بني تميم كانا معهم ولما دخلوا المسجد نادوا رسول الله & من وراء حجراته أن أخرج إلينا يا محمد فآذى ذلك رسول الله & من صياحهم فخرج إليهم فقالوا يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا قال قد أذنت لخطيبكم فليقل فقام عطارد بن حاجب فقال الحمد لله الذي له علينا الفضل والمن وهو أهله الذي جعلنا ملوكا ووهب لنا أموالا عظاما نفعل فيها المعروف وجعلنا أعزة أهل المشرق وأكثره عددا وأيسره عدة فمن مثلنا في الناس ألسنا برؤوس الناس وأولي فضلهم فمن فاخرنا فليعدد مثل ما عددنا وإنا لو نشاء لأكثرنا الكلام ولكن نخشى من الإكثار فيما أعطانا وأنا نعرف بذلك أقول هذا لأن تأتوا بمثل قولنا وأمر أفضل من أمرنا ثم جلس فقال رسول الله & لثابت بن قيس بن شماس أخي بني الحارث بن الخزرج قم فأجب الرجل في خطبته فقام ثابت فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وفي رواية فقال ثابت وأيضا والذي بعث محمدا بالحق وأشار إلى رسول الله & لتسمعن أنت وصاحبك في هذا المجلس ما لم ينفذ بمسامعكما مثله قط ثم تكلم ثابت وذكر من عظمة الله وسلطانه وقدرته ما الله أهله ثم ذكر به وألحق فساق الأمر حتى انتهى إلى مبعث النبي & ثم
____________________
(1/285)
قال والذي بعث محمدا بالحق لئن لم تدخل أنت وصاحبك وقومكما في دين الله الذي أكرم به رسوله الله وهدانا له ليطأن بلادكم بالخيل والرجال نصرا لله ولرسوله ولدينه ثم ليقتلن الرجال وليسبين النساء والذرية وليأخذن المال حتى يكون فيئا لرسول الله & وأصحابه فقال الأقرع أنت تقول ذاك يا ثابت قال نعم والذي بعث محمدا بالحق ثم سكت قم قالوا يا محمد ايذن لشاعرنا فأذن له فقام الزبرقان بن بدر فأنشد فقال رسول الله & لحسان أنشدهم فأنشدهم حسان ثم سكت فقال رسول الله & للأقرع وعيينة قد سمعنا ما قلتما وسمعتما ما قلنا فخرجا فلما خلوا أخذ أحدهما بيد صاحبه قال الأقرع لعيينة أسمعت ما سمعت ما سكت حتى ظننت أن سقف البيوت سوف يقع علينا فقال عيينة أوجدت ذلك والله لقد تكلم شاعرهم فما سكت حتى أظلم علي البيت وحيل بيني وبين النظر إليك وقال الأقرع إن لهذا الرجل لشأنا ثم دخلا بعد ذلك في الإسلام وكانا من المؤلفة قلوبهم فأعطى رسول الله & الأقرع مائة ناقة وأعطى عيينة مائة ناقة فقال العباس بن مرداس رضي الله عنه فيما أعطاهما رسول الله & ( فأصبح نهبي ونهب العبيد ** عيينة والأقرع ) ( وقد كنت في القوم ذا تُدرا ** فلم أعط شيئا ولم أمنع ) ( وما كان بدر ولا حابس ** يفوقان مرداس في المجمع ) ( وما كنت دون امرئ منهما ** ومن تضع اليوم لا يرفع ) قال العبيد فرس عباس بن مرادس
906 - حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن زياد الجصاص عن الحسن قال حدثني قيس بن عاصم المنقري قال قدمت على رسول الله & فلما رآني سمعته يقول هذا سيد أهل الوبر قال فلما نزلت جعلت أحدثه قال قلت يا نبي الله المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني أو عيال إن كثروا قال نعم المال الأربعون وإن كثر فستون ويل لأصحاب المئين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها ونحر سمينتها فأطعم القانع والمعتر قال قلت يا نبي الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها يا نبي الله إنه لا يحل الوادي الذي أنا به لكثرة إيلي قال فما تصنع في المنحة قال أمنح كل سنة مائة ناقة قال فما تصنع في المطروقة قال تغدو الإبل وتغدو الناس فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به قال فما تصنع في أفقار الظهر قال إني لا أفقر الصدع الصغير ولا الناب المديرة فقال أفمالك أحب أم مال مواليك قال قلت بل مالي أحب إلي من مال موالي قال فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست
____________________
(1/286)
فأبليت أو أعطيت فأمضيت وإلا فلمواليك وإلا فلموالي الله قال قلت يا رسول الله لئن بقيت لأدعن عددها قليلا قال الحسن ففعل رحمه الله
907 - حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة أن قيس بن عاصم قال يا نبي الله إني وأدت ثماني بنات في الجاهلية فقال رسول الله & أعتق عن كل واحدة رقبة قال يا نبي الله إني ذو إبل قال فأهد لكل واحدة منهن إن شئت هديا
908 - حدثنا حكيم بن سيف قال حدثنا عيسى بن يونس عن حماد بن شعيب عن زياد البصري عن الحسن عن قيس بن عاصم قال أتيت رسول الله & فلما دنوت سمعته يقول هذا سيد أهل الوبر فلما سلمت وجلست قلت يا رسول الله المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني أو عيال وإن كثروا قال المال الأربعون والكثير ستون وويل لأصحاب المئين يقولها ثلاثا إلا من أعطى في رسلها وبجدتها وأفقر ظهرها وأطرق فحلها ومنع غزيرتها ونحر سمينتها وأطعن القانع والمعتر قلت ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها وما يحل بالوادي الذي أنا فيه قال فكيف تصنع بالأفقار فقلت إنا لا نعير البكر الضرع والناب المدبرة قال فكيف تصنع بالمنيحة قال أنتج في كل سنة مائة قال فكيف تصنع في الطروق قال تغدو الإبل وتأتي الناس فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به قال فمالك أحب إليك أو مال مواليك قال قلت بل مالي قال إنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو أعطيت فأمضيت وما بقي فلمولاك قلت أما والله لئن بقيت لأدعنها قليلا قال الحسن ففعل والله فلما حضرته الوفاة قال يا بني خذوا عني فإنه ليس أحد أنصح لكم مني إذا أنا مت فسودوا كباركم لا تسودوا صغاركم فتستسفه الناس كباركم وتهونوا عليهم وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة الكريم
____________________
(1/287)
ويستغنى به عن اللئيم وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء ادفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وإياكم والنياحة فإن النبي & ينهى عنها وادفنوني في مكان لا يعلم بي أحد فإنه قد كان كون مني ومن هذا الحي ابن بكر بن وائل كما نشأت في الجاهلية
909 - حدثنا خلف بن الوليد وأحمد بن معاوية قالا محمد بن هشيم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال دخل عيينة بن حصن على رسول الله & وهو يقبل الحسن أو الحسين فقال أتقبله وقد ولد لي عشرة ما قبلت أحدا منهم فقال رسول الله & إنه لا يرحم من لا يرحم
910 - حدثنا سلمان بن أحمد الحرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن ربيعة بن يزيد الحرشي عن أبي كبشة السلولي أنه قدم على ابن الوليد بن عبد الملك فقال ما أقدمك أردت مسألة أمير المؤمنين فقال أنا أسأله شيئا بعد ما حدثني سهل بن الحنظلية الأنصاري أن عيينة بن بدر والأقرع بن حابس سألا رسول الله & فأمر معاوية فكتب لهما كتابا فرمى به إليهما فربط عيينة كتابه في عمامته وكان أحلم الرجلين فقال الأقرع ما فيها فقال معاوية رضي الله عنه فيها ما أمرت به فقال الأقرع أنا أحمل صحيفة لا أدري ما فيها كصحيفة المتلمس فأخبر معاوية رضي الله عنه رسول الله & فغضب وذكره وقال كالمتشخط آنفا إنه من سأل وعنده
____________________
(1/288)
ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم قالوا يا رسول الله وما يغنيه قال ما يغديه أو يعشيه
911 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني قال حدثنا مسكين بن بكير الحراني قال حدثنا محمد بن المهاجر عن ربيعة بن يزيد قال أقبل أبو كبشة السلولي إلى الوليد بن عبد الملك وهو نازل بدير مروان فدخل إليه فسلم ثم خرج إلى المسجد فإذا خلفه عبد الله بن عامر فجلسا فيه له عبد الله يا أبا كبشة هل دخلت على أمير المؤمنين قال نعم قال فهل سألته من حاجة فقال ما كنت لأسأله بعد حديث سهل بن الحنظلية قال وما حديث سهل قال حدثنا سهل أن عيينة بن حصن بن بدر والأقرع بن حابس دخلا على رسول الله & فسألاه فأمر لهما بما سألاه وأمر معاوية أن يكتب لهما بذلك فكتب ودفع إلى كل واحد منهما صحيفة فأما الأقرع فكان رجلا رحيما فأخذ صحيفته فلفها في عمامته وأما عيينة فإنه أرسل إلى رسول الله & أتراني ذاهب إلى قومي بصحيفة كصحيفة المتلمس لا يدري ما فيها فأخذ النبي & صحيفته فنظر فقال قد كتبت إليك بما أمر لك فيها قال محمد بن المهاجر عن يونس عن ميسرة فيرى أن النبي & كتب بعدما أنزل إليه ثم قام النبي & إلى منزله فمر ببعير قد لحق ظهره ببطنه فقال اتقوا الله في هذه الدواب العجمة كلوها صالحة واركبوها صالحة ثم قال بعد أن دخل منزله كهيئة المتشخط آنفا يقول أذهب إلى قومي بصحيفة كصحيفة المتلمس لا يدري ما فيها ألا ومن سأل مسألة وعنده ما يغنيه فإنه يستكثر من النار فقال قائل يا رسول الله ما هذا الغنى الذي لا تبتغى المسألة معه فقال قوت يوم وليلة قال أبو زيد بن شبة يقال إن عيينة كان أهوج مجدودا وإن عامر بن الطفيل كان عاقلا محدودا فكان يقال رأي عامر وحظ عيينة
912 - حدثنا أحمد بن جناب قال حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل عن قيس عن جرير أن عيينة بن حصن كان عند النبي & ورجل آخر وعنده عائشة رضي الله عنها فأتى النبي & بشراب فسقى الرجل فسبروه فقال عيينة يا رسول الله ما هذا قال هذه خلة أتاها الله قوما ومنعكموها هذا الحياء قال فمن هذه إلى جنبك قال هذه عائشة بنت أبي بكر قال أفلا أنزل لك عن خير منها قال من قال حمرة
____________________
(1/289)
قال لا قم فاخرج فاستأذن قال إن علي يمينا أن لا أستأذن في بيت رجل من مضر فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله من هذا قال هذا أحمق متبع
913 - حدثنا علي بن الصباح عن هشام بن محمد قال حدثني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخل عيينة على رسول الله & ومعه أم سلمة فقال يا محمد من هذه قال هذه أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة قال ألا أنزل لك عن سيدة نساء مضر حمرة قال & أنت أحق بالحمرة
914 - حدثنا قال أبو زيد بن شبة وروى الهيثم بن عدي عن ابن عياش عن الشعبي أن وفد غطفان قدموا على رسول الله & فأراد أن يستعمل عليهم رجلا منهم فتنافسوا في الإمرة فولى عيينة على بني فزارة والحارث بن عوف على بني مرة ونعيم بن مسعود على أشجع وعبد الله بن عمرو بن سبيع الثعلبي على بني ثعلبة ونمير وبني عبد الله بن غطفان قال أبو زيد بن شبة ويقال إن عيينة ربع في الجاهلية وخمس في الإسلام وإن هذا لم يجتمع لعربي غيره
915 - حدثنا المدائني أن رسول الله & وجد عيينة ربع في الجاهلية وخمس في الإسلام وأن هذا لم يجتمع لعربي غيره
916 - حدثنا المدائني أن رسول الله & وجه عيينة بن حصن إلى ذات الشقوق سرية فأغار على حي من بني العنبر بن عمرو بن تميم فقدم بهم المدينة وعلى عائشة عتق محرر من ولد إسماعيل فأمرها النبي & فأعتقت رجلا من سبي بني المغيرة ثم أخذ بني المنذر بن الحارث بن جهنمة بن عدي بن جندب فقال سلمة بن عتاب ( لعمري لقد لاقت عدي بن جندب ** من الشر مهواة شديدا كؤودها ) ( تكَنَّفها الأعداء من كل جانب ** وغُيَّب عنها جدها وعديدها )
____________________
(1/290)
ويقال إنه كانت له إتاة على أهل يثرب يأخذها في كل عام وإنه كان في ذبيان حيث أوقع بينهم ذرو فلقيه ذبان بن سار منطلقا ليأخذ إتاوته فقال له أتدع قومك على هذه الدائرة ولا تصلح بينهم لإتاوة تأخذها من أهل يثرب فلم يعرج عليه ومضى لوجهه فقال ذبان ( تركت بني ذبيان لم تأس بينهم ** فأصعدت في ركب إلى أهل يثربا ) ( وما جئتهم إلا لتأكل تمرهم ** وتسرق في أهل الحجاز وتكذبا ) ( يسوقون لحاظا إذا ما رأيته ** بسلع رأيت الهجرس المتزيبا )
917 - حدثنا أيوب بن محمد الرقي قال حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن مالك بن أبي الحسين عن عيينة شيخ من بني فزارة عن عكرمة عن ابن عباس قال دخل عيينة بن حصن على رسول الله & وعنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهم جلوس على الأرض جميعا فأمر لعيينة بتمرقة فأجلسه عليها وقال إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه
918 - حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا الأوزاعي عن داود بن علي أن رسول الله & احتجم بموضع يقال له القارة فشرط بكسرة شفرة فمر به عيينة بن بدر فقال له يا محمد علام تعطي هذا الأعرابي يبطط جلدك فقال إن هذا الحجم هو خير ما يداوي به
919 - حدثنا الحسين بن إبراهيم قال حدثنا المبارك بن سعيد عن أبيه عن ابن أبي نعيم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بعث علي رضي الله عنه إلى النبي & من اليمن بذهبية في أديم مقروط لم تحصل من ترابها فقسمها بين أربعة الأقرع بن حابس
____________________
(1/291)
الحنظلي ثم أحد بني مجاشع وعيينة بن حصن الفزاري وعلقمة بن علانة الجعفري وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان فقالت قريش والأنصار أتقسم بين صناديد أهل نجد وتتركنا فقال رسول الله & إنما أنا فيهم إذ أقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال يا محمد اتق الله فقال من يطيع الله إذا عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني قال فسأله رجل من القوم قتله حسبته خالد بن الوليد وولى الرجل فقال رسول الله & إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
920 - حدثنا هارون بن هارون قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة الجذامي حدثه أن زياد بن مغنم الحضرمي حدثه أن وفد كندة قدموا على رسول الله & وفيهم جمد فبينما هم عنده أقبل رجل فقال كلمت يا رسول الله قال أفلح المكلومون فخرجوا فقالوا وقالوا فأخذت جمدا اللقوة فأتوا إلى رسول الله & فقالوا سيد الناس يا رسول الله ادع الله له قال لم أكن لأفعل ولكن حدوا فسلة فاقلبوا ما في عينيه أو بشفرة فاكووه بها فهي شفاؤه وإليها مصيره الله أعلم ما قلتم حين أدبرتم فصنعوه به فبرئ قالوا أرأيت أكلتنا في الجاهلية قال وهي لكم حتى ينزعها الله منكم قالوا فديتنا قال ليأتين عليكم زمان ترضون بالكفاف قالوا فنجيتنا قال قد جاء الله بخير منها الإسلام وارتد جمد بعد ذلك فقتل كافرا بعد وفاة رسول الله & قال عمرو فحدثني كعب بن علقمة أنهم قالوا أتينا هذا الغلام المضري فما سألناه شيئا إلا أعطانا حتى لو أردنا أن نأخذ بأذنه لفعلنا وأن رسول الله & كان يقول لعن الله جمدا وأبضعه وأخته العمردة
921 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عنبسة أن النبي & قال ما أبالي أن يهلك الحيان جميعا فلا قبل ولا ملك إلا فلعن الله الملوك الأربعة جمدا ومسرحا ومخوسا وأبضعة وأختهم العمردة
____________________
(1/292)
قال أبو زيد بن شبة وكان مخوس ومسرح وجمد وأبضعة بنو معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد وفدوا على رسول الله & مع الأشعث بن قيس فأسلموا ثم ارتدوا فقتلوا يوم النجير وكان لكل رجل منهم واد يملكه فسموا بذلك الملوك الأربعة وقيل فيهم ( يا عين بكي للملوك الأربعة ** جمد ومخوس ومسرح وأبضعة ) قال أبو زيد بن شبة قال أبو عبيدة لم يكن من كندة ملك قط إلا أن نزارا لما كثرت وخاف بعضها بعضها أجمعت قبائل من ربيعة أن يأتوا تبعا فيسألونه أن يبعث رجلا يكف قويهم عن ضعيفهم على أن يعطوه من أموالهم خرجا فوجه معهم الحارث بن عمرو بن حجر بن معاوية الكندي وهو جد امرئ القيس بن حجر بن الحارث الكندي الشاعر فصار إلى بطن عامر فنزلها وفرق بنيه فجعل ابنه يزيد على كنانة وابنه حجرا على بني أسد وابنه شرحبيل على بني تميم وبعد مناة وابنه سلمة على بني ثعلب وغزا ملوك غسان بالشام وملوك لخم بالحيرة حتى أحجة المنذر بن ماء السماء إلى تكريت فأشار سفيان بن مجاشع على المنذر أن يخطب إليه ابنته ففعل فزوجه ابنته هندا فقيل فيها يا ليت هندا ولدت ثلاثة فولدت عمرا وقابوسا والمنذر أبا النعمان بن المنذر ولم ينشب أن مات الحارث فقتلت بنو أسد ابنه حجرا واختلف ابناه سلمة وشرحبيل وتحاربا فقتلت بنو ثعلب شرحبيل بن الحارث وبعث المنذر بن ماء السماء إلى من بقي منهم فقتلهم بجفر الأملاك بالحيرة فقال رجل من أهل الحيرة وهي تحمل على امرئ القيس بن حجر ( ألا يا عين بكى لي شنينا ** وبكى للملوك الداهبينا ) ( ملوكا من بني حجر بن عمرو ** يساقون العشية يقتلونا ) ( فلو في يوم معركة أصيبوا ** ولكن في ديار بني مرينا )
____________________
(1/293)
( ولم تغسل جماجمهم بغسل ** ولكن بالدماء مرملينا ) ( تظل الطير عاكفة عليهم ** وتنتزع الحواجب والعيونا ) قال أبو عبيدة ثم انقطع الأمر منهم فلم يكن فيهم ملك قط ولكنهم كانوا ذوي أموال فكانوا يدعون ريحانة اليمن وإنما ملوك اليمن التتابعة من حمير
922 - وروى الكلبي أن وفد كندة قدموا على رسول الله & وفيهم الجفشيش أو الخفشيش وعمرو بن أبي الكيشم وابن أبي سهر بن جبلة والأشعث بن قيس وامرؤ القيس بن عابس فقال الجفشيش يا رسول الله إنا نزعم أنكم من العمود عمور كندة فيقال إن النبي & قال ذاك شيء كان يقوله العباس وأبو سفيان إذا قدما عليكم نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ندع أبانا
923 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن هيصم عن الأشعث بن قيس رضي الله عنه قال أتيت النبي & في نفر كندة لا يروني أفضلهم فقلت يا رسول الله إنا نزعم أنكم منا فقال & نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا قال الكلبي فصالحهم رسول الله & على أن لهم ريع ما أخرجت حضرموت وقال ارجعوا إلى بلادكم مصاحبين واستعمل عليهم وعلى الصدقات المهاجر بن أمية بن المغيرة فلما توفي رسول الله & ارتدوا إلا طائفة من بني عمرو بن معاوية معهم امرؤ القيس بن عابس فلما قتل من كندة من قتل وأسر من أسر قال امرؤ القيس بن عابس ( ألا أبلغ أبا بكر رسولا ** وفتيان المدينة أجمعينا ) ( فلست مبدلا بالله ربا ** ولا متبدلا بالسلم دينا ) ( شأمتم قومكم وشأمتمونا ** وغابركم كأشأم غابرينا ) فلما قتل ابن الأشعث قدم على عبد الملك وفد الأذد فيهم ابن امرء القيس قال أنت ابن الرجل الصالح الذي يقول ( شأمتم قومكم وشأمتمونا ** وغابركم كأشأم غابرينا )
____________________
(1/294)
صدق والله لقد شأم أولكم وآخركم أمركم وقال الخفشيش لما ارتد ( أطعنا رسول الله ما كان بيننا ** فيا لعباد الله ما لأبي بكر ) ( أيملكنا بكر إذا كان بعده ** فذاك وبيت الله قاصمة الظهر ) ( فإن التي أعطيتم أو منعتم ** لكالتمر أو أحلى مذاقا من التمر ) ( أقوم ولا أعطي القيام معادة ** أبيت وإن كان القيام على الجمر ) فأخذ أسيرا وقتل صبرا
924 - حدثنا منصور بن أبي مزاحم قال حدثنا يحيى بن حمزة العبسي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قال قال رسول الله & لا قايل ولا كاهن ولا ملك إلا الله ولعن الله الملوك الأربعة جمدا ومخوسا ومسرحا وأبضعة وأختهم العمردة قال وكانت تأتي المؤمنين إذا سجدوا فتركلهم برجلها
925 - حدثنا محمد بن زياد الحارثي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن السلماني عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله & لفروة بن مسيك المرادي اذهب فقاتل بقومك من أدبر بمن أقبل فلما أدبر قال ردوه علي فلما أتاه قال إنه قد نزل القرآن بعدك قال ما هو يا رسول الله قال ! ( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ) ! سبأ 15 فقال ناس من حول رسول الله & يا رسول الله ما سبأ أرض أو امرأة قال لا أرض ولا امرأة ولكن رجل من العرب وله عشرة أبطن فتيامنت ستة وتشاءمت أربعة قالوا من هم يا رسول الله قال أما الذين تيامنوا فكندة ومذحج والأشعريون وحمير وأنمار والأزد وأما الذين تشاءموا فجذام ولخم وعاملة وغسان فقال قائل من القوم يا رسول الله فما خثعم وبجيلة قال بطنان من أنمار
926 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الحسن بن الحكم قال حدثنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسبكة العطيفي ثم المرادي قال أتيت رسول الله & فقلت ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم قال بلى ثم بدا لي فقلت يا
____________________
(1/295)
رسول الله بل أهل سبأ هم أعز وأشد قوة قال فأمرني وأذن لي قتال سبأ فلما خرجت من عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل فقال رسول الله & ما فعل الغطيفي فأرسل إلى منزلي فوجدني قد سرت فردني فلما أتيت وجدته قاعدا وأصحابه وقال ادع القوم فمن أجابك منهم فاقبل منه ومن أبي فلا تعجل عليهم حتى أحدث إليك فقال رجل من القوم يا رسول الله ما سبأ أرض أو امرأة قال ليست بأرض ولا امرأة ولكن رجل ولد عشرة من العرب فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان وأما الذين تيامنوا فالأزد وكندة وحمير والأشعريون وأنمار ومذحج فقال رجل يا رسول الله ما أنمار قال هم الذين منهم خثعم وبجيلة
927 - حدثنا أحمد بن عيسى وهارون بن معروف قالا حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني موسى بن علي عن أبيه عن يزيد بن حصين بن نمير أن رجلا قال يا رسول الله أرايت سبأ رجل أو امرأة قال بل رجل قال فما ولد من العرب قال عشرة ستة يمانون وأربعون شآمون فأما اليمامون فكندة ومذحج والأزد والأسفرون وأنمار وأمسك في يده واحدا لم يسمه وأما الشآمون فلخم وجذام وغسان وعاملة قال يا رسول الله فحمير قال هم وما كلهم
928 - ويروى عن الشعبي أن مرادا لما قدمت على رسول الله & قال لعروة بن ميسرة أيسرك ما لقي قومك من الروم يوم الروضة قال لا أما إن ذلك برفضهم للإسلام قال وقالت مليكة بنت أبي حية والله إن كنا لنترابا العطيفي بيننا في الجاهلية كما ترابون أنتم بني أمية اليوم
929 - حدثنا أمد بن معاوية بن بكر قال حدثني أخي العباس بن معاوية عن معد بن النحاس عن أبيه عن الشعبي قال قدم ظبيان بن كدادة على رسول الله & وهو في مسجده بالمدينة ثم سلم ثم قال إن الملك لله والجهادين إلى الخير آمنا به وشهدنا أن لا غيره ونحن قوم من سرارة مذحج بن يحابر بن مالك لنا مآثر ومآكل
____________________
(1/296)
ومشارب أبرقت لنا مخائل السماء وجادت علينا شآبيب الأنواء فتوقلت بنا القلاص من أعالي الجوف ورؤوس الهضاب ورفعتها عرار الثرى وألحقتها دآدئ الرحى وخفضتها بطنان الرقاق وقطرات الأعناق حتى حلت بأرضك وسمائك نوالي من والاك ونعادي من عاداك والله مولانا ومولاك إن وجا وسروات الطائف كانت لبني مهلائيل بن قينان غرسوا ودانه وذنبوا خشانه ورعوا قربانه فلما عصوا الرحمن هب عليهم الطوفان فلم يبق على ظهر الأرض منهم أحدا إلا من كان في سفينة نوح فلما أقلعت السماء وغاض الماء أهبط الله نوحا ومن معه في حزن الأرض وسهلها ووعرها وجبلها فكان أكثر بنيه ثباتا من بعده عادا وثمودا وكانا من البغي كفرسي رهان فأما عاد فأهلكهم الله بالريح العقيم والعذاب الأليم وأما ثمود فرماها الله بالدمالق وأهلكها بالصواعق وكانت بنو هانئ بن هدلول بن هرولة بن ثمود تسكنها وهم الذين خطوا مشايرها وأتوا جداولها وأحيوا غراسها ورفعوا عريشها ثم إن ملوك حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها ورؤوس الملوك وغرارها وكهول الناس وأغمارها حتى بلغ أدناها أقصاها وملك أولاها أخراها فكان لهم البيضاء والسوداء وفارس الحمراء والجزية الصفراء قبطروا النعم واستحقوا النقم فضرب الله بعضهم ببعض وأهلكهم في الدنيا
____________________
(1/297)
بالغدر فكانوا كما قال شاعرنا ( الغدر أهلك عادا في منازلها ** والبغي أفنى قرونا ساكني البلد ) ( من حمير حين كان البغي مجهرة ** منهم على حادث الأيام والنضد ) ثم إن قبائل من الأزد نزلوها على عهد عمرو بن عامر نتجوا فيها النزائع وبنوا فيها المصانع واتخذوا فيها الدسائع فكان لهم ساكنها وعامرها وقاربها وسائرها حتى نقلتها مذحج بسلاحها ونحتهم عن بواديها فأجلوا عنها مهانا وتركوها عيانا وحاولوها أزمانا ثم ترامت مذحج بأسنتها وتشزنت بأعنتها فغلب العزيز أذلها وأكل الكثير أفلها وكنا معشر يحابر أوتاد مرساها ونظاهر أولاها وصفاء مجراها فأصابنا بها القحوط وأخرجنا منها القنوط بعدما غرسنا بها الأشجار وأكلنا بها الثمار وكان بنو عمرو بن خالد بن جذيمة يخبطون عضيدها ويأكلون حصيدها ويرشحون خضيدها حتى ظعنا منها ثم إن قيس بن معاوية وإياد بن نزار نزلوها فلم يصلوا بها حبلا ولم يجعلوا لها أكلا ولم يرضوا بها آخرا ولا أولا فلما أثرى ولدهم وكثر عددهم وتناسوا بينهم حسن البلاء وقطعوا منهم عقد الولاء فصارت الحرب بينهم حتى أفنى بعضهم بعضا قال رد علينا بلدنا يا رسول الله قال فوافق عند رسول الله & الأخنس بن شريق والأسود بن مسعود الثقفيين فقال الأسود مجيبا له يا رسول الله إن بني هلال بن هدلول بن هوذاء بن ثمود كانوا ساكنين بطن وج بعدها آل مهلائيل بن قينان فعطلت منازلها وتركت مساكنها خرابا وبناءها يبابا فتحامتها العرب تحاميا وتجافت عنها تجافيا مخافة أن يصيبها ما أصاب عادا وثمودا من معاريض البلاء ودواعي الشقاء فلما كثرت قحطان وضاق فجاجها ساق بعضهم بعض وانتجعوا أرضا أرضا وأقامت بنو عمرو بن خالد بن جذيمة ثم إن قيس بن
____________________
(1/298)
معاوية وإياد بن نزار ساروا إليهم فساقوهم السمام وأوردوهم الحمام فأجلوهم عناء فتوجهوا منها إلى ضواحي اليمن والتمست إياد الناصف لما أصابوا من المغنم فأبت قيس عليهم وكانت قيس أكثر من إياد عددا وأوسع منهم بلدا فرحلت إياد إلى العراق وأقامت قيس ببطن وج ليست لهم سائبة يأكلون ملاحها ويرعون سراحها ويحتطبون طلاحها ويأبرون نخلها وبأرون نجلها سهلها وجبلها حتى أوقدت الحرب في هبواتها وخاضوا الأصابي في غمراتها وأخرجوهم من سرواتها وأناخوا على إياد بالكلكل وسقوهم بصبير النيطل حتى خلا لهم خيارها وحزونها وظهورها وبطونها وقطورها وعيونها فقال رسول الله & إن نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خرء بعيضة ولو عدلت عند الله جناح ذباب لم يكن لمسلم بها لحاق ولا لكافر خلاق ولو علم المخلوق مقدار يومه لضاقت عليه برحبها ولم ينفعه فيها قوم ولا خفض ولكنه عمي عليه الأجل ومد له في الأمل وإنما سميت الجاهلية لضعف أعمالها وجهالة أهلها لمن أدركه الإسلام وفي يده خراب أو عمران فهو له على وطف ركاها لكل مؤمن خلص أو معاهد ذمي إن أهل الجاهلية عبدوا غير الله ولهم أجل ينتهون إلى مدته ويصيرون إلى نهايته مؤخر عنهم العقاب إلى يوم الحساب أمهلهم الله بقدرته وجلاله وعزته فغلب الأعز الأذل وأكل الكبير فيها الأقل والله الأعلى الأجل فما كان في الجاهلية فهو موضوع من سفك دم أو انتهاك محرم ! ( عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ) ! المائدة 95 فلم يرددها رسول الله & على مراد وقضى بها لثقيف وقال ظبيان بن كداد في ذلك شعرا هذا منه ( فأشهد بالبيت العتيق وبالصفا ** شهادة من إحسانه متقبل ) ( بأنك محمود لدنيا مبارك ** وفيٌّ أمين صادق القول مرسل ) ( أتيت بنور يُستضاء بمثله ** ولقيت في القول الذي يتبجل ) ( حتى تأته يوما على كل حادث ** تجد وجهه تحت الدجى يتهلل ) ( عليه قبول من إلهي وخالقي ** وسيماه حق سعيها متقبل ) ( حلفت يمينا بالحجيج وبيته ** يمين امرئ في القول لا يتنحّل )
____________________
(1/299)
( فإنك قسطاس البرية كلها ** وميزان عدل ما أقام المسلل ) وقال في ذلك الأسود بن مسعود الثقفي ( أمسيت أعبد ربي لا شريك له ** رب العباد إذا ما حصل البشر ) ( أهل المحامد في الدنيا وخالتها ** والمبتدا حين لا ماء ولا شجر ) ( لا أبتغي بدلا بالله أعبده ** ما دام بالجزع من أركانه حجر ) ( إن الرسول الذي ترجى نوافله ** عند القحوط إذا ما أخطأ المطر ) ( هو المؤمل في الأحياء قد علمت ** عليا معد إذا ما استجمعت مضر ) ( مبارك الأمر محمود شمائله ** لا يشتكي منه عند الهيعة الخور ) ( أعز متصل للمجد متزر ** كأنما وجهه في الظلمة القمر ) ( لا أعبد اللات والعزى أدينهما ** أو دينهما ما كان لي السمع والبصر ) ( لكنني أعبد الرحمن خالقنا ** ما أشرق النور والعبدان تعتصر )
930 - حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن بكر البغدادي يوما يسر من رأي على باب عمر بن شبة في شعبان سنة إحدى وستين ومائتين قال حدثني أبي عن خالد بن حبيش عن عمرو بن واقد عن عروة بن رويم قال قدمت وفود العرب على رسول الله & فقام طهفة بن زهير النهدي فقال يا رسول الله جئناك من غوري بهامة على أكوار الميس ترمي بنا العيس نستعضد البرير ونستحلب الصبير وتستخلب الخبير وتستخبل الرهام ونستحيل الجهام من أرض غائلة النطاء غليظة
____________________
(1/300)
الوطاء قد يبس المدهن وجف الجعثن وسقط الأملوج ومات العسلوج وهلك الهدي ومات الودي برئنا إليك يا رسول الله من الوثن والعنن وما يحدث الزمن لنا دعوة السلام وشريعة الإسلام ما طما البحر وقام تعار لنا نعم همل أغفال ما تبض ببلال ووقير كثير الرسل قليل الرسل أصابتها سنة حمراء مؤزلة ليس لها فهل ولا علل فقال رسول الله & اللهم بارك له في محضها ومخضها ومذقها واحبس مراعيها في الدمن وابعث راعيها في الدثر ويانع الثمر وفجر له الثمد وبارك له في المال والولد من أقام الصلاة كان مؤمنا ومن أدى الزكاة لم يكلفك عاملا كان محسنا ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مسلما لكم يا
____________________
(1/301)
بني نهد ودائع الشرك ووضائع الملك لم يكن عهد ولاء موكد لا تتثاقل عن الصلاة ولا تلطط في الزكاة ولا تلحد في الحياة من أقر بالإسلام فله ما في هذا الكتاب ومن أقر بالجزية فعليه الربوة وله من رسول الله الوفاء بالعهد والذمة وكتب مع طهفة بن زهير النهدي من محمد رسول الله إلى بني نهد بن زيد السلام عليكم في الوظيفة الفريضة ولكم العارض والفريس وذو العنان الركوب والفلو الضبيس لا يؤكل كلأكم ولا يعضد طلحكم ولا يقطع سرحكم ولا يحبس دركم ما لم تضمروا الإماق وتأكلوا الرياق
____________________
(1/302)
الكور رحال البعير العيس الإبل يستعضد يقطع والبرير ثمر الأراك عامة والمرد غضه والكبات نضيجه الجعثن ضرب من النبت العسلوج الغصن العنن الاعتراض الوقير الشاء الكثير الرسل اللبن المؤزلة الأزل الشد والضيق النهل أول شربة والعلل الشربة الثانية المحض اللبن الخالص والمخض اللبن المخيض والمذق اللبن الرقيق الذي قد شيب بالماء الدمن آثار الناس وما سودوا بالرماد الثمد البقية من الماء القليل اللط الجاحد والإلحاد الزوال من الطريق الضبيس المهزول والفلو ولد الفرس الفريس الذي قد فرست عنقه الطلح الشجر شجر الوادي ولا يقطع سرحكم السرح الشاء الماق الخلو من العقل الرياق العهد الذي جعله الله في أعناقكم
931 - حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا الرقاشي قال حدثنا حمزة بن نصير البيروذي قال حدثنا الزيان بن عباد بن شبل المذحجي عربي من أهل صنعاء عن عمر بن موسى عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي & إذا صلى الغداة لم يبرح مصلاه حتى تطلع الشمس فقال لنا يوما يطلع عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن عليه مسحة ملك قال قطلع جرير بن عبد الله البجلي في أحد عشر راكبا من قومه فعقلوا ركابهم ثم دخلوا المسجد فقال جرير أين رسول الله & يا معاشر قريش فقال رسول الله & هذا رسول الله يا جرير أسلم تسلم يا جرير أسلم تسلم قالها ثلاثا يا جرير إنك لم تسحتق حقيقة الإيمان ولن تبلغ شريعة الإسلام حتى تدع عبادة الأوثان يا جرير إن غلظ القلوب والجفاء والحوب في أهل الوير والصوف يا جرير إني أحذرك الدنيا وحلاوة رضاعها ومرارة قطامها فقال جرير يا رسول الله ما الذي جئت أسألك عنه قال جئت تسأل عن حق الوالد على ولده وعن حق الولد على والده ومن حق الوالد على ولده أن يخضع له في الغضب والتعب ومن حق الولد على والده أن يحسن أدبه وأن لا يجحد نسبه إن المكافىء ليس بالواصل إنما الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها قال فقال النبي & يا جرير أين تنزلون قال ننزل في أكناف بيشة بين سلم وأراك وسهل ودكداك وحمض وعلاك بين نخلة ونخلة شتاؤنا ربيع وربيعنا مريع وماؤنا يميع لا يضام ماتحها ولا يعزب سارحها ولا يحسر صابحها فقال النبي & أما إن خير الماء الشبم وخير المال الغنم وخير المرعى الأراك والسلم إذا أخلف كان لجينا وإذا سقط كان درينا وإذا أكل كان لبينا فقال جرير يا رسول الله أخبرني عن السماء الدنيا وعن الأرض السفلى قال خلق الله السماء الدنيا من ألواح الكفوف وحفها بالنجوم وجعلها رجوما للشياطين وحفظها من كل شيطان رجيم وخلق الأرض السفلى من الزبد الجفاء والماء الكباء وجعلها على صخرة عن ظهر حوت يخرج منها الماء فلو انخرق منها خرق لأذرت الأرض ومن عليها
____________________
(1/303)
سبحان خالق النور قال فقال جرير يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك قال فبسط النبي & يده فقال جرير يا رسول الله اعتقد قال اعتقد أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قال نعم قال وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة قال نعم قال وتصوم رمضان قال نعم قال وتغتسل من الجنابة وتحج البيت قال نعم قال وتسمع وتطيع وإن كان عبدا حبشيا قال نعم ( خبر مسيلمة الكذاب )
932 - حدثنا الحزامي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا عبد الله بن وهب قال سمعت عمرو بن الحارث عن ابن أبي هلال أنه بلغه أن مسيلمة الكذاب كتب إلى رسول الله & من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ذلك بأنهم قوم يعدلون فكتب إليه رسول الله & من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين
933 - قال ابن أبي هلال وأخبرني سعيد بن زياد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ورجل عن نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن مسيلمة قدم في جيش عظيم حتى نزل في نخل رمله بنت الحارث فبلغ رسول الله & أنه يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته فأقبل رسول الله & ليس معه إلا ثابت بن قيس بن شماس في يده جريدة حتى وقف عليه فقال لو أنك سألتني هذه ما أعطيتك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وهذا ثابت يجيبك عني وإني لأحسبك الذي أريت فيه ما أريت قال ابن عباس
____________________
(1/304)
رضي الله عنهما فطلبت رؤيا رسول الله & فحدثني أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله & قال بينا أنا نائم أريت كأن في يدي سوارين من ذهب فتفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي العنسي صاحب صنعاء ومسيلمة صاحب اليمامة
934 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أرسل رسول الله & إلى مسيلمة الكذاب رجلا من قومه بني حنيفة كان قد أسلم ليأتيه بمسيلمة فانطلق الرجل حتى قدم عليه فبلغه رسالة رسول الله & ودعاه إليه فأبى أن يأتيه وبعث مسيلمة رجلين إلى النبي & ليسألاه ويكلماه فلما قدم الرجلان فتشهد أحدهما فذكر رسول الله وحده ثم كلمه بما بدا له فلما قضى كلامه تشهد الرجل الآخر فذكر رسول الله وذكر مسيلمة معه فقال النبي & خذوا هذا فاقتلوه فثار إليه المسلمون فأخذوا بلببه وأخذ صاحبه بحجزته وطفق يقول يا رسول الله اعف عني بأبي أنت فتجابذ هو والمسلمون حتى قال رسول الله & أرسلوه فلما أرسلوه تشهد فذكر رسول الله & وحده وأسلم هو وصاحبه فلما توفي رسول الله & خرج هو وصاحبه حتى قدما على أهلهما باليمامة فافتتن الذي أمسك بحجزته فقتل مع مسيلمة كافرا واستمسك الذي كان أمر رسول الله & بقتله لم يفتنه أمر مسيلمة
935 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا شيبان عن قتادة في قوله ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) الأنعام 93 قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في عدو الله مسيلمة قال وذكر لنا أن رجلا أتى مسيلمة فقال إن لي إليك حاجة قال أسر أم علانية قال لا بل سر فدنا منه فقال أرأيت الذي يأتيك أفي ضوء يأتيك أم في ظلمة قال لا بل في أضواء من النهار قال أشهد أنك رسول الله قال فعرفت أن الهدى في ضوء وأن الضلالة في ظلمة
936 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت قال حدثنا الوازع عن أبي سلمة عن ابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا جاء مسيلمة الكذاب إلى المدينة فنزل في نخل للأنصار في بشر كثير من قومه فجعل يقول إن جعل لي محمد
____________________
(1/305)
الأمر من بعده تابعته واتبعته فبلغت رسول الله & عنه أقاويل فانطلق إليه ومعه ثابت بن قيس وفي يد رسول الله & قضيب فوقف عليه فقال لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتك ولئن أدبرت ليعقرن الله بك وإني لأراك الذي أريت فيه ما أريت وهذا ثابت بن قيس بن شماس يجيبك عني قال وانصرف رسول الله & وأجبت عنه فلما انصرف جعلت أقول ليتني أدري ما الذي فيه أري رسول الله & وأبغي أن أسأله حتى جلست مجلسا فيه أبو هريرة فقال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله & إني أريت في منامي أن في يدي سوارين من ذهب فغماني وشقا علي فجعلت أعالجها لأنزعهما فأوحي إلي أن أنفخ فيهما فنفخت فيهما فطارا فأولتها كذابين يخرجان من بعدي وكان أحدهما صاحب صنعاء والآخر مسيلمة
937 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب أن طلحة بن عبد الله بن عوف أخبره عن عياض بن مسافع عن أبي بكرة أخي زياد لأمه قال أكثر الناس في شأن مسيلمة الكذاب قبل أن يقول فيه رسول الله & شيئا ثم قام رسول الله & في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد في شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم في شأنه فإنه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون قبل الدجال وإنه ليس بلد إلا يدخله ركب المسيخ إلا المدينة على كل نقب من أنقابها يومئذ ملكان يذبان عنها رعب المسيح
938 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني إسماعيل بن اليسع عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي & قال أريت في منامي كأن في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين
____________________
(1/306)
يخرجان الأسود العنسي ومسيلمة صاحب اليمامة
939 - حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا خالد بن عبد الله عن حسين بن قيس عن عطاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رأى رسول الله & في المنام كأن في ساعديه سوارين من ذهب قال نبي الله & فنفختهما فطارا قال هما كذابا أمتي صاحب اليمامة وصاحب اليمن ولن يضرا أمتي شيئا
940 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا إبراهيم بن المختار عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابن يسار عن أبي سعيد الخدري رسول الله & قال قال رسول الله & أريت كان في يدي سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين صاحب اليمن وصاحب اليمامة
941 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا ابن وهب قال حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال تنبأ في عهد النبي & خمسة مسيلمة وامرأته وطلحة والأسود بن كعب وعجرة
حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا قرة بن خالد قال سمعت الحسن عن أنس رضي الله عنه يقول جاء مسيلمة إلى رسول الله & فلما قام من عنده قال هذا يبتعث هلكة لقومه
____________________
(1/307)
942 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الملك بن معقل بن منبه قال حدثني عمي وهو ابن منبه قال خرج الأسود العنسي الكذاب فتنبأ فخرج إليه فيروز بن الديلمي فقتله ثم حملوا رأسه إلى رسول الله & فقدم وفدهم وعليهم المآثر الديباج عليها ذهب والدر فألقى إليه رسول الله & منتفة له وقال اعتجر بها وألق هذه المنتفة إلي فإنها ليست من لباسنا قال فأهل ذلك البيت إلى اليوم يسمون آل ذي المعجر
943 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن لهيعة قال قدم وائل بن حجر على رسول الله & فبايعه وهو بمكة يومئذ فقال رسول الله & لمعاوية اخرج معه قال وذلك في يوم حار فركب وائل راحلته ومعاوية رضي الله عنه يمشي فقال له معاوية رضي الله عنه أردفني خلفك فإن الحر شديد قال إنك لست من أرداف الملوك قال فأعطني نعليك ألبسهما قال ليس لمثلك لبس نعلي فلما استخلف معاوية رضي الله عنه قدم عليه فأقعده على سريره فقال رجل من مضر من هذا الذي أقعدت معك على السرير يا أمير المؤمنين قال هذا رجل ما كان يرانا قبل اليوم على جلسة ثم أنشأ في خبره فقال وائل نحن السوقة وأنت اليوم الملك وهاجر وائل إلى الكوفة فقال ابن لهيعة وكتب له من محمد رسول الله لوائل بن حجر وبني معشر وبني صمعج أن لهم شنوءة وبيعة وحجرا والله لهم ناصر وشنوءة وبيعة وحجر قرى
944 - حدثنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت علقمة بن وائل يحدث عن أبيه أن رسول الله & أقطعه أرضا بحضرموت
945 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال أتيت النبي & ولي شعفة قال ذؤابة فذهبت فأخذت من شعري ثم جئته فقال لم أخذت من شعرك فقلت سمعتك تقول ذؤابة فظننت أنك تعنيني فقال ما عنيتك وهكذا أخبر
____________________
(1/308)
( وفد نجران )
946 - حدثنا أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال قدم وفد نجران فقالوا لرسول الله & أخبرنا عن عيسى فقال رسول الله & روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم فقالوا ما ينبغي لعيسى أن يكون فوق هذا فأنزل الله فيه ! ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) ! آل عمران 61
947 - حدثنا قال الوليد قال أبو عمرو إنه قدم وفد نجران على رسول الله & فيهم السيد والعاقب فخاصموا رسول الله & خصومة لم يخاصم مثلها قط فانصرف أحدهما وبقي الآخر فدعاه رسول الله & إلى الملاعنه فأجابه إليها فلما ولى قال رسول الله & لأصحابه والذي نفسي بيده لئن لاعنوني لا يحول حول وبنجران عين تطرف قال فأصبح رسول الله & وغدا حسن وحسين وفاطمة وناس من أصحابه وغدوا إلى رسول الله & فقالوا ما للملاعنة جئناك ولكن جئناك لتفرض علينا شيئا نؤديه إليك وتبعث معنا من يهدينا الطريق ثم قال النبي & والذي نفسي بيده لو لاعنتموني ما حال الحول وبنجران عين تطرف قال ففرض عليهم رسول الله & هذه الملاحف النجرانية ثم قال أنا باعث معكم أمين هذه الأمة فتشوف لها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهما فقال قم يا أبا عبيدة بن الجراح ثم قال رسول الله & أنشدكم بالله وما أنزل على عيسى بن مريم أتعلمون أنكم إنما استقبلتم المشرق بعد رفع الله عيسى قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله وما أنزل على عيسى ابن مريم أتعلمون أنه من شرب الخمر نزل عليه سخط الله حتى يبلغ السماء قالوا كلهم نعم
948 - حدثنا الحزامي قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني الليث بن سعد عن من حدثه قال جاء راهبا نجران إلى النبي & يعرض عليهما الإسلام فقالا إنا قد أسلمنا قبلك فقال كذبتما إنه يمنعكما من الإسلام ثلاث عبادتكما الصليب وأكلكما
____________________
(1/309)
الخنزير وقولكما لله ولد فقال أحدهما من أبو عيسى فسكت النبي & وكان لا يعجل حتى يكون ربه هو يأمره فأنزل الله عليه ! ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ) ! حتى بلغ ! ( فلا تكن من الممترين ) ! آل عمران 59 - 60 ثم قال تعالى فما قال الفاسقان ! ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ) ! إلى قوله ! ( فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) ! آل عمران 61 قال فدعاهما النبي & إلى المباهلة وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم فقال أحدهما للآخر قد أنصفك الرجل فقالا لا نباهلك وأقرا بالجزية وكرها الإسلام
949 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر عن حذيفة رضي الله عنه أن العاقب والسيد صاحبي نجران أتيا رسول الله & فأرادا أن يلاعناه فقال أحدهما لصاحبة لا تلاعنه فوالله لئن كان نبيا فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا فقالا لا نلاعيك ولكن نعطيك ما سألت فابعث معنا رجلا أمينا ولا تبعث معنا إلا أمينا فقال لأبعثن معكما رجلا أمينا حق أمين فاستشرف لها أصحابه فقال قم يا أبا عبيدة الجراح فلما قام قال هذا أمن هذه الأمة
950 - حدثنا أبو الوليد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا أبو عمرو وعيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي حميد عن أبي الفتح أن رسول الله & صالح أهل نجران وكتب له كتابا بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب محمد النبي رسول الله لأهل نجران إذا كان حكمه عليهم أن في كل سوداء أو بيضاء وصفراء وتمرة ورقيق وأفضل عليهم وترك ذلك لهم على ألفي حلة في كل صفر ألف حلة وفي كل رجب ألف حلة مع كل حلة أوقية ما زادت على الخراج أو نقصت على الأواقي فبحساب وما قضوا من دروع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بحساب وعلى نجران مثواة رسلي ومتعتهم بها عشرين فدونه ولا يحبس رسول فوق شهر وعليهم عارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا إذا كان كيد باليمن ومعذرة وما هلك مما أعاروا رسولي من دروع أو خيل أو ركاب فهو ضمان على رسولي حتى يؤديه إليهم ولنجران وحسبها جوار الله وذمة محمد النبي على أنفسهم وملتهم وأرضهم وأموالهم وغائبهم وشاهدهم وعشيرتهم وتبعهم وألا يغيروا مما كانوا
____________________
(1/310)
عليه ولا يغير حق من حقوقهم ولا ملتهم ولا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا واقة من وقهيته وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير وليس عليهم ريبة ولا دم جاهلية ولا يحشرون ولا يعشرون ولا يطأ أرضهم جيش ومن سأل منهم حقا فبينهم النصف غير ظالمين ولا مظلومين ومن أكل ربا من ذي قبل فذمتي منه برئية ولا يؤخذ رجل منهم بظلم آخر وعلى ما في هذ الصحيفة جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله حتى يأتي الله بأمره ما نصحوا وأصحلوا فيما عليهم غير منقلبين بظلم
951 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يونس بن محمد حدثنا يحيى بن عبد الرحمن العصري قال حدثنا شهاب بن عباد أنه سمع من بعض وفد عبد القيس وهم يقولون قدمنا على رسول الله & فاشتد فرحهم بنا فلما انتهينا إلى القوم أوسعوا لنا فقعدنا فرحب بنا رسول الله & ودعا لنا ثم نظر إلينا فقال من سيدكم وزعيمكم فأشرنا بأجمعنا إلى المنذر بن عائذ فقال النبي & أهذا الأشج فكان أول يوم وضع عليه هذا الاسم بضربة لوجهه بحافر حمار فقلنا نعم يا رسول الله فتخلف بعد القوم فعقل رواحلهم وضم متاعهم ثم أخرج عيبته فألقى عنه ثياب السفر ولبس من صالح ثيابه ثم أقبل إلى النبي & وقد بسط النبي & رجله واتكأ فلما دنا منه الأشج أوسع القوم له وقالوا هاهنا يا أشج فقال النبي & واستوى قاعدا وقبض رجله هاهنا يا أشج فقعد عن يمين النبي & فرحب به وألطفه وعرف فضله عليهم فأقبل القوم على النبي & يسألونه ويخبرهم حتى إذا كان يعقب الحديث قال أمعكم من أزوادك شيء قالوا نعم يا رسول الله وقاموا سراعا كل واحد منهم إلى ثقله فجاءوا بصبر التمر فوضعت على نطع بين يديه وبيده جريدة دون الذراعين وفوق الذراع كان يختصر بها قلما يفارقها فأومأ بها إلى صبرة من ذلك التمر فقال أتسمونها التغضوض قالوا نعم يا رسول الله قال وتسمون هذا الصرفان قالوا نعم قال وتسمون هذا البرني قالوا نعم يا رسول الله قال هو خير تمركم وأنفعه لكم وقال بعض شيوخ الحي وأعظمه بركة فأقبلنا عن وفادتنا تلك وإنما كانت عندنا خصبة نعلفها إبلنا وحميرنا فلما رجعنا من وفادتنا تلك عظمت رغبتنا فيها ونسلناها حتى تحولت ثمارنا فيها ورأينا البركة فيها
952 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا حويل الصفار قال حدثنا
____________________
(1/311)
النعمان بن خبران الشيباني عن صهباء بنت خليد العصري عن بعض وفد عبد القيس قال وفدنا على رسول الله & وأهدينا له أنواعا من التمر فجعل يقلب البرني فقال هذا من أمثل تمركم فبه البركة
953 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال حدثنا يونس بن عبيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال حدثني أشج عبد القيس قال قال لي رسول الله & إن فيك لخلتين يحبهما الله الحلم والحياء قال قلت يا رسول الله أقديما كان ذلك أو حديثا قال لا بل قديما فقال الحمد لله الذي جعلني على خلتين يحبهما
954 - حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا أبان بن أبي عياش عن الحكم بن حيان المحاري وكان من الوفد الذي وفدوا إلى رسول الله & من عبد القيس أن رسول الله & قال من قال إذا أصبح أو ما من عبد يقول إذا أصبح الحمد لله ربي الله
____________________
(1/312)
الذي لا أشرك به شيئا وأشهد أن لا إله إلا الله ثلاث مرار إلا ظل يغفر له ذنوبه شيء بشيء وإذا قالها إذا أمسى إلا بات يغفر له ذنوبه حتى يصبح
955 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال جاءني أهل بيت من عبد القيس بكتاب زعموا أن النبي & كتبه لهم فانتسخت بهجائه فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من رسول الله لسفيان بن همام علي بني ربيعة بن قحطان وبني زفر بن زفر وبني الشحر لمن أسلم منهم وأعطى الزكاة وأطاع الله ورسوله واجتنب المشركين وأعطى من المغنم خمس الله وصفيه وسهم النبي وصفيه فإنه أمر بأمر الله ومحمد ومن خالف أو نكث فإن ذمة الله ومحمد منه بريئة وإن لهم خطبهم من الصلصل ومن الأكرم ودار ورك وصمعر وسلان ومور فكل إتاوة لهم
956 - حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا شعبة عن ابن أبي جمزة أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله & قال من القوم أو ممن الوفد قالوا من ربيعة قال مرحبا بالقوم غير الخزايا ولا النادمين فقالوا يا رسول الله إنا لا نستطيع إتيانك إلا في شهر حرام وإن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر فأخبرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة قال فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع أمرهم بالإيمان بالله وحده وقال أتدرون ما الإيمان بالله وحده قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس ونهاهم عن الحنتم والدباء والنقير قال وربما قال المقبر والمزفت قال احفظوهن وخبروا بهن من وراءكم
957 - حدثنا أبو معاوية يزيد بن عبد الملك بن شريك النميري قال زعم عائذ بن
____________________
(1/313)
ربيعة بن قيس وكان قد لقي الوفد الذي قدموا على رسول الله & من بني نمير قال لما أرادت بنو نمير أن تسلم قال لهم مضرس بن جناب يا بني نمير لا تسلموا حتى أصيب مالا فأسلم عليه قال وإنه انطلق زيد بن معاوية القريعي قريع نمير وبنو أخيه قرة بن دعموص والحجاج بن نبيرة حتى قدموا على رسول الله & فوجدوا عنده الضحاك بن سفيان الكلابي ولقيط بن المنتفق العقيلي فقال لهم رسول الله & من أنتم قالوا نحن بنو نمير قال أجئتم لتسلموا فقال زيد لا وقال قرة أما أنا يا رسول الله فجئت إليك أخصام في دية أبي أي دية أبي عند هذا يعني زيدا فقال النبي & يا زيد ما يقول هذا الغلام قال صدق قال فادفع إليه دية أبيه فقال يا رسول الله هل لأم من ميراث ابنها حق قال نعم قال سأعطيها حقها وقال الحجاج أما أنا يا رسول الله فأتيتك بمجاهدتين قال قد قبلناهما ادفعهما إلى الضحاك بن سفيان وإلى لقيط بن المنتفق قال فرجعوا إلى قومهم فقالوا يا قوم قد جئناكم من عند خير الناس قال فقالت بنو نمير لزيد ما يقول هذا الغلام فقال صدق ولولا مضرس بن جناب لأمرتكم أن تأتوه قال فاجتمع نفر منهم أبو زهير وعدة من نبي جعونة بن الحارث وشريح بن الحارث أحد بني عبد الله وقرة بن دعموص فتوجهوا إلى رسول الله & فلما قدموا عليه تقدم الأشياخ الجعويون وتخلف قرة بن دعموص وشريح بن الحارث في الركاب فقال لهم رسول الله & من أنتم قالوا نحن بنو نمير قال فما جاء بكم أجئتم لتسلموا قالوا نعم قال فلمن تأخذون قالوا نأخذ لبني الحارث بن نمير قال أفلا تأخذون لعمريين قالوا لا قال فأسلموا وأخذوا لبني الحارث ثم انصرفوا إلى ركابهم فقال لهم شريح ما صنعتم قالوا صنعنا خيرا وأخذنا لنبي الحارث بن نمير قال ما صنعتم شيئا ثم أقبل
____________________
(1/314)
على قرة بن دعموص فقال له ألست تعرفه قال بلى قال فانطلق قال فلبسا ثيابهما ثم انطلقا إلى رسول الله & فلما تقدما إليه عرف قرة فقال ألست الغلام النميري الذي أتانا يخاصم في دية أبيه قال بلى يا رسول الله قال فما جاء بكما قال جئنا لنسلم وتدعوا الله لنا فقال لقرة ادنه فدنا منه فمسح صدره ودعا له بخير ثم دنا منه شريح بن الحارث فأسلم وقال آخذ لقومي قال لمن تأخذ قال آخذ لنمير كلها قال وللعمريين قال وللعمريين قال إني قد بعثت خالد بن الوليد سيف الله وعيينة بن حصن الفزاري إلى أهلكم وهذه براءتكم قال فكتب لهما كتابا إذا أتاك كتابي هذا فانصرف إلى أهل العمق من أهل اليمامة فإن بني نمير قد أتوني فأسلموا وأخذوا لقومهم فرجعا إلى رحالهما قال فتخلف الأشياخ عند رسول الله & وانطلق شريح وقرة إلى خالد حتى قدما عليه وهو منيخ هو وصاحبه فقال شريح لقرة ما ترى قال أرى أن ننيخ إلى القسطاط فتدفع إليهما كتاب رسول الله & فقال أمهل حتى ينهضا من منزلهما فلما نهضا أتياهما فقال خالد من أنتما قالا رجلان من بني نمير قال خالد كيف تريان هذه الخيل وأنها تأتيكما غدا قالا فلا تأتنا قال بلى والله قالا لا والله ودفعا إليه كتاب رسول الله على رؤوس الناس فقال خالد أما والله حتى تتلقوني بالأذن فلا فقال شريح لقرة اركب يا قرة هذه وتوجه إلى قومك وإ ، قدرت أن تشق بطنك فضلا عن ثيابك فافعل اصرخ فيهم ومرهم أن يتلقوه بالأذان فتوجه إليهم وأمامه شريح قال أبو معاوية فأخبرني بعض أهل العلم أن شريحا أنشأ يقول ( لقد حملت على ذووها ناحية ** مشمر الأمر لا غسا ولا دونا ) ( إن مزق الثوب فاهتف في وجوهم ** حتى يخالك من لاقي مجنونا ) ثم رجع إلى حديث عائذ قال فأتاهم فأمرهم أن يتلقوه بالأذان ففعلوا فانصرف عنهم إلى أهل العمق فوقع بهم فقتلهم حتى سال واديهم دما فقال شريح حين رأى الوقعة وتلك الدماء ( الله من على معاشر جئتهم ** بالعمق مما قد رأيت ) ( عشية القوم على ما مثل ** وابلا حلة واتليت ) قال وانصرفا حتى قدما على رسول الله & فقال له جلساؤه وهذان الرجلان النميريان قال وأدركا خالدا قالوا نعم قال أبى الله لبني نمير إلا خيرا أبى الله لنبي نمير إلا خيرا ثم دعا شريحا واستعمله على قومه وأمره أن يصدقهم ويزكيهم ويعمل فيهم
____________________
(1/315)
بكتاب الله وسنة نبيهم فلما انصرفوا قالوا يا رسول الله ما تأمرنا أن نعمل قال آمركم أن لا تشركوا بالله شيئا وأن تحجوا البيت وتصوموا رمضان فإن فيه ليلة قيامها وصيامها خير من ألف شهر قالوا يا رسول الله متى نبتغيها قال ابتغوها في الليالي البيض ثم انصرفوا فلما كان بعد ذلك أتوه فصادفوه في المسجد الذي بين مكة والمدينة وإذا هو يخطب الناس ويقول في كلامه المسلم أخو المسلم يرد عليه من السلام مثل ما حياه أو أحسن من ذلك فإذا استنعت قصد البسيل نعت له ويسره وإذا استنصره على العدو نصره وإذا استعاره المسلم الحد على المسلم لم يعره وإذا استعاره المسلم الحد على العدو أعاره ولم يمنعه الماعون قيل يا رسول الله & وما الماعون قال الماعون في الماء والحجارة والحديد قيل أي الحديد قال قدر النحاس وحديد الناس الذين يمتهنون به قال ولم يزل شريح عامل رسول الله & على قومه وعامل أبي بكر فلما قام عمر رضي الله عنه أتاه بكتاب رسول الله & فأخذه فوضعه تحت قدمه وقال لا ما هو إلا ملك انصرف
958 - أخبرني أبو معاوية قال أخبرني أبو الربيع أن وفد بني نمير قال وهم متوجهون إلى رسول الله & ( أكلنا بالسرى كدر المطايا ** ولم نوقد لكذبتهن نارا ) ( وهاجرة توقد كل يوم ** من الجوزاء يلزمها المحارا )
959 - حدثنا يحيى بن بسطام قال حدثني دلهم بن دهثم قال حدثني عائد بن ربيعة قال حدثني قرة بن دعموص النميري أنهم وفدوا إلى رسول الله & وأنه أمرهم أن يصوموا رمضان فإن فيه ليلة خير من ألف شهر قالوا يا رسول الله في اي ليلة تبتغيها قال في الليالي البيض قال ولا تمنعون الماعون قالوا يا رسول الله وما الماعون قال في الحجر والحديد وفي الماء قالوا وأي الحديد قال قدر النحاس وحديد الناس الذي يمتهنونه قال فما الحجر قال قدركم الحجارة
960 - حدثنا محمد بن إسحاق عن مشيخة بني عامر أنه قدم على رسول الله & من بني كلاب خمسة وعشرون رجلا من بني جعفر وبني أبي بكر وغيرهم من بطون بني كلاب فيهم عامر بن مالك بن جعفر وأنه نظر إليهم فقال قد أستعملت عليكم هذا وأشار
____________________
(1/316)
إلى الضحاك بن سفيان فقال له عامر بن مالك أفتخرجني من الأمر قال فأنت على بني جعفر ثم أوصى به الضحاك قال وكان الضحاك فاضلا شريفا ثم أقبل عليهم فقال يا بني عامر إياكم والخيلاء فإنه من اختال أذله الله يا بني عامر أسلموا تسلموا واعلموا أن الله لا ينسى من ذكره ولا يخذل من نصره قال فلم يزل الضحاك عليهم إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
961 - حدثنا علي بن عاصم حدثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال قال رسول الله & للضحاك بن سفيان يا ضحاك ائت قومك فادعهم إلى الله ورسوله قال نعم فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأتى النبي & فقال يا رسول الله إني أخاف على الضحاك أهل نجد أن يقتلوه فقال رسول الله & صدق عمر أقطعوا مع الضحاك بعثا فبلغ ذلك الضحاك فجاء وهو مغضب فقال يا رسول الله بلغني أنك أمرت أن يقطع معي بعث قال نعم يا ضحاك إني أخاف عليك أهل نجد أن يقتلوك كما فعلت ثقيف بصاحبهم قال فغضب الضحاك وقال ان ذلك ليقال لك وأنا أعلم بقومي إن قومي لم يكونوا ليبلغوا ذلك مني قال يا ضحاك أفعلتها لقد قلت ما قلت وما كنت أحسب بالمدينة أربعة مثلك ثم قال رسول الله & صدق الضحاك لا تقطعوا مع الضحاك بعثا فإنه أعلم بقومه فأتى الضحاك قومه فأجابوه فدخلوا في الإسلام جميعا
962 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب أتت امرأة عمر بن الخطاب رضي الله عنه تطلب ميراثها من زوجها فقال عمر رضي الله عنه ما أعلم لك شيئا إنما الدية للعصب الذين يعقلون عنه فقال الضحاك بن سفيان كتب إلي رسول الله & أن أورث امرأة أشيم الضبابي من عقل زوجها أشيم فورثها عمر رضي الله عنه
963 - حدثنا فليح بن محمد اليمامي قال حدثنا الملتزم بن عمر قال حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي قال خرجنا وفدا إلى رسول الله & وكان في الوفد طلق بن علي وسلم بن حنظلة وعلي بن شيبان والأقعس بن مسلمة وحمران بن جابر وجار لهم من ضبيعة يقال له زيد بن عبد عمرو فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا واستوهبناه من فضل طهروه فدعا بماء
____________________
(1/317)
فتوضأ منه وتمضمض ثم صب لنا في إداوة ثم قال عليكم بهذا الماء فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها من هذا الماء واتخذوا مكانها مسجدا قلنا يا نبي الله البلد بعيد والماء ينشف قال فمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا قال فخرجنا وتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها فجعلها رسول الله & بيننا نوبا فخرجنا حتى قدمنا بلدنا وفعلنا الذي أمر به رسول الله & وراهبنا ذلك اليوم رجل من طيئ قارئا فلما سمع الراهب الأذان قال دعوة حق ثم هرب فلم ير بعد
964 - حدثنا سليمان بن أحمد الجرشي قال حدثنا جرير بن القاسم بن سليمان البجلي قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا بكير بن عبد الله بن الأشج قال حدثني الحسن بن علي بن أبي رافع قال حدثني أبو رافع أنه أقبل بكتاب من قريش إلى رسول الله & قال فلما رأيته ألقى في قلبي الإسلام فقلت يا رسول الله إني لا أرجع إليهم قال إنا لا نخيس بالعهد ولا نحبس البرد ولكن ارجع إليهم فإن كان في قلبك الذي قلبك فارجع قال فرجعت إليهم ثم أقبلت إلى رسول الله & فأسلمت قال وأخبرني الحسن أن أبا رافع كان قبطيا ( صفة النبي & )
965 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا المسعودي عن عثمان بن هرمز عن نافع بن جبير أن رسول الله & لم يكن بالطويل ولا بالقصير وكان ضخم الرأس واللحية شثن القدمين والكفين مشربا حمرة طويل المسربة ضخم الكراديس إذا مشى
____________________
(1/318)
تكفأ تكفيا كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله &
966 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا مسعر عن عثمان بن سلمة بن هرمز عن نافع بن جبير قال كان رسول الله & مشربا حمرة طويل المسرة عظيم الرأس واللحية عظيم الكراديس شثن الكفين والقدمين لا طويل ولا قصير إذا مشى تكفأ كأنما ينزل من صبب لم نر قبله ولا بعده مثله &
967 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا نوح بن قيس عن جابر بن خالد عن يوسف بن مازن أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه فقال انعت لنا رسول الله & فقال كان ليس بالذاهب طولا وفوق الربعة إذا قام مع القوم غمرهم أبيض شديد الوضح ضخم الهامة أغر أبلج ضخم القدمين والكفين إذا مشى يتقلع كأنما ينحدر من صبب كأن العرق في وجهه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده &
968 - حدثنا القعنبي والحكم بن موسى قالا حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن عبد الله مولى غفرة قال حدثني إبراهيم بن محمد من ولد علي قال كان علي رضي الله عنه إذا نعت رسول الله & قال لم يكن بالطويل الممغط ولا القصير المتردد وكان ربعة من القوم ولم يكن بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم وكان في الوجه تدوير أبيض مشرب أدعج العينين أهدب الأشفار جليل المشاش أجرد ذو مسربة شثن الكفين والقدمين إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين أجود الناس كفا وأرحب وأجرأ الناس صدرا وأصدق الناس لهجة وأوفى الناس بذمة وألينهم
____________________
(1/319)
عريكة وأكرمهم عشيرة من رآه بديهة هابه ومن خالطه معرفة أحبه يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله &
969 - حدثنا الوضاح بن يحيى النهشلي قال حدثنا سلام بن مسكين عن أشعث بن أبي الشعثاء قال سمعت شيخا من بني كنانة قال رأيت رسول الله & في سوق ذي المجاز قال فقلنا صفه لنا قال رأيته وعليه بردان أحمران جعدا مربوعا أبيض شديد سواد الرأس واللحية كأحسن الرجال وجها
970 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير عن أبي حباب عن زيد عن أبيه قال جاء رجل إلى علي رضي الله عنه وهو في مسجد الكوفة يحتبي بحمائل سيفه فقال يا أمير المؤمنين صف لي رسول الله & صفه كأني أنظر إليه فقال كان & أبيض اللون مشربا حمرة أدعج العينين سبط الشعر دقيق المسربة سهل الخد كث اللحية ذا وفرة كأن عنقه إبريق فضة وكان له شعر من لبته إلى سرته يجري كالقضيب لم يكن في صدره ولا في بطنه شعر غيره كان شثن الكف والقدم إذا مشى كأنه ينحدر من صبب وإذا مشى كأنما يتقلع من صخر وإذا التفت التفت جميعا لم يكن بالقصير ولا بالطويل كأن عرقه في وجهه اللؤلؤ وريح عرقه أطيب من ريح المسك الأذفر لم أر مثله قبله ولا بعده
971 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا ابن أبي ذئب عن أبي صالح مولى
____________________
(1/320)
التوامة قال كان أبو هريرة رضي الله عنه ينعت لنا رسول الله & فيقول كان شبح الذراعين بعيد ما بين المنكبين أهدب أشفار العينين يقبل جميعا ويدبر جميعا بأبي وأمي لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا بالأسواق
972 - حدثنا فليح بن محمد اليماني قال حدثنا حاتم بن إسماعيل بن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله & أبيض الخدين أبرج العينين ضخم القدمين يقبل جميعا ويدبر جميعا لا ترى عيني مثله &
973 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا القاسم بن مالك قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن جده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لم تر عيناي فتى قوم مثله يعني رسول الله & رحب الجبين صلت الخدين أبرج العينين مقرون الحاجبين رحب الصدر وتير الكفين عظيم مشاش المنكبين مخطوط المتنين ضخم الكف ضخم القدمين له مسربة شعر في صدره يذهب جميعا ويقبل جميعا
974 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن قتادة عن من سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول كان النبي & ضخم الكفين ضخم القدمين
975 - حدثنا القعنبي قال حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول كان رسول الله & ربعة من الرجال ليس بالقصير ولا بالطويل البائن أزهر ليس بأدم ولا أبيض أمهق رجل الشعر ليس بالبسط ولا بالجعد القطط
976 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا خالد عن حميد عن أنس رضي الله عنه
____________________
(1/321)
قال كان رسول الله & أسمر ولم أشم مسكا ولا عنبرا أطيب ريحا من رسول الله &
977 - حدثنا غندر قال حدثنا عوف عن يزيد الفارسي قال رأيت رسول الله & في النوم زمن ابن عباس وكان يزيد يكتب المصاحف قال فقلت لابن عباس إني رأيت رسول الله & في النوم فقال أما إن رسول الله & كان يقول إن الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي فمن رآني في النوم فقد رآني فهل تستطيع أن تنعت لي هذا الرجل الذي رأيت قلت نعم رأيت رجلا بين الرجلين جسمه ولونه أسمر إلى البياض حسن الضحك أكحل العينين جميل دوائر الوجه قد ملأت لحيته من هذه إلى هذه حتى كادت تملأ نحره قال عوف لا أدري ما كان مع هذا من النعت قال ابن عباس رضي الله عنهما لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا
978 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن أبيه عن كريب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله & أفلج الثنيتين والرباعيتين إذا تكلم رئي من بين ثناياه كالبرق
979 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت
____________________
(1/322)
جابر بن سمرة رضي الله عنه يقول كان رسول الله & أشكل العين ضليع الفم منهوس العقب
980 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا عباد بن العوام عن عباد بن حجاج عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كان في ساقي رسول الله & حموشة وكان لا يضحك إلا تبسما وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل
981 - حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يقول سمعت البراء رضي الله عنه يقول كان رسول الله & رجلا مربوعا بعيدا ما بين المنكبين عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط أحسن منه &
982 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال ما رأيت أحدا من خلق الله أحسن في حلة حمراء من رسول الله & إن جمته لتضرب قريبا من منكبيه قال وسمعته يحدث بهذا الحديث مرارا ما سمعته حدث به قط إلا ضحك
983 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا معقل بن زياد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن رجل من أصحاب النبي & قال كان النبي & ضخم الهامة حسن
____________________
(1/323)
اللمة عظيم العينين نهد الأشفار أبيض مشربا بياضه حمرة دقيق المسربة شثن الكفين في صدره دفو قال أبو زيد بن شبة أي ارتفاع لا قصير ولا طويل إذا مشى مشى تكفيا كأنما يمشي في صعد كأن عرقه اللؤلؤ لم أر قبله ولا بعده مثله
984 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا سعيد الجريري عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال رأيت رسول الله & ما على وجه الأرض رجل رآه غيري قال قلت كيف رأيته قال كان رجلا أبيض مليحا مقصدا إذا مشى كأنما يهوى في صبوب
985 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا مسعر قال سمعت عونا يعني ابن عبد الله يقول كان النبي & لا يضحك إلا تبسما ولا يلتفت إلا جميعا قال مسعر في صلاة قال في غير صلاة
986 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب عن أسامة بن زيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال قلت للزبيع بنت معوذ بن عفراء صفي لي رسول الله & فقالت يا بني لو رأيته رأيت شمسا طالعة
987 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا إسرائيل عن سماك قال سمعت جابر بن سمرة رضي الله عنه يقول وذكر النبي & فقال له رجل وجهه مثل السيف فقال بل وجهه مثل الشمس والقمر مستديرا ورأيت خاتمه عند غضروف كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده
____________________
(1/324)
988 - حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا صدقة الرماني عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ما مسست ثوبا لينا خزا ولا غيره ألين من كف رسول الله & ولا شممت طيبا قط مسكا ولا عنبرا أطيب من رائحة رسول الله & كان أحسن الناس وأشجع الناس وأسمع الناس مختصر القدمين له لمة إلى شحمة أذنيه وفوق شحمة أذنيه &
989 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا صالح بن مسعود قال حدثنا أبو حجيفة قال أتينا رسول الله & فكتب لنا ثنتي عشر قلوصا فكنا في استخراجها فجاءت وفاته فمنعوناها حتى اجتمعوا قال صالح فقلت لأبي جحيفة أخبرني عن رسول الله & قال رجلا أبيض قد شمط عارضاه &
990 - حدثنا شيبان بن فروح قال حدثنا جرير عن قتادة قال قلت لأنس رضي الله عنه كيف كان شعر رسول الله & كان شعرا رجلا ليس بالجعد ولا السبط بين أذنيه وعاتقه
____________________
(1/325)
991 - حدثنا عفان قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثني عاصم بن كليب قال حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله & من رآني في النوم فقد رآني إن الشيطان لا يتخيلني قال أبي فحدثت به ابن عباس رضي الله عنهما وأخبرته أني قد رأيته فقال رأيته قال إي والله لقد رأيته قال فذكرت الحسن بن علي رضي الله عنهما فقلت إني والله لقد ذكرته وتقياه في مشيته فقال ابن عباس رضي الله عنهما إنه كان يشبهه
992 - حدثنا أبو داود وأحمد بن موسى قالا حدثنا زهير عن ابن إسحاق عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال رأيت النبي & وعنفقته بيضاء وقال أحمد وهذه منه بيضاء وأشار إلى عنفقته قالا فقيل له مثل من كنت يومئذ وقال أحمد ابن كم أنت قال أبري النبل وأريشها ( ما روى في خضاب النبي & )
993 - حدثنا بهز بن أسد قال حدثنا أبان بن يزيد قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه أنه شهد النبي & عند النحر حلق رأسه في ثوبه فأعطاه إياه فإنه عندنا مخضوب بالحناء والكتم
994 - حدثنا بهز وعفان وموسى بن إسماعيل قالوا حدثنا سلام بن أبي مطيع قال حدثنا عثمان بن عبد الله بن موهب القرشي قال دخلت على أم سلمة زوج النبي & فأخرجت لي شعرا من شعر النبي & مخضوبا بالحناء والكتم
995 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن عثمان بن عبد الله بن موهب أنه دخل على أم سلمة رضي الله عنها فأخرجت جلجلا من فضة فيه شعرات من شعر النبي & قال فاطلعت فيه فإذا صبغ أحمر فكان إذا اشتكى أحدنا أتاها بإناء فخضخضته فيه فشرب منه وتوضأ
____________________
(1/326)
996 - حدثنا عبد الله بن داود قال حدثنا علي بن صالح عن إياد عن أبي رمثة قال كنت مع أبي فإذا رجل في الحجر فقال إن هذا رسول الله & فانطلقنا إليه فسلم أبي فقال من هذا قال أبي ابني ورب الكعبة فقال أما إنك لا تجني عليه ولا يجني عليك قال وكان عليه ثوبان أخضران وبه ردع حناء
997 - حدثنا هشام بن عبد الملك قال حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط قال حدثني إياد عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي نحو رسول الله & فلما رأيته قال لي أتدري من هذا قلت لا قال رسول الله & فاقشعررت حين قال ذلك وكنت أظن رسول الله & لا يشبه الناس فإذا هو بشر له وفرة وبه ردع حناء وعليه بردان أخضران فسلم عليه أبي ثم تحدثنا ساعة ثم قال لأبي ابنك هذا قال إي ورب الكعبة قال حقا قال أشهد به فتبسم النبي & ضاحكا من ثبت شبهي في أبي ومن حلفة أبي علي فقال أما إن ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه ثم قال لا تزر وازرة وزر أخرى ثم نظر أبي إلى كهيئة الشامة بين كتفيه فقال يا رسول الله إني كأطب الرجال ألا أعالجها قال لا طبيبها الذي خلقها
998 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عبد الملك بن أبجر وإياد بن لقيط البكري عن أبي رمثة قال انطلق أبي إلى رسول الله & وانطلقت معه فإذا رجل جالس له لمة بها ردع حناء فقال له أبي إني طبيب فقال الطبيب الله وأنت رفيق
____________________
(1/327)
999 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا موسى بن محمد الأنصاري عن يزيد بن أبي زيادة قال سألت أبا جعفر هل تشمط رسول الله & قال نعم فمسه بشيء من حناء
1000 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا سعدة بن إليسع عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي & قبض وفي هذا الموضع في رأسه يعني وسط الرأس ردع حناء
1001 - حدثنا فضل بن عبد الوهاب قال حدثنا شريك عن سدير ابن حكيم الصيرفي قال قلت لعمر بن علي كان علي لا يخضب قال قد خضب من هو خير من علي خضب رسول الله &
1002 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال قال حيوة أخبرني أبو عقيل أنه رأى شعر رسول الله & مصبوغا بالحناء قال كان يخضخضه بالماء ثم يشرب ذلك الماء
1003 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا رشدين بن سعد المهري عن أبي عقيل زهرة بن معبد بمثله سواء
1004 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عوانة عن أبي سعيد الشامي قال دخلت مع . . . على بعض أزواج النبي & فأخرجت شعرا أحمر فقالت هذا شعر رسول الله &
1005 - حدثنا عبد الله بن بكر ومعاذ بن معاذ قالا حدثنا حميد قال سئل أنس
____________________
(1/328)
رضي الله عنه هل خضب رسول الله & قال لم يشنه الشيب زاد عبد الله بن بكر قالوا شين هو يا أبا حمزة قال كلكم يكرهه وقالا جميعا خضب أبو بكر رضي الله عنه بالحناء والكتم وخضب عمر رضي الله عنه بالحناء وزاد معاذ بن معاذ قال أنس لم يبلغ الشيب الذي كان بالنبي & عشرين شعرة
1006 - وقال حميد وحدثني يحيى بن سعيد قال كان الشيب الذي كان بالنبي & سبع عشرة شعرة
1007 - حدثنا الحسين بن إبرايهم قال حدثنا محمد بن راشد عن مكحول عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه قال لم يبلغ النبي & من الشيب بالخضب ولكن أبا بكر رضي الله عنه كان يخضب رأسه ولحيته بالحناء والكتم حتى يقنو شعره
1008 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا محمد بن عيسى والوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول بعث النبي & أربعين عاما وقبض على رأس ستين عاما وما في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء قال ربيعة إنه لأول من سمعت يقول عشرون
1009 - حدثنا يزيد بن هارون ومعاذ بن معاذ قالا حدثنا حريز بن عثمان قال قلت لعبد الله بن بسر أراد معاذ وكانت له صحبة أشيخا كان رسول الله & قال كان في مقدم لحيته شعرات بيض
1010 - حدثنا أبو داود قال أنبأنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة رضي الله عنه سئل عن شيب رسول الله & فقال كان إذا دهن رأسه لم يتبين وإذا لم يدهن تبين
____________________
(1/329)
1011 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب قال سمعت جابر بن سمرة رضي الله عنه يقول كان النبي & قد شمط مقدم رأسه ولحيته فإذا ادهن وأمشط لم يتبين وإذا شعث رأسه تبيناه وكان كثير شعر الرأس واللحية فقال رجل وجهه مثل السيف قال بل وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديرا ورأيت خاتمه عند غضروف كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده &
1012 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن القاسم بن محمد قال سمعت عائشة رضي الله عنها وذكر عندها رجل يخضب بالحناء فقالت إن يخضب فقد خضب أبو بكر رضي الله عنه قبله قال القاسم قد علمت لو أن النبي & خضب لبدأت به وذكرته
1013 - حدثنا مسلم بن إبراهيم والسميدع بن واهب بن سوار بن زهدم قالا حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة قال سألت سعيد بن المسيب أخضب رسول الله & قال لم يبلغ ذاك
1014 - حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال كأن شيبة رسول الله & وضحا على ناصيته وفي عنفقته
1015 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عكرمة قال قال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله أراك قد شبت قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت
1016 - حدثنا ابن أبي الوزير قال حدثنا أبي يزيد قال هل أن هذا من رسول الله كان قد شاب يعني عنفقته
1017 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن خليد بن جعفر عن أبي إياس قال سئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن شيب رسول الله & فقال ما شانه الله ببيضاء
____________________
(1/330)
1018 - حدثنا شريح بن النعمان وداود بن عمرو قالا حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة رضي الله عنها كان شعر رسول الله & فوق الوفرة ودون الجمة
1019 - حدثنا داود بن عمرو قال حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت دخل رسول الله & مكة وله أربع غدائر
1020 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا يونس عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله & كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان النبي & يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم ينزل عليه فيه ففرق النبي & رأسه
1021 - حدثنا القعنبي عن مالك عن زياد بن سعد أنه سمع ابن شهاب عن أنس يقول سدل النبي & ناصيته ما شاء الله ثم فرق بعد ذلك
1022 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأحوص بن حكيم عن راشد بن سعد وعن أبيه حكيم بن عمير قالا إن النبي & كان يفرق ويأمر بالفرق وينهى عن السكينية
1023 - حدثنا غندر قال حدثنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله قال قدم رسول الله & المدينة وأهل الكتاب يسدلون شعرهم والمشركون يفرقون وكان إذا شك
____________________
(1/331)
في أمر صنع ما يصنع أهل الكتاب فكان يسدل فترك ذاك وفرق فكان الفرق آخر الأمرين
1024 - حدثنا حبان قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي & كان يضرب شعره منكبيه ( ما مدح به النبي & من الشعر ) كان قيس بن نشبة السلمي بن أبي عامر بن حارثة بن عبد بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثنة بن سليم متألها في الجاهلية قد نظر في الكتب فلما سمع بالنبي & قدم عليه فقال اعرض علي ما جئت به وأخبرني باسمك ونسبك فتسمى له وانتسب وعرض عليه الإسلام فقال والله إن اسمك لاسم النبي المنتظر وإن نسبك لشريف وإن ما جئت به لحق أشهد أنك رسول الله ثم قال ( تابعت دين محمد ورضيته ** كل الرضا لأمانتي ولديني ) ( ذاك امرؤ نازعته قول الهدى ** وعقدت فيه بعينه بيميني ) ( أمن الفلا لما رأين الفعل من ** عف الخلائق طاهر ميمون ) ( أعني ابن آمنة الأمين ومن به ** أرجو السلامة من عذاب الهون ) ( قد كنت آمله وأنظر دهره ** فالله قدر أنه يهديني ) وقدم عليه قدر بن عمار في وفد بني سليم فأسلم وكان جميلا وسيما وقال في إسلامه ( عقدت يميني إذا أتيت محمدا ** بخير يد شدت بحجزة مئزر ) ( وذاك امرؤ قاسمته شطر دينه ** ونازعته قول امرئ غير أعسر ) ( وإن امرأ فارقته عند يثرب ** لخير تصبح من معد وحمير )
____________________
(1/332)
وكان خرج إلى بلاد قومه في الوفد ووعدوا النبي & أن يوافوه لنصره على أهل حنين فرجع أصحابه وليس فيهم فقال لهم رسول الله & فأين الغلام الحسان الصدوق لإيمان الطليق اللسان قالوا مات وفي موعدهم النبي قال عباس بن مرداس ( سرينعا وواعدنا قديدا محمدا ** يؤم بنا أمرا من الله محكما ) ( يجوس العدا بالخيل لاحقه الكلى ** وتدعو إذا جن الظلام مقدما ) ( أسماء النبي & )
1025 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا سفيان بن حسين عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله & إن لي أسماء أنا محمد وأحمد والعاقب والماحي والحاشر أحشر الناس على قدمي قال أبو خالد سألت سفيان بن حسين ما العاقب قال آخر الأنبياء
1026 - حدثنا أبو داود قال أنبأنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال قال لي رسول الله & إن لي أسماء أنا محمد وأحمد والعاقب فقال الزهري ليس بعده أحد والماحي الذي محا الله به الكفر
1027 - حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي قال حدثنا عمرو بن مرة عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبي موسى رضي الله عنه قال سمى لنا رسول الله & نفسه أسماء فمنها ما حفظنا قال أنا محمد وأحمد والحاشر والمتقي ونبي الرحمة والتوبة ونبي الملحمة
____________________
(1/333)
1028 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مره عن أبي عبيدة عن أبي موسى رضي الله عنه قال كان رسول الله & يسمي لنا نفسه أسماء قال أنا محمد وأحمد المقفي والحاشر ونبي الرحمة ونبي الملحمة
1029 - حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا مالك بن مغول قال سمعت أبا حصين يذكر عن مجاهد قال قال يعني النبي & أنا محمد وأحمد ونبي التوبة أنا رسول الرحمة أنا رسول الملحمة أنا المقفي والحاشر بعثت بالجهاد ولم أبعث بالزراع ( أسماء النبي & في الكتب )
1030 - حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثنا العيزار بن حريث عن عائشة رضي الله عنها قالت إن محمدا لمكتوب في الإنجيل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو أو يغفر
1031 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح بن سليمان قال حدثنا هلال بن علي عن عطاء بن يسار قال لقيت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فقلت حدثني عن صفة النبي & في التوراة قال إي والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ! ( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) ! الأحزاب 45 وحرزا للأمين أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويغفر ولن يقبضه حتى يقيم به الملة المتعوجة بأن يقولوا لا إله إلا الله فيفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا قال ثم لقيت كعبا فسألته فما اختلفنا في حرف إلا أن كعبا قال أعين عمي وآذان صم وقلوب غلف
____________________
(1/334)
1032 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن العلاء بن المسيب وإبراهيم بن ميمون كلاهما عن المسيب بن رافع عن كعب قال قال الله محمد عبدي المتوكل المختار ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده مكة وهجرته طابة وملكه بالشام وأمته الحمادون يحمدون الله على كل نجد
1033 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا إبراهيم بن ميمون قال حدثنا المسيب بن رافع عن كعب قال قال الله محمد عبدي المتوكل بمثله إلا أنه قال كل كل حبل وزاد وفي كل منزلة لهم دوي كدوي النحل في جو السماء يوضئون أطرافهم ويتزررون على أنصافهم صفهم في القتال مثل صف الصفاة رعاة الشمس يصلون الصلاة حيث أدركتهم ولو على ظهر كناسة
1034 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبان بن يزيد عن عاصم بن بهدلة عن ابن صالح عن كعب قال التوراة مكتوب فيها محمد عبدي المختار ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب بالأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام
1035 - حدثنا محمد بن حاتم قال أنبأنا إبراهيم بن المنذر قال حدثني عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح أنه أخبره عن سعيد بن سويد عن عبد الأعلى بن هلال السلمي عن عرباض بن سارية قال سمعت رسول الله & يقول إني لمكتوب عبد الله خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بأول ذلك دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى وبرؤيا أمي أنها رأت حين وضعتني أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام
____________________
(1/335)
1036 - حدثنا شريح قال حدثنا فليح عن هلال بن علي عن أنس رضي الله عنه قال لم يكن النبي سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه
1037 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن زكرياء عن أبيه عن ابن إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال سألت عائشة رضي الله عنها كيف كان خلق رسول الله & في أهله قالت أحسن الناس خلقا لم يك فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح
1038 - حدثنا سويد قال حدثنا يحيى بن زكريا عن حارثة بن محمد
____________________
(1/336)
الأنصاري عن عمرة قال سألت عائشة رضي الله عنها كيف كان النبي & إذا خلا بنسائه قالت كان رجلا من رجالكم كان أحسن الناس خلقا وكان ضحاكا بساما
1039 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا مهدي بن ميمون عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت ما كان رسول الله & يعمل في بيته قالت كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما تعمل الرجال في بيوتهم
1040 - حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن السائب قال كنت شريكا لرسول الله & فلما قدمت عليه قال أتعرفني قلت كنت شريكك فنعم الشريك لا تماري ولا تداري
1041 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا سفيان بن عيينة قال قال رسول الله & تعلم أي رحمة مهداة بعثت برفع قوم ووضع آخرين
1042 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله ( لقد جاءكم رسول الله من أنفسكم ) التوبة 128 يقول من نكاح لا من سفاح الجاهلية
1043 - حدثنا عبيد الله بن سعد قال حدثني عمي يعقوب بن إبراهيم بن أبيه عن ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمد بن كعب القرظي عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال كان النبي & إذا غضب رأيت لوجهه ظلالا ( ذكر فضل بني هاشم وغيرهم من قريش وقبائل العرب )
1044 - حدثنا محمد بن عبد الله الزبيري قال حدثنا يوسف بن صهيب عن أبي الأزهر قال قال النبي & إن بني هاشم فضلوا على الناس بست خصال هم أعلم الناس وأشجع الناس وهم أسمح الناس وهم أحلم الناس وهم أصفح الناس وأحب الناس إلى نسائهم
____________________
(1/337)
1045 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله إن قريشا إذا لقي بعضها بعضا لقوا ببشر حسن وإذا لقونا لقونا بوجوه لا تعرفها فغضب غضبا شديدا فقال والذي نفس محمد بيده لا يدخل قلب عبد الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله
1046 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن ربيعة بنحوه
1047 - حدثنا عمرو بن عون قال أنبأنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن ربيعة قال كنت جالسا عند رسول الله & فدخل عليه العباس وهو مغضب فقال يا نبي الله ما بال قريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك قال فغضب النبي & حتى احمر وجهه وقال لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ثم قال أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني وإنما عم الرجل صنو أبيه
1048 - حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال قال العباس رضي الله عنه يا رسول الله إن قريشا تتلاقى بينها بوجوه لا تلقانا بها فقال رسول الله & أما إن الإيمان لا يدخل أجوافهم حتى يحبوكم لي
1049 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن أبيه عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء العباس رضي الله عنه إلى رسول الله & فقال إنك تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت فقال رسول الله & لن تبلغوا الخير أو قال الإيمان حتى يحبوكم لله ولقرابتي أيرجو سؤلهم شفاعتي عن مراد ولا يرجو بنو عبد المطلب شفاعتي
____________________
(1/338)
1050 - حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال قدم أبو عبيدة بمال من البحرين فدعا به رسول الله & فجعل في المسجد وألقى عليه ثوبا وجعل يعطيه الناس فأشار إلى عمه العباس رضي الله عنه أن قم بنا إليه فقمنا فقلنا يا رسول الله أعطيت من هذا المال ولم تعطنا منه شيئا قال إنما هي صدقة والصدقة أوساخ الناس يتطهرون بها من ذنوبهم إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد فقمنا فلما ولينا دعانا فقال ما ظنكم بي غدا إذا أحذت بباب الجنة وهل تروني مناديا سواكم أو مؤثرا عليكم غيركم
1051 - حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن عبد الله بن المطلب ابن ربيعة عن أبيه أن أباه والعباس بن عبد المطلب اجتمعا مع كل واحد منهما ابنه مع العباس الفضل ومع ربيعة بن الحارث ابنه عبد المطلب فقالا ما يمنعنا أن نبعث هذين الفتيين إلى رسول الله & فيستعملهما على بعض ما يستعمل عليه هؤلاء الناس فأما ما يؤدي إليه الناس فيؤديان وأما ما يصيب الناس من منفعة ذلك فيصيبنا قال فبينما هما كذلك إذ أتى عليهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال ما يقول الشيخان فقالا نقول لو بعثنا هذين الفتيين إلى رسول الله & فاستعملهما على بعض ما يستعمل عليه هؤلاء الناس فقال لا عليكما أن لا تفعلا فإنه ليس بفاعل فقالا يا أبا علي أو يا أبا حسن ما نفسنا عليك قرابتك من رسول الله & وصهرك إياه فتنفس علينا أن يستعمل هذين الفتيين قال فأي نفاسة عليكما ولكني أعلم أنه غير فاعل ثم جمع رداءه فجلس عليه ثم قال حزنا أنا أبو حسين أو أنا أبو حسن القرم قال فانطلقنا إلى رسول الله & فصلينا معه الظهر ثم انصرفنا حتى انتهينا معه إلى الباب وهو يومئذ يوم زينب بنت جحش فدخل وأذن لنا فقال أخرجا ما تصرران فقلنا يا رسول الله بعثنا أبوانا لتستعملنا على بعض ما تستعمل عليه الناس فأما ما يؤدي الناس فنؤدي وأما ما يصيب الناس من منفعة فنصيب فاستلقى مليا ورفع بصره إلى السماء فذهبنا نكلمه فأومت إلينا زينب أن امضيا فإنه في شأنكما فأقبل علينا فقال إن هذه الصدقات أوساخ أيدي الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا آل محمد ثم قال ادع لي أبا سفيان بن الحارث ومحمية بن جزء الزبيدي وكان النبي & يجمع إليه الشيء إذا كان عنده فقال يا محمية زوج أحد هذين وقال لأبي سفيان زوج ابنتك من الآخر وقال لمحمية سق عنها ما عندك
____________________
(1/339)
1052 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال حدثنا إسماعيل بن علية عن محمد بن إسحاق عن ابن شهاب عن محمد بن عبد الله بن نوفل عن المطلب بن ربيعة بن الحارث بنحوه وقال فيه فقالا لعلي والله ما نفسنا عليك ما هو أعظم من ذلك من صهره وصحبته وقال فيه وكان محمية على خميس المسلمين وقال فيه وقال لأبي سفيان زوج ابنتك عبد المطلب قال قد فعلت وقال لمحمية يا محمية زوج الفضل ابنتك قال قد فعلت يا نبي الله
1053 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن الحكم عن ابن أبي رافع عن أبيه أن رسول الله & بعث رجلا من بني مخزوم على الصدقة فقال لأبي رافع أتتبعني فتصيب منها فقال لا حتى آتي رسول الله & فأسأله فأتى رسول الله & وذكر ذلك له فقال إن مولى القوم من أنفسهم وإنه لا يحل لنا الصدقة
1054 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن جبير بن مطعم قال لما قسم رسول الله & سهم ذي القربى من خيبر بين بني هاشم وبني المطلب أتيته أنا وعثمان بن عفان فقلنا يا رسول الله هؤلاء بنو هاشم لا ينكر فضلهم لمكانك الذي جعلك الله به منهم أرأيت إخواننا من بني المطلب أعطيتهم ومنعتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة فقال النبي & إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام وإنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد وشبك النبي & بين أصابعه وأشار أبو خالد فشبك بين أصابعه
1055 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن
____________________
(1/340)
المسيب قال أخبرني جبير بن مطعم رضي الله عنه قال لم يقسم النبي & لبني عبد شمس ولا لبني نوفل من الخمس كما قسم لبني هاشم وبني المطلب وكان أبو بكر رضي الله عنه يقسم الخمس نحو قسم رسول الله & غير أنه لم يكن يعطي قربى رسول الله & كما كان رسول الله & يعطيهم وكان عمر رضي الله عنه يعطيهم وعثمان من بعده منه
1056 - حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال كان رسول الله & يقسم الخمس بين بني عبد المطلب وبني عبد يغوث ثم قسمه أبو بكر رضي الله عنه عليهم وهو يسير ثم قسمه عمر رضي الله عنه سنتين ثم كلم فيه عليا رضي الله عنه عام اشتدت فيه حال المسلمين فقال أرفقونا به فأرفقه فلما صار علي رضي الله عنه إلى منزله أرسل إليه العباس رضي الله عنه أعطيتموه الخمس قال نعم قال أم والله لا يعطيكموه أحد حتى يعطيكموه رجل نبي
1057 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا هاشم بن البريد قال حدثنا حسين بن ميمون عن عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول اجتمعت أنا والعباس وفاطمة بنت رسول الله & وزيد بن حارثة عند رسول الله & فسأل العباس فقال يا رسول الله كبرت سني ورق عظمي وقد ركبني مؤونة فإن رأيت أن تأمر لي بكذا وكذا وسقا من طعام فافعل قال فعل ذاك ثم قالت فاطمة يا رسول الله أنا منك بالمنزل الذي قد علمت فإن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل قال قد فعل ذاك ثم قال زيد بن حارثة يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا أعيش فيها ثم منعتها مني فإن رأيت أن تردها علي قال فعل ذاك قال فقلت أنا يا رسول الله إن رأيت أن توليني حقنا من الخمس في كتاب الله فاقسمه في حياتك لئلا ينازعنيه أحد بعدك فافعل قال قد فعل ذاك ثم إن رسول الله & التفت إلى العباس فقال يا أبا الفضل ألا سألتني الذي سألني ابن أخيك فقال يا رسول الله انتهت مسألتي إلى الذي سألتك قال فولانيه رسول الله & بقسمته حياة رسول الله & ثم ولاية أبي بكر رضي الله عنه فقسمته حياة أبي بكر ثم ولاية عمر رضي الله عنه فقسمته حياة عمر رضي الله عنه حتى كانت آخر سنة من سني عمر رضي الله عنه فإنه أتاه مال كثير فعزل
____________________
(1/341)
حقنا ثم أرسل إلي فقال هذا حقكم فخذه فاقسمه حين كنت تقسمه فقلت يا أمير المؤمنين بنا عنه العام غناء وبالمسلمين إليه حاجة فرده عليهم تلك السنة ثم لم يدعني إليه أحد بعد عمر رضي الله عنه حتى قمت مقامي هذا فلقيت العباس بعدما خرجت من عند عمر فقال يا علي لقد حرمتنا الغداة شيئا لا يرد علينا أبدا إلى يوم القيامة وكان رجلا ذاهبا
1058 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أعطانا رسول الله & نصيبا من خبير وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ثم قال إن الناس قد كثروا وإن شئتم أعطيتكم ما كان نصيبكم من خبير مالا فنظر بعضنا إلى بعض فقتل عمر ولم يعطنا شيئا فقسمها عثمان فذكرنا ذلك له فقال إن عمر قبضها ولم يعطكم شيئا فأبى أن يعطينا
1059 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن يزيد بن هرمز قال كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن سهم ذي القربى لمن هو وعن النساء هل كن يحضرن الحرب مع رسول الله & وهل كان يضرب لهن بسهم وعن قتل الولدان ويخبره في كتابة أن العالم صاحب موسى قد قتل الغلام قال يزيد فأنا كتبت كتاب ابن عباس رضي الله عنهما إلى نجدة كتب إليه كتبت تسألني عن سهم ذوي القربى لمن هو فهو لنا أهل البيت وقد كان عمر رضي الله عنه دعانا إلى ننكح منه نساءنا ونخدم منه عائلنا ونقضي منه عن غارمنا فأبينا إلا أن يسلمه إلينا فأبى ذلك فتركناه عليه وكتبت تسألني عن النساء هل كن يحضرن مع رسول الله & فقد كن يحضرن الحرب معه فأما أن يضرب لهم بسهم فلا وقد كان يرضخ لهن وكتبت تسألني عن قتل الولدان وتقول في كتابك إن العالم صاحب موسى قتل الغلام ولو كنت تعلم منهم ما علم ذلك العالم ولكنك لا تعلم فاجتنبهم فإن رسول الله & قد نهى عن قتلهم
____________________
(1/342)
1060 - قال محمد بن إسحاق وحدثني من لا أتهم عن يزيد بن هرمز أنه كان في كتاب نجدة إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن العبيد هل كانوا يحضرون الحرب مع رسول الله & وهل كان يضرب لهم بسهم فكتب إليه ابن عباس رضي الله عنه إن العبيد قد كانوا يحضرون الحرب مع رسول الله & فأما أن يضرب لهم بسهم فلا وقد كان يرضخ لهم وعن اليتيم ومتى يخرج من اليتم ويجب سهمه في الفيء فكتب إليه وأما اليتيم فإذا بلغ النكاح وأونس منه رشدا دفع إليه ماله وخرج من اليتم ووجب سهمه في الفيء
1061 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا يونس عن الزهري عن يزيد بن هرمز أن نجدة الحروري حين خرج في فتنة ابن الزبير أرسل إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله عن سهم ذي القربى لمن تراه فقال ابن عباس هو لنا لقربى رسول الله & قسمه لهم وقد كان عمر رضي اله عنه عرض علينا من ذلك عرضا رأيناه دون حقنا فرددناه عليه وأبينا أن نقبله وكان الذي عرض عليهم أن يعين ناكحهم وأن يقضي عن غارمهم وأن يعطي فقيرهم وأبى أن يزيدهم على ذلك
____________________
(1/343)
1062 - حدثنا القعنبي عن سليمان بن بلال عن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن الخمس لمن هو فكتب إليه ابن عباس كتبت تسألني عن الخمس لمن هو وإنا نقول هو لنا فأبى قومنا ذلك علينا
1063 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد قال كتب نجدة إلى ابن عباس اكتب إلي من ذوو القربى فكتب إليه كنا تزعم نحن بني هاشم فأبى علينا قومنا ذلك وقالوا قريش كلهم
1064 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن مجاهد في قوله ( اعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسة وللرسول ولذي القربى ) الأنفال 41 قال فكان النبي & وذو قرابته لا يأكلون من الصدقة شيئا لا تحل لهم فللنبي خمس الخمس ولذي قرابته خمس الخمس ولليتامى مثل ذلك وللمساكين مثل ذلك ولابن السبيل مثل ذلك
1065 - حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا الحكم بن ظهير عن السدي قال حدثنا أبو مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي & يقسم الفيء على خمسة يضربها لمن أصاب الفيء للفارس ثلاثة أسهم والراجل سهم ويقسم الباقي على ستة فسهم لله وسهم لرسوله وسهم لذي القربى قرابة رسول الله مع سهمهم في المسلمين ومع سهم النبي & مع المسلمين وسهم لليتامى يتامى الناس ليس ليتامى بني هاشم
____________________
(1/344)
( أخبار عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) هو عمر بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب ويكنى أبا حفص وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان لعمر من الولد عبد الله وعبد الرحمن وحفصة وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذاقة بن جمح وزيد الأكبر لا بقية له ورقية وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمها فاطمة بنت رسول الله & وزيد الأصغر وعبيد الله قتلا يوم صفين مع معاوية وأمهما أم كلثوم بنت جرول بن مالك بن المسيب بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن خزاعة وكان الإسلام فرق بين عمر وأم كلثوم بنت جرول وعاصم وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأفلح واسمه قيس بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة بن زيد من الأوس من الأنصار وعبد الرحمن الأوسط وهو أبو المجبر وأمه لهبة أم ولد وعبد الرحمن الأصغر وأمه أم ولد وفاطمة وأمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وزينب وهي أصغر ولد عمر وأمها فكيهة أم ولد وعياض بن عمر وأمه عاتكه بنت زيد بن عمرو بن نفيل
قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال أخبرنا سليمان بن بلال
____________________
(1/345)
عن عبيد الله بن عمر عن نافع قال غير النبي & اسم أم عاصم ابن عمر وكان اسمها عاصية قال لا بل أنت جميلة
1066 - قال محمد بن سعد سألت أبا بكر بن محمد بن أبي مرة المكي وكان عالما بأمور مكة عن منزل عمر بن الخطاب الذي كان في الجاهلية بمكة قال كان ينزل في أصل الجبل الذي يقال له اليوم جبل عمر وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر فنسب إلى عمر بعد ذلك وبه كانت منازل بني عدي بن كعب
1067 - قال أخبرنا يزيد بن هارون وعفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالوا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار قال مر عمر بن الخطاب بضجنان فقال لقد رأيتني وإني لأرعى على الخطاب في هذا المكان وكان والله ما علمت فظا عليظا ثم أصبح إلي أمر أمة محمد & ثم قال متمثلا ( لا شيء فيما نرى إلا بشاشته ** يبقى الإله ويودي المال والولد ) ثم قال لبعيره حوب قال أخبرنا سعيد بن عامر وعبد الوهاب بن عطاء قالا أخبرنا محمد بن عمرو عن يحيى بن عبد الرحمن بن خاطب عن أبيه قال أقبلنا مع عمر بن الخطاب قافلين من مكة حتى إذا كنا بشعاب ضجنان وقف الناس فكان محمد يقول مكانا كثير الشجر
____________________
(1/346)
والأشب قال فقال لقد رأيتني في هذا المكان وأنا في إبل للخطاب وكان فظا غليظا أحتطب عليها مرة وأختبط عليها أخرى ثم أصبحت اليوم يضرب الناس بجنباتي ليس فوقي أحد قال ثم تمثل بهذا البيت ( لا شيء فيما ترى إلا بشاشة ** يبقى الإله ويودي المال والولد )
1068 - قال أخبرنا عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي قال أخبرنا خارجة بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي & قال اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام قال فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب
1069 - قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا خالد بن الحارث قال أخبرنا عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال رسول الله & إذا رأى عمر بن الخطاب أو أبا جهل بن هشام قال اللهم أشدد دينك بأحبهما الله إليك فشدد دينه بعمر بن الخطاب
1070 - قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال أخبرنا أشعث بن سوار عن الحسن عن النبي & قال اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب
1071 - قال أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق قال أخبرنا القاسم بن عثمان البصري عن أنس بن مالك قال خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من بني زهرة قال أين تعمد يا عمر فقال أريد أن أقتل محمدا قال وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا قال فقال عمر ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه قال أفلا أدلك على العجب يا عمر إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه قال فمشى عمر ذامرا حتى أتاهما وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب
____________________
(1/347)
قال فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت فدخل عليهما فقال ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم قال وكانوا يقرأون ! ( طه ) ! طه 1 فقالا ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال فلعلكما قد صبوتما قال فقال له ختنه أرايت يا عمر إن كان الحق في غير دينك قال فوثب عمر على ختنه فوطئه وطئا شديدا فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها بيده نفحة فدمى وجهها فقالت وهي غضبى يا عمر أن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فلما يئس عمر قال أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه قال وكان عمر يقرأ الكتب فقالت أخته إنك رجس و ! ( لا يمسه إلا المطهرون ) ! الواقعة 79 فقم فأغتسل أو توضأ قال فقام عمر فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ ! ( طه ) ! طه 1 حتى انتهى إلى قوله ! ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ) ! طه 140 قال فقال عمر دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت فقال أبشر يا عمر فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله & لك ليلة الخميس اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام قال ورسول الله & في الدار التي في أصل الصفا فانطلق عمر حتى أتى الدار قال وعلى بابا الدار حمزة وطلحة وأناس من أصحاب رسول الله & فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر قال حمزة نعم فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيراً يسلم ويتبع النبي & وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا قال والنبي عليه السلام داخل يوحي إليه قال فخرج رسول الله & حين أتى عمر فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال أما أنت فتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة اللهم هذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب قال فقال عمر أشهد أنك رسول الله فأسلم وقال اخرج يا رسول الله
1072 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين قال وحدثني معمر عن الزهري قال أسلم عمر بن الخطاب بعد أن دخل رسول الله & دار الأرقم وبعد أربعين أو نيف وأربعين بين رجال ونساء قد أسلموا قبله وقد كان رسول الله & قال بالأمس اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن
____________________
(1/348)
الخطاب أو عمرو بن هشام فلما أسلم عمر نزل جبريل فقال يا محمد لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر
1073 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال أسلم عمر بن أربعين رجلا وعشر نسوة فما هو إلا أن أسلم عمر فظهر الإسلام بمكة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني علي بن محمد عن عبيد الله بن سلمان الأغر عن أبيه عن صهيب بن سنان قال لما أسلم عمر ظهر الإسلام ودعي إليه علانية وجلسنا حول البيت حلقا وطفنا بالبيت وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بعض ما يأتي به
1074 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه قال ذكرت له حديث عمر فقال أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال أسلم عمر بعد خمسة وأربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة
قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال سمعت عمر بن الخطاب يقول ولدت قبل الفجار الأعظم الآخر بأربع سنين وأسلم في ذي الحجة السنة السادسة من النبوة وهو ابن ست وعشرين سنة قال وكان عبد الله بن عمر يقول أسلم عمر وأنا ابن ست سنين
1075 - قال أخبرنا عبد الله بن نمير ويعلى ومحمد ابنا عبيد قالوا أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول فما زلنا أعزة منذ أسلم عمر
____________________
(1/349)
قال محمد بن عبيد في حديثه لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي في البيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي
1076 - قال أخبرنا يعلى ومحمد ابنا عبيد وعبيد الله بن موسى والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا أخبرنا مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال عبد الله بن مسعود كان إسلام عمر فتحا وكانت هجرته نصرا وكانت إمارته رحمة لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا ( تسميته بالفاروق )
1077 - قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان قال قال ابن شهاب بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يؤثرون ذلك في قولهم ولم يبلغنا أن رسول الله & ذكر في ذلك شيئا ولم يبلغنا أن ابن عمر قال ذلك إلا لعمر كان فيما يذكر من مناقب عمر الصالحة ويثني عليه قال وقد بلغنا أن عبد الله بن عمر كان يقول قال رسول الله & اللهم أيد دينك بعمر بن الخطاب
1078 - قال أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي المكي قال أخبرنا عبد الرحمن بن حسن عن أيوب بن موسى قال قال رسول الله & إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وهو الفاروق فرق الله بين الحق والباطل
1079 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو حزرة يعقوب بن مجاهد عن
____________________
(1/350)
محمد بن إبراهيم عن أبي عمرو بن ذكوان قال قلت لعائشة من سمى عمر الفاروق قالت النبي عليه السلام ( ذكر هجرة عمر بن الخطاب وإخائه رحمه الله )
1080 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن مسلم عن الزهري عن سالم عن أبيه وأخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عمر بن أبي عاتكة وعبد الله بن نافع عن نافع عن ابن عمر قال لما أذن رسول الله & للناس في الخروج إلى المدينة جعل المسلمون يخرجون أرسالا يصطحب الرجال فيخرجون قال عمر وعبد الله قلنا لنافع مشاة أو ركبانا قال كل ذلك أما أهل القوة فركبان ويعتقبون وأما من لم يجدوا ظهرا فيمشون قال عمر بن الخطاب فكنت قد اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل التناضب من إضاءة بني غفار وكنا إنما نخرج سرا فقلنا أيكم ما تخلف عن الموعد فلينطلق من أصبح عند الإضاءة قال عمر فخرجت أنا وعياش بن أبي ربيعة واحتبس هشام بن العاص ففتن فيمن فتن وقدمت أنا وعياش فلما كنا بالعتيق عدلنا إلى العصبة حتى أتينا قباء فنزلنا على رفاعة بن المنذر فقدم على عياش بن أبي ربيعة أخواه لأمه أبو جهل والحارث ابنا هشام بن المغيرة وأمهم أسماء ابنة مخربة من بني تميم والنبي & بمكة لم يخرج فأسرعا السير فنزلا معنا بقباء فقالا لعياش إن أمك قد نذرت ألا يظلها ظل ولا يمس رأسها دهن حتى تراك قال عمر فقلت لعياش والله إن يرداك إلا عن دينك قال عياش فإن لي بمكة مالا لعلي آخذه فيكون لنا قوة وأبر قسم أمي فخرج معهما فلما كانوا يضجنان نزل عن راحلته فنزلا معه فأوثقاه رباطا حتى دخلا به مكة فقالا كذا يا أهل مكة فافعلوا بسفهائكم ثم حبسوه
1081 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال محمد بن عمر أخبرنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قالا آخى رسول الله & بين عمر بن الخطاب وعويم بن ساعدة
1082 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال آخى رسول الله & بين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك قال محمد بن
____________________
(1/351)
عمر ويقال بين عمر ومعاذ بن عفراء
1083 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال نزل عمر بن الخطاب بالمدينة خطة من رسول الله &
1084 - قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أسامة بن زيد بن أسلم عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال بعث رسول الله & عمر بن الخطاب سرية في ثلاثين رجلا إلى عجز هوزان بتربة في شعبان سنة سبع من الهجرة
1085 - قال أخبرنا روح بن عيادة قال أخبرنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة الأسلمي قال لما كان حيث نزل رسول الله & بحضرة أهل خيبر أعطى رسول الله & اللواء عمر بن الخطاب ( ذكر عهد أبي بكر إلى عمر واستخلافه إياه ووصيته إياه )
1086 - عن إبراهيم النخعي قال أول من ولى أبو بكر شيئا من أمور المسلمين عمر بن الحسن الخطاب ولاه القضاء وكان أول قاض في الإسلام
1087 - عن الحسن بن أبي الحن قال لما ثقل أبو بكر واستبان له من نفسه جمع الناس إليه فقال إنه قد نزل بي ما قد ترون ولا أظنني إلا ميت لما بي وقد أطلق الله أيمانكم من بيعتي وحل عنكم عقدتي ورد عليكم أمركم فأمروا عليكم من أحببتم فإنكم إن أمرتم في حياة مني كان أجدر أن لا تختلفوا بعدي فقاموا في ذلك وخلوا عليه فلم تستقم لهم فرجعوا إليه فقالوا رأينا يا خليفة رسول الله رأيك قال فلعلكم تختلفون قالوا لا قال فعليكم عهد الله على الرضى قالوا نعم قال فأمهلوني حتى أنظر لله ولدينه ولعباده فأرسل أبو بكر إلى عثمان بن عفان فقال أشر علي برجل ووالله إنك عندي لها لأهل وموضع فقال عمر فقال اكتب فكتب حتى انتهى إلى الاسم فغشي عليه ثم أفاق فقال أكتب عمر
____________________
(1/352)
1088 - عن الشعبي قال بينا طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد جلوسا عند أبي بكر في مرضه عوادا فقال أبو بكر ابعثوا إلى عمر فأتاه فدخل عليه فلما دخل أحست أنفسهم أنه خيرته فتفرقوا عن وخرجوا وتركوهما فجلسوا في المسجد وأرسلوا إلى علي ونفر معه فوجدوا عليا في حائط فتوافوا إليه واجتمعوا وقالوا يا علي يا فلان ويا فلان إن خليفة رسول الله مستخلف عمر وقد علم وعلم الناس إن إسلامنا كان قبل إسلام عمر وفي عمر من التسلط على الناس ما فيه ولا سلطان له فادخلوا بنا عليه نسأله فإن استعمل عمر كلمناه فيه فأخبرناه عنه ففعلوا فقال أبو بكر اجمعوا لي الناس أخبركم من اخترت لكم فخرجوا فجمعوا الناس إلى المسجد فأمر من يحمله إليهم حتى وضعه على المنبر فقام فيهم باختيار عمر لهم ثم دخل فاستأذنوا عليه فأذن لهم فقالوا له ما تقول لربك وقد استخلفت علينا عمر فقال أقول استخلفت عليهم خير أهلك
1089 - عن عاصم بن عدي قال جمع أبو بكر الناس وهو مريض فأمر من يحمله إلى المنبر فكانت آخر خطبة خطبها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس احذروا الدنيا ولا تثقوا بها فإنها غدارة وآثروا الآخرة على الدنيا وأحبوها فبحب كل واحدة منهما تبغض الأخرى وإن هذا الأمر الذي هو أملك بنا لا يصلح آخره إلا بما صلح أوله ولا يتحمله إلا أفضلكم مقدرة وأملككم لنفسه أشدكم في حال الشدة وأسلسكم في حال اللبن وأعملكم برأي ذوي الرأي لا يتشاغل بما لا يعنيه ولا يحزن لما ينزل به ولا يستحي من التعلم ولا يتحير عند البديهة قوي على الأمور لا يخور لشيء منها ضده بعدوان ولا تقصير يرصد لما هو آت عتادة من الحذر والظلم وهو عمر بن الخطاب ثم نزل فدخل فحمل الساخط أمارته الراضي بها على الدخول معهم توصلا
1090 - عن عائشة رضي الله عنها قالت كان عثمان يكتب وصية أبي بكر فأغمى على أبي بكر فجعل عثمان يكتب فكتب عمر فلما أفاق قال ما كتبت قال كتبت عمر قال كتبت الذي أردت أن آمرك به ولم كتبت نفسك لكنت لها أهلا
1091 - عن زيد بن أسلم عن أبيه قال كتب عثمان عهد الخليفة بعد أبي بكر وأمره أن لا يسمى أحدا وترك اسم الرجل فأغمى على أبي بكر إغماءة فأخذ عثمان العهد فكتب فيه اسم عمر قال فأفاق أبو بكر فقال أرني العهد فإذا فيه اسم عمر قال من كتب هذا فقال عثمان أنا فقال رحمك الله وجزاك خيرا فوالله لو كتبت نفسك لكنت لذلك أهلا
____________________
(1/353)
1092 - عن الواقدي عن أشياخه أن أبا بكر لما استعز به دعا عبد الرحمن بن عوف فقال أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال ما سألتني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني فقال أبو بكر وإن فقال عبد الرحمن هو والله أفضل من رأيك فيه ثم دعا عثمان بن عفان فقال أخبرني عن عمر بن الخطاب فقال أنت أخبرنا به فقال على ذلك يا أبا عبد الله فقال عثمان اللهم علمي به أن سريرته خير من علانيته وأنه ليس فينا مثله فقال أبو بكر يرحمك الله والله لو تركته ما عدتك وشاور بعده سعيد بن زيد وأسيد بن الحضير وغيرهما من المهاجرين والأنصار وسمع بعض أصحاب النبي & فدخلوا على أبي بكر فقال له قائل منهم ما أنت قائل لربك إذا سألك عن استخلافك عمر علينا وقد ترى غلظته فقال أبو بكر أجلسوني أبالله تخوفوني خاب من تزود من أمركم بظلم أقول اللهم استخلفت عليهم خير أهلك أبلغ عني ما قلت من وراءك ثم اضطجع ودعا عثمان بن عفان فقال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهد بالدنيا خارجا منها وعند أول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويوقن الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم إلا خيرا فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب والخير أردت ولا أعلم الغيب ! ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ! الشعراء 227 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم أمر بالكتاب فختمه وخرج به مختوما فقال عثمان للناس أتبايعون لمن في هذا الكتاب قالوا نعم فبايعوا ثم دعا ابو بكر عمر خاليا فأوصاه ثم خرج فرفع أبو بكر يديه وقال اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم وخفت عليهم الفتنة واجتهدت لهم رأيي فوليت عليهم خيرهم وأحرصهم على ما أرشدهم وقد حضرني من أمرك ما حضر فاخلفني فيهم فهم عبادك
1093 - عن قيس بن أبي حازم قال خرج علينا عمر ومعه شديد مولى أبي بكر ومعه جريدة يجلس بها الناس فقال يا أيها الناس اسمعوا قول خليفة رسول الله & قال إني قد رضيت لكم عمر فبايعوه
1094 - عن قيس قال رأيت عمر وبيده عسيب نخل وهو يجلس الناس يقول اسمعوا لقول خليفة رسول الله & فجاء مولى لأبي بكر يقال له شديد بصحيفة فقرأها على الناس فقال يقول أبي بكر اسمعوا وأطيعوا لمن في هذه الصحيفة فوالله ما آلوتكم
____________________
(1/354)
قال قيس فرأيت عمر بعد ذلك على المنبر
1095 - عن أبي عبيدة قال قال عبد الله أفرس الناس ثلاثة أبو بكر في عمر وصاحبة موسى حين قالت استأجره وصاحبة يوسف
1096 - عن موسى الجهني قال سمعت أبا بكر بن حفص يقول قال أبو بكر لعائشة حين احتضر يا بنية إنا ولينا أمر المسلمين فلم نأخذ لهم دينارا ولا درهما ولكنا أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا وإنه لم يبق عندنا من فيء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر فجاءه الرسول وعنده عبد الرحمن بن عوف فبكى عمر حتى سالت دموعه على الأرض وقال رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده ارفعهن يا غلام فقال عبد الرحمن سبحان الله يا أمير المؤمنين تسلب عيال أبي بكر عبدا حبشيا وبعيرا ناضحا وجرد قطيفة ثمنها خمسة دراهم فقال ما تأمر قال آمر بردهن على عياله قال خرج أبو بكر عنهن عند الموت وأردهن أنا إلى عياله لا يكون ذلك والله أبدا الموت أسرع من ذلك ( سياق وصية أبي بكر لعمر رضي الله عنهما )
1097 - عن زيد أن أبا بكر قال لعمر إني موصيك بوصية إن حفظتها إن لله حقا بالنهار لا يقبله في الليل ولله حق بالليل لا يقبله في النهار وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدي فريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الحق وثقله عليهم والحق لميزان لا يوضع فيه إلا حق أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم في الدنيا الباطل وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف وإن الله عز وجل ذكر أهل الجنة وصالح ما عملوا وتجاوز عن سيئاتهم وذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون المؤمن راغبا وراهبا فلا يتمنى على الله غير الحق ولا يلقى بيده إلى المهلكة فإن حفظت قولي فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك منه وإن ضيعت وصيتي فلا يكونن غائب أبغض إليك من الموت ولن تعجزه
1098 - عن إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد اليامي قال لما حضرت أبا بكر الوفاة
____________________
(1/355)
بعث إلى عمر يستخلفه فقال الناس استخلف علينا فظا غليظا لو قد ملكنا كان أفظ وأغلظ فماذا تقول لربك إذا لقيته وقد استخلفت علينا عمر فقال أبو بكر أتخوفوني بربي أقول يا رب أمرت عليهم خير أهلك ثم بعث إلى عمر فقال إني موصيك بوصية إن حفظتها إن لله حقا في الليل لا يقبله النهار ولله حقا في النهار لا يقبله في الليل وإنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا ثقلة عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يخف إن الله ذكر أهل الجنة بصالح أعمالهم وتجاوز عن سيئاتهم فيقول القائل لا أبلغ هؤلاء وذكر أهل النار بأسوإ ما عملوا به رد عليهم صالح الذين عملوا فيقول القائل أنا أفضل من هؤلاء وذكر آية الرحمة وآية العذاب ليكون المؤمن راغبا وراهبا لا تتمن على الله عز وجل غير الحق ولا تلق بيديك إلى التهلكة فإن حفظت قولي هذا لم يكن غائب أحب إليك من الموت ولا بد لك منه وإن أنت ضيعت قولي لم يكن غائب أبغض إليك من الموت ولن تعجزه
1099 - عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال سمعت أبا بكر بن سالم قال لما حضر أبا بكر الموت أوصى بسم الله الرحمن الرحيم هذا عهد من أبي بكر الصديق عن آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها حيث يؤمن الكافر ويتقي الفاجر ويصدق الكاذب إني استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب فإن قصد وعدل فذاك ظني به وإن جار وبدل فالخير أردت ولا أعلم الغيب ! ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ! الشعراء 227 ثم بعث إلى عمر فدعاه فقال يا عمر أبغضك مبغض وأحبك محب وقد ما يبغض الخير ويحب الشر قال عمر فلا حاجة لي فيها قال لكن لها بك حاجة قد رأيت رسول الله & وصحبته ورأيت أثرته أنفسنا على نفسه حتى أن كنا لنهدي لأهله فضل ما يأتينا منه ورأيتني وصحبتني وإنما اتبعت أثر من كان قبلي والله ما نمت فحلمت ولا شبهت فتوهمت وإني على طريقي ما زغت تعلم يا عمر أن لله حقا في الليل لا يقبله في النهار وحقا في النهار لا يقبله في الليل وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق وحق لميزان لا يكون فيه إلا الحق أن يثقل وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل وحق لميزان لا يكون فيه إلا الباطل أن يخف إن أول من احذرك نفسك وأحذرك الناس فإنهم قد طمحت أبصارهم وانتفخت أجوافهم وإن
____________________
(1/356)
لهم لحيرة عن ذلة تكون وإياك أن تكونه وإنهم لن يزالوا خائفين لك فرقين منك ما خفت من الله وفرقته وهذه وصيتي وأقرأ عليك السلام ( ذكر ابتداء خلافته رضي الله عنه )
1100 - عن محمد بن سعد قال قال لي حمزة بن عمر توفي أبو بكر رضي الله عنه مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة فاستقبل عمر بخلافته يوم الثلاثاء صبيحة موت أبي بكر
1101 - حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم عن حميد بن هلال قال حدثني من شهد وفاة أبي بكر رضي الله عنه قال لما فرغ عمر رضي الله عنه من دفنه قام خطيبا مكانه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله ابتلاني بكم وابتلاكم بي وأبقاني فيكم بعد صاحبي والله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحد دوني ولا يغيب عني فآلوا فيه من أهل الخير والأمانة فلئن أحسنوا لأحسنن إليهم ولئن أساءوا لأنكلن بهم فقال الرجل فوالله ما زاد على الذي قال في ذلك المكان حتى فارق الدنيا
1102 - حدثنا أحمد بن معاوية الباهلي قال حدثنا المغيرة بن المغيرة أن هارون الفلسطيني قال حدثني أبو حيان الأراش أن عمر رضي الله عنه عنه لما استخلف قام فحمد الله وأثنى عليه وبدأ بآي من القرآن ولم يكبر ثم قال أيها الناس إني نظرت في أمر الإسلام فإذا هو هو إنما يقوم بخمس خصال فمن حفظهن وعمل بهن وقوي عليهن فقد حفظ أمر الإسلام ومن ضيع منهن خصلة واحة فقد ضيع أمر الإسلام ألا فمن كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فإن حفظتهن وعملت بهن وقويت عليهن إلا وآزرني ألا ومن كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر فإن ضيعت منهن خصلة واحدة إلا خلعني خلع الشعرة من العجين فلا طاعة لي عليه قال فقام إليه عمار بن ياسر فقال وما هذه الخمس الخصال يا عمر فقال أما الأولى فهذا المال من أين آخذه أو أين أجمعه حتى إذا أتى أخذته من مآخذه التي أمرني الله أن أضعه فيها حتى لا يبقى عندي منه دينار ولا درهم ولا عند آل عمر خاصة وأما الثانية فالمهاجرون تحت ظلال السيوف أدر عليهم أرزاقهم وأوفر عليهم
____________________
(1/357)
فيئهم ولا أجمرهم في المغازي وأكون أنا أبا العيال حتى يقدموا وأما الثالثة فالأنصار الذين آووا رسول الله & ونصروه وواسوه في دمائهم وأموالهم أدر عليهم أرزاقهم وأوفر فيئهم وأفعل فيهم وصية رسول الله & فأقبل محسنهم وأعفو عن مسيئهم وأما الرابعة فللعرب فإنهم أصل الإسلام ومنبت العز أثبتهم على منازلهم وآخذ من أموالهم صدقة أطهرهم وأزكيهم لا آخذ في ذلك دينارا ولا درهما إلا الشاة والبعير ثم أرده على فقرائهم وأما الخامسة فأهل الذمة أوفى لهم بعهدهم وأقاتل عدوهم من ورائهم ولا أكلفهم إلا دون طاقتهم فإذا فعلت ذلك كنت عند الله مصدقا أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم قال فكانت هذه خطبته حين استخلف
1103 - حدثنا عثمان بن عمر قال أنبأنا يونس يعني ابن زيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر رضي الله عنه لما توفي أقامت عليه عائشة رضي الله عنها النوح فأقبل عمر رضي الله عنه حتى قام ببابها فنهاها ومن معها عن البكاء على أبي بكر فأبين أن ينتهين فقال عمر لهشام بن الوليد ادخل فأخرج إلي ابنة أبي قحافة أخت أبي بكر فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر إني أحرج عليك بيتي فقال عمر لهشام أدخل فقد أذنت لك فدخل فأخرج أم فروة بنت أبي قحافة إلى عمر رضي الله عنه فعلاها بالدرة فضربها ضربات فتفرق النوائح لما سمعن ذلك فقال عمر رضي الله عنه أترون أن يعذب أبو بكر رضي الله عنه ببكائكن إن رسول الله & قال فإن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه
____________________
(1/358)
1104 - حدثنا أبو داود قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب بنحوه ( أول من سمى عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين )
1105 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا محمد بن حرب الأبرش قال حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري قال أول من سمى عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين المغيرة بن شعبة رضي الله عنه
1106 - حدثنا محمد بن يحيى عن عبد العزيز بن عمران عن أبيه عن جده قال جلس عمر رضي الله عنه يوما فقال والله ما ندري ما نقول أبو بكر خليفة رسول الله & فهم من اسم قالوا الأمير قال كلهم أمير فقال المغيرة بن شعبة نحن المؤمنون وأنت أميرنا فأنت أمير المؤمنين قال فأنا أمير المؤمنين
1107 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال أول من حيا عمر رضي الله عنه بأمير المؤمنين المغيرة بن شعبة رضي الله عنه دخل عليه ذات يوم فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فكأن عمر رضي الله عنه أنكر ذلك فقال المغيرة هم المؤمنون وأنت أميرهم فسكت عمر رضي الله عنه
1108 - قال ابن وهب وحدثني الليث بن سعد أن المغيرة أول من سمى عمر أمير المؤمنين رضي الله عنه سمعها من الأقرع بن حابس يقول استأذنوا على أمير المؤمنين فدخل المغيرة عليه ساعته فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال ما هذا فلتخرجن مما قلت قال ألست أميرنا قال بلى قال أفلسنا بمؤمنين قال بلى قال فأنت أميرنا
1109 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا محمد بن يزيد الواسطي عن جويبر
____________________
(1/359)
عن الضحاك قال لما مات رسول الله & قالوا لأبي بكر رضي الله عنه خليفة رسول الله & فلما مات أبو بكر رضي الله عنه قالوا لعمر رضي الله عنه خليفة خليفة رسول الله & فقال عمر رضي الله عنه إن هذا لكثير فإذا مت أنا فقام رجل مقامي قلتم خليفة خليفة خليفة رسول الله أنتم المؤمنون وأنا أميركم فهو سمى نفسه
1110 - حدثنا الحسن بن عثمان قال كتب إلي عبد الله بن صالح قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة عن الزهري قال قال عمر بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة لأي شيء كان أبو بكر رضي الله عنه يكتب من خليفة رسول الله & وكان عمر يكتب من خليفة أبي بكر ومن أول من كتب عبد الله أمير المؤمنين فقال حدثتني الشفاء وكانت من المهاجرات الأول أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عامل العراق أن يبعث إليه برجلين جلدين نبيلين يسألهما عن العراق وأهله فبعث إليه لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم فقدما المدينة فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا فوجدا عمرو بن العاص فيه فقالا استأذن لنا يا ابن العاص على أمير المؤمنين فقال عمرو أنتما والله أصبتما اسمه هو الأمير ونحن المؤمنين فوثب عمرو فدخل على عمر رضي الله عنه فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال عمر يا ابن العاص ما بدا لك في هذا الاسم لتخرجن مما دخلت فيه قال قدم لبيد بن ربيعة وعدي بن حاتم فأناخا راحلتيهما بفناء المسجد ثم دخلا المسجد فقالا
____________________
(1/360)
استأذن لنا أمير المؤمنين فهذا أصابا اسمك فأنت الأمير ونحن المؤمنون قال فجرى الكتاب من ذلك اليوم
1111 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا حيي بن آدم قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال جاء رجل من أهل الكتاب إلى عمر رضي الله عنه فقال السلام عليك يا ملك العرب فقال عمر رضي الله عنه وعليك أكذاك تجده في كتابكم أليس تجد نبيا ثم خليفة ثم أمير المؤمنين ثم الملوك قال بلى ( هيبة عمر رضي الله عنه )
1112 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير عن المغيرة قال كان مما تميز به عمر رضي الله عنه الرعب إن الناس كانوا يفرقونه
1113 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا محمد بن قيس عن عمر بن محمد قال حدثني أبي قال اجتمع عثمان والزبير وطلحة وابن عوف رضي الله عنهم فقالوا لعبد الرحمن بن عوف وكان أجرأهم على عمر رضي الله عنه لو أنك كلمت أمير المؤمنين فإنه يقدم الرجل فيطلب الحاجة فتمنعه مهابته أن يكلمه حتى يرجع فليلن للناس فدخل عليه فقال ذلك له فقال أنشدك الله يا عبد الرحمن أفلان وفلان قالوا ذلك قال فلم يدع منهم إنسانا إلا سماه قال اللهم نعم قال أبا عبد الرحمن والله لقد لنت للناس حتى خشيت الله في اللين ثم اشتددت حتى خشيت الله في الشدة فأين المخرج فقام عبد الرحمن يبكي يجر إزاره يقول أف لهم بعدك أف لهم بعدك
1114 - حدثنا أحمد بن معاوية عن أبي عبد الرحمن الطائي عن أسامة بن زيد عن القاسم بن محمد قال بينما عمر رضي الله عنه يمشي وخلفه عدة من أصحاب رسول الله & وغيرهم بدا له فالتفت فما بقي منهم أحد إلا سقط إلى الأرض على ركبتيه فلما رأى ذلك بكى ثم رفع يديه فقال اللهم إنك تعلم أني منك منهم أشد فرقا منهم مني
1115 - حدثنا معاذ بن شبة قال حدثني أبي عن أبيه عن الحسن البصري أن عمر رضي الله عنه بينما هو يجول في سكك المدينة إذ عرضت له هذه الآية ! ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات ) ! الأحزاب 57 - 58 فانطلق من وجهه إلى أُبي بن كعب فدخل عليه بيته وهو جالس على وسادته فانتزعا أُبي من تحته وقال دونكها يا أمير المؤمنين فقال لا
____________________
(1/361)
ونبذها برجله وجلس فقرأ عليه هذه الآية وقال أخشى أن أكون أنا صاحب هذه الآية أُوذي المؤمنين والمؤمنات فقال أُبي لا إن شاء الله أرجو أن لا تكون تفعل ولكنك رجل مؤدب لا تستطيع إلا أن تعاهد رعيتك فتأمر وتنهى
1116 - حدثنا . . . . . . . . . وأحمد بن معاوية قال حدثنا أبو الفتح الرقي عن ميمون بن مهران قال قرأ أُبي رضي الله عنه ! ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا ) ! الأحزاب 58 فقال عمر رضي الله عنه هكذا تقرؤها يا أُبي ثم أعاد عليه فقال وهكذا أنزلها الله حتى غضب أُبي فقال نعم هكذا أنزلها لم يستأمر فيها عمر ولا ابنه فقال عمر رضي الله عنه اللهم غفرا إني رجل قد دخل الناس مني هيبة فأنا أخاف أن أكون قد آذيت مسلما
1117 - حدثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة قال دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يأخذ من شاربه فتنحنح عمر رضي الله عنه وكان مهيبا فأحدث الحجام فأعطاه أربعين درهما
1118 - حدثنا زكريا بن أبي خالد البلوي قال حدثنا محمد بن عيسى الطباع قال حدثنا سعيد بن مسلمة الأموي قال حدثنا إسماعيل بن أمية قال بينما سعيد بن الهيلة يأخذ من شارب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففزعه عمر رضي الله عنه فأحدث فقال له عمر رضي الله عنه أخفناك وسنعقله لك فأمر له بأربعين درهما
1119 - حدثنا جعفر بن عبد الواحد بن جعفر قال حدثنا رجل عن الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب قال دخل رجل على عمر رضي الله عنه فقال السلام عليك يا أبا غفر حفص الله لك فقال عمر رضي الله عنه يا أبا حفص غفر الله لك فقال الرجل أصلعتني فرقتك يقول أفرقتني صلعتك
1120 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عوانة عن حسين بن عمران عن رجل عن عبد الرحمن بن أبزى أن هانئ بن قبيصة قدم المدينة وقد أسلمت امرأته فخشي أن يفرق بينهما فلقي أبا سفيان فطلب إليه أن يكلم عمر رضي الله عنه قال أبو سفيان ذهب الزمان الذي عهدتنا عليه والله لقد بلغني أن لي ابنا بالعراق قد خرج على أهله ما يمنعني أن أدعيه إلا الفرق منه ما يكلم في ذات الله
____________________
(1/362)
1121 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أن هشام بن عكرمة صاحب دار الندوة هجا رجلا من المهاجرين فجعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلوه بالدرة ويقول هجوت رجلا من المهاجرين وجعل يقول يا لقصي ثلاثا فقال أبو سفيان اصبر أخا قصي فلو قبل اليوم تدعو قصيا لما ضربك أخو بني عدي فالتفت إليه عمر رضي الله عنه فقال اسكت لا أم لك فوضع أبو سفيان إصبعه السبابة على فيه
1122 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن عامر هجا وهب بن زمعة فعرض له في هجائه فجلده عمر رضي الله عنه أو فحده عمر رضي الله عنه
1123 - حدثنا محمد بن يحيى بن علي بن عبد المجيد قال قال عكرمة بن عامر بن هشام بن عبد مناف بن عبد الدار يهجو ربيعة الأسدي ( علا زمع الناس ساداتهم ** وقد كنت أكره علو الزمع ) ( بني زمع اللؤم أعذر بكم ** جفاء اللئيم وقول البدع ) قال فاستأذن وهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجلدهجلداً بالدرة في المسجد الحرام فصاح يا آل قصي فأمر به عمر رضي الله عنه فسحب حتى أخرج من المسجد وكانت له دار الندوة ورثها عن جده عبد مناف بن عبد الدار وكانت يومئذ في يده ثم باعها ابنه أبو علي بن عكرمة من معاوية رضي الله عنه فقال عكرمة ( هنيئا لأفتاء العشيرة كلها ** مجري لدى الأركان سخبا على عهد ) ( هنيئا على ذي السيد الغمر منهم ** وبالحدث الناشي والغرر الفرد ) ( فإن تك عبد الدار أخلت ديارها ** وأصبحت فردا في ديارهم وحدي ) ( فيا رب يوم لو دعوت أجابني ** مصاليت أبطال سراع إلى المجد )
1124 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال أتى عمر رضي الله عنه على أبي سفيان رضي الله عنه وهو يبني بناء له قد أضر بالطريق فقال يا أبا سفيان انزع بناءك هذا فإنه قد أضر بالطريق فقال نعم وكرامة يا أمير المؤمنين فقال أما والله لقد كنت أبيا
____________________
(1/363)
1125 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن المغيرة عن إبراهيم قال خرج عمر رضي الله عنه ومعه أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه فمر بلين في الطريق فأمر أبا سفيان أن ينحيه فجعل ينحيه فقال عمر رضي الله عنه الحمد الله الذي أدركت زمانا أمر عمر فيه أبا سفيان فأطاعه
1126 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا النضر بن سهيل قال سمعت محمد بن عمرو بن علقمة يقول كان الناس لدرة عمر رضي الله عنه أهيب منكم لسوطكم وسيفكم
1127 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني غسان بن عبد الحميد أن عيينة بن حصن قدم على عمر رضي الله عنه فكلمه في دين عليه فلم يرد عليه شيئا فلما كان بعد كسر بعير من الصدقة فنحره عمر رضي الله عنه وجعله طعاما للمسلمين وقسم جلده قطعا وبعث إلى عيينة بقطعة من جلده وقال اخصف بها فإنه ليس لك في فيء المسلمين حق قال ثم إن عثمان رضي الله عنه تزوج بنت عيينة فقدم عليه فطلب إليه حوائج فقال ما لك عندي إلا ما كان لك عند عمر رضي الله عنه فقال رحم الله عمر وأثابه الله على ذلك إن كان ليعطينا حتى يغنينا ويخشينا حتى يتقينا
1128 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال قدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس بن حصن وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه وكان الفراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاوريه كهولا كانوا أو شبانا فقال عيينة لابن أخيه الحر بن قيس هل لك وجه عند هذا الأمير فتستأذن لي عليه قال سأستأذن لك عليه قال ابن عباس رضي الله عنهما فاستأذن الحر لعيينة فلما دخل عليه قال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بالعدل بيننا بالعدل قال فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يقع به فقال الحر يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قد قال لنبيه ! ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) ! الأعراف 199 قال فوالله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حتى تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله
____________________
(1/364)
1129 - ومما وجدت في كتاب أبي غسان وقرأه علي ولا أدري أنسبه إلى ابن شهاب أم لا قال أقبل عيينة بن حصن يريد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنده رجل من غطفان يدعى مالك بن أبي زفر من فقراء المسلمين وضعفائهم وكان غائظا لعيينة يتكلم يوما فقال عيينة أصبح الخبأ تامكا والدني متكلما فقال مالك يا أمير المؤمنين هذا يفخر علينا بأعظم حائلة وأرواح في النار فقال عيينة ما أنت المتكلم ولكن الذي أقعدك هذا المقعد هو المتكلم وغضب لعيينة رجال من قومه فقالوا لمالك أتقول هذا لسيد مضر وقام عيينة مغضبا وقال لهذا اليوم أعظم عندي من قتل الهباءة أو لما جناه أريمص عطفان يعني ما جناه مالكا أشد مما جنى وقتئذ فقام إليه عمر رضي الله عنه فضربه بالدرة وقال يا عيينة كن ذليلا في الإسلام فإنما أنت طليق من أهل الردة لا والله لا أرضى عنك أبدا حتى يشفع لك مالك فرجع عيينة فبات بليلة سوء وبعث عمر رضي الله عنه عليه العيون فإذا عنده رجال من العرب وهو يقول العجب لعمر إن الأشعث بن قيس ارتد مرتين فغفروا له ذنبه وزوجه أبو بكر أخته ثم تلقفوه بأيديهم وإنهم قد أولعوا بي حتى ما يلهج رجل من قريش إلا بتعييري فقال له الهرم بن قطبة وأين أنت من الأشعث ملك في الجاهلية سيد في الإسلام له من الأوس والخزرج ملء المدينة فأقصد واعلم أنك مع عمر قال فبات وهو يتغنى ( حلفت يمينا غير ذي مثنوية ** لقلب أبي حفص أشد من الحجر ) ( أيشتمني الفاروق والله غافر ** له ما مضى إن أصلح اليوم ما غبر ) ( فآلى يمينا لا يراجع قلبه ** عيينة حتى يشفع ابن أبي زفر ) ( وللموت خير من شفاعة مالك ** إلى عمر لله من كبدي عمر ) ( على غير ذنب غير أن قال قائل ** عيينة محمود الزيادين في مضر ) ( وآباؤه الغر البهاليل منهم ** حذيفة شمس وابنه حصنها القمر ) ( فإن يك كانت مني العام ردة ** فلست أبا حفص بأول من كفر ) ( وللأشعث الكندي أعظم غدرة ** وأنكى بها من حي ذبيان إذ غدر )
____________________
(1/365)
( فأنكحه الصديق واختار قومه ** وأمسى يفدى اليوم بالسمع والبصر ) ( وأني له إذ كان قد . . . ** له دون وكان له نفر ) فلما بلغ عمر رضي الله عنه قوله قال يا عيينة إني علي حلفتي فاحتل لنفسك فأتى عيينة مالكا فلم يجده فقعد على بابه ينتظره فمر به رجل من قومه فقال ما بالك هاهنا قال انتظر أريمص غطفان قال ما كنت أحسب هذا كائنا ألا بعثت إليه فأتاك فضحك عيينة وقال هل يدعنا عمر حلف لا يرضى حتى يشفع لي مالك فقبح الله هذا عيشا مع ما ترى فقال الرجل يا ابن حصن من دخل هذا الدين ذل ومن فزع إلى غيره لم يمنع وجاء مالك فكلمه عيينة أن يشفع له إلى عمر رضي الله عنه فمشى معه إلى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إن عيينة حرج الصدر ضيق الذرع يخافه من فوقه ويخيفه من دونه فارض عنه فرضي عنه قال عيينة هذه شر من الأولى
1130 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا المبارك عن الحسن البصري أن عمر رضي الله عنه كان قاعدا وفي يده الدرة والناس عنده فأقبل الجارود فلما أتى عمر رضي الله عنه قال له رجل هذا سيد ربيعة فسمعها عمر رضي الله عنه وسمعها الجارود وسمعها القوم فلما دنا الجارود من عمر رضي الله عنه خفقه بالدرة على رأسه فقال الجارود بسم الله مه يا أمير المؤمنين قال ذلك قال أما والله لقد سمعتها وسمعت يا قال الرجل قال فمه قال خشيت أن يخالط قلبك منها شيء
1131 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا صدقة أبو سهل الهنائي قال حدثني أبو عمرو الجملي عن زاذان أن عمر رضي الله عنه خرج من المسجد فإذ جمع على رجل فسأل ما هذا قالوا هذا أبي بن كعب كان يحدث الناس في المسجد فخرج الناس يسألونه فأقبل عمر رضي الله عنه حردا يعلوه بالدرة خفقا فقال يا أمير المؤمنين انظر ما تصنع قال فإني على عمد أصنع أما تعلم أن هذا الذي تصنع فتنة للمتبوع مذلة للتابع
1132 - حدثنا ميمون بن الأصبع قال حدثنا الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني عمر بن عبد العزيز من حديث توفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة القرشي أنه تناجى عمر بن الخطاب وعثمان بن حنيف في المسجد والناس يحيطون بهما لا يسمع نجواهما منهم أحد فلم يزالا يتحدثان في الرأي حتى أغضب عثمان عمر رضي الله عنهما في بعض ما تكلموا به فقبض عمر رضي الله عنه من حصى
____________________
(1/366)
المسجد قبضة فحصب بها وجه عثمان رضي الله عنه فشجه بالحصى في وجهه آثارا من شجاج فما رآى عمر رضي الله عنه كثرة تسرب الدم على لحيته قال أمسك عنك الدم فعرف عثمان رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه نادم على ما فرط منه فقال يا أمير المؤمنين لا يهولنك الذي أصبت مني فوالله إني لأنتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك الله أكثر مما انتهكت مني فأعجب بها عمر رضي الله عنه في رأيه وحمله وزاده عنده خيرا
1133 - حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا الوليد بن علي الجعفي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال لي عمر رضي الله عنه احجبني لا يدخل علي أحد قال فجاء رجل يريد أن يدخل عليه فمنعته فأرادني فامتنعت عليه فرفع يده فلطمني فدخلت على عمر رضي الله عنه فأخبرته فخرج وفي يده الدرة فعلاه بها وقال أردتم أن تجرئوا علي كلاب العرب
1134 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عتاب بن بشير عن سالم يعني الأفطس قال جاءت وفود فارس إلى عمر رضي الله عنه يطلبونه فلم يجدوه في منزله فقيل لهم هو في المسجد ليس عنده أحد فأتوه فإذا هو فيه ليس عنده حرس ولا كبير أحد فقالوا هذا المُلكُ والله لا مُلُكُ كسرى
1135 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال أنبأنا يحيى بن سعيد عن القاسم أن عمر رضي الله عنه قال ليعلم من ولي هذا الأمر من بعدي أن سيريده عنه القريب والبعيد إني لأقاتل الناس عن نفسي قتالا ولو علمت أن أحدا من الناس أقوى على هذا الأمر مني لكنت أن أقدم فيضرب عنقي أحب إلي من أن آتي إليه ( ولاية زيد بن ثابت رضي الله عنه القضاء )
1136 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن حفص بن عمر قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا كثر عليه الخصوم صرفهم إلى زيد فلقي رجلا ممن صرفه إلى زيد فقال له ما صنعت قال قضي علي يا أمير المؤمنين قال لو كنت أنا لقضيت لك قال فما يمنعك وأنت أولى بالأمر قال لو كنت أردك إلى كتاب الله أو سنة نبيه فعلت ولكني إنما أردك إلى رأي والرأي مشير
1137 - حدثنا عفان قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا الحجاج عن نافع أن عمر رضي الله عنه عنه استعمل زيدا على القضاء وفرض له رزقا
____________________
(1/367)
1138 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزياد عن أبيه عن خارجة بن زيد قال كان عمر رضي الله عنه كثيرا ما يستخلف زيد بن ثابت إذا خرج إلى شيء من الأسفار وقلما رجع من سفر إلا أقطع زيدا حديقة من نخل
1139 - حدثنا محمد بن عمر عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن الزهري عن السائب بن يزيد عن أبيه أن عمر رضي الله عنه قال اكفني صغار الأمور فكان يقضي في الدرهم ونحوه
1140 - حدثنا بكر بن الأسود قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن ابن حيان عن ابن الزنباع عن ابن دهقان قال قيل لعمر رضي الله عنه إن هاهنا حائكا من أهل الحيرة نصرانيا فلو استكتبته فقال قد اتخذت إذا بطانة من دون المؤمنين ( عفاف عمر رضي الله عنه عن المال وغلظ مطعمه )
1141 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل عن حارثة بن مضرب عن عمر رضي الله عنه قال إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة والي مال اليتيم إن استغنيت استعففت وإن افتقرت أكلت بالمعروف ثم قضيت
1142 - حدثنا أبو داود قال حدثنا عمران يعني القطان عن قتادة عن أبي مجلز قال قال عمر رضي الله عنه لعمار وابن مسعود رضي الله عنهما يعني حين ولاهما أعمال الكوفة إني وإياكم في مال الله كوالي مال اليتيم إن استغنيت استعففت وإن افتقرت أكلت بالمعروف
1143 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما استخلف عمر رضي الله عنه أكل هو وأهله من المال واخترق في مال نفسه
1144 - حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون عن الحسن عن الأحنف قال كنا نأكل عند عمر رضي الله عنه فيوما لحما غريضا ويوما قديدا ويوما زيتا
1145 - حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا مبارك بن فضالة قال حدثنا الحسن قال حدثني حفص بن أبي العاص قال كان عمر رضي الله عنه يغدينا بالخبز والزيت والخل
____________________
(1/368)
والخبر واللبن والخبز والقديد وأول ذلك اللحم الغريض يأكل وكنا نُعذر وكان يقول لا تنخلوا الدقيق فكله طعام وكان يقول ما لكم لا تأكلون فقلت يا أمير المؤمنين إنا نرجع إلى طعام ألين من طعامك قال يا ابن أبي العاص أما تراني عالما أن أرجع إلى دقيق ينخل في خرقة فيخرج كأنه كذا وكذا وأما تراني عالما أن أعمد إلى عناق سمينة فنلقي عنها شعرها فتخرج كأنها كذا وكذا أما تراني عالما أن أعمد إلى صاع أو صاعين من زبيب فأجعله في سقاء وأصب عليه من الماء فيصبح كأنه دم الغزال قال قلت أحسن ما يبعث العيش يا أمير المؤمنين قال أجل والله لولا مخافة أن ينقص من حسناتي يوم القيامة لشاركتكم في لين عيشكم ولكني سمعت الله ذكر قوما فقال ! ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) ! الأحقاف 20
حدثنا المبارك بإسناده وقال فكان يجيء بخبز مفلع غليظ وقال قال عمر رضي الله عنه بخ بخ يا ابن أبي العاص أما تراني
1146 - حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت الحسن يقول قدم وفد أهل البصرة مع أبي موسى الأشعري على عمر رضي الله عنه قال فكان له في كل يوم خبز يلت فربما وافقناها مأدومة بزيت وربما وافقناها مأدومة بسمن وربما وافقناها مأدومة بلبن وربما وافقناها القدائد اليابسة قد دقت ثم غلي بها وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل فيقال لنا يوما إني والله قد أرى تقذيركم وكراهيتكم طعامي أما والله لو شئت لكنت أطيبكم طعاما وأرقكم عيشا أما والله ما أجهل عن كراكر وأسمنة وعن صلاء وصناب وصلائق ولكني سمعت الله عير قوما بأمر فعلوه فقال ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم واستمتعتم بها ) الأحقاف 20
1147 - حدثنا عبد الله بن محمد بن حفص قال حدثنا حماد بن سلمة عن
____________________
(1/369)
الجري عن أبي نضرة عن الربيع بن زياد الحارثي قال كنت عند عمر رضي الله عنه فوضع يده على بطنه فقلت ما لك يا أمير المؤمنين فقال طعام غليظ أكلته أذيت منه قلت يا أمير المؤمنين إن أولى الناس بالمطعم اللين والملبس اللين أنت قال فتناول عصية فقرع بها رأسي وقال كنت أحسب فيك خيرا يا ربيع بن زياد قلت ما لك يا أمير المؤمنين قال والله ما أردت بها إلا مقاربتي أتدري ما مثلي ومثلهم قال ما مثلك ومثلهم قال مثل قوم أرادوا سفرا فدفعوا نفقاتهم إلى رجل وقالوا أتفق عليك وعلينا أفله أن يستأثر عليهم قلت لا قال فكذاك
1148 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا أيوب عن محمد عن الأحنف أنه كان جالسا في رهط على باب عمر رضي الله عنه فخرجت عليهم جارية فقالوا سرية أمير المؤمنين فقالت إنها ليست سرية أمير المؤمنين إنها لا تحل له إنها من مال الله قال فتذاكرنا ما يحل له من مال الله فبلغه ذلك فدعانا فقال ما قلتم فقلنا خيرا يا أمير المؤمنين خرجت علينا جارية سرية أمير المؤمنين فقالت ليست سرية أمير المؤمنين إنها لا تحل له إنها من مال الله فتذاكرنا ما يحل له من مال الله قال وقلنا أمير المؤمنين أعلم قال فرددها علينا ثلاث مرار فقلنا أمير المؤمنين فقال أنا أنبئكم بما أستحل من هذا المال حلة الشتاء وحلة للقيظ وما أحج عليه وأعتمر من الظهر وقوت أهلي مثل رجل من قريش ليس بأغناهم ولا أفقرهم ثم أنا رجل من المسلمين
1149 - حدثنا معاذ بن شبة بن عبيدة قال حدثني أبي عن أبيه عن الحسن أن عمر وعبد الله ابنه رضي الله عنهما كانا يسيران في مربد لهما فرأى عمر رضي الله عنه جارية تقوم مرة وتصرع أخرى فقال يا بؤس هذه الجارية أما لها أحد فقال عبد الله رضي الله عنه هي والله يا أمير المؤمنين إنها لأحدى بناتك قال وأي بناتي قال بنت عبد الله بن عمر فقال أهلكت هذه الجارية هزالا فقال يا أمير المؤمنين حبست ما عندك فقال وما عندي غرك أن تكسب بناتك كما تكسب الأقوام بناتهم لا والله ما لك عندي إلا سهمك في المسلمين
1150 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر قال لما زوجتي عمر رضي الله عنه أتفق علي من مال الله شهرا ثم قال يا يرفأ احبس عنه ثم دعاني فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا
____________________
(1/370)
بني فإني لم أكن أرى هذا المال لي قبل أن أليه إلا بحقه ثم ما كان أحرمه علي منه حين وليته فعاد أمانتي أنفقت عليك من مال الله شهرا ولن أزيدك عليه وقد أعنتك بتمر مال بالعالية فانطلق إليه فاجذذه ثم بعه ثم قم إلى جانب رجل من تجار قومك فإذا ابتاع فاستشركه ثم استنفق وأنفق على أهلك
1151 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عبد الله بن الأرقم يقول لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين إن عندنا حلية من حلى جلولاء وآنية وفضة فانظر ما تأمرنا فيها بأمرك قال إذا رأيتني فارغا فآذني قال فجاءه يوما يا أمير المؤمنين إني أراك اليوم فارغا قال ابسط لي نطعا في الجيش فأمر بنطع فبسط ثم أتى بذلك المال فصبه عليه قال فأتى فوقف فقال اللهم إنك ذكرت هذا المال فقلت ! ( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ) ! آل عمران 15 اللهم وقلت ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ) الحديد 23 اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا اللهم إني أسألك أن تضعه في حقه وأعوذ بك من شره قال فأتي بابن له يقال له عبد الرحمن بن لهية فقال يا أبتاه هب لي خاتما فقال اذهب إهلى أمك تسقيك سويقا فما أعطاه شيئا
1152 - وحدثنا ابن وهب قال حدثني ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن معيقب قال أرسل إلي عمر رضي الله عنه مع الظهيرة فإذا هو في بيت يطالب ابنه عاصما فقلت على رسلك يا أمير المؤمنين فإنك تأخذ أمرك بالهوينى وإذا بعاصم في زاوية فقال أتدري ما صنع هذا إنه انطلق إلى العراق فأخبرهم أنه ابن أمير المؤمنين فانتفقهم فأعطوه آنية وفضة ومتاعا وسيفا محلى فقال ما فعلت إنما قدمت على أناس من قومي فأعطوني هذا فقال خذه يا معيقب فاجعله في بيت المال فجعلته فلما كان العشي حدث القوم شأنه وانطلق عاصم فطلب إلى ناس في السيف فقالوا يا أمير المؤمنين السيف أما له فإنه ليس له سيف قال يا معيقب انزع حليته وأعطه النصل قال فما أصنع به قال ما شئت فأخذ النصل
1153 - حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا زائدة بن قدامة عن الأعمش عن أبي وائل قال قال عمر رضي الله عنه إني أنزلت مال الله مني بمنزلة مال اليتيم من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف
____________________
(1/371)
1154 - حدثنا أبو الربيع الزهران ومحمد بن حميد قالا حدثنا يعقوب القمي عن حفص بن حميد عن شمر بن عطية عن شقيق بن سلمة عن عمر رضي الله عنه قال إني ممسك بحلاقيم قريش إني أنزلت مال الله وقال أبو الربيع مال المسلمين مني بمنزلة مال اليتيم
1155 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن مسكين قال سمعت الحسن يقول أتى عمر رضي الله عنه مال كثير فجاءت حفصة بنته وأم المؤمنين فقالت يا أمير المؤمنين حق أقربتك في هذا المال وقد أوصى الله عز وجل بالأقربين فقال أي بينة إنما حق أقربائي في مالي فأما هذا ففيء المسلمين غششت أباك ونصحت لأقربتك قومي قال الحسن فقامت والله تجر ذيلها
1156 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم عن أبيه عن جده أن عمر رضي الله عنه قدم عليه مال فأمر به إلى بيت المال فجئت وأنا غليم وعلي أزير فوجدت درهما فأخذته فقال لي من أين هذا الدرهم لك يا عاصم قلت أعطتنيه أمي فأرسل إلى أمي أعطيت عاصما درهما قالت لا قال أخبرني خبره قلت وجدته في الحجر وقال في الفناء فأخذه مني ودفعه إلى رجل وقال اذهب به فألقه بين الخوخة والباب
1157 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا أبو الفتح الرقي قال حدثنا رجل قال تناول ابن لعمر رضي الله عنه تمرة من تمر الصدقة فوضعها في فمه فقام عمر رضي الله عنه فعالجها حتى انتزعها فوضعها في تمر الصدقة وقال إني أريد أن أتلقى سلمان فمن أراد أن يتلقاه فليتلقاه فلما التقيا أخذ كل واحد بيد صاحبه يتحدثان فمر رجل فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال عمر لسلمان رضي الله عنهما أبا عبد الله أتراني مستحقا لهذا الاسم قال نعم ما لم تستأثر على الناس بتمرة فقال عمر رضي الله عنه الله أكبر
1158 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن نجيح قال نزلت على عمر رضي الله عنه فكانت له ناقة يحلبها فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنا أنكره فقال ويحك من أين هذا اللبن لك قال يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها ولدها فشربها فجلبت لك ناقة من مال الله فقال ويحك تسقيني نارا واستحل ذلك اللبن من بعض الناس فقيل هو لك حلال يا أمير المؤمنين ولحمها وأوشك ألا يرى لنا في هذا المال حق
____________________
(1/372)
1159 - حدثنا أبو داود قال حدثنا ابن أبي سلمة قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال قدم على عمر رضي الله عنه مسك وعنبر من البحرين فقال أني وجدت من يقسم هذا المسك والعنبر حتى أقسمه بين المسلمين فقالت امرأته عاتكة بنت زيد هلم أزن لك فإني جيدة الوزن قال لا إني أكره أن تصيب يدك فتقولين هكذا على صدرك بما أصابت يداك فضلا على المسلمين
1160 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال كان عمر رضي الله عنه يحتاج الحاجة الشديدة فيأتي خازن بيت المال فيستقرض الدريهمات فيقرضه فربما أخذ بخناقه فيها حتى يردها وربما يؤخر حتى يخرج عطاؤه أو سهمه فيعطيه
1161 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الوليد بن هشام أنه حدثه عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أنه قدم على عمر رضي الله عنه بقطائف وطعام فأمر به فقسم ثم قال اللهم إنك تعلم أني لم أرزقهم ولن استأثر عليهم إلا أن أضع يدي مع أيديهم في طعامهم وقد خفت أن تجعله نارا في بطن عمر قال معدان ثم لم أبرح رأيته اتخذ صحفة من خالص ماله فجعلها بينه وبين جفان العامة
1162 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال حدثنا الأوزاعي بمثله سواء إلا أنه قال لم أرزأ فيهم
1163 - حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الغفار بن إسماعيل عن أبيه إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن عبد الرحمن بن غنم قال شهدت عمر ينظر في أمور الناس حتى تعالى النهار وافترق عن الناس وقام إلى منزله فاستتبعني فلما صار فيه قال لجاريته ويحك يا قريباء آتينا غداءنا فقربت خبزا وزيتا فقال ويحك ألا جعلت مكان الزيت سمنا قالت يا أمير المؤمنين إنك جعلت مال الله في أمانتي فإن . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
1164 - أنبأنا محمد بن يزيد عن يونس بن ميمون عن قاسم قال خطب عمر رضي الله عنه الناس فقال إن أمير المؤمنين يشتكي بطنه من الزيت فإن رأيتم أن تحلوا له
____________________
(1/373)
ثلاثة دراهم ثمن عكة من سمن من بيت مالكم فافعلوا ( ما روي عنه رضي الله عنه في جمع القرآن والقول فيه )
1165 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمر بن طلحة الليثي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال أراد عمر رضي الله عنه أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقى من رسول الله & شيئا من القرآن فليأتنا به وكان كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعُسُب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتى يشهد شهيدان فقتل عمر رضي الله عنه قبل أن يجمع ذلك إليه
1166 - حدثنا هارون بن عمر الدمشقي قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش عن عمر بن محمد عن أبيه قال جاءت الأنصار إلى عمر رضي الله عنه فقالوا نجمع القرآن في مصحف واحد فقال إنكم أقوام في ألسنتكم لحن وإني أكره أن تحدثوا في القرآن لحنا فأبى عليهم
1167 - حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن معقل بن معاوية قال قال عمر رضي الله عنه لا يملينا في مصاحفنا إلا فتيان قريش وثقيف
1168 - حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن عبد الله بن الزبير عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال عمر رضي الله عنه أقضانا علي وأقرؤنا أُبي وإنا لندع كثيرا مما يقول أُبي وإنه يقول أخذته من في رسول الله & ولا أدع شيئا سمعته من رسول الله & والله يقول ( ما ننسخ من آية ننسها نأت بخير منها ) البقرة 106
1169 - حدثنا عثمان بن موسى قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أبي قبيصة عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال قال ابن عباس رضي الله عنه قلت لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين إن أُبيا يزعم انكم تركتم آية من كتاب الله لم تكتبوها قال أما والله لأسألن أُبيا فإن أنكر لتنكرني فلما أصبح غدا على أُبي فقال له ابن عباس رضي الله عنهما أُبيا
____________________
(1/374)
تريد قال نعم فانطلق معه فدخلا على أُبي فقال إن هذا يزعم أنك تزعم أنا تركنا آية من كتاب الله لم نكتبها فقال إني سمعت رسول الله & يقول لو أن لابن آدم ملء واد ذهبا ابتغى إليه مثله ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب والله يتوب على من تاب قال عمر رضي الله عنه أفتكتبها قال لا آمرك قال أفتدعها قال لا أنهاك قال كان إثباتك أولى من رسول الله & أم قرآن منزل
1170 - حدثنا معاذ بن شبة بن عبيدة قال حدثني أبي عن أبيه عن الحسن قرأ عمر رضي الله عنه ( والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان ) فقال أُبي ! ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ) ! التوبة 100 فقال عمر رضي الله عنه ( والسابقون الأولون من المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان ) وقال عمر رضي الله عنه أشهد أن الله أنزلها هكذا فقال أُبي رضي الله عنه أشهد أن الله أنزلها هكذا ولم يؤامر فيه الخطاب ولا ابنه
1171 - حدثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن بجالة قال مر عمر رضي الله عنه بغلام معه مصحف وهو يقرأ ! ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) ! الأحزاب 6 وهو أب لهم فقال عمر رضي الله عنه يا غلام حكها فقال هذا مصحف أُبي بن كعب فذهب إلى أُبي فقال ما هذا فنادى أُبي بأعلى صوته أن كان يشغلني القرآن وكان يشغلك الصفق بالأسواق فمضى عمر رضي الله عنه
1172 - حدثنا فهر بن أسد قال حدثنا ثابت أبو زيد عن عاصم الأحول عن أبي مجلز أن أُبيا قرأ ! ( من الذين استحق عليهم الأوليان ) ! المائدة 107 فقال عمر رضي الله عنه كذبت فقال أُبي بل أنت أكذب فقال له رجل أتكذب أمير المؤمنين
____________________
(1/375)
فقال أنا أشد تعظيما لأمير المؤمنين منكم ولكني أكذبه في تصديق الله ولا أصدقه في تكذيب كتاب الله
1173 - حدثنا عمر بن قسط قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا عبد الله بن العلاء بن زيد وغيره عن عطية بن قيس عن أبي إدريس الخولاني أن أبا الدرداء وأصحابا له خرجوا بمصحفهم حتى قدموا المدينة يثبتون حروفه على عمر وزيد بن ثابت وأُبي بن كعب يقرأ عليهم آي ! ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ) ! الفتح 26 ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام قال فأخبروا بذلك عمر وزيد بن ثابت فقال عمر رضي الله عنه علي بأُبي فخرج إليه رسول عمر ورجل من أصحاب أبي الدرداء فوافقوه يهنأ بعيرا له بيده فسلما عليه ثم قال له المديني أجب أمير المؤمنين فقال وما ذاك فاحتواه الأمر فالتفت إلى الشامي فقال ما كنتم تنتهون معشر الركيب حتى يشدفني منكم شر فقال تقول هذا لهم وفيهم أبو الدرداء ومضى أُبي ولم يغسل يده وفيها القطران حتى سلم على عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه يا أُبي اقرأ فقرأ كما أخبروه فقال يا زيد اقرأ فقرأ قراءة العامة فقال عمر اللهم لا علم إلا كما قرأت فقال أُبي أما والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وإن شئت لا أقرأت أحدا آية من كتاب الله ولا حدثت حديثا عن رسول الله & فقال عمر رضي الله عنه اللهم غفرا قد جعل الله عندك علما فأقرئ الناس وحدثهم قال فكتبوها على قراءة عمر وزيد
1174 - حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال حدثني عطية بن قيس أن رجلا من أهل الشام خرج إلى المدينة لكتب مصحف وخرج معه بطعام وإدام في خلافة عمر رضي الله عنه فكان يطعم الذين يكتبون وكان أُبي يختلف إليهم يمل عليهم فقال له عمر رضي الله عنه كيف وجدت طعام الشامي قال إني لأوشك إذا ما نشبت في أمر القوس ما طعمت له طعاما ولا إداما
1175 - حدثنا محمد بن الصباح البزار قال حدثنا هشيم عن عبد الرحمن بن عبد الملك يعني ابن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال كنت عند عمر رضي الله عنه
____________________
(1/376)
فقرأ رجل من سورة يوسف عتا حين فقال له عمر رضي الله عنه من أقرأك هكذا قال ابن مسعود فكتب عمر إلى ابن مسعود سلام عليك أما بعد فإن الله أنزل هذا القرآن بلسان قريش وجعله بلسان عربي مبين أقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل والسلام ويقال إن نافع بن طريف بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف كان كتب المصحف لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
1176 - حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا هشيم قال حدثنا مغيرة عن إبراهيم عن خرشة بن الحر قال رأى معي عمر بن الخطاب رضي الله عنه لوحا مكتوبا في ! ( إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) ! الجمعة 9 فقال من أملى عليك هذا قلت أُبي بن كعب فقال إن أُبيا كان أقرأنا للمنسوخ اقرأها ( فامضوا إلى ذكر الله )
1177 - حدثنا فضل بن عبد الوهاب قال حدثنا شريك عن سماك عن عكرمة قال قال عمر رضي الله عنه أقرأنا أُبي وإنا لندع كثيرا من لحن أُبي
1178 - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا هشام يعني ابن حسان عن محمد بن سيرين أن عمر رضي الله عنه سمع كثير بن الصلت يقرأ لو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب فقال عمر رضي الله عنه ما هذا قال هذا في التنزيل فقال عمر رضي الله عنه من يعلم ذاك والله لتأتين بمن يعلم ذاك أو لأفعلن كذا وكذا قال أُبي بن كعب فانطلق إلى أُبي فقال ما يقول هذا قال ما يقول قال فقرأ عليه فقال صدق قد كان هذا فيما يقرأ قال أكتبها في المصحف قال لا أنهاك قال أتركها قال لا آمرك
1179 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت عن جعفر بن بركان عن ميمون بن مهران قال قرأت في مصحف أُبي اللهم نستعينك ونستغفرك حتى بلغ آخر السورتين ( جمع عمر رضي الله عنه الناس على قيام رمضان )
1180 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا محمد وعمرو عن أبي سلمة ويحيى بن عبد الرحمن قالا كان الناس يقومون رمضان على عهد رسول الله &
____________________
(1/377)
وأبي بكر رضي الله عنه وبعض إمارة عمر رضي الله عنه فرادى حتى جعل الرجل الذي معه القرآن إذا صلى جاء القوم يقفون خلفه حتى صاروا في المسجد زمرا هاهنا زمرة وهاهنا زمرة مع كل من يقرأ فكلم الناس أُبي بن كعب فقالوا لو جمعتنا فصليت بنا فلم يزالوا به حتى تقدم وصف الناس خلفه فأتاهم عمر رضي الله عنه فقال بدعه ونعمت البدعة فإنكم لتنقلبون بآخر المصلى إلى أن أُصلي فيه
1181 - حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال جمع عمر رضي الله عنه الناس علي أُبي وتميم الداري فكانا يقومان بإحدى عشرة ركعة يقرأان بالمئتين حتى يعتمد على العصا من طول القيام وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر
1182 - حدثنا أبو ذكير قال سمعت محمد بن يوسف الأعرج يحدث عن السائب بن يزيد قال جاء عمر رضي الله عنه ليلة من ليالي رمضان إلى مسجد الرسول & والناس متفرقون يصلي الرجل بنفسه ويصلي الرجل ومعه النفر فقال لو اجتمعتم على قارئ واحد كان أمثل ثم عزم فجمعهم على أُبي بن كعب ثم جاء من العالية وقد اجتمعوا عليه واتفقوا فقال نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يصلون وكان الناس يصلون أول الليل ويرقدون آخره
1183 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني بكر بن مضر وعبد الرحمن بن سلمان عن ابن العماد أن قيس بن عبد الملك بن قيس بن مخرمة حدثه عن ابن المغيرة عطاء بن جبير قال بينما نحن ذات ليلة في المسجد في رمضان إذ جاء عمر رضي الله عنه وفي يده الدرة حتى جلس على المنبر فقال أيها الناس ما هذا الاختلاف في مسجد رسول الله & فلان أقرأ للقرآن من فلان وفلان أحصر للقرآن من فلان وفلان أعلم بالقرآن من فلان أتفعلون هذا وأنتم أنتم فكيف بمن بعدكم إني أبتر هذا يصلون بالناس في هذا المسجد فمن أحب أن يصلي معهم فليصل بصلاتهم ومن كان لا يريد أن يصلي معهم فليرجع إلى بيته حتى يفرغوا ثم يرجع إلى المسجد إن أحب قال عطاء فأمر أبا حثمة وأُبي بن كعب ومعاذا فكانوا يصلون بالناس
1184 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن عاصم الأحول عن أبي
____________________
(1/378)
عثمان قال دعا عمر رضي الله عنه ثلاثة من القراء فاستقرأهم فأمر أسرعهم قراءة أن يقرأ بالناس في رمضان ثلاثين آية وأمر أوسطهم أن يقرأ خمسا وعشرين وأمر أبطأهم قراءة أن يقرأ بعشرين
1185 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا ابن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن نوفل بن أبي إياس الهذلي قال كان الناس يقومون في رمضان في المسجد فرقا فكانوا إذا سمعوا قارئا حسن الصوت مالوا إليه فقال عمر رضي الله عنه قد اتخذوا القرآن أغاني والله لئن استطعت لأغيرن هذا فلم يمكث إلا ليالي حتى جمع الناس على أبي بن كعب رضي الله عنه وقال كانت هذه بدعه فنعم البدعة
1186 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال حدثنا محمد بن حرب الخولاني عن الأوزاعي قال حدثني الزهري عن عروة بن الزبير بن العوام قال خرج عمر رضي الله عنه ليلة في رمضان والناس يصلون أوزاعا فقال لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد كان خيرا ثم جمعهم على أُبي بن كعب رضي الله عنه وقل نعمت البدعة هذه والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون يريد آخر الليل
1187 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة أن عمر رضي الله عنه دخل المسجد ليلة في رمضان والناس قد اجتمعوا فقبل اجتمعوا للصلاة فقال بدعة ونعمت البدعة ثم قال لأُبي رضي الله عنه صل بالرجال في هذه الناحية وقال لسليمان بن أبي حثمة صل بالنساء في هذه الناحية
1188 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني مالك وعبد الله بن عمر وأسامة بن زيد أن محمد بن يوسف حدثهم عن السائب بن يزيد قال جمع عمر رضي الله عنه الناس على أُبي بن كعب وتميم الداري فكانا يقومان في الركعة بالمئتين من القرآن حتى إن الناس ليعتمدون على العصي من طول القيام ويتنوط أحدهم بالحبل المربوط بالسقف من طول القيام وكنا نخرج إذا فرغنا ونحن ننظر إلى بزوغ الفجر ( تحريم عمر رضي الله عنه متعة النساء )
1189 - حدثنا ابن أبي خداش الموصلي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأجلح قال سمعت أبا الزبير يقول تمتع عمرو بن حريث من امرأة بالمدينة فحملت فأتى بها عمر رضي الله عنه فأراد أن يضربها فقالت يا أمير المؤمنين تمتع مني عمرو بن حريث
____________________
(1/379)
فقال من شهد نكاحك فقالت أمي وأختي فقال عمر رضي الله عنه بغير ولي ولا شهود فأرسل إلى عمرو بن حريث فقام عليه فسأله فقال صدقت فقال عمر رضي الله عنه للناس هذا نكاح فاسد وقد دخل فيه ما ترون فرأى عمر رضي الله عنه أن يحرمه فقال أبو الزبير فقلت لجابر هل بينهما ميراث قال لا
1190 - حدثنا أيوب بن محمد الرقي قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني عن زمعة بن صالح عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال استمتعت من النساء على عهد رسول الله & وزمن أبي بكر ثم زمن عمر حتى كان من شأن عمرو بن حريث الذي كان فقال عمر رضي الله عنه إنا كنا نستمتع ونفي وإني أراكم تستمتعون ولا تفون فانكحوا ولا تستمعوا
1191 - حدثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن خولة بنت حكيم دخلت على عمر رضي الله عنه فقالت إن ربيعة بن أمية استمتع من امرأة مولدة فولدت منه فخرج عمر رضي الله عنه يجر ثوبه فزعا فقال هذه المتعة ولو كنت تقدمت فيها لرجمت
1192 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهيئة بن سليم السلمية وكانت من المهاجرات الأول اللاتي بايعن رسول الله & وكانت تحت عثمان بن مظعون فلما حملت المولدة من ربيعة بن أمية فزعت خولة فأتت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبرته الخير ففزع عمر رضي الله عنه فقام يجر من العجلة ضفة ردائه في الأرض حتى جاء المنبر فقام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال بلغني أن ربيعة بن أمية تزوج امرأة سرا فحملت منه وإني والله لو تقدمت في هذا لرجمت فيه
1193 - حدثنا هشام بن عبد الملك قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن رجل أن سلمة بن أمية المخزومي تزوج مولاة له بشهادة أمها وأختها أو شهادة أمه وأخته فرفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه فأرسل إليه فقال ما لك ولفلانة فقال مولاتي أعجبتني فتزوجتها بشهادة أمها وأختها أو شهادة أمي وأختي فقال لأُبي بن كعب رضي الله عنه ما ترى قال أرى أن عليه الرجم قال فوثب إلى رجل عمر رضي الله عنه وقال أنشدك الله والرحم قال إن الرجم لا يغني عنك شيئا ألجهالة فعلت
____________________
(1/380)
ما فعلت قال نعم قال لكني أرى غير ما رأى أُبي فانطلق فأشهد ذوي عدل وإلا فرقت بينكما ( ذكر من استمتع قبل تحريم عمر رضي الله عنه )
1194 - يقال إن عمرو بن حريث استمتع من امرأة من بني سعد بن بكر فولدت فجحد ولدها واستمع سلمة بن أمية بن خلف من سلمى مولاة حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي فولدت فجحد ولدها واستمتع سعد بن أبي سعد بن أبي طلحة من بني عبد الدار من عميرة مولاة لكندة فولدت عبد الله بن سعد ثم استمتع منها فضالة بن جعفر بن أمية بن عابد المخزومي فولدت له أمية بن فضالة واستمتع عبد الله بن أبي عوف بن جبيرة السهمي من بنت أبي لبيبة مولاة هشام بن الوليد بن المغيرة وكانت تبيع الشراب ويغشى بيتها فولدت له يوسف لا عقب له فقال له عمر رضي الله عنه أتعترف بهذا الغلام قال لا قال لو قلت نعم لرجمتك بأحجارك وكان عمر رضي الله عنه يعرف هذه المرأة بالسوء فحرم المتعة
1195 - حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أبي نضرة قال كان ابن عباس رضي الله عنهما يأمر بالمتعة وكان ابن الزبير ينهى عنها فذكرت ذلك لجابر بن عبد الله فقال على يدي دار الحديث تمتعنا مع رسول الله & فلما قام عمر رضي الله عنه قال إن الله يحل لرسوله ما شاء بما شاء فإن القرآن قد نزل منازله فأتموا الحج والعمرة كما أمركم الله وأتموا نكاح هذه النساء ولن أوتي برجل نكح امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة
1196 - حدثنا عمار قال حدثنا همام عن قتادة عن أبي نضرة عن جابر رضي الله عنه قال لما ولي عمر رضي الله عنه خطب الناس فقال إن القرآن هو القرآن وإن الرسول هو الرسول وإنهما كانتا متعتين على عهد رسول الله & إحداهما متعة الحج والأخرى متعة النساء فافصلوا حجكم عن عمرتكم فإنه أتم لحجكم وأتم لعمرتكم والأخرى متعة النساء فلا أوتي برجل تزوج امرأة إلى أجل إلا غيبته في الحجارة
____________________
(1/381)
1197 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال رحم الله عمر رضي الله عنه لولا أنه نهى عن المتعة لفشا الزنى قال وقال ابن عباس رضي الله عنه رحم الله عمر رضي الله عنه لولا نهى عن المتعة ما زنى أحد وقد روي في ربيعة بن أمية بن خلف غير هذا
1198 - حدثنا عارم قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال أخبرني معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غرب ربيعة بن أمية بن خلف في الخمر أراه قال إلى خبير فلحق بهرقل فتنصر فقال عمر رضي الله عنه لا أغرب أحدا بعده
1199 - حدثني محمد بن يحيى قال حدثني غسان بن عبد الحميد أن ربيعة بن أمية بن خلف كان قد أدمن الشرب فشرب في رمضان فضربه عمر رضي الله عنه وغربه إلى ذي الردة فلم يزل بها حتى توفي عمر رضي الله عنه واستخلف عثمان رضي الله عنه فقيل له قد ولى عمر واستخلف عثمان فلو دخلت المدينة ما ردك أبدا فقال لا والله لا أدخل فتقول قريش غربه رجل من بني عدي بن كعب فلحق بالروم فتنصر فكان قيصر يحبوه ويكرمه فأعقب بها قال فأخبرني أُبي قال قدم رسول ليزيد بن معاوية على معاوية رضي الله عنه من بلاد الروم فقال معاوية رضي الله عنه هل كان للناس خبر قال نعم بينا نحن محاصرو مدينة كذا إذ سمعت رجلا فصيح اللسان مشرفا من بين شرفتين من شرف الحصن ينشد ( كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا ** أنيس ولم يسمر بمكة سامر ) ( بلى نحن كنا أهلها فأبادنا ** صروف الليالي والجدود العوائر ) فقال معاوية رضي الله عنه ويحك ذاك ربيعة بن أمية بن خلف يتمثل بشعر الحارث بن عمرو بن مضاض الجرهمي
1200 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن المسور بن مخرمة أن عبد الرحمن بن عوف حدث أنه حرس عمر رضي الله عنه فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه حتى قربوا منه فإذا باب مجاف على قوم فيه لهم أصوات مرتفعة ولغط فقام عمر رضي الله عنه فأخذ بيد
____________________
(1/382)
عبد الرحمن وقال أتدري بيت من هذا قال عبد الرحمن لا قال هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال أرى أنا قد أتينا ما نهي عنه قال الله تعالى ! ( ولا تجسسوا ) ! الحجرات 22 فانصرف عمر رضي الله عنه وتركهم ( نهي عمر رضي الله عنه عن بيع أمهات الأولاد )
1201 - حدثنا عمرو بن قسط الرقي قال حدثنا عبد الله بن عمرو عن يحيى بن أمية عن محمد بن عبد الله عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب قال بينما عمر رضي الله عنه يوما جالس إذ أتاه رجل بابن له فقال يا أمير المؤمنين افرض لابني مالا قال أمن مهيرة أم من أمة قال من أمة قال إنما هو عبدك وإنما أمه أمتك وهل نفرض لامرأتك قال فخرج الرجل بابنه حتى أتى أهله فلما أتاهم خرج بابنه وبأمه إلى السوق يبيعهما فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فأرسل إليه فقال إني لو كنت تقدمت إليك في هذا لجعلتك نكالا قال يا أمير المؤمنين قد زعمت أنه عبدي وأنها أمتي قال سعيد فقام عمر رضي الله عنه عند ذلك فنهى عن بيع أمهات الأولاد
1202 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا القاسم بن مالك المازني قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن جده أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منبر رسول الله & يقول إن الله قد أفاء عليكم من سبي الأعاجم ما لم يفئ على رسول الله & ولا على أبي بكر رضي الله عنه من نسائهم وأولادهم وإني قد عرفت أن رجالا سيلهون بالنساء فمن ألم بامرأة فولدت له فلا تبيعوا أمهات أولادكم فإنكم إذا فعلتم ذلك يوشك أن يتزوج أحدكم ذا محرمة وهو لا يشعر ثم إن عمر رضي الله عنه قضى فيهن بعد ذلك أن يجعلن من أنصباء أولادهن فأتاه صبي شاب فقال يا أمير المؤمنين إن إخوتي أقاموا علي أمي بجميع ما ورثت عن أبي فقال عمر رضي الله عنه لا إنما أردنا من ذلك عدلا ما لنا نمنعهن من البيع وتجهلهن في أنصباء أولادهن بل هي في يمينه وأمره ما عاش فإذا مات فهي حرة
1203 - حدثنا هارون بن عبد الله الزهري قال حدثنا العطاف بن خالد عن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن ابن شهاب قال أصابت أهل المدينة حاجة من فتنة عبد الملك بن مروان فتذكرت هل من أحد أمت إليه برحم أو بمودة أرجو إن خرجت إليه أن أصيب منه شيئا فما ذكرت أحدا فقلت الرزق بيد الله فخرجت حتى قدمت دمشق فلما أصبحت غدوت إلى المسجد فعمدت إلى أعظم حلقة رأيتها فيه وأكثرها هيئة فجلست إليهم فإني لجالس معهم إذ أقبل رجل كأجمل الرجال وأحسنهم هيئة فلما رآه القوم
____________________
(1/383)
تحججوا له وأوسعوا وإذ هو قبيصة بن ذويب فقال لست أجلس لقد جاء أمير المؤمنين اليوم كتاب ما جاءه مثله مذ استخلفه الله قالوا وما ذاك قال كتب إليه عامله على المدينة هشام بن إسماعيل يذكر أن ابنا لمصعب بن الزبير توفي وترك أم ولد له فأراد عروة بن الزبير بيعها فأشكل على أمير المؤمنين حديث سمعه من سعيد بن المسيب لا يدري كيف هو قلت أنا أحدثك ما رأيت فلنقم قال قم قال قمت وأخذ بيدي فخرجنا حتى جاء إلى باب عبد الملك فقال السلام عليكم فقال عبد الملك محييا وعليكم السلام فقال أندخل قال ادخل قال فدخل وهو آخذ بيدي فقال يا أمير المؤمنين هذا يحدثك الحديث الذي سمعته من سعيد بن المسيب قال أتقرأ القرآن قلت نعم قال اقرأ فقرأت قال وسألني عن شيء من القرض ثم سألني عن الحديث فقال كيف حدثك سعيد بن المسيب قلت يا أمير المؤمنين حدثني سعيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان رأى في أمهات الأولاد ما قد علمت فمات أبي وترك أمي أم ولد فخيرني إخوتي بين أن يسترقوا أمي وبين أن يخرجوني من ميراث أبي فكان أن يخرجوني من ميراثي من أبي أهون علي من أن يسترقوا أمي فقال ما ترانا نقول في شيء إلا قلتم فيه ثم صعد المنبر واجتمع الناس حتى إنه رأى رضاء من جماعتهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإنه قد كان لي رأي في أمهات الأولاد ثم قد حدث لي رأي غير ذلك فأيما امرئ كانت عنده أم ولد فإنه يستمتع منها ما عاش فإذا مات فهي حرة لا سبيل لأحد عليها قال من أنت قلت محمد بن سلمة بن عبيد الله بن شهاب فقال أما والله أن كان لك لاربة لقارفي الفتنة تروي لنا فيها قلت يا أمير المؤمنين بل كما قال العبد الصالح لإخوته ! ( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) ! يوسف 92 قال وقلت يا أمير المؤمنين افرض لي فإني مقطع من الديوان قال إن بلادك لبلاد ما فرضنا فيها لأحد مذ كان هذا الأمر ثم أومى إلى قبيصة فقال قد فرض لك أمير المؤمنين قال وصلة تصلني بها يا أمير المؤمنين فإني خرجت من عند أهلي وما لهم خادم إلا أخت لي إنها لتعجن لهم وتخبز فأومى إلي قبيصة فقال وقد أخدمك أمير المؤمنين قال ثم كتب إلى هشام بن إسماعيل عامله على المدينة يأمره أن يسأل سعيد بن المسيب عن الحديث فكتب إليه بمثل حديثي ما زاد حرفا ولا نقص حرفا
قال أبو يحيى وحدثني أحمد بن حميد بن عبد الرحمن أن الغلام القرشي الذي مر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه من بني عدي بن كعب
____________________
(1/384)
وحدثني أحمد عن ابن أخي الزهري عن الزهري قال قال لي عبد الملك اقرأ والناس يزعمون أن قد لحن فلما قرأت قال إنك لقارئ والناس يزعمون أن قد لحن
1204 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي قال حدثنا ليث يعني ابن سعد عن يزيد يعني ابن الهاد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه في أول خلافته جعل أمهات الأولاد في ميراث أبنائهن حتى مات رجل من بني فهر وله أولاد من مهيرة وغلام من أم ولد فأقاموها عليه قيمة شحطوا عليه فيها لجمالها أو لمال ذكر لها فأخذ الغلام أمه وبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فأرسل إلى الغلام فسأله فقال يا أمير المؤمنين خيروني بين أن يؤدوني في أمي وبين أن يخرجوني من ميراث أبي فاخترت إحرار أمي وعلى أن الله رازقي فقال عمر رضي الله عنه أقد فعلت ما هذا إرث فقام على المنبر فخطب الناس فقال أما بعد أيها الناس قد كان مني في أمهات الأولاد ما كان وقد ركب الناس فيهن الحرام فأيما أمة ولدت من سيدها فلا تباع ولا توهب
1205 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا يحيى بن سعيد عن نافع أنه خرج مع ابن عمر رضي الله عنهما زمن ابن الزبير يريد مكة حتى إذا كان على ماء من مياه طريق مكة يقال له الأبواء دخله عليه رجلان أتيا من مكة فقالا تركنا ابن الزبير قد أمر ببيع أمهات الأولاد قال لكن أبا حفص عمه أتعرفانه قالا نعم قال أي وليدة ولدت لسيدها فهي له متعة ما عاش فإذا مات فهي حرة من بعد موته فمن وطئ وليدة فضيعها فالولد له والضيعة عليه
1206 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت قال حدثني عمر بن ذر قال حدثني محمد بن عبد الله بن قارب الثقفي أن أباه اشترى في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه جارية بأربعة آلاف درهم قد أسقطت لرجل سقطا فسمع بذلك فأرسل إليهما قال وكان أبي صديقا لعمر رضي الله عنه وكانت له منه خاصة فأقبل عليه فلامه لوما شديدا وقال إن كنت لأنزهك عن هذا وأقبل على الرجل البائع ضربا بالدرة وقال أبعد ما اختلطت لحومكم ولحومهن ودماؤكم ودماؤهن بعتموهن وأكلتم أثمانهن قاتل الله يهود فإنهم حرموا شحومها فباعوها وأكلوا أثمانها ارددها قال فردها أبي فأدرك من ثمنها ثلاث آلاف ولوي ألفا
1207 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا هشيم عن عمر بن ذر عن محمد بن عبيد الله بن قارب عن أبيه أنه اشترى أمة فأسقطت منه فباعها فذكر ذلك لعمر
____________________
(1/385)
رضي الله عنه فقال أبعد ما اختطلت دماؤكم ودماؤهن ولحومكم ولحومهن بعتموهن ارددها ارددها
1208 - حدثنا محمد بن حاتم قال وحدثنا هشيم عن ابن إسحاق المدني عن عكرمة أن عمر رضي الله عنه أعتق أمهات الأولاد وأمهات الأسقاط
1209 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال حدثنا مروان بن معاوية عن عمر بن ذر قال أخبرني محمد بن عبيد الله الثقفي بمثل حديث علي بن ثابت
1210 - حدثنا محمد بن الفضل عارم قال حدثنا القاسم بن الفضل عن محمد بن زياد قال كانت جدتي أم ولد لعثمان بن مظعون فلما مات أراد ابنه أن يبيعها فشكت إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقالت إني كنت لعثمان بن مظعون وإني ولدت له وإن ابنه أراد أن يبيعني فلو كلمته أن يضعني موضعا صالحا قالت لها عائشة رضي الله عنها إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعتقك فأتت عمر رضي الله عنه فذكرت ذلك له فأرسل إلى ابن عثمان فقال أردت أنت تبيع هذه قال نعم قال ليس ذاك لك هي حرة فقالت يا أمير المؤمنين أتعتقني قال أعتقك ولدك من عثمان بن مظعون قالت فإنه جرح هذه الجروح بوجهي بعد موت أبيه فقال عمر رضي الله عنه أعطها أرش ما صنعت بها
1211 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا أيوب عن محمد عن عبيدة قال قال علي رضي الله عنه اجتمع رأيي ورأي عمر رضي الله عنه في أمهات الأولاد أن لا يبعن ثم رأيت بعد أن يبعن قال عبيدة فرأي رجلين في الجماعة أحب إلي من رأي رجل في الفتنة
1212 - حدثنا أبو عاصم عن هشام عن محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال اجتمع رأيي ورأي عمر رضي الله عنه على عتق أمهات الأولاد فأعتقهن ثم رأيت أن أرقهن فقلت له رأي اجتمعت عليه أنت وعمر رضي الله عنه أحب إلي من رأي من الفرقة تراه وحدك قال أبو عاصم في حديث هشام في الفتنة وفي حديث ابن عون في الفرقة
1213 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا هشيم عن المغيرة عن الشعبي عن عبيدة أن عمر وعليا رضي الله عنهما أعتقا أمهات الأولاد فقضى بذلك عمر رضي الله عنه حتى أصيب ثم ولي عثمان رضي الله عنه الأمر من بعده فقضى بذلك حتى
____________________
(1/386)
أصيب قال علي رضي الله عنه فلما وليت رأيت أن أرقهن قال عبيدة رأي عثمان وعلي رضي الله عنهما في الجماعة أحب إلي من رأي علي رضي الله عنه وحده في الفرقة
1214 - حدثنا علي بن عاصم قال حدثني إسماعيل عن عامر قال حدثني محمد بن سيرين عن عبيدة قال قلت لعلي رضي الله عنه رأيك ورأي عمر رضي الله عنه في الجماعة أحب إلي من رأيك وحدك في الفرقة
1215 - حدثنا علي بن عاصم قال أخبرني خالد وهشام عن محمد عن عبيدة قال قال علي رضي الله عنه استشارني عمر رضي الله عنه في بيع أمهات الأولاد فرأيت أن يبعن فقال عمر رضي الله عنه لا يستمتع بها صاحبها ما كان حيا فإذا مات عتقت ولا تباع فتابعت عمر رضي الله عنه فلما صار الأمر إلي عدت إلى قولي الأوجل قال فقلت له رأيك ورأي عمر رضي الله عنه في الجماعة أحب إلي من رأيك في الفرقة
1216 - حدثنا أبو عاصم عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال كان عمر رضي الله عنه يفرض عن ابن الحليلة ولا يفرض للهجناء فأتاه رجل فكلمه فأعجبه فقال إني لأراك رجلا قال يا أمير المؤمنين فافرض لي قال وما أنت قال أنا ابن قتادة أو قال هجين ففرض له وأقر الهجناء
1217 - حدثنا القعنبي قال حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم عن أبي مجلز قال كان عمر رضي الله عنه يفرض للعرب عن ذي الحليلة ويعطي المسافر فرس المغنم ( ضرب عمر رضي الله عنه في شرب الخمر ثمانين )
1218 - حدثنا عثمان بن عمر بن فارس قال أنبأنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال رأيت رسول الله & غداة الفتح يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد رضي الله عنه وأنا غلام شاب فأتي بشارب فأمرهم فضربوه بما في أيديهم فمنهم من ضربه بنعله ومنهم من ضربه بسوط ومنهم من ضربه بعصاه وحثى عليه رسول الله & التراب فلما كان أبو بكر رضي الله عنه أتى بشارب فسأل عن ضرب رسول الله & الذي كان فحزروه أربعين فضربه أربعين فلما كان عمر رضي الله عنه كتب إليه خالد بن الوليد رضي الله عنه أن الناس قد انهمكوا في الشراب وتحاقروا العقوبة فقهاؤهم عندك فسلهم فأجمعوا على أن يضرب ثمانين وقال علي رضي الله عنه إن الرجل إذا شرب افترى فاجعله مثل حد الفربة فضربه عمر رضي الله عنه ثمانين وضربه خالد رضي الله عنه ثمانين
____________________
(1/387)
1219 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا ابن جريج قال حدثني عطاء أنه سمع عبيد الله بن عمر يقول كان الذي يشرب الخمر يضربونه بنعالهم وأيديهم فكان ذلك على عهد النبي & وأبي بكر رضي الله عنه وبعض إمارة عمر رضي الله عنه فلما رأى ذلك عمر رضي الله عنه خشي أن يقتل الرجل فجعله أربعين سوطا فلما رآهم لا يتناهون جعله ثمانين سوطا وقال هذا أدنى الحدود
1220 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا زهير بن محمد عن يزيد ابن عبد الله بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال إنما كان يصنع بالشارب إذا أتي به أن يضرب بالأيدي والنعال ثم فرض فيه عمر رضي الله عنه بعد ذاك أربعين فضرب به زمانا ثم زاد بعد أربعين أخرى فصارت ثمانين
1221 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن عطاء قال أما الخمر فإنهم كانوا يجلدون بأيديهم حتى جعله عمر رضي الله عنه الحد
1222 - حدثنا القعنبي عن مالك عن ثور بن يزيد الديلمي أن عمر رضي الله عنه استشار في الخمر يشربها الرجل فقال له علي رضي الله عنه أرى أن تجلده ثمانين فإنه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى أو كما قال فجلد عمر رضي الله عنه في الخمر ثمانين
1223 - حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس رضي الله عنه أن النبي & أتي برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدتين نحو الأربعين وفعله أبو بكر رضي الله عنه فلما كان عمر رضي الله عنه استشار الناس وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أخف الحدود ثمانون فجعله عمر رضي الله عنه
____________________
(1/388)
1224 - حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال حدثني قتادة عن أنس رضي الله عنه أن النبي & جلد في الخمر بالجريد والنعال وجلد أبو بكر رضي الله عنه بعده أربعين فيما يعلم يحيى فلما كان عمر رضي الله عنه دنا الناس من القرى والريف فسأل أصحابه فقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اجعلها أخف الحدود فجلد ثمانين
1225 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي بن ثابت عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة أو غيره عن الحسن أن أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه كتب إلى عمر رضي الله عنه أما بعد فإن الناس قد دمجوا في الخمر وشربوها فانظر في ذلك أنت ومن قبلك من أصحابك فجمعهم عمر رضي الله عنه فقال علي رضي الله عنه ومن شاء الله منهم نرى أنه إذا شرب افترى وإذا افترى جلد ثمانين فترى فيه أن يجلد ثمانين جلدة فقال الرسول يا أمير المؤمنين اكتب معي جواب كتاب فقال عمر رضي الله عنه لا أكتب بشيء أنا رجل من المسلمين قد أشرت بما أشاروا به فقال علي رضي الله عنه أنا أقول فاستقام الناس على ذلك
1226 - حدثنا أبو داود قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثنا عبد الله بن فيروز قال حدثني حصين أبو ساسان بن المنذر الرقاشي أنه سمع عليا رضي الله عنه يقول جلد رسول الله & أربعين وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين وجلد عمر رضي الله عنه ثمانين
1227 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حصين أبي ساسان عن علي رضي الله عنه قال جلد النبي & أربعين وأبو بكر رضي الله عنه أربعين وكملها عمر رضي الله عنه ثمانين
1228 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير وأبو حذيفة قالا حدثنا سفيان عن أبي حصين عن عمير بن سعيد عن علي رضي الله عنه قال ما كنت مقيما حدا على أحد فيموت ما حز في نفسي إلا الخمر فإن رسول الله & لم يسنه
____________________
(1/389)
1229 - حدثنا عباس قال حدثنا أبو عوانة عن مطرف قال أنبأنا عمير بن سعيد النخعي قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول أيما رجل جلد حدا فمات فلا دية له إلا صاحب الخمر فإنما هو شيء فعلناه ( جمع عمر رضي الله عنه الناس على التكبير على الجنائز )
1230 - حدثنا أبو عاصم عن حنين عن حماد عن إبراهيم أن رسول الله & كان يكبر سبعا وخمسا وأربعا حتى توفي وكان الناس على ذلك في ولاية أبي بكر رضي الله عنه فلما ولي عمر رضي الله عنه فرأى اختلافهم قال إنكم يا أصحاب محمد إن اختلفتم اختلف الناس بعدكم فأجمعوا على رأي يأخذ به من بعدكم فاجتمعوا على أن ينظروا آخر جنازة كبر عليها رسول الله & حتى قبض فيأخذوا به ويرفضوا ما سوى ذلك فكانت آخر جنازة كبر عليها النبي & أربع تكبيرات فأخذوا بذلك
1231 - حدثنا عمرو بن قسط الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسه عن حماد عن إبراهيم قال قبض رسول الله & والناس مختلفون في التكبير على الجنازة لا نفتأ أن نسمع رجلا يقول سمعت النبي & يكبر سبعا وآخر يقول سمعت النبي & يكبر خمسا وآخر يقول سمعت النبي & يكبر أربعا فكانوا على ذلك حتى مات أبو بكر رضي الله عنه فلما ولي عمر رضي الله عنه فرأى اختلافهم شق عليه ذلك فأرسل إلى رجال من أصحاب النبي & متى تجتمعون على أمر يجتمع الناس عليه وإنكم قد اختلفتم في التكبير على الجنائز فانظروا أمرا تجتمعون عليه يأخذه من بعدكم فكأنما أيقظهم فقالوا نعم ما رأيت يا أمير المؤمنين فأشر علينا قال بل أشيروا علي فإنما أنا بشر فتراجعوا بينهم فأجمع رأيهم على أن يجعلوه مثل التكبير في الأضحى والفطر أربع تكبيرات
1232 - حدثنا ابن خداش الموصلي قال حدثنا يزيد بن أبي الزوراء عن سفيان عن عامر بن شفيق الأزدي عن أبي وائل قال جمعهم عمر رضي الله عنه فسألهم عن تكبير النبي & فقال بعضهم أربع وقال بعضهم خمس وقال بعضهم ست فكلهم قال ما سمع فجمعهم على أربع
____________________
(1/390)
( أمر الرمادة وما فعل عمر رضي الله عنه في ذلك العام )
1233 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه أنه كان مع عمر رضي الله عنه فقال إني أستسقي غدا إن شاء الله إذا أصبحنا قال فحضر الناس بابه بكرة حتى خرج إليهم فلم يزل يقول اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارا حتى جاء المصلى رافعا صوته
1234 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا على بن ثابت قال أخبرني عيسى بن حفص بن عاصم قال حدثني عطاء بن أبي مروان الأسلمي قال حدثني أبي أن عمر رضي الله عنه خرج يستسقي فتبعناه فلم يزل يقول رافعا صوته اللهم اغفر لنا إنك كنت غفارا حتى أتى المصلى يستسقي ويدعو والناس معه قال فلبثنا أياما فأنشأ الله سحابة ما بين الشام إلى اليمن ثم ساقها الله حتى أمطرت البلاد بإذن الله وسالت السيول وسال بطحان والأودية فخرج عمر رضي الله عنه إلى بطحان ينظر إلى رحمه الله ومواقع السيل فوالله إنه لعلى شقته ويحمد الله ويكبر لسقياه وما أغاث به العياد إذ ناداه رجل من الأعراب في الشق الآخر أما والله ما عندي هذه السنة إن يشأ ذا يقول لست ابن حمقاء أطعمت الطعام وفعلت فقال عمر رضي الله عنه ويحك إنما هو الله والله أنزله أنزله والله قوانا عليه حتى وضع رحمته وسقى عباده وكشف السنة عنهم
1235 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن مطرف عن عامر قال فحط المطر على عهد عمر رضي الله عنه فصعد المنبر يستقي فلم يذكر الاستسقاء حتى نزل فقيل له يا أمير المؤمنين ما سمعناك استقيت قال لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي بها يستنزل المطر ثم قرأ ! ( استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) ! نوح 10 - 11 - 12 ثم قرأ ! ( استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ) ! هود 52
1236 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا الحجاج عن ابن مصعب عن أبيه أن
____________________
(1/391)
عمر رضي الله عنه خرج يستسقي فحول رداءه وجعل يقول اللهم اغفر لنا اللهم اغفر لنا فقيل له يا أمير المؤمنين إنما خرجت تستسقي وأنت تستغفر قال أما إذا غفر لنا سقينا
1237 - حدثنا الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة عن أنس رضي الله عنه أنهم كانوا إذا أقحطوا على عهد عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال اللهم إنا كنا إذا قحطنا استسقينا بنبيك & فسقيتنا وإنا نستسقيك اليوم بعم نبيك & فاسقنا
1238 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت أبو الحسن بن شبويه قال حدثني سليمان بن صالح قال حدثني عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سالم أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره أن عمر رضي الله عنه قام عام الرمادة وكانت سنة شديدة فقال بعدما أجهد في إمداد العرب بالإبل بالقمح والزيت من الأرياف كلها بلحت الأرياف مما جهدها فقام عمر رضي الله عنه فقال اللهم اجعل رزقهم في رؤوس المطر آية فاستجاب الله له وللمسلمين فأغاث عباده فقال عمر رضي الله عنه حين أنزل الله الغيث الحمد لله فوالله لو لم يفرجها الله ما تركت أهل بيت من المسلمين لهم سعة إلا أدخلت عليهم أعدادهم من الفقراء فلم يكن اثنان ليهلكا من الطعام على ما يقيم واحدا
1239 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا شريك عن زياد بن علائة عن معبد بن سويد قال دخلنا على عمر رضي الله عنه زمان الرمادة ومعنا رجل من محارب سمين دمس فقال عمر رضي الله عنه مما هذا السمن قال من الضباب قال وددت أن مكان كل ضب ضبين اللهم اجعل أرزاقهم في أصول الآكام ورؤوس التلاع
1240 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا عمر بن عبد الرحمن بن أسيد قال حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه حرم على نفسه اللحم عام الرمادة حتى يأكله الناس وكانت لعبيد الله بن عمر بهمة فجعلت في التنور فخرج عمر رضي الله عنه على ريحها فقال أظن أحدا من أهلي اجترأ علي وهو في نفر من أصحابه إلا عبيد الله فقال لغلامه اذهب فانظر فدخل فوجدها في التنور فقال عبيد الله استرني سترك الله فقال قد عرف حين أرسلني أني لن أكذبه فاستخرجها ثم جاء
____________________
(1/392)
بها فوضعها بين يديه فاعتذر إليهم أن يكون علمه فقال عبيد الله إنما كانت لابني فاشتريتها فقرمت إلى اللحم
1241 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا يحيى بن سعيد أن محمد بن يحيى أخبره أن عمر رضي الله عنه أتى عام الرمادة أو الربذة بقصعة فيها خبز مفتوت بسمن فدعا رجلا كالبدوي يأكل معه فجعل الأعرابي يتتبع باللقمة الودك فقال له عمر رضي الله عنه كأنك مقفر فقال الأعرابي ما أكلت سمنا ولا رأيت أكلا له مذ كذا وكذا قبل اليوم فحلف عمر رضي الله عنه لا يأكل سمنا ولا لحما حتى يحيا الناس من أول ما أحيوا
1242 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال أجدب الناس على عهد عمر رضي الله عنه
1243 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال أجدب الناس على عهد عمر رضي الله عنه فنذر أن لا يأكل سمنا ولا لبنا حتى يحيا الناس فدخل قهرمان له السوق فأصاب وطبا من لبن وعكة من سمن قال بكم ابتعتهما قال بأربعين درهما فربره عمر رضي الله عنه وقال من أين أحيي الناس ولم يأكل
1244 - حدثنا سهل بن حماد أبو عتاب قال حدثنا يونس عن أبي يعفور عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه دخل عليه وهو على صدر فراشه ورحب بأمير المؤمنين ووضع يده في الطعام فلقم لقمة وقال بسم الله ثم ثنى فقال إني لأجد طعم دسم ما هو بدسم لحم قال يا أمير المؤمنين طلبت السمين من اللحم فوجدته غاليا وكنت أحبه أن يتوازى أهل بيتي عظما عظما فاشتريت بدرهم من يهودي وحملت عليه بدرهم سمنا فقال عمر رضي الله عنه ما اجتمعا عند النبي & إلا تصدق بأحدهما وأكل الآخر فقال عبد الله يا أمير المؤمنين فوالله لا يجتمعان عندي إلا تصدقت بأحدهما وأكلت الآخر قال ما أنا بالذي أعود فيه
1245 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال نهى عمر رضي الله عنه عن السمن واللحم أن يجمع بينهما فدخل عبيد الله بن عمر على عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقرب خبزا ولحما فقال ما أنا بطاعم من طعامكم
____________________
(1/393)
حتى تفرغ عليه سمنا فقال عبد الله ألم تسمع أمير المؤمنين فقال ما أنا بفاعل فقالت صفية بنت أبي عبيد لا تحرم أخاط طعامك قال فجاء بسمن فأفرغ فإنه لموضوع ما مسه إذا بصوت عمر رضي الله عنه على الباب فقال ما لكم ولطعامكم فأهوى بيده فوجد طعم السمن فمال على الخادم ضربا فقال الخادم لا ذنب لي إنما أنا خادم أفعل ما أمرت به فتركها وقال علي ببنت أبي عبيد فضربها حتى سقط خمارها ثم جالت تسعى حتى دخلت البيت وأغلقت الباب دونه ثم جاء فمثل قائما على عبد الله ثم جاف عنه يعن انصرف وهي لغة
1246 - حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن يعمر عن ابن طاوس عن أبيه قال أجدب الناس على عهد عمر رضي الله عنه فما أكل سمنا ولا سمينا حتى أكل الناس وقال أخصب الناس
1247 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال غلا الطعام بالمدينة فجعل عمر رضي الله عنه يأكل الشعير فجعل بطنه يصوت فضرب بيده على بطنه وقال والله ما هو إلا ما ترى حتى يوسع الله على المسلمين
1248 - حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي قال حدثنا يحيى بن آدم عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال قال عمر رضي الله عنه لئن أصاب الناس سنة لأنفقن عليهم من مال الله ما وجدت درهما فإن لم أجد ألزمت كل رجل رجلا
1249 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا أبو معاوية قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن عمر رضي الله عنه قال لو لم أجد للناس من المال ما يسعهم إلا أن أدخل على كل أهل بيت عدتهم فيقاسمونه أنصاف بطونهم حتى يأتي الله بخير لفعلت فإنهم لن يهلكوا على أنصاف بطونهم
1250 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم عن أيوب عن ابن قلابة أو غيره أن عمر رضي الله عنه كتب عام الرمادة إلى يزيد بن أبي سفيان وإلى أبي موسى الأشعري واغوثاه هلكت العرب فأما يزيد فكتب لبيت لبيت لبيت يا أمير المؤمنين أتاك الغوث بعثت إليك عيرا أولها بالمدينة وآخرها بالسام وأما أبو موسى فكتب إليه يا أمير المؤمنين إن الخلق لا يسعهم إلا الخالق فلو أنك كتبت في الأمصار وواعدتهم يوما فأمرتهم فخرجوا فاستسقوا ودعوا فلما أتاه كتابه قال والله ما أرى أبا موسى إلا قد أشار
____________________
(1/394)
برأي فكتب فخرج الناس فاستسقوا فسقوا
1251 - حدثنا أبو بكر الباهلي قال حدثنا الهيثم بن عدي عن أسامة بن زيد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال لما دفت العرب إلى عمر رضي الله عنه بالمدينة كتب إلى العمال إلى سعد بالكوفة وأبي موسى بالبصرة وعمرو بن العاص بمصر ومعاوية بالشام من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى فلان بن فلان أما بعد فإن العرب قد دفت إلينا ولم تحتملهم بلادهم ولا بد لهم من الغوث الغوث حتى ملأ الصحيفة قال فربما كان في الصحيفة مائتا مرة وكتب إلى عمرو بن العاص إلى العاصي بن العاصي فقال عمرو للرسول هل كنت تمل هذا إلى آخر وقال ما أراني أفلت من عمر رضي الله عنه على حال قال فكتب إليه أبو موسى أما بعد فإني قد وجهت إليك عيرا تحمل الدقيق والزيت والسمن والشحم والمال وكتب إليه سعد ومعاوية بمثل ذلك وكتب إليه عمرو بن العاص قد وجهت السفين تترى بعضها في إثر بعض فقدم ذلك عليه فقال الحمد لله ما كان الله ليضيع هؤلاء ثم دعا محمد بن مسلمة وعبد الله بن الأرقم فوجه ابن الأرقم إلى قيس وتميم وطيئ وأسد بنجد ووجه محمد بن مسلمة إلى طريق الشام إلى غطفان وأدنى قضاعة ولخم وجذام ثم قال لهما افهما إياكما أن تعطيا العرب الإبل فإنهما لا تنحرها انحرا البعير فأعطعماهم مخه وعظامه واجعلا لحمه وشيقة واجعلا الفرارة بين عشرة سيرا في كنف الله ثم أقبل على من عنده يتعهدهم بالغداة والعشي كأنه راع من الرعاة يتوكأ على عصا ويردد ربذ واها ولا خبزا ربذ واها ولا لحما ربذ واها ولا مرقا
1252 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه زيد عن أبيه أسلم أن عمر رضي الله عنه أذن لعمرو بن العاص رضي الله عنه في حمل الطعام والميرة من مصر إلى المدينة في بحر أيلة عام الرمادة
1253 - حدثنا عبد الملك بن عمرو قال حدثنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه
____________________
(1/395)
قال قال عمر رضي الله عنه ارفقوا بهم ولا تكثروا عليهم فإنما هم بمنزلة اليبيس إن رفعت به استمتعت به وإن خرقت به كسرته أو كلام هذا معناه
1254 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن يزيد بن جرير عن ابن أبي ذباب أن عمر رضي الله عنه ترك الناس عام الرمادة لم يأخذ منهم الصدقة فلما كان العام المقبل أرسل إليهم فأخذ عقالين فقسم فيهم عقالا وحط إلى عمر رضي الله عنه عقالا
1255 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا أبو جعفر الرازي عن الأعمش عن المغيرة بن سويد قال خرجنا مع عمر رضي الله عنه حجاجا فلما قدمنا المدينة أتى بمال فقسمه بين فقراء المهاجرين ثم قال إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة فأعطاهم الشفعتين كلتيهما والذي نفسي بيده لولا أن الله أغناكم بخزائن من عنده لجعلت آتي الرجل فآخذ فضل ماله من عنده فأقسمه بين فقراء المهاجرين ( تأديب عمر رضي الله عنه الرعية في أمر دينهم ودنياهم )
1256 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو نعامة عن حريث بن الربيع قال سمعت عمر رضي الله عنه يخطب يقول أيها الناس كتب عليكم ثلاثة أسفار كتب عليكم الحج والعمرة وكتب عليكم الجهاد كتب عليكم أن يبتغي الرجل بماله في وجه من الوجوه في سبيل الله والمستعين والتصديق فوالذي نفسي بيده لأن أموت وأنا أبتغي بنفسي ومالي في وجه من هذه الوجوه في سبيل الله أحب إلي من أن أموت على فراشي ولو قلت إنها شهاده رأيت أنها شهادة
1257 - حدثنا أبو عاصم عن ابن أبي ذئب عمن سمع السائب بن يزيد يقول قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من تجارتكم قالوا موالينا وعبيدنا قال يوشك أن تحتاجوا إلى ما في أيديهم فيمنعوكم قال فرأيت أبا نمران أو أبا نمر يضرب الموالي عن سكة أسلم يخرجهم من السوق
1258 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا صدقة بن خالد عن ابن جابر قال قال عمر رضي الله عنه يا معشر قريش لا يغلبنكم الموالي على التجارة فيحتاج رجالكم إلى رجالهم ونساؤكم إلى نسائهم
1259 - حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا المعافى بن عمران عن المغيرة بن زياد الموصلي عن عدي بن عدي عن ابن عمر له عن أبي عدي وكانت له صحبة قال كنا جلوسا في المسجد فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلنا أين تنطلق يا أمير المؤمنين قال أنطلق إلى السوق أنظر إليها فأخذ درته فانطلق وقعدنا ننتظره فلما رجع قلنا
____________________
(1/396)
كيف رأيت يا أمير المؤمنين قال رأيت العبيد والموالي جل أهلها وما بها من العرب إلا قليلا وكأنه ساءه ذلك فقلنا يا أمير المؤمنين قد أغنانا الله عنها بالفيء ونكره أن نركب الدناءة وتكفينا موالينا وغلماننا قال والله لئن تركتموهم وإياها ليحتاجن رجالكم إلى رجالهم ونساؤكم إلى نسائهم
1260 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عمن حدثه أن ابن عمر رضي الله عنهما استأذن عمر رضي الله عنه في التجارة فأذن له وقال لا تبايع خوانا ولا مجربا فإنهما يروغان في الكلام فانطلق ابن عمر رضي الله عنه فلقي خوانا فاشترى منه غلاما فسأله هل به عيب قال والله إنه ليغضبنا ونغضبه ويحتبس عنا فنأتيه ونحتبس عنه فيأتينا فقال عمر رضي الله عنه أقضي عليك يا عبد الله بغضبك إياي وأقضي معه أيما رجل باع سلعة لا يتبين الداء بها فهو مردود
1261 - حدثنا أبو عاصم عن عرمان بن زائدة بن نشيط قال حدثني عمرو بن قيس قال خرج عمر رضي الله عنه ومعه أبو ذر فمر على مولى له فقال إذا نشرت ثوبا كبيرا فانشره وأنت قائم وإذا نشرت ثوبا صغيرا فانشره وأنت قاعد فقال أبو ذر اتقوا الله يا آل عمر فقال عمر رضي الله عنه إنه لا بأس أن تزين سلعتك بما فيها
1262 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا حبان بن علي عن مجالد بن سعيد عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه رضي الله عنه قال قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فخرجت معه إلى السوق فمر على غلام له رطاب يبيع الرطبة فقال كيف تبيع انفش فإنه أحسن للسوق قال قلت يا آل عمر لا تغروا الناس فقال إنما هي السوق فمن شاء أن يشتري اشترى ثم مر على غلام له يبيع البرود فقال كيف تبيع إذا كان الثوب صغيرا فانشره وأنت قاعد وإذا كان كبيرا فانشره وأنت قائم فإنه أحسن للسوق قال فقلت يا آل عمر لا تغروا الناس فقال إنما هي السوق فمن شاء أن يشتري اشترى
1263 - حدثنا عبد الله بن سلمة قال حدثنا سليمان بن بلال عن إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قال خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق حتى إذا نزل بسوقنا قام فقال ما بال أقوام احتكروا بفضل أدهانهم على الأرامل والمساكين فإذا خرج الجلاب باعوا على نحو مما يريدون من التحكم ولكن أيما جلب بجمله على
____________________
(1/397)
عمود كنده في الشتاء والصيف حتى ينزل بسوقنا فذلك ضيف عمر بن الخطاب رضي الله عنه فليبع كيف شاء الله وليمسك كيف شاء الله
1264 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا الهقل بن زياد عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب قال قال عمر رضي الله عنه يا معشر التجار لا تتجروا علينا في زماننا لا تتجروا علينا في سوقنا فمن حضركم عند بيع من المسلمين فهو فيه كأحدكم ولكن سيروا في الآفاق فاجلبوا علينا ثم بيعوا كيف شئتم
1265 - حدثنا محمد بن مصعب قال حدثنا أبو بكر يعني ابن أبي مريم عن عطية بن قيس عن أبيه أن رجلا جاء بزيت فوضعه في السوق فجعل يبيع بغير سعر الناس فقال له عمر رضي الله عنه إما أن تبيع بسعر السوق وإما أن ترحل عن سوقنا فإنا لا نجبرك على سعر قال فنحاه عنهم
1266 - حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا خالد بن إلياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال كان أبي وعثمان بن عفان شريكين يجلبان التمر من العالية إلى السوق فمر بهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فضرب الغرارة برجله وقال يا ابن أبي بلتعة زد في السعر وإلا فاخرج من سوقنا
1267 - حدثنا أبو الرجال قال حدثنا إسرائيل عن زياد بن فياض عن شيخ من أهل المدينة أن عمر رضي الله عنه رأى دكانا في السوق قد أُحدث فكسره
1268 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الأشجع عن معمر بن أبي حبيبة عن عبيد الله بن عدي بن الخبار قال سمعت عمر رضي الله عنه وهو على المنبر يقول إن العبد إذا تواضع لله رفعه وقال انتعش رفعك الله فهو في نفسه حقير وفي أعين الناس كبير وإذا تكبر وعدا طوره أوهصه الله إلى الأرض وقال اخسأ خسأك الله فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس حقير حتى لهو أحقر في أعينهم من الخنزير ثم قال لا تبغضوا الله إلى عباده وقالوا وكيف ذاك أصلحك الله قال يقوم أحدكم إماما فيكون عليهم حتى يبغض إليهم ما هم فيه
1269 - حدثنا أبو أيوب الهاشمي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن سالم قال كان عمر رضي الله عنه يمنع أمداد أهل اليمن وينهى الناس أن يشتروا منهم شيئا مما يمنعهم به فعثر مالك بن عياض مولاه وقد اشترى منهم شيئا مما منعهم منه فضربه بالدرة وقال ما حملك على أن تشتري منهم شيئا مما نهيت الناس عنه قال سالم فاعتذر
____________________
(1/398)
بشيء لم أحفظه وقال فعلاه عمر رضي الله عنه ضربا بالدرة ثم تحافز من ضربه بالدرة فأخذ برأسها ثم ضربه بجلادها ثم قال لا أعلم أحدا من آل عمر أتى شيئا مما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العقوبة فإنما أعين الناس إليكم كأعين الطير إلى اللحم فإن انتهيتم انتهوا وإن رتعتم رتعوا
1270 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال كان عمر رضي الله عنه إذا نهى الناس عن أمر دعا أهله فقال لهم قد نهيت الناس عن كذا وكذا وإنما ينظر الناس إليكم نظر الطير إلى اللحم فإن هبتم هاب الناس وإن وقعتم وقع الناس وإنه والله لا يقع أحد منكم في أمر قد نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العذاب لمكانكم مني
1271 - حدثنا أبو الوليد القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو يعني الأوزاعي عن الوليد بن حنطب أن عمر رضي الله عنه أبى أن يستعمل أهل شرف الشرك وقال أنياب في الشرك ورؤوس في الإسلام لا يكون هذا أبدا
1272 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن هلال بن حميد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نظر عمر رضي الله عنه إلى عبد الحميد وكان اسمه محمدا ورجل يقول فعل الله بك يا محمد وفعل وجعل يسبه فقال عمر رضي الله عنه عند ذلك والله لا يدعى محمدا ولا أسمع محمدا يسب بك فبكى فسماه عبد الحميد ثم دعا ببني طلحة ليغير أسماءهم وهم يومئذ سبعة وسيدهم وأكبرهم محمد بن طلحة فقال محمد أنشدك الله يا أمير المؤمنين وكانت كلمة مقولة إذا قالها الرجل لإمامه ولمن يملك رقبته وإن كان شديد الغضب فقال أنشدك الله أو أذكرك الله فوالله إن سماني محمدا إلا محمد & فقال عمر رضي الله عنه قوموا فلا سبيل إلى من سماه محمد &
1273 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أسامة بن زيد عن أبي بكر بن محمد أن عمر رضي الله عنه جمع كل غلام اسمه باسم نبي فأدخلهم الدار ليغير أسماءهم قال أبو بكر وكان أبي فيهم فجاء آباؤهم فأقاموا البينة أن رسول الله & سمى عامتهم فخلى عنهم
1274 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان عمر رضي الله عنه إذا بعثني إلى أحد من ولده قال لي لا تخبره لم بعثتك إليه فلعل الشيطان يعلمه كذبه فجاءت أم ولد لعبد الرحمن فقالت إن أبا عيسى لا ينفق علي ولا يكسوني قال ويحك من أبو عيسى قالت ابنك عبد الرحمن فقال وهل
____________________
(1/399)
لعيسى من أب قال فأرسلني إليه وقال قل له أجب ولا تخبره لأي شيء دعوته قال فأتيته وعنده ديك ودجاجة هنديان فقلت له أجب أباك أمير المؤمنين قال وما يريد مني قلت لا أدري قال إني أعطيك هذا الديك والدجاجة على أن تخبرني ما يريد مني فاشترطت أن لا يخبر عمر رضي الله عنه وأخبرته وأعطاني الديك والدجاجة فلما جئت عمر رضي الله عنه قال لي أخبرته فوالله ما استطعت أن أقول لا فقلت نعم قال أرشاك شيئا قلت نعم قال ما رشاك قلت ديكا ودجاجة فقبض بيده اليسرى على يدي فجعل يضربني بالدرة وجعلت أندو وجعل يضربني وأنا أندو فقال إنك لجدير ثم جاء عبد الرحمن فقال هل لعيسى من أب يكتني أبا عيسى هل لعيسى من أب
1275 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عمر عن نافع أن عمر رضي الله عنه غير اسم قليل وقال أنت كثير بن الصلت ( كراماته ومكاشفاته )
1276 - حدثنا عبد الله بن سلمة بن قعنب عن مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر رضي الله عنه قال ما اسمك قال جمرة قال ابن من قال ابن شهاب قال ممن قال من الحرقة قال أين مسكنك قال بحرة النار قال بأيها قال بذات لظى فقال عمر رضي الله عنه أدرك أهلك فقد احترقوا فكان كما قال عمر رضي الله عنه
1277 - حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب قال حدثني أبي عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال ولد لي غلام يوم قام عمر رضي الله عنه فغدوت عليه فقلت له ولد لي غلام هذه الليلة فقال ممن قلت من التغلبية قال فهب لي اسمه قلت نعم قال فقد سميته باسمي ونحلته غلامي موركا قال وكان نوبيا قال فأعتقه عمر بن علي بعد ذلك فولده اليوم مواليه
1268 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال كان بين عمر وأُبي بن كعب رضي الله عنهما خصومة فجعلا بينهما زيد بن ثابت فأتياه فضربا الباب فخرج إليهما فقال ألا أرسلت إلي يا أمير المؤمنين فقال في بيته يؤتى الحكم فدخلا فقال في الرحب والسعة وألقى له وسادة فقال هذا أول جورك فتكلما فقال لأُبي بينتك وإن رأيت أن تعفي أمير المؤمنين من اليمين فافعل فقال أُبي نعفيه ونصدقه فقال عمر رضي الله عنه أيقضى علي باليمين ثم لا أحلف فحلف فلما وجبت له الأرض وهبها لأُبي
____________________
(1/400)
1279 - حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا سفيان عن سيار قال سمعت الشعبي قال كان بين عمر وأُبي خصومة فقال أُبي لعمر اجعل بيني وبينك رجلا فجعل بينهما زيدا فقال عمر رضي الله عنه أتيناك لتحكم بيننا وفي بيته يؤتى الحكم فلما دخلوا عليه أجلسه معه على صدر فراشه فقال له عمر رضي الله عنه هذا أول جورك جرت في حكمك أجلسني وخصمي فجلسا فقصا عليه القصة فقال زيد اليمين على أمير المؤمنين ولو شئت أعفيته قال فأقسم عمر رضي الله عنه على ذلك ثم أقسم له لا تدرك باب القضاء حتى لا يكون لي على أحد عندك فضيلة
1280 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا ابن عون قال قال محمد كان بين عمر وابن معاذ بن عفراء خصومة فجعلا بينهما أُبيا فقص ابن معاذ على أُبي اعف أمير المؤمنين أعف أمير المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه لا تعفني إن كانت علي قال فإنها عليك قال فحلف ثم قال إني وإن استحققتها بيميني اذهب فهي لك ( تقدير الدية في عهد عمر رضي الله عنه )
1281 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا إبراهيم بن العلاء قال حدثني محمد بن أبي عاصم بن عروة بن مسعود عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن الدية كانت على عهد رسول الله & مائة من الإبل وأن كانت إذ ذاك أربعين درهما فكانت الدية على عهد رسول الله & أربعة آلاف درهم فلما توفي رسول الله & غلت الإبل في ولاية أبي بكر رضي الله عنه فكانت قيمته ثمانين درهما فلما قام عمر رضي الله عنه غلت الإبل فكان قيمة البعير عشرين ومائة درهم وكان الدية على عهد عمر رضي الله عنه اثني عشر ألف درهم
1282 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عيسى بن موسى عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن عبيدة السلماني قال كانت الدية على عهد النبي & مائة من الإبل وعلى أهل البقر مائتي بقرة وعلى أهل الشاه ألفي شاه وعلى أهل الحلل مائتي حلة وعلى أهل الدنانير ألف دينار وعلى أهل الدراهم عشرة آلاف درهم
1283 - حدثنا عمر بن عاصم وموسى بن إسماعيل قالا حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد أن عمر رضي الله عنه لما رأى أثمان الإبل تختلف قال لأقضين فيها بقضاء لا يختلف فيه بعدي على أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الدراهم اثنا عشر ألف درهم
____________________
(1/401)
1284 - حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن المغيرة عن الشعبي أن عمر رضي الله عنه كتب الدية على أهل الأمصار عشرة آلاف وعلى أهل الإبل مائة بعير
1285 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى قال سمعت مكحولا توفي النبي & والدية ثمانمائة دينار قال سفيان وكانت على عهد النبي & ترتفع وتختفض فخشي عمر رضي الله عنه بعده فجعل على أهل الذهب ألف دينار وعلى أهل الدرهم اثني عشر ألف درهم
1286 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن أن عمر رضي الله عنه جعل الدية ألف دينار ومن الدراهم عشرة آلاف ومن الإبل مائة ومن البقر مائتين ومن الشاه ألفي شاه وعلى أهل الحلل مائتي حلة
1287 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن عمر رضي الله عنه بمثله
1288 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال أخبرني عثمان بن عبيد الله قال سمعت سعيد بن المسيب يقول جمع رضي الله عنه المهاجرين والأنصار فقال متى نكتب التاريخ فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه منذ خرج رسول الله & من أرض الشرك يعني يوم هاجر فكتب ذلك عمر رضي الله عنه
1289 - حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا قرة بن خالد عن محمد قال كان عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه عامل جاء من اليمن فقال لعمر رضي الله عنه أما تورخون تكتبون في سنة كذا وكذا من شهر كذا وكذا فأراد عمر رضي الله عنه والناس أن يكتبوا من مبعث رسول الله & ثم قالوا من عند وفاة رسول الله & ثم أرادوا أن يكون ذلك من عند الهجرة ثم قالوا من أي شهر فأرادوه أن يكون من رمضان ثم بدا لهم فقالوا من المحرم
1290 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر ذات ليلة على امرأة وهي تقول ( فوالله هذا الليل واسود جانبه ** وأرقني إذ لا خليل ألاعبه ) ( تطاول لولا الله لا شي غيره ** لحرك من هذا السرير جوانبه ) فنظر فإذا زوجها غائب في سبيل الله فأرسل إليه فقدم
____________________
(1/402)
1291 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير عن المغيرة قال سأل عمر رضي الله عنه حفصة رضي الله عنها متى يشتد على المرأة فقد زوجها فقالت شهرين لا تباليه وأربعة تكون بين الأمرين والستة الأشهر فجعل مغازي الناس ستة أشهر
1292 - حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا العطاف بن خالد عن زيد بن أسلم قال خرج عمر رضي الله عنه عنه ليلة بحرس فمر على امرأة وهي في بيتها تقول ( تطاول هذا الليل واسود جانبه ** وطال علي أن لا خليل ألاعبه ) ( فوالله لولا خشية الله وحده ** لحرك من هذا السرير جوانبه ) فذهب عنها حتى أصبح يسأل عنها فقيل هذه فلانة امرأة فلان زوجها غاز فأرسل إليها عمر رضي الله عنه امرأة وقال كوني معها حتى يقدم زوجها وأجرى على المرأة نفقة وكتب إلى زوجها أن تقفلوه إليها ودخل على ابنته حفصة رضي الله عنها فقال يا بنية كم تصبر المرأة عن زوجها فقالت يغفر الله لك مثلك يسأل عن مثل هذا فقال والله لولا أنه شيء أريد أن أنظر فيه للرعية ما سألت عنه فقالت تصبر المرأة عن زوجها أربعة أشهر وخمسة أشهر وذلك أن تلك العدة فقال عمر رضي الله عنه يسير الناس إلى غزاتهم شهرا ثم يرجعون شهرا ويقيمون أربعة أشهر فوقت ذلك للناس
1293 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه قال حدثني سليمان بن صالح قال حدثني عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير قال خرج رجل في غزوة فقال رجل ( أعوذ برب الناس من شر معقل ** إذا معقل راح البقيع مرجلا ) فأرسل عمر بن الخطاب إلى معقل أن الحق ببادية قومك ولا ترجع إلى المدينة ما دام هذا غازيا حتى ترجع
1294 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثني علي بن محمد عن عوانة قال سمع عمر رضي الله عنه رجلا ينشد هذا البيت فدعا معقلا فقال له اجزز شعرك فجزه فإذا هو أحسن فقال له أخرج من المدينة
1295 - حدثنا أبو عاصم قال أنبأنا ابن عون عن محمد قال قدم على عمر رضي الله عنه رجل من بعض تلك الفروع فنثر كنانته فإذا صحيفة فيها ( ألا أبلغ أبا حفص رسولا ** فدى لك من أخي ثقة إزاري ) ( فما قلص وجدن معقلات ** قفا سلع بمختلف البحار ) ( قلائص من بني سعد بن بكر ** وأسلم أو جهينة أو غفار ) ( يعقلهن جعدة من سليم ** معيدا يبتغي سقط العذار )
____________________
(1/403)
( قلائصنا هداك الله إنا ** شغلنا عنهم زمن الحصار ) قال فقال ادعوا إلى جعدة بن سليم فدعوا به فجلده مائة معقولا ونهاه أن يدخل على امرأة مغيبة
1296 - حدثنا قال أبو بكر الباهلي قال حدثنا علي بن أبي عمر عن ابن مجاهد عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي فروة قال كان جعدة بن عبد الله السلمي يحدث النساء ويخرج الجواري إلى سلع يحدثهن ثم يعقل الجارية ويقول قومي في العقال فإنه لا يصبر على العقال إلا حصان . . . . . . . . .
1297 - وقال علي بن محمد عن إبراهيم بن حكيم عن عاصم بن عروة أن عمر رضي الله عنه غرب أبا محجن أنه كان يشرب وأمر ابن جهراء البصري وآخر معه أن يحملاه في البحر فخرجوا على بعيرين فلما أراد ابن جهراء أن يحمله قال أردد علي البعيرين أطعمك من خضراء أكراشهما فإني لا أركب بعيرا بعد اليوم فما أرى فنحرهما ومشوا جميعا فأفلت وقال ( أبلغ لديك أبا حفص مغلغلة ** عبد الإله إذا ما غار أو جلسا ) ( الحمد لله نجاني وسلمني ** من ابن جهراء والبوصي قد حبسا ) ( من يركب البحر والبوصي صاحبه ** إلى خضوضى فبئس الصاحب التمسا ) وقال ( صاحبا سوء صحبتهما ** صاحباني يوم أرتحل ) ( إنني باكرت مُترعة ** مزة راوُوقها خضل ) ( فمشينا كلنا نرحل ** فإذا والليل معتدل ) ( إذ يقولان ارتحل معنا ** وأقول إنني ثمل ) ( إنني باغيكما غنما ** إنني تسعى بي الإبل )
1298 - وقال علي بن محمد عن الوضاح بن خيثمة عن قتادة أن عمر رضي الله عنه سير نصر بن حجاج إلى البصرة فدخل على مجاشع بن مسعود عائدا له وعنده شميلة بن جنادة بن أبي أُزيهر فجرى بينهما وبين نصر كلام لم يفهم مجاشع منه شيئا إلا قول نصر وأنا فقال لها مجاشع ما قال لك قالت كم لبن ناقتكم هذه قال ما هذا كلام
____________________
(1/404)
جوابه وأنا فأرسل إلى نصر يسأله وعظم عليه فقال قالت لي أنا والله أحبك حبا لو كان تحتك لأقلك أو فوقك لأظلك فقلت وأنا فقال مجاشع أتحب أن أنزل لك عنها فقال نشدتك الله أن يبلغ هذا عمر رضي الله عنه مع ما فعل بي
1299 - وحدثني رجل من قريش عن محمد بن سالم أنها كتبت له في الأرض بهذا الكلام وكتب إلى جنبه جوابه وأن مجاشعا كب على الكتابين إجانة أو جفنة وأرسل إلى من قرأها له وقاللاعلي بن محمد عن عبد الله بن زهير التميمي عن رجل من ولد الحجاج بن علاط أنه زاد في الشعر والشعر ( هل من سبيل إلى خمر فأشربها ** أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج ) وهذا البيت هو الذي سمعه عمر رضي الله عنه فسير نصرا قال فزاد على هذا البيت ( إلى فتى طيب الأعراق مقتبل ** سهل المحيا كريم غير ملجاج ) ( تُنميه أعراق صدق حين تنسبه ** وذي نجدات عن المكروه فرَّاج ) ( سامي النواظر من فهر له كرم ** تضيء سنته في الحالك الدّاج ) فكتب نصر إلى عمر رضي الله عنه بعد حول ( لعمري لئن سيرتني وحرمتني ** وما نلت ذنبا إن ذاك حرام ) ( وما نلت ذنبا غير ظن ظننته ** وفي بعض تصديق الظنون أثام ) ( أأن غنت الدلفاء يوما بمنية ** وبعض أماني النساء غرام ) ( ظننت بي الظن الذي ليس بعده ** بقاء فما لي في النِّدي كلام ) ( فأصبحت منفيا على غير ريبة ** وقد كان لي بالمكتين مقام ) ( ويمنعني مما تظن تكرُّمي ** وآباء صدق سالفون كرام ) ( ويمنعها مما ظننت صلاتها ** وفضل لها في قومها وصيام ) ( فهاتان حالانا فهل أنت راجعي ** فقد جب مني كاهل وسنام ) ( إمام الهدى لا تبتلي الطرد مسلما ** له حرمة معروفة وزمام ) وقالت المرأة ( قل للإمام الذي تخشى بوادره ** ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج ) ( إني غنيت أبا حفص بغيرهما ** شرب الحليب وطرف فاتر ساج )
____________________
(1/405)
( إن الهوى ذمه التقوى فحبسه ** حتى أُقر بألجام وأسراج ) ( أُمنية لم أُصب منها بضائرة ** والناس من هالك فيها ومن ناج ) ( لا تجعل الظن حقا أو تبيِّنه ** إن السبيل سبيل الخائف الراج ) ويقال إن الشعر مصنوع إلا البيت الأول الذي سمعه عمر رضي الله عنه
1300 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح قال سمعت عبد الله بن المبارك يحدث عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن أنس السلمي قال كان أبو شجرة بن عبد العزى قد خرج في الردة فقال ( صحا القلب عن سلمى هواه وأقصرا ** وطاوع فيها العاذلين فأبصرا ) ( وأصبح أذنى رائد الجهل والصبا ** كما ودها عنا كذاك تغيرا ) ( وأصبح أدنى رائد الوصل فيهم ** كما حبلها من حبلنا قد تبترا ) ( ألا أيها المدلي بكثرة قومه ** وحظك منهم أن تضام وتكدرا ) ( سل الناس عنا كل يوم كريهة ** إذا ما التقينا دراعين وحُسَّرا ) ( ألسنا نُعاطي ذا الطماح لجامه ** ونطعن في الهيجا إذا الموت أفقرا ) ( وعارضتها شهباء تخطر بالقنا ** ترى البُلق في حافاتها والسَّنورا ) ( فروَّيت رُمحي من كتيبة خالد ** وإني لأرجو بعدها أن أعذرا ) قال فبينما عمر رضي الله عنه يقسم الصدقة في الناس إذ جاءه أبو شجرة فقال يا أمير المؤمنين أعطني فإني ذو حاجة قال ومن أنت قال أبو شجرة بن عبد العزى السلمي قال أبو شجرة أي عدو الله ألست الذي تقول ( فروَّيت رُمحي من كتيبة خالد ** وإني لأرجو بعدها أن أعمّرا ) قال ثم جعل يعلوه بالدرة في رأسه حتى سبقه عدوا ورجع إلى ناقته فارتحلها ثم أسندها في حرة شوران راجعا إلى أرض بني سليم فقال ( قد ضن عنا أبو حفص بنائله ** وكل مُختبط يوما له ورق ) ( ما زال يرهقني حتى خزيت له ** وحال من دون بعض الرغبة الشفق ) ( لما رهبت أبا حفص وشرطته ** والشيخ يفزع أحيانا فينحمق ) ( ثم ارعوبت إليها وهي جانحة ** مثل الطريدة لم ينبت لها ورق ) ( أوردتها الخل من شوران صادرة ** إني لأذري عليها وهي تنطلق )
____________________
(1/406)
( تطير مرو أبان عن مناسمها ** كما تُنُوقِد عند الجهبذ الورق ) ( إذا يعارضها خرق تعارضه ** ورهاء فيها إذا استعجلتها خُرُق ) ( ينوء آخرها منها بأولها ** صُرح اليدين بها نهاضة العنق ) قال مالك عن ابن دلاف عن أبيه إن رجلا من جهينة كان يشتري الرواحل فيغالي بها ثم يسرع السير فيسبق الحاج فأفلس فرفع أمره إلى عمر فقال أما بعد أيها الناس إن الأسيفع أسيفع جهينة رضي من دينه وأمانته أن يقال سبق الحاج ألا وإنه ادان معرضا فأصبح وقد رين به فمن كان له عليه دين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بين غرائمه ثم وإياكم والدين فإن أوله هم وآخره حرب
1301 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر عن عطية بن عبد الرحمن بن ولاد عن أبيه قال كان رجل من جهينة يقال له الأسيفع سبق الحاج فاستدان في ذلك فاستأدى غرماؤه عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الأسيفع أسيفع جهينة رضي من أمانته ودينه بأن يقال سبق الحاج فادان معرضا فأصبح وقد رين به فمن كان له قبله حق فليغد علينا بالغداة نقسم ماله بينهم ثم إياكم والدين فإن أوله هم وآخره حرب
1302 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا زهير يعني ابن معاوية عن عبيد الله بن عمر عن عمر بن عبد العزيز عن بلال بن الحارث قال قال عمر رضي الله عنه أعلا إن الأسيفع أسيفع جهينة رضي من دينه وأمانته بأن يقال سبق الحاج فادان معرضا فأصبح وقد رين به فمن كان له عليه دين أو حق فليأتنا فلنقسم بينهم ماله ثم إياكم والدين فإن أوله هم وآخره حرب
1303 - حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عمر رضي الله عنه تعلموا أن الطمع فقر وأن اليأس غنى وأن المرء إذا يئس من الشيء استغنى عنه
1304 - حدثنا عثمان بن عمر قال أنبأنا يونس عن الزهري سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أخبره أن رجلا من ثقيف وهو غيلان بن سلمة طلق نساءه وهو صحيح وقسم ماله بين بنيه فأرسل إليه عمر رضي الله عنه فقدم عليه فقال له إني أظن الشيطان فيما يسترق من السمع فقذف في قلبك أنك توشك أن تموت فحملك مبادرة
____________________
(1/407)
ذلك على ما صنعت وإني والله لأظنك لا تلبث بعد أن تقوم عن حضري هذا حتى تموت وأيم الله لئن مت قبل أن تراجع نساءك وترجع في مالك لأورثن نساءك من مالك ثم لأرجمن قبرك حتى أجعل عليك مثل ما على قبر أبي رغال قال فراجع نساءه ولم يكن بت طلاقهن وارتجع ماله الذي قسم بين بنيه ثم ما لبث حتى مات وقد طهره الله مما أراد من خلاف الحق
1305 - حدثنا أحمد بن حناب قال حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن أبي مريم عن أبي المجاشع الأسدي وموسى بن مروان الرقي قالا حدثنا محمد بن حرب الجولاني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أُتي بامرأة شابة تزوجها شيخ كبير فقتلته فأمر بحبسها ثم قام في الناس فقال أيها الناس اتقوا الله ولينكح الرجل لمته من النساء ولتنكح المرأة لمتها من الرجال
1306 - حدثنا عبد الله بن داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال قال عمر رضي الله عنه لا يكرهن أحدكم ابنته على الرجل القبيح فإنهن يحببن ما تحبون
1307 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا معرف بن واصل عن محارب بن دثار قال قال عمر رضي الله عنه ردوا الخصوم حتى يصطلحوا فإنه أبرأ للصدور وأقل للحباب
1308 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا معرف عن محارب بن دثار قال قال عمر رضي الله عنه ردوا الخصوم إذا كانت بينهم القرابات فإن فصل القضاء يورث بينهم العداوة
1309 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال قال عمر رضي الله عنه أيها الناس لا تؤخروا عمل اليوم لغد فإنكم إذا فعلتم ذلك تدراكت عليكم الأعمال فلم تدروا بأيها تبدأون ما ضيعتم
____________________
(1/408)
1310 - حدثنا ابن أبي خراش الموصلي قال حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن الحسن قال كتب عمر رضي الله عنه إلى بعض عماله أما بعد فإن القوة في العمل ألا تؤخروا عمل اليوم لغد فإنكم إذا فعلتم ذلك تداركت عليكم حتى لا تدروا بأيها تأخذون ما أضعتم ألا وإن العمياء أو العضباء والردية إلى الأمير ما أدى الأمير إلى الله فإذا رتع الأمير رتعوا وإن للناس نفرة عن سلطانهم ولأعوذ بالله أن يدركني بأيها ضغائن محمولة وأهواء متبعة ودنيا مؤثرة فأقيموا الحق ولو ساعة من نهار
1311 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا مسعر عن عثمان بن عبد الله بن موهبة قال مر جبير بن مطعم رضي الله عنه على قوم فسألوه عن فريضته فقال لا أدري ولكن أرسلوا معي حتى أسأل لكم عنها فأتى عمر رضي الله عنه يسأله فقال من سره أن يكون عالما فقيها فليقل كما قال جبير بن مطعم سئل عما لا يعلم فقال الله أعلم
1312 - حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا مسعر عن وديعة الأنصاري قال قال عمر رضي الله عنه لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين من الأقوام ولا أمين إلا من خشي الله ولا تصحب الفاجر لتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر في أمرك الذين يخشون الله
1313 - حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن أبيه قال قال لي عمر رضي الله عنه يا أسلم لا تحبن حبا كلفا ولا تبغضن بغضا تلفا
1314 - حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا محمد بن طلحة عن القاسم بن الوليد قال قال عمر رضي الله عنه أعقل الناس أعذرهم لهم
1315 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن عمر رضي الله عنه قال لا يكونن حبك كلفا كما يكلف الصبي فإذا أبغضت أحببت أن تتلف صاحبك
1316 - حدثنا ابن أبي الوزير قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال سمعت طاوسا يقول قال عمر رضي الله عنه على المنبر أحَرِّجُ بالله على كل إنسان سأل فيما لم يكن فإن الله بين فيما هو كائن
1317 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه النساء ثلاث
____________________
(1/409)
والرجال ثلاثة فامرأة عاقلة عفيفة مسلمة هينة لينة ودود ولود تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقليل ما تجدها وأخرى وعاء للولد لا تزيد على ذلك والأخرى غل قمل يجعلها الله في عنق من يشاء ثم إذا شاء أن ينزعه نزعه والرجال ثلاثة رجل عاقل عفيف بر مسلم ينتظر الأمور ويأتمر فيها أمره إذا أُشكلت على عجزه الرجال وضعفتهم ورجل ليس عنده رأي فإذا نزل به أمر أتى ذوي الرأي والقدرة فاستشارهم فإذا أمروه بشيء نزل عند رأيهم ورجل حائر بائر لا يأتمر الرشد ولا يطيع المرشد
1318 - حدثنا أبو عاصم عن طلحة بن عمرو عن عطاء قال قال عمر رضي الله عنه من مروءة الرجل نقاء ثوبيه والمروءة الظاهرة في الثياب الطاهرة وإنه ليعجبني أو إني لأحب أن أرى الشاب الناسك النظيف
1319 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يحيى بن سعيد أن سليمان بن سعيد أخبره أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال أكون بمنزل ولا أخاف في الله لومة لائم أم أقبل على نفسي فزعم أن عمر رضي الله عنه قال له إن وليت من أمر الناس شيئا فلا تخف في الله لومة لائم وإن كنت من أمر الناس خلوا فأقبل على نفسك ومر بالمعروف وأنه عن المنكر
1320 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال قال عمر رضي الله عنه لرهط فيهم أُبي بن كعب اتل هذه الآية قال آية المواريث قال فجعل الرجل يتلوها فإذا فرغ قال له عمر كذبت فيسكت ثم يقول لآخر اتلها فإذا تلاها قال له كذبت حتى أتى على أُبي بن كعب رضي الله عنه فقال له اتلها فتلاها فقال عمر رضي الله عنه كذبت فقال أُبي رضي الله عنه لا بل كذبت فبكى عمر رضي الله عنه عند ذلك وقال إنما نظرت هل بقي أحد ينكر منكرا
1321 - حدثنا عفان قال حدثنا مبارك عن الحسن قال قال رجل لعمر رضي الله عنه اتق الله يا أمير المؤمنين فوالله ما الأمر كما قلت قال فأقبلوا على الرجل فقال لا تألت أمير المؤمنين فلما رآهم أقبلوا على الرجل قال دعوهم فلا خير فيهم إذا لم يقولوها لنا ولا خير فينا إذا لم تقل لنا
1322 - حدثنا هارون بن عمر المخزومي قال حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا
____________________
(1/410)
خليد بن دعلج عن قتادة قال خرج عمر رضي الله عنه من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا امرأة برزة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر رضي الله عنه فردت عليه السلام أو سلمت عليه فرد عليها السلام فقالت هيها يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميرا في سوق عكاظ تصارع الصبيان فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الموت خشي الفوت فبكى عمر رضي الله عنه فقال الجارود هيه فقد اجترأت على أمير المؤمنين وأبكيته فقال عمر رضي الله عنه أما تعرف هذه هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله عز وجل قولها من فوق سمواته فعمر أحرى أن يسمع لها
1323 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن عرمو بن مرة عن ابن سابط قال بلغ عمر رضي الله عنه عن بعض عماله شيء فجمعهم فخطبهم فقال أيتها الرعية إن للرعاة عليكم حقا الناصحة بالغيب والمعاونة على الخير ألا وإنه ليس شيء أحب إلى الله من حلم إمام عادل ورفقه ولا جهل أبغض إلى الله من جهل إمام جائر وخرقه ومن يأخذ بالعافية فيمن بين ظهريه يعط العافية من فوقه
1324 - حدثنا هارون بن عمر الدمشقي قال حدثنا محمد بن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن جده عطاء بن مسلم قال كتب عمر رضي الله عنه إلى معاوية رضي الله عنه أما بعد فإنك لم تؤدب رعيتك بمثل أن تبدأهم بالغلظة والشدة على أهل الريبة بعدوا أو قربوا فإن اللين بعد الشدة أمنع للرعية وأحشد لها وإن الصفح بعد العقوبة أرغب لأهل الحزم
1325 - حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا عبد الملك بن الوليد بن معدان قال حدثنا أبي قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة فإنهم هذا أدلى إليك وأنفذ إذا تبين لك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له آس بين الناس في مجلسك وفي وجهك وعدلك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك فالبينة على من ادعى واليمين على من أنكر والصلح جائز بين الناس إلا صلحا أحل حراما أو حرم حلالا ولا يمنعك من قضاء قضيت به اليوم فراجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق فإن الحق
____________________
(1/411)
قديم ولا يبطل الحق شيء وإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل الفهم الفهم فيما يتلجلج في نفسك مما ليس في قرآن ولا سنة ثم اعرف الأشباء والأمثال وقس الأمور عند ذلك ثم اعمد إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق فيما ترى فاجعل لمن ادعى حقا غائبا أو بينة أمدا ينتهي إليه فإن أحضر بينة أخذ بحقه وإن عجز عنها استحللت عليه القضية فإنه أبلغ في العذر وأجلى للعمى المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد أو مجربا عليه شهادة زور أو ظنينا في ولاء أو قرابة فإن الله تبارك وتعالى تولى منكم السرائر ودرأ عنكم بالبينات والأيمان وإياك والغلق والغلظ والضجر والتأذي بالناس عند الخصوم والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله فيه الأجر ويحسن فيه الخر فمن خلصت نيته ولو على نفسه كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن تزين للناس بما يعلم الله أنه ليس في قلبه شانه الله فإن الله لا يقبل من عبده إلا ما كان له خالصا فما ظنك بثواب الله عز وجل وعاجل رزقه وخزائن رحمته والسلام عليك ورحمة الله
1326 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال حدثنا بقية بن الوليد عن حريز بن عثمان عن الشيخة قال كلم رجل رجلا فرد عليه فقال عمر رضي الله عنه الحسن أسر الشر
1327 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن أبي عوف الثقفي قال سمعت ابن أبي ليلى يقول سافر ناس من الأنصار فأرملوا فنزلوا حيا من أحياء العرب فسألوهم القرى فأبوا وسألوهم البسر فأبوا فضبطوهم فأصابوا منهم فأتت الأعراب عمر رضي الله عنه وأشفقت الأنصار من عمر رضي الله عنه فهم بهم عمر رضي الله عنه وقال تمنعون ابن السبيل ما يخلف الله في ضروع الإبل والغنم بالليل والنهار ابن السبيل أحق بالماء من التالي عليه ( مسألة عمر رضي الله عنه عن نفسه وتفقده أمور رعيته )
1328 - حدثنا هارون بن عمر المخزومي قال حدثنا محمد بن عيسى عن زيد بن واقد عن بشر بن عبيد الله أن عمر رضي الله عنه قال لحذيفة رضي الله عنه نشدتك الله
____________________
(1/412)
وبحق الولاية كيف تراني قال ما علمت إلا خيرا فنشده بالله فقال إن أخذت فيء الله فقسمته في ذات الله فأنت أنت وإلا فلا فقال والله إن الله ليعلم ما آخذ إلا حصتي ولا آكل إلا وجبتي ولا ألبس إلا حلتي
1329 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا علي وثابت عن موسى بن عبيد الله عن عبد الله بن مرط عن مالك صاحب الدار قال غدوت على عمر رضي الله عنه يوما فقال لي يا مالك كيف أصبح الناس قلت أصبح الناس بخير قال هل سمعت من شيء فقلت ما سمعت إلا خيرا قال ثم غدوت عليه اليوم الثاني فسألني فأخبرته واليوم الثالث سألني وأبرمني فقلت وما تخشى من الناس فقال ثكلتك أم مالك هل خشيت أن يكون عمر يضرب عن بعض حقوق المسلمين فيغدون عليه براياتهم يسألون حقوقهم
1330 - حدثنا أيوب بن محمد الرقي قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال كان لعمر رضي الله عنه حاجب فكان يأذن لناس من أصحاب النبي & فيسألهم عمر رضي الله عنه عن حالهم فرآهم فتى شاب فظن أنهم يصيبون شيئا فلم يزل بالحاجب حتى أذن له فلما دخل أقبل عمر رضي الله عنه يسأل كل واحد منهم عن حال نفسه حتى انتهى إلى الفتى فقال ما رأيت مني قال رأيتك ألقيت إزارك وفيه ملبس
1331 - حدثنا ابن أبي عدي عن عوف عن الحسن قال بلغني أن عمر رضي الله عنه قال إن قريشا يريدون أن يكونوا بعده مغويات لمال الله من دون الناس عباده فأما وأنا حي فوالله لا يكون ذاك وألا وإني بشعب من الحرة ممسك بحلوقهم أن يخرجوا على أمة محمد فيكفروهم
1332 - حدثنا أبو عاصم عن عبد الله بن المبارك عن الحسن أن عمر رضي الله عنه قال إني والله لأكون كالسراج يحرق نفسه ويضيء للناس
____________________
(1/413)
1333 - حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون عن محمد قال كان عمر رضي الله عنه يقسم حللا ورجل جالس يقدمها بين يديه وفيها حلة قد رآها عمر رضي الله عنه كلما ذكر رجلا يؤخرها ويقدم غيرها حتى ذكر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقدمها فأخذ عمر رضي الله عنه بيده وقال كذبت والله فقال الرجل يا أمير المؤمنين تقول أعطها رجلا من المهاجرين فعبد الله بن عمر من المهاجرين فقال عمر رضي الله عنه أنا أعلم به منك إنما هاجر به أهله ولكن سأعطيها مهاجرا ابن مهاجر فأعطاها سليط بن سليط أو سعيد بن عفان
1334 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا عبيده بن حميد قال حدثني عثمان بن إبراهيم الحاطبي قال حدثني أشياخ من قريش أن عمر رضي الله عنه أراد قسمة أثواب للمحمدين محمد بن حاطب ومحمد بن جعفر بن أبي طالب ومحمد بن الخطاب قال فأراد بعض الناس يتخير لبعضهم فقال عمر رضي الله عنه لا ليس الخداع مرتضى في التنادم فدعا بثوب فخمر به الثياب ثم أدخل يده فجعل يخرج فيعطي الكبير فزعم عثمان أنه دعا بمحمد بن حاطب لأنه كان أكبرهم ثم أعطى محمد بن جعفر بن أبي طالب ثم أعطى محمد بن الخطاب وبلغني وليس بهذا الإسناد أن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان يريغ أن يجعل أجود الأثواب لمحمد بن حاطب وكانت خالته تحت زيد فأنكر له عمر رضي الله عنه ولما يصنع أو تمثل بشعر عمارة بن الوليد ( أسرك لما صرع القوم نشوة ** أن أخرج منها سالما غير غانم ) ( خليا كأني لم أكن كنت فيهم ** وليس الخداع مرتضى في التنادم ) ثم ألقى على الأثواب ثوبا وقال للفتية ليدخل كل رجل منكم يده فيأخذ ثوبا ففعلوا فوقع الثوب لمحمد بن حاطب وبقية الأبيات ( ولسنا بشرب أم عمرو إذا انتشوا ** ثياب الندامى بينهم كالغنائم )
____________________
(1/414)
( ولكننا يا أم عمرو نديمنا ** بمنزلة الديَّان ليس بغارم )
1335 - حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت محمد بن سيرين يحدث عن أفلح مولى أبي أيوب قال كان عمر رضي الله عنه يأمر بحلل تنسج لأهل بدر يتنوق فيها فبعث إلى معاذ بن عفراء الحلة فقال لي معاذ يا أفلح بع لي هذه الحلة فبعتها له بألف وخمسمائة ثم قال اذهب فابتع لي رقابا فاشتريت له خمس رقاب ثم قال والله إن أمرا اختار قشرتين يلبسهما على خمس رقاب يعتقها لغبين الرأي اذهبوا فأنتم أحرار فبلغ عمر رضي الله عنه أنه لا يلبس ما يبعث به إليه فاتخذ له حلة غليظة أنفق عليها مائة درهم فلما أتاه الرسول قال ما أراك بعثك إلي قال بل والله إليك بعثني فأخذ الحلة فأتى بها عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين بعثت إلي بهذه الحلة قال نعم إنا كنا نبعث إليك حلة مما يتخذ لك ولإخوانك فبلغني أنك لا تلبسها فقال يا أمير المؤمنين إني وإن كنت لا ألبسها فإني أحب أن تأتيني من صالح ما عندك فأعاد له حلته
____________________
(1/415)
( حبس عمر رضي الله عنه الحطيئة في هجائه الزبرقان بن بدر )
1336 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن عبد العزيز بن أبي سلمة أن عمر رضي الله عنه حبس الحطيئة فقال ( ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ** حمر الحواصل لا ماء ولا شجر ) ( ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ** فاغفر هداك مليك الناس يا عمر ) ( أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ** ألقى إليك مقاليد النهى البشر ) ( لم يؤثروك بها إذ قدموك لها ** لكن لأنفسهم كانت بك الأثر )
1337 - حدثنا أحمد بن معاوية عن أبي عبد الرحمن الطائي عن ابن عياش عن الشعبي قال شهدت زيادا أتاه عامر بن مسعود بأبي علاثة التيمي فقال إنه هجاني فقال وما قال لك قال قال لي ( وكيف أرجي ثروها ونماءها ** وقد سار فيها خصية الكلب عامر ) فقال أبو علاثة ليس هكذا قلت قال فكيف قالت قال قلت ( وإني لأرجو ثروها ونماءها ** وقد سار فيها ناجذ الحق عامر ) فقال زياد قاتل الله الشاعر ينقل لسانه كيف يشاء والله لولا أن تكون سنة لقطعت لسانة فقام قيس بن فهد الأنصاري فقال أصلح الله الأمير والله لا أدري ممن الرجل فإن شئت حدثتك ما سمعت عن عمر رضي الله عنه فقال وكان يعجب زيادا أن يسمع الحديث عن عمر رضي الله عنه فقال هات فقال
____________________
(2/3)
شهدته وقد أتاه الزبرقان بن بدر بالحطيئة فقال إنه هجاني فقال وما قال لك فقال قال ( دع المكارم لا ترحل لبغيتها ** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي ) فقال ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة جميلة فقال الزبرقان وما تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس والله يا أمير المؤمنين ما هجيت ببيت قط أشد على منه سل ابن الفريعة يعني حسان بن ثابت فقال عمر رضي الله عنه علي بحسان فجيء به فسأله عمر رضي الله عنه فقال لم يهجه ولكن سلح عليه ويقال وليس بهذا الإسناد إنه سأل لبيد بن ربيعة أهجاه أم لا فقال ما يسرني أنه لحقني ما لحقه من هذا الشعر وأن لي حمر النعم رجع إلى الإسناد الأول قال فأمر به عمر رضي الله عنه فجعل في نقير في بئر ثم ألقى عليه حفصه فقال الحطيئة ( ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ** حمر الحواصل لا ماء ولا شجر ) ( ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ** فاغفر عليك سلام الله يا عمر ) قال فأخرجه وقال إياك وهجاء الناس قال إذن تموت عيالي جوعا هذا كسبي ومنه معاشي قال فإياك والمقذع من القول قال وما المقذع قال أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان قال أنت والله أهجى مني قال ويقال إن عمر رضي الله عنه قال والله لولا أن تكون سنة لقطعت لسانك ولكن اذهب فأنت له خذه يا زبرقان فألقى الزبرقان في عنقه عمامته فاقتاده بها وعارضته غطفان فقالوا أبا شذرة إخوتك وبنو عمك هبه لنا فوهبه لهم
1338 - وبلغني أن ابن الحمامة هو هوذة رجل من سليم كان في العطاء أيام عمر رضي الله عنه فحضر ليأخذ عطاءه فدعي رجال من قومه قبله فقال ( لقد دار هذا الأمر في غير أهله ** فأبصر إمام الحي كيف تريد ) ( أيدعي خثيم والشريد أمامنا ** ويدعى رياح قبلنا وطرود ) ( فإن كان هذا الكتاب فهم إذا ** ملوك بني حر ونحن عبيد ) فبلغ شعره عمر رضي الله عنه فدعاه فسأله عن حاله فأخبره أن عليه دينا فأعانه على
____________________
(2/4)
دينه من ماله فكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه ذاكر أباه دعاه به على غير اسمه فقال يا بني اتق ألسن الشعراء وكان ابن الحمامة هذا وقف على الحطيئة وهما لا يتعارفان والحطيئة في خباء له وهو يأكل فسلم عليه فقال الحطيئة قلت ما لا ينكر قال إن الشمس قد أحرقتني فقال أدن من الجبل يفئ عليك قال إن الرمضاء قد أحرقت قدمي قال بل في موضعهما تبردان قال إن رأيت أن تطعمني من طعامك قال إن فضل شيء كنت أحق به من الكلب قال أتعرفني قال لا قال أنا ابن الحمامة قال كن ابن أي طير الله شئت
1339 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شريك عن مجالد عن الشعبي عن ربعي بن جراش قال قال لنا عمر رضي الله عنه يا معشر غطفان أي شعرائكم الذي يقول ( أتيتك عاريا خلقا ثيابي ** على خوف تظن بي الظنون ) ( فألقيت الإمارة لم تخنها ** كذلك كان نوح لا يخون ) قلنا النابغة قال هو أشعر شعرائكم
1340 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا شريك عن مجالد عن الشعبي قال ذكروا الشعراء عند عمر رضي الله عنه فقال أيهم يقول فذكر البيتين قالوا النابغة قال هو أشعر شعرائكم
1341 - حدثنا عبيد بن جناب قال حدثنا معن بن عبد الرحمن بن عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن جده عن الشعبي قال ذكر الشعراء عند عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه من أشعر الناس فقالوا أنت أعلم يا أمير المؤمنين فقال من الذي يقول ( إلا سليمان إذ قال الإله له ** قم من البرية فاحددها عن الفند ) ( وخيس الجن إني قد أذنت لهم ** يبنون تدمر بالصفاح والعمد ) قالوا النابغة قال فمن الذي يقول ( أتيتك عاريا خلقا ثيابي ** )
____________________
(2/5)
فذكر البيتين قالوا النابغة قال فمن الذي يقول ( حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ** وليس وراء الله للمرء مذهب ) قالوا النابغة قال فهو أشعر العرب
1342 - حدثنا عبد الله بن عمر قال حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت عن عبد الله بن أبي شقيق عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال لي عمر رضي الله عنه أنشدني لشاعر الشعراء قلت ومن شاعر الشعراء يا أمير المؤمنين قال أوما تعرفه قلت لا قال هو زهير أليس هو الذي يقول ( إذا ابتدرت قيس بن غيلان غاية ** من المجد من يسبق إليها يسود ) قال فأنشدته حتى برق الفجر فقال إيها الآن اقرأ قلت وما أقرأ قال ! ( إذا وقعت الواقعة ) ! الواقعة 1
1343 - حدثنا عثمان قال حدثنا خالد يعني ابن عبد الله قال حدثنا بيان عن قيس بن أبي حازم عن أبي كبشة قال بينما أنا أرتجز وسط الحاج وأنا أقول ( أقسم بالله أبو حفص عمر ** ما مسها من نقب ولا دبر ) ( فاغفر له اللهم إن كان فجر ** ) فما راعني إلا ويد عمر رضي الله عنه في ظهري فقال نشدتك الله أعلمت مكاني قلت لا قال فحمله وأعطاه
1344 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا النجاري عن مسعر عن ابن طليق قال تذاكروا النساء يوما عند عمر رضي الله عنه فقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه يا أمير المؤمنين ما أستطيع أن أقبل ابن إحداهن في يوم صاحبتها وإني لأكون في حاجة إحداهن فترى أني في غير ذلك قال فوقع عمر رضي الله عنه في النساء ونال منهن فقال ابن مسعود رضي الله عنه أما علمت أن إبراهيم شكا إلى ربه ذرا في خلق سارة فأوحى الله
____________________
(2/6)
إليه إنما المرأة كالضلع إن أقمته كسرته فدارها تعش بها فضرب عمر رضي الله عنه بيده على جنب عبد الله وقال لقد جعل الله بين جنبيك من العلم غير قليل قال النجاري فبلغني أن بعض الشعراء قال في ذلك ( أتجمع ضعفا واقتدارا على الفتى ** أليس عجيبا ضعفها واقتدارها ) ( هي الضلع العوجاء لست مقيمها ** ألا إن تقويم الضلوع انكسارها )
1345 - حدثنا أبو عاصم عن أبي سعيد بن عوذ الله قال أخبرني محمد بن عباد بن جعفر عن بلال بن عياض قال خرج عمر رضي الله عنه ومعه خوات بن جبير فتغنى خوات أو ترنم فقال عمر أحسس خوات أحسس خوات أحسس خوات ثم قال ( كأن شاربها غصن بمروحة ** إذا تدلت به أو شارب ثمل ) قال أبو عاصم فقلت له أو شارب ثمل
1346 - حدثنا أحمد بن معاوية عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال تحول عمر رضي الله عنه من ناقته إلى ناقة غيره فقال ( كأن راكبها غصن بمروحة ** إذا تدلت به أو شارب ثمل ) ثم ردها على صاحبها فلم يدر أهو قاله أو سمعه
1347 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح قال حدثني عبد الله بن المبارك عن رجل من أهل الجزيرة عن يزيد بن الأصم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركب بعيرا ثم قال ( كيف ثوائي بالمدينة بعد ما ** قضى وطرأ منها جميل بن معمر ) ثم قال الله أكبر والله ما ركب أحد قط دابة فلم يسم إلا تغنى أو لبى
____________________
(2/7)
1348 - حدثنا عثمان بن عمر قال أنبأنا عثمان بن مرة عن معاذ بن عبد الله بن حبيب عن أبيه قال فلما خطبنا عمر رضي الله عنه على هذا المنبر إلا قال أيها الناس أصلحوا مثاويكم وأخيفوا هذه الدواب قبل أن تخيفكم وخذوا على أيدي سفهائكم ولا تدرعوا نساءكم القباطي فإنه إن لم يشف فإنه يصف ( إن شرخ الشياب والشعر الأسود ** ما لم يعاص كان جنونا )
1349 - حدثنا معاذ بن شبة بن عبيدة قال حدثني أبي عن أبيه عن الحسن أن عمر رضي الله عنه نزع خالد بن الوليد رضي الله عنه عن إمرة كان عليها وكان خالد شبيها بعمر رضي الله عنه فلقي علقمة بن علاثة عمر رضي الله عنه خالدا فقال له نزعك هذا الرجل فعلم عمر رضي الله عنه أنه شبهه خالدا فقال نعم فقال علقمة أبى هذا الرجل إلا شدة فقال عمر رضي الله عنه فنزعني فما عندك فقال علقمة وما عسى أن يكون عندي ولاهم الله هذا الأمر فنوليهم ما ولاهم الله منه ونقضي ما لهم علينا ونكلهم إلى الله فيما لنا عليهم وحسابهم على الله فسكت عمر رضي الله عنه فلما كان الغد اجتمع خالد وعلقمة عند عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه يا خالد لقيك علقمة البارحة فقال لك وأعاد الكلام كله فجعل خالد رضي الله عنه يحلف بالله ما لقي علقمة البارحة ولا كلمه وجعل علقمة إذا حلف خالد يقول ويحلف ويحلف تعجبا من حلف خالد فقال عمر رضي الله عنه صدق خالد إياي لقيت والله لأن يكون في قلب كل مؤمن أحب إلي من كذا وكذا يعني ما كان في قلب علقمة
1350 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن ابن عون عن الحسن قال قدم علقمة بن علاثة على عمر رضي الله عنه فوافق قدومه عليه نزع خالد رضي الله عنه فوافقه في المساء أي وافق علقمة عمر رضي الله عنه مؤنسا فظن أنه خالد رضي الله عنه فقال أبى هذا الرجل إلا شحا أبى هذا الرجل إلا شحا لك نزعك لا أبا لغيرك لم نزعك لقد قدمت عليه في حاجتين
____________________
(2/8)
لي أريد أن أسألهما إياه فأما إذ فعل ما فعل فلست سائله شيئا أبدا قال وادا ما هما قال مال هنة لنا ماتت فأردت أن أسأله وابن عم لي كتب إلي أن ألحقه فأردت أن أسأله إياه فأما إذ فعل ما فعل فلست سائله شيئا أبدا فلم نزعك وقد كان رسول الله & يستعين بك فلم نزعك قال نزعني فما عندك في نزعي قال وماذا عندي في نزعك هؤلاء قوم ولوا أمرا ولهم علينا حق فنحن مؤدون إليهم الحق الذي جعله الله لهم وأمرنا أو قال حسابنا على الله قال وانسل عمر رضي الله عنه فدخل في الناس فلما أصبحوا ودخل عليه الناس قال يا خالد ما كان حديث علقمة إياك وقت البارحة حين يقول أبى هذا الرجل إلا شحا قال ما رأيته وجعل علقمة يقول ما أفجره قال قلت للحسن ما يصنع علقمة قال يعزره قال عمر رضي الله عنه إنه قال كلمة لأن يقولها من أصبح من أمه محمد أحب إلي من حمر النعم
1351 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا حميد قال دخلنا على الحسن رضي الله عنه في منزل أبي خليفة فحدثنا أبو نضرة بحديث علقمة بن علاثة وعمر رضي الله عنهما حين التقيا في قصة خالد وما سمعته قبل ذلك من الحسن قط قال ثم سمعت الحسن بعد ذلك يحدث به فكان أحسن له سياقة من أبي نضرة
1352 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا وائل يقول لما توفي خالد بن الوليد رضي الله عنه بكاء نساء من نساء بني المغيرة فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال وما عليهن أن يبكين أبا سليمان وهن جلوس في غير نقع ولا لقلقة
1353 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير عن المغيرة عن إبراهيم قال لما جاء نعي خالد بن الوليد رضي الله عنه دخل رجل على عمر رضي الله عنه فقال يبكون خالدا ويقولون كذا وكذا كأنه أراد عمر رضي الله عنه بذلك فقال عمر رضي الله عنه ويحك وما عليك أن تبكي نساء قريش أبا سليمان ما لم يكن نقع ولا لقلقة قال والنقع شق الجيوب واللقلقة الجلبة
1354 - حدثنا عبد الله بن نافع بن ثابت الزبيدي في إسناد ذكره قال لما قال عمر
____________________
(2/9)
رضي الله عنه هذه المقالة تمثل طلحة بن عبد الله ( لا ألفينك بعد الموت تندبني ** وفي حياتي ما زودتني زادي ) ( فعل الجليل أضاع الحق من كثب ** وصار يندب ميتاً فوق أعواد )
1355 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا أبو معشر عن عمارة ابن غزية قال مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عقيل بن أبي طالب ومخرمة بن نوفل بن وهب بن عبد مناف وعبد الله بن السائب بن أبي حبيش وهم يتذاكرون النسب فجاء عمر رضي الله عنه حتى سلم عليهم ثم جاوزهم فجلس على المنبر فكبر عليه قال فظننا أنه سيتكلم فرفع رأسه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس أوفوا الطحين واملكوا العجين وخير الطحين ملك العجين ولا تأكلوا البيض فإنما البيض لقمة فإذا تركت كانت دجاجة وثمن درهم وإياكم والطعن في النسب اعرفوا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتأخذون به وتقطون به واتركوا ما سوى ذلك لا يسألني أحدا وراء الخطاب فإن لو قيل لا يخرج من هذا المسجد إلا بهيم بن هبوب ما خرج منهم أحد فقال مخرمة بن نوفل إذن أخرج منه فقال له عبد الله بن السائب إذن أمسكك لما قيل فيك وما في قومك قال فكأن عمر رضي الله عنه سره ذلك ويروى في غير هذا الإسناد أن الحارث بن حاطب قال إذن لخرجت منه أنا وأنت يا أمير المؤمنين فقال عمر رضي الله عنه لو رمت ذلك آخذا بثوبك وقيل اجلس حار
1356 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن مالك بن هدم أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أيها الناس تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم ولا يسألني أحد ما وراء الخطاب ألا وقد ذكر لي أن رجالا منكم قد أكثروا في إسماعيل وما ولد والله أعلم بإسماعيل وما ولد والله لينتهن عن ذلك أو لألحقهن كل قوم بجمرتهم ألا وإن أبانا الذي لا يشك فيه إبراهيم
1357 - حدثنا أحمد قال حدثنا ابن وهب قال حدثني الحارث بن نبهان عن
____________________
(2/10)
محمد بن عبيد الله عن ابن إسحاق عن حسان بن يزيد أن عمر رضي الله عنه قال كذب النسابون ما يرجون الله تعالى ! ( وقرونا بين ذلك كثيرا ) ! الفرقان 38 تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به مواريثكم وتعلموا من النجوم ما تعرفون به ساعات الليل والنهار وتهتدون به السبيل ومنازل القمر
1358 - حدثنا الخزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبد الله بن كعب أن حسين بن علي رضي الله عنهما قام إلى عمر رضي الله عنه وهو على منبر رسول الله & يخطب الناس يوم الجمعة فقال انزل عن منبر جدي فقال عمر رضي الله عنه تأخر يا ابن أخي قال وأخذ حسين برداء عمر رضي الله عنهما فلم يزل يجبذه ويقول انزل عن منبر جدي وتردد عليه حتى قطع خطبته ونزل عن المنبر وأقام الصلاة فاما صلى أرسل إلى حسين رضي الله عنه فلما جاءه قال يا ابن أخي من أمرك بالذي صنعت قال حسين ما أمرني به أحد قال يقول له ذلك حسين ثلاث مرات كل ذلك يقول ما أمرني به أحد قال عمر رضي الله عنه أو لي ولم يزد على ذلك وحسين رضي الله عنه يومئذ دون المحتلم
1359 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عبيد بن حسين عن حسين بن علي رضي الله عنهما قال أتيت عمر رضي الله عنه وهو على المنبر فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلى منبر أبيك قال إن أبي لم يكن له منبر وأجلسني بين يديه وفي يدي حصى فجعلت أقلبه فلما نزل ذهب بي إلى منزله فقال لي يا بني من علمك هذا قلت ما علمنيه أحد قال أي بني حلفت تغشانا حلفت تأتينا قال فأتيته يوما وهو خال بمعاوية رضي الله عنه وابن عمر رضي الله عنه بالباب لم يدخل فرجع ابن عمر رضي الله عنهما فلما رأيته يرجع رجعت فلقيني عمر رضي الله عنه بعد ذلك فقال أي بني لم أرك أتيتنا قلت قد جئت وأنت خال بمعاوية فرأيت ابن عمر يرجع فرجعت قال أنت أحق بالإذن من ابن عمر إنما أثبت في رؤوسنا ما هدى الله وأنتم ووضع يده على رأسه
1360 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا معشر بن إسماعيل عن الأوزاعي قال بلغني أن عمر رضي الله عنه سمع صوت بكاء في بيت فدخل معه غيره فأمال عليهم ضربا حتى بلغ النائحة فضربها حتى سقط خمارها فعدل الرجل فقال اضرب فإنها نائحة ولا حرمة لها إنها لا تبكي بشجوكم إنها تهريق دموعها على أخذ دراهمكم إنها تؤذي
____________________
(2/11)
أمواتكم في قبورهم وتؤذي أحياءكم في دورهم إنها تنهي عن الصبر وقد أمر الله به وتأمر بالجزع وقد نهى الله عنه
1361 - حدثنا عمر بن سعيد قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن السائب بن يزيد بن أخت النمر أن عمر رضي الله عنه قال ألا لا أعلمن ما قال أحدكم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه منعنا أن نقرأ كتاب الله إني ليس لذلك أمنعكم ولكن أحدكم يقوم لكتاب الله والناس يستمعون إليه ثم يأتي بالحديث من قبل نفسه إن حديثكم هو شر الحديث وإن كلامكم هو شر الكلام من قام منكم فليقم بكتاب الله وإلا فليجس فإنكم قد حدثتم الناس حتى قيل قال فلان وقال فلان وترك كتاب الله قال سعيد وقال عمر لأبي هريرة رضي الله عنه لتتركن الحديث عن رسول الله & أو لألحقنك بأرض الطفيح يعني أرض قومه وقال لكعب لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القرية
1362 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي قال كان عمر رضي الله عنه يقول أيها الناس لا نجدن أحدا بعد السنة في ضلالة ركبها حسبها هدى ولا في هدى ركبه حسبه ضلالة قد بلغت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر
1363 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال قال حيوة عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم قال قال عمر رضي الله عنه أصبح أهل الرأي أعداء السنن أعيتهم أن يعوها وتفلتت أن يردوها فاستقوها بالرأي
1364 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن عن محمد بن سبرين قال قال عمر رضي الله عنه اتقوا الله واتقوا الناس
1365 - حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا جرير بن القاسم قال حدثنا فرج بن نضالة قال حدثنا عمر بن شراحيل قال قال عمر رضي الله عنه إن من الحزم سوء الظن بالناس ( مطعم عمر بن الخطاب رضي الله عنه )
1366 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد عن مصعب بن سعد أن حفصة رضي الله عنها قالت لأبيها لو لبست ثوبا ألين من ثوبك وأكلت طعاما أطيب من طعامك فقد أكثر الله لك من الخير وفتح عليك الأرض فقال إني سأخاصمك إلى نفسك أما تذكرين ما كان يلقى رسول الله & من شدة العيش فما زال يذكرها حتى أبكاها فقال لها قد قلت ذلك لك أتسمعين والله لئن استطعت لأشاركنهما في عيشهما الشديد لعلي أدرك معهما عيشهما الرخي
____________________
(2/12)
1367 - حدثنا موسى بن برقان قال حدثنا المعافى بن عمران قال حدثنا أبو معشر المدني قال حدثنا محمد بن قيس قال دخل ناس من بني عدي على حفصة بنت عمر رضي الله عنهما فقالوا لو كلمت أمير المؤمنين فأكل طعاما هو أطيب من هذا الطعام ولبس ثيابا هي ألين من هذه الثياب فإنه قد بدا علياء رقبته من الهزال وقد كثر المال وفتح الأرضون فدعته فقالت له ذلك فقال يا بنية هلم صاعا من تمر عجوة وقال افركوه بأيدكم ففركوه فقال انزعوا تفاريقه يعنى أقماعه فجلس عليه فأكله ثم قال أتروني لا أشتهي الطعام إني لآكل الخبر واللحم ثم إني لأترك اللح وهو عندي ولا آكل به وآكل السمن ثم أترك السمن لا آكل به ولو شئت لأكلت ولكن أتركه وآكل الزيت ثم إني أترك الزيت لا آكل به وإني لأترك الملح وهو عندي وإن الملح لإدام ولو شئت أكلت به وآكل قفارا أبتغي ما عند الله يا بنية أخبريني بأحسن ثوب لبسه رسول الله & عندك قالت نمرة نسجت له فلبسها فقال له رجل من أصحابه اكسنيها فكساه إياها قال أخبريني بألين فراش فرشه عندك قالت عباءة كنا ثنيناها له فغلظت عليه فربعناها ووسادة من أدم خشوها ليف قال يا بنية مضى صاحباي على حالة إن خالفتهما خولف بي عنهما إذن لا أفعل شيئا مما يقولون
1368 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير عن أبي حنيف المؤذن قال أكل عمر رضي الله عنه تمرات ثم شرب عليها ماء ثم قال من أدخله بطنه النار فأبعده الله
1369 - حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا المعافى بن عمران قال حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال كان عمر رضي الله عنه ينهى أن يتخذ المنخل وقال إنما عهدنا بالشعير حديث أما ترضون أن تأكلوا سمراء الشام حتى تنخلوه
1370 - حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا الأشعث عن الحسن قال أتي عمر رضي الله عنه بشربة عسل فقال ما أنا بمحتمل فضلها إني سمعت الله يقول ! ( أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا ) ! الأحقاف 20
1371 - حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا المعافى بن عمران عن أسامة بن زيد قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن زرارة عن مشيختهم أن عمر رضي الله عنه أتاهم بقباء في صلح كان بينهم فلما حان للصائم الفطر استسقى فأتى رجل بقدح من زجاج أو
____________________
(2/13)
قال من قوارير فيه عسل فقال ما رأيت كاليوم إناء أحسن ولا شرابا أحسن ثم قال شرابا هو أيسر في المسألة من هذا فأتي بماء فشرب ( لباس عمر رضي الله عنه )
1372 - حدثنا يوسف بن عطية قال سمعت مالك بن دينار يقول بينما أنا أرمي الجمرة إذا أنا بنافع مولى عبد الله بن عمر فأخبرني عن عبد الله بن عمر عن أبيه أنه رآه يرمي هذه الجمرة وإن عليه لإزارا فيه ثنتا عشرة رقعة إن بعضها لمن ورق الأدم وإن منها لما هو مثني قد خيط بعضه على بعض إذا قعد فقام من مجلسه يتنخل منه التراب
1373 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا أبو معاوية عن العوام بن جويرية عن الحسن عن أنس رضي الله عنه قال رأيت على عمر رضي الله عنه إزارا فيه ثلاث عشرة رقعة بعضها من أدم
1374 - حدثنا الحسين بن حفص قال حدثنا سفيان عن الجريري عن أبي عثمان قال أخبرني من رأى عمر رضي الله عنه يرمي الجمار وعليه إزار مرقوع بقطعة أديم
1375 - حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن ابن قيس عن عطاء عن عبيد بن عمير قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرمي الجمار وعليه إزار مرقوع عند دبره
1376 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن مسكين عن عبد العزيز بن أبي جميلة الأنصاري قال أبطأ عمر رضي الله عنه عن الساعة التي كان يخرج فيها للجمعة فخرج وعليه قميص سنبلاني ثمنه أربعة دراهم لا يجاوز نصف الساق ولا يجاوز كمه رسغه وقال معذرة إليكم إنه لم يكن لي قميص حتى فرغ من قميصي هذا
1377 - حدثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رأيت عمر رضي الله عنه وهو يومئذ أمير المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاث لبد بعضها فوق بعض
1378 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا سفيان بن عيينة قال كان عمر رضي الله عنه يدفع الشيء ليشتهيه سنة
____________________
(2/14)
( سيرة عمر رضي الله عنه في عماله )
1379 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن يونس عن الحسن أن عمر رضي الله عنه قال هان شيء أصلح به قوما أن أبدلهم أميرا مكان أمير
1380 - حدثنا موسى بن هارون الرقي قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عيسى بن راشد بن أبي رزين الثمالي قال حدثنا يزيد بن رفاعة قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من رابه من أمير ظلامة فلا يعجزه طيبه ولا عبيطه ولا نابه
1381 - حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا المبارك بن سعيد عن نوح بن جابر عن خاله رياش قال كان عمر رضي الله عنه يبعث إلى عماله عند رأس كل سنة فيقدمون عليه فيسألهم عن الناس وعما وراءهم فمن أراد أن يرده رده ومن أراد أن يعزله حبسه عنده
1382 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا إسحاق بن يوسف عن عبد الله بن أبي سليمان عن عطاء قال كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى عماله أن يوافوه بالموسم فوافوه فقام فقال أيها الناس إني استعملت عليكم عمالي هؤلاء ولم أستعملهم ليصيبوا من أبشاركم ولا من أموالكم ولا من أعراضكم ولكن استعملتهم ليحجزوا بينكم أو يردوا عليكم فيئكم فمن كانت له مظلمة عند أحد منهم فليقم فما قام من الناس أحد يومئذ إلا فلان قام فقال يا أمير المؤمنين إن عاملك فلانا ضربني مائة سوط فقال يضرب مائة فاستقد منه فقام عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إنك متى تفتح هذا على عمالك تكثر عليهم وتكون سنة يأخذ بها من بعدك فقال أنا لا أقيد منه وقد رأيت النبي & يقيد من نفسه فقال دعنا إذن نرضيه قال أرضوه قال فافتديت منه بمائتي دينار فكان كل سوط بدينارين
1383 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أشعاركم ولا أبشاركم ولا أموالكم إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم ويقسموا فيئكم فمن فعل به غير ذلك فليقم فوالله لأقصنه منه فقال عمرو بن العاص يا أمير المؤمنين إن كان رجل على رعية يؤدب بعض رعيته إنك لتقصه منه فقال أنا لا أقصه منه وقد رأيت رسول الله
____________________
(2/15)
& أقص من نفسه ثم قال ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تجمروهم في البعوث فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم
1384 - حدثنا حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا أبو المليح الرقي قال حدثنا عبد الملك بن أبي القاسم قال قال عمرو بن العاص رضي الله عنه لرجل من تجيب يا منافق فقال التجيبي ما نافقت منذ أسلمت ولا أغسل لي رأسا ولا أدهنه حتى آتي عمر رضي الله عنه فأتى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إن عمرا نفقني ولا والله ما نافقت منذ أسلمت فكتب عمر رضي الله عنه إلى عمرو رضي الله عنه وكان إذا غضب عليه يكتب إلى العاص بن العاص أما بعد فإن فلانا التجيبي ذكر أنك نفقته وقد أمرته إن أقام عليك شاهدين أن يضربك أربعين أو قال سبعين فقام فقال أنشد الله رجلا سمع عمرا نفقني إلا قام فشهد فقام عامة أهل المسجد فقال له حشمة أتريد أن تضرب الأمير قال وعرض عليه الأرش فقال لو ملئت لي هذا الكنيسة ما قبلت فقال له حشمة أتريد أن تضربه فقال التجيبي ما أرى لعمر رضي الله عنه ها هنا طاعة فلما ولى قال عمرو رضي الله عنه ردوه فأمكنه من السوط وجلس بين يديه قال أتقدر أن تمتنع مني بسلطانك قال لا فامض لما أمرت به قال فإني أدعك لله
1385 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عطاء بن السائب عن أبي زرعة عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن رجلا كان مع أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وكان ذا سوط ونكاية في العدو فغنموا مغنما فأعطاه أبو موسى رضي الله عنه بعض سهمه فأبى أن يقبله إلا جميعا فضربه أبو موسى رضي الله عنه عشرين سوطا وحلق رأسه فجمع شعره ورحل إلى عمر رضي الله عنه حتى قدم عليه قال جرير رضي الله عنه وأنا أقرب الناس منه فأدخل يده في خبيئة فأخرج شعره فضرب به صدر عمر رضي الله عنه وقال أما والله لولا . . فقال عمر رضي الله عنه صدق والله لولا النار فقال يا أمير المؤمنين كنت رجلا ذا سوط ونكاية وأخبره بأمره فضربني أبو موسى عشرين سوطا وحلق رأسي وهو يرى أنه لا يقتص منه فقال عمر رضي الله عنه لأن يكون الناس كلهم على مثل صرامة هذا أحب إلي من جميع ما أفاء علينا فكتب عمر رضي الله عنه إلى
____________________
(2/16)
أبي موسى رضي الله عنه سلام عليك أما بعد فإن فلانا أخبرني بكذا وكذا فإن كنت فعلت ذلك به في ملأ من الناس فعزمت عليك لما قعدت له في ملأ من الناس حتى يقتص منك وإن كنت فعلت ذلك به في خلاء لما قعدت له في خلاء حتى يقتص منك فقال له الناس اعف عنه فقال لا أعفو عنه لأحد من الناس فلما صعد أبو موسى رضي الله عنه ليقتص منه رفع رأسه إلى السماء وقال اللهم قد عفوت عنه لك
1386 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال سمعت حميد بن هلال قال حدثنا عبد الله بن زيد الباهلي قال دخل علي ضبة بن محصن فتحدث عندي من الليل حتى خشيت عليه الحراس فكان فيما حدثني قال شاكيت أبا موسى كبعض ما يشاكي الرجل أميره فانطلقت إلى عمر لآتي عليه وذلك عند حضور وفادة أبي موسى إلى عمر والبرد إذ ذاك على الإبل قال فكتب أبو موسى سلام عليك أما بعد فإني كتبت إليك وأنا خارج في كذا وكذا وكتبت إليك وضبة بن محصن قد خرج من عندي غاضبا بغير إذني فهو بيني وبينك فأحببت أن تعلم ذلك يا أمير المؤمنين قال فسبقني كتابه فقدمت المدينة فجئت إلى باب عمر رضي الله عنه فقلت السلام عليك أيدخل ضبة بن محصن قال لا مرحبا ولا أهلا قال فقلت أما المرحب فمن الله وأما الأهل فلا أهل ولا مال قال فأعاد ضبة ذلك ثلاث مرار وأعادها عمر ثم قال ادخل فدخلت فقلت يا أمير المؤمنين الرجل يظلمه سلطانه المظلمة فإذا انتهى إلى أمير المؤمنين فلم يجد عند غيرا فوالله إن الأرض لواسعة وإن العدو لكبير قال فكأنما كشفت عن وجهه غطاء فقال ادن دنوك فدنوت فقال إيه فقلت أبو موسى اصطفى لنفسه أربعين من أبناء الأساورة فقال يا غلام اكتب فكتب ثم قال إيه فقلت أبو موسى له مكيالان يكتال بمكيال ويكيل للناس بغيره فقال اكتب فكتب قلت وسريته عقيلة له قصعة غادية رائحة يأكل منها أشراف الجند قال اكتب فكتب قال فما لبث إلا
____________________
(2/17)
يسيرا حتى قدم أبو موسى فمشيت إلى جنبه أغبطه وأذكر أمير المؤمنين به حتى جاء إلى أمير المؤمنين فقال ما بال أربعين اصطفيتهم لنفسك من أبناء الأساورة قال يا أمير المؤمنين اصطفيتهم وخشيت أن يخدع الجند عنهم ففاديتهم واجتهدت في فدائهم وكنت أعلم بفدائهم ثم خمست وقسمت قال ضبة وصادق والله فوالله ما كذب أمير المؤمنين ولا كذبته قال فما بال هذا المكيال الذي تكتال به وتكيل للناس بغيره قال مكيال أكيل به قوت أهلي وأرزاق دوابي ما كلت به لأحد ولا اكتلت به لأحد قال ضبة وصادق والله فما كذب أمير المؤمنين ولا كذبته قال فما بال قصعة عقيلة الغادية الرائحة قال فسكت فلم يعتذر منها بشيء فقال لوفده أنشد الله رجلا أكل منها مارم القوم ثم عاد فقال وكيع بن بشر التميمي قبح الله تلك القصعة ما أحل لنا ما قد أصبنا منها فقال عمر رضي الله عنه لا جرم والذي نفس عمر بيده لا ترى عقيلة العراق ما دمت أملك شيئا فاحتبسها عنده قال حميد فذكرت هذا لأبي بردة فقال ما رأت عقيلة العراق حتى قبض عمر رضي الله عنه
1387 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن عاصم عن فضيل بن زيد الرقاشي قال سرت سرية على عهد عمر رضي الله عنه على أرجلهم فأعيا رجل منهم فأراد أن يقيموا عليه فنادى يا عمراه فمضوا وتركوه فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فكتب إلى أبي موسى رضي الله عنه أن أبعث إلي بالرجل فبعث به إليه فأخذ قناة فجعل يضربه بها ويقول يا لبيكاه ويقول يا مهلك يقول لك الرجل انتظرني فتذهب وتتركه فينادي يا عمراه فجعل يعتذر إليه فقال والله لصلاح رجل من المسلمين أحب إلي من هلاك كذا وكذا من أهل الشرك وكتب إلى أبي موسى رضي الله عنه انظر مهلكا فلا تستعمله ما كنت لنا على عمل
1388 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال خرج جيش في زمن عمر رضي الله عنه نحو الجبل فانتهوا إلى نهر ليس عليه جسر فقال أمير ذلك الجيش لرجل من أصحابه انزل فابغنا مخاضة نجوز فيها في يوم بارد
____________________
(2/18)
شديد البرد فقال الرجل إني أخاف إن دخلت الماء أن أموت فأكرهه فقال يا عمراه يا عمراه ثم لم يلبث أن هلك فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه وهو في سوق المدينة فقال يا لبيكاه يا لبيكاه وبعث إلى أمير ذلك الجيش فنزعه وقال له لولا أن تكون سنة لأقدت منك لا تعمل لي على عمل أبدا
1389 - حدثنا القعنبي قال حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال استعمل عمر رضي الله عنه رجلا من الأنصار فنزل بعظيم أهل الحيرة عبد المسيح بن بقيلة فأمال عليه بالطعام والشراب ما دعا به فاحتبس عليه بالهزل فدعا الرجل فمسح بلحيته فركب إلى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين قد خدمت كسرى وقيصر فما أتى إلي في ملك أحد منهم ما أتي إلي في ملكك قال وما ذاك قال نزل بي عاملك فلان فأملنا عليه بالطعام والشراب ما دعا به فاحتبس بالهزيل فدعاني فمسح بلحيتي فأرسل إليه عمر رضي الله عنه فقال هيه أمال عليك بالطعام والشراب ما دعوت به ثم مسحت بلحيته والله لولا أن تكون سنة ما تركت في لحيتك طاقة إلا نتفتها ولكن اذهب فوالله لا تلي لي عملا أبدا
1390 - حدثنا عمر بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبر سماك بن حرب عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال حدثنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان مع عمر رضي الله عنه في حج أو عمرة قال فبينا نحن نسير إذا نحن براكب متعجل فقال عمر رضي الله عنه إني لأظن هذا يطلبنا فأنخ لا نشق عليه فأنخنا وذهب عمر رضي الله عنه يبول وجاء الراكب وقال لابن عمر أأنت عمر قال لا قال لقد زعم أهل الماء أن عمر مر آنفا قال فبال عمر رضي الله عنه ثم جاء فبكى الرجل فقال عمر رضي الله عنه ما يبكيك إن كنت غارما أعناك وإن كنت خائفا أمناك إلا أن تكون قتلت نفسا وإن كنت خفت جوار قوم حولناك عن مجاورتهم فقال الرجل لا ولكن شربت الخمر وأنا أحد بني تميم فأخذني أبو موسى فجلدني وسود وجهي وطاف بي في الناس وقال لا تؤاكلوه ولا تشاربوه ولا تجالسوه فحدثت نفسي بإحدى ثلاث إما أن أتخذ سيفا فأضرب به أبا موسى وإما أن آتي المشركين فآكل معهم وأشرب وإما أن آتيك فترسلني إلى الشام فإنهم لا يعرفونني فبكى عمر رضي الله عنه ثم قال إني كنت من أشرب الناس لها في الجاهلية وإنها ليست كالزنا وما يسرني أن رجلا لحق بالمشركين وأن لي كذا وكذا ثم كتب إلى أبي موسى رضي الله عنه إن فلان بن فلان التميمي أخبرني بكذا وكذا وإيم الله لئن عدت لأسودن وجهك وليطاف بك في الناس فإن أردت أن تعلم أحق ما أقول
____________________
(2/19)
فعد وأمر الناس فليؤاكلوه وليجالسوه وإن تاب فاقبلوا شهادته وكساه عمر رضي الله عنه حلة وحمله وأعطاه مائتي درهم
1391 - حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الفسيل عن هارون بن عبد الله الحضرمي عن عفيف بن معدي كرب قال خرجنا أناس نشي بسعد الأشعث وغير واحد من وجوه أهل الكوفة حتى قدمنا المدينة فنزلنا في رحبة من رحابها نطلب منزلا إذ مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ناحية الطريق معه درة في يده فقال بعضنا هذا أمير المؤمنين وقال بعضنا ما هو به فالقوم يختصمون إذ رأى مكاننا فأقبل إلينا فسلم ثم قال الأشعث وأصحابه يا أمير المؤمنين إنا قد جئنا نذكر لك ما قد رأينا من عاملنا سعد فإن أحببت أن نقوم معك قمنا معك وإن أحببت أن تجلس إلينا فعلت قال لا بل أجلس إليكم هاتوا ما عندكم قلنا يا أمير المؤمنين ظلمنا واعتدى علينا ومنعنا حقوقنا فلم نجئ في غيبة نحن نحب أن تعزله عنا وتستعمل علينا غيره فقام وقال لعل ذلك أن يكون فلما ولى قلنا والله ما صنعنا شيئا وما أدركنا حاجتنا ولا كفينا أنفسنا وهو مخبر سعدا الآن بما قلنا فيكون أخبث ما كان لنا صحبة يا عفيف أدركه فسمع حسا خلفه فوقف فقال ألك حاجة قال نعم قال ما حاجتك قال أرسلني إليك أصحابنا قالوا إذا لم تسمع فيه ما قلنا فنحن نحب ألا تذكره له قال لعل ذلك أن يكون قال ثم تبوأنا منزلنا ثم غدونا إلى المسجد وسعد عنده في المنزل فمكثنا طويلا فخرج إلينا سعد وهو يذم أهل الحيرة وأهل المخالفة قال قلنا إنا لله استعمله علينا ويكون شر ما كان لنا صحبة فقال قائل هذا والله غضب رجل قد عزل قال فبينما نحن كذلك إذ جاء رسول عمر رضي الله عنه فأدخلنا عليه فقال يا أشعث إني قد عزلت عنكم سعدا ولكن أخبروني عما أسألكم عنه إذا كان الإمام عليكم فجار عليكم ومنعكم حقوقكم وأساء صحبتكم ما تصنعون به قلنا يا أمير المؤمنين ما نصنع به إن رأينا خيرا حمدنا الله وقبلنا وإن رأينا جورا وظلما صبرنا حتى يفرج الله منه قال أما هو إلا ما أسمع قالوا لا والله ما عندنا إلا ما قلنا لك قال فضرب بيده على جبهته ثم قال لا والله الذي لا إله إلا هو لا تكونون شهداء في الأرض حتى تأخذوهم كأخذهم إياكم وتضربوهم في الحق كضربهم إياكم وإلا فلا
1392 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا حبان بن علي عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال كنت جالسا عن عمر رضي الله عنه فأتاه ناس من أهل الكوفة فشكوا إليه سعدا حتى قالوا ما يحسن يصلى فقال سعد أما أنا والله فقد كنت أصلي
____________________
(2/20)
بهم صلاة رسول الله & قال عمر رضي الله عنه ذاك الظن بك يا أبا إسحاق وكيف كانت صلاة رسول الله & قال أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين قال فأرسل به عمر رضي الله عنه إلى الكوفة فطيف به في مسجدها فيقولون فيه خيرا ويثنون خيرا حتى انتهوا إلى مجلس بني عبس وفيه رجل يكنى أبا سعدة فقال اللهم كان لا ينفر في السرية ولا يعدل في القضية ولا يقسم بالسوية فقال سعد اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره وأشد فقره وأعم بصره واعرض عليه الفتن قال عبد الملك فأنا رأيته بعد كبيرا فقيرا ذاهب البصر فقال له كيف أنت يا أبا سعد فيقول كبير فقير مفتون أجيبت في دعوة سعد
1393 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت عن هلال بن أمية أن عمر رضي الله عنه استعمل عياض بن غنم على الشام فبلغه أنه اتخذ حماما واتخذ نوابا فكتب إليه أن يقدم عليه فقدم فحجبه ثلاثا ثم أذن له ودعا بجبة صوف فقال البس هذه أعطاه كنف الراعي وثلاثمائة شاة وقال انعق بها فنعق بها فلما جاوز هنيهة قال أقبل فأقبل يسعى حتى أتاه فقال اصنع بها كذا وكذا اذهب فذهب حتى إذا تباعد ناداه يا عياض أقبل فلم يزل يردده حتى عرفه في جبته قال أوردها علي يوم كذا وكذا فأوردها لذلك اليوم فخرج عمر رضي الله عنه إليه فقال انزع عليها فاستقى حتى ملأ الحوض فسقاها ثم قال انعق بها فإذا كان يوم كذا فأوردها فلم يزل يعمل به حتى مضى شهران قال فاندس إلى امرأة عمر رضي الله عنها وكان بينه وبينها قرابة فقال سلي أمير المؤمنين فيم وجد علي فلما دخل عليها قالت يا أمير المؤمنين فيم وجدت على عياض قال يا عدوة الله وفيم أنت وهذا ومتى كنت تدخلين بيني وبين المسلمين إنما أنت لعبة يلعب بك ثم تتركين قال فأرسل إليها عياض ما صنعت فقالت وددت إني لم أعرفك ما زل يوبخني حتى تمنيت أن الأرض انشقت فدخلت فيها قال فمكث ما شاء الله ثم اندس إلى عثمان رضي الله عنه فقال سله فيم وجد علي فقال يا أمير المؤمنين فيم وجدت على عياض فقال إنه مر إليك عياض فقال شيخ من شيوخ قريش قال فتركه بعد ذلك شهرين أو ثلاثة ثم دعاه فقال هيه اتخذت نوابا واتخذت
____________________
(2/21)
حماما أتعود قال لا قال ارجع إلى عملك
1394 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حارثة قال بعث عمر رضي الله عنه شرحبيل بن السمط وكان ممن شهد اليرموك على جيش فلما نزل بهم قال عزمت عليكم لما أخبرتموني بكل ذنب أذنبتموه فجعلوا يعترفون بذنوبهم فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال ما له لا أم له يعمد إلى ستر ستره الله فيهتكه والله لا يعمل لي عملا أبدا
1395 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو جميع سالم بن راشد قال حدثنا الحسن قال استعمل عمر رضي الله عنه مجاشع بن مسعود على عمل فبلغه أن امرأته تحدث بيوتها فكتب إليه عمر رضي الله عنه من عبد الله أمير المؤمنين إلى مجاشع بن مسعود سلام عليك أما بعد فإنه بلغني أن الخضيراء تحدث بيوتها فإذا أتاك كتابي هذا فعزمت عليك ألا تضعه من يديك حتى تهتك ستورها قال فأتاه الكتاب والقوم عنده جلوس فنظر في الكتاب فعرف القوم أنه قد أتاه بشيء كرهه فأمسك الكتاب بيده ثم قال للقوم انهضوا فنهضوا ولا والله ما يدرون إلى ما ينهضهم فانطلق بهم حتى انتهى إلى باب داره فدخل فلقيته امرأته فعرفت الشر في وجهه فقالت له ما لك فقال إليك عني فقد أرمضتني فذهبت المرأة وقال للقوم ادخلوا فدخل القوم فقال فليأخذ كل رجل منكم ما يليه من هذا النحو واهتكوا قال فهتكوها جميعا حتى ألقوها إلى الأرض والكتاب في يده لم يضعه بعد
1396 - حدثنا أبو بكر العليمي عن علي بن محمد عن حبان بن موسى وعلي بن مجاهد عن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال أوفد سعد بن أبي وقاص جرير بن عبد الله إلى عمر رضي الله عنه فقال له الأشعث بن قيس إن استطعت أن تنال من شرحبيل بن السمط عند عمر فافعل وكان شرحبيل قد شرف بالكوفة وكان أثيرا عند سعد فغم ذلك الأشعث فلما قدم جرير على عمر رضي الله عنه سأله عن الناس فقال هم
____________________
(2/22)
كقداح الحصير فيها الأعضل الطائش والقائم الرائش وسعد أمامها يقيم ميلها ويعمر عضاها وقد قال قائل قال وما قال القائل قال قال ( ألا ليتني والمرء سعد بن مالك ** وزبراء وابن السمط في لجة البحر ) ( فيغرق أصحابي وأخرج سالما ** على ظهر قرقور أنادي أبا بكر ) قال عمر رضي الله عنه أقد فعلها وكيف طاعة الناس له قال يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة ولاتها قال الله أكبر إذا أقيمت الصلاة وأوتيت الزكاة كانت الطاعة وكتب إلى سعد أن أحمل إلى زبراء وشرحبيلا فأرسلهما فأمسك زبراء عنده بالمدينة وحمل شرحبيل إلى الشام فشرف بها
1397 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أغزى جيشا فغزا فيهم فتى كان يدنو من عمر رضي الله عنه ويألفه فأوصى به عمر صاحب البعث خيرا فكان معه فراودته جارية لصاحب الجيش أو لرفيق له عن نفسها فامتنع عليها فأخذت نفقة لسيدها فجعلتها في عيبة الفتى فافتقدها صاحبها فوجدها في عيبة الفتى فقطع يده ثم أراد حسمها بالنار فامتنع عليهم فمات فلما قفل الجيش سأل عمر رضي الله عنه عن الفتى فأخبروه بأمره قال وبيد عمر رضي الله عنه عصا فجعل يضرب بها الأرض ويقول والله ما زنى وما سرق والله ما زنى وما سرق هل كانت معكم جارية قالوا نعم قال ايتوني بها فأتوه بها فسألها فاعترفت فأمر بها عمر رضي الله عنه فقتلت به قال سعيد فمن يومئذ قال عمر رضي الله عنه لا يقطع إلا إمام قال سعيد وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من استعملناه منكم فليجعل الرفق يعني العدل والأمانة . . . . . . . . . ( مسير عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الشام )
1398 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا يونس عن الحسن قال قال عمر رضي الله عنه لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولا
____________________
(2/23)
فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني إما هم فلا يصلون إلي وإما عمالهم فلا يرفعونها إلي فأسير إلى الشام فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى الجزيرة فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى مصر فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى البحرين فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى الكوفة فأقيم بها شهرين ثم أسير إلى البصرة فأقيم بها شهرين والله لنعم الحول هذا
1399 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت القاسم بن محمد يقول سمعت أسلم مولى عمر رضي الله عنه يقول خرجت مع عمر رضي الله عنه وهو يريد الشام حتى إذا دنا أناخ فذهب لحاجة له قال أسلم فطرحت فروتي بين شعبتي رحلي فلما فرغ عمر رضي الله عنه عمد إلى بعيري فركبه وركب أسلم بعير عمر رضي الله عنه فخرجا يسيران حتى لقيهما أهل الأرض قال فلما دنوا أشرت لهم إلى أمير المؤمنين فجعلوا يتحدثون بينهم فقال عمر رضي الله عنه تطمح أبصارهم إلى مراكب من لا خلاق له
1400 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال خرجت مع عمر رضي الله عنه إلى الشام حتى إذا كنا ببعض الطريق نزل للصبح ونزلت معه فذهب لحاجته وكان إذا ذهب أبعد ثم جاء فناولته إداوة من ماء فتوضأ ثم صلى فلما أردنا أن نركب قال هل لك أن تركب جملي وأركب جملك يا أبا خالد ولكنه جعل يقبض قال قلت وما يقبض قال يضرب بيديه فلا ينشب أي ينقب وهو جمل رجل أقث لم يثقل حواياه الشحم قال ثم لقينا أهل الأرض ينشدون قالوا أين أمير المؤمنين قال أمامكم قال فانصرفوا قال ما إخالنا إلا قد كربناهم نادهم فناديتهم فرجعوا فقلت هذا أمير المؤمنين فكأنما ضربت وجوههم فانصرفوا فقال هل ترى ما أرى يا أبا خالد فقلت وما أرى يا أمير المؤمنين فقال لم ير هؤلاء على صاحبك ثياب قوم غضب الله عليهم فيها ثم تزدرينا أعينهم قال فلقينا الناس فقيل له يا أمير المؤمنين إنك تقدم على أهل الأرض وعلى قوم حديثي عهد بكفر فلو ركبت دابة غير دابتك هذه قال فأتي ببرذون فركبه فجعل يتبختر به فجعل يضربه فلا يزداد إلا تبخترا فنزل عنه وقال ما حملتموني إلا على شيطان ما نزلت
____________________
(2/24)
عنه حتى أنكرت نفسي ايتوني بقعودي فركبه وأخر الناس عنه قال فطلع أبو عبيدة على جمل خطامه حبل أسود فلما رآه قال مرحبا هذا أخي مرحبا هذا رجل لم تغيره الدنيا قال فما زال يقول مرحبا حتى جاء
1401 - حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال خرجت مع عمر رضي الله عنه إلى الشام فلما كنا في أدنى الريف ودنونا منه ذهب عمر رضي الله عنه لحاجته وكان إذا ذهب لحاجته أبعد فجاء وقد قلبت فروتي فألقيتها بين شعبتي الرحل فركب بعيري وركبت بعيره فما خطا به البعير قال يا أسلم بجملك هذا قباض قلت لا أدري قال بلى ولا يصلحه إلا رجل لم يثقل حواياه الشحم فسرنا حتى لقينا الناس فجعلوا يسألون عنه فأقول أمامكم فيبعدون على وجوههم فقال لي يا أسلم قد أكثرت فأخبرهم فقلت هذا فاطلع أناس فقالوا أمير المؤمنين فقلت هذا فجعلوا يتواطأون فيما بينهم فقال إن هؤلاء لا يرون علينا برد قوم غضب الله عليهم فيها وأعينهم تزدرينا ثم سار حتى لقيه عمرو بن العاص وأمراء الأجناد فتحدث معهم ثم قال عمرو يا أمير المؤمنين إنك تقدم على قوم حديثي عهد بكفر قال فمه قال يؤتى بدابة فتركبها قال ما شئتم قال فأتي ببرذون فركبه فجعل البرذون يحركه فجعل عمر رضي الله عنه يضربه ويضرب وجهه فلا يزيده إلا مشيا فقال سائس الدابة ما ينقم أمير المؤمنين منه ثم نزل فقال ما حملتموني إلا على شيطان وما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي قربوا بعيري فركبه ثم اعتزل الناس فسار حتى لقيه أبو عبيد بن الجراح رضي الله عنه على بعير قد خطمه بحبل أسود فلما رآه عمر رضي الله عنه قال أخي لعمري لم تغيرك الدنيا بعدي ودخلا
1402 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن أبي إسحاق الشيباني عن بشير بن عمرو قال أتي عمر رضي الله عنه ببرذون فركبه منطلقا إلى الشام فلما هزه خلجه فنزل عنه وقال قبح الله من عملك هذا
1403 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال ركب عمر رضي الله عنه برذونا فهزه فنزل عنه وقال ما يصلح هذا إلا لصاحب يأتي عليه الغائط
1404 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال حدثنا المعافى بن عمران عن عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي عن أبي الغالية الشامي من أهل دمشق أن عمر رضي
____________________
(2/25)
الله عنه قدم عليهم الشام على جمل أورق بين عمودين تلوح صلعته في الشمس لا حقبة ولا خشبة تصطفق رجلاه ليس له ركابان وطاؤه فروة كبش كرمي ذات صوف هو وطاؤه إذا ركب وفراشه إذا نزل وحقيبة نمرة أو شملة محشوة ليفا هي وسادته إذا نزل وحقيبته إذا ركب قال له رأس القرية أنت ملك العرب وهذا دابة لا تصلح لهذا البلد فأتي ببرذون فطرحت عليه قطيفة فركب بغير سرج فأهزته فقال أمسك أمسك أدن جملي ما شعرت أن الناس يركبون الشياطين قبل يومي هذا فدعي بجمله فركبه
1405 - حدثنا عبيد بن قتادة قال حدثنا عطاء بن مسلم عن محمد بن سوقة عن ابن صالح قال قدم عمر رضي الله عنه الجابية على بعير أحمر مقتب بقتب مشتملا بعباءة قطوانية خطام بعيره في يده اليمنى وفي يساره نمرة
1406 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا عتاب بن بشير عن سالم بن عجلان قال لما قدم عمر رضي الله عنه الشام فلقيه العجم من أهل الشام فيقولون أين أمير المؤمنين فيقولون قدامكم حتى جاوزوه فسألوا فقيل هذا أمير المؤمنين فرجعوا فنظروا إليه في رجل أو اثنين أو ما شاء الله فقالوا هذه والله الرهبانية لا رهبانيتكم قال ولقيه معاوية رضي الله عنه على برذون فنزل ومشى معه وتغافل عنه عمر رضي الله عنه فقيل له يا أمير المؤمنين جهدت الرجل إنه بادن فقال دعه حتى بلغ من ذلك ما أراد ثم أمره فركب
1407 - حدثنا أحمد بن معاوية قال سمعت أبا عبد الله محمد بن سليمان بن عطاء بن قيس الحراني قال حدثني أبي سليمان بن عطاء عن مسلمة بن عبد الله الجهني عن عمه أبي مسجعة بن ربعي الجهني قال لما قدم عمر رضي الله عنه الجابية لغرض الخراج وذلك بعد وقعة اليرموك شهدته دعا بكرسي من كراسي الكنيسة فقام عليه فقال إن نبي الله & قام فينا فقال إيها الناس أكرموا أصحابي فإن خياركم أصحابي ألا ثم الذين يلونهم ألا ثم الذين يلونهم ألا ثم يظهر العرب ويكثر الحلف حتى يحلف الحالف وإن لم يستحلف ويشهد الشاهد وإن لم يستشهد ألا فمن أراد بحبوحة الجنة فعليكم بالجماعة الجماعة تدرئكم على الجماعة ألا وإن الشيطان ذنب بني آدم وهو مع الواحد
____________________
(2/26)
وهو من الاثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له إلا كان الشيطان ثالثهما ألا ومن ساءته سيئاته وسرته حسناته فهو مؤمن قمت فيكم بقدر ما قام فينا رسول الله & ثم ارتحل حتى نزل أذرعات وقد ولى على الشام يزيد بن أبي سفيان فدعا بغدائه فلما فرغ من الثريد رفع فوضعت بين يديه قصعة أخرى فصاح فقال ما هذا فأرسل يزيد إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وكان صاحب إمرة فقال معاوية رضي الله عنه ما الذي أنكرت يا أمير المؤمنين قال ما بالي توضع بين يدي قصعة وترفع أخرى قال إنك هبطت أرضا كثيرة الأطعمة فخفت عليك وخامتها فأشر إلي إن شئت حتى ألزمكه فأشار إلى الثريد فقام قسطنطين وهو صاحب بصرى بين يديه فقال يا أمير المؤمنين إن أبا عبيدة قد فرض علي الخراج فاكتب له به فأنكر عمر ذاك وقال فما فرض عليك قال فرض علي أربعة دارهم وعباءة على كل جلهمة يعني الجماجم فقال عمر رضي الله عنه لأبي عبيدة ما يقول هذا قال كذب ولكني صالحته على ما ذكر ليستمتع به المسلمون في شتائهم هذا ثم تقدم أنت فتكون الذي يفرض عليهم الخراج فقال عمر رضي الله عنه أبو عبيدة أصدق عندنا منك فقال قسطنطين صدق أبو عبيدة وكذبت أنا قال ويحك فماذا أردت بمقالتك قال أردت أن أخدعك ولكن افرض علي يا أمير المؤمنين الآن قال فجاثاه النبطي مجاثاة الخصم عامة النهار ففرض على الغني ثمانية وأربعين وعلى الوسط أربعة وعشرين وعلى الناس اثني عشر درهما وشرط عليه عمر رضي الله عنه أن يشاطرهم منازلهم فينزل فيها المسلمون وعلى أن لا يضربوا بناقوس ولا يرفعوا صليبا إلا في جوف كنيسة وعلى أن لا يحدثوا كنيسة إلا ما في أيديهم وعلى أن لا يمر خنزير بين أظهر المسلمين وعلى أن يقروا ضيفهم يوما وليلة وعلى أن يحملوا راجلهم من رستاق إلى رستاق وعلى أن يناصحوهم ولا يغشوهم وعلى أن لا يمالئوا
____________________
(2/27)
عليه عدوا فمن وفى وفينا له ومنعناه مما نمنع منه نساءنا وأبناءنا ومن انتهك شيئا من ذلك استحللنا بذلك سفك دمه وسباء أهله وماله فقال له قسطنطين يا أمير المؤمنين اكتب لي به كتابا فقال نعم ثم وكد عمر رضي الله عنه فقال إلا أن استثني عليك ميرة الجيش فقال له النبطي لك ثنياك وقبح الله من أقالك فلما فرغ قال له قسطنطين يا أمير المؤمنين قم في الناس فأعلمهم كتابك لي ليتناهوا عن ظلمي والعسار علينا فقام عمر رضي الله عنه فخطب خطبة نبي الله & فلما بلغ ( من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ) قال النبطي إن الله لا يضل أحدا فقال عمر رضي الله عنه ما يقول قالوا يا أمير المؤمنين شيء تكلم به فعاد عمر رضي الله عنه في الخطبة وعاد النبطي فقال عمر رضي الله عنه أفترون ما يقول قالوا يقول إن الله لا يضل أحدا فقال عمر رضي الله عنه والذي نفسي بيده لئن عدت لها لأضربن الذي فيه عيناك فمضى عمر رضي الله عنه في خطبته فلما فرغ قام إليه قسطنطين فقال يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فاقضها لي فإن لي عليك حقا قال ما حقك علينا قال إني أول من أقر بالصغار قال وما حاجتك إن كان لك فيها منفعة فعلنا قال غدا عندي أنت وأصحابك قال عمر رضي الله عنه ويحك إن ذلك يضرك قال ولكنها مكرمة وشرف أناله قال انطلق فتهيأ حتى نأتيك فانطلق فتهيأ في كنيسة بصرى ونجدها وهيأها وهيأ فيها الأطعمة وقباب الخبيص وكانونا عليه المجمر فلما جاء عمر رضي الله عنه وأصحابه نزل في بعض البيادر ثم خرج يمشي وتبعه الناس والنبطي بين يديه ثم بدا لعمر رضي الله عنه فقال لا يتبعني أحد ثم مضى هو والنبطي فلما دخل الكنيسة إذا هو بالستور والبسط وقباب الخبيص والمجمر فقال للنبطي ويلك لو نظر من خلفي إلى ما ها هنا أفسدت علي قلوبهم إهتك ما أرى قال يا أمير المؤمنين إني أحب أن تنظروا إلى نعمة الله علي فقال له إن أردت أن نأكل طعامك فاصنع ما آمرك فهتك الستور ونزع البسط وأخرج عنه المجمر ثم قال له اخرج إلى رحالنا فأتني بأنطاع فأخذها عمر رضي الله عنه فبسطها في الكنيسة ثم عمد عمر رضي الله عنه إلى ذلك الخبيص وما كان هنا فعكس بعضه على بعض فجعل يحمل بيديه ويجعله على الأنطاع ثم قال ادع الناس فجاؤوا على ركبهم وأقبلوا يأكلون فربما
____________________
(2/28)
وقعت القطعة من الخبيص في فم الرجل فيقول إن هذا الطعام ما رأيناه فقال عمر رضي الله عنه ويحك أما تسمع كيف لو رأوا ما رأيت فلما فرغوا قال النبطي لمعاوية رضي الله عنه إن الأحبار والرهبان قد اجتمعوا فهم يريدون أن ينظروا إلى أمير المؤمنين وإنما عليه أخلاق وسخة مهلهلة فلنحدثه عنها فنعيره ثيابا غير هذه حتى يقضي جمعته فقال له معاوية رضي الله عنه أما أنا فلا أدخل في هذا بعد إذ نجوت منه أمس فقال له النبطي يا أمير المؤمنين ثيابك قد اتسخت فإن رأيت أن تعطينا أن نغسلها ونرمها قال نعم فدفع إليه ثيابه واتزر بكساء فعمد النبطي فغسل الثياب وتركها في الماء ثم هيأ له قميصا مرويا ورداء قصيبا فلما حضرته الجمعة قال له عمر رضي الله عنه إيتني بثيابي قال يا أمير المؤمنين ما جفت فنحن نعيرك ثوبين حتى تقضي جمعتك قال أرني فلما نظر إلى القميص قال ويحك كأنما رفي رفوا أغربهما عني وأتني بثيابي فجاء بها تقطر فجعل يتناولها وجعل النبطي يأخذ بطرق الثوب وعمر رضي الله عنه بالطرف الآخر فجعل يعصرها ويلبسها ثم دعا بكرسي من كراسي الكنيسة فقال عليه وجعل يخطب الناس وهو يمسح ثيابه ويمددها قال فسألته أي شيء كانت ثيابه قال غزلي كتان وجاءت الرهبان فقاموا وراء الناس وعليهم القلانس تبرق بريقا ومعهم عصي عليها صفائح الفضة ومعهم المواكب فلما نظروا إليه وإلى هيئته قالوا أنتم الرهبان لا والله ولكن هذه الرهبانية وما أنتم عنده إلا ملوك ثم ارتحل حتى أتى دمشق فشاطرهم منازلهم وكنائسهم وجعل يأخذ الحيز القبلي من الكنيسة لمسجد المسلمين لأنها أنظف وأطهر وجعل يأخذ هو بطرف الحبل والنبطي بطرف الحبل حتى شاطرهم منازلهم قال فربما أرخى فأخذ الحبل منه فأعقبه ففرغ عمر رضي الله عنه من دمشق وحمص وبعث أبا عبيدة إلى قنسرين وحلب ومنبج ففعل بهم كما فعل عمر رضي الله عنه
1408 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال لما نزل رضي الله عنه جاءه صاحب الأرض فأعطاه عمر رضي الله عنه قميصه ليغسله وبرفوه وفي عاتقه خرق فانطلق به فغسله ثم رقعه وقطع
____________________
(2/29)
قميصا جديدا آخر فأتاه به وقد أعد قميصه فأعطاه الجديد فرآه عليه وقال إيتني بقميصي فناوله إياه
1409 - حدثنا أحمد بن جناب قال حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل عن قيس قال لما أتى عمر رضي الله عنه الشام أتي ببرذون فقيل اركبه يا أمير المؤمنين ليراك عظماء الأرض قال وإنكم لهناك إنما الأمر ها هنا وأشار إلى السماء خلوا سبيل جملي
1410 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن عياش قال حدثني يحيى الطويل عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال بلغ عمر رضي الله عنه أن يزيد بن أبي سفيان يأكل ألوان الطعام فقال لمولى له يقال له يرفأ إذا علمت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني فلما حضر عشاؤه أعلمه فأتاه عمر رضي الله عنه فاستأذن فأذن له فدخل فقرب عشاءه فجاء بثريد لحم فأكل عمر رضي الله عنه منها ثم قرب شواء فبسط يزيد يده وكف عمر رضي الله عنه يده ثم قال الله يا يزيد بن أبي سفيان أطعام بعد الطعام والذي نفس عمر بيده لئن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقهم
1411 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال حدثنا المعافى بن عمران عن أبان البجلي عن أبي بكر بن حفص أن عمر رضي الله عنه غزا إلى الشام وعليها يزيد بن أبي سفيان فدعاه إلى طعامه فإذا بيت مستور فوضع عمر رضي الله عنه طيلسانه ثم طفق بتلك الستور يقطعها وأخذ الآخر يقول أعوذ بالله من غضب الله وغضب أمير المؤمنين فقال ويحك أتلبس الحيطان ما لو ألبسته قوما من الناس لسترهم من الحر والقر
1412 - حدثنا سعيد بن عامر قال حدثنا جويرية بن أسماء قال بعضه عن نافع وبعضه عن رجل من ولد أبي الدرداء قال دخل أبو الدرداء رضي الله عنه مالا له ومعه ناس من أصحابه فطافوا فيه فلما خرجوا قال كيف رأيتم قالوا ما رأينا كاليوم مالا أحسن قال فإني أشهدكم أن ما خلفت خلف ظهري في سبيل الله وإن ذلك إلى أمير المؤمنين يضعه حيث رأى ثم أتى عمر رضي الله عنه فاستأذنه في أن يأتي الشام قال لا آذن لك إلا أن تعمل قال فإني لا أعمل قال عمر رضي الله عنه فإني لا آذن لك قال
____________________
(2/30)
فإني انطلق فأعلم الناس سنة نبيهم & وأصلى بهم قال وكان الناس إذا كان الصيف تفرقوا في المغازي وإذا كان الشتاء اجتمعوا في الشتاء فصلى بهم أبو الدرداء رضي الله عنه فأتاهم عمر رضي الله عنه وقد اجتمعوا في الشتاء فلما كان قريبا منهم أقام حتى أمسى فلما جنه الليل قال يا يرفأ انطلق بنا إلى يزيد بن أبي سفيان أبصره عنده سمار ومصباح مفترشا ديباجا وحريرا من فيء المسلمين تسلم عليه لا يرد عليك وتستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت فإذا علم من أنت فذكر جويرية كراهيته ولم يحفظ أبو محمد لفظه قال فانطلقنا حتى انتهينا إلى بابه فقال السلام عليكم قال وعليك قال أدخل قال ومن أنت قال يرفأ هذا من يسوؤك هذا أمير المؤمنين ففتح الباب فإذا سمار ومصباح وإذا هو مفترش ديباجا وحريرا من فيء المسلمين فقال عمر رضي الله عنه يا يرفأ الباب الباب ووضع الدرة بين أذنيه ضربا ثم كور المتاع فوضعه في وسط البيت ثم قال للقوم لا يبرحن منكم أحد حتى أرجع إليكم ثم خرجنا من عنده فقال يا يرفأ انطلق إلى عمرو بن العاص أبصره عنده سمار ومصباح مفترشا ديباجا وحريرا من فيء المسلمين تسلم عليه فيرد عليك وتستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت فإذا علم ذكر جويرية مشقة ذلك على عمرو رضي الله عنه وذكر حلفه واعتذاره قال عمر رضي الله عنه والله يعلم إنه على غير ذلك قال فانتهينا إلى بابه فقال عمر رضي الله عنه السلام عليكم قال وعليك قال ادخل قال ومن أنت قال يرفأ هذا من يسؤوك هذا أمير المؤمنين ففتح الباب فلما دخل إذا سمار ومصباح وإذا هو مفترش ديباجا وحريرا من فيء المسلمين فقال عمر رضي الله عنه يا يرفأ الباب الباب ووضع الدرة بين أذنيه ضربا وجعل عمرو رضي الله عنه يحلف ثم كور المتاع فوضعه في وسط البيت ثم قال للقوم لا يبرحن منكم أحد حتى أعود إليكم ثم خرجا من عنده فقال عمر رضي الله عنه يا يرفأ انطلق بنا إلى أبي موسى أبصره عنده سمار ومصباح مفترشا صوفا من فيء المسلمين فتسلم عليه فيرد عليك وتستأذن عليه فلا يأذن لك حتى يعلم من أنت فإذا علم من أنت قال إن أهل البلد زعموا أن خيرا له أن يلبس فانطلقنا حتى إذا قمنا على بابه فقال السلام عليكم قال وعليك قال ادخل قال ومن أنت قال يرفأ هذا من يسوؤك هذا أمير المؤمنين ففتح الباب فإذا سمار ومصباح وإذا هو مفترش صوفا من فيء المسلمين فقال يا يرفأ الباب ثم وضع الدرة بين أذنيه ضربا وقال وأنت أيضا يا أبا موسى قال يا أمير المؤمنين أوقد رأيت ما صنع أصحابي أما والله لقد أصبت مثل الذي أصابوا قال فما هذا قال زعم أهل البلد أن خيرا له أن يلبس قال فكور المتاع ووضع وسط البيت ثم قال للقوم لا يبرحن منكم أحد حتى أعود إليكم فلما خرجنا من عنده قال يا يرفأ انطلق بنا إلى أخي أبصره ليس عنده سمار ولا مصباح ليس لبابه غلق يفترش بطحاء يبوسة ووسادة
____________________
(2/31)
برذعة عليه كساء رقيق قد أرهقه البرد فسلم عليه فيرد عليك وتستأذن عليه فيأذن لك قبل أن يعلم من أنت فانطلقنا حتى إذا قمنا على بابه قال السلام عليكم قال وعليك قال أدخل قال أدخل فدفع الباب فإذا ليس عليه غلق فدخلنا إلى بيت مظلم فجعل عمر رضي الله عنه يلمسه حتى وقع عليه فحبس وساده فإذا هي برذعة وحبس فراشه فإذا بطحاء وحبس دثاره فإذا كساء رقيق فقال أبو الدرداء رضي الله عنه من هذا أمير المؤمنين قال نعم قال أما والله لقد استبطأتك منذ العام فقال عمر رضي الله عنه رحمك الله ألم أوسع عليك ألم أفعل بك فقال أبو الدرداء رضي الله عنه أتذكر حديثا حدثناه رسول الله & قال أي حديث قال ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب قال نعم قال فماذا فعلنا بعده يا عمر قال فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أضحيا
1413 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني غسان بن عبد الحميد قال لما قدم عمر رضي الله عنه الشام غدا هو وبلال مولى أبي بكر رضي الله عنهما فاستأذن بلال على أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه فقال أدخل قال أدخل قال أنا ومن معي قال أنت ومن معك فدخل عمر وبلال رضي الله عنهما فوجدا أبا عبيدة رضي الله عنه جالسا على خص ليس في بيته غيره ورآه عمر رضي الله عنه في حال شديدة اشتدت عليه فكلمه في بعض ذلك فقال كفاك ما بلغك المقبل ثم خرجنا من عنده فذهبنا إلى منزل خالد بن الوليد رضي الله عنه فاستأذن بلال رضي الله عنه فقال أدخل أنا ومن معي قال أدخل أنت ومن معك فدخلا فوجدا خالدا يصلح نبلا له ورأى عمر رضي الله عنه في بيته صندوقا فظن أن فيه مالا ففتحه عمر رضي الله عنه فإذا فيه أدراع من حديد فسكت وخرج هو وبلال رضي الله عنهما حتى وقفا على باب عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال بلال رضي الله عنه أدخل قال أدخل قال أأدخل أنا ومن معي قال لا قال أدخل أنا ومن معي قال لا يدخل من معك ولو كان عمر بن الخطاب فرجعا عن بابه ولم يدخلا
1414 - حدثنا محمد بن أبي أسامة الرقي قال حدثني أبي عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال خرج عمر رضي الله عنه ومعه بلال المؤذن رضي الله عنه فجعل يأتي
____________________
(2/32)
بيوت ناس من العمال فيستأذن فإذا أذن له قال أنا ومن معي قال فيدخل عمر رضي الله عنه وهو متنكر فيفتش بيوتهم فدخل على خالد بن الوليد رضي الله عنه ففتش بيوته فلم يجد فيها إلا متاع الغازي فقال خالد رضي الله عنه أما والله لولا الله والإسلام ما فتشت بيت رجل بعدي فكانت ميمونة إذا ذكرت خالدا قالت فداك أبي وأمي
1415 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال حدثنا المعافى بن عمران عن صفوان بن عمرو قال حدثني سليم بن عامر قال قدم عمر رضي الله عنه الجابية فقضى بين الناس فلما أظهر توجه إلى أبي عبيدة ثم قال نحو منزلك يا أبا عبيدة فقال مرحبا وأهلا يا أمير المؤمنين ثم سبقه أبو عبيدة إلى منزله فلما دخل قالت امرأة أبي عبيدة مرحبا يا أمير المؤمنين قال فلانة قالت نعم فلانة قال والذي نفس عمر بيده لأسوأنك قالت إياي تعني وقالت والله ما تقدر على ذاك فأعاد عليها مثل قوله وأعادت عليه مثل قولها فغضب فلما رأى أبو عبيدة غضبه قال بلى والله يا أمير المؤمنين إنك لتقدر على ذلك فقالت والله ما هو على ذلك بقادر قال عمر رضي الله عنه إنك لتدلين بدالة قالت هل تستطيع أن تسألني الإسلام فتذهب به قال لا والله قالت فلا والله ما أبالي ما كان بعد فقال عمر رضي الله عنه استغفر الله ثم سلم فانطلق قال صفوان فقلت لسليم ما كان غضبه عليها قال بلغني أن امرأة عظيم دمشق من الأعاجم حين فتحت دمشق أهدت إليها عقدا فيه خرزة لؤلؤ وجزع لعله لا يساوي إلا ثلاثمائة درهم
1416 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عثمان بن عبد الحميد قال أرسل عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة بخمسائة دينار فعمد إليها أبو عبيدة فقسمها كلها فكانت امرأته تقول والله لقد كان ضرر دخول تلك الدنانير علينا أكثر من نفعها ثم إن أبا عبيدة عمد إلى خلق ثوب كنا نصلي فيه فشققه ثم جعل يصر فيه من تلك الدنانير الذهب ويبعث بها إلى مساكين فقسمها عليهم حتى فنيت
1417 - حدثنا هارون بن محمد المخزومي قال حدثنا محمد بن سعيد بن المفضل عن أبيه قال حدثنا الأوزاعي قال بلغنا أن عمر رضي الله عنه لما بلغته وفاة يزيد يعني ابن أبي سفيان لقي أبا سفيان فقال له يا أبا سفيان احتسب يزيد قال فمن وليت مكانه قال معاوية قال وصلتك رحم أتقره عليها قال نعم قال إنا لله وإنا إليه راجعون قال فتوفي عمر ومعاوية رضي الله عنهما على الشام أربعين سنة أربع سنين آخر ولاية عمر رضي الله عنه وأقره عثمان رضي الله عنه عليها خلافته
____________________
(2/33)
ثنتي عشرة سنة وقاتل عليا رضي الله عنه خمس سنين وأقام خليفة ما بين تسع عشرة سنة إلى عشرين فكان واليا على الشام أربعين سنة وأشهرا
1418 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنه قدم وفد عبد القيس على عمر رضي الله عنه فأذن لهم فدخلوا عليه فقضى بينهم وقضى من حوائجهم فبينا هم كذلك غلبته عينه فقال رجل منهم ما رأيت امرأ قط خيرا من هذا فاستيقظ عمر رضي الله عنه فكلمه فقال أكنت رأيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لا فقال أما والله لو كنت رأيته لثكلت بك
1419 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال عمر رضي الله عنه أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا
1420 - حدثنا الأصمعي قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال مر عمر رضي الله عنه بقوم يقولون كان أبو بكر رضي الله عنه ولم تكن له مثل شدة عمر فقال أبا شر يحيى أيا ملكعان أيا كذا . .
1421 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن ناسا من بني ثعلبة أتوا عمر رضي الله عنه فقالوا أرضنا قاتلنا في الجاهلية وأسلمنا عليها في الإسلام حميت علينا فجعل عمر رضي الله عنه يقول البلاد بلاد الله تحمى لنعم مال الله وما أنا بفاعل وجعل يفتل شاربه وكان يفعل ذلك إذا هم
1422 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى وقال له اضمم جناحك عن الناس واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مجابة وأدخل رب الصريمة
____________________
(2/34)
ورب الغنيمة وإياي ونعم ابن عوف وإياي ونعم ابن عفان فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعا إلى نخل وزرع وإن رب الغنيمة ورب الصريمة إن تهلك ماشيته جاءني ببنية فقال يا أمير المؤمنين أفتاركهم تالله لا أبا لك فالماء والكلأ أهون علي من الذهب والورق وايم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم وإنها لبلادهم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإسلام ووالذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا
1423 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا عامر بن صالح قال حدثني يونس بن يزيد عن ابن شهاب أن عمر رضي الله عنه حمى الربذة وأن عثمان رضي الله عنه حمى السرف
1424 - حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر رضي الله عنه كان يحمل في العام الواحد على أربعين ألف بعير يحمل الرجل إلى الشام على بعير ويحمل الرجلين إلى العراق على بعير فجاءه رجل من أهل العراق فقال احملني وسحيما فقال له عمر رضي الله عنه أنشدك الله أسحيم زق قال نعم ( إقامة عمر رضي الله عنه الحدود على القريب والبعيد )
1425 - حدثنا أبو عاصم قال حدثني ابن جريج قال قال ابن شهاب حدثني سالم بن عبد الله عن أبيه قال شرب أخي عبد الرحمن بن عمر وشرب معه عقبة بن الحارث شرابا فسكرا منه بمصر في خلافة عمر رضي الله عنه فلما ضحيا أتيا عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو أمير بمصر فقالا طهرنا فذكر أخي أنه سكر فقلت ادخل الدار أطهرك فقال قد حدثت الأمير فقلت لا والله لا تخلق على رؤوس الناس قال وكانوا يحلقون قال فحلقت أخي بيدي وجلدهما عمرو فسمع بذلك عمر رضي الله عنه فكتب إلى عمرو ابعث إلى عبد الرحمن على قتب ففعل فلما قدم عليه جلده لمكانه منه ثم أرسله فمكث أشهرا صحيحا فأصابه قدره فحسب عامة الناس أنه مات من جلده ولم يمت من جلده
1426 - حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا ابن أبي ليلى عن الشعبي قال ضرب
____________________
(2/35)
عمر رضي الله عنه ابنا له في حد فأتاه وهو يموت فقال يا أبه قتلتني قال إذا لقيت ربك فأخبره أنا نقيم الحدود
1427 - حدثنا عفان قال أنبأنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد قال صلى عمر رضي الله عنه على جنازة ثم أقبل علينا بوجهه فقال إني وجدت من عبد الله بن عمر ريح شراب وإني سألته عنه فزعم أنه خل وإني سائل عنه فإن كان مسكرا جلدته قال السائب فأنا شهدته جلده الحد
1428 - حدثنا محمد بن الفضل عارم قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري قال حدثني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان أبوه قد شهد بدرا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل قدامة بن مظعون على البحرين فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر رضي الله عنه من البحرين فقال إن قدامة بن مظعون شرب فسكر ثم إني رأيت حدا حقا علي أن أرفعه إليك قال من يشهد معك قال أبو هريرة رضي الله عنه فأرسل إلى أبي هريرة رضي الله عنه فقال أما تشهد قال لم أره حين شرب ولكني رأيته سكران يقىء قال لقد تنطعت في الشهادة يا أبا هريرة ثم كتب إلى قدامة أن يقدم فقدم على عمر رضي الله عنه فقام الجارود إلى عمر رضي الله عنه فقال أقم على هذا حد الله قال أخصم أنت أم شهيد قال لا بل شهيد قال قد أديت شهادتك فصمت الجارود حتى غدا على عمر رضي الله عنه من الغد فقال أقم على هذا حد الله فقال ما أراك إلا خصما وما أراك شهد معك إلا رجل قال أنشدك الله يا أمير المؤمنين قال لتمسكن لسانك أو لأسوأنك قال والله ما ذاك بالعدل يشرب ابن عمك وتسوؤني فقال أبو هريرة رضي الله عنه وهو جالس يا أمير المؤمنين إن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فسلها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد يناشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر رضي الله عنه إني جالدك يا قدامة فقال لئن كان كما يقولون فليس لك أن تجلدني قال لم قال أن الله يقول ! ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) ! المائدة 93 حتى قرأ الآية قال إنك أخطأت التأويل يا قدامة إنك إذا اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك قال ثم استشار الناس فقال ما ترون في جلد قدامة قالوا لا نرى أن تجلده ما دام وجعا قال لأن يلقى الله تحت السياط أحب
____________________
(2/36)
إلى من أن يلقاه وهو في عنقي إيتوني بسوط فأمر بقدامة فجلد فغاضبه قدامة وهجره حتى خرج إلى مكة وحج قدامة فلما رجع ونزل السقيا استيقظ عمر رضي الله عنه من نومه فقال عجلوا علي بقدامة فوالله إني لأرى في النوم أن آتيا أتاني فقال سالم قدامة فإنه أخوك فعجلوا علي بقدامة فأرسل إليه فأبى قدامة أن يأتيه فقال ليأتيني أو ليجرن فأتاه فصالحه واستغفر له فكان ذلك أول صلحهما
1429 - حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا إبراهيم بن حميد عن إسماعيل بن أبي خالد عن منذر بن أبي الأشرس أن عمر رضي الله عنه لما ضرب قدامة بن مظعون غشي عليه في خمسة وستين فقال عمر رضي الله عنه لو مات لجلدته بقيتها على قبره
1430 - حدثنا مسعود بن واصل قال حدثنا هشام بن حسان عن محمد أن الجارود قدم على عمر رضي الله عنه فقال إن قدامة بن مظعون شرب الخمر فقال من شهودك قال أبو هريرة قال ختنك والله لأوجعن متنه بالسوط قال والله إن هذا لظلم يشرب ختنك ويضرب ختني قال ومن قال علقمة قال هاتهم فجاؤوا فقال لأبي هريرة رضي الله عنه ما تقول قال أشهد أني رأيته يشربها مع ابن زبراء حتى أولجها بطنه ثم قال لعلقمة ما تقول قال أتجوز شهادة الخصي قال هات قال أتجوز شهادة الخصي قال هات قال أتجوز شهادة الخصي قال هات قال ما رأيته يشربها ولكني رأيته يمجها قال ما مجها حتى شربها حاشا في إمارتنا أحدا غيره ثم أمر بضربه
1431 - حدثنا محمد بن عباد بن موسى العكلي عن هشيم عن المغيرة عن الشعبي وغيره أن الجارود ضرب قدامة بن مظعون الجمحي بالبحرين في الخمر الحد وهو أميرهم فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فأرسل إليهم فقاموا فقال للجارود هيه اجترأت على صهري وخال ولدي فقال الجارود لا اجترئ على قرشي بعدك فقال عمر رضي الله عنه لأوجعن ختنك يعني أبا هريرة فقال الجارود أيشرب ختنك ويضرب ختني فقال عمر رضي الله عنه ما ذاك بالعدل ثم قال هات بينتك فجاء بأبي هريرة رضي الله عنه فشهد وجاء بعلقمه الخصي فشهد أنه رآه قاءها فقال عمر رضي الله عنه ما
____________________
(2/37)
قاءها حتى شربها فأخر عمر رضي الله عنه قدامة بعض التأخر لوجع كان به ثم دعاه فضربه الحد وقال والله لا أكلمك أبدا فرأى رؤيا فأتاه فكلمه وقال ما حابيت مذ وليت رجلا غيره فما بورك لي فيه
1432 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا شريك عن المغيرة عن الشعبي قال أمر عمر رضي الله عنه قدامة على بعض عمله فشرب خمرا فقام إليه الجارود فجلده الحد وهو سكران لا يعقل فرفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه فأرسل إليه فقال أضربت خال ولدي وفضحته فقال لقد وقعت السياط بظهره وما يعلم فقال عمر رضي الله عنه ائتني بشهود على ما تقول وإلا ضربتك فقال أنشد الله رجلا شهد لما قام فقام رجل فقال أنا أشهد إن كنت تجيز شهادة الخصي قال أما أنت فإني أجيز شهادتك قال فإني أشهد أني رأيته يقئ الخمر قال فمن قاءها فقد شربها قال الشعبي لا يضرب سكران حتى يصحو إلا إمام فإنه إذا صحا امتنع
1433 - حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن جعفر قال لما توفي العلاء بن الحضرمي وهو عامل البحرين لعمر رضي الله عنه استعمل عمر رضي الله عنه قدامة بن مظعون عليها فخرج يغزو بعض بلاد الأعاجم فأصابهم في مسيرهم نصب وعذر فمروا ببيت مفتوح فدخله قدامة والأرقم بن أبي الأرقم وعياش بن أبي ربيعة المخزومي وابن حنظلة الرزقي الأنصاري فوجدوا فيه طعاما كثيرا وخمرا في جرار فأكل قدامة وبعض من معه وشربوا من تلك الخمر ثم لحقهم أبو هريرة رضي الله عنه فمر بالبيت فدخله فوجدهم فأنكر عليهم ما صنعوا فقال ما لك ولهذا يا ابن أبيه وقال عياش إني والله ما كنت من أمرهم بسبيل ولا شربت ما شربوا قال فما لك معهم قال استظللت بظلهم واستقاء فقاء كسرا أكلها وشرب عليها ماء فركب الجارود العبدلي ورجل من بني رياح بن يربوع بن حنظلة كان خصيا في الجاهلية فكان يقال له خصي بني رباح في نفر من أهل البحرين حتى قدموا على عمر رضي الله عنه فذكروا له أمر قدامة وشهدوا عليه بشرب الخمر فسبهم وغضب عليهم غضبا شديدا وأبى أن ينزلهم ومنع الناس أن ينزلوهم ومر الجارود بمنزل عمر رضي الله عنه وابنة له تطلع وهي ابنة أخت قدامة فقالت والله لأرجو أن يخزيك الله فقال إنما يخزي الله العينين اللتين تشبهان عينيك أو يأثم أبوك ورجا عمر رضي الله عنه أن ينزعوا عن شهادتهم وأعظم ما قالوا وأرسل إلى الجارود لقد هممت أن أقتلك أو أحبسك بالمدينة فلا تخرج منها أبدا أو أمحوك من العطاء فلا تأخذ مع المسلمين عطاء أبدا فأرسل إليه الجارود إن قتلتني فأنت أشقى بذاك وإن حبستني بالمدينة فما بلد أحب إلي من بلد فيه قبر رسول الله & ومنبره ومهاجره وإن محوتني من
____________________
(2/38)
العطاء ففي مالي سعة ويكون عليك مأثم ذاك وتباعته فلما رأى عمر رضي الله عنه أنهم لا ينزعون ولا يزدادون إلا شدة أرسل إليهم وسمع منهم وقال والله ما استعملت عاملا قط لهوى لي فيه إلا قدامة ثم والله ما بارك الله لي فيه ثم كتب إلى أبي هريرة رضي الله عنه إن كان ما شهدوا حقا فاجلد قدامة الحد وأعدل فلما جاء كتاب عمر أبا هريرة رضي الله عنه جلد قدامة الحد فقدم قدامة على عمر رضي الله عنه فتظلم من أبي هريرة فقدم أبو هريرة رضي الله عنه فأرسل إليه عمر رضي الله عنه خاصم قدامة فإنه قد تظلم منك فقال لا حتى يرجع إلى عقلي ويذهب عني نصب السفر وأنام فإن قد سهدت في سفري فلبث ثلاثا ثم خاصم قدامة في بيت عمر وعند عمر رضي الله عنه زينب بنت مظعون وهي أم حفصة وعبد الله ابني عمر فتراجعا فكان أبو هريرة رضي الله عنه أطولهما لسانا ففزعت بنت مظعون فقالت لعنك الله من شيخ طويل اللسان ظالم فقال أبو هريرة بل لعنك الله من عجوز حمراء رمضاء بديء لسانها فاحشة في بيتها فقال قدامة يا أمير المؤمنين سله لم جلدني قال جلدتك بالذي رأيت منك قال هل رأيتني أشرب الخمر قال لا قال عمر رضي الله عنه الله أكبر قال أبو هريرة رضي الله عنه يرحم الله أبا بكر تشتمني زوجتك وتقضي بيني وبين ختنك في بيتك وتعين علي بالتكبير فقال عمر رضي الله عنه فقوموا فقاموا جميعا حتى جلسنا في المسجد واجتمع عليهم الناس فقال قدامة أنشدك الله هل رأيتني أشرب الخمر قال لا قال فهل رأيتني أشتريها قال لا قال فهل رأيتني أحملها قال لا قال فهل رأيتها تحمل إلي قال لا قال الله أكبر ففيم جلدتني قال جلدتك أني رأيتك تقيئها تخرجها من بطنك فمن أين أدخلتها قال قدامة وإنك بالخمر لعالم قال نعم والله ولقد كنت أشربها ثم ما شربتها بعدما بايعت رسول الله & قال عمر رضي الله عنه تب إلى الله يا قدامة اللهم صدق وكذبت وبر وفجرت تب إلى الله وكان ابن جندب الهذلي أتاه بالبحرين فوصله فلما ضربه عمر رضي الله عنه في الشراب قال ابن جندب ( أؤمل خيرا من قدامة بعدما ** علا السوط منه كل عظم ومفصل ) ( شربت حراما يا قدامة فأرسلت ** عليك سياط الشارب الخمر من عل ) ( فلا تشربن خمرا قدامة إنها ** حرام على أهل الكتاب المنزل )
____________________
(2/39)
1434 - حدثنا محمد بن خالد قال حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن عمر رضي الله عنه كتب إلى عامله على دمشق إن فتح الله عليكم دمشق فنفل عبد الرحمن بن أبي بكر ليلى بنت الجودي قالت عائشة رضي الله عنها فلقد رأيتها في بيتي
1435 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت استهام عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما بليلى بنت الجودي بن عدي بن عمرو بن أبي شمر حتى قال فيها ( تذكرت ليلى والسمارة بيننا ** فما لابنة الجودي ليلى وما ليا ) ( وأنى تعاطى قلبه حارثية ** فتسكن بصرى أو تحل الجوابيا ) ( وأنى تلاقيها بلى ولعلها ** إذا الناس حجوا قابلا أن تلاقيا ) فقال له عمر رضي الله عنه ما لك وما لها يا عبد الرحمن فقال والله يا أمير المؤمنين ما رأيتها قط إلا أني رأيتها ليلة في بيت المقدس في جوار ونساء يتهادين فإذا عثرت إحداهن قالت يا ابنة الجودي وإذا حلفت قالت بابنة الجودي فكتب عمر رضي الله عنه إلى صاحب النفير الذي هي به إن فتح عليهم غنموه إياها قالت عائشة رضي الله عنها فكنت أكلمه فيما يصنع بها فيقول يا أخية دعيني فوالله لكأنما أرشف بأنيابها حب الرمان ثم نزل بها وهانت عليه فكنت أكلمه فيما يسيء إليها كما كنت أكلمه في الإحسان إليها فكان إحسانه أن ردها إلى أهلها وقد روي خلاف هذا
1436 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن العلاء بن هارون عن عبد الله بن عون أو عوف عن يحيى بن يحيى الغساني قال كان عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما يتشبب بجارية في الجاهلية فقدم على يعلى بن منبه وهو على اليمن فوجدها في السبي فسأله أن يدفعها إليه فأبى وكتب يعلى إلى أبي بكر رضي الله عنه يذكر له أمر عبد الرحمن فكتب إليه أن ادفعها إليه
1437 - حدثنا أيوب بن محمد قال حدثنا ضمرة عن العلاء عن عبد الله بن عون عن يحيى بن يحيى بمثله
1438 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبوية عن سليمان بن صالح قال قرأت على عبد الله بن المبارك عن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن
____________________
(2/40)
عروة بن الزبير قال كانت بنت ملك من ملوك الشام يشبب بها عبد الرحمن وقد كان رآها فيما تقدم بالشام فلما فتح الله على المسلمين وقتلوا أباها جاءوا بها فقال المسلمون لأبي بكر رضي الله عنه يا خليفة رسول الله أعط هذه الجارية عبد الرحمن فقد سلمناها له فقال أبو بكر رضي الله عنه أكلكم على ذلك قالوا نعم فأعطاها إياه وكان لها بساط في بلدها لا تذهب إلى الكنيف أو إلى حاجة إلا بسط لها ورمى بين يديها برمانتين من ذهب تتلهى بهما فكان عبد الرحمن إذا خرج من عندها ثم رجع إليها رأى في عينيها أثر البكاء فيقول لها ما يبكيك اختاري خصالا أيها شئت إما أن أعقتك وأنكحك فتقول لا أبتغيه وإن شئت رددتك إلى قومك قالت ولا أريد قال وإن أحببت رددتك على المسلمين قالت ولا أريد قال فأخبريني ما يبكيك قالت أبكي للملك من يوم البؤس
1439 - حدثنا شريح بن النعمان قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عروة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال توفي حاطب وأعتق كل من صام وصلى من رقيقه وكان فيهم امرأة سوداء لم تفقه فلم يرعه إلا حملها فجاء عبد الرحمن إلى عمر رضي الله عنه فزعا فأخبره فقال لأنت الرجل لا تأتي بخير وأفزعه ذلك فسأل الجارية ممن حملك فقالت من مرعوش بدرهمين تستهل به فصادف ذلك عنده عثمان وعليا وعبد الرحمن بن عوف فقال أشيروا علي فقال عبد الرحمن وعلي رضي الله عنهما قد وجب عليهما الرجم فقال أشر علي يا عثمان فقال قد أشار عليك أخواك قال وأنت فأشر فقال أراها تستهل به كأنها لا تعلمه وإنما الحد على من علمه فجلدها مائة وغربها وقال صدقت والذي نفسي بيده ما الحد إلى على من علمه
1440 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا محمد بن سلمة قال أنبأنا محمد بن إسحق عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال لما حضرت حاطبا الوفاة أوصى بأن يعتق كل مملوك له قد صلى وصام وكانت جارية له سوداء فزنت وكانت ثيبا فأتيت عمر رضي الله عنه فأخبرته فقال مثلك الرجل لا يأتي بخير فقلت يا أمير المؤمنين حق الله وقع في أهلي وأنت محل ذلك فأتيتك لذلك فقال إئتني بها فأتيت بها فقال زنيت ويحك قالت نعم رفش درهمين بالحبشية تقول أجري بدرهمين وعنده عثمان وعلي وعبد الرحمن رضي الله عنهم فقال ما ترون فقال علي وعبد الرحمن رضي الله عنهما نرى أن تقيم عليها الحد وعثمان رضي الله عنه ساكت فقال ما تقول أنت فاستوى جالسا وكان متكئا فقال أراها مستهلة بفعلها كأنها لا ترى
____________________
(2/41)
به بأسا وإنما الحد على من عرفه فقال صدقت والله ما الحد إلا على من عرفه فضربها أدنى الحد من مائة جلدة وغربها عاما
1441 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه قال كان للمهاجرين مجلس في المسجد يجلسون فيه فكان عمر رضي الله عنه يجلس معهم فيحدثهم عما ينتهي إليه من أمر الآفاق فجلس معهم يوما فقال ما أدري كيف أصنع بالمجوس فوثب عبد الرحمن بن عوف فقام قائما فقال نشهد على رسول الله & لقال سنوا بهم سنة أهل الكتاب ما عند أبي عاصم عن جعفر بن محمد غير هذا الحديث وعن سليمان التيمي حديث
1442 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد أن عمر رضي الله عنه لما قدم من الشام قال لقد رأيت بالشام أشياء كرهتها والشماسة والنواقيس فلو استطعت منعتهما فقال عبد الله بن الطليب الهلالي أنا أذهب يا أمير المؤمنين إلى مدينة قيصر فأصعد فأؤذن ببرج من بروجها فإن قتلت برئت إليك ذمتهم واستحللت قتالهم فذهب فأذن ببرج من بروجها فأقبلوا نحوه ليقتلوه فقال قيصر علي بالرجل لا يقتل فقال إنما أراد عمر رضي الله عنه أن لا يكون بالشام شماسة ونواقيس فأجازه بألف دينار وألحقه بعمر رضي الله عنه
1443 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا ضمرة بن ربيعة قال حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد قال اختضب عمرو بن العاص بالسواد فجاء إلى عمر رضي الله عنه فسلم عليه فقال له من أنت قال عمرو بن العاص قال فرضيت بعد أن كان يقال لك كهل قريش أن يقال لك شاب من شباب قريش ثم قال خضاب الإيمان الصفرة وخضاب الإسلام الحمرة وخضاب الشيطان السواد
1444 - حدثنا هشام بن عبد الملك قال حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس رضي الله عنه قال استعملني أبو بكر رضي الله عنه على الصدقة فلما توفي قدمت على عمر رضي الله عنه فسلمت عليه فقال أجئتنا بظهر فقلت البيعة ثم الخير فبايعته ثم قال أجئتنا بظهر فقلت جئتك بظهر ومال فقال ائتنا بالظهر ولا حاجة لنا
____________________
(2/42)
في المال قلت أربعة آلاف قال هي لك قال فكنت من أكثر أهل المدينة مالا
1445 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا هشيم عن يونس بن عبيد عن ثمامة بن عبد الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه قال لأبي بكر رضي الله عنه إن أنس بن مالك رضي الله عنه رجل كاتب لبيب فاستعن به قال فاستعملني على بعض الصدقات فرجعت وقد قبض أبو بكر رضي الله عنه واستخلف عمر رضي الله عنه فأتيته فقال أمعك ظهر فقلت البيعة أولا فبايعته ثم قال أمعك ظهر قلت نعم معي ظهر ومال قال فأخذ الظهر ثم قال المال لك فقلت هو أكثر من ذاك فقال هو لك فذكر هشيم أنه كان أربعة آلاف
1446 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا غسان بن عبد الحميد أن عبد الله بن أبي ربيعة كان عاملا على الجند فبعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمسك صب فيه سليخة بان هدية له فلما شمه قال أكل المسلمين تدهن بهذا ثم دعا بصحفة فصبه فيها ثم أرسل إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فادهن به وإلى أصحاب النبي & فادهنوا به وكان ذلك أو بان دخل المدينة
1447 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا همام بن إسماعيل قال حدثني العلاء بن بشير أن فتى شابا كان قد أعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما أراد الفتى الخروج إلى بلده قال يا أمير المؤمنين أخلني فإن لي حاجة فأخلاه فقال إني أردت الانصراف إلى بلدي فإن رأى أمير المؤمنين أن يوليني القضاء فقال عمر رضي الله عنه لقد كدت تغرني إن هذا الأمر لا يقوم به من أحبه
1448 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا إسحاق بن جعفر بن محمد قال حدثني عبد الله بن جعفر بن المسور عن أم بكر بنت المسور عن أبيها أن رجلا نعى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاستوقفه فوقف فقال يا أمير المؤمنين تستعملني فأقبل عمر رضي الله عنه يضرب على جبينه ويقول سبحان الله إن كاد هذا ليغرني لقد قال ما قال وإني لا أرضى له عملا
____________________
(2/43)
1449 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا محمد بن مسلم قال حدثنا إبراهيم بن ميسرة عن سالم قال بلغني أن عمر رضي الله عنه قال لا يحب الإمارة أحد فيعدل
1450 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا بكر بن خنيس عن ابن هزال قال قال عمر رضي الله عنه تجد الرجل يلبس الصوف لو ظلم ما انتصر وإن قلبه في ذاك للمملوء كبرا وإعجابا وإنك لتجد الرجل يتجمل في ثيابه وفي كثير من أمره وإن في قلبه الخشوع والتواضع وذلك أملك التواضع بالعبد
1451 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبي هريرة التيمي قال قال الهرمزان لعمر رضي الله عنه إيذن لي أصنع طعاما للمسلمين قال إني أخاف أن تعجز قال لا قال فدونك قال فصنع لهم ألوانا من حلو وحامض ثم جاء إلى عمر رضي الله عنه فقال قد فرغت فأقبل فقام عمر رضي الله عنه وسط المسجد فقال يا معشر المسلمين أنا رسول الله الهرمزان إليكم فاتبعه المسلمون فلما انتهى إلى بابه قال للمسلمين مكانكم ثم دخل فقال أرني ما صنعته ثم دعا احسبه قال بأنطاع فقال ألق هذا كله عليها واخلطوا بعضه ببعض قال الهرمزان إنك تفسده هذا حلو وهذا حامض فقال عمر رضي الله عنه أردت أن تفسد علي المسلمين ثم أذن للمسلمين فدخلوا فأكلوا
1452 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليم بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن معمر عن قتادة قال آخر مال أتي به النبي & ثمانمائة ألف درهم من البحرين فما قام من مجلسه حتى أمضاه ولم يكن للنبي & بيت مال ولا أبي بكر وأول من اتخذ بيت مال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ابن شهاب عمر رضي الله عنه أول من دون الدواوين قال عبد الله بن جعفر بن برقان قال قال رجل لعمر رضي الله عنه أدنوا منك فإن لي إليك حاجة قال لا قال إذن أذهب فيغنيني الله عنك فولى ذاهبا فأتبعه عمر رضي الله عنه فأخذ بثوبه فقال حاجتك قال الرجل أبغضك الناس أبغضك الناس كرهك الناس ثلاثا قال عمر رضي الله عنه له ويحك قال لسانك وعصاك فرفع عمر رضي الله عنه يديه فقال اللهم حببني إليهم وحببهم إلي وليني لهم ولينهم لي قال فما وضع يديه حتى ما على الأرض أحب إلي منه
____________________
(2/44)
1453 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا ابن أبي الرجال قال إسحاق بن يحيى بن طلحة أخبرني عنه عمه عيسى بن طلحة قال سألت ابن عباس رضي الله عنهما وقلت يا أبا العباس أخبرني عن سلفنا حتى كأني عاينتهم فقال تسألني عن عمر كان والله في علمي قويا تقيا قد وضعت له الحبائل بكل مرصد فهو لها أحذر من رجل في سوقه قيد
1454 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن حميد بن هلال قال عمل عمر رضي الله عنه عشر سنين وبعض أخرى فأنفق من ماله ثمانين ألفا فقال لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما أدها إلى الخليفة بعدي فإن كان عندكم رقة وإلا فبيعوا من عقد أموالنا فادفعوا إليه
1455 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب عن الحارث بن نبهان قال زعم أيوب أن عمر رضي الله عنه أنفق في عشر سنين ثمانين ألفا ( موافقاته رضي الله عنه )
1456 - قال ابن عمر رضي الله عنه ما نزل الله أمرا قط فقالوا فيه وقال فيه عمر إلا نزل القرآن على نحو ما قال عمر
1457 - وعنه أنه قال قال عمر وافقت ربي في ثلاث في مقام إبراهيم وفي الحجاب وفي أسارى بدر ( موافقته في مقام إبراهيم )
1458 - قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله أليس هذا مقام إبراهيم أبينا قال بلى قال عمر فلو اتخذته مصلى فأنزل الله تعالى ! ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ! البقرة 125
____________________
(2/45)
( موافقته في الحجاب )
1459 - قالت عائشة رضي الله عنها كان عمر يقول لرسول الله & احجب نساءك قالت فلم يفعل وكان أزواج النبي يخرجن ليلا إلى ليل قبل المناصع وهو صعيد أفيح خارج المدينة فخرجت سودة بنت زمعة وكانت امرأة طويلة فرآها عمر وهو في المجلس فقال عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب قالت فأنزل الله عز وجل آية الحجاب
1460 - وعن أنس قال قال عمر قلت يا رسول الله لو أمرت نساءك يحتجبن فإنهن يكلمهن البر والفاجر فنزلت آية الحجاب
1461 - وعن ابن مسعود قال أمر عمر نساء رسول الله & أن يحتجبن فقالت له زينب وإنك علينا يا ابن الخطاب والوحي ينزل بيوتنا فأنزل الله ! ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ) ! الأحزاب 53 ( موافقته في أسرى بدر )
1462 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال لما كان يوم بدر جيء بالأسرى فقال رسول الله & ما تقولون في هؤلاء فقال أبو بكر يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم وخذ منهم فدية تكون لنا قوة على الكفار وقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله كذبوك وأخرجوك قدمهم نضرب أعناقهم مكن عليا من عقيل يضرب عنقه ومكني من فلان نسيب لعمر فأضرب عنقه فإن هؤلاء أئمة الكفر وقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرم عليهم نارا فقال له العباس قطعت رحمك فسكت رسول الله & فلم يجبهم ثم دخل فقال ناس يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس يأخذ بقول عمر وقال ناس يأخذ بقول عبد الله بن رواحة ثم خرج رسول الله & فقال إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن ويشدد قلوب رجال حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم قال ! ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ) ! إبراهيم 36 ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى قال ! ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) !
____________________
(2/46)
المائدة 118 وإن مثلك يا عمر مثل نوح قال ! ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) ! نوح 26 ومثلك مثل موسى قال ! ( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم ) ! يونس 88 الآية ثم قال رسول الله & أنتم اليوم عالة فلا يفلتن منهم أحد إلا بفداء أو ضرب عنق قال عبد الله بن مسعود إلا سهيل بن بيضاء فإني سمعته يذكر الإسلام فسكت رسول الله & فما رأيتني في يوم أخوف من أن تقع علي الحجارة من السماء من ذلك اليوم حتى قال رسول الله & إلا سهيل بن بيضاء قال ابن عباس قال عمر بن الخطاب فهوى رسول الله & ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت فلما كان من الغد جئت فإذا رسول الله & وأبو بكر قاعدان يبكيان قلت يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما فقال رسول الله & أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة من رسول الله وأنزل الله تعالى ! ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض ) ! إلى قوله ! ( فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) ! الأنفال 67 - 68 ( موافقته في تحريم الخمر )
1463 - عن أبي ميسرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لما نزل تحريم الحمر قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت هذه الآية التي في سورة البقرة ( ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) البقر 219 فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء ! ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) ! النساء 43 فكان منادي رسول الله & إذا أقام الصلاة نادى أن لا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في المائدة ! ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) ! المائدة 90 - 91 فدعي عمر فقرئت عليه فلما
____________________
(2/47)
بلغ ! ( فهل أنتم منتهون ) ! فقال عمر انتهينا يا ب انتهينا ( موافقته في ترك الصلاة على المنافقين )
1464 - عن ابن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لما توفي عبد الله بن أُبي دعي رسول الله & للصلاة عليه فقام إليه فلما وقف عليه يريد الصلاة تحولت حتى قمت في صدره فقلت يا رسول الله أعلى عدو الله عبد الله بن أُبي القائل يوم كذا كذا وكذا يعدد أيامه قال رسول الله & يبتسم حتى أكثرت عليه قال أخر عني يا عمر إني خيرت فاخترت قد قيل لي ! ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) ! التوبة 80 لو علم أني لو زدت على السبعين غفر له لزدت قال ثم صلى عليه ومشى معه وقام على قبره حتى فرغ منه قال فعجبت من جرأتي على رسول الله & والله ورسوله أعلم قال فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان ( لا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ) التوبة 84 فما صلى رسول الله & على منافق ولا قام على قبره حتى قبضه الله عز وجل ( موافقته في الاستئذان )
1465 - قال ابن عباس رضي الله عنه وجه رسول الله & غلاما من الأنصار يقال له مولج بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقت الظهيرة ليدعوه فدخل فرأى عمر بحالة فكره عمر رؤيته ذلك فأنزل الله ! ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ) ! النور 58
____________________
(2/48)
( موافقات أخرى )
1466 - عن عروة بن رويم قال لما أنزل الله على رسوله ! ( ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ) ! الواقعة 13 - 14 بكى عمر رضي الله عنه فقال يا نبي الله آمنا برسول الله & وصدقناه ومن ينجو منا قليل فأنزل الله عز وجل ! ( ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) ! الواقعة 39 - 40 فدعا رسول الله & عمر فقال قد أنزل الله عز وجل فيما قلت فقال عمر رضي الله عنه رضينا عن ربنا وتصديق نبينا
1467 - عن أنس قال قال عمر يعني ابن الخطاب رضي الله عنه وافقت ربي في أربع نزلت هذه الآية ! ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ) ! المؤمنون 23 الآيات فقلت أنا ! ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ! المؤمنون 14 فنزلت ! ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) ! المؤمنون 14
1468 - عن الشعبي قال نزل عمر الروحاء فرأى رجالا يبتدرون أحجارا يصلون إليها فقال ما بال هؤلاء قالوا يزعمون أن رسول الله & ها هنا قال فكفر ذلك وقال أينما رسول الله & أدركته الصلاة بواد صلاها ثم ارتحل فتركه ثم أنشأ يحدثهم فقال كنت أشهد اليهود يوم مدارسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق القرآن ومن القرآن كيف يصدق التوراة فبينما أنا عندهم ذات يوم قالوا يا ابن الخطاب ما من أصحابك أحب إلينا منك قلت ولم ذلك قالوا لأنك تغشانا وتأتينا فقلت إني آتيكم فأعجب من القرآن كيف يصدق التوراة ومن التوراة كيف تصدق القرآن قالوا ومر رسول الله & فقالوا يا ابن الخطاب ذاك صاحبكم فالحق به قال فقلت لهم عند ذلك نشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو وما استرعاكم من حقه وما استودعكم من كتابه هل تعلمون أنه رسول الله قال فسكتوا فقال لهم عالمهم وكبيرهم إنه قد غلظ عليكم فأجيبوه قالوا فأنت عالمنا وكبيرنا فأجبه أنت قال أما إذ نشدتنا بما نشدتنا فإنا نعلم أنه رسول الله قلت ويحكم إذا هلكتم قالوا إنا لم نهلك قلت كيف ذلك وأنتم تعلمون أنه رسول الله ولا
____________________
(2/49)
تتبعونه ولا تصدقونه قالوا إن لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة وإن قرن بنبوته عدونا من الملائكة قلت ومن عدوكم ومن سلمكم قالوا عدونا جبريل وسلمنا ميكائيل ثم قالوا إن جبرائيل ملك الفظاظة والغلظة والإعسار والتشديد والعذاب ونحو هذا وإن ميكائيل ملك الرحمة والرأفة والتخفيف ونحو هذا قال قلت وما منزلتهما من ربهما عز وجل قالوا أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره قال قلت فوالذي لا إله إلا هو إنهما والذي بينهما لعدوا لمن عاداهما وسلم لمن سالمهما وما ينبغي لجبرائيل أن يسالم عدو ميكائيل وما ينبغي لميكائيل أن يسالم عدو جبرائيل قال ثم قمت فاتبعت النبي & فلحقته وهو خارج من خوخة لبني فلان فقال يا ابن الخطاب ألا أقرئك آيات نزلن قبل فقرأ علي ! ( من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) ! البقرة 97 حتى قرأ الآيات قال قلت بأبي وأمي أنت يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد جئت وأنا أريد أن أخبرك وأنا أسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخير
1469 - عن نافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن عمر أنه قال كان المسلمين حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلوات وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم اتخذوا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم قرنا مثل قرن الهيود فقال عمر أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة قال رسول الله & يا بلال قم فناد بالصلاة
1470 - عن أبي عبد الله بن زيد قال لما أمر رسول الله & بالناقوس يعمل ليضرب به الناس في الجمع للصلاة أطاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده فقلت له يا عبد الله أتبيع الناقوس قال وما تصنع به فقلت ندعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك قلت بلى قال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم استأخر غير بعيد قال ثم تقول إذا أقمت الصلاة الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله فلما أصبحت أتيت رسول الله & فأخبرته ما رأيت فقال إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى فقم مع بلال فألق عليه
____________________
(2/50)
ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه ويقول والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما أرى فقال رسو الله & فلله الحمد ( مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمر الشورى )
1471 - حدثنا أبو داود قال حدثنا المسعودي قال حدثنا سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال رأيت رؤيا في حياة أبي بكر رضي الله عنه كأن شيئا نزل من السماء فجعل الناس يتطاولون ففضل الناس عمر رضي الله عنه بثلاث أذرع فقلت فيم ذاك فقيل إنه خليفة من خلفاء الله في الأرض وإنه لا تأخذه في الله لومة لائم وأنه يقتل شهيدا وقال فقدمت على أبي بكر رضي الله عنه فقصصتها عليه فلما أتيت على هذا الموضع إنه خليفة من خلفاء الله في الأرض قال عمر رضي الله عنه كل ذلك يرى النائم لمكان أبي بكر رضي الله عنه فلما استخلف عمر رضي الله عنه أتى الجابية فبينما هو يخطب إذ رأى عوف بن مالك فكره أن يدعوه فأومى إليه أن يجلس وخاف أن ينساه فلما فرغ من خطبته قال يا عوف أقصص بقية رؤياك قال أوليس قد كرهتها قال خدعتك أيها الرجل فقص فلما قال إنه خليفة من خلفاء الله في الأرض قال عمر رضي الله عنه قد أوتيت ما ترون وأما قولك لا أخاف في الله لومة لائم فإني أرجو أن يعلم الله ذلك مني وأما قولك إن عمر يقتل شهيدا فأنى لي الشهادة وأنا في جزيرة العرب ولقد رأيت مع ذلك أن ديكا ينقر سرتي فما أمتنع منه بشيء
1472 - حدثنا عمرو بن قسط الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى قال أي عوف بن مالك كأن الناس اجتمعوا في صعيد واحد فإذا رجل قد علا الناس بثلاث أذرع قال فقلت من هذا قالوا عمر بن الخطاب فقلت لم يعلوهم قالوا إن فيه ثلاث خصال لا يخاف في الله لومة لائم وإنه شهيد
____________________
(2/51)
مستشهد وإنه خليفة مستخلف فأتى عوف أبا بكر رضي الله عنه فأخبره فأرسل أبو بكر إلى عمر رضي الله عنها ليبشره فقال أبو بكر رضي الله عنه أقصصها عليه فلما بلغ خليفة مستخلف انتهره عمر رضي الله عنه فأسكته فلما ولي عمر رضي الله عنه انطلق إلى الشام فبينما هو يخطب إذ رأى عوف بن مالك فدعاه فصعد معه المنبر فقال له اقصص رؤياك فقصها فقال أما أني لا أخاف في الله لومة لائم فإني أرجو أن يجعلني الله فيهم وأما خليفة مستخلف فقد استخلفت فأسأل الله أن يعينني على ما ولاني وأما شهيد مستشهد فأنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو والناس حولي ثم قال ويلي ويلي بل يأتي بها الله إن شاء الله
1473 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن عوف بن مالك قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه رأيت فيما يرى النائم كأن سببا دلي من السماء فانتشط رسو الله & ثم دلي فانتشط أبو بكر رضي الله عنه ثم ذرع الناس حول المنبر ففضل عمر رضي الله عنه الناس بثلاث أذرع فقال عمر رضي الله عنه مه دعنا منك لا أرب لنا في رؤياك فلما مات أبو بكر رضي الله عنه واستخلف عمر رضي الله عنه قال عمر رؤياك يا عوف قال وهل لك في رؤياي من حاجة ألم تنهرني قال كرهت أن تنعى لخليفة رسول الله & نفسه فقال رأيت كذا ورأيت كذا فقص عليه الرؤيا كما رآها فقيل ما هذه الثلاث الأذرع التي فضل بها عمر رضي الله عنه الناس إلى المنبر فقال أما ذراع فإنه كائن خليفة وأما الثانية فإنه لا يخاف في الله لومة لائم وأما الثالثة فإنه شهيد فقال يقال الله ! ( ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ) ! يونس 14 هيه فقد استخلفت يابن أم عمر فانظر كيف تعمل وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة والمسلمون يضيعون به ثم قال أما وإن الله على ما يشاء لقادر وأما قوله ولا يخاف في الله لومة لائم فما شاء الله
1474 - حدثنا عثمان بن عمر بن فارس قال حدثنا أسامة بن زيد عن مكحول عن سعد بن مالك قال رأيت فيما يرى النائم في عهد أبي بكر رضي الله عنه ستارا نزل من السماء بقدر الناس ففضلهم عمر رضي الله عنه بثلاث قصبات قالوا بالخلافة والشهادة
____________________
(2/52)
وأنه لا تأخذه في الله لومة لائم قال فعدوت بها على عمر رضي الله عنه فقال فيم أنا وأحلام طسم فلما استخلف قدم علينا يضع الناس مواضعهم فأرسل إلي فقال ما فعلت الرؤيا قلت زعمت أنها أحلام طسم فلم تسألني عنها قال إنك أخبرتني بها وأبو بكر رضي الله عنه حي ولأن أقرب فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من سخط الله أحب إلي من أن أكون على قوم فيهم أبو بكر رضي الله عنه
1475 - حدثنا عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا أبي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قال ربيعة بن أمية رأيت هذا هلك وكانت بعده لأبي بكر فقال بفيك الحجر يبقيه الله ويمتعنا به
1476 - حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أبيه عن حفصة بنت عمر رضي الله عنها سمعت عمر رضي الله عنه يقول اللهم ارزقني قتلا في سبيلك ووفاة ببلد نبيك قالت حفصة رضي الله عنها أنى لك ذلك يا أبه قال إن الله يأتي بأمره أنى شاء
1477 - حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر رضي الله عنه أتى البطحاء فكوم كومة من بطحاء ثم طرح عليها طرف ثوبه واستلقى ثم رفع يديه إلى السماء ثم قال اللهم كبرت سني وضعفت قوتي وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط ثم أتى المدينة فخطب الناس فقال يا أيها الناس سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة ثم صفق بيمينه على شماله إلا أن تضلوا بالناس شمالا ويمينا
1478 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أنبأنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة أنه حدثه عن أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أنها أخبرتها عائشة رضي الله عنها أن عمر أذن لأزواج النبي & فحججن في آخر حجة حجها عمر رضي الله عنه قالت فلما ارتحل عمر رضي الله عنه من الحصبة من آخر الليل أقبل رجل متلثم وقال وأنا أسمع أين كان أمير المؤمنين نزل فقال له قائل وأنا أسمع هذا كان منزله فأناخ في منزل عمر رضي الله عنه ثم رفع عقيرته
____________________
(2/53)
يتغنى ( عليك السلام من أمير وباركت ** يد الله في ذاك الأديم الممزق ) ( فمن يجر أو يركب جناحي نعامة ** ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق ) ( قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ** فوائح في أكمامها لم تُفتَّق ) قالت عائشة رضي الله عنها فقلت لهم اعلموا علم هذا الرجل فذهبوا فلم يروا في مناخه أحد فكانت عائشة رضي الله عنه تقول إني لأحسبه من الجن فلما قتل عمر رضي الله عنه نحل الناس هذه الأبيات شماخ بن ضرار أو جماع بن ضرار شك إبراهيم بن سعد
1479 - حدثنا شهاب بن عباد قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن عبد الملك بن عمير عن الصقر بن عبد الله عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت ناحت الجن على عمر رضي الله عنه قبل أن يقتل بثلاث فقالت ( أبعد قتيل بالمدينة أصبحت ** له الأرض تهتز العضاه بأسوُق ) ( جزى الله خيرا من أمير وباركت ** يد الله في ذاك الأديم الممزق ) ( فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ** ليدرك ما أسديت بالأمس يسبق ) ( قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ** فوائح في أكمامها لم تُفتَّق ) ( وما كنت أخشى أن تكون وفاته ** بكفي سبنتي أخضر العين مطرق )
1480 - حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري قال حدثني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال حججنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه آخر حجة حجها فإنا لوقوف على جبال من جبال عرفة إذ قال رجل خليفة فقال رجل
____________________
(2/54)
من أزدشنوءة من لهب والله لا يقف عمر رضي الله عنه هذا الموقف بعد العام وكانوا قوما يعيفون قال ونظرت إليه فعرفته سببته فبينا هو يرمي الجمار إذ جاءت حصاة ففصدت فيه عرقا فقال رجل أشعرت ورب الكعبة لا والله لا يقف عمر بعد هذا العام أبدا قال فنظرت فإذا هو اللهبي الذي قال بعرفة ما قال
1481 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبوية عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد قال حدثني إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد قال رمى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجمرة ووراءه رجل من لهب فرميت الجمر فأصابته فساءه وكان أصلع فدميت رأسه فقال اللهبي ما له قطع الله يده رماني رماه الله والله لا يرجع إلى هذا المقام أبدا فلما كان اليوم الآخر نزل بالمحصب ثم جمع بطحاء ووضع رداءه عليها واتكأ ينظر إلى الناس فرأى القمر طالعا ليلة أربع عشرة فقال إن شيئا من الدنيا لم يتم قط إلا أخذ في النقصان ثم يذكر قائم الليل حتى يأخذ في النقصان إن أتى التمام وتمام الشمس ثم رجوعها وتمام القمر ثم قال إن الإسلام قد تم ولا يزداد إلا نقصانا إلى يوم القيامة ثم رفع يديه فقال اللهم كبر سني وأنست الضعف من نفسي وانتشرت رعيتي وقد خفت على نفسي فتوفني إليك غير عاجز ولا مقصر ولا مغبون حتى إذا كان من جوف الليل ركب وخباء عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها يجنب فسطاطه فلما استقل عمر رضي الله عنه وانطلقت به راحلته خلفه في مكانه راكب فرفع صوته فقال ( جزى الله خيرا من أمير وباركت ** يد الله في ذاك الأديم الممزق ) ( فمن يجر أو يركب جناحي نعامة ** ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق ) ( قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ** بوائق في أكمامها لم تُفتَّق ) فسمعته عائشة رضي الله عنها فقالت علي بالراكب فلم يجدوه فبكت وقالت إنا لله وإنا إليه راجعون فلما قدم المدينة لم يمكث إلا قليلا حتى طعن
1482 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال رأيت كأني أخذت جوادا كثيرة فجعلت تضمحل حتى بقيت جادة واحدة فسلكتها حتى انتهت
____________________
(2/55)
إلى جبل فإذا رسول الله & فوقه وإلى جنبه أبو بكر رضي الله عنه وإذا رسول الله & يشير إلى عمر رضي الله عنه فقال ( إن لله وإنا إليه راجعون ) البقرة 156 مات والله أمير المؤمنين فقلت ألا تكتب بهذا إليه فقال ما كنت لأنعي له نفسه
1483 - حدثنا محمد بن أبي عدي عن عوف عن الحسن قال قال عمر رضي الله عنه اللهم كبر سني ورق عظمي وخفت الانتشار من رعيتي فاقبضني إليك غير عاجز ولا مليم وقال مرة ملوم فلم يلبث أن أصيب
1484 - حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب عن مالك بن أنس قال بلغني أن عمر رضي الله عنه كان يقول اللهم ارزقني في الشهادة في سبيلك في حرم رسولك
1485 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه قال اللهم اجعل وفاتي في سبيلك في بلد رسولك
1486 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك قال حدثني سعيد بن عبد الرحمن الأعرج قال كان عمر رضي الله عنه يقول اللهم ارزقني قتلا في سبيلك واجعله في بلد رسولك قال فجعل الناس يعجبون ولا يدرون ما لعمر رضي الله عنه من الله من المنزلة حتى طعنه أبو لؤلؤة
1487 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أنبأنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما أنا أمشي مع عمر رضي الله عنه ذات يوم وهو يضرب وحشي قدمه بالدرة تنفس تنفسة ظننت أنها قد قضت أضلاعه فقلت سبحان الله وما أخرج هذا منك يا أمير المؤمنين إلا أمر عظيم قال ويحك يا ابن عباس والله ما أدري كيف أصنع بأمر أمة محمد & قلت والله إنك بحمد الله لقادر على أن تصنع ذاك منها في البقية قال إنه والله يا ابن عباس ما يصلح هذا الأمر إلا القوي في غير عنف اللين في غير ضعف الجواد في غير سرف الممسك في غير بخل يقول ابن عباس والله ما أعرفه غير عمر
1488 - حدثنا أحمد بن معاوية بن بكر قال حدثنا الوليد بن مسلمة عن عمر بن قيس عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت عند عمر رضي الله عنه وكنت
____________________
(2/56)
له هيوبا وكان لي مكرما وكان يلحقني بعليه الرجال فتنفس تنفسا ظننت أن أضلاعه ستتفصد فمنعتني هيبته من مسألته فقلت يا أمير المؤمنين قاتل الله النابغة ما كان أشعره قال هيه قال قلت خيرا يقول ( وإن يرجع النعمان نفرح ونبتهج ** ويأت معدا ملكها وربيعها ) ( ويرجع إلى غسان ملك وسؤدد ** وتلك المنى لو أننا نستطيعها ) ( وإن يهلك النعمان تعر معية ** ويلق إلى جنب الفناء قطوعها ) ( وتنحط حصان آخر الليل نحطة ** ونقضقض منها أو تكاد ضلوعها ) ( على إثر خير الناس إن كان هالكا ** وإن كان في جنب الفراش ضجيعها ) فقال لعلك ترى صاحبها لها فقلت القربى في قرابته وصهره وسابقته أهلها قال بلى ولكنه امرؤ فيه دعابة قلت فطلحة بن عبيد الله قال ذو البأو بأصبعه مذ قطعت دون رسول الله & قلت فالزبير بن العوام قال وعقة لقس يلاطم في البقيع في صاع من تمر قلت فعبد الرحمن بن عوف فقال رجل ضعيف لو صار الأمر إليه وضع خاتمه في يد امرأته قلت فسعد بن أبي وقاص قال صاحب سلاح ورمح وفرس يجاهد في سبيل الله وأخرت عثمان رضي الله عنه وكان ألزمهم للمسجد وأقومهم فيه قلت فعثمان بن عفان رضي الله عنه فقال أوه ثلاث مرات والله لئن كان الأمر إليه ليحملن بني أبي معيط على رقاب الناس ووالله لئن فعل لينهضن إليه فليقتلنه والله لئن فعل ليفعلن والله لئن فعل ليفعلن يا ابن عباس لا ينبغي لهذا الأمر إلا حصيف العقدة قليل العزة لا تأخذه في الله لومة لائم يكون شديدا في غير عنف لينا في غير ضعف جوادا في غير سرف بخيلا في غير وكف يا ابن عباس لو كان فيكم مثل أبي عبيدة بن الجراح لم أشكك
____________________
(2/57)
في استخلافه لأني سمعت رسول الله & يقول لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح لو كان فيكم مثل معاذ بن جبل لم أشكك في استخلافه لأني سمعت رسول الله & يقول معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين يأتي يوم القيامة بين يدي العلماء برتوة لو كان فيكم مثل سالم مولى أبي حذيفة لم أشكك في استخلافه لأني سمعت رسول الله & يقول سالم مولى أبي حذيفة آمن وأحب الله فأحبه ولو كان ما يخاف الله ما عصاه
1489 - حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري قال حدثنا عبيد الله بن حميد قال حدثنا أبو الفتح الهذلي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخلت على عمر رضي الله عنه فتنفس تنفسا شديدا فقلت يا أمير المؤمنين ما أخرج هذا منك إلا هم قال نعم فويل لهذا الأمر لا أدري فمن له بعدي ثم نظر إليه فقال لعلك ترى أن صاحبك لها يعني عليا قلت يا أمير المؤمنين وما يمنعه أليس بمكان ذاك في قرابته من رسول الله & وسوابقه في الإسلام ومناقبه في الخير قال إنه لكذاك ولكن فيه فكاهة قلت يا أمير المؤمنين فأين أنت من طلحة بن عبيد الله قال الأكتع ما كان الله ليعطيها إياه ما زلت أعرف فيه بأوا مذ أصيبت يده قلت يا أمير المؤمنين فأين أنت من الزبير قال وعقة لقس قلت يا أمير المؤمنين فأين من عبد الرحمن بن عوف قال نعم المرء ذكرت وهو ضعيف ولا يقوم بهذا الأمر إلا القوي في غير عنف واللين في غير ضعف والجواد في غير سرف قلت يا أمير المؤمنين فأين أنت من سعدا قال
____________________
(2/58)
صاحب فرس وقوس قلت يا أمير المؤمنين فأين أنت من عثمان قال أوه ووضع يده على رأسه قال والله لئن يحمل بني أبي معيط على رقاب الناس فكأني انظر إلى العرب قد سارت إليه حتى يضرب عنقه والله لئن فعل ليفعلن ولئن فعل ليفعلن ذاك به ثم أقبل علي فقال أما إن أحراهم أن وليها أن يحملهم على كتاب الله وسنة نبيهم صاحبك يعني عليا
1490 - حدثنا أبو بكر العلمي قال حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن الحسن قال خلا عمر رضي الله عنه يوما فجعل الناس يقولون ما الذي خلا له فقال المغيرة بن شعبة أنا آتيكم بعلم ذاك فأتاه فقال يا أمير المؤمنين إن الناس قد ظنوا بك في خلواتك ظنا قال وما ظنوا قال ظنوا أنك تنظر من يستخلف بعدك قال ويحك ومن ظنوا قال ومن عسى أن يظنوا إلا هؤلاء علي وعثمان وطلحة والزبير قال وكيف لي بعثمان فهو رجل كلف بأقاربه وكيف لي بطلحة وهو مؤمن الرضا كافر الغضب وكيف لي بالزبير وهو رجل ضبس وإن أخلقهم أن يحملهم على المحجة البيضاء الأصلع يعني عليا رضي الله عنه
1491 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عقبة بن عبد الله العنبري قال سمعت قتادة يقول قال المغيرة بن شعبة هل لكم أن أعلم من يستخلف هذا بعده يعني عمر رضي الله عنه قال وكان عمر رضي الله عنه يغدو كل غداة إلى أرض له على أتان له قال فانطلق ذات يوم فعرض له المغيرة فقال يا أمير المؤمنين ألا أصحبك قال بلى فسار معه فلما انتهيا إلى أرضه عمد إلى ردائه فجمعه ثم رمى به فوضع عليه رأسه فقال له عند ذلك يا أمير الآمنين إلا نفس يغدي عليها ويراح وتكون أحداث فلو أن أمير المؤمنين أعلم للمسلمين علما إن كان حدث انتهوا إليه ورضوا به وكانوا معه فقال عمر وما يقولون قال يقولون عبد الله بن عمر وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف فقال أما عبد الله بن عمر فلئن يكن خيرا فقد أصاب منه آل عمر وإن يكن شرا فشر عمهم منه وأما الزبير فذاك والله
____________________
(2/59)
الضرس الضبس وأما طلحة فمؤمن الرضا كافر الغضب فكأنه لو ملك شيئا جعل بني أبي معيط على رقاب الناس وأما عبد الرحمن بن عوف فمؤمن ضعيف وأما علي فهو أحراهم أن يقيم الناس على الحق على شيء أعيبه فيه فسألنا قتادة ما هو فقال حفته
1492 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا نعيم بن حماد عن ابن المبارك قال حدثنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال خرجت في غزوة لي فقيل لي إن عمر رضي الله عنه لا يستخلف فآليت إن رجعت من غزوتي لأسألنه عن ذلك فلما رجعت دخلت عليه فقلت يا أمير المؤمنين إن الناس يزعمون أنك لا تستخلف ولو أن راعيا قدم عليك ولم يستخلف رأيت أن قد ضيع بأمر الأمة أعظم من ذلك قال إن لا أستخلف فإن رسول الله & لم يستخلف وإن استخلف فإن أبا بكر رضي الله عنه قد استخلف فلما ذكر النبي & علمت أنه لم يكن ليعدوا أمر رسول الله &
1493 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا ضمام بن إسماعيل قال حدثني العلاء بن كثير عن بعض أهل المدينة أن أسلم مولى عمر قال لعمر رضي الله عنه حين وقف لم يول أحدا بعده يا أمير المؤمنين ما يمنعك أن تصنع كما صنع أبو بكر رضي الله عنه قال ويحك يا أسلم أرأيت لو كنت غلاما يشانئك غلمان مثلك حتى بلغتم السن أما كان بعضكم يعرف بعضا قال قلت بلى وهؤلاء نشأنا جميعا ولا أعرف مكان أحد خصه بهذا الأمر ثم قال إني جاعلها في قوم كان رسول الله & يحبهم
1494 - حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة قال حدثنا شهر بن حوشب قال قال عمر رضي الله عنه لو أدركت أبا عبيدة لاستخلفته فإن سألني ربي قلت يا رب إني سمعت نبيك يقول إنه أمين هذه الأمة ولو أدركت سالما مولى أبي حذيفة لاستخلفته فإن سألني ربي قلت يا رب إني سمعتك نبيك يقول إنه يحب الله ورسوله حبا من قلبه ولو أدركت معاذ بن جبل لاستخلفته فإن سألني ربي قلت يا رب إني سمعت نبيك يقول إذا اجتمعت العلماء بين يدي يوم القيامة كان بين أيديهم قذفة بحجر
____________________
(2/60)
1495 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة قال حدثنا شهر بن حوشب بمثله
1496 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن الشيباني عن أبي العجفاء قال قيل لعمر رضي الله عنه يا أمير المؤمنين لو عهدت قال لو أدركت أبا عبيدة بن الجراح لوليته فإن قدمت على ربي فقال لي من وليت على أمة محمد قلت سمعت عبدك وخليلك & يقول لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ولو أدركت معاذ بن جبل ثم وليته ثم قدمت على ربي فقال لي من وليت من أمة محمد قلت إني سمعت عبدك وخليلك & يقول يأتي بين العلماء يوم القيامة برتوة ولو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته ثم قدمت على ربي فسألني من وليت على أمة محمد لقلت سمعت عبدك وخليلك & يقول سيف من سيوف الله سله على المشركين
1497 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال قال أنبأنا منصور مولى لبني أمية قال قال عمر رضي الله عنه يضيق الغار بأحد يجفو ويقسو يغلظ فيعيبنا وليس أحد ولي من القبائل شيئا من أمر الناس إلا حام على قرابته وقرى في عيبته وما ولي الناس من أحد مثل قريشي قد عض على ناجذيه
1498 - حدثنا الهقل بن زياد عن الهذلي يعني معاوية بن يحيى قال حدثني الزهري قال كان عمر رضي الله عنه لا يأذن لسبي بقل وجهه في دخول المدينة حتى كتب إليه المغيرة بن شعبة وهو أمير على الكوفة يذكر أن له غلاما صانعا ويستأذنه في دخول المدينة وقال إن عنده أعمالا كثيرة فيها منافع وإنه حداد نقاش نجار فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن يرسل به إلى المدينة فقتل عمر رضي الله عنه
____________________
(2/61)
1499 - حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عوف عن محمد قال حدر عمر رضي الله عنه عن مكة وأتبعه رجل فلما نزل جعل الرجل يرمقه فوضعوا له طهوره فبات فأتيته وهو مذعور فأتى الماء فأصاب منه ثم رقد ثم أتيته الثانية وهو مذعور فأتى الماء فأصاب منه ثم أتيته الثالثة وكان مذعورا فأتى الماء فأصاب منه فصلى فقال اللهم اجعلها حقا اللهم اجعلها حقا اللهم اجعلها حقا فلما أصبح دعا الرجل ليتبعنه فقال يا أمير المؤمنين ما شيء رأيتك فعلته الليلة فقال ما هو فأخبره قال رأيت ديكا نقرني ثلاث نقرات وإنه سيقتلني أعجمي فاذهب فإن رجعت وأنا حي فافعل كذا وافعل كذا قال فجاء وقد أصيب عمر رضي الله عنه قال محمد فإذا عمر رضي الله عنه قد رأى في منامه ما فعل عبيد الله بن عمر
1500 - حدثنا حجاج بن نصير قال حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين أن عمر رضي الله عنه كان يقول لا تدخلوا المدينة من السبي إلا الوصفاء قالوا إن عمل المدينة شديد لا يستقيم إلا بالعلوج
1501 - حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن أبي عبد الله قال حدثني قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب فذكر نبي الله & وذكر أبا بكر رضي الله عنه ثم قال إني رأيت كأن ديكا نقرني نقرتين وإني لا أرى ذلك إلا لحضور أجلي وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا والذي بعث نبيه وقد علمت أن أقواما سيطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذا على الإسلام فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال
1502 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا عبيدة بن حميد قال حدثني عثمان بن إبراهيم الحاطبي عن أمه قال مر عمر رضي الله عنه يوما على خولة بنت حكيم السلمية وهي في المسجد فلم تقم إليه فقال ما لك يا خولة قالت خيرا يا أمير المؤمنين ورأى الحزن في وجهها فقالت يا أمير المؤمنين رأيت في النوم كأن ديكا نقرك ثلاث نقرات فقال فما أولته يا خولة قالت أولته أن رجلا من العجم يطعنك ثلاث طعنات فقال وأنى لعمر ذاك قال وطعن عمر رضي الله عنه من الليل
1503 - أراد عيينة بن حصن سفرا فما استقلت به ركابه قال لأصحابه أرفقوا علي
____________________
(2/62)
فإن لي إلى أمير المؤمنين حاجة فأتاه فقال يا أمير المؤمنين إني أرى هذا الأعاجم قد كثرت ببلدك فاحترس منهم قال إنهم قد اعتصموا بالإسلام قال أما والله لكأني أنظر إلى أحمر أزرق منهم قد جال في هذه ونخس بأصبعه في بطن عمر رضي الله عنه فلما طعن عمر رضي الله عنه قال ما فعل عيينة قالوا هو بالجباب قال إن بالجباب لرأيا والله ما أخطأ بأصبعه الموضع الذي طعنني فيه الكلب
1504 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه على المنبر إنه وقع في نفسي أني هالك في عامي هذا إني رأيت في النوم ديكا نقرني ثلاث نقرات حول سرتي فاستعبرت أسماء بنت عميس فقالت هذا رجل من العجم يطعنك
1505 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن عمر رضي الله عنه قال رأيت كأن ديكا نقرني نقرة أو نقرتين وإن رجلا من العجم سيقتلني
1506 - حدثنا محمد بن يحيى بن علي المدني قال حدثني عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال حدثني عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال لما قدم عمر رضي الله عنه من مكة في آخر حجة حجها أتاه كعب فقال يا أمير المؤمنين إعهد فإنك ميت في عامك قال عمر رضي الله عنه وما يدريك يا كعب قال وجدته في كتاب الله قال أنشدك الله يا كعب هل وجدتني باسمي ونسبي عمر بن الخطاب قال اللهم لا ولكني وجدت صفتك وسيرتك وعملك وزمانك فلما أصبح الغد غدا عليه كعب فقال عمر رضي الله عنه يا كعب فقال كعب بقيت ليلتان فلما أصبح الغد غدا عليه كعب قال عبد العزيز فأخبرني عاصم بن عمر بن عبيد الله بن عمر قال قال عمر رضي الله عنه ( يواعدني كعب ثلاثا يعدها ** ولا شك أن القول ما قاله كعب ) ( وما بي لقاء الموت إني لميت ** ولكنما في الذنب يتبعه الذنب ) فلما طعن عمر رضي الله عنه دخل عليه كعب فقال ألم أنهك قال بلى ولكن كان أمر الله قدرا مقدورا
____________________
(2/63)
1507 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال قال أنبأنا منصور مولى لبني أمية قال إن عمر رضي الله عنه قال يا كعب حدثني عن . . . . . . . . . كذا . . . . . . وقصور الجنة لا يسكنها إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل فقال عمر رضي الله عنه أما النبوة فقد مضت لأهلها وأما الصديق فإني قد صدقت الله ورسوله وأما حكم عدل فإني أرجو من الله أن لا أحكم بين اثنين إلا لم آل عن العدل وأما الشهادة فأنى لعمر بالشهادة ودون الروم الشام ودون الحبشة اليمن ودون فارس العراق أو قال البصرة فساقها الله في بيته
1508 - حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا العمري عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى أمراء الجيوش لا تجلبوا علينا من العلوج أحدا جرت عليه الموسى فلما طعنه أبو لؤلؤة قال من هذا قالوا غلام المغيرة بن شعبة قال ألم أقل لكم لا تجلبوا إلينا من العلوج أحد فغلبتموني
1509 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال أخبرني نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أخبره أن عمر رضي الله عنه كان دخل بأبي لؤلؤة البيت ليصلح ضبة له وكان نجارا نقاشا يصنع الأرحاء فقال أبو لؤلؤة مر سيدي المغيرة بن شعبة يضع عني خراجي فقال إنك لتكسب كسبا كبيرا فاصبر واتق الله هل أنت صانع لي رحى قال نعم والله لأصنعن لك رحى تتحدث بها العرب فقال عمر رضي الله عنه أوعدني الخبيث وخرج إلينا فقال لو قتلت أحدا بسوء الظن لقتلت هذا العلج إنه نظر إلي لم أشك أنه أراد قتلي فقل ما مكث حتى طعنه
1510 - حدثنا عبد الملك بن قريب قال حدثنا نافع بن أبي نعيم قال قال ابن الزبير كنت أمشي مع عمر رضي الله عنه فنظر إليه العلج نظرة ظننت أنه لولا مكاني لسطا به
1511 - حدثنا سليمان بن كراز قال حدثنا ميمون بن موسى بن عبد الرحمن بن صفوان الداني عن الحسن قال كان للمغيرة بن شعبة علج من هذه العجم وكان يعمل الأرحاء تطحن بالريح فأتى عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إن سيدي يكلفني ما لا
____________________
(2/64)
أطيق قال ما تعمل قال لي أرحاء تطحن بالريح قال فأد إلى سيدك خراجك فخرج العلج يتحطم عضبا وكان عمر رضي الله عنه يخرج عند صلاة الصبح ومعه درته فيدخل المسجد وفيه رجال قد حلوا من الليل فوضعوا رؤوسهم فيأتيهم رجلا رجلا فيقول الصلاة طال ما ما فسيتم في هذا المسجد ثم يتقدم فيكبر فوثب العلج فطعنه طعنتين أما إحداهما فلم تعمل شيئا حازت في الجنب وأما الأخرى فهجمت على جوفه فنادى يا للمسلمين بسم الله فحمل عمر رضي الله عنه فدخل به فصلى بالناس عبد الرحمن بن عوف وقتل العبد وقال عمر رضي الله عنه ويحكم أنا العبد شيئا قالوا لا بحمد الله ودخل عليه الناس فجعلوا يسلمون عليه ويقولون ليس عليك بأس فقال أبأس أن أكون قتلت فقد قتلت فقالوا أما إنه إن جزاك الله عنا خيرا فقد كنت وكنت قال الحسن لا والله ما يخافون أن يفرطوا قال فعلموني بها ولوددت أني أنفلت كفافا وسلم لي ما كان مع رسول الله & فإني لم آل ولا أدري قال الحسن أرسلت إليه حفصة إيذن لي فأدخل عليك قال لا تدخلي علي فأرسلت إليه والله لتأذنن لي أو لأدخلن عليك قال يا ابن عباس قم فإنها داخله فدخلت فلما رأته صريعا ذهبت لتبكي فقال لا تبكي إنما يبكي الكافر قال الناس استخلف يا أمير المؤمنين قال والله ما من الناس رجل أوليها إياه أعلم أن قد وضعتها موضعا ليس أبا عبيدة بن الجراح وسالما مولى أبي حذيفة لو أدركتهما ولا تؤمروا عليكم أحدا إلا عالم وليصل بكم صهيب فإذا كان اليوم الثالث فليجتمع ستة منكم في بيت فلا يخرجوا حتى يستخلفوا عليكم أحدا ولا يختلفوا ففعلوا كما أمرهم فجعلوا أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف فجعل عبد الرحمن يقول يا فلان عهد الله عليك لئن استخلفت لتفعلن كذا وكذا فيقول نعم فقال لهم ثم قال لعثمان أرني يدك فمسح على يده
1512 - حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة أن عمر رضي الله عنه صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال أيها الناس إني رأيت أن ديكا نقرني وإني لا أراه إلا لحضور أجلي فإن عجل بي أمر بالشورى إلا هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله & وهو عنهم راض فمن بايعتم له منهم فاستمعوا له وأطيعوا وإن أناسا سيطلبون في ذلك أنا قاتلتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال قال وخطب الناس يوم الجمعة ومات يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة قال وأهل الشورى عثمان وعلي وطلحة
____________________
(2/65)
والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك رضي الله عنهم
1513 - حدثنا محمد بكار قال حدثنا أبو معشر عن زيد بن أسلم عن أبيه وعمر مولى غفرة وابنه نويفع أن عمر رضي الله عنه خطب فقال في خطبته رأيت رؤيا وما أظن ذاك إلا عن اقتراب أجلي رأيت كأن ديكا أحمر نزا فنقرني ثلاث نقرات فاستعبرت أسماء بنت عميس رضي الله عنهما فقالت يقتلك عبد من هذه الحمراء فإن أهلك قبل أن أوصي فأمركم إلى هؤلاء الستة الذين مات رسول الله & وهو عنهم راض علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن مالك وإن أعش فسأعهد
1514 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر رضي الله عنه يوم طعن فما منعني أن أكون في الصف الأول إلا هيبته وكان رجلا مهيبا فأقبل وقد أقيمت الصلاة فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فناجاه غير بعيد ثم طعنه ثلاث طعنات وإني انظر إليه فرأيته وقد بسط يده وهو يقول بيده هكذا دونكم الكلب فإنه قد قتلني وماج الناس فجرح أحد عشر أو اثني عشر وماج الناس بعضهم في بعض حتى قال رجل الصلاة عباد الله طلعت الشمس فقدموا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فصلى بنا فقرأ أقصر سورتين في القرآن ! ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ! النصر 1 و ! ( إنا أعطيناك الكوثر ) ! الكوثر 1
1515 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر رضي الله عنه حين طعن جاءه أبو لؤلؤة وهو يسوي الصفوف فطعنه وطعن اثني عشر معه وهو ثالث عشر فقال رجل الصلاة عباد الله فقد كادت الشمس تطلع فقدموا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فقرأ أقصر سورتين ! ( العصر ) ! ( وإنا أعطيناك الكوثر ) الكوثر 1
____________________
(2/66)
1516 - حدثنا أبو داود وعمرو بن مرزوق قالا حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون أنه شهد عمر رضي الله عنه حين طعن فأمهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فقرأ أقصر سورتين في القرآن ! ( والعصر ) ! و ! ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ! النصر 1
1517 - حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا نعيم بن ميسرة قال حدثنا الزبير بن عدي قال حدثني عمرو الأودي قال شهدت الجمعة يوم طعن عمر رضي الله عنه طعنه العلج شد عليه الناس فشد على الناس فطعن ثلاثة عشر رجلا فمات منهم سبعة سوى عمر رضي الله عنه وأصيح الناس عن الصلاة فقدموا عبد الرحمن بن عوف فقرأ ! ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ! النصر 1 و ! ( إنا أعطيناك الكوثر ) ! الكوثر 1
1518 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال إن كنت لأدع الصف الأول هيبة لعمر رضي الله عنه فلما أصيب أخر الناس الصلاة حتى خشوا طلوع الشمس فقدموا عبد الرحمن فقرأ بهم ! ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ! النصر 1 و ! ( إنا أعطيناك الكوثر ) ! الكوثر 1
1519 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن حصين عن عمرو بن ميمون قال لما أصيب عمر رضي الله عنه أمر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن يصلي بالناس فسمع ضجة الناس فقرأ ! ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ! النصر 1 و ! ( إنا أعطيناك الكوثر ) ! الكوثر 1
1520 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن الشيباني عن عمرو بن ميمون قال ما منعني أن أكون في الصف الأول حين طعن عمر رضي الله عنه إلا هيبته فماج الناس فقام عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فصلى بالناس فقرأ ! ( إذا جاء نصر الله والفتح ) ! النصر 1 و ! ( إنا أعطيناك الكوثر ) ! الكوثر 1
1521 - حدثنا عبد الرحمن بن غياث قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون قال كنت في الصف الأول مما يلي عمر رضي الله عنه فلما طعن الطعنة قال ! ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) ! الأحزاب 38 فمال الناس على عبد المغيرة فجرح منهم ثلاثة عشر رجلا فمات تسعة ونجا أربعة
1522 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك قال حدثني عباد المنقري عن الحسن قال حدثنا أمير
____________________
(2/67)
المؤمنين بأطيب ليلة قد أحياها وأحيا عامتها ثم خرج على المسلمين وقد أدركتهم تلك الفترة ومعه درته فقال أيها الناس الصلاة وخرج الناس إلى وضوئهم فلما أقمت الصلاة تقدم وكبر فطعنه الفاسق طعنة مارت بين جلده ثم طعنه أخرى فجافه وهجمت على نفسه ونادى يا للمسلمين عليكم الرجل فصلى بالناس عبد الرحمن بن عوف
1523 - قال ابن المبارك حدثته وحدثني أبو جعفر عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون قال طعن عمر رضي الله عنه وما بيني وبينه إلا رجلين خرج عمر رضي الله عنه يقول الصلاة الصلاة فوثب عليه العلج معه سكين ذات طرفين فجعل يطعنه ثم خرج فجعل لا يمر بأحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه فطعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم تسعة فلقيه رجل من المسلمين فألقى عليه برنسه فلما ظن أنه أخذ نحر نفسه وتقدم عبد الرحمن رضي الله عنه فصلى وحمل عمر رضي الله عنه فأدخل البيت
1524 - حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال طعن الذي قتل عمر رضي الله عنه اثني عشر رجلا فمات منهم ستة وأفرق ستة فبصر به رجلان من حاج العراق فألقى أحدهما عليه برنسه فطعن العلج نفسه فقتلها
1525 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة عن سليمان بن أبي المغيرة عن عمرو بن ميمون قال سمعته لما طعن يقول ! ( وكان أمر الله قدرا مقدورا ) ! الأحزاب 38
1526 - حدثنا معاوية بن عمرو المعني قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر رضي الله عنه حين طعن أتاه أبو لؤلؤة وهو يسوي الصفوف فطعنه وطعن اثني عشر معه وهو ثالث عشرهم فمات منهم خمسة أو ستة
1527 - قال ابن المبارك وحدثني أبو جعفر عن حصين عن عمرو بن ميمون قال مات منهم تسعة
1528 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن حصين عن عمرو بن ميمون
____________________
(2/68)
قال أصيب تلك الليلة مع عمر رضي الله عنه سبعة عشر رجلا
1529 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال مات من الذين جرحوا سبعة أو ستة
1530 - حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عمرو بن ميمون يقول شهدت عمر رضي الله عنه لما طعن معه ثلاث عشر فمات منهم تسعة
1531 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قلت لعمر رضي الله عنه أصابك أبو لؤلؤة وأصيب معك ثلاثة عشر رجلا وقتل كليب الجزار عند المهراس
1532 - حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن عبيد الله بن عمر قال أخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال ماتت امرأة بظهر البيداء فكان الناس يمرون عليها فلا يوارونها فقلت ما رأيتها فقال أما إنك لو رأيتها لفعلت ثلاثا ثم خطب فقال ما بال رجال يمرون على امرأة ميتة فلا يوارونها حتى مر عليها كليب الجزار فواراها والله إني لأرجوا أن يغفر الله له قال فيمر عليه أبو لؤلؤة وهو يتوضأ عند المهراس فطعنه فقتله حين قتل عمر رضي الله عنه
1533 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الخرامي قال حدثنا عبيد الله بن وهب قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن عبد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره أن عمر رضي الله عنه حين طعن في غلس السحر مع الفجر قال فاحتملته أنا ورهط كانوا معي في المسجد حتى أدخلناه بيته وأمر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يصلي بالناس قال فلما أدخل بيته غشي عليه من النزف فلم يزل في غمرة حتى أسفر ثم أفاق فقال صلى الناس قلنا نعم قال لا إسلام لمن ترك الصلاة ثم دعا بوضوء فتوضأ وصلى فلم سلم قال يا ابن عباس اخرج سل من قتلني قال فخرجت فإذا الناس منقصفون على باب دار عمر رضي الله عنه جاهلون بخبره ففتحت الباب فقلت للناس من طعن أمير المؤمنين قالوا عدوا الله أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فرجعت إلى عمر رضي الله عنه فقلت أرسلتني أسأل من طعنك فزعموا أن أبا لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة
____________________
(2/69)
هو الذي طعنك فقال الله أكبر ما كانت العرب لتقتلني الحمد لله الذي لا يحاجني عند الله بصلاة صلاها
1534 - حدثنا القعنبي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم أن عمر رضي الله عنه كان يقول اللهم لا تجعل قتلي بيد رجل صلى لله سجدة أو ركعة واحدة يحاجني بها عند يوم القيامة
1535 - حدثنا هوزة بن خليفة الثقفي قال حدثنا عوف عن محمد بن سيرين قال قال ابن عباس رضي الله عنهما لما كان غداة أصيب عمر رضي الله عنه كنت فيمن احتمله حتى أدخلناه الدار فأفاق إفاقة فقال من ضربني قلت أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال عمر رضي الله عنه عمل أصحابك كنت أريد ألا يدخلها علج من السبي فغلبتموني
1536 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وعبيد الله عن نافع أن عمر رضي الله عنه لما طعن قال من طعنني قالوا أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة فقال للعباس رضي الله عنه هذا عملك وعمل أصحابك والله لقد كنت أنهاكم أن تجلبوا إلينا منهم أحدا وقال الحمد لله الذي لم أخاصم في ديني أحدا من المسلمين
1537 - حدثنا حجاج بن نصير قال حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال قال ابن عباس رضي الله عنهما قال لي عمر رضي الله عنه انظر من طعنني فقلت أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة قال إنه نفذ القضاء عن أصحابك قال قرة فكان محمد يفسر قول عمر رضي الله عنه كان يقول لا تدخلوا المدينة من السبي إلا الوصفاء فقال العباس رضي الله عنه إن عمل المدينة شديد لا يستقيم إلا بالعلوج
1538 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر رضي الله عنه يوم طعن دخل عليه الناس فقال لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخرج فناد في الناس أعن ملأ منكم هذا فخرج ابن عباس فقال أيها الناس إن أمير المؤمنين يقول فقالوا معاذ الله ما علمنا ولا أطلعنا
1539 - حدثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول صدرنا مع عمر رضي
____________________
(2/70)
الله عنه فلما كنا بالبيداء إذا نحن بركب تحت شجرة فقال له عمر رضي الله عنه يا عبد الله انظر من هؤلاء فأتهم فإذا صهيب فأتيته فأخبرته أنه صهيب مولى ابن جدعان فقال مره فليلحقني قال فلما قدم عمر رضي الله عنه المدينة لم يلبث أن لحقني فدخل عليه صهيب رضي الله عنه فقال واحباه واصاحباه فقال عمر رضي الله عنه مهلا يا صهيب فإن بكاء الحي على الميت عذاب للميت
1540 - حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن عون عن محمد قال لما أصيب عمر رضي الله عنه دخل صهيب فقال واأخاه فقال ويلك يا صهيب أما تعلم أنه من يعول عليه يعذب
1541 - حدثنا أبو عاصم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن أن صهيبا دخل على عمر رضي الله عنه فقال واأخاه واعمراه فقال أما علمت أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه
1542 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين قال نبئت أن عمر رضي الله عنه لما أصيب جاء صهيب رضي الله عنه فجعل يقول واأخاه واصاحباه فقال عمر رضي الله عنه ألم يعلم أو لم يسمع أن المعول عليه يعذب
1543 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا جرير بن عثمان قال حدثنا حبيب بن عبيد الرحبي عن المقدام بن معدي كرب أنه دخل على عمر رضي الله عنه فلما خرج من عنده دخلت عليه حفصة فقالت يا أمير المؤمنين ويا صاحب رسول الله ويا خليفة رسول الله فقال عمر رضي الله عنه أقعدوني ولا صبر لي على ما أسمع ثم قال إني أعزم عليك قال عليك من الحق أن لا تندبيني بعد مجلسك هذا فأما عينيك فلن أملكهما إنه ليس من ميت يندبه أهله إلا والملائكة تمقته
____________________
(2/71)
1544 - حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال دخل صهيب على عمر رضي الله عنه وقد طعن فقعد بحياله يبكي فقال أعلي تبكي فقال إني والله لعليك أبكي قال أما والله لقد علمت أن رسول الله & قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه
1545 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال أعول عليه صهيب فقال عمر رضي الله عنه يا صهيب إن المعول عليه يعذب
1546 - حدثنا أحمد بن موسى قال حدثنا زهير يعني ابن معاوية عن سليمان التيمي قال انتهيت إلى محمد بن موسى وهو يقول والله لا نبالي من قال فيه بعد قول عمر رضي الله عنه قال صهيب واعمراه قال عمر رضي الله عنه مهلا يا صهيب إن المعول عليه يعذب قيل لسليمان أحين طعن عمر رضي الله عنه قال نعم
1547 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا سالم بن أبي راشد قال حدثنا ابن أبي عامر عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جلست بالباب فإذا صهيب رضي الله عنه قد دخل وهو يهتف واحبيباه واخليلاه واعمراه فقال عمر رضي الله عنه مهلا يا أخي أما بلغك أن المعول عليه يعذب ببعض بكاء أهله
1548 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال أنبأنا يوسف بن سعد عن عبد الرحمن بن نصير أبو حميد الحضرمي عن شداد بن أوس أن كعبا قال فكان في بني إسرائيل ملك إذا ذكرناه ذكرنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وإذا ذكرنا عمر رضي الله عنه ذكرناه وكان إلى جنبه نبي يوحى إليه فأوحى الله إلى النبي أن مره أن يعهد ويوصي فإنه ميت إلى ثلاثة أيام فأخبره النبي بذلك فلما كان اليوم الثالث وقع بين الجدر والسرير ثم جأر إلى الله فقال اللهم إن كنت تعلم أني أحكم بالعدل وإذا اختلفت الأمور اتبعت هواك وكنت وكنت فزد في عمري حتى يكبر طفلي وتربو أمتي فأوحى الله إلى النبي أنه قال كذا وكذا وأنه قد صدق وإني قد زدت في عمره خمس عشرة سنة ففي ذلك ما يشد طفله وتربو أمته فلما طعن عمر رضي الله عنه قال كعب
____________________
(2/72)
والله لئن سأل عمر ربه أن يبقيه ليبقينه فأخبر عمر رضي الله عنه بذلك فقال اللهم اقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم
1549 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبيد الله بن هب قال حدثني يونس عن ابن شهاب أن كعبا قال لو دعوت الله يا أمير المؤمنين أن يزيد في عمرك قال انظر ما تقول يا كعب قال إن رجلا من بني إسرائيل كان على مثل ما أنت عليه من الحق فبينما هو يقضي بين الناس في مجلسه إذ جاءه ملك الموت فتوارى عن مجلسه كراهية للموت ثم دعا الله أن ينسئ في أجله ليعدل بين الناس فأنسا في أجله خمس عشرة سنة
1550 - حدثنا وهيب بن جرير قال حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال سمع عمر رضي الله عنه صوتا قال لابن عباس رضي الله عنه اخرج فانظر ما هذا الصوت فخرج فسأل الناس فقالوا ارجع إلى أمير المؤمنين فأخبره أن كعبا يقول لو أن أمير المؤمنين أقسم على الله أن يؤخره لأخره فقال ابن عباس رضي الله عنهما ما كنت لأخبر أمير المؤمنين عن كعب بشيء حتى أسمعه منه فأتاه كعب فسأله فقال نعم لو أن أمير المؤمنين يقسم على الله أن يؤخره لأخره فرجع ابن عباس رضي الله عنهما إلى عمر رضي الله عنه فأخبره فقال إذن والله لا أقسم على الله
1551 - حدثنا خلاد بن يزيد قال حدثنا نافع عن ابن مليكة بنحوه وزاد لا أقسم على ربي ولا أسأله أن يؤخرني ويل لي ويلي لأمي إن لم يغفر لي لو أن لي ما على الأرض لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه
1552 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو جميع قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن عبد الله بن أبي مليكة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال لما أصيب عمر رضي الله عنه كنت فيمن حمله وأدخلناه البيت فقال يا ابن أخي اذهب فانظر من أصابني ومن أصيب معي قال وكان يقول إذا بعثت أحدكم في حاجة فليرجع إلى فليخبرني فإني أنسى قال فخرجت فنظرت ورجعت إليه لأخبره فإذا البيت قد امتلأ فجلست عند الباب ودخل كعب فأخذ بعضادتي الباب وقال كيف ترون أمير المؤمنين قالوا ما تراه مغشي عليه قال والذي أنزل التوراة على موسى وأنزل الإنجيل على عيسى وأنزل الفرقان على محمد إن دعا أمير المؤمنين ليبقيه الله لهذه الأمة حتى يأمر فيهم بأمره ويقضي فيهم بقضائه ليرفعنه فلما سمعت ذلك تخطيت الناس حتى جلست عند رأسه
____________________
(2/73)
فقلت يا أمير المؤمنين إنك بعثتني انظر من أصابك أصابك أبو لؤلؤة وأصيب معك ثلاثة عشر وقتل كليب الجزار عند المهراس وهذا كعب يحلف بالله الذي أنزل التوراة على موسى والإنجيل على عيسى والفرقان على محمد لئن أمير المؤمنين دعا ربه أن يرفعه لهذه الأمة فقال ادع إلي كعبا فدعي فقال ما تقول قال أقول كذا قال لا والله لا أدعو ولكن ويل لعمر من النار إن لم يرحمه ربه ثلاثا
1553 - حدثنا عبد الله بن رجاء ومحمد بن الزبير قالا حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال شهدت عمر رضي الله عنه يوم طعن أدخل فقال ادعو إلي الطبيب فقال أي الشراب أحب إليك قال النبيذ قال فسقي نبيذا فخرج من بعض طعناته فقال الناس من حوله هذا صديد فاسقوه لبنا فسقي لبنا فخرج فقال الطبيب فما كنت فاعلا فافعل
1554 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال دعي لعمر رضي الله عنه الطبيب فسقاه نبيذا فخرج من جروحه مختلطا بدم فدعي بلبن فسقاه فخرج أبيض فقال له الطبيب إعهد يا أمير المؤمنين
1555 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال المراسي قال حدثنا الحسن أن عمر رضي الله عنه حين طعن قالوا لا بأس عليك يا أمير المؤمنين قال إن كان علي بأس فقد قتلت فقالوا لو شربت نبيذا فشربه فخرج من جراحته فقالوا إنه صديد فقال ائتوني بلبن فشربه فخرج من جراحته
1556 - حدثنا الحسن بن عثمان قال كتب إلي عبد الله بن صالح قال حدثنا الهقل بن زياد عن معاوية بن يحيى الصدفي قال حدثنا الزهري قال حدثني سالم قال سمعت عبد الله قال قال عمر رضي الله عنه أرسلوا إلى الطبيب فينظر إلى جرحي هذا قال فأرسلوا إلى طبيب من العرب فسقاه نبيذا فشبه النبيذ بالدم حين خرج من الطعنة التي تحت السرة قال فدعونا طبيبا من الأمصار من بني معاوية فسقاه لبنا فخرج مصلدا أبيض فقال يا أمير المؤمنين إعهد فقال عمر رضي الله عنه صدقني أخو بني معاوية ولو قلت غير ذلك كذبتك فبكى عليه القوم حين سمعوا ذلك فقال عمر رضي الله عنه لا
____________________
(2/74)
تبكوا علينا من كان باكيا فليخرج ألم تسمعوا ماذا قال رسول الله & قال يعذب الميت ببكاء أهله
1557 - حدثنا سالم بن نوح قال حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه لما طعن دخلت عليه حفصة وإنه يغشى عليه فصرخت فقال اسكتي يا بنية أما سمعت رسول الله & يقول إن الميت يعذب ببكاء الحي
1558 - قال ابن المبارك في حديثه لما طعن عمر رضي الله عنه وأدخل البيت جاءت حفصة تقول أبي أبي أخرج فقالوا الناس فقالت لتخرجن عني أو لأخرجن فقال عمر رضي الله عنه أمكم تستأذن فخرج الناس فلما نظرت إليه ضعفت بدنه فقال يا بينة إنما يبكي الكافر أو يُبكي الكافر
1559 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه أن عمر رضي الله عنه لما طعن أعولت حفصة رضي الله عنها فقال عمر رضي الله عنه يا حفصة أما سمعت النبي & يقول إن المعول عليه يعذب
1560 - حدثنا سعيد بن عامر عن محمد بن عمرو بن علقمة قال كان أبو لؤلؤة مجوسيا
1561 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا أيوب عن ابن أبي مليكة قال دخل رجل على عمر رضي الله عنه وهو يألم فقال يا أمير المؤمنين إن كنت لأراك كأنه يعني الجلد والله لئن كان الذي تخاف لقد صحبت رسول الله & فأحسنت صحبته وفارقك وهو عنك راض وصحبت أبا بكر رضي الله عنه فأحسنت صحبته وفارقك وهو عنك راض وصحبت المسلمين فأحسنت صحبتهم ولئن فارقتهم وهم عنك راضون فقال عمر رضي الله عنه أما ما ذكرت من صحبتي رسول الله & ورضاءه عني فإنما ذلك منُّ من
____________________
(2/75)
الله من علي به وأما ما ذكرت من صحبتي أبا بكر رضي الله عنه ورضاه عني فإنما ذاك منُّ من الله من به علي وأما ما تري في من الألم فإنما ذاك من صحبتكم والله لو أن لي ما على الأرض من شيء لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه
1562 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد قال لما طعن عمر رضي الله عنه دعا بلبن فشربه فخرج منه فجعل جلساؤه يثنون عليه فقال إن من غره عمر لغار والله لوددت أني لم أدخل فيها والله إني لو كان لي ما على وجه الأرض لافتديت به من هول المطلع
1563 - حدثنا علي بن عاصم قال أخبرني داود عن عامر قال لما طعن عمر رضي الله عنه دخل على ابن عباس رضي الله عنهما والناس عنده فسلم ثم قال يا أمير المؤمنين أبشر ببشرى الله كان لك القدم في الإسلام وصحبة رسول الله & وتوفي وهو عنك راض ووليت فعدلت ثم قتلت شهيدا قال ويحك أعد علي ما قلت فأعاد فتنفس عمر رضي الله عنه تنفسا كادت نفسه تخرج معه ثم قال والله إن المغرور لمن غررتموه ولو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت بها من هول المطلع
1564 - حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال خطبنا ابن عباس رضي الله عنهما على منبر البصرة فقال أنا أول من دخل على عمر رضي الله عنه حين طعن فقلت له أبشر فقد صحبت رسول الله & فأطلت صحبته ووليت فعدلت وأديت الأمانة فقال إنما تبشيرك إياي بالجنة فوالذي نفسي بيده لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت بها مما هو أمامي قبل أن أعلم الخير وأما قولك استخلفت فعدلت فوالله لوددت أن ذاك كفاف لا علي ولا لي وأما ما ذكرت من صحبة رسول الله & فذاك
1565 - حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة قال حدثنا عمر بن يونس أبا القاسم اليمامي قال سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول لما طعن عمر رضي الله عنه دخلت عليه فجعلت أثني عليه فقال بأي شيء تثني علي بالإمرة أم بغيرها فقلت بكل فقال والله لوددت أني أفلت منهما كفافا لا أجر ولا وزر
____________________
(2/76)
1566 - حدثنا مسعر عن سماك الحنفي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتيت عمر رضي الله عنه فقلت مصر الله بك الأمصار وفتح الفتوح وفعل وفعل فقال وددت أني نجوت منها لا أجر ولا وزر
1567 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي عمرو يعني الأوزاعي قال حدثني سماك الحنفي قال حدثني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال دخلت أنا والمسور بن مخرمة على عمر رضي الله عنه حين طعن فقلت أبشر يا أمير المؤمنين فإن الله قد مصر بك الأمصار ودفع بك النفاق وأفشى بك الرزق فقال أفي الإمارة تثني علي يا ابن عباس قلت إي والله وفي غيرها قال فوالله لوددت أني خرجت منها فلا لي ولا علي
1568 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا سهل السراج قال قال رجل عند الوليد بن عبد الملك قال عمر رضي الله عنه لوددت أني أفلت من هذا الأمر كفافا فقال الوليد كذبت أيقول هذا خليفة الله فقال الرجل أو كذبت قال أو ذاك
1569 - حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال قال ابن عباس رضي الله عنهما قلت لعمر والله لا يمس جلدك النار قال والله إن علمك بذاك لقليل
1570 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا عمرو بن الحارث أن أبا النصر حدثه عن سليمان بن يسار أن عمر رضي الله عنه حين حضرته الوفاة قال له المغيرة بن شعبة هنيئا لك يا أمير المؤمنين الجنة قال يا ابن أم المغيرة وما يدريك والذي نفسي بيده لو كان لي ما بين المشرق والمغرب لافتديت به من هول المطلع
قال ابن المبارك في حديثه فحدثنا عباد المنقري عن الحسن قال دخلوا عليه فقالوا ليس عليك يا أمير المؤمنين بأس فقال إن يكن بالقتل بأس فقد قتلت فقالوا أما فجزاك الله خيرا فلقد كنت وكنت قال وتغبطونني بها لو أني خرجت منها كفافا يقول الحسن يا سبحان الله فصاحب كل يوم مبارك يقول لوددت أني نجوت منها كفافا
____________________
(2/77)
1571 - حدثنا عامر بن مدرك الحارثي قال حدثنا عبد الواحد بن أيمن عن أبي جعفر قال لما طعن عمر رضي الله عنه اشتد جزعه فقال ابن عباس رضي الله عنهما يا أمير المؤمنين ما يجرعك فوالله إن كان إسلامك لفتحا وإن كانت خلافتك ليمنا ولقد ملأت الأرض عدلا فقال يا ابن أخي أتشهد بذاك لي عند ربك فكأنه كع فقال له علي نعم إشهد وأنا معك أشهد أنا معك
1572 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن رجاء قالا حدثنا إسرائيل عن ابن إسحاق عن عمرو بن ميمون قال دخل عليه كعب الإخبار فقال ! ( الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) ! البقرة 147 قد أنبأتك أنك شهيد فقلت من أين لي بالشهادة وأنا في جزيرة العرب
1573 - حدثنا أبو بكر العليمي قال حدثنا النضر بن شميل قال حدثنا ابن المبارك قال حدثني مولى لآل بن عفان أن عمر رضي الله عنه أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثا وقال لا يأتين عليكم ثالثة أو لا يخلون عليكم ثالثة حتى تبايعوا لأحدكم يعني أهل الشورى ثم اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ولا تشاقوا ولا تنازعوا وأطيعوا الله ورسوله والأمير
1574 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن إدريس عن طلحة بن يحيى بن طلحة عن عيسى بن طلحة وعروة بن الزبير قالا قال عمر رضي الله عنه حين طعن ليصل بكم صهيب ثلاثا ولتنظروا طلحة فإن جاء إلى ذلك وإلا فانظروا في أمركم فإن أمة محمد & لا تترك فوق ثلاث سدى قال له عثمان إنك لم يفتك من الأمر شيء فقال له طلحة إذا صليت الظهر فاجلس على المنبر فلما جلس على المنبر قام إليه طلحة فبايعه
1575 - حدثنا سعيد بن عامر قال أنبأنا جويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رأس عمر رضي الله عنه في حجري حين أصيب فقال لي يا عبد الله ضع رأسي بالأرض فجمعت ردائي تحت رأسه فمات وإن خده لعلى الأرض وقال ويل لعمر وويل أمه لم يغفر الله له
____________________
(2/78)
1576 - حدثنا القعنبي قال حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال أنا آخركم عهدا بعمر رضي الله عنه دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر فقال له ضع خدي بالأرض فقال هل حجري والأرض إلا سواء قال ضع خدي بالأرض لا أم لك في الثانية أو الثالثة ثم شبك رجليه فسمعته يقول ويل لي وويل لأمي إن لم يغفر الله لي حتى فاضت نفسه
1577 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه عن عثمان رضي الله عنه قال أنا آخر الناس عهدا بعمر رضي الله عنه ودخلت عليه ورأسه في حجر ابن له فقال له ضع خدي بالأرض فأبى فقال ضع خدي بالأرض لا أم لك ففعل فقال الويل لأمي إن لم يغفر الله لي فلم يزل يقولها حتى خرجت نفسه
1578 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال سمعت عبد الله ابن عمر يحدث عن عاصم بن عبيد الله عن أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال أنا آخر الناس عهدا بعمر رضي الله عنه دخلت عليه وهو في المغرب ورأسه في حجر عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال له يا بني ضع خدي بالأرض فقال له ما حجري والأرض إلا سواء فقال له يا بني ضع خدي بالأرض فقال له مثل ذلك فقال له في الثالثة ضع خدي بالأرض لا أم لك فوضع خده بالأرض فقال ويل عمر وويل أمه إن لم يغفر الله له ثم مات رحمه الله
1579 - حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن عاصم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال رأيت عمر رضي الله عنه أخذ تبنة من حائط فقال يا ليتني كنت هذه التبنة يا ليت أمي لم تلدني يا ليتني لم أك شيئا يا ليتني كنت نسيا منسيا
1580 - حدثنا موسى بن مروان الرقي قال حدثنا بقية بن الوليد عن أبي مرثد اللبكي عبد الله بن العوذ عن من حدثه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا ليتني كنت حائكا أعيش من عمل يدي
____________________
(2/79)
1581 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه قال لما طعن عمر رضي الله عنه قالوا له استخلف قال لا والله لا أتحملكم حيا وميتا ثم قال إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني يعني أبا بكر رضي الله عنه وإن ادع فقد ودع من هو خير مني يعني النبي & قالوا جزاك الله يا أمير المؤمنين خيرا قال ما شاء الله راغبا راهبا ثم قال وددت أني أفلت كفافا لا لي ولا علي
1582 - حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال خطبنا ابن عباس رضي الله عنهما على منبر البصرة فقال قيل لعمر رضي الله عنه استخلف فقال إن ذلك فعلت فقد فعله من هو خير مني وإن أكل الناس إلى أنفسهم فقد فعله رسول الله & وإن استخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر رضي الله عنه
1583 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه قال قيل لعمر رضي الله عنه استخلف فقال لوددت أني نجوت منها كفافا لا لي ولا علي
1584 - قال ابن المبارك في حديثه حدثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم قال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعد ما طعن عمر يا أمير المؤمنين ما عليك لو أجهدت نفسك ثم أمرت رجلا فقال أقعدوني قال عبد الله فتمنيت لو أن بيني وبينه عرضي المدينة فرقا منه حين قال أقعدوني ثم قال من أمرتم بأفواهكم قلت فلانا فقال إن تؤمروه فأره ذا شيبتكم ثم أقبل على عبد الله فقال أثكلتك أمك أرأيت الوليد ينشأ مع الوليد وليدا ثم ينشأ معه شابا ثم ينشأ معه كهلا أتراه يعرف من خلقه قال نعم يا أمير المؤمنين قال فبماذا أحاج رب العالمين إذا سألني من أمرت عليكم فقلت فلانا وأنا أعلم منه ما أعلم كلا والذي نفسي بيده لأردنها إلى الذي دفعها إلي والله لوددت أنه كان عليها من هو خير مني لا ينقصني ذلك مما أعطاني الله شيئا
1585 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا الحسن وعبد الله بن بريدة قالا لما طعن عمر رضي الله عنه قيل له لو استخلفت قال لو شهدني
____________________
(2/80)
أحد رجلين استخلفته إني قد اجتهدت ولم أتم أووضعتها موضعها أبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة
1586 - حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكرياء عن عاصم الأحول قال قلت للشعبي يا أبا عمرو ما منع عمر رضي الله عنه أن يستخلف عبد الله بن عمر رضي الله عنه وقد كان من هجرته ما قد علمت ومن ورعه ما قد رأيت قال أما إنه قد قال أدخلوه وأشهدوه وليس منها في شيء فإن يكن خيرا فقد استكثرنا منه وإن يكن شرا فشر عنا إلى عمر فشر عنا إلى عمر ثلاثا
1587 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم قال قال عمر رضي الله عنه يأمرونني أن أبايع لرجل لم يحسن يطلق امرأته
1588 - حدثنا هارون الدمشقي قال حدثنا محمد بن عيسى عن عمر بن يزيد قال كتب عمر عبد الله بن عمر في الشورى فقال رجل استخلفه فإنه ابن أمير المؤمنين ومن المهاجرين الأولين فقال عمر رضي الله عنه وقد قبلت والله ليمحين منها كفى آل عمر منها الكفاف لا علينا ولا لنا
1589 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن إبراهيم قال قال عمر رضي الله عنه تأمرونني أن أبايع لرجل لم يحسن يطلق امرأته
1590 - حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال خطبنا ابن عباس رضي الله عنهما فقال أنا أول من دخل على عمر رضي الله عنه حين طعن فقال لي يا ابن عباس احفظ عني ثلاثا إني لم استخلف على الناس خليفة ولم اقض في الكلالة قضاء وكل مملوك لي عتيق
1591 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال قال ابن شهاب حدثنا عروة أن مروان بن الحكم حدثه أن عمر رضي الله عنه قال حين طعن إني رأيت في الجد رأيا فإن رأيتم أن تتبعوه فاتبعوه فقال عثمان إن نتبع رأيك فإنك راشد وإن تتبع رأي الشيخ قبلك فنعم ذو الرأي كان
1592 - وحدثنا محمد قال حدثنا موسى بن عقبة قال حدثنا نافع أن عبد الله بن
____________________
(2/81)
عمر رضي الله عنه أخبره أن عمر رضي الله عنه غسل وكفن وصلي عليه وكان شهيدا وقال عمر رضي الله عنه إذا مت فتربصوا ثلاثة أيام وليصل بالناس صهيب ولا يأتين اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم ويحضر عبد الله بن عمر مشيرا ولا شيء له في الأمر وطلحة شريككم في الأمر فإن قدم في الأيام الثلاثة فأحضروه أمركم وإن مضت الأيام الثلاثة قبل قدومه فاقضوا أمركم ومن لي بطلحة فقال سعد بن أبي وقاص أنا لك به ولا يخالف إن شاء الله فقال عمر أرجو ألا يخالف إن شاء الله وما أظن أن يلي إلا أحد هذين الرجلين علي أو عثمان فإن ولي عثمان فرجل فيه لبن وإن ولي علي ففيه دعابة وأحر به أن يحملهم على طريق الحق وإن تولوا سعدا فأهلها هو وإلا فليستعن به الوالي فإني لم أعزله عن خيانة ولا ضعف ونعم ذو الرأي عبد الرحمن بن عوف مسدد رشيد له من الله حافظ فاسمعوا منه وقال لأبي طلحة الأنصاري يا أبا طلحة إن الله عز وجل طالما أعز الإسلام بكم فاختر منهم وقال للمقداد بن الأسود إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم وقال لصهيب صل بالناس ثلاثة أيام وأدخل عليا وعثمان والزبير وسعدا وعبد الرحمن بن عوف وطلحة إن قدم وأحضر عبد الله بن عمر ولا شيء له من الأمر وقم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه أو اضرب رأسه بالسيف وإن اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وأبى اثنان فاضرب رؤوسهما فإن رضي ثلاثة رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد الله بن عمر فأي الفريقين حكم له فليختاروا رجلا منهم فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقين إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس فخرجوا فقال علي لقوم كانوا معه من بني هاشم إن أطيع فيكم قومكم لو تؤمروا أبدا وتلقاه العباس فقال عدلت عنا فقال وما علمك قال قرن بي عثمان وقال كونوا مع الأكثر فإن رضي رجلان رجلا ورجلان رجلا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفون فيوليها عبد الرحمن عثمان أو يوليها عثمان عبد الرحمن فلو كان الآخران معي لم ينفعاني بله أني لا أرجو إلا أحدهما فقال العباس لم أرفعك في شيء إلا رجعت إلي مستأخرا بما أكره أشرت عليك عند وفاة رسول الله & أن تسأله فيمن هذا الأمر فأبيت وأشرت عليك بعد وفاته أن تعاجل الأمر فأبيت وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى أن لا تدخل
____________________
(2/82)
معهم فأبيت احفظ عني واحدة كلما عرض عليك القوم فقل لا إلا أن يولوك واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم لنا به غيرنا وأيم الله لا يناله إلا بشر لا ينفع معه خير فقال علي أما لئن بقي عثمان لأذكرنه ما أتى ولئن مات ليتداولنها بينهم ولئن فعلوا ليجدني حيث يكرهون ثم تمثل ( حلفت برب الراقصات عشية ** غدون خفافا فابتدرن المُحصَّبا ) ( ليختلين رهط ابن بعمر مارئا ** نجيعا بنو السداخ وردا مُصلَّبا ) والتفت فرأى أبا طلحة فكره مكانه فقال أبو طلحة لم ترع أبا الحسن فلما مات عمر وأخرجت جنازته تصدى علي وعثمان إيهما يصلي عليه فقال عبد الرحمن كلاكما يحب الإمرة لستما من هذا في شيء هذا إلى صهيب استخلفه عمر يصلي بالناس ثلاثا حتى يجتمع الناس على إمام فصلى صهيب فلما دفن عمر جمع المقداد أهل الشورى في بيت المسور بن مخرمة ويقال في بيت المال ويقال في حجرة عائشة بإذنها وهم خمسة معهم ابن عمر وطلحة غائب وأمروا أبا طلحة أن يحجبهم وجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجلسا بالباب فحصبها سعد وأقامهما وقال تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في أهل الشورى فتنافس القوم في الأمر وكثر بينهم الكلام فقال أبو طلحة أنا كنت لأن تدفعوها أخوف مني لأن تنافسوها لا والذي ذهب بنفس عمر لا أزيدكم على الأيام الثلاثة التي أمرتم ثم أجلس في بيتي فأنظر ما تصنعون فقال عبد الرحمن أيكم يخرج منها نفسه ويتقلدها على أن يوليها أفضلكم فلم يجبه أحد فقال أنا أنخلع منها فقال عثمان أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله & يقول أمين في الأرض أمين في السماء فقال القوم قد رضينا وعلي ساكت فقال ما تقول يا أبا الحسن قال أعطني موثقا لتؤثرن الحق ولا تتبع الهوى ولا تخص ذا رحم ولا تألو الأمة فقال أعطوني مواثيقكم على أن تكونوا معي على من بدل وغير وأن ترضوا من اخترت لكم علي ميثاق الله أن لا أخص ذا رحم لرحمه ولا آلو المسلمين فأخذ منهم ميثاقا وأعطاهم مثله فقال لعلي إنك تقول إني أحق من حضر بالأمر لقرابتك وسابقتك وحسن أثرك في الدين ولم تبعد ولكن أرأيت لو صرف هذا الأمر عنك فلم تحضر من كنت ترى من هؤلاء الرهط أحق بالأمر قال عثمان وخلا بعثمان فقال
____________________
(2/83)
تقول شيخ من بني عبد مناف وصهر رسول الله & وابن عمه لي سابقة وفضل لم تبعد فلن يصرف هذا الأمر عني ولكن لو لم تحضر فأي هؤلاء الرهط تراه أحق به قال علي ثم خلا بالزبير فكلمه بمثل ما كلم به عليا وعثمان فقال عثمان ثم خلا بسعد فكلمه فقال عثمان فلقي علي سعدا فقال ! ( اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) ! النساء 1 أسألك برحم ابني هذا من رسول الله & وبرحم عمي حمزة منك أن لا تكون مع عبد الرحمن لعثمان ظهيرا علي فإني أدلي بما لا يدلي به عثمان ودار عبد الرحمن لياليه يلقى أصحاب رسول الله & ومن وافى المدينة من أمراء الأجناد وأشراف الناس يشاورهم ولا يخلو برجل إلا أمره بعثمان حتى إذا كانت الليلة التي يستكمل في صبيحتها الأجل أتى منزل المسور بن مخرمة بعد ابهيرار من الليل فأيقظه فقال لا أراك نائما ولم أذق في هذه الليلة كثير غمض انطلق فادع الزبير وسعدا فدعاهما فبدأ بالزبير في مؤخر المسجد في الصفة التي تلي دار مروان فقال له خل ابني عبد مناف وهذا الأمر قال نصيبي لعلي وقال لسعد أنا وأنت كلالة فاجعل نصيبك لي فأختار قال إن اخترت نفسك فنعم وإن اخترت عثمان فعلى أحب إلي أيها الرجل بايع لنفسك وأرحنا وارفع رؤوسنا قال يا أبا إسحاق إني قد خلعت نفسي منها على أن أختار ولو لم أفعل وجعل الخيار إلي لم أردها إني أريت كروضة خضراء كثيرة العشب فدخل فحل لم أر فحلا قط أكرم منه فمر كأنه سهم لا يلتفت إلى شيء مما في الروضة حتى قطعها لم يعرج ودخل بعير يتلوه فاتبع أثره حتى خرج من الروضة ثم دخل فحل عبقري يجر خطامه يلتفت يمينا وشمالا ويمضي قصد الأولين حتى خرج ثم دخل بعير رابع فرتع في الروضة ولا والله لا أكون الرابع ولا يقوم مقام أبي بكر وعمر بعدهما أحد فيرضى الناس عنه قال سعد فإني أخاف أن يكون الضعف قد أدركك فامض لرأيك فقد عرفت عهد عمر وانصرف الزبير وسعد وأرسل المسور بن مخرمة إلى علي فناجاه طويلا وهو لا يشك أنه صاحب الأمر ثم نهض وأرسل المسور إلى عثمان فكان في نجيهما حتى فرق بينهما أذان الصبح فقال عمرو بن ميمون قال لي عبد الله بن عمر يا عمرو من أخبرك أنه يعلم ما كلم به عبد الرحمن بن عوف عليا وعثمان فقد قال بغير علم فوقع قضاء ربك على عثمان
____________________
(2/84)
فلما صلوا الصبح جمع الرهط وبعث إلى من حضره من المهاجرين وأهل السنة والفضل من الأنصار وإلى أمراء الأجناد فاجتمعوا حتى التج المسجد بأهله فقال أيها الناس إن الناس قد أحبوا أن يلحق أهل الأمصار بأمصارهم وقد علموا من أميرهم فقال سعيد بن زيد إنا نراك لها أهلا فقال أشيروا علي بغير هذا فقال عمار إن أردت أن لا يختلف المسلمون فبايع عليا فقال المقداد بن الأسود صدق عمار إن بايعت عليا قلنا سمعنا وأطعنا قال ابن أبي سرح إن أردت أن لا تختلف قريش فبايع عثمان فقال عبد الله ابن أبي ربيعة صدق إن بايعت عثمان قلنا سمعنا وأطعنا فشتم عمار بن أبي سرح وقال متى كنت تنصح المسلمين فتكلم بنو هاشم وبنو أمية فقال عمار أيها الناس إن الله عز وجل أكرمنا بنبيه وأعزنا بدينه فأنى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم فقال رجل من بني مخزوم لقد عدوت طورك يا ابن سمية وما أنت وتأمير قريش لأنفسها فقال سعد بن أبي وقاص يا عبد الرحمن افرغ قبل أن يفتتن الناس فقال عبد الرحمن إني قد نظرت وشاورت فلا تجعلن أيها الرهط على أنفسكم سبيلا ودعا عليا فقال عليك عهد الله وميثاقه لتعملن بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده قال أرجو أن أفعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي ودعا عثمان فقال له مثل ما قال لعلي قال نعم فبايعه فقال علي حبوته حبو دهر ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا ! ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) ! يوسف 18 والله ما وليت عثمان إلا ليرد الأمر إليك والله ! ( كل يوم هو في شأن ) ! الرحمن 29 فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا فإني قد نظرت وشاورت الناس فإذا هم لا يعدلون بعثمان فخرج علي وهو يقول سيبلغ الكتاب أجله فقال المقداد يا عبد الرحمن أما والله لقد تركته من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون فقال يا مقداد والله لقد اجتهدت للمسلمين قال إن كنت أردت بذلك الله فأثابك الله ثواب المحسنين فقال المقداد ما رأيت مثل ما أوتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم إني لأعجب من قريش أنهم تركوا رجلا ما أقول إن أحدا أعلم ولا أقضى منه بالعدل أما والله لو أجد عليه أعوانا فقال عبد الرحمن يا مقداد اتق الله فإني خائف عليك الفتنة فقال رجل للمقداد رحمك الله من أهل هذا البيت ومن هذا الرجل قال أهل البيت بنو عبد المطلب والرجل علي بن أبي طالب فقال علي إن الناس ينظرون إلى قريش وقريش تنظر إلى بيتها فتقول إن ولي عليكم بنو هاشم لم تخرج منهم أبدا وإن كانت في غيرهم من قريش تداولتموها بينكم
____________________
(2/85)
وقدم طلحة في اليوم الذي بويع فيه لعثمان فقيل له بايع عثمان فقال أكل قريش راض به قال نعم فأتى عثمان فقال له عثمان أنت على رأس أمرك إن أبيت رددتها قال أتردها قال نعم قال أكل الناس بايعوك قال نعم قال قد رضيت لا أرغب عما قد أجمعوا عليه وبايعه وقال المغيرة بن شعبة لعبد الرحمن يا أبا محمد قد أصبت إذ بايعت عثمان وقال لعثمان لو بايع عبد الرحمن غيرك ما رضينا فقال عبد الرحمن كذبت يا أعور لو بايعت غيره لبايعته ولقلت هذه المقالة عن ابن مجلز قال قال عمر رضي الله عنه من تستخلفون فسموا رجالا حتى سموا طلحة فقال كيف تستخلفون رجلا أول نحل نحله رسول الله & جعله في مهر ليهودية
1593 - حدثنا هشام بن عبد الملك قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة رضي الله عنه قال سألني عمر رضي الله عنه من ترى قومك مؤمرين بعدي قلت رأيت الناس قد أسندوا أمرهم إلى عثمان رضي الله عنه
1594 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن خراش عن حذيفة رضي الله عنه قال بينما أنا مع عمر رضي الله عنه عشية عرفة ونحن ننتظر أن تغرب الشمس فنقبض فلما رأى كثرة الناس وتكبيرهم وما يصنعون أعجبه ذلك قال يا ابن اليمان كم ترى هذا تماما للناس فقلت حتى يكسر باب أو يفتح قال وما يكس باب أو يفتح قلت يقتل رجل أو يموت قال يا ابن اليمان فيمن ترى قومك يؤمرون بعدي قلت رأيت الناس أسدوا أمرهم إلى عثمان رضي الله عنه
1595 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن خارجة بن مضرب قال حججت مع عمر رضي الله عنه فسمعت الحادي يحدو إن الأمير بعده ابن عفان وسمعت الحادي في إمارة عثمان إن الأمير بعده علي رضي الله عنه
1596 - حدثنا أبو داود قال حدثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون أن عمر رضي الله عنه بدأ بعثمان رضي الله عنه فقال اتق الله إن وليت من أمر الناس
1597 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني الليث بن
____________________
(2/86)
سعد أن يحيى بن سعيد حدثه أن عمر رضي الله عنه حين أوصى النفر الخمسة فولوا مال برأسه إلى عبد الله وهو مسند ظهره إلى صدره وقال إن يولوا عثمان رضي الله عنه يصيبوا خيرهم
1598 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف عن عمر رضي الله عنه قال لا بيعة إلا عن مشورة
1599 - حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثتنا أم خنيس قالت انطلقت مع مولاي نعود عمر فسمعته يقول إني أقمت لكم الطريق فلا تعوجها
1600 - حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر رضي الله عنه لما أصيب أرسل إلى الناس فقال هل كان هذا عن ملإ منكم فقال علي أعن ملإ منا إني والله لوددت أن الله نقص من آجالنا في أجلك
1601 - قال ابن المبارك حدثني أبو جعفر عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه يا ابن عباس أنظر من قتلني قال ودخل عليه الناس كأنهم لم تصبهم مصيبة قط قبل يومهم قال فخرج فقال من طعن أمير المؤمنين قالوا عدو الله أبو لؤلؤة فرجع فأخبره فقال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل يدعى الإسلام لقد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال إن شئت فعلت أي إن شئت قتلناه فقال كذبت بعدما صلوا صلاتكم وتكلموا بلسانكم وحجوا حجكم ثم دخل عليه شاب فقال يا أمير المؤمنين أبشر ببشرى الله صحبت رسول الله & ثم استخلفت فقال ثم الشهادة قال يا ابن أخي ليتني أنجوا كفافا لا علي ولا لي ثم أدبر الشاب فإذا إزاره يمس الأرض فقال يا ابن أخي ارفع ثوبك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك فما منعه ما هو فيه من الموت أن نصح له ثم قال يا عبد الله انظر كم علي من الدين قال بضعة وثمانون ألفا قال أدها من أموال آل عمر فإن وفت وإلا فسل بني عدي بن كعب فإن وفت وإلا فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم
____________________
(2/87)
1602 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن حصين عن عمرو بن ميمون قال إني لفي الصف المقدم إذ طعن عمر رضي الله عنه قال فأوصى فقال بلغ الدين الذي على بضعة وثمانين ألفا وقال لعبد الله بن عمر إن بلغ مال آل عمر فأدها وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن بلغت فأدها وإلا فسل في قريش ولا تجاوزهم إلى غيرهم
1603 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن أبي مطيع عن أيوب قال قلت لنافع هل كان على عمر رضي الله عنه دين فقال ومن أين يدع عمر دينا وقد باع رجل من ورثته ميراثه بمائة ألف
1604 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن عمر بن مرة قال سمعت إبراهيم يقول قال عبد الله أقبل رجل شاب يثني على عمر رضي الله عنه وقد طعن والناس يثنون عليه فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض فقال يا ابن أخي ارفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك قال عبد الله يرحم الله عمر لم يمنعه ما كان فيه أنه رأى حقا لله يتكلم فيه
1605 - حدثنا ابن أبي عدي عن داود عن عامر قال لما طعن عمر رضي الله عنه دخل عليه ابن عباس رضي الله عنهما فقال أبشر يا أمير المؤمنين بالجنة فرفع رأسه ننظر إليه ثم قال اللهم نعم أسلمت حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله & وقتلت شهيدا قال أعد فأعاد ثلاث مرات فقال عمر رضي الله عنه إن الغرور لمن غررتموه لو أن لي ما على الأرض من صفراء وبيضاء لافتديت بها من هول المطلع
1606 - حدثنا خلاد بن يزيد قال حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة أن عثمان رضي الله عنه وضع رأس عمر رضي الله عنه في حجره فقال أعد رأسي في التراب ويل لي وويل لأمي إن لم يغفر الله
1607 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا ليث عن واصل الأحدب عن المعرور بن سويد أن عمر رضي الله عنه قال من دعا إلى إمارة لنفسه من غير مشورة المسلمين فلا يحل لكم إلا أن تقاتلوه
1608 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن أبي جمرة أنه سمع جويرية بن قدامة أنه حج عام قتل عمر رضي الله عنه قال فمررنا بالمدينة فقام
____________________
(2/88)
فخطب الناس إني رأيت كأن ديكا أحمر نقر في نقرة أو نقرتين فما لبث إلا الجمعة حتى طعن فأذن للناس فكان أول من دخل عليه أصحاب النبي & ثم أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أذن لأهل العراق فدخلت فيمن دخل قال فكان كلما دخل عليه قوم أثنوا عليه وبكوا قال فلما دخلنا عليه قال وقد عصب بطنه بعمامة سوداء والدم يسيل قال فقلنا أوصنا قال وما سأله الوصية أحد غيرنا فقال عليكم بكتاب الله فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه فقلنا أوصنا فقال أوصيكم بالمهاجرين فإن الناس سيكثرون وتقلون وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الإسلام الذي لجأ إليه وأوصيكم بالأعراب فإنهم أصلكم ومادتكم وأوصيكم بأهل ذمتكم فإنهم عهد نبيكم ورزق عيالكم قوموا عني قال فما زاد على هؤلاء الكلمات قال محمد بن جعفر قال شعبة ثم سألته بعد ذلك فقال في الأعراب وأوصيكم بالأعراب فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم
1609 - أخبرنا سعيد بن منصور قال أخبرنا يونس بن أبي يعقوب العبدي قال حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال كنت عند عمر وقد سجى عليه فدخل علي فكشف الثوب عن وجهه وقال رحمة الله عليك أبا حفص والله ما بقي أحد بعد رسول الله & أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته أو بمثل صحيفته
1610 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن عليا رضي الله عنه رأى عمر رضي الله عنه وهو مسجى فقال صلى الله عليك ما من الناس أحد أحب إلي أن ألقى الله بما في صحيفته من هذا فقال له الحسن بن علي رضي الله عنهما . . . . . . فقال لا تصل على أحد إلا النبي & فسكت
1611 - حدثنا عبد الله بن يحيى قال حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الحجاج عن نافع أن عمر رضي الله عنه لحد له لحد
1612 - حدثنا حبان بن بشر الأسدي قال حدثنا عطاء بن مسلم عن سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن أبي مريم رجل من الموالي قال أتيت عليا رضي الله عنه وعليه برد سحيق قد تهدب طرفاه فقلت يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة قال وما حاجتك يا أبا مريم قلت تلقي هذا البرد عنك قال فقعد ثم وضع طرف البرد على عينيه ثم
____________________
(2/89)
بكى حتى علا صوته فقلت يا أمير المؤمنين لو كنت أعلم أنه يبلغ منك ما رأيت ما أمرتك بطرحه قال يا أبا مريم إني أزداد له حبا إنه أهداه إلي خليلي قلت ومن خليلك يا أمير المؤمنين قال عمر رضي الله عنه إن عمر رضي الله عنه ناصح الله فناصحه
1613 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا أبو معشر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال وضع عمر رضي الله عنه بين القبر والمنبر فجاء علي يشق الصفوف فقام بين أيديهم فقال هو هذا مال أبي بكر رضي الله عنه عنكما قالها مرارا ثم قال رحمة الله عليه ما من خلق الله أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته بعد صحيفة النبي & من هذا المسجى بينكم
1614 - حدثنا هشام بن عبد الملك قال حدثنا محمد بن أبان عن خلف بن حوشب قال أدركت رجلا من أصحاب عبد الله شيخا كبيرا قال خرج علينا علي رضي الله عنه من القصر وعليه بردة يمانية من هذه اليمانية الخمر عتيق منها جيد فجعل القوم يمسونه ويقولون من أين لك هذا يا أمير المؤمنين قال هذا كسانيه حبيبي عمر رضي الله عنه فلما ذكر عمر رضي الله عنه قبع رأسه بالبرد ثم بكى حتى رحمه من كان ثم
1615 - حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا عون بن أبي شداد أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه لم يدرك الصلاة على عمر رضي الله عنه فقال إن كنتم سبقتموني بالصلاة عليه فلن تسبقوني بالثناء ثم قال نعم أخو الإسلام كنت يا عمر كنت عف الطرف عف الظهر جوادا بالحق بخيلا بالباطل ترضى حين الرضا وتسخط حين السخط لم تكن مداحا ولا عيابا
1616 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا سويد بن محمد الوراق قال حدثنا سالم المرادي عن عمر بن هرم عن عبد الله بن أبي سارية الأزدي قال جاء عبد الله بن سلام وقد صلى على عمر فقال لئن كنتم سبقتموني بالصلاة عليه لا تسبقوني بالثناء ثم قال نعم أخو الإسلام كنت يا عمر ترضى حين الرضا وتسخط حين السخط عفيف الطرف طيب الظرف لم تكن مداحا ولا مغتابا ثم جلس
1617 - حدثنا القعنبي قال حدثنا بكر بن يزيد عن أسامة بن زيد بن أسلم قال
____________________
(2/90)
جاء كعب الأحبار بعدما دفن عمر رضي الله عنه فقال والله لئن سبقتموني بدفنه لا تسبقوني بحسن الثناء عليه فوقف على قبره فقال نعم أخو الإسلام كنت ما علمت يا عمر أما والله إن كنت لجوادا بالحق بخيلا بالباطل تلين للين وتشتد للشدة وترضى للرضا وتسخط للسخط عفيف الظهر والبطن والفرج ما كنت عيابا ولا مداحا
1618 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن عليا رضي الله عنه صلى على عمر رضي الله عنه وهو على سريره وقال فيما دعا له صلى الله عليك
1619 - حدثنا القعنبي قال حدثنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد عن عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنا نترحم على عمر رضي الله عنه حين وضع على سريره فجاء رجل من خلفي فترحم عليه وقال ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بعمله منك وإن كنت لأظن ليجعلنك الله مع صاحبيك فلأني كنت أكثر أن أسمع النبي & يقول كنت أنا وأبو بكر وعمر وفعلت أنا وأبو بكر وعمر فكنت أظن ليجعلنك الله مع صاحبيك فلأن كنت أكثر أن أسمع النبي & يقول فكنت أنا وأبو بكر وعمر وفعلت أنا وأبو بكر وعمر فكنت أظن ليجعلنك الله معهما فالتفت فإذا هو علي
1620 - حدثنا محمد بن عباد بن عباد قال حدثنا غسان بن عبد الحميد قال بلغنا أن عبد الله بن مالك بن عيينة الأزدي حليف بني المطلب قال لما انصرفنا مع علي رضي الله عنه من جنازة عمر رضي الله عنه دخل فاغتسل ثم خرج إلينا فصمت ساعة ثم قال لله بلاء نادبة عمر لقد صدقت ابنة أبي خثمة حين قالت واعمراه أقام الأود وأبدأ العهد واعمراه ذهب نقي الثوب قليل العيب واعمراه أقام السنة وخلف الفتنة ثم قال والله ما درت هذا ولكنها قولته وصدقت والله لقد أصاب عمر خيرها وخلف شرها ولقد نظر له صاحبه فسار على الطريقة ما استقامت ورحل الركب وتركهم في طرق متشعبة لا يدري الضال ولا يستيقن المهتدي
1621 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال سمعت عبد الله
____________________
(2/91)
ابن عمر يحدث عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت ما زال بي ذكر عمر رضي الله عنه وترديدي فيه حتى أتيت في المنام فقيل لي عمر ابن الخطاب نبي هو فظننت أني دعوت بذلك
1622 - حدثنا أبو عاصم النبيل عن إسماعيل بن عبد الملك عن محمد بن علي أنه سمعه يقول لما أتى بجنازة عمر رضي الله عنه فوضعت فقال علي ما أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من أن ألقاه بصحيفة هذا المسجي بينكم
1623 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن أبي الهذيل قال كنا عند حذيفة رضي الله عنه إذ أتاه نعي عمر رضي الله عنه فقال حذيفة رضي الله عنه اليوم ترك الناس حلقة الإسلام
1624 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سعيد بن زيد قال حدثنا أبو التياح قال حدثنا عبد الله بن أبي الهذيل قال كنا عند حذيفة رضي الله عنه إذ أتاه نعي عمر رضي الله عنه فقال حذيفة رضي الله عنه اليوم ترك الناس حافة الإسلام وايم الله لقد جار هؤلاء القوم عند القصد حتى لقد حال دونه وعورة ما يبصرون القصد ولا يهتدون له قال فقال عبد الله بن أبي هذيل كم ظعنوا بعد ذلك من مظعنة وقال إنما كان مثل الإسلام أيام عمر مثل امرئ مقبل لم يزل في إقبال فلما قتل أدبر فلم يزل في إدبار وقال كان علم الناس كان مدسوسا في حجر عمر والله لا أعرف رجلا لا تأخذه في الله لومة لائم إلا عمر ما يحبس البلاء عنكم فراسخ إلا موته في عنق رجل كتب عليه أن يموت يعني عمر ( وفاته رضي الله عنه )
1625 - روى أبو بكر بن إسماعيل عن محمد بن سعد أنه قال طعن عمر يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ودفن يوم الأحد هلال المحرم سنة أربع وعشرين وكان خلافته عشر سنين وخمسة أشهر وواحدا وعشرين يوما وقال عثمان بن محمد الأحمس هذا وهم توفي عمر لأربع ليال بقين من ذي الحجة وبويع عثمان يوم الاثنين لليلة بقيت من ذي الحجة
____________________
(2/92)
وقال ابن قتيبة ضربه أبو لؤلؤة يوم الاثنين لأربع بقين من ذي الحجة ومكث ثلاثا وتوفي فصلى عليه صهيب وقبر مع رسول الله & وأبي بكر وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وخمس ليال وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة وقيل كان عمره خمسا وخمسين سنة والأول أصح
1626 - أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت بكي على عمر حين مات
1627 - عن محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن أبي بكر قال دفن عمر في بيت النبي & وجعل رأس أبي بكر عند كتفي النبي وجعل رأس عمر عند حقوى النبي &
1628 - حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك أخبرني عمر بن عثمان بن هانئ عن القاسم قال دخلت على عائشة فقلت يا أمه اكشفي لي عن قبر النبي & وصاحبيه رضي الله عنهما فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوطة ببطحاء العرصة الحمراء قال أبو علي يقال إن رسول الله & مقدم وأبو بكر عند رأسه وعمر عند رجليه رأسه عند رسول الله &
1629 - أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني أبي عن يحيى بن سعيد وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حرم وغيرهما عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية عن عائشة قالت ما زلت أضع خماري وأتفضل في ثيابي في بيتي حتى دفن عمر بن الخطاب فيه فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جدارا فتفضلت بعد
1630 - أخبرنا المعلى بن أسد قال أخبرنا وهيب بن خالد عن موسى بن سالم قال حدثني عبد الله بن عبيد الله بن العباس قال كان العباس خليلا لعمر فلما أصيب عمر جعل يدعو الله أن يريه عمر في المنام قال فرآه بعد حول وهو يمسح العرق عن جبينه
____________________
(2/93)
فقال ما فعلت قال هذا أوان فرغت وإن كان عرشي ليهد لولا أني لقيت رؤوفا رحيما
1631 - أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرنا أبو جهضم قال حدثني عبد الله بن عبيد الله بن عباس أن العباس قال كان عمر لي خليلا وإنه لما توفي لبثت حولا أدعو الله أن يرينيه في المنام قال فرأيته على رأس الحول يمسح العرق عن جبهته قال قلت يا أمير المؤمنين ما فعل بك ربك قال هذا أوان فرغت وإن كاد عرشي ليهد لولا أني لقيت ربي رؤوفا رحيما
1632 - أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمارة عن ابن عباس قال دعوت الله سنة أن يريني عمر قال فرأيته في المنام فقال كاد عرشي أن يهوي لولا أني وجدت ربا رحيما
1633 - أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن قتادة عن ابن عباس قال دعوت الله سنة أن يريني عمر بن الخطاب قال فرأيته في النوم فقلت ما لقيت قال لقيت رؤوفا رحيما ولولا رحمته لهوى عرشي
1634 - أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن ابن عباس قال دعوت الله أن يريني عمر في المنام فرأيته بعد سنة وهو يسلت العراق عن وجهه وهو يقول الآن خرجت من الحناذ أو مثل الحناذ
1635 - أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر بن حفص عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن قال سمعت سالم بن عبد الله يقول سمعت رجلا من الأنصار يقول دعوت الله أن يريني عمر في النوم فرأيته بعد عشر سنين وهو يمسح العراق عن جبينه فقلت يا أمير المؤمنين ما فعلت فقال الآن فرغت ولولا رحمة ربي لهلكت
1636 - أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال نمت بالسقيا وأنا قافل من الحج فلما استيقظ قال والله أني لأرى عمر آنفا أقبل يمشي حتى ركض أم كلثوم بنت عقبة وهي نائمة إلى جنبي فأيقظها ثم ولى مدبرا فانطلق الناس في طلبه ودعوت بثيابي فلبستها فطلبته مع الناس فكنت أول من أدركه والله ما أدركته حتى حسرت فقلت والله يا أمير المؤمنين لقد شققت على الناس والله لا يدركك أحد حتى يحسر والله ما أدركتك حتى حسرت فقال ما أحسبني
____________________
(2/94)
أسرعت والذي نفس عبد الرحمن بيده إنه لعمله
1637 - حدثني عمر قال حدثني علي قال حدثنا أبو عبد الله البرجمي عن هشام بن عروة أن باكية بكت على عمر فقالت وأحرى على عمر حر انتشر فملأ البشر وقالت أخرى وأحرى على عمر حر انتشر حتى شاع في البشر وقالت عاتكة ابنة زيد بن عمرو في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( فجعني فيروز لا در درة ** بأبيض تالٍ للكتاب منيب ) ( رؤوف على الأدنى غليظ على العدى ** أخي ثقة في النائبات مجيب ) ( متى ما يقل لا يكذب القول فعله ** سريع إلى الخيرات غير قطوب ) وقالت امرأة تبكيه ( سيبكيك نساء الحي ** يبكين شجيات ) ( ويخمشن وجوها ** كالدنانير نقيات ) ( ويلبسن ثياب الحزن ** بعد القصييات ) وقالت عاتكة تبكيه وكان تزوجها بعد مقتل زيد بن الخطاب شهيدا يوم اليمامة ( عين جودي بعبرة ونحيب ** لا تملي على الجواد النحيب ) ( فجعتني المنون بالفارس المعلم ** يوم الهياج والتثويب ) وقالت أيضا ترثيه بهذه الأبيات ( منع الرقاد فعاد عيني عائد ** مما تضمن قلبي المعمود ) ( ما ليلة حبست علي نجومها ** فسهرتها والشامتون رقود ) ( قد كان يسهرني حذارك مرة ** فاليوم حق لعيني التسهيد ) ( أبكي أمير المؤمنين ودونه ** للزائرين صفائح وصعيد )
____________________
(2/95)
( أخبار عثمان بن عفان رضي الله عنه ) إن النبي & بعث عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى مكة فأجازه أبان بن سعيد فقال له يا ابن عم أراك متحشفا أسبل كما يسبل قومك قال هكذا يتزر صاحبنا إلى أنصاف ساقيه
1638 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا حصين عن عمرو بن جأوان عن الأحنف بن قيس قال رأيت عثمان رضي الله عنه يمشي وعليه ملاءة صفراء قد رفعها على رأسه
1639 - حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا هارون بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن سيرين عن عبد الله بن الحارث وسراقة قال أول نعل رأيتها متسعة نعل رأيتها على ابن عفان
1640 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن خالد الحذاء عن محمد قال أول نعل ربت بفتال واحد نعل عثمان رضي الله عنه
1641 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة قال كان عثمان رضي الله عنه أجمل الناس عليه ثوبان أصفران إزار ورداء يتوكأ على عصا له عقفاء
1642 - حدثنا موسى بن إسماعيل وإسحاق بن إدريس قالا حدثنا حماد بن
____________________
(2/96)
سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سار من المدينة إلى الكوفة ثمانيا حين قتل عمر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إن أمير المؤمنين قد مات فلم نر نشيجا أكثر من نشيج ذلك اليوم وإنا اجتمعنا أصحاب محمد فلم نال عن خيرنا ذا فوق فبايعنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فبايعوه فبايعه الناس
1643 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم قال لما بويع عثمان رضي الله عنه قام فحصر وقال أما بعد فما من كلام وسيكون إن شاء الله ( ما سن عثمان رضي الله عنه من الأذان الثاني يوم الجمعة )
1644 - حدثنا عبد الملك بن عمرو قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن السائب بن يزيد قال كان النداء يوم الجمعة إذا خرج الإمام وإذا قامت الصلاة في زمن النبي & وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى كان عثمان رضي الله عنه فكثر الناس فأمر بالنداء الثالث على الزوراء فثبت إلى الساعة
1645 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن الزهري عن السائب بن يزيد قال إنما أمر عثمان رضي الله عنه بالنداء الثالث حين كثر أهل المدينة وكان الإمام إذا صعد على المنبر أذن المؤذن
1646 - حدثنا موسى بن إسماعيل . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إن المقام كان
____________________
(2/97)
كذلك على عهد النبي & وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما كان عثمان رضي الله عنه فشا الناس وكثروا فأمر مؤذنا فأذن بالزوراء فتأخر خروجه ليعلم الناس أن الجمعة قد حضرت
1647 - حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا أبو يوسف عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال كان للنبي & مؤذن يوم الجمعة فإذا قعد الإمام المنبر أذن ويقيم إذا نزل فكان كذلك زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وصدرا من ولاية عثمان رضي الله عنه فلما كثر الناس أمر عثمان رضي الله عنه المؤذن أن يقدم أذانا قبل ذلك بالزوراء
1648 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن راشد عن مكحول أن النداء كان على عهد النبي & يوم الجمعة مؤذن واحد حتى يخرج الإمام ثم تقام الصلاة وذلك النداء الذي يحرم عنده البيع والاشتراء إذا نودي به فأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن ينادي قبل خروج الإمام لكي تجتمع الناس
1649 - حدثنا ميمون بن الأصبغ قال حدثنا الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال أتى عبد الله بن زيد رضي الله عنه النبي & فأخبره بما رأى من التأذين في النوم فوجد النبي & قد أمر بالتأذين فقال النبي & يا بلال قم فأذن وكان بلال يؤذن بإقامة الصلاة ثم أمرهم النبي & بالتأذين قبل الإقامة ثم زاد بلال الصلاة خير من النوم وذلك أن بلالا أتى بعدما أذن التأذينة الأولى من صلاة الفجر ليؤذن النبي & بالصلاة فقيل له إن النبي & نائم فأذن بلال بأعلى صوته الصلاة خير من النوم فأقرت في التأذين في صلاة الغداة ثم توفي رسول الله & وأمر التأذين على هذا وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ثم كثر الناس فأمر عثمان رضي الله عنه بتأذين الجمعة الثالث فثبتت السنة على ذلك فلا يؤذن تأذينا ثالثا إلا في الجمعة منذ سنها عثمان رضي الله عنه
____________________
(2/98)
1650 - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن الحسن أنه سئل عن الأذان يوم الجمعة قال إنما كان أذان وإقامة والأذان إذا خرج الإمام يحدث الناس عن أسعارهم وعن مرضاهم
1651 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه عن حامد بن عبد الله رضي الله عنهما قال أول من خلق المسجد ورزق المؤذنين عثمان بن عفان رضي الله عنه
1652 - حدثنا الواقدي قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة أنه سمع عمرو بن أبي عبيدة أنه سمع مروان بن الحكم يقول رأيت المؤذن يأتي عثمان رضي الله عنه فيقول الصلاة يا أمير المؤمنين حي على الصلاة حي على الفلاح فيقول عثمان مرحبا بالقائلين عدلا وبالصلاة مرحبا وأهلا
1653 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا غسان بن بكر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة قال كان عثمان رضي الله عنه قد كبر فكان إذا خرج يوم الجمعة وصعد المنبر استقبل الناس فقال السلام عليكم مدة قدر ما يقرأ إنسان فاتحة الكتاب
1654 - . . . . . . . . . عن موسى بن طلحة قال خرج عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة عليه حلة أفواف فصعد المنبر وأخذ المؤذنون يؤذنون فأكب على الناس فقال من أتى منكم السوق اليوم كيف كان سعر البر اليوم ثم قام فخطب ثم قعد ثم قام فخطب الثانية
1655 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا هشيم قال أنبأنا محمد بن قيس الأسدي عن موسى بن طلحة قال رأيت عثمان رضي الله عنه على المنبر يوم الجمعة والمؤذنون يؤذنون وهو يستخبر عن الأسعار والأخبار
1656 - حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب قال حدثني أبي عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن موسى بن طلحة قال رأيت عثمان رضي الله عنه خرج يوم الجمعة وعليه ثوبان ممصران وفي يده عصا في رأسها انحناء فصعد المنبر وأخذ المؤذنون
____________________
(2/99)
يؤذنون والناس يتحدثون ثم قام فخطب ثم جلس ثم قام فخطب
1657 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن موسى بن طلحة قال كان عثمان رضي الله عنه يتوكأ على عصا عقفاء حتى يأتي المنبر يوم الجمعة فيجلس عليه وحوله المهاجرون والأنصار فيحدثهم ويحدثونه ويسألهم عن السعر وعما كان من الخبر والمؤذنون يؤذنون فإذا سكت المؤذنون قام فخطب وسكتوا إذا جلس بين الخطبتين أقبلوا عليه يحدثونه فيذهبوا عنه برحاء الخطبة وحتى كأنما يرون ذلك عليهم حقا واجبا ثم يقوم فيخطب فإذا قام سكتوا ثم يقرأ آخر سورة النساء آية ! ( قل الله يفتيكم في الكلالة ) ! النساء 176 وأدركت عمر وعثمان رضي الله عنهما فلم يكونا يصنعان إلا ما صنع رسول الله & وأبو بكر رضي الله عنه
1658 - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن الحسن أن النبي & وأبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كانوا يخطبون قياما ثم إن عثمان رضي الله عنه بعد أن رق وكبر فكان يخطب فيدركه ما يدرك الكبير فيستريح ولا يتكلم ثم يقوم فيتم خطبته ثم كان معاوية رضي الله عنه أول من قعد
1659 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال لعطاء من أول من جعل في الخطبة جلوسا قال عثمان رضي الله عنه حين كبر فأخذته رعدة فكان يجلس هنيهة ثم يقوم قلت أفكان يخطب أم لا قال لا أدري
1660 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي & وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يخطبون قياما فلما كان عثمان رضي الله عنه طالت الخطبة وكثرت المقادير فخطب قائما ثم قعد ولم يتكلم ثم قام فخطب الأخرى قائما ثم نزل فلما كان معاوية رضي الله عنه جاء رجلا عظيم العجيزة فخطب الخطبة الأولى قاعدا ثم قام فخطب الخطبة الأخرى قائما ثم نزل
1661 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا موسى بن عبيدة قال حدثنا عبد الله بن عبيدة وغيره أن النبي & كان يصلي العيدين قبل الظهر وأبو بكر وعمر ثم ظل الحال
____________________
(2/100)
على ذلك حتى قام عثمان رضي الله عنه صدرا من خلافته
1662 - حدثنا أبو عاصم عن ابن عون عن محمد قال كانت الصلاة قبل الخطبة وكان عثمان رضي الله عنه يخطب فجعل الناس يقومون فقال لو أخرنا حتى نتكلم لحاجتنا
1663 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن قال كان النبي & وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنه عنهم يصلون يوم العيد ثم يخطبون فلما كثر الناس على عهد عثمان رضي الله عنه فرآهم لا يدركون الصلاة خطب ثم صلى
1664 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا حميد قال قلت للحسن من أول من صلى بعد الخطبة قال عثمان صلى ثم خطب فرأى كثيرا من الناس يذهبون فخطب ثم صلى
1665 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أم الحكم قال رأيت عثمان أو حضرت عثمان رضي الله عنه يقرأ في صلاة الصبح من غداة يوم الجمعة إلى صلاة الصبح من غداة يوم الخميس من ! ( الذين كفروا ) ! محمد 1 إلى الممتحنة أربع عشرة سورة ويقرأ في صلاة الجمعة ! ( يسبح ) ! الجمعة و ! ( سبح ) ! الصف ويقرأ في صلاة العشاء من ليلة الجمعة إلى صلاة العشاء من ليلة الخميس من ! ( إذا جاءك المنافقون ) ! المنافقون 1 إلى ! ( هل أتى ) ! الإنسان 1 ويقرأ في صلاة المغرب من ! ( والمرسلات ) ! إلى أسفل
____________________
(2/101)
1666 - وحدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا يحيى بن الحارث عن القاسم أن عبد الرحمن قال كان عثمان رضي الله عنه يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة وبالأنعام إلى هود وبيوسف إلى مريم وب طه إلى طسم موسى وفرعون وبالعنكبوت إلى ص وب تنزيل إلى الرحمن فيفتح ليلة الجمعة ويختم ليلة الجمعة ويختم ليلة الخميس
1667 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أنبأنا إبراهيم بن سعد قال أخبرني أبي عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم قالت كأنما أنظر إلى جارية سوداء حممها عبد الرحمن حين طلقها وهي أم أبي سلمة قال إبراهيم قال أبي وقد كان بعبد الرحمن مرض طال به فطلقها في مرضه فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه فأرسل إلى عبد الرحمن قد بلغني طلاقك أم أبي سلمة ووالله لئن هلكت في مرضك الذي طلقتها فيه لأورثتها فأرسل إليه عبد الرحمن لست بأعلم بذلك منا ولكنها طلبته ثم إن عبد الرحمن هلك في مرضه ذلك فورثها عثمان بعد انقضاء عدتها
1668 - حدثنا محمد بن الفضل عارم قال حدثنا حماد بن زيد عن كثير بن شنطير عن عطاء أن امرأة عبد الرحمن بن عوف كانت عنده على تطليقة فأبانها فأتاه عثمان رضي الله عنه فقال اعلم أنك إن مت قبل أن تنقضي عدتها ورثتها منك فقال يا أمير المؤمنين إني والله ما طلقتها فرارا من كتاب الله قال اعلم أنك إن مت قبل أن تنقضي عدتها ورثتها منك
1669 - حدثنا القعنبي عن مالك عن ابن شهاب عن طلحة بن عبد الله بن عوف وكان أعلمهم بذلك وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف طلق امرأته ألبتة وهو مريض فورثها عثمان رضي الله عنه منه بعد انقضاء عدتها
1670 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تتزوج بعده ونحر جزورا وأقامها على دمها واستحلفها فتزوجت فخاصمها ولد عبد الرحمن إلى عثمان رضي الله عنه فقضى لهم بالأرض
____________________
(2/102)
1671 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن محمد بن يحيى أنه سمعه يحدث عن جده حيان بن منقذ أنه كانت عنده امرأة من بني هاشم وامرأة من الأنصار وأنه طلق الأنصارية وهي ترضع فكانت إذا أرضعت لم تحض فمكثت قريبا من سنة وهي ترضع لا تحيض فتوفي حيان عند رأس السنة أو قريبا من ذلك فاختصمت المرأتان إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فأشرك بينهما في الميراث وقال للهاشمية هذا رأي ابن عمك يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه
1672 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا ليث بن سعد عن نافع أنه سمع ربيع بنت معوذ بن عفراء وهي تحدث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنها اختلعت من زوجها على عهد عثمان رضي الله عنه فخاصمها معاذ بن عفراء إلى عثمان فقال إن بنت معوذ اختلعت من زوجها اليوم أفتتنقل فقال له عثمان فتتنقل ولا ميراث بينهما ولا عدة عليها إلا أنها لا تنكح حتى تحيض حيضة خشية أن يكون لها حبل فقال عبد الله عند ذلك فعثمان خيرنا وأعلمنا
1673 - حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا غيلان بن جرير عن أبي الخلال العتكي قال قدمت على عثمان بن عفان رضي الله عنه في وفد من وفد أهل البصرة فرفعنا إليه حوائجنا فقال إذا شئتم ثم قال بل الله أملك بل الله أملك فقلت يا أمير المؤمنين رجل منا جعل أمر امرأته في يدها فقال فهو في يدها
1674 - حدثنا حماد عن الفضل بن الموفق العتكي عن أبي الخلال العتكي أن رجلا منهم يقال له الديال جعل أمر امرأته بيدها فطلقت نفسها ثلاثا فسأل عثمان بن عفان رضي الله عنه عنها فقال سلطان كان له عليها فخرج منه فبرئت منه
1675 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا سليمان بن أبي سليمان القافلاني عن بهر بن حكيم عن أبيه عن جده أبي جيدة كان كثير المال من عبيد وإماء مولدين ومولدات وقيون ونعم وكان له بنون لعلات كان له أربع بنين من امرأة قد ماتت أخذهم معاوية وثلاثة لامرأة قد ماتت وأربعة لامرأة حية وأنه عمد إلى ماله فجزأه بين أصاغر بنيه الأربعة الذين أمهم حية وترك سائرهم فجفى الشيخ
____________________
(2/103)
وحرموه وقطعوه فغضب معاوية رضي الله عنه فركب إلى أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فلما رآه رحب به فقال يا أمير المؤمنين إن أبانا شيخ كبير ونحن بنوه لعلات فانطلق إلى ماله فجعله لطائفة بني امرأة واحدة وترك سائرهم يا أمير المؤمنين إما أن ترد إلى أبينا ماله وإما أن توزعه بيننا فليس هم بأحق به منا قال فأي ذلك أحب إليك أن أفعل قال أحب إلي أن تخيره قال فكتب إلى عامل اليمامة أن خير جيدة بين أن يرد ماله وبين أن يوزعه بين بنيه قال فاختار ماله فعاد إليه بنوه في الطواعية له فلم يزل ماله في يده حتى مات فتركه ميراثا فتركه أكابر بنيه الأربعة لإخوتهم فاقتسموه بينهم
1676 - وحدثنا سليمان عن بهر عن أبيه عن جده أنه زوج ابنة له ابن عم له كان له شرف واشترط عليه ألا تتزوج حتى تأتيك فإن تزوجت فلا حق لك فيها قال فتزوج زينت أم زرارة بن أوفى لقاضي فخاصمه إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فجحد الشرط وقال إنه قد كان شرط شرطا فتركه قال ما أراه تركه هو على شرطه قال فكتب عثمان إلى رافع بن خديج وهو عامله على اليمامة فانتزعها منه فزوجها ابن أخيه فولدت له
1677 - حدثنا إبراهيم بن حميد الطويل قال حدثنا صالح ابن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال جلست إلى المسور بن مخرمه وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث فقالا لي ألا تكلم خالك في شأن هذا الرجل الذي قد أكثر الناس فيه فعرضت لعثمان حين انصرف من الصلاة فقلت يا أمير المؤمنين إن لك عندي نصيحة فقال أعوذ بالله منك أيها المرء فرجعت حتى جلست إلى المسور وعبد الرحمن فأخبرتهما بما قلت وقالا لي فقالا قد قضيت ما عليك فوافاني رسول عثمان رضي الله عنه فقال أجب فقالا لي قد ابتليت فأتيته فقال لي ما هذه النصيحة التي ذكرت لي آنفا فقلت يا أمير المؤمنين إنك كنت ممن استجاب الله ولرسوله وهاجرت الهجرتين جميعا والثالثة صهر رسول الله & وقد رأيت رسول الله & وهديه وسيرته فقال يا ابن أخت وهل رأيت رسول الله & فقلت لا ولكنه قد خلص إلي من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها فقال أنا كما قلت ممن استجاب لله ولرسوله وهاجرت الهجرتين جميعا والثالثة صهر رسول الله & وتوفي رسول الله &
____________________
(2/104)
وهو عني راض ثم بايعت أبا بكر رضي الله عنه فسمعت وأطلعت حتى توفاه الله رضي الله عنه فسمعت وأطعت حتى توفاه الله وهو عني راض إنما لي عليكم من الحق مثل الذي كان لهم علي قلت بلى قال فما هذا الأحاديث التي تبلغني عنكم فأما ما ذكرت من أمر هذا الرجل الوليد بن عقبة فسنأخذ فيه إن شاء الله بالحق فدعا عليا وأمره بضربه أربعين
1678 - وقال المدائني عن يحيى بن معين عن عبد الملك بن أبي بكر عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن قوما قالوا لعدي بن الخيار أما تريد أن تكلم خالك فيما يقول الناس قال بلى قال عدي فعرضت له عند الظهر فكأنه علم ما أريد فأخذ بيدي فقال أبا عدي والله إني لمظلوم منعي علي لقد أسلمت وصحبت رسول الله & فما خالفته ولا غششته ثم صحبت أبا بكر ثم عمر رضي الله عنهما فما خالفتهما ولا غششتهما حتى ماتا أفما ترون لي مثل ما رأيت لمن قبلي قلت إنه لك وحق ولكن الناس يأتونني قال فدفع في صدري وقال فأنا أنا
1679 - وقال عن مبارك بن سلام عن قطن بن خليفة عن أبي الضحى قال كان أبو زينب الأزدي وأبو مروع يلتمسان عثرة الوليد فجاءا يوما ولم يحضر الصلاة فسألا عنه وتلطفا حتى علما أنه يشرب فاقتحما الدار فوجداه يقئ فحتملاه وهو سكران فوضعاه على سريره وأخذا خاتمه وخرجا فأفاق فتفقد خاتمه فسأل فقالوا قد رأينا رجلين دخلا الدار فاحتملاك فوضعاك على سريرك فقال صفوهما فوصفوهما فقال هذان أبو زينب وأبو مروع ولقي أبو زينب وأبو مروع عبد الله بن جبير الأسدي وعقبة بن يزيد البكري وغيرهما فأخبراهم فقالوا اشخصوا إلى أمير المؤمنين فأعلموه فشخصوا فقالوا له إنا جئناك لأمر نحن مخرجوه إليك من أعناقنا قال وما هو قالوا رأينا الوليد سكران من خمر قد شربها وهذا خاتمه أخذناه وهو لا يعقل فأرسل إلى علي رضي الله عنه يشاوره فقال أرى أن تشخصه فإن شهدوا عليه بمحضر منه حددته فكتب إليه عثمان رضي الله عنه فقدم فشهدوا عليه أبو زينب وأبو مروع وجندب الأسدي وسعد ابن مالك الأشعري ثم شهد عليه الأيمان فقال عثمان رضي الله عنه لعلي قم فاضربه
____________________
(2/105)
فقال علي للحسن قم فاضربه فقال الحسن ومالك ولهذا يكفيك هذا غيرك فقال علي لعبد الله بن جعفر قم فاضربه فضربه بمحضرة لها رأسان فلما بلغ أربعين فقال له أمسك
1680 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حصنين أبي ساسان قال ركب ناس من أهل الكوفة إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبروه عن الوليد يشرب الخمر فكلمه فيه علي فقال له عثمان دونك ابن عمك فأقم عليه الحد فقال علي للحسن قم فاجلده قال ما أنت وهذا ول هذا غيرك بل وهنت وضعفت وعجزت قم يا عبد الله بن جعفر قال فجلده وعلي يعد حتى بلغ أربعين فقال كف جلد رسول الله & أربعين وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين وكملها عمر رضي الله عنه ثمانين وكل سنة
1681 - حدثنا عبد الله بن فيروز قال حدثني حصنين أبو ساسان قال شهدت الوليد بن عقبة لما أتى به عثمان قد شرب الخمر قال عثمان لعلي حده فقال علي للحسن قم فاجلده فقال الحسن ول حارها من تولى قارها فعنفه وأمر عبد الله بن جعفر أن يحده وجعل علي يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك جلد النبي & أربعين وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين وجلد عمر رضي الله عنه ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي
1682 - حدثنا عبد الله بن محمد بن حكيم قال حدثنا خالد بن سعد قال لما ضرب عثمان الوليد الحد قال أبصرتني اليوم بشهادة قوم ليقتلنك عاما قابلا وقال الوليد لما ضربه عثمان رضي الله عنه ( فرق الله ما بيني وبينكم ** بني أمية من قربى ومن نسب ) وقال أبو زبيد الطائي وكان نديما للوليد وكان نصرانيا في قصيدة ( ولعمر الإله لو كان للسيف ** مصال أو للسان مقال ) ( ما تناسيتك الصفاء ولا الود ** ولا حال دونك الإشغال )
____________________
(2/106)
( ولحرمت لحمك المتعصي ** ضلة ضل حلمهم ما اغتالوا ) ( من رجال تناولوا منكرات ** لينالوا الذي أرادوا فنالوا ) ( قولهم شريك الحرام وقد ** كان شراب دون الحرام حلال )
1683 - حدثني عبد الله بن عبد الرحيم بن عيسى بن موسى قال حدثني سلمة بن أبي اليقظان قال لما ولى عثمان رضي الله عنه سعيد بن العاص الكوفة كتب إلى أهلها من عبد الله عثمان أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة سلام أما بعد فإني استعملت عليكم الوليد بن عقبة حتى تولت منعته واستقامت طريقته وكان من صالحي أهله وأوصيته بكم ولم أوصكم به فلما بذل لكم خيره وكف عنكم شره وغلبتكم علانيته طعنتم في سريرته والله أعلم بكم وبه وقد بعثت عليكم سعيد بن العاص أميرا وهو شرف أهله ومن لا يطغى في سريرته ولا علانيته وقد أوصيته بكم خيرا فاستوصوا به خيرا والسلام
1684 - حدثنا سويد بن سعيد وخلف بن الوليد قالا حدثنا هشيم قال أخبرني أبو إسحاق خلف المذحجي قال حدثني هرار بن موسى الهمذاني قال كان من أمر الوليد بن عقبة ما كان حيث شهدوا عليه أنه شرب الخمر فأتى به عثمان رضي الله عنه فلما ثبتت عليه الشهادة قال علي أنا جلاد قريش سائر اليوم فضربه الحد ثم قال لا تجزعن أبا وهب فإنما هلكت بنو إسرائيل بتعطيلهم الحدود وذاك أن امرأة منهم ذات شرف وهيئة فجرت فأرادوا أن يقيموا عليها الحد وكانت في عدد فقال أهلها أيقام على فلانة الحد فلم يزالوا حتى تركت فلم يقم عليها الحد وفجرت امرأة منهم دونها من الحسب فأرادوا أن يقيموا عليها الحد فقال أهلها ما بالكم تقيمون على فلانة الحد وتركتم الأخرى فتركوها فعطلوا الحدود
1685 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن الأجلح عن الشعبي في حديث الوليد حين شهدوا عليه قال الحطيئة ( شهد الحطيئة بوم يلقى ربه ** أن الوليد أحق بالعذر ) ( نادى وقد نمت صلاتهم ** سفها أريد بكم وما يدري ) ( كفوا عنانك إذ جريت ولو ** تركوا عنانك ثم تزل تجري )
____________________
(2/107)
وقال أيضا ( تكلم في الصلاة وزاد فيها ** علانية وجاهر بالنفاق ) ( ومج الخمر عن سنن المصلى ** ونادى والجميع إلى افتراق ) ( أزيدكم على أن تحمدوني ** فما لكم ولا لي من خلاق )
1686 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا محمد بن سلمة قال أنبأنا أبو إسحاق عن عمر بن عبد الله بن عروة عن عروة قال جاء بنو الحكم بعبد الرحمن بن الحكم إلى عثمان وقد سكر فقال والله لقد قطعتم رحمه وجئتم ما لا يحل لكم وما كان عليكم أن تأتوني به ولكن أما إذا انتهى إليه الحد فليس له بد أن نمضيه فضربه الحد ثم تركه
1687 - حدثنا . . . . . . . . . . . . . . . عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال بينما أنا جالس بفنائي إذ مر بي أبو قتادة على دابة له فتحدث فركبت خلفه فخرجنا نسر وكانت له أرض بالعقيق فمررنا إلى جانب سلع فقال لقد لقينا البارحة هاهنا أمرا عظيما قلت وما هو قال أنت أمير المؤمنين عثمان البارحة امرأة متنكرة فقالت يا أمير المؤمنين إني قد زنيت وإني قد أحصنت فأقم علي حد الله فإنك محل ذلك فقال فبعث إلى رجال من المهاجرين والأنصار في جوف الليل فطرقنا في بيوتنا فأتيناه فاستشارنا فيها فأشرنا عليه أن أين يقيم عليها الحد فأمرنا أن نرجمها فخرجنا بها إلى هذا المكان فرجمناها حتى ظننا أنها قد حدت فذهبنا ننظر فإذا عيناها تبصان فعدنا فرجمناها فما كادت تموت فلقينا أمرا عظيما فقلت يا أبا قتادة أترى النار مع هذا قال لا إن شاء الله
1688 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني أبو عبيد مولى عبد الرحمن أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الصلاة ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أتى ها هنا امرأة خالها قد عادت بشر ولد لستة أشهر فما ترون فيها فناداه ابن عباس رضي الله عنهما فقال إن الله قال ( ووصينا الإنسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله
____________________
(2/108)
ثلاثون شهرا ) الأحقاف 15 وقال ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) البقرة 233 فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها
1689 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا الأعمش عن مسلم بن صبيح قال حدثني قائد لابن عباس أن عثمان رضي الله عنه أتي بامرأة ولدت في ستة أشهر فأمر برجمها فقال ابن عباس رضي الله عنه ادنوني منه أما إنها إن خاصمتك بكتاب الله خصمتك قال الله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) الأحقاف 15 ويقول في آية أخرى ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ) البقرة 233 فقد حملت ستة أشهر وهي ترضعه لكم حولين كاملين قال فدعا بها عثمان رضي الله عنه فخلى سبيلها
1690 - حدثنا أيوب بن محمد قال حدثنا مروان بن معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى قال أتي عثمان رضي الله عنه بامرأة ولدت لستة أشهر فشاور الناس بنحوه قال ففرح بذلك عثمان رضي الله عنه والناس وأعجبهم
1691 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني عثمان بن أبي سليمان عن نافع بن جبير أن ابن عباس رضي الله عنهما أخبره قال أتى صاحب المرأة التي أتى بها عمر رضي الله عنه وقد وضعت لستة أشهر قال أتى عمر رضي الله عنه بامرأة ذات زوج وضعت لستة أشهر فأنكر ذلك فقلت لم تظلم قال كيف قلت ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) الأحقاف 15 ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) البقرة 233 قلت كم الحول قال سنة قلت فكم السنة قال اثنا عشر شهرا قلت فذاك أربعة وعشرون شهرا حولان يؤخر الله من الحمل ما شاء ويقدم قال فاستراح عمر إلى قولي
1692 - حدثنا . . . . . . عن أبيه قال دفعت إلى عمر رضي الله عنه امرأة ولدت
____________________
(2/109)
لستة أشهر فهم برجمها فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه فقال ليس عليها رجم قال الله ! ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) ! البقرة 233 وقال ! ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) ! الأحقاف 15 فحولين كاملين وستة أشر ثلاثون شهرا قال ثم ولدت مرة أخرى على حالها ذلك
1693 - حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن أبي ذئب قال حدثنا يزيد بن عبد الله عن بعجة بن عبد الله بن بدر قال كانت امرأة منا تحت رجل منا فولدت لستة أشهر فدفعت إلى عثمان رضي الله عنه فأمر بها أن ترجم فدخل عليه علي رضي الله عنه فقال إن الله يقول ! ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) ! الأحقاف 15 فبعث خلفها فلم يدركها إلا وقد رجمت وكان فيما تقول لأختها لا تحزني فوالله ما كشف عني رجل قط غيره فلما شب الغلام كان أشبه الناس به واعترف به قال فلقد رأيته يتقطع عضوا عضوا
1694 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا الحجاج عن الحكم عن عيينة عن يحيى بن جعدة أن أعرابيا قدم المدينة بحلوبة له فساومه مولى لعثمان بن عفان رضي الله عنه فنازعه فلطمه لطمة فقأ عين فقال له عثمان هل لك أن أضعف لك الدية وتعفو عنه فقال لا والله لا يتحدث قومي أن أخذت لعيني أرشا فرفعهما إلى علي بن أبي طالب فدعا علي رضي الله عنه بمرآة فأحماها ووضع القطن على عينه الأخرى ثم أخذ المرآة بكلبتين ثم أدناها من عينه حتى سال إنسان عينه
1695 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا شعبة عن ابن حصين عن عبد الله بن عبيد بن عمير أظنه عن أبيه أن عثمان رضي الله عنه أتي بغلام قد سرق قال انظروا اخضر مئزره فنظروا فإذا هو لم يخضر فخلى سبيله
1696 - حدثنا بشر بن عمر رضي الله عنه قال حدثنا سليمان بلال قال حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن أبي الحويرث عن محمد بن جبير أن عثمان رضي الله عنه تزوج بنت الفرافصة الكلبي وهي نصرانية ملك عقدة نكاحها وهي نصرانية حتى تحنفت حين قدمت عليه
1697 - حدثنا عبد الله بن محمد بن حكيم عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد
____________________
(2/110)
عن أبيه قال تزوج عثمان رضي الله عنه نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن الحصين بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبية وكان أبوها نصرانيا فأمر ضبا ابنه فزوجها إياه فلما أرادوا حملها إليه قال لها أبوها يا بنية إنك تقدمين على نساء من نساء قريش هم أقدر على الطيب منك فاحفظي عني خصلتين تكحلي وتطيبي بالماء حتى يكون ريحك كريح شن أصابه مطر فلما حملت كرهت الغربة وحزنت لفراق أهلها فأنشأت تقول ( ألست ترى يا ضب بالله أنني ** مصاحبة نحو المدينة أركبا ) ( إذا قطعوا حزنا نخب ركابهم ** كما زعزعت ريح يراعا مثقبا ) ( لقد كان في أبناء حصن بن ضمضم ** لك الويل ما يغني الخباء المطنبا ) فلما قدمت على عثمان قعد على سريره ووضع لها سريرا حياله فجلست عليه فوضع عثمان رضي الله عنه قلنسوته فبدا الصلح فقال يا بنت الفرافصة لا يهولنك ما ترين من صلع فإن من ورائه ما تحبين فسكتت فقال إما أن تقومي إلي وإما أن أقوم إليك فقالت أما ما ذكرت من الصلع فإني من نساء أحب بعولتهم إليهن السادة الصلع وأما قولك إما أن تقومي إلي وإما أن أقوم إليك فوالله ما تجشمت من جنبات السماوة أبعد مما بيني وبينك بل أقوم إليك فقامت فجلست إلى جنبه فمسح رأسها ودعا لها بالبركة ثم قال لها اطرحي عنك رداءك فطرحته له ثم قال اطرحي خمارك فطرحته ثم قال انزعي عنك درعك فنزعته ثم قال حلي إزارك قالت ذاك إليك فحل إزارها فكانت من أحظى نسائه عنده
1698 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن محرز بن جعفر عن الوليد بن زياد قال لما قدم جنيدب بن عمرو بن حممة الدوسي المدينة مهاجرا معه ابنته أم عمرو خرج إلى الشام وخلفها عند عمر رضي الله عنه وأوصى بها حتى يزوجها كفئا وإن كان بفتال قال فاستشهد بالشام فأتى عمر رضي الله عنه يعتلي المنبر ضرب
____________________
(2/111)
بإحدى يديه على الأخرى وقال وكبر يا من له في أحسن الناس أحبهم إلي ابنتي أم عمرو بنت جنيدب ولينظر رجل من هو وحوله المهاجرون فقال عثمان بن عفان رضي الله عنه يا أمير المؤمنين قال فابذل فإنها متيسرة قال كذا وكذا قال قد زوجناكها فجعل فوثب فجاء بصداقها فدفعه إلى عمر رضي الله عنه فدخل عمر رضي الله عنه بيته فقال أين بنيتي قيل هي ذه فجاءت فقال يا بنية ابسطي حبوتك فبسطت مقدم ثوبها فنثر فيه الدراهم وقال قولي اللهم بارك لي قالت وما هذه الدراهم يا أبتاه قال هذه صداقك من عثمان بن عفان فنثرتها وقالت واسوأتاه فقال لحفصة يا أختاه صفروا يديها واصبغوا لها ثوبين وتصدقي يا بنية من صداقك على بعض قومك ثم قال لحفصة أخرجي بها الليلة حتى تدفعيها إلى عثمان فخرجت بها فقال عمر رضي الله عنه والله إنها لأمانة في عنقي وما ندري ما يحدث عليها فخرج حتى لحقها ثم مضى حتى دق على عثمان رضي الله عنه فقال هذه زوجتك فبنى عليها عثمان رضي الله عنه فقعد عندها فأطال فدخل عليه سعيد بن العاص فقال يا أبا عبد الله لقد أقمت عند هذه الدوسية إقامة ما كنت تقيمها عند النساء قال إنه والله ما من خلة أشتهي أن تكون في امرأة إلا وقد وجدتها فيها إلا خلة وجدتها صغيرة أخاف ألا يكون لها ولد قال فابتسمت ابتسامة سمعها عثمان رضي الله عنه فلما قام سعيد رفع عثمان رضي الله عنه الحجاب فقال ما أضحكك يا بنت عمر فقالت لا شيء قال لتخبريني قالت سمعت مقالتك لابن عمك والله إني لمن نسوة ما دخلت منهن امرأة على رجل شريف قط فحملت حتى تلد سيدا منهم بين ظهرانيه قال فلم تر حمراء وحتى رأيتها على رأس عمرو بن عثمان فولدت لعثمان عمرا ومحمدا وأبان وأم عمرو قال عبد العزيز وكان بالمدينة امرأة تقبل النساء فلما كان . . . . . . . . . عبيد الله بن معمر فإذا هي تطلق فلم تنشب أن ولدت فقال لها ما ولدت قالت غلاما قالت إني لم أزل أسمع أنه لا يموت شريف قوم فسمي باسمه أول مولود يولد في قومه إلا كان له حظه فقد أسميته عمر قالت المرأة ثم رجعت إلى منزلي فجاءني رسول أم عمرو بنت جنيدب فأجدها تطلق فلم تنشب أن ولدت فقالت ما ولدت قلت غلاما فقالت إني لم أزل أسمع أنه لم يمت شريف قوم قط تسمى باسمه أول مولود يولد في قومه إلا كان له حظه
____________________
(2/112)
وقد سميته عمر قلت هيهات سبقتك الفيدرية امرأة عبيد الله بن معمر قالت فإذن هو عمرو
1699 - حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن قال حدثني ابن أبي عطيف الثقفي قال حدثني رومان بن أبي بكر بن أنس عن محمد بن سيرين أن عثمان رضي الله عنه تزوج فأرسل إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما يدعوه فأتها فأجلسه معه على السرير فقال الحسن إني صائم ولو علمت أنكم تدعونني ما صمت قال عثمان إن شئت صنعنا بك ما يصنع بالصائم قال وما يصنع به قال يكحل ويطيب قال فدعا له بكحل وطيب فكحل وطيب
1700 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وأبو عتاب الدلال قال حدثنا عبد الواحد بن صفوان مولى عثمان بن عفان أنه سمع أباه يحدث عن أمه زاد أبو عتاب أم عياش وكان النبي & بعث بها من ابنته إلى عثمان قالا جميعا قالت كنت أمعث لعثمان الزبيب غدوة فيشربه عشية وأفعله عشية فيشربه غدوة وأنها قال لها ذات يوم لعلك قال أحمد تلقين وقال أبو عتاب تخلطين فيه زهوا قالت ربما قال أبو عتاب فعلت وقال أحمد خلطت فيه زهوا قال أحمد فلا تفعلي وقال أبو عتاب فلا تعودين
1701 - كتبت من كتاب إسحاق بن إدريس ولا أعلمه إلا قد قرأه علي قال حدثنا عبد الواحد بن صفوان بن عياش قال سمعت أبي يقوله وذكر أم عياش فقال كانت خادما لرسول الله & فلما زوج عثمان رضي الله عنه ابنته بعث بها مع ابنته إلى عثمان قالت فكنت أمعث له الزبيب غدوة فيشربه عشية وأمعثه عشية فيشربه غدوة قالت وإنه أتاني ذات يوم فقال لعلك تخلطين فيه زهوا قلت ربما فعلت قال فلا تعودين قالت وكان حمران من سبي قدم على عثمان رضي الله عنه من نجير باليمن فكان يخدمه وأسلمه إلى الكنات قالت فبعثه إلي يوما وأنا أمعث ذلك الزبيب فقلت له أنا
____________________
(2/113)
مشغولة فرجع ثم رجع إلي فقال انطلقي فإنه يدعوك قالت فرفعت يدي فدحيته بها فانطلق من عندي وهو يبكي فجاء ومعه عثمان رضي الله عنه وفي يده الدرة فقال نبعث إليك رسولي فلم تجيبي ثم بعثته إليك الثانية فضربته فقال بتلك الدرة فخفقني بها واحدة وذاك كل ضرب ضربني في ملكه
1702 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا طلحة قال أخبرتني بنانة مولاة أم البنين قالت . . . . . . . . . . . . أنت لأم البنين
1703 - حدثنا عبد الله بن يحيى قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثتنا جدة علي بن غراب قالت حدثتنا أم المهاجر قالت سبيت من الروم مع جواري فعرض علينا عثمان بن عفان الإسلام فما أسلم منا غيري وغير أخرى فقال اذهبوا بها فاخفضوها وطهروها قالت وكنت أخدمه فقال يا رومية إذا غيرت حلتي فلا تدخلي علي قالت فقلت لمولاتي أم البنين إن أمير المؤمنين قال لي كذا وكذا قالت وأنا أعوق كل يوم قالت ليس ذاك يعني إنما يعني الحيض قالت فلما طهرت دخلت عليه فشق إزارا مطريا فأعطاني نصفه وقال تقنعي به قالت وكانت له ملحفة يلبسها إذا اغتسل فكانت على ود فكان إذا اغتسل قال يا رومية ناوليني الملحقة ولا تنظري إلي فإنك لست لي إنما أنت لأم البنين قالت وخدمته خمس عشرة سنة فما رأيته توضأ في طست وكان يتوضأ في تور من برام وكان له ركوة عظيمة تأخذ نصف جرة فكان يغتسل منها قالت وخرج إلى مكة وكان لأم البنين منه بنت فلما حضر قدومه جعلت لابنتها حليا من ذهب مكللا بالياقوت والزمرد وجعلت لها قميصا وأحدثت في بيتها سريرا من سير عليه حشيتين بالعصفر وثلاثة أنماط ومعرضة بالعصفر ومرفقتين
____________________
(2/114)
بالعصفر فلما قدم قعد خارجا فأقبلت إليه الخادم بالصبية فقال ردوها وانزعوا هذا الحلي عنها والبسو هذا الحلي الذي صنعته لها وكان صنع لها حليا من فضة فلما دخل البيت دعا مولاة رباحا فقال أخرج بهذا السرير عني وأخرج ما في البيت ودع حشية ودعا بمرفقة بيضاء فجعلها على الحشية وترك المرفقتين اللتين بالعصفر وبساطا في البيت قالت وكان يأمرني فأنقع عجوة فينام نومة من أول الليل ثم يقوم فيأكلها ويشرب ماءها ثم يصلي حتى يصبح فإن لم تكن عجوة فزبيب وكان إذا مطرت السماء خرج فقام في المطر وقال إنه مبارك
1704 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد قال حدثنا يحيى بن سعيد أن عثمان رضي الله عنه قال لما يزع السلطان الناس أشد مما يزعهم القرآن
1705 - حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا سليمان بن بلال عن الجنيد بن عبد الرحمن عن موسى بن أبي سهل البناني عن زبيد بن السلط أنه سمع عثمان وهو على المنبر يقول يا أيها الناس إياكم والميسر يريد النرد فإنه ذكر لي أنها في بيوت أناس منكم فمن كانت في بيته فليخرجها أو يكسرها ثم قال وهو على المنبر مرة أخرى أيها الناس إني قد كلمتكم في هذه النرد فلم أذكر أحرقتموها ولقد هممت أن آمر بحزم الحطب ثم أرسل إلى الذين هي في بيوتهم فأحرقها عليهم
1706 - حدثنا عثمان بن عمر قال أنبأنا يونس عن الزهري أن سليم بن شأس قتل نبطيا بالسيف فهم عثمان أن يقتله فكلمه الزبير رضي الله عنه وناس من أصحاب رسول الله & ورضي الله عنهم فنهوه عن قتله فجعل ديته ألف دينار وعاقبه عقوبة موجعة
1707 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا سفيان بن عيينة عن موسى بن عقبة بن سالم بن عبد الله وعبد الله بن عبيد الله أن محمد بن طلحة أراد الجهاد فأتت أمه عثمان فكلمته فأمره أن يقيم عليها قال إنها قد أتت عمر فأمرني أن أقيم عندها ولم يجبرني قال لكني أجبرك
1708 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني ابن لهيعة قال كان عثمان قد جعل لموالي قريش طعمة خمسة دنانير لكل رجل وكل حول
____________________
(2/115)
وذلك أن قريشاً قالت إنا لسنا كغيرنا لنا مدد وإنما موالينا مددنا فجعل لهم هذه الطعمة فكان يموت الرجل منهم فيكتب وليه ولدا إن كان له وإن لم يكن له ولد كتب عليها من شاء لم يجعلها عثمان لأحد من الموالي إلا موالي قريش
1709 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا الحجاج عن قتادة عن صفية بنت شعبة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي & قال لكل قوم مادة ومادة قريش مواليها
1710 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عمن حدثه أن رجلا كانت له على ابن صائد دينار فجاءه يتقاضاه فعد له تسعين دينارا وقال حتما فإذا هي مائة دينارا فذهب بها الرجل فوزنها فإذا هي تسعون دينار فردها إليه وقال ويلك إنما أعطيتني تسعين دينارا فوزنها وخاتل أيضا وقال حتما فإذا هي مائة دينار فذهب بها الرجل ووزنها فإذا هي تسعون دينارا فخاصمه إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فوزنها ابن صائد وقال حتما فإذا هي مائة دينار فقال له عثمان لا تقل حتما فوزنها فإذا هي تسعون دينارا فغرمه عثمان رضي الله عنه البقية ( كتابة القرآن وجمعه )
1711 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا الربيع بن بدر عن سوار بن شيب قال دخلت على ابن الزبير رضي الله عنه في نفر فسألته عن عثمان لم شقق المصاحف ولم حمى الحمى فقال قوموا فإنكم حرورية قلنا لا والله ما نحن حرورية قال قام إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رجل فيه كذب وولع فقال يا أمير المؤمنين إن الناس قد اختلفوا في القراءة فكان عمر رضي الله عنه قد هم أن يجمع المصاحف فيجعلها على قراءة واحدة فطعن طعنته التي مات فيها فلما كان في خلافة عثمان رضي الله عنه قام ذلك الرجل فذكر له فجمع عثمان رضي الله عنه المصاحف ثم بعثني إلى عائشة رضي الله عنها فجئت بالصحف التي كتب فيها رسول الله & القرآن فعرضناه عليها حتى قومناها ثم أمر بسائرها فشققت
____________________
(2/116)
1712 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أنبأنا إبراهيم بن سعد قال وحدثنا ابن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم على عثمان رضي الله عنه وكان يغازي أهل الشام في فتح أرميينة وأذربيجان مع أهل العراق وأفزعن باختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان رضي الله عنه يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما أنزل بلسانهم ففعلوا ذلك حتى إذا نسخ المصحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق
1713 - حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا إبراهيم بن سعد بإسناده بنحوه إلا أنه لم يذكر سعيد بن العاص وقال أن تحرق
1714 - حدثنا عثمان بن عمر قال أنبأنا يونس عن ابن شهاب قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه أنه اجتمع لغزوة أرمينية وأذربيجان أهل الشام وأهل العراق فتذاكروا القرآن فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة فركب حذيفة بن اليمان إلى عثمان لما رأى من اختلافهم في القرآن فقال إن الناس قد اختلفوا في القرآن حتى والله إني لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف ففزع لذلك عثمان رضي الله عنه فزعا شديدا فأرسل إلى حفصة فاستخرج المصاحف التي كان أبو بكر رضي الله عنه أمر يجمعها زيدا فنسخ منها مصاحف بعث بها إلى الآفاق
1715 - حدثنا حفص بن عمر أبو عمر الدوري المقرئ قال حدثنا إسماعيل بن جعفر أبو إبراهيم المديني عن عمارة بن غزية عن ابن شهاب الزهري عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قدم من غزوة غزاها بفرج أرمينية فحضرها أهل العراق وأهل الشام فإذا أهل العراق يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود
____________________
(2/117)
ويأتون بما لم يسمع أهل الشام ويقرأ أهل الشام بقراءة أُبي بن كعب ويأتون بما لم يسمع أهل العراق فيكفرهم أهل العراق قال فأمرني عثمان رضي الله عنه أن أكتب له مصحفا فكتبته فلما فرغت منه عرضه
1716 - حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن محمد قال كان الرجل يقرأ فيقول له صاحبه كفرت بما تقول فرفع ذلك إلى ابن عفان فتعاظم في نفسه فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار منهم أُبي بن كعب وزيد بن ثابت وأرسل إلي الرقعة التي كانت في بيت عمر رضي الله عنه فيها القرآن قال وكان يتعاهدهم قال فحدثني كثير بن أفلح أنه كان فيمن يكتب لهم فكانوا كلما اختلفوا في شيء أخروه قلت لم أخروه قال لا أدري قال محمد فظننت أنا فيه ظنا ولا تعجلوه أنتم يقينا ظننت أنهم كانوا إذا اختلفوا في الشيء أخروه حتى ينظروا آخرهم عهدا بالعرضة الأخيرة فكتبوه على قوله
1717 - حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام بنحوه وزاد قال محمد فأرجو أن تكون قراءتنا هذه آخرتها عهدا بالعرضة الأخيرة
1718 - حدثنا إسماعيل بن أبي كريمة الحراني قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال جلس عثمان بن عفان رضي الله عنه على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنما عهدكم بنبيكم & منذ ثلاث عشرة سنة لم أنتم تختلفون في القراءة يقول أحدكم لصاحبه ما تتم قراءتك قال فعزم على كل من كان عنده شيء من القرآن إلا جاء به قال فجاء الناس بما عندهم فجعل يسألهم عليه البينة أنهم سمعوه من رسول الله & ثم قال من أعرب الناس قالوا زيد بن ثابت كاتب رسول الله & قال فليمل سعيد وليكتب زيد وكتب مصاحف وفرقها في الأجناد
1719 - حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا محمد بن أبان قال أخبرني علقمة بن مرثد قال سمعت العيزار بن جرول الحضرمي يقول لما خرج المختار كنا هذا الحي من حضرموت أول من معه فأتانا سويد بن غفلة فقال إن لكم علينا حقا وإن لكم جوارا
____________________
(2/118)
وقد بلغني أنكم تسرعتم إلى هذا الرجل فوالله لا أحدثكم إلا بشيء سمعته منه أقبلت ذات يوم فغمزني غامز من خلفي فالتفت فإذا المختار فقال أيها الشيخ ما بقي في قلبك من حب ذاك الرجل يعني عليا قلت إني أشهد الله أني أحبه بقلبي وسمعي وبصري ولساني قال ولكني أشهد الله أني أبغضه بقلبي وبصري وسمعي وأحسبه قال وبلساني فقلت أبيت والله إلا تثبيطا عن آل محمد وترتيبا لنقبل حراق أو إحراق المصاحب قال فوالله لا أحدثكم إلا بشيء سمعته من علي سمعته يقول اتقوا الله في عثمان ولا تغلوا فيه ولا تقولوا حراق المصاحف فوالله ما فعل الذي فعل إلا عن ملإ منا أصحاب محمد دعانا فقال ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضكم يقول قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفرا وإنكم إن اختلفتم اليوم كان لمن بعدكم أشد اختلافا قلنا فما ترى قال أن أجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف قلنا فنعم ما رأيت قال فأي الناس أقرأ قالوا زيد بن ثابت قال فأي الناس أفصح وأعرب قالوا سعيد بن العاص قال فليكتب سعيد وليمل زيد قال فكانت مصاحف بعث بها إلى الأمصار قال علي والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل
1720 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك قال حدثنا محمد بن أبان عن علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول من رهط سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول الله الله أيها الناس وإياكم والغلو في عثمان وقولكم حراق المصاحف فوالله ما حرقها إلا عن ملإ من أصحاب محمد جمعنا فقال ما تقولون في القراءة يلقى الرجل الرجل فيقول قراءتي خير من قراءتك ويلقى الرجل الرجل فيقول قراءتي أفضل من قراءتك وهذا شبيه بالكفر قال فقلنا فالرأي رأيك يا أمير المؤمنين قال فإني أرى أن أجمع الناس على مصحف واحد لا يختلف بعدي فإنكم إن اختلفتم اليوم كان الناس بعدكم أشد اختلافا قلنا فالرأي رأيك يا أمير المؤمنين فبعث إلى زيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال ليكتب أحدكما ويمل الآخر فإن اختلفتما فارفعاه إلي قال فما اختلفا إلا في التابوت فقال أحدهما التابوت وقال الآخر التابوه فرفعاه إليه فقال إنها التابوت وقال علي والله لو وليت الذي ولي لصنعت مثل الذي صنع
1721 - حدثنا عفان قال حدثنا محمد بن أبان قال حدثنا علقمة بن مرثد عن العيزار بن جرول السلمي أنه سمع سويد بن غفلة ذكر نحوه ولم يذكر سعيد بن العاص ولا
____________________
(2/119)
زيد بن ثابت ولا ما اختلفا فيه وزاد فقال القوم لسويد بن غفلة الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي فقال الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا من علي
1722 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن إسماعيل بن عياش قال حدثنا حبان بن يحيى البهرائي عن أبي محمد القرشي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه كتب إلى الأمصار أما بعد فإن نفرا من أهل الأمصار اجتمعوا عندي فتدارسوا القرآن فاختلفوا اختلافا شديدا فقال بعضهم قرأت على أبي الدرداء وقال بعضهم قرأت على حرف عبد الله بن مسعود وقال بعضهم قرأت على حرف عبد الله بن قيس فلما سمعت اختلافهم في القرآن والعهد برسول الله & حديث ورأيت أمرا منكرا فأشفقت على هذه الأمة من اختلافهم في القرآن وخشيت أن يختلفوا في دينهم بعد ذهاب من بقي من أصحاب رسول الله & الذين قرأوا القرآن على عهده وسمعوه من فيه كما اختلفت النصارى في الإنجيل بعد ذهاب عيسى ابن مريم وأحببت أن تدارك من ذلك فأرسلت إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن ترسل إلي بالأدم الذي فيه القرآن الذي كتب عن فم رسول الله & حين أوحاه الله إلى جبريل وأوحاه جبريل إلى محمد وأنزله عليه وإذ القرآن غض فأمرت زيد بن ثابت أن يقوم على ذلك ولم أفرغ لذلك من أجل أمور الناس والقضاء بين الناس وكان زيد بن ثابت أحفظنا للقرآن ثم دعوت نفرا من كتاب أهل المدينة ودوي عقولهم منهم نافع بن طريف وعبد الله بن الوليد الخزاعي وعبد الرحمن بن أبي لبابة فأمرتهم أن ينسخوا من ذلك الأدم أربعة مصاحف وأن يتحفظوا
1723 - حدثنا محمد بن الفضل عارم قال حدثنا القاسم بن الفضل قال حدثنا عمرو بن مرة الجملي قال استأذن رجل على ابن مسعود رضي الله عنه فقال الآذن إن القوم . . . . . . . . . . . . . . . والأشعري وإذا حذيفة يقول لهم أما إنكما إن شئتما اقمتما هذا الكتاب على حرف واحد فإني قد خشيت أن يتهون الناس فيه تهون أهل الكتاب أما أنت يا أبو موسى فيطيعك أهل اليمن وأما أنت يا ابن مسعود فيطيعك الناس قال ابن مسعود لو أني أعلم أن أحدا من الناس أحفظ مني لشددت رحلي براحلتي حتى أنيخ عليه قال فكان الناس يرون أن حذيفة رضي الله عنه ممن عمل فيه حتى أتى على حرف واحد
1724 - حدثنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا عبد الأعلى بن الحكم الكلابي قال أتيت دار أبي موسى الأشعري فإذا حذيفة بن اليمان وعبد الله بن
____________________
(2/120)
مسعود وأبو موسى الأشعري فوق إجار فقلت هؤلاء والله الذين أريد فأخذت أرتقي لهم فإذا غلام على الدرجة فمنعني أن أرتقي إليهم فنازعته حتى التفت إلي بعضهم فأتيهتم حتى جلست إليهم فإذا عندهم مصحف أرسل به عثمان رضي الله عنه فأمرهم أن يقيموا مصاحفهم عليه فقال أبو موسى ما وجدتم في مصحفي هذا من زيادة فلا تنقصوها وما وجدتم من نقصان فاكتبوا فيه فقال حذيفة رضي الله عنه فكيف بما صنعنا والله ما أحد من أهل البلد يرغب عن قراءة هذا الشيخ يعني ابن مسعود ولا أحد من أهل اليمن يرغب عن قراءة هذا الآخر يعني أبا موسى وكان حذيفة هو الذي أشار على عثمان رضي الله عنه أن يجمع المصاحف على مصحف واحد
1725 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدث أن ناسا كانوا بالعراق يسأل أحدهم عن الآية فإذا قرأها قال فإني أكفر بهذه ففشا ذلك في الناس واختلفوا في القراءة فكلم عثمان بن عفان رضي الله عنه في ذلك فأمر بجمع المصاحف فأحرقها وكتب مصاحف ثم بثها في الأجناد
1726 - حدثنا قال ابن وهب أخبرني عمر بن طلحة الليثي عن محمد بن عمرو بن علقمة عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال قام عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال من كان عنده من كتاب الله شيء فليأتنا به وكان لا يقبل من ذلك شيئا حتى يشهد عليه شاهدان فجاء خزيمة بن ثابت فقال إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما قال وما هما قال تلقيت من رسول الله & ! ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) ! التوبة 128 إلى آخر السورة قال عثمان وأنا أشهد إنهما من عند الله فأين ترى أن نجعلهما قال إختم بهما قال فختم بهما قال وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن أمر عثمان رضي الله عنه فتيانا من العرب أن يكتبوا القرآن ويملي عليهم زيد بن ثابت فلما بلغوا التابوت قال زيد بن ثابت اكتبوها التابوه وقالوا لا نكتب إلا التابوت فذكروا ذلك لعثمان فقال اكتبوا التابوت فإنما أنزله الله على رجل منا بلسان عربي مبين
1727 - حدثنا سليمان بن داود الهاشمي قال أنبأنا إبراهيم بن سعد عن الزهري قال فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت رضي الله عنه يقول فقدت
____________________
(2/121)
آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله & يقرأها فالتمستها فلم أجدها مع أحد إلا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري ! ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ! الأحزاب 23 فألحقتها في سورتها من المصحف قال ابن شهاب واختلفوا يومئذ في التابوت فقال زيد التابوه وقال ابن الزبير وسعيد وعبد الرحمن التابوت فرفعوا اختلافهم إلى عثمان رضي الله عنه فقال اكتبوه التابوت فإنه بلسان قريش
1728 - حدثنا أبو داود قال حدثنا إبراهيم بن سعد بمثله إلا أنه قال وقال النفر القرشيون التابوت
1729 - حدثنا حفص بن عمر الدوري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر أبو إبراهيم عن عمارة بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال عرضت المصحف فلم أجد فيه هذه الآية ! ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ! الأحزاب 23 قال فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أجدها مع أحد ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها فلم أجدها مع أحد منهم حتى وجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري فكتبتها ثم عرضته مرة أخرى فلم أجد فيه هاتين الآيتين ! ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) ! التوبة 128 - 129 إلى آخر السورة قال فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها فلم أحدهما مع أحد منهم ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها فلم أجدها مع أحد منهم حتى وجدتهما مع رجل آخر يدعى خزيمة أيضا من الأنصار فأثبتهما في آخر براءة قال زيد ولو تمت ثلاث آيات لجعلتها سورة واحدة ثم عرضته عرضة أخرى فلم أجد فيه شيئا فأرسل عثمان رضي الله عنه إلى حفصة رضي الله عنها يسألها أن تعطيه الصحيفة وجعل لها عهد الله ليردها إليها فأعطته إياها فعرضت الصحف عليها فلم تخالفها في شيء فرددتها إليه وطابت نفسه فأمر الناس أن يكتبوا المصاحف
1730 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني الليث بن سعد قال قدم حذيفة بن اليمان على عثمان رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إني سمعت الناس قد اختلفوا في القرآن يقول الرجل حرفي الذي اقرأونيه خير من حرفك
____________________
(2/122)
فأرسل عثمان إلى حفصة رضي الله عنهما أن تبعث به يعني المصحف إليه فقالت على أن تردها إلي قال نعم فنسخ مصاحف بعث بها إلى الآفاق وأمرهم أن يبعثوا إليه بما كان عندهم منها فأمر بها أن تحرق وقال من حبس عنده منها شيئا فهو غلول قال وكان حين جمع القرآن جعل زيد بن ثابت وأُبي بن كعب يكتبان القرآن وجعل معهم سعيد بن العاص يقيم عربيته فقال أُبي ابن كعب التابوه وقال سعيد بن العاص إنما هو التابوت فقال عثمان رضي الله عنه اكتبوه كما قال سعيد فكتبوا التابوت
1731 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا الحزامي قال حدثني كثير بن جعفر قال حدثني أبي عن محمد . . . . . . . . . . . . الأكتاف فجمع ذلك كله في صندوق ثم جمع جماعة من الصحابة فاستشارهم فيه فقال بعضهم حرقه فكره ذلك وحفر تحت درجة منبر رسول الله & فدفنه فيه وسوى عليه
1732 - حدثنا حفص بن عمر الدوري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمار بن غزية عن ابن شهاب عن خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لما ماتت حفصة أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بعزيمة فأعطاه إياها فغسلها غسلا
1733 - حدثنا عثمان بن عمر قال أنبأنا يونس عن ابن شهاب قال حدثني أنس رضي الله عنه قال لما كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن المصاحف ليمزقها وخشي أن يخالف الكتاب بعضه بعضا فمنعتها إياه
قال الزهري فحدثني سالم قال لما توفيت حفصة أرسل مروان إلى ابن عمر رضي الله عنهما بعزيمة ليرسلن بها فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بها ابن عمر رضي الله عنهما فشققها ومزقها مخافة أن يكون في شيء من ذلك خلاف لما نسخ عثمان رضي الله عنه
1734 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن إسحاق عن مصعب بن سعد قال أدركت أصحاب رسول الله & حين شقق عثمان رضي الله عنه المصاحف فأعجبهم ذلك أو قال لم ينكر ذلك منهم أحد
____________________
(2/123)
1735 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت مصعب بن سعد يقول أدركت أصحاب رسول الله & متوافرين فما رأيت أحدا منهم عاب ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف
1736 - حدثنا إسماعيل بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحمن عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال سمعت رجالا من أصحاب النبي & يقولون لقد أحسن
1737 - حدثنا عثمان بن عمر أنبأنا عمران بن حدير عن أبي مجلذ قال عابوا على عثمان رضي الله عنه تمزيق المصاحف وصدقوه بما كتب لهم
1738 - حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا يزيد بن زريع عن عمران بن حدير عن أبي مجلذ قال عابوا على عثمان رضي الله عنه تشقيق المصاحف وقد آمنوا بما كتب لهم انظر إلى حمقهم
1739 - حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عمن يثق به أن عثمان رضي الله عنه لما جمع القرآن في مصحف واحد جمع المصحف والعسب التي كان فيها القرآن فجعلها في صندوق واحد وكره أن يحرق القرآن أو يشققه
1740 - حدثنا أبو داود قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن ابن مسعود رضي الله عنه كره أن ولي زيد نسخ كتاب المصاحف وقال أي معشر المسلمين أأعزل عن نسخ كتاب المصاحف فيولاها رجل والله لقد أسلمت وإنه لفي صلب رجل كافر وعند ذلك قال عبد الله يا أهل العراق غلوا المصاحف والقوا الله بها فإنه ! ( من يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) ! آل عمران 161 فالقوا الله بالمصاحف قال الزهري قال ابن مسعود وإني غال مصحفي فمن استطاع أن يغل مصحفه فليفعل
1741 - حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري قال حدثنا إسرائيل بن يونس عن توبة بن أبي فاختة عن أبيه قال بعث عثمان رضي الله عنه إلى عبد الله أن يدفع المصحف إليه قال ولم قال لأنه كتب القرآن على حرف زيد قال أما أن أعطيه المصحف فلن أعطيكموه ومن استطاع أن يغل شيئا فليفعل والله لقد قرأت من في رسول
____________________
(2/124)
الله & سبعين سورة وإن زيدا لذو ذؤابتين يلعب بالمدينة
1742 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حمير بن مالك قال لما أمر بالمصاحف أن تغير ساء ذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال من استطاع منكم أن يغل مصحفا فليفعل فإن من غل شيئا جاء بما غل يوم القيامة ثم قال لقد قرأت القرآن من في رسول الله سبعين سورة وزيد صبي أفأترك ما أخذت من في رسول الله &
1743 - حدثنا الخزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن حمزة بن عبد الله قال بلغني أنه قيل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه ما لك لا تقرأ على قراءة فلان فقال لقد قرأت على رسول الله & سبعين سورة فقال لي لقد أحسنت وإن الذي يسألون أن أقرأ على قراءته في صلب رجل كافر
1744 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا أبو همام الوليد بن قيس عن عثمان بن حسان العامري عن فلفلة الجعفي قال فزعت فيمن فزع إلى عثمان في المصاحف فدخلنا عليه فقال رجل من القوم إنا لم نأتك زائرين ولكن حين راعنا هذا الخبر فقال إن القرآن نزل على نبيكم & من سبعة أبواب على سبعة أحرف أو حروف وإن الكتاب كان ينزل أو يتنزل من باب واحد على حرف واحد
1745 - حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قد سمعت القراء فوجدتهم مقاربين فاقرأوا كما علمتم وإياكم والتنطع والاختلاف فإنما هو كقول أحدكم هلم وتعال
1746 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن الأعمش عن شقيق قال لما شق عثمان رضي الله عنه المصاحف بلغ ذلك عبد الله فقال قد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم ولو أعلم أحد أعلم بكتاب الله مني تبلغنيه الإبل لأتيته قال أبو وائل فقعدت إلى الخلق لأسمع ما يقولون فما سمعت أحدا من أصحاب محمد & عاب ذلك عليه
1747 - حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال أنبأنا أبو الأحوص عن
____________________
(2/125)
أبي إسحاق عن المنهال . . . . . . . . . . . . الإبل لأتيته فقال له رجل أما لقيت عليا رضي الله عنه قال بلى قد لقيته
1748 - حدثنا الحماني قال حدثنا شريك عن ابن إسحاق عن أبي الأسود أو غيره قال قيل لعبد الله ألا تقرأ على قراءة زيد قال مالي ولزيد ولقراءة زيد لقد أخذت من في رسول الله & سبعين سورة وإن زيد بن ثابت ليهودي له ذوأبتان
1749 - حدثنا عبد الله بن رجاء وشريح بن النعمان قالا حدثنا محمد بن طلحة عن زبيد عن عبد الرحمن بن عابس عن رجل عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه اجتمع إليه ناس من أهل الكوفة فقرأ عليهم السلام وأمرهم بتقوى الله وألا يختلفوا في القرآن ولا يتنازعوا فيه فإنه لا يختلف ولا ينسأن ولا يتفه وقال ابن رجاء يتغير لكثرة الرد ألا ترون أن شريعة الإسلام فيه واحدة حدودها وفوائدها وأمر الله فيها فلو كان شيء من الحرفين يأمر بشيء وينهى عنه الآخر كان ذلك الاختلاف ولكنه جامع ذلك كله وإني لأرجو أن يكون قد أصبح فيكم اليوم من الفقه والعلم من خير ما في الناس ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل هو أعلم بما أنزل على محمد قال شريح مني ولم يقل ابن رجاء لطلبته حتى ازداد علم إلى علمي قد علمت أن رسول الله & كان يعرض عليه القرآن كل عام مرة فعرض عليه عام قبض مرتين إذا قرأت عليه فيخبرني أني محسن فمن قرأ علي قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها ومن قرأ علي شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه فإنه من جحد شيئا منه جحد به كله
1750 - حدثنا أبو أحمد قال حدثنا أسلم عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أنه قال يوم خرج من الكوفة من قرأ علي حرف أو قرأ علي شيء من كتاب الله فليثبت عليه فإن كلا كتاب الله
1751 - حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام عن محمد أن أُبي بن كعب كتبهن في مصحفه خمسهن أم الكتاب والمعوذتين والسورتين وتركهن ابن مسعود كلهن وكتب ابن عفان فاتحة الكتاب والمعوذتين وترك السورتين وعلى ما كتبه عمر رضي الله عنه مصاحف أهل الإسلام فأما ما سوى ذلك فمطرح ولو قرأ غير ما في مصاحفهم قارئ في الصلاة أو جحد شيئا منها استحلوا دمه بعد أن يكون يدين به
____________________
(2/126)
1752 - حدثني محمد بن الصباح البزاز قال حدثنا هشيم عن عبد الرحمن بن عبد الله يعني ابن كعب بن عجزة عن أبيه عن جده قال كنت عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقرأ رجل من سورة يوسف عتا حين فقال عمر رضي الله عنه من أقرأك هكذا قال ابن مسعود فكتب عمر رضي الله عنه إلى ابن مسعود أما بعد فإن الله أنزل هذا القرآن بلسان قريش وجعله بلسان عربي مبين فأقرئ الناس بلغة قريش ولا تقرئهم بلغة هذيل والسلام
1753 - حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن سيف عن مجاهد قال نزل القرآن بلسان قريش
1754 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال رأيت ابن مسعود رضي الله عنه يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا يحل قراءة ما ليس منه
1755 - حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن قيس عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال رسول الله & أنزل علي آيات لم تر مثلهن ! ( قل أعوذ برب الناس ) ! إلى آخر السورة و ! ( قل أعوذ برب الفلق ) ! إلى آخر السورة فقال & آيات وقال إلى آخر السورة وهذا لا يكون إلا للقرآن لا يقال آيات وسورة إلا للقرآن وهذا إسناد يرضي مع أن ما فيه أسانيد كثيرة جياد منها ما حدثناه عبد الله بن يزيد قال حدثنا حيوة بن شريح قال أخبرني يزيد بن أبي حبيب أن أبا عمران حدثه أنه سمع عقبة بن عامر رضي الله عنه يقول تعلقت بقدم رسول الله & فقلت يا رسول الله أقرئني سورة هود وسورة يوسف فقال يا عقبة إنك لن تقرأ سورة هي أحب إلى الله وأبلغ عنده من ! ( قل أعوذ برب الفلق ) !
1756 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرنا خيرة بإسناده مثله قال وكان أبو عمران لا يتركها لا يزال يقرأها في صلاة المغرب
____________________
(2/127)
1757 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا بشر بن السري قال حدثنا معاوية بن جناح عن العلاء بن الحارث عن القاسم بن عبد الرحمن مولى معاوية عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال كنت أقود برسول الله & راحلته في سفر فقال يا عقبة إلا أعلمك خير سورتين قرئتا قلت بلى يا رسول الله فعلمني ! ( قل أعوذ برب الفلق ) ! و ! ( قل أعوذ برب الناس ) ! فلم يرني عجبت بهما فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما للناس فلما انصرف التفت إلي فقال يا عقبة كيف رأيت
1758 - حدثنا الحكم بن موسى قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قال لي رسول الله & أعلمك يا عقبة سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس قال فاقرأ ! ( قل أعوذ برب الفلق ) ! و ! ( قل أعوذ برب الناس ) ! فلما أقيمت الصلاة تقدم فقرأ بهما فلما سلم مر بي فقال كيف رأيت يا عقبة اقرأ بهما كلما نمت وقمت
1759 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا بشر بن بكر قال حدثنا ابن جابر عن القاسم أبي عبد الرحمن قال حدثني عقبة بن عامر بمثله قال ابن جابر قرأ بهما في صلاة الصبح
1760 - حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد الخثعمي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال لقيت رسول الله & فقال ألا أعلمك سورا ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلهن ! ( قل أعوذ برب الناس ) ! و ! ( قل أعوذ برب الفلق ) ! و ! ( قل هو الله أحد ) !
1761 - حدثنا عمرو بن قصد قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن عمرو يعني الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم قال أخبرني أبو عبد الله أن ابن عابس الجهني أخبره أن النبي & قال له يا ابن عابس ألا أدلك أو أخبرك ما أفضل ما
____________________
(2/128)
يتعوذ به المتعوذون قال بلى يا رسول الله قال ! ( قل أعوذ برب الفلق ) ! و ! ( قل أعوذ برب الناس ) ! هاتين السورتين
1762 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا عمر بن القطان عن قتادة عن نصر بن عاصم عن عبد الله بن فطيم عن يحيى بن يعمر قال قال عثمان رضي الله عنه إن في القرآن لحنا ستقيمه العرب بألسنتها
1763 - حدثنا علي بن أبي هاشم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الحارث بن عبد الرحمن عن عبد الأعلى بن عبيد الله بن عامر قال لما فرغ من المصحف أتى به عثمان رضي الله عنه فقال قد أحسنتم وأجملتم أرى شيئا من لحن سنقيمه بألسنتنا
1764 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن ! ( إن هذان لساحران ) ! طه 63 وقوله ! ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ) ! المائدة 69 ! ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) ! النساء 162 وأشباه ذلك فقالت أي بني إن الكتاب يخطئون
1765 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا حماد بن سلمة عن الزبير أن خاله قال قلت لأبان بن عثمان وكان ممن حضر كتاب المصحف كيف كتبتم ! ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) ! النساء 162 فقال كان الكاتب يكتب والمملي يملي فقال أكتب قال ما أكتب قال أكتب ! ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) ! النساء 162
1766 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا عمران القطان عن زياد بن أبي الفتح الهذلي عن أبيه أن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال تكتب ثقيف وتملي هذيل
1767 - حدثنا يعقوب بن إسحاق المقرئ قال حدثنا حزم بن حازم عن عبد الله بن عمير عن عبد الله بن معقل بن مقرن أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لا يملين في مصاحفنا إلا فتيان قريش وثقيف
1768 - حدثنا عارم قال حدثنا هشيم قال أنبأنا العوام بن حوشب بن يزيد بن الحارث بن رويم عن إبراهيم التيمي عن أبن مسعود رضي الله عنه أنه كان يحب أن تكتب مضر المصاحف
____________________
(2/129)
1769 - حدثنا يحيى بن سعيد وغندر قالا حدثنا عوف قال حدثنا يزيد الفارسي قال أنبأنا ابن عباس رضي الله عنهما قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من السبع فقرنتم بينهما ولم تكتبوا سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطول فما حملكم على ذلك قال عثمان إن رسول الله & قال يحيى كان ولم يقلها غندر قالا جميعا مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده وقال غندر يدعو من يكتب له فيقول ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا أنزلت عليه الآيات قال ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها وقبض رسول الله & ولم يبين لنا وظننت أنها منها فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطول زاد غندر قال عوف وهما يدعيان القرينين
____________________
(2/130)
1770 - حدثنا هارون بن عمير قال حدثنا ضمرة بن ربيعة قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا حبان بن يحيى البهرائي عن أبي محمد القرشي قال أمرهم عثمان رضي الله عنه أن يتابعوا الطول فجعلت سورة الأنفال وسورة التوبة في السبع ولم يفصل بينهما بسم الله الرحمن الرحيم
1771 - حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة قال يقولون إن براءة من ( يسئلونك ) الأنفال 1 وإنما ترك بسم الله الرحمن الرحيم أن تكتب في براءة لأنها من ( يسئلونك ) الأنفال 1
1772 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني سليمان بن بلال قال سمعت ربيعة يسأل لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة وإنما نزلتا بالمدينة فقال قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه به ومن كان معه فيه واجتماعهم على علمهم بذلك فهذا مما ينتهي إليه ولا يسأل عنه ( باب تواضع عثمان بن عفان رضي الله عنه )
1773 - حدثنا عارم قال حدثنا وهيب عن يونس عن الحسن قال رأيت عثمان رضي الله عنه نائما في المسجد متوسدا رداءه
1774 - حدثنا إبراهيم الهروي قال حدثنا هشيم قال حدثنا هاشم بن أبي هشام مولى قريش قال سمعت الحسن يقول أتيت مسجد المدينة بالهاجرة فإذا أبا بابن عفان قد كوم كومة من حصباء وطرح رداءه واتكى تجاه سقاء معه قرية يخاصم رجلا فجعل ينظر بينهما
1775 - حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا على بن مسعدة وكان مرضيا قال حدثنا عبد الله الرومي قال كان عثمان رضي الله عنه إذا قام
____________________
(2/131)
من الليل يلي طهره بيده فقيل له لو أمرت بعض الخدم فقال لهم الليل يستريحون فيه
1776 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبيد الله بن وهب قال قال أخبره جرير أبو عيسى محمد بن القاسم المرادي أنه سمع أبا مرزوق التجيبي يقول إن رجلا طلق امرأته ثلاثاً فحرمت على زوجها فحزنت وحزن الزوج ودخل عليهما الهم والبلاء وكانا لهما جار كثير المال فرحمهما لما دخل عليهما من البلاء فقال في نفسه لو أني أحسنت إلى هذين فأحللت بينهما ثم بدا له فقال لو أشرت على أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قال فلقيته وهو راكب على فرسه فقلت يا أمير المؤمنين إن لي إليك حاجة فقف علي فقال إني على عجل ولكن اركب ورائي فأردفه وراءه وقص عليه الأمر فقال عثمان الإنكاح رغبة غير مدالسة
1777 - حدثنا هارون بن عمر الدمشقي قال حدثنا عبد الله بن كريم قال حدثنا أبو الفتح عن حبيب بن أبي مرزوق قال دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه على غلام له يعلف ناقة فرأى في علفها ما كره فأخذ بأذن غلامه فعركها ثم ندم فقال لغلامه اقتص فأبى الغلام فلم يدعه حتى أخذ بأذنه فجعل يعركها فقال له عثمان شد حتى ظن أنه قد بلغ منه مثل ما بلغ منه ثم قال عثمان رضي الله عنه واها لقصاص قبل قصاص الآخرة
1778 - حدثنا محمد بن حسن بن زبالة قال حدثنا محمد بن طلحة عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه موسى بن طلحة قال رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه بين عمودي سرير أمه أروى بنت كرير وكان منزلها في الموضع الذي فيه دار هبيرة
1779 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ابن المبارك قال حدثني معمر عن الزهري عن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة قال رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه يأمر بتسوية القبور فمر بقبر فقالوا هذا قبر أم عمرو بنت عثمان فأمر به فسوي
1780 - حدثنا عارم قال حدثنا ثابت أبو زيد عن عاصم عن أبي عثمان أن عبدا للمغيرة بن شعبة تزوج فدعا نفرا وعثمان بن عفان فلما جاء وسع له وقيل أمير المؤمنين
____________________
(2/132)
فأخذ بسجفي الباب وقال إني صائم ولكني أحببت أن أجيب الدعوة وأدعو بالبركة
1781 - حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا أبو معشر عن موسى بن عقبة عن مالك بن أبي عامر قال كلمت عثمان رضي الله عنه والصلاة قائمة فقلت افرض لي يا أمير المؤمنين فقال تأخر يا غلام فما زال يقول تأخر يا غلام حتى جاءه رجل من ورائه فقال استوت الصفوف يا أمير المؤمنين فكبر
1782 - حدثنا حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا شريك عن جابر عن عامر قال لم يقطع رسول الله & الأرضين ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهما أول من أقطعها وباعها عثمان رضي الله عنه
1783 - حدثنا . . . . . . . . . . . . قال حدثنا محمد بن طلحة . . . . . . عن موسى بن طلحة قال أقطع عثمان بن عفان رضي الله عنه خمسة من أصحاب رسول الله & أرضين فذكر لعبد الله ابن مسعود ولسعد ولطلحة والزبير وخباب وخارجة فكان جاراي منهم يعطيان أرضهم بالثلث يعني عبد الله وسعدا
1784 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن المهاجر عن موسى بن طلحة أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أقطع خمسة من أصحاب النبي & الزبير بن العوام وسعدا وعبد الله بن مسعود وخباب بن الأرث وأسامة بن زيد قال فرأيت جاري عبد الله بن مسعود وسعداً يعطيان أرضيهما بالثلث
1785 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن إبراهيم بن المهاجر عن موسى بن طلحة قال أقطع عثمان بن عفان عبد الله بن مسعود النهرين وأقطع سعد بن أبي وقاص قرية هرمز وأقطع عمار ابن ياسر استينيا وأقطع خباب صعنبى قال فكلا جاري قد رأيته يعطي أرضه بالثلث والربع
____________________
(2/133)
1786 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا أبو يوسف عن الأعمش عن إبراهيم بن المهاجر عن موسى بن طلحة بمثله إلا أنه قال استنبنبا
1787 - حدثنا الحسن بن عثمان قال حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا إسحاق بن يحيى عن موسى بن طلحة قال أول من أقطع بالعراق عثمان بن عفان رضي الله عنه قطائع مما كان من صوافي آل كسرى ومما جلا عنه أهله فقطع لطلحة بن عبيد الله التشاستج وقطع لخباب بن الأرث صعنبى وأقطع سعد بن أبي وقاص أرضا والزبير إلى ناحية قنطرة الكوفة وعدي بن حاتم الروحاء وسعيد بن زيد وخالد بن عرفطة والأشعري في موضع واحد نحو حمام ابن عمر
1788 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن ابن سعدي قال كثر المال في زمن عثمان رضي الله عنه حتى بيعت جارية بوزنها وفرس بمائة ألف درهم ونخلة بألف درهم
1789 - حدثنا سعيد بن عامر قال سمعت شعبة يقول بلغ الفرس في زمن عثمان رضي الله عنه مائة ألف درهم
1790 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا قيس عن أبي حصين أن عثمان رضي الله عنه أجاز الزبير رضي الله عنه بستمائة ألف قال فلما قدم ها هنا قال أي المال خير قالوا ما أصبهان قال فأعطوني من مال أصبهان
1791 - حدثنا محمد بن سلام عن أبيه قال قال عبد الله بن خالد لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما كلم أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فإن لي عيالا وعلي دينا فقال كلمه فإنك تجده برا وصولا فكلمه فزوجه بنته وأعطاه مائة ألف فولدت له عثمان بن عبد الله فكان لا يكلم إخوته كبرا بعثمان وحج هشام بن عبد الملك فطاف بالبيت وعثمان بن خالد جالس فلم يقم إليه فقال هشام ينبغي أن يكون ذلك الرجل عثمان فقيل هو عثمان رضي الله عنه
____________________
(2/134)
1792 - حدثنا إبراهيم بن عمرو بن كيسان قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود عن أبي أويس مولى لهم قال غزونا مع عبد الله بن سعد إفريقية في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة سبع وعشرين فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار للفرس ألفا دينار ولفارسه ألف دينار وللراجل ألف دينار
1793 - حدثنا إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال أدركت زمن عثمان رضي الله عنه وما من نفس مسلمة إلا ولها في مال الله حق
1794 - حدثنا خالد بن خداش قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن ابن سيرين قال لم تكن الدراهم في زماني أرخص منها في زمان عثمان رضي الله عنه أن كانت الجارية لتباع بوزنها وإن الفرس ليبلغ خمسين ألفا مما يعطيهم
1795 - حدثنا محمد بن عمر بن حميد قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال رأيت عثمان رضي الله عنه وما من يوم إلا ومناد ينادي هلم إلى أعطياتكم حتى والله يذكر السمن والعسل
1796 - وحدثنا الحجاج بن نصر قال حدثنا قرة عن محمد قال قدم محمد بن أبي حذيفة على عثمان رضي الله عنه فأجازه بمائة ألف
1797 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول أدركت عثمان وأنا يومئذ قد راهقت الحلم فسمعته يخطب وما من يوم إلا وهم يقسمون فيه خيرا يقال يا معشر المسلمين اغدوا على أرزاقكم فيغدون ويأخذونها وافرة يا معشر المسلمين اغدوا على كسوتكم فيجاء بالحلل فتقسم بينهم قال الحسن حتى والله سمع أوس يقال اغدوا السمن والعسل قال الحسن والعدو ينفر والعطيات دارة وذات البين حسن والخير كثير ما على الأرض مؤمن يخاف مؤمنا
1798 - حدثنا أبو عاصم عن عوف عن أبي رجاء أن عمر وعثمان رضي الله
____________________
(2/135)
عنهما كانا يعاقبان على الهجاء قال واستعار خالي من قوم كلبا لهم فأرادوا أخذه منه فرمى أمهم بكلبهم فحبسه عثمان رضي الله عنه
1799 - حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن أبي رجاء بنحوه قال فاستعدوا عليه عثمان رضي الله عنه فحبسه حتى مات وقال ( هممت ولم أفعل وكدت وليتني ** تركت على عثمان تبكي حلائله ) فقال عثمان رضي الله عنه ماله قاتله الله أراد قتلي وقبل هذا البيت مما لم يروه عوف ( وقائلة قد مات في السجن ضابي ** ألا من لخصم لا يرى من يجاوله ) ( وقائلة لا يبعد الله ضابئا ** فنعم الفتى تخلو به وتنازله ) والشعر الذي هجا به أصحاب الكلب ( تجشم دوني وفد فرحان شقة ** تظل بها الوجناء وهي حسير ) ( فراحوا بكلب مردفيه كأنما ** حباهم ببيت المرزبان أمير ) ( فأمكم لا تتركوها وكلبكم ** فإن عقوق الأمهات كبير ) ( إذا غيبت من آخر الليل دخنة ** يظل له تحت السرير هرير ) ( فيالك من كلب تعود ما يرى ** بصبر فما فوق السرير خبير ) فلما أتى به عثمان رضي الله عنه وأنشد الشعر قال ويلك أرميت أم قوم بكلبهم لو كنت على عهد رسول الله & لنزل فيك قرآن وضربه وحبسه فعرض عليه يوما فوجد معه خنجر ويقال وجد خصافي نعله فرده إلى حبسه بعدما شاور فيه فأشار عيه بقتله بعضهم ونهاه بعض
1800 - حدثنا محمد بن سلام قال كان ضابئ سيئ البصر فأوطا صبيا فرفع إلى
____________________
(2/136)
عثمان فقال إني سيئ البصر فأعفاه وهو الذي يقول ( ومن يك أمسى بالمدينة رحله ** فإني وقيارا بها لغريب ) وقيار فرسه قال واستعار من قوم بني نهشل كلبا فحبسه سنة فلما طلبوه قال . . . وأنشدني الأبيات الخمسة قال فرفع إلى عثمان رضي الله عنه فقال ويلك أرميت أم قوم بكلبهم لو كنت على عهد النبي & لنزل فيك قرآن ولو تقدم لي قتل شاعر لقتلتك فقال ( هممت ولم أفعل وكد وليتني ** تركت على عثمان تبكي خلائله ) ( ولا القتل ما أمرت فيه ولا الذي ** تحدث من لاقيت أنك فاعله ) ( وما القتل إلا لامرئ ذي حفيظة ** إذا هم لم ترعد إليه خصائله ) لم يزد ابن سلام على هذه الثلاثة الأبيات
1801 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبيد الله بن وهب قال أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن سليمان بن بشار أن رجلا عراقيا رصد عثمان رضي الله عنه لقتله فظهر عليه فاستشار فيه المهاجرين الأولين فلم يروا عليه قتلا فأرسله
1802 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا أبو الأسود أن بكير بن الأشج حدثه عن سليمان بن يسار أن رجلا من بني تميم جلس لعثمان بن عفان رضي الله عنه بخنجر فأخذه عثمان رضي الله عنه فسأل عنه عليا رضي الله عنه واستشارهم فيه فقالوا بئسما صنع ولم يقتلك ولو قتلك قتل فأرسله عثمان رضي الله عنه قال ابن لهيعة وحدثنا يزيد بن أبي حبيب أن ناعم بن أحيل مولى أم سلمة حضر ذلك من أمر عثمان رضي الله عنه وصاحب الخنجر
1803 - حدثنا الصلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبوية عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك قال أخبرني يحيى بن أيوب قال أنبأنا يزيد بن أبي حبيب عن مرة بن أبي قيس أنه حدثه أن رجلا رصد عثمان رضي الله عنه بخنجر فلما جاء عثمان
____________________
(2/137)
رضي الله عنه ليدخل تلقاه فوجأ عثمان وجهه فوقع على إسته وقال أوجعتني يا أمير المؤمنين قال أو لست بفاتك قال لا والذي لا إله إلا هو فقال عثمان رضي الله عنه خذوا الرجل ولا تقتلوه فقال ما ترون فيه قالوا اقتله يا أمير المؤمنين فإن فتنك كثيرة قال لم قالوا لأنه أراد قتلك فقال أراد قتلي ولم يرد الله فتركه ولم يقتله والأصح في خبره أنه رده إلى محبسه حتى مات فلما أتي الحجاج بابنه عمير بن ضابئ قال له عنبسة بن سعيد هذا أتى أمير المؤمنين عثمان قتيلا فلطمه فقال له الحجاج أفعلت قال نعم قال ولم قال لأنه قتل أبي قال أو ليس أبوك الذي يقول ( هممت ولم أفعل وكدت وليتني ** تركت على عثمان تبكي حلائله ) ثم أمر بضرب عنقه فقال عبد الله بن الزبير الأسدي ( تخير فإما تزور ابن ضابئ ** عميرا وإما أن تزور المهلبا )
1804 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله بن طلحة أن عثمان رضي الله عنه خرج لصلاة الغداة فدخل من الباب الذي كان يدخل منه فزحمه الباب فقال أنظروا فنظروا فإذا رجل معه خنجر أو سيف فقال له عثمان رضي الله عنه ما هذا قال أردت أن أقتلك قال سبحان الله ويحك علام تقتلني قال ظلمني عاملك باليمن قال أفلا رفعت ظلامتك إلي فإن لم أنصفك أو أعديك على عاملي أردت ذاك مني فقال لمن حوله ما تقولون فقالوا يا أمير المؤمنين عدو أمكنك الله منه فقال عبد هم بذنب فكفه الله عني آتني بمن يكفل بك لا تدخل المدينة ما وليت أمر المسلمين فأتاه برجل من قومه فكفل به فخلى عنه قال عمران فوالله ما ضربه سوطا ولا حبسه يوما
1805 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن يحيى بن سعيد عن أبي عبيدة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزهر عن أبيه عن جده أن عثمان بن عفان رضي الله عنه اشتكى رعافا فدعا حمران فقال اكتب لعبد الرحمن من بعدي فكتب له فانطلق حمران فقال لي البشرى قال لك البشرى وذاك ماذا قال إن عثمان قد كتب لك العهد من بعده فأقبل عبد الرحمن إلى عثمان فقال أكان
____________________
(2/138)
يصلح لك أن تكتب لي العهد من بعدك والله يعلم أني أخشى أن يحاسبني في أهلي ألا أكون أعدل بينهم فكيف بأمة محمد فقال عثمان رضي الله عنه عزمت عليك أحمران أخبرك قال نعم فقال يا حمران فأعاهد الله ألا تساكنني أبدا فأخرجه وأما أنت يا أبا محمد فهل وليتني هذا الأمر يوم وليته وأنت تقدر على أن تصرف ذلك إلى نفسك أو توليه من بدا لك وفي القوم من هو أمس بك يومئذ رحما مني إلا رجاء الصلة والإحسان فيما بيني وبينك فقال عبد الرحمن وليتك ما وليتك والله يعلم أني قد اجتهدت ولم آل أن أجد خير عباده أما أنا فكان يعلم الله موضعي ما لم أكن لأليها وأما أنا فاجتهدت لأمة محمد فوليت أمرهم خيرهم فإذا سألني قلت يا رب وليت أمرهم خيرهم فيما أعلم قال عثمان فاجتهدت أنت لنفسك وحرصت وأنا والله ما آلو أن اجتهد وأحرص في أفضل من أعلم والله لا أفتك هذا من رقبتك أبدا فلما رأى ذلك عبد الرحمن انصرف فقام بين المنبر والقبر فدعا فقال اللهم إن كان من تولية عثمان إياي ما ولاني فأمتني قبل عثمان فلم يمكث إلا ستة أشهر حتى قبضه الله
1806 - حدثنا ابن وهب قال حدثني الليث بن سعد أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه خرج إلى العمرة في خلافة عثمان رضي الله عنه فاشتكى عثمان بعده حتى خاف على نفسه وأوصى ودعا مولاه حمران فكتب عهده في الناس واستحلف عبد الرحمن بن عوف في عهده وأمر حمران ألا يذكر لبشر فلم يرجع عبد الرحمن من العمرة حتى عوفي عثمان رضي الله عنه فانطلق حمران إلى ابن عوف حين قدم فرحب به ثم أخبره بالذي كان من استخلافه إياه على الأمة واستكتمه فقال عبد الرحمن ما يسعني أن أكتم ذلك عنك وما لي بد أن أخبره إياه ليحذرك قال أهلكتني قال إني لم أفعل حتى أستأمن لك منه فأتاه عبد الرحمن مسلما ودعا له فيما رزقه الله من العافية ثم قال إن لبعض الناس ذنبا لا إثم عليك في العفو عنه فهب ذلك لي قال ما أنا بفاعل حتى تخبرني ما هو قال ما أنا بمخبرك ولكن أعطني ذلك فلم يزل به حتى فعل فقال قد عفوت عنه إن كان شيئا لا إثم فيه فذكر له أمر حمران فقال أخيره في العقوبة أو فراقي فقال حمران أفشيت سري قال قد كان ذلك قال فاختر أي ذلك شئت إن شئت أن أجلدك مائة سوط وإن شئت أن تخرج فلا أراك ولا تراني فاختار الخروج إلى العراق فأصاب هنالك لمكانته من عثمان مالا وولدا فلهم بالعراق عدد وشرف وأموال
1807 - حدثنا علي بن محمد عن عيسى بن يزيد عن شيخ من أهل مكة عن عبد
____________________
(2/139)
الملك بن حذيفة قال قدم المغيرة بن شعبة على عثمان رضي الله عنه بمال من الكوفة فقال له أصحابه كيف رأيت سرور أمير المؤمنين بما قدمت به عليه قال رأيت له وجها لا يردني على الكوفة أبدا قال وما يدريك قال هو ما أقول لكم وجعل المغيرة لبحران حاجب عثمان جعلا على أن يأتيه بخبر من يستعمل عثمان إذا استعمل أحدا على الكوفة فأتاه فقال فقد استعمل سعد بن أبي وقاص فأتى المغيرة عثمان فقال يا أمير المؤمنين هل شكاني إليك أحد أو بلغك عني أمر كرهته قال وما ذاك قال لم عزلتني واستعملت سعدا قال وكان ذاك قال نعم قال ومن أخبرك قال الأمر أشنع من ذاك فأرسل عثمان إلى سعد فأتاه فقال هل أعلمت أحدا قال لا فأرسل إلى المغيرة فقال والله لتخبرني من أخبرك أو لأسيلن دمك قال لأقصن لك فأخبره فدعا ببحران فضربه ستين سوطا وحلق رأسه وأمر أن يطاف به في السوق فقال هودة السلمي ( لا بعد بحران يفشي سرنا ملك ** ستون سوطا ورأس بعد محلوق ) ( وطيف في السوق أعلاها وأسفلها ** لم يلقه قبله في الناس مخلوق ) قال فعاب ذلك ناس من أصحاب رسول الله & فأعتقه
1808 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا الليث بن سعد أن يزيد بن أبي حبيب حدثه عمن حدثه أن عبد الرحمن بن عوف أرسل إلى عثمان رضي الله عنه وهو مريض يعاتبه في بعض ما عتب الناس عليه فيه وقال لرسوله اقرأ على أمير المؤمنين السلام وقل له لقد وليتك ما وليتك من أمر الناس وإن لي لأمورا ما هي لك لقد شهدت بدرا وما شهدتها وشهدت بيعة الرضوان وما شهدتها ولقد فررت يوم أحد وصبرت فقال عثمان لرسوله اقرأ على أخي السلام وقل له أما ما ذكرت من شهودك بدرا وغيبتي عنه فقد خرجت للذي خرجت له فردني رسول الله & من الطريق إلى ابنته التي كانت تحتي لما بها من المرض ووليت من ابنة رسول الله & الذي يحق علي حتى دفنتها ثم لقيت رسول الله & منصرفة من بدر فبشرني بأجر عند الله مثل أجوركم وأعطاني سهما مثل سهمانكم فأنا أفضل أم أنتم وأما بيعة الرضوان فإن رسول الله & بعثني إلى قريش لأستأذن له بالدخول بالهدي يطوف البيت وينحر بدنه ويحل من عمرته فاستبطأني رسول الله & وخاف أن يكون غدر بي فهاجه مكاني على بيعة
____________________
(2/140)
الرضوان فلما فرغ من بيعتكم ضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال هذه بيعة عثمان أفأيديكم أفضل أم يد رسول الله & وأما ما ذكرت من صبرك يوم أحد وفراري فقد كان ذاك فأنزل الله العفو عني في كتاب فعيرتني بذنب غفره الله لي ونسيت من ذنوبك ما لا تدري أغفر الله أم لم يغفر فما جاءه الرسول بهذا بكى وقال صدق والله أخي لقد عيرته بذنب غفره الله له ونسيت من ذنوبي ما لا أدري أغفرت لي أم لم تغفر
1809 - حدثنا عن ابن أبي شيبة قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل قال لقي عبد الرحمن بن عوف الوليد بن عقبة فقال له الوليد ما لك لا تأتي أمير المؤمنين يعني عثمان ولا تغشاه فقال له عبد الرحمن أبلغه عني أني لم أغب عن بدر ولم أفر يوم عيين يعني يوم أحد ولم أخالف سنة عمر قال فأخبر الوليد عثمان رضي الله عنه فقال أما يوم بدر فإنما كانت على ابنة رسول الله & وقد ضرب لي رسول الله & بسهم وأما يوم عيين فلم تعيرني بذنب قد عفا الله لي فيه فقال ! ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان ) ! آل عمران 155 الآية وأما سنة عمر رضي الله عنه فوالله ما أظنني أنا ولا هو يطيق سنة عمر رضي الله عنه
1810 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا يوسف بن الماجشون قال حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال بينما نحن جلوس مع عبد الرحمن بن عوف في منزله إذ جاء رجل فسلم فرد عليه عبد الرحمن السلام فقال له الرجل قم إلي ها هنا أكلمك فقال معه عبد الرحمن فوقف معه بين الباب والستر ثم دخل علينا كأن وجهه البسر صرفا فقلت له لقد دخلت بوجه ما خرجت به فقال أجل هذا رسول عثمان دعاني فشتمني ما شاء ثم ذهب
1811 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا موسى بن عبيدة قال حدثنا عمران بن أبي أنس عن مالك بن أوس بن الحدثان قال جاء أبو ذر وأنا جالس مع عثمان رضي الله عنه فسلم عليه عثمان رضي الله عنه وقال كيف أنت يا أبا ذر فقال كيف أنت وولى وجهه فاستفتح ! ( ألهاكم التكاثر ) ! التكاثر 1 رفع بها صوته حتى إن للمسجد لرجة أو للجة
____________________
(2/141)
شك أبو عاصم قال فانتهت به القراءة إلى سارية فركع ركعتين فجود فيهما وركبه الناس وأنا في الناس فقالوا يا أبا ذر حدثنا عن رسول الله & قال سمعت النبي & يقول في الإبل صدقتها والبقر صدقتها والغنم صدقتها وفي البر صدقته ومن جمع دنانير أو دراهم أو تبر ذهب أو تبر فضة لا ينفقه في سبيل الله ولا يعده لغريم فهو كنز يكوى به يوم القيامة قال فقلت يا أبا ذر اتق الله وانظر ما تقول فإن هذه الأموال قد كنزت في الناس فقال يا ابن أخي من أنت فانتسبت له فقال قد عرفت نسبك الأكبر يا ابن أخي أتقرأ القرآن قلت نعم قال أليس الله يقول ! ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) ! التوبة 34 قال قلت بلى قال فافقه إذن يا ابن أخي
1812 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي عمرو بن خماش عن مالك بن أوس بن الحدثان قال كنت أسمع بأبي ذر فلم يكن أحد أحب إلي أن أراه أو ألقاه منه فكتب معاوية إلى عثمان إن كان لك في الشام حاجة فأخرج أبا ذر منه فإنه قد نفل الناس عندي فكتب إليه عثمان رضي الله عنه يأمره بالقدوم فلما قدم تصايح الناس هذا أبو ذر فخرجت أنظر إليه فيمن ينظر فدخل المسجد فصلى ركعتين ثم أتى عثمان رضي الله عنه حتى وقف عليه فما سبه ولا أنبه فقال له عثمان رضي الله عنه أين كنت حين أغير على لقاح رسول الله & قال كنت على البئر أستقي ثم رفع أبو ذر صوته الأشد فقال ! ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) ! التوبة 34 إلى آخر الآية فأمره عثمان رضي الله عنه أن يخرج إلى الربذة فخرج
1813 - حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن محمد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال دخلت مع أبي ذر على عثمان بن عفان
____________________
(2/142)
فدخلنا عليه من الباب الذي لا يدخل منه فانتهى إليه فسلم عليه فقال لو أمرتني أن آخذ بعرقوبي قتب لأخذت بهما حتى أموت فاستأذنه للربذة فقال تأذن لك ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة فتصيب من نسلها فنادى أبو ذر رضي الله عنه دونكم معاشر قريش دنياكم فاحزموها فلا حاجة لنا فيها فلما زاد على ذلك شيئا فانطلق وانطلقت حتى قدمنا الربذة فإذا عليها حبشي مولى لعثمان رضي الله عنه فنودي للصلاة فتقدم فنكص فأومى إليه أبو ذر رضي الله عنه فتقدم فصلى فصلى خلفه أبو ذر رضي الله عنه
1814 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة قال ابن شوذب حدثنا عن مطرف عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال دخلت مع أبي ذر رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه قال وعلى أبي ذر عمامة فرفع العمامة عن رأسه وقال إني والله يا أمير المؤمنين ما أنا منهم قال ابن شوذب يعني من الخوارج ولو أمرتني أن أعض على عرقوبي قتب لعضضت عليهما حتى يأتيني الموت وأنا عاض عليهما قال صدقت يا أبا ذر إنا إنما أرسلنا إليك لخير لتجاورنا بالمدينة قال لا حاجة لي في ذاك إيذن لي في الربذة قال نعم ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة تغدو عليك وتروح قال لا حاجة لنا في ذاك يكفي أبا ذر صرمته قال ثم خرج فلما بلغ الباب التفت إليهم فقال يا معاشر قريش اعذموها ودعونا وديننا قال ودخل عليه وهو يقسم مال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه بين ورثته وعنده كعب فأقبل عثمان رضي الله عنه فقال يا أبا إسحاق ما تقول في رجل جمع هذا المال فكان يتصدق منه ويحمل في السبيل ويصل الرحم فقال إني لأرجو الجنة فغضب أبو ذر ورفع عليه العصى وقال ما يدريك يا ابن اليهودية ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة أن لو كان عقارب تلسع السويداء من قلبه
____________________
(2/143)
1815 - حدثنا حجاج بن نصير قال حدثنا قرة عن محمد بن سيرين قال خرج أبو ذر رضي الله عنه إلى الشام فشكاه معاوية رضي الله عنه فبعث عثمان رضي الله عنه إليه فلما قدم عليه قال يا أمير المؤمنين إني والله لست منهم قال أجل ولكنما أردنا أن تروح عليك اللقاح وتغدو قال لا حاجة لي في دنياكم فخرج حتى أتى الربذة فكان محمد إذا ذكر له أن عثمان رضي الله عنه سيره أخذه أمر عظيم ويقول هو خرج من قبل نفسه ولم يسيره عثمان
1816 - حدثنا الحكم بن موسى وهارون قالا حدثنا ضمرة بن ربيعة عن غالب القطان قال قلت للحسن عثمان أخرج أبا ذر قال لا معاذ الله
1817 - حدثنا محمد بن حاتم وأحمد بن معاوية عن هشيم عن حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر فقلت ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية ! ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ) ! التوبة 34 فقال معاوية نزلت في أهل الكتاب وقلت أنا نزلت فينا وفيهم فكان بيني وبينه كلام في ذلك فكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني فكتب إلي عثمان أن أقدم المدينة فقدمتها فكثر الناس علي حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك فذكرت ذلك لعثمان رضي الله عنه فقال إن شئت تنحيت وكنت قريبا لذلك أنزلني هذا المنزل ولو أمروا علي حبشيا لسمعت وأطعت
1818 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا الحكم بن أبي القاسم أبو عروة الدباغ قال حدثني حميد بن هلال عن الأحنف بن قيس قال كنت بالمدينة لنأتي عثمان رضي الله عنه إذ خرج رجل من دار الأمير فلما توسط المسجد وقريش حلق حلق في المسجد قال ألا ليبشر أهل الكنوز بكي في جباههم والكي في جنوبهم والكي في ظهورهم لم تعذر قريش فقلت من هذا قالوا أبو ذر
1819 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي نضرة عن الأحنف بن قيس قال كنت في مسجد المدينة في إمارة عثمان رضي الله عنه فإذا رجل آدم طويل وإذا هو أبو ذر فدخل المسجد فقام فقال بشر أصحاب الكنوز
____________________
(2/144)
بكي في الجباه وكي في الجنوب وكي في الظهور حتى يتقي الحرق إخوانهم
1820 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن عثمان رضي الله عنه أرسل إلى أبي ذر وهو بالشام فلما أتاه قال إيذن لي يا أمير المؤمنين أتكلم قال اجلس ثم أعادها عليه فقال له اجلس ثم أعادها الثالثة فقال يا أمير المؤمنين إيذن لي فوالله لا أقول إلا خيرا قال تكلم قال إني سمعت رسول الله & يقول كيف بك يا أبا ذر إذا أخرجت فبكيت فقلت فأين تأمرني يا رسول الله قال ها هنا وأشار نحو الشام وإن أمر عليك عبد أسود مجدع فاسمع له وأطع
1821 - حدثنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران وثابت بن الحجاج وغيرهما أن أبا ذر رضي الله عنه جاء عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى ارتفعت أصواتهما ثم إن أبا ذر انصرف وهو يبتسم فقال الناس ما لك ولأمير المؤمنين فقال سامع مطيع ولو أمرني أن آتي صنعاء لأتيتها
1822 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا بكار بن عبد الله الربعي قال حدثنا موسى بن عبيدة قال حدثني الوليد بن نفيع عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال جاء أبو ذر رضي الله عنه يستأذن على عثمان رضي الله عنه وأنا عنده فقلت يا أمير المؤمنين هذا أبو ذر يستأذن قال إيذن له إن شئت فإنه يؤذينا ويشقينا قال فأذنت له فأقبل حتى قعد على سرير من سرر يقال لها النجدية ذي قوائم أربع يرجف به السرير من طوله وعظمه وكان طويلا عظيما فقال له عثمان رضي الله عنه أنت الذي تزعم أنك خير من أبي بكر وعمر قال أبو ذر رضي الله عنه ما قلت هذا قال عثمان إني أقيم عليك البينة قال ما أدري ما بينتك قد عرفت ما قلت قال فكيف قلت قال قلت إن رسول الله & قال إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يأخذ بالعهد الذي تركته عليه حتى يلحقني وكلكم قد أصاب من الدنيا غيري فأنا على العهد وعلى الله البلاغ قال له عثمان رضي الله
____________________
(2/145)
عنه الحق بمعاوية فأخرجه إلى الشام فلما قدم على معاوية رضي الله عنه قدم رجل حديث العهد برسول الله & فأخذ بقلوب الناس فأبكى عيونهم وأوغر صدورهم وكان فيما يقول لا يبقين في بيت أحد منكم دينار ولا درهم ولا تبر ولا فضة إلا شيء ينفقه في سبيل الله أو يعده لغريم فأنكر معاوية رضي الله عنه الناس فبعث إليه معاوية رضي الله عنه جنح الليل بألف دينار أراد أن يخالف فعله قوله وسريرته علانيته فلما جاءه الرسول فسم الألف فلم يصبح عنده منها دينار ولا درهم فلما أصبح معاوية رضي الله عنه دعا الرسول فقال له انطلق إلى أبي ذر فقل له أنقذ لي جسدي من عذاب معاوية أنقذ الله جسدك من النار فإنه أرسلني إلى غيرك فأخطأت بك فقال له أبو ذر اقرأ على معاوية السلام وقل له يقول لك أبو ذر ما أصبح عندنا من دنانيرك دينار واحد فإن آخذتنا بها فأنظرنا ثلاث ليال نجمعها لك فلما رأى معاوية أن فعله يصدق قوله وسريرته تصدق علانيته كتب إلى عثمان رضي الله عنه إن كان لك بالشام حاجة فأرسل إلى أبي ذر فإنه قد أوغر صدور الناس عليك فكتب إليه عثمان رضي الله عنه أن الحق بي
1823 - حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا صالح بن عمر قال حدثنا عاصم بن كليب عن أبي الجويرية عن بدر بن خالد الحرمي قال كنت جالسا عند عثمان رضي الله عنه إذ جاء شيخ فلما رآه القوم قالوا أبو ذر فلما رآه قال مرحبا وأهلا يا أخي فقال أبو ذر مرحبا وأهلا يا أخي لعمري لقد غلظت في العزمة وأيم الله لو أنك عزمت علي أن أحبو لحبوت ما استطعت أن أحبو
1824 - حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبي قال حدثنا أيوب عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال أرسل عثمان رضي الله عنه إلى أبي ذر قال لست منهم لو أمرتني أن أتعلق بعرقوة قتب لتعلقت به حتى أموت
1825 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا هشام . . . . . . قال مر عثمان بسبخة فقال لمن هذه قالوا لفلان اشتراها عبد الله بن جعفر بستين ألفا فقال ما سرني أنها لي بنعلي قال فجزأها عبد الله ثمانية أجزاء لقد ألقى فيها العمار فأقبلت فركب عثمان رضي الله عنه ركبة فقال لمن هذه فقيل هذه الأرض التي اشتراها عبد الله بن جعفر من فلان فأرسل إليه أن ولني جزأين منها قال أما والله دون أن ترسل إلى الذين سفهتني
____________________
(2/146)
عندهم فيطلبون ذلك إلي فلا أفعل فأرسل إليه إني قد فعلت قال والله لا أنقصك جزأين من عشرين ومائة ألف قال قد أخذتها
1826 - حدثنا صلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح قال سمعت عبد الله بن المبارك يحدث عن محمد بن إسحاق قال حدثني جهيم بن الجهم قال حدثني عبد الله بن جعفر وقال حدثني من سمع عبد الله بن جعفر يحدث قال كان علي رضي الله عنه لا يحضر الخصومة ويقول إن لها لحمي وإن الشيطان يحضرها وقد كان جعل خصومة إلى عقيل بن أبي طالب فلما كبر ورق حولها إلي فكان إذا دخلت عليه خصومة أو نوزع في شيء قال عليكم بعبد الله بن جعفر فما قضى عليه فعل وما قضى له فلي فوثب طلحة بن عبيد الله في ضفيرة كان علي ضفرها على الذي له بيننا وكانت له إحدى عدوتي الوادي وكانت الأخرى لطلحة فقال طلحة حمل علي السبيل فأضر بي فاختصما فيها إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فلما كثر الكلام منا فيها قال إني راكب غدا معكم في ركب من المسلمين فإن رأيت ضررا أزلته قال فركب وركبنا معه وفي مقدمة قدمها معاوية من الشام فركب معنا فوالله لكأني أنظر إليه على بغلة بيضاء تعتق أمام الركب ونحن نتداول الخصومة إذ رمى بكلمة عرفت أنه رفدني بها قال يا هذان إنكما قد أكثرتما علي أرأيت هذه الضفيرة كانت لي في زمان عمر رضي الله عنه فلقيتها منه فقلت نعم والله أن كانت لفي زمان عمر رضي الله عنه قال فقال الركب جميعا كلا والله لو كانت ضررا ما أقره عمر رضي الله عنه قال فالله يعلم ما انتهينا إليه حتى نرد عليه القضاء أن قيل أن كان في زمان عمر فلما انتهى إليها عثمان رضي الله عنه قال والله ما أرى ضررا وقد كان في زمن عمر رضي الله عنه ولو كان ظلما ما أقره
1827 - حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت علي بن الحسين يحدث عن مروان بن الحكم قال شهدت عليا وعثمان رضي الله عنهما بين مكة والمدينة فنهى عثمان رضي الله عنه عن العمرة في أشهر الحج أو أن يجمع بينهما فلما رأى ذلك علي رضي الله عنه أهل بهما جميعا وقال لبيك بعمرة وحجة معا فقال له عثمان رضي الله عنه تراني أنهي عن شيء وتفعله فقال ما كنت لأدع سنة رسول الله & لأحد من الناس
____________________
(2/147)
1828 - وحدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت . . . . . . وأتاه عثمان بعسفان وما اجتمعا بعدها فنهى عثمان رضي الله عنه أن يجمع بينهما يعني الحج والعمرة فقال له علي رضي الله عنه ما تريد إلى شيء فعله رسول الله & تنهى عنه قال دع ذا منك قال لا أدعك مني فلما رأى ذلك علي رضي الله عنه أهل بهما جميعا
1829 - حدثنا أيوب بن محمد الرقي قال حدثنا مروان بن معاوية عن حميد بن حسان عن علي بن الحسين قال لبي علي رضي الله عنه بالحج والعمرة جميعا وعثمان رضي الله عنه يسير في موكبه فقال رجل من موكب عثمان رضي الله عنه من هذا الذي يلبي إن هذا لأحمق أو مجنون فقالوا هذا أبو تراب فسكتوا فما يدمدم إنسان
1830 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن مسكين عن عمران بن عبد الله بن طلحة قال حدثني سعيد بن المسيب قال شهدت عليا وعثمان رضي الله عنهما كان بينهما نزع منع الشيطان فوالله ما أبركا شيئا ولو شئت أن أخبر بما قال كان واحد منهما لصاحبه لفعلت ثم لم يقوما حتى استغفر كل واحد منهما للآخر
1831 - حدثنا معمر بن عمر قال حدثنا أبو يوسف يعني القاضي عن محمد بن عبد الرحمن بن سلمة عن مروان بن الحكم قال اشتكى علي رضي الله عنه شكوى آدت منه فأتاه عثمان رضي الله عنه عائدا وأنا معه فقال كيف أنت كيف تجدك حتى إذا فرغ من مسألة العيادة قال والله ما أدري أنا دونك أسر أم ببقائك والله لئن مت لا أجد منك خلفا ولئن بقيت لا أعدم طاعنا غائبا يتخذك عضدا أو يعدك كهفا لا يمنعني منه إلا مكانه منك ومكانك منه فأنا مثلي كأبي العاق إن مات فجمعه وإن عاش عقه فإما سلم فنسالم وإما حرب فننابز ولا تجعلنا بين السماء والماء إنك والله لئن قتلتني لا تجد مني خلفا وإن قتلتك لا أجد منك خلفا ولن يلي هذا الأمر بادئ فتنة وإن أعز الناس به الرابض مع
____________________
(2/148)
العنز قال فحمد الله علي وأثنى عليه وقال إن فيما تكلمت به لجوابا ولكني عن جوابك مشغول ولأقولن كما قال العبد الصالح ! ( أمرا فصبر جميل والله المستعان ) ! يوسف 18 قال فقلت إنا إذن والله لتكسرن رماحنا ولنقطعن سيوفنا ولا نكون في هذا الأمر حينا لمن بعدما قال فقال عثمان رضي الله عنه في صدري أسكت ما أنت وذاك لا أم لك
1832 - حدثنا معمر قال حدثنا أبو يوسف القاضي عن ابن أخي عمرو بن دينار عن عمرو بن دينار قال تذاكرنا أمر عثمان رضي الله عنه عند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فمنا العاذر له ومنا اللائم فقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ما سمعت من أبي أمرا قط يعذره فيه ولا يلومه ولقد كنت أكره أن أذكر عنده شيئا من ذلك فأهجم على ما لا يوافقه فأنا عنده ليلة نتعشى فقيل هذا أمير المؤمنين يستأذن بالباب فأذن له ووسع له معه على فراشه فأصاب من العشاء حتى رفع قال فتفرق الناس وثبت فحمد الله عثمان وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإني قد جئتك أستعذرك من ابن أخيك علي سبني وشهر أمري وقطع رحمي وطعن في ديني وإني أعوذ بالله منكم يا بني عبد المطلب إن كان لكم حق تزعمون أنكم غلبتم عليه فقد تركتموه في يدي من فعل ذلك بكم وأنا أقرب إليكم رحما منه وما لمت منكم أحدا إلا عليا ولقد دعيت أن أبسط عليه فتركته لله والرحم وأنا أخاف ألا يتركني فلا أتركه قال ابن عباس فحمد أبي الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد يا ابن أختي فإن كنت لا تحمد عليا لنفسك فإني لا أحمدك لعلي وما علي وحده قال فيك بل غيره فلو أنك اتهمت نفسك للناس اتهم الناس أنفسهم لك ولو أنك نزلت مما رقيت وارتقوا مما نزلوا فأخذت منهم وأخذوا منك ما كان بذلك بأس قال عثمان فذلك إليك يا خال وأنت بيني وبينهم قال أفأذكر لهم ذلك عنك قال نعم وانصرف فما لبثنا أن قيل هذا أمير المؤمنين قد رجع بالباب قال أبي ائذنوا له فدخل فقام قائما ولم يجلس وقال لا تعجل يا خال حتى أوذنك فنظرنا فإذا مروان بن الحكم كان جالسا بالباب ينتظره حتى خرج فهو الذي ثناه عن رأيه الأول فأقبل علي أبي وقال يا بني ما إلى هذا من أمره شيء ثم قال يا بني املك عليك أسألك حتى ترى ما لا بد منه ثم رفع يديه فقال اللهم اسبق بي ما لا خير لي في إدراكه
____________________
(2/149)
فما مرت جمعة حتى مات رحمه الله
1833 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن أبي ثابت قال أخبرني محمد بن جعفر بن أبي كثير عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال اشتكى عثمان رضي الله عنه فدخل عليه علي رضي الله عنه عائدا فقال عثمان رضي الله عنه حين رآه ( وعائدة تعود بغير نصح ** تود لو أن ذا دنف يموت )
1834 - حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا عطاء بن مسلم عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال بلغ عليا رضي الله عنه أن عثمان رضي الله عنه يريد أن يذكره ويذكر جلساءه إذا صلى الظهر فجاء علي رضي الله عنه إلى عمه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال يا عم إنه بلغني أن أمير المؤمنين يريد أن يذكرني إذا صلى الظهر وجلسائي وإن الناس قد كثروا وأنا أتقي أن يذكرني فأته فانهه عن ذلك فدخل العباس على عثمان رضي الله عنهما وهو على وسادة له فحين رآه تنحى عنها حتى جلس العباس رضي الله عنه عليها فقال له ما حاجتك يا عم رسول الله & فقال أخول في دينك وابن عمك في النسب بلغه أنك تريد ذكره إذا صليت الظهر وأصحابه فلا تفعل قال لا آتي ما تكرهون فإن شئت فمر أخي في ديني وابن عمي في النسب فلئن شاء فليكن أو داخل وآخر خارج وأدناهم مجلسا فلقي العباس عليا رضي الله عنهما فقال ابن أخي أحب لك أن تكف فإن أخاك في دينك وابن عمك في النسب قال بعد أن قلت ذاك ولكن لا أفعل ما تكرهون جهرا في الإسلام وابن عمي في النسب فليكن أول داخل وآخر خارج وأدناهم مجلسا مني فقال له علي رضي الله عنه يا عم لو أردت ذلك لفعله لي ولكن أبى علي وعليه الكتاب قال عطاء وحدثني بعض أصحابنا قال فقال العباس رضي الله عنه اللهم لا تبقني لقتله فمات قبله بشيء
1835 - قدم تميم بن مقبل العجلاني المدينة وقد اشتد الطعن على عثمان رضي الله عنه فسمعهم يذكرون أن عليا رضي الله عنه رأس ذلك الطعن فدخل يوما على عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه إلى جانبه متكئ على وسادة وهو لا يعرف عليا فسأل
____________________
(2/150)
عن المتكئ فأخبر أنه علي فقال حين رجع إلى بلاده ( خرجنا وغادرنا ابن عفان مدنفا ** من السيف لا يسلك إلى السيف ضاربه ) ( وذو دائه مستحجن بوساده ** إذا شاء غاداه وغابت طبائبه ) ( وبالمصر طب إن أرادوا دواءه ** وبالشام ليث تقشعر مناحبه ) ( فإن تقتلوه وتلفظ الأرض بطنها ** على الناس فيه فرثه وأقاتبه )
1836 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا إسماعيل بن مجالد بن سعيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد أن الوليد بن عقبة كتب إلى عثمان رضي الله عنه يبغضه على ابن مسعود وأن عثمان رضي الله عنه سيره من الكوفة إلى المدينة وحرمه عطاءه ثلاث سنين
1837 - حدثنا حيان بن بشر . . . . . . . . . . . . عن الأعمش عن زيد بن وهب قال بعث عثمان رضي الله عنه إلى عبد الله إما أن تدع هؤلاء الكلمات وإما أن تخرج فخرج عبد الله فبلغ ذلك أهل الكوفة فخرجوا في السلاح حتى وصلوا الجبانة فقالوا له ارجع فإنا لا نأمن هذا الرجل عليك والله لا يصل إليك أحد ونحن أحياء فقال عبد الله إن له علي بيعة وإنه كائن أمر وإني أكره أن أكون أو من فتحه عزمت عليكم لترجعن فرجعوا
1838 - حدثنا أبو بكر الباهلي قال حدثنا إسماعيل بن مجالد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال أوصى عبد الله إلى الزبير وأمره ألا يصلي عليه عثمان فلما مات عجله وانتهى عثمان رضي الله عنه إلى القبر حين رفعوا أيديهم من التراب فقال يا زبير لم لم تؤذن أمير المؤمنين ولم تعلمه قال الزبير إنما كرامة الميت تعجيله فقال عثمان رضي الله عنه فعلت هذا عمدا لم يكن بك تعجيله لولا أن تكون سنة لنبشته حتى أصلي عليه فقال الزبير ما كنت تصل إلى ذاك وتفرقا ثم أتى على ذلك ما شاء الله ثم كلم الزبير عثمان رضي الله عنهما فقال يا أمير المؤمنين عيال عبد الله أحق بعطائه من بيت المال فدفع إليه عطاءه
1839 - حدثنا عنان قال حدثنا معمر قال سمعت أبي يحدث قال حدثنا أبو
____________________
(2/151)
ندرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد أن عثمان رضي الله عنه نهى عن الحكرة قال فلم يزل الرجل يستشفع حتى بدل مولاه فدخل الزبير رضي الله عنه السوق فإذا هو بموال لبني أمية يحتكرون فأقبل عليهم ضربا فبينما هو كذلك إذا هو بعثمان رضي الله عنه مقبل على بغلة له فمشى إليه فأخذ بلجام البغلة فهزها هزا شديدا قال وأراه قال إنك وإنك فقال إنك ضال مضل غير أنه قد اشتد عليه في القول ثم تركه فلما نزل ألقيت له وسادة فجلس عليها وجاءه الزبير فسلم عليه وقال والله يا أمير المؤمنين إني لأعلم أن لك حقا ولكني رجل إذا رأيت المنكر لم أصبر فقال له عثمان رضي الله عنه اجلس ها هنا فأجلسه على الوسادة إلى جنبه
1840 - حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال دخل عثمان على عبد الله وهو مريض يعوده فقال كيف تجدك قال مردود إلى مولاي الحق قال يرحمك الله أو طبت شك يزيد
1841 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال لما بلغ عثمان أن عبد الله مريض حمل إليه عطاءه خمسة عشر ألفا وكان عطاء البدريين خمسة آلاف فدخل عليه عثمان رضي الله عنه فقال كيف تجدك قال مردود إلى مولاي الحق قال يرحمك الله كأنها ظنة هذا عطاؤك خمسة عشر ألفا فاقبضه قال منعتنيه إذ كان ينفعني فأنا آخذه منك يوم القيامة فانصرف ولم يقبل عطاءه
1842 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال دخل عثمان رضي الله عنه على عبد الله يعوده وقال هذا عطاؤك فخذه قال لا حاجة لي فيه منعتني إذ كان ينفعني وكان حرمه عطاءه عامين
1843 - أخبرنا يزيد بن هارون قال أنبأنا المسعودي عن القاسم وعمران بن عمر قالا دخل عثمان رضي الله عنه على عبد الله يعوده فاستغفر كل واحد منهما لصاحبه
1844 - حدثنا عمرو بن مرزوق قال حدثنا المسعودي عن القاسمي بمثله وزاد فلما قام نال رجل من عثمان فقال عبد الله ما سرني أني أردت عثمان بسهم فأخطأه وأن لي مثله أحد ذهبا
1845 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا إسرائيل عن أبي يعفور عن
____________________
(2/152)
سلمة بن سعيد قال ما سمعت ابن مسعود رضي الله عنه قائلا لعثمان سواقط ولقد سمعته يقول لئن قتلتموه لا تستخلفونه
1846 - حدثنا عبد الواحد بن غياث قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عامر الشعبي أن رجلا من بني أمية غصب رجلا من أهل اليمن إبلا له فجاء الرجل إلى عثمان فقال يا أمير المؤمنين إن فلانا غصبني إبلي فقال عثمان نحن نرد عليك إبلك بفصالها قال إذن لا تبلغوا وادي حتى تهلك فصالها وتنقطع ألبانها فأومى إليه بعض القوم فقال قل اجعل بيني وبينك عبد الله بن مسعود فنظر عثمان رضي الله عنه فإذا هو بابن مسعود في غمار الناس فقال قل فيها يا أبا عبد الرحمن فقال كدت أقول فيها وإنك تزعم أني كافر قال قلت ذاك ولكني وجدت عليك فيما يجد فيه الأخ على أخيه فقال عبد الله إنك دفعت إليه إبله ها هنا لم تبلغ واديه حتى تنقطع ألبانها وتهلك فصالها ولكن ادفع إليه إبله بألبانها وفصالها بواديه
1847 - حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا جرير عن المغيرة عن أبي الضحى عن مسروق أر . . . . . . . . . . . . حذيفة فطلبته عند أبي موسى فوجدته وحذيفة وأبا موسى في غرفة أبي موسى فجعل . . . . . . يقع في عثمان رضي الله عنه ويتناوله ويقول هو وهو البصرة واستعملك يا أبا عبد الرحمن على بيت المال واستعملني على المدائن لرضينا وسكتنا وكنا خلفاء ترضى أو نسكت فقال عبد الله إنا إذا لقوم سوء
1848 - حدثنا سعدوية قال حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن جبير عن يعلى بن مسلم عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي & آخى بين الزبير وابن مسعود رضي الله عنهما
1849 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال أنبأنا المسعودي عن هشام بن عروة عن أبيه قال آخى النبي & بين عبد الله وبين ابن الزبير بالأخوة التي كانوا يتوارثون بها قبل أن تنزل آية المواريث
____________________
(2/153)
1850 - قال وأخبرنا المسعودي عن القاسمي قال آخى النبي & بين الزبير وبين عبد الله وأوصى عبد الله إلى الزبير
1851 - حدثنا يزيد بن هارون قال أنبأنا إسماعيل عن قيس قال قال الزبير لعثمان رضي الله عنه بعد ما مات عبد الله أعطني عطاء عبد الله فعيال عبد الله أحق بعطائه من بيت المال فأعطاه خمسة عشر ألف درهم
1852 - حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن ابن أبي زينب كان يتيما في . . . . . . . . . في يده شمراخ يضرب به الزبير فأخذه الزبير وقال اضرب به عثمان فأبي . . . . . . . . . . . . فجعل يضربه به
1853 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن هروة عن أبيه قال حدثني مروان بن الحكم وما إخاله يتهم علينا قال أصاب عثمان بن عفان رضي الله عنه رعاف شديد سنة الرعاف حتى حبسه عن الحج وأوصى فدخل عليه رجل من قريش فقال له استخلف قال وقالوه قال نعم قال ومن هو فسكت ثم دخل عليه آخر فقال استخلف قال أراه الحارث بن الحكم فقال عثمان وقالوه قال نعم قال ومن هو فسكت قال عثمان فلعلهم قالوا الزبير قال نعم قال أما والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت وإنه كان أحبهم إلى رسول الله &
1854 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا ابن جريج قال أخبرني ابن أبي مليكة أن عقيل بن أبي طالب خطب فاطمة بنت عتبة فقالت تزوجني وأنا أنفق عليك فكان إذا دخل عليها قالت أين عتبة بن ربيعة أين شيبة بن ربيعة فقال على يسارك إذا دخلت النار فشدت عليها ثيابها فأتت عثمان فقال لا والله لا يجمع رأسي ورأس عقيل أبدا فأرسل ابن عباس وأرسل معاوية فقال ابن عباس والله لأفرقن بينهما فقال معاوية ما كنت لأفرق بين شيخين من بني عبد مناف قال فألفيا وقد شدا عليهما أثوابهما وأصلحا شأنهما
____________________
(2/154)
1855 - حدثنا أبو عاصم قال أخبرني جويرية بن أسماء قال خطب مروان وسعيد بن العاص إلى عثمان فدعا مروان رجلا كان بالمدينة عاملا فقال إني خفت أن يزوج أمير المؤمنين سعيدا فاحتل لي فأتى ذلك الرجل عثمان وهو في المسجد متكئ فجلس إليه فقال له عثمان ما خبر الناس فقال يا أمير المؤمنين تركت إماء أهل المدينة يقلن إن مروان وسعيدا خطبا إليك وأنت منكح أشرفهما وقد شك الناس أيهما أشرف فدعا مروان فزوجه
1856 - حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص عن أمية قال قال عثمان بن عفان يا بني مخزوم ما أجد بعد عشيرتي أحب إلي منكم قال وكان بنو مخزوم تشبه ببني أمية في المال والعدد والهيبة فقال رجل يا أمير المؤمنين فأنكحنا إذن قال فنظر إلى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فقال إن خطب إلي هذا أنكحته قال فخطب إليه فزوجه من ساعته مريم بنت عثمان وأمها أم جندب فسمعت زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب يحدث عن بعض علمائهم أن عثمان كان مر بهم راكبا فلما قال عبد الرحمن بن الحارث فأنا أخطب إليك فنوله دركه فنزل إليه فأنكحه مكانه
1857 - حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال دخل عيينة بن حصن على عثمان رضي الله عنه ليلا وهو يتعشى فدعاه إلى عشائه فقال إني صائم فاحتفظ من ذلك عثمان لسهوه وقال أراك تواصل يا أبا مالك قال لا ولكني وجدت صوم الليل أهون علي من صوم النهار
1858 - حدثنا نصر بن علي عن عبيد الله بن ثور قال حدثني بكر بن الخلال بن ثور عن المجيد بن وهب العتكي عن أبي الخلال العتكي قال سألت عثمان بن عفان رضي الله عنه عن جوائز السلطان فقال لحم ظبي ذكر
1859 - قال أبو شهاب قال مسعود بن معتب الثقفي ( لألفين قريشا تشتري غيلي ** بني أمية من زرع وحجران ) ( وابني سبيعة إن أخشى ضياعهما ** على موالي من سود وحمران ) قال فاشترى عثمان بن عفان رضي الله عنه أموالهم بعد ذلك فإنه تعلى فيها ينظر إذ ذكر مسعودا وشعره فقال واعجبا لمسعود لو رأى ما أعطى الله قريشا لتحاقر زرعه وحجرانه قال وسبيعة بنت عبد شمس لها عروة والأسود ابنا مسعود وأميمة بنت عمر ابن عمير من ثقيف لها عامر وأبو عامر ابنا مسعود
____________________
(2/155)
وكان من خير سالم بن مسافع أحد بني عبد الله بن غطفان وأمه داره أنه عشق امرأة من بني فزارة فخطبها فردوه وطردوه فهجاهم فلقيه زميل بن أبير أحد بني مازن بن فزارة فأوعده فلم ينته فلقيه مرة أخرى فقال إنك أحمق لم تهد لقومك هدية أبقى ضغينة ولا أخبث نتيجة من هجائك فإياك وإياه فقال وما الذي تخوفني به يا ابن أم دينار فوالله لا أصالح بني فزارة حتى ينكح الذي تخوفني به أمه ويقال بل قال حتى تفعل أنت بأمك ثم جعل لا يلقاه إلا قال يا زميل ما يحبسني عن صلح قومي غيرك وقال ( أبلغ فزارة أني لن أسالمها ** حتى ينيك زميل أم دينار ) ( في استكين يغيب الفهر بينهما ** وكعثب كسنام البكر مرمار ) ( لا تأمنن فزاريا خلوت به ** على قلوصك واكتبها بأسيار ) ( لا تأمنن فزاريا على خبر ** بعد الذي استل أير العير في النار ) ( إن الفزاري لا ينفك مغتلما ** من النواكه تهدارا بتهدار ) ( أنا ابن دارة موصولا به نسبي ** وهل بدارة يا للناس من عار ) ( من جذم قيس وأخوالي بنو أسد ** من أكرم الناس زندي منهم وار ) ( جرثومة نبتت في العز واعتدلت ** تنفي الجراثيم في عرف وإنكار ) قال بعث الشعر وروي ونشر عليهم أمرا كان قد نسي ثم إن ركبا من فزارة دخلوا الكوفة فلقيهم ركب من غطفان فيهم ابن دارة فقال أفزارة قالوا نعم قال أفيكم زميل قال زميل نعم قال ألا تبر قسمي يا زميل حتى أصالح قومي فقال يا ابن دارة معذرة إليك إنه لا حديدة في الركب إلا مخياط يختاط به القوم فغضب فزارة أشد الغضب وأم دينار بين بني بدر فقال الغطفيون لابن دارة تغيب عنا من شرك إلا أن تحذره فأتى بني أسد فأنزلوه . . . . . . . . . أحد بني طريف وطرده وتهدده فقال ( إني وإن حذرت شيخنا لذاكر ** لشتم بني الطرماح أهل حمام ) ( لحى الله قوما بين زيد ومزيد ** يرون حلالا منك كل حرام ) ( إذا مات منهم ميت دهنوا استه ** بزيت وحفو حوله بغرام )
____________________
(2/156)
ثم انتقل إلى بني نبهان بن طيئ ومدح عدي بن حاتم فقال ( تسير قلوصي في معد وإنها ** لترجوا الربيع في لقاء بني نفل ) ( وأنتم رمام في أزمة طيئ ** وأنتم بخير جنة السهل والجبل ) ( وأبقى الخطوب من عدي بن حاتم ** حساما كنصل السيف سل من الخلل ) ( أبوك جواد لا يشق غباره ** وأنت كريم لا تحضرك العلل ) ( فإن تثقوا شرا فمثلكم اتقى ** وإن تفعلوا خيرا فمثلكم فعل ) ثم انضم إلى قومه وقد احتفظت عليه فزارة وتحاضت وقال رجل منهم ( يا ليت شعري والأيام تحكمه ** هل في مثولة حامي راهب العاري ) ( يهذي بأعراضكم في كل منزلة ** إذا تلبس وراد بصدار ) ( إذا تغنت علوج الحظ جاوبها ** بحمص أو بدمشق الأصهب الداري ) ( فأين مولاك منظور لحلته ** وأين مرقة عنها وابن عمار ) فهر القوم زميلا وخرج ركوب بن مراد وهو فيهم صادرين عن المدينة فلقيهم رهط من بني عبد الله مقبلين من بطن نخلة فيهم ابن دارة فسمعه زميل يتغنى ليلا ( إذا انسقت أخفافها فكأنما ** تكسر بيض بينهن وخيم ) فقال زميل سالم ورب الكعبة ففضوا من ركابهم حتى استتبت ثم خنس بينهم فلم يشعر به ابن دارة إلا وهو عن يمينه مسلط بالسيف فقال يا زميل نشدتك الرحم وأخرج رجله من الغرز لينزل وضربه زميل على فخذه حتى رد سيفه العظم وقد صدعه ثم كر إلى أصحابه وتصايح العبديون قتل زميل صاحبنا وأقبل نحوهم فتواقفوا وحذر بعضهم لبعض ثم انصرف العبديون بجريحهم إلى المدينة فدخلوا به على عثمان بن عفان رضي الله عنه فاستعدوه فأقبل على ابن داره فقال من ضربك قال منظور بن سيار قال سبحان الله ضربت بموضع كذا وكذا ومنظور عندي مقيم بالمدينة قال أمير العبد زميلا وأعطاه سيفه فقال منظور كذب ابن الأمة ولكنه لم يلق ابن حرة غيره فأمر به عثمان إلى الطبيب وقال أحضروا بيناتكم وهرب زميل وخرجت رسل عثمان في طلبه معهم رسل بني عبد الله واختفى زميل يتنقل من موضع إلى موضع حتى نزل برجل من كلب وتسمى زميل بزينب فكان الكلبي يقول اذهبوا بصبوح زينب وادرجوا بغبوق زينب فقال زميل ( ألا هل أتى فتيان قومي أنني ** تسميت لما شبت الحرب زينبا ) ( وأدنيت جلبابي على نبت لحيتي ** وأخرجت للناس البنان المخضبا ) وقال ( لست وإن قالوا أمنت بآمن ** ولا بائت إلا على جد مرفقي )
____________________
(2/157)
( أخاف محاذير الأمور ومن يكن ** طريدا لعثمان بن عفان يفرق ) ( إذا حال أجيال المدينة بيننا ** وذو النخل من وادي نطاة فيعتق ) ثم هجمت عليه رسل عثمان رضي الله عنه وهو بماء من مياه قومه يدعى الهجع فلبس دراعة أمة وعمامتها وجعل يستقي ويتعاجم ويقول ( ما إن يريد الكوم إلا كتلي يريد قتلي ** يصرعن أو يلتوين رجلي ) فظنته الرسل أمة عجماء فلم يعرضوا له وقال ( أنا زميل قاتل ابن دارة ** وكاشف المخزاة عن فزارة ) ( ثم جعلت عقله البكارة ** ) ويقال إن ابن دارة صح من ضربته وبرئ أو قارب ذاك فدست بنت عيينة امرأة عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الطبيب الذي يعالجه جعلا ويقال بل منظور بن سيار ليسمه فجعل في دواء ابن دارة سما فانتفض جرحه فلما أشفى على الموت قال لأبيه ( أبلغ أبا سالم عني مغلغلة ** أعني بها أقرب الأقوام للعار ) ( لا تأخذوا دية عني فتفتضحوا ** وإن أتاك بها تحدى ابن عمار ) ( لا تأخذوا دية عني مجلجلة ** واضرب بسيفك منظور بن سيار ) فلما بلغ الشعر أباه قال عفني حيا وكلفني ما لا أطيق ميتا وقتل عثمان رحمه الله ووقعت الفتنة وهم الفريقان أن يتحاربوا وخلص الأمر لمعاوية رضي الله عنه فمضى عبد الله بن عباد بن عقبة بن حصن إلى بني عبد الله يعرض عليهم الدية فأطافوا به وجعلوا يقولون أنت والله البار الميتم فلم يحفل بهم وجعل يقول أنا والله البار المشهر فأحجموا عنه وقبلوا منه الدية وخاضت العرب في أمرهم وقيل في ذلك أشعار كثيرة من الفريقين وكان من أشهر ما قيل فيه قول الكميت بن معروف الأسدي ولم يكن من الأمر في شيء إلا أنه أدخل . . . . . . بينهما فقال ( من مبلغ عني معدا وطيئا ** وكندة من أصغى لها وتسمعا ) ( خذوا العقل إن أعطاكم العقل قومكم ** وكونوا كمن سيم الهوان فأرتعا ) ( ولا تكثروا فيها الضجاج فإنه ** محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا ) ( وأقبل أقوام بحر وجوههم ** وأقبل أقوام بلطمة أسفعا )
____________________
(2/158)
( فمهما تشأ منه فزارة تعطكم ** ومهما تشأ منه فزارة تمنعا ) ( فإن مات زمل فالإله حسيبه ** وإن عاش زمل فاسقياه المشعشعا ) ( وإن تقضوا نحرب عليه فتيله ** كرهط كليب أو أعز وأمنعا ) ( أخوه وأنتم معشر لا أخالكم ** فصبرا على ذل الحياة أو أجزعا ) فغضب بنو عبد الله من شعر الكميت ويقال بل قال هذه الأبيات الكميت بن ثعلبة وهو أسدي فقعسي أيضا فهجاهم عبد الرحمن بن مسافع أخو سالم بن دارة وتشهر على بني أسد آكل الكلاب وكان رجلا من بني والبة بن الحارث بن دوران بن أسد طوى أياما فذبح كلبه فشواه وأكله فلامه قومه فقال ما شعرت أن الله حرمه فقال عبد الرحمن بن مسافع ( يا فقعسي لم أكلته لمه ** لو جاءك الله عليه حرمه ) ( لما تركت لحمه ولا دمه ** ) وقال ( إذا فقعسي جاع يوما ببلدة ** وكان سمينا كلبه فهو آكله ) ( قبيلة لا الأصل من أصل خندف ** ولا من نزار في اليهود وسائله ) والذي أكل الكلب والبي ولكن ابن دارة هجا به فقعسا من رهط الكميت فقيل في هذا السبب أشعار كثيرة تركتها إذ لم يكن لعثمان بن عفان رضي الله عنه فيها ذكر إلا أبياتا قالها شعيب بن ثوابة الفزاري مدحه فيها ( وإليك يا عثمان كلفنا السرى ** بركابنا قحما تهر زمانها ) ( يطلبن يوم عصابة حلبت وما ** وأتين بعد بلائها أحسابها ) ( بالترك منك وقائع مشهورة ** والروم كان على يديك هوانها )
1860 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا يوسف بن الماجشون قال سمعت أم سهل تقول لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الناس إلى يوم القيامة لقد جاء على الناس زمان وما يعلمهم غيرهما
1861 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال إن صعصعة بن صوحان قام ذات يوم فتكلم فأكثر
____________________
(2/159)
فقال عثمان بن عفان يا أيها الناس إن هذا البجباج النفاج ما يدري من الله ولا أين الله فقال صعصعة أما قولك لا يدري من الله فإن الله ربنا ورب آبائنا الأولين وأما قولك لا يدري أين الله فإن الله بالمرصاد ثم قال ! ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ) ! الحج 39 فقال عثمان ويحك والله ما نزلت هذا الآية إلى في وفي أصحابنا أخرجنا من مكة بغير حق
1862 - حدثنا أحمد بن معاوية عمن حدثه عن عيسى بن يزيد قال دخل عمرو بن العاص على عثمان رضي الله عنه وعنده معاوية فقال عثمان رضي الله عنه أبا معاوية إني قد أخذت بضاعتك فانهض إني قد أغلقت على الكرم والحسب بابا أنت في وسطه فقال عمرو إنكما لم تغلقا بابا ليس فيه رسول الله & فقال عثمان وما أنت وذاك إن بيتي لبيت رسول الله إذا أغلقت بيتك على أبي رزام فتركه عمرو وقال أنا ابن العاتكتين فقال عثمان سلح عليك بعدهما إن تزدني أزدك فسكت عنه والعاتكتان عاتكة بنت أسد بن عبد العزى وهي أم وائل بن هشام وعاتكة بنت عبد العزيز بن قصي بن هاشم بن سعد بن سهم
1863 - يروى عن الشعبي قال كان أبو عبد الله الجدلي عبدا للأزد فادعى إلى جديلة بن عدوان بن عمرو بن قيس فنوزع فيه إلى عمر رضي الله عنه فقال له ممن أنت قال من عدوان فسألهم فقالوا من أوسطنا فأقره عمر رضي الله عنه منهم فلما شكا عثمان رضي الله عنه جلس للناس فقال من يطلبني بمظلمة فليقل فقام أبو عبد الله . . . . . . وحوصاتها فقال وما أنت وذاك يا عبد ظرب لا أم لك يأتيني مواليك يدعونك عبدا فقلت أروني جلدة عذبته وهو لكم ابن عم خير منه لكم عبدا . . . . . . . . . عربيا في ألفين من العطاء وزوجتك امرأة عربية فلم تحفظ ذاك ولم
____________________
(2/160)
تشكره قم لا أم لك قال الشعبي وكأن عثمان عض سنا وقال المدائني قال له عثمان إلى ما متى بك بنو الظرب يدعونك عبدا
1864 - وقال المدائني عن علي بن مجاهد عن حميد بن أبي البختري عن نوفل بن مساحق قال قال كميل بن زياد النخعي لعثمان رضي الله عنه أقدني يعني من لطمة فقال أقيد يا عبد النخع ثم قال إن نفرا من النخع جاؤوني بهذا فادعوه عبدا فألحقته فيهم ثم هو يسألني القود أقيد فقال قد عفوت عنك
1865 - قال الوليد بن عقبة يمدح عثمان رضي الله عنه ( يا ابن أروى ويا ابن أم حكيم ** وقروم البطحاء أهل العمارة ) ( وشريك النبي شركة حق ** غير ما نحلة ولا مستعارة ) ( أنجب الناحلوك عتقا وجودا ** ولقد تنتج العتاق المهارة ) وقال يمدحه ( جزى الله خيرا من خليل مودع ** أخي ذا الطول والحول والنائل الغمر ) ( شريك نبي الله عثمان ذا النهى ** وذا الخلق المأمون في اليسر والعسر ) ( جزى خير جزي الناس حيا وميتا ** وفي القبر إذ وافوا جميعا إلى القبر )
1866 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا فرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري ومعاوية عن القاسم بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال قالت عائشة رضي الله عنها بينا أنا جالسة إلى جنب رسول الله & فقال يا عائشة لو كان عندنا أحد يحدثنا فقلت ألا تبعث إلى عمر فسكت ثم دعا وصيفا له فلم أدر ما ساره به فإذا عثمان بن عفان يستأذن فأذن له فدخل فأكب أحدهما على الآخر ولم أدر ما يقول فلما فرغ قال يا عثمان عسى الله أن يقمصك قميصا من بعدي فإن أرادك المبيتون على خلعه فلا تخلعه يقول له ذلك ثلاثا فقيل لعائشة رضي الله عنها فأين كنت من هذا الحديث قالت أنسيته واله حتى قتل الرجل
____________________
(2/161)
1867 - حدثنا عمرو بن عوف قال حدثنا فرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن القاسم بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال لعثمان إن الله يقمصك قميصا من بعدي فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه يقولها له ثلاثا قلنا يا أم المؤمنين فأين كنت من هذا الحديث قالت نسيت والله حتى قتل الرجل
1868 - قال فرج وحدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عائشة رضي الله عنها بمثله
1869 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد أن عبد الله حدثه أن النعمان بن بشير رضي الله عنهما حدثه قال كتب معي معاوية إلى عائشة رضي الله عنهما قال وآل عمر يومئذ آمنون في الناس من شيعة علي ومن شيعة عثمان فسرت حتى نزلت تبوك في ناحية إلى جانب قارة فإذا شيخان قد أقبلا إلي فقالا من الرجل فقلت أنا أبو عبد الله فقالا وممن أنت قلت مولى لعمر بن الخطاب ثم إني قمت لهراقة الماء فسمعت أحدهما قال لصاحبه لقد ضربت الأنصار فلما رجعت إليهما قالا يا عبد الله نشدناك بالله أضربت فيك الأنصار قلت نعم أمي امرأة من أنفس الأنصار وأبي مولى عمر بن الخطاب فوالله ما زال الحديث يجري بينهما وبيني فإذا هما من شيعة عثمان رضي الله عنه فأطلعتهما على أمري وأنبأتهما بخبري فأرشداني للطريق قال فقدمت على عائشة رضي الله عنها فدفعت إليها كتاب معاوية فقالت يا بني ألا أحدثك بشي سمعته من رسول الله & قلت بلى يا أمية قالت فإني كنت أنا وحفصة يوما من ذلك عنده فقال لو كان عندنا رجل يحدثنا قالت قلت يا رسول الله ألا أبعث لك إلى أبي بكر فسكت ثم قال لو كان عندنا رجل يحدثنا فقلت ألا أبعث إلى عمر فسكت ثم دعا إنسانا فأسر إليه سرا وأرسله فما كان شيء إذ أقبل عثمان فجلس إليه فأقبل إليه بوجهه وحديثه فسمعته يقول يا عثمان إن الله لعله أن يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه يقول ذلك له ثلاث مرات
____________________
(2/162)
قلت يا أم المؤمنين فأين كنت من ذا الحديث قالت يا بني لقد نسيته حتى ما ظننت أني سمعته
1870 - حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال حدثنا عبد الله بن عامر اليحصبي قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت عائشة رضي الله عنها تقول سمعت النبي & يقول لعثمان وانتحاه ذات ليلة فيما بين المغرب والعشاء يا عثمان إن الله يقمصك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه
1871 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا موسى بن داود عن فرج بن فضالة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت دعا النبي & فإذا عثمان يستأذن فأذن له فدخل فناجاه طويلا ثم قال إن الله مقمصك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه لهم ولا كرامة يقولها له مرتين أو ثلاثا
1872 - حدثنا يحيى بن بسطام قال حدثنا أبو معشر البراء قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبان بن عثمان عن أبيه عن عبد الله بن عمر عن حفصة رضي الله عنها قالت بينما أنا وعائشة مع رسول الله & يتحدث معي فقالت عائشة ألا أرسل إلى عمر فقال لا ولكن أرسلي إلى عثمان فدخل عليه عثمان فأقامنا من عنده يتحدث معه ثم قال يا عثمان إنك مستشهد فاصبر صبرك الله ولا تخلعن قميصا قمصك الله فقال عثمان أستعين الله وأسأله الصبر ادع الله لي يا رسول الله فقال رسول الله & اللهم صبره وأعنه ثم قام عثمان حتى إذا أدبر صرخ به رسول الله & فقال له اصبر صبرك الله فإنك سوف تستشهد وأنت صائم تفطر معي
1873 - حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا قيس عن أبي سهلة مولى عثمان عن عائشة رضي الله عنها أن النبي & قال ادعوا إلي بعض أصحابي قلت أبو بكر قال لا قلت عمر قال لا قلت ابن عمك عليا قال لا قلت من
____________________
(2/163)
قال عثمان فلما جاء قال تنخي فجعل يساره ولون عثمان يتغير فلما كان يوم الدار وحصر قلنا يا أمير المؤمنين ألا نقاتل قال لا إن رسول الله & عهد إلي عهدا وأنا صابر عليه
1874 - حدثنا يحيى بن سعيد عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان النهدي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كنت مع النبي & في حائط بالمدينة وهو يضرب بعود بين الماء والطين فجاء رجل فاستفتح فقال افتح له وبشره بالجنة ففتحت فإذا أبو بكر رضي الله عنه ففتحت له وبشرته بالجنة ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي افتح له وبشره بالجنة ففتحت فإذا عمر رضي الله عنه فبشرته بالجنة ثم جاء رجل فاستفتح فقال افتح له وبشره بالجنة مع بلوى تكون ففتحت فإذا عثمان فبشرته بالجنة وأخبرته بالذي قال فقال الله المستعان
1875 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا غسان بن نضر قال حدثنا سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي موسى رضي الله عنه قال دخل النبي & حائطا بالمدينة متشحا بثوبه وأغلقت الباب فجاء رجل فضرب الباب فقال يا عبد الله بن قيس افتح عن الضارب وبشره بالجنة ففتحت فإذا أبو بكر رضي الله عنه فقلت أبشر ببشرى الله ورسوله أبشر بالجنة فحمد الله وقعد ثم لبثنا فجاء رجل فضرب الباب فقال افتح عن الرجل وبشره بالجنة ففتحت فإذا عمر فقلت أبشر ببشرى الله ورسوله أبشر بالجنة فحمد الله وأثنى عليه وقعد ثم لبثنا فجاء رجل فضرب الباب فقال يا عبد الله بن قيس افتح عن الضارب وبشره بالجنة وسيلقى ويلقى ففتحت فإذذا عثمان فقلت أبشر ببشرى الله ورسوله أبشر بالجنة غير أن رسول الله & قال ستلقى وتلقى قال فحمد الله وقعد كئيبا ما هذه التي قالها لي لم يقلها أمامي
____________________
(2/164)
1876 - حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي موسى وعلي بن الحكم عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي & كان حائط بالمدينة مسندا ظهره إلى حائط فجاء رجل فاستفتح الباب فقال اذهب وافتح له وبشره بالجنة مع بلوى شديدة تصيبه ففتح له فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه
1877 - حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه قال انطلقت مع النبي & فدخل حائطا للأنصار فقضى حاجته وقال لي يا أبا موسى املك علي الباب لا يدخلن علي أحد إلا بإذن فجاء رجل فضرب الباب فقلت من هذا قال أبو بكر فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فدخل وجاء آخر فضرب الباب فقلت من هذا قال عمر فقلت يا رسول الله هذا عمر قال افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فدخل وجاء آخر فضرب الباب فقلت من هذا قال عثمان قلت يا رسول الله هذا عثمان قال ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه فأذنت له وبشرته بالجنة وأخبرته بما قال فدخل وهو يقول اللهم صبرا اللهم صبرا حتى أتى النبي & فوجد القف قد امتلأ فقعد قبالتهم من الشق الآخر قال سعيد فأولت ذلك ابتعاد قبره من قبورهم
1878 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا همام عن قتادة عن محمد بن سيرين عن محمد بن عبيد الحنفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال كنت مع النبي & في حش من حشان المدينة فجاء رجل فأستأذن فقال النبي & قم فاذن له وبشره بالجنة فقمت فإذا أبو بكر رضي الله عنه فأذنت له وبشرته بالجنة فإذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأذنت له وبشرته بالجنة فجعل ويحمد الله حتى جلس ثم جاء رجل خفيض الصوت فاستأذن فقال النبي & ائذن له وبشره بالجنة على بلوى فإذا عثمان رضي الله عنه
____________________
(2/165)
فأذنت له وبشرته بالجنة على هذا فجاء يقول اللهم صبرا حتى جلس قال فقلت يا رسول الله فأين أنا قال أنت مع أبيك
1879 - حدثنا عبد الله بن عمرو قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن هشيم قال حدثنا عبد العزيز بن مروان عن أبيه قال بعث عثمان رضي الله عنه عبد الله بن سعد بن أبي سرح إلى إفريقية فلما فتحها بعثني بشيرا بفتحها إلى عثمان رضي الله عنه وبعث معي رجلا من بلي هو أحذق بالطريق مني قال فأقبلنا نسير حتى دفعنا إلى مشربة في جوف الليل فيها نار فقال أترى هذه المشربة قلت نعم قال فإن فيها رجلا من النصارى له ضيافة وهو حسن الرأي في المسلمين وإليه ينتهي علم النصارى فما قولك أن ننزل به فقد أصابنا برد وجوع فقلت نعم فنزلنا به وصعدنا إليه فلم نلبث أن أتينا بطعام حار من لحم طير ثم راطنه صاحبي وكان عالما بكلامه ثم نهض فقام وأقبل علي النصراني فقال ما أنت من ملككم قلت ابن عمه قال هل أحد أقرب إليه منك قلت لا إلا ولده قال فما أنتم من نبيكم قلت نحن من قومه قال فهل أحد أقرب إليه منكم قلت نعم قال فسل صاحبك أن يوليك الشام قلت على الشام رجل له قدر عنده وعندنا ولو أردت ذاك لم يفعل قال فسكت فقلت لم قلت ذا قال ليتني ما قلته قلت فحدثني به قال لا تحتمله قلت بلى لأحتملنه قال فإن ملككم يقتل ويصير الأمر إلى صاحب الشام قال فدخلني من ذاك ما لم يدخلني مثله قط قال وقدمت على عثمان رضي الله عنه فبشرته بفتح إفريقية فخر ساجدا وقال الحمد لله لو لم تفتح لقال الناس خالفك عمر قال ثم دخلت يوما فرأيته طيب النفس فقلت يا أمير المؤمنين إني أريد أن أحدثك حديثا فقال هاته فلما تفوهت به بكيت فقال ما يبكيك لا أبكى الله عينيك قال فبدرت فحدثته فاستلقى ووضع مروحة كانت في يده على وجهه فرأيته يعضها ثم جلس فقال كنت مع رسول الله & بحنين وقد أنفقت فيه نفقة كثيرة فقدم خالد بن الوليد بكتيبة أكيدر صاحب دومة الجندل فأعطاني رسول الله & شيئا لم يعطه أحدا من أصحابه فقلت يا رسول الله إن كنت إنما زدتني لنفقتي في سبيل الله وكان ذاك بناقص من أجري فلا حاجة لي فيه فقال على عمد فضلتك وليس بناقصك
____________________
(2/166)
من أجرك فانصرفت وكان عبد الرحمن بن عوف حاضرا فقال ما قلت لرسول الله & فإني رأيته اتبعك بصره حتى دخلت منزلك فدخلني من ذلك فصليت معه الظهر فلما سلم قام يدخل بيته فرآني فقال ألك حاجة قلت نعم أخبرني عبد الرحمن أنك اتبعتني بصرك فإن كان ذلك لشيء قلته كرهته فوالله ما أردت ما تكره قال فنظر في وجهي ثم خفض بصره إلى قدمي ثم قال يا عثمان أنت قاتل ومقتول
1880 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا علي بن محمد عن ابن دأب عن صالح بن كيسان عن ابن النعمان بن بشير عن أبيه قال قبض رسول الله & واجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة فأتيت أُبي بن كعب فقلت ألا أراك قاعدا في بيتك وهؤلاء قومنا يتداعون المهاجرين فانطلق إلى قومك فقال والله ما أنتم من هذا الأمر في شيء وإنه لهم دونكم يليها مهاجران ويقتل الثالث ويفرع الأمر فيكون ها هنا وأشار إلى الشام وإن هذا لمبلول بريق محمد & ثم أغلق بابه
1881 - حدثنا بشر بن عمر قال حدثنا ابن لهيعة . . . . . . . . . أن النبي & كان في مجلس يوما . . . . . . . . . ستكون بعدي فتنة فقال أبو بكر رضي الله عنه أتدركني يا رسول الله قال لا فكبر فقال عمر رضي الله عنه أتدركني قال لا فكبر فقال عثمان رضي الله عنه أتدركني يا رسول الله قال نعم وستقتل فيها
1882 - حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة بن لقيط عن عبد الله بن حوالة عن النبي & أنه قال من نجا من ثلاث فقد نجا من نجا من ثلاث فقد نجا من نجا من ثلاث فقد نجا قالوا ماذا يا رسول الله قال موتي وقتل خليفة مصطبر بالحق يعطيه والدجال
1883 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني الليث وابن
____________________
(2/167)
لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن ربيعة بن لقيط أخبره عن ابن حوالة الأسدي صاحب رسول الله & عن النبي & قال من نجا من ثلاث فقد نجا موتي وخروج الدجال وقتل الخليفة مصطبرا بالحق يعطيه
1884 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا عبد الوهاب بن محمد قال حدثني الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن لهيعة وليث بإسناده بنحوه قال فسئل ابن لهيعة والليث من هذا الخليفة المقتول فقالا عثمان
1885 - حدثنا رجاء بن سلمة قال حدثنا الوليد بن عبد الله بن جميع عن عبد الملك بن المغيرة الطائفي عن أبي السلماني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال بعث رسول الله & عمرو بن العاص إلى البحرين فقال له رجل من اليهود إن النبي & مات اليوم قال وما علمك قال إنه موقت خروجه فخرج لوقته وموقت عمره فهذا آخر عمره ثم قال ماذا قال ثم يملككم رجل يعمل يعلمه ويسير بسيرته فلا يمكث إلا قليلا قال ثم يموت ثم يملككم رجل آخر سنين ثم يقتل قال أفتكا أم عن ملإ قال لا بل فتكا قال ذلك إذن أهون قال ثم يستعمل عليكم رجل آخر سنين ثم يقتل قال أفتكا أم عن ملإ قال لا بل عن ملإ قال ذاك إذن أشد ثم ماذا قال ثم يسل عليهم السيف حتى يناديهم المنادي من السماء
1886 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا ضمرة بن ربيعة قال الشيباني حديثا قال كان ليهودي حاجة إلى عثمان واستعان عمرو بن العاص يعليها له إلى عثمان فقضاها له فقال اليهودي لعمرو إن لك علي لحقا وإن هذا الرجل مقتول فإن استطعت ألا تكون فيمن يقتله فافعل فإنكم لو قد قتلتموه لم تغزوا بقلب رجل واحد ولم تقاتلوا عدوكم بقلب رجل واحد وسل الله عليكم سيفا لا يغمد إلى يوم القيامة
1887 - حدثنا علي بن إبراهيم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن المثنى بن شعبة قال أخبرني طلحة بن نافع أبو سفيان قال قال جابر خرجت في يوم شديد الحر في بعض حيطان المدينة فإذا شيخ من اليهود كبير السن فقال ممن أنت قلت رجل من الأنصار قال كيف رأيتم صاحبكم الذي استخلف وعمل صاحبيه قال وكيف أنتم إن قتلتموه قلت نقتله وغضبت قال إي والذي نفسي بيده لتقتلنه وليقومن بها من تولى فيعيش الناس في زمانه في رفاهية ثم يهلك فيقوم بها منه فلا يمكث إلا يسيرا ثم يهلك ثم
____________________
(2/168)
لا أدركت أنا ولا أنت الرابع أبدا قال فهممت به ثم تركته فقلت يهودي خبيث قال فذكرت قوله بعد وقلت قاتله الله أن كان عنده لعلم ولولا أني عجلت عليه
1888 - حدثني موسى بن مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن أقرع مؤذن عمر قال بعثني عمر رضي الله عنه إلى الأسقف فدعوته فجعلت أظلها من الشمس فقال عمر رضي الله عنه يا أسقف هل تجدنا في الكتب قال نعم قال فكيف تجدني قال أجدك قرنا قال فرفع عليه الدرة وقال وعلى قرني مه قال قرنا حديدا أمينا شديدا قال فكيف تجد الذي بعدي قال خليفة صالحا غير أنه يؤثر قرابته قال يرحم الله عثمان يرحم الله عثمان ثلاثا قال فكيف تجد الذي بعده قال أجد حدا حديدا فوضع عمر رضي الله عنه يده على رأسه وقال وازفراه وازفراه وازفراه فقال يا أمير المؤمنين إنه خليفة صالح ولكن يستخلف حين يستخلف والسيف مسلول والدم مهراق
1889 - حدثنا علي بن محمد عن ابن داب عن شرحبيل بن سعد قال قال عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي خرجت مع عمر رضي الله عنه إلى الشام فلحقت عثمان وعليا وطلحة والزبير فلما طلع الفجر نزلوا فما تلعثم عثمان رضي الله عنه أن تقدم فصلى بهم ثم قال من يطيب لنا منزلا فقلت أنا فتقدمت فأصبت لهم منزلا فنزلنا فما لبثنا أن أوتينا بلحم طير فطعمنا ثم جاء قوم فيهم شيخ ذو هيبة فقال إنه بلغنا أنكم سراة هؤلاء القوم ونحن من الطريق بحيث ترون وخراجنا ثقيل فلو كلمتم ملككم فخفف عنا من خراجنا قالوا نفعل فقال لهم طلحة أكنتم ترون هذا ينزل بكم قالوا نعم نجد صفة صاحبكم وصفة الذي قبله وصفة نبيكم إذا فرغ من العرب ثم أخذ في العجم مات ثم يلي بعده رجل شديد القلب ضعيف البدن يرمي الشرق والغرب بشهابين من النار يكون مثله مثل نار في الحطب الرطب يكثر الدخان ويقل الأكل ثم يهلك فيلي من بعده رجل شديد القلب والبدن يتابع الجيوش إلى الشرق والغرب مثله مثل النار في الحطب اليابس يقل الدخان ويكثر الأكل إي والله ويعرف عقيرتكم التي تنحرون فنظر عثمان إلى علي وعلي إلى عثمان فقال له عثمان اسكت فنحن أعلم بأمرنا منك ولامه القوم وقالوا علام تتنبأ فقال لو علم أمير المؤمنين بهذا لنكلكم وقام الشيخ فخرج فقالوا لي اكتم الحديث وجاء عمر مؤخرا فنزل عند شجرات في ناحية الغرب ثم ارتحل فلما كان الغد ونزلنا منزلا أرسل إلي فقال إيها عن حديث النصراني فقلت لا إيها فقال لتخبرني أو لأسيلن دمك على عقبيك فأخبرته فأرسل للقوم وأرسل إلي فقال حدثنا حديث
____________________
(2/169)
النصراني فقال ذكر لي ولابن مسعود خبر وفد نجران أن فيهم رجلا يعلم علما فأتيناه فحدثنا حديثا كرهناه فقلنا لا ينبغي لنا أن نسأل هذا وفينا رسول الله & فأتينه حين خرج للصلاة فقلت أستغفر الله يا رسول الله قال أحسنت ومما ذاك فحدثته الحديث فقال قد صدقكم وفيه ما لم يخبركم به وأنا أعلم به منه فلا تسألوا أهل الكتاب فإن حدثوكم بما تحبون لن تصدقوهم وإن حدثوكم بما تكرهون وجلتم فقال عمر فهل تهددكم رسول الله & قال لا لكني أتهددكم والله لئن بلغني أنكم سألتم أحدا من أهل الكتاب لأوجعتكم ضربا قوموا فقد وسم لنا من أمركم وسم
1890 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا ابن أبي يعقوب عن الوليد بن مسلم عن جندب بن عبد الله قال بلغني عن حذيفة رضي الله عنه أنه ينال من أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فأتيته فقلت له بلغني أنك تنال من أمير المؤمنين عثمان قال أجل فما ذعرك فإنه ذعرني أما إنه سيقتل قلت فأين هو قال في الجنة قلت فأين قتلته قال في النار وإني لأعلم قائد فتنة في الجنة وأتباعه في النار
1891 - حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا أبو الأشهب قال حدثني حبيب بن الشهيد قال حدثني الوليد عن جندب رضي الله عنه قال بلغنا حديث ذكره حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في عثمان بن عفان رضي الله عنه فأنكرته من مثله لمثله فأتيته عند صلاة الصبح فسلمت عليه ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت فإذا رسوله قد أتبعني فردني فدخلت عليه فقال ما ردك فقلت استأذنت أو سلمت ثلاثا فلم يؤذن لي فقال أما إنك لو استأذنت أكثر من ذلك لم يؤذن لك قال وحسبتك نائما قال ما كنت لأنام حتى أعلم من أين تطلع الشمس قال ما حديث بلغني عنك ذكرت به عثمان فأنكرته من مثلك لمثله فقال قد كان بعض ذلك أما إنهم قد ساروا إليه وهم قاتلوه قلت قلت قاتلوه قال قاتلوه ثلاثاً قلت فأين قتلته قال في النار والله قالها ثلاثا قلت فأين هو قال في الجنة والله قالها ثلاثا ثم قال أما إنها قد حضرت فتنة ففر منها ثم قال والله لأنا أعلم بها من بطريق كذا وكذا قلت ما تأمرني قال الزم الذي أنت عليه ولا تدعه إلى غيره فتعضل
____________________
(2/170)
1892 - حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا المبارك بن فضالة عن الوليد بن هشام قال أخبرني شيخ بالمدينة قال شهدت بيعة عثمان رضي الله عنه فجاء القوم وحذيفة رضي الله عنه قاعد فقالوا بايعنا أمير المؤمنين ما أصدق حياءه وأكرمه وأثنوا عليه فقال حذيفة رضي الله عنه كلمة رويدا أما والله لتقتلنه فسمع رجل من القوم قول حذيفة فذهب إلى القوم فقال إن حذيفة جاء بأمر عظيم قالوا وما قال قال قال لتقتلن أمير المؤمنين عثمان فخرجوا غضابا وأخذوا بيد الرجل وذهبوا إليه فقالوا لا نعلم أحدا أجرأ على كذبة منك قال ثم قالوا تزعم أنا نقتل أمير المؤمنين قال فالتفت إلى جليسه فقال عليك . . . . . .
1893 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة . . . . . . . . . عثمان بن عفان رضي الله عنه ولتداعسن برماحكم على أبواب المساجد اتق الله لا تخبرن أحدا فقام الفتى من عنده فأتى محمد بن مسلمة وسلمة بن سلامة فأخبرهما بما قال حذيفة ثم قام حذيفة فمر بهما فدعواه فقالا أنت الكذاب نزعم أنا سنقتل عثمان ونتداعس برماحنا على أبواب المساجد فنظر حذيفة إلى الفتى فقال أخبرهما عليك بلعنة مثل أحد والذي نفسي بيده لتقتلن عثمان ولتداعسن برماحكم على أبواب المساجد
1894 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قيس عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال قلت لحذيفة رضي الله عنه ما هذه الأحاديث قد جاء فلان ابن فلان فقال عد ما تقول فاستند إلى الحائط ثم قال إنك لتحدثني حديث رجل إن أحد طرفيه لفي النار والله ليخرجن إخراج الثور ثم ليشحطن شحط الجمل
1895 - حدثنا يحيى وحدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن حذيفة أن عثمان رضي الله عنه قال له ما يبلغني عنك بظهر الغيب قال له حذيفة والله ما أبغضتك مذ أحببتك ولا غششتك منذ نصحت لك قال عثمان أنت أصدق عندي منهم وأبر ثم خرج حذيفة فبعث إليه فرده فقال أما ما يبلغني عنك بظهر الغيب قال حذيفة أجل والله لتخرجن إخراج الثور ثم لتشحطن شحط الجمل قال فاتحدوا فكل سديد فبعث إلى معاوية فذكره له فقال له معاوية ادفنها تحت
____________________
(2/171)
قدميك والله لئن سمعة الناس ليقولن إن رسول الله & حدثه إياه
1896 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن صخر بن الوليد عن جزي بن بكير العنسي قال جاء حذيفة رضي الله عنه إلى عثمان رضي الله عنه يسلم عليه ويودعه فلما أدبر قال ردوه فقال أما ما يبلغني عنك بظهر الغيب قال والله ما أبغضتك مذ أحببتك ولا غششتك منذ نصحت لك قال أنت والله عندي أبر منهم وأصدق فمضى فقال ردوه فردوه فقال أما ما يبلغني عنك بظهر الغيب قال والله لتخرجن إخراج الثور ولتشطحن شحط الجمل فأخذه من ذلك أفكل يعني رعدة فبعث إلى معاوية رضي الله عنه فأتي به فقال ألم تر إلى ما قال حذيفة قال وما قال قال والله لتخرجن إخراج الثور ولتشحطن شحط الجمل قال أوه ادفنها
1897 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير عن المغيرة عن إبراهيم قال لقد روى عن حذيفة في عثمان رضي الله عنه أحاديث أشهد أن كانت لمقالة كذاب
1898 - حدثنا علي بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه قال قدم عبد الملك بن مروان المدينة فصلى صلاة الصبح ثم أقبل على الناس بوجهه فقال يا أهل المدينة الحمد لله الذي أذلكم بعد عزكم ووضعكم بعد ارتفاعكم وأنزل بكم بأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين أما والله لو قتلتم في نواحيها لكنتم أهلا إنما مثلكم مثل القرية التي وصفها الله ! ( كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ! النحل 112 فقام إليه رجل من ولد معاذ القارئ الأنصاري فقال اقرأ الآية التي بعدها ! ( ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه ) ! النحل 113 أفنحن كذبناه لا والله ولكن نصرناه وآمنا به فقال اسكت فوالله لئن تكلم ثان لأضربن عنقه ثم دخل منزله وبعث إليه فدعاه فقال ويلك أما تركت حماقتك قال وعهدتني أحمق قال فما كان يؤمنك أن أقتلك غضبان فيضرك وأندم راضيا فلا ينفعك قال قد وقى الله شرك قال
____________________
(2/172)
حدثني حديث أبيك عن علي رضي الله عنه حين دخل على عثمان رضي الله عنه قال أرسل عثمان إلى أبي وعبد الله بن حنظلة وعبد الله أو عبيد الله بن عدي بن الخيار ورجال من قريش والأنصار فقال إنكم محببون في قومكم منظور إليكم وقد أحببت أن أعلم ما لي عندكم قال عبيد الله بن عدي دعوتنا لأمر لم نعد له جوابا فأمهلنا ننظر فخلوا في ناحية الدار ودخل علي رضي الله عنه فقال يا عثمان ما هذا المنحى أدونك أم بإذنك قال كل ذاك فقال أما إنهم نعم الفتية فاتق الله يا عثمان وتب إلى الله قال ما فعلت إلا حقا أتريد أن تشهد علي وتقررني قال أنت وذاك أما لكأنني بك قد أخذ منك بالحنو فذبحت كما يذبح الجمل قال لك مثل السوء وخرج علي رضي الله عنه فقال عبد الملك أكنتم تعدون عثمان رضي الله عنه حليما قال وفوق ذلك
1899 - حدثنا علي بن محمد عن أبي دأب قال قدم عبد الملك المدينة وهو غضبان على أهلها فصلى بهم صلاة الصبح فقرأ بهم في الركعة الأولى ! ( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ) ! محمد 1 و ! ( إذا زلزلت ) ! الزلزلة 1 وقرأ في الركعة الثانية سورة الفتح و ! ( إذا جاء نصر الله ) ! النصر 1 ثم خرج وعليه جبة خز وكنا بين يديه نسمعه عابسا قد حفت به الحراب وأهل المدينة يسبحون فقال يا أهل المدينة ما لكم تسبحون كأنكم أنكرتم دخولنا المسجد أما والله لو قتلتكم في نواحيها لرأيتكم حلالا الحمد لله الذي أذلكم بعد عزكم ووضعكم بعد ارتفاعكم وأنزل بكم بأسه الذي لا يرده عن القوم المجرمين إنما مثلكم مثل القرية التي ضرب الله مثلها ! ( قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) ! النحل 112 فقام إليه محمد بن عبد الرحمن بن عبد القارئ قال قلت والله على الباطل وعلى منبر رسول الله & اقرأ الآية التي بعدها ! ( ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه ) ! النحل 113 أفنحن كذبناه لا والله ولكن نصرناه وعززناه فقال عبد الملك اسكت لا سكت أما والله لئن قام الثاني لأضربن عنقه يا أهل الشام إن أبا هذا كان رجلا صالحا قال ثم تلا قوله تعالى ! ( وكان أبوهما صالحا ) ! الكهف 82 إلى آخر الآية قم يا ابن مصقلة فبين لهم فقام فقال يا أهل المدينة شاهت الوجوه أنتم والله أخبث الناس أنفسا وأخبث حجرا ومدرا أنت يا ابن قينة . . . . . . لعنة الله عليك إنما كانت أمك تصعد خبويا وتبرك تسولا تتلقى الركبان فوضع عبد الملك يده عليه وقال له يا ابن عبد قد
____________________
(2/173)
رأيت ما صنعت وقد عفوت ذلك عنك وإياك أن تفعلها بوال بعدي فأخشى ألا يحمل لك ما حملت يا محمد بن عبد الرحمن تعال ويلك أما تركت حماقتك قال وعهدتني أحمق قال لا ولكن عهدتك عاقلا لبيبا ولكن أمنت أن أقتلك غضبان فيضرك وأندم راضيا فلا ينفعك قال فقد وقى الله شر ذلك بهذا نحن نتكلم فما أدخل هذا الأعرابي بيننا قال أحببت أن أكفى وقال فكيف رأيت رفقي ثم قال ويحكم يا أهل المدينة أنتم والله أحب الناس إلي ولو صلحتم أحب إلي من نفسي حدثني حديث أبيك وعثمان حين دخل عليكم قال حدثني أبي أن عثمان أرسل إليه وإلى عبيد الله بن عدي وعبد الله بن حنظلة فقال إنكم محببون في قومكم منظور إليكم فقال عبيد الله دعوتنا لأمر لم ننظر فيه قبل فمر لنا بكتاب نكتب فيه ما تريد فدعا له بصحيفة ودواة فجلسوا يكتبون فدخل علي رضي الله عنه فقال يا عثمان ما هذا المنحى أبإذنك أم دونك قال كل ذاك بإذني ودوني قال أما إنهم نعم الفتية تب إلى الله يتب عليك قال ما فعلت إلا حقا أتريد أن تقررني وتشهد علي قال أنت وذاك أنت إذن أم باطل قال قد عرفتها في امرأة فركت زوجها فقتلت نفسها لك مثل السوء إلي تضرب الأمثال والله المثل الأعلى قال عبد الملك أكنتم تعدونه حليما قال وفوق ذلك ( كلام عمر بن العاص في عثمان رضي الله عنهما )
1900 - حدثنا علي بن محمد عن أبي مخنف عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبيه قال عزل عثمان رضي الله عنه عمرو بن العاص رضي الله عنه عن مصر فكان واجدا عليه
1901 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن هدايا ابن سعد حين قدمت على عثمان بعث إلى عمرو بن العاص ليحضرها فلما حضرها وهي تعرض قال أبا عبد الله الآن درت اللقاح قال عمرو الآن هلكت الفصال
1902 - حدثني محمد بن يحيى قال حدثني غسان بن عبد الحميد قال كان عمرو بن العاص من أشد الناس طعنا على عثمان رضي الله عنه وقال والله لقد أبغضت
____________________
(2/174)
عثمان وحرضت عليه حتى الراعي في غنمه والسقاية تحت قربتها
1903 - حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص قال حدثني أبي قال لما قدم عمرو بن العاص رضي الله عنه قال له عثمان رضي الله عنه قم فأعذرني في الناس فقال فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني قد صحبت رسول الله & وفيكم من هو أطول صحبة له مني والله إن كانت الخصاصة لتكون فيخص بها نفسه وأهله وإن كانت السعة لتكون فيعم بها الناس أكذاك كان فقالوا نعم صلى الله قال ثم ولي أبو بكر رضي الله عنه فسلك منها جولات والله وإنه لفي خلق ثوب ما له غيره أكذاك كان قالوا نعم يرحمه الله قال ثم ولي عمر رضي الله عنه فبعجت له الدنيا عن بطنها وألقت إليه . . . . . . . . . . . . كبدها ففرص منها فرصا وجانب غمرتها ومشى ضحضاحها فخرج والله منها وما بلت عقبيه ثم ولي عثمان رضي الله عنه فقلتم تلومونه وقال يعذر نفسه فارضوا به فإن . . . . . . . . . فقال عثمان أنت منذ اليوم فيما لا ينفع أهلك . . . . . . . . .
1904 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن إسحاق بن يحيى بن طلحة قال أرسل عثمان إلى طلحة رضي الله عنهما يدعوه فخرجت معه حتى دخل على عثمان رضي الله عنه قال وعنده علي وسعد والزبير ومعاوية فحمد الله معاوية وأثنى عليه وقال أنتم أصحاب رسول الله & وخيرة الأرض وولاة أمر هذه الأمة لا يطمع في ذلك أحد غيركم اخترتم صاحبكم من غير غلبة ولا طمع وقد كبرت سنه وولى عمره ولو انتظرتم به الهرم وكان قريبا مع أني أرجو أن يكون أكرم على الله من أن يبلغ به ذلك ولقد فشت قالة خفتها عليكم فما عتبتم فيه من شيء فهذه يدي به لكم ولا تطمعوا الناس في أمركم فوالله لئن طمعوا في ذلك لا رأيتم منها أبدا إلا إدبارا فقال علي رضي الله عنه ما لك ولذاك لا أم لك فقال دع أمي فهي ليست بشر أمهاتكم قد أسلمت وبايعت رسول الله & وأجبني فيما أقول لك فقال عثمان رضي الله عنه صدق ابن أخي إني أخبركم عني وعما وليت إن صاحبي اللذين كانا قبلي طلقا أنفسهما وكان ذلك منهما احتسابا وإن رسول الله & كان يعطي قرابته وأتاني رهط أهل عيلة وقلة معاش فبسطت يدي في شيء من ذلك لمكاني مما أقوم به ورأيت أن ذلك لي فإن رأيتم ذلك خطأ فردوه وأمري لأمركم تب قالوا أصبت وأحسنت قال أعطيت عبد الله بن خالد بن أسيد
____________________
(2/175)
ومروان وكانوا يزعمون أنه أعطى مروان خمسة عشر ألفا وابن أسيد خمسين ألفا قال فردوا ما رأيتم من ذلك فرضوا وقنعوا وخرجوا راضين
1905 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا نعيم بن محمد قال حدثنا الفضل بن موسى عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت قال قال معاوية لعلي رضي الله عنهما لو تنحيت فإن هذا الرجل إن أصيب اتهموك فقال علي رضي الله عنه يا قاص كذا وكذا مالك وما هناك فقال معاوية رضي الله عنه لا تشتم أمي فإنها ليست بدون أمهاتكم
1906 - حدثنا علي بن محمد عن عيسى بن يزيد عن صالح بن كيسان قال حج عثمان ومعاوية رضي الله عنهما معه فأمره عثمان رضي الله عنه فتكلم فقال يا أيها الناس إنكم قد اجتمعتم في أعظم حرمة لله والله لا أقول في مقامي هذا إلا حقا هيبة لله وحرمته وخيفة من الله وعقوبته إن هؤلاء الرهط من المهاجرين قد أنعم الله عليهم في أنفسهم وأنعم على المسلمين بهم فهم ولاة هذا الأمر ما بقي منهم إنسان وهذان البلدان المدينة ومكة خير البلدان فالتابعون ينظرون إلى السابقين والبلدان ينظرون إلى هذين البلدين وإني قد رأيتكم بطرتم نعمكم ونشبتم في الطعن على إمرتكم وإني والله إن صفقت إحدى يدي على الأخرى لم يقم السابقون للتابعين ولا البلدان على البلدان وما هم في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود فلا ينزعن أمركم من أيديكم ولا يخرجن من بين أظهركم فإياكم إياكم فرب أمر يستأنى فيه وإن كره خيفة لما في عاقبته
1907 - حدثنا محمد بن سعيد الدمشقي قال حدثنا عبد الكريم بن يزيد عن موسى بن محمد بن طلحة عن أبيه قال إني لمع أبي في المنزل حين أتاه رسول عثمان يدعوه فقام يلبس ثوبه ثم أتاه رسول ثان ثم أتاه رسول ثالث فانطلق وانطلقت معه فإذا عثمان جالس وعنده المهاجرون وعيون الأنصار في قدمة قدمها مع معاوية فلما رأيتهم علمت أنه ليس مجلسي فتنحيت ناحية فتكلم عثمان فعلمت أنه كان ينتظر أبي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنكم نقمتم علي رجالا استعملتهم بهذه الأعمال فولوها من أحببتم ونقمتم علي هذا الحمى وإني نظرت فرأيت المسلمين لا يستغنون عن إبل معدة لهم للنائبة تنوب وللأمر يحدث فحميت لها حمى وإني أشهدكم أني قد أبحتها ونقمتم علي إيوائي الحكم بن أبي العاص وإن رسول الله & قد كان يقبل توبة الكافر وإن الحكم تاب فقبلت توبته ولعمري لو كانت ثمت بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما مثل رحمه بي لآوياه ونقمتم علي أني وصلته بمالي والله ما هو إلا مالي أنشدك بالله يا طلحة هل أخذت له من بيت مالكم درهما قال اللهم لا فقال معاوية رضي الله عنه إنكم معشر المهاجرين قد علمتم أنه ليس منكم إلا قد كان في عشيرته من هو أشرف منه بعث الله رسول فأسرعتم إلى الله وأبطأوا عنه فسدتم عشائركم حتى إنه ليقال بنو فلان رهط فلان وإن هذا الأمر
____________________
(2/176)
ثابت لكم ما استقمتم فإني قد أراكم وما تصنعون وإني والله لئن لم تتركوا شيخنا هذا يموت على فراشه ليدخلن فيكم من ليس منكم فقال علي رضي الله عنه وما أنت وهذا يا ابن اللخناء فقال معاوية رضي الله عنه مهلا أبا حسن فوالله ما هي بأخس نسائكم ولقد أسلمت وأتت رسول الله & فبايعته وصافحته وما رأيته صافح امرأة قط غيرها قال فنهض علي رضي الله عنه مغضبا فقال له عثمان رضي الله عنه اجلس قال لا أجلس قال عزمت عليك فأبى فأخذ عثمان رضي الله عنه بطرف ردائه فتركه من يده وخرج
1908 - حدثنا علي بن محمد عن أبي دينار رجل من بني دينار بن النجار عن أبي معبد الأسلمي عن قيس بن طلحة قال خرج معاوية رضي الله عنه من عند عثمان رضي الله عنه فمر به نفر من المهاجرين فقال استوصوا بشيخي هذا خيرا فوالله لئن قتل لا أعطيكم إلا السيف ثم أتى عمارا فقال أبا اليقظان إني تركت بالشام أكثر من عدد أهل الحجاز كلهم شجاع فارس يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحج البيت لا يعرف عمارا ولا سابقته ولا عليا ولا قرابته فإياك أن تنجلي الغمة فيقال هذا قاتل عمار فقال أبالقتل تخوفني والله يا بني أمية لا تسبوني ونقول أحسنتم
1909 - حدثنا هارون بن عمار المخزومي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث بن سعد أن معاوية رضي الله عنه لما سمع الذي كان من معاتبة أو كلمة تشبهها أصحاب النبي & على عثمان أقبل من الشام بغير إذن فدخل مسجد رسول الله & فوجد عليا وطلحة والزبير رضي الله عنهم في ناحية المسجد يتحاورون فسلم عليهم ثم قال أبإذن منكم قالوا نعم يا معاوية فقعد فقالوا ما جاء بك قال الذي دخل بينكم فإن الناس قد رأوا أن هذا الأمر ميراث لكم أيها النفر ليس لأحد فيه حق معكم حتى إنهم ليقولون فلان بعد فلان وفلان بعد فلان كأنه ميراث وإن تصلح ذات بينكم لا
____________________
(2/177)
يطمع أحد في منازعتكم وإن تختلفوا يدخل عليكم غيركم قالوا ومن ذاك قال أنا أولهم فوقع به علي فضعف من أمره فقام فدخل على عثمان رضي الله عنه فقال معاوية قال نعم قال ما جاء بك قال الذي بلغني من أمرك وأمر أصحابك ثم أخبره بما كلم به عليا وأصحابه وما أجابه به علي ثم قال له إني قد جئت معي يظهر فاركب الآن فاقدم على أهل الشام فإنك أحب الناس إليهم حتى ترى رأيك فقال ما أريد أن أفر قال فأذن للناس في القتال لا أريد أن أفتح سنة السور قال فبقيت أخرى إن رأيت أن تردني إلى عملي فافعل قال نعم ولاك من هو خير مني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاخرج إلى عملك فركب ثم قال لمن حضره يا أهل المدينة دونكم جزوركم يريد عثمان وستعلمون كيف العاقبة
1910 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أيوب بن سويد قال حدثنا مطرف بن أبي بكر الهذلي عن أبيه عن الزهري قال كان أمراء الأجناد يقدمون على عثمان في كل عام فقدم عليه ابن أبي سرح من مصر ومعاوية من الشام وعبد الله بن عامر من البصرة وسعيد بن العاص من الكوفة فقال لهم عثمان يا بني أمية أنتم باطنتي دون ظاهري وقد أكثر الناس شكايتي حتى تناولني بها البعيد وآذاني بها القريب فأشيروا علي فأشار عبد الله بن عامر وكان امرأ سخيا فقال يا أمير المؤمنين إن الناس إنما يرضيهم ما أسخطهم وهي هذه الأموال فأعطاهم منها تستل بذلك سخائم صدورهم وضغائن قلوبهم وضبابها ثم تكلم ابن أبي سرح فقال يا أمير المؤمنين إن لك عليهم حقا ولهم عليك حقا فأعطهم حقهم عليك وخذهم بحقك عليهم واتبع سنة الذين قبلك يجتمعوا بالرضا عليك ثم تكلم سعيد بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إن الناس قد أمروا وجموا حتى كبر كبراهم فابعثهم جيوشا وجمرهم في المغازي حتى تكون دبرة دابة أحدهم أهم إليه من التفكر في أمر الأئمة ثم تكلم معاوية رضي الله عنه فقال إني سمعت الذي قالوا فليسمعوا الذي أقول ليكفك كل رجل منهم مصره وأكفيك الشام فلن تؤتى من الشام أبدا
____________________
(2/178)
1911 - عن المدائني عن أبي مخنف عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن أبيه بنحوه قال المدائني ويقال إن سعيد بن العاص هو قائل المقالة التي رويت عن ابن أبي سرح قال المدائني وهو الذي أعتقد قال وقال معاوية رضي الله عنه يا أمير المؤمنين إنك قد بلغت من صلتنا ما يبلغه كريم قوم من صلة قوم حملتنا على رقاب الناس وجعلتنا أوتاد الأرض فخذ كل رجل منا يعمله وما يليه يكفك قال فأخذ بقول معاوية ورد عماله إلى أمصارهم فقال له معاوية رضي الله عنه اخرج معي إلى الشام فهم سيعتك وأنصارك فقال ما كنت لأفارق مهاجر رسول الله & ومسجده ومنازل أزواجه قال فإذ أبيت فأذن لي أجهز إليك جيشا من الشام تطأ بهم من رابك قال لا أكون أول من أذل المهاجرين قال فلا تخرج ولا تأذن لي أوجه إليك جيشا أنت مقتول ثم خرج من المسجد وفيه نفر من المهاجرين فقال أوصيكم بشيخي هذا خيرا والله لئن أحدثتم فيه حدثا لا أعطيكم إلا السيف فقال بعضهم ألا تسمعون لما يقول هذا فرد عليهم آخرون لا تلوموه أن يتكلم في ابن عمه
1912 - حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثنا الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال قال عبد الله بن عباس قدم سعيد بن العاص من الكوفة حاجا فمرض بمكة فدخل عليه علي رضي الله عنه يعوده وعنده معاوية وعبد الله بن عامر وعبد الله بن خالد بن أسيد فأوسعوا له عند رأسه فسأله فلما فرغ قال له معاوية أبا حسن إني قائل لك قولا فإن كرهته فاصبر على ما تكره منه فإن من ورائه ما تحب إنه والله ما صاحبنا غيرك ولو سكت عنا ما نطق من قال معك وما يغصب أمرنا إلا بك وإن الذين معك اليوم لعليك غدا ولئن لا يشنأك لنكونن أحب إليهم منك وباطلنا أحب إليهم من حقك إنك والله ما أنت بقوي على ما تريد ولا نحن ضعفاء عما نطالب فقال علي يا معاوية أفتراني أقعد أقول وتقول ثم خرج قال ابن عباس فلقيته فعرفت الغضب في وجهه فدخلت على سعيد بن العاص فسألته ثم قلت لهم كأنكم أنفرتم شيخكم فقال معاوية أردنا تسكينه فنفر فقلت ولم فوالله إنه لوقور غيور يسبق بغير مضغ فإياكم يا بني أمية لا تمثلوا به فيمثل بكم
____________________
(2/179)
قال وكان معاوية وعمرو رضي الله عنهما عند عثمان رضي الله عنه فقال لهما قوما فأعذراني فخرجا فقال معاوية لعمرو تكلم قال بل أنت فتكلم فأنت أعلم بعذر صاحبك فقال معاوية يا أهل المدينة إن قولكم اليوم سنة على من سواكم حكم على من خالفكم وقد خلى الناس بينكم وبين أمركم في هذا الرجل فإن تركتموه حتى يمضي قام الأمر فأقمتم به وكان لكم وإليكم وإن أمضيتموه وأقمتم أتهمكم الناس على حكمكم وحكموا عليكم وإن الفتنة تنبت على ثلاث على التخون ثم السكون ثم الخلع وهي العظمى وفيها يصير الصغير كبيرا والشريف وضيعا ويقول فيها من لم يكن يسمع منه فيسمع له ولا يقال معه ودعا عثمان عليا وطلحة والزبير وعمرو بن العاص رضي الله عنهم ليعذروه فقال الوليد بن عقبة ( دعونا رجالا من قريش لينطقوا ** بعذر أبي عمرو فلم يحفظوا الحرم ) ( فأما علي فاختلاجة أنفه ** وطلحة قد أشجى وعمرو قد اصطلم ) ( ولولا علي كان جل مقالهم ** كضرطة عير بالصحاصح من إضم ) ( ولكنه مهما يقل يسمعوا له ** ومهما مضى فيما أحاذره أمم )
1913 - حدثنا القاسم بن الفضيل قال حدثني عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله & وفيهم عمار فقال إني سائلكم أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله & كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش فسكت القوم فقال لو أن مفاتيح الجنة في يدي لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم والله لأعطيتهم ولأستعملنهم على رغم أنف من رغم فقال عمار على رغم أنفي قال على رغم أنفك قال وأنفك أبي بكر وعمر فغضب عثمان رضي الله عنه فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا فأجفله الناس عنه ثم بعث إلى بني أمية فقال أيا أخابث خلق الله أغضبتموني على هذا الرجل حتى أراني قد أهلكته وهلكت فبعث إلى طلحة والزبير فقال ما كان نوالي إذ قال لي ما قال إلا أن أقول له مثل ما قال وما كان لي على قسره من سبيل اذهبا إلى هذا الرجل فخيراه بين ثلاث بين أن يقتص أو يأخذ أرشا أو يعفو فقال والله لا أقبل منها واحدة حتى ألقى رسول الله & فأشكوه إليه فأتوا عثمان فقال سأحدثكم عنه كنت مع رسول الله & آخذا بيدي بالبطحاء فأتى على أبيه وأمه عليه وهم يعذبون فقال أبوه يا رسول الله أكل الدهر هكذا قال قال اصبر ياسر اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت
____________________
(2/180)
1914 - حدثنا حبان بن بشر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن المغيرة قال اجتمع ناس فكتبوا عيوب عثمان وفيهم ابن مسعود فاجتمعوا بباب عثمان ليدخلوا عليه فيكلموه فلما بلغو الباب نكلوا إلا عمار بن ياسر فإنه دخل عليه فوعظه فأمر به فضرب حتى فتق فكان لا يستمسك بوله فقيل لعمار ما هذا قال إني ملقى من قريش لقيت منهم في الإسلام كذا وفعلوا بي كذا ثم دخلت على هذا يعني عثمان فأمرته ونهيته فصنع ما ترون فلا يستمسك بولي قال وكان حيث ضرب وقع عليه رجل من قريش فقال أما والله لئن مات هذا ليقتلن ضخم السرة من قريش قال وهو جد هشام بن عبد الملك
1915 - حدثنا علي بن محمد عن أبي عبد الرحمن العجلان عن عكرمة بن خالد قال كلم هشام بن الوليد عثمان أن يكف عن عمار فقال اسكت يا ابن القسرية فقال هشان بن الوليد لئن مت يا عمار لأقتلن بك رجل تملأ سرته قادمة الرحل من بني أمية فقال له عثمان أأنت يا ابن القسرية قال إنهما اثنتان تأكلان الثريد قال لا أم لك ولا واحدة إلا بعد شر فقالت أم سلمة فإنه قتل أبا أزيهر قال اسكتي فإن أباك مات باليمن وقال هشام ابن الوليد لعثمان رضي الله عنه ( لساني طويل فاحذون شداته ** عليك وسيفي من لساني أطول )
1916 - حدثنا عفان حدثنا أبو محصن قال حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني جهيم قال أنا شاهد للأمر سعد وعمار فأرسلوا إلى عثمان أن ائتنا فإنا نريد أن نذاكرك أشياء أحدثتها وأشياء فعلتها فأرسل إليهم أن انصرفوا اليوم فإني مشتغل وميعادكم يوم كذا وكذا حتى أتشوف لكم فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف فتناوله رسول عثمان فضربه فلما اجتمعوا للميعاد ومن معهم قال لهم عثمان ما تنقمون قالوا ننقم عليك ضربك عمارا فقال جاء سعد وعمار فأرسلت إليهما فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف فتناوله رسولي عن غير أمري فوالله ما أمرت ولا رضيت فهذي يدي لعمار فليصطبر قال أبو محصن يعني يقتص
____________________
(2/181)
1917 - حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا عبد الله بن وهب قال قال حيوة أخبرني ابن سمعان أنه سمع عمته من أدرك من أهله يذكرون أن عثمان أمر بعمار بن ياسر فضرب في أمر نازعه فيه حتى أغمى عليه فحمله زياد بن سمعان وناس معه إلى بيت أم سلمة زوج النبي & وهو لا يعقل فصلى الناس الجمعة ثم صلوا العصر ولم يفق عمار ولم يصل حتى دنت الشمس أن تغرب ثم أفاق قبل أن تغرب الشمس بقليل فصلى الأولى والعصر جميعا
1918 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن كلثوم بن جبير بن أبي حفص عن ابن عادية قال سمعت عمارا رضي الله عنه يقع في عثمان رضي الله عنه ويشتمه بالمدينة فتوعدته بالقتل ( ما جاء في كف عثمان رضي الله عنه عن القتال وأنه يقتل على الحق )
1919 - حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني أن مرة بن كعب قال لولا حديث سمعته من رسول الله & ما قمت ذكر الفتن فقربها فمر رجل مقنع في ثوبه فقال هذا يومئذ على الهدى فقمت إليه فإذا عثمان رضي الله عنه فأقبلت عليه بوجهه فقلت هذا قال نعم
1920 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا أبان بن يزيد قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو قلابة قال شهدت خطباء من أهل الشام في الفتنة الأولى قابلنا منهم قوم ذوو عدد من أصحاب رسول الله & فقام رجل من بهز يقال له مرة بن كعب من آخر الخطباء فقال لولا كلمات سمعتهن من رسول الله & لم أخطبكم اليوم ولكن شهدت رسول الله & يوما وهو يحدث أصحابه فقال في حديثه ستكون بعدي فتن فبينما هو يحدثنا إذ مر رجل متقنع فقال هذا يومئذ وأصحابه على الهدى فاتبعت الرجل فكشفت وجهه فإذا هو عثمان رضي الله عنه فأقبلت بوجهه على النبي & فقلت هذا يا رسول الله قال نعم
____________________
(2/182)
1921 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا معاوية بن صالح قال حدثني سليم بن عامر عن جبير بن نفير قال كنا معسكرين مع معاوية فقام مرة بن كعب البهزي فقال أما والله لولا شيء سمعته من رسول الله & ما قمت هذا المقام قال فلما سمع معاوية رضي الله عنه ذكر رسول الله & أجلس الناس قال بينما نحن جلوس مع رسول الله & إذ مر بنا عثمان بن عفان مرحلا معذقا فقال رسول الله & لتخرجن فتنة تحت رجلي أي من تحت قدمي هذا وهذا يومئذ ومن اتبعه على الهدى قال فقام عبد الله بن حوالة الأزدي من عند المنبر فقال إنك لصاحب هذا قال نعم قال أما والله إني لحاضر ذلك المجلس ولو كنت أعلم أن لي في الجيش مصدقا لكنت أول من تكلم فيه
1922 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه قال أتيت النبي & وهو تحت دومة وهو يكتب الناس فرفع رأسه إلي فقال يا عبد الله بن حوالة أأكتبك فقلت ما خار الله لي ورسوله ثم أمل ساعة ثم رفع رأسه إلي فقال يا ابن حوالة رضي الله عنهما فقلت إنهما لم يكتبا إلا في خير موضع فرفع رأسه إلي فقال يا ابن حوالة أأكتبك فقلت نعم فكتبني ثم قال يا عبد الله كيف أنت وفتنة تكون في أقطار الأرض كأنها صياصي البقر والتي بعدها منها كنفجة أرنب فقلت ما خار الله لي ورسوله قال اتبع هذا الرجل فإنه يومئذ ومن تبعه على الهدى والحق فتبعته فأخذت بمنكبه ثم لفقته فقلت أهذا قال نعم فإذا هو عثمان بن عفان وقال رسول الله & إنكم
____________________
(2/183)
تهجمون على رجل معتجر ببرد حبرة يبايع الناس من أهل الجنة فهجمنا على عثمان بن عفان رضي الله عنه
1923 - حدثنا رجاء بن سلمة قال حدثني أبي قال حدثنا بشر بن عبد الله السلمي قال أخبرني عروة بن رويم اللخمي عن شداد بن حي وعوف بن مالك قالا بينما نحن مع رسول الله & على طرف آرة بالمدينة إذ ذكر اختلافا يكون فينا بعده وأشار إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال تغدر بهذا يومئذ أمته
1924 - حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى بن عقبة قال حدثني جدي أبو حبيبة أنه دخل الدار وعثمان رضي الله عنه محصور فيها وأنه سمع أبا هريرة وأذن له عثمان رضي الله عنه في الكلام فقال سمعت رسول الله & يقول تكون فتنة واختلاف فعليكم بالأمين وأصحابه وهو يشير إلى عثمان رضي الله عنه
1925 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا وهيب بإسناده بنحوه
1926 - حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى ومحمد وإبراهيم بنو عقبة قالوا حدثنا جدنا أبو أمنا أبو حبيبة بمثله
1927 - حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه فسجي بثوبه ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال أحمد أحمد في الكتاب الأول صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع وبقيت سنتان أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة وسيأتيكم عن
____________________
(2/184)
جيشكم خبر ببئر أريس وما بئر أريس قال يحيى قال سعيد ثم هلك رجل من بني خطمة فسجي بثوبه فسمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق
1928 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا صالح بن موسى بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله عن عبد الملك بن عمير قال أرسلت امرأة من الأنصار إلى النعمان بن بشير وهو أمير في خلافة معاوية تسأله عن كلام ابن خارجة عند الموت فكتب إليها أخبرك أني حضرته عند الموت فعرج بروحه حتى ما شككنا أنه الموت إذ أعاد الله إليه روحه فقال محمد رسول الله & خاتم النبيين كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق صدق أبو بكر خليفة رسول الله الضعيف في نفسه القوي في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق صدق عمر بن الخطاب القوي في نفسه القوي في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق صدق عثمان بن عفان كان ذلك في الكتاب الأول مضت اثنتان وبقيت أربع بئر أريس وما بئر أريس اختلف الناس ارجعوا إلى خليفتكم فإنه مظلوم
1929 - حدثنا عمرو بن قسط قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر قال حدثني عمير بن هانئ العبسي قال أخبرني النعمان بن بشير الأنصاري قال توفي رجل منا يقال له خارجة بن زيد فسجيت عليه ثوبا وقمت أصلي إذ سمعت في البيت ضوضاة فانصرفت وأنا أظن أن حية دخلت بينه وبين ثوبه فلما وقفت عليه سمعته يقول أجلد القوم أوسطهم عند الله عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه القوي في أمر الله لا يأخذه في الله لومة لائم كان في الكتاب الأول صدق صدق عند الله أبو بكر أمير المؤمنين الضعيف في جسمه القوي في أمر الله كان في الكتاب الأول صدق صدق عنه الله عثمان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة خلت ليلتان وبقيت أربع اختلف الناس فلا أحكام أنتجت الأحمال أيها الناس أقبلوا على إمامكم فاسمعوا له وأطيعوا فمن تولى فلا يعهدن وكان أمر الله قدر مقدورا هذا رسول الله هذا عبد الله بن رواحة ما فعل زيد بن خارجة يعني أباه قتل قبل بدر كافرا ثم رفع صوته وهو يقول ! ( كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى ) ! المعارج 15 - 16 - 17 أخذت
____________________
(2/185)
بئر أريس ظلما أخذت بئر أريس ظلما قال النعمان ثم خفت الصوت ( الحركة في أمر عثمان رضي الله عنه وأول الوثوب عليه رضوان الله عليه )
1930 - حدثنا قريش بن أنس قال أنبأنا ابن عون عن الحسن قال قام رجل إلى ابن عفان وهو يخطب فقال نسأل كتاب الله قال أوما لكتاب الله طالب غيرك قال فصاح به الناس أن يقعد فأبى فحصب وحصب الناس بعضهم بعضا فلما كانت الجمعة الثانية قيل له قم فقال إني أخاف أن يحصبوني فقال إن حصبوك حصبناهم فقال إني أسألك كتاب الله فقال أما لكتاب الله طالب غيرك قال فحصب فحصبهم الآخرون فنزل ابن عثمان برما يكاد يحمل رأسه يرعش قلت للحسن وما سنك يومئذ قال أربع عشرة خمسة عشرة
1931 - حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا قرة بن خالد قال سمعت الحسن يقول شهدت عثمان يخطب على المنبر يوم الجمعة فقام رجل تلقاء وجهه فقال أسأل كتاب الله فقال عثمان رضي الله عنه أما لكتاب الله طالب غيرك اجلس قال يقول الحسن كذبت يا عدو نفسه لو كنت تطلب كتاب الله لم تطلبه والإمام يخطب يوم الجمعة قال ثم قام فقال أطلب كتاب الله فقال أما لكتاب الله طالب غيرك اجلس فجلس قال ثم قام الثالثة فقال أسأل كتاب الله فقال عثمان رضي الله عنه أما لهذا أحد يجلسه قال فتحاصبوا حتى ما أرى أديم السماء قال فكأني أنظر إلى ورقات مصحف رفعته امرأة من أزواج رسول الله & وهي تقول إن الله برأ نبيه من الذين تفرقوا وكانوا شيعا قال وذلك حين خالطت الناس وغفلت الأحاديث قال فأخبرني بعض أصحابنا أنها أم سلمة زوج النبي &
1932 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام بن مسكين قال سمعت الحسن قال خرج عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة فخطب الناس فقام رجل من تلقاء اليسار فقال أسألك كتاب الله فقال ويحك أليس عندك كتاب الله قال فأمر رجلا فنهاه فقام معه رجل وقام مع هذا رجل آخروقام مع هذا رجل وقام مع هذا رجل آخر حتى كثروا ثم
____________________
(2/186)
تحاصبوا حتى ما أرى أديم الناس وكأني أنظر إلى رجل معه مصحف بعثته إحدى أمهات المؤمنين فصعد سور المسجد ثم نادى الناس ألا إن هذا ينهاكم عما تفعلون إن محمدا قد برئ ممن فرق دينه وكان شيعا
1933 - حدثنا الأصمعي قال حدثنا أبو الأشهب عن الحسن قال رأيت قتلة عثمان رضي الله عنه تحاصبوا حتى ما أرى جلد السماء ورفع مصحف من إحدى الحجر فقيل يعلمه من عرف أن محمدا برئ ممن فرق دينه وكان شيعا
1934 - حدثنا أبو عاصم عن أبي خلدة قال لقيت أبا صالح في سكة المربد فقال لما نهضوا بعثمان رضي الله عنه كان على المنبر فحصبه الناس حتى جعل يتقي بوجهه فلما أكثروا دخلوا ودخل معه أبو هريرة متقلدا سيفه فقال يا أمير المؤمنين أأضرب قال تدري على مه قال نعم قال فإني أعزم عليك لما ألقيت سيفك قال فألقيته فما أدري من ذهب به
1935 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا المهدي بن ميمون قال حدثنا ابن أبي يعقوب عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن سلام قال بينما عثمان رضي الله عنه يخطب الناس إذ قام إليه رجل فنال منه فنهاه عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال له رجل من أصحابه لا يمنعك مكان ابن سلام أن تسب نعثلا فإنه من شيعته قال قلت لقد قلت القول العظيم في يوم القيامة للخليفة من بعد نوح
1936 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا يوسف بن الماجشون قال أخبرني عقبة بن مسلم المدني أن آخر خرجة خرجها عثمان يوم جمعة وعليه حلة حبرة مصفرا رأسه ولحيته بورس قال فما خلص إلى المنبر حتى ظن أن لن يخلص فلما استوى على المنبر حصبه الناس وقام رجل من بني غفار يقال له الجهجاه فقال والله لنغربنك
____________________
(2/187)
إلى جبل الدخان فلما نزل حيل بينه وبين الصلاة فصلى للناس أبو أمامة بن سهل بن حنيف
1937 - حدثنا الخزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني عبد الله بن عمر عن نافع أن جهجاه الغفاري تناول عصا عثمان رضي الله عنه وهو يخطب الناس على المنبر فكسرها بركبته فأخذته في ركبته قرحة الأكلة
1938 - حدثنا علي بن محمد عن عبد الله مصعب عن هشام بن عروة عن أبيه قال خرج عثمان رضي الله عنه من داره يوم جمعة عليه حلة حبرة ومعه ناس من مواليه قد صفر لحيته فدخل المسجد فجذب الناس ثيابه يمينا وشمالا وناداه بعضهم يا نعثل وكان حليما حييا فلم يكلمهم حتى صعد المنبر فشتموه فسكت حتى سكتوا ثم قال أيها الناس اسمعوا وأطيعوا فإن السامع المطيع لا حجة عليه والسامع العاصي لا حجة له فناداه بعضهم أنت السامع العاصي وقام جهجاه بن سعد الغفاري وكان ممن بايع تحت الشجرة فقال هلم إلى ما ندعوك إليه قال وما هو نحملك على شارف جرباء ونلحقك بجبل الدخان لست هناك لا أم لك وتناول جهجاه عصا كانت في يد عثمان رضي الله عنه وهي عصا رسول الله & فكسرها على ركبته ودخل عثمان داره وصلى بالناس يوم الجمعة سهل بن حنيف ووقعت في رجل جهجاه الأكلة
1939 - حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار أن جهجاها دخل على عثمان رضي الله عنه فانتزع عصا النبي & التي كان يتخصر بها فكسرها على ركبته فأخذته في ركبته الأكلة
1940 - حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا أبو عوانة قال قال حصين قلت لعمرو بن جأوان لم اعتزل الأحنف قال قال الأحنف انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة فبينما نحن بمنزلنا إذ جاءنا آت فقال إن الناس قد فزعوا إلى المسجد فانطلقت أنا وصاحبي فإذا الناس مجتمعون على نفر وسط المسجد فتخللتهم حتى قمت عليهم فإذا علي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص قعود فلم يك ذاك بأسرع أن جاء عثمان رضي الله عنه يمشي في المسجد عليه ملاءة له صفراء قد رفعها على رأسه قال فقلت لصاحبي
____________________
(2/188)
كما أنت حتى تنظر ما جاء به فلما دنا منهم قالوا هذا ابن عفان قال أهاهنا علي قالوا نعم قال أهاهنا الزبير قالوا نعم قال أهاهنا طلحة قالوا نعم قال أهاهنا سعد قالوا نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله & قال من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له قال فابتعته بعشرين وأو بخمسة وعشرين ألفا فأتيت النبي & فقلت له إني قد ابتعت مربد بني فلان قال اجعله في المسجد وأجره لك قالوا نعم ولكنك بدلت قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله & قال من يبتاع بئر رومة غفر الله له فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول الله & فقلت إني قد ابتعت بئر رومة فقال اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قالوا نعم ولكنك بدلت قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله & نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال من يجهز هؤلاء غفر الله له فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا قالوا نعم ولكنك بدلت قال اللهم اشهد ثلاث مرات ثلاث مرات ثم انصرف
1941 - حدثنا عفان قال حدثنا أبو محصن قال حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني جهيم قال أنا شاهد للأمر قالوا لعثمان ننقم عليك أنك جعلت الحروف حرفا واحدا قال جاءني حذيفة فقال ما كنت صانعا إذا قيل قراءة فلان قراءة فلان كما اختلف أهل الكتاب فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمن حذيفة قالوا وننقم عليك أنك حميت الحمى قال جاءتني قريش فقالوا إنه ليس من العرب قوم إلا لهم حمى يرعون فيه عرباء فنقلت ذلك لهم فإن رضيتم فأقروا وإن كرهتم فغيروا أو فلا نقروا قالوا وننقم عليك أنك استعملت سفهاء أقاربك قال فليقم أهل كل مصر فليسألوني صاحبهم الذي يحبون فأستعمله عليهم وأعزل عنهم الذي يكرهون فقال أهل البصرة رضينا بعبد الله بن عامر فأقره علينا وقال أهل الكوفة إعزل عنا سعيدا أو قال الوليد شك أبو محصن واستعمل علينا أبا موسى الأشعري ففعل وقال أهل الشام رضينا بمعاوية فأقره علينا وقال أهل مصر إعزل عنا ابن أبي سرح واستعمل علينا عمرو بن العاص ففعل فما جاءوا بشيء إلا خرج عنه
____________________
(2/189)
1942 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عمر بن عثمان عن ابن شهاب قال أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال جاءني رجل من الأنصار في خلافة عثمان فكلمني أن أعيب على عثمان فتكلم كلاما طويلا وفي لسانه ثقل فلم يكد يقضي كلامه في سريح فلما قضى كلامه قلت إنا قد كنا نقول ورسول الله & حي أفضل أمة رسول الله & أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وإنا والله ما نعلم عثمان فعل شيئا بغير حق ولا جاء من الكبائر شيئا ولكن هو هذا المال إن أعطاكموه رضيتم وإن أعطى إلى قرابته سخطتم إنما تريدون أن تكونوا كفارس والروس لا يتركون لهم أميرا إلا قتلوه قال ففاضت عيناه من الدموع فقال اللهم لا نريد ذاك قال إبراهيم بن المنذر يريد حبان بن منقذ كان ألثغ يقول لا خرابة بريد لا خلابة
1943 - حدثنا الحزامي قال وحدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن سمعان أن ابن شهاب أخبره أن سالم بن عبد الله أخبره قال دخل على عبد الله بن عمر رجل من الأنصار يجر النطق جرا فذكر عثمان وطعن عليه فقال ابن عمر ما كنا نفضل في حياة رسول الله & على هؤلاء الرهط الثلاثة أحدا أبو بكر وعمر وعثمان وإنا لا نعلم عثمان كفر بعد إيمانه ولا زنى ولا قتل بقية الحديث مثل الأول
1944 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت نافعا يقول كان عبد الله بن عمر يقول لو أن عمر عمل بالذي كان عثمان يفعل ما كلمتموه
1945 - حدثنا الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثني ابن سمعان عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال قام عامر بن ربيعة يصلي في الليل وذلك حين نشب الناس في الطعن على عثمان فصلى ثم نام فأتى في منامه فقيل له قم فسل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالح عباده ففعل واشتكى ليالي فما خرج من بيته حتى لقي الله
1946 - حدثنا نصر بن علي قال حدثنا محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال لقد عابوا على عثمان أشياء لو فعلها عمر ما عابوها عليه ( أمراء أهل مصر ومسيرهم إلى عثمان رضي الله عنه )
1947 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا
____________________
(2/190)
الليث بن سعد عن عبد الكريم بن الحارث عمن حدثه عن عمرو بن الحمق الخزاعي أنه قام عند المنبر بمصر وذاك عند فتنة عثمان رضي الله عنه فقال أيها الناس إني سمعت رسول الله & يقول إنها ستكون فتنة خير الناس فيها الجند الغزى وأنتم الجند الغزى فجئتكم لأكون معكم فيما أنتم فيه قال الليث فكان معهم في أشر أمورهم
1948 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول قال رسول الله & إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيتم رجلين يقتتلان على موضع لبنة فاخرج منها فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها قال ابن وهب فسمعت الليث يعني ابن سعد يقول لا أرى رسول الله & قال له ذلك إلا للذي كان من أهل مصر في عثمان بن عفان
1949 - حدثنا حجاج بن نصير قال حدثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين قال قدم محمد بن أبي حذيفة على عثمان رضي الله عنه فأجازه بمائة ألف ثم طعن عليه بعد ذلك وقال ما جعل هؤلاء أحق بالمال مني
1950 - حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن محمد بن سيرين قال ركب كعب الأحبار ومحمد بن أبي حذيفة في سفينة قبل الشام زمن عثمان في غزوة غزاها المسلمون فقال محمد لكعب كيف تجد نعت سفينتنا هذه في التوراة تجري غدا في البحر فقال كعب يا محمد لا تسخر بالتوراة فإن التوراة كتاب الله قال ثم قال له ذاك ثلاث مرات فقال لا أجد سفينتنا هذه منعوتة في التوراة ولكني أجد في بعض كتاب الله أن
____________________
(2/191)
فتنة قد أطلت ينزو فيها رجل من قريش له سن شاغية نزو الحمار في القيد فاتق ألا تكون ذلك الرجل
1951 - حدثنا الحجاج بن نصير قال حدثنا قرة عن محمد بمثله وقال يثب فيها غلام من قريش أشفى الثنيتين فيؤخذ فيضرب عنقه فانظر ألا تكون ذاك فكان هو
1952 - حدثنا عارم قال حدثنا أبو هلال عن محمد قال ركب كعب مع محمد بن أبي حذيفة في سفينة فقال محمد يا كعب أتجد جري سفينتنا في التوراة فقال كعب يا محمد إن التوراة حق وهي في كتاب الله فلا تستهزئ بها فأعاد عليه مرتين أو ثلاثا فقال كعب أجد في كتاب الله أن رجلا من قريش اسمه اسمك أشر الثنايا يحجل في الفتنة كما يحجل الحمار في القيد فاحذر لا يكون أنت هو
1953 - حدثنا علي بن محمد عن رجل عن الزهري قال غزا ابن أبي سرح ذات الصواري سنة أربع وثلاثين ومعه محمد بن بكر ومحمد بن أبي حذيفة فكانا يعييان عثمان فحملهما ابن أبي سرح في سفينة مع القبط ثم كلم فيهما فحولهما فلما رجع كتب إلى عثمان بما كان منهما فكتب إليه أن أشخص إلى ابن أبي بكر وقال عثمان العجب لابن أبي حذيفة كفلته وربيته ثم هو يؤلب الناس علي اللهم إنه لم يشكر بلائي فأجرني منه
1954 - حدثنا علي بن محمد عن الماجشون عن الزهري قال قال عثمان رضي الله عنه ألا تعجبون لابن أبي حذيفة ضممت الرجل لرحمه فكنت أجس بطنه من الليل أنظر أجائع هو أم شبعان ثم هو يسعى في خلعي وسفك دمي اللهم فاجزه جزاء من كفر النعمة وفجر
1955 - حدثنا صلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن حرملة بن عبد العزيز عن أبيه قال كان محمد بن أبي حذيفة يخطب وكان أقرأ الناس للقرآن فقال عقبة بن عامر صدق الله ورسوله سمعت رسول الله & يقول يقرأ القرآن قوم لا يجاوز تراقيهم يمزقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية قال لئن كنت سمعت هذا من رسول الله & تزعم إنك . . . . . . . . .
____________________
(2/192)
لكذوب إنك ما علمت لمتهم
1956 - حدثنا أحمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن ابن حبيبة عن ربيعة بن لقيط قال حدثني سلمة بن مخرمة قال لما انتزى ابن أبي حذيفة بمصر فخلع عثمان دعا الناس إلى أعطياتهم فأبيت أن آخذ منه قال ثم ركبت إلى المدينة فصرت إلى عثمان فقلت يا أمير المؤمنين إن ابن أبي حذيفة إمام حلا له كما علمت وإنه انتزى علينا بمصر فدعانا إلى أعطياتنا فأبيت أن آخذ منه فقال عجزت إنما هو حقك عجزت إنما هو حقك
1957 - حدثنا علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن يزيد بن قحيف عن رجل من قومه عن رجاء بن حيوة وحباب بن موسى عن محمد بن إسحاق عن مخلد بن خفاف عن عروة بن الزبير قالا كتب أهل مصر إلى عثمان في الملإ المسلمين إلى الخليفة المبتلى أما بعد فالحمد لله الذي أنعم علينا وعليك واتخذ علينا فيما آتاك الحجة وإنا نذكرك الله في مواقع السحاب فإن الله قال في كتابه ! ( أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق ) ! يونس 59 أن تحل ما شئت منه بقولك وتحرم ما شئت منه بقولك ونذكرك الله في الحدود أن تعطلها في القريب وتقيمها في البعيد فإن سنة الله واحدة ونذكرك الله في أقوام أخذ الله ميثاقهم على طاعته ليكونوا شهداء على خلقه نصحوا لك فاغتششت نصيحتهم وأخرجتهم من ديارهم وأموالهم وقال الله في كتابه ! ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون ) ! البقرة 84 فنذكرك الله وننهاك عن المعصية فإنك تدعي علينا الطاعة وكتاب الله ينطق لا طاعة لمن عصى الله فإن تعط الله الطاعة نؤازرك ونوقرك وإن تأب فقد علمنا أنك تريد هلكتنا وهلكتك فمن يمنعنا من الله إن أطعناك وعصيناه وأنت العبد الميت المحاسب والله الخالق البارئ المصور الذي لا يموت
1958 - حدثنا علي عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال كتب عثمان إلى أهل مصر أذكركم الله الذي علمكم الإسلام وهداكم من الضلالة وأنقذكم من الكفر فإنه قال ! ( واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا ) ! المائدة 7 وقال ! ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ! الحجرات 6 وقال ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا لا
____________________
(2/193)
خلاق لهم في الآخرة ) آل عمران 77 وقال ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) النحل 91 وقال ( وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) النساء 59 وقال ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) الفتح 70 أما بعد فإن الله رضى لكم السمع والطاعة وحذركم المعصية والفرقة وأنبأكم أنه قد فعله من قبلكم وتقدم إليكم فيه لتكون له الحجة عليكم إن عصيتموه فاقبلوا وصية الله واحذروا عذابه فإنكم لم تجدوا أمه هلكت إلا من بعد أن تختلف فلا يكون لها رأس يجمعها ومتى تفعلوا ذلك لا تكن لكم صلاة جماعة ويسلط بعضكم على بعض وتكونوا شيعا وقال الله ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) الأنعام 159
1959 - حدثنا علي عن ابن أبي ذئب عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال دعا عثمان رضي الله عنه عمار بن ياسر رضي الله عنهما فقال يا أبا اليقظان إن لك سابقة وقدما وقد عرفك الناس بذلك وقد استمرح أهل مصر واستعلى أمرهم وبغيهم علي فأنا أحب أن أبعثك إليهم فتعتبهم من كل ما عتبوا وتضمن ذلك علي وتقول بالمعروف وتنشر الحسنى فعسى الله أن يطفئ بك ثائرة ويلم بك شعثا وصلح بك فسادا وأمر له بحملان ونفقة وكتب إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح أن يجري عليه رزقا ما أقام عنده فخرج عمار إلى مصر وهو عاتب على عثمان رضي الله عنه فألب الناس عليه وأشعل أهل مصر على عثمان رضي الله عنه فكتب ابن أبي سرح إلى عثمان رضي الله عنه إن عمارا قدم علينا فأظهر القبيح وقال ما لا يحل وأطاف به قوم ليسوا من أهل الدين ولا القرآن وكتب يستأذنه في عقوبته وأصحابه فكتب إليه عثمان رضي الله عنه بئس الرأي رأيت يا ابن أبي سرح أنا بقضاء الله أرضى به اعلمه من أن آذن لك في عقوبة عمار أو أحد أصحابه فقد وجهت عمارا وأنا أظن به غير الذي كتبت به فإذا كان من أمره الذي كان فأحسن جهازه واحمله إلي فلعمري إني لعلى يقين أني استكمل أجلي وأستوفي رزقي وأصرع مصرعي فقدم الكتاب على ابن أبي سرح فحمل عمارا إلى المدينة
1960 - حدثنا معمر بن بكار بن معمر بن حمزة بن عمر بن سعد قال حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان قال كتب ابن أبي سرح إلى عثمان أما بعد فإنك
____________________
(2/194)
بعثت قوما ليقوموا بضررك وإنهم يحرضون عليك فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ضرب أعناقهم فليفعل فكتب إليه عثمان رضي الله عنه بئس الرأي رأيت يا ابن أبي سرح حتى تستأذن في قتل قوم فيهم عمار بن ياسر أنا بقضاء الله أرضى من أن آذن لك في ذلك فإذا أتاك كتابي هذا فأحسن صحبتهم ما صحبوك فإذا أرادوا الرحلة فأحسن جهازهم وإياك أن يأتيني عنك خلاف ما كتبت به إليك
1961 - حدثنا علي بن محمد عن أبي عمرو عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال بعثني أبي إلى عمار رضي الله عنه حين قدم من مصر وبلغه ما كان من أمره فأتيته فقام وليس عليه رداء وعليه قلنسوة من شعر معتم عليها بعمامة وسخة وعليه جبة فراء يمانية فأقبل معي حتى دخل على سعد فقال يا أبا اليقظان إن كنت عندنا لمن أهل الفضل وكنت فينا مرجوا قبل هذا فما الذي بلغني عنك من سعيك في فساد المسلمين والتأليب على أمير المؤمنين فأهوى عمار بعمامته فنزعها عن رأسه فقال ويحك يا عمار أحين كبرت سنك نفد عمرك واقترب أجلك خلعت بيعة الإسلام من عنقك وخرجت من الدين عريانا فقام عمار مغضبا وهو يقول أعوذ بالله من الفتنة فقال سعد ! ( ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين ) ! التوبة 49 ألا في الفتنة سقطت يا عمار
1962 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني الليث بن سعد أن عمارا قال لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ألا تخرج معنا في هذا الأمر فقد خرج فيه من ليس بدونك فقال سعد إن جئتموني بسيف ينبو عن المؤمن ويجير على الكافر فعلت فقال عمار مثل قول سعد ثم قال كأنك أفضل ممن خرج فيه فقال سعد أيما أحب إليك أمودة على دخن أم صرم جميل قال عمار بل صرم جميل قال سعد فهو لله علي إن كلمتك من رأسي ما حييت
1963 - حدثنا علي بن محمد عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال لما خرج عمار رضي الله عنه من مصر فحرك أهل مصر وقالوا سير عمار وصرف ابن أبي حذيفة فيهم ودعاهم إلى السير فأجابوه فخرج ستمائة أو أربعمائة وجعلوا أمرهم إلى
____________________
(2/195)
أربعة منهم رؤساء عبد الرحمن بن عبد قيس بن عباد التجوبي وجماع أمرهم إلى محمد بن أبي حذيفة ويقال عبد الرحمن بن عديس وكان اسمه في الجاهلية علقمة فتسمى عبد الرحمن وكان معهم عروة بن شتيم الليثي وأبو رومان الأسدي وسودان بن عمران التجوبي وأظهروا أنهم يريدون العمرة فساروا قرب خمس وثلاثين وفي ذلك يقول الشاعر ( خرجن من أليون بالصعيد ** مستحقبات حلق الحديد ) ( يطلبن حق الله في الوليد ** وفي ابن عفان وفي سعيد ) فقدموا فنزلوا بذي خشب في رمضان فقال سعد بن أبي وقاص لعمار يا أبا اليقظان ألا تخرج إلى هؤلاء القوم فتردهم وتنهاهم عن البغي وجاء كثير بن الصلت يسمع كلامهما في فرجة في الباب وفطن له عمار فقام إليه مغضبا بعكاز فولى كثير وقال عمار أما والله لو ثبت لفقأت عينك وغضب فقال لا أردهم عنه وتمثل ( أبت كبدي لا أكرهنك قتالهم ** علي وتأباه علي أناملي ) ( وكيف قتالي معشرا يأذنونكم ** عن الحق أن لا يأشبوه بباطل )
1964 - حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن الأصم قال أرسلوني بذي خشب وقالوا اسأل أصحاب رسول الله & واجعل عليا في آخر من تسأل قال فسألت فكلهم يأمرني بالقدوم قال فأتيت عليا رضي الله عنه فسألته فقال لكني لا آمرهم فإن فعلوا فبيض فليفرخ
1965 - حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن عبد الله أنه وزيادا مرا على أهل مصر بذي خشب فقال لهم أتريدون أن أبلغ عنكم أصحاب محمد & وأزواجه فأرسلوهما إلى المدينة إلى أصحاب النبي & وأزواجه واستشاروهم في القدوم على عثمان رضي الله عنه وأمروهما أن يجعلا عليا رضي الله عنه من آخر من يأتيانه فيستعتبونه فإن أعتبهم فهو الذي يريدون فأما علي رضي الله عنه فقال لهما هل أتيتما أحدا قبلي قالا نعم أزواج النبي & وأصحابك قال فما
____________________
(2/196)
أمروهم قالا أمروهم بالقدوم قال علي رضي الله عنه لكن لا آمرهم بالقدوم ولكن ليبعثوا إليه من مكانهم فليستعتبوه فإن أعتبهم فهو الذي يريدون وإن أبوا إلا أن يقدموا فبيض فليفرخوه فبيض فليفرخوه
1966 - حدثنا علي بن محمد عن عبد الله بن مصعب عن هشام بن عروة قال قال عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما كنت أمشي مع أبي فلقينا علي رضي الله عنه فقال إني لا أظن هؤلاء القوم إلا قادمين فما ترى قال إني أرى أن تحبس في بيتك ولا تكفهم ولا ترشدهم قال هو رأي ومضى فقلت لأبي والله ليعيننهم وليرشدنهم وليستعينن على أمير المؤمنين
1967 - حدثنا قال الأصمعي سمعت ابن أبي الزناد يذكر عن عبد الله بن الزبير قال بينا أنا وأبي نهوي نحو البقيع إذا مناد ينادي أبي من ورائه يا أبا عبد الله فنظرت فإذا علي رضي الله عنه فتشربت له يعني تحرقت له فقال أبي إنه أبو الحسن لا أم لك فجاء علي رضي الله عنه فقال ألا ترى ما يلقى عثمان رضي الله عنه
1968 - حدثنا أبو بكر الباهلي قال حدثني مؤدب ولد جعفر عن ابن دأب قال قال ابن عباس رضي الله عنه ما ذاكرني علي رضي الله عنه شيئا من أمر عثمان رضي الله عنه حتى حضر أهل مصر وأرسل إلي فقال أشر علي في هذا الأمر ما الرأي لي فيه فقلت إنك قد عميت علي في أمرك فلست أعلم ما في نفسك وسأشير عليك مشورة لا أكشف فيها ما سترت عني إن كنت تطمع في هذا الأمر فإن معك من يطمع فيه مثل طمعك ويدعي فيه مثل حظك فإن أنت أشرفت لنفسك أشرف عليه يعذروه ويصدوه وكان أحب إليهم منك بعد كما كان أحب إليهم منك قبل فإن رأوا أنك رافض للأمر كفوك المؤونة وولوا نسيا يكفيك ثم تكون منه حيث ترى ورأيي لك قد سبقك إلى هذا الأمر رجلان لن تعمل أفضل من عملهما إن وليت ما ولياه واتباع عملهما بمثل عملهما شيء هو لهما دونك وقد أشرف . . . . . . غيرك من شاهد لك وغائب عنك ووالله لئن قتل عثمان ليلتبسن هذا الأمر التباسا لا يتخلص لك فيما بقي من عمرك حتى تموت فإما يلبسه لك من وليه بك وإما صار لغيرك فأرى أن ترفضه رفضا صحيحا لا تسر فيه ولا تعلن قال فزعت فحسبك
____________________
(2/197)
1969 - حدثنا علي بن محمد عن أبي عمرو عن محمد بن المنكدر قال نزل المصريون بذي خشب فبعث عثمان رضي الله عنه رجلا من المهاجرين إليهم وقال أعطهم ما سألوك فقال رجل من بني مخزوم إني لا آمن الذي بعثت فإن أذنت لي اتبعته فأذن له فقدم عليهم الرجل فرآهم في هيئة رثة فسمعته يقول قدمتهم بما أرى من سوء الحال على عثمان رضي الله عنه في سودانه وحمرانه ما هذا لكم برأي فرجع المخزومي إلى عثمان رضي الله عنه فأخبره فقل إنه لحريص لا بارك الله له فيما يؤمل على ما يبلغنا وقد سمع النبي & يقول لا ينالها أبدا
1970 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا يوسف بن الماجشون عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال جاء علي رضي الله عنه إلى أهل مصر وهم في قبة لهم فقال جئتموني أكلة رأس إنكم لا طاقة لكم بحمران عثمان ولا سودانه ارجعوا فاستوثقوا وتعالوا خير بذلك عبد الله بن الفضل عمن كان وراء القبة
1971 - حدثنا نضر بن علي بن نضر قال حدثنا غسان بن نضر قال حدثنا أبو مسلم سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال خطبنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال إن ركبا نزلوا ذا الحليفة وإني خارج إليهم فمن شاء أن يخرج فليخرج قال فكنت فيمن خرج يعني أبا سعيد قال فأتيناهم فإذا هم في حظائر سقف أبصرناهم من خلال الحائط وإذا شاب قاعد في حجره المصحف فقال يا أمير المؤمنين أرأيت ! ( ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) ! يونس 59 فقال إن عمر رضي الله عنه حمى حمى وإن الصدقة زادت فزدت في الحمى فمن شاء أن يرعى فليرع أتوب إلى الله وأستغفره فقالوا يا أمير المؤمنين أحسنت ثم قالوا يا أمير المؤمنين هل على بيت الله إذن قال كنت أرى أن الجهاد أفضل من الحج فإن كان ذلك من رأيكم فقد أذنا للناس فمن أراد أن يحج فليحج أتوب إلى الله وأستغفره فقالوا والله لقد أحسنت يا أمير المؤمنين في خصال سألوه عنها فتاب منها ورجع عنها كل ذلك يقولون قد أحسنت يا أمير المؤمنين قال فانفروا وتفرقوا ثم قام خطيبا فقال ما رأيت ركبا كانوا في نفس أمير المؤمنين خيرا من هؤلاء الركب والله إن قالوا إلا حقا وإن سألوا إلا حقا فرجعوا إليه فأشرف عليهم فقال ما رجعكم إلي بعد
____________________
(2/198)
إعطائكم الحق قالوا كتابك قال ويلكم لا تهلكوا أنفسكم وتهلكوا أمتكم والله إن كتبتها ولا أمليتها فقال الأشتر إني والله لأسمع حلف رجل ما أراه إلا قد مكر به ومكر بكم قال فوثبوا عليه فوطؤوه حتى ثقل قال فوقف عليهم سعد بن مالك فقال أفيم قتلكم تركتموه وهو في خطيئة . . . . . . تطهر منها قتلتموه فجعلوا يقرعونه بالرماح حتى سقط لجنبه وجعل يقول هلم فاقتلوني فلقد أصابت أمي اسمي إذن إذ سمتني سعدا وأقبل الأشتر فنهاهم وقال يا عباد الله اتخذتم أصحاب محمد بدنا وخرج سعد يدعو ويقول اللهم إني فررت بديني من مكة إلى المدينة وأنا أفر من المدينة إلى مكة
1972 - حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا الفضل بن لاحق عن أبي بكر بن حفص عن سليمان بن عبد الملك قال حدثني رجل من تدمر وهي قبيلة من اليمن قال بينما أنا أسير بين مكة والمدينة إذا أنا بركب يسيرون بين أيديهم راكب فدنوت فسلمت عليهم فقلت من هذا قالوا سعد بن مالك فنهرت دابتي فدنوت منه فسلمت عليه وقلت ماذا تصنع قال أتعجب كنت رجلا من أهل مكة بها مولدي وداري ومالي فلم أزل بها حتى بعث الله نبيه & فاتبعته وآمنت به فمكثت بها ما شاء الله أن أمكث ثم خرجت منها فراراً بديني إلى المدينة فلم أزل بها حتى جمع الله لي بها أهلاً ومالاً وأنا اليوم فار بديني من المدينة إلى مكة كما فررت بديني من مكة إلى المدينة
1973 - حدثنا أبو عاصم قال حدثنا سعدان بن بشر قال حدثنا أبو محمد الأنصاري قال شهدت عثمان رضي الله عنه وهو يقتل بالدار والحسن بن علي رضي الله عنهما وهو يضارب عنه حتى جرح فرفع من بني زمعة جريحا
1974 - حدثنا علي بن الجعد والأصمعي قالا حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا كنانة مولى صفية قال كنت فيمن يحمل الحسين بن علي رضي الله عنهما جريحا من دار عثمان رضي الله عنه
1975 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد عن إسماعيل بن عياش عن عطاء بن عجلان عن عاصم بن سليمان قال قام الحسن بن علي رضي الله عنهما بعد ما قتل عثمان رضي الله عنه فقال لهم يعني لقتلة عثمان رضي الله عنه لا مرحبا بالوجوه ولا أهلا مشائم هذه الأمة من فتق فيها الفتق لعظيم أما والله لولا عزمة أمير المؤمنين علينا لكان الرأي فيكم ثابتا
____________________
(2/199)
1976 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثني بعض أصحابنا قالوا جاء قوم يطلبونا عليا بعد قتل عثمان رضي الله عنه فلم يجدوه فسألوا الحسن بن علي رضي الله عنهما أين أمير المؤمنين قال في حش كوكب رحمة الله عليه يعني عثمان رضي الله عنه
1977 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا الهذيل بن بلال عن أبي الجحاف عن عبد الله بن الزراد أن رجلا حدثه أنه كان مع الحسن بن علي رضي الله عنه في الحمام ورجلين آخرين وعلى الحسن رضي الله عنه التورة وقد وضع يده على الحائط فتنفس فقال لعن الله قتلة عثمان فقال رجل أما إنهم يزعمون أن عليا قتله فقال قتله من قتله لعن الله قتلة عثمان ثم قال قال علي أنا وعثمان وطلحة والزبير كما قال الله ! ( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ) ! الحجر 47
1978 - حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد العزيز بن عمران عن يحيى بن عمرو عن أبيه قال . . . . . . عثمان ثم انصرف فوجدت علي بن أبي طالب واقفا على باب داره فقيل . . . . . . . . .
1979 - حدثنا . . . . . . . . . حدثنا علي بن محمد عن عامر بن حفص عن أشياخ من أهل البصرة أنهم خرجوا إلى عثمان رضي الله عنه وعليهم حكيم بن جبلة وفيهم سدوس بن عيسى ورجل من بني ضبيعة يقال له ملك كان حكيم ومالك ممن دخل عليه فأصابه
1980 - حدثنا عثمان بن عبد الوهاب بن عبد المجيد قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال سمع عثمان رضي الله عنه أن وفدا من أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم فكان في قرية له خارجا من المدينة أو كما قال فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه أراه قال وكره أن يقدموا عليه المدينة فأتوه فقالوا ادع بالمصحف فدعا بالمصحف فقالوا له افتتح السابعة قال وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأها حتى أتى على هذه الآية ! ( قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون ) ! يونس 59 قالوا له قف أرأيت ما حميت من الحمى الله أذن لك به أم على الله
____________________
(2/200)
تفتري قال أمضه نزلت في كذا وكذا وأما الحمى فإن عمر رضي الله عنه حمى حمى قبل لإبل الصدقة فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زادت أمضه قال فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول أمضه نزلت في كذا وكذا قال والذي يلي كلام عثمان يومئذ في سنك قال أبو نضرة قال قال لي أبو سعيد وأنا في سنك يومئذ قال ولم يخرج وجهي يومئذ قال ولا أدري لعله قال مرة أخرى وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج فقال أستغفر الله وأتوب إليه وقال لهم ما تريدون فأخذوا ميثاقه قال وأحسبه قال وكتبوا عليه شرطا وأخذ عليهم ألا يشقوا عصى ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم أو كما أخذوا عليه قال فقال لهم وما تريدون قالوا تريد ألا يأخذ أهل المدينة عطاء قال إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد & قال فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين فقال فخطب فقال إني والله ما رأيت وفدا في الأرض هم خير لحوباتي من هذا الوفد الذين قدموا علي ألا من كان له زرع فليحق بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما هذا المال لمن قاتل عليه ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد & قال فغضب الناس وقالوا هذا مكر بني أمية قال ثم رجع الوفد المصريون راضين
1981 - حدثنا أبو مطرف بن أبي الوزير قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال حدثنا جابر رضي الله عنه قال بعثنا عثمان رضي الله عنه خمسين راكبا أميرنا محمد بن مسلمة فكلم أهل مصر فإذا رجل في عنقه مصحف متقلد سيفا تذرف عيناه فقال إن هذا يأمرنا أن نضرب بهذا على ما في هذا فقال محمد اجلس فنحن ضربنا بهذا على ما في هذا قبل أن تولد فلم يزل يكلمهم حتى رجعوا قال جابر فسمعت رجلا يقول أما والله ليوشك أن يرجع قال عمرو فسمعت جابرا يقول فزعموا أنهم وجدوا كتابا إلى ابن أبي سرح فالله أعلم
1982 - حدثنا سليمان بن أيوب صاحبه الكرا . . . . . . . . . حدثنا أبو عوانة عن المغيرة بن زياد الموصلي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال لما أقبل الركب من مصر دعاني عثمان بن عفان فقال يا جابر إلق هؤلاء الركب قال قلت يا أمير المؤمنين فأصنع ماذا قال أعطهم علي الحق وأن أرجع عن كل شيء كرهته الأمة قال قلت وأعطيهم على ذلك عهدا وميثاقا قال نعم قلت على أن ترد
____________________
(2/201)
كل منفي وتعطي كل محروم ويقام كتاب الله وسنة نبيه قال فركبت فلقيت القوم سحرا ذي خشب فسلمت عليهم فردوا السلام وقالوا من الرجل قلت جابر بن عبد الله الأنصاري قالوا مرحبا مرحبا بصاحب رسول الله & قلت ما جاء بكم أيها القوم فانبرى إلي منهم فتى أمرد فاستخرج المصحف ثم سل السيف فقال جئنا نضرب بهذا على ما في هذا قال جابر رضي الله عنه فقلت نحن ضربنا به على ما فيه قبل أن تولد بيننا وبينكم كتاب الله قال فنزلنا فنشرنا المصحف نتجادل بالقرآن حتى أصبحنا قال أبو الزبير سمعت عمرو بن ميمون الأنصاري ذكر أنهم تجادلوا بالقرآن حتى أرمضتهم حجارة الجبل يرمون بها حتى تحولوا إلى مكان تباعدوا فيه من الجبل قال فقال جابر رضي الله عنه اصطلحنا على الحق على أن نرد كل منفي ونعطي كل محروم ونعمل بكتاب الله وسنة نبيه & في العامة قال فرد عنهم لينصرفوا فقالوا بل نأتي أمير المؤمنين فنسلم عليه ونستل سخيمته ونأتي ما سره قلت فعلى بركة الله فرجعت بسببهم إلى أمير المؤمنين فقال ما وراءك يا جابر قلت خير يا أمير المؤمنين أعطيتهم الذي أمرتني فرضوا وأرادوا الرجوع ثم إنهم بدا لهم أن يسلموا عليك ويستلوا سخيمة إن كانت في نفسك قال فدخلوا على أمير المؤمنين فسلموا عليه ومكثوا ثلاثة أيام بالمدينة ثم انصرف القوم
1983 - حدثنا علي بن محمد عن يزيد بن عياض عن الوليد بن سعيد عن عروة بن الزبير قال قدم المصريون فلقوا عثمان رضي الله عنه فقال ما الذي تنقمون قالوا تمزيق المصاحف قال إلى الناس لما اختلفوا في القراءة خشي عمر رضي الله عنه الفتنة فقال من أعرب الناس فقالوا سعيد بن العاص قال فمن أخطهم قالوا زيد بن ثابت فأمر بمصحف فكتب بإعراب سعيد وخط زيد فجمع الناس ثم قرأه عليهم الموسم فلما كان حديثا كتب إلي حذيفة إن الرجل يلقى الرجل فيقول قرآني أفضل من قرآنك حتى يكاد أحدهما يكفر صاحبه فلما رأيت ذلك أمرت الناس بقراءة المصحف الذي كتبه عمر رضي الله عنه وهو هذا المصحف وأمرتهم بترك ما سواه وما صنع الله بكم خير مما أردتم لأنفسكم وما تنقمون قالوا حميت الحمى وذكروا أهل البوادي وما يلقون من نعم الصدقة فقال إن وجدتم فيه بعيرا لآل أبي العاص فهو لكم وما تنقمون أيضا قالوا تعطيل الحدود قال وأي حد عطلت ما وجب حد على أحد إلا أقمته عليه وأنا أستغفر الله من كل ذنب وأتوب إليه فاتقوا الله ولا تكونوا كالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا أذكركم الله أن تلقوا غدا محمدا & ولستم منه في شيء
____________________
(2/202)
1984 - حدثنا قريش بن أنس عن ابن عون قال لما قدم المصريون على عثمان رضي الله عنه أرسل إلى أصحاب النبي & فاستشارهم فقام ابن عمر رضي الله عنه فقال صحبت رسول الله & فلا أعلم ظل يوما أو بات ليلة إلا وهو عني راض وصحبت أبا بكر رضي الله عنه فكذلك وصحبت أبي فكذلك وقد رأيت لك يا أمير المؤمنين من الطاعة ما رأيت لهم قال جزاكم الله خيرا آل عمر لست عن هذا أسألك إنما أسألك عن هؤلاء القوم ما تقول فيهم قال أرسل إليهم فادعهم إلى كتاب الله فإن قبلوا فهو خير لهم وإن أبوا فهو خير لك وشر لهم قال فأرسل إليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورجلا آخر فشادوه فشادهم فشادوه فشادهم فشادوه فشادهم فقال رجل رسول أمير المؤمنين وابن عم رسول الله & يعرض عليكم كتاب الله قال فأصلح علي بينهم وكتبوا كتابا اشترطوا فيه خمسا أن المنفي يقلب وأن المحروم يعطى وأن الفيء يوفر وأن يعدل في القسم وأن يستعمل أولو القوة والأمانة قال واشترطوا شيئين لم يكتبوهما في الكتاب وأن يستعمل الأشعري على الكوفة وأن يرد ابن عامر على عمله بالبصرة فإنهم به راضون قال فذهبوا
1985 - حدثنا صلت بن مسعود قال حدثنا أحمد بن شبويه عن سليمان بن صالح عن عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم قال سمعت محمد بن سيرين يحدث قال لما قدم أهل مصر على عثمان رضي الله عنه قال المغيرة بن شعبة إن القوم تفرقوا في الدور فليس أمرهم بشيء وإن نزلوا زمزمة واحدة فأمرهم سديد قال فنزلوا زمزمة واحدة فقال دعني فلاتهم قال فأتاهم المغيرة فلما رأوه قالوا إليك عنا يا أعور ثقيف فرجع إليه فأخبره بذلك فدعا علي بن أبي طالب فقال آت هؤلاء فأعطهم كتاب الله فأتاهم علي رضي الله عنه فعرض عليهم فأبوا عليه فانصرف عنهم فقال القوم أتاكم ابن عم نبيكم فعرض عليكم كتاب الله فرددتموه فبعثوا إلى علي رضي الله عنه فدعوه وقبلوا ما أعطاهم واشترطوا أشياء قال ابن عون عن ابن سيرين فمنها أشياء كتبوها في كتابهم ومنها أشياء لم يكتبوها
1986 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا سعيد بن يزيد قال حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى ابن أسيد قال لما قدم المصريون على
____________________
(2/203)
عثمان رضي الله عنه اجتمعوا إلى حجرة وجئنا فجعلنا ننظر إليهم من خلل الحجرة فما سألوه شيئا إلا خرج منه فقالوا أغلقت باب الهجرة وحميت الحمى قال إن عمر رضي الله عنه حمى الحمى للصدقة وإنها كثرت وزادت فزدت في الحمى على قدر ما زادت الصدقة وأما قولكم أغلقت باب الهجرة فإني لم أكن أرى هذا المال إلا لمن جاهد عليه فمن شاء فليهاجر ومن شاء فليجلس ثم قال ويحكم لا تزكوا أنفسكم ولا تهلكوا أمتكم فرجع القوم راضين
1987 - حدثنا علي بن محمد عن أبي مخنف عن محمد بن يوسف عن عبد الرحمن بن جندب قال قال عثمان رضي الله عنه لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما ما ترى في هؤلاء القوم قال تدعوهم إلى كتاب الله فإن أجابوك كان خيرا لهم وإن أبوا كان خيرا لك وشرا لهم وابعث عليا فإنه لا يردهم عنك غيره قال جزاكم الله خير آل عمر فإنكم طالما نصحتم الإسلام وأهله فأرسل إلى علي رضي الله عنه فقال إيت هؤلاء القوم فأعطهم ما يسألونك قال قال واضمن ذلك عليك قال نعم فأتاهم علي رضي الله عنه فبهشوا إليه فقال علي رضي الله عنه تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم قالوا فتضمن لنا قال نعم فأقبل معه ثلاثون من وجوههم فدخلوا على عثمان رضي الله عنه فأرضاهم وكتبوا بينهم كتابا من عبد الله عثمان أمير المؤمنين لمن تقم عليه وإن لكم العمل بكتاب الله وإن المحروم يعطى والمنفي يرد ولا يجمر المبعوث ولا تحمى الحمى شهد علي وطلحة والزبير وسعد وعبد الله بن عمر وسهل بن حنيف وأبو أيوب وزيد بن ثابت ثم انصرفوا إلى بلادهم راضين ( حركة أهل الكوفة ومسيرهم إلى عثمان رضي الله عنه )
1988 - حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر قال بلغ عثمان رضي الله عنه أن ناسا من أهل الكوفة يقعون فيه ويقولون فيه الباطل فكتب إليهم إنه بلغني عنكم أمر لا يحل لكم فمن كان منكم قال ما لا يحل له فليقيد نفسه قال فقيد أولئك أنفسهم فكان في الحي رجل منهم يقال له النعمان بن فلان أو فلان بن النعمان يحضر الصلاة مقيدا شهرا فكتب إليهم عثمان رضي الله عنه أن حلوا أنفسكم يغفر الله لي ولكم
____________________
(2/204)
1989 - حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن ابن عيينة عن بعض أصحابه قال كتب عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى أهل الكوفة من كان له قبلي حق فليقدم فليأخذ بحقه أو تصدقوا فإن الله يجزي المتصدقين فلم أر يوما أكثر شيخا باكيا من يومئذ
1990 - حدثنا علي بن محمد عن أبي محنف عن عبيد بن محصن عن أبيه قال كتب سعيد بن العاص إلى عثمان رضي الله عنه إن قبلي قوما يدعون القراء وهم سفهاء وثبوا على صاحب شرطتي فضربوه ظالمين له وشتموني واستخفوا بحقي منهم عمرو بن زرارة وكميل بن زياد ومالك بن الحارث وحرقوص بن زهير وشريح بن أوفى ويزيد بن مكنف وزيد وصعصعة ابنا صوحان وجندب بن زهير فكتب عثمان رضي الله عنه إلى الذين سماهم أن يأتوا الشام ويغزوا مغازيهم وكتب إلى سعيد إني قد كفيتك مؤونتهم فأقرئهم كتابي فإنهم لا يخالفون إن شاء الله وعليك بتقوى الله وحسن السيرة فأقرأهم سعيد الكتاب فشخصوا إلى دمشق فأكرمهم معاوية وقال لهم إنكم قدمتم بلدا لا يعرف أهله إلا الطاعة فلا تجادلوهم فتدخلوا الشك قلوبهم فقال عمرو بن زرارة والأشتر إن الله قد أخذ على العلماء موثقاً أن يبينوا علمهم للناس فإن سألنا سائل عن شيء نعلمه لم نكتمه فقال معاوية قد خفت أن تكونوا مرصدين للفتنة فاتقوا الله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا فيه فحبسهما معاوية رضي الله عنه فقال له زيد بن صوحان ما هذا إن الذين أشخصونا إليك من بلادنا لم يعجزوا عن حبسنا لو أرادوا ذلك فإن كنا ظالمين فنستغفر الله ونتوب إليه وإن كنا مظلومين فنسأل الله العافية فقال معاوية رضي الله عنه إني لأحسبك أمرأ صالحا فإن شئت أذنت لك أن تأتي مصرك وكتبت إلى أمير المؤمنين أعلمه إذني لك فقال أخشى أن تأذن لي وتكب إلى سعيد فلما أراد الشخوص كلمه في الأشتر وعمرو بن زرارة فأخرجهما فأقاموا لا يرون أمرا يكرهونه وبلغ معاوية أن قوما يأتونهم فأشخصهم إلى حمص فكانوا بها حتى اعتزم أهل الكوفة على إخراج سعيد فكتبوا إليهم فقدموا
1991 - حدثنا علي عن عبد الأعلى بن سليمان العبدي عن يونس بن أبي إسحاق الهمذاني قال كتب ناس من وجوه أهل الكوفة ونساكهم منهم معقل بن قيس الرياحي ومالك بن حبيب وعبد الله بن الطفيل العامري وزياد بن حفص التميمي ويزيد بن قيس الأرحبي وحجر بن عدي الكندي وعمرو بن الحمق الخزاعي وسليمان بن صرد
____________________
(2/205)
وزيد بن حصن الطائي وكعب بن عبدة النهدي إلى عثمان ولم يسم أحد نفسه في الكتاب إلا كعب أن سعيد بن العاص كثر عندك على قوم من أهل الفضل والدين فحملك من أمرهم على ما لا يحل وإنا نذكرك الله في أمة محمد فإنك قد بسطت يدك فيها وحملت بني أبيك على رقابها وقد خفنا أن يكون فساد هذه الأمة على يديك فإن لك ناصرا ظالما وناقما عليك مظلوما فمتى نقم عليك الناقم ونصرك الظالم تباين الفريقان واختلفت الكلمة فاتق الله فإنك أميرنا ما أطعت الله واستقمت وبعثوا بالكتاب مع أبي ربيعة العنزي فقال له عثمان رضي الله عنه من كتب هذا الكتاب قال صلحاء أهل المصر قال سمهم لي قال ما أسمي لك إلا من سمى نفسه فكتب عثمان رضي الله عنه إلى سعيد انظر ابن ذي الحبكة فاضربه عشرين سوطا وحول ديوانه إلى الري فضربه سعيد عشرين سوطا وسبره إلى جبل دنباوند فقال كعب بن عبدة ( أترجوا اعتذاري يا ابن أروى ورجعتي ** عن الحق قدما غال حلمك غول ) ( وإن دعائي كل يوم وليلة ** عليك لما أسديته لطويل ) ( وإن اغترابي في البلاد وجفوتي ** وشمتي في ذات الإله قليل ) فبلغ عثمان رضي الله عنه الشعر فكتب إلى سعيد قد خفت أن أكون قد احتملت في ابن ذي الحبكة حوبة فسرح إليه من يقدم به إليك ثم احمله إلي فبعث سعيد بكير بن حمران الأحمري وهو الذي كان ذهب به فرده ثم أشخصه إلى عثمان رضي الله عنه فقال له عثمان رضي الله عنه يا أخا بني نهد والله لئن كان لكم علي حق إن لي عليكم لحقا وقد كانت مني طيرة فكتبت إلى سعيد آمره أن يضربك عشرين سوطا وأنا أستغفر الله فإن شئت تقتص فاقتص قال اقتص فنزع عثمان رضي الله عنه قميصه وقعد بين يديه وأعطاه السوط فقال قد عفوت يا أمير المؤمنين وتركت ذلك الله فلما قدم الكوفة لامه . . . . . . . . . قومه وقالوا ما منعك أن تقتص قال سبحان الله والي المسلمين أقاد من نفسه ولو شاء لم يفعل اقتص منه عند توبته ما كنت لأفعل
1992 - حدثنا أبو نعيم قال حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن تبيع قال تجهز ناس من بني عبس إلى عثمان رضي الله عنه ليقاتلوه فقال حذيفة ما سعى قوم ليذلوا سلطان الله في الأرض إلا أذلهم الله في الدنيا قبل أن يموتوا
____________________
(2/206)
1993 - حدثنا أبو عاصم النبيل قال حدثنا كثير بن كثير رجل من بني تميم لم يكن في ذلك العصر رجل خير منه قال حدثني ربعي بن خراس أنه انطلق إلى حذيفة رضي الله عنه وذلك زمان خرج الناس إلى عثمان رضي الله عنه فقال يا ربعي أخبرني عن قومك هل خرج منهم أحد قال نعم فسمى له نفرا فقال إني سمعت رسول الله & يقول من خرج من الجماعة قال أبو عاصم مرة مستذلا للإمارة وقال مرة فاستذل الإمارة لقي الله يوم القيامة لا وجه له
1994 - حدثنا حيان بن بشر عن يحيى بن آدم قال حدثنا حفص عن إسماعيل بن أبي خالد عن زياد بن علاقة قال أراد الناس أن يخرجوا إلى عثمان رضي الله عنه حين أنكروه فجاءت بنو عبس إلى حذيفة فقال لا تفعلوا فإني سمعت رسول الله & يقول إن أول عصابة تسير إلى سلطان لتذله لا يكون لهم يوم القيامة وزن
1995 - حدثنا علي بن محمد عن أبي اليمان الحذيفي عن أبيه أو عمن حدثه عن سعد بن حذيفة قال سار أهل الكوفة إلى عثمان رضي الله عنه فقال حذيفة أما إنهم إن تناولوا محجما من دم ثار الشر بينهم فاستبدلوا بذلك أضغانا وأهواء متفرقة وذلا إلى يوم القيامة فإن كان فعله لله رضى فسيستحلبون به لبنا وإن لم يكن لله رضي فسيستحلبون به دما
1996 - حدثنا علي عن إسرائيل بن قادم قاضي المدائن عن عبد الله بن حسن قال قدم نهارة النخعي أبو عمرو بن زرارة على رسول الله & في وفد النخع فقال يا رسول الله إني رأيت في طريق رؤيا هالتني قال ما هي قال رأيت أتانا خلفتها في أهلي ولدت جديا أسفع أحوى ورأيت نارا خرجت من الأرض فحالت بيني وبين ابن لي يقال له عمرو وهي تقول لظى لظى بصير وأعمى فقال النبي & هل خلفت في أهلك أمة مسرة حملا قال نعم قال فقد ولدت غلاما وهو ابنك قال فما باله أسفع أحوى أدن مني أبك برص تكتمه قال والذي بعثك بالحق ما علمه أحد قبلك قال فهو ذلك وأما النار فإنها فتنة تكون بعدي قال وما الفتنة قال يقتل الناس
____________________
(2/207)
إمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطباق الرأس وخالف بين أصابعه دم المؤمن أحل من الماء يحسب المسيء أنه محسن إن مت أدركت ابنك وإن مات ابنك أدركتك قال فادع الله ألا تدركني فدعا له قال أبو الحسن عن أشياخه وزاد فيه ورأيت النعمان بن المنذر عليه قرطان ودملوجان ومسكتان قال ذلك ملك العرب يصير إلى أفضل زينته وبهجته قال يا رسول الله ورأيت عجوزا شمطاء خرجت من الأرض قال تلك فتنة الدنيا
1997 - حدثنا علي عن أبي إسماعيل الهمذاني عن الكلبي عن كميل بن زياد النخعي قال أول من دعا إلى خلع عثمان رضي الله عنه عمرو بن زرارة
1998 - حدثنا علي عن سلمة بن محارب عن عوف الأعرابي قال قدم عبد الله بن عامر من المدينة حين رد عثمان رضي الله عنه عماله إلى أمصارهم فكان لبن الجناح مترددا مر برجل يحرش بين الأشراف فأجرى الخيل فسبقه حكيم بن جبلة فغضب فأخذ خيلا كانت له بفارس فغضب حكيم فجعل يعيب عثمان ورزق ابن عامر الناس طعاما أصابته السماء فتغير فحمله قوم إلى عثمان وشكوا ابن عامر فلم يعرض له فتغير الناس لعثمان رضي الله عنه وقالوا عزل أبا موسى وولى ابن عامر
1999 - حدثنا علي عن عامر بن حفص عن أشياخه أن نفرا من أهل البصرة خرجوا إلى عثمان رضي الله عنه عليهم حكيم بن جبلة وفيهم سدوس بن عبس ورجل من بني ضبيعة يقال له مالك
____________________
(2/208)
( رجوع أهل مصر بعد شخوصهم )
2000 - حدثنا سليمان بن أيوب قال حدثنا أبو عوانة عن المغيرة بن زياد الموصلي عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال انصرف المصريون فلما أتوا على ذي المروة إذا هم بمولى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه باسط سفرته عليها طعام فدعا القوم إليها فنزل بعض وسار بعض وكان المولى من صوافي أهل المدينة فإذا على السفرة شنة بالية فيها رأس طومار فنظروا إلى الطومار فقالوا ما في هذا الكتاب فحلف بالله ما أدري ما فيه فنظروا فيه فإذا هم بكتاب من عثمان رضي الله عنه إلى عامله على مصر إذا أتاك القوم فافعل وافعل فأخذوا الطومار وقالوا الحمد لله الذي أظهر نيته وأظهر منه ما كان يخفي إرجعوا أيها القوم فرجعوا فأحاطوا بالدار وائتمروا بقتله وذكروا الكتاب فقال شيعة علي رضي الله عنه هو عمل عثمان وقال شيعة عثمان رضي الله عنه هو عمل علي وأصحابه قال فأرسل علي رضي الله عنه إليه إن معي خمسمائة دارع فأذن لي فأمنعك من القوم فإنك لم تحدث شيئا بعد التوبة يستحل بها دمك فقال جزيت خيرا ما أحب أن يهراق دم بسببي قال وأرسل إليه الزبير بن العوام رضي الله عنه بمثلها فقال ما أحب أن يهراق دم في سببي
2001 - حدثنا عثمان بن عبد الوهاب قال حدثنا معمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى ابن أسيد قال رجع المصريون راضين فبينما هم بالطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ثم يفارقهم ويسبقهم فقالوا له ما لك إن لك لأمرا ما شأنك ففال أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان رضي الله عنه عليه خاتمه إلى عامله أن يقتلهم أو يصلبهم أو يقطع أيديهم وأرجلهم فأقبلوا حتى أتوا المدينة فأتوا عليا رضي الله عنه فقالوا له أم تر إلى عدو الله إنه كتب فينا بكذا وكذا وإن الله قد أحل دمه قم معنا إليه قال لا والله ما أقوم معكم قالوا فلم كتبت إلينا قال لا والله ما كتبت إليكم بكتاب قط قال فنظر بعضهم إلى بعض ثم قال بعضهم لبعض ألهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون قال فانطلق فخرج من المدينة إلى قرية وانطلقوا حتى دخلوا على عثمان رضي الله عنه فقالوا كتبت فينا بكذا وكذا قال إنما هما اثنتان أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت ولا
____________________
(2/209)
أمليت ولا علمت وقال قد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم فقالوا قد والله أحل الله دمك ونقض العهد والميثاق
2002 - حدثنا علي بن محمد عن أبي مخنف عن محمد بن يوسف عن عبد الرحمن بن جندب قال رجعوا راضين فلما كانوا بأيلة لحقهم غلام لعثمان رضي الله عنه يقال له يحنة فقالوا من أنت قال غلام لعثمان قالوا أين تريد قال مصر فاستنزلوه فلم يجدوا معه شيئا من متاعه فقال كنانة بن بشر انظروا في إداوته فنظروا في الإداوة فإذا فيها قارورة قد شد رأسها بأدم فيها كتاب عليه خاتم من رصاص فقرأوا الكتاب فإذا هو من عثمان إلى ابن أبي سرح إذا قدم عليك أهل مصر فاقتل عبد الرحمن بن عديس واصلبه واقطع يد عروة بن شييم وأبي عمرو بن بديل بن ورقاء وكنانة بن بشر فأخذوا الكتاب ورجعوا إلى المدينة ومعهم غلام عثمان فأتوا عليا فقالوا إنك ضمنت لنا ضمانا وكتبت بيننا وبين هذا الرجل كتابا ثم تعقبنا بما ترى وانطلق علي رضي الله عنه بالكتاب إلى عثمان فقال عثمان والله ما كتبته ولا أمرت به ولا علمته ولا سرحت رسولي قال فمن تتهم قال ما أبرئ أحدا وإن للناس تحيلا فقالت بنو أمية لعلي رضي الله عنه أنت قد صنعت هذا بنا وألبت الناس علينا قال والله ما فعلت وقد ترون من يصنعه
2003 - حدثنا إسحاق بن إدريس قال حدثنا حماد بن زيد عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن سعيد مولى ابن أسيد قال رجع القوم راضين حتى إذا كنا بذي الحليفة إذا رجل على راحلة لعثمان رضي الله عنه فقالوا ما جاء بهذا إلا أمر ففتشوه فإذا كتاب إلى عامله أن يضرب أعناقهم فرجعوا فشتموه وأخرجوا الكتاب وقالوا هذا كتاب كاتبك فقال كاتبي يكتب ما شاء قالوا فهذا خاتمك قال خاتمي في يد كاتبي قالوا هذه راحلتك قال راحلتي يركبها من شاء قالوا فهذا غلامك قال غلامي يذهب حيث شاء ثم قال أي قوم ارجعوا فوالله ما كتبتها ولا أمليتها فقال الأشتر أي قوم والله إني لأسمع حلف رجل قم مكر به فيكم فقال له رجل انتفخ سحرك يا أشتر أو يا مالك قال فأقاموا حتى قتلوه
____________________
(2/210)
2004 - حدثنا علي بن محمد عن بشير عن عاصم عن ابن أبي ليلى قال قدم أهل مصر على عثمان رضي الله عنه وقد نقموا عليه أشياء فأعتبهم فرجعوا راضين فلحقهم غلام لعثمان في الطريق معه كتاب إلى ابن أبي سرح يأمره فيه بقتلهم فأخذوه ثم رجعوا إلى المدينة وبلغ أهل مصر فأخرجوا ابن أبي سرح من مصر فألحقوه بفلسطين وبلغ أهل الكوفة رجوع أهل مصر الثانية فخرج الأشتر في مائتين من أهل الكوفة وبلغ أهل البصرة فخرج حكيم بن جبلة في مائة فتوافوا بالمدينة فحصروا عثمان رضي الله عنه
2005 - حدثنا علي بن محمد عن أبي أيوب عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول قال أصاب المصريون غلاما لعثمان رضي الله عنه يقال له وريس على جمل لعثمان فأخذوه ومعه كتاب إلى ابن أبي سرح فاحتبسوا الغلام وكتبوا إلى أهل مصر يخبرونهم أنهم يريدون الرجعة إلى المدينة ويأمرونهم بإخراج ابن أبي سرح فأخرجوه إلى فلسطين وسار الآخرون إلى المدينة فأتوا عثمان رضي الله عنه بالكتاب فحلف بالله ما كتبه ولا أمر به فلم يصدقوه وحصروه أربعين يوما
2006 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال أنبأنا عبد الله بن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أي حبيب قال كان عبد الله بن سعد القرشي أمره عثمان رضي الله عنه على مصر فخرج إلى عثمان رضي الله عنه وافدا حين تكلم الناس في عثمان رضي الله عنه فقام الخارجة الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه من أهل مصر وابن سعد عنده فكان ابن أبي حذيفة قد انتزى بمصر بعد ابن سعد فخلع حليفة ابن سعد واستولى على مصر فبعث عثمان رضي الله عنه عبد الله بن سعد إلى مصر وقال أرضهم فإنهم جندك فلما بلغ جسر القلزم وجد بها خيلا لابن أبي حذيفة فمنعوه أن يدخل فقال ويحكم دعوني أدخل على جندي فأعلمهم ما جئتهم به فإني قد جئتهم بخير فأبوا أن يدعوه فقال والله لوددت أني دخلت عليهم فأعلمتهم ما جئت به ثم مت فانصرف إلى عسقلان وكره أن يرجع إلى عثمان رضي الله عنه وقتل عثمان رضي الله عنه وهو بعسقلان ونزا معاوية رضي الله عنه لأهل الشام فكره ابن سعد أن يبايع معاوية وقال ما كنت لأبايع رجلا أعرف أنه يهوى قتل عثمان رضي الله عنه قال فمرض ابن سعد عند ذلك فلما كانت الليلة التي توفي فيها جعل يقول لابن عمه عند الصبح يا هشام بن كنانة قم فانظر هل أصبحنا بعد فخرج هشام فنظر ثم رجع إليه فقال لم نصبح فجعل ابن سعد يقول اللهم اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح يا هشام قم فانظر هل أصبحت فخرج فنظر فقال له كأني أرى الصبح فصلى الصبح ثم مال فمات قال يزيد كان ابن أبي حذيفة ربما كتب الكتاب على
____________________
(2/211)
لسان أمهات المؤمنين من التحريض على عثمان ويبعث به مع الرجل فيأتي ذلك الرجل بعد أيام وعليه هيئة السفر فيأخذ ابن أبي حذيفة منه الكتاب فيقرأه على الناس فكان يحرض بذلك على عثمان رضي الله عنه
2007 - حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حصين بن نمير أبو محصن قال حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال حدثني جهيم قال بينا هم في بعض الطريق إذ مر بهم راكب فاتهموه ففتشوه فوجدوا معه كتابا في إداوة إلى عامله أن خذ فلانا وفلانا فاضرب أعناقهم فرجعوا فبدأوا بعلي رضي الله عنه فسألوه فجاء معهم إلى عثمان رضي الله عنه فقالوا هذا كتابك وهذا خاتمك قال واله ما كتبت ولا أمرت ولا علمت قالوا فمن يكن قال أبو محصن تتهم قال أظن كاتبي غدر أو أظنك به يا علي قال علي فلم تظنني قال لأنك مطاع في القوم فلم تردهم عني قال فأتى القوم وألخوا عليه حتى حصروه
2008 - حدثنا عمرو بن الحباب قال حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال لما كان من أمر عثمان رضي الله عنه ما كان قدم قوم من مصر معهم صحيفة صغيرة الطي فأتوا عليا رضي الله عنه فقالوا إن هذا الرجل قد غير وبدل ولم يسر مسيرة صاحبيه وكتب هذا الكتاب إلى عامله بمصر أن خذ مال فلان واقتل فلانا وسير فلانا فأخذ علي الصحيفة فأدخلها على عثمان فقال أتعرف هذا الكتاب فقال إني لأعرف الخاتم فقال اكسرها فكسرها فلما قرأها قال لعن الله من كتبه ومن أملاه فقال له علي رضي الله عنه أتتهم أحدا من أهل بيتك قال نعم قال من تتهم قال أنت أول من أتهم قال فغضب علي رضي الله عنه فقام وقال والله لا أعينك ولا أعين عليك حتى ألتقي أنا وأنت عند رب العالمين
2009 - حدثنا علي بن محمد عن الوقاص عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه قال رجع أهل مصر إلى المدينة قبل أن يصلوا إلى بلادهم فنزلوا ذا المروة في آخر شوال وبعثوا إلى علي رضي الله عنه إن عثمان رضي الله عنه كان أعتبنا ثم كتب يأمر بقتلنا وبعثوا بالكتاب إلى علي رضي الله عنه فدخل علي رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه بالكتاب فقال ما هذا يا عثمان فقال الخط خط كاتبي والخاتم خاتمي ولا والله ما أمرت ولا علمت قال فمن تتهم قال أتهمك وكاتبي فغضب علي رضي الله عنه وقال والله لا أرد عنك أحدا أبدا
2010 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسى عن أبي لهيعة قال حدثنا يزيد بن أبي حبيب قال كان الركب الذين ساروا إلى عثمان رضي الله عنه فقتلوه من
____________________
(2/212)
أهل مصر ستمائة رجل وكان عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وكان ممن بايع رسول الله & تحت الشجرة
2011 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا . . . . . . عبد الله بن وهب قال حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن عمرو المعافري أنه سمع أبا ثور التميمي قال قدمت على عثمان بن عفان رضي الله عنه فبينما أنا عنده خرجت فإذا أنا بوفد أهل مصر فرجعت إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه فقلت أرى وفد أهل مصر قد رجعوا خمسين عليهم ابن عديس قال كيف رأيتهم قلت رأيت قوما في وجهوهم الشر قال فطلع ابن عديس منبر رسول الله & فخطب الناس وصلى لأهل المدينة الجمعة وقال في خطبته ألا أن ابن مسعود حدثني أنه سمع رسول الله & يقول إن عثمان بن عفان كذا وكذا وتكلم بكلمة أكره ذكرها فدخلت على عثمان رضي الله عنه وهو محصور فحدثته أن ابن عديس صلى بهم فسألني ماذا قال لهم فأخبرته فقال كذب والله ابن عديس ما سمعها من ابن مسعود ولا سمعها ابن مسعود من رسول الله & قط ولقد اختبأت عند ربي عشرا فلولا ما ذكر ما ذكرت إني لرابع أربعة في الإسلام وجهزت جيش العسرة ولقد ائتمني رسول الله & على ابنته ثم توفيت فأنكحني الأخرى والله ما زنيت ولا سرقت في جاهلية ولا إسلام ولا تعنيت ولا تمنيت ولا مسست بيميني فرجي مذ بايعت رسول الله & ولقد جمعت القرآن على عهد رسول الله & ولا مرت بي جمعة إلا وأنا أعتق رقبة مذ أسلمت إلا أن لا أجد في تلك الجمعة ثم أعتق لتلك الجمعة بعد
2012 - حدثنا محمد بن سليمان وأحمد بن منصور الرمادي قالا حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا محمد بن عيسى بن سميع القرشي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب عن الزهري قال قلت لسعيد بن المسيب هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان رضي الله عنه وما كان شأن الناس وشأنه ولم خذله أصحاب محمد & قال قتل
____________________
(2/213)
عثمان رضي الله عنه مظلوما ومن قتله كان ظالما ومن خذله كان معذورا قال قلت وكيف كان ذلك قال إن عثمان رضي الله عنه لما ولي كره ولايته نفر من أصحاب رسول الله & لأن عثمان رضي الله عنه يحب قومه فولي الناس اثنتي عشرة حجة وكان كثيرا مما يولي بني أمية ممن لم يكن له مع رسول الله & صحبة فكان يجيء من أمرائه ما يكره أصحاب رسول الله & فكان يستعتب منهم فلا يعزلهم فلما كان في الست حجج الأواخر استأثر بني عمه فولاهم وأشرك معهم وأمرهم بتقوى الله ولى عبد الله بن أبي سرح مصر فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه وقد كان قبل ذلك من عثمان رضي الله عنه هنات إلى عبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر فكانت هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها لمكان عبد الله بن مسعود وكانت بنو غفار وأحلافها ومن غضب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها وكانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان رضي الله عنه لمكان عمار بن ياسر وجاء أهل مصر يشكون ابن أبي سرح فكتب إليه عثمان رضي الله عنه كتابا يتهدده فيه فأبى أن يقبل ما نهاه عنه عثمان رضي الله عنه وضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر يتظلم منه فقتله فخرج من أهل مصر سبعمائة إلى المدينة فنزلوا المسجد وشكوا إلى أصحاب النبي & في مواقيت الصلاة ما صنع ابن سرح بهم فقام طلحة بن عبيد الله فكلم عثمان رضي الله عنه بكلام شديد وأرسلت إليه عائشة فقالت قد تقدم إليك أصحاب محمد وسألوك عزل هذا الرجل فأبيت إلا واحدة فهذا قد قتل منهم رجلا فاقضهم من عاملك ودخل عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان متكلم القوم فقال إنما سألوك رجلا مكان رجل وقد ادعوا قبله دما فاعزله عنهم واقض بينهم وإن وجب عليه حق فأنصفهم منه فقال لهم اختاروا رجلا أوليه عليكم مكانه فأشار الناس عليهم بمحمد بن أبي بكر فقالوا استعمل علينا محمد بن أبي بكر فكتب عهده وولاه وخرج معه عدة من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بين أهل مصر وبين ابن أبي سرح فخرج محمد ومن كان معه فلما كانوا على مسيرة ثلاث ليال من المدينة إذا هم بغلام أسود على بعير يخبط خبطا كأنه رجل يطلب أو يطلب فقال له أصحاب محمد ما قصتك وما شأنك كأنك هارب أو طالب فقال أنا غلام أمير المؤمنين وجهني على عامل مصر قال له رجل هذا عامل مصر معنا قال ليس هذا أريد وأخبروا بأمره محمد بن أبي بكر فبعث في طلبه رجالا فأخذوه فجاءوا به إليه
____________________
(2/214)
فقال له يا غلام من أنت فأقبل مرة يقول غلام أمير المؤمنين ومرة يقول غلام مروان حتى عرفه رجل أنه لعثمان فقال له محمد إلى من أرسلت قال إلى عامل مصر قال بماذا قال برسالة قال أمعك الكتاب قال لا ففتشوه فلم يجدوا معه كتابا وكانت معه إداوة قد يبست فيها شيء يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخرج فشقوا الإداوة فإذا فيها كتاب من عثمان إلى ابن أبي سرح فجمع محمد من كان معه من المهاجرين والأنصار وغيرهم ثم فك الكتاب بمحضر منهم فإذا فيه إذا أتاك محمد بن أبي بكر وفلان وفلان فاحتل لقتلهم وأبطل كتابه وقر على عملك حتى يأتيك رأي في ذلك واحبس من يجيء إلى يتظلم منك ليأتيك رأي في ذلك إن شاء الله تعالى قال فلما قرأوا الكتاب فزعوا ورجعوا إلى المدينة وختم محمد الكتاب بخواتيم نفر كانوا معه ودفع الكتاب إلى رجل منهم فقدم المدينة فجمعوا طلحة والزبير وعليا وسعدا ومن كان من أصحاب رسول الله & ثم فكوا الكتاب بمحضر منهم وأخبروهم بقصة الغلام وأقرأوهم الكتاب فلم يبق أحد من أهل المدينة إلا حنق على عثمان وزاد ذلك من كان غضب لابن مسعود وأبي ذر وعمار حنقا وغيظا وقام أصحاب محمد فلحقوا بمنازلهم وحاصر الناس عثمان وأجلب عليه محمد بن أبي بكر ببني تميم وغيرهم وأعانه على ذلك طلحة بن عبيد الله وكانت عائشة رضي الله عنها تقبحه كثيرا فلما رأى ذلك علي بعث إلى طلحة والزبير وسعد وعمار ونفر من أصحاب النبي & كلهم بدري ثم دخل على عثمان رضي الله عنه ومعه الكتاب والبعير والغلام فقال له علي هذا الغلام غلامك قال نعم قال فالبعير بعيرك قال نعم قال وأنت كتبت هذا الكتاب قال لا وحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به قال له علي رضي الله عنه فالخاتم خاتمك قال نعم فقال له علي رضي الله عنه كيف يخرج غلامك على بعيرك بكتاب عليه خاتمك لا تعلمه فحلف بالله ما كتبت هذا الكتاب ولا أمرت به ولا وجهت هذا الغلام إلى مصر فأما الخط فعرفوا أنه خط مروان وشكوا في أمر عثمان رضي الله عنه وسألوه أن يدفع إليهم مروان فأبى وكان مروان عنده في الدار فخرج أصحاب محمد & من عنده غضابا وشكوا في أمره وعلموا أنه لا يحلف بباطل إلا أن قوما قالوا لا يبرأ عثمان من قلوبنا إلا أن يدفع إلينا مروان حتى نثخنه ونعرف حال الكتاب فكيف يؤمر بقتل رجل من أصحاب محمد & بغير حق فإن يكن عثمان كتبه عزلناه وإن يكن مروان كتبه على
____________________
(2/215)
لسان عثمان نظرنا ما يكون منا في أمر مروان ولزموا بيوتهم وأبى عثمان أن يخرج إليهم مروان وخشي عليه القتل وحاصر الناس عثمان ومنعوه الماء
2013 - حدثنا حدثنا حيان بن بشر قال حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن المغيرة قال لما رجع أهل مصر عن عثمان رضي الله عنه رأوا راكبا يعارض الطريق فارتابوا فأخذوا ففتشوه فلم يجدوا شيئا فقال رجل منهم لعل حاجتكم في الشنة فنظروا فإذا كتاب إلى ابن أبي سرح فيه إذا قدم عليك فلان وفلان فاضرب أعناقهم فرجعوا فقالوا هذا خاتمك على هذا الكتاب أفهذا من التوبة قال ما كتبته ولا أمرت به وحلف قالوا خاتمك عليه قال خاتمي مع فلان مروان أو حمران قالوا فإنا نتهمك فاخرج عن الولاية حتى نولي غيرك قال أما المال فولوه من شتتم وأما الصلاة فما كنت لأخلع سربالا ألبسنيه الله قالوا لا يستقيم أن يكون رجل على الصلاة وآخر على المال فحصروه حتى قتلوه
2014 - حدثنا معاذ بن شيبة بن عبيدة قال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال كتب عثمان رضي الله عنه في الأمصار حين أرادوا قتله يذكرهم الله ويخبرهم أنه عرض عليهم كتاب الله وسنة نبيه وأنهم ردوا ذلك عليه فقال طال عليهم أجلي فاستعجلوا القدر
2015 - حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسى قال أنبأنا جامع بن صبيح أبو سلمة عن محمد بن إسحاق عن علي بن حسين قال لما حصر عثمان رضي الله عنه في داره وتحوفوا عليه كتب إلى الناس بكتاب يعتذر فيه بعذره بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عثمان أمير المؤمنين والمسلمين سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإني أذكركم الله الذي أنعم عليكم وعلمكم الإسلام وهداكم من الضلالة وأنقذكم من الكفر وأراكم البينات ووسع عليكم من الرزق ونصركم على العدو وأسبغ عليكم نعمه فإن الله يقول وقوله الحق ! ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ! آل عمران 102 إلى قوله ! ( وأولئك لهم عذاب عظيم ) ! آل عمران 105 وقال ! ( يا أيها الذين آمنوا ) ! المائدة 1 إلى قوله ! ( اذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا ) !
____________________
(2/216)
المائدة 7 وقال ! ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة ) ! الحجرات 6 إلى قوله ! ( فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ) ! الحجرات 8 وقال ! ( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ) ! آل عمران 77 وقال ! ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) ! الفتح 10 أما بعد فإن الله رضي لكم السمع والطاعة وجنبكم الفرقة والمعصية والاختلاف ونبأكم أن قد فعلة الذين من قبلكم وتقدم إليكم فيه ليكون له الحجة عليكم إن عصيتموه فاقبلوا نصيحة الله واحذروا عذابه فإنكم لن تجدوا أمة هلكت إلا من بعد أن تختلف ولا يكون لها رأس يجمعها ومتى تفعلوا ذلك لا تقم الصلاة جميعا ويسلط عليكم عدوكم ويستحل بعضكم حرم بعض ومن يفعل ذلك لا يقم دينه وتكونوا شيعا وقد قال الله لرسوله قوله الحق ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) الأنعام 159 إني أوصيكم بما أوصاكم الله وأحذركم عذابه فإن شعيبا قال لقومه ( يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ) هود 89 - 90 وكتب كتاباً آخر بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن أقواما ممن كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس إنما تدعون إلى كتاب الله والحق ولا تريدون الدنيا ولا منازعة فيها فلما عرض عليهم الحق إذا الناس في ذلك شتى منهم آخذ للحق ونازع عنه حين يعطاه ومنهم تارك للحق رغبة في الأمر يريد أن ينتزوه بغير حق وطال عليهم عمري وراث عليهم أملهم في فاستعجلوه القدر وقد كنوا كتبوا إليكم أنهم قد رضوا بالذي أعطيتهم ولا أعلم أني تركت من الذي عاهدت لهم عليهم شيئا وكانوا زعموا يطلبون الحدود فقلت أقيموا علي من علمتم من قريب أو بعيد وقالوا كتاب الله يتلى فقلت ليتله من تلاه غير غال فيه وقالوا المحروم يرزق والمال يوفر وتستن السنة الحسنة ولا تتعد إلى الخمس والصدقة ويؤمر ذوو القوة والأمانة وترد مظالم الناس إلى أهلها فرضيت بذلك فقلت فما تأمرون قالوا تؤمر عمرو بن العاص وعبد الله بن قيس ويقر جنده الراضون وأمره فليصلح أرضه فكل ذلك فعلت وإنه لم يرضهم ذلك فمنعوني الصلاة وحالوا بيني وبين المسجد وانتزوا ما قدروا عليه
____________________
(2/217)
بالمدينة وهم يخيرونني بين إحدى ثلاث إما أن يقيدوني بكل رجل أصيب خطأ أو عمدا أخذت به غير متروك لي منه شيء وإما أن أفتدى بالأمر فأعتزل ويؤمروا آخر وإما أن يرسلوا إلى من أطاعهم من أهل الجنود وأهل المدينة فيتبرأون من الذي جعل الله عليهم من السمع والطاعة فقلت لهم أما إقادة نفسي فقد كان قبلي خلفاء ومن يتول السلطان يخطئ ويصيب فلم يستقد من أحد منهم وقد علمت أنهم يريدون بذلك نفسي وأما أن أتبرأ من الأمر فإن يصلبوني أحب إلي من أن أتبرأ من جند الله وخلافته وأما قولهم أن يرسلوا إلى أمراء الأجناد وأهل المدينة فيتبرأون من طاعتي فلست عليهم بوكيل ولم أكن استكرهتهم من قبل على السمع والطاعة ولكن أتوها طائعين يبتغون مرضاة الله وصلاح الأمة ومن يكن منهم يبتغ الدنيا فليس ينال منها إلا ما كتب الله ومن يكن إنما يريد وجه الله والدار الآخرة وصلاح الأمة وابتغاء السنة الحسنة التي استن رسول الله & والخليفتان من بعده فإنما يجزي بذلك الله فاتقوا الله فمن يرضى بالنكث منكم فإني لا أرضى لكم أن تنكثوا عهدا وأما الذي تخيروني فإنما هو النزع والتأمير فملكت نفسي ومن معي فنظرت حكم الله وتغيير النعمة من الله وكرهت السنة السوء وشقاق الأمة وسفك الدماء وإني أنشدكم الله والإسلام إلا تأخذوا إلا الحق وتعاطوه مني ويرد الفيء على أهله فخذوا ما بيننا بالعدل كما أمركم الله فإني أنشدكم بالله الذي عقد عليكم من العهد والمؤازرة في أمر الله فإن الله يقول وقوله الحق ! ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ) ! الإسراء 34 وإن هذه معذرة إلى الله وإليكم لعلكم تتفكرون أما بعد فإني لا أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم فإن عاقبت أقواما وما أبتغي بذلك إلا الخير فإني أتوب إلى الله من كل عمل عملته وأستغفره إنه لا يغفر الذنوب إلا الله وإن رحمة ربي وسعت كل شيء إنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون وإنه يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وإني أسأل الله أن يغفر لي ولكم وأن يؤلف هذه الأمة على الخير ويكره إليها الشر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المؤمنون والمسلمون
2016 - حدثنا علي بن محمد عن عيسى بن يزيد عن صالح بن كيسان قال كتب عثمان مع نافع بن ظريب إلى أهل مكة فلما كان يوم عرفة وابن عباس واقف قام نافع فقرأ الكتاب أما بعد فإني كتبت إليكم كتابي هذا وأنا محصور لا آكل من الطعام إلا ما يقيمني مخافة أن تفنى ذخيرتي لا أدعى إلى توبة ولا تسمع مني حجة فأنشد الله رجلا
____________________
(2/218)